موسوعة حديث الثقلين المجلد 2

هوية الكتاب

موسوعة حديث الثقلين

القسم الأول

حديث الثقلين في مصنفات الإمامية

من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري

الجزء الثاني

مركز الأبحاث العقائدية

ص: 1

اشارة

مركز الأبحاث العقائدية

إيران - قم المقدسة - صفائية - ممتاز - رقم 34

ص . ب: 3331 / 37185

الهاتف: 77488 (251) (0098)

الفاكس: 774056 (251) (0098)

العراق - النجف الأشرف - شارع الرسول صلی الله علیه و آله وسلم

جنب مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله

ص . ب: 729

الهاتف: 332679 (33) (00964)

• الموقع على الإنترنيت: www.aqaed.com

• البريد الإلكتروني: info@aqaed.com

شابك (ردمك): 1 - 62 - 5213 - 600 - 978 / الدورة 10 أجزاء

شابك (ردمك): 5 - 64 - 5213 - 600 - 978 / ج 2

موسوعة حديث الثقلين

تأليف:

مركز الأبحاث العقائدية

الطبعة الأولى - 2000 نسخة

سنة الطبع: 1431ه

المطبعة: ستارة

* جميع الحقوق محفوظة للمركز *

ص: 2

دليل الكتاب

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن السابع الهجري....5

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن الثامن الهجرى....143

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن التاسع الهجري....229

حديث الثقلين عند الإمامية ، القرن العاشر الهجرى....261

ص: 3

موسوعة حديث الثقلين / تأليف مركز الأبحاث العقائدية . - قم : مركز الأبحاث العقائدية ، 1431 ق . = 1389.

10ج

المفهرسة طبق نظام فيبا.

فهرست المصادر:

المحتوى: ج . 1 ق . 1 - 2 . حديث الثقلين في مصنفات الإمامية من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري . - ج . 2 . حديث الثقلين في مصنفات الزيدية من القرن الثاني إلى القرن العاشر الهجري . ج . 3 . حديث الثقلين في مصنفات الإسماعيلية من القرن الرابع إلى القرن العاشر الهجري.

1 . أحاديث خاصة (ثقلين) - مجموعات . 2 . علي بن أبي طالب علیه السلام (ع)، الإمام الأول، 23 قبل الهجرة - 40 ق . - اثبات الخلافة - أحاديث . 3 . الإمامة - أحاديث . 4 . احاديث خاصة (ثقلين) / يبلو غرافيا . 5 . الشيعة - السيرة والببلوغرافيا. الف. مركز الأبحاث العقائدية.

8م7ث/ B145

297/218

ص: 4

حديث الثقلين عند الامامي الإمامية (الاثني عشرية) القرن السابع الهجري

ص: 5

ص: 6

القرن السابع الهجري

مؤلفات يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي المعروف ب_(ابن البطريق) (ت 600 ه)

(76) کتاب : عمدة عيون صحاح الأخبار

الحديث :

ما يذكره بخصوص قوله صلی الله علیه و آله وسلم : خلفت فيكم الثقلين» و«خلفت فيكم خليفتين :

الأوّل: قال من مسند أحمد بن حنبل وبالإسناد المتقدم (1)، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم ، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : أسمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول : إني تارك فيكم الثقلين؟ قال : نعم (2).

وذكر سنده إلى مسند أحمد في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : طريق رواية (مناقب) أبي عبد الرحمان أحمد بن حنبل [يعني ما رواه من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام علیه السلام ، قال]: أخبرنا السيد الأجل العالم، نقيب النقباء ، الطاهر الأوحد، مجد الدين ،

ص: 7


1- ذكر سنده إلى مسند أحمد في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن
2- عمدة عيون صحاح الأخبار: 113 ح 89 ، فصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 71 و 1 : 703 ح 115 ، وسمّى كتاب ابن البطريق ب_(المناقب) ، والبحار 23 : 113 ح 20 .

فخر الإسلام ، عز الدولة ، تاج الملة ، ذو المناقب مرتضى أمير المؤمنين أبو عبد الله أحمد بن الطاهر الأوحد ، ذي المناقب أبي الحسن علي بن الطاهر الأوحد ، ذي المناقب أبي الغنائم المعمر بن أحمد بن بن عبيد الله الحسيني ، قال : أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي ، عن الشيخ أبي طاهر محمد بن علي ابن يوسف المقري المعروف بابن العلاف، عن أبي بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان بن مالك القطيعي ، عن أبي عبد الرحمن عبد الله أحمد بن حنبل، عن والده أحمد بن حنبل .(1)

الثاني : قال : وبالإسناد ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ابن نمير قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض».

قال ابن نمیر قال بعض أصحابنا : عن الأعمش ، قال : «انظروا كيف تخلفونى فيهما». (2)

وسنده عن أحمد ما تقدم .

الثالث: وبالإسناد المتقدّم ، قال : حدثنا عبد الله أحمد بن حمد بن حنبل عن أبيه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك ، عن الركين، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين

ص: 8


1- عمدة عيون صحاح الاخبار : 59
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 113 ح 90 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1: 691 ح 71 و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 113 ح 21 .

السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض».(1)

وسنده عن أحمد ما تقدّم .

الرابع : قال : ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكراس الثانية من أوّله وبالإسناد المتقدّم (2)، قال : حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعاً ، عن ابن علية ، قال زهير : حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم ، حدثني أبو حيان ، حدثني يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه ، قال حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً : رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الله ، قال : يا ابن أخي، والله لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فما حدّثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام فينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً خطيباً بماء يُدعى خمّاً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثمّ قال : «أما بعد ، ألا أيها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحت على كتاب الله ورغّب فيه ، ثم قال : «وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي . فقال له :حصين ومن أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته»؟

ص: 9


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 114 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1: 691 ح 71 ، و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 114 ح 22
2- ذكر سنده إلى صحيح مسلم في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن .

فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرمت عليهم الصدقة بعده .(1)

وذكر سنده إلى صحيح مسلم في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية صحيح مسلم : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني صدر الجامع بواسط - المقدم ذكره - قال : أخبرنا الشيخ الإمام الشريف نقيب العباسيين بمكة - حرسها الله تعالى - أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الهاشمي في منزله ببغداد في باب العامة في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكة - حرسها الله تعالى - عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ، عن أبي أحمد محمد بن عيسى الجلودي ، عن الفقيه إبراهيم بن محمد بن سفيان ، عن الفقيه مسلم ابن الحجاج النيشابوري القشيري المصنف .(2)

الخامس : قال : وبالإسناد ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل (ح) ، وحدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا ،جریر، کلاهما عن أبي حيان ، بهذا الإسناد ، نحو حديث إسماعيل .

وزاد في حديث جرير : «كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطاه ضلّ» .(3)

ص: 10


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 114 ح 92 ، الفصل 11 ، و 144 ح 138 ، الفصل 14 ، و 164 ، الفصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 72 و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 114 ح 23 و 37 : 180 ح67. تنبيه : في صحيح مسلم تكملة لهذا الحديث تأتي عند نقل الحديث عن مسلم .
2- عمدة عيون صحاح الاخبار : 60 (
3- عمدة عيون صحاح الأخبار : 115 ح 93 ، الفصل 11 ، و 145 ح 139 ، الفصل 14 ، وعنه في اثبات الهداة 1 : 703 ح 115 .

وسنده عن مسلم ما تقدّم .

السادس : قال : وبالإسناد ، قال : حدثنا محمد بن بكار بن الريان ، حدثنا حسان - يعني ابن إبراهيم ، عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد ابن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيراً ، لقد صاحبت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وصليت خلفه ، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان ، غير أنه قال : «ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة» ، وفيه : فقلنا من أهل بيته ، نساؤه ؟ قال : لا ، وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ، ثم يطلقها ، فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته ، الذين حرموا الصدقة بعده .(1)

وسنده إلى مسلم ما ذكرناه .

السابع : قال : ومن تفسير الثعلبي من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» ، وبالإسناد المقدّم (2)، قال : حدثنا حسن بن محمد بن حبيب ، ، قال : وجدت فى كتاب جدي بخطه ، قال : حدثنا أحمد بن أعجم القاضي المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى السيناني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: «أيها الناس ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو قال : إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن

ص: 11


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 115 ح 94 ، الفصل 11 ، و 146 ح 140 ، الفصل 14 ، وعنه فى إثبات الهداة 1: 703 ح 115 .
2- ذكر طريقه إلى تفسير الثعلبي في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن .

يفترقا حتى يردا علي الحوض .(1)

وذكر طريقه إلى تفسير الثعلبي في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية تفسير الثعلبي ، وهو كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن : أخبرنا السيد الأجل محمد بن يحيى بن محمّد بن أبي السطلين العلوي الواعظ البغدادي في صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الفقيه أبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الشافعي المدرّس بالمدرسة النظامية ببغداد في شعبان من سنة سبعين وخمسمائة بروايته عن محمد بن أحمد الأرغياني الفقيه، عن القاضي الحافظ حاكم بلخ أحمد بن أحمد بن محمد البلخي ، عن يحيى بن محمّد الإصفهاني ، عن الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المصنف .(2)

الثامن : قال : ومن مناقب ابن المغازلي بالإسناد المقدم (3)، قال : أخبرنا أبو غالب محمّد أحمد بن سهل النحوي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمّد بن علي السقطي ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا محمد بن أبي العوام الرياحي ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا محمد طلحة ، عن الأعمش، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إِنِّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير

ص: 12


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 116 ح 95 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1: 702 ح 114 ، والبحار 23 : 115 .
2- عمدة عيون صحاح الاخبار : 61
3- ذكر إسناده إلى مناقب ابن المغازلي في أوّل الكتاب ، وسيأتي في المتن .

أخبرني : أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .(1)

وأمّا الخبر الأوّل الذي ذكرناه عن زيد بن أرقم ، من مسند أحمد بن حنبل، فإنّ ابن المغازلي يرويه أيضاً عن أبي طالب محمّد بن أحمد بن عثمان الأزهري ، يرفعه إلى زيد .

والخبر الذي رويناه من صحيح مسلم ، يرويه ابن المغازلى أيضاً عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري، يرفعه إلى زيد الراوي أيضاً .

وأمّا الخبر الذي يرويه عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري فانَّه يرويه عن الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري .(2)

وذكر ابن بطريق سنده إلى مناقب ابن المغازلي في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام التصنيف الفقيه أبي الحسن علي بن محمد بن الطيب الخطيب الجلابي الشافعي ، المعروف بابن المغازلي الواسطي : أخبرنا الشيخ الإمام المقري ، صدر الجامع للقراء بواسط العراق أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، قال : حدثني به العدل العالم المعمّر أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد، عن والده الفقيه أبي الحسن علي الشافعي المصنف .(3)

التاسع : قال : ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين من الجزء الثالث

ص: 13


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 116 ح 96 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 74 ، و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 115 .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 116 96 ، الفصل 11 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 115 .
3- عمدة عيون صحاح الأخبار : 62

من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم بالإسناد المقدّم (1)، قال : قال رسول الله : صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : وهو كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظرو كيف تخلفوني فيهما» قال سفيان : أهل بيته، هم ورثة علمه ؛ لأنه لا يورث من الأنبياء إلا العلم ، فهو كقول نوح الله : «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً» يريد ديني، والعلماء من أهل بيته المقتدون به والعاملون بما جاء به لهم فضلان .(2)

وذكر طريقه إلى الجمع بين الصحاح السنة الرزين في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية الجمع بين الصحاح الستة، وهي موطأ مالك بن أنس الأصبحي، وصحيح البخاري ، وصحيح مسلم النيشابوري ، وصحيح الترمذي، وصحيح أبي داود السجستاني - وهو كتاب السنن ، وصحيح النسائي الكبير ، تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي ، أخبرنا الشيخ المقري أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني الواسطي الشافعي صدر الجامع للقرّاء بواسط العراق في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وخمسمائة عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي المصنف .

ومن طريق آخر : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو جعفر المبارك بن

ص: 14


1- ذكر طريقه إلى الجمع بين الصحاح الستة الرزين في أوّل الكتاب ، وسيأتي .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 117 ح 97 ، الفصل 11 ، و 164 ، الفصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 702 ح 115 ، و 1 : 703 ح 115 ، والبحار 23 : 115 .

المبارك بن أحمد بن رزين الحداد الواسطي صدر الجامع للإمامة بواسط العراق في سلخ صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي المصنف، ثمّ أورد طرق رزين العبدري إلى أصحاب الصحاح الستة .(1)

العاشر : قال : ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ، الحديث الخامس من إفراد مسلم، من مسند ابن أبي أوفي وبالإسناد المقدّم (2)، عن يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد ابن أرقم فلما جلسنا إليه .... إلى آخر ما ذكره عن صحيح مسلم .(3)

الحادي عشر : قال : قال الحميدي: زاد في حديث جرير : «كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل» .(4)

الثاني عشر : قال : وفي حديث سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان نحوه ، غير أنه قال : «ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة» ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .(5)

ص: 15


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 62 .
2- ذكر طريقه إلى الجمع بين الصحيحين للحميدي في أوّل الكتاب ، وسيأتي .
3- عمدة عيون صحاح الأخبار : 148 ح 145 ، الفصل 14 ، وفيه : ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 115 ، والبحار 37 : 179 ح 66 ، وراجع الحديث الرابع المتقدم .
4- عمدة عيون صحاح الأخبار : 149 ح 146 ، الفصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 115 .
5- عمدة عيون صحاح الأخبار : 149 ، الفصل 14 .

وذكر طريقه إلى الجمع بين الصحيحين في أوّل الكتاب (في ذكر طرق وأسانيد هذا الكتاب) ، قال : وطريق رواية الجمع بين الصحيحين لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي : فإننى أرويه عن الأمير الأجل العالم عزّ الدين أبي الحسن محمد بن الحسن بن علي بن الوزير أبي العلاء في شهر ربيع الأوّل فى سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، بحق روايته عن الشريف الخطيب أبي يعلى حيدرة بن بلد الرشيدي الهاشمي الواسطي، بحق روايته عن أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنف .

ومن طريق آخر أخبرنا القاضي أبو الفتوح نصر الله بن علي بن منصور بن حراسة قاضي الوقف الكبير ببربيسما ، عن سعيد بن أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنّف ، ثم ذكر طريقاً ثالثاً .(1)

الثالث عشر : قال : ومن الجمع بين الصحاح الستة الرزين ، من الجزء الثالث من جمع أبي الحسن رزين العبدري إمام الحرمين ، في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وذلك على حد ثلث الكتاب وبالإسناد المقدم ...(2)

وبالإسناد المقدّم يليه - أيضاً - من الكتاب المذكور من الباب المذكور من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد بن أرقم : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : يا ابن أخي ، والله لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فما حدثتكم فاقبلوه ، وما لا ، فلا تكلفونيه ، ثمّ قال : قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً خطيباً بماء يدعى خمّاً بین مكة والمدينة عند الجحفة ، فحمد الله

ص: 16


1- عمدة عيون صحاح الاخبار : 61 .
2- ذكر إسناده إلى رزين في أول الكتاب ، وسيأتي .

وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : «أما بعد : أيها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي - عزّ وجلّ - فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، وكتاب الله ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

فقال له :حصين ومن أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته، ولكن قد تكون المرأة ثمّ تطلق فترجع إلى أهلها، ولكن أهل بيته من حرم من حرم الصدقة بعده .

وفي رواية جرير عنه ، قال : «كتاب الله فيه الهدى والنور ومن استمسك به كان على الهدى ومن أخطأه ضل» .(1)

وسنده عن رزين ما تقدّم .

تنبيه : مضى هذا الحديث عن مسلم آنفاً ولكن نقلناه بطوله لما يوجد فيه من اختلاف ، مع أنّ ابن داود رواه مختصراً في قول رسول الله : أما بعد ..، واكتفى بهذا عن إيراد كل الحديث، ولم يروه الترمذي في صحيحه، ولم نحصل على كتاب الجمع بين الصحاح السنّة لرزين حتّى تراجع ما فيه ، وما ذكرناه هو ما أورده ابن البطريق عن رزين والعهدة عليه .

الرابع عشر : قال : ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي وبالإسناد المقدم ، قال : أخبرنا أبو يعلى على بن عبيد الله ابن العلاق البزاز إذناً ، قال : أخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز ، قال : أخبرني عبد الله بن محمد بن عثمان ، قال : حدثني محمد بن

ص: 17


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 150 ح 149 ، الفصل 14 ، و 164 ، الفصل 14 ، وعنه في البحار 37 : 180 ح 66 .

بكر بن عبد الرزاق ، حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي ، قال : حدثني مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثني نوح بن قيس الحداني ، حدثني الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي الله صلی الله علیه و آله وسلم من مكة في حجّة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في يوم شديد الحرّ، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدة الحر ، حتى انتهينا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فصلّیٰ بنا الظهر، ثم انصرف إلينا ، فقال : «الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ، ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد : أيها الناس، فإنّه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمّر من قبله ، وإن عيسى بن مريم ال البث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أسرعت في العشرين .

ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فهل بلغتكم ، فماذا أنتم قائلون»؟

فقام من كل ناحية من القوم مجيب، يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، فقد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيل الله ، وصدعت بأمره ، وعبدته حتى أتاك اليقين فجزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته .

فقال : «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، والنار حق، وتؤمنون بالكتاب كلّه؟» :قالوا : بلى، قال: «فإنّي أشهد أن قد صدقتكم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وإنّكم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي ، كيف خلفتموني فيهما؟ قال : فأعيل علينا ما ندري ما

ص: 18

الثقلان؟ حتى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما الثقلان؟ قال : «الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيدكم، فتمسكوا به ولا تولّوا ولا تضلوا والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ولا تعمدوهم ولا تقصروا عنهم ولا تقهروهم، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني .

ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ، ووليهما لي وليّ ، وعدوّهما لى عدوّ ، ألا فإنّها لم تهلك أُمّة قبلكم حتى تتدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها وتقتل من قام بالقسط منها» .

ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام ،فرفعها ، وقال : «من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»

قالها ثلاثاً ، هذا آخر الخطبة .(1)

وسنده عن أبن المغازلي ما تقدّم .

الخامس عشر : قال عند ذكره لعدة كنايات غريبة في خبر عمّار بن ياسر .

منها : التنبيه على استحقاق الولاء لأمیر المؤمنین علیه السلام ، ومنها : ...

أما ما يدلّ على استحقاق الولاء له الا الله من الكناية في ذلك فهو قوله : إنّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم لم يعهد إلينا شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة، وهذا تنبيه على ما قاله النبی صلی الله علیه و آله وسلم في حقه : من كنت مولاه .... ، ومنه قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». (2)

ص: 19


1- عمدة عيون صحاح الاخبار : 150 ح 150 ، فصل 14 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 703 ح 116 ، والبحار 37 : 184 69 .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 399 ، الفصل [36] ، في فنون شتّى من مناقبه .

يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الربعي الحلّي (ابن البطريق) :

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق ، كان عالماً فاضلاً محدّثاً محققاً ثقة صدوقاً ، له كتب .(1)

وقال : الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ الأجل شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن بطريق الحلّى الأسدي .

المتكلم الفاضل العالم المحدّث الجليل المعروف بابن البطريق ، صاحب كتاب العمدة وغيره .(2)

وهو داخل في طرق إجازات أصحابنا (رحمهم الله) .(3)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : قرأ على أخمص الرازي الفقه والكلام على مذهب الإمامية، وقرأ النحو واللغة وتعلّم النظم والنثر، وجدّ حتى صارت إليه الفتوى في مذهب الإمامية، وسكن بغداد مدة ، ثم واسط ، وكان يتزهد ويتنسك ، وكانت وفاته فى شعبان 600 ، وله سبع وسبعون سنة ، هذا ما قاله ابن حجر في لسان الميزان 6 : 247) نقلاً عن ابن النجار .

إلى أن قال : وذكر إسماعيل باشا في (هدية العارفين 2 : 522) أن المترجم له توفى حدود 605 .(4)

ص: 20


1- أمل الآمل 2 : 345[1067] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 282 [100] .
2- رياض العلماء 5 : 354 ، وانظر : الكنى والألقاب 1 : 226 ، روضات الجنّات 8 : 196 [746] .
3- خاتمة المستدرك 3 : 13 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن السادس) : 337 ملاحظة : وترجمه أيضاً في القرن السابع : 205 ، وذكر تاريخ وفاته سنة 700 ه- وهو خطأ - فلاحظ - ، وانظر : هدية العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 3 : 17 .

كتاب عمدة عيون صحاح الأخبار :

جاء في أوّل الكتاب : حدثنا الشيخ الأجل الأوحد العالم الإمام الفقيه شمس الدین شرف الإسلام سديد النطق أبو الحسين يحيى حيى ... ، :قال : الحمد لله شكراً لجزيل آلائه إلى أن قال : وقد سميته ب_(عمدة عيون صحاح الأخبار) في مناقب إمام الأبرار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام علیه السلام وصيّ المختار الله وعلى الأئمة من ذرّ ذرّيته الأطهار .(1)

وقال في أوّل كتاب خصائص الوحي المبين : وبعد : فإني لما صنفت كتاب (العمدة) من صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب علیه السلام وصيّ المختار عل الله وعلى الأئمة من ذريته الأطهار .(2)

ومن ثمّ نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل (3)، وكذا جل من جاء بعده .

وهو داخل في مصادر إثبات الهداة (4)، والبحار ((5)، وقال المجلسي (ت 1111 ه) في توثيقه : وكتاب العمدة ومؤلفه مشهوران مذكوران في

أسانيد الإجازات .(6)

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : وأما كتاب العمدة،

ص: 21


1- عمدة عيون صحاح الأخبار : 41 ، مقدّمة المؤلّف
2- خصائص الوحي المبين : 50 ، مقدمة المؤلف
3- أمل الآمل 2 : 345 [1067] .
4- إثبات الهداة 1 : 28 .
5- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 29 ، توثيق المصادر .

فقد رأيته ببلدة سارية من بلاد مازندران ، وفي مشهد الرضا علیه السلام ، وغيرهما من المواقع ، وقد سماه العمدة من صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وصيّ المختار، وهو مشتمل على أخبار الثلا المخالفين في مناقبه علیه السلام .(1)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار) لابن بطريق الحلّي الشيخ الإمام شمس الدين أبي الحسين (الحسن) يحيى بن الحسن .... وقد ذكر في (العمدة ) 913 حديثا متفقاً عليها من طرق العامة والخاصة كالصحاح الستة و مسند حنبل وتفسير الثعالبي وكتاب مناقب ابن المغازلي، وغيرها، وقال في أوائله وأواخره : [فهذه عمدة كتب الإسلام التي عليها عمل المستبصر ...](2)ومن هنا سمّي (العمدة)، إلى أن قال : وهو غير مناقب ابن البطريق المشهور ، كما يأتى .(3)

أقول : الظاهر أنّ المناقب هو نفس كتابه الخصائص الآتي .(4)

ثم إن صاحب الرياض نسب إليه كتاب (عيون الأخبار) نقلاً عن المولى محمد طاهر القمي في ديباجة (الأربعين) نقلاً من الصراط

ص: 22


1- رياض العلماء 5 : 355 .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 43 ، مقدّمة المؤلّف ، و 540 .
3- الذريعة 15 : 334 [2155].
4- ولكن جعله الحر العاملي في أوّل إثبات الهداة مع كتاب (العمدة) واحداً ، قال : كتاب المناقب المشهور بالعمدة ، وعد الخصائص في الكتب التي لم يرها ، وأمّا المجلسي في أوّل البحار عده ثالثاً العمدة ومستدركه ولم يذكر الخصائص، مع أن صاحب الرياض نقل عبارة المجلسي وليس فيها ذكر للمناقب ، قال : قال الأستاذ الاستناد - أيده الله تعالى - في أوّل البحار : وكتاب العمدة وكتاب المستدرك كلاهما في أخبار المخالفين في الإمامة (الرياض) (5 : 359) ، والمجلسي لم يذكره في فصل توثيق الكتب وإنما ذكر العمدة ومستدركه فقط ، فتأمل

المستقيم) للبياضي ، واستبعد أن يكون هو (العمدة) .(1)

ولكن عن أوّل (الأربعين) لمحمد طاهر القمي عند عده لكتب أصحابنا في المناقب ، هكذا ومنها كتاب الشافي .... وكتاب الصراط المستقيم ومنها : كتاب العمدة وعيون الأخبار تأليف الشيخ الجليل ، العالم الفقيه، شمس الدين جمال الإسلام ، أبي الحسين يحيى بن الحسن ابن علي بن محمد البطريق الأسدي الحلي ، وهو كتاب في مناقب مولانا وسيدنا أمير المؤمنين علیه السلام .(2)

فهو أوّلاً : لم ينقل عن (الصراط المستقيم) وإنّما أنشأه من كلامه هو ، وعده قسيماً (للصراط المستقيم) مع ما عده من الكتب الأخرى غيرهما، والبياضي في الصراط المستقيم اقتصر على تسميته (بالعمدة) فقط عند عده للكتب التي لم يتصفحها ولا عثر عليها ، وإنما نقل عنها بالواسطة (3)، ولا يوجد أثر ل_(عيون الأخبار) في كتابه .

فالأمر كله لا يعدو كونه وهم من صاحب الرياض .

وثانياً : اعتبر (العمدة) و (عيون الأخبار) كتاباً واحداً، حيث قال : كتاب (العمدة وعيون الأخبار) وفي نهاية الجملة ، قال : هو كتاب في مناقب مولانا وسيدنا أمير المؤمنين علیه السلام .

والأرجح أن (الواو) زيادة منه أو من النسخة التي عنده أو من النساخ .

وثالثاً : فإنّ عنوان (العمدة) كما عرفت من مقدمة مؤلّفه هو (عمدة عيون صحاح الأخبار) .

وقد استدرك المؤلّف على عمدته ما وجده فى كتب أخرى لم ينقل

ص: 23


1- رياض العلماء 5 : 355 ، وانظر : الذريعة 15 : 375 [2365] .
2- الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 35 ، فضائل الإمام علي .
3- الصراط المستقيم 9:1 .

عنها فيه ، أسماه (المستدرك المختار في مناقب وصي المختار) (1).

(1) وطبع كتاب العمدة بتحقيق الشيخ مالك المحمودي والشيخ إبراهيم البهادري على ثلاث نسخ .(2)

ص: 24


1- البحار 1 : 10 ، رياض العلماء 5 : 354 ، الذريعة 21 : 5 [3682] .
2- عمدة عيون صحاح الأخبار : 39 .

(77) کتاب : خصائص الوحي المبين

الحديث :

ومن تفسير الثعلبي في الجزء الأول في تفسير سورة آل عمران في تفسير قوله تعالى : «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا» ، بالإسناد المقدم (1)، قال الثعلبي : حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطه : حدثنا أحمد بن الأعجم الق- الأعجم القاضي المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .... إلى آخر ما ذكرناه عن العمدة له .(2)

كتاب خصائص الوحي المبين :

قال المصنف في أوّل الكتاب - بعد أن ذكر تأليفه لكتاب (العمدة) - : وانتشر ذلك في الأمصار والأقطار، وظلّ خرير الأبرار وحديث السمار [كنت] لم أزل متطلعاً إلى تجريد كتاب مفرد في مناقبه صلی الله علیه و آله وسلم من وحي

ص: 25


1- ذكر إسناده إلى الثعلبي في أوّل الكتاب ، وهو نفس ما تقدم في كتاب العمدة ، الحديث السابع .
2- خصائص الوحي المبين : 184 ح 137 ، الفصل الخامس عشر ، راجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث المسابع.

العزيز الجبار، موافقاً لما ورد من صحاح لفظ المختار إلى أن قال : وقد وسمته ب_(خصائص الوحي المبين) في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام ، إذ كانت الحاجة إليه أمس والعناية به أخص، فتطلعت على ما ورد في ذلك من طريق [أهل] السنّة خاصة ما صح اتصالي به ، فأثبته في كتابنا هذا ، كما تقدم منا تصنيف مناقبه المذكورة أعني (العمدة) وكتاب (المستدرك المختار) في مناقب وصيّ المختار من طريق [أهل] السنة خاصة ، ليس للشيعة فيه طريق ؛ لكون ذلك أنجم في الدليل .... إلى آخره .

ثم وصف كتابه ب_: وكتابنا هذا سيد كتاب صنّف وشيد وجمع وألف .(1)

ومن ثمّ نسبه إليه الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104ه) في أمل الآمل (2)، وإثبات الهداة عند ذكره للكتب التي نقل عنها بالواسطة .(3)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) - بعد أن نسب الكتاب إليه - : وأما كتاب الخصائص ، فهو كتاب خصائص الوحي المبين في مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام ، ألفه بعد كتابي العمدة والمستدرك على ما صرّح به نفسه في أوّله ، وقد رأيت نسخة عتيقة منه ،بتبريز، وعندنا أيضاً منه نسخة ، وهو كتاب لطيف ، قد أورد فيه أخبار المخالفين المروية في تفسير الآيات التي نزلت في شأنه علیه السلام ، وقد ذكر في أوّل هذا الكتاب أسانيده إلى كتب العامة المذكورة فيه .(4)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : خصائص الوحي

ص: 26


1- خصائص الوحي المبين : 50 ، مقدمة المصنف .
2- إثبات الهداة 1 : 31 .
3- أمل الآمل 2 : 345 [10676] .
4- رياض العلماء 5 : 354 .

الميين في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام والآيات النازلة في حقه باعتراف علماء العامة ودلالة صحاحهم عليه ، للشيخ أبي الحسين يحيى بن علي بن الحسن

ابن الحسين بن محمد بن البطريق ، إلى أن قال : طبع بطهران في (1311) منضماً مع «نور الهداية» للدوّاني .(1)

وطبع أخيراً بتحقيق الشيخ مالك المحمودي .

ص: 27


1- الذريعة : 175 [907] .

ص: 28

(78) كتاب : نزهة الكرام وبستان العوام لمحمّد بن الحسين الرازى

(أواخر القرن السادس - أوائل القرن السابع)

الحديث :

الأول : أورد رواية الإمام الباقر علیه السلام بخصوص حجة الوداع ويوم الغدير نقلاً عن الاحتجاج، ولكن لم يصرّح بذلك ، مترجمة إلى الفارسية ، التي أوّلها : حج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من المدينة ، وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية .... إلى قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : «أيها الناس، إن عليّاً والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر».... إلى آخر ما أوردناه في الاحتجاج، وهو فيه مسند ، فراجع .(1)

الثاني : في ذكر قصة الصحيفة التي أشار إليها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وقال : هؤلاء أصحاب الصحيفة، ما نقلنا سنده عن الفارسيّة ومتن الرواية بنصها العربي عن إرشاد القلوب للديلمي ، قال : روى أبو محمد حامد بن حمد ابن المسعود، عن الحسن بن محمّد السيرافي ، عن الوليد بن العبّاس المنصوري، عن الحسن بن محمد البروجردي ، عن أحمد ، عن

ص: 29


1- نزهة الكرام (فارسي) 1 : 186 - 192 ، باب : هجدهم (أي الباب : 18) ، وقد نقلنا نص الرواية بالعربية من الاحتجاج ؛ لأن المؤلّف ترجمها كاملة إلى الفارسية ، وراجع ما أوردناه من من الاحتجاج ، الحديث الأول .

أبيه ، عن جده عن عثمان بن سعيد الأشج، عن عبد الله بن الحارث الأسلمي ، عن الأعمش، عن شقيق بن عبد الله الأنصاري ، قال : .... ثمّ أورد الرواية بالفارسية (1)، ونذكر لك قسماً منها بالعربية من إرشاد القلوب : . . . . قال عبد الله سلمة : فينما أنا ذات یوم عند حذيفة أعوده في مرضه الذي مات فيه ..، إذ جاء الفتى الأنصاري فدخل على حذيفة . . . ، قال حذيف . . . ، قال : فلم يشعر الناس ، وهم في المسجد ينتظرون رسول الله أو عليّاً يصلّي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه إذ دخل أبو بكر المسجد ، وقال : إن رسول الله ثقل ، وقد أمرني أن أصلّي بالناس ، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : وأنى لك ذلك وأنت في جيش أسامة ، ولا والله ما أعلم أحد بعث إليك ولا أمرك بالصلاة ..

ثم خرج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم معصوب الرأس ، يتمادى بين علي والفضل ابن العبّاس (رضي الله عنهما) ورجلاه ي-جران في الأرض حتى دخل

المسجد .

وتقدم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن المحراب .... وأقبل الناس فصلوا خلف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وهو جالس وبلال يُسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته . . .

فقام وهو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيها الناس، إنّه قد جاءني من أمر ربي ما الناس إليه صائرون ، وإنّي قد تركتكم على الحجّة الواضحة ليلها كنهارها ، فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل .

أيها الناس ، إنه لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن ، ولا أحرّم عليكم إلا

ص: 30


1- نزهة الكرام (فارسي) 1 : 201 - 220 ، باب : نوزدهم وباب بيستم (أي الباب 19 والباب 20) ، وقد نقلنا النص العربي من إرشاد القلوب للديلمي .

ما حرّم القرآن ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان فيكم ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فأسائلكم بماذا أخلفتموني فيهما ، ولأذيدن يومئذ رجالاً عن حوضي كما تذاد الغريبة من كما تذاد الغريبة من الإبل ، فيقول رجلان : أنا فلان، فأقول : أما الأسماء فقد عرفت ، ولكنكم ارتددتم من بعدي . ولكنكم ارتددتم من بعدي فسحقاً لكم سحقاً . . . (الحديث)، وسيأتي عن إرشاد القلوب محذوف الإسناد .(1)

الثالث : روى خطبة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في الأنصار في مرضه الذي توفّي فيه، والتي أوردناها عن الاحتجاج، مترجمة إلى الفارسية ، قال : عن أبي المفضّل محمد بن عبد الله الشيباني ، بإسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة : إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم علاه الله خرج في مرضه الذي توفي فيه . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي .(2)

الرابع : روى قصة الجائليق ومناظرته مع أمیر المؤمنین علیه السلام في زمن أبي بكر .

قال : روى ا(لحكم) ، عن كثير ، عن عبد الله النخعي ، عن عبد الأعلى الثعلبي ، عن أبي الوقاص ، أن سلمان قال : .... ثم أورد الرواية بالفارسية (3)، وتذكر نصها بالعربية من إرشاد القلوب .

قال : كان من البلاء العظيم الذي ابتلى الله عزّ وجلّ به قريشاً بعد

ص: 31


1- إرشاد القلوب 2 : 180 ، خبر حذيفة بن اليمان ، وهو خبر طويل في أصله العربي عن إرشاد القلوب وترجمه في النزهة بطوله ، وقد أخذنا موضع الحاجة منه ، وانظر ما سنورده عن إرشاد القلوب ، الحديث الرابع .
2- نزهة الكرام (فارسي) 1 : 224 ، باب : بيست و يكم (آي الباب 21) ، نقلنا الرواية بالعربية عن الاحتجاج، وراجع ما أوردناه هناك ، الحديث الثاني .
3- نزهة الكرام (فارسی) 1 : 242 - 267 ، باب : بیست وسوم، وباب بیست و چهارم (أي الباب 23 و 24) .

نبيتها صلی الله علیه و آله وسلم ليعرفها أنفسها ، ويخرج شهادتها عما ادعته على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعد وفاته . . . ، إن ، إن ملك الروم لما بلغه خبر وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وخبر أمته واختلافهم في الاختيار عليهم ، فأمر الجائليق أن يختار من أصحابه أساقفه . . . فقدم المدينة بمن معه . . . ، فأتوا مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فدخلوا على أبي بكر وهو في حشدة من قريش .... قال النصراني : أنت خليفة رسول الله استخلفك في أمته ؟ قال أبو بكر : لا ، قال : فما هذا الاسم الذي ابتدعتموه فقال : أنت خليفة قومك لا خليفة نبيك

قال سلمان : فلما رأيت ما نزل بالقوم من البهت والحيرة والذل والصغار .... فنهض أمير المؤمنين صلوات الله عليه معي حتى أتينا القوم .

قال علي علیه السلام : بلى عندي شفاء لصدوركم وضياء لقلوبكم

اختص محمّداً صلی الله علیه و آله وسلم ، واصطفاه وهداه .... وأقام لأمته وصيّه فيهم وعيبة علمه ... ، فقال : «قد خلّفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وهما الثقلان : كتاب الله الثقل الأكبر، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، سبب بأيديكم وسبب بيد الله عزّ وجلّ، وإنّهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض، فلا تقدموهم فتمرقوا ، ولا تأخذوا عن غيرهم فتعطبوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» .

وأنا وصيه والقائم بتأويل كتابه . . .

قال سلمان : فلما خرجوا من المسجد وتفرّق الناس وأرادوا الرحيل ، أتوا علياً علیه السلام المسلمين عليه .... قال علي علیه السلام . . . . . ، واها للمتمسكين بالثقلين وما يعمل بهم . . .» (الحديث)، وسيأتي عن إرشاد القلوب محذوف السند .(1)

ص: 32


1- إرشاد القلوب 2 : 148 ، حكاية الجائليق الأول ، والخبر طويل في أصله العربي . وترجمه في نزهة الكرام بطوله ، أخذنا موضع الحاجة منه ، وانظر ما سنذكره عن إرشاد القلوب ، الحديث الثالث .

الخامس : اعلم أن شخصاً من الكرامية صنع كتاباً، ومن جملة الخرافات التي قالها فيه : إن حديث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله و عترتي» يريد بالعترة السنّة ؛ لأن السنة موافقة للقرآن .... الملعون كان أعمى أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال بعد العترة «أهل بيتي ، يعني العترة هم أهل البيت الله ، وإذا فسّر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم العترة بأهل البيت علیهم السلام ، كيف نستطيع القول : إنّها السنّة ، فالكتاب والسنة محتاجان إلى حافظ و مفسر . . . (1)

السادس : روى احتجاج أمیر المؤمنین علیه السلام على جماعة من المهاجرين والأنصار في زمن عثمان ، عن سليم بن قيس الهلالي ، أنه قال : رأيت علياً علیه السلام في مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في خلافة عثمان ، وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم .... إلى آخر ما ذكرناه عن الاحتجاج للطبرسي .(2)

السابع : روى حديث أبي ذر ، وهو آخذ بحلقة باب الكعبة ، الذي أوردناه عن الاحتجاج ، ترجمه إلى الفارسيّة ، قال : قال سليم بن قيس : بينا أناوحنش بن المعتمر بمكة ، إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة الباب ، ثمّ نادی . . . . إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي .(3)

الثامن : روى احتجاج الحسن علیه السلام على جماعة من بني أُمية عند

ص: 33


1- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 442 ، معرَّب من الفارسية .
2- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 539 ، باب : سي وتهم (أي الباب 39) ، نقلنا الرواية 539 من أصلها العربي في الاحتجاج، وراجع ما أوردناه عنه ، الحديث الثالث .
3- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 555 ، باب : سي ونهم (أى الباب 39) ، أخذنا النص العربي من الاحتجاج ، وقد أوردناه وقد أوردناه عنه ، الحديث عنه ، الحديث الرابع

معاوية الذي أوردناه من الاحتجاج ، ترجمه إلى الفارسية ، قال : روي عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري، أنهم قالوا : لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم .... إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي .(1)

التاسع : روى خطبة الحسين علیه السلام لما طلب منه معاوية ذلك ، التي أوردناها عن الاحتجاج ، ترجمها للفارسية ، قال : عن موسى بن عقبة ، أنه قال : لقد قيل لمعاوية : إن الناس قد رموا بأبصارهم إلى الحسين علیه السلام . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن الاحتجاج، ونبهنا هناك على أن هذه الخطبة هي للحسن علیه السلام على الأصح .(2)

محمد بن الحسين بن الحسن الرازي :

لم يصلنا في كتب التراجم شيء عن المترجم له إلا ما ذكر من اسمه ونسبة كتاب (نزهة الكرام وبستان العوام) إليه في فرج المهموم لابن طاووس، ومثله ما في كشف الحجب والأستار، وأوردها العلامة الطهراني (ت 1389 ه) وأضاف إليها عندما ذكر كتاب نزهة الكرام في الذريعة ، قوله :

نزهة الكرام وبستان العوام : لجمال الدين المرتضى أبي عبد الله محمد بن الحسين بن الحسن الرازي ، مؤلّف (تبصرة العوام) و(الفصول التامة)، وقد أخطأنا عند ذكرهما في (ذ 3 : 318 - 320 ، 398:16)

ص: 34


1- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 626 ، نقلنا الرواية من أصلها العربي في الاحتجاج. وانظر ما أوردناه عنه ، الحديث السادس .
2- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 668 ، نقلنا الأصل العربي عن الاحتجاج، وانظر ما أوردناه عنه ، الحديث السابع .

فنسبناهما إلى المرتضى الداعي الرازي تبعاً لما أصرّ عليه صاحب الرياض (1)، فلما وجد نسخة «المعرب لتبصرة العوام» الذي أشرنا إليه في (3 319 و 21 : 239) الذي فرغ من الترجمة باستراباد في رجب 658 (والنسخة هذه موجودة بمكتبة مجلس الشيوخ بطهران كتابتها 860 سمّى المترجم فيها بالإمام حسين بن علي البطيطي الحافظ - هامش الذريعة -) رأينا أن المترجم يصرّح بأن الأصل لجمال الدين المرتضى محمد بن الحسين بن الحسن الرازي ، وأنه ألّفه بشيراز ، كما ينقل عنه كذلك رضي الدين علي بن طاووس في (فرج المهموم) (2)فظهر لنا أن الحقِّ كان مع صاحب كشف الحجب والأستار ( ص 96) وإن أخطأ في تقديم الحسن على الحسين .(3)

ثم قال بعد أن ذكر نسخ كتاب نزهة الكرام، وما في أوّله : وصرّح بأنه ألف «تبصرة العوام» ونقل عنه في الكتاب مراراً .(4) (5)

ص: 35


1- رياض العلماء :2 : 159 ، و 3 : 308 ، ونسب (تبصرة العوام) إليه أيضاً صاحب الروضات ، كما في :2 : 317 ، و 4 : 312 ، 320 ، و 7 : 165 ، وقد طبع هذا الكتاب أعنى (تبصرة (العوام) بتصحيح عباس إقبال اشتيانى منسوباً إلى المرتضى بن داعي الرازي أيضاً ، وإن ذكر المصحح في مقدمته حول مؤلف الكتاب ما ذكره صاحب كشف الحجب والأستار أنه من محمد بن حسين الرازي ، إلا أنه استبعده ؛ لم يجد له ترجمة في كتب التراجم ، فلاحظ .
2- فرج المهموم : 107 ، الحديث الخامس والعشرون ، قال : فيما روي عمّن قوله حجّة في العلوم بصحة علم النجوم نقلناه من كتاب نزهة الكرام (وبستان العوام) تأليف محمد بن الحسين الرازي ، وهذا الكتاب خطه بالعجمية فكلّفنا العربية ، فذكر فى أواخر المجلد الثاني منه ما هذا لفظ من عرّبه ، ثم ذكر ما سأله هارون الرشيد للإمام الكاظم عن علم النجوم ، وهو عن علم النجوم ، وهو في الجزء الثاني ، الصفحة 771 ، باب پنجاه و چهارم (أي الباب 54) .
3- كشف الحجب والأستار : 96 [445]
4- كما في نزهة الكرام (فارسي) 1 : 41 ، 225 ، 291 ، 297 ، 327 ، و 2 : 467 . وغيرها
5- الذريعة 24 : 123 [624]

وجاء في آخر الجزء الثاني من (نزهة الكرام وبستان العوام) المطبوع والموجود في خر نسخ نسخة (كتابخانه ملت) وهى الجلد الثاني الثاني من الكتاب هكذا. جلد دوّم از (أي الثاني من) كتاب نزهة الكرام وبستان العوام ، أخرجه من الكتب، وترجمه محمد بن الحسين بن الحسن البغدادي غفر الله تعالى له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات بمنّه وجوده ، والصلاة والسلام على النبی صلی الله علیه و آله وسلم المصطفى وابن عم المرتضى وعلى أولاده الطيبين الطاهرين وسلّم تسليماً كثيراً دائماً أبداً باقياً، وعلى زوجاته الطاهرات الزكيات .

والظاهر أن هذه العبارة من ناسخ الكتاب الذي ذكر اسمه قبلها، وتاريخ كتابة النسخة ، قال : وقد وقع الفراغ يوم الأربعاء السادس والعشرين ربيع الأوّل سنة إحدى وأربعين وسبعمائة على يد العبد الضعيف العاصي محتاج إلى يوم يؤخذ بالنواصي محمّد بن أبي زيد بن عربشاه بن . . .الحسني .(1)

أما عصر المؤلّف فليس لنا طريق إلى معرفته إلا عن طريق ما ذكره فى ضمن كتبه ، فنلخصه بنقاط :

1 - ترجم المؤلّف في كتابه نزهة الكرام مقاطع طويلة متعلقة باحتجاجات الأئمة علیهم السلام من كتاب الاحتجاج للطبرسي، الذي هو من أعلام النصف الأوّل من القرن السادس ، كما يظهر لك ذلك مما أوردناه من نصوص حديث الثقلين عنه .(2)

ص: 36


1- نزهة الكرام (فارسي) 2 : 837 ، وانظر أيضاً صورة النسخة الخطية في 1 : 27
2- وانظر أيضاً : الباب (13) من نزهة الكرام ، والباب (19) ، وباب (21) ، وغيرها إلى آخر الكتاب

2 - وترجم فيه الكثير من روايات معاجز النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله وعلي علیه السلام - وفاطمة علیها السلام والأئمة علیهم السلام بنفس الترتيب وعناوين الأبواب عن كتاب الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي الذي كان حيّاً سنة 560 ه_ (1)، وصرّح بلقبه مرّتين ، ولكن جاء في المطبوع مصحف مرّة ب_(الطبرسي) (2)وأُخرى ب_(الطبري) .(3)

3 - نقل في كتابه تبصرة العوام عن الغزالي المتوفّى (505) ، وذكر فيه أيضاً الفخر الرازي المتوفى سنة (606 ه) وتفسيره الكبير الذي ذكروا أنه لم يتمّه (4)أو على الأقل ألفه فى أواخر عمره.

وعده أيضاً من أكابر علماء الشافعية المتأخرين المشار إليهم ، وهذا لا يكون إلا بعد تقدمه في السن واشتهاره (5)، وذكر حكاية موت معاوية وأن الفخر الرازي نقلها من على منبر الوعظ في خوارزم (6)، وقد ذكر ابن عنين الشاعر المتولّد سنة 549 ه_ (7)، أنّه وهو شاب رآه يخطب على منير خوارزم، وقال فيه أبياتاً من الشعر (8)، فإذا كان عمر ابن عنين في ذلك الوقت في الثلاثين، فإن الفخر كان يصعد منبر الوعظ بحدود 580 ه_ .

ص: 37


1- انظر نزهة الكرام (فارسي) الباب : 35 ، 136 ، 42 ، 43، 45 ، وغيرها إلى آخر الكتاب ، وانظر ما يقابلها في معاجز النبي صلی الله علیه و آله وسلم وعلي وفاطمة والأئمة الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي .
2- نزهة الكرام (فارسی) 2 : 477 .
3- نزهة الكرام (فارسی) 2 : 491 .
4- وفيات الأعيان 4 : 83[600] .
5- تبصرة العوام (فارسی) : 175
6- تبصرة العوام (فارسي) : 253
7- وفيات الأعيان 4 : 268 [684] .
8- وفيات الأعيان 4 : 83 [600]

4 - وفيه أيضاً ذكر هدم منارة هو هو على يد عبد اللطيف الخجندي في إصفهان (1)، والمشهور باسم عبد اللطيف الخجندي اثنان ، أحدهما عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الذي قتل بيد الإسماعلية سنة 523 ، والثاني حفيده عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف ، وهو مشهور أكثر من جده ، وتوفي سنة 580 ه- في همدان، والظاهر من المؤلّف أنّه يقصد هذا الثاني .(2)

5 - وفيه أيضاً يقول عن اتباع حسن الصباح : إنهم إلى الآن باقون في زمانه ، وإن لهم شوكة وملك عظيم (3)، والمعلوم أن هولاكو قد قضى على الإسماعيلية في إيران سنة 653 ه_، وخرب قلعة الموت ، فالظاهر أنه ألف تبصرة العوام قبل هذا التاريخ .(4)

6 - وقد مر سابقاً عن الذريعة أن مترجم تبصرة العوام إلى العربية حسين بن علي البطيطي ، قد فرغ منها باستراباد في رجب 658 ه_، والظاهر أنه كان بعد وفات المؤلّف

7 - ونقل عنه ابن طاووس (ت 664 ه) في فرج المهموم ، كما ذكرنا ذلك سابقاً .

فتحصل من كلّ ذلك أن عصر المؤلف هو أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع .

كتاب نزهة الكرام وبستان العوام :

ص: 38


1- تبصرة العوام (فارسي) : 101
2- انظر مقدّمة تبصرة العوام للمحقق عباس إقبال .
3- تبصرة العوام (فارسی) : 183
4- انظر مقدّمة تبصرة العوام بقلم عباس إقبال .

قال صاحب الذريعة : ثم وجدت عدّة قطعات من (نزهة الكرام) هذه، فظهر أنه ألفه في مجلدين، الأول : يشتمل على ثلاثين باباً ، والثاني : على ستين باباً، فوجدت عدة أبواب من المجلد الأوّل عند (فخر الدين النصيري) والمجلد الثانى بخط ابن عربشاه الورامينى مؤلّف (أحسن الكبار)

(ذ : 1 288) فرغ من كتابته 26 ع 1 - 741 أي بسنة واحدة بعد تأليفه (أحسن الكبار) موجودة عند (الملك 1465) ونسخة ناقصة عند السيد شهاب الدين بقم ، أوّل المجلد الأول : [حمد وثناي خدا كه خالق أجسام است ...] سمّى الكتاب كما ذكرناه في المقدمة .(1)

والكتاب يتكوّن من مجلدين، ترجم فيه المؤلّف مقاطع طويلة خاصة باحتجاجات النبي صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة من كتاب الاحتجاج ، وروايات كثيرة خاصة بمعاجز النبی صلی الله علیه و آله وسلم الله والأئمة السلام من كتاب الثاقب في المناقب كما أشرنا سابقاً .

وقد طبع هذا الكتاب بتصحيح محمد الشيرواني على نسختي (المكتبة المرعشيّة) و(كتابخانه ملك) مع المقابلة على نسخة النصيري، ونسخة أخرى فى مكتبة آية الله السيد الكلبايكاني في قم المقدسة متضمنة اختيارات من الكتاب .(2)

ص: 39


1- الذريعة 24 : 123 [624]
2- انظر مقدّمة كتاب نزهة الكرام : 24 .

ص: 40

(79) کتاب حدائق الحقائق فى فسر دقائق أفصح الخلائق لقطب الدين محمد بن الحسين الكيدري البيهقى

(كان حيّاً سنة 610 ه)

الحديث :

قال في شرح خطبة أمير المؤمنين في صفات المتقين التي جاء فيها : «... ألم أعمل فيكم بالثقل الاكبر؟ وأترك فيكم الثقل الأصغر ؟ ... الثقل الأكبر : كتاب الله ، والأصغر : عترة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم إني تارك فيكم الثقلين».

قال ثعلب : سمّاهما الثقلين ؛ لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل والعرب يقول : كلّ نفس (1)ثقل ، فجعلهما ثقلين إعظاماً لقدرهما، وتفخيماً لشأنهما .(2)

قطب الدين محمد بن الحسين الكيدرى :

قال الشيخ الحرّ في أمل الآمل : الشيخ قطب الدين الكيدري ، فاضل فقيه متبحّر .(3)

قال السيد الخوانساري في الروضات : الحبر الأديب الماهر والبحر

ص: 41


1- الظاهر (والعرب تقول : كلّ نفيس ثقل) هو الصحيح .
2- حدائق الحقائق 1 : 420 ، شرح الخطبة (84)
3- أمل الآمل 2 : 220 .

المحيط الذاخر (1)أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري المشتهر بقطب الدين الكيدري ، ثمّ قال : كان من أكمل علماء زمانه فى أكثر الأفنان، وأكثرهم إفادة لدقائق العربية في جموعه الملاح الحسان .(2)

قال الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب : قطب الدين الكيدري ، أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري الإمامي، الشيخ الفقيه الفاضل الماهر ، والأديب الأريب ، البحر الزاخر .(3)

قال الطهراني في الطبقات : محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي الشيخ قطب الدين أبو الحسن النيسابوري الشهير بقطب الدين الكيدري .(4)

وجد مكتوبا على ظهر كتاب الفائق للزمخشري : ،...، وهذا خط أضعف النفوس المبتلى ببؤس الزمن العبوس والدهر الضروس محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي كتبه في جمادى الأولى من سنة 610 .(5)

حدائق الحقائق فى شرح نهج البلاغة :

سمّاه مصنفه في أوّله ب_(حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح الخلائق) .(6)

وجاء في تقريض شيخه عبد الله بن حمزة الطوسي على الكتاب : هذا الكتاب الموسوم بحدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة كتاب جامع

ص: 42


1- كذا في المطبوع .
2- روضات الجنات 6 : 295 .
3- الكنى والألقاب 3 : 74 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن السادس) : 259 .
5- أعيان الشيعة 9: 250 .
6- حدائق الحقائق 1 : 71 ، مقدّمة الشارح .

لبدائع الحكم، وروائع الكلم، وزواهر المباني ، وجواهر المعاني، فاق ما صنّف في فنّه من الكتب . . .

إلى أن قال : وصاحبه الإمام الأجل، العالم الزاهد، المحقق المدقق، قطب الدين ، تاج الإسلام، فخر العلماء ، مرجع الأفاضل ، محمّد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي - وفقه الله لما يتمناه ..... ثم أورد إجازته له في الرواية ، وأرخها بسنة 596 ه_ . (1)

وكان قد انتهى من شرحه في سنة 576 ه_ ، كما هو مسطور في نهاية نسختين أحدهما ثمينة كتبت بتاريخ 645 ه_ ، كانت عند السيد الكمالي في همدان، وتوجد مصوّرة عنها في جامعة طهران (2)، وأُخرى في مكتبة المحقق الحجّة السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني ، كتبت بتاريخ 1049 ه_ (3)، ونقل آخرها الخوانساري في الروضات أيضاً .(4)

وأيضاً في نسخة كانت في خزانة إبراهيم الألوسي ، كتبت سنة 739 ه ، ذكرها ابن الفوطي في مجمع الآداب .(5)

وهناك من توهم أن اسم هذا الشرح هو (الإصباح) كالسيد إعجاز حسين الكنتوري، وتبعه العلّامة النوري في خاتمة المستدرك ستدرك ، ولكن الإصباح للكيدري في الفقه.

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (حدائق الحقائق في تفسير

ص: 43


1- مجلة تراثنا (38 - 39) : 306 ، نهج البلاغة عبر القرون .
2- حدائق الحقائق 1 : 61 ، وانظر صورة الصفحة الأخيرة للمخطوطة بعد صفحة 62 ، و 2 : 709 ، ومجلة تراثنا (38 - 39) : (305 نهج البلاغة عبر القرون .
3- حدائق الحقائق 1 : 61 ، وانظر صورة الصفحة الأخيرة للمخطوطة بعد صفحة 62 .
4- روضات الجنات 6 : 297
5- مجمع الأداب 421:3 [2884]

دقائق أفصح الخلائق) شرح لنهج البلاغة ، ألّفه الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيشابوري المعروف بقطب الدين الكيدري ، وكان تأليفه بعد شرحي القطب الراوندي الذي توفي سنة (573) الموسوم أحدهما (المنهاج) والآخر (المعارج ) ؛ لأنه قد فرغ منه (576) ويظهر من شيخنا في (خاتمة المستدرك) أن اسم شرح النهج (الإصباح ) لكن ذكرنا في ( ج 2 - ص 118) تصريح بحر العلوم بأن الإصباح اسم كتاب في فقه الإمامية .(1)

وقد ذكر الكيدري في مقدمة كتابه أنه استمد من كتابي المعارج والمنهاج للراوندي (2)، ولكنهما ليسا للراوندي معاً ، بل المنهاج المسمّى (منهاج البراعة له ، وأما المعارج المسمّى (معارج نهج البلاغة) فهو لعلي ابن زيد البيهقي فريد خراسان .(3)

وقد طبع أخيراً بتحقيق الشيخ عزيز الله العطاردي محقق على ثلاث نسخ .(4)

ص: 44


1- الذريعة 6 : 285 [1544] ، وانظر أيضاً : كشف الحجب
2- حدائق الحقائق 1 : 70 ، مقدّمة الشارح .
3- مجلة تراثنا (38 - 39) : 261 ، نهج البلاغة عبر القرون .
4- حدائق الحقائق 1 : 61 ، مقدمة المحقق

مؤلّفات السيد على بن طاووس (ت 664 ه)

(80) کتاب : الطرائف فى معرفة مذاهب الطوائف

الحديث :

الأوّل : قال ابن طاووس فيما أخرجه من كتب أهل السنّة بخصوص حديث الثقلين :

ومن ذلك ما صرّح النبي صلی الله علیه و آله وسلم بالوصية الواضحة ، والدلالة المحققة على من يقوم مقامه بعده ، بعده ، ويخلفه في أمته إلى يوم القيامة ، ولم يجعل لأحد عذراً فى مخالفته ، فروى أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله له : إنّي تركت فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» .(1)

وقد روي أن أبا بكر ، قال : عترة النبی صلی الله علیه و آله وسلم .(2)

الثاني : ومن ذلك في المعنى ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده

ص: 45


1- الطرائف 1 : 162 ، و عنه في اثبات الهداة 1 : 690 ح 69 فصل (6) ، و البحار 23 : 106 ح7.
2- الطرائف 1 : 165 ، والحديث في سنن البيهقي 6 : 274 ح11927 ، کتاب الوقف [9] ، باب الصدقة في العترة .

بإسناده إلى إسرئيل بن عثمان بن المغيرة بن ربيعة (1)، قال : لقيت زيد بن رقم، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : سمعت رسول الله يقول : «إني تارك فيكم الثقلين؟» قال : نعم .(2)

الثالث : ومن ذلك في المعنى ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده إلى زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».(3)

الرابع : ومن ذلك في المعنى ما رواه مسلم في صحيحه عن عدة طرق ، فمنها في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر كراس الثانية من أوّله من النسخة المنقول منها بإسناده إلى يزيد بن حيّان ، قال : انطلقتُ أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا عنده ، قال له حصين : لقد لقيت يا زيد ، خيراً كثيراً . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن العمدة لابن البطريق .

ثمّ قال : ورواه أيضاً مسلم في صحيحه بهذه المعاني في الجزء الرابع المذكور على ثماني عشرة قائمة من أوّله من تلك النسخة .(4)

الخامس : ومن ذلك في المعنى من كتاب الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن،

ص: 46


1- وقع تصحيف هنا ففي مسند أحمد : إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة ، عن علي بن ربيعة ، قال . . .
2- الطرائف 1 : 165 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 70 ، والبحار 23 : 106 ح 8.
3- الطرائف 1 : 165 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 71 ، والبحار 23 : 107 ح 9 .
4- الطرائف 1 : 165 - 166 مع بعض الاختلاف، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 72 ، والبحار 23 : 107 ح 10 ، وراجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث الرابع .

ومن صحيح الترمذي بإسنادهما عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي».(1)

السادس : ومن ذلك في هذا المعنى ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي عن عدة طرق في كتابه (2)بأسانيدها ، فمنها قال : إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إنِّي أُوشك أن أدعى فأجيب ، وإني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .

(قال عبد المحمود) (3): لقد أثبت في عدة طرق، وقد تركت من الحديث بالمعنى مقدار عشرين رواية ؛ لئلا يطول الكتاب بتكرارها مسندة من رجال الأربعة المذاهب المشهور حالهم بالعلم والزهد والدين .(4)

السابع : ومن ذلك بإسناده إلى ابن أبي الدنيا من كتاب فضائل القرآن ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقرابتي، فقيل : من قرابتك؟] ، قال : آل عقيل وآل جعفر وآل عباس». (5)

ص: 47


1- الطرائف 1 : 166 ، وعنه في إثبات الهداة : 692 ، ح 72 ، 73 ، والبحار 23 : 108 ح 11.
2- مناقب ابن المغازلي
3- سمّى ابن طاووس نفسه في هذا الكتاب (عبد المحمود) تقيةً .
4- الطرائف 1 : 166 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 74 ، والبحار 23 : 108 ح 12
5- الطرائف 1 : 166 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 75، والبحار 23 : 109 ح 13.

تنبيه : من المعلوم أن الجملة الأخيرة في الحديث وردت في الحديث الذي رواه مسلم عن زيد بن أرقم ، وفيها بالإضافة إلى ما ذكر آل علي .

الثامن : ومن ذلك بإسناده إلى علي بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم ، وهو يريد أن يدخل على المختار ، فقلتُ : بلغني عنك شيء ، فقال : ما هو؟ رسول

قلت قلت : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، يقول : «إنّي تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» ، قال : اللّهم نعم .(1)

التاسع : ومن ذلك بإسناده أيضاً ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّي فرطكم على الحوض فأسألكم حين تلقوني عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما فاعتل علينا لا ندري ما الثقلان، حتّى قام رجل من المهاجرين، فقال : يا نبي الله ، بأبي أنت وأُمّي ما الثقلان؟ قال : «الأكبر منهما كتاب الله طرف بيد الله تعالى وطرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تزلوا ولا تضلوا والأصغر منهما ،عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تغزوهم ، فإنّي سألتُ اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا علي الحوض كهاتين وأشار بالمسبحة والوسطى - ناصرهما ،ناصري، وخاذلهما خاذلي وعدوّهما عدوّي ، ألا وإنه لن تهلك أُمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبيها وتقتل من يأمر بالقسط فيها» .

قال عبد المحمود : فهذه عدة أحاديث برجال متفق على صحة أقوالهم، يتضمّن الكتاب والعترة .... ثم قال : بعد هذه الأحاديث المذكورة المجمع على صحتها .(2)

ص: 48


1- الطرائف 1 : 167 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 76 ، والبحار 23 : 109 ح 14 .
2- الطرائف 1 : 168 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 692 ح 77 ، والبحار 23 : 109 ح 15

العاشر : قال عبد المحمود : وقد وقفت على كتاب اسمه العمدة في الأصول ، اسم مصنفه محمّد بن النعمان، ويلقب بالمفيد (1)، وقد أورد فيه الاحتجاج على صحة الإمامة بحديث نبيهم محمد صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين» .(2)

أقول : وقد مضى الحديث من كتاب العمدة للمفيد ، فراجع .(3)

الحادي عشر : ومن ذلك في المعنى ما رواه الثعلبي في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» بأسانيده ، فمنها ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أيها الناس ، إنِّي قد تركت فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو قال : إلى الأرض وعترتي أهل بيتى ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(4)

الثاني عشر : ومن ذلك ما رواه الحميدي في المعنى في الجمع بين الصحيحين في مسند زيد بن أرقم من عدة طرق، فمنها بإسناده إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم

قال : قام رسول الله فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة

ص: 49


1- كتاب العمدة للشيخ المفيد مفقود ، انظر : مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالات والرسالات (1) حياة الشيخ المفيد ومصنفاته القسم الثاني (تأليف السيد عبد العزيز الطباطبائي) ، الكتب المفقودة الصفحة 340[138] .
2- الطرائف 1 : 171 ، وعنه في البحار 23 : 112
3- راجع ما أوردناه عن العمدة للمفيد ، ومن ، ومن المحتمل أن يكون هذا الكتاب الذي ذكره ابن طاووس هو كتاب العمدة لابن البطريق فإنّه علاوة على نقله نفس الأحاديث بنفس العبارات كما ستشير إليه في المتن ، استدل على الإمامة ووجوب اتباع أهل البيت بحديث الثقلين في كتابه هذا ، فلعله هو .
4- الطرائف 1 : 175 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 193 ح 79 ، والبحار 23 : 117 ح 33

والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعد ووعظ وذكر ، ثم قال : «أما بعد : أيها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحت على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : «وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي، وفي إحدى روايات الحميدي، قلنا : من أهل بيته ، نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، الخبر .(1)

الثالث عشر : ومن ذلك أيضاً ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى الوليد بن صالح، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي الله صلی الله علیه و آله وسلم من من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير بين مكة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ، ثم نادى : الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في يوم شديد الحرّ، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر ، حتى انتهينا إلى رسول الله له ، فصلى بنا الظهر ، ثم انصرف إلينا بوجهه ، ثم ذكر .... ثمّ ذكر تفصيل ما بلّغ إليهم من الوحدانية والرسالة والجنة والنار وكتاب الله ، ثمّ قال: «ألا وإني فرطكم وأنتم تبعي، توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ؟»

قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، ما الثقلان؟

قال : «الأكبر منهما كتاب الله تعالى ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فتمسكوا به ولا تزلّوا ولا تشكوا ولا تضلّوا، والأصغر منهما

ص: 50


1- الطوائف 1 : 176 ، ح 186 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 691 ح 72 ، والبحار 23 : 117 ح 34

عترتي» ، ثم ذكر وصيته صلی الله علیه و آله وسلم بعترته ، ثم قال : «فإني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما في خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ ، ألا وإنّها لم تهلك أُمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها، وتظاهر على نبوّتها، وتقتل من قام بالقسط منها ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب علیه السلام ، فرفعها ، فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» - قالها ثلاثاً آخر الخطبة .(1)

الرابع عشر : قال (عبد المحمود) مؤلّف هذا الكتاب : وقد وقفت على أشياء مستطرفة وقعت من هؤلاء الأربعة المذاهب في حق أهل بيت نبيهم محمد صلی الله علیه و آله وسلم مع ما تقدّمت به رواياتهم من وصاياه بالتمسك بهم والمحبة والاتباع لهم.

ومن طرائف ذلك أنهم رووا كما تقدّم ذكره عن نبيهم صلی الله علیه و آله وسلم أنه مخلف فيهم الثقلين : كتاب الله وعترته ما إن تمسكوا بهما لن يضلوا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ...

ومن طرائف مناقضاتهم أنهم يروون وجوب العمل في الشريعة بأخبار الآحاد ، فإذا سمعوا الأخبار التي تأتي من جهة عشرة نبيهم علي الله سواء كانت أحاداً أو متواترة ، أعرضوا عنها ونفروا منها مع ما تقدّم من شهادة نبيهم أن عترته لا يفارقون كتاب الله وأن المتمسك بهما لا يضلّ أبداً .... فيما رووه في صحاحهم وعن رجالهم من الوصية بالعترة ووجوب الالتزام بهم والتعظيم لهم .(2)

تنبيه : لقد مرت هذه الأحاديث عن نفس المصادر المذكورة - ما عدا الأخير - في كتاب العمدة لابن البطريق ، فراجع .(3)

ص: 51


1- الطرائف 1 : 216 - 218
2- الطرائف 1 : 274 - 276 .
3- راجع ما نقلناه عن العمدة لابن البطريق

علي بن أبي موسى بن طاووس الحسني الحلى :

هو أشهر أن ر من نترجم له ، ولكن لا بأس من ذكر بعض ما قالوه فيه ، قال عنه العلامة (ت 726 ه) في إجازته لبني زهرة : ومن ذلك جميع ما صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي ، وجمال الدين أحمد ابني موسى بن طاووس الحسنيان قدس الله روحهما، وروياه وقرأ واجيز لهما روايته عني عنهما، وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان ، وكان رضي الدين علي الله صاحب كرامات حكي لي بعضها، وروى لي والدي عنه البعض الآخر .(1)

ونقل العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) عن خطّ الشيخ شمس الدين محمد بن علي الجمعي عن خط الشهيد الأول : تولّى السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس العلوي الحسني صاحب المقامات والكرامات والمصنفات نقابة العلويين من قبل هولاكو خان ، إلى أن قال : ولم يزل على قدم الخير والآداب والعبادات والتنزه عن الدنيات إلى أن توفّي بكرة الاثنين خامس ذي القعدة من سنة أربع وستين وستمائة ، وكان مولده يوم الخميس منتصف المحرّم سنة تسع وثمانين وخمس مائة .(2)

وقال السيد مصطفى التفرشي القرن الحادي عشر : علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني رضي الدين ، من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر، عظيم المنزلة ، كثير الحفظ ، تقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر ، له كتب حسنة .(3)

ص: 52


1- البحار 107 : 63 ، إجازة العلامة لبني زهرة .
2- البحار 107 : 208 ، فائدة : (24) .
3- نقد الرجال 3 : 303[3711] ، والظاهر سقوط اسم (محمد) بعد (جعفر) أو قبل (أحمد) ، وانظر : جامع الرواة 1: 603 .

وقال الشيخ الحرّ العاملي(ت 1104 ه) : حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضاً شاعراً أديباً منشئاً بليغاً.

وأورد قول العلّامة السابق في حقه .

وقال في موضع آخر : إن السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه .(1)

وفي حاشية البلغة للماحوزي (ت 1121 ه) منه : ذي الكرامات والمقامات ، ليس في أصحابنا أعبد منه ولا أورع .(2)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : ابن طاووس، يطلق على جماعة عديدة من أفاضل سادة آل طاووس (رضي الله عنهم) أشهرها على السيد الجليل رضي الدين أبي القاسم صاحب الكرامات والمقامات النقيب النجيب علي بن موسى . . .

إلى أن قال : مؤلّف كتاب الإقبال وغيره من كتب الأدعية الوافرة وغيرها .(3)

كتاب الطرائف فى معرفة مذاهب الطوائف :

نسبه المصنف إلى نفسه في كتاب الإجازات ، قال : وما صنفته وكشفت به عن الباب ، وبلغت فيه ما لم أعرف أن أحداً بلغه من أهل تلك

ص: 53


1- أمل الآمل 2 : 205[622] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 8235 ،[84 ، 85] ، روضات الجنّات 4: 325 ، منتهى المقال 5 : 73 [2119] ، معجم رجال الحديث 13: 202 ، أعيان الشيعة : 358 ، الكنى والألقاب 1 : 339 ، تنقیح المقال 2 : 310 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 116 ، الذريعة 15 : 154 [1012] ، خاتمة المستدرك 2 : 439 .
2- بلغة المحدثين : 444
3- رياض العلماء 6 : 24

الأوقات : كتاب الطرائف في مذاهب الطوائف وهو مجلدان (1)، وكذا في أكثر من موضع في كتبه كشف المحجة (2)، والإقبال (3)، واليقين (4)، وسعد السعود (5)، ولذا فنسبته إليه مقطوعة عند الكلّ .

وعده العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (6)وقال : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلها معروفة ، وتركنا منها كتاب ربيع الشيعة (7)، وهو من مصادر الحرّ في إثبات الهداة .(8)

وقد سمّى المؤلّف نفسه في هذا الكتاب ب_(عبد المحمود) .

قال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف) للسيد الشريف رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد ابن طاووس الحلّي . . .، ثم قال : سمّى نفسه بعبد المحمود بن داود الكتابي ؛ تقية عن الخلفاء الذين كان في بلادهم، وليكون أوقع في القلوب ، أودع فيه طرائف أمور من مذهب المخالفين أصولاً وفروعاً لم يسبق إليه أحد ، ثمّ قال - بعد أن نقل أوّله - :

كان عند شيخنا النوري وفي خزانة (الخوانساري) وخزانة الحاج

ص: 54


1- البحار 107 : 40 ، فائدة (9) ، وانظر : أمل الآمل 2 : 205 ، لؤلؤة البحرين : 239، روضات الجنّات 4 : 325 ، معجم رجال الحديث 13 : 202 ، أعيان الشيعة 8 : 362 .
2- انظر : كشف المحجة : 85، 87، 90 ، 104 ، 115 ، 117 ، 194 .
3- الإقبال 2 : 249 ، 265 ، 370 ، و 3 : 109
4- اليقين : 278
5- سعد السعود : 140 ، 141 ، 148 ، 182 ، وغيرها
6- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
7- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر ، وقد تقدم الحديث عن (ربيع الشيعة) في كتاب (أعلام الورى) ، للطبرسي
8- إثبات الهداة 1 : 27 .

السيد علي الإيرواني في تبريز وفى (الرضوية) وطبع 1322 ، وقد رأيت نسخة من «عين العبرة» للسيد أحمد بن طاووس عليها خطّ الشيخ العاملي ، بعد حكايته لخط الشهيد الأوّل في وجه التعبير عن نفسه بعبد الله بن إسماعيل الكاتب ، قال :[وكذلك فعل أخوه رضي الدين علي بن موسى ابن طاووس فى كتاب الطرائف حيث سمّى نفسه عبد المحمود بن داود الذمّي، وقد رأيت بخط الشهيد الثاني على نسخة كتاب «الطرائف» صورة ما أشرنا إليه ، وقد عدّه علي بن طاووس في جملة مصنّفاته في كتابه (كشف المحجة)] هذا كلام المحدّث الحرّ العاملي ، وتاريخ الخط 1090 ، إلى أن قال : وفي (الرضوية) ثلاث نسخ من الكتاب أقدمها تاريخاً 576 .(1)

وقد عدّ له الشيخ فارس الحسون 33 نسخة في مقدمته على كتاب سعد السعود لابن طاووس .(2)

ص: 55


1- الذريعة 15 : 154 [1012] ، وانظر : مقدمة الطرائف المطبوع
2- انظر مقدّمة كتاب سعد السعود : 103 ، وأيضاً : كتابخانه ابن طاووس لأتان : گلبرك : 99

ص: 56

(81) کتاب : سعد السعود

الحديث :

الأول : في تعليقه على كلام الشيخ الطوسي في التبيان حول آية «ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» ، ودلالتها على الرجعة ، قال :

يقول علي بن موسى بن طاووس : إعلم أن الذين قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فيهم إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض» ، لا يختلفون في إحياء الله جل جلاله قوماً بعد مماتهم في الحياة الدنيا من هذه الأُمّة .. (1)

الثاني : في ردّه على ما أورده الزمخشري فى الكشاف من الاختلاف بمعنى الصلاة الوسطى في الآية «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَی» ، قال : وكلّ هذه الاختلافات إنّما أحدثها مفارقة أصحاب هذه الروايات لأهل بيت صاحب النبوة صلوات الله عليه وعليهم، الذين جعلهم خلفاء منه في قوله علیه السلام : «إنّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(2)

ص: 57


1- سعد السعود : 131 ، الباب الثاني ، فصل (1) : فيما نذكره من كتاب التبيان ، وعنه في البحار 53 : 140 ، باب الرجعة .
2- سعد السعود : 261 ، فصل [52] .

الثالث : في معرض رده على قول أبي علي الجبائي في تفسيره من أن الحديث «أن لا وصيّة لوارث ناسخ لقوله تعالى فى سورة البقرة «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْن وَالأَقْرَبِينَ بالْمَعْرُوفِ حَقًّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ» (1)، قال :

وإذا كان ظاهر الحديث لا يصح العمل عليه ومتضاداً في نفسه وساقطاً عند علماء أهل البيت علیهم السلام جميعهم الذين روى الذين روى العلماء من المسلمين أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي» ، فكيف ينسخ به صريح ، فكيف ينسخ به صريح القرآن الشريف؟!(2)

الرابع : قال : فصل: فيما نذكره من كتاب الناسخ والمنسوخ ، تأليف نصر بن علي البغدادي (3)، وهو مضاف إلى كتاب قصص القرآن للنيسابوري، من تفسير سورة غسق ، من الآية الخامسة ، بلفظه :

الخامسة : ق«ُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» اختلف المفسّرون على وجهين فقالت طائفة هي محكمة لم تنسخ بشيء ، واحتجوا عليه بقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجل حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» .(4)

الخامس : قال : فصل: فيما نذكره من الجزء الأول القرآن ، تصنيف محمد بن بحر الرهني . . .

ص: 58


1- البقرة : 180
2- سعد السعود : 296 ، فصل [68] .
3- اسمه هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي البغدادي .
4- سعد السعود : 442 ، فصل [137] ، وانظر : الناسخ والمنسوخ : 165 ، وسيأتي في قسم أحاديث أهل السنّة .

قال محمد بن بحر الرهني : حدثني القرباني ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، عن . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن مقدّمات علم القرآن للرهني (1)، فراجع .

السادس : قال محمد بن بحر الرهني : وما حدثنا به المطهر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن موسى ، عن . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن مقدمات علم القرآن للرهني(2)، فراجع .

السابع : عند تعجبه من اكتفائهم في تفسير القرآن بابن عباس ، قال : وحيث ذكروا واحداً من الشجرة النبوية والعترة المحمدية، اقتصروا في كثير ما نقلوه على الشاب المعظم الذي كان له عند وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله عشر سنين ، وعلى رواية بعضهم ثلاث عشرة سنة .

فأين كهول بني عبد المطلب وشيوخهم؟! فأين شيوخ بني هاشم؟! وأبن شيوخ قريش الذين عاصروا جميع أيام الرسالة ، وعاشروا حين نزول القرآن وسمعوه مشافهة من لفظ النبوّة ومحلّ الجلالة؟! وما الذي منع أن يلازموا جميع علماء الثقل الذين قرنهم الله جلّ جلاله بكتابه المهيمن على كلّ كتاب ، الذين جعلهم النبی صلی الله علیه و آله وسلم صلوات الله عليه وآله خلفاء منه ، وشهد أنهم لا يفارقون كتابه إلى يوم الحساب؟! وما الذي منع أن ينقلوا تفسير القرآن كلّه عمّن شهدوا أنه أعرف الأمة بنزول القرآن وفضله ؟!(3)

أقول : من الواضح أنه يشير هنا إلى حديث الثقلين .

ص: 59


1- سعد السعود : 443 ، فصل [138] ، راجع ما أوردناه في مقدمات علم القرآن للرهني ، الحديث الأوّل .
2- سعد السعود : 444 ، فصل [138] راجع ما أوردناه عن مقدمات علم القرآن للرهني ، الحديث الثاني .
3- سعد السعود : 554

الثامن : بعد أن أورد رواية النقاش لحديث ابن عباس عن علي علیه السلام فى تفسير لفظة الحمد ، قال :

أقول أنا : فهل رأيت أعجب من قوم فيهم من القرابة والصحابة مولانا علي علیه السلام الذي كان في أوّل الإسلام وإلى حين دفن محمد صلی الله علیه و آله وسلم . . . ، فلا يلازمونه ولا يسألونه ، ولا يقصده أهل البر والبحر ، ولا يأخذون عنه العلوم في القرآن وفيما سواه، ويتركونه حتى يموت ، ويتركون ذريته العارفين بأسراره فى الحياة وعند الوفاة، الذين هم أعيان الثقل الذين شهد لهم الصادقون من أهل العقل والنقل أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ، فلا يسألون عن معالمهم . . .(1)

التاسع : قال - بعد أن نقل ما أورده الطوسي في التبيان في تفصيل السورة المكية من المدنية - أقول : والظاهر في الروايات التي أطبق على تقلها المخالف والمؤالف : أنه ما كان سبب هذا الاختلاف والضلال بعد مفارقة الثقل الذين قرنهم النبي الله صلی الله علیه و آله وسلم بكتاب الله إلا منع النبي صلی الله علیه و آله وسلم صلوات الله عليه من الصحيفة التي أراد أن يكتبها عند وفاته :

فإنّهم رووا في صحيح البخاري ومسلم من الجمع بين الصحيحين للحميدي . . . ، ثم أورد الخبر عن ابن عبّاس .(2)

أقول : من الواضح أنه يشير إلى الثقل الثاني في حديث الثقلين .

کتاب سعد السعود :

قال المصنف في أوّل الكتاب : يقول علي بن موسى بن جعفر بن

ص: 60


1- سعد السعود : 559 .
2- سعد السعود : 595 .

محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي : أحمد الله جل جلاله - إلى أن قال : وبعد فإنّي وجدت في خاطري يوم الأحد سادس ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وستمائة، ما اعتبرته بميزان الرحمة الإلهية ووجدان الألطاف الربانية ، فوجدته وارداً عن تلك المراسم ، وعليه أرج أنوار هاتيك المعالم والمواسم، في أن أصنف كتاباً أسميه : سعد السعود للنفوس منضود ، من كتب وقف علي بن موسى بن طاووس، أذكر فيه من كل كتاب وقفته بالله جلّ جلاله والله جل جلاله على ذكور أولادي وذكور أولادهم وطبقات ذكرتها بعد نفادهم .(1)

وعد الشيخ الحر العاملي (ت 1104 ه) كتاب سعد السعود ضمن الكتب التي رآها لابن طاووس (2)، وأدخله في ضمن مصادر إثبات الهداة (3)، ومثله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار (4)، وقال في توثيقه : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلها معروفة .(5)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (وسعد السعود للنفوس منضود) فيما يتعلّق بأحوال القرآن من كيفية جمعه وتأليفه وتفسير بعض مشكلاته نقلاً عن بعض التفاسير، وهو للسيد رضي الدين علي بن موسى ابن طاووس الحسني المتوفى 664 ، موجود في الخزانة (الرضوية) من وقف نادر شاه 1145 ، وفي مكتبة راجه فيض آبادي كما في فهرسها ، وعند

ص: 61


1- سعد السعود : 3 ، مقدمة المؤلف
2- أمل الآمل 2 : 205 [623] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 241 ، روضات الجنّات 4 : 328 ، أعيان الشيعة 8 : 361 ، کتابخانه ابن طاووس : 95 [446]
3- إثبات الهداة 1 : 27 .
4- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
5- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر .

المولى علي الخياباني كما في آخر «وقائع الأيام» ، إلى أن قال - بعد ذكر أوله ومحتواه : استكتبه السيد نصر الله التقوي في طهران وأرسله إلى الشيخ محمد السماوي بالنجف هدية ، وهو كتب عن النسخة المهدى إليه بخطه .(1)

وقد أحصى محقق الكتاب الشيخ فارس الحسّون سبع نسخ خطيّة له .(2)

ص: 62


1- الذريعة 12 : 183 [1210] .
2- سعد السعود : 159 ، حول الكتاب

(82) كتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة

الحديث :

الأوّل : أورد ابن طاووس عن مصنف كتاب النشر والطي حديث حذيفة بخصوص حجّة الوداع ويوم الغدير ، ثم قال :

ثمّ قال صاحب كتاب النشر والطى من غير حديث حذيفة : فكان من قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع بمنى : أيها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى بردا علي الحوض كإصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه - ، ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ، ومن خالفهما فقد هلك ، ألا هل بلغت أيها الناس؟ قالوا : نعم ، قال : «اشهد» .(1)

الثاني : قال : قال : ثم قال صاحب كتاب النشر والطي: فلما كان في آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله عليه : «إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ» إلى آخرها ، فقال : نعيت إلي نفسي ، فجاء إلى المسجد الخيف فدخله ونادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر خطبته علیه السلام .

ثمّ قال فيها: «أيّها الناس ، إني تارك فيكم الثقلين : الثقل الأكبر كتاب الله عزّ وجلّ ، طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم فتمسكوا به، والثقل

ص: 63


1- الإقبال 2 : 240 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 700 ح 109 ، و البحار 37 : 128 .

الأصغر عترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه - ولا أقول كهاتين وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه» .(1)

الثالث : قال : قال صاحب كتاب النشر والطي في تمام حديثه ما هذا لفظه :

فهبط جبرئيل فقال : إقر، «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رُبِّكَ ...» الآية ، وقد بلغنا غدير خم في وقت لو طرح اللحم فيه على الأرض لاشتوى ، وانتهى إلينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الله فنادى : الصلاة جامعة ، : ولقد كان أمر علي علیه السلام أعظم عند الله ممّا يقدّر، فدعا المقداد وسلمان وأبا ذر وعمّار، فأمرهم أن يعمدوا إلى أصل شجرتين فيقموا ما تحتهما . . . ،

فلما اجتمعوا ، فقال : «الحمد لله الذي علا في توحده . . .

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومحكماته ولا تتعبوا (2)فوالله لا يوضّح تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ورافعها بيدي ، ومعلمكم أن من كنت مولاه فهو ،مولاه، وهو علي .

معاشر الناس ، إن علياً والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ولا يحلّ أُمر المؤمنين لأحد بعدي غيره بعدي غيره . . .».(3)

وقد مضى هذا الحديث عن روضة الواعظين لابن الفتال ، والاحتجاج للطبرسي، ونور الهدى للجاوابي، وسيأتي في اليقين لابن طاووس .(4)

ص: 64


1- الإقبال 2 : 242 ، وعنه في البحار 37 : 128
2- الظاهر أنّ هناك سقط يظهر من الرويات الأخرى التي ذكرناها سابقاً عن روضة الواعظين ، والاحتجاج، ونور الهدى ، واليقين .
3- الإقبال 2 : 245 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 701 ح 110 ، والبحار 37 : 131
4- راجع روضة الواعظين ، الحديث الأول ، والاحتجاج ، الحديث الأول ، ونور الهدى، الحديث الأول ، وسيأتي في اليقين ، الحديث الأول .

كتاب الإقبال بالأعمال الحسنة :

قال المصنف في أوّل كتاب فلاح السائل : وأجعل ذلك كتاباً مؤلفاً أسميه كتاب مهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد، أقول : وها أنا مرتب ذلك بالله جل جلاله في عدة مجلدات ما أرجوه من المهمات والتتمات :

المجلد الأول : أُسمّيه كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل يومه وليله ، وهو مجلّدان .

والمجلد الثالث : أُسمّيه كتاب زهرة الربيع في أدعية الأسابيع والمجلد الرابع : أسميه كتاب جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع . والمجلد الخامس : أسمّيه كتاب الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل مثله كلّ شهر على التكرار.

والمجلد السادس : أُسمّيه كتاب المضمار للسباق واللحاق بصوم شهر إطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق .

والمجلد السابع : أسمّيه كتاب السالك المحتاج إلى معرفة مناسك الحجاج .

والمجلد الثامن والتاسع : أسميهما كتاب الإقبال بالأعمال الحسنة فيما نذكره ممّا يعمل ميقاتاً واحداً كلّ سنة .

والمجلد العاشر : أسمّيه كتاب السعادات بالعبادات التي ليس لها وقت محتوم معلوم في الروايات ، بل وقتها بحسب الحادثات المقتضية لها الإرادات المتعلقة بها .... إلى آخره .(1)

ص: 65


1- فلاح السائل : 45 ، مقدمة المؤلّف

ومنها يظهر أن الإقبال هو جزء من كتابه الكبير الذي ينوي أن يؤلّفه تتمة لمصباح المتهجد .

وأشار إليه وإلى ما يتضمنه من كتب، ومنها الإقبال ، في كتابه الإجازات .(1)

وفي آخر المجلد الأول من الإقبال أي في نهاية أعمال شهر ذي الحجّة قال - بعد أن ذكر نسبه وألقابه - وحيث رأينا أن قد وصل آخر عمل شهر ذي الحجة إلى هذا المقدار من التصنيف ومتى جعلنا كتاب الإقبال جزءاً واحداً أضجر بنقل التأليف، جعلنا آخر هذا الجزء شهر ذي الحجّة شهر المسرات والمبرات والبشارات .

ويكون أوّل الجزء الآخر شهر محرم شهر تشريف أهل السعادة ، إلى أن قال : وهذا آخر ما أجراءه الله جل جلاله على خاطري أن أذكره فى الجزء الأوّل من كتاب الإقبال ، ولم يكن عندي مسودة . . . ، إلى آخره .(2)

وقال في أوّل المجلد الثاني من الإقبال، أي في أوّل أعمال شهر محرّم وبعد ، فإنّني لما رأيت كتاب الإقبال بالأعمال الحسنة فيما نذكره ممّا يعمل مرّة واحدة في السنة ، قد فتح الله فيه أبواب الفوائد، وأنجح مسعی المطالب علیه السلام بزوائد عن الفوائد ، حتى ضاق أن يكون فوائده في مجلد واحد، فجعلت عمل شهر ذي القعدة وذي الحجة في مجلد أوّل ، وعمل شهر محرّم وما بعده إلى أواخر شعبان في مجلد ثان مفصل (3)، وكرّر ذكره في مواضع أخرى منه .(4)

ص: 66


1- البحار 41:107
2- الإقبال 2 : 381 ، الباب التاسع
3- الإقبال 3 : 8، مقدّمة المؤلّف
4- الإقبال 3 : 93 ، 367

وذكره أيضاً في سعد السعود (1)وكشف المحجة (2)والأمان .(3)

والذي يظهر من آخر الإقبال أنّه انتهى من تأليفه سنة 650 ه (4)في كربلاء، خاصة وأنه كان في كربلاء في حدود هذا الوقت، ولكنه أضاف إليه إضافات بعد ذلك مؤرّخة بتواريخ مختلفة آخرها سنة 662 ه .(5)

وعلى كلّ فإنّه مقطوع النسبة إليه حتى أصبح بينهما تقارن ، وقد ذكره الحرّ (ت 1104 ه) ضمن الكتب التي رأها للمصنف في أمل الآمل (6)وأدخله في مصادر الوسائل وإثبات الهداة (7)، وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (8)، وقد تقدّم ما قاله المجلسي في كتب ابن طاووس، وأشار صاحب الرياض إلى المصنف بأنّه مؤلّف كتاب الإقبال وغيره .(9)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الإقبال) لصالح الأعمال أو (الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل ميقاتاً واحداً في السنة) للسيد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى .... ، هو من أجزاء كتابه الكبير الذي سمّاه بالتتمات والمهمات ؛ لأنه ألفه ليكون تتمة للمصباح الكبير تأليف جده لأمه

ص: 67


1- سعد السعود : 140 ، 141 ، 588
2- کشف المحجة : 216
3- الأمان : 91 .
4- الإقبال 3 : 370 ، وانظر: کتابخانه ابن طاووس : 70 ، الذريعة 2 : 264 .
5- الإقبال 3 : 116 ، فصل (7) : فيما تذكره مما يختص باليوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول .
6- أمل الآمل 2 : 205 [622] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 241 ، روضات الجنات 4 : 327، أعيان الشيعة 8: 361
7- خاتمة الوسائل 30 : 159 ، إثبات الهداة 1 : 27 .
8- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
9- رياض العلماء 6 : 24

الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ثمّ قال : ألفه وله ستون سنة ، كما صرح به في آخر عمل شعبان ، وفرغ منه سنة 650 .(1)

وقد طبع الكتاب مع كتاب آخر من كتب تتمات المصباح ، صباح ، وهو مضمار السبق في ميدان الصدق الخاص بأعمال شهر رمضان تحت عنوان واحد وهو الإقبال ، وآخر طبعة له خرجت بثلاثة أجزاء الثاني والثالث هما الإقبال ، والأوّل هو مضمار السبق ، حققه على ثلاث نسخ جواد القيّومي .(2)

ص: 68


1- الذريعة 2 : 264 [1087] ، وانظر : مقدمة كتاب سعد السعود ، الصفحة 64 .
2- انظر الإقبال المطبوع بثلاثة أجزاء ، تحقيق جواد الفيومي

(83) كتاب : اليقين باختصاص مولانا على بإمرة المؤمنين

الحديث :

قال : فيما نذكره من كتاب لبعض علمائهم صنفه برجالهم في فضائل علي علیه السلام ، نذكر منه ما يختص بتسمية مولانا علي علیه السلام بأمير المؤمنين ، أوّل أسانيد هذا الكتاب : حدثنا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي، وقال في آخره . وكان الفراغ من نسخه في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربعمائة بالقاهرة المعزية .(1)

أورد عدّة روايات من الكتاب ، إلى أن قال : فيما نذكره من هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من روايته للكتاب الذي أشرنا إليه في حديث الغدير ، وتسمية مولانا علي الهلال فيه مراراً بلفظ (أمير المؤمنين)، نرويه برجالهم الذين ينقلون لهم ما ينقلونه من حرامهم وحلالهم ، والدرك فيما نذكره عليهم ، وفيه ذكر (المهدي علیه السلام) وتعظيم دولته ، وهذا لفظ الحديث المشار إليه : خطبة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : حدثنا أحمد ابن محمّد الطبري ، قال : أخبرني محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، قال : حدثني الحسن بن علي أبو محمد الدينوري ، قال : حدثنا محمد بن [موسى](2) الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثنا

ص: 69


1- اليقين : 316 ، الباب 120 .
2- من البحار .

سيف بن عميرة، عن عقبة (1)، عن قيس بن عن قيس بن سمعان سمعان ، عن علقمة بن محمد بن الحضرمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي علیه السلام ، قال :

«حج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من المدينة وقد بلغ الشرايع قومه غير الحج والولاية . . .

فدفع حتى بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال، أتاه جبرئيل على خمس ساعات من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ..

فقام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فوق تلك الأحجار ، فقال : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علا بتوحيده ودنا بتفريده . . » .

إلى آخر ما ذكرناه عن روضة الواعظين لابن الفعّال النيسابوري ، والاحتجاج للطبرسي، ونور الهدى للجارابي، والإقبال لابن طاووس، فراجع .(2)

كتاب اليقين باختصاص مولانا على بإمرة المؤمنين :

جاء في مقدمة كتاب اليقين : يقول مولانا المولى الصاحب ، المصنف الكبير، ثم ذكر ذكر عدداً من الألقاب، إلى أن قال : شرف العترة الطاهرة ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن

ص: 70


1- في الاحتجاج : حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً، عن قيس بن سمعان
2- اليقين : 343 ، الباب 127 ، وفيه : «وهو أخي ووصيّي وموالاته . . .» ، وفيه : «معاشر الناس ، إن عليّاً والطاهرين من ذريتي وولدي وولده هم الثقل . . .» وفيه : وكل واحد منهما منبىء عن صاحبه وموافق له ، وفيه : «معاشر الناس ، إنّي أُخلف فيكم القرآن ، ووصيّي علي والأئمة من ولده بعدي ، قد عرفتم أنهم منّي فإن تمسكتم بهم لن تضلوا ، لن تضلوا» ، وراجع ما أوردناه عن روضة الواعظين ، الحديث الأوّل والاحتجاج ، الحديث الأول ، ونور الهدى، الحديث الأول ، والإقبال ، الحديث الثالث .

محمد الطاووس العلوي الفاطمي : أحمد الله جل جلاله ، إلى أن قال : وسوف نذكر ما رويته ورأيته من كتب الرواة والمصنفين والعلماء الماضين برجال المخالفين الذين لا يتهمون فيما يروونه وينقلونه ، من التعبير على مولانا أمير المؤمنين علي علیه السلام بأمير المؤمنين ، ممّا لا يبقى شك فيه عمّن وقف وعرفه من المصنّفين، وقد سمّيته : كتاب اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي علیه السلام بامرة لمؤمنين .(1)

وقال فى أوّل التحصين : وكان من أواخر ما صنفته - وقد جاوز عمري عن السبعين ومفارقتي للدنيا الدائرة ومجاورتي لسعادتي في الآخرة «كتاب الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة وكتاب اليقين في اختصاص مولانا علي علیه السلام بإمرة المؤمنين»

وسبق هذا الكتاب في منهاجه من لم يدركه من الماضين . . .(2)

وقال الأربلي (ت 693 ه) في كشف الغمة : وقد كان السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس وألحقه بسلفه ، جمع في ذلك كتاباً سمّاه كتاب اليقين باختصاص مولانا على الله بإمرة المؤمنين . . . . إلى آخره .(3)

وممّا نقلنا قد عرفت اسم الكتاب ، وقد ذكره الحرّ العاملي (ت 1104 ه) بهذا الاسم عند ذكره للكتب التي رآها من مصنفات ابن طاووس .(4)

ولكنّ البعض سماه ب_(کشف اليقين) حيث جعله المجلسي (ت 1111 ه) من مصادر بحاره بهذا الاسم (5)، ورمز له ب_(شف) ممّا أدّى

ص: 71


1- اليقين : 86 ، مقدّمة المؤلّف
2- التحصين (المطبوع مع اليقين) : 531 ، مقدمة المؤلّف 531
3- كشف الغمّة 1 : 330 ، ذكر مخاطبته بأمير المؤمنين في عهد النبي صلی الله علیه و آله وسلم
4- أمل الآمل 2 : 206 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 241 ، روضات الجنّات 4 : 328 ، أعيان الشيعة :: 363 ، كشف الظنون 4 : 489 ، هدية العارفين 1 : 569 .
5- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب

إلى الخلط بينه وبين كشف اليقين للعلّامة ، وكشف الغمة للأربلي عند البعض، وتردّد بين الاسمين العلامة النوري في مستدركه .

قال في كلامه عن مصادر المستدرك : اليقين أو كشف اليقين باختصاص مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام بإمرة المؤمنين (1)، ونقل أيضاً عنه عدة مرات بهذا العنوان، ووجد أيضاً ذلك بخطه على إحدى النسخ .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (اليقين باختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين) صرّح بهذه التسمية في أوّل الكتاب مؤلّفه السيد رضي الدين علي بن طاووس، إلى أن قال : هذا ، ويظهر من تاريخ ولادته 589 ، ومن تصريحه بتأليف الأنوار وعمره قد تجاوز السبعين ، كون تأليف الأنوار، قبل وفاته بأربع سنين ، وقد كتب اليقين بعد الأنوار ، وكتب التحصين بعد اليقين ، فلعله كان قرب وفاته 664 .

وليعلم أن المجلسي أورد كثيراً من أحاديث هذا الكتاب بعنوان «كشف اليقين» وجعل رمزه في «بحار الأنوار» «شف» لكن تخيّل بعض أنّ هذا رمز «كشف اليقين» للعلامة الحلّي مع أنه لم يجعل لهذا الكتاب رمزاً ، بل يصرّح باسمه عند النقل عنه .

وعند ذكر الرموز قال : [شف لكتاب اليقين ؛ لأنا وجدنا في بعض النسخ «كشف اليقين» . . . (3)] ، توجد نسخة منه بخط الملا محمد كاظم بن محمد زمان الجابري الأنصاري في 1044) عند (الشيخ هادي كاشف الغطاء) ونسخ أخرى عند الملا علي الخياباني (والطهراني بسامراء) وشير محمد

ص: 72


1- خاتمة المستدرك 1 : 11، و 370 [57] .
2- اليقين : 24 ، مقدمة التحقيق
3- هذه العبارة غير موجودة في البحار المطبوع ، نعم الموجود (شف : لكتاب اليقين) فقط

الهمداني والسيد أبي القاسم الإصفهاني المحزر ، لكنها كلها جديدة الخط ، و نسختان في مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء إحداهما مستقلة والأخرى منضمة إلى منية المريد للشهيد ، ونسخة في خزانة (الصدر) وأُخرى عند السيد علي الإيرواني بتبريز عليها خط الشيخ الحرّ ت (1104) وأُخرى عند السيد محمد علي الروضاتي بخط جده السيد جلال الدين .(1)

وقد ظهر مما نقلنا من عبارات المصنف في أوّل كتابه اليقين أنه بنى على الاقتصار على النقل من كتب المخالفين ، وقال أيضاً في نهاية مقدمته تلك : واعلم أنا نذكر في كتابنا هذا تسمية الله جلّ جلاله مولانا علي بن أبي طالب علیه السلام أمير المؤمنين ، فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم ، وإن اتفق أن بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوباً إلى الشيعة الإمامية، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامة .(2)

فاعتذر عما قد يرويه في كتابه عن كتاب أو راو شيعي .

بقى الكلام على عدد أحاديث الكتاب أو أبوابه ؛ لأنّ المصنف بني على أن يكون لكل حديث ينقله من كتاب باب لوحده ، قال : وربّما [تكلّمت] الأحاديث بتسمية مولانا علی علیه السلام بأمير المؤمنين وبإمام المتقين وبسيّد المسلمين وبيعسوب الدين، ما يكشف عنها عدد الأبواب فى هذا الكتاب ؛ لأنا نذكر فى كل باب حديثاً واحداً ، ومن أي كتاب نقل منه ، وما نجده من مصنّف أو راو أخذ ذلك عنه .(3)

ص: 73


1- الذريعة 25 : [115] (2) اليقين : 126 ، مقدمة المؤلّف
2- اليقين : 126 ، مقدمة المؤلّف
3- اليقين : 90 ، مقدمة المؤلّف

ثمّ قال - بعد الفهرست للأبواب - وحيث قد تكملت أبواب كتاب اليقين وبلغت إلى مائة وواحد وتسعين .(1)

ولكن عدد الأبواب في المطبوع هو 220 وخاتمة ، وقد قال المصنف نفسه في كتابه التشريف بالمنن الذي ألفه بعد اليقين : وقد صنّفنا كتاباً سميناه كتاب «اليقين في اختصاص مولانا علي علیه السلام بإمرة المؤمنين» ضمناه من رجالهم أو شيوخهم مائة وسبعة وتسعين حديثاً، ونكمل بعد ذلك مائتي حديث وستة عشر حديثاً في تسميته بأمير المؤمنين ، وفي تسميته بإمام المتقين ثمانية عشر حديثاً، وفي تسميته يعسوب المؤمنين خمسة وعشرين حديثاً .(2)

فهذا أكثر ممّا في المطبوع ، بل في أوّل التحصين الذي ظاهره أنه ألّفه بعد التشريف بالمنن ، قال - بعد أن ذكر تأليفه لليقين في عمر قد تجاوز السبعين ، كما نقلنا عبارته سابقاً - وكان قد ضمنته ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا علي صلوات الله عليه أمير المؤمنين ، إلى أن قال : وذكرت فيه أحداً وخمسين حديثاً في تسميته علیه السلام إمام المتقين وما يفهم منه الخلافة على المسلمين ، واحداً وأربعين حديثاً في تسميته «يعسوب المؤمنين» .(3)

وبنفس هذا العدد أي 309 ذكره الأريلي في كشف الغمّة (4)، وهذا أيضاً أكثر مما في المطبوع بكثير، ومنه يعرف أن النسخ الموجودة الآن ناقصة (5)، وأن السيد ابن طاووس كان يضيف على كتابه كلّما يجده

ص: 74


1- اليقين : 123 ، مقدّمة المؤلّف
2- التشريف بالمتن : 331 ، الباب (32) .
3- التحصين (المطبوع مع اليقين) : 531 ، مقدمة المؤلف
4- كشف الغمّة 1 : 330 ، 337
5- کتابخانه ابن طاووس : 108 [58] .

مناسباً للموضوع الشيء فالشيء .(1)

وربما يفسّر العدد (309) بأنّه خاص بطرق الأحاديث، وإن كانت نفس الأحاديث التي هي بعدد الأبواب أقل ، أو أنه مع (51) حديثاً الخاصة ب_(إمام المتقين) و (41) حديثا الخاصة ب_(يعسوب المؤمنين) تكون مجموع أحاديث كتابي (اليقين) و(الأنوار الباهرة) .

وقد عدّ محققا الكتاب (19) نسخة للكتاب كانت موجودة سابقاً ، وبقي منها ثلاث إلى الآن، وتم التحقيق على ست نسخ إضافة لما موجود في بحار الأنوار .(2)

ص: 75


1- اليقين : 12 ، مقدمة المحقق .
2- اليقين : 19 ، مقدّمة المحقق ، نسخ الكتاب ، وانظر أيضاً : مقدمة محقق كتاب سعد السعود لابن طاووس ، صفحة (150) .

ص: 76

(84) كتاب : الملهوف على قتلى الطفوف

الحديث :

في معرض حديثه عن مولد الحسين ، قال :

قال رواة الحديث .... قال : فلما أتى على الحسين علیه السلام سنتان من مولده خرج النبي صلی الله علیه و آله وسلم في سفر. ثم رجع من سفره مغموماً ، فصعد المنبر فخطب . . . ، ثم رجع صلوات الله عليه وهو متغيّر اللون محمر الوجه، فخطب خطبة أخرى موجزة، وعيناه تهملان دموعاً ، قال : «أيها الناس ، إني قد خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وإنّي أنتظرهما ، وإنّي لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربّي أن أسألكم المودة في القربى ، فانظروا الا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم وقتلتموهم ، ألا وإنه سترد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة ، راية سوداء مظلمة راية سوداء مظلمة .... فأقول فأقول لهم : كيف خلقتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربّي ؟

فيقولون : أما الكتاب فضيعناه ، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن جديد الأرض، فأوّلي وجهي عنهم، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم، ثمّ ترد علي راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر ، كتاب ربي وعترتي؟

فيقولون : أما الأكبر فخالفناه، وأما الأصغر فخذلناه ومزقناهم كلّ

ص: 77

ممزق ، فأقول : إليكم عني ، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم، ثمّ ترد علي راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟

فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمة محمد صلی الله علیه و آله وسلم ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذرّية نبينا محمد صلی الله علیه و آله وسلم» .(1)

وسيأتي هذا الحديث عن مثير الأحزان لابن نما، فراجع .

كتاب الملهوف على قتلى الطفوف :

جاء فى أوّله : قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني جامع هذا الكتاب، إلى أن قال : أحببت أيضاً أن يكون حامله مستغنياً عن نقل مقتل في زيارة عاشوراء إلى مشهد الحسين صلوات الله عليه ، فوضعت هذا الكتاب ليضمّ إليه ، ثمّ قال : وقد ترجمته بكتاب الملهوف على قتلى الطفوف، ووضعته على ثلاثة مسالك ، مستعيناً بالرؤوف المالك .(2)

ونسبه السيد ابن طاووس إلى نفسه في كتابه الإجازات (3)والإقبال (4)، وكشف المحجة .(5)

ومن ثَمّ ، نسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له (6)، وجعله العلّامة

ص: 78


1- الملهوف على قتلى الطفوف : 92 - 95 ، مولد الحسين ، وراجع ما سنورده عن مثير الأحزان لابن نما
2- الملهوف على قتلى الطفوف : 86 ، مقدمة المصنف ، وانظر أيضاً : 230 منه .
3- البحار 42:107 .
4- الإقبال 3 : 57 ، فصل (11) : من أعمال شهر محرّم .
5- کشف المحجة : 194
6- انظر : أمل الآمل 2 : 206 ، لؤلؤة البحرين : 240 ، أعيان الشيعة 8 362 ، روضات الجنات 4 : 327

المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (1)، والحرّ العاملي (ت 1104 ه) في مصادر الوسائل ، وإثبات الهداة .(2)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (اللهوف على قتلى الطفوف) للسيد جمال السالكين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحلّي . . .(3)

وقال في موضع آخر : (كتاب الملهوف على قتلى الطفوف) للسيد علي بن طاووس ، مرّ بعنوان «اللهوف» لأنّه الأشهر .(4)

قال محقق الكتاب - الشيخ فارس الحسون -: ذكر الكتاب بأسماء مختلفة ، ثمّ أوردها ، وقال : ونحن اخترنا اسم الكتاب : الملهوف على قتلى لطفوف، بناءً على بناءً على ما ورد في نسخة (ر) المعتمدة ، وفي كشف المحجة : 194 ، وفي الإجازات كما عنه في البحار 42/107 ، وغيرهما من مؤلّفات ابن طاووس، حيث ذكر فيها اسم الكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف .(5)

وعد له اثنتي عشرة نسخة في المكتبات (6)، وأوصلها في مقدمته على سعد السعود إلى سبع عشرة (7)، والمطبوع منه - تحقيق المشار إليه - كان على ثلاث نسخ .(8)

ص: 79


1- البحار 1 : 12 ، مصادر الكتاب
2- خاتمة الوسائل 30 : 158 ، إثبات الهداة 1 : 27
3- الذريعة 18 : [576]
4- الذريعة 22 : 223 ، وانظر: کتابخانه ابن طاووس : 76 [26] ، مقدّمة سعد السعود الصفحة (135).
5- الملهوف على قتلى الطفوف : 67 ، مقدمة المحقق
6- الملهوف على قتلى الطفوف : 67 ، نسخه .
7- سعد السعود : 137 ، مقدّمة المحقق .
8- الملهوف على قتلى الطفوف : 73 ، عملنا في الكتاب .

ص: 80

(85) کتاب : طرف من الأنباء والمناقب

الحديث :

الأوّل : قال في مقدمة كتابه : ولم أذكر ما اعترف به علماء الإسلام، من الأخبار المتفق عليها بين الأنام كخير : «إني مخلف فيكم ما إن ، تمسكتم به لن تضلوا . كتاب الله وعترتي أهل بيتى» .(1)

الثاني : قال : في تصريح النبي صلی الله علیه و آله وسلم عند الوفاة بخلافة علي علیه السلام على الكبار والصغار بمحضر الأنصار : وعنه (2)، عن أبيه ، قال : «لما حضرت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الوفاة دعا الأنصار ، وقال : يا معشر الأنصار ، قد حان الفراق . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن كتاب الوصية لابن المستفاد ، فراجع .(3)

ص: 81


1- طرف من الأنباء والمناقب : 112 ، مقدمة المؤلّف
2- أي عن موسى بن جعفر ، وقد ذكر السند في الطرفة الأولى ، هكذا : عن عيسى بن المستفاد ، قال : ح- ، قال : حدثني موسى بن جعفر ، قال سألت أبي جعفر بن محمد . . . وقال هنا : عنه ، عن أبيه . فما ذكره من الأخبار المتصدرة ب_(عنه عن أبيه) هي بالسند الذي ذكرناه ، وفي آخر هذا الحديث ، قال عيسى بن المستفاد : فيكي أبو الحسن
3- طرف من الأنباء والمناقب : 143 ، الطرقة العاشرة ، وعنه في إثبات الهداة 1: 641 - 772 ، وغاية المرام 2 : 349 ح 40 ، الباب : 29 ، ولكن نسبه لكتاب الطرائف لابن طاووس لا للطرف اشتباهاً ، والبحار 22 : 476 27 ، ومستدرك الوسائل 4 : 237 ح6 ، وانظر ما أوردناه عن كتاب الوصية لابن المستفاد

وعنه البياضي (ت 877 ه) في الصراط المستقيم باختصار مخل وسيأتي .(1)

کتاب طرف من الأنباء والمناقب :

نسبه المصنّف إلى نفسه في كتاب الإجازات ، قال : وممّا صنفته وأوضحت فيه من السبيل بالرواية ورفع التأويل : كتاب طرف من الأنباء والمناقب فى شرف سيد الأنبياء والأطايب ، وطرق من تصريحه بالوصية بالخلافة علي بن أبي طالب علیه السلام ، وهو كتاب لطيف جليل شريف .(2)

وكذا في كشف المحجة ، قال : ومنها كتاب (طرف الأنباء والمناقب في شرف سيد الأنبياء وعترته الأطائب) ، يتضمن كشف ما جرت الحال عليه في تعيين النبی صلی الله علیه و آله وسلم لأمته من يرجعون بعد وفاته إليه ، من وجوه غريبة ورواية من يعتمد عليه .(3)

وقال في مقدمة كتاب الطرف - بعد أن ذكر أنه رأى كتاب (الطرائف) ولم ينسبه إلى نفسه هنا - وإنما نقلت هاهنا ما لم أره في ذلك الكتاب من الأخبار المحققة أيضاً في هذا الباب، وهي ثلاث وثلاثون طرفة .(4)

ونسبه إليه أكثر من ترجم له .(5)

وجعله العلامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (6)،

ص: 82


1- انظر ما سنذكره عن الصراط المستقيم للبياضي ، الحديث الثالث
2- البحار 107 : 40 .
3- كشف المحجة : 195
4- طرف من الأنباء والمناقب : 114 ، مقدمة المؤلّف
5- أمل الآمل 2 : 205 ، لؤلؤة البحرين : 239 ، روضات الجنّات 4 : 326 ، أعيان الشيعة 8: 362
6- البحار 1 : 13 ، مصادر الكتاب

ومثله الحر العاملي (ت 1104 ه) في الوسائل، وفي إثبات الهداة ، قال : كتاب الطرف تتمة الطرائف له .(1)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الطرف من الأنباء والمناقب في شرف سيد الأنبياء والأطائب) وطرف من تصريحه بالوصية والخلافة لعلي بن أبي طالب علیه السلام ، لرضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاووس، إلى أن قال :

وما صرّح في «الطرف» باسمه تقيّة ، بل قال : تأليف بعض من أحسن الله إليه (2)، كذا في النسخة ، كما أنه ما ذكر اسمه في (الطرائف) بل نسبه إلى عبد المحمود كما مرّ ، ولعلّه ألّفهما قبل سقوط بغداد بيد المغول ، والطرف استدراك للطرائف ، وقد صرّح في سائر تصانيفه بأن الطرف أيضاً له .

ثم قال : وفيه ثلاث وثلاثون طرفة في كل طرفة حديث واحد ، أكثرها من كتاب عيسى بن المستفاد يعني كتاب «الوصية» كما عبر به النجاشي ، طبع في النجف سنة 1369 ويوجد نسخة في الرضوية كتابتها 987 .(3)

وقد عرفت ممّا مر وأشار إليه المصنف أيضاً في مقدّمته : أن كتاب الطرف تتمة لكتاب الطرائف (4)، وهو مأخوذ من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد كما ذكرنا ذلك في ترجمة كتاب الوصيّة ، فراجع .(5)

ص: 83


1- خاتمة الوسائل 30 : 159 ، إثبات الهداة 1 : 27 .
2- طرف من الأنباء والمناقب : 109 ، مقدّمة الطرف
3- الذريعة 15: 161 [1053] ، وانظر : كتابخانه ابن طاووس : 107 [7] ، سعد السعود : 105 ، مقدّمة المحقق
4- طرف من الانباء والمناقب الأنباء والمناقب : 114 ، مقدّمة المصنف
5- وانظر أيضاً مقدّمة المحقق لكتاب الطرف .

وطبع الكتاب بطبعة أخيرة محققة على ست نسخ بتحقيق الشيخ قيس العطار .(1)

ص: 84


1- طرف من الأنباء والمناقب : 92 ، مقدّمة التحقيق .

(86) كتاب : كشف المحجة لثمرة المهجة

الحديث :

الأول : قال : وما أوضح الله جل جلاله على يدي في كتاب (الطرائف) من النصوص الصحيحة الصريحة على أبيك علي بن أبي طالب علیه السلام صلوات الله عليه وعلى عترته بالإمامة ما لا يخفى على أهل الاستقامة ، مثل قول جدّك محمّد صلوات الله وسلامه عليه وآله على المنابر على رؤوس الأشهاد : «وإنّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب، إنّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في اهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي . . .» .(1)

تنبيه : روى السيد ابن طاووس في كتاب الطرائف عدة طرق الحديث الثقلين عن كتب العامة (2)، ولكن ليس فيها حديث بهذا المتن ، نعم ورد قريباً من الشطر الأول بعدة طرق منها : عن أبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت (3)، أما الشطر الثاني وهو التذكير بأهل البيت علیهم السلام فلم يرد إلا في رواية زيد بن أرقم التي رواها أحمد ومسلم

ص: 85


1- كشف المحجة : 102 ، الفصل السادس والسبعون .
2- انظر ما أوردناه آنفاً عن كتاب الطرائف لابن طاووس
3- الحديث الأول ، والثالث ، والخامس ، والسادس ، والثامن ، والحادي عشر ، ما ذكرناه عن الطرائف ، فراجع .

وغيرهما .(1)

نعم ، ورد الشطران معاً في رواية عن حذيفة بن أسيد ، رواها الخزاز في كفاية الأثر (2)، وقريباً منه عن ابن امرة زيد بن أرقم ، رواها ابن طاووس في الطرائف عن ابن المغازلى، ولكن ليس بمثل هذا المتن ، وإنّما بزيادة عبارات أُخر ، فراجع .

الثاني : قال : فهل تعرف أن مسلماً روى في صحيحه عن زيد بن أرقم أنه قال - ما معناه - : إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم خطبنا بماء يدعى خماً ، فقال : «أيها الناس ، إنّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعتر وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي» .(3)

تنبيه : ذكرنا في الحديث السابق أنه لا يوجد حديث الثقلين بهذا المتن، وما رواه مسلم في صحيحه لم يأتِ بهذا المتن وإنما فيه : « . . . وإنّي مخلّف فيكم الثقلين : أولها كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي» (4)ولكن من الواضح أنها رواية لحديث الثقلين بالمتن المشهور بألفاظ أخرى ، ويوضّحه ما قاله السيد ابن طاووس قبله : ما معناه ، وكذا الكلام في المورد السابق، وسيأتي الكلام مفضلاً عن حديث الثقلين برواية مسلم وأحمد قبله ،وغيرهما، وسبب اختلاف متن هذا الحديث عن المتن

ص: 86


1- انظر الحديث الرابع والثاني عشر مما أوردناه عن الطرائف
2- انظر ما أوردناه عن كفاية الأثر للخزاز ، الحديث الثالث .
3- كشف المحجة : 131 ، الفصل الثامن والتسعون ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 698 ح 96 .
4- صحيح مسلم :4: 1492 ح 2408 ، باب فضائل علي بن أبي طالب علیه السلام .

المشهور ، وإرجاع هذا المتن إلى أصله من روايات أخر، وردّ الشبهات المثارة حوله في بحث منفصل مفصل إن شاء الله .

كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة :

جاء في أوّل الكتاب : يقول عبد الله ومملوكه ، السيد الجليل الإمام النبيل . . . ، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس العلوي الفاطمي الداودي السليماني بلّغه الله في الدارين مناه ، وكبت أعداءه بمحمّد وآله (1):

أحمد الله جل جلاله ، إلى أن قال في الفصل التاسع : فوجدت في خاطري في شهر محرّم من السنة المقدّم ذكرها (2)، البالغة بعمري إلى إحدى وستين ، باعثاً رجوت أن يكون من مراحم أرحم الراحمين ، إنني أصنف كتاباً على سبيل الرسالة منى إلى ولدي محمد وولدي علي ومن عساه ينتفع به من جماعتي وذوي مودتي(3) ، ثمّ قال في الفصل الثالث عشر : وقد سمّيته كتاب (كشف المحجّة لثمرة المهجة) ، وإن شئت قسمه كتاب (إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد ، وإن شئت فسمه كتاب (كشف المحجة بأكف الحجّة) وسوف أرتبه بالله جل جلاله في فصول . . . إلى آخره .(4)

وقال في كتاب الإجازات وأمليت كتاباً على سبيل الرسالة إلى ذريتي محمّد المسمّى مصطفى ، وفيه من الأسرار ما يعرفه من يقف عليه من ذوي

ص: 87


1- كشف المحجّة : 41 ، مقدّمة المؤلّف .
2- أي سنة 649 ه ، سنة تأليف الكتاب
3- كشف المحجّة : 44 ، الفصل التاسع
4- كشف المحجة : 47 ، الفصل الثالث عشر

البصائر والأبصار ، وسمّيته كتاب (كشف الحجّة لثمرة المهجة) نحو مائة وسبعين قائمة ، وجعلت له اسماً آخر كتاب (إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد) .(1)

وكما هو واضح من كلامه فإنّه كتاب واحد وضع له عدة أسماء ، ولكن الذي يظهر من الشيخ الحر العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل أنه عده كتابين ، قال : وكتاب كشف المحجّة لثمرة المهجة ، وكتاب إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد (2)، ومع ذلك عده في مصادر كتابيه الوسائل وإثبات الهداة باسم : كشف المحجّة لثمرة المهجة (3)، وبهذا الاسم دخل في مصادر بحار الأنوار للمجلسي .(4)

وذكره الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة (5)، والسيد الأميني في الأعيان (6)، وأتان كلبرك في مكتبة ابن طاووس (7)، وغيرهم .

وطبع الكتاب بتحقيق الشيخ محمد الحسون على نسختين إحداهما كانت ملك للعلامة النوري ، وعليها خطه ، والأخرى في المكتبة المرعشية تاريخ كتابتها 893 ه في مدينة الحلة .(8)

وللكتاب مختصر اختصره الفيض الكاشاني، وعلق عليه باسم

ص: 88


1- البحار 107 : 41 ، الفائدة التاسعة .
2- أمل الآمل 2 : 206 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 260 ، روضات الجنّات 4 : 327 .
3- خاتمة الوسائل 30 : 159 ، إثبات الهداة 1 : 27
4- البحار 1: 9 ، 12 .
5- الذريعة 18 : 58 [662] .
6- أعيان الشيعة 8: 363 .
7- کتابخانه ابن طاووس : 75 [24] .
8- كشف المحجة : 34 ، النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق ، وانظر أيضاً : مقدمة سعد السعود ، الصفحة (124)

(تسهيل السبيل بالحجّة فى انتخاب كشف المحجة لثمرة المهجة) ذكره الطهراني في الذريعة (1)، وطبع طبعة محققة بمناسبة الذكرى المئوية الرابعة لولادة الفيض الكاشاني .(2)

ص: 89


1- الذريعة 4 : 182 [910] ، و 22 : 123 [11] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 126
2- كشف المحجة : 13 ، حول الكتاب ، وانظر أيضاً : مقدّمة سعد السعود ، الصحفة (126)

ص: 90

(87) كتاب : المعتبر في شرح المختصر لنجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلّي (ت 676 ه)

الحديث :

الأول : في استدلاله على أن مذهب أهل البيت علیهم السلام هو المتعين ، يذكر عدة أدلة ، منها : وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

الثاني : في رده على من قال : إن أهل البيت علیهم السلام هم أهل العباء خاصة دون من بعدهم ، قال : فيضعف (أي هذا القول) بقوله علیه السلام : «فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(2)

أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي الهذلي (المحقق):

هو أشهر من أن نذكر له تعريف ، ولكن ننقل كلمات بعض علمائنا في حقه ، قال العلّامة الحلّي (ت 726ه) (قدس الله سره) عنه في إجازته

ص: 91


1- المعتبر 1 : 23 ، مقدّمة الكتاب ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 639 ح 761 ، فصل (45)
2- المعتبر 1 : 25 ، مقدمة الكتاب

الكبيرة لبني زهرة وهذا الشيخ كان أفضل أهل عصره في الفقه (1)، وقال الشيخ حسن بن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة تعليقاً على كلام العلامة: لو ترك التقييد بأهل زمانه لكان أصوب ؛ إذ لا أرى في فقهائنا مثله على الإطلاق رضي الله عنه (2). وقال الشيخ أبو علي (ت 1216ه) : ولو ترك التخصيص بالفقه كان أصوب .(3)

وقال تلميذه ابن داود (ت 707 ه) : جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي ، شيخنا نجم الدين أبو القاسم المحقق المدقق الإمام العلامة ، واحد عصره، وكان ألسن أهل زمانه، وأقومهم بالحجة، وأسرعهم استحضاراً، قرأت عليه ورباني صغيراً، وكان له علي إحسان عظيم والتفات ، وأجازني جميع ما صنفه وقرأه ورواه ، وكل ما تصح روايته عنه ، توفّي في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وستمائة ، له تصانيف حسنة محققة محرّرة عذبة . . . ، إلى أن قال : وله تلاميذ فقهاء فضلاء، رحمه الله

تعالى .(4)

وقال عنه المجلسي (ت 1111 ه) في الوجيزة : صاحب الشرائع ، ثقة ، جليل .(5)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي ، حاله في

ص: 92


1- البحار 107 : 63 ، إجازة العلامة لبني زهرة .
2- البحار 109 : 11 ، إجازة الشيخ حسن .
3- منتهى المقال 2 : 237 [544]
4- رجال ابن داود : 62 [304] ، وانظر : نقد الرجال 1 : 241 [956] ، جامع الرواة 1 : 151
5- الوجيزة : 175 [353] ، وانظر : بلغة المحدثين (المطبوع مع معراج أهل الكمال) : 339

الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء، وجمع العلوم والفضائل والمحاسن ، أشهر من أن يذكر، وكان عظيم الشأن ، جليل القدر، رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه .

ثمّ قال : وله شعر جيّد ، وإنشاء حسن بليغ ، من تلامذته العلّامة وابن داود، إلى أن قال : وكان مرجع أهل عصره في الفقه وغيره، يروي عن أبيه ، عن جده يحيى الأكبر .(1)

كتاب المعتبر في شرح المختصر :

نسبه إليه ابن داود وقال : كتاب «المعتبر» في شرح المختصر لم يتمّ ، مجلّدان (2)، والمقصود من المختصر هو النافع في مختصر الشرائع الذي اختصره من الشرائع، وستأتي الإشارة إليه .

وقال الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل وكتاب : المعتبر في شرح المختصر، خرج منه العبادات وبعض التجارة ، مجلّدان ولم يتم .(3)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (4)وقال في توثيقه : واشتهار الشهيد الثاني والمحقق أغنانا عن التعرّض لحال كتبهما ، نور الله ضريحهما .(5)

ص: 93


1- أمل الآمل 2 : 48 [127] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 227 [3] ، الكنى والألقاب 3 : 154 ، رياض العلماء 1 : 103 ، بهجة الأمال 2 : 514 ، روضات الجنات 2 : 182 [170] ، أعيان الشيعة 4 : 89 ، تنقیح المقال 1 : 214 ، قاموس الرجال 2 : 616 [1435]، معجم رجال الحديث 5 : 29 [2152] .
2- رجال ابن داود : 62 [304] .
3- أمل الآمل 2 : 48 [127]
4- البحار 1 : 19 ، مصادر الكتاب
5- البحار 1 : 37 ، توثيق المصادر .

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة: (المعتبر) في شرح «المختصر» ؛ لأنه كانشرح للمختصر النافع يعني النافع في مختصر الشرايح ، للمحقق الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن الهذلي الحلي ، المتوفى 676 ، خرج منه العبادات إلى كتاب الحج وبعض التجارات ، وذكر في أوّله بعض المباحث الأصولية ، وكتبه باسم الأمير بهاء الدين محمد بن محمد الجويني .(1)

وهذا الكتاب هو شرح للنافع في مختصر الشرائع ، قال في المقدّمة : أحببت أن أكتب دستوراً يجمع أصول المسائل وأوائل الدلائل ، أذكر فيه خلاف الأعيان من فقهائنا، ومعتمد الفضلاء من علمائنا، وألحق بكل مسألة من الفروع ما يمكن إثباته بالحجّة ، وسياقته إلى المحجة ، فقطعت الحوادث عن ذلك القصد ، ومنعت الكوارب ورود ذلك الورد ، حتى اتفق لنا إحضار كتاب الشرايع بالمختصر النافع ، فدق كثير من معانيه لشدّة اختصاره واشتبهت مقاصده لبعد أغواره ، فحرّكني ذلك لشرح مشتمل على تحرير مسائله وتقرير دلائله .

وهذا ، والموانع حاجزة، والأسباب عاجزة، حتّى ورد أمر الصاحب الأعظم بهاء الملة والدين . . .، محمد ، محمد بن محمد الجويني . . . ، أن أمضي على ذلك شارحاً مسائله موضحاً مشكله ، إلى أن قال : وخدمت بها الخزانة المعظمة البهائية عمر الله معاهد الإسلام بعمارة معاهدها .(2)

وقد طبع الكتاب على نسخ مصححة مقابلة على نسخة المحقق نفسه أو غيره ، ممّا يعود تاريخها إلى القرن العاشر أو القرن الثالث عشر، كانت عند عدد من أعلام العصر (3)، فإن نسخه مشتهرة ؛ لأنه من الكتب الدراسية.

ص: 94


1- الذريعة 21 : 209 [4648] .
2- المعتبر 1 : 19 ، مقدمة المؤلّف
3- المعتبر 1 : 4.

(88) كتاب : مثير الأحزان

لنجم الدين جعفر بن نما الحلّى (ت 680 ه)

الحديث :

عن عبد الله بن يحيى ، قال : دخلنا مع علي علیه السلام إلى صفين ، فلمّا حاذى نينوى نادى : «صبراً أبا عبدالله» ، فقال : «دخلتُ على رسول الله وعيناه تفيضان . . . ، قال : . . . ، كان عندي جبرئيل ، فأخبرني أن الحسين يقتل بشاطيء الفرات ...» ، فلمّا أنت عليه سنتان خرج النبي صلی الله علیه و آله وسلم إلى ، فوقف في بعض الطريق . . . ، فرجع عن سفره حزيناً، وصعد وخطب ووعظ ... فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «أتبكون ولا تنصرونه؟» ثم رجع ، وهو متغير اللون محمرّ الوجه ، فخطب خطبة ثانية موجزة ، وعيناه تهملان دموعاً . . . ، ثم قال : «أيها الناس، إنّى خلفتُ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض، وإنّي أنتظرهما ، ولا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم المودة في القربى ، فانظروا ألّا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم ، والله سترد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة : راية سوداء مظلمة قد فزعت لها الملائكة فتقف علي ، فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا أحمد نبي العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمتك يا أحمد، فأقول : كيف خلفتموني من بعدي في أهلي

ص: 95

وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أما الكتاب فضيعناه ، وأما عترتك فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الأرض ، فأولى عنهم ، فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم، ثمّ ترد على راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : كيف خلّفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر : كتاب ربّي وعترتي ؟ فيقولون : أما الأكبر فخالفنا ، وأما الأصغر فخذلنا ، ومزقناهم كل ممزق ، فأقول : إليكم عنّي ، فيصدرون ضماء عطاشا مسودة وجوههم، ثمّ ترد عليّ راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، ونحن بقيّة الحق ، حملنا كتاب الله فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه ، وأحيينا ذرّيّة محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، فنصر ناهم من كل ما نصرنا منه أنفسنا ، وقاتلنا معهم من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيكم ، فلقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون مرويّين .(1)

وقد مضى هذا الحديث باختلاف يسير عن الملهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس، فراجع .

نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّى :

ذكره الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، قال : الشيخ نجم الدین جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي ، عالم جليل .(2)

وقال عنه المجلسي (ت 1111 ه) في فصل توثيق مصادره في البحار - بعد أن عد كتابه مثير الأحزان منها - والشيخ ابن نما والسيد فخار هما من أجلة رواتنا ومشائخنا وسيأتي ذكرهما في إجازات أصحابنا .(3)

ص: 96


1- مثير الأحزان : 18 ، المقصد الأول ، وعنه في البحار 44 : 247
2- أمل الآمل 2 : 54 [13] ، و 56 [145] .
3- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر .

أقول : وهو واضح لمن راجع إجازات البحار .

ووصفه الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : 1130 الرياض : بالعالم الجليل (1)، وقال تحت عنوان ابن نما : هو قد يطلق على الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي، المعروف بابن نما ، من أفاضل مشائخ علمائنا ، وقد يطلق على الشيخ نجم الدين جعفر بن سابقه ، وقد اقتصر في النسبة إلى الجد، فلاحظ (2)، ثم ذكر خمسة من آل نما قد يطلق عليهم ابن نما أيضاً.

ووصفه صاحب اللؤلؤة بالفاضل (3)، وفي الروضات : كان من الفضلاء الأجلّة ، وكبراء الدين والملة .(4)

ونقل العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) إجازة المترجم الجمال الدين محمد بن الحسن بن الفقيه محمد بن المهتدي ، إجازة عامة في 670 ه .(5)

وقال السيد الأمين (ت 1371 ه) : في الأعيان توفّي سنة 680 تقريباً .(6)

فما فى الذريعة من وفاته سنة 645 ه (7)نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما

كتاب مثير الأحزان :

وهم، فهي سنة وفاة أبيه

قال المصنف في أوّل رسالة شرح الثأر : فإنّي لما صنفت كتاب

ص: 97


1- رياض العلماء 1 : 111 ، وانظر: الكنى والألقاب 1 : 442
2- رياض العلماء 6 : 37 .
3- لؤلؤة البحرين : 273
4- روضات الجنّات 2 : 179 [169] .
5- البحار 107 : 50 ، القائدة 11 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 31 ، 157 .
6- أعيان الشيعة 4 : 156
7- الذريعة 13 : 170 و 19 : 349 [1559].

المقتل الذي سمّيته مثير الأحزان ومثير سبل الأشجان ، وجمعت فيه من طرائف الأخبار ، ولطائف الآثار ما يربو على الجوهر والنضار، سألني جماعة من الأصحاب . . . ، إلى آخره .(1)

وبالتالي نسبه إليه العلامة المجلسي (ت 1111 ه)، وجعله أحد مصادر كتابه البحار (2)، وتبعه في النسبة إليه أيضاً الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياضه (3)، وسمّاه صاحب اللؤلؤة ب_: مقتل الحسين علیه السلام ، وقال : جيّد الوضع (4)، وقال النوري (ت 1320 ه) في مستدرکه : صاحب كتاب مثير الأحزان فى مصائب يوم الطف .(5)

ولكنّ الميرزا عبد الله الأفندي أضاف ولعل مثير الأحزان بعينه هو التهاب نيران الأحزان ومثير اكتئاب الأشجان فيما جرى على آل الرسول ، الذي رأينا منه نسخاً عديدة في استرآباد ومازندران ،وغيرهما، وينقل منه العارف القاساني في بحث الإمامة من علم اليقين .(6)

أقول : وهو خلط منه ، فإنّ التهاب نيران الأحزان الذي نقل عنه الكاشاني في علم اليقين والنوادر هو في وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، لا الحسين علیه السلام وينسب للشيخ يوسف القطيفي (من أعلام القرن التاسع) ، وسيأتي .

وقال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : وله كتاب «مثير الأحزان» في المقتل ، وكتاب «أخذ الثار» في احوال المختار، وإن احتمل كونهما الحفيده الشيخ نجم الدين جعفر بن الشيخ الإمام الأعلم شيخ الطائفة

ص: 98


1- البحار 45 : 346 ، رسالة شرح الثأر .
2- البحار 1 : 18 ، مصادر الكتاب
3- رياض العلماء 1 : 111
4- لؤلؤة البحرين : 273
5- خاتمة المستدرك 2 : 330 ، وانظر: الكنى والألقاب 442:1 .
6- رياض العلماء 1 : 111 .

وملاذها شمس الدين محمد بن جعفر بن نما المعروف بابن الابريسمي : كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته المعروفة بهذه الأوصاف ، وقد كان حفيده المشار إليه من المتأخرين عن الشهيد .(1)

وعلق عليه السيد الأمين (ت 1371 ه) في أعيان الشيعة : وفي هذا الكلام خبط ظاهر ، فإنّ مثير الأحزان وأخذ الثأر هما للمترجم ، كما صرح به في مستدركات الوسائل وغيره لا لحفيده ، بل وجود حفيد له بهذا الاسم غير معلوم، ومن تخيله حفيداً للمترجم هو المترجم بنفسه ، والأوصاف المذكورة لأبيه لا تنطبق إلا على أبي المترجم ، واسم أبيه وجده مطابق لاسم أبي المترجم وجدّه ، نعم المترجم هو حفيد جعفر بن هبة الله أبي البقاء بن نما ، فكأنّ الاشتباه حصل من هنا ، بأن يكون رأى أن المثير وأخذ النار ليسا الجعفر بن هبة الله ، بل لحفيده جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله ، فتوهّم أنّ الحفيد هو حفيد المترجم .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (مثير الأحزان ومثير سبل الأشجان) في المقتل للشيخ نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي . . .

ثم قال : طبع في إيران على الحجر 1318 ومعه (قرة العين في أخذ ثأر الحسين علیه السلام) ، وطبع في النجف مستقلاً أيضاً .(3)

ص: 99


1- روضات الجنّات 2 : 179 [169] .
2- أعيان الشيعة 4 : 156
3- الذريعة 19: 349 [1559]

ص: 100

(89) كتاب : شرح نهج البلاغة

لابن ميثم البحراني (كان حيا سنة 681 ه)

الحديث :

وقوله (1): «وبينكم عترة نبيكم الواو للحال أيضاً . . . ، وأراد بعترته أهل بيته علیهم السلام ، وإليه الإشارة بقول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : وخلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(2)

كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني :

وصفه السيد محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي (القرن الثامن) في إجازته للسيد شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي العالي الموسوي أستاد الشهيد ب- : الشيخ العالم السعيد كمال الدين ميثم بن علي البحراني الأواني .(3)

ووصفه الشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي (توفى بعد 900 ه) عند ذكره طرق العلّامة في أوّل عوالي اللآلي ب- الشيخ العالم الكامل ، محقق علوم المتقدمين والمتأخرين ، ومكمل علوم الحكماء والمتكلمين ، الشيخ

ص: 101


1- أي علي في نهج البلاغة ، الخطبة (84)
2- شرح نهج البلاغة 1: 413 ، شرح الخطبة (84) .
3- البحار 107 : 172

كمال الدين ميثم بن علي البحراني .(1)

وهو داخل طرق إجازات علمائنا رحمهم الله .(2)

وقال عنه الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل : كان من العلماء الفضلاء المدققين، متكلماً ماهراً، ثمّ قال : يروي عنه السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس ، وغيره .(3)

وقد كتب الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني (ت 1121 ه) رسالة في ترجمته ، سمّاها «السلافة البهية في الترجمة الميثمية» أطال فيها مدحه ، ونقل بعضها الشيخ يوسف البحراني (ت 1186 ه) في اللؤلؤة ، وممّا قاله فيه : هو الفيلسوف المحقق والحكيم المدقق، قدوة المتكلّمين ، وزبدة الفقهاء والمحدّثين ، العالم الربّاني ، إلى أن قال : ويكفيك دليلاً على جلالة شأنه وسطوع برهانه، اتفاق كلمة أئمّة الأعصار وأساطين الفضلاء في جميع الأمصار ، على تسميته بالعالم الربّاني . . . ، إلى آخره .(4)

وأمّا وفاته :

فقد أرّخها البهائي (ت 1031 ه) في كشكوله ب_ 679 ه (5)، ومثله له (6)أغلب من ترجم ، ومنهم السيد اعجاز حسين في كشف الحجب والأستار في خمسة مواضع (7)، قال في إحداها : المتوفى سنة تسع وسبعين

ص: 102


1- البحار 108 : 11 .
2- انظر : البحار 109 : 13 - 14 ، إجازة الشيخ حسن بن الشهيد الكبيرة ، و 110 : 56 ، طريق والد العلّامة المجلسى لرواية الصحيفة السجادية
3- أمل الآمل 2 : 332 [1022] ، وانظر : رياض العلماء 5 : 226
4- لؤلؤة البحرين : 253 [89] ، وانظر : روضات الجنات 7 : 216 [626] ، بهجة الآمال :7 129
5- كشكول البهائي 2 : 66 ، وفيات بعض العلماء
6- انظر : خاتمة المستدرك 2 : 411 ، الكنى والألقاب 1: 433 ، لؤلؤة البحرين : 259
7- كشف الحجب والأستار : 49 ، 81، 83، 322 ، 535 .

وستمائة على ما ذكره شيخنا البهائي في الكشكول (1)، ولكنه في موضعين آخرين أرخه ب_ 699 ه ، قال في أحدهما : المتوفى في سنة تسع وتسعين وستمائة على ما ذكره شيخنا البهائي في كشكوله .(2)

وذكر العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة أن الشيخ ميثم البحراني فرغ من شرحه الصغير لنهج البلاغة المستخرج من الشرح الكبير سنة 681 ه، كما وجده في نسخة مجد الدين ابن صدر الأفاضل النصيري، وغيرها من النسخ في مكتبة الفاضلية بخراسان ومدرسة المروي بطهران ومكتبة الحاج آقا حفيد السيد حجة الإسلام الشفتي بإصفهان (3)وهذا ما دعاه لأن يختار تاريخ الوفاة الثاني الذي ذكره السيد إعجاز حسين ، وهو 699 ه ، فقد علّق الطهراني في الأنوار الساطعة على ما في (تراجم علماء البحرين) للشيخ سليمان الماحوزي من أنه توفي سنة 679 وولد سنة 636 ، بقوله : لكن التاريخ مخدوش ؛ لأن فراغ ابن ميثم من «الشرح الصغير لنهج البلاغة» كان في 681 ، وفرغ من الشرح الكبير للنهج في 677 (ذ 4: 149 - 150) ، فالصحيح من تاريخ وفاته هو ما ذكره صاحب کشف «الحجب» وهو 699 ظاهراً .(4)

وعليه يكون عمره 63 سنة ؛ لما عرفت من أن ولادته كانت سنة 136 ه .(5)

ولكن أقول : بالنظر إلى ما ذكره السيد إعجاز حسين في المواضع الأُخرى الموافقة لما في كشكول البهائي يظهر أن ما في الموضعين

ص: 103


1- كشف الحجب والأستار : 322 .
2- كشف الحجب والأستار : 291 ، 257 [2009] .
3- الذريعة 14 : 149 [1999].
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 187 .
5- انظر مقدّمة التحقيق لكتابه النجاة في القيامة : 7 ، من حياة المؤلف وعصره .

الآخرين من سنة الوفاة ب_ 699 ، فيه تصحيف «سبعين» ب_«تسعين» .

فيبقى المتيقن أنه كان حيا سنة 681 ه ، ويقوّيه أن أكثر العلماء يكون نتاجهم العلمي في سني حياتهم الأخيرة، مع أنه لم يعرف للشيخ ميثم البحراني كتاب ألفه ما بين 681 ه إلى 699 ه ، أى لمدة 18 سنة بینما أغلب كتبه ألّفه ما بين 661 ه إلى 681 ه ك_«النجاة في القيامة في تحقيق الإمامة»، و«قواعد المرام في علم الكلام» ، ألفهما لعبد العزيز بن جعفر النيشابوري (1)الذي تولى شحنگیه واسط والبصرة لعطاء الملك علاء الدين الجويني الذي تولّي حكومة بغداد بعد وفاة أبيه سنة 661 ه ، ، وقد توفّي عبد العزيز بن جعفر سنة 672 ه ، وك_: «الشرح الكبير للنهج» أتمه سنة 677 ه ، ومرّ أنه أتم الشرح الصغير سنة 681 ه، فيكون عمره وقد أتمّ هذه الكتب 45 سنة ، وهذا ما لعلّه يبعث على إثارة احتمال وقوع الخطأ في سنة ولادته التي ذكرها الشيخ سليمان الماحوزي وهي سنة 636 ه.

ويؤيّده ما ذكروه من أنّ الخواجة الطوسى أخذ عنه الفقه (2) ، مع أن الخواجة توفّى فى 672 ه ، وولد في سنة 597 ه ، فلو فرضنا على أقصى الاحتمالات أن اللقاء بينهما، وأخذ الخواجة الفقه عنه تم في سنة وفاته ، فسيكون عمر الخواجة 75 سنة ، وعمر ابن ميثم 36 سنة ، وهذا بعيد ، إلا إذا كان عمر ابن ميثم أكثر من ذلك ، وأنهما كانا متقاربين في العمر مثلاً، وهو ما يو يوحي به أيضاً قضة مباحثته مع المحقق الحلّي (ت 676 ه) وإقراره له بالفضل (3)، وقصة دعوة علماء الحلّة له من البحرين وما حدث

معهم من قصّة (كلّي ياكمّى) .(4)

ص: 104


1- انظر : الذريعة 17 : 179 ، و 24 : 61 .
2- مجمع البحرين 4 : 171 .
3- مجمع البحرين 4 : 171 .
4- لؤلؤة البحرين : 253 .

کتاب شرح نهج البلاغة :

قال المصنف في خطبة كتابه : ثمّ إنّي لما كنت عبداً من عباد الله آتاني رحمته من عنده . . . ، وأوجبت تقلبات الأيام دخول دار السلام فوجدتها نزهة للناظر ، وآية للحكيم القادر بانتهاء أحوال تدبيرها وإلقاء مقاليد أمورها إلى من خصه الله تعالى بأشرف الكمالات الإنسانية .... صاحب دیوان الممالك ، السالك إلى الله قرب المسالك ، علاء الحق والدين ، عطا الملك بن الصاحب المعظم والمولى المكرّم ، الفائز بلقاء ربّ العالمين، ومجاورة الملائكة المقربين ، بهاء الدنيا والدين محمد ضاعف الله جلاله وخلّد إقباله . . . . وشقيقه الذي فاق ملوك الآفاق بعلوّ القدر . . . مولى ملوك العرب والعجم صاحب ديوان ممالك العالم ، شمس الحق والدين، غياث الإسلام والمسلمين محمّد بلّغه الله أقصى مراتب الكمال ، إلى أن قال : ولمّا اتفق اتصالي بخدمته، وانتهيت إلى شريف حضرته فأجرى في بعض محاوراته الكريمة من مدح هذا الكتاب وتفضيله وتفخيمه ما علمت معه أنه أهله الذي كنت أطلب . . . . فأحببت أن أجعل شكري لبعض نعمه السابقة ، ومننه المتوالية المتلاحقة أن أخدم سامي مجلسه بتهذيب شرح مرتب على القواعد الحقيقية مشحون بالمباحث اليقينية أنبه فيه على ما لاح لي من رموزه، وأكشف ما ظهر لي من دقائقه وكنوزه ، وقد سبق إلى شرح هذا الكتاب جماعة من أُولي الألباب ، والناقد المسدّد للصواب يميّز القشر من اللباب ، والسراب من الشراب ، وشرعت في ذلك بعد أن عاهدت الله سبحانه أنّي لا أنصر فيه مذهباً غير الحق ، ولا أرتكب هوىً لمرعاة أحد من الخلق ، فإن وافق الرأي الأعلى فذلك هو المقصد الأقصى، وإلا فالعذر ملتمس مسؤول . . . . إلى آخره .(1)

L

ص: 105


1- شرح نهج البلاغة 1 : 14 .

وكتب في آخره: وكتب عبد الله الملتجي إلى رحمته ، المستعيذ من ذنوبه بعفوه وكرمه ميثم بن علي بن ميثم البحراني في منتصف ليلة السبت سادس شهر الله المبارك رمضان - عمّت بركته - من سنة سبع وسبعين وستمائة .(1)

وقد أصبح هذا الكتاب علم على مؤلّفه ، وهو الذي يسمّى بالشرح الكبير .

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : له كتب ، منها : كتاب شرح نهج البلاغة كبير ومتوسط وصغير .(2)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (3)وقال في توثيقه : والمحقق البحراني من أجلة العلماء ومشاهيرهم ، وكتاباه في نهاية الاشتهار .(4)

وعن السلافة البهية كما في اللؤلؤة: وفي الحقيقة من اطلع على شرح نهج البلاغة الذي صنّفه للصاحب خواجة عطاء ملك الجويني وهو عدة مجلدات شهد له بالتبريز في جميع الفنون الإسلامية والأدبية والحكمية والأسرار العرفانية (5)، وفى موضع آخر منها : له من المصنفات البديعة والرسائل الجليلة ما لم يسمح بمثلها الزمان ، ولم يظفر بمثلها أحد من الأعيان، منها شرح نهج البلاغة ، وهو حقيق بأن يكتب بالنور على الأحداق ، لا بالحبر على الأوراق ، وهو عدّة مجلدات .(6)

ص: 106


1- شرح نهج البلاغة 2 : 648 .
2- أمل الآمل 2 : 332 [1022] ، وانظر : رياض العلماء 5 : 226 ، الكنى والألقاب 1: 433 ، طبقات أعلام الشيعة القرن السابع : 187 ، كشف الحجب والأستار : 358
3- البحار 1 : 19 ، مصادر الكتاب .
4- البحار 1 : 37 ، توثيق المصادر
5- لؤلؤة البحرين : 255
6- لؤلؤة البحرين : 258 ، وانظر: روضات الجنّات 7 : 216[626] .

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (شرح النهج) لابن ميثم، وهو كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى سنة 679 أو 699 أو ما بينهما .

وهذا شرحه الكبير، الذي يظهر من شرحه الثاني الذي اختصره منه أن اسمه (مصباح السالكين) ، إلى أن قال : قدّم له مقدّمة طويلة ذات قواعد ثلاث نافعة ، كلّ منها ذات مباحث عديدة، وقد طبع بطهران في سنة 1276 خمسة أجزاء جميعها في مجلد ضخم، وقد اختصره العلّامة الحلّى كما مرّ ، ونظام الدين علي بن الحسين الجيلاني وهو الذي أسماه (أنوار في الفصاحة) .(1)

وقال عن الشرح الصغير المختصر من هذا المختصر الكبير : صرّح في أوّله أنه استخرجه من شرحه الكبير لولدي الخواجة علاء الدين عطا الملك ، ثمّ قال : وقال في آخره : هذا اختيار مصباح السالكين لنهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين ، ومن هذا استفيد أن الشرح الكبير اسمه لمصباح .(2)

ص: 107


1- الذريعة 14 : 149
2- الذريعة 14 : 149 [1999] .

ص: 108

(90) كتاب : كشف الغمّة فى معرفة الأئمة علیهم السلام لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي (ت 693 ه)

الحديث :

الأوّل : قال في المقدمة : وبعد، فإن الله سبحانه - وله الحمد - لما هداني إلى الصراط المستقيم، وسلك بي سبيل المنهج القويم ، وجعل هواي في آل نبيه لما اختلفت الأهواء . . .

أحد السببين اللذين من اعتلق بهما فازت قداحه، وثاني الثقلين الذين من تمسك بهما أسفر عن حمد السرى صباحه . . .(1)

لا يخفى أنّه يشير إلى حديث الثقلين الثاني : ومن ذلك رسالة وقعت إليّ من كلام أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، أذكرها مختصراً لها (2)، قال : . . . ، وقال صلی الله علیه و آله وسلم فيما أبان به أهل بيته : «إنّي تارك فيكم الخليفتين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل معدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(3)

ص: 109


1- كشف الغمّة 1 : 16 ، مقدمة الكتاب
2- قال المصنف في مقدمة كتابه (1 : 6) : حذفت الأسانيد ، واكتفيت بذكر من يرويها من الأعيان تفادياً من طوال الكتاب بحدثنا فلان عن فلان
3- كشف الغمة 1 : 41 ، في فضل بني هاشم، وعنه محمد طاهر القمي الشيرازي (1098 ه) في كتابه الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 431 ، مختصراً ، والحر العاملي (ت 1104 ه) في إثبات الهداة 1: 685 41 ، فصل (5) ، ح والبحراني (ت 1107 ه) في غاية المرام 7 : 157 ، رسائل الجاحظ . وقال في كشف الغمة 1: 51 ، تعليقاً على كلام الجاحظ، أقول : إنّ أبا عثمان من رجال الإسلام ، وأفراد الزمان في الفضل والعلم وصحة الذهن ، وحسن الفهم ، والاطلاع على حقائق العلوم والمعرفة بكل جليل ودقيق ، ولم يكن شيعياً فيتهم وكان عثمانياً مروانياً ، وله في ذلك كتب مصنّفة ، وقد شهد في هاتين الرسالتين من فضل بني هاشم وتقديمهم، وفضل علي وتقديمه بما لا شك فيه ولا شبهة ، وهو أشهر من فلق الصباح، وهذا إن كان مذهبه فذاك ، وليس بمذهبه ، وإلا فقد أنطقه الله تعالى بالحق، وأجرى لسانه بالصدق ، وقال ما يكون حجّة عليه في الدنيا والآخرة ، ونطق بما لو اعتقد غيره لكان خصمه في محشره ، فإن الله عند لسان كل قائل ، فلينظر قائل ما يقول ، وأصعب الأمور وأشقها أن يذكر الإنسان شيئاً يستحق به الجنّة ، ثمّ يكون ذلك موجباً لدخوله النار ، نعوذ بالله .

وسيأتي مثله عن نهج الحق ، وكشف اليقين للعلامة الحلي .(1)

الثالث : قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه : آل ينقسم في اللغة خمسة وعشرين قسماً .... وقد بين رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حيث سئل ، فقال :

إني تارك فيكم الثقلين .... إلى آخر ما ذكرناه عن كتاب اللآل لابن خالويه .(2)

الرابع : ونقل عن ابن خالويه أيضاً : وسئل ثعلب لم سميا الثقلين ؟ قال : لأنّ الأخذ بهما ثقيل . . . . إلى آخر ما ذكرناه عن كتاب الآل لابن خالویه .(3)

ص: 110


1- انظر ما أوردناه عن نهج الحق ، الحديث الخامس ، وكشف اليقين ، الحديث من ذلك الثاني .
2- کشف الغمّة 1 : 55 ، في معنى الآل ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 686 ح 42 ، فصل (5) ، والبحار 25 : 236 ح 1 ، وراجع ما ذكرناه عن كتاب الآل، الحديث الأول .
3- كشفه الغمة 55:1 ، في معنى الآل ، وراجع ما أوردناه عن كتاب الآل، الحديث الثاني .

الخامس : وحدث زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي الله من حجة الوداع حتى إذا نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، قام بالدوحات، فقم ما تحتهن من شوك ، ونادى الصلاة جامعة ، قال : فخرجنا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في يوم شديد الحرّ، وإن منا من يضع بعض ردائه تحت قدميه من شدّة الرمضاء ، حتى انتهينا إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فصلى بنا ثم انصرف ، فقال : «الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ، ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد : أيها الناس ، إنّه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر الذي كان قبله، فإنّ عيسى لبث في قومه أربعين سنة، ألا وإني قد أشرفت في العشرين ، ألا وإنّي أُوشك أن أفارقكم، وإنّي مسؤول وإنّكم مسؤولون ، هل بلغت ، فيما (1)أنتم قائلون؟» ، فقام من كل ناحية مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، وأنك قد بلغت رسالاته ، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره ، وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله خير ما جازى نبياً عن أمته، قال: «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، والبعث بعد الموت حق ، وتؤمنون بالكتاب کله؟» قالوا: بلى، قال: «فإنّي أشهد أن قد صدقتم ثمّ صدقتم ، ألا وإنّي فرطكم على الحوض، وأنتم معي توشكون أن تردوا على الحوض، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟» قال : فعيل علينا فلم ندر ما الثقلان ، حتى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي أنت وأُمّي ما الثقلان؟ قال : «الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله عزّ وجل وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به لا تزلوا ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي ،

ص: 111


1- الظاهر أنها تصحيف عن (فما) .

لا تقتلوهم ، ولا تقهروهم، فإني سألت اللطيف الخبير أن يردوا عليّ الحوض فأعطاني ، فقاهر هما قاهري، وخاذلهما خاذلي ، ووليهما ولييّ ، وعدوّهما عدوّي» ، ثمّ أعاد : «ألا وإنّه لم تهلك قبلكم حتّى تدين بأهوائها، وتظاهر على نبيها ، وتقتل من قام بالقسط فيهما» (1)، ثم أخذ بيد علي فرفعها، ثمّ قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» .(2)

وقد مضى هذا الحديث عن كتاب العمدة لابن البطريق والطرائف لابن طاووس مع بعض الاختلاف، لكنه فيهما عن ابن امرأة زيد بن أرقم .(3)

ورواه عن كشف الغمة المحقق الكركي (ت 940 ه) في نفحات اللاهوت ، وسيأتى .(4)

السادس : وقد روى الزهري ، قال : لما حج رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حجة الوداع قام بغدير خم عند الهاجرة ، وقال : «أيها الناس ، إنى مسؤول وإنكم مسؤولون ، هل بلغت ؟» قالوا نشهد أنك قد بلغت ونصحت ، قال : «وأنا أشهد أنّي قد بلغت ونصحت لكم ، ثم قال : أيها الناس ، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله ؟ قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله» ، قال : «وأنا أشهد مثل ما شهدتم ، فقال : «أيها الناس ، إنّي قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وأهل بيتي ، ألا وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،

ص: 112


1- الظاهر أنها تصحيف من (فيها)
2- كشف الغمّة 1: 59 ، في معنى الأهل وحديث الغدير ، وعنه فى إثبات الهداة 1 : 686 ، ح 50 ، فصل
3- راجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث الرابع عشر ، والطرائف ، الحديث الثالث عشر .
4- انظر ما سنذكره عن نفحات اللاهوت للكركي، الحديث الثاني

حوض ما بين بصرى وصنعاء فيه من الآنية كعدد نجوم السماء ، إن الله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وفي أهل بيتي» .

ثم قال : «أيها الناس، من أولى الناس بالمؤمنين ؟» قالوا : الله ورسوله أولى بالمؤمنين - يقول ذلك ثلاث مرّات -، ثمّ قام في الرابعة وأخذ بيد علي علیه السلام ، فقال : «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - ثلاث مرّات - ألا فليبلغ الشاهد الغايب» .(1)

السابع : وتلا وفد نجران إنفاذ النبي صلی الله علیه و آله وسلم علياً علیه السلام إلى اليمن ليخمس زكواتها . . . ، ثم أراد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الحج ، فأذن في الناس به . . .

ولما قضى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم نسكه شرك عليّاً في هديه ، وقفل إلى المدينة معه ، فانتهى إلى غدير خم، فنزل حين لا موضع نزول ؛ لعدم الماء والمرعى ، ونزل المسلمون معه ، وكان معه ، وكان سبب نزوله أنه أمر بنصب أمير المؤمنين خليفة في الامة بعده ، وتقدّم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت ، فأخّره إلى وقت يأمن فيه الاختلاف، وعلم أنّه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من فأراد الله أن يجمعهم لناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم لسماع النص وتأكيد الحجة، فأنزل الله تعالى : «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» ، يعني في استخلاف علي والنص عليه بالإمامة «وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» ، فأكد الفرض عليه بذلك ، وخوّفه من تأخير الأمر ، وضمن له العصمة ، ومنع الناس منه ، فنزل كما وصفنا ، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ، وساق ما قدمنا ذكره من قوله : «إني تارك فيكم الثقلين» إلى آخره ، ونعى إليهم نفسه ،

ص: 113


1- كشف الغمّة 1 : 60 ، في معنى الأهل وحديث الغدير ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 687 ح 51 ، فصل (5)

وقال : «قد حان منّي خفوق من بين أظهركم» ، ونادى بأعلى صوته : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» فقالوا : اللهم بلى ، فقال على النسق ، وقد أخذ بضبعي علي علیه السلام فرفعهما حتى رؤي بياض إبطيهما : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله» .

ثم نزل وصلى الظهر . . . (1)

وقد مرّ هذا الحديث عن إرشاد المفيد (2)، وإعلام الورى للطبرسي (3). مع بعض الاختلاف .

الثامن : قال : ونذكر ملخصاً حال معاوية عند عزمه على قتال علي علیه السلام ، فإنه شاور فيه ثقاته وأهل ودّه ، فقالوا : هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنّه قريع زمانه . . .

فكتب إليه : من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان فكتب إليه عمرو بن العاص : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ويحك يا معاوية ، أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله وبات في فراشه ، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة .

صلى وقال فيه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «هو مني وأنا منه . . . »

وقال : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي . . .» .(4)

التاسع : قال أبو : قال أبو ثابت مولى أبي ذر ، يقول : سمعت أُمّ سلمة رضي الله عنها ، تقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في مرضه الذي قبض فيه ،

ص: 114


1- كشف الغمّة 1: 227 - 229
2- راجع ما مرّ عن إرشاد المفيد ، الحديث الأول .
3- راجع ما مرّ عن إرشاد المفيد ، الحديث الأول .
4- كشف الغمّة 1 : 245 - 247 ، وعنه في إثبات الهداة 2 : 138 ح 605 ، والبحار 33 : 51 ح395

يقول - وقد امتلأت الحجرة من أصحابه - أيها الناس ، يوشك ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن أماني الطوسي مسنداً، فراجع .(1)

العاشر : قال : نقلت من كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي : . . .

وعن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ثلاث مرات في حجة الوداع: إني تارك فيكم الثقلين، وأحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، لا يفترقان حتى يردا على الحوض ، ألا إن كتاب الله حبل ممدود أصله في الأرض وطرفه في العرش ، مثله كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومثلهم كباب حطة من دخله غفرت له الذنوب .

وعن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً : كتاب الله وأهل بيتي».

وعن زيد بن أرقم ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم غدير خم ، يقول : «إنّي تارك فيكم كتاب الله حبل ممدود من السماء ، من استمسك

من كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة ، وأهل بيتي أذكركم الله عزّ وجلّ في أهل بيتي أذكركم الله عزّ وجلّ في أهل بيتي، أذكركم الله عز وجلّ في أهل بيتي» ، قال : فقلت لزيد من أهل بيته ؟ فقال : الذين لا تحل لهم الصدقة ، آل علي وآل عبّاس ، وآل جعفر ، وآل عقيل .(2)

الحادي عشر : قال : وعن الصادق عن أبيه، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه علیهم السلام ، قال : سئل أمير المؤمنين علیه السلام عن معنى قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : إلى مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، فقيل له : من

ص: 115


1- كشف الغمة 2 : 35 ، في ذكر مناقب شتى وأحاديث متفرّقة ، وفيه : «ألا وإنّي مخلّف فيكم كتاب الله ربّي عزّ وجل وعترتي ...» ، وفيه أيضاً : «خليفتان نصيران» وراجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي ، الحديث الرابع .
2- كشف الغمة 2 : 160 ، في علمه ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 689 ح 65 ، 66 67 ، الفصل (5) .

العترة؟ فقال : . . .» ، إلى آخر ما أوردناه عن كمال الدين ، ومعاني الأخبار وعيون أخبار الرضاء علیه السلام للصدوق، وإعلام الورى للطبرسي .(1)

أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح أبي الفتح الأربلي :

وصفه تلميذه الفضل بن يحيى بن علي بن الطيبي في آخر كشف الغمّة - عند كتابته لصورة القراءة للكتاب على مصنفه - : قرأت على مولاي ملك الفضلاء ، وغرّة العلماء ، وقدوة الأدباء ، نادرة عصره ، ونسيج وحده ، المولى الصاحب المعظم فى الدنيا والدين، فخر الإسلام والمسلمين، جامع شتات الفضائل، المبرز في حليات السبق على الأواخر والأوائل ، أبي الحسن علي بن السعيد فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي .... إلى آخره .(2)

وقال الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي ، كان عالماً فاضلاً محدّثاً ثقة شاعراً أديباً منشئاً جامعاً للفضائل والمحاسن ، له كتب (3)، وقال عنه في الوسائل : الشيخ الصدوق الجليل .(4)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : الوزير الكبير والشيخ الخبير بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى فخر الدين أبي الفتح الأربلي ، وكان يعرف بابن الفخر ، وقد كان صاحب الفضائل الجمة

ص: 116


1- كشف الغمّة :3 : 229 ، وراجع ما أوردناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرون ، ومعاني الأخبار ، الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ، الحديث الأوّل ، وإعلام الورى ، الحديث الثاني .
2- كشف الغمّة 3: 346 و 2 : 68 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 107
3- أمل الآمل 2 : 195 [588] ، وانظر : تنقيح المقال 2 : 301 .
4- خاتمة الوسائل 30 : 157 .

والعالم الجليل الذي كشف الغمّة وأزال الحيرة عن الأمة .

ثم قال : ونقل أن علي بن عيسى هذا قد كان وزيراً لواحد من أواخر الخلفاء العبّاسيّة ، فلاحظ ، إذ ليس في التواريخ المشهورة حكاية وزارته ، إلى أن قال :

والحق أن هذا من باب الاشتباه باشتراك الاسم ؛ لأن علي بن عيسى الذي كان وزير الخلفاء هو علي بن عيسى بن داود الجرّاح ، الذي كان وزيراً للمقتدر بالله الخليفة العباسي ثامن عشر الخلفاء العباسية .(1)

ثمّ قال : ثمّ إنّ كون هذا الفاضل من الشيعة الإمامية مما لا شك فيه ، ولكنّ السيد الداماد قال في شرعة التسمية في شأنه والشيخ الناصر لدين الشيعة ، وكتب بعض تلامذته في الهامش : إشارة إلى توقفه دام ظله تَبصُره ، فإنّه كان زيديّاً، وزعم بعض أنّه تبصر ، انتهى .

وقد ردّ الصدر الكبير آميرزا رفيع الدين في ردّ شرعة التسمية المذكور بأحسن وجه .

أقول : والحق تشيعه ، لتصريحه في كتاب كشف الغمة بذلك ، وقد قال فيه أيضاً في أحوال المهدي علیه السلام : قال علي بن عيسى (عفى الله عنه) : أما أصحابنا الشيعة فلا يصححون . . . ، إلى آخره .(2)(3)

فكونه من الإمامية مشهور عند الشيعة، حتّى قال المتعصب الفضل ابن روزبهان في أوّل ردّه على نهج الحق للعلّامة : وقد ذكر الشيخ علي بن عيسى الأربلي في كتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة) واتفق جميع

ص: 117


1- انظر : الكنى والألقاب 2 : 18 .
2- كشف الغمة 3: 265 ، ذكر الإمام الثاني عشر
3- رياض العلماء 4 : 166 ، وانظر : روضات الجنّات 4 : 341 4076] ، الأعلام 4 : 318

الإمامية أن علي بن عيسى الأربلي من عظمائهم، والأوحدي التحرير من جملة علمائهم، لا يشق غباره ولا يبتدر آثاره، وهو المعتمد المأمون في النقل . . . ، إلى آخره .(1)

وذكر صاحب الذريعة أنه توفّى سنة 692 ه ،(2) وجاء في مقدمة الشيخ السبحاني لكتاب كشف الغمة نقلاً عن الحوادث الجامعة لابن الفوطي أنه توفي في 693 ه .(3)

كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمة علیهم السلام :

قال المصنّف في خطبة الكتاب - بعد الحمد والصلاة - وقد كانت نفسي تنازعني دائماً أن أجمع مختصراً أذكر فيه لمعاً من أخبارهم ، وجملة من صفاتهم وآثارهم ، وكانت العوائق تمنع من المراد . . .، إلى أن بلغ الكتاب أجله وأراد الله تقديمه . . . ، فأعملت فيه فكري . . . ، إلى أن قال :

واعتمدت في الغالب النقل من كتب الجمهور، ليكون أدعى إلى تلقيه بالقبول، ووفق رأي الجميع متى وجّهوا إلى الأصول ، ولأن الحجة متى قام الخصم بتشييدها، والفضيلة متى نهض المخالف بإثباتها وتقييدها، كان أقوى يداً ، وأحسن مراداً، وأصفى مورداً ، وأورى زناداً ، وأثبت قواعداً وأركاناً ، وأحكم أساساً وبنياناً ، وأقل شأنياً وأعلى شأناً، والتزم بتصديقها وإن أرمضته ، وحكم بتحقيقها وإن أمرضته . . .

ثم قال : ونقلت من كتب أصحابنا ما لم يتعرّض الجمهور لذكره ، فإنّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم مسألة إجماع ، وإنما ذكرت شيئاً من أحواله وصفاته تيمناً به صلی الله علیه و آله وسلم وتطريزاً لديباجة هذا الكتاب باسمه وتزييناً له به صلی الله علیه و آله وسلم .

ص: 118


1- دلائل الصدق لنهج الحق 2 : 19 ، مقدّمة الفضل بن روزبهان .
2- الذريعة 18 : 47 [919] .
3- کشف الغمة 1 : 10 ، مقدّمة الشيخ جعفر السبحاني .

وأما أمير المؤمنين والحسن والحسين علیهم السلام فإنه يوجد من مناقبهم ومزاياهم في كتبهم ما لعله كافٍ شاف

وأما باقى الأئمة علیهم السلام فلا يكاد جماعة من أعيانهم وعلمائهم يعرفون أسماءهم، ولو عرفوها ما عدوها متسقة متوالية فضلاً عن غير ذلك ، هذا مع حرصهم على معرفة نقلة الأخبار والأشعار .... إلى آخره.

إلى أن قال : وحذفت الأسانيد واكتفيت بذكر من يرويها من الأعيان تفادياً من طول الكتاب بحدّثنا فلان عن فلان، ثمّ قال : وسمّيته كتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة) .(1)

وجاء بخط المصنف فى آخر الجزء الأول : نجز الجزء الأوّل من كشف الغمّة في معرفة الأئمة على يد جامعه أفقر عباد الله إلى رحمته ، و شفاعة نبيه وائمته علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي عفا الله عنه ، ، في ثالث شعبان من سنة ثمان وسبعين وستمائة ببغداد في داره بالجانب الغربي على شاطيء دجلة ، ويتلوه بعون الله وحسن توفيقه في المجلد الثاني أخبار سيّدة نساء العالمين . . . ، إلى آخره .

ثم كتب على أصل النسخة إجازة لمجد الدين الفضل بن يحيى الطيبي ، وهي : قرأت هذا الكتاب وهو الجزء الأول من كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمة على جامعه المولى الصدر الصاحب الكبير المعظم مولى الأيادي ، ملك العلماء والفضلاء ، واسطة العقد أبي الحسن علي بن السعيد فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي أطال الله عمره وأجزل ثوابه وحشره مع أئمته .

وسمعه الجماعة المسمّون فيه - وسمّى عدة أشخاص - ثمّ قال : وكتب العبد الفقير إلى رحمة الله وشفاعة نبيه محمد صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة الطاهرة ،

ص: 119


1- كشف الغمة 1 : 15 ، مقدّمة المؤلّف .

الفضل بن يحيى بن علي بن المظفر بن الطيبي كاتبه ، وذلك في مجالس عدة آخرها الاثنين رابع عشر شهر رمضان المبارك من سنة إحدى وتسعين وستمائة وصلواته على سيدنا محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، ثم جاء ذكر سماع شخص آخر في نفس التاريخ .

وكتب المصنف في آخره : هذا صحيح، وقد أجزت لهم - نفعهم الله وإيانا - رواية ذلك عني بشروطه، وكتب العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الله علي بن عيسى بن أبي الفتح في التاريخ حامداً الله ومصلياً على رسوله وآله الطاهرين، ثمّ جاء سماع منه لشخص آخر .(1)

وجاء بخط المؤلّف على المجلد الثاني من الكتاب : كمل الكتاب وتم بحمد الله وعونه في الحادي والعشرين من شهر رمضان ليلة القدر في سبع وثمانين وستمائة ، نقلت هذا الكتاب من عدة كتب ، ولم أتمكن من مراجعتها ، ثم ذكر أن نسخته من كتاب الطبرسي كانت محرفة مصحفة ومغلوطة ، ثمّ قال : وكتب أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته عبد الله علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي عفا الله عنه . . . ، إلى آخره .

ثمّ صورة القراءة التي قرأها عليه تلميذه الفضل بن يحيى بن علي بن الطيبي، وقد ذكرنا بعضها سابقاً، وفيها : وكتب اسبغ الله ظله على الجزء الأوّل بالسماع ، ثم ذكر الجماعة المسمّين فيه، وأجاز له رواية ما تخلّف من أخبار مولانا زين العابدين (صلوات الله عليه) إلى آخر الكتاب ، ثم ذكر اسمه وتاريخ القراءة في سنة 692 ه ، ثم بعده : هذا صحيح، وأجزت له كلما ذكر ، وكتب علي بن عيسى حامداً مصلياً.

ص: 120


1- كشف الغمة 2 : 68 ، وانظر : الذريعة 1 : 218 [1148] ، و 18 : 48 ، رياض العلماء 4: 375

وبعده قال الناسخ : إنه نسخه من نسخة مجد الدين (1)بن علي بن المظفّر بن الطيبي الكاتب بواسط العراق على نسخة المصنّف بخطه .(2)

ونسبه إليه الشيخ الحز (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، وقال : له كتب منها : كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة ، جامع حسن فرغ من تأليفه سنة 687 (3)، وأدخله في مصادر كتابيه إثبات الهداة (4) والوسائل (5)وذكر طريقه إليه .(6)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (7)وقال في توثيقه : وكتاب كشف الغمّة من أشهر الكتب، ومؤلّفه من العلماء الإمامية المذكورين في سند الإجازات .(8)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : أقول : ورأيت نسخة من كشف الغمّة صحيحة عتيقة ، وقد كان عليها بعض تعليقات الكفعمي ، وحواش من أميرزا إبراهيم الهمداني، وإجازة الشيخ علي الكركي لبعض تلاميذه، وقرأها عليه بتمامه وعليها بلغاته ، وقد كتبها من خط السيّد الأمجد السيد حيدر بن محمد بن علي الحسني ، وتاريخ و تاريخ خط السيد حيدر سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، وصحح ذلك التلميذ هذه النسخة من نسخة بخط الشيخ علي المذكور ، والشيخ علي قد كتبها من نسخة عليها

ص: 121


1- الظاهر وجود سقط هنا وهو (الفضل بن يحيى) .
2- كشف الغمة 3 : 346
3- أمل الآمل 2 : 195 [558] ، وانظر أيضاً : 2 : 61 [158] ، 212 [640] ، 288 [858] 293 ، [883]
4- إثبات الهداة 1 : 27
5- خاتمة الوسائل 30 : 157 ، الفائدة الرابعة .
6- خاتمة الوسائل 30 : 184 ، الطريق السابع والثلاثون .
7- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب
8- البحار 1 : 29 ، توثيق المصادر .

خط العلامة الحلّي، وتاريخ خط العلامة سنة ست وسبعمائة ، وقد صحح العلّامة نسخته من نسخة أصل المصنّف ، ثمّ أشار إلى إجازة الشيخ مجد الدين الفضل بن يحيى بن المظفر الطيبي التي ذكرناها أولاً .(1)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة - بعد أن أورد صورة الإجازة المذكورة في آخر الجزء الأول - : واستنسخ الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين الطهراني عن النسخة المنقولة في 1271، ونسخة شيخ العراقين عند الحاج سيد أبو القاسم الإصفهاني النجفي ، ونسخة أخرى لشيخ العراقين في كتبه بكربلاء كتابتها في 1111 ، منقولة عن نسخة خط المولى إبراهيم بن على الخوانساري، تلميذ المحقق الكركي، وكتبها التلميذ المذكور عن نسخة صححها الكركي في 907 ، وكتب عليها بخطه . وطبع بإيران في 1294 .(2)

ص: 122


1- رياض العلماء 4 : 166 ، و 5 : 376 .
2- الذريعة 47:18 [619] .

(91) كتاب : العقد النضيد والدر الفريد فى فضائل أمير المؤمنين وأهل بيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم لمحمّد بن الحسن القمّى (القرن السابع أو ما بعده)

الحديث :

روى عن الموفّق الخوارزمي في المناقب (1):

أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام أرسل إلى معاوية رسله : الطرماح وجرير بن عبد الله البجلي . . .

فقال له أخوه عتبه : هذا أمر عظيم، لا يتم إلا بعمرو بن العاص . فكتب إليه عمرو بن العاص، من عمرو بن العاص ، صاحب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إلى معاوية بن أبي سفيان ، أما بعد . . . ، وأكد القول عليّ وعليك وعلى جميع المسلمين ، وقال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي .(2)

وقد مرّ مثله عن كشف الغمّة للأريلي (3)، مع اختلاف وزيادة .

محمد بن الحسن القمى :

قال في أول كتابه : وكتب العبد المتوسل بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم الأمي محمد بن

ص: 123


1- المناقب للخوارزمي : 198 ، في قتاله أهل الشام .
2- العقد النضيد والدرّ الفريد : 87 ، الحديث الثاني والسبعون .
3- راجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث الثامن .

الحسن القمّى وفقه الله لمراضيه .(1)

قال السيد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة : محمد بن الحسن القمّي من أعلام القرن السابع أو ما بعده .(2)

قال محقق الكتاب : هو الفاضل المحدّث محمد بن الحسن القمي ، لم يعرف شيء عن حياة المؤلّف ؛ ذلك أن المصادر التي بأيدينا لم تذكره، إلا ما ورد فى أعيان الشيعة (المستدركات) .(3)

العقد النضيد والدرّ الفريد :

قال المؤلّف في أوّل كتابه : هذه أحاديث ملتقطة من كتب شتّى في فضائل أمير المؤمنين ، وأهل بيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم لما نقلتها محذوفة الأسانيد اقتصاراً ؛ لمكان صحتها .(4)

قال السيد حسن الأمين في المستدركات - بعد أن ذكر اسمه : له كتاب العقد النضيد والدر الفريد في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام ، محذوفة الأسانيد ، رأيته عند زميلنا السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني، والنسخة من نسخ القرن التاسع ، ناقصة الآخر، صرّح المؤلّف باسمه في أوّله ، ولم يزد على ما ذكرنا ، ينقل فيه عن كتب الفتال ومناقب الخوارزمي وأمثالهما ، ولم تر النقل فيه عن ما بعد القرن السادس .(5)

قال محقق الكتاب : تحتوي المخطوطة على أحاديث وقصص وحكايات ملتقطة من كتب شتى محذوفة الأسانيد ، وقد صرّح المصنف في

ص: 124


1- العقد النضيد والدرّ الفريد : 13 .
2- مستدركات أعيان الشيعة 3: 213
3- العقد النضيد والدر الفريد : 6 ، مقدمة المحقق
4- العقد النضيد والدر الفريد : 13 .
5- مستدركات أعيان الشيعة 3 : 213 .

بعضها تارة باسم المصدر وتارة باسم صاحب المصدر، وكان عددها أربعة وعشرين ومائة حديث مرتبة وفق التسلسل الذي أورده .

ثم ذكر المحقق مصادر الكتاب والمؤلفين الذين نقل عنهم صاحب الكتاب .

ثم قال : إن النسخة الفريدة التي وصلت إلينا هي نسخة الأُستاذ الحجّة السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني حفظه الله ، وهي من نسخ القرن التاسع ، وهي ناقصة الآخر ، وقد سقط منها مقدار لا يعلم .(1)

ص: 125


1- العقد النضيد والدرّ الفريد : 7 ، مقدمة المحقق

ص: 126

مؤلّفات عماد الدين الحسن بن على الطبرى (الطبرسي)

اشارة

(كان حيّاً سنة 698 أو 701 ه)

(92) كتاب : تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار

الحديث :

الأوّل : قال : المسألة الثامنة : الفرق بين الأمة والعترة من وجوه : . . .

الحادي عشر : من خاصة العترة بشارة آية التطهير وسورة هل أتى على الإنسان، والمقارنة مع الكتاب في الخبر: «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيها الناس، لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» .(1)

الثانى : المسألة الثانية عشرة : . . .

ودليل أحقية هذه الطائفة (أي أتباع أهل البيت) ، عدّة :

أمور الأول : «مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح» إلى آخره .

الثاني : خبر «إنّي تارك فيكم الثقلين» إلى آخره .(2)

ص: 127


1- تحفة الأبرار (فارسی) : 110 - 115 ، الباب الثالث ، المسائل المستخرجة من كتاب الله تعالى ، المسألة الثامنة
2- تحفة الابرار (فارسی) : 119 - 120 ، الباب الثالث ، المسائل المستخرجة من كتاب الله ، المسألة الثانية عشرة .

الثالث : قال : أما أخبار الفريقين، فيشتمل على تسع عشرة مسألة : . . .

المسألة الثانية : ورد في جملة كتبهم، خاصة في صحيحة الحاكم ، قال : . . ، و بالاتفاق ، قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، فجعل عليّاً وأولاده مصاحبين للقرآن ، وترك الخلق إليهم ، والشيخان داخلان فيهم . . .(1)

الرابع : المسألة السابعة عشرة : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعتري أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهم» ، وهذا اللفظ عام، يتناول كل الأوقات إلى يوم القيامة . . .(2)

الخامس : في ردّه على حديث (اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر) ، قال : نقول : هذا الخبر باطل بخبر (أصحابي كالنجوم) إلى آخره .... ثانياً : قال الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»، وروي «كتاب الله حبل من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن تمسكتم بهما لن تضلوا وهذان الخبران منقولان من كتب الفريقين» .(3)

السادس : في ردّه لحديث (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديتم) ، بعد أن ذكر أفعال عدد من الصحابة ، قال : وعلى هذه الحال لا يمكن الاقتداء بأحد المذكورين، بل لابد من الاقتداء بالمعصومين علي

ص: 128


1- تحفة الأبرار (فارسي) : 136 ، الباب الثالث ، أخبار الفريقين ، المسألة الثانية
2- تحفة الأبرار (فارسي) : 144 ، الباب الثالث ، أخبار الفريقين ، المسألة السابعة عشرة .
3- تحفة الأبرار (فارسي) : 203 ، الباب السابع ، الفصل الأول .

والحسن والحسين علیهم السلام ، لأن الرسول صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» .(1)

عماد الدين الحسن بن على الطبري (الطبرسي) :

جاء في أوّل كتاب تحفة الأبرار الذي جمعه العامل الفاضل الكامل المحقق حسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي طاب ثراه وجعل الجنة مثواه .(2)

ونسب نفسه في مقدمة كتاب تحفة الأبرار: حسن بن علي بن محمد ابن علي بن الحسن الطبرسي .(3)

وقال فيه صاحب الرياض : الشيخ الفقيه عماد الدين ، ويقال : عماد الإسلام ، وقد يقال : العماد أيضاً الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي .

وفي بعض المواضع يعبر عنه بالطبري ، وقد صرّح نفسه أيضاً بذلك في مواضع من كلامه ، وقد يصرّح بأنه مازندراني .

وهو فاضل عالم متبحر جامع دين، كان من أفاضل علماء طبرستان ومن المعاصرين الخواجه نصير الدين الطوسي .

وهذا الشيخ الجليل الشأن موثوق به عند العلماء الأعيان، وهو أحد القائلين بأن وجوب الجمعة موقوف على وجود السلطان العادل الباسط اليد ، كما صرح به نفسه فى مطاوي أسرار الإمامة (4)، وكثيراً ما ينقل عن كتبه ومؤلفاته

ص: 129


1- تحفة الأبرار (فارسي) : 216 ، الباب السابع ، الفصل الأول
2- تحفة الأبرار (فارسي) : 35 ، أوّل الكتاب
3- تحفة الأبرار (فارسي) : 54 ، مقدّمة المؤلّف ، الفصل الرابع
4- أسرار الإمامة : 324

ثم قال وقد عبر هو عن نسبه في كامله (1): بالحسن بن علي بن محمد بن الحسن، وتارة بالحسن بن علي الطبري، وتارة بالحسن بن علي ، وذلك اختصاراً منه في نسبه .

وقد عوّل عليه السيّد القاضي نور الله التستري وغيره، ويروون عن كتبه في الإمامة .

ثم قال : إعلم أن هذا الشيخ الجليل، هو الذي ينقل عنه المتأخرون الفتاوى في كتب الفقه، ويعبّرون عنه تارة بعماد الدين الطبرسي، وتارة بالعماد الطبرسي، كالشهيد الثاني في رسالة صلاة الجمعة ، بل الشهيد الأوّل أيضاً في بعض كتبه ، فلاحظ .(2)

وقال الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات : الشيخ المتكلم الجليل ، والحبر المتفنّن النبيل ، عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي المازندراني ، المشتهر بعماد الدين الطبري أو الطبرسي كان من أكابر فضلاء الشيعة وأجلاء أولي الأيدي الباسطة في

هذه الشريعة ، معاصراً للخواجة نصير الملة والدين الطوسي، والمحقق الحلّي وأضرابهما الأقدمين ، وله كتب كثيرة ومؤلفات غفيرة في تحقيق حقائق أصول المذهب، وتشييد قواعد الدين المبين، بل الفقه والحديث وغير ذلك .(3)

وجاء في كتاب (أسرار الإمامة) للمترجم له في بحث الإمام الغائب

ص: 130


1- کامل البهائي المعروف
2- رياض العلماء 1 : 268 - 274
3- روضات الجنّات 2 : 261 [194] ، وانظر أيضاً : أعيان الشيعة 5 : 212 ، : 212 ، الکني والألقاب 2 : 443

المهدي (عجل الله فرجه) عند تقريره لاعتراض الناكرين لحياته ، قيل : لا يمكن أن يعيش أحد من سنة خمس وخمسين ومائتين إلى سنة ثمان وتسعين وستمائة هجرية .(1)

حيث يظهر من عبارته أنّ هذه السنة هي سنة تأليفه للكتاب .(2)

ولكن قال : الطهراني (ت 1389 ه) الحسن بن علي بن الحسن الطبري، الشيخ نجم الدين بن شمس الدين هو والد ضياء الدين هارون الآتي (3)، الذي أجازه العلامة الحلّي في 701 ، وقال في إجازته - بعد ذكر ضياء الدين هارون - : إنه ابن المولى الإمام العالم الفاضل الزاهد العابد الورع شيخ الطائفة ركن الإسلام وعماد المؤمنين نجم الدين الحسن ابن السعيد شمس الدين علي بن الحسن الطبري، ويظهر أنه كان حياً في تاريخ الإجازة ، أقول : مرّ في الأنوار: (41 عماد الدين الحسن بن علي صاحب (كامل) البهائى) و (أسرار الأئمة) الذي ألّفه فى كبره وضعف بصره في 698 ، ولعله صاحب الترجمة ، وقد بقي إلى زمن تاريخ إجازة العلّامة لولده فى 701 ، وإن كان بعيداً ، وخاصة مع فرض صخة تاريخ سماعه في 603 عن مفت يزيدي بإصفهان، كما ذكرناه في (ذ17 : 253) .(4)

ملاحظة : لقب نجم الدين جاء أيضاً في مقدّمة (رسالة الأربعين) له .(5)

وقال الطهراني في الأنوار الساطعة الحسن بن علي بن الحسن الطبري ، قال العلامة الحلي (الإجازة لأبي محمد هارون) ابن صاحب

ص: 131


1- أسرار الإمامة : 101 ، أصل : في تفاريع المسائل القائميات
2- رياض العلماء 1 : 269
3- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 235 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 42 .
5- تحفة الأبرار : 18 ، مقدّمة المصحح .

الترجمة ، بعد ذكر ألقابه : [أبو محمد هارون بن المولى الإمام العالم الفاضل الزاهد العابد الورع شيخ الطائفة ركن الإسلام وعماد المؤمنين ، نجم الدين الحسن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي بن الحسن الطبري]، وتاريخ هذه الإجازة سنة 701 ، ولعلّه يظهر من توصيفه بالسعيد وفاته قبل التأريخ ، فهو من علماء المائة السابعة ، وأصله عماد الدين الطبري الآتي .(1)

أقول : ولكن في الإجازة المذكورة في الرياض المطبوع : نجم الدين الحسن ابن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي بن الحسن الطبري . . . (2)، وفي نص الإجازة التي نقلها الطهراني في الحقائق الراهنة : عماد المؤمنين نجم الدين الحسن بن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي ابن الحسن الطبري . . . (3)وإن كان في الروضات : نجم الدين الحسن السعيد ابن الأمير شمس الدين علي بن الحسن الطبري . . . (4)

وقد ذكر كتبه صاحب الرياض والروضات والذريعة .(5)

كتاب تحفة الابرار :

ذكر المؤلف اسمه في مقدّمة الكتاب ، كما مرّ آنفاً .

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : وله كتاب تحفة الأبرار بالفارسية في أُصول الدين خاصة وفي أحوال النبي صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام ، وعندنا منه نسخة ، وقد ترجمه بالعربية الشيخ نجف بن

ص: 132


1- طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 39
2- رياض العلماء 5 : 291
3- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 235 .
4- روضات الجنّات 2 : 264 - 265
5- انظر : الذريعة 1 : 40 ، و 3 : 127 ، 405 ، و 5 : 250 ، و 15 : 333 ، 382 ، و 17 : 252 ، و 21 : 192، و 22 : 329 .

سيف النجفي الحلّي، ورأيت تلك الترجمة العربية ببلدة فراة .(1)

وقال الخوانساري (ت 1313 ه) عند عد كتبه : ومنها أيضاً كتابه الموسوم ب_«تحفة الأبرار» في أصول الدين بالفارسية ، وهو الذي استخرجه الشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي إلى العربية .(2)

وفي الذريعة : (تحفة الأبرار) في أصول الدين فارسي للشيخ المتكلم عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي الآملي مؤلّف (كامل البهائي) .

ثم ذكر ما جاء في أوّل الكتاب ، وقال : رتبه على مقدّمة فيها ستة فصول في ثانيها ذكر المؤلّف أسمه ، وبعد المقدّمة عشرة أبواب في كلّ باب مقدّمة وفصول في مسائل التوحيد والعدل والنبوة والإمامة ، وقد بسط القول فيها وفي الردّ على من أنكرها ألفه بالتماس بعض الأبرار (3)، وذكر فهرس الأبواب في أوّله ، رأيت نسخة ناقصة الآخر منه في مكتبة الشيخ ميرزا محمّد الطهراني ، تنتهى إلى الباب الثامن ، وأخرى كتابتها سنة 1086 عند الحاج الشيخ علي أكبر الخوانساري النجفي، وهي تامة ، وينقل عنه في (فضائل السادات)، ويأتي في الميم معربه للشيخ نجف بن سيف النجفي .(4)

وقد طبع الكتاب مؤخراً مصححاً على عدة نسخ خطية ، يعود تاريخ كتابة بعضها إلى القرن الحادي عشر .(5)

ص: 133


1- رياض العلماء 1 : 272 .
2- روضات الجنّات 2 : 261
3- تحفة الأبرار (فارسي) : 54 ، مقدمة المؤلّف .
4- الذريعة 3: 405 [1453]
5- تحفة الأبرار (فارسي) : 24 ، مقدّمة المصحح .

ص: 134

(93) كتاب : أسرار الإمامة

الحديث :

الأول : قال : رأينا أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله و عترتي» ولم يتبيّن تباينهما ، فوجب بقاء أحدهما ببقاء الآخر .(1)

الثاني : قال : وأجمع الرواة أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»، وجعل العترة قرين

القرآن والتمسك بهما هداية الله .. .(2)

الثالث : في الفرق بين الأمة والعترة ، قال :

الخامس من القسمة الأولى : إن الله تعالى أخبرهم بطهارتهم في آية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت ...» ، وقرنهم النبي صلی الله علیه و آله وسلم بالقرآن ، كما قال : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفونى فيها أيها الناس ، لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» .(3)

رابع : قال :ولم يأمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم باتباع أحد من بعده إلا لأهل بيته ،

ص: 135


1- أسرار الإمامة : 97 ، فصل : تلازم القرآن والعترة .
2- أسرار الإمامة : 252
3- أسرار الإمامة : 277 .

كما في (الشهاب) أنه قال : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ...» ، وقال : إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي .(1)

الخامس : قال : لو سلمنا جدلاً صحة تقدّمهم - وحاشا من ذلك - لقلنا : إنّه طرى عليهم الفسخ (2)؛ لأن المخالف يقول : الخلافة ثلاثون سنة ، وأما علي علیه السلام فلم ينسخ بخبر «إني تارك فيكم الثقلين»، فإنّه باقِ ببقاء القرآن إلى يوم القيامة .(3)

السادس : في رده على من استدلّ بخبر: «اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر» ، قال : هذا باطل بالخبر الذي ذكرته وهو «أصحابي كالنجوم»، وخبر «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي» ، وروي «كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي . ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»، فذلك من روايته خاصة، وهذان من رواية كافة الخلق ، مجمع عليهما، فعند التعارض يرفض الأوّل ويؤخذ بالمتفق عليه .(4)

السابع : قال : روي أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال : «اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، ومن روى أبا بكر وعمر بالنصب، لا يكون لهم فيه حجّة ؛

) لأنهما مأموران بالاقتداء بالقرآن والعترة ، كما قال صلی الله علیه و آله وسلم إجماعاً : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» والقراءة بالجز تقتضي عصمتهما وليس كذلك إجماعاً ؛ لأن مطلق الاقتداء لا يوجد ولا يكون من الشارع إلا مع العصمة .(5)

ص: 136


1- أسرار الإمامة : 296
2- الظاهر أنها تصحيف من (النسخ)
3- أسرار الإمامة : 313 .
4- أسرار الإمامة : 395
5- أسرار الإمامة : 442 .

الثامن : قال في تحديد الفرقة الناجية في حديث الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : وهم ما قال الله تعالى فيهم : «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيُّ الأُمِّيِّ» (الآية) ، «وإني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .... وخبر الثقلين الثقلين مجمع عليه .(1)

كتاب أسرار الإمامة :

قد يطلق عليه أحياناً : أسرار الأئمّة، كما يظهر ذلك من رياض العلماء (2)، وروضات الجنّات .(3)

قال في الرياض : وكتاب أسرار الإمامة ، وقد يقال : أسرار الأئمة أيضاً، وقد رأيته في بلدة أردبيل، وعندنا منه نسخة ، وهذا الكتاب ممّا ينقل عنه في كتب المتأخرين كثيراً ، وقد تعرّض في آخره لنقل الملل والمذاهب والأديان ، ونقل شطراً من أحوال الحكماء أيضاً ، جيدة الفوائد .

ثم قال : والنسخة التي رأيناها في أردبيل كانت في غاية السقم ، ويلوح من أوّلها أنّها كتاب الأسرار في إمامة الأطهار ، فلاحظ وتأمل ، وعندنا أيضاً منه نسخة ، ولكن ديباجته تخالف ديباجة ما رأيناه في أردبيل في الجملة ، فتأمل .(4)

ص: 137


1- أسرار الإمامة : 473 .
2- رياض العلماء 1 : 270
3- روضات الجنّات 2 : 261 ، وانظر: أعيان الشيعة 5 : 213 ، الذريعة 2 : 40 [157]
4- رياض العلماء 1 : 270

وقال أيضاً : أقول : ورأيت في الخزانة الصفوية بأردبيل من مؤلّفات هذا الشيخ رسالة في الإمامة ، وكان تاريخ تأليفها سنة ثمان وتسعين وستمائة ، وأظن أنه بعينه أسرار الأئمة له، وقد نسب بعض الأفاضل كتاب أسرار الإمامة إلى العلامة الطبرسي، فيظنّ أنّ أسرار الإمامة للطبرسي صاحب مجمع البيان وأسرار الأئمة للطبرسي المذكور أعني الحسن بن علي ، فلاحظ ، وسيجيء شرح القول في ذلك في ترجمة الشيخ أبي علي الطبرسي إن شاء الله .(1)

وقال في ترجمة أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي : ثم قد ينسب إليه الأمير السيد حسين المجتهد المذكور في رسالة دفع المناواة عن التفضيل والمساواة تارة كتاب أسرار الإمامة، وتارة كتاب أسرار الأئمة ، وتارة كتاب أسرار الأسرار، وتارة عبّر عنه بمؤلّف الطبرسي، والظاهر عندي الاتحاد ، ويحتمل تعدّدها أيضاً ، فلاحظ .

وقد رأيت قطعة من نسخة كتاب أسرار الإمامة في بلدة رشت من بلاد الجيلان ، وكانت محتوية على أحوال الحكماء ونحوها ، ورأيت نسخة أُخرى منه كاملة في بلدة أردبيل في الخزانة الموقوفة بحضرة الشيخ صفي ، ولكن يلوح منه أنه من مؤلفات الشيخ حسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي صاحب كتاب كامل السقيفة وتحفة الأبرار وغيرهما ، الاشتباه إنّما نشأ من اشتراكهما في إطلاق الطبرسي ، فلاحظ .(2)

وقد ذكر المؤلف في مقدّمة أسرار الإمامة أنه رتب مجلّداً كبيراً في أحوال أصحاب سقيفة بني ساعدة، أقول : وهو معروف النسبة إليه ، ويعرف بالكامل البهائي .

ص: 138


1- رياض العلماء 1 : 272 .
2- رياض العلماء 4 : 349

كما وذكر في مطاوي كتابه عدة وقائع أو أمور جرت عليه بتواريخ تناسب أو تطابق ما ذكره في كتبه الأخرى من تاريخ تأليفها وغيرها .

والأهم من كل هذا وممّا لم ينبه عليه أحد ، أنّه قال في المقدّمة - بعد أن ذكر كتابه في أحوال سقيفة بني ساعدة، وأنه اشتهر بين المؤمنين -: حتى اتفق حضوري في الري ، التمس حفدتي بجمع كتاب في الإمامة بالفارسية بترتيب غريب وتركيب عجيب، وألحوا عليّ في ذلك حتّى لم يبقى للترك والتهاون والتعلل مجال ، قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم علي الله : «من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم بلجام من النار» .

وكان كتاباً متوسطاً في أحسن لياقة وأمتن لطافة، واستدلالات غريبة ، لم يسبقني في مثله مؤلف ومستخرج ، واستحسنه العدو والصديق ، وانتسخ منه الشفيق والشقيق، حتى قال قوم من أهل العلم والفهم والتحقيق والتدقيق : لو عربته لكانت فائدته أعمّ للعالم والمتعلم ، وفائدته أتمّ في الدين.

فتقرر في خاطري أن أتشمّر لتعريبه، وتركيبه على ما يستح لي ضبطه ويسمح لي بسطه، واليقين أن القلم لا يساعدني بأن لا أورد غريباً ولا أزيد نكتة ، ولا أفرد معنى عجيباً ولا باباً مبتدعاً ، ولا سرّاً مفترعاً، فمن أنصف وما اعتسف علم أنه بلغ الغاية في فنّه والنهاية في شأنه، إلا أنّه يحوي جميع ما هنالك ، ويطوي ما شمله ذلك .(1)

ومن صريح كلامه يظهر أنّه ألف كتاباً بالفارسيّة أوّلاً ، ثم بعد طلب البعض منه نقله إلى العربية ، وهو أسرار الإمامة ، ومن المقارنة بينه وبين كتبه الأخرى يظهر بوضوح أن الذي ألفه بالفارسية أولاً هو تحفة الأبرار السابق .

ص: 139


1- أسرار الإمامة : 29 ، مقدمة المؤلّف

ألا ترى التوافق بين ما قاله هنا وما قاله ما قاله هنا وما قاله فى معناه في مقدّمة تحفة الأبرار ، حيث قال : . . . وفي هذا المجال ، طلب بعض العقلاء أولوا الألباب

الله ، الموفقين من ، من مؤلّف هذا الكتاب الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي - رحمة الله عليه - لما يملكه في هذا الباب من بعض المهارة في التعمّق ، ومن فضل ذي المنن حصل على سعة في هذا الفن تأليف كتاب في غاية الوضوح في الإمامة بالفارسية، لعله يكون حجّة يوم القيامة .

فكان من الإنصاف والصدق حسب الحديث النبوي : من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من النار الاستعجال فيه ، وعدم الإهمال والتسويف والإمهال . . . .(1)

ومن يراجع التحفة يفهم ما أشار إليه في قوله : واستدلالات غريبة لم يسبقني في مثله مؤلّف ومستخرج . . .

ثم التطابق الفعلي بين أبحاث تحفة الأبرار وأبحاث أسرار الإمامة ، بحيث لا يدع مجال للقول بأنهما اثنين، إلّا أن الأوّل بالفارسية والثاني ترجمته بالعربية ، فالعبارات واحدة ولكن بلغتين .

وإلى ما أشار إليه بقوله : «واليقين أن القلم لا يساعدني بأن لا أُورد غريباً ولا أزيد نكتة ، ولا أفرد معنى عجيباً ولا باباً مبدعاً ولا سراً مفترعاً»، فهو يظهر بوضوح في ما أضافه من فرق المسلمين وأحوال الحكماء في آخره، وما وسع به البحث في الإمام الحجّة (عجل الله فرجه) ، فصدق عليه ما قاله هو أيضاً : فمن أنصف وما اعتسف علم وما اعتسف علم أنه بلغ الغاية في فنّه والنهاية في شأنه ، إلّا أنّه يحوي جميع ما هنالك ، ويطوي ما شمله ذلك ، أي تحفة الأبرار.

ص: 140


1- تحفة الأبرار (فارسي) : 54 ، مقدمة المؤلف ، (معرب من الفارسية)

ولكن يظهر من المطبوع على نسختين خطيتين وقوع الخلط في أوراقهما بعد مطابقته على تسلسل أبحاث تحفة الأبرار، وبعض الأحيان يبدو وكأنه وقع التكرار في المواضيع ، فلاحظ .

ومما تقدّم يظهر ما في عبارة الأفندي ، فإنّه بعد أن ذكر كتاب العمدة له وأنّه قد ينسب للشيخ أبي علي الطبرسي ، قال : وقال هو أيضاً في ذلك الكتاب : أنّه ألف أوّلاً كتاباً مبسوطاً في الإمامة بالفارسية ، ولعل مراده غير الكامل البهائي المذكور آنفاً، لأنه قد أشار إليه أوّلاً في هذا المقام من الديباجة بأنّه ألّف مجلداً كبيراً في أحوال أصحاب السقيفة ، ثم ذكر بعد ذلك هذا الكتاب ، فتأمل .(1)

فإنّه لم ينتبه إلى أنّ هذا الكتاب هو تحفة الأبرار ، فاحتمل أنه يشير إلى كتاب العمدة .

وكذا ما في مقدمة مصححي أسرار الإمامة من عدهم كتاباً بانفراده مقابل تحفة الأبرار .(2)

وقد قال المؤلف في بحث الحجّة المهدي (عجل الله فرجه) عند ذكره لشبه المخالفين في عمره الشريف : قيل : لا يمكن أن يعيش أحد من سنة خمس وخمسين ومائتين إلى سنة ثمان وتسعين وستمائة هجرية (3)فيظهر منه أنّها سنة تأليف الكتاب .(4)

وقال أيضاً في مقدمة الكتاب : وإن لم يساعد المراد علوّ السن ، وتارات الزمن ، وكلالة البصر الحسّي ، وملالة الخاطر الوحشي ، وأرجو من

ص: 141


1- رياض العلماء 1 : 272 ، 273 .
2- أسرار الإمامة : 14 ، المقدّمة .
3- أسرار الإمامة : 101
4- رياض العلماء 1 : 269 ، وانظر : الذريعة 17 : 252 [132]

الله - جل شأنه وكمل سلطانه - أن لا يعجّل أجلي ، ويعينني بفضله في إتمام أملي ، وهو بكل ما يشاء قدير .(1)

فيظهر منه أنه ألفه في أواخر عمره .(2)

وقد طبع مؤخّراً بتحقيق عدة أشخاص على نسختين ، إحداهما في المكتبة الرضويّة برقم 8848 ، وتاريخ كتابتها 1072 ه .(3)

ص: 142


1- أسرار الإمامة : 30 ، مقدّمة المؤلّف .
2- رياض العلماء 1 : 273 ، وانظر الذريعة 2 : 40 [157] .
3- أسرار الإمامة : 18 ، المقدّمة .

القرن الثامن الهجري

اشارة

حديث الثقلين عند الإمامية (الاثنى عشرية)

ص: 143

ص: 144

(94) كتاب : العدد القوية لعلي بن يوسف بن مطهر الحلي

(94) كتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية (1)لرضي الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلّي (ت بعد 703 ه)

الحديث :

الأول : وقال علیه السلام (2)- وقد خطب الناس بعد البيعة له بالأمر : «نحن : حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الشيخ المفيد مسنداً .(3)

ومرّ الحديث عن أمالي الطوسي، والاحتجاج للطبرسي، وبشارة المصطفى للطبرى .(4)

الثاني : ثمّ قال (5): وأجل الفرائض وأعظمها خطراً الإمامة . . .

ص: 145


1- الموجود النصف الثاني من الكتاب ، ولم يعثر على النصف الأوّل .
2- الإمام الحسن بن علي علیه السلام
3- العدد القويّة : 34، 26 ، وفيه : «والثاني كتاب الله» ، وفيه : قال الله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا . . . » الآية ، وراجع ما أوردناه عن أمالي المفيد ، الحديث الثالث
4- راجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي، الحديث الأول ، والاحتجاج ، الحديث السابع ، وبشارة المصطفى ، الحديث الرابع .
5- هذا من كلام الصدوق في كمال الدين : 686 ، وقد ضمنه المؤلّف بعض کلامه ، وحذف منه بعض الجمل، ومن أراد المقارنة فليراجع ، ومما ضمنه حديث الثقلين الآتي ، فإنّ الشيخ الصدوق أشار إليه إشارة في كمال الدين

والإمامة من فرائض الله عز وجل لازمة لنا ، ثابتة علينا ، لا ينقطع ولا يتغيّر إلى يوم القيامة (1)، وجعل لنا هداة من أهل بيته وعترته ، يهدوننا إلى الحق ، ويجلون عنا العمى، وينفون الاختلاف والفرقة ، معصومين قد أمنا منهم الخطأ والزلل، وقرن بهم الكتاب (2)فقال علیه السلام : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، فأمر بالتمسك بهما ، وأعلمنا على لسان نبيه صلی الله علیه و آله وسلم أنا لا نضل ما إن تمسكنا بهما (3)(4)

الثالث : روي عن زيد بن أرقم ، قال : لما أقبل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من حجة الوداع . . . قال صلی الله علیه و آله وسلم :

«معاشر الناس ، تدبّروا القرآن . . .

معاشر الناس ، إن عليّاً والطيبين من ولدي . . . »، إلى آخر ما أوردناه عن التحصين لابن طاووس، عن نور الهدى للجاوابي مسنداً إلى زيد بن أرقم (5)، وعن نهج الإيمان لابن جبر (6)، والظاهر أنه نقله عن نهج الإيمان، أو عن نور الهدى للجاوابي رأساً ؛ لوجود فقرات في آخر الرواية تبلغ بضع صفحات لا توجد في التحصين ، وقد نبهنا على ذلك سابقاً في نهج الإيمان .

ص: 146


1- كمال الدين وتمام النعمة : 687 اختلاف
2- كمال الدين وتمام النعمة : 691
3- الكلام من بعد حديث الثقلين منقول عن كمال الدين وتمام النعمة : 691
4- العدد القوية : 68
5- العدد القوية : 169، ج8، اليوم الثامن عشر ، وراجع ما أوردناه عن نور الهدى للجاوابي ، الحديث الأول
6- راجع ما أوردناه عن نهج الإيمان لابن جبر ، الحديث الأوّل .

رضي الدين علي بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلي :

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ رضي الدين علي بن الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلّى ، عالم فاضل ، أخو العلامة ، يروي عنه ابن أخيه فخر الدين محمد بن الحسين بن يوسف، وأبن أخته السيد عميد الدين عبد المطلب ، ويروي عن أبيه وعن المحقق نجم الدين الحلّي .(1)أمل الآمل 2 : 211 [636] ، وانظر: روضات الجنّات 4 : 344[408] ، خاتمة المستدرك 401:2 . (2)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ الجليل الفقيه رضي الدين أبو القاسم ، ويقال : أبو الحسن علي بن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلّى .

العالم العلم الفاضل الجليل ، أخو العلّامة الحلّي المعروف ، إلى أن قال : وقد رأيته بخط بعض الأفاضل نقلاً عن خط الشيخ سديد الدين يوسف المذكور والد الشيخ رضي الدين علي هذا ما هذه ألفاظه الله المنّة ، ولد الولد المبارك على أهله وذويه أبو القاسم علي بن يوسف بن المطهر نشأه الله نشواً صالحاً بالحلة السيفية ، وذلك بأسعد وقت وأيمن ساعة فى ليلة الأحد حادي عشر شهر شوّال من سنة خمس وثلاثين وستمائة ، تاريخ الهجرة الشريفة .(3)

وذكر العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة إجازة منه إلى تلميذه علي بن الحسين بن القاسم النرسي الاسترابادي على موضعين من

ص: 147


1-
2-
3- رياض العلماء 4 : 294

كتاب الشرائع، تاريخ إحداهما في العشرين من شهر رمضان سنة 699 ، والأُخرى في الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 703 .(1)

وفي النسخة التي كانت عند المجلسي (ت 1111 ه) جاء هكذا : قول الفقير الحقير الخادم لأخبار أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما : إنّي استنسخت هذا الكتاب المستطاب من نسخة قديمة كان مكتوباً على ظهرها ما هذا لفظه : الجزء الثاني من كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تصنيف الشيخ العالم الفقيه الفاضل شيخ الطائفة رضي الدين أبي الحسن علي بن الشيخ السعيد الإمام الفقيه العلّامة مفتي الفرق سديد الدين أبي المظفّر يوسف بن المطهر الحلّي أدام الله فضله وأسبغ ظله وأدام بركته ، انتهى .(2)

ولابد أن ننبه هنا على أنّه يظهر أنّ كلمة (عشر) قد سقطت بعد كلمة (الخامس) من كلام الأفندي المنقول آنفاً ، أو أن (من الشهر) تصحيف ل_(عشر) ، فلاحظ .

وقد طبع هذا الكتاب على هذه النسخة الموجودة في المكتبة المرعشيّة في قم ، برقم (260) .(3)

كتاب العدد القوية لرفع المخاوف اليوميّة :

قال العلّامة المجلسي عند تعداده لمصادر كتابه البحار وكتاب العدد القوية لرفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضي الدين علي بن

ص: 148


1- الذريعة 1 : 223[1170] ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 139 و 154
2- العدد القوية : 10 ، في طريق التحقيق
3- العدد القوية : 10 ، في طريق التحقيق

يوسف بن المطهر الحلّي (1)، وقال في فصل توثيق الكتب : وكتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيام الشهور وسعدها ونحسها، وقد اتفق لنا منه نصفه ، ومؤلّفه بالفضل معروف وفي الإجازات مذكور (2)، وهو أخو العلّامة الحلي قدس الله لطيفهما .(3)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) - بعد أن ذكر كلام الشيخ المجلسي هذا . وأقول : الذي اتفق له قد اتفق لنا أيضاً، وهو النصف الأخير منه من بحث ما يتعلّق باليوم الخامس من الشهر إلى آخره، وهو كتاب لطيف ظريف طريف ، قد أورد في ذكر كل يوم بتقريب ذكر الدعاء فيه وقائع كل يوم خاص من الشهور ومواليد النبي صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة علیهم السلام وغيرهم، وينقل بهذا التقريب الأخبار والآثار أيضاً، وبعضها من الكتب الغريبة، ويطوّل الكلام في أحوالهم علیهم السلام وفضائلهم وأدلة إمامتهم أيضاً، وأمّ تلك النسخ المتداولة منه الآن إنّما هي نسخة عتيقة من جملة كتب نجف قلي بيك الناظر السابق ، وقد كتبت تلك النسخة في زمن مصنّفه قدّس الله روحه .(4)

وكما عرفت فإنّ الواصل إلينا من الكتاب هو الجزء الثاني منه من اليوم الخامس عشر إلى آخر الشهر ، وقد أشار إلى ذلك العلامة المجلسي في أكثر من موضع في البحار (5)، وقد وصلت هذه النسخة الناقصة إلى العلّامة المجلسي ، وكتب على الصفحة الأولى منها : بسم الرحيم ، يقول الفقير الحقير الخادم لأخبار أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين محمد باقر بن محمّد تقي عفا الله عن جرائمهما : إنّي استنسخت

ص: 149


1- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب .
2- البحار 108 : 155 ، و 110 : 56 .
3- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر
4- رياض العلماء 4 : 294
5- البحار 97 : 224 ، و 98 : 191

هذا الكتاب المستطاب من نسخة قديمة كان مكتوباً على ظهرها ما هذا لفظه : الجزء الثاني من كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية ، تصنيف الشيخ العالم الفقيه الفاضل شيخ الطائفة .(1)

ص: 150


1- البحار 97 : 224

مؤلّفات العلامة الحسن بن يوسف الحلى (ت 726 ه)

(95) كتاب : كشف اليقين فى فضائل أمير المؤمنين علیه السلام

الحديث :

الأول : و قال علیه السلام (1): ذمّتي بما أقول رهينة ، وأنا زعيم ، وإن الخير كلّه فيمن عرف قدره . . .

أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعذرون بجهالته ، فإنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى محمد خاتم النبيين في عترة نبيكم محمد صلی الله علیه و آله وسلم، فأين يتاه بكم .... أما بلغكم ما قال فيهم نبيكم صلی الله علیه و آله وسلم حيث يقول في حجة الوداع : ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن إرشاد المفيد (2)، والاحتجاج (3)، فراجع .

وقد مضى أيضاً نبذة منه في تاريخ اليعقوبي ، فراجع .(4)

الثاني : وقال أمير المؤمنين علیه السلام : «نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد»،

ص: 151


1- أي : أمير المؤمنين علي .
2- كشف اليقين : 227 ح 256 ، نبذة يسيرة من كلامه ، وفيه : «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي ...» ، وراجع ما أوردناه عن إرشاد المفيد الحديث الثالث
3- انظر ما أوردناه عن الاحتجاج ، الحديث الخامس
4- انظر ما أوردناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث

وقال الجاحظ ، وهو عدو أمير المؤمنين علیه السلام : صدق علي علیه السلام ، كيف يقاس يقوم منهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، والأطيبان علي وفاطمة، والسبطان الحسن والحسين .... وأبان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أهل بيته بقوله : إنّي تارك فيكم الخليفتين ... ، إلى آخر ما أوردناه عن كشف الغمّة للأربلي ، فراجع .(1)

ورواه أيضاً في نهج الحق (2)وسيأتي .

الثالث : ولما قضى النبي صلی الله علیه و آله وسلم الحج رحل إلى المدينة بمن معه من المسلمين حتى وصل إلى غدير خم، وليس موضعاً يصلح للنزول ؛ لعدم الماء فيه والمرعى ، فنزل هو والمسلمون، حيث نزل عليه «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ والله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» ، لعلم الله تعالى إنه (3)تجاوز الغدير انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم .

فنزل النبي صلی الله علیه و آله وسلم وكان يوماً شديد الحرّ، فأمر بدوحات فقم ما تحتها ، يجمع الرحال في ذلك المكان ، ووضعها على شبه المنبر ، ثمّ نادى بالصلاة الجامعة فاجتمعوا ، وكان أكثرهم يشدّ الرداء على قدميه من شدّة الحرّ ، ثم صعد علیه السلام ودعا أمير المؤمنين علیه السلام وحمد الله ووعظ وأبلغ ، ونعى نفسه إلى الأمة ، وقال : «إنّي قد دعيت، ويوشك أن أجيب ، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

ص: 152


1- كشف اليقين : 232 ، ح 261 ، الباب الثاني ، في الفضائل الحاصلة له من الخارج ، وراجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث الثاني .
2- نهج الحق وكشف الصدق : 253 ، القسم الثالث في الفضائل الخارجية ، وانظر ما سنذكره في نهج الحق ، الحديث الخامس
3- الظاهر وجود سقط هنا أو تصحيف

ثمّ نادى بأعلى صوته : «ألست أولى منكم بأنفسكم؟» قالوا: بلى، فقال لهم وقد أخذ بضبعي علي علیه السلام فرفعهما حتى رئي بياض إبطيهما : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره، واخذل من خذله . . .» .(1)

ومرّ مثله عن إرشاد المفيد (2)وإعلام الورى للطبرسي (3)، وكشف الغمّة للأربلي .(4)

الرابع : ومن كتاب المناقب (5)عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني قد تركت فيكم الثقلين :

: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .(6)الخامس : من الأخبار المشهورة المنقولة عند الخاصة والعامة ، البالغة حد التواتر خبر المناشدة ، وقد رواه الخوارزمي (7)، وغيره عن عامر بن

ص: 153


1- كشف اليقين : 274 ، البحث الثامن : في نص النبي صلی الله علیه و آله وسلم بأنه مولى من هو مولاه .
2- راجع ما أوردناه عن إرشاد المفيد ، الحديث الأول .
3- راجع ما أوردناه عن إعلام الورى ، الحديث الأول .
4- راجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث السابع .
5- الظاهر أنه كتاب المناقب لابن المغازلي ؛ لأنّ حديث الثقلين لا يوجد في مناقب الخوارزمى عن أبي سعيد الخدري ، بل عن زيد بن أرقم
6- كشف اليقين : 350 ، ح 408 ، أولاده علیهم السلام
7- مناقب الخوارزمي : 222 ، الفصل التاسع عشر ، مع بعض الاختلاف هذا النص هنا عن كشف البقين يوافق ما في مناقب الخوارزمي (طبعة إيران / طهران، مكتبة نينوى الحديثة) ، والذي قدم له العلّامة محمد رضا الموسوي الخرسان، أما المناقب الذي نشرته (مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرّسين / قم المقدّسة) وحققه الشيخ مالك المحمودي (313 ح314) فإنّ متنه يختلف كثيرا عن هذا المتن، ولا توجد فيه المناشدة بحديث الثقلين ، فلاحظ

وائلة ، قال : كنت مع علي علیه السلام في البيت يوم الشورى ، فسمعت علياً علیه السلام يقول لهم : «الأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغيّر ذلك» ، ثم قال . . .

قال : فأنشدكم بالله ، أتعلمون أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، لن تضلوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟» قالوا : اللهم نعم . . . (1)

وسنده في مناقب الخوارزمي هكذا وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان : أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن حمد بن الحسن الحدّاد، فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني : الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرني : الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني ، قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني : وأخبرني بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه إلي من إصبهان سنة 488 ، عن أبي بكر أحمد بن موسیٰ بن مردويه ، حدثني سليمان بن محمد بن أحمد ، حدثني يعلى بن سعد الرازي ، حدثني محمّد بن حميد ، حدثني زاهر بن سليمان بن حرث بن محمد، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة . . . (الحديث).

وقد مرّ خبر المناشدة عن أمالي الطوسي بسنده إلى أبي ذر مع اختلاف وإضافة ، فراجع .(2)

ص: 154


1- كشف اليقين : 413 ، ح 525 ، البحث الثالث والعشرون : في خير المناشدة
2- أمالي الطوسي : 544 ، ح 1167 ، المجلس العشرون ، ورواه ثانية بعده أيضاً عن عامر بن وائلة الكناني ، ولكن لم يرد فيه حديث الثقلين ، وراجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي، الحديث الخامس

ورواه أيضاً في نهج الحق (1)وسيأتي .

جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن محمد ابن المطهر الحلّي (العلّامة الحلي) :

العلامة على الإطلاق، حيثما أطلق العلّامة لا ينصرف إلا إليه ، أشهر من نار على علم ، نسب نفسه في الخلاصة : الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر - بالميم المضمومة والطاء غير المعجمة ، والهاء المشدّدة ، والراء - أبو منصور الحلّي مولداً ومسكناً ، مصنف هذا الكتاب ، له كتب ، وعد كتبه ، ثمّ قال :

والمولد تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة ، ونسأل الله فاتحة الخير بمنه وكرمه .(2)

وقال ابن داود (ت 707 ه) في حقه : الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي، شيخ الطائفة ، وعلامة ،وقته ، وصاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رياسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول ، مولده سنة ثمان وأربعين وستمائة ، وكان والده - قدّس الله روحه - فقيهاً محققاً مدرّساً عظيم الشأن .(3)

وقال السيد مصطفى التفرشي (القرن الحادي عشر) - بعد أن ذكر كلام ابن داود هذا - : ويخطر ببالي أن لا أصفه ؛ إذ لا يسع كتابي هذا ذكر

ص: 155


1- نهج الحق وكشف الصدق : 391، حديث المناشدة ، انظر ما سنذكره عن نهج الحق ، الحديث السادس
2- خلاصة الأقوال : 109 [274] .
3- رجال ابن داود : 78 [466] .

علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده ، وإن كلّ ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه ، له أزيد من سبعين كتاب في الأصول والفروع والطبيعي والإلهي وغيرها، إلى أن قال :

مات ليلة السبت حادي عشر المحرم سنة ست وعشرين وسبعمائة ودفن بمشهد المقدّس الغروي على ساكنه من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها .(1)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) : وقد رأيت نقلاً عن خط الشهيد في بعض المواضع أن العلامة التوفّي في يوم السبت الحادي والعشرين من المحرم سنة ست وعشرون وسبعمائة .(2)

وقصة تشيّع السلطان محمد خدابنده على يده مشهورة .

كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين :

ألّفه بأمر السلطان محمد خدابنده كما ذكر ذلك فى أوّله ، ثمّ قال : ووضعت هذا الكتاب الموسوم ب_(كشف اليقين) في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام على سبيل الإيجاز والاختصار .(3)

وجاء في نهاية نسخة بخط محمد الجبعي وقوبلت مع النسخة المكتوبة بخط العلامة ، هكذا : فرغت من تسويده في المحرم سنة عشر

ص: 156


1- نقد الرجال 2 : 69[1395] ، وانظر: الوجيزة : 193 ، مجمع البحرين 3 : 238 ، مادة (ع ل م) ، الكنى والألقاب 2 : 477 ، بلغة المحدّثين : 349 ، جامع الرواة 1 : 230 ، تنقيح المقال 1: 314 ، روضات الجنات 2 : 269 ، رياض العلماء 1: 358 ، لؤلؤة البحرين : 210 ، منتهى المقال 2 : 475[831] ، أمل الآمل 2 : 81 ، أعيان الشيعة 5 : 396 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن) (الثامن) : 52 ، بهجة الآمال 3 : 217 .
2- رياض العلماء 1 : 366 .
3- كشف اليقين : 2 ، مقدّمة المؤلّف

وسبعمائة ، بالبلدة السلطانية - عمّرها الله تعالى ، وكتب حسن بن يوسف ابن المطهر، مصنف الكتاب حامداً لله ومصلّياً على سيدنا محمد وآله .

هذا صورة خط المؤلّف وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى الغني به عمن سواه ، المفتقر إلى عفوه ورضاه ، محمد بن علي بن حسن الجباعي - آمنه الله يوم الفز يوم الفزع الأكبر وجعل أئمته ذخيرته في المحشر - من نسخة بخطّ مصنفها ( رحمه الله ) وذلك يوم الثلاثاء من شعبان من سنة أثنين وخمسين وثمان مائة ، والحمد لله ربّ العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد النبی صلی الله علیه و آله وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين .(1)

ونسبه إلى نفسه في كتاب (نهج الحق وكشف الصدق) .(2)

ومن ثمّ عده الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في ضمن الكتب التي لم يذكرها المصنف في الخلاصة عند عده لكتبه ، وقال : وكأنّه ألف هذه الكتب بعد الخلاصة .(3)

وجعله المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار، وقال: وكتاب كشف اليقين في الإمامة ، وقد نعبر عنه بكتاب اليقين .(4)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام للعلامة الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي، المتوفى 726 صرّح باسمه في كتابه «نهج الحق» . . .

يوجد منها :نسخاً منها في (دانشگاه 1627) بخط محمود بن عباد الله الساوجي، ويحتمل تاريخ كتابة المجموعة 3 شعبان 978 ، وموجود

ص: 157


1- کشف اليقين : 493
2- نهج الحق وكشف الصدق : 232 .
3- أمل الآمل 2 : 81[224] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 220 ، رياض العلماء 1 : 375 ، روضات الجنات 2 : 274 .
4- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب

أيضاً في خزانة كتب المولى محمد علي الخوانساري بالنجف ، وفي الخزانة (الرضوية) بمشهد خراسان ، وعند الشيخ علي أكبر الخوانساري نسخة كتابتها 1087 ، وطبع بإيران مع «الألفين» في 1298، كتبه في سلطانية للسلطان الجایتو شاه خدابنده محمد في شهر المحرم .(1)

وطبع الكتاب محققاً على أربع نسخ وأخرى مطبوعة على الحجر ، أقدمها ما مرّت الإشارة إليها في الذريعة .(2)

ص: 158


1- الذريعة 18 : 19 [721] .
2- كشف اليقين : ض ، مقدّمة المحقق .

(96) كتاب : نهج الحق وكشف الصدق

الحديث :

الأوّل : قال : روى أحمد في مسنده . . .

وفيه : عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّي قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

ورواه أحمد من عدة طرق .(1)

الثاني : قال : و قال : وفي صحيح مسلم في موضعين، عن زيد بن أرقم ، قال : خطبنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم نماء يدعى (خما) بين مكة والمدينة ، ثم قال بعد الوعظ: «أيها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي، فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي ،

قال : «وأهل بيتي ، أذكركم الله أُذكركم الله في أهل هل بيتج أُذكركم الله في أهل بيتي» .(2)

ص: 159


1- نهج الحق وكشف الصدق : 226 ، الخامس والعشرون : حديث الثقلين ، و 396 ، المسألة السابعة ، الفصل الثاني : حديث المناشدة .
2- نهج الحق وكشف الصدق : 226 و 396 .

الثالث : قال : وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» ، بأسانيد متعدّدة، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «يا أيها الناس ، قد تركت فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

الرابع : قال : وفي الجمع بين الصحيحين: «إنّما يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به ، وأهل بيتي ، أذكركم في أهل بيتي» .(2)

تنبيه : قد مضت هذه الأحاديث وغيرها عن مصادرها المذكورة في العمدة لابن البطريق ، والطرائف لابن طاووس، فراجع .

الخامس : قال الجاحظ، وهو من أعظم الناس عداوة لأمیر المؤمنین علیه السلام : صدق علي في قوله : نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد» . . . ، وأبان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أهل بيته بقوله : إني تارك فيكم الخليفتين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى أهل الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(3)

وقد مضى كلام الجاحظ عن كشف الغمّة للأربلي، وكشف اليقين

ص: 160


1- نهج الحقِّ وكشف الصدق : 227
2- نهج الحقِّ وكشف الصدق : 228
3- نهج الحق وكشف الصدق : 253 ، القسم الثالث : في الفضائل الخارجية

للعلّامة مع بعض الاختلاف ، فراجع .(1)

السادس : روى الخوارزمي ، وجماعة الجمهور، واشتهر بينهم حديث (المناشدة) عن عامر بن واثلة ، قال : كنا مع علي علیه السلام يوم الشورى ، وسمعته يقول: «لأحتجن بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم بغير(2) ذلك»، ثمّ قال قال : . . . ، إلى آخر إلى آخر ما أوردناه عن كشف اليقين للعلامة .(3)

وقد مضى سند الخوارزمي في ما نقلناه عن كشف اليقين

السابع : قال - بعد أن ذكر رواية أحمد الحديث الثقلين عن أبي سعيد الخدري (4): ونحوه رواه مسلم في صحيحه (5)، وصاحب كتاب الستين (6)وصحيح الترمذي ، ثمّ قال : وهذه نصوص صريحة في وجوب التمسك بأقوالهم والمصير إلى فتاويهم .(7)

كتاب نهج الحق وكشف الصدق :

قال المصنّف في أوّل كتابه : وقد وضعنا هذا الكتاب الموسوم ب_ : «نهج الحق وكشف الصدق» طالبين فيه الاختصار ، وترك الإكثار ، ثمّ قال : وإنّما وضعنا هذا الكتاب خشية الله ورجاء الثوابه . . . ، وامتثلت فيه مرسوم

ص: 161


1- راجع ما أوردناه عن كشف الغمة ، الحديث الثاني ، وكشف اليقين ، الحديث الثاني
2- الظاهر أنها تصحيف من (يغيّر) كما في كشف اليقين ، فراجع
3- نهج الحق وكشف الصدق : 391، حديث المناشدة ، المناشدة ، وراجع وراجع ما أوردناه اليقين ، الحديث الخامس ، وأيضاً أمالي الطوسي ، الحديث الخامس .
4- انظر : الحديث الأول السابق الذي نقلناه من نفس هذا الكتاب
5- انظر : الحديث الثاني أيضا من نفس هذا الكتاب
6- الظاهر أنه تصحيف من السنن ، وهو لأبي داود السجستاني
7- نهج الحق وكشف الصدق : 396، المسألة السابعة ، الفصل الثاني : حديث المناشدة

سلطان وجه الأرض . . . ، أولجایتو خدابنده محمد . . .(1)

ونسبه إلى نفسه في الخلاصة (2)، ومن ثمّ نسبه إليه كلّ من ترجم له (3)، وجعله العلامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار ، وسمّاه (كشف الحق ونهج الصدق) (4)، وقال : وكتب الفاضلين الجليلين : العلّامة وابن فهد قدس الله روحهما في الاشتهار والاعتبار كمؤلّفيها (5)، وأدخله الحرّ (ت 1104 ه) في ضمن مصادر إثبات الهداة .(6)

وعده السيد الموسوي الخوانساري (ت 1313 ه) ضمن الكتب الموجودة في زمانه .(7)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : نهج الحق وكشف الصدق ، أو «كشف الحق ونهج الصدق» للعلامة الحلي الحسن بن يوسف م 726 ، إلى أن قال :

توجد نسخة منه في (الرضوية) ونسخة أُخرى كتابتها 808 عند السيد محمد مفتي الشيعة ابن محمد تقي في النجف، وطبع هذه السنة (أي 1344) في جزئين ، هذا وقد قام فضل بن روزبهان بنقض هذا الكتاب بعد خروجه من وطنه إصفهان ونزوله كاشان، وفرغ من النقض في 3/ ج 2 ، إلى أن قال : ثمّ قام القاضي نور الله الشوشتري الشهيد 1019 باكره من بلاد الهند في عهد جهانگیر بنقض کتاب روزیهان بكتابه (إحقاق الحق) (ذ 1 .

ص: 162


1- نهج الحق وكشف الصدق : 37 ، مقدّمة المؤلّف .
2- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر : أمل الآمل 2 : 81 .
3- انظر ما قدمنا ذكره من مصادر في الهامش عند الكلام عن كتاب كشف اليقين
4- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب
5- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر
6- إثبات الهداة 1 : 28
7- روضات الجنّات 2 : 273 [198]

290) فلمّا اطّلع عليه العامة استعملوا السياط بدل القلم في جوابه ، وقتلوه وهذا ديدنهم منذ القرون، ثمّ قام المعاصر محمد حسن مظفر النجفي في هذه السنة (وهي 1350) بتأليف كتاب (دلائل الصدق في نهج الحق) في نقض كتاب روزبهان، و تتميم ما كتبه القاضي التستري .(1)

وقد عد له المحقق الطباطبائي (16) مخطوطة في المكتبات .(2)

ص: 163


1- الذريعة 24 : 416 [2183] ، و 14 : 161 ، و 18 : 32 [541] .
2- مكتبة العلّامة الحلّي : 211[115] .

ص: 164

(97) كتاب : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة

الحديث :

الأول : قال في استدلاله على وجوب اتباع مذهب الإمامية في الفصل الثاني :

وإنما كان مذهب الإمامية واجب الاتباع لوجوه . . .

السادس : إنّ الإمامية لمّا رأوا فضائل أمير المؤمنين علیه السلام

وعن عامر بن واثلة ، قال : كنت مع علي علیه السلام في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليا علیه السلام يقول لهم : «لاحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميّكم تغيير ذلك . . . »

قال : «فأنشدكم بالله أتعلون أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟» قالوا : اللهم نعم . . . (1)

وقد مرّ هذا الحديث عن العلّامة أيضاً في كشف اليقين ونهج الحق ، فراجع .(2)

الثاني : قال في ضمن الأدلة الدالة على إمامة أمير المؤمنين علي ابن

ص: 165


1- منهاج الكرامة : 92 - 94 .
2- انظر ما أوردناه عن كشف اليقين ، الحديث الخامس ، ونهج الحق ، الحديث السادس

أبي طالب علیه السلام بعد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من السنة :

العاشر : ما رواه الجمهور من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض: .(1)

كتاب منهاج الكرامة في معرفة الإمامة :

قال المصنف في مقدمة كتابه : أما بعد ، فهذه رسالة شريفة ، ومقالة لطيفة اشتملت على أهم المطالب علیه السلام في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين ، وهي مسألة الإمامة . . . ، خدمت بها خزانة السلطان الأعظم ، مالك رقاب الأمم ، ملك ملوك طوائف العرب والعجم . . . ، أولجاتيو خدابنده محمد خلد الله سلطانه . . . ، قد لخصت فيها خلاصة الدلائل، وأشرت إلى روؤس المسائل، من غير تطويل ممل ، ولا إيجاز مخلّ ، وسمّيتها «منهاج الكرامة في معرفة الإمامة» والله الموفق للصواب ، وإليه المرجع والمآب .(2)

وجاء في آخره: فرغت من تسويده في جمادي الأوّل من سنة تسع وسبعمائة بناحية خراسان ، وكتب حسن بن يوسف المطهر مصنف الكتاب ، والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .(3)

ونسبه إلى نفسه في الخلاصة .(4)

ص: 166


1- منهاج الكرامة : 155 ، المنهج الثالث ، الفصل الثالث
2- منهاج الكرامة : 27 ، مقدمة المؤلّف .
3- منهاج الكرامة : 188
4- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر: أمل الآمل 2 : 84 ، لؤلؤة البحرين : 218

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (1)وكذا الحر العاملي (ت 1104 ه) في مصادر إثبات الهداة (2)

وعده السيد الخوانساري (ت 1313 ه) أحد الكتب الموجودة في زمانه (3)، وقال أيضاً : وكتب باسم السلطان الموصوف ، كتابه المسمى ب_(منهاج الكرامة) في الإمامة ، وكتاب «اليقين» المتقدم .(4)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (منهاج الكرامة في إثبات الإمامة) للعلامة الحلّي، رتبه على فصول ستة . طبع بإيران 1296 مستقلاً، وفي هامش «الألفين» 1298 ، وصرّح باسمه المذكور في ديباجته ل_«منهاج السلامة» كما في كشف الظنون (5)، والفصل الثاني منه في إثبات حقيقة مذهب الإمامية ولزوم اتباعه، والفصل الثالث في إقامة البراهين على إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام ، وأجمل باقي الفصول.

وتعرّض للردّ عليه ، غير ما ذكر في (ص 162) أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي المتوفّى ،728 ، في كتاب سمّاه (منهاج السنة) (6)لكن هذا المعاصر المعارض قد أفرط في الافتراء والتوهين حتى أن أهل نحلته المتعصبين لم يرضوا بما أتى به من الكذب والمين، فترى ابن حجر العسقلاني يذكره ويقول : إنّه لم ينصف في إيراداته . . . ، وأما كتابه (منهاج السنة) فقد ردّ عليه ونقضه ب_«إكمال المنّة» السيد سراج الدين الحسن بن

ص: 167


1- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب .
2- إثبات الهداة 1 : 28
3- روضات الجنّات 2 : 273 [198] .
4- روضات الجنات 2 : 281
5- كشف الظنون 2 : 1872
6- انظر منهاج السنّة 1 : 4 ، 21

عيسى اليماني الهندي ، وردّه أيضاً السيد مهدي الكاظمي بما سمّاه «منهاج الشريعة» .(1)

وطبع الكتاب بتحقيق الأستاذ عبد الرحيم مبارك على ثلاث نسخ (2)وذكر له السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416 ه) (23) نسخة في المكتبات .(3)

ص: 168


1- الذريعة 23 : 172 [8534]
2- منهاج الكرامة : 23 ، مقدمة المحقق .
3- مكتبة العلّامة الحلي : 200 [105] .

(98) کتاب : مختلف الشيعة

الحديث :

قال في تقريره لما اعترض به على حديث أبي بصير ، عن الباقر علیه السلام والمتضمن الوصية الزهراء علیها السلام : ويمكن أن يعترض على الحديث بأنها علیها السلام علمت عدم انقراض أولادها من النصّ على الأئمة علیهم السلام ، وأن الدنيا تنقرض مع انقراضهم ، ومن قوله علیه السلام : «حبلان متصلان لن يفترقا حتى يردا على الحوض : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» .(1)

كتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة :

قال المصنف في أوّل كتابه أما بعد فإنّي لما وقعت على كتب أصحابنا المتقدمين (رضوان الله عليهم) ومقالات علمائنا السابقين في علم الفقه، وجدت خلافاً في مسائل كثيرة متعدّدة، ومطالب علیه السلام عظيمة بينهم متبدّدة، فأحببت إيراد تلك المسائل في دستور يحتوي على ما وصل إلينا من اختلافهم من الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية . . . ، ووسمنا كتابنا هذا ب_«مختلف الشيعة في أحكام الشريعة» .

ص: 169


1- مختلف الشيعة 6 : 266 ، وعنه في الحدائق الناضرة 32 : 137

وهذا الكتاب لم يسبقنا إليه أحد يسبقنا إليه أحد ممن تقدّمنا من العلماء ، ولا نهج طريق الأدلّة فيه من تقدّم من الفضلاء . . . (1)

ونسبه إلى نفسه في الخلاصة ، وقال : كتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، ذكرنا فيه خلاف علمائنا خاصة، وحجّة كلّ شخص ، والترجيح لما نصير إليه (2)، وفي إجازته للسيد المهنا ، وقال : كتاب مختلف الشيعة ، سبع مجلدات .(3)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (4) وعده الخوانساري (ت 1313 ه) من ضمن الكتب الموجودة في زمانه .(5)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : مختلف الشيعة في أحكام الشريعة للشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر العلّامة الحلّى ، ثمّ قال :

ورأيت منه نسخاً كثيرة يظهر من أواخر بعض أجزائها أنه كان تأليفه فيما يقرب من عشر سنين ، فإنّه يوجد الجزء الأوّل من الطهارة إلى آخر صلاة المسافر بخط الشيخ وشاح بن محمد بن عتبة ، فرغ من كتابته 16 ج 2 - 725 ، وذكر أنه عرضه مع نسخة الأصل بخط المصنف ، وأنه دام ظله فرغ منه 4 ج 2 - 699 ، وهذه النسخة رأيتها عند العلّامة الشيخ محمّد الجواد الجزائري في مكتبته في النجف الأشرف التي أسسها في المدرسة

ص: 170


1- مختلف الشيعة 1 : 173 ، مقدمة المؤلّف
2- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر: أمل الآمل 2 : 284 ، لؤلؤة البحرين : 213 ، رياض العلماء 1 : 372 ، البحار 107 : 147
3- البحار 107 : 147
4- البحار 1 : 17 ، مصادر الكتاب .
5- روضات الجنات 2 : 273

مؤلفات العلامة الحسن بن يوسف الحلي

الصغيرة للحاج الميرزا حسين الخليلي طاب ثراه، ويتلو هذا الجزء جزءه الثاني من أوّل كتاب الزكاة والصوم والاعتكاف والحج إلى أواخر كفارات الحج أيضاً بخط الشيخ وشاح المذكور ، لكن هذا المجلد ناقص الآخر، ليس فيه تاريخ الفراغ من الكتابة والتصنيف، ورأيت أيضاً بخط الشيخ وشاح المذكور المجلد الخامس من المختلف في الكاظمية في خزانة كتب العلّامة السيد مهدي آل حيدر الكاظمي، فرغ من كتابتها في يوم الاثنين خامس ذي القعدة الحرام سنة ،717 ، وفرغ المصنّف منه فى 16 ج 707/2 ، ويوجد في المكتبة الرضوية بخراسان مجلدين من «المختلف» أيضاً بخط الشيخ وشاح بن محمد المذكور ، أحدهما من أوّل كتاب الحج إلى آخر كتاب الديون، فرغ من كتابته 724 ، وفراغ المصنّف 708 ، وثانيهما من أوّل كتاب الوديعة إلى آخر كتاب النكاح ، فرغ الشيخ وشاح من كتابتها 727 ، يعني بعد وفاة المصنّف بسنة ، وفرغ المصنّف منه 706 ، إلى أن قال : فظهر من تواريخ ما ذكرناه من مجلداته أن الشيخ وشاح بن محمد ابن عتبة كتب مجلدات من «المختلف» بعضها في حياة المصنف ،724 ، 725 ، وبعضها بعد وفاته ،727 ، وأن المصنف فرغ من بعضها 699 ، ومن بعضها ،700 ، ومن بعضها 708 .

ثم ذكر نسخاً أخرى ، تواريخ كتابتها لا تعدو ما ذكره سابقا .(1)

وعد العلّامة الطباطبائي (ت 1416 ه) (68) نسخة للمختلف في المكتبات ، بعضها ما مرّ ذكره عن الذريعة، ولكنّه ذكر أن تاريخ الانتهاء من الجزء الأول 4 جمادي الآخرة سنة 697ه .(2)

ص: 171


1- الذريعة 20 : 218 [2666]
2- مكتبة العلّامة الحلّى : 174 [85] .

وطبع الكتاب محققاً على ست نسخ وأُخرى مطبوعة .(1)

وجاء في آخر النسخة المطبوعة : فرغت من تسويد نسخ هذا من مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، وبه تم الكتاب من تسويده في خامس عشر ذي القعدة من سنة ثمان وسبعمائة ، والحمد لله وحده، وصلّى الله على سيد المرسلين محمد النبی صلی الله علیه و آله وسلم وآله الطيبين الطاهرين .(2)

ص: 172


1- مختلف الشيعة 1 : 163 ، مقدّمة التحقيق
2- مختلف الشيعة 9: 471

(99) كتاب : مبادىء الوصول إلى علم الأصول

الحديث :

قال : البحث الثالث : في ما وما لا ينعقد الإجماع به . . . ، أمّا إجماع العترة فإنه حجّة ، لقوله تعالى «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» .(1)

ولقوله علیه السلام : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي» .(2)

كتاب مبادىء الوصول إلى علم الأصول :

قال المصنف فى أوّل الكتاب : أمّا أوّل الكتاب : أما بعد ، هذا كتاب مبادىء الوصول إلى علم الأصول ، قد اشتمل من علم أصول الفقه على ما لابد منه، واحتوى على ما لا نستغني عنه .(3)

ونسبه المصنّف إلى نفسه في الخلاصة .(4)

ص: 173


1- الأحزاب : 33 .
2- مباديء الوصول : 195 .
3- مباديء الوصول : 56 ، مقدّمة المؤلّف
4- خلاصة الأقوال : 109 [274] ، وانظر: أمل الآمل 2 : 83 لؤلؤة البحرين : 218

وذكره في فهرست تصانيفه في جواب أسئلة السيد مهنا بن سنان المدني .(1)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : مباديء الوصول إلى علم الأصول للعلامة الحلّي، إلى أن قال : وقد طبع بطهران، وفي نسخة (الرضوية) كتابتها ،702 ، وعليها إجازة الشيخ فخر الدين للشيخ شمس الدين محمد بن أبي طالب علیه السلام في ،750 ، ونسخة بخط الشيخ علي بن هلال بن أحمد من قرية شقرة فرغ من الكتابة آخر نهار 18 - ج 1 - 849 ، رأيته عند الشيخ قاسم محيي الدين بالنجف .(2)

وعد السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416 ه) (15) نسخة للكتاب في المكتبات ، بعضها عليها إجازات أو بلاغات بخط المصنف يرجع تاریخ بعض منها إلى 700 و 702 و 705 و 715 ه .(3)

ص: 174


1- البحار 107 : 148 ، وانظر : رياض العلماء 1 : 368 .
2- الذريعة 19: 43 [229] .
3- مكتبة العلّامة الحلّي : 169 [82] .

(100) كتاب : نهج الإيمان

اشارة

لزين الدين على بن يوسف بن جبر (القرن الثامن)

الحديث :

الأول : قال بخصوص قوله تعالى «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...» ، الآية (1): نزلت هذه الآية في علي علیه السلام ، يعني بلّغ ما (1) أُنزل إليك في علي بن أبي طالب علیه السلام ، فمن ذلك ما روته فرقة الشيعة ، رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (2)مسنداً عن زيد بن أرقم ، قال : لما أقبل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من حجة الوداع . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن کتاب نور الهدى للجاوابي، كما ذكر ذلك ابن طاووس في التحصين ، فراجع .(3)

ص: 175


1- المائدة : 67 .
2- أخطأ محقق كتاب نهج الإيمان بنسبة هذه الرواية إلى محمد بن جرير الطبري الإمامي الصغير صاحب كتاب دلائل (الإمامة) ؛ لأن صاحب الدلائل يروي عن أبي المفضّل الشيباني ، لا أنّ أبا المفضّل يروي عنه ، كما في هذه الرواية التي أوردناها أيضاً في نور الهدى للجاوابي - فلاحظ - راجع ما أوردناه عن كتاب المسترشد . وإنما روى هذه الرواية عن زيد بن أرقم ، محمد بن جرير الطبري العامي صاحب ، التاريخ كما أوردها ابن طاووس في التحصين عن كتاب نور الهدى للجاوابي ، واحتمل قوياً أنه الإمامي الكبير صاحب المسترشد ، راجع ما أوردناه هناك
3- نهج الإيمان : 91 ، الفصل الثاني ، وفيه : ولا تتبعوا متشابهه» ، وفيه : «ومعلمكم انّ من كنت مولاه فعلي ،مولاه علي بن أبي طالب علیه السلام أخي ووصيّي ، وفيه : والقرآن هو الثقل الأكبر» ، راجع ما أوردناه في نور الهدى للجاوابي ، الحديث الأول .

وفيه زيادة في آخره لم ينقلها ابن طاووس بمقدار ثلاث صفحات ، منها: «معاشر الناس ، القرآن فيكم وعلى والأئمة من بعده، وقد عرفتكم أنهم مني ومنه ، فلن تضلوا ما تمسكتم بهم ، والتي وردت في الروايات الأخرى عن الباقر علیه السلام - فراجع ، ولعلها كانت في أصل كتاب نور الهدى للجارابي، ولم ينقلها ابن طاووس في التحصين .

وقد مضى هذا الحديث عن روضة الواعظين والاحتجاج واليقين عن الباقر علیه السلام ، والإقبال مرسلاً ، فراجع .(1)

الثاني : في كلامه على أن علي بن أبي طالب علیه السلام هو الإمام باللفظ الجلي دون الالتزام الخفي بنقل الفريقين ، قال : ومن ذلك ما رواه الشيخ الفاضل الفقيه ابن بابويه في الأمالي ، وذكره عدّة مشايخ في كتبهم - والنقل من كتاب جعفر بن محمد المشهدي (2)- رحمهم الله جميعاً بسنده إلى ابن عباس ، قال : قال ابن عباس : صعد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المنبر فخطب واجتمع الناس إليه ، فقال :

«يا معشر المؤمنين، إن الله عزّ وجلّ أوحى إلي أني مقبوض ، وأن ابن عمّي مقتول . . .» ، إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الصدوق، وبشارة المصطفى لعماد الدين الطبري، ونور الهدى للجاوابي ، فراجع .(3)

ص: 176


1- راجع روضة الواعظين، الحديث الأول ، الاحتجاج الحديث الأول ، اليقين . الحديث الأوّل ، الإقبال ، الحديث الثالث
2- ترجمه في أمل الآمل 2 : 53 [133] ، ولم يذكر له كتاب
3- نهج الإيمان : 154 ، الفصل الرابع لا وفيه : «ابن عمّي عليّاً هذا أخي ووزيري ، وفيه: «وإن اتبعتموه نجوتم» ، وفيه : «وإن أطعتموه فلله أطعتم ، وإن عصيتموه فلله ، وإن بايعتموه فلله عصیتم بايعتم» ، وفيه: «يا أيها الناس» ، وفيه : «فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن أعزهم فقد أعزني ، ومن أكرمهم فقد أكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني» ، وفيه : أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم ، وراجع ما أوردناه في أمالي الصدوق ، الحديث الأول والحديث الثاني، ونور الهدى ، الحديث الثاني

الثالث : في كلامه على بطلان حديث ابن أبي أوفى بأنّ رسول الله أوصى بكتاب الله فقط ، قال : والقرآن وأخبار الفريقين ناطقة بجواز الوصيّة ، بدلّ على ذلك ما روته الفرقة المحقة الاثنا عشرية بأن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أوصى بكتاب الله وبالعترة الشريفة، وأنه قال في مواضع لا تحصى كثرة : «إني تارك فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض» .(1)

الرابع : وممّا رواه أهل المذاهب الأربعة، فكثير منه في مسند أحمد ابن حنيل بإسناده إلى على بن ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : أسمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين؟» قال : نعم .(2)

وقد مضى هذا الحديث بألفاظه عن العمدة لابن البطريق (ت 600 ه)، والطرائف لابن طاووس (ت 664 ه) ، فراجع .(3)

الخامس : ومن مسنده ما رفعه إلى أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ،

ص: 177


1- نهج الإيمان : 202 ، الفصل السابع : في ذكر الوصية .
2- نهج الإيمان : 202 الفصل السابع: في ذكر الوصية .
3- راجع ما أوردناه العمدة، الحديث الأول ، والطرائف ، الحديث الثاني .

الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

قال ابن ،نمير وهو من رواة هذا الخبر : قال بعض أصحابنا عن الأعمش : قال : قال : «فانظروني كيف تخلفوني فيهما .(1)

وقد مضى هذا الحديث مع هذه الزيادة عن العمدة لابن البطريق .(2)

السادس : ومن مسنده ما رفعه إلى زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض» .(3)

وقد مضى هذا الحديث عن العمدة لابن البطريق .(4)

السابع : ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من طرق ، منها الجزء الرابع من أجزاء سنة في أواخر الكرّاس الثانية بإسناده إلى زيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه ، قال له حصين : كذا وكذا - وذكر حديثاً حذفته بة الله اختصاراً ، قال زيد بن حيان (5): قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم كذا وكذا - وذكر حديث - يوم الغدير - وقال في آخره : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» .

ص: 178


1- نهج الإيمان : 203 ، الفصل السابع .
2- راجع ما أوردناه عن العمدة ، الحديث الثاني
3- نهج الإيمان : 203 ، الفصل السابع .
4- راجع ما اوردناه عن العمدة، الحديث الثالث
5- الظاهر أنه تصحيف (زيد بن أرقم) .

ورواه أيضاً مسلم في صحيحه في الجزء الرابع المذكور في موضع آخر .(1)

وقد مضى هذا الحديث وبنفس الموضع المذكور عن الطرائف لابن طاووس ، فراجع .(2)

الثامن : وفي كتاب السنن وفي صحيح الترمذي بإسنادهما إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي» .(3)

وقد مضى هذا الحديث عن الطرائف مع بعض الاختلاف .(4)

التاسع : ومن ذلك ما ذكره ابن عبد ربه في كتاب العقد في خطبة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع ، يقول فيها : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وأهل بيتي» .(5)

العاشر: ومن ذلك ما رواه الفقيه الشافعي في كتابه من عدة طرق بأسانيدها، فمنها : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنِّى أُوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حيل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما» .(6)

ص: 179


1- نهج الإيمان : 203 ، الفصل السابع .
2- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث الرابع
3- نهج الإيمان : 204 ، الفصل السابع .
4- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث الخامس
5- نهج الإيمان : 204 ، الفصل السابع
6- نهج الإيمان : 204 ، الفصل السابع

قد مضى هذا الحديث عن الطرائف لابن طاووس .(1)

الحادي عشر : ومن ذلك ما رواه الثعلبي في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا» بأسانيده ، منها قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو قال : إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(2)

وقد مضى هذا الحديث عن العمدة والطرائف مع بعض الاختلاف .(3)

الثاني عشر : ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند زيد بن أرقم من عدة طرق بإسناده إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : قام رسول الله فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ [وذكّر] ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، «فحثّ على كتاب الله ورغّب» ، ثمّ قال: «وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي» .(4)

وقد مضى هذا الحديث عن الطرائف مع بعض الاختلاف .(5)

الثالث عشر : ومن ذلك ما روي في الجمع بين الصحاح الستة لرزين

ص: 180


1- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث السادس
2- نهج الإيمان : 205 ، الفصل السابع .
3- راجع ما أوردناه عن العمدة، الحديث السابع ، والطرائف ، الحديث الحادي عشر، وفي الاثنين يوجد : تركت فيكم الثقلين خليفتين .
4- نهج الإيمان : 205 ، الفصل السابع .
5- راجع ما أوردناه عن الطرائف ، الحديث الثاني عشر .

في الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .(1)

وقد مضى هذا الحديث عن العمدة لابن البطريق .(2)

تنبيه : تبين من خلال تطبيق الأحاديث التي أوردها ابن جبر من الرابع فما بعد على الأحاديث التي أوردها ابن البطريق في العمدة وابن طاووس في الطرائف ، وقد نبهنا على ذلك في كل حديث أنّ بعضها مشابه لما في العمدة كأنه مأخوذ منها ، وبعضها الآخر مأخوذ من الطرائف مطابق في أوائل عباراته لما فيها مع بعض التشابه في الترتيب بينهما مما يرجح النقل من الطرائف في هذا البعض، كما يظهر أنه نقل الحديث الثامن من الطرائف والحديث الثالث عشر من العمدة، مع أنهما حديث واحد في المصدر الأصلي ، كل ذلك يعطي الاطمئنان على أنّه أخذ من العمدة والطرائف ، أو على الأقل من الطرائف فقط .

زين الدين على بن يوسف بن جبر :

قال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ زين الدين علي بن يوسف بن جبير ، الفاضل المعروف تارة بابن جبير وتارة بسبط ابن جبير وقد وجدت في بعض المواضع وصفه ، هكذا : الشيخ المولى العلامة

ص: 181


1- نهج الإيمان : 206 ، الفصل السابع .
2- راجع ما أوردناه عن العمدة ، الحديث التاسع .

كشاف الحقائق، ومبيّن الدقائق، خاتمة المجتهدين، وخلاصة الحكماء والمتكلمين ، جامع المعقول والمنقول ، محقق الفروع والأصول، زين الملة والدين علي بن يوسف بن جبير .

وبالجملة فقد كان من متأخري أكابر علماء أصحابنا .(1)

وقال في موضع آخر : وأمّا علي بن يوسف بن جبير، فهو بالجيم قطعاً، والباء الموحدة ، ثمّ الباء المثناة التحتانية مصغراً .(2)

وذكره الشيخ الطهراني (ت 1389 ه) في كتابه طبقات أعلام الشيعة في أعلام المائة السابعة ، وقال : إن صاحب فضائل السادات صرّح بأنه سبط أبي عبد الله الحسين .(3)

وقال محقق الكتاب السيد أحمد الحسيني : وفي نسخة الكتاب الذي نحن الآن بصدد إخراجه (جبر) بالجيم المعجمة ومن دون ياء في كلّ المواضع، ونحن اتبعنا النسخة وأثبتناه كما فيها .(4)

أقول : ولكن ما موجود في متن الكتاب هو ذكر للجد صاحب (النخب) وهو جدّه لأُمّه ، وأن اسمه الحسين بن جبر وكلام الأفندي واضح بأنّ جدّ المصنف (جبير) بالياء ، فلاحظ .

وجاء في الموارد التي نقلت منه بالياء كما في تأويل الآيات الطاهرات ، وكنز جامع الفوائد ، والبحار .

بقي الكلام في تحديد عصر المؤلّف :

فقد ظهر ممّا نقلناه من روايات حديث الثقلين عن كتابه نهج

ص: 182


1- رياض العلماء 4 : 291
2- رياض العلماء 2 : 39
3- طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 122 ، وأيضاً : 47 ، وسيأتي أن جده من أمّه اسمه الحسين بن جبر
4- نهج الإيمان : 12 ، مقدّمة المحقق السيد أحمد الحسيني .

الإيمان، أولاً أنّه حسب الظاهر ينقل من كتاب الطرائف لابن طاووس (ت 664 ه) ، هذا أوّلاً .

وثانياً : أنه ينقل كثيراً عن كتاب جدّه لأمه أبي عبد الله الحسين بن جبر المسمّى (نخب المناقب) ، الذي اختصره من مناقب آل أبي طالب علیه السلام لابن شهر آشوب (ت 588 ه) ، وقد ذكر بعض ما قاله جده في خطبة ات نخبه (1)، ونقلها البياضي في أول الصراط المستقيم أيضاً .(2)

والشيخ الحسين بن جبر يروي المناقب لابن شهر آشوب بواسطة شيخه نجيب الدين أبو الحسين علي بن فرج ، عن ابن شهر آشوب ، كما هو واضح من أوّل خطبة النخب التي ذكرها العلامة الطهراني في الذريعة .(3)

والشيخ نجيب الدين علي بن فرج يروي عنه العلامة (ت 726) بواسطة والده (4)، أي بواسطة واحدة ، فهو من شيوخ شيوخ العلامة الذين كان عصر أغلبهم في النصف الأوّل من القرن السابع ، فليكن عصر هذا الشيخ (نجيب الدين) كذلك .(5)

ومن شيوخ العلامة خاله المحقق الحلي (ت 676) الذي يروي عن ابن شهر آشوب بواسطة السيّد محمّد بن أبي القاسم بن زهرة الحلبي، والشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي (6)، أي بواسطة واحدة فهو متحد في الطبقة مع الشيخ الحسين بن حسين بن جبر جدّ المؤلّف لأن جد المؤلّف لأُمّه ، فهو أيضاً

ص: 183


1- نهج الإيمان : 467 .
2- الصراط المستقيم 1 : 11 .
3- الذريعة 24 : 88[462] ، وانظر أيضاً : طبقات أعلام الشيعة القرن السابع : 108
4- أمل الآمل 2 : 198[589] .
5- انظر فهرست التراث 1 : 639
6- خاتمة المستدرك 7:3، 56

يروي بواسطة واحدة عن ابن شهر آشوب كما عرفت فيكون الشيخ سين بن جبر من طبقة شيوخ العلّامة ، الذي كان عصر أغلبهم في أغلبهم في النصف الثاني من القرن السابع

ثمّ إنّ مصنّف النهج أي : علي بن يوسف بن جبير ، نقل عن كتاب جده (النخب) بصيغة روى جدّي ولم يحدّث عنه مباشرة كما تدلّ عليه صيغة حدثنا أو غيرها لو كانت في كلامه .

فيكون من طبقة تلاميذ العلامة (ت 726ه) . أو على الأقل من طبقة العلامة نفسه لو كان قد أدرك جده (صاحب النخب) فهو إذن من أعلام النصف الأوّل من القرن الثامن .(1)

وثالثاً : إن البياضي صاحب الصراط المستقيم والمولود في (791 ه) ، ذكر في أوّل كتابه هذا كتاب (نهج الإيمان) في ضمن الكتب التي عثر عليها ونقل منها (2)، والظاهر من كلامه أنه لم يعاصر مصنفي هذه الكتب ، كما توحي بذلك كلمة (عثرت) في كلامه، وعليه فإن مؤلّف (نهج الإيمان) لم يطل به العمر إلى القرن التاسع ، فيبقى ما قربنا هو الراجح

ورابعاً : إن المصنف ذكر في أوّل الكتاب أنه أهداه لخزانة المولى الصاحب الصدر الكبير العظيم ذي الأخلاق الجميلة والبهجة الحميدة والغرّة الرشيدة شرف الإسلام والمسلمين جمال الدين محمد بن محمود الرازي .(3)

فإذا كان المراد به محمّد بن محمّد الرازي المعروف بقطب الدين

ص: 184


1- فهرست التراث 1 : 639
2- الصراط المستقيم 1 : 5
3- نهج الإيمان : 22 ، مقدمة المؤلّف

الرازي والمعدود في تلاميذ العلّامة الحلّي والمتوفى في سنة (766 ه) (1)، قرب أكثر القول : بأنّه من طبقة تلاميذ العلّامة الحلّي ، فلاحظ .

كتاب نهج الإيمان :

جاء في مقدّمة الكتاب : وبعد، فإنّي عزمت على تصنيف كتاب كبير بسيط في الإمامة والمناقب يكون هذا الكتاب كالجزء منه أو كالمدخل ، فعاقت دونه العوائق من محاجزة الأيام ومماطلة الزمان، فرأيت أنّ الأخذ في القليل خير من تمنّي الكثير، فإن أمهل الله الكريم أستأنف الكلام المشبع في المستقبل إن شاء الله تعالى .

وها أنا ذاكر في هذا الكتاب من دلائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام صلوات الله عليه ومناقبه قليلاً من كثير وقطرة من بحر غزير . . . ، إلى أن قال : وقد جمعت أخباره من مواضع متفرّقة ، ومظان متباعدة ، ومذاهب مختلفة ، وآراء متشعبة، ربّما بلغ عدد الكتب المنقول منها والمشار إليها ألف كتاب أو يقاربها ، ثم قال : وسميته ب_(نهج الإيمان) حيث كان إليه قائداً وعليه هادياً . . . (2)

وذكر الكتاب العلامة البياضي (ت 877 ه) في أول الصراط المستقيم عند عده للكتب التي عثر عليها ونقل منها ، لكنه نسبه لابن جبر، ولا يعلم هل بريد الجد أو الحفيد، وإن ذكر البعض أنه نسبه للجدّ (3)، ثمّ أشار إلى ما ذكره من أنه جمعه بعد الوقوف على ألف كتاب أو ما يقاربها (4)، ونقل

ص: 185


1- طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 200
2- نهج الإيمان : 20 ، مقدمة المؤلّف
3- رياض العلماء 2 : 39 ، و 4 : 291 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع) : 122
4- الصراط المستقيم 5:1

عنه شرف الدين الحسيني (من أعلام القرن العاشر) في تأويل الآيات كثيراً .(1)

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : وله كتاب (نهج الإيمان) في المناقب والإمامة ، وعندنا منه نسخة ، وهو كتاب جيد الفوائد ، مشتمل على ثمان وأربعين فصلاً، وقد جمعه من أَلْف كتاب كما صرّح به في أوّل الكتاب ، وينقل عنه كثيراً في كتاب تأويل الآيات الباهرة للشيخ شرف الدين علي النجفي .(2)

وما نقله من السيد هاشم البحراني في أوّل معالم الزلفى من أن الحسين بن جبر صاحب كتاب نخب المناقب، وأنه ذكر فيه أنه لما جمعه اجتمع عنده ألف كتاب (3)، فهو خلط الجد الحسين بن جبر والحفيد علي بن يوسف بن جبير، وبين كتاب (نخب المناقب) للجد وكتاب (نهج الإيمان) للحفيد ، فإنّ هذه الإشارة إلى الكتب وعدّها وردت في أوّل (نهج الإيمان) كما نقلناها سابقاً .

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : «نهج الإيمان في الإمامة والمناقب، للشيخ علي بن يوسف الشهير بابن جبير وسبط ابن جبير رتبه في 48 فصلاً ، ، جمعه مؤلّفه من ألف كتاب كما صرّح به في أوّله ، وابن جبير هذا حفيد ابن جبير صاحب نخب المناقب» رقم (462) .

ومرّ أن صاحب (الرياض) دفع توهم من حكم باتحادهما مثل زين الدين البياضي في الصراط المستقيم ، وقال المير محمد أشرف في آخر كتابه «فضائل «السادات» عند عده نهج الإيمان من مصادر كتابه : إنه تأليف

ص: 186


1- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 95، 167 ، 193 ، 309 ، وكذا نقل عنه في كنز جامع الفوائد (الرياض 2 : 39) ولكنه مختصر عن تأويل الآيات ، كما ستأتي الإشارة إليه عند الكلام على تأويل الآيات
2- رياض العلماء 4 : 291
3- رياض العلماء 2 : 39

سبط صاحب نخب المناقب وينقل عنه أيضاً محمّد بن أمير الحاج في شرح الشافية 9 : 17، 47 ، و 13 : 315 ، أنه ذكر في الفصل 18 في المباهلة : ما لفظه : . . . ، إلى أن قال :

ونحن نقلنا هذه الخصوصيات من النسخة العتيقة الناقصة الأوّل والآخر المشتملة على الفصل العاشر حتى أوائل الفصل (47) في مساواته لبعض الأنبياء الموجودة عند حسين على محفوظ ببغداد ، وهي قريبة العهد بالمؤلف كما يظهر من الورق والحبر ، وقد استنسخ عنها الشيخ شير محمد الهمدانی .(1)

وللكتاب نسخة وحيدة معروفة في مكتبة الإمام الهادي علیه السلام في المشهد الرضوي ، وقد طبع الكتاب بتحقيق السيد أحمد الحسيني ، ويظهر من آخرها أن ما موجود هو الجزء الأوّل منه ، ونصّ عبارة الآخر، هكذا : تمّ الجزء الأوّل ، ويتلوه الجزء الثاني النوع الثاني من هذا الكتاب يتضمن إبطال الحجج والشبه التي يزعمون أنّها دالة على إمامة أبي بكر وفضله من قرآن وخبر وإجماع - ثمّ كلمات غير مقروءة ، وبعدها تاريخ الكتابة ضحى السبت ثاني عشر شهر رجب الفرد لسنة ثمان وخمسين وتسعمائة هجرية نبوية، ثمّ اسم كاتبها محمّد بن عبد الله البحراني .(2)

ويحتوى هذا الجزء على (48) فصلاً، فيظهر أن ما رآه الميرزا الأفندي والعلّامة الطهراني الفصول، كما مر عليك سابقاً (3)هذا الجزء حسب ما ذكروه من عدد من الفصول ، کما مر علیك سابقاً .

ص: 187


1- الذريعة 411:24[2169].
2- نهج الإيمان : 16 ، صورة الصفحة الأخيرة المخطوطة
3- نهج الإيمان : 11 .

ص: 188

(101) الكشكول فيما جرى على آل الرسول لمؤلّف مجهول (ألف سنة 735)

الحديث :

الأوّل : وروت - أي العامة - أيضاً عن سعد بن مسروف (1)، عن بزيد ابن حيان ، أنه قال : قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً فينا خطيباً، بماء يسمّى

خماً بین مكة والمدينة ، وقال في كلام : «إني تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله ، من تبعه على الهدى، ومن تمسك بهم نجا، ومن تركه كان على الضلالة ، والآخر أهل بيتي ، من تخلف عنهم هلك».

قلنا : ومن أهل بيته نسائه؟

قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجال (2)العمر في الدهر ، ثمّ يطلقونها (3)، فترجع إلى أبيها وقومها، بل أهل بيته أصله وعصبته الذين (3) حرموا الصدقة بعده .

اسمع أيّها القارىء إلى جماعة فيها تذكير (كذا) آل النبي صلی الله علیه و آله وسلم علي الله فيسألون من آل بيته حتى يخبرهم الراوي أنّهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل أولاد أبي طالب علیه السلام يحرّم الله عليهم الصدقة ، يعلم من حال هؤلاء القوم

ص: 189


1- ما في المتن تصحيف (سعيد بن مسروق) .
2- تصحيف من (رجل) .
3- الأصح (يطلقها)

أنهم جهال بالنبي صلی الله علیه و آله وسلم حتى لا يعرفوا آله من صحبه ونسائه . . . إلى آخره .(1)

الثانى : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «ألا وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله ، فيه الهدى والرحمة حبل معدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي لن ينفصلا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .(2)

من هو مؤلف كتاب الكشكول :

ينسبه الكتاب عادة إلى السيد حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الآملي (3)، وفي خاطري أن أوّل من نسبه إليه هو التستري في مجالس المؤمنين .(4)

قال مؤلّف الكتاب في أوّله :

وبعد ، فقد كتب إلي أعز الناس عليّ، وأقربهم زلفى لدي أيد الله سعادته، وأيد سيادته، حين هاجت الفتنة بين الخاصة والعامة وذلك في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة لهجرة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وجرى بينهما من الأمور

ص: 190


1- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 152 وهذا الحديث رواه يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم ، والمسؤول عن من هم أهل بيت النبی صلی الله علیه و آله وسلم ، هو زيد بن أرقم ، والسائل هو الحصين ، وهذا الجواب لزيد على رواية ، فإنّ في الجواب روايتين، وسيأتي البحث عن الرواية في فصل مستقل مفصلاً ، وكذا راجع مصادر الرواية فيما سنذكره من مصادر أهل السنة لحديث الثقلين
2- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 166 .
3- انظر : رياض العلماء 2 : 219 ، خاتمة المستدرك 1 : 339 ، روضات الجنات 2 : 377 [226]
4- مجالس المؤمنين (الطبعة الحجرية / تبريز) : 268 .

الشنيعة ما أوجب السؤال عن مثل هذه الأحوال ومفاوضة خطابه، ما هذه الأمور الحاصلة بين الشيعة والجمهور؟ وما سبب حدوثها في زمن دون زمن؟ وما هذه الأحقاد والتهاويل والتخييلات والأضاليل مع أنهم على ملة واحدة وشريعة واحدة وكتاب واحد وربّ واحد؟ ثم إن كل فرقة تتمسك بأمور توجب لها مراعاتها وتدين فيها على مسموعاتها ومعقولاتها، حتى تكاد كل فرقة تبيد هلاكاً دون غرضها، وتبذل النفوس والأموال فى دفاع من يعارضها، والتمس - أعلى الله شأنه وأوضح برهانه - أن يكون ذلك بإيضاح كاف ، وجواب شاف ، يشتهر فيه سيف الحق ، وتجرّ به رقاب أهل الكفر والمرق ، ولا يبالي أحد من الخلق «ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ» واقترح أدام إقباله ، وأحسن آماله ، أن يكون طريق الإشارة فيه أكثر من العبارة ، ولسان العبارة بها أوضح من الإشارة ، تحبس الخصم عن الجدال، وتكف الجهال عن القيل والقال ، فإن سيف الحق قاطع ، ودرعه مانع ، ولسانه ناطق ، وبيانه صادق «وَقُلِ الْحَقُّ مِن يّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» فوافقته في ملتمسه ، ومن بركة نفسه على أنه يريد الاطلاع على كيفية هذه الفتنة حتى قيل فيها : شيعة وسنّة ، ومن كان رئيس هذه الفتنة ومرؤوسها ، ومن هو آدمها وإبليسها ، فأجبته ،مليّاً ، وأطعته مثنياً ، وسارعت إلى أوامره مجيباً مؤلفاً ، والتزمت بما عصم العقول على الإعانة فيما قارحته، والإبانة فيما أوضحته ، أن يخرج من عنايات الفطرة البشرية ما يخلّصني من الهوى ، ويحفظني أن أتعلّق بمتابعة من ضل ،وغوى، ثمّ جمعت ما ألفته، مضافاً إلى ما صنفته ، سؤالاً من مد القلوب بالأنوار، ودروزة من مكارم الأئمة الأطهار، وسمّيتها (الكشكول فيما جرى لآل الرسول من الجمهور بعد الرسول) والله الموفق فى السؤال والجواب .(1)

ص: 191


1- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 2 ، 3 ، مقدمة المؤلّف

ومنه يظهر :

أوّلاً : أنه بدأ بتأليف الكتاب سنة 735ه ، بعد الفتنة الواقعة بين الشيعة والسنة .

ثانياً : أن مؤلف الكتاب كان في سن من له الأهلية والمكانة لكي يسأل ويأخذ رأيه ويرجع إليه فى الأمور المهمة لتحديد الموقف منها كما في مثل هذه الفتنة الواقعة، وأن السائل كان ذا مكانة معتد بها في المجتمع ، كما يظهر من العبارات الموصوف بها في المقدّمة، ومثل هذا لا يسأل إلا من قرين له .

ولكن في مثل هذه السنة أي 735ه لم يكن السيد حيدر الآملي ممّن ينطبق عليه ذلك ؛ إذ كان عمره آنذاك 15 عاماً مشغولاً بطلب العلم .

قال السيد حيدر في تفسيره (المحيط الأعظم) : اعلم أني من عنفوان شبابي ، بل من أيّام طفولتي إلى مدّة ثلاثين سنة أو قريب منها ، كنت في تحصيل عقايد أجدادي المعصومين علیهم السلام . . . ، على أساتيذها بعضها في بلدي آمل الذي هو مسقط رأسي ومسقط رأس أبائي وأجدادي، وبعضها حصلتها في خراسان ،وإستراباد، وبعضها في إصفهان .

وهذا كان فى مدّة عشرين سنة ، حتى رجعت من إصفهان إلى آمل مرة ثانية ، واجتمعت بخدمة الملك العادل فخر الدولة بن الملك السعيد المرحوم شاه کیخسرو - طيب الله ثراهما وجعل الجنة مثواهما . . . ومضت برهة من الزمان، ثم طلبني الملك العادل قهرمان الوقت ملك الملوك الرومان ، فخر الدولة شاه غازي - خلد الله دولته - الذي هو الآن موجود، وكنت في خدمته على الوجه المذكور واستمر الأمر على هذا المنوال حتى غلب في باطني دواعي الحقِّ ، وكشف الله لي فساد ما أنا فيه من الغفلة والجهل والنسيان . . . ، وتركت الأهل والمال والملك والجاه

ص: 192

والوالد والوالدة والأخوة والصديق والرفيق . . . ، وتوجهت على هذا المنوال إلى زيارة جدّي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة المعصومين علیهم السلام بنية الحج وزيارة بيت الله الحرام وبيت المقدس .(1)

وقال في كتابه نص النصوص في شرح الفصوص : إن الله تعالى لمّا أمرنى بترك ما سواه، والتوجه إليه حق التوجه ، ألهمني بطلب مقام ومنزل أسكن فيه وأتوجه إلى عبادته وطاعته بموجب أمره وإشارته ، مكان لا يكون أعلى منه ولا أشرف في هذا العالم .

فتوجهت إلى مكة - شرفها الله تعالى - بعد ترك الوزارة والرياسة والمال والجاه والوالد والوالدة وجميع الأقارب والأخوان الأصحاب ، ولبست خرقة ملقاة خلقاً لا قيمة لها، وخرجت من بلدي الذي هو الآمل والطبرستان من طرف خراسان .

وكنت وزيراً للملك الذي هو بهذا البلد بهذا البلد . . .، وكان عمري في هذه الحالة ثلاثين سنة ... ، وعلى الجملة ما زال هكذا شأني حتى وصلت إلى مكة وحججت وجوباً ، وقمت بالفرائض والنوافل ، من المناسك وغيرها سنة إحدى وخمسين وسبح ماية من الهجرة . . . ، ثمّ أمرني الحق تعالى (بشرح فصوص الحكم) . . . ، فشرعت في شرحه هذا بموجب ما تقدّم تقريره وسبق تحقيقه ، وهذا كان بعد مجاورتي بالمشهد المقدّس المذكور ثلاثين سنة على الوجه المذكور، وكان الابتداء فيه سنة إحدى وثمانين وسبع ماية من الهجرة، والانتهاء سنة اثنين وثمانين وسبع ماية ، أعني أنّه تمّ في سنة واحدة ، وبل أقل منها ، وكان عمري في هذه الحالة ثلاثاً وستين

سنة .(2)

ص: 193


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 529 .
2- نص النصوص : 534 .

وممّا تقدّم يعلم أنّه ولد سنة 719 أو 720 ، فكان 72 ، فكان عمره عندما كتب الكشكول كما المفروض 15 سنة أو 16 ، وهو بعيد كما قدمنا .(1)

ولذلك شكك بعض المحققين بهذه النسبة .(2)

وناقش هذه النسبة الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض بعدّة أمور ، قال :

أما أولاً : فلأن سياق مكالمات مؤلّف هذا الكتاب لا يوافق طريق هذا السيّد الغالي في التصوّف، حيث إنّه لم يذكر فيه من مطالب علیه السلام الصوفية أصلاً، ولم يتكلّم باصطلاحاتهم وما يناسب ذلك رأساً ، فتأمل .

وأما ثانياً : فلأن فى هذا الكتاب قد وقع مذمّة الصوفية ، فلاحظ ، وقد حكاه الشيخ المعاصر في الرسالة الاثنى عشرية في ردّ الصوفية ، فكيف يمكن أن يكون من مؤلفاته .(3)

وأما ثالثاً : فلأن تاريخ تأليف هذا الكتاب سنة خمس وثلاثين أن هذا السيد قد سأل عن الشيخ فخرالدين ولد

وسبعمائة ، وسيجيء العلامة بعض الأسئلة ، وكانت تاريخها سنة ستة وخمسين وسبعمائة ، ومن المستبعد جداً أن يكون أوّلاً فى غاية العلم والفضل حتى أنه قد ألف ذلك الكشكول ، ثمّ صار بعد أربع وعشرين سنة - لا أقل - من جملة متوسطي العلماء حتى يسأل عن الشيخ فخر الدين المذكور بعض المسائل الفقهية ويستفتيها ،فتأمل.

وأمّا رابعاً : فلانه يظنّ أنّه من مؤلّفات ابن المعمار الأسدي ، فإنّه قد

ص: 194


1- انظر : مقدمة هنري كربين ومقدّمة عثمان إسماعيل على جامع الأسرار .
2- مقدّمة هنري كربين على جامع الأسرار : پنجاه (أي: خمسين) [29] ، ومقدمة عثمان إسماعيل يحيى على جامع الاسرار : 29 [29] .
3- الكشكول فيما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم : 196 ، الاثنا عشرية في الردّ على الصوفية : 50 ، وقد نسب الحرّ العاملي الكتاب هنا إلى العلامة ، فلاحظ .

يوجد بخط عتيق في قزوين على آخر بعض النسخ العتيقة من هذا الكتاب بعد ذكر اسم الكتاب وبيان تاريخ كتابته كلاماً بهذه العبارة «تم الكتاب المسمّى بالكشكول فيما جرى لآل الرسول دروزة الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن إسماعيل بن محاسن المعمار الأسدي على الله عنه انتهى ، وهذا يدل على أنه من مؤلفات هذا الشيخ ؛ لأن دروزة مخفف (دريوزه) بالفارسيّة يعني التكدّي ، أو هو معرب له ، وهو مناسب للفظ الكشكول ، والمقصود كونه من مؤلّفاته ، ولكن في هذه محلّ ،كلام فتأمل، ولا سيّما الأخير ؛ لأن كون ذلك الكتاب دروزة له - بعد التسليم أن المراد منها التكدي - لا يستلزم كونه البتة تأليفاً له، بل يحتمل أن يكون مراده منها صيرورته ملكاً له كما لا يخفى ، وقد رأيت أنا تلك النسخة العتيقة بقزوين ، وكان تاريخ كتابتها سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة في بلدة قطيف من بلاد الأحساء ، وقد كانت بخط إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن سلطان بن شبيب، مع أنه لم يثبت كون عبد الله بن إسماعيل المذكور من جملة العلماء ، بل ولا يكون هذا الرجل هو ابن المعمار المشهور ؛ لأن الذي يعرف بابن المعمار كان من أكابر الفقهاء والمتكلمين ، وعندنا من مؤلفاته رسالة لطيفة في علم الكلام ، فلاحظ ، واسم مؤلّفه غير هذا الاسم، ولم يحضرنى الآن اسمه ، فلاحظ .(1)

أقول : ويمكن أن يضاف إلى النقطة الأولى أنه : لا يظهر من أسلوب وطريقة بناء الاستدلال ومحتوى كتاب الكشكول أن مؤلّفه من الطراز الأوّل من العلماء المدققين ، وهذا واضح لمن راجع الكتاب فإنّه أشبه بالأسلوب الخطابي القصصي .

ويمكن أن يناقش في النقطة الثالثة أنّه : لا بأس بالاستفتاء من أكبر

ص: 195


1- رياض العلماء 2 : 222

علماء الطائفة في ذلك الوقت ومرجعها حتى من قبل عالم كبير كالسيد حيدر الأملي خاصة إذا لاحظنا أنه عارف وليس فقيه .

ومع هذا كله ، فإن السيد حيدر الأملي لم يذكره في ضمن مؤلفاته التي أدرجها في كتبه : شرح الفصوص، والمحيط الأعظم ، وجامع الأسرار . وأما ما في النقطة الرابعة فيبقى احتمال مفتوح للتحقيق ، لا يمكن رده بهذه السهولة التي تنظر بها صاحب الرياض ؛ إذ إنّ كلمة (دروزة) استعملت من قبل المؤلّف نفسه دلالة على التأليف، في مقدمة كتابه كما أوردناها ، فلاحظ .

وأما نسبة الكتاب إلى العلامة فلا يلتفت إليها ؛ لأنّه ألف بعد وفاة العلامة بنحو تسع سنين ، فإنّ وفاته كانت سنة 726ه والكتاب أُلِّف في سنة 735 ه .

ولذلك لم يقطع الحرّ العاملي بنسبة الكتاب إليه (1)، بل أدرجه في ضمن الكتب المجهولة المؤلّف في آخر الأمل .(2)

ص: 196


1- أمل الآمل 2 : 85 .
2- أمل الآمل 2 : 365 .

(102) کتاب : ذكرى الشيعة للشيخ محمد بن مكي العاملي (الشهيد الأوّل) (ت 786 ه)

الحديث :

قال فى المقدّمة في وجوب في وجوب التمسك بمذهب أهل البيت علیهم السلام : إن النبي صلی الله علیه و آله وسلم قرنهم بالكتاب العزيز الذي يجب اتباعه فيجب اتباعهم قضيّة للعطف وللتصريح به أيضاً، وذلك مشهور نقله الشيعة تواتراً ، ورواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم ، قال : قام فينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال: «أما بعد ، أيها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، فإنّي تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب الله عزّ وجلّ وخذوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي؟ ثلاث مرات.(1)

جمال الدين محمد بن مكي العاملي الجزيني (الشهيد الأوّل) :

إن شهرة الشهيد الأوّل كافية رادعة عن الترجمة له ، ولكن حتّى لا نخلّ بمنهج الكتاب تنقل بعضاً من كلمات من ترجمه :

ص: 197


1- ذكرى الشيعة 1 : 57 ، المقدّمة

وصفه أستاذه فخر المحققين ابن العلّامة (ت 771 ه) في إجازته له :ب- مولانا الإمام العلامة الأعظم ، أفضل علماء العالم ، سيّد فضلاء بني آدم ، مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد .(1)

وأستاذه ابن معيّة (ت 776 ه) ب_ : مولانا الشيخ الإمام العالم الفاضل شمس الملة والحق والدين محمد بن مكي أدام الله فضائله .(2)

وتلميذه ابن الخازن ب_ : الشيخ الفقيه إمام المذهب ، خاتمة الكلّ ، مقتدى الطائفة المحقة ، ورئيس الفرقة الناجية ، السعيد المرحوم والشهيد المظلوم ، الفائز بالدرجات العلى والمحلّ الأسنى الشيخ أبو عبد الله محمد ابن مکي .(3)

وقال السيد مصطفى التفرشي (القرن الحادي عشر) : محمد بن مكي ابن محمد بن حامد العاملي المعروف بالشهيد قدس الله روحه ونوّر ضريحه، شيخ الطائفة وعلامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها ، نقيّ الكلام ، جيّد التصانيف ، له كتب كثيرة . . .

روى عن فخر المحققين محمّد بن الحسن العلّامة قدّس الله روحهما .

وقال في الحاشية : وجدت بخط ولد الشهيد علي علیه السلام : استشهد والدي الإمام العلامة شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مكي شهيداً ، حريقاً بعده بالنار يوم الخميس تاسع جمادي الأوّل سنة ست وثمانين وسبعمائة ، بعد سجنه عاماً بالقلعة سنة خمس وثمانين وسبعمائة .(4)

ص: 198


1- البحار 107 : 178
2- البحار 107 : 182
3- البحار 107 : 217
4- نقد الرجال 4 : 329 [5093] ، والهامش رقم (2) ، وانظر: البحار 107 : 186 ، منتهى المقال 6 : 207 [2886] .

وقال المجلسي (ت 1111 ه) : وجدت في بعض المواضع ما هذه صورته : قال السيد عز الدين حمزة بن محسن الحسيني وجدت بخطّ شيخنا المرحوم المغفور العالم العامل أبي عبد الله المقداد السيوري ما هذه صورته : كانت وفاة شيخنا الأعظم، الشهيد الأكرم ، أعني شمس الدين محمد ابن مكي وفي حظيرة القدس سرّه تاسع جمادي الأولى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة ، قتل بالسيف، ثم صلب، ثمّ رجم ، ثمّ أُحرق ببلدة دمشق ، لعن الله الفاعلين لذلك والراضين به في دولة بيدمر وسلطنة برقوق بفتوى المالكي يسمّى برهان الدين وعباد بن جماعة الشافعي ، وتعصب عليه في ذلك جماعة ذلك جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقية سنة كاملة ، ثمّ

أورد قصة الوشاية به ومحاكمته من قبل ابن جماعة والمالكي .(1)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الشهيد محمد بن مكي العاملي الجزيني، كان عالماً ماهراً فقيهاً محدّثاً مدققاً ثقة متبحراً كاملاً جامعاً لفنون العقليات والنقليات زاهداً عابداً ورعاً شاعراً أديباً منشئاً، فريد دهره، عديم النظير في زمانه .(2)

وعلى كلّ يكفى فى الدلالة على عظم شأنه وجلالة قدره أن إجازات أصحابنا تنتهي إليه ، قدس الله روحه .(3)

ص: 199


1- البحار 107 : 184 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 146 ، تكملة أمل الآمل : 369 .
2- أمل الآمل 1: 181 [188] وانظر : ذكرى الشيعة 1 : 33 ، مقدّمة التحقيق الوجيزة : 315 [1790] ، طبقات أعلام الشيعة (القرن الثامن) : 205 ، 205 جامع الرواة 2 : 203 ، الكنى والألقاب 2 : 377 ، رياض العلماء 5 : 185 ، بهجة الأمال 6: 661 ، روضات الجنّات 7 : 3 [593] ، تنقیح المقال :3 : 191 ، أعيان الشيعة 10 : 59
3- خاتمة المستدرك 2 : 311

قال الشهيد في أوّل الكتاب : أما بعد ، فهذا كتاب ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ، أوردت فيه ما صدر عن سيّد المرسلين بواسطة خلفائه المعصومين، ممّا دلّ عليه الكتاب المبين، وإجماع المطهرين ، والحديث المشهور والدليل المأثور ، تجديداً لمعاهد العلوم . . . ، إلى آخره .(1)

و هو لم يكمل الكتاب ، وإن كان عازماً على ذلك ، لشهادته قال في آخر الكتاب وهو آخر كتاب الصلاة وليكن هذا آخر المجلد الأوّل من كتاب ذكرى الشيعة، ويتلوه إن شاء الله تعالى في المجلد الثاني كتاب الزكاة ، وفرغ منه يوم الثلاثاء لتسع بقين من صفر ختم بالخير والظفر ، سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والتسليم على أفضل المرسلين وآله الطيبين الطاهرين صلاة تامة باقية إلى يوم الدين .(2)

ومن ثم نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104ه) في أمل الآمل (3)، وأدخله في ضمن مصادر الوسائل (4)، وأدخله أيضاً العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في ضمن مصادر كتابه البحار (5) ، وقال : ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلّفها العلّامة .(6)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (ذكرى الشيعة في أحكام

ص: 200


1- ذكرى الشيعة 1 : 39 ، مقدّمة المؤلّف
2- ذكرى الشيعة 4 : 477
3- أمل الآمل 1 : 181 [188] ، وانظر: رياض العلماء 5 : 189 ، روضات الجنّات 7 : 3 [592] لؤلؤة البحرين : 144
4- خاتمة الوسائل 30 : 158 .
5- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 29 ، توثيق المصادر .

الشريعة) للشيخ السعيد أبي عبد الله محمد بن جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد الجزيني العاملي الشهيد في (786) ، ثم قال بعد أن أورد عبارة أوله :

خرج منه الطهارة والصلاة بعد مقدّمة فيها سبع إشارات في المباحث الأصولية ، وفرغ منه في (21 - صفر - 784) رأيت نسخة عصر المصنف طهران في مكتبة (مجد الدين النصيري) وهي بخط الشيخ أحمد بن الحسن بن محمود، فرغ من كتابتها (7 - ع 2 - 784) والظاهر أن الكاتب كان تلميذ الشهيد، وكان كلّما يخرج من قلم الشهيد يستنسخه التلميذ تدريجاً حتى فرغ الشهيد في التاريخ المذكور، وفرغ التلميذ في نيف وأربعين يوماً من تأليف الشهيد، ونسخة عتيقة أُخرى وقفها الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي، رأيتها في المشهد الرضوي بمكتبة المحدّث الشيخ عباس القمي أوان مجاورته لها .(1)

وقد طبع الكتاب محققاً بتوسط مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث على النسختين التي ذكرهما الطهراني في الذريعة .(2)

ص: 201


1- الذريعة 40:10 [221] .
2- ذكرى الشيعة 1 : 30 ، مقدّمة التحقيق .

ص: 202

(103) کتاب : تفسير المحيط الأعظم للسيد حيدر الأملى (كان حيّاً سنة 787ه)

الحديث :

الأوّل : قال : وبالجملة كل ما هو مأمور به (أي : علي علیه السلام) من الله تعالى ومن نبيه ، فالمهدي كذلك، فإنّه أيضاً مأمور به ويشهد بذلك قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبلان متصلان ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(1)

الثاني : قال : ومن هذا وجب أيضاً تعيين الإمام ونصبه على الله تعالى وعلى الأنبياء والرسل صلی الله علیه و آله وسلم : ليحفظ أحكام الشرع، ويبين ما في الكتاب

؛ النازل على النبي صلی الله علیه و آله وسلم الذي هو من قبله ، كما أشار إليه النبي صلی الله علیه و آله وسلم في قوله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(2)

الثالث : في كلامه على أن أهل البيت علیهم السلام هم أولى الأمر ، قال : وأمّا قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم ، فقوله : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي من أهل بيتي، حيلان متصلان لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ما إن

ص: 203


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 297 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 356 .

تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(1)

الرابح : قال : وأما قوله (أي : علي علیه السلام) الدال على متابعتهم ومطاوعتهم في جميع الأحكام الشرعية خصوصاً في علم القرآن وأسراره كثيرة ، منها قوله فى بعض خطبه :

«فأين تذهبون ، وأنّى تؤفكون؟ . . .

أيها الناس ، خذوها عن خاتم النبيين عبد الله : إنّه يموت من مات منا وليس بميّت، ويبلى من بلى منا وليس بيال، فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحق فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجّة لكم عليه ، وأنا هو [وهو أنا] ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، [قد] وركزت فيكم راية الإيمان . . .» .(2)

وقد مضى هذا الحديث عن نهج البلاغة للشريف الرضي .(3)

الخامس : قال : ثم قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم فيهم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي من أهل بيتي حيلان متصلان لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً» .(4)

السيد حيدر الأملي :

نسب المؤلّف نفسه في عدد من مؤلّفاته، منها في تفسير المحيط الأعظم ، قال : فأنا ركن الدين حيدر ابن السيد تاج الدين علي بادشاه ابن السيد ركن الدين حيدر ابن السيّد تاج الدين علي بادشاه ابن السيد محمد أمير بن علي بادشاه ابن أبي جعفر محمد بن زيد بن أبي جعفر محمد بن

ص: 204


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 434 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 439 .
3- راجع ما أوردناه عن نهج البلاغة
4- تفسير المحيط الأعظم 509:1 .

الداعي بن أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين الكوسج بن إبراهيم سناء الله بن محمد الحرون بن حمزة بن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام .(1)

وقد أورد بعضاً من سيرته في كتبه، من أنه ولد في أمل، ودرس أول أمره فيها ، ثمّ في خراسان وإستراباد ، ثم في إصفهان ، إلى أن رجع إلى موطنه ،آمل، وترقى فيها في مناصب الدولة حتى أصبح وزيراً للملك فخر الدولة ابن الملك شاه كيخسرو ، ولكنه فجأة قرّر التخلي عن مناصبه وأمواله والانقطاع إلى الله تعالى، وكان عمره 30 سنة ، فلبس ثوباً رخيصاً ملقى كما نقل عن نفسه ، ناوياً حج بيت الله الحرام عن طريق الري و قزوين وإصفهان، واجتمع هنا بخدمة شيخه نور الدين الطهراني ، وليس الخرقة من يده .

ثمّ بعد أن حجّ وزار الرسول صلی الله علیه و آله وسلم في المدينة وذلك سنة 751ه استقر به الحال في الغري عند قبر أمير المؤمنين علیه السلام ، وبقي فيه يشتغل بالرياضة والتأليف .(2)

وقد ذكر أيضاً في تفسيره المحيط الأعظم أنه تتلمذ لفترة على ولد العلامة فخر المحققين وأورد فيه إجازة له منه مؤرخة في سنة 761 ه ، وقد وصفه فيها ولد العلامة بأوصاف عظيمة (3)، وأجازه إجازة أخرى لمسائل السيد مهنا المدني من العلامة ذكرها النوري في خاتمة مستدرك الوسائل (4)والسيد الأمين في الأعيان .(5)

ص: 205


1- تفسير المحيط الأعظم 1 : 527 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 529 ، نص النصوص : 534 .
3- تفسير المحيط الاعظم 1: 531
4- خاتمة المستدرك 1 : 339 ، و 2 : 17
5- أعيان الشيعة 6 : 272

وقال عنه الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياض العلماء : كان من أفاضل علماء الصوفية، وقد كان إمامي المذهب

ثم قال : وقد ذكره القاضي نور الله في مصائب النواصب ، وقال في مدحه : إنه من أصحابنا الإمامية المتألهين ، وإنّه السيد العارف المحقق الأوحدي ، وإنه من علماء الشيعة . . .(1)

وذكره القاضي نور الله التستري في مجالس المؤمنين أيضاً وعده من الإمامية .(2)

بل إن المؤلف نفسه صرح عدة مرات في كتبه بأنه على مذهب أئمة أهل البيت المعصومين علیهم السلام ، قال في جامع الأسرار : لأني من عنفوان الشباب ، بل من أيّام الطفوليّة إلى يومنا هذا الذي هو أيّام الكهولة، بعناية الله تعالى وحسن توفيقه كنت مجدّاً في تحصيل عقائد أجدادي الطاهرين الذين هم الأئمة المعصومين علیهم السلام ، وطريقتهم بحسب الظاهر ، التي هي الشريعة المخصوصة بطائفة الشيعة الإمامية من أهل الفرق الإسلامية ، وبحسب الباطن التي هي الحقيقة المخصوصة بالطائفة الصوفية من أرباب التوحيد وأهل الله تعالى، والتوفيق بينهما ومطابقة كلّ واحد منهما بالآخر حتى تحققت حقية الطرفين . . . (3)

وقد ذكر صاحب الرياض أنّه رأى جملة من المسائل الفقهية والكلامية بخط هذا السيد ، سألها عن فخر المحققين ولد العلامة سنة 759ه- ، وعليها خط ولد العلامة وإجازته (4)، ورآها أيضاً السيد الأمين كما

ص: 206


1- رياض العلماء 2 : 218 ، وانظر: روضات الجنّات 2 : 377 [226] .
2- مجالس المؤمنين (حجري ) : 268 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 221 ، بهجة الأمال 223:3
3- جامع الأسرار : 5 ، فاتحة الكتاب ، وانظر أيضاً : تفسير المحيط الأعظم 1 : 529 .
4- رياض العلماء 2 : 224 .

ذكر ذلك في الأعيان (1)، وذكر الشيخ النوري أنها عنده بخطه .(2)

وقد بقي هذا السيد حيّاً إلى سنة 787ه- حيث انتهى من تأليف رسالة في العلوم العالية رآها آغا بزرك الطهراني في الخزانة الغروية منضمة إلى نسخة من تفسير المحيط الأعظم .(3)

تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضم :

ذكر المؤلف اسمه في هذا التفسير عدّة مرّات، مرّ أحدها في ترجمته (4)، ونسبه إلى نفسه في كتبه الأخرى كما في نص النصوص .(5)

ومن ثمّ نسبه إليه الأفندي في الرياض نقلاً عن بعض الفضلاء (6)والفيض الكاشاني في الوافي (7)، والسيد الأمين في الأعيان .(8)

وذكر التستري في المجالس (9)، والخوانساري في الروضات (10): أن له تفسيراً .

وقد طبع الكتاب محققاً على النسخة الوحيدة الناقصة الموجودة في المكتبة العامة لآية الله العظمى السيد المرعشي في قم ، والموجود منها المجلد الأول والثاني فقط على ما فيهما من نواقص أيضاً، مع أن أصل

ص: 207


1- أعيان الشيعة 6 : 272
2- خاتمة المستدرك 2 : 402 .
3- الذريعة 15 : 326 [2102].
4- تفسير المحيط الأعظم 1 : 527 ، وانظر : مقدّمة الطبعة الأولى 1 : 14 .
5- نصّ النصوص : 12، 147، 536 .
6- رياض العلماء 2 : 221
7- الوافي 9 1781 .
8- أعيان الشيعة 6: 273
9- مجالس المؤمنين (حجري) : 268
10- روضات الجنات 2 : 377

التفسير كان مكوّناً من سبع مجلدات كما ذكر ذلك المؤلّف نفسه في كتابه نص النصوص .(1)

وقد قال في أوّل المجلد الثاني في بداية تفسير سورة الفاتحة : الله مفتح الأبواب ، هذا المجلد الثاني من الكتاب الموسوم بالمحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم للعبد الفقير إلى رحمة ربه الغني حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الأملي أصلح الله شأنه ووفقه لإتمامه بمحمّد وآله ، وقد اتفق ذلك سلخ شوّال بالمشهد المقدس الغروي سلام الله على مشرّفه فى سنة سبع وسبعين وسبعمائة هجرية نبوية .(2)

.

ولكن الشيخ الطهراني (ت 1389 ه) صاحب الذريعة ذكر أن هناك نسخة أخرى في الخزانة الغروية ، قال : (المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم) كما عنون بذلك في أوّل النسخة ، وهو للسيد ركن الدين حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الأمل ، ثم قال : فرغ من إتمامه في شهر رمضان سبع وسبعين وسبعمائة ، ألف برسم خزانة سلطان العرب والعجم جلال الدنيا والدين شاه شجاع ، وكتب على ظهر النسخة بخطه الشريف الوقفية لها ، وضمّ إلى الكتاب رسالة أخرى في العلوم العالية من علوم الصوفي والمتكلّم والحكيم وهي مرتبة على مقدّمة وعشرة أنواع من الأبحاث ، فرغ منها سنة سبع وثمانين وسبعمائة ، إلى أن قال :

ورأيتها في الخزانة الغروية في حدود 1350 ، فظهر أنّه ليس في تفسير القرآن ، بل في تأويله كما ظهر أن (البحر الخضم) ليس كتاباً آخر له

ص: 208


1- نص النصوص : 12 .
2- تفسير المحيط الأعظم 1 : 14 ، مقدمة الطبعة الأولى

كما احتمل ذلك صاحب الرياض ، وصرّح بالأوّل في التكملة ، فقال : المحيط الأعظم في تفسير القرآن العظيم للسيد حيدر ، (أقول) إن ما ذكره سيدنا أبو محمّد الحسن الصدر لم يكن عن رؤية له ، بل للاعتماد على ما حكاه في (الرياض) عن آخر كتاب الصلاة من (الوافي) والصحيح ما ذكرناه أوّلاً ، من أن المحيط الأعظم في تأويل كتاب الله المحكم للسيد حيدر المذكور كما رأيته بهذا الوصف والاسم بخطه فى الخزانة الغروية .(1)

ص: 209


1- الذريعة 20 : 191 [2396] .

ص: 210

مؤلّفات الحسن بن أبي الحسن الديلمي (أواخر القرن الثامن)

(104) كتاب : إرشاد القلوب المنجي من عمل به من أليم العقاب

الحديث :

الأول : وقال صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى تی پردا على

الحوض» .(1)

الثاني : وروي عن أبي المفضل بإسناده عن أبي ذر : أن علياً علیه السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الطوسي .(2)

الثالث : بحذف الإسناد مرفوعاً إلى سلمان الفارسي ، قال : كان من البلاء العظيم الذي ابتلى الله عزّ وجلّ به قريشاً بعد نبيها صلی الله علیه و آله وسلم ليعرفها أنفسها ، ويخرج شهاداتها عمّا ادعته على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعد وفاته . . . ،

ص: 211


1- إرشاد القلوب 1 : 259 ، الباب الثاني والأربعون : في فراسة المؤمن .
2- إرشاد القلوب 2 : 85 ، في احتجاجه اليوم الشورى ، وفيه : «إنهما لن يفترقا» ، وعنه في البحار 31 : 372 ح 24 ، راجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي، الحديث الخامس .

أن ملك الروم لما بلغه خبر وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وخبر أمته واختلافهم في الاختيار عليهم . . . ، فأمر الجاثليق أن يختار من أصحابه وأساقفته فقدم المدينة بمن معه . . . ، فأتوا مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فدخلوا على أبي بكر، وهو في حشدة من قريش . . . ، قال النصراني : أنت خليفة رسول الله استخلفك في أمّته؟ قال أبو بكر : لا ، قال : فما هذا الاسم الذي ابتدعتموه . . . ، فقال : أنت خليفة قومك لا خليفة نبيك . . .

قال سلمان : فلما رأيت ما نزل بالقوم من البهت والحيرة والذلّ والصغار .

فنهض أمير المؤمنين صلوات الله عليه معي حتى أتينا القوم . . .

قال علي : بلى عندي شفاء لصدوركم وضياء لقلوبكم . . .

اختص محمداً صلی الله علیه و آله وسلم واصطفاه وهداه . . . ،وأقام لأمته وصيّه فيهم وعيبة علمه . . . ، فقال : قد خلّفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله

وعترتي أهل بيتي، وهما الثقلان : كتاب الله الثقل الأكبر، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، سبب بأيديكم وسبب بيد الله عزّ وجلّ ، وإنّهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض، فلا تقدموهم فتمرقوا ، ولا تأخذوا عن غيرهم فتعطبوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم ، وأنا وصيّه والقائم بتأويل كتابه . . . »

قال سلمان : فلما خرجوا من المسجد وتفرّق الناس وأرادوا الرحيل ، واها للمتمسكين أتوا عليّاً علیه السلام للمسلمين عليه . . . ، قال علي علیه السلام : «. . . بالثقلين وما يعمل بهم . . .» (الحديث) .(1)

ص: 212


1- إرشاد القلوب 2 : 148 ، حكاية الجائليق الأوّل ، والخبر طويل ، أخذنا موضع الحاجة منه ، وعنه في البحار 30 : 53 ح 1 الباب (18) : وفيه اختلاف . وقد روى الشيخ الطوسي في أماليه (218) ، ح 382 ، المجلس (الثامن) نحوه مختصراً ، وذكر سنده هكذا : أخبرنا محمد بن محمد (أي : المقيد ) ، قال : أخبرني أبو الحسن على بن خالد ، قال : حدثنا العباس بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو الكندي ، قال : حدثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي ، قال : حدثنا محمد بن يزداد بن يزداد، ، عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن أبى أويس ، عن عبد الرحمن بن قيس البصري ، قال : حدثنا زادان ، عن سلمان الفارسي ، قال : لما قبض النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وهذه الرواية ليس فيها ذكر الحديث الثقلين

وقد مضى هذا الحديث مقطوع السند في نزهة الكرام لمحمد بن الحسين الرازي ، فراجع .(1)

الرابع: بحذف الإسناد ، قال : . . . قال عبد الله بن سلمة : فبينا أنا ذات يوم عند حذيفة أعوده في مرضه الذي مات فيه إذ جاء الفتى الأنصاري فدخل على حذيفة . . . ، قال حذيفة : . . .

قال : فلم يشعر الناس ، وهم في المسجد ينتظرون رسول الله أو عليّاً يصلّي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه، إذ دخل أبو بكر المسجد ، وقال : إنّ رسول الله ثقل ، وقد أمرني أن أصلي بالناس ، فقال له رجل من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : وأنّى لك ذلك ، وأنت في جيش أسامة ، ولا والله - ما أعلم أحد بعث إليك ولا أمرك بالصلاة . . .

ثم خرجصلی الله علیه و آله وسلم معصوب الرأس يتمادى بين علي والفضل بن العباس (رضي الله عنهما) ورجلاه يجران في الأرض حتى دخل المسجد . . .

وتقدّم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فجذب أبا بكر من ورائه ، فنحاه عن المحراب . . . ، وأقبل الناس ، فصلوا خلف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وهو جالس ، وبلال يسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته . . .

ص: 213


1- انظر : ما ذكرناه عن نزهة الكرام ، الحديث الرابع

فقام صلی الله علیه و آله وسلم وهو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيها الناس ، إنّه قد جاءني من أمر ربي ما الناس إليه صائرون، وإنّى قد تركتكم على الحجّة الواضحة ليلها كنهارها ، فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل، أيها الناس ، إنه لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن، ولا أحرّم عليكم إلا ما حرم القرآن، وإنّي مخلف فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وهما الخليفتان فيكم، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فأسائلكم بماذا أخلفتموني فيهما ، ولأذيدن يومئذ رجالاً عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل، فيقول :رجلان: أنا فلان وأنا فلان فأقول : أما الأسماء فقد عرفت، ولكنكم ارتددتم من بعدي ، فسحقاً لكم سحقاً . . . » .(1)

وقد مرّ هذا الحديث مسنداً عن نزهة الكرام للرازي .(2)

الخامس : مرفوعاً إلى مسعدة ، قال : كنت عند الصادق علیه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى ظهره . . . ، إلى آخر ما أوردناه مسنداً عن كفاية الأثر للخزاز القمي ، فراجع .(3)

وقد مرّ هذا الحديث أيضاً بسند آخر عن أمالي الطوسي (4)، وبشارة المصطفى للطبري (5)، فراجع .

ص: 214


1- إرشاد القلوب 2 : 180 ، خبر حذيفة بن اليمان الله ، وهو خبر طويل أخذنا منه مورد الحاجة ، وعنه في البحار 28 : 86 ح 3 ، والدرجات الرفيعة : 307
2- انظر ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني .
3- إرشاد القلوب 2 : 298 ، في بعض قضايا أمير المؤمنين ، وراجع ما ذكرناه في كفاية الأثر ، الحديث السابع .
4- راجع ما أوردناه في أمالي الطوسي ، الحديث الثاني .
5- راجع ما أوردناه في بشارة المصطفى ، الحديث السابع

الحسن بن أبي الحسن الديلمي :

قال في بداية إرشاد القلوب : يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي . . . (1)

وقال في أعلام الدين في صفات المؤمنين : يقول العبد الفقير إلى رحمة الله وعفوه ، الحسن بن علي بن محمد بن الديلمي . . . (2)

وبهذا ينحسم الخلاف في اسم أبيه، بأنه علي المكنى بأبي الحسن .(3)

وأمّا عصره فقد ذكر السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في ترجمته للديلمي المعنونة ب_(مفرّج الكروب في ترجمة صاحب إرشاد القلوب والمطبوعة في الترجمة الفارسية لإرشاد القلوب ، ذكر وجود إجازة في ظهر أحمد نسخ (من لا يحضره الفقيه) من قبل المترجم له إلى تلميذه الشيخ محمد الجيلاني ، وأنه قد قرأ النسخة عليه، ويظهر منها أن من شيوخ المترجم له والده والشيخ السعيد الشهيد الأول المتوفّى (786 ه) ، وفخر المحققين ابن العلّامة الحلّى (ت 771 ه) ، ومن هذا يظهر أنّه كان معاصراً للشهيد الأوّل ، أو متأخراً عنه بقليل ، أي : أنّه من أعلام القرن الثامن ، وقد يكون عاش إلى أوائل القرن التاسع ، حيث نقل عنه الشيخ ابن فهد الحلّى (ت) 841 ه) في كتابه عدّة الداعي .(4)

قال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة نقلاً عن الديلمي في كتابه

ص: 215


1- إرشاد القلوب 1 : 41 ، مقدّمة المؤلّف
2- أعلام الدين : 97
3- انظر : أعيان الشيعة 5 : 250 ، رياض العلماء 1 : 338 ، أمل الآمل 3 : 77 [211] ، وغيرها ، وانظر مقدمة إرشاد القلوب ، ومقدّمة أعلام الدين .
4- مفرّج الكروب في ترجمة صاحب إرشاد القلوب (فارسي) (المطبوعة في أوّل الترجمة الفارسية للإرشاد)

غرر الأخبار وفي كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد . . . ، وقال أيضاً بعد ذكر ما جرى من بني أمية ، ثم بني العباس على المسلمين ، بتأثير اختلاف ملوك المسلمين شرقاً وغرباً في ضعف الإسلام وتقوية الكفار ، إلى قوله : فالكفّار اليوم دون المائة سنة قد أباحوا المسلمين قتلاً ونهباً ، قال الطهراني : فيظهر منه أنّه بعد مائة سنة من انقراض بني العباس في 656 ه .(1)

أقول : وهذا يضعف القول بوصوله إلى المائة التاسعة ، فإنّه يظهر أنه كان في منتصف المائة الثامنة كبيراً صاحب تأليف منها غرر الأخبار .

وقد نقل في الجزء الأوّل من إرشاد القلوب عن كتاب ورام (ت 605 ه) ، فيكون متأخراً عنه (2)، وذكر حاجي خليفة في هدية العارفين أنّه كان حيّاً سنة ( 760 ه) .(3)

فقول صاحب الرياض من أنّه كان من المتقدمين على الشيخ المفيد وأضرابه (4)غير صحيح ، وما قاله من أن الكراجكي (ت 449ه) قد نسب في كنز الفوائد كتاب التفسير إلى الحسن بن أبي الحسن الديلمي (5)، لم نجد له أثراً في المطبوع من كنز الفوائد، وإن كان صاحب تأويل الأيات الطاهرة قد ذكر مثل هذا التفسير في عدة مواضع من كتابه ، ولكنّه من أعلام القرن العاشر الهجري .

وأما قوله : قد رأيت في كتب من تقدم على العلّامة بكثير روايته عن

ص: 216


1- الذريعة 16 : 36 [156]، وانظر : روضات الجنّات 2 : 291 ، أعيان الشيعة 5 : 250 .
2- إرشاد القلوب 1 : 330 ، الباب الثاني والخمسون ، و 1 : 353 ، الباب الثالث و الخمسون .
3- هديّة العارفين المطبوع مع كشف الظنون 5 : 237 .
4- رياض العلماء 1 : 338 .
5- رياض العلماء 1 : 339

كتاب الحسن بن أبي الحسن الديلمي هذا ، ومنهم ابن شهر آشوب في المناقب وابن جنّي في البحث (1)، فلم نعثر على شيء من ذلك في كتاب المناقب، واستبعد محقق كتاب الديلمي الآخر (أعلام الدين في صفات المؤمنين) أن ينقل ابن جنّي ، وهو العالم اللغوي النحوي عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي .(2)

كتاب إرشاد القلوب :

ذكره المجلسي (ت 1111 ه) في مصادر البحار، وأنّه للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد (3)الديلمي (4)، وقال في الفصل الثاني : وكتاب إرشاد القلوب كتاب لطيف مشتمل على أخبار متينة غريبة .(5)

وذكره الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في ضمن الكتب المعتمدة لديه في الوسائل .(6)

وقد نص عدّة محققين على أنه مجلدان :

قال صاحب الذريعة والإرشاد هذا في مجلدين، أولهما في المواعظ ، وقد طبع في إيران مكرّراً، وثانيهما: في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام ، طبع مرّة بإيران سنة 1318 ، وأخرى في النجف بالمطبعة العلوية سنة 1342 ، ونسخة مخطوطة توجد في خزانة سيدنا العلّامة

ص: 217


1- رياض العلماء 1 : 340 .
2- أعلام الدين : 16 ، مقدمة التحقيق
3- قد مرّ سابقاً أنّ اسم أبيه علي .
4- البحار 1 : 16 .
5- البحار 1: 33
6- خاتمة الوسائل 30 : 17 [48] ، الفائدة الرابعة .

الحسن صدر الدين عليها خط الشيخ الحرّ بتملكها سنة 1083 ثمّ وهبها لولده الشيخ محمد رضا، وكتب ذلك الشيخ محمد رضا أيضاً بخطه وتوجد نسخة أخرى في المكتبة الحسينية في النجف محتوية على كلا الجزءين بخط واحد ، وقد ملكها الشيخ محمد صالح بن علي الجزي القهباني سنة 1024 ، وهي من موقوفات الحاج مولى سميع الإصفهاني .(1)

وقال الشيخ الحرّ في أمل الآمل : الحسن بن محمد الديلمي كان فاضلاً محدّثاً صالحاً ، له كتاب إرشاد القلوب ، مجلدان .(2)

ونقل المجلسي عن المجلد الثاني في عدة مواضع من البحار .(3)

ولكن في نسبة المجلد الثاني إليه كلام ، قال صاحب الرياض : ولعلّه لم يكن ما رأيته المجلد الثاني منه إلى أن قال : وبالجملة المجلد الثاني من كتاب إرشاده بهراة (4)كثيراً ما يشتبه الحال فيه ، بل لا يعلم الأكثر أنه المجلد الثاني من ذلك الكتاب .(5)

وقال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : له كتب ومصنفات منها كتاب (إرشاد القلوب) في مجلدين، رأيت منه نسخاً كثيرة، وينقل عنه صاحب الوسائل والبحار كثيراً معتمدين عليه ، إلا أن في كون المجلد الثانى منه المخصوص بأخبار المناقب تصنيفاً له ، أو جزواً من الكتاب نظراً بيناً ، حيث إن وضعه - كما استفيد لنا من خطبته - على خمس وخمسين باباً كلّها في الحكم والمواعظ ، فبتمام المجلد الأول تتصرّم عدة الأبواب ، مضافاً إلى أن في الثاني توجد نقل أبيات في المناقب عن الحافظ رجب رجب البرسي ، مع

ص: 218


1- الذريعة 1 : 517 [2527]
2- أمل الآمل 2 : 77[211] .
3- انظر مثلاً : البحار 30 : 347 ، ح 164 ، و 75 : 351 ، ح 60 .
4- ذكر قبل هذا بأسطر أنه رأى المجلد الثاني بهراة .
5- رياض العلماء 1 : 339 ،

أنه من علماء المائة التاسعة .(1)

وقال الأمين (ت 1371 ه) في الأعيان - بعد أن أشار إلى ما قاله صاحب الرياض وصاحب روضات الجنّات - ويرشد إليه ما ستعرف من اسمه الدال على أنه في المواعظ خاصة ، ثمّ قال : وقد عرفت قال : وقد عرفت الشك في أن الجزء الثاني من تأليفه .(2)

ورد محقق كتاب (أعلام الدين) وهو للديلمي أيضاً في مقدمته ، كلام صاحب الرياض وصاحب الروضات، بأنه يندفع ، إذا عرفنا أن عدة الأبواب قبل الجزء الثاني أربعة وخمسين باباً - على ما في النسخة المطبوعة من الكتاب - وأن الجزء الثاني بمثابة الباب الخامس والخمسين من الكتاب ، وفي نهاية الجزء الأوّل من الكتاب ما لفظه : تمّ الجزء الأوّل من کتاب إرشاد القلوب . . . ، ويليه الجزء الثاني الباب الخامس والخمسون والأخير ، وفيه فضائل على ومناقبه وغزواته .(3)

أقول : ولكنه اعتمد على الطبعة غير المحققة من الكتاب وبمراجعة الطبعة المحققة من قبل السيد هاشم الميلاني يظهر لك أن أبواب الجزء الأوّل خمس وخمسون باباً ، وما نقله من كلام في آخره لا لا وجود وجود له .(4)

ثم قال : وأما قوله (أي : صاحب الروضات) : كلّها في الحكم والمواعظ ، فلم نجد في خطبة الكتاب ما يدلّ على هذه الكلية .

وأما ما فى الأعيان من الاسترشاد باسم الكتاب على أنه في المواعظ خاصة مندفع أيضاً ، إذ إن اسم الكتاب هو (إرشاد القلوب إلى الصواب

ص: 219


1- روضات الجنات 2 : 291 [201]
2- أعيان الشيعة 5 : 250
3- أعلام الدين : 23 ، مقدّمة التحقيق ، وانظر إرشاد القلوب مقدمة التحقيق.
4- انظر : إرشاد القلوب المحقق .

المنجي من عمل به من أليم (العقاب لا يوحي كونه من المواعظ خاصة ، وأن ما في الجزء الثاني من الكتاب يندرج تحت هذا العنوان ؛ لأن التذكير بفضائل أمير المؤمنين علیه السلام من فواضل الأمور، أليس هو المحجة البيضاء والصراط المستقيم ؟! أليس حبّه جنّة من النار، وأماناً من العذاب؟ وهل نجاة ترجى بدون التمسك بولايته علیه السلام ؟؟ (1)

ووافقه عليه محقق كتاب إرشاد القلوب السيد هاشم الميلاني .(2)

أقول : قال الديلمي في مقدّمة إرشاد القلوب : أما بعد، فإنّه لمّا استولى سلطان الشهوة والغضب على الآدميين ، ومحبّة كلّ منهم لنفسه واشتغاله عن آخرته ورمسه، عملت هذا الكتاب وسمّيته ب_(إرشاد القلوب إلى الصواب المنجي من عمل به من أليم العقاب) ، ثم أورد آيات كثيرة كلها في الإنذار والتخويف والعقاب والموعظة وما يصبّ مصبّ ذلك ، ولم يورد أي آية في الحثّ على التمسك بأهل البيت علیهم السلام ، أو نازلة بشأنهم أو أي معنى يرتبط بفضائلهم ومقاماتهم.

ثم قال : والآيات في ذلك كثيرة ، يعتبر بها ويتفكر فيها من أسعده الله تعالى بالذكر ، وأيقظه بالتبصرة ، ولم يخلد إلى الأماني والكلام به ، فإن قوماً غرتهم أماني المغفرة والعفو ، خرجوا من الدنيا بغير زاد مبلغ ، ولا عمل نافع ، فخسرت تجارتهم ، وبارت صفقتهم ، وبدأ لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، فلنسأل من الله توفيقاً وتسديداً يوقظنا يوقظنا به من الغفلة ، و ، ويرشدنا إلى طريق الهدى والرشاد .

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه أبو محمد الحسن بن أبى الحسن بن محمد الديلمي، جامع هذه الآيات من الذكر الحكيم : إنّما

ص: 220


1- أعلام الدين 1 : 23 ، مقدّمة المحقق .
2- إرشاد القلوب 1 : 16 ، مقدّمة المحقق

بدأت بالموعظة من كتاب الله تعالى ؛ لأنّه أحسن الذكر وأبلغ الموعظة ، وسأتبعه إن شاء الله بكلام عن سيّدنا ومولانا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المؤيد

بالوحي ، ثم قال كلاماً وأتى بروايات لا تخرج عن مؤدى الآيات التي ذكرها، ثم قال: وأتبع ذلك بكلام أهل بيته علیهم السلام ومن تابعهم من الصالحين .(1)

ومن كلامه هذا يظهر جلياً موضوع الكتاب ومضمونه ، وأنه المواعظ خاصة ، وهذا جارٍ في كلّ مقدّمة يكتبها أي مصنف لكتاب، فهو يشير بشكل كلّي إلى ما في كتابه ، وغايته منه ، ولا يقيده ويستثني منه ما لم يذكره ، ومالم يأتِ به في كتابه ، فإن ذلك مفهوم للجميع ، وكلامه هذا في مقدّمته يكون قرينة على مراده من العنوان، وإن أمكن إدخال عدة مواضيع أخرى بالتأويل والتقريب وذكر مخارج للكلام ، فمن الممكن أن نقول : إنّ ذكر فضائل النبي صلی الله علیه و آله وسلم علية والزهراء علیها السلام وبقية الأئمة علیهم السلام أيضاً ينجي من العقاب ، وإن إثبات إمامتهم الله من أهم المسائل التي تنجي العبد ، بل إن كل علم الكلام منجي من العقاب، وهكذا ، وهذا واضح لمن تأمل في كلامه ؛ وعنوان كتابه .

ويوجد في الجزء الثاني من الطبعة غير المحققة بعد حديث عن الشيخ المفيد مرفوعاً إلى سليم بن قيس الهلالي ، هذه الجملة : وذكره المجلسي في لمجلد التاسع من التاسع من كتاب بحار الأنوار، والسيد البحراني في كتاب مدينة المعاجز بتغيير ،ما ، فمن أراده فليراجعهما .(2)

وهذه الجملة أو جدت إشكالاً بالنسبة إلى تحديد عصر المؤلّف ، فإنّه أوجدت يظهر منها أنّه متأخّر عن المجلسي (ت 1111 ه) وعن السيد هاشم

ص: 221


1- إرشاد القلوب 1 : 27 ، مقدّمة المؤلّف
2- إرشاد القلوب (طبعة مؤسسة الأعلمي غير المحققة) 2 : 265 .

البحراني (ت 1107 أو 1109 ه) ، وقد أجاب عنها محقق الكتاب السيد هاشم الميلاني ، بقوله : فنحن نجزم بعدم كون هذه الجملة من أصل الكتاب ؛ لعدم ورودها في النسخ التي اعتمدنا عليها في تحقيق الكتاب .(1)

وقد تتخذ هذه الجملة كدليل على عدم كون الجزء الثاني للمؤلّف ولكن الصحيح أنه لا دلالة فيها على ذلك، بعد أن عرفنا أنّه لا توجد في النسخ المخطوطة، إضافة إلى ما مر من كلام صاحب الذريعة بعد أن ذكر أن الكتاب متكون من جزءين من أنّه رأى خط بتملك الشيخ الحرّ لها سنة 1083 ه ، ووجود نسخة تحتوي على كلا الجزءين مالكها الشيخ محمّد صالح أبن علي الجزي القهباني سنة 1024 ه .

وما مضى من تصريح الشيخ الحرّ في أمل الآمل من أنه مجلدان، وما ذكرنا من أن المجلسي قد نقل من الجزء الثاني في عدة موارد في كتابه البحار .

ولكن بقي هناك شيء يشكك في نسبة الجزء الثاني إلى المؤلّف، وهو ما قاله صاحب الروضات من وجود أبيات في المناقب عن الحافظ البرسي في هذا الجزء ، مع أنّه من علماء المائة التاسعة .

وأجاب عنه محقق الكتاب ، بقوله : إن ما ذكره السيد الخوانساري من إيراد أبيات للحافظ رجب البرسي ، فإنّها جاءت في ابتداء الجزء الثاني ، ومعها عدة أحاديث ، ثم بعد تمامها يبدأ الكتاب ، هكذا : بسم الله الرحمن الرحيم ، روي عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال : «الأخي علي بن أبي طالب علیه السلام فضائل لا تحصى كثرة . . . » فيحتمل أن تكون هذه الأشعار من زيادة النسّاخ ، مضافاً إلى أنّها لم ترد في النسخة المطبوعة في منشورات الشريف الرضي (2)، بل

ص: 222


1- إرشاد القلوب 1 : 16 ، لمحة من حياة المؤلّف
2- وكذا النسخة المطبوعة من منشورات مؤسسة الأعلمي .

ذكر الناشر عدة أبيات للحافظ البرسي في نهاية الكتاب .(1)

أقول : ولكن المشكلة لا تحلّ ،بعد ، ولعل ، ومن المحتمل ، فإنّه محتمل أيضاً أن تكون هذه الأبيات والأحاديث التي معها مقدّمة للجزء الثاني ، كتبها مؤلّفه المجهول، وأن الجزء الثاني كتاب مستقل ، ثمّ متى كان الاعتماد على النسخة المطبوعة غير المحققة ، نعم يظهر للمتأمل في هذه المقدّمة أنها غير منسقة ومرتبة ، بل الأظهر أن الكلام فيها ناقصاً ، ثم يبدأ الكلام بعدها مباشرة، هكذا (باب : في فضائله عليه السلام ، بسم الرحمن الرحيم) ولم يذكر بالصراحة فضائل من!؟ وإنما عرفنا أنها فضائل أمير المؤمنين من خلال مضمون الكتاب، وهو ما يوحي بأن هناك كلاماً قبل هذا لا يوجد في النسخ المخطوطة

إضافة إلى أن ما جاء في مقدمة الجزء الثاني من روايات سردت بكيفية مماثلة إلى ما موجود من الروايات في أبواب هذا الجزء ، وذلك بقوله في بداية أغلبها : مرفوعاً إلى ... ثم يذكر الإمام الذي رويت عنه ، وهو مخالف للكيفية التي جاءت بها الروايات في الجزء الأوّل ، فإنّ أغلبها تبدأ بذكر اسم الإمام الذي رويت عنه مباشرة ، أو عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله مباشرة ، بقوله : «قال : . . . » ، وقد نبه المؤلّف على ذلك مقدمة الجزء الأوّل ، وقال : وأنا أذكر إن شاء الله من ذلك ما تيسر إيراده بحذف الأسانيد ؛ لشهرتها في كتب أسانيدها .(2)

كما أن أسلوب المؤلّف في الجزءين يختلف تماماً ، فإنّه لم يذكر في الجزء الثاني أي عبارة تدلّ على كونه هو المؤلّف، المؤلف ، مع أنه ذكر ذلك في الجزء الأول في عدة مواضع، كما أشرنا إلى أحدها في مقدمة الترجمة،

ص: 223


1- إرشاد القلوب 1 : 16 ، لمحة من حياة المؤلّف ، وانظر أوّل الجزء الثاني منه .
2- إرشاد القلوب 1 : 42 ، مقدمة المؤلّف

وكذا فعل في كتابه أعلام الدين ، وقد أشرنا إليه أيضاً .(1)

أَن شخصيّة المؤلّف ونفسيته الأخلاقية والعرفانية ألقت بظلالها على الجزء الأول ، فإنّه ملأه بمواعظه وتعليقاته ، وكلامه بأسلوبه الأخلاقي بعد الروايات كلّما وجد مناسبة لذلك، بينما الجزء الثاني يخلو تماماً مثل هذه التعليقات ، مع ما موجود من مناسبات كثيرة يجدها المطالع لهذا الجزء في رواياته .

وأخيراً فإن قول محقق الكتاب السيد هاشم الميلاني من أن اعتراف الشيخ الحرّ بأنّه مجلدان، واعتماد المجلسي والبحراني على الجزء الثاني لا يبقي مجالاً للتشكيك في أن المجلد الثاني من كتاب إرشاد القلوب للديلمي أم لغيره (2)، ليس واضحاً ، فلا دلالة هناك لقول الشيخ الحرّ أو اعتماد المجلسي والبحراني على أن الجزء الثاني هو للديلمي ، فإنّهم فقط وجدوا الكتاب منسوباً للديلمي ، ولم يذكروا أي إشارة أو قرينة، فضلاً عن دليل بأنه له .

ص: 224


1- أشار إلى ذلك محقق كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين : 24 ، مقدّمة التحقيق
2- إرشاد القلوب 1 : 17 ، لمحة من حياة المؤلف .

(105) كتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين

الحديث :

وقال أمير المؤمنين علیه السلام : إنّ من أحب عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه .... أيها الناس ، خذوها عن خاتم النبيين صلی الله علیه و آله وسلم : إنه يموت من يموت منا وليس ،بميت، ويبلى من بلي وليس ببال، فلا تقولوا ما لا تعرفون ، فإن أكثر الحقِّ فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجة لكم عليه ، وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان . . . » .(1)

وقد مضى هذا الحديث عن نهج البلاغة ، فراجع .

كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين :

جاء في أوّل الكتاب : يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه الحسن بن أبي الحسن الديلمي أعانه الله على طاعته ، إلى أن قال : فأوّل ما أبدأ به ذكر المعارف بالله تعالى وبرسوله صلی الله علیه و آله وسلم وحججه من بعده ، وما يجوز عليه وعليهم وما لا يجوز، ثم أثنى بذكر فضل العالم والعلوم، وما يتبع ذلك من العلوم الدينية والآداب الدنيائية ، ولم ألتزم ذكر سندها ، لشهرتها عند العلماء في كتبها المصنفة المروية عن مشايخنا - رحمهم الله تعالى

ص: 225


1- أعلام الدين : 128 .

وأحلت في ذلك على كتبهم وأسانيدهم ، إلا ما شذ عنّي من ذلك فلم أذكر إلّا فض القول .

وسميت هذا الكتاب (كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين وكنز علوم العارفين) .(1)

وجاء على الصفحة الأولى من النسخة ، هكذا : كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين وكنز علوم العارفين، تصنيف الشيخ الأوحد العالم العامل العارف الزاهد العابد الورع الفقيه أمين الدين تاج الإسلام أبي محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي، رفع الله في الدارين قدره، وأطال في التأييد ،عمره ، وختم بالصالحات أمره،وحشره مع مواليه المصطفين محمد وآله الأخيار الأبرار .(2)

ويظهر من عبارة (وأطال في التأييد عمره) أنه كان حيّاً في زمن كتابة النسخة ، وجاء في آخرها : ووافق الفراغ من إكماله يوم الجمعة منتصف ربيع الآخر المبارك . . . الهلالية ، بصره (3)من أوله إلى آخره أضعف عباد الله وأحوجهم محمّد بن عبد الحسين . . . أبو منصور المؤذن بالحرم الشريف الغروي . . . ، وذلك من سنة 3 ك(4)وسبعمائة .(5)

ومن تاريخ الفراغ يظهر أن عصر المصنف كان في القرن الثامن كما ذكرنا ذلك سابقاً .

ص: 226


1- أعلام الدين : 33 ، مقدمة المؤلّف
2- أعلام الدين : 30 ، مقدّمة التحقيق ، وانظر صورة للورقة الأولى ررة للورقة الأولى بعد مقدّمة التحقيق
3- كذا في المطبوع .
4- كذا في المطبوع .
5- أعلام الدين : 467 ، وانظر صورة للورقة الأخيرة من النسخة في أول الكتاب .

ثمّ إنّ المجلسي (ت 1111 ه) أدخله في مصادر البحار (1)، وقال في فصل توثيق المصادر : وكتابا أعلام الدين وغرر الأخبار نقلنا منهما قليلاً من الأخبار ؛ لكون أكثر أخبارهما مذكورة في الكتب التي هي أوثق منهما ، وإن كان يظهر من الجميع ونقل الأكابر عنهما : جلالة مؤلّفهما .(2)

ونسبه إليه أيضاً الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات (3)، والشيخ عباس القمي (ت 1359 ه) في الكنى والألقاب (4)، وإسماعيل باشا (ت 1339 ه) في إيضاح المكنون (5)، وحاجي خليفة (ت 1067 ه) في هدية العارفين (6)، والسيد الأمين (ت 1371 ه) في أعيان الشيعة .(7)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : أعلام الدين في صفات المؤمنين للشيخ أبي محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي صاحب إرشاد القلوب ، ثمّ قال : والأعلام هذا من مآخذ بحار الأنوار كما ذكره العلّامة المجلسي في أوّله ، وينقل عنه فيه ، وكذا ينقل عنه الأمير محمد أشرف في فضائل السادات ، مطبوع .(8)

وقد طبع الكتاب بتوسط مؤسسة أهل البيت علیهم السلام لإحياء التراث على النسخة التي أشرنا إليها آنفاً أشرنا إليها آنفاً وهي الموجودة في المكتبة الرضوية في مشهد برقم (381) .

ص: 227


1- البحار 1 : 16 .
2- البحار 1 : 33
3- روضات الجنّات 2 : 292.
4- الكنى والألقاب 2 : 238 .
5- إيضاح المكنون (المطبوع مع كشف الظنون) 3: 66 .
6- هديّة العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 5 : 237
7- أعيان الشيعة 5 : 251
8- الذريعة 2 : 238 [949]

ص: 228

القرن التاسع الهجري

اشارة

حديث الثقلين عند الاما الإماميّة (الاثنى عشريّة)

ص: 229

ص: 230

(106) كتاب : مشارق أنوار اليقين فى أسرار أمير المؤمنين للحافظ رجب البرسى (كان حيّاً سنة 813 ه)

الحديث :

الأول : ومن ذلك ما رواه ابن عباس ، قال : خطب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقال : «يا معاشر الناس، إن الله أوحى إلي أني مقبوض (1)، وأن ابن عني هو أخي ووصيّي وولي الله وخليفتي والمبلّغ عنّي ، وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين، إن استر شد تموه أرشدكم وإن تبعتموه نجوتم، وإن أطعتموه فالله أطعتم، وإن عصيتموه فالله عصيتم، وإن بايعتموه فالله بايعتم، وإن نكتتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إن الله عز وجل نزل القرآن وعليّ سفيره ، فمن خالف القرآن ،ضل، ومن ابتغى علمه عند غير عليّ زلّ ، معاشر الناس، ألا إن أهل بيتي خاصتي وقرابتي وأولادي وذرّيّتي ولحمي ودمي ووديعتي، وإنّكم مجموعون غداً ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهم ، فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن نصرهم فقد نصرني ، ومن أعزّهم فقد أعزّني، ومن طلب الهدى من غيرهم فقد كذبني ، فاتقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون غداً ،

ص: 231


1- الظاهر أنّ هنا سقط يظهر من مراجعة رواية الأمالي ، وهو : «وإن ابن عمي علي مقتول ، وإنّي - أيها الناس - أخبركم خبراً ، إن عملتم به سلمتم ، وإن تركتموه هلكتم ، إن ابن عمّي عليّاً هو أخي . . .»

فإنّي خصم لمن خصمهم ، ومن كنت خصمه فالويل له» .(1)

ومرّ مثله عن أمالي الصدوق، وبشارة المصطفى ، ونور الهدى (2)وأوردناه هنا لكثرة الاختلاف .

الثانى : قال : وذلك لأن الكتاب والعترة حبلان متصلان ، وإليه الإشارة بقوله : «خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(3)

الثالث : قال : وإليه الإشارة بقوله : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حيلان متصلان إن تمسكتم بهما لن تضلوا» .

فقد أوجب لأهل البيت من التشريف والتعظيم ما أوجب للكتاب الكريم ، ودلّنا على أن التمسك بالكتاب والعترة نجاة ، فقال : عترتي ، ولم يقل : أصحابي ، فجعل مقام الآل مقام الكتاب . . . ، وخبر الثقلين عليه الإجماع .(4)

رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي (الحافظ البرسي) :

قال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : الشيخ رجب الحافظ البرسي ، كان فاضلاً محدثاً شاعراً منشئاً أديباً ، له كتاب مشارق أنوار اليقين . . .

ص: 232


1- مشارق أنوار اليقين : 52 ، وعنه الفيض الكاشاني في نوادر الأخبار : 142 ، ح 20 ، باب : من ورد عليه النصر بالإمامة والوصية
2- أنظر ما أوردناه عن أمالي الصدوق، الحديث الأول ، وبشارة المصطفى ، الحديث الثاني، ونور الهدى، الحديث الثاني .
3- مشارق أنوار اليقين : 144 ، وعنه في البحار 23 : 153 ، ح 118 .
4- مشارق أنوار اليقين : 203 .

وفي كتابه إفراط ، وربّما نسب إلى الغلو وأورد لنفسه فيه أشعاراً جيدة .(1)

وقال عنه العلّامة المجلسي (ت 1111ه) : ولا أعتمد على ما يتفرّد بنقله ؛ لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع .(2)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : الشيخ الحافظ الفاضل رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي مولداً، والحلي محتداً، الفقيه المحدّث الصوفي المعروف .

وقال أيضاً : ولم أجد له إلى الآن مشائخ معروفة من أصحابنا، ولم أعلم أنّه عند مَن قرأ .

وقال : أقول : يظهر من بعض نسخ مشارق الأنوار المذكور أنّه ألفه ثلاث عشر وثمانمائة ، وقال أيضاً : ثم أقول : التأمل والفحص والبحث في مؤلّفاته يورث ما أفاده الأستاد الاستناد آية الله تعالى والشيخ المعاصر من الغلو والارتفاع، ولكن لا بمرتبة الإلوهية ونحوها .(3)

وفي روضات الجنّات : وكان رحمة الله عليه من علماء أواخر المائة الثامنة ، أم أوائل مائة بعدها . . . ، ثم إن صاحب الروضات الخوانساري سوّد أسطر كثيرة في نسبته إلى الغلو، ومشابهة كلماته لكلمات المغيرية والخطابية وذمّ من قلّده ، أو نهج طريقه، وزاد عليه من الشيخية والبابية والبهائية .(4)

ص: 233


1- أمل الآمل 2 : 117 [327] ، وانظر : تنقیح المقال 1 : 429 ، قاموس الرجال 4 : 360 [2852]
2- البحار 1 : 10
3- رياض العلماء 2 : 304 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 58 ، الكنى والألقاب 2 : 166
4- روضات الجنات 3 : 337 [302]

وقال السيد الأمين (ت 1371 ه) : كان حيّاً سنة ،813 ، وتوفّى قريباً من هذا التاريخ ، ثمّ قال : ويعلم ممّا سننقله من بعض كلماته وأسماء مؤلفاته ومضامين كتبه وما نسب إليها أنه كان مولعاً بالتسجيع ، وفي طبعه شذوذ ، وفي مؤلّفاته خبط وخلط وشيء من المغالاة لا موجب له ولا داعي إليه ، وفيه شيء من الضرر، وإن أمكن أن يكون له محمل صحيح . . . ،وأن مؤلّفاته ليس فيها كثير نفع وفي بعضها ضرر، ولله في خلقه شؤون، سامحه الله وإيانا .(1)

وعليه يظهر من مجموع كلمات علمائنا أنّهم نسبوه إلى الغلو، فلاحظ.

کتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين :

وهو مشهور النسبة إلى الحافظ البرسي حتى أصبح يعرف به ، قال المصنف في أوّل رسالة كتبها في عقيدته : وبعد ، فيقول المخلوق من الماء المهين العبد الفقير المسكين المستكين المؤمن بوحدانية رب العالمين. . . . ، رجب الحافظ ، صان الله إيمانه وأعطاه في الدارين أمانه : هذه رسالة في أصول الكتاب سمّيتها (لوامع أنوار التمجيد، وجوامع أسرار التوحيد أودعتها ديني واعتقادي، وجعلتها زادي ليوم معادي، قدمتها لوجوب تقديم التوحيد على سائر العلوم، وأتبعتها كتاباً سمّيته مشارق أنوار اليقين في إظهار أسرار حقائق أمير المؤمنين) فكان هذا الكتاب الشريف ، جامعاً لحقائق أسرار التوحيد ، والنبوّة والولاية . . .

ثم أورد الرسالة ، ثم قال في أول كتاب (مشارق الأنوار) بعد الحمد والصلاة :

ص: 234


1- أعيان الشيعة 6 : 465 .

وبعد ، يقول الواثق بالفرد الصمد ، (رجب الحافظ البرسي) أعاده الله من الحسد الحسد . . . ، ثم أخذ في ملامة من عذله ولامه ، والذي يفهم منه وقوف الفقهاء في عصره ضدّه وتعريضه بهم تعريضاً خفيفاً؛ بأنه لا يلزم من معرفة علم واحد الإحاطة بسائر العلوم.

إلى أن قال : فوجب علي تنزيهاً للدين عن ظن الملحدين ، وشك الجاحدين، واعتذاراً إلى المؤمنين، بحكم من صنف ، فقد استهدف ، أن أورد في هذه الرسالة لمعة من خفي الأسرار، ومكنون الآثار . . . إلى آخره .(1)

وقال أيضاً : وقد تجاسرت وأوردت في هذه الرسالة لمعة من حقائق الأسرار ، تسرّ المؤمن التقي ، وتضر المنافق الشقي ، وسمّيتها (مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين) .(2)

وقد نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، وقال : وفي كتابه إفراط ، وربّما نسب إلى الغلو ، وأورد لنفسه فيه أشعاراً جيّدة (3)، ومع ذلك أدخله في مصادر إثبات الهداة (4)، ولكن ليس للاعتماد عليه، بل عامله كمعاملة المجلسي (ت 1111 ه) ، فقد جعله أحد مصادر كتابه البحار أيضاً، ولكنّه قال : وكتاب مشارق الأنوار ، وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي ، ولا أعتمد على ما ينفرد بنقله ؛ لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع، وإنما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة .(5)

ص: 235


1- مشارق أنوار اليقين : 5 - 18 .
2- مشارق أنوار اليقين : 27 .
3- أمل الآمل 2 : 117 [327] .
4- إثبات الهداة 1 : 27 .
5- البحار 1 : 10 ، مصادر الكتاب

وقال عنه الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه): صاحب كتاب مشارق الأنوار المشهور وغيره .(1)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة: مشارق أنوار اليقين في حقائق (كشف) أسرار أمير المؤمنين ، للشيخ الأجل الحافظ البرسي الحلي ، إلى أن قال :

ورأيت نسخة منه بخط جلال الدين بن محمّد كتبها في كاشان في محاق ذي القعدة ،1088 ، ولكن بينها وبين المطبوع اختلافات كثيرة ، وزيادات كثيرة ، واختلافات في العبارة، بحيث يعد كتابين ، وقد اشترى تلك النسخة الشيخ محمد السماوي بالنجف .(2)

ثمّ إن الحرّ العاملي ذكر في أمل الأمل أن المؤلّف ذكر فيه أن بين ولادة المهدي علیه السلام وبين تأليف ذلك الكتاب خمسمائة وثمانية عشر سنة (3)، وأضاف العلّامة الطهراني : ولما كانت الولادة 255 فيصير المجموع سبعمائة وثلاث وسبعين من الهجرة (4). ولكني لم أجد التاريخ في المطبوع ، مع أنه قد مرّ عن صاحب الرياض أنّه ألفه سنة ثلاث عشر وثمانمائة ، كما يظهر من بعض النسخ (5)، وهو الأنسب لعصر وعمر المؤلّف .

ص: 236


1- رياض العلماء 2 : 304 ، وانظر: روضات الجنات 3 : 338
2- الذريعة 21 : 34 [3826] .
3- أمل الآمل 2 : 118 .
4- طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 58 ، والذريعة 21 : 34 [3826]
5- رياض العلماء 2 : 307 .

(107) کتاب : نضد القواعد الفقهية لجمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي (ت 826 ه)

الحديث :

قال في تقسيمه للسنة : فأمّا السنّة فهي إما نبوية ودليل حجيتها الكتاب ، نحو . . .

وإما إمامية ودليل حجيتها قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» .(1)

المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد السيوري الحلّي الأسدي :

قال في حقه تلميذه الشيخ حسن بن راشد كما هو موجود في آخر نسخة من قواعد الشهيد : توفّي شيخنا الإمام العلامة الأعظم أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري - نصر الله وجهه - بالمشهد المقدس الغروي على مشرّفه أفضل الصلوات وأكمل التحيات ، ضاحي نهار الأحد السادس والعشرين من شهر جمادي الآخرة سنة 826 ، ودفن بمقابر المشهد المذكور ، وكان - بيض الله غرّته - رجلاً جميلاً من الرجال، جهوري الصوت ، ذرب اللسان، مفوّهاً في المقال، متفنّناً في علوم كثيرة، فقيهاً

ص: 237


1- نضد القواعد الفقهيّة : 12 ، مقدّمة المؤلّف ، القاعدة الرابعة .

متكلّماً أصوليّاً نحويّاً منطقياً ، صنف وأجاد ، ثم ذكر كتبه .(1)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ جمال الدين المقداد بن عبد الله محمد بن بن الحسين بن محمد السيوري الحلي الأسدي ، كان عالماً فاضلاً متكلّماً محققاً مدققاً ، له كتب .

ثم قال : يروي عن الشهيد محمّد بن مكي العاملي .(2)

أقول : هو من أجلاء تلامذة الشهيد الأول ، وهو الذي نقل عن خطه السيد عز الدين حمزة بن محسن الحسيني قصة استشهاد الشهيد الأول ، ووصفه ب_(شيخنا المرحوم المغفور العالم العامل أبي عبد الله المقداد السيوري) .(3)

قال السيّد الموسوي الخوانساري (ت 1313 ه) : وأقول : هو الذي يعبر عنه في فقهيات متأخري أصحابنا بالفاضل السيوري .(4)

كتاب نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإمامية :

قال المصنف في أوّل كتابه : وكان شيخنا الشهيد قد كتاباً جمع يشمل على قواعد وفوائد في الفقه ، تأنيساً للطلبة بكيفية استخراج المعقول من المنقول ، وتدريباً لهم في اقتناص الفروع من الأصول، لكنّه غير مرتب ترتيباً يحصله كل طالب علیه السلام ، وينتهز فرصه كلّ راغب ، فصرفت عنان العزم إلى

ص: 238


1- روضات الجنّات :7 174 ، الهامش (1) ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 139 .
2- أمل الآمل 2 : 325 [1002] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 172 [69 ، رياض العلماء 216:5
3- البحار 107 : 184.
4- روضات الجنّات 7: 171 [622] ، وانظر : بهجة الأمال 7: 90 ، ،90 تنقيح المقال :3: 245 ، الكنى والألقاب 3 : 10 ، أعيان الشيعة 10 : 134 ، الأعلام 7 : 282

ترتيبه وتهذيبه وتقريبه، وسمّيته «نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإمامية» وما توفيقي إلا بالله وعليه توكلت وإليه أنيب .(1)

فكتابه ترتيب لقواعد أستاذه الشهيد كما قرأت تصريحه في بذلك أنفاً .

وجاء في آخره : وكتب المقداد بن عبد الله بن محمد بن حسين السيوري عفا الله عنه ، ربّ اختم بخير .(2)

قال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : وله كتاب نضد القواعد في ترتيب القواعد الشهيدي ، وأضاف إليه فوائد أخرى جليلة، رأيته مشهد الرضا عند بعضهم ، وفي اردبيل وتبريز وفي طهران عند ميرزا إبراهيم شيخ الإسلام بتلك الناحية ، والظاهر أنه كان بخط المؤلّف .(3)

وقال الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات : وكتاب آخر سمّاه (نضد القواعد) بديع في وضعه ، رتب فيه قواعد شيخه الشهيد على ترتيب هو لأبواب الفقه والأصول من غير زيادة شيء على أصل ذلك الكتاب ، غير ما رسمه في مسألة القسمة منه ، فليلاحظ ، ثمّ نقل عبارة الفاضل المقداد في أوّل النضد .(4)

وقال العلّامة الطهراني : (نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإمامية) لمقداد بن عبد الله بن محمد السيوري ، إلى أن قال .

توجد نسخة منه في (الرضوية) يحتمل أنها خط المؤلّف ، ونسخة عند (الشريعة) ، وأخرى عند محمّد على الاردوبادي بخط عبداللطيف بن

ص: 239


1- نضد القواعد الفقهية : 4 ، مقدمة المصنف
2- نضد القواعد الفقهية : 541 ، وانظر صورتين للصفحتين الأخيرتين من النسختين المعتمدتين في أول الكتاب
3- رياض العلماء 5 : 216 .
4- روضات الجنّات 7 : 172

موزون ، فرغ من الكتابة ،1123 ، وأخرى عند (حفيد اليزدي) بخط أحمد ابن محمد السبيعي تلميذ سميه أحمد بن المتوّج وأبو العباس العبّاس أحمد بن فهد وصاحب الأنوار العلوية (ذ 2 : 434) كتبها فى 840 ، وقابلها بالنجف في نفس العام، وفي آخره بالخط المذكور «فتاوى أحمد بن فهد» الذي أجاز العمل بها، ونسخة عند منصور الساعدي الشرقي بالنجف ، وأخرى عند الهادي كاشف الغطاء)، وأخرى بمكتبة راجه فيض آبادي ، وأخرى عند الشيخ جواد الجزائري اشتراها منه قاسم رجب ، ومعي بخط على بن أحمد بن علي بن فضل تأريخها عصر الجمعة 12 ج 2 - 885 ، وعليها تملك السيد خليفة .(1)

ص: 240


1- الذريعة 24 : 187 [974]

(108) کتاب : الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي النباطي البياض (ت 877 ه)

الحديث :

الأول : في رده على من قال : إن نساء النبي صلی الله علیه و آله وسلم داخلات في آية التطهير ، قال : وممّا يدلّ على خروج النساء قوله : لن يفترقا حتى يردا على الحوض»، ولو كن مقصودات لم تخرج عائشة عن الإسلام ، وحاربت المجمع على إمامته علیه السلام .(1)

الثاني : في ردّه على خبر ابن أبي أوفى الذي ذكر فيه الوصية بالقرآن فقط ، ولم يذكر العترة ، قال : وخبر ابن أبي أوفى الذي لم يذكر فيه الوصيّة بالعترة مردود ؛ لأنه لم يسنده إلى أحد، ولأنه منحرف عن علي علیه السلام ، ولأن شهادته على نفي فلا تسمع ، ولأنه خبر واحد ، ومخالف للشهرة والكتاب ، وقد أمر النبي صلی الله علیه و آله وسلم باطراح ما خالف الكتاب والسنة ، وقد روته الفرقة المحقة في مواضع لا تحصى ، قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين إن أخذتم بهما لن تضلوا أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

ص: 241


1- الصراط المستقیم 1 : 187 ، الباب الباب : 7 ، فصل : 10

وروی نحوه ابن حنبل في مسنده من عدة طرق، ومسلم في موضعين من الجزء الرابع من صحيحه، وفي كتاب السنن ، وصحيح الترمذي ، وابن عبد ربه في كتاب العقد ، وابن المغازلي من عدة طرق في كتابه، والثعلبي في تفسيره في سورة آل عمران في قوله تعالى : «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً» ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين

من طرق عدة .(1)

الثالث : قال : فصل ، نذكر فيه شيئاً مما نقله ابن طاووس من الطرف . . ، وما أسند عيسى بن المستفاد في كتاب الوصيّة إلى الكاظم ، إلى الصادق علیه السلام . . .

وبالإسناد السالف دعى النبي صلی الله علیه و آله وسلم الأنصار عند وفاته ، وأثنى عليهم بالنصرة والمعونة ، وقال : «بقي لكم واحدة وهي تمام ذلك ، لا أرى بينهما

: لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، فمن أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحداً للأولى، ولم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً : كتاب الله وأهل بيتي احفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، الإسلام سقف تحته دعامة لا يقوم إلا بها وهي قوله : «وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» فالعمل الصالح طاعة الإمام ، الله الله فى أهل بيتي، فإنّهم مصابيح الظلم، ومعادن الحكم، منهم وصيي وأميني وارثي» .(2)

هذا الحديث مختصر عما أوردناه سابقاً عن كتاب الوصيّة لابن المستفاد (3)والطرف لابن طاووس (4)، ولكن في كتاب الوصية والطرف

ص: 242


1- الصراط المستقيم 2 : 31 ، الباب : 9 ، وعنه محمد طاهر القسمي الشيرازي (ت 1098 ه) في الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 365 ، الدليل الثامن حديث الثقلين.
2- الصراط المستقيم 2 : 90 ، ح 7 ، الفصل : 17 ، وعنه في إثبات الهداة 1 : 641 ، 772 ، فصل : 48 .
3- راجع ما أوردناه من كتاب الوصية ، الحديث الأول .
4- راجع ما أوردناه عن الطرف ، الحديث الثاني .

زيادة منها هذه الجملة : «فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .

الرابع : قال : تذنيب : اشتهر بين المسلمين قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا» ، وقد ذكره ابن مردويه من تسعة وثمانين طريقاً .(1)

الخامس : في ردّه على من أنكر المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) قال : إذا قامت الأدلة على ما ذهبنا إليه من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله : «لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، ونحو ذلك من النصوص الواضحة بطل ما عارضتم به .(2)

زين الدين أبو محمد علی بن محمد بن يونس العاملي النباطي البياضي :

حقه قال في حقه الكفعمي (ت 905 ه) في بعض مجاميعه كما نقله عن خطه صاحب الرياض : ومن كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم للشيخ الأجل العلامة زين الدين علي بن يونس العنفجوري (دام ظله).

وقال في موضع آخر منه : ومن كتاب زيدة البيان وإنسان الإنسان المنتزع من مجمع البيان جَمْع الإمام العلّامة فريد الدهر ووحيد العصر مهبط أنوار الجبروت ، فاتح أسرار الملكوت ، خلاصة الماء والطين ، جامع كمالات المتقدمين والمتأخرين، بقيّة الحجج على العالمين ، الشيخ زين

ص: 243


1- الصراط المستقيم 2 : 101 ، الباب : 10 ، وعنه وعنه في الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 366 ، الدليل الثامن ، وإثبات الهداة 1 : 720 ، ج 203 . ومناقب ابن مردويه مفقود ، جمعه بعضهم من الكتب ، وسيأتي في محله .
2- الصراط المستقيم 2 : 224 ، الباب : 11 ، الفصل : 1

الملة والحق والدين علي بن يونس، لا أخلى الله الزمان من أنوار شموسه وإيضاح براهينه ودروسه بمحمّد وآله ، انتهى .(1)

ومنه يظهر أن الكفعمي كان معاصراً له كما ذكره صاحب الرياض وسيأتي في لفظه .

ونقل العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) عن مجموعة الشيخ محمد بن علي الجبعي جد الشيخ البهائي : مات الشيخ علي بن يونس النباطي سنة سبع وسبعين وثمان مائة .(2)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل : الشيخ زين الدين علي ابن يونس العاملي النباطي البياضي ، كان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً ثقة متكلّماً شاعراً أديباً متبحراً ، له كتب .(3)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياضه : الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن يونس العاملي العنجري النباطي البياضي ، الفاضل العالم الفقيه الأديب الشاعر الجامع ، المعروف بالشيخ زين الدين البياضي ، وتارة بالشيخ علي بن يونس البياضي صاحب كتاب الصراط المستقيم وغيره ، فلا تظنن التغاير ، وكان معاصراً للكفعمي ، بل كان عصره قريباً من عصر الشيخ ابن فهد الحلّي أيضاً فلاحظ ، إلى أن قال .

وأيضاً قد رأيت بهراة بخط الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي في آخر الرسالة التكليفية للشهيد ، وعليها حواشي كثيرة ما هذه صورته : بخط جدّي رحمه الله ، أنه مات الشيخ علي بن محمد بن يونس

ص: 244


1- رياض العلماء 4 : 255 ، وانظر : فهرست التراث 1 : 770 ، الصراط المستقيم 2 : 17 ، ترجمة البياضي بقلم العلّامة الطهراني صاحب الذريعة
2- البحار 107 : 205 ، فائدة : 23 ، وانظر: الصراط المستقیم 2: 31، ترجمة البياضي بقلم العلّامة الطهراني صاحب الذريعة
3- أمل الأمل 1 : 135[145] .

البياضي سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، وتوفّي جدّي بعده بتسع سنين .(1)

وذكر السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي في مقدّمته على الصراط المستقيم والعلامة الطهراني في الضياء اللامع : أن ولادة البياضي كانت سنة 791 ه (2)، ولا أعلم مأخذها ، مع أن الطهراني لم يذكر سنة ولادته في ترجمته له في أوّل الجزء الثاني من الصراط المستقيم ، وقال : لم نقف فيما ظفرنا من مؤلّفاته وإجازته ورأيناه من مصادر ترجمته على ما يعيّن سنة ولادته بشكل أكيد (3)، ولكنّه استنتج من بعض القرائن أنها كانت في أوليات القرن التاسع ، بل قال : فتكون ولادته في حدود سنة 804 أو 805 ه على وجه التقريب لا التحديد (4)، فلاحظ .

ثم إن صاحب الرياض نقل عن المجلسي في هامش البحار، قوله : والشيخ البياضي كان معاصراً للشيخ الجليل الحسن بن الشهيد الثاني (رحمة الله عليهما) ، كما يظهر من بعض الكتب ، انتهى .(5)

وأجاب عليه بما نقله من الكفعمي خط الشيخ محمّد الجبعي المار الذكر .(6)

كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم :

قال المصنف فى أوّل الكتاب : أمّا بعد فلمّا كان كمال الإيمان

ص: 245


1- رياض العلماء 4 : 255 ، وانظر : أعيان الشيعة :8 309 ، الكنى والألقاب 2 : 111 ، روضات الجنّات 4 : 353 [141]
2- الصراط المستقيم 1 : 5 ، مقدمة السيّد المرعشي في ترجمة البياضي ، وطبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 89 .
3- الصراط المستقيم 2 : 12 .
4- نفس المصدر السابق .
5- رياض العلماء 4 : 258 ، وهذه الحاشية لم تذكر في البحار المطبوع
6- رياض العلماء 255:4

بمعرفة أئمّة الأزمان بمنطوق شريف القرآن، وجب صرف الهمة إليها في كلّ أوان ، لوجوب الاستمرار على الإيمان في كل أن، وقد صنف علماؤنا رضوان الله عليهم في ذلك كتباً مقرّرة وألف فضلاؤنا في الردّ على مخالفيهم أقوالاً محرّرة . . . ، فأحببت أن أضع في ذلك كتاباً متوسطاً بين الخفيف والثقيل، وأجمع من كتب الفريقين ما يغني عن التطويل، إلى أن قال :

فوضعت هذا الكتاب وسميته (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) مهدياً إليه كلّ ذي عقل سليم، ومسلكاً فيه كل ذي طبع قويم ، وسأجمع فيه إن شاء الله من الأدلة العقلية والنقلية، وأضع فيه من البراهين القطعية الجلية والآيات التى لا تحتمل شيئاً من التأويل، والروايات المغنية عن الفحص والتطويل، والأشعار المنشأة من كلّ خبير تحرير ، الكافية لكلّ ذي خبر وتحرير، محلقاً بها ما سنح لفهمي الضعيف ، وسمح به فكري النحيف . . . ، إلى أن قال : وأسال الناظر فيه إذا اتهمني أن يراجع المصنفات التي كتبت منها، ويطالع المؤلفات التي نقلت عنها، وأن لا يسارع إلي بالعيب حتّى يعلم تخرّصي على الغيب . . . إلى آخره .

ثم أورد (52) كتاباً عثر عليها ونقل منها ، و (230) أخرى لم يتصفحها ولا عثر عليها ، وإنّما حكى ما وجده مضافاً إليها .(1)

وقال في آخره: فهذا ما تهيّأ لي في جمع الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، وقد أردفته من المعقول معان مستغربة الإشارات . . . ، ثم ختمه بأبيات من نظمه ، جاء في البيت الأخير منها تاريخ إتمام الكتاب ، هكذا :

ص: 246


1- الصراط المستقيم 1 : 1 ، مقدمة المصنف .

لنصف وثلث من ربيع آخر أتى***لاعوام ذق نده تمام جماله .(1)

وعدد حروف «ذق ند» (854) ، فيكون إتمامه في 854ه .

وقد نسبه إليه الكفعمي كما أوردنا عبارته سابقاً .

كما نسبه إليه أيضاً الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل (2)والميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (3)، والسيّد الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات (4)وغيرهم، بل إن هذا الكتاب وصل من الشهرة حداً حتى أن صاحب الرياض وصاحب الروضات عرفا الشيخ البياضي بالكتاب ، فقالا : صاحب كتاب الصراط المستقيم .

وجعله العلّامة المجلسي أحد مصادر كتابه البحار (5)، وقال في توثيقه : وكتب البياضي وابن سليمان كلّها صالحة للاعتماد ، ومؤلفاها من العلماء الأنجاد، وتظهر منها غاية المتانة والسداد (6)، وهو داخل في مصادر إثبات الهداة للحر العاملي أيضاً .(7)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : وهو كتاب شريف ينقل فيه عن أكثر من مائتي كتاب من كتب الخاصة والعامة ، فلاحظ : وقد أطال البحث في مسألة الإمامة جداً ، وهو كتاب معروف معوّل عليه .(8)

وقال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : ولا يخفى أن كتابه المذكور

ص: 247


1- الصراط المستقيم 3 : 293 .
2- أمل الآمل 1 : 135[145].
3- رياض العلماء 4 : 255
4- روضات الجنّات 4 : 353 [141].
5- البحار 1 : 15 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 33 ، توثيق المصادر
7- إثبات الهداة 1 : 29 .
8- رياض العلماء 4 : 257

كتاب كامل في الإمامة ، مستوف للأدلة ، كبير، فيما ينيف على عشرين ألف بيت بل المظنون لديّ أنه لم يكتب مثله في هذا المعنى بعد كتاب «الشافي» للسيّد المرتضى ، بل هو مقدم عليه من وجوه شتّى . . . إلى آخره .(1)

وفي الأعيان للسيد الأمين (ت 1371 ه): وجدنا منه نسخة في كربلاء مخطوطة ، وهو في إثبات الواجب وصفاته والنبوة والإمامة ، يدلّ على فضل مؤلّفه وختمه بأبيات من نظمه ، قال : . . . ، ثم أورد الأبيات ، ثمّ قال : وجعل تاريخه سنة 854 ، وفي آخره ما صورته : تم كتابة كتاب الصراط المستقيم في يوم الأحد في ثامن شهر ربيع الثاني من شهور سنة 1099 ، وبعده هكذا : هذا الكتاب تصنيف الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن محمد البياضي ، متعه الله بجميل غفرانه ... إلى آخره .(2)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) أيّ: من يستحق التقديم في الإمامة ،والخلافة، وهو المقصد الأصلي ، للشيخ زين الدين أبي محمد علي بن محمد . . . ، إلى أن قال : موجود في خزانة (الصدر) و (سپهسالار) وجامعة طهران ومدرسة السيّد في النجف ونسخة في مكتبة سيّد الشهداء العامة بكربلاء كتبت في 1256 ، عن نسخة كتابتها 1061 ، وجاء في آخره تاريخه ، هكذا :

لنصف وثلث من ربيع آخر أتى***الأعوام ذق ند تمام كماله .(3)

وقد ترجم له العلّامة الطهراني مفصلاً في أوّل الجزء الثاني من الصراط المستقيم، فراجع .(4)

ص: 248


1- روضات الجنّات 4 : 353 [141] .
2- أعيان الشيعة 8 : 309 ، وانظر: ترجمة البياضي للسيد شهاب الدين المرعشي في أول الصراط المستقيم
3- الذريعة 15 : 36 [219]
4- الصراط المستقيم 2 : 3 ، العلّامة البياضي وكتابه الصراط المستقيم .

(109) كتاب : التهاب نيران الأحزان

(109) كتاب : التهاب نيران الأحزان .(1)

للشيخ يوسف بن أُبَى القطيفي (من أعلام القرن التاسع)

الحديث :

ذكر المصنف سنده في أوّل الكتاب ، هكذا : حدثنا (2)الشيخ الفقيه أبو محمد حامد بن محمّد المسعودي (3)، عن عبد الله بن الحارث السلمي عن الأعمش، عن شقيق البلخي ، عن عبد الله بن سلمة الأنصاري، عن حذيفة بن اليمان :

الأوّل : قال : فلما أراد الله تعالى أن يكمل دينه ويظهر لعباده . . . ، ثمّ

ص: 249


1- طبع هذا الكتاب منسوباً للشيخ حسين آل عصفور (ت 1216ه) في المكتبة الحيدرية / النجف ، ومنشورات الشريف الرضي / قم ، وسيأتي نسبته إلى مؤلّفه في الكلام حول الكتاب
2- يظهر من عصر المؤلّف أن قوله (حدثنا) ليس التحديث بلا واسطة ، فإنّ أبو محمد حامد بن محمد المسعودي متقدّم على صاحب مروج الذهب (ت 346ه) ، كما ستأتي الإشارة إليه مفصلاً الإشارة إنيه مفضلاً من قبل العلامة الطهراني
3- الظاهر وجود سقط هنا في السند ، يظهر من مراجعة سند نفس الرواية التي نقلناها عن نزهة الكرام لمحمد بن الحسين الرازي ، والسند هكذا : روى أبو محمد حامد بن محمد بن المسعود ، عن الحسن بن محمد السيرافي ، عن الوليد بن العباس المنصوري، عن الحسن بن محمد اليزدجردي ، عن محمد بن احمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عثمان بن سعيد الأشج، عن عبد الله بن الحارث السلمي . . . ،إلى آخره راجع ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني

ارتقاها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ودعا علي بن أبي طالب علیه السلام فارتقاه معه ، وخطب خطبة بليغة لم يسمع الناس بمثلها و وهي هذهِ . . . ، إلى أن قال :

«معاشر الناس ، إن عليّاً والطيبين من ولده هم النقل الأصغر ، والقرآن هو الثقل الأكبر، وكلّ واحد مبني على صاحبه، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض . . .

معاشر الناس ، القرآن يعرفكم أن الأئمة من ولده وأعرفكم أنّه منّي وأنا منه، حيث يقول : «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» .(1)

وقد مرّ هذا الحديث عن الفتال النيسابوري في روضة الواعظين ، والطبرسي في الاحتجاج، والجاوابي في نور الهدى، وابن طاووس في اليقين .(2)

الثاني : وكان أكثر ما يوصي بالتمسك بسته والاقتداء بعترته، ويحذرهم من الفتنة بعد موته من مخالفتهم وصيّه ، وكان مما أوصاهم ترك ما زؤروه في صحائفهم، وأنه كان أكثر ما يوصيهم بالتمسك بعترته ، ويقول :

«أيها الناس ، أنا ،فرطكم وأنتم واردون على الحوض، ألا وإنّي أسئلكم عن الثقلين ، الأكبر والأصغر ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإن

ص: 250


1- التهاب تيران الأحزان : 11 - 31 ، وعنه : الفيض الكاشاني (ت 1091ه) في علم اليقين 2 : 6320 - 646 ، فصل (6) ، ولكن فيه : معاشر الناس ، القرآن يعرّفكم أنّ - ولد علي وولدي وعرفتكم أنهم مني ومنه ؛ لأنه مني وأنا منه ، حيث يقول الله عزّوجل : «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» وقلت : لن تضلوا الأئمة ما إن تمسكتم بهم .
2- انظر ما أوردناه في روضة الواعظين ، الحديث الأول ، والاحتجاج ، الحديث الأول ، ونور الهدى ، الحديث الأول ، واليقين ، الحديث الأول .

اللطيف الخبير نبأني أنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ربي ذلك فأعطانيه ، ألا وإني تاركهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تتقدّموا عليهم فتهرقوا (1)، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم ...» ، وكان ، وكان يقوم مع أصحابه مجلساً بعد مجلس بمثل هذا ونحوه .(2)

وقد مرّ مثله عن الإرشاد للمفيد (3)، فراجع .

الثالث : . . . . فجاءه الأنصار يعودونه ، وقالوا لغلامه : استأذن لنا على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فقال : إنه مغشي عليه ، فجعلوا يبكون . . .

فحمد الله وأثنى عليه وذكر نفسه فنعاها ، فقال :

«معاشر الناس ، إنّه لم يمت نبي قط إلا وخلّف تركة ، وقد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فاستمسكوا بهما، فمن ضيعهما ضيعه الله ، ألا وإن الأنصار كرشي وعيبتي التي أوي إليها . . .» .(4)

وقد مرّ هذا الحديث عن الاحتجاج للطبرسي (5)، ونزهة الكرام للرازي .(6)

الرابع : ثمّ خرج معصب الرأس يتهادى بين علي علیه السلام والفضل بن العبّاس ، ورجلاه يخطّان في الأرض من الضعف . . . ، فتقدّم النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم

ص: 251


1- الظاهر أنها تصحيف فتمرقوا .
2- التهاب تیران الأحزان : 45
3- راجع ما أوردناه عن الإرشاد ، الحديث الثاني .
4- التهاب نيران الأحزان : 47 ، وعنه الفيض الكاشاني (ت (1091ه) في علم اليقين : 2 662 ، وهذا الحديث ليس عن حذيفة ، فهو لم يرد في حديث حذيفة الذي رواه الديلمي في إرشاده، راجع ما ذكرناه عن إرشاد القلوب
5- راجع ما أوردناه عن الاحتجاج للطبرسي ، الحديث الثاني
6- راجع ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثالث

وتنحى الأول عن المحراب، وصلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بالناس جالساً.

فجلس على أدنى مرقاة ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال :

«أيها الناس ، إلى مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فتمسكوا بهما ، ولا تتقدموا عليهم فتمزقوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهرقوا (1)، وأوفوا بعهد الله أو عهدي ، ولا تنقضوا بيعتي التي بايعتموني عليها ، اللهم إنّي بلغت ما أمرتني ، به ونصحت لهم ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب» ، ثمّ قام ودخل حجرته .(2)

وقد مرّ هذا الحديث مسنداً عن محمد بن الحسين الطبري في نزهة الكرام ، ومرسلاً عن الديلمي في إرشاد القلوب (3)، فراجع .

الخامس : قال في حديثه عن جمع القرآن : ثم رجع [أي: الإمام علي علیه السلام] إلى القوم وجميع المهاجرين والأنصار حول الأول والثاني، فقال : «هذا كتاب الله مثل ما أنزل ، وقد ألفته كما أمرني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم» فقال الثاني : اتركه عن (4)وامض لشأنك ، فقال : «إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أوصاكم فيه وفي ، وقال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فإن قبلتموه فاقبلوني أحكم بينكم بما أنزل الله فيه، فأنا أعلمكم بناسخه و منسوخه ، ومحكمه

ص: 252


1- الظاهر أنها تصحيف من (فتمرقوا) .
2- التهاب نيران الأحزان : 50 ، وعنه الفيض الكاشاني في علم اليقين 2 : 666 ، وفيه: «فلا تتقدّموا أهل بيتي فتمرقوا ولا تتأخروا عنهم فتزهقوا» ، مع بعض الاختلافات الأخرى ، ونوادر الأخبار : 197، ح 9 ، باب : ظهور نفاق أناس فى حياة النبي صلی الله علیه و آله وسلم وفيه مثل ما في علم اليقين .
3- انظر ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني ، وإرشاد القلوب الحديث الرابع .
4- الظاهر أنها تصحيف من (هنا)

ومتشابهه ، وحلاله وحرامه»، فقال له الثاني : انصرف به حتّى لا تفارقه ولا يفارقك ، فلا حاجة لنا فيه ولا فيك ، فانصرف عليّ إلى بيته . . .(1)

وقد مرّ مثله عن إثبات الوصيّة للمسعودي، والمناقب لابن شهر آشوب ، فراجع .(2)

تنبيه : إن المصنف وإن ذكر سنده إلى حذيفة في أوّل الكتاب ، ولكن ما أورده فيه من أحاديث ليس كله من رواية حذيفة ، فإنّه جمع عدة روايات، منها رواية حذيفة ، ورتبها حسب تسلسل وقائع وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم وقد نبهنا على هذا في الهامش في نهاية الرواية الثالثة ، وأشرنا إلى الأصل الذي رويت فيه

الشيخ يوسف بن أبي القطيفي القديحي :

قال : ابن أبي جمهور الأحسائي (ت بعد 900ه) في (عوالي اللآلي) عند ذكر طرقه في الكتاب، الطريق الرابع عن السيّد العالم الفاضل . . . محمّد بن السيد المرحوم السيد المرحوم المغفور العالم الكامل أحمد الموسوي الحسيني ، عن شيخه واستاده الشيخ العلامة صاحب الفنون، كريم الدين يوسف الشهير بابن القطيفي .(3)(4)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) : يوسف ابن أبي القطيفي القديحي مولداً ومدفناً، وقبره مزار هناك في مقبرة رشالا .

ثم أورد كلام ابن أبي جمهور الأحسائي المتقدّم في طريقه الرابع ،

ص: 253


1- التهاب تیران الاحزان : 81
2- انظر ما أوردناه عن اثبات الوصية ، وكذا عن المناقب ، الحديث السادس .
3- في طبقات أعلام الشيعة بابن أبي
4- عوالي اللآلي 1 : 8 ، الطريق الرابع .

الذي يظهر منه أنّه يروي عن ابن راشد القطيفي ، عن ابن فهد الحلي (ت 841 ه) ، ثمّ قال :

ووصفه في إجازته للشيخ محمّد بن صالح الغروي المؤرخة 896، بقوله : الشيخ العلامة الأعظم ، والبحر الأطم ، صاحب العلوم والمعارف، والعلوم الغامضة عند كل طالب وهائف ، شمس المشارق والمغارب ، ظهير الملة والحق والدين يوسف الشهير بابن أبي القطيفي .(1)

كتاب التهاب نيران الأحزان ومثير اكتئاب الأشجان :

كانت نسخة من هذا الكتاب عند الفيض الكاشاني (ت 1091 ه) صاحب الوافي والصافي، وأورد منه أحاديثاً في كتابيه علم اليقين ونوادر الأخبار .

قال في علم اليقين : قد صنّف بعض أصحابنا - رحمهم الله - كتاباً في بيان وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وما تقدّم منه النصّ المتواتر على أهل بيته في وصايته، وما جرى بين الصحابة من التشاجر والاختلاف في الخلافة بعد وفاته ، بترتيب حسن، وسياق لطيف، سماه ب_(التهاب نيران الأحزان) رأيت أن أورد خلاصة ما تضمنه في هذا الكتاب . . . ، ثم أورد منه روایات .(2)

ومن كلامه ظهر لك موضوع الكتاب ومضمونه ، ولكنه لم يعرف مصنّف الكتاب ، فقد قال في مقدّمة نوادر الأخبار - عند ذكره للكتب التي أخذ منها : و (التهاب نيران الأحزان) و (جامع الأخبار) (3)ومؤلّفهما

ص: 254


1- طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 152 .
2- علم اليقين 2 : 632 ، فصل : 6 .
3- مؤلّفه العلّامة الشيخ تاج الدين محمد بن محمد السبزواري من أعلام القرن السابع الهجري

غیر معلوم .(1)

وجاء ذكره في الرسالة التي بعثها إلى العلامة المجلسي أحد تلاميذه التي تحوي أسماء الكتب التي ينبغي أن تلحق بالبحار ، قال : وكتاب التهاب نيران الأحزان في وفاة الرسول صلی الله علیه و آله وسلم وهو عندكم ذو وجود .(2)

ولكنّه لم يذكر مؤلّفه أيضاً .

وجاء ذكره في رياض العلماء (3)، وكشف الأستار (4)، ومرآة الكتب (5)، ومعجم ماكتب عن الرسول وأهل بيته (صلوات الله عليهم) (6)بدون ذكر المؤلّف .

ولكنّ العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) قال في الضياء اللامع في القرن التاسع - عند ترجمته ليوسف بن أبي القطيفي القديحي - : أقول : ومن آثاره الموجودة (التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان في وفاة سيد ولد عدنان) الرسول صلی الله علیه و آله وسلم ، ذ 2 : 287 .(7)

وإن كان في ما أرجعه إليه من الذريعة لم يذكر المؤلّف ، واحتمله لابن المكتل عبدالرضا بن محمد الأوالي البحراني ؛ لمشابهته لكتب أخرى له (8)، وهو غير صحيح .

ص: 255


1- نوادر الأخبار : 2 ، مقدّمة المؤلّف
2- البحار 110 : 174
3- رياض العلماء 3 : 429 ، و 6 : 45 .
4- كشف الأستار 2 : 442 [1112] ، وقال : لم أتحقق مؤلّفه ، ثمّ نقل كلام الفيض : المتقدم في علم اليقين
5- مرآة الكتب 4 : 52 [414]
6- معجم مجهول ما كتب عن الرسول وأهل بيته 1 : 224 [80] ، قال : لمؤلّف مجهول .
7- طبقات أعلام الشيعة (القرن التاسع) : 152
8- انظر : الذريعة :2 287 [1164] ، و 3 209 [773] و 18: 8 [417]

ونُسب إلى الشيخ يوسف القطيفي في معجم المطبوعات النجفية أيضاً ، ولكنه ذكر له عنوان آخر وهو (وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم) .(1)

أما نسخه :

قال العلّامة الطهراني في الذريعة : (التهاب نيران الأحزان) ومثير كتائب الأشجان (الاكتئاب والاشجان) ويقال له : التهاب الأحزان في وفاة سيد بني عدنان المبعوث على الإنس والجان رسول الملك المنّان، وما أوصى به في حق أهل بيته أمناء الرحمن، وما جرى بعد وفاته من الاختلاف والخذلان ، أوله (الحمد لله باعث الرسل رحمة للعالمين ، وجاعلهم مبشرين إلى قوله : وما وقفت على خبر يتضمن وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على التمام والكمال . . . ، بل وجدت ذلك في كتب متعدّدة . . . ، فأحببت أن أجمعها في كتاب . . . ، وسمّيته بالتهاب نيران الأحزان ، وآخره : (هذا ما أردنا إثباته من وفاة سيدنا محمد صلی الله علیه و آله وسلم على التمام والكمال ، ونستغفر الله من الزيادة والنقصان والسهو والغلط والنسيان إنّه غفور منان) ، رأيت منه نسخاً منها عند الشيخ ميرزا على أكبر العراقي نزيل النجف ، ونسختان عند السيد آقا التستري، وفي آخر تلك النسخ نقل عن نهج البلاغة بعض الخطبة الشقشقية ، وفيها بعض أشعار كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي ، صاحب مطالب علیه السلام السؤول المتوفى سنة 652 ، وبعض أشعار الملك العادل محمّد بن أيوب المتوفى سنة 615 منها قوله :

(أخذتم على القربى خلافة أحمد وأن علياً كان أجدر بالأمر)

وشعر ابن العودي النيلي المنقول في المناقب، فيظهر من منقولاته

ص: 256


1- معجم المطبوعات النجفية : 381 [1744]، تحت عنوان : وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم وقال : وسمّي أيضاً ب_(التهاب)نيران الأحزان) ، وانظر : معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت 4 : 148 [9369] .

أنه ألف بعد القرن السابع إلى العاشر (1)؛ لأنه أورد المحقق الفيض في كتابه علم اليقين المطبوع مختصر التهاب النيران المذكور في عدّة فصول، ثمّ نقل كلام الفيض السابق .(2)

ثمّ قال : وطبع تمام الكتاب في مطبعة البحرين الكائنة في منامة من بلاد البحرين باهتمام میرزا محمد حسن الشيرازي . . .

ثمّ أشار إلى ما مرّ من رسالة أحد تلاميذ المجلسي بخصوص الكتب التي ينبغي أن تضاف إلى البحار .(3)

ثمّ قال : وقد رأى الكتاب صاحب الرياض، وظنّ أن مؤلّفه من القدماء ، فإن في الرياض (إن صاحب التهاب الأحزان يروي عن محمد بن حامد بن محمد المسعودي المتقدم على صاحب مروج الذهب الذي توفّي سنة 346) (4)(أقول) : السند في أوّل أحاديثه ، هكذا : حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد حامد بن محمد المسعودي، عن عبد الله بن الحارث السلمي ، الأعمش، عن شقيق البلخي، عن عبد الله بن سلمة الأنصاري ، عن حذيفة بن اليمان ، وذكر قضيّة حجّة الوداع ، والغدير ، والخطبة الطويلة ، ووفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وما وقع بعد وفاته، وغير ذلك كلها بعنوان (قال حذيفة:) من دون ذكر السند ، وما ذكرناه من محتويات الكتاب(5) قرينة على أن مراده بحدّثنا ليس الحديث بلا واسطة .(6)

أقول : قد يكون نقله من كتاب لم يذكر اسمه، ومؤلّفه هو الذي

ص: 257


1- ظهر لك أنّ مؤلّفه يوسف القطيفي، وهو من أعلام القرن التاسع
2- علم اليقين 2 : 632
3- البحار 110 : 174 .
4- رياض العلماء 2: 429 .
5- ومن تاريخ وفاة المؤلف أيضاً
6- الذريعة 2 : 287 [1164]

حدثه الفقيه أبو محمد حامد بن محمد المسعودي ، ثمّ إنّه قد عرفت أن هذا السند أيضاً فيه سقط ، نقل نفس هذه الرواية محمد بن الحسين الطبري في نزهة الكرام وذكر السند، هكذا روى أبو محمد حامد بن محمد بن المسعود ، عن الحسن بن محمد السيرافي ، عن الوليد بن العباس المنصوري، عن الحسن بن محمد اليزدجردي ، عن محمد بن أحمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عثمان بن سعيد الأشج، عن عبد الله بن الحارث الأسلمي ، عن الأعمش، عن شقيق بن عبد الله الأنصاري ، قال :. . . (الحدیث) ، فراجع .(1)

وذكر أيضاً تحت عنوان (العشرية) : والنسخة عتيقة ضمن مجموعة فيها (التهاب نيران الأحزان) (2)، وتحت عنوان (كشف الأخبار في معرفة دقائق وحقائق طلب الثار) : وعندي نسخة ناقصة مغلوطة من (تأجيج نیران) منضمة ب_(التهاب النيران) في وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وبوفاة الحسن المجتبى علیه السلام . . .(3)

وفي معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت علیهم السلام : مخطوط، في دار الكتب برقم 8113 ح .(4)

وعن معجم المطبوعات النجفية : أنه طبع في النجف تحت عنوان (وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم)بمطبعة النعمان 1385 ، حجم الربح ، 110 صفحات .(5)

وقد طبع هذا الكتاب منسوباً إلى الشيخ حسين بن الشيخ محمد آل

ص: 258


1- انظر ما أوردناه عن نزهة الكرام ، الحديث الثاني .
2- الذريعة 15 : 268 [1741]
3- الذريعة 18: 8 [417] .
4- معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت : 1 : 224 [807].
5- معجم المطبوعات النجفية : 381 [1744] ، وانظر : معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت 4 : 148 [9369]

عصفور الدرازي البحراني (ت 1216ه) في المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف ، ومنشورات الشريف الرضي في قم المقدسة، باسم (وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم محمد صلی الله علیه و آله وسلم المسمى ب_«التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان») .

وقد طابقنا ما ذكره العلامة الطهراني على هذا المطبوع فوجدناه ينطبق عليه تماماً ، ثم رجعنا إلى ما نقله الفيض الكاشاني عن التهاب نيران (الأحزان في كتابيه علم اليقين ونوادر الأخبار فوجدناه كذلك (1)، فإذا علمنا أنّ وفاة الفيض كانت سنة (1091ه) ، وولادة الشيخ حسين آل عصفور سنة (1147ه) فلا يمكن أن يكون هذا الكتاب للشيخ حسين المذكور، نعم قد ذكر العلّامة الطهراني أن للشيخ حسين آل عصفور كتاب باسم وفاة النبي صلی الله علیه و آله وسلم (2)، وهو غير هذا الكتاب قطعاً.

ص: 259


1- انظر التهاب نيران الأحزان من منشورات الشريف الرضي ، الطبعة الأولى 1418ه.
2- الذريعة 25 : 120 [699] ، وطبقات أعلام الشيعة (القرن الثالث عشر) 1 : 429 .

ص: 260

القرن العاشر الهجري

اشارة

حديث الثقلين عند الإمامية (الاثنى عشرية)

ص: 261

ص: 262

(110) كتاب : المصباح للکفعمي

(110) كتاب : المصباح أو (جُنّة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية) للكفعمي (ت 905 ه)

الحديث :

قال في شرحه لدعاء صنمي قريش والشمل المبدّد : هو تشتيت الأكبر شمل أهل البيت علیهم السلام ، وكذا شتتوا بين التنزيل والتأويل ، وبين والأصغر

(والوصية المضيعة) هي قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «أوصيكم بأهل بيتي خيراً ، أو أمره صلی الله علیه و آله وسلم بالتمسك بالثقلين، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، وأمثال ذلك .(1)

إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي :

قال الشيخ الحز (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي ، الكفعمي مولداً ، اللويزي محتداً ، الجمعي أباً، التقي لقباً .

كان ثقة فاضلاً أديباً شاعراً عابداً زاهداً ورعاً ، له كتب .(2)

ص: 263


1- مصباح الكفعمي 2 : 274 ، الهامش (1) ، وفي النسخة الحجرية : 555 (الحاشية) ، وعنه في البحار 85 : 260
2- أمل الآمل 1 : 28 [5] ، وانظر : روضات الجنّات 1: 20 [2] ، الكنى والألقاب 3 : 116

وعبّر عنه الشيخ المجلسي (ت 1111 ه) في البحار ، ب_ : الشيخ : العالم الفاضل الكامل إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي .(1)

وقال الميرزا عبد الله الأفندي (ت حدود 1130ه) - بعد أن ذكر اسمه - العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي ، من أجلّة علماء الأصحاب .

وكان عصره متصلاً بزمن خروج الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي الصفوي، ويروي الكفعمي عن جماعة عديدة، منهم والده ، ثمّ له عفى الله عنه يد طولى في أنواع العلوم سيّما العربية والأدب ، جامع حافل كثير التتبع في الكتب، وكان عنده كتب كثيرة جداً، وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة ، وسماعي أنه ورد المشهد الغروي ، وأقام به، وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ، ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم . . . (2).

وقال المامقاني في تنقيح المقال - بعدما نقل ما في أمل الآمل - : هو من مشاهير الفضلاء والمحدثين والعلماء المتورّعين ، وكان بين زماني الشهيدين (رحمهما الله) ، ووصفه في فهرست الوسائل بالورع (3)، وعدالته لا تكاد تحتاج إلى بيان .(4)

وقال عنه الشيخ أحمد المقري التلمساني (ت 1041ه) في كتابه

نفح الطيب : والكفعمي هو إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح . . . ، ثمّ قال : وما رأيت مثله في سعة الحفظ والجمع .(5)

ص: 264


1- البحار 1 : 16 .
2- رياض العلماء 1 : 21 .
3- خاتمة الوسائل 30 : 158 .
4- تنقيح المقال 1 : 27 .
5- نفح الطيب 7 : 343 .

وقرّب الأمين (ت 1371 ه) سنة ولادته ب_ 840 ه، قال : ولد سنة 840 ، كما استفيد من إرجوزة له في علم البديع ، ذكر فيها أنه نظمها وهو في سنّ الثلاثين ، وكان الفراغ من الإرجوزة سنة 870 ، وكانت ولادته بقرية كفرعيها من جبل عامل، وتوفّي في القرية المذكورة، ودفن بها، وتاريخ وفاته مجهول، وفي بعض المواضع أنه توفي سنة 900 ، ولم يذكر مأخذه ، فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحسّ ، لكنه كان حياً سنة 895 ، فإنه فرغ من تأليف المصباح في ذلك التاريخ ، وليس في تواريخ مؤلفاته ما هو أزيد من هذا ، وفي الطليعة أنه توفي سنة 900 بكربلاء ودفن بها، وظهر له قبر يجبشيت من جبل عامل، وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه ، والله أعلم حيث دفن ، انتهى .(1)

وفي كشف الظنون أنه توفي في 905 ه .(2)

كتاب جُنّة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية (المشهور بالمصباح) :

قال المصنّف في أوّل كتابه : وقد جمعته من كتب معتمد على صحتها ، مأمور بالتمسك بوثقى ،عروتها، لا يغيّرها كرّ العصرين ، ولا م-ر الملوين ، ثم ذكر بيتين من الشعر ، قال بعدها : وهي مذكورة عند نفايح نشر مسك ختامه ، ومزبورة عند تناهي ضياء بدر تمامه ، وسمّيته (جنة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية) وهو اسم وافق المسمّى ، ولفظ طابق المعنى ، ورتبته على عدّة فصول . . . (3)

ص: 265


1- أعيان الشيعة 2 : 184 ، وانظر : تكملة أمل الآمل : 81 .
2- كشف الظنون 2 : 778 ، وانظر: طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 6 ، الذريعة 5 : 156 ، أعلام الزركلي 1 : 53 ، هدية العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 5: 23
3- مصباح الكفعمي : 4 ، مقدّمة المؤلف (الطبعة الحجرية) .

وقال في آخره : تم الكتاب بعون الملك الوهاب ، بقلم جامعه العبد المحتاج إلى المنزه عن الأولاد والأزواج ، باريء الخليقة من نطفة أمشاج ، أكثر الناس زللاً ، وأقلهم عملاً ، الكفعمي مولداً ، اللويزي محتداً ، الجبعي أبا ، التق التقي لقباً ، الإمامى مذهباً ، إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح ، أصلح الله شأنه وصانه عما شانه، وذلك في عدة مواطن آخرها أصيل بل يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من شهر ذي القعدة الحرام ، ختم بالخير والإنعام ، وما بعده من الأشهر والأعوام ، سنة خمس وتسعين بعد ثماني مئين من هجرة سيّد المرسلين، صلّى الله عليه وآله أجمعين .

ولنشر إلى ذكر الكتب التي أشرنا إليها في خطبته ، ووعدنا بالذكر لها في ديباجته ، المجموع منها هذا الكتاب وما فيه من أصله وحواشيه ، جمعتها من أماكن متعدّدة ومواطن متبدّدة، وهي : . . . ، ثم ذكر (239) كتاباً أخذ منها ، ثم قال : وبالجملة فقد دخل في هذا الكتاب كتب أُخر ودفاتر ،غرر، غير أني لم أكن أعرف ابن نجدتها ولا ساكن بلدتها، فأخذت ما تيسر لي من أبنائها ، وإن لم أكن أعرف أحداً من أصحابها وأسمائها ، والحمد لله أهل الحمد والشكر ، وصلواته على المخصوص بأفضل الذكر محمد رسوله العالم العلم الظهر وآله الأنجم الزهر وشرف وكرم وعظم وسلم .(1)

وذكره الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) فى الأمل (2)، والميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (3)، والسيد الخوانساري (ت 1313 ه) في الروضات (4)، وغيرهم .

ص: 266


1- مصباح الكفعمي : 770 (الطبعة الحجرية) .
2- أمل الآمل 1 : 28 [5] .
3- رياض العلماء 1 : 21
4- روضات الجنّات 1 : 20 [2] ، وانظر : الكنى والألقاب 3: 116 ، تكملة أمل الأمل : 81 ، إيضاح المكنون (مطبوع مع كشف الظنون) 3 : 233 ، هديّة العارفين (المطبوع مع كشف الظنون) 5 : 23 .

وقال الشيخ الحرّ : وهو كبير كثير الفوائد ، تاريخ تصنيفه سنة 895، وله مختصر منه لطيف (1)، وأدخله في مصادر الوسائل (2)، وكذا المجلسي (ت 1111 ه) في مصادر البحار (3)، وقال في فصل توثيق الكتب : وكتب الكفعمي أغنانا اشتهارها وفضل مؤلّفها عن التعرض لحالها ، وحاله .(4)

وقال السيد الموسوي الخوانساري وله كتب وأشعار وتصانيف أبكار، ومن أحسنها وضعاً وترتيباً ، وأجودها جمعاً وتهذيباً كتاب «جنة الأمان الواقية وجَنّة الإيمان الباقية» المشتهر بيننا بالمصباح، وكثرة اشتهار هذا الكتاب في تمام قرونه ممّا يكفينا مؤنة التكليف في وصف مضمونه .(5)

وقال السيد محسن الأمين (ت 1371 ه) في أعيانه : الجنّة الواقية والجنّة الباقية المعروف بمصباح الكفعمي ؛ لسبقه بمصباح المتهجد للشيخ أبي جعفر الطوسي، الذي كان مشتهراً بينهم ، وعلى منواله نسج الكفعمي ، فاستعاروا له اسمه الذي كان مألوفاً بينهم لخفته على ألسنتهم وتشابه الكتابين ، فرغ منه سنة 895 ، وقد رزق هذا الكتاب حظاً عظيماً ، ونسخ مصباح المتهجد، وكتبت منه نسخ عديدة بالخطوط الفاخرة على الورق الفاخر في جميع بلاد الشيعة، وطبع مرتين في بمبيء وثالثة في إيران .(6)

ص: 267


1- أمل الآمل 1 : 28[5] .
2- خاتمة الوسائل 30 : 158 [60]
3- البحار 1 : 16 ، مصادر الكتاب .
4- البحار 1 : 34 ، توثيق المصادر
5- روضات الجنات 1 : 20[2] .
6- أعيان الشيعة 2 : 185

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : مصباح الكفعمي الموسوم ب_«جنّة الأمان الواقية» مرّ ، نسخة خط مؤمن حسين بن مجد الدين علي البهبهاني ، فرغ منه في الثلاثاء 1063/14/9 ، عليها تملك فرهاد ميرزا القاجار 1304 ، عند السيد حسن الخطيب .(1)

ص: 268


1- الذريعة 21 : 116 ، و 5 : 156 [661] .

(111) كتاب : منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين (تم تأليفه سنة 937 ه)

لمحمد بن إسحاق بن محمد الحموي الأبهرى

الحديث :

الأول : الآية «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»

البراء بن عازب، وجعفر بن عبد الله الأنصاري، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ، وعمار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان وغيرهم، وكذا الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء، والثعلبي في تفسيره، ذكروا أن الآية نزلت بحق أمير المؤمنين علیه السلام يوم الغدير ، وذلك عندما رجع رسول من حجّة الوداع . . . ، وصل إلى موضع يسمّى بغدير خم . . . ، أمر بجمع الناس ورد المتقدمين . . .

وقال : «نعيت إلي نفسي ، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض» .(1)

ص: 269


1- منهج الفاضلين (مخطوط) ، (فارسي) : الورقة 124 من المصوّرة ، المنهج الثالث : في الأدلة على إمامة أمير المؤمنين في كلام رب العالمين

الثاني : روى أحمد بن حنبل في المسند ، عن زيد بن ثابت ، أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إني تارك فيكم الثقلين خليفتين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

الثالث : وبهذا المضمون وبعبارات أخر روى الثعلبي في تفسيره عن أبي سعيد الخدري ، قال : إن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(2)

الرابع : روى الحسن بن أبي يعقوب ، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عبد الرزاق بن همام، عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي . . . (3)

روى الحسن بن أبي يعقوب بالإسناد المذكور عن سلمان الفارسي ، وعمّار بن ياسر ، وأبو ذر الغفاري وغيرهم ، قالوا : سمعنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول :

«إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فتمسكوا بهما حتى لا تضلوا إنّ الله اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي ، أنّهما لن يفترقا

ص: 270


1- منهج الفاضلين (مخطوط، فارسی) : الورقة 181 من المصوّرة ، المنهج الرابع : في الأدلة المأخوذة من أحاديث سيد المرسلين
2- منهج الفاضلين (مخطوط، فارسي) : الورقة 181 من المصوّرة ، المنهج الرابع : في الأدلة المأخوذة ذة من أحاديث سيد المرسلين
3- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسي) : الورقة 226 من المصوّرة ، باب : في الأدلة على إمامة بقيّة الأئمة الاثنى عشر

يردا علي الحوض ، فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب . . . ،ثم نقل ما ذكره سُليم بن قيس إلى قوله : «ومن عصاهم عصى الله» .(1)

الخامس : في معرض رده على حديث عائشة من أن الرسول صلی الله علیه و آله وسلم في مرض الموت ، قال : «وادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً» (الحديث) ، وحديث مجيء امرأة إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وأنه قال لها :« إن لم تجديني فأتي أبا بكر» (الحديث) ، قال : ثمّ إنّ علماء المخالفين أجمعوا واتَّفقوا على صحة حديث «إني تارك فيكم الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» فلا يمكن ترك حديث مجمع ومتفق عليه بسبب حديث مختلق مشكوك .(2)

محمد بن إسحاق الحموي وكتابه :

نسب نفسه في أول كتابه ب_ : محمد بن إسحاق بن محمد الحموي المدعوّ بفاضل الدين .(3)

وقال العلامة الطهراني (ت 1389 ه) : فاضل الدين محمّد بن إسحاق بن محمد الحموي، صاحب كتاب (منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الهداة الكاملين) المعاصر للشاه طهماسب الصفوي، وقد ألفه باسمه (4)، في 937 :

ص: 271


1- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسي) : الورقة 228 من المصوّرة ، باب : في الأدلة على إمامة بقيّة الأئمة الاثني عشر ، وراجع ما ذكرناه عن كتاب سليم بن قيس ، الحديث الثاني ، المورد (ب) .
2- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسی) : الورقة 277 من المصوّرة ، فصل : في ذكر أدلة المخالفين ، أوردوها بزعمهم على إمامة أبي بكر
3- منهج الفاضلين (مخطوط، فارسى) : الورقة 2 من المصوّرة ، مقدّمة المؤلّف
4- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسي) : الورقة 3 من المصوّرة ، مقدمة المؤلّف

سال تألیف این کتاب کریم***منهج مذهب إمامي شد .(1)

وله كتاب (أنيس المؤمنين) ، ذكر فيه ترجمة أبي مسلم المروزي ، ونقل كثيراً عن أستاده الشيخ علي بن عبد العالي ، ويوجد كتاباه المذكوران في الأهواز عند السيد محمد الجزائري ، انتقل بهما إلى طهران .(2)

أقول : الظاهر أن شيخه علي بن عبد العالي ، هو زين الدين أبو القاسم علي بن عبد العالي الميسي العاملي، الشهير بابن مفلح، والمتوفّى منتصف ليلة الأربعاء من شهر جمادى الأولى سنة 938 ه ، كما نقله صاحب الرياض عن والد الشيخ البهائي الحسين بن عبد الصمد .(3)

وقال في الذريعة : منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين ، فارسي ، مبسوط في الإمامة ، للشيخ بن إسحاق محمد بن محمّد الحموي المدعو بفاضل الدين الأبهري، وفي أوّله فهرس مبسوط ، ولما كان لقبه فاضل الدين، والباب الثاني من الكتاب في أدلة الإمامة مرتباً على خمس مناهج ، سمّاه (منهج الفاضلين)، ورتبه على مقدّمة وخمسة أبواب وخاتمة ، أثبت فيها أحقية الإمامية ، وأقام البراهين العقلية والنقلية على إمامة علي بن أبي طالب علیه السلام وساير الأئمة ، وبطلان من عاداهم، مع ذكر بعض المطاعن وتعيين بعض المناقب الموضوعة . . .

ثمّ قال : أوله ]الحمد لله ذي اللطف والإحسان والفضل والامتنان والعظمة والسلطان والنسخة عند الحاج شيخ علي أكبر النهاوندي بمشهد خراسان، عند ذاكر حسن اللكهنوي بكربلاء، وعند السيد شهاب الدين

ص: 272


1- منهج الفاضلين (مخطوط ، فارسی) : الورقة 11 من المصوّرة .
2- طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) 4 : 174 ، وانظر: أعيان الشيعة 9 : 121 .
3- رياض العلماء 4 : 121 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 166 .

بقم ، وعند السيد محمد رضا ابن السيد كاظم الطبسي الحائري .(1)

أقول : قد رأيت مصوّرة النسخة ، موجودة في المكتبة المرعشية بقم تحت رقم 7711 ، وما أوردناه منها .

ص: 273


1- الذريعة 23 : 194 [8609] .

ص: 274

مؤلّفات الشيخ على بن الحسين الكركي (المحقق الكركي) (ت 940 ه)

(112) كتاب : جامع المقاصد

الحديث :

في ما يذكره في باب الوقف، من أن الوقف على من ينقرض غالباً ، وعدم ذكر الذي بعده لا يجوز، وأن الاستدلال برواية أبي بصير عن الباقر علیه السلام لا حجة فيها ، قال : لأن فاطمة علیها السلام علمت تأبيد ولدها للنص على الأئمة علیهم السلام ، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «حبلان متصلان لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1)

وقد مضى هذا الاستدلال عن العلامة الحلّي في المختلف، فراجع .

الشيخ علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي :

هو العلم المعروف ب_«المحقق الثاني»، صاحب جامع المقاصد ، وصفه الشيخ محمد بن محمد بن خاتون العاملي في إجازته له بتاريخ 900 ه ، ب_ : الشيخ الفاضل ، العالم العامل، والرئيس الكامل، زين الإسلام .(2)

ص: 275


1- جامع المقاصد 9: 17 .
2- البحار 108 : 20

واستاذه الشيخ علي بن هلال الجزائري في إجازته له في سنة 909 ه ، ب_ : الشيخ العالم الفاضل الكامل ، المؤيد بالنفس الزكية ، والأخلاق المرضيّة ، من منحه الله العظيم بالعقل السليم، والنظر الصائب، والحدس الثاقب .(1)

والشهيد الثاني لله (ت 966 ه) في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي ، ب- : الشيخ الإمام ، المحقق المنقح ، نادرة الزمان ، ويتيمة الأوان (2)، وأيضاً ، ب- : الشيخ الإمام ملك العلماء والمحققين .(3)

وقال في حقه السيد مصطفى التفرشى (القرن الحادي عشر) علي ابن عبد العالي الكركي (قدس الله روحه) شيخ الطائفة، وعلامة ،وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، كثير العلم ، نقي الكلام، جيّد التصانيف ، من أجلاء هذه الطائفة ، له كتب . . .(4)

والشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) : الشيخ الجليل علي بن عبد العالي العاملي الكركي، أمره في الثقة والعلم والفضل وجلالة القدر وعظم الشأن، وكثرة التحقيق، أشهر من أن يذكر، ومصنفاته كثيرة مشهورة ، ثمّ عدّ مصنّفاته ، وقال : روى عن فضلاء عصره، ومنهم الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الميسي ، ورأيت إجازته له ، وكان حسن الخط .(5)

ص: 276


1- البحار 108 : 31 .
2- البحار 108 : 151
3- البحار 108 : 156
4- نقد الرجال 3 : 276 [3620]
5- أمل الآمل 1 : 121[129] ، وانظر: الكنى والألقاب 3 : 161 ، تنقيح المقال 2 : 295 ، جامع الرواة 1 : 589 .

وكانت له مكانة جليلة ، وحظوة عظيمة عند الشاه طهماسب الصفوي، حتّى أنّه فوّض إليه شؤون المملكة ، فنهض لتطبيق أحكام الدين، حتّى قال حسن بك روملو في تاريخه : إنّه لم يسع أحد بعد الخواجة نصير الدين الطوسي في إعلاء المذهب الجعفري مثلما سعى الشيخ علي الكركي .(1)

ثم إن صاحب الرياض نقل عن تاريخ جهان آرا، أن الشيخ الكركي توفي في 18 ذي الحجّة سنة 940 ه (2)، وعن تاريخ حسن بيك روملو السبت 18 ذي الحجّة سنة 940 ه ، بعد مضي عشر سنين من زمن دولة الشاه طهماسب الصفوي .(3)

وأضاف السيد الأمين (ت 1371 ه) عليهما : أنه توفي سنة 940 في زمن الشاه طهماسب في التاسع والعشرين من ذي الحجة عن نظام الأقوال ، و الثامن عشر منه يوم الاثنين كما عن وقائع السنين للأمير إسماعيل خاتون آبادي .(4)

وهو مطابق لما قيل في تاريخ دفنه (مقتداي شيعة) بحساب الجمل (5)، ومتناسب مع تاريخ الفرمان الذي كتبه إليه الشاه طهماسب سنة 139 ه .(6)

ص: 277


1- انظر : رياض العلماء 3 : 441 ، لؤلؤة البحرين : 151 (62) ، بهجة الأمال 5 : 457 ، روضات الجنّات 4 : 360 [414]، خاتمة المستدرك 2 : 277
2- رياض العلماء 3 : 448 .
3- رياض العلماء 3 : 451 .
4- أعيان الشيعة :: 208 ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 160 ، لؤلؤة البحرين : 154 .
5- رياض العلماء :3 448، 451
6- رياض العلماء 3: 455

فما فى رسالة أحد تلاميذه (1)، وأمل الآمل من أن وفاته في سنة 937 ه (2)، وهامش النقد عن التفرشي في سنة 938 (3) ، قد يكون من سهو القلم ، بل إن ما في الأمل مأخوذ من رسالة تلميذه ، وما في النقد هو تاريخ وفاة علي بن عبد العالي الميسي (4)، وجاء الوهم من تشابه الاسمين .

وكذا ما فى الروضات في ترجمة الشهيد الثاني عن ابن العودي من أن سنة الوفاة هي 945 (5)؛ لأنه صححه في ترجمة الكركي ب_ 940 ه .(6)

وقد نقل صاحب الرياض عن الشيخ حسين بن عبد الصمد في بعض رسائله : أن الشيخ علي کرکي قد صار شهيداً ، ثمّ قال : وهو أعرف بما قاله ، فتأمل .(7)

وعلق عليه صاحب الروضات، بقوله : مع أنّ هذا أيضاً غير مفهوم من كلمات واحد من الأصحاب ، ولا مصرّح به في شيء من المدوّنات في هذا الباب، ولو كان لنقل ، و (لو) نقل لم يقل ، ولو كثر لاشتهر ، ولو شهر لم يستر .(8)

وأجابه في تكملة الأمل كما عن أعيان الشيعة : أنّه سفسطة من الكلام ، ولو نقله ألف مؤرّخ ، لم يبلغ في الصحّة مبلغ نقل الشيخ حسين ابن عبد الصمد ، الشيخ الرباني، الذي هو في عصره مثل زرارة بن أعين

ص: 278


1- رياض العلماء 3 : 444
2- أمل الآمل 1 : 121
3- نقد الرجال 3: 276 ، الهامش (3) .
4- رياض العلماء 4 : 121 ، طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 166 .
5- روضات الجنّات 3: 355 .
6- روضات الجنات 372:4 .
7- رياض العلماء 442:3 .
8- روضات الجنات 372:4 .

ومحمد بن مسلم في زمانهما ، فهذا التضعيف من أقبح التصنيف ، وكم لهذا السيّد من مثل هذه الهفوات رضي الله عنه .(1)

ولم نجد هذا الكلام في التكملة ، ولكنّه نقل كلام ابن العودي من أنّه توفّي مسموما (2)، بعد أن نقل عبارة الشيخ حسين بن عبدالصمد المتقدمة ، وقال : ويساعده ما ذكره مؤرّخوا ذلك العصر من عداوة جماعات من أعيان رجال الدولة وعلماء الحكمة والقضاة مع الشيخ له ولهم في ذلك حكايات ، وله معهم مناظرات وكرامات أخرجها صاحب الرياض يطول المقام بذكرها .(3)

ومن الجدير ذكره أخيراً، أنه كانت بين الشيخ علي الكركي والشيخ إبراهيم القطيفي منافرة ومخاصمة ، انجرّت في بعض الأحيان إلى مناقشات ومعارضات (4)، لا يسع المجال للتفصيل فيها ، وقد تأتي الإشارة إليها في ترجمة الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي .

كتاب جامع المقاصد في شرح القواعد :

هو شرح طويل على (قواعد) العلامة الحلي الله ، قال المصنف في أوّله - بعد الحمد والصلاة - : وبعد ، فإن كتاب (قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام لشيخنا الأعظم، شيخ الإسلام . . . ، كتاب لم يسمح الدهر بمثاله . . . ، وإني كنت على قديم الزمان أؤمل أن أصنع له شرحاً يتكفّل ببیان مشكلاته . . . ، ثم شرعت في وضع شرح طويل ، يشتمل من المقاصد

ص: 279


1- أعيان الشيعة :: 208 ، ولم نجده في التكملة .
2- انظر : روضات الجنّات 3 : 355 .
3- تكملة أمل الآمل : 291
4- انظر: أعيان الشيعة :8 : 209 ، رياض العلماء 1 : 15 ، روضات الجنات 1 : 25 ، لؤلؤة البحرين : 160 .

على كل دقيق وجليل . . . ، وسمّيته (بجامع المقاصد في شرح القواعد) .(1)

ووصل فيه إلى بحث تفويض البضع من كتاب النكاح ولم يكمله .

قال في أوّل بحث التفويض : وفرغ من تسويده مؤلّفه الفقير إلى الله تعالى على بن عبد العالي، بالمشهد المقدّس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام ، منتصف النهار من يوم السبت تقريباً ، الثامن عشر شهر جمادي الأولى من سنة خمس وثلاثين وتسعمائة ، حامداً لله تعالى على آلائه، مصلياً على رسوله محمد وآله ، مسلماً .(2)

وذكر هذا الشرح السيد مصطفى التفرشي (القرن الحادي عشر) في نقد الرجال (3)، والشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل (4)، والأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (5)، وغيرهم ممن ترجم له .

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار ، وقال : وكتاب شرح القواعد ، ورسالة قاطعة اللجاج . . . ، لأفضل المحققين مروّج مذهب الأئمة الطاهرين، نورالدين علي بن عبد العالي الكركي أجزل الله تشريفه .(6)

وقال في فصل توثيق مصادره والشيخ مروّج المذهب نور الدين حشره الله مع الأئمة الطاهرين حقوقه على الإيمان وأهله أكثر من أن يشكر على أقله ، وتصانيفه في نهاية الرزانة والمتانة .(7)

ص: 280


1- جامع المقاصد 1 : 66 ، مقدمة المؤلّف
2- جامع المقاصد 13 : 413 ، الفصل الثالث : في التفويض
3- نقد الرجال 3 : 276 [3620]
4- أمل الآمل 1 : 121 [129] .
5- رياض العلماء 3 : 441 ، وانظر أيضاً : روضات الجنّات 4 : 360 [414]، لؤلؤة البحرين : 151 [62] ، تكملة أمل الآمل : 293
6- البحار 1 : 21 ، مصادر الكتاب
7- البحار 1 : 41 ، توثيق المصادر .

وقد نقل صاحب الرياض إجازة الشيخ الكركي للشيخ الميسي ، وأوّل كتاب أجازه له فيها هو هذا الكتاب .(1)

قال السيد محسن الأمين (ت 1371 ه) : جامع المقاصد في شرح القواعد ، خرج منه ست مجلدات إلى بحث تفويض البضع من كتاب النكاح ، وهو شرح لم يعمل قبله أحد مثله في حلّ مشكله ، مع تحقيقات حسنة وتدقيقات لطيفة ، خال من التطويل والإكثار ، وشارح لجميع ألفاظه المجمع عليه والمختلف فيه ، وقد اشتهر هذا الشرح اشتهاراً كثيراً ، واعتمد عليه الفقهاء في أبحاثهم ومؤلّفاتهم، مطبوع مع القواعد والحواشي .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) : (جامع المقاصد) في شرح «القواعد» تأليف آية الله العلامة الحلي ، وهو شرح مبسوط للمحقق الكركي.

ثم قال : وقد طبع بإيران ما برز منه في مجلد كبير

يوجد مجلّده الأوّل إلى صلاة الكسوف المكتوب (949) في مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في النجف .(3)

وقد طبع الكتاب مؤخراً بتوسط مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث محققاً على أحد عشرة نسخة لأجزاءه المختلفة ، كلّها من القرن العاشر .(4)

ص: 281


1- رياض العلماء 3: 441
2- أعيان الشيعة 8: 210
3- الذريعة 5 : 72 [284].
4- جامع المقاصد 1 : 51 ، مقدمة التحقيق.

ص: 282

(113) کتاب : نفحات اللاهوت

الحديث :

الأول : قال في استدلاله على إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام :

وروی مسلم حديث (إنّي تارك فيكم الثقلين)، وإن كان (1)من النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله بخم، وهو ما بين مكة والمدينة .

ورواه الحميدي في (الجمع بين الصحيحين)، وفي (الجمع بين الصحاح الستة) ، روی كلا من الحديثين، ورواه ابن المغازلي في مناقبه بطرق متعدّدة، والخطيب الخوارزمي ، ورأيته في عدة من مصنفات أهل السنة بحيث يبلغ الدرجة المتواترة ويفيد اليقين .(2)

الثاني : ورواه : ورواه في كشف الغمّة عن زيد بن أرقم ، وفيه طول أخذنا منه موضع الحاجة، وهو قوله : «وإني فرطكم على الحوض وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم حين تلقونني عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما ...؟) إلى آخر ما ذكرناه في كشف الغمة .

ورواه أيضاً من غير طريق زيد .(3)

ص: 283


1- كذا في المطبوع
2- نفحات اللاهوت : 62
3- نفحات اللاهوت : 62 ، وانظر : كشف الغمّة ، الحديث الخامس .

الثالث : قال : وأيضاً على تقدير كونه علیه السلام راضياً (1)، وقد علم عدم صحة بيعتهم لأبي بكر وانعقاد الأمر له ، كيف جاز له أن يترك حقاً واجباً بمراعاة الخلق ؟ وهل يجوز أن ينسب ينسب إلى من قال في حقه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «علي مع الحق والحق مع علي» ، وقال : «إنه ثاني الثقلين الذين لم يفترقا حتى يردا علي الحوض»، وحكم بأنّ من تمسك بهما لن يضلّ أبداً ، وقد أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيراً؟ (2)

الرابع : قال : ولا شبهة أن من يجتري على بضعة النبوة التي رباها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، إحدى العترة الذين هم أحد الثقلين ، فينسب إليها مخالفة

الواجب . . .(3)

الخامس: في استغرابه من عدم علم علي وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام بعدم توريث النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، وأنه صلی الله علیه و آله وسلم لم يخبرهم بذلك ، وتركهم في عمى وضلالة ، قال : وأي مسلم يقرّ بكلمة الشهادة ويدين بدین محمد صلی الله علیه و آله وسلم تسكن نفسه إلى تجويز هذه الأمور ، واين قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً: كتاب الله عترتي أهل بيتي» .(4)

السادس : قال في تشنيعه على محاولة إحراق بيت فاطمة علیها السلام : وكلهم قد سمعوا مكرّراً قوله تعالى: «قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» ، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : إن كتاب الله وعترته لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم مكرراً: «أذكركم الله في أهل بيتي» ،

ص: 284


1- أي : ببيعة أبي بكر .
2- نفحات اللاهوت : 65 .
3- نفحات اللاهوت : 66 .
4- نفحات اللاهوت : 74 .

وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «انظروا كيف تخلفوني فيهما» ، يعني الكتاب والعترة .(1)

السابع: في الاستدلال على أن العترة وأهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ، قال : فممّا رواه زيد بن أرقم ، قال : قام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال: «أما بعد ، ألا يا أيها الناس ، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب، فإنّي تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ، ثمّ قال : «وأهل

بيتي أذكركم الله في أهل بيتي .

قال : قال مشكاة : رواه مسلم .(2)

الثامن : وعن جابر قال : رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته العضباء ويخطب ، فسمعته يقول: «يا أيها الناس، إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي».

قال : رواه الترمذي .(3)

التاسع : وعن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .

قال : رواه الترمذي .(4)

ص: 285


1- نفحات اللاهوت : 79
2- نفحات اللاهوت : 85 ، راجع ما سنذكره في صحيح مسلم .
3- نفحات اللاهوت : 86 ، راجع ما سنذكره عن الترمذي .
4- نفحات اللاهوت : 86 ، راجع ما سنذكره عن الترمذي .

کتاب نفحات اللاهوت :

قال المصنف في أوّل رسالته : وسمّيتها (بنفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) .(1)

وقال في نهايتها وفرغ من تسويدها مؤلّفها العبد المفتقر حقاً إلى أجور الله وكرمه ، المعترف بذنوبه وعيوبه في سره وعلنه، علي بن عبد العال ، بلغه ما يتمناه وألحقه بمن رضي عنه وأرضاه ، ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ذي الحجة الحرام لسنة سبع عشرة وتسعمائة من الهجرة النبوية صلوات الله على مشرّفها، بمشهد مولاي ومولى الثقلين الإمام المرتضى علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه وأولاده المعصومين أفضل الصلوات والتسليمات، حامداً مصلياً مسلماً .(2)

ونسبه إلى نفسه في إجازته للشيخ علي بن عبد العالي الميسي .(3)

وعليه فقد ذكره في ضمن كتبه : العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل (4)، وأدخله في مصادر إثبات الهداة (5)، مثله فعل المجلسي (ت 1111ه) في مصادر البحار، ولكن سمّاه : كتاب أسرار اللاهوت في وجوب لعن الجبت والطاغوت .(6)

نقل صاحب الرياض نسبة الكتاب إليه عن أحد تلامذته فى رسالة ذكر فيها أسامي مشائخه (7)، وعده البحراني (ت 1186 ه-) في اللؤلؤة من كتبه .(8)

ص: 286


1- نفحات اللاهوت : 42 .
2- نفحات اللاهوت : 137
3- البحار 108 : 41 .
4- أمل الآمل 1 : 121 [129] .
5- إثبات الهداة 1 : 29 .
6- البحار 1 : 21 ، 41 .
7- رياض العلماء 3: 443
8- لؤلؤة البحرين : 154 .

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : ونسخها شائعة ، وتوجد النسخة بخط المصنف ظاهراً في مكتبة (الخوانساري) في ألفي بيت تقريباً، وأخرى عند الشيخ عبد الله المامقاني في النجف، ونسخ عند الميرزا علي الشهرستاني بكربلاء في مكتبة راجه فيض آبادي ، (والرضوية) وقف 1068 ، ومكتبة أمير المؤمنين كتابتها 934 ، ومكتبة السيد كاظم البهبهاني في كربلاء ، وموقوفة السيد علي الإيرواني بتبريز (والطهراني بكربلاء)، والسيد محمد علي الروضاتي بإصفهان، وطبع بالنجف في 110 صفحات سرّاً ، وكتب عليه بالفارسية : [در مطبعة سعادت تبریز 1360] .(1)

ص: 287


1- الذريعة 24 : 250 [1297].

ص: 288

(114) إجازة الشيخ إبراهيم القطيفى إلى الشيخ محمد الاسترآبادی

(114) إجازة الشيخ إبراهيم بن سليمان (القطيفى) إلى الشيخ محمد الاسترآبادی (ت بعد 951 ه)

الحديث :

جاء في الإجازة :

بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الذي ابتدأ فطرة ما خلق فأحسنه على غير مثال . . .

وكان القرآن كما وصفه من نزل على قلبه : ذا وجوه ، كاد أن يتمسك كل فريق منه بما قفوه، رجعنا في التمييز إلى السنة النبوية والأحاديث المرويّة ، وكان ما اتفق على نقله جميع الأمّة أولى بأن يعتمد عليه ذو المروّة والهمة ، ومنه قوله : «إني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب الله عزّ وجلّ، وخذوا به ، وحقوا عليه ، ورغبوا فيه، ثمّ أهل بيتي».

وقد تواتر نقل هذا الحديث بعبارات شتّى ، اشتركت في وجوب التمسك بأهل بيته ، فأخذنا عنهم . . . ،

نقل هذه الإجازة كاملة المجلسي في البحار .(1)

الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي :

قال فيه الشيخ علي بن هلال الكركي في إجازته لملك محمّد ابن

ص: 289


1- البحار 108 : 108

سلطان حسين الإصفهاني في سنة 984 ه : الشيخ الفاضل الورع البهي النقي ، الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي .(1)

وقال الشيخ الحرّ العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل : فاضل، عالم ، فقيه ، محدّث ، له كتب منها : كتاب الفرقة الناجية ، حسن ، توفّي بالغري، من المتأخرين .(2)

وقال العلامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار والشيخ إبراهيم القطيفي كان في غاية الفضل، وكان معاصراً للشيخ نورالدين المروج، وكانت بينهما مناظرات ومباحثات كثيرة (3)، وقال في إجازته للفاضل المشهدي في سنة 1085ه- سنة 1085 ه : الشيخ المدقق ، المتبحر إبراهيم بن سليمان القطيفي .(4)

ولكن صاحب الرياض ، قال : وقد سمعت عن الأستاد الاستناد أي : المجلسي - أيده الله ، أنه لم يكن كثير فضل، وأن ليس له مرتبة المعارضة مع الشيخ علي الكركي، وقد سمعت منه مشافهة أيضاً، ما يدلّ على القدح في فضله ، بل في تدينه ، حيث إنّه ينقل لي أنه رأى مجموعة بخط الشيخ إبراهيم هذا ، وقد ذكر فيها افتراءات على الشيخ علي ، ويقول : أين فضله من فضل الشيخ علي ، وعلمه وتبحره ، والله أعلم .(5)

أقول : ولكن هذا ينافي قول المجلسي : «كان في غاية الفضل» في إجازته ، وكونه مدققاً متبحراً، ووصف الشيخ علي بن هلال الكركي له بالورع، كما وصفه بذلك أيضاً البحراني في اللؤلؤة ، قال : وهو فاضل ورع ، قد روى عنه جملة من الفضلاء ، إضافة إلى ما أورده من قصة دخول

ص: 290


1- البحار 109 : 81.
2- أمل الآمل 2: [5]
3- البحار 1 : 26 .
4- البحار 110 : 161 ، وانظر : الكنى والألقاب 3: 76 .
5- رياض العلماء 1 : 19

الإمام الحجّة (عج) عليه ، وسؤاله عن أعظم آيات القرآن في المواعظ (1)، التي نقلها صاحب الرياض .(2)

وكانت له معارضات ومناقضات مع الشيخ علي الكركي ، نقل بعضها أصحاب التراجم ، قال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : لو كان الله زاهداً عابداً ورعاً مشهوراً تاركاً للدنيا ،برمتها، وتكثرت المعارضات بينه وبين الشيخ علي الكركي، حتى أن أكثر الإيرادات التي أوردها الشيخ على في بعض رسائله في الرضاع والخراج وغيرهما ردّ عليه ، ثم أورد المناظرة بينهما في حكم أخذ جوائز السلطان (3)، التي أشار إليها القطيفي نفسه في (الرسالة الحائرية في تحقيق المسألة السفرية) التي نقل عنها في اللؤلؤة، بقوله : قد ذكر في صدر الرسالة المذكورة ما اتفق عليه مع الشيخ علي في سفره معه للمشهد المقدّس الرضوي ، إجمالاً من المسائل التي نسبه فيها إلى الخطأ ، منها : أن العشرة القاطعة لكثرة السفر يشترط فيها التتالي أم لا ، فنسب إلى نفسه الأوّل وإلى الشيخ علي الثاني ، وفي هذه المسألة صنف الرسالة المشار إليها ، ومنها . . . ، ثم ذكر أنه دخل يوماً إلى ضريح الرضا الله فوجدته هناك، فجلست معه، فاتفق حضور بقية العلماء الوارثين وزبدة الفضلاء الراسخين ، جمال الملة والدين، فابتدأ بحضوره معترضاً عليّ : لِمَ لم تقبل جائزة الحكّام ؟ فقلت : لأن التعرّض لها مكروه ، فقال : بل واجب أو مستحب ، فطالبته بالدليل، فاحتج بفعل الحسن علیه السلام مع معاوية ، وقال : إن التأسي ، إما واجب أو مندوب على اختلاف المذهبين ، فأجبته عن ذلك ، واستشهدت بقول الشهيد - رحمه الله تعالى -

ص: 291


1- لؤلؤة البحرين : 160
2- رياض العلماء 1 : 18 .
3- رياض العلماء 1 : 15 .

فى (دروسه) : ترك أخذ ذلك من الظالم أفضل ، ولا يعارض ذلك أخذ الحسن علیه السلام الجوائز معاوية ؛ لأن ذلك من حقوقهم بالأصالة ، فمنع أولاً كون ذلك في (الدروس) ، ثمّ التزم بالمرجوحية، وعاهد الله تعالى هناك أن يقصر كلامه على قصد الاستفادة بالسؤال والإفادة بالجواب ، ولولا كراهة الإطالة لفصلت أكثر ما وقع بيني وبينه ، ثم فارقته قاصداً إلى المشهد الغروي على أحسن الحال ، فلما وصلت تواترت الأخبار عنه من الثقات وغيرهم بما لا يليق بالذكر، فقابلته بالضد، فلم أزل ساكتاً إلى أن انتهى الأمر إلى دعواه العلم ونفيه عن غيره، فبذلت له وسعي في رضاه بالاجتماع للبحث والمذاكرة بجميع أنواع الملاطفة فأبى (إلى آخر كلامه في الرسالة

المذكورة) ، وهو وهو ممّا يقض- يقضي منه العجب العجيب ، كما لا يخفى على الموفق الأريب .(1)

ومن هذه الرسالة يظهر أن المناظرة جرت في مشهد الرضاء علیه السلام ، لا المشهد الغروي أو الحائري كما نقله البعض عن بعض الشيوخ (2)، ثم إن جائزة السلطان كانت - على الظاهر ، مال قد أمر به سلطان الوقت الصفوي (الظاهر أنه طهماسب) لنفقات سفرهم إلى مشهد الرضا علیه السلام بالإشارة منه لترويج الدين ، وبالغ في عدم قبوله الشيخ القطيفي معتبراً أنه أخذ حراماً، فأخذه يناقض سعيهم لترويج الدين، وقبله الشيخ علي الكركي، كما شرح ذلك الشيخ القطيفي نفسه في رسالته (السراج الوهاج لدفع قاطعة اللجاج) التي كتبها ردّاً على الرسالة الخراجية للشيخ علي الكركي المسماة (قاطعة اللجاج في حل الخراج) ، ونقل عبارتها السيد الأمين في الأعيان . (3)

ص: 292


1- لؤلؤة البحرين : 161 .
2- رياض العلماء 1 : 15 .
3- أعيان الشيعة 8: 212

أقول : إن معارضته للشيخ علي الكركي، وتأليفه في الردّ والنقض عليه، هو الذي أجرى أقلام البعض في القدح فيه والتنقيص منه (1)، فإنّ كلّ ما أخذ عليه جاء ممّا وجدوه في رسائله التي ردّ بها على الشيخ علي الكركي بكلام جارح شديد، يصل بعضه إلى الاتهام بعدم العلم والجهل .(2)

ومنه جاء قول العلامة المجلسي

ولكن هذا - كما ظهر لي - كان محصوراً في المنافسة العلمية والردودات النظرية، ومن الطرفين، فانظر ما قاله الشيخ الكركي في (رسالة في الرضاع) وفي (قاطعة اللجاج في حلّ الخراج) الذي نقل عنها صاحب الأعيان يعرض فيه بالمخالفين، وأكبرهم كما أسلفنا الشيخ القطيفي، قال في أوّل الأولى : نعم ، اختلف أصحابنا في مسائل قد يتوهم منها القاصر عن درجة الاستنباط أن يكون دليلاً لشيء من هذه المسائل أو شاهداً عليها (3)، وفي أوّل الثانية : لمّا توالى على سمعي تصدي جماعة من المتسمين بسمة الصلاح، وثلة من غوغاء الهمج الرعاع أتباع كل ناعق ، الذين أخذوا من الجهالة بحظ وافر، إلى أن يقول : وفي زماننا حيث استولى الجهل على أكثر أهل العصر، واندرس بينهم معظم الأحكام وخفيت مواقع الحلال والحرام، وهدرت شقاشق الجاهلين ، وكثرت جرأتهم على أهل الدين . . . (4)

فإنّه يتهم مخالفيه بالقصور عن درجة الاستنباط وبالجهل ، فيكيل له مخالفوه مثل ما كال، ومثل هذا كثير بين العلماء المتعاصرين ، لا ينبغي

ص: 293


1- أعيان الشيعة 2 : 141 و 8 : 211 .
2- انظر : لؤلؤة البحرين : 160 ، روضات الجنات 1 : 25 [3].
3- أعيان الشيعة 8: 211
4- أعيان الشيعة 8: 211

تنقيص وقدح أحد منهم لأجله (1)، خاصة إذا وصف بالورع ، ولنعم ما نقل صاحب أنوار البدرين تعليقاً على كلام صاحب اللؤلؤة، ما نصه ما ذكره في حق هذا الرجل ، وقبله شيخنا المجلسي، وفي حق غيره من علمائنا الأعلام الأتقياء الكرام ، فيه مواقع للنظر لا يخفى على أولي الإنصاف والنظر ، فإنّ نسبة كثير منهم أو بعضهم إلى الافتراء والكذب (والعياذ بالله منهما) قبيح منزّه عنه أقلهم درجة وأنزل رتبة يقيناً .

فإن كان الناقل والمنقول عنه مجتهداً جامعاً للشرائط فذاك ما أدّاه اجتهاد كلّ منهما إليه ، مع صدوره من المنقول عنه ، وليس افتراء ، ولا بأس به على المنقول عنه ، إذا كان باجتهاده وما أداه إليه رأيه ، وإن كان الناقل غير مجتهد أو جاهلاً فلا عبرة بنقله .

ونسبة القدح في ديانة الرجل بمجرد إيراده على معاصره ، والردّ عليه في غير محله ، إذا نزّهناه عن الافتراء ونسبناه إلى اجتهاده، كما وقع لشيخنا المجلسي له في حق هذا الرجل ونحوه غيره .

نعم تخطئة اجتهاده حسب ، مع عذره وعدم القدح في عدالته لا بأس به ، ، اللهم إلا أن يكون المنسوب إلى المنقول عنه من المسائل الضرورية التي لا مسرح للنظر والاجتهاد فيها، فهي في محلّه، وبالجملة فطعن بعضهم على بعض ، إن كان باجتهاد في المسألة مع معذورية المطعون عليه من غير أن ينجر إلى القدح في العدالة والتدين والافتراء ، وإن كان بغير اجتهاد صحيح فهو قدح في جهله، وهو في محلّه كما لا يخفى ، والله العالم العاصم .(2)

ص: 294


1- لؤلؤة البحرين: 163 ، روضات الجنات 1 : 25 .
2- لؤلؤة البحرين : 164 ، الهامش (17) .

قال المحقق السيّد محمّد صادق بحر العلوم في هامش لؤلؤة البحرين : إن القطيفي كان حيّاً سنة 951 ه ؛ لأنّه فرغ فيها من تأليف كتابه الفرقة الناجية ، وقال : وتوجد نسخته المخطوطة عندنا بخط فرج الله بن سالم الجزائري .(1)

ولكن الطهراني ذكر في الذريعة أنه فرغ منه في خامس صفر 945 ه بمدينة الجزائر ، وذكر عدّة نسخ له .(2)

كما ذكر أنّه فرغ من كتابه (نفحات الفوائد) في 13 شوّال 945 ه .(3)

وقد نقل العلّامة المجلسي إجازته للشيخ شمس الدين محمد الاسترابادي التي أوردنا منها حديث الثقلين، في البحار ، وكتب في آخرها وكتب الفقير الحقير غريق الخطايا وأسير الحدثين إبراهيم بن سليمان القطيفي المجاور بحرم مولاه أمير المؤمنين على صلوات الله وسلامه عليه ، جعله الله به من الامنين الآمنين فى الدنيا والآخرة ، آمين ، حادي عشرين من شهر عاشوراء مفتتح سنة عشرين وتسعمائة . . . (4)

ص: 295


1- لؤلؤة البحرين : 160 ، الهامش (16) .
2- الذريعة 16 : 177
3- الذريعة 24 : 249 [1291] ، طبقات أعلام الشيعة (القرن العاشر) : 4 .
4- البحار 108 : 108 ، وانظر: الذريعة : 134 [628] ، طبقات أعلام الشيعة 134:1 (القرن العاشر) : 4

ص: 296

(115) کتاب : تأويل الآيات الظاهرة لعلي الحسيني الاسترابادي

(115) کتاب : تأويل الآيات الظاهرة فى فضائل العترة الطاهرة (1)

لشرف الدين على الحسينى الاسترابادي

القرن العاشر

الحديث :

الأول : قال تحت قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا»

تأويله : «وَاعْتَصِمُوا» أي : تمسكوا والتزموا «بِحَبْلِ اللهِ» وهو كتابه العزيز وعترة أهل بيت نبيه (صلوات الله عليهم) ، وقوله «جَمِيعاً»

أي : بهما جميعاً ، «وَلاَ تَفَرَّقُوا» أي : (ما) بينهما .

ويدلّ على ذلك : ما ذكره أبو علي الطبرسي في تفسيره ، قال : روى أبو سعيد ، عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم . . . . إلى آخر ما أوردناه عن مجمع البيان فراجع.(2)

الثاني : قال تحت قوله تعالى «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذُّلّةَ أَيْنَ مَا ثَقِفُواْ إِلَّا بِحَبْلٍ مَنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ»

ص: 297


1- لهذا الكتاب مختصر سمّاه المجلسي في البحار (كنز) جامع الفوائد ورمز لهما معاً بالرمز (كنز) لأنّ أحدهما مأخوذ من الآخر
2- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 177، ح 31 ، وراجع ما أوردناه للطبرسي، الحديث الثاني .

ويؤيده : ما تقدّم (1)في تأويل «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً» ، وهو قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني قد تركت فيكم حبلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» ، فهما الحبلان المتصلان إلى يوم القيامة .(2)

الثالث : قال تحت آية «سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ» :

وأمّا تأويله : قال محمّد بن العبّاس الله . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن ابن الجحام، فراجع .(3)

الرابع : قال : ويؤيده ما رواه أيضاً عن محمد بن همام . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن ابن الجحام (4)، فراجع .

الخامس : قال : ويؤيّده ما رواه أيضاً عن عبد الله بن محمد بن ناجية . . . ، إلى آخر ما أوردناه عن ابن الجحام (5)، فراجع .

وقال السيد شرف الدين الاسترابادي - بعد هذا الحديث - وإنما سمّاهما الثقلين لعظم خطرهما ، وجلالة قدرهما (6)، وفي بعض النسخ أضاف : [وهذه الرواية لا يبعد أنّها متواترة، وفيها نوع تأييد للتأويل

324،

ص: 298


1- وهو ما ذكرناه في المورد السابق .
2- تأويل الآيات الظاهرة 1 : 122 ، ح 40 .
3- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 637 ، ح17 ، وعنه في البحار 24 : 324 ، ح 37 ، 2 والبرهان 4 : 267 ، ح 1 ، وغاية المرام 2 : 344 ، ح 32 ، الباب : 29 ، وانظر ما أوردناه عن تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبی صلی الله علیه و آله وسلم وآله (صلى الله عليهم) لابن الجحام ، الحديث الأول .
4- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 637 ، ح 18 ، وعنه في البحار 24 : 324 ، ح 38 ، والبرهان 4 : 267 ، ح2 ، وغاية المرام 2 : 344 ، ح 32 ، وانظر ما أوردناه عن ابن ح الجحام ، الحديث الثاني
5- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 638 ، 19 ، وعنه في البرهان 4 : 267 ، 3 ، وغاية المرام 2 : 344 ، ح 33 ، وانظر ما أوردناه عن ابن الجحام ، الحديث الثالث
6- لقد مرّت أسانيد هذه العبارة عن ثعلب من عدة كتب ، فراجع .

المذكور قبلها في الروايتين ، ولذا أوردناها في هذا المقام وإن لم يتعرّض فيها للآية كما في السابقتين .(1)

السادس : قال : وقال في تفسير سورة النصر . . .

وقال أيضاً (2): لما نزل بمنى في حجة الوداع «إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ» ، قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «نعيت إلى نفسي»، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس ، ثم قال : «نضر (3)الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ...» ، إلى آخر ما أوردناه عن تفسير علي بن إبراهيم القمي (4)، فراجع

شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي :

قال عنه العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار : السيد الفاضل العلامة الزكي ، شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي المتوطن الغري، مؤلّف كتاب الغروية في شرح الجعفرية ، تلميذ الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي (5)، وقال في فصل توثيق الكتب : إنه في غاية الفضل.(6)

وقال الميرزا الأفندي (ت حدود 1130ه) : السيد شرف الدين على الحسيني الاسترآبادي ، ثمّ النجفي المتوطن في الغري، فاضل عالم جليل

ص: 299


1- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 638 ، والعبارة الأخيرة توجد في بعض النسخ فقط
2- أي : علي بن إبراهيم القمي، كما ذكره في الحديث الذي قبله
3- في تفسير القمي (نصر)
4- تأويل الآيات الظاهرة 2 : 859 ، (سورة النصر) ، وفيه : «ثلاث لا يغل عليه قلب : امرء مسلم : إخلاص العمل الله والنصيحة ، وفيه: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم . . . ، وفيه : «فإنّه نبأنى اللطيف ....» ، وفيه : فتفضل هذه على هذه» ، وانظر ما أوردناه عن تفسير القمي ، الحديث الثاني والرابع
5- البحار 1 : 13 ، مصادر الكتاب
6- البحار 1 : 31 ، توثيق المصادر .

زكي ذكي نبيل ، وهو من تلامذة الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي المشهور، وهذا السيد أيضاً من أجلة العلماء ، وله من المؤلفات كتاب الغروية في شرح الجعفرية لأستاده المذكور .(1)

ولكن الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) فى الأمل جعل تلميذ الكركي مؤلّف الغروية غير مؤلف كتاب تأويل الآيات، فإنّه قال في حرف الشين : الشيخ شرف الدين بن علي النجفي، كان فاضلاً محدثاً صالحاً ، له كتاب الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة (2)، وقال في حرف العين : الشيخ شرف الدين على الاسترابادي، عالم فقيه ، له كتاب شرح الجعفرية ، للشيخ علي بن عبد العالي، والشيخ شرف الدين المذكور من تلامذته . . .(3)

فعلّق الميرزا الأفندي عليه ، بقوله : وهذا - كما ترى - يدلّ على أنه جعلهما اثنين ، ثم انتقد كلامه بوجوه .(4)

وقال السيد محسن الأمين (ت 1371 ه) في الأعيان تعليقاً على جعلهما اثنين أيضاً : فوجود من اسمه الشيخ شرف الدين بن علي النجفي غير محقق ، بل الظاهر أنه اشتباه بالسيد شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي النجفي ، وبعض المعاصرين جعلهما اثنين، وجعل منشأ الاشتباه الاشتراك، ولكن الظاهر أنه ليس إلا واحداً هو السيد شرف الدين علي المذكور .(5)

كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة :

قال مؤلّف الكتاب في أوّله : وسمّيته تأويل الآيات الظاهرة في

ص: 300


1- رياض العلماء 4 : 66 .
2- أمل الآمل 2 : 131 [367].
3- أمل الآمل 2: 176[531] .
4- رياض العلماء 4 : 68 ، 69
5- أعيان الشيعة 7 : 336 ، 337 ، و 8 : 227

فضائل العترة الطاهرة» .(1)

نسبه للسيد شرف الدين العلامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار ، قال في فصل تعداد مصادره: وكتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد الفاضل العلّامة الزكي شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي . . . ، وأكثره مأخوذ من تفسير الشيخ الجليل محمد بن العباس ابن علي بن مروان بن الماهيار . . . (2)

وذكر في فصل توثيق المصادر أن جمعاً من المتأخرين رووا عنه (3)وتبعه على ذلك الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض، ولكنه أضاف في اسمه (الباهرة) بعد (الظاهرة) (4)، مع أنّه نقل عن أوّل كنز جامع الفوائد الذي هو مختصر تأويل الآيات كما سيأتي الإشارة إليه) أن اسمه تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة (5)، كما نقل نص كلام المجلسي في البحار .

ومن هذا يظهر أن ما في الأمل من أن اسمه (الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة) (6)خطأ، وكذا ما في الروضات تبعاً لصاحب الأمل ، حتى أنّه غير اسمه في نص كلام المجلسي الذي نقله (7)، فلاحظ .

وقد ذكر الأفندي أن الكتاب ،معروف، ولكن قد اختلف في مؤلّفه (8)، وكأنّه قد أخذه من الحر العاملي، قال في الأمل وربّما ينسب

ص: 301


1- تأويل الآيات : 21 ، مقدّمة المؤلّف
2- البحار 1 : 13 .
3- البحار 1 : 31 .
4- رياض العلماء 4 : 67 .
5- رياض العلماء 3 : 322 .
6- أمل الآمل 2 : 131 (367)
7- روضات الجنّات 4 : 322 (27) .
8- رياض العلماء 4 : 67

إلى الكراجكي ، وليس بصحيح ؛ لأنه ينقل من كشف الغمّة ومن كتب العلّامة (1)، وأضاف إلى ذلك الأفندي قوله : ممّا يؤيّد عدم كون ذلك الكتاب للكراجكي أن النسخة التي رأيتها في تبريز وكانت عتيقة ، أنه يروي فيها أيضاً عن كتب الشيخ ابن شهر آشوب والشيخ حسن بن أبي الحسن الديلمي - يعني صاحب إرشاد القلوب - وإن كان يروي فيها عن الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي أيضاً لكن من كتبهم ، فلاحظ .(2)

وفي الذريعة : (تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة) للسيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي الغروي تلميذ المحقق الكركي الذي توفي سنة 940 ، أوّله (أنّ أحسن ما توّج به هام الألفاظ والكلمات . . .) جمع فيه تأويل الآيات التي تتضمن مدح أهل البيت علیهم السلام ، ومدح أوليائهم وذمّ أعدائهم من طرقنا وطرق أهل السنّة ، وينقل فيه عن كنز الفوائد للشيخ الكراجكي المتوفى سنة 449 ، وعن كتاب ما نزل من القرآن فى أهل البيت (3)تأليف محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار ، المعروف بابن الجحام بالجيم ، ثم الحاء المهملة ، كما ضبطه في كشف الحجب ، وهو الذي سمع التلعكبري سنة 328 ، وعن كشف الغمّة للأربلى المتوفى سنة 692 ، وعن كتب العلامة الحلّى .

ثمّ قال : توجد من أصل الكتاب نسخ في الخزانة الرضوية وغيرها، ونسخة منه بخط السيد العالم المقدس النقي السيد أحمد سيد أحمد بن السيد مطلب ابن السيد المولى علي بن خلف والي الحويزة، فرغ من كتابتها سنة 1136 . . .(4)

ص: 302


1- أمل الآمل 2 : 131 (367) .
2- رياض العلماء 4 : 68
3- علیهم السلام
4- الذريعة 3 : 304 (1130).

ولابد هنا من الإشارة إلى ما قاله صاحب الروضات بخصوص بعض أخبار الكتاب ، قال : وهو جامع لنوادر أخبار كثيرة في المناقب يمكن أن يناقش في طائفة منها ، بناء على مخالفتها لظواهر الشريعة ، ومنافرتها القواعد الدين والملة .(1)

أقول : إن كان فيه بعض الأخبار الغريبة في الفضائل فهو أمر طبيعي في كتاب يجمع روايات الفضائل، وكم من مثله ، وهو لا يكون سبباً في التقليل من شأن الكتاب .

ثم إن العلامة المجلسي (ت 1111 ه) ذكر أن للكتاب مختصراً اسمه كنز جامع الفوائد، غير أنه تردّد هل أنه لصاحب الأصل أو للشيخ علم (علي) بن سيف بن منصور .(2)

وأكد نسبة المختصر إلى الشيخ علم بن سيف بن منصور صاحب الرياض ، ولكنه ذكر الاختلاف في اسمه بين ما ذكره المجلسي وبين ما وجده في بعض المواضع من أن اسمه (كنز الفوائد ودافع المعاند) وبين الذي رآه في أوّله وهو (جامع الفوائد ودافع المعاند) .(3)

وعلق الأمين (ت (1371 ه) في الأعيان بأن الظاهر أن ما في البحار نشأ من كتابة جامع بعد كنز على أنها نسخة بدل، وبذلك رجح أحد الاسمين اللذين ذكرهما الأفندي (4)، وبمثله أشار صاحب الذريعة .(5)

ولكن صاحب الأمل اشتبه هنا أيضاً ، كما حصل له في اسم مؤلّف

ص: 303


1- روضات الجنات 27:4 .
2- البحار 1 : 13
3- رياض العلماء 3 : 321 .
4- أعيان الشيعة 7 337 .
5- الذريعة 5 : 66 (261)

الأصل واسم كتابه ، فظنّ أن المختصر هو نسخة أخرى لكتاب الأصل أي : (تأويل الآيات) ، قال : ولكن لهذا الكتاب نسختان ، إحداهما فيها زيادات ، وينقل فيها من كنز الفوائد للكراجكي ، ومن كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت علیهم السلام لمحمد بن العباس المعروف بابن الجحام الثقة .(1)

وقد عرفت أن النسخة الثانية المقصودة هي مختصر الكتاب، الذي أشار إليه المجلسي والأفندي ، وما ذكره بعنوان (إحداهما فيها زيادة) هي نسخة الأصل.

وقد نقل الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض ما في أوّل المختصر، هكذا : وبعد ، فإنّي تصفحت كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ، فرأيته قد احتوى على بعض تعظيم عترة النبی صلی الله علیه و آله وسلم أهل التفضيل من كتاب الله العزيز الجليل، فأحببت أن أنتخب منه كتاباً قليل الحجم كثير الغنم ، وسمّيته (جامع الفوائد ودافع المعاند) وجعلت ذلك خالصاً لوجه الله الجبار . . .

ثمّ قال الأفندي : ولا يخفى أن ظاهر هذا الكلام يدلّ على أن مؤلّف الجامع غير مؤلّف تأويل الآيات ، فتأمل .

ثم ذكر أنه عثر على عدة نسخ تصرّح بأن مؤلّف المختصر هو الشيخ علي بن سيف بن منصور، وأنه انتخبه في المشهد المقدس الغروي في سنة سبع وثلاثين وتسعمائة ، وأنّه سمّاه كتاب كنز الفوائد ودافع المعاند .

ثمّ قال : يظهر من التاريخ المذكور أن مؤلّف كتاب تأويل الآيات ومؤلّف مختصره متقاربا العصر، بل هما متعاصران .(2)

ص: 304


1- أمل الآمل 2 : 131 ، وانظر : روضات الجنات 4 : 27 .
2- رياض العلماء 3 : 322 ، وانظر : الذريعة 5 : 66 (261)

وقد طبع الأصل محققاً على ثلاث نسخ تاريخ كتابة الأولى 995 ه ، فى المكتبة الرضوية ، والثانية 1097 ه ، وهي في مكتبة جامعة طهران ، والثالثة 1088 ه ، وهي في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي .(1)

ص: 305


1- تأويل الآيات الظاهرة : 14 ، وصف النسخ

ص: 306

مؤلفات زين الدين بن علي العاملي الشهيد الثاني (ت 965 ه)

(116) كتاب : الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية

الحديث :

في شرحه لعبارة (1)الشهيد الأول (حتّى قرن بينهم وبين محكم الكتاب) ، قال : ثمّ نبه على ما أوجب فضليتهم وتخصيصهم بالذكر بقوله : (حتى قرن) الظاهر عود الضمير المستكن إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، لأنه قرن (بينهم وبين محكم الكتاب) في قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِنِّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» الحديث .(2)

زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي (الشهيد الثاني) :

وصفه تلميذه ابن العودي في كتابه (بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد) الذي ألفه في حياة أستاذه الشهيد الثاني على ما نقله حفيد الشهيد الثاني في الدر المنثور بديع الزمان، ونادرة أوانه ، وفريد عصره ، وغرّة دهره ، الشيخ الإمام الفاضل ، والحبر العالم العامل، والتحرير المحقق الكامل ، خلاصة الفضلاء المحققين، وزبدة

ص: 307


1- أصل الكتاب (اللمعة الدمشقية ) للشهيد الأوّل ، وشرحه الشهيد الثاني فسماه (الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية)
2- الروضة البهیة 1 : 235 ، شرح المقدمة

العلماء المدققين ، الشيخ زين الملة والدين ابن الشيخ الإمام نور الدين علي . . .(1)

وقال أيضاً وصفه : حاز من خصال الكمال محاسنها ومآثرها ، وتردى من أصنافها بأنواع مفاخرها كانت له نفس عليه تزهى بها الجوانح والطلوع ، وسجيّة سنيّة يفوح منها الفضل ،ويضوع ، كان شيخ الأمة وفتاها ، ومبدأ الفضائل ومنتهاها، ملك من العلوم زماماً، وجعل العكوف عليها إلزاماً ، فأحيى رسمها وأعلى اسمها ، لم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة ، ووزّع أوقاته على ما يعود نفعه في اليوم والليلة ، أما النهار ففي تدريس ومطالعة وتصنيف ومراجعة ، وأما الليل فله فيه استعداد كامل لتحصيل ما يبتغيه من الفضائل .

هذا مع غاية اجتهاده في التوجه إلى مولاه وقيامه بأوراد العبادة حتّى يكل قدماه، وهو مع ذلك قائم بالنظر في أحوال معيشته على أحسن نظام ، وقضاء حوائج المحتاجين بأتم قيام . . . (2)

ونقل ابن العودي عن خطّ الشهيد نفسه أنه ولد ولد يوم الثلاثاء ثالث عشر شوّال سنة إحدى عشرة وتسعمائة من الهجرة النبوية، وأنه ختم القرآن وعمره تسع سنين.(3)

ونقل حفيده الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الجبعي عن خط جده حسن ، ما صورته مولد الوالد قدس الله نفسة يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر شوال سنة إحدى عشرة وتسعمائة ، واستشهد في سنة خمس وستين وتسعمائة .(4)

ص: 308


1- الدرّ المنثور 2 : 150 .
2- الدر المنثور 2 : 153 .
3- الدر المنثور 2 : 158 .
4- الدر المنثور 2 : 189 ، وانظر : رياض العلماء 2 : 376 .

وقال التفرشي (القرن الحادي عشر) عنه : زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين جمال الدين العاملي ، المشتهر بالشهيد الثاني ، وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها كثير الحفظ، نقى الكلام له تلاميذ أجلاء ، وله كتب نفيسة جيّدة ، ثمّ قال : قتل الله لأجل التشيع في قسطنطينة في سنة ستّ وستين وتسعمائة ، رضي الله عنه وأرضاه .(1)

وقد عرفت عن خط ولده الشيخ حسن أن سنة وفاته كانت 965 ه ، وليس في 966 ه ، فلاحظ .

وترجمه الحر العاملي (ت 1104 ه) في أمل الآمل ، ونقل ملخصاً من أحواله عن تلميذه ابن العودي .(2)

وأيضاً الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياض العلماء، ونقل عن تاریخ جهان آرا (بالفارسية) أن سنة قتله هي 965 ه (3)، وكذا نقل عن أحسن التواريخ .(4)

والخوانساري (ت 1313 ه) في روضات الجنّات ، وأورد ما وجده من رسالة ابن العودي في حقه (5)، وكذا فعل السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة نقلاً عن الدر المنثور لحفيد الشهيد الثاني .(6)

وهو اشهر من أن يذكر، وقصة استشهاده بسبب التشيع معروفة ، مذكورة في ترجمته في عدة مواضع أشرنا إلى بعضها أنفا (7)، ولا يسع المقام لذكرها هنا .

ص: 309


1- نقد الرجال 2 : 292 (217) .
2- أمل الآمل 1 : 85 (81) .
3- رياض العلماء 2 : 367
4- رياض العلماء 2 : 385 .
5- روضات الجنات 3 : 352 [306] .
6- أعيان الشيعة 7 : 143
7- وانظر أيضاً : لؤلؤة البحرين : 34 .

كتاب الروضة البهية فى شرح اللمعة الدمشقية :

وهو شرح مزجي لكتاب اللمعة الدمشقية للشهيد الأوّل محمّد بن مكي ، قال المؤلف في أوّله : وبعد ، فهذه تعليقة لطيفة ، وفوائد خفيفة أضفتها إلى المختصر الشريف ، والمؤلّف المنيف ، المشتمل على أمهات المطالب علیه السلام الشرعية ، الموسوم ب_«اللمعة الدمشقية»، إلى أن قال : وسميته (الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية) .(1)

وقال في آخره : وفرغ من تسويده مؤلّفه الفقير إلى عفو الله ورحمته زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي عامله تعالى بفضله ونعمه، وعفا عن سيئاته وزلاته بجوده وكرمه، على ضيق المجال وتراكم الأهوال الموجبة لتشويش البال ، خاتمة ليلة السبت، وهي الحادية والعشرون من شهر جمادي الأولى سنة سبع وخمسين وتسعمائة من الهجرة النبوية ، حامداً مصلياً مسلماً : اللهم صل على محمد وآل محمد، واختم بخير يا كريم .(2)

ونسبه المصنّف إلى نفسه في إجازته للشيخ تاج الدين ابن الشيخ هلال الجزائري (3)، وذكره تلميذه ابن العودي في الرسالة التي ألفها في أحواله .(4)

ومن ثمّ نسبه إليه كل من ترجم له ، كالشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل (5)، وقال عندما تكلم في سبب قتله : وكان مشغولاً في تلك

ص: 310


1- شرح اللمعة 1 : 215 .
2- شرح اللمعة 10 : 329
3- البحار 108 : 143 ، رياض العلماء 2 : 382 .
4- روضات الجنات 374:3
5- أمل الآمل 1 : 85 .

الأيام بتأليف شرح اللمعة ، وفي كل يوم يكتب منه غالباً كراساً ، ويظهر من نسخة الأصل أنّه ألّفه فى ستة أشهر وسنّة أيّام .(1)

ولكن في هامش رياض العلماء تعليقاً على ما في أمل الآمل ، هكذا : ورأيت منقولاً عن خطه : أنه شرع في شرح اللمعة مفتتح ربيع الأول 956 ، وصرّح في آخر الكتاب أنّه فرغ منه ليلة السبت الحادي والعشرين من جمادي الأولى سنة 957 ، وعلى هذا فقد كان مدة تأليفه قريباً من خمسة عشر شهراً ، وهو غريب فتأمل .(2)

وكذا نسبه إليه المجلسي (ت 1111 ه) في البحار (3)، والخوانساري (ت 1313 ه) ، في الروضات (4)، والأمين (ت 1371 ه) في الأعيان (5)وغيرهم .

وعلى كل حال فالكتاب مقطوع النسبة إليه ، وله نسخ كثيرة ، خاصة وأنه كان وما يزال مدار التدريس في الحوزات العلمية .

ص: 311


1- أمل الآمل 1 : 90 ، وانظر : روضات الجنات 3 : 377
2- رياض العلماء 2 : 369 ، الهامش (4) .
3- البحار 1 : 19 .
4- روضات الجنات 374:3
5- أعيان الشيعة 7 : 155

ص: 312

(117) كتاب : مسالك الأفهام

الحديث :

في ما يذكره في باب الوقف من أن الوقف على من ينقرض غالباً وعدم ذكر الذي بعده لا يجوز، و يجوز، وأن الاستدلال برواية أبي بصير، عن الباقر علیه السلام من أن فاطمة علیها السلام أوصت لعلي علیه السلام ، قال : لا حجة فيها ؛ لأنّها لم تصرّح بالوقف ، بل بالوصية ، ولو سلّم إرادتها الوقف فهى عرفت بتأبيد وُلِّدِها علیهم السلام ، للنصّ على الأئمة علیهم السلام ، وأنّهم باقون ببقاء الدنيا، وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : «الحيلان متصلان لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» .(1) وقد مضى هذا الاستدلال عن العلامة الحلّي في المختلف ، والمحقق الكركي في جامع المقاصد ، فراجع

كتاب مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام :

وهو شرح للكتاب الدرسي المشهور للمحقق الحلّي (شرائع الإسلام) ، قال الشهيد الثاني في أوّله : الحمد لله الذي أوضح مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، وشرح صدور من اختارهم من الأنام ، إلى أن قال :

ص: 313


1- مسالك الافهام 5 : 355

وبعد ، فهذه نكت مختصرة، وفوائد محبرة وضعتها على كتاب شرائع الإسلام بالتماس جماعة من المحصلين الأعلام ، تقيد مطلقها ، وتفتح مغلقها، وتبيّن مجملها وتسهل ،معضلها تغنى المشتغل بالكتاب عن أسفار كبار ، وتطلعه على دقائق تذعن لها قلوب الأخيار ، مجرّدة غالباً عن دليل أو تعليل، مقتصرة على قصير من طويل ، والله يهدي السبيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وسمّيته (مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام) .(1)

وجاء في آخره صورة خط المصنف : فرغ من تعليقه مصنّفه العبد الفقير إلى عفو الله تعالى وكرمه زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي، منتصف نهار الاثنين ثامن شهر ربيع الآخر عام أربع وستين وتسعمائة ، تقبّل الله عمله ، وغفر الله .(2)

ونسبه المصنف إلى نفسه في إجازته للشيخ تاج الدين ابن الشيخ هلال الجزائري ، قال فيها : ومن أهمها كتاب مسالك الأفهام في تنقيح شرائع الإسلام ، وفق الله تعالى لإكماله في سبع مجلدات كبيرة . . .(3)

وقال عنه تلميذه ابن العودي في رسالته الخاصة بترجمة أستاذه : ومنها (شرح الشرايع) الذي تفجرت منه ينابيع الفقه ، وأخذ بمجامع العلم ، سلك فيه أوّلاً مسلك الاختصار على سبيل الحاشية حتى كمل منه مجلّد ، وكان كثيراً ما يقول : نريد أن نضيف إليه تكملة لاستدراك ما فات ، ثمّ أخذ في الإطناب حتى صار بحراً تسلك فيه سفن أولي الألباب، فكمل مجلدات ضخمة ، من أحرزه فقد أحرز تمام الفقه مما حواه ، واستغنى

ص: 314


1- مسالك الأفهام 1 : 5 .
2- مسالك الأفهام 15 : 532 ، وانظر : صور أواخر النسخ الخطية في أوّل الكتاب
3- البحار 108 : 143 ، رياض العلماء 2 : 382 .

بمطالعته عن غيره من كلّ كتاب سواه .(1)

وذكر التفرشي (القرن الحادي عشر) في النقد أن له شرح شرايع المحقق الحلي (2)، قال الحر العاملي (ت 1104 ه) في الأمل وشرح الشرايع سبع مجلدات واسمه مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام (3)وعلى كلّ فلا شبه في الكتاب ولا المؤلّف

قال محسن الأمين (ت 1371 ه) الأعيان : مسالك الأفهام إلى شرائع الإسلام شرح على شرائع المحقق الحلّي، فيه تمام الفقه ، مختصر في العبادات مطوّل في سواها، وصفه المصنّف بأنه من أجل مصنّفاته ، في سبع مجلدات كبيرة، وعمل ربيبه السيّد محمّد صاحب المدارك في العبادات تداركاً لاختصار المسالك فيها ، والمسالك عليه معوّل المؤلّفين والمدرّسين والمجتهدين ، مطبوع عدة طبعات في مجلدين كبيرين .(4)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : شرع بالقول على سبيل الحاشية في العبادات، ثم بسط البحث في المعاملات ، وحكي عن الشيخ علي النباطي عن والده : أن مدة تصنيفه تسعة أشهر (5)، أوّله [الحمد لله الذي أوضح مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام] ، وفرغ منه سنة أربع وستين وتسعمائة ، وفرغ من جزئه الأوّل يوم الأربعاء لثلاث مضت من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وتسعمائة ، وفرغ من جزئه الرابع الذي رأيته بخط الشيخ محمد بن علي البردولي العاملي في أواخر جمادي الثانية

ص: 315


1- روضات الجنات 3 : 374 .
2- نقد الرجال 2: 292 (2157) .
3- أمل الآمل 1: 85.
4- أعيان الشيعة 7 : 155
5- انظر : روضات الجنات 3 : 378

سنة ثلاث وستين وتسعمائة ، وفرغ منه الكاتب المذكور في ليلة الخميس السابع عشر من رجب سنة سبع وثمانين وتسعمائة في خزانة السيد مهدي ابن أحمد آل حيدر الكاظمي ، ويوجد ثلاث مجلداته عند السيد محمد علي الروضاتي بإصفهان، الأخير منه بخط محمد تقي (ن) بن عبد الباقي (كاتب علايي) فرغ منه ،1082 ، عليها تملك العلّامة الحاج ميرزا أبي القاسم الموسوي الخوانساري وجماعة من أولاده .(1)

ومن تاريخ الفراغ على مجلداته يظهر عدم صحة ما قيل من أنّه ألّفه في تسعة أشهر .(2)

ص: 316


1- الذريعة 20 : 378 (3516).
2- انظر : مسالك الأفهام 1 : 46 ، مقدّمة التحقيق ، و 1 : 47 ، نسخ الكتاب 1

مؤلفات الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (والد البهائى) (ت 984 ه)

(118) كتاب : وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

الحديث :

قال : وإنّما تمسكنا بهذه الأئمة الاثني عشر من أهل البيت علیهم السلام ونقلنا أحاديثنا وأصول ديننا عنهم ؛ لما ثبت عندنا من عصمتهم . . .

ولأنهم هم المقرونون بالقرآن المجيد في قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي».

فقد رواه أحمد بن حنبل في مسنده بثلاث طرق ، ورواه أيضاً مسلم في صحيحه بثلاث طرق ، ورواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين بطريقين، ورواه في الجمع بين الصحاح الست، ورواه الثعلبي في تفسيره ، ثمّ روى أيضاً فيه عنه صلی الله علیه و آله وسلم، أنه قال : إني تارك فيكم الثقلين خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي .

فقد أمرنا النبي صلی الله علیه و آله وسلم عل الله بالاقتداء بهم إلى انقطاع التكليف باعتراف خصومنا ، ولم يأمر بالتمسك بأبي بكر وعمر ، ولا بأبي حنيفة والشافعي.(1)

عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد العاملي :

جاء في إجازة الشهيد الثاني (ت 966 ه) العامة له : ثمّ إنّ الأخ في

ص: 317


1- وصول الاخيار : 47 .

الله ، المصطفى في الأخوّة، المختار في الدين ، المرتقي عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين، الشيخ الإمام العالم الأوحد ، ذا النفس الطاهرة الزكية ، والهمّة الباهرة العلية، والأخلاق الزاهرة الأنسية، عضد الإسلام والمسلمين ، عزّ الدنيا والدين حسين ابن الشيخ الصالح العالم العامل المتقن المتفنّن خلاصة الأخيار الشيخ عبد الصمد بن الشيخ الإمام شمس الدين محمد الشهير بالجبعي الحارثي الهمداني ، أسعد الله جدّه ، وجدّد سعده ، وكبت عدوّه وجنده ، ووفقه للعروج على معارج العاملين ، وسلوك مسالك المتقين ، ممّن انقطع بكليته إلى طلب المعالي ، ووصل يقظة الأيام بإحياء الليالي حتّى أحرز السبق في مجاري ميدانه ، وحصل بفضيلة السبق على ساير أترابه وأقرانه، وصرف برهة جميلة من زمانه في تحصيل هذا العلم، وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم ، فقرأ على هذا الضعيف ، كتباً كثيرة . . .(1)

وسمع وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في أمل الآمل : الشيخ عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني العاملي الجبعي والد شيخنا البهائي ، كان عالماً ماهراً محققاً مدققاً متبحراً جامعاً أديباً منشئاً شاعراً عظيم الشأن جليل القدر ثقة ثقة ، من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني .

ثم قال : وكان سافر إلى خراسان وأقام بهراة مدة، وكان شيخ الإسلام بها ، ثم انتقل إلى البحرين، وبها مات سنة 984 ، وكان عمره 66 .(2)

وعن خط المترجم له كما في الرياض : ومولد هذا الفقير الكاتب يعني الشيخ حسين المذكور - أوّل يوم من محرم سنة ثمان عشر

ص: 318


1- البحار 108 : 148 ، وانظر : لؤلؤة البحرين : 24 ، أعيان الشيعة 6 : 56
2- أمل الآمل 1 : 74 (67)

وتسعمائة ، وعن خط ولده ولده الشيخ البهائي : أنه انتقل إلى دار القرار ومجاورة النبی صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة الأطهار في ثامن ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة ، فكان عمره سنّاً وستين سنة وشهرين وسبعة أيام قدّس الله روحه .(1)

وقال الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض : كان فاضلاً عالماً 113 جليلاً أصولياً متكلّماً فقيهاً محدثاً شاعراً ماهراً فى صنعة اللغز ، وقال أيضاً : وكان له ميل إلى التصوّف، ورغبة في مدح مشائخ الصوفية، ونقل كلماتهم، كما هو ديدن ولده الشيخ البهائي أيضاً، وكان وكأنه أخذه من أستاذه الشهيد الثانى، لكن زادوا فى الطنبور نغمة ، ومن جملة ذلك ما أورده في رسالته المسماة بالعقد الطهماسبي ، حيث قال في أواخرها في أثناء موعظته للسلطان شاه طهماسب الصفوي، ما هذا لفظه : «ولهذا كان بعض الملوك والأكابر من أهل الدنيا إذا علت همتهم وكثر علمهم بالله ، ولحظتهم العناية الربانية ، تركوا الدنيا بالكلية، وتعلّقوا بالله وحده ، كإبراهيم ابن أدهم وبشر الحافي وأهل الكهف وأشباههم، فإنهم لكمال رشدهم لا يرضون أن يشغلوا قلوبهم بغير الله تعالى لحظة عين ، ولكن هذه مقامات أخر «وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ» إلى آخر ما قاله .(2)

أقول: وهذا بمفرده لا يدلّ على ميله للصوفية، بل يدلّ على ميل واختيار للزهد، وهو ما يظهر من كتابه لولده الشيخ البهائي من البحرين ، بعد أن غادر بلاد العجم وأبهة الملوك ، قال ما معناه : إنك إن تطلب محض الدنيا تذهب إلى الهند ، وإن كنت تريد العقبى فلابد أن تجيء إلى بحرين ، وإن كنت لا تريد الدنيا ولا العقبى فتوطن ببلاد عراق العجم (3)، إلا إذا كان

ص: 319


1- رياض العلماء 2 : 110 .
2- رياض العلماء 2 : 108 ، 114
3- رياض العلماء 2 : 121 .

هناك شي آخر لم يذكره صاحب الرياض .(1)

وقال الأفندي أيضاً : ويظهر من تاريخ عالم آرا أنه مات قبل السلطان المذكور، وأنّه كان من مشائخ عظام جبل عامل ، وكان فاضلاً كاملاً في جميع العلوم ، ولا سيما الفقه والتفسير والحديث والعربية، وصرف خلاصة أيّام شبابه في خدمة الشهيد الثاني، وكان في تصحيح الحديث والرجال وتحصيل مقدمات الاجتهاد وكسب الكمال مشاركاً له ومساهماً معه ، وبعدما استشهد الشهيد الثاني لتشيعه على أيدي الروميّة ارتحل من وطنه إلى بلاد العجم ، وصار مصاحباً للسلطان شاه طهماسب الصفوي ، وكان معظماً عنده في الغاية، وقد أذعن له علماء العصر مرتبة الفقاهة والاجتهاد، وسعى في إقامة فريضة الجمعة وسنّة الجماعة ، وكان يأتمّ به خلق كثير ، ثم بعد ذلك فوّض إليه منصب شيخ الإسلام، وتصدى للشرعيّات وحكومة المليات في بلاد خراسان عموماً وفي بلدة هراة خصوصاً، وتقلد لتلك المناصب بها برهة طويلة من الزمان، وكان يشتغل فيها بترويج الشريعة الغراء، وتنسق بقاع الخير، وإفادة العلوم الدينية ، وإفاضة المعارف اليقينية ، وتصنيف الكتب والرسائل ، وحل المشكلات ، وكشف غوامض المعضلات، إلى أن اشتاق لحج بيت الله الحرام وزيارة سيّد الأنام وأولاده الكرام، وتوجّه إلى المقصد ، وبعدما وفق لذلك رجع إلى بلاد الأحساء وبحرين وأقام بها ، وكان يصاحب الفضلاء والقاطنين بها إلى أن توفى ببلدة بحرين، هذا ما حكاه صاحب التاريخ المذكور، ولكن في قوله : «إنّه كان مشاركاً للشهيد الثاني ومساهماً معه في تصحيح الحديث إلى آخره نظر ؛ لأنه من مشاهير تلامذة الشهيد الثاني كما لا يخفي ، فتأمل .(2)

ص: 320


1- انظر : أعيان الشيعة 6 : 60 .
2- رياض العلماء 2 : 117

ونقل الأفندي أيضاً عن كتاب نظام الأقوال للمولى نظام الدين التفرشي تلميذ البهائي، قوله : الحسين بن عبد الصمد بن محمد الجبعي الحارثى الهمداني ، الشيخ العالم الأوحد صاحب النفس الطاهرة الزكية ، والهمّة الباهرة العليّة ، والد شيخنا ومن إليه فى العلوم استنادنا دام ظله البهي ، ومن أجلة مشايخنا قدّس الله روحه الشريف ، كان عالماً فاضلاً مطلعاً على التواريخ ماهراً في اللغات مستحضراً للنوادر والمثال ، وكان ممّن جدّد قراءة كتب الأحاديث ببلاد العجم ، وله مؤلفات جليلةورسالات جميلة . . . (1)

ونقل بالمعنى عن رسالة بالفارسية في ذكر أحوال الشيخ البهائي لتلميذه مظفّر على قوله : إن والد هذا الشيخ حسين بن عبد الصمد قد كان في زمانه من مشاهير فحول العلماء الأعلام والفقهاء الكرام، وكان في تحصيل العلوم والمعارف وتحقيق مطالب علیه السلام الأصول والفروع مشاركاً ومعاصراً للشهيد الثاني، بل لم يكن له تله في علم الحديث والتفسير والفقه والرياضي عديل في عصره، وله في تلك العلوم مصنفات .

ثم ذكر قصة هذا الشيخ مع الشاه طهماسب إلى أن فارقه واستقر في البحرين وتوفّى بها .(2)

وفي روضات الجنّات والد شيخنا البهائي ، ينتهي نسبه الشريف كما استفيد لنا من مواضعه إلى الحارث بن عبد الله بن الأعور الهمداني المشهور ، ثمّ قال : وأمّا فخامة حسب الرجل، وغزارة علمه، وكثرة محاسنه الذاتيات ومحامده الاكتسابيات فهي أيضاً من المشتهر غايته المستغنى عن البيان كالمشاهد بالعيان .(3)

ص: 321


1- رياض العلماء 2 : 118 .
2- رياض العلماء 2 : 119
3- روضات الجنات 2 : 338 (217)

كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار :

هو كتاب في علم الدراية، نقل الأفندي (ت حدود 1130ه) في رياضه نسبته إلى الشيخ حسين بن عبد الصمد عن كتاب نظام الأقوال لنظام الدين التفرشي تلميذ البهائي ولد المؤلّف .

وكذا نقل نسبته إليه عن رسالة بالفارسيّة في أحوال البهائي لتلميذه مظفّر علي، ولكن لم يذكر اسمه، وإنّما قال : كتاب دراية الحديث .(1)

وعليه فقد نسبه الأفندي إليه أيضاً ، وقال : ومن مؤلّفاته كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، وهو كتاب حسن طويل الذيل جداً في علم الدراية، وقد ذكر في أوّله أدلة الإمامة ، وأطال البحث فيها، وقد رأيته بالساري وطهران ،وغيرهما، وهو كثير الفوائد والمطالب علیه السلام ، وهو ثانى مؤلّف في علم الدراية من طريقة أصحابنا، وقد سبقه أستاده الشهيد الثاني بذلك .(2)

أقول : و في كلامه الأخير نظر ، فقد ألف في علم الدراية قبلهما جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت 673) ، كما يظهر من كتابه (حل الإشكال) ، وعلي بن عبد الحميد الحسيني ، فله كتاب شرح أصول دراية الحديث .(3)

وقال الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار) لحسين بن عبد الصمد الحارثي . . . ، كتبه في علم الدراية ، مرتب على أصول ، أوّله [الحمد لله فاتح الأغلاق ...] طبع مع الوجيزة

ص: 322


1- رياض العلماء 2 : 118 ، روضات الجنّات 341:2 ، 343 .
2- رياض العلماء 2 : 115 .
3- انظر : أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية : 9 ، المقدمة

للبهائي والبداية للشهيد ، نسخة منه كتبت عن نسخة كتابتها 11 رمضان موجودة عند الشيخ حسين القديحي ، ونسخة عند شهاب الدين بقم (ف 2 : 345) .(1)

ص: 323


1- الذريعة 25 : 101 (557) .

ص: 324

(119) مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد مع أحد علماء العامة

(119) مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي مع أحد علماء العامة في حلب ( سنة 951 ه)

الحديث :

في معرض ذكره لأدلة وجوب اتباع الإمام الصادق علیه السلام ، وأن هذه الأدلة غير موجودة في أبي حنيفة ، قال : . . .

وثالثها : ما ثبت في صحاح أحاديثكم بالطرق الصحيحة المتكثّرة ، المتحدة المعنى ، المختلفة اللفظ ، من قوله علیه السلام : «إنّي مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين : كتاب الله وعتري أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرّقا حتى يردا علي الحوض».

وفي بعض الطرق : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله وعترتي» .

فصرح علیه السلام بأن المتمسك بكتاب الله وعترته لن يضل ، ولم يتمسك بهما إلّا الشيعة كما لا يخفى ؛ لأنّ الباقين جعلوا عترته كباقي الناس وتمسكوا بغيرهم.

ولم يقل : مخلّف فيكم كتاب الله وأبا حنيفة ولا الشافعي . . .(1)

ص: 325


1- مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد : 41 .

مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد الصمد مع أحد علماء العامة :

قال الشيخ في أوّل المناظرة : أما بعد فهذه صورة بحث وقع لهذا الفقير إلى رحمة ربه الغني حسين بن عبد الصمد الجبعي في حلب سنة إحدى وخمسين وتسعمائة

ثمّ قال : أضافني بعض فضلائها، وكان ذكياً باحثاً، ولي معه خصوصية وصداقة وكيدة بحيث لا أتقيه ، وكان أبوه من أعيان حلب .(1)

وذكره من ضمن كتبه الشيخ الحر العاملي (ت 1104ه) في أمل الآمل (2)، وكذا الأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض ، قال : وله أيضاً رسالة في مناظرته مع بعض علماء حلب من العامة في مسألة الإمامة إلى أن جعله من الإماميّة، وهي رسالة مختصرة لطيفة . . .(3)

وقال الأمين (ت 1371 ه) في الأعيان : وقد رأيت في النجف الأشرف مجموعة فيها عدة رسائل فقهيّة للشهيد الثاني بخط تلميذه من آل سليمان العامليين الذي غاب عنّي اسمه الآن ، وعليها إجازة للتلميذ بخط الأستاذ ، ومع هذه الرسائل رسالة المترجم المذكورة، وقد استنسخت يومئذ أكثر تلك الرسائل ، ثمّ طبعت ولم أستنسخ الرسالة المذكورة ؛ لأنها لم تكن همتي يومئذ متوجهة إلى مثلها ؛ لأنها ليست فقهية ، ثم أسفت على عدم استنساخها ، وبحثت عنها فلم أعثر عليها ، ثمّ إنّي وجدتها والحمد الله في کرمانشاه في سفري إلى خراسان سنة 1353 ، فاستنسخها لى السيد البار التقي السيد جواد بن إسماعيل الحسيني جزاه الله خيراً، وتدلّ هذه المناظرة على أنّ المترجم كان لا يترك التجوال في البلاد للهداية والإرشاد ،

ص: 326


1- مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد : 33 ، 35 .
2- أمل الآمل 1 : 75
3- رياض العلماء 2 : 115 .

ويستصحب معه الكتب، ويرحل إلى حلب وغيرها التي تبعد عن وطنه مسيرة أيام .(1)

وذكر الطهراني (ت 1389 ه) بعض نسخها في الذريعة، قال: والنسخة في مخزن كتب (محمد على الخوانساري) بالنجف و (الطهراني في سامراء) . . .(2)

وقد طبعت الرسالة محققة على عدّة نسخ ، منها اثنان في المكتبة المرعشية أحدها تاريخ كتابتها 1149 .(3)

ص: 327


1- أعيان الشيعة 6: 61 ، وأيضاً : 64
2- الذريعة 22 : 291 (7142)
3- مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد : 15 ، التعريف بنسخ الكتاب .

ص: 328

(120) کتاب : مجمع الفائدة والبرهان

للشيخ أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (ت 993 ه)

الحديث :

في حديثه عن الذين يموتون على غير الإيمان، وقد ألحق بهم من اطّلع على الحقِّ بالعقل أو النقل وتركه ، قال : ولهذا نجد نقل العلماء والعظماء منهم حكايات وأخباراً خلاف معتقدهم وما ذهبوا إليه ، مثل ما يروون من الأخبار في الصحاح وخبر: «إني تارك فيكم» .(1)

أحمد بن محمد الأردبيلي (المقدّس الأردبيلي) :

قال عنه السيد التفرشي (القرن الحادي عشر) في نقد الرجال : أحمد ابن محمد الأردبيلي ، أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أن يذكر ، وفوق ما يحوم حوله العبارة ، كان متكلماً ، فقيهاً، عظيم الشأن ، جليل القدر، رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم، له مصنفات ، منها كتاب آيات الأحكام جيد حسن ، توفّي في شهر صفر سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة في المشهد المقدّس الغروي على ساكنه من الصلوات أشرفها ومن التحيات أكملها .(2)

ص: 329


1- مجمع الفائدة والبرهان 3 : 214
2- نقد الرجال 1 : 151 (302)

وقال الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل: المولى الأجل الأكمل أحمد بن محمد الأردبيلي، كان عالماً فاضلاً مدققاً عابداً ثقة ورعاً عظيم الشأن جليل القدر معاصراً لشيخنا البهائي .

ثمّ قال : نروي بأسانيدنا السابقة عن الشيخ حسن والسيد محمد عنه .(1)

وقال العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) في البحار والمحقق الأردبيلي فى الورع والتقوى والزهد والفضل بلغ الغاية القصوى، ولم أسمع بمثله في المتقدمين والمتأخرين ، جمع الله بينه وبين الأئمة الطاهرين .(2)

وقال الميرزا الأفندي - بعد أن نقل ما فى النقد وأمل الآمل - : أقول مناقبه أكثر من أن تذكر .(3)

وقال المحدّث البحراني (ت 1186 ه) في اللؤلؤة : وكان المولى الأردبيلي المذكور عالماً عاملاً محققاً مدققاً زاهداً عابداً ورعاً، لم يسمع بمثله في الزهد والورع ، له كرامات و مقامات ، ذكره شيخنا المجلسي رحمه الله تعالى في (البحار) في جملة من رأى القائم علیه السلام .(4)

وقصة رؤيته للإمام الحجّة المنتظر علیه السلام المعروفة مشهورة .(5)

توفي سنة 993 ه .(6)

ص: 330


1- أمل الآمل 2 : 23 (57) .
2- البحار 1 : 42 .
3- رياض العلماء 56:1 .
4- لؤلؤة البحرين : 148.
5- الأنوار النعمانية 2 : 302 ، البحار 52 : 174 .
6- انظر أيضاً لما سبق : روضات الجنّات 1: 79 ، جامع الرواة 61:1 ، الكنى والألقاب 3 : 200 ، الذريعة 35:20 ، أعيان الشيعة 80:3 ، خاتمة المستدرك 2 : 87، منهج المقال 1 : 311 [17] .

كتاب مجمع الفائدة والبرهان :

وهو شرح كبير على كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان للشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلّي (ت 726 ه) نسبه إليه الشيخ الحرّ (ت 1104 ه) في الأمل ، وقال : شرح الإرشاد كبير لم يتم (1)، والبهبهاني (ت 1205ه) في التعليقة ، وقال : من مصنفاته شرحه على الإرشاد لم يصنّف مثله (2)، والأردبيلي (ت 1101 ه) في جامع الرواة عن النقد ، وقال : وكتاب شرح الإرشاد جيد حسن (3)، والأفندي (ت حدود 1130ه) في الرياض (4)، والبحراني (ت 1186 ه) في اللؤلؤة (5)، وغيرهم .(6)

وجعله العلّامة المجلسي (ت 1111 ه) أحد مصادر كتابه البحار (7)وقال : وكتبه فى غاية التدقيق والتحقيق .(8)

وقال فيه الأفندي : له شرح الإرشاد الذي هو موجود الآن من الأوّل إلى آخر مباحث الوقوف والصدقات ، ثم لم يوجد فيما بين، ويوجد من الصيد والذباحة إلى الآخر ، وقد سمعنا من بعض الأفاضل أنّه قد كتبه ولكن لعسر الاطلاع على خطه لم يكتبه أحد من الناس إلى أن اندرس .(9)

ص: 331


1- أمل الآمل :2 : 23 (57) .
2- منهج المقال 2 : 145 [153]
3- جامع الرواة 1 : 61 .
4- رياض العلماء 56:1
5- لؤلؤة البحرين : 148
6- انظر : خاتمة المستدرك 2 : 97 ، الكنى والألقاب 3 : 200 ، أعيان الشيعة 3 : 80 .
7- البحار 1 : 23 ، مصادر الكتاب .
8- البحار 1 : 42 ، توثيق المصادر
9- رياض العلماء 1 : 57

قال المحدّث البحرانى فى اللؤلؤة : أقول : ومن تصانيفه المشهورة أيضاً شرحه على الإرشاد والذي وقفنا عليه ما يتعلق بالعبادات كملا ، والمتاجر ،كملا وكتاب الصيد والذباحة إلى آخر الكتاب ، وأما ما يتعلّق بالنكاح وتوابعه فلم نقف عليه ، ولم نسمع به ، والظاهر أنّ هذا هو الذي برز في قالب التصنيف .(1)

قال السيد الخوانساري (ت 1313 ه) : ومن تصنيفاته الكتاب «مجمع الفائدة والبرهان» في شرح إرشاد الأذهان كبير معروف مشهور، وبالفضل والتحقيق والإتقان بين أصحابنا مذكور ، إلا أنه لم يوقف فيه إلى الآن على أبواب النكاح .(2)

وقال العلّامة الطهراني (ت 1389 ه) في الذريعة : وهو شرح جيد كبير ، شرع فيه بكربلاء في شهر رمضان ،977 ، وفرغ منه 985 ، إلا أن الموجود منه غير تام .

ثمّ قال : ومجمع الفائدة متداول مطبوع في مجلدين ضخمين .

ثمّ قال : ونسخة منه مخطوطة من أوّل المتاجر إلى آخره، ومن الصيد والذباحة إلى آخر الكتاب في مجلد ضخم بخط تلميذ المصنف السيد عبّاس بن محمّد الموسوي البيابانگي ، فرغ منه في رجب 986، وقد فرغ منه المؤلف في صفر 985 ، وخطه ردي ، وفيه تغييرات كثيرة وكأنها نسخة الأصل من كثرة ما شخط عليها وزيد في الحواشي ، كما أنّه فرغ من جزء الأول المنتهي إلى آخر الصلاة في النجف 10 ع 1 / 978 ، كما يظهر من نسخة بخط علي بن ولي الطبسي في موقوفة مدرسة السيد البروجردي في النجف، ثمّ إن المير فيض الله التفرشي كتب على نسخة البيابانكي

ص: 332


1- لؤلؤة البحرين : 150 .
2- روضات الجنّات 1: 83 (19) .

المتقدّمة أنه اشتراها بعد وفاة الكاتب ، وفي ذيل خط التفرشي خط حفيده السيد أبي الحسن ، ذكر أنه انتقل بعده إلى أبيه ، ثمّ منه إليه ، وبعد خطهما خط الميرزا محمّد بن الحسن الشيرواني، رأيتها عند الشيخ مشكور في النجف، ويظهر من نسخة منه في كتب الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء ، وعليها تملك الآقا جمال الخوانساري والشيخ صفي الدين الطريحي أنه شرع المصنف المصنف في تأليفه في شهر رمضان 977 .(1)

ص: 333


1- الذريعة 20 : 35 (1820) .

ص: 334

المطلب الثانى

اشارة

(نقل أقوال علماء الإمامية فى تواتر حديث الثقلين واستفاضته وشهرته وصحته والإجماع عليه)

ص: 335

ص: 336

الفصل الأوّل:

في قولهم بأنه مجمع عليه ومشهور وصحيح ومتفق عليه وشابهها من الالفاظ

قبل أن ننقل كلمات علمائنا بخصوص حديث الثقلين نذكر قول الإمام العاشر من أئمة أهل البيت علیهم السلام .(1)

قال الإمام الهادي علیه السلام عن حديث الثقلين في رسالته في الرد على أهل الجبر والتفويض - بعد أن استدل به - «خبر صحيح، مجمع عليه، لا اختلاف فيه عندهم، وهو أيضاً موافق للقرآن(2)، وفي رواية: «وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، حيث قال: إنّي مستخلف فيكم خليفتين ...» (الخبر) .(3)

أقوال علمائنا :

فمن علمائنا: محمد بن جرير بن رستم الطبري (أوائل القرن الرابع)، قال في المسترشد : ونحتج بما لا يدفع من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي تارك ...»

ص: 337


1- هذا ما تدين به الشيعة الإمامية الإثنا عشرية بالنسبة للأئمة الاثني عشر، وامتلأت كتبهم بالاستدلال عليه، فراجع
2- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن تحف العقول للحراني، الحديث الثالث.
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الاحتجاج للطبرسي، الحديث التاسع .

(الخبر) .(1)

ومنهم : محمّد بن إبراهيم النعماني (342ه) قال في الغيبة : ولكنّه قال في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجة الوداع: «إنّي فرطكم . . .» الخبر.(2)

ومنهم : أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي (ت 352ه) قال في الاستغاثة : وقد أجمعوا جميعاً (3)على الرواية في تزكية أهل البيت ، وإشارة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم إليهم بالهدى والبعد من الضلالة، والأمر منه باتباعهم والكينونة معهم، فقال: «إنّي تارك فيكم الثقلين ...» الخبر .(4)

ومنهم : أحد مشايخ متكلّمى الإمامية على ما نقله عنه الصدوق، أنّه قال: إن جميع طبقات الزيدية والإمامية، قد اتفقوا على أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، قال: «إنّى تارك فيكم ...» الخبر .(5)

ومنهم : ابن قبة على ما نقل كلامه الصدوق له أيضاً، فقد سلّم بقول أحد علماء الزيدية من قول الرسول المجمع عليه في حجة الوداع، ويوم خرج إلى الصلاة في مرضه الذي توفّي فيه: «أيها الناس قد خلّفت فيكم...» الخبر .(6)

ومنهم الصدوق (ت 381ه) نفسه قال ما اجتمعت الأمة على نقله من

ص: 338


1- انظر : ما أوردناه فى المطلب الأول عن المسترشد ، الحديث الثاني .
2- إنّ النعماني هنا حكم على خطبة مسجد الخيف التي من ضمنها حديث الثقلين بأنها مشهورة، فيكون الحديث مشهوراً بتبعها، إلا أن تقول: إنّه يقصد أن الخطبة بمجملها مشهورة سواء كان في نصها حديث الثقلين أم لم يكن ، فلاحظ .
3- الإمامية وأهل الحديث.
4- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن الاستغاثة
5- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كمال الدين للصدوق، الحديث الثاني .
6- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كمال الدين للصدوق، الحديث الثالث.

قول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(1)

ومنهم : المفيد (ت 413 ه) قال في الإرشاد فكان فيما ذكره من ذلك عليه وآله السلام ما جاءت به الرواة على اتفاق و اجتماع من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : «أيّها الناس : إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ...» الخبر .(2)

ومنهم : المرتضى علم الهدى (ت 436 ه) ، قال في الشافي في معرض ردّه على القاضي عبد الجبار : الدلالة على صحته تلقى الأمة له بالقبول، وأن أحداً منهم مع اختلافهم في تأويله لم يخالف في صحته (3)، وهذا يدل على أن الحجّة قامت به فى أصله، وأن الشك مرتفع عنه، ومن شأن علماء الأمة إذا ورد عليهم خبر مشكوك في صحته أن يقدموا الكلام في أصله، وأنّ الحجّة به غير ثابتة، ثمّ يشرعوا في تأويله، وإذا رأينا جميعهم عدلوا عن هذه الطريقة في هذا الخبر وحمله كلّ منهم على ما يوافق طريقته ومذهبه، دلّ ذلك على صحة ما ذكرناه .(4)

ومنهم : أبو الصلاح الحلبي (ت 447 ه)، قال في تقريب المعارف في النصّ على إمامة الأئمة : ومن ذلك ما اتفقت الأُمة عليه من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : «إنِّي مخلف

ص: 339


1- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن كمال الدين للصدوق، الحديث السابع والعشرون .
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الإرشاد الحديث الثاني.
3- سيأتي لاحقاً في الجزء الخاص بالإجابة على الشبهات أنّ أوّل من شكك في صحته ابن تيمية في منهاج السنة بعد أكثر من سبعة قرون من صدور الحديث عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم والغرض من تأليف كتابه يوضح سبب التشكيك بالحديث
4- الشافي في الإمامة 3: 123 .

فيكم...» الخبر .(1)

وقال أيضاً في الكافي في الفقه في دلالة السنة النبوية على الإمامة: ويدلّ على ذلك من جهة السنة ما اتفق عليه نقلة الشيعة، وفي نقلهم الحجة ورواه أصحاب الحديث من غيرهم، أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله قال في غير موطن : «إنّي مخلف فيكم...» الخبر .(2)

ومنهم العلامة الكراجكي (ت 449 ه) في كنز الفوائد، قال: ومن ذلك ما أجمع عليه أهل الإسلام من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم عليه الصلاة والسلام: «إنّي مخلف فيكم...» الخبر .(3)

ومنهم الشيخ الطوسي (ت 460 ه)، فقد نقل في تلخيص الشافي ما مضى من كلام المرتضى في الشافي (4)، وقال أيضاً في التبيان وقد روي عن : النبي صلی الله علیه و آله وسلم رواية لا يدفعها أحد، أنه قال: «إنّي مخلّف فيكم ...» الخبر

ومنهم أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه) ، قال في تفسير مجمع البيان وصح عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم من رواية العام والخاص، أنه قال: إني تارك فيكم ...» الخبر.(5)

ثمّ قال : وإنّما أحذف أسانيد أمثال هذه الأحاديث إيثاراً للتخفيف ولاشتهارها عند أصحاب الحديث .(6)

ومنهم السيد ابن زهرة الحلبي (ت 585 ه)، قال في غيبة النزوع ويدل

ص: 340


1- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن تقريب المعارف .
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الكافي في الفقه
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كنز الفوائد الحديث الثاني.
4- تلخيص الشافي 2 : 240 .
5- انظر ما أوردناه فى المطلب الأول عن التبيان في تفسير القرآن ، الحديث الأول.
6- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن مجمع البيان، الحديث الأول.

أيضاً على ذلك ما اتفق على صحته من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي مخلّف فيكم...» الخبر .(1)

ومنهم: ابن شهر آشوب (ت 588 ه)، قال في مناقب آل أبي طالب علیهم السلام ووجدت جماعة يأوّلون الأخبار المجمع عليها نحو . . . ، ثم عد حديث الثقلين .(2)

ومنهم : ابن إدريس الحلّي (ت 598 ه) قال في السرائر : قول الرسول صلی الله علیه و آله وسلم المتفق عليه: «خلّفت فيكم الثقلين. ...» الخبر .(3)

ومنهم ابن البطريق (ت 600 ه) قال في العمدة - بعد أن نقل عدة روايات عامية لحديث الثقلين : فهذه ألفاظ هذه الأخبار الصحاح تنطق بصحة الاستخلاف وفيها ما ينطق بخليفتين، وإذا كان النبي صلی الله علیه و آله وسلم الله لقد خلف على الأمة ما إن تمسكوا به لن يضلوا، فقد صار نص الاستخلاف على أهل البيت علیهم السلام .

وكذلك ترويه الشيعة على السواء أيضاً، وإذا حصل الإجماع عليه من الخاص والعام، صح التمسك به والاستدلال، فهذا نص صريح يأمر به النبي صلی الله علیه و آله وسلم كلّ من شمله لفظ الإسلام، فمن كان من المسلمين لزمه الاقتداء بالثقلين الكتاب والعترة .(4)

ومنهم ابن طاووس (ت 664 ه) قال في الطرائف بعد أن نقل عدة روايات تحديث الثقلين عن رواة العامة، وعلى وجه الإلزام : فهذه عدة أحاديث برجال متفق على صحة أقوالهم، يتضمّن الكتاب والعترة، وقال أيضاً . . .، بعد

ص: 341


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن غنية النزوع .
2- انظر ما أوردناه فى المطلب الأول عن مناقب آل أبي طالب علیه السلام الحديث الأوّل .
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن السرائر.
4- العمدة 118، الفصل الحادي عشر.

هذه الأحاديث المذكورة المجمع على صحتها .(1)

وقال في سعد السعود: روى العلماء من المسلمين أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قال : «إنّي مخلّف فيكم ...» الخبر .(2)

وقال أيضاً: الذين شهد لهم الصادقون من أهل العقل والنقل أنّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال: «إنّى مخلّف فيكم...» الخبر .(3)

وقال في الطرف : ولم أذكر ما اعترف به علماء الإسلام من الأخبار المتفق عليها بين الأنام، الخبر: «إني مخلف فيكم...» الخبر .(4)

وقال في كشف المحجّة وما أوضح الله جل جلاله على يدي في كتاب (الطرائف) من النصوص الصريحة الصريحة على أبيك علي بن أبي طالب علیه السلام (صلوات الله عليه وعلى عترته بالإمامة ما لا يخفى على أهل الاستقامة مثل قول جدّك محمّد (صلوات الله وسلامه عليه وآله) على المنابر على رؤى الاشهاد «وإنّي بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مخلف...» الخبر .(5)

ومنهم الحسن بن علي الطبري (كان حياً بين 698 - 701 ه)، قال في تحفة الأبرار وبالاتفاق، قال: «إنّي تارك فيكم ...» الخبر .(6)

وقال في أسرار الإمامة وأجمع الرواة أنه صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(7)

ص: 342


1- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن الطرائف، الحديث التاسع .
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن سعد السعود، الحديث الثالث
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن سعد السعود، الحديث الثامن.
4- انظر : ما أوردناه في المطلب الأوّل من الطرف، الحديث الأول.
5- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن كشف المحجة، الحديث الأول.
6- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن تحفة الأبرار، الحديث الثالث
7- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة الحديث الثاني.

وقال أيضاً في رده حديث (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) : إنّه معارض لخبر (أصحابي كالنجوم) وخبر (إنّي تارك فيكم الثقلين ... الخبر)، ثم قال: وهذان من رواية كافة الخلق مجمع عليهما ، فعند التعارض يرفض الأوّل ويؤخذ بالمتفق عليه .(1)

وقال أيضاً في ردّ نفس الحديث السابق : قال صلی الله علیه و آله وسلم إجماعاً : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(2)

وقال أيضاً: وخبر التقلين مجمع عليه .(3)

منهم : العلّامة الحلّي (ت 726ه)، قال في منهاج الكرامة: ما رواه الجمهور من قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي تارك فيكم .. الخبر ...» .(4)

ومنهم : علي بن يوسف بن جبير (القرن الثامن)، قال في نهج الإيمان ما روته الفرقة المحقة الاثنى عشرية بأن النبی صلی الله علیه و آله وسلم أوصى بكتاب الله وبالعترة الشريفة وأنه قال في مواضع لا تحصى كثرة: «إنّي تارك فيكم ...» الخبر .(5)

وقال أيضاً ما رواه أهل المذاهب الأربعة فكثير .(6)

ومنهم : رجب البرسي (كان حيّاً سنة 813 ه)، قال في مشارق أنوار اليقين وخبر الثقلين عليه الإجماع .(7)

ومنهم : علي بن يونس البياضي (ت 177 ه)، قال في الصراط المستقيم :

ص: 343


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة، الحديث السادس.
2- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة، الحديث السابع .
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن أسرار الإمامة، الحديث الثامن .
4- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن منهاج الكرامة الحديث الثاني.
5- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن نهج الإيمان، الحديث الثالث.
6- انظر: ما أوردناه في المطلب الأول عن نهج الإيمان، الحديث الرابع.
7- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن مشارق أنوار اليقين ، الحديث الثالث

وقد روته الفرقة المحقة في مواضع لا تحصى، قول النبي صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ...» الخبر .(1)

وقال أيضاً : واشتهر بين المسلمين قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي مخلف...» الخبر .(2)

ومنهم : محمد بن إسحاق الحموي الأبهري (القرن العاشر)، قال في منهج الفاضلين في ضمن ردّه على حديث عائشة عن رسول صلی الله علیه و آله وسلم (ادعي لي أباك ...)، قال: ثمّ إن علماء المخالفين أجمعوا واتفقوا على صحة حديث: «إنّي تارك فيكم ...» الخبر، ثمّ قال : فلا يمكن ترك حديث مجمع ومتفق عليه بسبب حدیث مختلق مشكوك .(3)

ومنهم : الشيخ حسين بن عبدالصمد الجبعي (ت 984ه)، قال في مناظرة مع أحد علمائهم ما ثبت في صحاح أحاديثكم وبالطرق الصحيحة المتكثرة المتحدة المعنى، المختلفة اللفظ من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّي مخلف ...» الخبر .(4)

ومنهم : المولى فتح الله الكاشاني (ت 988 ه) قال في زبدة التفاسير وصح عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم رواية العام والخاص أنه قال : «إنّى تارك فيكم...» الخبر.(5) ومنهم : المقدّس الأردبيلي (ت 993 ه) ، قال في حديقة الشيعة [ما ترجمته بالعربية] ومن هذا القبيل الحديث المشهور المتفق على صحته عند الجمهور، قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم ...» الخبر .(6)

ص: 344


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الصراط المستقيم الحديث الثاني.
2- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن الصراط المستقيم، الحديث الرابع .
3- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن منهج الفاضلين ، الحديث الخامس
4- انظر : ما أوردناه في المطلب الأول عن مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد
5- زبدة التفاسير 1 : 6 ، مقدّمة المؤلّف
6- حديقة الشيعة (فارسي) 2 : 633 .

ومنهم : القاضي نور الله التستري (ت 1019 ه)، قال في الصوارم المهرقة : كما ذكر في الخبر المشهور المتفق عليه، وهو قوله : «إنِّي مخلف فيكم...» الخبر .(1)

وقال أيضاً في مجالس المؤمنين : الحديث المشهور المتفق على صحته من قبل الجمهور، قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : «إني مخلف...» الخبر .(2)

ومنهم: الفيض الكاشاني (ت 1091 ه)، قال في علم اليقين فقد استفاض النقل من طريقي العامة والخاصة عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، أنه قال: «إني تارك

فيكم ...» الخير .(3)

وقال في تفسير الصافي: إنه متفق عليه .(4)

ومنهم : الشيخ سليمان الماحوزي البحراني (ت 1121 ه)، قال في الأربعون حديثاً : هذا الخبر من المشهورات .(5)

ومنهم : الشيخ مرتضى الأنصاري (ت 1281 ه)، قال في فرائد الأصول: مثل خبر الثقلين المشهور بين الفريقين .(6)

ومنهم : الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت 1389) قال في حصر الاجتهاد : إن هؤلاء قوم من المسلمين تمسكوا بعد نبيهم بالثقلين اللذين خلفهما من قبل الله تعالى لأمته : وهما كتاب الله وعترته، اللذين (لن يفترقا حتى يردا عليه

ص: 345


1- الصوارم المهرقة 100.
2- مجالس المؤمنين 12:1 .
3- علم اليقين 544:1
4- تفسير الصافى 1 : 65 ، المقدمة التاسعة.
5- الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين : 268، الحديث الرابع، حديث الثقلين .
6- فرائد الأصول 1 : 145 .

الحوض)، كما في الأحاديث الكثيرة من الطرفين .(1)

ومنهم : آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (ت 1391)، قال في حقائق الأصول: مثل خبر الثقلين المروي في كتب الفريقين .(2)

ومنهم آية الله العظمى السيد الخوئي (ت 1413 ه) قال في البيان في تفسير القرآن: أضف إلى جميع ذلك أن أخبار الثقلين المتظافرة تدلّنا تدلّنا على أن القرآن كان مجموعاً على عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم (3)، وكرّر ذلك في مواضع أخر منه .(4)

ص: 346


1- حصر الاجتهاد : 74 .
2- حقائق الأصول 525:1
3- البيان في تفسير القرآن: 250 .
4- البيان في تفسير القرآن : 210، 216، 262 .

الفصل الثاني:

في قولهم بتواتره

وأما من قال من العلماء بتواتره:

فمنهم : الشهيد الأوّل محمّد بن مكي (ت 786 ه) قال في الذكرى : وذلك مشهور نقله الشيعة متواتراً، ورواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم ...(1)

ومنهم : المحقق الكركي (ت 940 ه)، قال في نفحات اللاهوت - بعد أن ذكر بعض مواضع رواية الحديث عن العامة - ورأيته في عدة من مصنفات أهل السنة بحيث يبلغ الدرجة المتواترة، ويفيد اليقين .(2)

ومنهم : الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي (توفي بعد 951ه)، قال في إجازته للشيخ محمد الاسترابادي وكان ما اتفق على نقله جميع الأمة أولى بأن يعتمد عليه ذو المروّة والهمة، ومنه قوله صلى الله عليه و آله و سلم : «إني تارك فيكم الثقلين ...» الخبر، ثمّ قال : وقد تواتر نقل هذا الحديث بعبارات شتّى اشتركت في وجوب التمسك بأهل بيته علیهم السلام .(3)

ومنهم : محمّد أمين الاسترابادي (ت 1033 ه) ، قال في الفوائد المدنية:

ص: 347


1- انظر ما أوردناه في المطلب الأول عن ذكرى الشيعة .
2- انظر ما أوردناه فى المطلب الأول عن نفحات اللاهوت الحديث الأول.
3- انظر ما أوردناه في المطلب الأول من إجازة القطيفي.

الحديث المتواتر بين الفريقين: إني تارك فيكم ...» الخبر.(1)

ومنهم محمد صالح المازندراني (ت 1081 ه)، قال في شرح أصول الكافي الخبر متواتر اتفقت عليه الأمة على قوله ونقله (2)، وقال أيضاً: اتفقت العامة والخاصة على مضمون هذا الحديث وصحته .(3)

ومنهم: محمّد طاهر الشيرازي النجفي (ت 1098 ه)، قال في الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : ما تواتر عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم: «إني تارك ...» الخبر .(4)وقال أيضاً: لا ريب في تواتر الروايات الدالة على أن التمسك بأهل البيت منقذ من الضلال، وأن اتباعهم ،فرض ، وقد اعترف المخالفون بها وإن لم يعملوا بها .(5)

ومنهم الحرّ العاملي (ت 1104 ه)، قال في وسائل الشيعة والفصول المهمة: وقد تواتر بين العامة والخاصة عن النبی صلی الله علیه و آله وسلم ، أنه قال: «إني تارك

فيكم ...» الخبر .(6)

ومنهم العلّامة المجلسي (ت 1111 ه)، قال في بحار الأنوار: وحديث الثقلين أيضاً متواتر .(7)

وقال في مرآة العقول وهذا الخبر من المتواترات، لم ينكره أحد من

ص: 348


1- الفوائد المدنية : 128 .
2- شرح أصول الكافى 6 : 138 .
3- شرح شرح أصول الكافي 6 139 0
4- الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 362 الدليل الثامن .
5- الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين : 367 ، الدليل الثامن .
6- وسائل الشيعة 27 : 33 (33144) الفصول المهمة :1 549(816)، باب : 24، ولكنه ، قدم الخاصة هنا .
7- البحار 39: 646 .

المخالفين عند الاحتجاج به كقاضی القضاة وغيرهم من المتعصبين، بل تكلّموا في الدلالة على الإمامة، وذكر ألفاظه اللغويون .(1)

ومنهم : الشيخ يوسف البحراني (ت 1186 ه) ، قال في الحدائق الناضرة: الحديث المتواتر بين العامة والخاصة من قوله : «إني تارك فيكم ...» الخبر (2)، وقال أيضاً ما استفاض بل تواتر معنى بين الخاصة والعامة من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني تارك فيكم ...» الخبر .(3)

ومنهم : أبو الحسن محمد بن طاهر العاملي النباطي الفتوني (القرن الثاني عشر) ، قال في مقدّمة تفسير البرهان في تأويل كلمة الثقل : أقول قد ورد الثقلان في سورة الرحمن، وسيأتي هنا - إن شاء الله - ما يدل على تأويله بالكتاب والأئمة علیهم السلام كما تواتر عندنا وعند مخالفينا أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال: «إني تارك فيكم ...» .(4)

ومنهم : الميرزا أبو القاسم القمي (ت 1331 ه)، قال في القوانين المحكمة فى الأصول وتحقيق المقام أن التواتر يتصوّر على وجوه، الأول: أن تتواتر الأخبار باللفظ الواحد سواء كان ذلك اللفظ تمام الحديث، مثل..... أو بعضه كلفظ (من كنت مولاه فعلي مولاه) ولفظ (إني تارك فيكم الثقلين) (5)لوجود تفاوت في سائر الألفاظ في تلك الأخبار .(6)

ص: 349


1- مرآة العقول 3 232، باب ما نص الله عزّوجلّ ورسوله على الأئمة واحداً : فواحداً.
2- الحدائق الناضرة 1: 29
3- الحدائق الناضرة 9 360 ، وانظر أيضاً : 337:25
4- مقدمة تفسير البرهان : 111 ، المقالة الثانية، باب الثاء .
5- سيأتي أن التواتر اللفظي موجود في فقرات أخرى أيضاً من الحديث.
6- قوانين الأصول : 426.

وقال أيضاً: ومنها خبر الثقلين الذي ادعوا تواتره بالخصوص .(1)

ومنهم : السيد حسين البروجردي (ت 1276 ه أو 1277 ه)، قال في تفسير الصراط المستقيم : إعلم أن خبر الثقلين ممّا تواتر نقله عنه صلی الله علیه و آله وسلم من طرق الخاصة والعامة، وقد يستدل به على استحقاق ولينا أمير المؤمنين للولاية الخاصة المتصلة دون غيره، أما اشتهار الخبر من طرق الخاصة، بل تواتره فمما لا ينكر بل وكذا من طرق العامة أيضاً .(2)

وقال أيضاً - بعد أن ذكر عدة طرق للحديث - : إلى غير ذلك من الطرق الكثيرة التي لا داعي إلى استقصائها بعد وضوح صحة النقل، وتواتر الخبر بين الفريقين .(3)

ومنهم : الشيخ محمّد جواد البلاغي (ت 1352) قال في مقدّمة تفسيره آلاء الرحمن كحديث الثقلين المتواتر القطعي، الذي ذكره أخواننا من أهل السنّة في كتبهم وأوردوا من روايته عن الصحابة الذين سمعوه من ر رسول الله أكثر من ثلاثين صحابياً، وبقي على ذلك متواتراً في كل عصر إلى العصر الحاضر .(4)

ومنهم : العلّامة السيد شرف الدين العاملي (ت 1377 ه) في المراجعات :قال والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متظافرة، وقد صدع بها رسول الله في مواقف له شتى... (5)

ص: 350


1- قوانين الاصول : 394 .
2- تفسير الصراط المستقيم 1 361 ، الباب الثاني، الفصل الثالث .
3- تفسير الصراط المستقيم 1 : 268
4- آلاء الرحمن 43:1، المقدمة .
5- المراجعات : 15، المراجعة الثامنة (4) .

ومنهم العلامة الأميني (ت 1392ه) في الغدير قال: فقد ثبت في الصحيح المتواتر قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «إني مخلف فيكم خليفتين» (1)، وقال أيضاً حين جعله عدل القرآن في حديث الثقلين الثابت المتواتر (2)، وقال أيضاً: ما أجمعت الأمة الإسلامية عليه من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : « إني مخلف فيكم ...» الخبر .(3)

ومنهم : العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي (ت 1402ه) قال في تفسيره الميزان : أقول وحديث الثقلين من المتواترات التي أجمع على روايتها الفريقان، وقد تقدّم في أوّل السورة أن بعض علماء الحديث أنهى رواته من الصحابة إلى خمسة وثلاثين راوياً من الرجال والنساء، وقد رواه عنه جم غفير من الرواة وأهل الحديث .(4)

وكرّر النصّ على تواتره في مواضع أخر من ميزانه .(5)

وأما من نص على تواتره من المعاصرين فكثير كالسيد محمد تقي الحكيم في الأصول العامة للفقه المقارن (6)، والسيد الشهيد محمد باقر الحكيم في تفسيره سورة الحمد (7)، وعلوم القرآن (8)، وآية الله السيد محمد صادق الروحاني في فقه الصادق (9)، والسيد مير محمدي الزرندي في بحوث في

ص: 351


1- الغدير 5 : 345
2- الغدير 9 : 349
3- الغدير 5 : 363 .
4- الميزان 3 : 379
5- الميزان 5 : 274 ، و 11 : 387 و 12 : 107، 110 ، 285 ، و 14 : 199 و 17 : 45 ، و 18 : 46
6- الاصول العامة للفقه المقارن : 165، 196 .
7- تفسير سورة الحمد : 141 .
8- علوم القرآن : 255 .
9- فقه الصادق 156:16

تاريخ القرآن (1)، والشيخ باقر شريف القرشي في حياة الإمام الرضا علیه السلام (2)، وآية الله الشيخ لطف الله الصافي في لمحات في الكتاب والحديث والمذهب (3)و مجموعة الرسائل (4)، والشيخ محمد حسين الأنصاري في الإمامة والحكومة (5)، وفقيه ايماني في الإمام علي الله في آراء الخلفاء (6)، والشيخ علي المشكيني في إصطلاحات الأصول (7)، والشيخ عبدالهادي الفضلي في دروس في أصول فقه الإمامية (8)، والسيد محمد رضا الجلالي في تدوين السنّة النبوية (9)، والسيد عبد الحسين الطيب في أطيب البيان في تفسير القرآن (10)، والسيد الشهيد قاسم شبّر في المؤمنون في القرآن (11)، والشيخ رسول جعفریان فى أكذوبة تحريف القرآن (12)، والسيد على الحسيني الميلاني في التحقيق في نفي التحريف (13)، ومهدي السماوي في الإمامة في ضوء الكتاب والسنة (14)والشيخ جعفر السبحاني في الإلهيات (15)، وأصول الحديث وأحكامه .(16)

ص: 352


1- بحوث في تاريخ القرآن: 33 .
2- حياة الإمام الرضا 166:1 ، الهامش (2).
3- لمحات فى الكتاب والحديث والمذهب: 39، 137، 190.
4- مجموعة الرسائل 1 : 155، 158، 189، 230، 331، و 2 : 46.
5- الإمامة والحكومة: 82 الدليل الثاني .
6- الإمام علي في آراء الخلفاء : 51.
7- اصطلاحات الأصول: 142.
8- دروس في أصول فقه الإمامية: 201
9- تدوین السنّة النبوية : 114
10- أطيب البيان في تفسير القرآن 1: 8.
11- المؤمنون في القرآن 1 : 418، 163 ، و 2 : 52، 358
12- أكذوبة تحريف القرآن: 24 .
13- التحقيق في نفي التحريف : 43 .
14- الإمامة في ضوء الكتاب والسنة 1 : 175 - 196 .
15- الإلهيات 1 : 337، الصفات الخبرية.
16- أصول الحديث وأحكامه 35 ، تقسيم المتواتر اللفظي والمعنوي.

المطلب الثالث

اشارة

تواتر ألفاظ الحديث المحصل

ص: 353

التواتر المحصل

بعد أن نقلنا كلمات علماء الشيعة ومحققيهم بخصوص حكمهم على الحديث، نحاول إثبات تواتره اللفظي فضلاً عن المعنوي وقطعية صدوره؛ لكثرة أسانيده وطرقه البالغة حد التواتر.

وذلك بإثبات تواتر التحديث به عن بعض أئمة أهل البيت علیهم السلام والصحابة أولاً، وبالتالي تواتر صدوره عن النبی صلی الله علیه و آله وسلم ، من خلال جمع ما تحصل لدينا من تفصيل الروايات التي أوردناها سابقاً.

ولكن قبل ذلك لابد من الكلام في الخبر المتواتر وشروطه ونكتفي لذلك بنقل كلام الحر العاملي في أوّل كتابه إثبات الهداة، قال في الفائدة الرابعة:

الخبر المتواتر خبر جماعة يفيد بنفسه العلم بصدقه لاستحالة تواطئهم على الكذب عادة، وإفادته للعلم واليقين أمر معلوم وجداني لا يشك به عاقل خصوصاً مع ملاحظة القيد الأخير، والمنكر مكابر لعقله، والمشكك مكذب لوجدانه، وإنما ينكره بلسانه أو يغلب عليه الوسواس، ولو لم يكن موجباً للعلم لما حصل لنا العلم بوجود أحد من الملوك المتقدمين، ولا بوجود أحد من الأنبياء السابقين والبلدان التي لم نرها والوقائع العظيمة التي لم نحضرها والمصنّفات المشهورة التي لا شك في صحة نقلها، ووجود العلماء السابقين المشهورين، والشعراء المعروفين المتقدمين بل المعاصرين وأمثال ذلك، وهو واضح البطلان وظاهر الفساد.

وشرايطه مذكورة في محلّها، وينظمها إستحالة تواطئهم على الكذب عادة، واستنادهم إلى الحس واستواء الطرفين والواسطة.

ولابد من خلوّ ذهن السامع من الشبهة والتقليد لخلاف مضمون التواتر، فإنّه حينئذ لا يفيده العلم؛ لأنه كلّما سمع خبراً كذبه أو أوّله، وهو شرط تفرّد به تواتر ألفاظ الحديث المحصل

ص: 354

السيد المرتضى، ووافقه من تأخر عنه، وهو جيد جداً، وكفاه الوجدان دليلاً، وبه يجاب اليهود والنصارى إذا قالوا: لو كانت معجزات نبيكم متواترة لأفادتنا العلم كما أفادتكم، ومثلهم العامة إذا قالوا ذلك في نصوص أئمتنا علیهم السلام ومعجزاتهم.

وهو قسمان لفظي قد تواتر لفظه ومعنوي: قد اختلف لفظه واشترك في معنى خاص كأكثر النصوص والمعجزات، وكأخبار كرم حاتم واو وشجاعة العالمي لا الهلال وكرمه، وقد صرّح بما قلناه، وبما هو أبلغ منه جماعة من علمائنا الأصولتين والإخباريين، بل لا خلاف بينهم فيه، وكون إفادة التواتر العلم بديهيّاً أو نظرياً ممّا لا فائدة في تحقيقه، واستدلال الأئمة علیهم السلام بالمتواتر كثير ... (1).

ص: 355


1- إثبات الهداة : 17 ، الفائدة الرابعة، وانظر: الرعاية في علم الدراية: 62، مقياس الهداية 1 : 87 الفصل الثالث أصول الحديث وأحكامه : 23 .

الأئمة علیهم السلام والصحابة الذين رووا الحديث

الأوّل : الرواية عن الامام علي علیه السلام

الأوّل : أمير المؤمنين على علیه السلام ، فقد نقلت عنه عدّة روايات .(1)

الأولى : رواها سليم عن أمير المؤمنين في كتاب سليم (الحديث الأول) (2)، وعنه الكليني في الكافي بسنده إلى سليم (الحديث السادس).

الثانية : رواها سليم في كتابه، وفيها أربعة موارد الحديث الثقلين (الحديث الثاني)، وعنه الصدوق في كمال الدين بسنده إلى سليم، وروى المورد الثاني فقط (الحديث السادس والعشرون)، والطبرسي في احتجاجه مرسلاً، وروى ثلاثة موارد منه (الحديث الثالث)، والجاوابي في نور الهدى بحذف الإسناد (الحديث الثالث) نقلاً عن التحصين لابن طاووس، ومحمد بن إسحاق الأبهري في منهج الفاضلين مقطوع السند (الحديث الرابع)، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام مرسلاً (الحديث السادس)، كما ورواه الجويني عن الصدوق فى فرائد السمطين .(3)

الثالثة : رواها سليم بن قيس وعمر بن أبي سلمة عن أمير المؤمنين علیه السلام في كتاب سليم (الحديث الثالث)، وعن سليم؛ النعماني في الغيبة بسنده (الحديث السادس).

الرابعة : رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثالث)، والمفيد في

ص: 356


1- لم ندرج الروايات التي رواها أئمة أهل البيت علیهم السلام عن أبيهم أمير المؤمنين هنا، إذ الا أدرجناها في روايات الإمام الذي رواها فهم في الحجيّة عندنا كأبيهم علي وجدّهم رسول الله ، ما عدا الرواية الثامنة التي ستأتي في المتن؛ لأنّها تحوي خطبة للأمير صلوات الله عليه، فلاحظ .
2- سوف نذكر هنا رقم الحديث كما أدرجناه تحت عنوان الكتاب المأخوذ منه في المطلب الأول، والمذكورة مفصلاً عند تفصيل الروايات، فيكون مثلاً (الحديث الأول من كتاب سليم.
3- انظر : المطلب الأول - كتاب سليم - الحديث الثاني .

الإرشاد مع بعض الاختلاف (الحديث الثالث) ، والطبرسي في الاحتجاج كما في الإرشاد (الحديث الخامس)، والعلامة في كشف اليقين كما في الإرشاد أيضاً (الحديث الأوّل)، كلّها مرسلة.

الخامسة : رواها المسعودي في إثبات الوصية، وابن شهر آشوب في المناقب (الحديث الخامس)، والشيخ يوسف بن أبي القطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الخامس)، كلّها مرسلة.

السادسة : رواها الشمشاطي في البرهان مرسلة، ولكن رواها الطوسي مسندة في الأمالي (الحديث الخامس)، والديلمي في إرشاد القلوب مرفوعة (الحديث الثاني).

السابعة : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث التاسع).

الثامنة (1): رواها الصدوق في معاني الأخبار مستدة (الحديث الأوّل)، وعماد الدين الطبري عن الصدوق في بشارة المصطفى (الحديث الأول).

التاسعة : رواها الرضي في نهج البلاغة والديلمي في أعلام الدين مرسلة، والسيد حيدر الأملى فى المحيط الأعظم (الحديث الرابع).

العاشرة : رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى مسندة (الحديث الثالث).

الحادية عشر : رواها محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام مقطوعة السند الحديث الرابع، والديلمي في إرشاد القلوب بحذف السند (الحديث الثالث).

الثانية عشر : رواها ابن نما الحلّي في مثير الأحزان مقطوعة السند وابن

ص: 357


1- روی هذه الرواية الإمام الباقر علیه السلام ، ولكن أوردناها هنا؛ لأنها رواية لخطبة من خطب أمير المؤمنين علیه السلام

طاووس في الملهوف مرسلة.

الثالثة عشر : خبر المناشدة، رواه العلّامة في كشف اليقين (الحديث الخامس) ونهج الحق (الحديث السادس) عن الخوارزمي في مناقبه مسندة. ورواه أيضاً في منهاج الكرامة (الحديث الأول)، والكركي في نفحات اللاهوت عن الخوارزمي أيضاً.

وإليك مخططاً بأسانيد هذه الروايات يبين لك تعدّد طرق الرواية عن أمير المؤمنين علیه السلام الحديث الثقلين (1):

ص: 358


1- لقد رتبنا الروايات المذكورة كلّها في هذا الجدول، وأشرنا إليها بالأرقام الصغيرة الموجودة على الجدول، وكذا رتبنا الأسانيد على طرق مرقمة حتى نميّزها عن المراسيل.

مخطط أسانيد رواية حديث الثقلين عن الامام علي

الصورة

ص: 359

الصورة

ص: 360

ثم أضف إليها طرق الروايات الواردة عن أولاده الأئمة علیهم السلام والتي ستأتي تحت عنوان كل إمام منهم، فإنّ رواياتهم هي عن آبائهم عن أبيهم علي علیه السلام تجد أنّها تتعدى حد التواتر (في كل الطبقات) بأن أمير المؤمنين علیه السلام روى حديث الثقلين عن رسول الله قطعاً، وبألفاظه الواردة في كل الروايات المفصلة في الجدول الآتي حسب التسلسل، وقد أدرجنا فيه الفقرات الواردة في الرواية دون مراعاة لترتيبها فيها:

ص: 361

جدول اثبات تواتر ألفاظ رواية حديث الثقلین عن أمير المومنين

الصورة

ص: 362

الصورة

ص: 363

فظهر لك أن ألفاظ حديث الثقلين التي تتمسك بها الإمامية، وهي: الإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض متواترة في رواية أمير المؤمنين علیه السلام عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .

ص: 364

الثاني : فاطمة الزهراء علیها السلام

روى عنها محمد بن جریر بن رستم الطبري الصغير في دلائل الإمامة بهذا السند:

فاطمة علیها السلام ← زينب بنت علي بن أبي طالب علیه السلام ← علي بن الحسين علیه السلام ← محمد بن علي الباقر علیه السلام ← جعفر بن محمد علیه السلام ← عبد الرحمن بن كثير ← علي بن حسان ← محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري ← أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ← هارون بن موسى التلعكبري ← محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ← الطبري الصغير (دلائل الإمامة).

ومتن الرواية

اني تارك فيكم / الثقلين

ص: 365

الثالث : الإمام الحسن المجتبى علیه السلام

فقد نقل الرواية عنه :

الأولى : رواها علي بن محمد الخزاز في كفاية الأثر (الحديث الخامس).

الثانية : رواها المسعودي في مروج الذهب مرسلة .

ورواها المفيد في الأمالي مسندة (الحديث الثالث)، وعنه الطوسي في الأمالي (الحديث الأول)، وعنه عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الرابع).

ورواها علي بن يوسف الحلي في العدد القوية (الحديث الأول).

الثالثة : رواها الطبرسي في الاحتجاج مقطوعة (الحديث السادس)، وعنه محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثامن).

وهذا مخطط بطرق هذه الروايات وجدول بتوضيح ألفاظها:

مخطط رواية حديث الثقلين عن الإمام الحسن المجتبى علیه السلام

الصورة

ص: 366

جدول ألفاظ رواية حديث الثقلين عن الامام الحسن

الصورة

ص: 367

الرابع : الإمام الحسين علیه السلام

ونقل الرواية عنه :

الأولى : رواها سليم وعمر بن أبي سلمة في كتاب سليم (الحديث الرابع)

الثانية : رواها الطبرسي في الاحتجاج الحديث السابع، وابن شهر آشوب في المناقب (الحديث الثامن)، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام الحديث التاسع)، وهي التي رواها المفيد والطوسي عن الإمام الحسن علیه السلام.

ولم نذكر الروايات التي رواها عنه أبناؤه الأئمة علیهم السلام حذراً من التكرار لأنها ستأتي عن الأئمة واحداً واحداً.

وهذا مخطط بطرق الروايات وجدول بترتيب متنها :

الصورة

ص: 368

الخامس : الإمام الباقر علیه السلام

روی عنه :

الأولى : رواها درست بن أبي منصور في كتابه مسندة.

الثانية : رواها محمد بن المثنى الحضرمي في أصله مسندة.

الثالثة : رواها الصفار في البصائر مسندة (الحديث الأول)، وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الأول).

الرابعة : رواها الصفار في البصائر مسندة (الحديث الرابع) ، وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الرابع).

الخامسة رواها فرات الكوفى في تفسيره مقطوعة، والعياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث الرابع)، وعنه الحسكاني في شواهد التنزيل مع ذكر سندها عند العياشي السادسة : رواها العياشي في تفسيره مرسلة (الحديث الثاني).

السابعة : رواها الكليني في الكافي مسندة (الحديث السابع).

الثامنة : رواها ابن الجحام في تأويل ما نزل من القرآن الكريم مسندة (الحديث الثاني)، وعنه شرف الدين علي الحسيني في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الرابع).

التاسعة : رواها الكشي في رجال الكشي مسندة.

العاشرة : رواها النعماني في الغيبة مسندة (الحديث الرابع).

الحادية عشرة : رواها الصدوق في الخصال مسندة (الحديث الثالث).

الثانية عشرة : رواها المفيد في الأمالي (الحديث الثاني).

الثالثة عشرة : رواها ابن القتال النيسابوري في روضة الواعظين (الحديث الأول) محذوفة السند والطبرسي في الاحتجاج مسندة (الحديث الأول)، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الأول)، وابن طاووس في اليقين مسندة (الحديث الأول)، والشيخ يوسف بن أبي القطيفي في التهاب نيران الأحزان مرسلة (الحديث الأول).

وهذا مخطط بطرق هذه الروايات :

ص: 369

مخطط طرق الرواية عن الامام الباقر

الصورة

ص: 370

الصورة

ص: 371

فهذا المخطط يظهر لك تواتر حديث الثقلين عن الإمام الباقر وقد أدرجنا فيه اثني عشر طريقاً لثلاث عشرة رواية بيّنا ألفاظها المتواترة بهذا الجدول الآتي:

ص: 372

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الباقر

الصورة

ص: 373

الصورة

ص: 374

ويظهر لك من هذا الجدول أنّ ألفاظ الحديث التي يتمسك بها الإمامية متواترة عن الامام الباقر علیه السلام ، وهي : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

ص: 375

السادس : الامام الصادق علیه السلام

روى عنه:

الأولى : رواها الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة (الحديث الأول)، والصدوق في كمال الدين مسندة الحديث الرابع والعشرون)، ومعاني الأخبار الحديث الخامس)، وعيون أخبار الرضا علیه السلام (الحديث الأول)، وعنه الطبرسي في أعلام الورى (الحديث الثاني) ، ورواها الأربلي في كشف الغمة (الحديث الحادي عشر).

الثانية : رواها الصفّار في بصائر الدرجات مسندة (الحديث الثاني) وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الثاني).

الثالثة : رواها العياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث الثالث).

الرابعة : رواها العياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث الخامس) والكليني في الكافي مسندة (الحديث الأول والثاني والثالث).

الخامسة : رواها العياشي في تفسيره محذوفة السند (الحديث السادس).

السادسة : رواها الكليني في الكافي مسندة (الحديث الرابع والخامس).

السابعة : رواها ابن الجحام في تأويل ما نزل من القرآن مسندة (الحديث الأول)، وعنه السيد شرف الدين في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الثالث).

الثامنة : رواها محمد بن أبي إبراهيم النعماني في الغيبة مسندة (الحديث الثاني والثالث).

التاسعة : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث والعشرون) ، معاني الأخبار (الحديث السادس).

ومعاني العاشرة : رواها الصدوق في معاني الأخبار مسندة (الحديث السابع)، والأمالي (الحديث الثاني)، ورواها ابن القتال في روضة الواعظين محذوفة السند (الحديث الثاني).

ص: 376

الحادية عشرة : رواها الصدوق في الأمالي مسندة (الحديث الثالث).

الثانية عشرة : رواها الخزاز في كفاية الأثر مسندة (الحديث السابع) ، والديلمي في إرشاد القلوب مقطوعة (الحديث الخامس).

الثالثة عشرة : رواها محمد بن جریر بن رستم الطبري في دلائل الإمامة مسندة (الحديث الثاني).

الرابعة عشرة : رواها الطوسي في الأمالي مسندة (الحديث الثاني)، وعماد الدين الطبرسي في بشارة المصطفى مقطوعة (الحديث السابع).

وإليك مخططاً بطرق هذه الروايات وجدولاً بمتونها:

ص: 377

مخطط طرق الرواية عن الامام الصادق

الصورة

ص: 378

الصورة

ص: 379

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الصادق

الصورة

ص: 380

الصورة

ص: 381

و من هذا الجدول يظهر أن ألفاظ حديث الثقلين التي يتمسك بها الإمامية وهي: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا» متواترة عن الإمام الصادق علیه السلام .

ص: 382

السابع : الإمام موسى الكاظم علیه السلام

وروى عنه علیه السلام عيسى بن المستفاد في كتاب الوصية، وعنه ابن طاووس في الطرف (الحديث الثاني) ، وعنه البياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثالث).

و ترتیب سندها هكذا

الامام الكاظم علیه السلام ← عيسى بن المستفاد (كتاب الوصية) ← ابن طاووس (الطرف) ← البياضي (الصراط المستقيم)

وأما ترتيب متنها :

الصورة

ص: 383

الثامن : الامام الرضا علیه السلام

نقل الرواية عنه:

الاولى : رواها أحمد بن عامر الطائي في صحيفة الامام الرضا علیه السلام ، وعنها الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام (الحديث الرابع)، والقاسم بن محمد بن علي في الاعتصام بحبل الله.

الثانية : رواها داود بن سليمان الغازي في مسند الرضاعلیه السلام ، والصدوق عن داود في عيون أخبار الرضا (الحديث الرابع).

الثالثة : رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (الحديث الثالث).

الرابعة : رواها الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول مرسلة (الحديث الثاني)، والصدوق في الأمالي مسندة (الحديث الخامس)، وعيون أخبار الرضا (الحديث الثالث)، وعماد الدين الطبري في بشارة المصطفى مقطوعة (الحديث السادس).

الخامسة : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث التاسع عشر) ، ومعاني الأخبار (الحديث الخامس).

السادسة رواها الصدوق في عيون أخبار الرضا مسندة (الحديث الرابع).

وهذا مخطط بطرق هذه الروايات وجدول بترتيب متونها :

ص: 384

مخطط طرق الرواية عن الامام الرضا

الصورة

ص: 385

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الرضا

الصورة

ص: 386

التاسع : الامام الهادي علیه السلام :

ونقل الرواية عنه: الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول رسلة (الحديث الثالث)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث التاسع).

و ترتیب سندها :

الصورة

ص: 387

العاشر : أم سلمة (رض)، ونقل الرواية عنها :

الطوسي في أماليه مسندة (الحديث الرابع) والأربلي في كشف الغمة مرسلة (الحديث التاسع).

وسندها :

الصورة

ص: 388

الحادى عشر: أبو ذر الغفاري، ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها سليم في كتابه (الحديث السادس)، وعنه الطبرسي في الإحتجاج الحديث الرابع ، ومحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث السابع)

الثانية رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث العشرون).

و مخطط طرقها :

الصورة

ص: 389

الثانى عشر : ابن عباس

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الفضل بن شاذان فى إثبات الرجعة (الحديث الثاني).

الثانية : رواها الصدوق في الأمالي مسندة (الحديث الأول)، وعنه الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الثاني)، وعنه أيضاً ابن جبير في نهج الإيمان (الحديث الثاني).

ورواها الجاوابي في نور الهدى مقطوعة (الحديث الثاني)، وعنه ابن طاووس في التحصين.

ورواها البرسى فى مشارق أنوار اليقين مرسلة (الحديث الأول).

الثالثة : رواها محمد بن أحمد بن علي القمي (ابن شاذان) في مائة منقبة مسندة، وأبو الفتوح الرازي في روض الجنان مرسلة (الحديث الخامس).

الرابعة : رواها المفيد في الأمالي مسندة (الحديث (الأول)

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

ص: 390

مخطط طرق الرواية عن ابن عباس

الصورة

ص: 391

جدول الرواية عن ابن عباس

الصورة

ص: 392

الثالث عشر : جابر بن عبد الله الأنصاري

وقد نقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الصفار في بصائره مسندة (الحديث الثالث)، وسعد بن عبد الله القمي في مختصر البصائر (الحديث الثالث).

الثانية : رواها الصدوق فى كمال الدين مسندة (الحديث الثالث عشر).

الثالثة : رواها الكركي في نفحات اللاهوت عن الترمذي (الحديث الثامن)

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

الصورة

ص: 393

جدول الرواية جابر ابن عبد الله الانصاري

الصورة

ص: 394

الرابع عشر : حذيفة بن اليمان

ونقل الرواية عنه:

الاولى : رواها الخزاز في كفاية الأثر مسندة (الحديث الرابع)

الثانية : رواها محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثاني)، والديلمي في إرشاد القلوب مقطوعة (الحديث الرابع) ، والقطيفي في إلتهاب نيران الأحزان (الحديث الرابع).

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

الصورة

ص: 395

الخامس عشر : حذيفة بن أسيد

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الصدوق في الخصال مسندة (الحديث الثاني).

الثانية : رواها الخزاز في كفاية الاثر مسندة (الحديث الثالث).

وهذا مخطط بطريقهما وجدول بمتنيهما :

الصورة

ص: 396

السادس عشر : البراء بن عازب

ونقل الرواية عنه:

عماد الدين الطبري فى بشارة المصطفى مسندة (الحديث الخامس)

و ترتیب سندها :

البراء بن عازب ← أبو إسحاق السبيعي ← موسى بن عثمان الحضرمي ← إبراهيم بن ميمون ← محمد بن عبد العزيز ← الحسن بن أحمد السبيعي ← زيد بن محمد الحسن بن زيد الجرجاني ← الحسين بن الحسن بن زيد الجرجاني ← الحسن بن الحسين بن بابويه ← عماد الدين الطبري (بشارة المصطفى)

وترتيب متنها:

الصورة

ص: 397

السابع عشر : زيد بن ثابت

ونقل الرواية عنه :

محمد بن بحر الرهني في مقدمات علم القرآن مسندة عن القاسم بن حسان الحديث الثاني ، وعنه أبن طاووس في سعد السعود (الحديث السادس).

ورواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الثاني عشر والحادي والعشرون)، والأمالي (الحديث الرابع)

وابن البطريق في العمدة عن مسند أحمد (الحديث الثالث)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الثالث)، وابن جبير في نهج الإيمان (الحديث السادس)

والحموي الأبهري في منهج الفاضلين عن مسند أحمد (الحديث الثاني)

والحسين بن عبد الصمد في وصول الأخبار عن مسند أحمد.

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتنها :

ص: 398

مخطط و جدول الرواية زید بن ثابت

الصورة

ص: 399

الثامن عشر : أبو سعيد الخدري

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها ابن الجحام في تأويل ما نزل من القرآن، مسندة عن عطية (الحديث الثالث)، وعنه شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الخامس).

ورواها محمد بن بحر الرهني في مقدمات علم القرآن مسندة عن عطية (الحديث الأول)، وعنه ابن طاووس في سعد السعود (الحديث الخامس).

والصدوق في كمال الدين مسندة عن عطية (الحديث السادس والثامن والعاشر والسادس عشر والثامن عشر والثاني والعشرون)، وفي معاني الأخبار (الحديث الثاني والثالث)، والخصال (الحديث الأول).

والطوسي في الأمالي (الحديث الثالث)، وأبو الفتوح الرازي في روض الجنان (الحديث الأول).

وابن البطريق في العمدة عن مسند أحمد وتفسير الثعلبي ومناقب ابن المغازلي (الحديث الثاني والسابع والثامن)، وفي خصائص الوحي المبين عن تفسير الثعلبي والسيد ابن طاووس في الطرائف عن أحمد بن حنبل (الحديث الأول)، وعن ابن المغازلي (الحديث السادس)، وعن تفسير الثعلبي (الحديث الحادي عشر).

وابن جبير في نهج الايمان عن أحمد بن حنبل (الحديث الخامس) ، وابن المغازلي (الحديث العاشر)، وعن تفسير الثعلبي (الحديث الحادي عشر).

والأربلي في كشف الغمة عن الجنابذي (الحديث العاشر)، والعلّامة في كشف اليقين عن مناقب ابن المغازلي (الحديث الرابع) ، ونهج الحق عن مسند أحمد (الحديث الأول)، وعن تفسير الثعلبي (الحديث الثالث)، والبياضي في الصراط المستقيم عن مسند أحمد وابن المغازلي والثعلبي (الحديث الثاني)

ص: 400

والأبهري في منهج الفاضلين عن تفسير الثعلبي (الحديث الثالث)، والكركي في نفحات اللاهوت عن ابن المغازلي (الحديث الأول)، والحسين بن عبد الصمد العاملي في وصول الأخبار عن مسند أحمد والثعلبي.

الثانية : رواها الشريف الرضي في المجازات النبوية مقطوعة.

الثالثة : رواها المفيد فى الأمالي مسندة (الحديث الثاني).

الرابعة : رواها الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسير مجمع البيان (الحديث الثاني)، وعنه الاسترابادي في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث الأول والثاني)

الخامسة: رواها الأربلي في كشف الغمة محذوفة السند الحديث العاشر).

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

ص: 401

مخطط طرق الرواية أبو سعيد الخدري

الصورة

ص: 402

الصورة

ص: 403

جدول رواية أبو سعيد الخدري

الصورة

ص: 404

الصورة

ص: 405

التاسع عشر : زيد بن أرقم

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها محمد بن جرير بن رستم الطبري في المسترشد مسندة (الحديث الأول)، والصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث الخامس والخامس عشر والسابع عشر).

الثانية : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث الرابع - وعنه الجويني - والرابع عشر والثالث والعشرون).

الثالثة : رواها الشريف الرضي في المجازات النبوية مقطوعة. الرابعة رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى مسندة (الحديث الخامس).

الخامسة : رواها الحسن بن أبي طاهر الجاوابي في نور الهدى مسندة (الحديث الأول)، وعنه ابن طاووس في التحصين ورواها ابن جبير في نهج الايمان (الحديث الأول)، وعلي بن يوسف الحلي في العدد القوية مرسلة (الحديث الثالث).

السادسة : رواها ابن البطريق في العمدة مسندة (الحديث الأول)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الأول والثامن)، وابن جبير في نهج الايمان (الحديث الرابع).

السابعة: رواها ابن البطريق في العمدة مسندة (الحديث الرابع والخامس والسادس والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الرابع والثاني عشر) وابن جبير في نهج الايمان الحديث السابع والثاني عشر، والأربلي في كشف الغمة عن الجنابذي (الحديث العاشر)، والعلّامة في نهج الحق (الحديث الثاني والرابع)، ورويت في الكشكول على ما جرى على آل الرسول علیهم السلام (الحديث الأول)، ورواها

ص: 406

L

الشهيد الأول في الذكرى، والبياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثاني)، والكركي في نفحات اللاهوت عن مسلم (الحديث الأول والسابع)، وإبراهيم بن سليمان القطيفي في إجازته للاسترابادي، والحسين بن عبد الصمد في وصول الأخبار عن مسلم والحميدي .

الثامنة : رواها ابن البطريق في العمدة عن الجمع بين الصحاح الستة الرزين (الحديث التاسع)، وابن طاووس في الطرائف (الحديث الخامس)، وابن جبير في نهج الايمان (الحديث الثامن والثالث عشر)، والعلامة في نهج الحق (الحديث السابع)، والبياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثاني)، والكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الأول والتاسع)، والحسين بن عبد الصمد في وصول الأخبار عن الجمع بين الصحاح الستة.

وهذا مخطط بطرقها وجدول بمتونها :

ص: 407

مخطط طرق الرواية زید أرقم

الصورة

ص: 408

الصورة

ص: 409

جدول رواية زید أرقم

الصورة

ص: 410

الصورة

ص: 411

العشرون : عمر بن الخطاب

ونقل الرواية عنه: الخزاز في كفاية الأثر، مسندة (الحديث (الثاني)

و ترتیب سندها :

عمر بن الخطاب ← عيسى بن عبد الله بن مالك ← هشام بن سعيد ← عبد العزيز بن أبي حازم أبو ثابت المدني ← أبو موسى عيسى بن أحمد ← محمد بن منصور الهاشمي ← هارون بن موسى علي بن الحسن بن مندة ← الخزاز (كفاية الأثر).

وترتيب متنهما :

الصورة

ص: 412

الحادي والعشرون : عمرو بن العاص

ونقل الرواية عنه:

الأربلى فى كشف الغمة محذوفة السند (الحديث الثامن)، ومحمد بن الحسن القمي في العقد النضيد عن مناقب الخوارزمي.

وترتيب متنها :

الصورة

ص: 413

والثانى والعشرون : أبو هريرة

ونقل الرواية عنه:

الأولى : رواها الصدوق في كمال الدين مسندة (الحديث السابع).

الثانية : رواها الخزاز في كفاية الأثر مسندة (الحديث الأول).

وهذا مخطط بطريقيهما وجدول بمتنيهما :

الصورة

ص: 414

و من التابعين

الأول : الحسن البصري

الأول : رواها الحسن البصري عن ثقات لا يحصيهم، ذكرها أبان عن الحسن البصري في كتاب سليم، فهي مرفوعة من الحسن إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم .

الثاني : ابن إمرأة زيد بن أرقم

الثاني : ابن إمرأة زيد بن أرقم (1)، ونقل الرواية عنه:

الحسن بن أحمد بن محمد الجاوابي في نور الهدى مسندة (الحديث الأول)، وابن البطريق في العمدة عن مناقب ابن المغازلي (الحديث الرابع عشر)، وابن طاووس في الطرائف عن ابن المغازلي (الحديث الثالث عشر) والأربلي في كشف الغمة، ولكن نسبها إلى زيد بن أرقم (الحديث الخامس) وعنه الكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الثاني).

ص: 415


1- الظاهر أنه نقل الرواية عن زيد بن أرقم، وأن هناك سقطاً في المصادر التي أوردت الرواية عنه مباشرة وأولها المناقب لابن المغازلي، فالأصح أن نورد هذه الرواية عن زيد بن أرقم كما في بعض المصادر، ولكن تبعاً لغيرنا جعلناها رواية مفردة عن ابن إمرأة زيد بن أرقم والذي لم نجد له ترجمة، كما أن في بعض المصادر جاءت الرواية بنفس المتن عن إمرأة زيد بن أرقم.

مخطط و جدول رواية ابن امرأة زید بن أرقم

الصورة

ص: 416

الثالث : الزهري

ونقل الرواية عنه:

الأربلي في كشف الغمة (الحديث السادس).

وترتيب متنها :

الصورة

ص: 417

روايات الحديث المرسلة

وأما روايات الحديث المرسلة :

الأولى : رواها الفضل بن شاذان في الإيضاح. الثانية رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الأول).

الثالثة : رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثاني).

الرابعة : رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (الحديث الأول والثاني والرابع)، والسيد شرف الدين في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث السادس).

الخامسة : رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (الحديث الثاني).

السادسة : رواها محمد بن مسعود العياشي في تفسيره (الحديث الأول) مقطوعة السند.

السابعة : رواها محمد بن علي بن إبراهيم القمي في العلل.

الثامنة : رواها محمد بن جرير بن رستم الطبري في المسترشد (الحديث الثاني).

التاسعة : رواها محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة (الحديث الأول والخامس).

العاشرة : رواها علي بن أحمد الكوفي في الاستغاثة.

الحادية عشرة : رواها الحسين بن خالويه في كتاب الآل (الحديث الأول)، وعنه الأربلي في كشف الغمة (الحديث الثالث).

الثانية عشرة : رواها الحسين بن خالويه عن ثعلب في كتاب الآل الحديث الثاني، وعنه الأريلي في كشف الغمة (الحديث الرابع)، ورواها الصدوق مسندة إلى ثعلب في كمال الدين (الحديث الحادي عشر)، ومعاني الأخبار (الحديث الرابع، وعيون أخبار الرضا علیه السلام (الحديث الثاني)، والكيدري في حدائق الحقائق.

ص: 418

الثالثة عشرة : رواها الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول (الحديث الأول).

الرابعة عشرة : رواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الأول والسابع والعشرون)، وفى كتاب التوحيد.

الخامسة عشرة : رواها الصدوق عن أحد متكلمي مشايخ الإمامية في كمال الدين (الحديث الثاني).

السادسة عشرة : رواها الصدوق عن محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي (الحديث الثالث).

السابعة عشرة : رواها الخزاز في كفاية الأثر (الحديث السادس).

الثامنة عشرة : رواها أحمد بن عياش الجوهري في مقتضب الأثر.

التاسعة عشرة : رواها المفيد في الإرشاد (الحديث الأول)، والطبرسي في إعلام الورى (الحديث الأول)، والأريلي في كشف الغمة (الحديث السابع)، والعلامة في كشف اليقين (الحديث الثالث).

العشرون : رواها المفيد في الإرشاد (الحديث الثاني)، والقطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الثاني).

الحادية والعشرون : رواها المفيد في الفصول المختارة (الحديث الأول والثاني)، وفي المسائل الصاغانية، وفي المسائل الجارودية (الحديث الأول والثاني)، وفي العمدة، وعنه ابن طاووس في الطرائف (الحديث العاشر)، وفي الإفصاح في الإمامة.

الثانية والعشرون : رواها الشريف المرتضى في الشافي (الحديث الأول والثاني)، وعنه الطوسي في تلخيص الشافي، ورواها المرتضى أيضاً في الانتصار والآيات الناسخة والمنسوخة، والمسائل المبادريات.

ص: 419

الثالثة والعشرون : رواها أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف، والكافي في الفقه.

الرابعة والعشرون: رواها الكراجكى فى كنز الفوائد (الحديث الأول والثاني)، وفي التعجب.

الخامسة والعشرون : رواها الطوسي في التبيان (الحديث الأول والثاني والثالث)، وعنه ابن إدريس الحلّي في المنتخب.

السادسة والعشرون : رواها ابن الفعّال في روضة الواعظين (الحديث الثالث).

السابعة والعشرون : رواها الطبرسي في الاحتجاج عن أبي المفضل الشيباني ثقة عن ثقة (الحديث الثاني)، وعنه محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثالث)، والقطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الثالث).

الثامنة والعشرون : رواها الطبرسي في الاحتجاج عن أحمد بن عبد الله البرقي، عن أبيه، عن شريك بن عبدالله عن الأعمش، عن محمد بن النعمان مؤمن الطاق مرسلة الحديث الثامن)

التاسعة والعشرون : رواها الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسير مجمع البيان (الحديث الأول والثالث والرابع والخامس والسادس)، وتفسير جوامع الجامع.

الثلاثون : رواها أبو الفتوح الرازي في روض الجنان (الحديث الثاني والثالث والرابع والخامس).

الحادية والثلاثون : رواها ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب .

الثانية والثلاثون: رواها عبد الجليل القزويني في النقض (الحديث الأول والثاني).

ص: 420

الثالثة والثلاثون : رواها علي بن زيد البيهقي في معارج نهج البلاغة.

الرابعة والثلاثون : رواها الراوندي في منهاج البراعة (الحديث الأول والثاني).

الخامسة والثلاثون : رواها الراوندي في لب اللباب، وعنه النوري في مستدرك الوسائل

السادسة والثلاثون : رواها القطب الراوندي في فقه القرآن.

السابعة والثلاثون : رواها القطب الراوندي في قصص الأنبياء.

الثامنة والثلاثون : رواها السيد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي في غنية النزوع.

التاسعة والثلاثون : رواها محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس في الأربعين في فضائل الإمام أمير المؤمنين علیه السلام .

الأربعون : رواها ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب علیه السلام (الحديث الأول والثاني والثالث والرابع عن أبي القاسم الكوفي والسادس والسابع).

الحادية والأربعون : رواها ابن إدريس الحلّي في السرائر.

الثانية والأربعون : رواها ابن البطريق في العمدة الحديث الخامس عشر).

الثالثة والأربعون : رواها أحمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الخامس).

الرابعة والأربعون : رواها الكيدري في حدائق الحقائق.

الخامسة والأربعون : رواها ابن طاووس في الطرائف عن ابن المغازلي بإسناده إلى ابن أبي الدنيا (الحديث السابع).

السادسة والأربعون : رواها ابن طاووس فى الطرائف عن ابن المغازلي

ص: 421

الحديث التاسع).

السابعة والأربعون : رواها ابن طاووس في الطرائف (الحديث الرابع عشر)، وسعد السعود (الحديث الأول والثاني والثالث والسابع والثامن والتاسع).

الثامنة والأربعون : رواها ابن طاووس في سعد السعود عن كتاب الناسخ والمنسوخ لنصر بن علي البغدادي (الحديث الرابع).

التاسعة والأربعون : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الأول).

الخمسون : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثاني).

الحادية والخمسون : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثالث).

الثانية والخمسون : رواها ابن طاووس في الطرف (الحديث الأول).

الثالثة والخمسون : رواها ابن طاووس في كشف المحجّة (الحديث الأول).

الرابعة والخمسون : رواها المحقق الحلى فى المعتبر (الحديث الأول والثاني).

الخامسة والخمسون : رواها ابن ميثم في شرح نهج البلاغة .

السادسة والخمسون : رواها ابن جبير في نهج الإيمان (الحديث الثالث).

السابعة والخمسون : رواها ابن جبير في نهج الإيمان عن العقد الفريد لابن عبد ربه (الحديث التاسع)، والبياض في الصراط المستقيم (الحديث الثاني).

ص: 422

الثامنة والخمسون : رواها الأربلي في كشف الغمة (الحديث الأول).

التاسعة والخمسون : رواها الأربلي في كشف الغمة عن الجاحظ (الحديث الثاني)، والعلّامة في كشف اليقين (الحديث الثاني)، ونهج الحق (الحديث الخامس).

الستون : رواها عماد الدين الحسن بن علي الطبرسي في تحفة الأبرار (الحديث الأول والثاني والرابع والسادس)، وفي أسرار الإمامة (الحديث الأول والثاني والخامس والسابع).

الحادية والستون : رواها عماد الدين الطبري في تحفة الأبرار (الحديث الثالث والخامس)، وفي أسرار الإمامة (الحديث الثاني والرابع والسادس والثامن).

الثانية والستون : رواها علي بن يوسف بن المطهر الحلي في العدد القوية (الحديث الثاني).

الثالثة والستون : رواها العلامة في منهاج الكرامة (الحديث الثاني)، وفي مبادئ الوصول إلى علم الأصول.

الرابعة والستون : رواها العلّامة في مختلف الشيعة، والكركي في جامع المقاصد، والشهيد الثاني في مسالك الأفهام.

الخامسة والستون : رويت في الكشكول فيما جرى على آل الرسول (الحديث الثاني).

السادسة والستون : رواها السيد حيدر الأملي في المحيط الأعظم (الحديث الأول والثاني والثالث والخامس).

السابعة والستون : رواها الديلمي في إرشاد القلوب (الحديث الأول).

الثامنة والستون : رواها البرسي في مشارق أنوار اليقين (الحديث الثاني)

ص: 423

والثالث).

التاسعة والستون : رواها المقداد السيوري في نضد القواعد الفقهية.

السبعون : رواها البياضي في الصراط المستقيم (الحديث الأول والثاني والرابع والخامس).

الحادية والسبعون : رواها الكفعمي في المصباح.

الثانية والسبعون : رواها الحموي الأبهري في منهج الفاضلين (الحديث الأول والخامس)

الثالثة والسبعون رواها الكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الثالث والرابع والخامس والسادس).

الرابعة والسبعون : رواها الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان.

الخامسة والسبعون : رواها الشهيد الثاني في الروضة البهية.

السادسة والسبعون : رواها الشيخ حسين بن عبد الصمد في المناظرة.

وهذا جدول بترتيب متونها :

ص: 424

جدول روايات الحديث المرسلة

الصورة

ص: 425

الصورة

ص: 426

الصورة

ص: 427

الصورة

ص: 428

الصورة

ص: 429

الصورة

ص: 430

الصورة

ص: 431

الصورة

ص: 432

الصورة

ص: 433

وإلى هنا فقد نقلنا الرواية من كتب الإمامية عن اثنين وعشرين إماماً علیهم السلام و صحابياً، وهو مقدار يكفي فى تواتر الحديث، وقد بينت مخططات الطرق وجداول المتن أن التواتر اللفظي موجود في كل الطبقات إلى زمن أصحاب الكتب، وما ذكرنا من أسماء الكتب والمؤلّفين يؤكد لك تواتر حديث الثقلين إلى زماننا

هذا فضلاً عن كون ورود الحديث متواتراً عن أحد الأئمة علیهم السلام يكفينا لأنّهم في الحجّية عندنا كرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وقد ظهر لك من المخططات والجداول أن الحديث تواتر عن الإمام علي علیهم السلام والإمام الباقر علیهم السلام والإمام الصادق علیهم السلام .

فحديث الثقلين متواتر عند الإمامية فهو حجّة عليهم يجب الأخذ به وحجّة لهم أمام مخالفيهم تكفيهم بذلك طرقهم بغض النظر عن طرق غيرهم وإن كنا سنثبت تواتره من طرق غيرهم أيضا إن شاء الله.

ص: 434

المطلب الرابع

اشارة

مواضع صدور الحديث وإثبات تواتر صدوره في بعضها

ص: 435

مواضع صدور الحديث

صدر حديث الثقلين عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في مواضع كثيرة ورد ذكر بعضها في عدة روايات:

ففي رواية عن علي علیه السلام رواها سليم بن قيس الهلالى أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قاله في يوم غدير خم، ويوم عرفة في حجّة الوداع، ويوم قبض في آخر خطبة خطبها .(1)

وفي رواية كميل بن زياد عن الإمام علي علیه السلام رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قاله في ثمانية مواضع، أحدها بعد أن جمعهم لصلاة جامعة قال: قال لي علي علیه السلام : يا كميل بن زياد سم كل يوم باسم الله . . .

يا كميل لست والله متعلقاً حتى أطاع وممتناً حتى أعصى، ولا مهانا لطغام الأعراب حتى أنتحل إمرة المؤمنين أو أدعى بها، با كميل نحن الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر، وقد أسمعهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وقد جمعهم فنادى (فيهم) كذا وكذا، وأياماً سبعة وقت كذا وكذا، فلم يتخلّف منهم الصلاة جامعة يوم أحد ... (2).

ولكن مع الأسف أن كميل بن زياد أو أحد رواة السند لم يفصل لنا المواضع واختصرها بكذا وكذا، وإن كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وقد قال الحديث في موضعين دعاهم فيه إلى الصلاة جامعة، أحدهما في حجة الوداع في مسجد الخيف والآخر في غدير خم.

مما اضطرنا إلى الرجوع إلى أحاد الروايات التي ورد فيها ذكر لمكان ووقت صدور الحديث في محاولة لمعرفة هذه المواضع بالتفصيل كما ستأتيك قريباً.

وهناك رواية عن أبي سعيد الخدري فيها: أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قالها ثلاث

ص: 436


1- انظر ما أوردناه عن كتاب سليم بن قيس، الحديث الثاني.
2- انظر ما أوردناه عن بشارة المصطفى، الحديث الثالث.

مرّات في حجّة الوداع فقط، نقل ذلك الأريلي في كشف الغمة عن كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي .(1)

ومن هنا نص علماؤنا على أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد قال حديث الثقلين في مواضع كثيرة.

فقد قال الشيخ المفيد في الإرشاد وذلك أنه عليه وآله السلام تحقق من دنو أجله، ما كان (قدم الذكر) به لأمته، فجعل يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذرهم من الفتنة بعده والخلاف عليه، ويؤكد وصاتهم بالتمسك بسنته والاجتماع عليها ،والوفاق، ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الخلاف والارتداد، فكان فيما ذكره من ذلك عليه وآله السلام ما جاءت به الرواة على اتفاق واجتماع من قوله صلی الله علیه و آله وسلم : «أيها الناس إني فرطكم ...» (الحديث) - وبعد أن أورد حديث الثقلين، قال -:

فكان عليه وآله السلام يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه .(2)

ومثله ما قاله الشيخ يوسف القطيفي في التهاب نيران الأحزان .(3)

وقال ابن جبير في نهج الإيمان والقرآن وأخبار الفريقين ناطقة بجواز الوصية، يدلّ على ذلك ما روته الفرقة المحقة الاثني عشرية بأن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أوصى بكتاب الله والعترة الشريفة، وأنه قال في مواضع لا تحصى كثرة: «إنّي تارك فيكم الثقلين ...» الخ .(4)

وقريباً منه ما ذكره البياضي في الصراط المستقيم .(5)

ص: 437


1- انظر ما أوردناه عن كشف الغمة، الحديث العاشر
2- انظر ما أوردناه عن الإرشاد، الحديث الثاني.
3- انظر ما أوردناه عن التهاب ثيران الأحزان الحديث الثاني.
4- انظر ما أوردناه عن نهج الإيمان، الحديث الثالث.
5- انظر ما أوردناه عن الصراط المستقيم، الحديث الثاني.

ما أحصيناه من مواضع حسب ما ورد في الروايات

اشارة

وأما ما أحصيناه من مواضع حسب ما ورد في الروايات فهي :

الأول

الأول : في خطبة لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم القصيرة بعد أن أتى على الحسين علیه السلام ، سنتان، رواها ابن طاووس في الملهوف وابن نما في مثير الأحزان، والمتن كما في الجدول :

ص: 438

الصورة

ص: 439

الثاني

الثاني : في خطبة خطبها صلی الله علیه و آله وسلم على المنبر والناس مجتمعون إليه :

وجاء ذكر الحديث في رواية ابن عباس رواها الصدوق في الأمالي (الحديث الأول)، وعنه عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الثاني)، والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثاني) ، وابن جبير في نهج الايمان (الحديث الثاني)، ورواه البرسي في مشارق أنوار اليقين (الحديث الأول).

والمتن كما في الجدول:

ص: 440

الصورة

ص: 441

الثالث

الثالث : وفي خطبة أخرى له صلی الله علیه و آله وسلم و رويت عن الإمام الصادق علیه السلام في أمالي الصدوق (الحديث الثالث) والمتن كما في الجدول

ص: 442

الصورة

ص: 443

الرابع

اشارة

الرابع : وفي خطبة أخرى بعد أن صلّى بأصحابه، ثم أقبل بوجهه الكريم عليهم، رواها الخزاز في كفاية الأثر عن حذيفة بن اليمان الحديث الرابع والمتن كما في الجدول:

ص: 444

الصورة

ص: 445

الخامس

الخامس : وفي خطبة أخرى بعد أن جمعهم فنادي الصلاة جامعة رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى عن كميل بن زياد عن علي علیه السلام (الحديث الثالث) والمتن كما في الجدول :

ص: 446

الصورة

ص: 447

تنبيه : قد تكون بعض هذه الخطب متداخلة مع المواضع التي ستأتي، خاصة الخامس؛ لأنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم دعاهم إلى صلاة جامعة في موضعين هما مسجد الخيف في حجة الوداع وغدير خم، وستأتي.

السادس

السادس : في حجة الوداع:

وتشتمل على عدة مواضع، فقد مر قول أبي سعيد الخدري من أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال حديث الثقلين ثلاث مرت في حجة الوداع.

وقد اختلف أصحاب السير والمؤرخون والمحققون في خطب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع بين ثلاث وأربع وخمس في اليوم السابع من ذي الحجة قبل يوم التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، وثاني أيام التشريق وثالثه وفي المسجد الحرام عند الكعبة.

ومن هنا تعددت مواضع صدور حديث الثقلين عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع في الروايات والمذكور في روايات الإمامية هي:

في يوم عرفة من حجة الوداع :

وقد جاء ذكرها في الروايات :

الأُولى: عن علي : فقد ذكر أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم قال حديث الثقلين في يوم عرفة، ولكنه لم يذكر نص الحديث في ذلك اليوم، رواه عن سليم بن قيس الهلالي في كتابه (الحديث الثاني)، وعنه الطبرسي في الاحتجاج (الحديث الثالث)، والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثالث).

الثانية: عن جابر بن عبد الله الأنصاري، رواها المحقق الكركي في نفحات اللاهوت عن الترمذي (الحديث الثامن)

والمتن كما في الجدول :

الصورة

ص: 448

ب - في منى في حجة الوداع ولكن اختلف في الوقت بين يوم النحر أو ثاني أو آخر أيام التشريق، وفي روايات أخر أنه صلی الله علیه و آله وسلم خطب في مسجد الخيف وقد جاء ذكر هذا الحديث في الروايات:

الأولى : عن الإمام الباقر علیه السلام رواها الصفار في بصائر الدرجات، وفيها أنه کان في منى في حجة الوداع (الحديث الأول)، وسعد بن عبدالله القمي في مختصر البصائر (الحديث الأول).

الثانية : رويت في مقدمة تفسير القمي، وفيها أنه كان في حجة الوداع في مسجد الخيف (الحديث الأول).

الثالثة : رواها القمي في تفسيره وفيها أنه كان في منى (الحديث الثاني).

الرابعة : رواها القمي في تفسيره وفيها أنه كان في مسجد الخيف آخر أيام التشريق (الحديث الثاني والرابع)، وشرف الدين الحسيني في تأويل الآيات الظاهرة (الحديث السادس)

الخامسة : عن الباقر والصادق علیهما السلام ، رواها النعماني في الغيبة وفيها أنه كان في مسجد الخيف في حجة الوداع (الحديث الثاني والثالث والرابع).

السادسة : رواها ابن طاووس فى الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الأول)، وفيها أنه قاله صلی الله علیه و آله وسلم في حجة الوداع بمنى.

السابعة : رواها ابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثاني) ، وفيها أنه قاله صلی الله علیه و آله وسلم في آخر يوم من أيام التشريق في مسجد الخيف بعد أن نادي الصلاة جامعة.

وقسمناها إلى فئتين حسب المتن الوارد فيها مما يدفع إلى الاستنتاج بأن الرسول صلی الله علیه و آله وسلم قال حديث الثقلين مرتين في خطبتين في منى يرجح أن الأولى کانت يوم النحر والثانية في آخر أيام التشريق في مسجد الخيف بعد أن دعاهم إلى الصلاة جامعة.

انظر الجدولين الآتيين :

ص: 449

الصورة

ص: 450

ومنه يحتمل أن ما جاء من نصوص الحديث التي فيها (أمرين) و (إن أخذتم بهما لن تضلوا) صادرة في منى.

ص: 451

الصورة

ص: 452

الصورة

ص: 453

ومنه يحتمل أن ما ورد من نصوص فيها ذكر الحوض وسعته أنه صلی الله علیه و آله وسلم سألهم عن الثقلين، ثم تمثيلهما بالسبابتين صادرة في مني في مسجد الخيف.

ص: 454

ج_ - عند زمزم عند عودته من مني:

وأورد ذلك اليعقوبي في تاريخه (الحديث (الأول)

والمتن كما في الجدول :

الصورة

د - وهو صلی الله علیه و آله وسلم آخذ بحلقة باب الكعبة وقد أقبل بوجهه على المسلمين وذكر أشراط الساعة:

رواها الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة عن ابن عباس (الحديث الثاني)، ونقلها عنه الميرلوحي في كفاية المهتدي.

والمتن كما في الجدول :

ص: 455

الصورة

ص: 456

ومنه یظهر أنّ ما ورد الروایات التي فیها ذکر فیها ذکر لأشراط الساعة مع حدیث الثقلین قد صدرت فی هذا الموضع.

ص: 457

و - في حجة الوداع دون تشخيص الموضع بالتحديد

وقد جاء ذكر الحديث في روايات :

الأولى : عن علي رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثالث)، ما والمفيد في إرشاده (الحديث الثالث)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث الخامس)، والعلّامة الحلي في كشف اليقين (الحديث الأول).

الثانية : مرسلة رواها الحراني في تحف العقول (الحديث الأول). الثالثة مرسلة رواها الصدوق في كمال الدين عن ابن قبة الرازي (الحديث الثالث).

الرابعة : عن جابر بن عبدالله، رواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الثالث عشر).

الخامسة : عن الإمام الحسن علیه السلام ، رواها الطبرسي في الاحتجاج (الحديث السادس)، والرازي في نزهة الكرام (الحديث الثامن).

السادسة : رواها ابن جبير في نهج الإيمان عن العقد الفريد لابن عبدربه (الحديث التاسع).

السابعة : عن أبي سعيد الخدري، رواها الأربلي في كشف الغمة عن كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي (الحديث العاشر).

وهذه الروايات هي في الحقيقة روايات لصدور حديث الثقلين في أحد المواضع السابقة، فإن الكل صدق عليه أنّه كان في حجة الوداع.

وأمّا المتن فهو كما في الجدول :

ص: 458

الصورة

ص: 459

ومن ما مضى يثبت تواتر صدور الحديث في حجة الوداع بعدة ألفاظ متقاربة، وإن لم يثبت تواتر صدوره في آحاد المواضع بالخصوص مع حصول الاطمئنان بصدوره في بعضها.

ص: 460

السابع

السابع : في يوم غدير خم الثامن عشر من ذي الحجة بالقرب من الجحفة بين مكة والمدينة عند عودة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من حجة الوداع، وقد جاء ذكره في روايات :

الأولى : عن علي علیه السلام ، فقد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حديث الثقلين في يوم غدير خم ولم يذكر نص الحديث في ذلك اليوم، رواه عنه سليم بن قيس في كتابه (الحديث الثاني ((د))، وعنه الطبرسي في الاحتجاج الحديث الثالث) والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثالث).

الثانية : مرسلة رواها اليعقوبي في تاريخه (الحديث الثاني).

الثالثة : رواها العياشي عن المفضل بن صالح مقطوعة (الحديث الأول)، وعن الإمام الباقر علیه السلام مرسلة، وفيها أنّه خطب بالمدينة والظاهر أنه خطأ (الحديث الثاني).

الرابعة : عن زيد بن أرقم، رواها محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي في المسترشد (الحديث الأول).

الخامسة : عن زيد بن أرقم ، رواها الصدوق في كمال الدين (الحديث الخامس والخامس عشر).

السادسة : عن حذيفة بن أسيد، وأقرها الإمام الباقر علیه السلام بعد أن عرضها عليه معروف بن خربوذ رواها الصدوق في الخصال (الحديث الثاني والثالث). السابعة : عن زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري رواها الشريف الرضي في المجازات النبوية مقطوعة.

الثامنة : رواها المفيد في الإرشاد مرسلة (الحديث الأول)، والطبرسي في إعلام الورى (الحديث الأول)، والراوندي في قصص الأنبياء، والأربلي في كشف الغمة (الحديث السابع)، والعلّامة في كشف اليقين (الحديث الثالث).

ص: 461

التاسعة : عن الباقر علیه السلام وزيد بن أرقم أو ابن إمرأة زيد بن أرقم، رواها ابن القتال النيسابوري في روضة الواعظين (الحديث الأول)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث الأول)، والجاوابي فى نور الهدى (الحديث الأول)، والرازي فى نزهة الكرام (الحديث الأول) ، وابن طاووس في الإقبال عن كتاب النشر والطي (الحديث الثالث)، وفي اليقين (الحديث الأول) وابن جبير في نهج الإيمان (الحديث الأول)، ورضي الدين الحلي في العدد القوية الحديث الثالث)، والشيخ يوسف القطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الأول).

العاشرة : رواها أبو الفتوح الرازي في روض الجنان (الحديث الثاني)، والحموي الأبهري في منهج الفاضلين (الحديث الأول).

الحادية عشرة : عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم ، رواها عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى (الحديث الخامس).

الثانية عشرة : عن زيد بن أرقم، رواها ابن البطريق في العمدة عن صحيح مسلم (الحديث الرابع والخامس والسادس)، وعن ابن المغازلي (الحديث الثامن)، وعن الحميدي (الحديث العاشر والحادي عشر والثاني عشر)، وعن رزين العبدري الحديث الثالث عشر)، ورواها ابن طاووس فى الطرائف عن مسلم (الحديث الرابع) وعن الحميدي الحديث الثاني عشر، وفي كشف المحجة عن مسلم (الحديث الثاني)، وابن جبير في نهج الإيمان (الحديث السابع والثانى عشر )

والأربلي في كشف الغمة (الحديث العاشر)، والعلّامة في نهج الحق (الحديث الثاني والرابع) ، ورواه صاحب کشکول ما جرى على آل الرسول علیهم السلام (الحديث الأول)، والشهيد الأول في الذكرى والمحقق الكركي في نفحات اللاهوت (الحديث الأول والسابع)، والقطيفي في إجازته.

ص: 462

الثالثة عشرة : عن زید بن أرقم أو عن ابن امرأته ، رواها ابن البطریق في العمدة عن ابن مغازلي (الحديث الرابع عشر) ، و ابن طاووس في الطرائف (الحديث التاسع و الثالث عشر) عن ابن مغازلي ایضاً ، و الأربلي في کشف الغمة عن زيد ابن أرقم(الحديث الخامس) و عنه المحقق الکرکي في نفحات اللاهوت (الحديث الثاني).

الرابعة عشرة : عن الزهري ، رواها الأربلي في کشف الغمة (الحديث السادس).

و من هذه الروايات يثبت تواتر صدور حديث الثقلين في يوم الغدير.

أم المتن فيها في الجدول :

ص: 463

الصورة

ص: 464

الصورة

ص: 465

الصورة

ص: 466

الصورة

ومنه يحتمل أن ما ورد من نصوص فيها ذكر الحوض والسؤال عن الثقلين، وكيفية خلافته فيهما، وذكر الحبل الممدود مع النهي عن سبق أهل البيت علیهم السلام و التقصير عنهم وتعليمهم قد صدر في غدير خم.

ص: 467

الثامن

الثامن : خطبته بالأنصار:

أ - عندما دعا الأنصار حينما حضرته الوفاة، وقد جاء ذكرها في الرواية عن الإمام الكاظم علیه السلام رواها عيسى بن المستفاد في كتابه الوصية، نقلها عنه السيد ابن طاووس في الطرف الحديث الثاني)، وعنه البياضي في الصراط المستقيم (الحديث الثالث).

ب - حينما جاء الأنصار يبكون على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في مرضه الذي قبض فيه، وقد خرج متكناً على علي والفضل بن العباس في ملحفة وعصابة، وفي بعض الروايات أنه صعد المنبر وفي أخرى أنه استند على جذع من أساطين المسجد، وأنها كانت يوم الأربعاء وفي أخرى أنها يوم الجمعة.

وقد جاء ذكرها في الروايات :

الأولى : عن ابن عباس، رواها المفيد في أمانيه (الحديث الأول).

الثانية : عن أبي المفضل عن رجاله ثقة عن ثقة رواها الطبرسي في الاحتجاج (الحديث الثاني)، والرازي في نزهة القلوب (الحديث الثالث) ، والقطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الثالث).

الثالثة : رواها ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب، وفيها أنها كانت يوم الجمعة في مرضه الذي توفي فيه (الحديث الثاني).

والظاهر أن القسمين ،واحد، والمتن كما في الجدول :

ص: 468

الصورة

ص: 469

الصورة

ص: 470

والظاهر أن ما كان فيه الوصية بالأنصار كان في هذا الموضع .

ص: 471

التاسع

التاسع : في مرضه الي الذي قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : جاءت الرواية فيه عن أم سلمة (رض) رواها الطوسي في أماليه (الحديث الرابع) ، والأريلي في كشف الغمة (الحديث التاسع).

والمتن كما في الجدول :

الصورة

ص: 472

العاشر

العاشر : عندما خرج صلی الله علیه و آله وسلم إلى الصلاة في مرضه الذي توفي فيه :

وقد جاء ذكر الحديث في روايات :

الأولى : رواها الصدوق في كمال الدين عن ابن قبة الرازي (الحديث الثالث).

الثانية : عن حذيفة بن اليمان رواها محمد بن الحسين الرازي في نزهة الكرام (الحديث الثاني)، والديلمي في إرشاد القلوب (الحديث الرابع).

الثالثة : رواها الشيخ يوسف القطيفي في التهاب نيران الأحزان (الحديث الرابع)

والمتن كما في الجدول :

ص: 473

الصورة

ص: 474

ومنه يحتمل أن ما ورد من النصوص التي فيها (إنّى خلفت) أو (مخلف) قد صدرت في هذا الموضع.

ص: 475

الحادي عشر

الحادي عشر : آخر خطبة خطبها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وهي في آخر يوم من حياته صلی الله علیه و آله وسلم أي في اليوم الذي قبض فيه:

وقد جاء ذكرها في روايات :

الأولى عن علي علیه السلام رواها سليم بن قيس في كتابه بعدة روايات (الحديث الأول، والثاني (أ، ب، ج، د) والثالث)، والكليني في الكافي (الحديث السادس)، والصدوق في كمال الدين (الحديث السادس والعشرون) والنعماني في الغيبة (الحديث السادس)، والطبرسي في الاحتجاج (الحديث الثالث)، والجاوابي في نور الهدى (الحديث الثالث)، والأبهري في منهج الفاضلين الحديث الرابع كلهم عن سليم بن قيس، ورواه الرازي في نزهة الكرام عن الاحتجاج (الحديث السادس).

الثانية : عن الحسين رواها سليم بن قيس وعمر بن أبي سلمة في کتاب سليم (الحديث الرابع).

الثالثة : عن الحسن البصري عن الثقات رواها أبان بن أبي عياش فى كتاب سليم (الحديث الخامس).

الرابعة : عن الإمام الصادق علیه السلام رواها العياشي في تفسيره (الحديث الثالث).

الخامسة : عن أبي سعيد الخدري وتقرير الإمام الباقر ، رواها المفيد في أمانيه (الحديث الثاني).

ويحتمل أن تكون هذه الخطبة هي خطبته بعد الصلاة التي أراد التخلف عنها في مرضه الذي توفي فيه.

والمتن كما في الجدول :

ص: 476

الصورة

ص: 477

الصورة

ص: 478

المحصل النهائي لمواضع صدور الحديث

ومنه يحتمل أن ما ورد من النصوص التي فيها لفظة (أمرين) وفيها التشبيه بالسبابتين والنهي عن التخلف والتقدم على أهل البيت علیهم السلام قد صدرت في هذا الموضع.

والمحصّل النهائى لمواضع صدور الحديث هو : ثلاثة في حجّة الوداع عدها أبو سعيد الخدري قد تُوزع على يوم عرفة ويوم النحر في منى وثالث أيام التشريق في مسجد الخيف، وقد يدخل مع هذه الثلاثة خطبة الرسول صلی الله علیه و آله وسلم وهو آخذ بحلقة باب الكعبة في حجة الوداع التي فيها ذكر أشراط الساعة، وقد تخرج عنها وتعد موضعاً بانفراده، وأربعة في يوم الغدير وفي خطبته بالأنصار حينما جاؤوا يبكون، وفي خطبته بعد الصلاة التي أراد التخلف عنها في مرضه والتي قد تتداخل مع آخر خطبة له فتكون واحدة، وفي الحجرة وقد اجتمع أصحابه في مرضه الذي مات فيه، فهذه سبعة مواضع، ويضم إليها بعض خطبه التي مضت والتي لا يمكن أن تتداخل مع هذه المواضع خاصة خطبته صلی الله علیه و آله وسلم بعد أن بلغ الحسين السنتان.

فيكون العدد بين الثمان والعشرة مواضع إذا أخذنا بنظر الاعتبار التداخل والتفريق بين الموارد وهو قريب مما ورد عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين علیه السلام أن صدور الحديث كان في ثمان مواضع.

ص: 479

ص: 480

فهرس المصادر

1 - آلاء الرحمن في تفسير القرآن، محمد جواد البلاغي (ت 1352ه)، مكتبة الوجدان، قم، الطبعة الثانية.

2 - الآيات الناسخة والمنسوخة، الشريف المرتضى علي بن الحسين (ت 436 ه)، تحقيق: علي جهاد الحساني مؤسسة البلاغ، بيروت، الطبعة الأولى 1421ه.

3 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تعليق: أبو طالب علیه السلام التحليل التبريزي المكتبة العلمية قم.

4 - إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب علیه السلام أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الهذلي المسعودي (ت 346ه)، مؤسسة أنصاريان، قم، 1417ه.

5 - الاثنا عشرية في الردّ على الصوفية، محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه) تعليق وإشراف السيد مهدي اللازوردي الحسيني والشيخ محمّد درودي، المطبعة العلمية، قم، الطبعة الثانية 1408ه-.

6 - الاحتجاج، أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب علیه السلام الطبرسي (من علماء القرن السادس) تحقيق الشيخ إبراهيم البهادري والشيخ محمد هادي ،به دار الأسوة، الطبعة الثانية 1416ه.

7 - الأخبار الدخيلة الشيخ محمد تقي التستري (ت 1415ه)، تعليق علي أكبر الغفاري مكتبة الصدوق، طهران، الطبعة الثانية 1401ه.

8 - الاختصاص، محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ

ص: 481

المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: على أكبر الغفاري، منشورات جماعة المدرّسين في قم المقدّسة، الطبعة الثانية 1414ه.

9 - اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح حسن المصطفوي، دانشگاه مشهد .

10 - الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين ، الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوذي البحراني (ت 1121ه)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي الناشر: المحقق الطبعة الأولى 1417ه.

11 - الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ، محمد طاهر بن محمد حسین الشيرازي النجفي القمي (ت 1098ه)، تحقيق : السيد مهدي الرجائي، الناشر: المحقق، الطبة الأولى 1418ه.

12 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413ه)، تحقيق: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

13 - إرشاد القلوب أبو محمد الحسن بن محمد الديلمي (من أعلام القرن الثامن)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى 1413ه.

14 - إرشاد القلوب المنجي من عمل به من أليم العقاب الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي (من أعلام القرن الثامن)، تحقيق: السيد هاشم الميلاني دار الأسوة، الطبعة الأولى 1417ه.

15 - الاستبصار فيما اختلف من الأخبار محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح عليّ أكبر الغفاري، دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1380 ش.

16 - الاستغاثة في بدع الثلاثة، علي بن أحمد المعروف به «أبي القاسم الكوفي» ، (ت 352ه)، مؤسسة الأعلمي، طهران، الطبعة الأولى 1373 ش.

ص: 482

17 - أسرار الإمامة عماد الدين الحسن بن علي الطبرسي (من أعلام القرن السابع)، تحقيق وتصحيح قسم الكلام الآستانة الرضوية المقدّسة - مشهد الطبعة الأولى 1422ه.

18 - اصطلاحات الأصول ومعظم أبحاثها الشيخ علي المشكيني، نشر الهادي، قم، الطبعة الخامسة 1413ه.

19 - الأصول الأصلية، محسن الفيض الكاشاني (ت 1091ه)، تصحيح مير جلال الدين الحسيني الأرموي ،المحدث، سازمان چاپ دانشگاه، 1390 ه.

20 - أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية، الشيخ جعفر السبحاني مؤسسة الإمام الصادق ع الله، قم، الطبعة الخامسة 1428ه.

21 - الأصول الستة عشر نخبة من الرواة (القرن الثاني الهجري)، دار الشبستري، قم، الطبعة الثانية 1405ه.

22 - الأصول العامة للفقه المقارن، السيد محمد تقي الحكيم، مؤسسة آل البيت طالب علیه السلام للطباعة والنشر، الطبعة الثانية 1979م.

23 - أصول علم الرجال بين النظرية والتطبيق، الشيخ مسلم الداوري تحقيق محمد علي علي صالح المعلم الناشر: المؤلف، الطبعة الأولى 1416ه.

24 - أضواء على عقائد الشيعة الإمامية، الشيخ جعفر السبحاني، مؤسسة الإمام الصادق ، قم، الطبعة الأولى 1421ه.

25 - أطيب البيان في تفسر القرآن السيد عبد الحسين الطيب، مطبعة محمدي، إصفهان .

26 - الاعتصام بحبل الله المتين القاسم بن محمد بن علي (ت 1029ه)، مكتبة اليمن الكبرى، صنعاء، 1408ه.

27 - الأعلام، خير الدين الزركلي (ت 1410ه)، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة 1980م.

28 - اعلام الدين في صفات المؤمنين الحسن بن أبي الحسن الديلمي (من)

ص: 483

أعلام القرن الثامن)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الثانية 1414ه.

29 - إعلام الورى بأعلام الهدى أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت الالا لإحياء التراث قم، الطبعة الأولى 1417ه.

30 - أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين (ت 1371 ه)، تحقيق: حسن الأمين ات دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1403ه.

31 - الإفصاح في الإمامة (مصنفات الشيخ المفيد المجلد 8)، الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: مؤسسة البعثة المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد الطبعة الأولى 1413ه.

32 - الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة، رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1419ه.

33 - أكذوبة تحريف القرآن بين السنة والشيعة الشيخ رسول جعفريان المجمع العالمى لأهل البيت ، الطبعة الثانية 1419ه.

34 - الإلهيات على هدى الكتاب والسنة ،والعقل محاضرات الشيخ جعفر السبحاني بقلم: الشيخ حسن محمد مكي العاملي، المركز العالمي للدراسات الإسلامية، الطبعة الرابعة 1413ه.

35 - التهاب نيران الأحزان ومثير الاكتئاب والأشجان الشيخ يوسف بن أبي القطيفي (من أعلام القرن التاسع)، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

36 - الأمالي الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابوية القمي (ت 381ه)، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة، طهران، الطبعة الأولى 1417ه.

ص: 484

37 - الأمالي الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: حسين الأستاد ولي وعلي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1414ه.

38 - الأمالي، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تحقيق: مؤسسة البعثة دار الثقافة، قم، الطبعة الأولى 1414ه.

39 - الإمامة في ضوء الكتاب والسنّة، الشيخ مهدي السماوي، دار الزهراء بيروت، الطبعة الثانية 1399ه.

40 - الإمامة والحكومة في الإسلام، محمد حسين الأنصاري مكتبة النجاح طهران، الطبعة الأولى 1418ه.

41 - الإمام علي في آراء الخلفاء، الشيخ مهدي فقيه إيماني، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

42 - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، السيد علي بن موسى بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1409ه.

43 - أمل الآمل، الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، دار الكتاب الإسلامي، قم، 1362ش.

44 - الانتصار الشريف الرضي علي بن الحسين (ت 436 ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1415ه.

45 - الأنساب، عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني (ت 562ه)، وضع حواشيه محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1419ه. 46 - الأنوار النعمانية، السيد نعمة الله الجزائري (ت 1112ه-)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة 1404ه.

47 - الإيضاح الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري (ت 260ه)، تحقيق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي المحدّث، دانشگاه طهران، 1363ش.

ص: 485

48 - إيضاح الاشتباه، العلامة الحلي (ت 726ه)، تحقيق محمد الحسون مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1415ه.

49 - إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (المطبوع مع كشف الظنون)، إسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه)، دار الفكر، بيروت، 1419ه.

50 - بحار الأنوار العلامة محمد باقر المجلسي (ت 1111ه)، المكتبة الإسلامية، إيران.

51 - بحوث في تاريخ القرآن وعلومه السيد أبو الفضل مير محمدي الزرندي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

52 - البداية والنهاية إسماعيل بن كثير (ت 774ه)، تقديم محمد عبد : الرحمن المرعشي، تحقيق وتعليق: مكتب التحقيق دار إحياء التراث العربي ،بيروت،الطبعة الأولى 1417ه.

53 - البرهان في تفسير القرآن السيد هاشم البحراني (ت 1107ه)، تصحیح محمود بن جعفر الموسوي الزرندي، الطبعة الثانية.

54 - بشارة المصطفى الهلال الشيعة المرتضى ، عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري (من أعلام القرن السادس) تحقيق جواد القيومي الاصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

55 - بصائر الدرجات في فضائل آل محمد أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمى (ت 290ه)، تصحیح میرزا محسن کوچه باغي التبريزي مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1404ه.

56 - بلغة المحدثين الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي (ت 1121ه)، (ذيل كتاب معراج أهل الكمال معرفة الرجال)، تحقيق: عبد الزهراء العويناتي نشر: المحقق العويناتي 1412ه.

57 - بهجة الآمال في شرح زبدة المقال الملا على العلياري التبريزي (ت 1327ه)، تصحيح: السيد هداية الله المسترحمي الجرقوئي بنياد فرهنگ فهرس المصادر.

ص: 486

إسلامي، طهران، 1406ه.

58 - البيان في تفسير القرآن، السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت 1413ه-)، مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي، قم.

59 - تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان (ت 1376ه)، المشرف على الترجمة العربية: محمود فهمي حجازي، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993م.

60 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام محمد بن أحمد الذهبي (ت 748ه-)، تحقيق وتعليق: بشار عواد معروف دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1424ه.

61 - تاريخ حصر الاجتهاد الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت 1389 ه)، تحقيق: محمد علي الانصاري مطبعة الخيام، قم، 1401ه.

62 - تاريخ اليعقوبي، أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي البغدادي (ت 292 ه)، تعليق خليل المنصور، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1419ه.

63 - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام السيد حسن الصدر (ت 1345 ه)، شركة النشر والطباعة العراقية المحدودة.

64 - تأويل الآيات الباهرات في فضائل العترة الطاهرة، شيخ محمد تقي آقا نجفي الإصفهاني، الطبعة الأولى 1364ش.

65 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، السيد شرف الدين علي الحسيني الاستر آبادي (من أعلام القرن العاشر)، تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي، قم، الطبعة الأولى 1407ه.

66 - تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي صلی الله علیه و آله وسلم وآله صلى الله عليهم، محمد بن العباس المعروف بابن الحجام (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: فارس تبریزيان الحسون نشر الهادي، الطبعة الأولى 1420ه.

ص: 487

67 - تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام منسوب إلى السيد مرتضى بن داعي الحسني الرازي تصحيح عباس إقبال الآشتياني، شركت انتشارات أساطير، الطبعة الثانية 1364ش.

68 - التبيان في تفسير القرآن محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح وتحقيق أحمد حبيب قصير العاملي، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى 1409ه. 69 - التحرير الطاووسي المستخرج من كتاب حل الإشكال الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم (ت 1011ه)، تحقيق: فاضل الجواهري مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الأولى 1411ه.

70 - التحصين لأسرار مازاد من أخبار كتاب اليقين، السيد رضي الدين علي بن طاووس الحلي (ت 664ه)، تحقيق: محمد باقر الأنصاري ومحمد صادق الأنصاري، مؤسسة دار الكتاب، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

71 - تحفة الأبرار فى مناقب الأئمة الأطهار، عماد الدين حسن بن عليّ الطبري (كان حيّاً سنة 701ه)، تحقيق وتصحيح السيد مهدي جهرمي إشراف: دفتر نشر ميراث ،مکتوب آینه میراث، الطبعة الأولى 1376 ش.

72 - تحفة الأحباب في نوادر آثار الأصحاب، الشيخ عباس القمي (ت 1359ه)، تحقيق: السيد جعفر الحسيني وعلي محدّث زادة، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الأولى 1370 ش.

73 - تحف العقول عن آل الرسول ، أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (من أعلام القرن الرابع) تعليق الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة السادسة 1417ه.

74 - التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف، السيد علي الحسيني الميلاني الشريف الرضي، قم، الطبعة الثانية 1417ه.

75 - تدوين السنة الشريفة، السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، مركز النشر

ص: 488

التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الثانية 1418ه.

76 - التدوين في أخبار قزوين عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: عزيز الله العطاردي، دار الكتب العلمية، بيروت 1408ه.

77 - التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المعروف ب_«الملاحم» والفتن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق ونشر مؤسسة صاحب الأمر عجل الله فرجه، إصفهان، الطبعة الأولى 1416ه.

78 - تصحيح اعتقادات الإمامية (المجلد الخامس من مصنفات الشيخ المفيد)، الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقیق حسین درگاهي المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأولى 1413ه.

79 - التعجب محمد بن على بن عثمان الكراجكي (ت 449ه)، تصحيح وتخريج فارس حسون كريم، دار الغدير، قم، الطبعة الأولى 1421ه.

80 - تعليقات النقض، مير جلال الدين الحسيني الأرموي المحدّث (ت 1399ه) انتشارات انجمن آثار ملی طهران 1358ش.

81 - تفسير جوامع الجامع الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1418

82 - تفسير سورة الحمد السيّد محمّد باقر الحكيم (ت 1424ه)، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1420ه.

83 - تفسير الصافي، الفيض الكاشاني (ت 1091ه)، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1402ه.

84 - تفسير الصراط المستقيم، آية الله السيّد حسين البروجردي (ت 1276ه)، تصحيح وتعليق الشيخ غلام رضا بن عليّ أكبر مولانا البروجردي، مؤسسة أنصاريان، قم، 1416ه.

ص: 489

85 - تفسير العياشي، محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي (ت 320ه)، تحقيق: السيد هاشم الرسولى المحلاتي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.

86 - تفسير فرات الكوفي، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (من أعلام الغيبة الصغرى)، تحقيق: محمد الكاظم، مؤسسة الطباعة والنشر التابعة

لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران، الطبعة الأولى 1410ه.

87 - تفسير القمي أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي (ت بعد 307ه)، تصحيح وتعليق: السيد طيب الموسوي الجزائري، دار السرور، بيروت، الطبعة الأولى 1411ه.

88 - تفسير كنز الدقائق الميرزا محمد المشهدي القمي (ت 1125)، تحقيق: الحاج آقا مجتبى العراقي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1407ه.

89 - تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم، السيد حيدر الأملي (ت القرن الثامن)، تحقيق وتعليق السيد محسن الموسوي التبريزي المعهد الثقافي نور على نور، الطبعة الثالثة 1422ه.

90 - تفسير نور الثقلين الشيخ عبد عليّ بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112ه)، تصحيح وتعديل: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المطبعة العلمية، قم، الطبعة الثانية.

91 - تقريب المعارف، أبو الصلاح تقى بن نجم الحلبي (ت 447)، تحقيق: فارس تبريزيان الحسّون الناشر: المحقق، 1417ه.

92 - تكملة أمل الآمل، السيد حسن الصدر (ت 1354)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مكتبة آية الله المرعشي، قم، 1406ه.

93 - تلخيص الشافي، أبو جعفر الطوسي (ت 460 ه)، تحقيق وتعليق: السيد حسين بحر العلوم، مؤسسة انتشارات المحبين، الطبعة الأولى.

94 - التمحيص (ضمن تحف العقول)، أبو محمد الحسن بن علي بن

ص: 490

الحسين بن شعبة الحرّاني (من أعلام القرن الرابع)، تعليق الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة السادسة 1417ه.

95 - التنبيه والإشراف علي بن الحسين المسعودي (ت 345 ه)، تصحيح ومراجعة عبد الله إسماعيل الصاوي، دار الصاوي، القاهرة، 1357ه.

96 - تنقيح المقال في علم الرجال الشيخ عبد الله المامقاني (ت 1351ه)، المطبعة ،المرتضوية، النجف الأشرف، 1350 ه الطبعة الحجرية.

97 - تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460ه)، تحقيق : السيد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلامية طهران، الطبعة الرابعة 1365ش.

98 - تهذيب الأحكام في شرح المقنعة محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تصحيح عليّ أكبر الغفاري مكتبة الصدوق، طهران، الطبعة الأولى 1418ه.

99 - تهذيب التهذيب شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852ه) ، دار الفكر ، بيروت، الطبعة الأولى 1404ه.

100 - تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال السيّد محمّد علي الموحد الأبطحي الناشر: ابن المؤلف السيّد محمّد، قم، الطبعة الثانية 1417ه.

101 - التوحيد، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي تصحيح السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة السابعة 1422ه.

102 - الثاقب في المناقب ابن حمزة الطوسي (من أعلام القرن السادس)، تحقیق نبيل ،رضا علوان، مؤسسة أنصاريان، قم، الطبعة الثانية 1412ه.

103 - جامع الأسرار ومنبع الأنوار، السيد حيدر الآملي (ت القرن الثامن)، تصحيح وتقديم هنري كربين وعثمان إسماعيل يحيی انجمن ایرانشناسی فرانسه و شرکت انتشارات علمي و فرهنگی، الطبعة الثانية 1368 ش.

ص: 491

104 - جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والإسناد، محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري (ت 1101 ه)، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1403ه.

105 - الجامع في الرجال الشيخ موسى الزنجاني، مطبعة ،پیروز قم 1394ه.

106 - جامع المقاصد في شرح القواعد الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت 940ه-)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1410ه.

10- جنة الأمان الواقية وجنّة الإيمان الباقية المشتهر ب_«المصباح»، إبراهيم الكفعمي (ت 905ه)، تحقيق محمود محمد القبيسي، منشورات مكتبة الولاء، بيروت، الطبعة الأولى 1413ه.

108 - جنة الأمان الواقعة وجنّة الإيمان الباقية المشتهر بالمصباح إبراهيم بن علي الحسن بن محمد بن صالح الكفعمي (ت 905ه)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثالثة 1403ه.

109 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام الشيخ محمد حسن النجفي (ت 1266ه)، تحقيق: الشيخ عباس القوچاني، دار الكتب الإسلامية، طهران الطبعة الثانية 1365ش.

110 - حاوي الأقوال في معرفة الرجال، الشيخ عبد النبي الجزائري (ت 1021ه-)، تحقيق: مؤسسة الهداية لإحياء التراث الناشر: رياض الناصري الطبعة الأولى 1418ه.

111 - حدائق الحدائق في شرح نهج البلاغة، قطب الدين الكيدري البيهقي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: الشيخ عزيز الله العطاردي، مؤسسة نهج البلاغة ونشر عطارد ، الطبعة الأولى 1416ه.

112 - الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، الشيخ يوسف البحراني (ت 1186ه)، تحقيق: محمد تقي الإيرواني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم.

ص: 492

113 - حديقة الشيعة، أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (ت 993ه)، تصحیح: صادق حسن زاده منشورات أنصاريان، قم، الطبعة الثالثة 1425ه.

114 - حقائق الأصول، السيد محسن الحكيم (ت 1391ه)، مكتبة بصيرتي، قم، الطبعة الخامسة 1408ه.

115 - حياة الإمام علي بن موسى الرضاعة ، باقر شريف القرشي، منشورات سعيد بن جبير، قم 1372 ش.

116 - خاتمة تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة محمّد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الثانية 1414ه.

117 - خاتمة مستدرك الوسائل الشيخ حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت الالا لإحياء التراث، الطبعة الأولى 1416ه.

118 - خصائص الوحي المبين، يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلي (ت 600 ه)، تحقيق: الشيخ مالك المحمودي، دار القرآن الكريم، قم، الطبعة الأولى 1417ه.

119 - كتاب الخصال الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381ه)، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، جماعة المدرسين، قم، 1403 ه.

120 - خلاصة الأقوال في معرفة الرجال العلامة الحلي (ت 726ه)، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة الأولى 1417ه.

121 - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة صدر الدين السيد علي خان المدني الشيرازي (ت 1120ه)، تقديم: السيّد محمّد صادق بحر العلوم منشورات مكتبة بصيرتي، قم، الطبعة الثانية 1397 ه.

122 - الدرر النجفية، الشيخ يوسف البحراني (ت 1186ه)، نشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.

ص: 493

123 - الدر المنثور من المأثور وغير المأثور، علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الجبعي العاملي (ت 1103 ه) ، مطبعة مهر، قم، الطبعة الأولى 1398ه.

124 - الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي (من أعلام القرن السابع)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم الطبعة الأولى 1420ه.

125 - دروس في أصول فقه الإمامية، عبد الهادي الفضلي، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، بيروت، 1415ه.

126 - دلائل الإمامة محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق ونشر مؤسسة البعثة، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

127 - دلائل الصدق لنهج الحق، الشيخ محمد حسن المظفر (ت 1375ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأولى 1423ه.

128 - الذريعة إلى تصانیف الشیعة، الشيخ آقا بزرگ الطهراني (ت 1388ه)، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الثالثة 1403ه.

129 - ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، محمد بن جمال الدين مكي العاملي الجزيني الشهيد الأوّل (ت 786ه)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1419ه.

130 - كتاب الرجال، تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي (ت 707ه)، :تحقيق: السيّد محمّد صادق بحر العلوم، منشورات المطبعة الحيدرية، النجف 1392 ه.

131 - الرجال ابن الغضائري، أحمد بن حسين الغضائري الواسطى البغدادي (ت القرن الخامس)، تحقيق: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1422ه.

132 - رجال البرقي، الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 274 أو 280ه)، تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، مؤسسة القيوم، الطبعة الأولى

ص: 494

1419ه.

133 - رجال السيد بحر العلوم المعروف بالفوائد الرجالية، السيّد محمّد مهدي بحر العلوم (ت 1212ه)، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم مكتبة الصادق طهران، الطبعة الأولى 1363ش.

134 - رجال الطوسي، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه)، تحقيق : جواد القيومي الاصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1420ه.

135 - رجال النجاشي، أحمد بن علي النجاشي الأسدي النشر الإسلامي، قم، الطبعة السادسة 1418ه.

136 - رسالة أبي غالب الزراري إلى ابن ابنه في ذكر آل أعين أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني (ت 368ه)، تحقيق: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، مركز البحوث والتحقيقات الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1411ه.

137 - الرعاية في علم الداراية، الشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (ت 965ه)، تحقيق: عبد الحسين محمد علي بقال مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية 1408ه.

138 - روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات، محمد باقر الموسوي الخوانساري (ت 1313ه)، تحقيق: أسد الله إسماعيليان، مكتبة إسماعيليان، قم.

139 - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاني)، (ت 965ه)، تحقيق: السيّد محمّد كلانتر منشورات جامعة النجف الدينية، الطبعة الثانية 1398ه.

140 - روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه محمد تقي المجلسي (ت 1070ه)، تعليق السيد حسين الموسوي الكرماني والشيخ علي پناه الاشتهاردي بنياد فرهنگ اسلامی حاج محمد حسین کوشانپور 1399 ه.

ص: 495

141 - روضة الواعظين محمد بن الفتال النيسابوري (ت 508ه)، تقديم: السيّد محمّد مهدي السيد حسن الخرسان منشورات الشريف الرضي، قم.

142 - روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن المعروف ب_«تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي» حسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي النيسابوري المعروف ب_ «أبي الفتوح الرازي» (ت حدود 554ه)، تصحيح: محمد جعفر يا حقى ومحمد مهدي ناصح بنیاد پژوهشهای اسلامی ، مشهد، 1372 ش.

143 - رياض العلماء وحياض الفضلاء الميرزا عبد الله الأفندي الاصفهاني (ت حدود 1130ه)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، 1401ه.

144 - رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل، السيد علي بن محمد علي الطباطبائي (ت 1213ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث الطبعة الأولى 1418ه.

145 - ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب، ميرزا محمد علي مدرس تبريزي، انتشارات خيام، الطبعة الرابعة 1374 ش.

146 - زبدة التفاسير فتح الله بن شكر الله الشريف الكاشاني (ت 988ه) ، تحقيق ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1423ه.

147 - كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي (ت 598ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الرابعة 1317ه.

148 - سعد السعود للنفوس علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس (ت 664ه)، تحقيق: فارس تبریزیان ،الحسون منشورات دليلنا قم، الطبعة الأولى 1421ه.

149 - سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار، الشيخ عباس القمي (ت 1359ه)، تحقيق مجمع البحوث الإسلامية، تقديم وإشراف علي أكبر إلهي الخراساني ، مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضوية المقدسة - مشهد، الطبعة الأولى

ص: 496

1416ه.

150 - السنن الكبرى، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه) ، تحقیق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1420ه.

151 - سير أعلام النبلاء، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748ه) ، المشرف على تحقيق الكتاب: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الحادية عشر 1419ه.

152 - الشافي في الإمامة، الشريف المرتضى علي بن الحسين (ت 436 ه)، تحقيق السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب مراجعة السيد فاضل الميلاني مؤسسة الصادق، طهران، الطبعة الثانية 1410ه.

153 - شرح أصول الكافي، محمد صالح المازندراني (ت 1081 ه)، تعلیق: أبو الحسن الشعراني، تصحيح السيد علي عاشور، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1421ه.

154 - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد (ت 656ه)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية 1385ه.

155 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل عبيد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق وتعليق: الشيخ محمد باقر المحمودي مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، طهران، الطبعة الأولى 1411ه.

156 - الشيعة في الميزان، محمد جواد مغنية (ت 1400ه)، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، الطبعة الرابعة 1399ه.

157 - الشيعة وفنون الإسلام السيد حسن الصدر (ت 1354ه)، تقديم الدكتور سليمان دنيا.

158 - صحیح مسلم مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261ه)، دار ابن حزم بيروت الطبعة الأولى 1416ه.

ص: 497

159 - صحيفة الإمام الرضاء ، تحقيق: محمد مهدي نجف المؤتمر العالمي للإمام الرضاء ، 1406ه.

160 - الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، الشيخ علي بن يونس البياضي (ت 877ه)، تصحيح وتحقيق محمد الباقر البهبودي، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الأولى 1384ه.

161 - الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة، القاضي نور الله التستري (ت 1019ه) تصحيح جلال الدين ،الحسيني شركت سهامي طبع ،کتاب 1367ه.

162 - طبقات أعلام الشيعة الشيخ آغا بزرگ الطهراني (ت 1388ه)، مؤسسة إسماعيليان، قم، الطبعة الثانية.

163 - طبقات الشافعية الكبرى، أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي (ت 771ه)، تحقيق: مصطفى عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1420ه.

164 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق السيد علي عاشور مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى 1420ه.

165 - طرف من الأنباء والمناقب، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني (ت 664ه)، تحقيق: الشيخ قيس العطار ،تاسوعاء، الطبعة الأولى 1420ه.

166 - عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار، میر سید حامد حسین الموسوي النيشابوري الهندي (ت 1306ه)، اهتمام وإخراج مدرسة الإمام المهدي، قم 1406ه.

167 - عجائب أحكام أمير المؤمنين ، السيد محسن الأمين (ت 1371 ه)، تحقیق فارس حسون ،کریم، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، الطبعة الأولى

ص: 498

1419ه.

168 - عدة الرجال، السيد محسن بن الحسن الحسيني الأعرجي الكاظمي (ت 1227ه)، تحقيق: مؤسسة الهداية لإحياء التراث، إسماعيليان، الطبعة الأولى 1415ه.

169 - العدد القوية لدفع المخاوف اليومية ، رضي الدين علي بن يوسف المطهر الحلي (من أعلام القرن الثامن)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله المرعشي العامة، قم، الطبعة الأولى 1408.

170 - العقد النضيد والدرّ الفريد في فضائل أمير المؤمنين وأهل بيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، محمد بن الحسن القمي (ت القرن السابع الهجري)، تحقيق: علي

أوسط الناطقي، دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1423ه.

171 - علم اليقين في أصول الدين محسن الكاشاني (ت 1091ه)، دار البلاغة، بيروت، الطبعة الأولى 1410ه.

172 - علوم القرآن السيد محمد باقر الحكيم (ت 1424ه)، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الثالثة 1427ه.

173 - عمدة عيون صحاح الأخبار يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي المعروف ب- ابن بطريق (ت 600 ه)، تحقيق الشيخ مالك المحمودي والشيخ إبراهيم البهادري ممثلية الإمام القائد السيّد الخامنئي في الحج، الطبعة الثالثة 1412ه.

174 - عمدة النظر في بيان عصمة الأئمة الاثني عشر السيد هاشم البحراني (ت 1107ه)، تحقيق: محمد المنير الحسيني الميلاني، دار الجلي طهران الطبعة الأولى 1417ه.

175 - عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية، محمد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور (ت بعد 900ه)، تحقيق: الحاج آقا مجتبى العراقي تقديم: سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي ،

ص: 499

مطبعة سيّد الشهداء ، قم، الطبعة الأولى 1403ه.

176 - عيون أخبار الرضاء ، أبو جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي (ت 381ه)، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى 1404ه.

177 - كتاب الغايات (ضمن كتاب جامع الأحاديث)، أبو محمد جعفر بن أحمد القمي الرازي (من أعلام القرن الرابع)، تصحيح وتعليق: السيد محمد الحسينيالنيشابوري، مجمع البحوث الإسلامية، مشهد، الطبعة الأولى 1413ه.

178 - غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام، السيد هاشم البحراني الموسوي التوبلي (ت 1107ه)، تحقيق: السيد علي عاشور مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1422ه.

179 - الغدير في الكتاب والسنة والأدب، الشيخ عبد الحسين الأميني (ت 11390ه)، تحقيق مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1424ه.

180 - غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع، السيد حمزة بن علي بن زهرة الحلبي (ت 585ه)، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري مؤسسة الإمام الصادق، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

181 - كتاب الغيبة، ابن أبي زينب محمد بن إبراهيم النعماني (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق عليّ أكبر الغفاري، مكتبة الصدوق، طهران.

182 - كتاب الغيبة، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460ه)، تحقيق: الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1411ه.

183 - فرائد الأصول، الشيخ مرتضى الأنصاري (ت 1281ه) ، إعداد: لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1419ه.

ص: 500

184 - فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم ، إبراهيم بن محمد الجويني (ت 730 ه)، تحقيق وتعليق: الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي، بيروت، الطبعة الأولى 1398ه.

185 - فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد ابن طاووس (ت 664ه) ، منشورات الرضي، قم، 1363 ش.

186 - الفصول المختارة من العيون المحاسن (مصنفات الشيخ المفيد الألفية المجلد 2) ، السيد الشريف المرتضى (ت 436ه)، المؤتمر العالمي الشيخ المفيد، الطبعة الأولى 1413ه.

187 - الفصول المهمة في أصول الأئمة، محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق: محمد بن محمد الحسين القانيني، مؤسسة معارف إسلامي إمام رضاء ، الطبعة الأولى 1418ه.

188 - الفضائل، الشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي (ت حدود 660 ه) المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف، 1381ه.

189 - فضائل السادات السيّد محمّد أشرف سبط سيد الحكماء المحقق الداماد (ت 1133 أو 1145ه)، شركة المعارف والآثار، 1380ه.

190 - فضل زيارة الحسين ، محمد بن عليّ الحسن العلوي الشجري (ت 445 ه) ، إعداد: السيد أحمد الحسيني مكتبة آية الله المرعشي العامة، قم 1403ه.

191 - فقه الصادق السيد محمد صادق الحسيني الروحاني، مؤسسة دار الكتاب، قم، الطعبة الثالثة 1412ه.

192 - فقه القرآن، قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه)، تحقيق السيد أحمد الحسيني مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي، قم،الطبعة الثانية 1405ه.

193 - فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة، علي بن موسى بن

ص: 501

جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس (ت 664) به تحقيق غلام حسين المجيدي، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1419ه.

194 - كتاب الفهرست، ابن النديم البغدادي (ت 438 ه)، تحقيق: رضا تجدد.

195 - فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن بابوية الرازي (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق: عبد العزيز الطباطبائي، مجمع الذخائر الإسلامية، قم، 1404ه.

196 - فهرست التراث محمد حسين الحسيني الجلالي، تحقيق: محمد جواد الحسيني ،الجلالي، دليلنا، قم، الطبعة الأولى 1422ه.

197 - فهرست كتب الشيعة وأصولهم محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه) تحقيق: السيد عبد العزيز الطباطبائي، إعداد ونشر: مكتبة المحقق الطباطبائي، الطبعة الأولى 1420ه.

198 - الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية، الشيخ عباس القمي (ت 1359ه).

199 - الفوائد المدنية، محمد أمين الاسترابادي (ت 1033ه)، دار النشر لأهل البيت .

200 - قاموس الرجال، الشيخ محمد تقي التستري (ت 1415ه)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم.

201 - قصص الأنبياء، قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه)، :تحقیق غلام رضا عرفانيان اليزدي الخراساني الهادي، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

202 - قوانين الأصول الميرزا أبو القاسم القمي (ت 1231ه)، (الطبعة الحجرية).

203 - الكافي، محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 328ه)، تحقيق: عليّ أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية، الطبعة السادسة 1375 ش.

ص: 502

204 - الكافي في الفقه، أبو الصلاح الحلبي (ت 447ه)، تحقيق: رضا أستادي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي الة العامة، إصفهان.

205 - الكامل في التاريخ، ابن الأثير (ت 630 ه)، دار صادر، بیروت 1385 ه.

206 - کتابخانه ابن طاووس و أحوال و آثار او، اتان گلبرگ مترجمان سید علی قراني ورسول جعفریان، کتابخانه عمومي آية الله العظمى مرعشي نجفي 1371 ش.

207 - كتاب سليم بن قيس الهلالي (ت 76 ه)، نشر الهادي، قم، الطبعة الثانية 1416ه.

208 - كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار، الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تقديم السيّد علي الحسيني الميلاني مكتبة نينوى ،الحديثة، طهران، الطبعة الثانية 1400ه.

209 - كشف الأستار عن وجه الكتب والأسفار، السيد أحمد الحسيني الخوانساري الشهير ب_«الصفائي»، (ت 1359ه)، إعداد ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قم.

210 - كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار السيد إعجاز حسين النيسابوري الكنتوري (ت 1286ه) مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية 1409ه.

211 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي الشهير بالملاً كاتب الجلبي والمعروف بحاجي خليفة (ت 1067ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413ه.

212 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي الشهير بالملاكاتب الجلبي والمعروف ب_«لحاجي خليفة» (ت 1067ه)، دار الفكر، بيروت، 1419ه.

213 - كشف الغمة في معرفة الأئمة، أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح

ص: 503

الأربلي (ت 693 ه)، دار الأضواء، بيروت، الطبعة الأولى 1421ه.

214 - كشف اللثام عن قواعد الأحكام الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسن الاصفهاني المعروف بالفاضل الهندي (ت 1137ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشرالإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1416ه.

215 - كشف المحجّة لثمرة المهجة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق: الشيخ محمد الحسّون مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1417ه.

216 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين الله ، العلامة الحلي (ت 726 ه)، تحقيق: علي آل كوثر مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

217 - الكشكول الشيخ بهاء الدين محمد بن حسين العاملي (ت 1031ه) تصحيح: محمد عبد الكريم النمري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1418ه.

218 - الكشكول فيما جرى على آل الرسول السيد حيدر الآملي (ت القرن الثامن)، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف، 1372 ه.

219 - كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر ، علي بن محمد بن علي الخزار القمي (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي، انتشارات بیدار ،قم 1401ه.

220 - كفاية الموحدين، إسماعيل الطبرسي النوري (ت 1321ه)، انتشارات علمية إسلامية.

221 - كليات علم الرجال الشيخ جعفر السبحاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم الطبعة الثالثة 1414ه.

222 - كمال الدين وتمام النعمة الشيخ الصدوق (ت 381ه)، تصحيح علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الرابعة 1422ه.

ص: 504

223 - الكنى والألقاب الشيخ عباس القمي (ت 1359ه)، مكتبة الصدر طهران.

224 - كنز الفوائد الشيخ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت 449ه)، تحقيق وتعليق الشيخ عبد الله نعمة، دار الأضواء، بيروت، 1405ه.

225 - گزیده كفاية المهتدي، السيد محمد ميرلوحي الاصفهاني (من أعلام القرن الحادي عشر)، تصحیح و انتقاء گروه احیاء تراث فرهنگی انتشارات وزارت فرهنگ وارشاد اسلامی طهران، الطبعة الأولى 1373 ش.

226 - لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186ه)، تحقيق السيّد محمّد صادق بحر العلوم مؤسسة آل البيت للطباعة والنشر، الطبعة الثانية.

227 - لسان الميزان أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852ه)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثالثة 1406ه.

228 - لمحات في الكتاب والحديث والمذهب الشيخ لطف الله الصافي الكلبايگاني قسم الدراسات الإسلامية: مؤسسة البعثة.

229 - مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام والأئمة من ولده ، أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي المعروف ب_«ابن شاذان»، (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: نبيل رضا علوان الدار الإسلامية، لبنان، الطبعة الأولى 1409ه.

230 - المؤمنون في القرآن، السيد قاسم شبر (ت 1399 ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1411ه.

231 - مبادئ الوصول إلى علم الأصول العلامة الحلي (ت 726ه)، تحقيق وتعليق: عبد الحسين محمد علي البقال مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الثالثة 1404ه .

ص: 505

232 - مثير الأحزان، ابن نما الحلي (ت 645ه)، تحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي ، قم ، الطبعة الثالثة 1406ه.

233 - المجازات النبوية، محمد بن حسين الشريف الرضي (ت 406ه) ، تصحيح مهدي ،هوشمند دار الحديث، قم، الطبعة الأولى 1422ه.

234 - مجالس المؤمنين: سيد نور الله الشوشتري (ت 1019ه)، كتابفروشي إسلامية، طهران، 1354ش.

235 - مجمع الآداب في معجم الألقاب، كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطي الشيباني (ت (723 ه)، تحقيق: محمد الكاظم مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، الطبعة الأولى 1416ه.

236 - مجمع البحرين الشيخ فخر الدين الطريحي (ت 1085ه)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مكتب النشر الثقافة الإسلامية، الطبعة الثانية 1408ه.

237 - مجمع البيان في تفسير القرآن، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، ناصر خسرو، قم، الطبعة السادسة 1421ه.

238 - مجمع الرجال عناية الله بن علي القهبائي (القرن الحادي عشر)، تصحيح السيد ضياء الدين الشهير بالعلامة الاصفهاني، إسماعيليان، قم.

239 - مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان، أحمد بن محمد المقدّس الأردبيلي (ت 993ه)، تحقيق وتعليق: الحاج آقا مجتبى العراقي والشيخ علي بناء لاشتهاردي والحاج آقا حسين اليزدي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم 1404ه.

240 - مجموعة الرسائل الشيخ لطف الله الصافي الكلبايگاني، مؤسسة الإمام المهدي عجل الله فرجه 1404ه.

241 - المحاسن أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 280ه)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، المجمع العالمي لأهل البيت ، قم، الطبعة الثانية 1416ه.

ص: 506

242 - مختصر إثبات الرجعة، أبو محمد الفضل بن شاذان الأزدي (ت 260ه)، تحقيق: السيد باسم الهاشمي، دار الكرام، بیروت، الطبعة الأولى 1413ه.

243 - مختصر إثبات الرجعة (مجلة تراثنا العدد 15)، الفضل بن شاذان (ت 260ه)، تحقيق: السيد باسم الموسوي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، 1409ه.

244 - مختصر البصائر، الشيخ عز الدين الحسن بن سليمان الحلي (من أعلام القرن الثامن)، تحقيق: مشتاق المظفر، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الأولى 1421ه.

245 - مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة السنة ومسند ،احمد شهاب الدين أبي الفضل بن حجر العسقلاني (ت 852ه)، تحقيق: صبري بن الخالق أبو ذر مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1412ه.

246 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (العلامة الحلي)، (ت 726ه)، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي قم، الطبعة الأولى 1412ه.

247 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، الحسن بن يوسف بن مطهر المعروف ب_«العلامة الحلي» (ت 726ه)، تحقيق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية قسم إحياء التراث الإسلامي، مؤسسة بوستان کتاب قم، الطبعة الثانية 1423ه.

248 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول محمد باقر المجلسي (ت 1111ه)، تصحيح السيد هاشم الرسولي دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة 1379 ش.

249 - مرآة الكتب ثقة الإسلام التبريزي علي بن موسى بن محمد شفیع (ت 1330ه)، تحقيق: محمد على الحائري الحزم ،آبادي مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الأولى 1420ه.

ص: 507

250 - المراجعات، السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي (ت 1377ه)، تقديم: حامد حفني داود ومحمد فكري عثمان أبو النصر، مطبوعات النجاح القاهرة، الطبعة العشرون 1399ه.

251 - مروج الذهب ومعادن الجواهر، علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت 346 ه)، تدقيق ووضع الفهرس: يوسف أسعد داغر، منشورات دار الهجرة، قم، الطبعة الثانية 1409ه.

252 - مروج الذهب ومعادن الجواهر، علي بن الحسين المسعودي (ت 346ه)، تنقيح وتصحيح شارل ،پلا منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت، 1965م.

253 - المزار الكبير الشيخ محمد بن جعفر المشهدي (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني، نشر القيوم، الطبعة الأولى 1419ه .

254 - المسائل الجارودية (مصنفات الشيخ المفيد المجلد 7) ، الشيخ المفيد (ت 413 ه)، تحقيق: الشيخ محمد کاظم مدیر شانه چي المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأولى 1413ه.

255 - المسائل الصاغانية (مصنفات الشيخ المفيد المجلد 3)، الشيخ المفيد (ت 413)، تحقيق: السيد محمد القاضي المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد الطبعة الأولى 1413ه.

256 - مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، زين الدين بن علي العاملي الشهيد الثاني (ت 965ه)، تحقيق ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1414ه.

257 - مستدركات أعيان الشيعة حسن الأمين دار التعارف للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1418ه.

258 - المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف

ص: 508

بالحاكم (ت 405 ه)، تحقيق: محمود مطرجي، دار الفكر بيروت الطبعة الأولى 1422ه.

259 - مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لاحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1408ه.

260 - المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، محمد بن الي جرير ابن رستم الطبري الإمامي (ت أوائل القرن الرابع الهجري)، تحقيق الشيخ أحمد المحمودي، مؤسسة الثقافة الإسلامية لكوشانبور، الطبعة الأولى 1415ه.

261 - مستند الشيعة في أحكام الشريعة أحمد بن محمد مهدي النراقي (ت 1245ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت السلامة لإحياء التراث، الطبعة الأولى 1415ه. 262 - مسند الرضا ، رواية داود بن سليمان الغازي (ت بعد 203ه)، تحقيق: محمد جواد الحسيني الجلالي، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى 1418ه.

263 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين، الحافظ رجب البرسي (كان حياً سنة 813ه)، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الأولى 1414ه.

264 - مصادر نهج البلاغة وأسانيده السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1395ه.

265 - معادن الجواهر ونزهة الخواطر، السيد محسن الأمين (ت 1371ه)، دار الزهراء، بيروت، 1401ه.

266 - معارج نهج البلاغة، ظهير الدين أبي الحسن علي بن زيد البيهقي فريد خراسان (ت 566ه)، تحقيق: محمد تقی دانش پژوه، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، الطبعة الأولى 1409ه.

ص: 509

267 - معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين محمد بن علي ابن شهر آشوب المازندراني (ت 588ه)، منشورات المطعبة الحيدرية النجف، 1380ه.

298 - معانى الأخبار، الشيخ الأخبار، الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي (ت 381ه)، تحقيق: عليّ أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة

الرابعة 1418ه.

269 - المعتبر في شرح المختصر، نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلي (ت 676ه)، تحقيق وتصحيح عدة من الأفاضل، إشراف ناصر مکارم الشيرازي مؤسسة سيّد الشهداء ، قم، 1364ش.

270 - معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، ياقوت الحموي الرومي (ت 594ه)، تحقيق: إحسان عبّاس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1993م.

271 - معجم الثقات وترتيب الطبقات، أبو طالب علیه السلام التجليل التبريزي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1404ه.

272 - معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت 1413ه)، الطبعة الخامسة 1413ه.

273 - معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت صلوات الله عليهم، عبد الجبار الرفاعي سازمان چاپ و انتشارات وزارت فرهنگ وارشاد اسلامي طهران الطبعة الأولى 1371 ش.

274 - معجم المؤلفين عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1414ه.

275 - معجم المطبوعات العربية، يوسف اليان سركيس (ت 1351ه)، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1410ه.

276 - معجم المطبوعات النجفية، محمد هادي الأميني، مطبعة الآداب، النجف

ص: 510

الأشرف، الطبعة الأولى 1385ه.

277 - مفرج الكروب في ترجمة صاحب إرشاد القلوب (المطبوع في أوّل الترجمة الفارسية للإرشاد، بترجمة سيّد هدايت الله مسترحمي)، السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (ت 1411ه) ، منشورات بوذر جمهري، الطبعة الرابعة 1373 ش.

278 - المقالات والرسالات المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشيخ المفيد، قم، 1413ه.

279 - مقباس الهداية في علم الدراية، الشيخ عبد الله المامقاني (ت 1351ه)، تحقيق الشيخ محمد رضا المامقاني، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قم الطبعة الأولى 1414ه.

280 - مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر، أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش أبي عبد الله الجوهري (ت 401 ه) ، إعداد: نزار المنصوري، ضمن مجلة علوم الحديث، العدد التاسع)، 1422ه.

281 - مقتل الحسين الله ، أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم (ت 568 ه)، تحقيق: الشيخ محمد السماوي، أنوار الهدى، قم، الطبعة الأولى 1418ه.

282 - مقدّمة تفسير مرآة الأنوار ومشكوة الأسرار (مقدّمة تفسير البرهان)، أبو الحسن محمد بن طاهر العاملي النباطي الفتوني (القرن الثاني عشر)، تصحيح محمود الموسوي الزرندي، مؤسسة إسماعيليان، قم.

283 - مكتبة العلّامة الحلي، السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416ه) ، إعداد ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى 1416ه.

284 - الملهوف على قتلى الطفوف، عليّ بن موسی بن جعفر بن طاووس (ت 664ه)، تحقيق وتقديم الشيخ فارس تبريزيان الحسون دار الأسوة الطبعة الثانية 1417ه.

ص: 511

285 - مناظرة الشيخ حسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي مع أحد علماء العامة في حلب سنة 951ه ، تحقيق: شاكر شبع، مؤسسة قائم آل محمد عجل الله فرجه ،قم، الطبعة الأولى 1412ه.

286 - المناقب، الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي (ت 568 ه) ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، الطبعة الثانية 1411ه.

287 - مناقب آل أبي طالب، محمد بن علي بن شهر آشوب (ت 588 ه)، تحقيق لجنة من أساتذة النجف الاشرف المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف 1376ه.

288 - المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب البيان، محمد بن أحمد بن إدريس الحلى (ت 598ه)، تحقيق السيد مهدي الرجائي مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة، قم، الطبعة الأولى 1409ه.

289 - المنتظم في تواريخ الملوك والأمم، عبد الرحمن بن علي الجوزي (ت 597 ه) ، تحقيق وتقديم سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت 1415ه.

290 - منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان الحسن بن زین الدین الشهيد (ت 1011ه)، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، جامعة المدرّسين قم الطبعة الأولى 1362 ش.

291 - منتهى المقال في أحوال الرجال، أبو علي الحائري الشيخ محمد بن إسماعيل المازندراني (ت 1216ه)، تحقيق: مؤسسة آل البيت ا لإحياء التراث الطبعة الأولى 1416ه.

292 - من لا يحضره الفقيه أبو جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي (ت 381ه)، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان دار الكتب الإسلامية، طهران 1410ه.

ص: 512

293 - منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 ه)، تحقيق: السيد عبد اللطيف الكوهكمري، مكتبة آية الله المرعشى العامة، قم، 1406ه.

294 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، أحمد الحليم بن تيمية الحرّاني (ت 728 ه) ، وضع حواشيه وخرج آياته وأحاديثه عبد الله محمود محمد عمر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1420ه.

295 - منهاج الكرامة في معرفة الإمامة، الحسن بن يوسف الحلي (ت 726 ه)، تحقيق: عبد الرحيم مبارك، مؤسسة تاسوعاء، مشهد، الطبعة الأولى 1379 ش. 296 - منهج الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين، محمد بن إسحاق الحموي الأبهري من أعلام القرن العاشر ، مصوّرة في المكتبة المرعشية بقم، برقم 7711 .

297 - منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال میرزا محمد بن عليّ الاسترآبادي (ت 1028ه) ، (الطبعة الحجرية)، 1306ه.

298 - مهج الدعوات ومنهج العبادات، علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس (ت 664ه)، تعليق: الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الثانية 1424ه.

299 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت 748ه)، تحقيق وتعليق على محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1416ه.

300 - الميزان في تفسير القرآن السيّد محمد حسين الطباطبائي (ت 1402ه)، مؤسسة إسماعيليان، قم، الطبعة الخامسة 1412ه.

301 - الناسخ والمنسوخ، هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي البغدادي

ص: 513

(ت 410 ه) دار العربية للموسوعات الطبعة الأولى.

302 - النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة، ميثم بن علي بن ميثم البحراني (ت 699ه)، مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1417ه.

303 - النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب، الشيخ حسين النوري الطبرسى (ت 1320ه ت 1320ه) ، ترجمة وتعليق وتحقيق السيّد ياسين الموسوي أنوار الهدى، قم، الطبعة الأولى 1415ه.

304 - نزهة الكرام وبستان العوام، محمد بن حسين الرازي (أواخر القرن السادس الهجري)، تصحيح محمد شيرواني، 1402ه .

305 - نص النصوص في شرح الفصوص السيد حيدر الآملي (ت القرن الثامن)، تصحيح وتقديم: هنري كربين وعثمان إسماعيل يحيى، انتشارات توس الطبعة الثانية 1367ش.

306 - نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية ، مقداد بن عبد الله السيوري الحلي (ت 826ه)، تحقيق: السيد عبد اللطيف الكوهكمري مكتبة آية الله العظمى المرعشي، قم، 1403ه.

307 - نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار، السيد علي الحسيني الميلاني، نشر المؤلف، الطبعة الأولى 1414ه.

308 - نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت 940ه) ، تقديم: محمد هادي الأميني، مكتبة نينوى الحديث، طهران.

309 - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت 1041ه)، تحقيق: إحسان عبّاس دار صادر، بیروت 1388ه.

310 - نقد الرجال، السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي (من أعلام القرن الحادي عشر)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ،

ص: 514

الطبعة الأولى 1418ه.

311 - النقض المعروف ب_(بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض)، نصير الدين أبو الرشيد عبد الجليل القزويني الرازي (من أعلام القرن السادس) تصحيح: میر جلال الدین محدّث انتشارات انجمن آثار ملی طهران 1358ش.

312 نهج الإيمان، زين الدين علي بن يوسف بن جبر (من أعلام القرن السابع)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني مجتمع الإمام الهادي الا ، مشهد، الطبعة الأولى 1418ه.

313 - نهج البلاغة، محمد الرضي بن الحسين الموسوي (ت 406 ه) ، ضبط نصه وابتكر فهارسه العلمية: صبحي الصالح، دار الأسوة، الطبعة الأولى 1415ه.

314 - نهج البلاغة عبر القرون (مجلة تراثنا العدد 37) السيّد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416ه)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، 1414ه.

315 - نهج البلاغة عبر القرون (مجلة تراثنا، العدد 38 - 39)، السيد عبد العزيز الطباطبائي (ت 1416ه)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، 1415ه.

316 - نهج الحق وكشف الصدق، الحسن بن يوسف المطهر الحلي (ت 726 ه) ، تعليق الشيخ عين الله الحسني الأرموي، دار الهجرة، قم، 1421ه.

317 - نوادر الأخبار فيما يتعلّق بأصول الدين محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني (ت 1091ه)، تحقيق: مهدي الأنصاري القمی، پژوهشگاه علوم انساني و مطالعات فرهنگي طهران، الطبعة الثالثة 1375 ش.

318 - هداية المحدثين إلى طريقة المحمدين، محمد أمين بن محمد على

ص: 515

الكاظمي (من أعلام القرن الحادي عشر)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله العظمى المرعشي، قم، 1405ه.

319 - هدية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب والأنساب الشيخ عباس القمي (ت 1359 ه) ، مكتبة الصدوق، طهران، الطبعة الأولى 1362ش.

320 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون إسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه) ، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413ه .

321 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون (المطبوع مع كشف الظنون)، إسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 ه) ، دار الفکر بيروت 1419ه.

322 - كتاب الوافي، محمد محسن المشتهر بالفيض الكاشاني (ت 1091ه)، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي العامة، اصفهان، تحقيق ضياء الدين الحسيني الاصفهاني، الطبعة الثانية 1412ه .

323 - كتاب الوافي بالوفيات، صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت 764ه) ، اعتناء : محمد الحجيري 1408ه.

324 - الوجيزة في علم الرجال (رجال المجلسي)، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت 1111ه)، ترتيب عبد الله السبزالي الحاج، منشورات الأعلمي للمطبوعات ، بيروت، الطبعة الأولى 1415ه.

325 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل ،الشريعة محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث قم، الطبعة الثانية 1414ه.

326 - وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (ت 984ه)، تحقيق: السيّد عبد اللطيف الكوهكمري، مجمع الذخائر الإسلامية، قم، الطبعة الأولى 1401ه .

327- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أبو العباس أحمد محمد بن

ص: 516

إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان (ت 681ه)، تحقيق: يوسف علي طويل ومريم قاسم طويل، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1419ه.

328 - اليقين باختصاص مولانا عليا بإمرة المؤمنين، سيد رضي الدين علي ابن الطاووس الحلي (ت 664ه)، تحقيق: الأنصاري، مؤسسة دار الكتاب، قم، الطبعة الأولى 1413ه.

329 - ينابيع المودة لذوي القربى سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294ه)، تحقيق: سيد علي جمال اشرف الحسيني، دار الأسوة، الطبعة الأولى 1416ه.

ص: 517

فهرس المواضيع

دليل الكتاب....3

القرن السابع الهجري مؤلّفات يحيى بن الحسن الحلى (ابن البطريق) كتاب عمدة عيون صحاح الاخبار

نقل الحديث....7

ترجمة المؤلّف....20

توثيق الكتاب....21

کتاب خصائص الوحي المبين

نقل الحديث....25

توثيق الكتاب....25

نزهة الكرام وبستان العوام لمحمد بن الحسين الرازي

نقل الحديث....29

ترجمة المؤلّف....34

توثيق الكتاب....38

حدائق الحقائق لقطب الدين الكيدرى البيهقى

نقل الحديث....41

ترجمة المؤلّف....41

ص: 518

توثيق الكتاب....42

مؤلفات علي بن طاووس كتاب الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

نقل الحديث....45

ترجمة المؤلّف....52

توثيق الكتاب....53

كتاب سعد السعود

نقل الحديث....57

توثيق الكتاب....60

كتاب الأقبال بالأعمال الحسنة

نقل الحديث....63

توثيق الكتاب....65

كتاب اليقين باختصاص مولانا على بإمرة المؤمنين

نقل الحديث....69

توثيق الكتاب....70

كتاب الملهوف على قتلى الطفوف

نقل الحديث....77

توثيق الكتاب....78

كتاب طرف من الانباء والمناقب

نقل الحديث....81

توثيق الكتاب....82

كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة

نقل الحديث....85

توثيق الكتاب....87

ترجمة المؤلّف.

ص: 519

المعتبر في شرح المختصر لجعفر بن الحسن (المحقق الحلي)

نقل الحديث....91

ترجمة المؤلّف....91

توثيق الكتاب....93

مثير الأحزان الجعفر بن نما الحلي

نقل الحديث....95

ترجمة المؤلّف....96

توثيق الكتاب....97

شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني

نقل الحديث....101

ترجمة المؤلّف....101

توثيق الكتاب105

كشف الغمة لعلي بن عيسى الأربلي

نقل الحديث....109

ترجمة المؤلّف....116

توثيق الكتاب....118

العقد النضيد لمحمد بن الحسن القمي

نقل الحديث....123

ترجمة المؤلف....123

ثيق الكتاب....124

مؤلفات عماد الدين الحسن بن علي الطبري كتاب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار

نقل الحديث....127

ترجمة المؤلّف....129

ص: 520

توثيق الكتاب....132

کتاب أسرار الامامة

نقل الحديث....135

توثيق الكتاب....137

القرن الثامن الهجرى العدد القوية لعلى بن يوسف بن المطهر الحلي

نقل الحديث....145

ترجمة المؤلف....147

توثيق الكتاب....148

مؤلّفات الحسن بن يوسف الحلي (العلّامة) كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين

نقل الحديث....151

ترجمة المؤلّف....155

توثيق الكتاب....156

كتاب نهج الحق وكشف الصدق

نقل الحديث....159

توثيق الكتاب....161

كتاب منهاج الكرامة في معرفة الإمامة

نقل الحديث....165

توثيق الكتاب....166

كتاب مختلف الشيعة

نقل الحديث....169

توثيق الكتاب....169

کتاب مباديء الوصول إلى علم الأصول

ص: 521

نقل الحديث....173

توثيق الكتاب....173

نهج الإيمان لعلي بن يوسف بن جبر

نقل الحديث....175

ترجمة المؤلف....181

توثيق الكتاب....185

الكشكول فيما جرى على آل الرسول

نقل الحديث....189

من هو مؤلّف كتاب الكشكول....190

ذكرى الشيعة لمحمد بن مكي العاملي (الشهيد الأول)

نقل الحديث....197

ترجمة المؤلّف....197

توثيق الكتاب....200

تفسير المحيط الأعظم لحيدر الآملي

نقل الحديث....203

ترجمة المؤلّف....204

توثيق الكتاب....207

مؤلّفات الحسن بن أبي الحسن الديلمي كتاب إرشاد القلوب

نقل الحديث....211

ترجمة المؤلّف....204

توثيق الكتاب....207

كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين

نقل الحديث....225

ص: 522

توثيق الكتاب....225

القرن التاسع الهجري مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي

نقل الحديث....231

ترجمة المؤلّف....232

نقل الحديث....234

نضد القواعد الفقهية للمقداد السيورى

نقل الحديث....237

ترجمة المؤلّف....237

توثيق الكتاب....238

الصراط المستقيم لعلي بن يونس البياضي

نقل الحديث....242

ترجمة المؤلّف....243

توثيق الكتاب....245

التهاب نيران الأحزان ليوسف بن أبي القطيفي

نقل الحديث....249

ترجمة المؤلف....253

توثيق الكتاب....254

القرن العاشر الهجري المصباح للكفعمي

نقل الحديث....263

ترجمة المؤلّف....263

توثيق الكتاب....265

الفاضلين في معرفة الأئمة الكاملين لمحمد بن إسحاق الحموي

ص: 523

الأبهري

نقل الحديث....269

محمد بن إسحاق الحموي وكتابه....271

مؤلّفات علي بن الحسين الكركي كتاب جامع المقاصد

نقل الحديث....275

ترجمة المؤلّف....275

توثيق الكتاب....279

کتاب نفحات اللاهوت

نقل الحديث....283

توثيق الكتاب....286

إجازة الشيخ إبراهيم القطيفي إلى محمد الاسترابادي

نقل الحديث....289

ترجمة المؤلّف وذكر الإجازة....289

تأويل الآيات الظاهرة لعلي الحسيني الاسترابادي

نقل الحديث....297

ترجمة المؤلّف....299

توثيق الكتاب....300

مؤلّفات زين الدين بن علي (الشهيد الثاني) كتاب الروضة البهية

نقل الحديث....307

ترجمة المؤلّف....307

توثيق الكتاب....307

كتاب مسالك الافهام

ص: 524

نقل الحديث....313

توثيق الكتاب....313

مؤلفات حسين بن عبد الصمد العاملي كتاب وصول الاخيار إلى أصول الأخبار

نقل الحديث....317

ترجمة المؤلّف....317

توثيق الكتاب....322

مناظرة حسين بن عبد الصمد مع أحد علماء العامة

نقل الحديث....325

المناظرة....326

مجمع الفائدة والبرهان لأحمد بن محمد المقدس الأردبيلي

نقل الحديث....329

ترجمة المؤلّف....329

توثيق الكتاب....331

المطلب الثاني

نقل أقوال علماء الإمامية في تواتر حديث الثقلين واستفاضته وشهرته وصحته والاجماع عليه

الفصل الأول: في قولهم بأنه مجمع عليه ومشهور وصحيح ومتفق عليه وما شابهها من الألفاظ....337

الفصل الثاني: في قولهم بتواتره....347

المطلب الثالث

تواتر الفاظ الحديث المحصل

التواتر المحصل....354

الرواية عن الإمام علي علیه السلام....356

ص: 525

مخطط أسانيد رواية حديث الثقلين عن الامام علي علیه السلام....359

جدولب إثبات تواتر الفاظ رواية حديث الثقلين عن أمير المؤمنين علیه السلام....362

الرواية عن فاطمة الزهراء علیها السلام ومخططها....365

الرواية عن الامام الحسن علیه السلام ومخططها....366

جدول ألفاظ رواية حديث الثقلين عن الامام الحسن علیه السلام....367

الرواية عن الامام الحسين علیه السلام ومخططها وجدولها....368

الرواية عن الامام الباقر علیه السلام....369

مخطط طرق الرواية عن الامام الباقر علیه السلام....370

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الباقر علیه السلام....373

الرواية عن الإمام الصادق علیه السلام....376

مخطط طرق الرواية عن الامام الصادق علیه السلام....378

جدول ألفاظ الحديث عن الامام الصادق علیه السلام....380

الرواية عن الإمام الكاظم علیه السلام ومخططها وجدولها....383

الرواية عن الإمام الرضا علیه السلام....384

مخطط طرق الرواية عن الإمام الرضا علیه السلام....385

جدول ألفاظ الحديث عن الإمام الرضاء علیه السلام....386

الرواية عن الإمام الهادى علیه السلام ومخططها وجدولها....387

الرواية عن أم سلمة ومخططها وجدولها....388

الرواية عن أبي ذر الغفاري ومخططها وجدولها....389

الرواية عن ابن عباس....390

مخطط طرق الرواية عن ابن عباس....391

جدول الرواية عن ابن عباس....392

رواية جابر بن عبد الله الأنصاري ومخططها....393

ص: 526

جدول رواية جابر بن عبد الله الأنصاري....394

الرواية عن حذيفة بن اليمان ومخططها وجدولها....395

الرواية عن حذيفة بن أسيد ومخططها وجدولها....396

الرواية عن البراء بن عازب ومخططها وجدولها....397

الرواية عن زيد بن ثابت....398

مخطط وجدول رواية زيد بن ثابت....399

رواية أبي سعيد الخدري....400

مخطط طرق رواية أبي سعيد الخدري....402

جدول رواية أبي سعيد....404

رواية زيد بن أرقم....406

مخطط طرق رواية زيد بن أرقم....408

جدول رواية زيد بن أرقم....410

رواية عمر بن الخطاب ومخططها وجدولها....412

رواية عمرو بن العاص وجدولها....413

رواية أبي هريرة ومخططها وجدولها....414

التابعين الذين رووا الحديث

الحسن البصري....415

ابن امرأة زيد بن أرقم....415

مخطط وجدول رواية ابن امرأة زيد بن أرقم....416

رواية الزهري....417

روايات الحديث المرسلة....418

جدول متون الروايات المرسلة....425

المطلب الرابع

مواضع صدور الحديث وإثبات تواتر صدوره في بعضها

ص: 527

مواضع صدور الحديث....436

ما أحصيناه من مواضع حسب ما ورد في الروايات....438

الأول....438

الثاني....440

الثالث....442

الرابع....444

الخامس....446

السادس....448

السابع....461

الثامن....468

التاسع....472

العاشر....473

الحادي عشر....476

المحصل النهائي لمواضع صدور الحديث....479

ص: 528

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.