الفَوائِدُ الْبَدِيعْةُ
مِنْ جَامِعِ اَحَادیْثِ الْشِیْعَةْ
لِسَيّدِ الطَّائِفَةِ آيَةِ اللَّهِ العُظَمَى السَيّدِ حُسَینْ البُروجَردي(قدس سرّه)
الجُزءْ الاَوَلْ
اِنتِخابُ وَتَعليقُ
عَلاء السَيّد عَبْد الصَّٰاحِب المُوَسَوِيّ
1444 ه.ق
ص: 1
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في أيَّام المحنة العامَّة للوباء الذي عمَّ الكرة الأرضيَّة وأجلس الملايين في بيوتهم وعطَّلهم عن أعمالهم، وجدتها فرصة مغتنمة لمطالعة الكتاب النفيس (جامع أحاديث الشيعة )لسيِّد الطائفة في زمنه آية الله العظمى السيِّد حسين البروجردي (قدَّس الله روحه الطاهرة)، من الجلد إلى الجلد، وحقَّقت أُمنيتي في انتخاب فرائد الروايات( وكلُّها فرائد وجواهر)، ممَّا اعتقدت أنها مؤثِّرة في تقريب الناس إلى الصلاح، وإرجاعهم إلى حظيرة أهل البيت علیهم السلام، وربطهم بثقافتهم التي هي ثقافة
عليها القرآن المجيد، وصيانتهم بتلك الروايات الشريفة من التأثُّر بالأفكار الزائفة العابرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، فإنَّ عقول الناس تحتاج إلى الغذاء الفكري السليم أكثر من حاجة أبدانهم للطعام الصحَّي، ولا نجد ذلك إلّا في رواياتهم الشريفة: فليُشرِّقوا ويُغرّبوا فلن يجدوا الحق إلَّا شيئاً خرج من هذا البيت. وقد روى الشيخ الصفَّار رحمه الله في (بصائر الدرجات) بسنده عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ ِلي: إِنَّ اَلْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)» [البقرة: 8] ، فَلْيُشَرِّقِ الحَكَمُ
وَلْيُغَرِّبْ، أَمَا وَاللَّهُ لَا يُصِيبُ الْعِلْمَ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ نَزَلَ عَلَيْهِمْ جَبْرَئِيلُ علیه السلام»(1).
ص: 3
وقد استوعب هذا العمل سنين ثلاث كانت من ألذّ السنين التي عشتها، إذ وجدت نفسي متقلَّباً بين أنوار أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم أجمعين) ألتقط من دُرّر كلماتهم، وأتعرَّف على جميل أخلاقهم وحلو طباعهم، وأتأمَّل في عميق حكمتهم، دون أن يجد الملل إلى نفسي سبيلاً، بل لم أجد لذَّة في قراءة نصِّ
دينيِّ أو غير دينيِّ كما وجدت ذلك في مطالعة هذه الموسوعة المباركة.
وقد حاولت التعليق على بعض تلك الروايات لشرحها أو بيان مشابهاتها من الروايات الأُخرى، ولإيضاح ما قد يخفى من معانيها على القارئ الكريم، راجياً أنْ ينتفع المؤمنون بهذه المجموعة المباركة من الروايات، ويجعلونها مادة للتداول في بيوتهم ومحافلهم، وحديثاً يُعطّرون به بيوتهم ويُمتِّعون به أسماع أبنائهم وأهاليهم ويملئون به حياتهم في ليلهم ونهارهم بدل ما انتشر من مواد هابطة مخرِّبة، ومضامين عابثة لا ثمرة من ورائها سوى تحمُّل الأوزار والتشبُّع
بالفساد .
حفظ الله الشيعة من كلِّ سوء، وأنار دروبهم بنور أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، والحمد لله أوَّلاً وأخيراً، وصلَّى الله على محمَّد وآله الطاهرين وجعلنا في ركابهم وممَّن يأخذ بحجزتهم، فهم سُفُن النجاة وسرُّ الحياة، والله دَرُّ الفرزدق إذ يقول في مدحه للإمام السجَّاد علیه السلام :
من معشر حبُّهم دين وبغضهم *** كفر وقربهم منجى ومعتصم(1)
علاء السيِّد عبد الصاحب الموسوي
(26/ ذو القعدة /1444ه- )
النجف الأشرف
ص: 4
ص: 5
ص: 6
[ 1 / 1 ]قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الْعَالِمُ بَيْنَ الْجُهَالِ كَالحَيُّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْم يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وَهَوَامُّهُ وَسِبَاعُ الْبَرِّ وَأَنْعَامُهُ، فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهُ عزّو جلّ، وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ
مُسْلِمٍ »(1).
[2/2] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ تَعَلَّمَ بَاباً مِنَ العِلْمِ عَمَّنْ يَيْقُ بِهِ كَانَ أَفْضَلَ
مِنْ أَنْ يُصَلِّيَ ألفَ رَكْعَةٍ » (2).
[3/3] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ
الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ : طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَاطْلُبُوا العِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ، وَاقْتَبِسُوهُ مِنْ أَهْلِهِ، فَإِنَّ تَعَلَّمَهُ الله حَسَنَةٌ، وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَالْمُذَاكَرَةَ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَالعَمَلَ بِهِ جِهَادٌ، وَتَعْلِيمَهُ لَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ إِلَى الله تَعَالَى، لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الحَلَالِ وَالحَرَامِ، وَمَنَارُ سَبِيلِ الجَنَّةِ، وَالْمُؤْنِسُ فِي الوَحْشَةِ، وَالصَّاحِبُ فِي الغُرْبَةِ وَالوَحْدَةِ، وَالْمُحَدِّثُ فِي الخَلْوَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالسَّلَاحُ عَلَى الأَعْدَاءِ، وَالزَّيْنُ عَلَى الأَخِلَّاءِ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الخَيْرِ فَادَةً، تُقْبَسُ ،آثَارُهُمْ وَيُهْتَدَى بِأَفْعَاهِمْ، وَيُنْتَهَى إِلَى آرَائِهِمْ، [وَ] تَرْغَبُ اَلمَلَائِكَةُ فِي خَلَّتِهِمْ، وَبِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ،وَافِي صَلَاتِهَا تُبَارِكُ عَلَيْهِمْ، [وَ ] يَسْتَغْفِرُ هُمْ كُلَّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ حَتَّى حِيتَانُ البَحْرِ وَهَوَامُّهُ وَسِبَاحُ
ص: 7
البَرِّ وَأَنْعَامُهُ، إِنَّ العِلْمَ حَيَاةُ القُلُوبِ مِنَ الجَهْلِ، وَضِيَاءُ الأَبْصَارِ مِنَ الظُّلْمَةِ، وَقُوَّةُ الأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ، يَبْلُغُ بِالعَبْدِ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ، وَعَجَالِسَ الأَبْرَارِ، وَالدَّرَجَاتِ العُلَى فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، الذِّكْرُ فِيهِ يَعْدِلُ بِالصِّيَامِ، وَمُدَارَسَتْهُ بِالقِيَامِ، بِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ وَيُعْبَدُ، وَبِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ، وَيُعْرَفُ الحَلَالُ وَالحَرَامُ، لعِلْمُ إِمَامُ العَمَلِ وَالعَمَلُ تَابِعُهُ، يُلْهَمُ بِهِ السُّعَدَاءَ وَيُحْرَمُهُ الأَشْقِيَاءَ، فَطُوبَى
لَمَنْ لَمْ يَحْرُمُهُ اللهُ مِنْهُ حَظَهُ » (1).
[4 / 4] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «الشَّاخِصُ فِي طَلَبِ العِلْمِ كَالمُجَاهِدِ فِي السلام
سَبيل الله » (2).
[5/ 5] قَالَ الْمُفَضَلُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِالتَّفَقُهِ فِي دِينِ اللهِ، وَلَا تَكُونُوا أَعْرَاباً، فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهُ فِي دِينِ اللَّهِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلَمْ يُزَكُ لَهُ عَمَلاً» (3).
[6/ 6] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا. يَا
بَشِيرُ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ اِحْتَاجَ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا اِحْتَاجَ إِلَيْهِمْ أَدْخَلُوهُ
فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ»(4).
[ 7 /7] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، رَجُلٌ
عَرَفَ هَذَا الأَمْرَ لَزِمَ بَيْتَهُ وَلَمْ يَتَعَرَّضُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ، قَالَ: فَقَالَ: «كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هَذَا فِي دِينِهِ ؟ »(5).
[ 8/8] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لاِبْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَنَفِيَّةِ : «يَا بُنَيَّ،
ص: 8
إِيَّاكَ وَالْاِتِّكَالَ عَلَى الْأَمَانِيُّ...»، إلى أنْ قال: «وَتَفَقَّهُ بِالدِّينِ فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ وَرَثَةٌ الْأَنْبِيَاءِ، لِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلَا دِرْهَماً وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٌ وَافِرٍ، وَاعْلَمْ أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ وَالْحُوتُ فِي الْبَحْرِ، وَأَنَّ الَمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ، وَفِيهِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَالْفَوْزُ بِالجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لِأَنَّ الْفُقَهَاءَ هُمُ اَلدُّعَاةُ إِلَى الْجِنَانِ وَالْأَدِلَّاء عَلَى الله عزّو جلّ» (1).
بيان :المراد من العلم الذي وردت هذه الروايات في فضل تعلُّمه والتزوَّد
به هو علم الأديان، وما يعرف به الإنسانُ ربَّه وما أراد منه وما نهاه عنه، أي علم التوحيد وعقائد الإسلام والأحكام الشرعيَّة العمليَّة التي نُسمّيها بعلم الفقه. ولا يُؤخَذ ذلك إلَّا من أهله ، ومعدنه وهم من نزل القرآن في بيوتهم وورثوا العلم والكتاب عن جدّهم الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله وسلم، الذين نصَّ عليهم بالعصمة ونصبهم للإمامة، وأبلغ أُمَّته أنَّهم عيبة علمه، ومعادن كلماته، وأوجب على أُمَّته
التمسُّك بهم للنجاة من الضلالة، كما جاء في حديث الثقلين المتَّفق عليه بين الفريقين (2).
[9/9] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «أَطْلُبُوا الْعِلْمَ
ص: 9
وَتَزَيَّنُوا مَعَهُ بِالحِلْمِ وَالْوَقَارِ، وَتَوَاضَعُوا لَنْ تُعَلَّمُونَهُ اَلْعِلْمَ، وَلَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ
جَبَابِرَةَ فَيَذْهَبَ بَاطِلُكُمْ بِحَقَّكُمْ ».(1)
بيان: التواضع مطلوب من جميع الناس وفي جميع الأحوال، وخصوصاً ممن يُعلَّم الناس ويُرشِدهم، فإنَّ مقتضى الأُستاذيَّة للناس أنْ يكون الأُستاذ عاملاً بعلمه، ملتزماً بأوامر الشريعة وآدابها مع طُّلَّابه، ومن أهمّ تلك الآداب التواضع، والذي يُسهّل التواصل مع الآخرين، ويُمهِّد عقولهم وقلوبهم لقبول العلم وتلقِّيه واستيعابه بالشكل الأكمل، وعكس ذلك التكبُّر والتجبُّر وسوء الخُلُق، فإنَّه يُفسِد الحقِّ بأجواء التجبر والباطل، ويحول دون وصول المتعلِّمين إلى مرادهم من التزكية والتعليم.
[ 10 / 10] مَسْعَدَةُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ : سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَىٰ: ﴿فَلِلَّهِ الحُجَّةُ البَالِغَةُ﴾ (الأنعام: 149)، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: عَبْدِي أَكُنْتَ عَالِماً؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ، وَإِنْ قَالَ: كُنْتُ جَاهِلاً، قَالَ لَهُ: أَفَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّى تَعْمَلَ، فَيَخْصِمُهُ، وَذَلِكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ اللَّهِ عزَّ وَ جلَّ فِي خَلْقِهِ»(2).
بيان: لا عذر للَجاهل في ترك التعلُّم في هذه الدنيا، ولا يمكنه الاعتذار عن جهله بالأحكام الشرعيَّة والمعارف الدينيَّة المهمَّة والعقائد الحقَّة حينما يقف بين يدي الله تعالىٰ يوم الحساب، وذلك لأنَّه كان يجب عليه أن يتعلَّم مع تيسُّر ذلك له بحكم العقل السليم الذي يحكم بوجوب المعرفة للخالق وأحكامه،
ص: 10
ووجوب الالتزام بها دفعاً لضرر العقوبات الإلهيَّة المحتملة. نعم إذا كان محروماً من فرصة التعلُّم لعدم وجود من يُعلّمه، وعدم وجود وسائل الوصول إلىٰ المعارف من كُتُب واتِّصالات ،وغيرها، كان جاهلاً قاصراً ومعذوراً.
[11/11] قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام: مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى
لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ العَذَابِ، وَحَقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ »(1) .
[12/12] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ:
وَإِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ مُهْلِكَتَيْنِ: أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ بِرَأْيَكَ، وَأَنْ تَقُولَ مَا لَا تَعْلَمُ »(2).
قُل: لا أدري:
[ 13 / 13 ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِذَا سُئِلَ اَلرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَلْيَقُلْ لَا أَدْرِي، وَلَا يَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَيُوقِعَ فِي قَلْبِ
صَاحِبِهِ شَكَّا، وَإِذَا قَالَ اَلمَسْؤُولُ: لَا أَدْرِي ، فَلَا يَتَّهِمُهُ اَلسَّائِلُ » (3).
[14 / 14 ]عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام : مَا حَقُّ الله
عَلَى العِبَادِ؟ قَالَ علیه السلام : ( أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ، وَيَقِفُوا عِنْدَ مَا لَا يَعْلَمُونَ »(4).
[15 / 15] ومن كلام لأمير المؤمنين علیه السلام في (نهج البلاغة): «مَنْ تَرَكَ
قَوْلَ لَا أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ»(5).
ص: 11
[16/16] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: إِنَّ مَنْ أَجَابَ فِي كُلِّ مَا يُسْتَلُ عَنْهُ فَهُوَ
اَلَمَجْنُونُ» (1)
بيان: من المشاكل الكبيرة التي يقع فيها البعض هي التحدُّث عن الشريعة وأحكامها بلا علم ولا تثُّت، وهذا من شأنه أن يضيع تلك الأحكام ويُعرّضها للتحريف تدريجيَّاًّ على مدى الأزمنة والعصور، حتَّى تعود شريعة الله تعالى أثراً
بعد عين، وحتَّى يستفحل فيها التحريف كما وقع للشرائع السابقة على الإسلام، ولذا ورد التحذير الشديد في هذه الروايات وغيرها من الإفتاء بدين الله بدون علم، والإجابة عن أسئلة الناس دون تثبت ويقين. ولعلَّ شهوة البعض للأجابة على كلِّ سؤال يُوجَّه إليه ليكون في أنظار الناس عالماً لا يُجارى هي من أخطر ما يقع فيه طُلَّاب العلم من أمراض، وهذا ما حذَّرت منه الرواية، واعتبرت من يقع فيه مجنوناً، وأنّه يُصاب في مقاتله .
[17 / 17] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ... إلى أنْ قال: «وَعَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ، وَلْزُومِ فَرَائِضِهِ وَشَرَائِعِهِ وَحَلَالِهِ وَحَرَامِهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَالتَّهَجُدِ بِهِ، وَتِلَاوَتِهِ فِي لَيْلِكَ وَنَهَارِكَ، فَإِنَّهُ عَهْدٌ مِنَ الله تَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ، فَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَنْظُرَ كُلَّ يَوْمٍ فِي عَهْدِهِ وَلَوْ خَمْسِينَ آيَةً، وَاعْلَمْ أَنَّ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ عَلَى عَدَدِ آيَاتِ الْقُرْآنِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ: اِقْرَأْ وَارْقَ، فَلَا يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ أَرْفَعُ دَرَجَةً
منه »(2).
ص: 12
:بيان وصيَّة أمير المؤمنين علیه السلام لولده بتعاهد قراءة القرآن الكريم ولو خمسين آية يوميًا، وهذا ما ينبغي لنا أن لا نتغافل عنه ولا نهمله، وحبَّذا لو أهدى المؤمن ما يقرؤه يوميًا من القرآن لإمام زمانه، ليكون معه عجل الله فرجه كما ورد في الرواية التالية: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبِي سَأَلَ جَدَّكَ عَنْ خَتْمِ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ جَدُّكَ: «كُلَّ لَيْلَةٍ»، فَقَالَ لَهُ: فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ لَهُ جَدُّكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: نَعَمْ مَا اسْتَطَعْتُ، فَكَانَ أَبِي يَخْتِمُهُ أَرْبَعِينَ خَتْمَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ خَتَمْتُهُ بَعْدَ أَبِي، فَرُبَّما زِدْتُ وَرُبَّمَا نَقَصْتُ عَلَى قَدْرِ فَرَاغِي وَشُغُلِي وَنَشَاطِي وَكَسَلِي، فَإِذَا كَانَ فِي يَوْمِ الْفِطْرِ جَعَلْتُ لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم خَتْمَةٌ، وَلِعَلي علیه السلام أُخْرَى، وَلِفَاطِمَةَ علیها السلام أُخْرَى، ثُمَّ لِلْأَئِمَّةِ لا حَتَّى إِنْتَهَيْتُ إِلَيْكَ، فَصَيَّرْتُ لَكَ وَاحِدَةً مُنْذُ صِرْتُ فِي هَذَا الْحَالِ، فَأَيُّ شَيْءٍ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: لَكَ بِذَلِكَ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، قُلْتُ: الله أَكْبَرُ، فَلى بذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ »(1) .
[18/18] عَنْ سَاعَةَ، عَنْ أَبي الحَسَن مُوسَى علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَكُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ الله وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَو تَقُولُونَ فِيهِ؟ قَالَ: «بَلَى كُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ
الله وَسُنَّة نبيه صلی الله علیه و آله وسلم (2).
[19/19] عن أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْزَلَ فِي
اَلْقُرْآنِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى وَالله مَا تَرَكَ اللهُ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ اَلْعِبَادُ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ عَبْدٌ يَقُولُ: لَوْ كَانَ هَذَا أُنْزِلَ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَهُ اللهُ فِيهِ » (3).
ص: 13
بيان: من الحقائق المؤكَّدة في كلام أهل البيت علیهم السلام لأنَّ القرآن الكريم محتوِ على جميع العلم وكلِّ ما يحتاجه الناس من أحكام وقضايا، إلَّا أنَّ المؤكَّد مع هذه الحقيقة أنَّ بيان ذلك وتفصيله إنَّما هو في عهدة أئمَّة الهدى علیهم السلام فقط، ومن
وجب على الناس الرجوع إليهم والوقوف عند أوامرهم وعدم التقدَّم عليهم وورد في الكتاب العزيز التأكيد على ذلك بقوله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)» (النحل : 43) ، وقد جاء في العديد من الروايات أنَّ أهل الذكر هم أئمَّة الهدى علیهم السلام لا غير.
منها: ما رواه التقيُّ المجلسيُّ رحمه الله في ( روضة المتَّقين في شرح من لا يحضره الفقيه)(1)، قال: وفي القوِّي كالصحيح، عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)»[النحل: 43] ، فَقَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ، وَنَحْنُ المَسْؤُولُونَ»، قُلْتُ: فَانتم اَلمَسْؤُولُونَ وَنَحْنُ السَّائِلُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: حَقٌّ [حَقًّا خ] عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلُكُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: حَقٌّ [حَقًّا خ] عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ: «لَا، ذَاكَ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا فَعَلْنَا وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَفْعَلْ، أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)»[ ص: 39]؟(2)
وفي القويِّ كالصحيح ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي قَوْلِ الله عزّو جلّ: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)» [النحل : 43]: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: الذِّكْرُ أَنَا ، وَالْأَئِمَّةُ علیهم السلام أَهْلُ الذِّكْرِ»، وَقَوْلِهِ عزّو جلّ:«وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)» [الزخرف: 44]، قَالَ أَبُو جَعْفَرِ علیه السلام:« نَحْنُ قَوْمُهُ، وَنَحْنُ اَلمَسْؤُولُونَ »
(3) .
ص: 14
[20/ 20] عَنِ الْأَصْبَحَ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي
بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم بِالحَقِّ، وَأَكْرَمَ أَهْلَ بَيْتِهِ مَا مِنْ شَيْءٍ تَطْلُبُونَهُ مِنْ حِرْزِ مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ سَرَقٍ أَوْ إِفْلَاتِ دَابَّةٍ مِنْ صَاحِبِهَا أَوْ ضَالَّةٍ أَوْ آبِقِ إِلَّا وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ، فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ » (1).
بيان: تكرّر ذلك من أمير المؤمنين علیه السلام وهو طلبه من الناس أنْ يسألوه،
كما اشتهر عنه قول: «سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي »(2)وأمثال ذلك، وما هذا التكرار إلَّا إتماماً للحجَّة على الناس، وإيفاء لواجبه إزاء الأمَّة في تعليمها، وبيان
الأحكام اللاَّزمة لصلاح أمرها.
وهو هنا يُذكِّرهم بأنَّ القرآن الكريم محتو لكلِّ ما يحتاجونه لحفظ أرواحهم وأموالهم، وما عليهم إلَّا أنْ يرجعوا إلى عدل القرآن والشارح له، وهو نفسه الشريفة، ليُبيِّن لهم تفاصيل ما يستغنون به عن علومهم البشريَّة الناقصة، وتجاربهم المشوبة بالأوهام والأخطاء.
إنّ هذا النصَّ يُنبِّهنا إلى ضرورة العودة إلى ثقافة الإسلام والقرآن بتفسير أهل البيت علیهم السلام، وإرشادهم في تربية أنفسنا وتقويم سلوكنا وتصحيح مسارات حياتنا، ولو انتبهنا إلى عظم تراثنا وأهميَّته وسداد طريقته لما وجدنا حاجة إلى اللجوء إلى النظريَّات البشريَّة المكتوبة بيد الأقلام الغربيَّة وغيرها، والتي اشتهرت هذه الأعصار باسم: (نظريَّات التنمية البشريَّة)، والتي يلهث خلفها الكثير من شبابنا بحثاً عن النجاح ووسائل تطوير الذات وعلاج المشاكل
ص: 15
النفسيَّة والأزمات الاقتصاديَّة وغيرها. لقد كُتِبَت تلك النظريَّات بأقلام لها ثقافتها البعيدة عن الإسلام وعن أهل بيت النبوَّة والوحي، ومع أنَّها قد تحتوي أحياناً على بعض التجارب المفيدة، إلّا أنَّها كثيراً ما تجانب الصواب وتضرب ضرب عشواء في عوالم علاج الأنفس والأرواح ، وهو العالم الذي لا يتمكَّن من ولوجه والخروج منه بنتيجة واضحة إلَّا من فتح الله لهم أبواب علمه، وأنزل
عليهم فرائد وحيه، وجعلهم أبواب علم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وخُزَّان معرفته.
إنَّ معرفة أسرار الخلق ضرورة حتمية لعلاج مشاكله وأزماته، ولا يعرف ذلك إلَّا الخالق عزّو جلّ:«أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)» (الملك: 14)،
ومَنْ أطلعه الله تعالى على أسرار خلقه، وجعله حجَّة منه عليهم، وراعياً لشؤونهم، ومُعلّماً لجاهلهم، وطبيباً لأرواحهم، وهم الأنبياء والأوصياء علیهم السلام .
وأنا أدعو كافَّة المهتمِّين بالتنمية البشريَّة أن ينفتحوا على ثقافة الإسلام من نافذة أهل البيت علیهم السلام ورواياتهم التي هي نافذة أمينة بلا شوائب، وشاملة بلا
عليها نواقص، ليطلَّعوا على عالم واسع من التوجيهات والتعليمات والحقائق التي تأخذ بهم إلى مواضع العلَّة في النفس الإنسانيَّة والتفاصيل اليوميَّة الحياتيَّة، وتدلَّهم على
طرائق علاجها وسُبل إصلاحها.
***
[21/21] عَنْ مَسْعَدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ وَقَدْ كَلَّمَه بِكَلَام كَثِيرٍ، فَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّجُلُ تَحْتَقِرُ الْكَلَامَ وَتَسْتَصْغِرُهُ، اِعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عزّو جلّ لَمْ يَبْعَثْ رُسُلَهُ حَيْثُ بَعَثَهَا وَمَعَهَا ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ، وَلَكِنْ بَعَثَهَا بِالكَلَامِ، وَإِنَّما عَرَّفَ اللهُ عزّو جلّ نَفْسَهُ إِلَى خَلْقِهِ بِالكَلَامِ وَالدَّلَالَاتِ عَلَيْهِ وَالْأَعْلَامِ »(1).
ص: 16
بيان: الكلام من جملة أفعال الإنسان، بل من أخطر أفعاله، وقد أكَّدت الروايات العديدة على اعتبار الكلام من الأفعال التي يُحسَب لها حساب عسير بما يكون لها من الآثار الخطيرة على حياة الناس عموماً، وعلى مصير الإنسان في الآخرة، وقد يأتي بعض ما يدلُّ على ذلك، منها: ما رواه التقيُّ المجلسيُّ رحمه الله في (روضة المتَّقين) (1) ، قال : وفي القويُّ كالصحيح ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ رَأَى مَوْضِعَ كَلَامِهِ مِنْ عَمَلِهِ قَلْ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ » (2).
[22/ 22] عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَغَيْرِهِ، قَالُوا: سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي، وَحَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي، وَحَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ، وَحَدِيثُ الحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ، وَحَدِيثُ الحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، وَحَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَحَدِيثُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَوْلُ الله عزّو جلّ»(3).
بيان: إنَّما يكون حديثهم واحداً وإنْ صدر من أيِّ واحد منهم (صلوات الله عليهم أجمعين)، لأنَّهم نور واحد، ومصدر علمهم واحد، وهذا أحد أدلَّة صدقهم وارتباطهم بمصدر الوحى والتنزيل ، وهو الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله وسلم.
[23 / 23] عَنْ عَنْبَسَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَيْلا عَنْ مَسْأَلَةٍ،
ص: 17
فَأَجَابَهُ فِيهَا، فَقَالَ اَلرَّجُلُ : إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا مَا كَانَ الْقَوْلُ فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ: «مَهْمَا أَجَبْتُكَ فِيهِ بِشَيْءٍ فَهُوَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، لَسْنَا نَقُولُ بِرَأْيِنَا مِنْ شَيْءٍ» (1).
[ 24 / 24] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ أَنَّا حَدَّثْنَا بِرَأْينَا ضَلَلْنَا كَمَا
ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، وَلَكِنَّا حَدَّثْنَا بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّنَا بَيْنَهَا لِنَبِيِّهِ فَبَيَّنَهَا لَنَا» (2).
[25 / 25] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ ، قَالَ : قَالَ لي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ وَلَا يَتَنَا وَمَوَدَّتَنَا وَقَرَابَتَنَا مَا أَدْخَلْنَاكُمْ وَلَا أَوْقَفْنَاكُمْ عَلَى بَابِنَا، فَوَالله مَا نَقُولُ بِأَهْوَائِنَا، وَلَا نَقُولُ بِرَأَينَا، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا قَالَ رَبُّنَا» (3) .
بيان: علوم الأئمَّة الأطهار مصدرها ،واحد، وهو ما ورثوه من جدَّهم النبيُّ الأعظم صلی الله علیه و آله وسلم، وما يُنكَت في قلوبهم من قِبَل بارئهم وخالقهم عزّو جلّ، وليس فيما يقولون شيء من الرأي الشخصي، وهذا ما أكَّدوا عليه مراراً كثيرة، ونهوا عن اتِّباع الرأي، وأنَّ الدِّين إذا أُخضع للقياس والرأي مُحِقَ.
[26/26] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ عِنْدَنَا جِلْداً سَبْعُونَ ذِرَاعاً، أَمْلَى رَسُولُ الله وَخَطَّهُ عَلِيٌّ بِيَدِهِ، وَإِنَّ فِيهِ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى أَرْشُ اَلْخَدْش ) (4).
بيان: هذا بعض تراث رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عند أهل البيت علیهم السلام والمحفوظ لديهم كابراً عن كابر ، وهو أوَّل ما كُتِبَ في الإسلام من كُتُب، والتي خطَّها عليُّ علیه السلام بيده من لسان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم، ومن تلك الآثار المكتوبة
ص: 18
مصحف فاطمة (بخطِّ عليِّ علیه السلام وإملاء جبرئيل علیه السلام)، والجفر الأبيض، والجامعة التي فيها كل شي من الأحكام حتَّى أرش الخدش، والمصحف الشريف الذي أملاه الرسول الكريم صلی الله علیه و آله وسلم على عليِّ علیه السلام وبيَّن له محكمه ومتشابهه وشرح له تفسيره، فكتبه أمير المؤمنين علیه السلام نصَّا قرآنيَّاً كاملاً بتفسيره وبيان أسباب نزوله وشرح المحكم منه والمتشابه والعامّ ّوالخاّصِّ والناسخ والمنسوخ، وخرج به إلى الصحابة وعرضه عليهم ليكون نسختهم المعتمدة، فأجابوه بقولهم: لا حاجة لنا بكتابك، فرجع واحتفظ به تراثاً للأئمَّة الطاهرين،
ينتقل فيهم من كابر إلى كابر محفوظ عندهم حتَّى ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه.
وقد روي في (بصائر الدرجات) عَنْ أَبي بَصِيرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّى أَسْأَلُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي، فَرَفَعَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام سِتْراً بَيْنِي وَبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ، فَاطَّلَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ الشَّيعَةِ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم عَلَّمَ عَلِيّا علیه السلام باباً يُفْتَحُ مِنْهُ أَلْفُ بَابٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، عَلَّمَ وَالله رَسُولُ الله عَلِيًّا أَلْفَ بَابٍ يُفْتَحُ لَهُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَالله هَذَا لَعِلْمٌ، فَنَكَتَ سَاعَةً فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَمَا هُوَ بِذَلِكَ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا اَلْجَامِعَةُ»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا اَلْجَامِعَةُ؟ قَالَ: «صَحِيفَةٌ طُوها سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَإِمْلَاءٍ مِنْ فَلْقِ فِيهِ، وَخَطَّ عَلِيٌّ بِيَمِينِهِ، فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَحَرَامِ وَكُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى الْأَرْشُ فِي الْخَدْشِ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَيَّ، فَقَالَ: «تَأْذَنُ لِي، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟»، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّمَا أَنَا لَكَ اِصْنَعْ مَا شِئْتَ، قَالَ: فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ ، فَقَالَ: حَتَّى أَرْشُ هَذَا كَأَنَّهُ مُغْضَبٌ، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَذَا وَالله اَلْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَلَيْسَ بِذَلِكَ»، ثُمَّ سَكَتَ
ص: 19
سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عِنْدَنَا الجَفْرَ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا اَلجَفْرُ، مِسْكُ شَاةٍ، أَوْ جِلْدُ بَعِيرِ، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا اَلْجَفْرُ؟ قَالَ: «وِعَاء أَحْمَرُ، أَوْ أَدَمُ أَحْمَرُ فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ وَالْوَصِيِّينَ»، قُلْتُ: هَذَا وَالله هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَمَا هُوَ بذَلِكَ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «وَإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ هَا، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام، قَالَ: مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَالله مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ أَمْلَاهَا اللهُ، وَأَوْحَى إِلَيْهَا»، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا وَالله هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَلَيْسَ بِذَاكَ»، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عِنْدَنَا لَعِلْمُ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنْ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَذَا وَالله هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَمَا هُوَ بِذَاكَ»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَيُّ شَيْءٍ هُوَ الْعِلْمُ؟ قَالَ: «مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، اَلْأَمْرُ بَعْدَ الْأَمْرِ، وَالشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ »(1).
[27/27] عَنْ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: دَخَلَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقَالَ: «يَا قَتَادَةُ، أَنْتَ فَقِيهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟»، فَقَالَ: هَكَذَا يَزْعُمُونَ، فَقَالَ
أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ فَتَادَةُ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام:
بِعِلْمٍ تُفَسِّرُهُ أَمْ بِجَهْلِ؟»، قَالَ: لَا بِعِلْمٍ، فَقَالَ لَهُ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «فَإِنْ كُنْتَ تُفَسِّرُهُ بِعِلْمٍ فَأَنْتَ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْأَلُكَ، قَالَ فَتَادَةُ: سَلْ، قَالَ: «أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ فِي سَبَا:«وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18)» [سبأ: 18]؟»، فَقَالَ قَتَادَةُ: ذَاكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَرَاحِلَةٍ أَوْ كِرَاءٍ حَلَالٍ يُرِيدُ هَذَا الْبَيْتَ كَانَ آمِناً حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «نَشَدْتُكَ اللَّهَ يَا
ص: 20
قتَادَةُ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَرَاحِلَةٍ وَكِرَاءٍ حَلَالٍ يُرِيدُ هَذَا الْبَيْتَ فَيُقْطَعُ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ فَتُذْهَبُ نَفَقَتُهُ وَيُضْرَبُ مَعَ ذَلِكَ ضَرْبَةٌ فِيهَا
اجْتِيَاحُهُ؟»، قَالَ قَتَادَةُ : اللهم نعم و أَبو جَعْفَرٍ: وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا فَسَّرْتَ القُرْآنَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ فَقَدْ هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ مِنَ
اَلرِّجَالِ فَقَدْ أَهْلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ، وَيْحَكَ يَا فَتادَةُ ذَلِكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بِزَادٍ وَرَاحِلَةٍ وَكِرَاءٍ حَلَالٍ يَرُومُ هَذَا الْبَيْتَ عَارِفاً بِحَقِّنَا يَهْوَانَا قَلْبُهُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: « فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (37)»[إبراهيم: 37]، وَلَمْ يَعْنِ الْبَيْتَ فَيَقُولَ: إِلَيْهِ، فَنَحْنُ وَالله دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام الَّتِي مَنْ هَوَانَا قَلْبُهُ قُبِلَتْ حَجَّتُهُ، وَإِلَّا فَلَا يَا قَتَادَةُ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ آمِناً مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ قَتَادَةُ: لَا جَرَمَ وَالله لَا فَسَّرْتُها إِلَّا هَكَذَا، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ إِنَّمَا يَعْرِفُ الْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِهِ ».(1)
بيان :هذه الرواية تذكر مورداً من موارد تصدّي الأئمَّة علیهم السلام لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي نشرها أعداؤهم في تفسير الكتاب العزيز وآياته، وتُثبِت أصلاً من أصول التفسير الصحيح للكتاب العزيز، وهو: أنَّه لا يعرف الكتاب كامل معرفته إلَّا من خُوطب به، وهم أهل بيت العصمة علیهم السلام، تراجمة وحي وقرناؤه وعِدله.
[28/ 28] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
وَاَلْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ علیهم السلام (2).
ص: 21
[29/29 ]عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ: «بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (49)»[العنكبوت: 49] ثُمَّ قَالَ: «أَمَا وَالله يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا قَالَ بَيْنَ دَفَتَي المُصْحَفِ»، قُلْتُ: مَنْ هُمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونُوا غَيْرَنَا » . (1)
[35/35] عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، فَوَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ صَاحِبُ كَلَامٍ وَفِقْهِ وَفَرَائِضَ،
ص: 24
وَقَدْ جِئْتُ لِنَاظَرَةِ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «كَلَامُكَ مِنْ كَلَام رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَوْ مِنْ عِنْدِكَ؟»، فَقَالَ: مِنْ كَلَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ عِنْدِي، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله : «فَأَنْتَ إِذا شَرِيكَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَسَمِعْتَ
الحْيَ عَنِ اللَّهِ جَل يُخبِرُكَ»، قَالَ : لَا ، قَالَ : فَتَجِبُ طَاعَتُكَ كَمَا تَجِبُ طَاعَةُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: لَا ، فَالتَفَتَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام إلَيَّ، فَقَالَ: «يَا يُونُسَ بْنَ يَعْقُوبَ، هَذَا قَدْ خَصَمَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا يُونُسُ، لَوْ كُنْتَ تُحْسِنُ الْكَلَامَ كَلَّمْتَهُ، قَالَ يُونُسُ : فَيَا لَهَا مِنْ حَسْرَةٍ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي سَمِعْتُكَ تَنْهَى عَنِ الْكَلَامِ وَتَقُولُ: «وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْكَلَامِ يَقُولُونَ: هَذَا يَنْقَادُ، وَهَذَا لَا يَنْقَادُ، وَهَذَا يَنْسَاقُ، وَهَذَا لَا يَنْسَاقُ، وَهَذَا نَعْقِلُهُ، وَهَذَا لَا نَعْقِلُهُ»، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِنَّما قُلْتُ: وَيْلٌ هُمْ إِنْ تَرَكُوا مَا أَقُولُ وَذَهَبُوا إِلَى مَا يُرِيدُونَ»، ثُمَّ قَالَ لي: «اُخْرُجْ إِلَى الْبَابِ فَانْظُرْ مَنْ تَرَى مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ فَأَدْخِلْهُ»، قَالَ: فَأَدْخَلْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْيَنَ، وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلَامَ ، وَأَدْخَلْتُ الْأَحْوَلَ، وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلَامَ، وَأَدْخَلْتُ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ، وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلَامَ ، وَأَدْخَلْتُ قَيْسَ بْنَ المَاصِرِ، وَكَانَ عِنْدِي أَحْسَنَهُمْ كَلَاماً، وَكَانَ قَدْ تَعَلَّمَ الْكَلَامَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ هلها ، فَلَما اسْتَقَرَّ بِنَا المَجْلِسُ - وَكَانَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام قَبْلَ اَلْحَجِّ يَسْتَقِرُّ أَيَّاماً في جَبَل في طَرَفِ اَلْحَرَمِ فِي فَازَةٍ لَهُ مَضْرُوبَةٍ -، قَالَ: فَأَخْرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَأْسَهُ مِنْ فَازَتِهِ، فَإِذَا هُوَ بِبَعِيرٍ يَخْبُّ، فَقَالَ: هِشَامٌ وَرَبِّ الكَعْبَةِ»، قَالَ: فَظَنَنَّا أَنَّ هِشَاماً رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ عَقِيلٍ كَانَ شَدِيدَ المَحَبَّةِ لَهُ، قَالَ: فَوَرَدَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَم، وَهُوَ أَوَّلَ مَا اِخْتَطَتْ خِيّتُهُ، وَلَيْسَ فِينَا إِلَّا مَنْ هُوَ أَكْبَرُ سِنَّا مِنْهُ، قَالَ: فَوَسَّعَ لَهُ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام وَقَالَ: «نَاصِرُنَا بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا حُمْرَانُ، كَلَّم الرَّجُلَ ، فَكَلَّمَهُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ ثُمَّ قَالَ: يَا طَاقِيُّ، كَلَّمْهُ»، فَكَلَّمَهُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ الْأَحْوَلُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ: «كَلَّمْهُ»، فَكَلَّمَهُ، فَتَعَارَفَا، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ
ص: 25
الله علیه السلام لِقَيْسِ المَاصِرِ : «كَلَّمْهُ»، فَكَلَّمَهُ، فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَضْحَكُ مِنْ كَلَامِهِمَا مِمَّا قَدْ أَصَابَ الشَّامِيَّ، فَقَالَ لِلشَّامِي: «كَلَّمْ هَذَا الْغُلَامَ يَعْنِي هِشَامَ بْنَ
اَلْحَكَمِ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ هِشَامِ يَا غُلَامُ، سَلْنِي فِي إِمَامَةِ هَذَا، فَغَضِبَ هِشَامٌ حَتَّى ارْتَعَدَ، ثُمَّ قَالَ لِلشَّامِيّ : يَا هَذَا، أَرَبُّكَ أَنْظُرُ لِخَلْقِهِ أَمْ خَلْقُهُ لِأَنْفُسِهِمْ؟ فَقَالَ اَلشَّامِيُّ: بَلْ رَبِّ أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ، قَالَ: فَفَعَلَ بِنَظَرِهِ هُمْ مَا ذَا؟ قَالَ: أَقَامَ هُمْ حُجَّةً وَدَلِيلاً كَيْلَا يَتَشَتَّتُوا أَوْ يَخْتَلِفُوا، يَتَأَلَّفُهُمْ وَيُقِيمُ أَوَدَهُمْ وَيُخْبِرُهُمْ بِفَرْض رَبِّهِمْ، قَالَ: فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ : رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ هِشَامٌ: فَبَعْدَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟ قَالَ:
على علية الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، قَالَ هِشَامٌ فَهَلْ نَفَعَنَا الْيَوْمَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فِي رَفْعِ الْاِخْتِلَافِ عَنَّا؟ قَالَ الشَّامِيُّ: نَعَمْ، قَالَ: فَلِمَ اِخْتَلَفْنَا أَنَا وَأَنْتَ وَصِرْتَ إِلَيْنَا مِنَ الشَّامِ فِي مُخَالَفَتِنَا إِيَّاكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الشَّامِيُّ، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام لِلشَّامِي: «مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ؟»، قَالَ اَلشَّامِيُّ : إِنْ قُلْتُ: لَمْ نَخْتَلِفْ كَذَبْتُ، وَإِنْ قُلْتُ: إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ يَرْفَعَانِ عَنَّا اَلْاِخْتِلَافَ أَبْطَلْتُ ، لأَنها يَحْتَمِلَانِ الْوُجُوهَ، وَإِنْ قُلْتُ: قَدِ اِخْتَلَفْنَا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَدَّعِي اَلْحَقِّ، فَلَمْ يَنْفَعْنَا إِذَنِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، إِلَّا أَنَّ لي عَلَيْهِ هَذِهِ الحُجَّةَ، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «سَلْهُ تَجِدْهُ مَلِيًّا، فَقَالَ الشَّامِيُّ: يَا هَذَا، مَنْ أَنْظَرُ لِلْخَلْقِ أَرَبُّهُمْ أَوْ أَنْفُسُهُمْ؟ فَقَالَ هِشَامٌ: رَبُّهُمْ أَنْظَرُ هُمْ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ الشَّامِيُّ: فَهَلْ أَقَامَ هَمْ مَنْ يَجْمَعُ هُمْ كَلِمَتَهُمْ وَيُقِيمُ أَوَدَهُمْ وَيُخْبِرُهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ بَاطِلِهِمْ؟ قَالَ هِشَامٌ فِي وَقْتِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَوِ السَّاعَةِ؟ قَالَ اَلشَّامِيُّ: فِي وَقْتِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم فِي وَقْتِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، وَالسَّاعَةِ مَنْ؟ فَقَالَ هِشَامٌ: هَذَا الْقَاعِدُ الَّذِي تُشَدُّ إِلَيْهِ الرِّحَالُ، وَيُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وِرَاثَةٌ عَنْ أَبِ عَنْ جَدٌ، قَالَ الشَّامِيُّ: فَكَيْفَ لي أَنْ أَعْلَمَ ذَلِكَ؟ قَالَ هِشَامٌ: سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ الشَّامِيُّ: قَطَعْتَ عُذْرِي، فَعَلَيَّ السُّؤَالُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «يَا شَامِيُّ، أُخْبرُكَ كَيْفَ كَانَ سَفَرُكَ، وَكَيْفَ كَانَ طَرِيقُكَ، كَانَ كَذَا وَكَذَا، فَأَقْبَلَ
ص: 26
الشَّامِيُّ يَقُولُ: صَدَقْتَ، أَسْلَمْتُ اللَّهِ السَّاعَةَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: بَلْ آمَنْتَ بِالله اَلسَّاعَةَ، إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ، وَعَلَيْهِ يَتَوَارَثُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ، وَالْإِيمَانُ عَلَيْهِ يُثَابُونَ»، فَقَالَ الشَّامِيُّ: صَدَقْتَ فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، وَأَنَّكَ وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ ، ثُمَّ التَفَتَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام إِلَى حُمْرَانَ فَقَالَ: «تُجْرِي الْكَلَامَ عَلَى الْأَثَرِ فَتُصِيبُ، وَالتَفَتَ إِلَى هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ فَقَالَ: تُرِيدُ الْأَثَرَ وَلَا تَعْرِفُهُ»، ثُمَّ التَفَتَ إِلَى الْأَحْوَلِ فَقَالَ: «قَيَّاسُ رَوَّاغٌ تَكْسِرُ بَاطِلاً بِبَاطِل إِلَّا أَنَّ بَاطِلَكَ أَظْهَرُ، ثُمَّ التَفَتَ إِلَى قَيْسِ المَاصِرِ فَقَالَ: «تَتَكَلَّمُ وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنَ الخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبْعَدُ مَا تَكُونُ مِنْهُ، تَزُجُ اَلحَقَّ مَعَ الْبَاطِلِ، وَقَلِيلٌ اَلْحَقِّ يَكْفِي عَنْ كَثِيرِ الْبَاطِلِ، أَنْتَ وَالْأَحْوَلُ قَفَّازَانِ (قفاران فقاران خ ل) حَاذِقَانِ»، قَالَ يُونُسُ : فَظَنَنْتُ وَالله أَنَّهُ يَقُولُ هِشَامٍ قَرِيباً مِمَّا قَالَ هَما، ثُمَّ قَالَ: «يَا هِشَامُ، لَا تَكَادُ تَقَعُ، تَلْوِي رِجْلَيْكَ إِذَا هَمَمْتَ بِالْأَرْضِ طِرْتَ، مِثْلُكَ فَلْيُكَلّم النَّاسَ ، فَاتَّقِ الزَّلَّةَ، وَالشَّفَاعَةُ مِنْ وَرَائِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ ».(1)
بیان: تتضمَّن هذه الرواية أُصولاً مهمَة للحوار النافع، والذي حرص الإمام الصادق علیه السلام على تثبيتها عند أصحابه وتربيتهم على الالتزام بها تجنيباً لهم عن الدخول في الجدل الباطل ،المذموم، والذي لا يُؤدِّي إِلّا إلى الشحناء
والعداوات.
وما أجدر طُلَّاب العلم والحقيقة أن يتتبَّعوا مثل هذه النصوص ليلتقطوا منها أُصول وقواعد الحوار الموضوعي المنصف الذي يُراد منه الوصول إلى الحقيقة، وهداية التائهين إلى السبيل السويِّ، وتنبيه الغافلين على ما يُخرجهم من الظلمات إلى النور، لا للغلبة على الخصم فقط، فإنَّ طلب الغلبة ممَّا يجرُّ إلى عناد
ص: 27
الخصم وإصراره على الباطل، وهذا خلاف المراد والمطلوب الأساسي من
الحوار.
ويمكن استفادة أُسُس للحوار السليم من هذه الرواية:
منها: أنَّه لا ينبغي لكلِّ أحد أن يتصدَّى للحوار، بل لا بدَّ أنْ يكون عالماً عارفاً بأساليب الكلام والكرِّ والفرَّ ، لا يجانب الحقيقة ولا يستعين بالباطل، فإنَّ
قليل الحقِّ يُغني عن كثير الباطل.
ومنها: أنْ يسحب من الخصم اعترافاً بالحقائق الأساسيَّة، لينطلق منها إلى
الأمور المختلف فيها. ومنها: أنْ يعتمد الإنصاف في كلامه ويبتعد عن التعصُّب الأعمى،
فيكون تبعاً للحقيقة طالباً لها أينما كانت، مقرَّا بها ولو على نفسه.
ومنها: أنْ يُؤدِّي أفكاره ويعرضها بأسلوب واضح مختصر مفيد، بكلمات
محدَّدة غير مجملة، وبأساليب واضحة غير مبهمة.
[36/36] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ قَوْلَ الله عزّو جلّ: « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)»[النحل: 43]، أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، قَالَ: إِذا يَدْعُونَكُمْ إِلَى دِينِهِمْ»، قَالَ: ثمّ قَالَ (أشار خ ل) بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ : نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ، وَنَحْنُ المَسْؤُولُونَ »(1) .
بيان: هذه إحدى محاولات تحريف الحقائق القرآنيَّة عن معانيها
ص: 28
الصحيحة، وهو ما نشره فريق الأموييّن المتخصِّص بالتحريف والجعل. إنّ هذه الآية تُرشِد إلى السؤال من أهل الكتاب لأنَّ أهل الذِّكر هم لا غيرهم، وكيف يُعقَل أنْ يحيل القرآن الكريم المسلمين عند تحيَّرهم في شؤون دينهم إلى اليهود والنصارى، وهم الحريصون على إبطال حُجَج المسلمين والمصرُّون على التمسُّك
بأديانهم المحرَّفة؟!
وقد أجاب الإمام علیه السلام عن تلك الشبهة بجواب بديهي واضح وهو انُّه
لو صحَّ ذلك لكان ذلك فرصة لأهل الكتاب أنْ يدعو المسلمين إلى دينهم
وباطلهم، وهو ما لا يمكن صدوره من الحكيم عزّو جلّ.
[37/ 37] عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ قِيلَ مُعَاوِيَةَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ رَمَوْا أَبْصَارَهُمْ إِلَى اَلْحُسَيْنِ علیه السلام، فَلَوْ قَدْ أَمَرْتَهُ يَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَيَخْطُبُ، فَإِنَّ فِيهِ حَصَراً، وَفِي لِسَانِهِ كَلَالَةً، فَقَالَ هُمْ مُعَاوِيَةُ : قَدْ ظَنَنَّا ذَلِكَ بِالْحَسَنِ، لَمْ يَزَلْ حَتَّى عَظُمَ فِي أَعْيُنِ اَلنَّاسِ وَفَضَحَنَا ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّىٰ قَالَ لِلْحُسَيْنِ علیه السلام: يَا أَبَا عَبْدِ الله، لَوْ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبْتَ ، فَصَعِدَ الْحُسَيْنُ علیه السلام الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَخْطُبُ؟ فَقَالَ الْحُسَيْنُ علیه السلام: «نَحْنُ حِزْبُ اللَّهِ الْغَالِبُونَ، وَعِتْرَةٌ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْأَقْرَبُونَ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ الطَّيِّبُونَ، وَأَحَدُ الثَّقَلَيْنِ اللَّذَيْنِ جَعَلَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ثَانِيَ كِتَابِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى الَّذِي فِيهِ تَفْصِيلُ كُلِّ شَيْءٍ، لَا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) [فصلت: 42]، وَالْمُعَوَّلُ عَلَيْنَا فِي تَفْسِيرِهِ، لَا يُبْطِئُنَا تَأْوِيلُهُ، بَلْ نَتَّبِعُ حَقَائِقَهُ، فَأَطِيعُونَا فَإِنَّ طَاعَتَنَا مَفْرُوضَةٌ إِذَ كَانَتْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مَقْرُونَةٌ، قَالَ الله عزّو جلّ: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
ص: 29
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ (59)»[النساء : 59]، وَقَالَ:« وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83)» [النساء: 83] .... »(1).
بيان: لطالما حاول معاوية ومن حوله من المنافقين أنْ يحطُّوا من شأن أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين علیهم السلام ، وذلك بتلفيق الأكاذيب والقَصص المختلقة، وباختلاق المناسبات لإحراج الحسنين علیهما السلام أمام الملأ من المسلمين والتي كانت تنتهي جميعاً بظهور فضلهما وكمالهما وعلوِّ شأنهما في العلم والفصاحة وقوَّة العارضة، ويكفي مراجعة كتاب (الاحتجاج) للطبرسي رحمه الله للاطِّلاع على مدى خيبة أولئك المنافقين من النيل من مقام الحسنين علیهما السلام، وكيف كان الأمر
ينتهي دائماً بفضيحة المنافقين وحزبهم.
وهذه واحدة من تلك المناسبات التي نصح فيها معاوية جماعته وبطانته الرديئة بعدم تجربة الإمام الحسين علیه السلام ، وذكَّرهم بتجربة لهم سابقة مع أخيه الإمام الحسن علیه السلام، وكيف عادوا منها بالخيبة والفضيحة، لكنَّهم لم يرعووا وأصرُّوا عليه أن يطلب من الإمام الحسين علیه السلام أن يرتقي المنبر ويخطب بالناس، ظنَّا انَّه
منهم سيُحرَج ويُحصَر إذا فوجيء بمثل هذا الطلب، فكانت النتيجة هي النتيجة، إذ ظهر
للناس فصاحة الإمام الحسين علیه السلام وبلاغته وسعة معرفته وقوَّة عارضته.
[38/38] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ السلام اَلْعَقْلَ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ، فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ
خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ، إِيَّاكَ آمُرُ ، وَإِيَّاكَ أَنْهَى، وَإِيَّاكَ أُثِيبُ، وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ »(2)..
ص: 30
[39/39] عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّمَا يُدَاقُ اللَّهُ
الْعِبَادَ فِي الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي الدُّنْيَا »(1).
[40/40] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ لِي جَاراً كَثِيرَ الصَّلَاةِ، كَثِيرَ الصَّدَقَةِ، كَثِيرَ الحَجِّ، لَا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، كَيْفَ عَقْلُهُ؟»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَيْسَ لَهُ
عَقْلٌ، قَالَ: فَقَالَ: «لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ مِنْهُ » (2)
للعقل دور أساسي في تكوين العقائد الحقَّة حول الخالق والكون والرسالات الإلهيَّة، وقد أكَّد القرآن الكريم على ذلك الدور، ونبه في آيات كثيرة إلى أهميَّة استخدامه وإثارة كوامنه لفهم الأُمور الأساسيَّة في الكون والوصول إلىٰ حقيقة وجود الخالق عزَّوجلَّ. كما ورد في روايات أهل العصمة علیهم السلام الكثير من التوضيح لأهميَّة العقل، وضرورة الاهتمام بتقويته وتنميته واستعماله بالطريقة الصحيحة، إلَّا أنَّهم في نفس الوقت أوضحوا حدوداً لإمكانيَّة العقل، وأنَّه لا يتمكَّن من تجاوز تلك الحدود، ومن تلك الحدود المستحيلة علىٰ العقل فهم حقيقة القَدَر، فقد بيَّنت الروايات العديدة أنَّ الإنسان عاجز عن ذلك، وأنَّه لا ينبغي له ولوج هذا المجال، لأنَّه سيهلك ويضلُّ دون أن يصل إلى نتيجة صحيحة، فقد سُئِلَ أمير المؤمنين علیه السلام عن القَدَر، فقال: «طَرِيقٌ مُظْلِمُ فَلَا تَسْلُكُوهُ، وَبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ، وَسِرُّ الله فَلَا تَتَكَلَّفُوهُ»(3) .
ص: 31
ومن تلك الحقائق المستحيلة الفهم لحقيقة ذات الله تعالى، فقد ورد عنهم علیهم السلام العديد من الروايات في ذلك، منها:
ما روي عن الإمام الصادق علیه السلام إذ سُئِلَ عن قول الله عزوجل: «وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)»(النجم : 42 ) ، قال : «فَإِذَا انْتَهَى الْكَلَامُ إِلَى اللَّه فَأَمْسِكُوا»(1) .
وروي عن أبي جعفر علیه السلام أنَّه قال: «تَكَلَّمُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلَا تَكَلَّمُوا فِي اللّٰه، فَإِنَّ الْكَلَامَ في اللّٰه لَا يَزِيدُ إِلَّا تَحَیُّراً »(2).
ومن الأمور التي لا يمكن لعقول البشر إدراكها ملاكات الأحكام الشرعيّة ومصالحها ، فإنَّنا نحن الإماميَّة نعتقد أنَّه ما من حكم شرعي إِلَّا ووراؤه مصلحة للنوع الإنساني، كما نعتقد أنَّ معرفة تلك المصالح جميعاً ليست في متناول البشر، نعم قد نعرف بعضها بتصريح من النصوص الشرعيَّة نفسها، نجهل الكثير منها، ومع ذلك نتعامل معها بخضوع وتسليم كامل، لأنَّنا
نعلم أنَّ تلك الأحكام صادرة من الحكيم العليم على لسان نبيِّ صادق كريم.
إنَّ من الجهل أنْ يقول القائل: إنّي لا ألتزم بحكم شرعي لا أعرف حكمته
ولا أعرف المصلحة من ورائه، لأنَّ هذا الكلام يستبطن أموراً غاية في البطلان :
منها : أنَّ هذا القائل يفترض أنَّه قادر على الوصول إلى كافَّة أسرار الحياة، وأقلّ تجربة تكفي لإبطال هذا الاعتقاد، فالإنسان جاهل بأكثر الحقائق ولم يصل إلى العلم إلَّا بأقل القليل منها، حتَّى فيما يرتبط بجسده وأسرار خلقته، ولنعم ما قال الشاعر أبو نؤاس:
ص: 32
فقل لمن يدَّعي في العلم فلسفة *** علمت شيئاً وغابت عنك أشياء (1)
ومنها : أنَّه يتعامل مع الأحكام الإلهيَّة تعامل الشريك مع شريكه، لا تعامل العبد مع خالقه ومالكه فالشريك هو الذي له حقٌّ معرفة الحكمة وراء قرارات الشريك الآخر، وله الحقُّ في الاستفهام بل الامتناع وعدم الخضوع لتلك القرارات حتَّى يتضح له المغزى منها والحكمة من ورائها، وأمَّا العبد المخلوق المملوك فمن أين جاءه هذا الحقِّ ؟ ومَنْ أعطاه إيَّاه؟
إنَّ القرآن الكريم يُصرِّح بأنَّ العبد ليس له حقُّ السؤال عن الحكمة من الأحكام الإلهيَّة، بل يجب عليه التسليم والاتِّباع والخضوع الله تعالى دون تشكيك ولا تردُّد، «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)» (النساء: 65) ، وقد ورد عنهم علیهم السلام أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِيمُ»(2).
[41/41] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ فِي حَدِيثٍ طَويلٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام: يَا هِشَامُ، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْمَلَ لِلنَّاسِ اَلْحُجَجَ بالْعُقُولِ، وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ بِالْبَيَانِ، وَدَلَّهُمْ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالأَدِلَّةِ...»، إلى أن قال: «يَا هِشَامُ، إِنَّ الله عَلَى النَّاسِ حُجَتَيْنِ، حُجَّةً ظَاهِرَةً وَحُجَّةً بَاطِنَةً، فَأَمَّا اَلظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَالْأَئِمَّةُ علیهم السلام ، وَأَمَّا اَلْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ » (3).
بيان:الحجة هي بيان للحقِّ يقطع العذر ، وتارةً تكون ظاهرة كالرُّسُل
ص: 33
والأئمَّة والحُجَج الإلهيَّة الذين أرسلهم الله تعالى لهداية الخلق وبيان الحقائق، وتارةً تكون باطنة كالعقل الذي جعله الله تعالى قادراً على إدراك الحقائق وكشفها إذا استُخدِمَ بشكل صحيح. وبذلك فقد أكمل الله تعالى على الإنسان الحُجَج َّظاهراً وباطناً، ولم يبقَ إنسان عاقل إلا وقد بلغته تلك الحُجَج المبيِّنة للحقائق، ومَنْ غابَ عنه هدى الأنبياء، فلن يغيب عنه هدى العقل ومدركاته الأوَّليَّة الضروريَّة.
[ 42 / 42] عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرِّضَا علیه السلام ، قَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ عَلَيْهَا ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا حَسَبَ إِلَّا بِالتَّوَاضُع وَلَا كَرَمَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، وَلَا عَمَلَ إِلَّا بالنية »(1).
بيان: الأحساب هي الأعمال الشريفة والشهيرة والتي يتمتَّع أصحابها بحسن الفعال وفضائل الخصال، والرواية هنَا كأنّها تُنبِّه إلى أنَّ ما يترتَّب على الحسب من عزَّ ومنعة وشرف لا يترتَّب إلَّا بالتواضع للناس وخفض الجناح لهم، كما أنَّ الكرم لا يتمُّ بمجرَّد البذل للأموال وقرى الضيف، بل لا بدَّ أنْ يقترن بالتقوى، كما أنَّ الأعمال لا تتمُّ إلَّا بحسن النيَّة وتصحيح المقاصد.
[43/43] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي قَوْلِ الله عزّو جلّ: « لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)» [هود: 7]، قَالَ: «لَيْسَ يَعْنِي أَكْثَرَكُمْ عَمَلاً، وَلَكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً ، وَإِنَّمَا الْإِصَابَةُ خَشْيَةُ الله، وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ وَالحَسَنَةُ»، ثُمَّ قَالَ: «اَلْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتَّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ، وَالْعَمَلُ اَلْخَالِصُ الَّذِي لَا
ص: 34
تُرِيدُ أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا الله عزّو جلّ، وَالنِّيَةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ ، أَلَا وَإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ
الْعَمَلُ ، ثُمَّ تَلَا قَوْله عزّو جلّ: «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ (84)» [الإسراء: 84]: يَعْنِي
عَلَى نِيَّتِهِ »(1).
لعلَّ من أصعب ما يواجه المسلم العامل بطاعة الله الحريص على مرضاته مشكلة تصفية النيَّة والإبقاء على أعماله خالصة دون تفاخر ورياء وعجب، وقد أرشدت العشرات من الروايات عنهم علیهم السلام إلى طُرُق علاج تلك المشكلة التي قد تُؤدّي إلى بطلان الأعمال وهدر الجهود، بل قد تجرُّ الأوزار وتجمع الأثقال على كاهل الإنسان.
ولعلَّ التأمُّل في أصل المشكلة يُؤدِّي إلى اكتشاف منبع النيَّة ومن أين تتحرَّك وإلى أين، فالقلب هو مصدر صناعة القرار وما فيه من حبِّ وبغض وانبهار ونفور وغير ذلك من مشاعر هو المحرِّك الأساسي للأعمال والموجَّه الحقيقي لها، فإذا كان القلب مأخوذاً بحبِّ الدنيا والجاه والشهرة ابِتُلِيَ صاحبه بمراعاة الناس ورضاهم حتَّى في أعماله العباديَّة التي يجب أن يُؤدِّيها خالصة لله تعالى دون شائبة، ولا نرى له عملاً إلَّا وتُحرِّكه الرغبة الشديدة في إرضاء الناس أو إحراز إعجابهم أو توجيه الأنظار إليه ليحصل على عبارات المدح والثناء والتمجيد منهم، وعلاج المرء في هذه الحالة صعب للغاية ما دام متشبِّعاً بحالة مراعاة الخلق والنظر إلى وجوههم وما يرضونه وما يكرهونه، إلّا أنَّه سهل للغاية في نفس الآن، إذا وضع الإنسان يده على العلَّة الأساسيَّة وعالجها بحسم وشجاعة، وبدَّل ما في قلبه من حبِّ الدنيا والجاه والسمعة والاهتمام بالخلق، إلى
ص: 35
حبِّ الله تعالى والاهتمام بالخالق عزّو جلّ و ما أراد وما أحبَّ، غير آبه بما سوى ذلك. إنَّ هذا الإنسان إذا تغلَّب على ولاءاته السابقة وغيَّرها إلى ولاء واحد، وترك التعامل مع الوجوه الزائلة للخلق إلى التعامل مع وجه الخالق الواحد الفارد عزّو جلّ ، سيجد برد اليقين في قلبه، ولذة الأعمال والإخلاص فيها، وسيعلم يقيناً أنَّ من يستحقُ الحُبَّ ويستحقُ الجهد ويستحقُ تحمُّل عناء الدنيا والطاعات فيها والتضحيات الجسيمة التي تصاحب حياة المؤمنين فيها، ليس سوى الخالق عزّو جلّ ، القادر على المكافأة، والمجزل للعطاء، والوفيِّ لعباده بما يَعِدُ، والمتفضّل عليهم بالثواب والأجر، والمتحمُّل لأخطائهم، والمتغاضي عن ذنوبهم وتقصيرهم والقادر على تحويل ذنوبهم حسنات.
[44/44] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ سُئِلَ : مَا الْقَلْبُ السَّلِيمُ؟ فَقَالَ: «دِينُ بِلَا
شَكٍّ وَهَوًى، وَعَمَلٌ بِلَا سُمْعَةٍ وَرِيَاءِ )(1).
[45/45] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم «أَنَّ لِكُلِّ حَقٌّ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ
اَلْإِخْلَاصِ حَتَّى لَا يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الله» (2).
[46 / 46] عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ، مَنْ أَشْرَكَ مَعِي غَيْرِي فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لَمْ أَقْبَلْهُ إِلَّا مَا كَانَ
لِي خَالِصاً » (3).
بيان: هذه إحدى الروايات التي تُحذِّر المؤمن من خسارة عمله وضياع
جهوده، فالله تعالى خير شريك، إذا أشرك العبد في نيّته فجعلها لربِّه وللناس تنازل الله تعالى عن هذا العمل إلى الناس ولم يقبله وأحال الإنسان إلى الناس
ص: 36
ليأخذ منهم أجره، وهذا معنى أفضل شريك، أنَّه يترك الأعمال للشركاء، ولا
يصطفي منها إلَّا ما كان خالصاً له وحده.
لطالما تعرَّض الإمام الصادق علیه السلام إلى الأذى من هذا الشخص الذي كان
يتظاهر بالزهد والورع وهو مراء منافق، وكان يعرض للإمام في مناسبات عديدة ويريد إحراجه أمام الناس، وكان الإمام علیه السلام يتعامل معه بالحلم والتغاضي ولا
يُفوّت فرصة لنصيحته، وهذه إحدى الروايات التي تنقل لنا بعض تلك الحالات:
قال التقيُّ المجلسيُّ رحمه الله في ( روضة المتَّقين)(1): في القويُّ كالصحيح، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا فِي اَلطَّوَافِ وَإِذَا بِرَجُلِ يَجْذِبُ ثَوْبِي، وَإِذَا هُوَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرِ الْبَصْرِيُّ، فَقَالَ: يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، تَلْبَسُ مِثْلَ هَذِهِ الشَّيَابِ وَأَنْتَ فِي هَذَا المَوْضِع مَعَ الَمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ مِنْ على علیه السلام ؟ فَقُلْتُ : ثَوْبٌ فُرْقُبِيٌّ بتقدم الفاء على القاف وضمها ثوب مصري أبيض من كتَّان اِشْتَرَيْتُه بِدِينَارٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ علیه السلام في زَمَانٍ يَسْتَقِيمُ لَه مَا لَبِسَ فِيه، وَلَوْ لَبِسْتُ مِثْلَ ذَلِكَ اللَّبَاسِ فِي زَمَانِنَا لَقَالَ النَّاسُ: هَذَا مُرَاءٍ مِثْلُ عَبَّاد»(2).
ومنها: عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِعَبَّادِ بْنِ كَثِيرِ الْبَصْرِي فِي المَسْجِدِ:
وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ، إِيَّاكَ وَالرِّيَاءَ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى مَنْ عَمِلَ لَهُ »(3).
[47/47] وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «اِسْتَعِيدُوا بِالله مِنْ جُبِّ اَلْخِزْيِ»، قِيلَ: وَمَا هُوَ،
يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «وَادٍ فِي جَهَنَّمَ أُعِدَّ لِلْمُرَائِينَ»(4).
ص: 37
[48 / 48] عَنْ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنِّي سَمِعْتُكَ تَقُولُ: «نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، فَكَيْفَ تَكُونُ النِّيَّةُ خَيْراً مِنَ الْعَمَلِ؟ قَالَ: «لِأَنَّ اَلْعَمَلَ رُبَّمَا كَانَ رِيَاءً لِلْمَخْلُوقِينَ وَالنِّيَّةُ خَالِصَةٌ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيُعْطِي اللهُ عزّو جلّ عَلَى النِّيَّةِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعَمَلِ»(1).
بيان :المقصود نيّة المرء الخالصة لله أفضل من عمله، لأنَّ العمل قد يُبتلى
بالرياء، لكن النيَّة الخالصة سليمة من ذلك، ولذا فإنّ مدار الثواب هو تلك النيَّة
الخالصة.
49/49] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَنْوِي مِنْ نَهَارِهِ أَنْ يُصَلِّيَ بِاللَّيْلِ، فَتَغْلِبُهُ عَيْنُهُ ،فَيَنَامُ، فَيُثْبِتُ اللَّهُ لَهُ صَلَاتَهُ، وَيَكْتُبُ نَفَسَهُ تَسْبِيحاً، وَيَجْعَلُ
نَوْمَهُ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ »(2)
بيان: هذا أحد مصاديق أهميَّة النيَّة الخالصة وأفضليَّتها على العمل المجرَّد،
فإنَّها سبب للثواب حتَّى مع عدم تيسُّر أداء العمل خارجاً.
[50/50] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْجُلَسَاءِ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله أَتَخَافُ عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ
مُنَافِقاً؟ فَقَالَ لَهُ: «إِذَا خَلَوْتَ فِي بَيْتِكَ نَهَاراً أَوْ لَيْلاً، أَلَيْسَ تُصَلِّي؟»، فَقَالَ: بَلَى،
فَقَالَ: «فَلِمَنْ تُصَلَّى؟»، فَقَالَ: الله عزّو جلّ، قَالَ: «فَكَيْفَ تَكُونُ مُنَافِقاً وَأَنْتَ تُصَلَّى لله عزّو جلّ لا لِغَيْرِهِ ؟ (3).
ص: 38
بيان: للشيطان أساليب عديدة في إيذاء المؤمن وصدَّه عن الأعمال الصالحة، منها أنْ يوسوس له أنَّك مراء ومنافق إنَّما تريد بعبادتك الناس، فيُلقى في قلبه اليأس من نفسه ويُدخِل عليه الاضطراب والتشويش، ممَّا يُؤدِّي به إلى ترك العمل من أساسه، وفي هذه الرواية علاج لهذه الحالة بسيط وفاعل جدًّا، بيَّنه الإمام علیه السلام للسائل، وكشف له كيد الشيطان وحيلته وعلمه كيف يتغلَّب
على ذلك الشعور الخاطئ، وهو أن يهمل تلك الوسوسة وكأنَّها لم تكن.
[51/51] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ ، وَمَقَالِيدُ الْفَلَاحِ، وَخَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ
عَلا عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ، وَقَلْبٍ تَقِيٍّ، وَفِي الْمَنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ، وَبِالْإِخْلَاصِ يَكُونُ
اَلْخَلَاصُ، فَإِذَا اِشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّه اَلَمَفْزَعُ »(1).
[52/52 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «لَيْسَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ إِلَّا قِلَّةُ الْعَقْلِ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ، يَا بْنَ رَسُولِ الله؟ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَه إِلَى
خلُوقٍ، فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ الله لَأَتَاهُ الَّذِي يُرِيدُ فِي أَسْرَعَ مِنْ ذَلِكَ»(2).
بیان: ما أبلغ هذا الَدرس لنا جميعاً، فالعقل يقتضي وضع الأمور في محلِّها
وتوجيه الطلب إلى من يقدر عليه ويفي به، فإذا أخطأ الإنسان التقدير وظنَّ أنَّ الناس هو القادر على قضاء حاجته وإسعاف طلبته، غافلاً عن كون ذلك الإنسان بشر مثله، وحاله حاله من حيث الضعف والفقر والاحتياج، وإنْ
ص: 39
كان ظاهره التمكُّن والقدرة والرئاسة والثروة، لكن باطن كلُّ ذلك هو الافتقار والمسكنة، وأنَّ الغنيّ الحقيقي والقادر على قضاء جميع الحوائج هو الخالق عزّو جلّ، إذا غفل الإنسان عن جميع تلك الحقائق الواضحة البديهيَّة، واندفع إلى أبواب الناس يطلب ويلح ويتملّق، فقد فقد عقله في هذا العمل، وكان حاله حال من يطلب الماء من التنّور المشتعل، أو يطلب جذوة نار من وسط الماء، ولو أَنَّهُ إلى تلك الأمور الواضحة لعَلِمَ أنَّ حاجته ليست إلَّا عند الواحد الفرد الصمد، ولو توكَّل عليه وأخلص في الطلب إليه لقُضيت حوائجه بأقلّ مؤونة وأسرع مدَّة، دون أنْ يفقد ماء وجهه، ودون أن يتكبَّد عناء التردُّد على الأبواب والتوسُّل إلى أراذل البشر، ويتجرَّع كؤوس الذلَّة والمطل في المواعيد.
[53 / 53 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ أَرَادَ الله عزّو جلَّ وَ بِالقَلِيلِ مِنْ عَمَلِهِ أَظْهَرَ اللَّهُ لَه أَكْثَرَ مِمَّا أَرَادَ ، وَمَنْ أَرَادَ النَّاسَ بِالكَثِيرِ مِنْ عَمَلِهِ فِي تَعَبٍ مِنْ بَدَنِهِ
وَسَهَرٍ مِنْ لَيْلِه أَبَى اللَّهُ عزّو جلّ وَ إِلَّا أَنْ يُقَلَّلَهُ فِي عَيْنِ مَنْ سَمِعَهُ»(1)
بیان: الله تعالى هو مقلب القلوب والأبصار، فهي بيده يُقلِّبها بين الحُبِّ والإعراض، فمن يريد من عمله الناس ورضاهم وثناءهم، لم يعد ذلك عليه إلَّا بكثرة التعب وقلَّة الثناء وتصغير العمل في أعينهم، ومن أراد الله تعالى بعمله عظَّمه الله تعالى في أعين الناس وإن كان قليلاً وصغيراً، هكذا أراد الله تعالى
وهكذا اقتضت حكمته.
[54/54] عَنِ السَّكُونِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
ص: 40
اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام : ثَلَاثُ عَلَامَاتِ لِلْمُرَائِي: يَنْشَطُ إِذَا رَأَى النَّاسَ، وَيَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيع أُمُورِهِ (1).
[55/55] عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام ، قَالَ : دَعْوَةُ الْعَبْدِ سِرًّا دَعْوَةً وَاحِدَةً
تَعْدِلُ سَبْعِينَ دَعْوَةً عَلَانِيَةً » (2).
[56/56] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا يَعْلَمُ عِظَمَ ثَوَابِ الدُّعَاءِ
وَتَسْبِيحِ الْعَبْدِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ إِلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى »(3) .
[ 30/30] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ:
«قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (40)»[النمل: 40] ، قَالَ : فَفَرَّجَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَوَضَعَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَعِنْدَنَا وَالله عِلْمُ الْكِتَاب كُلُّهُ »(4).
[ 31 / 31 ]عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : « قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)» [الرعد: 43]، قَالَ:
إِيَّانَا عَنَى ، وَعَلِيُّ أَوَّلُنَا وَأَفْضَلْنَا وَخَيْرُنَا بَعْدَ النَّبي صلی الله علیه و آله وسلم(5).
[32/32] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام في رِسَالَةِ: «وَأَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَذَلِكَ أَيْضاً مِنْ خَطَرَاتِكَ الْمُتَفَاوِيَّةِ الْمُخْتَلِفَةِ، لِأَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ عَلَى مَا ذَكَرْتَ، وَكُلُّ مَا سَمِعْتَ فَمَعْنَاهُ غَيْرُ مَا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا الْقُرْآنُ أَمْثَالُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَلِقَوْمٍ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَهُمُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَعْرِفُونَهُ، فَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَما أَشَدَّ
ص: 22
إِشْكَالَهُ عَلَيْهِمْ وَأَبْعَدَهُ مِنْ مَذَاهِبِ قُلُوبِهِمْ، وَلِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: لَيْسَ شَيْءٌ بِأَبْعَدَ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَفِي ذَلِكَ تَخَيَّرَ الْخَلَائِقُ أَجْمَعُونَ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ اللَّهُ بِتَعْمِيَتِهِ فِي ذَلِكَ أَنْ يَنْتَهُوا إِلَى بَابِهِ وَصِرَاطِهِ، وَأَنْ يَعْبُدُوهُ وَيَنْتَهُوا فِي قَوْلِهِ إِلَى طَاعَةِ الْقُوَّامِ بِكِتَابِهِ، وَالنَّاطِقِينَ عَنْ أَمْرِهِ، وَأَنْ يَسْتَنْطِقُوا مَا حْتَاجُوا إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ عَنْهُمْ لَا عَنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: « وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ(83)» [النساء: 83]، فَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَلَيْسَ يُعْلَمُ ذَلِكَ أَبَداً وَلَا يُوجَدُ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يَكُونَ الخَلْقُ كُلُّهُمْ وَلَاةَ الأَمْرِ، إِذْ لَا يَجِدُونَ مَنْ يَأْتَمِرُونَ عَلَيْهِ، وَلَا مَنْ يُبَلِّغُونَهُ أَمْرَ اللَّه وَنَهْيَهُ، فَجَعَلَ اللهُ اَلْوِلَاةَ خَوَاصَّ لِيَقْتَدِي بِهِمْ مَنْ لَمْ يَخْصُصْهُمْ بِذَلِكَ، فَافْهَمْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَإِيَّاكَ وَإِيَّاكَ وَتِلَاوَةَ الْقُرْآنِ بِرَأْيِكَ، فَإِنَّ النَّاسَ غَيْرُ مُشْتَرِكِينَ فِي عِلْمِهِ كَاشْتِرَاكِهِمْ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْأُمُورِ، وَلَا قَادِرِينَ عَلَيْهِ، وَلَا عَلَى تَأْوِيلِهِ إِلَّا مِنْ حَدِّهِ وَبَابِهِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ
فَافْهَمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَأطلب الْأَمْرَ مِنْ مَكَانِهِ تَجِدْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ » (1).
بيان: ترسم هذه الرواية خطوط المنهاج الصحيح لتفسير القرآن الكريم، والتي من أهمّها مرجعيَّة أهل البيت علیهم السلام في هذا المجال، وتُوضِّح الحكمة من الهام إجمال أو إبهام بعض مقاصد الكتاب العزيز وأحكامه، وهي: إلجاء الناس إلى أولي الأمر والسؤال منهم والتزام طاعتهم المفروضة، ليُسلِّموا لهم مقاليد أمورهم، ويكونوا لهم تبعاً في جميع شؤونهم.
[33/33] فِي وَصِيَّةٍ عَليّ علیه السلام لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ: «يَا كُمَيْلُ، لَا تَأْخُذْ إِلَّا عَنَّا تَكُنْ مِنَّا »(2).
ص: 23
بيان :هذا نصٌّ صريح في انحصار الحقائق بهم علیهم السلام، وأنَّ العلم الحقَّ لا
يكون إِلَّا من طريقهم، وهو تأكيد لما ورد في الأحاديث النبويَّة الأخرى كحديث
السفينة، وحديث باب حِطَّة، وحديث الثقلين، وأمثالها ممَّا يأتي بعد قليل.
وما يُستفاد من مجموع هذه الروايات هو النهي المؤكَّد عن أخذ العلم من غيرهم والاستئناس بآراء من جانبهم ولم يستقِ علمه من نميرهم، بل خالفهم ونصب نفسه للناس عَلَماً بإزائهم، وروَّج غير كلامهم، وحكم بغير فقههم ممَّن تسمَّى بالإمامة أو غير ذلك من أسماء الرئاسة الدَّينيَّة التي تُضلَّل الناس وتُشبِّه عليهم الطريق وتصرفهم عن الأخذ من أئمَّة الهدى الذين قرنهم الله تعالى بكتابه وجعلهم الطريق الحصري للوصول إلى أحكامه وإلى مرضاته.
[34 / 34] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ علیهما السلام، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَقٌّ وَلَا صَوَابٌ إِلَّا شَيْءٍ أَخَذُوهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَقْضِي بِحَقِّ وَعَدْلٍ إِلَّا ذَلِكَ الْقَضَاءُ وَبَابُهُ وَأَوَّلُهُ سُنَّةٌ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، فَإِذَا اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِمُ الْأُمُورُ كَانَ اَخْطَأُ مِنْ قِبَلِهِمْ إِذَا أَخْطَنُّوا وَالصَّوَاب مِنْ قِبَلِ عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام إِذَا
أَصَابُوا »(1) .
[57/57] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، طُوبَى السَّلام
مَنْ شَغَلَهُ عَيْبُه عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَطُوبَى مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَأَكَلَ قُوتَهُ وَاشْتَغَلَ بِطَاعَةِ
رَبِّهِ وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ، فَكَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغُلٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ »(2).
[58/58] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَسَّامِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
يَقُولُ: «إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْوَرَع آل مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَشِيعَتُهُمْ كَيْ تَقْتَدِيَ الرَّعِيَّةُ بِهّم»(3).
بيان :مع أنَّ آل محمّد علیهم السلام وشيعتهم يأتون آمنين يوم القيامة إلَّا أنَّهم إنَّما
ص: 41
استحقُّوا ذلك بالتقوى والورع، وقد جعلهم الله تعالى قدوة للعالمين، وأُسوة لكافَّة الناس بما تحمَّلوه من ثقل الطاعة والصبر على النوائب، والثبات على
الصراط المستقيم.
[59 / 59] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ»(1).
[ 60 / 60] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: بَيْنَها مُوسَى علیه السلام جَالِسٌ إِذْ أَقْبَلَ إِبْلِيسُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسُ ذُو أَلْوَانٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مُوسَى علیه السلام خَلَعَ الْبُرْنُسَ، وَقَامَ إِلَى مُوسَى علیه السلام، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَه مُوسَى علیه السلام: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا إِبْلِيسُ، قَالَ: أَنْتَ فَلَا قَرَّبَ اللَّهُ دَارَكَ، قَالَ: إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ لِأُسَلَّمَ عَلَيْكَ لِمَكَانِكَ مِنَ الله قَالَ: فَقَالَ لَه مُوسَى علیه السلام : فَمَا هَذَا الْبُرْنُسُ؟ قَالَ: به أَخْتَطِفُ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ فَقَالَ مُوسَى: فَأَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ الَّذِي إِذَا أَذْنَبَه اِبْنُ آدَمَ
اِسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ، قَالَ : إِذَا أَعْجَبَتْه نَفْسُهُ ، وَاسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ، وَصَغُرَ فِي عَيْنِهِ ذَنْبُهُ. وَقَالَ(2): قَالَ اللهُ وجل عنّ لِدَاوُدَ علیه السلام : يَا دَاوُدُ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ، قَالَ:
عَمَل كَيْفَ أُبَشِّرُ المُذْنِبِينَ وَأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟ قَالَ: يَا دَاوُدُ، بَشِّرِ المُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَأَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَنْ لَا يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ فَإِنَّه لَيْسَ عَبْدٌ أَنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ»(3).
بیان :ما يصيب العبد من ضرر العجب وآثاره المدمَّرة أكثر بكثير ممَّا يصيبه
من المعاصي واتَّباع الشهوات فرُبَّ معصية أدخلت صاحبها الجنَّة لأنَّه یصبح
ص: 42
و یمسی لائماً لنفسه نادماً على فعلته فيكتب له الله تعالى ثواب التائبين، ورُبَّ طاعة أدخلت صاحبها النار لأنَّها جرَّت إلى الإعجاب بنفسه وأوجبت له من الله تعالى المقت والطرد من رحمته. ومن هنا يجب أن يحذر الصدِّيقون من الشعور بالعجب، وأنّهم ذو و دالَّة على الله تعالى بما يأتون به من طاعة أو عبادة وليستبشر المذنبون النادمون على خطاياهم بفضل الله تعالى وعطفه عليهم ما داموا لائمين لأنفسهم قادحين في أعمالهم نادمين على تقصيرهم.
إنَّ أهل الصلاح أولى من أهل المعاصي بالشعور بالندم وملامة النفس، وذلك أنَّهم رغم صلاحهم لا بدَّ وأنْ يكون قد سبق منهم تقصير ومخالفة، وهذا بمجرَّده يوجب الخوف من الحساب والحذر من العقاب، ولا بدَّ أنْ لا يفارقهم هذا الشعور بالخوف والإقرار بالتقصير مدى حياتهم ومهما بلغوا من درجات في الطاعة والعبادة والجهد.
[61/61] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَاءِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: قَالَ اللهُ عزّوجلّ: إِنَّ مِنْ عِبَادِيَ المُؤْمِنِينَ عِبَاداً لَا يَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ
عَجَمَل دِينِهِمْ إِلَّا بِالْغِنَى وَالسَّعَةِ وَالصِّحَّةِ فِي الْبَدَنِ، فَأَبْلُوهُمْ بِالْغِنَى وَالسَّعَةِ وَصِحَّةِ الْبَدَنِ، فَيُصْلِحُ عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَعِبَاداً لَا يَصْلُحُ هُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلَّا بِالْفَاقَةِ وَالمَسْكَنَةِ وَالسُّقْم فِي أَبْدَانِهِمْ، فَأَبْلُوهُمْ بِالْفَاقَةِ وَالمَسْكَنَةِ وَالسُّقْم فَيُصْلِحُ عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ أَمْرُ دِينِ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ يَجْتَهِدُ فِي عِبَادَتِي فَيَقُومُ مِنْ رُقَادِهِ وَلَذِيذِ وَسَادِهِ فَيَتَهَجَّدُ لِيَ اللَّيَالِي، فَيُتْعِبُ نَفْسَهُ فِي عِبَادَتِي، فَأَضْرِبُه بِالنُّعَاسِ اللَّيْلَةَ وَاللَّيْلَتَيْنِ نَظَراً مِنّي لَهُ وَإِبْقَاءَ عَلَيْهِ، فَيَنَامُ حَتَّى
ص: 43
يُصْبحَ، فَيَقُومُ وَهُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِه زَارِ عَلَيْهَا، وَلَوْ أُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يُرِيدُ مِنْ عِبَادَتِي لَدَخَلَهُ الْعُجْبُ مِنْ ذَلِكَ، فَيُصَيّرُه اَلْعُجْبُ إلَى الْفِتْنَةِ أَعْمَالِهِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ ذَلِكَ مَا فِيه هَلَاكُهُ لِعُجْبِهِ بِأَعْمَالِهِ وَرِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّىٰ يَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ فَاقَ الْعَابِدِينَ وَجَازَ فِي عِبَادَتِهِ حَدَّ التَّقْصِيرِ فَيَتَبَاعَدُ مِنِّي عِنْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّه يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ، فَلَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَاهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي فَإِنَّهُمْ لَوِ اِجْتَهَدُوا وَأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَفْنَوْا أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهُ عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَالنِّعِيمِ فِي جَنَّاتِي وَرَفِيعِ دَرَجَاتِيَ الْعُلَى فِي جِوَارِي، وَلَكِنْ فَبِرَحْمَتِي فَلْيَتِقُوا، وَبِفَضْلِي فَلْيَفْرَحُوا ، وَإِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا، فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تَدَارَكُهُمْ، ومَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي، وَمَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي، فَإِنِّي أَنَا اللهُ الرَّحْمَنُ اَلرَّحِيمُ، وَبِذَلِكَ تَسَمَّيْتُ (1).
[62/62] عَنِ الثَّالِيُّ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام، قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: إِنَّ مِنْ عِبَادِي لَمَنْ يَسْأَلُنِي الشَّيْءَ مِنْ طَاعَتِي لِأُحِبَّهُ، فَأَصْرِفُ ذَلِكَ عَنْهُ لِكَيْ لَا يُعْجِبَهُ عَمَلُهُ » (2).
[ 63/63 ]عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «أَتَى عَالِمٌ عَلا عَابِداً، فَقَالَ لَه كَيْفَ صَلَاتُكَ؟ فَقَالَ: مِثْلِي يُسْتَلُ عَنْ صَلَاتِهِ وَأَنَا أَعْبُدُ اللهَ مُنْذُ
كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَكَيْفَ بُكَاؤُكَ؟ قَالَ: أَبْكِي حَتَّى تَجْرِيَ دُمُوعِي، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ.
ص: 44
فَإِنَّ ضَحِكَكَ وَأَنْتَ خَائِفٌ أَفْضَلُ مِنْ بُكَائِكَ وَأَنْتَ مُدِلٌ ، إِنَّ الْمُدِلَّ لَا يَصْعَدُ مِنْ
عَمَلِهِ شَيْء» (1).
بيان: المدلُّ هو الذي يرى لنفسه فضلاً ومنزلةً، فالعامل المجدُّ إذا كان
مدلَّا على الله تعالى في عمله، وكأنَّه يقول : ها أنا يا ربِّ عملت ما لم يعمله غيري وأجهدت نفسي لك، فمن يكون مثلي، ومن يطيق ما تحمَّلته في جنب طاعتك،
هو أبعد ما يكون عن رضا الله تعالى، وأبعد ما يكون عن القبول، لأنه نسي كلَّ ما أتى به من طاعة ووُفِّق له من عمل إنَّما هو بتوفيق الله تعالى وتيسيره، كما
نسي تقصيره الكثير وسوء أدبه مع خالقه فيما لا يحصيه من مرّات. ومن القبيح جدًّا أنْ يمنَّ الإنسان بعمله وطاعته على من يجب عليه شكره، ويلزمه الاعتذار منه، بل يلزمه أن يستحيي من ربِّه كلما ازداد عملاً ، لأنَّه إنَّما يزداد بذلك فضلاً من الله تعالى، ويزداد عجزاً عن الشكر، وقصوراً عن الحمد.
[64 / 64] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: « سَيِّئَةٌ تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ »(2).
بيان: ليس هذا حثٌّ على المعصية وتثبيط عن الطاعة، بل هو تنبيه إلى الروح التي يجب أنْ يتحلَّى بها العبد المطيع مع ربَّه، وهي روح التواضع ،والتصاغر، والشعور بالتقصير مهما عمل واجتهد.
[65/65] عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام، قَالَ: دَخَلَ رَجُلَانِ المَسْجِدَ أَحَدُهُمَا عَابدٌ
وَالْآخَرُ فَاسِقٌ، فَخَرَجَا مِنَ المَسْجِدِ وَالْفَاسِقُ صِدِّيقُ وَالْعَابِدُ فَاسِقٌ، وَذَلِكَ أَنَّه يَدْخُلُ الْعَابِدُ المَسْجِدَ مُدِلاً بِعِبَادَتِهِ يُدِلُّ بِهَا فَتَكُونُ فِكْرَتُه فِي ذَلِكَ، وَتَكُونُ فِكْرَةٌ
الْفَاسِقِ فِي التَنَدُّمِ عَلَى فِسْقِهِ وَيَسْتَغْفِرُ الله عزّو جلّ وَ مِمَّا صَنَعَ مِنَ الذُّنُوبِ» (3).
ص: 45
[66 / 66] عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قِيلَ لَهُ وَأَنَا حَاضِرٌ: اَلرَّجُلُ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ خَالِياً فَيَدْخُلُه اَلْعُجْبُ، فَقَالَ: «إِذَا كَانَ (كانت خ ل) أَوَّلَ صَلَاتِهِ بِنِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا رَبَّهُ فَلَا يَضُرُّهُ مَا دَخَلَه بَعْدَ ذَلِكَ، فَلْيَمْضِ فِي صَلَاتِهِ وَلْيَخْسَا الشَّيْطَانَ »(1).
بيان: تقدَّم منَّا أنَّ الشيطان يحاول صدَّ المؤمن عن الطاعة بشتَّى الأساليب والطُّرُق الملتوية، حتَّى إذا آيس من صدَّه عن أصل الطاعة جاء ليُفسِد تلك الطاعة بما يوسوسه للعبد بأنَّك مراء في عملك، أو أنَّك أفضل مَنْ غيرك، ومَنْ مثلك في عبادته... إلخ. وهذا ما لا يخلو منه مؤمن عادةً، وقد علَّم الإمام علیه السلام المؤمنين ما يتحصَّنون به من كيد الشيطان، وهو أنْ يهملوا تلك الوسوسة ويمضوا في صلاتهم وعبادتهم دون اكتراث بتلك الوساوس، ما داموا قد بدأوا العمل الله تعالى وأرادوا به وجهه منذ بدايته.
[67 / 67] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: «إِيَّاكَ وَالْعُجْبَ وَسُوءَ الْخُلُقِ وَقِلَّةَ الصَّبْرِ ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَقِيمُ لَكَ عَلَى هَذِهِ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ صَاحِبٌ، وَلَا يَزَالُ لَكَ عَلَيْهَا مِنَ النَّاسِ مُجَانِبٌ»(2).
[ 68/68] عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ
ص: 46
أَعْجِبَ بِنَفْسِهِ هَلَكَ، وَمَنْ أَعْجِبَ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَإِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ علیه السلام قَالَ: دَاوَيْتُ المَرْضَىٰ فَشَفَيْتُهُمْ بِإِذْنِ الله، وَأَبْرَأْتُ اَلْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَعَالَجَتُ اَلمَوْتَى فَأَحْيَيْتُهُمْ بِإِذْنِ اللهِ، وَعَالَجَتُ الْأَحْمَقَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى إِصْلَاحِهِ، فَقِيلَ: يَا رُوحَ الله، وَمَا اَلْأَحْمَقُ ؟ قَالَ : اَلْمُعْجَبُ بِرَأْيِهِ وَنَفْسِهِ الَّذِي يَرَى الفَضْلَ كُلَّهُ لَهُ لَا
، عَلَيْهِ، وَيُوجِبُ اَلحَقَّ كُلَّهُ لِنَفْسِهِ وَلَا يُوجِبُ عَلَيْهَا حَقًّا، فَذَاكَ الْأَحْمَقُ الَّذِي لَا حِيلَةَ فِي مُدَاوَاتِهِ »(1).
بيان :الإعجاب بالنفس يسدُّ على الإنسان منافذ الفهم الصحيح، ويُشوِّش رؤيته لعيوب نفسه، أو يمنع من ذلك نهائيّاً، فلا يعود المرء قادراً على إدراك عيوب نفسه ومواضع الخلل في رأيه، كما أنَّه يمنعه من سماع نصائح الآخرين والانتفاع بآرائهم وخبراتهم، ونتيجة ذلك جميعاً هو العمى المطلق. فالمعجب بنفسه أعمى لا يبصر حقيقة ولا يهتدي سبيلاً. والأفظع من ذلك أنَّ عجبه بنفسه يُؤدِّي به إلى عدم تقبل أيِّ تنبيه أو توجيه حتَّى مع وقوعه في أشدّ المشاكل وأحرج المواقف. ومن أصبح علاج الأحمق مستعصياً إن لم يكن مستحيلاً، لأنَّه لا يُدرك خطأه ليستمع إلى التصحيح ، ولا يعترف بنقصه ليقبل التوجيه.
ولنعم ما قال الشاعر:
لكلُّ داء دواء يُستطَبُّ به*** إلَّا الحماقة أعيت من يداويها (2)
[69/69] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «الْعُجْبُ صَارِفٌ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ، دَاعِ إِلَى
الْغَمْطِ وَالجَهْلِ» (3).
ص: 47
بيان: وقد ورد الحثُّ على طلب العلم قبل الترؤُّس، لأنَّ الرئاسة تمنع من الخضوع لأجواء التعلَّم. وهكذا الإعجاب بالنفس مانع قويُّ من التعلُّم، لأنَّ
من شرائط تحصيل العلم هو الاعتراف بالجهل والحاجة إلى العلم، وأمَّا
الاعتقاد بالعلم والإعجاب بالنفس لن يبقى في النفس داع حقيقي للتعلُّم، بل سيكون ذلك مانعاً وحاجزاً دون تحصيل العلم والكمال.
[ 70/70 ] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِعْجَابُ
اَلمَرْءِ بِنَفْسِه دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ عَقْلِهِ (1). »
[71/71] عَنْ سَعْدِ اَلْإِسْكَافِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «ثَلَاتٌ
فَاصِمَاتُ الظَّهْرِ : رَجُلٌ اِسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ، وَنَسِيَ ذُنُوبَهُ، وَأُعْجِبَ بِرَأْيِهِ »(2).
[72/72]عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ
إِبْلِيسُ لَعْنَةُ الله عَلَيْهِ جُنُودِهِ: إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِن ابْنِ آدَمَ فِي ثَلَاثٍ لَمْ أُبَالِ مَا عَمِلَ
فَإِنَّهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنْهُ: إِذَا اسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ، وَنَسِيَ ذَنْبَهُ، وَدَخَلَهُ الْعُجْبُ » (3).
[73/73] عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضٍ وُلْدِهِ:
ص: 48
«يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ أَنْ يَرَاكَ اللهُ عزّو جلّ وَ فِي مَعْصِيَةٍ نَهَاكَ عَنْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ يَفْقِدَكَ اللهُ تَعَالَى عِنْدَ طَاعَةٍ أَمَرَكَ بِهَا، وَعَلَيْكَ بِالجِدِّ، وَلَا تُخْرِجَنَّ نَفْسَكَ عَنِ ( في خ ل) التَّقْصِير عَنْ (في خ ل) عِبَادَةِ الله، فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ لَا يُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ»(1) .
[74 / 74] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ : فَاسْتَعْظَمَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَا رَأَىٰ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ بَيْنَ عَيْنَيْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَقَدْ بُيِّنَ عَلَيْكَ الْاِجْتِهَادُ، وَلَقَدْ سَبَقَ لَكَ مِنَ الله اَلْحُسْنَى وَأَنْتَ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم . قَرِيبُ النَّسَبِ، وَكِيدُ السَّبَبِ، وَإِنَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ وَذَوِي عَصْرِكَ، وَلَقَدْ أُوتِيتَ مِنَ الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْوَرَعِ مَا لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِثْلُكَ وَلَا قَبْلَكَ إِلَّا مَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِكَ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ المَلِكِ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيطريهِ. قَالَ: فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: كُلُّ مَا ذَكَرْتَهُ وَوَصَفْتَهُ مِنْ فَضْل الله سُبْحَانَهُ وَتَأْبِيدِهِ وَتَوْفِيقِهِ، فَأَيْنَ شُكْرُهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقِفُ فِي الصَّلَاةِ حَتَّىٰ تورّمت قَدَمَاهُ، وَيَظْمَأُ فِي الصِّيَام حَتَّى يُعْصَبَ فُوهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله، أَلَمْ يَغْفِرْ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم : أَفَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟ اَلْحَمْدُ اللهِ عَلَى مَا أَوْلَى وَأَبْلَى، وَلَهُ اَلْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَالله لَوْ تَقَطَّعَتْ أَعْضَائِي وَسَأَلَتْ مُقْلَتَايَ عَلَى صَدْرِي لَنْ أَقُومَ اللهُ عزَّ وَ جلَّ بِشُكْرِ عُشْرِ الْعَشِيرِ مِنْ نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ جَمِيعِ نِعَمِهِ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا الْعَادُّونَ، وَلَا يَبْلُغُ حَدَّ نِعْمَةٍ مِنْهَا عَلَيَّ جَمِيعُ حَمْدِ الْحَامِدِينَ، لَا وَالله أَوْ يَرَانِيَ اللَّهُ لَا يَشْغَلُنِي شَيْءٌ عَنْ شُكْرِهِ وَذِكْرِهِ فِي لَيْلِ وَلَا نَهَارٍ، وَلَا سِرِّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، وَلَوْ لَا أَنَّ لِأَهْلِي عَلَيَّ حَقًّا وَلِسَائِرِ النَّاسِ مِنْ
ص: 49
خَاصِهِمْ وَعَامِّهِمْ عَلَيَّ حُقُوقاً لَا يَسَعُنِي إِلَّا الْقِيَامُ بِهَا حَسَبَ الْوُسْع وَالطَّاقَةِ حَتَّى أُؤَدِّيَهَا إِلَيْهِمْ، لَرَمَيْتُ بِطَرْفِي إِلَى السَّمَاءِ وَبِقَلْبِي إِلَى اللَّهُ ثُمَّ لَمْ أَرْدُدْهُمَا حَتَّىٰ يَقْضِيَ
اللهُ عَلَى نَفْسِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ، وَبَكَى عليه السلام ، وَبَكَى عَبْدُ المَلِكِ (1) .
[75/75] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ عَائِشَةَ
لَيْلَتَهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ الله وَلِمَ تُنْعِبُ نَفْسَكَ وَغُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ ، أَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟»، قَالَ: «وَكَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
يَقُومُ عَلَى أَصَابع رِجْلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: «طه (1)»«مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى(2)» [طه: 1 و 2]»(2)
بيان: حالة الشكر عند النبيِّ الأعظم والأئمَّة المعصومين عليهم السلام من الحالات المشهودة في عملهم وأقوالهم بكثرة وتأكيد ، وقد اعتبر القرآن الكريم ذلك من أفضل صفات المؤمنين والمخلصين من أنبيائه وأوليائه، حيث قال في
كتابه العزيز:
«وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2)» «ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)» (الإسراء: 2 و 3) « اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)»(سبأ: 13)،« وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ (144)» (آل عمران: 144)،« وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ
نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (144) »(آل عمران: 145) ،«بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)» (الزمر : 66 ) .
ص: 50
[76/76 ]عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ اَلثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَه : إِنِّي لَا أَلْقَاكَ إِلَّا فِي السِّنِينَ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَخُذُ بِهِ، فَقَالَ: «أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّه وَالْوَرَعِ وَالْاِجْتِهَادِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ اِجْتِهَادٌ لَا
وَرَعَ فِيه »(1) .
بيان: الاجتهاد هنا يعني الجدُّ في الأعمال الصالحة والإكثار منها والمواظبة عليها، لكن الإمام علیه السلام هنا يُنبَّه شيعته إلى أمر في غاية الأهميَّة، ويُعَدَّ شرطاً القبول الأعمال، وهو الورع، ويعني شدَّة التقوى، وتجنُّب الذنوب، والابتعاد عن الشُّبُهات، فلا ينفع عمل كثير مع عدم التقوى، لكن التقوى تُنجي حتَّى مع
العمل القليل.
[ 77/77] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: «خَرَجْتُ أَنا وَأَبي علیه السلام حَتَّى إِذَا كُنَّا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ إِذَا هُوَ بِأُناسٍ مِنَ الشَّيعَةِ، فَسَلَّمَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وَالله لَأُحِبُّ رِيحَكُمْ وَأَرْوَاحَكُمْ،
عَلَيْهِمْ
فَأَعِينُونِي عَلَى ذَلِكَ بِوَرَعِ وَاجْتِهَادِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ وَلَايَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْاِجْتِهَادِ، مَنِ اثْتَمَّ مِنْكُمْ بِعَبْدِ فَلْيَعْمَلْ بِعَمَلِهِ » (2).
بيان :من غادر هذه الدنيا بولاية أهل البيت علیهم السلام فهو من الناجين بلا شكَّ من النار، هذا ما صرَّحت به العشرات من الروايات، لكنَّه قد يتعرَّض
للتمحيص والعذاب في القبر والبرزخ.
ص: 51
وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق علیه السلام: « وَالله مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ إِلَّا
الْبَرْزَخَ، فَأَمَّا إِذَا صَارَ اَلْأَمْرُ إِلَيْنَا فَنَحْنُ أَوْلَى بِكُمْ »(1).
وورد عن أمير المؤمنين علیه السلام قوله لكميل: «يَا كُمَيْلُ، إِنَّهُ مُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ فَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعِينَ، وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ مُسْتَقَرًّا إِذَا لَزِمْتَ اَلْجَادَّةَ الْوَاضِحَةَ الَّتِي لَا تُخْرِجُكَ إِلَى عِوَجِ، وَلَا تُزِيلُكَ عَنْ مَنْهَجِ »(2).
وورد في كتاب (المحاسن) : عَنْ جَابِرٍ الجُعْفِيَّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، قَالَ: إِنَّ الخَسْرَةَ وَالنَّدَامَةَ وَالْوَيْلَ كُلَّهُ لَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ بِمَا أَبْصَرَ، وَمَنْ لَمْ يَدْرِ الأَمْرَ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ مُقِيمٌ أَنَفْعٌ هُوَ لَهُ أَمْ ضَرَرٌ؟»، قَالَ: قُلْتُ: فَبِمَا يُعْرَفُ النَّاجِي؟ قَالَ: «مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَأَثْبِتَ لَهُ الشَّهَادَةُ بِالْنَّجَاةِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَإِنَّمَا
ذَلِكَ مُسْتَوْدَعْ » (3) .
فلا ينبغي أن يكون الوعد بنجاة الشيعة يوم القيامة داعياً إلى التساهل في ارتكاب المعاصي، لأنَّهم علیهم السلام أكَّدوا أن ولايتهم لا تُنال إلَّا بالورع والتقوى والصدق والأمانة، وهذا ما تُفسّره روايات الإيمان المستودع والمستقرِّ. فمن يصرُّ على المعاصي قد يُسلَب نعمة ولايتهم قبل موته، ويُحشر على غير موالاتهم ومحبَّتهم، فيكون مصيره إلى النار حاله حال الجاحدين لولايتهم والمنكرين
لفضائلهم.
[78/78] عَنْ مُفَضَّلِ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِيَّاكَ وَالسَّفِلَةَ، فَإِنَّما
ص: 52
شِيعَةُ عَلِيٍّ مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ، وَاشْتَدَّ جِهَادُهُ ، وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ، وَرَجَا ثَوَابَهُ، وَخَافَ عِقَابَهُ، فَإِذَا رَأَيْتَ أُولَئِكَ فَأُولَئِكَ شِيعَةٌ جَعْفَرِ» (1).
[ 79/79] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام جَفَا أَحَداً بِكَلِمَةٍ .... إلى أنْ قال: وَكَانَ قَلِيلَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ، كَثِيرَ السَّهَرِ، يُحْيِي أَكْثَرَ لَيَالِيهِ مِنْ فَلَا يَفُوتُهُ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ،
أَوَّلِهَا إِلَى الصَّبْح ، وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَا وَيَقُولُ: «ذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ ، وَكَانَ كَثِيرَ المَعْرُوفِ وَالصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْهُ فِي اللَّيَالِي الْمُظْلِمَةِ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَهُ فِي فَضْلِهِ فَلَا تُصَدِّقُهُ»(2).
[80/80] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِيلُ علیه السلام إلَى النبیَّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لَا قِيه (ملاقيه خ ل )»(3)
[81/81] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقِ، وَلَا تُكَرِّهُوا عِبَادَةَ [اللَّه إِلَى عِبَادِ الله ] فَتَكُونُوا كَالرَّاكِبِ المُنبَتْ الَّذِي لَا سَفَراً قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أَبْقَى»(4).
ص: 53
[82/82] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: مَرَّ بِي أَبي وَأَنَا السلام بِالطَّوَافِ وَأَنَا حَدَتْ وَقَدِ اجْتَهَدْتُ فِي الْعِبَادَةِ، فَرَآنِي وَأَنَا أَتَصَابُ عَرَقاً، فَقَالَ لي: يَا جَعْفَرُ يَا بُنَيَّ ، إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ وَرَضِيَ عَنْهُ بِاليَسِيرِ » (1).
[3 8/ 83] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَارِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: حَدِيثُ رُوِيَ لَنَا أَنَّكَ قُلْتَ: «إِذَا عَرَفْتَ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ»، فَقَالَ علیه السلام : «قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ»، قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَوْا، أَوْ سَرَقُوا، أَوْ شَرِبُوا اَخَمْرَ؟ فَقَالَ لي: «إِنَّا الله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَالله مَا أَنْصَفُونَا أَنْ نَكُونَ أُخِذْنَا بِالْعَمَلِ وَوُضِعَ عَنْهُمْ، إِنَّمَا قُلْتُ: إِذَا
عَرَفْتَ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ مِنْ قَلِيل اَلخَيْرِ وَكَثِيرِهِ فَإِنَّهُ يُقْبَلُ مِنْكَ »(2).
[84/84] عَنْ أَبِي جَعْفَر علیه السلام، قَالَ: «سُئِل النَبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم عَنْ خِيَارِ الْعِبَادِ، فَقَالَ: الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَإِذَا أَسَاءُوا اِسْتَغْفَرُوا، وَإِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا،
وَإِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا، وَإِذَا غَضِبُوا غَفَرُ وا »(3).
[85/85] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى ، وَأَقْبَحَ الْخَطِيئَةَ بَعْدَ المَسْكَنَةِ، وَأَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ الْعَابِدُ الله ثُمَّ يَدَعْ عِبَادَتَهُ»(4).
ص: 54
[86/86] رُوِيَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيِّ، قَالَ: قَالَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام : أَيُّ الْبقاع أَفْضَلُ؟»، فَقُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَابْنُ رَسُولِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ أَعْلَمُ، فَقَالَ لَنَا: «أَفْضَلُ الْبِقَاعِ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً عُمرَ مَا عُمِّرَ نُوحُ علیه السلام فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ فِي ذَلِكَ اَلَمَكَانِ ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ بِغَيْرِ وَلَايَتِنَا لَمْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَيْئاً »(1).
[87/87] عَنِ ابْن أَبي لَيْلَى، عَن الحَسَن بْن عَلىُّ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِيَ الله وَهُوَ يَوَدُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ دَخَلَ الجنَّةَ بِوِلَايَتِنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْفَعُ عَبْداً عَمَلُهُ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقْنَا (2).
[88/88] عَن الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام
عن جَالِساً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ، فَقَالَ: يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا أَكْثَرَ اَلْحَاجَ الْعَامَ، فَقَالَ: إِنْ شَاءُوا فَلْيَكْثُرُوا، وَإِنْ شَاءُوا فَلْيَقِلُّوا، وَالله مَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا مِنْكُمْ، وَلَا يَغْفِرُ إِلَّا
لَكُمْ »(3) .
[ 89/89] عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد علیهما السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مَا بَالُ أَقْوَامٍ مِنْ أُمَّتِي إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَآل إِبْرَاهِيمَ إِسْتَبْشَرَتْ قُلُوبُهُمْ، وَتَهَلَّلَتْ وُجُوهُهُمْ، وَإِذَا ذُكِرْتُ وَأَهْلَ بَيْتِي اِشْمَأَزَّتْ قُلُوبُهُمْ، وَكَلَحَتْ وُجُوهُهُمْ؟ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيَّا لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ اللَّهَ بِعَمَلِ سَبْعِينَ نَبِيًّا ثُمَّ لَم
يَأْتِ بِوَلَايَةِ أُولِي الْأَمْرِ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً »(4).
ص: 55
[ 90 / 90] سُلَيْمانُ الأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلى علیه السلام ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمَامُ المُتَّقِينَ. يَا عَلِيُّ، أَنْتَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ، وَوَارِثُ عِلْم النَّبِيِّنَ، وَخَيْرُ الصَّدِّيقِينَ، وَأَفْضَلُ السَّابِقِينَ. يَا عَلِيُّ، أَنْتَ زَوْجُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، وَخَلِيفَةُ خَيْرِ اَلْمُرْسَلِينَ. يَا عَلِيُّ، أَنْتَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَالْحُجَّةُ بَعْدِي عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ، اِسْتَوْجَبَ اَلْجَنَّةَ مَنْ تَوَلَّاكَ، وَاسْتَوْجَبَ دُخُولَ النَّارِ مَنْ عَادَاكَ. يَا عَلِيُّ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ وَاصْطَفَانِي عَلَى جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى أَلْفَ عَام مَا قَبِلَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِكَ وَوَلَايَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، وَأَنَّ وَلَايَتَكَ لَا تُقْبَلُ إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ،
بِذَلِكَ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ علیه السلام ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر»(1).
[91/91]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّا نَرَى اَلرَّجُلَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ عَلَيْكُمْ لَهُ عِبَادَةً وَاجْتِهَادٌ وَخُشُوعٌ، فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ مَثَلُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَثَلُ أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ لَا يَجْتَهِدُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَّا دَعَا فَأُجِيبَ، وَإِنَّ رَجُلاً مِنْهُمْ اِجْتَهَدَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ دَعَا فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ، فَأَتَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ علیه السلام يَشْكُو إِلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ، وَيَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لَهُ، فَتَطَهَّرَ عِيسَى علیه السلام وَصَلَّى ثُمَّ دَعَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا عِيسَى، إِنَّ عَبْدِي أَتَانِي مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي أُوتَى مِنْهُ، إِنَّهُ دَعَانِي وَفِي قَلْبِهِ شَكٍّ مِنْكَ، فَلَوْ دَعَانِي حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنْقُهُ وَتَنْتَشِرَ أَنَامِلُهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ، فَالتَفَتَ عِيسَى علیه السلام فَقَالَ: تَدْعُو رَبَّكَ وَفِي قَلْبِكَ شَكٍّ مِنْ نَبِيِّهِ؟ قَالَ: يَا رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، قَدْ كَانَ وَاللَّهِ مَا قُلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ عَنِّي، فَدَعَا لَهُ عِيسَى علیه السلام ، فَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ، وَصَارَ
ص: 56
فِي حَدٌ أَهْلِ بَيْتِهِ كَذَلِكَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ لَا يَقْبَلُ اللهُ عَمَلَ عَبْدِ وَهُوَ يَشْكُ فِينَا»(1).
[92/92] عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَجَاءَهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ الله : « وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)» «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)»[طه: 81 و 82]، قَالَ لَهُ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام: «قَدْ أَخْبَرَكَ أَنَّ التَّوْبَةَ وَالْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ لَا يَقْبَلُهَا اللَّهُ إِلَّا بِالْاِهْتِدَاءِ ...»،
إلى أن قال علیه السلام: «وَأَمَّا الْاِهْتِدَاء فَبِؤُلَاةِ الْأَمْرِ، وَنَحْنُ هُمْ »(2).
بیان: كلُّ ما تقدَّم من الروايات المؤكَّدة على ولايتهم علیهم السلام وأنَّها شرط قبول الأعمال، تحكي عن حقيقة واحدة، وهي: أنَّ الله تعالى يريد منَّا أنَّ نعبده من حيث أراد هو لا من حيث يريد البشر. وقد شاء الله تعالى أَنْ يُعبَد بهذا الشكل، وأنْ يُسلَك إليه في هذا الطريق فقط، وهو طريق الولاء لآل محمّد علیهم السلام، والاعتراف بفرض طاعتهم والاتَّباع لأوامرهم.
[93/ 93] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام على يَقُولُ:« وَالله مَا كَلَّفَ اللهُ الْعِبَادَ إِلَّا دُونَ مَا يُطِيقُونَ، إِنَّمَا كَلَّفَهُمْ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَةِ
خَمْسَ صَلَوَاتُ، وَكَلَّفَهُمْ فِي كُلِّ أَلْفِ دِرْهَم خَمْسَةٌ وَعِشْرِينَ دِرْهَمَا، وَكَلَّفَهُمْ فِي اَلسَّنَةِ صِيَامَ ثَلَاثِينَ يَوْماً، وَكَلَّفَهُمْ حِجَّةً وَاحِدَةً، وَهُمْ يُطِيقُونَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ »(3).
ص: 57
[94 / 94] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو النَّمِرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَقْبَح النَّاسِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذُو النَّمِرَةِ مِنْ قُبْحِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنِي مَا فَرَضَ اللَّهُ لا عَلَيَّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَةِ، وَصَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ إِذَا أَدْرَكْتَهُ، وَالْخَجَّ إِذَا اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَالزَّكَاةَ، وَفَسَّرَهَا لَهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيًّا مَا أَزِيدُ رَبِّي عَلَى مَا فَرَضَ عَلَيَّ شَيْئاً، فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: وَلِمَ، يَا ذَا النَّمِرَةِ؟ فَقَالَ: كَمَا خَلَقَنِي قَبِيحاً»، قَالَ: فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ اللام عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُبَلِّغَ ذَا اَلنَّمِرَةِ عَنْهُ السَّلَامَ، وَتَقُولَ لَهُ: يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَمَا تَرْضَى أَنْ أَحْشُرَكَ عَلَى جَمَالِ جَبْرَئِيلَ علیه السلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : يَا ذَا النَّمِرَةِ، هَذَا جَبْرَئِيلُ يَأْمُرُنِي أَنْ أُبَلِّغَكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ رَبُّكَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ أَحْشُرَكَ عَلَى جَمَالِ جَبْرَئِيلَ؟ فَقَالَ ذُو النَّمِرَةِ: فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ يَا رَبِّ، فَوَعِزَّتِكَ
لَأَزِيدَنَّكَ حَتَّى تَرْضَى »(1).
[95 / 95] عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «لَمَّا كَانَتِ اَللَّيْلَةُ الَّتِي أُصِيبَ حَمْزَةُ فِي يَوْمِهَا دَعَا بِهِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: يَا حَمْزَةُ، يَا عَمَّ رَسُولِ الله، يُوشِكُ أَنْ تَغِيبَ غَيْبَةً بَعِيدَةٌ، فَمَا تَقُولُ لَوْ وَرَدْتَ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسَأَلَكَ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَشُرُوطِ الْإِيمَانِ؟ فَبَكَى حَمْزَةٌ وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرْشِدْنِي وَفَهُمْنِي، فَقَالَ: يَا حَمْزَةُ ، تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً، وَأَنِّي
ص: 58
رَسُولُ الله بَعَثَنِي بِالحَقِّ، فَقَالَ حَمْزَةُ: شَهِدْتُ، قَالَ: وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَالصِّرَاطَ حَقٌّ، وَالمِيزَانَ حَقٌّ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، وَفَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي اَلسَّعِيرِ، وَأَنَّ عَلِيًّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ حَمْزَةُ: شَهِدْتُ وَأَقْرَرْتُ وَآمَنْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: اَلْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّيَّةِ وَلَدِهِ اَلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفِي ذُرِّيَّتِهِ، قَالَ حَمْزَةُ: آمَنْتُ وَصَدَّقْتُ، وَقَالَ: فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، قَالَ : نَعَمْ صَدَّقْتُ، قَالَ : وَحَمْزَةَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ، وَأَسَدُ الله، وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَعَمُّ نَبِيَّه، وَعَمُّ نَبِيِّهِ، فَبَكَى حَمْزَةٌ وَقَالَ: نَعَمْ صَدَّقْتُ وَبَرَرْتُ يَا رَسُولَ الله وَبَكَى حَمْزَةٌ حَتَّى سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يُقَبِّلُ عَيْنَيْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، وَقَالَ: جَعْفَرُ اِبْنُ أَخِيكَ طَيَّارٌ في الْجَنَّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ، وَتُؤْمِنُ يَا حَمْزَةُ بِسِرِّهِمْ وَعَلَانِيَتِهِمْ وَظَاهِرِهِمْ وَبَاطِنِهِمْ، وَتَحْيَا عَلَى ذَلِكَ وَتَمُوتُ، تُوَالِي مَنْ وَالَاهُمْ، وَتُعَادِي مَنْ عَادَاهُمْ، قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله أَشْهِدُ اللهَ وَأَشْهِدُكَ وَكَفَى بِالله شَهِيداً، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: سَدَّدَكَ اللهُ وَوَفَقَكَ» (1).
ص: 59
ص: 60
للعقل دور أساسي في تكوين العقائد الحقَّة حول الخالق والكون والرسالات الإلهيَّة، وقد أكَّد القرآن الكريم على ذلك الدور، ونبَّه في آيات كثيرة إلى أهمية استخدامه وإثارة كوامنه، لفهم الأمور الأساسيَّة في الكون والوصول إلى حقيقة وجود الخالق عزّو جلّ. كما ورد في روايات أهل العصمة علیهم السلام الكثير من التوضيح لأهميَّة العقل، وضرورة الاهتمام بتقويته وتنميته واستعماله بالطريقة الصحيحة، إلَّا أنَّهم في نفس الوقت أوضحوا حدوداً لإمكانيَّة العقل، وأنه لا یتمكّن من تجاوز تلك الحدود، ومن تلك الحدود المستحيلة على العقل فهم حقيقة القَدَر، فقد بينت الروايات العديدة أنَّ الإنسان عاجز عن ذلك، وأنَّه لا ينبغي له ولوج هذا المجال، لأنّه سيهلك ويضلُّ دون أن يصل إلى نتيجة صحيحة، فقد سُئِلَ أمير المؤمنين علیه السلام عن القَدَر، فقال: «طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكُوهُ، وَبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجُوهُ، وَسِرُّ الله فَلَا تَتَكَلَّفُوهُ » (1)
ص: 31
ومن تلك الحقائق المستحيلة الفهم لحقيقة ذات الله تعالى، فقد ورد ال العديد من الروايات في ذلك، منها:
ما روي عن الإمام الصادق علیه السلام إذ سُئِلَ عن قول الله عزّو جلّ: (وَأَنَّ إِلَى
رَبِّكَ المُنْتَهَى) (النجم: (42)، قال: «فَإِذَا انْتَهَى الْكَلَامُ إِلَى الله فَأَمْسِكُوا»(1).
وروي عن أبي جعفر علیه السلام أَنَّه قال: «تَكَلَّمُوا فِي خَلْقِ الله وَلَا تَكَلَّمُوا فِي
الله ، فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي اللَّه لَا يَزِيدُ إِلَّا تَخَير ا»(2).
[74/74] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ هَلنَا عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بْن مَرْوَانَ، قَالَ: فَاسْتَعْظَمَ عَبْدُ اَلَمَلِكِ مَا رَأَى مِنْ أَثر اَلسُّجُودِ بَيْنَ عَيْنَيْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَقَدْ بُيَّنَ عَلَيْكَ اَلْاِجْتِهَادُ، وَلَقَدْ سَبَقَ لَكَ مِنَ الله اَلْحُسْنَى وَأَنْتَ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قَرِيبُ اَلنَّسَبِ، وَكِيدُ السَّبَبِ، بَيْتِكَ وَذَوِي عَصْرِكَ،
وَإِنَّكَ لَذُو فَضْل عَلَى أ وَلَقَدْ أُوتِيتَ مِنَ الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْوَرَع مَا لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِثْلُكَ وَلَا قَبْلَكَ إِلَّا مَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِكَ، وَأَقْبَلَ عَبْدُ المَلِكِ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيطريه. قَالَ: فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ: «كُلُّ مَا ذَكَرْتَهُ وَوَصَفْتَهُ مِنْ فَضْل الله سُبْحَانَهُ وَتَأْبِيدِهِ وَتَوْفِيقِهِ، فَأَيْنَ شُكْرُهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقِفُ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى تورّمت قَدَمَاهُ، وَيَظْمَأُ فِي الصِّيَام حَتَّى يُعْصَبَ فُوهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ يَغْفِرْ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَيَقُولُ صلی الله علیه و آله وسلم: أَفَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟ اَلْحَمْدُ للهِ عَلَى مَا أَوْلَى وَأَبْلَى، وَلَهُ اَلْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَالله لَوْ تَقَطَّعَتْ أَعْضَائِي وَسَأَلَتْ مُقْلَتَايَ عَلَى صَدْرِي لَنْ أَقُومَ اللهُ عزّو جلّ بِشُكْرِ عُشْرِ الْعَشِيرِ مِنْ نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ جَمِيعِ نِعَمِهِ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا الْعَادُّونَ، وَلَا يَبْلُغُ حَدَّ نِعْمَةٍ مِنْهَا عَلَيَّ جَمِيعُ حَمْدِ الْحَامِدِينَ، لَا وَاللَّهُ أَوْ يَرَانِيَ اللَّهُ لَا يَشْغَلُنِي شَيْءٌ عَنْ شُكْرِهِ وَذِكْرِهِ فِي لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ، وَلَا سِرِّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، وَلَوْ لَا أَنَّ لِأَهْلِي عَلَيَّ حَقًّا وَلِسَائِرِ النَّاسِ مِنْ
ص: 49
خَاصٌهِمْ وَعَامِّهِمْ عَلَيَّ حُقُوقاً لَا يَسَعُنِي إِلَّا الْقِيَامُ بِهَا حَسَبَ اَلْوُسْع وَالطَّاقَةِ حَتَّى أُؤَدِّيَهَا إِلَيْهِمْ، لَرَمَيْتُ بِطَرْفِي إِلَى السَّمَاءِ وَبِقَلْبِي إِلَى اللَّه ثُمَّ لَمْ أَرْدُدُهُمَا حَتَّى يَقْضِيَ
اللَّهُ عَلَى نَفْسِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ»، وَبَكَى علیه السلام ، وَبَكَى عَبْدُ الَمَلِكِ »(1).
[22/117] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنِّي لَأَعْرِفُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِآثَارِ الْوُضُوءِ »(2).
[23/118] وَعَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «تَأْتِي أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرّا مُحَجَّلِينَ مِنْ
آثَارِ الْوُضُوءِ »(3)
[ 10 / 10] مَسْعَدَةُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم عَلا وَقَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلِلَّهِ الحُجَّةُ البَالِغَةُ) (الأنعام: 149)، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: عَبْدِي أَكُنْتَ عَالِماً؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ، وَإِنْ قَالَ: كُنْتُ جَاهِلاً، قَالَ لَهُ: أَفَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّىٰ تَعْمَلَ، فَيَخْصِمُهُ، وَذَلِكَ اَلْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ الله عزّو جلّ وَ فِي خَلْقِهِ »(4).
بيان: لا عذر للَجاهل في ترك التعلُّم في هذه الدنيا، ولا يمكنه الاعتذار عن جهله بالأحكام الشرعيَّة والمعارف الدّينيَّة المهمَّة والعقائد الحقَّة حينما يقف بين يدي الله تعالى يوم الحساب، وذلك لأنَّه كان يجب عليه أن يتعلَّم مع تيسُّر ذلك له بحكم العقل السليم الذي يحكم بوجوب المعرفة للخالق وأحكامه،
ص: 10
ووجوب الالتزام بها دفعاً لضرر العقوبات الإلهيَّة المحتملة. نعم إذا كان محروماً من فرصة التعلَّم لعدم وجود من يُعلِّمه، وعدم وجود وسائل الوصول إلى المعارف من كُتُب واتَّصالات ،وغيرها، كان جاهلاً قاصراً ومعذوراً.
[149 / 10] السيد علي بن طاوس في فلاح السائل: رأيت في بعض الأحاديث أَنَّ مَوْلَانَا عَلِيًّا علیه السلام كَانَ يَغْتَسِلُ فِي اللَّيَالِي الْبَارِدَةِ طَلَبَاً لِلنَّشَاطِ فِي
صَلَاةِ اللَّيْلِ»(1)
ص: 61
ص: 62
[96 / 1 ]عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ مَاءِ
الْبَحْرِ أَطَهُورٌ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»(1).
[2/97] وَقَدْ سُئِلَ علیه السلام عَنِ الْوُضُوءِ بِمَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ: «هُوَ الطَّهُورُ » (2).
[3/98] عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَخِي مُوسَىٰ بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ مَاءِ
الْبَحْرِ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ؟ قَالَ: «لَا بَأْسَ » (3).
[4/99 ]قَوْلُهُ علیه السلام : «أَفْطِرُوا عَلَى الْخُلْوِ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوهُ فَأَفْطِرُوا عَلَى المَاءِ
فَإِنَّ المَاءَ طَهُورٌ »(4).
[ 100 / 5] عن أَبي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ: «لَا
- يَغْتَسِلْ مِنَ الْبِثْرِ التِي يَجْتَمِعُ فِيهَا غُسَالَةُ الْخَتَمَامِ فَإِنَّ فِيهَا غُسَالَةَ وَلَدِ الزِّنَا، وَهُوَ لَا يَطْهُرُ إِلَى سَبْعَةِ آبَاءِ، وَفِيهَا غُسَالَةَ النَّاصِبِ وَهُوَ شَرُّهُمَا ، إِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقُ خَلْقاً شَرًا مِنَ الْكَلْبِ، وَإِنَّ النَّاصِبَ أَهْوَنُ عَلَى الله تَعَالَى مِنَ الْكَلْبِ»، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ
ص: 63
مَاءِ الْحَمَام يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْجُنُبُ وَالصَّبِيُّ وَالْيَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ وَالمَجُوسِيُّ، فَقَالَ: «إِنَّ مَاءَ اَلْحَمَّام كَمَاءِ النَّهَرِ يُطَهِّرُ بَعْضُهُ بَعْضاً»(1).
[6/101] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: «فِي اَخْرَةِ أَنَّهَا مِنْ
أَهْلِ الْبَيْتِ، وَيُتَوَضَّأُ مِنْ سُؤْرِهَا» (2).
[7/102] عَنِ الْفَضْلِ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ
فَضْلِ أَهِرَّةِ وَالشَّاةِ وَالْبَقَرَةِ وَالْإِبِلِ وَالْحِمَارِ وَاَخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْوَحْشِ وَالسَّبَاعِ، فَلَمْ أَتْرُكْ شَيْئاً إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ»، حَتَّى إِنْتَهَيْتُ إِلَى الْكَلْبِ، فَقَالَ: رِجْسٌ نجسٌ لَا يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهِ، وَأَصْبُبُ ذَلِكَ الَمَاءَ، وَاغْسِلْهُ بِالتُّرَابِ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ بِالمَاءِ » (3).
[ 8/103] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً فِي مَسْجِدِ الرَّسُول صلی الله علیه و آله وسلم إِذَ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ، يَا عَبْدَ الله؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقُلْتُ : مَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ لِي: أَتَعْرِفُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيّ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَما حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: هَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةٌ أَسْأَلُهُ عَنْهَا، فَمَا كَانَ مِنْ حَقٌّ أَخَذْتُهُ، وَمَا كَانَ مِنْ بَاطِل تَرَكْتُهُ، قَالَ أَبُو حَمْزَةَ : فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُ مَا بَيْنَ الحَقِّ وَالْبَاطِلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ إِذَا كُنْتَ تَعْرِفُ مَا بَيْنَ اَلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، أَنْتُمْ قَوْمٌ مَا تُطَاقُونَ، إِذَا رَأَيْتَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام
ص: 64
فَأَخْبِرْنِي، فَمَا انْقَطَعَ كَلَامِي مَعَهُ حَتَّى أَقْبَلَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام وَحَوْلَهُ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَغَيْرُهُمْ يَسْأَلُونَهُ عَنْ مَنَاسِكِ ،اَلْحَجِّ فَمَضَى حَتَّى جَلَسَ تَجْلِسَهُ، وَجَلَسَ الرَّجُلُ
، قَرِيباً مِنْهُ. قَالَ أَبو حَمْزَةَ: فَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَسْمَعُ الْكَلَامَ وَحَوْلَهُ عَالَم مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا قَضَى حَوَائِجَهُمْ وَانْصَرَفُوا الْتَفَتَ إِلَى الرَّجُلِ ، فَقَالَ لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟»، قَالَ: أَنَا قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ الْبَصْرِيُّ، فَقَالَ لَهُ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «أَنْتَ فَقِيهُ أَهْل الْبَصْرَةِ؟»، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ إِنَّ اللهَ عزّو جلّ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ خَلْقِهِ فَجَعَلَهُمْ حُجَجاً عَلَى خَلْقِهِ، فَهُمْ أَوْتَادٌ فِي أَرْضِهِ، قُوَّامٌ بِأَمْرِهِ، نُجَبَاءُ فِي عِلْمِهِ، اِصْطَفَاهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ أَظِلَّةٌ عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ»، قَالَ: فَسَكَتَ قَتَادَةُ طَوِيلاً، ثُمَّ قَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ وَالله لَقَدْ جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيِ الْفُقَهَاءِ وَقُدَّامَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَمَا اِضْطَرَبَ قَلْبِي قُدَّامَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا اِضْطَرَبَ قُدَّامَكَ، قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : وَيْحَكَ أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَنْتَ بَيْنَ يَدَيْ«فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)» «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ (37)» [النور: 36 و 37]، فَأَنْتَ ثَمَّةَ، وَنَحْنُ أُولَئِكَ»، فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ: صَدَقْتَ وَالله جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، وَاللَّهُ مَا هِيَ بُيُوتُ حِجَارَةٍ وَلَا طِينٍ، قَالَ قَتَادَةُ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْجُبُنٌ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام ، ثُمَّ قَالَ: رَجَعَتْ مَسَائِلُكَ إِلَى هَذَا؟»، قَالَ: ضَلَّتْ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ»، فَقَالَ: إِنَّهُ رُبَّمَا جُعِلَتْ فِيهِ إِنْفَحَةُ المَيِّتِ، قَالَ: «لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ، إِنَّ الْإِنْفَحَةَ لَيْسَتْ لَمَا عُرُوقٌ، وَلَا فِيهَا دَمٌ، وَلَا مَا عَظُمْ، إِنَّمَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمِ، ثُمَّ قَالَ: «وَإِنَّ اَلْإِنْفَحَةَ بِمَنْزِلَةِ دَجَاجَةٍ مَيْتَةٍ أُخْرِجَتْ مِنْهَا بَيْضَةٌ فَهَلْ تُؤكَلُ تِلْكَ البَيْضَةُ ؟»، فَقَالَ قتَادَةُ: لَا ، وَلَا آمُرُ بِأَكْلِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «وَلم؟»، فَقَالَ: لِأَنَّهَا مِنَ المَيْتَةِ، قَالَ لَهُ: «فَإِنْ حُضِنَتْ تِلْكَ الْبَيْضَةُ فَخَرَجَتْ مِنْهَا دَجَاجَةٌ أَتَأْكُلُهَا؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا حَرَّمَ عَلَيْكَ الْبَيْضَةَ وَحَلَّلَ لَكَ الدَّجَاجَةَ؟»، ثُمَّ قَالَ علیه السلام : «فَكَذَلِكَ
ص: 65
الْإِنْفَحَةُ مِثْلُ الْبَيْضَةِ، فَاشْتَرِ اَلْجُنُنَّ مِنْ أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِي المُصَلِّينَ، وَلَا
تَسْأَل عَنْهُ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَكَ مَنْ يُخْبِرُكَ عَنْهُ» (1).
[9/104] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ اَلسَّاعِدِي، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَوْمَ
أُحُدٍ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ بنته علیها السلام
تَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام يَسْكُبُ عَلَيْهَا بِالمِجَنِّ (2).
[10/105] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ: عَذَابُ الْقَبْرِ يَكُونُ مِنَ النَّمِيمَةِ،
وَالْبَوْلِ، وَعَزْبِ الرَّجُلِ عَنْ أَهْلِهِ »(3).
بيان: عَزَبُ الرجل عن أهله، يعني إعراضه عنهم.
[11/106] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : أَيُفْلِتُ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَيْرِ أَحَدٌ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعُوذُ بِالله مِنْهَا ، مَا أَقَلَّ مَنْ يُفْلِتُ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ، إِنَّ رُقَيَّةَ لَمَّا فَتَلَهَا عُثْمَانُ وَقَفَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم عَلَى قَبْرِهَا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ لِلنَّاسِ: إِنِّي ذَكَرْتُ هَذِهِ وَمَا لَقِيَتْ، فَرَقَقْتُ لَهَا وَاسْتَوْ هَبْتُهَا مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَبْ لِي رُقَيَّةَ مِنْ ضَمَّةِ الْقَيْرِ ،
فَوَهَبَهَا اللهُ لَهُ»(4) .
ص: 66
[12/107] عَنْ مِسْمَع عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِنَّهُ نُهِيَ أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ فِي المَاءِ الْجَارِي إِلَّا مِنْ ضَرُورَةٍ، وَقَالَ:
«إِنَّ لِلْمَاءِ أَهْلاً »(1).
[ 108 / 13] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرْدُوس، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ
بَاتَ عَلَى وُضُوءٍ بَاتَ وَفِرَاشُهُ مَسْجِدُهُ، فَإِنْ تَخَفَّفَ وَصَلَّى ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ
شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ »(2).
[ 109 / 14] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرْدُوسِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ ثُمَّ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ بَاتَ وَفِرَاشُهُ كَمَسْجِدِهِ، فَإِنْ قَامَ مِنَ اَللَّيْلِ فَذَكَرَ اللَّهَ تَنَاثَرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ، فَإِنْ قَامَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَتَطَهَّرَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ، إِمَّا أَنْ
يُعْطِيَهُ الَّذِي يَسْأَلُهُ بِعَيْنِهِ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُ»(3).
[110/ 15] وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «مَنْ نَامَ مُتَوَضّئاً كَانَ فِرَاشُهُ لَهُ مَسْجِداً، وَنَوْمُهُ لَهُ صَلَاةً حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ نَامَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ كَانَ فِرَاشُهُ لَهُ
قَبْراً، وَكَانَ كَالْخِيفَةِ حَتَّى يُصْبحَ »(4) .
[16/111] وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم: طَهَّرُوا هَذِهِ الْأَجْسَادَ طَهَّرَكُمُ اللَّهُ،
ص: 67
فَلَيْسَ مِنْ عَبْدِ يَبِيتُ طَاهِراً إِلَّا بَاتَ مَعَهُ مَلَكٌ فِي شِعَارِهِ لَا يَنْقَلِبُ سَاعَةٌ مِنْ لَيْلِ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»(1).
بيان:( في شعاره) أي في داخل ثيابه فالشعار الثوب الذي يلامس الجسد، والدثار ما يُغطّي الشعار ويأتي فوقه، وقد ورد قوله صلی الله علیه و آله وسلم :« الْأَنْصَارُ
شِعَارٌ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ » (2).
[17/112] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ نَامَ عَلَى الْوُضُوءِ إِنْ أَدْرَكَهُ
اَلمَوْتُ فِي لَيْلِهِ مَاتَ شَهِيداً »(3).
[113/ 18] عَنِ الْأَصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طالب علیه السلام: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَرْتَفِعُ فِيهِ الْفَاحِشَةُ..... إلى أَنْ قال: «فَمَنْ
بَلَغَ مِنْكُمْ ذَلِكَ اَلزَّمَانَ فَلَا يَبِيتَنَّ لَيْلَةً إِلَّا عَلَى طَهُورٍ »(4).
[19/114] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ طَلَبَ حَاجَةً وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ فَلَمْ تُقْضَ (حاجته) فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا
نَفْسَهُ »(5).
[20/115] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنِّي لَأَعْجَبُ مِمَّنْ يَأْخُذُ فِي حَاجَةٍ وَهُوَ
عَلَى وُضُوءٍ كَيْفَ لَا تُقْضَى حَاجَتُهُ » (6). .
ص: 68
[21/116 ]قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : « إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأَ . » (1).
[ 119 / 24] وَفِي الْخَبَرِ : إِذَا تَطَهَّرَ الْعَبْدُ يُخْرِجُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ خَبَثٍ وَنَجَاسَةٍ،
وَإِنَّ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ »(2).
[120 / 25] رُوِيَ أَنَّ تَجْدِيدَ الْوُضُوءِ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ يَمْحُو (لَا وَالله)
وَ (َبَلَى وَالله)(3) .
[121 / 26] عَنْ سَاعَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي الحَسَنِ مُوسَى علیه السلام ، فَصَلَّى عَلا
اَلظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بَيْنَ يَدَيَّ، وَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتَّى حَضَرَتِ المَغْرِبُ، فَدَعَا بِوَضُوءِ،
ص: 69
فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ قَالَ لي: «تَوَضَّأَ»، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَنَا عَلَى وُضُوءِ، فَقَالَ: «وَإِنْ كُنْتَ عَلَى وُضُوءِ، إِنَّ مَنْ تَوَضَّأَ لِلْمَغْرِبِ كَانَ وُضُوقُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي يَوْمِهِ إِلَّا الْكَبَائِرَ، وَمَنْ تَوَضَّأَ لِلصُّبْحِ كَانَ وُضُوقُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةً
مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي لَيْلَتِهِ إِلَّا الْكَبَائِرَ » (1).
[122 / 27] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «يَا أَنَّسُ، أَكْثِرُ مِنَ الطَّهُورِ يَزِدِ اللَّهُ فِي عُمُرِكَ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى طَهَارَةٍ فَافْعَلْ، فَإِنَّكَ تَكُونُ إِذَا مِتَ عَلَى الطَّهَارَةِ شَهيداً » (2) .
[ 28/123] فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ شَكَا إِلَيْهِ صلی الله علیه و آله وسلم[رَجُلٌ ] قِلَّةَ الرِّزْقِ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم:
« أَدِمِ الطَّهَارَةَ يَدُمْ عَلَيْكَ الرِّزْقُ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، فَوُسعَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ»(3).
[29/124] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: مَنْ أَحْدَثَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ فَقَدْ جَفَانِي، وَمَنْ أَحْدَثَ وَتَوَضَّأَ وَلَمْ يُصَلُّ رَكْعَتَيْنِ وَلَمْ يَدْعُنِي فَقَدْ جَفَانِي، وَمَنْ أَحْدَثَ وَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَانِي فَلَمْ أَجِبْهُ فِيمَا يَسْأَلُ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ فَقَدْ
جَفَوْتُهُ، وَلَسْتُ بِرَبِّ جَافٍ» (4).
ص: 70
[30/125] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «افْتَحُوا عُيُونَكُمْ عِنْدَ الْوُضُوءِ لَعَلَّهَا لَا
تَرَى نَارَ جَهَنَّمَ »(1).
[126/31] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمُ
اَلَمَاءَ عِنْدَ الْوُضُوءِ لَعَلَّهَا لَا تَرَى نَاراً حَامِيَةً»(2) .
[127 / 32 ]دَاوُدُ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَمْ عِدَّةُ الطَّهَارَةِ؟ فَقَالَ: «مَا أَوْجَبَهُ اللهُ فَوَاحِدَةٌ، وَأَضَافَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَاحِدَةً لِضَعْفِ النَّاسِ، وَمَنْ تَوَضَّأَ ثَلاثاً ثَلاثاً فَلَا صَلَاةَ لَهُ»، أَنَا مَعَهُ فِي ذَا حَتَّى جَاءَ دَاوُدُ بْنُ زُرْبِيُّ، وَأَخَذَ زَاوِيَةٌ مِنَ الْبَيْتِ ، فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُ فِي عِدَّةِ الطَّهَارَةِ، فَقَالَ لَهُ: «ثَلاثاً ثَلاثاً مَنْ نَقَصَ عَنْهُ فَلَا صَلَاةَ لَهُ ، قَالَ : فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصِي، وَكَادَ أَنْ يَدْخُلَنِيَ الشَّيْطَانُ، فَأَبْصَرَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام إليَّ وَقَدْ تَغَيَّرَ لَوْنِي، فَقَالَ: «اسْكُنْ يَا دَاوُدُ، هَذَا هُوَ الْكُفْرُ أَوْ ضَرْبُ الْأَعْنَاقِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، وَكَانَ إِبْنُ زُرْيٌّ إِلَى جِوَارِ بُسْتَانِ أَبِي جَعْفَرِ المَنْصُورِ، وَكَانَ قَدْ أُلْقِيَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَمْرُ دَاوُدَ بْنِ زُرْيٌّ، وَأَنَّهُ رَافِضِيٌّ يَخْتَلِفُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: إِنِّي مُطَّلِعُ عَلَى طَهَارَتِهِ، فَإِنْ هُوَ تَوَضَّأَ وُضُوءَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ - فَإِنِّي لَأَعْرِفُ طَهَارَتَهُ - حَقَّقْتُ عَلَيْهِ الْقَوْلَ وَقَتَلْتُهُ، فَاطَّلَعَ وَدَاوُدُ يَتَهَيَّأُ لِلصَّلَاةِ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُ، فَأَسْبَغَ دَاوُدُ بْنُ زُرْبِيُّ الْوُضُوءَ ثَلاثاً ثَلَاثَاً كَمَا أَمَرَهُ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام، فَما تَمَّ وُضُوؤُهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِ أَبو جَعْفَرٍ فَدَعَاهُ، فَقَالَ دَاوُدُ: فَلَها أَنْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ رَخَبَ بي، وَقَالَ: يَا دَاوُدُ، قِيلَ فِيكَ شَيْءٌ بَاطِلٌ، وَمَا أَنْتَ كَذَلِكَ، قَالَ: قَدِ اِطَّلَعْتُ عَلَى طَهَارَتِكَ، وَلَيْسَتْ طَهَارَتُكَ طَهَارَةَ الرَّافِضَةِ، فَاجْعَلْنِي فِي حِلَّ ، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَقَالَ دَاوُدُ الرَّفْيُّ: الْتَقَيْتُ
ص: 71
أَنَا وَدَاوُدُ بْنُ زُرْبِيٌّ عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ زُرْبيٌّ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، حَقَنْتَ دِمَاءَنَا فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَنَرْجُو أَنْ نَدْخُلَ بِيُمْنِكَ وَبَرَكَتِكَ اَلْجَنَّةَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِكَ وَبِإِخْوَانِكَ مِنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ»، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه علیه السلام لِدَاوُدَ بْنِ زُرْبيٌّ: حَدَّثْ دَاوُدَ الرَّقِّيَّ بِمَا مَرَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْكُنَ رَوْعَتُهُ»، قَالَ:
فَحَدَّثَهُ بِالْأَمْرِ كُلِّهِ، قَالَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لِهَذَا أَفْتَيْتُهُ، لِأَنَّهُ كَانَ أَشْرَفَ عَلَى
الْقَتْلِ مِنْ يَدِ هَذَا الْعَدُوِّ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا دَاوُدَ بْنَ زُرْيٍّ، تَوَضَّأْ مَثْنَى مَثْنَى، وَلَا تَزِيدَنَّ عَلَيْهِ، وَإِنَّكَ إِنْ زِدْتَ عَلَيْهِ فَلَا صَلَاةَ لَكَ » (1).
بيان :وللإمام الكاظم علیه السلام نصيحة مشابهة لعليِّ بن يقطين أنجاه بها من بطش الرشيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الفَضْل أنّ عليَّ بن يقطين كتب إلى أبي الحسن موسى علیه السلام يسأله عن الوضوء، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبو الحَسَنِ علیه السلام : «فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ
مِنَ الْاِخْتِلَافِ فِي الْوُضُوءِ، وَالَّذِي بِهِ فِي ذَلِكَ أَنْ تُضْمِضَ ثَلَاثَاً، وَتَسْتَنْشِقَ ثَلاثاً، وَتَغْسِلَ وَجْهَكَ ثَلاثاً، وَتُخَلَّلَ شَعْرَ حِيَتِكَ، وَتَغْسِلَ يَدَكَ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَاً، وَتَمْسَحَ رَأْسَكَ كُلَّهُ، وَتَمْسَحَ ظَاهِرَ أُذُنَيْكَ وَبَاطِنَهُمَا، وَتَغْسِلَ رِجْلَيْكَ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثاً، وَلَا تُخَالِفٌ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ ، فَلَما وَصَلَ الْكِتَابُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ يَقْطِين تَعَجَّبَ مِمَّا رُسِمَ لَهُ فِيهِ مِمَّا جَمِيعُ الْعِصَابَةِ عَلَى خِلَافِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَوْلَايَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ، وَأَنا مُمتثل أَمْرَهُ، فَكَانَ يَعْمَلُ فِي وُضُوئِهِ عَلَى هَذَا اَلْحَدِّ، وَيُخَالِفُ مَا عَلَيْهِ جَمِيعُ الشَّيعَةِ، اِمْتِثَالاً لِأَمْرِ أَبي الحَسَنِ علیه السلام. وَسُعِيَ بِعَلِيِّ بْنِ يَقْطِينِ إِلَى الرَّشِيدِ، وَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ رَافِضِيُّ
عَالِيَّا. مُخَالِفٌ لَكَ، فَقَالَ الرَّشِيدُ لِبَعْض خَاصَّتِهِ : قَدْ كَثُرَ عِنْدِيَ الْقَوْلُ فِي عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ، وَالْقَرَفُ (2) لَهُ بِخِلَافِنَا، وَمَيْلِهِ إِلَى الرَّفْضِ، وَلَسْتُ أَرَى فِي خِدْمَتِهِ لِي تَقْصِيراً، وَقَدِ اِمْتَحَنَتُهُ مِرَاراً، فَمَا ظَهَرْتُ مِنْهُ عَلَى مَا يُقْرَفُ بِهِ، وَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَبْرِئَ أَمَرَهُ مِنْ حَيْثُ لَا
ص: 72
يَشْعُرُ بِذَلِكَ فَيَتَحَرَّزَ مِنِّي، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الرَّافِضَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تُخَالِفُ الجَمَاعَةَ فِي الْوُضُوءِ فَتُخَفِّفُهُ، وَلَا تَرَى غَسْلَ الرَّجْلَيْنِ، فَامْتَحِنَّهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِالْوُقُوفِ عَلَى وُضُوئِهِ، فَقَالَ: أَجَلْ، إِنَّ هَذَا الْوَجْهَ يَظْهَرُ بِهِ أَمْرُهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ مُدَّةً وَنَاطَهُ بِشَيْءٍ مِنَ اَلشُّغُلِ فِي الدَّارِ حَتَّى دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ يَخْلُو فِي حُجْرَةٍ فِي اَلدَّارِ لِوُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ وَقَفَ الرَّشِيدُ مِنْ وَرَاءِ حَائِطِ اَلحُجْرَةِ بِحَيْثُ يَرَى عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ وَلَا يَرَاهُ هُوَ، فَدَعَا بِالمَاءِ لِلْوُضُوءِ، فَتَمَضْمَضَ ثَلاثاً، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثاً، وَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَخَلَّلَ شَعْرَ لِخِيَتِهِ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَاً، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَأَذْنَيْهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، وَالرَّشِيدُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يَمْلِكُ نَفْسَهُ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَرَاهُ، ثُمَّ نَادَاهُ: كَذَبَ يَا عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ مَنْ زَعَمَ أَنَّكَ مِنَ الرَّافِضَةِ، وَصَلَحَتْ حَالُهُ عِنْدَهُ. وَوَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام : ابْتَدِى مِنَ اَلْآنَ يَا عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ، تَوَضَّأَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ، اِغْسِلْ وَجْهَكَ مَرَّةً فَرِيضَةً، وَأُخْرَىٰ إِسْبَاعًا، وَاغْسِلْ يَدَيْكَ مِنَ الْمُرْفَقَيْنِ كَذَلِكَ، وَامْسَحْ بِمُقَدَّمِ رَأْسِكَ وَظَاهِرِ قَدَمَيْكَ مِنْ فَضْلِ نَدَاوَةِ وَضُوئِكَ، فَقَدْ زَالَ مَا كَانَ يُخَافُ عَلَيْكَ، وَالسَّلَامُ »(1) .
[128 / 33] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام رَجُلاً مُبْتَى بِالْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ، وَقُلْتُ: هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «وَأَيُّ عَقْل لَهُ وَهُوَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ؟»، فَقُلْتُ لَهُ: وَكَيْفَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ؟ فَقَالَ: «سَلْهُ هَذَا الَّذِي يَأْتِيهِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ، فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ»(2).
(34/129] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّه علیه السلام فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ
ص: 73
وَالمَدِينَةِ، وَمَعَهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَأَصَابَ مِنْ جَارِيَةٍ لَهُ، فَأَمَرَهَا، فَغَسَلَتْ جَسَدَهَا وَتَرَكَتْ رَأْسَهَا، وَقَالَ لَهَا: إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَرْكَبِي فَاغْسِلِي رَأْسَكِ»، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فَعَلِمَتْ بِذَلِكَ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَحَلَقَتْ رَأْسَهَا، فَلَا كَانَ مِنْ قَابِل اِنْتَهَى أَبو عَبْدِ الله علیه السلام إِلَى ذَلِكَ الَمَكَانِ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ: أَيُّ مَوْضِعِ هَذَا؟ قَالَ لَهَا: «هَذَا اَلمَوْضِعُ الَّذِي أَحْبَطَ اللَّهُ فِيهِ حَجَّكِ عَامَ أَوَّلَ ». (1)
بيان: إنَّما أحبط الله تعالى حجِّ أُمّ ِإسماعيل لأنَّها تجاوزت على الجارية في هذا الموضع من السنة الماضية وحلقت رأسها دون ذنب، فهي جارية الامام علیه السلام، وقد أصاب منها حلالاً، ولا ذنب لها في ذلك، لكنَّها الغيرة التي
تستولي على النساء وتوقعهنَّ في المحذور، فاستحقَّت إحباط ثواب الحجِّ. وقد ورد أَنَّ «غَيْرَةُ المَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغَيْرَةُ الرَّجُل إِيمَانُ »(2)
[130 / 35] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام سُئِلَ : هَلْ يُوجِبُ اَلَمَاءَ إِلَّا اَلَمَاءُ؟ فَقَالَ : يُوجِبُ الصَّدَاقَ، وَيَهْدِمُ الطَّلَاقَ، وَيُوجِبُ اَلْخَدَّ، وَيَهْدِمُ الْعِدَّةَ، وَلَا يُوجِبُ صَاعاً مِنْ مَاءٍ، هُوَ لِصَاعِ مِنْ مَاءٍ أَوْجَبُ»(3).
بيان ا:لمراد من السؤال أنَّه هل يوجب المنىُّ إلَّا الغسل بالماء وهو كناية عن الجماع والدخول ؟ فأجاب علیه السلام ببعض الآثار المترتَّبة على وطيء المرأة، ومنها:
يوجب تمام الصداق للمرأة إذا كانت معقوداً عليها، ويوجب الحدَّ الشرعي إذا كان وطئاً محرَّماً، ويَهدِم العدِّة إذا كان أثناء طلاق رجعي فيُعَدُّ الوطئ من الرجل رجوعاً عن طلاقه وهدماً للعدَّة. فليس الأمر كما تصوَّره السائل أنَّ نزول لماء وهو المنيُّ لا يوجب إلَّا الغسل بالماء، لأنَّ لذلك آثاراً عديدة بحسب
اختلاف الحالات.
ص: 74
[131 / 36] عَنْ ثَوْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْن عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام يَقُولُ: «اَلْأَكْلُ عَلَى الْجَنَابَةِ يُورِثُ الْفَقْرَ » (1).
[132/ 37] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِ، عَنْ جَدِّي، عَنْ ،
آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ : لَا يَنَامُ الْمُسْلِمُ وَهُوَ جُنُبٌ، وَلَا يَنَامُ إِلَّا عَلَى طَهُورٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ المَاءَ فَلْيَتَيَمَّمْ بِالصَّعِيدِ، فَإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ تَرُوحُ إِلَى الله عزّو جلّ فَيَلْقَاهَا وَيُبَارِكُ عَلَيْهَا ، فَإِنْ كَانَ أَجَلُهَا قَدْ حَضَرَ جَعَلَهَا فِي مَكْنُونِ رَحْمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَجَلُهَا قَدْ حَضَرَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَمَنَائِهِ مِنَ الَمَلَائِكَةِ فَيَرُدُّوهَا فِي جَسَدِهِ »(2).
[133 / 38] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا) لَيْسَتْ
كَأَحَدٍ مِنْكُنَّ ، إِنَّهَا لَا تَرَى دَماً فِي حَيْضِ وَلَا نِفَاسٍ كَالحُورِيَّةِ » (3).
[134 / 39] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ فِي حَدِيثٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: يَا عَلِيُّ، لَا يُبْغِضُكَ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا سِفَاحِيٌّ، وَلَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا يَهُودِيُّ، وَلَا مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِيٌّ، وَلَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا شَقِيٌّ، وَلَا مِنَ النِّسَاءِ
إِلَّا سَلَقْلَقِيَّةٌ، وَهِيَ الَّتِي تَحِيضُ مِنْ دُبُرِهَا »(4).
[135 / 40] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «لَا يُبْغِضُنَا إِلَّا مَنْ خَبُثَتْ وِلَادَتُهُ، أَوْ
ص: 75
حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فى طَمْثِهَا » (1).
[ 136 / 41] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِي حَدِيثٍ : «إِنَّ لِوَلَدِ الزِّنَا عَلَامَاتٍ أَحَدُهَا ا بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ...». إلى أن قال: «وَرَابِعُهَا سُوءُ المَحْضَرِ لِلنَّاسِ، وَلَا يُسِيءُ مَحْضَرَ
إِخْوَانِهِ إِلَّا مَنْ وُلِدَ عَلَى غَيْرِ فِرَاشِ أَبِيهِ، أَوْ مَنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِي حَيْضِهَا »(2).
بيان: سوء المحضر هو عدم مراعاة آداب الاجتماع مع الآخرين وصدور ما لا يليق من الإنسان في محضر إخوانه ممَّا يسيء إليهم ويُعكّر الأجواء بأقوال وتصرُّفات غير لائقة، وهذه الصفة (سوء المحضر ) من علامات ولد الزنا، أو مَنْ حملت به أمُّه في حيضها.
[42/137] عن عُذَافِرِ الصَّيْرَفِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : تَرَى . هَؤُلَاءِ الْمُشَوَّهِينَ خَلْقُهُمْ؟»، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «هَؤُلَاءِ الَّذِينَ آبَاؤُهُمْ يَأْتُونَ
نِسَاءَهُمْ فِي الطَّمْثِ (3).
[43/138] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم:«مَنْ جَامَعَ اِمْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضَ في الْوَلَدُ يَجْذُوماً أَوْ أَبْرَصَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»(4).
[ 44/139] أُتِيَ عُمَرُ بِابْنِ أَسْوَدَ انْتَفَى مِنْهُ أَبُوهُ، فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يُعَذِّرَهُ، قَالَ
عَلى علیه السلام لِلرَّجُلُ : هَلْ جَامَعْتَ أُمَّهُ فِي حَيْضِهَا؟»، قَالَ: بَلَى، قَالَ: «لِذَلِكَ سَوَّدَهُ
اللهُ، فَقَالَ عُمَرُ : لَوْ لَا عَلِيٌّ هَلَكَ عُمَرُ(5) .
ص: 76
ص: 77
ص: 78
[140 / 1] عَن الحُسَيْنِ بْن عُبَيْدِ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى الصَّادِقِ علیه السلام : هَل اِغْتَسَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام حِينَ غَسَّلَ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلمعِنْدَ مَوْتِهِ؟ فَقَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم طَاهِراً مُطَهَّراً، وَلَكِنْ فَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ذَلِكَ، وَجَرَتْ بِهِ اَلسُّنَّةُ» (1).
بيان :لعلَّ اغتسال أمير المؤمنين علیه السلام بعد تغسيل النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم كان
التعليم الناس ، ولذا جرت بذلك السُّنَّة بعده، وإلَّا فإنَّ النبيَّ الأعظم صلی الله علیه و آله وسلم
طاهر مطهَّر .
[2/141] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ طَهُورٌ وَكَفَّارَةٌ مَا بَيْنَهُمَا
مِنَ الذُّنُوبِ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ»(2).
[3/142] عَنِ الْأَصْبَعْ، قَالَ: كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ علیه السلام إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَبَّخَ اَلرَّجُلَ يَقُولُ لَهُ: وَاللَّهُ لَأَنْتَ أَعْجَرُ مِنْ تَارِكِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّهُ لَا يَزَالُ فِي
طُهْرٍ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى » (3).
ص: 79
[143 / 4] عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام ، عَن النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ
لِعَليّ علیه السلام مِنْ وَصِيَّتِهِ لَهُ: يَا عَلِيُّ، عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ الْغُسْلُ، فَاغْتَسِلْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَوْ أَنَّكَ تَشْتَرِي لَمَاءَ بِقُوتِ يَوْمِكَ وَتَطْوِيهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ
التَّطَوُّع أَعْظَمُ مِنْهُ»(1).
[5/144 ] وَعَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَتْرُكُ غُسْلَ اَلْجُمُعَةِ إِلَّا فَاسِقٌ »(2).
[6/145] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ أُمِّهِ وَأَمَّ أَحْمَدَ بِنْتِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَتَا كُنَّا مَعَ أَي الْحَسَنِ علیه السلام بِالْبَادِيَةِ وَنَحْنُ نُرِيدُ بَغْدَادَ، فَقَالَ لَنَا يَوْمَ اَلْخَمِيسِ : اِغْتَسِلَا الْيَوْمَ لِغَدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّ المَاءَ بِهَا غَداً قَلِيلٌ،
فَاغْتَسَلْنَا يَوْمَ اَلْخَمِيسِ لِيَوْم الْجُمُعَةِ »(3).
[7/146] عَن الصَّادِقِ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ): «مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا تَكُونَ اَلْحَكَةُ فَلْيَغْتَسِلْ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّهُ مَنِ اِغْتَسَلَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْهُ لَا يُصِيبُهُ
حَكَةٌ إِلَى شَهْرِ رَمَضَانِ الْقَابِلِ (قابل خ ل ) »(4) .
[8/147 عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُودَ الكَّيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: دَخَلْتُ
عَلَيْهِ، فَأَنْشَأْتُ الْحَدِيثَ، فَذَكَرْتُ بَابَ الْقَدَرِ، فَقَالَ: «لَا أَرَاكَ إِلَّا هُنَاكَ ، أخرج - قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَتُوبُ مِنْهُ، فَقَالَ: «لَا وَاللَّهُ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَى بَيْتِكَ وَتَغْتَسِلَ
وَتَتُوبَ مِنْهُ إِلَى اللَّه كَمَا يَتُوبُ النَّصْرَانِيُّ مِنْ نَصْرَانِيَّتِهِ»، قَالَ: فَفَعَلْتُه»(5).
ص: 80
بيان: الراوي معروف بن خرَّبوذ من أصحاب الإجماع كما ينقل الكشِّي رحمه الله (1)، ومن أجلة الرواة عن الإمام السجَّاد والإمامين الصادقين علیهم السلام ، وقد وقف الإمام الباقر علیه السلام منه هذا الموقف الشديد لأنَّه تكلَّم في مسألة القدر والتي طالما نهى الأئمَّة علیهم السلام عن الدخول فيها، لأنَّها بحر مظلم، وطريق يُؤدِّي
إلى الانحراف.
[9/148 ]قَوْلُهُ علیه السلام: «وَأَيُّمَا اِمْرَأَةِ تَطَيِّبَتْ لِغَيْرِ زَوْجِهَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا صَلَاةٌ
حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنْ طِيبِهَا كَغُسْلِهَا مِنْ جَنَابَتِهَا» (2).
[ 150 / 11] عَنْ أَبِي سَعِيدِ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
جَبَلَةَ، عَنْ أَبِي المَعْنَا، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ كَانَتْ
لَهُ إِلَى اللَّه حَاجَةٌ وَأَرَادَ أَنْ يَرَانَا وَأَنْ يَعْرِفَ مَوْضِعَهُ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَغْتَسِلْ ثَلَاثَ لَيَالٍ
یُنَاجِي بِنَا ، فَإِنَّهُ يَرَانَا ، [ وَيُغْفَرُ لَهُ بِنَا ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَوْضِعُهُ »(3).
ص: 81
[12/151] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقَالَ علیه السلام لَهُ : أَتَغْتَسِلُ مِنْ فُرَاتِكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً ؟»، قَالَ: لَا،
ا السلام قَالَ: «فَفِي كُلِّ جُمْعَةٍ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ: «فَفِي كُلِّ شَهْرٍ؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَفِي
كُلِّ سَنَةٍ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «إِنَّكَ لَمَحْرُومٌ مِنَ الْخَيْرِ »(1)
[13/152] عَنْ مُحَمَّدِ بْن مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَن اَلرَّجُلِ يُجْنِبُ فِي السَّفَرِ فَلَا يَجِدُ إِلَّا الثَّلْجَ أَوْ مَاءً جَامِداً، فَقَالَ: «هُوَ بِمَنْزِلَةِ
اَلضَّرُورَةِ يَتَيَمَّمُ، وَلَا أَرَى أَنْ يَعُودَ إِلَى هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِي تُوبِقُ دِينَهُ »(2).
[153 / 14] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «تَمَسَّحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا أُمَّكُمْ، وَهِيَ بِكُمْ بَرَّةٌ » (3).
[154 / 15] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَبَسَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ رَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ فَتَبَسَّمْتَ، قَالَ: نَعَمْ، عَجِبْتُ لِلكَيْنِ هَبَطَا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى اَلْأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبْداً صَالِحِاً مُؤْمِناً فِي مُصَلَّى كَانَ يُصَلِّي فِيهِ لِيَكْتُبَا لَهُ عَمَلَهُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ، فَلَمْ يَجِدَاهُ فِي مُصَلَّاهُ، فَعَرَجًا إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَا: رَبَّنَا عَبْدُكَ فُلَانٌ
ص: 82
اَلْمُؤْمِنُ الْتَمَسْنَاهُ في مُصَلَّاهُ لِنَكْتُبَ لَهُ عَمَلَهُ لِيَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ فَلَمْ نُصِبْهُ، فَوَجَدْنَاهُ فِي حِبَالِكَ، فَقَالَ اللهُ عزّو جلّ: أَكْتُبَا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَّتِهِ مِنَ الخَيْرِ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ مَا دَامَ فِي حِبَالِي، فَإِنَّ عَلَيَّ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ أَجْرَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَتِهِ إِذَا
حبستهُ عَنْهُ»(1)
[155 / 16] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُبْتَلَى فِي جَسَدِهِ إِلَّا قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ مَلَائِكَتِهِ: أَكْتُبُوا لِعَبْدِي أَفْضَلَ مَا كَانَ عَمِلَ فِي صِحَتِهِ » (2).
[17/156 ] عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : لِلْمَرِيضِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: يُرْفَعُ عَنْهُ اَلْقَلَمُ، وَيَأْمُرُ اللهُ اَلَمَلَكَ يَكْتُبُ لَهُ فَضْلاً كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَّتِهِ، وَيَتْبَعُ مَرَضَهُ كُلُّ عُضْوِ فِي جَسَدِهِ
فَيَسْتَخْرِجُ ذُنُوبَهُ مِنْهُ، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ مَغْفُوراً لَهُ ، وَإِنْ عَاشَ عَاشَ مَغْفُوراً لَهُ »(3).
[18/157 ]عَنْ كَثِيرِ بْنِ سُلَيْمانَ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: إِذَا مَرِضَ الْمُسْلِمُ كَتَبَ اللهُ لَهُ كَأَحْسَنِ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَتِهِ، وَتَسَاقَطَتْ ذُنُوبُهُ كَمَا يَتَسَاقَط وَرَقُ الشَّجَرِ» (4).
[19/158] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا غَلَبَهُ ضَعْفُ الْكِبَرِ أَمَرَ اللهُ عزّو جلّ اَلَمَلَكَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ فِي حَالِهِ تِلْكَ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ شَابٌ نَشِيطٌ صَحِيحٌ، وَمِثْلَ ذَلِكَ إِذَا مَرِضَ
ص: 83
وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكاً يَكْتُبُ لَهُ فِي سُقْمِهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ فِي صِحَّتِهِ حَتَّى يَرْفَعَهُ اللَّهُ وَيَقْبِضَهُ، وَكَذَلِكَ الْكَافِرُ إِذَا اشْتَغَلَ بِسُقْمٍ فِي جَسَدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ
مِنَ الشَّرِّ فِي صِحَّتِهِ »(1).
[20/159] عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : سَهَرُ لَيْلَةٍ مِنْ
مَرَضِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ» (2).
[ 160 / 21] عَنْ يُونُسَ بْن يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام يَقُولُ: «اَلْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّه أَنْ يَمُرَّ بِهِ أَرْبَعُونَ يَوْماً لَا يُمَحِّصُهُ اللهُ تَعَالَى فِيهَا مِنْ ذُنُوبِهِ، وَإِنَّ الْخَدْشَ وَالْعَشْرَةَ وَانْقِطَاعَ الشَّسْع وَاِخْتِلَاجَ الْعَيْنِ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ لَيُمَحِّصُ بِهِ وَلِيْنَا مِنْ ذُنُوبِهِ، وَأَنْ يَغْتَمَّ لَا يَدْرِي مَا وَجْهُهُ، وَأَمَّا اَحْمَىٰ فَإِنَّ أَبِي
حَدَّثَنِي، عَنْ آبَائِهِ ، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ : حُمَّى لَيْلَةٍ كَفَّارَةُ سَنَةٍ »(3) ،
[2/161] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ زَيْنَ الْعَابِدِينَ علیه السلام يَقُولُ: «حُمَّى لَيْلَةٍ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَذَلِكَ أَنَّ أَلَمَهَا يَبْقَى فِي
اَلْحَسَدِ سَنَةٌ » (4).
ص: 84
[ 23/162] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حُمَّ حُمَّى وَاحِدَةً تَنَاثَرَتِ : الذُّنُوبُ مِنْهُ كَوَرَقِ الشَّجَرِ، فَإِنْ أَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ فَأَنِينُهُ تَسْبِيحٌ، وَصِيَاحُهُ تَهْلِيلٌ، وَتَقَلُّبُهُ عَلَى فِرَاشِهِ كَمَنْ يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنْ أَقْبَلَ يَعْبُدُ اللَّهَ بَيْنَ إِخْوَانِهِ وَأَصْحَابِهِ كَانَ مَغْفُوراً لَهُ ، فَطُوبَى لَهُ إِنْ تَابَ ، وَوَيْلٌ لَهُ إِنْ عَادَ، وَالْعَافِيَةُ أَحَبُّ
إلَيْنَا » (1).
[24/163] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَادَ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلحُمَّى طَهُورٌ مِنْ رَبِّ غَفُورٍ، فَقَالَ المَرِيضُ : الحُمَّى يَقُومُ بِالشَّيْخ حَتَّى يُزِيرَهُ الْقُبُورَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: فَلْيَكُنْ ذَا، قَالَ: «فَمَاتَ فِي مَرَضِهِ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ صلی الله علیه و آله وسلم».(2)
[164 / 25] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلحُمَّى رَائِدُ المَوْتِ، وَسِجْنُ الله فِي أَرْضِهِ، وَفَوْرُهَا وَحَرُّهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَهِيَ حَظٍّ كُلّ
مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ » (3).
[26/165] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ السلام يَقُولُ: «اَلحُمَّى رَائِدُ اَلَمَوْتِ، وَهُوَ سِجْنُ اللَّه فِي الْأَرْضِ، وَهُوَ حَقٌّ الْمُؤْمِنِ مِنَ
اَلنَّارِ »(4)
[27/166] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ: «وُعِكَ أَبو ذَرِّ رضی الله عنه، فَأَتَيْتُ
ص: 85
رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَدْ وُعِكَ، فَقَالَ: اِمْضِ بِنَا إِلَيْهِ نَعُودُهُ، فَمَضَيْنَا إِلَيْهِ جَمِيعاً، فَلَمَّا جَلَسْنَا قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: كَيْفَ أَصْبَحْتَ ، يَا أَبَا ذَرِّ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ وَعِكاً، يَا رَسُولَ الله ، فَقَالَ : أَصْبَحْتَ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ ،اَلجَنَّةِ، قَدِ انْغَمَسْتَ في مَاءِ الْحَيَوَانِ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، فَأَبْشِرْ يَا أَبا ذَرِّ، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: اَلحُمَّى حَظٍّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ، اَلحُمَّى مِنْ قَيْحِ جَهَنَّمٍ، اَلحُمَّى رَائِدُ اَلَمَوتِ» (1).
[28/167] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ : لَمَّا أَقْبَلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام مِنْ صِفِّينَ، وَرَأَيْنَا بُيُوتَ الْكُوفَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِشَيْخِ جَالِسٍ فِي ظِلِّ بَيْتٍ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْمَرَضِ، فَقَالَ علیه السلام لَهُ: «مَا لِي أَرَى وَجْهَكَ مُتَكَفَّنَا، أَمِنْ مَرَضِ ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَلَعَلَّكَ كَرِهْتَهُ؟»، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهُ يَعْتَرِينِي، قَالَ: «أَلَيْسَ اِحْتِسَابٌ بالخَيْرِ فِيمَا أَصَابَكَ مِنْهُ؟»، قَالَ: بَلَى، قَالَ: «أَبْشِرْ بِرَحْمَةِ رَبِّكَ، وَغُفْرَانِ ذَنْبِكَ»، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَلَما أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْهُ قَالَ لَهُ: جَعَلَ اللهُ مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حَطَّا لِسَيِّئَاتِكَ، فَإِنَّ المَرَضَ لَا أَجْرَ فِيهِ وَلَكِنْ لَا يَدَعُ لِلْعَبْدِ ذَنْباً إِلَّا حَطَّهُ، إِنَّما اَلْأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللَّسَانِ، وَالْعَمَل بِالْيَدِ وَالرّجُلِ، وَإِنَّ اللَّهَ وَمَا يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ
وَالسَّرِيرَةِ الصَّالِحِةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ الْجَنَّةَ»، ثُمَّ مَضَى علیه السلام» (2).
[ 168 / 29] عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّرُهَا بِهِ إِبْتَلَاهُ اللَّهُ عزّو جلّ وَ بِالْحُزْنِ فِي
ص: 86
اَلدُّنْيَا لِيُكَفِّرَهَا بِهِ ، فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ وَإِلَّا أَسْقَمَ بَدَنَهُ لِيُكَفِّرَهَا بِهِ، فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ وَإِلَّا شَدَّدَ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ لِيُكَفِّرَهَا بِهِ، فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ وَإِلَّا عَذَّبَهُ فِي قَبْرِهِ لِيَلْقَى
اللهَ عزّو جلّ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ ذُنُوبِه»(1).
[30/169] رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: «لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ (123)» [النساء: 123]، فَقَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم: يَا رَسُولَ الله جَاءَتْ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «كَلَّا، أَمَا تَحْزَنُ؟ أَمَا تَقَرَضُ؟ أَمَا تُصِيبُكَ اللَّأَوَاءُ وَالهُمُوم؟»، قَالَ : بَلَى ، قَالَ: «فَذَلِكَ مِمَّا
يُجْزَى به »(2).
[31/170] عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام،
قالَ: «اَلْجْسَدُ إِذَا لَمْ يَمْرَضُ أَشِرَ، وَلَا خَيْرَ فِي جَسَدِ لَا يَمْرَضُ بِأَشَرٍ» (3)
بيان: يأشر، أي يبطر.
[171/ 32] عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَوْماً لِأَصْحَابِهِ: مَلْعُونٌ كُلُّ مَالٍ لَا يُزَكَّى، مَلْعُونٌ كُلُّ جَسَد لَا يُزَكَّىٰ وَلَوْ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً مَرَّةً، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا زَكَاةُ المَالِ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا زَكَاةُ الْأَجْسَادِ؟ فَقَالَ هُمْ أَنْ تُصَابَ بِآفَةٍ»، قَالَ: «فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ
ص: 87
الَّذِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمْ قَالَ لَهُمْ: أَتَدْرُونَ مَا عَنَيْتُ بِقَوْلي؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ الله قَالَ: بَلَى الرَّجُلُ يُخْدَشُ الخَدْشَةَ، وَيُنْكَبُ النَّكْبَةَ، وَيَعْثُرُ الْعَشْرَةَ، وَيَمْرُضُ المَرْضَةَ، وَيُشَاكُ الشَّوْكَةَ»، وَمَا أَشْبَهَ هَذَا حَتَّى ذَكَرَ فِي
حَدِيثِهِ اِخْتِلَاجَ الْعَيْنِ»(1).
33/172] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: «مَنْ لَقِيَ الله مَكْفُوفاً مُحْتَسِباً مُوَالِياً لآلِ مُحَمَّد صلی الله علیه و آله وسلم لَقِيَ اللَّهَ وَلَا حِسَابَ عَلَيْه »(2).
[34/173] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقُلْتُ
لَهُ: أَنْتُمْ وَرَثَةُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: وَرَسُولُ الله وَارتُ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَى مَا عَلِمُوا؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: فَأَنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ تُحْيُوا اَلمَوْتَى، وَتُبْرِءُ وا الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ؟ قَالَ: نَعَمْ، بِإِذْنِ الله»، ثُمَّ قَالَ: «أَدْنُ مِنِّي، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَدَنَوْتُ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِي وَوَجْهِي، فَأَبْصَرْتُ اَلشَّمْسَ وَالسَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَالْبُيُوتَ وَكُلَّ شَيْءٍ فِي الدَّارِ، قَالَ: فَقَالَ: «تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ عَلَى هَذَا وَلَكَ مَا لِلنَّاسِ وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ تَعُودَ كَما كُنْتَ وَلَكَ اَلْجَنَّةُ خَالِصَةٌ؟»، قُلْتُ: أَعُودُ كَمَا كُنْتُ، قَالَ: فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيَّ، فَعُدْتُ كَمَا كُنْتُ »(3).
ص: 88
[174 / 35] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا مَرِضَ الصَّبِيُّ كَانَ مَرَضُهُ كَفَّارَةً
لِوَالِدَيْهِ »(1).
[36/175] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي المَرَضِ يُصِيبُ الصَّبِيَّ، قَالَ:
كَفَّارَةٌ لِوَالِدَيْهِ »(2).
[176 / 37] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «قَالَ اللهُ علیه السلام: مَنْ مَرِضَ ثَلَاثَاً فَلَمْ يَشْكُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ عُوَادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْماً خَيْراً مِنْ لَحْمِهِ، وَدَماً
: خَيْراً مِنْ دَمِهِ، فَإِنْ عَافَيْتُهُ عَافَيْتُهُ وَلَا ذَنْبَ لَهُ، وَإِنْ قَبَضْتُهُ قَبَضْتُهُ إِلَى رَحمَتی »(3)
[38/177] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: أَرْبَعٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ : كِتُمَانُ الْفَاقَةِ، وَكِتَمانُ
اَلصَّدَقَةِ، وَكِثْمَانُ الْمُصِيبَةِ ، وَكِتْمَانُ الْوَجَعِ »(4).
[178/ 39] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عُزَيْرِ علیه السلام : يَا عُزَيْرُ، إِذَا وَقَعْتَ فِي مَعْصِيَةٍ فَلَا تَنْظُرُ إِلَى صِغَرِهَا وَلَكِن أَنْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ، وَإِذَا أُوتِيتَ رِزْقاً مِنِّي فَلَا تَنْظُرْ إِلَى قِلَّتِهِ وَلَكِن أَنْظُرْ مَنْ أَهْدَاهُ، وَإِذَا نَزَلَتْ إِلَيْكَ بَلِيَّةٌ فَلَا تَشْكُ إِلَى خَلْقِي
كَمَا لَا أَشْكُوكَ إِلَى مَلَائِكَتِي عِنْدَ صُعُودِ مَسَاوِئِكَ وَفَضَائِحِكَ »(5).
ص: 89
[40/179] قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: يَا بُنَيَّ، مَنْ كَتَمَ بَلَاءٌ ابْتِليَ بِهِ مِنَ النَّاسِ
وَشَكَا ذَلِكَ إلى الله عزّو جلّ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يُعَافِيَهُ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ »(1).
[ 41/180] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدِ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: يَا حَسَنُ إِذَا نَزَلَتْ بِكَ نَازِلَةٌ فَلَا تَشْكُهَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْل اَلْخِلَافِ، وَلَكِن أُذْكُرْهَا لِبَعْضٍ إِخْوَانِكَ، فَإِنَّكَ لَنْ تُعْدَمَ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ
إِمَّا كِفَايَةً بِمَالٍ، وَإِمَّا مَعُونَةٌ بِجَاهِ، أَوْ دَعْوَةً تُسْتَجَابُ، أَوْ مَشُورَةً بِرَأْيِ » (2).
[ 42/181] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «مَنْ أَبْدَىٰ إِلَى النَّاسِ ضَرَّهُ فَقَدْ
فَضَحَ نَفْسَهُ »(3).
[182 / 43] عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سُئِلَ عَنْ حَدٌ اَلشَّكَايَةِ لِلْمَرِيضِ ، فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ: حُمِمْتُ الْيَوْمَ، وَسَهِرْتُ الْبَارِحَةَ، وَقَدْ صَدَقَ، وَلَيْسَ هَذَا شِكَايَةٌ، وَإِنَّمَا الشَّكْوَى أَنْ يَقُولَ: لَقَدِ ابْتُلِيتُ بما لَمْ يُبْتَلَ بِهِ أَحَدٌ، وَيَقُولَ: لَقَدْ أَصَابَنِي مَا لَمْ يُصِبْ أَحَداً، وَلَيْسَ اَلشَّكْوَى أَنْ يَقُولَ: سَهِرْتُ الْبَارِحَةَ، وَحُمْتُ الْيَوْمَ، وَنَحْوَ هَذَا »(4)
ص: 90
[183 / 44] عَنْ يُونُسَ، قَالَ: قَالَ أَبُو اَلْحَسَن علیه السلام: «إِذَا مَرِضَ السلام أَحَدُكُمْ فَلْيَأْذَنْ لِلنَّاسِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ»(1).
[45/184] عن النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّهَا مُؤْمِن عَادَ مَرِيضاً في الله خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ خَوْضاً، وَإِذَا قَعَدَ عِنْدَهُ إِسْتَنْقَعَ اِسْتِنْقَاعاً، فَإِنْ عَادَهُ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ إِلَى أَنْ يُمْسِي، فَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةٌ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى
أَنْ يُصْبحَ »(2).
[185 / 46] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ:
بِخَيْرِ مِنْ قَوْمٍ لَمْ يَشْهَدُوا جَنَازَةٌ،
[ 187/ 48]عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : شَارِبُ
اَلْخَمْرِ إِنْ مَرِضَ فَلَا تَعُودُوهُ (1).
[49/188] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ غُلَامٌ مِنَ الْيَهُودِ يَأْتِي اَلنَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم كَثِيراً حَتَّى اِسْتَخَفَّهُ، وَرُبَّمَا أَرْسَلَهُ فِي حَاجَةٍ، وَرُبَّما كَتَبَ لَهُ الْكِتَابَ إِلَى قَوْم فَافْتَقَدَهُ أَيَّاماً، فَسَأَلَ تَرَكْتُهُ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا،
، فَقَالَ لَهُ قَائِل:
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم له فِي نَاسِ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَكَانَ صلی الله علیه و آله وسلم بَرَكَةً لَا يَكَادُ يُكَلِّمُ أَحَداً فِي حَاجَةٍ إِلَّا أَجَابَهُ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ، فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: اِشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ الله، فَنَظَرَ الْغُلَامُ إِلَى أَبِيهِ فَلَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئاً، ثُمَّ نَادَاهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم الثَّانِيَةَ، وَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، فَالتَفَتَ الْغُلَامُ إِلَى أَبِيهِ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئاً، ثُمَّ نَادَاهُ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم الثَّالِثَةَ، فَالتَفَتَ الْغُلَامُ إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ أَبُوهُ: إِنْ شِئْتَ فَقُلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا، فَقَالَ الْغُلَامُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَمَاتَ مَكَانَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لِأَبِيهِ : أَخْرُجْ عَنَّا، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: اِغْسِلُوهُ وَكَفِّنُوهُ وَائْتُونِي بِهِ أَصَلِّي عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ وَهُوَ
يَقُولُ: اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْجَى بِيَ الْيَوْمَ نَسَمَةً مِنَ النَّارِ»(2).
[ 19 / 50] حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِنَا، وَكَانَ مَرِيضاً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «أَنْسَاكَ اللهُ
ص: 92
اَلْعَافِيَةَ، وَلَا أَنْسَاكَ الشُّكْرَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الرَّجُل قُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، مَا هَذَا الدُّعَاءُ الَّذِي دَعَوْتَ بِهِ لِلرَّجُلِ؟ فَقَالَ لِي: «يَا حُسَيْنُ، اَلْعَافِيَةُ مُلكٌ خَفِيٌّ. يَا حُسَيْنُ، إِنَّ الْعَافِيَةَ نِعْمَةُ إِذَا فُقِدَتْ ذُكِرَتْ، وَإِذَا وُجِدَتْ نُسِيَتْ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْسَاكَ الله اَلْعَافِيَةَ لِحُصُوهِا ، وَلَا أَنْسَاكَ الشُّكُرَ عَلَيْهَا لِتَدُومَ لَهُ. يَا حُسَيْنُ، إِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي عَنْ آبَائِهِ
عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: يَا صَاحِبَ الْعَافِيَةِ، إِلَيْكَ إِنْتَهَتِ الْأَمَانِيُّ»(1).
51/190] عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِذَا دَخَلَ
أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ عَائِداً لَهُ فَلْيَسْأَلْهُ يَدْعُو لَهُ فَإِنَّ دُعَاءَهُ مِثْلُ دُعَاءِ المَلَائِكَةِ »(2)
[52/190] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : المَرِيضِ فَنَفْسُوا لَهُ فِي
ا دَخَلْتُمْ .
اَلْأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئاً، وَهُوَ يُطيِّبُ النَّفْسَ»(3).
[192 / 53] عَنْ مُوسَى بْنِ قَادِم ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «تَمامُ الْعِيَادَةِ لِلْمَرِيضِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَى ذِرَاعِهِ، وَتُعَجِّلَ الْقِيَامَ مِنْ عِنْدِهِ فَإِنَّ
عِيَادَةَ النَّوْكَى أَشَدُّ عَلَى اَلَمَرِيضِ مِنْ وَجَعِهِ »(4).
بيان: النوكى هم الحمقى الذين يطيلون الجلوس عند المريض ويؤذونه
ص: 93
بثرثرتهم، فهم أشدّ عليه من مرضه. ومنهم من يقول عند المريض: فلان أُصيب بنفس علَّتك ومات منها، أو يتبرَّع بتطبيب المريض ويصف له ألوان الأدوية
والعلاجات دون أنْ يكون متخصصاً في ذلك.
[54/193] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ( صَلَوَاتُ الله
عَلَيْهِ) قَالَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْعُوَّادِ أَجْراً عِنْدَ الله علیه السلام لَمَنْ إِذَا عَادَ أَخَاهُ خَفَّفَ الْجُلُوسَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ المَرِيضُ يُحِبُّ ذَلِكَ وَيُرِيدُهُ وَيَسْأَلُهُ ذَلِكَ »(1) .
[55/194] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى
اَلطَّعَامِ فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ»(2).
[56/195] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «القُنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ مَنْ
كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ »(3).
[57/196] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عِنْدَ مَوْتِهِ
دَخَلَ الْجَنَّةَ، قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: لَقَّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الْخَطَايَا، قِيلَ:
كَيْفَ مَنْ قَالَهَا فِي حَيَاتِهِ؟ قَالَ: هِيَ أَهْدَمُ وَأَهْدَمُ »(4).
ص: 94
[197/ 58 ]عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْوَفَاةِ: « وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (2)»[المائدة: 2] ، ثُمَّ كَانَ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» حَتَّى تُوُفِّي( صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ) (1).
[5/198] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَحْضُرُهُ اَلمَوْتُ إِلَّا وَكَّلَ بِهِ إِبْلِيسُ مِنْ شَيْطَانِهِ أَنْ يَأْمُرَهُ بِالْكُفْرِ، وَيُشَكِّكَهُ فِي دِينِهِ حَتَّىٰ تَخْرُجَ نَفْسُهُ، فَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ ، فَإِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ فَلَقْنُوهُمْ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، قَالَ: «فَلَقْتُهُ
كَلِمَاتِ الْفَرَج وَالشَّهَادَتَيْنِ، وَتُسَمِّي لَهُ الْإِقْرَارَ بِالْأَئِمَّةِ الله وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ
حَتَّى يَنْقَطِعَ عَنْهُ الْكَلَامُ »(2).
[ 60/199] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ وَليَّ عَلِيٌّ علیه السلام يَرَاهُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ ا السلام حَيْثُ يَسُرُّهُ: عِنْدَ اَلَمَوْتِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ، وَعِنْدَ اَلْحَوْضِ، وَمَلَكُ المَوْتِ يَدْفَعُ الشَّيْطَانَ عَن المُحَافِظِ عَلَى الصَّلَاةِ، وَيُلَقِّتُهُ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله فِي تِلْكَ الْحَالَةِ الْعَظِيمَةِ » (3)
[61/200] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا أَدْرَكْتَ اَلرَّجُلَ
ص: 95
عِنْدَ النَّزْعِ فَلَقْتُهُ كَلِمَاتِ الْفَرَج: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ الله رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ، وَمَا فِيهِنَّ،
وَمَا بَيْنَهُنَّ، وَمَا تَحْتَهُنَّ، وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ»(1)
[ 62/201] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «لَوْ أَدْرَكْتُ عِكْرِمَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ السلام لَنَفَعْتُهُ، فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : بِمَا ذَا كَانَ يَنْفَعُهُ؟ قَالَ: «كَانَ يُلَقَّنُهُ مَا أَنْتُمْ
عَلَيْه »(2) .
[202/ 63] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَىٰ مُؤْمِناً فِي حَالِ النَّزْعِ
لَقَّنَهُ كَلِمَاتِ الْفَرَج، فَإِذَا قَالَهَا قَالَ: «لَا أَخَافُ عَلَيْهِ الْآنَ »(3).
[ 64/201] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَا يَخْرُجُ مُؤْمِنٌ عَنِ الدُّنْيَا إِلَّا بِرِضَى مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَكْشِفُ لَهُ الْغِطَاءَ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى مَكَانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِيهَا، وَتُنْصَبُ لَهُ الدُّنْيَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ لَهُ، ثُمَّ يُخَيَّرُ فَيَخْتَارُ مَا عِنْدَ الله عزّو جلّ، وَيَقُولُ: مَا أَصْنَعُ بِالدُّنْيَا وَبَلَائِهَا؟ فَلَقْنُوا مَوْتَاكُمْ كَلِمَاتِ الْفَرَج»(4).
[65/204] عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام يَقُولُ: «إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم حَضَرَ شَابًّا عِنْدَ وَفَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: «فَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ مِرَاراً، فَقَالَ لِاِمْرَأَةٍ عِنْدَ رَأْسِهِ: هَلْ هِذَا أُمْ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَنَا
ص: 96
أُمُّهُ، قَالَ: أَفَسَاخِطَةٌ أَنْتِ عَلَيْهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، مَا كَلَّمْتُهُ مُنْذُ سِتٌ حِجَجٍ ، قَالَ لَهَا: إِرْضَيْ عَنْهُ، قَالَتْ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِرِضَاكَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَقَالَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى رَجُلاً أَسْوَدَ الْوَجْهِ قَبِيحَ المَنْظَرِ وَسِخَ الشَّيَابِ نَتِنَ الرِّيحِ قَدْ وَلِيَنِي السَّاعَةَ وَأَخَذَ بِكَلِّمِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: قُلْ: يَا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسِيرَ، وَيَعْفُو عَنِ الْكَثِيرِ، اِقْبَلْ مِنّي الْيَسِيرَ، وَاعْفُ عَنِّي الْكَثِيرَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَهَا الشَّاتُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : أَنْظُرْ مَا ذَا تَرَى، قَالَ: أَرَى رَجُلاً أَبْيَضَ اللَّوْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ طَيِّبَ الرِّيحِ حَسَنَ الشَّيَابِ قَدْ وَلِيَنِي، وَأَرَى الْأَسْوَدَ قَدْ تَوَلَّى عَنِّي، فَقَالَ لَهُ: أَعِدْ، فَأَعَادَ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَرَى؟ قَالَ: لَسْتُ أَرَى الْأَسْوَدَ، وَأَرَى الْأَبْيَضَ قَدْ وَلِيَني، ثُمَّ قَضَى عَلَى تِلْكَ الْحَالِ»(1).
[66/205] وَكَانَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ علیه السلام يَقُولُ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي فَإِنَّكَ كَرِيمٌ،
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي فَإِنَّكَ رَحِيمٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدُّدُهَا حَتَّى تُوُفِّيَ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ»(2).
[206 / 67] وَكَانَ عِنْدَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، وَهُوَ فِي المَوْتِ، وَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَح وَيَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالمَاءِ، وَيَقُولُ صلی الله علیه و آله وسلم: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ اَلمَوْتِ »(3).
[ 68/207] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم
ص: 97
مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم سِتِّينَ يَوْماً، ثُمَّ مَرِضَتْ، فَاشْتَدَّتْ عِلَّتُهَا، فَكَانَ مِنْ دُعَائِهَا فِي شَكْوَاهَا: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ فَأَعِتْنِي، اَللَّهُمَّ زَحْزِحْنِي عَنِ النَّارِ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، وَأَلْحِقْنِي بِمُحَمَّد صلی الله علیه و آله وسلم ، فَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ هَا : يُعَافِيكِ اللهُ وَيُبْقِيكِ، فَتَقُولُ: يَا أَبَا الحَسَنِ مَا أَسْرَعَ اللَّحَاقَ بِاللهِ، وَأَوْصَتْ بِصَدَقَتِهَا وَمَتَاعِ الْبَيْتِ، وَأَوْصَتْهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيع،
وَدَفْنِهَا لَيْلاً(1).
بيان: لم تعش فاطمة علیها السلام إلّا ثمانية عشر سنة، وغادرت زوجها وأطفالها الصغار مبكَّراً متجرِّعين مرارة اليتم، وكأنَّ اليتم قدر لازم لهذا البيت الطاهر فأبوها المصطفى صلی الله علیه و آله وسلم كبر يتيماً، والزهراء علیها السلام فقدت كبر يتيماً، والزهراء علما فقدت أُمَّها الصدِّيقة خديجة الكبرى قبل البلوغ، ثمّ فقدت أباها أحوج ما تكون إليه، وها هم أبناء فاطمة ولا يتجاوز عمر أكبرهم الثمان سنوات يعودون أيتام الأُمُّ فهي عائلة الأيتام التي ملئت الدنيا صبراً وطهراً وعلماً وعصمةٌ وتضحيَّةٌ، هي العائلة الصغيرة عدداً، الكبيرة في الملأ الأعلى، والتي جعلها الله تعالى كوثراً لنبيَّه، وقرَّة عين له يوم القيامة.
[ 208/ 69] عَنْ حَرِيزِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ أَخِي مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي التَّزْعِ ، وَقَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ، فَادْعُ لَهُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَهِّلْ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ اَلَمَوْتِ»، ثُمَّ أَمَرَهُ وَقَالَ: «حَوِّلُوا فِرَاشَهُ إِلَى مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَإِنَّهُ يُخَفَّفُ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ فِي أَجَلِهِ تَأْخِيرٌ، وَإِنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ قَدْ حَضَرَتْ فَإِنَّهُ يُسَهَّلْ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللهُ »(2).
ص: 98
[ 70/20] عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى، قَالَتْ: اِشْتَكَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بَعْدَمَا قُبِضَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أُمَرِّضُهَا، فَقَالَتْ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: أَسْكُبِي غُسْلاً»، قَالَتْ: فَسَكَبْتُ لَمَا غُسْلاً، فَقَامَتْ فَاغْتَسَلَثَ كَأَحْسَن مَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا سَلْمَى، هَلُمِّي ثِيَابِيَ الْجُدُدَ»، فَأَتَيْتُهَا بهَا، فَلَبِسَتْهَا، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى مَكَانِهَا الَّذِي كَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ، فَقَالَتْ: قَرِّبي فِرَاشِي إِلَى وَسَطِ الْبَيْتِ»، فَفَعَلْتُ، فَاضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ وَوَضَعَتْ يَدَهَا الْيُمْنَى تَحْتَ خَدَّهَا، وَاسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ، وَقَالَتْ: يَا سَلْمَى، إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْآنَ»، قَالَتْ: وَكَانَ عَلِيُّ علیه السلام يَرَى ذَلِكَ مِنْ صَنِيعِهَا ، فَلَمَّا سَمِعَهَا تَقُولُ: «إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْآنَ اسْتَبَقَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الحَسَنِ، اِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ اللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَيْكَ، وَضَمَّتْ حَسَناً وَحُسَيْناً علیهما السلام إِلَيْهَا ، قَالَتْ سَلْمَى: فَكَأَنَّهَا كَانَتْ نَائِمَةً قُبِضَتْ علیهما السلام، فَأَخَذَ عَلىُّ علیه السلام في شَأْنِهَا، وَأَخْرَجَهَا فَدَفَنَهَا لَيْلاً »(1) .
[ 210 / 71 ]عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِي، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا اَلحَسَن علیه السلام يَقُولُ لابنه اَلْقَاسِم: «قُمْ يَا بُنَيَّ فَاقْرَأْ عِنْدَ رَأْسٍ أَخِيكَ«وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1)»حَتَّى تَسْتَمَهَا»، فَقَرَأَ، فَلَمَّا بَلَغَ «أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا(11)»[الصافات: 11]، قَضَى الْفَتَى، فَلَا سُجِّيَ وَخَرَجُوا أَقْبَلَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ: كُنَّا نَعْهَدُ اَلَمَيِّتَ إِذَا نَزَلَ بِهِ اَمَوْتُ يُقْرَأُ عِنْدَهُ «يس »«وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)»، فَصِرْتَ تَأْمُرُنَا بِالصَّافَّاتِ، فَقَالَ: »يَا بُنَيَّ، لَمْ تُقْرَأْ عِندَ مَكْرُوبٍ مِنْ مَوْتٍ قَطُّ إِلَّا عَجَلَ اللَّهُ رَاحَتَهُ» (2).
ص: 99
[211/ 72] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِذَا حِيلَ بَيْنَهُ وبين الْكَلَام أَتَاهُ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم وَمَنْ شَاءَ اللهُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ
يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : أَمَّا مَا كُنْتَ تَرْجُو فَهُوَ ذَا أَمَامَكَ، وَأَمَّا مَا كُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ فَقَدْ أَمِنْتَ مِنْهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الجَنَّةِ، فَيَقُولُ: هَذَا مَنْزِلُكَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ رَدَدْنَاكَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَكَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، فَيَقُولُ: لَا حَاجَةَ لي فِي الدُّنْيَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْيَضُ لَوْنُهُ، وَيَرْشَحُ جَبِينُهُ، وَتَقَلَّصُ شَفَتَاهُ، وَتَنْتَشِرُ مَنْخِرَاهُ، وَتَدْمَعُ عَيْنْهُ الْيُسْرَى، فَأَيَّ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ رَأَيْتَ فَاكْتَفِ بِهَا، فَإِذَا خَرَجَتِ النَّفْسُ مِنَ الْجَسَدِ فَيُعْرَضُ عَلَيْهَا كَمَا عُرِضَ عَلَيْهِ وَهِيَ فِي الْجَسَدِ، فَتَخْتَارُ الْآخِرَةَ، فَتُغَسْلُهُ فِيمَنْ يُغَسْلُهُ، وَتُقَلِّبُهُ فِيمَنْ يُقَلِّبُهُ، فَإِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ خَرَجَتْ رُوحُهُ تَمْشِي بَيْنَ أَيْدِي الْقَوْمِ قُدُماً، وَتَلْقَاهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيُبَشِّرُونَهُ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) مِنَ النَّعِيمِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ رُدَّ إِلَيْهِ الرُّوحُ إِلَى وَرِكَيْهِ، ثُمَّ يُسْأَلُ عَمَّا يَعْلَمُ، فَإِذَا جَاءَ بِمَا يَعْلَمُ فُتِحَ لَهُ ذَلِكَ اَلْبَابُ الَّذِي أَرَاهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلمفَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ نُورِهَا وَضَوْئِهَا وَبَرْدِهَا وَطِيبٍ رِيحَهَا»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَيْنَ ضَغْطَةُ الْقَيْرِ؟ فَقَالَ: هَيْهَاتَ مَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْهَا شَيْءٌ، وَاللَّهُ إِنَّ هَذِهِ الْأَرْضَ لَتَفْتَخِرُ عَلَى هَذِهِ، فَتَقُولُ: وَطِئَ عَلَى ظَهْرِي مُؤْمِنٌ وَلَمْ ظَهْرِكِ مُؤْمِنٌ، وَتَقُولُ لَهُ الْأَرْضُ: يَطَأ عَلَى
وَالله لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّكَ وَأَنْتَ تَمْشِي عَلَى ظَهْرِي، فَأَمَّا إِذَا وُلِّيتُكَ فَسَتَعْلَمُ مَا ذَا أَصْنَعُ بِكَ، فَتَفْسَحُ لَهُ مَدَّ بَصَرِ »(1).
ص: 100
[73/212] فِقْهُ الرّضَا علیه السلام : وَإِيَّاكَ أَنْ تَمَسَّهُ، وَإِنْ وَجَدْتَهُ يُحَرِّكُ يَدَيْهِ أَوْ
رِجْلَيْهِ أَوْ رَأْسَهُ فَلَا تَمَنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ جُهَّالُ النَّاسِ»(1).
[74/13] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَا مِنْ مُؤْمِن يُغَسِّلُ مُؤْمِناً مَيِّتاً وَيَقُولُ
وَهُوَ يُغَسْلُهُ: رَبِّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ، إِلَّا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ»(2).
[214 / 75] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتاً فَسَتَرَ وَكَتَمَ خَرَجَ مِنَ
اَلذُّنُوبِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (3)(3).
[215 / 76] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتاً مُؤْمِناً فَأَدَّى فِيهِ
اَلْأَمَانَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»، قُلْتُ: وَكَيْفَ يُؤَدِّي اَلْأَمَانَةَ ؟ قَالَ: «لَا يُخْبِرُ بِمَا يَرَى» (4).
[ 216 / 77] عَنْ عَلِيٌّ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «مَا مِنْ اِمْرِئٍ مُسْلِمِ غَسَّلَ أَحَاً لَهُ مُسْلِماً فَلَمْ يُقَذَّرْهُ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى عَوْرَتِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مِنْهُ سُوءاً، ثُمَّ شَيْعَةً وَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى يُوَارِى فِي قَبْرِهِ إِلَّا خَرَجَ عطلا مِنْ ذُنویِهِ»(5).
بيان :من يتولَّى تغسيل الميِّت عليه أن ينتبه إلى هذه المسألة المهمَّة، وهي أنَّه
ص: 101
يجب عليه أن يستر ما يطلَّع عليه من أحوال الميِّت، فإنَّ الميِّت قد يكون متغيِّر الجسم مشوَّه المعالم بسبب حادث أو شبهه ومن يُغسِّله أمين على تلك الأحوال التي لا يُحِبُّ الله تعالى أنْ تُنشر على الملأ، إعزازاً لعبده المؤمن وتكريماً له وحفظاً لحرمته، ومن وُفِّق لتغسيل ميِّت مؤمن وحفظ تلك الأمانة ولم يتحدّث بما يراه من حالات جسد الميت غفر الله له ذنوبه، وخرج من التغسيل عطلاً منها، أي خلوا منها تماماً. وممِّا يُؤسَف له أنَّ بعضهم يبالغ في نشر صور الميِّت وهو مقتول ومشوَّه، ظنَّا منه أنَّه بذلك ينصر الميِّت ويُثبِت مظلوميَّته أمام الملأ، لكنَّه بذلك قد
يساهم في هتك حرمته، وهو ما لا يقبله الدِّين، وتُحرِّمه الأحكام الشرعيَّة.
[78/27] عَنْ صَالِحٍ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: لَمَّا قَتَلَ مُعَاوِيَةٌ حِجْرَ بْنَ عَدِيٌّ وَأَصْحَابَهُ حَجَّ ذَلِكَ الْعَامَ، فَلَقِيَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ علیه السلام، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَلْ
اليلا بَلَغَكَ مَا صَنَعْنَا بِحُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَشِيعَةِ أَبِيكَ؟ فَقَالَ علیه السلام : «وَمَا صَنَعْتَ بِهِمْ؟»، قَالَ: قَتَلْنَاهُمْ وَكَفَّنَّاهُمْ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِمْ، فَضَحِكَ الْحُسَيْنُ علیه السلام ، فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، لَكِنَّنَّا لَوْ قَتَلْنَا شِيعَتَكَ مَا كَفَّنَّاهُمْ، [وَلَا
خَصَمَكَ القوم غَسَلْنَاهُمْ ]، وَلَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِمْ، وَلَا قَبَرْنَاهُمْ»(1).
بيان: إنَّما قال له الإمام الحسين علیه السلام: «خَصَمَكَ الْقَوْمُ»، لأنَّ دفن حجر
وأصحابه إقرار من قِبَل معاوية بأنَّهم مسلمون يستحقُّون الصلاة عليهم والدفن، وإذا كانوا كذلك فلماذا قتلهم وبأيِّ ذنب؟ وأمَّا قوله علیه السلام: «لَكِنّنَّا لَوْ قتَلْنَا شِيعَتَكَ مَا كَفَّنَّاهُمْ، [وَلَا غَسَلْنَاهُمْ] ، وَلَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِمْ....» فلأنَّ الإمام الحسين علیه السلام لا يستحلُّ قتل مسلم ولو استحلَّ قتلهم لكانوا خارجين من الإسلام، فلا يستحقُّون معاملة المسلمين من الصلاة والدفن.
ص: 102
[79/21] عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ اِبْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْأَبْوَاءِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَمَعَهُ اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهما السلام وَعَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الله وَعُبَيْدُ اللهِ اِبْنَا الْعَبَّاسِ، فَكَفَّنُوهُ وَخَمرُوا وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ وَلَمْ
يُحَفِّطُوهُ، وَقَالَ: «هَكَذَا فِي كِتَابٍ عَلِيٌّ علیه السلام»(1).
[ 219 / 80]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَمَّا أَوْصَى إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَنْ أُغَسْلَهُ وَلَا يُغَسِّلَهُ مَعِي أَحَدٌ غَيْرِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ رَجُلٌ ثَقِيلُ الْبَدَنِ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْلِبَكَ وَحْدِي، فَقَالَ لي : إِنَّ جَبْرَئِيلَ مَعَكَ يَتَوَلَّى غُسْلِي، قُلْتُ: فَمَنْ
يُنَاوِلُنِي المَاءَ؟ قَالَ: يُنَاوِلُكَ الْفَضْلُ .... (2)».
[81/220] عن أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ علیه السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام
غَسَّلَ فَاطِمَةَ علیها السلام ثَلاثاً وَخَمْساً ، وَجَعَلَ فِي الْغَسْلَةِ الْخَامِسَةِ الْآخِرَةِ شَيْئاً مِنَ اَلْكَافُورِ، وَأَشْعَرَهَا مِثْزَراً سَابِغاً دُونَ الْكَفَنِ، وَكَانَ هُوَ الَّذِي يَلِي ذَلِكَ مِنْهَا، وَهُوَ إِنَّهَا أَمَتُكَ وَبِنْتُ رَسُولِكَ وَصَفِيكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،
اَللَّهُمَّ لَقَّنْهَا حُجَّتَهَا، وَأَعْظِمْ بُرْهَانَهَا، وَأَعْلِ دَرَجَتَهَا، وَاجْمَعْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَبِيهَا
مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم».(3)
ص: 103
[ 82/221] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «تَنَوَّقُوا فِي الْأَكْفَانِ فَإِنَّكُمْ ،
تُبْعَثُونَ بها »(1) .
بيان: التنوُّق في الشيء اختيار الأفضل والأجمل اختيار الأفضل والأجمل منه ومعنى التنوُّق
الأكفان هو اختيار أفضلها وأغلاها .
[83/222] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ أَنَّ الْكَاظِمَ علیه السلام قَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ الَّذِي حَمَلَ إِلَيْهِ اَلْأَمْوَالَ مِنَ النَّيْسَابُورِ وَفِيهَا شِقَةٌ بِطَانَةٍ مِنْ شَطِيطَةَ: «هَاتِ الْكِيسَ»، قَالَ: فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ، فَحَلَّهُ وَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ وَأَخْرَجَ مِنْهَا شِقَّةَ قُطْنِ مَقْصُورَةً طُوها خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَقَالَ ِلي: «اِقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ كَثِيراً، وَقُلْ لَهَا: جَعَلْتُ شِفَّتَكِ فِي أَكْفَانِي، وَبَعَثْتُ بِهَذِهِ إِلَيْكِ مِنْ أَكْفَانِنَا مِنْ قُطْنِ قَرْيَتِنَا صِرْيَا قَرْيَةِ فَاطِمَةَ لَهَا ،
وَبَدْرِ قُطْنٍ كَانَتْ تَزْرَعُهُ بِيَدِهَا لِأَكْفَانِ وُلْدِهَا، وَغَزْلِ أُخْتِي حَكِيمَةَ بِنْتِ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، وَقِصَارَةِ يَدِهِ لَكَفَنِهِ، فَاجْعَلِيهَا فِي كَفَنِكِ» (2) .
بيان: قصارة أي صبغ، ومنه يقال: القصَّار هو الذي يُنظف الثياب أو يصبغها.
[223 / 84] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ذَاتَ يَوْمِ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم بَاكِياً، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
ص: 104
الله صلی الله علیه و آله وسلم: يَا عَلِيُّ مَه؟، فَقَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: يَا رَسُولَ الله مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ بنْتُ
الا أَسَدٍ، فَبَكَى اَلنَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم ، ثُمَّ قَالَ: «رَحِمَ اللهُ أُمَّكَ يَا عَلِيُّ، أَمَا إِنَّهَا إِنْ كَانَتْ لَكَ أُمَّا فَقَدْ كَانَتْ لِي أَمَّا، خُذْ عِمَامَتِي هَذِهِ، وَخُذْ ثَوْيَّ هَذَيْنِ، فَكَفِّنْهَا فِيهِمَا، وَمُرِ النِّسَاءَ
فَلْيُحْسِنَّ غُسْلَهَا، وَلَا تُخْرِجْهَا حَتَّى أَجِيءَ فَأَليَ أَمْرَهَا»، قَالَ: وَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ سَاعَةٍ، وَأُخْرِجَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيٌّ علیه السلام ، فَصَلَّى عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم صَلَاةً لَمْ يُصَلِّ عَلَى
أَحَدٍ قَبْلَهَا مِثْلَ تِلْكَ الصَّلَاةِ ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ تَكْبِيرَةً، ثُمَّ دَخَلَ إِلَى الْقَبْرِ فَتَمَدَّدَ فِيهِ، فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ أَنِينُ وَلَا حَرَكَةٌ، ثُمَّ قَالَ: ادْخُلْ يَا عَلِيُّ، أَدْخُلْ يَا حَسَنُ، فَدَخَلَا الْقَبْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِمَّا اِحْتَاجَ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ أَخْرُجْ يَا حَسَنُ أَخْرُجُ ، فَخَرَجَا، ثُمَّ
زَحَفَ النبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم ، حَتَّى صَارَ عِنْدَ رَأْسِهَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَنَا مُحَمَّدٌ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ
وَلَا فَخْرَ، فَإِنْ أَتَاكِ مُنْكَرُ وَنَكِيرٌ فَسَأَلَاكِ مَنْ رَبُّكِ؟ فَقُولي: الله رَبِّي، وَمُحَمَّدٌ نَبِيِّي، وَالْإِسْلَامُ دِينِي، وَالْقُرْآنُ كِتَابِي ، وَابْنِي إِمَامِي وَوَلِي»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْ فَاطِمَةَ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ قَيْرِهَا وَحَثَا عَلَيْهَا حَشَيَاتٍ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَنَفَضَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعَتْ فَاطِمَةُ تَصْفِيقَ يَمِينِي عَلَى شِمَالِي، فَقَامَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ: فِدَاكَ أَي وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله لَقَدْ صَلَّيْتَ عَلَيْهَا [صَلَاةٌ لَمْ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ قَبْلَهَا مِثْلَ تِلْكَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا الْيَقْطَانِ، وَأَهْلُ ذَلِكَ هِيَ مِنِّي، وَلَقَدْ كَانَ لَهَا مِنْ أَبِي طَالِبٍ وَلَدٌ كَثِيرٌ، وَلَقَدْ كَانَ خَيْرُهُمْ كَثِيراً، وَكَانَ خَيْرُنَا قَلِيلاً، فَكَانَتْ تُشْبِعُنِي وَتُجِيعُهُمْ، وَتَكْسُونِي وَتُعْرِيهِمْ، وَتُدَهْتُنِي وَتُشَعَتُهُمْ، قَالَ: فَلِمَ كَبَّرْتَ عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ تَكْبِيرَةً، يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عَمارُ الْتَفَتُ عَنْ يَمِينِي فَنَظَرْتُ إِلَى أَرْبَعِينَ صَفًّا مِنَ المَلَائِكَةِ، فَكَبَّرْتُ لِكُلِّ صَفٌ تَكْبِيرَةً»، قَالَ: فَتَمَدَّدْتَ فِي الْقَيْرِ وَلَمْ يُسْمَعْ لَكَ أَنينُ وَلَا حَرَكَةٌ، قَالَ: «إِنَّ اَلنَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً، فَلَمْ أَزَلْ أَطْلُبُ إِلَى رَبِّي عزَّ و جلَّ أَنْ يَبْعَثَهَا سَيِّيرَةً،
وَعَمَل
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا خَرَجْتُ مِنْ قَيْرِهَا رَأَيْتُ مِصْبَاحَيْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ
ص: 105
رَأْسِهَا، وَمِصْبَاحَيْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ يَدَيْهَا، وَمِصْبَاحَيْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ رِجْلَيْهَا، وَمَلَكَاهَا اَلْمُوَكَّلَانِ بِقَبْرِهَا يَسْتَغْفِرَانِ لَهَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ »(1).
بیان : قوله علیه السلام : «وَأَهْلُ ذَلِكَ هِيَ مِنِّي»، أي إنَّها أهلٌ لهذه العناية منِّي.
[ 224 / 85]عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى الْعُرُسَاتِ فَأَبْطِنُّوا فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ الدُّنْيَا، وَإِذَا دُعِيتُمْ إِلَى الْجَنَائِزِ
فَأَسْرِعُوا فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ الْآخِرَةَ »(2).
[225 / 86] عَنِ الْحَلَبِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ أَوَّلِ مَنْ
جُعِلَ لَهُ اَلنَّعْشُ، فَقَالَ: «فَاطِمَةُ علیها السلام » (3).
[226/ 87] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام في حديث، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله علیه السلام: «أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَلَنْ تَبِعَ جَنَازَتَهُ »(4).
[88/227] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُتْحَفُ بِهِ اَلْمُؤْمِنُ فِي السلام
قَيْرِهِ أَنْ يُغْفَرَ لَنْ تَبِعَ جَنَازَتَهُ »(5).
ص: 106
[228/ 89 ]عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَمِيرَانِ وَلَيْسَا بِأَمِيرَيْنِ، لَيْسَ لَنْ تَبِعَ جَنَازَةً أَنْ يَرْجِعَ حَتَّى يُدْفَنَ أَوْ يُؤْذَنَ لَهُ، وَرَجُلٌ يَحْجُ
مَعَ اِمْرَأَةٍ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَنْفِرَ حَتَّى تَقْضِيَ نُسُكَهَا»(1).
بيان: الأمير الأوّل هم أرباب الجنازة، فليس لمن تبع جنازة أنْ ينصرف إلَّا بإذنهم ، أو تُدفَن الجنازة. والأمير الثاني هي المرأة التي يحجُّ بها الرجل ، فليس له
أنْ ينفر حتَّى تقضي المرأة تلك مناسكها.
[90/229] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: حَضَرَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام جَنَازَةَ رَجُلٍ مِنْ وَأَنَا مَعَهُ، وَكَانَ فِيهَا عَطَاءٌ، فَصَرَخَتْ صَارِخَةٌ، فَقَالَ عَطَاءُ: لَتَسْكُتنَّ أَوْ
لَنَرْ جِعَنَّ ، قَالَ: فَلَمْ تَسْكُتْ، فَرَجَعَ عَطَاءُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : إِنَّ عَطَاء قَدْ رَجَعَ، قَالَ: «وَلمْ؟»، قُلْتُ: صَرَخَتْ هَذِهِ الصَّارِخَةُ، فَقَالَ لَهَا: لَتَسْكُتِنَّ أَوْ لَنَرْجِعَنَّ، فَلَمْ تَسْكُتْ، فَرَجَعَ ، فَقَالَ: «اِمْضِ بِنَا، فَلَوْ أَنَّا إِذَا رَأَيْنَا شَيْئاً مِنَ الْبَاطِلِ مَعَ الحَقِّ تَرَكْنَا لَهُ الْحَقَّ لَمْ نَقْضِ حَقَّ مُسْلِمٍ»(2) .
[ 91/230] عَنْ عَجْلَانَ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «يَا أَبَا صَالِحٍ، إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَ جَنَازَةً فَكُنْ كَأَنَّكَ أَنْتَ اَلَمَحْمُولُ، وَكَأَنَّكَ سَأَلْتَ رَبَّكَ الرُّجُوعَ إِلَى الدُّنْيَا فَفَعَلَ، فَانْظُرْ مَا ذَا تَسْتَأْنِفُ»، قَالَ : ثُمَّ قَالَ:
ص: 107
«عَجَبٌ لِقَوْمٍ حُبِسَ أَوَّهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ ثُمَّ نُودِيَ فِيهِمُ الرَّحِيلُ وَهُمْ
يَلْعَبُونَ»(1).
[92/231] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام في حديث
قَالَ: «وَمَا غَضِبَ اللَّهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا أَدْخَلَهُمْ مِصْرَ، وَلَا رَضِيَ * أَخْرَجَهُمْ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا . وَلَقَدْ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى علیه السلام أَنْ يُخْرِجَ عِظَامَ يُوسُفَ مِنْهَا...»، إلى أنْ قال: «فَأُخْرِجَ مِنَ النِّيلِ فِي سَفَطِ مَرْمَرٍ، فَحَمَلَهُ مُوسَى علیه السلام»(2).
[ 232 / 93 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لَمَّا وَضَعَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم فِي الْقَبْرِ قَالَ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، «بِسْمِ الله وَبِالله، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الله، سَلَّمْتُكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ إلَى مَنْ هُوَ أَوْلَى بِكِ مِنّي، وَرَضِيتُ لَكِ بِمَا رَضِيَ اللهُ تَعَالَ لَكِ»، ثُمَّ قَرَأَ :«مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)»[طه: 55]، فَلَمَّا
سَوَّى عَلَيْهَا التُّرَابَ أَمَرَ بِقَيْرِهَا فَرُشَّ عَلَيْهِ اَلَمَاءُ، ثُمَّ جَلَسَ عِنْدَ قَبْرِهَا بَاكِياً حَزِيناً،
فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ بِيَدِهِ، فَانْصَرَفَ بِهِ»(3)
[ 233 / 94] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : وَلَا شَفِيعَ لِلْمَرْأَةِ أَلْحَجُ عِنْدَ رَبِّهَا
مِنْ رِضَا زَوْجِهَا، وَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَة علیها السلام قَامَ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَقَالَ:
ص: 108
«اللَّهُمَّ إِنِّي رَاضٍ عَنِ اِبْنَةِ نَبِيِّكَ، اَللَّهُمَّ إِنَّهَا قَدْ أُوحِشَتْ فَآنِسْهَا، اَللَّهُمَّ إِنَّهَا قَدْ هُحِرَتْ فَصِلْهَا ، اَللَّهُمَّ إِنَّهَا قَدْ ظُلِمَتْ فَاحْكُمْ لَهَا، وَأَنْتَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ»(1).
بیان معنى الحج: أكثر حجَّةً وعذراً.
[234 / 95] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : كُلُّ مَا جُعِلَ عَلَى الْقَيْرِ مِنْ غَيْرِ تُرَابٍ
الْقَبْرِ، فَهُوَ ثِقْلُ عَلَى المَيِّتِ»(2).
[96/235] عَنْ عُمَرَ بْنِ أَذَيْنَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم يَصْنَعُ بِمَنْ مَاتَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ خَاصَّةٌ شَيْئاً لَا يَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْهَاشِمِيٌّ وَنَضَحَ قَبْرَهُ بِالمَاءِ وَضَعَ كَفَّهُ الْقَبْرِ حَتَّى تُرَى أَصَابِعُهُ فِي الطِّينِ، فَكَانَ الْغَرِيبُ يَقْدَمُ أَوِ الْمُسَافِرُ مِنْ أَهْل المَدِينَةِ فَيَرَى الْقَبْرَ الْجَدِيدَ عَلَيْهِ أَثَرُ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَيَقُولُ: مَنْ
مَاتَ مِنْ آلِ مُحَمَّدِ صلی الله علیه و آله وسلم؟»(3).
[236/ 97 ]أَبُو عَلِيٌّ اَلْخَيْزَرَانِيُّ عَنْ جَارِيَةٍ لَهُ كَانَ أَهْدَاهَا لِأَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام فِي حَدِيثٍ: فَمَاتَتْ أُمُّ مَهْدِيٍّ فِي حَيَاةِ أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام، وَعَلَى قَيْرِهَا لَوْحٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: هَذَا قَبْرُ أُمّ مُحَمَّد علیه السلام»(4).
ص: 109
[237 / 98] عَنِ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله علیه السلام لِعليِّ علیه السلام: «يَا أَبَا الحَسَنِ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ قَبْرَكَ وَقَبْرَ وُلْدِكَ بِقَاعاً مِنْ بِقَاعِ اَلْجَنَّةِ، وَعَرَصَاتٍ مِنْ عَرَصَاتِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَل جَعَلَ قُلُوبَ نُجَبَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، وَصَفْوَةٍ مِنْ عِبَادِهِ تَحِنُّ إِلَيْكُمْ، وَتَحْتَمِلُ المَذَلَّةَ وَالْأَذَى فِيكُمْ، فَيَعْمُرُونَ قُبُورَكُمْ، وَيُكْثِرُونَ زِيَارَتَهَا، تَقَرُّباً مِنْهُمْ إِلَى اللهِ، وَمَوَدَّةٌ مِنْهُمْ لِرَسُولِهِ، أُولَئِكَ يَا عَلِى اَلمَخْصُوصُونَ بِشَفَاعَتِي، وَالْوَارِدُونَ حَوْضِي، وَهُمْ زُوَّارِي وَجِيرَانِي غَداً في الجنَّةِ. يَا عَلِيُّ، مَنْ عَمَرَ قُبُورَكُمْ وَتَعَاهَدَهَا، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ سُلَيْمانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَى بِنَاءِ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَمَنْ زَارَ قُبُورَهُمْ عَدَلَ ذَلِكَ ثَوَابَ سَبْعِينَ حِجَّةً بَعْدَ حِجَّةِ اَلْإِسْلَامِ، وَخَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ زِيَارَتِكُمْ كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَأَبْشِرْ يَا وَبَشِّرْ أَوْلِيَاءَكَ وَمُحِبِّيكَ مِنَ النَّعِيمِ بِمَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَلَكِنَّ حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ يُعَيَّرُونَ زُوَّارَ قُبُورِكُمْ بِزِيَارَتِكُمْ، كَمَا تُعَيَّرُ اَلزَّانِيَةُ بِزِنَاهَا، أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي، لَا تَنَاهُمْ شَفَاعَتِي، وَلَا يَرِدُونَ وَلَا يَرِدُونَ حَوْضِي (1)».
[99/239] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : التَّعْزِيَةُ الْوَاجِبَةُ بَعْدَ الدَّفْنِ»، وَقَالَ:
«كَفَاكَ مِنَ التَّعْزِيَةِ بِأَنْ يَرَاكَ صَاحِبُ المُصِيبَةِ»(2)
[ 239 / 100] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي
ص: 110
طَالِب علیه السلام أَمَرَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَاطِمَةَ عليها السلام أَنْ تَتَّخِذَ طَعَاماً لِأَسْمَاءَ بِنْتِ
عَلَيْهَا عُمَيْسٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَتَأْتِيَهَا وَنِسَاءَهَا فَتْقِيمَ عِنْدَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَجَرَتْ بِذَلِكَ اَلسُّنَّةُ أَنْ يُصْنَعَ لِأَهْلِ المُصِيبَةِ طَعَامٌ ثَلَاثاً»(1).
[101/240] عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ الماتمِ ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم لَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَتْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ اِمْرَأَةِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ: «أَيْنَ بَنِيَّ؟»، فَدَعَتْ بِهِمْ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ: عَبْدُ الله ، وَعَوْنٌ، وَمُحَمَّدٌ، فَمَسَحَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم رُءُوسَهُمْ، فَقَالَتْ: إِنَّكَ تَمْسَحُ رُءُوسَهُمْ كَأَنَّهُمْ أَيْتَامُ، فَتَعَجَّبَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم مِنْ عَقْلِهَا، فَقَالَ: «يَا أَسْمَاءُ، أَلَمْ
تَعْلَمِي أَنَّ جَعْفَراً رضی الله عنه اسْتُشْهِدَ؟» ، فَبَكَتْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «لَا تَبْكِي، فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ علیه السلام أَخْبَرَنِي أَنْ لَهُ جَنَاحَيْنِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله لَوْ جَمَعْتَ النَّاسَ وَأَخْبَرْتَهُمْ بِفَضْلِ جَعْفَرٍ لَا يُنْسَى فَضْلُهُ، فَعَجِبَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مِنْ عَقْلِهَا ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: اِبْعَثُوا إِلَى أَهْلِ جَعْفَرٍ
طَعَاماً، فَجَرَتِ السُّنَّةُ إِلَى الْيَوْمِ »(2).
[102/241] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الْأَكْلُ عِنْدَ أَهْل المَصِيبَةِ مِنْ عَمَل
أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالسُّنَّةُ الْبَعْثُ إِلَيْهِمْ بِالطَّعَامِ كَمَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم فِي آلِ جَعْفَرِ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ لَمَّا جَاءَ نَعْيُهُ »(3).
ص: 111
[103/242] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبي جَعْفَر علیه السلام، قَالَ: «مَاتَ [ابْنُ] الْوَلِيدِ بْنِ : إِنَّ آلَ المُغِيرَةِ قَدْ أَقَامُوا مَنَاحَةً،
اَلْمُغِيرَةِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم :
فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ؟ فَأَذِنَ لَهَا، فَلَبِسَتْ ثِيَابَهَا وَتَهَيَّأَتْ، وَكَانَتْ مِنْ حُسْنِهَا كَأَنَّهَا جَانٌّ، وَكَانَتْ إِذَا قَامَتْ فَأَرْخَتْ شَعْرَهَا جَلَّلَ جَسَدَهَا، وَعَقَدَتْ بِطَرَفَيْهِ خَلْخَالَهَا، فَنَدَبَتِ اِبْنَ عَمِّهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَتْ:
أَنْعَى الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيد *** أَبَا الْوَلِيدِ فَتَى الْعَشِيرَه
حَامِی اَلحَقبقَةِ ماجدٌ *** یَسمُو إِلَى طَلَبِ الْوَتِيرَه
قَدْ كَانَ غَيْثاً لِلسِّنِينَ *** وَجَعْفَراً غَدَقاً وَمِيرَه
قَالَ: «فَمَا عَابَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم في ذَلِكَ ، وَلَا قَالَ شَيْئاً »(1).
[104/243] عَنْ عَبْدِ الله اَلْكَاهِلِيَّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الحَسَنِ علیه السلام : إِنَّ اِمْرَأَتِي وَامْرَأَةَ اِبْنِ مَارِدٍ تَخْرُجَانِ فِي المَاتِم ، فَأَنْهَاهُمَا، فَتَقُولُ لِيَ اِمْرَأَتِي: إِنْ كَانَ حَرَاماً فَانْهَنَا عَنْهُ حَتَّى نَتْرُكَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرَاماً فَلأَيِّ شَيْءٍ تَمْنَعُنَاهُ؟ فَإِذَا مَاتَ لَنَا يتُ لَمْ يَجِئْنَا أَحَدٌ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام : «عَنِ الْحُقُوقِ تَسْأَلْنِي، كَانَ أَبي علیه السلام يَبْعَثُ أُمِّي وَأَمَ فَرْوَةَ تَقْضِيَانِ حُقُوقَ أَهْلِ المَدِينَةِ »(2) .
[105/244] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام، قَالَ: «لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةٌ
ص: 112
بِنْتُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : الحَقِي بِسَلَفِنَا الصَّالِحِ عُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابهِ»، قَالَ: «وَفَاطِمَةُ علیها السلام عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ تَنْحَدِرُ دُمُوعُهَا فِي الْقَبْرِ، وَرَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَتَلَقَّاهُ بِثَوْبِهِ قَائِماً يَدْعُو، قَالَ: إِنِّي لَأَعْرِفُ ضَعْفَهَا،
وَسَأَلْتُ اللهَ عَل أَنْ يُجِيرَهَا مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ »(1).
[106/245] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ النَّبِيَّ حِينَ جَاءَتْهُ وَفَاةٌ جَعْفَرِ بْنِ طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ كَثُرَ بَكَاؤُهُ عَلَيْهِمَا جِدًا، وَيَقُولُ: كَانَا
يُحَدِّثَانِّي وَيُؤْنِسَانّي، فَذَهَبًا جَمِيعاً »(2).
[246 / 107 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام: مُرُوا أَهَالِيَكُمْ بِالْقَوْلِ اَلْحَسَنِ عِنْدَ مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّ فَاطِمَةَ لَنَا لَمَّا قُبِضَ أَبُوهَا (عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلَامُ) أَسْعَدَتْهَا بَنَاتُ هَاشِمٍ، فَقَالَتِ : أَتْرُكْنَ التَّعْدَادَ، وَعَلَيْكُنَّ بِالدُّعَاءِ »(3).
بيان: التعداد هو ما تُعدّده النساء حين النياحة من فضائل للميِّت.
[247 / 108] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهَبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام فی
ص: 113
حَدِيثٍ قَالَ: كُلُّ الْجَزَعِ وَالْبُكَاءِ مَكْرُوهُ مَا سِوَى الْجَزَعِ وَالْبُكَاءِ لِقَتْلِ
اَلْحُسَيْن علیه السلام»(1).
[ 109/248] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ اَلصَّيْقَل ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام وَجْداً وَجَدْتُهُ عَلَى ابْنِ لِي هَلَكَ حَتَّى خِفْتُ عَلَى عَقْلِي، فَقَالَ:
إِذَا أَصَابَكَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ فَأَفِضْ مِنْ دُمُوعِكَ فَإِنَّهُ يَسْكُنُ عَنْكَ »(2).
[ 249 / 110 ] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ وَجْدٍ بِمُصِيبَةٍ
فَلْيُفِضْ مِنْ دُمُوعِهِ فَإِنَّهُ يَسْكُنُ عَنْهُ »(3).
[ 250 / 111] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِذَا مَاتَ المُؤْمِنُ بَكَتْ عَلَيْهِ بِقَاعُ اَلْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ اللهَ وَ فِيهَا ، وَالْبَابُ الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، وَمَوْضِعُ
سُجُودِهِ » (4).
[112/251] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُكَيْرِ الرجانِي، قَالَ: ذَكَرْتُ أَبَا الخَطَّابِ وَمَقْتَلَهُ عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: فَرَقَقْتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: «أَتَأْسَى عَلَيْهِمْ؟»، فَقُلْتُ: لَا ، فَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام قَتَلَ أَصْحَابَ النَّهْرَوَانِ، فَأَصْبَحَ أَصْحَابُ عَليَّ علیه السلام يَبْكُونَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «أَتَأْسَوْنَ عَلَيْهِمْ؟»،
ص: 114
قَالُوا: لَا ، إِنَّا ذَكَرْنَا الْأَلْفَةَ الَّتِي كُنَّا عَلَيْهَا، وَالْبَلِيَّةَ الَّتِي أَوْقَعَتْهُمْ، فَلِذَلِكَ رَفَقْنَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: «لَا بَأْسَ »(1)
[252 / 113] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام صَاحِبٌ يَهُودِيُّ ، قَالَ : وَكَانَ كَثِيراً مَا يَأْلَفُهُ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ أَسْعَفَهُ فِيهَا، فَمَاتَ الْيَهُودِيُّ، فَحَزِنَ عَلَيْهِ وَاسْتَبَدَّتْ وَحْشَتُهُ لَهُ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم وَهُوَ ضَاحِكٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، مَا فَعَلَ صَاحِبُكَ الْيَهُودِيُّ ؟»، قَالَ: «قُلْتُ: مَاتَ، قَالَ: اِغْتَمَمْتَ بِهِ وَاسْتَبَدَّتْ وَحْشَتُكَ عَلَيْهِ؟»، قَالَ: «نَعَمْ، يَا رَسُولَ الله»، قَالَ: «فَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ مَحَبُوراً؟»، قَالَ: نَعَمْ بِأَي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «اِرْفَعْ رَأْسَكَ»، وَكَشَطَ لَهُ عَنِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَإِذَا هُوَ بِقُبَّةٍ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ مُعَلَّقَةٍ بِالْقُدْرَةِ، فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، هَذَا لَنْ يُحِبُّكَ مِنْ أَهْل الذَّمَّةِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالمَجُوسِ، وَشِيعَتُكَ
اَلْمُؤْمِنُونَ مَعِي وَمَعَكَ غَداً فِي الْجَنَّةِ » (2)
بيان: مجبوراً، أي مسروراً.
[114/253] عن علي بن الحسين علیهما السلام أنَّ الحسين بن على علیهما السلام قال
لأُخته زينب: «يَا أَخَتَاهُ، إِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ فَأَبِرِّي قَسَمِي، لَا تَشُفّي عَلَيَّ جَيْباً،
وَلَا تَخْمِشِي عَلَيَّ وَجْهَا، وَلَا تَدْعِي عَلَيَّ بِالْوَيْلِ وَالنُّبُورِ إِذَا أَنَا هَلَكْتُ »(3).
ص: 115
[115/254] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ [علیه السلام]، قَالَ: «لَمَّا هَمَّ الحُسَيْنُ علیه السلام بِالشُّخُوص عَنِ المَدِينَةِ أَقْبَلَتْ نِسَاءُ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَاجْتَمَعْنَ لِلنِّيَاحَةِ، فَمَشَى فِيهِنَّ الحُسَيْنُ علیه السلام، فَقَالَ: أُنْشُدُكُنَّ اللهَ أَنْ تُبْدِينَ هَذَا الْأَمْرَ مَعْصِيَةٌ الله وَلِرَسُولِهِ، قَالَتْ لَهُ نِسَاءُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : فَلِمَنْ نَسْتَبْقِي النِّيَاحَةَ وَالْبُكَاءَ؟»(1).
[255/ 116] رُوِيَ أَنَّ الحَسَنَ بْن الحَسَنِ رضی الله عنه ضَرَبَتْ زَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلى علیهما السلام عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطاً، وَكَانَتْ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ ، وَكَانَتْ تُشَبَّهُ بِالْحُورِ الْعِينِ جِمالِهَا، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ قَالَتْ لِوَالِيهَا: إِذَا أَظْلَمَ اَللَّيْلُ فَقَوِّضُوا هَذَا الْفُسْطَاطَ ، [ فَلَا أَظْلَمَ اللَّيْلُ ]سَمِعَتْ قَائِلاً يَقُولُ: هَلْ وَجَدُوا مَا فَقَدُوا ؟ فَأَجَابَهُ آخَرُ : بَلْ يَئِسُوا فَانْقَلَبُوا (2).
الحسن حينما اعتقلهم المنصور وسيّرهم من المدينة إلى السجن:
[117/256] عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ نَجِيحٍ بْنِ الْمُطَهَّر الرَّازِي وَإِسْحَاقَ ِ عَمَّارٍ
اَلصَّيْرَفِيَّ، قَالَا مَعاً: إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ علیهما السلام كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ الحَسَن رضی الله عنه حِينَ حُمِلَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ يُعَزِّيِهِ عَمَّا صَارَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَى اَلْخَلَفِ الصَّالِحِ، وَالذَّرِّيَّةِ الطَّيِّبةِ مِنْ وُلْدِ أَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ. أَمَّا بَعْدُ، فَلَئِنْ كُنْتَ قَدْ تَفَرَّدْتَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ مِمَّنْ حُمِلَ مَعَكَ بِمَا أَصَابَكُمْ مَا انْفَرَدْتَ بِالْحُزْنِ وَالْغَيْظِ وَالْكَابَةِ وَأَلِيمِ وَجَعِ الْقَلْبِ دُونِي، فَلَقَدْ نَالَنِي مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْجْزَعِ وَالْقَلَقِ وَحَرِّ المُصِيبَةِ مِثْلُ مَا
ص: 116
نَالَكَ، وَلَكِنْ رَجَعْتُ إِلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ عزّو جلّ بِهِ الْمُتَّقِينَ مِنَ الصَّبْرِ وَحُسْنِ الْعَزَاءِ حِينَ يَقُولُ لِنَبِيِّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا (48)» [الطور: 48]، وَحِينَ يَقُولُ: «فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ (48)» [القلم: 48]، وَحِينَ يَقُولُ لِنَبِيِّهِ صلی الله علیه و آله وسلم حِينَ مُثلَ بِحَمْزَةَ علیه السلام : «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)» [النحل: 126]، وَصَبَرَ صلی الله علیه و آله وسلم وَلَمْ يُعَاقِبْ، وَحِينَ يَقُولُ: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)» [طه: 132]، وَحِينَ يَقُولُ: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)»«أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)» [البقرة: 156 و 157]، « إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)» [الزمر: 10]، وَحِينَ يَقُولُ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: « وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)»[لقمان: 17]، وَحِينَ يَقُولُ عَنْ مُوسَى:«قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)» [الأعراف: 128]، وَحِينَ يَقُولُ:«إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)»[العصر: 3] ، وَحِينَ يَقُولُ: «ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)» [البلد: 17]، وَحِينَ يَقُولُ: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)» [البقرة: 155]، وَحِينَ يَقُولُ: «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)» [آل عمران: 146]، وَحِينَ يَقُولُ: «وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ (35)»
[الأحزاب: 35] ، وَحِينَ يَقُولُ :«وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)» [يونس: 109]، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرٌ. وَاعْلَمْ أَيْ عَمَّ وَابْنَ عَمِّ أَنَّ اللهَ عزَّ وَ جلَّ لَم يُبَالِ بِضُرٍّ الدُّنْيَا لِوَلِيّهِ سَاعَةٌ قَطُّ، وَلَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الضُّرِّ وَالْجَهْدِ وَالْأَذَى مَعَ
ص: 117
الصَّبْرِ، وَأَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يُبَالِ بِنَعِيمِ الدُّنْيَا لِعَدُوِّهِ سَاعَةٌ قَطُّ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا كَانَ أَعْدَاؤُهُ يَقْتُلُونَ أَوْلِيَاءَهُ وَيُخَوِّفُونَهُمْ وَيَمْنَعُونَهُمْ وَأَعْدَاؤُهُ آمِنُونَ مُطْمَئِنُّونَ عَالُونَ ظَاهِرُونَ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا قُتِلَ زَكَرِيَّا وَاحْتُجِبَ يَحْيَى ظُلْماً وَعُدْوَاناً فِي بَغِيٌّ مِنَ الْبَغَايَا وَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا قُتِلَ جَدُّكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) لَمَّا قَامَ بِأَمْرِ الله جَلَّ
( وَعَزَّ) ظُلْماً، وَعَمُّكَ الْحُسَيْنُ بْنُ فَاطِمَةَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا) اِضْطِهَاداً وَعُدْوَاناً، وَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا قَالَ اللهُ عزّو جلّ في كِتَابِهِ «وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)» [الزخرف:33]، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا قَالَ فِي كِتَابِهِ:«أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55)»«نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)»[المؤمنون: 55 و 56]، وَلَوْ لَا
وَبَنِينَ ذَلِكَ لَما جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: لَوْ لَا أَنْ يَحْزَنَ الْمُؤْمِنُ لَجَعَلْتُ لِلْكَافِرِ عِصَابَةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَا يُصَدَّعُ رَأْسُهُ أَبَداً. وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الدُّنْيَا لَا تُسَاوِي عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ. وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَما جَاءَ في اَلْحَدِيثِ: لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلَى قُلَّةِ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللَّهُ لَهُ كَافِراً أَوْ مُنَافِقاً يُؤْذِيهِ. وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ قَوْماً أَوْ أَحَبَّ عَبْداً صَبَّ عَلَيْهِ الْبَلَاءَ صَبَّا، فَلَا يَخْرُجُ مِنْ غَمٍّ إِلَّا وَقَعَ فِي غَمٌ. وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ جُرْعَتَيْنِ أَحَبَّ إِلَى الله ولا أَنْ يَجْرَعَهُمَا عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَ عَلَيْهَا، وَجُرْعَةِ حُزْنٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ صَبَرَ عَلَيْهَا بِحُسْنِ عَزَاءٍ وَاحْتِسَابِ. وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَما كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ بِطُولِ اَلْعُمُرِ ، وَصِحَّةِ الْبَدَنِ، وَكَثْرَةِ اَلَمَمالِ وَالْوَلَدِ. وَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ إِذَا خَصَّ رَجُلاً بِالتَرَحْم عَلَيْهِ وَالْاِسْتِغْفَارِ اسْتُشْهِدَ فَعَلَيْكُمْ يَا عَمَّ وَابْنَ عَمَّ وَبَني عُمُومَتِي وَإِخْوَتِي بِالصَّبْرِ وَالرّضَا وَالتَّسْلِيمِ وَالتَّفْوِيضِ إِلَى الله جَلَّ وَعَزَّ وَالرِّضَا وَالصَّبْرِ عَلَى قَضَائِهِ، وَالتَّمَسُّكِ
بِطَاعَتِهِ، وَالنُّزُولِ عِنْدَ أَمْرِهِ، أَفْرَغَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمُ الصَّبْرَ، وَخَتَمَ لَنَا وَلَكُمْ بِالْأَجْرِ
ص: 118
وَالسَّعَادَةِ، وَأَنْقَذَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، وَصَلَّى اللهُ
عَلَى صَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ »(1).
[118/257] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا مِنْ بَيْتٍ إِلَّا وَمَلَكُ اَلَمَوْتِ يَقِفُ عَلَى بَابِهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا وَجَدَ الْإِنْسَانَ قَدْ نَفِدَ أَجَلُهُ وَانْقَطَعَ أُكُلُهُ أَلْقَى عَلَيْهِ اَلَمَوْتَ، فَغَشِيَتَهُ كُرُبَاتُهُ، وَغَمَرَتْهُ غَمَرَاتُهُ، فَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ النَّاشِرَةُ شَعْرَهَا، وَالضَّارِبَةُ وَجْهَهَا، اَلصَّارِخَةُ بِوَيْلِهَا الْبَاكِيةُ بِشَجْوِهَا، فَيَقُولُ مَلَكُ المَوْتِ: وَيْلَكُمْ مِمَّ الْفَزَعُ؟ وَفِيمَ الْجْزَعُ ؟ وَالله مَا أَذْهَبْتُ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ مَالاً، وَلَا قَرَّبْتُ لَهُ أَجَلاً، وَلَا أَتَيْتُهُ حَتَّى أُمِرْتُ، وَلَا قَبَضْتُ رُوحَهُ حَتَّى اِسْتَأْمَرْتُ، وَإِنَّ لي إِلَيْكُمْ عَوْدَةً ثُمَّ عَوْدَةً حَتَّى لَا أُبْقِيَ مِنْكُمْ أَحَدا»(2).
بیان: استأمرك، أي طلبت الأمر في ذلك والإذن منه تعالى.
[119/258] اَلْحَسَنُ [ علیه السلام] ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَئِنْ أُقَدِّمَ
سُقُوطاً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخَلَّفَ مِائَةَ فَارِسِ كُلُّهُمْ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله » (3).
المقصود: لئن يموت له ولد سقط أحبُّ إليه من مائة فارس... إلخ.
[259/ 120] عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلزُّبَيْرِ : يَا زُبَيْرُ، إِنَّكَ إِنْ تُقَدِّمُ سِقْطَاً خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَ بَعْدَكَ مِنْ وُلْدِكَ مِائَةٌ كُلٌّ مِنْهُمْ عَلَى فَرَسٍ
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى»(4).
ص: 119
بيان: هذا من الموارد التي يصعب على المرء أن يُدرك مغزاها، وليس له إلَّا
التسليم والتفويض إليهم علیهم السلام.
[121/260] عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «ثَوَابُ الْمُؤْمِن
مِنْ وَلَدِهِ إِذَا مَاتَ اَلْجَنَّةُ، صَبَرَ أَوْ لَمْ يَصْبرُ »(1).
[122/261] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، عَلَى خَدِيجَةَ حِينَ مَاتَ الْقَاسِمُ ابْنُهَا، وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: دَرَّتْ دُرَيْرَةٌ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: يَا خَدِيجَةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَنْ تَجِيئي إِلَىٰ بَابِ الْجَنَّةِ وَهُوَ قَائِمٌ، فَيَأْخُذَ بِيَدِكِ فَيُدْخِلَكِ الْجَنَّةَ، وَيُنْزِلَكِ أَفْضَلَهَا؟ وَذَلِكَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ، إِنَّ اللَّهَ
أَحْكَمُ وَأَكْرَمُ أَنْ يَسْلُبَ الْمُؤْمِنَ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ثُمَّ يُعَذِّبَهُ بَعْدَهَا أَبَداً »(2)..
بيان: الدريرة هو اللبن يدرُّ من ثدي الأُمّ فيُذكِّرها بولدها وأَنَّه يطلب الرضاع.
[262 / 123] عَن النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَطْفَالُ اَلمُؤْمِنِينَ
عِنْدَ عَرْض اَلْخَلَائِقِ لِلْحِسَابِ، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى جِبْرَئِيلَ علیه السلام : اذْهَبْ بِهَؤُلَاءِ إِلَى اَلْجَنَّةِ، فَيَقِفُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَيَسْأَلُونَ عَنْ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، فَتَقُولُ هَهُمُ الخَزَنَةُ: آبَاؤُكُمْ وَأُمَّهَاتُكُمْ لَيْسُوا كَأَمْثَالِكُمْ ، هُمْ ذُنُوبٌ وَسَيِّئَاتٌ يُطَالَبُونَ بِهَا، فَيَصِيحُونَ صَيْحَةً بَاكِينَ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا جَبْرَئِيلُ، مَا هَذِهِ الصَّيْحَةُ؟ فَيَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ، هَؤُلَاءِ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُونَ: لَا نَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: يَا جَبْرَئِيلُ، تَخَلَّلِ الجُمْعَ وَخُذْ بِيَدِ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ
فَأَدْخِلْهُمْ مَعَهُمُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِي »(3)
ص: 120
[263 / 124] رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بِئْسَ الشَّيْءُ الْوَلَدُ، إِنْ عَاشَ كَدَّنِي، وَإِنْ مَاتَ حَدَّنِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ زَيْنَ العَابِدِينَ علیه السلام، فَقَالَ: «كَذَبَ وَالله ، نِعْمَ الشَّيْءُ الوَلَدُ ، إِنْ عَاشَ حَاضِرٌ ، وَإِنْ مَاتَ فَشَفِيعٌ ( حَاضِرٌ )(1) ،
وفي نسخة: (سَابِقٌ).
[264 / 125] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم : «وَمَنْ صَبَرَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا
مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ» (2)
[265 / 126] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَسُرُّهُ قَالَ: اَلْحَمْدُ لله عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَغْتَمُّ بِهِ قَالَ: اَلْحَمْدُ الله عَلَى كُلِّ حَالٍ » (3).
[127/266] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا قبضَ وَلَدُ المُؤْمِنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ الْعَبْدُ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ : قَبَضْتُمْ وَلَدَ فُلَانِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ رَبَّنَا، قَالَ: فَيَقُولُ: فَما قَالَ عَبْدِي؟ قَالُوا: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَخَذْتُمْ ثَمَرَةَ قَلْبِهِ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ فَحَمِدَنِي وَاسْتَرْجَعَ ، اِبْنُوا لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ، وَسَمُوهُ بَيْتَ اَلْحَمْدِ »(4).
[ 128/267] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلى علیه السلام، قَالَ: «إِذَا أَصَابَ الْعَبْدَ مُصِيبَةٌ فَصَبَرَ وَاسْتَرْجَعَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِهَا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ
ص: 121
لَمْ يَذْكُرِ المُصِيبَةَ فِيمَا بَقِيَ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا كَانَ يَوْمَ اَلصَّدْمَةِ اَلْأُولَى إِذَا اسْتَرْجَعَ حِينَ يَذْكُرُهَا، وَحَمِدَ الله عزّو جلّ» (1).
[ 129/268] هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ، قَالَ: لَمَّا وَصَلَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَفَاةُ الْأَشْتَرِ جَعَلَ يَتَلَهَفُ وَيَتَأَسَفُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ: الله دَرُّ مَالِكٍ، لَوْ كَانَ مِنْ جَبَلٍ لَكَانَ مِنْ أَعْظَم أَرْكَانِهِ، وَلَوْ كَانَ مِنْ حَجَرٍ كَانَ صَلْداً، أَمَا وَالله لَيَهُدَّنَّ مَوْتُكَ عَالَماً ] ، فَعَلَى مِثْلِكَ فَلْيَبْكِ الْبَوَاكِي»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،
[ وَاَلْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أَحْتَسِبُهُ عِنْدَكَ، فَإِنَّ مَوْتَهُ مِنْ مَصَائِبِ الدَّهْرِ ، فَرَحِمَ اللهُ مَالِكاً، قَدْ وَفَى بِعَهْدِهِ، وَقَضَى نَحْبَهُ، وَلَقِيَ رَبَّهُ، مَعَ أَنَّا قَدْ وَطَنَّا أَنفُسَنَا أَنْ نَصْبرَ عَلَى كُلِّ مُصِيبَةٍ بَعْدَ مُصَابِنَا بِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَإِنَّهَا أَعْظَمُ المُصِيبَةِ(2).
[ 269 / 130] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: مَنِ اسْتَرْجَعَ عِنْدَ المُصِيبَةِ جَبَرَ اللهُ
مُصِيبَتَهُ، وَأَحْسَنَ عُقْبَاهُ، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفاً صَالِحاً يَرْضَاهُ » (3).
[ 131/270] عَنْ أَمْ سَلَمَةَ، قَالَتْ: أَتَانِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْماً مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَوْلاً سُررْتُ بِهِ، قَالَ: «لَا يُصِيبُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ فَيَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلُفْ لِي خَيْراً مِنْهُ، إِلَّا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ»، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَحَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبو سَلَمَةَ اِسْتَرْجَعْتُ وَقُلْتُ: اَللَّهُمَّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأخْلُفْ لي خَيْراً مِنْهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لي خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَلَمَّا انْقَضَتْ
ص: 122
عِدَّتِي اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم وَأَنَا أَدْبُعُ إِهَاباً لِي، فَغَسَلْتُ يَدِي مِنَ الْقَرَظِ، وَأَذِنْتُ لَهُ، وَوَضَعْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَم حَشْوُهَا لِيفٌ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا، فَخَطَبَنِي إِلَى نَفْسِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مَقَالَتِهِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ بِكَ الرَّغْبَةُ، وَلَكِنِّي اِمْرَأَةٌ فِيَّ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ، فَأَخَافُ أَنْ تَرَى مِنِّي شَيْئاً يُعَذِّبُنِي اللهُ بِهِ، وَأَنَا اِمْرَأَةٌ قَدْ دَخَلْتُ فِي السِّنِّ، وَأَنَا ذَاتُ عِبَالٍ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّنِّ فَقَدْ أَصَابَنِي مِثْلُ الَّذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِبَالِي، قَالَتْ: فَقَدْ سَلَّمْتُ نَفْسِي لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقَدْ أَبْدَلَنِي اللهُ بِأَبي سَلَمَةَ خَيْراً مِنْهُ، رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم »(1).
[132/271] رَوَى أَبُو بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ مَلَكاً مُوَكَّلاً بِالْمَقَابِرِ، فَإِذَا انْصَرَفَ أَهْلُ الَمَيِّتِ مِنْ جَنَازَتِهِمْ مِنْ مَيَّتِهِمْ أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَرَمَى
بِهَا فِي آثَارِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنْسَوْا مَا رَأَيْتُمْ، فَلَوْ لَا ذَلِكَ مَا انْتَفَعَ أَحَدٌ بِعَيْش»(2).
[272 / 133 ]عَنْ مِهْرَانَ بْن مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ:
إِنَّ المَيِّتَ إِذَا مَاتَ بَعَثَ اللَّهُ عزَّ و جلَّ مَلَكاً إِلَى أَوْجَعِ أَهْلِهِ، فَمَسَحَ عَلَى قَلْبِهِ، فَأَنْسَاهُ
لَوْعَةَ الْحُزْنِ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ تُعْمَرِ الدُّنْيَا»(3).
[273/ 134 ] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِنَّا قَوْمٌ نَسْأَلُ اللهَ مَا نُحِبُّ فِيمَنْ نُحِبُّ السلام
فَيُعْطِينَا، فَإِذَا أَحَبَّ مَا نَكْرَهُ فِيمَنْ نُحِبُّ رَضِينَا »(4) .
ص: 123
[135/274] عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ: قُلْتُ لأَبي عَبْدِ الله علیه السلام: يَقُومُ
اَلرَّجُلُ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ وَقَرِيبِهِ وَغَيْرِ قَرِيبِهِ، هَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ ذَلِكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ كَمَا يَدْخُلُ عَلَى أَحَدِكُمُ اهْدِيَّةُ يَفْرَحُ بِهَا »(1) .
[136/275] عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِي وَجَمِيلِ بْنِ دَرَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام في زِيَارَةِ القُبُورِ، قَالَ: «إِنَّهُمْ يَأْنَسُونَ بِكُمْ، فَإِذَا غَبْتُمْ عَنْهُم
اِسْتَوْحَشُوا »(2)
[137/276] رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : اَلَمَوْتَى نَزُورُهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ : فَيَعْلَمُونَ بِنَا إِذَا أَتَيْنَاهُمْ؟ فَقَالَ: «إي والله ، إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ بِكُمْ، وَيَفْرَحُونَ بِكُمْ، وَيَسْتَأْنِسُونَ إِلَيْكُمْ»، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيَّ شَيْءٍ نَقُولُ إِذَا أَتَيْنَاهُمْ؟ قَالَ: قُلِ: اَللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ، وَصَاعِدْ إِلَيْكَ أَرْوَاحَهُمْ ، وَلَقَّهِمْ مِنْكَ رِضْوَاناً، وَأَسْكِنْ إِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ، وَتُؤْنِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (3).
[277/ 138] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «عَاشَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بَعْدَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم خَمْسَةٌ وَسَبْعِينَ يَوْماً، لَمْ تُرَ
عَلَيْهَا كَاشِرَةً، وَلَا ضَاحِكَةً تَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ : الْاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ،
ص: 124
فَتَقُولُ: هَاهُنَا كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَهَاهُنَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ»، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَبَانٌ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : «أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي هُنَاكَ، وَتَدْعُو حَتَّى
مَاتَتْ » (1).
[ 278/ 139] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «كَانَتْ فَاطِمَةٌ ( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ ، وَتَقُومُ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ فِي كُلِّ سَنَةٍ تَأْتِي قُبُورَ اَلشُّهَدَاءِ مَعَ نِسْوَةٍ مَعَهَا، فَيَدْعُونَ وَيَسْتَغْفِرْنَ»(2).
[ 279/ 140] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: قَامَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنَ الشَّيعَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ، وَأَسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ
رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغْنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ »(3).
[141/280] رُوِيَ : مَنْ قَرَأَ عَلَى قَبْرِ: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ
الله صلی الله علیه و آله وسلم، رَفَعَ اللهُ الْعَذَابَ عَنْ صَاحِبٍ ذَلِكَ الْقَيْرِ أَرْبَعِينَ سَنَةٌ»(4).
[142/281] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا زُرْتُمْ مَوْتَاكُمْ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ سَمِعُوا وَأَجَابُوكُمْ، وَإِذَا زُرْتُمُوهُمْ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ سَمِعُوا وَلَمْ يُجيبُوكُمْ»(5) .
ص: 125
[143/282] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ بِفَيْدَ، فَمَشَيْتُ مَعَ عَلي بْنِ بِلَالٍ إِلَى قَبْرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: فَقَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ لِي صَاحِبُ هَذَا الْقَيْرِ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام: «مَنْ أَتَى قَبْرَ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَيِّ نَاحِيَةٍ يَضَعُ يَدَهُ وَيَقْرَأُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أَمِنَ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ »(1) .
[ 283 / 144] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِذَا قَرَأَ الْمُؤْمِنُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَجَعَلَ ثَوَابَ قِرَاءَتِهِ لِأَهْلِ الْقُبُورِ ، أَدْخَلَهُ اللهُ تَعَالَى قَبْرَ كُلِّ مَيِّتٍ، وَيَرْفَعُ اللَّهُ لِلْقَارِي
دَرَجَةً سَبْعِينَ نَبِيَّا، وَخَلَقَ اللهُ مِنْ كُلِّ حَرْفٍ مَلَكاً يُسَبِّحُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ »(2).
[284 / 145] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَوْماً وَقَدْ تَبعَ جِنَازَةً، فَسَمِعَ رَجُلاً يَضْحَكُ، فَقَالَ علیه السلام : «كَأَنَّ اَلَمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقِّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيل إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّتُهُمْ أَجْدَانَهُمْ وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، ثُمَّ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ وَاعِظَةٍ، وَرُمِينَا بِكُلِّ جَائِحَةٍ ، طُوبَى مَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ، وَطَابَ كَسْبُهُ، وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يُنْسَبُ إِلَى بِدْعَةِ »(3).
***
ص: 126
ص: 127
ص: 128
[1/285 ]عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهَبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ أَفْضَل ما يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى رَبِّهِمْ، وَأَحَبُّ ذَلِكَ إِلَى اللهِ عزّو جلّ، مَا هُوَ؟ فَقَالَ: «مَا أَعْلَمُ شَيْئاً بَعْدَ المَعْرِفَةِ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ ، أَلَا تَرَى أَنَّ الْعَبْدَ الصَّالِحَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ علیه السلام قَالَ:
وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) [مريم: 31](1).
[2/286] سُئِلَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلمعَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، قَالَ: «اَلصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا»(2).
[3/287] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَثَلُ الصَّلَاةِ مَثَلُ عَمُودِ الْفُسْطَاطِ، إِذَا ثَبَتَ الْعَمُودُ نَفَعَتِ الْأَطْنَابُ وَالْأَوْتَادُ وَالْعِشَاءُ، وَإِذَا انْكَسَرَ الْعَمُودُ لَم يَنْفَعْ طُنُبٌ وَلَا وَيْدٌ وَلَا غِشَاءُ» (3).
[ 288 / 4] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الصَّلَاةُ عِمَادُ الدِّينِ، فَمَنْ تَرَكَ صَلَاتَهُ مُتَعَمِّداً فَقَدْ هَدَمَ دِينَهُ، وَمَنْ تَرَكَ أَوْقَاتَها يَدْخُلُ الْوَيْلَ، وَالْوَيْلُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، كَما قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ أَرَأَيْتَ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون: 4 و 5 ] » (4).
[289 / 5 ]عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ:
حَجَّةٌ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَصَلَاةٌ فَرِيضَةٌ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ حَجَّةٍ »(5)
ص: 129
[290 / 6] عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ لُقْمَانَ وَحِكْمَتِهِ، وَذَكَرَ صِفَاتِ لُقْمَانَ وَوَصَايَاهُ لِابْنِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ فِيهَا: «وَصُمْ صَوْماً يَقْطَعُ شَهَوَاتِكَ، وَلَا تَصُمْ صِيَاماً يَمْنَعُكَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ أَحَبُّ إِلَى اللَّه مِنَ
الصِّيَامِ »(1).
[291 / 7] عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِذَا : أَعْنَانِ السَّمَاءِ إِلَى أَعْنَانِ الْأَرْضِ،
قَامَ المُصَلِّي إِلَى الصَّلَاةِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْ بِهِ المَلَائِكَةُ، وَنَادَاهُ مَلَكٌ: لَوْ يَعْلَمُ هَذَا المُصَلِّي مَا فِي الصَّلَاةِ مَا انْفَتَلَ»(2).
بيان: (مَا انْفَتَلَ) تعني ما انصرف.
[8/292] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمائَةِ: «لَوْ يَعْلَمُ الْمُصَلِّي مَا يَغْشَاهُ مِنْ جَلَالِ الله مَا سَرَّهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ»، وفيه: «إِذَا قَامَ اَلرَّجُلُ
إِلَى الصَّلَاةِ أَقْبَلَ إِبْلِيسُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ حَسَداً لِمَا يَرَى مِنْ رَحِمَةِ الله الَّتِي تَغْشَاهُ »(3).
[9/293] عَنْ أَبي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي جَعْفَر علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: لَوْ كَانَ عَلَى بَاب دَارِ أَحَدِكُمْ نَهَرٌ فَاغْتَسَلَ مِنْهُ فِي كُلِّ يَوْم خَمْسَ مَرَّاتٍ، أَكَانَ يَبْقَىٰ فِي جَسَدِهِ مِنَ الدَّرَنِ شَيْءٍ؟ قُلْنَا: لَا ، قَالَ : فَإِنَّ مَثَلَ الصَّلاةِ كَمَثَلِ النَّهَرِ اَلْجَارِي كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً كَفَّرَتْ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ »(4) .
[294 / 10] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ : الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا
أجْتُنبَتِ الْكَبَائِرُ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللهُ عزّو جلّ: إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ
وَغَجَمَل ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114](5).
ص: 130
[11/295] رَأَى النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلاً یقول
: اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَلَا أَرَاكَ
تَفْعَلُ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم لَهُ: «لِمَيَسوءُ ظَنُّكَ؟»، قَالَ: لِأَنِّي أَذْنَبْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَام، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَمَّا مَا أَذْنَبْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ عَاهُ الْإِيمَانُ، وَمَا فَعَلْتَ فِي الْإِسْلَامِ
اَلصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا »(1) .
[12/296] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحَدَهُمَا علیهما السلام يَقُولُ: «إِنَّ عَلِيًّا علیه السلام أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهُ أَرْجَى عِنْدَكُمْ؟ فَقَالَ
السلام بَعْضُهُمْ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ... (48)»الآية [النساء: 48] ، فَقَالَ: حَسَنَةٌ وَلَيْسَتْ إِيَّاهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ... (53)»الآية [الزمر: 53]، قَالَ: حَسَنَةٌ وَلَيْسَتْ إِيَّاهَا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أ...(135)» الآية [آل عمران: 135]، قَالَ: حَسَنَةٌ وَلَيْسَتْ إِيَّاهَا»، قَالَ: «ثُمَّ أَحْجَمَ اَلنَّاسُ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ، يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالُوا: لَا وَالله مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَاب الله: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ(114)» [هود: 114] وَقَرَأَ الآيَةَ كُلَّهَا، قَالَ: يَا عَلِيُّ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَقُومُ مِنْ وُضُوئِهِ فَتَسَاقَط عَنْ جَوَارِحِهِ الذُّنُوبُ، فَإِذَا اسْتَقْبَلَ اللَّهَ بِوَجْهِهِ وَقَلْبِهِ لَمْ يَنْفَتِلْ عَنْ صَلَاتِهِ وَعَلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ شَيْءٌ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَإِنْ أَصَابَ شَيْئًا بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ
ذَلِكَ حَتَّى أَدَّى اَلصَّلَوَاتِ اَلْخُمُسَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّمَا مَنْزِلَةُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ لِأُمَّتِي كَنَهْرٍ أَحَدِكُمْ، فَمَا ظَنُّ أَحَدِكُمْ لَوْ كَانَ فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ ثُمَّ اِغْتَسَلَ فِي ذَلِكَ اَلنَّهْرِ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَكَانَ يَبْقَى فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ؟ فَكَذَلِكَ وَالله
جَارٍ عَلَى بَابِ
اَلصَّلَوَاتُ اَلْخَمْسُ لِأُمَّتِى»(2).
ص: 131
[ 29 / 13] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَا مِنْ صَلَاةٍ يَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلَّا نَادَى مَلَكٌ بَيْنَ يَدَيِ الله تَعَالَى: أَيُّهَا النَّاسُ، قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى
ظُهُورِكُمْ، فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِكُمْ»(1)
[14/298] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ بِمَنْ يُصَلِّي مِنْ السلام
شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَا يُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا، وَلَوْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ اَلصَّلَاةِ فَهَلَكُوا »(2).
[ 299 / 15] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «مَنْ قَبِلَ اللهُ مِنْهُ صَلَاةٌ وَاحِدَةً لَم ،
يُعَذِّبْهُ، وَمَنْ قَبِلَ مِنْهُ حَسَنَةٌ لَمْ يُعَذِّبْهُ »(3)
[16/300] قَوْلُهُ علیه السلام: «يَا أَبَا هَارُونَ، إِنَّا نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِتَسْبِيحِ
فَاطِمَةَ كَمَا نَأْمُرُهُمْ بِالصَّلَاةِ»(4).
[17/301] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: نَقَرَ كَنَقْرِ الْغُرَابِ لَئِنْ مَاتَ هَذَا وَهَكَذَا صَلَاتُهُ لَيَمُوتَنَّ عَلَى غَيْرِ
ديني »(5).
[302/ 18] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَسْرَقُ السُّرَّاقِ مَنْ سَرَقَ صَلَاتَهُ، قِيلَ : يَا رَسُولَ الله كَيْفَ يَسْرِقُ صَلَاتَهُ؟ قَالَ: «لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا »(6).
[19/303] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
ص: 132
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا يَزَالُ الشَّيْطَانُ ذَعِراً مِنَ الْمُؤْمِن مَا حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِذَا ضَيَّعَهُنَّ تَجَرَّأَ عَلَيْهِ، فَأَدْخَلَهُ فِي الْعَظَائِم»(1) .
[20/304 ]عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : مَنْ صَلَّى لا اَلْفَرِيضَةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا رُفِعَتْ لَهُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةٌ، تَقُولُ لَهُ: ضَيَّعَكَ اللَّهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي. وَأَوَّلُ مَا يُسْتَلُ اَلْعَبْدُ إِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عزّو جلّ وَ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِنْ زَكَتْ صَلَاتُهُ زَكَا سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ لَمْ تَزْكُ صَلَاتُهُ لَمْ يَزْكُ عَمَلُهُ »(2).
[21/305] عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَا مِنْ عَبْدِ اهْتَمَّ بِمَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ وَمَوَاضِعِ الشَّمْسِ إِلَّا ضَمِنْتُ لَهُ الرَّوْحَ عِنْدَ اَلَمَوْتِ، وَانْقِطَاعَ اَهُمُوم وَالْأَحْزَانِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، كُنَّا مَرَّةً رُعَاةَ الْإِبِلِ ، فَصِرْنَا الْيَوْمَ رُعَاةَ الشَّمْسِ »(3).
بيان :معنى (رُعَاةَ الشَّمْسِ ) : أي رعاة أوقات الصلاة التي تدور مدار
الشمس طلوعاً وزوالاً وغروباً.
[22/306] كَانَ عَلِيٌّ علیه السلام يَوْماً فِي حَرْبِ صِفِّينَ مُشْتَغِلاً بِالحَرْبِ وَالْقِتَالِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ بَيْنَ اَلصَّفَّيْنِ يُرَاقِبُ الشَّمْسَ، فَقَالَ لَهُ اِبْنُ عَبَّاس: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، مَا هَذَا الْفِعْلُ؟ قَالَ: «أَنْظُرُ إِلَى الزَّوَالِ حَتَّى نُصَلَّى»، فَقَالَ علیه السلام ابْنُ عَبّاس: وَهَلْ هَذَا وَقْتُ صَلَاةٍ؟ إِنَّ عِنْدَنَا لَشُغُلاً بِالْقِتَالِ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ : «عَلَى
لِيلا مَا تُقَاتِلُهُمْ إِنَّا نُقَاتِلُهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: وَلَمْ يَتْرُكُ صَلَاةَ اللَّيْلِ قَطُّ حَتَّى لَيْلَةَ اَلهَرِیرِ(4).
ص: 133
[307/23] عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ: «الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)» [الماعون: 5]، قَالَ: «هُوَ التَّرْكُ هَا، وَالتَّوَانِي عَنْهَا»، وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام،
قَالَ: «هُوَ التَّفْسِيعُ لَهَا »(1).
[24/308] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفًا
بالصَّلَاةِ » (2).
[25/309] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمَّ حَمِيدَةَ أُعَزِّيهَا بأَبي عَبْدِ الله علیه السلام، فَبَكَتْ وَبَكَيْتُ لِبُكَائِهَا، ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عَبْدِ
الله علیه السلام عِنْدَ المَوْتِ لَرَأَيْتَ عَجَباً، فَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِجْمَعُوا إِلَى كُلَّ مَنْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ»، قَالَتْ: فَلَمْ نَتْرُكْ أَحَداً إِلَّا جَمَعْنَاهُ، قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفًا بِالصَّلَاةِ»(3).
[ 26/310] قَوْلُهُ علیه السلام : «إِذَا قَامَ الْمُؤْمِنُ فِي الصَّلَاةِ بَعَثَ اللَّهُ حُورَ الْعِينِ
حَتَّى يُحْدِقْنَ بِهِ، فَإِذَا انْصَرَفَ وَلَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ مِنْهُنَّ شَيْئاً اِنْصَرَفْنَ مُتَعَجِّبَاتٍ »(4).
[311/ 27] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : إِنَّ وَليَّ عَلَى علیه السلام يَرَاهُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ
حَيْثُ يَسُرُّهُ: عِنْدَ اَلَمَوْتِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ، وَعِنْدَ الْحَوْضِ. وَمَلَكُ اَلمَوْتِ يَدْفَعُ اَلشَّيْطَانَ عَنِ الْحَافِظِ عَلَى الصَّلَاةِ، وَيُلَقَّنَّهُ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله فِي تِلْكَ الْحَالَةِ العَظِيمَةِ»(5) .
[ 28/312 ]قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى الصَّلَاةَ فِي وَقْتِهَا
ص: 134
وَحَافَظَ عَلَيْهَا ارْتَفَعَتْ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، تَقُولُ: حَفِظْتَنِي حَفِظَكَ اللهُ، وَإِذَا لَمْ يُصَلَّهَ
لِوَقْتِهَا وَلَمْ يُحَافِظٌ عَلَيْهَا ارْتَفَعَتْ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةٌ، تَقُولُ: ضَيَّعْتَنِي ضَيَّعَكَ اللهُ »(1).
[29/313] عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله: «اِمْتَحِنُوا شِيعَتَنَا عِنْدَ مَوَاقِيتِ اَلصَّلَاةِ» (2).
[30/314] في حَدِيثِ الْأَرْبَعْمائَةِ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَيْسَ عَمَلٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّه صلی الله علیه و آله وسلم وَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَلَا يَشْغَلَنَكُمْ عَنْ أَوْقَاتِهَا شَيْءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الله صلی الله علیه و آله وسلم ذَمَّ أَقْوَاماً فَقَالَ: «الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)» [الماعون: 5]، يَعْنِي
أَنَّهُمْ غَافِلُونَ اِسْتَهَانُوا بِأَوْقَاتِهَا » (3).
[31/315] قَوْلُهُ: «الذُّنُوبُ الَّتِي تُورِثُ اَلنَّدَمَ : قَتْلُ النَّفْسِ...، إلى أنْ
قال: «وَتَرْكُ الصَّلَاةِ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا » (4).
[ 316/ 32] السيِّد عليَّ بن طاوس في (فلاح السائل): رَوَى بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ عَنْ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ سَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَعَلَى أَبِيهَا وَعَلَىٰ بَعْلِهَا وَعَلَى أَبْنَائِهَا الْأَوْصِيَاءِ) أَنَّهَا سَأَلَتْ أَبَاهَا مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَتْ: «يَا أَبَتاهُ، مَا لَمَنْ تَهَا وَنَ بِصَلَاتِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؟»، قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، مَنْ تَهَاوَنَ بِصَلَاتِهِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ابْتَلَاهُ اللهُ بِخَمْسَةَ عَشَرَ خَصْلَةٌ، سِتُّ مِنْهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَثَلَاثٌ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَثَلَاثٌ فِي قَبْرِهِ، وَثَلَاثٌ فِي الْقِيَامَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ. وَأَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا، فَالْأُولَى: يَرْفَعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ عُمُرِهِ، وَيَرْفَعُ اللَّهُ الْبَرَكَةَ مِنْ رِزْقِهِ، وَيَمْحُو الله عزَّ و جلَّ سِيمَاءَ الصَّالِحِينَ مِنْ وَجْهِهِ، وَكُلُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ لَا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ، وَلَا يَرْتَفِعُ
ص: 135
دُعَاؤُهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَالسَّادِسَةُ: لَيْسَ لَهُ حَقٌّ فِي دُعَاءِ الصَّالِحِينَ. وَأَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَأَوَّهُنَّ : أَنَّهُ يَمُوتُ ذَلِيلاً، وَالثَّانِيَةُ: يَمُوتُ جَائِعاً، وَالثَّالِثَةُ: يَمُوتُ عَطْشَاناً، فَلَوْ سُقِيَ مِنْ أَنْهَارِ الدُّنْيَا لَمْ يُرَوِّ عَطَشَهُ. وَأَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ فِي قَبْرِهِ، فَأَوَّهُنَّ: يُوَكَّلُ اللهُ بِهِ مَلَكاً يُزْعِجُهُ فِي قَبْرِهِ، وَالثَّانِيَةُ : يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، وَالثَّالِثَةُ: تَكُونُ الظُّلْمة فِي قَبْرِهِ. وَأَمَّا اللَّوَاتِي تُصِيبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَيْرِهِ، فَأَوَّهُنَّ أَنْ يُوَكَّلَ اللَّهُ بِهِ : مَلَكاً يَسْحَبُهُ عَلَى وَجْهِهِ وَالْخَلَائِقُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، وَالثَّانِيَةُ : يُحَاسَبُ حِسَاباً شَدِيداً، وَاَلثَّالِثَةُ: لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَلَا يُزَكِّيهِ، وَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ»(1).
[33/317] عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَأَلَهُ أبُو بَصِير - وَأَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ - عَنِ الْحُورِ العِينِ، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخَلْقُ مِنْ خَلْقِ الدُّنْيَا، أَوْ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ: «مَا أَنْتَ وَذَاكَ؟ عَلَيْكَ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ آخِرَ مَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَحَتَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ إِيَّاكُمْ أَنْ يَسْتَخِفَّ أَحَدُكُمْ بِصَلَاتِهِ، فَلَا هُوَ إِذَا كَانَ شَابًّا أَتَهَا، وَلَا هُوَ إِذَا كَانَ شَيْخاً قَوِيَ عَلَيْهَا . وَمَا أَشَدَّ مِنْ سَرِقَةِ الصَّلَاةِ، فَإِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ فَلْيَعْتَدِلْ، وَإِذَا رَكَعَ فَلْيَتَمَكَّنْ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ فَلْيَعْتَدِلْ، وَإِذَا سَجَدَ فَلْيَنْفَرِج وَلْيَتَمَكَّنْ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ فَلْيَعْتَدِلْ، وَإِذَا سَجَدَ
فَلْيَنْفَرِجُ ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ فَلْيَلْبَثُ حَتَّى يَسْكُنَ »(2).
[ 34/318] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «وَالله إِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَى الرَّجُل خَمْسُو سَنَةٌ وَمَا قَبلَ اللهُ مِنْهُ صَلَاةً وَاحِدَةً، فَأَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا؟ وَالله إِنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ مِنْ جِيرَانِكُمْ وَأَصْحَابِكُمْ مَنْ لَوْ كَانَ يُصَلِّي لِبَعْضِكُمْ مَا قَبِلَهَا مِنْهُ لِاِسْتِخْفَافِهِ بِهَا، إِنَّ اللهَ عزّو جلّ وَ لَا يَقْبَلُ إِلَّا الحَسَنَ ، فَكَيْفَ يَقْبَلُ مَا يُسْتَخَفْ بِهِ ؟»(3).
ص: 136
[319/ 35 ]عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام السلام وَسُئِلَ: مَا بَالُ اَلزَّانِي لَا تُسَمِّيهِ كَافِراً، وَتَارِكُ الصَّلَاةِ كَافِرٌ، وَمَا اَخْجَةُ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «لِأَنَّ الزَّانِيَ وَمَا أَشْبَهَهُ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِكَانِ الشَّهْوَةِ، لِأَنَّهَا تَغْلِبُهُ، وَتَارِكُ اَلصَّلَاةِ لَا يَتْرُكُهَا إِلَّا اسْتِخْفَافاً بِهَا، وَذَلِكَ لأَنَّكَ لَا تَجِدُ الزَّانِيَ يَأْتِي اَلمَرْأَةَ إِلَّا وَهُوَ مُسْتَلِةٌ لِإِثْيَانِهِ إِيَّاهَا ، قَاصِداً إِلَيْهَا ، وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ قَاصِداً إِلَيْهَا، فَلَيْسَ يَكُونُ قَصْدُهُ لِتَرْكِهَا اللَّذَّةَ، فَإِذَا نُفِيَتِ اللَّذَّهُ وَقَعَ الْاِسْتِخْفَافُ، وَإِذَا وَقَعَ
اَلْاِسْتِخْفَافُ وَقَعَ الْكُفْرُ»(1).
[320 / 36] عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ
إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ »(2).
[321/ 37 ]عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اِنْتِظَارُ اَلصَّلَاةِ السلام
بَعْدَ الصَّلَاةِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ » (3).
[38/322] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام فِي حَدِيثٍ، قَالَ : قُلْتُ: عا جُعِلْتُ فِدَاكَ، بِمَا ذَا اسْتَوْجَبَ إِبْلِيسُ مِنَ الله أَنْ أَعْطَاهُ مَا أَعْطَاهُ، فَقَالَ: «لِشَيْءٍ كَانَ مِنْهُ شَكَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، قُلْتُ: وَمَا كَانَ مِنْهُ، جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ
رَكَعَهُمَا فِي السَّمَاءِ فِي أَرْبَعَةِ آلَافِ سَنَةٍ »(4).
[39/323] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
: إِذَا قَامَ اَلْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي صَلَاتِهِ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ - أَوْ قَالَ: أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ - حَتَّى يَنْصَرِفَ، وَأَظَلَّتْهُ الرَّحْمَةُ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ إِلَى أُفُقِ السَّمَاءِ، وَالمَلَائِكَةُ تَحْفُهُ مِنْ
ص: 137
حَوْلِهِ إِلَى أُفُقِ السَّمَاءِ، وَوَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً قَائِاً عَلَى رَأْسِهِ، يَقُولُ لَهُ: أَيُّهَا المُصَلِّي لَوْ تَعْلَمُ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ وَمَنْ تُنَاجِي مَا الْتَفَتَ وَلَا زِلْتَ مِنْ مَوْضِعِكَ أَبَداً»(1).
[40/324] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا أَتَى أَحَدَكُمُ عَالِيْلا الشَّيْطَانُ فِي صَلَاتِهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ مُرَائِي، فَلْيُطِلْ أَحَدُكُمْ، وَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِهِ فَلْيَمْكُتْ، وَإِذَا كَانَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَلْيَرْجِعْ، وَإِذَا دُعِيتُمْ إِلَى الْعُرُسَاتِ فَأَبْطِئُوا فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ الدُّنْيَا، وَإِذَا دُعِيتُمْ إِلَى الْجَنَائِزِ فَأَسْرِعُوا فَإِنَّهَا تُذَكَّرُ الْآخِرَةَ »(2) .
[41/325 ]اَلْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَيْنِيُّ فِي (هِدَايَتِهِ)، عَنْ عِيسَى بْنِ مَهْدِي الْجُوْهَرِيُّ، وَالحُسَيْنِ بْنِ غِيَاثٍ، وَالحَسَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَالحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَحَنَانِ بْنِ حَنَانٍ، وَطَالِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاتِمٍ، وَأَحْسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَمِحْجَلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَصِيبِ، وَعَسْكَرِ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، وَالرَّيَّانِ مَوْلَى الرِّضَا علیه السلام ، وَجَمَاعَةٍ تَبْلُغُ نَيْفاً وَسَبْعِينَ رَجُلاً خَرَجُوا إِلَى سُرَّ مَنْ رَأَى لِتَهْنِئَةِ مُحَمَّدٍ علیه السلام بولَادَةِ المَهْدِي علیه السلام في حَدِيثٍ طَوِيل، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ وَ أَوْحَىٰ إِلَى جَدِّي رَسُولِ الله : إِنِّي خَصَصْتُكَ وَعَلِيًّا وَحُجَجِي مِنْهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَشِيعَتَكُمْ بِعَشْرِ خِصَالٍ: صَلَاةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ...» الخبر (3).
ص: 138
[42/326 ]رُوِيَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «عَلَامَاتُ اَلْمُؤْمِن خَمْسٌ : صَلَاةُ [الْإِحْدَى] وَالْخَمْسِينَ، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُمُ في الْيَمِينِ، وَتَعْفِيرُ الْجَبِينِ، وَالجَهْرُ ب-« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »(1).
[327 / 43] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «لَفَضْلُ الْوَقْتِ الأَوَّلِ عَلَى اَلْأَخِ
خَيْرٌ لِلرَّجُل مِنْ وُلْدِهِ وَمَالِهِ » (2).
بيان: الأوّل هو وقت فضيلة الصلاة، والآخِر هو أواخر وقت الصلاة.
[44/328] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ فَضْلَ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ عَلَى
الْآخِرِ كَفَضْلِ اَلْآخِرَةِ عَلَى الدُّنْيَا »(3)
[329/ 45 ]قَالَ [الصَّادِقُ ] علیه السلام : أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ الله، وَآخِرُهُ عَفْو
الله ، وَالْعَفْو لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ ذَنْبٍ»(4)
[46/330] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِأَبِي بَصِيرٍ : مَا خَدَعُوكَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَلَا يَخْدَعُونَكَ فِي الْعَصْرِ، صَلَّهَا وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اَلَمَوْتُورُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ مَنْ ضَيَّعَ صَلَاةَ الْعَصْرِ»، قِيلَ: وَمَا الْمَوْتُورُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ؟ قَالَ: لَا يَكُونُ لَهُ عَهْدٌ وَلَا مَالٌ فِي الْجَنَّةِ»، قِيلَ: وَمَا تَضْيِيعُهَا؟ قَالَ: «يَدَعُهَا وَالله حَتَّى
تَصْفَرَّ أَوْ تِغِيبَ اَلشَّمْسُ »(5)
ص: 139
بيان :المال في الجنَّة يعني القصور والحور وأمثال ذلك. وقد ورد في روايات أخرى أنَّه يكون من ضيفان أهل الجنَّة، وهم من لا دار لهم ولا أهل في
الجنَّة، بل يتضيَّفون عند أهلها.
[ 331/ 47] عَنْ أَبِي سَلَام الْعَبْدِي، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُل يُؤَخِّرُ الْعَصَرَ مُتَعَمِّداً؟ قَالَ: «يَأْتِي هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْتِراً أَهْلَهُ وَمَالَهُ»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْجَنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا مَنْزِلَتُهُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «مَوْتِراً أَهْلَهُ وَمَالَهُ، يَتَضَيَّفُ أَهْلَهَا لَيْسَ لَهُ فِيهَا مَنْزل»(1).
[ 332/ 48] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَأَبْوَابُ اَلْجِنَانِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ، فَطُوبَى لَنْ رُفِعَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ عَمَلٌ صَالِحٌ »(2) .
[ 333 / 49] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَقُضِيَتِ اَلْحَوَائِجُ الْعِظَامُ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ وَقْتِ إِلَى أَي وَقْتٍ؟ فَقَالَ: «مِقْدَارُ مَا يُصَلِّي اَلرَّجُلُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَرَسُلاً »(3).
[50/334] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام: «إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ
السَّمَاءِ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَقُضِيَ فِيهَا الْحَوَائِجُ »(4).
[51/335] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِذَا
كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّه حَاجَةً فَاطْلُبُهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ »(5).
ص: 140
[52/336] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا فَاءَتِ الْأَفْيَاءُ، وَهَاجَتِ الْأَرْيَاحُ، فَاطْلُبُوا خَيْرَ الحُكْمِ مِنَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنَّهَا سَاعَةُ
الأوابين »(1).
[53/337] قَوْلُهُ علیه السلام: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ إِذَا زَالَ النَّهَارُ »(2) .
[54/338] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام،، قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ: «وَقْتُ المَغْرِبِ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَغَابَ قُرْصُهَا»، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَخَرَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَجَاءَ عُمَرُ، فَدَقَ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله نَامَ النِّسَاءُ، نَامَ الصَّبْيَانُ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم،
فَقَالَ: لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُونِي، وَلَا تَأْمُرُونِي، إِنَّمَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا »(3)
[339/ 55 ]عَنْ سَعِيدِ بْن عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ:
تَرْكُ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ فِي الْبَيْتِ يُورِثُ الْفَقْرَ...»، إلى أَنْ قالَ: «وَإِجَابَةُ الْمُؤَذِّنِ
يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ »(4).
[56/340] عَنِ البَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدِ عَبَدَ اللَّهَ بِشَيْءٍ مِنَ
ص: 141
اَلتَّمْجِيدِ أَفْضَلَ مِنْ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْهُ لَنَحَلَهُ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَاطِمَة َعلیها السلام»(1).
[ 57/341] عَنْ أَبِي خَالِدِ الْقَاطِ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ علیها السلام لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلَاةِ أَلْفِ رَكْعَةٍ
في كُلِّ يَوْمِ »(2).
[ 58/342 ]رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ: « اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)»[الأحزاب: 41] ، مَا هَذَا الذِّكْرُ الْكَثِيرُ؟ قَالَ: «مَنْ سَبَّحَ
تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ لَهَا فَقَدْ ذَكَرَ اللهَ الذِّكْرَ الْكَثِيرَ »(3).
[343 59/ ]عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ علیها السلام فِي دُبُرِ المَكْتُوبَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْسُطُ رِجْلَيْهِ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ اَلْجَنَّةَ »(4)
[60/344] عَنْ أَي هَارُونَ المَكْفُوفِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «يَا أَبَا السلام هَارُونَ، إِنَّا نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِتَسْبِيح فَاطِمَة علیها السلام كَمَا نَأْمرُهُمْ بِالصَّلَاةِ، فَالْزَمْهُ فَإِنَّهُ لَم
يَلْزَمْهُ عَبْدٌ فَشَقِي»(5).
[61/345] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ تَسْبِيحِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقُلْ اَللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ ، وَلَكَ السَّلَامُ، وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلَامُ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلَامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ
ص: 142
اَلرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، اَلسَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ الله وَرُسُلِهِ وَمَلَائِكَتِهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، ثُمَّ تُسَلَّمُ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَاحِداً وَاحِداً لها ، وَتَدْعُو بِمَا
أَحْيَيْتَ »(1).
[62/3461] عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ جَمَعْتُمْ مَا عِنْدَكُمْ مِنَ الشَّيَابِ وَالْآنِيَةِ ثُمَّ وَضَعْتُمْ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ تَرَوْنَهُ يَبْلُغُ السَّمَاءَ؟ قَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: يَقُولُ أَحَدُكُمْ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَهُنَّ يَدْفَعْنَ الْهُدْمَ وَالْغَرَقَ وَاَخْرَقَ وَالتَّرَدَّيَ فِي الْبِثْرِ وَأَكْلَ السَّبُعُ وَمِيتَةَ السَّوْءِ وَالْبَلِيَّةَ الَّتِي نَزَلَتْ عَلَى الْعَبْدِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ»(2) .
[ 63/347] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: قَالَ لِي الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: «مَنْ صَلَّى صَلَاةٌ مَكْتُوبَةً، ثُمَّ سَبَّحَ فِي دُبُرِهَا ثَلَاثِينَ مَرَّةً، لَمْ يَبْقَ عَلَى
لاهما بَدَنِهِ شَيْءٌ مِنَ الذُّنُوبِ إِلَّا تَنَاثَرَ »(3).
بيان :الظاهر أنّ المراد من التسبيح هو التسبيحات الأربعة.
[ 348 / 64] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام : «مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِيمَا بَيْنَ
اَلظُّهْرَيْنِ عَدَلَ سَبْعِينَ رَكْعَةً »(4).
ص: 143
[65/349 ]عَنِ الصَّبَّاح بْنِ سَيَابَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ شَيْئاً يَقِي اللَّهُ بِهِ وَجْهَكَ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ ؟»، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «قُلْ بَعْدَ اَلْفَجْرِ: اَللَّهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ يَقِي اللَّهُ بِهِ وَجْهَكَ مِنْ حَرِّ
جهنم»(1).
[ 350 / 66] عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَبِي اَلحَسَنِ علیه السلام: إِنْ رَأَيْتَ يَا سَيِّدِي أَنْ تُعَلِّمَنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي دُبُرِ صَلَوَاتِي يَجْمَعُ
اللَّهُ لِي بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَكَتَبَ علیه السلام : «تَقُولُ: أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيم، وَعِزَّتِكَ الَّتِي لَا تُرَامُ، وَقُدْرَتِكَ الَّتِي لَا يَمْتَنِعُ مِنْهَا شَيْءٌ مِنْ شَرِّ اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،
وَمِنْ شَرِّ الْأَوْجَاعِ كُلِّهَا » (2).
[67/351] عَنْ أَبِي بَكْرٍ اَلْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَدَعْ أَنْ يَقْرَأَ فِي دُبُرِ الْفَرِيضَةِ ب- (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ )، فَإِنَّ مَنْ قَرَأَهَا جَمَعَ اللهُ لَهُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَغَفَرَ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَمَا
وَلَدًا»(3).
[352/ 68] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّه قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَقَدْ تَخَلَّصَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يَتَخَلَّصُ الذَّهَبُ الَّذِي لَا كَدَرَ فِيهِ وَلَا يَطْلُبَهُ أَحَدٌ بِمَظْلِمَةٍ، فَلْيَقُلْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ نِسْبَةَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَيْهِ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الطَّاهِرِ الطُّهْرِ
ص: 144
اَلْمُبَارَكِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ، وَسُلْطَانِكَ الْقَدِيم أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، يَا وَاهِبَ الْعَطَايَا يَا مُطْلِقَ الْأَسَارَى، يَا فَكَاكَ الرّقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيَا آمِناً، وَأَنْ تُدْخِلَنِي اَلْجَنَّةَ سَالِمِاً، وَأَنْ تَجْعَلَ دُعَائِي أَوَّلَهُ فَلَاحاً، وَأَوْسَطَهُ نَجَاحاً، وَآخِرَهُ صَلَاحاً، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ»، ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «هَذَا مِنَ المَخْبِيَّاتِ مِمَّا عَلَّمَنِي رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، وَأَمَرَنِي أَنْ أُعَلَّمَهُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عليهما السلام»(1).
بيان :المقصود من نسبة الربِّ سورة التوحيد.
[169/353 ]عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلى علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَلَى أَعْوَادِ هَذَا الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ قَرَأَ آيَةَ الكُرْسِيِّ عَقِيبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ مَا يَمْنَعُهُ مِنْ دُخُولِ اَلْجَنَّةِ إِلَّا اَلَمَوْتُ، وَلَا يُوَاظِبُ عَلَيْهِ إِلَّا صِدِّيقُ أَوْ عَابِدٌ، وَمَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ مَنَامِهِ آمَنَهُ اللهُ فِي نَفْسِهِ وَبَيْتِهِ وَبُيُوتٍ مِنْ جِوَارِهِ » (2) .
[70/354] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، عَنْ
أَبِيهِ مُوسَى سَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَعِنْدَهُ أُيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَرْحَباً بِكَ، يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، يَا زَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِينَ، قَالَ لَهُ أَبَيُّ: وَكَيْفَ يَكُونُ يَا رَسُولَ الله زَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَحَدٌ غَيْرُكَ؟ قَالَ: يَا أَيُّ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيًّا إِنَّ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ علیه السلام فِي السَّمَاءِ أَكْبَرُ مِنْهُ فِي الْأَرْضِ...»، إلى أن قال: «وَلَقَدْ لُقّنَ
ص: 145
دَعَوَاتٌ مَا يَدْعُو بِهِنَّ مَخَلُوقٌ إِلَّا حَشَرَهُ اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ مَا مَعَهُ، وَكَانَ شَفِيعَهُ فِي آخِرَتِهِ، وَفَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كَرْبَهُ، وَقَضَى بِهَا دَيْنَهُ، وَيَسَّرَ أَمْرَهُ، وَأَوْضَحَ سَبِيلَهُ، وَقَوَّاهُ عَلَى عَدُوِّهِ، وَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: وَمَا هَذِهِ الدَّعَوَاتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تَقُولُ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَوَاتِكَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَلِمَاتِكَ، وَمَعَاقِدِ عَرْشِكَ، وَسُكَانِ سَمَاوَاتِكَ وَأَرْضِكَ ، وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لي، فَقَدْ رَهِقَنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرٌ ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ أَمْرِي يُسْراً، فَإِنَّ اللهَ علیه السلام يُسَهِّلُ أَمْرَكَ، وَيَشْرَحُ صَدْرَكَ، وَيُلَقِّنُكَ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ خُرُوج نَفْسِكَ »(1).
[355 / 7] سُئِلَ أَبو جَعْفَرِ البَاقِرُ علیه السلام عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ اللَّيْلِ إِلى أَنْ قال: قَالَ: «إِنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ فِي آخِرِهِ أَفْضَلُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ وَقْتُ الْإِجَابَةِ، وَهِيَ هَدِيَّةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى رَبِّهِ ، فَأَحْسِنُوا هَدَايَاكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ يُحْسِنِ اللَّهُ جَوَائِزَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يُوَاظِبُ عَلَيْهَا إِلَّا مُؤْمِنٌ أَوْ صِدِّيقٌ »(2).
[72/356 ]سَأَلَ عُمَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ لَهُ: زَوَالُ اَلشَّمْسِ نَعْرِفُهُ بِالنَّهَارِ، كَيْفَ لَنَا بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَ: «لِلَّيْلِ زَوَالٌ كَزَوَالِ الشَّمْسِ»،
قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ نَعْرِفُهُ؟ قَالَ: «بِالنُّجُومِ إِذَا إِنْحَدَرَتْ »(3).
ص: 146
[73/357] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهَبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
أَمَا يَرْضَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُومَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ وَيُوتِرَ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَيُكْتَبَ لَهُ
صَلَاةُ اللَّيْلِ»(1).
[74/358 ]عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قُتِلَ اَلحُسَيْنُ بْنُ
عَلىِّ علیه السلام، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ خَزْ دَكْنَاءُ، فَوَجَدُوا فِيهَا ثَلَاثَةٌ وَسِتِّينَ مِنْ بَيْنِ ضَرْبَةٍ
بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةِ بِالرُّمْحِ، أَوْ رَمْيَةٍ بِالسَّهْمِ »(2).
[75/359] لَمْ يُطْلِقِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم لُبْسَ الحَرِيرِ لِأَحَدٍ مِنَ الرِّجَالِ، إِلَّا لِعَبْدِ
اَلرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلاً قَمِلاً »(3).
[ 76/360] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَمْضَعُ عِلْكا، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، نَقَضَتِ الْوَسْمَةُ أَخْرَاسِي، فَمَضَغْتُ هَذَا الْعِلْكَ لِأَشُدَّهَا»، قَالَ: وَكَانَتِ اسْتَرْخَتْ، فَشَدَّهَا بِالذَّهَبِ »(4).
[361/ 77] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي
ص: 147
جَعْفَرٍ علیه السلام وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ جَدِيدَةٌ شَدِيدَةُ الْحُمْرَةِ، فَتَبَسَّمْتُ حِينَ دَخَلْتُ،
السلام فَقَالَ: «كَأَنِّي أَعْلَمُ لِمَ ضَحِكْتَ ؟ [ ضَحِكْتَ] مِنْ هَذَا الثَّوْبِ الَّذِي هُوَ عَلَيَّ، إِنَّ اَلثَّقَفِيَّةَ أَكْرَهَتْنِي عَلَيْهِ، وَأَنَا أُحِبُّهَا، فَأَكْرَهَتْنِي عَلَى لُبْسِهَا»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّا لَا نُصَلِّي فِي هَذَا، وَلَا تُصَلُّوا فِي الْمُشْبَعِ الْمُضَرَّج»، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ طَلَّقَهَا، فَقَالَ:
سَمِعْتُهَا تَبَرَأُ مِنْ عَلَيَّ علیه السلام، فَلَمْ يَسَعْنِي أَنْ أُمْسِكَهَا وَهِيَ تَبَرَأُ مِنْهُ »(1).
[362/ 78 ]عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٌّ علیهم السلام ، قَالَ: «إِنَّ السلام
الْإِنْسَانَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ وَكُلَّ شَيْءٍ حَوْلَهُ يُسَبِّحُ » (2).
[79/363 ]عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ إِلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ تَطَيَّبَ أَوَّلَ اَلنَّهَارِ لَمْ يَزَلْ عَقْلُهُ مَعَهُ إِلَى اللَّيْلِ، وَقَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «صَلَاةٌ
مُتَطَيِّبٍ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ صَلَاةً بِغَيْرِ طِيبٍ »(3).
[80/364 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «صَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ بِفَصٌ عَقِيقٍ تَعْدِلُ أَلْفَ رَكْعَةٍ بِغَيْرِهِ »(4).
[81/365] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلي علیهما السلام، قَالَ : «قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم: يَا
ص: 148
بُنَيَّ، تَخَتَمْ بِالْيَاقُوتِ وَالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ مَيْمُونٌ مُبَارَكٌ، وَكُلَّمَا نَظَرَ الرَّجُلُ فِيهِ إِلَى وَجْهِهِ يَزِيدُ نُوراً، وَالصَّلَاةُ فِيهِ سَبْعُونَ صَلَاةَ...»، إلى أن قال: «وَلَا تَخَتَّمْ فِي الشَّمَالِ، وَلَا بغَيْرِ الْيَاقُوتِ وَالْعَقِيقِ»(1).
[366 / 82] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنِ يَمُوتُ فِي أَرْضِ غُرْبَةٍ يَغِيبُ عَنْهُ فِيهَا بَوَاكِيهِ إِلَّا بَكَتْهُ بِقَاعُ اَلْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عزّو جلّ وَ عَلَيْهَا، وَبَكَتْهُ أَثْوَابُهُ، وَبَكَتْهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ الَّتِي كَانَ يَصْعَدُ فِيهَا عَمَلُهُ، وَبَكَى الْمَلَكَانِ
الْمُوَكَّلَانِ بِهِ »(2).
[ 367 / 83] اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنِّي لَأَكْرَهُ الصَّلَاةَ فِي مَسَاجِدِهِمْ، فَقَالَ: لَا تَكْرَهُ، فَمَا مِنْ مَسْجِدٍ بُنِي إِلَّا عَلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ وَصِيٌّ نَبِيٍّ قُتِلَ، فَأَصَابَ تِلْكَ الْبُقْعَةَ رَشَةٌ مِنْ دَمِهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا، فَأَدَّ فِيهَا الْفَرِيضَةَ وَالنَّوَافِلَ، وَاقْضِ فِيهَا مَا فَاتَكَ » (3) .
[ 368 / 84 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ مَشَىٰ إِلَى المَسْجِدِ لَمْ يَضَعْ
رِجْلاً عَلَى رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا سَبَّحَتْ لَهُ الْأَرْضُ إِلَى الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ »(4).
ص: 149
[369/ 85] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ كَانَ الْقُرْآنُ حَدِيثَهُ، وَالمَسْجِدُ بَيْتَهُ، بَنَى
اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ»(1).
[ 370 / 86] كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ: «مَن اِخْتَلَفَ إِلَى المَسَاجِدِ أَصَابَ إِحْدَى الثَّمَانِ: أَخاً مُسْتَفَاداً في الله عزّو جلّ، أَوْ عِلْماً مُسْتَطْرَفاً، أَوْ آيَةً مُحْكَمَةً، أَوْ رَحْمَةٌ مُنتَظَرَةٌ، أَوْ كَلِمَةً تَرُدُّهُ عَنْ رَدَى، أَوْ يَسْمَعُ كَلِمَةً تَدُلُّهُ عَلَى هُدًى، أَوْ يَتْرُكُ
ذَنْباً خَشْيَةً أَوْ حَيَاءً » (2) .
[371/ 8] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا نَزَلَتِ الا،
اَلْعَاهَاتُ وَالْآفَاتُ عُوفِيَ أَهْلُ اَلَمَسَاجِدِ»(3).
[88/372] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْن علیهما السلامِ لمَّا اسْتَقْبَلَهُ
للا مَوْلًى لَهُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ خَةٌ، وَمِطْرَفُ خَةٌ، وَعِمَامَةُ خَةٌ، وَهُوَ مُتَغَلِّفٌ بِالْغَالِيَةِ، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ أَهْيَّأَةِ إِلَى أَيْنَ؟»، قَالَ:
فَقَالَ: إِلَى مَسْجِدِ جَدِّي رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَخْطُبُ الحُورَ العِينَ إِلَى الله عزّو جلّ. »(4).
بيان: من المستحبَّات المذكورة خروج المؤمن إلى المسجد بكامل زينة، وقد أجاب الإمام السجَّاد علیه السلام من استغرب من خروجه في تلك الليلة الباردة بأنَّه خرج طالباً ثواب الله تعالى، والذي منه الحور العين، وكأنَّه خرج يخطب الحور
ص: 150
من ربِّ العالمين، وقد ورد في (الكافي) عَنْ دَاوُدَ الْعِجْيُّ مَوْلَى أَبي المَغْرَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «ثَلَاتٌ أُعْطِينَ سَمْعَ اَلخَلَائِقِ: الجَنَّةُ وَالنَّارُ وَاَلْحُورُ اَلْعِينُ، فَإِذَا صَلَّى الْعَبْدُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، وَزَوَّجْنِي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، قَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ، إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ سَأَلَكَ أَنْ تُعْتِقَهُ مِنِّي فَأَعْتِقْهُ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ سَأَلَكَ إِيَّايَ فَأَسْكِنْهُ فِيَّ، وَقَالَتِ الْحُورُ الْعِينُ: يَا رَبِّ، إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ خَطَبَنَا إِلَيْكَ فَزَوِّجُهُ مِنَّا، فَإِنْ هُوَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ وَلَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ، قُلْنَ اَلْحُورُ الْعِينُ : إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ فِينَا لَزَاهِدٌ، وَقَالَتِ اَلْجَنَّةُ: إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ فِي لَزَاهِدٌ، وَقَالَتِ النَّارُ: إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ فِي جَاهِلٌ»(1) .
[89/373] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم فِي حَدِيثٍ طَوِيل أَنَّهُ رَأَى لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مَكْتُوبَةً عَلَى الْبَابِ السَّادِسِ مِنَ الْجَنَّةِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ وَلِيُّ الله، مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ قَبْرُهُ وَاسِعاً
فَسِيحاً فَلْيَيْن اَلَمَسَاجِدَ »(2) .
[90/374 ]عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم فِي فَصْل مُعْجِزَاتِ أَقْوَالِهِ صلى الله عليه وسلم : "إِنَّكُمْ تَفْتَحُونَ رُومِيَةَ، فَإِذَا فَتَحْتُمْ كَنِيسَتَهَا الشَّرْقِيَّةَ فَاجْعَلُوهَا مَسْجِداً، وَعُدُّوا سَبْعَ بَلَاطَاتٍ، ثُمَّ اِرْفَعُوا الْبَلَاطَةَ الثَّامِنَةَ، فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَ تَحْتَهَا عَصَا مُوسَى علیه السلام،
ص: 151
[ 91/375] عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً
تَأْنِيتُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم،
، فَقَالَ لَهُ: «أخرُج مِنْ مَسْجِدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
يَا مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ الله»، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَعَنَ
اللهُ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَقْذَرُ شَيْءٍ »(1).
[376 / 92] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم جَالِساً فِي لا المَسْجِدِ حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ بِهِ تَأْنِيةٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَكَبَّ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فِي الْأَرْضِ يَسْتَرْجِعُ، ثُمَّ قَالَ: مِثْلُ هَؤُلَاءِ فِي أُمَّتِي، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هَؤُلَاءِ فِي أُمَّةٍ إِلَّا عُذْبَتْ قَبْلَ السَّاعَةِ »(2).
بيان: موقف الإسلام من المخنَّثين والشاذَّين واضح وشديد، وذلك لشدَّة فساد هذا الانحراف وتأثيره على حياة الإنسان الطبيعيَّة، وعلى الحياة الاجتماعيَّة بشكل عامُّ، وعواقبه الوخيمة على الحشمة والعفَّة، وعلى الأُسلوب الطبيعي في علامات ،الجنين وما ينتج منها من تناسل شرعي و انتساب للأولاد للآباء.
كلُّ ذلك سينقلب رأساً على عقب بفسح المجال، والسكوت عن الشذوذ الجنسي، والانسياق وراء العناوين الكاذبة التي يُراد منها تسريب الانحراف والشذوذ إلى المجتمعات تمهيداً لتحطيم شخصيتها وقطع نسلها، ومن ثَمَّ تمزيق
نظام الأسرة المبنيَّ على الطبعة السليمة والفطرة السويَّة.
ص: 152
[93/377] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ قُمامَةٌ، وَقُمامَهُ
اَلمَسْجِدِ: لَا وَالله وَبَلَى وَالله »(1) .
[ 94/378] سَمِعَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلاً يُنْشِدُ ضَالَّةٌ فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ: «قُولُوا
لَهُ: لَا رَدَّ اللهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّهَا لِغَيْرِ هَذَا بُنِيَتْ »(2).
[95/379] اِبْنُ شَهْرَآشُوبَ فِي( المَنَاقِبِ): رَأَى عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْن علیهما السلامِ اَلحَسَنَ الْبَصْرِيَّ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ يَقُصُّ ، فَقَالَ: «يَا هَنَاهُ، أَتَرْضَى نَفْسُكَ لَلْمَوْتِ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ: «فَعَمَلُكَ لِلْحِسَاب؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَثَمَّ دَارُ الْعَمَلِ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ: «فَلِلَّهِ فِي الْأَرْضِ مَعَاذْ غَيْرُ هَذَا الْبَيْتِ؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: فَلِمَ تَشْغَلُ النَّاسَ عَن الطَّوَافِ؟»، ثُمَّ مَضَى، قَالَ اَحْسَنُ: مَا دَخَلَ مَسَامِعِي مِثْلُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ، أَتَعْرِفُونَ هَذَا الرَّجُلَ؟ قَالُوا: هَذَا زَيْنُ الْعَابِدِينَ علیه السلام ،
فَقَالَ اَلْحَسَنُ : ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ »(3).
[ 96/380] عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام :
ص: 153
اَلصَّلَاةُ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ عليها السلام أَفْضَلُ أَوْ فِي الرَّوْضَةِ؟ قَالَ: «فِي بَيْتِ
فَاطِمَة علیها السلام»(1).
[97/381] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاج، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ علیه السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ غَدِيرِ حُمِّ بِالنَّهَارِ وَأَنَا مُسَافِرٌ، فَقَالَ: «صَلِّ فِيهِ فَإِنَّ فِيهِ فَضْلاً، وَقَدْ كَانَ أَبي علیه السلام يَأْمُرُ بِذَلِكَ »(2)
بيان: قال الشيخ صاحب الجواهر رحمه الله : ( وكذا يُستحَبُّ للراجع على طريق المدينة الصلاة في مسجد غدير خُمِّ، والإكثار فيه من الدعاء، وهو موضع النصِّ من رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على أمير المؤمنين علیه السلام ) (3).
وَقَدْ رُوِيَ فِي (الكافي) بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَسَّانَ اَلْجَمَالِ، قَالَ: حَمَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام مِنَ المَدِينَةِ إلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى مَسْجِدِ الْغَدِيرِ نَظَرَ إِلَى مَيْسَرَةِ المَسْجِدِ فَقَالَ: ذَلِكَ مَوْضِعُ قَدَم رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم حَيْثُ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ
مولاه»(4) .
[153 / 98] رُوِيَ عَنِ الْأَصْبَغ بْنِ نُبَاتَةَ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ حَوْلَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ علیه السلام في مَسْجِدِ الْكُوفَةِ إِذْ قَالَ: «يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، لَقَدْ حَبَاكُمُ اللهُ عزّو جلّ بِمَا لَمْ يَحْبُ بِهِ أَحَداً مِنْ فَضْلِ، مُصَلَّاكُمْ بَيْتِ آدَمَ وَبَيْتِ نُوحٍ وَبَيْتِ إِدْرِيسَ،
ص: 154
وَمُصَلَّى إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَمُصَلَّى أَخِي الخَضِرِ علیهم السلام ، وَمُصَلَّايَ، وَإِنَّ مَسْجِدَكُمْ
هَذَا لَأَحَدُ الْأَرْبَعَةِ المَسَاجِدِ الَّتِي اِخْتَارَهَا اللهُ عزّو جلّ وَلا لِأَهْلِهَا، وَكَأَنِّي بِهِ قَدْ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يَتَشَبَّهُ بِالْمُحْرِمِ ، وَيَشْفَعُ لِأَهْلِهِ وَمَنْ يُصَلِّي فِيهِ، فَلَا تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ، وَلَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يُنْصَبَ اَلْحَجَرُ الْأَسْوَدُ فِيهِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ زَمَانٌ يَكُونُ مُصَلَّى المَهْدِي مِنْ وُلْدِي، وَمُصَلَّى كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَلَا يَبْقَى عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ بِهِ أَوْ حَنَّ قَلْبُهُ إِلَيْهِ، فَلَا تَهْجُرُوهُ، وَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّه عزّو جلّ وَ بِالصَّلَاةِ فِيهِ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِكُمْ ، فَلَوْ يَعْلَمُ اَلنَّاسُ مَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ لَأَتَوْهُ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ، وَلَوْ حَبْوا عَلَى الثَّلْجِ»(1) .
بيان: ذكر صاحب (معجم البلدان )أنَّه في سنة (317ه-) أُخِذَ الحجر الأسود من مكَّة من قِبَل القرامطة إلى أرض الأحساء، ثمّ قبل إرجاعه إلى مكَّة نُقِلَ إلى مسجد الكوفة، وعُلَّق على الأسطوانة السابعة، ثمّ أرجعوه إلى
مكَّة (2).
[99/383 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ) وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَرَدْتُ المَسْجِدَ الْأَقْصَى، فَأَرَدْتُ أَنْ أُسَلَّمَ عَلَيْكَ وَأَوَدْعَكَ، فَقَالَ لَهُ: وَأَيَّ شَيْءٍ أَرَدْتَ بِذَلِكَ؟ فَقَالَ: اَلْفَضْلَ جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ : فَبِعْ رَاحِلَتَكَ، وَكُلْ زَادَكَ، وَصَلِّ فِي هَذَا المَسْجِدِ، فَإِنَّ اَلصَّلَاةَ اَلمَكْتُوبَةَ فِيهِ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، وَالنَّافِلَةَ عُمْرَةٌ مَبْرُورَةٌ، وَالْبَرَكَةَ فِيهِ عَلَى اِثْنَيْ
عَشَرَ مِيلاً، يَمِينُهُ يُمْنٌ، وَيَسَارُهُ مَكْرُ، وَفِي وَسَطِهِ عَيْنٌ مِنْ دُهْنِ، وَعَيْنٌ مِنْ لَبَنِ. وَعَيْنٌ مِنْ مَاءٍ شَرَابِ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَعَيْنٌ مِنْ مَاءٍ طُهْرٍ لِلْمُؤْمِنِينَ، مِنْهُ سَارَتْ سَفِينَةٌ
ص: 155
نُوحٍ، وَكَانَ فِيهِ (نَسْرٌ وَيَغُوتُ وَيَعُوقُ)، وَصَلَّى فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا وَسَبْعُونَ وَصِيَّا أَنَا أَحَدُهُمْ، وَقَالَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِهِ، مَا دَعَا فِيهِ مَكْرُوبٌ بِمَسْأَلَةٍ فِي حَاجَةٍ مِنَ الحَوَائِج إِلَّا أَجَابَهُ اللهُ، وَفَرَّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ »(1).
بيان: (نسر ويغوث ويعوق) تلك أسماء أصنام كانت في الجاهليَّة، كلُّ
منها لقبيلة من القبائل ،تعبدها، وروي عن ابن عبّاس أنّها كانت أصناماً تُعبد منذ
زمن نوح علیه السلام(2).
[100/384] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيٌّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام لَنَا أَتَى مَسْجِدَ الْكُوفَةِ عَمْداً مِنَ المَدِينَةِ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَأَخَذَ
اَلطَّريقَ (3).
[ 11/385] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا عَرَفْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیه السلام أَنِّي رَأَيْتُ رَجُلاً دَخَلَ مِنْ بَابِ الْفِيلِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى بِثْرَ الزَّكَاةِ، وَهِيَ عِنْدَ دَارِ صَالِحٍ بْنِ عَلِيٍّ ، وَإِذَا بِنَاقَتَيْنِ مَعْقُولَتَيْنِ، وَمَعَهُمَا غُلَامٌ أَسْوَدُ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا عَلَى بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام النَا، فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ
ص: 156
عَلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: مَا أَقْدَمَكَ بِلاداً قُتِلَ فِيهَا أَبُوكَ وَجَدُّكَ؟ فَقَالَ: «زُرْتُ أَبِي،
وَصَلَّيْتُ فِي هَذَا المَسْجِدِ»، ثُمَّ قَالَ: «هَا هُوَ ذَا وَجْهِي »(1) .
[102/386] ذَكَرَ حَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ طَحَالٍ الْمِقْدَادِيُّ رضی الله عنه أَنَّ زَيْنَ الْعَابِدِينَ علیه السلام وَرَدَ الْكُوفَةَ، وَدَخَلَ مَسْجِدَهَا وَبِهِ أَبو حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ، وَكَانَ مِنْ زُهَادِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَمَشَايِخِهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ أَبُو حَمْزَةَ: فَمَا سَمِعْتُ أَطْيَبَ مِنْ هَجَتِهِ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ لأَسْمَعَ مَا يَقُولُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِوِي إِنْ كَانَ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ اَلْإِقْرَارِ بِوَحْدَانِيَّتِكَ مَنَّا مِنْكَ عَلَيَّ لَا مَنَّا مِنِّي عَلَيْكَ، وَالدُّعَاءُ مَعْرُوفٌ ، ثُمَّ نَهَضَ، قَالَ أَبو حَمْزَةَ: فَتَبِعْتُهُ إِلَى مُناخ الْكُوفَةِ، فَوَجَدْتُ عَبْداً أَسْوَدَ مَعَهُ نَجِيبٌ وَنَاقَةٌ، فَقُلْتُ: يَا أَسْوَدُ، مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: أَوَ تَخْفَىٰ عَلَيْكَ شَمَائِلُهُ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ اَلحُسَيْنِ علیه السلام، قَالَ أَبو حَمْزَةَ: فَانْكَبَيْتُ عَلَى قَدَمَيْهِ أَقَبلُهُم، فَرَفَعَ رَأْسِي بِيَدِهِ، فَقَالَ: «لَا
يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّمَا يَكُونُ السُّجُودُ الله عزّو جلّ »، فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا أَقْدَمَكَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «مَا رَأَيْتَ، وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِيهِ مِنَ الفَضْلِ لَأَتَوْهُ وَلَوْ حَبْوا »(2).
بیان: قول الإمام علیه السلام: «مَا رَأَيْتَ »، أي ما رأيت من صلاتي في مسجد
الكوفة لفضله، «وَلَوْ عَلِمَ اَلنَّاسُ مَا فِيهِ مِنَ الفَضْلِ لَأَتَوْهُ وَلَوْ حَبْوا»، فمجيء الإمام علیه السلام من المدينة إنَّما هو فقط ليحصل على فضل الصلاة في مسجد الكوفة،
وهذا لا ينافي أنْ يكون الإمام علیه السلام قد زار جدَّه أمير المؤمنين علیه السلام، والإمام
الشهيد بكربلاء علیه السلام.
[387/ 103] عَنِ الْمُفَضَّل بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: صَلَاةٌ
فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ مِنَ المَسَاجِدِ» (3).
ص: 157
[ 104/388] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ اَلْكُوفَةِ: «أَتُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ كُلَّ صَلَاتِكَ؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «أَتَغْتَسِلُ مِنْ فُرَاتِكُمْ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَفِي كُلِّ جُمْعَةٍ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ: «فَفِي كُلِّ شَهْرٍ ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ: «فَفِي كُلِّ سَنَةٍ؟»، قَالَ: لَا ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : إِنَّكَ لَمَحْرُومٌ مِنَ الخَيْرِ»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَتَزُورُ قَبْرَ اَلْحُسَيْنِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ: «فَفِي كُلِّ شَهْرٍ؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فِي كُلِّ سَنَةٍ؟»، قَالَ: لَا ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: «إِنَّكَ لَمَحْرُومٌ مِنَ
الخير»(1).
105/389] عَنْ سَلَّامٍ الْخَنَّاطِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ المَسَاجِدِ الَّتِي لَهَا الفَضْلُ، فَقَالَ: «اَلمَسْجِدُ اَلْخَرَامُ، وَمَسْجِدُ اَلرَّسُولِ صلی الله علیه و آله وسلم، قُلْتُ: وَالمَسْجِدُ الْأَقْصَى، جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ فَقَالَ: «ذَاكَ فِي السَّمَاءِ، إِلَيْهِ أُسْرِيَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنَّهُ بَيْتُ المَقْدِسِ، فَقَالَ:
مَسْجِدُ اَلْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْهُ» (2) .
[ 106/390] عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَجَرَةَ، عَنْ بَعْضِ وُلْدِ مِيثَمٍ، قَالَ: كَانَ أَمِيرُ
ص: 158
المُؤْمِنِينَ علیه السلام يُصَلِّي إِلَى الْأَسْطُوَانَةِ السَّابِعَةِ مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ
السَّابِعَةِ مِقْدَارُ تَمَرَّ عَنْزِ »(1).
[391/ 107] قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام وَذَكَرَ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ
مَنْزِلُ صَاحِبِنَا إِذَا قَامَ بِأَهْلِهِ»(2).
[392/ 108] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، 108] كَأَنِّي أَرَى نُزُولَ الْقَائِمِ فِي مَسْجِدِ اَلسَّهْلَةِ بِأَهْلِهِ وَعِيَالِهِ»، قُلْتُ: يَكُونُ مَنْزِلَهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُوَ مَنْزِلُ إِدْرِيسَ علیه السلام ، وَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا وَقَدْ صَلَّى فِيهِ، فِيهِ، وَاَلَم- وَالْقِيمُ فِيهِ كَالمُقِيمِ فِي فُسْطَاطِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَقَلْبُهُ يَحِنُ إِلَيْهِ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ وَلَا لَيْلَةٍ إِلَّا وَالمَلَائِكَةُ يَأْوُونَ إِلَى هَذَا المَسْجِدِ يَعْبُدُونَ اللَّهَ فِيهِ. يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ مَا صَلَّيْتُ صَلَاةَ إِلَّا فِيهِ، ثُمَّ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا اِنْتَقَمَ اللهُ لِرَسُولِهِ وَلَنَا أَجْمَعِينَ»(3).
[109/393] عَنْ أَبِي بَكْرٍ اَلْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَيُّ بِقَاعِ الْأَرْضِ أَفْضَلُ بَعْدَ حَرَمِ اللهِ وَحَرَم رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم؟ فَقَالَ: «الْكُوفَةُ. يَا بَكْرِ، هِيَ الزَّكِيَّةُ الطَّاهِرَةُ، فِيهَا قُبُورُ النَّبِيِّينَ الْمُرْسَلِينَ، وَغَيْرِ المُرْسَلِينَ، وَالْأَوْصِيَاءِ الصَّادِقِينَ، وَفِيهَا مَسْجِدُ سُهَيْلِ الَّذِي لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا وَقَدْ صَلَّى
ص: 159
فِيهِ، وَمِنْهَا يَظْهَرُ عَدْلُ الله ، وَفِيهَا يَكُونُ قَائِمُهُ وَالْقُوَّامُ مِنْ بَعْدِهِ، وَهِيَ مَنَازِلُ
النَّبِيِّينَ وَالْأَوْصِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ » (1).
[110/394 ] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَزَّازِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام ، قَالَ:
قَالَ: بِالْكُوفَةِ مَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ السَّهْلَةِ، لَوْ أَنَّ عَمِّي زَيْداً أَتَاهُ فَصَلَّى فِيهِ وَاسْتَجَارَ اللَّهَ لَأَجَارَهُ عِشْرِينَ سَنَةً فِيهِ مُنَاخُ الرَّاكِبِ، وَبَيْتُ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ علیه السلام
، وَمَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ فَصَلَّى فِيهِ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ وَدَعَا اللَّهَ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ كُرْبَتَهُ »(2).
[395 / 111] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : لَوِ اسْتَجَارَ عَمِّي زَيْدٌ بِهِ (أي بمسجد السهلة ل)َأَجَارَهُ اللهُ سَنَةٌ، ذَلِكَ مَوْضِعُ بَيْتِ إِدْرِيسَ علیه السلام الَّذِي كَانَ يَحِيطُ فِيهِ، وَهُوَ اَلمَوْضِعُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ إِبْرَاهِيمُ علیه السلام إِلَى الْعَمَالِقَة، وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ دَاوُدُ إِلَى جَالُوتَ، وَتَحْتَهُ صَخْرَةٌ خَضْرَاءُ، فِيهَا صُورَةٌ وَجْهِ كُلِّ نَبِيٍّ خَلَقَهُ اللهُ ، وَمِنْ تَحْتِهِ أُخِذَتْ طِينَةٌ كُلِّ نَبِيٍّ، وَهُوَ مَوْضِعُ الرَّاكِبِ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا الرَّاكِبُ؟ قَالَ: «اَلْخَضِرُ علیه السلام » (3).
[396/112] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «تُصَلِّي فِي المَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَكُمْ [الَّذِي]تُسَمُّونَهُ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ، وَ نَحْنُ نُسَمِّيهِ مَسْجِدَ الشّرَى؟»، قُلْتُ: إِنِّي أَصَلِّي فِيهِ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «إِثْتِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِهِ مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ
اللهُ كُرْبَتَهُ - أَوْ قَالَ: قَضَى حَاجَتَهُ ، وَفِيهِ زَبَرْجَدَةٌ فِيهَا صُورَةٌ كُلِّ نَبِيٍّ وَكُلِّ وَصِيٍّ »(4).
ص: 160
[397/ 113] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قال: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ هما :
مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ اَلسَّهْلَةِ رَكْعَتَيْنِ زَادَ اللهُ فِي عُمُرِهِ سَنَتَيْنِ»(1).
[114/398] عَنْ بَشَّارٍ الْمُكَارِي، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام بِالْكُوفَةِ، وَقَدْ قُدِّمَ لَهُ طَبَقُ رُطَبٍ طَبَرْزَدٍ، وَهُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ لي: «يَا بَشَّارُ، اُدْنُ، فَكُلْ، فَقُلْتُ: هَنَاكَ اللهُ وَجَعَلَنِي فِدَاكَ، قَدْ أَخَذَتْنِي الْغَيْرَةُ مِنْ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ فِي طَرِيقِي أَوْجَعَ قَلْبِي وَبَلَغَ مِنِّي، فَقَالَ لِي: «بِحَقِّي لَمَّا دَنَوْتَ فَأَكَلْتَ»، قَالَ: فَدَنَوْتُ وَأَكَلْتُ ، فَقَالَ لِي : حَدِيثَكَ؟»، قُلْتُ: رَأَيْتُ حِلْوَازاً
لي: يَضْرِبُ رَأْسَ اِمْرَأَةِ وَيَسُوقُهَا إِلَى الْخَبْسِ، وَهِيَ تُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهَا: المُسْتَغَاتُ بِالله وَرَسُولِهِ، وَلَا يُغِيتُهَا أَحَدٌ، قَالَ: «وَلِمَ فَعَلَ بِهَا ذَاكَ؟»، قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنَّهَا عَثَرَتْ، فَقَالَتْ: لَعَنَ اللَّهُ ظَالِمِيكِ يَا فَاطِمَةُ، فَارْتَكَبَ مِنْهَا مَا ارْتَكَبَ، قَالَ: فَقَطَعَ الْأَكْلَ، وَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى ابْتَلَّ مِنْدِيلُهُ وَحِيتُهُ وَصَدْرُهُ بِالدُّمُوعِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا بَشَّارُ، قُمْ بِنَا إِلَى مَسْجِدِ اَلسَّهْلَةِ، فَنَدْعُوَ اللَّهَ عزّو جلّ وَ وَنَسْأَلَهُ خَلَاصَ هَذِهِ اَلَمَرْأَةِ»، قَالَ: وَوَجَّهَ بَعْضَ الشَّيعَةِ إِلَى بَابِ السُّلْطَانِ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ بِأَنْ لَا يَبْرَحَ إِلَى أَنْ يَأْتِيَهُ رَسُولُهُ، فَإِنْ حَدَثَ بِالمَرْأَةِ حَدَتْ صَارَ إِلَيْنَا حَيْثُ كُنَّا، قَالَ: فَصِرْنَا إِلَى مَسْجِدِ السَّهْلَةِ، وَصَلَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَفَعَ الصَّادِقُ علیه السلام يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ...»، الدعاء مذكور في كُتب الأدعية والمزار، قَالَ: ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً لَا أَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا النَّفَسَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ
ص: 161
فَقَالَ: «قُمْ فَقَدْ أَطْلِقَتِ اَلَمَرْأَةُ»، قَالَ: فَخَرَجْنَا جَمِيعاً، فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي بَعْضِ اَلطَّرِيقِ إِذْ حَقَ بِنَا الرَّجُلُ الَّذِي وَجَّهْنَاهُ إِلَى بَابِ السُّلْطَانِ، فَقَالَ لَهُ: «مَا اَلْخَبَرُ؟»، قَالَ : لَقَدْ أُطْلِقَ عَنْهَا ، قَالَ : كَيْفَ كَانَ إِخْرَاجُهَا؟»، قَالَ: لَا أَدْرِي، وَلَكِنَّنِي كُنْتُ وَاقِفاً عَلَى بَابِ السُّلْطَانِ إِذْ خَرَجَ حَاجِبٌ فَدَعَاهَا، فَقَالَ لَهَا: مَا اَلَّذِي تَكَلَّمْتِ بِهِ ، قَالَتْ: عَثَرْتُ ، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللهُ ظَالِمِيكِ يَا فَاطِمَةُ ، فَفَعَلَ بِي مَا فَعَلَ، قَالَ: فَأَخْرَجَ مِائَتَيْ دِرْهَم وَقَالَ: خُذِي هَذِهِ وَاجْعَلِي اَلْأَمِيرَ فِي حِلٌّ، فَأَبَتْ أَنْ تَأْخُذَهَا، فَلَا رَأَى ذَلِكَ مِنْهَا دَخَلَ وَأَعْلَمْ صَاحِبَهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: انْصَرِ فِي إِلَى بَيْتِكِ، فَذَهَبَتْ إِلَى مَنْزِهَا»(1).
[399/ 115 عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ: مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم، إِذَا قَامَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَفْتِحَ الصَّلَاةَ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ صَلَاتِي، وَأَتَقَرَّبُ بِهِمْ إِلَيْكَ، فَاجْعَلْنِي بهمْ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ، فَاخْتِمْ لِي بِطَاعَتِهِمْ وَمَعْرِفَتِهِمْ وَوَلَايَتِهِمْ، فَإِنَّهَا السَّعَادَةُ ، وَاخْتِمْ لِي بِهَا فَإِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ثُمَّ تُصَلِّي، فَإِذَا اِنْصَرَفْتَ قُلْتَ: اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءِ، وَاجْعَلْنِي مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ مَثْوًى وَمُنْقَلَبٍ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيَايَ حيَاهُمْ، وَمَمَاتِي فَمَاتَهُمْ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا، وَلَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (2) .
ص: 162
[ 400 / 116] كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: «مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَقَالَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ وَيُكَبِّرَ : يَا مُحْسِنُ قَدْ أَتَاكَ المُسِيءُ، وَقَدْ أَمَرْتَ المُحْسِنَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ المُسِيءِ، وَأَنْتَ اَلْمُحْسِنُ وَأَنَا المَسِيءُ ، فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَجَاوَزْ عَنْ قَبيح مَا تَعْلَمُ مِنِّي، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: مَلَائِكَتِي اِشْهَدُوا أَنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، وَأَرْضَيْتُ عَنْهُ أَهْلَ تَبِعَاتِهِ » (1).
***
ص: 163
ص: 164
ص: 165
ص: 166
[1/401] عَنْ أَبِي غُرَّةَ، قَالَ: قَالَ لي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «اَلْبَيْتُ قِبْلَهُ
المَسْجِدِ، وَالمَسْجِدُ قِبْلَةٌ مَكَّةَ، وَمَكَةُ قِبْلَةُ الْحَرَم، وَالْحَرَمُ قِبْلَةُ الدُّنْيَا »(1)
[ 402 / 2 ]قَالَ علیه السلام: «لَا تُصَلِّ المَكْتُوبَةَ فِي جَوْفِ الكَعْبَةِ، وَلَا بَأْسَ أَنْ لا تُصَلِّيَ فِيهَا النَّافِلَةَ»(2).
[3/403] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَليَّ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَذَانِ وَمَا يَقُولُ اَلنَّاسُ، قَالَ: «اَلْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَى نَبِيِّكُمْ، وَتَزْعُمُونَ أَنَّهُ أَخَذَ الْأَذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، بَلْ سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام يَقُولُ: أَهْبَطَ اللَّهُ وَ مَلَكاً حِينَ عُرِجَ بِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَأَذَّنَ مَثْنَى مَثْنَى ، وَأَقَامَ مَثْنَى مَثْنَى، ثُمَّ قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ يَا
مُحَمَّدُ، هَكَذَا أَذَانُ الصَّلَاةِ »(3) .
[4/404] عَنِ الْحَلَبِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِذَا أَذَنْتَ وَأَقَمْتَ
صَلَّى خَلْفَكَ صَفَانِ مِنَ المَلَائِكَةِ، وَإِذَا أَقَمْتَ صَلَّى خَلْفَكَ صَفٌ مِنَ المَلَائِكَةِ »(4).
ص: 167
[5/405] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: لِلْمُؤَذِّنِ فِيمَا بَيْنَ
اَلْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ المُتَشَحْطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيل الله عزَّ و جلَّ»، قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّهُمْ يَجْتَلِدُونَ عَلَى اَلْأَذَانِ، قَالَ: كَلَّا، إِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
يَطْرَحُونَ الْأَذَانَ عَلَى ضُعَفَائِهِمْ، وَتِلْكَ حُومٌ حَرَّمَهَا اللهُ عَلَى النَّارِ»(1).
[6/406] رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا قُبِضَ أَنَّهُ لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم امْتَنَعَ بِلَالٌ مِنَ الْأَذَانِ، وَقَالَ: لَا أُؤَذِّنُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَإِنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا قَالَتْ ذَاتَ يَوْمٍ: إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَ مُؤَذِّنِ أَبِي صلی الله علیه و آله وسلم بِالْأَذَانِ»، فَبَلَغَ ذَلِكَ
بِلَالاً، فَأَخَذَ فِي الْأَذَانِ، فَلَمَّا قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ذَكَرَتْ أَبَاهَا صلی الله علیه و آله وسلم وَأَيَّامَهُ، فَلَمْ تَتَمَالَكَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، شَهَقَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام شَهْقَةٌ، وَسَقَطَتْ لِوَجْهِهَا، وَغُشِيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ النَّاسُ لِبِلالِ أَمْسِكْ يَا بِلالُ، فَقَدْ فَارَقَتِ ابْنَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم اَلدُّنْيَا، وَظَنُّوا أَنَّهَا
قَدْ مَاتَتْ، فَقَطَعَ أَذَانَهُ، وَلَمْ يُتِمَّهُ، فَأَفَاقَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام، وَسَأَلَتْهُ أَنْ يُتِمَّ اَلْأَذَانَ، فَلَمْ يَفْعَلْ، وَقَالَ لَهَا: يَا سَيِّدَةَ النِّسْوَانِ، إِنِّي أَخْشَى عَلَيْكِ مِمَّا تُنْزِلِينَهُ
بِنَفْسِكِ إِذَا سَمِعْتِ صَوْتِي بِالْأَذَانِ، فَأَعْفَتُهُ عَنْ ذَلِكَ»(2).
[7/407 ]عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيهِ وَقَدْ وُعِكَ، فَقَالَ لَهُ: «مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيَّرَ اَللَّوْنِ؟»، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وُعِكْتُ وَعَكاً شَدِيداً مُنْذُ شَهْرٍ، ثُمَّ لَم تَنْقَلِعِ
ص: 168
اَلْحُمَّى عَنِّي، وَقَدْ عَالَجَتُ نَفْسِي بِكُلِّ مَا وَصَفَهُ ليَ الْمُتَرَفِّقُونَ، فَلَمْ أَنْتَفِعْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام: حُلَّ أَزْرَارَ قَمِيصِكَ، وَأَدْخِلْ رَأْسَكَ فِي قَمِيصِكَ، وَأَذَّنْ وَأَقِمْ، وَاِقْرَأْ سُورَةَ اَلْحَمْدِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَكَأَنَّمَا نَشَطْتُ مِنْ عِقَالٍ(1).
[8/408]عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، أَذَّنَ جَبْرَئِيلُ وَأَقَامَ لِلصَّلَاةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، تَقَدَّمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : تَقَدَّمْ، يَا جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّا لَا نَتَقَدَّمُ عَلَى
الْآدَمِيِّينَ مُنْذُ أُمِرْنَا بِالسُّجُودِ لِآدَمَ »(2) .
[9/409] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَنْ لَمْ يَأْكُلِ اللَّحْمَ أَرْبَعِينَ يَوْماً سَاءَ
خُلْقُهُ، وَمَنْ سَاءَ خُلْقُهُ فَأَذْنُوا فِى أُذُنِهِ» (3).
[10/410] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم عَنْ تَفْسِيرِ الْأَذَانِ، فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ الْأَذَانُ حُجَّةٌ عَلَى أُمَّتِي...»، إلى أن قال: «إِجَابَةُ المُؤَذِّنِ
كَفَّارَةُ الذُّنُوب »(4)
بيان :معنى إجابة المؤذِّن أن يقول السامع للأذان ما يقوله المؤذِّن تبعاً له.
ص: 169
[ 411/ 11 ] عَنْ سَعِيدِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ:
«تَرْكُ نَسْجِ الْعَنْكَبوتِ فِي الْبَيْتِ يُورِثُ الْفَقْرَ ...»، إلى أن قال: «وَإجَابَةُ المُؤَذْنِ
يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ »(1)
[ 412 / 12] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ أَذَانَ اَلصُّبْح: اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِقْبَالِ نَهَارِكَ ، وَإِدْبَارِ لَيْلِكَ، وَحُضُورِ صَلَوَاتِكَ، وَأَصْوَاتِ دُعَاتِكَ أَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يَسْمَعُ أَذَانَ المَغْرِبِ،
ثُمَّ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ لَيْلَتِهِ مَاتَ تَائِباً »(2) .
[ 13/413 ] قَدْ رُوِيَ فِي خَبَرِ آخَرَ أَنَّ الصَّادِقَ علیه السلام سُئِلَ عَنْ مَعْنَى حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ ، فَقَالَ: «خَيْرُ الْعَمَلِ الْوَلَايَةٌ»، وَفِي خَبَرِ آخَرَ: «خَيْرُ الْعَمَل بِرُّ
فَاطِمَةَ وَوُلْدِهَا علیهم السلام » (3).
[14/414] عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَكَانَ مَعَهُ نَافِعُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَنَظَرَ نَافِعٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي رُكْنِ الْبَيْتِ وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ، مَنْ هَذَا الَّذِي تَتَكَافَأُ عَلَيْهِ النَّاسُ ؟ فَقَالَ : هَذَا نَبِيُّ أَهْل الْكُوفَةِ، مُحَمَّدُ بْنُ
ص: 170
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، فَقَالَ نَافِعُ: لَآتِيَنَّهُ، فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ
مَسَائِلَ لَا يُحِيبُنِي فِيهَا إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ ..."، إلى أَنْ قالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّه : «وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ...» (45)» الآية [الزخرف: 45]، [مَنْ ذَا
الَّذِي سَأَلَ مُحَمَّدٌ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِيسَى خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ؟ قَالَ: فَتَلَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ الْآيَةَ: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ...(1)»الآية [الإسراء: 1]، كَانَ مِنَ الآيَاتِ الَّتِي أَرَاهَا اللهُ تَعَالَى مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم حِينَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، أَنَّه حَشَرَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، ثُمَّ أَمَرَ جَبْرَئِيلَ، فَأَذَّنَ شَفْعاً وَأَقَامَ شَفْعاً، وَقَالَ فِي إِقَامَتِهِ : حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ»(1) .
[15/415] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِي حَدِيثٍ، قَالَ: «فَلَمَّا
دَخَلَ وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ أَمَرَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم بِلَالاً، فَصَعِدَ عَلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ
عِكْرِمَةُ: أَكْرَهُ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَ أَبِي رِيَاحٍ يَنْهَقُ عَلَى الْكَعْبَةِ »(2).
[416 / 16] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: مَنْ سَجَدَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ، فَقَالَ فِي سُجُودِهِ: سَجَدْتُ لَكَ خَاضِعاً خَاشِعاً ذَلِيلاً، يَقُولُ اللَّهُ: مَلَائِكَتِي وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَجْعَلَنَّ مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهَيْبَتَهُ فِي قُلُوبِ المُنَافِقِينَ »(3).
ص: 171
[17/417] عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : صَلَّ
الجُمُعَةَ بِأَذَانِ هَؤُلَاءِ، فَإِنَّهُمْ أَشَدُّ شَيْءٍ مُوَاظَبَةً عَلَى الْوَقْتِ »(1) .
[18/418] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «لَا تَجْتَمِعُ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ فِي قَلْبٍ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَإِذَا صَلَّيْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ عَلَى اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يُقْبِلُ بِقَلْبِهِ عَلَى الله عزَّ وَ جلَّ فِي صَلَاتِهِ وَدُعَائِهِ إِلَّا أَقْبَلَ اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ وَ عَلَيْهِ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
إِلَيْهِ، وَأَيَّدَهُ مَعَ مَوَدَّتِهِمْ إِيَّاهُ بِالْجَنَّةِ » (2).
من آثار الإقبال في الصلاة استجابة الدعاء:
[419 / 19] عَن النَّبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ لَا يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئاً مِنْ
أَمْرِ الدُّنْيَا، لَا يَسْأَلُ اللهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ » (3).
[20/420] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَأَنَا أَسْمَعُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي كَثِيرُ اَلسَّهْوِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: وَهَلْ يَسْلَمُ مِنْهُ أَحَدٌ؟»، فَقُلْتُ: مَا أَظُنُّ أَحَداً أَكْثَرَ سَهْواً مِنِّي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ الْعَبْدَ
لَهُ ثُلُثُ صَلَاتِهِ وَنِصْفُهَا وَثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهَا وَأَقَلُّ وَأَكْثَرُ عَلَى قَدْرِ سَهْوِهِ فِيهَا، لَكِنَّهُ يَتِمُّ لَهُ مِنَ النَّوَافِلِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبو بَصِيرٍ : مَا أَرَى النَّوَافِلَ يَنْبَغِي أَنْ تُتْرَكَ عَلَى حَالٍ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «أَجَلْ، لَا »(4).
ص: 172
[21/421] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَحْرَمْتَ فِي الصَّلَاةِ
فَأَقْبِلْ عَلَيْهَا، فَإِنَّكَ إِذَا أَقْبَلْتَ أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْكَ، وَإِذَا أَعْرَضْتَ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْكَ،
فَرُبَّمَا لَمْ يُرْفَعْ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا النِّصْفُ أَوِ الثُّلُثُ أَوِ الرُّبُعُ أَوِ السُّدُسُ عَلَى قَدْرِ إِقْبَالِ اَلمُصَلِّي عَلَى صَلَاتِهِ وَلَا يُعْطِي اللَّهُ الْغَافِلَ شَيْئاً »(1).
[422 / 22] جَاءَ أَبو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ - وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله أَوْصِنِي، وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَنْ أَحْفَظَ، قَالَ: أُوصِيكَ بِخَمْسٍ: بِالْيَأْسِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَىٰ، وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ ، وَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعِ، وَإِيَّاكَ وَمَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ، وَأَحِبَّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبُّ
لنَفْسِكَ» (2).
[23/423] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «صَلَّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، فَإِذَا دَخَلْتَ فِي اَلصَّلَاةِ فَقُلْ: هَذَا آخِرُ صَلَاتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَكُنْ كَأَنَّ الْجَنَّةَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالنَّارَ تَحْتَكَ، وَمَلَكَ اَلمَوْتِ وَرَاءَكَ، وَالْأَنْبِيَاءَ عَنْ يَمِينِكَ، وَالمَلَائِكَةَ عَنْ يَسَارِكَ، وَالرَّبَّ مُطَّلِعُ عَلَيْكَ مِنْ فَوْقِكَ، فَانْظُرْ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ تَقِفُ، وَمَعَ مَنْ تُنَاجِي، وَمَنْ يَنْظُرُ
إِلَيْكَ »(3).
ص: 173
[24/424] رُوِيَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام كَانَ يُسْمَعُ تَأَؤُهُهُ عَلَى حَدٌ مِيلٍ حَتَّى مَدَحَهُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)» [هود: 75] ، وَكَانَ يُسْمَعُ فِي صَلَاتِهِ لَهُ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ اَلْمِرْجَل، وَكَذَلِكَ كَانَ يُسْمَعُ مِنْ صَدْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ
الله صلی الله علیه و آله وسلم مِثْلُ ذَلِكَ، وَكَانَتْ فَاطِمَهُ لا تَنْهَجُ فِي الصَّلَاةِ مِنْ خِيفَةِ اللَّه تَعَالَى(1).
[ 425 / 25] رَوَى اَلْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام ، قال: «حَدَّثني
عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام أَنَّ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٌّ علیه السلام كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ...»، إلى أن قال: وَكَانَ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ عزّو جلّ، وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ
اِضْطَرَبَ اِضْطِرَابَ السَّلِيمِ، وَسَأَلَ اللهَ اَلْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذَ بِالله مِنَ النَّارِ»(2).
[426 / 26] إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام كَانَ قَائِماً يُصَلِّي حَتَّى وَقَفَ ابْنُهُ
مُحَمَّدٌ علیه السلام وَهُوَ طِفْلْ إِلَى بِثْرٍ فِي دَارِهِ بِالمَدِينَةِ بَعِيدَةِ الْقَعْرِ، فَسَقَطَ فِيهَا، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ، فَصَرَخَتْ وَأَقْبَلَتْ نَحْوَ الْبِيْرِ تَضْرِبُ بِنَفْسِهَا حِذَاءَ الْبِيْرِ وَتَسْتَغِيثُ وَتَقُولُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله غَرِقَ وَلَدُكَ مُحَمَّدٌ، وَهُوَ لَا يَنْثَنِي عَنْ صَلَاتِهِ، وَهُوَ يَسْمَعُ اِضْطِرَابَ ابْنِهِ فِي قَعْرِ الْبثْرِ، فَلَا طَالَ عَلَيْهَا ذَلِكَ قَالَتْ حُزْناً عَلَى وَلَدِهَا: مَا أَقْسَىٰ قُلُوبَكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ الله فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْهَا إِلَّا عَنْ كَمَالِهَا وَإِثْمَامِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهَا وَجَلَسَ عَلَى أَرْجَاءِ الْبِثْرِ، وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى قَعْرِهَا، وَكَانَتْ لَا تُنَالُ إِلَّا بِرِشَاءٍ طَوِيلِ،
ص: 174
فَأَخْرَجَ اِبْنَهُ مُحَمَّداً عَلَى يَدَيْهِ يُنَاغِي وَيَضْحَكُ، لَمْ يَبْتَلَ لَهُ ثَوْبٌ وَلَا جَسَدٌ بِالْمَاءِ، فَقَالَ: هَاكِ يَا ضَعِيفَةَ الْيَقِينِ بِالله فَضَحِكَتْ لِسَلَامَةِ وَلَدِهَا ، وَبَكَتْ لِقَوْلِهِ: يَا ضَعِيفَةَ الْيَقِينِ بِالله»، فَقَالَ: «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكِ الْيَوْمَ ، لَوْ عَلِمْتِ أَنِّي كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ جَبَّارٍ لَوْ
مِلْتُ بِوَجْهِي عَنْهُ لَمَالَ بِوَجْهِهِ عَنِّي، أَفَمَنْ يُرَى رَاحِماً بَعْدَهُ ؟ »(1).
[27/427] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم في حَدِيثِ: «أَيُّمَا عَبْدِ الْتَفَتَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ اللهُ: يَا عَبْدِي إِلَى أَيْنَ تَقْصِدُ، وَمَنْ تَطْلُبُ، أَرَا غَيْرِي تُرِيدُ، أَوْ رَقِيباً سِوَايَ تَطْلُبُ، أَوْ جَوَاداً خَلَايَ تَبْغِي؟ وَأَنَا أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ، وَأَجْوَدُ الْأَجْوَدَيْنِ، وَأَفْضَلُ اَلمُعْطِينَ، أُثِيبُكَ ثَوَاباً لَا يُحْصَى قَدْرُهُ، فَأَقْبلْ إِلَيَّ فَإِنِّي عَلَيْكَ مُقْبِلٌ، وَمَلَائِكَتِي عَلَيْكَ مُقْبِلُونَ، فَإِنْ أَقْبَلَ زَالَ عَنْهُ إِثْمُ مَا كَانَ مِنْهُ، فَإِنِ الْتَفَتَ بَعْدُ أَعَادَ اللهُ مَقَالَتَهُ، فَإِنْ أَقْبَلَ زَالَ عَنْهُ إِثْمُ مَا كَانَ مِنْهُ، وَإِنِ الْتَفَتَ ثَالِثَةٌ أَعَادَ اللَّهُ مَقَالَتَهُ، فَإِنْ أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَإِنِ الْتَفَتَ رَابِعَةً أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَعْرَضَتِ اَلمَلَائِكَةُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: وَلَّيْتُكَ عَبْدِي مَا تَوَلَّيْتَ »(2).
[ 428 / 28] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «إِذَا قُمْتَ فِي اَلصَّلَاةِ فَعَلَيْكَ بِالْإِقْبَالِ عَلَى صَلَاتِكَ، فَإِنَّمَا يُحْسَبُ لَكَ مِنْهَا مَا أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ، وَلَا تَعْبَثْ فِيهَا بِيَدِكَ، وَلَا بِرَأْسِكَ، وَلَا بِلِحْيَتِكَ، وَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ، وَلَا تَتَنَاءَبْ، وَلَا
تَتَمَطَّ، وَلَا تُكَفِّرْ، فَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ المَجُوسُ»(3).
ص: 175
[29/429] عَنْ عَليّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَبْصَرَ رَجُلاً يَعْبَتُ بِلِحْيَتِهِ
فِي صَلَاتِهِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَوْ خَشَعَ قَلْبُهُ خَشَعَتْ جَوَارِحُهُ »(1) .
[ 30/430] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَمَسُّ لِيَتَهُ أَحْيَاناً في الصَّلَاةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله نَرَاكَ تَمَسُّ لِيَتَكَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: إِذَا كَثُرَتْ هُمُومي»(2).
[431 / 31] رَوَى زُرَارَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى الصَّلَاةِ، وَقَدْ كَانَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ علیه السلام أَبْطَأَ عَنِ الْكَلَامِ حَتَّى تَخَوَّفُوا أَنَّه لَا يَتَكَلَّمَ، وَأَنْ يَكُونَ بِهِ خَرَسُ ، فَخَرَجَ بِهِ علیه السلام حَامِلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَأَقَامَهُ عَلَى يَمِينِهِ، فَافْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم الصَّلَاةَ، فَكَبَّرَ الحُسَيْنُ علیه السلام، فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم تَكْبِيرَهُ عَادَ فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ الْحُسَيْنُ علیه السلام حَتَّى كَبَّرَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلمسَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَكَبَّرَ الْحُسَيْنُ علیه السلام، فَجَرَتِ السُّنَّةُ
بِذَلِكَ »(3).
[432 / 32] عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)» [الكوثر : 2]؟ قَالَ: «اَلنَّحْرُ الْاِعْتِدَالُ فِي الْقِيَامِ، أَنْ
ص: 176
يُقِيمَ صُلْبَهُ وَنَحْرَهُ، وَقَالَ: «لَا تُكَفِّرْ ، فَإِنَّمَا يَصْنَعُ ذَلِكَ المَجُوسُ، وَلَا تَلَثَّمْ، وَلَا
تَحْتَفِزُ، وَلَا تُقْعِ عَلَى قَدَمَيْكَ، وَلَا تَفْتَرِشُ ذِرَاعَيْكَ »(1) .
[33/433] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام فِي فِنَاءِ الْكَعْبَةِ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى جَعَلَ مَرَّةً يَتَوَكَّأُ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى ، وَمَرَّةً عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ بَاكِ يَا سَيِّدِي، تُعَذِّبُنِي وَحُبُّكَ فِي قَلْبِي ؟ أَمَا وَعِزَّتِكَ لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَجْمَعَنَّ بَيْنِي
وَبَيْنَ قَوْمٍ طَالَ مَا عَادَيْتُهُمْ فِيكَ » (2)
[34/434] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:«فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)» [الكوثر : 2]، قَالَ: «هُوَ رَفْعُ يَدَيْكَ حِذَاءَ وَجْهِكَ» (3).
[135/435 ]اَلْأَصْبَعُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا
نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم : فَصَلَّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، قَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ، مَا هَذِهِ النَّحِيرَةُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا رَبِّيٌّ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّهَا لَيْسَتْ نَحِيرَةٌ، وَلَكِنَّهَا رَفْعُ الْأَيْدِي
فِي الصَّلَاةِ»(4).
ص: 177
[36/436] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ فِي الرَّجُلِ يَرْفَعُ
يَدَهُ كُلَّما أَهْوَى لِلرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَكُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ رُكُوعِ أَوْ سُجُودٍ، قَالَ:
«هِيَ الْعُبُودِيَّة »(1).
[ 37/437] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام : «رَفْعُكَ يَدَيْكَ فِي
الصَّلَاةِ زَيْنُهَا » (2).
[38/438] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا نَزَلَ
كِتَابٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا وَأَوَّلُهُ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» (3).
[ 39/439] عَنْ خَالِدِ بْنِ مُخْتَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام يَقُولُ: «مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ عَمَدُوا إِلَى أَعْظَمِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهُ فَزَعَمُوا أَنَّهَا بِدْعَةٌ إِذَا
أَظْهَرُوهَا، وَهِيَ :« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»(4) .
[ 440 / 40] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام : «يَا تُعَالِيُّ، إِنَّ اَلصَّلَاةَ إِذَا أُقِيمَتْ جَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَى قَرِينِ الْإِمَامِ، فَيَقُولُ: هَلْ ذَكَرَ رَبَّهُ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ ذَهَبَ ، وَإِنْ قَالَ: لَا رَكِبَ عَلَى كَتِفَيْهِ، فَكَانَ إِمَامَ الْقَوْم حَتَّى يَنْصَرِفُوا»، قَالَ: فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَلَيْسَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: «بَلَى، لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ يَا تُماليُّ، إِنَّمَا هُوَ اَلْجَهْرُ بِ-« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»(5).
ص: 178
[41/441] عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَذَكَرَ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»، فَقَالَ: «تَدْرِي مَا نَزَلَ فِي «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »، فَقُلْتُ: لَا ، فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ صَوْتاً
؟»، بِالْقُرْآنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ يَرْفَعُ صَوْتَهُ، وَكَانَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَجَمَاعَةٌ مِنْهُمْ يَسْتَمِعُونَ قِرَاءَتَهُ»، قَالَ: «وَكَانَ يُكْثِرُ قِرَاءَةَ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »، فَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ»، قَالَ: «فَيَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّداً لَيُرَدَّدُ اِسْمَ رَبِّهِ تَرْدَاداً ، إِنَّهُ لَيُحِبُّهُ، فَيَأْمُرُونَ مَنْ يَقُومُ فَيَسْتَمِعُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: إِذَا جَازَ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »فَأَعْلِمْنَا حَتَّى نَقُومَ فَنَسْتَمِعَ قِرَاءَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي
ذَلِكَ :« وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القُرْآنِ وَحْدَهُ »«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »« وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)»[الإسراء: 46] (1)(2).
[42/442] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَحَدِهِمَا ، قَالَ فِي «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
قَالَ: هُوَ أَحَقُّ مَا جُهِرَ بِهِ »(3).
[143/443] عن الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ الْكَاظِم، عَنْ أَبِيهِ الصَّادِقِ علیهم السلام، قَالَ:
«اِجْتَمَعَ آل مُحَمَّدٍ آل مُحَمَّدٍ عَليَّ علیهم السلام عَلَى الْجَهْرِ ب- «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »، وَعَلَى قَضَاءِ مَا
فَاتَ مِنَ الصَّلَاةِ فِي اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ، وَقَضَاءِ مَا فَاتَ بِالنَّهَارِ فِي اللَّيْلِ » (4).
ص: 179
[44/444] أبو الفتوح الرازي في تقسيره عَنْ مُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيل أَنَّهُ قَرَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الصَّلَاةِ الَّتِي ضَرَبَهُ فِيهَا إِبْنُ
مُلْجَمِ الحَمْدَ وَإِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ»(1).
[445 / 45] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ مَضَى عَلَيْهِ يَوْمٌ وَاحِدٌ وَلَمْ يَقْرَأْ هَذِهِ ا
اَلسُّورَةَ (أي «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»)، فَلَيْسَ مِنَ الْمُصَلِّينَ »(2).
[446 / 46] فِقْهُ الرّضَا علیه السلام: مَنْ قَرَأَ «قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ »وَ«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)»فِي فَرِيضَةٍ مِنَ الْفَرَائِضِ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَمَا وَلَدَ، فَإِنْ كَانَ شَقِيًّا ا فِي دِيوَانِ الْأَشْقِيَاءِ أُثْبَتَ فِي دِيوَانِ السُّعَدَاءِ، وَأَحْيَاهُ اللَّهُ سَعِيداً شَهِيداً، وَبَعَثَهُ اللهُ شَهيداً (3).
[447 / 47] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «اِقْرَءُوا سُورَةَ الْفَجْرِ فِي فَرَائِضِكُمْ وَنَوَافِلِكُمْ، فَإِنَّهَا سُورَةُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیه السلام، مَنْ قَرَأَهَا كَانَ مَعَ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي دَرَجَتِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»(4).
[48/448] عَنِ الْخَرْثِ بْنِ حَصِيرَةَ الْمُزَيَّ، عَنِ الْأَصْبَغ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ:
ص: 180
قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ علیه السلام الْكُوفَةَ صَلَّى بِهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَقَرَأَ بِهِمْ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى»(1) .
[49/449] عَنِ الْوَشَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الرّضَا علیه السلام يَقُولُ: «أَقْرَبُ مَا
يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الله عزّو جلّ وَ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عزّو جلّ:« وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)»
[العلق : 19] (2).
[ 450 /50 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنَ الله
وَهُوَ سَاجِدٌ بَاكِ »(3).
[51/451] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «أَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يُدْخِلَنِي الجُنَّةَ ، فَقَالَ: أَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ »(4).
[ 452 / 52] عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ قَوْماً أَتَوْا رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهُ ، اِضْمَنْ لَنَا عَلَى رَبِّكَ اَلْجَنَّةَ»، قَالَ: «فَقَالَ: عَلَى أَنْ
تُعِينُونِي بِطُولِ السُّجُودِ» (5).
[ 53/453] عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْعَطَّارِ شَيْخِ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام يَقُولُ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله كَثُرَتْ ذُنُوبِيوَضَعْفَ عَمَلِي
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَكْثِرِ السُّجُودَ فَإِنَّهُ يَحْطُ الذُّنُوبَ كَمَا تَحثُ الرِّيحُ وَرَقَ الشَّجَرِ » (6) .
ص: 181
[54/454] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: السُّجُودُ مُنْتَهَى الْعِبَادَةِ مِنْ بَنِي آدَمَ » (1).
[ 55/455] عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ رَفَعَهُ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِي رضی الله عنه أَنَّهُ
قَالَ: لَوْ لَا اَلسُّجُودُ الله، وَمُجَالَسَةُ قَوْمٍ يَتَلَفَظُونَ طَيِّبَ الْكَلَامِ كَمَا يُتَلَفَّظُ طَيِّبُ
التَّمْرِ، لَتَمَنَّيْتُ المَوْتَ (2).
[56/456] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام :
لِمَ اتَّخَذَ اللَّهُ وَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً؟ قَالَ: «لِكَثْرَةِ سُجُودِهِ عَلَى الْأَرْضِ »(3).
بيان: وردت في روايات أخرى أسباب أخرى لاتَّخاذ إبراهيم خليلاً، مثل كثرة صلاته على محمّد وآل محمّد، وأنَّه لم يرد سائلاً ولم يكن يسأل أحداً شيئاً، ففي (علل الشرائع) عَنْ أَبِي اَلْحَسَن الرَّضَا علیه السلام، قَالَ: «.. إِنَّمَا اتَّخَذَ اللَّهُ وَل
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً لِأَنَّهُ لَمْ يَرُدَّ أَحَداً ، وَلَمْ يَسْأَلُ أَحَداً غَيْرَ الله عزّو جلّ»(4).
وفيه أيضاً: عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ الله الحَسَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيَّ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّمَا اتَّخَذَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ)»(5).
[57/457] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَقَالَ: عَلَّمْنِي عَمَلاً يُحِبُّنِي اللهُ عَلَيْهِ، وَيُحِبُّنِي المَخْلُوقُونَ، وَيُثْرِي اللَّهُ مَالِي، وَيُصِحُ بَدَنِي، وَيُطِيلُ عُمُرِي، وَيَحْشُرُنِي مَعَكَ، قَالَ: هَذِهِ سِتُّ خِصَالٍ تَحْتَاجُ إِلَى سِتَّ خِصَالٍ، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ اللهُ فَخَفْهُ وَاتَّقِهِ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ المَخْلُوقُونَ فَأَحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَأرْفُضْ مَا فِي يَدَيْهِمْ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُشْرِيَ اللَّهُ مَالَكَ فَزَكِّهِ، وَإِذَا
ص: 182
أَرَدْتَ أَنْ يُصِحَ اللهُ بَدَنَكَ فَأَكْثِرُ مِنَ الصَّدَقَةِ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُطِيلَ اللهُ عُمُرَكَ فَصِلْ ذَوِي أَرْحَامِكَ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَحْشُرَكَ اللَّهُ مَعِي فَأَطِلِ السُّجُودَ بَيْنَ يَدَيِ الله اَلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ »(1) .
[ 458 / 58] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِذَا نَامَ الْعَبْدُ وَهُوَ سَاجِدٌ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: أنْظُرُوا إِلَى عَبْدِي قَبَضْتُ رُوحَهُ وَهُوَ فِي طَاعَتِي»(2).
[ 59/459] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَطَالَ السُّجُودَ حَيْثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ قَالَ الشَّيْطَانُ: وَا وَيْلَاهُ،
أَطَاعُوا وَعَصَيْتُ، وَسَجَدُوا وَأَبَيْتُ »(3) .
[ 60/460] عَنْ أَبِي أَسَامَةَ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالْوَرَعِ، وَالْاجْتِهَادِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَحُسْنِ الْجَوَارِ، وَكُونُوا دُعَاةً إِلَى أَنْفُسِكُمْ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ، وَكُونُوا زَيْناً وَلَا تَكُونُوا شَيْئاً، وَعَلَيْكُمْ بِطُولِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ
تَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ وَقَالَ: يَا وَيْلَهُ ، أَطَاعَ وَعَصَيْتُ ، وَسَجَدَ وَأَبَيْتُ» (4)
[61/461] عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَتَخَلَّلُ بَسَاتِينَ الْكُوفَةِ، فَانْتَهَى إِلَى نَخْلَةٍ، فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، فَأَحْصَيْتُ فِي
ص: 183
سُجُودِهِ خَمْسَمِائَةِ تَسْبِيحَةٍ، ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَى النَّخْلَةِ فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «يَا حَفْصٍ، إِنَّهَا وَالله اَلنَّخْلَةُ الَّتِي قَالَ اللهُ عزّو جلّ مَرْيَمَ علیها السلام: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)»: [مريم : 25] » (1).
[62/462 ]عن أَبَی بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا أَبَا مُحَمَّدُ،
عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ وَالْإِجْتِهَادِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَحُسْنِ الصُّحْبَةِ لَنْ صَحِبَكُمْ، وَطُولِ السُّجُودِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَنِ الْأَوَّابِينَ »(2)
[63/463] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِمائَةِ، قَالَ: «وَلَا تَسْتَصْغِرُوا قَلِيلَ الْآثَامِ، فَإِنَّ الْقَلِيلَ يُحْصَى وَيَرْجِعُ إِلَى الْكَثِيرِ، وَأَطِيلُوا اَلسُّجُودَ، فَما مِنْ عَمَل أَشَدَّ عَلَى إِبْلِيسَ مِنْ أَنْ يَرَى اِبْنَ آدَمَ سَاجِداً، لِأَنَّهُ أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَعَصَى، وَهَذَا أَمِرَ بِالسُّجُودِ فَأَطَاعَ فَنَجَا »(3).
[64/464] قَولُهُ صلی الله علیه و آله وسلم : «لَا تُطَوِّلْنَ صَلَاتَكُنَّ لِتَمْنَعْنَ أَزْوَاجَكُنَّ»(4).
[65/465] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْأَرْضَ بِكُمْ
بَرَّةٌ، تَيَمَّمُونَ مِنْهَا، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ كِفَاتٌ فِي المَماتِ، وَذَلِكَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّه لَهُ اَلْحَمْدُ، وَأَفْضَلُ مَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ الْمُصَلِّي اَلْأَرْضُ النَّقِيَّةُ »(5) .
[466 / 66]رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: كَانَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام خَرِيطَةٌ
ص: 184
دِيبَاج صَفْرَاءُ فِيهَا تُرْبَةُ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَتْهُ الصَّلَاةُ صَبَّهُ عَلَى سَجَّادَتِهِ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ علیه السلام: السُّجُودُ عَلَى تُرْبَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام يَخْرِقُ اَلحُجُبَ السَّبْعَ »(1).
[ 67/467] فِي( الْإِرْشَادِ)، قَالَ: كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام لَا يَسْجُدُ إِلَّا عَلَى
تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ علیه السلام تَذَلُّلاً الله وَاِسْتِكَانَةً إِلَيْهِ»(2).
[ 68/468] عن الشهيد رحمه الله أنَّ السجود على التربة الحسينية يُقبل به
الصلاة وإن كانت غير مقبولة لولا السجود عليها (3) .
بیان: لا بدَّ أن يكون الشهيد رحمه الله قد أخذ ذلك من الروايات.
[ 69/469] رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَتْ مِسْبَحَتْهَا مِنْ خَيْطِ صُوفٍ مُفَتَل مَعْقُودٍ عَلَيْهِ عَدَدَ التَّكْبِيرَاتِ، فَكَانَتْ علیه السلام تُدِيرُهَا بِيَدِهَا تُكَبِّرُ وَتُسَبِّحُ إِلَى أَنْ قُتِلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ سَيِّدُ عَلَيْهَا اَلشُّهَدَاءِ، فَاسْتَعْمَلَتْ تُرْبَتَهُ وَعَمِلَتِ المَسَابِيحَ (4).
[470 /70] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ رَجُلاً أَتَى أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام ،
فَقَالَ لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّا نَتَّجِرُ إِلَى هَذِهِ الْجِبَالِ، فَنَأْتِي أَمْكِنَةٌ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ
ص: 185
إِلَّا عَلَى التَّلْجِ، قَالَ: أَلَا تَكُونُ مِثْلَ فُلَانٍ - يَعْنِي رَجُلاً عِنْدَهُ - يَرْضَى بِالدُّونِ وَلَا يَطْلُبُ التَّجَارَةَ فِي أَرْضِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّي إِلَّا عَلَى التَّلْج ؟»(1).
[71/471] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ قَوْماً أَتَوْا رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا رَأَيْنَا أُناساً يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: لَوْ أَمَرْتُ أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ اَلَمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ
لِزَوْجِهَا » (2).
[ 472 / 72] عَنْ بَدْرِ بْنِ خَلِيلِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : أَوَّلُ بُقْعَةٍ عُبِدَ اللهُ عَلَيْهَا ظَهْرُ الْكُوفَةِ لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ اَلمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لِآدَمَ سَجَدُوا عَلَى ظَهْرِ الْكُوفَةِ »(3).
[73/473] قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «أَطْوَلُكُمْ قُنُوتاً فِي دَارِ الدُّنْيَا أَطْوَلَكُمْ
رَاحَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي المَوْقِفِ»(4).
[74/474] عن ابْنِ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَا أَبْرَزَ عَبْدٌ يَدَهُ إِلَى اللَّه الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ إِلَّا اسْتَحْيَا اللَّهُ عزّو جلّ وَمَل أَنْ يَرُدَّهَا صِفْراً حَتَّىٰ يَجْعَلَ فِيهَا مِنْ
ص: 186
فَضْل رَحْمَتِهِ مَا يَشَاءُ، فَإِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَرُدَّ يَدَهُ حَتَّىٰ يَمْسَحَ عَلَى وَجْهِهِ
وَرَأْسِهِ »(1).
[75/475] قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَا بَسَطَ عَبْدُ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ عزّو جلّ إِلَّا
اِسْتَحْيَى اللهُ...»، وذكر مثله، وزاد في آخره: وَفِي خَبَرٍ آخَرَ: عَلَى وَجْهِهِ
وَصَدْرِهِ »(2)(2).
[476 / 76] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «. اسْتَغْفَرَ اللَّهَ سَبْعِينَ مَرَّةً فِي الْوَتْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَدَامَ عَلَى ذَلِكَ سَنَةٌ كَانَ مِنَ
المُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» (3).
***
ص: 187
ص: 188
ص: 189
ص: 190
[1/477 ]عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا سُنَّةٌ وَاجِبَةٌ، مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَالمَغْرِبِ تَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ اَلْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ. وَتَقُولُ: أَعُوذُ بِالله اَلسَّمِيعِ العَلِيمِ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ، فَإِنْ نَسِيتَ قَضَيْتَ كَمَا تَقْضِي الصَّلَاةَ إِذَا نَسِيتَهَا » (1).
[ 478 / 2 ]عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : الرَّجُلُ يُغْمَى عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ وَالْأَرْبَعَةَ وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، كَمْ يَقْضِي مِنْ صَلَاتِهِ؟ فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا يَجْمَعُ لَكَ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ؟ كُلُّ مَا غَلَبَ اللَّهُ علیه السلام عَلَيْهِ مِنْ أَمْرٍ فَاللَّهُ أَعْذَرُ لِعَبْدِهِ»، قَالَ: وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «وَهَذَا مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِي يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ مِنْهَا أَلْفَ بَابٍ »(2).
[3/479] عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّ الرَّبَّ لَيُعَجِّبُ مَلَائِكَتَهُ مِنَ الْعَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ، يَرَاهُ يَقْضِي النَّافِلَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي يَقْضِي مَا لَمْ أَفْتَرِضْ عَلَيْهِ (3).
ص: 191
[ 4/480] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: «مَا يَمْنَعُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ أَنْ يَبَرَّ وَالِدَيْهِ حَيَّيْنِ وَمَيِّتَيْنِ؟ يُصَلِّيَ عَنْهُما ، وَيَتَصَدَّقَ عَنْهُمَا ، وَيَحُجَّ عَنْهُمَا ، وَيَصُومَ عَنْهُمَا، فَيَكُونَ الَّذِي صَنَعَ هَمَا وَلَهُ مِثْلُ ذَلِكَ، فَيَزِيدَهُ اللهُ عزّو جلّ وَ بِبِرِّهِ وَصِلَتِهِ خَيْراً كَثِيراً »(1).
[481 / 5 ]قَالَ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : يُصَلَّى عَنِ اَلَمَيِّتِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَكُونُ فِي ضِيقٍ فَيُوَسِّعُ اللَّهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الضّيقَ، ثُمَّ يُؤْتَى فَيُقَالُ لَهُ: خُفِّفَ عَنْكَ هَذَا الضّيقُ بِصَلَاةِ فُلَانِ أَخِيكَ عَنْكَ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأُشْرِكُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فِي رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، فَقَالَ علیه السلام : «إِنَّ المَيِّتَ لَيَفْرَحُ
بِالتَّرَكُم عَلَيْهِ وَالْاِسْتِغْفَارِ لَهُ كَمَا يَفْرَحُ الحَيُّ بِالهَدِيَّةِ تُهْدَى إِلَيْهِ» (2).
[ 482 / 6] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِذَا تَصَدَّقَ الرَّجُلُ بِنِيَّةِ اَلمَيِّتِ أَمَرَ اللهُ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَحْمِلَ إِلَى قَبْرِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، فِي يَدِ كُلِّ مَلَكِ طَبَقٌ، فَيَحْمِلُونَ إِلَى قَبْرِهِ، وَيَقُولُونَ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَليَّ اللَّه هَذِهِ هَدِيَّةٌ فُلَانِ بْن فُلَانِ إِلَيْكَ، فَيَتَلَأَ لَا قَبْرُهُ، وَأَعْطَاهُ اللهُ أَلْفَ مَدِينَةٍ فِي الْجَنَّةِ، وَزَوَّجَهُ أَلْفَ حَوْرَاءَ، وَأَلْبَسَهُ أَلْفَ حُلَّةٍ،
وَقَضَى لَهُ أَلْفَ حَاجَةٍ »(3).
[7/483] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام في إِخْبَارِهِ عَنْ لُقْمَانَ: «وَإِذَا جَاءَ وَقْتُ
اَلصَّلَاةِ فَلَا تُؤَخِّرْهَا لِشَيْءٍ، صَلِّهَا وَاسْتَرِحْ مِنْهَا ، فَإِنَّهَا دَيْنٌ » (4).
ص: 192
[8/484] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : اجْتَنِبُوا المَعَاصِيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّ السَّيِّئَةَ ا السلام وَالْحَسَنَةَ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةَ اللَّه لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غَفَرَ اللهُ لَهُ كُلَّ مَا سَلَفَ فِيهِ، وَقِيلَ لَهُ: اِسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ، وَمَنْ بَارَزَ اللَّهَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِمَعْصِيَتِهِ أَخَذَهُ اللهُ بِكُلِّ مَا عَمِلَ فِي عُمُرِهِ، وَضَاعَفَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ بِهَذِهِ المَعْصِيَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ رَفَعَتْ حِيتَانُ الْبُحُورِ رُءُوسَهَا وَدَوَابُّ الْبَرَارِي ثُمَّ نَادَتْ بِصَوْتٍ ذَلِقٍ : رَبَّنَا لَا تُعَذِّبْنَا بِذُنُوبِ الْآدَمِيِّينَ»(1) .
[ 9/485 ]رَوَى عَبْدُ العَظِيمِ بْنُ عَبْدِ الله اَلْحَسَنِيُّ رضی الله عنه، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُودٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام : يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا »؟ فَقَالَ الله : «لَعَنَ اللهُ الْمُحَرِّفِينَ لِلْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَالله مَا قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ذَلِكَ ، إِنَّمَا قَالَ علیه السلام : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُنْزِلُ مَلَكاً إِلَى اَلسَّمَاءِ اَلدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الثَّلُثِ الْأَخِيرِ، وَلَيْلَةَ الجُمُعَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَيَأْمُرُهُ فَيُنَادِي: هَلْ مِنْ سَائِلِ فَأَعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنَ مُسْتَغْفِرِ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ يَا طَالِبَ اَلْخَيْرِ أَقْبِلُ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، فَلَا يَزَالُ يُنَادِي بِهَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ عَادَ إِلَى عَلَّهِ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ
أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم »(2).
[10/486 ]عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «السَّاعَةُ الَّتِي يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا بَيْنَ فَرَاغِ الْإِمَامِ مِنَ الْخُطْبَةِ إِلَى أَنْ
ص: 193
يَسْتَوِي النَّاسُ فِي الصُّفُوفِ، وَسَاعَةٌ أُخْرَى مِنْ آخِر اَلنَّهَارِ إِلَى غُرُوب
اَلشَّمْسِ»(1)
[11/487] القطب الراوندي في ( دعواته) عن عبد الله بن سنان نحوه
وزاد: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَدْعُو فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ » (2) .
[12/488] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «خَيْرُ يَوْم طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ ساعة يَوْمُ الْجُمُعَةِ .... »إِلَى أَنْ قَالَ: «وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يُصَلِّي، لَا يَسْأَلُ اللهَ حَاجَةً أَوْ خَيْراً إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، قال الراوي: وقد علمت أي ساعة هي، هي آخر يوم الجمعة، هي الساعة التي خلق الله تعالى فيها آدم، قال الله تعالى:
«خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ... (37)» الآية [الأنبياء: 37](3).
[ 13/489] عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ السلام( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهَا)، قَالَتْ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ: إِنَّ فِي الجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ وَ فِيهَا خَيْراً إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَتْ: «فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: إِذَا تَدَلَّى نِصْفُ عَيْنِ الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ»، قَالَ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَقُولُ لِغُلَامِهَا: «اِصْعَدْ عَلَى الظُّرَابِ، فَإِذَا رَأَيْتَ نِصْفَ عَيْنِ الشَّمْسِ قَدْ تَدَلَّى لِلْغُرُوبِ فَأَعْلِمْنِي
حَتَّى أَدْعُوَ »(4)
ص: 194
[ 14/490] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا عُمَرُ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ بِعَدَدِ الذَّرِّ فِي أَيْدِيهِمْ أَقْلَامُ الذَّهَب وَقَرَاطِيسُ الفِضَّةِ، لَا يَكْتُبُونَ إِلَى لَيْلَةِ السَّبْتِ إِلَّا الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، فَأَكْثِرُ مِنْهَا، وَقَالَ: «يَا عُمَرُ، إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جُمُعَةٍ أَلْفَ مَرَّةٍ، وَفِي سَائِرِ الْأَيَّامِ مِائَةَ مَرَّةٍ »(1).
[15/491] عَنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ يُعْبَدُ
الله بِهِ يَوم اَلْجُمُعَةِ أَحَبَّ إِلَى اللَّه مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» (2).
[16/492] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَيَّامَ، وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمَامَهَا كَالعَرُوسِ ذَاتَ كَمَالٍ وَجَمَالٍ، تُهْدَى إِلَى ذِي دِينِ وَمَالٍ، فَتَقِفُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ وَالْأَيَّامُ خَلْفَهَا، فَتَشْفَعُ لِكُلِّ مَنْ أَكْثَرَ الصَّلَاةَ فِيهَا عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام، قَالَ ابْنُ سِنَانٍ:
السلام فَقُلْتُ: كَمِ الْكَثِيرُ فِي هَذَا؟ وَفِي أَيِّ زَمَانِ أَوْقَاتِ الْجُمُعَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مِائَةُ مَرَّةٍ، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ»، قَالَ: فَكَيْفَ أَقُوهُا؟ قَالَ: «تَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ» (3).
[ 17/493 ] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ
عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ فِيهِ الْأَعْمَالُ»(4)
ص: 195
[494 / 18] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : أَخْبِرْنَا عَنْ أَفْضَل الْأَعْمَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَمَا زِدْتَ فَهُوَ أَفْضَلُ»(1) .
[19/495] قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «أَطْرِفُوا أَهَالِيَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ جُمُعَةٍ بِشَيْءٍ
مِنَ الْفَاكِهَةِ وَاللَّحْمِ حَتَّىٰ يَفْرَحُوا بِالْجُمُعَة»(2).
[20/496] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله علیه السلام: «مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَخْرَجَ اللهُ عزّو جلّ مِنْ أَنَامِلِهِ
وَعَجَل
اَلدَّاءَ، وَأَدْخَلَ فِيهِ اَلدَّوَاءَ» (3) .
[21/497] عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : عَلَّمْنِي دُعَاءً أَسْتَنْزِلُ بِهِ الرِّزْقَ ، فَقَالَ ِلي: «خُذْ مِنْ شَارِبِكَ وَأَظْفَارِكَ ، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ فِي يَوْمِ
الجمعة »(4).
[ 498 / 22] عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ اَلْحَسَنِ: عَلَّمْنِي شَيْئاً فِي الرِّزْقِ ، فَقَالَ: الْزَمْ مُصَلَّاكَ إِذَا صَلَّيْتَ اَلْفَجْرَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهُ أَنْجَعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فِي الْأَرْضِ ، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام ،
ص: 196
فَقَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ فِي الرِّزْقِ مَا هُوَ أَنْفَعُ مِنْ ذَلِكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «خُذْ
مِنْ شَارِبِكَ وَأَظْفَارِكَ كُلَّ جُمعَةٍ »(1).
[23/499] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «مَنْ أَخَذَ شَارِبَهُ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ حِينَ يَأْخُذُهُ: بِسْم الله وَبِالله، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، لَمْ يَسْقُطُ مِنْهُ قُلَامَةٌ، وَلَا جُزَازَةٌ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَلَمْ يَمْرَضُ إِلَّا مَرَضَهُ
اَلَّذِي يَمُوتُ فِيهِ » (2).
[24/500] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَنْ خَلَفٍ، قَالَ: رَآنِي أَبو الحَسَنِ علیه السلام بِخُرَاسَانَ وَأَنَا أَشْتَكِي عَيْنِي، فَقَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَيْءٍ إِنْ فَعَلْتَهُ لَمْ تَشْتَكِ عَيْنَكَ ، فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: خُذْ مِنْ أَظْفَارِكَ فِي كُلِّ حَمِيسٍ، قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَما
اشْتَكَيْتُ عَيْنِي إِلَى يَوْمَ أَخْبَرْتُكَ »(3).
[25/501] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ أَدْمَنَ أَخْذَ أَظْفَارِهِ كُلَّ خَمِيسِ لا
لَمْ تَرْمَدْ عَيْنْةٌ »(4).
[26/502] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: مَنْ قَصَّ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَتَرَكَ السلام
وَاحِداً لِيَوْم الْجُمُعَةِ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ »(5).
[27/503] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ، وَقَصَّ شَارِبَهُ فِي كُلِّ
ص: 197
جُمعَةٍ، ثُمَّ قَالَ: بِسْم الله وَبِالله وَعَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَعْطِيَ بِكُلِّ فَلَامَةٍ
وَجُزَازَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ »(1).
[28/504] عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «قَالَ لِي حَبِيبي جَبْرَئِيلُ علیه السلام : تَطَيَّبْ يَوْماً وَيَوْماً لَا ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ لَا بُدَّ مِنْهُ، وَلَا مَتْرَكَ لَهُ »(2).
[505/29] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اليَتَطَيَّبْ
أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلَوْ مِنْ قَارُورَةِ امْرَأَتِهِ»(3).
[30/506] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَطْعُونٍ لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم: قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَدَعَ الطَّيبَ، وَأَشْيَاءَ ذَكَرَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لا تَدَعَ الطَّيِّبَ، فَإِنَّ المَلَائِكَةَ تَسْتَنْشِقُ رِيحَ الطَّيبِ مِنَ الْمُؤْمِنِ، فَلَا تَدَعِ الطَّيِّبَ فِي كُلِّ جمعة »(4)
[ 31/507] عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ اَلنَّوْفَلِي، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الحَسَنِ علیه السلام : إِنِّي
أَفْطَرْتُ يَوْمَ الْفِطْرِ عَلَى طينٍ وَتَمرٍ ، قَالَ لِي: جَمَعْتَ بَرَكَةً وَسُنَّةٌ »(5).
[ 32/508] رُوِيَ : أَفْضَلُ مَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ طِينُ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام»(6).
ص: 198
[509/33] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يُعْجِبُهُ أَنْ يُرْوَى شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام وَأَنْ يُدَوَّنَ، وَقَالَ: تَعَلَّمُوهُ وَعَلّمُوهُ أَوْلَادَكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى دِينِ الله، وَفِيهِ عِلْمٌ
كَثِيرٌ »(1).
[ 510 / 34] عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَاسِرٍ اَلْخَادِم وَالرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً، قَالَا: «لَمَّا انْقَضَى أَمْرُ المَخْلُوعِ، وَاسْتَوَى الْأَمْرُ لِلْمَأْمُونِ، كَتَبَ إِلَى الرِّضَا علیه السلام يَسْتَقْدِمُهُ إِلَى خُرَاسَانَ، فَاعْتَلَ عَلَيْهِ أَبو الحَسَنِ علیه السلام بِعِلَلٍ، فَلَمْ يَزَلِ المَأْمُونُ
يُكَاتِبُهُ فِي ذَلِكَ، حَتَّى عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَحِيصَ لَهُ، وَأَنَّهُ لَا يَكُفُّ عَنْهُ، فَخَرَجَ علیه السلام وَلأَبي جَعْفَرٍ علیه السلام سَبْعُ سِنِينَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ المَأْمُونُ: لَا تَأْخُذْ عَلَى طَرِيقِ الجُبَلِ وَقُمْ، وَخُذْ
عَلَى طَرِيقِ حَتَّى وَافَى مَرْوَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ المَأْمُونُ أَنْ
الْبَصْرَةِ وَالْأَهْوَازِ وَفَارِسَ،
يَتَقَلَّدَ الْأَمْرَ وَالخِلَافَةَ، فَأَبَى أَبو الحَسَنِ علیه السلام ، قَالَ: فَوِلَايَةَ الْعَهْدِ، فَقَالَ: «عَلَى شُرُوطٍ أَسْأَلُكَهَا، قَالَ الْمَأْمُونُ: سَلْ مَا شِئْتَ، فَكَتَبَ الرِّضَا علیه السلام : «إِنِّي دَاخِلٌ فِي وِلَايَةِ الْعَهْدِ عَلَى أَنْ لَا أَمْرَ وَلَا أَنْهَى وَلَا أُفْتِي، وَلَا أَقْضِيَ، وَلَا أُوَلّي، وَلَا أَعْزِلَ، وَلَا أُغَيْرَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ قَائِمٌ، وَتُعْفِينِي مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ»، فَأَجَابَهُ الْمَأْمُونُ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ، قَالَ: فَلَما حَضَرَ الْعِيدُ بَعَثَ المَأْمُونُ إِلَى الرّضَا علیه السلام يَسْأَلُهُ أَنْ يَرْكَبَ وَيَحْضُرَ الْعِيدَ وَيُصَلِّيَ وَيَخْطُبَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرّضَا علیه السلام : «قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مِنَ الشُّرُوطِ فِي دُخُولِ هَذَا الْأَمْرِ»، فَبَعَثَ إِلَيْهِ المَأْمُونُ: إِنَّما أُرِيدُ
ص: 199
بِذَلِكَ أَنْ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُ النَّاسِ، وَيَعْرِفُوا فَضْلَكَ، فَلَمْ يَزَلْ علیه السلام يُرَادُّهُ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ، فَأَلَحَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ أَعْفَيْتَنِي مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ لَمْ تُعْفِنِي خَرَجْتُ كَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام»، فَقَالَ المَأْمُونُ: أَخْرُجْ كَيْفَ شِئْتَ، وَأَمَرَ اَلَمَأْمُونُ الْقُوَّادَ وَالنَّاسَ أَنْ يَرْكَبُوا إِلَى بَابِ اَلْحَسَنِ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَاسِرُ الْخَادِمُ أَنَّهُ فَعَدَ النَّاسُ لأَبي الحسن علیه السلام في الطُّرُقَاتِ
وَاَلسُّطُوحِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصَّبْيَانُ، وَاجْتَمَعَ الْقُوَّادُ وَالْجُنْدُ عَلَى بَابِ الْحَسَن علیه السلام ، فَلَما طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ علیه السلام فَاغْتَسَلَ، وَتَعَمَّمَ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ مِنْ قُطْنِ، أَلْقَى طَرَفاً مِنْهَا عَلَى صَدْرِهِ، وَطَرَفاً بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَتَشَمَّرَ، ثُمَّ قَالَ جَمِيعِ مَوَالِيهِ: «اِفْعَلُوا مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ عُكَازاً، ثُمَّ خَرَجَ وَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَهُوَ حَافٍ قَدْ شَمَّرَ سَرَاوِيلَهُ إِلَى نِصْفِ اَلسَّاقِ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مُشَمَّرَةٌ، فَلَما مَشَى وَمَشَيْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَخُيِّلَ إِلَيْنَا أَنَّ السَّمَاءَ وَاَحِيطَانَ تُجَاوِبُهُ، وَالْقُوَّادُ وَالنَّاسُ عَلَى الْبَابِ قَدْ تَهَيَّنُوا، وَلَبِسُوا السَّلَاحَ، وَتَزَيَّنُوا بِأَحْسَنِ الزِّينَةِ، فَلَمّا طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ بِهَذِهِ الصُّورَةِ، وَطَلَعَ الرِّضَا علیه السلام، وَقَفَ عَلَى اَلْبَابِ وَقْفَةً، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا اللهُ أَكْبَرُ
، عَلَى مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، وَالْحَمْدُ الله عَلَى مَا أَبْلَانَا، نَرْفَعُ بِهَا أَصْوَاتَنَا»، قَالَ يَاسِرٌ : فَتَزَعْزَعَتْ مَرْوُ بِالْبَكَاءِ وَالضَّجِيج وَالصِّيَاحَ لَمَّا نَظَرُوا إِلَى أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام، وَسَقَطَ الْقُوَّادُ عَنْ دَوَابِّهِمْ، وَرَمَوْا بِخِفَافِهِمْ لَمَّا رَأَوْا أَبَا اَلْحَسَنِ علیه السلام حَافِياً، وَكَانَ يَمْشِي وَيَقِفُ فِي كُلِّ عَشْرِ خُطُوَاتٍ وَيُكَبِّرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ يَاسِرُ : فَتُخْيِّلَ إِلَيْنَا أَنَّ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَالْجِبَالَ تُجَاوِبُهُ، وَصَارَتْ مَرْوُ ضَجَّةً وَاحِدَةً مِنَ الْبُكَاءِ، فَبَلَغَ المَأْمُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلِ ذُو اَلرِّئَاسَتَيْنِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ بَلَغَ الرِّضَا علیه السلام المُصَلَّى عَلَى هَذَا السَّبِيلِ اِفْتَتَنَ بِهِ
ص: 200
اَلنَّاسُ، وَالرَّأَيُّ أَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ المَأْمُونُ، فَسَأَلَهُ الرُّجُوعَ، فَدَعَا أَبو
اَلْحَسَنِ علیه السلام بِخُفْهِ فَلَبِسَهُ وَرَكِبَ وَرَجَعَ »(1).
بيان: المخلوع هو محمّد الأمين الذي كان مستولياً على بغداد، وأرسل إليه
المأمون طاهر الخزاعي، فقتله سنة (198) هجريَّة، وصفت الخلافة بعد ذلك
للمأمون.
[511/ 35 ]عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ: «يَا عَبْدَ الله، مَا مِنْ عِيدِ لِلْمُسْلِمِينَ أَضْحَى وَلَا فِطْرِ إِلَّا وَهُوَ يُجدِّدُ لاِلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ السَّلَامُ) فِيهِ حُزْناً»، قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ حَقَّهُمْ فِي يَدِ غَيْرِهِمْ»(2).
بيان :ومن أوضح حقوقهم المسلوبة إمامة الناس في أيَّام الأعياد، وإقامة
الصلوات.
[36/512] أَبو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: كَانَ الْمُعَلَّى بْنُ حُنَيْسِ رحمه اللهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْعِيدِ خَرَجَ إِلَى الصَّحْرَاءِ شَعِئاً مُغْبَرًا فِي زِيٍّ مَلْهُوفٍ، فَإِذَا صَعِدَ الْخَطِيبُ الْمِنْبَرَ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ خُلَفَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ، وَمَوْضِعُ أُمَنَائِكَ الَّذِينَ خَصَصْتَهُمْ بِهَا، لَا يُغْلَبُ قَضَاؤُكَ، وَلَا يُجَاوَزُ اَلمَحْتُومُ مِنْ
وهَا، وَأنْتَ المقدر . تَدْبِيرِكَ، كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ، عِلْمُكَ فِي إِرَادَتِكَ كَعِلْمِكَ فِي خَلْقِكَ، حَتَّى
ص: 201
عَادَ صَفْوَتُكَ وَخُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِينَ مَقْهُورِينَ مُسْتَتِرِينَ، يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلاً، وَكِتَابَكَ مَنْبُوذاً، وَفَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةٌ عَنْ جِهَاتِ شَرَائِعِكَ، وَسُنَنَ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ
( عَلَيْهِ وَآلِهِ) مَتْرُوكَةً، اَللَّهُمَّ الْعَنْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَالْغَادِينَ وَالرَّائِحِينَ، وَالمَاضِينَ وَالغَابِرِينَ، اَللَّهُمَّ الْعَنْ جَبَابِرَةَ زَمَانِنَا، وَأَشْيَاعَهُمْ،
وَأَحْزَابَهُمْ، وَإِخْوَانَهُمْ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ »(1) .
بيان :لا يبعد أنْ يكون المعلَّى يكون المعلى رحمه الله قد سمع هذا الدعاء من الإمام
الصادق علیه السلام ، فالعبائر مناسبة لعبائر المعصومين عليهم السلام ، والله تعالى هو العالم.
[513 / 37] عَنْ رَزِينِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «لَا ضُرِبَ اَلْحُسَيْنُ
اِبْنُ عَليَّ علیهما السلام بالسَّيْفِ، فَسَقَطَ ، ثُمَّ ابْتُدِرَ لِيُقْطَعَ رَأْسُهُ، نَادَى مُنَادٍ مِنْ يُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَلَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُتَحَيّرَةُ الضَّالَّهُ بَعْدَ نَبِيِّهَا، لَا وَفَقَكُمُ اللهُ لأَضْحَى وَلَا لِفِطْرِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «فَلَا جَرَمَ وَاللَّهُ مَا وُفِّقُوا، وَلَا يُوَفَّقُونَ
حَتَّى يَثْأَرَ ثَائِرُ اَلحُسَيْنِ علیه السلام»(2).
[ 38/514] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا تَقُولُ فِي الصَّوْم ، فَإِنَّهُ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُمْ لَا يُوَفَّقُونَ لِصَوْمِ؟ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَةُ المَلَكِ فِيهِمْ»، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «إِنَّ النَّاسَ لَمَّا قَتَلُوا الْحُسَيْنَ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ) أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكاً يُنَادِي أَيَّتُهَا الْأُمَّهُ الظَّالِةُ الْقَاتِلَةُ عِتْرَةَ نَبِيِّهَا، لَا وَفَقَكُمُ اللَّهُ لِصَوْمِ وَلَا لِفِطْرِ »(3)
ص: 202
[39/515] رُوِيَ عَنْ كَامِلٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام بِالعُرَيْضِ، فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام يُكَبِّرُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ التَّكْبِيرَ يَرُدُّ
الرِّيحَ»، وَقَالَ علیه السلام : «مَا بَعَثَ اللَّهُ عزّو جلّ رِيحاً إِلَّا رَحْمَةً أَوْ عَذَاباً، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَقُولُوا: اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ لَهُ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ
مَا أُرْسِلَتْ لَهُ، وَكَبِّرُوا وَارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهُ يَكْسِرُهَا »(1).
[516 /40]کان النبیّ صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ صَفْرَاءُ أَوْ حَمْرَاءُ أَوْ سَوْدَاءُ
تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَاصْفَرَ لَوْنُهُ، وَكَانَ كَالخَائِفِ الْوَجِلِ، حَتَّى تَنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةٌ مِنْ مَطَرٍ، فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ لَوْنُهُ، وَيَقُولُ: «جَاءَتْكُمْ بِالرَّحْمَةِ » (2).
[ 517 / 41] قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام : «إِنَّ الصَّاعِقَةَ لَا تُصِيبُ
ذَاكِراً الله عزّو جلّ» (3).
[ 42/518] عَنْ أَبِي الصَّبَّاحَ الْكِنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «يَمُوتُ
اَلمُؤْمِنُ بِكُلِّ مِينَةٍ إِلَّا الصَّاعِقَةَ لَا تَأْخُذُهُ وَهُوَ يَذْكُرُ الله عزّو جلّ»(4).
[43/519] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ،قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «الصَّاعِقَةُ
تُصِيبُ الْمُؤْمِنَ وَالْكَافِرَ، وَلَا تُصِيبُ ذَاكِراً » (5) .
ص: 203
[44/520] عَنْ أَبي الحَسَن عَلى بْن مُحَمَّدِ علیهما السلام أَنَّ رَجُلاً نُكِبَتْ إصْبَعهُ، وَتَلَقَّاهُ رَاكِبٌ فَصَدَمَ كَتِفَهُ، وَدَخَلَ فِي زَحْمَةٍ فَخَرَقُوا ثِيَابَهُ، فَقَالَ: كَفَانِيَ اللهُ شَرَّكَ، فَمَا أَشْأَمَكَ مِنْ يَوْمٍ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: «هَذَا وَأَنْتَ تَغْشَانَا تَرْمِي بِذَنْبِكَ مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا حَتَّى صِرْتُمْ تَسْأَمُونَ بِهَا إِذَا جُوزِيتُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فِيهَا؟»، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَا أَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَقَالَ: «وَالله مَا يَنْفَعُكُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ يُعَاقِبُكُمْ بِذَمِّهَا عَلَى مَا لَا ذَمَّ عَلَيْهَا فِيهِ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ هُوَ المُثِيبُ وَالمُعَاقِبُ
وَالمُجَازِي بِالْأَعْمَالِ ؟ فَلَا تَعُدْ، وَلَا تَجْعَلْ لِلْأَيَّامِ صُنْعاً فِي حُكْم الله »(1).
[521 / 45] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا تَسُبُّوا الدُّنْيَا، فَنِعْمَ المَطِيَّةُ الدُّنْيَا لِلْمُؤْمِنِ، عَلَيْهَا يَبْلُغُ الْخَيْرَ، وَبِهَا يَنْجُو مِنَ الشَّرِّ ، إِنَّهُ إِذَا قَالَ اَلْعَبْدُ: لَعَنَ اللهُ الدُّنْيَا،
قَالَتِ الدُّنْيَا: لَعَنَ اللَّهُ أَعْصَانَا لِرَبِّهِ »(2)
[46/522] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «تَوَقَّوُا الْبَرْدَ فِي أَوَّلِهِ، وَتَلَقَّوْهُ فِي
آخِرِهِ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ بِالْأَبْدَانِ كَمَا يَفْعَلُ بِالْأَشْجَارِ، أَوَّلُهُ يُحْرِقُ، وَآخِرُهُ يُورِقُ »(3).
[523 / 47] جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ
أَتَيْنَاكَ وَمَا لَنَا بَعِيرٌ يَنطُ، وَلَا غَنَمٌ يَغِطُّ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
أَتَيْنَاكَ يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ كُلُّهَا *** لِتَرْحَمَنَا مِمَّا لَقِينَا مِنَ الْأَزْلِ
ص: 204
أَتَيْنَاكَ وَالْعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُهَا *** وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الْبَنِينِ عَن الطَّفْل
وَأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الْفَتَى اِسْتِكَانَةٌ *** مِنَ الْجُوعِ ضَعْفاً لَا يُمِرُّ وَلَا يُخْلِي
وَلَا شَيْءَ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا *** سِوَى اَلْحَنْظَلِ الْعَامِيِّ وَالْعِلْهِزِ الْفَسْلِ
وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا إِلَيْكَ فِرَارُنَا *** وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَى الرُّسْلِ
فَقَالَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ هَذَا الْأَعْرَابِيَّ يَشْكُو قِلَّةَ المَطَرِ، وَقَحْطاً شَدِيداً»، ثُمَّ قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَكَانَ فِيمَا حَمِدَهُ بِهِ أَنْ قَالَ: «اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلَا فِي السَّمَاءِ فَكَانَ عَالِياً، وَفِي الْأَرْضِ قَرِيباً دَانِياً، أَقْرَبَ إِلَيْنَا مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اِسْقِنَا غَيْئاً مُغِيثاً مريئاً مريعاً غَدَّقاً طَبَقاً عَاجِلاً تَملَأُ
رَائِتٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَائِرِ، اَلضَّرْعَ، وَتُنْبِتُ بِهِ الزَّرْعَ ، وَتُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا، فَمَا رَدَّ يَدَيْهِ إِلَى نَحْرِهِ حَتَّى أَحْدَقَ السَّحَابُ بِالمَدِينَةِ كَالْإِكْلِيل، وَأَلْقَتْ السَّمَاءُ بِأَوْدَاقِهَا، وَجَاءَ أَهْلُ البِطَاح يَصِيحُونَ يَا رَسُولَ الله اَلْغَرَقَ الْغَرَقَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا لَا عَلَيْنَا ، فَانْجَابَ السَّحَابُ عَن السَّمَاءِ، فَضَحِكَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم(1).
[48/524] عن ابی عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ عَلِيٌّ علیه السلام يَقُومُ فِي المَطَرِ
أَوَّلَ مَا يَمْطُرُ حَتَّى يَبْتَلَ رَأْسُهُ وَلِخِيَتُهِ وَثِيَابُهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلْكِنَّ
اَلْكِنَّ، فَقَالَ علیه السلام: إِنَّ هَذَا مَاءٌ قَرِيبُ عَهْدِ بِالْعَرْشِ (2)».
بيان: قولهم: (الكنَّ الكنَّ) ، يعني أُطلب الكنَّ، وهو الملجأ من المطر، من
استكن يستكن.
ص: 205
[49/525] القطب الراوندي في ( دعواته): وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إذَا
أَصَابَهُ المَطَرُ مَسَحَ بِهِ صَلَعَتَهُ، وَقَالَ: «بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ لَمْ يُصِبْهَا يَدٌ وَلَا سِقَاءُ »(1).
[50/526] عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «هَمَّ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم بِإِحْرَاقِ قَوْمٍ فِي مَنَازِهِمْ كَانُوا يُصَلُّونَ فِي مَنَازِهِمْ، وَلَا يُصَلُّونَ الجَمَاعَةَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ضَرِيرُ الْبَصَرِ، وَرُبَّما أَسْمَعُ النَّدَاءَ وَلَا أَجِدُ مَنْ يَقُودُنِي إِلَى الْجَمَاعَةِ وَالصَّلَاةِ مَعَكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : شُدَّ مِنْ مَنْزِلِكَ إِلَى المَسْجِدِ حَبْلاً وَأَحْضُرِ الْجَمَاعَةَ »(2).
بيان: لعلَّ التشديد في حضور صلاة الجماعة في أوَّل أيَّام تأسيس الدولة الإسلاميَّة كان مردُّه إلى أنَّ حضور صلاة الجماعة كان هو المؤشِّر على دخول المؤمن في جماعة المسلمين، وغيابه بدون عذر عن جماعة المسلمين مؤشِّر على التربُّص والعداوة لكيان المسلمين، ومع ذلك لا بدَّ من ردّ هذا الحديث وتفسيره إلى أهله ، ومَنْ صدر منه علیه السلام .
[ 527 / 51] عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا سُئِلْتَ عَمَّنْ لَا يَشْهَدُ أَجْمَاعَةَ، فَقُلْ: لَا أَعْرِفُهُ (3).
بيان: لعلّه تأكيد على أهميَّة حضور الجماعة بحيث إنَّ من لا يحضرها لا
يكون جديراً بالاعتماد، وإذا سُئِلَ عنه المؤمن يُجيب أنه لا يعرفه توهيناً له،
وإسقاطاً له عن الاعتبار.
[52/528] قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ علیهما السلام : «أَوَّلُ جَمَاعَةٍ كَانَتْ أَنَّ
ص: 206
رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ يُصَلِّي، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَهُ، إِذْ مَرَّ أَبُو طَالِبٍ بِهِ، وَجَعْفَرٌ مَعَهُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ، فَلَما أَحَسَّهُ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم تَقَدَّمَها ، وَانْصَرَفَ أَبو طَالِبٍ مَسْرُوراً ، وَهُوَ يَقُولُ:
إِنَّ عَلِيًّا وَجَعْفَراً ثِقَتِي *** عِنْدَ مُلِمٌ اَلزَّمَانِ وَالْكَرْبِ
وَالله لَا أَخْذُلُ النَّبِيَّ وَلَا *** يَخْذُلُهُ مِنْ بَنِيَّ ذُو حَسَبٍ
لَا تَخْذُلَا وَأَنْصُرَا اِبْنَ عَمِّكُما *** أَخِي لِأُمِّي مِنْ بَيْنِهِمْ وأبي
قَالَ: فَكَانَتْ أَوَّلَ جَمَاعَةٍ جُمعَتْ ذَلِكَ الْيَوْمَ »(1).
[53/529] عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَصَلِّي خَلْفَ مَنْ لَا أَعْرِفُ؟ فَقَالَ: «لَا تُصَلُّ إِلَّا خَلْفَ مَنْ تَثِقُ بِدِينِهِ » (2) .
[54/530] عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلحُسَيْنِ علیمها السلام: إِذَا رَأَيْتُمُ عَليْلا
اَلرَّجُلَ قَدْ حَسُنَ سَمْتُهُ وَهَدْيُهُ، وَتَمَاوَتَ فِي مَنْطِقِهِ ، وَتَخَاضَعَ فِي حَرَكَاتِهِ، فَرُوَيْداً لَا يَغُرَّنَّكُمْ، فَمَا أَكْثَرَ مَنْ يُعْجِزُهُ تَنَاوُلُ الدُّنْيَا وَرُكُوبُ الْحَرَامِ مِنْهَا، لِضَعْفِ بُنْيَتِهِ وَمَهَانَتِهِ قَلْبِهِ، فَنَصَبَ الدِّينَ فَظًّا لَهَا، فَهُوَ لَا يَزَالُ يَخْتِلُ اَلنَّاسَ بِظَاهِرِهِ، فَإِنْ تَمَكَّنَ مِنْ حَرَامِ اِقْتَحَمَهُ، وَإِذَا وَجَدْتُكُوهُ يَعِثُ عَنِ المَالِ اَلْحَرَامِ، فَرُوَيْداً لَا يَغُرَّنَّكُمْ فَإِنَّ شَهَوَاتِ اَلخَلْقِ مُخْتَلِفَةٌ، فَمَا أَكْثَرَ مَنْ يَنْبُو عَنِ المَالِ اَلْحَرَامِ، وَإِنْ كَثُرَ وَيَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى شَوْهَاءَ قَبِيحَةٍ، فَيَأْتِي مِنْهَا مُحَرَّماً، فَإِذَا وَجَدْعُوهُ يَعِفُ عَنْ ذَلِكَ، فَرُوَيْداً لَا يَغُرَّنَّكُمْ حَتَّى تَنْظُرُوا مَا عُقْدَةُ عَقْلِهِ، فَما أَكْثَرَ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ أَجْمَعَ، ثُمَّ لَا يَرْجِعُ إِلَى عَقْلِ مَتِينٍ،
ص: 207
فَيَكُونُ مَا يُفْسِدُ بجَهْلِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُهُ بِعَقْلِهِ، فَإِذَا وَجَدْتُمْ عَقْلَهُ مَتِينَا، فَرُوَيْداً لَا يَغْرَكُمْ تَنْظُرُوا أَمَعَ هَوَاهُ يَكُونُ عَلَى عَقْلِهِ، أَمْ يَكُونُ مَعَ عَقْلِهِ عَلَى هَوَاهُ، وَكَيْفَ مَحَبَّهُ لِلرِّئَاسَاتِ الْبَاطِلَةِ، وَزُهْدُهُ فِيهَا، فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ، يَتْرُكُ اَلدُّنْيَا لِلدُّنْيَا، وَيَرَى أَنَّ لَذَّةَ الرِّئَاسَةِ الْبَاطِلَةِ أَفْضَلُ مِنْ لَذَّةِ الْأَمْوَالِ وَالنَّعَم المُبَاحَةِ المحَلَّلَةِ فَيَتْرُكُ ذَلِكَ أَجْمَعَ ، طَلَبَا لِلرِّئَاسَةِ حَتَّى إِذَا قِيلَ لَهُ: اِتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ، فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ، فَهُوَ يَقْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ، يُوقِدُهُ أَوَّلَ بَاطِل إِلَى أَبْعَدِ غَايَاتِ اَلْخَسَارَةِ، وَيُمِدُّهُ رَبُّهُ بَعْدَ طَلَبِهِ لِمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فِي طُغْيَانِهِ، فَهُوَ يُحِلُّ وَيُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ، لَا يُبَالِي مَا فَاتَ مِنْ دِينِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ الرِّئَاسَةُ الَّتِي قَدْ شَقِيَ مِنْ أَجْلِهَا، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ هُمْ عَذَاباً مُهِيناً، وَلَكِنَّ اَلرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ هَوَاهُ تَبَعاً لِأَمْرِ اللَّهِ، وَقُوَاهُ مَبْذُولَةٌ فِي رِضَاءِ الله، يَرَى الذُّلُّ مَعَ الحَقِّ أَقْرَبَ إِلَى عِزَّ الْأَبَدِ مِنَ الْعِزْ فِي الْبَاطِلِ، وَيَعْلَمُ أَنَّ قَلِيلَ مَا يَحْتَمِلُهُ مِنْ ضَرَّائِهَا، يُؤَدِّيهِ إِلَى دَوَامِ النَّعِيمِ فِي دَارٍ لَا تَبِيدُ وَلَا تَنْفَدُ، وَأَنَّ كَثِيرَ مَا يَلْحَقُهُ مِنْ سَرَّائِهَا إِنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ، يُؤَدِّيهِ إِلَى عَذَابٍ لَا اِنْقِطَاعَ لَهُ وَلَا يَزُولُ فَذَلِكُمُ اَلرَّجُلُ نِعْمَ اَلرَّجُلُ فِيهِ فَتَمَسَّكُوا وَبِسُنَّتِهِ فَاقْتَدُوا، وَإِلَى رَبِّكُمْ فِيهِ فَتَوَسَلُوا، فَإِنَّهُ لَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ وَلَا تُخَيَّبُ لَهُ طَلِبَةٌ »(1).
[55/531] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِمَامُ الْقَوْمِ وَافِدُهُمْ، فَقَدِّمُوا
أَفْضَلَكُمْ »(2) .
ص: 208
ص: 209
ص: 210
[532 / 1 ]عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَمَّنْ يَخْرُجُ مِنْ أَهْلِهِ بِالصُّقُورَةِ وَالْكِلَابِ يَتَنَزَّهُ اللَّيْلَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ هَلْ يُقَصِّرُ مِنْ صَلَاتِهِ أَوْ لَا؟ فَقَالَ:
لَا يُقَصِّرُ، إِنَّمَا خَرَجَ فِي هو»(1) .
[2/533] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : سَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ طَلَبِ اَلصَّيْدِ، وَقَالَ لَهُ: إِنِّي رَجُلٌ أَو بِطَلَبِ الصَّيْدِ، وَضَرْبِ الصَّوَالِج، وَأَهُو بِلَعْبٍ اَلشَّطْرَنْج، قَالَ: فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «أَمَّا الصَّيْدُ فَإِنَّهُ مُبْتَغَى بَاطِلٌ، وَإِنَّا أَحَلَّ اَللهُ اَلصَّيْدَ مَن أَضْطُرَّ إِلَى الصَّيْدِ، فَلَيْسَ الْمُضْطَرُّ إِلَى طَلَبِهِ سَعْيُهُ فِيهِ بَاطِلٌ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ التَّقْصِيرُ فِي الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ جَمِيعاً إِذَا كَانَ مُضْطَرًا إِلَى أَكْلِهِ، وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ يَطْلُبُهُ لِلتِّجَارَةِ وَلَيْسَ لَهُ حِرْفَةٌ إِلَّا مِنْ طَلَبِ الصَّيْدِ فَإِنَّ سَعْيَهُ حَقٌّ، وَعَلَيْهِ السَّمَامُ فِي اَلصَّلَاةِ وَالصِّيَام، لأَنَّ ذَلِكَ تِجَارَتُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الدَّوْرِ الَّذِي يَدُورُ فِي الْأَسْوَاقِ فِي طَلَبِ التِّجَارَةِ ، أَوْ كَالمُكَارِي وَالمَلَاح وَمَنْ طَلَبَهُ لَاهِياً وَأَشِراً وَبَطِراً، فَإِنَّ سَعْيَهُ ذَلِكَ سَعْيٌّ بَاطِلٌ، وَسَفَرٌ بَاطِلٌ، وَعَلَيْهِ النَّامُ فِي الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَإِنَّ اَلْمُؤْمِنَ لَفِي شُغُلٍ مِنْ ذَلِكَ، شَغَلَهُ طَلَبُ اَلْآخِرَةِ عَنِ الَمَلَاهِي »(2)(3).
ص: 211
[534 / 3 ]عَنْ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: اَلرَّجُلُ يَخْرُجُ إِلَى الصَّيْدِ مَسِيرَةَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ يُقَصِّرُ أَوْ يُتِمُّ ؟ فَقَالَ: «إِنْ خَرَجَ لِقُوتِهِ وَقُوتِ عِيَالِهِ فَلْيُفْطِرْ وَلْيُقَصِّرْ ،«إِنْ خَرَجَ لِطَلَبِ الْفُضُولِ فَلَا وَلَا كَرَامَةَ»(1) .
[4/535] عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أَرْبَعٌ الا يُفْسِدْنَ الْقَلْبَ، وَيُنْبِتْنَ النَّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ اَلَمَاءُ الشَّجَرَ : اِسْتِمَاعُ اللَّهْوِ . وَالْبَذَاءُ، وَإِثْيَانُ بَابِ السُّلْطَانِ، وَطَلَبُ الصَّيْدِ »(2).
[536/ 5] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : مِنَ الْأَمْرِ اَلمَذْخُورِ إِثْمَامُ الصَّلَاةِ فِي أَرْبَعَةِ
مَوَاطِنَ: بِمَكَّةَ ، وَالمَدِينَةِ، وَمَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَحَائِرِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام »(3).
[537 / 6] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ:
إِنَّا إِذَا دَخَلْنَا مَكَّةَ وَالمَدِينَةَ، نُتِمُّ أَوْ نَقْصُرُ؟ قَالَ: «إِنْ قَصَرْتَ فَذَاكَ، وَإِنْ أَعْمْتَ
فَهُوَ خَيْرٌ يَزْدَادُ»(4).
[ 7/538] عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «قَالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ أَرْصَدَ مُحَارَبَتِي، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدٌ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّافِلَةِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
ص: 212
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، إِنْ وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ
عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ المَوْتَ، وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ»(1)
[8/539] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنْ كَانَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ قَالَ: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46)»[الكهف: 46] إِنَّ الثَّمَانِيَةَ رَكَعَاتٍ يُصَلِّيهَا الْعَبْدُ آخِرَ اللَّيْلِ زِينَةُ الْآخِرَةِ »(2).
[9/540] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: ثَلَاثُ هُنَّ فَخْرُ الْمُؤْمِنِ، وَزَيْنُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: اَلصَّلَاةُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَأْسُهُ
مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَوَلَايَتُهُ لِلْإِمَامَ مِنْ آلِ مُحَمَّد صلی الله علیه و آله وسلم »(3).
[10/541] قَالَ [الصَّادِقُ علیه السلام]: وَثَلَاثَةٌ هُمْ شِرَارُ اَلخَلْقِ ابْتُلي بهم
خِيَارُ اَلْخَلْقِ أَبو سُفْيَانَ أَحَدُهُمْ قَاتَلَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَعَادَاهُ، وَمُعَاوِيَةٌ قَاتَلَ عَلِيًّا علیه السلام وَعَادَاهُ، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (لَعَنَهُ اللهُ) قَاتَلَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٌّ علیه السلام
وَعَادَاهُ حَتَّى قَتَلَهُ » (4).
* قَالَ تَعَالَى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)» (الإسراء: 79).
ص: 213
* وَقَالَ تَعَالَى: «فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)»
(طه: 130).
* وَقَالَ تَعَالَى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)»«فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)» (السجدة: 16 و 17 ) .
* وَقَالَ تَعَالَى: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)» (الزمر: (9).
* وَقَالَ تَعَالَى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)»(ق : 40 ) .
* وَقَالَ تَعَالَى: «كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)» «وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)» (الذاريات: 17 و 18).
[ 542 / 11] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «شَرَفْ
اَلْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّ الْمُؤْمِنِ كَفَهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ»(1)
[12/543] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ تَجْزِيٌّ بِهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الرَّجُلِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزَّهُ اِسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ »(2).
[13/544] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ لِأَبِي ذَرِّ رحمه الله : «يَا أَبَا ذَرٍّ، اِحْفَظْ
وَصِيَّةَ [نَبِيِّكَ ] تَنْفَعْكَ : مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِيَام اللَّيْل ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الجَنَّةُ»(3)
ص: 214
[14/545] عَنْ عَلِيّ علیه السلام أَنَّه قَالَ: «أَفْشُوا اَلسَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ،
وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا اَلجُنَّةَ بِسَلَامٍ»(1).
[ 546 / 15] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَا مِنْ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا الْعَبْدُ إِلَّا الا وَلَا ثَوَابٌ مُبَيَّنٌ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا صَلَاةَ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُبَيِّنُ ثَوَابَهَا لِعِظَم خَطَرِهَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [الجسدة : 17](2).
[16/547] سَأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام عَبْدُ الله بْنُ سِنَانٍ عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ:
«سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (29)»[الفتح: 29]، قَالَ: «هُوَ السَّهَرُ فِي
الصَّلَاةِ » (3).
[17/548] حَرِيشُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرِيشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الرَّكْعَتَانِ فِي
جَوْفِ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا »(4).
[549/18] عَنْ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مِنْ مَرْضَاةِ الرَّبِّ، وَحُبِّ
اَلمَلَائِكَةِ، وَسُنَّةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَنُورِ المَعْرِفَةِ، وَأَصْلِ الْإِيمَانِ، وَرَاحَةِ الْأَبْدَانِ، وَكَرَاهِيَةِ
اَلشَّيْطَانِ، وَسَلَاحٌ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَإِجَابَةٌ لِلدُّعَاءِ، وَقَبُولُ لِلْأَعْمَالِ، وَبَرَكَةٌ فِي الرِّزْقِ، وَشَفِيعٌ بَيْنَ صَاحِبِهَا وَبَيْنَ مَلَكِ المَوْتِ ، وَسِرَاجُ فِي قَبْرِهِ، وَفِرَاضٌ مِنْ تَحْتِ جَنْبِهِ ، وَجَوَابُ مَعَ مُنْكَرِ وَنَكِيرِ ، وَمُونِسٌ وَزَائِرُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَانَتِ الصَّلَاةُ ظِلَّا فَوْقَهُ، وَتَاجاً عَلَى رَأْسِهِ، وَلِبَاسًا عَلَى بَدَنِهِ، وَنُوراً يَسْعَىٰ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسِتْراً بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ، وَحُجَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهُ تَعَالَى، وَثِقْلاً
ص: 215
فِي الْمِيزَانِ، وَجَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ، وَمِفْتَاحاً لِلْجَنَّةِ، لِأَنَّ الصَّلَاةَ تَكْبِيرٌ وَتَحْمِيدٌ وَتَسْبِيحُ وَتَمَجِيدٌ وَتَقْدِيسٌ وَتَعْظِيمٌ وَقِرَاءَةٌ وَدُعَاءٌ، وَأَنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ كُلِّهَا
اَلصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا »(1) .
[19/550] عَن أَبي يَعْقُوبَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي جُعِلْتُ فِدَاكَ أَيُّ سَاعَةٍ يَكُونُ الْعَبْدُ أَقْرَبَ إِلَى اللَّهُ، وَاللَّهُ مِنْهُ قَرِيبٌ؟ قَالَ: إِذَا قَامَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَالْعُيُونُ هَادِئَةٌ، فَيَمْشِي إِلَى وَضُوئِهِ حَتَّىٰ يَتَوَضَّأَ ، فَأَسْبَغَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَجِيءُ حَتَّى يَقُومَ فِي مَسْجِدِهِ، فَيُوَجِّهُ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ، وَيَصُفُ قَدَمَيْهِ، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ، وَيُكَبِّرُ، وَافْتَتَحَ الصَّلَاةَ ، وقَرَأَ جُزْءاً وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَامَ لِيُعِيدَ صَلَاتَهُ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ عَنَانِ اَلسَّمَاءِ عَنْ يَمِينِ اَلْعَرْش: أَيُّهَا الْعَبْدُ المُنَادِي رَبَّهُ، إِنَّ الْبِرَّ لَيُنْشَرُ عَلَى رَأْسِكَ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ، وَالمَلَائِكَةَ مُحِيطَةٌ بِكَ مِنْ لَدُنْ قَدَمَيْكَ إِلَى عَنَانِ اَلسَّمَاءِ، وَاللَّهُ يُنَادِي عَبْدِي لَوْ تَعْلَمُ مَنْ تُنَاجِي إِذا مَا انْفَتَلْتَ»، قَالَ: قُلْتُ:
جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الْإِنْفِتَالُ؟ قَالَ: «تَقُولُ بِوَجْهِكَ وَجَسَدِكَ هَكَذَا - ثُمَّ وَلَى وَجْهَهُ ، فَذَاكَ اَلْاِنْفِتَالُ »(2).
[20/551] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّه قَالَ: «خِيَارُكُمْ أُولُو اَلنُّهَى»، قِيلَ: يَا
رَسُولَ الله، وَمَنْ أُولُو اَلنُّهَى؟ فَقَالَ: «المتَهَجَّدُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ »(3).
[ 21/552 ]عَن النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «رَحِمَ اللهُ عَبْداً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّوْا، أَلَا وَإِنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ صَلَاةُ الرَّجُل بِاللَّيْلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي تُسَبِّحُ ثِيَابُهُ وَمَنْ حَوْلَهُ»(4) .
ص: 216
[22/553] فِي حَدِيثٍ أَنَّ عِيسَى علیه السلام نَادَى أُمَّهُ مَرْيَمَ بَعْدَ وَفَاتِهَا، فَقَالَ: يَا أُمَّاهُ، كَلَّمِينِي، هَلْ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى الدُّنْيَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، لِأُصَلِّي لله فِي لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، وَأَصُومَ يَوْماً شَدِيدَ اَلْخَرُ. يَا بُنَيَّ، فَإِنَّ الطَّرِيقَ تَخَوفٌ. وَقَالَ علیه السلام : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْصَانِي بِخَمْسَةِ أَشْيَاءَ.... إِلَى أَنْ قَالَ: دَاوِمْ عَلَى التَّهَجُدِ، فَإِنَّ أُمُورَ
اَلْمُؤْمِنِ تَسْتَقِيمُ فِي قِيَام اَاللَّيْلِ »(1).
[554 / 23] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا قَامَ اَلْعَبْدُ مِنْ لَذِيذ مَضْجَعِهِ
وَالنُّعَاسُ فِي عَيْنَيْهِ لِيُرْضِيَ رَبَّهُ تَعَالَى بِصَلَاةِ لَيْلِهِ، بَاهَى اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْمَلَائِكَةَ، وَقَالَ: أَمَا تَرَوْنَ عَبْدِي هَذَا قَدْ قَامَ مِنْ لَذِيذِ مَضْجَعِهِ لِصَلَاةٍ لَمْ أَفْتَرِضْهَا عَلَيْهِ، اِشْهَدُوا
أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ»(2).
[24/555 ]عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ وَحَىٰ إِلَى الدُّنْيَا أَن أَتَعِبِي مَنْ خَدَمَكِ، وَأخْدُمِي مَنْ رَفَضَكِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَخَلَّى بِسَيّدِهِ فِي جَوْفِ اللَّيْل اَلْمُظْلِم وَنَاجَاهُ، أَثْبَتَ اللهُ اَلنُّورَ فِي قَلْبِهِ، فَإِذَا قَالَ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، نَادَاهُ اَلجَلِيلُ عزّو جلّ : لَبَّيْكَ عَبْدِي، سَلْنِي أُعْطِكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَى أَكْفِكَ، ثُمَّ يَقُولُ عزّو جلّ عامة مَلَائِكَتِهِ: يَا مَلَائِكَتِي، أَنْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، فَقَدْ تَخَلَّى لِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَالْبَاطِلُونَ لَاهُونَ، وَالْغَافِلُونَ نِيَامٌ، اِشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ » (3).
[556/ 25] عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيَّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ فِي
حَدِيثٍ : صَلَاةُ اَللَّيْلِ تَذْهَبُ بِذُنُوبِ النَّهَارِ، وَقَالَ: «تَذْهَبُ بِمَا جَرَحْتُمْ »(4).
ص: 217
[ 26/557] عَنِ ابْنِ حَرَاسِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ (114)») [هود: 114]، قَالَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ تُكَفِّرُ مَا كَانَ مِنْ ذُنُوبِ اَلنَّهَارِ »(1).
[27/558] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهَا سُنَّةٌ
نَبِيِّكُمْ، وَدَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَمَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ»(2) .
[28/559] يُرْوَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَصْبَحَ طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِذَا نَامَ حَتَّى يُصْبحَ[ يُصْبِحُ] ثَقِيلاً مُوصَاً ، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى علیه السلام يا: «قُمْ فِي ظُلْمَةِ
اَللَّيْلِ [ بَيْنَ يَدَيَّ ]، أَجْعَلْ قَبْرَكَ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ » (3).
[ 29/560] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : « قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَةٌ لِلْبَدَنِ»(4).
[30/561] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «صَلَاةُ اَللَّيْلِ تُبَيِّضُ الْوَجْهَ، وَصَلَاةٌ
اَللَّيْلِ تُطَيِّبُ الرِّيحَ، وَصَلَاةُ اَللَّيْلِ تَجْلِبُ الرِّزْقَ » (5).
[562 / 31] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام: حَافِظُوا عَلَى صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهَا
حُرْمَةُ اَلرَّبِّ ، تُدِرُ الرِّزْقَ ، وَتُحَسِّنُ الْوَجْهَ، وَتَضْمَنُ رِزْقَ النَّهَارِ، وَطَوِّلُوا اَلْوُقُوفَ فِي الوَتْرِ، فَإِنَّهُ رُوِيَ أَنَّ مَنْ طَوَّلَ الْوُقُوفَ فِي الْوَتْرِ قَلَّ وُقُوفُهُ يَوْمَ
اَلْقِيَامَةِ » (6) .
[563 / 32] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
ص: 218
صَلَاةُ اَللَّيْلِ تُحَسِّنُ الْوَجْهَ ، وَتُحَسِّنُ الْخُلُقَ ، وَتُطَيِّبُ الرِّيحَ، وَتُدِرُّ اَلرِّزْقَ، وَتَقْضِي
الدَّيْنَ، وَتَذْهَبُ بِالهَمْ، وَتَجْلُو الْبَصَرَ »(1).
[33/564] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ
بالنَّهَارِ »(2) .
[34/565] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرّضَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام، قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام: مَا بَالُ
ليهم، الْمُتَهَجِّدِينَ بِاللَّيْلِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهَا؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ خَلَوْا بِالله فَكَسَاهُمُ اللهُ
مِنْ نُورِهِ »(3).
[ 566 / 35] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: «لَا تَطْمَعْ فِي ثَلَاثَةٍ مَعَ ثَلَاثَةٍ: فِي سَهَرِ اللَّيْلِ مَعَ كَثْرَةِ الْأَكْلِ، وَفِي نُورِ الْوَجْهِ مَعَ نَوْمٍ أَجْمَعِ اللَّي، وَفِي الْأَمَانِ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ صُحْبَةِ الفُسَّاقِ»(4).
[ 36/567] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَأَفْرَطَ فِي الشَّكَايَةِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَشْكُوَ الْجُوعَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «يَا هَذَا، أَتُصَلِّي بِاللَّيْل؟، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ، قَالَ: فَالْتَفَتَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام إلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَيَجُوعُ بِالنَّهَارِ، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَمِنَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ قُوتَ النَّهَارِ»(5).
[ 568 / 37] عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي خَبَرِ: إِنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ فِي آخِرِهِ أَفْضَلُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ وَقْتُ الْإِجَابَةِ، وَهِيَ هَدِيَّةُ اَلْمُؤْمِنِ إِلَى رَبِّهِ، فَأَحْسِنُوا
ص: 219
هَدَايَاكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، يُحْسِنِ اللَّهُ جَوَائِزَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يُوَاظِبُ عَلَيْهَا إِلَّا مُؤْمِنٌ أَوْ صِدَّیقٌ »(1).
[ 569 / 38] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْبُيُوتَ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا بِاللَّيْلِ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، تُضِيءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِيءُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ
الْأَرْضِ»(2).
[ 570 / 39] عَنْ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ فِيهِمَا الرَّغَائِبُ»(3).
[40/571 ]قَوْلُهُ علیه السلام : «فَإِنْ قَامَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَتَطَهَّرَ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَحَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ، إِمَّا أَنْ يُعْطِيَهُ الَّذِي يَسْأَلُهُ بِعَيْنِهِ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُ» (4).
[572 / 41] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم في وَصِيَّتِهِ لِعَلي علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، عَلَيْكَ بِصَلَاةِ عَلَ:
اَللَّيْلِ، وَعَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ، وَعَلَيْكَ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ »(5).
[573 / 42] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ:«آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ (9)»[الزمر: 9]؟ قَالَ: «يَعْنِي صَلَاةَ اللَّيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ:« وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)» [طه: 130]؟ قَالَ:
« يَعْنِي تَطَوَّعْ بِالنَّهَار»ِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: «وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)»﴾ [الطور : 49]؟ قَالَ: «رَكْعَتَانِ قَبْلَ الصُّبْح»، قُلْتُ:«وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)»[ق: 40]؟ قَالَ: «رَكْعَتَانِ
بَعْدَ المَغْرب» (6).
ص: 220
[43/574] عَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ، فَمَا مِنْ عَبْدِ يَقُومُ آخِرَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي ثَمَانِي رَكَعَاتٍ وَرَكْعَتَي الشَّفْعِ وَ [رَكْعَةَ] الْوَتْرِ، وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ فِي قُنُوتِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً إِلَّا أُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَيْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمُدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ، وَوُسْعَ عَلَيْهِ فِي مَعِيشَتِهِ، ثُمَّ قَالَ علیه السلام: «إِنَّ الْبُيُوتَ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا بِاللَّيْل
يَزْهَرُ نُورُهَا مَا لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يَزْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ »(1).
[44/575] قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُصَلِّ صَلَاةَ اللَّيْلِ»(2).
[45/576] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَيْسَ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ لَمْ يُصَلِّ صَلَاةَ
اللَّيْلِ»(3).
[ 46/577] قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا سُلَيمانُ، لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ
اَلمَغْبُونَ مَنْ حُرِمَ قِيَامَ اللَّيْلِ »(4)
[47/578] رَوَى اَلْحَسَنُ الصَّيْقَلُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ يَأْتِينِي فَيَسْأَلْنِي عَنْ عَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَيَقُولُ: أَزِيدُ؟ كَأَنَّهُ
وياه يَرَى أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَصَّرَ فِي شَيْءٍ، وَإِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا يَقُومُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ قَامَ يُبَادِرُهُ بِصَلَاتِهِ »(5).
[ 48/579] عَنْ عَلِيِّ علیه السلام، قَالَ: «أَبْغَضُ الْخَلْقِ إِلَى اللَّه جِيفَةٌ بِاللَّيْلِ،
بَطَالٌ بِالنَّهَارِ »(6) .
ص: 221
[49/580] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ
فَيُحْرَمُ بِهَا صَلَاةَ اللَّيْلِ، فَإِذَا حُرِمَ صَلَاةَ اللَّيْلِ حُرِمَ بِهَا الرِّزْقَ »(1) .
[50/581] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ
فَيُحْرَمُ صَلَاةَ اللَّيْلِ، وَإِنَّ عَمَلَ السَّبِّي أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ »(2).
[582 / 51] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَدْ حُرِمْتُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ »(3).
[ 52/583] عَنِ الْخَلَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام فِي الْوَتْرِ: إِنَّمَا كَتَبَ
اللهُ الخَمْسَ ، وَلَيْسَتِ الْوَتْرُ مَكْتُوبَةً إِنْ شِئْتَ صَلَّيْتَهَا، وَتَرْكُهَا فَبِيحٌ »(4).
[ 53/584 ]عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ مِنِّي وَلَا مِنْ شِيعَتِي
مَنْ ضَيَّعَ الْوَتْرَ، أَوْ مَطَلَ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ »(5).
54/585] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّما جُعِلَتِ النَّافِلَةُ
لِيَتِمَّ بِهَا مَا يَفْسُدُ مِنَ الْفَرِيضَةِ » (6).
[55/586] عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِي، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: «يَا أَبَا
بَكْرٍ، تَدْرِي لِأَيِّ شَيْءٍ وُضِعَ عَلَيْكُمُ التَّطَوُّع؟ وَهُوَ تَطَوُّعٌ لَكُمْ، وَهُوَ نَافِلَةٌ
ص: 222
لِلْأَنْبِيَاءِ، إِنَّهُ رُبَّمَا قُبِلَ مِنَ الصَّلَاةِ نِصْفُهَا وَتُلْتُهَا وَرُبُعُهَا، وَإِنَّما يُقْبَلُ مِنْهَا مَا أَقْبَلْتَ
عَلَيْهَا بِقَلْبِكَ، فَزِيدَتِ النَّافِلَةُ عَلَيْهَا حَتَّى تُتِمَّ بِهَا »(1) .
[56/587] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِصَلَاةِ الزَّوَالِ،
فَإِنَّهَا صَلَاةُ اَلْأَوَّابِينَ»(2).
[57/588] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم. الا فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله يَسْأَلُ اللهُ عَمَّا سِوَى الْفَرِيضَةِ؟ فَقَالَ: لَا ، قَالَ : فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بالحقِّ لَا تَقَرَّبْتُ إِلَى اللَّهُ بِشَيْءٍ سِوَاهَا، قَالَ : وَلِمْ؟ قَالَ: لأَنَّ اللهَ قَبَّحَ خَلْقِي»، قَالَ: «فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، وَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ علیه السلام ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: أَقْرِئُ عَبْدِي فُلاناً السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ: أَمَا تَرْضَى أَنْ أَبْعَثَكَ غَداً فِي الْآمِنِينَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ ذَكَرَنِي اللهُ عِنْدَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا بَقِيَ شَيْءٌ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّه عِنْدَهُ إِلَّا تَقَرَّبْتُ بِهِ »(3).
[58/589] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَا تَتْرُكُوا رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ عِشَاءِ
الْآخِرَةِ، فَإِنَّهَا عَجَلَبَةٌ لِلرِّزْقِ »(4).
[59/590] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
ص: 223
يَقُولُ: «اَلرَّكْعَتَانِ اَللَّتَانِ بَعْدَ المَغْرِبِ هُمَا «وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)»[ق: 40]
وَالرَّكْعَتَانِ اَللَّتَانِ بَعْدَ الفَجْرِ « وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)» [الطور : 49]»(1) .
[60/591] قَوْلُهُ علیه السلام: كُلُّ سَهْوِ فِي الصَّلَاةِ يُطْرَحُ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ
تَعَالَى يُتِمُّ بِالنَّوَافِلِ»(2) .
[61/592] قَوْلُهُ علیه السلام : وَلَمْ يَتْرُكْ (عَلِىِّ علیه السلام) صَلَاةَ اللَّيْل قَطُّ حَتَّى لَيْلَةَ اَلهَریِر:(3).
[62/593] رَوَى أَبُو حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَا نَوَى عَبْدٌ أَنْ يَقُومَ أَيَّةَ سَاعَةٍ نَوَى، فَعَلِمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا وَكَّلَ بِهِ مَلَكَيْنِ
يُحَرِّكَانِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ » (4).
[594 / 63] رَوَى هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ صَلَّى بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، قَرَأَ فِي الْأُولَى الْحَمْدَ وَقَوْلَهُ: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ... (87)» إِلَى قَوْلِهِ : «وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)» [الأنبياء: 87 و 88] ، وَفي
اَلثَّانِيَةِ الحَمْدَ وَقَوْلَهُ:«وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا ...(59)» إِلَى آخِرِ الآيَةِ [الأنعام: 59]، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفَاتِح
ص: 224
الْغَيْبِ الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي وَكَذَا، وَتَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي، وَالْقَادِرُ عَلَى طَلِبَتِي، تَعْلَمُ حَاجَتِي، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عليهم السلام لَمَّا قَضَيْتَهَا لِي، وَسَأَلَ اللَّهَ حَاجَتَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا
سأل»(1).
[64/595] تَهْجُ الْبَلَاغَةِ: قَالَ علیه السلام: «إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وَإِدْبَاراً، فَإِذَا
أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ »(2).
[596/ 65] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: «إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وَإِدْبَاراً ، أَوْ نَشَاطاً وَفُتُوراً، فَإِذَا أَقْبَلَتْ أَبْصَرَتْ وَفَهِمَتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ كَلَّتْ وَمَلَّتْ، فَخُذُوهَا عِنْدَ إِقْبَاهَا وَنَشَاطِهَا، وَاتْرُكُوهَا عِنْدَ إِدْبَارِهَا وَفُتُورِهَا »(3).
[66/597] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّه علیه السلام أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلَيْنِ قَامَ أَحَدُهُمَا يُصَلِّي حَتَّى أَصْبَحَ، وَالْآخَرُ جَالِسٌ يَدْعُو، أَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ:
الدُّعَاءُ أَفْضَلُ»(4) .
[598 / 67] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا
عبد الله علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ يَقُومُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ:
ص: 225
يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا صَلَّى فِي اللَّيْلِ أَنْ يُسْمِعَ أَهْلَهُ، لِكَيْ يَقُومَ الْقَائِمُ، وَيَتَحَرَّكَ
المتحرك »(1).
[68/599] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمَّ أَبِي وَاسْمُهَا عُذْرٌ، قَالَتْ: أُشْتُرِيتُ مَعَ عِدَّةِ جَوَارٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَكُنْتُ مِنْ مُوَلَّدَاتِهَا، قَالَتْ: فَحْمِلْنَا إِلَى المَأْمُونِ، وَكُنَّا فِي دَارِهِ فِي جَنَّةٍ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالطَّيبِ وَكَثْرَةِ اَلدَّنَانِيرِ، فَوَهَبَنِي المَأْمُونُ الرِّضَا علیه السلام ، فَلَمَّا صِرْتُ فِي دَارِهِ فَقَدْتُ جَمِيعَ مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَكَانَتْ عَلَيْنَا قَيِّمَةٌ تُنبِّهُنَا بِاللَّيْلِ، وَتَأْخُذْنَا بِالصَّلَاةِ، وَكَانَ ذَلِكَ
مِنْ أَشَدَّ شَيْءٍ عَلَيْنَا »(2).
[6/600] عَنِ النَّبِي صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ: «رَحِمَ اللهُ عَبْداً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى،
وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّوْا » (3).
[70/601] كَانَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام إِذَا قَامَ آخِرَ اللَّيْلِ يَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى
يُسْمِعَ أَهْلَ الدَّارِ(4) .
[ 602 / 71] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ صلی الله علیه و آله وسلم لجَعْفَرٍ يَا جَعْفَرُ ، أَلَا أَمْنَحُكَ؟ أَلَا أُعْطِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: بَلَى، يَا
ص: 226
رَسُولَ الله»، قَالَ: «فَظَنَّ اَلنَّاسُ أَنَّهُ يُعْطِيهِ ذَهَباً أَوْ فِضَةً، فَتَشَرَّفَ اَلنَّاسُ لِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَعْطِيكَ شَيْئاً إِنْ أَنْتَ صَنَعْتَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَانَ خَيْراً لَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَإِنْ صَنَعْتَهُ بَيْنَ يَوْمَيْنِ غُفِرَ لَكَ مَا بَيْنَهُمَا ، أَوْ كُلَّ جُمْعَةٍ، أَوْ كُلَّ شَهْرٍ، أَوْ كُلَّ سَنَةٍ غَفِرَ اللَّهُ لَكَ مَا بَيْنَهُمَا، تُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَبْتَدِى فَتَقْرَأُ وَتَقُولُ إِذَا فَرَغْتَ: سُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ للهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، تَقُولُ ذَلِكَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ الْقِرَاءَةِ، فَإِذَا رَكَعْتَ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَقُلْ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ اَلثَّانِيَةَ فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ قُلْتَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَأَنْتَ قَاعِدٌ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ تَسْبِيحَةٌ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ثَلَاثُمَانَةِ تَسْبِيحَةٍ، فِي أَرْبَع رَكَعَاتٍ أَلْفٌ وَمِاتَنَا تَسْبِيحَةٍ وَتَهْلِيلَةٍ وَتَكْبِيرَةٍ وَتَحْمِيدَةٍ، إِنْ شِئْتَ صَلَّيْتَهَا بِالنَّهَارِ، وَإِنْ شِئْتَ صَلَّيْتَهَا
باللَّيْل
(1).
[ 72/603] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِذَا عَسِرَ عَلَيْكَ أَمْرٌ، فَصَلَّ عِنْدَ اَلزَّوَالِ رَكْعَتَيْنِ، تَقْرَأْ فِي الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، وَإِنَّا
وَقُلْ«إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ...(1)» ، إِلَى قَوْلِهِ: «وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)» [الفتح: 1 - 3]، وَفِي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَ«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ »، وَ «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ »، وَقَدْ جُرِّبَ (2).
ص: 227
[73/604] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَتَوَضَّأُ، وَصَل رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ اِحْمَدِ الله، وَأَثْنِ عَلَيْهِ، وَاذْكُرْ مِنَ آلَائِهِ، ثُمَّ اُدْعُ تُجَبْ »(1).
[74/605] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا
أَرَدْتَ حَاجَةٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلْ تُعْطَهُ»(2).
[ 75/606] عَنْ شُرَحْبِيلَ الْكِنْدِي، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً تَسْأَلُهُ رَبَّكَ فَتَوَضَّأْ، وَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَعَظم الله عزّو جلّ، وَصَلَّ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، وَقُلْ بَعْدَ التَسْلِيمِ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ كَرِيمٌ، وَأَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرٌ، وَبِأَنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صلی الله علیه و آله وسلم ، يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّه رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ لي بِكَ طَلِبَتِي، اَللَّهُمَّ بِنَبِيِّكَ أَنْجِحْ لِي طَلِبَتِي بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم ، ثُمَّ
سَلْ حَاجَتَكَ »(3) .
[76/607] عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي اِخْتَرَعْتُ دُعَاءً، قَالَ: «دَعْنِي مِنْ اِخْتِرَاعِكَ، إِذَا نَزَلَ بِكَ أَمْرٌ ، فَافْزَعْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تُهْدِيهِمَا إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ قَالَ: تَغْتَسِلُ، وَتُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، تَسْتَفْتِحُ بِهِمَا افْتِتَاحَ الْفَرِيضَةِ،
- الْفَرِيضَةِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَشَهدِ وَسَلَّمْتَ قُلْتَ: اللهم .
وَتَتَشَهَدُ اَلسَّلَامُ ، وَمِنْكَ اَلسَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلامُ، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،
ص: 228
وَبَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَرْوَاحَ الْأَئِمَّةِ الصَّادِقِينَ سَلَامِي، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُم اَلسَّلَامَ، وَاَلسَّلَامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، اَللَّهُمَّ إِنَّ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَأَثِبْنِي عَلَيْهِمَا مَا أَمَّلْتُ وَرَجَوْتُ فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ، يَا وَليَّ الْمُؤْمِنِينَ. ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَتَقُولُ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ لَا يَمُوتُ، يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، يَا ذَا الجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَرْبَعِينَ مَرَّةً. ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ اَلْأَيْمَنَ فَتَقُوهُا أَرْبَعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْسَرَ فَتَقُوهُنَا أَرْبَعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَتَمدُّ يَدَكَ فَتَقُولُ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرُدُّ يَدَكَ إِلَى رَقَبَتِكَ، وَتَلُوذُ بِسَبَّابَتِكَ، وَتَقُولُ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ خُذْ خِيَتَكَ بِيَدِكَ الْيُسْرَى، وَابْكِ أَوْ تَبَاكَ، وَقُلْ: يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ الله أَشْكُو إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ حَاجَتِي، وَإِلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الرَّاشِدِينَ حَاجَتِي، وَبِكُمْ أَتَوَجَّهُ إِلَى الله فِي حَاجَتِي، ثُمَّ تَسْجُدُ وَتَقُولُ: يَا اَللهُ يَا اللَّهُ، حَتَّى يَنْقَطِعَ نَفَسُكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ
أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «فَأَنَا الضَّامِنُ عَلَى الله عزّو جلّ و أَنْ لَا يَبْرَحَ حَتَّى تُقْضَى حَاجَتُهُ »(1) .
[ 77/608] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَيِّدِنَا الصَّادِقِ علیه السلام، فَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدِي ، أَشْكُو إِلَيْكَ دَيْناً رَكِبَنِي، وَسُلْطَاناً غَشَمَنِي، وَأُرِيدُ أَنْ تُعَلِّمَنِي دُعَاءَ أَغْتَنِمُ بِهِ غَنِيمَةً أَقْضِي بِهَا دَيْنِي، وَأَكفَى بِهَا ظُلْمَ سُلْطَانِي. فَقَالَ: إِذَا جَنَّكَ اللَّيْلُ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، اِقْرَأْ فِي الْأُولَى مِنْهُما اَلحَمْدَ وَآيَةَ اَلْكُرْسِيُّ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ الْحَمْدَ وَآخِرَ اَلْحَشْرِ: «لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى
ص: 229
جَبَلٍ... »إِلَى خَاتِمَةِ السُّورَةِ، ثُمَّ خُذِ الْمُصْحَفَ بِحَقِّ هَذَا
عَلَى رَأْسِكَ، وَقَل الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ،
فَلَا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ بِكَ، يَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ تَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا عَلِيُّ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا فَاطِمَةُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا حَسَنُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا حُسَيْنُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٌّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا حَسَنَ اِبْنَ عَلِيٌّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، يَا اَلْحُجَّةُ عَشْرَ مَرَّاتٍ . ثُمَّ تَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى حَاجَتَكَ»، قَالَ: فَمَضَى الرَّجُلُ، وَعَادَ إِلَيْهِ بَعْدَ مُدَّةٍ، قَدْ قَضَى دَيْنَهُ، وَصَلَحَ لَهُ سُلْطَانُهُ(1).
[78/609] عن الصادق علیه السلام ، قَالَ: «تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ كَيْفَ شِئْتَ، ثُمَّ
تَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَثْبِتْ رَجَاءَكَ فِي قَلْبِي، وَاقْطَعْ رَجَاءَ مَنْ سِوَاكَ عَنِّي حَتَّى لَا أَرْجُوَ
إِلَّا إِيَّاكَ، وَلَا أَيْقَ إِلَّا بِكَ»(2).
[610 / 79] الشيخ إبراهيم الكفعمي في( البلد الأمين): تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ،
فَإِذَا سَلَّمْتَ كَبْرِ اللَّهَ ثَلَاثَاً، وَسَبِّحْ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السلام، وَأَسْجُدْ وَقُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ: يَا مَوْلَاتِي يَا فَاطِمَةُ أَغِيشِنِي، ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَرْضِ وَقُلْ كَذَلِكَ، ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْسَرَ عَلَى الْأَرْضِ وَقُلْ كَذَلِكَ، ثُمَّ عُدْ إِلَى السُّجُودِ وَقُلْ كَذَلِكَ مِائَةٌ وَعَشْرَ مَرَّاتٍ، وَاذْكُرْ حَاجَتَكَ تُقْضَى (3).
ص: 230
[611 / 80] عن الصَّادِقِ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأْ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالْإِخْلَاصَ وَالْكَافِرُونَ وَالنَّصْرَ وَالْقَدْرَ وَسَبِّح اِسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، فَإِذَا سَلَّمَ سَبَّحَ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام، ثُمَّ سَأَلَ
اللهَ سُبْحَانَهُ أَيَّ حَاجَةٍ شَاءَ، قَضَاهَا لَهُ وَاسْتَجَابَ دُعَاءَهُ»، قَالَ الرَّاوِي: سَأَلْتُ
اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعْدَ هَذِهِ الصَّلَاةِ سَعَةَ الرِّزْقِ، فَاتَّسَعَ رِزْقِي، وَحَسُنَ حَالِي، قَالَ: وَعَلَّمْتُهُ رَجُلاً مُقْتَراً عَلَيْهِ، فَوَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ »(1) .
[81/612] قَوْلُهُ علیه السلام: مَا أَتَاهُ (أي مسجد السهلة) مَكْرُوبٌ قَطُّ، ا السلام
فَصَلَّى فِيهِ مَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، وَدَعَا الله عزّو جلّ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ كُرْبَتَهُ »(2).
[82/613 ]عَنْ جَمِيلِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ اِمْرَأَةٌ، وَذَكَرَتْ أَنَّهَا تَرَكَتِ ابْنَهَا، بِالمِلْحَفَةِ عَلَى وَجْهِهِ مَيِّتَا، فَقَالَ لَهَا: «لَعَلَّهُ لَمْ يَمُتْ، فَقُومِي فَاذْهَبِي إِلَى بَيْتِكِ، فَاغْتَسِي وَصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَدْعِي وَقُولِي: يَا مَنْ وَهَبَهُ لِي وَلَمْ يَكُ شَيْئاً جَدِّدْ هِبَتَهُ لي، ثُمَّ حَرِّكِيهِ، وَلَا تُخْبِرِي بِذَلِكِ أَحَداً ، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، فَحَرَّكْتُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ بَكَى»(3).
[614 / 83] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ ِلي: يَا فُلَانُ، أَمَا تَغْدُو فِي الْحَاجَةِ؟ أَمَا تَمرُّ بِالْمَسْجِدِ
اَلْأَعْظَمِ عِنْدَكُمْ بِالْكُوفَةِ؟»، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَصَلِّ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، قُلْ فِيهِنَّ:
ص: 231
غَدَوْتُ بِحَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ، غَدَوْتُ بِغَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، وَلَكِنْ بِحَوْلِكَ يَا رَبِّ وَقُوَّتِكَ، أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هَذَا الْيَوْم وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي مِنْ فَضْلِكَ حَلَالاً طَيِّباً تَسُوقُهُ إِلَيَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَأَنَا خَافِضُ فِي عَافِيَتِكَ»(1).
[615 / 84] عن ابن عبّاس في حديث طويل أنَّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم دخل على
فاطمة علیها السلام، فنظر إلى صفار وجهها، وتغير حدقتيها ، فقال لها: «يَا بُنَيَّةِ مَا الَّذِي أَرَاهُ مِنْ صُفَارِ وَجْهِكِ، وَتَغَتُرِ حَدَقَتَيْكِ؟»، فَقَالَتْ: يَا أَبَتِ، إِنَّ لَنَا ثَلاثاً مَا طَعِمْنَا طَعَاماً...»، إلى أن قال: ثُمَّ وَثَبَتْ حَتَّى دَخَلَتْ إِلَى مِخدَع لَهَا، فَصَفَّتْ قَدَمَيْهَا، فَصَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَفَعَتْ بَاطِنَ كَفَّيْهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَتْ: إِلهِي وَسَيِّدِي، هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ، وَهَذَا عَلِيُّ ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكَ، وَهَذَانِ اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سِبْطَا نَبِيِّكَ، إِهِي أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ كَمَا أَنْزَلْتَهَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَكَلُوا مِنْهَا وَكَفَرُوا بِهَا، اَللَّهُمَّ أَنْزِلْهَا عَلَيْنَا فَإِنَّا بِهَا مُؤْمِنُونَ»، قَالَ اِبْنُ عَبَّاس: وَالله مَا اِسْتَتَمَّتِ الدَّعْوَةُ، فَإِذَا هِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ وَرَائِهَا (2) .
[16 / 285 ]رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ غَمَّ مِنْ غُمُومِ الدُّنْيَا أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَدْخُلَ المَسْجِدَ فَيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ يَدْعُوَ اللَّهَ فِيهِمَا، أَمَا سَمِعْتَ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ »[البقرة : 45] »(3).
ص: 232
[617 / 86 ]عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ لي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟»، قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: «إِذَا هَمَّ بِذَلِكَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيَحْمَدُ اللهَ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ ، فَقَدِّرْ لِي مِنَ النِّسَاءِ أَعَفَهُنَّ فَرْجاً، وَأَحْفَظَهُنَّ لِي فِي نَفْسِهَا، وَفِي مَالِي، وَأَوْسَعَهُنَّ رِزْقاً، وَأَعْظَمَهُنَّ بَرَكَةً، وَقَدِّرْ لي وَلَداً طَيِّباً ، تَجْعَلُهُ خَلَفاً صَالِحاً فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَمَاتِي »(1).
[618 / 87] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي رَجُلٌ قَدْ أَسْنَنْتُ، وَقَدْ تَزَوَّجْتُ اِمْرَأَةً بِكْراً صَغِيرَةً، وَلَمْ أَدْخُلْ بِهَا، وَأَنَا أَخَافُ أَنَّهَا إِذَا أَنْ تَكْرَهَنِي لِخِصَائِي وَكِبَرِي، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام
: «إِذَا دَخَلَتْ فَمُرْهُمْ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مُتَوَفِّتَةً، ثُمَّ أَنْتَ لَا تَصِلُ إِلَيْهَا حَتَّى تَتَوَضَّأَ وَصَلَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَدْعُ وَمُرْ مَنْ مَعَهَا أَنْ يُؤَمِّنُوا عَلَى دُعَائِكَ، وَقُل: اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْفَهَا، وَوُدَّهَا، وَرِضَاهَا، وَرَضْنِي بِهَا، ثُمَّ اجْمَع بَيْنَنَا بِأَحْسَنِ اجْتِمَاعِ، وَأَسْتَرِ ابْتِلَافٍ، فَإِنَّكَ تُحِبُّ الْخَلَالَ وَتَكْرَهُ الْحَرَامَ »(2).
[ 619 / 88] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنِ
اسْتَخَارَ اللهَ رَاضِياً بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ، خَارَ اللهُ لَهُ حَتْما »(3).
ص: 233
[620 / 89 ]عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام:« صَلَّ
رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَخِرِ الله فَوَاللَّهُ مَا اسْتَخَارَ اللهَ مُسْلِمٌ إِلَّا خَارَ لَهُ البَتَّةَ »(1).
[621 / 90 ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى اليَقْطِينِي وَعُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: مَنْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّه؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً لله، وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ، قُلْتُ: فَمَنْ أَبْغَضُ الخَلْقِ إِلَى اللَّهُ؟ قَالَ: «مَنْ يَتَّهِمُ الله»، قُلْتُ: وَأَحَدٌ يَتَّهِمُ اللَّهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مَنِ اسْتَخَارَ اللهَ فَجَاءَتْهُ الخيَرَةُ بِمَا يَكْرَهُ فَسَخِطَ ، فَذَلِكَ يَتَّهِمُ اللَّهَ »(2).
[91/622] رَوَى حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ النَّابُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي
اَلْاِسْتِخَارَةِ: «أَنْ يَسْتَخِيرَ اللهَ الرَّجُلُ فِي آخِرِ سَجْدَةٍ مِنْ رَكْعَتَي الْفَجْرِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَرَّةً، وَيَحْمَدَ اللَّهَ وَيُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ، ثُمَّ يَسْتَخِيرَ اللَّهَ خَمْسِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَحْمَدَ اللَّهَ وَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ، وَيُتِمَّ المانَةَ وَالْوَاحِدَةَ »(3).
[92/623] عَنْ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: يَسْجُدُ عَقِيبَ المَكْتُوبَةِ، وَيَقُولُ: اَللَّهُمَّ خِرْ لي مِائَةَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ وَالْأَئِمَّةِ عليهم السلام ، وَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ، وَيَسْتَشْفِعُ بِهِمْ، وَيَنْظُرُ مَا يُلْهِمُهُ اللهُ، فَيَفْعَلُ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الله تَعَالَى»(4) .
[93/624] عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَالِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَا اسْتَخَارَ اللهَ عَبْدٌ قَطُّ فِي أَمْرِ مِائَةَ مَرَّةٍ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ، فَيَحْمَدُ اللهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ، إِلَّا رَمَاهُ
اللَّهُ بِخَيْرِ الْأَمْرَيْنِ »(5).
ص: 234
بيان :الاستخارة هي طلب الخير من الله تعالى قبل الإتيان بالعمل، فهي دعاء لطلب الخير، وقد تُطلَق الاستخارة على التفوُّل بالقرآن الكريم أو بالسبحة بالطَّرُق المعروفة لمعرفة الصالح من الأعمال وكلاهما ورد فيه روايات عديدة جمعها العلامة المحدّث السيِّد عبد الله شُبَّر رحمه الله في كتاب (الاستخارات).
[625 / 94 ]كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٌّ علیه السلام إِذَا دَخَلَ شَهْرٌ جَدِيدٌ يُصَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْهُ رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةِ الحَمْدَ مَرَّةً، وَ«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » لِكُلِّ يَوْمِ إِلَى آخِرِهِ يعني ثلاثين مرَّة، وَفِي أَوَّلِ الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى الْحَمْدَ وَ«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ »
مِثْلَ ذَلِكَ ، وَيَتَصَدَّقُ بِمَا يَتَسَهَّلُ ، يَشْتَرِي بِهِ سَلَامَةَ ذَلِكَ الشَّهْرِ كُلِّهِ » (1) .
[95/626 ]عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ اِمْرَأَةٌ تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ عِنْدَ أَهْلِهِ مِثْلَ مَا رَأَى وَلَا يَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ إِلَى قَلْبِهِ سَبِيلاً، وَلِيَصْرِفْ بَصَرَهُ عَنْهَا، فَإِنْ لَمْ تَكُ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيَحْمَدُ اللَّهَ كَثِيراً، وَيُصَلِّي عَلَى
النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم ، ثُمَّ لْيَسْأَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهُ يُبيحُ لَهُ بِرَأْفَتِهِ مَا يُغْنِيهِ »(2).
[ 627 / 96] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا كَانَتْ لِأَحَدِكُمُ الْاِسْتِغَاثَةٌ إِلَى الله تَعَالَى، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللهِ، يَا عَلِيُّ يَا وَليَّ الله، يَا سَيِّدَي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، بِكُمَا أَسْتَغِيثُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ،
ص: 235
أَسْتَغِيثُ بِكُمَا، يَا غَوْثَاهُ بِالله وَبِمُحَمَّدٍ وَعَلِيَّ وَفَاطِمَةَ - وَتَعُدُّ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام - ، بِكُمْ
أَتَوَسَّلُ إِلَى اللَّه عزّو جلّ وَ، فَإِنَّكَ تُغَاثُ مِنْ سَاعَتِكَ »(1).
[97/628] مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ الصَّفَارُ يَرْفَعُهُ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام وَأَنَا مَحْمُومٌ، فَقَالَ لِي: «مَا لِي أَرَاكَ مُنْقَبِضاً؟»، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، حُمَّى أَصَابَتْنِي، فَقَالَ: «إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَدْخُلِ الْبَيْتَ وَحْدَهُ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيَضَعُ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَرْضِ، وَيَقُولُ: يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ، أَتَشَفَّعُ بِكِ إِلَى اللَّهُ فِيمَا نَزَلَ بِي، فَإِنَّهُ يَبْرَأُ إِنْ شَاءَ اللهُ »(2).
[98/629] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَرَّ أَعْمَىٰ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: تَشْتَهِي أَنْ يَرُدَّ اللهُ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ: تَوَضَّأْ وَأَسْبِعْ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَقُل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّه رَبِّي وَرَبِّكَ أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَرِي، قَالَ: فَمَا قَامَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم حَتَّى رَجَعَ الْأَعْمَى، وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ »(3).
[99/630] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى
أَصَلِّي رَكْعَتَيْنِ »(4).
ص: 236
[ 631 / 100] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ أَذْنَبَ ذَنْباً فَقَامَ فَتَطَهَّرَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَكَانَ حَقِيقاً عَلَى اللَّه أَنْ يَقْبَلَهُ، لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)» [النساء: 110].»(1).
[ 101/632] عَنْ حَمَّادِ اللَّحَامِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: إِنَّ فُلاناً اِبْنَ عَمِّكَ ذَكَرَكَ ، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الْوَقِيعَةِ وَالشَّتِيمَةِ إِلَّا قَالَهُ فِيكَ، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام لِلْجَارِيَة: «ايتيني بِوَضُوءٍ»، فَتَوَضَّأَ وَدَخَلَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: يَدْعُو عَلَيْهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: «يَا رَبِّ، هُوَ حَقّي قَدْ وَهَبْتُهُ، وَأَنْتَ أَجْوَدُ مِنِّي وَأَكْرَمُ، فَهَبْهُ لِي، وَلَا تُؤَاخِذْهُ بِي، وَلَا تُقَايِسْهُ، ثُمَّ رَقَّ، فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو، فَجَعَلْتُ
أَتَعَجَّبُ (2).
***
ص: 237
ص: 238
ص: 239
ص: 240
[1/633]عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ مَنَعَ
حَقا لله عزّو جلّ أَنْفَقَ فِي بَاطِل مِثْلَيْهِ»(1)
[ 2/634] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدِ ضَيَّعَ حَقًّا إِلَّا أَعْطَى فِي بَاطِلٍ مِثْلَهُ »(2).
[635 / 3] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقَاعاً تُسَمَّى المُنتَقِمَةَ،
فَإِذَا أَعْطَى اللهُ عَبْداً مَالاً لَمْ يُخْرِجْ حَقَّ الله عزّو جلّ وَ مِنْهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بُقْعَةٌ مِنْ تِلْكَ
الْبِقَاعِ، فَأَتْلَفَ ذَلِكَ اَلَمَالَ فِيهَا ، ثُمَّ مَاتَ وَتَرَكَهَا» (3).
[4/636] عَنِ الْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ علیهما السلام أَنَّهَما كَانَا يُؤَدِّيَانِ زَكَاةَ الْفِطْرَةِ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام حَتَّى مَاتَا، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ مَا يُؤَدِّيهَا عَنِ عليُّ علیه السلام حَتَّى مَاتَ، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام: (وَأَنَا أُؤَدِّيهَا عَنْ أَبي »
(ج 8 /ص 313 /ح 1/913)، عن دعائم الإسلام (ج 1 /ص 267).
[ 5/637 عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «زَكَاةُ الْعِلْمِ نَشْرُهُ، زَكَاةً اَلْجَاهِ بَذْلُهُ، زَكَاةُ الحِلْم اَلْاِحْتِمَالُ، زَكَاةُ المَالِ اَلْإِفْضَالُ، زَكَاةُ الْقُدْرَةِ الْإِنْصَافُ، زَكَاةً
ص: 241
اَلْجَمَالِ اَلْعَفَافُ، زَكَاةُ الظُّفَرِ الْإِحْسَانُ، زَكَاةُ الْبَدَنِ الْهَادُ وَالصَّيَامُ، زَكَاةُ الْيَسَارِ بر الجيرَانِ وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ، زَكَاةُ الصَّحَّةِ السَّعْيُ فِي طَاعَةِ الله، زَكَاةُ الشَّجَاعَةِ
اَلْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله زَكَاةُ السُّلْطَانِ إِغَاثَةُ المَلْهُوفِ، زَكَاةً اَلنِّعَمِ اِصْطِنَاعُ المَعْرُوفِ،
، زَكَاةُ الْعِلْم بَذْلُهُ مُسْتَحِقَّهِ وَإِجْهَادُ النَّفْسِ فِي الْعَمَلِ بِهِ »(1).
[6/638] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام ، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي
عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزّو جلّ: «وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)»«لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)» [المعارج: 24 و 25] ، مَا هَذَا الْقُ المَعْلُومُ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام : اَلْحَقُّ المَعْلُومُ الشَّيْءُ يُخْرِجُهُ الرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ، وَلَا مِنَ الصَّدَقَةِ اَلمَفْرُوضَتَيْنِ، قَالَ: فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الزَّكَاةِ وَلَا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: هُوَ اَلشَّيْءُ يُخْرِجُهُ اَلرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ إِنْ شَاءَ أَكْثَرَ وَإِنْ شَاءَ أَقَلَّ عَلَى قَدْرِ مَا يَمْلِكُ، فَقَالَ لَهُ اَلرَّجُلُ : فَما يَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: يَصِلُ بِهِ رَحِماً ، وَيَقْرِي بِهِ ضَيْفاً، وَيَحْمِلُ بِهِ كَلَّا، وَيَصِلُ بِهِ أَخاً لَهُ فِي الله، أَوْ لِنَائِبَةٍ تَنُوبُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ» (2).
بیان (كَلَّا) بالتشديد، أي حملاً ثقيلاً أو مؤونةً.
[639 / 7] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
ص: 242
«وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ (84)» [البقرة: 84]: دَخَلَ أَبو ذَرِّ عَلِيلاً مُتَوَكَّناً عَلَى عَصَاهُ عَلَى عُثْمَانَ .... إلى أن قال: فَقَالَ عُثْمَانُ لِكَعْبِ الْأَحْبَارِ: مَا تَقُولُ فِي رَجُل أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ، هَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا ، لَوِ اتَّخَذَ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَالَ أَبُو ذَرِّ رضی الله عنه: يَا بْنَ الْيَهُودِيَّةِ، مَا أَنْتَ وَالنَّظَرَ فِي أَحْكَامِ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: لَوْ لَا صُحْبَتُكَ لَقَتَلْتُكَ»(1).
[8/640] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جُهْدُ الْمُقِلَّ ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّه عزّو جلّ: ض«وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (9)» [الحشر: 9] تَرَى هَاهُنَا فَضْلاً»(2).
[9/641] عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرِ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام، بَلَغَنِي أَنَّ المَوَالِيَ إِذَا رَكِبْتَ أَخْرَجُوكَ مِنَ الْبَابِ
لا «يَا الصَّغِيرِ، فَإِنَّما ذَلِكَ مِنْ بُخْلِ مِنْهُمْ، لِئَلَّا يَنَالَ مِنْكَ أَحَدٌ خَيْراً، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لَا يَكُنْ مَدْخَلُكَ وَتَخَرَجُكَ إِلَّا مِنَ الْبَابِ الْكَبِيرِ، فَإِذَا رَكِبْتَ فَلْيَكُنْ مَعَكَ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، ثُمَّ لَا يَسْأَلُكَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَيْتَهُ، وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عُمُومَتِكَ أَنْ تَبَرَّهُ فَلَا تُعْطِهِ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ، وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عَمَّاتِكَ فَلَا تُعْطِهَا أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ، إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَرْفَعَكَ اللَّهُ، فَأَنْفِقْ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْتَاراً» (3).
ص: 243
[642 / 10] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ اَلتَّوَاضُعَ لَا يَزِيدُ الْعَبْدَ إِلَّا رِفْعَةً، فَتَوَاضَعُوا يَرْفَعْكُمُ اللَّهُ، وَالصَّدَقَةَ لَا تَزِيدُ المَالَ إِلَّا كَثْرَةً، فَتَصَدَّقُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ وَالْعَفْوَ لَا يَزِيدُ الْعَبْدَ إِلَّا عِزّةً، فَاعْفُوا يُعِزَّكُم
الله (1). »
* قال الله تعالى في سورة (البقرة: 267): «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)»
[11/643] عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الحَسَن ِعلیه السلام، قَالَ: اسْتَنْزِلُوا»
اَلرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ » (2).
[12/644] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام مُحَمَّدٍ ابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، كَمْ فَضَلَ مَعَكَ مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ؟»، قَالَ: أَرْبَعُونَ دِينَاراً، قَالَ: «أَخْرُجْ فَتَصَدَّقْ بِهَا»، قَالَ: إِنَّهُ لَم يَبْقَ مَعِي غَيْرُهَا، قَالَ: «تَصَدَّقُ بِهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ وَ يُخْلِفُهَا، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مِفْتَاحاً، وَمِفْتَاحَ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ، فَتَصَدَّقْ بِهَا ، فَفَعَلَ، فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام
( أ عَشَرَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُ مِنْ مَوْضِعِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، أَعْطَيْنَا اللَّهَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً، فَأَعْطَانَا اللَّهُ أَرْبَعَةَ الَّافِ دِينَارٍ »(3).
[13/645 ] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِذَا أَمْلَقْتُمْ فَتَاجِرُوا اللهَ بِالصَّدَقَةِ »(4) .
ص: 244
[14/646] عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ
اَلصَّدَقَةَ تَقْضِي الدَّيْنَ، وَتَخْلُفُ بِالْبَرَكَةِ » (1).
[15/647] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام: «الْبِرُّ وَالصَّدَقَةُ يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ، وَيَزِيدَانِ
فِي الْعُمُرِ، وَيَدْفَعَانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا سَبْعِينَ مِيتَةَ اَلسَّوْءِ»، وَفِي خَبَرِ آخَرَ : «وَيَدْفَعَانِ
عَنْ شِيعَتِي مِيتَةَ السَّوْءِ » (2).
[16/648] قَوْلُهُ علیه السلام: «هَلْ أَنْفَقْتَ اليَوْمَ شَيْئاً؟»، قَالَ: لَا وَالله،
فَقَالَ علیه السلام : «فَمِنْ أَيْنَ يُخْلِفُ اللَّهُ عَلَيْنَا ؟ أَنْفِقْ وَلَوْ دِرْهَماً وَاحِداً » (3)
[17/649] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَرْضُ الْقِيَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلَّ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ »(4).
[ 650 / 18] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اِتَّقِ اللهَ وَلَوْ بِشِقٌ تَمرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ
فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبة »(5).
[ 19/651] عَنْ مُعَلَّى بْنِ حُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي حَدِيثٍ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقُ شَيْئاً إِلَّا وَلَهُ خَازِنٌ يَخْزُنُهُ إِلَّا الصَّدَقَةَ، فَإِنَّ الرَّبَّ يَلِيهَا بِنَفْسِهِ، وَكَانَ أَي إِذَا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ وَضَعَهُ فِي يَدِ اَلسَّائِلِ ثُمَّ ارْتَجَعَهُ مِنْهُ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ رَدَّهُ
ص: 245
فِي يَدِ اللهُ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ اَلسَّائِلِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ
أُقبِّلَهَا إِذْ وَلِيَهَا اللهُ »(1).
[652 / 20] رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ الصَّدَقَاتِ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلَّا الطَّيِّبَ، وَيَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّ أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ تَصِيرَ اللُّقْمَةُ مِثْلَ جَبَل أُحُدٍ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله :
وَفَصِيلَهُ،
«يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ (276)» [البقرة: 276]، وَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ
وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ» (2).
[21/653] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَلَهُ مِثْلَاهَا فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ أَبُو دَحْدَاحٍ اَلْأَنْصَارِيُّ - وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ الدَّحْدَاحِ -: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ لِي حَدِيقَتَيْنِ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِإِحْدَيهُمَا فَإِنَّ لِي مِثْلَيْهَا فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، قَالَ: وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ مَعِي؟ قَالَ: «نَعَمْ، قَالَ: اَلصِّبِيَةُ مَعِي ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَصَدَّقَ بِأَفْضَلِ حَدِيقَتَيْهِ، فَدَفَعَهَا إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ، فَضَاعَفَ اللهُ صَدَقَتَهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: « أَضْعَافًا كَثِيرَةً (245)»[البقرة: 245]، قَالَ: فَرَجَعَ أَبو الدَّحْدَاحٍ، فَوَجَدَ أُمَّ الدَّحْدَاحٍ وَالصَّبِيَّةَ فِي الحَدِيقَةِ الَّتِي جَعَلَهَا صَدَقَةٌ، فَقَامَ عَلَى بَابِ الْخَدِيقَةِ، وَتَحَرَّجَ أَنْ يَدْخُلَهَا، فَنَادَى: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحٍ، فَقَالَتْ: لَبَّيْكَ، يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ، قَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ حَدِيقَتِي هَذِهِ صَدَقَةٌ، وَاشْتَرَيْتُ مِثْلَيْهَا فِي اَلْجَنَّةِ، وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ مَعِي، وَالصَّبِيَّةُ مَعِي، قَالَتْ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا شَرَيْتَ، وَفِيمَا اِشْتَرَيْتَ، فَخَرَجُوا مِنْهَا، وَأَسْلَمُوا الْحَدِيقَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم مِنْ نَخْلٍ مُتَدَلٌ عُذُوقُهَا لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الجَنَّة»(3)
ص: 246
[22/654] عن النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اَلصَّلَاةُ عَمُودُ الدِّينِ وَالْإِسْلَامُ،
وَالْجِهَادُ سَنَامُ الْعَمَلِ، وَالصَّدَقَهُ شَيْءٌ عَجِيبٌ ،عَجِيبٌ، شَيْءٍ عَجِيبٌ»(1).
[23/655] عَنْ عَلِيّ علیه السلام، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم
وَذَخَائِرِهِ اَلصَّدَقَةُ » (2).
عَجِيبٌ «خَيْرُ مَالِ اَلَمَرْءِ
[24/656] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ لَمَّا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الصِّدِّيقَةِ اَلطَّاهِرَةِ علیها السلام أَنَّى إِلَى الْقُبُورِ، وَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ، أَمَّا أَمْوَالُكُمْ فَقْسِمَتْ، وَأَمَّا بُيُوتُكُمْ فَسُكِنَتْ، وَأَمَّا نِسَاؤُكُمْ فَنْكِحَتْ، هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟»، فَنَادَاهُ هَاتِفٌ مَا أَكَلْنَاهُ رَبحْنَاهُ، وَمَا قَدَّمْنَاهُ وَجَدْنَاهُ، وَمَا
خَلَّفْنَاهُ خَسِرْنَاهُ » (3).
[ 25/657] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا حَظَّ لَكَ فِي مَالِكَ إِلَّا مَا
أَكَلْتَهُ وَأَفْنَيْتَهُ، أَوْ لَبِسْتَهُ وَأَفْنَيْتَهُ، أَوْ تَصَدَّقْتَهُ وَأَجْرَيْتَهُ » (4).
[26/658] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةٌ فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهَا فُقَرَاءُ المَدِينَةِ، فَجَاءُوا وَسَأَلُوا رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم، وَكَانَ يُعْطِيهِمْ، فَلَما دَخَلَ
ص: 247
اَللَّيْلُ لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا رَقَبَتُهَا، فَسَأَلَ عَنْ عَائِشَةَ: مَا بَقِيَ مِنْهَا؟ فَقَالَتْ: لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا رَقَبَتُهَا، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «قُولِي: بَقِيَ كُلُّهَا إِلَّا رَقَبَتَهَا » (1).
[27/659] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَمْ يُرْزَقِ أَلَمَالَ مَنْ لَمْ يُنْفَقْهُ» (2).
[ 660 / 28] عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: لَمَّا هَلَكَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَليَّ الْبَاقِرُ علیه السلام ، قُلْتُ لِأَصْحَابِي : انْتَظِرُونِي حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ
بن مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأَعَزَّيَهُ بِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَعَزَيْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّا الله وَإِنَّا إِلَيْهِ
للاما رَاجِعُونَ، ذَهَبَ وَالله مَنْ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَلَا يُسْتَلُ عَمَّنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَالله لَا يُرَى مِثْلُهُ أَبَداً ، قَالَ : فَسَكَتَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ يَتَصَدَّقُ بِشِقُ ثَمَرَةٍ، فَأَرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّ أَحَدُكُمْ فَلُوهُ حَتَّى أَجْعَلَهَا لَهُ مِثْلَ أُحُدٍ»، فَخَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا كُنَّا نَسْتَعْظِمُ قَوْلَ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم بِلَا وَاسِطَةٍ، فَقَالَ لِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى بِّلَا
وَاسِطَةٍ (3).
[661 / 29] نهج البلاغة: فيما كتبه علیه السلام لابنه الحسن علیه السلام بخاصرين
ص: 248
منصرفاً من صفين: «وَإِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ مَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ فَيُوَافِيكَ بِهِ غَداً حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَاغْتَنِمْهُ، وَحَمَلْهُ إِيَّاهُ، وَأَكْثِرُ مِنْ تَزْوِيدِهِ وَأَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ، فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ فَلَا تَجِدُهُ، وَاغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَكَ فِي حَالِ غِنَاكَ،
لِيَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ فِي يَوْمِ عُسْرَتِكَ » (1).
[30/662] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ اَلصَّدَقَةَ في الدُّنْيَا إِلَّا أَحْسَنَ اللهُ الْخِلَافَةَ عَلَى وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ»، وَقَالَ: حُسْنُ
اَلصَّدَقَةِ يَقْضِي الدَّيْنَ، وَيَخْلُفُ الْبَرَكَةِ » (2).
[31/663] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسِيْنِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهم السلام ، قَالَ: «كَانَ
، اَلصَّادِقُ علیه السلام في طَرِيقِ وَمَعَهُ قَوْمٌ مَعَهُمْ أَمْوَالٌ، وَذُكِرَ هُمْ أَنَّ بَارِقَةً فِي الطَّرِيقِ يَقْطَعُونَ عَلَى النَّاسِ ، فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ ، فَقَالَ هُمُ الصَّادِقُ علیه السلام : مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: مَعَنَا أَمْوَالُنَا نَخَافُ عَلَيْهَا أَنْ تُؤْخَذَ مِنَّا، أَفَتَأْخُذُهَا؟ فَلَعَلَّهُمْ يَنْدَفِعُونَ عَنْهَا إِذَا رَأَوْا أَنَّهَا لَكَ، فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكُمْ؟ لَعَلَّهُمْ لَا يَقْصِدُونَ غَيْرِي، وَلَعَلَّكُمْ تَعْرِضُونّي بِهَا لِلتَّلَفِ، فَقَالُوا : فَكَيْفَ نَصْنَعُ ؟ نَدْفِنُهَا؟ قَالَ: ذَلِكَ أَضْيَعُ لَهَا، فَلَعَلَّ طَارِئاً يَطْرِي عَلَيْهَا فَيَأْخُذَهَا، أَوْ لَعَلَّكُمْ لَا تَهْتَدُونَ إِلَيْهَا بَعْدُ، فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ ؟ دُلَّنَا، قَالَ: أَوْدِعُوهَا مَنْ يَحْفَظْهَا وَيَدْفَعُ عَنْهَا وَيُرْيِيهَا وَيَجْعَلُ الْوَاحِدَ مِنْهَا
ص: 249
أَعْظَمَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، ثُمَّ يَرُدُّهَا وَيُوَفِّرُهَا عَلَيْكُمْ أَحْوَجَ مَا تَكُونُونَ إِلَيْهَا، قَالُوا: مَنْ ذَاكَ؟ قَالَ: ذَاكَ رَبُّ العَالَمِينَ ، قَالُوا: وَكَيْفَ نُودِعُهُ؟ قَالَ: تَتَصَدَّقُونَ بِهِ عَلَى ضُعَفَاءِ المُسْلِمِينَ، قَالُوا: وَأَنَّى لَنَا الضُّعَفَاءُ بحَضْرَتِنَا هَذِهِ؟ قَالَ: فَاعْزِمُوا عَلَى أَنْ تَتَصَدَّقُوا بِثْلُثِهَا لِيَدْفَعَ اللهُ عَنْ بَاقِيهَا مَنْ تَخَافُونَ، قَالُوا: قَدْ عَزَمْنَا، قَالَ: فَأَنْتُمْ فِي أَمَانِ الله ، فَامْضُوا، فَمَضَوْا، فَظَهَرَتْ هُمُ الْبَارِقَةٌ، فَخَافُوا، وَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: كَيْفَ تَخَافُونَ وَأَنْتُمْ فِي أَمَانِ الله عزَّ و جلَّ ؟ فَتَقَدَّمَ الْبَارِقَةُ وَتَرَجَلُوا وَقَبَّلُوا يَدَ
عَمَل الصَّادِقِ علیه السلام ، وَقَالُوا: رَأَيْنَا الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِنَا رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم يَأْمُرُنَا بِعَرْضِ أَنْفُسِنَا عَلَيْكَ، فَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَنَصْحَبُكَ وَهَؤُلَاءِ لِنَدْفَعَ عَنْهُمُ الْأَعْدَاءَ وَاللُّصُوصَ، فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَيْكُمْ، فَإِنَّ الَّذِي دَفَعَكُمْ عَنَّا
يَدْفَعُهُمْ، فَمَضَوْا سَالِمِينَ، وَتَصَدَّقُوا بِالثَّلُثِ، وَبُورِكَ هُمْ فِي تِجَارَاتِهِمْ، فَرِبَحُوا لِلدَّرْهَم عَشَرَةً، فَقَالُوا: مَا أَعْظَمَ بَرَكَةَ الصَّادِقِ علیه السلام، فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : قَدْ
تَعَرَّفْتُمُ الْبَرَكَةَ فِي مُعَامَلَةِ اللَّهِ عزَّ و جلَّ ، وَدُومُوا عَلَيْهَا»(1).
[32/664] فِي وَصِيَّةِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَلي علیه السلام: «يَا عَلِيُّ، اَلصَّدَقَةُ تَرُدُّ
الْقَضَاءَ الَّذِي قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً »(2).
[33/665] عَنْ لُقْمَانَ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ: «إِذَا أَخْطَأْتَ خَطِيئَةً فَأَعْطِ صَدَقَةٌ » (3).
ص: 250
[34/666] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِي أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ
لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: يَا كَعْبُ الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ
الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ اَلَمَاءُ النَّارَ »(1) .
[ 35/667] فِي حَدِيثِهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخَذَ وَلَدَهَا الذِّتْبُ، فَاتَّبَعَتْهُ وَمَعَهَا رَغِيفٌ تَأْكُلُ مِنْهُ، فَلَقِيَهَا سَائِلٌ، فَنَاوَلَتْهُ الرَّغِيفَ، فَألْقَى الذَّتْبُ
وَلَدَهَا، وَسَمِعَتْ قَائِلاً يَقُولُ وَهِيَ لَا تَرَاهُ: خُذِي اللُّقْمَةَ بِلْقْمَة»(2).
[ 668 / 36] السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلی الله علیه و آله وسلم :«الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ مِينَةَ السَّوْءِ »(3).
[37/669] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتَدْفَعُ سَبْعِينَ بَلِيَّةٌ مِنْ بَلَايَا اَلدُّنْيَا مَعَ مِيتَةِ السَّوْءِ، إِنَّ صَاحِبَهَا لَا يَمُوتُ مِيتَةَ السَّوْءِ أَبَداً، مَعَ مَا يُدَّخَرُ لِصَاحِبِهَا فِي الْآخِرَةِ»(4).
[ 38/670] عَنْ عَلِيّ علیه السلام عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم:« الْبَلَايَا لَا تَتَخَطَّى عَلَى ما
اَلصَّدَقَةِ، إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتَدْفَعُ سَبْعِينَ بَاباً مِنَ السُّوءِ »(5) .
[ 39/671] عَنْ مُيَسِّرَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا قَدْ حَضَرَ
أَجَلُكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، كُلَّ ذَلِكَ يُؤَخِّرُكَ اللهُ بِصِلَتِكَ رَحِمَكَ وَبِرَكَ قَرَابَتَكَ»(6) .
ص: 251
[ 672 / 40] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ»(1).
[41/673] فِقْهُ الرّضَا علیه السلام: أَرْوِي عَنِ الْعَالِم علیه السلام : «فِي الْقُرْآنِ شِفَاءٌ مِنْ عَليْلا
كُلِّ دَاءِ، وَقَالَ: «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَاسْتَشْفُوا لَهُ بِالْقُرْآنِ، فَمَنْ لَمْ يَشْفِهِ
فَلَا شِفَاءَ لَهُ»، وَقَالَ: «لَا يَذْهَبُ بِالْأَدْوَاءِ إِلَّا اَلدُّعَاءُ وَالصَّدَقَةُ وَالمَاءُ الْبَارِدُ»(2).
[42/674] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: دَاوُوا السلام « مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَادْفَعُوا الْبَلَاءَ بِالدُّعَاءِ، وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّهَا تُفَكُّ مِنْ بَيْنِ حِيَّ سَبْعِمائَةِ شَيْطَانٍ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَنْقَلَ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ، وَهِيَ تَقَعُ فِي يَدِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ الْعَبْدِ »(3).
[675 / 434] عَنْهُ علیه السلام: «الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ الْبَلَاءَ الْمُبْرَمَ، فَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقَةِ »(4).
[44/676] عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَيْهِ إِنَّنِي فِي عَشَرَةِ
نَفَرٍ مِنَ الْعِيَالِ كُلُّهُمْ مَرِيضٌ فَقَالَ لَهُ مُوسَى علیه السلام: «دَاوِهِمْ بِالصَّدَقَةِ، فَلَيْسَ
شَيْءٌ أَسْرَعَ إِجَابَةٌ مِنَ الصَّدَقَةِ، وَلَا أَجْدَى مَنْفَعَةً لِلْمَرِيضِ مِنَ الصَّدَقَةِ »(5).
[ 45/677] عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ بَيَّاعِ الهَرَوِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَذَكَرُوا الْوَجَعَ، فَقَالَ:« دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَمَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِقُوتِ يَوْمِهِ، إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ يُدْفَعُ إِلَيْهِ الصَّتُ بِقَبْضِ رُوحِ العَبْدِ
فَيَتَصَدَّقُ فَيُقَالُ لَهُ: رُدَّ عَلَيْهِ الصَّكَ »(6).
ص: 252
[ 46/678] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَادْفَعُوا أَبْوَابَ الْبَلَايَا بِالْاِسْتِغْفَارِ .... إِلَى أَنْ قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ نُدَاوِي مَرْضَانَا بِالصَّدَقَةِ؟ قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم »، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّه ، أَيُّ اَلصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جُهْدُ اَلْمُقِلّ، وَإِذَا كَانَ عِنْدَكَ مَرِيضٌ قَدْ أَعْيَاكَ مَرَضُهُ، فَخُذْ رَغِيفَات مِنْ خُبْزِكَ، فَاجْعَلْهُ فِي مِنْدِيلٍ، أَوْ خِرْقَةٍ نَظِيفَةٍ، فَكُلَّمَا دَخَلَ سَائِلٌ، فَلْيُعْطَ مِنْهُ كِسْرَةً، وَيُقَالُ لَهُ: أَدْعُ لِفُلَانٍ، فَإِنَّهُمْ يُسْتَجَابُ هُمْ فِيكُمْ، وَلَا
يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ »(1)
[ 47/679] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «اختبر شِيعَتَنَا فِي خَصْلَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَتَا فِيهِمْ وَإِلَّا فَاعْزُبُ ثُمَّ أَعْرُبْ»، قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: اَلمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي مَوَاقِيتِهِنَّ، وَالْمُوَاسَاةُ لِلْإِخْوَانِ وَإِنْ كَانَ الشَّيْءُ
قليلاً »(2)
[ 48/680] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَعَرَضَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كَانَ يَسْأَلُنِي الذَّهَابَ مَعَهُ فِي حَاجَةٍ، فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام وَأَذْهَبَ إِلَيْهِ ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ إِذْ أَشَارَ إِلَيَّ أَيْضاً، فَرَآهُ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، إِيَّاكَ يُرِيدُ هَذَا؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَنْ هُوَ ؟، قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، قَالَ: «هُوَ عَلَى مِثْل مَا أَنْتَ عَلَيْهِ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاذْهَبْ إِلَيْهِ»، قُلْتُ: فَأَقْطَعُ الطَّوَافَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ طَوَافَ
ص: 253
الْفَرِيضَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدُ فَسَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَقٌّ اَلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، دَعْهُ لَا تَرِدُهُ»، قُلْتُ: بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَدَّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، تُقَاسِمُهُ شَطْرَ مَالِكَ»، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَرَأَى مَا دَخَلَنِي، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عزَّ وَ جلَّ قَدْ ذَكَرَ الْمُؤْثِرِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ؟»، قُلْتُ: بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ: «أَمَّا إِذَا أَنْتَ قَاسَمْتَهُ فَلَمْ تُؤْثِرُهُ بَعْدُ، إِنَّمَا أَنْتَ وَهُوَ سَوَاءٌ ، إِنَّمَا تُؤْثِرُهُ إِذَا أَنْتَ أَعْطَيْتَهُ مِنَ النَّصْفِ الْآخَرِ»(1) .
[681 / 49] عن ابی هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَشَكَا إِلَيْهِ الجُوعَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ، فَقُلْنَ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا الَمَاءُ،
فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ هِذَا الرَّجُلِ اللَّيْلَةَ؟»، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام: «أَنَا لَهُ، يَا رَسُولَ الله » ، وَأَتَى فَاطِمَةَ ، وَسَأَلَهَا : مَا عِنْدَكَ ، يَا بْنَةَ رَسُول الله صلی الله علیه و آله وسلم؟»، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ، لَكِنَّا نُؤْثِرُ ضَيْفَنَا بِهِ»، فَقَالَ عَلَى علیه السلام: «يَا بُنَةَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم نَوِّمِي الصَّبْيَةَ، وَأَطْفِنِي الْمِصْبَاحَ»، فَلَما أَصْبَحَ عَلِيٌّ علیه السلام غَدًا عَلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَ: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)»[الحشر : 9] (2).
[ 50/682] عَنِ الْخُدْرِيٌّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام أَصْبَحَ سَاغِباً، فَسَأَلَ فَاطِمَةَ طَعَاماً، فَقَالَتْ: مَا كَانَتْ إِلَّا مَا أَطْعَمْتُكَ مُنْذُ يَوْمَيْنِ أَثَرْتُ بِهِ عَلَى
عَلَيْهَا نَفْسِي وَعَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَ: «أَلَا أَعْلَمْتِنِي فَآتَيكُمْ بِشَيْءٍ؟»، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الحَسَنِ، إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنْ إِهِي أَنْ أُكَلِّفُكَ مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ؟»، فَخَرَجَ وَاسْتَقْرَضَ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم دِينَاراً ، فَخَرَجَ يَشْتَرِي بِهِ شَيْئاً، فَاسْتَقْبَلَهُ المُقْدَادُ قَائِلاً:
ص: 254
مَا شَاءَ اللَّهُ، فَنَا وَلَهُ عَلىُّ علیه السلام الدِّينَارَ ، ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم فَإِذَا هُوَ بِهِ فَحَرَّكَهُ فَقَالَ: «مَا صَنَعْتَ؟»، فَأَخْبَرَهُ، فَقَامَ وَصَلَّى مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم صَلَاتَهُ قَالَ: «يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ نَفْطُر عَلَيْهِ فَنَمِيلَ مَعَكَ ؟»، فَأَطْرَقَ لَا يُجِيبُ جَوَاباً حَيَاءً مِنْهُ، وَكَانَ اللَّهُ أَوْحَىٰ إِلَيْهِ أَنْ يَتَعَشَىٰ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عِنْدَ عَلِيَّ علیه السلام، فَانْطَلَقَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى فَاطِمَةَ وَهِيَ فِي مُصَلَّاهَا وَخَلْفَهَا جَفْنَةٌ تَفُورُ دُخَانَا، فَأَخْرَجَتْ فَاطِمَةُ الْجَفْنَةَ، فَوَضَعَتْهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَسَأَلَ عَلى علیه السلام: «أَنَّى لَكِ هَذَا؟»، قَالَتْ: «هُوَ مِنْ فَضْل الله وَرِزْقِهِ، إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم كَفَّهُ الْمُبَارَكَ بَيْنَ كَتِفَيْ عَلِيٌّ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَلِيُّ، هَذَا بَدَلُ دِينَارِكَ»، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم بَاكِياً وَقَالَ: «اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَم يُمِثْنِي حَتَّى رَأَيْتُ فِي ابْنَتِي مَا رَأَى زَكَرِيَّا مَرْيَمَ علیهما السلام»، وَفِي رِوَايَةِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ (9)»[الحشر: 9] (1).
[51/683] عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ الشَّيعَةَ عِنْدَنَا كَثِيرٌ، فَقَالَ: «هَلْ يَعْطِفُ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ؟ وَهَلْ يَتَجَاوَزُ اَلمُحْسِنُ عَنِ المُسِيءِ وَيَتَوَاسَوْنَ؟»، فَقُلْتُ: لَا ، فَقَالَ: «لَيْسَ هَؤُلَاءِ شِيعَةٌ، اَلشَّيعَةُ
مَنْ يَفْعَلُ هَذَا»(2).
[52/684] ذَكَرَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام الْأَغْنِيَاءَ وَوَقَعَ فِيهِمْ، فَقَالَ
ص: 255
أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «اسْكُتْ، فَإِنَّ الْغَنِيَّ إِذَا كَانَ وَصُولاً لِرَحِمِهِ، وَبَارًّا بِإِخْوَانِهِ،
السلام أَضْعَفَ اللَّهُ لَهُ الْأَجْرَ ضِعْفَيْنِ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: «وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37)»[سبأ: 37](1).
[53/685 ]عن النبیّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «دِرْهَمْ يُعْطِيهِ اَلرَّجُلُ فِي صِحَتِهِ خَيْرُ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ عِنْدَ اَلَمَوْتِ» (2).
[ 54/686] سُئِلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: أَيُّ الصَدَقَةً أفْضَلُ؟ قَالَ: «عَلَى ذِي
الرَّحِمِ الْكَاشِحِ » (3).
بيان: الرحم الكاشح هو الرحم الذي يضمر العداوة الشديدة.
[55/687] في وَصِيَّة النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَلي علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، لَا صَدَقَةً
رَحِمِ مُحتاج»(4).
[ 56/688] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الأَوَّلِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَصِلَنَا فَلْيَصِلْ فُقَرَاءَ شِيعَتِنَا، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَزُورَ قُبُورَنَا فَلْيَزُرْ قُبُورَ صُلَحَاءِ إِخْوَانِنَا»(5).
ص: 256
[ 57/689] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام:« مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى صِلَتِنَا فَلْيَصِلْ صَالِحِي مَوَالِينَا يُكْتَبْ لَهُ ثَوَابُ صِلَتِنَا، وَمَنْ صَالِحِي مَوَالِينا يَقدِرْ عَلَى زِيَارَتِنَا فَلْيَزُرْ
يُكْتَبُ لَهُ ثَوَابُ زِيَارَتِنَا »(1) .
[ 58/690] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الصَّدَقَةُ بِعَشْرَةٍ، وَالْقَرْضُ بِثَمانِيَةَ
عَشْرَةٍ، وَصِلَةُ الْإِخْوَانِ بِعِشْرِينَ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ»(2) .
[59/691] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ مَشَى إِلَى ذِي قَرَابَةٍ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ لِيَصِلَ رَحِمَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ وَ أَجْرَ مِائَةِ شَهِيدٍ، وَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَتَحَى عَنْهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَ كَأَنَّمَا عَبَدَ الله وَل
مِائَةَ سَنَةٍ صَابِراً مُحْتَسِباً »(3) .
[ 692 / 60] قَوْلُهُ علیه السلام : « صِلَةُ اَلرَّحِم لَتَزِيدُ فِي الْعُمُرِ »(4).
[61/693] قَوْلُهُ علیه السلام : «إِنَّ قَطِيعَةَ الرَّحِم وَالْيَمِينَ الْكَاذِبَةَ لَتَذَرَانِ الدِّيَارَ
بَلَاقِعَ مِنْ أَهْلِهَا، وَتُنْقِلَانِ الرَّحِمَ ، وَإِنَّ تَنَقَّلَ اَلرَّحِمِ اِنْقِطَاعُ النَّسْلِ »(5).
[62/694] عَنِ الثَّمَالِيُّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيّ بْن اَلحُسَيْنِ علیهما السلام الْفَجْرَ
صَلَاتِهِ
بِالمَدِينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلَا فَرَغَ مِنْ وَسُبْحَتِهِ نَهَضَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَأَنَا مَعَهُ، فَدَعَا مَوْلَاةً لَهُ تُسَمَّى سُكَيْنَةَ، فَقَالَ لَهَا: لَا يَعْبُرُ عَلَى بَابِي سَائِلٌ إِلَّا
ص: 257
أَطْعَمْتُمُوهُ، فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ»، قُلْتُ لَهُ: لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَسْأَلُ مُسْتَحِقَّا، فَقَالَ: «يَا ثَابِتُ، أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ مَنْ يَسْأَلُنَا مُحِقَّا فَلَا نُطْعِمَهُ وَنَرُدَّهُ فَيَنْزِلَ بِنَا أَهْلَ البَيْتِ مَا نَزَلَ بِيَعْقُوبَ وَآلِهِ، أَطْعِمُوهُمْ أَطْعِمُوهُمْ، إِنَّ يَعْقُوبَ علیه السلام كَانَ يَذْبَحُ كُلَّ يَوْمٍ كَبْشاً...»، وذكر حديثاً طويلاً في قصَّة يعقوب علیه السلام وفراقه ليوسف علیه السلام (1).
بيان :وخلاصة ما نزل بآل يعقوب علیه السلام أنَّهم كانوا يذبحون كلَّ يوم ذبيحة لطعامهم، فطرقهم إحدى الليالي فقير استطعمهم فلم يجيبوه، فبات ذلك الفقير على بابهم جوعاناً وباتوا بطاناً، فرأى يوسف علیه السلام تلك الليلة الرؤيا التي كانت بداية البلاء لآل يعقوب علیه السلام، هی أنَّه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين، وخاطب الله تعالى نبيَّه يعقوب علیه السلام معاتباً علی ذلك قائلاً:« اِسْتَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ »
[463/695 ]عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا
تَصَدَّقَ النَّاسُ بِصَدَقَةٍ أَفْضَلَ مِنْ قَوْلٍ حَسَنِ الْكَلِمَةُ، يُفَثُ بِهَا الْأَسِيرُ، أَوْ تَجُرُّ بِها
إِلَى أَخِيكَ خَيْراً، أَوْ تَدْفَعُ عَنْهُ مَكْرُوها أَوْ مَظْلَمَةٌ » (2).
[64/696] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : تَصَدَّقُوا الا وَلَوْ بِصَاعِ مِنْ تَرِ، وَلَوْ بِبَعْضٍ صَاعِ، وَلَوْ بِقَبْضَةٍ وَبِبَعْضٍ قَبْضَةٍ، وَلَوْ بِتَمْرَةٍ، وَلَوْ بشِقٌ تَرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ لَيْنَةٍ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقِ اللَّهَ فَقَائِلُ لَهُ: أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟ أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعاً بَصِيراً؟ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالاً وَوَلَداً؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ اللهُ
ص: 258
تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فَانْظُرْ مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ، قَالَ: فَيَنْظُرُ قُدَّامَهُ وَخَلْفَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ
وَعَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَجِدُ شَيْئاً يَقِي بِهِ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ »(1).
[65/697] عَنِ النَّبِي صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً»، قِيلَ : مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ ؟ قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «إِمَاطَتْكَ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ اَلضَّالَّ إِلَى الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَعِيَادَتُكَ المَرِيضَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ،
وَنَهْيْكَ عَنِ الْمُنكَرِ صَدَقَةٌ، وَرَدُّكَ السَّلَامَ صَدَقَةٌ »(2).
[66/698] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: يَدْخُلُ عَلَى المَيِّتِ فِي قَيْرِهِ الصَّلَاةُ،
وَالصَّوْمُ، وَالحَجِّ، وَالصَّدَقَةُ، وَالبِرُّ، وَالدُّعَاءُ، وَيُكْتَبُ لِلَّذِي يَفْعَلُهُ
وَلِلْمَيِّتِ» (3).
[699 / 67] وَرَّامُ بْنُ أَبِي فِرَاسٍ فِي كِتَابِهِ، قَالَ: قَالَ علیه السلام : «إِذَا : تَصَدَّقَ اَلرَّجُلُ بِنِيَّةِ المَيِّتِ أَمَرَ اللهُ جَبْرَئِيلَ علیه السلام أَنْ يَحْمِلَ إِلَى قَبْرِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، فِي يَدِ كُلِّ مَلَكِ طَبَقٌ، فَيَحْمِلُونَ إِلَى قَبْرِهِ، وَيَقُولُونَ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَليَّ الله ، هَذِهِ هَدِيَّةُ فُلَانِ بْن فُلَانِ إِلَيْكَ، فَيَتَلَالَةٌ قَبْرُهُ، وَأَعْطَاهُ اَللهُ أَلْفَ مَدِينَةٍ فِي الْجَنَّةِ، وَزَوْجَهُ أَلْفَ حَوْراءَ، وَأَلْبَسَهُ أَلْفَ حُلَّةٍ، وَقَضَى
لَهُ أَلْفَ حَاجَةٍ »(4) .
ص: 259
[ 68/700] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَوْ جَرَى المَعْرُوفُ عَلَى ثَمَانِينَ
كَفَّا لَأُجِرُوا كُلُّهُمْ فِيهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ صَاحِبُهُ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا»(1).
[69/701 ]عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «اَلْمُعْطُونَ ثَلَاثَةٌ: اَللهُ رَبُّ ا ،
اَلْعَالَمِينَ، وَصَاحِبُ المَالِ، وَالَّذِي يَجْرِي عَلَى يَدَيْهِ» (2).
[70/702] قَوْلُهُ:« صَدَقَةُ النَّهَارِ تَمِيثُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يَمِينُ الَمَاءُ الْمُلْحَ،
وَصَدَقَةُ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ »(3).
[71/703] عن سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو النَّخَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ
الله علیه السلام يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: بَكَّرُوا بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ الْبَلَاءَ لَا
يَتَخَطَّاهَا » (4).
[72/704] عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «اِفْتَتِحُوا نَهَارَكُمْ
ص: 260
بِخَيْرِ، وَأَمْلُوا عَلَى حَفَظَتِكُمْ فِي أَوَّلِهِ خَيْراً، وَفِي آخِرِهِ خَيْراً يُغْفَرْ لَكُمْ مَا بَيْنَ ذَلِكَ
إِنْ شَاءَ الله »(1).
[705 / 73] رَوَى كِرْدِينٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ يَتَصَدَّقُ
بِصَدَقَةٍ حِينَ يُصْبِحُ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُ نَحْسَ ذَلِكَ الْيَوْمِ»(2).
[74/706] عن . وَأَعْرِفُ الطَّالِعَ، فَيَدْخُلُنِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «إِذَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَخُذْ شَيْئاً وَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى أَوَّلِ مِسْكِينٍ
أَبِي عُمَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَبْصِرُ بِالنُّجُوم وَأَعْرِفُهَا
تَلْقَاهُ ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَدْفَعُ عَنْكَ » (3) .
[ 75/707] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ خُتِمَ لَهُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ خُتِمَ لَهُ بِصِيَامٍ يَوْمٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ
خُتِمَ لَهُ بِصَدَقَةٍ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ الله دَخَلَ الْجَنَّةَ »(4)
[76/708] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالسُّكَّرِ، فَقِيلَ لَهُ:
ص: 261
أَتَتَصَدَّقُ بِالسُّكَرِ، فَقَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَتَصَدَّقَ
بِأَحَبُّ الْأَشْيَاءِ إِلَيَّ» (1).
[77/709] عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَكَلَ أُتِيَ بِصَحْفَةٍ فَتُوضَعُ بِقُرْبِ مَائِدَتِهِ، فَيَعْمِدُ إِلَى أَطْيَبِ الطَّعَامِ مِمَّا يُؤْتَى بِهِ، فَيَأْخُذُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ شَيْئاً، فَيَضَعُ فِي تِلْكَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِهَا لِلْمَسَاكِينِ، ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)» [البلد: 11]، ثُمَّ قَالَ: «عَلِمَ اللَّهُ عزَّ و جلَّ أَنَّهُ لَيْسَ
كُلُّ إِنْسَانٍ يَقْدِرُ عَلَى عِتْقِ رَقَبَةٍ، فَجَعَلَ هُمُ السَّبِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ »(2)
[78/710] عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ: «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (92)»كَانَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَرَسٌ جَمِيلٌ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيداً، فَأَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي شَدِيدُ المَحَبَّةِ لِهَذَا الفَرَسِ، وَقَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ابْنَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَكَرِهَ ذَلِكَ زَيْدٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِهِ، فَقَالَ الرَّسُولُ صلی الله علیه و آله وسلم: «وَقَعَ فِي مَحَلَّهِ،
وَاللهُ تَعَالَى قَبلَهُ مِنْكَ » (3).
[711/ 79] عَنْ عَلِيّ علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : الصَّدَقَةُ عَجِيبٌ»، قَالَ: «فَقَالَ أَبُو ذَرِّ الغِفَارِيُّ: يَا رَسُولَ الله، فَأَيُّ الصَّدَقَاتِ أَفْضَلُ؟
ص: 262
قَالَ: أَغْلَاهَا ثَمَناً، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ اَلَمَالُ؟ قَالَ: عَفْوُ طَعَامِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَفْوُ طَعَامِ؟ قَالَ: فَضْلُ رَأْي تُرْشِدُ بِهِ صَاحِبَكَ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ رَأْي؟ قَالَ: فَضْلُ قُوتِ يُعْتَدُّ بِهَا عَلَى ضَعِيفٍ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ؟ قَالَ: اَلصَّنِيعُ لِأَجْرٍ ، وَأَنْ تُعِينَ مَغْلُوباً، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ؟ قَالَ : فَيُنَجِّي عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ مَا يُؤْذِيهِمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ؟ قَالَ : تَكْفُ أَذَاكَ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تُطَهِّرُ بِهَا عَنْ نَفْسِكَ »(1).
[ 127/ 80]عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلمَعْرُوفُ ابْتِدَاءٌ، وَأَمَّا مَنْ أَعْطَيْتَهُ بَعْدَ المَسْأَلَةِ فَإِنَّمَا كَافَيْتَهُ بِمَا بَذَلَ لَكَ مِنْ وَجْهِهِ، يَبيتُ لَيْلَتَهُ أَرِقاً مُتَمَلمِلاً يَمْثْلُ بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْيَأْسِ، لَا يَدْرِي أَيْنَ يَتَوَجَّهُ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ يَعْزِمُ بِالقَصْدِ لَتَا ، فَيَأْتِيكَ وَقَلْبُهُ يَرْجُفُ، وَفَرَائِصُهُ تُرْعَدُ، قَدْ تَرَى دَمَهُ فِي وَجْهِهِ، لَا يَدْرِي أَيَرْجِعُ
بِكَآبَةٍ أَمْ بِفَرَح »(2).
[ 81/713 ]نَهْجُ الْبَلاغَةِ : قَالَ علیه السلام: السَّخَاءُ مَا كَانَ اِبْتِدَاءٌ، فَأَمَّا مَا كَانَ
عَنْ مَسْأَلَةٍ فَحَيَاء وَتَذَمُّم »(3).
[714/ 82] رُويَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إِذَا أَتَاهُ طَالِبٌ فِي حَاجَتِهِ،
ص: 263
فَقَالَ لَهُ: «اكْتُبْهَا عَلَى الْأَرْضِ ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى ذُلَّ اَلسُّؤَالِ فِي وَجْهِ
اَلسَّائِلِ »(1).
[715/ 83] عَنِ الْيَسَعِ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام
أَحَدَّتُهُ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ طُوَالٌ آدَمُ، فَقَالَ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله رَجُلٌ مِنْ مُحِيِّيكَ وَمُحِبِّي آبَائِكَ وَأَجْدَادِكَ علیهم السلام ، مَصْدَرِي مِنَ الحَجِّ ، وَقَدِ افْتَقَدْتُ نَفَقَتِي، وَمَا مَعِي مَا أَبْلُغُ مَرْحَلَةٌ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُنْهِضَنِي إِلَى بَلَدِي وَالله عَلَيَّ نِعْمَةٌ، فَإِذَا بَلَغْتُ بَلَدِي تَصَدَّقْتُ بِالَّذِي تُوَلِّينِي عَنْكَ، فَلَسْتُ مَوْضِعَ صَدَقَةٍ، فَقَالَ لَهُ: «اِجْلِسْ رَحِمَكَ اللهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ يُحَدِّثُهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا وَبَقِيَ هُوَ وَسُلَيمانُ الجَعْفَرِيُّ وَخَيْثَمَهُ وَأَنَا، فَقَالَ: «أَتَأْذَنُونَ لِي فِي الدُّخُولِ؟»، فَقَالَ لَهُ سُلَيمانُ: قَدَّمَ اللَّهُ أَمْرَكَ، فَقَامَ فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ وَبَقِيَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ وَرَدَّ الْبَابَ وَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَعْلَى الْبَابِ، وَقَالَ: «أَيْنَ اَلْخُرَاسَانِيُّ؟»، فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا، فَقَالَ: «خُذْ هَذِهِ الْائَتَيْ دِينَارٍ وَاسْتَعِنْ بِهَا فِي مَدُّونَتِكَ وَنَفَقَتِكَ، وَتَبَرَّكْ بِهَا، وَلَا تَصَدَّقْ بِهَا عَنِّي، وَأَخْرُجْ فَلَا أَرَاكَ وَلَا تَرَانِي»، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لَهُ سُلَيمانُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَقَدْ أَجْزَلْتَ وَرَحِمْتَ، فَلِمَاذَا سَتَرْتَ وَجْهَكَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: «خَافَةَ أَنْ أَرَى ذُلَّ اَلسُّؤَالِ فِي وَجْهِهِ لِقَضَائِي حَاجَتَهُ، أَمَا سَمِعْتَ حَدِيثَ رَسُولِ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم الْمُسْتَتِرُ بِالْحَسَنَةِ يَعْدِلُ سَبْعِينَ حِجَّةً،
وَالمُذِيعُ بِالسَّيِّئَةِ تَخَدُولٌ، وَالْمُسْتَتِرُ بِهَا مَغْفُورٌ لَهُ؟ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْأُوَلِ:
مَتَى آتِهِ يَوْماً لِأَطْلُبَ حَاجَةً *** رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَوَجْهِي
ص: 264
[84/716] عَنْ بُنْدَارَ بْنِ عَاصِمٍ رَفَعَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ:
مَا تَوَسَّلَ إِلَيَّ أَحَدٌ بِوَسِيلَةٍ، وَلَا تَذَرَّعَ بِذَرِيعَةٍ أَقْرَبَ لَهُ إِلَى مَا يُرِيدُهُ مِنْي مِنْ رَجُلٍ سَلَفَ إِلَيْهِ مِنّي يَدٌ أَتْبَعْتُهَا أُخْتَهَا وَأَحْسَنْتُ رَبَّهَا، فَإِنِّي رَأَيْتُ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ يَقْطَعُ لِسَانَ شُكْرِ الْأَوَائِلِ، وَلَا سَخَتْ نَفْسِي بِرَدَّ بِكْرِ الْحَوَائِجِ، وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ :
وَإِذَا بُلِيتَ بِبَذْلِ وَجْهِكَ سَائِلاً *** فَابْذُلْهُ لِلْمُتَكَرِّمِ اَلْمِفْضَالِ
إِنَّ الْجَوَادَ إِذَا حَبَاكَ بِمَوْعِدٍ *** أَعْطَاكَهُ سَلِساً بِغَيْرِ مِطَا
وَإِذَا السُّؤَالُ مَعَ النَّوَالِ قَرَنْتَهُ *** رَجَحَ اَلسُّؤَالُ وَخَفَّ كُلُّ نَوَالِ»(1).
[85/717] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ علیه السلام ، قَالَ: «لَا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْعَاقُ لِوَالِدَيْهِ، وَالمُدْمِنُ الْخَمْرِ ، وَالمَنَّانُ بِالْفِعَالِ الخَيْرِ إِذَا عَمِلَهُ»(2) .
[86/718] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «اَلَمَنْ يَهْدِمُ الصَّنِيعَةَ» (3).
[87/719] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه علیه السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) بَعَثَ إِلَى رَجُلٍ بِخَمْسَةِ أَوْسَاقٍ مِنْ تَرِ الْبُغَيْبِغَةِ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِمَّنْ يَرْجُو نَوَافِلَهُ، وَيُؤَمِّلُ نَائِلَهُ وَرِفْدَهُ، وَكَانَ لَا يَسْأَلُ عَلِيًّا علیه السلام وَلَا غَيْرَهُ شَيْئاً، فَقَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: وَالله مَا سَأَلَكَ فُلَانٌ، وَلَقَدْ كَانَ يُجْزِتُهُ مِنَ الْخَمْسَةِ اَلْأَوْسَاقِ وَسْقُ وَاحِدٌ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَا كَثَرَ اللهُ فِي الْمُؤْمِنِينَ ضَرْبَكَ،
ص: 265
أَعْطِي أَنَا وَتَبْخَلُ أَنْتَ؟ الله أَنْتَ إِذَا أَنَا لَمْ أَعْطِ الَّذِي يَرْجُونِي إِلَّا مِنْ بَعْدِ المَسْأَلَةِ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ بَعْدَ المَسْأَلَةِ فَلَمْ أَعْطِهِ إِلَّا ثَمَنَ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ، وَذَلِكَ لِأَنِّي عَرَّضْتُهُ أَنْ يَبْدُلَ لي وَجْهَهُ الَّذِي يُعَفِّرُهُ فِي التُّرَابِ لِرَبِّي وَرَبِّهِ عِنْدَ تَعَبدِهِ لَهُ وَطَلَبِ حَوَائِجِهِ إِلَيْهِ، فَمَنْ فَعَلَّ هَذَا بِأَخِيهِ المُسْلِمِ وَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُ مَوْضِعٌ لِصِلَتِهِ وَمَعْرُوفِهِ، فَلَمْ يُصَدِّقِ اللَّهَ عزّو جلّ وَمَا فِي دُعَائِهِ لَهُ حَيْثُ يَتَمَنَّى لَهُ الْجَنَّةَ بِلِسَانِهِ، وَيَبْخَلُ عَلَيْهِ بِالْحُطَامِ مِنْ مَالِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ العَبْدَ قَدْ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فَإِذَا دَعَا هُمْ بِالْمَغْفِرَةِ فَقَدْ طَلَبَ هُمُ الجَنَّةَ، فَما أَنْصَفَ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِالْقَوْلِ وَلَمْ يُحقِّقْهُ بِالْفِعْلِ »(1).
720/ 88] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ لِعَلِيِّ علیه السلام أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ لَا يَمْلِكْ غَيْرَهَا، فَتَصَدَّقَ بِدِرْهَم لَيْلاً، وَبِدِرْهَم نَهَاراً، وَبِدِرْهَم سِرًّا، وَبِدِرْهَم عَلَانِيَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟»، قَالَ: «إِنْجَازُ مَوْعُودِ اللَّهِ»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا
وَعَلَانِيَةً ... اَلْآيَةِ [البقرة : 274](2).
/ 18 عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا أَعْتَمَ وَذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ شَطْرُهُ أَخَذَ جِرَاباً فِيهِ خُبْزُ وَحَمْ وَالدَّرَاهِمُ، فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، فَيُقْسِمُهُ فِيهِمْ وَلَا يَعْرِفُونَهُ، فَلَمَّا مَضَى
أَبو عَبْدِ الله علیه السلام فَقَدُوا ذَلِكَ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَانَ أَبَا عَبْدِ الله الي علیه السلام (3)
بيان: أعتم، أي دخل في عتمة الليل.
ص: 266
[90/22] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبَا اَحْسَنِ الرِّضَا علیه السلام جَفَا أَحَداً بِكَلِمَةٍ قَطُّ .... إلى أن قال: وَكَانَ علیه السلام كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ وَالصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْهُ فِي اللَّيَالِي المُظْلِمَةِ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى
مِثْلَهُ فِي فَضْلِهِ فَلَا تُصَدِّقُ (1).
[91/723] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم : «صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتُطْفِئُ
اَلْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ اَلَمَاءُ النَّارَ، وَتَدْفَعُ سَبْعِينَ بَاباً مِنَ الْبَلَاءِ »(2).
[92/724] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ المَعْرُوفَ يَمْنَعُ مَصَارِعَ السُّوءِ، وَإِنَّ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِم تَزيدُ فِي الْعُمُرِ، وَتَنْفِي الْفَقْرَ، وَقَوْلُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَدْنَاهَا أَهُمُ »(3)
[93/725] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يُسْتَحَبُّ لِلْمَرِيضِ أَنْ يُعْطِيَ السَّائِلَ بِيَدِهِ، وَيَأْمُرَ السَّائِلَ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ » (4).
ص: 267
[94/726] كَانَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ علیه السلام يُقَبِّلُ يَدَهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ، فَسُئِلَ عَنْ
ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنَّهَا تَقَعُ فِي يَدِ اللهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ اَلسَّائِل»، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : إِذَا نَا وَلْتُمُ السَّائِلَ فَلْيَرُةَ الَّذِي يُنَاوِلُهُ يَدَهُ إِلَى فِيهِ فَيُقَبِّلُهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عزَّ وَ جلَّ يَأْخُذُهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ، فَإِنَّهُ عزّو جلّ وَمَا يَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ»، وَقَالَ رَسُولُ الله : «مَا تَقَعُ صَدَقَةُ المُؤْمِنِ فِي يَدِ السَّائِلِ حَتَّى تَقَعَ فِي يَدِ الله تَعَالَى»، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: «أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ(104)» وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [التوبة: 104](1)
[95/727] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا نَاوَلْتُمُ السَّائِلَ الشَّيْءَ فَاسْأَلُوهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكُمْ، فَإِنَّهُ يُجَابُ فِيكُمْ، وَلَا يُجَابُ فِي نَفْسِهِ، لِأَنَّهُمْ يَكْذِبُونَ، وَلْيَرُدَّ الَّذِي يُنَاوِلُهُ يَدَهُ إِلَى فِيهِ فَيُقَبِّلُهَا، فَإِنَّ اللهَ عزّو جلّ يَأْخُذُهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ اَلسَّائِلِ، كَمَا قَالَ اللهُ : أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ
[التوبة: 104 ](2).
[96/728] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ
اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام: «مَا مِنْ رَجُلٍ تَصَدَّقَ عَلَى مِسْكِينٍ مُسْتَضْعَفٍ وَدَعَا لَهُ المِسْكِينُ بِشَيْءٍ تِلْكَ السَّاعَةَ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ » (3).
ص: 268
[97/729] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَسْتَخِفُوا بِدُعَاءِ الْمَسَاكِينِ
لِلْمَرْضَى مِنْكُمْ، فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ هُمْ فِيكُمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ»(1).
[ 98/730] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهُم، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: «لَا تُحَقِّرُوا الا دَعْوَةَ أَحَدٍ، فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لِلْيَهُودِي وَالنَّصْرَانِي فِيكُمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ هُمْ فِي
أَنْفُسِهِمْ »(2).
[99/731]عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِي، قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام حَالِي وَانْتِشَارَ أَمْرِي عَلَيَّ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَبِعْ وِسَادَةٌ مِنْ بَيْتِكَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَادْعُ إِخْوَانَكَ، وَأَعِدَّ لَهُمْ طَعَاماً، وَسَلْهُمْ يَدْعُونَ اللهَ لَكَ، قَالَ: فَفَعَلْتُ، وَمَا أَمْكَنَنِي ذَلِكَ حَتَّى بِعْتُ وِسَادَةً وَاتَّخَذْتُ طَعَاماً كَمَا أَمَرَنِي، وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَدْعُوا اللَّهَ لِي، قَالَ: فَوَالله مَا مَكَثْتُ إِلَّا قَلِيلاً حَتَّى أَتَانِي غَرِيمٌ لي، فَدَقَّ البَابَ عَلَيَّ، وَصَالَحَنِي مِنْ مَالٍ لِي كَثِيرٍ كُنْتُ أَحْسَبُهُ نَحْواً مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَتِ الْأَشْيَاءُ عَلَيَّ (3).
[ 732/ 100] عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي قَوْلِ اللَّه عزّو جلّ:
«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...(55)»الآيَةَ [المائدة: 55]، قَالَ: «إِنَّ رَهْطَاً مِنَ الْيَهُودِ أَسْلَمُوا مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَم وَأَسَدٌ وَثَعْلَبَةُ وَابْنُ يَامِينَ وَابْنُ
ص: 269
صُورِيَا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ الله ، إِنَّ مُوسَىٰ علیه السلام أَوْصَى إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، فَمَنْ وَصِيُّكَ يَا رَسُولَ الله؟ وَمَنْ وَلِيَنَا بَعْدَكَ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)» [المائدة: 55] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: قُومُوا، فَقَامُوا فَأَتَوا اَلمَسْجِدَ، فَإِذَا سَائِلٌ خَارِجٌ فَقَالَ: يَا سَائِلُ أَمَا أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَيْئاً؟ قَالَ: نَعَمْ، هَذَا ،اَلْخَاتَمَ قَالَ: مَنْ أَعْطَاكَهُ؟ قَالَ: أَعْطَانِيهِ ذَلِكَ اَلرَّجُلُ الَّذِي يُصَلِّى، قَالَ: عَلَى أَيُّ حَالٍ أَعْطَاكَ؟ قَالَ: كَانَ رَاكِعاً ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، وَكَبَّرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي ، قَالُوا: رَضِينَا بِالله رَبَّا، وَبِالْإِسْلَام دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم نَبِيًّا، وَبِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيًّا، فَأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وَ جلَّ: «وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)» [المائدة: 56]، فَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: وَالله لَقَدْ تَصَدَّقْتُ أرْبَعِينَ خَاتَماً وَأَنَا رَاكِع لیَنَزَلَ
فِيَّ مَا نَزَلَ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَمَا نَزَلَ»(1) .
[733 / 101] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّا علي هلاما
أَهْلُ بَيْتٍ لَا نَرْجِعُ فِي مَعْرُوفِنَا» (2).
[ 734/ 102] وَفِي كِتَابِ الْفُنُونِ: نَامَ رَجُلٌ مِنَ الْحَاجُ فِي المَدِينَةِ، فَتَوَهَّمَ أَنَّ
هِمْيَانَهُ سُرِقَ، فَخَرَجَ ، فَرَأَى جَعْفَرَ الصَّادِقَ علیه السلام مُصَلِّياً وَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَتَعَلَّقَ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أَخَذْتَ هِمْيَانِي، قَالَ: «مَا كَانَ فِيهِ؟»، قَالَ: أَلْفُ دِينَارٍ، قَالَ: فَحَمَلَهُ
ص: 270
إِلَى دَارِهِ، وَوَزَنَ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ ، وَعَادَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَوَجَدَ هِمْيَانَهُ، فَعَادَ إِلَى جَعْفَرٍ علیه السلام مُعْتَذِراً بِالمَالِ، فَأَبَى قَبُولَهُ ، وَقَالَ علیه السلام: شَيْءٌ خَرَجَ مِنْ يَدِي لَا يَعُودُ إِلَيَّ، قَالَ:
فَسَأَلَ اَلرَّجُلُ عَنْهُ، فَقِيلَ : هَذَا جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام ، قَالَ: لَا جَرَمَ هَذَا فَعَالُ
مثله »(1).
103/735] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : شِيعَتُنَا مَنْ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَوْ
مات جوعاً »(2).
104/136 عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ عَلى ابْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام: ضَمِنْتُ عَلَى رَبِّي أَنَّهُ لَا يَسْأَلُ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَّا اِضْطَرَّتْهُ اَلمَسْأَلَهُ يَوْماً إِلَى أَنْ يَسْأَلَ مِنْ حَاجَةٍ » (3).
[ 737/ 105] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَنْ يَسْأَلُ مِنْ غَيْرِ فَقْرِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الْجَمْرَ»(4).
[106/738] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: «ثَلَاثُ
أُقْسِمُ أَنَّهُنَّ أَنَّهُنَّ حَقٌّ : مَا أَعْطَى رَجُلٌ شَيْئاً مِنْ مَالِهِ فَنَقَصَ مِنْ مَالِهِ، وَلَا صَبَرَ عَنْ مَظْلَمَةٍ إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا عِزَّا، وَلَا فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ
فقر »(5).
[107/739] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنِ اسْتَعَفَّ
ص: 271
أَعَفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ سَأَلَ أَعْطَاهُ اللهُ، وَمَنْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ اَلَمَسْأَلَةِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
سَبْعِينَ بَاباً مِنَ الْفَقْرِ لَا يَسُدُّ أَدْنَاهَا بِشَيْءٍ »(1).
[108/740] قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْماً لِأَصْحَابِهِ: «أَلَا تُبَايِعُوني؟»، فَقَالُوا: قَدْ بَايَعْنَاكَ، يَا رَسُولَ الله قَالَ: تُبَايِعُوني عَلَى أَنْ لَا تَسْأَلُوا النَّاسَ»، فَكَانَ بَعْدَ
ذَلِكَ تَقَعُ الْمِخْصَرَةُ مِنْ يَدِ أَحَدِهِمْ، فَيَنْزِلُ لَهَا، وَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ: نَاوِلْنِيهَا »(2).
[ 741/ 109] مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْل اَلصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيّ
اِبْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: يَا رَسُولَ الله عَلَّمْنِي عَمَلاً لَا يُحَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ، قَالَ: لَا تَغْضَبْ، وَلَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئاً، وَارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، زِدْنِي، قَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ سَبْعاً وَسَبْعِينَ مَرَّةً يَحْطُ عَنْكَ عَمَلَ سَبْع وَسَبْعِينَ سَنَةٌ، قَالَ: مَا لِي سَبْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : اجْعَلْهَا لكَ وَلِأَبِيكَ، قَالَ: مَا لي وَلِأَبِي سَبْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: اِجْعَلْهَا لَكَ وَلِأَبِيكَ وَلِأُمِّكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا لِي وَلِأَبِي وَلِأُمِّي سَبْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةٌ، قَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: اِجْعَلْهَا لَكَ وَلِأَبِيكَ وَلِأُمِّكَ وَلِقَرَابَتِكَ »(3).
[110/742] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «جَاءَتْ فَخِذْ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله لَنَا إِلَيْكَ حَاجَةٌ، فَقَالَ: هَاتُوا حَاجَتِكُمْ، قَالُوا: إِنَّهَا حَاجَةٌ عَظِيمَةٌ،
ص: 272
فَقَالَ: هَاتُوهَا، مَا هِيَ؟ قَالُوا: تَضْمَنُ لَنَا عَلَى رَبِّكَ الْجَنَّةَ»، قَالَ: «فَنَكَسَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم رَأْسَهُ، ثُمَّ نَكَتَ فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَفْعَلُ ذَلِكَ بِكُمْ عَلَى أَنْ لَا تَسْأَلُوا أَحَداً شَيْئاً»، قَالَ: «فَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَكُونُ فِي السَّفَرِ فَيَسْقُطُ سَوْطُهُ فَيَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ لِإِنْسَانٍ: نَاوِلْنِيهِ، فِرَاراً مِنَ المَسْأَلَةِ، فَيَنْزِلُ فَيَأْخُذُهُ، وَيَكُونُ عَلَى المَائِدَةِ، وَيَكُونُ بَعْضُ الْجُلَسَاءِ أَقْرَبَ إِلَى المَاءِ مِنْهُ، فَلَا يَقُولُ: نَاوِلْنِي، حَتَّى
يَقُومُ فَيَشْرَبُ »(1).
[743 / 111] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: « سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا اتَّخَذَ اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً لِأَنَّهُ لَمْ
يَرُدَّ أَحَداً، وَلَمْ يَسْأَلْ أَحَداً قَطُّ غَيْرَ الله عزّو جلّ»(2).
112/7446] قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رضی الله عنه: أَوْصَانِي خَلِيلِي رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم بِسَبْعِ لَا أَدَعُهُنَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ : أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَنْ أُحِبَّ الْفُقَرَاءَ وَأَدْنُوَ مِنْهُمْ، وَأَنْ أَقُولَ اَلْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًا، وَأَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ كَانَتْ مُدْبِرَةٌ، وَأَنْ لَا أَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئاً، وَأَوْصَانِي أَنْ أَكْثَرَ قَوْلَ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ
مِنْ كُنُوزِ اَلجَنَّةِ (3)ک
[113/745] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
ص: 273
رَحِمَ اللهُ عَبْداً عَفْ وَتَعَفَّفَ وَكَفَّ عَنِ المَسْأَلَةِ، فَإِنَّهُ يَتَعَجَّلُ الدَّنِيَّةَ في الدُّنْيَا، وَلَا
يُغْنِي النَّاسُ عَنْهُ شَيْئاً»، قَالَ: ثُمَّ تَمَتَّلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام بِبَيْتِ حَاتِم:
إِذَا مَا عَرَفْتُ الْيَأْسَ أَلْفَيْتُهُ الغِنَى *** إِذَا عَرَفَتْهُ النَّفْسُ وَالطَّمَعُ الفقر(1)
[114/746] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم لِأَي ذَرِّ رضی الله عنه: «يَا أَبَا ذَرِّ، إِيَّاكَ وَالسُّؤَالَ فَإِنَّهُ ذُلُّ حَاضِرٌ، وَفَقْرٌ تَتَعَجَّلُهُ، وَفِيهِ حِسَابٌ طَوِيلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...»، إلى أن قال: «يَا أَبَا
ذَرِّ ، لَا تَسْأَلُ بِكَفِّكَ، فَإِنْ أَتَاكَ شَيْءٌ فَاقْبَلُهُ »(2).
[ 115/747] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَبَّ شَيْئاً لِنَفْسِهِ وَأَبْغَضَهُ خَلْقِهِ، أَبْغَضَ لِخَلْقِهِ المَسْأَلَةَ، وَأَحَبَّ لِنَفْسِهِ أَنْ يُسْتَلَ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهُ مَا مِنْ أَنْ
يُسْتَلَ، فَلَا يَسْتَحْيِي أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ وَلَوْ شِسْعَ نَعْلِ»(3).
[116/748] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «يَا مُحَمَّدُ، لَوْ يَعْلَمُ اَلسَّائِلُ مَا فِي المَسْأَلَةِ مَا سَأَلَ أَحَدٌ أَحَداً، وَلَوْ يَعْلَمُ المُعْطِي مَا فِي العَطِيَّة مَا
رَدَّ أَحَدٌ أَحَداً»(4).
[117/749] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ لَلزَّهَرِي: «وَاعْلَمْ أَنَّ علما أَكْرَمَ اَلنَّاسِ عَلَى النَّاسِ مَنْ كَانَ خَيْرُهُ عَلَيْهِمْ فَائِضاً، وَكَانَ عَنْهُمْ مُسْتَغْنِياً مُتَعَفِّفاً،
ص: 274
وَأَكْرَمُ النَّاسِ بَعْدَهُ عَلَيْهِمْ مَنْ كَانَ عَنْهُمْ مُتَعَفِّفاً، وَإِنْ كَانَ إِلَيْهِمْ مُحتاجاً، وَإِنَّما أَهْلُ اَلدُّنْيَا يَعْشَقُونَ أَمْوَالَ الدُّنْيَا، فَمَنْ لَمْ يُزَاحِمْهُمْ فِيمَا يَعْشَقُونَهُ كَرُمَ عَلَيْهِمْ، وَمَنْ لَمْ يُزَاحِمْهُمْ فِيهَا وَمَكَّنَهُمْ مِنْهَا أَوْ مِنْ بَعْضِهَا كَانَ أَعَزَّ وَأَكْرَمَ »(1).
[118/750 ] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: شَهَادَةُ الَّذِي يَسْأَلُ فِي كَفِّهِ تُرَدُّ »(2) .
[751/ 119] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ
سَأَلَ اَلنَّاسَ شَيْئاً وَعِنْدَهُ مَا يَقُوتُهُ يَوْمٌ فَهُوَ مِنَ المُسْرِفِينَ »(3). .
[120/752] في حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لعلي علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، لَئِنْ لِعَلِيٌّ
أُدْخِلَ يَدِي فِي فَمِ التَّنْينِ إِلَى الْمِرْفَقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْأَلَ مَنْ لَمْ يَكُنْ ثُمَّ كَانَ »(4)
بيان: (مَنْ لَمْ يَكُنْ ثُمَّ كَانَ) هو الجديد على النعمة.
[753 / 121] قَالَ عَلِيُّ علیه السلام: «فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ
أَهْلِهَا »(5) .
[122/754] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ اَلْحَسَن علیه السلام: «يَا بُنَيَّ، إِذَا نَزَلَ بِكَ كَلَبُ الزَّمَانِ وَقَحْطُ الدَّهْرِ فَعَلَيْكَ بِذَوِي الْأُصُولِ الثَّابِتَةِ وعِ النَّابِتَةِ وَالْفُرُوعِ مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ وَالْإِيْثَارِ وَالشَّفَقَةِ، فَإِنَّهُمْ أَقْضَى لِلْحَاجَاتِ وَأَمْضَىٰ
ص: 275
لِدَفْعِ المُلِيَّاتِ، وَإِيَّاكَ وَطَلَبَ الْفَضْلِ وَاكْتِسَابَ الطَّسَائِحِ وَالْقَرَارِيطِ (1)مِنْ ذَوِي اَلْأَكُفِّ الْيَابِسَةِ وَالْوُجُوهِ الْعَابِسَةِ، فَإِنَّهُمْ إِنْ أَعْطَوْا مَنوا، وَإِنْ مَنَعُوا كَدُّوا»، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
وَاسْأَلِ الْعُرْفَ إِنْ سَأَلْتَ كَرِيماً *** لَمْ يَزَلْ يَعْرِفُ الْغِنَى وَالْيَسَارَا
فَسُؤَالُ الكَرِيم يُورِثُ عِزّا *** وَسُؤَالُ اللَّيْيم يُورِثُ عَاراً
وَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنَ الذُّلٌ بُدا *** فَالقَ بِالذُّلُّ إِنْ لَقِيتَ كِبَارَا
لَيْسَ إِجْلَالُكَ الْكِبَيرَ بِعَارٍ*** اِنَّمَا الْعَارُ أَنْ تُجِلَّ الصِّغَارَا(2)
بیان :(كَلَبُ اَلزَّمَانِ) شدَّته وصعوبة الأحوال فيه.
[123/755 ]عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أطْلُبُوا الْبَذْلَ مِنْ رُحَمَاءِ أُمَّتِي، فَعَلَيْهِمْ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ مِنَ اللهِ، وَلَا تَطْلُبُوهُ مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ، فَعَلَيْهِمْ تَنْزِلُ
اللَّعْنَةُ مِنَ الله (3).
[124/756] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
«اُطلُبُوا الخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ، فَإِنَّ فِعَاهُمْ أَحْرَى أَنْ تَكُونَ حَسَناً »(4).
[125/757] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ سُؤَالِ ذُلّ وَمَنْقَصَةٌ
ص: 276
إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سُؤَالِ الرَّجُلِ لِإِمَامِهِ أَوْ عَالِمِهِ أَوْ وَالِدِهِ، فَإِنَّهُ لَا ذُلَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ
وَلَا مَنْقَصَةَ» (1)
[ 758 / 126] عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَذَكَرْتُ لَهُ بَعْضَ حَالِي، فَقَالَ: «يَا جَارِيَةُ، هَاتِ ذَلِكَ الْكِيسَ، هَذِهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ وَصَلَنِي بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ، فَخُذْهَا وَتَفَرَّجُ بِهَا»، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا وَالله جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا هَذَا دَهْرِي، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَدْعُوَ الله عزّو جلّ لي، قَالَ: فَقَالَ: «إِنِّي
سَأَفْعَلُ، وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تُخْبِرَ النَّاسَ بِكُلِّ حَالِكَ فَتَهُونَ عَلَيْهِمْ»(2).
[ 127/759] عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لِكُمَيْل : «يَا كُمَيْلُ، لَا بَأْسَ بِأَنْ لَا يُعْلَمَ سِرُّكَ يَا كُمَيْلُ، لَا تُرِيَنَّ النَّاسَ افْتِقَارَكَ وَاضْطِرَارَكَ، وَاصْطَبِرْ عَلَيْهِ اِحْتِسَاباً تُعْرَفْ بِسِتْرِ. يَا كُمَيْلُ، أَخُوكَ أَخُوكَ الَّذِي لَا يَخْذُلُكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ، وَلَا يَغْفُلُ عَنْكَ عِنْدَ الْجَريرَةِ، وَلَا يَخْدَعُكَ حِينَ تَسْأَلُهُ، وَلَا يَتْرُكُكَ وَأَمْرَكَ حَتَّى تُعْلِمَهُ، فَإِنْ كَانَ مُمِيلاً أَصْلَحَهُ »(3).
[128/760] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَاعَ أَوِ اِحْتَاجَ فَكَتَمَهُ
النَّاسَ وَأَفْشَاهُ إِلَى اللَّه كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَرْزُقَهُ رِزْقَ سَنَةٍ مِنَ الْحَلَالِ » (4).
[ 129/761] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَبْدَى إِلَى النَّاسِ ضَرَّهُ
فَقَدْ فَضَحَ نَفْسَهُ »(5).
ص: 277
[130/762] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: وَقَالَ علیه السلام: «مَنْ شَكَا أَلْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ
فَكَأَنَّها شَكَاهَا إِلَى الله ، وَمَنْ شَكَاهَا إِلَى كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا الله »(1).
[131/763] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ: يَا كُمَيْلُ، لَا بَأْسَ بِأَنْ تُطْلِعَ أَخَاكَ عَلَى سِرَّكَ ، وَمَنْ أَخُوكَ؟ [أَخُوكَ ] الَّذِي لَا يَخْذُلُكَ عِنْدَ اَلشِدَّةِ، وَلَا يَقْعُدُ عَنْكَ عِنْدَ الجَريرَةِ، وَلَا يَدَعُكَ حِينَ تَسْأَلُهُ، وَلَا يَذَرُكَ وَأَمْرَكَ
حَتَّى تُعْلِمَهُ »(2)
[764/132] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ الله علیهما السلام ، قَالَ: «مَنْ
قنَعَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ »(3).
[133/765] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله الله صلی الله علیه و آله وسلم
(مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِ غَيْرِهِ »(4).
[134/766] عَنْ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «اِشْتَدَّتْ حَالُ رَجُلٍ مِنْ ، فَقَالَتْ لَهُ اِمْرَأَتُهُ: لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم،
أصْحَاب النبي فَسَأَلْتَهُ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ وَمَنِ
ص: 278
اِسْتَغْنَى أَغْنَاهُ الله، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا يَعْنِي غَيْرِي، فَرَجَعَ إِلَى اِمْرَأَتِهِ فَأَعْلَمَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم بَشَرٌ فَأَعْلِمْهُ ، فَأَتَاهُ، فَلَما رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ، وَمَنِ اِسْتَغْنَىٰ أَغْنَاهُ اللَّهُ حَتَّى فَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ثَلاثاً، ثُمَّ ذَهَبَ اَلرَّجُلُ فَاسْتَعَارَ مِعْوَلاً، ثُمَّ أَتَى الْجَبَلَ فَصَعِدَهُ، فَقَطَعَ حَطَبَاً، ثُمَّ جَاءَ بِهِ، فَبَاعَهُ بِنِصْفِ مُدَّ مِنْ دَقِيقٍ، فَرَجَعَ بِهِ فَأَكَلَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ مِنَ الْغَدِ، فَجَاءَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَبَاعَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ وَيَجْمَعُ حَتَّى اِشْتَرَى مِعْوَلاً، ثُمَّ جَمَعَ حَتَّى اِشْتَرَى بَكْرَيْنِ وَغُلَاماً، ثُمَّ أَثْرَى حَتَّى أَيْسَرَ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَأَعْلَمَهُ كَيْفَ جَاءَ يَسْأَلُهُ، وَكَيْفَ سَمِعَ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم ، قُلْتُ لَكَ: مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ، وَمَن اِسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ »(1) .
[ 767 / 135 ] سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام عَنْ أَفْضَل الْأَعْمَالِ، فَقَالَ: «هُوَ
أَنْ يَقْنَعَ بِالْقُوتِ، وَيَلْزَمَ السُّكُوتَ ، وَيَصْبِرَ عَلَى الْأَذِيَّةِ، وَيَنْدَمَ عَلَى الْخَطِيئَةِ »(2).
[ 136/768 ]اَلْآمِدِيُّ فِي( الْغُرَرِ ) ، عَنْهُ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا طَلَبْتَ الْغِنَى فَاطْلُبْهُ بِالْقَنَاعَةِ»، وقال علیه السلام : إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِ خَيْراً أَهْمَهُ الْقَنَاعَةَ، فَاكْتَفَى
بِالْكَفَافِ، وَاكْتَسَى بِالْعَفَافِ»، وَقَالَ علیه السلام: «مَنْ فَنَعَ شَبعَ، مَنْ تَقَنَّعَ فَنَعَ، وَقَالَ علیه السلام : «مَنْ قَنَعَ بِقِسْمِهِ اِسْتَرَاحَ » ، وَقَالَ علیه السلام : «مَنْ قَنَعَ لَمْ يَغْتَمَّ مَنْ تَوَكَّلَ لَمْ هتَمَّ ، وَقَالَ علیه السلام: مَنْ فَنَعَ حَسُنَتْ عِبَادَتُهُ، وَقَالَ علیه السلام : «مَنْ فَنَعَ قَلَّ طَمَعُهُ»،
وَقَالَ علیه السلام: مَنْ قَنَعَ بِقَسْم الله ،اِسْتَغْنَى وَمَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا قُدْرَ لَهُ تَعَنَّى،
وَقَالَ : مَنْ رَضِيَ بِالمَقْدُورِ اكْتَفَى بِالمَيْسُورِ»، وَقَالَ علیه السلام: «مَنْ عُدِمَ الْقَنَاعَةُ
لا عالم لَمْ يُغْنِهِ اَلَمَالُ»، وَقَالَ علیه السلام : «مَنْ رَضِيَ بِقِسْمِهِ لَمْ يَسْخَطْهُ أَحَدٌ، وَقَالَ علیه السلام: «مَنْ قَنَعَ بِرِزْقِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ اِسْتَغْنَى عَنِ الْخَلْقِ، وَقَالَ علیه السلام: «مَنْ قَنَعَ كُفِيَ مَذَلَّةَ
ص: 279
الطَّلَبِ»، وَقَالَ علیه السلام: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ المَوْتِ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْكَفَافِ، مَنْ قَنَعَتْ نَفْسُهُ أَعَانَتْهُ عَلَى النَّرَاهَةِ وَالْعَفَافِ»، وَقَالَ علیه السلام: «الرِّضَا بِالْكَفَافِ يُؤَدِّي إِلَى
الْعَفَافِ »(1).
[ 769 / 137] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «طَلَبُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ اِسْتِلَابُ لِلْعِزِّ، وَمَذْهَبَةٌ لِلْحَيَاءِ، وَالْيَأْسُ مِمَّا فِي
أَيْدِي النَّاسِ عِزّ لِلْمُؤْمِنِ فِي دِينِهِ، وَالطَّمَعُ هُوَ الْفَقْرُ الْحَاضِرُ »(2)
[ 138/770] عَنْ حَفْصِ بْن غِيَاثٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، وَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءُ إِلَّا عِنْدَ اللهُ ، فَإذا علم الله عزّو جلّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئاً إِلَّا
أَعْطَاهُ» (3)
[139/771] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «الْيَأْسُ مِمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ عِزُ
اَلْمُؤمِنِ فِي دِینِهِ ، أَوْ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَاتِمٍ .
إِذَا مَا عَرَفْتَ الْيَأْسَ أَلْفَيْتَهُ الْغِنَى *** إِذَا عَرَفَتْهُ النَّفْسُ وَالطَّمَعُ الْفَقْرُ ؟ »(4)
ص : 280
[140/772] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله
اَلصَّادِقَ علیه السلام يَقُولُ: «ثَلَاثَةٌ هُنَّ فَخْرُ الْمُؤْمِنِ، وَزِينَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: اَلصَّلَاةُ في آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَأْسُهُ لِمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَوَلَايَةُ الْإِمَامِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم»(1).
[141/773]عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: عَلَّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْئًا، فَقَالَ علیه السلام : عَلَيْكَ بِالْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَى الْخَاضِرُ، قَالَ: زِدْنِي، يَا رَسُولَ الله، قَالَ: إِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّهُ اَلْفَقْرُ الْحَاضِرُ، قَالَ: زِدْنِي، يَا رَسُولَ الله، قَالَ: إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ يَكُ خَيْراً أَوْ رُشْداً اِتَّبَعْتَهُ، وَإِنْ يَكُ شَرًا أَوْ غَيَّا تَرَكْتَهُ »(2).
[142/774] شَكَا رَجُلٌ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ يَطْلُبُ وَيُصِيبُ وَلَا يَقْنَعُ وَتُنَازِعُهُ نَفْسُهُ إِلَى مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَقَالَ: عَلَّمْنِي شَيْئاً أَنْتَفِعُ بِهِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ يُغْنِيكَ فَأَدْنَى مَا فِيهَا يُغْنِيكَ، وَإِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ لَا
يُغْنِيكَ فَكُلُّ مَا فِيهَا لَا يُغْنِيكَ»(3).
كم عسى أن يكفي الإنسان؟! »(4)
[143/775] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا هَلَكَ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ، وَمَا يَبْكِي النَّاسُ عَلَى الْقُوتِ، إِنَّمَا يَبْكُونَ عَلَى الْفُضُولِ»، ثُمَّ قَالَ:
« فَکَمْ عَسَی أَنْ یَکفَی اَلاِنْسَانَ ؟»(5).
[144/776] عَنِ الهُيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ رَضِيَ
مِنَ الله بِالْيَسِيرِ مِنَ المَعَاشِ رَضِيَ اللهُ مِنْهُ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْعَمَلِ »(6)
ص: 281
[ 145/777] عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أنه خطب لما أراد الخروج إلى تبوك
بثنية الوداع، وساق الخطبة إلى أن قال: «وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَهْى»(1) .
[146/778] عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدِ الشَّحَّام ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ: «مَا مَنَعَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم سَائِلاً قَطُّ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ أَعْطَى، وَإِلَّا قَالَ: يَأْتِي الله بِهِ»(2)
[779 / 147] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ يَوْماً لِبَعْض أَهْلِهِ: «لَا تَرُدُّوا سَائِلاً»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّهُ قَدْ يَسْأَلُ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ، قَالَ: عَسَى أَنْ يَرُدُّوا مَنْ رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُ وَيَكُونَ مِمَّنْ يَسْتَحِقُ ، فَيَنْزِلَ بِهِمْ - وَأَعُوذُ بِاللهِ - مَا نَزَلَ بِيَعْقُوبَ»، قَالَ: يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، مَا الَّذِي نَزَلَ بِيَعْقُوبَ؟ قَالَ: «كَانَ يَعْقُوبَ النَّبِيُّ علیه السلام يَذْبَحُ لِعِيَالِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَاةً
عا وَيَقْسِمُ هُمْ مِنَ الطَّعَامِ مَعَ ذَلِكَ مَا يَسَعُهُمْ، وَكَانَ فِي عَصْرِهِ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَرِيمٌ عَلَى اللَّه لَا يُؤْبَهُ لَهُ، قَدْ أَخْمَلَ نَفْسَهُ، وَلَزِمَ السَّيَاحَةَ، وَرَفَضَ الدُّنْيَا، فَلَا يَشْتَغِلُ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَإِذَا بَلَغَ بِهِ الْجُهْدَ تَوَكَّىٰ دُورَ الْأَنْبِيَاءِ وَأَبْنَاءَ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَوَقَفَ لَهَا وَسَأَلَ كَمَا يَسْأَلُ السُّؤَالُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْرَفَ بِهِ، فَإِذَا أَصَابَ بِمَا يُمْسِكُ بِهِ رَمَقَهُ مَضَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، وَلَمَّا اِعْتَرَىٰ لَيْلَةً بِبَابِ يَعْقُوبَ وَقَدْ فَرَغُوا مِنْ طَعَامِهِمْ وَعِنْدَهُمْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ كَثِيرَةٌ، فَسَأَلَ، فَأَعْرَضُوا عَنْهُ، فَلَا هُمْ أَعْطَوْهُ شَيْئاً، وَلَا هُمْ صَرَفُوهُ، وَأَطَالَ الْوُقُوفَ يَنْتَظِرُ مَا عِنْدَهُمْ حَتَّى أَدْرَكَهُ ضَعْفُ اَلْجُهْدِ وَضَعْفُ
ص: 282
طُولِ الْقِيَام فَخَرَّ مِنْ قَامَتِهِ قَدْ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَقُمْ إِلَّا بَعْدَ هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ، فَنَهَضَ مَا بِهِ وَمَضَى لِسَبِيلِهِ، فَرَأَى يَعْقُوبُ فِي مَنَامِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَلَكاً أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ، يَقُولُ لَكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ: وَسَعْتُ عَلَيْكَ فِي المَعِيشَةِ، وَأَسْبَغْتُ عَلَيْكَ النِّعْمَةَ، فَيَعْتَرِي بِبَابِكَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَرِيمٌ عَلَيَّ قَدْ بَلَغَ الْجُهْدَ، فَتُعْرِضُ أَنْتَ وَأَهْلُكَ عَنْهُ وَعِنْدَكُمْ مِنْ فُضُولِ مَا أَنْعَمْتُ بِهِ عَلَيْكُمْ مَا الْقَلِيلُ مِنْهُ يُحْيِيهِ، فَلَمْ تُعْطُوهُ شَيْئاً، وَلَمْ تَصْرِفُوهُ فَيَسْأَلَ غَيْرَكُمْ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ وَخَرَّ مِنْ قَامَتِهِ لَاصِقاً بِالْأَرْضِ عَامَّةَ لَيْلَتِهِ، وَأَنْتَ فِي فِرَاشِكَ مُسْتَبْطِنُ مُتَقَلِّبٌ فِي نِعْمَتِي عَلَيْكَ، وَكِلَاكُما بِعَيْنِي وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَأَبْتَلِيَنَّكَ بِبَلِيَّةٍ تَكُونُ لَمَّا حَدِيثًا فِي الْغَابِرِينَ، فَانْتَبَهَ يَعْقُوبُ علیه السلام مَذْعُوراً، وَفَزِعَ إِلَى مِحْرَابِهِ، فَلَزِمَ الْبُكَاءَ وَالْخَوْفَ حَتَّى أَصْبَحَ أَتَاهُ بَنُوهُ يَسْأَلُونَهُ ذَهَابَ يُوسُفَ مَعَهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام قِصَّةَ يُوسُفَ علیه السلام
بطُولِهَا »(1).
[ 148/780] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا تَقْطَعُوا عَلَى
اَلسَّائِلِ مَسْأَلَتَهُ، دَعُوهُ فَلْيَشْكُو بَنَّهُ، وَلْيُخْبِرْ حَالَهُ » (2).
[149/781] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلى علیهما السلام أَنَّ سَائِلاً كَانَ يَسْأَلُ يَوْماً، فَقَالَ علیه السلام: «أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ؟»، قَالُوا: لَا ، يَا بْنَ رَسُول الله، قَالَ علیه السلام: «يَقُولُ: أَنَا
رَسُولُكُمْ إِنْ أَعْطَيْتُمُونِي شَيْئاً أَخَذْتُهُ وَحَمَلْتُهُ إِلَى هُنَاكَ، وَإِلَّا أَرِدُ إِلَيْهِ وَكَفِّي صِفْرٌ» (3).
ص: 283
[ 150/72] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «إِنَّ الْمِسْكِينَ رَسُولُ الله، فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ
الله، وَمَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى الله » (1).
151/73] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ : «رُدُّوا اَلسَّائِلَ بِبَذْلٍ يَسِيرِ وَبِلِين وَرَحْمَةٍ، فَإِنَّهُ يَأْتِيكُمْ حَتَّى يَقِفَ عَلَى أَبْوَابِكُمْ مَنْ لَيْسَ بِإِنْسِ وَلَا جَانٌ، يَنْظُرُ كَيْفَ
صَنِيعُكُمْ فِيمَا خَوَّلَكُمُ اللهُ » (2)
[152/784] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «اَلمُنْجِيَاتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ،
وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام »(3).
153/785] عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «ثَلَاتٌ
دَرَجَاتٌ، وَثَلَاثُ كَفَّارَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ، وَثَلَاتٌ مُنْجِيَاتٌ. فَأَمَّا الدَّرَجَاتُ، فَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ، إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ وَالمَشْيُّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ، وَالْحَافَظَةُ عَلَى اَلصَّلَوَاتِ. وَأَمَّا المُوبِقَاتُ، فَشُحٌ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعُ، وَإِعْجَابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ. وَأَمَّا المُنْجِيَاتُ، فَخَوْفُ الله في السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ
اَلْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَاَلسَّخَطِ »(4).
بيان: السَّبَرَاتُ : أوقات البرد الشديد.
ص: 284
[154/786] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهُ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً إِلَّا لِإِطْعَامِهِ الطَّعَامَ، وَصَلَاتِهِ بِاللَّيْل
وَالنَّاسُ نِيَامُ »(1).
[155/787] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَهْوَنُ أَهْل النَّارِ عَذَاباً إِبْنُ
جَدْعَان»، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ »(2)
بيان: عبد الله بن جدعان كان من وجهاء قريش وأجوادها، وفي داره تمَّ
حلف الفضول الذي شارك فيه النبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم (3).
[ 156/788] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَطْعَمَ أَخاً لَهُ فِي اللَّه كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ مَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً مِنَ النَّاسِ، وَالرِّزْقُ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُطْعِمُ
اَلطَّعَامَ مِنَ السِّكِّينِ فِي السَّنَامِ »(4).
[157/157] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَافِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «أَتُحِبُّ إِخْوَانَكَ، يَا حُسَيْنُ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «تَنْفَعُ فُقَرَاءَهُمْ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ يَحِقُ عَلَيْكَ أَنْ تُحِبَّ مَنْ يُحِبُّ اللَّهُ، أَمَا وَالله لَا تَنْفَعُ مِنْهُمْ أَحَداً حَتَّىٰ تُحِبَّهُ، أَتَدْعُوهُمْ إِلَى مَنْزِلِكَ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ مَا أكُلُ إِلَّا وَمَعِيَ مِنْهُمُ اَلرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ وَالْأَقَلُّ وَالْأَكْثَرُ ، فَقَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «فَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، طَعَامِي، وَأوطِيَّهُمْ
ص: 285
رَحْلِي، وَيَكُونُ فَضْلُهُمْ عَلَيَّ أَعْظَمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا مَنْزِلَكَ دَخَلُوا بِمَغْفِرَتِكَ وَمَغْفِرَةِ عِيَالِكَ، وَإِذَا خَرَجُوا مِنْ مَنْزِلِكَ خَرَجُوا بِذُنُوبِكَ وَذُنُوبِ
عِيَالِكَ » (1).
[ 158/790] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّه قَالَ: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّه شِبْعَةُ
جُوعِ المُسْلِمِ، وَقَضَاءُ دَيْنِهِ، وَتَنْفِيسُ كُرْبَتِهِ »(2).
[159/791] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مُوسِراً كَانَ لَهُ بِعِدْلِ رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ يُنْقِذُهُ مِنَ الذَّبْحِ، وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مُحتاجاً كَانَ لَهُ بِعِدْلِ مِائَةَ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ يُنْقِذْهَا مِنَ الذَّبْحِ » (3).
[ 160/792] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام :
«أَمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعْتِقَ كُلَّ يَوْمٍ رَقَبَةً؟»، قَالَ: لَا يَبْلُغُ مَالِي ذَلِكَ، قَالَ: «تُشْبِعُ كُلَّ
يَوْمٍ مُؤْمِناً ، فَإِنَّ إِطْعَامَ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ »(4).
[161/793] عن تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِناً، وَلَا يَأْكُلُ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيُّ، وَلَا تَأْكُلْ طَعَامَ الْفَاسِقِينَ. يَا أَبَا
أَبي ذَرٍّ فِي وَصِيَّةِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ، لَا
ذَرِّ، أَطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ تُحِبُّهُ فِي الله، وَكُلْ طَعَامَ مَنْ يُحِبُّكَ فِي الله عزّو جلّ»(5).
[162/794] عَنْ عُبَيْدِ اللهِ اَلْوَصَّافِيٌّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ
ص: 286
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ، قَالَ: وَمَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ يَبِيتُ فِيهِمْ جَائِعٌ يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(1) .
بيان: أي لا ينظر الله تعالى إلى أهل تلك القرية التي بات فيها جائع.
[163/795] عَنِ المُعَلَّى بْنِ حُنَيْسِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «لَيْسَ النَّاصِبُ مَنْ نَصَبَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، لِأَنَّكَ لَا تَجِدُ أَحَداً يَقُولُ : أَنَا أُبْغِضُ آلَ مُحَمَّدٍ، وَلَكِنَّ النَّاصِبَ مَنْ نَصَبَ لَكُمْ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَتَوَلَّوْنَا وَتَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَعْدَائِنَا»، وقال علیه السلام : «مَنْ أَشْبَعَ عَدُوًّا لَنَا فَقَدْ قَتَلَ
وَلِيًّا لَنَا »(2) .
[164/796] قَوْلُهُ علیه السلام: لَئِنْ أَعُولُ أَهْلَ بَيْتِ مِنَ المُسْلِمِينَ أُشْبعَ الا جَوْعَتَهُمْ وَأَكْسُوَ عَوْرَتَهُمْ وَأَكُفَّ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ
حَجَّةً وَحَجَّةً ...، إلى أن قال : حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى سَبْعِينَ (3).
[ 797 165] قَوْلُهُ علیه السلام : «كَانَ (عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام ) يُعْجِبُهُ أَنْ يَحْضُرَ طَعَامَهُ الْيَتَامَى وَالْأَضِرَّاءُ وَالزَّمْنَى وَالمَسَاكِينُ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ هُمْ، وَكَانَ يُنَاوِهُمْ بِيَدِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْهُمْ عِيَالٌ حَمَلَهُ إِلَى عِبَالِهِ مِنْ طَعَامِهِ، وَكَانَ لَا يَأْكُلُ طَعَاماً حَتَّى يَبْدَأَ فَيَتَصَدَّقَ بِمِثْلِهِ »(4).
[ 166/798 ] قَوْلُهُ علیه السلام : «وَلَقَدْ مَرَّ بِمَجْذُومِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ، فَمَضَى، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُتَكَبْرِينَ، فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:
ص: 287
إِنِّي صَائِمٌ، وَقَالَ: اِثْتُونِي بِهِمْ فِي المَنْزِلِ»، قَالَ: «فَأَتَوْهُ، فَأَطْعَمَهُمُ ثُمَّ
أَعْطَاهُمْ »(1).
بيان: إطعام الإمام علیه السلام المجذومين في داره لا يعني بالضرورة أنه خالطهم وجلس معهم، بل قد يكون ذلك قد حصل في إحدى نواحي داره
بأمره ليُكرمهم ويُطيِّب خواطرهم.
[167/799] عَنْ مِسْمَعِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ
إِبْرَادُ كَبِدِ حَرَّاءِ»(2).
[168/800] عَنِ النَّبِي صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ سَقْيُ اَلَمَاءِ »(3).
[169/801] عَنْ ضُرَيْسِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ إِبْرَادَ اَلْكَبِدِ الْخَرَّاءِ، وَمَنْ سَقَى كَبِداً حَرَّاءَ مِنْ بَهِيمَةٍ أَوْ
غَيْرِهَا أَظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»(4).
[ 802 /170] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: مَنْ سَقَى اَلَمَاءَ فِي مَوْضِعِ يُوجَدُ فِيهِ لَمَاءُ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً، وَمَنْ سَقَى أَلَمَاءَ فِي مَوْضِعِ لَا يُوجَدُ فِيهِ اَلَمَاءُ كَانَ كَمَنْ أَحْيَا نَفْساً ، وَمَنْ أَحْيَا نَفْساً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً »(5).
[171/803] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «أَرْبَعُ مَنْ أَتَى بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ سَقَى هَامَّةٌ ظَامِثَةٌ، أَوْ أَشْبَعَ كَبِداً جَائِعَةٌ، أَوْ كَسَا جِلْدَةً عَارِيَةً، أَوْ
» أَعْتَقَ رَقَبَةً عَانِيَةً » (6).
ص: 288
172/804 ] عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «مَنْ سَقَى ظَمْآناً سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ اَلمَخْتُومِ، مَنْ سَقَى مُؤْمِناً شِرْبَةً مِنَ الَمَاءِ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ سَقَى ظَمْآناً فِي
فَلَاةٍ وَرَدَ حِيَاضَ الْقُدْسِ مَعَ النَّبِيِّينَ »(1).
[805/ 173] عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم الصُّبْحَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: مَعَاشِرَ أَصْحَابِي، رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَمِّي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَخِي جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَبَيْنَ أَيْدِيهِهَا طَبَقٌ مِنْ نَبَقٍ، فَأَكَلَا سَاعَةً، فَتَحَوَّلَ هُمَا النَّبِقُ عِنَبَاً ، فَأَكَلَا سَاعَةً، فَتَحَوَّلَ الْعِنَبُ رُطَبَاً، فَدَنَوْتُ مِنْهُما وَقُلْتُ: بِأَي أَنْتُها ، أَيَّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلَ ؟ قَالَا: وَجَدْنَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، وَسَقْيَ المَاءِ، وَحُبَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»(2).
[174/806] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ أَبِي خَرَجَ إِلَى مَالِهِ وَمَعَهُ لا نَاسُ مِنْ مَوَالِيهِ وَغَيْرِهِمْ، فَوُضِعَتِ المَائِدَةُ لِنَتَغَذَّى، وَجَاءَ ظَبْيٌّ وَكَانَ قَرِيباً مِنْهُ، فَقَالَ: يَا ظَبْيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأُمِّي فَاطِمَةُ، هَلُمَّ إِلَى الْغَذَاءِ، فَجَاءَ الظَّبي
حَتَّى أَكَلَ مَعَهُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَأْكُلَ »(3).
ص: 289
[ 175/807] عَنْ نَجِيحٍ، قَالَ: رَأَيْتُ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيّ علیهما السلام يَأْكُلُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَلْبٌ كُلَّمَا أَكَلَ لُقْمَةٌ طَرَحَ لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله، أَلَا
أَرْجُمُ هَذَا الْكَلْبَ عَنْ طَعَامِكَ؟ قَالَ: «دَعْهُ، إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ عزَّ وَ جلَّ أَنْ يَكُونَ ذُو رُوحٍ يَنْظُرُ فِي وَجْهِي وَأَنَا آكُل ثُمَّ لَا أُطْعِمُه »(1).
[ 176/808] عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِي، قَالَ: كَانَ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام سَيْداً زَاهِداً وَرِعاً صَالِحاً نَاصِحاً حَسَنَ الْخُلُقِ، فَذَهَبَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَصْحَابِهِ إِلَى بُسْتَانِ لَهُ، وَكَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ الْبُسْتَانِ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: صَافِي، فَلَمَّا قَرَّبَ مِنَ الْبُسْتَانِ رَأَى الْغُلَامَ يَرْفَعُ الرَّغِيفَ فَيَرْمِي بِنِصْفِهِ إِلَى الْكَلْبِ وَيَأْكُلُ نِصْفَهُ، فَتَعَجَّبَ الحُسَيْنُ علیه السلام مِنْ فِعْلِ الْغُلَامِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَكْلِ قَالَ: اَلْحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِسَيْدِي، وَبَارِكْ لَهُ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى أَبَوَيْهِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. فَقَامَ الْحُسَيْنُ علیه السلام وَنَادَىٰ: يَا صَافِي، فَقَامَ الْغُلَامُ فَزِعاً، وَقَالَ: يَا سَيِّدِي وَسَيِّدَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِنِّي مَا رَأَيْتُكَ فَاعْفُ عَنِّي، فَقَالَ الحُسَيْنُ علیه السلام: اِجْعَلْنِي فِي حِلٌّ يَا صَافِي،
لا دَخَلْتُ بُسْتَانَكَ بِغَيْرِ إِذْنِكَ، فَقَالَ صَافِي : بِفَضْلِكَ وَكَرَمِكَ وَسُؤْدُدِكَ تَقُولُ هَذَا، فَقَالَ الْحُسَيْنُ علیه السلام: إِنِّي رَأَيْتُكَ تَرْمِي بِنِصْفِ الرَّغِيفِ إِلَى الْكَلْبِ وَتَأْكُلُ نِصْفَهُ، فَمَا مَعْنَى ذَلِكَ؟»، فَقَالَ الْغُلَامُ : يَا سَيِّدِي إِنَّ الْكَلْبَ يَنْظُرُ إِلَيَّ حِينَ أَكُلُ، فَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْهُ لِنَظَرِهِ إِلَيَّ، وَهَذَا كَلْبُكَ يَحْرُسُ بُسْتَانَكَ مِنَ الْأَعْدَاءِ، وَأَنا عَبْدُكَ وَهَذَا كَلْبُكَ نَأْكُلُ مِنْ رِزْقِكَ مَعاً، فَبَكَى اَلْحُسَيْنُ علیه السلام ، ثُمَّ قَالَ: «إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَأَنْتَ عَتِيقٌ الله، وَوَهَبَ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَقَالَ الْغُلَامُ: إِنْ أَعْتَقْتَنِي فَإِنِّي أُرِيدُ الْقِيَامَ
ص: 290
بِبُسْتَانِكَ، فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام : إِنَّ الكَرِيمَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلَام يَنْبَغِي أَنْ يُصَدِّقَهُ
بِالْفِعْلِ، اَلْبُسْتَانُ أَيْضاً وَهَبْتُهُ لَكَ، وَإِنِّي لَمَّا دَخَلْتُ الْبُسْتَانَ قُلْتُ: اجْعَلْنِي فِي حِلٌّ فَإِنِّي قَدْ دَخَلْتُ بُسْتَانَكَ بِغَيْرِ إِذْنِكَ، كُنْتُ قَدْ وَهَبْتُ الْبُسْتَانَ بِمَا فِيهِ، غَيْرَ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَصْحَابِي لِأَكْلِهِمُ الثَّمَارَ وَالرُّطَبَ، فَاجْعَلْهُمْ أَضْيَافَكَ وَأَكْرِمْهُمْ لِأَخِلي أَكْرَمَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبَارَكَ لَكَ فِي حُسْنِ خُلُقِكَ وَرَأْيِكَ»، فَقَالَ الْغُلَامُ: إِنْ وَهَبْتَ لِي بُسْتَانَكَ فَإِنِّي قَدْ سَبَلْتُهُ لِأَصْحَابِكَ»(1).
[177/809] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَنْ كَسَا مُؤْمِناً ثَوْباً مِنْ عُرْيِ كَسَاهُ اللهُ مِنْ إِسْتَبْرَقِ الجَنَّةِ، وَمَنْ كَسَا مُؤْمِناً ثَوْباً
مِنْ غِنِّى لَمْ يَزَلْ فِي سِتْرِ مِنَ الله مَا بَقِيَ مِنَ الثَّوْبِ خِرْقَ خِرْقَةٌ »(2).
[178/810] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاج، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: مَنْ كَسَا
أَخَاهُ كِسْوَةَ شِتَاءٍ أَوْ صَيْفِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَكْسُوَهُ مِنْ ثِيَاب اَلْجَنَّةِ »(3).
[179/811] عَنْ أَبِي عَبْدِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّهَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِناً مِنْ
عُرْيِ لَمْ يَزَلْ فِي سِتْرِ الله وَحِفْظِهِ مَا بَقِيَتْ مِنْهُ خِرْقَةٌ»(4).
[812/ 180] عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرِ الرَّفِّيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ:
«اَلنَّاسُ كُلَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي فَضْل مَظْلِمَتِنَا إِلَّا أَنَّا أَحْلَلْنَا شِيعَتِنَا مِنْ ذَلِكَ» (5) .
ص: 291
[813/ 181] عَنِ الْحَرَثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي
جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ، فَإِذَا نَجِيَّةُ قَدِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَاللَّهُ مَا أُرِيدُ بِهَا إِلَّا فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، فَكَأَنَّهُ رَقَ لَهُ، فَاسْتَوَى جَالِساً، فَقَالَ لَهُ: «يَا نَجِيَّةُ، سَلْنِي فَلَا تَسْأَلُنِي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكَ بِهِ»، قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا تَقُولُ فِي فَلَانٍ وَفُلَانِ؟ قَالَ: يَا نَجِيَّةُ إِنَّ لَنَا اَلْخُمُسَ فِي كِتَاب الله، وَلَنَا الْأَنْفَالَ، وَلَنَا
، صَفْوَ اَلْأَمْوَالِ، وَهُمَا وَالله أَوَّلُ مَنْ ظَلَمَنَا حَقَّنَا فِي كِتَابِ اللهِ، وَأَوَّلُ مَنْ حَمَلَ النَّاسَ عَلَى رِقَابنَا، وَدِمَاؤُنَا فِي أَعْنَاقِهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ بِظُلْمِنَا أَهْلَ البَيْتِ، وَإِنَّ النَّاسَ لَيَتَقَلَّبُونَ فِي حَرَامِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ بِظُلْمِنَا أَهْلَ البَيْتِ»، فَقَالَ نَجِيَّةُ : إِنَّا الله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - ثَلَاثٌ مَرَّاتٍ ، هَلَكْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَرَفَعَ فَخِذَهُ عَنِ الْوِسَادَةِ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَا بِدُعَاء لَمْ أَنْهَمْ مِنْهُ شَيْئاً إِلَّا أَنَّا سَمِعْنَاهُ فِي آخِرِ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اَللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ أَحْلَلْنَا ذَلِكَ لِشِيعَتِنَا»، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا نَجِيَّةُ، مَا عَلَى فِطْرَةِ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام غَيْرُنَا وَغَيْرُ شِيعَتِنَا »(1) .
[182/814] سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام ، فَقِيلَ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله مَا حَالُ
شِيعَتِكُمْ فِيمَا خَصَّكُمُ اللهُ بِهِ إِذَا غَابَ غَائِبُكُمْ وَاسْتَتَرَ قَائِمُكُمْ؟ فَقَالَ علیه السلام: «مَا أَنْصَفْنَاهُمْ إِنْ وَاخَذْنَاهُمْ وَلَا أَحْبَيْنَاهُمْ إِنْ عَاقَبْنَاهُمْ، بَلْ نُبِيحُ هُمُ المَسَاكِنَ لِتَصِحَ عِبَادَتُهُمْ، وَنُبِيحُ هُمُ المَنَاكِحَ لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ، وَنُبِيحُ هُمُ المَتاجِرَ لِيَزْكُوَ
أَمْوَاهُمْ »(2).
[183/815] عَن الفُضَيْلِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ وَجَدَ بَرْدَ
ص: 292
حُبِّنَا فِي كَبِدِهِ فَلْيَحْمَدِ الله عَلَى أَوَّلِ النِّعَم»، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَوَّلُ النَّعَمِ؟ قَالَ: طِيبُ الْوِلَادَةِ»، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِفَاطِمَةَ علیها السلام : أَحِلِّي نَصِيبَكِ مِنَ الْفَيْءِ لَآبَاءِ شِيعَتِنَا لِيَطِيبُوا، ثُمَّ قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّا أَحْلَلْنَا أُمَّهَاتِ شِيعَتِنا لآبَائِهِمْ لِيَطِيبُوا »(1).
[816/ 184] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : إِنَّ عِلْبَاءَ الْأَسَدِيَّ وُفِّيَ الْبَحْرَيْنَ، فَأَفَادَ سَبْعَمِائَةَ أَلْفَ دِينَارٍ وَدَوَابٌ وَرَقِيقاً، قَالَ: فَحَمَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ حَتَّىٰ وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وُلّيتُ الْبَحْرَيْنَ لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَأَفَدْتُ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ حَمَلْتُهُ كُلَّهُ إِلَيْكَ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الله عزّو جلّ وَ لَمْ يَجْعَلْ هُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً، وَأَنَّهُ كُلَّهُ لَكَ،
فَقَالَ لَهُ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «هَاتِهِ»، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «قَدْ قَبِلْنَا مِنْكَ،
وَوَهَبْنَاهُ لَكَ، وَأَحْلَلْنَاكَ مِنْهُ، وَضَمِنَّا لَكَ عَلَى اللَّه الْجَنَّةَ » (2) .
[817 / 185] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله، عَمَّنْ رَوَاهُ، قَالَ: «اَلدُّنْيَا وَمَا فِيهَا الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلِرَسُولِهِ وَلَنَا ، فَمَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيُؤَدِّ حَقَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَلْيَبَرَّ إِخْوَانَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَاللَّهُ وَرَسُولُهُ وَنَحْنُ بُرَآءُ مِنهُ»(3).
[ 186/818] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلرَّيَّانِ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى العَسْكَرِيّ علیه السلام:
ص: 293
جُعِلْتُ فِدَاكَ، رُوِيَ لَنَا أَنْ لَيْسَ لِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا الْخُمُسُ، فَجَاءَ
اَلْجَوَابُ: «إِنَّ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم»(1).
***
ص: 294
ص: 295
ص: 296
[1/819 ]عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد علیهما السلام : أَخْبِرْنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَهُوَ أَفْضَلُ أَمْ أَنْتُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَقَالَ: «يَا بْنَ صُهَيْبٍ، كَمْ شُهُورُ السَّنَةِ؟»، فَقُلْتُ: اِثْنَتَا عَشَرَ، فَقَالَ: «وَكَم اَلحُرُمُ مِنْهَا؟»، قُلْتُ: أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، قَالَ: «فَشَهْرُ رَمَضَانَ مِنْهَا؟»، قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَشَهْرُ رَمَضَانَ أَفْضَلُ أَمْ أَشْهُرُ اَخْرُم؟»، فَقُلْتُ: بَلْ شَهْرُ رَمَضَانَ، قَالَ: «فَكَذَلِكَ نَحْنُ أَهْلَ البَيْتِ لَا يُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ، وَأَنَّ أَبَا ذَرِّ كَانَ فِي قَوْمِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَتَذَاكَرُوا فَضَائِلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَقَالَ أَبُو ذَرٌ: أَفْضَلُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ قَسِيمُ اَلْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَهُوَ صِدِّيقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَفَارُوقُهَا، وَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهَا، فَمَا بَقِيَ مِنَ اَلْقَوْمِ أَحَدٌ إِلَّا أَعْرَضَ عَنْهُ بِوَجْهِهِ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ وَكَذَّبَهُ، فَذَهَبَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ مِنْ بَيْنِهِمْ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ أَبِي ذَرٍّ وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْهُ وَتَكْذِيبِهِمْ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ - يَعْنِي مِنْكُمْ يَا أَبَا أُمَامَةَ - مِنْ ذِي هَتَجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ»(1)
[2/820] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم لَمَّا حَضَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَذَلِكَ لِثَلَاثٍ بَقِينَ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ لِبِلالِ: نَادِ فِي النَّاسِ، فَجَمَعَ النَّاسَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ
ص: 297
قَدْ حَضَرَكُمْ، وَهُوَ سَيِّدُ الشُّهُورِ، لَيْلَةٌ فِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ اَلنَّارِ، وَتُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْحِنَانِ فَمَنْ أَدْرَكَهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَلَمْ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ
بْعَدَهُ اللهُ » (1).
[821/ 3 ]دَارِمُ بْنُ قَبِيصَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرِّضَا علیه السلام ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ، يَصُبُّ اللَّهُ فِيهِ الرَّحْمَةَ عَلَى عِبَادِهِ، وَشَهْرُ شَعْبَانَ تَتَشَعَبُ فِيهِ الخَيْرَاتُ، وَفِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرٍ رَمَضَانَ تُغَلُّ اَلَمَرَدَةُ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَيُغْفَرُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لِسَبْعِينَ أَلْفاً، فَإِذَا كَانَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ غَفَرَ اللهُ بِمِثْلِ مَا غَفَرَ فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَشَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَّا رَجُلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيَقُولُ اللهُ عزّو جلّ: أَنْظُرُوا هَؤُلَاءِ حَتَّى يَصْطَلِحُوا»(2) .
[4/822] عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ السلام (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ): «عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ الْاِسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ، فَأَمَّا اَلدُّعَاءُ فَيُدْفَعُ بِهِ عَنْكُمُ الْبَلَاءُ، وَأَمَّا الْاِسْتِغْفَارُ فَيَمْحي ذُنُوبَكُمْ »(3).
5/823] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ رَبِيعٌ، وَرَبِيعُ
اَلْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ »(4).
[6/824 ]عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْساً لَمْ يُعْطَهُنَّ أُمَّهُ نَبِيٌّ قَبْلِي : أَمَّا وَاحِدَةٌ فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرٍ
ص: 298
رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَداً، وَأَمَّا اَلثَّانِيَةُ فَإِنَّ خَلُوفَ أَفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ عِنْدَ الله عزّو جلّ وَ أَطْيَبُ مِنْ رِيحَ المِسْكِ، وَأَمَّا اَلثَّالِثَةٌ فَإِنَّ اَلَمَلَائِكَةَ يَسْتَغْفِرُونَ هُمْ فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِنَّ اللهَ عزّو جلّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ أَن اِسْتَغْفِرِي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي فَيُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ نَصَبُ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا وَيَصِيرُوا إِلَى جَنَّتِي وَكَرَامَتِي، وَأَمَّا الخَامِسَةُ فَإِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ غَفَرَ هُمْ جَمِيعاً»، فَقَالَ رَجُلٌ: فِي لَيْلَةِ القَدْرِ، يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ: «أَلَمْ تَرَ إِلَى العُمَمالِ إِذَا فَرَغُوا مِنْ أَعْمَاهِمْ
وُقُوا»(1).
[7/825] عَلِيُّ بْنُ حَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ اَلشُّهَدَاءِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام، قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ
عليهم قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّه بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ الله أَفْضَلُ اَلشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ، وَهُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ الله، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ الله، أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبِ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ، وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَهُ، وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَمَسَاكِينِكُمْ،
ص: 299
وَوَكَّرُوا كِبَارَكُمْ، وَارْحَمُوا صِغَارَكُمْ، وَصِلُّوا أَرْحَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَغُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ، وَعَمَّا لَا يَحِلُّ اَلْاِسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ،
وَتَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامٍ النَّاسِ يُتَحَنَّنُ عَلَى أَيْتَامِكُمْ ، وَتُوبُوا إِلَى اللَّه مِنْ ذُنُوبِكُمْ، وَارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَوَاتِكُمْ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ، نَظَرَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ، وَيُلَيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ، وَيُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ، وَيَسْتَجِيبُ هُمْ إِذَا دَعَوْهُ. أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ فَفُكُوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ، وَظُهُورُكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَالسَّاجِدِينَ، وَأَنْ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ عِتْقُ نَسَمَةٍ، وَمَغْفِرَةٌ لَا مَضَىٰ مِنْ ذُنُوبِهِ. فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله وَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: اِتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِيٌّ تَمرَةٍ، اِتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ خُلْقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ، وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ خَفَّفَ اللهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلَاتِهِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشَّهُورِ، وَمَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ ثَقَلَ اللهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ المَوَازِينُ ، وَمَنْ تَلَا فِيهِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ اَلشُّهُورِ. أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَلَيْكُمْ، وَأَبْوَابَ النِّيرَانِ مُعَلَّقَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ، وَالشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا
ص: 300
عَلَيْكُمْ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَفْضَلُ اَلْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الوَرَحُ عَنْ مَحَارِمِ الله عزّو جلّ، ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهُ، مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، أَبْكِي مَا يُسْتَحَلُّ مِنْكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ ، كَأَنِّي بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي لِرَبِّكَ، وَقَدِ انْبَعَثَ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، شَقِيقُ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ ، فَضَرَبَكَ ضَرْبَةً عَلَى قَرْنِكَ، فَخَضَبَ مِنْهَا لِيَتَكَ»، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، وَذَلِكَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، مَنْ قَتَلَكَ فَقَدْ قَتَلَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَمَنْ سَبَّكَ فَقَدْ سَبَّنِي، لأَنَّكَ مِنِّي كَنَفْسِي، رُوحُكَ مِنْ رُوحِي، وَطِينَتُكَ مِنْ طِينَتِي، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَنِي وَإِيَّاكَ، وَاصْطَفَانِي [وَإِيَّاكَ ]، وَاخْتَارَنِي لِلنُّبُوَّةِ وَاخْتَارَكَ لِلْإِمَامَةِ، فَمَنْ أَنْكَرَ إِمَامَتَكَ فَقَدْ أمتي
أَنْكَرَ نُبُوَّتِ. يَا عَلِيُّ، أَنْتَ وَصِيِّي، وَأَبو وُلْدِي، وَزَوْجُ اِبْنَتِي، وَخَلِيفَتِي عَلَى فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَوْتِي، أَمْرُكَ أَمْرِي، وَنَهْيُكَ نَهْيِي، أُقْسِمُ بِالَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ وَجَعَلَنِي خَيْرَ الْبَرِيَّةِ إِنَّكَ لَحَجَّةُ الله عَلَى خَلْقِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَى سِرِّهِ، وَخَلِيفَتُهُ عَلَى
عِبَادِهِ » (1) .
[8/826 ]عَنْ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ [ زَيْدِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم يُفْطِرُ عَلَى التَّمْرِ فِي زَمَنِ اَلتَّمْرِ، وَعَلَى اَلرُّطَبِ فِي زَمَنِ الرُّطَبِ »(2) .
ص: 301
[9/827] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
يُفْطِرُ عَلَى الْأَسْوَدَيْنِ»، قُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، وَمَا اَلْأَسْوَدَانِ؟ قَالَ: «التَّمْرُ وَاَلَمَاءُ،
وَالرُّطَبُ وَاَلَمَاءُ»(1) .
[828 / 10 ]عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ رَآهُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِم وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَنَّةٌ فِيهَا قَرَاحُ مَاءٍ وَكِسَرَاتٌ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ وَمِلْحٌ، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَرَى لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَتَظُلُّ نَهَارَكَ طَاوِياً مُجَاهِداً، وَبِاللَّيْل سَاهِراً مُكَايِداً، ثُمَّ يَكُونُ هَذَا فَطُورَكَ، فَقَالَ علیه السلام : عَلَّلِ اَلنَّفْسَ بِالقُنُوعِ وَإِلَّا طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا
يَكْفِيهَا »(2)
[11/829] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبيه علیهما السلام ، قَالَ : جَاءَ قَنْبَرٌ مَوْلَى عَليّ علیه السلام بِفِطْرِهِ إِلَيْهِ»، قَالَ: «فَجَاءَ بِجِرَابٍ فِيهِ سَوِيقٌ عَلَيْهِ خَاتَمُ»، قَالَ: «فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا هُوَ الْبُخْلُ، تَختِمُ عَلَى طَعَامِكَ»، قَالَ: «فَضَحِكَ عَلى علیه السلام»، قَالَ: «ثُمَّ قَالَ: أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ، لَا أُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنِي شَيْءٌ إِلَّا شَيْءٌ أَعْرِفُ سَبِيلَهُ»، قَالَ: «ثُمَّ كَسَرَ علیه السلام الخَاتَمَ فَأَخْرَجَ مِنْهُ سَوِيقاً، فَجَعَلَ مِنْهُ فِي قَدَح ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ بَ قَالَ: بِسْم الله، اَللّهُمَّ الله ، اَللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا، فَتَقَبَّلْ مِنَّا، إِنَّكَ
أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ »(3)
ص: 302
[12/83 ] رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «دَعْوَةُ الصَّائِمِ تُسْتَجَابُ
عِنْدَ إِفْطَارِهِ »(1).
[13/831] القطب الراوندي في ( دعواته) عن أبي الحسن علیه السلام....،
وقال علیه السلام: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوَةٌ لَا تُرَدُّ » (2).
[832/ 14 ]عَنْ مَوْلَانَا زَيْنِ الْعَابِدِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ »عِنْدَ فُطُورِهِ وَعِنْدَ سُحُورِهِ كَانَ فِيمَا بَيْنَهُمَا كَالْمُتَشَحْطِ بِدَمِهِ فِي سَبيل الله » (3).
[15/833] عن إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِفْطَارُكَ
لِأَخِيكَ اَلْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِكَ تَطَوُّعاً »(4) .
[16/834] عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «لَإِفْطَارُكَ فِي مَنْزِلِ أَخِيكَ اَلْمُسْلِم أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِكَ سَبْعِينَ ضِعْفاً - أَوْ تِسْعِينَ ضعفاً -» (5).
ص: 303
[17/835] عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ مُوسَى علیه السلام، قَالَ:
«فِطْرُكَ أَخَاكَ الصَّائِمَ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِكَ »(1).
***
ص: 304
المقدّمة ... 3
فوائد الجزء الأوَّل ... 5
فضل طلب العلم، ومنزلة طالب العلم، ومنزلة العالم ... 7
التواضع في التعليم والتعلُّم ... 9
الله الحجَّة البالغة ... 10
خطر الإفتاء بغير علم قُلْ : لا أدري ... 11
الوصيَّة بقراءة القرآن يوميّاً ... 12
استيعاب الكتاب والسُّنَّة لأحكام الحياة ووقائعها ... 13
التنمية البشرية بأقلام غربيَّة أم بوحى ربَّاني ... 15
دور الكلام في بيان الحقِّ ... 16
حديث أهل البيت علیهم السلام حديث جدِّهم النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم / أئمَّة أهل البيت علیهم السلام ليسوا بأصحاب رأي ولا اجتهاد ... 17
تراث عليِّ علیه السلام المكتوب ... 18
إنَّما يعرف القرآن من خُوطب به ... 20
من هم الراسخون في العلم؟ ... 21
هم الذين أُوتوا العلم/ وعندهم علم الكتاب ... 22
الانقطاع إلى أهل البيت علیهم السلام في الطالب العلم وترك غيرهم ... 23
ص: 305
الصواب من أهل البيت علیهم السلام والخطأ من غيرهم/ قصَّة الشامي الذي جاء لمناظرة الإمام الصادق علیه السلام وخصم نفسه قبل أن يتكلَّم ... 24
السلام أُسس الحوار السليم والمنتج/ من هم أهل الذَّكر؟ ... 28
کید معاوية وفَلَجُ الحسين علیه السلام ... 29
منزلة العقل ... 30
بیان دور العقل ومنزلتُه وحدودُه ... 31
ملاكات الأحكام ممَّا لا تنالها العقول ... 32
العقل حجَّة الله الباطنة ... 33
معنى قوله تعالى: (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ... 34
بيان النيَّة ذلك السهل الممتنع ... 35
عبَّاد بن كثير البصري المرائي المؤذي ... 37
مخافة المؤمن أن يكون منافقاً ... 38
أهمّيّة الدعاء والإخلاص فيه/ العقل حدٌّ فاصل بين الإيمان والكفر ... 39
الفرق بين العمل الله تعالى والعمل للناس/ علامات المرائي ... 40
فضل الدعاء والتسبيح سرًّا /الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس/ من هم أحقِّ الناس بالورع ... 41
مخاطر العُجُب ... 42
كيف يُصلح الله تعالى شؤون عبده؟ ... 43
قد يصرفك الله تعالى عن بعض طاعاته حفظاً لك من العُجب/ الضحك وأنت خائف أفضل من البكاء وأنت مُدِلٌّ ... 44
وسوسة الشيطان وكيفية دفعها /عواقب العُجب الاجتماعيَّة /الأحمق هو المعجب برأيه ... 46
العُجب مانع من طلب العلم ... 47
ص: 306
العُجب دليل على ضعف العقل / قاصمات الظهر ثلاث، منها العُجب / متى يستحوذ الشيطان على الإنسان؟/ لا تُخرج نفسك من حُِّ التقصير ... 48
موقف لعبد الملك بن مروان مع الإمام السجَّاد علیه السلام ... 49
أفلا أكون عبداً شكوراً؟ ... 50
لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه/ بشارة من الإمام الباقر علیه السلام للشيعة، ونصيحة لا غنى عنها ... 51
وصف شيعة جعفر علیه السلام ... 52
بعض أوصاف الإمام الرضا علیه السلام/ موعظة بالغة/ أوغلوا في الدِّين برفق ... 53
العمل الصالح بعد المعرفة /من هم خيار العباد؟ /قبح التحوُّل عن الطاعة إلى المعصية ... 54
لا عمل بغير ولاية أهل البيت علیهم السلام ... 55
ما كلّف الله العباد إلا دون طاقتهم ... 57
قصَّة ذي النمرة مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم / آخر ليلة من حياة حمزة سيِّد الشهداء علیه السلام خطأ ! الإشارة المرجعية غير معرّفة.
فوائد الجزء الثاني ... 61
ماء البحر طَهُور/ الإفطار على الحلو أو الماء الناصب أهون على الله من الكلب ... 63
سؤر الهِرَّة وبعض الحيوانات/ قتادة بن دعامة البصري بين يدي الإمام الباقر علیه السلام ... 64
فاطمة علیها السلام تغسل الدم عن وجه رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يوم أُحُد/ ضغطة القبر ودعاء النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم الرقيَّة عند دفنها ... 66
النهي عن البول في الماء الجاري المبيت على وضوء ... 67
الوضوء قبل السعي في الحوائج ... 68
الوضوء يُسكّن الغضب/ آثار الوضوء علامة هذه الأُمَّة يوم القيامة/ الوضوء طهارة
ص: 307
من الذنوب / فائدة تجديد الوضوء لصلاة العشاء ت/جديد الوضوء كفَّارة للكبائر ... 69
من مات على طهور مات شهيداً /دوام الطهور يُديم الرزق / لستُ بربِّ جافٍ ... 70
حكم الإمام بما يوافق التقيَّة حفظاً لدماء أصحابه ... 71
أي عقل له وهو يطيع الشيطان؟/ كيف أحبط حجُّ أُمِّ إسماعيل ... 73
النهي عن الأكل والنوم على الجنابة فاطمة علیها السلام كالحوريَّة /علامات بغض الوصیّ علیه السلام/ من علامات خبث مبغض أهل البيت علیهم السلام ... 75
من أسباب تشوُّه الجنين، إتيان النساء في الحيض ... 76
فوائد الجزء الثالث ... 77
لماذا اغتسل أمير المؤمنين علیه السلام بعد تغسيله للنبيّ صلی الله علیه و آله وسلم/ فضل غسل الجمعة / كيف يُوبّخ أمير المؤمنين علیه السلام الرجل ... 79
الحثُّ على غسل الجمعة / سأله عن القدر فأمره بغسل التوبة ... 80
نهي المرأة عن التطيب إلَّا لزوجها /اغتسال عليّ علیه السلام لطلب النشاط لصلاة الليل / عمل لمن أراد أنْ يَرى أهل البيت عليهم في الرؤيا ... 81
فضل الاغتسال من الفرات النهى عن السفر إلى أرض لا يتمكَّن فيها من الماء للغُسل والوضوء / الأرض أُمُّكم / يُكتب للمريض ما يُكتب له أيَّام عافيته من ثواب عمله الصالح ... 82
يُكتَب للمؤمن عند ضعفه وكبره ما كان يعمله في شبابه ... 83
ثواب السهر في مرض / تمحيص المؤمن كلَّ أربعين يوماً/ ثواب الحُمَّى ... 84
جزاء من ردَّ على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بالتشاؤم / كلام النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم مع أبي ذرِّ وهو مريض ... 85
كلام أمير المؤمنين علیه السلام مع مريض من شيعته / كيف تُكفَّر ذنوب المؤمن؟ ... 86
تفسير قوله تعالى: «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ »/ المرض وقاية من الأشر والبطر/
ص: 308
زكاة الأبدان ... 87
ثواب المكفوف يوم القيامة/ أئمَّة الهدى علیهم السلام هم ورثة الأنبياء في علومهم وقدراتهم ... 88
مرض الطفل كفَّارة لوالديه / محاسن إخفاء المرض وعدم الشكوى/ حُسن الكتمان في أربعة أمور / تجنَّب الشكوى إلى الناس ... 89
حُسن كتم البلاء / كتمان البلاء عن أهل الخلاف /من كشف ضُرَّه فضح نفسه/ معنى الشكوى المذمومة ... 90
تَقَُّبل عيادة المؤمنين وفسح المجال لهم/ ثواب عيادة المريض / جواب النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم
لمن سأله كيف أصبحت؟/ عيادة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم اليهودي ... 91
لا تعودوا شارب الخمر /علاقة يهودي برسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أدت إلى هدايته ونجاته
/ قول الإمام الصادق علیه السلام المريض : «أنساك الله العافية»، وتفسير ذلك ... 92
أُطلبوا الدعاء من المريض / كيف يُكلَّم المريض ؟ / بعض آداب عيادة المريض ... 93
استحباب التخفيف في عيادة المريض لا تُكرهوا مرضاكم على الطعام كلمة (لا إله إلا الله )عند الموت ... 94
ماذا كان يُردِّد أمير المؤمنين علیه السلام عند شهادته ؟/ خطورة اللحظات الأخيرة قبل
/ الموت/ المؤمن يرى عليَّا علیه السلام في ثلاث مواطن/ استحباب تلقين الميِّت عند احتضاره كلمات الفرج ... 95
لا يموت المؤمن إلا برضا منه / تأثير رضا الأمّ في حُسن العاقبة ... 96
الدعاء الذي ردَّده الإمام السجَّاد علیه السلام عند وفاته /قول رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عند :وفاته: «اللَّهُمَّ أعني على سكرات الموت» / دعاء فاطمة علیها السلام في أيام مرضها ... 97
ما يُقال عند من يُعاني من سكرات الموت ... 98
حديث أمِّ سَلَمة في كيفية وفاة فاطمة عليها السلام/ قراءة سورة الصافات عند المحتضر المكروب ... 99
ص: 309
ما يراه الميّت عند احتضاره ... 100
كراهة مسِّ المحتضر ومنعه من الحركة /ما يُقال عند تغسيل الميِّت /ستر ما يراه
المغسِّل للميّت ... 101
حوار الحسين علیه السلام مع معاوية بعد قتله حجر بن عدي الكندي ... 102
عدم تحنيط من مات مُحرما/ كيف تمكَّن عليٌّ علیه السلام من تغسيل النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم/ ماذا قال عليٌّ علیه السلام عند تغسيل الزهراء علیها السلام ... 103
عليك العناية في اختيار الكفن/ ما حظيت به شطيطة من عناية الإمام الكاظم علیه السلام/ اهتمام النبىِّ صلی الله علیه و آله وسلم بموت فاطمة بنت أسد وتكفينها ودفنها وتلقينها ... 104
الإسراع إلى تشييع الجنائز والإبطاء في حضور الأعراس/ أوَّل من استعمل النعش الزهراء علیها السلام/ ثواب اتِّباع جنازة المؤمن ... 106
أميران وليسا بأميرين/ لا يُترَك الحقُِّ لما يشوبه من الباطل/ موعظة لمن يحضر جنازة ... 107
أرض مصر / ما قاله أمير المؤمنين علیه السلام عند دفن فاطمة علیها السلام ... 108
ما يُجعَل فوق تراب القبر ثقل على الميِّت / صنع النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم بالميِّت من بني هاشم
خاصَّة /موت والدة الإمام المهدي عجل الله فرجه في حياة أبي محمّد علیه السلام ... 109
قبور الأئمَّة علیهم السلام من بقاع الجنَّة وعمارها الشيعة / التعزية بالميِّت بعد دفنه/ ما
فعله رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بأيتام جعفر الطيَّار علیه السلام وبعائلته عند شهادته ... 110
كراهة الأكل عند أهل المصيبة ... 111
نعي أُمِّ سَلَمة لابن عمِّها أمام النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم / قضاء حقوق الناس والمشاركة في عزائهم /دموع فاطمة علیها السلام تتحدَّر على قبر أختها رقيَّة ... 112
حزن النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم على جعفر وزيد بن حارثة /ماذا قالت فاطمة علیها السلام في عزاء أبيها صلی الله علیه و آله وسلم؟ / كراهة الجزع إلَّا على الحسين علیه السلام ... 113
البكاء يُخفِّف الحزن والوجد /بكاء بقاع الأرض على المؤمن/ بكاء أصحاب
ص: 310
أمير المؤمنين علیه السلام على قتلى الخوارج بالنهروان ... 114
جزاء من يُحِبُّ عليَّا علیه السلام من الملل الأخرى /وصيَّة الحسين علیه السلام لأخته زينب علیها السلام قبل شهادته ... 115
نياحة نساء بني بني هاشم على الحسين علیه السلام قبل خروجه من المدينة/ رسالة الإمام الصادق علیه السلام لعبد الله بن الحسن ومن معه من بني الحسن حينما اعتقلهم المنصور وسيِّرهم من المدينة إلى السجن ... 116
تردُّد مَلَك الموت على البيوت يوميّاً خمس مرَّات / ثواب من مات له سقط ... 119
من مات ولده فله الجنّة صبر أم لم يصبر ... 12
کلام الحسن البصري عن الولد، وجواب الإمام السجَّاد علیه السلام له /الصبر عند صدمةالمصيبة ... 121
حزن أمير المؤمنين علیه السلام على الأشتر لمَّا استُشهِدَ/ قصَّة أُمَّ سَلَمة مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ... 122
النسيان رحمة من الله للبشر / تسليم أهل البيت علیهم السلام لقضاء الله تعالى ... 123
زيارة القبور تُدخل السرور والأنس على الأموات/ زيارة فاطمة علیه االسلام القبر حمزة والشهداء كل اثنين وخميس حتَّى ماتت شهيدة ... 124
ما يقال عند قبر المؤمن/ الفرق بين زيارة الموتى قبل طلوع الشمس وزيارتهم بعد طلوعها ... 125
ماذا تقرأ عند قبر الميت لتأمن من الفزع الأكبر ؟ /ثواب قراءة آية الكرسي واهدائها للأموات / كلام أمير المؤمنين علیه السلام عن تعامل الناس مع الموت ... 126
فوائد الجزء الرابع ... 127
فضل الصلاة ... 129
كيف نواجه وسوسة الشيطان؟ /وفدَّ من الشيعة يخرج إلى سامراء لتهنئة الإمام العسكري علیه السلام بولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه ... 138
ص: 311
علامات المؤمن/ فضل أوَّل الوقت ... 139
إيذاء عمر لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم/ إجابة المؤذِّن تزيد في الرزق /فضل تسبيح فاطمة علیها السلام ... 141
فضل التسبيحات الأربعة / فضل الصلاة على محمّد وآل محمّد بعد الصلاة ... 143
فضل سورة التوحيد بعد الفريضة ... 144
فضل قراءة آية الكرسي بعد الفريضة وعند المنام ... 145
فضل صلاة الليل ووقتها زوال الليل ... 146
أقل ما تتحقق به صلاة الليل/ ماذا وجدوا في جُبَّة الحسين علیه السلام بعد قتله؟/ عبد الرحمن بن عوف كان رجلاً قملا فائدة العلك لشد الأضراس/ الامام
علیه السلام يُطلِّق زوجته الثقفية لأنَّها برأت من عليِّ علیه السلام ... 147
تسبيح الجسد والثياب وكلِّ شيء حول المصلِّي / فضل التطيُّب أوَّل النهار وعند الصلاة/ فضل العقيق في الصلاة ... 148
بقاع الأرض تبكي على المؤمن بعد موته /الصلاة في مساجد المسلمين ... 149
فضل التردُّد على المساجد أهل المساجد في سلامة من الآفات/ الإمام علیه السلام يخطب الحور العين من الله تعالى ... 150
ما كُتِبَ على باب الجنَّة / بعض ما أخبر به النبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم عن المستقبل عن المستقبل ... 151
الموقف من المتشبهين من الرجال بالنساء والمخنَّثين ... 152
قمامة المسجد / كراهة الإعلان عن الضالَّة في المسجد/ نهي الإمام السجّاد علیه السلام الحسن البصري عن إشغال الناس عن الطواف بالقَصَص/ الصلاة في بيت فاطمة عليه أفضل من الصلاة في الروضة ... 153
فضل الصلاة في مسجد غدير خُمِّ /فضل مسجد الكوفة على لسان أمير المؤمنين علیه السلام ... 154
الإمام السجّاد علیه السلام يقصد مسجد الكوفة ليُصلِّي فيه ويعود إلى المدينة/ أوَّل لقاء
ص: 312
لأبي حمزة الثمالي مع الإمام السجّاد علیه السلام في الكوفة ... 156
نِعَمٌ مغفول عنها: الصلاة في مسجد الكوفة، والغسل في الفرات، وزيارة الحسين علیه السلام /مسجد الكوفة أفضل من المسجد الأقصى/ موضع صلاة أمير المؤمنين علیه السلام ما في مسجد الكوفة ... 158
ورد في صفة مسجد السهلة وفضله فضل الكوفة وما فيها من مساجد وفضل مسجد السهلة ... 159
لو استجار به لأجاره الله تعالى سنة ... 160
قصَّة المرأة التي عثرت فقالت: لعن الله قاتليكِ يا فاطمة، فأخذها السلطان، وأُطلقت بدعاء الإمام الصادق علیه السلام ... 161
كلمات من قالها قبل صلاته كان مع محمّد وآل محمّد علیهم السلام ... 162
كلمات من قالها قبل تكبير الصلاة أوجبت له العفو من الله تعالى والنجاة من التبعات التي هي حقوق الناس ... 163
فوائد الجزء الخامس ... 165
الحرم المكِّى قبلة الدنيا، ومكَّة قبلة الحرم، والمسجد قبلة مكَّة، والبيت قبلة المسجد الحرام/ الأذان نزل بوحي من الله تعالى لا برؤيا / فضل الأذان والإقامة ... 167
/ فاطمة علیها السلام وأذان بلال الأذان والإقامة شفاء من الحُمَّى ... 138
الملائكة لا تتقدم على بني آدم منذ أُمروا بالسجود لآدم علیه السلام/ سوء ترك أكل اللحم أربعين يوما استحباب إجابة المؤذن ... 169
كراهة ترك نسج العنكبوت في الدار وأنه يوجب الفقر/ ما يُستحَبُّ قوله عند أذان الصبح وعند المغرب / معنى خير العمل / نافع مولى عمر يسأل (نبيِّ أهل الكوفة) ... 170
عكرمة يصف أذان بلال على ظهر الكعبة يوم الفتح بأنَّه نهيق/ فضل السجود
ص: 313
والدعاء بين الأذان والإقامة ... 171
ضبط أوقات الصلاة عندهم/ الإقبال على الله تعالى في الصلاة يوجب إقبال قلوب المؤمنين/ من آثار الإقبال في الصلاة استجابة الدعاء/ ما يُجبَر به السهو والغفلة في الصلاة ... 172
إنَّما يُرفع من الصلاة بقدر الإقبال عليها وصيَّة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لأبي أيوب الأنصاري/ صلِّ صلاة مودِّع للدنيا ... 173
حال إبراهيم علیه السلام في صلاته، وخشوع النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم والزهراء علیها السلام في صلاتهما/ الإمام الحسن علیه السلام كان أعبد الناس في زمانه/ سقوط طفل للإمام السجّاد علیه السلام في البئر ... 174
عتاب من الله تعالى بعبده إذا غفل عنه في صلاته التأكيد على الإقبال في الصلاة ... 175
ماذا كان يفعل النبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم و إذا كثرت همومه ؟/ كيف شُرّعت التكبيرات السبعة للصلاة معنى : «صَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ » ... 176
مناجاة الإمام السجَّاد علیه السلام لربِّه عند الكعبة/ معنى النحر ... 177
رفع اليدين أثناء تكبيرات الصلاة زينة الصلاة/ البسملة وفضلها ... 145
إجماع آل محمّد على ثلاث ... 179
ماذا قرأ أمير المؤمنين علیه السلام في الركعة التي صلاها قبل إصابته؟/ فضل قراءة
سورة التوحيد في الصلاة /سورة الفجر سورة الحسين علیه السلام/ قراءة أمير المؤمنين علیه السلام سورة الأعلى في صلاة الفجر أربعين يوماً ... 180
فضل السجود ... 181
النخلة التي هزّتها مريم عليها السلام في بساتين الكوفة، وصلاة الإمام الصادق علیه السلام عندها ... 183
النساء عن التطويل في صلاتهنَّ لمنع أزواجهنَّ حقَّهم /سجود الإمام
ص: 314
الصادق علیه السلام على تربة الإمام الحسين علیه السلام ... 184
عمل فاطمة علیها السلام مسبحتها من طين قبر حمزه علیه السلام/ النهي عن السفر للتجارة
السلام في بلاد يصعب فيها أداء الصلوات الاختياريَّة ... 185
لزوم خضوع الزوجة لزوجها /سجود الملائكة لآدم علیه السلام كان على ظهر الكوفة /استحباب طول القنوت ... 186
ردُّ اليد على الوجه بعد الدعاء /الاستغفار سبعين مرَّة في صلاة الوتر ......187
فوائد الجزء السادس ... 189
استحباب هذا الدعاء قبل طلوع الشمس وغروبها ... 191
برُّ الوالدين حيَّين وميِّتين/ إهداء الصلاة والأعمال الصالحة للميِّت /فضل الصلاة في أوَّل وقتها ... 192
فضل ليلة ويوم الجمعة والصلاة على محمّد وآله فيهما، والساعة التي يُستجاب فيها الدعاء ... 193
الساعة التي كانت تدعو فيها فاطمة علیها السلام ... 194
فضل الصلاة على محمّد وآله ليلة الجمعة ويوم الجمعة ... 195
إدخال السرور على الأهل والعيال الجمعة/ تقليم الأظفار
يوم الأظفار يوم الجمعة والأخذ من الشارب / نصيحة الإمام الصادق علیه السلام لمن أراد الرزق ... 196
تقليم الأظفار يوم الخميس ... 197
فضل التطيب يوم الجمعة وفي سائر الأيام الإفطار يوم عيد الفطر على التمر والتربة الحسينيَّة ... 198
حتُّ أمير المؤمنين علیه السلام على تعلّم شعر أبي طالب علیه السلام/ حادثة خروج الإمام
السلام الرضا علیه السلام إلى خراسان مكرهاً، وخروجه إلى أداء صلاة العيد بإصرار من
المأمون ... 199
الأحزان تتجدد لآل محمّد صلی الله علیه و آله وسلم أيَّام الأعياد / دعاء المعلَّى بن خُنَيس في الأعياد ... 201
ص: 315
النداء من السماء عند قتل الحسين علیه السلام ... 202
التكبير والدعاء عند هبوب الرياح الشديدة /الأمان من الصواعق بذكر الله تعالى ... 203
تعنيف الإمام علیه السلام لمن ذم الأيَّام/ قول الدنيا لمن يلعنها: لعن الله أعصانا لربِّه/ التوقِّي من البرد والتلقِّي له ... 204
استقبال أمير المؤمنين علیه السلام للمطر برأسه ... 205
التشديد في حضور الصلاة جماعة / أوَّل جماعة أُقيمت في الإسلام ... 206
میزان معرفة الرجال على لسان الإمام السجَّاد علیه السلام ... 207
فوائد الجزء السابع ... 209
سفر الصيد اللهوي سفر معصية ... 211
موارد إتمام الصلاة للمسافر تخييرا/ منزلة المؤمن عند الله تعالى، وفضل التقرُّب إلى الله تعالى بالنوافل ... 212
زينة الدنيا المال والبنون وزينة الآخرة صلاة الليل شرار خلق الله ثلاثة فضل صلاة الليل ... 213
النوافل تجبر الفرائض وتُتِمُّها ... 222
قصَّة الرجل القبيح الوجه ونزول جبرئيل علیه السلام برسالة إليه/ استحباب نافلة العشاء معنى أدبار السجود وإدبار النجوم ... 223
جبر الفرائض بالنوافل / صلاة عليّ علیه السلام ليلة الهرير / صلاة الغفيلة وفضلها ... 224
الرفق في العبادة / فضل الدعاء على الصلاة/ رفع الصوت في صلاة الليل تنبيهاً للأهل من رقادهم ... 225
قصَّة الجارية التي كانت في بيت الإمام الرضا علیه السلام في خراسان صلاة جعفر الطيّار وفضلها، وهي منحة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلمالجعفر ... 226
ركعتان عند تعسُّر الأمور ... 227
ص: 316
التوسُّل برسول الله ... 228
رجل يشكو إلى الإمام الصادق علیه السلام دينه وخوفه من السلطان وما علَّمه الإمام علیه السلام وما لكشف ذلك ... 229
صلاة التوسُّل بالزهراء عليها السلام ... 230
التوسُّل في مسجدي الكوفة والسهلة / الدعاء الذي أحيا الميِّت ... 231
دعاء فاطمة علیها السلام في طلب المائدة من السماء /علاج الغمَّ ... 232
الدعاء للزواج الدعاء قبل الزواج لطلب الألفة/ استحباب الاستخارة قبل إتيان العمل ... 233
من سخط نتيجة الخيرة فقد اتّهم الله تعالى ... 234
صلاة أوَّل الشهر للسلامة /كيف يُحصِّن المؤمن نفسه؟/ الاستغاثة بمحمّد وعلىِّ (صلوات الله عليهما وعلى آلهما) ... 235
التوسُّل بفاطمة علیها السلام لرفع الحمَّى / دعاء لردّ البصر / كيف تكُفّر عن الذنوب؟ ... 236
دعاء الإمام علیه السلام لَنْ شتمه ... 237
فوائد الجزء الثامن ... 239
من منع حقا في طاعة بذل أضعافه في المعصية/ أداء زكاة الفطرة عن الأموات/ زكاة النّعَمِ ... 241
ما هو الحقُّ المعلوم؟ / عثمان يُهدد أبا ذرَّ رضی الله عنه بالقتل ... 242
جهد المقلِّ هو أفضل الصدقة /وصيَّة الإمام الرضا علیه السلام لولده الإمام الجواد علیه السلام في البذل والسخاء ... 243
فضل التواضع والعطاء والعفو /فضل الصدقة وبركاتها ... 244
الصدقة تُضِّل المؤمن يوم القيامة/ الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل يد الفقير ... 245
الصدقة شيء عجيب / خطاب أمير المؤمنين علیه السلام مع أهل القبور /حظُّ الإنسان
ص: 317
من ماله المبذول من المال هو الباقي ... 247
الرزق الحقيقي /تعجُّب سالم بن أبي حفصة من قول الإمام الصادق علیه السلام: «قال الله تعالى»/ ابحث عمن يحمل زادك إلى الآخرة ... 248
حُسن الصدقة /مسير الإمام الصادق علیه السلام مع قافلة، وتعرُّضها لقُطُّاع الطريق، ونجاتهم ببركة الصدقة ووجود الإمام علیه السلام... 249
الصدقة تردُّ القضاء/ التصدُّق عند ارتكاب الخطيئة ... 250
من آثار الصدقة ... 251
صفتان في الشيعة فضل قضاء حوائج الإخوان ... 253
بعض صفات الشيعة / مدح بعض الأغنياء ... 255
فضل الصدقة حال الصحة/ فضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح /صلة فقراء الشيعة صلةٌ للأئمَّة علیهم السلام ... 256
ثواب صلة الرحم / أنحاء الصدقة وآثارها ... 257
القول الحسن أفضل الصدقة ... 258
أنحاء الصدقة /انتفاع الميِّت بما يُرسَل إليه من خيرات ... 259
ترتُّب ثواب المعروف وإن جرى على ثمانين يدا/ المعطون ثلاثة /فضل صدقة الليل على صدقة النهار /فضل التعجيل بالصدقة بكورا/ افتتحوا نهاركم واختموه بفعل الخير ... 260
التصدق عند التشاؤم بالنجوم/ حُسن الخواتيم/ «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ »... 261
سفرة الإمام الرضا علیه السلام وإهداؤه أطيب طعامه للمساكين/ صدقة زيد بن حارثة /أنواع الصدقات ... 262
ابتداء المعروف قبل المسألة/ السخاء ما كان ابتداءً / حفظ حرمة السائل ... 263
تتابع الإحسان/ قُبح المنِّ ... 265
ص: 318
الإمام الصادق علیه السلام وصدقة الليل ... 266
الإمام الرضا علیه السلام وصدقة الليل/ آثار المعروف والصدقات طلب الدعاء من السائل ... 267
الصدقات تقع في يد الله تعالى يُجاب لهم فيكم ولا يجاب لهم في أنفسهم استجابة دعاء المسكين حال الصدقة ... 268
يُستجاب لليهودي والنصراني فيكم ولا يُستجاب لهم في أنفسهم / إطعام الطعام من وسائل الرزق نزول آية الولاية في عليِّ علیه السلام بعد تصدقه بالخاتم ... 269
إنَّا أهل بيت لا نرجع في معروفنا قصَّة الرجل الذي اتَّهم الإمام الصادق علیه السلامبسرقة هميانه ... 270
كراهة السؤال من الناس ... 271
لماذا اتَّخذ الله إبراهيم خليلاً/ وصية رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم السلمان ... 273
الشيء الذي أحبَّه الله تعالى لنفسه وأبغضه لخلقه / أكرم الناس عند الناس ... 274
شهادة من يسأل بكفّه مردودة / صفات من يُقصد بالسؤال حين الاضطرار ... 275
تجنُّب الطلب من القاسية قلوبهم /لا منقصة في الطلب من الإمام أو العالم أو الوالد ... 276
كتمان الفقر ... 277
لا بأس بالشكوى إلى المؤمن/ فضل القناعة/ الثقة بما عند الله تعالى /من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله ... 278
الطمع فقر حاضر / اليأس عمَّا في أيدي الناس سبب لإجابة الدعاء ... 280
كم عسى أن يكفي الإنسان؟! ... 281
ما قال لا قطُّ /التحذير من ردِّ السائل، وقصَّة آل يعقوب ... 282
ترك السائل يبثُّ همه ويشرح مسألته / كيف نتعامل مع السائل ... 283
ص: 319
ثلاث مُنجيات /ثلاث وثلاث وثلاث وثلاث ... 284
سبب آخر لاتِّخاذ الله تعالى إبراهيم خليلاً /فضل إطعام الطعام ... 285
الناصب من نصب العداوة للشيعة ... 287
رؤيا النبىِّ صلی الله علیه و آله وسلم عمَّه حمزة وابن عمَّه جعفر الطيَّار بعد شهادتهما وما دار بينهم من حديث /دعوة الإمام السجَّاد علیه السلام ظبياً إلى الطعام ومجيء الظبي معهم على المائدة ... 289
الإمام الحسن علیه السلام يطرح الطعام أمام كلب ينظر إليه/ وصف الحسن البصري للإمام الحسين علیه السلام ... 290
ثواب كسوة المؤمن /فضل أهل البيت لها على كافَّة الناس ... 291
أوَّل النَّعَم طيب الولادة ... 292
علباء الأسدي بعدما تولى البحرين / الدنيا وما فيها الله ولرسوله وأهل بيته علیهم السلام ... 293
فوائد الجزء التاسع ... 295
فضل شهر رمضان /كلامٌ للنبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم في استقبال شهر رمضان ... 297
خطبة النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم أوّل شهر رمضان ... 299
الإفطار على التمر ... 301
الأسودان: التمر والماء ... 302
زهد علىَّ علیه السلام ... 302
الدعاء عند الإفطار / قراءة سورة القدر عند السحور والإفطار/ إجابة دعوة المؤمن أفضل من الصيام تطوُّعاً ... 303
الفهرس ... 305
ص: 320
الفَوائِدُ الْبَدِيعْةُ
مِنْ جَامِعِ اَحَادیْثِ الْشِیْعَةْ
لِسَيّدِ الطَّائِفَةِ آيَةِ اللَّهِ العُظَمَى السَيّدِ حُسَینْ البُروجَردي(قدس سره)
الجُزْءْ الثَانِيْ
اِنتِخابُ وَتَعليقُ
عَلاء السَيّد عَبْد الصَّٰاحِب المُوَسَوِيّ
1444 ه.ق
ص: 1
ص: 2
الفَوائِدُ البَديعَةُ
مِنْ جَامِحِ احَادیِثِ الشَيْعَةْ
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
[1/836 ]عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَخِيهِ زُرَارَةَ، قَالَ: قُلْتُ لأَبي عَبْدِ الله علیه السلام : جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، أَسْأَلُكَ فِي اَلحَجِّ مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَاماً، فَتَفْتِينِي،
فَقَالَ علیه السلام: «يَا زُرَارَةُ، بَيْتٌ يُحِبُّ قَبْلَ آدَمَ علیه السلام بأَلْفَيْ عَامٍ تُرِيدُ أَنْ تَفْنَى مَسَائِلُهُ
فِي أَرْبَعِينَ عَاماً؟ » (1).
[2/837 ]روي
أنَّ موسى علیه السلام كان يطوف بالبيت وعليه شملة، وداود علیه السلام أيضاً في عهده »(2).
[3/838] عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، قَالَ: كَانَ اِبْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ مِنْ تَلَامِذَةِ اَحْسَنِ الْبَصْرِيُّ، فَانْحَرَفَ عَنِ التَّوْحِيدِ، فَقِيلَ لَهُ: تَرَكْتَ مَذْهَبَ صَاحِبِكَ وَدَخَلْتَ فِيمَا لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا حَقِيقَةَ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبِي كَانَ مُخَلَّطاً، كَانَ يَقُولُ
طَوْراً بِالْقَدَرِ، وَطَوْراً بِالْخَيْرِ، وَمَا أَعْلَمُهُ اِعْتَقَدَ مَذْهَباً دَامَ عَلَيْهِ (3).
[4/839] رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ فِي خُطْبَةٍ لَهُ: «وَلَوْ أَرَادَ اللهُ
( جَلَّ ثَنَاؤُهُ) بِأَنْبِيَاتِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ هُمْ كُنُوزَ الذَّهْبَانِ وَمَعَادِنَ الْبُلْدَانِ
ص: 7
وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ، وَأَنْ يَحْشُرَ طَيْرَ السَّمَاءِ وَوَحْشَ الْأَرْضِ مَعَهُمْ لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاءُ، وَبَطَلَ اَجْزَاءُ، وَاضْمَحَلَّ الْاِبْتِلَاءُ، وَلَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ المُبْتَلَيْنَ. وَلَا لَحَقَ الْمُؤْمِنِينَ ثَوَابُ الْمُحْسِنِينَ، وَلَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ أَهَالِيَهَا عَلَى مَعْنَى مُبِينٍ، وَلِذَلِكَ لَوْ أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلْوَى عَن النَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَلَكِنَّ اللهَ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) جَعَلَ رُسُلَهُ أُولي قُوَّةٍ فِي عَزَائِم نِيَّاتِهِمْ، وَضَعَفَةً فِيمَا تَرَى اَلْأَعْيُنُ مِنْ حَالَاتِهِمْ مِنْ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غَنَاؤُهُ، وَخَصَاصَةٍ تَملَأُ الْأَسْمَاعَ وَالْأَبْصَارَ أَذَاهُ، وَلَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ، وَعِزَّةٍ لَا تُضَامُ، وَمُلْكِ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَيُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ، لَكَانَ أَهْوَنَ عَلَى اَلْخَلْقِ فِي الْاِخْتِبَارِ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ فِي عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ هُمْ، أَوْ رَغْبَةٍ
لاِسْتِكْبَارِ، وَلامَنُوا مَائِلَةٍ بِهِمْ، فَكَانَتِ النَّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً، وَالحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ اَلْاِتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ، وَالتَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ ، وَالْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ، وَاَلْاِسْتِكَانَةٌ لِأَمْرِهِ، وَاَلْاِسْتِسْلَامُ إِلَيْهِ، أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً، لَا تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَىٰ وَالْاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ المَتُوبَةُ وَالْجَزَاء أَجْزَلَ ، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) اِخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنِ آدَمَ إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمَ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَا تُبْصِرُ وَلَا تَسْمَعُ، فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ اَحْرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً، ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً، وَأَفَل نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً، وَأَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ مَعَاشاً، وَأَغْلَظِ عَحَالَ الْمُسْلِمِينَ مِيَاهَا، بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ، وَرِمَالٍ دَمِثَةٍ، وَعُيُونٍ وَشِلَةٍ، وَقُرًى مُنْقَطِعَةٍ، وَأَثَرِ مِنْ مَوَاضِعِ قَطْرِ السَّمَاءِ دَاثِرِ، لَيْسَ يَزْكُو بِهِ خُفٌ وَلَا ظِلْفٌ وَلَا حَافِرٌ، ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ وَوُلْدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ، فَصَارَ مَثَابَةً لِنتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ، وَغَايَةً لِلْقَى رِحَاهِمْ، تَهْوِي إِلَيْهِ ثِمَارُ اَلْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ مُتَصِلَةٍ، وَجَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ، وَمَهَاوِي فِجَاجٍ عَمِيقَةٍ حَتَّىٰ يَزُوا مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلاً، يُهَلِّلُونَ الله حَوْلَهُ، وَيَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ، قَدْ نَبَذُوا الْقُنُعَ وَالسَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَحَسَرُوا بِالشُّعُورِ حَلْقاً عَنْ رُءُوسِهِمْ، اِبْتِلَاءً
ص: 8
عَظِيماً، وَاخْتِبَاراً كَبِيراً، وَامْتِحَانَاً شَدِيداً، وَتَمْحِيصاً بليغاً، وَفُتُوناً مُبِيناً، جَعَلَهُ اللهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَوُصْلَةً وَوَسِيلَةٌ إِلَى جَنَّتِهِ، وَعِلَّةً مَغْفِرَتِهِ، وَابْتِلَاءً لِلْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ، وَلَوْ كَانَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَضَعَ بَيْنَهُ الْحَرَامَ وَمَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَأَنْهَارٍ، وَسَهْلِ وَقَرَارٍ جَمَّ الْأَشْجَارِ، دَانِيَ الثَّمَارِ ، مُلْتَفَّ النَّبَاتِ، مُتَصِلَ الْقُرَى، مِنْ بِيْنِ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ، وَرَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَأَرْيَافٍ مُحْدِقَةٍ، وَعِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ، وَزُرُوعِ نَاضِرَةٍ، وَطُرُقٍ عَامِرَةٍ، وَحَدَائِقَ كَثِيرَةٍ، لَكَانَ قَدْ صَغُرَ الْجَزَاءُ عَلَى حَسَبٍ ضَعْفِ الْبَلَاءِ، ثُمَّ لَوْ كَانَتِ اَلْأَسَاسُ المَحْمُولُ عَلَيْهَا، وَالْأَحْجَارُ المَرْفُوعُ بِهَا بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، وَيَاقُونَةٍ حَمْرَاءَ، وَنُورٍ وَضِيَاءِ، لَخَفَّفَ ذَلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكٌ فِي الصُّدُورِ، وَلَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ، وَلَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عزَّ وَ جلَّ وَمَن يَخْتَبِرُ عَبِيدَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ،
وَيَتَعَبَّدُهُمْ بِأَلْوَانِ المَجَاهِدِ، وَيَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ المَكَارِهِ، إِخْرَاجاً لِلتَّكَثِرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَإِسْكَاناً لِلتَّذَلّلِ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَلِيَجْعَلَ ذَلِكَ أَبْوَاباً فتحاً إِلَى فَضْلِهِ، وَأَسْبَاباً ذُلُلاً لِعَفْوِهِ، وَفِتْنَتِهِ كَمَا قَالَ: «الم(1)» «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)»«وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)» [العنكبوت: 1 - 3](1).
[ 5/840] عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَلى الحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ لِمَ يُسْتَلَمُ اَلْحَجَرُ؟ قَالَ: لِأَنَّ مَوَاثِيقَ الْخَلَائِقِ فِيهِ». وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ، قَالَ: «لِأَنَّ اللهَ عزَّ وَ جلَّ وَ لَمَّا أَخَذَ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ أَمَرَ الْحَجَرَ فَالْتَقَمَهَا، فَهُوَ يَشْهَدُ مَنْ وَافَاهُ
بالْمُوَافَاةِ »(2).
ص: 9
[6/841] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَخَذَ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ أَمَرَ اَلْحَجَرَ فَالْتَقَمَهَا، وَلِذَلِكَ يُقَالُ: أَمَانَتِي
أَدَّيْتُهَا، وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ، لِتَشْهَدَ لي بِالمُوَافَاةِ » (1)
[7/842] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَاءُ زَمْزَمَ [ شِفَاءٌ ]مَا شُرِبَ لَهُ » (2).
[8/843] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام فِي حَدِيثٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم : «خَيْرُ مَاءٍ يَنْبَعُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ »(3)
[9/844] عَنْ حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مَكَةُ حَرَمُ الله وَالمَدِينَةُ حَرَمُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَالْكُوفَةٌ
« حَرَمِي، لَا يُرِيدُهَا جَبَّارٌ بِحَادِثَةٍ إِلَّا قَصَمَهُ اللهُ »(4).
[845 / 10] رُوِيَ أَنَّ الْحَجَّاجُ بْنَ يُوسُفَ لَمَّا خَرَّبَ الْكَعْبَةَ بِسَبَبٍ مُقَاتَلَةِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ عَمَرُوهَا ، فَلَمَّا أُعِيدَ الْبَيْتُ وَأَرَادُوا أَنْ يَنْصِبُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، فَكَلَّمَا نَصَبَهُ عَالِمٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ أَوْ قَاضِ مِنْ قُضَاتِهِمْ أَوْ زَاهِدٌ مِنْ زُهَادِهِمْ يَتَزَلْزَلُ وَيَضْطَرِبُ وَلَا يَسْتَقِرُّ اَلْحَجَرُ فِي مَكَانِهِ، فَجَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام
ص: 10
وَأَخَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَسَمَّى اللَّهَ وَنَصَبَهُ، فَاسْتَقَرَّ فِي مَكَانِهِ، وَكَبَّرَ النَّاسُ، وَلَقَدْ أُهِمَ
الْفَرَزْدَقُ فِي قَوْلِهِ:
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ *** رُكُنُ الحطيم إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ (1)
[11/846] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: لَمَّا بَنَى الْمَهْدِيُّ فِي المَسْجِدِ اَلْحَرَامِ بَقِيَتْ دَارٌ فِي تَرْبِيعِ المَسْجِدِ، فَطَلَبَهَا مِنْ أَرْبَابِهَا فَامْتَنَعُوا، فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ الْفُقَهَاءَ، فَكُلْ قَالَ لَهُ: إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ تُدْخِلَ شَيْئًا فِي المَسْجِدِ الْحَرَام غَصْباً ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنِ يَقْطِينٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ كَتَبْتَ إِلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام لَأَخْبَرَكَ بِوَجْهِ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى وَالِي المَدِينَةِ أَنْ يَسْأَلَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ دَارٍ أَرَدْنَا أَنْ نُدْخِلَهَا فِي المَسْجِدِ الْحَرَام فَامْتَنَعَ عَلَيْنَا صَاحِبُهَا، فَكَيْفَ المَخْرَجُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ ذَلِكَ لِأَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام، فَقَالَ أَبو اَلْحَسَنِ وَلَا بُدَّ مِنَ الْجَوَابِ، فَقَالَ لَهُ الْأَمِيرُ : لَا بُدَّ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ »، إِنْ كَانَتِ الْكَعْبَةُ هِيَ النَّازِلَةَ بِالنَّاسِ، فَالنَّاسُ أَوْلَى بِفِنَائِهَا، وَإِنْ كَانَ اَلنَّاسُ هُمُ النَّازِلُونَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ فَالْكَعْبَةُ أَوْلَى بِفِنَائِهَا، فَلَمَّا أَتَى الْكِتَابُ إِلَى المَهْدِي أَخَذَ الْكِتَابَ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَدم الدَّارِ ، فَأَتَى أَهْلُ الدَّارِ أَبا اَلْحَسَنِ علیه السلام فَسَأَلُوهُ أَنْ يَكْتُبَ هُمْ إِلَى المَهْدِي كِتاباً فِي ثَمَنِ دَارِهِمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ اِرْضَخْ هُمْ شَيْئاً، فَأَرْضَاهُمْ »(2).
[12/847] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً إِلَى جَنْبِ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، وَهُوَ
ص: 11
مُحْتَبٍ مُسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ النَّظَرَ إِلَيْهَا عِبَادَةٌ»، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَحِيلَةَ يُقَالُ لَهُ: عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : إِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْكَعْبَةَ تَسْجُدُ لِبَيْتِ المَقْدِسِ فِي كُلِّ غَدَاةٍ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «فَما تَقُولُ فِيمَا قَالَ كَعْبُ؟»، فَقَالَ: صَدَقَ الْقَوْلُ مَا قَالَ كَعْبُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : كَذَبْتَ وَكَذَبَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ مَعَكَ، وَغَضِبَ ، قَالَ زُرَارَةُ: مَا رَأَيْتُهُ اسْتَقْبَلَ أَحَداً بِقَوْلِ: كَذَبْتَ غَيْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا خَلَقَ اللهُ عزّو جلّ وَ بُقْعَةٌ فِي الْأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا - ثُمَّ أَوْمَاً بِيَدِهِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ ، وَلَا أَكْرَمَ عَلَى اللهِ عزّو جلّ وَ مِنْهَا، لَمَا حَرَّمَ اللَّهُ اَلْأَشْهُرَ الْحُرُمَ فِي كِتَابِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ لِلْحَجِّ : شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ، وَشَهْرٌ مُفْرَدٌ لِلْعُمْرَةِ، وَهُوَ رَجَبٌ »(1).
[13/848] عن عليِّ علیه السلام في حديث الأربعمائة: «إِذَا خَرَجْتُمْ حُجَّاجاً إِلَى السلام بَيْتِ الله عزّو جلّفَأَكْثِرُوا النَّظَرَ إِلَى بَيْتِ اللهِ، فَإِنَّ الله عزّو جلّ مِائَةً وَعِشْرِينَ رَحْمَةً عِنْدَ بَيْتِهِ
اَلْحَرَامِ [ سِتُّونَ لِلطَّائِفِينَ، وَأَرْبَعُونَ لِلْمُصَلِّينَ، وَعِشْرُونَ لِلنَّاظِرِينَ ] »(2).
[14/849] عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ أَتَى اَلْكَعْبَةَ فَعَرَفَ مِنْ حَقِّنَا وَحُرْمَتِنَا مَا عَرَفَ مِنْ حَقِّهَا وَحُرْمَتِهَا لَمْ يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ إِلَّا وَقَدْ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَكَفَاهُ اللهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْر دُنْيَاهُ
وَآخِرَتِهِ »(3).
[15/850] عَنْ حَرِيزِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى الْكَعْبَةِ
ص: 12
عِبَادَةٌ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْإِمَام عِبَادَةٌ، وَقَالَ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى اَلْكَعْبَةِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ »(1).
[16/851]رُوِيَ أَنَّ النَّظَرَ إِلَى الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ، وَالنَّظَرَ إِلَى الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ،
وَالنَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ مِنْ غَيْرِ قِرَاءَةِ عِبَادَةٌ، وَالنَّظَرَ إِلَىٰ وَجْهِ الْعَالِمِ عِبَادَةٌ، وَالنَّظَرَ إِلَىٰ
آلِ مُحَمَّد صلی الله علیه و آله وسلم عِبَادَة(2) .
[17/852] عَنْ أَبي عَبْدِ الله اَلْحُسَيْنِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «اَلرُّكْنُ الْيَمَانِيُّ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اَلْجَنَّةِ لَمْ يَمْنَعْهُ مُنْذُ فَتَحَهُ، وَأَنَّ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْأَسْوَدِ وَالْيَمَانِي مَلَكٌ يُدْعَى هجير يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَاءِ اَلمُؤْمِن »(3)
[18/853] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: الرُّكْنُ الْيَمَانِيُّ بَابُنَا الَّذِي نَدْخُلُ مِنْهُ الْجَنَّةَ»، وَقَالَ: «فِيهِ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ لَمْ يُغْلَقُ مُنْذُ فُتِحَ، وَفِيهِ نَهَرٌ مِنَ الجَنَّةِ تُلْقَى
فِيهِ أَعْمَالُ الْعِبَادِ»(4).
[19/854] فِي رِوَايَةٍ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ، قَوْلُهُ علیه السلام : «اَلدَّاخِلُ الْكَعْبَةَ يَدْخُلُ
وَالله رَاضٍ عَنْهُ، وَيَخْرُجُ عُطلاً مِنَ الذُّنُوبِ »(5).
[855 / 20] رُوِيَ أَنَّه ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ فِي أَيَّامِه حَلْ اَلْكَعْبَةِ وَكَثْرَتُهُ، فَقَالَ 20/5]
ص: 13
قَوْمٌ: لَوْ أَخَذْتَه فَجَهَزْتَ بِه جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ أَعْظَمَ لِلْأَجْرِ، وَمَا تَصْنَعُ الْكَعْبَةُ بالحلي؟ فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ، وَسَأَلَ عَنْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، فَقَالَ: «إِنَّ الْقُرْآنَ
أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَالْأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ: أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ، وَالْفَيْءُ فَقَسَّمَه عَلَى مُسْتَحِقَّيهِ، وَالْخُمُسُ فَوَضَعَه اللَّهُ حَيْثُ وَضَعَهُ، وَالصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ حَيْثُ جَعَلَهَا، وَكَانَ حَلْمِ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ، فَتَرَكَهُ اللَّهُ عَلَى حَالِهِ، وَلَمْ يَتْرُكْه نِسْيَاناً ، وَلَمْ يَحْفَ عَلَيْهِ مَكَاناً ، فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَفَرَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ عُمَرُ : لَوْلَاكَ لَافْتَضَحْنَا، وَتَرَكَ اَلْحَلْيَ بِحَالِهِ(1).
[21/856] عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ: أَوْصَى إِلَيَّ أَخِي بِجَارِيَةٍ كَانَتْ لَهُ مُغَنِّيَّةٍ فَارِهَةٍ، وَجَعَلَهَا هَدْياً لِبَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ : اِدْفَعْهَا إِلَى بَنِي شَيْبَةَ، وَقِيلَ لِي غَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ، فَاخْتُلِفَ عَلَيَّ فِيهِ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَسْجِدِ : أَلَا أُرْشِدُكَ إِلَى مَنْ يُرْشِدُكَ فِي هَذَا إِلَى اَلْقِّ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى شَيْخ جَالِس فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ: هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام، فَسَلْهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ علیه السلام، فَسَأَلْتُهُ وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: إِنَّ الْكَعْبَةَ لَا تَأْكُلُ وَلَا تَشْرَبُ، وَمَا أُهْدِيَ لَهَا فَهُوَ لِزُوَّارِهَا، بِعِ الْجَارِيَةَ وَقُمْ عَلَى الْحِجْرِ فَنَادِ: هَلْ مِنْ مُنْقَطَعِ بِهِ؟ وَهَلْ مِنْ مُحْتَاجِ مِنْ زُوَّارِهَا؟ فَإِذَا أَتَوْكَ فَسَلْ عَنْهُمْ وَأَعْطِهِمْ وَاقْسِمْ فِيهِمْ ثَمَنَهَا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ مَنْ سَأَلْتُهُ أَمَرَنِي بِدَفْعِهَا إِلَى بَنِي شَيْبَةَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا لَوْ قَدْ قَامَ لَقَدْ أَخَذَهُمْ وَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَطَافَ بِهِمْ، وَقَالَ: هَؤُلَاءِ سُرَاقُ الله »(2).
ص: 14
[ 22/857] عَنْ حَرِيزِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَاسِينُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر علیه السلام
يَقُولُ: «إِنَّ قَوْماً أَقْبَلُوا مِنْ مِصْرٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَوْصَى بِأَلْفِ دِرْهَم لِلْكَعْبَةِ فَلَمَّا قَدِمَ الْوَصِيُّ مَكَّةَ سَأَلَ، فَدَلُوهُ عَلَى بَنِي شَيْبَةَ، فَأَتَاهُمْ، فَأَخْبَرَهُمُ الخَبَرَ، فَقَالُوا: قَدْ بَرِئَتْ ذِمَّتُكَ، ادْفَعْهَا إِلَيْنَا، فَقَامَ الرَّجُلُ، فَسَأَلَ النَّاسَ، فَدَلُّوهُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ علىِّ علیه السلام»، قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «فَأَتَانِي، فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ الْكَعْبَةَ غَنِيَّةٌ عَنْ هَذَا، أَنْظُرْ إِلَى مَنْ أَمَّ هَذَا البَيْتَ فَقُطِعَ بِهِ أَوْ ذَهَبَتْ نَفَقَتُهُ أَوْ ضَلَّتْ رَاحِلَتُهُ أَوْ عَجَزَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ فَادْفَعْهَا إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّيْتُ لَكَ»، فَأَتَى الرَّجُلُ بَنِي شَيْبَةَ، فَأَخْبَرَهُمْ بِقَوْلِ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقَالُوا: هَذَا ضَالٌ مُبْتَدِعٌ لَيْسَ يُؤخَذُ عَنْهُ، وَلَا عِلْمَ
لَهُ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا وَبِحَقِّ كَذَا وَكَذَا لَمَّا أَبْلَغْتَهُ عَنَّا هَذَا الْكَلَامَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقِيتُ بَنِي شَيْبَةَ فَأَخْبَرْتُهُمْ، فَزَعَمُوا أَنَّكَ كَذَا وَكَذَا، وَأَنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ، ثُمَّ سَأَلُونِي بِالْعَظِيمِ إِلَّا بَلَّغْتُكَ مَا قَالُوا، قَالَ: «وَأَنَا أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلُوكَ لَمَّا أَتَيْتَهُمْ أَتَيْتَهُمْ فَقُلْتَ لَهُمْ: إِنَّ مِنْ عِلْمِي أَنْ لَوْ وُلِّيتُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ المُسْلِمِينَ لَقَطَعْتُ أَيْدِيَهُمْ، ثُمَّ عَلَقْتُهَا فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ أَقَمْتُهُمْ عَلَى المِصْطَبَةِ ، ثُمَّ أَمَرْتُ مُنَادِياً يُنَادِي: أَلَا إِنَّ هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ الله، فَاعْرِفُوهُمْ»(1).
[23/858 ]عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا الله عزَّ وَ جلَّ مَنْسَكٌ أَحَبُّ إِلَى اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ مَوْضِعِ المَسْعَى، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَذِلُّ فِيهِ كُلُّ
-بَّار عَنِيدِ »(2).
ص: 15
[24/859] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «تَسْبِيحٌ بِمَكَّةَ يَعْدِلُ خَرَاجَ
الْعِرَاقَيْنِ يُنْفَقُ فِي سِبيل الله » (1).
[ 25/860] قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام: «مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ بِمَكَّةَ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى رَسُولَ الله علیه السلام ، وَيَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَتَسْبِيحَةٌ بِمَكَّةَ تَعْدِلُ خَرَاجَ اَلْعِرَاقَيْنِ يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عزّو جلّ، وَمَنْ صَلَّى بِمَكَّةَ سَبْعِينَ رَكْعَةً فَقَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ب-( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وَإ(ِنَّا أَنْزَلْنَاهُ) وَآيَةِ السُّخْرَةِ وَآيَةِ الْكُرْسِى لَمْ يَمُتُ إِلَّا شَهِيداً ، وَالطَّاعِمُ بِمَكَّةَ كَالصَّائِمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَصِيَامُ يَوْمٍ بِمَكَّةَ يَعْدِلُ صِيَامَ سَنَةٍ
فِيمَا سِوَاهَا، وَالمَاشِي بِمَكَّةَ فِي عِبَادَةِ الله عزّو جلّ»(2).
بيان :آية السخرة هي الآية (54 - 56) من سورة الأعراف، وهي قوله تعالى: «إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)» «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)»«وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)»
[26/861] عَنْ أَبِي الصَّبَّاح الْكِنَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ:« وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)» [الحج: 25]، فَقَالَ: كُلُّ ظُلْمِ يَظْلِمُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ بِمَكَّةَ مِنْ سَرِقَةٍ أَوْ ظُلْمٍ
ص: 16
أَحَدٍ أَوْ شَيْءٍ مِنَ الظُّلْمِ فَإِنِّي أَرَاهُ إِلْحَاداً، وَلِذَلِكَ كَانَ يُتَّقَىٰ أَنْ يُسْكَنَ
اَلحَرَم »(1).
[27/862] عَنْ اِبْن سِنَانٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ قَوْل الله: «فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ (97)» [آل عمران: 97]، فَمَا هَذِهِ الْآيَاتُ؟ قَالَ: «مَقَامُ
إِبْرَاهِيمَ علیه السلام ، وَالحَجَرُ ، وَمَنْزِلُ إِسْمَاعِيلَ »(2).
[28/863] سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ الله تَعَالَى: «سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ (25)» [ الحج : 25] ، فَقَالَ: «لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَنْ يُصْنَعَ عَلَى دُورِ مَكَّةَ أَبْوَابٌ، لِأَنَّ لِلْحُجَّاج أَنْ يَنْزِلُوا مَعَهُمْ فِي دُورِهِمْ فِي سَاحَةِ الدَّارِ حَتَّى يَقْضُوا مَنَاسِكَهُمْ، وَإِنَّ
أَوَّلَ مَنْ جَعَلَ لِدُورِ مَكَّةَ أَبْوَاباً مُعَاوِيَةٌ » (3).
[ 29/864] عَنْ جعفر بن محمّد علیه السلام، عن علي علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله علیه السلام نَهَى أَهْلَ مَكَّةَ أَنْ يُؤَاجِرُوا دُورَهُمْ، وَأَنْ يُغْلِقُوا عَلَيْهَا أَبْوَاباً، وَقَالَ: «سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ »، قَالَ: «وَفَعَلَ ذَلِكَ أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ علیه السلام حَتَّى
كَانَ فِي زَمَن مُعَاوِيَةَ (4) .
[865 / 30] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّ
مُعَاوِيَةَ أَوَّلُ مَنْ عَلَّقَ عَلَى بَابِهِ مِصْرَاعَيْنِ بِمَكَّةَ، فَمَنَعَ حَاجَ بَيْتِ الله مَا قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: «سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ »، وَكَانَ اَلنَّاسُ إِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ نَزَلَ الْبَادِي
وَعَلٌ عَلَى الْحَاضِرِ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَهُ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ صَاحِبَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي قَالَ الله عزّو جلّ:
ص: 17
«ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)»«إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)» [الحاقة: 32 و 33] ، كَانَ فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ »(1).
[31/866] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَنْ أَمَّ هَذَا الْبَيْتَ حَاجًا أَوْ مُعْتَمِراً مُبَرَّاً مِنَ الْكِبْرِ رَجَعَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْأَةِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَالْكِبْرُ هُوَ أَنْ يَجْهَلَ اَلْحَقِّ وَيَطْعُنَ عَلَى أَهْلِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ »(2).
[ 32/867] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلْحَجُ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ
لا اَلْجَنَّةُ»(3)
[ 33/868] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَجَّ حِجَّةَ الْوَدَاعِ وَقَفَ بِعَرَفَةَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: «مَرْحَباً بِوَفْدِ اللهِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - الَّذِينَ إِنْ سَأَلُوا أَعْطُوا وَتُخْلَفُ نَفَقَاتُهُمْ، وَيُجْعَلُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ بِكُلِّ دِرْهَم أَلْفٌ مِنَ الْحَسَنَاتِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُول الله، قَالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْعَشِيَّةُ بَاهَى اللَّهُ بِأَهْل هَذَا الْمَوْقِفِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: أنْظُرُوا إِلَى عِبَادِي وَإِمَائِي أَتَوْنِي مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ شُعْثاً غُبْراً هَلْ تَعْلَمُونَ مَا يَسْأَلُونَ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا يَسْأَلُونَكَ المَغْفِرَةَ، فَيَقُولُ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي غَفَرْتُ هُمْ،
فَانْصَرِفُوا مِنْ مَوْقِفِكُمْ مَغْفُوراً لَكُمْ »(4).
ص: 18
[ 34/869] عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : مَا
يَصْنَعُ اللَّهُ بِالحَاجِّ ؟ قَالَ: «مَغْفُورٌ وَالله هُمْ، لَا أَسْتَثْنِي فِيهِ »(1).
[870/ 35] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «اَلْحَاجُ وَالْمُعْتَمِرُ فِي
ضَمَانِ اللَّهِ، فَإِنْ مَاتَ مُتَوَجِّهاً غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ، وَإِنْ مَاتَ مُحْرِماً بَعَثَهُ اللَّهُ مُلَيِّياً، وَإِنْ مَاتَ بِأَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ مِنَ الْآمِنِينَ، وَإِنْ مَاتَ مُنْصَرِفاً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ »(2).
[36/871] عَنْ خَالِدٍ الْقَلَانِسِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ عَلِيُّ
بْنُ الحُسَيْنِ علیه السلام : حُجُوا وَاعْتَمِرُوا تَصِحٌ أَبْدَانُكُمْ، وَتَتَّسِعْ أَرْزَاقُكُمْ، وَتُكْفَوْنَ مَتُونَاتِ عِيَالَاتِكُمْ، وَقَالَ: اَلْحَاجُ مَغْفُورٌ لَهُ، وَمَوْجُوبٌ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمُسْتَأْنَفٌ لَهُ
اَلْعَمَلُ، وَمَحْفُوظٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ »(3).
[37/872] قَالَ رَسُولُ الله علیه السلام: سَافِرُوا تَصِحُوا، وَجَاهِدُوا تَغْنَمُوا،
وَحُجُوا تَسْتَغْنُوا»(4)
[873/ 38] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : سَأَلَهُ رَجُلٌ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ : مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ وِزْراً؟ فَقَالَ: «مَنْ يَقِفُ بِهَذَيْنِ الْمَوْقِفَيْنِ عَرَفَةَ وَالْمُزْدَلِفَةِ، وَسَعَى بَيْنَ هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ، ثُمَّ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ، وَصَلَّى خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام ، ثُمَّ قَالَ فِي نَفْسِهِ، أَوْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لَمْ
يَغْفِرْ لَهُ، فَهُوَ مِنْ أَعْظَم النَّاسِ وِزْراً »(5)
ص: 19
[39/874] عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ:
أَيُّ أَهْلِ عَرَفَاتٍ أَعْظَمُ جُرْماً؟ قَالَ: «اَلْمُنْصَرِفُ مِنْ عَرَفَاتٍ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ لَم يَغْفِرْ لَهُ» (1).
[875 / 40 ]عَنْ أَبي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ عليها السلام أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ، فَقَالَ:
يَا بْنَ رَسُولِ الله أَنَا رَجُلٌ مُوسِرُ، وَقَدْ حَجَجْتُ حِجَّةَ الْإِسْلَام، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا فِي التَّطَوُّعِ بِالحَجِّ مِنَ الرَّغَائِبِ، فَهَلْ لِي إِنْ تَصَدَّقْتُ بِمِثْلِ نَفَقَةِ اَلحَج أَوْ أَكْثَرَ مِنْهَا ثَوَابُ الْحَجِّ ؟ فَنَظَرَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام إِلَى أَبِي قُبَيْسِ وَقَالَ: «لَوْ تَصَدَّقْتَ بِوَزْنِ هَذَا
ذَهَباً وَفِضَةً مَا أَدْرَكْتَ ثَوَابَ اَلْحَج»(2) .
[41/876] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنَّ نَاساً مِنْ هَؤُلَاءِ الْقُصَّاصِ يَقُولُونَ: إِذَا حَجَّ رَجُلٌ حِجَّةً ثُمَّ تَصَدَّقَ وَوَصَلَ كَانَ خَيْراً لَهُ، فَقَالَ: «كَذَبُوا لَوْ فَعَلَ هَذَا النَّاسُ لَعُطَّلَ هَذَا الْبَيْتُ، إِنَّ اللهَ عزّو جلّ جَعَلَ هَذَا الْبَيْتَ قِيَاماً لِلنَّاسِ »(3).
[ 42/877] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمالي، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام: تَرَكْتَ اَلْجِهَادَ وَخُشُونَتَهُ، وَلَزِمْتَ اَلْحَجَّ وَلِينَهُ ، قَالَ : وَكَانَ مُتَكِياً فَجَلَسَ، وَقَالَ: وَيْحَكَ أَمَا بَلَغَكَ مَا قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلمفِي حَجَّةِ الْوَدَاع، إِنَّهُ لَمَّا وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَهَمَّتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ، قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: يَا بِلَالُ، قُلْ لِلنَّاسِ فَلْيُنْصِتُوا،
ص: 20
فَلَما نَصَتُوا قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : إِنَّ رَبَّكُمْ تَطَوّلَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَغَفَرَ يُحْسِنِكُمْ، وَشَفَّعَ مُحْسِنَكُمْ فِي مُسِيئِكُمْ، فَأَفِيضُوا مَغْفُوراً لَكُمْ»، قَالَ: وَزَادَ غَيْرُ اَلثَّمَالِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «إِلَّا أَهْلَ التَّبِعَاتِ، فَإِنَّ اللهَ عَدْلٌ يَأْخُذُ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيّ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ جُمَع لَمْ يَزَلْ يُنَاجِي رَبَّهُ وَيَسْأَلُهُ لِأَهْلِ التَّبِعَاتِ، فَلَما وَقَفَ بِجُمَعِ قَالَ لِبِلَالٍ: قُلْ لِلنَّاسِ فَلْيُنْصِتُوا فَلَمَّا نَصَتُوا قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَغَفَرَ يُحْسِنِكُمْ، وَشَفَّعَ مُحْسِنَكُمْ فِي مُسِيئِكُمْ، فَأَفِيضُوا مَغْفُوراً لَكُمْ،
وَضَمِنَ لِأَهْلِ التَّبِعَاتِ مِنْ عِنْدِهِ الرِّضَا »(1).
[43/878] عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «لَقِيَ عَبَّادٌ الْبَصْرِيُّ
عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا) فِي طَرِيقِ اَلْحَجِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ، تَرَكْتَ الْجِهَادَ وَصُعُوبَتَهُ، وَأَقْبَلْتَ عَلَى اَلْحَجِّ وَلِينَتِهِ، إِنَّ اللَّهَ صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)» ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: أَتِمَّ الْآيَةَ، فَقَالَ:«التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)»[التوبة : 111 و 112]، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام : إِذَا رَأَيْنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ فَالْجِهَادُ مَعَهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الحج»(2).
ص: 21
[44/879] فِي رِوَايَةِ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيٌّ قَوْلُهُ علیه السلام : «مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْءٍ
أَفْضَلَ مِنَ الصَّمْتِ، وَاَلَمَشْي إِلَى بَيْتِهِ»(1)
[ 45/880] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ حَجَّ ثَلَاثَ حَجَّ ثَلَاثَ حِجَجٍ لَمْ يُصِبْهُ
فَقْرُ أَبَداً » (2).
[46/881] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قُلْتُ لَأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : أَحَجَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ؟ قَالَ: «نَعَمْ عِشْرِينَ حَجَّةً »(3)
[47/882 ]رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِي رضی الله عنه أَنَّهُ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لَيَحْضُرُ المَوْسِمَ كُلَّ سَنَةٍ، يَرَى النَّاسَ وَيَعْرِفُهُمْ، وَيَرَوْنَهُ وَلَا
يَعْرِفُونَهُ»(4).
[ 48/883] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ عَلِيَّ اِبْنَ مُوسَى الرّضَا علیه السلام يَقُولُ: إِنَّ الْخَضِرَ علیه السلام شَرِبَ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ...»، إلى أنْ قال: «وَإِنَّهُ لَيَحْضُرُ المَوْسِمَ كُلَّ سَنَةٍ، فَيَقْضِي جَمِيعَ المَناسِكِ، وَيَقِفُ بِعَرَفَةَ فَيُؤَمِّنُ
عَلَى دُعَاءِ اَلْمُؤْمِنِينَ» (5).
ص: 22
[49/884] عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا يَخَافُ الْفَقْرُ وَالحُمَّى مُدْمِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ »(1).
[ 50/885] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ حَجَّ سَنَةٌ وَسَنَةٌ لَا فَهُوَ مِنْ أَدْمَنَ
الحج »(2).
[51/886] عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا لنَا، قَالَ: «مَنْ حَجَّ
ثَلَاثَ سِنِينَ مُتَوَالِيَةً ثُمَّ حَجَّ أَوْ لَمْ يَحُجَّ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مُدْمِنِ اَلْحَجِّ»(3).
[ 52/887] قَوْلُهُ علیه السلام : مُدْمِنُ اَلْحَجِّ إِذَا وَجَدَ السَّبِيلَ حَجَّ
[ 53/ 889]عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: قَالَ لي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليها: «يَا عِيسَى إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْكُلَ الخُبْزَ وَالْمِلْحَ وَتَحُجَّ فِي كُلِّ سَنَةٍ
فَافْعَلْ(4) .
[54/889] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَال: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنِّي قَدْ وَطَنْتُ نَفْسِي عَلَى لُزُومِ اَلْحَجِّ كُلَّ عَامٍ بِنَفْسِي أَوْ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي بِمَالِي، فَقَالَ: «وَقَدْ عَزَمْتَ عَلَى ذَلِكَ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «إِنْ فَعَلْتَ فَأَيْقِنْ بِكَثْرَةِ
أَلَمَمالِ»(5) .
ص: 23
[55/890] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا كَانَ اَلرَّجُلُ مِنْ شَأْنِهِ اَلْحَجُ
كُلَّ سَنَةٍ ثُمَّ تَخَلَّفَ سَنَةٌ فَلَمْ يَخْرُجُ ، قَالَتِ المَلَائِكَةُ الَّذِينَ هُمْ عَلَى الْأَرْضِ لِلَّذِينَ عَلَى الْجِبَالِ: لَقَدْ فَقَدْنَا صَوْتَ فُلَانٍ، فَيَقُولُونَ: أطْلُبُوهُ، فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يُصِيبُونَهُ، فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ حَبَسَهُ دَيْنٌ فَأَدِّهِ عَنْهُ، أَوْ مَرَضٌ فَاشْفِهِ، أَوْ فَقْرٌ فَأَغْنِهِ، أَوْ حَبْسٌ فَفَرِّجْ عَنْهُ، أَوْ فِعْلٌ بِهِ فَافْعَلْ بِهِ، وَالنَّاسُ يَدْعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَهُمْ
يَدْعُونَ مِنْ تَخَلَّفَ»(1) .
[56/891] عَنْ عِيسَى بْنِ أَبي مَنْصُورٍ، قَالَ: قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام : يَا عِيسَى إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ اللهُ عزّو جلّ فِيمَا بَيْنَ اَلْحَجِّ إِلَى اَلْحَجِّ وَأَنْتَ
تَتَهَيَّأُ لِلْحَجّ »(2).
[892 / 57] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ:
«مَنْ رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ يَنْوِي اَلْحَجَّ مِنْ قَابِل زِيدَ فِي عُمُرِهِ »(3).
[58/893]قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ فَلْيَؤُمَ هَذَا الْبَيْتَ، وَمَنْ رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ يَنْوِي الْحَجَّ مِنْ قَابِلِ زِيدَ فِي عُمُرِهِ،
ص: 24
وَمَنْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ لَا يَنْوِي الْعَوْدَ إِلَيْهَا فَقَدْ قَرُبَ أَجَلُهُ وَدَنَا
عَذَابُهُ » (1) .
[59/894] عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَي عَبْدِ الله علیه السلام وَقَدْ نَزَلْنَا الطَّرِيقَ، فَقَالَ: «تَرَوْنَ هَذَا الْجِبَلَ ثَافِلاً؟ إِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ (لَعَنَهُ اللَّهُ) لَمَّا رَجَعَ
مِنْ حَجِّهِ مُرْتَحِلاً إِلَى الشَّامِ أَنْشَأَ يَقُولُ:
إِذَا تَرَكْنَا ثَافِلاً يَمِيناً *** فَلَنْ نَعُودَ بَعْدَهُ سِنِينَا
لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مَا بَقِينَا
فَأَمَاتَهُ اللَّهُ عزّو جلّ وَ قَبْلَ أَجَلِهِ » (2).
[895 / 60] عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ لى: «مَا لَكَ لَا
تَحجُّ فِي الْعَام ؟»، فَقُلْتُ : مُعَامَلَةٌ كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمٍ وَأَشْغَالٌ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ خِيَرَةٌ، فَقَالَ: «لَا وَالله مَا جَعَلَ اللَّهُ لَكَ فِي ذَلِكَ مِنْ خِيَرَةٍ»، ثُمَّ قَالَ: «مَا
حُبِسَ عَبْدٌ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَمَا يَعْفُو أَكْثَرُ » (3).
[61/896] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْفَضْلِ اَلْهَاشِمِي، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنَّ عَلَيَّ دَيْناً كَثِيراً ، وَلي عِيَالٌ، وَلَا أَقْدِرُ عَلَى الْحَجِّ، فَعَلَّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ، فَقَالَ: «قُلْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْضِ
ص: 25
عَنِّي دَيْنَ الدُّنْيَا وَدَيْنَ الْآخِرَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَمَّا دَيْنُ الدُّنْيَا فَقَدْ عَرَفْتُهُ، فَما دَيْنُ
الْآخِرَةِ؟ فَقَالَ: «دَيْنُ الْآخِرَةِ اَلْحَجُّ »(1).
[ 62/897] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: إِنَّ الْحَجِّ وَكَانَ ضَعِيفَ الْحَالِ، فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ أَلَّا يَحُجَّ، فَقَالَ: «مَا
رَجُلاً اِسْتَشَارَنِي فِي
أَخْلَقكَ أَنْ تَمرَضَ سَنَةٌ ، فَمَرِضْتُ سَنَةٌ (2) .
[ 63/898] عَنْ يُونُسَ بْن ظَبْيَانَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «وَإِنَّ اللَّهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يَحْجُّ مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَا يَحْجُ مِنْ شِيعَتِنَا، وَلَوْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ الْحَجّ
لَهَلَكُوا »(3).
[ 64/899] عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيٌّ وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ وَغَيْرِهِمْ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ تَرَكُوا اَلْحَجَّ لَكَانَ عَلَى الْوَالِي أَنْ يُجْبِرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَعَلَى الْمُقَام عِنْدَهُ، وَلَوْ تَرَكُوا زِيَارَةَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لَكَانَ عَلَى اَلْوَالِي أَنْ يُجْبِرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَعَلَى الْمُقَام عِنْدَهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُمْ أَمْوَالٌ أَنْفَقَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمَسْلِمِينَ»(4).
ص: 26
[ 900 / 65] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَةٍ لَهُ: «فَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةَ لِلْأَنَامِ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الْأَنْعَامِ، وَيَأْهُونَ إِلَيْهِ وُلُوهَ الحمام، جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلَامَةٌ لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ، وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ، وَصَدَّقُوا كَلِمَتَهُ ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ، وَتَشَبَّهوا بِمَلَائِكَتِهِ المُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ، يُحْرِزُونَ الْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ، جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلْإِسْلَام عَلَماً، وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً، فَرَضَ حَجَّهُ، وَأَوْجَبَ حَقَّهُ، وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (97)»[آل عمران: 97]»(1).
[66/901] عَنْ ذَرِيحِ الْمُحَارِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ حِجَّةَ الْإِسْلَام وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ حَاجَةٌ تُجْحِفُ بِهِ، أَوْ مَرَضٌ لَا يُطِيقُ
مَعَهُ اَلْحَجَّ، أَوْ سُلْطَانٌ يَمْنَعُهُ، فَلْيَمُتْ يَهُودِيًا أَوْ نَصْرَانِيَّا »(2).
[902/ 67] عَنْ دَاوُدَ الرَّقْيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، وَلي عَلَى رَجُلٍ مَالٌ قَدْ خِفْتُ تَوَاهُ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِي: إِذَا صِرْتَ بِمَكَّةَ فَطَّفْ عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ طَوَافاً، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ عَنْهُ، وَطُفْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ طَوَافاً، وَصَلَّ[ عَنْهُ ]رَكْعَتَيْنِ، وَطُفْ عَنْ عَبْدِ الله طَوَافاً، وَصَلَّ عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَطُفْ عَنْ
ص: 27
آمِنَةَ طَوَافاً، وَصَلَّ عَنْهَا رَكْعَتَيْنِ، وَطُفْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ طَوَافاً، وَصَلَّ عَنْهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ادْعُ أَنْ يُرَدَّ عَلَيْكَ مَالُكَ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ بَابِ اَلصَّفَا وَإِذَا غَرِيمِي وَاقِفٌ يَقُولُ: يَا دَاوُدُ، حَبَسْتَنِي، تَعَالَ فَاقْبِضْ مَالَكَ(1)
[68/903] عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي: قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَطُوفَ عَنْكَ وَعَنْ أَبِيكَ، فَقِيلَ لي: إِنَّ الْأَوْصِيَاءَ لَا يُطَافُ عَنْهُمْ، فَقَالَ لى: بَلَى طُفْ مَا أَمْكَنَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِرٌ»، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ سِنِينَ: إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُكَ فِي الطَّوَافِ عَنْكَ وَعَنْ أَبِيكَ، فَأَذِنْتَ لِي فِي ذَلِكَ، فَفْتُ عَنْكُما مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ وَقَعَ فِي قَلْبِي شَيْءٌ فَعَمِلْتُ بِهِ، قَالَ: «وَمَا هُوَ؟»، قُلْتُ: َطفْتُ يَوْماً عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: صَلَّى اللهُ عَلَى رَسُولِ الله»، ثُمَّ الْيَوْمَ اَلثَّانِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، ثُمَّ طُفْتُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ عَنِ الْحَسَنِ علیه السلام، وَالْيَوْمَ
الرَّابِعَ عَنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام ، وَالْيَوْمَ اَلْخَامِسَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام، وَالْيَوْمَ اَلسَّادِسَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام، وَالْيَوْمَ السَّابِعَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ علیهما السلام، وَالْيَوْمَ الثَّامِنَ عَنْ أَبِيكَ مُوسَى علیه السلام، وَالْيَوْمَ التَّاسِعَ عَنْ أَبِيكَ عَلَيَّ اِبْنِ مُوسَى [علیه السلام]، وَالْيَوْمَ الْعَاشِرَ عَنْكَ يَا سَيِّدِي، وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَدِينُ اللَّهَ بوَلَايَتِهِمْ، فَقَالَ: «إِذَنْ وَالله تَدِينَ اللَّهَ بِالدِّينِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعِبَادِ غَيْرَهُ»، قُلْتُ: وَرُبَّمَا طُفْتُ عَنْ أُمَّكَ فَاطِمَةَ علیها السلام، وَرُبَّما لَمْ أَطْفْ، فَقَالَ: «اِسْتَكْثِرُ مِنْ عَلَيْهَا هَذَا، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مَا أَنْتَ عَامِلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ »(2)
ص: 28
[ 69/904] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَبو
عَبْدِ الله علیه السلام: «لَوْ أَشْرَكْتَ أَلْفاً فِي حَجَّتِكَ لَكَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَجَّةٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ
تَنْقُصَ حَجَّتُكَ شَيْئاً » (1).
[70/905] عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اَلْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَجَعْتُ مِنْ مَكَّةَ، فَلَقِيتُ أَبَا اَلْحَسَنِ مُوسَى علیه السلام فِي المَسْجِدِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي إِذَا خَرَجْتُ إِلَى مَكَةَ رُبَّمَا قَالَ لِيَ الرَّجُلُ: طُفْ عَنِّي أَسْبُوعاً، وَصَلَّ رَكْعَتَيْنِ، فَأَشْتَغِلُ عَنْ ذَلِكَ، فَإِذَا رَجَعْتُ لَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ لَهُ، قَالَ: «إِذَا أَتَيْتَ مَكَّةَ فَقَضَيْتَ نُسُكَكَ فَطْفْ أَسْبُوعاً وَصَلَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلِ: اَللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا اَلطَّوَافَ وَهَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عَنْ أَبِي وَأُمِّي وَعَنْ زَوْجَتِي وَعَنْ وُلْدِي وَعَنْ حَامَّتِي وَعَنْ جَميع أَهْلِ بَلَدِي حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ وَأَبْيَضِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ، فَلَا تَشَاءُ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُل : إِنِّي قَدْ طُفْتُ عَنْكَ وَصَلَّيْتُ عَنْكَ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا كُنْتَ صَادِقاً، فَإِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَضَيْتَ مَا يَجِبُ عَلَيْكَ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قِفْ عِنْدَ رَأْسِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، ثُمَّ قُلْ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ الله، مِنْ أَبِي وَأُمِّي وَزَوْجَتِي وَوُلْدِي وَجَمِيعِ حَامَّتِي وَجَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِي حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ وَأَبْيَضِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ، فَلَا تَشَاءُ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُلِ :
إِنِّي قَدْ أَقْرَأْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَنْكَ السَّلَامَ إِلَّا كُنْتَ صَادِقاً »(2).
[906 / 71] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ
ص: 29
أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ فِيهِ حَجُّ الْمُلُوكِ نُزُهَةً، وَحَجُ الْأَغْنِيَاءِ حِجَارَةً، وَحَجُ المَسَاكِينِ مَسْأَلَةٌ»(1)
[72/907] عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَارِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا علیه السلام في يَوْمِ الْعِيدِ، وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى جَمَلِ أَبْيَضَ يَذْهَبُ إِلَى الْصَلَّى، فَأَتَاهُ رَجُلٌ وَأَخَذَ بِزِمَامٍ جَمَلِهِ وَقَالَ: أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ؟ فَقَالَ: «هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، خَلْ عَنِ
الزِّمَامِ »(2)
[ 73/908] عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «كَانَ يَقُولُ: مَا يُعْبَأُ مَنْ يَؤُمُّ هَذَا الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ: خُلُقٌ يُخَالِقُ بِهِ مَنْ صَحِبَهُ، أَوْ حِلْمٌ يَمْلِكُ بِهِ مِنْ غَضَبِهِ، أَوْ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ
مَحَارِمِ الله ((3). »
[909 / 74] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «وَطَنْ نَفْسَكَ عَلَى حُسْنِ الصَّحَابَةِ مَنْ صَحِبْتَ فِي حُسْن خُلُقِكَ، وَكُفَّ لِسَانَكَ، وَاكْظِمْ غَيْظَكَ، وَأَقِلَّ لَغْوَكَ، وَتَفْرُشُ عَفْوَكَ، وَتَسْخُو نَفْسُكَ »(4).
[75/910] عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
ص: 30
وَالْبَيْتُ غَاصٌ بِأَهْلِهِ، فَقَالَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحْسِنْ صُحْبَةَ مَنْ صَحِبَهُ، وَمُرَافَقَةَ مَنْ رَافَقَهُ، وَمُمَالَحَةَ مَنْ مَالَحَهُ، وَمُخَالَقَةَ مَنْ خَالَقَهُ»(1)
[911 / 76] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَا تَصْحَبَنَّ فِي سَفَرِكَ مَنْ لَا يَرَى
لَكَ مِنَ الْفَضْل عَلَيْهِ كَمَا تَرَىٰ لَهُ عَلَيْكَ» (2).
[77/912] عَنْ حَرِيزِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا
صَحِبْتَ فَاصْحَبْ نَحْوَكَ وَلَا تَصْحَبَنَّ مَنْ يَكْفِيكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ »(3)
[78/913] عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : قَدْ
عَرَفْتَ حَالِي وَسَعَةَ يَدِي وَتَوْسِيعِي عَلَى إِخْوَانِي، فَأَصْحَبُ النَّفَرَ مِنْهُمْ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَتَوَشَعُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: «لَا تَفْعَلْ يَا شِهَابٌ، إِنْ بَسَطتَ وَبَسَطُوا أَجْحَفْتَ
بهِمْ، وَإِنْ هُمْ أَمْسَكُوا أَذْلَلْتَهُمْ، فَاصْحَبْ نُظَرَاكَ »(4)
[79/141] عَنِ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَا عُبِدَ
اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الصَّمْتِ، وَالمَشْيِ إِلَى بَيْتِهِ »(5)
[80/915] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثمانَ، قَالَ: كَانَ بِمَكَّةَ رَجُلٌ مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ
ص: 31
يُقَالُ لَهُ: اِبْنُ أَبِي عَوَانَةَ لَهُ عِبَادَةٌ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ إِلَى مَكَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَحَدٌ مِنْ أَشْيَاخ آلِ مُحَمَّدِ علیهم السلام يَعْبَتُ بِهِ، وَإِنَّهُ أَتَى أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام وَهُوَ فِي الطَّوَافِ، فَقَالَ:
يَا أَبَا عَبْدِ الله، مَا تَقُولُ فِي اِسْتِلَام الْحَجَرِ ؟ فَقَالَ: «اِسْتَلَمَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ لَهُ: مَا أَرَاكَ اِسْتَلَمْتَهُ، قَالَ: «أَكْرَهُ أَنْ أُوذِيَ ضَعِيفاً أَوْ أَتَأَذَى»، قَالَ: فَقَالَ: قَدْ زَعَمْتَ أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم اِسْتَلَمَهُ، قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا
رَأَوْهُ عَرَفُوا لَهُ حَقَّهُ، وَأَنا فَلَا يَعْرِفُونَ لِي حَقّي»(1).
[81/916]عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيُّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ الله علیهما السلام، قَالَا:
حَجَّ عُمَرُ أَوَّلَ سَنَةٍ حَجَّ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، فَحَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ المُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، وَكَانَ عَلِيٌّ علیه السلام قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ، فَلَمَّا أَحْرَمَ عَبْدُ اللَّه لَبِسَ إِزَاراً وَرِدَاءٌ مُمَشَّقَيْنِ مَصْبُو غَيْنِ بِطِينِ المِشْقِ، ثُمَّ أَتَى، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ يُلَبِّي وَعَلَيْهِ اَلْإِزَارُ وَالرِّدَاءَ، وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى جَنْبِ عَلى علیه السلام ، فَقَالَ عُمَرُ
عَلِيٌّ مِنْ خَلْفِهِمْ: مَا هَذِهِ الْبِدْعَةُ الَّتِي فِي الْحَرَمِ؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عَلي علیه السلام، فَقَالَ لَهُ: يَا عُمَرُ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَلِّمَنَا السُّنَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، لَا وَالله
مَا عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هُمْ »(2) .
[ 82/917 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، قَالَ : سُئِلَ الرِّضَا علیه السلام عَنِ
ص: 32
الحَجَرِ الْأَسْوَدِ يُقَاتَلُ عَلَيْهِ النَّاسُ إِذَا كَثُرُوا؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَوْمِ
بِيَدِكَ »(1).
[918 / 83] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: رَأَيْتُ أُمَّ فَرْوَةَ تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ عَلَيْهَا كِسَاءٌ مُتَنَكَّرَةٌ، فَاسْتَلَمَتِ الْحَجَرَ بِيَدِهَا الْيُسْرَى، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ لِمَنْ يَطُوفُ: يَا أَمَةَ الله ، أَخْطَأْتِ اَلسُّنَّةَ، فَقَالَتْ: إِنَّا لَأَغْنِيَاءُ عَنْ عِلْمِكَ (2).
بيان: أُمُّ فروة هي أُمُّ الإمام الصادق علیه السلام ، بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر.
[ 919/ 84] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
: طُوفُوا بِالْبَيْتِ وَاسْتَلِمُوا الرُّكْنَ، فَإِنَّهُ يَمِينُ اللهِ فِي أَرْضِهِ يُصَافِحُ بِهَا خَلْقَهُ »(3).
[85/920] عَنْ زَيْدِ الشَّحَّام أبي أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، وَكَانَ إِذَا انْتَهَى إِلَى اَلْحَجَرِ مَسَحَهُ بِيَدِهِ وَقَبَّلَهُ، وَإِذَا إِنْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ الْتَزَمَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، تَمْسَحُ الحَجَرَ بِيَدِكَ وَتَلْتَزِمُ الْيَمَانِيَّ؟ فَقَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَا أَتَيْتُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ إِلَّا وَجَدْتُ
جَبْرَئِيلَ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ يَلْتَزِمُهُ »(4).
ص: 33
[ 86/921] عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَطُوفُ، فَكَانَ لَا يَمُرُّ فِي طَوَافٍ مِنْ طَوَافِهِ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيُّ إِلَّا اسْتَلَمَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيَّ حَتَّى أَتُوبَ، وَاعْصِمْنِي حَتَّى لَا أَعُودَ»(1) .
[922/ 87] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى( فِي نَوَادِرِهِ) عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ اِبْنُ عَبَّاسٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ قَوْماً يَرْمُونَ أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلمأَمَرَ بِالرَّمَل حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: كَذَبُوا وَصَدَقُوا، فَقُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ، وَأَهْلُهَا مُشْرِكُونَ، وَبَلَغَهُمْ أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم مَجْهُودُونَ، فَقَالَ رَسُولُ الله : رَحِمَ اللهُ اِمْرَأَ أَرَاهُمْ مِنْ نَفْسِهِ جَلَداً»، فَأَمَرَهُمْ فَحَسَرُوا عَنْ أَعْضَادِهِمْ، وَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ، وَرَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَلَى نَاقَتِهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ آخِذْ بِزِمَامِهَا، وَالْمُشْرِكُونَ بِحِيَالِ اَلْمِيزَابِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَرْمُلْ، وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ بِذَلِكَ، فَصَدَقُوا فِي ذَلِكَ، وَكَذَبُوا فِي هَذَا. وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ يَمْشِي وَلَا يَرْمُلُ»(2)
بیان: الرمل هو الهرولة.
[88/923] عَنْ عِيسَى بْن عَبْدِ الله، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله جَعْفَرَ الصَّادِقَ علیه السلام[يَقُولُ]: «إِنَّ رَسُولَ الله [ صلی الله علیه و آله وسلم] بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ، فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ
الْجُحْفَةَ، فَبَعَثَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام[ فِي طَلَبِهِ ]،
ص: 34
فَأَدْرَكَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَلِيٍّ : أَنزَلَ فِيَّ شَيْءٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَا يُؤَدِّي إِلَّا نَبِيُّهُ أَوْ رَجُلٌ مِنْهُ، وَأَخَذَ عَلىٌّ علیه السلام الصَّحِيفَةَ وَأَتَى المَوْسِمَ، وَكَانَ يَطُوفُ فِي النَّاسِ وَمَعَهُ اَلسَّيْفُ، فَيَقُولُ: «بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)»«فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ (2)»[التوبة: 1 و 2]، فَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ بَعْدَ عَامِنَا هَذَا، وَلَا مُشْرِكٌ، فَمَنْ فَعَلَ فَإِنَّ مُعَاتَبَتَنَا إِيَّاهُ بِالسَّيْفِ »(1) .
[89/924] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي الطَّوَافِ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِي، فَسَأَلَنِي أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ فِي حَاجَتِهِ، فَفَطَنَ بِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «يَا أَبَانُ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟»، قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيكَ سَأَلَنِي أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ: يَا أَبَانُ، اِقْطَعْ طَوَافَكَ وَانْطَلِقُ مَعَهُ فِي حَاجَتِهِ فَاقْضِهَا لَهُ»، فَقُلْتُ: إِنِّي لَمْ أُتِمَّ طَوَافِي، قَالَ: «أَحْصِ مَا طُفْتَ وَانْطَلِقُ مَعَهُ فِي حَاجَتِهِ»، فَقُلْتُ: وَإِنْ كَانَ فِي فَرِيضَةٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ كَانَ فِي فَرِيضَةٍ»، قَالَ: «يَا أَبَانُ، وَهَلْ تَدْرِي مَا ثَوَابُ مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أَسْبُوعاً؟»، فَقُلْتُ: «لَا وَالله مَا أَدْرِي»، قَالَ: «تُكْتَبُ لَهُ
سِتَّةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَتُمْحَى عَنْهُ سِتَّةُ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَتُرْفَعُ لَهُ سِتَّةُ أَلْفِ دَرَجَة»(2) .
[90/925] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «طَوَافٌ قَبْلَ
اَلْحَجِّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ طَوَافٍ بَعْدَ الْحَجَّ »(3).
ص: 35
[91/926 ]عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «الطَّوَافُ
لِغَيْرِ أَهْلِ مَكَّةَ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ، وَالصَّلَاةُ لِأَهْلِ مَكَّةَ أَفْضَلُ»(1) .
[927/ 92] عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: خَرَجْتُ أَطُوفُ وَأَنَا إِلَى جَنْبِ أَبِي عبد الله علیه السلام حَتَّى فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ، ثُمَّ مَالَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مَعَ رُكْنِ الْبَيْتِ وَالحِجْرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَاجِداً : سَجَدَ وَجْهِي لَكَ تَعَبُّداً وَرِقًا، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ حَقًّا حَقًّا [الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ اَلذَّنْبَ العَظِيمَ غَيْرُكَ، فَاغْفِرْ لي فَإِنِّي مُقِرٌّ بِذُنُوبِي عَلَى نَفْسِي، وَلَا يَدْفَعُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ غَيْرُكَ»، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَوَجْهُهُ مِنَ الْبُكَاءِ كَأَنَّهَا غُمِسَ فِي المَاءِ» (2).
[ 928/ 93] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ فَاثْتِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَقَبَّلْهُ وَاسْتَلِمْهُ أَوْ أَشِرْ إِلَيْهِ، وَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ»، وَقَالَ: «إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا فَافْعَلْ، وَتَقُولُ حِينَ تَشْرَبُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً وَاسِعاً، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءِ وَسُقْمٍ »(3).
[94/929] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام
ص: 36
قَالَ: «وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: مَا مِنْ بَر وَلَا فَاجِرٍ يَقِفُ بِجِبَالِ عَرَفَاتٍ
فَيَدْعُو اللَّهَ إِلَّا اِسْتَجَابَ [اللهُ لَهُ ] »(1).
[ 95/930] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ كُورَةٍ وَقَفَ بِعَرَفَةَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا غَفَرَ اللهُ لِأَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ »(2).
[931 / 96] زَيْدُ النَّرْسِيُّ فِي أَصْلِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ فَرِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «مَا [أَحَدٌ] يَنْقَلِبُ مِنَ الْمَوْقِفِ مِنْ بَرِّ النَّاسِ وَفَاجِرِهِمْ، وَمُؤْمِنِهِمْ وَكَافِرِهِمْ إِلَّا بِرَحْمَةٍ وَمَغْفِرَةٍ، يُغْفَرُ لِلْكَافِرِ مَا عَمِلَ فِي سَنَتِهِ، وَلَا يُغْفَرُ لَهُ مَا قَبْلَهُ، وَلَا مَا يَفْعَلُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَيُغْفَرُ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ شِيعَتِنَا جَمِيعُ مَا عَمِلَ فِي عُمُرِهِ، وَجَمِيعُ مَا يَعْمَلُهُ فِي سَنَتِهِ بَعْدَ مَا يَنْصَرِفُ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ يَوْم يَدْخُلُ إِلَى أَهْلِهِ سَنَةً، وَيُقَالُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ : قَدْ غُفِرَ لَكَ وَطَهُرْتَ مِنَ الدَّنَسِ، فَاسْتَقْبِلْ وَاسْتَأْنِفِ اَلْعَمَلَ، وَحَاجٌ غُفِرَ لَهُ مَا عَمِلَ فِي عُمُرِهِ وَلَا يُكْتَبُ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ فِيمَا يَسْتَأْنِفُ، وَذَلِكَ أَنْ تُدْرِكْهُ الْعِصْمَةُ مِنَ الله عزّو جلّ، فَلَا يَأْتِي بِكَبِيرَةٍ أَبَداً، فَمَا دُونَ
اَلْكَبَائِرِ مَغْفُورٌ لَهُ»(3).
[ 932/ 97] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «سَأَلَ رَجُلٌ أَبِي بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ الْمَوْقِفِ، فَقَالَ: أَتَرَى يُجيبُ اللهُ هَذَا الخَلْقَ كُلَّهُ؟ فَقَالَ
ص: 37
أَبِي :مَا وَقَفَ بِهَذَا المَوْقِفِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ مُؤْمِناً كَانَ أَوْ كَافِراً، إِلَّا أَتَهُمْ فِي مَغْفِرَتِهِمْ عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ: مُؤْمِنٌ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عزّو جلّ: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)» «أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)» [البقرة : 201 و 202] ، وَمِنْهُمْ مَنْ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَقِيلَ لَهُ: أَحْسِنْ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : « فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ (203)» [البقرة: 203] يَعْنِي مَنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَمْضِيَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَرَ فَمَنْ
: إِثْمَ عَلَيْهِ مَن اتَّقَى الْكَبَائِرَ، وَأَمَّا الْعَامَّةُ فَيَقُولُونَ :
«فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى » الصَّيْدَ،
أَفَتَرَى أَنَّ الصَّيْدَ يُحَرِّمُهُ اللهُ بَعْدَ مَا أَحَلَّه فِي قَوْلِهِ عزّو جلّ: «وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا (2)»
[المائدة: 2]؟ وَفِي تَفْسِيرِ الْعَامَّةِ مَعْنَاه فَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاتَّقُوا الصَّيْدَ، وَكَافِرٌ وَقَفَ هَذَا المَوْقِفَ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ إِنْ تَابَ مِنَ الشِّرْكِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِه، وَإِنْ لَمْ يَتُبْ وَفَّاهُ أَجْرَه وَلَمْ يَحْرِمُه أَجْرَ هَذَا الْمَوْقِفِ، وَذَلِكَ قَوْلُه : «مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)»«أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)»[هود: 15 و 16] »(1)
[98/931] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مِنَ الذُّنُوبِ
ذُنُوبٌ لَا تُغْفَرُ إِلَّا بِعَرَفَاتٍ»(2).
ص: 38
99/9341] عَنْ عَبْدِ الله بْن مَيْمُونٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ ، وَكَانَ آخِرُ كَلَامِهِ هَذَا الدُّعَاءَ - وَهَمَلَتْ عَيْنَاهُ بِالْبُكَاءِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَمِنْ تَشَتُتِ
الْأَمْرِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَحْدُثُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، أَصْبَحَ ذُلِّي مُسْتَجِيراً بِعِزِّكَ، وَأَصْبَحَ وَجْهِيَ الْفَانِي مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَأَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى، وَأَرْحَمَ مَن ،اُسْتُرْحِمَ جَلَّلْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ، وَاصْرِفْ
خَلْقِكَ »(1).
عَنِّي شَرَّ جَمِيع
935 / 100] عَلِيِّ بْنِ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام بِالمَوْقِفِ آخِذا
دَاوُدَ، قَالَ: رَأَيْد
بِلِحْيَتِهِ وَتَجَامِعِ ثَوْبِهِ، وَهُوَ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ الْيُمْنَى مُنكِّسَ الرَّأْسِ : هَذِهِ رُمَّتِي بِمَا
جنيت »(2).
بيان :الرمَّة - بكسر الراء وبرفعها -: الحبل الذي يُشَدَّ في عنق البعير وكأنَّ الإمام علیه السلام يقول لخالقه عزَّ وَ جلَّ في مقام التذلل والخضوع هذه ثيابي ولحيتي كالحبل الذي يُقاد به البعير والله العالم.
[ 101/936] عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُنْدَبٍ بِالمَوْقِفِ، فَلَمْ أَرَ مَوْقِفاً كَانَ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِهِ، مَا زَالَ مَادًّا يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ حَتَّى تَبْلُغَ الْأَرْضَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا رَأَيْتُ مَوْقِفاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِكَ، قَالَ: وَالله مَا دَعَوْتُ إِلَّا لِإِخْوَانِي، وَذَلِكَ لأَنَّ أَبَا اَلحَسَنِ مُوسَى علیه السلام أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نُودِيَ مِنَ
ص: 39
الْعَرْشِ: وَلَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مِثْلِهِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ مِائَةَ أَلْفِ ضِعْفٍ مَضْمُونَةٌ
لِوَاحِدَةٍ لَا أَدْرِي تُسْتَجَابُ أَمْ لَا »(1).
[937/ 102] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِذَا دَعَا الرَّجُلُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ
نُودِيَ مِنَ الْعَرْشِ : وَلَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مِثْلِهِ، وَإِذَا دَعَا لِنَفْسِهِ كَانَتْ لَهُ وَاحِدَةٌ، فَائَةٌ أَلْفٍ مَضْمُونَةٌ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدَةٍ لَا يُدْرَى يُسْتَجَابُ لَهُ أَمْ لَا »(2).
[103/938] زَيْدُ النَّرْسِيُّ فِي أَصْلِهِ، قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ وَهَبٍ الْبَجَليَّ فِي المَوْقِفِ وَهُوَ قَائِمٌ يَدْعُو، فَتَفَقَدْتُ دُعَاءَهُ، فَمَا رَأَيْتُهُ يَدْعُو لِنَفْسِهِ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ، وَسَمِعْتُهُ يَعُدُّ رَجُلاً رَجُلاً مِنَ الْآفَاقِ يُسَمِّيهِمْ وَيَدْعُو هُمْ حَتَّى نَفَرَ النَّاسُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَصْلَحَكَ اللهُ لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَباً، فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِي، وَمَا الَّذِي أَعْجَبَكَ مِمَّا رَأَيْتَ مِنِّي ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِكَ وَأَنَا أَرْمُقُكَ حَتَّى اَلسَّاعَةِ، فَلَا أَدْرِي أَيُّ الْأَمْرَيْنِ أَعْجَبُ مَا أَخْطَأتَ مِنْ حَظِّكَ فِي الدُّعَاءِ لِنَفْسِكَ فِي مِثْلِ هَذَا المَوْقِفِ ، أَوْ عِنَايَتُكَ وَإِيثَارُكَ ] إِخْوَانَكَ عَلَىٰ نَفْسِكَ حَتَّىٰ تَدْعُوَ هُمْ فِي الْآفَاقِ ؟ فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِي فَلَا تُكْثِرَنَّ تَعَجُبَكَ مِنْ ذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ مَوْلَايَ وَمَوْلَاكَ وَمَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام - وَكَانَ وَاللَّهُ فِي زَمَانِهِ
السلاما سَيِّدَ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَسَيِّدَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَسَيِّدَ مَنْ مَضَى مُنْذُ خَلَقَ اللهُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ بَعْدَ آبَائِهِ رَسُولِ الله وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ آبَائِهِ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ )- يَقُولُ - وَإِلَّا صَمَّتْ أُذُنَا مُعَاوِيَةَ، وَعَمِيَتْ عَيْنَاهُ، وَلَا نَالَتْهُ شَفَاعَةُ
ص: 40
مُحَمَّدٍ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - :« مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، نَادَاهُ مَلَكٌ مِنْ سَمَاءِ اَلدُّنْيَا: يَا عَبْدَ الله، لَكَ مِائَهُ أَلْفِ مِثْل مَا سَأَلْتَ، وَنَادَاهُ مَلَكُ مِنَ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَكَ مِائَتَا أَلْفِ مِثْلِ الَّذِي دَعَوْتَ، وَكَذَلِكَ يُنَادِي مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ تُضَاعَفُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيُنَادِيهِ مَلَكٌ يَا عَبْدَ الله، لَكَ سَبْعُمائَةِ أَلْفِ مِثْل
: الَّذِي دَعَوْتَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُنَادِيهِ اللَّهُ: عَبْدِي، أَنَا اللهُ الْوَاسِعُ الْكَرِيمُ الَّذِي لَا يَنْفَدُ خَزَائِنِي، وَلَا يَنْقُصُ رَحْمَتِي شَيْءٌ، بَلْ وَسِعَتْ رَحْمَتِي كُلَّ شَيْءٍ، لَكَ أَلْفُ أَلْفِ مِثْلِ الَّذِي دَعَوْتَ ، فَأَيُّ حَظٍّ يَا بْنَ أَخِي أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي اِخْتَرْتُ أَنَا لِنَفْسِي (1)؟
[ 939 / 104] سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام يَوْمَ عَرَفَةَ سَائِلاً يَسْأَلُ النَّاسَ،
فَقَالَ لَهُ: «وَيْحَكَ، أَغَيْرَ اللَّه تَسْأَلُ فِي هَذَا الْيَوْم؟ إِنَّهُ لَيُرْجَى لَا فِي بُطُونِ الْخَبَالَى فِي
هَذَا الْيَوْمِ أَنْ يَكُونَ سَعِيداً »(2).
[105/940] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا رُبيَ الشَّيْطَانُ فِي يَوْمٍ هُوَ أَصْغَرَ
وَلَا أَدْحَرَ وَلَا أَحْقَرَ وَلَا أَغْيَظَ مِنْهُ فِي يَوْمٍ عَرَفَةَ »(3).
[106/941] عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ السلام اَلْمُزْدَلِفَةَ أَكْثَرُ بِلَادِ اللهِ هَوَامَّا فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ التَّرْوِيَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: يَا
ص: 41
مَعشَرَ أَلهْوَام، اِرْحَلنَ عَنْ وَفْدِ اللهِ»، قَالَ: «فَتَخْرُجُ فِي الجِبَالِ، فَتَسَعَى حَيْثُ لَا
تُرَى، فَإِذَا اِنْصَرَفَ اَلْحَاجُ عَادَتْ» (1)
[942/107] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام، قَالَ:
سَأَلْتُهُ عَنْ دُخُولِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: «اَلدُّخُولُ فِيهَا دُخُولُ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالخُرُوجُ مِنْهَا خُرُوجٌ مِنَ الذُّنُوبِ، مَعْصُومٌ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ، مَغْفُورٌ لَهُ
مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ »(2).
[943 / 108] عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: «الدَّاخِلُ الْكَعْبَةَ يَدْخُلُ وَاللَّهُ رَاضِ عَنْهُ، وَيَخْرُجُ عطلاً مِنَ
اَلذُّنُوب»(3).
[109/944] بَشِيرٌ النَّبالُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: عِنْدَ مَنِ الْمِفْتَاحُ؟ قَالُوا: عِنْدَ أُمِّ شَيْبَةَ، فَدَعَا شَيْبَةَ، فَقَالَ: اِذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَقُلْ هَا تُرْسِلْ بِالمِفْتَاح، فَقَالَتْ: قُلْ لَهُ: قَتَلْتَ مُقَاتِلِينَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَأْخُذَ مِنَّا مَكْرُمَتَنَا، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : لَتُرْسِلِنَّ بِهِ أَوْ لَأَقْتُلَنَّكِ، فَوَضَعَتْهُ فِي يَدِ الْغُلَامِ، فَأَخَذَهُ ودَعَا عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ، ثُمَّ قَامَ فَفَتَحَهُ وسَتَرَهُ، فَمِنْ يَوْمِئِذٍ يُسْتَرُ، ثُمَّ دَعَا الْغُلَامَ فَبَسَطَ رِدَاءَهُ فَجَعَلَ فِيهِ الْمِفْتَاحَ، وَقَالَ: رُدَّهُ إِلَى أُمِّكَ»، قَالَ: «وَدَخَلَ صَنَادِيدُ قُرَيْشِ الْكَعْبَةَ، وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ السَّيْفَ لَا يُرْفَعُ عَنْهُمْ، فَأَتَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم الْبَيْتَ، وَأَخَذَ بِعِضَادَتَ الْبَابِ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ
ص: 42
إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ...»، إلى أن قال:
وَدَخَلَ الْبَيْتَ لَمْ يَدْخُلُهُ فِي حَجٌ وَلَا عُمْرَةٍ »(1).
بيان: إنَّما دعا عمر وأراه المفتاح لأنَّه اعترض على الرسول صلی الله علیه و آله وسلم في صلح الحديبيَّة بشدَّة، وشكَّك في كلام النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أنَّ المسلمين سيدخلون مكَّة، فأراه مفتاح الكعبة وكأنَّه يقول له: هذا ما وعدنا الله تعالى وما
وعدتكم.
[945 / 110] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: كُنْتُ دَخَلْتُ مَعَ أَي الْكَعْبَةَ، فَصَلَّى عَلَى الرُّحَامَةِ اَلخَمْرَاءِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ ، فَقَالَ: فِي هَذَا المَوْضِع تَعَاقَدَ الْقَوْمُ إِنْ مَاتَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَوْ قُتِلَ أَلَّا يَرُدُّوا هَذَا الْأَمْرَ فِي أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَبَداً»، قَالَ: قُلْتُ : وَمَنْ كَانَ؟ قَالَ: «كَانَ اَلْأَوَّلُ، وَالثَّانِي، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجُرَّاح،
وَسَالِمُ بْنُ الحَبيبَةِ »(2)
[111/946] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ عَلِيًّا علیه السلام لَمْ يَبتُ بِمَكَّةَ بَعْدَ إِذْ هَاجَرَ مِنْهَا حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عزّو جلّ إِلَيْهِ»، قَالَ: قُلْتُ
لَهُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «يَكْرَهُ أَنْ يَبِيتَ بِأَرْضِ قَدْ هَاجَرَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَكَانَ
يُصَلِّي الْعَصْرَ وَيَخْرُجُ مِنْهَا وَيَبِيتُ بِغَيْرِهَا »(3).
ص: 43
[112/947] عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيٌّ ، عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام يَقُولُ: بَادِرُوا بِالسَّلَامِ عَلَى اَلْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِ وَمُصَافَحَتِهِمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخَالِطَهُمُ الذُّنُوبُ»(1)
[113/948] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «آيَةٌ قَبُولِ اَلْحَجِّ
تَرْكُ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ مُقِيماً مِنَ الذُّنُوبِ »(2).
[114/949] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، قَالَ:
إِذَا حَجَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَخْتِمْ بِزِيَارَتِنَا، لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ »(3).
[ 115/950] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي حُجْرِ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : مَنْ أَتَى مَكَّةَ حَاجًا وَلَمْ يَ
زُرْنِي فِي المَدِينَةِ جَفَوْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَتَانِي زَائِراً وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي، وَمَنْ وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي وَجَبَتْ لَهُ اَلْجَنَّةُ، وَمَنْ مَاتَ فِي أَحَدٍ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ، وَمَنْ مَاتَ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهُ عزّو جلّ وَ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أَصْحَابِ بَدْرٍ»(4).
ص: 44
[116/951] عَنْ أَبَانِ اَلسَّدُوسِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ أَتَانِي زَائِراً كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(1) .
[ 117/952] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّمَا أُمِرَ اَلنَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هَذِهِ الْأَحْجَارَ فَيَطُوفُوا بِهَا ثُمَّ يَأْتُونَا فَيُخْبِرُونَا بِوَلَايَتِهِمْ وَيَعْرِضُوا عَلَيْنَا
نَصْرَهُمْ»(2).
[118/953] عَنْ يَحْيَى بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: حَجَجْنَا فَمَرَرْنَا بِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ: «حَاجُ بَيْتِ الله، وَزُوَّارُ قَيْرِ نَبِيِّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَشِيعَةُ آلِ مُحَمَّدٍ، هَنِيئاً
لَكُمْ» (3) .
[119/954] عَنْ زَيْدٍ الشَّحَامِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : مَا لَنْ زَارَ
أَحَداً مِنْكُمْ؟ قَالَ: «كَمَنْ زَارَ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم»(4).
[120/955] عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ أَخْرَوِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ
مُوسَى اَلرِّضَا علیه السلام: يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا تَقُولُ فِي الْحَدِيثِ اَلَّذِي يَرْوِيهِ الْحَدِيثِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَزُورُونَ رَبَّهُمْ مِنْ مَنَازِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ علیه السلام: «يَا أَبَا
اَلصَّلْتِ، إِنَّ اللهَ فَضَّلَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم عَلَى جَمِيع عَلَى جَمِيعَ خَلْقِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمَلَائِكَةِ، وَجَعَلَ طَاعَتَهُ طَاعَتَهُ، وَمُتَابَعَتَهُ مُتَابَعَتَهُ، وَزِيَارَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ زِيَارَتَهُ، فَقَالَ:
ص: 45
«مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (80)» [النساء: 80]، وَقَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ (10)»[الفتح: 10]، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَوْتِي فَقَدْ زَارَ اللَّهَ وَدَرَجَةُ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ، فَمَنْ زَارَهُ إِلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَنْزِلِهِ فَقَدْ زَارَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى »(1).
[121/956] عَنْ يَحْيَى - وَكَانَ خَادِماً لِأَبِي جَعْفَرِ الثَّانِي علیه السلام - ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ زَارَنِي أَوْ زَارَ أَحَداً مِنْ ذُرِّيَّتِي زُرْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَنْقَذْتُهُ مِنْ أَهْوَالِهَا » (2).
[ 122/957] عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلَى رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا عَلِيُّ، مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَوْتِ ، أَوْ زَارَكَ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بَعْدَ مَوْتِكَ، أَوْ زَارَ ابْنَيْكَ فِي حَيَاتِهِمَا أَوْ بَعْدَ مَوْتِهَا، ضَمِنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أُخَلَّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَشَدَائِدِهَا حَتَّى أَصَيَّرَهُ مَعِي [فِي] دَرَجَتِي »(3).
[ 123/958] عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ:
مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَوْتِي كَانَ فِي جِوَارِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(4).
[124/959] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله اَلْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
فِي حَدِيثٍ طَوِيلِ: «إِنَّ اللهَ قَدْ وَكَّلَ بِفَاطِمَةَ علیها السلام رَعِيلاً مِنَ المَلَائِكَةِ يَحْفَظُونَهَا مِنْ
ص: 46
بَيْنِ يَدَيْهَا وَمِنْ خَلْفِهَا وَعَنْ يَمِينِهَا وَعَنْ يَسَارِهَا ، وَهُمْ مَعَهَا فِي حَيَاتِهَا وَعِنْدَ قَبْرِهَا بَعْدَ مَوْتِهَا، يُكْثِرُونَ اَلصَّلَاةَ[ عَلَيْهَا وَ ]عَلَى أَبيهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيهَا، فَمَنْ زَارَني بَعْدَ وَفَاتِي فَكَأَنها زَارَنِي فِي حَيَاتِي، وَمَنْ زَارَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَكَأَنَّمَا زَارَنِي، وَمَنْ زَارَ عَلَى ابْنَ أَبِي طَالِب علیه السلام فَكَأَنَّمَا زَارَ فَاطِمَةَ علیها السلام ، وَمَنْ زَارَ [اَلْحَسَنَ وَ] اَلْحُسَيْنَ فَكَأَنَّها
زَارَ عَلِيًّا، وَمَنْ زَارَ ذُرِّيَّتَهُمَا فَكَأَنَّها زَارَهُمَا »(1).
[ 960 / 125] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الله
مَلَائِكَةٌ سَيَّا حِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُوفِّي عَنْ أُمَّتِيَ السَّلَامَ»(2).
[ 126/961] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعُ جُعِلْنَ شُفَعَاءَ: الجنَّةُ، وَالنَّارُ، وَالْخُورُ العِينُ، وَمَلَكٌ عِنْدَ رَأْسِي فِي الْقَبْرِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ مِنْ أُمَّتِي: اللَّهُمَّ زَوِّجُنِي مِنَ الْحُورِ العِينِ، قُلْنَ اللَّهُمَّ زَوِّجُنَاهُ، وَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: اَللَّهُم أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ، قَالَتْ: اَللَّهُمَّ أَجِرْهُ الجنَّةَ، قَالَتِ الجنّة:
، وَإِذَا قَالَ: اللَّهُمَّ هَبْنِي لَهُ، وَإِذَا قَالَ: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، قَالَ الَمَلَكُ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ فُلَانَ بْنَ فَلَانٍ صَلَّى عَلَيْكَ، فَأَقُولُ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ كَمَا صَلَّى عَلَيَّ » (3).
[127/962] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْن عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «إذَا
ص: 47
فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَاشْتِ الْمِنْبَرَ فَإِمْسَحْهُ بِيَدِكَ وَخُذْ بِرُمَّانَتَيْهِ وَهُمَا اَلسُّفْلَاوَانِ وَامْسَحْ عَيْنَيْكَ وَوَجْهَكَ، فَإِنَّهُ يُقَالُ : إِنَّهُ شِفَاء لِلْعَيْنِ، وَقُمْ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَأَثْنِ عَلَيْهِ وَسَلْ حَاجَتَكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرع الجَنَّةِ - وَالتُّرْعَةُ هِيَ اَلْبَابُ الصَّغِيرُ - ، ثُمَّ تَأْتِي مَقَامَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَتُصَلِّي فِيهِ مَا بَدَا لَكَ، فَإِذا دَخَلْتَ المَسْجِدَ فَصَلِّ عَلَى النَّبِيُّ الله ، وَإِذَا خَرَجْتَ فَاصْنَعْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَكْثِرُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله وسلم»(1).
[128/963] سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ مَقَامِ جَبْرَئِيلَ، فَقَالَ: «تَحْتَ المِيزَابِ الَّذِي إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ فَاطِمَةَ علیها السلام بِحِيَالِ
الْبَابِ، وَالْمِيزَابُ فَوْقَكَ، وَالْبَابُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِكَ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ مَنْدُوبَاً فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ لَا يَدْعُو أَحَدٌ هُنَاكَ إِلَّا أَسْتُجِيبَ لَهُ »(2)
قال في (الفقيه) اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيِّدة نساء العالمين علیهما السلام، فمنهم من روى أنَّها دفنت في البقيع، ومنهم من روى أنَّها دفنت بين القبر والمنبر، وأنَّ النبيَّ صلی الله علیه و آله وسلم إنما قال: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» ،لأنَّ قبرها بين القبر والمنبر، ومنهم من روى أنَّها دُفِنَت في بيتها، فلمَّا زادت بنو أميَّة في المسجد صارت في المسجد، وهذا هو الصحيح عندي(3).
ص: 48
قال في (التهذيب) وقد اختلف أصحابنا في موضع قبرها، فقال بعضهم: إنَّها دُفِنَت بالبقيع، وقول بعضهم: إنّها دُفِنَت بالروضة، وقال بعضهم: إنَّها دفنت في بيتها، فلمَّا زاد بنو أُميَّة في المسجد صارت من جملة المسجد، وهاتان الروايتان كالمتقاربتين، والأفضل عندي أن يزور الإنسان من الموضعين جميعاً، فإنَّه لا يضرُّه ذلك، ويحوز به أجراً عظيماً، فأمَّا من قال: إنَّها دُفِنَت بالبقيع فبعيد من الصواب، والذي روي في فضل زيارتها أكثر من أنْ يُحصى(1).
[129/964]عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، عَنْ فَاطِمَةَ علیها السلام، قَالَتْ: قَالَ لي رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:یَا فَاطِمَةُ، مَنْ صَلَّى عَلَيْكِ غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَأَلحقَهُ بِي حَيْثُ كُنْتُ مِنَ
الجنَّة »(2).
[130/965 ] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ زَارَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَكَأَنَّمَا زَارَنِي»(3)
[312/966] عَنِ الْحَلَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «هَلْ أَتَيْتُمْ مَسْجِدَ قُبَا أَوْ مَسْجِدَ الْفَضِيحَ أَوْ مَشْرَبَةَ أَمَّ إِبْرَاهِيمَ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ آثَارِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ غَيْرَ غَيْرَ هَذَا»(4).
ص: 49
[ 132/967 ]عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «وَمِنَ المَشَاهِدِ بِالمَدِينَةِ
اَلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهَا وَتُشَاهَدَ وَيُصَلَّى فِيهَا وَيُتَعَاهَدَ مَسْجِدُ قُبَا، وَهُوَ المَسْجِدُ الَّذِي أَسْسَ عَلَى التَّقْوَىٰ، وَمَسْجِدُ الْفَتْحِ، وَمَشْرَبَةٌ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ، وَقَبْرُ حَمْزَةَ، وَقُبُورُ
اَلشُّهَدَاءِ»(1).
[968/ 133] عَنْ لَيْثِ الْمُرَادِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ مَسْجِدِ الْفَضِيخِ لِمَ سُمِّيَ مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ؟ فَقَالَ: «لِنَخْلٍ يُسَمَّى الْفَضِيخَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ
مَسْجِدَ الْفَضِيحَ »(2).
[134/969] عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو عَبْدِ الله علیه السلام مَسْجِدَ الْفَضِيحُ، فَقَالَ: يَا عَمَّارُ، تَرَى هَذِهِ الْوَهْدَةَ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «كَانَتِ اِمْرَأَةُ جَعْفَرِ الَّتِي خَلَفَ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَاعِدَةً فِي هَذَا المَوْضِعِ، وَمَعَهَا اِبْنَاهَا مِنْ جَعْفَرٍ، فَبَكَتْ فَقَالَ لَهَا ابْنَاهَا مَا يُبْكِيكِ، يَا أُمَّهُ؟ قَالَتْ: بَكَيْتُ لِأَمِير الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، فَقَالَا لَهَا: تَبْكِينَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا تَبْكِينَ لِأَبِينَا؟ قَالَتْ: لَيْسَ هَذَا هَكَذَا، وَلَكِنْ ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِي بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي هَذَا المَوْضِع فَأَبْكَانِي، :قَالَا: وَمَا هُوَ؟ قَالَتْ: كُنْتُ أَنا وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي هَذَا المَسْجِدِ، فَقَالَ لِي: تَرَيْنَ هَذِهِ الْوَهْدَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدَيْنِ فِيهَا إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِي، ثُمَّ خَفَقَ حَتَّى غَطَّ، وَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُحَرِّكَ رَأْسَهُ عَنْ فَخِذِي فَأَكُونَ قَدْ آذَيْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم حَتَّى ذَهَبَ الْوَقْتُ وَفَاتَتْ،
ص: 50
فَانْتَبَهَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: لَا ، قَالَ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أُوذِيَكَ، قَالَ: فَقَامَ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَمَدَّ يَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ رُدَّ
الشَّمْسَ إِلَى وَقْتِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلِيُّ، فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى وَقْتِ الصَّلَاةِ حَتَّىٰ
صَلَّيْتُ الْعَصْرَ، ثُمَّ اِنْقَضَّتْ اِنْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ»(1)
[ 970 / 135] رُوِيَ عَن النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم
أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ زَارَنِي وَلَمْ يَزُرْ قَبْرَ عَمِّي
(2) حَمْزَةَ فَقَدْ جَفَانِي»(2).
[136/971] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ ضَرَبْتُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لِي ذَهَباً وَفِضَّةٌ، وَبِعْتُ ضِيَاعِي، فَقُلْتُ: أَنْزِلُ مَكَّةَ، فَقَالَ: «لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ جَهْرَةً»، قَالَ: فَفِي حَرَمِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم؟ قَالَ: «هُمْ شَرٌّ مِنْهُمْ»، قَالَ: فَأَيْنَ أَنْزِلُ؟ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالْعِرَاقِ الْكُوفَةِ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ مِنْهَا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً هَكَذَا وَهَكَذَا، وَإِلَى جَانِبِهَا قَبْرٌ مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ وَلَا مَلْهُوفٌ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ »(3)
بيان :الظاهر أنَّه قبر أمير المؤمنين علیه السلام.
[137/972] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً عِنْدَ
ص: 51
اَلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَقَالَ: «يَا أَبَا اَلْحَسَنِ،
السلام إِلَيَّ، ثُمَّ اِعْتَنَقَهُ، وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللهَ (عَزَّ اِسْمُهُ)
عَرَضَ وَلَا يَتَكَ عَلَى السَّمَاوَاتِ، فَسَبَقَتْ إِلَيْهَا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَزَيَّنَهَا
بِالْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَقَتْ إِلَيْهَا السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ فَزَيَّنَهَا بِالْبَيْتِ المَعْمُورِ، ثُمَّ سَبَقَتْ إِلَيْهَا السَّمَاءُ الدُّنْيَا فَزَيَّنَهَا بِالْكَوَاكِب ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى الْأَرَضِينَ، فَسَبَقَتْ إِلَيْهَا مَكَةُ فَزَيَّنَهَا بِالْكَعْبَةِ، ثُمَّ سَبَقَتْ إِلَيْهَا المَدِينَةُ فَزَيَّنَهَا بِي، ثُمَّ سَبَقَتْ إِلَيْهَا الْكُوفَةُ فَزَيَّنَهَا بِكَ»(1).
[138/973] عَنْ بَدْرِ بْنِ خَلِيلِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ اَلشَّامِ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «أَوَّلُ بُقْعَةٍ عُبِدَ اللهُ عَلَيْهَا ظَهْرُ
غاليلا اَلْكُوفَةِ لَمَّا أَمَرَ اللهُ المَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لِآدَمَ سَجَدُوا عَلَى ظَهْرِ
اَلْكُوفَةِ» (2).
[139/974] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: «لَمَوْضِعُ الرِّحْلِ فِي الْكُوفَةِ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَارٍ بِالمَدِينَةِ »(3).
بيان: موضع الرحل هو المكان الذي تُوضَع فيه أغراض المسافرين
ورحلهم، وتُوثَق فيه دوابُّهم
ص: 52
[140/975] عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَعْ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ السلام
كَانَ لَهُ دَارُ بِالْكُوفَةِ فَلِيَتَمَسَّكْ بِهَا »(1) .
[141/976] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي مَدْح الْكُوفَةِ: «يَا كُوفَةٌ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ وَأَخْبَثَ كَثِيراً مِنْ أَهْلِكِ الْخَارِجُ مِنْكِ بِذَنْبٍ وَالدَّاخِلِ فِيكِ بِرَحْمَةٍ، أَمَا لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَحِنَّ إِلَيْكِ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَخْرُجُ عَنْكِ كُلُّ كَافِرٍ، وَلَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونِي مِنَ النَّهْرَيْنِ إِلَى النَّهْرَيْنِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْكَبُ الْبَغْلَةَ الصَّفْرَاءَ يُرِيدُ الْجُمُعَةَ وَلَا يُدْرِكُهَا » (2).
[ 142/977] عَنِ الْحَسَنِ بْن عَلِيَّ الْوَشَاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلٍّ إِمَام عَهْداً فِي عُنُقِ أَوْلِيَائِهِ وَشِيعَتِهِ، وَإِنَّ مِنْ تَمَام اَلْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَحُسْنِ الْأَدَاءِ زِيَارَةَ قُبُورِهِمْ، فَمَنْ زَارَهُمْ رَغْبَةً فِي زِيَارَتِهِمْ وَتَصْدِيقاً بِمَا رَغِبُوا فِيهِ كَانَ أَئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(3).
[ 143/978] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَمَّنْ رَوَاهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
إِذَا بَعُدَتْ بِأَحَدِكُمُ الشُّقَةُ وَنَأَتْ بِهِ الدَّارُ فَلْيَعْلُ عَلَى مَنْزِلِهِ، ليُصَل رَكَعَتَيْنِ، وَلْيُومِ بِالسَّلَامِ إِلَى قُبُورِنَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَصِلُ إِلَيْنَا، وَتُسَلِّمُ عَلَى اَلْأَئِمَّةِ مِنْ بَعِيدٍ كَما تُسَلَّمُ عَلَيْهِمْ مِنْ قَرِيبٍ غَيْرَ أَنَّكَ لَا تَقُولُ: أَتَيْتُكَ زَائِراً، بَلْ تَقُولُ مَوْضِعَهُ:
ص: 53
قَصَدْتُكَ بِقَلْبِي زَائِراً إِذْ عَجَزْتُ عَنْ حُضُورِ مَشْهَدِكَ، وَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِسَلَامِي لِعِلْمِي بِأَنَّهُ يَبْلُغُكَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ، ثُمَّ تَدْعُو بِمَا
أَحْبَبْتَ »(1).
[144/979] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْمَرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ زَارَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام مَاشِياً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَجَّةً وَعُمْرَةٌ، فَإِنْ رَجَعَ مَاشِياً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَجَّتَيْنِ وَعُمْرَتَيْنِ »(2).
[980 / 145] اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَخِيهِ جَعْفَرٍ، عَنْ رِجَالِهِ يَرْفَعُهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیهما السلام وَقَدْ ذُكِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ اِبْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَقَالَ ابْنُ مَارِدٍ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : مَا لَنْ زَارَ جَدَّكَ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام؟ فَقَالَ: يَا بْنَ مَارِدٍ، مَنْ زَارَ جَدِّي عَارِفاً بِحَقِّهِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ
لا «يَا خُطْوَةٍ حَجَّةً مَقْبُولَةً وَعُمْرَةٌ مَبْرُورَةٌ، وَالله يَا بْنَ مَارِدٍ مَا يُطْعِمُ اللهُ النَّارَ قَدَماً اِغْبَرَّتْ فِي زِيَارَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام مَاشِياً كَانَ أَوْ رَاكِباً. يَا بْنَ مَارِدٍ، أَكْتُبْ هَذَا اَلْحَدِيثَ بِمَاءِ الذَّهَبِ» (3).
[146/981] عَنْ أَبِي عَامِرٍ السَّابِي وَاعِظِ أَهْل الْحِجَازِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله مَا لَنْ زَارَ قَبْرَهُ - يَعْنِي أَمِيرَ
ص: 54
اَلْمُؤْمِنِينَ - وَعَمَرَ تُرْبَتَهُ؟ قَالَ: «يَا أَبَا عَامِرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ اَلحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلى علیه السلام أَنَّ النَّبِيَ صلی الله علیه و آله وسلم قَالَ لَهُ: وَالله لَتُقْتَلَنَّ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ وَتُدْفَنُ بِهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا لَمَنْ زَارَ قُبُورَنَا وَعَمَرَهَا وَتَعَاهَدَهَا؟ فَقَالَ لي:
يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قَبْرَكَ وَقَبْرَ وُلْدِكَ بِقَاعاً مِنْ بِقَاعِ الْجَنَّةِ، وَعَرْصَةً مِنْ
عَرَصَاتِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قُلُوبَ نُجَبَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَصَفْوَتِهِ مِنْ عِبَادِهِ تَحِنُّ إِلَيْكُمْ، وَتَحْتَمِلُ المَذَلَّةَ وَالْأَذَى فِيكُمْ، فَيَعْمُرُونَ قُبُورَكُمْ، وَيُكْثِرُونَ زِيَارَتَهَا تَقَرُّباً مِنْهُمْ إِلَى الله، وَمَوَدَّةً مِنْهُمْ لِرَسُولِهِ، أُولَئِكَ يَا عَلِيُّ اَلمَخْصُوصُونَ بِشَفَاعَتِي، وَالْوَارِدُونَ حَوْضِي، وَهُمْ زُوَّارِي غَداً فِي اَلْجَنَّةِ. يَا عَلِيُّ ، مَنْ عَمَرَ قُبُورَكُمْ وَتَعَاهَدَهَا فَكَأَنَّا أَعَانَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَى بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَمَنْ زَارَ قُبُورَكُمْ عَدْلُ ذَلِكَ لَهُ ثَوَابُ سَبْعِينَ حَجَّةٌ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَام وَخَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ زِيَارَتِكُمْ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَأَبْشِرْ يَا عَلِيُّ وَبَشِّرْ أَوْلِيَاءَكَ وَمُحِيِّيكَ إِلَى النَّعِيمِ وَقُرَّةِ اَلْعَيْنِ بِمَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبٍ بَشَرِ، وَلَكِنَّ حُنَالَةٌ مِنَ النَّاسِ يُعَيَّرُونَ زُوَّارَ قُبُورِكُمْ بِزِيَارَتِكُمْ كَمَا تُعَيَّرُ الزَّانِيَةُ بِزِنَاهَا، أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي،
لَا نَالَتْهُمْ شَفَاعَتِي، وَلَا يَرِدُونَ حَوْضِي »(1).
[ 982/ 147] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لَتُفَتَّحُ عِنْدَ دُعَاءِ الزَّائِرِ
لأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ علیه السلام، [ فَلَا تَكُنْ عَنِ الْخَيْرِ نَوَّاماً ]»(2) .
[983 / 148] عَنْ أَبِي شُعَيْبِ الخُرَاسَانِي، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الحَسَنِ اَلرِّضَا علیه السلام أَيُّهَا أَفْضَلُ زِيَارَةُ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَوْ زِيَارَةُ الحُسَيْنِ علیه السلام؟ قَالَ: إِنَّ الحُسَيْنَ قُتِلَ مَكْرُوباً، فَحَقِيقٌ عَلَى اللَّه عزَّ وَ جلَّ أَلَّا يَأْتِيَهُ مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ كَرْبَهُ،
ص: 55
وَفَضْلُ زِيَارَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام عَلَى زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ كَفَضْل أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام» ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَيْنَ تَسْكُنُ؟»، قُلْتُ: الْكُوفَةَ، فَقَالَ: «إِنَّ مَسْجِدَ
ليلاها الْكُوفَةِ بَيْتُ نُوحٍ، لَوْ دَخَلَهُ رَجُلٌ مِائَةَ مَرَّةٍ لَكَتَبَ اللهُ لَهُ مِائَةَ مَغْفِرَةٍ، أَمَا إِنَّ فِيهِ دَعْوَةَ نُوحٍ علیه السلام حَيْثُ قَالَ:«رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا(28)»
[نوح: 28]»، قُلْتُ: مَنْ عَنَى بِوَالِدَيَّ ؟ قَالَ: «آدَمَ وَحَوَّاءَ»(1).
[149/984] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ تَرَكَ زِيَارَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لَم يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ، أَلَا تَزُورُونَ مَنْ زَارَهُ المَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ علیهم السلام؟ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ الأَئِمَّةِ، وَلَهُ مِثْلُ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ، وَعَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَضْلُوا»(2).
[ 985/ 150] عَنْ أَبِي أَسَامَةَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْكُوفَةُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فِيهَا قَبْرُ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ، وَقُبُورُ ثَلَاثِمَانَةِ نَبِيٍّ
وَسَبْعِينَ نَبِيًّا، وَسِتُّ مِائَةٍ وَصِيُّ، وَقَبْرُ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام»(3).
[151/986] عَنْ يُونُسَ بْن ظَبْيَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام حَيْثُ
قَدِمَ الْحِيرَةَ، وَذَكَرَ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ: إِنَّهُ سَارَ مَعَهُ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى المَكَانِ الَّذِي أَرَادَ، فَقَالَ: «يَا يُونُسُ، أَقْرُنْ دَابَّتَكَ»، فَقَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ فَدَعَا دُعَاءً خَفِيَّا لَا أَفْهَمُهُ، ثُمَّ اِسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، فَقَرَأَ فِيهَا سُورَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ يَجْهَرُ فِيهِمَا، وَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ، ثُمَّ دَعَا علیه السلام، فَفَهِمْتُهُ وَعَلِمْتُهُ، فَقَالَ: «يَا يُونُسُ، أَتَدْرِي أَيُّ مَكَانٍ هَذَا؟» ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَا وَالله وَلَكِنِّي أعلم ! فِي الصَّحْرَاءِ، فَقَالَ: «هَذَا قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، يَلْتَقِي هُوَ وَرَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
ص: 56
اَلدُّعَاءُ: «اللَّهُمَّ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ، وَلَا بُدَّ مِنْ قَدَرِكَ، وَلَا بُدَّ مِنْ قَضَائِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، اَللَّهُمَّ فَما قَضَيْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَضَاءِ، أَوْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَدَرٍ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ صَبْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْفَعُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً في رِضْوَانِكَ يُنْمِي فِي حَسَنَاتِنَا وَتَفْضِيلِنَا وَسُؤْدُدِنَا وَمَجْدِنَا وَنَعْمَائِنَا وَكَرَامَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَا تَنْقُصْ مِنْ حَسَنَاتِنَا، اَللَّهُمَّ وَمَا أَعْطَيْتَنَا مِنْ عَطَاءٍ، أَوْ فَضَّلْتَنَا بِهِ مِنْ فَضِيلَةٍ، أَوْ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ كَرَامَةٍ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ شُكْراً يَفْهَرُهُ وَيَدْفَعُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً في رِضْوَانِكَ وَحَسَنَاتِنَا وَسُؤْدُدِنَا وَشَرَفِنَا وَنَعْمَائِكَ وَكَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَا تَجْعَلْهُ لَنَا أَشَراً وَلَا بَطَراً وَلَا فِتْنَةٌ وَلَا مَقْتاً وَلَا عَذَاباً وَلَا خِزْياً فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ، اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَشْرَةِ اللَّسَانِ، وَسُوءِ المَقَام، وَخِفَّةِ المِيزَانِ، اَللَّهُمَّ لَقْنَا حَسَنَاتِنَا فِي المَمَاتِ، وَلَا تُرِنَا أَعْمَالَنَا عَلَيْنَا حَسَرَاتٍ، وَلَا تُخْزِنَا عِنْدَ فَضَائِكَ، وَلَا تَفْضَحْنَا بِسَيِّئَاتِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا تَذْكُرُكَ وَلَا تَنْسَاكَ، وَتَخْشَاكَ كَأَنَّهَا تَرَاكَ حِينَ تَلْقَاكَ، وَبَدِّلْ سَيِّئَاتِنَا حَسَنَاتٍ، وَاجْعَلْ حَسَنَاتِنَا دَرَجَاتٍ، وَاجْعَلْ دَرَجَاتِنَا غُرُفَاتٍ، وَاجْعَلْ غُرُفَاتِنَا عَالِيَاتٍ، اَللَّهُمَّ وَأَوْسِعْ لِفَقِيرِنَا مِنْ سَعَتِكَ مَا قَضَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَاهْدَى مَا أَبْقَيْتَنَا، وَالْكَرَامَةَ مَا أَحْيَيْتَنَا، وَالْكَرَامَةَ إِذَا تَوَفَّيْتَنَا، وَالْحِفْظُ فِيمَا يَبْقَى مِنْ عُمُرِنَا، وَالْبَرَكَةَ فِيمَا رَزَقْتَنَا، وَالْعَوْنَ عَلَى مَا حَمَلْتَنَا، وَالثَّبَات عَلَى مَا طَوَّقْتَنَا، وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِظُلْمِنَا، وَلَا تُعَاقِبْنَا بِجَهْلِنَا، وَلَا تَسْتَدْرِجْنَا بِخَطِيئَاتِنَا، وَاجْعَلْ أَحْسَنَ مَا نَقُولُ ثَابِتاً فِي وبنَا، وَاجْعَلْنَا عُظَماء عِنْدَكَ أَذِلَّةٌ فِي أَنْفُسِنَا ، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَزِدْنَا عِلْماً نَافِعاً، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبِ لَا يَخْشَعُ، وَعَيْنٍ لَا تَدْمَعُ، وَصَلَاةٍ لَا تُقْبَلُ، أَجِرْنَا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ، يَا وَليَّ
اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (1).
ص: 57
[ 152/987] عَنِ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ : جَازَ الصَّادِقُ علیه السلام بِالْقَائِمِ الْمَائِلِ فِي طَرِيقِ الْغَرِيُّ، فَصَلَّى عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: «هَذَا مَوْضِعُ رَأْسِ جَدِّيَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيَّ علیه السلام، وَضَعُوهُ هَاهُنَا»(1) .
بيان: هو الآن مسجد الحنَّانة في النجف.
[ 153/988] رُوِيَ عَنْ مَوْلَانَا مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَضَيْتُ مَعَ
وَالِدِي عَلَيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام إِلَى قَبْرِ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام
بِالنَّجَفِ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، الْأَئِمَّةِ،
مَّ بَكَى وَقَالَ: «اَلسَّلَامُ عَلَى أ وَخَلِيل النُّبُوَّةِ، وَالمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ، اَلسَّلَامُ عَلَى يَعْسُوبِ الْإِيمَانِ، وَمِيزَانِ
الْأَعْمَالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلَالِ، اَلسَّلَامُ عَلَى صَالِحٍ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْم النَّبِيِّينَ، اَلْحَاكِمِ فِي يَوْمِ الدِّينِ السَّلَامُ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، اَلسَّلَامُ عَلَى حُجَّةِ الله الْبَالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، اَلسَّلَامُ عَلَى الصِّرَاطِ الْوَاضِحِ، وَالنَّجْمِ اللَّائِحِ ، وَالْإِمَامِ النَّاصِحِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلَى اللَّه، وَذَرِيعَتِي، وَليَ حَقٌّ مُوَالَاتِي وَتَأْمِيلِي، فَكُنْ لي شَفِيعِي إِلَى الله عزَّ وَ جلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلَى قَضَاءِ حَاجَتِي، وَهِيَ فَكَاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَاصْرِفْنِي فِي مَوْقِفِي هَذَا بِالنُّجْحِ، وَبِمَا سَأَلْتُهُ كُلَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلاً كَامِلاً، وَلُبّا رَاجِحاً، وَقَلْباً زَكِيًّا، وَعَمَلاً كَثِيراً، وَأَدَبَاً بَارِعاً، وَاجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ لِي، وَلَا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ»(2).
ص: 58
[ 154/989] عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَضَى أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام إلَى قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ بَكَى، وَقَالَ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ الله فِي أَرْضِهِ، وَحُجَّتَهُ في عِبَادِهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللَّه حَقَّ جِهَادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيهِ صلی الله علیه و آله وسلم ، حَتَّى دَعَاكَ اللهُ إِلَى جِوَارِهِ .... الزيارة ، قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام : «مَا قَالَهُ أَحَدٌ مِنْ شِيعَتِنَا عِنْدَ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَوْ عِنْدَ قَبْرِ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام إِلَّا وَقَعَ
فِي دَرَجِ مِنْ نُورٍ، وَطُبعَ عَلَيْهِ بِطَابَعِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم، حَتَّى يُسَلَّمَ إِلَى الْقَائِم علیه السلام، فَيَلْقَى صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَى وَالتَّحِيَّةِ وَالْكَرَامَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى »(1) .
[ 155/990] عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبي ظَاهِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: سَأَلَه رَجُلٌ عَنِ الْقَائِمِ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «لَا، ذَاكَ اِسْمٌ سَمَّى اللَّهُ بِهِ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ، وَلَا يُسَمَّى بِهِ بَعْدَهُ إِلَّا كَافِرٌ»، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَيْفَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «تَقُولُ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ الله»، ثُمَّ قَرَأَ : «بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (86)»[هود: 86](2).
[156/991] عَنْ أَبَانِ الْأَزْرَقِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مِنْ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّه تَعَالَى زِيَارَةُ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام ، وَأَفْضَلُ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ إِدْخَالُ
اَلسُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ إِلَى اللَّه تَعَالَى وَهُوَ سَاجِدٌ بَاكِ »(3).
ص: 59
[157/992] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ الْقُمِّيِّ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام ،
قَالَ: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام بِشَطُ الْفُرَاتِ كَمَنْ زَارَ اللهَ فَوْقَ عَرْشِهِ »(1) .
[ 158/993] مُحَمَّدُ بْنُ أَبي جَرِيرٍ الْقُمْيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلحَسَنِ
اَلرِّضَا علیه السلام يَقُولُ لِأَبِي: مَنْ زَارَ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِي علیه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ كَانَ مِنْ مُحَدِّثِي الله فَوْقَ عَرْشِهِ، ثُمَّ قَرَأَ :«إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)»«فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)»[القمر: 54 و 55](2).
15/994] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّي، قَالَ: قَالَ أَبُو اَحْسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام: أَدْنَى مَا يُثَابُ بِهِ زَائِرُ اَلحُسَيْنِ علیه السلام بِشَطُ الْفُرَاتِ إِذَا عَرَفَ حَقَّهُ وَحُرْمَتَهُ وَوَلَايَتَهُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ » (3).
[995 / 160] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِي كَرَامَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَلْيَكُنْ لِلْحُسَيْنِ علیه السلام زَائِراً، يَنَالُ مِنَ اللهِ الْفَضْلَ وَالْكَرَامَةَ وَحُسْنَ الثَّوَاب، وَلَا يَسْأَلُهُ عَنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ فِي حَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ رَمْلِ عَالِجِ وَجِبَالِ تِهَامَةَ وَزَبَدِ الْبَحْرِ، إِنَّ الحُسَيْنَ علیه السلام قُتِلَ مَظْلُوماً مُضْطَهَداً نَفْسُهُ عَطْشَاناً هُوَ
وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَأَصْحَابُهُ »(4).
[996 / 161] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِائَةَ أَلْفِ لَخَظَةٍ إِلَى الْأَرْضِ، يَغْفِرُ لَنْ يَشَاءُ، وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُ، وَيَغْفِرُ لِزَائِرِي قَبْرِ اَلحُسَيْنِ علیه السلام خَاصَّةً، وَلِأَهْلِ بَيْتِهِمْ،
ص: 60
وَلَمَنْ يَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَائِناً مَنْ كَانَ»، قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ رَجُلاً قَدِ اسْتَوْجَبَهُ
اَلنَّارُ؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَ، مَا لَمْ يَكُنْ نَاصِبِيَّا »(1).
[162/997] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ زَارَ قَبْرَ الحُسَيْنِ بْن عَلى علیهما السلام جَعَلَ ذُنُوبَهُ جِسْراً عَلَى بَابِ دَارِهِ ثُمَّ عَبَرَهَا، كَمَا يُخَلِّفُ أَحَدُكُمُ الْخَسْرَ وَرَاءَهُ إِذَا
عبره »(2).
[ 163/998] .عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ إِلَى قَيْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام ، فَلَهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ بِأَوَّلِ خُطْوَةٍ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُقَدَّسُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَأْتِيَهُ، فَإِذَا أَتَاهُ نَاجَاهُ اللهُ، فَقَالَ: عَبْدِي سَلْنِي أُعْطِكَ، ادْعُنِي أَجِبْكَ، أطْلُبْ مِنِّي أُعْطِكَ، سَلْنِي حَاجَتَكَ أَقْضِهَا لَكَ»، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «وَحَقٌّ عَلَى الله أَنْ يُعْطِيَ مَا بَذَلَ»(3) .
[164/999] مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ
مُحَمَّدٍ علیهما السلام يَقُولُ: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ علیهما السلام عِنْدَ رَبِّهِ عزَّ و جلَّ يَنْظُرُ إِلَى مَوْضِعِ
مُعَسْكَرِهِ، وَمَنْ حَلَّهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ مَعَهُ، وَيَنْظُرُ إِلَى زُوَّارِهِ، وَهُوَ أَعْرَفُ بِحَاهِمْ وَبِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَبِدَرَجَاتِهِمْ وَمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ و جلَّ وَ مِنْ أَحَدِكُمْ بِوَلَدِهِ، وَإِنَّهُ لَيَرَى مَنْ يَبْكِيهِ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُ، وَيَسْأَلُ آبَاءَهُ لا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُ، وَيَقُولُ: لَوْ يَعْلَمُ زَائِرِي مَا أَعَدَّ اللهُ لَهُ لَكَانَ فَرَحُهُ أَكْثَرَ مِنْ جَزَعِهِ، وَإِنَّ زَائِرَهُ لَيَنْقَلِبُ وَمَا
عَلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ »(4).
[ 165/1000) عَنْ أَبِي بَكْرِ الْخُضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ
ص: 61
يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ فَيَعْرِضُ حُبّنَا عَلَى قَلْبِهِ، فَإِنْ قَبلَهُ فَهُوَ
مُؤْمِنٌ، وَمَنْ كَانَ لَنَا مُحِبَّا فَلْيَرْغَبْ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام، فَمَنْ كَانَ
لِلْحُسَيْنِ علیه السلام زَوَاراً عَرَفْنَاهُ بِالحُبِّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحُسَيْنِ علیه السلام زَوَاراً كَانَ نَاقِصَ الْإِيمَانِ»(1).
[166/1001] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله وَأَبَا جَعْفَرٍ علیهما السلام يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَسْكَنُهُ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ الْجَنَّةَ فَلَا يَدَعْ زِيَارَةَ المَظْلُوم»، قُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: «اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَاحِبُ كَرْبَلَاءَ، مَنْ أَتَاهُ شَوْقاً إِلَيْهِ وَحُبَّا لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَحُبَّا لِفَاطِمَةَ وَحُبَّا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ) أَقْعَدَهُ اللهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مَعَهُمْ وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ »(2).
[167/1002] عَنْ صَالِحٍ بْنِ مِيثَمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَكُونَ عَلَى مَوَائِدِ النُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلْيَكُنْ مِنْ زُوَّارِ اَلحُسَيْنِ بْنِ عَلِيَّ علیهما السلام»(3).
[168/1003] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهَبٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقِيلَ لي : ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ، فَوَجَدْتُهُ فِي مُصَلَّاهُ فِي بَيْتِهِ، فَجَلَسْتُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ وَيَقُولُ: «يَا مَنْ خَصَّنَا بِالْكَرَامَةِ، وَخَصَّنَا بِالْوَصِيَّةِ، وَوَعَدَنَا الشَّفَاعَةَ، وَأَعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَى وَمَا بَقِيَ، وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ اَلنَّاسِ تَهْوِي إِلَيْنَا، اِغْفِرْ لِي وَلِإِخْوَانِي وَلِزُوَّارِ قَبْرِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ علیه السلام الَّذِينَ أَنْفَقُوا أَمْوَاهُمْ وَأَشْخَصُوا أَبْدَانَهُمْ رَغْبَةً فِي بِرِّنَا، وَرَجَاءً لَا عِنْدَكَ فِي صِلَتِنَا،
ا وَسُرُوراً أَدْخَلُوهُ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَإِجَابَةٌ مِنْهُمْ لِأَمْرِنَا، وَغَيْظاً أَدْخَلُوهُ عَلَى عَدُوِّنَا، أَرَادُوا بِذَلِكَ رِضَاكَ، فَكَافِهِمْ عَنَّا بِالرِّضْوَانِ، وَاكْلَاهُمْ
ص: 62
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأخْلُفْ عَلَى أَهَالِيهِمْ وَأَوْلَادِهِمُ الَّذِينَ خَلَّفُوا بِأَحْسَنِ الْخَلَفِ، وَاصْحَبْهُمْ وَاكْفِهِمْ شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَكُلِّ ضَعِيفٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ شَدِيدٍ، وَشَرَّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، وَأَعْطِهِمْ أَفْضَلَ مَا أَمَّلُوا مِنْكَ فِي غُرْبَتِهِمْ عَنْ أَوْطَائِهِمْ، وَمَا آتَرُونَا بِهِ عَلَى أَبْنَائِهِمْ وَأَهَالِيهِمْ وَقَرَابَاتِهِمْ، اَللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا عَابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ الشُّخُوص إِلَيْنَا، وَخِلَافاً مِنْهُمْ عَلَى مَنْ خَالَفَنَا، فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتِي قَدْ غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ ، وَارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَتْ عَلَى حُفْرَةِ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، وَارْحَمْ تِلْكَ الْأَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةٌ لَنَا، وَارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ وَاحْتَرَقَتْ لَنَا، وَارْحَم الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ تِلْكَ الْأَنْفُسَ وَتِلْكَ الْأَبْدَانَ حَتَّى نُوَافِيَهُمْ عَلَى الْحَوْضِ يَوْمَ الْعَطَشِ، فَمَا زَالَ وَهُوَ سَاجِدٌ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَوْ أَنَّ هَذَا الَّذِي سَمِعْتُ مِنْكَ كَانَ مَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ لَظَنَنْتُ أَنَّ النَّارَ لَا تَطْعَمُ مِنْهُ شَيْئاً، وَالله لَقَدْ تَمَتَّيْتُ أَنْ كُنْتُ زُرْتُهُ وَلَمْ أَحُجَّ ، فَقَالَ لِي: «مَا أَقْرَبَكَ مِنْهُ، فَمَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ إِثْيَانِهِ؟»، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاوِيَةُ، لِمَ تَدَعُ ذَلِكَ؟»، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَمْ أَدْرِ أَنَّ اَلْأَمْرَ يَبْلُغُ هَذَا كُلَّهُ، قَالَ: «يَا مُعَاوِيَةُ، مَنْ يَدْعُو لِزُوَّارِهِ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْعُوهُمْ فِي الْأَرْضِ»(1)
[169/1004] عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم تَحْضُرُ لِزُوَّارِ غَيْرِ ابْنِهَا الْحُسَيْنِ علیه السلام، فَتَسْتَغْفِرُ هُمْ
ذُنُوبَهُمْ »(2).
ص: 63
[170/1005] وَفِي رِوَايَةِ أَبَانِ قَوْلُهُ علیه السلام: فَهَبَطَ عَلَى قَيْرِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ
مَلَكٍ شُعْتُ غُبْرٌ يَبْكُونَ عَلَيْهِ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ»(1).
[171/1006] وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ وَهَبٍ قَوْلُهُ علیه السلام: «أَمَا تُحِبُّ أَنْ يَرَى الله
شَخْصَكَ وَسَوَادَكَ فِيمَنْ يَدْعُو لَهُ رَسُولُ الله وَعَلِيُّ وَفَاطِمَةُ وَالْأَئِمَّةُ عليهم ؟ » (2) .
[172/1007] رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَخْلُقُ مِنْ عَرَقِ زُوَّارِ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام
مِنْ كُلِّ عَرَقٍ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِزُوَّارِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ»(3) .
[1008 / 173] عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام في حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ: «يَا زُرَارَةُ، إِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَلَسَ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام في ظلَّ الْعَرْشِ، وَجَمَعَ اللَّهُ زُوَّارَهُ وَشِيعَتَهُ لِبَصِيرُوا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّفْرَةِ وَالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ إِلَى أَمْرِ لَا يَعْلَمُ صِفَتَهُ إِلَّا اللَّهُ، فَيَأْتِيهِمْ رُسُلُ أَزْوَاجِهِمْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا رُسُلُ أَزْوَاجِكُمْ إِلَيْكُمْ، يَقُلْنَ: إِنَّا قَدِ اِشْتَقْنَاكُمْ وَأَبْطَأْتُمْ عَلَيْنَا، فَيَحْمِلُهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ السُّرُورِ وَالْكَرَامَةِ إِلَى أَنْ يَقُولُوا لِرُسُلِهِمْ: سَوْفَ نَجِيتُكُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ »(4)
[ 1009 / 174] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ الْحُسَيْنُ علیهما السلام: «أَنَا قَتِيلُ الْعَبْرَةِ، قُتِلْتُ مَكْرُوباً، وَحَقِيقٌ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَأْتِيَنِي مَكْرُوبٌ قَطُّ إِلَّا رَدَّهُ وَقَلَبَهُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً»(5).
[175/1010] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ:
ص: 64
اَلحُسَيْنَ علیه السلام صَاحِبَ كَرْبَلاءَ قُتِلَ مَظْلُوماً مَكْرُوباً عَطشاناً فاناً، وَحَقٌّ عَلَى
الله عزَّ وَ جلَّ أَنْ لَا يَأْتِيَهُ طَفَانٌ وَلَا مَكْرُوبٌ وَلَا مُذْنِبٌ وَلَا مَغْمُومٌ وَلَا عَطْشَانٌ وَلَا ذُو عَاهَةٍ ثُمَّ دَعَا عِنْدَهُ وَتَقَرَّبَ بالحُسَيْنِ علیه السلام إلى الله عزَّ وَ جلَّ إلَّا نَفْسَ اللهُ كُرْبَتَهُ، وَأَعْطَاهُ مَسْأَلَتَهُ، وَغَفَرَ ذُنُوبَهُ، وَمَدَّ فِي عُمُرِهِ، وَبَسَطَ فِي رِزْقِهِ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي
الْأَبْصَارِ »(1).
[176/1011] عَنْ عَبْدِ الله الصَّحَانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنَّهُ مِنْ زُوَّارِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام لَمَا يَرَى مِمَّا يُصْنَعُ بِزُوَّارِ اَلْحُسَيْنِ مِنْ كَرَامَتِهِمْ عَلَى اللَّه
تعالى»(2).
[177/1012] مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ يُعْرَفُ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كُنْتُ أَزُورُ الْحُسَيْنَ علیه السلام فِي كُلِّ شَهْرٍ، ثُمَّ عَلَتْ سِنِّي وَضَعُفَ جِسْمِي فَانْقَطَعَتْ عَنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام مُدَّةٌ، ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ فِي زِيَارَتِي إِيَّاهُ مَاشِياً، فَوَصَلْتُ فِي أَيَّامٍ، فَسَلَّمْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيِ الزِّيَارَةِ وَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ اَلْحُسَيْنَ علیه السلام قَدْ خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ وَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، لِمَ جَفَوْتَنِي وَكُنْتَ بِي بَرَّا؟» فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، ضَعُفَ جِسْمِي، وَقَصُرَتْ خُطَايَ، وَوَقَعَ لي أَنَّهَا آخِرُ سِنِي عُمُرِي، فَأَتَيْتُكَ فِي أَيَّامٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْكَ شَيْءٌ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، فَقَالَ: «قُلْ»، فَقُلْتُ: رُوِيَ عَنْكَ: «مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ»، قَالَ: «نَعَمْ، قُلْتُ ذَلِكَ، وَإِنْ وَجَدْتُهُ فِي النَّارِ أَخْرَجْتُهُ »(3).
ص: 65
[178/1013] عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيَّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ علیه السلام
قَالَ: «مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ اَلْخَيْرَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ حُبَّ الحُسَيْنِ علیه السلام وَحُبَّ زِيَارَتِهِ، وَمَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ السُّوءَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ بُغْضَ الحُسَيْنِ وَبُغْضَ
زيَارَتِهِ »(1).
[179/1014] عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيَّةِ، قَالَتْ: جِنْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَدَخَلْتُ، وَجَاءَتِ الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ : قَدْ جِئْتُكِ بِالدَّابَّةِ، فَقَالَ علیه السلام: «يَا أُمَّ سَعِيدٍ، حَدِّثِينِي أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ الدَّابَّةُ؟ أَيْنَ تَبْغِينَ؟ أَيْنَ تَذَهَبِينَ؟»، قَالَتْ: قُلْتُ: لِأَزُورَ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ، فَقَالَ: «أَخِرِّي ذَلِكَ الْيَوْمَ، مَا أَعْجَبَكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَأْتُونَ الشُّهَدَاءَ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ وَتَتْرُكُونَ سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ وَلَا تَأْتُونَهُ»، قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: مَنْ سَيَّدُ الشُّهَدَاءِ؟ فَقَالَ: «اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيّ علیهما السلام»، قَالَتْ: قُلْتُ: إِنِّي امْرَأَةٌ، فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِمَنْ كَانَتْ مِثْلَكِ أَنْ تَذْهَبَ إِلَيْهِ وَتَزُورَهُ»، قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ لَنَا فِي زِيَارَتِهِ؟ قَالَ: «تَعْدِلُ حِجَّةً وَعُمْرَةٌ، وَاعْتِكَافَ شَهْرَيْنِ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ،
وَصِيَامَهُما »(2) .
بيان: قول الإمام علیه السلام : «أَخِرِّي ذَلِكَ الْيَوْمَ»، أي أجلي زيارتك لقبور
شهداء أُحُد اليوم إلى وقت آخر .
[1015/ 180] عَنْ أَبِي سَعِيدِ المَدَائِنِي، قَالَ: دَخَلْتُ أَبِي عَبْدِ
عَلَى الله علیه السلام، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، آتي قَبْرَ الحُسَيْنِ علیه السلام؟ قَالَ: «نَعَمْ، يَا أَبَا اِنْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ اِبْن رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أطيب الطَّيِّبِينَ وَأَطْهَرِ الطَّاهِرِينَ وَأَبَرٌ
أَطْيَبٍ
اَلْأَبْرَارِ، فَإِذَا زُرْتَهُ كُتِبَ لَكَ اِثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ عُمْرَةً »(3).
ص: 66
[181/1016] عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الحَضْرَمِيُّ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام فِي أَوَّلِ وَلَايَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، فَنَزَلَ النَّجَفَ، فَقَالَ: «يَا مُوسَى، اِذْهَبْ إِلَى الطَّرِيقِ الْأَعْظَم ، فَقِفْ عَلَى الطَّرِيقِ، فَانْظُرْ فَإِنَّهُ سَيَأْتِيكَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْقَادِسِيَّةِ، فَإِذَا دَنَا مِنْكَ فَقُلْ لَهُ: هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَدْعُوكَ، فَسَيَجِيءُ مَعَكَ، قَالَ: فَذَهَبْتُ حَتَّى قُمْتُ عَلَى الطَّرِيقِ وَاَلْخَرُّ شَدِيدٌ، فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً حَتَّى كِدْتُ أَعْصِي وَأَنْصَرِفُ وَأَدَعُهُ، إِذْ نَظَرْتُ إِلَى شَيْءٍ يُقْبِلُ شِبْهَ رَجُلٍ عَلَى بَعِيرٍ، فَلَمْ أَزَلْ أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى دَنَا مِنِّي، فَقُلْتُ : يَا هَذَا، هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَدْعُوكَ وَقَدْ وَصَفَكَ لي، قَالَ: اِذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ حَتَّى أَنَاخَ بَعِيرَهُ نَاحِيَةٌ قَرِيباً مِنَ اَلْخَيْمَةِ، قَالَ : فَدَعَا بِهِ فَدَخَلَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَيْهِ، وَدَنَوْتُ أَنَا، فَصِرْتُ إِلَى بَابِ اَلْخَيْمَةِ أَسْمَعُ اَلْكَلَامَ وَلَا أَرَاهُمْ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مِنْ أَيْنَ قَدِمْتَ؟»، قَالَ: مِنْ أَقْصَى اَلْيَمَنِ، قَالَ: «أَنْتَ مِنْ مَوْضِع كَذَا وَكَذَا؟»، قَالَ : نَعَمْ، أَنَا مِنْ مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «فَبِمَا جِئْتَ هَاهُنَا ؟»، قَالَ: جِئْتُ زَائِراً لِلْحُسَيْنِ علیه السلام، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «فَجِئْتَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ لَيْسَ إِلَّا لِلزِّيَارَةِ؟»، قَالَ: جِئْتُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَّا أَنْ أُصَلِّيَ عِنْدَهُ وَأَزُورَهُ فَأَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: «وَمَا تَرَوْنَ فِي زِيَارَتِهِ؟»، قَالَ: نَرَى فِي زِيَارَتِهِ الْبَرَكَةَ فِي أَنْفُسِنَا وَأَهَالِينَا وَأَوْلَادِنَا وَأَمْوَالِنَا وَمَعَايِشِنَا وَقَضَاءِ حَوَائِجِنَا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «أَفَلَا أَزِيدُكَ مِنْ فَضْلِهِ فَضْلاً، يَا أَخَا اَلْيَمَنِ؟»، قَالَ: زِدْنِي، يَا بْنَ رَسُولِ الله، قَالَ: « زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ علیه السلام تَعْدِلُ حِجَّةً مَقْبُولَةً زَاكِيَةٌ مَعَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم»،
فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ : إِي وَالله وَحِجْتَيْنِ مَبْرُورَتَيْنِ مُتَقَبَّلَتَيْنِ زَاكِيَتَيْنِ
ص: 67
مَعَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم» ، فَتَعَجَّبَ ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام يَزِيدُ حَتَّى قَالَ:
ثَلَاثِينَ حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زَاكِيَةٌ مَعَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم»(1).
[182/1017] أَبو عَبْدِ اللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي غُنْدَرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا،
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «كَانَ الحُسَيْنُ علیه السلام ذَاتَ يَوْمٍ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم وَهُوَ يُلاعِبُهُ وَيُضَاحِكُهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَشَدَّ إِعْجَابَكَ بِهَذَا الصَّبِيِّ، فَقَالَ لَهَا: وَيْلَكِ، وَكَيْفَ لَا أُحِبُّهُ وَأَعْجَبُ بِهِ وَهُوَ ثَمَرَةُ فُؤَادِي وَقُرَّةُ عَيْنِي؟ أَمَا إِنَّ أُمَّتِي سَتَقْتُلُهُ، فَمَنْ زَارَهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حِجَّةً مِنْ حِجَجِي، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله حِجَّةٌ مِنْ حِجَجِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ، وَحِجَّتَيْنِ، قَالَتْ: حِجَّتَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَرْبَعَاً، فَلَمْ تَزَلْ تُزَادُّهُ وَيَزِيدُ وَيُضْعِفُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعِينَ حِجَّةٌ مِنْ حِجَجٍ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم بِأَعْمَارِهَا » (2).
[1018 / 183] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُسْكَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَتَجَلَّى لِزُوَّارِ قَيْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام قَبْلَ أَهْلِ عَرَفَاتٍ، وَيَقْضِي حَوَائِجَهُمْ وَيَغْفِرُ ذُنُوبَهُمْ وَيُشَفَعُهُمْ فِي مَسَائِلِهِمْ، ثُمَّ يُثنِّي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ، فَيَفْعَلُ
ذَلِكَ بِهِمْ »(3).
ص: 68
[1019/ 184] عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَنْزِلُ الْأَرَّجَانَ وَقَلْبِي يُنَازِعُنِي إِلَى قَبْرِ أَبِيكَ، فَإِذَا خَرَجْتُ فَقَلْبِي وَجِلٌ مُشْفِقٌ حَتَّى أَرْجِعَ خَوْفاً مِنَ السُّلْطَانِ وَالسُّعَاةِ وَأَصْحَابِ المَسَالِحٍ، فَقَالَ: «يَا بْنَ بُكَيْرٍ ، أَمَا تُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ اللهُ فِينَا خَائِفاً؟ أَمَا تَعْلَمُ أَنَّهُ مَنْ خَافَ خَوْفِنَا أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلُّ عَرْشِهِ، وَكَانَ مُحَدِّثُهُ الْحُسَيْنَ علیه السلام تَحْتَ الْعَرْشِ، وَآمَنَهُ اللَّهُ مِنْ أَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يَفْزَعُ، فَإِنْ فَزِعَ وَفَرَتْهُ المَلَائِكَةُ، وَسَكَنَتْ قَلْبَهُ بِالْبِشَارَةِ؟ »(1).
[1020 / 185] قُدَامَةُ بْنُ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام : بَلَغَنِي يَا زَائِدَةُ أَنَّكَ تَزُورُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ علیه السلام أَحْيَاناً»، فَقُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَكَما بَلَغَكَ، فَقَالَ لي: «فَلِمَاذَا تَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَكَ مَكَانٌ عِنْدَ سُلْطَائِكَ الَّذِي لَا يَحْتَمِلُ أَحَداً عَلَى مَحَبَّتِنَا وَتَفْضِيلِنَا وَذِكْرِ فَضَائِلِنَا وَالْوَاجِبُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ حَقْنَا؟»، فَقُلْتُ: وَالله مَا أُرِيدُ بذَلِكَ إِلَّا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَلَا أَحْفِلُ بِسَخَطِ مَنْ سَخِطَ، وَلَا يَكْبُرُ فِي صَدْرِي مَكْرُوهُ يَنَالُنِي بِسَبَبِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ؟»، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ، يَقُوهُا ثَلاثاً وَأَقُوهُا ثَلَاثَاً، فَقَالَ: «أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ، فَلَأُخْبِرَنَّكَ بِخَبَرِ كَانَ عِنْدِي فِي النُّخَبِ المَخْزُونِ، فَإِنَّهُ لَمَّا أَصَابَنَا بِالطَّفٌ مَا أَصَابَنَا، وَقُتِلَ أبي علیه السلام، وَقُتِلَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ وُلْدِهِ وَإِخْوَتِهِ وَسَائِرِ أَهْلِهِ، وَحُمِلَتْ حَرَمُهُ وَنِسَاؤُهُ عَلَى الْأَقْتَابِ يُرَادُ بِنَا الْكُوفَةُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ صَرْعَى وَلَمْ يُواَرَوْا، فَعَظْمَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي وَاشْتَدَّ لِمَا أَرَىٰ مِنْهُمْ فَلَقِي، فَكَادَتْ نَفْسِي تَخْرُجُ ، وَتَبَيَّنَتْ ذَلِكَ مِنِّي عَمَّتِي زَيْنَبُ الْكُبْرَى بِنْتُ عَليَّ علیه السلام ، فَقَالَتْ: مَا لي أَرَاكَ
ص: 69
تَجُودُ بِنَفْسِكَ يَا بَقِيَّةَ جَدِّي وَأَي وَإِخْوَتِي ؟ فَقُلْتُ: وَكَيْفَ لَا أَجْزَعُ وَأَهْلَعُ وَقَدْ أَرَى سَيْدِي وَإِخْوَتِي وَعُمُومَتِي وَوُلْدَ عَمِّي وَأَهْلِي مُصْرَّعِينَ بِدِمَائِهِمْ مُرَمَّلِينَ بالْعَرَى مُسَلَّبِينَ لَا يُكَفَّنُونَ وَلَا يُوَارَوْنَ وَلَا يُعَرِّجُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ وَلَا يَقْرَبُهُمْ بَشَرٌ كَأَنَّهُمْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الدَّيْلَمِ وَالْخَزَرِ، فَقَالَتْ: لَا يُجْزِ عَنَّكَ مَا تَرَى، فَوَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَعَهْدٌ مِنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَعَمِّكَ، وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ أُنَاسِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَا تَعْرِفُهُمْ فَرَاعِنَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُمْ مَعْرُوفُونَ فِي أَهْل السَّمَاوَاتِ، أَنَّهُمْ يَجْمَعُونَ هَذِهِ الْأَعْضَاءَ الْمُتَفَرِّقَةَ فَيُوَارُونَهَا، وَهَذِهِ الْجُسُومَ المُفَرَّجَةَ، وَيَنْصِبُونَ هِذَا اَلطَّفِّ عَلَا لِقَبْرِ أَبِيكَ سَيّدِ الشُّهَدَاءِ لَا يَدْرُسُ أَثَرُهُ، وَلَا يَعْفُو رَسْمُهُ عَلَى كُرُورِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَلَيَجْتَهِدَنَّ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَأَشْيَاعُ الضَّلَالَةِ فِي مَحوِهِ وَتَطْمِيسِهِ، فَلَا يَزْدَادُ أَثَرُهُ إِلَّا ظُهُوراً، وَأَمْرُهُ إِلَّا عُلُوا، فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْعَهْدُ؟ وَمَا هَذَا الْخَبَرُ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَارَ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ علیها السلام فِي يَوْمِ مِنَ لَهُ حَرِيرَةً، وَأَتَاهُ عَلِىٌّ علیه السلام بِطَبَقٍ فِيهِ تَمَرٌ. قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَأَتَيْتُهُمْ بِعُسٌ فِيهِ لَبَنٌ وَزُيْدٌ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم وَعَلِي
وَفَاطِمَهُ وَاَحْسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهم السلام مِنْ تِلْكَ الْخَرِيرَةِ، وَشَرِبَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
السلام وَشَرِبُوا مِنْ ذَلِكَ اللَّبَنِ، ثُمَّ أَكَلَ وَأَكَلُوا مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ وَالزُّيْدِ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَدَهُ وَعَلِيٌّ يَصُبُّ عَلَيْهِ الَمَاءَ، فَلَها فَرَغَ مِنْ غَسْلِ يَدِهِ مَسَحَ وَجْهَهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى عَلِيٌّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ نَظَراً عَرَفْنَا بِهِ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ رَمَقَ بِطَرْفِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ مَلِيًّا، ثُمَّ إِنَّهُ وَجَّهَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ وَدَعَا، ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً وَهُوَ يَنْشِجُ ، فَأَطَالَ النُّشُوجَ ، وَعَلَا نَحِيبُهُ، وَجَرَتْ دُمُوعُهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ وَدُمُوعُهُ تَقْطُرُ كَأَنَّهَا صَوْبُ المَطَرِ، فَحَزِنَتْ فَاطِمَةُ وَعَلِيُّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهم السلام وَحَزِنْتُ مَعَهُمْ لَا رَأَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَهِبْنَاهُ أَنْ نَسْأَلَهُ، حَتَّی ، إِذا طَالَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ وَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ: «مَا يُبْكِيكَ، يَا رَسُولَ
ص: 70
الله؟ لَا أَبْكَى اللهُ عَيْنَيْكَ، فَقَدْ أَقْرَحَ قُلُوبَنَا مَا نَرَىٰ مِنْ حَالِكَ»، فَقَالَ: «يَا أَخِي. سُرِرْتُ بِكُمْ. وَقَالَ مُزَاحِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ فِي حَدِيثِهِ هَاهُنَا: فَقَالَ: «يَا حَبِيبي، إِنِّي سُرِرْتُ بِكُمْ سُرُوراً مَا سُرِرْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْكُمْ وَأَحْمَدُ اللهَ عَلَى نِعْمَتِهِ عَلَيَّ فِيكُمْ، إِذْ هَبَطَ عَلَيَّ جَبْرَئِيلُ علیه السلام ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اِطَّلَعَ عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ، وَعَرَفَ سُرُورَكَ بِأَخِيكَ وَابْنَتِكَ وَسِبْطَيْكَ، فَأَكْمَلَ لَكَ اَلنّعْمَةَ وَهَنَّأَكَ الْعَطِيَّةَ بِأَنْ جَعَلَهُمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَيُحِبيهِمْ وَشِيعَتَهُمْ مَعَكَ فِي الجَنَّةِ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ، يُحْبَوْنَ كَمَا تُحْبَى وَيُعْطَوْنَ كَمَا تُعْطَى حَتَّى تَرْضَىٰ وَفَوْقَ الرِّضَا عَلَى بَلْوَى كَثِيرَةٍ تَنَاهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَمَكَارِهَ تُصِيبُهُمْ بِأَيْدِي أُناسٍ يَنتَحِلُونَ مِلَّتَكَ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أُمَّتِكَ، بَرَاء مِنَ الله وَمِنْكَ، خَبْطاً خَبْطاً، وَقَتْلاً قَتْلاً، شَتَّى مَصَارِعُهُمْ، نَائِيَّةٌ قُبُورُهُمْ، خِيَرَةً مِنَ الله هَمْ وَلَكَ فِيهِمْ، فَاحْمَدِ اللَّهِ عزّو جلّ عَلَى خِيَرَتِهِ، وَارْضَ بِقَضَائِهِ، فَحَمِدْتُ اللهَ وَرَضِيتُ بِقَضَائِهِ بِمَا اِخْتَارَهُ لَكُمْ، ثُمَّ قَالَ لي جَبْرَئِيلُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ أَخَاكَ مُضْطَهَدٌ بَعْدَكَ، مَغْلُوبٌ عَلَى أُمَّتِكَ، مَتعُوبٌ مِنْ أَعْدَائِكَ، ثُمَّ مَقْتُولٌ بَعْدَكَ، يَقْتُلُهُ أَشَرُّ اَلْخَلْقِ وَالخَلِيقَةِ وَأَشْقَى الْبَرِيَّةِ، يَكُونُ نَظِيرَ عَاقِر اَلنّاقَةِ. اَلنَّاقَةِ، بِبَلَدٍ تَكُونُ إِلَيْهِ هِجْرَتُهُ، وَهُوَ مَغْرِسُ شِيعَتِهِ وَشِيعَةِ وُلْدِهِ، فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ يَكْثُرُ بَلْوَاهُمْ، وَيَعْظُمُ مُصَابُهُمْ، وَإِنَّ سِبْطَكَ هَذَا - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى اَلْحُسَيْنِ علیه السلام- مَقْتُولٌ فِي عِصَابَةٍ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَأَهْل بَيْتِكَ وَأَخْيَارٍ مِنْ أُمَّتِكَ بِضَفَّةِ الْفُرَاتِ بِأَرْضِ يُقَالُ لَهَا: كَرْبَلاءُ، مِنْ أَجْلِهَا يَكْثُرُ الْكَرْبُ وَالْبَلَاءُ عَلَى أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ ذُرِّيَّتِكَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي لَا يَنْقَضِي كَرْبُهُ وَلَا تَفْنَى حَسْرَتُهُ، وَهِيَ أَطْيَبُ بِقَاعِ الْأَرْضِ ، وَأَعْظَمُهَا خَرْمَةً، يُقْتَلُ فِيهَا سِبْطُكَ وَأَهْلُهُ، وَأَنَّهَا مِنْ بَطْحَاءِ اَلجَنَّةِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ سِبْطُكَ وَأَهْلُهُ وَأَحَاطَتْ بِهِ كَتَائِبُ أَهْل الْكُفْرِ وَاللَّعْنَةِ تَزَعْزَعَتِ الْأَرْضُ مِنْ أَقْطَارِهَا، وَمَادَتِ الْجِبَالُ، وَكَثُرَ اِضْطِرَابُهَا، وَاصْطَفَقَتِ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا، وَمَاجَتِ السَّمَاوَاتُ بِأَهْلِهَا غَضَباً لَكَ يَا مُحَمَّدُ
ص: 71
وَلِذُرِّيَّتِكَ، وَاِسْتِعْظَاماً لَا يُنْتَهَكُ مِنْ حُرْمَتِكَ، وَلِشَّرِّ مَا تُكَافَى بِهِ فِي ذُرِّيَّتِكَ وَعِتْرَتِكَ، وَلَا يَبْقَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا اسْتَأْذَنَ اللَّهُ عزّو جلّ وَمَا فِي نُصْرَةِ أَهْلِكَ المُسْتَضْعَفِينَ المَظْلُومِينَ الَّذِينَ هُمْ حُجَّةُ الله عَلَى خَلْقِهِ بَعْدَكَ، فَيُوحِي اَللَّهُ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ وَالْبِحَارِ وَمَنْ فِيهِنَّ : إِنِّي أَنَا اللَّهُ اَلَمَلِكُ الْقَادِرُ الَّذِي لَا يَفُوتُهُ هَارِبٌ، وَلَا يُعْجِرُهُ مُمْتَنِعُ، وَأَنَا أَقْدَرُ فِيهِ عَلَى الْاِنْتِصَارِ وَالْانْتِقَامٍ، وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأُعَذِّبَنَّ مَنْ وَتَرَ رَسُولِي وَصَفِنِّي، وَانْتَهَكَ حُرْمَتَهُ، وَقَتَلَ عِتْرَتَهُ، وَنَبَذَ عَهْدَهُ، وَظَلَمَ أَهْلَ بَيْتِهِ عَذَاباً لَا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَضِحُ كُلُّ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ بِلَعْنِ مَنْ ظَلَمَ عِتْرَتَكَ، وَاسْتَحَلَّ حُرْمَتَكَ، فَإِذَا بَرَزَتْ تِلْكَ الْعِصَابَةُ إِلَى مَضَاجِعِهَا تَوَلَّى الله عزّو جلُّ وَ قَبْضَ أَرْوَاحِهَا بِيَدِهِ، وَهَبَطَ إِلَى الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مَعَهُمْ آنِيَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، مَمْلُوَّةً مِنْ مَاءِ اَلْحَيَاةِ، وَحُلَلْ مِنْ حُلَل الْجَنَّةِ، وَطِيبٌ مِنْ طِيبِ اَلْجَنَّةِ، فَعَسَلُوا جُتَهُمْ بِذَلِكَ أَلَمَاءِ، وَأَلْبَسُوهَا الحُلَلَ، وَحَنَّطُوهَا بِذَلِكَ الطَّيبِ، وَصَلَّتِ المَلَائِكَةُ صَفًّا صَفًّا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْماً مِنْ أُمَّتِكَ لَا يَعْرِفُهُمُ الْكُفَّارُ ، لَمْ يَشْرَكُوا فِي تِلْكَ الدِّمَاءِ بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ وَلَا نِيَّة، فَيُوَارُونَ أَجْسَامَهُمْ، وَيُقِيمُونَ رَسْماً لِقَيْرِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ بِتِلْكَ اَلْبَطْحَاءِ يَكُونُ عَلَا لِأَهْلِ الحَقِّ، وَسَبَا لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْفَوْزِ، وَتَحْفُهُ مَلَائِكَةٌ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ، وَيَطُوفُونَ عَلَيْهِ، وَيُسَبِّحُونَ اللَّهَ عِنْدَهُ، وَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَمَنْ زَارَهُ، وَيَكْتُبُونَ أَسْمَاءَ مَنْ يَأْتِيهِ زَائِراً مِنْ أُمَّتِكَ مُتَقَرِّباً إِلَى الله تَعَالَى وَإِلَيْكَ بِذَلِكَ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ وَبُلْدَانِهِمْ، وَيُوسِمُونَ فِي وُجُوهِهِمْ بِمِيسَم نُورِ عَرْشِ الله : هَذَا زَائِرُ قَيْرِ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ، وَابْنِ خَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ سَطَعَ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ ذَلِكَ الْيَسَمِ نُورٌ تُغْشَى مِنْهُ الْأَبْصَارُ يَدُلُّ عَلَيْهِمْ ، وَيُعْرَفُونَ بِهِ، وَكَأَنِّي بِكَ يَا مُحَمَّدُ بَيْنِي وَبَيْنَ مِيكَائِيلَ، وَعَلِيُّ أَمَا مَنَا، وَمَعَنَا مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّه مَا لَا يُحْصَى عَدَدُهُمْ، وَنَحْنُ نَلْتَقِطُ
ص: 72
مِنْ ذَلِكَ المِيسَمٍ فِي وَجْهِهِ مِنْ بَيْنِ اَلْخَلَائِقِ حَتَّى يُنْجِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ اَلْيَوْم وَشَدَائِدِهِ، وَذَلِكَ حُكْمُ الله وَعَطَاؤُهُ لَنْ زَارَ قَبْرَكَ يَا مُحَمَّدُ، أَوْ قَبْرَ أَخِيكَ، أَوْ قَبْرَ سِبْطَيْكَ، لَا يُرِيدُ بِهِ غَيْرَ الله عزّو جلّ، وَسَيَجْتَهِدُ أُناسٌ مِنْ حَقَّتْ عَلَيْهِمُ وعل اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَالسَّخَطُ أَنْ يَعْفُوا رَسْمَ ذَلِكَ الْقَبْرِ، وَيَمْحُوا أَثَرَهُ، فَلَا يَجْعَلُ اللهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى هُمْ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «فَهَذَا أَبْكَانِي وَأَحْزَنَنِي، قَالَتْ زَيْنَبُ: فَلَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَم (لَعَنَهُ اللهُ) أَبي علیه السلام، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ أَثَرَ اَلَمَوْتِ مِنْهُ، قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَه، حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ بِكَذَا وَكَذَا، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةِ الحَدِيثُ كَمَا حَدَّثَتْكِ أُمُّ أَيْمَنَ، وَكَأَنِّي بِكِ وَبِنِسَاءِ أَهْلِكِ سَبَايَا بِهَذَا الْبَلَدِ أَذِلَّاءَ خَاشِعِينَ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ، فَصَبْراً صَبْراً، فَوَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ اَلنَّسَمَةَ مَا لله عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ وَلي غَيْرُكُمْ، وَغَيْرُ يُحِيكُمْ وَشِيعَتِكُمْ، وَلَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَخْبَرَنَا بِهَذَا اَلْخَبَرِ : إِنَّ إِبْلِيسَ (لَعَنَهُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْم يَطِيرُ فَرَحاً، فَيَجُولُ الْأَرْضَ كُلَّهَا بِشَيَاطِينِهِ وَعَفَارِيتِهِ، فَيَقُولُ : يَا مَعَاشِرَ الشَّيَاطِينِ، قَدْ أَدْرَكْنَا مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ اَلطَّلِبَةَ، وَبَلَغْنَا فِي هَلَاكِهِمْ اَلْغَايَةَ، وَأَوْرَثْنَاهُمُ النَّارَ إِلَّا مَنِ اعْتَصَمَ بِهَذِهِ الْعِصَابَةِ، فَاجْعَلُوا شُغُلَكُمْ بِتَشْكِيكِ النَّاسِ فِيهِمْ، وَحَمْلِهِمْ عَلَى عَدَاوَتِهِمْ، وَإِغْرَائِهِم بِهِمْ وَأَوْلِيَائِهِمْ حَتَّى تَسْتَحْكِمُوا ضَلَالَةَ الخَلْقِ وَكُفْرَهُمْ، وَلَا يَنْجُو مِنْهُمْ نَاجِ، وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ وَهُوَ كَذُوبٌ، أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ مَعَ عَدَاوَتِكُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ، وَلَا يَضُرُّ مَعَ مَحَبَّتِكُمْ وَمُوَالَاتِكُمْ ذَنْبٌ غَيْرُ الْكَبَائِرِ»، قَالَ زَائِدَةُ: ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ: «خُذْهُ إِلَيْكَ مَا لَوْ ضَرَبْتَ فِي طَلَبِهِ آبَاطَ الْإِبل حَوْلاً لَكَانَ قَلِيلاً»(1).
ص: 73
[1021 / 186] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «زُورُوا اَلْحُسَيْنَ علیه السلام وَلَوْ كُلَّ سنة، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَتَاهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ غَيْرَ جَاحِدٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِوَضٌ غَيْرَ الْجَنَّةِ، وَرُزِقَ رِزْقاً وَاسِعاً، وَآتَاهُ اللَّهُ بِفَرَجِ عَاجِلِ، إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِقَبْرِ اَلْحُسَيْنِ بْن عَلَيَّ علیهما السلام أَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَبْكُونَهُ وَيُشَيِّعُونَ مَنْ زَارَهُ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنْ
مَرِضَ عَادُوهُ، وَإِنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ بِالْاِسْتِغْفَارِ لَهُ وَالتَّرَحْم عَلَيْهِ »(1)
[187/1022] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا سَدِيرُ، تَزُورُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام فِي كُلِّ يَوْم؟»، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَا، قَالَ: «مَا أَجْفَاكُمْ، فَتَزُورُهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ ؟»، قُلْتُ: لَا ، قَالَ: «فَتَزُورُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، قُلْتُ: قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ، قَالَ: يَا سَدِيرُ ، مَا أَجْفَاكُمْ بِالْحُسَيْنِ علیه السلام ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ شُعْتُ غُبْرٌ يَبْكُونَ وَيَزُورُونَ وَلَا يَفْتُرُونَ؟ وَمَا عَلَيْكَ يَا سَدِيرُ أَنْ تَزُورَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام في الجُمْعَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً؟»، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَرَاسِخُ كَثِيرَةٌ، قَالَ لِي: اِصْعَدُ فَوْقَ سَطْحِكَ ثُمَّ تَلْتَفِتْ يَمْنَةٌ وَيَسْرَةً، ثُمَّ تَرْفَعْ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ تَنْحُو نَحْوَ الْقَبْرِ فَتَقُولُ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، تُكتَبُ لَكَ زَوْرَةٌ، وَالزَّوْرَةُ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ»، قَالَ سَدِيرٌ: رُبَّما فَعَلْتُ في الشَّهْرِ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً » (2).
[188/1023] عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْقَادِسِيُّ، قَالَ: كُنْتُ كَثِيرَ الزِّيَارَةِ لِمَوْلَانَا
ص: 74
أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَلَّ مَالِي وَضَعُفَ مِنَ الْكِبَرِ جِسْمِي، فَتَرَكْتُ الزِّيَارَةَ، فَرَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم في المنام وَمَعَهُ اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَمَرَرْتُ بِهِمْ، فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ: يَا رَسُولَ الله هَذَا الرَّجُلُ كَانَ يُكْثِرُ زِيَارَتِي، فَانْقَطَعَ عَنِّي، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَعَنْ مِثْلِ الْحُسَيْنِ تُهَاجِرُ وَتَتْرُكُ زِيَارَتَهُ؟»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
الله، حَاشَا لي أَنْ أَهْجُرَ مَوْلَايَ، لَكِنِّي ضَعُفْتُ وَكَبِرْتُ، وَهِذَا عَزَّتْ زِيَارَتُهُ، وَلِقِلَّةِ مَالِي تَرَكْتُ زِيَارَتَهُ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : اِصْعَدْ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى سَطْحِ دَارِكَ، وَأَشِرْ
بِإِصْبَعِكَ السَّبَّابَةِ إِلَيْهِ وَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى جَدِّكَ وَأَبِيكَ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ وَأَخِيكَ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ المُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ، لَقَدْ أَصْبَحَ كِتَابُ اللَّهُ فِيكَ مَهْجُوراً، وَرَسُولُ اللَّه فِيكَ مَوْتُوراً، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلَامُ عَلَى أَنْصَارِ الله وَخُلَفَائِهِ، اَلسَّلَامُ عَلَى أُمَنَاءِ الله وَأَحِبَّائِهِ، اَلسَّلَامُ عَلَى مَحَالٌ مَعْرِفَةِ الله، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ الله، وَحَفَظَةِ سِرِّ الله، وَحَمَلَةِ كِتَابِ الله، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيٍّ الله، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ سَلْ مَا شِئْتَ
فَإِنَّ زِيَارَتَكَ تُقْبَلُ مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبٍ»(1) .
1024/189] عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَامِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: مَنْ أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام تَشَرُّقاً إِلَيْهِ كَتَبَهُ اللهُ مِنَ الْآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأُعْطِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، وَكَانَ تَحْتَ لِوَاءِ الْحُسَيْنِ علیه السلام حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ،
فَيُسْكِنَهُ فِي دَرَجَتِهِ، إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ »(2).
ص: 75
[10/1025] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، قَالَ : لَيْسَ
شَيْءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا يَسْأَلُونَ اللَّهَ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ علیه السلام، فَوْجٌ يَنْزِلُ وَفَوْجٌ يَعْرُجُ »(1).
[191/1026] رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : مَا
بَيْنَ قَيْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مُخْتَلَفُ المَلَائِكَةِ» (2).
[192/1027] عَنِ الْحُسَيْنِ اِبْنِ بِنْتِ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمالي، قَالَ: خَرَجْتُ فِي آخِرِ زَمَانِ بَنِي مَرْوَانَ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام مُسْتَخْفِياً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى اِنْتَهَيْتُ إِلَى كَرْبَلَاءَ، فَاخْتَفَيْتُ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ نِصْفُهُ أَقْبَلْتُ نَحْوَ الْقَيْرِ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ أَقْبَلَ نَحْوِي رَجُلٌ، فَقَالَ لي: اِنْصَرِفْ مَأْجُوراً فَإِنَّكَ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ، فَرَجَعْتُ فَزِعاً حَتَّى إِذَا كَادَ يَطْلُعُ الفَجْرُ أَقْبَلْتُ نَحْوَهُ حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُ خَرَجَ إِلَيَّ الرَّجُلُ ، فَقَالَ لِي: يَا هَذَا، إِنَّكَ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: عَافَاكَ اللهُ، وَلِمَ لَا أَصِلُ إِلَيْهِ؟ وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ أُرِيدُ زِيَارَتَهُ، فَلَا تَكُل بَيْنِي وَبَيْنَهُ عَافَاكَ اللَّهُ، وَأَنَا أَخَافُ إِنْ أَصْبَحَ فَيَقْتُلُوفِّي أَهْلُ الشَّامِ إِنْ أَدْرَكُونِي هَاهُنَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: اِصْبِرْ قَلِيلاً ، فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي زِيَارَةِ
قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ بْن عَلى علیهما السلام ، فَأَذِنَ لَهُ، فَهَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ فِي سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَهُمْ بِحَضْرَتِهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ يَنتَظِرُونَ طُلُوعَ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُونَ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَمَنْ أَنْتَ عَافَاكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا مِنَ الَمَلَائِكَةِ الَّذِينَ أُمِرُوا بِحَرَس قَبْرِ
ص: 76
اَلْحُسَيْنِ علیه السلام، وَالْاِسْتِغْفَارِ لِزُوَّارِهِ، فَانْصَرَفْتُ وَقَدْ كَادَ أَنْ يَطِيرَ عَقْلِي لِمَا سَمِعْتُ
الا مِنْهُ، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ لَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَحْوَهُ، فَلَمْ يَكُلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ، فَدَنَوْتُ مِنَ اَلْقَيْرِ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَدَعَوْتُ اللَّهَ عَلَى قَتَلَتِهِ وَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ وَأَقْبَلْتُ مُسْرِعاً مَخَافَةَ
أَهْلِ الشَّامِ»(1).
[193/1028] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مُرُوا
شِيعَتَنَا بِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام ، فَإِنَّ إِثْيَانَهُ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَيَمُدُّ فِي العُمُرِ، وَيَدْفَعُ
مَدَافِعَ اَلسَّوْءِ، وَإِتْيَانَهُ مُفْتَرَضٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ يُقِرُّ لِلْحُسَيْنِ بِالْإِمَامَةِ مِنَ الله »(2).
[ 1029 / 194] عَنْ عَبْدِ المَلِكِ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ لي: «يَا عَبْدَ المَلِكِ، لَا تَدَعْ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِي علیهما السلام، وَمُرْ أَصْحَابَكَ بِذَلِكَ، يَمُدُّ اللَّهُ فِي عُمُرِكَ، وَيَزِيدُ اللهُ فِي رِزْقِكَ، وَيُحْيِيكَ اللهُ سَعِيداً، وَلَا تَمُوتُ إِلَّا
سَعِيداً، وَيَكْتُبُكَ سَعِيداً »(3)
[ 1030 / 195] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن كَثِير، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله [ علیه السلام]:« لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ حَجَّ دَهْرَهُ ثُمَّ لَمْ يَزُرِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِي علیهما السلام لَكَانَ تَارِكاً حَقًّا مِنْ حُقُوقِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، لأَنَّ حَقَّ الْحُسَيْنِ علیه السلام فَرِيضَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَاجِبَةٌ عَلَى کُلِّ مُسلِمٍ»(4).
ص: 77
[196/1031 ] عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، قَالَ: قَالَ عَلَى علیه السلام : «بِأَبِي وَأُمِّي عن اَلْحُسَيْنَ اَلمَقْتُولَ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ، وَالله كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْوُحُوشِ مَادَّةً أَعْنَاقَهَا عَلَىٰ قَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْوَحْشِ يَبْكُونَهُ وَيَرْثُونَهُ لَيْلاً حَتَّى الصَّبَاحَ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِيَّاكُمْ
وَالجَفَاء (1)
[ 1032 / 197 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ: «مَنْ لَمْ يَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام مِنْ شِيعَتِنَا كَانَ مُنْتَقَصَ الْإِيمَانِ، مُنْتَقَصَ الدِّينِ، وَإِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ كَانَ دُونَ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ »(2).
198/13] عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ لَمْ يَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام نَقَصَ اللهُ مِنْ عُمُرِهِ حَوْلاً، وَلَوْ قُلْتُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ يَمُوتُ قَبْلَ أَجَلِهِ بِثَلَاثِينَ سَنَةٌ لَكُنْتُ صَادِقاً، وَذَلِكَ أَنَّكُمْ تَتْرُكُونَ زِيَارَتَهُ، فَلَا تَدَعُوهَا يَمُدُّ اللَّهُ فِي أَعْمَارِكُمْ، وَيَزِيدُ فِي أَرْزَاقِكُمْ، وَإِذَا تَرَكْتُمْ زِيَارَتَهُ نَقَصَ اللهُ مِنْ أَعْمَارِكُمْ وَأَرْزَاقِكُمْ، فَتَنَافَسُوا فِي زِيَارَتِهِ، وَلَا تَدَعُوا ذَلِكَ، فَإِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيَّ علیهما السلام شَاهِدٌ لَكُمْ عِنْدَ الله تَعَالَى وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَعِنْدَ عَلِيَّ وَعِنْدَ فَاطِمَةَ
(صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ)» (3).
[ 134/199] عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ،
ص: 78
قَالَ: «مَنْ لَمْ يَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَنَا شِيعَةٌ حَتَّى يَمُوتَ فَلَيْسَ هُوَ
لَنَا بِشِيعَةٍ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْجَنَّةِ فَهُوَ مِنْ ضِيفَانِ أَهْل الْجَنَّةِ » (1)
بيان: ضيفان أهل الجنَّة هم قوم يدخلون الجنَّة وليس لهم منزل فيها،
فينزلون ضيوفاً على غيرهم.
[200/1035] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
سَأَلْتُهُ عَمَّنْ تَرَكَ الزِّيَارَةَ - زِيَارَةَ قَبْرِ الحُسَيْنِ بْنِ عَليَّ علیهما السلام - مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، قَالَ:
هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّار»(2)..
[201/1036] عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «يَا زُرَارَةُ، مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ
مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهَا أَنْ تُسْعِدَ فَاطِمَةَ علیها السلام فِي زِيَارَةِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام »(3).
[202/1037 ] عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيَّةِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَتْ:
عن قَالَ ِلي: يَا أُمَّ سَعِيدٍ، تَزُورِينَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ؟»، قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «زُورِيهِ
فَإِنَّ زِيَارَةَ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام وَاجِبَةٌ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ»(4).
[ 203/1038] عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْكَمِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ علیه السلام فَزُرْهُ وَأَنْتَ كَثِيبٌ حَزِينٌ مَكْرُوبٌ شَعِثاً مُغْبَرًا جَائِعاً عَطْشَاناً، فَإِنَّ الْحُسَيْنَ قُتِلَ حَزِيناً مَكْرُوباً شَعِثاً مُغْبَرًا جَائِعاً
عَطْشَانَا، وَسَلْهُ اَخْوَائِجَ وَانْصَرِفْ عَنْهُ، وَلَا تَتَّخِذْهُ وَطَنا »(5).
ص: 79
[204/1039 ]عن الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَازَ الصَّادِقُ علیه السلام بِالْقَائِمِ
اَلَمَائِلِ فِي طَرِيقِ الْغَرِي، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: «هَذَا
مَوْضِعُ رَأْسٍ جَدِّيَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام، وَضَعُوهُ هَاهُنَا لَمَّا تَوَجَّهُوا مِنْ كَرْبَلاء، ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَى عُبَيْدِ الله بْنِ زِيَادٍ، فَقُلْ هُنَاكَ : اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَى مَكَانِي، وَتَسْمَعُ كَلَامِي، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي، وَكَيْفَ يَخْفَى عَلَيْكَ مَا أَنْتَ مُكَوِّنَهُ وَبَارِثُهُ، وَقَدْ جِئْتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِنَبِيِّكَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَمُتَوَسِّلاً بِوَصِيَّ رَسُولِكَ، فَأَسْأَلُكَ بِهِمَا ثَبَاتَ اَلْقَدَمِ وَالْهُدَى وَالمَغْفِرَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(1).
[205/1040] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «طِينُ قَبْرِ اَلحُسَيْنِ علیه السلام شِفَاء
مِنْ كُلِّ دَاءِ » (2).
[206/1041] عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيَّ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: طِينُ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَأَمَانٌ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ، وَهُوَ مَا أُخِذَ لَهُ »(3).
[207/1042] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام يَقُولَانِ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَوَّضَ الْحُسَيْنَ علیه السلام مِنْ قَتْلِهِ أَنْ جَعَلَ الْإِمَامَةَ فِي ذُرِّيَّتِهِ، وَالشَّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ، وَإِجَابَةَ الدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِهِ، وَلَا تُعَدُّ أَيَّامُ زَائِرِيهِ جَائِياً
ص: 80
وَرَاجِعاً مِنْ عُمُرِهِ»، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : هَذَا الْجَلَالُ يُنَالُ بِالْحُسَيْنِ علیه السلام، فَمَا لَهُ فِي نَفْسِهِ؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْحقَهُ بالنَّبِيِّ الله ، فَكَانَ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ، ثُمَّ تَلَا أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (21)»[الطور: 21](1).
[208/1043] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْيَقْطِينِيِّ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ اَلرّضَا علیه السلام رِزْمَ ثِيَابِ وَغِلْمَاناً وَحَجَّةً لي وَحَجَّةٌ لِأَخِي مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ وَحَجَّةً لِيُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَمَرَنَا أَنْ نَحْجَّ عَنْهُ، فَكَانَتْ بَيْنَنَا مِائَةُ دِينَارٍ، أَثْلَاثَاً فِيهَا بَيْنَنَا، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُعَبِّيَ النِّيَابَ رَأَيْتُ فِي أَضْعَافِ الشَّيَابِ طِيناً، فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: لَيْسَ يُوَجِّهُ بِمَتَاعِ إِلَّا جَعَلَ فِيهِ طِيناً مِنْ قَيْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام ، ثُمَّ قَالَ اَلرَّسُولُ: قَالَ أَبو الحَسَنِ علیه السلام : «هُوَ أَمَانٌ بِإِذْنِ الله »(2).
[209/1044] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «إِنَّ طِينَ قَيْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام ، مِسْكَةٌ مُبَارَكَةٌ، مَنْ أَكَلَهُ مِنْ شِيعَتِنَا كَانَ لَهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءِ، وَمَنْ أَكَلَهُ مِنْ عَدُوِّنَا ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْأَلْيَةُ، فَإِذَا أَكَلْتَ مِنْ طِينٍ فَيْرِ اَلحُسَيْنِ علیه السلام فَقُل: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ المَلَكِ الَّذِي قَبَضَهَا، وَبِحَقِّ النَّبِيِّ الَّذِي خَزَنَهَا، وَبِحَقِّ الْوَصِيِّ الَّذِي هُوَ فِيهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِيهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَعَافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلَاءِ، وَأَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وَتَقُولُ أَيْضاً اَللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَةُ وَلِيِّكَ،
وَأَشْهَدُ أَنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَأَمَانٌ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ لَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلي
ص: 81
بِرَحْمَتِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ كُلَّ مَا قِيلَ فِيهِمْ وَفِيهَا هُوَ اَلْقُ مِنْ عِنْدِكَ، وَصَدَقَ
المُرْسَلُونَ»(1).
[210/1045] عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
قَالَ: «إِذَا أَخَذْتَ مِنْ تُرْبَةِ المَظْلُوم وَوَضَعْتَهَا فِي فِيكَ، فَقُل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ التُّرْبَةِ، وَبِحَقِّ المَلَكِ الَّذِي قَبَضَهَا، وَالنَّبِيِّ الَّذِي حَضَنَهَا، وَالْإِمَامِ الَّذِي حَلَّ فِيهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِيهَا شِفَاءٌ نَافِعاً، وَرِزْقاً وَاسِعاً، وَأَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَدَاءِ، فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ وَهَبَ اللَّهُ لَهُ الْعَافِيَةَ
وَشِفَاءٌ »(2).
[211/1046] رُوِيَ أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ إِذَا أَبْصَرْنَ بِوَاحِدٍ مِنَ الْأَمْلَاكِ يَهْبِطْنَ
إِلَى الْأَرْضِ لِأَمْرِ مَا يَسْتَهْدِينَ مِنْهُ السُّبَحَ وَالتُّرْبَةَ مِنْ طِينِ قَيْرِ الحُسَيْنِ علیه السلام »(3)
[212/1047] فِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَوْلُهُ علیه السلام: «إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَتْ سِبْحَتُهَا مِنْ خَيْطِ صُوفٍ مُفَتِّلِ مَعْقُودٍ عَلَيْهِ...»، إلى أنْ
ص: 82
قال: «فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ علیه السلام عُدِلَ بِالْأَمْرِ عَلَيْهِ، فَاسْتَعْمَلُوا تُرْبَتَهُ لَا فِيهَا مِنَ
اَلْفَضْلِ وَالمَزِيَّة»(1).
[213/1048] مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: لَقِيَنِي يُوحَنَّا بْنُ سَرَاقِيُونَ اَلنَّصْرَانِيُّ المُتَطَبّبُ فِي شَارع أَبِي أَحْمَدَ، فَاسْتَوْقَفَنِي وَقَالَ لِي: بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَدِينِكَ مَنْ هَذَا الَّذِي يَزُورُ قَبْرَهُ قَوْمٌ مِنَكُمْ بِنَاحِيَةِ قَصْرِ ابْنِ هُبَيْرَةً؟ مَنْ هُوَ مِنْ أَصْحَابِ نَبِيَّكُمْ؟ قُلْتُ: لَيْسَ هُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ، هُوَ ابْنُ بِنْتِهِ ، فَا دَعَاكَ إِلَى الْمَسْأَلَةِ عَنْهُ؟ فَقَالَ: لَهُ عِنْدِي حَدِيثٌ طَرِيفٌ، فَقُلْتُ: حَدَّثْنِي بِهِ، فَقَالَ: وَجَّهَ إِلَى سَابُورُ الْكَبِيرُ الْخَادِمُ الرَّشِيدِيُّ فِي اَللَّيْلِ، فَصِرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَعَالَ مَعِي، فَمَضَى وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى مُوسَى بْنِ
دَخَلْنَا عَلَى
عِيسَى أَلْهاشِمِيُّ، فَوَجَدْنَاهُ زَائِلَ الْعَقْلِ، مُتَكِتَا عَلَى وِسَادَةٍ، وَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ طَسْتُ فِيهَا حَشْوُ جَوْفِهِ، وَكَانَ الرَّشِيدُ اسْتَحْضَرَهُ مِنَ الْكُوفَةِ، فَأَقْبَلَ سَابُورٌ عَلَى خَادِم كَانَ مِنْ خَاصَّةِ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ مَا خَبَرُهُ؟ فَقَالَ لَهُ: أُخْبِرُكَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ سَاعَةٍ جَالِساً وَحَوْلَهُ نُدَمَاؤُهُ، وَهُوَ مِنْ أَصَحَ النَّاسِ جِسْماً، وَأَطْيَبهِمْ نَفْساً، إِذْ جَرَى ذِكْرُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلي عليهما السلام ، قَالَ يُوحَنَّا هَذَا الَّذِي سَأَلْتُكَ عَنْهُ، فَقَالَ مُوسَى : إِنَّ الرَّافِضَةَ لَتَغْلُوا فِيهِ حَتَّى إِنَّهُمْ فِيمَا عَرَفْتُ يَجْعَلُونَ تُرْبَتَهُ دَوَاءٌ يَتَدَاوَوْنَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَ حَاضِراً : قَدْ كَانَتْ بِي عِلَّةٌ عَلِيلَةٌ، فَتَعَالَجَتُ بِهَا بِكُلِّ عِلَاجِ، فَمَا نَفَعَنِي حَتَّىٰ وَصَفَ لِي كَاتِبِي أَنْ أَخُذَ مِنْ هَذِهِ التُّرْبَةِ، فَأَخَذْتُهَا، فَنَفَعَنِيَ اللهُ بِهَا وَزَالَ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُهُ، قَالَ : فَبَقِيَ عِنْدَكَ مِنْهَا شَيْءٍ؟ قَالَ : نَعَمْ، فَوَجَّهَ فَجَاءَ مِنْهَا بِقِطْعَةٍ، فَنَاوَلَهَا مُوسَى بْنُ عِيسَى، فَأَخَذَهَا مُوسَى فَاسْتَدْخَلَهَا دُبُرَهُ اِسْتِهْزَاءً بِمَنْ تَدَاوَى بِهَا، وَاحْتِقَاراً وَتَصَغراً هِذَا الرَّجُلِ الَّذِي هِيَ تُرْبَتُهُ - يَعْنِي الْحُسَيْنَ علیه السلام -، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنِ
ص: 83
اِسْتَدْخَلَهَا دُبُرَهُ حَتَّى صَاحَ النَّارَ النَّارَ، اَلطَّسْتَ الطَّسْتَ، فَجِئْنَا بِالطَّسْتِ، فَأَخْرَجَ فِيهَا مَا تَرَى، فَانْصَرَفَ النُّدَمَاءُ، وَصَارَ المَجْلِسُ مَأْتَماً، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سَابُورٌ فَقَالَ: أَنْظُرْ هَلْ لَكَ فِيهِ حِيلَةٌ؟ فَدَعَوْتُ بِشَمْعَةٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا كَبدُهُ وَطِحَالُهُ وَرِثَتُهُ وَفُؤَادُهُ خَرَجَ مِنْهُ فِي الطَّسْتِ، فَنَظَرْتُ إِلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ، ف مَا لِأَحَدٍ فِي هَذَا صُنْعٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لِعِيسَى الَّذِي كَانَ يُحْيِي اَلمَوْتَى فَقَالَ لِي سَابُورٌ : صَدَقْتَ، وَلَكِنْ كُنْ هَاهُنَا فِي الدَّارِ إِلَى أَنْ يَتَبَيَّنَ مَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِهِ، فَبِتُ عِنْدَهُمْ وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَالِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ، فَمَاتَ فِي
وَقْتِ السَّحَرِ (1).
[214/1049] عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ الا لِفُضَيْلِ: تَجْلِسُونَ وَتُحَدِّثُونَ؟»، قَالَ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «إِنَّ تِلْكَ المَجَالِسَ أُحِبُّهَا، فَأَحْبُوا أَمْرَنَا ، رَحِمَ اللهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا. يَا فُضَيْلُ، مَنْ ذَكَرَنَا أَوْ ذُكِرْنَا عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ مِثْلُ جَنَاحَ الذُّبَابِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ
مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ»(2).
[215/1050] رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ ثَوَابٌ إِلَّا السلام
الدَّمْعَةَ فِينَا »(3).
[216/1051] عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شیب ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا علیه السلام
ص: 84
أَوَّلِ يَوْمِ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، فَقَالَ: «يَا بْنَ شَبِيبٍ، أَصَائِمٌ أَنْتَ؟»، قُلْتُ: لَا ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ هُوَ اَلْيَوْمُ الَّذِي دَعَا فِيهِ زَكَرِيَّا علیه السلام رَبَّهُ عزّو جلّ فَقَالَ: «رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)»[آل عمران: 38]، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ، فَنَادَتْ زَكَرِيَّا «وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى (39)»[آل عمران: 39] ، فَمَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ ثُمَّ دَعَا الله عزّو جلّ وَ اِسْتَجَابَ اللهُ لَهُ كَمَا اسْتَجَابَ اللَّهُ لِزَكَرِيَّا»، ثُمَّ قَالَ: «يَا بْنَ شَبِيبٍ، إِنَّ الْمُحَرَّمَ هُوَ اَلشَّهْرُ الَّذِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الظُّلْمَ وَالْقِتَالَ لِحُرْمَتِهِ، فَمَا عَرَفَتْ هَذِهِ الْأُمَّهُ حُرْمَةَ شَهْرِهَا، وَلَا حُرْمَةَ نَبِيَّهَا ، لَقَدْ قَتَلُوا فِي هَذَا الشَّهْرِ ذُرِّيَّتَهُ، وَسَبَوْا نِسَاءَهُ، وَانْتَهَبُوا ثَقَلَهُ، فَلَا غَفَرَ اللهُ لَهُمْ ذَلِكَ أَبَداً. يَا بْنَ شَبِيبٍ إِنْ كُنْتَ بَاكِياً لِشَيْءٍ فَابْكِ لِلْحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام ، فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ، وَقُتِلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ
علیهم السلام ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً مَا هُمْ فِي الْأَرْضِ شَبِيهُونَ، وَلَقَدْ بَكَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ لِقَتْلِهِ، وَلَقَدْ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ مِنَ المَلَائِكَةِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ لِنَصْرِهِ فَلَمْ
يُؤْذَنْ هُمْ، فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ إِلَى أَنْ يَقُومَ القَائِمُ علیه السلام، فَيَكُونُونَ مِنْ أَنْصَارِهِ، وَشِعَارُهُمْ يَا لَثَارَاتِ اَلْ حُسَيْنِ علیه السلام يَا بْنَ شَبِيبٍ، لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیهما السلام أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ جَدِّيَ الْحُسَيْنُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً وَتُرَاباً أَحْمَرَ يَا بْنَ شَبِيبٍ إِنْ بَكَيْتَ عَلَى أَخْسَيْنِ حَتَّىٰ تَصِيرَ دُمُوعُكَ عَلَى خَدَّيْكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنْب أَذْنَبْتَهُ، صَغِيراً كَانَ أَوْ كَبِيراً، قَلِيلاً كَانَ أَوْ كَثِيراً . يَا بْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ عزّو جلّ وَلَا ذَنْبَ عَلَيْكَ فَزْرِ الْحُسَيْنَ علیه السلام يَا بْنَ شَبِيبٍ، إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ المَبْنِيَّةَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَالْعَنْ قَتَلَةَ اَلْحُسَيْنِ. يَا بْنَ شَبِيبٍ، إِنْ سَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَليَّ علیهما السلام فَقُلْ مَتَى ذَكَرْتَهُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً. يَا
عالي لاما اِبْنَ شَبِيبٍ، إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعَنَا فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجِنَانِ فَاحْزَنْ لِحُزْنِنَا،
ص: 85
وَافْرَحْ لِفَرَحِنَا، وَعَلَيْكَ بِوَلَايَتِنَا، فَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَحَبَّ حَجَراً خَشَرَهُ اللهُ عزّو جلّ مَعَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(1).
[217/1052] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ عَلِيُّ اِبْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام يَقُولُ : أَيُّها مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ علیه السلام حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدَّيْهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً، وَأَيُّها مُؤْمِن دَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ فِيمَا مَسَّنَا مِنَ الْأَذَى مِنْ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيَا بَوَّأَهُ اللهُ مُبَوَّاً صِدْقٍ، وَأَيُّيَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أَذًى فِينَا فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ مِنْ مَضَاضَةِ مَا أُوذِيَ فِينَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الْأَذَى وَآمَنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَخَطِهِ وَالنَّار»(2) .
بیان: مضاضة، أي عذاب وألم.
[218/1053] عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ
الرِّضَا علیه السلام: «مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَأَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ، وَمَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيَى فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ »(3).
[1054/ 219] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُحَدِّتُهُ،
ص: 86
فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ، فَقَالَ لَهُ: «مَرْحَباً، وَضَمَّهُ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «حَفَّرَ اللهُ مَنْ حَقَّرَكُمْ، وَانْتَقَمَ مِمَّنْ وَتَرَكُمْ، وَخَذَلَ اللَّهُ مَنْ خَذَلَكُمْ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكُمْ، وَكَانَ اللَّهُ لَكُمْ وَلِيًّا وَحَافِظاً وَنَاصِراً، فَقَدْ طَالَ بُكَاءُ النِّسَاءِ، وَبُكَاءُ الْأَنْبِيَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ»، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: «يَا أَبَا بَصِير، إذَا نَظَرْتُ إِلَى وُلْدِ أَحْسَيْنِ أَتَانِي مَا لَا أَمْلِكُهُ بِمَا أَتَى إِلَى أَبِيهِمْ وَإِلَيْهِمْ يَا أَبَا بَصِيرِ، إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام لَتَبْكِيهِ فَتَشْهَقُ فَتَزْفِرُ جَهَنَّمُ زَفْرَةً لَوْ لَا أَنَّ الْخَزَنَةَ يَسْمَعُونَ بُكَاءَهَا وَقَدِ اسْتَعَدُّوا لِذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا عُنْقُ أَوْ يَشْرُدَ دُخَانُهَا فَيُحْرِقَ أَهْلَ الْأَرْضِ فَيَحْفَظُونَهَا مَا دَامَتْ بَاكِيَةً وَيَزْجُرُونَهَا وَيُوثِقُونَ مِنْ أَبْوَابِهَا مَخَافَةٌ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَلَا تَسْكُنُ حَتَّى يَسْكُنَ صَوْتُ فَاطِمَةَ اَلزَّهْرَاءَ، وَإِنَّ الْبِحَارَ تَكَادُ أَنْ تَنْفَتِقَ فَيَدْخُلَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَمَا مِنْهَا قَطْرَةٌ إِلَّا بِهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، فَإِذَا سَمِعَ المَلَكُ صَوْتِهَا أَطْفَأَ نَارَهَا بِأَجْنِحَتِهِ، وَحَبَسَ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ مخَافَةٌ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَمَنْ عَلَى الْأَرْضِ، فَلَا تَزَالُ المَلَائِكَةُ مُشْفِقِينَ يَبْكُونَهُ لِبُكَائِهَا، وَيَدْعُونَ اللَّهَ، وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهِ، وَيَتَضَرَّعُ أَهْلُ الْعَرْشِ وَمَنْ حَوْلَهُ، وَتَرْتَفِعُ أَصْوَاتٌ مِنَ الَمَلَائِكَةِ بِالتَّقْدِيسِ الله مَخَافَةٌ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَلَوْ أَنَّ صَوْتاً مِنْ أَصْوَاتِهِمْ يَصِلُ إِلَى الْأَرْضِ لَصَعِقَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَتَقَطَّعَتِ الْجِبَالُ وَزُلْزِلَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ عَظِيمٌ، قَالَ: «غَيْرُهُ أَعْظَمُ مِنْهُ مَا لَمْ تَسْمَعْهُ، ثُمَّ قَالَ لي: «يَا أَبَا بَصِيرٍ ، أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ فِيمَنْ يُسْعِدُ فَاطِمَةَ علیها السلام؟»،
فَبَكَيْتُ حِينَ قَالَهَا، فَما قَدَرْتُ عَلَى المَنْطِقِ، وَمَا قَامَ
، عَلَى كَلَامِي مِنَ البُكَاءِ ،
إِلَى اَلمُصَلَّى يَدْعُو، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ عَلَى تِلْكَ اَلْحَالِ، فَمَا انْتَفَعْتُ بِطَعَامِ، وَمَا جَاءَنِي اَلنَّوْمُ، وَأَصْبَحْتُ صَائِماً وَجِلاً حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَلَما رَأَيْتُهُ قَدْ سَكَنَ سَكَنْتُ وَحَمِدْتُ اللهَ حَيْثُ لَمْ تَنْزِلْ فِي عُقُوبَةٌ »(1).
ص: 87
[220/1050] عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ كِرْدِينِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لي
أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا مِسْمَعُ، أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَمَا تَأْتِي قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام ؟،
قُلْتُ: لَا ، أَنَا رَجُلٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْل الْبَصْرَةِ، وَعِنْدَنَا مَنْ يَتَّبِعُ هَوَىٰ هَذَا اَخْلِيفَةِ، وَعَدُونَا كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْقَبَائِلِ مِنَ النُّصَّابِ يَرْفَعُوا
برِهِمْ، وَلَسْتُ آمَنهم ! حَالِي عِنْدَ وُلْدِ سُلَيْمانَ، فَيُمَتِّلُونَ بِي، قَالَ لِي: «أَفَمَا تَذْكُرُ مَا صُنِعَ بِهِ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ،
قَالَ: «فَتَجْزَعُ؟»، قُلْتُ: إِي وَاللَّهُ وَأَسْتَعْبِرْ لِذَلِكَ حَتَّى يَرَى أَهْلِي أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَأَمْتَنِعُ مِنَ الطَّعَام حَتَّى يَسْتَبِينَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي، قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ دَمْعَتَكَ، أَمَا إِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُعَدُّونَ مِنْ أَهْلِ الْجَزَع لَنَا، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا، وَيَحْزَنُونَ حِزْنِنَا، وَيَخَافُونَ لِخَوْفِنَا، وَيَأْمَنُونَ إِذَا أَمِنَّا ، أَمَا إِنَّكَ سَتَرَى عِنْدَ مَوْتِكَ حُضُورَ آبَائِي لَكَ، وَوَصِيَّتَهُمْ مَلَكَ المَوْتِ بِكَ، وَمَا يَلْقَوْنَكَ بِهِ مِنَ الْبِشَارَةِ أَفْضَلُ، وَلَمَلَكُ المَوْتِ أَرَقُ عَلَيْكَ وَأَشَدُّ رَحْمَةً لَكَ مِنَ الْأُمَّ الشَّفِيقَةِ عَلَى وَلَدِهَا»، قَالَ: ثُمَّ اسْتَعْبَرَ وَاسْتَعْبَرْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: «اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى خَلْقِهِ بِالرَّحْمَةِ، وَخَصَّنَا أَهْلَ البَيْتِ بِالرَّحْمَةِ. يَا مِسْمَعُ إِنَّ الْأَرْضَ وَالسَّمَاءَ لَتَبْكِي مُنْذُ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام رَحْمَةً لَنَا، وَمَا بَكَى لَنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَكْثَرُ، وَمَا رَفَأَتْ دُمُوعُ المَلَائِكَةِ مُنْذُ قُتِلْنَا، وَ مَا بَكَى أَحَدٌ رَحْمَةً لَنَا وَلَمَا لَقِينَا إِلَّا رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ الدَّمْعَةُ مِنْ عَيْنِهِ، فَإِذَا سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِهِ سَقَطَتْ فِي جَهَنَّمَ لَأَطْفَأَتْ حَرَّهَا حَتَّى لَا يُوجَدَ لَهَا حَرٌّ ، وَإِنَّ الْمُوجَعَ لَنَا قَلْبُهُ لَيَفْرَحُ يَوْمَ يَرَانَا عِنْدَ مَوْتِهِ فَرْحَةٌ لَا تَزَالُ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ حَتَّى يَرِدَ عَلَيْنَا الْحَوْضَ ، وَإِنَّ الْكَوْثَرَ لَيَفْرَحُ بِمُحِبْنَا إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ حَتَّى إِنَّهُ لَيُذِيقَهُ مِنْ ضُرُوبِ الطَّعَامِ مَا لَا يَشْتَهِي أَنْ يَصْدُرَ عَنْهُ. يَا مِسْمَعُ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةٌ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً، وَلَمْ يَسْتَقِ بَعْدَهَا أَبَداً، وَهُوَ فِي بَرْدِ الْكَافُورِ وَرِيحِ المِسْكِ وَطَعْمِ الزَّنْجَبِيلِ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَلْيَنَ مِنَ الزُّيْدِ،
ص: 88
وَأَصْفَى مِنَ الدَّمْعِ، وَأَذْكَى مِنَ الْعَنْبَرِ، يَخْرُجُ مِنْ تَسْنِيمٍ، وَيَمُرُّ بِأَنْهَارِ الْجِنَانِ، يَجْرِي عَلَى رَضْرَاضَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، فِيهِ مِنَ الْقِدْحَانِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ، يُوجَدُ رِيحُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ، قِدْحَانُهُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَأَلْوَانِ اَلْجَوْهَرِ، يَفُوحُ فِي وَجْهِ الشَّارِبِ مِنْهُ كُلُّ فَائِحَةٍ، حَتَّى يَقُولَ الشَّارِبُ مِنْهُ: يَا لَيْتَنِي تُرِكْتُ هَاهُنَا، لَا أَبْغِي بِهَذَا بَدَلاً، وَلَا عَنْهُ تَحْوِيلاً. أَمَا إِنَّكَ يَا بْنَ كِرْدِينٍ مِمَّنْ تَرْوَىٰ مِنْهُ، وَمَا مِنْ عَيْنٍ بَكَتْ لَنَا إِلَّا نُعْمَتْ بِالنَّظَرِ إِلَى الْكَوْثَرِ، وَسُقِيَتْ مِنْهُ مَنْ أَحَبَّنَا، وَإِنَّ الشَّارِبَ مِنْهُ لَيُعْطَى مِنَ اللَّذَّةِ وَالطَّعْمِ وَالشَّهْوَةِ لَهُ أَكْثَرَ مِمَّا يُعْطَاهُ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي حُبِّنَا، وَإِنَّ عَلَى الْكَوْثَرِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، وَفِي يَدِهِ عَصا مِنْ عَوْسَجِ
يَحْطِمُ بِهَا أَعْدَاءَنَا، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: إِنِّي أَشْهَدُ الشَّهَادَتَيْنِ، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ إِلَى إِمَامِكَ فَلَانٍ فَاسْأَلْهُ أَنْ يَشْفَعَ لَكَ، فَيَقُولُ : تَبَرَّأَ مِنِّي إِمَامِيَ الَّذِي تَذْكُرُهُ، فَيَقُولُ: اِرْجِعْ إِلَى وَرَائِكَ فَقُلْ لِلَّذِي كُنْتَ تَتَوَلَّاهُ وَتُقَدِّمُهُ عَلَى الْخَلْقِ فَاسْأَلَهُ إِذَا كَانَ خَيْرَ اَلْخَلْقِ عِنْدَكَ أَنْ يَشْفَعَ لَكَ، فَإِنَّ خَيْرَ الْخَلْقِ مَنْ يَشْفَعُ، فَيَقُولُ: إِنِّي أَهْلِكُ عَطَشاً، فَيَقُولُ لَهُ: زَادَكَ اللهُ ظَمَةً ، وَزَادَكَ اللَّهُ عَطَشاً»، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَكَيْفَ يَقْدِرُ عَلَى الدُّنْوِّ مِنَ الْحَوْضِ وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ غَيْرُهُ؟ فَقَالَ: «وَرِعَ عَنْ أَشْيَاءَ قَبِيحَةٍ، وَكَفَّ عَنْ شَتْمِنَا أَهْلَ البَيْتِ إِذَا ذُكِرْنَا، وَتَرَكَ أَشْيَاءَ اِجْتَرَى عَلَيْهَا غَيْرُهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لحِبِّنَا وَلَا هَوًى مِنْهُ لَنَا، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لِشِدَّةِ اِجْتِهَادِهِ فِي عِبَادَتِهِ وَتَدَينِهِ، وَلَا قَدْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِهِ عَنْ ذِكْرِ النَّاسِ، فَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُنَافِقُ، النَّصْبُ، وَاتَّبَاعُهُ أَهْلَ النَّصْبِ، وَوَلَايَةُ المَاضِينَ، وَتَقَدُّمُهُ فَما عَلَى كُلِّ أَحَدٍ »(1).
[221/1056] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام، قَالَ: «نَظَرَ
ص: 89
النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٌّ علیهما السلام وَهُوَ مُقْبِلٌ، فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ وَقَالَ: إِنَّ لِقَتْلِ اَلْحُسَيْنِ حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام تَبْرُدُ أَبَداً»، ثُمَّ قَالَ علیه السلام: « بِأَبِي قَتِيلُ كُلَّ عَبْرَةٍ»، قِيلَ : وَمَا قَتِيلُ كُلِّ عَبْرَةِ، يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ؟ قَالَ: «لَا يَذْكُرُهُ مُؤْمِنُ إِلَّا بَكَى »(1) .
[222/1057] عَنْ أَبي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : قَالَ الْحُسَيْنُ
اِبْنُ عَلى علیهما السلام : «أَنَا قَتِيلُ الْعَبْرَةِ، لَا يَذْكُرُنِي مُؤْمِنْ إِلَّا اسْتَعْبَرَ »(2).
[1058 / 223]عَنْ أَبِي يَحْيَى الْخَذَاءِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «نَظَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إِلَى الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: يَا عَبْرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ،
فَقَالَ : أَنَا يَا أَبَتَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَا بُنَيَّ »(3).
[ 1059 / 224] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام وَنَحْنُ ، فِي طَرِيقِ المَدِينِةِ نُرِيدُ مَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله مَا لي أَرَاكَ كَثِيباً حَزِيناً مُنْكَسِراً؟ فَقَالَ لِي: «لَوْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ لَشَغَلَكَ عَنْ مُسَاءَلَتِي، قُلْتُ: وَمَا الَّذِي تَسْمَعُ ؟ قَالَ: «ابْتِهَالَ المَلَائِكَةِ إِلَى الله عَلَى قَتَلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، وَعَلَى قَتَلَةِ حَ اَلْجِنِّ عَلَيْهِمَا، وَبُكَاءَ المَلَائِكَةِ الذِينَ حَوْهُمْ، وَشِدَّةَ حُزْنِهِمْ، الْحُسَيْنِ علیه السلام ، ونوح
فَمَنْ يَتَهَنَّأُ مَعَ هَذَا بِطَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ أَوْ نَوْمٍ ؟»(4).
ص: 90
[ 1060 / 225] فِي رِوَايَةِ أَبَانِ قَوْلُهُ علیه السلام : «يَا أَبَانَ، لَقَدْ قُتِلَ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام
فَهَبَطَ عَلَى قَيْرِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ شُعْثٌ غُبْرٌ يَبْكُونَ عَلَيْهِ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ
اَلْقِيَامَةِ» (1).
[226/1061] فِي رِوَايَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ تُوَيْرِ قَوْلُهُ علیه السلام : لَمَّا مَضَى الحُسَيْنُ علیه السلام بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ، وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا
بَيْنَهُنَّ، وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا، وَمَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى »(2).
[227/1062] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ اَلْهَاشِمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام : يَا بْنَ رَسُولِ الله كَيْفَ صَارَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَةٍ وَغَمْ وَجَزَعِ وَبُكَاءِ دُونَ الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، وَالْيَوْم الَّذِي مَاتَتْ فِيهِ فَاطِمَةُ علیها السلام ، وَالْيَوْمَ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، وَالْيَوْم الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الحَسَنُ علیه السلام بِالسَّمْ؟ فَقَالَ: «إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ علیه السلام أَعْظَمُ مُصِيبَةٌ مِنْ جَمِيعِ سَائِرِ الْأَيَّامِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكِسَاءِ الَّذِينَ كَانُوا أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ عزّو جلّ وَا كَانُوا خَمْسَةٌ، فَلَمَّا مَضَى عَنْهُمُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم بَقِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَاَحْسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهم السلام ، فَكَانَ فِيهِمْ لِلنَّاسِ عَزَاء وَسَلْوَةٌ، فَلَمَّا مَضَتْ فَاطِمَةٌ علیها السلام كَانَ فِي وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ لِلنَّاسِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ، فَلَمَّا مَضَى مِنْهُمْ أَمِيرُ
ص: 91
الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ، فَلَمَّا مَضَى اَحْسَنُ علیه السلام كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحُسَيْنِ علیه السلام عَزَاءُ وَسَلْوَةٌ، فَلَا قُتِلَ الْحُسَيْنُ علیه السلام لَم يَكُنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْكِسَاءِ أَحَدٌ لِلنَّاسِ بَعْدَهُ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ، فَكَانَ ذَهَابُهُ كَذَهَابِ جَمِيعِهِمْ، كَمَا كَانَ بَقَاؤُهُ كَبَقَاءِ جَمِيعِهِمْ ، فَلِذَلِكَ صَارَ يَوْمُهُ أَعْظَمَ مُصِيبَةٌ»، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ اَلْخَاشِمِيُّ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله، أَلَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ فِي عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام عَزَاء وَسَلْوَةٌ مِثْلَ مَا كَانَ هُمْ فِي آبَائِهِ علیهم السلام ؟ فَقَالَ: «بَلَى، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ كَانَ سَيِّدَ الْعَابِدِينَ، وَإِمَاماً وَحُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ آبَائِهِ المَاضِينَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَكَانَ عِلْمُهُ وِرَاثَةٌ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ اَلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهم السلام قَدْ شَاهَدَهُم اَلنَّاسُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي أَحْوَالِ فِي آنٍ يَتَوَالَى، فَكَانُوا مَتَى نَظَرُوا إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ تَذَكَّرُوا حَالَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَقَوْلَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَفِيهِ، فَلَمّا مَضَوْا فَقَدَ النَّاسُ مُشَاهَدَةَ الْأَكْرَمِينَ عَلَى الله عزّو جلّ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنْهُمْ فَقْدُ
عَل. جَمِيعِهِمْ إِلَّا فِي فَقْدِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام ، لِأَنَّهُ مَضَى آخِرَهُمْ، فَلِذَلِكَ صَارَ يَوْمُهُ الْأَيَّام مُصِيبَةٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله فَكَيْفَ سَمَّتِ الْعَامَّةُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ؟ فَبَكَى علیه السلام ، ثُمَّ قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ الحُسَيْنُ علیه السلام تَقَرَّبَ النَّاسُ بِالشَّامِ إِلَى يَزِيدَ، فَوَضَعُوا لَهُ الْأَخْبَارَ، وَأَخَذُوا عَلَيْهِ اَلْجَوَائِزَ مِنَ الْأَمْوَالِ، فَكَانَ مِمَّا وَضَعُوا لَهُ أَمْرُ هَذَا الْيَوْمِ، وَأَنَّهُ يَوْمُ بَرَكَةٍ لِيَعْدِلَ اَلنَّاسُ فِيهِ مِنَ الْجَزَعِ وَالْبُكَاءِ وَالْمُصِيبَةِ وَالْحُزْنِ إِلَى الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ وَالتَّبَرُّكِ وَالْاِسْتِعْدَادِ فِيهِ، حَكَمَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ علیه السلام : «يَا بْنَ عَمِّ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَأَقَلُّ ضَرَراً عَلَى الْإِسْلَام وَأَهْلِهِ وَضَعَهُ قَوْمٌ اِنْتَحَلُوا مَوَدَّتَنَا، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ يَدِينُونَ بِمُوَالَاتِنَا، وَيَقُولُونَ بِإِمَامَتِنَا، زَعَمُوا أَنَّ الْحُسَيْنَ علیه السلام لَمْ يُقْتَلْ، وَأَنَّهُ شُبِّهَ لِلنَّاسِ أَمْرُهُ كَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، فَلَا لَائِمَةَ إِذَنْ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَلَا عَتْبَ عَلَى
ص: 92
زَعْمِهِمْ، يَا بْنَ عَمَّ، مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْحُسَيْنَ علیه السلام لَمْ يُقْتَلْ فَقَدْ كَذَّبَ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَعَلِيَّا، وَكَذَّبَ مَنْ بَعْدَهُ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام فِي إِخْبَارِهِمْ بِقَتْلِهِ، وَمَنْ كَذَّبَهُمْ فَهُوَ كَافِرٌ بالله العظيم، وَدَمُهُ مُبَاحٌ لِكُلِّ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ»، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْل: فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله فَمَا تَقُولُ فِي قَوْمٍ مِنْ شِيعَتِكَ يَقُولُونَ بِهِ؟ فَقَالَ علیه السلام : «مَا هَؤُلَاءِ مِنْ شِيعَتِي، وَإِنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ»، قَالَ: فَقُلْتُ: فَقَوْلُ الله عزّو جلّ: «وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)» [البقرة: 65] ، قَالَ: «إِنَّ أُولَئِكَ مُسِخُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ مَاتُوا وَلَمْ يَتَنَا سَلُوا، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ الْيَوْمَ مِثْلُ أُولَئِكَ، وَكَذَلِكَ اَلْخَنَازِيرُ وَسَائِرُ المَسُوحَ مَا وُجِدَ مِنْهَا الْيَوْمَ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ مِثْلُهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُؤْكَلَ لَحْمُهُ»، ثُمَّ قَالَ علیه السلام : «لَعَنَ اللهُ الْغُلَاةَ وَالْمُفَوِّضَةَ، فَإِنَّهُمْ صَغَرُوا عِصْيَانَ الله وَكَفَرُوا بِهِ، وَأَشْرَكُوا وَضَلُّوا وَأَضَلُّوا، فِرَاراً مِنْ إِقَامَةِ الْفَرَائِضِ وَأَدَاءِ اَلْحُقُوقِ » (1).
[1063 / 228] عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَحْسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي اَحْسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرّضَا علیه السلام، قَالَ: «مَنْ تَرَكَ السَّعْيَ فِي حَوَائِجِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
لا، قَضَى اللَّهُ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَحُزْنِهِ وَبُكَائِهِ يَجْعَلُ اللَّهُ عزّو جلّ وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ فَرَحِهِ وَسُرُورِهِ، وَقَرَّتْ بِنَا فِي الْجِنَانِ عَيْنُهُ، وَمَنْ سَمَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ وَادَّخَرَ لَنْزِلِهِ شَيْئاً لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَ، وَحُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ يَزِيدَ وَعُبَيْدِ الله بْنِ زِيَادٍ وَعُمَرَ بْن سَعْدٍ (لَعَنَهُمُ اللَّهُ) إِلَى أَسْفَل دَرْكِ مِنَ النَّارِ »(2).
ص: 93
[229/1064] عَنْ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ ، فَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، فَقَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا جَعْفَرُ»، قَالَ : لَبَّيْكَ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ الشُّعْرَ فِي الْحُسَيْنِ علیه السلام وَتُجِيدُ، قَالَ: نَعَمْ، فَأَنْشَدَهُ، فَبَكَى وَمَنْ حَوْلَهُ حَتَّى سَالَتِ اَلدَّمُوعُ عَلَى وَجْهِهِ وَلِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا جَعْفَرُ، وَاللَّهِ لَقَدْ شَهِدَكَ مَلَائِكَةُ الله اَلْقَرَّبُونَ هَاهُنَا يَسْمَعُونَ قَوْلَكَ فِي الْحُسَيْنِ علیه السلام ، وَلَقَدْ بَكَوْا كَمَا بَكَيْنَا وَأَكْثَرَ، وَلَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَكَ يَا جَعْفَرُ فِي سَاعَتِكَ اَلْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا، وَغَفَرَ لَكَ»، فَقَالَ: «أَلَا أَزِيدُكَ؟»، قَالَ نَعَمْ، يَا سَيِّدِي، قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ قَالَ فِي الحُسَيْنِ علیه السلام شِعْراً فَبَكَى وَأَبْكَى بِهِ إِلَّا أَوْجَبَ اللهُ لَهُ الْجَنَّةَ، وَغَفَرَ لَهُ »(1)
[230/1065] عَنْ أَبِي هَارُونَ المَكْفُوفِ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا أَبَا هَارُونَ، أَنْشِدْنِي فِي الْحُسَيْنِ علیه السلام»، قَالَ: فَأَنْشَدْتُهُ، فَبَكَى، فَقَالَ: «أَنْشِدْنِي كَمَا
تُنْشِدُونَ - يَعْنِي بِالرَّقَةِ »، قَالَ: فَأَنْشَدْتُهُ:
أَمْرُرْ عَلَى جَدَثِ الْحُسَيْنِ *** فَقُلْ لِأَعْظُمِهِ اَلزَّكِيَّةِ
قَالَ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: «زِدْنِي»، قَالَ: فَأَنْشَدْتُهُ الْقَصِيدَةَ الْأُخْرَى، قَالَ: فَبَكَى، وَسَمِعْتُ اَلْبُكَاءَ مِنْ خَلْفِ السِّتْرِ، قَالَ : فَلَما فَرَغْتُ قَالَ لِي: «يَا أَبَا هَارُونَ، مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ علیه السلام شِعْراً فَبَكَى وَأَبْكَى عَشْراً كُتِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَنْشَدَ فِي اَلْحُسَيْنِ شِعْراً فَبَكَى وَأَبْكَى خَمْسَةٌ كُتِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَنْشَدَ فِي اَلْحُسَيْنِ شِعْراً
ص: 94
فَبَكَى وَأَبْكَىٰ وَاحِداً كُتِبَتْ هَمَا اَلْجَنَّةُ، وَمَنْ ذُكِرَ الْحُسَيْنُ علیه السلام عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ مِنَ الدُّمُوعِ مِقْدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ، وَلَمْ يَرْضَ لَهُ بِدُونِ
الجنَّة »(1).
[231/1066] حَكَى دِعْبِلْ اَخْزَاعِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلَايَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا علیه السلام فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَيَّامِ، فَرَأَيْتُهُ جَالِساً جِلْسَةَ الْخَزِينِ اَلْكَثِيبِ، وَأَصْحَابُهُ مِنْ حَوْلِهِ، فَلَما رَآنِي مُقْبِلاً قَالَ: «مَرْحَباً بِكَ يَا دِعْبِلُ، مَرْحَباً بِنَاصِرِنَا بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ وَسَّعَ لِي فِي مَجْلِسِهِ وَأَجْلَسَنِي إِلَى جَانِبِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا دِعْبِلُ، أُحِبُّ أَنْ تُنْشِدَنِي شِعْراً، فَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامَ حُزْنٍ كَانَتْ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَأَيَّامَ سُرُورٍ كَانَتْ عَلَى أَعْدَائِنَا خُصُوصاً بَنِي أُمَيَّةَ. يَا دِعْمِلُ، مَنْ بَكَى أَوْ أَبْكَىٰ عَلَى مُصَابِنَا وَلَوْ وَاحِداً كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ . يَا دِعْبِلُ مَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ عَلَى مُصَابِنَا وَبَكَى لَمَا أَصَابَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَنَا فِي زُمْرَتِنَا يَا دِعْبِلُ، مَنْ بَكَى عَلَى مُصَابِ جَدِّيَ الْحُسَيْنِ علیه السلام غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ البَتَّةَ»، ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام نَهَضَ وَضَرَبَ سِتْراً بَيْنَنَا وَبَيْنَ حَرَمِهِ، وَأَجْلَسَ أَهْلَ بَيْتِهِ مِنْ وَرَاءِ اَلسِّتْرِ لِيَبْكُوا عَلَى مُصَابِ جَدِّهِمُ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ لِي: يَا دِعْبِلُ، اِرْثِ الْحُسَيْنَ علیه السلام ، فَأَنْتَ نَاصِرُنَا وَمَادِحُنَا مَا دُمْتَ حَيَّا، فَلَا تُقَصِّرْ عَنْ نَصْرِنَا مَا اسْتَطَعْتَ»، قَالَ دِعْبِلٌ : فَاسْتَعْبَرْتُ وَسَالَتْ عَبْرَنِ، وَأَنْشَأْتُ أَقُولُ... الأبيات (2).
ص: 95
مطلعها:
بيان: الأبيات التي أنشأها دعبل هي قصيدته التائيَّة المشهورة، والتي
مدارس آیات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
[ 1067 / 232 ]حُكِيَ أَنَّ المَنْصُورَ تَقَدَّمَ إِلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ بِالجُلُوسِ لِلتَّهْنِئَةِ فِي يَوْم اَلنَّيْرُوزِ وَقَبْضِ مَا يُحْمَلُ إِلَيْهِ، فَقَالَ علیه السلام: «إِنِّي قَدْ
فَتَشْتُ الْأَخْبَارَ عَنْ جَدِّي رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَلَمْ أَجِدْ هِذَا الْعِيدِ خَبَراً، وَإِنَّهُ سُنَّةٌ لِلْفُرْسِ وَعَحَاهَا الْإِسْلَامُ، وَمَعَاذَ اللَّهُ أَنْ نُحْيِيَ مَا تَحَاهُ الْإِسْلَامُ، فَقَالَ اَلمَنْصُورُ : إِنَّمَا نَفْعَلُ هَذَا سِيَاسَةَ لِلْجُنْدِ، فَسَأَلْتُكَ بِالله اَلْعَظِيم إِلَّا جَلَسْتَ، فَجَلَسَ، وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ الْمُلُوكُ وَالْأُمَرَاءُ وَالْأَجْنَادُ يُهنُّونَهُ وَيَحْمِلُونَ إِلَيْهِ اَفْهَدَايَا وَالتَّحَفَ ، وَعَلَى رَأْسِهِ خَادِمُ المَنْصُورِ يُحْصِي مَا يُحْمَلُ، فَدَخَلَ فِي آخِرِ اَلنَّاسِ رَجُلٌ شَيْخُ كَبِيرُ السِّنِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا بْنَ بِنْتِ رَسُولِ الله، إِنَّنِي رَجُلٌ صُعْلُوكٌ لَا مَالَ لي أُتُحِفُكَ، وَلَكِنْ أُنْحِفُكَ بِثَلَاثِ أَبْيَاتٍ قَالَهَا جَدِّي فِي جَدِّكَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيَّ علیهما السلام :
عَجِبْتُ لِصْقُولٍ عَلَاكَ فِرِنْدُهُ *** يَوْمَ أَفْيَاجِ وَقَدْ عَلَاكَ غُبَارٌ
وَلِأَسْهُم نَفَذَتْكَ دُونَ حَرَائِرٍ *** يَدْعُونَ جَدَّكَ وَالدُّمُوعُ غِزَارٌ
أَلَّا تَقَضْقَضَتِ السِّهَامُ وَعَاقَهَا *** عَنْ جِسْمِكَ الْإِجْلَالُ وَالْإِكْبَارُ
قَالَ علیه السلام: «قَبلْتُ هَدِيَّتَكَ، اِجْلِسْ بَارَكَ اللهُ فِيكَ»، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى الْخَادِمِ وَقَالَ: «اِمْضِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَرَّفْهُ بِهَذَا المَالِ وَمَا يُصْنَعُ بِهِ»، فَمَضَى اَلْخَادِمُ
ص: 96
وَعَادَ وَهُوَ يَقُولُ: كُلُّهَا هِبَةٌ مِنِّي لَهُ، يَفْعَلُ بِهِ مَا أَرَادَ، فَقَالَ مُوسَى علیه السلام لِلشَّيْخِ:
«اِقْبِضْ جَمِيعَ هَذَا المَالِ، فَهُوَ هِبَةٌ مِنِّي لَكَ » (1).
[ 1068/ 233] عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
مَا قَالَ فِينَا قَائِلٌ بَيْتاً مِنَ الشَّعْرِ حَتَّى يُؤَيَّدَ بِرُوحِ الْقُدُسِ»(2) .
[ 1069 / 234] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ الْكُمَيْتَ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَأَنْشَدَهُ أَشْعَاراً قَالَهَا فِيهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ:« رَحِمَكَ اللهُ يَا كُمَيْتُ، لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَالٌ حَاضِرٌ لَأَعْطَيْنَاكَ رِضَاكَ»، فَقَالَ الْكُمَيْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَالله مَا امْتَدَحْتُكُمْ وَأَنا أُرِيدُ عَلَى ذَلِكَ عَاجِلَ دُنْيَا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: «فَإِنَّ لَكَ بِامْتِدَاحِنَا مَا قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لِعَبْدِ الله بْنَ رَوَاحَةَ وَحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ هُما : لَنْ تَزَالَا
تُؤَيَّدَانِ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا ذَبَيْتُها عَنَّا بِأَلْسِنَتِكُم » (3).
[ 1070 / 235] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: دَخَلَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَأَنْشَدَهُ : مَنْ لِقَلْبٍ مُتَيَّمٍ مُسْتَهَامٍ)، فَلَما فَرَغَ مِنْهَا قَالَ لِلْكُمَيْتِ: «لَا تَزَالُ مُؤَيَّداً بِرُوحِ مَا دُمْتَ تَقُولُ فِينَا »(4) .
وهذه هي الأبيات:
مَن لِقَلبٍ مُتَيَّم مُستهام *** غَيرِ مَا صَبْوَةٍ وَلَا أَحْلَام
ص: 97
طَارِقَاتٍ وَلَا اِذْكَار غَوَان *** وَاضِحَاتِ اَلْخُدُودِ كَالْآرَامِ ب
ل هَوَايَ الَّذِي أُجِنُّ وَأُبدِي *** لِبَنِي هَاشِمٍ فُرُوعِ الْأَنَامِ
لِلْقَرِيبِينَ مِنْ نَدًى وَالْبَعِيدِي *** -نَ مِنَ الجُورِ فِي عُرَى الْأَحْكَامِ
وَالمُصِيبِينَ بَابَ مَا أَخْطَأَ النَّا *** سُ وَمُرْسِي قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ
وَالْمَاةُ الْكُفَاةُ فِي الْخَرِبِ إِنْ *** لَفَ ضِرَاماً وَقُودُها بِضِرَام
وَالْغُيُوثِ الَّذِينَ إِنْ أَمَحَلَ النَّا ***سُ فَمَأْوَى حَوَاضِنِ الْأَيْتَامِ
رَاجِحِي اَلْوَزْنِ كَامِلي الْعَدْلِ فِي *** السِّيرَةِ طَبِيْن بِالْأُمُورِ الْحِسَامِ
وَإِذَا اخْرِبُ أَوْمَضَتْ بِسَنَا الْبَرْ *** قِ وَسَارَ أَهْمَامُ نَحْوَ الْهمَامِ
وَرَأَيْتُ الشَّرِيحَ يَحْنِنَّ وَالنَّب *** عَ بِمَكسُورَةِ الظُّهَارِ اللّوَّامِ
فَهُمُ الْأَسْدُ فِي الْوَغَى لَا اللَّواتي *** بَيْنَ خِيسِ الْعَرِينِ وَالْآجَامِ
أُسْدُ حَربٍ غُيوتُ جَدْبٍ بَهَالِي *** لُ مَقَاوِيلُ غَيْرُ مَا أَقْدَامِ
فَهُمُ الْأَقْرَبُونَ مِن كُلِّ خَيْرٍ *** وَهُمُ الْأَبْعَدُونَ من كُلّ ذَامِ
وَهُمُ الْأَرأَفُونَ بالنَّاسِ فِي الرَّأ *** فَةِ وَالْأَحْلَمُونَ فِي الْأَحلَامِ
بَسَطُوا أَيْدِيَ النَّوَالِ وَكَفُّوا *** أَيْدِيَ الْبَغْيِ عَنْهُمُ وَالْعُرَامِ
أَسْرَةُ الصَّادِقِ الْحَدِيثِ أَبِي الْقَا *** سمِ فَرْعِ الْقُدَامِسِ الْقُدَّامِ
أَبْطَحِيُّ بِمَكَّةَ اسْتَثْقَبَ اَللَّ- *** هُ ضِيَاءَ الْعَمَى بِهِ وَالظَّلَامِ
وَإِلَى يَشْرِبَ التَّحَوُّلَ عَنْهَا *** لَقَامٍ عَنْ غَيْرِ دَارٍ مُقَامِ
وَالْوَصِيُّ الَّذِي أَمَالَ النَّجو *** بِيُّ بِهِ عَرْشَ أُمَّةِ لاِنهِدَامِ
ص: 98
كَانَ أَهْلَ الْعَفَافِ وَالمَجْدِ وَالْخَيْ *** رِ وَنَقْضِ الْأُمُورِ وَالْإبرام
وَالْوَصِيُّ الْوَلِيُّ وَالْفَارِسُ المع *** سلِمُ تَحْتَ الْعَجَاج غَيْرُ الْكَهَام
كَمْ لَهُ ثُمَّ كَمْ لَهُ مِنْ قَتِيلِ *** وَصَرِيع تَحْتَ السَّنَابِكِ دَامِي
وَخَمِيسِ يَلْفُهُ بِخَمِيسِ *** وَفِنَامٍ حَوَاهُ بَعْدَ فِتَام
وَعَمِيد مُتَوَّجٌ حُلَّ عَنْهُ *** عُقَدُ التَّاج بالصَّنِيع الحُسَام
قتَلُوا يَوْمَ ذَاكَ إِذْ قَتَلُوهُ *** حَكَما لَا كَغَابِرِ الْحَكَام
رَاعِيَا كَانَ مُسْجِحَا فَفَقَدْنَا *** هُ فَقْدُ المُسِيم مُلْكُ السَّوَام
نَالَنَا فَقدُهُ وَنَالَ سِوَانَا *** باجتِدَاعَ مِنَ الْأُنُوفِ اِصْطِلام
وَأُشِيَّت بِنَا مَصَادِرُ شَتَّى *** بَعْدَ نَهْجِ سبِيلِ ذِي الارام
جَرَّدَ السَّيْفَ تَارَتَيْنِ مِنَ الدَّهْ *** رِ عَلَى حِينِ دِرَّةٍ مِنْ صَرَامِ
فِي مُرِيدِينَ مُخْطِئِينَ هُدَى اللَّ *** هِ وَمُسْتَقْسِ-مِينَ بالْأَزْلَام
وَوَصِيُّ الْوَصِيَّ ذِي الخُطَّةِ الْفَصْ *** -لِ وَمُرْدِي الْخُصُومِ يَومَ الخِصَامِ
وَقَتِيلٌ بالطَّفِ غُودِرَ مِنْهُ *** بَيْنَ غَوْغَاءِ أُمَّةٍ وَطَغَامِ
قَتَلَ الْأَدْعِيَاءُ إِذْ قَتَلُوهُ *** أَكْرَمَ الشَّارِبِينَ صَوْبَ الْغَمَامِ(1)
1
[236/1071] هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، قَالَ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام[ في
المنام]، قَالَ: «أَنْشِدْنِي قَوْلَ الْكُمَيْتِ:
وَيَوْمَ الدَّوْحَ دَوْحٍ غَدِيرِ خُمِّ *** أَبَانَ لَنَا الْوَلَايَةَ لَوْ أَطِيعَا
ص: 99
وَلَكِنَّ الرِّجَالَ تَبَايَعُوهَا *** فَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا أَمْراً شَنِيعاً».
قَالَ: فَأَنْشَدْتُهُ، فَقَالَ: «خُذْ إِلَيْكَ يَا هَنَّادُ، فَقُلْتُ: هَاتِ يَا سَيِّدِي، فَقَالَ:
وَلَمْ أَرَ مِثْلَ ذَاكَ الْيَوْم يَوْماً *** وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ حَقًّا أَضِيعَا»(1).
[1072/ 237] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ، قَالَ: لَمَّا بَايَعَ المَأْمُونُ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرّضَا علیهما السلام بِالْعَهْدِ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِلُبْسِ الْخُضْرَةِ صَارَ إِلَيْهِ دِعْبِلُ بْنُ عَلِيٍّ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ اَلصَّوْلِيُّ، وَكَانَا صَدِيقَيْنِ لَا يَفْتَرِقَانِ، فَأَنْشَدَ دِعْبِلٌ:
مَدَارِسُ آيَاتٍ خَلَتْ مِنْ تِلَاوَةِ *** وَمَنْزِلُ وَحْي مُقْفِرُ الْعَرَصَاتِ
وَأَنْشَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ العَبَّاسِ عَلَى مَذْهَبِهِ قَصِيدَةً أَوَّها:
أَزَالَتْ عَزَاءَ الْقَلْبِ بَعْدَ التَّجَلَّدِ *** مَصَارعُ أَوْلَادِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
قَالَ: فَوَهَبَ لَهُمَا عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَم مِنَ الدَّرَاهِمِ الَّتِي عَلَيْهَا اِسْمُهُ، وَكَانَ اَلمَأْمُونُ أَمَرَ بِضَرْبهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَأَمَّا دِعْبِلُ فَصَارَ بِالشَّطْرِ مِنْهَا إِلَى قُمَّ، فَاشْتَرَىٰ أَهْلُهَا مِنْهُ كُلَّ دِرْهَم بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، فَبَاعَ حِصَّتَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَمَّا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ بَعْضُهَا إِلَى أَنْ مَاتَ(2).
[1073 / 238] عَنِ المَنْصُورِيِّ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنُ مُحَمَّدٍ
ص: 100
الْعَسْكَرِيِّ علیه السلام ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهم السلام ، قَالَ: «كُنْتُ عِنْدَ سَيّدِنَا الصَّادِقِ لا إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَشْجَعُ السُّلَمِيُّ يَمْدَحُهُ، فَوَجَدَهُ عَلِيلاً، فَجَلَسَ وَأَمْسَكَ، فَقَالَ لَهُ سَيِّدُنَا الصَّادِقُ علیه السلام: عُدْ عَن الْعِلَّةِ، وَاذْكُرُ مَا جِئْتَ لَهُ، فَقَالَ:
أَلْبَسَكَ اللهُ مِنْهُ عَافِيَ عَافِيَةٌ *** فِي نَوْمِكَ المُعْتَرِي وَفِي أَرَقِكَ
يُخْرِجُ مِنْ جِسْمِكَ السِّقَامَ كَمَا *** أَخْرَجَ ذُلَّ السُّؤَالِ مِنْ عُنُقِكَ
فَقَالَ: يَا غُلَامُ، أَيْشٍ مَعَكَ؟ قَالَ : أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: أَعْطِهَا لِلْأَشْجَعِ ، قَالَ: «فَأَخَذَهَا وَشَكَرَ وَوَلَّى، فَقَالَ: رُدُّوهُ، فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، سَأَلْتُ فَأَعْطَيْتَ وَأَغْنَيْتَ، فَلِمَ رَدَدْتَنِي؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ آبَائِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: خَيْرُ اَلْعَطَاءِ مَا أَبْقَىٰ نِعْمَةً بَاقِيَةً، وَإِنَّ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ لَا يُبْقِي لَكَ نِعْمَةً بَاقِيَةً، وَهَذَا خَاتَي فَإِنْ أُعْطِيتَ بِهِ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَإِلَّا فَعُدْ إِلَيَّ وَقْتَ كَذَا وَكَذَا أُوفِكَ إِيَّاهَا، قَالَ : يَا سَيِّدِي ، قَدْ أَغْنَيْتَنِي»(1)
[239/1074] عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ هِشَامَ ابْنَ عَبْدِ المَلِكِ حَجَّ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ المَلِكِ وَالْوَلِيدِ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَلِمَ اَلْحَجَرَ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ مِنَ الزِّحَامٍ، فَنُصِبَ لَهُ مِنْبَرٌ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَأَطَافَ بِهِ أَهْلُ اَلشَّام، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءُ، مِنْ أَحْسَنِ اَلنَّاسِ وَجْهَا، وَأَطْيَبِهِمْ رَائِحَةً، بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَجَّادَةٌ كَأَنَّهَا رُكْبَ عَنْزِ، فَجَعَلَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَإِذَا بَلَغَ إِلَى مَوْضِعِ الْحَجَرِ تَنَحَّى اَلنَّاسُ عَنْهُ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ هَيْبَةٌ لَهُ وَإجلالاً، فَغَاظَ ذَلِكَ هِشَاماً ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّام: يَا هِشَامُ، مَنْ هَذَا الَّذِي هَابَهُ اَلنَّاسُ هَذِهِ اهْيْبَةَ وَأَفْرَجُوا لَهُ عَنِ الْحَجَرِ، فَقَالَ هِشَامٌ: لَا أَعْرِفُهُ، لِئَلَّا
ص: 101
يَرْغَبَ فِيهِ أَهْلُ الشَّام، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ وَكَانَ حَاضِراً : لَكِنِّي أَعْرِفُهُ، فَقَالَ الشَّامِيُّ: مَنْ هَذَا، يَا أَبَا فِرَاسَ؟ فَقَالَ: (هَذَا الَّذِي...) إلخ، فَغَضِبَ هِشَامٌ وَأَمَرَ بِحَبْسِ الْفَرَزْدَقِ، فَحُبِسَ بِعُسْفَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَقَالَ: «أَعْذِرْنَا يَا أَبَا فِرَاسٍ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ هَذَا لَوَصَلْنَاكَ بِهِ»، فَرَدَّهَا وَقَالَ: يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، مَا قُلْتُ الَّذِي قُلْتُ إِلَّا غَضَباً الله وَلِرَسُولِهِ، وَمَا كُنْتُ لِأَزْرَأُ عَلَيْهِ شَيْئاً، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَقَالَ: «بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَّا قَبِلْتَهَا، فَقَدْ رَأَى اللَّهُ مَكَانَكَ وَعَلِمَ نِيَّتَكَ، فَقَبِلَهَا »(1) .
[1075 / 240] عَنِ الْحَسَنِ بْن عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام : مَا لَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيكَ أَبي الحَسَنِ علیه السلام؟ فَقَالَ: «زُرْهُ»، قَالَ: فَقُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ؟ قَالَ: «لَهُ مِثْلُ مَنْ زَارَ قَبْرَ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام» (2).
[241/1076] عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ آدَمَ الْقُمِّيِّ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ
نَجَّى بَغْدَادَ بِمَكَانِ قُبُورِ الحُسَيْنيَّيْنِ فِيهَا » (3).
[1077 / 242] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «سَتُدْفَنُ بَضْعَةٌ مِنِّي بِخُرَاسَانَ ، مَا
زَارَهَا مَكْرُوبٌ إِلَّا نَفَسَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ كَرْبَهُ، وَلَا مُذْنِبٌ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ »(4).
ص: 102
[ 1078 / 243] عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيَّ علیهما السلام يَقُولُ: «أَهْلُ قُمَّ وَأَهْلُ آبَةَ مَغْفُورٌ هُمْ لِزِيَارَتِهِمْ حَدِّي عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا علیه السلام بِطُوسَ، أَلَا وَمَنْ زَارَهُ فَأَصَابَهُ فِي طَرِيقِهِ قَطْرَةٌ مِنَ السَّمَاءِ حَرَّمَ
اللهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ»(1).
بيان: آبة بليدة تقابل ساوة، تُعرَف عند الناس بآوة(2).
[244/1079] عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام
يَقُولُ: «إِنِّي سَأَقْتَلُ بالسَّمَّ مَظْلُوماً ، وَأَقْبَرُ إِلَى جَنْبِ هَارُونَ الرَّشِيدِ، وَيَجْعَلُ اللَّهُ عزّو جلّ وَ تُرْبَتِي مُخْتَلَفَ شِيعَتِي وَأَهْلِ مَحَبَّتِي، فَمَنْ زَارَنِي فِي غُرْبَتِي وَجَبَتْ لَهُ زِيَارَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي أَكْرَمَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم بِالنُّبُوَّةِ وَاصْطَفَاهُ عَلَى جَمِيعِ الخَلِيقَةِ لَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنْكُمْ عِنْدَ قَبْرِي رَكْعَتَيْنِ إِلَّا اسْتَحَقَّ الْمَغْفِرَةَ مِنَ الله عزّو جلّ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَالَّذِي أَكْرَمَنَا بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم بِالْإِمَامَةِ وَخَصَّنَا بِالْوَصِيَّةِ إِنَّ زُوَّارَ قَبْرِي أَكْرَمُ الْوُفُودِ عَلَى الله يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَزُورُنِي فَيُصِيبُ وَجْهَهُ قَطْرَةٌ مِنَ الماءِ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ» (3).
[ 245/1080] عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ أَفْرَوِيٌّ فِي حَدِيثِ دِعْبِلِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ لَهُ: «لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى تَصِيرَ طُوسُ مُخْتَلَفَ شِيعَتِي
عَلِيْلا وَزُوَّارِي، أَلَا فَمَنْ زَارَنِي فِي غُرْبَتِي بِطُوسَ كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ»(4).
ص: 103
[1081 / 246] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، قَالَ: سَأَلتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام: مَا لَنْ
زَارَ أَبَاكَ بِخُرَاسَانَ؟ قَالَ: «اَلْجَنَّةَ وَالله اَلْجَنَّةَ وَالله»(1).
[247/1082] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِي، قَالَ: قَالَ الرِّضَا علیه السلام: «مَنْ زَارَنِي عَلَى بُعْدِ دَارِي وَمَزَارِي أَتَيْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ حَتَّى أَخَلَّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا: إِذَا تَطَايَرَتِ الْكُتُبُ يَمِيناً وَشِمَالاً، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ،
وَالْمِيزَانِ»(2).
[248/1083] حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «تُقْتَلُ
حَفَدَتِي بِأَرْضِ خُرَاسَانَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: طُوسُ، مَنْ زَارَهُ إِلَيْهَا عَارِفاً بِحَقِّهِ أَخَذْتُهُ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْخَلْتُهُ اَلْجَنَّةَ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ»، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا عِرْفَانُ حَقِّهِ؟ قَالَ: «يَعْلَمُ أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ، غَرِيبٌ شَهِيدٌ، مَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ وَ أَجْرَ سَبْعِينَ شَهِيداً مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَلَى حَقيقَة (3).»
[249/1084] رُوِيَ عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهُرَوِيٌّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام يَقُولُ: «وَالله مَا مِنَّا إِلَّا مَقْتُولٌ شَهِيدٌ»، فَقِيلَ لَهُ: فَمَنْ يَقْتُلُكَ، يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: «شَرُّ خَلْقِ اللهِ فِي زَمَانِ، يَقْتُلُنِي بِالسَّمْ، ثُمَّ يَدْفِنُنِي فِي دَارٍ مَضْيَعَة وَبِلَادِ غُرْبَةٍ، أَلَا فَمَنْ زَارَنِي فِي غُرْبَتِي كَتَبَ اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ وَمَا لَهُ أَجْرَ مِائَةِ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَمِائَةِ أَلْفِ صِدِّيقِ، وَمِائَةِ أَلْفِ حَاجٌ وَمُعْتَمِرٍ، وَمِائَةِ أَلْفِ مُجَاهِدٍ، وَحُشِرَ فِي زُمْرَتِنَا، وَجُعِلَ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الجَنَّةِ رَفِيقَنَا »(4).
ص: 104
[250/1085] عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام: جُعِلْتُ السلام فِدَاكَ، زِيَارَةُ اَلرِّضَا علیه السلام أَفْضَلُ أَمْ زِيَارَةُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام ؟ فَقَالَ: «زِيَارَةُ أَبِي أَفْضَلُ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَزُورُهُ كُلُّ النَّاسِ، وَأَبِي لَا يَزُورُهُ إِلَّا
اَلْخَوَاصُّ مِنَ اَلشَّيعَةِ »(1).
[251/1086] عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا علیه السلام : «لَا تُشَدُّ اَلرِّحَالُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْقُبُورِ إِلَّا إِلَى قُبُورِنَا، أَلَا وَإِنِّي مَقْتُولٌ بِالسَّمَّ ظُلْماً، وَمَدْفُونٌ فِي مَوْضِعِ غُرْبَةٍ، فَمَنْ شَدَّ رَحْلَهُ إِلَى زِيَارَتِي أَسْتَجِيبَ دُعَاؤُهُ، وَغُفِرَ لَهُ
ذنبه »(2).
[252/1087] عَنِ الصَّقْرِ بْنِ دُلَفَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيِّدِي عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ عَلى الرِّضَا علیه السلام يَقُولُ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّه حَاجَةٌ فَلْيَزُرْ قَبْرَ جَدِّيَ الرِّضَا علیه السلام بِطُوسَ وَهُوَ عَلَى غُسْلِ، وَلْيُصَلِّ عِنْدَ رَأْسِهِ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَسْأَلِ اللَّهَ حَاجَتَهُ فِي قُنُوتِهِ، فَإِنَّهُ يَسْتَجِيبُ لَهُ مَا لَمْ يَسْأَلُ مَأْثَماً أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، إِنَّ مَوْضِعَ قَبْرِهِ لَبُقْعَةٌ مِنْ بِقَاعِ اَلْجَنَّةِ لَا يَزُورُهَا مُؤْمِنٌ إِلَّا أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَأَدْخَلَهُ دَارَ
الْقَرَارِ» (3) .
[1088 / 253] عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ:
سَأَلْتُهُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَقَالَ: «مَنْ زَارَهَا فَلَهُ الْجَنَّةُ»(4)
ص: 105
[1089 / 254] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَارُ ، عَمَّنْ دَخَلَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ أَلْهَادِي علیهما السلام مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الْعَسْكَرِيُّ علیه السلام ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ؟»، قُلْتُ : زُرْتُ اَلْحُسَيْنَ، قَالَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ لَكُنْتَ كَمَنْ زَارَ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه علیهما السلام»(1).
[ 255/1090] عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الرَّازِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلْأَوَّلَ علیه السلام يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَقْدِرُ عَلَى زِيَارَتِنَا فَلْيَزُرْ صَالِحَ إِخْوَانِهِ يُكْتَبْ لَهُ ثَوَابُ زِيَارَتِنَا، وَمَنْ لَمْ يَقْدِرُ أَنْ يَصِلَنَا فَلْيَصِلْ صَالِحَ إِخْوَانِهِ يُكْتَبُ لَهُ ثَوَابُ صِلَتِنَا » (2).
[256/1091] عَنْ بَكْرِ بْنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَا زَارَ مُسْلِمٌ أَخَاهُ اَلْمُسْلِمَ فِي اللَّه وَاللَّهِ إِلَّا نَادَاهُ اللهُ عزّو جلّ: أَيُّهَا الزَّائِرُ، طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ
اَلْجَنَّةُ» (3).
[257/1092] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: «مَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ لَمْ يَزَلْ ما السلام يَخُوضُ فِي رَحْمَةِ اللَّه حَتَّى إِذَا إِنْتَهَى إِلَيْهِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، وَكُتِبَ هَذَا مِنْ زُوَّارِ الله عزّو جلّ، وَأُعْطِيَ خَرِيفاً فِي الْجَنَّةِ»، قُلْتُ: وَمَا الْخَرِيفُ؟ قَالَ: «زَاوِيَةٌ فِي الْجَنَّةِ
مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ »(4).
ص: 106
[1093 / 25] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «أَيُّها ثَلَاثَةِ مُؤْمِنِينَ اجْتَمَعُوا عِنْدَ أَحْ لَهُمْ يَأْمَنُونَ بَوَائِقَهُ، وَلَا يَخَافُونَ غَوَائِلَهُ، وَيَرْجُونَ مَا عِنْدَهُ، إِنْ دَعَوُا اللَّهَ أَجَابَهُمْ، وَإِنْ سَأَلُوا أَعْطَاهُمْ، وَإِنِ اسْتَزَادُوا زَادَهُمْ، وَإِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ»(1).
[259/1094] عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِي، قَالَ: قُلْتُ لَهُ - يَعْنِي أَبَا اَحْسَنِ الْعَسْكَرِيَّ علیه السلام - : إِنِّي زُرْتُ أَبَاكَ وَجَعَلْتُ ذَلِكَ هُمْ، فَقَالَ: «لَكَ مِنَ الله أَجْرٌ وَثَوَابٌ عَظِيمٌ، وَمِنَّا اَلمَحْمَدَةُ » (2).
***
ص: 107
ص: 108
ص: 109
ص: 110
[1/1095] عَنِ ابْنِ عَحَبُوبِ رَفَعَهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام خَطَبَ يَوْمَ
اَلْجَمَلِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أَتَيْتُ ؤُلَاءِ القومَ وَدَعَوْتُهُمْ وَاحْتَجَجْتُ عَلَيْهِمْ، فَدَعَوْنِي إِلَى أَنْ أَصْبرَ لِلْجِلَادِ، وَأَبْرُزَ لِلطَّعَانِ، فَلِأُمِّهِمْ اَهْبَلُ ، وَقَدْ كُنْتُ وَمَا أُهَدَّدُ بِالحَرْبِ، وَلَا أَرْهَبُ بِالضَّرْبِ، أَنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا، فَلِغَيْرِي فَلْيُبْرِقُوا وَلْيُرْعِدُوا، فَأَنَا أَبو الحسَن الَّذِي فَلَلْتُ حَدَّهُمْ، وَفَرَّقْتُ جَمَاعَتَهُمْ، وَبِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي، وَأَنَا عَلَىٰ مَا وَعَدَنِي رَبِّي مِنَ النَّصْرِ وَاَلتَّأْبِيدِ وَالظَّفَرِ، وَإِنِّي لَعَلَى يَقِينِ مِنْ رَبِّ، وَغَيْرِ شُبْهَةٍ مِنْ أَمْرِي أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اَلمَوْتَ لَا يَفُوتُهُ المُقِيمُ، وَلَا يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ، لَيْسَ عَنِ المَوْتِ تَحِيضُ، وَمَنْ لَمْ يَمُتُ يُقْتَلْ، وَإِنَّ أَفْضَلَ لَمَوْتِ الْقَتْلُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِينَةٍ عَلَى فِرَاشِ، وَا عَجَبَا لِطَلْحَةَ أَلَّبَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ عَفَّانَ حَتَّى إِذَا قُتِلَ
صَفقَتَهُ بِيَمِينِهِ طَائِعا، طَائِعاً، ثُمَّ نَكَثَ بَيْعَتِي، اَللَّهُمَّ خُذْهُ وَلَا تُهلْهُ، وَإِنَّ الزُّبَيْرَ
أَعْطَانِي نَكَثَ بَيْعَتِي، وَقَطَعَ رَحِمِي، وَظَاهَرَ عَلَيَّ عَدُوِّي، فَاكْفِنِيهِ الْيَوْمَ بِمَا شِئْتَ»(1).
[2/1096] عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدِ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ): ««وَالله لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ
بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ مِنْ مَوْتِ عَلَى فِرَاشِ»، قَالَ: «فِي سَبِيلِ الله » (2).
ص: 111
بيان :المعنى ألف ضربة بالسيف في سبيل الله أهون من ميتة على
[ 3/1097] عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أَجْوَدُ النَّاسِ مَنْ جَادَ بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ
الله »(1).
ابْنُ عَائِشَةَ بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلامإنْتَهَى إِلَيْهِ أَنَّ خَيْلاً لِعَاوِيَةَ وَرَدَتِ الْأَنْبَارَ ، فَقَتَلُوا عَامِلاً لَهُ يُقَالُ لَهُ: حَسَّانُ بْنُ حَسَّانَ، فَخَرَجَ مُغْضَباً يَجُرُّ ثَوْبَهُ حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ وَاتَّبَعَهُ النَّاسُ ، فَرَقَى رَبَاوَةً مِنَ الْأَرْضِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اَلْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّة أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللَّه اَلحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَسِمَاءَ الْخَسْفِ، وَدُيّثَ بِالصَّغَارِ، وَقَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى حَرْبِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَيْلاً وَنَهَاراً وَسِرًّا وَإِعْلَاناً، وَقُلْتُ لَكُمُ : أَغْرُوهُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلْتُمْ وَثَقُلَ عَلَيْكُمْ قَوْلِي وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ، هَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنْبَارَ، وَقَتَلُوا
حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ وَرِجَالاً مِنْهُمْ كَثِيراً وَنِسَاءً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ بَلَغَنِي كَانَ يُدْخَلُ عَلَى المَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالْمُعَاهَدَةِ فَتُتُتَزَعُ أَحْجَاهُما وَرُعُتُها، ثُمَّ اِنْصَرَفُوا مَوْفُورِينَ لَمْ يُكْلَمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ كَلْاً ، فَلَوْ أَنَّ اِمْرَأَ مُسْلِماً مَاتَ مِنْ دُونِ هَذَا أَسَفاً مَا
ص: 112
كَانَ عِنْدِي فِيهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ عِنْدِي بِهِ جَدِيراً ، يَا عَجَباً كُلَّ الْعَجَبِ مِنْ تَظَافِرِ
هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ، وَفَشَلِكُمْ عَنْ حَقَّكُمْ»(1)
[5/1099] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: مَا بَالُ اَلشَّهِيدِ لَا يُفْتَنُ فِي قَبْرِهِ؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : كَفَى بِالْبَارِقَةِ فَوْقَ رَأْسِهِ فِتْنَةٌ »(2).
[ 1100 / 6] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيل لا
الله لَوْ يُعَرِّفُهُ اللَّهُ شَيْئاً مِنْ سَيِّئَاتِهِ » (3).
[ 7/1101] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ صَهِيلَ اَلْخَيْلِ ليلا لَيَقْرَعُ قُلُوبَ الْأَعْدَاءِ، وَرَأَيْتُ جَبْرَئِيلَ يَتَبَسَّمُ عِنْدَ صَهِيلِهَا، فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ، لَمَ تَبَسَّمُ؟ فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَالْكُفَّارُ تَرْجُفُ قُلُوبُهُمْ فِي أَجْوَافِهِمْ عِنْدَ صَهِيلِهَا وَتُرْعَدُ كُلَاهُمْ؟» (4)
[ 8/ 1102 ]رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام كَانَ جَالِسًا فِي بَعْضٍ مَجَالِسِهِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ نَهْرَوَانَ، فَجَرَى الْكَلَامُ حَتَّى قِيلَ لَهُ: لِمَ لَا حَارَبْتَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا حَارَبْتَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَمُعَاوِيَةَ؟ فَقَالَ عَلى علیه السلام: «إِنِّي كُنْتُ لَمْ أَزَلْ مَظْلُوماً
ص: 113
مُسْتَأْثَراً عَلَى حَقِّي»، فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِمَ لَمْ تَضْرِبْ بِسَيْفِكَ، وَلَمْ تَطْلُبْ بِحَقِّكَ؟ فَقَالَ: يَا أَشْعَثُ، قَدْ قُلْتَ قَوْلاً فَاسْمَع اَلْجَوَابَ، وَعِهْ وَاسْتَشْعِرِ الْحُجَّةَ، إِنَّ لِي أَسْوَةً بِسِيَّةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ): أَوَّهُمْ نُوحٌ حَيْثُ قَالَ: رَبِّ«أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)»[القمر: 10]، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّهُ قَالَ هَذَا لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَإِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ. وَثَانِيهِمْ لُوطٌ حَيْثُ قَالَ: «قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)»[هود: 80]، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّهُ قَالَ هَذَا لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَإِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ. وَثَالِتُهُمْ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الله حَيْثُ قَالَ: «وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (48)» [مريم: 48]، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّهُ قَالَ هَذَا لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَإِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ. وَرَابِعُهُمْ مُوسَى علیه السلام حَيْثُ قَالَ: «فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ (21)»[الشعراء: 21] ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّهُ قَالَ هَذَا لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَإِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ. وَخَامِسُهُمْ أَخُوهُ هَارُونُ حَيْثُ قَالَ: يَا «ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي (150)» [الأعراف: 150]، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّهُ قَالَ هَذَا لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ ، وَإِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ. وَسَادِسُهُمْ أَخِي مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله وسلم خَيْرُ الْبَشَرِ حَيْثُ ذَهَبَ إِلَى الْغَارِ وَنَوَّمَنِي عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى الْغَارِ لِغَيْرِ خَوْفٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَإِلَّا فَالْوَصِيُّ أَعْذَرُ»، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاسُ بِأَجْمَعِهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ، قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الْقَوْلَ قَوْلُكَ، وَنَحْنُ الْمُذْنِبُونَ التَّائِبُونَ، وَقَدْ عَذَرَكَ اللهُ»(1).
[ 1103 / 9] عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام كِتَاباً بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ النَّهْرَوَانِ، وَأَمَرَ أَنْ يُقْرَأَ عَلَى النَّاسِ، وَذَكَرَ الْكِتَابَ وَهُوَ
ص: 114
طَوِيلٌ، وَفِيهِ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْداً، فَقَالَ: يَا بْنَ أَبِي طَالِبٍ، لَكَ وِلَاءُ أُمَّتِي، فَإِنْ وَلَّوْكَ فِي عَافِيَةٍ وَأَجْمَعُوا عَلَيْكَ بِالرِّضَا فَقُمْ بِأَمْرِهِمْ، وَإِنِ اِخْتَلَفُوا عَلَيْكَ فَدَعْهُمْ وَمَا هُمْ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيَجْعَلُ لَكَ مَخرَجاً، فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لي رَافِدٌ، وَلَا مَعِي مُسَاعِدٌ إِلَّا أَهْلُ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ اَهْلَاكِ، وَلَوْ كَانَ
لِي بَعْدَ رَسُولِ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم عَمِّي حَمْزَةً وَأَخِي جَعْفَرٌ لَمْ أُبَايِعْ مُكْرَه ... » وَالخَبَرَ (1).
[10/1104] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم في وَصِيَّتِهِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : يَا عَلِيُّ، إِنَّ قُرَيْشاً سَتَظَاهَرُ
، وتجتمع كلمتهم ع ظُلْمِكَ وَقَهْرِكَ ، فَإِنْ وَجَدْتَ أَعْوَاناً فَجَاهِدْهُمْ، وَإِنْ لَمْ
تَجِدْ أَعْوَاناً فَكُفَّ يَدَكَ وَاحْقِنْ دَمَكَ، فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَائِكَ، لَعَنَ اللهُ قَاتِلَكَ »(2).
[11/1105] عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «يَا عَبْدَ المَلِكِ، مَا لِي لَا أَرَاكَ تَخْرُجُ إِلَى هَذِهِ المَوَاضِع الَّتِي يَخْرُجُ إِلَيْهَا أَهْلُ بِلَادِكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: وَأَيْنَ؟ فَقَالَ: «جُدَّةٌ ، وَعَبَّادَانُ، وَالمَصِّيصَةٌ ، وَقَزْوِينُ»، فَقُلْتُ: اِنْتِظَاراً لِأَمْرِكُمْ، وَالْاِقْتِدَاءِ بِكُمْ، فَقَالَ: إِي وَالله لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ الزَّيْدِيَّةَ يَقُولُونَ: لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ جَعْفَرٍ خِلَافٌ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَرَى الْجِهَادَ، فَقَالَ: «أَنَا لَا أَرَاهُ؟ بَلَى وَالله إِنِّي لَأَرَاهُ وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ أَدَعَ عِلْمِي إِلَى جَهْلِهِمْ»(3).
[12/1106] عن الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
يَقُولُ: «مَنْ خَرَجَ يَدْعُو النَّاسَ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌ مُبْتَدِعٌ، وَمَن
اِدَّعَى الْإِمَامَةَ [ مِنَ الله ] وَلَيْسَ بِإِمَامٍ فَهُوَ كَافِرٌ »(4).
ص: 115
[ 13/1107] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَا وَلَتْ أُمَّةٌ أَمْرَهَا رَجُلاً قَطُّ وَفِيهِمْ
مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالاً حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مَا تَرَكُو»(1) .
[1108/14] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «كُلُّ رَايَةٍ تُرْفَعُ
قَبْلَ قِيَامِ القَائِمِ علیه السلام فَصَاحِبُهَا طَاغُوتُ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ عزّو جلّ» (2).
[1109 / 15] عَنْ رِبْعِيٌّ رَفَعَهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ علیها السلام، قَالَ: وَالله لَا يَخْرُجُ وَاحِدٌ مِنَّا قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ (صَلَوَاتُ الله وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) إِلَّا كَانَ مَثَلُهُ مَثَلَ فَرْخِ طَارَ مِنْ وَكْرِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوِيَ جَنَاحَاهُ، فَأَخَذَهُ الصِّبْيَانُ، فَعَبِثُوا بِهِ »(3).
[16/1110] عَنْ أَبِي الْمُرْهِفِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «الْغَبَرَةُ عَلَى مَنْ لا أَثَارَهَا، هَلَكَ المَحَاضِيرُ»، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا المَحَاضِيرُ؟ قَالَ: المُسْتَعْجِلُونَ، أَمَا إِنَّهُمْ لَنْ يُرِيدُوا إِلَّا مَنْ يَعْرِضُ هُمْ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا الْمُرْهِفِ، أَمَا إِنَّهُمْ لَنْ يُرِيدُوكُمْ بِمُجْحِفَةٍ إِلَّا عَرَضَ اللَّهُ عزّو جلَّ هُمْ بِشَاغِلِ»، ثُمَّ نَكَتَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْمُرْهِفِ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: «أَتَرَى قَوْماً حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى اللَّه (عَزَّ ذِكْرُهُ) لَا يَجْعَلُ اللَّهُ هُمْ فَرَجاً؟ بَلَى وَالله لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ هُمْ فَرَجاً»(4)
ص: 116
بيان: عبَّر الإمام علیه السلام عن الذين يستعجلون الأمور ويتوتَّبون المقارعة أنظمة
الحكم طمعاً في إزالة ظلمهم، ويُوضِّح الإمام علیه السلام أنَّ أُولئك الظلمة لن يقصدوا أحداً بأذى إلَّا من يعرض لهم ويقف في طريقهم، وأنَّ الله تعالى يدفعهم عن المؤمنين، وكأنَّ الإمام علیه السلام هنا يحث شيعته على الصبر وعدم الاستعجال في طلب الفرج.
[1111/ 17] عَنِ الْعِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «اِتَّقُوا اللهَ وَأَنْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ نَظَرَ لَمَّا أَنْتُمْ، لَوْ كَانَ لِأَحَدِكُمْ نَفْسَانِ فَقَدَّمَ إِحْدَاهُمَا وَجَرَّبَ بِهَا اسْتَقْبَلَ التَّوْبَةَ بِالْأُخْرَى كَانَ، وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ إِذَا ذَهَبَتْ فَقَدْ ذَهَبَتْ وَاللَّهُ التَّوْبَةُ ، إِنْ أَتَاكُمْ مِنَّا آتِ يَدْعُوكُمْ إِلَى الرّضَا مِنَّا فَنَحْنُ نَنْشُدُكُمْ أَنَّا لَا نَرْضَى إِنَّهُ لَا يُطِيعُنَا الْيَوْمَ وَهُوَ وَحْدَهُ، فَكَيْفَ يُطِيعُنَا إِذَا ارْتَفَعَتِ الرَّايَاتُ وَالْأَعْلَامُ»(1).
[1112/ 18] عَنْ سَدِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا سَدِيرُ الْزَمْ بَيْتَكَ وَكُنْ حِلْساً مِنْ أَحْلَاسِهِ، وَاسْكُنْ مَا سَكَنَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّ اَلسُّفْيَانِي قَدْ خَرَجَ فَارْحَلْ إِلَيْنَا وَلَوْ عَلَى رِجْلِكَ »(2).
[19/1113] عَنِ الْفَضْلِ الْكَاتِبِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام فَأَتَاهُ كِتَابُ أَي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: «لَيْسَ لِكِتابِكَ جَوَابٌ، أَخْرُجْ عَنَّا، فَجَعَلْنَا يُسَار بَعْضُنا
ص: 117
بَعْضاً، فَقَالَ: «أَيَّ شَيْءٍ تُسَارُّونَ؟ يَا فَضْلُ، إِنَّ اللَّهَ (عَزَّ ذِكْرُهُ) لَا يَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ، وَلَإِزَالَةُ جَبَل عَنْ مَوْضِعِهِ أَيْسَرُ مِنْ زَوَالِ مُلْكِ لَمْ يَنْقَضِ أَجَلُهُ»، ثُمَّ قَالَ: إِنْ فُلَانَ بْنَ فَلَانٍ حَتَّى بَلَغَ السَّابِعَ مِنْ وُلْدِ فَلَانٍ، قُلْتُ: فَمَا الْعَلَامَةُ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «لَا تَبْرَح اَلْأَرْضَ يَا فَضْلُ حَتَّى يَخْرُجَ السُّفْيَانِيُّ، فَإِذَا
خَرَجَ السُّفْيَانِيُّ فَأَجِيبُوا إِلَيْنَا - يَقُولُها ثَلَاثَاً ، وَهُوَ مِنَ المَحْتُومِ((1) .
[20/1114] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُكَيْرٍ كَانَ يَرْوِي حَدِيثًا وَيَتَأَوَّلُهُ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَعْرِضَهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: «مَا ذَلِكَ اَلْحَدِيثُ ؟»، قُلْتُ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ زُرَارَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَيَّامَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الْحَسَنِ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَدْ خَرَجَ، وَأَجَابَهُ النَّاسُ، فَمَا تَقُولُ فِي وج مَعَهُ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «أُسْكُنْ مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ : فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا ، وَلَمْ يَكُنْ خُرُوجُ مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، فَمَا مِنْ قَائِمِ، وَلَا مِنْ خُرُوجِ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: صَدَقَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ اليلا عَلَى مَا تَأَوَّلَهُ اِبْنُ بُكَيْرِ، إِنَّمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : أسْكُنُوا مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ مِنَ النَّدَاءِ، وَالْأَرْضُ مِنَ الْخَسْفِ بِالْجُيْشِ ((2).
[1115 / 21 ]مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عَطَاءٍ مَوْلَى مُزَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ
ص: 118
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ علیه السلام، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَليَّ ابْنِ الْحَنَفِيَّة رضی الله عنه، قَالَ: كَانَ اللَّوَاءُ مَعِي يَوْمَ اَلْجْمَلٍ، وَكَانَ أَكْثَرُ الْقَتْلَى فِي بَنِي ضَبَّةَ، فَلَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَمَعَهُ عَمارُ بْنُ يَاسِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، فَانْتَهَى إِلَى اَهْوْدَجِ، وَكَأَنَّهُ شَوْكُ الْقُنْفُذِ مِمَّا فِيهِ مِنَ ،E النَّبَلِ، فَضَرَبَهُ بِعَصَّا، ثُمَّ قَالَ: «هِيهِ يَا حُمَيْرَاءُ أَرَدْتِ أَنْ تَقْتُلِينِي كَمَا قَتَلْتِ ابْنَ عَفَّانَ، أَبِهَذَا أَمَرَكِ اللَّهُ أَوْ عَهِدَ بِهِ إِلَيْكِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟»، قَالَتْ: مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ، فَقَالَ علیه السلام: مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنْظُرْ هَلْ نَاهَا شَيْءٌ مِنَ السِّلَاحِ؟»، فَوَجَدَهَا قَدْ سَلِمَتْ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا إِلَّا سَهُمْ خَرَقَ فِي ثَوْبَهَا خَرْقاً وَخَدَشَهَا خَدْشاً لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ اِبْنُ أَبِي بَكْرٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ سَلِمَتْ مِنَ السَّلَاحَ إِلَّا سَهْماً قَدْ خَلَصَ إِلَى ثَوْبِهَا فَخَدَشَ مِنْهُ شَيْئاً، فَقَالَ عَلَى علیه السلام: «اِحْتَمِلْهَا فَأَنْزِلْها دَارَ اِبْنِ أَبِي خَلَفٍ اَلْخُزَاعِيٌّ»، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَى : لَا يُدَفِّفْ عَلَى جَرِيحٍ، وَلَا يُتْبَعَ مُدْبِرٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنْ(1) .
[22/1116] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام : بِمَا سَارَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام؟ فَقَالَ: «إِنَّ أَبَا الْيَقْطَانِ كَانَ رَجُلاً حَادًّا رحمه الله ، فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بِمَا تَسِيرُ فِي هَؤُلَاءِ غَداً، فَقَالَ: بِالمَنَّ كَمَا سَارَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
أَهْل مَكَّةَ»(2).
[ 1117 / 23] عَنْ مَرْوَانَ بْنِ اَلْحَكَم (لَعَنَهُ الله)ُ، قَالَ: لَمَّا هَزَمَنَا عَلَى علیه السلام بالْبَصْرَةِ رَدَّ عَلَى النَّاسِ أَمْوَاهُمْ مَنْ أَقَامَ بَيْنَةٌ أَعْطَاهُ، وَمَنْ لَمْ يُقِمْ بَيِّنَةٌ حَلَّفَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْسِمِ الْفَيْ بَيْنَنَا وَالسَّبْيَ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ:
أَيُّكُمْ يَأْخُذُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَهْمِهِ؟»، فَكَفُّو»(3).
ص: 119
[1118 / 24] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ لَمَّا هَزَمَ أَهْلَ الْجُمَل جَمَعَ كُلَّ مَا أَصَابَهُ
فِي عَسْكَرِهِمْ مِمَّا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْهِ، فَخَمَّسَهُ وَقَسَمَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ وَمَضَى، فَلَمَّا صَارَ إِلَى الْبَصْرَةِ قَالَ أَصْحَابُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اِقْسِمْ بَيْنَنَا ذَرَارِيَّهُمْ وَأَمْوَاهُمْ، قَالَ: «لَيْسَ لَكُمْ ذَلِكَ»، قَالُوا: وَكَيْفَ أَحْلَلْتَ لَنَا دِمَاءَهُمْ وَلَا تُحِلُّ لَنَا سَبْيَ ذَرَارِهِمْ؟ قَالَ: حَارَبَنَا الرِّجَالُ فَحَارَبْنَاهُمْ، فَأَمَّا اَلنِّسَاءُ وَالذَّرَارِيُّ فَلَا سَبِيلَ لَنَا عَلَيْهِمْ ، لِأَنَّهُنَّ مُسْلِمَاتٌ، وَفِي دَارِ هِجْرَةٍ، فَلَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلٌ ، فَأَمَّا مَا أَجْلَبُوا عَلَيْكُمْ بِهِ وَاسْتَعَانُوا بِهِ عَلَى حَرْبِكُمْ وَضَمَّهُ عَسْكَرُهُمْ وَحَوَاهُ فَهُوَ لَكُمْ، وَمَا كَانَ فِي دُورِهِمْ فَهُوَ مِيرَاتٌ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهُ تَعَالَى لِذَرَارِهِمْ، وَعَلَى نِسَائِهِمُ اَلْعِدَّةُ، وَلَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ وَلَا عَلَى الدَّرَارِي مِنْ سَبِيل»، فَرَاجَعُوهُ فِي ذَلِكَ، فَلَمّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ: «هَاتُوا سِهَامَكُمْ وَاضْرِبُوا عَلَى عَائِشَةً أَيُّكُمْ يَأْخُذُهَا، فَهِيَ رَأْسُ الْأَمْرِ»، قَالُوا: نَسْتَغْفِرُ اللهَ، قَالَ: «وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَسَكَتُوا، وَلَمْ يَعْرِضْ لَا كَانَ في دُورِهِمْ وَلَا لِنِسَائِهِمْ وَلَا لِذَرَارِيَّهِمْ، وَهَذِهِ السِّيرَةُ فِي أَهْلِ الْبَغْي(1).
[1119 / 25]اَلْمُخْتَلَفِ : اِسْتَدَلَّ اِبْنُ أَبِي عَقِيل بِمَا رُوِيَ أَنَّ رَجُلاً مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَامَ يَوْمَ الْجُمَل فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا عَدَلْتَ حِينَ تَقْسِمَ بَيْنَنَا أَمْوَاهُمْ وَلَا تَقْسِمُ بَيْنَنَا نِسَاءَهُمْ وَلَا أَبْنَاءَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَلَا أَمَاتَكَ اللَّهُ حَتَّى تُدْرِكَ غُلَامَ ثَقِيفِ، وَذَلِكَ أَنَّ دَارَ الهِجْرَةِ حَرَّمَتْ مَا فِيهَا، وَأَنَّ دَارَ الشِّرْكِ أَحَلَّتْ مَا فِيهَا، فَأَيُّكُمْ يَأْخُذُ أُمَّهُ فِي سَهْمِهِ؟»، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا غُلَامُ ثَقِيفٍ، يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «عَبْدُ لَا يَدَعْ الله حُرْمَةً إِلَّا هَتَكَهَا، قَالَ: يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ؟ قَالَ:
بَلْ يَقْصِمُهُ اللهُ قَاصِمُ الجَبَّارِينَ »(2).
بيان: (غلام ثقيف) هو الحجَّاج بن يوسف الثقفي.
ص: 120
[26/1120] عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله، وَكَانَ فِيمَنْ أُسِرَ يَوْمَ اَلْجَمَلِ، وَحُبِسَ مَعَ مَنْ حُبِسَ مِنَ الْأَسَارَى بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: كُنْتُ فِي سِجْنِ عَلیّ علیه السلام بِالْبَصْرَةِ حَتَّى سَمِعْتُ المُنَادِيَ يُنَادِي: أَيْنَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله؟ قَالَ: فَاسْتَرْجَعْتُ وَاسْتَرْجَعَ أَهْلُ السِّجْنِ، وَقَالُوا: يَقْتُلُكَ، فَأَخْرَجَنِي إِلَيْهِ، فَلَما وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ لي : يَا مُوسَى»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «قُلْ: أَسْتَغْفِرُ الله»َ، قُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لَنْ كَانَ مَعِي مِنْ رُسُلِهِ: خَلُّوا عَنْهُ، وَقَالَ لِي: «اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ، وَمَا وَجَدْتَ لَكَ فِي عَسْكَرِنَا مِنْ سَلَاحٍ أَوْ كُرَاعٍ فَخُذْهُ، وَاتَّقِ اللهَ فِيمَا تَسْتَقْبِلُهُ مِنْ أَمْرِكَ، وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ، فَشَكَرْتُ وَانْصَرَفْتُ، وَكَانَ عَلِيٌّ علیه السلام قَدْ أَغْنَمَ أَصْحَابَهُ مَا أَجْلَبَ بِهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ إِلَى قِتَالِهِ، أَجْلَبُوا بِهِ يَعْنِي أَتَوْا بِهِ فِي عَسْكَرِهِمْ، وَلَمْ يَعْرِضْ لِشَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ
لِوَرَثَتِهِمْ، وَخَمْسَ مَا أَغْنَمَهُ مِمَّا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْهِ ، فَجَرَتْ أَيْضاً بِذَلِكَ اَلسُّنَّةُ (1).
[27/1121] عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيح، قَالَ: سَأَلَ الْمُعَلَّى بْنُ حُنَيْسٍ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، حَدَّثْنِي عَنِ الْقَائِم علیه السلام إِذَا قَامَ يَسِيرُ بِخِلَافِ سِيرَةِ عَلى علیه السلام؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَأَعْظَمَ ذَلِكَ مُعَلَّى، وَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: «لِأَنَّ عَلِيًّا علیه السلام سَارَ بِالنَّاسِ سِيرَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ عَدُوَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَى وَلِيْهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَنَّ الْقَائِمَ علیه السلام إِذَا قَامَ لَيْسَ إِلَّا السَّيْفُ، فَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَافْعَلُوا، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَاكَ لَمْ تَحِلَّ مُنَا كَحَتُهُمْ، وَلَا مُوَارَثَتُهُمْ »(2).
ص: 121
[1122/ 28] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي حَدِيثٍ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ لِعَبْدِ الله بْن وَهَبِ الرَّاسِبِي لَمَّا قَالَ فِي شَأْنِ أَصْحَابِ الْجَمَلِ: الْبَاغُونَ اَلظَّالِونَ الْكَافِرُونَ الْمُشْرِكُونَ، قَالَ: «أَبْطَلْتَ يَا بْنَ السَّوْدَاءِ، لَيْسَ اَلْقَوْمُ كَمَا تَقُولُ، لَوْ كَانُوا مُشْرِكِينَ سَبَيْنَا وَغَنِمْنَا أَمْوَالَهُمْ، وَمَا نَاكَحْنَاهُمْ، وَلَا
وَارَثْنَاهُمْ »(1).
[29/1123]نَهْجُ الْبَلَاغَةِ : قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام مَالِكِ: «إِيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكَهَا
بِغَيْرِ حِلَّهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنَقِمَةٍ وَلَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ وَلَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ
وَانْقِطَاع مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِى بِالحُكْم بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ مَ الْقِيَامَةِ، فَلَا تُقَوِيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمِ حَرَامٍ ، في ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنْهُ، بَلْ يُزِيلُهُ وَيَنْقُلُهُ، وَلَا عُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا عِنْدِي فِي
قَتْلِ الْعَمْدِ، لِأَنَّ فِيهِ قَوَدَ الْبَدَنِ» (2).
[30/1124] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ لا رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ سَرِيَّةً دَعَاهُمْ فَأَجْلَسَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: سِيرُوا بِسْمِ الله وَبِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، لَا تَغْلُوا، وَلَا تُلُوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً ، وَلَا صَبِيَّا، وَلَا اِمْرَأَةً، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَراً إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا إِلَيْهَا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ أَوْ أَفْضَلِهِمْ نَظَرَ إِلَى
ص: 122
رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَهُوَ جَارٌ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ الله ، فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِي الدِّينِ، وَإِنْ أَبَى فَأَبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ، وَاسْتَعِينُوا بِالله عَلَيْهِ » (1).
[31/1125 ]عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَزِ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْخَوَارِجِ سَأَلَ اِبْنَ
عَبَّاس رضی الله عنه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَقَالَ: كَانَ وَالله عَلَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُشْبِهُ الْقَمَرَ اَلزَّاهِرَ ، وَالْأَسَدَ الْخَاذِرَ، وَالْفُرَاتَ الزَّاخِرَ، وَالرَّبِيعَ الْبَاكِرَ، فَأَشْبَهَ مِنَ الْقَمَرِ ضَوْءَهُ وَبَهَاءَهُ، وَمِنَ الْأَسَدِ شَجَاعَتَهُ وَمَضَاءَهُ، وَمِنَ الْفُرَاتِ جُودَهُ وَسَخَاءَهُ، وَمِنَ الرَّبيع خَصْبَهُ وَحَيَاءَهُ، عَقِمَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَأْتِينَ بِمِثْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، تَاللهِ مَا سَمِعْتُ وَلَا رَأَيْتُ إِنْسَاناً مُحَارِباً مِثْلَهُ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ صِفِّينَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ وَكَأَنَّ عَيْنَيْهِ سِرَاجَانِ، وَهُوَ يَتَوَفَّفُ عَلَى شِرْذِمَةٍ شِرْذِمَةٍ يَحْضُهُمْ وَيَحتُهُمْ، إِلَى أَنِ انْتَهَى إِلَيَّ وَأَنا فِي كَنَفٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «مَعَاشِرَ النَّاسِ، اِسْتَشْعِرُوا الخَشْيَةَ، وَأَمِيتُوا اَلْأَصْوَاتَ، وَتَجَلْبَبُوا بِالسَّكِينَةِ ... » الخبر (2).
[32/1126] نهج البلاغة من كلامه علیه السلام لابنه محمّد بن الحنفيَّة لمَّا أعطاه الراية يوم الجمل : «تَزُولُ اَلْجِبَالُ وَلَا تَزُلْ، عَضَ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِرِ اللَّهَ جُمْجُمَتَكَ، تِدْ فِي الْأَرْضِ قَدَمَكَ، إِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ، وَاعْلَمْ
أَنَّ اَلنَّصْرَ مِنْ عِنْدِ الله سُبْحَانَهُ » (3)
ص: 123
[1127 / 33] من كلامه علیه السلام قال لأصحابه في ساعة الحرب: «وَأَيُّ اِمْرِئٍ مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رَبَاطَةَ جَأْسٌ عِنْدَ اللَّقَاءِ، وَرَأَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلاً، فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخِيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ الَّتِي فُضْلَ بِهَا عَلَيْهِ كَمَا يَذُبُ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ إِنَّ المَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثُ لَا يَفُوتُهُ اَلمُقِيمُ، وَلَا يُعْجِرُهُ الْهَارِبُ، إِنَّ أَكْرَمَ المَوْتِ اَلْقَتْلُ، وَالَّذِي نَفْسُ اِبْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِينَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فِي غَيْرِ
طاعة الله »(1).
[1128 / 34] عَنْ عَلِىِّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَمِيرُ القومِ
أَضْعَفُهُمْ دَابَّةٌ »(2)
بيان: أي إنَّ أمير القوم لا بدَّ أنْ لا يُفكِّر بالهروب، فتكون دابَّته أضعف
دوابَّهم لأنَّه لا يحتاج للهروب.
[35/1129] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام كَانَ
يُبَاشِرُ الْقِتَالَ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ لَا يَأْخُذُ السَّلَبَ (3).
[ 1130 / 36] قَوْلُهُ علیه السلام: «فَقَتَلْتُ مَرْحَباً يَوْمَئِذٍ، وَتَرَكْتُ سَلَبَهُ، وَكُنْتُ
أَقْتُلُ وَلَا أَخُذُ السَّلَبَ »(4).
[37/1131] عَنْ سَلامِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ علیه السلام إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ
ص: 124
إِلَى الحَرْبِ قَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ وَقَالَ: «اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْنَا وَفَضْلِهِ الْعَظِيمِ، «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)»«وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)» [الزخرف: 13 و 14 ] ، ثُمَّ يُوَجِّهُ دَابَّتَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ
إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ، وَأَفْضَتِ الْقُلُوبُ، وَرُفِعَتِ
-ولَ: «اللهم) الْأَيْدِي، وَشَخَصَتِ الْأَبْصَارُ، نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا، وَتَشَتَّتَ
أَهْوَائِنَا،«رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)» [الأعراف: 89] ، سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ الله » ، ثُمَّ يَحْمِلُ فيُورِدُ وَالله مَنِ اتَّبَعَهُ وَمَنْ حَادَّهُ
حِياضَ المَوْتِ(1).
38/1132] عَنْ جَابِرِ بْنِ عُمَيْرِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: وَالله لَكَأَنِّي أَسْمَعُ عَلِيًّا يَوْمَ أَهْرِيرِ حِينَ سَارَ أَهْلُ الشَّامِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا طَحَنَتْ رَحَىٰ مَذْحِجِ فِيمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَةٌ وَلَحْم وَجُذَامِ وَالْأَشْعَرِيِّينَ بِأَمْرِ عَظِيمٍ تَشِيبُ هُ النَّوَاصِي مِنْ حِينَ اِسْتَقَلَّتِ الشَّمْسُ حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا قَالَ: حَتَّى مَتَى نُخَلِّي بَيْنَ هَذَيْنِ اَخْيَّيْنِ؟ قَدْ فَنِيَا وَأَنْتُمْ وُقُوفٌ تَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، أَمَا تَخَافُونَ مَقْتَ اللَّهِ؟»، اِنْفَتَلَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى الله ثُمَّ نَادَى: «يَا الله، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيمُ، يَا وَاحِدُ، يَا أَحَدُ، يَا صَمَدُ، يَا الله، يَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ، اَللَّهُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ، وَأَفْضَتِ اَلْقُلُوبُ، وَرُفِعَتِ الْأَيْدِي، وَامْتَدَّتِ اَلْأَعْنَاقُ، وَشَخَصَتِ اَلْأَبْصَارُ، وَطُلِبَتِ اَلْحَوَائِجُ ، اَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا صلی الله علیه و آله وسلم، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا، وَتَشَتَّتَ أَهْوَائِنَا، «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89)» [الأعراف: 89]،
سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ، ثُمَّ نَادَى: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللهُ أَكْبَرُ كَلِمَةُ التَّقْوَى» ، ثُمَّ قَالَ:
ص: 125
لَا وَالله الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم بالحقِّ نَبِيًّا، مَا سَمِعْنَا بِرَئيس قَوْمٍ مُنْذُ خَلَقَ الله السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَصَابَ بِيَدِهِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَا أَصَابَ، إِنَّهُ قَتَلَ فِيمَا ذَكَرَ الْعَادُّونَ زِيَادَةً عَلَى خَمْسِمِائَةٍ مِنْ أَعْلَام الْعَرَبِ، يَخْرُجُ بِسَيْفِهِ مُنْحَنِياً فَيَقُولُ: «مَعْذِرَةً إِلَى اللَّهُ وَ وَإِلَيْكُمْ مِنْ هَذَا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُصَفَّلَهُ وَلَكِنْ حَجَزَنِي عَنْهُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ كَثِيراً: لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ، وَلَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ، وَأَنَا أُقَاتِلُ بِهِ دُونَهُ»، قَالَ: فَكُنَّا نَأْخُذُهُ فَنُقَوِّمُهُ، ثُمَّ يَتَنَاوَلُهُ مِنْ أَيْدِينَا فَيَتَقَحَّمُ بِهِ فِي عُرْضِ الصَّفٌ، فَلَا وَالله مَا لَيْثٌ بِأَشَدَّ نِكَايَةً فِي عَدُوِّهِ مِنْهُ، رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ رَحْمَةً
وَاسِعَةٌ (1).
[39/1133] عَنِ الْأَصْبَعْ، قَالَ: مَا كَانَ عَلِيٌّ علیه السلام فِي قِتَالٍ قَطُّ إِلَّا نَادَىٰ:
«كهيعص(1)» [مريم: 1](2).
[
[1134 / 40] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ خَيْبَرَ بَارَزْتُ مَرْحَباً، فَقُلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَلَّمَنِي أَنْ أَقُولَ: اَللَّهُمَّ انْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَى، اللَّهُمَّ اغْلِبْ لِي وَلَا تَغْلِبْ عَلَيَّ، اَللَّهُمَّ تَوَلَّنِي وَلَا تَوَلَّ عَلَيَّ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ ذَاكِراً ، لَكَ شَاكِراً، لَكَ رَاهِباً ، لَكَ مُطِيعاً ، أَقْتُلْ أَعْدَاءَكَ، فَقَتَلْتُ مَرْحَباً يَوْمَئِذٍ، وَتَرَكْتُ سَلَبَهُ، وَكُنْتُ أَقْتُلُ وَلَا أخُذُ اَلسَّلَبَ »(3).
[41/1135] عن عَلیٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «دَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه و آله وسلم يَوْمَ أُحُدٍ،
ص: 126
فَقَالَ: اَللَّهُمَّ لَكَ ،اَلْحَمْدُ، وَإِلَيْكَ ،اَلمُشْتَكَى، وَأَنْتَ اَلْمُسْتَعَانُ، فَهَبَطَ إِلَيْهِ جَبْرَئِيلُ علیه السلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدْ دَعَوْتُ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَكْبَرِ »(1) .
[ 42/1136] رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا أَصْبَحَتِ اَلْخَيْلُ تَقْبِلُ عَلَى الْحُسَيْنَ علیه السلام رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ، وَأَنْتَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمِّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلْ فِيهِ اَحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ
أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ رَغْبَةً مِنِّي إِلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ »(2) .
[ 1137 / 43] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «اِغْتَنِمُوا اَلدُّعَاءَ عِنْدَ خَمْسَةِ مَوَاطِنَ: عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَعِنْدَ الْأَذَانِ، وَعِنْدَ نُزُولِ اَلْغَيْثِ، وَعِنْدَ الْتِقَاءِ اَلصَّفَّيْنِ، وَعِنْدَ
دَعْوَةِ المَظْلُومِ »(3).
[ 1138 / 44] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «شِعَارُنَا:
يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، وَشِعَارُنَا يَوْمَ بَدْرٍ : يَا نَصْرَ اللهِ اِقْتَرِبْ اِقْتَرِبْ، وَشِعَارُ المُسْلِمِينَ يَوْمَ أَحُدٍ: يَا نَصْرَ اللهِ اِقْتَرِبْ، وَيَوْمَ بَنِي النَّضِيرِ : يَا رُوحَ الْقُدُسِ أَرِحْ، وَيَوْمَ بَنِي قَيْنُقَاعَ : يَا رَبَّنَا لَا يَغْلِبُنَّكَ، وَيَوْمَ الطَّائِفِ : يَا رِضْوَانُ، وَشِعَارُ يَوْمٍ حُنَيْنٍ: يَا بَنِي عَبْدِ الله، يَا بَنِي عَبْدِ اللهِ، وَيَوْمِ الْأَحْزَابِ: حم لَا يُنْصَرُونَ، وَيَوْمِ بَنِي قُرَيْظَةَ: يَا
ص: 127
سَلَامُ أَسْلِمُهُمْ، وَيَوْمِ الْمُرَيْسِيعٍ وَهُوَ يَوْمُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَلَا إِلَى اللَّه اَلْأَمْرُ، وَيَوْمِ الحَدَيْبِيَّةِ : أَلَا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ، وَيَوْمٍ خَيْبَرَ يَوْمِ الْقَمُوص: يَا عَلِيُّ، أَتِهِمْ مِنْ عَلُ، وَيَوْمِ الْفَتْحِ نَحْنُ عِبَادُ اللهِ حَقًّا حَقًّا، وَيَوْمِ تَبُوكَ : يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ، وَيَوْمِ بَنِي المُلَوَّحِ أَمَتْ أَمِتْ، وَيَوْمٍ صِفِّينَ: يَا نَصْرَ اللهَ، وَشِعَارُ الْحُسَيْنِ علیه السلام : يَا مُحَمَّدُ،
وَشِعَارُنَا : يَا مُحَمَّدُ » (1).
[45/1139] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ رَسُولِ
وْمَ بَدْرٍ : يَا مَنْصُورُ أَمِتْ » (2).
[46/1140] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهُ صلى الله عليه و آله وسلم أَمَرَ بِإِعْلَانِ الشَّعَارِ قَبْلَ
اَلْحَرْبِ، وَقَالَ: «لِيَكُنْ فِي شِعَارِكُمْ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الله »(3).
[1141 / 47] الْفُضَيْلُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام فِي حَدِيثٍ فِي أَصْحَابِ الْقَائِم عجل الله فرجه، قَالَ: وَهُمْ مِنْ خَشْيَةِ الله مُشْفِقُونَ، يَدْعُونَ بِالشَّهَادَةِ، وَيَتَمَنَّوْنَ أَنْ يُقْتَلُوا فِي سَبِيل الله، شِعَارُهُمْ: يَا لَثَارَاتِ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام، إِذَا سَارُوا
يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمَامَهُمْ مَسِيرَةَ شَهْرٍ »(4)
[1142 / 48) عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ أَبَا دُجَانَةَ الْأَنْصَارِيَّ اِعْتَمَّ يَوْمَ أُحُدٍ بِعِمَامَةٍ لَهُ ، وَأَرْخَى عَذَبَةَ الْعِيَامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ حَتَّى
/
ص: 128
جَعَلَ يَتبَخْتَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم: إِنَّ هَذِهِ مَشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ عزَّ وَ جلَّ إِلَّا عِنْدَ الْقِتَالِ
في سَبيل الله » (1).
[49/1143] عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لَا يُقَاتِلُ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، وَيَقُولُ: تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُقْبِلُ اَلرَّحْمَةُ، وَيَنْزِلُ النَّصْرُ ، وَيَقُولُ: هُوَ أَقْرَبُ إِلَى اللَّيْلِ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقِلَّ الْقَتْلُ،
وَيَرْجِعَ الطَّالِبُ، وَيُفْلِتَ المُنْهَزِمُ »(2)
[1144 / 50] عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ
أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، لَا تُقَاتِلْ أَحَداً حَتَّىٰ تَدْعُوَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَايْمُ اللَّهُ لَئِنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلاً خَيْرٌ
لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ، وَلَكَ وَلَاؤُهُ »(3) .
[51/1145] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: وَلَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ الله فِيهِ
رِضًا، فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةٌ جُنُودِكَ، وَرَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ، وَأَمْنَا لِبِلَادِكَ، وَلَكِنِ
ص: 129
اَحْذَرَ كُلَّ اَخَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ، فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ، فَخُذْ بِالحَزْمِ، وَاتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ»(1).
[1146 / 52 ]عَنْ عَبْدِ الله بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام كَانَ يَأْمُرُنَا فِي كُلِّ مَوْطِن لَقِينَا مَعَهُ عَدُوَّهُ يَقُولُ: «لَا تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ، فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهُ عَلَى حُجَّةٍ، وَتَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُ وكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ، فَهَزَمْتُمُوهُمْ فَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِراً، وَلَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ، وَلَا تَكْشِفُوا عَوْرَةً، وَلَا تُمَّلُوا بِقَتِيلِ، فَإِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى رِحَالِ الْقَوْمِ فَلَا تَهْتِكُوا سِتْراً، وَلَا تَدْخُلُوا دَاراً إِلَّا بِإِذْنِي، وَلَا تَأْخُذُوا شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَا وَجَدْتُمْ فِي عَسْكَرِهِمْ، وَلَا تُهَيِّجُوا اِمْرَأَةٌ بِأَذًى وَإِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ، وَتَنَاوَلْنَ أُمَرَاءَكُمْ وَصُلَحَاءَكُمْ، فَإِنَّهُنَّ ضِعَافُ اَلْقُوَى وَالْأَنْفُسِ وَالْعُقُولِ، وَلَقَدْ كُنَّا وَإِنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَإِنَّهُنَّ مُشْرِكَاتٌ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ اَلَمَرْأَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالْهِرَاوَةِ
الْحَدِيدِ فَيُعَيَّرُ بِهَا عَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ » (2).
[1147/ 53] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام: «لَا تَدْعُوَنَّ إِلَى السلام
مُبَارَزَةٍ، وَإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ، فَإِنَّ الدَّاعِيَ [إِلَيْهَا ] بَاغِ ، وَالْبَاغِيَ مَضْرُوعٌ»(3) .
[54/1148] عن السَّكُونِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
ص: 130
اَلمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ): نَهَى رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنْ يُلْقَى السَّمُّ فِي بِلَادِ
الْمُشْرِكِينَ»(1).
[55/1149] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ
وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ»(2).
بيان أي إنَّ أدنى المسلمين يتمكَّن من إعطاء الأمان لأيِّ من الأعداء،
فيكون في ذمَّة المسلمين حمايته، لأنَّ ذمَّتهم واحدة.
[ 56/1150] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام أَنَّ عَلِيًّا ( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) أَجَازَ أَمَانَ عَبْدٍ مَمْلُوكِ لِأَهْلِ حِصْنِ مِنَ الخُصُونِ، وَقَالَ: «هُوَ
مِنَ المُؤْمِنِينَ» (3).
[1151/ 57] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام : «إِذَا رَمَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ السلام
أَهْلِ اَلْحَرْبِ بِحَبْلٍ فَهُوَ أَمَانٌ(4)
[1152 / 58 ]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَوْمَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ
أَشَارَ بالأَمَانِ إِ أَحَدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَنَزَلَ عَلَى ذَلِكَ، فَهُوَ فِي أَمَانٍ»(5)
[59/1153] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم: الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى
بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ »(6)
ص: 131
[60/1154] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُكَيْمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْ أَبِي اَلْحَسَن علیه السلام، قَالَ: «لَوْ أَنَّ قَوْماً حَاصَرُوا مَدِينَةً فَسَأَلُوهُمُ الْأَمَانَ فَقَالُوا: لَا، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَالُوا: نَعَمْ، فَنَزَلُوا إِلَيْهِمْ ، كَانُوا آمِنِينَ»(1).
[61/1155] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ: «أَسْرَعُ الْأَشْيَاءِ عُقُوبَةً رَجُلٌ اللام
عَاهَدْتَهُ عَلَى أَمْرٍ وَكَانَ مِنْ نِيَّتِكَ اَلْوَفَاءُ لَهُ، وَفِي نِيَّتِهِ الْغَدْرُ بِكَ »(2).
[1156 / 62] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «اَلْوَفَاءُ تَوْأَمُ الصِّدْقِ، وَلَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ، وَمَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ المَرْجِعُ، وَلَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اِتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً ، وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ اَلْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ الحِيلَةِ، مَا هُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ يَرَى اَلْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الحِيلَةِ وَدُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ الله وَنَهْيِهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ »(3).
[ 1157 / 63] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام ، قَالَ: قُلْتُ: اَلزُّبَيْرُ شَهِدَ بَدْراً؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ فَرَّ يَوْمَ اَلْجَمَلِ ، فَإِنْ كَانَ قَاتَلَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ هَلَكَ بِقِتَالِهِ
إِيَّاهُمْ، وَإِنْ كَانَ قَاتَلَ كُفَّاراً فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ الله حِينَ وَلَّاهُمْ دُبُرَهُ »(4)
ص: 132
[1158 / 64] رِوَايَةٌ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلُهُ: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا ...(65)» الآيَةَ [الأنفال : 65] ، قَالَ : كَانَ الحُكْمُ فِي أَوَّلِ النُّبُوَّةِ فِي أَصْحَاب رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُقَاتِلَ عَشَرَةً مِنَ الْكُفَّارِ، فَإِنْ هَرَبَ مِنْهُ فَهُوَ الْفَارُّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالمَانَةَ يُقَاتِلُونَ أَلْفاً، ثُمَّ
اللَّهُ أَنَّ لله أن فِي فِيهِمْ ضَعْفاً لَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ: «الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (66)»الآيَةَ [الأنفال: 66]، فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلَيْنِ مِنَ الْكُفَّارِ، فَإِنْ فَرَّ مِنْهُمَا فَهُوَ اَلْفَارُّ مِنَ الزَّحْفِ، وَإِنْ كَانُوا ثَلَاثَةٌ مِنَ
الْكُفَّارِ وَوَاحِدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَفَرَّ الْمُسْلِمُ مِنْهُمْ فَلَيْسَ هُوَ الْفَارَّ مِنَ الزَّحْفِ (1).
[65/1159] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: أُتِيَ عَلى علیه السلام بِأَسِيرِ يَوْمَ صِفِّينَ، فَبَايَعَهُ، فَقَالَ عَلِيُّ علیه السلام : «لَا أَقْتُلُكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ»، فَخَلَّى سَبِيلَهُ وَأَعْطَاهُ سَلَبَهُ الَّذِي جَاءَ بِهِ(2).
[66/1160] عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَسَرَ عَلِيٌّ علیه السلام أَسْرَى، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ،
فَأَتَوْا مُعَاوِيَةَ، وَقَدْ كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ لِأَسْرَى أَسَرَهُمْ مُعَاوِيَةُ: أَقْتُلْهُمْ، فَما شَعُرُوا إِلَّا بِأَسْرَاهُمْ قَدْ خَلَّى سَبِيلَهُمْ عَلى علیه السلام، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا عَمْرُو، لَوْ أَطَعْنَاكَ فِي هَؤُلَاءِ الْأَسْرَى لَوَقَعْنَا فِي قَبِيحَ مِنَ الْأَمْرِ، أَلَا تَرَىٰ قَدْ خَلَّى سَبِيلَ أَسْرَانَا؟ فَأَمَرَ بِتَخْلِيَةِ مَنْ فِي يَدَيْهِ مِنْ أَسْرَى عَلِيّ علیه السلام . وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ علیه السلام إِذَا
ص: 133
أَخَذَ أَسِيراً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ خَلَّى سَبِيلَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ قَتَلَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَقْتُلُهُ بِهِ، فَإِذَا خَلَّى سَبِيلَهُ فَإِنْ عَادَ ثَانِيَةٌ قَتَلَهُ وَلَمْ يُخَلٌّ سَبِيلَهُ (1).
[1161 / 67] عَنْ عَلِيٌّ ( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) أَنَّهُ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
يَوْمَ بَدْرٍ: مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَا تَقْتُلُوهُ، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا
أُخْرِجُوا كُرْهاً »(2).
[68/1162] أَبُو الْبُخْتُرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام خَرَجَ يُوقِظُ النَّاسَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَضَرَبَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمِ بِالسَّيْفِ عَلَى أُمّ رَأْسِهِ، فَوَقَعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَأَخَذَهُ فَالْتَزَمَهُ حَتَّى أَخَذَهُ النَّاسُ، وَحُمِلَ عَلِيٌّ حَتَّى أَفَاقَ، ثُمَّ قَالَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ علیهما السلام : احْبِسُوا هَذَا الْأَسِيرَ، وَأَطْعِمُوهُ وَاسْقُوهُ
السلام وَأَحْسِنُوا إِسَارَهُ، فَإِنْ عِشْتُ فَأَنَا أَوْلَى بِمَا صَنَعَ بِي، إِنْ شِئْتُ اِسْتَقَدْتُ، وَإِنْ شِئْتُ عَفَوْتُ، وَإِنْ شِئْتُ صَالحَتُ، وَإِنْ مِتُّ فَذَلِكَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ أَنْ تَقْتُلُوهُ فَلَا
تُمتَلُوا بِهِ» (3).
[1163/ 69] عَنْ لُوطٍ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَى وَلَدِهِ الْحَسَن علیه السلام وَقَالَ: «ارْفُقْ يَا وَلَدِي بأَسِيركَ ، وَارْحَمْهُ، وَأَحْسِنُ إِلَيْهِ، وَاشْفَقْ عَلَيْهِ...»، إِلَى أَنْ قَالَ: فَلَمَّا أَفَاقَ نَاوَلَهُ الْحَسَنُ علیه السلام قَعْباً مِنْ لَبَنِ، وَشَرِبَ مِنْهُ قَلِيلاً، ثُمَّ نَجَّاهُ عَنْ فَمِهِ، وَقَالَ: «اِحْمِلُوهُ إِلَى أَسِيرِكُمْ»، ثُمَّ قَالَ لِلْحَسَنِ علیه السلام:
ص: 134
بِحَقِّي عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ إِلَّا مَا طَيَّبْتُمْ مَطْعَمَهُ وَمَشْرَبَهُ، وَأَرْفَقُوا بِهِ إِلَى حِينِ مَوْتِي،
وَتُطْعِمُهُ مِمَّا تَأْكُلُ، وَتَسْقِيهِ مِمَّا تَشْرَبُ حَتَّى تَكُونَ أَكْرَمَ مِنْهُ) أَخْبَرَ (1).
[1164 / 70] وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا غُرَّةَ الجُمَحِيَّ وَقَعَ فِي الْأَسْرِ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي ذُو عَيْلَةٍ فَامْنُنْ عَلَيَّ، فَمَنَّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَى الْقِتَالِ، فَمَرَّ إِلَى مَكَّةَ وَقَالَ: سَخِرْتُ بِمُحَمَّدٍ فَأَطْلَقَنِي، وَعَادَ إِلَى الْقِتَالِ يَوْمَ أُحُدٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنْ لَا يُفْلَتَ، فَوَقَعَ فِي الْأَسْرِ، فَقَالَ: إِنِّي ذُو عَيْلَةٍ فَامْنُنْ عَلَيَّ، فَقَالَ: «أَمُنُ عَلَيْكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ فَتَقُولَ فِي نَادِي قُرَيْشٍ: سَخِرْتُ بِمُحَمَّدٍ؟ لَا يُنْسَعُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ»، وَقَتَلَهُ بِيَدِهِ (2).
[1165 / 71] عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
يَقُولُ: «اَلمُتَعَرِّبُ بَعْدَ الهِجْرَةِ التَّارِكُ هِذَا الْأَمْرِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ»(3).
بيان:( هذا الأمر ) يعني معرفة أهل البيت عليهم السلام ، والإقرار بإمامتهم.
[72/1166] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: «يَقُولُ
أَحَدُكُمْ: إِنِّي غَرِيبٌ، إِنَّمَا الْغَرِيبُ الَّذِي يَكُونُ فِي دَارِ الشِّرْكِ »(4) .
ص: 135
[73/1167] حَمَّادٌ اَلسَّمَنْدَرِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: إِنِّي أَدْخُلُ بِلَادَ الشِّرْكِ، وَإِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَقُولُ: إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَقَالَ لي: «يَا حَمَّادُ، إِذَا كُنْتَ ثَمَّ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَتَدْعُو إِلَيْهِ؟»، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَإِذَا كُنْتَ فِي هَذِهِ الْمُدْنِ - مُدُنِ الْإِسْلَام - تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَتَدْعُو إِلَيْهِ؟»، قَالَ: قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِي: «إِنَّكَ إِنْ مِتَ ثَمَّ حُشِرْتَ أُمَّةً وَحْدَكَ، وَسَعَى نُورُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ »(1) .
بيان: إذا كان المقيم في دار الشرك يدعو الناس هناك إلى معرفة أهل البيت عليهم السلام، ومتابعتهم، بينما هو لا يتمكَّن من ذلك في بلاد المسلمين بسبب تسلُّط الظالمين، فإنَّه إذا مات غريباً في دار الشرك حُشِرَ مسلماً أُمَّة وحده، ولا
يُحشَر مع المشركين.
[ 1168 / 74] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا تَنْزِلُوا عَلَى
أَهْلِ اَلشِّرْكِ فِي كَنَائِسِهِمْ فِي يَوْمِ عِيدِهِمْ، فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ»(2).
[75/1169 إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ فِي كِتَابِ (الغَارَاتِ)، قَالَ: بَعَثَ أَسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنِ اِبْعَثْ إِلَيَّ بِعَطَائِي، فَوَالله لَتَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ كُنْتَ فِي فَم أَسَدٍ لَدَخَلْتُ مَعَكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّ هَذَا أَلَمَالَ لَنْ جَاهَدَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ هَذَا مَالِي بِالمَدِينَةِ فَأَصِبْ مِنْهُ مَا شِئْتَ »(3).
ص: 136
[ 76/1170] عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبِ الْجُرْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عليّ علیه السلام ، فَجَاءَهُ مَالٌ مِنَ الْجِبَلِ، فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ حِبَالاً وَصَلَهَا بِيَدِهِ، وَعَقَدَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ أَدَارَهَا حَوْلَ المتاع، ثُمَّ قَالَ: «لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُجَاوِزَ هَذَا الْخَبْلَ»، قَالَ: فَقَعَدْنَا مِنْ وَرَاءِ اَلْحَبْلِ، وَدَخَلَ عَلِيٌّ علیه السلام ، فَقَالَ: «أَيْنَ رُءُوسُ الْأَسْبَاعِ ؟» ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَجَعَلُوا يَحْمِلُونَ هَذَا الْجُوَالِقَ إِلَى هَذَا الْجُوَالِقِ، وَهَذَا إِلَى هَذَا حَتَّى قَسَمُوهُ سَبْعَةَ أَجْزَاءٍ، قَالَ: فَوَجَدَ مَعَ المَتَاعِ رَغِيفاً، فَكَسَرَهُ سَبْعَ كِسَرٍ ، ثُمَّ وَضَعَ عَلَى كُلِّ جُزْءٍ كِسْرَةً، ثُمَّ قَالَ:
هَذَا جَنَايَ وَخِيَارُهُ فِيهِ *** إِذْ كُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ.
قَالَ : ثُمَّ أَقْرَعَ عَلَيْهَا، فَجَعَلَ كُلُّ رَجُلٍ يَدْعُو قَوْمَهُ، فَيَحْمِلُونَ الْجُوَالِقَ »(1).
[77/1171] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا وَلِيَ عَلىِّ علیه السلام صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وَالله لَا أَرْزَؤُكُمْ مِنْ فَيْنِكُمْ دِرْهَماً مَا قَامَ لِي عِذْقٌ بِيَثْرِبَ، فَلْيَصْدُقُكُمْ أَنْفُسُكُمْ، أَفَتَرَوْنِي مَانِعاً نَفْسِي وَمُعْطِيَكُمْ؟»، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عَقِيلٌ، فَقَالَ لَهُ: وَالله لَتَجْعَلَنّي وَأَسْوَدَ بِالمَدِينَةِ سَوَاءٌ، فَقَالَ: «إِجْلِسُ ، أَمَا كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ غَيْرُكَ؟ وَمَا فَضْلُكَ عَلَيْهِ إِلَّا بِسَابِقَةٍ أَوْ بِتَقْوَى »(2).
[1172/ 78] عَنْ أَبِي مِخنَفٍ اَلْأَزْدِيُّ، قَالَ: أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ )رَهْطٌ مِنَ الشَّيعَةِ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَخْرَجْتَ هَذِهِ الْأَمْوَالَ
ص: 137
فَفَرَّقْتَهَا فِي هَؤُلَاءِ الرُّؤَسَاءِ وَالْأَشْرَافِ وَفَضَّلْتَهُمْ عَلَيْنَا حَتَّى إِذَا اسْتَوْسَقَتِ اَلْأُمُورُ عُدْتَ إِلَى أَفْضَلِ مَا عَوَّدَكَ اللَّهُ مِنَ الْقَسْمِ بِالسَّوِيَّةِ وَالْعَدْلِ فِي الرَّعِيَّةِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «أَتَأْمُرُونِّي وَيُحكُمْ أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالظُّلْمِ وَالْجُوْرِ فِيمَنْ وُلَّيتُ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ؟ لَا وَالله لَا يَكُونُ ذَلِكَ مَا سَمَرَ السَّمِيرُ، وَمَا رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ نَجْماً، وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ أَمْوَاهُمْ مَالِي لَسَاوَيْتُ بَيْنَهُمْ، فَكَيْفَ وَإِنَّمَا هِيَ أَمْوَاهُمْ؟»، قَالَ : ثُمَّ أَزَمَ سَاكِتاً طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ فِيكُمْ لَهُ مَالٌ فَإِيَّاهُ وَالْفَسَادَ، فَإِنَّ إِعْطَاءَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ تَبْذِيرٌ وَإِسْرَافٌ، وَهُوَ يَرْفَعُ ذِكْرَ صَاحِبِهِ فِي اَلنَّاسِ وَيَضَعُهُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَمْ يَضَعِ اِمْرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ إِلَّا حَرَمَهُ اللهُ شُكْرَهُمْ وَكَانَ لِغَيْرِهِ وُدُّهُمْ، فَإِنْ بَقِيَ مَعَهُ مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ مِمَّنْ يُظْهِرُ الشُّكْرَ لَهُ وَيُرِيهِ النُّصْحَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مَلَقٌ مِنْهُ وَكَذِبٌ، فَإِنْ زَلَّتْ بِصَاحِبِهِمُ النَّعْلُ ثُمَّ اِحْتَاجَ إِلَى مَعُونَتِهِمْ وَمُكَافَاتِهِمْ فَأَلْأَمُ خَلِيلِ وَشَرُّ خَدِينٍ، وَلَمْ يَضَع اِمْرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ إِلَّا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْخَطَّ فِيمَا أُتِيَ إِلَّا مَحْمَدَةُ اللَّنام وَثَنَاءُ الْأَشْرَارِ مَا دَامَ عَلَيْهِ مُنْعِماً مُفْضِلاً، وَمَقَالَةُ الْجَاهِلِ : مَا أَجْوَدَهُ، وَهُوَ عِنْدَ الله بَخِيلٌ، فَأَيُّ حَظٌ أَبْوَرُ وَأَخْسَرُ مِنْ هَذَا الْحَظِّ ؟ وَأَيُّ فَائِدَةِ مَعْرُوفٍ أَقَلُّ مِنْ هَذَا المَعْرُوفِ؟ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَهُ مَالٌ فَلْيَصِلْ بِهِ الْقَرَابَةَ، وَلْيُحْسِنْ مِنْهُ الضَّيَافَةَ، وَلْيَفُكَ بِهِ الْعَافِيَ وَالْأَسِيرَ وَابْنَ السَّبِيلِ، فَإِنَّ الْفَوْزَ بِهَذِهِ الْخِصَالِ مَكَارِمُ الدُّنْيَا وَشَرَفُ الْآخِرَةِ » (1).
[79/1173] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ أَمَرَ عَمَارَ بْنَ يَاسِرٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعِ وَأَبَا اَهْيْثَم بنَ تَيْهَانَ أَنْ يُقْسِمُوا فَيْئاً بَيْنَ المُسْلِمِينَ، وَقَالَ لَهُمْ: «اِعْدِلُوا فِيهِ، وَلَا تُفَضِّلُوا أَحَداً عَلَى أَحَدٍ، فَحَسَبُوا فَوَجَدُوا الَّذِي يُصِيبُ كُلَّ رَجُل مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ، فَأَعْطَوُا النَّاسَ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِمْ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِبْنُهُ،
ص: 138
فَدَفَعُوا إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ : لَيْسَ هَكَذَا كَانَ
ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ، فَقَالَ طَلْحَةُ وَالرّيّة يُعْطِينَا عُمَرُ، فَهَذَا مِنْكُمْ أَوْ عَنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ هَكَذَا أَمَرَنَا أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، فَمَضَيَا إِلَيْهِ، فَوَجَدَاهُ فِي بَعْضِ أَمْوَالِهِ قَائِماً فِي الشَّمْسِ عَلَى أَجِيرٍ لَهُ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَا : تَرَى أَنْ تَرْتَفِعَ مَعَنَا إِلَى الظَّلَّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَقَالَا لَهُ: إِنَّا أَتَيْنَا إِلَى عُمَّالِكَ عَلَى قِسْمَةٍ هَذَا الْفَيْءِ، فَأَعْطَوْا كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا مِثْلَ مَا أَعْطَوْا سَائِرَ النَّاسِ، قَالَ: «وَمَا تُرِيدَانِ؟»، قَالَا: لَيْسَ كَذَلِكَ كَانَ يُعْطِينَا عُمَرُ، قَالَ: فَمَا كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يُعْطِيكُما؟»، فَسَكَتَا، فَقَالَ: «أَلَيْسَ كَانَ صلی الله علیه و آله وسلم يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ؟»، قَالَا: نَعَمْ، قَالَ: «أَفَسُنَّةُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلمأَوْلَى بِالْاِتِّباع عِنْدَكُمَا أَمْ سُنَّةٌ عُمَرَ ؟»، قَالَا: سُنَّةٌ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، وَلَكِنْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَنَا سَابِقَةٌ وَغَنَاءَ وَقَرَابَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ لَا تُسَوِّيَنَا بِالنَّاسِ
فَافْعَلْ قَالَ: سَابِقَتْكُما أَسْبَقُ أَمْ سَابِقَتِي؟»، قَالَا : سَابِقَتُكَ، قَالَ: «فَقَرَابَتُكُما أَقْرَبُ أَمْ قَرَابَتِي ؟»، قَالَا قَرَابَتُكَ، قَالَ: «فَغَنَاؤُكُمَا أَعْظَمُ أَمْ غَنَائِي؟»، قَالَا: بَلْ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْظَمُ غَنَاء، قَالَ: «فَوَاللَّهُ مَا أَنَا وَأَجِيرِي هَذَا فِي هَذَا اَلَمَالِ إِلَّا بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى الْأَجِيرِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَا: جِئْنَا هِذَا ،وَغَيْرِهِ، قَالَ: «وَمَا غَيْرُهُ؟»، قَالَا: أَرَدْنَا الْعُمْرَةَ، فَأَذَنْ لَنَا، قَالَ: «انْطَلِقَا فَمَا الْعُمْرَةَ تُرِيدَانِ، وَلَقَدْ أُنْبِثْتُ بِأَمْرِكُما وَأُرِيتُ مَضَاجِعَكُمَا، فَمَضَيَا وَهُوَ يَتْلُو وَهُمَا يَسْمَعَانِ: «إفَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)» [الفتح: 10](1).
13
[1174 / 80 )فِي خَبَرِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رحمه الله بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ، قَالَ: لَمَّا
ص: 139
اِسْتَخْلَصَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ آوَى إِلَيْهِ عَمَّهُ اَلْحَكَمَ بْنَ الْعَاصِ وَوُلْدَهُ مَرْوَانَ
وَالْخَارِثَ بْنَ اَلْحَكَم وَوَجَّهَ عُمَّالَهُ فِي الْأَمْصَارِ، وَكَانَ فِيمَنْ عَمَّلَهُ عُمَرُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ إِلَى مُشْكَانَ، وَالْخَارِثُ بْنُ اَلْحَكَمِ إِلَى اَلمَدَائِنِ، فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً يَتَعَسَّفُ أَهْلَهَا، وَيُسِيءُ مُعَامَلَتَهُمْ، فَوَفَدَ مِنْهُمْ إِلَى عُثْمَانَ وَفَدٌ يَشْكُوهُ، وَأَعْلَمُوهُ بِسُوءٍ مَا يُعَامِلُهُمْ بِهِ، وَأَغْلَظُوا عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ، فَوَلَّى حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ ، وَلَمْ يَنْصَرِفْ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ عَنِ المَدَائِنِ إِلَى أَنْ قُتِلَ عُثْمَانُ وَاسْتُخْلِفَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَأَقَامَ حُذَيْفَةَ عَلَيْهَا، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهُ عَلِيٌّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ علیه السلام إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ مَا كُنْتَ تَلِيهِ لَنْ كَانَ قَبْلِي مِنْ حَرْفِ المَدَائِنِ، وَقَدْ جَعَلْتُ إِلَيْكَ إِعْمَالَ اَخْرَاج وَالرُّسْتَاقِ وَجِبَايَةَ أَهْلِ الذَّمَّةِ، فَاجْمَعْ إِلَيْكَ ثِقَاتِكَ، وَمَنْ أَحْبَبْتَ مِمَّنْ تَرْضَى دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ، وَاسْتَعِنْ بِهِمْ عَلَى أَعْمَالِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ أَعَزُّ لَكَ وَلِوَلِيِّكَ، وَأَكْبَتُ لِعَدُوِّكَ، وَإِنِّي آمُرُكَ بِتَقْوَى اللَّه وَطَاعَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَأُحَذِّرُكَ عِقَابَهُ فِي المَغِيبِ وَالمَشْهَدِ، وَأَتَقَدَّمُ إِلَيْكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَى المُحْسِن وَالشِّدَّةِ عَلَى المُعَانِدِ وَآمُرُكَ بِالرِّفْقِ فِي أُمُورِكَ، وَاللَّينِ وَالْعَدْلِ عَلَى رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْ
ذَلِكَ، وَإِنْصَافِ المَظْلُوم ، وَالْعَفْوِ عَنِ النَّاسِ ، وَحُسْنِ السِّيرَةِ مَا اسْتَطَعْتَ ، فَاللَّهُ يَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، وَآمُرُكَ أَنْ تَجْبِيَ خَرَاجَ الْأَرَضِينَ عَلَى اَلْحَقِّ وَالنَّصَفَةِ، وَلَا تَتَجَاوَزْ مَا قَدِمْتُ بِهِ إِلَيْكَ، وَلَا تَدَعْ مِنْهُ شَيْئاً، وَلَا تَبْتَدِعْ فِيهِ أَمْراً، ثُمَّ اقْسِمْهُ بَيْنَ أَهْلِهِ بِالسَّوِيَّةِ وَالْعَدْلِ، وَاخْفِضْ لِرَعِيَّتِكَ جَنَاحَكَ، وَوَاسٍ بَيْنَهُمْ فِي مَجْلِسِكَ، وَلْيَكُنِ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي الحَقِّ سَوَاءٌ، وَاِحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ، وَأَقِمْ فِيهِمْ بِالْقِسْطِ، وَلَا تَتَّبِع اَلْهَوَى، وَلَا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَ«إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)» [النحل : 128]، وَقَدْ
وَجَّهْتُ إِلَيْكَ كِتَاباً لِتَقْرَأَهُ عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ، لِيَعْلَمُوا رَأَيْنَا فِيهِمْ وَفِي جَمِيع
ص: 140
المُسْلِمِينَ، فَأَحْضِرْهُمْ وَاقْرَأَهُ عَلَيْهِمْ، وَخُذْ لَنَا الْبَيْعَةَ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ »(1).
[81/1175] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اَهُمْدَانِيٌّ أَنَّ اِمْرَأَتَيْنِ أَتَنَا عَلِيًّا علیه السلام عِنْدَ الْقِسْمَةِ، إِحْدَاهُمَا مِنَ الْعَرَبِ، وَالْأُخْرَى مِنَ المَوَالِي، فَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدَةٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرِينَ دِرْهَماً، وَكُرًا مِنَ الطَّعَامِ، فَقَالَتِ الْعَرَبِيَّةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي اِمْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَهَذِهِ اِمْرَأَةٌ مِنَ الْعَجَمِ، فَقَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «وَالله لَا أَجِدُ لِبَنِي إِسْمَاعِيلَ فِي هَذَا الْفَيْءِ فَضْلاً عَلَى بَنِي إِسْحَاقَ » (2).
[1176/ 82] عَنْ ابْنِ دَأْبِ : ثُمَّ تَرَكَ (عَلِيٌّ علیه السلام ) اَلتَّفْضِيلَ لِنَفْسِهِ وَوُلْدِهِ ( عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَام دَخَلَتْ عَلَيْهِ أُخْتُهُ أُمُّ هَانِي بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا عِشْرِينَ دِرْهَماً، فَسَأَلَتْ أُمُّ هَانِي مَوْلَاتَهَا الْعَجَمِيَّةَ، فَقَالَتْ: كَمْ دَفَعَ إِلَيْكِ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام ؟ فَقَالَتْ: عِشْرِينَ دِرْهَماً ، فَانْصَرَفَتْ مُسْخِطَةً، فَقَالَ لَهَا: اِنْصَرِ في
رَحِمَكِ اللهُ مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ الله فَضْلاً لِإِسْمَاعِيلَ عَلَى إِسْحَاقَ ... »(3)
[1177 / 83] عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ قَنبَرَ إِلَى عَلىِّ علیه السلام ، فَقَالَ: قُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيثَةٌ، قَالَ: «فَما هُوَ؟»، قَالَ: قُمْ مَعِي، فَقَامَ فَانْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ فَإِذَا بَاسِنَةٌ مَمْلُوءَةٌ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَب وَفِضَّةٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ لَا تَتْرُكُ شَيْئاً إِلَّا قَسَمْتَهُ، فَادَّخَرْتُ هَذَا لَكَ، قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «لَقَدْ أَحْيَيْتَ أَنْ تُدْخِلَ بَيْتِي نَاراً»، فَسَلَّ سَيْفَهُ فَضَرَبَهَا فَانْتَثَرَتْ مِنْ بَيْنِ إِنَاءٍ مَقْطُوعِ نِصْفُهُ أَوْ تُلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: «اِقْسِمُوهُ بِالْحِصَصِ، فَفَعَلُوا، فَجَعَلَ يَقُولُ:
ص: 141
«هَذَا جَنَايَ وَخِيَارُهُ فِيهِ *** إِذْ كُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ »(1).
[1178 / 84] عَنْ مُغِيرَةَ الضبي ، قَالَ : كَانَ أَشْرَافُ أَهْلِ الْكُوفَةِ غَاتِّينَ لِعَلِيِّ علیه السلام
، وَكَانَ هَوَاهُمْ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام كَانَ لَا يُعْطِي أَحَداً مِنَ الْفَيْءِ
أَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ جَعَلَ الشَّرَفَ فِي الْعَطَاءِ أَلْفَيْ دِرْهَم(2).
[ 1179 / 85] عَنْ هِلَالِ بْنِ مُسْلِمٍ اَلْخَحْدَرِي، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي جَرَّةَ
أو جوة - قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب علیه السلام أُتِيَ بِمَالٍ عِنْدَ المَسَاءِ، فَقَالَ: «اِقْسِمُوا هَذَا اَلَمَالَ»، فَقَالُوا: قَدْ أَمْسَيْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخَّرْهُ إِلَى غَدٍ، فَقَالَ لَهُمْ: تَقْبَلُونَ لِي أَنْ أَعِيشَ إِلَى غَدِ؟»، قَالُوا: مَاذَا بأَيْدِينَا، قَالَ: «فَلَا تُؤَخِّرُوهُ حَتَّى
تَقْسِمُوهُ، فَأْتِيَ بِشَمْعٍ، فَقَسَمُوا ذَلِكَ اَلَمَالَ مِنْ تَحْتِ لَيْلَتِهِمْ(3).
[ 1180 / 86] عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِم الْبَحَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَعْطَى عليُّ علیه السلام النَّاسَ فِي عَام وَاحِدٍ ثَلَاثَةَ أَعْطِيَةٍ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ خَرَاجُ أَصْفَهَانَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَغْدُوا فَخُذُوا فَوَاللَّهُ مَا أَنَا لَكُمْ بِخَازِنٍ»، ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِ المَالِ فَكُنِسَ وَنُضِحَ، وَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا دُنْيَا، غُرِّي غَيْرِي، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِحِبَالٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الْبَالُ؟»، فَقِيلَ: جِيءَ بِهَا مِنْ أَرْضِ كِسْرَى ، فَقَالَ: «اِقْسِمُوهَا بَيْنَ اَلْمُسْلِمِينَ »(4) .
[1181 / 87] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَنَّ الشَّدِيدَ لَيْسَ مَنْ غَلَبَ النَّاسَ، وَلَكِنَّ
اَلشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ عَلَى نَفْسِهِ » (5) .
ص: 142
[88/1182] قَوْلُهُ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ): «اَلْجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ»(1).
[8/1183] عَنِ الْفَضَّل بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ قَلْبِهِ، وَزَاجِرٌ مِنْ نَفْسِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ قَرِينٌ مُرْشِدٌ ، اِسْتَمْكَنَ عَدُوُّهُ مِنْ عُنُقِهِ » (2).
[90/1184 ]عَنْ شُعَيْبِ الْعَقَرْفُوفِيُّ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام ،
قَالَ: «مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ إِذَا رَغِبَ وَإِذَا رَهِبَ وَإِذَا اشْتَهَىٰ وَإِذَا غَضِبَ وَإِذَا رَضِيَ
حَرَّمَ اللهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ » (3) .
[91/1185] عن أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «اِحْذَرُوا أَهْوَاءَكُمْ كَمَا تَحْذَرُونَ أَعْدَاءَكُمْ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْدَى لِلرِّجَالِ مِن
اتَّبَاعَ أَهْوَائِهِمْ، وَحَصَائِدِ أَلْسِنَتِهِمْ»(4).
[1186/92] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ أَعْمَاهُ
وَأَصَمَّهُ وَأَزَلَّهُ وَأَضَلَّهُ»(5).
[93/1187] وَصِيَّةُ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام لابْنِ جُنْدَبٍ: «يَا بْنَ جُنْدَبٍ، وَمَنْ
أَطَاعَ هَوَاهُ فَقَدْ أَطَاعَ عدوه »(6)
[ 94/1188] عَنْ عَليَّ علیه السلام ، قَالَ: «ثَلَاتٌ مُنْجِيَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ،
ص: 143
فَأَمَّا المُنْجِيَاتُ فَتَقْوَى الله في السِّرُ وَالْعَلَانِيَةِ، وَقَوْلُ اَلحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرّضا، وَإِعْطَاءُ اَلْحَقِّ مِنْ نَفْسِكَ، وَأَمَّا المُهْلِكَاتُ فَشُحٌ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ المَرْءِ بِرَأْيه »(1).
[95/1189 ]اَلْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام : حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَوَازِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوَازَنُوا، حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ بِأَعْمَاهِا، وَطَالِبُوهَا بِأَدَاءِ المَفْرُوضِ
عَلَيْهَا ، وَالْأَخْذِ مِنْ فَنَائِهَا لِبَقَائِهَا، وَتَزَوَّدُوا وَتَأَهَبُوا قَبْلَ أَنْ تَبْتَغُوا »(2).
[ 96/1190] عَنْ أَبِي ذَرِّ رحمه الله، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ، جَالِسٌ وَحْدَهُ .... إلى أن قال صلی الله علیه و آله وسلم: «وَعَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوباً عَلَى عَقْلِهِ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ : سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ عزَّ وَ جلَّ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ
نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيمَا صَنَعَ اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ إِلَيْهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا بِحَظٌ نَفْسِهِ مِنَ الْحَلَالِ،
فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ عَوْنُ لِتِلْكَ السَّاعَاتِ، وَاِسْتِجْمَام لِلْقُلُوبِ، وَتَوْزِيعٌ لَهَا » (3).
[97/1191] عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله يَقُولُ: «إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يُثْنِيَ عَلَيْكَ النَّاسُ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ الله»، ثُمَّ قَالَ: «قَالَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ طَالِب علیه السلام : لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ : رَجُل يَزْدَادُ كُلِّ يَوْمٍ خَيْراً، وَرَجُلٍ
يَتَدَارَكُ مَنيَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَأَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَالله لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ غَنْقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، أَلَا وَمَنْ عَرَفَ حَقَّنَا وَرَجَا اَلثَّوَابَ فِينَا وَرَضِيَ بِقُوتِهِ نِصْفِ مُدَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَمَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَمَا أَكَنَّ رَأْسَهُ، وَهُمْ وَاللَّهُ فِي
ص: 144
ذَلِكَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ وَدُّوا أَنَّهُ حَقٌّهُمْ مِنَ الدُّنْيَا، وَكَذَلِكَ وَصَفَهُمُ الله عزَّ وَ جلَّ، فَقَالَ: «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)» [المؤمنون: 60] ثُمَّ قَالَ: «مَا الَّذِي آتَوْا؟ آتَوْا وَالله مَعَ الطَّاعَةِ المَحَبَّةَ وَالْوَلَايَةَ، ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ، لَيْسَ خَوْفُهُمْ أَنْ خوْفَ شَكَ، وَلكِنهم يَكُونُوا
مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا وَطَاعَتِنَا »(1) .
[98/1192] عَبْدُ الله بْنُ بُكَيْرِ الْمُرَادِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ علیهم السلام ، قَالَ : بَيْنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ يُعَبِّهِمْ لِلْحَرْبِ إِذَا أَتَاهُ شَيْخٌ عَلَيْهِ شَحْبَةُ السَّفَرِ، فَقَالَ: أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقِيلَ : هُوَ ذَا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّام، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ سَمِعْتُ فِيكَ مِنَ الْفَضْلِ مَا لَا أُحْصِي، وَإِنِّي أَظُنُّكَ سَتُغْتَالُ، فَعَلَّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ ، قَالَ : نَعَمْ يَا شَيْخُ مَنِ اعْتَدَلَ يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هِمَّتَهُ اشْتَدَّتْ حَسْرَتُهُ عِنْدَ فِرَاقِهَا، وَمَنْ كَانَ غَدُهُ شَرَّ يَوْمَيْهِ فَهُوَ حَرُومٌ ، وَمَنْ لَمْ يُبَالِ بِمَا رُزِئَ مِنْ آخِرَتِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ دُنْيَاهُ فَهُوَ هَالِكٌ، وَمَنْ لَمْ يَتَعَاهَدِ النَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَيْهِ أَهْوَى، وَمَنْ كَانَ فِي نَقْصِ فَالَمَوْتُ
خَيْرٌ لَهُ» (2).
[ 99/1193] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ مَلَكاً يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ يُنَادِي: يَا أَبْنَاءَ الْعِشْرِينَ جِدُّوا وَاجْتَهِدُوا، وَيَا أَبْنَاءَ الثَّلَاثِينَ لَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ
ص: 145
اَلدُّنْيَا، وَيَا أَبْنَاءَ الْأَرْبَعِينَ مَا ذَا أَعْدَدْتُمْ لِلقَاءِ رَبِّكُمْ، وَيَا أَبْنَاءَ الْخَمْسِينَ أَتَاكُمُ النَّذِيرُ، وَيَا أَبْنَاءَ السِّتِّينَ زَرْعَ آنَ حَصَادُهُ، وَيَا أَبْنَاءَ السَّبْعِينَ نُودِيَ لَكُمْ فَأَجِيبُوا، وَيَا أَبْنَاءَ الثَّمَانِينَ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ وَأَنْتُمْ غَافِلُونَ، ثُمَّ يَقُولُ: لَوْ لَا عِبَادٌ رُكَّعُ، وَرِجَالٌ خُشَحٌ، وَصِبْيَانٌ رُضَعٌ، وَأَنْعَامٌ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبَّا »(1).
[100/1194] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «إِنَّ العَبْدَ لَفِي فُسْحَةٍ مِنْ أَمْرِهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةٌ، فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةٌ أَوْحَى اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ إِلَى مَلَكَيْهِ: قَدْ عَمَّرْتُ عَبْدِي هَذَا عُمُراً، فَغَلَّظَا وَشَدِّدَا وَتَحَفَّظَا وَاكْتُبَا عَلَيْهِ قَلِيلَ عَمَلِهِ وَكَثِيرَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ »(2).
[101/1195] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي الْإِسْلَام أَنْ أُعَذِّبَها»، ثُمَّ بَكَى صلی الله علیه و آله وسلم، فَقِيلَ : مِمَّ تَبْكِي يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ: «أَبْكِي لَمَنِ اسْتَحَى اللَّهُ مِنْ عَذَابِهِمْ، وَلَا يَسْتَحُونَ مِنْ عِصْيَانِهِ »(3)
[1196 / 102] عَنْ أَبي خَدِيجَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَن علیه السلام ، فَقَالَ
لي: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَيَّدَ الْمُؤْمِنَ بِرُوحِ مِنْهُ تَحْضُرُهُ فِي كُلِّ وَقْتِ يُحْسِنُ فِيهِ وَيَتَّقِي، وَتَغِيبُ عَنْهُ فِي كُلِّ وَقْتِ يُذْنِبُ فِيهِ وَيَعْتَدِي، فَهِيَ مَعَهُ تَهْتَزُّ سُرُوراً عِنْدَ إِحْسَانِهِ، وَتَسِيخُ فِي الثَّرَى عِنْدَ إِسَاءَتِهِ، فَتَعَاهَدُوا عِبَادَ اللَّهُ نِعَمَهُ بِإِصْلَاحِكُمْ
ص: 146
أَنْفُسَكُمْ تَزْدَادُوا يَقِيناً، وَتَرْبَحُوا نَفيساً ثَمِيناً، رَحِمَ اللهُ اِمْرَأَ هَمَّ بِخَيْرٍ فَعَمِلَهُ، أَوْ هَمَّ بِشَرِّ فَارْتَدَعَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «نَحْنُ نُؤَيَّدُ الرُّوحَ بِالطَّاعَةِ الله وَالْعَمَلِ لَهُ »(1) .
[1197/ 103] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: وَقَالَ علیه السلام : «مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلَانِيَتَهُ، وَمَنْ عَمِلَ لِدِينِهِ كَفَاهُ اللهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهُ أَحْسَنَ
اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاس »(2)
[104/1198] عَنْ اَلسَّکُونِیِّ عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَالْعُلَماءُ إِذَا كَتَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ كَتَبُوا بِثَلَاثَةٍ لَيْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ: مَنْ كَانَتْ هِمَتُهُ آخِرَتَهُ كَفَاهُ اللهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلَانِيَتَهُ، وَمَنْ أَصْلَحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله عزَّ و جلَّ أَصْلَحَ اللهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاس »(3).
[105/1199] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزَّ و جلَّ يَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاع مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَىٰ نَفْسِهِ إِلَّا كَفَفْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ، وَكُنْتُ
لَهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ »(4).
[ 1200 / 106] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
ص: 147
الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ طَلَبَ مَرْضَاةَ النَّاسِ بِمَا يُسْخِطُ الله عزَّ و جلَّ كَانَ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامَّا، وَمَنْ آثَرَ طَاعَةَ اللَّهِ بِغَضَبِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ عَدَاوَةَ كُلِّ عَدُوِّ، وَحَسَدَ كُلِّ حَاسِدٍ، وَبَغْيَ كُلِّ بَاعْ، وَكَانَ اللهُ عزّو جلّ لَهُ نَاصِراً وَظَهِيراً »(1).
[107/1201] عَنِ الْفَتْح بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ، قَالَ: ضَمَّنِي وَأَبَا اَحْسَنِ علیه السلام اَلطَّرِيقُ لَمَّا قَدِمَ بِهِ المَدِينَةَ، فَسَمِعْتَهُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ يَقُولُ: «مَنِ اتَّقَى اللَّهَ يُتَّقَى، وَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ يُطَاعُ»، فَلَمْ أَزَلْ أَدْلِفُ حَتَّى قَرُبْتُ مِنْهُ، وَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ اَلسَّلَامَ، فَأَوَّلُ مَا ابْتَدَأَنِي أَنْ قَالَ لِي: يَا فَتْحُ، مَنْ أَطَاعَ اَلْخَالِقَ لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ المُخْلُوقِينَ، وَمَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ فَلْيُوقِنْ أَنْ يَحِلَّ بِهِ سَخَطُ المَخْلُوقِينَ» الخَبَرَ(2) .
[ 1202 / 108] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبي قُرَّةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى اَلْحُسَيْنِ علیه السلام : عِظْنِي بِحَرْفَيْنِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: مَنْ حَاوَلَ أَمْراً
بِمَعْصِيَةِ اللَّه كَانَ أَفْوَتَ لِمَا يَرْجُو وَأَسْرَعَ مَجِيءِ مَا يَحْذَرُ »(3).
بيان: قد يقدم الإنسان على معصية متوهِّماً أنّها ستُسِّرع في حصول حاجته وتُبعِده عمَّا يحذر، لكن العكس هو الصحيح، فإنَّ اتَّخاذه طريق المعصية يُعجِّل له
فيما يكره، ويُؤخِّره عن مرامه.
[ 1203 109/] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ بَعْضٍ رِجَالِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ: «الْعَقْلُ دَلِيلُ الْمُؤْمِن»(4).
ص: 148
[1204 / 110] لَا عُدَّةَ أَنْفَعُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلَا عَدُوَّ أَضَرُّ مِنَ اَلْجَهْلِ. زِينَةٌ اَلرَّجُلِ عَقْلُهُ. مَنْ صَحِبَ جَاهِلاَ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ. اَلتَّثبتُ رَأْسُ اَلْعَقْل، وَالحِدَّةُ رَأْسُ اَلْحَمْقِ. غَضَبُ الْجَاهِلِ فِي قَوْلِهِ، وَغَضَبُ الْعَاقِلِ فِي فِعْلِهِ. اَلْأَدَبُ صُورَةُ اَلْعَقْل، فَحَسِّنْ عَقْلَكَ كَيْفَ شِئْتَ اَلْعُقُولُ مَوَاهِبُ، وَالْآدَابُ مَكَاسِبُ. فَسَادُ اَلْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ السُّفَهَاءِ، وَصَلَاحُ الْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ الْعُقَلَاءِ. فَطِيعَةُ اَلْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ، وَالْعَاقِلُ مَنْ وَعَظَتْهُ التَّجَارِبُ. رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ. لَا تَأْوِي مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ فَيَكْثُرَ ضَرَرُكَ. ظَنُّ الرَّجُلِ قِطْعَةٌ مِنْ عَقْلِهِ. مَنْ تَرَكَ اَلْاِسْتِمَاعَ مِنْ ذَوِي الْعُقُولِ مَاتَ عَقْلُهُ. مَنْ جَانَبَ هَوَاهُ صَحَ عَقْلُهُ. مَنْ أَعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ، وَمَنِ اِسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ ذَلَّ إِعْجَابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ عَقْلِهِ. مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ مَا فِيهِ عَقْلُهُ كَانَ بِأَكْثَرِ مَا فِيهِ قَتْلُهُ. لَا جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْل عَجَباً لِلْعَاقِل كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَى شَهْوَةِ يُعْقِبُهُ النَّظَرُ إِلَيْهَا حَسْرَةً. هِمَّةُ الْعَقْل تَرْكُ الذُّنُوبِ وَإِصْلَاحُ الْعُيُوبِ. اَلْجَمَالُ فِي اَللّسَانِ، وَالْكَمَالُ فِي الْعَقْلِ. لَا يَزَالُ اَلْعَقْلُ وَالحُمْقُ يَتَغَالَبَانِ عَلَى الرَّجُلِ إِلَى ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةٌ، فَإِذَا بَلَغَهَا غَلَبَ عَلَيْهِ أَكْثَرُهُمَا فِيهِ. لَيْسَ عَلَى الْعَاقِلِ اِعْتِرَاضُ المَقَادِيرِ، إِنَّمَا عَلَيْهِ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي حَقِّهِ. اَلْعُقُولُ أَئِمَّةُ الْأَفْكَارِ ، وَالْأَفْكَارُ أَئِمَّةُ الْقُلُوب ، وَالْقُلُوبُ أَئِمَّةُ الحَوَاسُ، وَالخَوَاس أَئِمَّةُ الْأَعْضَاءِ»(1).
[111/1205] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «اَلْعَقْلُ غِطَاءُ سَتِيرٌ، وَالْفَضْلُ جَمَالٌ ظَاهِرٌ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلْقِكَ بِفَضْلِكَ، وَقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ تَسْلَمْ لَكَ المَوَدَّةُ،
وَتَظْهَرْ لَكَ اَلَمَحَبَّةُ » (2).
ص: 149
[1206 / 112] يَا هِشَامُ إِنَّ الله عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ: حُجَّةً ظَاهِرَةٌ «يَا
وَحُجَّةٌ بَاطِنَةٌ، فَأَمَّا اَلظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَالْأَئِمَّةُ علیهم السلام، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ
فَالْعُقُولُ. يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي لَا يَشْغَلُ اَلخَلَالُ ، وَلَا يَغْلِبُ الْحَرَام صَبْرَهُ. يَا هِشَامُ، مَنْ سَلَّطَ ثَلاثاً عَلَى ثَلَاثٍ فَكَأَنَّها أَعَانَ عَلَى هَدْم عَقْلِهِ، مَنْ أَظْلَمَ نُورَ تَفَكَّرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ وَعَمَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ وَأَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ فَكَأَنَّهَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْم عَقْلِهِ، وَمَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَدُنْيَاه. يَا هِشَامُ، كَيْفَ يَزْكُو عِنْدَ الله عَمَلُكَ وَأَنْتَ قَدْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ عَنْ أَمْر رَبِّكَ، وَأَطَعْتَ هَوَاكَ عَلَى غَلَبَةِ عَقْلِكَ. يَا هِشَامُ الصَّبْرُ عَلَى الْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ اَلْعَقْلِ، فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ اِعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْيَا وَالرَّاغِبِينَ فِيهَا وَرَغِبَ فِيمَا عِنْدَ الله وَكَانَ اللَّهُ أُنْسَهُ فِي الْوَحْشَةِ وَصَاحِبَهُ فِي الْوَحْدَةِ وَغِنَاهُ فِي الْعَيْلَةِ وَمُعِزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَة »(1).
[113/1207] قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام: تَجَالِسَةُ الصَّالِحِينَ دَاعِيَةٌ إِلَى: اَلصَّلَاحِ، وَآدَابُ الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ، وَطَاعَةُ وَلَاةِ الْعَدْلِ تَمامُ الْعِزَّ، وَاسْتِثْمَارُ اَلمَالِ تَمَامُ الْمُرُوَّةِ، وَإِرْشَادُ الْمُسْتَشِيرِ قَضَاءُ حِقِّ النِّعْمَةِ، وَكَفُّ الْأَذَى مِنْ كَمَالِ
الْعَقْل، وَفِيهِ رَاحَةُ اَلْبَدَنِ عَاجِلاً وَآجِلاً»(2).
13/710)،
ص: 150
[1208 / 114] وَمِنْ وَصِيَّةِ اَلْإِمَامِ الْكَاظِمِ علیه السلام لِهِشَامِ: «يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَاقِلَ لَا يُحَدِّثُ مَنْ يَخَافُ تَكْذِيبَهُ، وَلَا يَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ مَنْعَةً، وَلَا يَعِدُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَا يَرْجُو مَا يُعَنَّفُ بِرَجَائِهِ، وَلَا يُقْدِمُ عَلَى مَا يَخَافُ فَوْتَهُ
بالْعَجْزِ عَنْهُ »(1).
[ 115/1209] عَنْ ابْن اَلسِّكِّيتِ، عَن الرّضَا علیه السلام في حَدِيثٍ، قَالَ: فَمَا
الرِّضَا علیه السلام : «الْعَقْلُ، تَعْرِفُ بِهِ الصَّادِقَ عَلَى اللَّه
-هُ عَلَى اَلْخَلْقِ الْيَوْمَ؟ فن فَتُصَدِّقُهُ، وَالْكَاذِبَ عَلَى الله فَيُكَذِّبُهُ، فَقَالَ إِبْنُ السِّكِّيتِ: هَذَا هُوَ وَالله
اَلْجَوَابُ(2).
[116/1210] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالِهِ فَانْظُرُوا
فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَى بِعَقْلِهِ »(3).
[117/1211] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ نُكَلِّمُ النَّاسَ
عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»(4).
ص: 151
[118/1212] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : »إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُزِيلَ مِنْ عَبْدِ نِعْمَةٌ
كَانَ أَوَّلُ مَا يُغَيّرُ مِنْهُ عَقْلَهُ »(1).
[119/1213] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیهما السلام، فَقُلْتُ : المَلَائِكَةُ أَفْضَلُ أَمْ بَنُو آدَمَ؟ فَقَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب علیه السلام: إِنَّ اللهَ عزّو جلّ رَكَّبَ فِي المَلَائِكَةِ عَقْلاً بِلَا شَهْوَةٍ، وَرَكَّبَ فِي اَلْبَهَائِم شَهْوَةً بِلَا عَقْلِ، وَرَكَّبَ فِي بَنِي آدَمَ كِلَيْهِمَا، فَمَنْ غَلَبَ عَقْلُهُ شَهْوَتَهُ فَهُوَ خَيْرٌ مِنَ المَلَائِكَةِ ، وَمَنْ غَلَبَتْ شَهْوَتُهُ عَقْلَهُ فَهُوَ شَرٌّ مِنَ الْبَهَائِم » (2) .
[ 1214 / 120] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ : قَالَ علیه السلام: «لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ »(3)
[121/1215] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ عَلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَعْمَالُ العِبَادِ كُلَّ صَبَاحٍ أَبْرَارُهَا وَفُجَّارُهَا فَاحْذَرُوا ، وَهُوَ قَوْلُ الله تَعَالَى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ َ (105)»
[التوبة : 105] وَسَكَتَ (4) .
[1216 / 122] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ وَمَمَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ»، قَالُوا يَا رَسُولَ الله، وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «أَمَّا حَيَاتِي فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَقُولُ:
ص: 152
«وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33)» [الأنفال: 33] ، وَأَمَّا مُفَارَقَتِي إِيَّاكُمْ فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنِ اسْتَزَدْتُ اللهَ لَكُمْ، وَمَا كَانَ مِنْ قَبيح اِسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكُمْ»، قَالُوا: وَقَدْ رَعَمْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَعْنُونَ صِرْتَ رَمِيماً،
فَقَالَ: «كَلَّا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ مُحُومَنَا عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَطْعَمَ شَيْئاً مِنْهَا »(1) .
[123/1217] عَنْ سَاعَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا لَكُمْ تُسِوثُونَ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟»، فَقَالَ رَجُلٌ : كَيْفَ نَسُوؤُهُ؟ فَقَالَ: «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَى فِيهَا مَعْصِيَةٌ سَاءَهُ؟ فَلَا تُسِوثُوا رَسُولَ الله وَسُرُّوهُ »(2).
[1218 / 124] عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرِ الرَّفَّيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام إِذْ قَالَ مُبْتَدِئَاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ : يَا دَاوُدُ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ يَوْمَ اَلْخَمِيسِ، فَرَأَيْتُ فِيمَا عُرِضَ عَلَيَّ مِنْ عَمَلِكَ صِلَتُكَ لِابْنِ عَمِّكَ فُلَانٍ، فَسَرَّنِي ذَلِكَ، إِنِّي عَلِمْتُ صِلَتَكَ لَهُ أَسْرَعَ لِفَنَاءِ عُمُرِهِ وَقَطْع أَجَلِهِ»، قَالَ دَاوُدُ: وَكَانَ لِي اِبْنُ عَمَّ مُعَائِداً نَاصِباً خَبِيثَاً، بَلَغَنِي عَنْهُ وَعَنْ عِبَالِهِ سُوءُ حَالٍ، فَصَكَكْتُ لَهُ بِنَفَقَةٍ قَبْلَ خُرُوحِي إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا صِرْتُ فِي المَدِينَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام بِذَلِكَ »(3).
[ 125/1219] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ
أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ عَلَى نَبِيِّكُمْ كُلَّ عَشِيَّةِ خَيسٍ، فَلْيَسْتَحْيِ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْرِضَ
عَلَى نَبِيِّهِ الْعَمَلَ الْقَبِيحَ »(4).
ص: 153
[ 1220 / 126] الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ رَوْحِ رضی الله عنه، قَالَ : اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي التَّفْوِيضِ وَغَيْرِهِ ، فَمَضَيْتُ إِلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ بِلالٍ فِي أَيَّامٍ اِسْتِقَامَتِهِ، فَعَرَّفْتُهُ الْخِلَافَ، فَقَالَ: أَخَرْنِي، فَأَخَرْتُهُ أَيَّاماً ، فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ حَدِيثاً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا أَرَادَ [الله] أَمْراً عَرَضَهُ عَلَى رَسُولِ الله علیه السلام، ثُمَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، [وَسَائِرِ اَلْأَئِمَّةِ] وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ
لا يَنْتَهِيَ إِلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ المَلَائِكَةُ أَنْ يَرْفَعُوا إِلَى الله عزَّ و جلَّ عَمَلاً عُرِضَ عَلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام ، ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَى وَاحِدٍ [ بَعْدَ ]وَاحِدٍ إِلَى أَنْ يُعْرَضَ عَلَى رَسُولِ الله علیه السلام ، ثُمَّ يُعْرَضُ عَلَى الله عزَّ و جلَّ، فَمَا نَزَلَ مِنَ الله فَعَلَى أَيْدِيهِمْ وَمَا عُرِجَ إِلَى الله فَعَلَى أَيْدِيهِمْ، وَمَا اِسْتَغْنَوْا عَنِ الله عزَّ و جلَّ طَرْفَةَ عَيْنٍ» (1).
[127/1221] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مَنِ اِشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ
الشَّهَوَاتِ»(2).
[128/128] عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْبَقْبَاقِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام : قَالَ مِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ طَلَب اَلتَّوْبَةِ، وَكَمْ مِنْ شَهْوَةِ سَاعَةٍ
أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلاً، وَالمَوْتُ فَضَحَ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتْرُكْ لِذِي لُبِّ فَرَحاً » (3).
ص: 154
[1223 / 129] عَنِ الْمُفَضَّل بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «أَنْظُرْ
مَا أَصَبْتَ فَعُدْ بِهِ عَلَى إِخْوَانِكَ، فَإِنَّ الله يَقُولُ:« إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ (114)»
[هود: 114] »(1).
[130/1224] عَنْ سُلَيْمَانَ بْن خَالِدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ
قَوْلِ الله عزّو جلّ:«وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)» [الفرقان: 23]، قَالَ: أَمَا وَالله إِنْ كَانَتْ أَعْمَاهُمْ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الْقَبَاطِيّ (2)، وَلَكِنْ كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُمُ الْحَرَامُ لَمْ يَدَعُوهُ»(3).
[131/1225] عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّ قَوْماً يَحِيثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ اَلْجِبَالِ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ هَبَاءً مَنْشُوراً، ثُمَّ يُؤْمَرُ هِمْ إِلَى النَّارِ، فَقَالَ سَلْمَانُ: صِفْهُمْ لَنَا، يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَأْخُذُونَ أُهْبَةً مِنَ اللَّيْلِ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا عَرَضَ هُمْ شَيْءٌ مِنَ الْحَرَامِ وَثَبُوا عَلَيْهِ »(4).
[132/1226] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام :
ص: 155
مَنْ أَقَامَ فَرَائِضَ الله، وَاجْتَنَبَ مَحَارِمَ الله، وَأَحْسَنَ الْوَلَايَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّ اللَّه،
وَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَاءِ الله عزّو جلّ، فَلْيَدْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ اَلْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ »(1) .
[ 1227 / 133] جعفر بن أحمد القمِّي في كتاب (الغايات): [عَنْ أَبِي عَبْدِالله علیه السلام]، قَالَ: «أَزْهَدُ اَلنَّاسِ مَنْ اِجْتَنَبَ المَحَارِمَ...»، إلى أن قال: «وَأَشَدُّ
النَّاسِ إِجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ»(2).
[134/1228 ]عن
السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةٌ لله مَخَافَةَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْضَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(3).
[135/1229] عَنْ أَبِي أَسَامَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تَعَوَّذُوا بِالله مِنْ سَطَوَاتِ الله بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا
سَطَوَاتُ اللهِ؟ قَالَ: «اَلْأَخْذُ عَلَى اَلمَعَاصِي»(4).
[ 1230 / 136] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «يَا عِبَادَ الله، اِحْذَرُوا الْإِنْهَاكَ فِي المَعَاصِي وَالتَّهَاوُنَ، فَإِنَّ المَعَاصِيَ يَسْتَوْلِي بِهَا الْخِذْلَانُ عَلَى صَاحِبِهَا حَتَّى تُوقِعَهُ فِي رَدَّ وَلَايَةِ وَصِيٌّ رَسُولِ اللهِ ، وَرَفْعِ نُبُوَّةِ نَبِيِّ اللَّهِ، وَلَا يَزَالُ أَيْضاً بِذَلِكَ حَتَّى تُوقِعَهُ فِي رَفْعِ تَوْحِيدِ الله وَالْإِلْحَادِ فِي دِينِ الله »(5).
[ 1231/ 137] عَنِ ابْنِ عَرَفَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّه عزّو جلّ فِي
ص: 156
كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مُنَادِياً يُنَادِي : مَهْلاً مَهْلاً عِبَادَ الله عَنْ مَعَاصِي الله ، فَلَوْ لَا بَهَائِمُ رُبَّع، وَصِبْيَةٌ رُضَعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبَّا، تُرَضُونَ بِهِ
رَضًا» (1).
[ 1232 / 138] الْغُرَرُ : وَقَالَ علیه السلام: «غَالِبُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى تَرْكِ المَعَاصِي
يَسْهَلُ عَلَيْكُمْ مَقَادَتُهَا إِلَى الطَّاعَاتِ»(2).
[139/1233] الْغُرَرُ: وَقَالَ علیه السلام : «اَلتَّنَرُّهُ عَنِ الْمَعَاصِي عِبَادَةُ التَّوَّابِينَ.
مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نفسهُ لَمْ يُمِنْهَا بِالْمَعْصِيَةِ. مُدَاوَمَةُ المَعَاصِي تَقطَعُ الرزقَ»(3) .
[1234 / 140 ]رُوِيَ فِي زَبُورِ دَاوُدَ علیه السلام : وَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا بْنَ آدَمَ، تَسْأَلْنِي وَأُمْسِكُ لِعِلْمِي بِمَا يَنْفَعُكَ، ثُمَّ تُلِحُ عَلَيَّ بِالمَسْأَلَةِ فَأُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، فَتَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى مَعْصِيَتِي، فَأَهُمُّ بِهَتْكِ سِتْرِكَ ، فَتَدْعُونِي فَأَسْتُرُ عَلَيْكَ، فَكَمْ مِنْ جَمِيلٍ أَصْنَعُ مَعَكَ، وَكَمْ مِنْ قَبِيحٍ تَصْنَعُ مَعِي، يُوشِكُ أَنْ أَغْضَبَ عَلَيْكَ غَضْبَةٌ لَا
أَرْضَىٰ بَعْدَهَا أَبَداً »(4)
[141/1235] عن الْبَاقِرِ علیه السلام ، قَالَ: «عَجَباً لَنْ يَحْتَمِي عَنِ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ كَيْفَ لَا يَحْتَمِي عَنِ المَعَاصِي
خَشْيَةَ النَّارِ »(5).
ص: 157
[142/1236] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَقُولُ اللهُ عزّو جلّ: يَا بْنَ آدَمَ، أَمَا تُنْصِفُنِي؟ أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعْمَةِ، وَتَتَمَقَّتُ إِلَيَّ بِالمَعَاصِي. يَا بْنَ آدَمَ، لَوْ سَمِعْتَ
وَصْفَكَ مِنْ غَيْرِكَ وَأَنْتَ لَا تَعْلَمُ مَنِ المَوْصُوفُ لَسَارَعْتَ إِلَى مَقْتِهِ »(1).
[ 1237 / 143] نَهْجُ الْبَلاغَةِ : وَقَالَ علیه السلام: «لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ اللهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ
لَكَانَ يَجِبُ أَلَّا يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِهِ (2) » .
[ 1238 / 144] عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام،
قَالَ: حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعْصَى فِي دَارٍ إِلَّا أَضْحَاهَا لِلشَّمْسِ حَتَّى تُطَهِّرَهَا » (3).
[1239 / 145] عَنْ نَوْفٍ اَلْبكَالِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ( صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ) وَهُوَ فِي رَحْبَةِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَقُلْتُ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا نَوْفُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ»، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عِظْنِي، فَقَالَ: «يَا نَوْفُ، أَحْسِنْ يُحْسَنُ إِلَيْكَ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: «يَا نَوْفُ ، ارْحَمْ تُرْحَمْ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «يَا نَوْفُ، قُلْ خَيْراً تُذْكَرْ بِخَيْرٍ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «اِجْتَنِبِ الْغِيبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَا نَوْفُ، كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَهُوَ يَأْكُلُ مُحُومَ النَّاسِ بِالْغِيبَةِ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَهُوَ يُبْغِضُنِي وَيُبْغِضُ اَلْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِي، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَهُوَ يُحِبُّ الزِّنَا،
ص: 158
وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللَّهَ وَهُوَ مُجْتَرِى عَلَى مَعَاصِي الله كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. يَا نَوْفُ، اِقْبَلْ وَصِيَّتِي، لَا تَكُونَنَّ نَقِيباً ، وَلَا عَرِيفاً ، وَلَا عَشَاراً، وَلَا بَرِيدا. يَا نَوْفٌ، صِلْ رَحِمَكَ يَزِيدُ اللَّهُ فِي عُمُرِكَ، وَحَسِّنْ خُلُقَكَ يُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَكَ. يَا نَوْفُ، إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تَكُنْ لِلظَّالِمِينَ مُعِيناً. يَا نَوْفُ، مَنْ أَحَبَّنَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَحَبَّ حَجَراً حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ. يَا نَوْفُ، إِيَّاكَ أَنْ
اً تَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ وَتُبَارِزَ اللَّهَ بِالمَعَاصِي فَيَفْضَحَكَ اللهُ يَوْمَ تَلْقَاهُ. يَا نَوْفُ، اِحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ تَنَلْ بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(1)
[ 1240 / 146] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُسْكَانَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
فی قول الله عزّو جلّ: «فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)» [البقرة: 175]،فَقَالَ:
مَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى فِعْل مَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يُصَيّرُهُمْ إِلَى النَّارِ »(2)
[147/1241] عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْبَسُ عَلَى ذَنْبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ مِائَةَ عَامٍ وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى أَزْوَاجِهِ فِي الْجَنَّةِ يَتَنَعَمْنَ»(3).
[ 148/1242] عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اِتَّقُوا اَلْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهَا لَا تُغْفَرُ»، قُلْتُ: وَمَا المُحَقِّرَاتُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَقُولُ: طُوبَى لِي لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي غَيْرُ ذَلِكَ »(4).
[149/1243] عَنْ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّ رَسُولَ
ص: 159
الله صلی الله علیه و آله وسلم نَزَلَ بِأَرْضِ قَرْعَاءَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اِثْتُوا بِحَطَبٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله نَحْنُ بِأَرْضِ قَرْعَاءَ مَا بِهَا مِنْ حَطَبٍ، قَالَ: فَلْيَأْتِ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ، فَجَاءُوا بِهِ حَتَّى رَمَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : هَكَذَا تَجْتَمِعُ الذُّنُوبُ، ثُمَّ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْمُحَقِّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ طَالِباً، أَلَا
وَإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ« مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)»
[يس: 12 ]»(1) .
[1501244 ] رُوِيَ عَنْ أَحَدِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
«إِنَّ اللهَ كَتَمَ ثَلَاثَةٌ فِي ثَلَاثَةٍ: رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ، وَكَتَمَ سَخَطَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ، وَكَتَمَ وَلِيَّهُ فِي خَلْقِهِ، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئاً مِنَ الطَّاعَاتِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيُّهَا رِضَا الله تَعَالَى، وَلَا يَسْتَقِلَّنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئاً مِنَ المَعَاصِي فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيُّهَا سَخَطُ اللَّه، وَلَا يُزْرِيَنَّ أَحَدُكُمْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّه فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيُّهُمْ وَلِيُّ الله » (2).
[1245 / 151] وَمِنْ كَلَامِهِ صلی الله علیه و آله وسلم : «لَا تَنْظُرُوا إِلَى صَغِيرِ الذَّنْبِ، وَلَكِنِ
أنْظُرُوا إِلَى مَنِ اِجْتَرَأَتُمْ »(3).
[152/1246] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا عَظَّمْتَ الذَّنْبَ فَقَدْ عَظَّمْتَ اللَّهَ وَإِذَا صَغَرْتَهُ فَقَدْ صَغَرْتَ اللَّهُ، لِأَنَّ حَقَّهُ فِي الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَمَا مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ عَظَمْتَهُ إِلَّا صَغُرَ عِنْدَ الله تَعَالَى، وَلَا مِنْ صَغِيرٍ صَغَرْتَهُ إِلَّا عَظْمَ
عند الله عزّو جلّ» (4).
ص: 160
[153/1247] تَهْجُ الْبَلَاغَةِ : وَقَالَ علیه السلام : «أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ عَلَ:
صَاحِبُهُ»(1).
[1248 / 154] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
«إِنَّ إِبْلِيسَ رَضِيَ مِنْكُمْ بِالمُحَقِّرَاتِ، وَالذَّنْبُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ قَوْلُ الرَّجُلِ : لَا
أَوَاخَذَ بِهَذَا الذَّنْبِ، اِسْتِصْغَاراً لَهُ » (2).
[1249 / 155] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَرْبَعَةٌ فِي الذَّنْبِ شَرٌّ مِنَ
اَلذَّنْبِ : اَلْاِسْتِحْقَارُ ، وَالْاِفْتِخَارُ، وَالْاِسْتِبْشَارُ، وَالْإِصْرَارُ »(3).
[156/1250] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدِ إِلَّا وَفِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ نَكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ، وَإِنْ تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ زَادَ ذَلِكَ اَلسَّوَادُ حَتَّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ، فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلَى خَيْرٍ أَبَداً، وَهُوَ قَوْلُ الله عزّو جلّ: «كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)» [المطففين: 14]»(4).
[1251 / 157] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «كَانَ أبي علیه السلام يَقُولُ: مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْسَدَ لِلْقَلْبِ مِنْ خَطِيئَةٍ، إِنَّ الْقَلْبَ لَيُوَاقِعُ الْخَطِيئَةَ فَما تَزَالُ بِهِ حَتَّى تَغْلِبَ عَلَيْهِ فَيُصَيْرَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ»(5).
ص: 161
[158/1252] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِرْقٍ يَضْرِبُ وَلَا نَكْبَةٍ وَلَا صُدَاعٍ وَلَا مَرَضِ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَذَلِكَ قَوْلُ الله ل في كِتَابِهِ: «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)»
[الشورى: 30]»، قَالَ : ثُمَّ قَالَ: «وَمَا يَعْفُو اَللهُ أَكْثَرُ مِمَّا يُؤَاخِذُ بِهِ » (1).
[1253 / 159] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ
مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يُكْرِمَ عَبْداً وَلَهُ عِنْدَهُ ذَنْبٌ اِبْتَلَاهُ بِالسُّقْمِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ اِبْتَلَاهُ بِالْحَاجَةِ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يَفْعَلْ شَدَّدَ عَلَيْهِ عِنْدَ اَلَمَوْتِ»(2).
1254 / 160] عن [أَبي عَبْدِ اللَّه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ
السلام رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أُخْرِجُ عَبْداً مِنَ الدُّنْيَا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرْحَمَهُ حَتَّى أَسْتَوْفِ مِنْهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ عَمِلَهَا، إِمَّا بِسُقْم فِي جَسَدِهِ، أَوْ بِضِيقٍ فِي رِزْقِهِ، وَإِمَّا بِخَوْفٍ فِي دُنْيَاهُ، فَإِنْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ شَدَّدْتُ عَلَيْهِ عِنْدَ اَلمَوْتِ. وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أُخْرِجُ عَبْداً مِنَ الدُّنْيَا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعَذِّبَهُ حَتَّى أُوَفِّيَهُ [ كُلَّ ]حَسَنَةٍ عَمِلَهَا، إِمَّا بِسَعَةٍ فِي رِزْقِهِ، وَإِمَّا بِصِحةٍ فِي جَسَدِهِ، وَإِمَّا بِأَمْنِ فِي
دُنْيَاهُ، فَإِنْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ هَوَّنْتُ عَلَيْهِ بِهَا المَوْتَ » (3).
[161/1255] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ
ص: 162
تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْ لِلْمُؤْمِنِ أَجَلاً فِي اَلَمَوْتِ، يُنْقِيهِ مَا أَحَبَّ الْبَقَاءَ، فَإِذَا عَلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ سَيَأْتِي بِمَا فِيهِ بَوَارُ دِينِهِ قَبَضَهُ إِلَيْهِ مُكَرَّماً ، قَالَ أَبُو عَلِيٌّ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ مَوْلَى الطَّالِبِيِّينَ - وَكَانَ رَاوِيَةٌ لِلْحَدِيثِ ، فَحَدَّثَنِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَسَدِ الطُّفَاوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : قَالَ : مَنْ يَمُوتُ بالذُّنُوبِ أَكْثَرُ مِنْ يَمُوتُ بِالْآجَالِ،
وَمَنْ يَعِيشُ بِالْإِحْسَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَعِيشُ بِالْأَعْمَالِ »(1).
[162/1256] عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ الشَّامِيُّ مَوْلًى لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام يَقُولُ: كُلَّما أَحْدَثَ الْعِبَادُ مِنَ الذُّنُوبِ
مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ أَحْدَثَ اللَّهُ هُمْ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ» (2).
[1257 / 163] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّرُهَا
بِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ عزّو جلّ وَ بِالْحُزْنِ فِي الدُّنْيَا لِيُكَفِّرَهَا بِهِ، فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ وَإِلَّا عَذَّبَهُ فِي قَبْرِهِ،
فَيَلْقَى اللَّهَ عزّو جلّ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنْ ذُنُوبِهِ »(3).
[ 1258 / 164] عَنْ اَلْأَحْمَسِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَا يَزَالُ
اَقْمُومُ وَالْعُمُومُ بِالْمُؤْمِنِ حَتَّى لَا تَدَعْ لَهُ ذَنْباً »(4).
[1259 / 165] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
ص: 163
لِلْمُؤْمِنِ اِثْنَانِ وَسَبْعُونَ سِتْراً، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً اِنْهَتَكَ عَنْهُ سِتْرٌ، فَإِنْ تَابَ رَدَّهُ اللَّهُ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا قُدُماً فِي المَعَاصِي تَهَتَكَتْ عَنْهُ أَسْتَارُهُ وَبَقِيَ بِلَا سِتْرِ، وَأَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ وَمَل إِلَى اَلَمَلَائِكَةِ أَنْ اِسْتُرُوا عَبْدِي بِأَجْنِحَتِكُمْ، فَإِنَّ بَنِي آدَمَ يُعَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ وَأَنَا غَيَّرُ وَلَا أُعَيّرُ ، فَإِنْ أَبَى إِلَّا قُدُماً فِي المَعَاصِي شَكَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى رَبِّهَا وَرَفَعَتْ أَجْنِحَتَهَا وَقَالَتْ: أَيْ رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ هَذَا قَدْ آذَانَا فِيمَا يَأْتِي مِنَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالَ: فَيَقُولُ هَمْ: كُفُّوا عَنْهُ أَجْنِحَتَكُمْ، فَلَوْ عَمِلَ بِخَطِيئَةٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ أَوْ فِي وَضَح النَّهَارِ أَوْ فِي مَفَازَةٍ أَوْ فِي قَعْرِ بِثْرِ لَأَجْرَاهُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ، فَاسْأَلُوا اللهَ أَنْ لَا يَهْتِكَ أَسْتَارَكُمْ »(1).
[166/1260] عَنْ عَبْدِ اللهُ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ همَّ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يَعْمَلْهَا فَإِنَّهُ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ فَيَرَاهُ اَلرَّبُّ عزّو جلّ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَغْفِرُ لَكَ أَبَداً »(2)
[167/1261] عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ:
قُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَحَفِظْتَهُ مِنْ دِقَةِ مَا حَدَّثَكَ بِهِ، قَالَ: نَعَمْ، وَبَكَى مُعَاذْ، ثُمَّ قَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي حَدَّثَنِي وَأَنَا رَدِيفُهُ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ»، قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله وَسِيدِ الْمُؤْمِنِينَ، قال: «يَا مُعَاذُ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ إِمَامَ اَلْخَيْرِ وَنَبِيَّ الرَّحْمَةِ، قَالَ: «أُحَدِّثُكَ شَيْئاً مَا حَدَّثَ
ص: 164
نَبِيُّ أُمَتَهُ، إِنْ حَفِظْتُهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْدَ الله»، ثُمَّ قَالَ: «... يَا مُعَاذُ، فَاقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَعَنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ، وَلْتَكُنْ ذُنُوبُكَ عَلَيْكَ لَا تُحَمِّلْهَا عَلَى إِخْوَانِكَ، وَلَا تُزَكٌ نَفْسَكَ بِتَنْمِيمٍ إِخْوَانِكَ، وَلَا تَرْفَعْ بِوَضْع إِخْوَانِكَ، وَلَا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ، وَلَا تُدْخِلْ مِنَ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ، وَلَا تَفْحَشْ فِي مَجْلِسِكَ لِكَيْ يَحْذَرُوكَ لِسُوءِ خُلْقِكَ، وَلَا تُنَاجِ مَعَ رَجُلٍ وَأَنْتَ مَعَ آخَرَ، وَلَا تَعَظَّمْ عَلَى النَّاسِ فَتَنْقَطِعَ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا، وَلَا تُخَرِّقِ النَّاسَ فَتُمَزِّقَكَ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: «وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)» [النازعات: 2]، أَفَتَدْرِي مَا اَلنَّاشِطَاتُ؟ إِنَّهُ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ تَنْشِطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ»، قُلْتُ: وَمَنْ يُطِيقُ هَذِهِ اَلْخِصَالَ؟ قَالَ: «يَا مُعَاذُ، إِنَّهُ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ »(1).
[1262 / 168]اَلْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام : «يَنْبَغِي لِلْعَاقِل أَنْ يَحْتَرِسَ مِنْ سُكْرِ
اَلَمَالِ، وَسُكْرِ الْقُدْرَةِ، وَسُكْرِ الْعِلْمِ، وَسُكْرِ المَدْح ، وَسُكْرِ الشَّبَابِ، فَإِنَّ لِكُلِّ ذَلِكَ رِيَاحاً خَبِيثَةٌ تَسْلُبُ الْعَقْلَ، وَتَسْتَخِفٌ الْوَقَارَ»(2)
[169/1263] قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «الذُّنُوبُ تُغَيَّرُ النِّعَمَ ، اَلْبَغْيُ يُوجِبُ : النَّدَمَ ، اَلْقَتْلُ يُنْزِلُ النَّقَمَ، اَلظُّلْمُ يَهْتِكُ الْعِصَمَ، شِرْبُ اَلْخَمْرِ يَحْبِسُ الرِّزْقَ، اَلزِّنَا
يُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، قَطِيعَةُ الرَّحِمِ
الصَّلَاةِ يُورِثُ الذُّلَّ» (3).
تَحْجُبُ الدُّعَاءَ، عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ يَبْتُرُ الْعُمُرَ، تَرْكُ
ص: 165
[1264 / 170] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «كَانَ أَبي علیه السلام يَقُولُ: نَعُوذُ بِالله مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَتُقَرِّبُ الْآجَالَ، وَتُخْلِي الدِّيَارَ ، وَهِيَ: قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، وَالْعُقُوقُ ، وَتَرْكُ الْبِرِّ »(1)
[1265 / 171] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَقَ فِتْيَانُكُمْ، وَإِذَا طَلَعَتْ نِسَاؤُكُمْ؟»، قِيلَ : فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنُ؟ قَالَ: «نَعَمْ وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ المَعْرُوفِ؟»، قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ المَعْرُوفَ مُنْكَراً وَالْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً»، وَسُئِلَ : مَتَى لَا يُؤْمَرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يُنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ اَلْفِسْقُ فِي عُلَمائِكُمْ، وَالْعِلْمُ فِي رِذَالِكُمْ، وَالْمُدَاهَنَةُ فِي خِيَارِكُمْ » (2).
[172/1266] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِ رِجَالِكُمْ؟»، قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ الله ، فَقَالَ: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ رِجَالِكُمْ الْبَهَاتَ الْجْرِي، اَلْفَحَّاشَ الْآكِلَ وَحْدَهُ، وَالمَانِعَ رِفْدَهُ، وَالضَّارِبَ عَبْدَهُ،
وَالمُلْجِيَ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ » (3).
[1267 / 173] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم النَّاسَ ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الَّذِي يَمْنَعُ رِفْدَهُ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ، وَيَتَزَوَّدُ وَحْدَهُ، فَظَنُّوا أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقُ خَلْقاً هُوَ
ص: 166
شَرٌّ مِنْ هَذَا، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : الَّذِي لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ، فَظَنُّوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقُ خَلْقاً هُوَ شَرٌّ مِنْ هَذَا ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ الله، قَالَ: اَلمُتَفَحْشُ اللَّعَانُ الَّذِي إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ المُؤْمِنُونَ لَعَنَهُمْ، وَإِذَا ذَكَرُوهُ لَعَنوه»(1).
[ 1268 / 174] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «شَرُّ
النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ إِتَّقَاءَ شَرِّهِمْ »(2).
[175/1269] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ مَنِ انْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَأَذَى بِهِ النَّاسُ، وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ أَكْرَمَهُ النَّاسُ إِتَّقَاءَ شَرِّهِ، وَشَرٌّ
مِنْ ذَلِكَ مَنْ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ »(3).
[ 176/1270] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّضْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «سِتَةٌ لَا تَكُونُ فِي الْمُؤْمِنِ الْعُسْرُ، وَالنَّكَدُ، وَالدَّجَاجَةُ، وَالْكَذِبُ، وَالْحَسَدُ،
وَالْبَغْيِ »(4).
[177/1271] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ أَعْجَلَ الشَّرِّ عُقُوبَةٌ الْبَغْيُّ »(5).
ص: 167
[178/1272] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْخَذَاءِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلىِّ علیهما السلام، قَالَ: «فِي كِتَابٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَمُوتُ صَاحِبُهُنَّ
عَاليا حَتَّىٰ يَرَى وَبَاهُنَّ الْبَغْيُّ، وَقَطِيعَةُ اَلرَّحِمِ، وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ. وَإِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ
ثَوَاباً لَصِلَةُ الرَّحِم ، إِنَّ الْقَوْمَ لَيَكُونُونَ فُجَّاراً فَيَتَوَاصَلُونَ فَتَنْمِي أَمْوَاهُمْ وَيُثْرُونَ، وَإِنَّ الْيَمِينَ الْكَاذِبَةَ وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ مِنْ أَهْلِهَا » (1) .
[179/1273] عَنْ مِسْمَع أَبِي سَيَّارٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام كَتَبَ إِلَيْهِ فِي كِتَابٍ: «أُنْظُرْ أَنْ لَا تُكَلِّمَنَّ بِكَلِمَةِ بَغْيِ أَبَداً وَإِنْ أَعْجَبَتْكَ نَفْسَكَ وَعَشِيرَتَكَ » (2).
[1274 / 180] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله علیه السلام: «اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّةَ ظُلُمَاتُ يَوْم الْقِيَامَةِ »(3).
[1275 / 181] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ : قَالَ علیه السلام: «بِئْسَ اَلزَّادُ إِلَى المَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى اَلْعِبَادِ. يَوْمُ المَظْلُوم عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى المَظْلُوم....، وَالله لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفَلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ
شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ» (4).
[182/1276] عَنْ غَالِبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي
ص: 168
قَوْلِ الله عزّو جلّ:«إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)»[الفجر: 14]،، قَالَ: «قَنْطَرَةٌ عَلَى
اَلصَّرَاطِ لَا يَجُوزُهَا عَبْدٌ بِمَظْلِمَةٍ»(1).
[183/1277] تَفْسِيرُ الْإِمَام علیه السلام : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «فاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (24)»[البقرة: 24]: يَا مَعَاشِرَ شِيعَتِنَا، اِتَّقُوا اللهَ وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا لِتِلْكَ النَّارِ حَطَبَا، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بِاللَّهِ كَافِرِينَ فَتَوَفَّوْهَا بِتَوَفَّي ظُلْم إِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ ظَلَمَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ الْمُشَارِكَ لَهُ فِي مُوَالَاتِنَا إِلَّا ثَقَلَ اللهُ فِي تِلْكَ النَّارِ سَلَاسِلَهُ وَأَغْلَالُهُ، وَلَمْ يَقِلْهُ مِنْهَا إِلَّا شَفَاعَتُنَا، وَلَنْ نَشْفَعَ لَهُ إِلَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا بَعْدَ أَنْ نَشْفَعَ لَهُ فِي أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ، فَإِنْ عَفَا عَنْهُ شَفَعْنَا وَإِلَّا طَالَ فِي النَّارِ مَكْتُهُ، وَقَالَ علیه السلام في قَوْلِهِ تَعَالَى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... (204)»الآيَةَ [البقرة: 204]: «فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله المُنتحِلِينَ لَحَيَّنَا، وَإِيَّاكُمْ وَالذُّنُوبَ الَّتِي قَلَّ مَا أَصَرَّ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا إِلَّا أَدَاهُ إِلَى اَخِذْلَانِ الْمُؤَدِّي إِلَى اَلْخُرُوج عَنْ وَلَايَةِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٌّ وَالطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِمَا، وَالدُّخُولِ فِي مُوَالَاةِ أَعْدَائِنَا، فَإِنَّ مَنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ فَأَذَاهُ خِذْلَانُهُ إِلَى الشَّقَاءِ الْأَشْقَى مِنْ مُفَارَقَةِ وَلَايَةِ سَيّدِ أُولي النُّهَى فَهُوَ مِنْ أَخْسَرِ الخَاسِرِينَ»، قَالُوا: يَا بْنَ رَسُولِ الله، وَمَا الذُّنُوبُ المُؤدِّيَةُ إِلَى الْخِذْلَانِ الْعَظِيمِ؟ قَالَ: ظُلْمُكُمْ لِإِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ هُمْ فِي تَفْضِيل عَلَى علیه السلام وَالْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَإِمَامَةِ مَنِ انْتَجَبَهُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ مُوَافِقُونَ، وَمُعَاوَنَتْكُمْ النَّاصِبِينَ عَلَيْهِمْ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِحِلْم الله عَنْكُمْ وَطُولِ إِمْهَالِهِ لَكُمْ، فَتَكُونُوا كَمَنْ قَالَ اللهُ: «كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)» [الحشر: 16]»(2).
ص: 169
[ 1278 / 184] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ ظَلَمَ
مَظْلِمَةً أُخِذَ بهَا فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ، أَوْ فِي وُلْدِهِ»(1).
[1279 / 185] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «لَمَا حَضَرَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام الْوَفَاةُ ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، أُوصِيكَ بِمَا أَوْصَانِي بِهِ أَبِي علیه السلام حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، وَبِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ بِهِ، قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لَا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلَّا اللهُ »(2)
[ 1280 / 186 ]سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: أَيُّ ذَنْب أَعْجَلُ عُقُوبَةً لِصَاحِبِهِ؟ فَقَالَ: «مَنْ ظَلَمَ مَنْ لَا نَاصِرَ لَهُ إِلَّا اللهُ، وَجَاوَرَ اَلنِّعْمَةَ بِالتَّقْصِيرِ وَاسْتَطَالَ بِالْبَغْيِ عَلَى الْفَقِيرِ » (3).
[187/1281] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: (وَمِنْ عَهْدِ لَهُ علیه السلام إِلَى الْأَشْتَرِ النَّخَعِيُّ): وَمَنْ ظَلَمَ عِبَادَ الله كَانَ اللهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ، وَمَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ، وَكَانَ الله حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ وَيَتُوبَ». (وفيه): «وَلَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَتَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ، فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ،
وَهُوَ لِلظَّالِمِينَ بالمِرْصَادِ»(4).
[1282 / 188] عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَقُولُ: وَعِزَّتِ وَجَلَالِي لَا أُجِيبُ دَعْوَةَ مَظْلُومٍ دَعَانِي فِي مَظْلِمَةٍ ظُلِمَهَا
وَلِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِثْلُ تِلْكَ اَلَمَظْلِمَةِ»(5).
ص: 170
[1283 / 189] عَنْ إِسْحَاقَ بْن عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : مَنْ أَصْبَحَ لَا يَنْوِي ظُلْمَ أَحَدٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا أَذْنَبَ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَا لَمْ يَسْفِكُ دَماً أَوْ يَأْكُلْ
مَالَ يَتِيم حَرَاماً»(1).
1284 / 190] الْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام: «اتَّقُوا الْبَغْيَ فَإِنَّهُ يَجْلِبُ اَلنَّقَمَ، وَيَسْلُبُ
النّعَمَ، وَيُوجِبُ الْغِيَرَ إِيَّاكَ وَالْبَغْيَ فَإِنَّهُ يُعَجِّلُ الصَّرْعَةَ، وَيُحِلُّ بِالْعَامِل بِهِ الْعِبَرَ. إِيَّاكَ وَالْبَغْيَ فَإِنَّ الْبَاغِيَ يُعَجِّلُ اللهُ لَهُ النَّقِمَةَ، وَيُحِلُّ بِهِ المَثلَاتِ إِنَّ أَعْجَلَ الْعُقُوبَةِ
عُقُوبَةُ الْبَغْي. مَنْ بَغِيَ عُجِّلَتْ هَلَكَتُهُ»(2)
[191/1285] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ أَسْرَعَ اللا اَلخَيْرِ ثَوَاباً اَلْبِرُّ، وَإِنَّ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةٌ الْبَغْيُّ، وَكَفَى بِالمَرْءِ عَيْباً أَنْ يُبْصِرَ مِنَ اَلنَّاسِ مَا يَعْمَى عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، أَوْ يُعَيَّرَ النَّاسَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهُ، أَوْ يُؤْذِيَ
جَلِيسَهُ بَمَا لَا يَعْنِيهِ»(3).
1286 / 192] الْغُرَرُ: أَسْرَعُ المَعَاصِي عُقُوبَةٌ أَنْ تَبْغِيَ عَلَى مَنْ لَا يَبْغِي
عَلَيْكَ »(4) .
[1287 / 193] من ألفاظ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الموجزة التي لم يُسبق إليها :
ص: 171
لَوْ بَغَى جَبَلْ عَلَى جَبَلٍ لَجَعَلَهُ اللَّهُ دَكَّا أَعْجَلُ الشَّرِّ عُقُوبَةَ الْبَغْيُّ. أَسْرَعُ الخَيْرِ
ثَوَاباً اَلْبِرُّ »(1).
[194/1288] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: «مَنْ ما
أَكَلَ مَالَ أَخِيهِ ظُلْماً وَلَمْ يَرُدَّهُ إِلَيْهِ أَكَلَ جَذْوَةٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(2).
[195/1289] عَنْ وَهَبِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ الطُّوِيلِ، عَنْ شَيْخِ مِنَ النَّخَعِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرِ علیه السلام: إِنِّي لَمْ أَزَلْ وَالِياً مُنْذُ زَمَنِ اَلْحَجَّاجِ إِلَى يَوْمِي هَذَا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ ثُمَّ أَعَدْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَا]، حَتَّىٰ تُؤَدِّيَ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٌّ حَقَهُ» (3).
[196/1290] عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «الظُّلْمُ ثَلَاثَةٌ ظُلْمٌ يَغْفِرُهُ اللهُ، وَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللهُ، وَظُلْمٌ لَا يَدَعُهُ اللهُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي
لَا يَغْفِرُهُ فَالشِّرْكُ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ فَظُلْمُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّه،
وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَدَعُهُ فَالمُدَايَنَةُ بَيْنَ الْعِبَادِ »(4).
[197/1291] عَنِ النَّبِي صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ
جَادًا، وَلَا لَاعِباً ، مَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ» (5).
ص: 172
[ 122 / 198] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: «فَمَنْ نَالَ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ شَيْئاً مِنْ عِرْضِ أَوْ مَالٍ وَجَبَ عَلَيْهِ الْاِسْتِحْلَالُ مِنْ ذَلِكَ، وَالْاِنْفِصَالُ مِنْ كُلِّ مَا كَانَ مِنْهُ إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ فَلْيَتَنَصَّلْ مِنَ المَالِ إِلَى
وَرَثَتِهِ، وَلْيَتُبْ إِلَى اللَّهُ مِمَّا أَتَى إِلَيْهِ حَتَّى يَطَّلِعَ عَلَيْهِ عزّو جلّ بِالنَّدَمِ وَالتَّوْبَةِ وَالْاِنْفِصَالِ، ثُمَّ قَالَ علیه السلام : «وَلَسْتُ أَخُذُ بِتَأْوِيلِ الْوَعِيدِ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ أُؤَدِّي إِلَيْهِمْ إِنْ كَانَتْ قَائِمَةً فِي يَدَيْ مَنِ اغْتَصَبَهَا، وَيَتَنَصَّلَ إِلَيْهِمْ مِنْهَا، وَإِنْ فَوَّتَهَا الْمُعْتَصِبُ أَعْطَى الْعِوَضَ مِنْهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ أَهْلَهَا تَصَدَّقَ بِهَا عَنْهُمْ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، وَتَابَ إِلَى اللَّه عزّو جلّ مِمَّا فَعَلَ »(1) .
[ 1293 / 199] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: وَمِنْ كَلَام لَهُ علیه السلام : «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّما يَجْمَعُ اَلنَّاسَ الرّضَا وَالسَّخَطُ، وَإِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَعَمَّهُمُ اللهُ بِالْعَذَابِ لَمَّا عَدُّوهُ بِالرّضَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ «فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)» [الشعراء: 157]،
فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ خَارَتْ أَرْضُهُمْ بِالْخَسْفَةِ حُوَارَ السِّكَةِ الْمُحْمَاةِ فِي الْأَرْضِ الْخَوَّارَةِ (2).
[1294 / 200] عَنْ فُرَاتِ بْن أَحْنَفَ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ اَلنَّاسِ، أَنَا أَنْفُ اَهْدَى وَعَيْنَاهُ، وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ اَلنَّاسِ، إِنَّما يَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضَا وَالسَّخَطُ، أَلَا وَإِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَأَصَابَهُمُ الْعَذَابُ بِنِيَّاتِهِمْ فِي عَقْرِهَا الخَبَر (3) .
ص: 173
[201/1295] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ: «مَنْ عَذَرَ ظَالِماً بِظُلْمِهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَنْ يَظْلِمُهُ، فَإِنْ دَعَا لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ، وَلَمْ
يَأْجُرُهُ اللهُ عَلَى ظُلَامَتِه » (1)
[202/1396] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ اللَّعَانَ اَلسَّبَّابَ الطَّعَانَ الفَاحِشَ المُسْتَخِفَّ اَلسَّائِلَ المُلْحِفَ، وَيُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ اَلْحَيِيَ
الْكَرِيمَ السَّخِيَّ »(2).
[203/1397] عن جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: « إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ، وَالسَّائِلَ المُلْحِفَ»(3)
[ 1298 / 204] عَنْ سَاعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ
مُبْتَدِئاً : يَا سَمَاعَةُ، مَا هَذَا الَّذِي كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ جَمَّالِكَ ؟ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ فَحَاشاً أَوْ صَخَابَاً أَوْ لَعَاناً»، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ أَنَّهُ ظَلَمَنِي، فَقَالَ: «إِنْ كَانَ ظَلَمَكَ لَقَدْ أَرْبَيْتَ عَلَيْهِ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ فِعَالِي، وَلَا آمُرُ بِهِ شِيعَتِي، اِسْتَغْفِرْ رَبَّكَ وَلَا تعد»، قُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ الله، وَلَا أَعُودُ »(4).
[205/1299] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ مِنْ
ص: 174
عَلَامَاتِ شِرْكِ الشَّيْطَانِ الَّذِي لَا يُشَكُ فِيهِ أَنْ يَكُونَ فَخَاشاً لَا يُبَالِي مَا قَالَ، وَلَا
مَا قِيلَ فِيهِ »(1).
[ 206/1300] الدَّعَائِمُ: إِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَهَدَ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، مُرْ . بِالمَعْرُوفِ ...»، إلى أنْ قال: «وَلَا تَتَكَلَّمُوا بِالْفُحْشِ، فَإِنَّهُ لَا يَلِيقُ بِنَا وَلَا بِشِيعَتِنَا،
وَإِنَّ الْفَاحِشَ لَا يَكُونُ صَدِيقاً» الخبر»(2) .
[207/1301] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أَرْبَعَةٌ يَزِيدُ عَذَابُهُمْ عَلَى عَذَابِ أَهْلِ
النَّارِ .... إِلَى أَنْ قَالَ: «وَرَجُلٌ يَسْتَلِذُ الرَّفَثَ وَالْفُحْشَ، فَيَسِيلُ مِنْ فِيهِ قَيْحٌ وَدَم» (3).
[208/1302] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا كَانَ
الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ اَلْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ »(4).
[1303 / 209] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ
خَافَ النَّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ »(5) .
[1304 / 210] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ، قَالَ: قَالَ: «مَنْ فَحَشَ
عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ بَرَكَةَ رِزْقِهِ، وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَهُ »(6)
[1305/ 211] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَحَاشٍ بِذِي قَلِيلِ اَلْحَيَاءِ لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قِيلَ لَهُ »(7).
[1306 / 212] قَالَ اَلصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ لَمْ يُبَالِ مَا قَالَ وَمَا قِيلَ فِيهِ فَهُوَ
ص: 175
شِرْكُ شَيْطَانٍ، وَمَنْ لَمْ يُبَالِ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ مُسِيئاً فَهُوَ شِرْكُ شَيْطَانٍ، وَمَنِ اِغْتَابَ أَخَاهُ اَلْمُؤْمِنَ مِنْ غَيْرِ تِرَةٍ بَيْنَهُمَا فَهُوَ شِرْكُ شَيْطَانٍ، وَمَنْ شُغِفَ بِمَحَبَّةِ الحَرَام وَشَهْوَةِ الزِّنَا فَهُوَ شِرْكُ شَيْطَانٍ»، ثُمَّ قَالَ علیه السلام : «لِوَلَدِ الزِّنَا عَلَامَاتٌ : أَحَدُهَا بُغْضُنَا أَهْلَ البَيْتِ، وَثَانِيهَا أَنَّهُ يَحِنُّ إِلَى اَلْحَرَامِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ، وَثَالِتُهَا الْاِسْتِخْفَافُ بِالدِّينِ، وَرَابِعُهَا سُوءُ المَحْضَرِ لِلنَّاسِ، وَلَا يُسِيءُ مَحْضَرَ إِخْوَانِهِ إِلَّا مَنْ وُلِدَ عَلَى غَيْرِ فِرَاشٍ أَبِيهِ، أَوْ مَنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِي حَيْضِهَا »(1)
[1307 / 213] عَنْ عَمْرِو بْنِ اَلنَّعْمَانَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: كَانَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام صَدِيقٌ لَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ إِذَا ذَهَبَ مَكَاناً، فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي مَعَهُ فِي الْخَذَاءِينَ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ سِنْدِيٌّ يَمْشِي خَلْفَهُمَا إِذَا الْتَفَتَ الرَّجُلُ يُرِيدُ غُلَامَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَرَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ: يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ، أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام يَدَهُ، فَصَكَ بِهَا جَبْهَةٌ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ الله تَقْذِفُ أُمَّهُ؟ قَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ لَكَ وَرَعاً، فَإِذَا لَيْسَ لَكَ وَرَعٌ، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ أُمَّهُ سِنْدِيَّةٌ مُشْرِكَةٌ، فَقَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ نِكَاحاً؟ تَنَجَّ عَنِّي، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهُ يَمْشِي مَعَهُ حَتَّى فَرَّقَ المَوْتُ بَيْنَهُما (2).
بيان: قول الإمام علیه السلام: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ نِكَاحاً»، يعنى أنَّ الإسلام اعترف
لا بما جرى من أنكحة في الجاهليَّة في العرب وفي الأُمم الأُخرى التي لم تدخل في الإسلام، فما يُعتبَر عندهم زواجاً يُعتبر كذلك في الإسلام، ومن يتولَّد من ذلك
الزواج فهو ابن حلال لا يصح نبزه بأنَّه ابن زنا أو غير ذلك من فحش.
[214/1308] عَنْه علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَنْبَغِي وَلَا يَصْلُحُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ
ص: 176
يَقْذِفَ يَهُودِيًّا، وَلَا نَصْرَانِيَّا، وَلَا تَجُوسِيَّا بِمَا لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ مِنْهُ»، وَقَالَ: «أَيْسَرُ مَا فِي
هَذَا أَنْ يَكُونَ كَاذِباً» (1).
[ 1309 / 215] عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام، قَالَ: الاها
لَمْ يُدْخِلِ اَلْجَنَّةَ حَمِيَّةٌ غَيْرُ حَمِيَّةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَذَلِكَ حِينَ أَسْلَمَ غَضَباً
لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فِي حَدِيثِ السَّلَا الَّذِي أُلْقِيَ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم»(2).
[216/1310] عن الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام عَنِ الْعَصَبِيَّةِ، فَقَالَ: «الْعَصَبِيَّةُ الَّتِي يَأْثَمُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا أَنْ يَرَى الرَّجُلُ شِرَارَ قَوْمِهِ خَيْراً مِنْ خِيَارِ قَوْمِ آخَرِينَ ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبُّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ مِنَ
الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْم»(3).
[217/1311] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ اَلمُتَكَبِّرُونَ »(4).
[1312 / 218] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةَ آبَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : أَمَا
إِنَّكَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ (5).
ص: 177
[219/1313] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام
أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ آدَمَ إِلَّا وَنَاصِيَتُهُ بِيَدِ مَلَك، فَإِنْ تَكَبَّرَ جَذَبَهُ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَقَالَ لَهُ: تَوَاضَعْ وَضَعَكَ اللهُ، وَإِنْ تَوَاضَعَ جَذَبَهُ بِنَاصِيَتِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِرْفَعْ رَأْسَكَ رَفَعَكَ اللهُ، وَلَا وَضَعَكَ بِتَوَاضُعِكَ الله » (1).
[1314 / 220] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ مَشَى 220] غاليلا،
عَلَى الْأَرْضِ اِخْتِيَا لَا لَعَنَتْهُ اَلْأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِ »(2)
[1315 / 221] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا مِنْ
أَحَدٍ يَتِيهُ إِلَّا مِنْ ذِلَّةٍ يَجِدُهَا فِي نَفْسِهِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ،
قَالَ: «مَا مِنْ رَجُل تَكَبَّرَ أَوْ تَجَبَّرَ إِلَّا لِذِلَّةٍ وَجَدَهَا فِي نَفْسِهِ» (3).
[222/1316] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام: «إِيَّاكَ وَالرِّئَاسَةَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَطَأَ أَعْقَابَ الرِّجَالِ»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَمَّا الرِّئَاسَةُ فَقَدْ عَرَفْتُهَا، وَأَمَّا أَنْ أَطَأَ أَعْقَابَ الرِّجَالِ فَمَا ثُلُنَا مَا فِي يَدِي إِلَّا مِمَّا وَطِنْتُ أَعْقَابَ اَلرِّجَالِ، فَقَالَ لِي: لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِيَّاكَ أَنْ تَنْصِبَ رَجُلاً دُونَ الْحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فِي كُلِّ مَا قَالَ»(4).
ص: 178
بيان :وهذا معنى (الوليجة) أيضاً، وهو أنْ ينصب الرجل شخصاً دون
الحجَّة ويُطيعه في كلِّ ما يقول.
[1317 / 223] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمَا) أَنَّهُ
قَالَ: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَوْ يَقُولُ: أَنَا رِئِيسُكُمْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا
تَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا »(1).
[1318 / 224] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابی جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مِنَ الحَسَبِ الضَّخْمِ مِنْ قَوْمِي، وَإِنَّ قَوْمِي كَانَ هُمْ عَرِيفٌ
السلام فَهَلَكَ، فَأَرَادُوا أَنْ يُعَرِّفُونِي عَلَيْهِمْ، فَمَا تَرَى لي؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «تَمَنُ عَلَيْنَا بِحَسَبِكَ؟ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَفَعَ بِالْإِيمَانِ مَنْ كَانَ النَّاسُ سَمَّوْهُ وَضِيعاً إِذَا كَانَ مُؤْمِناً، وَوَضَعَ بِالْكُفْرِ مَنْ كَانَ يُسَمُّونَهُ شَرِيفاً إِذَا كَانَ كَافِراً، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ بِتَقْوَى اللَّه . وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ قَوْمِي كَانَ هُمْ عَرِيفٌ فَهَلَكَ فَأَرَادُوا أَنْ يُعَرِّفُونِي عَلَيْهِمْ، فَإِنْ كُنْتَ تَكْرَهُ الْجَنَّةَ وَتُبْغِضُهَا فَتَعَرَّفْ عَلَى قَوْمِكَ، يَأْخُذُ سُلْطَانٌ جَائِرٌ بِامْرِي مُسْلِمٍ يَسْفِكُ دَمَهُ فَتَشْرَكُهُمْ فِي دَمِهِ، وَعَسَى أَنْ لَا تَنَالَ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئاً »(2)
[1319 / 225] الْغُرَرُ : قَالَ علیه السلام : حُبُّ الرِّيَاسَةِ رَأْسُ الْحَنِ»(3).
[1320 / 226 ]عن السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الْغَضَبُ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ اَلخَلُ الْعَسَلَ »(4).
ص: 179
[227/1321] الْغُرَرُ : وَقَالَ علیه السلام : «اِحْذَرُوا الْغَضَبَ فَإِنَّهُ نَارٌ مُحْرِقَةٌ.
إِيَّاكَ وَالْغَضَبَ فَأَوَّلُهُ جُنُونٌ وَآخِرُهُ نَدَمٌ»(1).
[1322 / 228] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله، عَنْ بَعْضٍ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «الْغَضَبُ مَمْحَقَةٌ لِقَلْبِ الْحَكِيمِ»، وَقَالَ: «مَنْ لَمْ يَمْلِكْ
غَضَبَهُ لَمْ يَمْلِكُ عَقْلَهُ »(2).
[229/1323] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ
عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ الْقِيَامَةِ يوم
رضاه» (3).
[1324 / 230] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى بَعْضٍ أَنْبِيَائِهِ: يَا بْنَ آدَمَ، أَذْكُرْنِي فِي غَضَبِكَ أَذْكُرْكَ فِي غَضَبِي،
لَا أَعْفُكَ فِيمَنْ أَعْقُ، وَارْضَ بي مُنتَصِراً فَإِنَّ اِنْتِصَارِي لَكَ خَيْرٌ مِن انْتِصَارِكَ
لِنَفْسِكَ» (4).
[1325 / 231] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّمَا اَلمُؤْمِنُ الَّذِي إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجُهُ غَضَبُهُ مِنْ حَقٌّ، وَإِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلِ، وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَأْخُذْ أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ »(5).
[1326/ 232] عَنْ زَيْدِ الشَّحَّام ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «نِعْمَ
ص: 180
اَلْجُرْعَةُ الْغَيْظُ لِمَنْ صَبَرَ عَلَيْهَا، فَإِنَّ عَظِيمَ الْأَجْرِ مَنْ عَظِيمِ اَلْبَلَاءِ، وَمَا أَحَبَّ اللَّهُ
قَوْماً إِلَّا إِبْتَلَاهُمْ»(1).
[1327 / 233] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهَبٍ، عَنْ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام، قَالَ: «اِصْبِرْ عَلَى أَعْدَاءِ النَّعَمِ، فَإِنَّكَ لَنْ تُكَافِيَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيهِ »(2).
[ 234/1328] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلَى بَلَايَا أَرْبَعٍ، أَيْسَرُهَا عَلَيْهِ مُؤْمِنٌ يَقُولُ بِقَوْلِه يَحْسُدُه، أَوْ مُنَافِقٌ يَقْفُو أَثَرَه، أَوْ شَيْطَانٌ يُغْوِيهِ، أَوْ كَافِرٌ يَرَىٰ جِهَادَه،
فَمَا بَقَاءُ الْمُؤْمِن بَعْدَ هَذَا»(3).
[ 1329 / 235] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الحَسَنِ اَلرِّضَا علیه السلام: مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ ،اَلْحِلْمُ، وَالْعِلْمُ، وَالصَّمْتُ، إِنَّ الصَّمْتَ بَابٌ
مِنْ أَبْوَابِ الْحِكْمَةِ، إِنَّ الصَّمْتَ يَكْسِبُ المَحَبَّةَ، وَإِنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى كُلِّ خَيْرِ »(4).
[1330 / 236] عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: إِنَّ شِيعَتَنَا الخُرْسُ »(5).
بیان: قوله علیه السلام : «اَلْخُرْسُ» كناية عن كثرة سكوتهم.
ص: 181
[1331/ 237] فِي وَصِيَّةِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ علیه السلام مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الصَّمْتَ، وَأَنْتُمْ تَتَعَلَّمُونَ الْكَلَامَ، كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا أَرَادَ التَّعَبدَ يَتَعَلَّمُ الصَّمْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِعَشْرِ سِنِينَ، فَإِنْ كَانَ يُحْسِنُهُ وَيَصْبِرُ عَلَيْهِ تَعَبَّدَ، وَإِلَّا قَالَ: مَا أَنَا لِمَا أَرُومُ بِأَهْلِ إِنَّمَا يَنْجُو أَطَالَ اَلصَّمْتَ عَنِ الفحشا وَصَبَرَ فِي
دَوْلَةِ الْبَاطِل عَلَى الْأَذَى، أُولَئِكَ النُّجَبَاءُ الْأَصْفِيَاءُ الْأَوْلِيَاءُ حَقًّا، وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ»(1).
[ 238/1332] عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ رَفَعَهُ، قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
يَكُونُ الْعَافِيَةٌ عَشَرَةَ أَجْزَاءِ، تِسْعَةٌ مِنْهَا اِعْتِزَالُ اَلنَّاسِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الصَّمْتِ»(2).
[ 1333 / 239] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام، قَالَ: «مَنْ كَثُرَ
كَلَامُهُ كَثُرَ كَذِبُهُ » (3).
[1334 / 240] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «النَّوْمُ رَاحَةٌ لِلْجَسَدِ، وَالنُّطْقُ رَاحَةٌ
لِلرُّوحِ ، وَاَلسُّكُوتُ رَاحَةٌ لِلْعَقْلِ»(4).
[1335 / 241] روي عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهما) في وصيَّته علیه السلام العبد الله بن جندب: «وَعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ تُعَدَّ حَلِيماً جَاهِلاً كُنْتَ أَوْ عَالِماً ، فَإِنَّ الصَّمْتَ زَيْنٌ لَكَ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، وَسَتْرٌ لَكَ
عنْدَ الْجُهَّال »(5).
[242/1336] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ
ص: 182
رَسُولُ الله علیه السلام رَجُل أَتَاهُ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْرِ يُدْخِلُكَ اللَّهِ بِهِ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَنِلْ مِمَّا أَنَالَكَ اللَّهُ، قَالَ: فَإِنْ كُنْتُ أَحْوَجَ مِمَّنْ أُنِيلُهُ؟ قَالَ: فَانْصُرِ اَلمَظْلُومَ ، قَالَ: وَإِنْ كُنْتُ أَضْعَفَ مِمَّنْ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: فَاصْنَعْ لِلْأَخْرَقِ، يَعْنِي أَشِرْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِنْ كُنْتُ أَخْرَقَ مِمَنْ أَصْنَعُ لَهُ؟ قَالَ: فَأَصْمِتْ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ،
أَمَا يَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ خَصْلَةٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ تَجُرُّكَ إِلَى الْجَنَّةِ ؟»(1).
[1337 / 243] جاء رجل من أهل البصرة إلى علي بن الحسين علیهم السلام .... إلى أَنْ قال: وَسُئِلَ علیه السلام عَنِ الْكَلَام وَالسُّكُوتِ أَيُّهُما أَفْضَلُ؟ فَقَالَ علیه السلام : «لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا آفَاتٌ، فَإِذَا سَلِمَا مِنَ الْآفَاتِ فَالْكَلَامُ أَفْضَلُ مِنَ السُّكُوتِ، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ، يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: «لِأَنَّ اللَّهَ عزَّ وَ جلَّ مَا بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْصِيَاءَ بالسُّكُوتِ، إِنَّما يَبْعَثُهُمْ بِالْكَلَام وَلَا اسْتُحِقَّتِ الجنَّةُ بِالسُّكُوتِ، وَلَا اسْتُوْجِبَ وَلَايَةُ الله بالسُّكُوتِ، وَلَا تُوَقِّيَتِ النَّارُ بالسُّكُوتِ، وَلَا تُجنّبَ سَخَطُ الله بالسُّكُوتِ، إِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ بِالْكَلَامِ، وَمَا كُنْتُ لِأَعْدِلَ الْقَمَرَ بِالشَّمْسِ، إِنَّكَ تَصِفُ
فَضْلَ السُّكُوتِ بِالْكَلَامِ، وَلَسْتَ تَصِفُ فَضْلَ الْكَلَامِ بِالسُّكُوتِ»(2).
1338 / 244] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لأَبي ذَرِّ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، مَنْ مَلَكَ مَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ وَبَيْنَ لَحَيَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا لَنُؤْخَذُ بمَا تَنْطِقُ بهِ أَلْسِنَتُنَا، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ إِنَّكَ لَا تَزَالُ سَالِماً مَا سَكَتَ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ كُتِبَ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. يَا أَبَا ذَرِّ، إِنَّ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله (جَلَّ ثَنَاؤُهُ) فَيُكْتَبُ لَهُ بِهَا
ص: 183
رِضْوَانهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِي المَجْلِسِ لِيُضْحِكَهُمْ بِهَا، فَيَهْوِي فِي جَهَنَّمَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ »(1).
[245/1339] سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الشَّيعَةِ، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: «مَعَاشِرَ الشَّيعَةِ، كُونُوا لَنَا زَيْناً وَلَا تَكُونُوا عَلَيْنَا شَيْئاً، قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً، اِحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَكُفُوهَا
عَنِ الْفُضُولِ وَقَبِيحِ الْقَوْلِ »(2).
[ 246/1340] تَفسِير القمي:قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَوْماً وَقَدْ تَبِعَ جِنَازَةً،
فَسَمِعَ رَجُلاً يَضْحَكُ، فَقَالَ: «كَأَنَّ المَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ اَلْحَقَّ عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ نُشَيِّعُ مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيلِ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُنْزِهُمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَرُمِينَا بِكُلِّ حَاجَةٍ. أَيُّهَا النَّاسُ، طُوبَى لَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَتَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ، وَجَالَسَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالرَّحْمَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ الذُّلُّ وَالمَسْكَنَةِ، وَأَنْفَقَ مَالاً جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ. أَيُّهَا اَلنَّاسُ، طُوبَى مَنْ ذَلَّتْ نَفْسُهُ ، وَطَابَ كَسْبُهُ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتْهُ، وَأَنْفَقَ اَلْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ، وَعَدَلَ عَن النَّاسِ شَرَّهُ، وَوَسِعَتْهُ اَلسُّنَّةُ وَلَمْ يَتَعَدَّ إِلَى الْبِدْعَةِ أَيُّهَا النَّاسُ، طُوبَى لَمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ، وَأَكَلَ كِسْرَتَهُ، وَبَكَى عَلَى
خَطِيئَتِهِ، وَكَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغْلِ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ »(3).
ص: 184
[1341 / 247] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام ، قَالَ: «إِنَّ لِسَانَ اِبْنِ آدَمَ يُشْرِفُ عَلَى جَمِيعِ جَوَارِحِهِ كُلَّ صَبَاحٍ ، فَيَقُولُ: كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: بِخَيْرٍ إِنْ تَرَكْتَنَا، وَيَقُولُونَ اللَّهَ اللَّهَ فِينَا ، وَيُنَا شِدُونَهُ وَيَقُولُونَ: إِنَّمَا نُثَابُ وَنُعَاقَبُ
يك» (1).
[248/1342] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «فِتْنَةُ اللِّسَانِ أَشَدُّ مِنْ ضَرْب
اَلسَّيْفِ » (2).
[24/1343] عَنِ الْخَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ: «مَا
مِنْ شَيْءٍ أَحَقَ بِطُولِ اَلسِّجْنِ مِنَ اللَّسَانِ» (3).
[1344 / 250] عَنِ عَلِيٍّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يُعَذِّبُ [الله] اللَّسَانَ بِعَذَابِ لَا يُعَذِّبُ بِهِ شَيْئاً مِنَ الْجَوَارِحِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ عَذَّبْتَنِي بِعَذَابٍ لَمْ تُعَذِّبْ بِهِ شَيْئاً مِنَ الْجَوَارِح فَيُقَالُ لَهُ: خَرَجَتْ مِنْكَ كَلِمَةٌ بَلَغَتْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَسُفِكَ بِهَا اَلدَّمُ اَلَمَالُ اَلْحَرَامُ، وَأَنْتُهِكَ بِهَا اَلْفَرْجُ الحَرَامُ، فَوَعِزَّنِي لَأُعَذَّبَنَّكَ بِعَذَابٍ لَا أُعَذِّبُ بِهِ شَيْئاً مِنْ جَوَارِ حِكَ »(4).
[251/1345] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ»(5).
[1346 / 252] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «إِذَا تَمَّ اَلْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ»(6).
ص: 185
[1347 / 253] القطب الراوندي في (قَصَص الأنبياء): أَنَّ آدَمَ علیه السلام لَمَّا كَثُرَ وُلْدُهُ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ عِنْدَهُ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَقَالُوا: يَا أَبَةِ، مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ، إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ لَمَّا أَخْرَجَنِي مِنْ جِوَارِهِ عَهِدَ إِلَيَّ، وَقَالَ: أَقِلْ
كَلَامَكَ تَرْجِعْ إِلَى جِوَارِي(1).
[ 254/1348] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَليَّ علیهما السلام، قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ(2)، وَكَانَ وَصَّافاً لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم : أَنَا أَشْتَهِي أَنْ تَصِفَ لِي مِنْهُ شَيْئاً لَعَلِّي
: أَتَعَلَّقُ بهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَخْماً مُفَخَاً ...»، إلى أن قال: «فَقُلْتُ: فَصِفْ لِي مَنْطِقَهُ، فَقَالَ: كَانَ صلی الله علیه و آله وسلم مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ، دَائِمَ الْفِكْرِ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، طَوِيلَ السَّكُوتِ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ، يَتكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ فَضْلاً لَا فُضُولَ فِيهِ وَلَا تَقْصِيرَ، دَمِناً لَيْناً، لَيْسَ بِالحَافِي، وَلَا بِالمَهِينِ، تَعْظُمُ عِنْدَهُ النِّعْمَةُ وَإِنْ دَقَّتْ، لَا يَذْمُّ مِنْهَا شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَذْمُّ ذَوّاقاً وَلَا يَمْدَحُهُ، وَلَا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ هَا، فَإِذَا تُعُوطِيَ الحَقَّ لَمْ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصَرَ لَهُ، إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا، وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ اِتَّصَلَ بِهَا، فَضَرَبَ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى، وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ، جُلُّ ضِحْكِهِ التَّبَسُّمُ، يَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ
الْغَمام » (3).
ص: 186
[1349 / 255] قَالَ اَلْحُسَيْنُ : سَأَلْتُ أَبي علیه السلام عَنْ مَدْخَل رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونَاً لَهُ فِي ذَلِكَ، فَإِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاء: جُزءاً الله، وَجُزْءاً لِأَهْلِهِ، وَجُزْءاً لِنَفْسِهِ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ النَّاسَ، فَيَرُدُّ ذَلِكَ بِالْخَاصَّةِ عَلَى الْعَامَّةِ، وَلَا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ مِنْهُ شَيْئاً، وَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ وَقَسْمُهُ عَلَى قَدْرِ فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِج، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَيَشْغَلُهُمْ فِي مَا أَصْلَحَهُمْ، وَالْأُمَّةَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ عَنْهُمْ، وَبِإِخْبَارِهُم بِالَّذِي يَنْبَغِي، وَيَقُولُ: لِيُبْلِغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى إِبْلَاغِ حَاجَتِهِ، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَاناً حَاجَةَ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى إِبْلَاغِهَا ثَبَّتَ اللهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَذْكُرُ عِنْدَهُ إِلَّا ذَلِكَ، وَلَا يُقَيَّدُ مِنْ أَحَدٍ عَشْرَةً، يَدْخُلُونَ رُوَّاداً، وَلَا
يَفْتَرِقُونَ إِلَّا عَنْ ذَوَاقٍ، وَيَخْرُجُونَ أَدِلَّةً»، قَالَ: «فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخَرَج رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلميَحْزُنُ لِسَانَهُ إِلَّا عَمَّا يَعْنِيهِ، وَيُؤْلِفُهُمْ وَلَا يُنَفِّرُهُمْ ، وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ، وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ، وَيُحَذِّرُ النَّاسَ، وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بُشْرَهُ وَلَا خُلْقَهُ، وَيَتَفَقَدُ أَصْحَابَهُ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسَ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُهوِّنُهُ، مُعْتَدِلَ الْأَمْرِ غَيْرَ مُختلِف لَا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمَلُّوا، وَلَا يُقَصِّرُ عَن اَلحَقِّ وَلَا يَجُوزُهُ، الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسَ خِيَارُهُمْ ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةٌ. فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: كَانَ صلی الله علیه و آله وسلم يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرِ، وَلَا يُوطِنُ الْأَمَاكِنَ، وَيَنْهَى عَنْ إيطَانِهَا، وَإِذَا اِنْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ المَجْلِسُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ، وَيُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ، وَلَا يَحْسَبُ مِنْ جُلَسَائِهِ أَنَّ أَحَداً أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ صَابَرَه يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفَ عَنْهُ، مَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرْجِعْ إِلَّا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ
ص: 187
مِنَ الْقَوْلِ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ خُلْقُهُ، وَصَارَ هُمْ أَباً، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْخُلْقِ سَوَاءَ، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصِدْقٍ وَأَمَانَةٍ، وَلَا تَرْتَفِعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ، وَلَا تُؤْبَنُ فِيهِ الحَرَمُ، وَلَا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ، مُتَعَادِلِينَ مُتَوَاصِلِينَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَوَاضِعِينَ، يُوَقِّرُونَ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ، وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ. فَقُلْتُ : فَكَيْفَ كَانَ سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ؟ فَقَالَ: كَانَ دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ اَلْخُلُقِ، لَيَّنَ الْجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٌ، وَلَا غَلِيظٌ، وَلَا صَخَابٍ، وَلَا فَحَّاشٍ، وَلَا عَيَّابٍ، وَلَا مَدَّاحٍ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يَشْتَهِي فَلَا يُؤْيِسُ مِنْهُ، وَلا يُخَيَّبُ فِيهِ مُؤَمِّلِيهِ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: اَلْمَرَاءِ ، وَالْإِكْثَارِ، وَمَا لَا يَعْنِيهِ، وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلَاثٍ: كَانَ لَا يَذُمُّ أَحَداً وَلَا يُعَيّرُهُ، وَلَا يَطْلُبُ عَثَرَاتِهِ وَلَا عَوْرَتَهُ، وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلا فِي مَا رَجَا ثَوَابَهُ، إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا، وَلَا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّهِمْ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيب عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَسْأَلَتِهِ وَمَنْطِقِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ، وَيَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا فَارْفِدُوهُ، وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكَافِي، وَلَا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ كَلَامَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعَهُ بِنَهْي أَوْ قِيَامٍ، قَالَ: «فَسَأَلْتُهُ عَنْ سُكُوتِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ : كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ: عَلَى اَلْحِلْمِ، وَالْخَذَرِ، وَالتَّقْدِيرِ ، وَالتَّفَكَّرِ، فَأَمَّا التَّقْدِيرُ فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ ، وَالْإِسْتِمَاع بَيْنَ النَّاسَ ، وَأَمَّا تَفَكُرُهُ فَفِيهَا يَبْقَىٰ أَوْ يَفْنَى ، وَجُمِعَ لَهُ الحِلْمُ فِي الصَّبْرِ، فَكَانَ لَا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلَا يَسْتَفِرُّهُ، وَجُمِعَ لَهُ الْخَذَرُ فِي أَرْبَع: أَخْذِهِ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادِهِ
الرَّأْيَ فِي صَلَا أُمَّتِهِ، وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ »(1).
[ 1350 / 256] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ
ص: 188
عَلىِّ علیهم السلام، قَالَ: «ثَلَاثُ مُنْجِيَاتٌ : تَكُفُّ لِسَانَكَ، وَتَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِكَ، وَيَسَعُكَ
بَيْتُكَ» (1).
بيان: (يَسَعُكَ بَيْتُكَ) أي تستقرُّ في دارك ولا تخرج منه.
[257/1351] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَنْ حَفَظَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ
عَوْرَتَهُ »(2).
[1352 / 258] عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: اِسْمَعُوا مِنّي كَلَاماً هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الدُّهْمِ اَلمُوَقَّفَةِ، لَا يَتَكَلَّمْ أَحَدُكُمْ بِمَا لَا يَعْنِيهِ، وَلْيَدَعْ كَثِيراً مِنَ الْكَلَامِ فِيمَا يَعْنِيهِ حَتَّىٰ يَجِدَ لَهُ مَوْضِعاً، فَرُبَّ مُتَكَلَّم فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ جَنَى عَلَى نَفْسِهِ بِكَلَامِهِ، وَلَا يُمَارِيَنَّ أَحَدُكُمْ سَفِيها وَلَا حَلِيماً، فَإِنَّهُ مَنْ مَارَى حَلِيماً أَقْصَاهُ، وَمَنْ مَارَىٰ سَفِيهَا أَرْدَاهُ، وَاذْكُرُوا أَخَاكُمْ إِذَا غَابَ عَنْكُمْ بِأَحْسَنِ مَا تُحِبُّونَ أَنْ تُذْكَرُوا بِهِ إِذَا غِبْتُمْ عَنْهُ، وَاعْمَلُوا عَمَلَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ مُجَازِ بِالْإِحْسَانِ، مَأْخُوذُ بِالْإِجْرَامِ »(3).
بيان: (الدُّهْمِ المُوَقَّفَةِ) هي الخيول التي في قوائمها بياض.
[ 259/1353] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَليّ علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةٌ إِلَّا سُوءَ الْخُلُقِ فَإِنَّ صَاحِبَهُ كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ ذَنْبٍ دَخَلَ فِي ذَنْبٍ. يَا عَلِيُّ،
سُوءُ الخُلُقِ شُومٌ»(4).
ص: 189
[1354 / 260] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ عَلِمَ سَيِّئُ اَلخُلُقِ أَنَّهُ
يُعَذِّبُ نَفْسَهُ لَتَسَمَّحَ فِي خُلْقِهِ »(1).
[261/1355] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَدْوَمِ النَّاسِ غَما،
قَالَ: «أَسْوَؤُهُمْ خُلُقاً» (2).
[262/1356] الْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام: سُوءُ الْخُلُقِ نَكَدُ الْعَيْشِ، وَعَذَابُ عَلا اَلنَّفْسِ. سُوءُ اَلْخُلُقِ يُوحِشُ النَّفْسَ ، وَيَرْفَعُ الْأُنْسَ. سُوءُ الخَلْقِ شُومٌ، وَالْإِسَاءَةُ إِلَى المَحْسِنِ لُوْمٌ سُوءُ الخُلُقِ يُوحِشُ الْقَرِيبَ، وَيُنَفِّرُ الْبَعِيدَ كُلُّ دَاءٍ يُدَاوَىٰ إِلَّا
سُوءُ الْخُلُق»(3).
[ 1357 / 263] عَن الرّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: السلام عَلَيْكُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّ حُسْنَ اَلْخُلُقِ فِي الْجَنَّةِ لَا مُحَالَةَ، وَإِيَّاكُمْ وَسُوءَ اَلخُلُقِ
فَإِنَّ سُوءَ اَلْخُلُقِ فِي النَّارِ لَا مُحَالَةَ»(4).
ص: 190
[264/1358] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعلیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ
أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً» (1).
1359 / 265] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ
إيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلْقاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ » (2) .
[ 266/1360] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَحْسَنُ النَّاسِ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ
خُلُقاً، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ، وَأَنَا أَلْطَفُكُمْ بِأَهْلِي » (3).
[1361/ 267] عَنْ حَبِيبٍ اَلْخَتُعَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أَفَاضِلُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً، الموطئون أَكْنَافاً، الَّذِينَ يَأْلُفُونَ
وَيُؤْلَفُونَ، وَتُوطَأُ رِحَاهُمْ »(4).
[268/1362] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا اِصْطَحَبَ قَوْمٌ فِي وَجْهِ الله فِيهِ رِضَى إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمْ أَجْراً أَحْسَنَهُمْ خُلُقاً، وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ أَكْثَرُ اِجْتِهَاداً
منه »(5).
[269/1363] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام: أَرْوِي عَنِ العَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَجِبْتُ مَنْ يَشْتَرِي الْعَبِيدَ بِمَالِهِ فَيُعْتِقُهُمْ كَيْفَ لَا يَشْتَرِي الْأَحْرَارَ بِحُسْنِ
خلقه»(6) .
ص: 191
1364 / 270] عَنْ حُسَيْنِ الْأَحْمَسِيٌّ وعَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي علیه السلام قَالَ: «إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ يَمِيثُ اَلْخَطِيئَةَ كَمَا تَمِيثُ الشَّمْسُ
الخليد»(1).
[1365 / 271] قَالَ [الصَّادِقُ علیه السلام]: «حُسْنُ الْخُلُقِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ»(2).
[ 1366 / 272] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي اَلْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّه وَحُسْنُ الْخُلُقِ»(3).
[ 273/1367] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ
حُسْنَ الخُلُقِ يَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ »(4).
[1368 / 274] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَامِل قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : خَالَفْتَ النَّاسَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلَّا كَانَتْ يَدُكَ الْعُلْيَا عَلَيْهِ فَافْعَلْ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَكُونُ فِيهِ بَعْضُ التَّقْصِيرِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَيَكُونُ لَهُ خُلُقِ فَيُبَلِّغُهُ اللهُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ »(5) .
[ 1369 / 275] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ حُسْنُ الْخُلُقِ،
وَمِنْ شَقَاوَتِهِ سُوءُ اَلْخُلُق »(6) .
[ 276/1370] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله ، عَنْ بَعْضٍ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ : يَا بُنَيَّ، صَاحِبْ مِائَةً وَلَا تُعَادِ وَاحِداً. يَا بُنَيَّ، إِنَّمَا
ص: 192
هُوَ خَلَاقُكَ وَخُلُقُكَ، فَخَلَاقُكَ دِينُكَ، وَخُلُقُكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ، فَلَا تَتَبَغَضُ إِلَيْهِمْ، وَتَعَلَّمْ مَحَاسِنَ الْأَخْلَاقِ. يَا بُنَيَّ، كُنْ عَبْداً لِلْأَخْيَارِ، وَلَا تَكُنْ وَلَداً لِلْأَشْرَارِ. يَا بُنَيَّ، أَدَّ الْأَمَانَةَ تَسْلَمْ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، وَكُنْ
أَمِيناً تَكُنْ غَنِيًّا»(1) .
[277/1371] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلْمُؤْمِنُ لَيْنْ هَيِّنٌ سَمْحٌ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَالْكَافِرُ فَظٌ غَلِيظٌ لَهُ خُلُقٌ سَيِّنٌ وَفِيهِ
جَيْرِيَّةٌ »(2).
[1372 / 278] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، عَنْ أَبِى عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ غَداً؟ قِيلَ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّه
قَالَ: اَهْيَّنُ الْقَريبُ اللَّيْنُ السَّهْلُ »(3)
[ 279/1373] قَوْلُهُ علیه السلام: «مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا
بِحُسْنِ ظَنّه بالله، وَرَجَائِهِ مِنْهُ، وَحُسْنِ خُلُقِهِ »(4).
[1374 / 280] عَنْ أَبِي ذَرِّ فِي حَدِيثِ وَصِيَّةَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لَهُ: «يَا أَبَا ذَر، إِنَّ
الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيدٌ مِنَ الله وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ»(5).
[281/1375] قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: «إِنَّ اللَّه عُقُوبَاتٍ فِي الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ:
ص: 193
ضَنْكُ فِي المَعِيشَةِ، وَوَهْنٌ فِي الْعِبَادَةِ، وَمَا ضُرِبَ عَبْدٌ بِعُقُوبَةٍ أَعْظَمَ مِنْ قَسْوَةِ
اَلْقَلْب» (1).
[1376 / 282] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَليِّ علیه السلام: «يَا عَلِيُّ، أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاوَةِ: جُمُودُ الْعَيْنِ، وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ، وَبُعْدُ الْأَمَل، وَحُبُّ الْبَقَاءِ»(2).
[1377 / 283] عَنِ الْأَصْبَغ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مَا
جَفَّتِ الدُّمُوعُ إِلَّا لِقَسْوَةِ الْقُلُوبِ، وَمَا قَسَتِ الْقُلُوبُ إِلَّا لِكَثْرَةِ الذُّنُوبِ ) (3) .
[1378 / 284] فِي وَصِيَّةَ الْإِمَامِ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام جَابِرٍ اَلْجُعْفِي: «يَا جَابِرُ،
وَإِيَّاكَ وَالْغَفْلَةَ، فَفِيهَا تَكُونُ قَسَاوَةُ الْقَلْب »(3).
[1379 / 285] قَوْلُهُ علیه السلام : الْقُلُوبُ إِذَا لَمْ تَخْرِقْهَا الشَّهَوَاتُ أَوْ يُدَنِّسْهَا
الطَّمَعُ أَوْ يُقْسِيهَا النَّعِيمُ، فَسَوْفَ تَكُونُ أَوْعِيَةَ الحِكْمَةِ »(4).
[ 1380 / 286] عَنْ سَدِيرٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ الله عل: «فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ...(19)».الْآيَةَ [سبأ: 19، فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَانَتْ هُمْ قُرًى مُتَّصِلَةٌ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَأَنْهَارُ جَارِيَةٌ ، وَأَمْوَالٌ ظَاهِرَةٌ، فَكَفَرُوا نِعَمَ اللهُ عزّو جلّ وَغَيَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ مِنْ عَافِيَةِ اللَّهِ، فَغَيَّرَ اللَّهُ مَا بِهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ، وَإ«ل إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (11)»
ص: 194
[الرعد: 11] ، فَأَرْسَلَ اللهُ «عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرمِ »، فَغَرَّقَ قُرَاهُمْ وَخَرَّبَ دِيَارَهُمْ وَأَذْهَبَ أَمْوَاهُمْ وَأَبْدَهُمْ مَكَانَ جَنَّاتِهِمْ «ف جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)»ٍ، ثُمَّ قَالَ: «ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)» [سبأ: 16 و 17 ] »(1) .
[1381/ 287] الْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّه سُبْحَانَهُ الْعَامِلُ
فِيمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ بِالشُّكْرِ، وَأَبْغَضُهُمْ إِلَيْهِ الْعَامِلُ فِي نِعَمِهِ بِالْكُفْرِ » (2).
[ 288/1382] عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الجُهَنِيُّ، قَالَ: أَوْصَى عَلِيُّ بْنُ اَلحُسَيْنِ [علیهما السلام] بَعْضَ وُلْدِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَشْكُرِ اللهَ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ، فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنِّعْمَةِ إِذَا شَكَرْتَ عَلَيْهَا، وَلَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرْتَهَا، وَالشَّاكِرُ بشُكْرِهِ أَسْعَدُ مِنْهُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي وَجَبَ عَلَيْهِ الشُّكْرُ بِهَا، وَتَلَا - يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام- قَوْلَ اللَّه تَعَالَى: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ...(7)» إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [إبراهيم: 7] (3).
[1383 / 289] عَنِ السَّكُونِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ المُحْتَسِبِ، وَالْمُعَافَى الشَّاكِرُ لَه مِنَ
الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَى الصَّابِرِ، وَالْمُعْطَى الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ المَحْرُومِ الْقَانِعِ»(4).
[1384 / 290] عَنِ السَّكُونِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا فَتَحَ اللهُ عَلَى عَبْدِ بَابَ شُكْرٍ فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ»(5).
ص: 195
[1385 / 291] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام: «مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صُنِعَ إِلَيْهِ كَانَ مُكَافِئاً، وَمَنْ أَضْعَفَ عَلَى ذَلِكَ يَكُونُ شَكُوراً، وَمَنْ شَكَرَ كَانَ كَرِياً، ثُمَّ قَالَ: لِيَعْلَمُ صَانِعُ المَعْرُوفِ أَنَّ الطَّالِبَ مَعْرُوفِهِ لَمْ يُكْرِمْ وَجْهَهُ عِنْدَ بَذْلِهِ إِيَّاهُ إِلَيْهِ، فَلْيُكْرِمْ هُوَ قَدْرَهُ عَنْ رَبِّهِ عَمَّا لَدَيْهِ » (1).
[1386 / 292] قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام : «مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدِ نِعْمَةً فَشَكَرَهَا
بِقَلْبِهِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ المَزِيدَ بِهَا قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ شُكْرَهُ عَلَى لِسَانِهِ »(2).
[1387/ 293] عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى قَوْمِ بِالمَوَاهِبِ فَلَمْ يَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ وَبَالاً، وَابْتَلَى قَوْماً بِالمَصَائِبِ فَصَبَرُوا
فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ نِعْمَةً »(3).
[ 1388 / 294] أَبُو إِسْحَاقَ اَهُمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ
أبي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «ثَلَاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتْهَا
اللا وَلَا تُؤَخَّرُ إِلَى الْآخِرَةِ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْبَغْيُ وَكُفْرُ الْإِحْسَانِ»(4).
عَلَى النَّاسِ،
ص: 196
295/1389] عَنْ عَبْدِ اَلسَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ اَهْرَوِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَوسَى الرّضَا علیه السلام، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
للا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ)، قَالَ: قَالَ اَلنَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: أَسْرَعُ الذُّنُوبِ عُقُوبَةً كُفْرَانُ النّعْمَةِ » (1)
[296/1390] عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْبَغْدَادِيِّ، عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
قَالَ: «لَعَنَ اللهُ قَاطِعِي سُبُلِ المَعْرُوفِ»، قِيلَ : وَمَا قَاطِعُو سُبُلِ المَعْرُوفِ؟ قَالَ: «اَلرَّجُلُ
يُصْنَعُ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ فَيَكْفُرُهُ فَيَمْتَنِعُ صَاحِبُهُ مِنْ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ »(2).
[ 297/1391] عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام
يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ، وَيُحِبُّ كُلَّ عَبْدِ شَكُورٍ، يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِعَبْدِ مِنْ عَبِيدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَشَكَرْتَ فُلاناً؟ فَيَقُولُ: بَلْ شَكَرْتُكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: لَمْ تَشْكُرْنِي إِذْ لَمْ تَشْكُرُهُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَشْكَرُكُمْ اللهُ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ » (3).
[298/1392] عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ أَفْرَوِيَّ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : يُؤْتَى بِعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَي الله عزّو جلّ، فَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَمَرْتَ ِبي إِلَى النَّارِ وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ، فَيَقُولُ اللهُ: أَيْ عَبْدِي إِنِّي أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَشْكُرْ نِعْمَتِي، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا فَشَكَرْتُكَ بِكَذَا، وَأَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا وَشَكَرْتُكَ بِكَذَا، فَلَا يَزَالُ يُحْصِي النَّعَمَ وَيُعَدِّدُ
ص: 197
اَلشُّكْرَ، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: صَدَقْتَ عَبْدِي إِلَّا أَنَّكَ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ لَكَ نِعْمَتِي عَلَى يَدَيْ فُلَانٍ، وَإِنِّي قَدْ أَلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أَقْبَلَ شُكْرَ عَبْدِ لِنِعْمَةٍ أَنْعَمْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَشْكُرَ مَنْ سَاقَهَا مِنْ خَلْقِي إِلَيْهِ »(1).
[299/1393] عَنْ مَحْمُودِ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام
يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْمُنْعِمَ مِنَ المَخْلُوقِينَ لَمْ يَشْكُرِ الله عزّو جلّ » (2).
[1394 / 300] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا مِنْ
عَبْدِ تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ نِعْمَةٌ إِلَّا اشْتَدَّتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَمَنْ لَمْ يَقُمْ لِلنَّاسِ وَائِجِهِمْ فَقَدْ عَرَضَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ»، قَالَ: فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ
يَقُومَ هِذَا الْخَلْقِ بِحَوَائِجِهِمْ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا النَّاسُ فِي هَذَا المَوْضِع وَاللهُ الْمُؤْمِنُونَ»(3).
بیان: قوله علیه السلام: النَّاسُ فِي هَذَا المَوْضِع وَاللهُ الْمُؤْمِنُونَ» يعني أنَّ المراد من
مؤونة الناس مؤونة المؤمنين خاصَّة، فعلى أصحاب النعم أن يحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين.
[301/1395] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام الحُسَيْنِ اَلصَّحَافِ: «يَا حُسَيْنُ، مَا ظَاهَرَ اللهُ عَلَى عَبْدِ النَّعَمَ حَتَّى ظَاهَرَ عَلَيْهِ مَدُّونَةَ النَّاسِ، فَمَنْ صَبَرَ هُمْ وَقَامَ بِشَأْنِهِمْ زَادَهُ اللَّهُ فِي نِعَمِهِ عَلَيْهِ عِنْدَهُمْ، وَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ هُمْ وَلَم يَقُمْ بِشَأْنِهِمْ أَزَالَ اللهُ عزّو جلّ عَنْهُ تِلْكَ النِّعْمَةَ »(4).
ص: 198
[302/1396] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «إِنَّ لله عِبَاداً يَخْتَصُّهُمُ اللهُ بِالنِّعَمِ مِنَافِعِ الْعِبَادِ، فَيُقِرُّهَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ ثُمَّ
حَوَّهَا إِلَى غَيْرِهِمْ »(1).
[303/1397] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: قَالَ عَلى علیه السلام : «إِنَّ لله تَعَالَى فِي كُلِّ نِعْمَةٍ عَلِيٌّ
حَقًّا، فَمَنْ أَذَاهُ زَادَهُ مِنْهَا، وَمَنْ قَصَّرَ فِيهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ »(2) .
[304/1398] رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «تَنْزِلُ
اَلَمَعُونَةُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَدْرِ المَنُّونَةِ » (3) .
[305/1399] قَالَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلى علیهما السلام: «اِعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَم الله عَلَيْكُمْ، فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى غَيْرِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ المَعْرُوفَ مُكْسِبٌ حَمْداً وَمُعَقِّبٌ أَجْراً، فَلَوْ رَأَيْتُمُ المَعْرُوفَ رَجُلاً لَرَأَيْتُمُوهُ حَسَناً جَمِيلاً يَسُرُّ النَّاظِرِينَ وَيَفُوقُ الْعَالَمِينَ، وَلَوْ رَأَيْتُمُ اللُّوْمَ رَأَيْتُمُوهُ سَمِجاً قَبيحاً مُشَوَّهاً تَنْفِرُ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَتُغَضُّ دُونَهُ اَلْأَبْصَارُ، وَمَنْ نَفَّسَ كُرْبَةَ مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ
المُحْسِنِينَ»(4).
ص: 199
[ 306/1400] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مَا زَالَتْ نِعْمَةٌ عَنْ قَوْمٍ وَلَا
غَضَارَةُ عَيْشٍ إِلَّا بِذُنُوبِ اِجْتَرَحُوهَا، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ »(1).
307/1401] عن .
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
( صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمَا)، قَالَ: «مَنْ أَعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَم اَلْإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُمْنَعِ الزِّيَادَةَ، وَتَلَا أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : ض«وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ(7)»[إبراهيم: 7](2).
[308/1402] عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ
اَلمُؤمِنَ يَغْبِطُ وَلَا يَحْسُدُ، وَالْمُنَافِقُ يَحْسُدُ وَلَا يَغْبِطُ » (3).
[309/1403] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَمَّا هَبَطَ نُوحٌ علیه السلام مِنَ السَّفِينَةِ أَتَاهُ إِبْلِيسُ، فَقَالَ لَهُ: مَا فِي الْأَرْضِ رَجُلٌ أَعْظَمُ مِنَّةٌ عَلَيَّ مِنْكَ، دَعَوْتَ اللهَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْفُسَّاقِ فَأَرَحْتَنِي مِنْهُمْ، أَلَا أُعَلِّمُكَ خَصْلَتَيْنِ: إِيَّاكَ وَاَحْسَدَ فَهُوَ الَّذِي عَمِلَ بِي مَا عَمِلَ ، وَإِيَّاكَ وَالْخِرْصَ فَهُوَ الَّذِي عَمِلَ بِآدَمَ
مَا عَمِلَ » (4).
ص: 200
[1404 / 310] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ): «مَا رَأَيْتُ ظَالِماً أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ مِنَ الْحَاسِدِ، نَفَسٌ دَائِمٌ، وَقَلْبٌ هَائِمٌ، وَحُزْنٌ لَازِم»، وَقَالَ علیه السلام : «الحَاسِدُ
اللا مُغْتَاظٌ عَلَى مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ إِلَيْهِ، بَخِيلٌ بِمَا لَا يَمْلِكُهُ»، وَقَالَ علیه السلام : «اَلْحَسَدُ يَأْكُلُ
اَحْسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْخَطَبَ، وَقَالَ: «اَلْحَسَدُ آفَةُ الدِّينِ، وَحَسْبُ الْحَاسِدَ مَا يَلْقَى»، وَقَالَ علیه السلام : «لَا مُرُوءَةَ لِكَذُوبِ، وَلَا رَاحَةَ لِحِسُودٍ، يَكْفِيكَ مِنَ الْخَاسِدِ أَنَّهُ يَغْتَمُّ وَقْتَ سُرُورِكَ»، وَقَالَ: «اَحْسَدُ لَا يَجْلِبُ إِلَّا مَضَرَّةً وَغَيْظاً، يُوهِنُ قَلْبَكَ، يُمْرِضُ حِسْمَكَ، وَشَرُّ مَا اسْتَشْعَرَ قَلْبُ المَرْءِ اَلْحَسَدُ...»، وَقَالَ علیه السلام : «اَلْحَسُودُ سَرِيعُ الْوَثْبَةِ، بَطِي الْعَطْفَةِ، اَلْحَسُودُ مَعْمُومٌ، وَاللَّيمُ مَذْمُومٌ»، وَقَالَ علیه السلام : «لَا غِنَى مَعَ فُجُورٍ، وَلَا رَاحَةَ لِحِسُودٍ، وَلَا مَوَدَّةَ لِلُولٍ، وَقَالَ لُقْمَانُ لِاِبْنِهِ: إِيَّاكَ وَالْخَسَدَ، فَإِنَّهُ يَتَبَيَّنُ فِيكَ وَلَا يَتَبَيَّنُ فِيمَنْ تَحْسُدُه(1) .
[311/1405] الْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام : إِيَّاكَ وَاَحْسَدَ فَإِنَّهُ شَرُّ شِيمَةٍ، وَأَقْبَحُ سَجِيَّةٍ، وَخَلِيقَةُ إِبْلِيسَ ثَمَرَةُ الْحَسَدِ شَفَاءُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. دَع اَلْحَسَدَ وَالْكَذِبَ وَالْحِقْدَ فَإِنَّهُنَّ ثَلَاثَةٌ تَشِينُ الدِّينَ، وَتُهْلِكُ الرَّجُلَ »(2) .
[312/1406] عَنْ عَلى علیه السلام ، قَالَ: «لَا يَكُونُ الْعَبْدُ عَالِماً حَتَّى لَا يَحْسُدَ
مَنْ فَوْقَهُ، وَلَا يُحقِّرَ مَنْ هُوَ دُونَهُ »(3).
[ 1407 / 313] نَهْجُ الْبَلاغَةِ: وَقَالَ علیه السلام : «حَسَدُ الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ
المودة»(4) .
ص: 201
[1408 / 314]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ: «لِلْحَاسِدِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ: يَتَمَلَّقُ إِذَا السلام
شَهِدَ، وَيَغْتَابُ إِذَا غَابَ، وَيَشْمَتُ بِالمُصِيبَةِ»(1).
[1409 / 315] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنِ امْرَأَةٍ تُشَيِّيْنِي قَبْلَ المَشِيبِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ وَلَدٍ يَكُونُ عَلَيَّ رَبَّا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَالٍ يَكُونُ عَلَيَّ عِقَاباً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبِ خَدِيعَةٍ، إِنْ رَأَى حَسَنَةٌ دَفَنَهَا، وَإِنْ رَأَى سَيِّئَةٌ أَفْشَاهَا » (2).
[316/1410] عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي وَصِيَّتِهِ لِوَلَدِهِ الحَسَنِ علیهما السلام: وَلَا تَعْمَلْ بِالخَدِيعَةِ فَإِنَّهَا خُلْقُ
لَئِيم...»، إِلَى أَنْ قَالَ: «مَا أَقْبَحَ الْقَطِيعَةَ بَعْدَ الصَّلَةِ، وَالْجْفَاءَ بَعْدَ الْإِخَاءِ، وَالْعَدَاوَةَ بَعْدَ المَوَدَّةِ، وَالْخِيَانَةَ لَن انتَمَنَكَ، وَالْغَدْرَ لَمَن اِسْتَنَامَ إِلَيْكَ » (3).
بيان (اسْتَنَامَ) أي نام آمناً من شرِِّ صاحبه.
[1411/ 317] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ
صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَى عَمَلُهُ»(4) .
ص: 202
[318/1412] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ
نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بِصِدْقِ الحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ »(1).
[319/1413] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الصَّادِقِينَ، وَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله مِنَ الْكَاذِبِينَ، فَإِذَا صَدَقَ قَالَ اللهُ عزّو جلّ: صَدَقَ وَبَرَّ ، وَإِذَا كَذَبَ قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: كَذَبَ
وَفَجَرَ »(2).
[320/1414] قِيلَ لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم : بِمَ يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «بِوَقَارِهِ،
ولينه، وَصِدْقٍ حَدِيثه» (3).
[321/1415] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: كُونُوا دُعَاةَ لِلنَّاسِ بِالخَيْرِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ، لِيَرَوْا مِنْكُمُ الْإِجْتِهَادَ، وَالصَّدْقَ،
وَالْوَرَعَ »(4).
[322/1416] عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: يَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَاناً؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: وَيَكُونُ بَخِيلاً؟
قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ : وَيَكُونُ كَذَّاباً؟ قَالَ : لَا »(5).
ص: 203
[1417 / 323] القطب الراوندي في( دعواته): قَالَ رَجُلٌ لَهُ صلی الله علیه و آله وسلم: اَلْمُؤْمِنُ يَزْنِي؟ قَالَ: «قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ»، قَالَ: الْمُؤْمِنُ يَسْرِقُ ؟ قَالَ: «قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اَلْمُؤْمِنُ يَكْذِبُ؟ قَالَ: «لَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (105)» [النحل: 105](1). »
[1418 / 324] اَلْحَسَنُ بْنُ مَحبُوبِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : يَكُونُ اَلْمُؤْمِنُ بَخِيلاً؟ قَالَ: «نَعَم»ْ، قَالَ: قُلْتُ: فَيَكُونُ جَبَاناً؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: فَيَكُونُ كَذَّاباً؟ قَالَ: «لَا، وَلَا جَافِياً»، ثُمَّ قَالَ: «يُجْبَلُ اَلْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ طَبِيعَةٍ
الخيَانَةَ وَالْكَذِتَ »(2).
[325/1419] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَنْطَبَعُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ إِلَّا عَلَى الْكَذِبِ وَالخِيَانَةِ » (3).
[326/1420] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللهَ علیه السلام جَعَلَ لِلشَّرِّ أَقْفَالاً، وَجَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلْكَ الْأَقْفَالِ الشَّرَابَ، وَالْكَذِبُ شَرٌّ
مِنَ الشَّرَابِ »(4).
[1421 / 327] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
«إِنَّ مِمَّا أَعَانَ اللهُ بِهِ عَلَى الْكَذَّابِينَ النِّسْيَانَ »(5)).
ص: 204
[1422/328] عَنِ الْأَصْبَغ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَا
يَجِدُ عَبْدُ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ هَزْلَهُ وَجِدَّهُ »(1).
[329/1423] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
المُصْلِحُ لَيْسَ بِكَذَّابٍ»(2).
[330/14241] عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ: «الْكَلَامُ ثَلَاثَةٌ صِدْقٌ ، وَكَذِبٌ، وَإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ»، قَالَ: قِيلَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا الْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ مِنَ الرَّجُلٍ كَلَاماً يَبْلُغُهُ، فَتَخْبُتُ نَفْسُهُ، فَتَلْقَاهُ، فَتَقُولُ : سَمِعْتُ مِنْ فُلَانٍ قَالَ فِيكَ مِنَ اَلْخَيْرِ كَذَا وَكَذَا
خلَافَ مَا سَمِعْتَ مِنْهُ »(3)
[1425 / 331] نَهْجُ الْبَلَاغَةِ : قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «عَلَامَةُ الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ اَلصَّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ، وَأَنْ لَا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْل عَنْ عَلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ »(4).
[1426 / 332] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى مَوْلَى آلِ سَامِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ
ص: 205
الله علیه السلام بِحَدِيثٍ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَلَيْسَ زَعَمْتَ لِي السَّاعَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: «لَا»، فَعَظْمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: بَلَى وَالله زَعَمْتَ، فَقَالَ: «لَا وَالله مَا زَعَمْتُهُ، قَالَ: فَعَظْمَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، بَلَى وَالله قَدْ قُلْتَهُ، قَالَ: نَعَمْ قَدْ قُلْتُهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ كُلَّ زَعْمِ فِي الْقُرْآنِ كَذِبٌ؟»(1).
[1427 / 333] قَوْلُهُ علیه السلام : وَلَا تُحَدِّثْ إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ فَتَكُونَ كَاذِباً،
وَالْكَذِبُ ذُلٌ » (2).
[ 1428 / 334] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِي، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَا أَحَدٌ أَكْذَبَ عَلَى اللَّه وَلَا عَلَى رَسُولِهِ مِمَّنْ كَذَّبَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَوْ كَذَبَ عَلَيْنَا، لِأَنَّا
إِنَّمَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَعَنِ اللَّهِ ، فَإِذَا كَذَّبَنَا فَقَدْ كَذَّبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ »(3).
[335/1429] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِذَا اسْتَطْعَمْتُمْ أَهْلَ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُطْعِمُوكُمْ فَصَلُّوا مِنْهَا عَلَى رَأْسِ مِيل، وَأَنْفُضُوا نِعَالَكُمْ مِنْ تُرْبَتِهَا، فَيُوشِكُ أَنْ
يَنْزِلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ بِقَوْمٍ لُوطٍ »(4).
[336/1430] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَطُوفُ
ص: 206
مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى الصَّبَاحِ، وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِغَيْرِ هَذَا الدُّعَاءِ، قَالَ: «وَأَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ مِنْ شُحٌ اَلنَّفْسِ؟ إِنَّ اللَّهَ
يَقُولُ: «وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)» [الحشر: 9] »(1).
[1431 / 337] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : وَإِيَّاكُمْ وَالْبُخْلَ فَإِنَّهَا عَاهَةٌ لَا تَكُونُ
فِي حُرِّ وَلَا مُؤْمِنٍ، إِنَّهَا حَلَاقَةُ الْإِيمَانِ »(2).
[338/1432] عَنْهُ [عَلِيُّ]علیه السلام : «اَلْبُخْلُ جَامِعٌ لِسَاوِي الْعُيُوبِ، وَهُوَ
زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ »(3).
[1433 / 339] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: حَسَبَ الْبَخِيلَ مِنْ بُخْلِهِ سُوءُ الظَّنَّ
بِرَبِّهِ، مَنْ أَيْقَنَ بِالخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّة»(4).
[1434 / 340] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في عَهْدِهِ لِلْأَشْتَرِ: «فَإِنَّ الْبُخْلَ
وَالْجُبْنَ وَالخِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنَّ بالله »(5).
[1435 / 341] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّا)
الشَّحِيحُ مَنْ مَنَعَ حَقَّ اللَّهِ ، وَأَنْفَقَ فِي غَيْرِ حَقٍّ اللَّهِ عزّو جلّ »(6).
[1436 / 342] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْن أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ كَسَبَ مَالاً مِنْ غَيْرِ حِلّهِ، وَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ »(7).
ص: 207
[343/1437] عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْعَسْكَرِي علیهما السلام في حَدِيثٍ فِي قِصَّةِ نُوحٍ علیه السلام، قَالَ: «جَاءَ إِبْلِيسُ إِلَى نُوح علیه السلام ،
لَيْلَها فَقَالَ: إِنَّ لَكَ عِنْدِي يَداً عَظِيمَةٌ ، فَانْتَصِحْنِي فَإِنِّي لَا أَخُونُكَ، فَتَأَنَّمَ نُوحٌ بِكَلَامِهِ وَمُسَاءَلَتِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ كَلَّمْهُ وَسَلْهُ فَإِنِّي سَأُنْطِقُهُ بِحُجَّةٍ عَلَيْهِ، فَقَالَ نُوحٌ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ : تَكَلَّمْ، فَقَالَ إِبْلِيسُ : إِذَا وَجَدْنَا اِبْنَ آدَمَ شَحِيحاً أَوْ حَرِيصاً أَوْ حَسُوداً أَوْ جَبَّاراً أَوْ عَجُولاً تَلَقَّفْنَاهُ تَلَقَّفَ الْكُرَةِ، فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَنَا هَذِهِ اَلْأَخْلَاقُ سَمَّيْنَاهُ شَيْطَاناً مريداً ... » اَلْخَبَر (1).
[ 344/1438] عَنْ أَبي الحَسَنِ مُوسَى علیه السلام، قَالَ: «اَلسَّخِيُّ اَلحَسَنُ الخُلُقِ فِي كَنَفِ الله، لَا يَتَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَا بَعَثَ اللَّهُ عزّو جلّ وَمَا نَبِيَّا وَلَا وَصِيَّا إِلَّا سَخِيًّا، وَلَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الصَّالِحِينَ إِلَّا سَخِيًّا، وَمَا زَالَ أَبِي يُوصِينِي بِالسَّخَاءِ حَتَّى مَضَى»، وَقَالَ: «مَنْ أَخْرَجَ مِنْ مَالِهِ اَلزَّكَاةَ تَامَّةٌ فَوَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا لَمْ يُسْتَلْ : مِنْ أَيْنَ اِكْتَسَبْتَ مَالَكَ؟ »(2).
[ 345/1439] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَن علیه السلام يَقُولُ: «اَلسَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ. وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ الله بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ»، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَغْصَانُها فِي الدُّنْيَا، مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ »(3).
[346/1440] عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام لِبَعْض
ص: 208
جُلَسَائِهِ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ يُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ، وَيُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ ؟»، فَقَالَ: بَلَى، جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالسَّخَاءِ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً بِرَحْمَتِهِ لِرَحْمَتِهِ، فَجَعَلَهُمْ لِلْمَعْرُوفِ أَهْلاً، وَلِلْخَيْرِ مَوْضِعاً، وَلِلنَّاسِ وَجْهاً، يَسْعَى إِلَيْهِمْ لِكَيْ يُخْيُوهُمْ
كَمايُحْيِي المَطَرُ الْأَرْضَ الْمُجَدْبَةَ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(1) .
[ 1441 / 347] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلْجَنَّةُ دَارُ الْأَسْخِيَاءِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ، وَلَا عَاقُ وَالِدَيْهِ، وَلَا مَانٌ بِمَا
أَعْطَاهُ» (2).
[348/1442] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «لَمَّا خَلَقَ اللهُ اَلْجَنَّةَ قَالَتْ: يَا رَبِّ، لَنْ
خَلَقْتَنِي؟ قَالَ: لِكُلِّ سَخِيٌّ تَقِيُّ، قَالَتْ: رَضِيتُ، يَا رَبِّ »(3).
[349/1443] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ، وَشِرَارُكُمْ بُخَلاؤُكُمْ، وَمِنْ خَالِصِ الْإِيمَانِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ، وَالسَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَإِنَّ الْبَارَّ بِالْإِخْوَانِ لَيُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ، وَفِي ذَلِكَ مَرْغَمَةُ الشَّيْطَانِ، وَتَزَحْزُحَ عَنِ النِّيرَانِ، وَدُخُولُ الجِنَانِ. يَا جَمِيلُ، أَخْبِرْ بِهَذَا غُرَرَ أَصْحَابِكَ»، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَنْ غُرَرُ أَصْحَابِي؟ قَالَ: «هُمُ الْبَارُّونَ بِالْإِخْوَانِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا جَمِيلُ، أَمَا إِنَّ صَاحِبَ الْكَثِيرِ يَهُونُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ مَا فِي ذَلِكَ صَاحِبَ الْقَلِيلِ، وَقَالَ فِي كِتَابِهِ:« وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)» [الحشر: 9]»(4)..
ص: 209
[350/1444] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیه السلام: «إِنَّ الله ا السلام بِحَوَائِجِ عِبَادِهِ، يَرَوْنَ الْجُودَ تَجَداً، وَالْإِفْضَالَ
وجُوهاً مِنْ خَلْقِهِ خَلَقَهُمْ
مَغْنَا، وَاللهُ كَرِيمٌ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ »(1) .
[351/1445] عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ، قَالَ: «أَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَى
مُوسَى علیه السلام أَنْ لَا تَقْتُلِ السَّامِرِيَّ فَإِنَّهُ سَخِيٌّ »(2).
[352/1446] قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِعَدِيِّ بْنِ حَاتَم: «إِنَّ اللَّهَ دَفَعَ عَنْ
أَبِيكَ اَلْعَذَابَ الشَّدِيدَ لِسَخَاءِ نَفْسِهِ » (3).
[353/1447] وَرُوِيَ: «إِيَّاكَ وَاَلسَّخِيَّ فَإِنَّ اللهَ عزّو جلّ يَأْخُذُ بِيَدِهِ »(4).
[1448 / 354] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَالْمُنَافِقُ خب لییم»(5).
[355/1449] عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَتَى رَجُلٌ
النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُهُمْ إِيمَاناً؟ قَالَ: أَبْسَطُهُمْ كَفَّا » (6).
[ 1450 / 356] الْغُرَرُ : قَالَ علیه السلام: جُودُ الرَّجُل يُحِبَّبَهُ إِلَى أَضْدَادِهِ، وَبُخْلُهُ
يُبَغْضُهُ إِلَى أَوْلَادِهِ. لَا فَخْرَ فِي المَالِ إِلَّا مَعَ الْجُودِ»(7).
ص: 210
[1451 / 357] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أَنَا أَدِيبُ الله، وَعَلِيُّ علیه السلام أَدِيبي، أَمَرَنِ رَبِّي بِالسَّخَاءِ وَالْبِرِّ، وَنَهَانِي عَنِ الْبُخْلِ وَالْخَفَاءِ، وَمَا أَبْغَضَ إِلَى الله عزّو جلّ مِنَ الْبُخْلِ وَسُوءِ الْخُلُقِ، وَإِنَّهُ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ
أَخْلَ اَلْعَسَلَ»(1).
[358/1452] عَنْ عُمَرَ بْنِ أَذِيْنَةَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ علیهما السلام ، قَالَ: «يُنْزِلُ [الله] المَعُونَةَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْعَبْدِ بِقَدْرِ المَدُّونَةِ، فَمَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ سَخَتْ
نَفْسُهُ بالنَّفَقَةِ »(2).
[359/1453] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا
لَيُحَيِّيهَا مَلَكَانِ يَقُولَانِ : اَللَّهُمَّ عَجِّلَ يُنْفِقِ خَلَفاً، وَيُمْسِكِ تَلَفاً»(3).
[1454 / 360] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا اَحْسَنِ الْأَوَّلَ علیه السلام وَهُوَ عَنِ الْجَوَادِ، فَقَالَ: «إِنَّ لِكَلَامِكَ
، اَلطَّوَافِ، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي وَجْهَيْنِ، فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَن المَخْلُوقِ فَإِنَّ الْجُوَادَ الَّذِي يُؤَدِّي مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْخَالِقِ فَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ أَعْطَى، وَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ لِأَنَّهُ
إِنْ أَعْطَاكَ أَعْطَاكَ مَا لَيْسَ لَكَ، وَإِنْ مَنَعَكَ مَنَعَكَ مَا لَيْسَ لَكَ»(4).
***
ص: 211
ص: 212
ص: 213
ص: 214
[1455 / 1] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ الْفِتَنِ، وَأَصْلُ الْحَنِ. حُبُّ الدُّنْيَا يُفْسِدُ الْعَقْلَ، وَيُصِمُّ الْقَلْبَ عَنْ سَمَاع اَلْحِكْمَةِ، وَيُوجِبُ أَلِيمَ
الْعِقَابِ »(1)
[ 2/1456] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَن اِزْدَادَ في الله عِلْماً وَازْدَادَ لِلدُّنْيَا حُبّاً
اِزْدَادَ مِنَ الله بُعْداً، وَازْدَادَ اللهُ عَلَيْهِ غَضَباً » (2).
[ 1457 / 3 ]رُوِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ علیه السلام لَقِيَ إِبْلِيسَ .... إِلَى أَنْ قَالَ: قَالَ فَمَا
أَنْتَ صَانِعٌ بِأُمَّةِ مُحَمَّد صلی الله علیه و آله وسلم ؟ قَالَ: أَرْضَى مِنْهُمْ بِالمُحَقِّرَاتِ، لِأَنَّهُمْ لَا يُطِيعُونَنِي
بِالشِّرْكِ، فَأَحَبِّبُ إِلَيْهِمُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ الله وَرَسُولِهِ (3).
[4/1458 ]وَصِيَّةُ الْإِمَامِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ علیهما السلام هِشَامٍ: «يَا هِشَامُ، مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ، وَمَا أُوتِيَ عَبْدٌ عِلْمَ فَازْدَادَ لِلدُّنْيَا حُبَّا إِلا اِزْدَادَ مِنَ الله بُعْداً، وَإِزْدَادَ اللهُ عَلَيْهِ غَضَباً »(4)
[1459 / 5] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: صُنْ دِينَكَ بِدُنْيَاكَ تَرْبَحْهُمَا، وَلَا
تَصُنْ دُنْيَاكَ بِدِينِكَ فَتَخْسَرْهُمَا ، وَقَالَ علیه السلام : «صُنِ الدِّينَ بِالدُّنْيَا يُنْجِيكَ، وَلَا
تَصُنِ الدُّنْيَا بِالدِّينِ فَتُرْدِيكَ(5).
ص: 215
[6/1460] عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «طَلَبَةُ الْعِلْم ثَلَاثَةٌ فَاعْرِفْهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ: صِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْجَهْل وَالرَاءِ، وَصِنْفٌ يَطلبه لِلاِسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْفِقْهِ وَالْعَقْلِ. فَصَاحِبُ اَلْجَهْلِ وَالْرَاءِ مُودٍ مُمَارٍ مُتَعَرِّضُ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ الْعِلْمِ وَصِفَةِ الحِلْمٍ، قَدْ تَسَرْبَلَ بِالخُشُوعِ، وَتَخَلَّى مِنَ الْوَرَعِ، فَدَقَّ اللَّهُ مِنْ هَذَا خَيْشُومَهُ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ. وَصَاحِبُ الاِسْتِطَالَةِ وَاَخْتَلِ ذُو حِبِّ وَمَلَقٍ، يَسْتَطِيلُ عَلَى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ، فَهُوَ حِلْوَائِهِمْ هَاضِمٌ وَلِدِينِهِ حَاطِمٍ، فَأَعْمَى اللَّهُ عَلَى هَذَا خُبْرَهُ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ. وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ وَحَزَنِ وَسَهَرٍ، قَدْ تَحَنَّكَ فِي بُرْنُسِهِ، وَقَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِهِ، يَعْمَلُ وَيَخْشَى وَجِلاً دَاعِياً مُشْفِقاً، مُقْبِلا عَلَى شَأْنِهِ، عَارِفاً بِأَهْلِ زَمَانِهِ، مُسْتَوْحِشَاً مِنْ أَوْثَقِ إِخْوَانِهِ، فَشَدَّ اللَّهُ مِنْ هَذَا أَرْكَانَهُ، وَأَعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَانَهُ»(1).
[7/1461] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «عَجَباً لَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا
ثُمَّ هُوَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا »(2).
[8/1462 عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «كَانَ فِي وَصِيَّة أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ: اِعْلَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ هُدَى اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَنُورُ اللَّيْلِ اَلمُظْلِم عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدِ وَفَاقَةٍ، فَإِذَا حَضَرَتْ بَلِيَّةٌ فَاجْعَلُوا أَمْوَالَكُمْ دُونَ أَنْفُسِكُمْ، وَإِذَا نَزَلَتْ نَازِلَةٌ فَاجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ دُونَ دِينِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَهْنَالِكَ مَنْ
ص: 216
هَلَكَ دِينُهُ، وَالخَرِيبَ مَنْ حُرِبَ دِينُهُ، أَلَا وَإِنَّهُ لَا فَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ، أَلَا وَإِنَّهُ لَا غِنَى بَعْدَ النَّارِ، لَا يُفَثُ أَسِيرُهَا، وَلَا يَبْرَأُ ضَرِيرُهَا »(1) .
9/1463] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلمأَنَّهُ قَالَ: «خَمْسَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَثَوَابُهُمْ تَجْرِي إِلَى دِيوَانِهِمْ: مَنْ غَرَسَ نَخْلاً، وَمَنْ حَفَرَ بِثْراً، وَمَنْ بَنَى الله مَسْجِداً، وَمَنْ كَتَبَ
مُصْحَفاً، وَمَنْ خَلَّفَ اِبْناً صَالِحاً » (2) .
[1464 / 10] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِذَا مَاتَ آدَمَ اِنْقَطَعَ عَمَلُهُ
إِلَّا عَنْ ثَلَاثٍ: وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ، وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ بَعْدَهُ، وَصَدَقَةٍ
جَارِيَةٍ »(3).
[11/1465] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ سَنَّ عَلَى نَفْسِهِ سُنَّةَ حَسَنَةً أَوْ شَيْئاً مِنَ الخَيْرِ ثُمَّ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ حَائِلٌ
إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مَا أَجْرَى عَلَى نَفْسِهِ أَيَّامَ الدُّنْيَا »(4) .
[1466 / 12] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «الحَريصُ مَنْعُوبٌ فِيمَا يَضُرُّهُ»(5)
[ 1467 / 13] أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الله الْبَرْقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبي عَبْدِ
ص: 217
الله علیه السلام ، قَالَ: «حُرِمَ الْخَرِيصُ خَصْلَتَيْنِ وَلَزِمَتْهُ خَصْلَتَانِ: حُرِمَ الْقَنَاعَةَ فَافْتَقَدَ اَلرَّاحَةَ، وَحُرِمَ الرِّضَا فَافْتَقَدَ الْيَقِينَ»(1).
[ 1468 / 14 ]فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لابْنِهِ الْحُسَينِ علیه السلام : «يَا بُنَيَّ،
اَلْحِرْصُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ، وَمَطيَّةُ النَّصَبِ، وَدَاعِ إِلَى التَّقَحُمِ فِي الذُّنُوبِ، وَالشَّرَهُ
جَامِعُ لِمَسَاوِي الْعُيُوبِ (2).
[15/1469] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، لا
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : أَغْنَى النَّاسِ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً »(3).
[ 16/1470] عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ كَثُرَ
اِشْتِبَاكُهُ بِالدُّنْيَا كَانَ أَشَدَّ حَسْرَتِهِ عِنْدَ فِرَاقِهَا »(4).
[17/1471] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم مَلَكٌ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَهُوَ يَقُولُ لَكَ : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتُ لَكَ بَطْحَاءَ مَكَّةَ رَضْرَاضَ ذَهَبٍ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَشْبَعُ يَوْماً فَأَحْمَدُكَ، وَأَجُوعُ يَوْماً
فَأَسْأَلُكَ » (5) .
ص: 218
[18/1472] عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى فِي جَسَدِهِ، آمِناً فِي سَرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ اَلدُّنْيَا . يَا ابْنَ يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدَّ جَوْعَكَ، وَوَارَى عَوْرَتَكَ، فَإِنْ يَكُنْ بَيْتٌ يُكِنُّكَ فَذَاكَ، وَإِنْ تَكُنْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا فَبَحْ وَإِلَّا فَاَلْخَيْرِ وَمَاءُ الْجُرُ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ حِسَابٌ عَلَيْكَ أَوْ عَذَابٌ» (1).
[ 1473 / 19] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «يَا ابْنَ آدَمَ، مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ
فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ »(2).
[201474] ومن كتاب لأمير المؤمنين علیه السلام إلى عثمان بن حنيف
كل مَأْمُو
الأنصاري، قال علیه السلام : أَلَا وَإِنَّ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ، أَلَا وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَىٰ مِنْ دُنْيَاهُ بِحِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ، أَلَا وَإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَلَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَع وَاجْتِهَادٍ وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ، فَوَالله مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً، وَلَا اِدَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَلَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي
طِمْراً » (3).
[21/1475] عَنْ عَليَّ علیه السلام فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا عَلِيُّ، اَلدُّنْيَا سِجْنُ اَلْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ. يَا عَلِيُّ ، أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى اَلدُّنْيَا: أَخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي، وَأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ. يَا عَلِيُّ، إِنَّ الدُّنْيَا لَوْ عَدَلَتْ عِنْدَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَمَا سَقَى الْكَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ. يَا
ص: 219
عَلِيُّ، مَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا وَهُوَ يَتَمَنَّى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ
مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا قُوتاً » (1).
[22/1476] عَنْ أَبِي ذَرٍّ فِي حَدِيثِ وَصِيَّة النَّبِيِّ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِ خَيْراً فَقَهَهُ فِي الدِّينِ، وَزَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَبَصَرَهُ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ. يَا أَبَا ذَرِّ، مَا زَهِدَ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَثْبَتَ اللهُ الحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ، وَبَصَّرَهُ
عُيُوبَ الدُّنْيَا وَدَاءَهَا وَدَوَاءَهَا، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِاً إِلَى دَارِ اَلسَّلَام » (2) .
[23/1477] قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : حَرَامٌ عَلَى قُلُوبِكُمْ أَنْ تَعْرِفَ
حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا » (3).
[1478 / 24] عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ اَلنَّخَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليها عِنْدَ قَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ شَيْئاً هَذَا آخِرُهُ لَحَقِيقُ أَنْ يُزْهَدَ فِي أَوَّلِهِ، وَإِنَّ
شَيْئاً هَذَا أَوَّلُهُ لَحَقِيقُ أَنْ يُخَافَ آخِرُهُ » (4) .
[25/1479 رُوِيَ أَنَّه قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم : عَلَّمْنِي شَيْئاً إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَحَبَّنِيَ النَّاسُ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ: «إِرْغَبْ فِيمَا عِنْدَ الله عزّو جلّ يُحِبُّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ »(5).
ص: 220
[ 1480 / 26] عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَن اَلزَّاهِدِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ : الَّذِي يَتْرُكُ حَلَالَهَا مَخَافَةَ حِسَابِهِ، وَيَتْرُكُ حَرَامَهَا مَخَافَةَ
عِقَابِهِ»(1).
[27/1481] قَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ السلام الْقُرْآنِ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ : «لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ (23)»[الحديد: 23] ، وَمَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى المَاضِي، وَلَمْ يَفْرَحُ بِالْآتِي، فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ »(2).
142 / 28] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اِثْنَانِ: اِتِّباعُ اَهْوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ، فَأَمَّا اِتِّبَاعُ اَهْوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ » (3).
[29/1483] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَآذَنَتْ بِوَدَاعٍ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ بِاطْلاع...»، إلى أن قال: «وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَانِ اِتِّبَاعُ اَهْوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ، فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ
الدُّنْيَا مَا تَحْرُزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً»(4).
[30/1484] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْخَذَاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : حَدِّثْنِي
ص: 221
بمَا أَنْتَفِعُ بِهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، أَكْثِرْ ذِكْرَ اَلَمَوْتِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُكْثِرُ إِنْسَانُ ذِكْرَ اَلَمَوْتِ
إِلَّا زَهِدَ فِي الدُّنْيَا »(1).
[31/1485] كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كثيراً ما يُوصي أصحابه بذكر الموت،
فيقول: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ اَلَمَوْتِ ، فَإِنَّهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ، حَائِلُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ »(2).
[32/1486] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ المَوْتِ رَضِيَ مِنَ
اَلدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ (3)
[1487 / 33] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَارِ، وَاَلمَوْتُ فِي
إِقْبَالِ، فَما أَسْرَعَ الْمُلْتَقَى»(4).
[1488 / 34] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَاسُ، وَإِنَّ
أَكْيَسَ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً لِلْمَوْتِ »(5) .
[35/1489) عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أَفْضَلُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا ذِكْرُ اَلمَوْتِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ ذِكْرُ المَوْتِ، وَأَفْضَلُ التَّفَكَّرِ ذِكْرُ المَوْتِ، فَمَنْ أَثْقَلَهُ ذِكْرُ المَوْتِ وَجَدَ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ » (6).
ص: 222
[36/1490] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «إِنَّ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْخَدِيدُ»، قِيلَ: يَا
رَسُولَ الله وَمَا جَلَاؤُهَا؟ قَالَ: «قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ، وَذِكْرُ اَلَمَوْتِ » (1).
[1491 / 37] قِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: مَا الاِسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ ؟ قَالَ: «أَدَاءُ الْفَرَائِضِ ، وَاجْتِنَابُ المَحَارِمِ، وَالاشْتِمَالُ عَلَى الَمَكَارِمِ، ثُمَّ لَا يُبَالِي أَنْ وَقَعَ عَلَى المَوْتِ أَوِ المَوْتُ وَقَعَ عَلَيْهِ، وَالله لَا يُبَالِي ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ وَقَعَ عَلَى اَلَمَوْتِ أَوِ
اَلمَوْتُ وَقَعَ عَلَيْهِ »(2).
[38/1492] فِي وَصِيَّةِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ علیهما السلام هِشَامٍ: يَا هِشَامُ، إِيَّاكَ لهلاما وَالطَّمَعَ، وَعَلَيْكَ بِالْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَأَمِتِ الطَّمَعَ مِنَ المَخْلُوقِينَ، فَإِنَّ الطَّمَعَ مِفْتَاحٌ لِلذُّلُ، وَاخْتِلَاسُ الْعَقْلِ، وَاخْتِلَاقُ الْمُرُوَاتِ، وَتَدْنِيسُ الْعِرْضِ،
وَالذَّهَابُ بِالْعِلْمِ»(3) .
[ 1493 / 39] عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ،
قَالَ: «مَا أَقْبَحَ بِالمُؤمِن أَنْ تَكُونَ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ »(4).
[1494 / 40] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في وَصِيَّتِهِ علیه السلام لِابْنِهِ الْحَسَن علیه السلام: وَإِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ بِكَ مَطَايَا الطَّمَع فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ أَهْلَكَةِ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا
ص: 223
يَكُونَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الله ذُو نِعْمَةٍ فَافْعَلْ، فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قَسْمَكَ، وَآخِذُ سَهْمَكَ، وَإِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْظَمُ وَأَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِهِ وَإِنْ كَانَ كُلْ مِنْهُ»(1) .
[41/1495] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «أَزْرَىٰ بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ،
وَرَضِيَ بِالذُّلُّ مَنْ كَشَفَ عَنْ ضُرِّهِ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ»(2)
[42/1496] وَصِيَّةُ الْإِمَامِ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام لجَابِرٍ الجُعْفِي أَنَّهُ قَالَ: وَأطْلُبْ بَقَاءَ الْعِزُ بِإِمَاتَةِ الطَّمَع ، وَادْفَعْ ذُلَّ الطَّمَعِ بِعِزّ الْيَأْسِ، وَاسْتَجْلِبْ عِزَّ
الْيَأْسِ بِبُعْدِ الْهِمَّة »(3).
[1497 / 43] وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في وَصِيَّتِهِ لاِبْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّة: يَا بُنَيَّ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَجْمَعَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَاقْطَعْ طَمَعَكَ مِمَّا فِي أَيْدِي
اَلنَّاسِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ»(4).
[1498 / 44] عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام : رَأَيْتُ اَلْخَيْرَ
كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَع عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ »(5).
[45/1499] عَنْ أَيِ الْحَسَنِ الْأَحْمَسِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ عزّو جلّ وَ فَوَّضَ إِلَى الْمُؤْمِنِ أُمُورَهُ كُلَّهَا ، وَلَمْ يُفَوِّضُ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاً، أَمَا تَسْمَعُ
ص: 224
اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (8)» [المنافقون: 8]، فَالمُؤْمِنُ يَكُونُ عَزِيزاً وَلَا يَكُونُ ذَلِيلاً»، قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَعَزُّ مِنَ الْجَبَلِ، إِنَّ الْجَبَلَ يُسْتَقَلَّ
مِنْهُ بِالمَعَاوِلِ، وَالْمُؤْمِنَ لَا يُسْتَقَلُ مِنْ دِينِهِ »(1).
[ 1500 / 46] عَنْ دَاوُدَ الرَّفِّيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلُّ نَفْسَهُ»، قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ لِمَا لَا
يُطِيقُ »(2).
[47/1501] عَنْ مُفَضَّل بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قُلْتُ: بِمَا يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَدْخُلُ فِيمَا يَعْتَذِرُ
مِنْهُ » (3).
[48/1502] من كتاب لأمير المؤمنين علیه السلام إلى الحارث الهمداني: وَتَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ، وَاسْتَنْصِحْهُ، وَأَحِلَّ حَلَالَهُ، وَحَرِّمُ حَرَامَهُ، وَصَدِّقُ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ، وَاعْتَبِرْ بِمَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا مَا بَقِيَ مِنْهَا، فَإِنَّ بَعْضَهَا يُشْبِهُ بَعْضاً ، وَآخِرَهَا لَاحِقٌ بِأَوَّلِهَا، وَكُلُّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ، وَعَظَّم اِسْمَ الله أَنْ تَذْكُرَهُ إِلَّا عَلَى حَقِّ، وَأَكْثِرْ ذِكْرَ اَلَمَوْتِ وَمَا بَعْدَ اَلَمَوْتِ وَلَا تَتَمَنَّ اَلمَوْتَ إِلَّا بِشَرْطٍ وَثِيقٍ، وَاحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يَرْضَاهُ صَاحِبُهُ لِنَفْسِهِ وَيُكْرَههُ لِعَامَّةِ المُسْلِمِينَ، وَاحْذَرُ كُلَّ عَمَل يُعْمَلُ بِهِ فِي السِّرِّ وَيُسْتَحَى مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ، وَاحْذَرْ كُلَّ عَمَل إِذَا سُئِلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ أَنْكَرَهُ
وَاعْتَذَرَ مِنْهُ » (4)
ص: 225
[1503 / 49] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِيَّاكَ وَمَا
تَعْتَذَرُ مِنْهُ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُسِيءُ وَلَا يَعْتَذِرُ، وَالمُنَافِقَ يُسِيءُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَعْتَذِرُ »(1).
[1504 / 50] عَنْ عِيسَى بْنِ الضَّحَاكِ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : عَجَباً لِلْمُخْتَالِ الْفَخُورِ، وَإِنَّمَا خُلِقَ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ يَعُودُ جِيفَةٌ، وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ لَا
يَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِهِ»(2).
[51/1505] قَالَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَا لابْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ، أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ،
وَآخِرُهُ جِيفَةٌ ، [ وَالَا يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلَا يَدْفَعُ حَتْفَهُ » (3).
[52/1506] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ دِينَارٍ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: افْتَخَرَ رَجُلَانِ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، فَقَالَ: أَتَفْتَخِرَانِ بِأَجْسَادِ بَالِيَةٍ وَأَرْوَاحٍ فِي النَّارِ؟ إِنْ يَكُنْ لَكَ عَقْلٌ فَإِنَّ لَكَ خُلْقاً، وَإِنْ يَكُنْ لَكَ تَقْوَى فَإِنَّ لَكَ كَرَماً ، وَإِلَّا
فَالحِمارُ خَيْرٌ مِنْكَ، وَلَسْتَ بِخَيْرِ مِنْ أَحَدٍ » (4).
[53/1507] اَلْاِخْتِصَاصُ : بَلَغَنَا أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَ رضی الله عنه دَخَلَ مَجْلِسَ
رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ذَاتَ
ذَاتَ يَوْمٍ فَعَظَمُوهُ وَقَدَّمُوهُ وَصَدَّرُوهُ إِجْلَالاً لِحَقِّهِ، وَإِعْظَاماً
ص: 226
لِشَيْبَتِهِ، وَاخْتِصَاصِهِ بالمُصْطَفَى وَآلِهِ، فَدَخَلَ عُمَرُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا
الْعَجَمِيُّ المُتَصَدِّرُ فِيمَا بَيْنَ الْعَرَبِ، فَصَعِدَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم المُنْبَرَ، فَخَطَبَ، فَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ مِنْ عَهْدِ آدَمَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا مِثْلُ أَسْنَانِ اَمُشْطِ لَا فَضْلَ لِلْعَرَبِي عَلَى الْعَجَمِيٌّ ، وَلَا لِلْأَحْمَرِ عَلَى الْأَسْوَدِ إِلَّا بِالتَّقْوَى، سَلْمَانُ بَحْرٌ لَا يُنْزَفُ، وَكَنْزٌ لَا يَنْفَدُ، سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ سَلْسَلٌ يَمْنَحُ الْحِكْمَةَ، وَيُعْطِي
اَلْبُرْهَانَ»(1).
[1508 / 54] الْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام: «آفَةُ النَّجَاحِ اَلْكَسَلُ »(2)
[55/1509] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: «لِلْكَسْلَانِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ: يَتَوَانَى
حَتَّى يُفَرِّطَ ، وَيُفَرِّطُ حَتَّى يُضَيَّعَ، وَيُضَيِّعُ حَتَّى يَأْثَمَ» (3).
[1510 / 56] أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله، ، فَقَالَ: «لَا يَفْقِدُكَ اللهُ حَيْثُ أَمَرَكَ، وَلَا يَرَاكَ حَيْثُ نَهَاكَ»، قَالَ: زِدْنِي،
أَوْصِنِي، قَالَ: «لَا أَجِدُ »(4).
[1511 / 57] عَنْ حُمَيْدِ بن شُعَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَراً علیه السلام يَقُولُ: «مَا
مِنْ عَبْدِ يَخْطُو خُطُوَاتٍ فِي طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ
بهَا سَيِّئَة »(5).
ص: 227
[58/1512] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ، عَنْ آبَائِهِ علیهما السلام، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللهُ اَلْخَلَائِقَ فِي
السلام صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ الله، يُسْمِعُ آخِرَهُمْ كَما يُسْمِعُ أَوَّهُمْ، يَقُولُ: أَيْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ؟ قَالَ: فَيَقُومُ عُنْقٌ مِنَ النَّاسِ، فَتَسْتَقْبِلُهُمْ زُمْرَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ، فَيَقُولُونَ هُمْ: مَا كَانَ صَبْرُكُمْ هَذَا الَّذِي صَبَرْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى طَاعَةِ الله، وَصَبَّرْنَاهَا عَنْ مَعْصِيَةِ الله، قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: صَدَقَ عِبَادِي، خَلّوا سَبِيلَهُمْ لِيَدْخُلُوا اَلْجُنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ»(1).
[59/1513] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ: «اِصْبِرُوا عَلَى الدُّنْيَا، فَإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ، فَمَا مَضَىٰ مِنْهُ فَلَا تَجِدُ لَهُ أَلَماً وَلَا سُرُوراً، وَمَا لَمْ يَجِيْ فَلَا تَدْرِي مَا هُوَ، وَإِنَّمَا هِيَ سَاعَتُكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا،
فَاصْبِرْ فِيهَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَاصْبِرْ فِيهَا عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ »(2).
[1514 / 60] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «إِنَّا وَجَدْنَا الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ الله أَيْسَرَ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِهِ ، وَقَالَ: «اِصْبِرُوا عَلَى عَمَلِ لَا غِنَى لَكُمْ عَنْ ثَوَابِهِ، وَاصْبِرُوا عَلَى عَمَلِ لَا طَاقَةَ لَكُمْ عَلَى عِقَابِهِ » (3).
[1515 / 61] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «شَتَانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ: عَمَل
تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ، وَعَمَلٍ تَذْهَبُ مَثْونَتُهُ وَيَبْقَى أَجْرُهُ »(4).
[62/1516] عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفَعَهُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ:
ص: 228
الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى الْبَلَاءِ حَسَنٌ جَمِيلٌ، وَأَفْضَلُ الصَّبْرَيْنِ الْوَرَعُ عَنِ
الْمَحَارِمِ »(1).
[63/1517 ]اَلْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام: الصَّبْرُ عَنِ الشَّهْوَةِ عِفَّةٌ، وَعَنِ الْغَضَبِ اللا
نَجْدَةٌ، وَعَن المَعْصِيَةِ وَرَعٌ »(2).
[64/1518] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «لاَ تَذْهَبْ
بِكُمُ المَذَاهِبُ، فَوَالله مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنْ أَطَاعَ الله عزّو جلّ »(3).
[ 1519 / 65] عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ، قَالَ: لَقِيتُ كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ فَضْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِوَصِيَّةٍ أَوْصَانِي بِهَا يَوْماً هِيَ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا؟ فَقُلْتُ: بَلَى...، إلى أنْ قالَ: قَالَ علیه السلام : «يَا كُمَيْلُ، لَا رُخْصَةَ فِي فَرْضِ وَلَا شِدَّةَ فِي نَافِلَةِ. يَا كُمَيْلُ، إِنَّ اللهَ عزّو جلّ لَا يَسْأَلُكَ إِلَّا عَمَّا فَرَضَ، وَإِنَّمَا قَدَّمْنَا عَمَلَ النَّوَافِلِ بَيْنَ أَيْدِينَا لِلْأَهْوَالِ الْعِظَامِ، وَالطَّامَّةِ يَوْمَ الْمُقَامِ »(4).
[ 66/1520] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام، قَالَ: «مَنْ عَمِلَ بِمَا
اِفْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ »(5) .
ص: 229
[67/1521] عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ اِبْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ
علي عليه اَلْحُسَيْنِ : «لَيْسَ لَكَ أَنْ تَقْعُدَ مَعَ مَنْ شِئْتَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)» [الأنعام: 68]، وَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا شِئْتَ، لِأَنَّ اللَّهَ عزّو جلّ قَالَ: «وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (36)» [الإسراء: 36]، وَلِأَنَّ رَسُولَ الله علیه السلام قَالَ : رَحِمَ اللهُ عَبْداً قَالَ خَيْراً فَغَنِمَ، أَوْ صَمَتَ فَسَلِمَ، وَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَسْمَعَ مَا شِئْتَ لأَنَّ اللهَ يَقُولُ: « إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)» [الإسراء: 36]»(1).
[68/1522] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ
اَلْحَنَفِيَّةِ رضی الله عنه: «يَا بُنَيَّ، لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ، بَلْ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ »(2).
[ 1523 / 69] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ: لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ
لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَأَنَّ الضَّارَّ النَّافِعَ هُوَ اللهُ عزّو جلّ »(3).
ص: 230
[1524 / 70] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ
الله عزّو جلّ: «وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا (82)» [الكهف: 82]، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ ذَهَباً وَلَا فِضَّةٌ، وَإِنَّمَا كَانَ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، مَنْ أَيْقَنَ بِالمَوْتِ لَمْ يَضْحَكْ سِنُّهُ، وَمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ لَمْ يَفْرَحْ قَلْبُهُ، وَمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ لَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ »(1).
[71/1525] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ لحمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ: يَا حَمْرَانُ، أَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَلَا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ فِي المَقْدُرَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَقْنَعُ لَكَ بِمَا قُسِمَ لَكَ، وَأَحْرَى أَنْ تَسْتَوْجِبَ الزِّيَادَةَ مِنْ رَبِّكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ اَلْعَمَلَ الدَّائِمَ الْقَلِيلَ عَلَى الْيَقِينِ أَفْضَلُ عِنْدَ الله عزّو جلّ مِنَ الْعَمَلِ اَلْكَثِيرِ عَلَى غَيْرِ يَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا وَرَعَ أَنْفَعُ مِنْ تَجَنُّبٍ مَحَارِمِ اللَّهِ عزّو جلّ، وَالْكَفِّ عَنْ أَذَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَاغْتِيَابِهِمْ، وَلَا
عل، عَيْشَ أَهْنَأُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، وَلَا مَالَ أَنْفَعُ مِنَ الْقُنُوع بِالْيَسِيرِ المُجْزِي،
وَلَا جَهْلَ أَضَرُّ مِنَ الْعُجْبِ »(2).
[1526 / 72 ]،اَلْبَرْقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلامخُطْبَة لَهُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوا اللَّهَ الْيَقِينَ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ فِي الْعَافِيَةِ، فَإِنَّ أَجَلَّ
ا اَلنِّعْمَةِ الْعَافِيَةُ، وَخَيْرَ مَا دَامَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَالمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ دِينُهُ، وَالمَغْبُوطُ
ص: 231
مَنْ غُبِطَ يَقِينُهُ، قَالَ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام يُطِيلُ الْقُعُودَ بَعْدَ المَغْرِبِ يَسْأَلُ
اللهَ اَلْيَقِينَ(1).
[ 1527 / 73] عَنْ مُفَضَّلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «أَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَى دَاوُدَ علیه السلام: مَا اِعْتَصَمَ بِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي عَرَفْتُ ذَلِكَ
عَالِي مِنْ نِيَّتِهِ، ثُمَّ تَكِيدُهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ المَخْرَجَ مِنْ بَيْنِهِنَّ، وَمَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي عَرَفْتُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ يَدَيْهِ، وَأَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ، وَلَمْ أُبَالِ
بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ »(2).
[74/1528] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنِ اعْتَصَمَ بِالله لَا يُهْزَمُ »(3).
[75/1529][ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ]: «أَلحَى نَفْسَكَ فِي الْأُمُورِ كُلَّهَا إِلَى
إلهَكَ، فَإِنَّكَ تُلْجِتُهَا إِلَى كَهْفِ حَرِيزِ »(4).
[1530 / 76] عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ:
«قَالَ إِبْلِيسُ : خَمْسَةُ أَشْيَاءَ لَيْسَ لِي فِيهِنَّ حِيلَةٌ وَسَائِرُ النَّاسِ فِي قَبْضَتِي: مَنِ اِعْتَصَمَ بِالله عَنْ نِيَّة صَادِقَةٍ، وَاتَّكَلَ عَلَيْهِ فِي جَمِيع أُمُورِهِ، وَمَنْ كَثُرَ تَسْبِيحُهُ فِي لَيْلِهِ
وَنَهَارِهِ، وَمَنْ رَضِيَ لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ بِمَا يَرْضَاهُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ لَمْ يَجْزَعْ عَلَى المُصِيبَةِ حِينَ تُصِيبُهُ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ وَلَمْ يَهْتَمَّ لِرِزْقِهِ»(5) .
ص: 232
[ 77/1531 ] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ: مَا مِنْ عَبْدِ نَزَلَتْ بِهِ بَلِيَّةٌ
فَاعْتَصَمَ بِي دُونَ خَلْقِي إِلَّا أَعْطَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَنِي »(1).
[78/1532] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ أَعْطِيَ ثَلاثاً لَمْ يُمْنَعْ ثَلَاثَاً مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ أُعْطِيَ الْإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ، وَمَنْ أَعْطِيَ التَّوَكَّلَ أُعْطِيَ الْكِفَايَةَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَتَلَوْتَ كِتَابَ اللَّهُ عزّو جلّ: « وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3)»[الطلاق: 3]، وَ[قَالَ]: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
إبراهيم ] [وَقَالَ]: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَکُمْ (60)»[غافر: 60]؟ (2).
[79/1533] عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: إِنَّ الْغِنَى وَالْعِزَّ يَجُولانِ، فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِع اَلتَّوَكَّلِ
أوْطَنَا» (3).
[1534 / 80] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «خَصْلَةٌ مَنْ عَمِلَ بِهَا كَانَ مِنْ
أَقْوَى النَّاسِ، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «التَّوَكُلُ عَلَى الله عزّو جلّ»(4).
[1535 / 81 ]عَنْ أَبي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَرِّ ، إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ، وَإِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَاتَّقِ اللَّهِ، وَإِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَكُنْ بِمَا فِي يَدِ الله عزّو جلّ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدَيْكَ. يَا
ص: 233
أَبَا ذَرِّ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَذِهِ الْآيَةِ لَكَفَتْهُمْ: « وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)»«وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)» [الطلاق: 2 و 3].»(1)
[1536/ 82] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَهَا بِالنَّاسِ لَمْ يَسُدُّوا فَاقَتَهُ،
وَمَنْ أَنْزَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ الْغِنَى إِمَّا مَوْتاً عَاجِلاً، أَوْ غِنّى أجِلاً »(2).
[83/1537] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّه حَقَّ تَوَكَّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ اَلطَّيْرَ، تَغْدُو خماصاً، وَتَرُوحُ بِطَاناً»، وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْماً لَا يَزْرَعُونَ، قَالَ:
«مَا أَنْتُمْ؟»، قَالُوا: نَحْنُ الْمُتَوَكَّلُونَ، قَالَ: «لَا، بَلْ أَنْتُمُ المُتَكِلُونَ»(3).
[1538 / 84] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ، قَالَ: كُنَّا فِي تَجَلِسٍ نَطْلُبُ فِيهِ الْعِلْمَ ، وَقَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتِي فِي بَعْضِ الْأَسْفَارِ، فَقَالَ لي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: مَنْ تُؤَمِّلُ مَا قَدْ نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ : فُلاناً، فَقَالَ: إِذا والله لا تُسْعَفْ حَاجَتُكَ، وَلَا يَبْلُغُكَ أَمَلُكَ، وَلَا تُنْجَحُ طَلِبَتُكَ، قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ رَحِمَكَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام حَدَّثَنِي أَنَّهُ قَرَأَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَتَجْدِي وَارْتِفَاعِي عَلَى عَرْشِي لَأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلِ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي بِالْيَأْسِ، وَلَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ المَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاسِ، وَلَأُنَحْيَنَّهُ مِنْ قُرْبِي، وَلَا بَعْدَنَّهُ مِنْ فَضْلِي، أَيُؤَمِّلُ غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي، وَيَرْجُو غَيْرِي، وَيَقْرَعُ بِالْفِكْرِ بَابَ غَيْرِي وَبِيَدِي مَفَاتِيحُ الْأَبْوَابِ، وَهِيَ مُغْلَقَةٌ، وَبَابِي مَفْتُوحٌ لَنْ دَعَانِي، فَمَنْ ذَا الَّذِي أَمَّلَنِي لِنَوَائِبِهِ فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا ، وَمَنْ ذَا الَّذِي رَجَانِي لِعَظِيمَةٍ فَقَطَعْتُ رَجَاءَهُ مِنِّي، جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي عِنْدِي مَحْفُوظَةً، فَلَمْ يَرْضَوْا بِحِفْظِي، وَمَلَأْتُ سَمَاوَاتِي
ص: 234
مِمَّنْ لَا يَمَلُّ مِنْ تَسْبِيحِي، وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لَا يُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي، فَلَمْ يَثِقُوا بِقَوْلِي، أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَنْ طَرَقَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَيْرِي إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِي، فَمَا لِي أَرَاهُ لَاهِياً عَنِّي، أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي مَا لَمْ يَسْأَلْنِي، ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَسْأَلْنِي رَدَّهُ وَسَأَلَ غَيْرِي، أَفَيَرَانِي أَبْدَأُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ المَسْأَلَةِ ثُمَّ أَسْتَلُ فَلَا أُجِيبُ سَائِلِي، أَبَخِيلٌ أَنَا فَيُبَخّلُنِي عَبْدِي، أَوَ لَيْسَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ لِي، أَوَ لَيْسَ الْعَفْوُ وَالرَّحْمَةُ بِيَدِي ، أَوَ لَيْسَ أَنَا مَحَلَّ الْآمَالِ، فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي، أَفَلَا يَخْشَى اَلمُؤَمِّلُونَ أَنْ يُؤَمِّلُوا غَيْرِي، فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِي وَأَهْلَ أَرْضِي أَمَّلُوا جَمِيعاً ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِيعُ مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِي مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ، وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكُ أَنَا قَيِّمُهُ؟ فَيَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي، وَيَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِي
وَلَمْ يُرَاقِبْنِي »(1)
[1539 / 85] عَنْ طِرْبَالٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا أَمَرَ المَلِكُ بِحَبْسِ يُوسُفَ فِي السِّجْنِ أَفْتَمَهُ اللهُ عِلْمَ تَأْوِيلِ الرُّؤْيَا، فَكَانَ يُعَبِّرُ لِأَهْلِ السِّجْنِ رُؤيَاهُمْ، وَإِنَّ فَتَيَيْنِ أُدْخِلَا مَعَهُ اَلسِّجْنَ يَوْمَ حَبْسِهِ، فَلَما بَاتَا أَصْبَحَا، فَقَالَا لَهُ: إِنَّا رَأَيْنَا رُؤْيَا فَعَبِّرْهَا لَنَا، فَقَالَ : وَمَا رَأَيْتُهَا؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: «إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ(36)»[يوسف: 36]، وَقَالَ الْآخَرُ: إِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَسْقِيَ اَلمَلِكَ خَمْراً، فَفَسَّرَ هَما رُؤْيَاهُمَا عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ، ثُمَّ قَالَ« فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)»[يوسف: 42] »، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى يُوسُفَ فِي سَاعَتِهِ تِلْكَ : يَا يُوسُفُ، مَنْ
ص: 235
أَرَاكَ اَلرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتَهَا؟ فَقَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَنْ حَبَّبَكَ إِلَى أَبِيكَ؟ قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّي، قَالَ: فَمَنْ وَجَّهَ السَّيَّارَةَ إِلَيْكَ ؟ فَقَالَ : أَنْتَ يَا رَبِّي، قَالَ: فَمَنْ عَلَّمَكَ الدُّعَاءَ الَّذِي دَعَوْتَ بِهِ حَتَّى جَعَلَ لَكَ مِنَ الْحُبِّ فَرَجاً؟ قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَنْ جَعَلَ لَكَ مِنْ كَيْدِ المَرْأَةِ مَخَرَجاً؟ قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَنْ أَنْطَقَ لِسَانَ اَلصَّبِيِّ بِعُذْرِكَ؟ قَالَ : أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَنْ صَرَفَ عَنْكَ كَيْدَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَالنِّسْوَةِ؟ قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَنْ أَهْمَكَ تَأْوِيلَ الرُّؤْيَا؟ قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ اسْتَغَفْتَ بِغَيْرِي وَلَمْ تَسْتَغِتْ بِي وَتَسْأَلْنِي أَنْ أُخْرِجَكَ مِنَ السِّجْنِ وَاسْتَغَنْتَ وَأَمَّلْتَ عَبْداً مِنْ عِبَادِي لِيَذْكُرَكَ إِلَى مَخَلُوقِ مِنْ خَلْقِي فِي قَبْضَتِي وَلَمْ تَفْزَعْ إِلَيَّ؟ الْبَثْ فِي السِّجْنِ بِذَنْبِكَ بِضْعَ سِنِينَ بِإِرْسَالِكَ عَبْداً إِلَى عَبْدِ»، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ: قَالَ اِبْنُ أَبِي حَمْزَةَ: فَمَكَثَ فِي السِّجْنِ عِشْرِينَ سَنَةٌ (1)
[86/1540] رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم سَأَلَ رَبَّهُ
سُبْحَانَهُ لَيْلَةَ المِعْرَاجِ
لَهُ كُلُّ شَيْءٍ »(2).
إلى أن قال: «يَا أَحْمَدُ، مَا عَرَفَنِي عَبْدٌ وَخَشَعَ لِي إِلَّا خَشَعَ
[1541 / 87] عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللهَ يُعَاتِبُ عَبْداً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَقُولُ:
عَبْدِي خِفْتَ مِنَ النَّارِ وَمَا خِفْتَ مِنِّي، أَمَا تَسْتَحْيِي؟ فَيُطْرِقُ الْعَبْدُ رَأْسَهُ حَيَاءً من الله »(3).
ص: 236
[88/1542 ]عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ علیهما السلام: «مَنْ خَلَا بِذَنْبٍ فَرَاقَبَ اللهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ وَاسْتَحْيَا مِنَ الْحَفَظَةِ غَفَرَ اللهُ عزّو جلّ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ ذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ »(1) .
[1543 / 89] عَنِ اَهْيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه علیه السلام يَقُولُ:
مَنْ خَافَ اللَّهَ أَخَافَ اللهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ أَخَافَهُ اللَّهُ مِنْ
شَيْءٍ »(2)
[90/1544] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ طَبَائِعَ النَّاسِ كُلَّهَا مُرَكَّبَةٌ عَلَى الشَّهْوَةِ وَالرَّغْبَةِ وَالْحِرْصِ وَالرَّهْبَةِ وَالْغَضَبِ وَاللَّذَّةِ إِلَّا أَنَّ فِي النَّاسِ مَنْ قَدْ زَمَّ هَذِهِ الْخَلَالَ بِالتَّقْوَى وَالْيَاءِ وَالْأَنْفِ، فَإِذَا دَعَتْكَ نَفْسُكَ إِلَى كَبِيرَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَارْمِ بِبَصَرِكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِنْ لَمْ تَخَفْ مَنْ فِيهَا فَانْظُرْ إِلَى مَنْ فِي الْأَرْضِ لَعَلَّكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِمَّنْ فِيهَا ، فَإِنْ كُنْتَ لَا مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ تَخَافُ، وَلَا مِمَّنْ فِي الْأَرْضِ تَسْتَحِي،
فَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الْبَهَائِمِ »(3) .
[91/1545] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيِّ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ
ص: 237
مُحَمَّدٍ علیهما السلام: «أَرْجُ اللَّهَ رَجَاءَ لَا يُجَرِّتُكَ عَلَى مَعَاصِيهِ، وَخَفِ اللَّهَ خَوْفاً لَا يُؤْيِسُكَ
مِنْ رَحْمَتِهِ »(1).
[92/1546] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: «أَحْسِنِ الظَّنَّ بِالله فَإِنَّ اللهَ عزّو جلّ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنَّ عَبْدِيَ اَلْمُؤْمِنِ بِي، إِنْ خَيْراً فَخَيْراً، وَإِنْ شَرًا فَشَرًا»(2).
[ 93/1547] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «وَجَدْنَا فِي كِتَابٍ عَلى علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنَّهِ بِاللهِ، وَرَجَائِهِ لَهُ، وَحُسْنِ خُلْقِهِ، وَاَلْكَفِّ عَنِ اِغْتِيَابِ اَلْمُؤْمِنِينَ. وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعَذِّبُ اللهُ مُؤْمِناً بَعْدَ اَلتَّوْبَةِ وَالاِسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءٍ ظَنّه بالله، وَتَقْصِيرِهِ مِنْ رَجَائِهِ، وَسُوءِ خُلْقِهِ، وَاغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدِ مُؤْمِن بِالله إِلَّا كَانَ اللهُ عِنْدَ ظَنَّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، لِأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ، فَأَحْسِنُوا بِالله اَلظَّنَّ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ »(3).
[94/1548] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ آخِرَ عَبْدِ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عزّو جلّ: أَعْجِلُوهُ، فَإِذَا أُتِيَ بِهِ قَالَ
وَعَل لَهُ: عَبْدِي لِمَ الْتَفَتَ ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا كَانَ ظَنِّي بِكَ هَذَا، فَيَقُولُ عزّو جلّ: عَبْدِي، وَمَا كَانَ ظَنُّكَ بِي؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ، كَانَ ظَنِّي بِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي وَتُسْكِنَنِي جَنَّتَكَ، فَيَقُولُ اللهُ: مَلَائِكَتِي، وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَآلَائِي مَكَانِي مَا
وَبَلَائِي وَارْتِفَا
ص: 238
ظَنَّ بِي هَذَا سَاعَةً مِنْ حَيَاتِهِ خَيْراً قَطُّ، وَلَوْ ظَنَّ بِي سَاعَةً مِنْ حَيَاتِهِ خَيْراً مَا رَوَّعْتُهُ بالنَّارِ، أَجِيزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ»، ثُمَّ قَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «مَا ظَنَّ عَبْدٌ
بالله خَيْراً إِلَّا كَانَ اللهُ عِنْدَ ظَنّهِ بِهِ [وَلَا ظَنَّ بِهِ سُوءاً إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنَّهِ بِهِ ] وَذَلِكَ قَوْلُهُ عزّو جلّ:«وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)» [فصلت: 23]»(1).
[95/1549] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَلَهُ كَيْلٌ وَوَزْنٌ إِلَّا الدُّمُوعُ ، فَإِنَّ الْقَطْرَةَ تُطْفِئُ بِحَاراً مِنْ نَارٍ، فَإِذَا اِغْرَوْرَقَتِ الْعَيْنُ بِمَائِهَا لَمْ يَرْهَقُ وَجْهَا فَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ، فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى اَلنَّارِ، وَلَوْ أَنَّ بَاكِياً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرُ حِموا» (2).
[ 96/1550] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً نَصَبَ فِي قَلْبِهِ نَائِحَةٌ مِنَ ال اَلْخَزْنِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ، وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً نَصَبَ لَهُ فِي قَلْبِهِ مِزْمَاراً مِنَ الضَّحِكِ، وَمَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَعُودَ اللَّبَنُ إِلَى
الضَّرْع »(3).
[1551 / 97] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ : كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ ثَلَاثٍ عَيْنٍسَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَيْنٍ فَاضَتْ
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنِ غَضَتْ عَنْ مَحَارِم الله » (4).
[1552/ 98] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَيْنِيُّ، عَنْ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٌّ
ص: 239
اَالْعَسْكَرِيَّ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَلْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِمَّا بَيْنَ الثَّرَى وَالْعَرْشِ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَبْكِيَ مِنْ خَشْيَةِ
الله عزّو جلّ نَدَماً عَلَيْهَا حَتَّى يَصِيرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا أَقْرَبُ مِنْ جَفْنِهِ إِلَى مُقْلَتِهِ »(1).
[99/1553] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَا مِنْ قَطْرَةٍ
أَحَبَّ إِلَى اللَّهُ عزّو جلّ وَ مِنْ قَطْرَةِ دُمُوعِ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مَخَافَةٌ مِنَ الله لَا يُرَادُ بِهَا غَيْرُهُ »(2).
[100/1554] القطب الراوندي في (لُبِّ اللُّباب): وَفِي التَّوْرَاةِ: إِذَا
دَمَعَتْ عَيْنَاكَ فَلاَ تَمْسَحْهُمَا إِلَّا بِكَفِّكَ عَلَى وَجْهِكَ فَإِنَّهَا رَحْمَةٌ، وَلَا يَبْكِي عَبْدِي مِنْ خَشْيَتِي إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنْ رَحِيقٍ تَخَتُومٍ »(3).
[101/1555] قَالَ الْحُسَيْنُ علیه السلام: «مَا دَخَلْتُ عَلَى أَبِي قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُهُ
بَاكِياً» (4) .
[102/1556 ] قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا كَانَ اَلْحَيَاءُ قَطُّ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ،
وَلَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ »(5).
[103/1557] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ
حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا ، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئاً عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ »(6).
[104/1558] عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "يَنْزِعُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ
ص: 240
الْعَبْدِ الحَيَاءَ فَيَصِيرَ مَاقِتاً مُمَمَّناً، ثُمَّ يَنْزِعُ مِنْهُ الْإِيمَانَ، ثُمَّ يَنْزِعُ مِنْهُ الرَّحْمَةَ، ثُمَّ يَخْلَعُ دِينَ الْإِسْلَامِ عَنْ عُنُقِهِ، فَيَصِيرُ شَيْطَاناً لَعِيناً »(1).
[105/1559] عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَا بَقِيَ مِنْ أَمْثَالِ
الْأَنْبِيَاءِ علیهم السلام إِلَّا كَلِمَةٌ: إِذَا لَمْ تَسْتَح فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ، وَإِنَّهَا فِي بَنِي أُمَيَّةَ »(2).
[ 106/1560] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ وَمَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ، وَمَنْ
مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ » (3).
[112/1566] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمَا)، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ: طُوبَى مَنْ طَابَ خُلْقُهُ، وَطَهُرَتْ سَجِيَّتُهُ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ عَلَانِيَتُهُ، وَأَنْفَقَ اَلْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ اَلْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ، وَأَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ
نَفْسِهِ » (4).
[1561/107] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
الْعَدْلُ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّيْدِ، وَأَطْيَبُ رِيحاً مِنَ المِسْكِ »(5) .
[1562 / 108] عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَليها السلام : أَخْبِرْنِي
بِجَمِيعِ شَرَائِعِ الدِّينِ، قَالَ: قَوْلُ اَلْحَقِّ، وَالحُكْمُ بِالْعَدْلِ، وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ»(6).
[109/1563] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عزّو جلّ : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ(90)»[النحل: 90]: «الْعَدْلُ الْإِنْصَافُ، وَالْإحْسَانُ اَلتَّفَضُّلُ »(7) .
ص: 241
[110/1564] عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ مِنْ
أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلاً وَعَمِلَ بِغَيْرِهِ »(1)
[111/1565] عَنْ مُعَلَّى بْنِ حُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ
مِنْ أَشَدَّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلاً ثُمَّ عَمِلَ بِغَيْرِهِ»(2).
[1567/ 113] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: مَنْ يَضْمَنُ لِي أَرْبَعَةً بِأَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ فِي الْجَنَّةِ : أَنْفِقْ وَلَا تَخَفْ فَقْراً، وَأَفْش اَلسَّلَامَ فِي الْعَالَمَ، وَاتْرُكِ الْمِرَاءَ وَإِنْ كُنْتَ يُحِقَّا، وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنَ
نَفْسِكَ »(3).
[114/1568] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ
ص: 242
يَقُولُ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ مُوَكَّلَيْنِ بِالْعِبَادِ، فَمَنْ تَوَاضَعَ الله رَفَعَاهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ
وَضَعَاهُ»(1).
[115/1569] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي وَصِيَّتِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ: «عَلَيْكَ
بِالتَّوَاضُعِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَةِ »(2).
[116/1570] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَدْخُلُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ رَجُلاً مُوسِراً شَرِيفاً جَلِيلاً، فَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ : «تَوَاضَعْ»، قَالَ: فَأَخَذَ قَوْصَرَةَ تَمْرٍ فَوَضَعَهَا عَلَى بَابِ المَسْجِدِ وَجَعَلَ يَبيعُ التَّمْرَ، فَجَاءَ قَوْمُهُ، فَقَالُوا: فَضَحْتَنَا، فَقَالَ: أَمَرَنِي مَوْلَايَ بِشَيْءٍ، فَلَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبِيعَ هَذِهِ الْقَوْصَرَةَ، فَقَالُوا: أَمَّا إِذَا أَبَيْتَ إِلَّا هَذَا فَاقْعُدْ فِي الطَّعَانِينَ،
سَلَّمُوا إِلَيْهِ رَحًى، فَقَعَدَ عَلَى بَابِهِ، وَجَعَلَ يَطْحَنُ (3).
[1571/117] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجُهُم ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام ، قَالَ:
قَالَ: «اَلتَّوَاضُعُ أَنْ تُعْطِيَ اَلنَّاسَ مَا تُحِبُّ أَنْ تُعْطَاهُ »(4)
[1572/118] عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبا عَبْدِ الله علیه السلام عَمَّا يَرْوِي النَّاسُ أَنَّ تَفَكَّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَام لَيْلَةٍ، قُلْتُ: كَيْفَ يَتَفَكَّرُ؟
ص: 243
قَالَ : يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ أَوْ بِالدَّارِ فَيَقُولُ: أَيْنَ سَاكِنُوكِ؟ أَيْنَ بَانُوكِ؟ مَا لَكِ لَا
تَتَكَلَّمِينَ ؟ »(1).
[119/1573] عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «كَانَ أَكْثَرُ عِبَادَةِ أَبي ذَرٍّ (رَحْمَةُ الله عَلَيْهِ) خَصْلَتَيْنِ: اَلتَّفَكُرَ،
وَالاعْتِبَارَ»(2).
[1574 / 120 ] قَوْلُهُ علیه السلام: «مَنْ أَظْلَمَ نُورَ تَفَكَّرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ، وَأَطْفَاً نُورَ
عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ »(3).
[121/1575] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَوْصِ إِنْ أَنَا أَوْصَيْتُكَ؟ حَتَّىٰ قَالَ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَاً، وَفِي كُلِّهَا يَقُولُ لَهُ اَلرَّجُلُ : نَعَمْ، يَا رَسُولَ الله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: فَإِنِّي أُوصِيكَ إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرِ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ يَكُ رُشْداً فَامْضِهِ، وَإِنْ يَكُ
غَيَّا فَانْتَهِ عَنْهُ » (4).
[122/1576] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «أَتَى لسلام رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: عَلَّمْنِي يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالْيَأْسِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَى الْحَاضِرُ ، قَالَ : زِدْنِي، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ ،اَلْحَاضِرُ ، قَالَ : زِدْنِي، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِذَا
ص: 244
هَمَمْتَ بِأَمْرِ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ فَإِنْ يَكُ خَيْراً وَرُشْداً اِتَّبَعْتَهُ، وَإِنْ يَكُ غَيَّا
فَدَعْهُ »(1) .
[123/1577] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ
مَوَاقِعَ الْخَطَأ»(2).
بيان: استقبال وجوه الآراء قد يعني استعراض مناشئ الآراء المختلفة، فإنَّ معرفة منشأ الآراء يدلّ على مواضع الخطأ فيها، فمن يرى ضرورة عمل معيَّن إذا فتَّشنا في سبب ذلك الرأي قد نجده ناشئاً من جُبن أو بُخل، ممِّا يُؤثِّر على صحَّة الرأي وبُعده عن الصواب وكأنَّ الإمام علیه السلام في هذه الكلمة يدعو( قبل الأخذ بالآراء) إلى التدقيق في مناشئها ودواعيها، لأنَّ ذلك من شأنه التعرُّف على مواضع الخطأ فيها.
[1578 / 124] في وصيَّة عليّ علیه السلام لابنه محمّد [بن] الحنفيَّة مثله، وزاد:
« وَمَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ غَيْرَ نَاظِرِ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِفْظِعَاتِ النَّوَائِبِ، وَالتَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ مِنَ النَّدَم، وَالْعَاقِلُ مَنْ وَعَظَتْهُ التَّجَارِبُ، وَفِي التَّجَارِبِ عِلْمٌ وَفِي تَقَلُّبِ الْأَخَوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ »(3).
بيان: فإنَّ للأُمور عواقب وللأفعال نتائج، لا بدَّ للعاقل أنْ يتأمَّل فيها ويدرسها جيِّداً قبل أن يدخل فيها، دراسة من يزن الأمور بميزان العقل والشرع ثمّ بميزان المصلحة والمفسدة، فرُبَّ عمل لا يُحرِّمه الشرع لكن الإقدام عليه في وقت معيَّن أو في مكان محدَّد قد يُؤدِّي إلى نتائج سيِّئة لا يرغب بها الفاعل ولا يرتضيها العاقل، وقد تكون للعمل عواقب مؤذية إلَّا أنَّ المصلحة المترتِّبة عليه
ص: 245
تفوق في أهمّيَّتها الدِّينيَّة والدنيوية ما يُترقَّب من الأذى والمفسدة، وهنا يرجح الإتيان به وإنْ أدَّى إلى شيء من ذلك، بل إنَّ أغلب الأعمال لا تخلو من مثل تلك المزعجات، وهي مع ذلك تبقى واجبة أو راجحة، ولكن بشرط أن لا يكون الضرر فيها كبيراً بحيث يعود معه العمل محرَّماً شرعاً أو مستنكراً عاً أو مستنكراً عند العقلا .
[1579/ 125] فِي وَصِيَّةِ الصَّادِقِ علیه السلام لابْنِ جُنْدَبٍ: وَقِفْ عِنْدَ كُلِّ
أَمْرٍ حَتَّى تَعْرِفَ مَدْخَلَهُ مِنْ تَخَرُجِهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِيهِ فَتَنْدَمَ »(1) .
[ 126/1580] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ علیه السلام لِعَلِىِّ علیه السلام: «يَا عَلِيُّ، بَادِرٌ
لِعَلي بِأَرْبَعِ قَبْلَ أَرْبَعِ : شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ، وَعِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ،
وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ » (2).
[127/1581] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «قُرِنَتِ الهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ، وَالْحَيَاءُ
بِالْحِرْمَانِ، وَالْفُرْصَةُ تَمرُّ مَرَّ اَلسَّحَابِ ، فَانْتَهِزُوا فَرَصَ الخَيْرِ »(3).
بيان: الهيبة مانعةٌ من الإقدام ومؤخِّرةٌ للتصرُّف المناسب عن وقته
المناسب، وبذلك ستكون سبباً لضياع الفُرَص والفشل في الأعمال.
[ 128/1582] قَالَ النَّبِيُّ علیه السلام: «مَنْ فُتِحَ لَهُ بَابُ خَيْرٍ فَلْيَنْتَهِزْهُ، فَإِنَّهُ لَا
يَدْرِي مَتَى يُغْلَقُ عَنْهُ »(4)
ص: 246
[129/1583] عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «اِعْلَمْ الا أَنَّ الصَّلَاةَ حُجْزَةُ الله فِي الْأَرْضِ ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا أَدْرَكَ مِنْ نَفْع صَلَاتِهِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَتْ صَلَاتُهُ حَجَزَتْهُ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرِ فَإِنَّمَا أَدْرَكَ مِنْ نَفْعِهَا بِقَدْرِ مَا اِحْتَجَزَ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ الله فَلْيَعْلَمُ مَا الله عِنْدَهُ، وَمَنْ خَلَا بِعَمَل فَلْيَنْظُرْ فِيهِ فَإِنْ كَانَ حَسَناً جَمِيلاً فَلْيَمْضِ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ سَيِّئاً قَبيحاً فَلْيَجْتَنِبُهُ فَإِنَّ الله عزَّ وَ جلَّ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ وَالزِّيَادَةِ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةٌ فِي اَلسِّرُ فَلْيَعْمَلْ
وَعَجَمَل
حَسَنَةٌ فِي السِّرِّ ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةٌ فِي الْعَلَانِيَةِ فَلْيَعْمَلْ حَسَنَةٌ فِي الْعَلَانِيَةِ»(1).
[1584 / 130] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْبَاقِرِ علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا أَحْسَنَ اَلْحَسَنَاتِ بَعْدَ السَّيِّئَاتِ، وَمَا أَقْبَحَ السَّيِّئَاتِ بَعْدَ
اَلْحَسَنَاتِ »(2)
[131/1585] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام، قَالَ: «إِنَّ الَمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْعَبْدِ يَكْتُبُ فِي صَحِيفَتِهِ أَعْمَالَهُ، فَأَمْلُوا فِي أَوَّلِهَا
خَيْراً وَفِي آخِرِهَا خَيْراً يُغْفَرْ لَكُمْ مَا بَيْنَ ذَلِكَ »(3)
[132/1586] قَالَ الْإِمَامُ الْبَاقِرِ علیه السلام: «وَأَحْسِنْ فَإِنِّي لَمْ أَرَ شَيْئاً قَطُّ أَشَدَّ
طَلَبَاً وَلَا أَسْرَعَ دَرَكاً مِنْ حَسَنَةٍ مُحْدَثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ»(4) .
ص: 247
[ 133/1587] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْن وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»، فَقُلْتُ: وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَتَبَا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيُوحِي إِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ : اكْتُمِي مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنُوبِ، فَيَلْقَى اللَّهَ حِينَ يَلْقَاهُ
وَلَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ»(1).
[134/1588] عنأَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا (8)»[التحريم: 8]؟ قَالَ: «هُوَ الذَّنْبُ الَّذِي لَا يَعُودُ فِيهِ أَبَداً»، قُلْتُ: وَأَيُّنَا لَمْ يَعُدْ؟ فَقَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ المفتنَ التَّوَّابَ »(2).
[ 135/1589] قال الشيخ الصدوق رحمه الله : إِنَّ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ هُوَ أَنْ
يَتُوبَ الرَّجُلُ مِنْ ذَنْبٍ، وَيَنْوِيَ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَيْهِ أَبَداً (3).
[ 136/1590] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ، قَالَ: اللَّهَ عزّو جلّ وَ أَعْطَى التَّائِبِينَ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَوْ أَعْطَى خَصْلَةٌ مِنْهَا جَمِيعَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنَجَوْا بِهَا، قَوْلُهُ عزّو جلّ: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)»[البقرة: 222] ، فَمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ، وَقَوْلُهُ: «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)» «رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
ص: 248
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)» «وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)» [غافر: 7 - 9] ، وَقَوْلُهُ عزّو جلّ: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)» «يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)»
«إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)»[الفرقان: 68 - 70] »(1)
[1591/137] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْخَذَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ وَزَادَهُ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ فَوَجَدَهَا، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ
وَجَدَهَا » (2).
[138/1592] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عزّو جلّ: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ مَا سَلَفَ [البقرة: 275]، قَالَ:
«اَلَمَوْعِظَةُ التَّوْبَةُ »(3)
[139/1963] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وَالْمُقِيمُ عَلَى الذَّنْبِ وَهُوَ مُسْتَغْفِرٌ مِنْهُ
كَالْمُسْتَهْزِي»(4).
[1594 / 140] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ وَ إِلَى دَاوُدَ النَّبِيِّ علیه السلام : يَا دَاوُدُ، إِنَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً ثُمَّ
ص: 249
رَجَعَ وَتَابَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ وَاسْتَحْيَا مِنِّي عِنْدَ ذِكْرِهِ غَفَرْتُ لَهُ وَأَنْسَيْتُهُ الْحَفَظَةَ وَأَبْدَلْتُهُ اَلْحَسَنَةَ وَلَا أُبَالِي، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»(1).
[141/1595] عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ اَلنَّخَعِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ
الله علیه السلام: «لَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ يَزْدَادُ فِي كُلِّ يَوْمٍ إِحْسَاناً ،
السلام وَرَجُلٍ يَتَدَارَكُ ذَنْبَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَأَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَالله لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنْقُهُ مَا
قَبلَ اللهُ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ»(2).
[142/1596] عَنِ المَسْعُودِي ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأُمِرَتْ جَوَارِحُهُ أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْهِ، وَبِقَاعُ الْأَرْضِ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيْهِ، وَأُنْسِيَتْ اَلحَفَظَةُ مَا كَانَتْ كَتَبَتْ عَلَيْهِ »(3).
[143/1597] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَنْسَى اَلْحَفَظَةَ مَا عَلِمُوا مِنْهُ، وَقِيلَ لِلْأَرْضِ وَجَوَارِحِهِ: اِكْتُمُوا عَلَيْهِ مَسَاوِنَهُ،
وَلَا تُظْهرُوا عَلَيْهِ أَبَداً » (4).
[144/1598] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَرِ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
آبَائِهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: طُوبَى لَمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَةِ عَمَلِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ تَحْتَ كُلِّ ذَنْبٍ: أَسْتَغْفِرُ الله» (5).
[145/1599] عَنْ سُلَيْمَانَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم عَنْ خِيَارِ الْعِبَادِ، فَقَالَ: الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا
ص: 250
أَسَاءُوا اِسْتَغْفَرُوا ، وَإِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا، وَإِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا، وَإِذَا غَضِبُوا
غفرُوا »(1).
[ 146/1600] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الْبَاقِرِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ فِي اَلْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللَّه وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، أَمَّا اَلْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالِاسْتِغْفَارُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)» [الأنفال: 33]» (2).
[147/1601] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلِ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي علیه السلام : عَلَّمْنِي شَيْئاً إِذَا أَنَا قُلْتُهُ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ: فَكَتَبَ بِخَطَّ أَعْرِفُهُ: «أَكْثِرُ مِنْ تِلَاوَةِ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ »، وَرَطَّبْ شَفَتَيْكَ بِالاِسْتِغْفَارِ »(3).
[ 1602 / 148] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «تَعَطَّرُوا بِالِاسْتِغْفَارِ لَا
تَفْضَحْكُمْ رَوَائِحُ الذُّنُوبِ »(4).
[149/1603] جَاءَ رَجُلٌ يَبْكِي بِصَوْتٍ وَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، أَدْرِكْنِي، قَالَ: «مَا لَكَ؟»، قَالَ: ذُنُوبِي، قَالَ: «قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَطَوَّلْنا حَتَّى يَمْتَلِيَ جَوْفُكَ»، ثُمَّ قَالَ: «قُلِ: اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي، ثَلَاثَاً»، ثُمَّ قَالَ: «وَجَبَتْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ »(5).
ص: 251
[1604 / 150 ]اَلْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام : الإِسْتِغْفَارُ أَعْظَمُ جَزَاءٌ، وَأَسْرَعُ مَثُوبَةً » . (1)
[151/1605] وَفِيهِ: «الْمُؤْمِنُ بَيْنَ نِعْمَةٍ وَخَطِيئَةٍ لَا يُصْلِحُهَا إِلَّا اَلشُّكْرُ
وَاَلاِسْتِغْفَارُ »(2)
[152/1606] عَنِ الْحَرْثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ اَلْمُقِرَّ التَّوَّابَ»، قَالَ: «وَكَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَتُوبُ إِلَى الله فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ، [قُلْتُ]: يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: «كَانَّ
يَقُولُ: أَتُوبُ إِلَى الله » (3).
[153/1607] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
مَا مِنْ عَبْدِ أَذْنَبَ ذَنْباً فَنَدِمَ عَلَيْهِ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ، وَمَا مِنْ عَبْدِ أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَعَرَفَ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْمَدَهُ »(4).
[154/1608] عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «مَنْ سَرَّتُهُ
حَسَنَتْهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ»(5) .
ص: 252
[155/1609] عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُدْخِلُهُ اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ»، قُلْتُ : يُدْخِلُهُ اللهُ بِالذَّنْبِ اَلْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّهُ لَيُذْنِبُ فَلَا يَزَالُ مِنْهُ خَائِفاً مَاقِتاً
لِنَفْسِهِ فَيَرْحَمُهُ اللهُ فَيُدْخِلُهُ الجَنَّةَ » (1).
[156/1610] عَنْ عَليَّ الاحمسِي، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «وَالله مَا
يَنْجُو مِنَ الذَّنْبِ إِلَّا مَنْ أَقَرَّ بِهِ »(2) .
[1611 / 157] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «لَا وَالله مَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّاسِ إِلَّا خَصْلَتَيْنِ : أَنْ يُقِرُّوا لَهُ بِالنَّعَمِ فَيَزِيدَهُمْ، وَبِالذُّنُوبِ فَيَغْفِرَهَا هُمْ»(3).
[158/1612] رُوِيَ عَنِ الْعَالِم علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «اَلْقِرُّ بِذَنْبِهِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وَإِذَا كَانَ اَلرَّجُلُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِي صَلَاتِهِ يُقِرُّ اللَّهُ بِذُنُوبِهِ وَيَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ فِي ضَمِيرِهِ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ »(4).
[ 1613 / 159 ]عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرِ الْبَاقِرُ علیه السلام
أَنَّهُ قَالَ: «لَقَدْ غَفَرَ اللهُ عزّو جلّ وَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ بِكَلِمَتَيْنِ دَعَا بِهَا، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ
تُعَذِّبْنِي فَأَهْلْ لِذَلِكَ أَنَا ، وَإِنْ تَغْفِرْ لي فَأَهْلُ لِذَلِكَ أَنْتَ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ »(5).
ص: 253
[1614 / 160] وَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «شَفَاعَتُنَا لِأَهْل الْكَبَائِرِ مِنْ شِيعَتِنا، أَمَّا التَّائِبُونَ فَإِنَّ اللهَ وَ يَقُولُ: « مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ (91)»[التوبة : 91] . » (1).
[1615 / 161] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِقَائِل قَالَ بِحَضْرَتِهِ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ:
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي مَا اَلاِسْتِغْفَارُ؟ اَلاِسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِع عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ: أَوَّهُا اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى وَالثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً، وَالثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى المَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ، وَالرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا، وَالْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الجِلْدَ بِالْعَظْم وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحَمْ جَدِيدٌ، وَالسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ
المَعْصِيَةِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ (2).
[162/1616] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً أُجِّلَ فِيهَا سَبْعَ سَاعَاتِ مِنَ النَّهَارِ، فَإِنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
اَلْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ » (3).
[1617 / 163] عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «اَلْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً أَجَلَهُ اللهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ، فَإِنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ لَم
ص: 254
يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِنْ مَضَتِ السَّاعَاتُ وَلَمْ يَسْتَغْفِرْ كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ، وَإِنَّ اَلْمُؤْمِنَ لَيُذَكَّرُ ذَنْبَهُ بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةٌ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ رَبَّهُ فَيَغْفِرَ لَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَنْسَاهُ مِنْ سَاعَتِهِ » (1).
[1618 / 164] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : صَاحِبُ اَلْيَمِينِ الشَّمَالِ، فَإِذَا
عَلَى صَاحِب عَمِلَ الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ قَالَ صَاحِبُ الْيَمِينِ لِصَاحِبِ الشَّمَالِ : لَا تَعْجَلْ، وَأَنْظِرْهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ، فَإِنْ مَضَى سَبْعَ سَاعَاتٍ وَلَمْ يَسْتَغْفِرْ قَالَ: اكْتُبْ، فَما أَقَلَّ حَيَاءَ هَذَا
اَلْعَبْد» (2).
[1619 / 165] عَنِ الْإِمَامِ الْعَسْكَرِيِّ علیه السلام، قَالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِن كُلَّ لا ذَنْبٍ وَيُطَهِّرُهُ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا خَلَا ذَنْبَيْنِ: تَرْكَ التَّقِيَّةِ، وَتَضْيِيعَ حُقُوقِ
اَلْإِخْوَانِ»(3).
[ 1620 / 166] عن موسی بن جعفر عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: أَبَى اللَّهُ لِصَاحِبِ الْبِدْعَةِ بِالتَّوْبَةِ، وَأَبَى اللَّهُ لِصَاحِبِ الخُلُقِ السَّيِّنِ بِالتَّوْبَةِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَّا صَاحِبُ الْبِدْعَةِ فَقَدْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّهَا، وَأَمَّا صَاحِبُ اَلْخُلُقِ السَّيِّعِ فَإِنَّهُ إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبٍ وَقَعَ فِي ذَنْبٍ أَعْظَمَ
مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي تَابَ مِنْهُ »(4).
ص: 255
[167/1621] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِيَّاكَ وَالْإصْرَارَ ، فَإِنَّهُ مِنْ أَكْبَرِ
الْكَبَائِرِ، وَأَعْظَمِ الْجَرَائِمِ. أَعْظَمُ الذُّنُوبِ ذَنْبٌ أَصَرَّ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ »(1)
[168/1622 ]عَنْ عَبْدِ الله بْن مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ( صَلَوَاتُ اللَّهَ عَلَيْه)ِ: مَا مِنْ عَبْدِ إِلَّا وَعَلَيْهِ أَرْبَعُونَ جُنَّةً حَتَّىٰ يَعْمَلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً ، فَإِذَا عَمِلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً إِنْكَشَفَتْ عَنْهُ الجُنَنُ، فَيُوحِي الله إِلَيْهِمْ أَنِ اسْتُرُوا عَبْدِي بِأَجْنِحَتِكُمْ، فَتَسْتُرُهُ المَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، قَالَ: فَمَا يَدَعُ شَيْئاً مِنَ الْقَبِيحِ إِلَّا قَارَفَهُ حَتَّىٰ يَمْتَدِحَ إِلَى النَّاسِ بِفِعْلِهِ الْقَبيح، فَيَقُولُ اَلمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ، هَذَا عَبْدُكَ مَا يَدَعُ شَيْئاً إِلَّا رَكِبَهُ، وَإِنَّا لَنَسْتَحْيِي مِمَّا يَصْنَعُ، فَيُوحِي اللهُ عزّو جلّ وَ إِلَيْهِمْ أَنِ اِرْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ، فَإِذَا فُعِلَ ذَلِكَ أَخَذَ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْهَتِكُ سِتْرُهُ فِي السَّمَاءِ وَسِتْرُهُ فِي الْأَرْضِ، فَيَقُولُ اَلَمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ، هَذَا عَبْدُكَ قَدْ بَقِيَ مَهْتُوكَ السِّتْرِ ، فَيُوحِي اللهُ عزّو جلّ وَ إِلَيْهِمْ: لَوْ كَانَتْ الله فِيهِ حَاجَةٌ مَا أَمَرَكُمْ أَنْ
تَرْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ » (2).
[ 1623 / 169 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «يَا مُحَمَّدَ اِبْنَ مُسْلِم، ذُنُوبُ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَابَ مِنْهَا مَغْفُورَةٌ لَهُ، فَلْيَعْمَل اَلْمُؤْمِنُ مَا يَسْتَأْنِفُ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالمَغْفِرَةِ، أَمَا وَالله إِنَّهَا لَيْسَتْ إِلَّا لِأَهْل الْإِيمَانِ»، قُلْتُ: فَإِنْ عَادَ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذُّنُوبِ وَعَادَ فِي التَّوْبَةِ؟ فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ، أَتَرَى الْعَبْدَ
ص: 256
اَلْمُؤْمِنَ يَنْدَمُ عَلَى ذَنْبِهِ وَيَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ، ثُمَّ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ تَوْبَتَهُ؟»، قُلْتُ: فَإِنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً، يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَقَالَ: «كُلَّمَا عَادَ الْمُؤْمِنُ بالاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ عَادَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُقَنَّطَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ رَحْمَةِ الله »(1) .
[1624 / 170] وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ بَيْتِهِ علیهم السلام وَصَاحِو أَصْحَابِهِ،
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ(90)» [هود: 90] ، وَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أَذْنَبْتُ، فَقَالَ: «اِسْتَغْفِرِ اللَّه»، فَقَالَ: إِنِّي أَتُوبُ ثُمَّ أَعُودُ، فَقَالَ: «كُلَّمَا أَذُنَبْتَ اِسْتَغْفِرِ اللَّه» ، فَقَالَ: إِذَنْ تَكْثُرَ ذُنُوبِي، فَقَالَ: «عَفْوُ اللَّهَ أَكْثَرُ ، فَلَا تَزَالُ
تَتُوبُ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ المَدْحُورَ » (2).
[171/1625] عن حَمْزَةَ الثَّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ النَّبِيُّ أَنِ اِنْتِ عَبْدِي دَانِيَالَ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، فَإِنْ عَصَيْتَنِي
اَلرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ»، قَالَ: «فَأَتَاهُ دَاوُدُ علیه السلام ، فَقَالَ لَهُ: يَا دَانِيَالُ، إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكَ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، وَعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ، فَإِنْ عَصَيْتَنِي الرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ، فَقَالَ لَهُ دَانِيَالُ: قَدْ بَلَّغْتَ، يَا نَبِيَّ «الله»، قَالَ: «فَلَها كَانَ السَّحَرُ قَامَ دَانِيَالُ وَنَاجَى رَبَّهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّ دَاوُدَ نَبِيَّكَ أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّنِي قَدْ عَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي، وَعَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي، وَعَصَيْتُكَ
ص: 257
فَغَفَرْتَ لِي، وَأَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنِّي إِنْ عَصَيْتُكَ الرَّابِعَةَ لَمْ تَغْفِرْ لِي، فَوَعِزَّتِكَ
لَأَعْصِيَنَّكَ ثم لَأَعْصِيَنَّكَ إِنْ لَمْ تَعْصِمْنِي»(1)
[172/1626] عَنِ ابْنِ فَضَّالِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه و آله وسلم: مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ قَبلَ اللهُ تَوْبَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ السَّنَةَ لَكَثِيرَةٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ قَبْلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّهْرَ لَكَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمْعَةٍ قَبْلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْجُمْعَةَ لَكَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ قَبِلَ اللهُ تَوْبَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ يَوْماً لَكَثِيرُ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُعَايِنَ قَبِلَ اللَّهُ
تَوْبَتَهُ » (2).
بيان: (قَبْلَ أَنْ يُعَايِنَ) أي قبل أنْ يعاين مَلَك الموت.
[1627/ 173] عَنْهُ صلى الله عليه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ لِعَليِّ علیه السلام: «إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ (جَلَّ وَعَزَّ) عائلا: أَنْ لَا يَحْرِمَ شِيعَتَكَ التَّوْبَةَ حَتَّى يَبْلُغَ نَفَسٌ آخِرٌ مِنْهُمْ بِحَنْجَرَتِهِ، فَأَجَابَنِي إِلَى
ذَلِكَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِمْ »(3) .
[1628 / 174] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذَكَّرُ ذَنْبَهُ بَعْدَ سَبْعِ وَعِشْرِينَ سَنَةٌ، وَمَا يُذَكِّرُهُ إِلَّا لِيَسْتَغْفِرَ اللهَ مِنْهُ، فَيُغْفَرَ
لَهُ »(4)
ص: 258
[ 1629 / 175] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ حَقَتْهُ شِدَّةٌ أَوْ نَكْبَةٌ أَوْ ضَيْقٌ
فَقَالَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ»(1)
176/1630] عَنْ أُمِّ سَعْدِ، عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ صَوْتَ الدِّيكِ، وَصَوْتَ قَارِئِ الْقُرْآنِ، وَصَوْتَ الَّذِينَ يَسْتَغْفِرُونَ
بالْأَسْحَارِ »(2).
[177/1631] عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه و آله وسلم فِي حَدِيثٍ: وَثَلَاثَةٌ مَعْصُومُونَ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ: اَلذَّاكِرُونَ الله، وَالْبَاكُونَ مِنْ خَشْيَةِ الله،
وَالمُسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ » (3).
[178/1632] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ السَّمَنْدِي، عَنِ الصَّادِقِ، عَنْ
آبَائِهِ عَلَيْهَا السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : إِنَّ أَفْضَلَ اَلصَّدَقَةِ صَدَقَةُ اَللَّسَانِ، تَحْقُنُ
بِهِ الدَّمَاءَ ، وَتَدْفَعُ بِهِ الْكَرِيبَةَ، وَتَجُرُّ المَنْفَعَةَ إِلَى أَخِيكَ المُسْلِمِ...»، ثُمَّ قَالَ: «يَا فَضْلُ، إِنَّ أَفْضَلَ مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ بِالْأَسْحَارِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:«وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)» [الذاريات : 18] »(4).
[179/1633] مِصْبَاحُ الْكَفْعَمِيُّ: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللهَ فِي سَحَرِ كُلِّ لَيْلَةٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَهُوَ أَتَمُّ الْاِسْتِغْفَارِ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلَيَّ علیه السلام ، فَيَقُولَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وَتَقُولَ سَبْعاً: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ »(5).
ص: 259
[1634 / 180] فِي وَصَايَا لُقْمَانَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، لَا يَكُونُ الدِّيكُ أَكْيَسَ
مِنْكَ، يَقُومُ فِي وَقْتِ السَّحَرِ وَيَسْتَغْفِرُ وَأَنْتَ نَائِمٌ (1).
[181/1635] رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ علیه السلام سَأَلَ جَبْرَئِيلَ عَنْ أَفْضَلِ الْأَوْقَاتِ،
قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّ الْعَرْشَ يَهْتَرُّ فِي الْأَسْحَارِ(2) .
[182/1636] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ
حَتَّى أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَسْأَلَ اللهَ الْعَافِيَةَ»(3).
[1637 / 183] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَا مِنْ عَبْدٍ أَذْنَبَ ذَنْباً فَقَامَ وَتَطَهَّرَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ إِلَّا وَغَفَرَ لَهُ، وَكَانَ حَقِيقاً عَلَى اللَّه أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)» [النساء : 110] »(4) .
184/1638] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَلَا أُحَدِّتُكُمْ عَنْ أَقْوَامٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَنَازِهِمْ مِنَ الله عزّو جلّ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ؟»، قِيلَ: مَنْ هُمْ، يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ يُحَبِّبُونَ عِبَادَ اللَّه إِلَى الله ، وَيُحَبِّبُونَ اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ، قُلْنَا: هَذَا حَبَّبُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ، فَكَيْفَ يُخَيِّبُونَ عِبَادَ
ص: 260
الله إلى الله؟ قَالَ: «يَأْمُرُونَهُمْ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَيَنْهَوْنَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُ اللَّهُ، فَإِذَا أَطَاعُوهُمْ
أَحَبَّهُمُ اللهُ »(1).
185/139] عَنْ عَلِيِّ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ يَشْفَ السلام حَسَنَةٌ أو يَأْمُرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ
شَرِيكٌ، وَمَنْ أَمَرَ بِشَرٌ أَوْ دَلَّ عَلَيْهِ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِيكٌ »(2).
[186/1640] عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام إِذَا مَرَّ بِجَمَاعَةِ يَخْتَصِمُونَ لَا يَجُوزُهُمْ حَتَّى يَقُولَ ثَلَاثَاً: «اِتَّقُوا اللهَ، اِتَّقُوا اللهَ»، يَرْفَعُ بِهَا صوته»(3)
[1641 / 187] عَنْ يَعْقُوبَ بْن يَزِيدَ رَفَعَهُ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام «اَلْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ خِلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، فَمَنْ نَصَرَهُمَا أَعَزَّهُ اللهُ
تَعَالَى، وَمَنْ خَذَهُمَا خَذَلَهُ اللهُ تَعَالَى »(4).
[1642/188] قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام: «وَأَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَى شُعَيْبٍ النَّبِيِّ وَعَجَمَل (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ ): أَنِّي مُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفِ أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ وَسِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ، فَقَالَ علیه السلام: يَا رَبِّ، هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ، فَما بَالُ الْأَخْيَارِ؟
فَأَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَيْهِ : دَاهَنُوا أَهْلَ المَعَاصِي، وَلَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي »(5)
ص: 261
[1643 / 189] رُوِيَ عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَزَالُ اَلنَّاسُ بِخَيْرِ مَا أَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ نُزِعَتْ مِنْهُمُ الْبَرَكَاتُ، وَسُلَّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَاصِرٌ فِي الْأَرْضِ، وَلَا فِي السَّمَاءِ»(1).
[1644 / 190] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : إِنَّ اللهَ عزّو جلّ لَيُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ اَلضَّعِيفَ الَّذِي لَا دِينَ لَهُ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا
الْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا دِينَ لَهُ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ » (2).
[1645 / 191] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَتْ نِسَاؤُكُمْ، وَفَسَقَ شَبَابُكُمْ، وَلَمْ تَأْمُرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَلَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ فَقِيلَ لَهُ: وَيَكُونُ ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ مِنْ ذَلِكَ، فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ المَعْرُوفِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله، وَيَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ المَعْرُوفَ مُنْكَراً، وَالمُنْكَرَ مَعْرُوفاً ؟ »(3)
[192/1646] وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مِنْ تَرَكَ إِنْكَارَ اَلْمُنْكَرِ بِقَلْبِهِ
وَيَدَهُ وَلِسَانِهِ فَهُوَ مَيْتُ بَيْنَ الْأَحْيَاءِ »(4).
ص: 262
[193/1647] وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ علیه السلام
يَقُولُ: «أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ، ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ، بِقُلُوبِكُمْ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً وَلَمْ يُنْكِرُ مُنْكَراً قُلِبَ، فَجُعِلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ
وَأَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ » (1).
[1648 / 194] فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِلْحَسَنِ علیهما السلام: «وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَأَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ وَلِسَانِكَ، وَبَايِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ، وَجَاهِدْ فِي اللَّه حَقَّ جِهَادِهِ، وَلَا تَأْخُذْكَ فِي اللَّه لَوْمَةُ لَائِم(2) .
[1649 / 195] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ مَشَىٰ إِلَى ا السلام سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهُ وَوَعَظَهُ وَخَوَّفَهُ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ وَمِثْلُ أَعْمَالِهِمْ»(3).
[ 196/1650] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَيُّهَا نَاشٍ نَشَأَ فِي قَوْمِهِ ثُمَّ لَمْ يُؤَذَبْ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، كَانَ اللَّهُ عزّو جلّ أَوَّلَ مَا يُعَاقِبُهُمْ فِيهِ أَنْ
يَنْقُصُ مِنْ أَرْزَاقِهِمْ»(4).
[1651 / 197 ]عن النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فِي حَدِيثٍ، قَالَ: «لَقَدْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى
جَبْرَئِيلَ أَنْ يَخْسِفَ بِبَلَدٍ يَشْتَمِلُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : يَا رَبِّ، أَخْسِفُ بِهِمْ إِلَّا بِفُلَانٍ اَلزَّاهِدِ؟ لِيَعْرِفَ مَا ذَا يَأْمُرُهُ اللَّهُ فِيهِ؟ فَقَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: اِخْسِفْ بِفُلَانِ قَبْلَهُمْ، فَسَأَلَ رَبَّهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، عَرَّفْنِي لِمَ ذَلِكَ وَهُوَ زَاهِدٌ عَابِدٌ؟ قَالَ: مَكَّنْتُ لَهُ وَأَقْدَرْتُهُ، فَهُوَ لَا يَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ، وَلَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَكَانَ يَتَوَفَّرُ عَلَى حُبِّهِمْ فِي غَضَبِي، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، فَكَيْفَ بِنَا وَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ عَلَى إِنْكَارِ مَا
ص: 263
نُشَاهِدُهُ مِنْ مُنْكَرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَعْمَّنَّكُمْ عَذَابُ الله» ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُنْكِرْهُ بِيَدِهِ إِنِ اسْتَطَاعَ ،
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، فَحَسْبُهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ
لِذَلِكَ كَارِه»(1).
[198/1652] اَلْغُرَرُ: قَالَ علیه السلام: مَنْ أَمَرَ بِالمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ
المُؤْمِنِينَ»(2).
[1653 / 199] عَن اَلسَّكُونِيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام، عَنْ عَلِىِّ علیه السلام
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ شَهِدَ أَمْراً فَكَرِهَهُ كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ
غَابَ عَنْ أَمْرِ فَرَضِيَهُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ » (3) .
[1654 / 200] عَنْ مُحَمَّدِ بْن سَلَمَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ): «إِنَّمَا يَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضَا وَالسَّخَطُ، فَمَنْ رَضِيَ أَمْراً فَقَدْ
دَخَلَ فِيهِ، وَمَنْ سَخِطَهُ فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ »(4) .
[201/1655] عَنِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ اهْتَرَوِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي اَحْسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرّضَا علیه السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي حَدِيثٍ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ علیه السلام قَتَلَ ذَرَارِيَّ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ علیه السلام بِفِعَالِ آبَائِهِمْ، فَقَالَ علیه السلام : «هُوَ كَذَلِكَ»، فَقُلْتُ: وَقَوْلُ الله عزّو جلّ: «قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ
ص: 264
وِزْرَ أُخْرَى (164)» [الأنعام: 164]، مَا مَعْنَاهُ؟ قَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ، وَلَكِنْ ذَرَارِيُّ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ علیه السلام يَرْضَوْنَ بِأَفْعَالِ آبَائِهِمْ وَيَفْتَخِرُونَ بِهَا، وَمَنْ رَضِيَ شَيْئاً كَانَ كَمَنْ أَتَاهُ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ بِالمَشْرِقِ فَرَضِيَ بِقَتْلِهِ رَجُلٌ فِي المَغْرِبِ لَكَانَ الرَّاضِي عِنْدَ الله عزّو جلّ شَرِيكَ اَلْقَاتِلِ، وَإِنَّمَا يَقْتُلُهُمُ الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا خَرَجَ لِرِضَاهُمْ
بِفِعْلِ آبَائِهِمْ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ يَبْدَأُ الْقَائِمُ علیه السلام مِنْكُمْ إِذَا قَامَ؟ قَالَ: «يَبْدَأُ بِبَنِي شَيْبَةَ فَيَقْطَعُ أَيْدِيَهُمْ، لِأَنَّهُمْ سُرَاقُ بَيْتِ الله عزّو جلّ»(1).
[202/1656] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَرْقَطِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ لِي: الا «تَنْزِلُ الْكُوفَةَ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَتَرَوْنَ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ لا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ أَحَداً ، قَالَ: «فَإِذَا أَنْتَ لَا تَرَى الْقَاتِلَ مَنْ قَتَلَ أَوْ مَنْ وَلِيَ الْقَتْلَ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ الله: «قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)» [آل عمران 183] ، فَأَيُّ رَسُولٍ قَبْلَ الَّذِي كَانَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله وسلم بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِيسَى رَسُولٌ ، إِنَّمَا رَضُوا قَتْلَ أُولَئِكَ فَسُمُّوا قَاتِلِينَ »(2).
[ 203/1657] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى مَوْلَى آلِ سَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ،
قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا (6)»[التحريم: 6]»، قَالَ: جَلَسَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْكِي، وَقَالَ: أَنَا عَجَزْتُ عَنْ نَفْسِي كُلِّفْتُ أَهْلِي، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: حَسْبُكَ أَنْ تَأْمُرَهُمْ بِمَا تَأْمُرُ بِهِ نَفْسَكَ، وَتَنْهَاهُمْ عَمَّا تَنْهَى عَنْهُ نَفْسَكَ» (3).
ص: 265
[204/1658] عَنْ أَبِي بَصِيرِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عزّو جلّ: «قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا (6)» [التحريم: 6] قُلْتُ: كَيْفَ أَقِيهُمْ؟ فَقَالَ: «تَأْمُرُهُمْ بِمَا أَمَرَ اللهُ عزّو جلّ، وَتَنْهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمُ اللَّهُ عزّو جلّ، فَإِنْ أَطَاعُوكَ كُنْتَ قَدْ وَقَيْتَهُمْ، وَإِنْ عَصَوْكَ
كُنْتَ قَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ » (1) .
[1659 / 205] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَزَالُ اَلْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يُورِثُ أَهْلَ بَيْتِهِ الْعِلْمَ وَالْأَدَبَ الصَّالِحَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ جَمِيعاً حَتَّى لَا يَفْقِدَ مِنْهُمْ صَغِيراً وَلَا كَبِيراً وَلَا خَادِماً وَلَا جَاراً، وَلَا يَزَالُ اَلْعَبْدُ الْعَاصِي يُورِثُ أَهْلَ بَيْتِهِ الْأَدَبَ السَّيِّئَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ النَّارَ جَمِيعاً حَتَّى لَا يَفْقِدَ فِيهَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ صَغِيراً وَلَا كَبِيراً وَلَا خَادِماً وَلَا جَاراً »(2) .
[ 206/1660] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا أَقرَّ قَوْمٌ بِالْمُنْكَرِ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ لَا يُغَيِّرُونَهُ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ عزّو جلّ بِعِقَابِ مِنْ
عِنْدِهِ » (3).
[207/1661]قَوْلُهُ علیه السلام: «مُرُ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا فِي كَسْبِ المَكَارِمِ،
وَيُدْ جُوا فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِم »(4) .
ص: 266
[208/1662] عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «وَيْلٌ
لَنْ يَأْمُرُ بِالْمُنْكَرِ، وَيَنْهَى عَنِ المَعْرُوفِ »(1).
[ 209/1663] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «بِئْسَ
الْقَوْمُ قَوْمٌ يَعِيبُونَ الْأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَن المُنكَرِ »(2).
[1664 / 210] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: يَذُوبُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ فِي جَوْفِهِ كَمَا يُذَابُ
اَمِلْحُ فِي المَاءِ مِمَّا يَرَى مِنَ الْمُنْكَرِ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيّرَهُ »(3).
[211/1665] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «بِئْسَ الْقَوْمُ يَقْذِفُونَ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ، بِئْسَ الْقَوْمُ لَا يَقُومُونَ الله بِالْقِسْطِ، بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمُ يَقْتُلُونَ
الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ فِي النَّاسِ»(4).
بيان :وهذا ما يفعله هذه الأيَّام من بيده الإعلام بإلصاق تهمة التشدُّد والتطرُّف وعدم الوسطيَّة على من يتمسَّك بدينه ويأمر بالمعروف ولا يسكت عن
المنكر.
[212/1666] عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ وَسُئِلَ عَنِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ المُنكَرِ، أَوَاجِبٌ هُوَ عَلَى الْأُمَّةِ جَمِيعاً؟ فَقَالَ: «لَا»، فَقِيلَ: وَلِمِ؟ قَالَ: «إِنَّمَا هُوَ عَلَى الْقَوِيُّ، اَلْطَاعِ الْعَالِمِ بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْمُنْكَرِ، لَا عَلَى الضَّعَفَةِ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً إِلَى أَيُّ مِنْ أَيُّ، يَقُولُ مِنَ الحقِّ
ص: 267
إِلَى الْبَاطِلِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ كِتَابُ الله عزّو جلّ: «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (104)»[آل عمران: 104]، فَهَذَا خَاصٌ غَيْرُ عَامٌ، كَمَا قَالَ اللهُ عزّو جلّ: «وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)» [الأعراف: 159]، وَلَمْ يَقُلْ : عَلَى أُمَّةٍ مُوسَى، وَلَا عَلَى كُلِّ قَوْمِهِ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أُمَمٌ مُختلِفَةٌ، وَالْأُمَّهُ وَاحِدٌ فَصَاعِداً ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ (120)»[النحل: 120] ، يَقُولُ: مُطيعاً الله ، وَلَيْسَ عَلَى مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ وحل، فِي الهُدْنَةِ مِنْ حَرَجٍ إِذَا كَانَ لَا قُوَّةَ لَهُ وَلَا عَدَدَ وَلا طَاعَةَ»، قَالَ مَسْعَدَةُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام وَسُئِلَ عَن الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ أَفْضَلَ اَلْجِهَادِ كَلِمَةٌ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ، مَا مَعْنَاهُ؟ قَالَ: «هَذَا عَلَىٰ أَنْ يَأْمُرَ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يُقْبَلُ مِنْهُ وَإِلَّا فَلَا »(1).
[ 1667 / 213] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّمَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ مَنْ كَانَتْ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ: عَامِلٌ بِمَا يَأْمُرُ بِهِ، وَتَارِكُ لِمَا يَنْهَى عَنْهُ، عَادِلٌ فِيمَا يَأْمُرُ ، عَادِلٌ فِيمَا يَنْهَى ، رَفِيقٌ فِيمَا يَأْمُرُ، وَرَفِيقٌ
فِيمَا يَنْهَى »(2)
[214/1668] عن الْإِمَامِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُوجِبُونَ أَمْراً
بِمَعْرُوفٍ، وَلَا نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ إِلَّا إِذَا أَمِنُوا اَلضَّرَرَ، يَطْلُبُونَ لِأَنْفُسِهِمُ اَلرُّخَصَ...»، إلى أنْ قال: «وَلَوْ أَضَرَّتِ الصَّلَاةُ بِسَائِرِ مَا يَعْمَلُونَ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَبْدَانِهِمْ لَرَفَضُوهَا كَمَا رَفَضُوا أَسْمَى اَلْفَرَائِضِ وَأَشْرَفَهَا » (3).
ص: 268
بيان :هذا حال من يعبد هواه وهو متلبس بلباس أهل الدِّين، يحوط الدِّين ما درت معيشته حتَّى إذا زاحم ذلك مصالحه الماليَّة والاجتماعيَّة نبذ أحكام الدِّين، وأدار ظهره لأهل الدِّين، وأقبل على مصالحه يحفظها ويحوطها على
حساب دينه.
[ 1669 / 215] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيم نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيم غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ
نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلَالِ مِنْ مُعَلَّم اَلنَّاسِ وَمُؤَدِّهِمْ»(1).
[ 216/1670] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ لِلْمُفَضَّل : أَي مُفَضَّلُ، « قُلْ لِشِيعَتِنَا: كُونُوا دُعَاةَ إِلَيْنَا بِالْكَفْ عَنْ مَحَارِم الله، وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ، وَاتَّبَاعِ
رِضْوَانِهِ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا كَانُوا كَذَلِكَ كَانَ اَلنَّاسُ إِلَيْنَا سَارِ عِينَ »(2).
[217/1671] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «كَانَ لِي فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اللَّه ، وَكَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ، وَكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ، فَلَا يَشْتَهِي مَا لَا يَجِدُ، وَلَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ، وَكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً، فَإِنْ قَالَ بَذَّ الْقَائِلِينَ، وَنَقَعَ غَلِيلَ السَّائِلِينَ، وَكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً، فَإِنْ جَاءَ الجُد فَهُوَ لَيْثُ غَادٍ وَصِلُّ وَادٍ، لَا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً، وَكَانَ لَا يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ العُذْرَ فِي مِثْلِهِ يَسْمَعَ اِعْتِدَارَهُ، وَكَانَ لَا يَشْكُو وَجَعاً إِلَّا عِنْدَ بُرْئِهِ، وَكَانَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ وَلَا
ص: 269
يَقُولُ مَا لَا يَفْعَلُ، وَكَانَ إِنْ غُلِبَ عَلَى الْكَلَام لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ، وَكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ نَظَرَ أَيُّهَا أَقْرَبُ إِلَى بِهَذِهِ الخَلَائِقِ
أَهْوَى فَخَالَفَهُ، فَالْزَمُوهَا ، وَتَنَافَسُوا فِيهَا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ اَلْقَلِيل خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ »(1) .
بيان هذه بعض صفات المؤمنين والتي تحلَّى بها رجل( قيل: إنَّه عثمان بن مظعون رحمه الله)، واستحقَّ بذلك أنْ يعتبره أمير المؤمنين علیه السلام أخاه في الله، فما أحرى بالمؤمن أن يحرص على التحلِّي بها أو ببعضها على الأقلّ، ليكون أقرب إلى تلك الصفة المرضيَّة الله تعالى ولأمير المؤمنين علیه السلام.
[218/1672] عن الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله الصَّادِقِ علیه السلام: بِمَ يُعْرَفُ النَّاجِي ؟ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَهُوَ نَاجِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَإِنَّمَا ذَلِكَ مُسْتَوْدَع »(2).
[219/1673] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام في خُطْبَة : «فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ظَهَرَ علا اَلْفَسَادُ فَلَا مُنْكِرُ مُغَيَّرُ ، وَلَا زَاجِرٌ مُزْدَجِرٌ ، أَفَبِهَذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللهَ فِي دَارِ قُدْسِهِ، وَتَكُونُوا أَعَزَّ أَوْلِيَائِهِ عِنْدَهُ؟ هَيْهَاتَ لَا يُخْدَعُ اللَّهُ عَنْ جَنَّتِهِ، وَلَا تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ، لَعَنَ اللهُ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ اَلتَّارِكِينَ لَهُ، وَالنَّاهِينَ عَنِ الْمُنكَرِ الْعَامِلِينَ بِهِ »(3).
ص: 270
[1674 / 220] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «أَمَرَنَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنْ نَلْقَى أَهْلَ المَعَاصِي بِوُجُوهِ مُكْفَهِرَّةِ»(1) .
[221/1675 ]عَنِ الْحَارِثِ بْن الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
لأَخْذَنَّ الْبَرِي مِنْكُمْ بِذَنْبِ السَّقِيمِ، وَلِمَ لَا أَفْعَلُ وَيَبْلُغُكُمْ عَنِ الرَّجُلِ مَا يَشِينُكُمْ وَيَشِينُنِي فَتُجَالِسُونَهُمْ وَتُحَدِّثُونَهُمْ ، فَيَمُرُّ بِكُمُ اَلَمَارُّ فَيَقُولُ: هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ هَذَا، فَلَوْ أَنَّكُمْ إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ مَا تَكْرَهُونَ زَبَرْتُوهُمْ وَنَهَيْتُمُوهُمْ كَانَ أَبَرَّ بِكُمْ
وبي »(2).
بيان: يتوعَّد الإمام علیه السلام أصحابه هنا بأنَّه سيتعامل مع البريء منهم
تعامله مع السقيم، وما ذلك إلَّا لانَّهم تركوا النهي عن المنكر، وتهاونوا في ردع من يتجاوز منهم على الحقائق، ويأتي بما يشين من الكلام. وليت الإمام علیه السلام يشهد زماننا هذا، إذ يُعَدُّ السكوت عن الانحراف حكمة، وتجنُّب المواجهة مع
أهل الريب والضلالة وسطيةً ،واعتدالاً، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
[222/1676] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ سَنَةٍ أَقَلَّ مَطَراً مِنْ سَنَةٍ وَلَكِنَّ اللهَ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ إِذَا
ص: 271
عَمِلَ قَوْمٌ بِالمَعَاصِي صَرَفَ عَنْهُمْ مَا كَانَ قَدَّرَ هُمْ مِنَ المَطَرِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَى غَيْرِهِمْ وَإِلَى الْفَيَافِي وَالْبِحَارِ وَالْجِبَالِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ اَلجُعَلَ فِي جُحْرِهَا بِحَبْس اَلمَطَرِ عَنِ الْأَرْضِ الَّتِي هِيَ بِمَحَلَّهَا بِخَطَايَا مَنْ بِحَضْرَتِهَا، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ هَا اَلسَّبِيلَ فِي مَسْلَكِ سِوَى مَحَلَّةِ أَهْلِ المَعَاصِي»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار»(1).
[1677 / 223] قَالَ اِبْنُ حُمَمْدُونٍ: كَتَبَ المَنْصُورُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ : لِمَ لَا تَغْشَانَا كَمَا يَغْشَانَا سَائِرُ اَلنَّاسِ؟ فَأَجَابَهُ: «لَيْسَ لَنَا مَا نَخَافُكَ مِنْ أَجْلِهِ، وَلَا عِنْدَكَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ مَا نَرْجُوكَ لَهُ، وَلَا أَنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَنْهَنِّيكَ، وَلَا تَرَاهَا نَقِمَةً فَنُعَزِّيَكَ بِهَا، فَمَا نَصْنَعُ عِنْدَكَ؟»، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ : تَصْحَبُنَا لِتَنْصَحَنَا، فَأَجَابَهُ علیه السلام: «مَنْ أَرَادَ اَلدُّنْيَا لَا يَنْصَحُكَ، وَمَنْ أَرَادَ اَلْآخِرَةَ لَا يَصْحَبُكَ»، فَقَالَ اَلمَنْصُورُ: وَالله لَقَدْ مَيَّزَ عِنْدِي مَنَازِلَ النَّاسِ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا مِمَّنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ، وَأَنَّهُ مِمَّنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ لَا الدُّنْيَا (2).
[ 1678 / 224] صَفْوَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَالُ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي الحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام، فَقَالَ ِلي: «يَا صَفْوَانُ، كُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ مَا خَلَا شَيْئاً وَاحِداً»، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَيُّ شَيْءٍ؟ قَالَ: «إِكْرَاؤُكَ جِمَالَكَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ - هَارُونَ (»، قُلْتُ: وَالله مَا أَكْرَيْتُهُ أَشَراً وَلَا بَطَراً وَلَا لِصَيْدٍ وَلَا لِلَهْوِ، وَلَكِنِّي أُكْرِيهِ هِذَا الطَّرِيقِ - يَعْنِي طَرِيقَ مَكَّةَ -، وَلَا أَتَوَلَّاهُ بِنَفْسِي وَلَكِنْ أَنْصِبُ
ص: 272
مَعَهُ غِلْمَانِي، فَقَالَ ِلي: يَا صَفْوَانُ، أَيْقَعُ كِرَاؤُكَ عَلَيْهِمْ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فدَاكَ، فَقَالَ لي: «أَتُحِبُّ بَقَاءَهُمْ حَتَّى يَخْرُجَ كِرَاؤُكَ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَنْ أَحَبَّ بَقَاءَهُمْ فَهُوَ مِنْهُمْ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَانَ وَرَدَ النَّارَ»، قَالَ صَفْوَانُ: فَذَهَبْتُ وَبِعْتُ جَمَالِي عَنْ آخِرِهَا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ إِلَى هَارُونَ، فَدَعَانِي وَقَالَ: يَا صَفْوَانُ، بَلَغَنِي أَنَّكَ بِعْتَ جِمَالَكَ، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لِم؟ قُلْتُ: أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَأَنَّ الْعِلْمَانَ لَا يَفُونَ بِالْأَعْمَالِ، فَقَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَنْ أَشَارَ عَلَيْكَ بِهَذَا، أَشَارَكَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قُلْتُ: مَا لِي وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ؟ فَقَالَ: دَعْ هَذَا عَنْكَ، فَوَالله لَوْلَا حُسْنُ صُحْبَتِكَ لَقَتَلْتُكَ »(1)
[225/1679] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام فِي حَدِيثٍ
طَوِيلِ: وَإِيَّاكُمْ وَصُحْبَةَ الْعَاصِينَ ، وَمَعُونَةَ الظَّالِمِينَ، وَمُجَاوَرَةَ الْفَاسِقِينَ »(2).
[ 226/1680] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَا
يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِساً يُعْصَى اللَّهَ فِيهِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى تَغْيِيرِهِ »(3).
[227/1681] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ قَرِينِ السَّوْءِ »(4).
[228/1682] عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ الله الحَسَنِي، قَالَ: قُلْتُ لِأَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا علیهما السلام يا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ عَنْ
ص: 273
آبَائِكَ علیهم السلام، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : لَا يَزَالُ اَلنَّاسُ بِخَيْرِ مَا تَفَاوَتُوا ، فَإِذَا اسْتَوَوْا هَلَكُوا»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا اِبْنَ رَسُولِ الله قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِم علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : لَوْ تَكَاشَفْتُمْ مَا تَدَافَتُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ
رَسُولِ الله فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
عَلَيْهَا اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَسَعُوهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ، وَحُسْنِ اللّقَاءِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَسَعُوهُمْ بِأَخْلَاتِكُمْ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مَنْ عَتَبَ عَلَى الزَّمَانِ طَالَتْ مَعْتَبَتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ الله، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مُجَالَسَةُ الْأَشْرَارِ تُورِثُ سُوءَ الظَّنِّ بِالْأَخْيَارِ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : بِئْسَ الزَّادُ إِلَى المَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : قِيمَةٌ كُلِّ اِمْرِي مَا يُحْسِنُهُ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : المَرْءُ مَحْبُوءُ تَحْتَ لِسَانِهِ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: مَا هَلَكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَهُ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ الله فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: التَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ مِنَ النَّدَم»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ
ص: 274
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مَنْ وَيْقَ بِالزَّمَانِ صُرِعَ ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ الله، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام:
خَاطَرَ بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِهِ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: قِلَّةُ الْعِيَالِ
أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ»، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: مَنْ رَضِيَ بِالْعَافِيَةِ مِمَّنْ دُونَهُ رُزِقَ السَّلَامَةَ
فَوْقَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: حَسْبِي (1).
[229/1683 ]عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَصَاعِداً إِلَّا حَضَرَ مِنَ المَلَائِكَةِ مِثْلُهُمْ، فَإِنْ دَعَوْا بِخَيْرٍ أَمَّنُوا، وَإِنِ اسْتَعَادُوا مِنْ شَرِّ دَعَوُا اللَّهَ لِيَصْرِفَهُ عَنْهُمْ، وَإِنْ سَأَلُوا حَاجَةٌ تَشَفَعُوا إِلَى اللَّه وَسَأَلُوهُ قَضَاهَا، وَمَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَاحِدِينَ إِلَّا حَضَرَهُمْ عَشَرَةٌ أَضْعَافِهِمْ مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَإِنْ تَكَلَّمُوا تَكَلَّمَ الشَّيْطَانُ بِنَحْوِ كَلَامِهِمْ، وَإِذَا ضَحِكُوا ضَحِكُوا مَعَهُمْ، وَإِذَا نَالُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ الله نَالُوا مَعَهُمْ، فَمَنِ ابْتُلِيَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ فَإِذَا خَاضُوا فِي ذَلِكَ فَلْيَقُمْ، وَلَا يَكُنْ شِرْكَ شَيْطَانٍ، وَلَا جَلِيسَهُ، فَإِنَّ
ص: 275
غَضَبَ الله عزّو جلّ يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ، وَلَعْنَتَهُ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ»، ثُمَّ قَالَ (صَلَوَاتُ الله
عَلَيْهِ ): فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُنْكِرْ بِقَلْبِهِ وَلْيَقُمْ وَلَوْ حَلْبَ شَاةٍ أَوْ فُوَاقَ نَاقَةٍ »(1) .
[ 1684 / 230] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ:« مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَقْعُدَنَّ فِي مَجْلِسٍ يُعَابُ فِيهِ إِمَامٌ، أَوْ يُنتَقَصُ
فِيهِ مُؤْمِنٌ »(2).
[1685 / 231] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: «مَنْ جَالَسَ لَنَا عَائِباً، أَوْ مَدَحَ لَنَا قَالِياً، أَوْ وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً، أَوْ قَطَعَ لَنَا وَاصِلاً، أَوْ وَالَى لَنَا عَدُوًّا، أَوْ عَادَى لَنَا وَلِيًّا فَقَدْ كَفَرَ بِالَّذِي أَنْزَلَ السَّبْعَ المَثَانِي
وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ »(3).
[1686 / 232] عَنِ الْجُعْفَرِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلحَسَنِ علیه السلام يَقُولُ: «مَا لِي رَأَيْتُكَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ؟»، فَقَالَ: إِنَّهُ خَالِي، فَقَالَ: «إِنَّهُ يَقُولُ فِي اللَّهِ قَوْلاً عَظِيماً، يَصِفُ اللهَ وَلَا يُوصَفُ فَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَهُ وَتَرَكْتَنَا، وَإِمَّا جَلَسْتَ مَعَنَا وَتَرَكْتَهُ، فَقُلْتُ : هُوَ يَقُولُ مَا شَاءَ، أَيُّ شَيْءٍ عَلَيَّ مِنْهُ إِذَا لَمْ أَقُلْ مَا يَقُولُ؟ فَقَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ علیه السلام: «أَمَا تَخَافُ أَنْ تَنْزِلَ بِهِ نَقِمَةٌ فَتُصِيبَكُمْ جَمِيعاً؟ أَمَا عَلِمْتَ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى علیه السلام وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا لَقَتْ خَيْلُ
ص: 276
فِرْعَوْنَ مُوسَى علیه السلامتَخَلَّفَ عَنْهُ لِيَعِظُ أَبَاهُ فَيُلْحِقَهُ بِمُوسَى، فَمَضَى أَبُوهُ وَهُوَ يُرَاغِمُهُ حَتَّى بَلَغَا طَرَفاً مِنَ الْبَحْرِ، فَغَرِقَا جَمِيعاً، فَأَتَى مُوسَى علیه السلام الخَبَرُ، فَقَالَ:
«هُوَ فِي رَحْمَةِ اللَّه ، وَلَكِنَّ النَّقِمَةَ إِذَا نَزَلَتْ لَمْ يَكُنْ لَهَا عَمَّنْ قَارَبَ المُذْنِبَ دِفَاعْ » (1).
[233/1687] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «مَنْ مَشَىٰ إِلَى صَاحِبٍ بِدْعَةٍ فَوَقَرَهُ فَقَدْ
سَعَى فِي هَدْمِ الْإِسْلَامِ »(2).
[ 1688 / 234] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرِ الْبَزَنْطِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ ذُكِرَ عِنْدَهُ الصُّوفِيَّةُ وَلَمْ يُنْكِرْهُمْ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ أَنْكَرَهُمْ فَكَأَنَّهَا جَاهَدَ الْكُفَّارَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم »(3).
[235/1689 ]عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبو اَلْحَسَنِ علیه السلام وَلَيْسَ مِنْ قُوَّامِهِ أَحَدٌ إِلَّا وَعِنْدَهُ المَالُ الْكَثِيرُ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ ففِهِمْ وَجُحُودِهِمْ مَوْتِهِ، وَكَانَ عِنْدَ زِيَادٍ الْقَنْدِي سَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعِنْدَ عَلِيَّ مِنِ أَبِي حَمْزَةَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ وَتَبَيَّنَ لِيَ اَخْقُ وَعَرَفْتُ مِنْ أَمْرِ أَبِي اَلحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام مَا عَرَفْتُ تَكَلَّمْتُ وَدَعَوْتُ النَّاسَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَبَعَثَا إِلَى وَقَالَا لِي: مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا؟ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ اَلَمَالَ فَنَحْنُ نُغْنِيكَ، وَضَمِنَا لِي عَشَرَةَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَقَالَا لِي كُفَّ فَأَبَيْتُ، فَقُلْتُ هَا: إِنَّا رُوِّينَا عَنِ الصَّادِقِينَ علیهم السلام أَتَهُمْ
ص: 277
قَالُوا: «إِذَا ظَهَرَتِ الْبَدَعُ فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عِلْمَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ سُلِبَ نُورَ الْإِيمَانِ»، وَمَا كُنْتُ لِأَدَعَ الْجِهَادَ فِي أَمْرِ الله عزّو جلّ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَنَاصَبَانِي، وَأَظْهَرَا لي الْعَدَاوَة(1).
[ 236/1690] مِنْ كَلَامِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِأَبِي ذَرِّ رحمه الله لَمَّا أُخْرِجَ إِلَى الرَّبَذَةِ: يَا أَبَا ذَرٌ، إِنَّكَ غَضِبْتَ اللهِ، فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ، إِنَّ الْقَوْمَ خَافُوكَ عَلَى دُنْيَاهُمْ وَخِفْتَهُمْ فِي أَيْدِيهِمْ مَا خَافُوكَ عَلَيْهِ، عَلَى دِينِكَ، فَاتْرُل
وَأَهْرُبْ مِنْهُمْ بِمَا خِفْتَهُمْ عَلَيْهِ، فَمَا أَحْوَجَهُمْ إِلَى مَا مَنَعْتَهُمْ، وَمَا أَغْنَاكَ عَمَّا مَنَعُوكَ، وَسَتَعْلَمُ مَنِ الرَّابِحُ غَداً وَالْأَكْثَرُ حُمَّداً، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ كَانَتَا عَلَى عَبْدِ رَتْقاً ثُمَّ اتَّقَى اللَّهَ لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُمَا فَخَرَجاً، لَا يُؤْنِسَنَّكَ إِلَّا الحَقُّ وَلَا يُوحِشَنَّكَ إِلَّا الْبَاطِلُ، فَلَوْ قَبِلْتَ دُنْيَاهُمْ لَأَحَبُّوكَ، وَ [لَوْ ] قَرَضْتَ مِنْهَا لَأَمَّنُوكَ »(2).
[237/1691] عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ اَلْعَبْدُ الصَّالِحُ : «يَا يُونُسُ، أَرْفُقُ بِهِمْ فَإِنَّ كَلَامَكَ يَدِقُ عَلَيْهِمْ»، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِي: زِنْدِيقٌ، قَالَ لِي: «وَمَا يَضُرُّكَ أَنْ يَكُونَ فِي يَدِكَ لُؤْلُوَةٌ يَقُولُ اَلنَّاسُ : هِيَ حَصَاةٌ، وَمَا كَانَ يَنْفَعُكَ أَنْ يَكُونَ فِي يَدِكَ حَصَاةٌ فَيَقُولَ النَّاسُ : لُؤْلُؤَةً؟ » (3) .
ص: 278
[238/1692] قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام: «أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
مُوسَى علیه السلام: حَبني إِلَى خَلْقِي، وَحَبِّبٍ خَلْقِي إِلَيَّ، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَفْعَلُ؟ قَالَ: ذَكَّرْهُمْ آلَائِي وَنَعْمَائِي لِيُحِبُّونِي، فَلَئِنْ تَرُدَّ آبِقاً عَنْ بَابِي أَوْ ضَالَّا عَنْ فِنَائِي أَفْضَلُ لَكَ مِنْ عِبَادَةِ [مائَةِ] سَنَةٍ بِصِيَام نَهَارِهَا وَقِيَامِ لَيْلَهَا، قَالَ مُوسَى علیه السلام : وَمَنْ هَذَا الْعَبْدُ الْآبِقُ مِنْكَ؟ قَالَ: اَلْعَاصِي الْمُتَمَرِّدُ، قَالَ: فَمَنِ الضَّالُ عَنْ فِنَائِكَ؟
قَالَ: اَلْجَاهِلُ بِإِمَامٍ زَمَانِهِ تُعَرِّفُهُ، وَالْغَائِبُ عَنْهُ بَعْدَ مَا عَرَفَهُ الْجَاهِلُ بِشَرِيعَةِ دِينِهِ
تُعَرِّفُهُ شَرِيعَتَهُ وَمَا يَعْبُدُ بِهِ رَبَّهُ وَيَتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى مَرْضَاتِهِ »(1) .
[239/1693] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَالدَّالُ عَلَى اَلخَيْرِ كَفَاعِلِهِ،
وَاللهُ عزّو جلّ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ» (2).
[1694 / 240] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
لِعَلِيِّ علیه السلام: عَلَيْكَ بِصَنَائِعِ الْخَيْرِ ، فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مَصَارِعَ السَّوْءِ »(3).
[ 241/1695] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ أَوْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ
ص: 279
الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم : يَا رَسُولَ الله، فِدَاكَ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا ، إِنَّ أَصْحَابَ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا عُرِفُوا بِمَعْرُوفِهِمْ، فَبِمَ يُعْرَفُونَ فِي الْآخِرَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَدْخَلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ أَمَرَ رِيحاً عَبقَةً طَيِّبَةً فَلَزِقَتْ بِأَهْلِ المَعْرُوفِ، فَلَا يَمُرُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِمَلَإٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدُوا رِيحَهُ
فَقَالُوا: هَذَا مِنْ أَهْلِ اَلَمَعْرُوفِ »(1).
[1696 / 242] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «لَا تُحَقِّرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً، وَمِنَ المَعْرُوفِ
أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهِ طَلِقٍ وَبِشْرٍ حَسَنٍ »(2).
[ 1697 / 243] عَنْ عَلِیِّ علیه السلام( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمائَةِ)، قَالَ: «اِصْطَنِعُوا
المَعْرُوفَ بِمَا قَدَرْتُمْ عَلَى إِصْطِنَاعِهِ فَإِنَّهُ يَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ » (3).
[ 1698 / 244] الْغُرَرُ : قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «عَلَيْكُمْ بِصَنَايِع المَعْرُوفِ فَإِنَّهَا السلام نِعْمَ الزَّادُ إِلَى المَعَادِ كُلُّ نِعْمَةٍ أُنِيلَ مِنْهَا المَعْرُوفُ فَإِنَّهَا مَأْمُونَةُ السَّلْبِ مُحَصَّنَةٌ مِنَ الْغِيَرِ. صَاحِبُ المَعْرُوفِ لَا يَعْثَرُ، وَإِذَا عَثَرَ وَجَدَ مُتَكَاً »(4).
[245/1699] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلى علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «وَاعْلَمُوا أَنَّ المَعْرُوفَ
مُكْسِبٌ حَمْداً، وَمُعَقِّبٌ أَجْراً ، فَلَوْ رَأَيْتُمُ المَعْرُوفَ رَجُلاً لَرَأَيْتُمُوهُ حَسَناً جَمِيلاً يَسُرُّ
ص: 280
النَّاظِرِينَ وَيَفُوقُ الْعَالَمِينَ، وَلَوْ رَأَيْتُمُ اللُّوْمَ رَأَيْتُمُوهُ سَمِجاً قَبِيحاً مُشَوَّهاً تَنْفِرُ مِنْهُ
الْقُلُوبُ وَتُغَضُّ دُونَهُ اَلْأَبْصَارُ »(1).
[ 1700 / 246] عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام: «إِنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ، وَكَانَ لَهُ جَارٌ كَافِرٌ، وَكَانَ يَرْفُقُ بِالْمُؤْمِنِ وَيوليه المَعْرُوفَ فِي الدُّنْيَا، فَلَما أَنْ مَاتَ الْكَافِرُ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي النَّارِ
مِنْ طِينٍ، فَكَانَ يَقِيهِ حَرَّهَا، وَيَأْتِيهِ الرِّزْقُ مِنْ غَيْرِهَا، وَقِيلَ لَهُ: هَذَا بَمَا كُنْتَ تُدْخِلَ عَلَى جَارِكَ اَلْمُؤْمِنِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنَ الرِّفْقِ وَتوليه مِنَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا(2).
[247/1701] عَنْ مُيَسِّرِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ لَهُ المَعْرِفَةُ بِهِ فِي الدُّنْيَا، وَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَاَلَمَلَكُ يَنْطَلِقُ بِهِ، قَالَ: «فَيَقُولُ لَهُ: يَا فُلَانُ، أَغِثْنِي فَقَدْ كُنْتُ أَصْنَعُ إِلَيْكَ المَعْرُوفَ فِي اَلدُّنْيَا، وَأَسْعِفُكَ فِي الْحَاجَةِ تَطْلُبُهَا مِنِّي، فَهَلْ عِنْدِكَ الْيَوْمَ مُكَافَاةُ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ خَلْ سَبِيلَهُ»، قَالَ: فَيَسْمَعُ اللَّهُ قَوْلَ الْمُؤْمِنِ، فَيَأْمُرُ المَلَكَ أَنْ يُجِيزَ
قَوْلَ اَلْمُؤْمِنِ ، فَيُخَلِّيَ سَبِيلَهُ»(3)
[1702 /248] عَنْ يَعْقُوبَ بْن يَزِيدَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ عزّو جلّ وَ مُنَادِياً يُنَادِي: أَيْنَ الْفُقَرَاءُ؟ فَيَقُومُ عُنْقٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الجَنَّةِ : قَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: أَعْطَيْتُمُونَا شَيْئاً فَتُحَاسِبُوا عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عزّو جلّ: صَدَقُوا عِبَادِي، مَا
ص: 281
أَفْقَرْتُكُمْ هَوَاناً بِكُمْ، وَلَكِنِ ادَّخَرْتُ هَذَا لَكُمْ لِهَذَا الْيَوْم، ثُمَّ يَقُولُ هَمُ: أَنْظُرُوا وَتَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ، فَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِهِ وَأَدْخِلُوهُ اَلْجَنَّةَ»(1).
[249/1703] أَبو هَاشِمِ الْجَعْفَرِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ: اَلمَعْرُوفُ، لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ المَعْرُوفِ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَى فِي نَفْسِي، وَفَرِحْتُ بِما أَتَكَلَّفُهُ مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ، فَنَظَرَ إِلَى أَبو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَقَالَ: نَعَمْ، قَدْ عَلِمْتُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي
الْآخِرَةِ، جَعَلَكَ اللهُ مِنْهُمْ يَا أَبَا هَاشِمٍ وَرَحِمَكَ»(2)
[1704 / 250] فِقْهُ الرّضَا علیه السلام: قَالَ الْعَالِمُ: «إِنَّ الله عِبَاداً يَفْزَعُ الْعِبَادُ السلام إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولَئِكَ اَلْآمِنُونَ. كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا ؟ فَقَالَ: «وَإِنْ كَانَ غَنِيًّا »(3) .
[251/1705] عَنْ عَلَى علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَسْتَصْغِرْ شَيْئاً مِنَ الْمَعْرُوفِ قَدَرْتَ عَلَى إِصْطِنَاعِهِ إِيثَاراً لِمَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ، فَإِنَّ الْيَسِيرَ فِي حَالِ اَلْحَاجَةِ إِلَيْهِ أَنْفَعُ
لِأَهْلِهِ مِنْ ذَلِكَ الْكَثِيرِ فِي حَالِ اَلْغَنَاءِ عَنْهُ ، وَاعْمَلْ لِكُلِّ يَوْمٍ بِمَا فِيهِ تَرْشُد »(4) .
[252/1706] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «اِعْلَمْ أَنَّ مَا بِأَهْل
اَلمَعْرُوفِ مِنَ الْحَاجَةِ إِلَى اِصْطِنَاعِهِ أَكْثَرُ مِمَّا بِأَهْل اَلرَّغْبَةِ إِلَيْهِمْ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنَّ ثَنَاءَهُ وَذِكْرَهُ وَأَجْرَهُ. وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَكْرُمَةٍ تَأْتِيهَا أَوْ صَنِيعَةٍ صَنَعْتَهَا إِلَى أَحَدٍ مِنَ اَلْخَلْقِ فَإِنَّمَا أَكْرَمْتَ بِهَا نَفْسَكَ، وَزَيَّنْتَ بِهَا عِرْضَكَ، فَلَا تَطْلُبَنَّ مِنْ غَيْرِكَ شُكْرَ مَا صَنَعْتَ إِلَى نَفْسِكَ»(5).
ص: 282
[1707 / 253] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْليَّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اَلمَعْرُوفُ
ص هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ فَإِنْ قَبلَهَا مِنِّي فَبِرَحْمَتِي وَمَنِّي، وَإِنْ رَدَّهَا عَلَيَّ فَبِذَنْبِهِ حُرِمَهَا وَمِنْهُ لَا مِنِّي، وَأَيُّهَا عَبْدِ خَلَقْتُهُ فَهَدَيْتُهُ إِلَى الْإِيمَانِ وَحَسَنْتُ خُلُقَهُ وَلَمْ أَبْتَلِهِ بِالْبُخْلِ فَإِنِّي أُرِيدُ بِهِ خَيْراً»(1).
[ 254/1708] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: «إِنَّ اللهَ عزّو جلّ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ أَهْلاً مِنْ خَلْقِهِ، حَبَّبَ إِلَيْهِمْ فَعَالَهُ، وَوَجَّهَ لِطُلَّابِ المَعْرُوفِ الطَّلَبَ إِلَيْهِمْ، وَيَسَّرَ هُمْ فَضَاءَهُ كَمَا يَسَّرَ الْغَيْثَ لِلْأَرْضِ المُجْدِبَةِ لِيُحْيِيَهَا وَيُحْيِيَ بِهِ أَهْلَهَا، وَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِلْمَعْرُوفِ أَعْدَاءٌ مِنْ خَلْقِهِ، بَغَضَ إِلَيْهِمُ المَعْرُوفَ، وَبَغَضَ إِلَيْهِمْ فَعَالَهُ، وَحَظَرَ عَلَى طُلَّابِ المَعْرُوفِ الطَّلَبَ إِلَيْهِمْ، وَحَظَرَ عَلَيْهِمْ قَضَاءَهُ كَمَا يُحَرِّمُ الْغَيْثَ عَلَى الْأَرْضِ الْمُجْدِبَةِ لِيُهْلِكَهَا وَيُهْلِكَ أَهْلَهَا، وَمَا
يَعْفُو اللهُ أَكْثَرُ » (2).
[255/1709] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْن أَبي شَاكِرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ بَعْضِ اَلرِّجَالِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «جَزَى اللَّهُ المَعْرُوفَ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَمَّا إِذَا أَتَاكَ أَخُوكَ فِي حَاجَةٍ كَادَ يُرَى دَمُهُ فِي وَجْهِهِ مُخَاطِراً لَا يَدْرِي
أَتُعْطِيهِ أَمْ تَمْنَعُهُ، فَوَاللَّهُ ثُمَّ وَاللَّهُ لَوْ خَرَجْتَ لَهُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَمَلَّكْتَهُ مَا كَافَيْتَهُ »(3)..
[256/1710] عَنْ أَبي يَقْظَانَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: رَأَيْتُ المَعْرُوفَ كَاسْمِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ المَعْرُوفِ إِلَّا ثَوَابُهُ، وَذَلِكَ يُرَادُ مِنْهُ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَصْنَعَ المَعْرُوفَ إِلَى النَّاسِ يَصْنَعُهُ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَرْغَبُ
ص: 283
فِيهِ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَا كُلُّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ يُؤْذَنُ لَهُ فِيهِ، فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الرَّغْبَةُ وَالْقُدْرَةُ
وَالْإِذْنُ فَهُنَالِكَ تَمَتِ السَّعَادَةُ لِلطَّالِبِ وَاَلَمَطْلُوبِ إِلَيْهِ »(1).
[1711/ 257] قَالَ أمير المؤمنين علیه السلام : «فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ
اَلشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ » (2).
[1712 / 258] عَنْ حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «رَأَيْتُ المَعْرُوفَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ: تَصْغِيرِهِ، وَتَسْتِيرِهِ، وَتَعْجِيلِهِ، فَإِنَّكَ إِذَا صَغَرْتَهُ عَظَمْتَهُ عِنْدَ مَنْ تَصْنَعُهُ إِلَيْهِ، وَإِذَا سَتَرْتَهُ تَقَمْتَهُ، وَإِذَا عَجَلْتَهُ هَنَّاتَهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ سَخَّفْتَهُ، وَنَكَدْتَهُ » (3).
[259/1713] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: دَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام موَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: يَا سُفْيَانُ، إِنَّكَ رَجُلٌ مَطْلُوبٌ، وَأَنَا رَجُلٌ تُسْرِعُ إِلَيَّ الْأَلْسُنُ، فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ»، فَقَالَ: مَا أَتَيْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ إِلَّا لِأَسْتَفِيدَ مِنْكَ خَيْراً، قَالَ: «يَا سُفْيَانُ، إِنِّي رَأَيْتُ المَعْرُوفَ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِثَلَاثٍ: تَعْجِيلِهِ، وَسَتْرِهِ، وَتَصْغِيرِهِ، فَإِنَّكَ إِذَا عَجَّلْتَهُ هَنَّأْتَهُ، وَإِذَا سَتَرْتَهُ [ أتْمَمْتَهُ]، وَإِذَا صَغَرْتَهُ عَظْمَ عِنْدَ مَنْ تُسْدِيهِ إِلَيْهِ. يَا سُفْيَانُ، إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ بِنِعْمَةٍ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عزّو جلّ، وَإِذَا اسْتَبْطَأَ الرِّزْقَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَإِذَا أَحْزَنَهُ أَمْرٌ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله يَا سُفْيَانُ، ثَلَاثُ أَيُّهَا ثَلَاثٍ: نِعْمَتِ اَهْدِيَّةُ، نِعْمَتِ الْعَطِيَّةُ الْكَلِمَةُ الصَّالِحِةُ يَسْمَعُهَا الْمُؤْمِنُ فَيَطْوِي عَلَيْهَا حَتَّى يُهْدِيهَا إِلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ»، وَقَالَ علیه السلام: «المَعْرُوفُ كَاسْمِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنَ الْمَعْرُوفِ
ص: 284
إِلَّا ثَوَابُهُ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَصْنَعَ المَعْرُوفَ يَصْنَعُهُ، وَلَا كُلُّ مَنْ يَرْغَبُ فِيهِ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَا كُلُّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ يُؤْذَنُ لَهُ فِيهِ، فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الرَّغْبَةُ وَالْقُدْرَةُ
وَالْإِذْنُ فَهُنَالِكَ تَمَتِ السَّعَادَةُ لِلطَّالِبِ وَالمَطْلُوبِ إِلَيْهِ » (1).
[1714 / 260] الْغُرَرُ: قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «إِذَا صَنَعْتَ مَعْرُوفاً فَاسْتُرْهُ. إِذَا
صُنِعَ إِلَيْكَ مَعْرُوفٌ فَانْشُرْهُ »(2).
[261/1715] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «اِصْنَعِ اَلمَعْرُوفَ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَإِلَى مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ مِنْ أَهْلِهِ فَكُنَّ أَنْتَ مِنْ أَهْلِهِ»(3).
[262/1716] عَنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام فِي جَوَابِ رَجُلٍ قَالَ عِنْدَهُ: إِنَّ الْمَعْرُوفَ إِذَا أُسْدِيَ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ ضَاعَ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ علیه السلام: «لَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ تَكُونُ
اَلصَّنِيعَةُ مِثْلَ وَابِل اَلَمَطَرِ تُصِيبُ اَلْبَرَّ وَالْفَاجِرَ » (4).
[263/1717] عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي الحَسَنِ مُوسَى علیه السلام ، قَالَ: «أَخَذَ أَي بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ أَبي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِي علیهما السلام أَخَذَ بِيَدِي كَمَا أَخَذْتُ بِيَدِكَ وَقَالَ: إِنَّ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام أَخَذَ بِيَدِي وَقَالَ: يَا بُنَيَّ، اِفْعَلِ
اَلخَيْرَ إِلَى كُلِّ مَنْ طَلَبَهُ مِنْكَ، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِهِ فَقَدْ أَصَبْتَ مَوْضِعَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ كُنْتَ أَنْتَ مِنْ أَهْلِهِ، وَإِنْ شَتَمَكَ رَجُلٌ عَنْ يَمِينِكَ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى يَسَارِكَ
فَاعْتَذَرَ إِلَيْكَ فَاقْبَلْ عُذْرَهُ »(5) .
ص: 285
[264/1718] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِالله
اَلتَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ، وَاصْطِنَاعُ اَلْخَيْرِ إِلَى كُلِّ بَرِّ وَفَاجِرٍ»(1).
[265/1719] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ
لِلْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ: بَابُ المَعْرُوفِ ، فَلَا يَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ المَعْرُوفِ » (2).
[ 1720 / 266] الْغُرَرُ: قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ أَنْ تَكُونَ صَنَايِعُهُ
عِنْدَ مَنْ يَشْكُرُهُ، وَمَعْرُوفُهُ عِنْدَ مَنْ لَا يَكْفُرُهُ» (3).
[267/1721] عَنْ حَدِيدِ بْنِ حَكِيمٍ أَوْ مُرَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «أَيُّها مُؤْمِنٍ أَوْصَلَ إِلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ مَعْرُوفاً فَقَدْ أَوْصَلَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم»(4).
[268/1722] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «خُضُوا بِأَلْطَافِكُمْ خَوَاصَّكُمْ
وَإِخْوَانَكُمْ»(5).
[ 269/1723] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «خَيْرُ المَعْرُوفِ مَا لَمْ يَتَقَدَّمُهُ المَطَلُ، وَلَم يَتَعَقَّبْهُ اَلَمَنُ. أَحْيُوا المَعْرُوفَ بِإِمَاتَتِهِ، فَإِنَّ النَّةَ تَهِدُّ الصَّنِيعَةَ. سَلِ المَعْرُوفَ مِمَّنْ يَنْسَاهُ، وَاصْطَنِعْهُ إِلَى مَنْ يَذْكُرُهُ إِذَا صُنِعَ إِلَيْكَ مَعْرُوفٌ فَاذْكُرْهُ. إِذَا صَنَعْتَ مَعْرُوفاً فَانْسَهُ. أَفْضَلُ مَعْرُوفِ اللَّيْيم مَنْعُ أَذَاهُ»(6) .
[1724 / 270] عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَا
ص: 286
تَدْخُلْ لِأَخِيكَ فِي أَمْرٍ مَضَرَّتُهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْ مَنْفَعَتِهِ لَهُ»، قَالَ إِبْنُ سِنَانٍ: يَكُونُ عَلَى
اَلرَّجُل دَيْنٌ كَثِيرٌ وَلَكَ مَالٌ فَتُؤَدِّي عَنْهُ فَيَذْهَبُ مَالُكَ وَلَا تَكُونُ قَضَيْتَ عَنْهُ (1).
[1725/ 271] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «ابْذُلْ لِأَخِيكَ المُؤْمِن مَا تَكُونُ مَنْفَعَتُهُ لَهُ أَكْثَرَ مِنْ ضَرَرِهِ عَلَيْكَ، وَلَا تَبْذُلْ لَهُ مَا يَكُونُ ضَرَرُهُ عَلَيْكَ أَكْثَرَ مِنْ مَنْفَعَتِهِ لِأَخِيكَ »(2).
[1726 /272] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام: أَزْوِي عَنِ الْعَالِم علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «أَهْلُ ا السلام اَلمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، لِأَنَّ اللَّهِ عزّو جلّ يَقُولُ لَهُمْ: قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ تَفَضُّلاً عَلَيْكُمْ، لأَنَّكُمْ كُنتُمْ أَهْلَ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا، فَبَقِيَتْ حَسَنَاتُكُمْ، فَهَبُوهَا لَنْ تَشَاءُونَ ، فَتَكُونُوا بِهَا أَهْلَ اَلَمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ »(3).
[1727 / 273] عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْقُمِّيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «أَهْلُ
المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، لِأَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ تَرْجَحُ هُمُ الحَسَنَاتُ فَيَجُودُونَ بِهَا عَلَى أَهْلِ المَعَاصِي »(4) .
[1728 / 274] عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَجِيرُوا لِأَهْلِ المَعْرُوفِ عَثَرَاتِهِمْ، وَاغْفِرُوهَا فَهُمْ، فَإِنَّ كَفَّ الله تَعَالَى عَلَيْهِمْ هَكَذَا، وَأَوْمَى بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يُضِلُّ بِهَا شَيْئاً (5).
[ 1729 / 275] الْغُرَرُ : قَالَ عَلِي علیه السلام : «لِقَاءُ أَهْل المَعْرُوفِ عِمَارَةُ الْقُلُوم
وَمُسْتَفَادُ الحِكْمَةِ »(6) .
ص: 287
[276/1730] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ ابْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ
اَلْمُؤْمِنِ كُتِبَ مِنْ أَهْل الجَنَّةِ الْبَتَّةَ »(1).
[1731/ 277] الْغُرَرُ: قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «المَعْرُوفُ رِقٌ ، وَالمُكَافَأَةٌ عِتْقٌ » (2).
[1732/ 278] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي أَدَبِ أَصْحَابِهِ: مَنْ
قَصُرَتْ يَدُهُ بِالمُكَافَاةِ فَلْيُطِلْ لِسَانَهُ بِالشُّكْرِ » (3).
[279/1733] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَى أَخِيكَ إِذَا أَسْدَى إِلَيْكَ مَعْرُوفاً أَنْ تَقُولَ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً، وَإِذَا ذُكِرَ وَلَيْسَ هُوَ فِي المَجْلِسِ أَنْ تَقُولَ: جَزَاهُ اللَّهُ خَيْراً، فَإِذا
أَنْتَ قَدْ كَافَيْتَهُ»(4).
[1734 / 280] عَنْ سَيْفِ بْن عَمِيرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا
أَقَلَّ مَنْ شَكَرَ المَعْرُوفَ »(5) .
[1735 / 281] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ بِإِسْنَادِهِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
، قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ مُكَفَّرٌ، وَذَلِكَ أَنَّ مَعْرُوفَهُ يَصْعَدُ إِلَى الله فَلَا يُنْشَرُ فِي النَّاسِ،
وَالْكَافِرَ مَشْهُورٌ، وَذَلِكَ أَنَّ مَعْرُوفَهُ لِلنَّاسِ يَنْتَشِرُ فِي النَّاسِ وَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ »(6).
ص: 288
بيان: يعني أنَّ المؤمن لا يُشكَر على ما يُسدِيه من معروف إلى الناس فهو
مُكفّر غير مشكور عندهم.
[1736 / 282] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
«أَفْضَلُ اَلنَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ وَعِنْدَ الله مَنْزِلَةً وَأَقْرَبُهُمْ مِنَ الله وَسِيلَةً اَلْمُؤْمِنُ يُكَفّ إِحْسَانُهُ» (1).
[1737 / 283] اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله [ صلی الله علیه و آله وسلم] مُكَفِّراً لَا يُشْكَرُ مَعْرُوفُهُ، وَلَقَدْ كَانَ مَعْرُوفُهُ عَلَى الْقُرَشِيٌّ وَالْعَرَبِي 1 وَالْعَجَمِيٌّ، وَمَنْ كَانَ أَعْظَمَ مَعْرُوفاً مِنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَلَى هَذَا الْخَلْقِ، وَكَذَلِكَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ مُكَفَرُونَ لَا يَشْكُرُونَنَا ، وَخِيَارُ الْمُؤْمِنِينَ مُكَفَّرُونَ لَا يُشْكَرُ مَعْرُوفُهُمْ»(2) .
[1738 / 284] عَنِ السَّكُونِي ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: يَدُ اللهُ لا فَوْقَ رُءُوسِ المُكَفِّرِينَ تُرَفْرِفُ بِالرَّحْمَةِ »(3).
[1739 / 285] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «التَّقِيَّةُ مُعَامَلَةُ النَّاسِ بِمَا
يَعْرِفُونَ، وَتَرْكُ مَا يُنْكِرُونَ حَذَراً مِنْ غَوَائِلِهِمْ»(4).
[286/1740] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: «وَمَا
حَرَّمَ اللهُ حَرَاماً فَأَحَلَّهُ مِنْ بَعْدُ إِلَّا لِلْمُضْطَرَ، وَلَا أَحَلَّ اللَّهُ حَلَالاً قَطُّ ثُمَّ حَرَّمَهُ»(5).
ص: 289
[287/1741] دُرُسْتُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي الحَسَنِ مُوسَى علیه السلام وَعِنْدَهُ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدِ، فَقَالَ لِلْكُمَيْتِ: «أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: فَالْاَنَّ صِرْتُ إِلَى أُمَيَّةَ وَالْأُمُورُ إِلَى مَصَائِرَ؟»، قَالَ: قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ، فَوَاللَّهِ مَا رَجَعْتُ عَنْ إِيمَانِي، وَإِنِّي لَكُمْ مُوَالٍ، وَلِعَدُوِّكُمْ لَقَالِ، وَلَكِنِّى قُلْتُهُ عَلَى التَّقِيَّةِ، قَالَ: «أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ أَنَّ التَّقِيَّةَ تَجُوزُ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ »(1).
[1742 / 288] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:« مَنْ صَلَّى اَلْخَمْسَ كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا بَيْنَ كُلِّ صَلَاتَيْنِ...»، إلى أنْ قال: «لَا تُبْقِي عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ شَيْئاً إِلَّا الموبِقَاتِ الَّتِي هِيَ جَحْدُ النُّبُوَّةِ وَالْإِمَامَةِ، أَوْ ظُلْمُ إِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ تَرْكُ التَّقِيَّة
حَتَّى يَضُرَّ بِنَفْسِهِ وَإِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِينَ »(2).
[289/1743] قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام: «يَغْفِرُ اللهُ لِلْمُؤْمِن كُلَّ ذَنْبٍ وَيُطَهِّرُهُ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا خَلَا ذَنْبَيْنِ : تَرْكَ التَّقِيَّةِ، وَتَضْيِيعَ حُقُوقِ الْإِخْوَانِ»(3).
[1744 / 290] قَالَ رَجُلٌ لِلرِّضَا علیه السلام: سَلْ لى رَبَّكَ التَّقِيَّةَ الحَسَنَةَ، وَاَلَمَعْرِفَةَ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ، وَالْعَمَلَ بِمَا أَعْرِفُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام : «قَدْ أَعْطَاكَ اللهُ ذَلِكَ، لَقَدْ سَأَلْتَ أَفْضَلَ شِعَارِ الصَّالِحِينَ وَدِثَارِهِمْ »(4) .
[1745 / 291] قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ علیهما السلام لِرَجُلٍ : لَوْ جُعِلَ إِلَيْكَ التَّمَنِّي في الدُّنْيَا مَا كُنْتَ تَتَمَنَّى؟»، قَالَ: كُنْتُ أَتَمنَّى أَنْ أَرْزَقَ التَّقِيَّةَ فِي دِينِي، وَقَضَاءَ حُقُوقِ إِخْوَانِي، فَقَالَ: «أَحْسَنْتَ ، أَعْطُوهُ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ »(5).
ص: 290
[1746 / 292] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام، قَالَ: «وَدَدْتُ وَالله
أَنِّي اِفْتَدَيْتُ خَصْلَتَيْنِ فِي الشَّيعَةِ لَنَا بِبَعْضٍ لَحْم سَاعِدِي النَّزَقَ، وَقِلَةَ الْكِتُمَانِ»(1).
[1747 / 293] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنِ اِحْتِمَالِ أَمْرِنَا التَّصْدِيقُ لَهُ، وَالْقَبُولُ فَقَطْ ، مِنِ اِحْتِمَالِ أَمْرِنَا سَتْرُهُ وَصِيَانَتُهُ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ، فَأَقْرِتْهُمُ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُمْ: رَحِمَ اللهُ عَبْداً اجْتَرَ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَى نَفْسِهِ، حَدِّثُوهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ ، وَأَسْتُرُوا عَنْهُمْ مَا يُنْكِرُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «وَالله مَا النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَشَدَّ عَلَيْنَا مَثْونَةً مِنَ النَّاطِقِ عَلَيْنَا بِمَا نَكْرَهُ، فَإِذَا عَرَفْتُمْ مِنْ عَبْدِ إِذَاعَةً فَامْشُوا إِلَيْهِ وَرُدُّوهُ عَنْهَا، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكُمْ وَإِلَّا فَتَحَمَّلُوا عَلَيْهِ بِمَنْ يَنْقُلُ عَلَيْهِ وَيَسْمَعُ مِنْهُ، فَإِنَّ
اَلرَّجُلَ مِنْكُمْ يَطْلُبُ الْحَاجَةَ فَيَلْطُفُ فِيهَا حَتَّى تُقْضَى لَهُ، فَالْطُّفُوا فِي حَاجَتِي كَمَا تَلْطُّفُونَ فِي حَوَائِجِكُمْ، فَإِنْ هُوَ قَبلَ مِنْكُمْ وَإِلَّا فَادْفِنُوا كَلَامَهُ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، وَلَا تَقُولُوا: إِنَّهُ يَقُولُ وَيَقُولُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْمَلُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ، أَمَا وَالله لَوْ كُنتُمْ تَقُولُونَ مَا أَقُولُ لَأَقْرَرْتُ أَنَّكُمْ أَصْحَابِي، هَذَا أَبو حَنِيفَةَ لَهُ أَصْحَابٌ، وَهَذَا اَحْسَنُ الْبَصْرِيُّ لَهُ أَصْحَابٌ، وَأَنَا اِمْرُةٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَعَلِمْتُ كِتَابَ الله وَفِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، بَدْءٍ اَلْخَلْقِ وَأَمْرِ السَّمَاءِ وَأَمْرِ الْأَرْضِ وَأَمْرِ الْأَوَّلِينَ وَأَمْرِ الْآخِرِينَ وَأَمْرِ
مَا كَانَ وَأَمْرِ مَا يَكُونُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ذَلِكَ نُصْبَ عَيْنِي »(2).
[ 1748 / 294 ]عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْن أَعْيَنَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام: «إِنَّ اِحْتِمَالَ أَمْرِنَا لَيْسَ هُوَ التَّصْدِيقَ بِهِ وَالْقَبُولَ لَهُ فَقَطْ، إِنَّ مِن اِحْتِمَالِ أَمْرِنَا سَتْرَهُ وَصِيَانَتَهُ عَنْ غَيْرِ أَهْلِهِ، فَأَقْرتْهُمُ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ - يَعْنِي
ص: 291
الشَّيعَةَ -، وَقُلْ لَهُمْ: يَقُولُ لَكُمْ: رَحِمَ اللهُ عَبْداً اجْتَرَ مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَيَّ وَإِلَى نَفْسِهِ، يُحَدِّثُهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ وَيَسْتُرُ عَنْهُمْ مَا يُنْكِرُونَ»، ثُمَّ قَالَ لِي: «وَالله مَا اَلنَّاصِبَةُ لَنَا
حَرْباً أَشَدَّ مَتُونَةٌ عَلَيْنَا مِنَ النَّاطِقِ عَلَيْنَا بِمَا نَكْرَهُهُ »(1) .
[1749 / 295] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام فِي قَوْلِ الله عزّو جلّ: وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقَّ»[آل عمران: 112]، فَقَالَ: «أَمَا وَالله مَا قَتَلُوهُمْ
بِأَسْيَافِهِمْ وَلَكِنْ أَذَاعُوا سِرَّهُمْ وَأَفْشَوْا عَلَيْهِمْ فَقُتِلُوا » (2).
[ 296/1750] الْغُرَرُ: قَالَ عَلِىُّ علیه السلام : «أَقْبَحُ اَلْغَدْرِ إِذَاعَةُ السِّرِّ »(3) .
[297/1751] عَنْ مَتّيل بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلطُّفَيْل يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب علیه السلام يَقُولُ: «أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ مُظْلِمَةٌ عَمْيَاءُ مُنْكَشِفَةٌ لَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا اَلنُّوَمَةُ»، قِيلَ: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، وَمَا اَلنُّوَمَةُ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا يَعْرِفُ اَلنَّاسُ مَا فِي نَفْسِهِ»(4).
[ 298/1752 ]عَنْ عُثْمَانَ بْن عِيسَى عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «كُفُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَالْزَمُوا بُيُوتَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ أَمْرٌ تَخَصُّونَ بِهِ أَبَداً، وَلَا تَزَالُ الزَّيْدِيَّةُ لَكُمْ وِقَاءً أَبَداً »(5) .
[ 1753/ 299] عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ أَذَاعَ
عَلَيْنَا حَدِيثَنَا سَلَبَهُ اللهُ الْإِيمَانَ »(6) .
ص: 292
[1754 / 300] مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ، عَنْ أَخِيهِ جَعْفَرِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي الحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَعِنْدَهُ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَأَوْمَاً أَبو الحَسَنِ علیه السلام إِلَى يُونُسَ : «أَدْخُلِ الْبَيْتَ»، فَإِذَا بَيْتٌ مُسْبَلٌ
عَلَيْهِ سِتَّرٌ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَتَحَرَّكَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَكَ، فَدَخَلَ الْبَصْرِيُّونَ وَأَكْثَرُوا مِنَ الْوَقِيعَةِ
وَالْقَوْلِ فِي يُونُسَ، وَأَبُو اَلْحَسَنِ علیه السلام مُطْرِقُ، حَتَّى لَمَّا أَكْثَرُوا وَقَامُوا فَوَدَّعُوا وَخَرَجُوا، فَأَذِنَ لِيُونُسَ بِالْخَرُوج، فَخَرَجَ بَاكِياً، فَقَالَ: جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ، أَنَا أَحَامِي عَنْ هَذِهِ المَقَالَةِ، وَهَذِهِ حَالِي عِنْدَ أَصْحَابِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام : «يَا يُونُسُ، فَمَا عَلَيْكَ مِمَّا يَقُولُونَ إِذَا كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً؟ يَا يُونُسُ، حَدَّثِ النَّاسَ بمَا يَعْرِفُونَ، وَأتْرُكْهُمْ مِمَّا لَا يَعْرِفُونَ، كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُكَذِّبَ عَلَى اللهِ فِي عَرْشِهِ. يَا يُونُسُ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ الْيُمْنَى دُرَّةٌ ثُمَّ قَالَ النَّاسُ : بَعْرَةٌ، أَوْ بَعْرَةٌ فَقَالَ النَّاسُ : دُرَّةٌ، هَلْ يَنْفَعُكَ ذَلِكَ شَيْئاً؟»، فَقُلْتُ: لَا ، فَقَالَ: «هَكَذَا أَنْتَ يَا يُونُسُ، إِذَا كُنْتَ عَلَى الصَّوَابِ وَكَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً لَمْ يَضُرَّكَ مَا قَالَ النَّاسُ »(1).
[ 301/1755] عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ الْحَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ إِسْمَهُ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الرّضَا علیه السلام أَنَّ المَأْمُونَ قَالَ لَهُ: هَلْ رَوَيْتَ مِنَ الشِّعْرِ شَيْئاً؟ فَقَالَ: «قَدْ رَوَيْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ»، فَقَالَ: أَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي الْحِلْمِ، فَقَالَ علیه السلام :
إِذَا كَانَ دُونِي مَنْ يُلِيتُ بِجَهْلِهِ *** أَبَيْتُ لِنَفْسِي أَنْ تُقَابِلَ بِالجَهْلِ
وَإِنْ كَانَ مِثْلِي فِي مَحَلِّي مِنَ النُّهَى *** أَخَذْتُ بِحِلْمِي كَيْ أَجِلَّ عَنِ اَلمِثْلِ
وَإِنْ كُنْتُ أَدْنَى مِنْهُ فِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى *** عَرَفْتُ لَهُ حَقَّ التَّقَدُّم وَالْفَضْل
ص: 293
فَقَالَ لَهُ المَأْمُونُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا ، مَنْ قَالَهُ؟ فَقَالَ: «بَعْضُ فِتْيَانِنَا»، قَالَ: فَأَنْشِدْنِي
أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي السُّكُوتِ عَن الْجَاهِلِ وَتَرْكِ عِتَابِ الصَّدِيقِ، فَقَالَ علیه السلام:
إِنِّي لَيَهْجُرُنِي الصَّدِيقُ تَجَنُّباً *** فَأُرِيهِ أَنَّ هِجْرِهِ أَسْبَاباً
وَأَرَاهُ إِنْ عَاتَبْتُهُ أَغْرَيْتُهُ *** فَأَرَى لَهُ تَرْكَ الْعِتَابِ عِتَاباً
وَإِذَا بُلِيتُ بِجَاهِل مُتَحَكِّم *** يَجِدُ المُحَالَ مِنَ الْأُمُورِ صَوَاباً
أَوْلَيْتُهُ مِنّي اَلسُّكُوتَ وَرُبَّمَا *** كَانَ السُّكُوتُ عَنِ الْجَوَابِ جَوَاباً
فَقَالَ المَأْمُونُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا، هَذَا مَنْ قَالَهُ؟ فَقَالَ: «لِبَعْضٍ فِتْيَانِنَا»، قَالَ:
فَأَنْشِدْنِي عَنْ أَحْسَنِ مَا رَوَيْتَهُ فِي اِسْتِجْلَابِ الْعَدُوِّ حَتَّى يَكُونَ صَدِيقاً، فَقَالَ علیه السلام :
وَذِي غِلَّةٍ سَالمته فَقَهَرْتُهُ *** فَأَوْقَرْتُهُ مِنّي لِعَفْوِ التَّحَمُّل
وَمَنْ لَا يُدَافِعُ سَيِّئَاتِ عَدُوِّهِ *** بِإِحْسَانِهِ لَمْ يَأْخُذِ الطَّوْلَ مِنْ عَلِ
وَلَمْ أَرَ فِي الْأَشْيَاءِ أَسْرَعَ مَهْلَكاً *** لِغِمْرِ قَدِيمِ مِنْ وِدَادٍ مُعَجَّل
فَقَالَ اَلمَأْمُونُ : مَا أَحْسَنَ هَذَا، هَذَا مَنْ قَالَهُ؟ فَقَالَ علیه السلام : «بَعْضُ فِتْيَانِنَا».
قَالَ: فَأَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ ، فَقَالَ علیه السلام:
وَإِنِّي لَأَنْسَى اَلسِّرَّ كَيْلَا أُذِيعَهُ *** فَيَا مَنْ رَأَى سِرًّا يُصَانُ بِأَنْ يُنْسَى
مَخَافَةَ أَنْ يَجْرِيَ بِبَالِي ذِكْرُهُ *** فَيَنْبِدَهُ قَلْبِي إِلَى مُلْتَوَىٰ حَشا
فَيُوشِكُ مَنْ لَمْ يُفْشِ سِرًّا وَجَالَ فِي *** خَوَاطِرِهِ أَنْ لَا يُطِيقَ لَهُ حَبْسا
فَقَالَ المَأْمُونُ : إِذَا أَمَرْتَ أَنْ يُتَرِّبَ الْكِتَابَ كَيْفَ تَقُولُ؟ قَالَ: «تَرِّبْ»، قَالَ: فَمِنَ السَّحَا، قَالَ: «سَحٌ»، قَالَ: فَمِنَ الطِّينِ؟ قَالَ: «طَنِّ»، قَالَ: فَقَالَ المَأْمُونُ: يَا غُلَامُ، تَربْ هَذَا الْكِتَابَ وَسَحْهِ وَطَنَّهِ وَامْضِ بِهِ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ سَهْلِ وَخُذْ لِأَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَم»(1).
ص: 294
[302/1756] عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ سَيْدِي
مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ: « وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً(20)»[لقمان: 20]، فَقَالَ علیه السلام : النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ اَلْإِمَامُ الظَّاهِرُ، وَالْبَاطِنَةُ الْإِمَامُ الْغَائِبُ، فَقُلْتُ لَهُ: وَيَكُونُ فِي الْأَئِمَّةِ مَنْ يَغِيبُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يَغِيبُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ شَخْصُهُ، وَلَا يَغِيبُ عَنْ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ذِكْرُهُ، وَهُوَ الثَّانِي عَشَرَ مِنَّا، يُسَهِّلُ اللَّهُ لَهُ كُلَّ عَسِيرٍ، وَيُذَلِّلُ لَهُ كُلَّ صَعْبٍ، وَيُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الْأَرْضِ، وَيُقَرِّبُ لَهُ كُلَّ بَعِيدٍ، وَيُبيرُ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدِ، وَيُهْلِكُ عَلَى يَدِهِ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، ذَلِكَ إِبْنُ سَيْدَةِ الْإِمَاءِ، الَّذِي تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ، وَلَا يَحِلُّ هُمْ تَسْمِيتُهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ عزّو جلّ، فَيَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً »(1).
[303/1757] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا علیهما السلام : «لَا دِينَ لَنْ لَا وَرَعَ لَهُ، وَلَا إِيمَانَ لَنْ لَا تَقِيَّةَ لَهُ، وَإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللَّه أَعْمَلُكُمْ بِالتَّقِيَّةِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله، إِلَى مَتَى؟ قَالَ: «إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ المَعْلُومِ، وَهُوَ يَوْمُ خُرُوجِ قَائِمِنَا، فَمَنْ تَرَكَ التَّقِيَّةَ قَبْلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَلَيْسَ مِنَّا»، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله، وَمَنِ الْقَائِمُ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ؟ قَالَ: «الرَّابِعُ مِنْ وُلْدِي، إِبْنُ سَيِّدَةِ الْإِمَاءِ، يُطَهِّرُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ كُلِّ جَوْرٍ، وَيُقَدِّسُهَا مِنْ كُلِّ ظُلْم، وَهُوَ الَّذِي يَشْكُ النَّاسُ فِي وِلَادَتِهِ، وَهُوَ صَاحِبُ الْغَيْبَةِ قَبْلَ خُرُوجِهِ، فَإِذَا خَرَجَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِهِ، يَضَعُ مِيزَانَ الْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ فَلَا يَظْلِمُ أَحَدٌ أَحَداً، وَهُوَ الَّذِي تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ، وَلَا يَكُونُ لَهُ ظِلَّ، وَهُوَ الَّذِي يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ
ص: 295
السَّمَاءِ يَسْمَعُهُ جَمِيعُ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ، يَقُولُ: أَلَا إِنَّ حُجَّةَ الله قَدْ ظَهَرَ عِنْدَ بَيْتِ اللَّه فَاتَّبِعُوهُ فَإِنَّ الْحَقَّ مَعَهُ وَفِيهِ، وَهُوَ قَوْلُ الله عزّو جلّ: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)»[الشعراء: 4] » (1).
[304/1758] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كُلَّما
تَقَارَبَ هَذَا الْأَمْرُ كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِيَّةِ » (2).
[305/1759] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «التَّقِيَّةُ فِي كُلِّ
ضَرُورَةٍ، وَصَاحِبُهَا أَعْلَمُ بِهَا حِينَ تَنْزِلُ بِهِ » (3).
[306/1760] وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلى علیمها السلام :«أَشْرَفُ أَخْلَاقِ اَلْأَئِمَّةِ علیهما السلام :
وَالْفَاضِلِينَ مِنْ شِيعَتِنَا اِسْتِعْمَالُ التَّقِيَّةِ ، وَأَخْذُ النَّفْسِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ»(4).
[307/1761] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ أَسَرُّوا اَلْإِيمَانَ وَأَظْهَرُوا اَلشِّرْكَ فَآتَاهُمُ اللهُ
أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ »(5).
ص: 296
ص: 297
ص: 298
[1762 / 1 ]عَنْ سُلَيْمٍ الْفَرَّاءِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لَا يَمُوتَ حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، أَوْ يَكُونَ فِي تَعْلِيمِهِ »(1).
[2/1763] عَنْ عَليّ علیه السلام أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ
وَعَلَّمَهُ» (2).
[1764 / 3] فِي خُطْبَة لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ
الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلَاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ اَلْحَائِرِ الَّذِي لَا يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ، بَلِ اَلْحَجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ، وَاَخْسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ، وَهُوَ عِنْدَ
الله أَلْوَمُ »(3).
[1765 / 4] عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا يَمْنَعُ اَلتَّاجِرَ مِنْكُمُ المَشْغُولَ فِي سُوقِهِ إِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أَنْ لَا يَنَامَ حَتَّى يَقْرَأَ سُورَةً مِنَ ،اَلْقُرْآنِ، فَتُكتَبَ لَهُ مَكَانَ كُلِّ آيَةٍ يَقْرَؤُهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَيُمْحَى عَنْهُ عَشْرُ
سينات »(4).
[5/1766] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَفَلَّتَ
ص: 299
الْقُرْآنِ مِنِّي، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، سَأَعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يُثْبِتْنَ الْقُرْآنَ فِي قَلْبِكَ، قُل: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ مَعَاصِيكَ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، فَارْحَمْنِي بِتَرْكِ مَا لَا يَعْنِينِي، وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَأَلْزِمْ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي، وَأَنْ أَتْلُوهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ مَنِّي ، اَللَّهُمَّ نَوِّرْ بِكِتَابِكَ بَصَرِي، وَأَطْلِقْ بِهِ لِسَانِي، وَاشْرَحْ بِهِ ،صَدْرِي، وَاسْتَعْمِلْ بِهِ بَدَنِي، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ، إِنَّهُ لَا يُعِينُ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْتَ،
فَدَعَوْتُ بِهِنَّ، فَأَثْبَتَ اللهُ عزّو جلّ وَ الْقُرْآنَ فِي صَدْرِي »(1) .
[6/1767] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ آيَةٍ فِي الْمُصْحَفِ بِتَرْتِيلِ وَخُشُوعِ وَسُكُونِ كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ بِمِقْدَارِ ما يَعْمَلُهُ جَمِيعُ أَهْلِ اَلْأَرْضِ، وَمَنْ قَرَأَ مِانَتَيْ آيَةٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ بِمِقْدَارِ مَا يَعْمَلُهُ أَهْلُ
اَلسَّمَاءِ وَأَهْلُ اَلْأَرْضِ»(2).
[7/1768] عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي الضَّحَاكِ يَقُولُ: بَعَثَنِي المَأْمُونُ فِي إِشْخَاصِ عَلِيٍّ بْنِ مُوسَى الرَّضَا علیه السلام... إلى أن قال: وَكَانَ علیه السلام يُكْثِرُ بِاللَّيْلِ فِي فِرَاشِهِ مِنْ تِلَاوَة الْقُرْآنِ، فَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ بَكَى، وَسَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذَ بِهِ مِنَ النَّارِ»(3).
[ 1769 / 8] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِأَلْحَانِ الْعَرَبِ وَأَصْوَاتِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحُونَ أَهْلِ الْفِسْقِ وَأَهْلِ الْكَبَائِرِ، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ مِنْ بَعْدِي أَقْوَامٌ يُرَجَعُونَ الْقُرْآنَ تَرْجِيعَ الْغِنَاءِ وَالنَّوْحِ وَالرَّهْبَانِيَّة لا يَجُوزُ تَراقِيَهُمْ، قُلُوبُهُمْ مَقْلُوبَةٌ، وَقُلُوبُ مَنْ يُعْجِبُهُ شَأْتُهُمْ »(4) .
ص: 300
[9/1770] عَنِ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ علیه السلام:« مَنْ قَرَأَ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ »
فَجَهَرَ بِهَا صَوْتَهُ كَانَ كَالشَّاهِرِ سَيْفَهُ فِي سَبيل الله عزّو جلّ، وَمَنْ قَرَأَهَا سِرًّا كَانَ
كَالْمُتَشَحْطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ الله » (1).
[1771 / 10 ]عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ
قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ مُنْعَ بِبَصَرِهِ، وَخُفِّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ »(2).
[11/1772] عَن اَلْحَسَنِ بْن رَاشِدِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي الْمُصْحَفِ تُخَفِّفُ الْعَذَابَ عَنِ الْوَالِدَيْنِ وَلَوْ كَانَا
كَافِرَيْنِ »(3).
[12/1773] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ : قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَحْفَظُ الْقُرْآنَ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِي، فَأَقْرَؤُهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِي أَفْضَلُ أَوْ أَنْظُرُ فِي المُصْحَفِ ؟ قَالَ : فَقَالَ ِلي: بَلِ اقْرَأَهُ وَانْظُرْ فِي المُصْحَفِ فَهُوَ أَفْضَلُ، أَمَا
عَلِمْتَ أَنَّ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ عِبَادَةٌ»(4).
13/1774] قَوْلُهُ علیه السلام :« يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ اَلمُسْلِمِ أَنْ يَنْظُرَ فِي عَهْدِهِ، وَأَنْ
يَقْرَأَ مِنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسِينَ آيَةٌ »(5).
ص: 301
[1775 / 14] عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْم رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: ن«َوِّرُوا
تكُمْ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُوراً كَمَا فَعَلَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى صَلَّوْا فِي الْكَنَائِسِ وَالْبِيَع وَعَطَلُوا بُيُوتَهُمْ، فَإِنَّ الْبَيْتَ إِذَا كَثُرَ فِيهِ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ كَثُرَ خَيْرُهُ،
وَاتَّسَعَ أَهْلُهُ، وَأَضَاءَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِيءُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الدُّنْيَا »(1).
[1776 / 15] عَنِ الرِّضَا علیه السلام رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: «اِجْعَلُوا لِبُيُوتِكُمْ نَصِيباً مِنَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّ الْبَيْتَ إِذَا قُرِئَ فِيهِ تَيَسَّرَ[يُسِّرَ] عَلَى أَهْلِهِ، وَكَثُرَ خَيْرُهُ، وَكَانَ سُكَانُهُ فِي زِيَادَةٍ، وَإِذَا لَمْ يُقْرَأْ فِيهِ الْقُرْآنُ ضُيِّقَ عَلَى أَهْلِهِ، وَقَلَّ خَيْرُهُ، وَكَانَ
سُكَانُهُ فِي نُقْصَانِ»(2).
[16/1777] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَوْ
قُرِئَتِ اَلْحَمْدُ عَلَى مَيِّتٍ سَبْعِينَ مَرَّةً ثُمَّ رُدَّتْ فِيهِ الرُّوحُ مَا كَانَ ذَلِكَ عَجَباً» (3).
[ 1778 / 17] مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَنْ نَالَتْهُ فَلْيَقْرَأْ فِي جَيْبِهِ الْحَمْدَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ ذَهَبَتِ الْعِلَّهُ وَإِلَّا فَلْيَقْرَأَهَا سَبْعِينَ مَرَّةً وَأَنَا
اَلظَّامِنُ لَهُ اَلْعَافِيَةَ » (4) .
[1779/ 18] عَنِ الْفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیهما السلام أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِيهِ وَقَدْ وُعِكَ، فَقَالَ لَهُ: «مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيَّرَ اللَّوْنِ؟»، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وُعِكْتُ وَعَكاً شَدِيداً مُنْذُ شَهْرٍ ، ثُمَّ لَمْ تَنْقَلِعِ اَلحُمَّى عَنِّي، وَقَدْ عَالَجَتُ نَفْسِي بِكُلِّ مَا وَصَفَهُ فِي الْمُتَرَفِّقُونَ، فَلَمْ أَنْتَفِعْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ
ص: 302
اَلصَّادِقُ علیه السلام: «حُلَّ أَزْرَارَ قَمِيصِكَ،[ وَأَدْخِلْ رَأْسَكَ فِي قَمِيصِكَ] ، وَأَذَّنْ وَأَقِمْ وَاقْرَأْ سُورَةَ الْحَمْدِ سَبْعَ مَرَّاتٍ»، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَكَأَنَّها نَشَطْتُ مِنْ عِقَالٍ »(1) .
[19/1780] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ:
مَنْ لَمْ تُبْرِثُهُ اَلْحَمْدُ لَمْ يُبْرِتْهُ شَيْءٌ» (2).
[1781/ 20] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزِ، عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام، قَالَ: «كُلُّ مَنْ لَمْ تُبْرِتُهُ السلام سُورَةُ اَلْحَمْدِ وَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)» لَمْ يُبْرِتْهُ شَيْءٌ، وَكُلُّ عِلَّةٍ تَبْرَأُ بِهَاتَيْنِ
اَلسُّورَتَيْنِ »(3).
[21/1782] المَنَاقِبُ : أُبِينَ إِحْدَى يَدَيْ هِشَامِ بْنِ عَدِيٌّ أَهُمْدَانِي فِي حَرْبِ صِفِّينَ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ علیه السلام يَدَهُ وَقَرَأَ شَيْئاً وَأَلْصَقَهَا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا قَرَأْتَ؟ قَالَ: «فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، كَأَنَّهُ اسْتَقَلَّهَا، فَانْفَصَلَتْ يَدُهُ بِنِصْفَيْنِ، فَتَرَكَهُ عَلِيٌّ و مضی»(4)
[1783/ 22] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «إِنَّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» آيَةٌ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ تَمامُهَا «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» [ قَالَ]:
﴾ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللهَ وَ قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ ض«وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)»[الحجر: 87]، فَأَفْرَدَ الاِمْتِنَانَ عَلَيَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَجَعَلَهَا بِإِزَاءِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَإِنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أَشْرَفُ مَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى خَصَّ بِهَا مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم وَشَرَّفَهُ بِهَا وَلَمْ يُشْرِكْ مَعَهُ فِيهَا أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِهِ مَا خَلَا سُلَيْمَانَ علیه السلام فَإِنَّهُ أَعْطَاهُ مِنْهَا «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، أَلَا
ص: 303
تَرَى أَنَّهُ يَحْكِي عَنْ بِلْقِيسَ حِينَ قَالَتْ:« إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)»«إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)»[النمل: 29 و 30]؟ أَلَا فَمَنْ قَرَأَهَا مُعْتَقِداً لِمُوَالَاةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ، مُنْقَاداً لأَمْرِهِمْ، مُؤْمِناً بِظَاهِرِهِمْ وَبَاطِنِهِمْ، أَعْطَاهُ اللهُ عزّو جلّ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا حَسَنَةً، كُلُّ حَسَنَةٍ مِنْهَا أَفْضَلُ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ أَمْوَالِهَا وَخَيْرَاتِهَا ، وَمَنِ اسْتَمَعَ قَارِئاً يَقْرَؤُهَا كَانَ لَهُ قَدْرُ ثُلُثِ مَا لِلْقَارِئِ، فَلْيَسْتَكْثِرُ أَحَدُكُمْ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْمُعْرَضِ لَهُ، فَإِنَّهُ غَنِيمَةٌ لَا يَذْهَبَنَّ أَوَانُهُ،
فَتَبْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الخَسْرَةُ »(1)
[1784/23] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم قَالَ لِرَجُلٍ: «أَيَّةُ آيَةٍ أَعْظَمُ؟»، قَالَ: اَللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَأَعَادَ الْقَوْلَ فَقَالَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَأَعَادَ، فَقَالَ: اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: أَعْظَمُ آيَةٍ [آيَةُ] الْكُرْسِيّ »(2) .
[24/1785] سُئِلَ صلی الله علیه و آله وسلم: الْقُرْآنُ أَفْضَلُ أَم اَلتَّوْرَاةُ؟ فَقَالَ: «إِنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَةً هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيع كُتُبِ الله، وَهِيَ آيَةُ الْكُرْسِيَّ»، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَا قُرِئَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي بَيْتِ إِلَّا هَجَرَةَ إِبْلِيسُ ثَلَاثِينَ يَوْماً، وَلَا يَدْخُلُهُ سَاحِرٌ وَلَا سَاحِرَةٌ أَرْبَعِينَ
يَوْماً »(3).
[25/1786] قَالَ جَعْفَرُ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَنْ قَرَأَهَا (آية الكرسي)
عَلَيْهِ حَائِدٌ مِنْ حَدِيدٍ » (4).
ص: 304
[26/1787) رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْبَاقِرِ علیه السلام، قَالَ: مِنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيُّ
مَرَّةً صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ أَلْفَ مَكْرُوهِ مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْيَا، وَأَلْفَ مَكْرُوهِ مِنْ مَكَارِهِ الْآخِرَةِ، أَيْسَرُ مَكْرُوهِ الدُّنْيَا الْفَقْرُ، وَأَيْسَرُ مَكْرُوهِ الْآخِرَةِ عَذَابُ الْقَبْرِ »(1).
[27/1788] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً، وَإِنَّ قَلْبَ الْقُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ أَوْ فِي نَهَارِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ كَانَ فِي نَهَارِهِ مِنَ المَحْفُوظينَ وَالمَرْزُوقِينَ حَتَّى يُمْسِي، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَلْفَ مَلَكِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ رَحِيمٍ وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ، وَإِنْ مَاتَ فِي يَوْمِهِ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ وَحَضَرَ غُسْلَهُ ثَلَاثُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيُشَيِّعُونَهُ إِلَى قَبْرِهِ بِالاِسْتِغْفَارِ لَهُ، فَإِذَا دَخَلَ فِي لَحْدِهِ كَانُوا فِي جَوْفِ قَبْرِهِ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَثَوَابُ عِبَادَتِهِمْ لَهُ، وَفُسْحَ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، وَأُومِنَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَيْرِ، وَلَم يَزَلْ لَهُ فِي قَبْرِهِ نُورٌ سَاطِعٌ إِلَى عَنَانِ اَلسَّمَاءِ إِلَى أَنْ يُخْرِجَهُ اللَّهُ مِنْ قَبْرِهِ، فَإِذَا أَخْرَجَهُ لَمْ تَزَلْ مَلَائِكَةُ اللَّه يُشَيِّعُونَهُ وَيُحَدِّثُونَهُ وَيَضْحَكُونَ فِي وَجْهِهِ وَيُبَشِّرُونَهُ بِكُلِّ خَيْرٍ حَتَّى يَجُوزُوا بِهِ اَلَصِّرَاطَ وَالْمِيزَانَ، وَيُوقِفُوهُ مِنَ الله مَوْقِفاً لَا يَكُونُ عِنْدَ الله خَلْقاً أَقْرَبَ مِنْهُ إِلَّا مَلَائِكَةُ الله اَلْمُقَرَّبُونَ وَأَنْبِيَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ، وَهُوَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَي الله لَا يَحْزَنُ مَعَ مَنْ يَحْزَنُ، وَلَا يَهُمُ مَعَ مَنْ يَهُمُ، وَلَا يَجْزَعُ مَعَ مَنْ يَجْزَعُ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اِشْفَعْ عَبْدِي أَشَفّعْكَ فِي جَمِيعِ مَا تَشْفَعُ، وَسَلْنِي عَبْدِي أُعْطِكَ جَمِيعَ مَا تَسْأَلُ، فَيَسْأَلُ فَيُعْطَى، وَيَشْفَعُ فَيُشَفَّعُ، وَلَا يُحَاسَبُ فِيمَنْ يُحَاسَبُ، وَلَا يُوقَفُ مَعَ مَنْ يُوقَفُ، وَلَا يَذِلُّ مَعَ مَنْ يَذِلُّ، وَلَا يُنْكَبُ بِخَطِيئَةٍ، وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ سُوءِ عَمَلِهِ ، وَيُعْطَى كِتاباً مَنْشُوراً حَتَّى يَهْبِطَ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيَقُولُ
ص: 305
النَّاسُ بِأَجْمَعِهِمْ: سُبْحَانَ الله مَا كَانَ هِذَا الْعَبْدِ مِنْ خَطِيئَةٍ وَاحِدَةٍ، وَيَكُونُ مِنْ
رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم »(1) .
[1789 / 28 ]رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »أَقْرَبُ إِلَى إِسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا »(2).
[29/1790] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا قَالَ المُعَلّمُ لِلصَّبِيِّ قُلْ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»، فَقَالَ الصَّبِيُّ : «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » كَتَبَ اللهُ بَرَاءَةٌ لِلصَّبِيِّ، وَبَرَاءَةٌ لِأَبَوَيْهِ، وَبَرَاءَةٌ لِلْمُعَلِّمِ مِنَ النَّارِ»(3).
[1791/ 30] كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام يُصَلِّي وَابْنُ الْكَوَّاءِ خَلْفَهُ، وَأَمِيرُ المُؤمِنِينَ علیه السلام يَقْرَأُ، فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ: «وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)»[الزمر: 65] ، فَسَكَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام حَتَّى سَكَتَ إِبْنُ الْكَوَّاءِ، ثُمَّ عَادَ فِي قِرَاءَتِهِ، حَتَّىٰ فَعَلَ اِبْنُ الْكَوَّاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام :«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)»[الروم: 60] »(4).
[1792 / 31] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ
ص: 306
رَسُولَ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم أَتَى شَبَاباً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكُمْ، فَمَنْ بَكَى فَلَهُ الْجَنَّةُ، فَقَرَأَ آخِرَ اَلرُّمَرِ : «وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا (71)» [الزمر: 71] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، فَبَكَى الْقَوْمُ جَمِيعاً إِلَّا شَاتٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ تَبَاكَيْتُ فَمَا قَطَرَتْ عَيْنِي، فَقَالَ : إِنِّي مُعِيدٌ عَلَيْكُمْ مَنْ تَبَاكَى فَلَهُ الْجَنَّةُ»، قَالَ: «فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ ، فَبَكَى الْقَوْمُ وَتَبَاكَى اَلْفَتَى، فَدَخَلُوا الْجَنَّةَ جَمِيعاً»(1)
[1793/32] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لابْنِ مَسْعُودٍ: «اِقْرَأْ عَلَيَّ»، قَالَ: فَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ:«فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)» [النساء: 41]، رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ مِنَ الدَّمْعِ، فَقَالَ
لي: «حَسْبُكَ اَلْآنَ »(2).
[1794 / 33] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام : أَنتَعَوَّذُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الرُّقَى؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا مِنَ الْقُرْآنِ، إِنَّ عَلِيَّا علیه السلام كَانَ يَقُولُ: إِنَّ كَثِيراً مِنَ الرُّقَى وَالتَّمائِمِ مِنَ الْإِشْرَاكِ »(3) .
[1795 / 34] عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّ كَثِيراً مِنَ
التَّمائِمِ شِرْكٌ»(4).
[35/1796] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّمائِمِ وَالتَّوَلِ، فَالتَّمائِمُ مَا
ص: 307
يُعَلَّقُ مِنَ الْكُتُبِ وَالْخَرَزِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَالتَّوَلِ مَا يَتَحَبَّبُ بِهِ النِّسَاءُ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ كَالْكِهَانَةِ وَأَشْبَاهِهَا، وَنَهَى عَنْ السَّحَرِ. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام : «وَلَا بَأْسَ بِتَعْلِيقِ مَا كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ»(1).
[1797 / 36] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام في اَلرَّجُل تَكُونُ بِهِ الْعِلَّةُ، فَيُكتَبُ لَهُ الْقُرْآنُ فَيُعَلَّقُ عَلَيْهِ، أَوْ يُكْتَبُ لَهُ فَيَغْسِلُهُ
وَيَشْرَبُهُ، قَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ كُلِّهِ » (2).
[1798/ 37] عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَلَماً وَوَجَعاً فِي جَسَدِي، فَقَالَ: «إِذَا اشْتَكَى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: بِسْم الله وَبِالله وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِ الله وَآلِهِ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى مَا يَشَاءُ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ، فَإِنَّهُ
إِذَا قَالَ ذَلِكَ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ اَلْأَذَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى »(3).
[38/1799] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله
الصَّادِقِ علیه السلام وَجَعَ السُّرَةِ، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي
تَشْتَكِي، وَقُلْ: «وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41)»«لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)»[فصلت: 41 و 42] ثَلَاثَاً، فَإِنَّكَ تُعَافَىٰ بِإِذْنِ الله»(4)
[ 1800 / 39] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةً قَطُّ، فَقَالَ بِإِخْلَاصِ نِيَّةٍ وَمَسَحَ مَوْضِعَ الْعِلَّة: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ
ص: 308
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)» [الإسراء: 182 ، إِلَّا عُوفي مِنْ تِلْكَ الْعِلَّةِ، أَيَّةِ عِلَّةٍ كَانَتْ، وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي الْآيَةِ حَيْثُ يَقُولُ: «شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ»(1).
[1801/ 40] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ علیه السلام ، قَالَ: شَكَا رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَجَعَ الظَّهْرِ، وَأَنَّهُ يَسْهَرُ اللَّيْلَ، فَقَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى المَوْضِع الَّذِي تَشْتَكِي مِنْهُ، وَاقْرَأْ ثَلَاثَاً: «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)»[آل عمران: 145]، وَاقْرَأْ سَبْعَ مَرَّاتٍ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»إِلَى آخِرِهَا، فَإِنَّكَ تُعَافَىٰ مِنَ الْعِلَلِ إِنْ شَاءَ
الله تعالى»(2).
[ 1802 / 41] عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم أَيْضاً: «مَنْ كَتَبَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)»
فَجَوَّدَهُ تَعْظِيماً الله غَفَرَ اللهُ لَهُ » (3).
[1803 / 42] عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيَّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا علیه السلام يَخْطُبُ، وَقَدْ
وَضَعَ الْمُصْحَفَ عَلَى رَأْسِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ الْوَرَقَ : عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: فَقَالَ: «اللَّهُمَّ قَدْ مَنَعُونِي مَا فِيهِ، فَأَعْطِنِي مَا فِيهِ، اَللَّهُمَّ قَدْ أَبْغَضْتُهُمْ وَأَبْغَضُونِي، وَمَلِلْتُهُمْ وَمَلُّونِي وَحَمَلُونِي عَلَى غَيْرِ خُلْقِي وَطَبِيعَتِي وَأَخْلَاقٍ لَمْ تَكُنْ تُعْرَفُ لي، اَللَّهُمَّ فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ، وَأَبْدِهُمْ بِي شَرًّا مِنِّي، اَللَّهُمَّ أَمِنْ قُلُوبَهُمْ مَيْتَ
ص: 309
اَلْمِلْحِ فِي الَمَاءِ. قلت: وروى صاحب كتاب (تبر المذاب) عن علماء الشافعيَّة نظير هذا الفعل من أبي عبد الله علیه السلام في يوم عاشورا(1).
[1804 / 43] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : أَيُّ الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْضَلَ عِنْدَ الله عزّو جلّ مِنْ أَنْ يُسْتَلَ وَيُطْلَبَ مِمَّا عِنْدَهُ،
وَمَا أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عزّو جلّ مِمَّنْ يَسْتَكْبِرُ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْأَلُ مَا عِنْدَهُ»(2)
[1805 / 44] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللهَ عزّو جلّ يَقُولُ:
«إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)» [غافر: 60]»، قَالَ: «هُوَ الدُّعَاءُ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ»، قُلْتُ: « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)» [التوبة : 114]، قَالَ: «اَلْأَوَاهُ هُوَ الدَّعَاءُ »(3) .
[1806 / 45] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اُدْعُ وَلَا تَقُلْ : قَدْ فُرغَ مِنَ الْأَمْرِ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، إِنَّ الله عزّو جلّ يَقُولُ: «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)»، وَقَالَ:
«ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60)»[غافر: 60]»(4).
[ 1807 / 46 ]عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَمَّنْ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلَانِ كَانَا يَعْمَلَانِ عَمَلاً وَاحِداً، فَيَرَى أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَوْقَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، بمَا أَعْطَيْتَهُ وَكَانَ عَمَلُنَا وَاحِداً؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: سَأَلَنِي وَلَمْ تَسْأَلْنِي»، ثُمَّ قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «اِسْأَلُوا اللَّهَ وَأَجْزِلُوا، فَإِنَّهُ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْ ءُ»(5).
ص: 310
[1808 / 47] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
يَقُولُ: «اَلدُّعَاءُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ بَعْدَ مَا أَبْرِمَ إِبْرَاماً، فَأَكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مِفْتَاحُ كُلّ رَحْمَةٍ، وَنَجَاحُ كُلِّ حَاجَةٍ، وَلَا يُنَالُ مَا عِنْدَ الله عزّو جلّ إِلَّا بِالدُّعَاءِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ بَابٌ يُكْثَرُ قَرْعُهُ إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لِصَاحِبِهِ »(1).
[48/109] عَنْ حَفْصِ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ( في رسالته إلى
أصحابه)، قَالَ: «أَكْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَدْعُوهُ، وَقَدْ وَعَدَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بالاِسْتِجَابَةِ، وَاللهُ مُصَيّرٌ دُعَاءَ المُؤْمِنِينَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ هُمْ عَمَلاً يَزِيدُهُمْ بِهِ فِي الجَنَّةِ »(2).
[49/1810] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «افْزَعُوا إِلَى الله فِي حَوَائِجِكُمْ، وَالجُنُوا إِلَيْهِ فِي مُلِيَّاتِكُمْ، وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ وَأَدْعُوهُ فَإِنَّ الدُّعَاءَ مُخُ الْعِبَادَةِ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَدْعُو اللَّهَ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ، فَإِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، أَوْ يُؤَجِّلَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ
يُكَفِّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا مَا لَمْ يَدْعُ بِمَأْثَم »(3).
[1811 / 50] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا قَلَّ الدُّعَاء نَزَلَ الْبَلاء »(4).
1812 / 51] عَنْ عَلِيِّ بْنِ السِّرِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: « إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ جَعَلَ أَرْزَاقَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَم
يَعْرِفْ وَجْهَ رِزْقِهِ كَثُرَ دُعَاؤُهُ» (5).
[52/1813] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا فُتِحَ
ص: 311
لِأَحَدٍ بَابُ دُعَاءِ إِلَّا فَتَحَ اللهُ لَهُ فِيهِ بَابَ إِجَابَةٍ، فَإِذَا فَتَحَ لِأَحَدِكُمْ بَابَ دُعَاءِ فَلْيَجْهَدْ، فَإِنَّ اللهَ عزّو جلّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا »(1) .
[1814 / 53] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام : «مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ
بَابَ الْإِجَابَةِ » (2).
[1815 / 54] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم :
«مَا فَتَحَ اللهُ لِعَبْدِ بَابَ مَسْأَلَةٍ فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ، وَلَا فَتَحَ لِعَبْدِ بَابَ عَمَلٍ فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ الْقَبُولِ، وَلَا فَتَحَ لِعَبْدِ بَابَ شُكْرِ فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ »(3).
[55/1816] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم:
«اعجز النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ،
وَأَبْخَلُ اَلنَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَام »(4).
[56/1817] عَنْ أَبِي الصَّبَّاح ، قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام: «مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمُ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَم اَلْإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ
الاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ التَّوْبَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الصَّبْرَ لَم
يُحْرَمِ الْأَجْرَ»(5) .
[57/1818] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: « فِي هَذِهِ الْخَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ»؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسَامِ؟»، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «اَلدُّعَاءُ »(6).
ص: 312
[ 119 / 58] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي قَوْلِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا (2)»[فاطر: 2]
[قَالَ]: «الدُّعَاءُ»(1).
[59/1820] عن النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ، وَإِذَا أَذِنَ اللهُ لِلْعَبْدِ فِي الدُّعَاءِ فَتَحَ لَهُ بَابَ الرَّحْمَةِ، إِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ» (2).
[60/1821] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : قَالَ لِي الْعَالِمُ علیه السلام: «الدُّعَاءُ أَفْضَلُ مِنْ السلام قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، لِأَنَّ اللهَ (جَلَّ وَعَزَّ) يَقُولُ: «قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)» [الفرقان: 77] »(3).
[ 1822 / 61] قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لِبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ وَقَدْ سَأَلَهُ :« كَثْرَةٌ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ أَمْ كَثْرَةُ الدُّعَاءِ؟ فَقَالَ علیه السلام: «كَثْرَةُ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ»، ثُمَّ قَرَأَ : قُلْ
مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْ لَا دُعَاؤُكُمْ» (4).
[ 1823 / 62 ]عَنْ بِسْطَامَ بْنِ سَابُورَ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا
أَخَا أَهْلِ الْجَبَلِ، مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ أَنْ يُسْتَلَ »(5)
[1824 / 63] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله اَلْفَرَّاءِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ السلام تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ الْعَبْدُ إِذَا دَعَاهُ، وَلَكِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ تُبَثَّ إِلَيْهِ الْحَوَائِجُ ، فَإِذَا دَعَوْتَ فَسَمٌ حَاجَتَكَ » (6).
ص: 313
[1825 / 64] فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِلْحَسَن علیهما السلام: «وَاعْلَمْ أَنَّ الَّذِي لاهما بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ، وَتَكَفَّلَ لَكَ بِالْإِجَابَةِ، وَأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ، وَتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ، وَلَمْ يُلْجِثْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ، وَلَمْ يُعَاجِلكَ بِالنّقْمَةِ ، [ وَلَمْ يُعَيّرُكَ بِالْإِنَابَةِ ، وَلَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى، وَلَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الْإِنَابَةِ، وَلَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْحَرِيمَةِ، وَلَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ، بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةٌ، وَحَسَبَ سَيِّتَكَ وَاحِدَةٌ، وَحَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً، وَفَتَحَ لَكَ بَابَ المَتابِ وَبَابَ الاِسْتِعْتَابِ، فَإِذَا نَادَيْتَهُ سَمِعَ نِدَاكَ، وَإِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ، فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ، وَأَبْنَتُهُ ذَاتَ نَفْسِكَ، وَشَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ، وَاسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ، وَاسْتَعَنْتُهُ عَلَى أُمُورِكَ، وَسَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَيْرُهُ مِنْ زِيَادَةِ الْأَعْمَارِ، وَصِحَّةِ اَلْأَبْدَانِ، وَسَعَةِ الْأَرْزَاقِ، ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ، فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ، وَاسْتَمْطَرْتَ شَابِيبَ رَحْمَتِهِ، فَلَا يُقَنِّطَنَّكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ، فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ، وَرُبَّمَا أُخْرَتْ عَنْكَ اَلْإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ اَلسَّائِلِ، وَأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ، وَرُبَّما سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلَا تُؤْتَاهُ وَأُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلاً أَوْ آجِلاً، أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ، فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلَاكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ، فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَبْقَى لَكَ جَمَالُهُ، وَيُنْفَى عَنْكَ وَبَالُهُ، فَالَمَالُ لَا
يَبْقَى لَكَ وَلَا تَبْقَى لَهُ»(1).
[1826 / 65] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْسِكُ الخَيْرَ الْكَثِيرَ عَنْ
عَبْدِهِ، فَيَقُولُ: لَا أَعْطِيهِ حَتَّى يَسْأَلَنِي »(2)
ص: 314
[66/1827] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَطْلُبُهَا فِي الْعِشَاءِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ»، يَعْنِي الْعِشَاءَ
الْآخِرَةَ (1).
[1828/ 67] عن السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : أَلَا أَدْلُكُمْ عَلَى سِلاح يُنْجِيكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، وَيُدِتُّ أَرْزَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ
الدُّعَاءُ » (2) .
[ 1829 / 68] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وَعَمُودُ الدِّينِ، وَزَيْنٌ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ » (3).
[ 1830 / 69] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلدُّعَاءُ
أَنْفَذُ مِنَ السِّنَانِ اَلْحَدِيدِ»(4) .
[70/1831] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المؤْمِنِينَ علیه السلام : الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ ، وَمَقَالِيدُ الْفَلَاحِ، وَخَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ
عَنْ صَدْرٍ نَقِيٌّ وَقَلْبٍ تَقِيٌّ»(5) .
[71/1832] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم
« دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَرُدُّوا أَبْوَابَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ » (6).
ص: 315
[1833/ 72] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «الْبَلَاءُ يَتَعَلَّقُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مِثْلَ :
الْقِنْدِيلِ، فَإِذَا سَأَلَ اَلْعَبْدُ رَبَّهُ الْعَافِيَةَ صَرَفَ اللهُ عَنْهُ الْبَلَاءَ »(1).
[1834 / 73] عَنْ عَلي علیه السلام (فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِمائَةِ) أَنَّهُ قَالَ: «اِدْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ عَنْكُمْ بِالدُّعَاءِ قَبْلَ وُرُودِ الْبَلَاءِ، فَوَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَلْبَلَاءُ أَسْرَعُ إِلَى الْمُؤْمِنِ مِنِ انْحِدَارِ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى التَّلْعَةِ إِلَى أَسْفَلِهَا، وَمِنْ رَكْضِ الْبَرَاذِينِ، سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، فَإِنَّ فِي جَهْدِ الْبَلَاءِ ذَهَابَ الدِّينِ »(2) .
[74/1835] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ النَّهْشَلِي، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ
مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «التَّحَدُّثُ بِنِعَمِ الله شُكْرُ، وَتَرْكُ ذَلِكَ كُفْرٌ،
ا فَارْتَبِطُوا نِعَمَ رَبِّكُمْ بِالشُّكْرِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَادْفَعُوا الْبَلَاءَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ جُنَّةٌ مُنْجِيَّةٌ تَرُدُّ الْبَلَاءَ وَقَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً» (3).
[75/1836] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ تَقَدَّمَ فِي الدُّعَاءِ اسْتُجِيبَ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ، وَقَالَتِ المَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ، وَلَمْ يُحْجَبْ عَنِ السَّمَاءِ، وَمَنْ لَمْ يَتَقَدَّمُ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ،
وَقَالَتِ المَلَائِكَةُ : إِنَّ ذَا اَلصَّوْتَ لَا نَعْرِفُهُ »(4).
[ 1837 / 76] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ جَدِّي يَقُولُ: تَقَدَّمُوا فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ دَعَاءً فَنَزَلَ بِهِ الْبَلَاءِ فَدَعَا قِيلَ: صَوْتُ مَعْرُوفٌ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ دَعَاءً فَنَزَلَ بِهِ بَلَاءٌ فَدَعَا قِيلَ : أَيْنَ كُنْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ؟ »(5).
ص: 316
[1838 / 77 ]عَبْدُ الله بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَیْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ): مَا مِنْ أَحَدٍ تَخَوَّفَ الْبَلَاءَ فَتَقَدَّمَ فِيهِ بالدُّعَاءِ إِلَّا صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءَ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله قَالَ : يَا عَلِيُّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، يَا رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ الْبَلَاءَ وَقَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً ؟ »(1).
[1839 / 78] عَنِ الْحُسَيْنِ بْن زَيْدِ، عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْن علیهما السلامِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «لَمْ أَرَ مِثْلَ التَّقَدُّم فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ لَيْسَ تَحْضُرُهُ
لها اَلْإِجَابَهُ فِي كُلِّ وَقْتِ، وَكَانَ مِمَّا حُفِظَ عَنْهُ علیه السلام مِنَ الدُّعَاءِ حِينَ بَلَغَهُ تَوَجُهُ مُسْرِفِ ابْنِ عُقْبَةَ إِلَى المَدِينَةِ : رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةِ اِبْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلَائِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي، يَا ذَا المَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَيَا ذَا اَلنَّعْمَاءِ الَّتِي لَا تُحْصَى عَدَداً، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَادْفَعْ عَنِّي شَرَّهُ فَإِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِهِ، وَأَسْتَعِيذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ»، فَقَدِمَ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ المَدِينَةَ، وَكَانَ يُقَالُ: لَا يُرِيدُ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ وَوَصَلَهُ»(2).
[ 1840 / 79] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ
اَلدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ يَسْتَخْرِجُ الْحَوَائِجَ فِي الْبَلَاءِ »(3).
[80/1841] عَنْ سَمَاعَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ سَرَّهُ أَنْ السلام
يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ»(4).
ص: 317
[1842 / 81] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: «قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاس: أُهْدِي إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم بَغْلَةٌ أَهْدَاهَا
علما لَهُ كِسْرَى أَوْ قَيْصَرُ، فَرَكِبَهَا النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم بِجُلٌ مِنْ شَعْرِ، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، ثُمَّ قَالَ لي : يَا غُلَامُ، اِحْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، وَاحْفَظ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهُ عزّو جلّ فِي اَلرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهِ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عزّو جلّ فَقَدْ مَضَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ جَهَدَ النَّاسُ أَنْ يَنْفَعُوكَ بِأَمْرٍ لَمْ يَكْتُبُهُ اللهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ جَهَدُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِأَمْرِ لَمْ يَكْتُبُهُ اللهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَإِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِالصَّبْرِ مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاصْبِرْ فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً »(1)
[82/1843 ]عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام كَانَ يَقُولُ: «مَا مِنْ أَحَدٍ ابْتِي وَإِنْ عَظْمَتْ بَلْوَاهُ بِأَحَقَّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَى الَّذِي لَا يَأْمَنُ الْبَلَاءَ» (2).
[1844 / 83] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَا المُبْتَلَى الَّذِي قَدِ اشْتَدَّ بِهِ الْبَلَاء
بِأَحْوَجَ إِلَى الدُّعَاءِ مِنَ المُعَافَى الَّذِي لَا يَأْمَنُ الْبَلَاءَ » (3).
[1845 / 84] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: هَلْ تَعْرِفُونَ طُولَ الْبَلَاءِ مِنْ قِصَرِهِ؟»، قُلْنَا: لَا ، قَالَ: «إِذَا أُهِمَ أَحَدُكُمُ الدُّعَاءَ عِنْدَ
الْبَلَاءِ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْبَلَاءَ قَصِيرٌ »(4) .
ص: 318
[1846 / 85 ]عَنْ عَليّ علیه السلام( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمائَةِ)، قَالَ: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذَا السلام نَزَلَتْ بِهِمُ النَّقَمُ وَزَالَتْ عَنْهُمُ النَّعَمُ فَزِعُوا إِلَى الله عزّو جلّ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهِمْ، وَلَمْ يَهِنُوا
وَلَمْ يُسْرِفُوا لَأَصْلَحَ اللهُ هُمْ كُلَّ فَاسِدٍ، وَلَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ صَالِحٍ »(1) .
[86/1847] فِي حَدِيثِ أَبِي وَلَّادٍ حَفْصِ بْنِ سَالِمِ الْخَنَّاطِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام بِالمَدِينَةِ، وَكَانَ مَعِي شَيْءٌ، فَأَوْصَلْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «أَبْلِغْ أَصْحَابَكَ وَقُلْ هُمُ اتَّقُوا اللهَ عزّو جلّ فَإِنَّكُمْ فِي إِمَارَةِ جَبَّارٍ - يَعْنِي أَبَا الدَّوَانِيقِ -، فَأَمْسِكُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَتَوَقَوْا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَدِينِكُمْ، وَادْفَعُوا مَا تَحْذَرُونَ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ مِنْهُ بالدُّعَاءِ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ وَالله وَالطَّلَبَ إِلَى اللَّهِ يَرُدُّ الْبَلَاءَ وَقَدْ قُدِّرَ وَقُضِيَ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا إِمْضَاؤُهُ، وَإِذَا دَعَا اللَّهَ وَسَأَلَ صَرْفَ الْبَلَاءِ صَرَفَهُ، فَأَلحوا فِي الدُّعَاءِ أَنْ يَكْفِيَكُمُوهُ اللَّهُ ، قَالَ أَبُو وَلَادٍ: فَلَمَّا بَلَغْتُ أَصْحَابِي مَقَالَةَ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام ، قَالَ: فَفَعَلُوا وَدَعَوْا عَلَيْهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي السَّنَةِ الَّتِي خَرَجَ فِيهَا أَبُو الدَّوَانِيقِ إِلَى مَكَّةَ، فَمَاتَ عِنْدَ بِثْرِ مَيْمُونٍ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ نُسُكَهُ ، وَأَرَاحَنَا اللَّهُ مِنْهُ، قَالَ أَبُو وَلَّادٍ: وَكُنْتُ تِلْكَ السَّنَةَ حَاجًا، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبي الحَسَن علیه السلام ، فَقَالَ: «يَا أَبَا وَلَّادٍ، كَيْفَ رَأَيْتُمْ نَجَاحَ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَحَشَتُكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَى أَبي الدَّوَانِيقِ؟ يَا أَبَا وَلَادٍ، مَا مِنْ بَلَاءِ يَنْزِلُ عَلَى عَبْدِ مُؤْمِنٍ فَيُلْهِمُهُ اللهُ الدُّعَاءَ إِلَّا كَانَ كَشْفُ ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَشِيكاً، وَمَا مِنْ بَلَاءِ يَنْزِلُ عَلَى عَبْدِ مُؤْمِنٍ فَيُمْسِكُ عَنِ الدُّعَاءِ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ
اَلْبَلَاءُ طَوِيلاً، فَإِذَا نَزَلَ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ » (2).
[ 1848 / 87 ]عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ علیه السلام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَقَالَ: «قَدْ قَالَ ذَلِكَ»، قِيلَ : وَمَا قَالَ؟ قَالَ: «فِيهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءِ إِلَّا السَّامَ يَعْنِي اَلَمَوْتَ ، ثُمَّ قَالَ علیه السلام
ص: 319
لِلسَّائِلِ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا لَمْ يَسْتَثْنِ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم؟»، قَالَ: بَلَى، قَالَ: «الدُّعَاءُ فَإِنَّهُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ وَقَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً وَضَمَّ أَصَابِعَهُ مِنْ كَفَّيْهِ جَمِيعاً وَجَمَعَهُمَا
جَمِيعاً وَاحِدَةً إِلَى الْأُخْرَى الْخِنْصِرَ بِحِيَالِ الخِنْصِرٍ كَأَنَّهُ يُرِيكَ شَيْئاً »(1) .
[1849 / 88] عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام سُئِلَ عَنْ قَوْلِ الله: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)»[الرعد: 39]، قَالَ:
إِنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ كِتَابٌ يَمْحُو اللَّهُ فِيهِ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ، فَمِنْ ذَلِكَ الَّذِي يَرُدُّ اَلدُّعَاءُ الْقَضَاءَ، وَذَلِكَ الدُّعَاءُ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ الَّذِي يُرَدُّ بِهِ الْقَضَاءُ حَتَّى إِذَا صَارَ إِلَى أُمَّ الْكِتَابِ لَمْ يُغْنِ الدُّعَاءُ فِيهِ شَيْئًا» (2).
[ 1850/89] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ
فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبر»(3).
[90/1851] رُوِيَ عَنِ الْعَالِم علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ»، فَسُئِلَ عَنْ
ذَلِكَ، فَقَالَ: «لِكُلِّ دَاءٍ دُعَاءُ، فَإِذَا أُهِمَ المَرِيضُ الدُّعَاءَ فَقَدْ أَذِنَ اللهُ فِي شِفَائِهِ»(4).
[1/1852] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ : اِشْتَكَى بَعْضُ وُلْدِهِ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، قُل: اَللَّهُمَّ اِشْفِنِي بِشِفَائِكَ، وَدَاوِنِي بِدَوَائِكَ، وَعَافِنِي مِنْ بَلَائِكَ فَإِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ » (5) .
[92/1853] عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله علیه السلام ، إلى أن قال: قَالَ اَلسَّائِلُ: فَمَا اَلْفَرْقُ بَيْنَ أَنْ تَرْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ
ص: 320
وَبَيْنَ أَنْ تَخْفِضُوهَا نَحْوَ الْأَرْضِ ؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «ذَلِكَ فِي عِلْمِهِ وَإِحَاطَتِهِ وَقُدْرَتِهِ سَوَاءٌ، وَلَكِنَّهُ لا أَمَرَ أَوْلِيَاءَهُ وَعِبَادَهُ بِرَفْعِ أَيْدِيهِمْ إِلَى السَّمَاءِ نَحْوَ الْعَرْشِ، لِأَنَّهُ جَعَلَهُ مَعْدِنَ الرِّزْقِ، فَثَبِّتْنَا مَا ثَبَتَهُ الْقُرْآنُ وَالْأَخْبَارُ عَن الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله وسلم حِينَ قَالَ: اِرْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ إِلَى الله عزّو جلّ، وَهَذَا يُجْمِعُ عَلَيْهِ فِرَقُ الْأُمَّةِ
كُلْهَا »(1).
ليلا 1854 / 93 عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، قَالَ: كُنَّا بِالمَدِينَةِ حِينَ بَعَثَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى المُعَلَّى بْنِ خُنَيْس فَقَتَلَهُ، فَجَلَسَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام فَلَمْ يَأْتِهِ شَهْراً، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَنِ اثْتِنِي، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَ نَفَرٍ مِنَ اَخْرَسِ، قَالَ: اثْتُونِي بِهِ فَإِنْ أَبَىٰ فَاثْتُونِي بِهِ ونِي بِهِ أَوْ بِرَأْسِهِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَنَحْنُ نُصَلِّي مَعَهُ الزَّوَالَ، فَقَالُوا: أَجِبْ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: «فَإِنْ لَمْ أَجِبْ»، قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَأْتِيَهُ بِرَأْسِكَ، فَقَالَ: وَمَا أَظُنُّكُمْ تَقْتُلُونَ اِبْنَ رَسُولِ اللهِ»، قَالُوا: مَا نَدْرِي مَا تَقُولُ، وَمَا نَعْرِفُ إِلَّا اَلطَّاعَةَ، قَالَ: «اِنْصَرِفُوا فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ»، قَالُوا: وَاللَّهِ لَا نَنْصَرِفُ حَتَّى نَذْهَبَ بِكَ مَعَنَا أَوْ نَذْهَبَ بِرَأْسِكَ، قَالَ: فَلَما عَلِمَ أَنَّ الْقَوْمَ لَا يَذْهَبُونَ إِلَّا بِذَهَابِ رَأْسِهِ وَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ قَالُوا: رَأَيْنَاهُ قَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوَضَعَهُما عَلَى مَنْكِيهِ، بَسَطَهُمَا، ثُمَّ دَعَا بِسَبَّابَتِهِ، فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: «السَّاعَةَ السَّاعَةَ ، فَسَمِعْنَا صُرَاخاً عَالِياً، فَقَالُوا لَهُ: قُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ مَاتَ، وَهَذَا الصُّرَاحُ عَلَيْهِ، فَابْعَثُوا رَجُلاً مِنْكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الصُّرَاحُ عَلَيْهِ قُمْتُ مَعَكُمْ»، قَالُوا: فَبَعَثُوا رَجُلاً مِنْهُمْ، فَما لَبِثَ أَنْ أَقْبَلَ فَقَالَ: يَا هَؤُلَاءِ، قَدْ مَاتَ صَاحِبُكُمْ، وَهَذَا الصُّرَاحُ عَلَيْهِ، فَانْصَرَفُوا، فَقُلْتُ لَهُ: جَعَلَنَا اللهُ فِدَاكَ، مَا كَانَ حَالُهُ؟ قَالَ: «قَتَلَ مَوْلَايَ
ص: 321
اَلمُعَلَّى بْنَ حُنَيْسٍ، فَلَمْ آتِهِ مُنْذُ شَهْرٍ ، فَبَعَثَ إِلَى أَنْ آتِيَهُ، فَلَما أَنْ كَانَ اَلسَّاعَةَ لَمْ آتِهِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ لِيَضْرِبَ عُنْقِي، فَدَعَوْتُ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، فَبَعَثَ اللَّهَ إِلَيْهِ مَلَكاً بِحَرْبَةٍ فَطَعَنَهُ فِي مَذَاكِيرِهِ فَقَتَلَهُ»، فَقُلْتُ لَهُ: فَرَفْعُ الْيَدَيْنِ مَا هُوَ؟ قَالَ: «اَلِابْتِهَالُ»، فَقُلْتُ: فَوَضْعُ يَدَيْكَ وَجَمْعُهَا؟ قَالَ: «التَضَرُّعُ»، قُلْتُ: وَرَفْعُ الْإِصْبَعِ ؟ قَالَ:
الْبَصْبَصَةُ»(1).
[1855 / 94] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ عزّو جلّ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاء بِظَهْرِ قَلْبٍ سَاهِ، فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ، ثُمَّ اسْتَيْقِنْ بِالْإِجَابَةِ »(2).
[1856 / 95] مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام، قَالَ: «قَالَ قَوْمُ لِلصَّادِقِ علیه السلام:
نَدْعُو فَلَا يُسْتَجَابُ لَنَا، قَالَ: لِأَنَّكُمْ تَدْعُونَ مَنْ لَا تَعْرِفُونَهُ »(3).
[96/1857] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ رَجُلاً كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ دَعَا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ غُلاماً ، يَدْعُو ثَلاثاً وَثَلَاثِينَ سَنَةٌ، فَلَمّا رَأَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُجِيبُهُ قَالَ: يَا رَبِّ، أَبَعِيدٌ أَنَا مِنْكَ فَلَا تَسْمَعُ مِنِّي، أَمْ قَرِيبٌ أَنْتَ فَلَا تُجِيبُنِي؟ فَأَتَاهُ آتِ فِي مَنَامِهِ ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ تَدْعُو اللهَ بِلِسَانٍ بَذِيٍّ، وَقَلْبٍ عَلِقٍ عَاتٍ غَيْرِ نَقِيٌّ ، وَبِنِيَّةٍ غَيْرِ صَادِقَةٍ، فَأَقْلِعْ مِنْ بَذَائِكَ، فَلْيَتَّقِ اللهَ قَلْبُكَ، وَلْتَحْسُنْ نِيَّتُكَ»، قَالَ: «فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، فَدَعَا اللَّهَ وَعَ، فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ »(4).
[97/1858] عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ بَيَّاعَ السَّابِرِي، قَالَ: قُلْتُ لأَبي عَبْدِ الله
علیه السلام: إِنِّي أَتَبَاكَ فِي الدُّعَاءِ، وَلَيْسَ لِي بُكَاءُ، قَالَ: «نَعَمْ، وَلَوْ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ »(5).
ص: 322
[98/1859] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام لأبي بَصِيرٍ: «إِنْ خِفْتَ أَمْراً يَكُونُ أَوْ حَاجَةً تُرِيدُهَا فَابْدَأَ بِالله وَجَدْهُ، وَأَثْنِ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلَّ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، وَسَلْ حَاجَتَكَ، وَتَبَاكَ وَلَوْ مِثْلَ رَأْس الذُّبَاب، إِنَّ ابی علیه السلام
كَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الرَّبِّ عزّو جلّ وَهُوَ سَاجِدٌ بَاكِ »(1) .
[ 99/1860] عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَحَلِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنْ لَمْ
يَجِنَّكَ الْبُكَاءُ فَتَبَاكَ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْكَ مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ فَبَخ بخ»(2)
[1861 / 100] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً نَصَبَ فِي قَلْبِهِ نَائِحَةٌ مِنَ الْحُزْنِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبِ حَزِينِ، وَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله تَعَالَى حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْع ، وَإِنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبيل الله وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مَنْخِرَي اَلْمُؤْمِنِ أَبَداً، وَإِذَا أَبَغَضَ اللهُ عَبْداً جَعَلَ فِي قَلْبِهِ مِنْ مَاراً
مِنَ الضَّحِكِ، وَإِنَّ الضَّحِكَ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ » (3) .
[1862 / 101] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «بُكَاءُ الْعُيُونِ وَخَشْيَةُ الْقُلُوب مِنْ رَحْمَةِ اللَّه تَعَالَى، فَإِذَا وَجَدْتُمُوهَا فَاغْتَنِمُوا اَلدُّعَاءَ، وَلَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَى فى أُمَّةٍ لَرَحِمَ اللهُ تِلْكَ الْأُمَّةَ لِبُكَاءِ ذَلِكَ الْعَبْدِ »(4) .
[102/1863] قَوْلُهُ علیه السلام : «إِذَا كَانَ الْعَبْدُ سَاجِداً الله فَإِنْ سَالَتْ دُمُوعُهُ
فَهُنَالِكَ تَنْزِلُ اَلرَّحْمَةُ، فَاغْتَنِمُوا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ المَسْأَلَةَ»(5).
[103/1864] عَنِ الْحَارِثِ بْن الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ مِنْ رَبِّهِ شَيْئاً مِنْ حَوَائِجِ اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
ص: 323
حَتَّى يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ وَ وَالمَدْح لَهُ، وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، ثُمَّ يَسْأَلُ اللهَ
حَوَائِجَهُ » (1).
[104/1865] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْعُوَ فَمَجدِ اللَّهَ عزّو جلّ وَاحْمَدُهُ وَسَبِّحْهُ وَهَلَّلْهُ وَأَثْن عَلَيْهِ، وَصَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ اَلنَّبِيِّ وَآلِهِ، ثُمَّ سَلْ تُعْطَ» (2).
[105/1866] عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْيُثْنِ عَلَى رَبِّهِ وَلْيَمْدَحْهُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَبَ اَلْحَاجَةَ مِنَ اَلسُّلْطَانِ هَيَّأَ لَهُ مِنَ الْكَلَام أَحْسَنَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا طَلَبْتُمُ اَلْحَاجَةَ فَمَجدُوا اللهَ الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ وَامْدَحُوهُ وَأَثْنُوا عَلَيْهِ، تَقُولُ: يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى، وَيَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، يَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، يَا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً، يَا مَنْ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، وَيَقْضِي مَا أَحَبَّ، يَا مَنْ يَكُولُ بَيْنَ اَلمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يَا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الْأَعْلَى، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ، وَأَكْثِرُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عزّو جلّ، فَإِنَّ أَسْمَاءَ اللَّه كَثِيرَةٌ، وَصَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَقُل : اللَّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ اَلْحَلَالِ مَا أَكْفُ بِهِ وَجْهِي، وَأُؤَدِّي لِي فِي اَلْحَجِّ
، عَنْ أَمَانَتِي، وَأصِلَ بِهِ رَحِي، وَيَكُونُ .
وَالْعُمْرَةِ»، وَقَالَ: «إِنَّ رَجُلاً دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَأَلَ اللَّهَ عزّو جلّ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: عَجَلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ، وَجَاءَ آخَرُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَثْنَى عَلَى اللَّهُ عزّو جلّ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: سَلْ تُعْطَ »(3).
[ 106/1867] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «إِنَّ فِي
ص: 324
كِتَابٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ): إِنَّ الْمِدْحَةَ قَبْلَ المَسْأَلَةِ، فَإِذَا دَعَوْتَ
اللَّهَ عزّو جلّ فَمَجَّدْهُ»، قُلْتُ: كَيْفَ أَجَدُهُ؟ قَالَ: «تَقُولُ: يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْل الْوَرِيدِ، يَا فَعَّالاً لا يُرِيدُ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ، يَا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الْأَعْلَى، يَا مَنْ هُوَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ . » (1).
[1868/ 107] عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: كُلُّ دُعَاءِ لَا يَكُونُ قَبْلَهُ تَحْمِيدٌ فَهُوَ أَبْتَرُ، إِنَّمَا التَّحْمِيدُ ثُمَّ الثَّنَاءُ»، قُلْتُ: مَا أَدْرِي مَا يُجْزِي مِنَ التَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ، قَالَ: «يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ
شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »(2).
[1869 / 108] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّما المدْحَةُ، ثُمَّ الشَّنَاءُ، ثُمَّ اَلْإِقْرَارُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ اَلمَسْأَلَةُ، إِنَّهُ وَالله مَا خَرَجَ عَبْدٌ مِنْ
ذَنْبٍ إِلَّا بِالْإِقْرَارِ»(3) .
[109/1870] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ: آيَتَانِ فِي كِتَاب الله عزّو جلّ أَطْلُبُهُمَا فَلَا أَجِدُهُمَا، قَالَ: «وَمَا هُمَا؟»، قُلْتُ: قَوْلُ الله عزّو جلّ: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(60)» [غافر: 60]، فَنَدْعُوهُ وَلَا نَرَى إِجَابَةٌ، عَجَمَل قَالَ: «أَفَتَرَى اللهَ وَ أَخْلَفَ وَعْدَهُ؟»، ذَلِكَ؟»، قُلْتُ: لَا
لَا، قَالَ: «فَمِمَّ أَدْرِي، قَالَ: «لَكِنِّي أُخْبِرُكَ، مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عزّو جلّ فِيمَا أَمَرَهُ، ثُمَّ دَعَاهُ مِنْ جِهَةِ الدُّعَاءِ أَجَابَهُ، قُلْتُ: وَمَا جِهَةِ الدُّعَاءِ؟ قَالَ: «تَبْدَأُ فَتَحْمَدُ الله، وَتَذْكُرُ نِعَمَهُ عِنْدَكَ، ثُمَّ تَشْكُرُهُ، ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى النَّبِي صلی الله علیه و آله وسلم ، ثُمَّ تَذْكُرُ ذُنُوبَكَ فَتُقِرُّ بِهَا، ثُمَّ تَسْتَعِيذُ مِنْهَا،
ص: 325
فَهَذَا جِهَةُ الدُّعَاءِ»، ثُمَّ قَالَ: «وَمَا الْآيَةُ الْأُخْرَى؟»، قُلْتُ: قَوْلُ الله : «وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)» [سبأ: 39]، وَإِنِّي أُنْفِقُ وَلَا أَرَى خَلَفاً، قَالَ: «أَفَتَرَى اللَّهَ عزّو جلّ أَخْلَفَ وَعْدَهُ؟»، قُلْتُ: لَا ، قَالَ: «فَمِمَّ ذَلِكَ؟»،
عَ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمُ اكْتَسَبَ المالَ مِنْ حِلَّهِ، وَأَنْفَقَهُ فِي حِلَّهِ لَم يُنْفِقُ دِرْهَماً إِلَّا أُخْلِفَ عَلَيْهِ»(1).
[110/1871] قَالَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ الْفَرِيضَةِ: يَا
مَنْ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَلَا يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ أَحَدٌ غَيْرُهُ ثَلاثاً ثُمَّ سَأَلَ أُعْطِيَ مَا سَأَلَ » (2).
[111/1872] قَالَ اَلْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام : «أُدْعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ فِي اَلمَكْتُوبَةِ وَأَنْتَ سَاجِدٌ: يَا خَيْرَ المَسْؤُولِينَ، وَيَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ، ارْزُقْنِي وَارْزُقُ عِيَالي
مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِع ، [ فَإِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ] »(3).
[112/1873] قَالَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِنَّ الْعَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ إِلَى
الله تَعَالَى، فَيَبْدَأُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى يَنْسَى حَاجَتَهُ،
فَيَقْضِيهَا اللهُ لَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ إِيَّاهَا » (4).
[1874 / 113] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَبِي إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ طَلَبَهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ قَدَّمَ شَيْئاً فَتَصَدَّقَ بِهِ ، وَشَمَّ شَيْئاً مِنْ طِيبٍ، وَرَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَدَعَا فِي حَاجَتِهِ بمَا شَاءَ اللهُ»(5).
ص: 326
[114/1875] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «لَا يَزَالُ
اَلدُّعَاءُ مَحْجُوباً عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام»(1).
[115/1876] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
صَلَاتُكُمْ عَلَى مُجُوِّزَةٌ لِدُعَائِكُمْ، وَمَرْضَاةٌ لِرَبِّكُمْ، وَزَكَاةً لِأَبْدَانِكُمْ »(2).
[ 116/1877] عَنْ عَلِيٌّ لا (فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمائَةِ)، قَالَ: صَلُّوا عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَقْبَلُ دُعَاءَكُمْ عِنْدَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَدُعَائِكُمْ لَهُ وَحِفْظِكُمْ
إِيَّاهُ صلی الله علیه و آله وسلم»(3).
[1878 / 117 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: صَلَاتُكُمْ عَلَيَّ إِجَابَةٌ لِدُعَائِكُمْ، وَزَكَاةً لِأَعْمَالِكُمْ »(4) .
[118/1879] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَدْعُ بِدُعَاءِ إِلَّا أَنْ تَقُولَ فِي أَوَّلِهِ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ علیه السلام يَفْعَلُ كَذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «اَلدُّعَاءُ مَعَ الصَّلَاةِ مَقْرُونٌ بِالْإِجَابَةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَسْتَحِي أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ اَلْعَبْدُ حَاجَتَيْنِ يُجِيبُ إِحْدَاهُمَا وَيَرُدُّ الأُخْرَ دُّ الْأُخْرَى »(5) .
[119/1880] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ
قَالَ: يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قُضِيَتْ لَهُ مِائَةُ حَاجَةٍ ثَلَاثُونَ
لِلدُّنْيَا وَالْبَاقِي لِلْآخِرَةِ » (6).
ص: 327
[120/1881] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: مَنْ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ قَضَى اللهُ حَاجَتَهُ» (1).
[121/1882] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله : «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، فَإِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ فَيَشْرَبُهُ إِذَا شَاءَ، اِجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِهِ، وَفِي وَسَطِهِ» (2).
[122/1883] عَنْ مُرَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله صلی الله علیه و آله وسلم، إِنِّي جَعَلْتُ ثُلُثَ صَلَوَاتِي لَكَ، فَقَالَ لَهُ خَيْراً، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي جَعَلْتُ نِصْفَ صَلَوَاتِي لَكَ، فَقَالَ لَهُ: ذَاكَ أَفْضَلُ، فَقَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ كُلَّ صَلَوَاتِي لَكَ، فَقَالَ: إِذا يَكْفِيكَ اللهُ لا مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ، كَيْفَ يَجْعَلُ صَلَاتَهُ لَهُ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَا يَسْأَلُ اللهَ عزّو جلّ شَيْئاً إِلَّا بَدَأَ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلی الله علیه و آله وسلم»(3) .
[1884 / 123] عَنْ دَاوُدَ الرَّكِّيُّ، قَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام أَكْثَرَ مَا يُلِحُ بِهِ فِي الدُّعَاءِ عَلَى اللَّهِ بِحَقِّ الْخَمْسَةِ، يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ، وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ»(4) .
[1885 / 124] سَمَاعَةُ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو اَلْحَسَن علیه السلام : «إِذَا كَانَ لَكَ يَا السلام سَمَاعَةُ حَاجَةٌ فَقُل : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ، فَإِنَّ هَما عِنْدَكَ شَأْنا مِنَ اَلشَّأْنِ، وَقَدْراً مِنَ الْقَدْرِ ، فَبِحَقِّ ذَلِكَ اَلشَّأْنِ، وَبِحَقِّ ذَلِكَ الْقَدْرِ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا
ص: 328
وَكَذَا، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مُؤْمِنٌ اِمْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ إِلَّا وَهُوَ مُحْتَاجُ إِلَيْهِمَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ »(1).
[1886 / 125] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي زَيْدِ الرَّازِيِّ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا نَزَلَتْ بِكُمْ شِدَّةٌ فَاسْتَعِينُوا بِنَا عَلَى اللهِ، وَهُوَ قَوْلُ الله: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180)» [الأعراف: 180] ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ
الله : نَحْنُ وَاللَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّذِي لَا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا » (2).
[ 126/1887] أَبُو حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام، قَالَ: «مَنْ دَعَا اللَّهَ بِنَا أَفْلَحَ، وَمَنْ دَعَاهُ بِغَيْرِنَا هَلَكَ وَاسْتَهْلَكَ » (3).
[127/1888] عَنْ أَبي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ قَالَ: يَا
رَبِّ يَا اللَّهُ يَا رَبِّ يَا اَللهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ نَفَسُهُ قِيلَ لَهُ: لَبَّيْكَ، مَا حَاجَتُكَ ؟ »(4).
[128/1889] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: اِشْتَكَى بَعْضُ وُلْدِ أَبِي جَعْفَرٍ، فَمَرَّ عَلَيْهِ جَعْفَرٌ وَهُوَ شَاكٍ، فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: تَقُولُ: يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا أَحَدٌ
عَشْرَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَ لَهُ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَبَّيْكَ »(5).
[129/1890] عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّه تَعَالَى وَيَقُولُ مُتَضَرِّعاً: يَا .
رَبِّ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَلَأَ اللهُ تَعَالَى يَدَيْهِ مِنَ الرَّحْمَةِ » (6).
[1891 / 130] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ فَقَالَ: يَا
ص: 329
رَبِّ يَا رَبِّ حَتَّى يَنْقَطِعَ نَفَسُهُ، قَالَ لَهُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَبَّيْكَ، مَا
حَاجَتُكَ ؟ » (1).
[1892/ 131] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ [أَبِي] إِذَا تَجَتْ بِهِ اَلْحَاجَةُ يَسْجُدُ مِنْ غَيْرِ صَلَاةٍ وَلَا رُكُوعِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا قَالَهَا أَحَدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: هَا أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، سَلْ حَاجَتَكَ» (2) .
[132/1893] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام، قَالَ: «سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً
يَقُولُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ الرَّجُلِ فَقَالَ: هَذَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ قَدِ
اِسْتَقْبَلَكَ بِوَجْهِهِ، سَلْ حَاجَتَكَ»(3).
[1894 / 133] قَوْلُهُ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُكَبَّرَهُ مُؤْمِنٌ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ، وَيُحَمَّدَهُ مِائَةَ تَحْمِيدَةٍ، وَيُسَبِّحَهُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، وَيُهَللَهُ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، وَيُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ زَوِّجْنِي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،
إِلَّا زَوَّجَهُ اللهُ تَعَالَى حَوْرَاءَ»( ).
[134/1895] عَنْ أَبِي الصَّبَّاح ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ كَرِهَ إِلْحَاحَ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فِي المَسْأَلَةِ، وَأَحَبَّ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ، إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يُحِبُّ أَنْ يُسْتَلَ وَيُطْلَبَ مَا عِنْدَهُ»(4).
ص: 330
[135/1896] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى جَبَلَ النَّبِيِّينَ عَلَى نُبُوَّتِهِمْ فَلَا يَرْتَدُّونَ أَبَداً، وَجَبَلَ الْأَوْصِيَاءَ عَلَى وَصَايَاهُمْ فَلَا يَرْتَدُّونَ أَبَداً، وَجَبَلَ بَعْضَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْإِيمَانِ فَلَا يَرْتَدُّونَ أَبَداً، وَمِنْهُمْ مَنْ أُعِيرَ الْإِيمَانَ عَارِيَةٌ، فَإِذَا هُوَ دَعَا وَأَلَخَ فِي الدُّعَاءِ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ»(1).
[136/1897] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: وَقَالَ جَعْفَرٍ علیه السلام قَائِلٌ: عَلَّمْنِي دُعَاءً، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ دُعَاءِ الْإِلْحَاحِ؟»، فَقَالَ لَهُ اَلطَّالِبُ: وَمَا دُعَاءُ الْإِلحاح؟ فَقَالَ لَهُ: «تَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ، وَرَبَّ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خَاتَم النَّبِيِّينَ،
الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ، وَرَبَّ الْعَرْشِ ا أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ، وَبِهِ تَقُومُ اَلْأَرْضُ، وَبِهِ تُفَرِّقُ الْجَمْعَ، وَبِهِ تَجْمَعُ المُتَفَرِّقَ، وَبِهِ تَرْزُقُ اَلْأَحْيَاءَ، وَبِهِ أَحْصَيْتَ عَدَدَ الثَّرَى وَالرَّمْلِ وَوَرَقِ الشَّجَرِ وَقَطْرِ الْبُحُورِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَسْأَلُ حَاجَتَكَ، وَأَلِحَ فِي اَلطَّلَبِ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ إِلحَاحَ الْمُلِحينَ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ »(2).
[1898/ 137 ] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ السَّائِلَ اللَّحُوحَ »(3).
[1899/ 138] عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ الهُجَرِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: وَاللَّهُ لَا يُلِحُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ عَلَى اللَّهِ عزّو جلّ فِي حَاجَتِهِ إِلَّا قَضَاهَا له»(4) .
ص: 331
139/1] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَا يَزَالُ
اَلْمُؤْمِنُ بِخَيْرٍ وَرَجَاءِ رَحْمَةٌ مِنَ الله عزّو جلّ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ فَيَقْنَطَ وَيَتْرُكَ الدُّعَاءَ»، قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قَالَ : يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا وَمَا أَرَى اَلْإِجَابَةَ »(1) .
[140/1901] عَنْ حَدِيدِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَدْعُو، فَيَقُولُ اللَّهُ عزّو جلّ لِلْمَلَكَيْنِ قَدِ اسْتَجَبْتُ لَهُ: وَلَكِنِ اِحْبِسُوهُ بِحَاجَتِهِ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَجِّلُوا لَهُ
حَاجَتَهُ، فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ»(2).
[ 141/1902] عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : ما أَصَابَ اَلْمُؤْمِنَ مِنْ بَلَاءِ فَبِذَنْبٍ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ لِيُسْمَعَ أَنِينُهُ وَشَكْوَاهُ وَدُعَاؤُهُ الَّذِي يُكْتَبُ لَهُ بِالْحَسَنَاتِ، وَتُخَطَّ عَنْهُ اَلسَّيِّئَاتُ، وَتُدَّخَرَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(3).
[ 142/1903] عَنْ أَبِي هَمَّامٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا
علیه السلام، قَالَ: «دَعْوَةُ الْعَبْدِ سِرًّا دَعْوَةً وَاحِدَةً تَعْدِلُ سَبْعِينَ دَعْوَةٌ عَلَانِيَةً »(4).
[143/1904] يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ
ص: 332
الله علیه السلام : «إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: مَا شَاءَ اللهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، قَالَ اللهُ: مَلَائِكَتِي اِسْتَسْلَمَ عَبْدِي أَعِينُوهُ أَدْرِكُوهُ اِقْضُوا حَاجَتَهُ»(1).
[144/1905] عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ
محمّد علیه السلام ، قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ دَعَا فَخَتَمَ دُعَاءَهُ بِقَوْلِ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله
إِلَّا أُجِيبَ صَاحِبُهُ » (2).
[145/1906] عَنْ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «اطلبوا الدُّعَاءَ فِي أَرْبَعِ سَاعَاتٍ عِنْدَ هُبُوبِ الرِّيَاحِ، وَزَوَالِ الْأَفْيَاءِ، وَنُزُولِ الْقَطْرِ، وَأَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ الْقَتِيلِ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ عِنْدَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ »(3).
[146/1907] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ علیه السلام ، قَالَ: «اِغْتَنِمُوا اَلدُّعَاءَ عِنْدَ خَمْس : عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَعِنْدَ الْأَذَانِ، وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ، وَعِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَيْنِ لِلشَّهَادَةِ، وَعِنْدَ دَعْوَةِ المَظْلُومِ لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ دُونَ الْعَرْشِ»(4) .
[147/1908] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ
أَبِي إِذَا كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّه حَاجَةٌ طَلَبَهَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ» يَعْنِي زَوَالَ الشَّمْسِ(5) .
ص: 333
[148/1909] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ اَلْجِنَانِ، وَقُضِيَتِ اَلْحَوَائِجُ الْعِظَامُ، فَقُلْتُ: إِلَى أَيَّ وَقْتِ؟
فَقَالَ علیه السلام : مِقْدَارِ مَا يُصَلِّي الرَّجُلُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَرَسُلاً »(1) .
[1910 / 149] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ:
«مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِنْ أَيِّ الْقُرْآنِ شَاءَ، ثُمَّ قَالَ: يَا اللَّهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَلَوْ
دَعَا عَلَى الصَّخْرَةِ لَقَلَعَهَا إِنْ شَاءَ اللهُ»(2).
[1911/ 150] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ أَوْحَىٰ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ
ليسلم أَتُعِبى مَنْ خَدَمَكِ، وَأَخْدُمِي مَنْ رَفَضَكِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَخَلَّى بِسَيِّدِهِ فِي جَوْفِ اَللَّيْلِ المُظْلِم وَنَاجَاهُ أَثْبَتَ اللهُ اَلنُّورَ فِي قَلْبِهِ، فَإِذَا قَالَ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، نَادَاهُ اَلْجَلِيلُ عزّو جلّ: لَبَّيْكَ عَبْدِي، سَلْنِي أُعْطِكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَى أَكْفِكَ، ثُمَّ يَقُولُ عزّو جلّ مَلَائِكَتِهِ : يَا مَلَائِكَتِي، أَنْظُرُوا إِلَى عَبْدِي فَقَدْ تَخَلَّى بِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ وَالْبَاطِلُونَ لَاهُونَ وَالْغَافِلُونَ نِيَامٌ، اِشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ علیه السلام : عَلَيْكُمْ بِالْوَرَع وَالاِجْتِهَادِ وَالْعِبَادَةِ، وَازْهَدُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا اَلزَّاهِدَةِ فِيكُمْ، فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ دَارُ فَنَاءِ وَزَوَالٍ ، كَمْ مِنْ مُغْتَر فِيهَا قَدْ أَهْلَكَتْهُ، وَكَمْ مِنْ وَائِقِ بِهَا قَدْ خَانَتْهُ، وَكَمْ مِنْ مُعْتَمِد عَلَيْهَا قَدْ خَدَعَتْهُ وَأَسْلَمَتْهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَمَامَكُمْ طَرِيقاً مهولاً ، وَسَفَراً بَعِيداً، وَتَمَرَّكُمْ عَلَى الصَّرَاطِ، وَلَا بُدَّ لِلْمُسَافِرِ مِنْ زَادٍ، فَمَنْ لَمْ يَتَزَوَّدْ وَسَافَرَ عَطَبَ وَهَلَكَ، وَخَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى، ثُمَّ أذْكُرُوا وُقُوفَكُمْ بَيْنَ يَدَي الله عزّو جلّ،
ص: 334
فَإِنَّهُ اَلْحَكَمُ الْعَدْلُ، وَاسْتَعِدُّوا لِجَوَابِهِ إِذَا سَأَلَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ سَائِلُكُمْ عَمَّا عَمِلْتُمْ بِالثَّقَلَيْنِ مِنْ بَعْدِي كِتَابِ الله وَعِتْرَتِي، فَانْظُرُوا أَنْ لَا تَقُولُوا: أَمَّا الْكِتَابَ فَغَيَّرْنَا وَحَرَّفْنَا، وَأَمَّا الْعِتْرَةَ فَفَارَقْنَا وَقَتَلْنَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يَكُونُ جَزَاؤُكُمْ إِلَّا النَّارَ، فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْم فَلْيَتَوَلَّ وَلِيِّي وَلْيَتَّبِعْ وَصِيِّي وَخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَإِنَّهُ صَاحِبُ حَوْضِي، يَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَهُ، ، وَيَسْقِي أَوْلِيَاءَهُ، فَمَنْ لَمْ يُسْقَ مِنْهُ لَمْ يَزَلْ عَطْشَانُ وَلَمْ يُرْوَ أَبَداً، وَمَنْ سُقِيَ مِنْهُ شَرْبَةٌ لَمْ يَشْقَ وَلَمْ يَظْمَأُ أَبَداً، وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام لا لَصَاحِبُ لِوَائِي فِي اَلْآخِرَةِ كَمَا كَانَ صَاحِبَ لِوَائِي فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ، لِأَنَّهُ يَقْدُمُنِي
وَبِيَدِهِ لِوَائِي تَحْتَهُ آدَمُ وَمَنْ دُونَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ »(1).
*قال الله تعالى في سورة (الأعراف: 205): «وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)»(2)
[151/1912] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «يُنَادِي مُنَادٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ : يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، يَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلِ فَيُعْطَى؟ حَتَّى تَطْلُعَ
الشَّمْسُ »(3).
[152/1913] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ السَّمَنْدِي، عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام،
ص: 335
قَالَ: «يَا فَضْلُ، إِنَّ أَفْضَلَ مَا دَعَوْتُمُ اللهَ بِالْأَسْحَارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)» [الذاريات: 18]»(1).
[153/1914] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام في قَوْلِهِ: «قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي (98)»[يوسف: 98]، فَقَالَ: «أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ، قَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّمَا ذَنْبُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، أَوْحَى اللَّهُ: إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لهم»(2).
[1915 / 154] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْل يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: هَلْ مِنْ دَاعِ فَأُجِيبَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ سُؤْلَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبِ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟»(3).
[155/1916] عَنْ عَلِيّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ
يَبْسُطُ يَدَيْهِ عِنْدَ كُلِّ فَجْرِ يُذْنِبِ اللَّيْلِ هَلْ يَتُوبُ فَيَغْفِرَ لَهُ، وَيَبْسُطُ يَدَيْهِ عِنْدَ
مَغْرِبِ اَلشَّمْسِ لِذْنِبِ النَّهَارِ هَلْ يَتُوبُ فَيَغْفِرَ لَهُ » (4).
[156/1917] عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا سُنَّةٌ وَاجِبَةٌ مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَالمَغْرِبِ، تَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ اَلْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَتَقُولُ: أَعُوذُ بِالله اَلسَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ
ص: 336
يَحْضُرُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ، فَإِنْ نَسِيتَ قَضَيْتَ كَمَا تَقْضِي الصَّلَاةَ إِذَا نَسِيتَهَا »(1) .
[157/1918] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ لَعَائِنُ الله يَبُثُ جُنُودَ اللَّيْلِ مِنْ حَيْثُ تَغِيبُ الشَّمْسُ وَتَطْلُعُ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهُ عزّو جلّ فِي هَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ، وَتَعَوَّذُوا بِالله عزّو جلّ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَعَوِّذُوا صِغَارَكُمْ
فِي تِلْكَ السَّاعَتَيْنِ، فَإِنَّهُما سَاعَتَا غَفْلَةٍ »(2)
[158/1919] عَنْ شِهَاب بن عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِذَا تَغَيَّرَتِ الشَّمْسُ فَاذْكُرِ اللَّهَ عزّو جلّ، وَإِنْ كُنْتَ مَعَ قَوْمٍ يَشْغَلُونَكَ فَقُمْ
وَادْعُ »(3).
[159/1920] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّيْلَ إِذَا أَقْبَلَ نَادَى مُنَادٍ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ الْخَلَائِقُ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ : يَا ابْنَ آدَمَ، إِنِّي خَلْقُ جَدِيدٌ، إِنِّي عَلَى مَا فِي شَهِيدٌ، فَخُذْ مِنِّي فَإِنِّي لَوْ قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ لَمْ أَرْجِعْ إِلَى اَلدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ تَزْدَدْ فِيَّ حَسَنَةٌ، وَلَمْ تَسْتَعْتِبْ فِي مِنْ سَيِّئَةٍ، وَكَذَلِكَ يَقُولُ اَلنَّهَارُ إِذَا
أَدْبَرَ اللَّيْل»(4)
ص: 337
[1921 / 160] رُوِيَ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ
يَسْتَجِيبَ دُعَائِي، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَأَطِبْ كَسْبَكَ »(1).
[ 161/1922] رُوِيَ أَنَّ مُوسَى علیه السلام رَأَى رَجُلاً يَتَضَرَّعُ تَضَرُّعاً عَظِيماً، وَيَدْعُو رَافِعاً يَدَيْهِ، وَيَبْتَهِلُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَىٰ علیه السلام : «لَوْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا لَمَا
أَسْتَجِيبُ دُعَاءَهُ، لِأَنَّ فِي بَطْنِهِ حَرَاماً ، وَعَلَى ظَهْرِهِ حَرَاماً، وَفِي بَيْتِهِ حَرَاماً » (2).
[162/1923] اَلْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي( لُبِّ اللُّبَاب )وَنَزَلَ فِيهِ - يَعْني
عَلِيّا علیه السلام -:«إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً(12)» [المجادلة: 12] ، وَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا غَيْرُ عَلِيٌّ علیه السلام كَانَ مَعَهُ دِينَارٌ فَبَاعَهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَأَعْطَاهُ اَلَمَسَاكِينَ، وَسَأَلَ مِنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم عَشْرَ مَسَائِلَ، أَوَّلُها قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَدْعُو الله؟»، قَالَ: «بِالصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ»، اَلثَّانِي: «مَا أَسْأَلُ اللهَ؟»، قَالَ: «الْعَافِيَةَ»، اَلثَّالِثُ قَالَ: «مَا أَصْنَعُ لِنَجَاتِي؟»، قَالَ: كُلْ حَلَالاً، وَقُلْ صِدْقاً... »الخبر (3).
163/1924] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِأَبِي ذَرٌّ: «... يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بِصَلَاحٍ الْعَبْدِ وُلْدَهُ وَوُلْدَ وُلْدِهِ، وَيَحْفَظُهُ فِي دُوَيْرَتِهِ وَالدُّورِ حَوْلَهُ مَا دَامَ فِيهِمْ »(4).
ص: 338
[1925/ 164] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام يَرْفَعُهُ: «دُعَاءُ أَطْفَالِ ذُرِّيَّتِي مُسْتَجَابٌ مَا
لَمْ يُقَارِفُوا الذُّنُوبَ»(1).
[165/1926] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ
أَرْبَعَةُ رَهْطٍ قَطُّ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ فَدَعَوُا اللَّهَ إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ إِجَابَةِ »(2) .
[ 166/1927] عَنْ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «مَا مِنْ رَهْطٍ أَرْبَعِينَ رَجُلاً اِجْتَمَعُوا فَدَعَوُا اللَّهَ عزّو جلّ فِي أَمْرِ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَعِينَ فَأَرْبَعَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ عزّو جلّ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَعَةً فَوَاحِدٌ يَدْعُو اللَّهَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، فَيَسْتَجِيبُ اللهُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ لَهُ » (3).
[1928/ 167] عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَالِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «أَيُّها ثَلَاثَةِ مُؤْمِنِينَ اجْتَمَعُوا عِنْدَ أَحْ لَهُمْ يَأْمَنُونَ بَوَائِقَهُ، وَلَا يَخَافُونَ غَوَائِلَهُ، وَيَرْجُونَ مَا عِنْدَهُ، إِنْ دَعَوُا اللَّهَ أَجَابَهُمْ، وَإِنْ سَأَلُوا أَعْطَاهُمْ، وَإِنِ اسْتَزَادُوا زَادَهُمْ، وَإِنْ
سَكَتُوا اِبْتَدَأَهُمْ »(4).
ص: 339
[ 168/1929] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «الدَّاعِي
وَاَلمُؤَمِّنُ فِي الْأَجْرِ شَرِيكَانِ» (1).
[ 169/1930) عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
كَانَ أَبي علیه السلام إِذَا حَزَنَهُ جَمَعَ النِّسَاءَ وَالصَّبْيَانَ ثُمَّ دَعَا وَأَمَّنُوا »(2).
[170/1931] عَنْ جُوَيْرِ بْنِ نُعَيْرِ اَلْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
«لَعَنَ اللَّهُ وَأَمَّنَتِ اَلَمَلَائِكَةُ عَلَى رَجُلٍ تَأَنَّثَ، وَامْرَأَةٍ تَذَكَّرَتْ»(3).
[1932 / 171] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونِ الْقَدَّاحَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعُمَّ، فَإِنَّهُ أَوْجَبُ لِلدُّعَاءِ »(4).
[1933/ 172] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:« ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكٍّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ المَظْلُوم، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةً
اَلْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ»(5).
ص: 340
[173/1934] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَدَعْوَةَ المَظْلُوم فَإِنَّهَا تُرْفَعُ فَوْقَ السَّحَابِ حَتَّىٰ يَنْظُرَ اللَّهُ عزّو جلّ إِلَيْهَا، فَيَقُولَ: اِرْفَعُوهَا حَتَّى أَسْتَجِيبَ لَهُ، وَإِيَّاكُمْ وَدَعْوَةَ الْوَالِدِ فَإِنَّهَا أَحَدٌ مِنَ السَّيْفِ »(1)
[1935 / 174] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ دُعَاءَ الْأَخِ الْمُؤْمِنِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابٌ، وَيُدِرُ الرِّزْقَ، وَيَدْفَعُ
اَلمَكْرُوة» (2).
[1936/ 175] مُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى الله، وَإِيَّاكَ وَالْمُزَاحَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ هَيْبَةَ الرَّجُلِ وَمَاءَ وَجْهِهِ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، فَإِنَّهُ يَهِيلُ الرِّزْقَ»، يَقُوها
ثَلاثاً (3) .
بيان: يهيل أي يصبُّ ، يقال : يهيل التراب أي يصبُّه.
[ 176/1937] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيِّ الضَّرِيرِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ )عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْه)ِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ قَضَى
لِأَخِيهِ الْمُؤْمِن حَاجَةٌ كَانَ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ دَهْرَهُ، وَمَنْ دَعَا يُؤْمِن بَظْهِرِ الْغَيْبِ قَالَ اَلَمَلَكُ : وَلَكَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا مِنْ عَبْدِ مُؤْمِنٍ دَعَا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ
ص: 341
إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عزّو جلّ مِثْلَ الَّذِي دَعَا لَهُمْ مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ مَضَى مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ أَوْ هُوَ
لا آتٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، قَالَ: «وَإِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ لَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ المَعْصِيَةِ وَالْخَطَايَا فَيُسْحَبُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ: إِهَنَا، عَبْدُكَ هَذَا كَانَ يَدْعُو لَنَا فَشَفَعْنَا فِيهِ، فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ عزّو جلّ فِيهِ، فَيَنْجُو مِنَ النَّارِ بِرَحْمَةٍ مِنَ الله عزّو جلّ » (1).
[1938/ 177] عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ:
«أَوْشَكُ دَعْوَةٍ وَأَسْرَعُ إِجَابَةٍ دُعَاءُ المَرْءِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ »(2) .
[178/1939] عَنْ تُوَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام يَقُولُ: «إِنَّ اَلَمَلَائِكَةَ إِذَا سَمِعُوا الْمُؤْمِنَ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ أَوْ يَذْكُرُهُ بِخَيْرٍ قَالُوا: نِعْمَ الْأَخُ أَنْتَ لِأَخِيكَ تَدْعُو لَهُ بِالخَيْرِ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْكَ وَتَذْكُرُهُ بِخَيْرٍ ، قَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ وَ مِثْلَيْ مَا سَأَلْتَ لَهُ، وَأَثْنَى عَلَيْكَ مِثْلَى مَا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِ، وَلَكَ الْفَضْلُ عَلَيْهِ، وَإِذَا سَمِعُوهُ يَذْكُرُ أَخَاهُ بِسُوءٍ وَيَدْعُو عَلَيْهِ قَالُوا لَهُ: بِئْسَ الْأَخُ أَنْتَ لِأَخِيكَ، كُفَّ أَيُّهَا المُسَتَرُ عَلَى ذُنُوبِهِ وَعَوْرَتِهِ، وَارْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ، وَاحْمَدِ اللَّهَ الَّذِي سَتَرَ عَلَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عزّو جلّ أَعْلَمُ بِعَبْدِهِ مِنْكَ » (3).
[ 179/1940] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعَبْدِ الله بْنِ جُنْدَبٍ، فَرَأَيْتُهُ قَائِماً عَلَى الصَّفَا وَكَانَ شَيْخاً كَبِيراً، فَرَأَيْتُهُ يَدْعُو وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اَللَّهُمَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، اَللَّهُمَّ فُلَانَ بْنَ فَلَانٍ مَا لَمْ أَحْصِهِمْ كَثْرَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ الله، لَمْ أَرَ قَطُّ مَوْقِفَاً أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِكَ، إِلا أَنِّي نَقَمْتُ عَلَيْكَ خَلَّةً وَاحِدَةً، فَقَالَ لي: مَا الَّذِي نَقَمْتَ عَلَيَّ؟ فَقُلْتُ لَهُ: تَدْعُو لِلْكَثِيرِ مِنْ إِخْوَانِكَ، وَلَمْ أَسْمَعْكَ تَدْعُو لِنَفْسِكَ شَيْئاً، فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ الله، سَمِعْتُ مَوْلَانَا الصَّادِقَ علیه السلام يَقُولُ: «مَنْ دَعَا
ص: 342
لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نُودِيَ مِنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ: لَكَ يَا هَذَا مِثْلُ مَا سَأَلْتَ فِي أَخِيكَ، وَلَكَ مِائَهُ أَلْفِ ضِعْفِ مِثْلِهِ»، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَتْرُكَ مِائَةَ أَلْفِ ضِعْفٍ
مَضْمُونَةٌ بِوَاحِدَةٍ لَا أَدْرِي تُسْتَجَابُ أَمْ لَا»(1) .
[ 1941 / 180] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا تُحْجَبْنَ عَن الله تَعَالَى: دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ إِذَا بَرَّهُ، وَدَعْوَتُهُ عَلَيْهِ إِذَا عَقَّهُ، وَدُعَاءُ المَظْلُوم عَلَى ظَالِهِ، وَدُعَاؤُهُ مَنِ انْتَصَرَ لَهُ مِنْهُ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ دَعَا لِأَخِ لَهُ مُؤْمِنٍ وَاسَاهُ فِينَا، وَدُعَاؤُهُ عَلَيْهِ إِذَا لَمْ يُوَاسِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، وَاضْطِرَارٍ أَخِيهِ إِلَيْهِ» (2).
[1942/ 181] عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیهم السلام ، قَالَ: رَأَيْتُ أُمِّي فَاطِمَةَ علیها السلام قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا لَيْلَةَ جُمُعَتِهَا، فَلَمْ تَزَلْ رَاكِعَةً سَاجِدَةً حَتَّى إِنَّضَحَ عَمُودُ الصُّبْحِ، وَسَمِعْتُهَا تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَتُسَمِّيهِمْ وَتُكْثِرُ الدُّعَاءَ فَهُمْ وَلَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّاهُ، لِمَ لَا تَدْعِينَ لِنَفْسِكِ كَمَا تَدْعِينَ لِغَيْرِكِ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، اَلْجَارَ ثُمَّ الدَّارَ »(3) .
[1943/182] عَنْ زَكَرِيَّا صَاحِبِ السَّابِرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ : اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَجَمِيعِ الْأَمْوَاتِ، رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ بِعَدَدِ مَنْ مَضَى وَمَنْ بَقِيَ
مِنْ كُلِّ إِنْسَانِ دَعْوَةً»(4).
ص: 343
[183/1944] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم :«مَنْ دَعَا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسَاً وَعِشْرِينَ مَرَّةً نَزَعَ اللَّهُ الْغِلَّ مِنْ
صَدْرِهِ، وَكَتَبَهُ مِنَ الْأَبْدَالِ إِنْ شَاءَ الله »(1).
[184/1945) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ الْأَهْوَازِيُّ، عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلِ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ): «يَا ابْنَ مَهْزِيَارِ، لَوْ لَا اِسْتِغْفَارُ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ هَلَكَ مَنْ عَلَيْهَا إِلَّا خَوَاصَّ الشَّيعَةِ الَّتِي
تُشْبِهُ أَقْوَاهُمْ أَفْعَاهُمْ... »اَلخَبَر (2).
[185/1946] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «أَدْعُ فِي
طَلَبِ الرِّزْقِ فِي المَكْتُوبَةِ وَأَنْتَ سَاجِدٌ: يَا خَيْرَ المَسْئُولِينَ، وَيَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ ارْزُقْنِي وَارْزُقْ عِيَالِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ فَإِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »(3)
[186/1947] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ
حَبِيبٍ عَلَى حَبيبهِ » (4).
ص: 344
[187/1948] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ بِفَاسِقٍ نَزَلَ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ
أَلْفُ لَعْنَةٍ، وَلَا يَصْعَدُ لَهُ عَمَلْ إِلَى السَّمَاءِ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُ دُعَاؤُهُ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ
صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ » (1).
[188/1949] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ مَظْلُوماً، فَما يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَكُونَ ظَالِماً »(2).
[189/1950] عَنِ الْمِسْمَعِيُّ ، قَالَ : لَمَّا قَتَلَ دَاوُدُ بْنُ عَليَّ المُعَلَّى بْنَ حُنَيْسٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَى مَنْ قَتَلَ مَوْلَايَ وَأَخَذَ مَالِي، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّكَ لَتُهَدِّدُنِي بِدُعَائِكَ، قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ اَلْمِسْمَعِيُّ: فَحَدَّثَنِي مُعَتِّبٌ أَنَّ أبا عَبْدِ الله علیه السلام لَمْ يَزَلْ لَيْلَتَهُ رَاكِعاً وَسَاجِداً، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَهُوَ سَاجِدٌ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ الْقَوِيَّةِ، وَبِجَلَالِكَ الشَّدِيدِ الَّذِي كُلُّ خَلْقِكَ لَهُ ذَلِيلٌ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تَأْخُذَهُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى سَمِعْنَا الصَّيْحَةَ فِي دَارِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام رَأْسَهُ وَقَالَ: «إِنِّي دَعَوْتُ الله بِدَعْوَةٍ بَعَثَ اللَّهُ عزّو جلّ عَلَيْهِ مَلَكاً فَضَرَبَ رَأْسَهُ بِمِرْزَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ انْشَقَّتْ مِنْهَا مَثَانَتُهُ، فَمَاتَ »(3).
ص: 345
[1951 / 190] عَنِ الْمِسْمَعِيٌّ ، قَالَ : لَمَّا أَخَذَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ المُعَلَّى بْنَ
حُنَيْسٍ حَبَسَهُ وَأَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ لَهُ مُعَلَّى أَخْرِجْنِي إِلَى النَّاسِ فَإِنَّ لِي دَيْناً كَثِيراً وَمَالاً حَتَّى أُشْهِدَ بِذَلِكَ، فَأَخْرَجَهُ إِلَى السُّوقِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا مُعَلَّى بْنُ حُنَيْسٍ، فَمَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، اِشْهَدُوا أَنَّ مَا تَرَكْتُ مِنْ مَالِ عَيْنٍ أَوْ دَيْنٍ أَوْ أَمَةٍ أَوْ عَبْدِ أَوْ دَارٍ أَوْ قَلِيلِ أَوْ كَثِيرٍ فَهُوَ جَعْفَرِ اِبْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ : فَشَدَّ عَلَيْهِ صَاحِبُ شُرْطَةِ دَاوُدَ فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام خَرَجَ يَجُرُّ ذَيْلَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ اِبْنُهُ خَلْفَهُ، فَقَالَ: «يَا دَاوُدُ، قَتَلْتَ مَوْلَايَ وَأَخَذْتَ مَالِي، قَالَ: مَا أَنَا قَتَلْتُهُ وَلَا أَخَذْتُ مَالَكَ، قَالَ: وَالله لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَى مَنْ قَتَلَ مَوْلَايَ وَأَخَذَ مَالي»، قَالَ: مَا قَتَلْتُهُ ، وَلَكِنْ قَتَلَهُ صَاحِبُ شُرْطَتِي، فَقَالَ: «بِإِذْنِكَ أَوْ بِغَيْرِ إِذْنِكَ؟»، قَالَ: بِغَيْرِ إِذْنِي، قَالَ: «يَا إِسْمَاعِيلُ، شَأْنَكَ بهِ»، قَالَ: فَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ
وَالسَّيْفُ مَعَهُ حَتَّى قَتَلَهُ فِي مَجْلِسِهِ(1) .
[191/1952] بَلَغَ جَعْفَرَ الصَّادِقَ علیه السلام قَوْلُ الحَكَيْمِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكَلْبِيَّ:
صَلَبْنَا لَكُمْ زَيْداً عَلَى جِذْع نَخْلَةٍ *** وَلَمْ أَرَ مَهْدِيَّا عَلَى الجذع يُصْلَبُ
وَقِسْتُمْ بِعُثْمَانَ عَلِيًّا سَفَاهَةٌ *** وَعُثْمَانُ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٌّ وَأَطْيَبُ
فَرَفَعَ الصَّادِقُ علیه السلام يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُمَا يَرْعَشَانِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ كَاذِباً فَسَلَّطْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ»، فَبَعَثَهُ بَنُو أُمَيَّةَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَدُورُ فِي
ص: 346
سِكَكِهَا إِذِ افْتَرَسَهُ الْأَسَدُ، وَاتَّصَلَ خَبَرُهُ بِجَعْفَرٍ، فَخَرَّ اللَّه سَاجِداً، ثُمَّ قَالَ:
«اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْجَزَنَا وَعْدَنَا » (1) .
[ 192/1953] شَكَا رَجُلٌ إِلَى اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ علیهما السلام جَاراً يُؤْذِيهِ، فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ علیه السلام: إِذَا صَلَّيْتَ المَغْرِبَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْ: يَا شَدِيدَ الْحَالِ، يَا عَزِيزاً
ما السلام ذَلَّلْتَ بِعِزَّتِكَ جَمِيعَ مَا خَلَقْتَ اِكْفِنِي شَرَّ فُلَانٍ بِمَا شِئْتَ»، قَالَ: فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، فَلَمّا كَانَ اللَّيْلُ سَمِعَ الصُّرَاحَ، وَقِيلَ : فُلَانٌ قَدْ مَاتَ اللَّيْلَةَ »(2)
[193/1954] عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ لَهُ الْعَلَاءُ بْنُ كَامِل إِنَّ فُلاناً يَفْعَلُ بِي وَيَفْعَلُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عزّو جلّ، فَقَالَ: «هَذَا ضَعْفٌ بِكَ، قُلِ: اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَا يَكْفِي مِنْكَ شَيْءٌ، فَاكْفِنِي أَمْرَ فُلَانٍ بِمَ شِئْتَ وَكَيْفَ شِئْتَ وَمِنْ حَيْثُ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ »(3)
[ 194/1955] أَبو عَلِيِّ الْقَصَّابُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
فَقُلْتُ: اَلْحَمْدُ الله مُنتَهَى عِلْمِهِ، فَقَالَ: «لَا تَقُلْ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِعِلْمِهِ مُنْتَهى»(4).
[195/1956] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدِ نِعْمَةً فَشَكَرَهَا بِقَلْبِهِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ اَلَمَزِيدَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ شُكْرَهَا عَلَى لِسَانِهِ»، قَالَ:
ص: 347
وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَنْ أَصْبَحَ وَالْآخِرَةُ هَمُّهُ اسْتَغْنَىٰ بِغَيْرِ مَالٍ، وَاسْتَأْنَسَ بِغَيْرِ أَهْلِ، وَعَزَّ بِغَيْرِ عَشِيرَةٍ»، قَالَ: وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «اَلْمُؤْمِنُ لَا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ، وَلَا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ ، وَإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ وَمَا هُوَ الْمُنْتَصِرَ»، قَالَ: وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «إِنَّ مِنَ الْغَرّةِ بِالله أَنْ يصرَ الْعَبْدُ عَلَى المَعْصِيَةِ، وَيَتَمَنَّى عَلَى اللَّه المَغْفِرَةَ»، قَالَ: وَسَمِعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام رَجُلاً يَقُولُ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، قَالَ: «أَرَاكَ تَتَعَوَّذُ مِنْ مَالِكَ وَوَلَدِكَ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:«أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (28)» [الأنفال: 28]، وَلَكِنْ قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ»(1).
[196/1957] عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لِي أَنْ يَجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنتَصِرُ بِهِ لِدِينِهِ، فَلَمْ يُحِبْنِي، فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِكَ، قَالَ يُونُسُ : فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ بِمِثْلِ مَا كَتَبْتُ، فَأَجَابَهُ، وَكَتَبَ فِي أَسْفَلِ كِتَابِهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، إِنَّمَا يَنْتَصِرُ اللَّهُ لِدِينِهِ بِشَرِّ خَلْقِهِ » (2).
[ 17/1958 ]عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ، فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنِّي رَجُلٌ مُنْقَطِع إِلَيْكُمْ بِمَوَدَّتِي، وَقَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، وَقَدْ تَقَرَّبْتُ بِذَلِكَ إِلَى أَهْل بَيْتِي وَقَوْمِي، فَلَمْ يَزِدْنِي بِذَلِكَ مِنْهُمْ إِلَّا بُعْداً، قَالَ: «فَمَا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا أَخَذَ مِنْكَ»، قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَدْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُغْنِيَنِي عَنْ خَلْقِهِ،
ص: 348
قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ رِزْقَ مَنْ شَاءَ عَلَى يَدَيْ مَنْ شَاءَ، وَلَكِنْ سَلِ اللهَ أَنْ يُغْنِيَكَ عَنِ اَلْحَاجَةِ الَّتِي تَضْطَرُّكَ إِلَى لِنَامٍ خَلْقِهِ »(1).
[ 198/1959]عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «كَانَ رَجُلٌ جَالِساً عِنْدَ أَبي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَغْنِنَا عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: لَا تَقُلْ هَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: اَللَّهُمَّ
أَغْنِنَا عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَسْتَغْنِي عَنْ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ »(2)
[1960/199] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: عَلّمْنِي دُعَاء،
فَقَالَ: «إِنَّ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ مَا جَرَى عَلَى لِسَانِكَ »(3) .
[1961 / 200] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : أَرْوِي: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَسْأَلَ 2] رَبَّهُ شَيْئاً إِلَّا وَأَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاء إِلَّا مِنْ عِنْدَ الله
(جَلَّ وَعَزَّ )»(4).
[201/1962] عَنْ عَلِيّ بْن سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أُجِيبُ دَعْوَةَ مَظْلُومٍ فِي مَظْلِمَةٍ ظُلِمَهَا
وَلِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِثْلُ تِلْكَ اَلَمَظْلِمَةِ»(5).
ص: 349
[202/1963] الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى، عَنْ جَدِّهِ اَلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدِ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا ظُلِمَ الرَّجُلُ فَظَلَّ يَدْعُو عَلَى صَاحِبِهِ،
قَالَ اللهُ عزّو جلّ: إِنَّ هَاهُنَا آخَرَ يَدْعُو عَلَيْكَ يَزْعُمُ أَنَّكَ ظَلَمْتَهُ، فَإِنْ شِئْتَ أَجَبْتُكَ وَأَجَبْتُ عَلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَرْتُكُمَا فَتَوْسَعُكُمَا عَفْوِي»(1)
[203/1964] عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ الَّذِينَ لَا
تَزَالُ أَلْسِنَتَهُمْ رَطْبَةٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّه يَدْخُلُ أَحَدُهُمُ الجَنَّةَ وَهُوَ يَضْحَكُ »(2).
[204/1965] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : أَنَا الرَّاعِي اَلْأَنَامِ، أَفَتَرَى الرَّاعِيَ لَا يَعْرِفُ غَنَمَهُ؟»، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ جُوَيْرِيَةُ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، فَمَنْ غَنَمُكَ؟ قَالَ: «صُفْرُ الْوُجُوهِ، ذُبُلُ
اَلشَّفَاءِ مِنْ ذِكْرِ الله » (3).
[205/1966] عَنِ السُّدِي، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَا أَخْلَصَ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ بِالله عزّو جلّ أَرْبَعِينَ يَوْماً - أَوْ قَالَ: مَا أَجْمَلَ عَبْدُ ذِكْرَ اللَّهِ عزّو جلّ أَرْبَعِينَ يَوْماً - إِلَّا زَهَّدَهُ اللهُ عزّو جلّ فِي الدُّنْيَا، وَبَصَرَهُ دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا، فَأَثْبَتَ الحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ»، ثُمَّ تَلَا: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)» [الأعراف: ، فَلَا تَرَى
ص: 350
صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلَّا ذَلِيلاً، وَمُفْتَرِياً عَلَى الله عزّو جلّ، وَعَلَى رَسُولِهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ
(صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ) إِلَّا ذَلِيلاً»(1).
[ 206/1967] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ علیهم السلام أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدِ سَلَكَ وَادِياً فَيَبْسُطُ كَفَّيْهِ فَيَذْكُرُ الله وَيَدْعُو إِلَّا مَلَأَ اللهُ ذَلِكَ الْوَادِيَ حَسَنَاتٍ، فَلْيَعْظُمْ ذَلِكَ الْوَادِي أَوِ
لْيَصْغُرُ»(2).
[ 207/1968] عَنْ مُعَادٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ: «وَاذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ، وَأَحْدِثُ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةَ، لِلسِّرُ بِالسِّرِّ، وَلِلْعَلَانِيَة
بالْعَلَانِيَةِ »(3).
[208/1969] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاح ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَلَهُ حَلٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلَّا الذِّكْرَ فَلَيْسَ لَهُ حَلٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَرَضَ اللَّهُ عزّو جلّ اَلْفَرَائِضَ، فَمَنْ أَذَاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ، وَشَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ، وَالْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ، إِلَّا الذِّكْرَ فَإِنَّ اللهَ عزّو جلّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)» «وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)»[الأحزاب: 41 و 42]، فَقَالَ: «لَمْ يَجْعَل الله عزّو جلّ لَهُ
حَدًا يَنْتَهِي إِلَيْهِ»، قَالَ: «وَكَانَ أَبِي علیه السلام كَثِيرَ الذِّكْرِ، لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ وَإِنَّهُ
ص: 351
لَيَذْكُرُ اللهَ، وَآكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللهَ، وَلَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَمَا يَشْغَلُهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ الله، وَكُنْتُ أَرَى لِسَانَهُ لَازِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وَيَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا، وَمَنْ كَانَ لَا يَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ، وَالْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَيُذْكَرُ اللهُ عزّو جلّ فِيهِ تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ،
وَتَحْضُرُهُ المَلَائِكَةُ، وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ، وَيُضِيءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يُضِيءُ الْكَوْكَبُ اَلدُّرِّيُّ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي لَا يُقْرَأْ فِيهِ الْقُرْآنُ وَلَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ تَقِلُّ بَرَكَتُهُ، وَتَهْجُرُهُ المَلَائِكَةُ ، وَتَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ لَكُمْ، أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَخَيْرِ لَكُمْ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَم، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَيَقْتُلُوكُمْ ، فَقَالُوا: بَلَى، فَقَالَ: ذِكْرُ الله عزّو جلّ وَ كَثِيراً»، ثُمَّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: مَنْ خَيْرُ أَهْل اَلمَسْجِدِ؟ فَقَالَ: أَكْثَرُهُمْ اللَّهِ ذِكْراً، وَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً فَقَدَّ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:«وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)»
[المدثر: 6] ، قَالَ: «لَا تَسْتَكْثِرْ مَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرِ الله »(1) .
[209/1970] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَبْخَلِ النَّاسِ، وَأَكْسَلِ اَلنَّاسِ، وَأَسْرَقِ النَّاسِ، وَأَجْفَى النَّاسِ، وَأَعْجَزِ النَّاسِ؟»، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله قَالَ: «أَمَّا أَبْخَلُ النَّاسِ فَرَجُلٌ يَمُرُّ بِمُسْلِم وَلَمْ يُسَلّمْ عَلَيْهِ، وَأَمَّا أَكْسَلُ النَّاسِ فَعَبْدٌ صَحِيحٌ فَارِغُ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ بِشَفَةٍ وَلَا بِلِسَانٍ، وَأَمَّا أَسْرَقُ النَّاسِ فَالَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ تُلَفٌ كَمَا تُلَفُ الثَّوْبُ اَلخَلَقُ فَيُضْرَبُ بهَا وَجْهُهُ، وَأَمَّا أَجْفَى النَّاسِ فَرَجُلٌ ذُكِرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَأَمَّا أَعْجَزُ النَّاسِ فَمَنْ يَعْجِزُ [عَجَزَ ] عَنِ الدُّعَاءِ »(2).
ص: 352
[1971 / 210] عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «مَا
مِنْ تَجْلِسِ يَجْتَمِعُ فِيهِ أَبْرَارٌ وَفُجَارٌ فَيَقُومُونَ عَلَى غَيْرِ ذِكْرِ الله عزّو جلّ إِلَّا كَانَ حَسْرَةً
عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(1).
[ 211/1972] عَنْ أَبي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى فَلْيَقُلْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ
مَجْلِسِهِ : «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)» «وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)»«وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)»[الصافات: 180 – 182 ]»(2).
[212/1973] عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اَلْعَبْدَ لَيَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ إِلَى اللهِ عزّو جلّ، فَيَبْدَأُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى يَنْسَى حَاجَتَهُ، فَيَقْضِيهَا اللهُ لَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ إِيَّاهَا » (3).
[213/1974] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ مِينَةِ اَلْمُؤْمِنِ، قَالَ: «يَمُوتُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ مِيتَةٍ، يَمُوتُ غَرَقاً، وَيَمُوتُ بِالهُدْمِ، وَيُبْتَلَى بِالسَّبُعِ، وَيَمُوتُ بِالصَّاعِقَةِ ، وَلَا تُصِيبُ ذَاكِرَ الله عزّو جلّ»(4).
ص: 353
[214/1975] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
«الصَّاعِقَةَ تُصِيبُ اَلْمُؤْمِنَ وَالْكَافِرَ، وَلَا تُصِيبُ ذَاكِراً (1) .
[1976/ 215] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ علیه السلام : «الصَّاعِقَةُ لَا تُصِيبُ الْمُؤْمِنَ»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَإِنَّا قَدْ رَأَيْنَا فُلَانَا يُصَلِّي فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَصَابَتْهُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّهُ كَانَ يَرْمِي حَمَامَ اَلْحَرَمِ »(2).
[216/1977 ]عن الصَّادِقِ علیه السلام ، قَالَ: «الصَّاعِقَةُ لَا تُصِيبُ
ذَاكِراً، وَلَيْسَ يُصَادُ مِنَ الطَّيْرِ إِلَّا مَا ضَيَّعَ تَسْبِيحَهُ » (3) .
[1978/ 217] عَنْ بَشِيرٍ اَلدَّهَانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ
اللَّهُ عزّو جلّ : يَا ابْنَ آدَمَ، أَذْكُرْنِي فِي مَلَدٍ أَذْكُرْكَ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْ مَلَئِكَ»(4).
[218/1979] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِي، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ ذَكَرَ اللهَ فِي نَفْسِهِ إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ ذَكَرَ اللهَ فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ » (5).
ص: 354
[219/1980]عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام، قَالَ: «لَا يَكْتُبُ المَلكُ إِلَّا مَا
سَمِعَ ، وَقَالَ اللهُ : «وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً (205)»[الأعراف: 205]،
فَلَا يَعْلَمُ ثَوَابَ ذَلِكَ الذِّكْرِ فِي نَفْسِ الرَّجُلِ غَيْرُ الله عزّو جلّ لِعَظَمَتِهِ »(1) .
[ 1981 / 220] عَنْ عَلَيَّ علیه السلام (فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمائَةِ): «أَكْثِرُوا ذِكْرَ الله وَ إِذَا دَخَلْتُمُ الْأَسْوَاقَ عِنْدَ اِشْتِغَالِ النَّاسِ، فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَزِيَادَةٌ فِي
لا اَحْسَنَاتِ، وَلَا تُكْتُبُونَ فِي الْغَافِلِينَ »(2).
[221/1982] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام «أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبي صلی الله علیه و آله وسلم،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ يَكُنْ لِأَحَدٍ قَلْبَيْنِ فَإِنَّ لِي قَلْبَيْنِ، قَلْبٌ يَأْمُرُنِي بِأَنَّ أَتَابِعَكَ، وَقَلْبٌ يَأْمُرُنِي أَنْ لَا أَتَّبِعَكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: أُعَلِّمُكَ شَيْئاً إِنْ أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللهُ عَنْكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله قَالَ: قُل اَللَّهُمَّ أَنْتَ الرَّبُّ، وَأَنْتَ اللهُ،
وَأَنْتَ اَلرَّحْمَنُ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ، أَسْتَعِينُكَ عَلَى عَدُوِّي، فَاحْبِسْهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ (3).
[ 222/1983] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أَغْلِقُوا أَبْوَابَ المَعْصِيَةِ بِالاِسْتِعَاذَةِ،
وَافْتَحُوا أَبْوَابَ الطَّاعَةِ بِالتَّسْمِيَةِ»(4).
[223/1984] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم
كُلُّ كِتَابٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكْرِ الله تَعَالَى فَهُوَ أَقْطَعُ »(5)
ص: 355
[1985/ 224] عَنِ الْفَضْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: جُعِلْتُ
فِدَاكَ، عَلَّمْنِي دُعَاءً جَامِعاً، فَقَالَ لِي: «اِحْمَدِ الله، فَإِنَّهُ لَا يَبْقَى أَحَدٌ يُصَلِّي إِلَّا دَعَا
لَكَ، يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لَمَنْ حَمِدَهُ » (1).
[225/1986] أَبُو مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ قَالَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحَ : اَلْحَمْدُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَدْ أَدَى شُكْرَ يَوْمِهِ، وَمَنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ» (2).
[ 226/1987] عَنْ زَيْدِ الشَّحَّام ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ قَالَ: اَلْحَمْدُ اللَّهِ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ شَغَلَ كُتَّابَ السَّاءِ»، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَشْغَلُ كُتَابَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: «يَقُولُونَ: اَللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَعْلَمُ الْغَيْبَ، فَقَالَ: «فَيَقُولُ: اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَهَا عَبْدِي وَعَلَى ثَوَابُهَا»(3) .
[227/1988] عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ أَخِي موسى بن جعفر علیه السلام
كَثِيراً يَقُولُ: «اَلْحَمْدُ الله الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ »(4).
[228/1989] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
ص: 356
آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ أَوْ جَبَ اَلْجَنَّةَ لِشَابٌ كَانَ يُكْثِرُ النَّظَرَ فِي المِرْآةِ، فَيُكْثِرُ حَمْدَ الله عَلَى ذَلِكَ » (1) .
229/1] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ إِذَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ قَالَ: «اَلْحَمْدُ اللَّهُ الَّذِي أَكْمَلَ خَلْقَي، وَأَحْسَنَ صُورَتِي، وَزَانَ مِنّي مَا شَانَ مِنْ غَيْرِي، وَهَدَانِي لِلْإِسْلَامِ، وَمَنْ عَلَيَّ بِالنُّبوَةِ »(2).
[1991/ 230] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ آبَائِهِ ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ فَلْيُكْثِرُ ذِكْرَ اَلْحَمْدُ لله، وَمَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فَعَلَيْهِ بِالاِسْتِغْفَارِ، وَمَنْ أَلَحَ عَلَيْهِ الْفَقْرُ فَلْيُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله يَنْفِي اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ»، وَقَالَ: «فَقَدَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ: مَا غَيَّبَكَ عَنَّا ؟ فَقَالَ : اَلْفَقْرُ يَا رَسُولَ الله، وَطُول اَلسُّقْم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَاماً إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنكَ الْفَقْرُ وَالسُّقَمُ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: إِذَا أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ فَقُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، تَوَكَّلْتُ عَلَى اَلحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً، قَالَ الرَّجُلُ: فَوَاللَّهِ مَا قُلْتُهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي الْفَقْرُ وَالسُّقْمُ »(3).
[231/1992] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا
ص: 357
إِسْحَاقُ، مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدِ مِنْ نِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَجَهَرَ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَيْهَا فَفَرَغَ
مِنْهَا حَتَّى يُؤْمَرَ لَهُ بِالمَزِيدِ »(1).
[232/1993] عَنِ اَهْيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه علیه السلام يَقُولُ:
مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدِ بِنِعْمَةٍ بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ حَمْدُهُ الله
أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ وَأَعْظَمَ وَأَوْزَنَ»(2).
[233/1994] قَالَ تَعَالَى مُوسَى علیه السلام : «أَعْطَيْتُكَ مَا لَا قَدْرَ لَهُ عِنْدِي، وَأَرْسَلْتَ مَا لَهُ عِنْدِي قَدْرُ»، قَالَ: «يَا رَبِّ، وَكَيْفَ ذَاكَ؟»، قَالَ: «أَعْطَيْتُكَ الدُّنْيَا وَهِيَ لَا تَزِنُ عِنْدِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ اَلحَمْدَ وَهُوَ يَعْدِلُ عِنْدِي بالجنَّةِ »(3).
[234/1995] عَنِ النَّبِي صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «لَوْ أَنَّ اللهَ أَعْطَى اَلدُّنْيَا بِأَسْرِهَا
لِعَبْدِ مِنْ عَبِيْدِهِ فَيَقُولُ الْعَبْدُ: اَلْحَمْدُ اللهِ ، لَكَانَ الَّذِي أَتَى بِهِ أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ »(4).
[235/1996] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ نِصْفُ الْمِيزَانِ،
وَاَلْحَمْدُ الله يَمْلَأُهُ»(5).
[ 236/1997] نَفَرَتْ بَغْلَةٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَقَالَ: لَئِنْ رَدَّهَا اللهُ عَلَيَّ لَأَشْكُرَنَّهُ حَقَّ شُكْرِهِ، فَلَمَّا أَخَذَهَا قَالَ: «اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: «شُكْراً لله »(6).
ص: 358
[237/1998] عَنِ الْأَصْبَغ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَرْكَعُ عِنْدَ بَابٍ أَمِيرِ اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَأَنَا أَدْعُو اللَّهَ إِذْ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَقَالَ: «يَا أَصْبَعُ»، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: «أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَصْنَعُ ؟»، قُلْتُ: رَكَعْتُ وَأَنَا أَدْعُو، قَالَ: «أَفَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ؟»، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «قُلْ: اَلْحَمْدُ لله عَلَى مَا كَانَ، وَالْحَمْدُ ِلله عَلَى كُلِّ حَالٍ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى مَنْكِبِيَ ، وَقَالَ: «يَا أَصْبَعُ ، لَئِنْ ثَبَتَتْ قَدَمُكَ، وَتَمَتْ وَلَايَتُكَ، وَانْبَسَطَتْ يَدُكَ،
اَلْأَيْسَر،
فَاللَّهُ أَرْحَمُ بِكَ مِنْ نَفْسِكَ»(1).
[238/1999] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا أَتَاهُ
مَا يُحِبُّ قَالَ: اَلْحَمْدُ لله الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ، وَإِذَا أَتَاهُ مَا يَكْرَهُهُ قَالَ: اَلْحَمْدُ اللهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَالْحَمْدُ الله عَلَى هَذِهِ الْحَالِ» (2).
[2000/ 239] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ احْتَمَادُونَ
الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَاءِ وَالضَّرَّاءِ »(3).
[240/2001] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا أَتَاهُ أَمْرُ يَسُرُّهُ قَالَ: اَلْحَمْدُ لله الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَإِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَكْرَهُهُ قَالَ: اَلْحَمْدُ لله عَلَى كُلِّ حَالٍ » (4) .
ص: 359
[ 241/2002] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بي إِلَى السَّمَاءِ دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا قِيعَاناً، وَرَأَيْتُ فِيهَا مَلَائِكَةٌ يَبْنُونَ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَرُبَّمَا أَمْسَكُوا، فَقُلْتُ هُمْ: مَا لَكُمْ قَدْ أَمْسَكْتُمْ؟ قَالُوا: حَتَّى تَجِيثَنَا اَلنَّفَقَةُ، قُلْتُ: وَمَا نَفَقَتُكُمْ؟ قَالُوا: قَوْلُ الْمُؤْمِنِ: سُبْحَانَ الله وَاَلْحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِذَا قَالَ بَنَيْنَا، وَإِذَا سَكَتَ أَمْسَكْنَا »(1).
[242/2003] عَن اَلسَّكُونِ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : »التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ اللهِ يَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ يَمْلَأُ
مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ »(2)
[243/2004] عَنِ الْأَصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب علیه السلام يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه و آله وسلم يَقُولُ: أَفْضَلُ الْكَلَام قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا
عزّو جلّ، وَأَفْضَلُ الخَلْقِ أَوَّلُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ أَوَّلُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ قَالَ: أَنَا وَأَنَا نُورٌ بَيْنَ يَدَي الله أَوَحْدُهُ وَأُسَبِّحُهُ وَأَكبرُهُ وَأَقَدِّسُهُ وَأَجَدُهُ، وَيَتْلُونِي نُورٌ شَاهِدٌ مِنِّي، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الشَّاهِدُ مِنْكَ؟ فَقَالَ: عَلِيُّ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَصَفِنِّي وَوَزِيرِي وَخَلِيفَتِي وَوَصِي وَإِمَامُ أُمَّتِي وَصَاحِبٌ حَوْضِي وَحَامِلُ لِوَائِي، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله فَمَنْ يَتْلُوهُ؟ فَقَالَ: اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ اَلْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ اَلْحُسَيْنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (3).
ص: 360
[2005 / 244] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، إِذْ قَالَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِهِ: فَنَحْنُ نَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّما تُقْبَلُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِنْ هَذَا وَمِنْ شِيعَتِهِ الَّذِينَ أَخَذَ رَبُّنَا مِيثَاقَهُمْ»، فَقَالَ الرَّجُلَانِ: فَنَحْنُ نَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَوَضَعَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَدَهُ عَلَى رَأْسِ عَلِىِّ علیه السلام، ثُمَّ قَالَ: «عَلَامَةُ ذَلِكَ أَنْ لَا تَحلَّا عَقْدَهُ، وَلَا تَجْلِسَا مَجْلِسَهُ، وَلَا تُكَذِّبَا حَدِيثَهُ»(1)
[245/2006] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ كَلِمَةٌ عَظِيمَةٌ كَرِيمَةٌ عَلَى اللهِ عزّو جلّ، مَنْ قَالَهَا مُخلِصاً اِسْتَوْجَبَ اَلْجَنَّةَ، وَمَنْ قَالَهَا
كَاذِباً عَصَمَتْ مَالَهُ وَدَمَهُ، وَكَانَ مَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ » (2) .
[ 2007/ 246] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَامِلِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «إِنَّ مِنْ اَلدُّعَاءِ مَا يَنْبَغِي لِصَاحِبِهِ إِذَا نَسِيَهُ أَنْ يَقْضِيَهُ يَقُولُ بَعْدَ الْغَدَاةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ اَلْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ اَلْخَيْرُ كُلُّهُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَيَقُولُ: أَعُوذُ بِالله اَلسَّمِيعِ الْعَلِيمِ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا نَسِيَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً كَانَ عَلَيْهِ
قَضَاؤُهُ»(3) .
[247/2008] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُهُ - يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام- عَنِ التَّسْبِيح ، قَالَ: مَا عَلِمْتُ فِيهِ شَيْئاً مُوَظَّفَاً إِلَّا تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ علیها السلام، وَعَشْراً
«مَا بَعْدَ الْغَدَاةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ اَلْحَمْدُ، يُحْيِي
ص: 361
وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ) قدی » (1).
[ 248/2009] عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ قَالَ مِائَةَ مَرَّةٍ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ المَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ، أَعَاذَهُ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ مِنَ الْفَقْرِ، وَآنَسَ
وَحْشَةَ قَبْرِهِ، وَاسْتَجْلَبَ الْغِنَى ، وَاسْتَقْرَعَ بَابَ الجَنَّةِ »(2).
[249/2010] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله دَفَعَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنَ
الْبَلَاءِ أَيْسَرِهَا أَهمُ »(3) .
[ 2011 / 250] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: «مَنْ قَالَ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ مُدَّةَ السلام شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ رُزِقَ كَنْراً مِنْ عِلْمٍ أَوْ كَتْراً مِنْ مَالٍ، وَهُوَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ جَمِيع ظُلْمِي وَجُرْمِي وَإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ »(4).
[ 2012 / 251] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام:« مَنْ كَانَ بِهِ عِلَّةٌ فَلْيَقُلْ عَلَيْهَا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مَرَّةً مُدَّةَ أَرْبَعِينَ يَوْماً: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ
ص: 362
الْعَالَمِينَ، حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ
إِلَّا بِالله اَلْعَلِيُّ الْعَظِيمِ »(1) .
[ 2013 / 252] عَنْ أُمَيَّةَ بْن عَلِيٌّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: «مَنْ قَالَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَا مَنْ خَتَمَ النُّبُوَّةَ بِمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم اخْتِمْ لِي فِي يَوْمِي هَذَا بِخَيْرِ، وَشَهْرِي بِخَيْرٍ، وَسَنَتِي بِخَيْرٍ، وَعُمُرِي بِخَيْرٍ، فَمَاتَ فِي تِلْكَ
« اللَّيْلَةِ أَوْ فِي الْجُمْعَةِ أَوْ فِي ذَلِكَ اَلشَّهْرِ أَوْ فِي تِلْكَ السَّنَةِ دَخَلَ الجنَّةَ» (2) .
[253/2014] عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ نُوحٌ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ وَعَافِيَةِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا فَإِنَّهُ مِنْكَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الشِّكْرُ بِهِ عَلَيَّ يَا رَبِّ حَتَّى تَرْضَى وَبَعْدَ الرِّضَا » (3).
[254/2015] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّ عَلِيًّا صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ سُبْحَانَ اللَّهِ المَلِكِ الْقُدُّوسِ، ثَلَاثَاً، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْوِيل عَافِيَتِكَ، وَمِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا سَبَقَ فِي اللَّيْلِ، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزَّةِ مُلْكِكَ،
وَشِدَّةِ قُوَّتِكَ، وَبِعَظيم سُلْطَانِكَ، وَبِقُدْرَتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ »(4) .
ص: 363
[255/2016] عَنْ دَاوُدَ الرَّقْيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «لَا تَدَعْ أَنْ تَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحْتَ وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا أَمْسَيْتَ : اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي دِرْعِكَ اَلْحَصِينَةِ الَّتِي تَجْعَلُ فِيهَا مَنْ تُرِيدُ، فَإِنَّ أَبِي علیه السلام كَانَ يَقُولُ:
هَذَا مِنَ الدُّعَاءِ المَخْزُونِ» (1).
[ 256/2017] عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ، اِخْتَرِ اَلمَجَالِسَ عَلَى عَيْنِكَ، فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ) فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً نَفَعَكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً عَلَّمُوكَ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِرَحْمَتِهِ فَيَعُمَّكَ مَعَهُمْ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَا يَذْكُرُونَ اللهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً لَم يَنْفَعُكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ كُنْتَ جَاهِلاَ يَزِيدُوكَ جَهْلاً، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُظلَّهُمْ بِعُقُوبَة
فَيَعُمَّكَ مَعَهُمْ (2).
[257/2018] عَنْ أَبي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَرّ، الجُلُوسُ سَاعَةٌ عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْم أَحَبُّ إِلى الله مِنْ قِيَام أَلْفِ لَيْلَةٍ يُصَلَّى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَلْفُ رَكْعَةٍ، وَالْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْم أَحَبُّ إِلَى اللَّه مِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله مُذَاكَرَةُ الْعِلْم خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَرِّ، اَلْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَى الله مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ كُلِّهِ اِثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةٍ، عَلَيْكُمْ بِمُذَاكَرَةِ الْعِلْمٍ، فَإِنَّ بِالْعِلْمِ
ص: 364
تَعْرِفُونَ الْخَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ. يَا أَبَا ذَرِّ، اَلْجُلُوسُ سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَقِيَامِ لَيْلُهَا »(1).
[258/2019] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الْجُلَسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ ذَكَرَكُمْ بِالله رُؤْيَتُهُ، وَزَادَكُمْ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ
عملة »(2).
[ 259/2020] عن الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، قَالَ: «عَجِبْتُ مَنْ
فَزِعَ مِنْ أَرْبَعِ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى أَرْبَعَ عَجِبْتُ لَنْ خَافَ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ : «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)»، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللهَ عزّو جلّ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: «فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ (174)» [آل عمران 173 و 174]، وَعَجِبْتُ مَنِ اِغْتَمَّ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ : لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَعَجَال سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللهَ لا يَقُولُ بِعَقِبِهَا :«فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)» [الأنبياء: 87 و 88]، وَعَجِبْتُ مَنْ مُكِرَ بِهِ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ: « وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)» فَإِنِّي سَمِعْتُ اللهَ وَ يَقُولُ بِعَقِبهَا:«فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا (45)»[غافر: 44 و 45] ، وَعَجِبْتُ مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: « مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ »، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ (عَزَّ اِسْمُهُ) يَقُولُ بِعَقِبِهَا: « إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ
ص: 365
مَالًا وَوَلَدًا (39)»«فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ (40)» [الكهف: 39
و 40] ، وَعَسَى مُوجِبَةٌ » (1).
بيان: موجِبة، أي إنَّها تدلُّ على اللزوم والتحقُّق.
[ 2021 / 260] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام ، قَالَ: «مَا فِي اَلْمِيزَانِ شَيْءٌ أَثْقَلَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَتُوضَعُ أَعْمَالُهُ فِي المِيزَانِ فَيَمِيلُ بِهِ، فَيُخْرِجُ [صلی الله علیه و آله وسلم ] الصَّلَاةَ عَلَيْهِ فَيَضَعُهَا فِي مِيزَانِهِ
» (2) فَيَرْجَعُ بِهِ »(2).
[261/2022] عَنْ عَاصِمِ بْن حَمْزَةَ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ:
«اَلصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَعْحَقُ لِلْخَطَايَا مِنَ الماءِ لِلنَّارِ، وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ رِقَابِ، وَحُبُّ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَفْضَلُ مِنْ مُهَجِ الْأَنْفُسِ، أَوْ قَالَ: ضَرْبِ اَلسُّيُوفِ فِي سَبيل الله » (3).
[ 262/2013] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَنْ لَمْ يَقْدِرُ عَلَى مَا يُكَفِّرُ بِهِ ذُنُوبَهُ الله
فَلْيُكْثِرُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ هَدْماً»، وَقَالَ: «الصَّلَاةُ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عزّو جلّ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّكْبِيرَ »(4)
[263/2024] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
ص: 366
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ
بالنَّفَاقِ »(1) .
[2025 / 264] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الصَّلَاةُ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي تَذْهَبُ بِالنِّفَاقِ»(2).
[2026/ 265] عن النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ اِثْنَانِ: شَيْطَانٌ الجنٌ، وَيَبْعُدُ بِلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيُّ الْعَظِيمِ، وَشَيْطَانُ الْإِنْسِ، وَيَبْعُدُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ»(3).
[ 266/2027] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاح ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ، وَمَنْ شَاءَ فلیکثذ»(4) .
[ 2028/ 267] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي أَلْفِ صَفْ مِنَ المَلَائِكَةِ ، وَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ إِلَّا صَلَّى عَلَى الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّه عَلَيْهِ وَصَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ، فَمَنْ لَمْ يَرْغَبُ فِي هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ مَغْرُورٌ قَدْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَرَسُولُهُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ»(5).
[2029/ 268] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أَكْثِرُوا اَلصَّلَاةَ عَلَيَّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ
عَلَيَّ نُورٌ فِي الْقَبْرِ، وَنُورٌ عَلَى الصِّرَاطِ، وَنُورٌ فِي الجَنَّةِ » (6) .
ص: 367
[ 2030/ 269] عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ علیهما السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قَضَى اللهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ »(1)
[ 2031 / 27] عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى اَلنَّائِمُ عَمِّي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَخِي جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، بَيْنَ أَيْدِيهِمَا طَبَقٌ مِنْ نَبِقِ فَأَكَلَا سَاعَةً فَتَحَوَّلَ النَّبِيُّ عِنَبَاً فَأَكَلَا سَاعَةً، فَتَحَوَّلُ الْعِنَبُ هَمَا رُطَبَاً فَأَكَلَا سَاعَةً، فَدَنَوْتُ مِنْهُما ، وَقُلْتُ هَمَا: بِأَبي أَنْتُهَا، أَيَّ الْأَعْمَالِ وَجَدْتُمَا أَفْضَلَ؟ قَالَا: فَدَيْنَاكَ بِالْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ، وَجَدْنَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، وَسَفْيَ الَمَاءِ، وَحُبَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام »(2)
[271/2032] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ
مَوْطِنٍ أَكْثَرُكُمْ عَلَيَّ صَلَاةٌ فِي دَارِ الدُّنْيَا »(3).
[2033/ 272] عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَلَيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيَّ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّمَا اتَّخَذَ اللَّهُ عزّو جلّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ»(4)
[273/2034] عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنِّي دَخَلْتُ اَلْبَيْتَ، وَلَمْ يَحْضُرْنِي شَيْءٌ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،
فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا خَرَجْتَ بِهِ »(5).
ص: 368
[274/2015]قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَاباً مِنَ
اَلْعَافِيَةِ»(1).
275/2036] عَنْ حَرِيزِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبي عَبْدِ الله علیه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لا كَيْفَ اَلصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم ؟ فَقَالَ: «قُل: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِهِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ ِلي: لَيْسَ هَكَذَا، قُلْتُ لَكَ قُل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ لي: لَيْسَ هَكَذَا، قُلْتُ لَكَ قُل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِهِ»، قَالَ: فَقُلْتُ: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ لِي: «إِنَّكَ لَحَافِظٌ يَا حَرِيزُ، فَقُلْ كَمَا أَقُولُ لَكَ: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ، قَالَ: فَقُلْتُ كَمَا قَالَ فَقَالَ لي: «قُل: اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ أَهُمْتَهُمْ عِلْمَكَ، وَاسْتَحْفَظْتَهُمْ كِتَابَكَ، وَاسْتَرْعَيْتَهُمْ عِبَادَكَ، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ، وَأَوْجَبْتَ حُبَّهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ وَلَاةَ أَمْرِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ صلی الله علیه و آله وسلم»(2).
[ 276/2017] عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى السَّابَاطِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ رَجُلٌ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا هَذَا، لَقَدْ ضَيَّقْتَ عَلَيْنَا ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ خَمْسَةٌ أَصْحَابُ
ص: 369
الْكِسَاءِ؟»، فَقَالَ الرَّجُلُ : كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: «قُل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، فَنَكُونَ نَحْنُ وَشِيعَتُنَا قَدْ دَخَلْنَا فِيهِ »(1).
[277/2038] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهُ:
يَا عَلِيُّ، مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَقَدْ أَخْطَأَ طَريقَ اَلجَنَّةِ » (2).
[ 278/2039] رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ قَوْلَ الله تَعَالَى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ (56)»[الأحزاب: 56] كَيْفَ هُوَ؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «هَذَا مِنَ الْعِلْم المَكْنُونِ، وَلَوْ لَا أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ مَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ، إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِي مَلَكَيْنِ، فَلَا أُذْكَرُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَيُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا قَالَ لَهُ ذَانِكَ اَلَمَلَكَانِ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، وَقَالَ اللهُ وَمَلَائِكَتُهُ آمِينَ، وَلَا أُذْكَرُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ فَلَا
يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا قَالَ ذَانِكَ المَلَكَانِ : لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، وَقَالَ اللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ: آمِينَ»(3).
[2040/279] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «سَمِعَ أَبِي رَجُلاً مُتَعَلَّقاً بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا عَبْدَ الله لَا تَبْتُرْهَا ، لَا تَظْلِمْنَا حَقَّنَا، قُل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ »(4).
[2041 / 280] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «لَا تُصَلُّوا
عَلَيَّ صَلَاةً مَبْتُورَةٌ، بَلْ صِلُوا إِلَيَّ أَهْلَ بَيْتِي وَلَا تَقْطَعُوهُمْ، فَإِنَّ كُلَّ نَسَبٍ وَسَبَبٍ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْقَطِع إِلَّا نَسَبِي»(5).
ص: 370
[2042/ 281] عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي اَلحَسَنِ اَلرِّضَا علیه السلام ، فَقَالَ لي: «مَا مَعْنَى قَوْلِهِ:«وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)» [الأعلى: 15]؟ ، قُلْتُ : كُلَّمَا ذَكَرَ اِسْمَ رَبِّهِ قَامَ فَصَلَّى، فَقَالَ لِي: «لَقَدْ كَلَّفَ اللهُ عزّو جلّ هَذَا شَطَطًاً»، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَكَيْفَ هُوَ ؟ فَقَالَ: «كُلَّما ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ »(1).
[2043 / 282] عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أَبي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ: «مَنْ طَنَّتْ أُذُنُهُ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ، وَمَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرِ
ذَكَرَهُ اللهُ بِخَيْرِ »(2).
2044/ 283] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ الْاِسْتِغْفَارُ » (3).
2045 / 284] قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِنَّ لِلْقُلُوبِ صَدَأَ كَصَدَ
النُّحَاسِ، فَاجْلُوهَا بِالِاسْتِغْفَارِ»(4).
[2046 / 285] عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ
اَلْمُؤْمِنَ لَيُذْنِبُ فَيُذَكِّرُهُ بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةٌ لِيَسْتَغْفِرُ مِنْهُ فَيُغْفَرُ لَهُ، وَإِنَّمَا ذُكِّرَهُ لِيُغْفَرَ
لَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَنْسَاهُ سَاعَتَهُ »(5) .
ص: 371
[286/2017] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «أَكْثِرُوا مِنَ الْاِسْتِغْفَارِ، إِنَّ اللَّهَ لَم
يُعَلّمْكُمُ الْاِسْتِغْفَارَ إِلَّا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ »(1) .
[2048 / 287] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «أَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فِي بُيُوتِكُمْ، وَفِي مَجَالِسِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَأَيْنَها كُنتُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ المَغْفِرَةُ »(2).
[2049 / 288] عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ أَعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمُ أَرْبَعاً مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ المَغْفِرَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ مِنْهُ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَم اَلزِّيَادَةَ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ الله عزّو جلّ»(3).
[289/2050] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ آبائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ فَلْيُكْثِرُ ذِكْرَ
إليهم، اَلحَمْدُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فَعَلَيْهِ بِالاِسْتِغْفَارِ، وَمَنْ أَلَحَ عَلَيْهِ الْفَقْرُ فَلْيُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله يَنْفِي اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ »(4).
[ 2051 / 20] عَنْ عَبْدِ الله بْن أَبي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : اِدْفَعُوا [ أَبْوَابَ ] الْبَلَايَا بِالاِسْتِغْفَارِ»(5).
[291/2052] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَيَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عزّو جلّ سَبْعِينَ
ص: 372
مَرَّةٌ، قَالَ: قُلْتُ: كَانَ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: «كَانَ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَيَقُولُ : وَأَتُوبُ إِلَى اللَّه وَأَتُوبُ إِلَى الله سَبْعِينَ مَرَّةً » (1).
[2053 / 292] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَعَلَّمُوا» سَيْدَ الاسْتِغْفَارِ: اَللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنا عَبْدُكَ، وَأَنا عَلَى عَهْدِكَ، وَأَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا
أَنْتَ »(2).
[2054 / 293] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قُلْتُ لأبي الحسن علیه السلام : اَلدُّعَاءُ يَنْفَعُ المَيِّتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَكُونُ فِي ضِيقٍ فَيُوَشَعُ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ مَسْخُوطاً عَلَيْهِ فَيُرْضَى عَنْهُ]»، قَالَ: قُلْتُ : فَيَعْلَمُ مَنْ دَعَا لَهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، قَالَ:
قُلْتُ: فَإِنْ كَانَا نَاصِيَّيْنِ ؟ قَالَ : فَقَالَ : يَنْفَعُهُمَا وَالله ذَاكَ، يُخَفَّفُ عَنْهُ »(3).
[ 294/2055] عَنْ أَبِي أَسَامَةَ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «اقْرَأْ عَلَى مَنْ تَرَى أَنَّهُ يُطِيعُنِي مِنْهُمْ وَيَأْخُذُ بِقَوْلِيَ السَّلَامَ، وَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله عزّو جلّ، وَالْوَرَع فِي دِينِكُمْ، وَالاِجْتِهَادِ الله، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ
عَمَل الْأَمَانَةِ، وَطُولِ اَلسُّجُودِ، وَحُسْنِ الْجَوَارِ ، فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله وسلم ، أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ اِثْتَمَنكُمْ عَلَيْهَا بَرًّا أَوْ فَاجِراً، فَإِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ اَلْخَيْطِ
ص: 373
وَالمِخْيَطِ، صِلُوا عَشَائِرَكُمْ، وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَأَدُّوا حُقُوقَهُمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرعَ فِي دِينِهِ وَصَدَقَ الْحَدِيثَ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ وَحَسُنَ خُلْقُهُ مَعَ النَّاسِ قِيلَ: هَذَا جَعْفَرِيٌّ، فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ، وَيَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْهُ
اَلسُّرُورُ، وَقِيلَ : هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ، وَإِذَا كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيَّ بَلَاؤُهُ وَقِيلَ: هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ، فَوَالله لَحَدَّثَنِي أَبِي علیه السلام أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلي علیه السلام، فَيَكُونُ زَيْنَهَا، آدَاهُمْ لِلْأَمَانَةِ، وَأَقْضَاهُمْ لِلْحُقُوقِ، وَأَصْدَقَهُمْ لِلْحَدِيثِ إِلَيْهِ وَصَايَاهُمْ وَوَدَائِعُهُمْ، تُسْتَلُ الْعَشِيرَةُ عَنْهُ فَتَقُولُ: مَنْ مِثْلُ فُلَانٍ؟ إِنَّهُ لَآدَانَا لِلْأَمَانَةِ، وَأَصْدَقْنَا لِلْحَدِيثِ »(1) .
[2056 / 295] عَنْ هِشَامٍ الْكِنْدِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا عَمَلاً يُعَيّرُونَا بِهِ، فَإِنَّ وَلَدَ السَّوْءِ يُعَيَّرُ وَالِدُهُ بِعَمَلِهِ، كُونُوا مَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَيْهِ زَيْناً، وَلَا تَكُونُوا عَلَيْهِ شَيْناً، صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ، وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَلَا يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الخَيْرِ فَأَنْتُمْ أَوْلَى بِهِ مِنْهُمْ، وَاللَّهُ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْخَبْءِ»، قُلْتُ : وَمَا اَلْخَبْءُ؟ قَالَ: «اَلتَّقِيَّةُ » (2) .
[ 296/2057] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام: وَأَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى الله وَالْوَرَعِ وَالْاِجْتِهَادِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَحُسْنِ الْجَوَارِ، فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله وسلم، صَلُّوا فِي عَشَائِرِكُمْ، وَصِلُّوا أَرْحَامَكُمْ، وَعُودُوا مَرْضَاكُمْ، وَأَحْضُرُوا جَنَائِزَكُمْ، وَكُونُوا زَيْناً وَلَا تَكُونُوا شَيْئاً، حَبِّبُونَا إِلَى النَّاسِ، وَلَا تُبَغْضُونَا، جُرُّوا إِلَيْنَا كُلَّ مَوَدَّةٍ، وَادْفَعُوا عَنَّا
ص: 374
كُل قَبِيحِ، وَمَا قِيلَ فِينَا مِنْ خَيْرٍ فَنَحْنُ أَهْلُهُ، وَمَا قِيلَ فِينَا مِنْ شَرِّ فَمَا نَحْنُ
كَذَلِكَ، وَاَلْحَمْدُ الله رَبِّ الْعَالَمِينَ »(1) .
[297/2058] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَلَّمْنَا عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام بِمِنِّى، ثُمَّ قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ إِنَّا قَوْمٌ مُجْتَازُونَ لَسْنَا نُطِيقُ هَذَا المَجْلِسَ مِنْكَ كُلَّمَا أَرَدْنَاهُ، فَأَوْصِنَا، قَالَ علیه السلام: «عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ
السلام الْأَمَانَةِ، وَحُسْنِ الصُّحْبَةِ لَنْ الطَّعَامِ، صَلُّوا
، وَإِفْشَاءِ اَلسَّلَام وَإِطْعَ
فِي مَسَاجِدِهِمْ، وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَاتَّبِعُوا جَنَائِزَهُمْ، فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي أَنَّ شِيعَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ كَانُوا خِيَارَ مَنْ كَانُوا مِنْهُمْ، إِنْ كَانَ فَقِيةٌ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ مُؤَذِّنٌ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ إِمَامٌ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُ أَمَانَةٍ كَانَ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُ وَدِيعَةٍ كَانَ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ كُونُوا، حَبَّبُونَا إِلَى النَّاسِ وَلَا تُبَغْضُونَا
إِلَيْهِمْ »(2).
[ 298/2059] عَنْ خَيْثَمَةَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَوَدَّعَهُ، فَقَالَ: يَا خَيْثَمَةُ، أَبْلِغْ مَوَالِيَنَا السَّلَامَ ، وَأَوْصِهِمْ بِتَقْوَى الله، وَأَوْصِهِمْ أَنْ يَعُودَ غَيْتُهُمْ عَلَى فَقِيرِهِمْ، وَقَوِتُهُمْ عَلَى ضَعِيفهِمْ، وَأَنْ يَشْهَدَ حَيُّهُمْ جَنَازَةَ مَيَّتِهِمْ، وَأَنْ يَتَلَاقَوْا فِي بُيُوتِهِمْ، فَإِنَّ لِقَاءَ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فِي بُيُوتِهِمْ حَيَاةٌ لِأَمْرِنَا ، رَحِمَ اللهُ عَبْداً أَحْيَا أَمْرَنَا يَا خَيْثَمَةُ أَبْلِغْ مَوَالِيَنَا أَنَّا لَسْنَا نُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ الله شَيْئاً إِلَّا
بِعَمَلٍ، وَأَنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا وَلَا يَتَنَا إِلَّا بِوَرَعٍ، وَأَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ
وَلَايَتَنَا
وَصَفَ عَدْلاً ثُمَّ خَالَفَهُ إِلَى غَيْرِهِ »(3).
[ 299/2060] عن أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ يَوْماً لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ
ص: 375
يُوصِيهِمْ: اِتَّقُوا اللَّهَ وَأَحْسِنُوا صُحْبَةَ مَنْ تُصَاحِبُونَهُ، وَجِوَارَ مَنْ تُجَاوِرُونَهُ، وَأَدُّوا اَلْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، وَلَا تُسَمُّوا النَّاسَ خَنَازِيرَ ، إِنْ كُنتُمْ شِيعَتَنَا تَقُولُونَ مَا نَقُولُ، وَاعْمَلُوا بِمَا نَأْمُرُكُمْ بِهِ تَكُونُوا لَنَا شِيعَةٌ، وَلَا تَقُولُوا فِينَا مَا لَا نَقُولُ فِي أَنْفُسِنَا فَلَا تَكُونُوا لَنَا شِيعَةً إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي أَنَّ اَلرَّجُلَ مِنْ شِيعَتِنَا يَكُونُ فِي اَلحْيَ فتَكُونُ وَدَائِعُهُمْ عِنْدَهُ وَوَصَايَاهُمْ إِلَيْهِ، فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ فَكُونُوا »(1) .
[300/2061] عَنْ أَبِي الصَّبَّاح ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «نَظَرْتُمْ حَيْثُ نَظَرَ اللَّهُ، وَاخْتَرْتُمْ حَيْثُ إِخْتَارَ اللَّهُ، وَأَحْبَبْتُمُونَا وَأَبْغَضَنَا النَّاسُ، وَوَصَلْتُمُونَا وَقَطَعَنَا اَلنَّاسُ، أَنْتُمْ وَاللَّهُ شِيعَتُنَا، وَأَنْتُمْ شِيعَةُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَهُوَ وَالله قَوْلُ الله:«اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (124)»[الأنعام: 124]»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ هَذَا الرَّأْيِ يَعْتَبِطُونَ حَتَّى تَبْلُغَ أَنْفُسُهُمْ إِلَى هَذِهِ - وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ ، فَيُقَالُ: أَمَّا مَا كُنتُمْ تُخَوَّفُونَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَقَدِ انْقَطَعَ عَنْكُمْ، وَأَمَّا مَا كُنتُمْ تَرْجُونَ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِكُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ، عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى الله، وَخَالِطُوا النَّاسَ، وَآتُوهُمْ وَأَعِينُوهُمْ، وَلَا تُجَانِبُوهُمْ، وَقُولُوا لَهُمْ كَمَا قَالَ اللهُ: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (83)»[البقرة: 83] »(2).
[301/2062] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «خَالِطُوا اَلنَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ
مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ»(3).
[302/2063] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَليَّ علیه السلام ،
ص: 376
قَالَ: «لَمَّا اُحْتُضِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام جَمَعَ بَنِيهِ حَسَناً وَحُسَيْناً وَابْنَ الْحْنَفِيَّةِ وَالْأَصَاغِرَ مِنْ وُلْدِهِ، فَوَصَّاهُمْ، وَكَانَ فِي آخِرِ وَصِيَّتِهِ: «يَا بَنِيَّ، عَاشِرُوا النَّاسَ عِشْرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ، وَإِنْ فُقِدْتُمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ. يَا بَنِيَّ، إِنَّ الْقُلُوبَ جُنُودُ مُجَنَّدَةٌ، تَتَلَاحَظُ بِالمَوَدَّةِ، تَتَنَاجَى بِهَا، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي الْبُغْضِ، فَإِذَا أَحْبَبْتُمُ الرَّجُلَ
مِنْ غَيْرِ خَيْرٍ سَبَقَ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَارْجُوهُ ، وَإِذَا أَبْغَضْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ سَبَقَ مِنْهُ
إِلَيْكُمْ فَاحْذَرُوهُ »(1).
[303/2064] عَنِ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا )أَنَّهُ قَالَ: «صَانِعِ الْمُنَافِقَ بِلِسَانِكَ، وَأَخْلِصْ وُدَّكَ لِلْمُؤْمِنِ،
وَإِنْ جَالَسَكَ يَهُودِيُّ فَأَحْسِنْ مُجَالَسَتَهُ »(2) .
[304/2065] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : مَنْ
خَالَفْتَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ يَدُكَ الْعُلْيَا عَلَيْهِمْ فَافْعَلْ »(3).
[2066 / 305] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا أَيْسَرَ
مَا رَضِيَ بِهِ النَّاسُ عَنْكُمْ، كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْهُمْ»(4).
[ 306/2067] عَنْ عُمَرَ اَلطَّيَالِسِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ:«وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ
ص: 377
عِلْمٍ (108)» [الأنعام: 108] ، قَالَ : فَقَالَ : «يَا عُمَرُ ، هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً يَسُبُّ اللَّهَ؟»، «يَا :قَالَ فَقُلْتُ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، فَكَيْفَ؟ قَالَ: «مَنْ سَبَّ وَليَّ الله فَقَدْ سَبَّ الله»(1).
[ 307/2068] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: خَرَجَ حِجْرُ بْنُ عَدِيٌّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ وَاللَّعْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ علیه السلام أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا، فَأَتَيَاهُ، فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟ قَالَ: «بَلَى»، قَالَا : أَوَلَيْسُوا مُبْطِلِينَ؟ قَالَ: «بَلَى»، قَالَا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟ قَالَ: كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا لَعَانِينَ شَتَّامِينَ، تَشْتُمُونَ وَتَتَبَرَّءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَاهِمْ، فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ عَمَلِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ، وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اَللَّهُمَّ اِحْمِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ اَلْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ هَجَ بِهِ، كَانَ هَذَا أَحَبَّ إِلَيَّ وَخَيْراً لَكُمْ»، فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَقْبَلُ عِظَتَكَ، وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِكَ » (2) .
[308/2069] عَن ابْن ،مُسْكَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : الأَحْسَبُكَ إِذَا شُتِمَ عَلى علیه السلام بَيْنَ يَدَيْكَ لَوْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَأْكُلَ أَنْفَ شَائِمِهِ فَعَلْتَ ، فَقُلْتُ: إِي وَالله جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي هَكَذَا وَأَهْلُ بَيْتِي، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلْ، فَوَالله لَرُبَّما سَمِعْتُ مَنْ
ص: 378
يَشْتِمُ عَلِيًّا وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا أُسْطُوَانَةٌ فَأَسْتَتِرُ بِهَا، فَإِذَا فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي فَأَمُرُّ بِهِ
فَأَسَلَّمُ عَلَيْهِ وَأَصَافِحُهُ »(1).
[309/2070] عَن اَلسَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلتَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ العقل»(2)
[ 310/2071] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّينِ التَّوَدُّدُ إِلَى
النَّاسِ، وَاِصْطِنَاعُ اَلْخَيْرِ إِلَى كُلِّ بَر وَفَاجِرٍ»(3).
[311/2072] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ علیهما السلام : الْقَرِيبُ مَنْ قَرَبَتْهُ المَوَدَّةً وَإِنْ بَعْدَ نَسَبُهُ، وَالْبَعِيدُ مَنْ بَعَدَتْهُ المَوَدَّةُ وَإِنْ قَرُبَ نَسَبُهُ، لَا شَيْءَ أَقْرَبُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ يَدِ إِلَى جَسَدِ، وَإِنَّ الْيَدَ تَغُلُّ فَتُقْطَعُ، وَتُقْطَعُ فَتُحْسَمُ »(4).
[312/2073] عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مُجَامَلَةُ النَّاسِ
ثُلُثُ الْعَقْل » (5).
[2074/ 313] عَن اَلحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
ص: 379
يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَالْقَوْهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ، وَحُسْنِ الْبِشْرِ»(1).
[2075/ 314] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «اَلْبِشْرُ اَلْحَسَنُ وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ
مَكْسَبَةٌ لِلْمَحَبَّةِ، وَقُرْبَةٌ مِنَ اللَّهِ عزّو جلّ، وَعُبُوسُ الْوَجْهِ وَسُوءُ الْبِشْرِ مَكْسَبَةٌ لِلْمَقْتِ،
وَبُعْدُ مِنَ الله ، قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَالْقَوْهُمْ
بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَحُسْنِ الْبِشْرِ»(2).
[315/2076] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «بِشْرُكَ يَدُلُّ عَلَى كَرَم نَفْسِكَ، وَتَوَاضُعُكَ
يُنبِيءُ عَنْ شَرِيفِ خُلْقِكَ»(3).
[ 2077 / 316] عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ وَثَعْلَبَةَ وَعَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ بَعْضٍ مَنْ رَوَاهُ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام ، قَالَ: «اَلْاِنْقِبَاضُ مِنَ النَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِلْعَدَاوَةِ »(4).
[ 317/2078 ]اَلْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بْنُ زَيْدِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، قَالَ: «حَدَّثَنِي أَبي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلَيَّ علیهما السلام، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم لَيَسُرُّ اَلرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا رَآهُ مَعْمُوماً بِالمُدَاعَبَةِ، وَكَانَ الله يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْمُعَبِّسَ فِي وَجْهِ إِخْوَانِهِ»(5).
[2079/ 318]عَنْ نَوْفِ الْبِكَالِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ( صَلَوَاتُ الله
ص: 380
عَلَيْهِ) وَهُوَ فِي رَحْبَةٍ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَقُلْتُ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا نَوْفُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عِظْنِي، فَقَالَ: «يَا نَوْفُ، أَحْسِنْ يُحْسَنُ إِلَيْكَ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: «يَا نَوْفُ ارْحَمْ تُرْحَمْ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «يَا نَوْفُ، قُلْ خَيْراً تُذْكَرْ بِخَيْرٍ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «اِجْتَنِبِ الْغِيبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا نَوْفُ، كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَهُوَ يَأْكُلُ مُحُومَ اَلنَّاسِ بِالْغِيبَةِ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَهُوَ يُبْغِضُنِي وَيُبْغِضُ اَلْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِي، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَهُوَ يُحِبُّ الزِّنَا، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللَّهَ وَهُوَ مُجْتَرِيٌّ عَلَى مَعَاصِي الله كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. يَا نَوْفُ، اِقْبَلْ وَصِيَّتِي، لَا تَكُونَنَّ نَقِيباً، وَلَا عَرِيفاً، وَلَا عَشَاراً، وَلَا بَرِيدا. يَا نَوْفُ، صِلْ رَحِمَكَ يَزِيدُ اللَّهُ فِي عُمُرِكَ، وَحَسِّنْ خُلُقَكَ يُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَكَ. يَا نَوْفُ، إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تَكُنْ لِلظَّالِمِينَ مُعِيناً. يَا نَوْفُ، مَنْ أَحَبَّنَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَحَبَّ حَجَراً حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ. يَا نَوْفُ، إِيَّاكَ أَنْ تَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ وَتُبَارِزَ اللَّهَ بِالمَعَاصِي فَيَفْضَحَكَ اللهُ مَ تَلْقَاهُ. يَا نَوْفُ، اِحْفَظُ عَني
مَا أَقُولُ لَكَ تَنَلْ بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(1)
[ 319/2080] عَن الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّد علیهما السلام: «أَثْقَلُ إخْوَانِي عَلَى مَنْ يَتَكَلَّفُ لي وَأَتَحَفَظُ مِنْهُ، وَأَخَفُهُمْ عَلَى قَلْبِي مَنْ أَكُونُ مَعَهُمْ كَمَا أَكُونُ وَحْدِي»(2).
ص: 381
[320/2081] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَقَدْ سَرَّنِي، وَمَنْ سَرَّنِي فَقَدْ سَرَّ الله» (1).
[ 321/2082] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوراً فَقَدْ أَدْخَلَهُ عَلَى الله ، وَمَنْ آذَى مُؤْمِناً فَقَدْ آذَى الله عزّو جلّ فِي عَرْشِهِ، وَاللهُ يَنتَقِمُ مِمَّنْ ظَلَمَهُ»(2).
[322/2083] عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام، قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ: «مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً
فَبِالله بَدَأَ، وَبِالنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ثَنَّى ، وَبِنَا ثَلكَ »(3).
[323/2084] عَنْ أَبي جَعْفَرِ علیه السلام ، قَالَ: «فِيمَا نَاجَى اللَّهُ بِهِ عَبْدَهُ مُوسَى اِبْنَ عِمْرَانَ أَنْ قَالَ: إِنَّ لِي عِبَاداً أَبِيحُهُمْ جَنَّتِي، وَأَحَكُمُهُمْ فِيهَا، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تُبِيحُهُمْ جَنَّتَكَ وَتُحكِّمُهُمْ فِيهَا ، قَالَ : مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِن سُرُوراً،
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مُؤْمِناً كَانَ فِي مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ، وَكَانَ مُولَعاً بِهِ، فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ،
وَنَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَأَلْطَفَهُ وَوَافَقَهُ وَصَافَحَهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ اَلمَوْتُ أَوْحَى اللهُ عزّو جلّ إِلَيْهِ: وَعِزَّقٍ وَجَلَالِي لَوْ كَانَ فِي جَتَّي مَسْكَنُ لِمُشْرِك لَأَسْكَتُتُكَ فِيهَا، وَلَكِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَى مَنْ مَاتَ مُشْرِكاً، وَلَكِنْ يَا نَارُ هَارِبِيهِ(4) وَلَا تُؤْذِيهِ»، قَالَ: «وَيُؤْتَى بِرِزْقِهِ
طَرَفَي النَّهَارِ»، قُلْتُ: مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «مِنْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ عزّو جلّ»(5).
بيان :هاربيه، أي اجعلي له مهرباً منكِ.
ص: 382
[324/2015] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ : فِيهَا نَاجَى اللهُ مُوسَى علیه السلام أَنْ السلام قَالَ: إِنَّ لِي عِبَاداً أَبِيحُهُمْ جَنَّتِي، وَأَحَكَمُهُمْ فِيهَا، قَالَ مُوسَى: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ
أَبَحْتَهُمْ جَنَّتَكَ وَتُحَكِّمُهُمْ فِيهَا ؟ قَالَ : مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوراً »(1).
[325/2016 عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّه سُرُورٌ تُدْخِلْهُ عَلَى مُؤْمِنٍ، تَطْرُدُ عَنْهُ جَوْعَتَهُ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ »(2).
[326/2087] عَنْ لُوطِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَا مِنْ عَبْدِ يُدْخِلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ مُؤْمِنٍ سُرُوراً إِلَّا خَلَقَ اللهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ خَلْقاً يَحِيتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كُلَّمَا مَرَّتْ عَلَيْهِ شَدِيدَةٌ يَقُولُ: يَا وَليَّ الله، لَا تَخَفْ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ ؟ فَلَوْ أَنَّ الدُّنْيَا كَانَتْ لِي مَا رَأَيْتُهَا لَكَ شَيْئاً، فَيَقُولُ: أَنَا اَلسُّرُورُ اَلَّذِي أَدْخَلْتَ عَلَى آلِ فُلَانٍ» (3).
[327/2088] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: «مَنْ فَرَّحَ مُسْلِماً خَلَقَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ
اَلْفَرَح صُورَةً حَسَنَةٌ تَقِيهِ آفَاتِ الدُّنْيَا وَأَهْوَالِ الْآخِرَةِ، تَكُونُ مَعَهُ فِي الْكَفَنِ وَاَخَشْرِ وَالنَّشْرِ حَتَّى تُوقِفَهُ بَيْنَ يَدَي الله، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَالله لَوْ أَعْطَيْتُكَ الدُّنْيَا لَمَا كَانَتْ عِوَضاً لِمَا قُمْتَ لِي بِهِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْفَرَحُ الَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلَى أَخِيكَ
فِي دَارِ الدُّنْيَا » (4).
[328/2089] قَالَ عَلي علیه السلام لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِي: «يَا كُمَيْلُ، مُرْ
ص: 383
أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا فِي كَسْبِ المكارِمِ، وَيُدلجُوا فِي حَاجَةِ . هُوَ نَائِمٌ، فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ اَلْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وَخَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ
اَلسُّرُورِ لُطْفاً، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إِلَيْهَا كَالَمَاءِ فِي اِنْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ»(1) .
[329/2090] مِنْ كِتَاب (قَضَاءِ حُقُوقِ الْمُؤْمِنِينَ) لِأَبِي عَلِيِّ بْنِ طَاهِرٍ اَلصُّورِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ، قَالَ: وُفِّيَ عَلَيْنَا بَعْضُ كُتَّابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، وَكَانَ عَلَيَّ بَقَايَا يُطَالِبُنِي بِهَا، وَخِفْتُ مِنْ إِلْزَامِي إِيَّاهَا خُرُوجاً عَنْ نِعْمَتِي، وَقِيلَ لِي: إِنَّهُ يَنْتَحِلُ هَذَا المَذْهَبَ، فَخِفْتُ أَنْ أَمْضِيَ إِلَيْهِ فَلَا يَكُونَ كَذَلِكَ فَأَقَعَ فِيهَا لَا أُحِبُّ، فَاجْتَمَعَ رَأْيِي عَلَى أَنِّي هَرَبْتُ إِلَى اللَّه تَعَالَى وَحَجَجْتُ وَلَقِيتُ مَوْلَايَ الصَّابِرَ - يَعْنِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام- ، فَشَكَوْتُ حَالِي إِلَيْهِ ، فَأَصْحَبَنِي مَكْتُوباً
السلام نُسْخَتُهُ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اِعْلَمْ أَنَّ الله تَحْتَ عَرْشِهِ ظِلَّا لَا يَسْكُنُهُ إِلَّا مَنْ أَسْدَى إِلَى أَخِيهِ مَعْرُوفاً، أَوْ نَفَسَ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ أَدْخَلَ عَلَى قَلْبِهِ سُرُوراً، وَهَذَا أَخُوكَ، وَالسَّلَامُ ، قَالَ فَعُدْتُ مِنَ الْحَجِّ إِلَى بَلَدِي، وَمَضَيْتُ إِلَى الرَّجُلِ لَيْلاً، وَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: رَسُولُ الصَّابِرِ علیه السلام، فَخَرَجَ إِلَيَّ حَافِياً مَاشِياً، فَفَتَحَ لي بَابَهُ وَقَبَّلَنِي وَضَمَّنِي إِلَيْهِ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ بَيْنَ عَيْنَيَّ وَيُكَرِّرُ ذَلِكَ كُلَّمَا سَأَلَنِي عَنْ رُؤْيَتِهِ علیه السلام ، وَكُلَّما أَخْبَرْتُهُ بِسَلَامَتِهِ وَصَلَاحٍ أَحْوَالِهِ اِسْتَبْشَرَ وَشَكَرَ اللهَ، ثُمَّ
أَدْخَلَنِي دَارَهُ وَصَدَّرَنِي فِي مَجْلِسِهِ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيَّ، فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ كِتَابَهُ علیه السلام ، فَقَبَّلَهُ قَائِماً وَقَرَأَهُ، ثُمَّ اسْتَدْعَى بِمَالِهِ وَثِيَابِهِ، فَقَاسَمَنِي دِينَاراً دِينَاراً، وَدِرْهَماً دِرْهَماً، وَثَوْباً ثَوْباً، وَأَعْطَانِي قِيمَةَ مَا لَمْ يُمْكِنْ قِسْمَتُهُ، وَفِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ يَقُولُ: يَا
ص: 384
أَخِي هَلْ سَرَرْتُكَ؟ فَأَقُولُ : إِي وَالله وَزِدْتَ عَلَيَّ السُّرُورَ، ثُمَّ اسْتَدْعَى الْعَمَلَ فَأَسْقَطَ مَا كَانَ بِاسْمِي، وَأَعْطَانِي بَرَاءَةٌ مِمَّا يَتَوَجَّهُ عَلَيَّ مِنْهُ، وَوَدَّعْتُهُ وَانْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: لَا أَقْدِرُ عَلَى مُكَافَاةِ هَذَا الرَّجُلِ إِلَّا بِأَنْ أَحُجَّ فِي قَابِل وَأَدْعُوَ لَهُ وَأَلْقِي الصَّابِرَ علیه السلام وَأَعَرْفَهُ فِعْلَهُ، فَفَعَلْتُ، وَلَقِيتُ مَوْلَايَ الصَّابِرَ علیه السلام ، وَجَعَلْتُ أُحَدِّتُهُ، وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ فَرَحاً، فَقُلْتُ : يَا مَوْلَايَ، هَلْ سَرَّكَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ:
إِي وَالله لَقَدْ سَرَّنِي وَسَرَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، وَالله لَقَدْ سَرَّ جَدِّي رَسُولَ
الله صلی الله علیه و آله وسلم، ووَلَقَدْ سَرَّ الله تَعَالَى »(1) .
[2091/ 330] وَصِيَّةُ الْإِمَامِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمَا )لِعَبْدِ الله بْنِ جُنْدَبٍ:« يَا ابْنَ جَنْدَبٍ، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ اللهُ الحَورَ الْعِينَ وَيُتَوجَهُ بِالنُّورِ، فَلْيُدْخِلْ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ السُّرُورَ » (2).
[ 2012 / 331] قَالَ أَبُو الْحَسَن الرَّضَا علیه السلام: «مَنْ خَرَجَ فِي حَاجَةٍ وَمَسَحَ وَجْهَهُ بِمَاءِ الْوَرْدِ لَمْ يَرْهَقُ وَجْهَهُ فَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ يُرِيدُ بِذَلِكَ التَّوَاضُعَ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ الْبَتَّةَ، وَمَنْ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَتَبَ
اللهُ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ كَتَبَ اللهُ لَهُ حَسَنَةٌ لَمْ يُعَذِّبْهُ » (3).
[332/2093] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَفِيهِ دُعَابَةٌ،
وَكَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يُدَاعِبُ وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا »(4) .
[333/2094] اَلْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ، قَالَ: قُلْتُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام :
ص: 385
جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَهَلْ كَانَتْ فِي النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم مُدَاعَبَةُ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ وَصَفَهُ اللهُ بِخُلْقٍ عَظِيمٍ فِي المُدَاعَبَةِ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ أَنْبِيَاءَهُ فَكَانَتْ فِيهِمْ كَزَازَةٌ، وَبَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم بالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَكَانَ مِنْ رَأْفَتِهِ لِأُمَّتِهِ مُدَا عَبَتْهُ هُمْ لِكَيْلَا يَبْلُغَ بِأَحَدٍ مِنْهُمَ اَلتَّعْظِيمُ حَتَّى لَا يَنْظُرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ علیهم السلام، عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلَى الله ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَسُرُّ الرَّجُلَ مِنْ
أَصْحَابِهِ إِذَا رَآهُ مَعْمُوماً بِالمُدَاعَبَةِ»(1).
بیان :الكزازة الانقباض.
[ 2095 / 334] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا أَنَا مِنْ دَدٍ وَلَا اَلدَّدُ مِنِّي، وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ يَمْزَحُ، وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا، فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ الْمِزَاحُ مِنَ الدَّدِ، لِأَنَّ الحَقَّ
لَيْسَ مِنَ الدَّدِ » (2).
بيان :الدَّد هو اللعب في لغة العرب.
[335/2096] وَجَاءَ أَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَنَا أَنَّ الْمَسِيحَ . يَعْنِي الدَّجَّالَ - يَأْتِي النَّاسَ بِالشَّرِيدِ وَقَدْ هَلَكُوا جَمِيعاً جُوعاً، أَفَتَرَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَنْ أَكُفَّ مِنْ ثَرِيدِهِ تَعَفُّفاً وَتَزَهُداً؟ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، ثُمَّ قَالَ:
يُغْنِيكَ اللهُ بِمَا يُغْنِي بِهِ اَلْمُؤْمِنِينَ»(3).
[336/2097] وَقَبَّلَ جَدُّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ امْرَأَةٌ، فَشَكَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَاعْتَرَفَ وَقَالَ : إِنْ شِئْتِ أَنْ تَقْتَصَّ فَلْتَقْتَصِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ: «أَوَلَا تَعُودُ؟»، فَقَالَ: لَا وَالله يَا رَسُولَ الله فَتَجَاوَزَ عَنْهُ (4).
ص: 386
كان عيسى علیه السلام يضحك ويبكي:
[337/2098] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي اَحْسَنِ
الْأَوَّلِ علیه السلام، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا علیهما السلام يَبْكِي وَلَا يَضْحَكُ، وَكَانَ عِيسَى
اِبْنُ مَرْيَمَ يَضْحَكُ وَيَبْكِي، وَكَانَ الَّذِي يَصْنَعُ عِيسَى علیه السلام أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي
كَانَ يَصْنَعُ يَحْيَى علیه السلام»(1).
[338/2099]عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي وَصَيَّهِ لِابْنِهِ الحَسَنِ علیه السلام: «اَلْمِزَاحُ يُورِثُ اَلصَّغَائِنَ...»، إلى أَنْ قالَ: «إِيَّاكَ أَنْ
تُكْثِرَ مِنَ الْكَلَام هَذَراً، وَأَنْ تَكُونَ مُضْحِكاً وَإِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ »(2).
[ 2100 / 339] عَنِ ابْنِ الْفَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «إِيَّاكُمْ وَالْمِزَاحَ فَإِنَّهُ يَجُرُّ السَّخِيمَةَ، وَيُورِثُ الضَّغِينَةَ، وَهُوَ السَّبُّ
اَلْأَصْغَرُ» (3).
[2101/ 340] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
قَالَ: «إِذَا أَحْبَبْتَ رَجُلاً فَلَا تُمَازِحْهُ وَلَا تُمارِهِ »(4).
[2102 / 341] عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: « لَا تُمَارِ
فَيَذْهَبَ بَهَاؤُكَ، وَلَا تُمازِحْ فَيُجْتَرَأَ عَلَيْكَ »(5).
ص: 387
[342/2103] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلَّا مَجَّ مِنْ
عَقْلِهِ مجَةٌ » (1).
بيان :مجَّ - بالتشديد - أي لفظها من فمه، والمعنى هنا أنَّ المزاح يُؤدّي إلى
نقصان العقل، وكأنَّه يلفض مقداراً من عقله.
[2104 / 343] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ بِالمَدِينَةِ رَجُلٌ بَطَالٌ يَضْحَكُ النَّاسُ مِنْهُ، فَقَالَ: قَدْ أَعْيَانِي هَذَا الرَّجُلُ أَنْ أُضْحِكَهُ - يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیه السلام -»، قَالَ: «فَمَرَّ عَلِيٌّ علیه السلام وَخَلْفَهُ مَوْلَيَانِ لَهُ، فَجَاءَ الرَّجُلُ حَتَّى انْتَزَعَ رِدَاءَهُ مِنْ رَقَبَتِهِ ثُمَّ مَضَى، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ عَلِىٌّ علیه السلام، فَاتَّبَعُوهُ وَأَخَذُوا الرِّدَاءَ مِنْهُ، فَجَاءُوا بِهِ فَطَرَحُوهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ هَهُمْ : مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا لَهُ: هَذَا رَجُلٌ بَطَالٌ يُضْحِكُ أَهْلَ المَدِينَةِ، فَقَالَ: قُولُوا:
إِنَّ الله يَوْماً يَخْسَرُ فِيهِ الْمُبْطِلُونَ» (2).
[2105/ 344] قَوْلُهُ علیه السلام: «يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ
اَلضَّحِكِ تَتْرُكُ الْعَبْدَ فَقِيراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(3).
[345/2106] قَوْلُهُ علیه السلام : «وَإِذَا أَبْغَضَ اللهُ عَبْداً جَعَلَ فِي قَلْبِهِ مِزْمَاراً
مِنَ الضَّحِكِ ، فَإِنَّ الضَّحِكَ يُمِيتُ الْقَلْبَ »(4).
[ 346/2107] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبَا اَلحَسَنِ الرّضَا علیه السلام جَفَا أَحَداً بِكَلِمَةٍ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ قَطَعَ عَلَى أَحَدٍ كَلَامَهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ،
ص: 388
وَمَا رَدَّ أَحَداً عَنْ حَاجَةٍ يَقْدِرُ عَلَيْهَا، وَلَا مَدَّ رِجْلَهُ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ، وَلَا إِنَّكَأَ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ شَتَمَ أَحَداً مِنْ مَوَالِيهِ وَمَمَالِيكِهِ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ تَفَلَ، وَلَا رَأَيْتُهُ يُقَهْقِهُ فِي ضَحِكِهِ قَطُّ، بَلْ كَانَ ضَحِكُهُ التَّبَسمَ، وَكَانَ إِذَا خَلَا وَنَصَبَ مَائِدَتَهُ أَجْلَسَ مَعَهُ عَلَى مَائِدَتِهِ مَمَالِيكَهُ وَمَوَالِيَهُ حَتَّىٰ الْبَوَّابَ السَّائِسَ ، وَكَانَ علیه السلام قَلِيلَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ، كَثِيرَ السَّهَرِ، يُحْيِي أَكْثَرَ لَيَالِيهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى الصُّبْحِ وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامٍ، فَلَا يَفُوتُهُ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي اَلشَّهْرِ، وَيَقُولُ: «ذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ»، وَكَانَ علیه السلام كَثِيرَ المَعْرُوفِ وَالصَّدَقَةِ فِي اَلسِّرِّ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ يَكُونُ مِنْهُ فِي اللَّيَالِي المُظْلِمَةِ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَهُ فِي
فَضْلِهِ فَلَا تُصَدِقْ » (1) .
[347/2108] عن الْحَسَنِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
ضَحِكُ الْمُؤْمِن تَبَسم »(2) .
منك منك منك
[348/2109] رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَكْمُلُ الْمُؤْمِنُ إِيمَانُهُ
تَّى يَحْتَوِيَ عَلَى مِائَةٍ وَثَلَاثِ خِصَالٍ فِعْلِ، وَعَمَلِ، وَنِيَّةِ، وَبَاطِنِ، وَظَاهِرٍ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ علیه السلام : يَا رَسُولَ اللَّهُ، مَا يَكُونُ الْمَاثَةٌ وَثَلَاثُ خِصَالٍ؟»، فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ ، مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ جَوَّالَ الْفِكْرِ جَوْهَرِيَّ الذِّكْرِ ...»، إلى أن قال: «ضِحْكُهُ تَبَساً...» الخبر (3).
[349/2110] قَوْلُهُ: «كَانَ صلی الله علیه و آله وسلم بَسَّاماً مِنْ غَيْرِ ضَحِك »(4) .
ص: 389
[ 2111 / 350] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ »(1) .
[351/2112] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْن اَلْحَنَفِيَّة رضی الله عنه: «وَاعْلَمْ أَنَّ رَأْسَ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِالله عزّو جلّ مُدَارَاةُ النَّاسِ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُعَاشِرُ بِالمَعْرُوفِ مَنْ لَا بُدَّ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ إِلَى اَلْخَلَاص مِنْهُ سَبِيلاً، فَإِنِّي وَجَدْتُ جَمِيعَ مَا يَتَعَايَشُ بِهِ اَلنَّاسُ وَبِهِ يَتَعَاشَرُونَ مِلْءَ مِكْيَال ثُلُثَاهُ اِسْتِحْسَانٌ وَثُلُتُهُ تَغَافُلٌ »(2) .
[352/2113] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِيمَا أَوْصَى بِهِ رِفَاعَةَ بْنَ شَدَّادِ
الْبَحَليَّ قَاضِيَ الْأَهْوَازِ فِي رِسَالَةٍ إِلَيْهِ دَارِ الْمُؤْمِنَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّ ظَهْرَهُ حِمَى الله وَنَفْسَهُ كَرِيمَةٌ عَلَى اللَّه وَلَهُ يَكُونُ ثَوَابُ الله، وَظَالِهُ خَصْمُ الله، فَلَا تَكُنْ
خَصْمَهُ »(3) .
[353/2114] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيُّ: لَقِيتَ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام؟ قَالَ: نَعَمْ لَقِيتُهُ، وَمَا لَقِيتُ أَحَداً أَفْضَلَ مِنْهُ، وَاللَّهُ مَا عَلِمْتُ لَهُ صَدِيقاً في السِّرِّ وَلَا عَدُوًّا فِي الْعَلَانِيَةِ، فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنِّي لَمْ أَرَ أَحَداً وَإِنْ كَانَ يُحِبُّهُ إِلَّا وَهُوَ لِشِدَّةِ مَعْرِفَتِهِ بِفَضْلِهِ يَحْسُدُهُ، وَلَا رَأَيْتُ أَحَداً وَإِنْ
كَانَ يُبْغِضُهُ إِلَّا وَهُوَ لِشِدَّةِ مُدَارَاتِهِ لَهُ يُدَارِيهِ (4) .
ص: 390
[2115/ 354] عَنْ ثَعْلَبَةَ بْن مَيْمُونٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ : كَانَ عِنْدَهُ قَوْمٌ يُحَدِّتُهُمْ إِذْ ذَكَرَ رَجُلٌ مِنْهُمْ رَجُلاً فَوَقَعَ فِيهِ
وَشَكَاهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : وَأَنَّى لَكَ بِأَخِيكَ كُلِّهِ، وَأَيُّ الرِّجَالِ المهذب»(1)
بيان: أشار الإمام علیه السلام إلى قول الشاعر:
ولست بمستبق أخاً لا تلمه *** على شعث أيُّ الرجال المهذب
لإيضاح أنَّ استبقاء الأُخوَّة لا يتمُّ للإنسان في هذه الحياة إلَّا بتحمُّل
أخطائهم والغضِّ عن نواقصهم.
[355/2116] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «مُعَاتَبَةُ اَلْأَخِ خَيْرٌ مِنْ فَقْدِهِ، مَنْ لَكَ بِأَخِيكَ كُلِّهِ، أَعْطِ أَخَاكَ وَهَبْ لَهُ، وَلَا تُطِعْ فِيهِ كَاشِحاً فتَكُونَ مِثْلَهُ، غَداً يَأْتِيهِ المَوْتُ فَيَكْفِيكَ فَقْدهُ، عِنْدَ اَلَمَاتِ تَبْكِيهِ وَفِي الْحَيَاةِ تَرَكْتَ
وَصْلَهُ» (2).
[356/2117] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «لَا تُفَتِّشر
اَلنَّاسَ فَتَبْقَى بِلَا صَدِيقٍ »(3).
بيان: أي لا تُفتِّش عن نواياهم وخفايا أعمالهم، فإنَّ في ذلك إزالة لحجب
الحشمة معهم واستعجال لبوادر العداوة والنفرة.
ص: 391
[357/2118] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : « مِنْ أَشْرَفِ أَفْعَالِ اَلْكَرِيم غَفْلَتُهُ
عَمَّا يَعْلَمُ »(1) .
بيان: والمراد بالغفلة هنا التغافل أي الإغضاء عن العيوب والأخطاء مع
العلم بها، دفعاً لما هو أسوأ.
[2119/ 358] أَبو عَاصِمٍ الصَّحَاكُ بْنُ عَلَدِ النَّبِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيِّدَنَا
الصَّادِقَ علیه السلام يَقُولُ: «لَيْسَ مِنَ الْإِنْصَافِ مُطَالَبَةُ الْإِخْوَانِ بِالْإِنْصَافِ »(2) .
بيان :مطالبة الإخوان بالانصاف تُؤدّي إلى التشدُّد معهم والوقوف عند كلِّ صغيرة وكبيرة، خلاف التعامل معهم بالمحبَّة والودِّ، والذي يُبقي العلاقات
معهم بعيدة عن التشنُّج والتوتُّر.
[359/2120] عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «قَامَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْإِخْوَانِ، فَقَالَ: الْإِخْوَانُ صِنْفَانِ: إِخْوَانُ الثَّقَةِ، وَإِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ، فَأَمَّا إِخْوَانُ الثَّقَةِ فَهُمُ الْكَفُّ وَالْجَنَاحُ وَالْأَهْلُ وَالَمَالُ، فَإِذَا كُنْتَ مِنْ أَخِيكَ عَلَى حَدَّ الثَّقَةِ فَابْذُلْ لَهُ مَالَكَ وَبَدَنَكَ، وَصَافِ مَنْ صَافَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَاكتم ي- وَعَيْبَهُ، وَأَظْهِرْ مِنْهُ اَلْحَسَنَ، وَاعْلَمْ أَيُّهَا اَلسَّائِلُ أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ، وَأَمَّا إِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ فَإِنَّكَ تُصِيبُ لَذَّتَكَ مِنْهُمْ، وَلَا تَقْطَعَنَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَلَا تَطْلُبَنَّ مَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ ضَمِيرِهِمْ، وَابْذُلْ هُمْ مَا بَذَلُوا
لَكَ مِنْ طَلَاقَةِ الْوَجْهِ، وَحَلَاوَةِ اللَّسَانِ» (3) .
ص: 392
بيان المكاشرة أي الابتسام، كناية عن كون العلاقة علاقة مجاملة
وحفظ للظواهر الحسنة والمودَّة العامَّة.
[ 2121 / 360] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيَّ، قَالَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَيَأْتِينِي إِخْوَانٌ كَثِيرَةٌ، وَكَرِهْتُ الشُّهْرَةَ، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ أَشْتَهِرَ بِدِينِي، فَأَمَرْتُ غُلَامِي كُلَّمَا جَاءَ فِي رَجُلٌ مِنْهُمْ يَطْلُبُنِي قَالَ: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا، قَالَ: فَحَجَجْتُ تِلْكَ اَلسَّنَةَ، فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام ، فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثِقْلاً وَتَغَيُّراً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا الَّذِي غَيَّرَنِي لِلْمُؤْمِنِينَ»،
عِنْدَكَ؟ قَالَ: «الَّذِي . قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّما تَخَوَّفْتُ الشُّهْرَةَ، وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ شِدَّةَ حُبِّي هُمْ، فَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، لَا تَمَلَّ زِيَارَةَ إِخْوَانِكَ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَقَالَ: مَرْحَباً، كَتَبَ اللهُ لَهُ مَرْحَباً إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ، فَإِذَا صَافَحَهُ أَنْزَلَ اللهُ فِيمَا بَيْنَ إِبْهَا مَيْهِمَا مِائَةَ رَحْمَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ لِأَشَدَّهِمْ حُبًّا لِصَاحِبِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ، فَكَانَ عَلَى أَشَدِّهِمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ أَشَدَّ إِقْبَالاً ، فَإِذَا تَعَانَقَا غَمَرَتْهُمَا الرَّحْمَةُ، فَإِذَا لَبِثَا لَا يُرِيدَانِ إِلَّا وَجْهَهُ لَا يُرِيدَانِ غَرَضاً مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا، قِيلَ هَمَا: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمَا فَاسْتَأْنِفَا، فَإِذَا أَقْبَلَا عَلَى الْمُسَاءَلَةِ قَالَتِ المَلَائِكَةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَنَخَوْا عَنْهُمَا فَإِنَّ هُما سِرًّا وَقَدْ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ، قَالَ إِسْحَاقُ فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَا يُكْتَبُ عَلَيْهِمَا لَفْظُهُمَا
: وَقَدْ قَالَ اللهُ عزّو جلّ: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)»[ق: 18]، قَالَ: عَجَل فَتَنَفَّسَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام الصُّعَدَاءَ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى أَخْضَلَتْ دُمُوعُهُ لِحِيَتَهُ وَقَالَ: يَا إِسْحَاقُ، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا أَمَرَ المَلَائِكَةَ أَنْ تَعْتَزِلَ عَنِ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا إِجْلَالاً فَهُمَا، وَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَتِ المَلَائِكَةُ لَا تَكْتُبُ لَفْظَهُمَا وَلَا تَعْرِفُ كَلَامَهُمَا فَإِنَّهُ يَعْرِفُهُ وَيَحْفُظُهُ عَلَيْهِمَا عَالِمُ السِّرِّ وَأَخْفَى يَا إِسْحَاقُ، فَخَفِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ
ص: 393
كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، فَإِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّهُ لَا يَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ اسْتَتَرْتَ عَنِ المَخْلُوقِينَ بِالمَعَاصِي وَبَرَزْتَ لَهُ بِهَا فَقَدْ جَعَلْتَهُ فِي حَدٌ أَهْوَنِ
النَّاظِرِينَ إِلَيْكَ » (1).
[2122/ 361] عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ لَكُمْ لَنُوراً تُعْرَفُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ قَبَّلَهُ فِي مَوْضِعِ النُّورِ
مِنْ جَبْهَتِه »(2).
[2123 / 362] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْخَذَاءِ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: «إِنَّ
اَلْمُؤْمِنَ إِذَا صَافَحَ الْمُؤْمِنَ تَفَرَّقَا عَنْ غَيْرِ ذَنْبٍ »(3).
[2124 / 363] عن اسحاق بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِنَّ ! اللَّهَ عزّو جلّ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ، وَكَذَلِكَ لَا يَقْدِرُ قَدْرَ نَبِيِّهِ، وَكَذَلِكَ لَا يَقْدِرُ قَدْرَ الْمُؤْمِنِ، إِنَّهُ لَيَلْقَى أَخَاهُ فَيُصَافِحُهُ، فَيَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمَا وَالذُّنُوبُ تَتَحَاتُ عَنْ
وُجُوهِهِمَا حَتَّى يَفْتَرِقَا كَمَا تَتَحَاتُ الرِّيحَ الشَّدِيدَةَ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَر»(4) .
[2125 / 364] عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ اَلْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا أَدْخَلَ اللَّهُ عزّو جلّ يَدَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى
ص: 394
أَشَدِّهِمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ، فَإِذَا أَقْبَلَ اللهُ عزّو جلّ بِوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا تَحَانَتْ عَنْهُمَا الذُّنُوبُ كَمَا
يَتَحَاتُ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ»(1).
[2126 / 365] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: تَصَافَحُوا)
فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِالسَّخِيمَةِ »(2).
[ 366/2127] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: تَصَافَحُوا
فَإِنَّ الْمُصَافَحَةَ تَزِيدُ فِي المَوَدَّةِ، وَاَهْدِيَّةَ تَذْهَبُ بِالْغِل»(3).
[367/2128] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَليَّ علیهما السلام، قَالَ: «أَوَّلُ اثْنَيْنِ تَصَافَحَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ذُو الْقَرْنَيْنِ وَإِبْرَاهِيمُ اَلْخَلِيلُ علیه السلام،
اسْتَقْبَلَهُ إِبْرَاهِيمُ فَصَافَحَهُ، وَأَوَّلُ شَجَرَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ النَّخْلَةُ »(4).
[2129/ 368] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اَلسَّلَامُ تَحِيَّةٌ لِلَّتِنَا، وَأَمَانٌ
لدمتنا »(5).
[369/2130] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ نُسَلِّمُ عَلَى مُذْنِبِ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ فَقَالَ علیه السلام: «يَرَاهُ اللهُ عزّو جلّ لِلتَّوْحِيدِ أَهْلاً، وَلَا نَرَاهُ لِلسَّلَامِ عَلَيْهِ أَهْلاً ؟ »(6) .
ص: 395
[370/2131] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفي، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام وَكُنْتُ تَرَكْتُ التَّسْلِيمَ عَلَى أَصْحَابِنَا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَذَلِكَ لِتَقِيَّة عَلَيْنَا فِيهَا شَدِيدَةٍ، فَقَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله: «يَا إِسْحَاقُ، مَتَى أَحْدَنْتَ هَذَا الْجْفَاءَ لإِخْوَانِكَ تَمَرُّ بِهِمْ وَلَا تُسَلَّمُ عَلَيْهِمْ؟»، فَقُلْتُ لَهُ: ذَلِكَ لِتَقِيَّةٍ كُنْتُ فِيهَا، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ فِي التَّقِيَّةِ تَرْكُ السَّلَام وَإِنَّمَا عَلَيْكَ فِي التَّقِيَّةِ الْإِذَاعَةُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَمُرُّ
بِالْمُؤْمِنِينَ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ فَتَرُدُّ المَلَائِكَةُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ »(1).
[ 2132 / 371] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِمائَةِ)، قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلَهُ فَلْيُسَلَّمْ عَلَى أَهْلِهِ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلٌ فَلْيَقُل: اَلسَّلامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا، وَلْيَقْرَأُ «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ »حِينَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، فَإِنَّهُ يَنْفِي
الْفَقْرَ :(2).
[372/2133] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَ
يُحِبُّ إِفْشَاءَ السَّلَامِ »(3).
[373/2134] عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : «مَا فَشَا اَلسَّلَامُ فِي قَوْمٍ إِلَّا أَمِنُوا مِنَ
اَلْعَذَابِ، فَإِنْ فَعَلْتُمُوهُ دَخَلْتُمُ الجَنَّةَ»(4).
[2135 / 374] قَوْلُهُ علیه السلام : «أَفْشِ اَلسَّلَامَ يَكْثُر خَيْرُ بَيْتِكَ »(5).
***
ص: 396
فوائد الجزء العاشر والحادي عشر والثاني عشر ... 5
كثرة مسائل الحجِّ/ سبب الحاد ابن أبي العوجاء اضطراب العوجاء اضطراب أستاذه الحسن
البصري / حكمة الله تعالى في أنواع الابتلاء ... 7
استلام الحجر الأسود ... 9
فضل الشرب من ماء زمزم /حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين علیه السلام/ نصب الحجر الأسود بيد الإمام السجَّاد علیه السلام ... 10
الكعبة أولى بفنائها/ تكذيب الإمام الباقر علیه السلام لكعب الأحبار في تفضيله بيت المقدس على الكعبة ... 11
استحباب النظر إلى الكعبة وإتيانها عارفاً بحقِّ أهل البيت علیهم السلام ... 12
الركن اليماني باب من أبواب الجنَّة/الدخول في جوف الكعبة/ قول عمر المؤمنين علیه السلام : لولاك لا فتضحنا ... 13
ما أهدي للكعبة فهو لزوارها ... 14
موقف الإمام الباقر علیه السلام من بني شيبة/ فضل المسعى ... 15
فضل التسبيح بمكَّة / ثواب ختم القرآن في مكّة ... 16
بدعة معاوية في جعل الأبواب على دور مكّة ... 17
ثواب الحاجِّ والمعتمر ... 18
رجحان ثواب الحجَّ على ثواب الصدقة/ من ثمرات الحجَّ ضمان التبعات من الله تعالى ... 20
ص: 397
ما دار بين الإمام السجَّاد علیه السلام وعبَّاد البصري ... 21
حجَّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عشرين حجَّة /الإمام الغائب يحضر الحجَّ كلَّ سنة /حضور الخضر علیه السلام في الحجِّ كلَّ سنة ... 22
آثار إدمان الحجِّ ... 23
دعاء الملائكة لمن تخلَّف عن الحجِّ وقد كان شأنه الحجَّ/ استحباب التهيُّؤ للحجِّ/
من نوى عدم العود إلى مكّة فقد دنا أجله وعذابه ... 24
ما حُرم عبدٌ عن الحجِّ إلَّا بذنب / دَيْن الآخرة هو الحجُّ ... 25
أشار عليه أن لا يحجَّ فمرض سنة/ لو أجمع الناس على ترك الحجِّ لهلكوا /متى يُجبَر الناس على الحجَّ وزيارة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ... 26
كلام أمير المؤمنين علیه السلام عن الحجِّ / من ترك الحجَّ بلا عُذر فليمت يهوديَّاً أو
/نصرانيَّاً /من آثار الطواف عن عبد المطلب وعبد الله وأبي طالب وآمنة وفاطمة بنت أسد علیهم السلام ... 27
الطواف عن أئمَّة الهدى وعن فاطمة الله علیهم السلام ... 28
أداء الحجِّ المستحبِّ والطواف والزيارة عن المؤمنين / أصناف الحُجَّاج في بعض الأزمنة ... 29
معنى الحجِّ الأكبر / صفات من يُقبل منه الحجُّ / حسن الصحبة في الحجِّ وفي كلِّ سفر ... 30
مراعاة الصحبة في السفر وعدم الإجحاف بهم/ فضل المشي إلى بيت الله والصمت/ لماذا لم يستلم الإمام الصادق علیه السلام الحجر الأسود ... 31
قول أمير المؤمنين علیه السلام العُمر: «لا ينبغي لأحد أن يُعلّمنا السُّنَّة»، واعتذار عمر / كفاية الإيماء إلى الحجر الأسود ... 32
أُمُّ فروة تقول لبعضهم: إنَّا لأغنياء عن علمك / الركن يمين الله في أرضه/ فضل الركن اليماني ... 33
ص: 398
كذبوا وصدقوا/ إرجاع أبي بكر وإرسال عليّ علیه السلام بسورة براءة ...34
ترجيح قضاء حاجة المؤمن على الطواف برفقة الإمام علیه السلام/ فضل الطواف المستحب قبل الحجِّ ... 35
دعاء الإمام الصادق علیه السلام في سجوده/ استحباب الشرب من ماء زمزم/ إجابة الدعوات فى جبل عرفة للبرِّ والفاجر ... 36
آثار الوقوف في عرفة /منازل الناس بعد الوقوف بعرفة ... 37
ذنوب لا تُغفر إلَّا بعرفة ... 38
دعاء النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم في عرفة عند مغيب الشمس/ هذه رُمَّتي بما جنيت ... 39
الدعاء للإخوان في ظهر الغيب / موقف معاوية بن وهب البجلي وهو يدعو لإخوانه ولا يدعو لنفسه ... 40
تعجُّب الإمام السجَّاد علیه السلام ممَّن يستعطي الناس يوم عرفة/ حقارة الشيطان يوم
عرفة / الهوامُّ فی المزدلفة ... 41
استحباب الدخول في جوف الكعبة ... 42
المكان الذي كُتِبَت فيه الصحيفة الملعونة /علىٌّ يبيت في مكة ... 43
استحباب المبادرة إلى السلام على الحاجُّ والمعتمر قبل أن تخالطهم الذنوب/ علامة قبول الحجِّ/ زيارة المدينة ختام الحجِّ ... 44
ثواب زيارة أئمَّة الهدى علیهم السلام/ معنى زيارة الله تعالى في الجنَّة ... 45
ثواب زيارة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم وأهل بيته علیهم السلام وذرّيَّته/ الملائكة موكَّلة بفاطمة علیها السلام ... 46
الملائكة تُبلّغ النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم سلام أُمَّته/ الشفعاء الأربعة/ التبرُّك والاستشفاء بمنبر النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم ... 47
أين يقع مقام جبرئيل علیه السلام؟/ رأي الصدوق رحمه الله في موضع قبر فاطمة علیها السلام ... 48
لا رأي الشيخ الطوسي رحمه الله في موضع قبرها علیها السلام/ ثواب الصلاة على فاطمة علیها السلام
ص: 399
وزيارتها /مشربة أُمِّ إبراهيم ومسجد الفضيخ وقبا من آثار رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم التي سلمت من الطمس والإزالة ... 49
وجه تسمية مسجد الفضيخ / حديث رد الشمس لعليِّ علیه السلام في مسجد الفضيخ ... 50
فضل زيارة قبر حمزة علیه السلام/ الكوفة المباركة /علىٌّ علیه السلام زينة الكوفة ... 51
أوَّل بقعة عُبد الله فيها الكوفة / حُبُّ الإمام الحسن علیه السلام للكوفة ... 52
فضل الكوفة وسكناها /من تمام العهد زيارة أئمَّة الهدى علیهم السلام/ زيارتهم من البُعد ... 53
ثواب الزيارة ماشيا /ثواب زيارة أمير المؤمنين علیه السلام ... 54
تعيين الإمام الصادق علیه السلام لقبر أمير المؤمنين علیه السلام ... 56
موضع رأس الحسين علیه السلام في الغريِّ، وهو ما يُعرَف بمسجد الحنَّانة/ زيارة الإمام السجَّاد علیه السلام/وولده الإمام الباقر لقبر أمير المؤمنين ... 58
فضل زيارة أمين الله المروية عن الإمام السجَّاد / اختصاص لقب أمير المؤمنين بعلىِّ علیه السلام فقط / فضل زيارة الحسين علیه السلام ... 59
استغفار فاطمة علیه السلام لزوار قبر الحسين علیه السلام ... 63
قصَّة زائر الحسين علیها السلام اليماني ...67
ثواب سبعين حجّة هو ثواب زيارة الحسين علیه السلام/ نظر الله تعالى لزُوّار قبر الحسين علي يوم عرفة قبل نظره إلى أهل عرفة ... 68
ثواب زيارة الحسين علیه السلام على الخوف / كلام العقيلة زينب علیها السلام حول مستقبل قبر الحسين علیه السلام ... 69
زيارة الحسين علیه السلام من البُعد /عتاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لمن ترك زيارة الحسين علیه السلام ... 74
ثواب من زار الحسين علیه السلام تشوُّقاً إليه ... 75
ص: 400
سُكَّان السماوات والأرض يستأذنون الله تعالى في زيارة الحسين علیه السلام/ سبط أبي حمزة الثمالي وما جرى له في زيارته للحسين علیه السلام ... 76
البركات الدنيويَّة لزيارة الحسين علیه السلام/ زيارة الحسين علیه السلام حقُّ من حقوق رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ... 77
بكاء الوحوش على الحسين علیه السلام/ تارك زيارة الحسين علیه السلام ناقص الإيمان/ ترك زيارة الحسين علیه السلام تُنقِص الأعمار ...78
ما ينبغي أن يكون عليه حال زائر الحسين علیه السلام من الحزن والكآبة الحزن والكآبة ... 79
مرور الإمام الصادق علیه السلام بمسجد الحنَّانة ودعاؤه آثار طين قبر الحسين علیه السلام/ ما عوَّض الله به الحسين علیه السلام... 80
طين قبر الحسين علیه السلام أمان وشفاء ... 81
دعاء تناول التربة الحسينية / الحور العين يستهدين السبح والتربة الحسينيَّة / أوَّل من اتَّخذ السبحة فاطمة علیها السلام ... 82
جزاء من استهزأ بتربة الحسين علیه السلام ... 83
فضل المجالس التي تحيي ذكر أهل البيت علیهم السلام/ رواية ابن شبيب عن الإمام الرضا علیه السلام وما جرى في محرَّم على الحسين وأهل بيته علیهم السلام ... 84
ثواب البكاء على مصاب الحسين علیه السلام/ثواب البكاء على مصاب أهل البيت علیهم السلام / تفجع الإمام الصادق علیه السلام على ما جرى على آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم ... 86
ثواب الجزع والتفجُّع على الحسين علیه السلام عند الموت ... 88
قول النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم للحسين علیه السلام : بأبي قتيل كلِّ عَبْرة ... 89
الحسين علیه السلام قتيل العَبْرة/ حزن الإمام الصادق علیه السلام لما يسمعه من بكاء
الملائكة ونوح الجن على الحسين علیه السلام ... 90
الملائكة البكَّاؤون على الحسين علیه السلام حول قبره /بكاء السماوات والأرضين وجميع
ص: 401
الخلائق على مصاب الحسين علیه السلام/ لماذا نتفجع على الحسين علیه السلام أكثر من تفجُّعنا
/ على جدِّه وأبيه وأمِّه وأخيه ؟ وكيف اتَّخذ الناس يوم عاشوراء عيداً؟ ... 91
استحباب ترك السعي في حوائج الدنيا يوم عاشوراء ... 93
استنشاد الإمام الصادق علیه السلام للشاعر جعفر بن عفَّان الشعر في رثاء الحسين علیه السلام/ أنشدني كما تنشدون ... 94
دخول دعبل الخزاعي على الإمام الرضا علیه السلام وإنشاده قصيدته التائيَّة المشهورة ... 95
موقف الإمام الكاظم علیه السلام من عيد النوروز وإكرامه لمن رثى الحسين علیه السلام ... 96
من يقول في أهل البيت علیهم السلام شعراً يُؤيَّد بروح القدس ... 97
إضافة أمير المؤمنين علیه السلام بيتاً إلى أبيات الكميت ... 99
دخول دعبل الخزاعي وإبراهيم الصولي على الإمام الرضا علیه السلام وإنشادهما أمامه / إكرام الإمام الصادق علیه السلام للشاعر أشجع السلمي ... 100
قصَّة الفرزدق وقصيدته المشهورة في مدح الإمام السجَّاد علیه السلام ... 101
فضل زيارة الإمام الكاظم علیه السلام/ بركة قبور الحسينيَّين على بغداد /فضل زيارة الإمام الرضا علیه السلام في خراسان ... 102
فضل أهل قم وآبة ... 103
زيارة الإمام الرضا علیه السلام أفضل من زيارة الحسين علیه السلام/فضل زيارة السيدة فاطمة بنت موسى بن جعفر علیهما السلام في قم ... 105
فضل زيارة السيِّد عبد العظيم الحسني في الريِّ/ فضل زيارة الإخوان في الله وأنها تعدل زيارة الأئمَّة علیهم السلام ... 106
استجابة دعاء المجتمعين من المؤمنين / ثواب إهداء ثواب الزيارة لهم علیهم السلام... 107
فوائد الجزء الثالث عشر ... 109
خطبة أمير المؤمنين علیه السلام يوم الجمل / ألف ضربة بالسيف في سبيل الله أهون من ميتة الفراش ... 111
ص: 402
الجود بالنفس أقصى غاية الجود/ خطبة أمير المؤمنين علیه السلام في الحثِّ على الجهاد ... 112
إعفاء الشهيد من عذاب القبر ولا يُسئل عن سيِّئاته / فرح جبرئيل بصهيل الخيل
وفزع الكُفَّار منها / علة صبر أمير المؤمنين علیه السلام على أهل السقيفة ... 113
وصيَّة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم العلي علیه السلام بالصبر ... 114
عواقب إعراض الأمَّة عن الأعلم /حال الرايات المرفوعة قبل قيام الإمام المهدي عجل الله فرجه/ المحاضير هُم المستعجلون ... 116
تحذير الإمام من الرايات المرفوعة باسمهم وإلى الرضا من آل محمَّد صلی الله علیه و آله وسلم/ علامة الاستعداد لنصرة أهل البيت علیهم السلام عند ظهور السفياني /كتاب أبي مسلم الخراساني إلى الإمام الصادق علیه السلام وإهماله للجواب ... 117
أسكنوا ما سكنت السماوات والأرض من النداء والخسف /كلام أمير المؤمنين علیه السلام
مع عائشة بعد انتهاء حرب الجمل وأمره لمحمَّد بن أبي بكر أن يتولَّى أمرها ... 118
سيرة أمير المؤمنين علیه السلام مع أهل الجمل بعد هزيمتهم ... 119
عفو أمير المؤمنين لم عن موسى بن طلحة بعد حرب الجمل/ سيرة الإمام المهدي عجل الله فرجه في أعدائه ... 121
جدل رأس الخوارج مع أمير المؤمنين علیه السلام في شأن أصحاب الجمل/ تحذير أمير المؤمنين علیه السلام مالك الأشتر من سفك الدماء بغير الحقِّ وصيَّة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم للسرايا قبل إرسالها ... 122
وصف ابن عبَّاس لأمير المؤمنين علیه السلام/ تزول الجبال ولا تزل ... 123
علىُّ علیه السلام يقاتل لكنَّه لا يَسلُب / دعاء أمير المؤمنين علیه السلام قبل مباشرته للقتال ... 124
دعاؤه علیه السلام يوم الهرير ... 125
دعاء أمير المؤمنين علیه السلام عند لقائه مرحب اليهودي / دعاء النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم يوم أُحُد ... 126
دعاء الحسين علیه السلام يوم عاشوراء حينما أقبلت عليه الخيل/ استجابة الدعاء في
ص: 403
خمسة مواطن /شعارات المسلمين في حروبهم ... 127
بعض صفات أصحاب القائم عجل الله فرجه / مشية أبي دجانة الأنصاري بين الصفَّين ... 128
أمير المؤمنين علیه السلام لا يبدأ بالقتال حتَّى تزول الشمس/ وصيَّة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لعلیّ علیه السلام أن لا يبدأ بقتال قوم قبل دعوتهم إلى الإسلام ترغيب أمير المؤمنين علیه السلام في الصلح إذا دعا إليه العدوِّ ... 129
وصايا أمير المؤمنين علیه السلام لأصحابه قبل القتال / النهى عن الحرب الكيميائية ... 130
ذمَّة المسلمين واحدة ... 132
توهُّم الأمان من المسلمين.. أمان/ حُسن الوفاء وقبح الغدر/ حال الزبير ...132
ميزان الفرار من الزحف / عفو أمير المؤمنين علیه السلام عن الأسرى في صفِّين ... 133
أسرى بدر من بني عبد المطلَّب / مقتل أمير المؤمنين علیه السلام في المحراب ... 134
قصَّة أبي غُرَّة الجمحي وسخريته من النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم / معنى التعرُّب بعد الهجرة معنى الغريب ... 135
حال العيش في دار الكفر مع التزام الدعوة إلى الحقِّ/ النهي عن حضور أعياد المشركين هذا المال لمن جاهد عليه ... 136
توزيع أمير المؤمنين علیه السلام للأموال على عموم المسلمين / سياسة الإمام عليِّ علیه السلام في توزيع الأموال ... 137
كتاب أمير المؤمنين علیه السلام إلى حذيفة بن اليمان حين ولاَّه المدائن ... 139
لا أجد لبني إسماعيل فضلاً على بني إسحاق في هذا الفي ... 141
أبواب جهاد النفس ... 142
التحذير من اتِّباع الهوى ... 143
ذمُّ الشهرة واتِّهام النفس بالتقصير ... 144
من اعتدل يوماه فهو مغبون/ موعظة نبويَّة لجميع الأعمار ... 145
ص: 404
تشديد الحساب بعد سنِّ الأربعين /يستحيي الله من عذابهم ولا يستحيون من
عصیانه/ تأييد المؤمن المطيع بالروح ... 146
إصلاح السريرة / إيثار الطاعة على هوى النفس ... 147
العقل دليل المؤمن ... 148
من كلام أمير المؤمنين علیه السلام في العقل ... 149
من وصيَّة الإمام الكاظم علیه السلام لهشام / فضل مجالسة الصالحين والعلماء ... 150
بعض صفات العاقل /تعريف الإمام الرضا علیه السلام للعقل/ الجزاء على قدر العقل الأنبياء يُكلِّمون الناس على قدر عقولهم ... 151
أوّل زوال النعمة زوال العقل / فضل بنى آدم على الملائكة /عرض الأعمال على رسول الله والأئمَّة الأطهار علیهم السلام ... 152
عرض المقدَّرات للبشر على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم والأئمة علیهم السلام / ترك الشهوات أيسر من طلب التوبة ... 154
كفَّارات السيِّئات الإحسان إلى الإخوان/ كيف تتحوَّل الأعمال إلى هباء منثور / أيسر الطُّرُق إلى الجنَّة ... 155
الانهماك في المعاصي يُخرج من الإيمان ... 156
ما هي عبادة التوَّابين ؟ / عتاب الله تعالى لعباده ... 157
دار المعصية خراب / موعظة أمير المؤمنين علیه السلام لنوف البكالي ... 158
التحذير من عواقب الذنوب ... 159
إنَّ الله كتم ثلاثاً في ثلاث ... 160
أربعة شرٌّ من الذنب/ آثار الذنوب على القلب ... 161
الذنوب تُؤدّي إلى البلاء /تطهير المؤمن من ذنوبه بالبلاء/ مَنْ يموت بالذنوب أكثر ممَّن يموت بالآجال ... 162
ص: 405
مُحدثات الذنوب يلحقها مُحدثات البلاء/ تطهير المؤمن من ذنوبه بالهمِّ وعذاب
القبر/ عظيم ستر الله على العباد ... 163
الحذر من ارتكاب السيِّئات/ موعظة النبيِّ المعاذ بن جبل ... 164
التحذير من أنحاء السُّكْر/ آثار الأعمال ... 165
بعض صفات شرار الناس ... 166
صفات لا تكون في المؤمن ... 167
ثلاث خصال وباهُنَّ في الدنيا قبل الآخرة /التحذير من البغي والظلم ولو بكلمة ... 18
ثقل التبعات للخَلْق وأنها لا تزول إلَّا برضاهم ... 169
تهاتر الظُلامات ... 170
من أصبح لا ينوي ظلم أحد/ عواقب البغي/ أسرع الخير ثواباً وأسرع الشرِّ عقاباً ... 171
أصناف الظُّلم/ تجنُّب أموال الناس جدِّا ومِزاحاً ... 172
كيفيَّة الوفاء بحقوق الناس من رضي بعمل قوم أُشرك فيه ... 173
ذمُّ اللعان السبّاب الفحاش/ تأديب الإمام الصادق علیه السلام لأصحابه/ الفحَّاش شَرَك شيطان ... 174
عدم جواز قذف الملل الأُخرى بالفاحشة ... 176
الحميَّة في النار إلاً حميَّة حمزة أسد الله وأسد رسوله صلی الله علیه و آله وسلم/ معنى العصبيَّة
المذمومة قبح الفخر والكِبْر ... 177
علَّة التكبُّر ذلَّة في النفس / التحذير من طلب الرئاسة ... 178
مفاسد الغضب ... 179
كظم الغيظ ... 180
ص: 406
فضيلة الصمت ... 181
طريق سهل إلى الجنَّةَ« أصْمُت إِلَّا من خير» ... 182
آفات الكلام وآفات السكوت ... 183
كونوا لنا زَيْناً /كيف نتعامل مع الموت؟ ... 184
مخاطر اللسان ...185
وصف أمير المؤمنين علیه السلام لأحوال النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ... 187
لا توبة لسيّئ الخُلُق ... 189
سيئ الخلق يُعذِّب نفسه دوام الغمّ مع سوء الخُلُق/ عواقب سوء الخِلِق /حُسن الخُلُق في الجنَّة لا محالة ... 190
منزلة الخُلُق الحسن وآثاره الطيِّبة ... 191
أعظم العقوبات قسوة القلب ... 193
متى يكون القلب وعاءً للحكمة ؟ / كفران النَّعَم وعواقبه ... 194
منزلة العبد الشاكر ... 195
صانع المعروف وفرقه عن الشاكر /عرفان النعمة يوجب الزيادة /قد تتحوّل
النعمة إلى وبال والمصائب إلى نِعَم / أعجل الذنوب عقوبةً: ... 196
من هو قاطع سبيل المعروف؟ / أشكركم الله أشكركم للناس ... 197
كلُّ نعمة معها مؤونة ... 198
دوام النَّعَم ببذلها وزوالها بمنعها المعونة على قدر المؤونة/حوائج الناس إليكم نِعَم الله عليكم ... 199
دوام النَّعَم بدوام الطاعة/ من أُعطي الشُّكر لم يُمنَع الزيادة/ المؤمن يغبط والمنافق يحسد حديث إبليس مع نوح علیه السلام ... 200
مفاسد الحسد ... 201
ص: 407
استعاذة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم من جملة أمور / قبح الخديعة/ حسن الصدق وآثاره ... 202
المؤمن لا يكذب ... 203
الكذب مفتاح للشرور / الكذَّاب يفضحه النسيان ... 204
أين نجد طعم الإيمان؟ /جواز الكذب في الإصلاح بين الناس/ محاسن الصدق القول غير الزَّعم ... 205
لا تُحدِّث إلا عن ثقة أكذب الناس من كذَّب أهل البيت أو كَذَب عليهم السلام/ مساوئ الشُّح والبُخل ... 206
فضل السخاء وآثاره الطيِّبة ... 208
فوائد الجزء الرابع عشر ... 213
حبُّ الدنيا وعواقبه الوخيمة ... 215
أصناف طلبة العلم /وصيَّة أمير المؤمنين علیه السلام لأصحابه بحفظ دينهم... 216
خمسة باقيات صالحات / أعمال يجري ثوابها بعد الموت/ ذمُّ الحرص ... 217
صعوبة الموت لمن تعلَّق بالدنيا/ زهد النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم بالدنيا ... 218
حقيقة السعادة في الدنيا قيمة الدنيا عند الله تعالى ... 219
بركات الزهد في الدنيا /سرّ يجمع لك حبّ الله وحبَّ الناس ... 220
تعريف الزاهد والزهد أخوف ما يخافه أمير المؤمنين علیه السلام على هذه الأُمَّة/ آثار ذكر الموت الزهد في الدنيا ... 221
ما أسرع الملتقى ذكر الموت كياسة / أفضل العبادة والتفكُّر ذكر الموت ... 222
جلاء القلوب ذكر الموت وقراءة القرآن كيف نستعدُّ للموت ؟ احذر من الطمع ... 223
خير الدنيا والآخرة في قطع الطمع عمَّا في أيدي الناس / المؤمن لا يُذِلُّ نفسه ... 224
احذر كلَّ عمل تأتيه في السرِّ وتستحي منه في العلانية ... 225
ص: 408
إيَّاك وما تعتذر منه /ذمُّ الفخر والاختيال/ الحمار خير ممَّن لا تقوى له استصغار عمر لسلمان الفارسي ... 226
علامات الكسلان/ ثواب السعي في طاعة الله ... 227
منزلة الصابرين يوم القيامة /فضل الصبر وأصنافه ... 228
ما شيعتنا إلَّا من أطاع الله / النوافل عون على الأهوال يوم القيامة/ أعبد الناس ... 229
لا تقعد مع كلِّ أحد / التحذير من التكلُّم بدون علم / طعم الإيمان مع اليقين ... 230
ماذا احتوى كنز الغلامين؟ / سر من أسرار القناعة / سلوا الله اليقين والعافية ... 231
ومن يعتصم بالله فقد هُدِيَ إلى صراط مستقيم ... 232
من أُعطي ثلاثة لم يُحرَم ثلاثة/ الغنى والعزُّ مع التوكَّل .... 233
عتاب الله تعالى مع يوسف علیه السلام حينما قال: «اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ» ... 235
من خشع الله خشع له كلُّ شيء/ عتاب الله عزّو جلّ لعباده يوم الحساب ... 236
الحياء من الله تعالى/ من خاف الله تعالى أخاف الله منه كلَّ شيء/ إذا لم تستح من الذنب فعُدَّ نفسك من البهائم/ المؤمن بين خوف ورجاء ... 237
حسن الظنِّ بالله تعالى ... 238
فضل البكاء من خشية الله ... 239
حُسْنُ الحياء ... 240
عواقب كثرة الكلام /حُسْنُ العدل ... 241
طوبى لأهل هذه الخصال / أربعة خصال بأربعة أبيات في الجنَّة /حسن التواضع ... 242
قول الإمام الباقر علیه السلام المحمّد بن مسلم : «تواضَعْ » / التفكَّر وأخذ العِبرة ... 243
التدبر قبل الإقدام ... 244
بادر بأربع قبل أربع / قُرِنَت الهيبة بالخيبة المسارعة إلى الخير قبل فوات الفرصة ... 246
ص: 409
علامة نفع الصلاة/ إنَّ الحسنات يُذهِبن السيِّئات ... 247
التوبة وآثارها ... 248
الأمان مع الاستغفار/ فضل الاستغفار ... 151
النادم على الذنب مغفورٌ له / من صفات المؤمن أن تسرُّه حسنته وتسوؤه سيِّئته ... 252
رُبَّ ذنبٍ أدخل صاحبه الجنَّة / حسن الإقرار بالذنوب وبالنِّعَم ... 153
الشفاعة لأهل الكبائر / معنى الاستغفار / سبع ساعات فسحةٌ للاستغفار ... 254
لا توبة لصاحب البدعة ... 155
خطورة الإصرار على الذنب / متى ينهتك ستر الإنسان؟ / الحثُّ على التوبة ... 256
مناجاة دانيال مع ربِّه ... 257
التوبة مقبولة إلى ما قبل الموت/ المؤمن لا ينسى ذنبه ... 258
فضل الاستغفار والدعاء بالأسحار ... 259
لا تكن أدون من الديك /صلاة ركعتين والدعاء بعدهما أمان من عواقب الذنوب حبِّبوا عباد الله إلى الله ... 260
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر / شمول العذاب لمن لا يُنكر المنكر ... 261
المؤمن الضعيف هو الذي لا ينهى عن المنكر /عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... 262
الأمر بالمعروف قوَّةُ للمؤمنين/ الرضا مشاركة ... 264
قو أنفسكم وأهليكم ... 265
وراثة العلم والأدب الصالح / عقوبة السكوت عن المنكر /الرواح في كسب المكارم والإدلاج في حاجة من هو نائم ... 266
يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف/ على من يجب الأمر بالمعروف؟ ... 267
التهرُّب من الأمر بالمعروف ومن النهي عن المنكر ... 268
ص: 410
الإمام قدوة للناس في تأديب نفسه/ الدعوة إلى أهل البيت علیهم السلام بالعمل الصالح والسيرة الحسنة /وصف أمير المؤمنين علیه السلام لبعض إخوانه في الله ... 269
علامة النجاة شكوى أمير المؤمنين علیه السلام من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... 270
كيف نتعامل مع أهل المعاصي ؟ / شدَّة تألُّم الإمام الصادق علیه السلام من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر / تساوي السنين في نزول الأمطار واختلاف توزيعها على بقاع الأرض ... 271
من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك/ عتاب الإمام الكاظم علیه السلام الصفوان الجمَّال ... 272
التحذير من مصاحبة الظلمة والعصاة وقرناء السوء حديث الإمام الجواد علیه السلام لعبد العظيم الحسني ... 273
حضور الملائكة في مجالس المؤمنين وتأمينهم على دعائهم ... 275
النهي عن الحضور في مجالس يُعَابُ فيها الأئمَّة أو المؤمنين /الموقف من النواصب ومن متابعي أهل البيت علیهم السلام /التشديد في النهي عن مجالسة المنحرفين ... 276
النهي عن توقير أصحاب البدع / الموقف من الصوفيَّة / سبب نشوء الواقفيَّة ... 277
كلام أمير المؤمنين علیه السلام لأبي ذرِّ حينما أخرجه عثمان إلى الربذة /وصيَّة الإمام الكاظم علیه السلام ليونس بن عبد الرحمن بالرفق مع الشيعة ... 278
حبِّبني إلى خلقي / الدالُّ على الخير كفاعله /صنائع الخير تدفع مصارع السوء/ علامة أهل المعروف في الآخرة .. طيب الرائحة ... 279
الق أخاك بوجه طلق/ صنايع المعروف وآثارها ... 280
البشارة للفقراء ... 281
ص: 411
كيف يتمُّ المعروف؟ ... 284
لزوم الشُكر على المعروف ... 288
لزوم التقيَّة ... 289
من الذنوب التي لا تُغفَر : ترك التقيَّة ... 290
آفة الإفشاء وقلّة الكتمان/ حفظ أسرار آل محمّد علیهم السلام ... 291
الحثّ على تجنّب الشهرة ... 292
أهل البصرة يشكون يونس عند الإمام الكاظم علیه السلام/ أبيات في الحلم أنشدها الإمام الرضا علیه السلام في مجلس المأمون ... 293
معنى النعمة الظاهرة والنعمة الباطنة حكم التقيَّة باقٍ حتَّى ظهور الإمام المنتظَر عجل الله فرجه ... 295
اشتداد التقيَّة عند اقتراب الظهور /أبو طالب علیه السلام يُؤتى أجره مرَّتين ... 296
فوائد الجزء الخامس عشر ... 297
تعلُّم القرآن وتعليمه ... 299
ثواب تلاوة القرآن ... 300
قراءة المصحف تنفع البَصَر وتُخفِّف عن الوالدَيْن / تلاوة القرآن يوميَّاً في المنازل ... 301
آثار سورة الحمد ... 302
فضل آية الكرسي ... 304
فضل سورة يس ... 305
عظمة البسملة /صبر أمير المؤمنين علیه السلام على إيذاء المنافقين/ فضل البكاء خوفاً من الله ... 306
التعوُّذ بالقرآن الكريم / النهي عن اتُّخاذ التمائم من غير القرآن ... 307
ما يُقال لتسكين الوجع ودفع العِلَل ... 308
ص: 412
وضع أمير المؤمنين علیه السلام المصحف على رأسه أثناء خطبته ... 309
الدعاء وما ورد فيه من فضل ... 310
دعاء الإمام الصادق علیه السلام على داود بن عليِّ وهلاكه في الفور ... 321
أثر الصلاة على محمّد وآل محمّد في استجابة الدعاء ... 327
التوسُّل إلى الله تعالى بالمعصومين علیهم السلام ... 328
كراهية الإلحاح على الناس، وحُسن الإلحاح على الله تعالى ... 330
الإلحاح بالدعاء من وسائل حُسن العاقبة دعاء الإلحاح ... 331
ذمُّ اليأس من الإجابة بعض أسباب تأخر الإجابة / فضل الدعاء سرًّا ... 332
أوقات استجابة الدعاء ... 333
فضل الدعاء في جوف الليل ... 334
الدعاء والاستغفار في الأسحار ... 335
فتح أبواب المغفرة عند الفجر وعند الغروب ... 336
ساعتا الغفلة/ الدعاء عند تغيُّر الشمس / النداء عند كلِّ ليلٍ ونهارٍ ... 337
طيب المكسب من موجبات إجابة الدعاء/ الصدقة قبل مناجاة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فضيلة لعلىِّ علیه السلام وحده صلاح الذرّيَّة بصلاح العبد ... 338
دعاء الأطفال العلوييِّن مستجاب دعاء الأربعة مستجاب دعاء الأربعين مستجاب/ دعاء الثلاثة مستجاب ... 339
الداعي والمؤمِّن شريكان تأمين النساء والأطفال على الدعاء لعن المتحوِّلين جنسيَّاً / تعميم الدعاء أقرب للإجابة ثلاث دعوات مستجابات ... 340
دعوة المظلوم غير محجوبة /الدعاء للإخوة في ظهر الغيب مستجاب ... 341
دعاء الوالد والمظلوم والأخ لأخيه الدعاء لعموم المؤمنين والمؤمنات مردود منهم على المؤمن بعددهم ... 343
ص: 413
الدعاء للمؤمنين ينزع الغلَّ من الصدور /دعاء المؤمنين بعضهم لبعض يدفع البلاء/ الدعاء بالرزق عند السجود دعاء الحبيب على الحبيب غير مستجاب ... 344
من زوَّج ابنته من فاسق/ ربَّما عاد المظلوم ظالماً بدعائه /دعاء الإمام الصادق السلام على من قتل المعلى بن خنيس ... 345
قصَّة قتل المعلَّى بن خُنَيس / دعاء الإمام الصادق علیه السلام على حكيم الشاعر ... 346
الدعاء لكفِّ شرِّ جار السوء / ليس لعلم الله منتهى شذرات من كلام أمير المؤمنين علیه السلام ... 347
قد ينتصر الله لدينه بشرِّ خلقه/ لا بدَّ للناس من الناس ... 348
أفضل الدعاء/ اليأس من الناس مفتاح الإجابة /دعوة المظلوم الظالم لا تستجاب ... 349
من يدخل الجنَّة وهو يضحك/ أمير المؤمنين علیه السلام أعرف برعيَّته / آثار الإخلاص الله تعالى أربعين يوماً ... 350
ذكر الله تعالى يملأ الوديان حسنات/ لا حدَّ لذكر الله تعالى ... 351
أكسل الناس وأسرقهم وأجفاهم وأعجزهم ... 352
مجالس الحسرة /ما يُقال عند مغادرة المجلس / تُقضى حاجته من غير أن يسألها /يموت المؤمن بكلِّ ميتة ... 353
الصاعقة لا تصيب ذاكرا /الصاعقة تصيب من اعتدى على حمام الحرم
الشريف / الطير يُصاد إذا ضيّع تسبيحه / فضائل ذكر الله تعالى ... 354
غلق باب المعصية وفتح باب الطاعة / الكتاب بلا بسملة أقطع ... 355
الحمد لله دعاء جامع كيف نُؤدِّي شكر اليوم والليلة/ الحمد الذي يجري على لسان الإمام الكاظم علیه السلام/ كثرة الحمد توجب الجنَّة ... 356
ذكرٌ لدفع الفقر والهموم / الحمد يوجب الزيادة ... 357
ص: 414
الحمد على النعمة أفضل من النعمة ...
عبائر الحمد/ الحمَّادون يوم القيامة/ أنحاء الحمد ...
فضل التسبيحات الأربعة/ الحمد يملأ الميزان /فضل قول : لا إله إلَّا الله ... 360
فضل قول: لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله / فضل الاستغفار / ذكر لدفع العلَّة ... 362
دعاء قبل الغروب/ دعاء نوح علیه السلام عندما يُصبح / دعاء عليِّ علیه السلام عندما يُصبح ...
دعاء للحفظ /اختر المجالس على عينك / فضل مجالس العلم ...
خير الجلساء / إذا خفت من أربع فافزع إلى أربع ...
الصلاة على محمّد وآله أفضل الأذكار / آثار الصلاة على محمّد وآل محمّد علیهم السلام ... 366
رؤيا النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم عمه حمزة وابن عمِّه جعفر (صلوات الله عليهما) ... 368
كيفيَّة الصلاة على النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم برواية حريز / الصلاة عليهم الله وعلى شيعتهم ... 369
النهي عن الصلاة البتراء ...
وذكر اسم ربِّه فصلَّى على محمّد وآله الطاهرين/ فضل الاستغفار ... 371
الميّت ينتفع بالدعاء له/ وصيَّة الإمام الصادق علیه السلام لشيعته ...
كونوا لنا زيناً ...
صفة الشيعة وفضلهم/ وصيَّة أمير المؤمنين علیه السلام لأبنائه حين وفاته ... 376
الوصيَّة بحُسن المعاشرة/ النهى عن سبّ أولياء الله تعالى ...
نهي أمير المؤمنين علیه السلام أصحابه عن الشتم/ مداراة الأئمَّة علیهم السلام لمن يشتم علیَّا ...
التودُّد إلى الناس / القريب من قرَّبته المودَّة/ حُسن الخُلُق وآثاره الحسنة ... 379
وصيَّة أمير المؤمنين علیه السلام لنوف البكالي في حُسن الخُلُق ...
أخفَّ الإخوان وأثقلهُم ...
ص: 415
إدخال السرور على المؤمنين ... 382
الرواح في كسب المكارم ... 383
رسالة الإمام الكاظم علیه السلام لبعض الولاة في التوصية ببعض المؤمنين ... 384
حُسن الدعابة بين المؤمنين ... 385
أمثلة من ملاطفة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأصحابه ... 386
كان عيسى علیه السلام يضحك ويبكي / النهي عن المزاح الكثير والمؤذي /النهي عن المراء وهو الجدل ... 387
بعض مكارم أخلاق الإمام الرضا علیه السلام ... 388
ضحك المؤمن تبسُّم ... 389
الحثُّ على مداراة الناس/ وصف الزُهري للإمام السجَّاد علیه السلام ... 390
التأكيد على تحمُّل نواقص الإخوان، والنهي عن الاستقصاء في تتبُّع أخطائهم ... 391
حُسن الغفلة والتغافل عن عيوب الآخرين/ أصناف الإخوان ... 392
معرفة حقوق الإخوان ولزوم مودَّتهم ... 393
نور الإيمان في وجوه المؤمنين في الدنيا/ مصافحة المؤمن وثوابها ... 394
فضل السلام ... 395
الفهرس ... 397
ص: 416
الفَوائِدُ الْبَدِيعْةُ
مِنْ جَامِعِ اَحَادیْثِ الْشِیْعَةْ
لِسَيّدِ الطَّائِفَةِ آيَةِ اللَّهِ العُظَمَى السَيّدِ حُسَینْ البُروجَردي(قدس سره)
الجُزْءْ الثَالِثْ
اِنتِخابُ وَتَعليقُ
عَلاء السَيّد عَبْد الصَّٰاحِب المُوَسَوِيّ
1444 ه.ق
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
[2136 / 1] عَنِ ابْنِ أَبي عُمَيْرٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام فِي قَوْلِ
الله عزّو جلّ: «إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)» [يوسف: 36]، قَالَ: «كَانَ يُوَسِّعُ الَمَجْلِسَ، وَيَسْتَقْرِضُ لِلْمُحْتَاجِ ، وَيُعِينُ الضَّعِيفَ »(1).
[2/2137] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُوَسِّعَ لَهُ إِذَا
جَلَسَ جِنْبِهِ، وَيُقْبِلَ عَلَيْهِ إِذَا حَدَّثَهُ، وَيُسَلَّمَ عَلَيْهِ إِذَا قَامَ »(2) .
[3/2138] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى أَخِيهِ حُقُوقاً،
فَأَدْنَاهَا إِذَا رَآهُ أَنْ يَتَزَحْزَحَ لَهُ » (3).
[2139/4] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: يَنْبَغِي لِلْجُلَسَاءِ فِي الصَّيْفِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ مِقْدَارُ عَظْمِ الذَّرَاعِ، لِئَلَّا يَشُقَّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الخَرِّ »(4).
[ 2140 / 5] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الشَّمَالِيُّ ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام قَاعِداً وَاضِعاً إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى فَخِذِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَ هَذِهِ الْجِلْسَةَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا جِلْسَةُ الرَّبِّ، فَقَالَ: إِنِّي إِنَّمَا جَلَسْتُ هَذِهِ الْجِلْسَةَ لِلْمَلَالَةِ، وَالرَّبُّ
«لا يَمَلُّ، وَلَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ»(5) .
ص: 5
[ 2141 / 6] عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، عَنْ الصَّادِقِ علیه السلام فِي حَدِيثٍ قِيلَ لَهُ: مَا عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ علیه السلام: «أَرْبَعَةٌ : نَوْمُهُ كَنَوْمِ الْغَرْقَىٰ، وَأَكْلُهُ كَأَكْلِ الْمَرْضَىٰ،
وَبُكَاؤُهُ كَبُكَاءِ الشَّكْلَى، وَقُعُودُهُ كَقُعُودِ المَوَاثِبِ» (1).
بيان: المواثِب هو المترقِّب لأمر بحيث يكون جالساً مستعدَّا للوثبة.
[2142 / 7] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي أَحْسَنِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: الاحْتِبَاءُ حِيطَانُ الْعَرَبِ» (2) .
بيان: الاحتباء هو جمع الركبتين أثناء الجلوس، وشدُّهما إلى البطن إمَّا
باليدين، أو بإزار، أو قطعة قماش.
[8/2143] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَرْضَى بِالمَجْلِسِ دُونَ المَجْلِسِ، وَأَنْ تُسَلَّمَ عَلَى مَنْ تَلْقَى، وَأَنْ تَتْرُكَ المِرَاءَ وَإِنْ كُنْتَ مُحقَّا، وَأَنْ لَا تُحِبَّ أَنْ تُحْمَدَ عَلَى التَّقْوَى » (3).
[2144/ 9] في حَدِيثِ وَصِيَّةِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام هِشَام: «يَا هِشَامُ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام كَانَ يَقُولُ : لَا يَجْلِسُ فِي صَدْرِ المَجْلِسِ إِلَّا رَجُلٌ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ: يُجِيبُ إِذَا سُئِلَ، وَيَنْطِقُ إِذَا عَجَزَ الْقَوْمُ اَلْقَوْمُ عَنِ الْكَلَام، وَ الْكَلَامِ، وَيُشِيرُ بِالرَّأْيِ الَّذِي
فِيهِ صَلَاحُ أَهْلِهِ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْهُنَّ فَجَلَسَ فَهُوَ أَخَمَقُ »(4).
ص: 6
[2145 / 10 ]عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ المَرْوَزِيَّ، عَنْ أَبِي اَحْسَنِ مُوسَى بْنِ
جَعْفَرِ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله علیه السلام: « فِي الشَّمْسِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: تُغَيِّرُ اللَّوْنَ، وتنتن الريح، وتُخْلِقُ التِّيَابَ، وَتُورِثُ الدَّاءَ»(1).
[11/2146] أَبُو يَحْيَى سُهَيْلُ بْنُ زِيَادٍ الْوَاسِطِيُّ بِإِسْنَادٍ يَرْفَعُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ: «لَا تَسْتَقْبِلُوا الشَّمْسَ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ تُشْحِبُ اللَّوْنَ، وَتُيْلي ، الثَّوْبَ ، وَتُظْهِرُ الدَّاءَ الدَّفِينَ »(2).
[ 12/2147] عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا
دَخَلْتَ مَنْزِلَ أَخِيكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعَهُ أَمْرٌ » (3).
[2148/ 13] عَنْ أَبِي الصَّبَّاح ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ: « فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ(61)»... الْآيَةَ [النور: 61] فَقَالَ: «هُوَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ حِينَ يَدْخُلُ ثُمَّ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ، فَهُوَ
سَلَامُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ»(4).
[14/2149] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَهْمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام يَقُولُ:
ص: 7
«لَا يَأْبَى اَلْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ»، قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ الْكَرَامَةُ؟ قَالَ: «مِثْلُ الطَّيِّبِ، وَمَا
يُكْرِمُ بِهِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ »(1) .
[ 2150/ 15] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اِقْبَلُوا اَلْكَرَامَةَ، وَأَفْضَلُ
الْكَرَامَةِ الطّيبُ، أَخَفُهُ مَحْمِلاً، وَأَطْيَبُهُ رِيحاً» (2).
[16/2151] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقْسِمُ حَظَاتِهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَيَنْظُرُ إِلَى ذَا وَيَنْظُرُ إِلَى ذَا بِالسَّوِيَّةِ»، قَالَ: «وَلَمْ يَبْسُطُ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم رِجْلَيْهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ قَطُّ، وَإِنْ كَانَ لَيُصَافِحُهُ اَلرَّجُلُ فَمَا يَتْرُكُ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ التَّارِكَ، فَلَمَّا فَطَنُّوا لِذَلِكَ كَانَ اَلرَّجُلُ إِذَا صَافَحَهُ قَالَ بِيَدِهِ فَنَزَعَهَا مِنْ يَدِهِ » (3).
[2152 / 17] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا أَكَلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مُتَكِئاً مُنْذُ بَعَثَهُ اللهُ عزّو جلّ إِلَى أَنْ قَبَضَهُ تَوَاضُعاً الله ، وَمَا رَأَى رُكْبَتَيْهِ أَمَامَ جَلِيسِهِ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ، وَلَا صَافَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلاً قَطُّ فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ يَدَهُ، وَلَا كَافَأَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
بِسَيِّئَةٍ قَطُّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ (96)» [المؤمنون: 96]، فَفَعَلَ، وَمَا مَنَعَ سَائِلاً قَطُّ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ أَعْطَى، وَإِلَّا قَالَ: يَأْتِي اللَّهُ بِهِ، وَلَا أَعْطَى عَلَى اللهِ عزّو جلّ شَيْئاً قَطُّ إِلَّا أَجَازَهُ اللَّهُ، إِنْ كَانَ لَيُعْطِي اَلْجَنَّةَ فَيُجِيزُ اللَّهُ عزّو جلّ لَهُ ذَلِكَ»، قَالَ: «وَكَانَ أَخُوهُ مِنْ بَعْدِهِ وَالَّذِي ذَهَبَ
ص: 8
بِنَفْسِهِ مَا أَكَلَ مِنَ الدُّنْيَا حَرَاماً قَطُّ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَيَعْرِضُ لَهُ الْأَمْرَانِ كِلَاهُمَا اللَّه عزّو جلّ طَاعَةٌ فَيَأْخُذُ بِأَشَدِّهِمَا عَلَىٰ بَدَنِهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْتَقَ أَلْفَ
مَمْلُوكِ لِوَجْهِ اللَّه عزّو جلّ دَبِرَتْ فِيهِمْ يَدَاهُ، وَالله مَا أَطَاقَ عَمَلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم مِنْ بَعْدِهِ أَحَدٌ غَيْرُهُ، وَالله مَا نَزَلَتْ بِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم نَازِلَةٌ قَطُّ إِلَّا قَدَّمَهُ فِيهَا ثِقَةٌ مِنْهُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لَيَبْعَثُهُ بِرَايَتِهِ فَيُقَاتِلُ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ مَا يَرْجِعُ حَتَّىٰ يَفْتَحَ اللَّهُ عزّو جلّ »(1).
بيان :ما أرى ركبتيه :قد يكون معناها أنَّه لم يكشف ركبتيه أمام جُلَّاسه
قط حياءً وتأدُّباً.
[18/2153] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَشْرَ سِنِينَ، وَشَمِمْتُ الْعِطْرَ كُلَّهُ، فَلَمْ أَشَمَّ نَكْهَةً أَطْيَبَ مِنْ نَكْهَتِهِ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَامَ مَعَهُ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّىٰ يَكُونَ الرَّجُلُ الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَإِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ بِيَدِهِ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ عَنْهُ، وَمَا أَخْرَجَ رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ، وَمَا فَعَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّىٰ
يَقُومَ»(2).
[19/2154] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اِسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَاسْمِ
ص: 9
قَبِيلَتِهِ وَعَشِيرَتِهِ، فَإِنَّ مِنْ حَقِّهِ الْوَاجِبِ وَصِدْقِ الْإِخَاءِ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، وَإِلَّا
فَإِنَّهَا مَعْرِفَةٌ حُمْقٍ »(1)
[2155 / 20] عَنْ سَمَاعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْسَنِ مُوسَى علیه السلام يَقُولُ:
«لَا تُذْهِبِ اَلْحِشْمَةَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَخِيكَ ، أَبْقِ مِنْهَا، فَإِنَّ ذَهَابَهَا ذَهَابُ الْحْيَاءِ»(2).
[2156 / 21 عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَا تَثِقْ
بِأَخِيكَ كُلَّ الثَّقَةِ، فَإِنَّ صَرْعَةَ اَلاِسْتِرْسَالِ لَنْ تُسْتَقَالَ »(3)
بيان: الاسترسال هو الاندفاع إلى التحدَّث أو التصرُّف بلا تحفظ، ممَّا قد يكشف بعض أسرار الإنسان أمام الآخرين، ومن ثُمَّ قد يُؤدِّي إلى وقوعه في مشاكل لا تُستَقال، أي لا تُغتفَر.
[22/2157] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: «لَا تُطْلِعْ صَدِيقَكَ مِنْ
سِرِّكَ إِلَّا عَلَى مَا لَوِ اِطَّلَعَ عَلَيْهِ عَدُوُّكَ لَمْ يَضُرَّكَ، فَإِنَّ الصَّدِيقَ قَدْ يَكُونُ عُدُّوا يَوْماً
ما »(4)
[2158/ 23] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ،
ص: 10
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام كَانَ يَقُولُ: «أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا ، وَأَبْغِضُ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا »(1) .
[24/2159] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ مِنْ حَقِّ اَلدَّاخِلِ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ أَنْ يَمْشُوا مَعَهُ هُنَيْتَةً إِذَا دَخَلَ وَإِذَا خَرَجَ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي بَيْتِهِ فَهُوَ أَمِيرٌ عَلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ »(2) .
[ 25/2160 ]عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنْ
حَقِّ الضَّيْفِ أَنْ تَنْشِيَ مَعَهُ فَتُخْرِجَهُ مِنْ حَرِيمِكَ إِلَى الْبَابِ »(3).
[2161 / 26] فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لأَبي ذَرِّ رحمه الله : يَا أَبَا ذَرٍّ، مَنْ أَحَبَّ أَنْ
يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَاماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»(4) .
[2162/ 27] كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لَمَّا جَاءَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ اَخْبَشَةِ قَامَ إِلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ خُطْوَةً وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَبَكَى وَقَالَ: «لَا أَدْرِي بِأَيْمَا أَنَا أَشَدُّ سُرُوراً ، بِقُدُومِكَ يَا جَعْفَرُ، أَمْ بِفَتْحِ اللَّهِ عَلَى يَدِ
أَخِيكَ خَيْبَرَ، وَبَكَى فَرَحاً بِرُؤْيَتِهِ»(5).
ص: 11
[2163 / 28] عَنْ عَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ
أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: عَظَّمُوا أَصْحَابَكُمْ، وَوَقِّرُوهُمْ، وَلَا يَتَهَجَّمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَضَارُّوا ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَإِيَّاكُمْ وَالْبُخْلَ، كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ
الصَّالِحِينَ »(1).
[29/2164] عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا كَانَ
اَلرَّجُلُ حَاضِراً فَكَنَّهِ، وَإِذَا كَانَ غَائِباً فَسَمِّهِ » (2) .
[2165 / 30] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام يَقُولُ: «مَنِ
اِسْتَفَادَ أَخاً في الله عزّو جلّ وَ اِسْتَفَادَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ» (3).
[2166 / 31] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنِ اسْتَفَادَ أَخاً فِي اللَّه كَانَ لَهُ
ظَهِيراً عَلَى الصِّرَاطِ »(4) .
[ 32/2167] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اَلَمرْهُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ»(5).
[ 33/2168] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام، قَالَ:
ص: 12
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَكْثِرُوا مِنَ الْأَصْدِقَاءِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُمْ يَنْفَعُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَمَّا الدُّنْيَا فَحَوَائِجُ يَقُومُونَ بِهَا ، وَأَمَّا الْآخِرَةُ فَإِنَّ أَهْلَ جَهَنَّمَ قَالُوا: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100)» «وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)»[الشعراء]»(1).
[ 2169 / 34] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْإِخْوَانِ فَإِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةٌ»، وَقَالَ: اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْإِخْوَانِ فَإِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ شَفَاعَةً»، وَقَالَ: «أَكْثِرُوا مِنْ مُؤَاخَاةِ
الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ هُمْ عِنْدَ الله يَداً يُكَافِئِهِمْ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(2).
[ 2170 / 35] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَحْسَنِ الصَّفَّارِ وَلَمْ يَحْفَظِ اَحْسَنُ الْإِسْنَادَ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ : يَا بُنَيَّ، اِتَّخِذْ أَلْفَ صَدِيقِ وَأَلْفُ قَلِيلٌ، وَلَا تَتَّخِذْ عَدُوًّا وَاحِداً وَالْوَاحِدُ كَثِيرٌ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ :
تكثر مِنَ الْإِخْوَانِ مَا اسْتَطَعْتَ إِنَّهُمْ *** عِمَادٌ إِذَا مَا أَسْتَنْجِدُوا وَظُهُورٌ
وَلَيْسَ كَثِيراً أَلْفُ خِلٌ وَصَاحِبٍ *** وَإِنَّ عَدُوا وَاحِداً لَكَثِيرٌ (3)
[2171/ 36] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ
اِكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ»(4).
[2172 / 37] قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام لِبَعْضٍ مَوَالِيهِ: «عَاتِبْ فُلاناً
وَقُلْ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدِ خَيْراً إِذَا عُوتِبَ قَبِلَ»(5) .
ص: 13
:
[38/2173] قَوْلُهُ: إِنَّ أَبا اَلْحَسَنِ سُئِلَ عَنْ فَضْلِ عَيْشِ اَلدُّنْيَا،
قَالَ علیه السلام : « سَعَةُ المَنْزِلِ، وَكَثْرَةُ المُحِبِّينَ »(1).
[2174/ 39] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِي صلی الله علیه و آله وسلم العليّ علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، ثَلَاثُ فَرَحَاتٍ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِقَاءُ الْإِخْوَانِ، وَتَفْطِيرُ الصَّائِمِ، وَالتَّهَجُدُ مِنْ آخِرِ
اَللَّيْل»(2)
[2175/ 40] أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ رحمه اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى علیهم السلام يَقُولُ: «مُلَاقَاةُ الْإِخْوَانِ بُشْرَةٌ، وَتَلْقِيحُ لِلْعَقْل وَإِنْ كَانَ نَزْراً قَلِيلاً »(3).
[41/2176] عَنْ مُيَسِّرِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ لِي: «أَتَخْلُونَ الا وَتَتَحَدَّثُونَ وَتَقُولُونَ مَا شِئْتُمْ؟»، فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهُ إِنَّا لَنَخْلُو وَنَتَحَدَّثُ وَنَقُولُ مَا شِئْنَا، فَقَالَ: «أَمَا وَالله لَوَدِدْتُ أَنِّي مَعَكُمْ فِي بَعْضِ تِلْكَ المَوَاطِنِ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ رِيحَكُمْ وَأَرْوَاحَكُمْ، وَإِنَّكُمْ عَلَى دِينِ اللَّهُ وَدِينِ مَلَائِكَتِهِ، فَأَعِينُوا بِوَرَعِ
وَاجْتِهَادٍ »(4).
[42/2177] عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام :
« أَتَتَجَالَسُونَ»، قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «وَاهَا لِتِلْكَ اَلَمَجَالِسِ »(5)
ص: 14
[ 43/2178] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «تَجْلِسُونَ وَتُحَدِّثُونَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: قَالَ: «إِنَّ تِلْكَ المَجَالِسَ أُحِبُّهَا، فَأَحْبُوا أَمْرَنَا يَا فُضَيْلُ، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا. يَا فُضَيْلُ، مَنْ ذَكَرَنَا أَوْ ذُكِرْنَا عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ
عَيْنِهِ مِثْلُ جَنَاحَ الذُّبَابِ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ »(1) .
[44/2179] عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الثَّانِي علیه السلام، قَالَ: «رَحِمَ اللهُ عَبْداً أَحْيَا
ذِكْرَنَا، قُلْتُ: مَا إِحْيَاءُ ذِكْرِكُمْ، قَالَ: «اَلتَّلاقِي وَالتَّذَاكُرُ عِنْدَ أَهْل الثَّبَاتِ» (2).
[ 2180 / 45] عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ النَّخَعِيُّ ، عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ،
قَالَ: «إِنَّ مِنَ المَلَائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ لَيَطَّلِعُونَ إِلَى الْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ وَهُمْ يَذْكُرُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ»، قَالَ: «فَتَقُولُ: أَمَا تَرَوْنَ إِلَى هَؤُلَاءِ فِي قِلَّتِهِمْ وَكَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ يَصِفُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّد صلی الله علیه و آله وسلم؟»، قَالَ: «فَتَقُولُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنَ المَلَائِكَةِ:« ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)»
[الحديد: 21] »(3)
[46/2181] عَنْ غِيَاثٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَصَاعِداً إِلَّا حَضَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِثْلُهُمْ، فَإِنْ دَعَوْا بِخَيْرٍ أَمَنُوا، وَإِنِ اسْتَعَادُوا مِنْ شَرِّ دَعَوُا اللَّهَ لِيَصْرِفَهُ عَنْهُمْ، وَإِنْ سَأَلُوا حَاجَةً تَشَفَعُوا إِلَى اللَّهِ وَسَأَلُوهُ قَضَاءَهَا، وَمَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَاحِدِينَ إِلَّا حَضَرَهُمْ عَشَرَةُ أَضْعَافِهِمْ مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَإِنْ تَكَلَّمُوا تَكَلَّمَ اَلشَّيْطَانُ بِنَحْوِ كَلَامِهِمْ، وَإِذَا ضَحِكُوا ضَحِكُوا مَعَهُمْ، وَإِذَا نَالُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ الله نَالُوا مَعَهُمْ، فَمَنِ ابْتُلِيَ مِنَ
ص: 15
اَلْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ فَإِذَا خَاضُوا فِي ذَلِكَ فَلْيَقُمْ وَلَا يَكُنْ شِرْكَ شَيْطَانٍ وَلَا جَلِيسَهُ فَإِنَّ غَضَبَ الله عزَّوَ جلَّ يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ، وَلَعْنَتَهُ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ»، ثُمَّ قَالَ (صَلَوَاتُ الله
عَلَيْهِ): «فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُنْكِرْ بِقَلْبِهِ، وَلْيَقُمْ وَلَوْ حَلْبَ شَاةٍ أَوْ فُوَاقَ نَاقَةٍ »(1) .
[2182 / 47] عَنْ أَبِي المَغْرَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام يَقُولُ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَنْكَى لِإِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ مِنْ زِيَارَةِ اَلْإِخْوَانِ فِي اللَّهُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، قَالَ: وَإِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهِ ثُمَّ يَذْكُرَانِ فَضْلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ إِبْلِيسَ مُضْغَةً لَحْمٍ إِلَّا تَخَدَّدَ حَتَّىٰ إِنَّ رُوحَهُ لَتَسْتَغِيثُ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنَ الأَلَم، فَتَحُسُّ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَخُزَانُ الْجِنَانِ فَيَلْعَنُونَهُ حَتَّى لَا يَبْقَىٰ مَلَكٌ مُقَرَّبِّ إِلَّا لَعَنَهُ، فَيَقَعُ خَاسِاً حَسِيراً مَدْحُوراً »(2) .
[ 2183 / 48] عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: تَزَاوَرُوا فَإِنَّ فِي زِيَارَتِكُمْ إِحْيَاءَ لِقُلُوبِكُمْ ، وَذِكْراً لِأَحَادِيثِنَا، وَأَحَادِيتُنَا تُعَطِّفُ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَإِنْ أَخَذْتُمْ بِهَا رَشَدْتُمْ وَنَجَوْتُمْ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهَا ضَلَلْتُمْ وَهَلَكْتُمْ، فَخُذُوا بِهَا وَأَنَا بِنَجَاتِكُمْ زَعِيمٌ »(3) .
[49/2184] عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : ذِكْرُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْوَعْكِ وَالْأَسْقَامِ وَوَسْوَاسِ الرَّيْبِ، وَحُبُّنَا رِضَى الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»(4) .
ص: 16
[2185/ 50] عَنْ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رضی الله عنه أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ
الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ: «مَا اِجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ فَضْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام هَبَطَتْ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ حَتَّى تَحْفَّ بِهِمْ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى اَلسَّمَاءِ، فَيَقُولُ هَمُ اَلَمَلَائِكَةُ : إِنَّا نَشَمُّ مِنْ رَائِحَتِكُمْ مَا لَا نَشَمُّهُ مِنَ المَلَائِكَةِ ، فَلَمْ نَرَ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْهَا، فَيَقُولُونَ: كُنَّا عِنْدَ قَوْم يَذْكُرُونَ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ عَلَيْهَام فَعَلِقَ عَلَيْنَا مِنْ رِيحِهِمْ فَتَعَطَّرْنَا، فَيَقُولُونَ: اِهْبِطُوا بِنَا إِلَيْهِمْ، فَيَقُولُونَ : تَفَرَّقُوا وَمَضَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَيَقُولُونَ: اِهْبِطُوا بِنَا حَتَّى نَتَعَطَّرَ بِذَلِكَ
المَكَانِ»(1).
[2186 / 51] عَلِيُّ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام: إِنَّ
لَنَا خَادِمَةً لَا تَعْرِفُ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَذْنَبَتْ ذَنْباً وَأَرَادَتْ أَنْ تَحْلِفَ بِيَمِينِ قَالَتْ: لَا وَحَقٌّ الَّذِي إِذَا ذَكَرْتُمُوهُ بَكَيْتُمْ، قَالَ: فَقَالَ: «رَحِمَكُمُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ
بيت »(2)
[52/2187] عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «لَا عَلَيْكَ أَنْ تَصْحَبَ ذَا الْعَقْلِ وَإِنْ لَمْ تَحْمَدْ كَرَمَهُ وَلَكِنِ انْتَفِعْ
بِعَقْلِهِ، وَاحْتَرِسْ مِنْ سَيِّهِ أَخْلَاقِهِ، وَلَا تَدَعَنَّ صُحْبَةَ الْكَرِيمِ وَإِنْ لَمْ تَنْتَفِعْ بِعَقْلِهِ
وَلَكِنِ انْتَفِعْ بِكَرَمِهِ بِعَقْلِكَ، وَافْرِرْ كُلَّ الْفِرَارِ مِنَ اللَّيْيم الْأَحْمَقِ»(3).
ص: 17
[2188/53 ]عَنْ أَبي الزَّعْلَى، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «انْظُرُوا مَنْ تُحَادِثُونَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَنْزِلُ بِهِ اَلَمَوْتُ إِلَّا مُثْلَ لَهُ أَصْحَابُهُ إِلَى اللَّه إِنْ كَانُوا خِيَاراً فَخِيَاراً وَإِنْ كَانُوا شِرَاراً فَشِرَاراً، وَلَيْسَ أَحَدٌ
يَمُوتُ إِلَّا تَمَّلْتُ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ»(1).
[54/2189] رُوِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ علیه السلام قَالَ: لَا تَحْكُمُوا عَلَى رَجُلٍ بِشَيْءٍ
حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ يُخَادِنُ، فَإِنَّما يُعْرَفُ الرَّجُلُ بِأَشْكَالِهِ وَأَقْرَانِهِ، وَيُنْسَبُ إِلَى
أَصْحَابِهِ وَأَخْدَانِهِ»(2).
[2190/ 55] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «جُمِعَ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِي كِثْمَانِ
اَلسِّرِّ وَمُصَادَقَةِ الْأَخْيَارِ، وَجُمِعَ الشَّرُّ فِي الْإِذَاعَةِ وَمُؤَاخَاةِ الْأَشْرَارِ » (3).
[56/2191] رَوَى عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِ: جَالِسُوا أَهْلَ الدِّينِ وَالمَعْرِفَةِ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَالْوَحْدَةُ آنَسُ وَأَسْلَمُ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا مُجَالَسَةَ النَّاسِ فَجَالِسُوا أَهْلَ الْمُرُوَّاتِ فَإِنَّهُمْ لَا يَرْفُتُونَ فِي جَالِسِهِمْ »(4).
ص: 18
[ 2192 / 57] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ : يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الْجُلَسَاءِ خَيْرُه؟
قَالَ: «مَنْ ذَكَرَكُمْ بِاللَّهُ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَكُمْ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ»(1).
[ 2193/ 58] رَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «لَا تَجْلِسُوا إِلَّا عِنْدَ كُلِّ عَالِم يَدْعُوكُمْ مِنْ خَمْسٍ إِلَى خَمْسٍ: مِنَ الشَّكْ إِلَى الْيَقِينِ، وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ ، وَمِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الرَّهْبَةِ، وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ، وَمِنَ الْغِشْ إِلَى
اَلنَّصِيحَةِ» (2) .
[59/2194] عَنْ عُبَيْدِ الله اَلْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «لَا تَكُونُ الصَّدَاقَةُ إِلَّا بِحُدُودِهَا، فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخُدُودُ أَوْ شَيْءٌ مِنْهَا فَانْسُبُهُ إِلَى اَلصَّدَاقَةِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْهَا فَلَا تَنْسُبْهُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الصَّدَاقَةِ، فَأَوَّهُا أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُهُ وَعَلَانِيَتُهُ لَكَ وَاحِدَةً، وَالثَّانِي أَنْ يَرَى زَيْنَكَ زَيْنَهُ وَشَيْنَكَ شَيْنَهُ، وَالثَّالِثَةُ أَنْ لَا تُغَيَّرَهُ عَلَيْكَ وِلَايَةٌ وَلَا مَالٌ، وَالرَّابِعَةُ أَنْ لَا يَمْنَعَكَ شَيْئاً تَنَالُهُ مَقْدُرَتُهُ، وَالْخَامِسَةُ وَهِيَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ أَنْ لَا يُسْلِمَكَ عِنْدَ النَّكَبَاتِ » (3).
[2195 / 60] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَا يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى
يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلَاثٍ: فِي نَكْبَتِهِ، وَغَيْبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ»(4).
[61/2196] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: «مَنْ غَضِبَ عَلَيْكَ مِنْ
إِخْوَانِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَقُلْ فِيكَ شَرًّا فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ صَدِيقاً » (5).
ص: 19
[62/2197] عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : يَا صَالِحُ، أَتَّبِعْ مَنْ يُبْكِيكَ وَهُوَ لَكَ نَاصِحٌ، وَلَا تَتَّبِعْ مَنْ يُضْحِكُكَ وَهُوَ لَكَ غَاقٌ، وَسَتَرِدُونَ عَلَى الله جَمِيعاً فَتَعْلَمُونَ »(1).
[2198/ 63] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «أَحَبُّ
إِخْوَانِي إِلَى مَنْ أَهْدَى إِلَى عُيُوي»(2).
[2199 / 64] عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ اَلمُسْلِم أَنْ يُوَاخِيَ الْفَاجِرَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَهُ فِعْلَهُ،
وَيُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ، وَلَا يُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ دُنْيَاهُ وَلَا أَمْرِ مَعَادِهِ، وَمَدْخَلُهُ إِلَيْهِ
وَمَخَرَجُهُ مِنْ عِنْدِهِ شَيْنٌ عَلَيْهِ »(3).
[ 2200/ 65] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ الْكِنْدِيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إِذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ قَالَ: يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَجْتَنِبَ مُوَاخَاةَ ثَلَاثَةٍ : اَلمَاجِنِ، وَالْأَحْمَقِ، وَالْكَذَّابِ. فَأَمَّا الَمَاجِنُ فَيُزَيِّنُ لَكَ فِعَلَهُ، وَيُحِبُّ أَنَّكَ مِثْلَهُ، وَلَا يُعِينُكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ وَمَعَادِكَ، وَمُقَارَبَتْهُ جَفَاء وَقَسْوَةٌ، وَمَدْخَلُهُ وَتَخَرَجُهُ عَلَيْكَ عَارٌ. وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَإِنَّهُ لَا يُشِيرُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ، وَلَا يُرْجَى لِصَرْفِ اَلسُّوءِ عَنْكَ وَلَوْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ، وَرُبَّمَا أَرَادَ مَنْفَعَتَكَ فَضَرَّكَ، فَمَوْتُهُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِهِ، وَسُكُوتُهُ خَيْرٌ مِنْ نُطْقِهِ، وَبُعْدُهُ خَيْرٌ مِنْ قُرْبِهِ. وَأَمَّا الْكَذَّابُ فَإِنَّهُ لَا يَهْنِتُكَ مَعَهُ عَيْشُ، يَنْقُلُ حَدِيثَكَ وَيَنْقُلُ إِلَيْكَ الْحَدِيثَ، كُلَّمَا أَفْنَى أُحْدُوثَةٌ مَطَهَا بِأُخْرَىٰ مِثْلِهَا حَتَّى إِنَّهُ يُحَدِّثُ بِالصِّدْقِ فَمَا يُصَدَّقُ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْعَدَاوَةِ، فَيُنْبِتُ اَلسَّخَائِمَ فِي الصُّدُورِ، فَاتَّقُوا اللهَ وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ»(4) .
ص: 20
[ 66/2201] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ الْكِنْدِيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «كَانَ عَلِيٌّ علیه السلام عِنْدَكُمْ إِذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَجْتَنِبَ مُؤَاخَاةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ لَا يَهْنِتُكَ مَعَهُ عَيْشُ، يَنْقُلُ حَدِيثَكَ وَيَنْقُلُ الْأَحَادِيثَ إِلَيْكَ، كُلَّمَا فَنَيَتْ أُحْدُوثَةٌ مَطَهَا بِأُخْرَى حَتَّىٰ إِنَّهُ لَيُحَدِّثُ بِالصِّدْقِ فَمَا يُصَدَّقُ، فَيَنْقُلُ الْأَحَادِيثَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ يَكْسِبُ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ، وَيُنْبِتُ الشَّحْنَاءَ فِي الصُّدُورِ »(1).
[ 2202 / 67] عَنْ سَدِيرِ الصَّيْرَفِيَّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «لَا تُقَارِنْ وَلَا تُؤَاخِ أَرْبَعَةَ الْأَحْمَقَ، وَالْبَخِيلَ، وَالْجِبَانَ، وَالْكَذَابَ. أَمَّا الْأَحْمَقُ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ مِنْكَ وَلَا يُعْطِيكَ، وَأَمَّا الْجِبَانُ فَإِنَّهُ يَهْرُبُ عَنْكَ وَعَنْ وَالِدَيْهِ، وَأَمَّا الْكَذَّابُ فَإِنَّهُ يَصْدُقُ وَلَا يُصَدَّقُ »(2).
[2203 / 68 ]عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِيَّاكَ
وَمُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّكَ أَسَرَّ مَا تَكُونُ مِنْ نَاحِيَتِهِ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى مَسَاءَتِكَ»(3).
[69/2204] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام : «يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيل فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ وَيُبَعدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ»(4).
ص: 21
[2205 / 70] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلي علیهما السلام، قَالَ: «أَرَدْتُ سَفَراً، فَأَوْصَانِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام فَقَالَ فِي وَصِيَّتِهِ: إِيَّاكَ يَا بُنَيَّ أَنْ تُصَاحِبَ الْأَحْمَقَ أَوْ تُخَالِطَهُ وَاهْجُرْهُ وَلَا تُحَادِتْهُ، فَإِنَّ الْأَحْمَقَ هُجْنَةٌ غَائِباً كَانَ أَوْ حَاضِراً، إِنْ تَكَلَّمَ فَضَحَهُ حُمْقُهُ، وَإِنْ سَكَتَ قَصَرَ بِهِ عِيُّهُ، وَإِنْ عَمِلَ أَفْسَدَ، وَإِنْ اِسْتَرْعَى أَضَاعَ ، لَا عِلْمُهُ مِنْ نَفْسِهِ يُغْنِيهِ، وَلَا عِلْمٌ غَيْرِهِ يَنْفَعُهُ، وَلَا يُطِيعُ نَاصِحَهُ ، وَلَا يَسْتَرِيحُ مُقَارِنُهُ، تَوَدُّ أُمُّهُ أَنَّهَا ثَكِلَتْهُ، وَامْرَأَتُهُ أَنَّهَا فَقَدَتْهُ، وَجَارُهُ بُعْدَ دَارِهِ، وَجَلِيسُهُ اَلْوَحْدَةَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ، إِنْ كَانَ أَصْغَرَ مَنْ فِي اَلمَجْلِسِ أَعْنَىٰ مَنْ فَوْقَهُ، وَإِنْ كَانَ أَكْبَرَهُمْ أَفْسَدَ مَنْ دُونَهُ »(1) .
[1/2206]عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام يَقُولُ: «مَنْ رَأَى أَخَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ فَلَمْ يَرُدَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَدْ خَانَهُ، وَمَنْ لَمْ يَجْتَنِبُ مُصَادَقَةَ الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه»(2).
أَنْ يَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ
[ 2207 / 72] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اَلْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءِ، تِسْعَةٌ
مِنْهَا اَلصَّمْتُ إِلَّا بِذِكْرِ الله، وَوَاحِدَةٌ فِي تَرْكِ مُجَالَسَةِ السُّفَهَاءِ »(3).
[73/2208] عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِيَّ يَرْوِي عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتْهُمْ
ص: 22
تُميتُ اَلْقَلْبَ: اَلْجُلُوسُ مَعَ الْأَنْذَالِ، وَالحَدِيثُ مَعَ النِّسَاءِ، وَالْجُلُوسُ مَعَ
الْأَغْنِيَاءِ »(1)
[74/2209] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «اَلْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنَ الْجَلِيسِ السَّوْءِ،
وَالجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ»(2).
[2210 / 75 ]زَيْدُ النَّرْسِيُّ فِي أَصْلِهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه علیه السلام يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَعِشَارَ الْمُلُوكِ وَأَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُصَغَرُ نِعْمَةَ اللَّه فِي أَعْيُنِكُمْ، وَيُعَقِّبُكُمْ كُفْراً. وَإِيَّاكُمْ وَمُجَالَسَةَ الْمُلُوكِ وَأَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَفِي ذَلِكَ ذَهَابُ دِينِكُمْ، وَيُعَقِّبُكُمْ نِفَاقاً، وَذَلِكَ دَاءٌ رَدِيٌّ لَا شِفَاءَ لَهُ، وَيُورِثُ قَسَاوَةَ الْقَلْبِ، وَيَسْلُبُكُمُ اَلْخُشُوعَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْأَشْكَالِ مِنَ النَّاسِ وَالْأَوْسَاطِ مِنَ النَّاسِ، فَعِنْدَهُمْ تَجِدُونَ مَعَادِنَ الْجُوْهَرِ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَمُدُّوا أَطْرَافَكُمْ إِلَى مَا فِي أَيْدِي أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَمَنْ مَدَّ طَرْفَهُ إِلَى ذَلِكَ طَالَ حُزْنُهُ، وَلَمْ يُشْفَ غَيْظُهُ، وَاسْتُصْغِرَ نِعْمَةُ الله عِنْدَهُ، فَيَقِلُّ شُكْرُهُ لله، وَأَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَكَ، فَتَكُونَ لِأَنْعُمِ اللَّه شَاكِراً، وَمَزِيدِهِ مُسْتَوْجِباً،
وَجُودِهِ سَاكِناً »(3).
بيان: عشار الملوك، أي معاشرة الملوك. وإنَّما تُؤدِّي معاشرتهم إلى تصغير نعمة الله عند الإنسان لأنَّ أجواءهم المترفة وأحاديثهم عن الدنيا تُشعِر مَنْ يجالسهم ولا يملك مثل ما يملكون بأنَّ الله تعالى لم يُعطِه شيئاً، فيعود كافر للنَّعَم بعد أنْ كان يرى الله عليه نعمة، كما سيأتي في الروايات التالية.
ص: 23
[2211 / 76] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سُلَيْمانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: يَا فُلَانُ، لَا تُجَالِسِ الْأَغْنِيَاءَ فَإِنَّ الْعَبْدَ يُجَالِسُهُمْ وَهُوَ يَرَى أَنَّ اللَّه عَلَيْهِ نِعْمَةً، فَا يَقُومُ حَتَّى يَرَى أَنْ لَيْسَ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَة»(1)(ص 52 /ح 22)، عن مستدرك الوسائل (ج 8 /ص 338/ح 4/9598).
[2213/ 78] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا خَيْرَ فِي صُحْبَةٍ مَنْ لَا يَرَى لَكَ
مِثْلَ الَّذِي يَرَى لِنَفْسِهِ »(2).
[2214/ 79] وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «قَطِيعَةُ اَلْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ
الْعَاقِل»، وَقَالَ علیه السلام : اتَّقُوا مَنْ تُبْغِضُهُ قُلُوبُكُمْ»(3).
ص: 24
[2215/ 80] قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلى علیهما السلام: «إِذَا سَمِعْتَ أَحَداً يَتَنَاوَلُ
أَعْرَاضَ النَّاسِ فَاجْتَهِدْ أَنْ لَا يَعْرِفَكَ، فَإِنَّ أَشْقَى الْأَعْرَاضِ بِهِ مَعَارِفُهُ»(1).
[ 2216 / 81] قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ علیه السلام : «اللَّحَاقُ بِمَنْ تَرْجُو خَيْرٌ
مِنَ الْمُقَامِ مَعَ مَنْ لَا تَأْمَنُ شَرَّهُ، وَقَالَ علیه السلام: احْذَرْ كُلَّ ذَكِيٌّ سَاكِنِ الطَّرْفِ »(2)
بيان :ساكن الطرف هو الهادئ الذي لا يُظهر ما في قلبه ولا يُعرِّف عن مكنون نفسه، فإذا كان ذكيَّاً صالحاً وجب الحذر في مصاحبته من أنْ يتصرَّف الإنسان معه بشكل غير لائق، وإن كان ذكيَّا شرِّيراً فالحذر واجب من
وتدبيره وإيذائه.
[ 2217/ 82] مِنْ وَصِيَّةٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِكُمَيْل : «يَا كُمَيْلُ، جَانِبِ الْمُنَافِقِينَ، وَلَا تُصَاحِبِ الْخَائِنِينَ. يَا كُمَيْلُ، إِيَّاكَ إِيَّاكَ وَالتَّطَرُّقَ إِلَى أَبْوَابِ الظَّالِمِينَ، وَالاِخْتِلَاطَ بِهِمْ، وَالاكْتِسَابَ مِنْهُمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُطِيعَهُمْ، وَأَنْ تَشْهَدَ فِي تَجَالِسِهِمْ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ يَا كُمَيْلُ، إِنِ اضْطُرِرْتَ إِلَى حُضُورِهَا فَدَاوِمْ ذِكْرَ اللَّه تَعَالَى، وَالتَّوَكُلَ عَلَيْهِ، وَاسْتَعِذْ بِالله مِنْ شَرِّهِمْ، وَأَطْرِقْ عَنْهُمْ، وَأَنْكِرْ بِقَلْبِكَ فِعْلَهُمْ، وَاجْهَرْ بِتَعْظِيمِ اللهِ عزّو جلّ، وَأَسْمِعْهُمْ فَإِنَّهُمْ يَهابُوكَ وَتُكْفَى » (3)
[2218 / 83] عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام: «يَا عَمارُ ، إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تَسْتَتِبَ لَكَ النِّعْمَةُ وَتَكْمُلَ لَكَ الْمُرُوءَةُ وَتَصْلُحَ لَكَ الْمَعِيشَةُ فَلَا تُشَارِكِ الْعَبِيدَ وَالسَّفِلَةَ فِي أَمْرِكَ، فَإِنَّكَ إِنِ اثْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ، وَإِنْ حَدَّثُوكَ كَذَبُوكَ، وَإِنْ نُكِبْتَ خَذَلُوكَ، وَإِنْ وَعَدُوكَ أَخْلَفُوكَ»، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «حُبُّ الْأَبْرَارِ لِلْأَبْرَارِ ثَوَابٌ لِلأَبْرَارِ، وَحُبُّ الْفَجَّارِ لِلأَبْرَارِ
ص: 25
فَضِيلَةٌ لِلْأَبْرَارِ، وَبُغْضُ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ زَيْنُ لِلْأَبْرَارِ، وَبُغْضُ الْأَبْرَارِ لِلْفُجَّارِ
خِزْيٌّ عَلَى الْفُجَّارِ »(1).
[2219 / 84] عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: «المَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ» (2).
[ 2220 85] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا كَانَ الْقَوْمُ
ثَلَاثَةٌ فَلَا يَتَنَاجَى مِنْهُمُ اِثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مَا يَحْزُنُهُ وَيُؤْذِيهِ »(3) .
[ 2221 / 86] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: « مَنْ عَرَضَ لِأَخِيهِ المُسْلِمِ الْمُتَكَلِّمِ فِي حَدِيثِهِ فَكَأَنَّهَا خَدَشَ وَجْهَهُ »(4).
[2222/ 87] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام: نَزْوِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ )كَانَ يَقُولُ لِرَسُولِ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا عَطَسَ : رَفَعَ اللهُ ذِكْرَكَ وَقَدْ فَعَلَ، وَكَانَ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إِذَا عَطَسَ : «أَعْلَى اللَّهُ كَعْبَكَ وَقَدْ فَعَلَ»(5).
[8823]إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الله، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي نَسِيمُ خَادِمُ
أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام، قَالَتْ : قَالَ لِي صَاحِبُ الزَّمَانِ علیه السلام وَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْلِدِهِ بِلَيْلَةٍ فَعَطَسْتُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ لِي: يَرْحَمُكِ اللهُ، قَالَتْ نَسِيمُ: فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ، فَقَالَ
ص: 26
لي علیه السلام : «أَلَا أُبَشِّرُكِ فِي الْعُطَاسِ؟»، فَقُلْتُ: بَلَى، يَا مَوْلَايَ، فَقَالَ: «هُوَ أَمَانٌ مِنَ
الموتِ ثلاثة أيام»(1).
[89/2224 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَرْوَانَ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَنْ قَالَ إِذَا عَطَسَ : اَلْحَمْدُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، لَمْ يَجِدْ وَجَعَ الْأُذُنَيْنِ
والأطراس »(2).
[2225 / 90] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «عَطَسَ غُلَامٌ لَ يَبْلُغَ الحُلُمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: اَلْحَمْدُ لله، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: بَارَكَ اللَّهُ
فيك »(3).
[2226 / 91]فِقْهُ الرّضَا علیه السلام : فَإِذَا عَطَسْتَ فَاجْعَلْ سَبَّابَتَكَ عَلَى قَصَبَةِ أَنْفِكَ، ثُمَّ قُلْ: اَلْحَمْدُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، رَغِمَ أَنْفِي للهِ دَاخِراً صَاغِراً، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٍ، فَإِنَّهُ مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ عِنْدَ عَطْسِهِ خَرَجَ مِنْ أَنْفِهِ دَابَّةٌ أَكْبَرُ مِنْ اَلْبَقِّ وَأَصْغَرُ مِنْ الذُّبَابِ، فَلَا يَزَالُ فِي أَهْوَاءِ إِلَى أَنْ يَصِيرَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، وَيُسَبِّحُ لِصَاحِبِهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ .... إلى أن قال: وَإِذَا سَمِعْتَ عَطْسَةً فَاحْمَدِ الله وَإِنْ كُنْتَ فِي صَلَوَاتِكَ أَوْ كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْعَاطِسِ أَرْضُ أَوْ بَحْرٌ، وَمَنْ سَبَقَ الْعَاطِسَ إِلَى حَمْدِ الله أَمِنَ مِنَ الصُّدَاعِ (4).
[92/2227] عَنْ أَبِي أَسَامَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهَ علیه السلام: «مَنْ سَمِعَ عَطْسَةٌ فَحَمِدَ اللهَ عزّو جلّ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم وَأَهْل بَيْتِهِ لَمْ يَشْتَكِ عَيْنَيْهِ وَلَا
ضِرْسَهُ». ، ثُمَّ قَالَ: «إِنْ سَمِعْتَهَا فَقُلْهَا وَإِنْ كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الْبَحْرُ »(5).
ص: 27
[93/2228] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَتَحَدَّثُ بِحَدِيثٍ فَعَطَسَ عَاطِسٌ فَهُوَ شَاهِدُ حَقٌّ»(1).
[2229/ 94] رَوَى عَمْرُو بْنُ جُبَيْعِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام:
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ مَا عُطِسَ عِنْدَهُ» (2).
[ 95/223] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام يَقُولُ: «اَلتَثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالْعَطْسَةُ مِنَ الله عزّو جلّ» (3).
[2231 / 96] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْعَامَّةِ، قَالَ: كُنْتُ أَجَالِسُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام ، فَلَا وَالله مَا رَأَيْتُ مَجْلِساً أَنْبَلَ مِنْ مَجَالِسِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ أَيْنَ تَخْرُجُ الْعَطْسَةُ؟»، فَقُلْتُ: مِنَ الْأَنْفِ، فَقَالَ لي: «أَصَبْتَ اَلْخَطَأَ»، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، مِنْ أَيْنَ تَخْرُجُ ؟ فَقَالَ: «مِنْ جَمِيعِ الْبَدَنِ كَما أَنَّ النُّطْفَةَ تَخْرُجُ مِنْ جَمِيعِ الْبَدَنِ، وَتَخَرُجُهَا مِنَ الْإِحْلِيلِ»، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا رَأَيْتَ الْإِنْسَانَ إِذَا عَطَسَ نُفِضَ أَعْضَاؤُهُ؟ وَصَاحِبُ الْعَطْسَةِ يَأْمَنُ اَلمَوْتَ سَبْعَةَ أَيَّام »(4) .
[2232 / 97 ]عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «الْعُطَاسُ لِلْمَرِيضِ دَلِيلٌ عَلَى الْعَافِيَةِ،
الهَا وَرَاحَةٌ لِلْبَدَنِ»(5).
[98/2233] قَوْلُهُ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَعْطِسْ كَعْطَاسِ الهر»(6).
ص: 28
[99/2234] عَنِ الْعِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى ذِي عَاهَةٍ، أَوْ مَنْ قَدْ مُثْلَ بِهِ، أَوْ صَاحِبِ بَلَاءٍ، فَلْيَقُلْ سِرًّا فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْمِعَهُ: اَلْحَمْدُ لله الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَلَوْ شَاءَ لَفَعَلَ بِي ذَلِكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَداً »(1).
[2235/ 100] عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «فِيمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَليًّا علیه السلام أَنْ قَالَ: «لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ، وَلَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ»(2).
[2236/ 101] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ، وَمَنِ اسْتَبَدَّ
بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِها » (3).
[ 10/2237] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَنِ اِسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ
مواقع الخطا»(4).
[103/2238] قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَنِ اسْتَشَارَ لَمْ يَعْدَمْ عِنْدَ
اَلصَّوَابِ مَادِحاً، وَعِنْدَ الْخَطَا عَاذِراً»(5).
بيان: إِنَّما يُعذَر الإنسان عند الخطأ إذا كان قد استشار العقلاء وأهل الرأي
ولم يُقدِم على عمله إلَّا بعد الانتفاع بآرائهم والسماع منهم.
ص: 29
[2239 / 104] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «قَدْ خَاطَرَ بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَغْنَى برأيه »(1) .
[ 2240/ 105] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَنَفِيَّةِ علیه السلام: «يَا بُنَيَّ، أَضْمُمْ آرَاءَ الرِّجَالِ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ اِخْتَرْ أَقْرَبَهَا مِنَ اَلصَّوَابِ، وَأَبْعَدَهَا مِنَ الإِرْتِيَابِ »(2).
[106/2241 ] قَوْلُهُ علیه السلام: «وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ الله عزّو جلّ »(3).
[107/2242] عَنْ سُلَيْمَانَ بْن خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «اِسْتَشِرِ الْعَاقِلَ مِنَ الرِّجَالِ الْوَرِعَ فَإِنَّهُ لَا يَأْمُرُ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَإِيَّاكَ وَالْخِلَافَ فَإِنَّ خِلَافَ الْوَرِع الْعَاقِل مَفْسَدَةٌ فِي الدِّين وَالدُّنْيَا»(4).
[ 2243 / 108] عَنِ المُعَلَّى بْنِ حُنَيْسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ مَا لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ أَنْ يَسْتَشِيرَ رَجُلاً عَاقِلاً لَهُ دِينُ وَوَرَعْ؟»، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «أَمَا إِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يَخْذُلْهُ اللَّهُ، بَلْ يَرْفَعُهُ اللَّهُ، وَرَمَاهُ بِخَيْرِ الْأُمُورِ وَأَقْرَبِهَا إِلَى الله » (5).
[109/2244] عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ المَشُورَةَ لَا تكُونُ إِلَّا بِحُدُودِهَا، فَمَنْ عَرَفَهَا بِحُدُودِهَا وَإِلَّا كَانَتْ مَضَرَّتُهَا عَلَى الْمُسْتَشِيرِ أَكْثَرَ مِنْ مَنْفَعَتِهَا لَهُ، فَأَوَّهُا أَنْ يَكُونَ الَّذِي يُشَاوِرُهُ عَاقِلاً، وَالثَّانِيَةُ أَنْ يَكُونَ حُرًّا مُتَدَيناً، وَالثَّالِثَةُ أَنْ يَكُونَ صَدِيقاً مُؤَاخِياً ، وَالرَّابِعَةُ أَنْ تُطْلِعَهُ عَلَى سِرِّكَ فَيَكُونَ عِلْمُهُ بِهِ كَعِلْمِكَ بِنَفْسِكَ، ثُمَّ يَسْتُرَ ذَلِكَ وَيَكْتُمَهُ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ عَاقِلَا إِنْتَفَعْتَ بِمَشُورَتِهِ، وَإِذَا
ص: 30
كَانَ حُرًّا مُتَدَيِّناً جَهَدَ نَفْسَهُ فِي النَّصِيحَةِ لَكَ، وَإِذَا كَانَ صَدِيقاً مُؤَاخِياً كَتَمَ سِرَّكَ، وَإِذَا أَطْلَعْتَهُ عَلَى سِرَّكَ فَكَانَ عِلْمُهُ بِهِ كَعِلْمِكَ تَتَتِ المَشُورَةُ وَكَمَلَتِ النَّصِيحَةُ»(1) .
[ 2245/ 110] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي كَلَامِ لَهُ: «وَخَفِ اللَّهَ فِي
مُوَافَقَةِ هَوَى الْمُسْتَشِيرِ، فَإِنَّ الْتِمَاسَ مُوَافَقَتِهِ لُؤْمٌ، وَسُوءَ الاِسْتِمَاعِ مِنْهُ خِيَانَةٌ »(2).
[2246/ 111] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي قَوْلِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ [الحجر: 75]، قَالَ: «هُمُ اَلْأَئِمَّةُ علیهم السلام، قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : اِتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله في
قَوْلِهِ : «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)»»(3)
[2247/ 112] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «اتَّقُوا ظُنُّونَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اللَّهَ
جَعَلَ اَلْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ»(4).
[ 2248 / 113] عَنْ سُلَيْمانَ اَلْجَعْفَرِي، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام
فَقَالَ: «اِتَّقِ فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله » (5)
[ 114/2249] عَنْ مُعَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: هَلَكَ مَوْلَى لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ، فَقَالَ: «أَشِرْ عَلَيَّ بِرَجُل لَهُ فَضْلٌ وَأَمَانَةٌ»، فَقُلْتُ: أَنَا أُشِيرُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ شِبْهَ الْمُغْضَبِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه و آله وسلم كَانَ يَسْتَشِيرُ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ يَعْزِمُ عَلَى مَا يُرِيدُ»(6)
ص: 31
[2250 / 115] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِعَبْدِ الله بْنِ الْعَبَّاسِ - وَقَدْ أَشَارَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ لَمْ يُوَافِقُ رَأْيَهُ -: لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وَأَرَى، فَإِنْ عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي »(1).
[2251/ 116] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجُهُم، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، فَذَكَرْنَا أَبَاهُ علیه السلام ، فَقَالَ: «كَانَ عَقْلُهُ لاَ يُوَازَنُ بِهِ الْعُقُولُ، وَرُبَّمَا شَاوَرَ الْأَسْوَدَ مِنْ سُودَانِهِ، فَقِيلَ لَهُ: تُشَاوِرُ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رُبَّمَا فَتَحَ لِسَانَهُ»، قَالَ: «فَكَانُوا رُبَّمَا أَشَارُوا عَلَيْهِ بِالشَّيْءِ فَيَعْمَلُ بِهِ مِنَ الضَّيْعَةِ وَالْبُسْتَانِ»(2).
[ 2252/ 117] فِي عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إِلَى مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَشْتَرِ حِينَ وَلَاهُ مِصْراً، أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّه وَإِيثَارِ طَاعَتِهِ .... إِلَى أَنْ قَالَ: «وَلَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلاً يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ وَيَعِدُكَ الْفَقْرَ، وَلَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ اَلْأُمُورِ، وَلَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَه بِالْجُوْرِ ، فَإِنَّ الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالْخِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِالله »(3).
[2253/ 118] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا عَلِيُّ، إِنْ كَانَ السُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي لِسَانِ
اَلمَرْأَةِ» (4).
[119/2254] مِنْ وَصِيَّةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام: « وَإِيَّاكَ
وَمُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلَى أَفْنِ، وَعَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ»(5).
ص: 32
[2255/ 120] عَنْ أَبِي الْمُجَبْرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَرْبَعٌ مَفْسَدَةٌ لِلْقُلُوبِ : اَلْخَلْوَةُ بِالنِّسَاءِ، وَالاِسْتِمَاعُ مِنْهُنَّ، وَالْأَخْذُ بِرَأْسِهِنَّ، وَمُجَالَسَةُ المَوْتَى»، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله وَمَا مُجَالَسَةُ المَوْتَى؟ قَالَ: «مُجَالَسَةُ كُلِّ ضَالٌ عَنِ الْإِيمَانِ، وَجَائِرِ فِي الْأَحْكَامِ»(1).
[121/2256] عَنِ ابْنِ فَضَّالِ، عَنِ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیه السلام،
عَن النَّبي صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ: «شَاوِرُوا اَلنِّسَاءَ وَخَالِفُوهُنَّ، فَإِنَّ خِلَافَهُنَّ بَرَكَةٌ » (2).
[122/2257] عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنِ اسْتَشَارَ أَخَاهُ فَلَمْ يَمْحَضْهُ مَحْضَ الرَّأْيِ سَلَبَهُ اللَّهُ رَأْيَهُ»(3).
[ 2258/ 123] فِي وَصِيَّةِ اَلْإِمَام اَلْبَاقِرِ علیه السلام لِبَعْضِ شِيعَتِهِ مِنْ أَبْوَابِ آدَابِ السَّفَرِ قَوْلُهُ علیه السلام : «وَ اجْهَدْ رَأْيَكَ هُمْ إِذَا اِسْتَشَارُوكَ ...»، إلى أن قال: «فَإِنَّ مَنْ لَمْ يُمْحِضِ النَّصِيحَةَ مَنِ اسْتَشَارَهُ سَلَبَهُ اللهُ رَأْيَهُ، وَنَزَعَ مِنْهُ الْأَمَانَةَ»(4).
[ 124/2259] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن أَبي مَحَمُودِ، قَالَ: قَالَ الرِّضَا علیه السلام: «اَلْمُؤْمِنُ الَّذِي إِذَا أَحْسَنَ اسْتَبْشَرَ، وَإِذَا أَسَاءَ اِسْتَغْفَرَ، وَالمُسْلِمُ الَّذِي يَسْلَمُ اَلمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»(5).
[2260 / 125] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «جَاءَتْ
ص: 33
فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السلام تَشْكُو إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم بَعْضَ أَمْرِهَا، فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم كُرَيْسَةً وَقَالَ: تَعَلَّمِي مَا فِيهَا، فَإِذَا فِيهَا: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَسْكُتُ»(1).
بیان: كُرَيْسَة تصغير كراسة.
[ 2261 / 126] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «وَقَالُوا لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم: فُلَانَةٌ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتَتَصَدَّقُ وَتُؤْذِي جَارَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالُوا: وَفُلَانَةٌ تُصَلِّي المَكْتُوبَةَ وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَا تُؤْذِي جَارَهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله : هِيَ مِنْ أَهْل اَلجَنَّةِ» (2).
[127/2262] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا ضَرَبْتَ كَلْبَ جَارِكَ فَقَدْ آذَيْتَهُ »(3).
[ 128/2263] عَنِ الْحَكَم اَلْخَيَّاطِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «حُسْنُ
الْجَوَارِ يَعْمُرُ الدِّيَارَ، وَيَزِيدُ فِي الْأَعْمَارِ »(4)
[129/2264] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيِّ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِي: اِعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهُ تَكُنْ مِنْ أَتْقَى اَلنَّاسِ، وَارْضَ بِقِسْمِ اللَّهِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَكُفَّ عَنْ مَحَارِمِ الله تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ، وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُؤْمِناً، وَأَحْسِنْ مُصَاحَبَةَ مَنْ صَاحَبَكَ تَكُنْ مُسْلِماً »(5)
ص: 34
130/2265] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا كَانَ وَلَا يَكُونُ وَلَيْسَ بِكَائِنٍ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ، وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ لاَبْتَعَثَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُؤْذِيهِ »(1)
[131/2266] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّالِيُّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا كَانَ وَلَنْ يَكُونَ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَلَهُ بَلَايَا أَرْبَعُ : إِمَّا أَنْ يَكُونَ جَارٌ يُؤْذِيهِ، أَوْ مُنَافِقُ يَقْفُو أَثَرَهُ، أَوْ مُخَالِفُ يَرَى قِتَالَهُ جِهَاراً (2)، أَوْ مُؤْمِنٌ يَحْسُدُهُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ أَشَدُّ الْأَرْبَعَةِ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ يَقُولُ فَيُصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ، فَمَا
بَقَاءُ الْمُؤْمِن بَعْدَ هَذَا»(3).
[ 132/2267] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ:
لَوْ أَنْ مُؤْمِناً كَانَ فِي قُلَّةِ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللَّهُ عزّو جلّ إِلَيْهِ مَنْ يُؤْذِيهِ لِيَأْجُرَهُ عَلَى ذَلِكَ»(4).
[ 2268 / 133] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا أَفْلَتَ اَلْمُؤْمِنُ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْ ثَلَاثٍ، وَلَرُبَّمَا اِجْتَمَعَتِ الثَّلَاثُ عَلَيْهِ: إِمَّا بُغْضُ مَنْ يَكُونُ مَعَهُ فِي الدَّارِ يُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابَهُ يُؤْذِيهِ، أَوْ جَارٌ يُؤْذِيهِ، أَوْ مَنْ فِي طَرِيقِهِ إِلَى حَوَائِجِهِ يُؤْذِيهِ. وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلَى قُلَّةٍ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللَّهُ عزّو جلّ إِلَيْهِ شَيْطَاناً يُؤْذِيهِ، وَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَا يَسْتَوْحِشُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ »(5) .
ص: 35
[ 2269 / 134] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْعَبْدِ الْصَالِحِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ:
لَيْسَ حُسْنُ الْجَوَارِ كَفَّ اَلْأَذَى وَلَكِنَّ حُسْنَ الْجَوَارِ صَبْرُكَ عَلَى الْأَذَى »(1) .
[ 2270/ 135] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ أَذًى مِنْ جَارِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: اصْبِرْ، ثُمَّ أَتَاهُ ثَانِيَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: اِصْبِرْ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ فَشَكَاهُ ثَالِثَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم لِلرَّجُلِ الَّذِي شَكَا: إِذَا كَانَ عِنْدَ رَوَاحِ النَّاسِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ حَتَّى يَرَاهُ مَنْ يَرُوحُ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ فَأَخْبِرْهُمْ»، قَالَ: «فَفَعَلَ، فَأَتَاهُ جَارُهُ الْمُؤْذِي لَهُ، فَقَالَ لَهُ: رُدَّ مَتَاعَكَ، فَلَكَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا أَعُودَ»(2).
[2271 / 136] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ : «حُرْمَةُ اَلْجَارِ عَلَى اَلْجَارِ كَحُرْمَةِ
الْأُمَّهَاتِ عَلَى الْأَوْلَادِ » (3).
[2272 137] قَوْلُهُ علیه السلام : مَنْ كَفَّ أَذَاهُ عَنْ جَارِهِ أَقَالَهُ اللَّهُ تَعَالَى
عَشْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . الْقِيَامَةِ»(4).
[2273/ 138] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَيْسَ بِمُؤْمِنِ مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ رَيَّانَ
وَجَارُهُ جَائِعُ ظَمْآنُ»(5).
[2274/ 139] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «وَلَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ
ص: 36
وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيرِ الْأَطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي اَلْقُرْضِ وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَىٰ وَأَكْبَادٌ حَرَّى، أوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة *** وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى اَلْقِدِّ » (1).
[2275 / 140] عَنِ الْكَاهِلِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: إِنَّ يَعْقُوبَ علیه السلام لَمَّا ذَهَبَ مِنْهُ بِنْيَامِينُ نَادَى: يَا رَبِّ، أَمَا تَرْحَمُنِي؟ أَذْهَبْتَ عَيْنَيَّ، وَأَذْهَبْتَ اِبْنَيَّ، فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَوْ أَمَتُهُما لَأَحْيَيْتُهُمَا لَكَ حَتَّى أَجْمَعَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمَا، وَلَكِنْ تَذْكُرُ الشَّاةَ الَّتِي ذَبَحْتَهَا وَشَوَيْتَهَا وَأَكَلْتَ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ إِلَى جَنْبِكَ صَائِمٌ لَمْ تُخِلْهُ مِنْهَا شَيْئاً؟»، وفي رواية أُخرى، قال: فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَعْقُوبُ علیه السلام يُنَادِي كُلَّ غَدَاةٍ مِنْ مَنْزِلِهِ عَلَىٰ فَرْسَحْ: أَلَا مَنْ أَرَادَ الْغَدَاءَ فَلْيَأْتِ إِلَى يَعْقُوبَ، وَإِذَا أَمْسَى نَادَىٰ: أَلَا مَنْ أَرَادَ الْعَشَاءَ فَلْيَأْتِ
إِلَى يَعْقُوبَ »(2).
[141/2276] عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مِنَ
السلا، اَلْقَوَاصِمِ الْفَوَاقِرِ الَّتِي تَقْصِمُ الظَّهْرَ جَارُ اَلسَّوْءِ، إِنْ رَأَى حَسَنَةٌ أَخْفَاهَا، وَإِنْ رَأَى
سَيِّئَةً أَفْشَاهَا » (3).
[142/22] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ
ص: 37
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَعُوذُ بِالله مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ إِقَامَةٍ، تَرَاكَ عَيْنَاهُ وَيَرْعَاكَ
قَلْبُهُ، إِنْ رَآكَ بِخَيْرٍ سَاءَهُ، وَإِنْ رَاكَ بِشَرٌ سَرَّهُ » (1).
[143/2278] عَنْ جَمِيلِ بْن دَرَّاج، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: حَد الجوَارِ
أَرْبَعُونَ دَاراً مِنْ كُلِّ جَانِبِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ »(2).
[2279/ 144] عَنِ ابْنِ مَحبُوبِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ:
« التَّوَاصُلُ بَيْنَ اَلْإِخْوَانِ فِي اَلخَضَرِ التَّزَاوُرُ، وَفِي السَّفَرِ التَّكَاتُبُ »(3).
[2280/ 145] عَنْ سَيْفِ بْنِ هَارُونَ مَوْلَى آلِ جَعْدَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «أكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مِنْ أَجْوَدِ كِتَابِكَ، وَلَا تَمدَّ الْبَاءَ
حَتَّى تَرْفَعَ السِّينَ»(4).
[146/2281] عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رضی الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «لَا تَمدَّ
الْبَاءَ إِلَى أَمِيمِ حَتَّى تَرْفَعَ السِّينَ»(5).
[ 147/2821] عَنْ أَنَسِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» فَلْيَمُدُّ الرَّحْمَنَ »(6) .
ص: 38
[ 2283/ 148] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «لَا تَكْتُبْ دَاخِلَ الْكِتَابِ لِأَبِي فُلَانِ وَاكْتُبْ إِلَى أَبِي )، وَاكْتُبْ عَلَى الْعُنْوَانِ
(لأبي فُلان)»(1) .
[149/2284] عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: أَمَرَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام بِكِتَابٍ فِي حَاجَةٍ، فَكُتِبَ، ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ اسْتِثْنَاء، فَقَالَ: كَيْفَ رَجَوْتُمْ أَنْ يَتِمَّ هَذَا وَلَيْسَ فِيهِ اسْتِنَاء؟ أَنْظُرُوا كُلَّ مَوْضِع لَا يَكُونُ فِيهِ اسْتِثْنَاءٌ فَاسْتَنُوا فِيهِ »(2).
بيان: ليس فيه استثناء، أي ليس فيه (إن شاء الله)، ولذا استنكر عليهم
الامام علیه السلام أنْ يجزموا بأمر دون أن يذكروا: إنْ شاء الله.
[2285/ 150] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابٍ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَأَنَّمَا يَنْظُرُ :
في النَّار»(3)( ص 108 / ح 1/423) ، عن الكافي (ج 2 /ص 673 / باب بدون عنوان/ ح8 ). (4)( ص 108 / ح 3)، عن الخصال ( ص 394/ ح 99). (5)(ص 108 /ح 4) ، عن منية المريد ( ص 351).
[154/2289] عَن الْمُفَضَّل، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ مُفَضَّلُ، اِسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ اَلْحَقُّ وَافْعَلْهُ وَأَخْبِرْ بِهِ عِلْيَةَ إِخْوَانِكَ»، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا عِلْيَةُ إِخْوَانِي؟ قَالَ: «الرَّاغِبُونَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «وَمَنْ قَضَى لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً قَضَى اللَّهُ عزّو جلّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ مِنْ ذَلِكَ، أَوَّهُا ،اَلْجَنَّةُ، وَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يُدْخِلَ قَرَابَتَهُ وَمَعَارِفَهُ وَإِخْوَانَهُ اَلْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ لَا يَكُونُوا نُصَّاباً ، وَكَانَ الْمُفَضَّلُ إِذَا سَأَلَ الْحَاجَةَ أَخاً مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ لَهُ: أَمَا تَشْتَهِي أَنْ تَكُونَ مِنْ عِلْيَةِ الْإِخْوَانِ(1)؟
[ 155/2290] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «أَوْحَى
اللَّهُ عزّو جلّ وَ إِلَى مُوسَى علیه السلام أَنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالْحَسَنَةِ فَأُحَكِّمُهُ فِي الْجَنَّةِ،
فَقَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ؟ قَالَ: يَمْشِي مَعَ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ قُضِيَتْ أَوْ لَمْ تُقْضَ »(2) .
[156/2291 ]عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ خَلْقِهِ إِنْتَجَبَهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ فُقَرَاءِ شِيعَتِنَا لِيُشِبَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ فَكُنْ»، ثُمَّ قَالَ: «لَنَا وَاللَّهِ رَبُّ نَعْبُدُهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا »(3).
[ 2292 / 157] عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَن علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ الله عِبَاداً فِي الْأَرْضِ يَسْعَوْنَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ هُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوراً فَرَّحَ اللهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(4) .
ص: 40
[158/2293] عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ بْنِ الرَّاعِي بْنِ نُوفَلِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ رَحْمَتِهِ لِرَحْمَتِهِ بِرَحْمَتِهِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَقْضُونَ الْخَوَائِجَ لِلنَّاسِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ فَلْيَكُنْ»(1).
[ 159/2294] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيَّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ، اَلْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: «أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَتَى أَخَاهُ فِي حَاجَةٍ فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهُ سَاقَهَا إِلَيْهِ وَسَبَّبَهَا لَهُ، فَإِنْ قَضَىٰ حَاجَتَهُ كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُوها، وَإِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَإِنَّا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ رَحْمَةٌ مِنَ الله جَلَّ وَعَزَّ سَاقَهَا إِلَيْهِ وَسَبَّبَهَا لَهُ، وَذَخَرَ اللهُ عزّو جلّ تِلْكَ الرَّحْمَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَكُونَ المَرْدُودُ عَنْ حَاجَتِهِ هُوَ الْحَاكِم فِيهَا إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَى نَفْسِهِ وَإِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَى غَيْرِهِ. يَا إِسْمَاعِيلُ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَهُوَ اَلْحَاكِمُ فِي رَحْمَةٍ مِنَ الله قَدْ شُرِعَتْ لَهُ، فَإِلَى مَنْ تَرَىٰ يَصْرِفُهَا؟»، قُلْتُ: لَا أَظُنُّ يَصْرِفُهَا عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: «لَا تَظُنَّ وَلَكِنِ اسْتَيْقِنْ فَإِنَّهُ لَنْ يَرُدَّهَا عَنْ نَفْسِهِ. يَا إِسْمَاعِيلُ، مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ يَقْدِرُ عَلَى فَضَائِهَا فَلَمْ يَقْضِهَا لَهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ شُجَاعاً يَنْهَشُ إِبْهَامَهُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذِّباً»(2) .
[ 2295/ 160] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ ذَهَبَ مَعَ أَخِيهِ فِي
حَاجَةٍ قَضَاهَا أَوْ لَمْ يَقْضِهَا كَانَ كَمَنْ عَبَدَ اللهَ عُمُرَهُ»(3).
[ 161/2296] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَشْيُّ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ
المُسْلِمِ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ طَوَافاً بِالْبَيْتِ»(4).
ص: 41
[2297 /162] عَنْ أَبَانِ بْن تَغْلِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ أَسْبُوعاً كَتَبَ اللهُ عزّو جلّ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ
سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ»، قَالَ: وَزَادَ فِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ: وَقَضَى لَهُ
سِتَّةَ آلَافِ حَاجَةٍ»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «وَقَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَطَوَافٍ حَتَّى عَدَّ عَشْراً(1).
[ 2298 / 163] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعِ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ سَقَاهُ مِنْ ظَمَا سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ اَلمَخْتُومِ، وَمَنْ كَسَاهُ ثَوْباً لَمْ يَزَلْ فِي ضَمَانِ الله عزّو جلّ مَا دَامَ عَلَى ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ مِنْ ذَلِكَ اَلتَّوْبِ هُدْبَةٌ أَوْ سِلْكٌ أَوْ خَيْدٌ. وَاللَّه لَقَضَاءُ حَاجَةِ اَلْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامٍ شَهْرٍ وَاعْتِكَافِهِ »(2).
[ 2299/ 164] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام : «تَنَافَسُوا فِي المَعْرُوفِ لِإِخْوَانِكُمْ، وَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ: اَلمَعْرُوفُ، لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا مَنِ اصْطَنَعَ المَعْرُوفَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَمْشِي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ اَلْمُؤْمِنِ فَيُوَكَّلُ اللهُ عزّو جلّ بِهِ مَلَكَيْنِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ يَسْتَغْفِرَانِ لَهُ رَبَّهُ، وَيَدْعُوَانِ لَهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَالله لَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسَرُّ بِقَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ مِنْ صَاحِبِ الْحَاجَةِ » (3).
[2300/ 165] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام:
«احرِصُوا عَلَى قَضَاءِ حَوَائِجِ
الْمُؤْمِنِينَ، وَإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَيْهِمْ، وَدَفْعِ المَكْرُوهِ عَنْهُمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْأَعْمَالِ عِنْدَ الله عزّو جلّ بَعْدَ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ»(4).
ص: 42
[166/2301] قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَضَى حَاجَةً لِأَخِيهِ كُنْتُ
وَاقِفاً عِنْدَ مِيزَانِهِ، فَإِنْ رَجَحَ وَإِلَّا شَفَعْتُ لَهُ» (1).
[ 2302/ 167] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَالمُعَلَّى وَعُثْمَانُ بْنُ عِمْرَانَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، فَلَمَّا رَآنَا قَالَ: «مَرْحَباً مَرْحَباً بِكُمْ، وُجُوهٌ تُحِبُّنا وَنُحِبُّهَا ، جَعَلَكُمُ اللهُ مَعَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «نَعَمْ، مَهْ؟»، قَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مُوسِرٌ، فَقَالَ لَهُ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي يَسَارِكَ»، قَالَ: وَيَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَسْأَلْنِي الشَّيْءَ وَلَيْسَ هُوَ إِيَّانُ زَكَاتِي، فَقَالَ لَهُ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «اَلْقَرْضُ عِنْدَنَا بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَالصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ، وَمَاذَا عَلَيْكَ إِذَا
الا كُنْتَ كَمَا تَقُولُ مُوسِراً أَعْطَيْتَهُ فَإِذَا كَانَ إِيَّانُ زَكَاتِكَ احْتَسَبْتَ بِهَا مِنَ الزَّكَاةِ؟ يَا عُثْمَانُ، لَا تَرُدَّهُ فَإِنَّ رَدَّهُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ لَوْ عَلِمْتَ مَا مَنْزِلَةُ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَبِّهِ مَا تَوَانَيْتَ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوراً فَقَدْ أَدْخَلَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وَقَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ يَدْفَعُ اَلْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ»(2).
[2303 / 168] عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ سَدِيرُ الصَّيْرَفِيُّ ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ: «يَا سَدِيرُ، مَا كَثُرَ مَالٌ رَجُلٍ قَطُّ إِلَّا عَظُمَتِ الْحُجَّةُ الله تَعَالَى عَلَيْهِ، فَإِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ تَدْفَعُوهَا عَنْ أَنْفُسِكُمْ فَافْعَلُوا، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله بِمَا ذَا؟ قَالَ: «بِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، ثُمَّ قَالَ: «تَلَقَّوُا النِّعَمَ يَا سَدِيرُ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهَا، وَأَشْكُرُوا مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ، وَأَنْعِمُوا عَلَى مَنْ شَكَرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِذَا كُنتُمْ كَذَلِكَ إِسْتَوْجَبْتُمْ مِنَ اللَّهُ تَعَالَى
ص: 43
الزِّيَادَةَ، وَمِنْ إِخْوَانِكُمُ الْمُنَاصَحَةَ»، ثُمَّ تَلَا: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (7)»
[إبراهيم: ]»(1).
[169/2304] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم
: «المؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ يَقْضِي بَعْضُهُمْ حَوَائِجَ بَعْضٍ، فَبِقَضَاءِ بَعْضِهِمْ حَوَائِجَ
بَعْضٍ يَقْضِي اللهُ حَوَائِجَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(2).
[2305/ 170] الْعَلَامَةُ الحِيُّ فِي (مِنْهَاجِ الصَّلَاحِ) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْبَرْقِيِّ أَنَّهُ قَالَ فِي حِكَايَةٍ لَهُ طَوِيلَةٍ فَقُمْتُ مِنْ وَقْتِي وَسَاعَتِي إِلَى خِزَانَةِ كُتُبِي، فَوَجَدْتُ
: حَدِيثًا قَدْ رَوَيْتُهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیهما السلام ، وَهُوَ: «مَنْ أَخْلَصَ النَّيَّةَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِن جَعَلَ اللَّهُ نَجَاحَهَا عَلَى يَدَيْهِ، وَقَضَى لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ فِي نَفْسِهِ»(3).
[ 2016 / 171] أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْعَلَوِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام: «إِنَّهُ لَيَعْرِضُ لِي صَاحِبُ الْحَاجَةِ فَأُبَادِرُ إِلَى قَضَائِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، أَلَا وَإِنَّ مَكَارِمَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِي ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ علیه السلام: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)»[الأعراف: 199]،
وَتَفْسِيرُهُ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ» (4).
[ 230 / 172] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : رُوِيَ: «إِذَا سَأَلَكَ أَخُوكَ حَاجَةٌ فَبَادِرْ
بِقَضَائِهَا قَبْلَ اِسْتِغْنَائِهِ »(5).
ص: 44
[2308 /173] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ ضَمِنَ لِأَخِيهِ المُسْلِمِ حَاجَةً لَهُ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ لَهُ فِي حَاجَةٍ حَتَّىٰ يَقْضِيَ حَاجَةَ أَخِيهِ
المسلم »(1).
[2309 / 174] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَيُّا مُؤْمِنٍ سَأَلَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ حَاجَةً وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى فَضَائِهَا فَرَدَّهُ عَنْهَا، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ
شُجاعاً فِي قَبْرِهِ يَنْهَشُ مِنْ أَصَابِعِهِ »(2).
[2310/ 175] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمْشِي لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي حَاجَةٍ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ عزّو جلّ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ » (3).
[176/2311] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ مَشَىٰ فِي حَاجَةٍ لِأَخِيهِ
المسلِم حَتَّى يُتِمَّهَا البَتَ اللهُ عزّو جلّ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ»(4).
[ 177/2312]عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام : «قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ :
اَلخَلْقُ عِيَالِي، فَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ أَلْطَفُهُمْ بِهِمْ، وَأَسْعَاهُمْ فِي حَوَائِجِهِمْ»(5).
[ 2313/ 178] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المَدَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ
ص: 45
مُحَمَّد علیهما السلام يَقُولُ : «مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ الْمُسْلِمِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ مَا
كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ»(1)
2314/179] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «كَفَىٰ
بِالمَرْءِ اِعْتِهَاداً عَلَى أَخِيهِ أَنْ يُنْزِلَ بِهِ حَاجَتَهُ»(2)) .
[ 2315/ 180] عَنْ زَيْدِ الشَّحَّام ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: مَنْ أَغَاثَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللَّهْفَانَ اللَّهْثَانَ عِنْدَ جَهْدِهِ فَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى نَجَاحِ حَاجَتِهِ كَتَبَ اللهُ عزّو جلّ لَهُ بِذَلِكَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ رَحْمَةٌ مِنَ الله يُعَجِّلُ لَهُ مِنْهَا وَاحِدَةً يُصْلِحُ بِهَا أَمْرَ مَعِيشَتِهِ، وَيَدَّخِرُ لَهُ إِحْدَىٰ وَسَبْعِينَ رَحْمَةٌ لِأَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَأَهْوَالِهِ»(3).
[181/2316] قَالَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٌّ علیهما السلام فِي خُطْبَتِهِ: وَمَنْ نَفْسَ كُرْبَةَ مؤْمِن فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْهِ، وَاللهُ يُحِبُّ
اَلْمُحْسِنِينَ»(4).
[2317 / 182] ذَكَرَ الْكُوفِيُّونَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْقَيْسِ أَهُمْدَانِي رَأَى عَلِيًّا علیه السلام يَوْماً فِي شِدَّةِ اَخْرٌ فِي فِنَاءِ حَائِطٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بِهَذِهِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: «مَا خَرَجْتُ إِلَّا لِأُعِينَ مَظْلُوماً أَوْ أُغِيثَ مَلْهُوفاً »(5).
[183/2318] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ
اَلمَلْهُوفِ، وَالتَّنْفِيسُ عَنِ المَكْرُوبِ»(6) .
ص: 46
[2319/ 184 ] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «وَمَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ عزّو جلّ»(1) .
[232 / 185] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَكْرَمَ لَنَا وَلِيًّا فَبِالله بَدَأَ،
وَبِرَسُولِهِ ثَنَّى ، وَعَلَيْنَا أَدْخَلَ السُّرُورَ»(2).
[2321 / 186] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ: جَزَاكَ اللَّهُ
خَيْراً، فَقَدْ أَبْلَغَ الثناء »(3)
[ 187/2322] زَيْدُ الزَّرَّادُ فِي أَصْلِهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام قَالَ: خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ، وَشِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ، وَمِنْ خَالِصِ الْإِيمَانِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ، وَفِي ذَلِكَ عَبَّةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، وَمَرْغَمَةٌ لِلشَّيْطَانِ، وَتَزَحْزُحَ عَنِ النَّبِرَانِ»(4).
[188/2323] قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ علیه السلام فِي وَصِيَّتِهِ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ:
«يَا هِشَامُ، مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَىٰ عَمَلُهُ، وَمَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي رِزْقِهِ، وَمَنْ
حَسُنَ بِرُّهُ بِإِخْوَانِهِ وَأَهْلِهِ مُدَّ فِي عُمُرِهِ »(5).
[2324 / 189] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْذَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنِ عَلَيَّ الْبَاقِرِ علیهما السلام يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ أَسْرَعَ اَلْخَيْرِ ثَوَاباً اَلْبِرُّ، وَأَسْرَعَ
ص: 47
اَلشَّرِّ عُقُوبَةً اَلْبَغْيُّ، وَكَفَى بِالمَرْءِ عَيْباً أَنْ يُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ مَا يَعْمَىٰ عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَنْ يُعَيَّرَ النَّاسَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهُ، وَأَنْ يُؤْذِيَ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ»(1).
[2325 / 190] عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ: «وَمَنْ تَوَلَّى مُحِبَّنَا
فَقَدْ أَحَبَّنَا، وَمَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَقَدْ سَرَّنَا، وَمَنْ أَعَانَ فَقِيرَنَا كَانَ مُكَافَاتُهُ عَلَى
جَدِّنَا مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم» (2)
[2326 /191] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ عَظَّمَ دِينَ الله عَظَّمَ حَقَّ
إِخْوَانِهِ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِدِينِهِ اسْتَخَفَّ بِإِخْوَانِهِ»(3).
[2327/ 192] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «وَاللَّهُ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ حَقٌّ اَلْمُؤْمِنِ»، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَفْضَلُ حَقًّا مِنَ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَخُو اَلْمُؤْمِنِ عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ، فَلَا يَكُونُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَمِنْ حَقٌّ المُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ لَا يَشْبَعَ وَيَجُوعُ أَخُوهُ، وَلَا يَرْوَىٰ وَيَعْطَشُ أَخُوهُ، وَلَا يَلْبَسُ وَيَعْرَى أَخُوهُ، وَمَا أَعْظَمَ حَقَّ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ»، وَقَالَ: «أَحْبِبْ لِأَخِيكَ المُسْلِمِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَإِذَا احْتَجْتَ فَسَلْهُ، وَإِذَا سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَلَا تَمَلَّهُ خَيْراً ، وَلَا يَمَلَّهُ لَكَ، كُنْ لَهُ ظَهِيراً فَإِنَّهُ لَكَ ظَهِيرٌ، إِذَا غَابَ فَاحْفَظْهُ فِي غَيْبَتِهِ ، وَإِنْ شَهِدَ زُرْهُ، وَأَجْلِلْهُ وَأَكْرِمْهُ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَأَنْتَ مِنْهُ، وَإِنْ
ص: 48
كَانَ عَاتِباً فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّى تَسُلَّ سَخِيمَتَهُ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ فَاحْمَدِ اللَّهَ عزّو جلّ،
وَإِنِ ابْتِيَ فَأَعْطِهِ، وَتَحَمَّلْ عَنْهُ وَأَعِنْهُ »(1)
بيان:( لا تملَّه خيراً)، أي لا تملَّ عونه على الخير، ولا تستثقل طلباته في
الخير، كما أنَّه لا يمل إذا احتجت إليه.
وقد ورد في بعض النُّسَخ: (لا يُملَّل).
[2328/ 193] رَوَى يَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ فِي حَدِيثٍ : «وَمَنْ لَمْ يَمْشِ فِي حَاجَةِ وَلِيِّ اللَّهِ أُبْتُلِيَ بِأَنْ يَمْشِيَ فِي
حَاجَةِ عَدُوٌّ الله » (2).
2329 / 14] سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزّو جلّ: «وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)»[الماعون : 7]، قَالَ: «الْقَرْضُ تُقْرِضُهُ، وَالمَعْرُوفُ تَصْنَعُهُ، وَمَتَاعُ الْبَيْتِ تُعِيرُهُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا تَمْنَعُوا قَرْضَ الْخَمِيرِ وَالْخُبْزِ فَإِنَّ مَنْعَهُمَا يُورِثُ الْفَقْرَ »(3).
[ 195/2330] قَالَ عَلِىُّ علیه السلام : عَجِبْتُ لِرَجُل يَأْتِيهِ أَخُوهُ المُسْلِمُ حَاجَةٍ فَيَمْتَنِعُ عَنْ قَضَائِهَا ، وَلَا يَرَى نَفْسَهُ لِلْخَيْرِ أَهْلاً، فَهَبْ أَنَّهُ لَا ثَوَابَ يُرْجَى، وَلَا عِقَابَ يُتَّقَى، أَفَتَزْهَدُونَ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ؟»(4).
ص: 49
[196/2331] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللهِ إِلَى الله
تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِعِبَادِهِ، وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِهِ»، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهُ أَنْفَعُ
اَلنَّاسِ لِلنَّاسِ »(1).
[197/2332] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ مَنِ انْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَأَذَى بِهِ النَّاسُ، وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ أَكْرَمَهُ النَّاسُ إِتَّقَاءَ شَرِّهِ، وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ »(2).
[2333 / 198] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:« الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ الله ، فَأَحَبُّهُمْ إِلَى الله عزّو جلّ أَنْفَعُهُمْ
لعياله»(3).
[199/2334] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام في قَوْلِ الله عزّو جلّ: «وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ (31)»[مريم: 31]، :
قَالَ: «نَفَاعاً» (4).
[2335 / 200] عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَيُّهَا مُسْلِمٍ خَدَمَ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ عَدَدِهِمْ
خُدّاماً فِي الجَنَّةِ»(5).
ص: 50
[2336 / 2012] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اَلْمُؤْمِنُونَ خَدَمٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَكُونُ خَدَماً بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ؟ قَالَ: «يُفيدُ
بَعْضُهُمْ بَعْضاً... » الْحَدِيثَ »(1)
[202/2337] رُوِيَ أَنَّهُ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ علیه السلام: «مَا لِي أَرَاكَ اللا مُنْتَبِذاً؟»، قَالَ: «أَعْيَتْنِي الْخَلِيقَةُ فِيكَ»، [قَالَ]: «فَا ذَا تُرِيدُ؟»، قَالَ: «مَحَبَّتَكَ»، قَالَ: «فَإِنَّ مَحَبَّتِي التَّجَاوُزُ عَنْ عِبَادِي، فَإِذَا رَأَيْتَ لِي مُرِيداً فَكُنْ لَهُ خَادِماً»(2).
[203/2338] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ
فِي جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُ فِي مَالِهِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدِي رَزَقْتُكَ جَاهَا، فَهَلْ أَعَنْتَ مَظْلُوماً ، أَوْ أَغَيْتَ بِهِ مَلْهُوفاً ؟ » (3).
[204/2339] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي صِفَةِ الْمُؤْمِنِ: «لَا يَطَّلِعُ
عَلَى نُصْحِ فَيَذَرَهُ، وَلَا يَدَعْ جُنْحَ حَيْفٍ إِلَّا أَصْلَحَهُ »(4).
[2340 / 205] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً عَلَى فَاحِشَةٍ؟»، قَالَ: «أَسْتُرُهُ»، قَالَ: «إِنْ رَأَيْتَهُ ثَانِيَاً؟»، قَالَ: «أَسْتُرُهُ بِإِزَارِي
ص: 51
وَرِدَائِي»، إِلَى ثَلَاثِ مَرَّاتٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «لَا فَتَى إِلَّا عَلَى»، وَقَالَ الله صلی الله علیه و آله وسلم: اسْتُرُوا عَلَى إِخْوَانِكُمْ»(1).
بيان: إنَّما قال النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم : « لا فتى إلَّا عليُّ»، لأنَّ الستر على الآخرين من
صفات الفتوَّة والشهامة.
[206/2341] الْغُرَرُ : قَالَ علیه السلام : «إِنَّ لِلنَّاسِ عُيُوباً، فَلَا تَكْشِفْ مَا غَابَ عَنْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَحْلُمُ عَلَيْهَا ، وَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ عَلَيْكَ مَا
تُحِبُّ سَتْرَه »(2).
[207/2342] اَلْغُرَرُ : قَالَ علیه السلام : «شَرُّ النَّاسِ مَنْ لَا يَعْفُو عَنِ اَهْفْوَةِ،
وَلَا يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ »(3).
[2343 / 208] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَنِ اِطَّلَعَ مِنْ مُؤْمِنٍ عَلَى ذَنْبٍ أَوْ سَيِّئَةٍ فَأَفْشَى ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَكْتُمْهَا وَلَمْ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ، كَانَ عِنْدَ الله كَعَامِلِهَا، وَعَلَيْهِ وِزْرُ ذَلِكَ الَّذِي أَفْشَاهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ مَغْفُوراً لِعَامِلِهَا، وَكَانَ عِقَابُهُ مَا أَفْشَى عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَسْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، ثُمَّ لَا يَجِدُ اللَّهَ أَكْرَمَ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْهِ عِقَابِاً
في الْآخِرَةِ»(4).
[209/23441] قَالَ عَلى علیه السلام : «أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِيهِ وَثِيقَةَ دِينِ وَسَدَادَ طَرِيقِ فَلَا يَسْمَعَنَّ فِيهِ أَقَاوِيلَ الرِّجَالِ، أَمَا إِنَّهُ قَدْ يَرْمِي الرَّامِي
ص: 52
وَيُخْطِئُ اَلسِّهَامَ وَيُحِيكُ الْكَلَامُ، وَبَاطِلُ ذَلِكَ يَبُورُ، وَاللَّهُ سَمِيعٌ وَشَهِيدٌ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اَلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ إِلَّا أَرْبَعُ أَصَابِعَ، فَسُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ هَذَا، فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ وَوَضَعَهَا بَيْنَ أَذَنِهِ وَعَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اَلْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ: سَمِعْتُ، وَاَلحَقُّ أَنْ تَقُولَ: رَأَيْتُ»(1).
[210/2345] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي كَلَامِ: ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَىٰ أَحْسَنِهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ مَا يَغْلِبُكَ مِنْهُ، وَلَا تَظُنُّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ سُوءاً وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمِلا »(2).
[ 211/2346] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَارُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلْمُؤْمِنُ أَصْدَقُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ سَبْعِينَ مُؤْمِناً عَلَيْهِ » (3).
[2347 / 212] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٌّ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : إِذَا بَلَغَكَ عَنْ أَخِيكَ شَيْءٌ وَشَهِدَ أَرْبَعُونَ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْهُ
فَقَالَ: لَمْ أَقُلْ، فَاقْبَلْ مِنْهُ»(4) .
[2348 / 213] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله علیه السلام: «إِنِّي شَافِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَرْبَعَةِ أَصْنَافِ وَلَوْ جَاءُوا بِذُنُوبِ أَهْلِ الدُّنْيَا: رَجُلٌ نَصَرَ ذُرِّيَّتِي، وَرَجُلٌ بَذَلَ مَالَهُ لِذُرِّيَّتِي عِنْدَ المَضِيقِ، وَرَجُلٌ أَحَبَّ ذُرِّيَّتِي بِاللَّسَانِ وَبِالْقَلْبِ، وَرَجُلٌ سَعَى فِي حَوَائِجِ ذُرِّيَّتِي إِذَا طُرِدُوا أَوْ شُرِّدُوا»(5) .
ص: 53
[2349 / 214] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَحِبُّوا أَوْلَادِي، الصَّالِحُونَ اللَّهِ، وَالصَّالِحُونَ
لي، وَعَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «مَنْ أَكْرَمَ أَوْلَادِي فَقَدْ أَكْرَمَنِي »(1)
2350/ 215] قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَنَعَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي
يَداً كَافَيْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » (2).
[2351/ 216] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَيُّهَا رَجُلٍ صَنَعَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ
وُلْدِي صَنِيعَةٌ فَلَمْ يُكَافِتْهُ عَلَيْهَا فَأَنَا الْكَافِيُّ لَهُ عَلَيْهَا » (3) .
[2352 / 217] عَنْ أَبي عَبْدِ الله الصَّادِقِ علیه السلام، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ وَصَلَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فِي دَارِ هَذِهِ الدُّنْيَا بِقِيرَاطٍ كَافَيْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقِنْطَارٍ »(4).
[ 218/2235] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا كَانَ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَدٌ فَلْيَقُمْ، فَيَقُومُ عُنْقٌ مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُ: مَا كَانَتْ أَيْدِيكُمْ عِنْدَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصِلُ أَهْلَ بَيْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، فَيُقَالُ هُمُ: اِذْهَبُوا فَطُوفُوا فِي النَّاسِ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَكُمْ يَدٌ فَخُذُوا بِيَدِهِ وَأَدْخِلُوهُ فِي الْجَنَّةِ»، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنْ وَصَلَنَا وَصَلَ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَمَنْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهُ صلی الله علیه و آله وسلم فَقَدْ وَصَلَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى » (5).
[ 219/2354] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا
اَلْخَلَائِقُ، أَنْصِتُوا فَإِنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم ، يُكَلِّمُكُمْ، فَتُنْصِتُ الخَلَائِقُ، فَيَقُومُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم
ص: 54
وَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ، مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدِي يَدٌ أَوْ مِنَّةٌ أَوْ مَعْرُوفٌ فَلْيَقُمْ حَتَّى أَكَافِيَهُ، فَيَقُولُونَ: بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، وَأَيُّ يَدٍ وَأَيُّ مِنَّةٍ وَأَيُّ مَعْرُوفٍ لَنَا؟ بَلِ الْيَدُ وَالمِنَّةٌ وَالمَعْرُوفُ الله وَلِرَسُولِهِ عَلَى م اَلْخَلَائِقِ، فَيَقُولُ: بَلَى، مَنْ آوَى أَحَداً مِ- أَهْلِ بَيْتِي، أَوْ أَبْرَهُمْ، أَوْ كَسَاهُمْ مِنْ عُرْيِ، أَوْ أَشْبَحَ جَائِعَهُمْ فَلْيَقُمْ حَتَّىٰ أَكَافِيَهُ، فَيَقُومُ أُنَاسٌ قَدْ فَعَلُوا ذَلِكَ، فَيَأْتِي النَّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى: يَا مُحَمَّدُ، يَا حَبِيبِي، قَدْ جَعَلْتُ حَيْثُ شِئْتَ، فَيُسْكِنُهُمْ فِي الْوَسِيلَةِ
مْ إِلَيْكَ، فَأَسْكِنْهُمْ مِنَ اَ حَيْثُ لَا يُحْجَبُونَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ)»(1).
[2355/ 220] قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب علیه السلام : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم اصْطَنَعَ صَنِيعَةٌ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَمْ يُجَازِهِ عَلَيْهَا فَأَنَا أُجَازِيهِ غَداً غَداً إِذَا
لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (2).
[221/2356] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: كُنْتُ فِي جُحْفَةَ نَائِماً،
فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم في المنام، فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ ِلي: «يَا فُلَانُ، سُرِرْتُ بِمَا تَصْنَعُ مَعَ أَوْلَادِي فِي الدُّنْيَا، فَقُلْتُ لَوْ تَرَكتهم ف أَصْنَعُ؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «فَلَا جَرَمَ تُجْزَىٰ مِنِّي فِي الْعُقْبَى»، فَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ فِيهِ تَمَرٌ صَيْحَانِيُّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَعْطَانِي قَبْضَةً فِيهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ تَمرَةً، فَتَأَوَّلْتُ ذَلِكَ أَنْ أَعِيشَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةٌ، فَنَسِيتُ ذَلِكَ، فَرَأَيْتُ يَوْماً اِزْدِحَامَ النَّاسِ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: أَتَى عَلِيَّ بْنِ مُوسَى علیهما السلام، فَرَأَيْتُهُ جَالِساً فِي ذَلِكَ المَوْضِع وَبَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ فِيهِ تَمَرٌ صَيْحَانِيُّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَنَاوَلَنِي قَبْضَةً فِيهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ تَرَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: زِدْنِي مِنْهُ، فَقَالَ: «لَوْ زَادَكَ جَدِّي رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم لَزِدْنَاكَ »(3).
ص: 55
[ 2357 / 222 ]عَنْ هُذَيْلِ بْن حَنَانٍ، عَنْ أَخِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام : كَانَ لِي عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام حَقٌّ لَا يُوَفِّيهِ وَيُمَا طِلْنِي فِيهِ، فَأَغْلَظْتُ عَلَيْهِ الْقَوْلَ، وَأَنَا نَادِمٌ مِمَّا صَنَعْتُ، فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «أَحْبِبْ آلَ مُحَمَّدٍ، وَأَبْرِى ذِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُمْ فِي حِلَّ، وَبَالِغ فِي إِكْرَامِهِمْ، وَإِذَا خَالَطَّتَ بِهِمْ وَعَامَلْتَهُمْ فَلَا تَغْلُظْ عَلَيْهِمُ الْقَوْلَ ، وَلَا تَسُبَّهُمْ »(1)
[2358 / 223] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلى الرّضَا علیهما السلام: «مَنِ اِخْتَارَ قَرَابَاتِ أَبَوَيْ دِينِهِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٌّ ( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا عَلَى قَرَابَاتِ أَبَوَيْ نَسَبِهِ إِخْتَارَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ يَوْمَ التَّنَادِ، وَشَهَرَهُ بِخِلَعِ كَرَامَاتِهِ، وَشَرَّفَهُ بِهَا عَلَى الْعِبَادِ إِلَّا مَنْ سَاوَاهُ فِي فَضَائِلِهِ أَوْ فَضْلِهِ» (2).
[2359/ 224] قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام : «إِنَّ مِنْ إِعْظَامِ جَلَالِ اللَّهِ إِيْثَارَ قَرَابَةِ أَبَوَيْ دِينِكَ: مُحَمَّدٍ وَعَلِيٌّ ( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا )معَلَى قَرَابَةِ أَبَوَيْ نَسَبِكَ، وَإِنَّ مِنَ التَّهَاوُنِ بِجَلَالِ اللهِ إِيْثَارَ قَرَابَةِ أَبَوَيْ نَسَبِكَ عَلَى قَرَابَاتِ أَبَوَيْ دِينِكَ: مُحَمَّدٍ
وَعَليّ ( صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِما ) »(3).
[ 2360 / 225] عَنْ جَابِرٍ اَلْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَيُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَفِيكَ خَيْرٌ وَاللهُ يُحِبُّكَ، وَإِنْ كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَيُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَفِيكَ شَرٌّ وَاللَّهُ يُبْغِضُكَ، وَالمَرْهُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ »(4) .
ص: 56
[2361/ 226] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الحَذَاءِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ
أَحَبَّ الله وَأَبْغَضَ الله وَأَعْطَى الله ، فَهُوَ مِنْ كَمَلَ إِيمَانُهُ »(1).
[227/2362] عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ في الله ، [ وَتُبْغِضَ فِي الله ]، وَتُعْطِيَ فِي الله، وَتَمَنَعَ فِي
الله »(2) .
[228/2363] عَنْ عَمْرِو بْنِ مُدْرِكِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لِأَصْحَابِهِ: أَيُّ عُرَى الْإِيمَانِ أَوْثَقُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اَلصَّلَاةُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اَلزَّكَاةُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اَلصِّيَامُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اَلْحَجُ وَالْعُمْرَةُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اَلْجِهَادُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: لِكُلِّ مَا قُلْتُمْ فَضْلُ وَلَيْسَ بِهِ، وَلَكِنْ أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّه، وَالْبُغْضُ فِي الله، وَتَوَالِي (3) أَوْلِيَاءِ الله، وَالتَّبَرِّي مِنْ أَعْدَاءِ الله»(4).
[2364/ 229] عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَن اَلْحُبِّ وَالْبُغْضِ أَمِنَ الْإِيمَانِ هُوَ؟ فَقَالَ: وَهَل الْإِيمَانُ إِلَّا الْحُبُّ وَالْبُغْضُ؟»، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)» [الحجرات : 7]»(5).
[2365 / 230] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ زِيَادٍ الْذَاءِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي حَدِيثٍ لَهُ قَالَ: «يَا زِيَادُ، وَيْحَكَ وَهَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ؟ أَلَا تَرَىٰ إِلَى قَوْلِ الله: « إِنْ كُنْتُمْ ت
ص: 57
یُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)» [آل عمران: 31]؟ أَوَلَا تَرَى قَوْلَ الله لمُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم : « حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ (7)» [الحجرات: ]، وَقَالَ:«يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ (9)»[الحشر: 9]؟»، فَقَالَ:
«الدِّينُ هُوَ اَلْحَبُّ، وَاَلْحَبُّ هُوَ الدِّينُ»(1)
[2366 / 2231] عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّا نُسَمِّي بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَيَنْفَعُنَا ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «إِي وَاللهِ، وَهَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُتُ؟ قَالَ اللهُ: إ«قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (31)» [آل عمران: 31] »(2).
[ 232/2367] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِي، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ قَادِمٌ مِنْ خُرَاسَانَ مَاشِياً، فَأَخْرَجَ رِجْلَيْهِ وَقَدْ تَغَلَّفَتَا، وَقَالَ: أَمَا وَالله مَا جَاءَنِي مِنْ حَيْثُ جِئْتُ إِلَّا حُبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: «وَالله لَوْ أَحَبَّنَا حَجَرٌ حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَنَا، وَهَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ؟ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: قُلْ «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (31)» [آل عمران: 31]، وَقَالَ: «يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ (9)» [الحشر : 9] ، وَهَل الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ ؟ »(3).
[ 2368/ 233] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ الْأَعْمَرِيِّ، قَالَا: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام وَعِنْدَهُ زِيَادُ الْأَحْلَامُ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «يَا زِيَادُ، مَالي مَا لِي أَرَى رِجْلَيْكَ مُتَعَلِّقَيْنِ؟»، قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، جِئْتُ عَلَى نِضْوِ لِي عَامَّةَ الطَّرِيقِ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ إِلَّا حُبِّي لَكُمْ وَشَوْقِي إِلَيْكُمْ»، ثُمَّ أَطْرَقَ زِيَادٌ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي رُبَّما خَلَوْتُ فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ فَيُذَكِّرُنِي مَا قَدْ سَلَفَ مِنَ
ص: 58
الذُّنُوبِ وَالمَعَاصِي فَكَأَنِّي آيس، ثُمَّ أَذْكُرُ حُبِّي لَكُمْ وَانْقِطَاعِي[ إِلَيْكُمْ]، وَكَانَ مُتَكِتَا، قَالَ: «يَا زِيَادُ، هَل اَلدِّينُ إِلَّا اَلْحُبُّ وَالْبُغْضُ؟»، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَاتِ اَلثَّلَاثَ كَأَنَّهَا فِي كَفِّهِ: «وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)» «فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)»[الحجرات: 7 و 8]، وَقَالَ: يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ [الحشر: 9]، وَقَالَ: « إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)»[آل عمران: 31]، أَتَى رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّوَّامِينَ وَلَا أَصُومُ، وَأُحِبُّ المُصَلِّينَ وَلَا أَصَلِّي، وَأُحِبُّ الْمُتَصَدِّقِينَ وَلَا أَتَصَدَّقُ، فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكَ مَا اكْتَسَبْتَ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ لَوْ كَانَتْ فَزْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَزِعَ كُلُّ قَوْمِ إِلَى مَأْمَنِهِمْ، وَفَزِعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَفَزِعْتُمْ إِلَيْنَا؟»(1).
[2369 / 234] عَنْ سَلامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «وُدُّ اَلْمُؤْمِنِ لِلْمُؤْمِنِ فِي اللَّه مِنْ أَعْظَمِ شُعَبِ الْإِيمَانِ، أَلَا وَمَنْ أَحَبَّ فِي اللَّه وَأَبْغَضَ فِي اللهِ وَأَعْطَى فِي اللهِ وَمَنَعَ فِي اللَّهُ فَهُوَ مِنْ أَصْفِيَاءِ
الله »(2).
[ 2370/ 235] زَيْدٌ النَّرْسِيُّ فِي أَصْلِهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى علیه السلام: اَلرَّجُلُ مِنْ مَوَالِيكُمْ يَكُونُ عَارِفاً يَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَيَرْتَكِبُ المُوبِقَ مِنَ الذَّنْبِ، نَتَبَرَّأُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «تَبَرَّءُوا مِنْ فِعْلِهِ، وَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنْهُ ، أَحِبُّوهُ وَأَبْغِضُوا عَمَلَهُ»، قُلْتُ: فَيَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ: فَاسِقُ فَاجِرُ؟ فَقَالَ: «لَا، اَلْفَاسِقُ الْفَاجِرُ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ لَنَا
ص: 59
اَلنَّاصِبُ لِأَوْلِيَائِنَا، أَبَى اللهُ أَنْ يَكُونَ وَلِيَنَا فَاجِراً وَإِنْ عَمِلَ مَا عَمِلَ، وَلَكِنَّكُمْ تَقُولُونَ: فَاسِقُ الْعَمَلِ، فَاجِرُ الْعَمَلِ، مُؤْمِنُ النَّفْسِ، خَبِيثُ الْفِعْلِ، طِيبُ الرُّوحِ
وَالْبَدَنِ... » اَالْخَبَرَ (1).
[2371/ 236] الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِيُّ فِي (دَعَوَاتِهِ)، فِي كَلَام لَهُ: وَإِلَيْهِ أَشَارَ الرِّضَا علیه السلام بِمَكْتُوبِهِ : كُنْ مُحِبَّا لَآلِ مُحَمَّدٍ الهَا وَإِنْ كُنْتَ فَاسِقاً، وَيُحِبًا يُحِبّهِمْ
وَإِنْ كَانُوا فَاسِقِينَ».
قال القطب الراوندي رحمه الله : ( ومن شجون الحديث أنَّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل كومند قرية من نواحينا إلى أصفهان ما هي ووقعته أنَّ رجلاً من أهلها كان جمَّالاً لمولانا أبي الحسن علیه السلام عند توجُّهه إلى خراسان، فلمَّا أراد الانصراف قال له: يا بن رسول الله، شرفني بشيء من خطِّك أتبرَّك به، وكان الرجل من العامة، فأعطاه ذلك المكتوب)(2)
[ 237/2372] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ
الله علیه السلام يَقُولُ : مَنْ وَضَعَ حُبَّهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْقَطِيعَةِ » (3).
[2373/238] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَا
اِلْتَقَى مُؤْمِنَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِأَخِيهِ»(4).
[ 239/2374] عَنْ بَشِيرٍ اَلدَّهَانِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُحَمَّدِ بْنِ
ص: 60
كَثِيرِ الثَّقَفِيُّ: «مَا تَقُولُ فِي الْمُفَضَّل بْنِ عُمَرَ؟»، قَالَ: مَا عَسَيْتُ أَنْ أَقُولَ فِيهِ؟ لَوْ رَأَيْتُ فِي عُنُقِهِ صَلِيباً وَفِي وَسَطِهِ كُسْتِيجاً لَعَلِمْتُ أَنَّهُ عَلَى اَلْحَقِّ بَعْدَ مَا سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: رَحِمَهُ الله لَكِنْ حُجْرُ بْنُ زَائِدَةَ وَعَامِرُ بْنُ جُدَاعَةَ أَتَيَانِي فَشَتَمَاهُ عِنْدِي، فَقُلْتُ هَا: لَا تَفْعَلَا فَإِنِّي أَهْوَاهُ، فَلَمْ يَقْبَلَا، فَسَأَلْتُهُمَا وَأَخْبَرْتُهُما أَنَّ اَلْكَفَّ عَنْهُ حَاجَتِي، فَلَمْ يَفْعَلَا، فَلَا غَفَرَ اللهُ هَا، أَمَا إِنِّي لَوْ كَرُمْتُ عَلَيْهِمَا لَكَرُمَ عَلَيْهِمَا مَنْ يَكْرُمُ عَلَيَّ، وَلَقَدْ كَانَ كُثَرُ عَزَّةَ فِي مَوَدَّتِهِ لَهَا أَصْدَقَ مِنْهُمَا فِي مَوَدَّتِهِمَا لِي، حَيْثُ يَقُولُ: لَقَدْ عَلِمَتْ بالغَيْبِ أن أخوتها *** إذَا هُوَ لَمْ يُكْرِمُ عَل كَرِيمَهَا
أَمَا إِنِّي لَوْ كَرُمْتُ عَلَيْهِمَا لَكَرُمَ مَنْ يَكْرُمُ عَلَيَّ »(1) .
[2375/ 240] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد علیه السلام . قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ كَافِراً فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَمَنْ أَبْغَضَ كَافِراً فَقَدْ أَحَبَّ اللَّه»، ثُمَّ قَالَ علیه السلام: صَدِيقُ عَدُوٌّ اللَّه عَدُوٌّ الله » (2)
[241/2376] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا
أَحْبَبْتَ رَجُلاً فَأَخْبِرْهُ بِذَلِكَ، فَإِنَّهُ أَثْبَتُ لِلْمَوَدَّةِ بَيْنَكُمَا »(3)
[ 2377 / 242] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحَسَنِ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام ، قَالَ: «إِنَّ مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا
ص: 61
تُكْثِرَ السُّؤَالَ عَلَيْهِ، وَلَا تَسْبِقَهُ فِي الْجَوَابِ، وَلَا تُلِجَّ عَلَيْهِ إِذَا أَعْرَضَ، وَلَا تَأْخُذَ بِثَوْبِهِ إِذَا كَسِلَ، وَلَا تُشِيرَ إِلَيْهِ بِيَدِكَ، وَلَا تَغْمِزَهُ بِعَيْنِكَ، وَلَا تُسَارَّهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَلَا تَطْلُبَ عَوْرَاتِهِ، وَأَنْ لَا تَقُولَ: قَالَ فُلَانٌ خِلَافَ قَوْلِكَ، وَلَا تُفْشِيَ لَهُ سِرًّا، وَلَا تَغْتَابَ عِنْدَهُ أَحَداً، وَأَنْ تَحْفَظَ لَهُ شَاهِداً وَغَائِباً، وَأَنْ تَعُمَّ الْقَوْمَ بِالسَّلَامِ، وَتَخْصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ، وَتَجْلِسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ سَبَقْتَ الْقَوْمَ إِلَى خِدْمَتِهِ، وَلَا تَمَلَّ مِنْ طُولِ صُحْبَتِهِ، فَإِنَّمَا هُوَ مِثْلُ النَّخْلَةِ فَانْتَظِرْ مَتَى تَسْقُطُ عَلَيْكَ مَنْفَعَةٌ، وَالْعَالم بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله، وَإِذَا مَاتَ الْعَالِمُ انْتَلَمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا تُسَدُّ إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَيُشَيِّعُهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ »(1)
[ 2378 / 243] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِذَا جَلَسْتَ إِلَى عَالِمِ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ، وَتَعَلَّمْ حُسْنَ الْإِسْتِمَاعِ كَمَا تَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ، وَلَا تَقْطَعْ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ » (2).
[ 2379 / 244] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «لَا تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ،
وَبَلَاغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ » (3).
بیان :ذرب اللسان أي طلاقة اللسان واندفاعه في الكلام.
[ 2380 / 245] رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَلَّمَ شَخْصاً مَسْأَلَةٌ فَقَدْ مَلَكَ رَقَبَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله أَيَبيعُهُ؟ فَقَالَ علیه السلام : «لَا، وَلَكِنْ يَأْمُرُهُ
وَيَنْهَاهُ » (4).
ص: 62
[2381 / 246 ]عنْ حُجْرٍ - يَعْنِي المَدَرِيَّ -، قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ وَبِهَا أَبُو ذَرِّ جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ، وَقَدِمَ فِي ذَلِكَ الْعَامِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجًا، وَمَعَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ مَعَ أَبِي ذَرِّ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِنَا عَلِىٌّ علیه السلام وَوَقَفَ يُصَلِّي بِإِزَائِنَا، فَرَمَاهُ أَبُو ذَرِّ بِبَصَرِهِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَبَا ذَرِّ ، إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَى عَلِيٌّ فَمَا تَقْلَعُ عَنْهُ، قَالَ: إِنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ: «النَّظَرُ إِلَى عَلَيَّ عِبَادَةٌ، وَالنَّظُرُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ بِرَأْفَةٍ وَرَحْمَةٍ عِبَادَةٌ،
وَالنَّظَرُ فِي الصَّحِيفَةِ - يَعْنِي صَحِيفَةَ الْقُرْآنِ - عِبَادَةٌ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ »(1).
[ 247/2382] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
نَظَرُ الْوَلَدِ إِلَى وَالِدَيْهِ حُبًّا فَهُمَا عِبَادَةٌ »(2).
[248/2383] عَنْ عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبِ عَلَيْ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
نَظَرُ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ أَخِيهِ المَؤْمِنِ -
لَهُ عِبَادَةٌ » (3).
[249/2384] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
النَّظَرُ فِي وَجْهِ الْعَالِمِ حُبّاً لَهُ عِبَادَةٌ»(4).
[1385 / 250] عَنْ أَبي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَرِّ، اَلجُلُوسُ
سَاعَةً عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَقِيَامٍ لَيْلُهَا، وَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الْعَالِمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ » (5)
ص: 63
[2386 / 251] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام : جُلُوسُ سَاعَةٍ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ أَحَبُّ إِلَى اللَّه مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهُ مِنِ اعْتِكَافِ سَنَةٍ فِي بَيْتِ اَلْحَرَامِ، وَزِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ أَحَبُّ إِلَى اللَّه تَعَالَى مِنْ سَبْعِينَ طَوَافاً حَوْلَ الْبَيْتِ، وَأَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ حِجَّةً وَعُمْرَةً مَبْرُورَةً مَقْبُولَةً، وَرَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ دَرَجَةً، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الرَّحْمَةَ، وَشَهِدَتْ لَهُ المَلَائِكَةُ أَنَّ الْجَنَّةَ وَجَبَتْ لَهُ »(1).
[2387 / 252] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي اَحْسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرّضَا علیه السلام، قَالَ: «اَلنَّظَرُ إِلَى ذُرِّيَّتِنَا عِبَادَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اَلنَّظَرُ إِلَى اَلْأَئِمَّةِ مِنْكُمْ عِبَادَةٌ أَوِ النَّظَرُ إِلَى جَمِيع ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم؟ فَقَالَ: «بَلِ النَّظَرُ إِلَى جَمِيعِ ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم عِبَادَةٌ مَا لَمْ يُفَارِقُوا مِنْهَاجَهُ وَلَمْ يَتَلَوَّتُوا بِالمَعَاصِي »(2).
[ 2388/ 253] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: مِنْ إِجْلَالِ الله وَ إِحْلَالُ الْمُؤْمِنِ ذِي الشَّيْبَةِ ، وَمَنْ أَكْرَمَ مُؤْمِناً فَبِكَرَامَةِ اللَّه بَدَأَ،
وَ وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِمُؤْمِنٍ ذِي شَيْبَةٍ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَنْ يَسْتَخِفٌ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ » (3)
[ 2389 / 254] عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَسْرَعَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الشَّيْبِ إِلَى الْمُؤْمِنِ، وَإِنَّهُ وَقَارٌ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، وَنُورٌ سَاطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِهِ وَقَرَ اللَّهُ تَعَالَى خَلِيلَهُ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام ، فَقَالَ: مَا هَذَا، يَا
ص: 64
رَبِّ؟ قَالَ لَهُ: هَذَا وَقَارٌ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ زِدْنِي وَفَاراً»، قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
«فَمِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِجْلَالُ شَيْبَةِ الْمُؤْمِنِ»(1)
[2390/ 255] عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَلَمْ يُوَفِّرْ كَبِيرَنَا، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «بَجِّلُوا المَشَايِخَ فَإِنَّ تَنْجِيلَ المَشايخ مِنْ إِجْلَالِ الله عزَّ وَ جلَّ، وَمَنْ لَمْ يُبَجِّلْهُمْ فَلَيْسَ مِنَّا»، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَلَا أُنبِّئُكُمْ بِخِيارِكُمْ؟»، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «أَطْوَلُكُمْ أَعْمَاراً إِذَا
سُدَّدُوا » (2) .
[256/2391] عَنِ الْوَصَّافِي، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «عَظْمُوا كِبَارَكُمْ، وَصِلُّوا أَرْحَامَكُمْ، وَلَيْسَ تَصِلُونَهُمْ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ كَفَّ الْأَذَى
[257/2392] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
مَنْ عَرَفَ فَضْلَ كَبِيرٍ لِشَيْبَتِهِ فَوَقَرَهُ آمَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ »(3).
[258/2393] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْراً فَقَهَهُمْ فِي الدِّينِ، وَرَزَقَهُمُ الرِّفْقَ فِي مَعَايِشِهِمْ، وَالْقَصْدَ فِي شَأْنِهِمْ، وَوَفَّرَ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ، وَإِذَا أَرَادَ بِهِمْ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَهُمْ
هَمَلاً »(4)
ص: 65
[259/1394] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخاً إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ
عِنْدَ شَيْبِهِ مَنْ يُكْرِمُهُ»، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ »(1).
[2395 / 260] عَن الصَّادِقِ، عَنْ آبَائِهِ ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلَانِ إِلَى عَلَيَّ
النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم شَيْخٌ وَشَاتٌ، فَتَكَلَّمَ اَلشَّاتُ قَبْلَ الشَّيْخِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: الْكَبِيرُ
اَلْكَبِيرُ»(2)
[2396 / 261] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا مَشَى اَلْحُسَيْنُ بَيْنَ يَدَيِ
اَلْحَسَنِ هَنَا قَطُّ، وَلَا بَدَرَهُ بِمَنْطِقٍ إِذَا اجْتَمَعَا ، تَعْظِيماً لَهُ »(3).
[262/2397] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «تَجَافَوْا عَنْ عُقُوبَةِ ذَوِي الْمُرُوَّةِ مَا لَمْ يَقَعْ فِي حَدٌ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمٌ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ»، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَذَبَكَ؟
قَالَ: «أَدَّبَنِي رَبِّي »(4)
[ 2398/ 263] قِيلَ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَشْرَفُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَشْرَفُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ»، فَقَالَ: «صَدَقُوا، وَلَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُونَ، كَانَ أَشْرَفُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَسْخَاهُمْ نَفْسَاً، وَأَحْسَنُهُمْ خُلْقاً، وَأَحْفَظُهُمْ حِوَاراً، وَأَكَفُهُمْ أَذًى فَأُولَئِكَ الَّذِينَ لَمَّا أَسْلَمُوا لَمْ يَزِدْهُمْ الْإِسْلَامُ إِلَّا خَيْراً »(5).
[ 2399 / 264] قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ علیه السلام لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا علیه السلام : «إِذَا
ص: 66
قِيلَ فِيكَ مَا فِيكَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ذَنْبٌ ذُكِّرْتَهُ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِنْهُ، وَإِنْ قِيلَ فِيكَ مَا لَيْسَ فِيكَ فَاعْلَمْ أَنَّهَا حَسَنَةٌ كُتِبَتْ لَكَ لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا :(1).
[ 265/2400] عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ عَلِيٌّ بْنُ الحُسَيْنِ علیهما السلام يَقُولُ: مَا تَجَرَّعْتُ جُرْعَةَ غَيْظِ قَطُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظِ أَعْقَبَهَا صَبْراً، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِذَلِكَ حُمْرَ النَّعَمِ»، قَالَ: «وَكَانَ يَقُولُ: اَلصَّدَقَةُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ»، قَالَ: وَكَانَ لَا تَسْبِقُ يَمِينُهُ شِمَالَهُ»، قَالَ: وَكَانَ يُقَبِّلُ الصَّدَقَةَ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَهَا السَّائِلَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟»، قَالَ: «فَقَالَ: لَسْتُ أُقَبِّلُ يَدَ السَّائِل ، إِنَّمَا أُقَبِّلُ يَدَ رَبِّي، إِنَّهَا تَقَعُ فِي يَدِ رَبِّيٌّ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ اَلسَّائِل»، قَالَ: «وَلَقَدْ كَانَ يَمُرُّ عَلَى المَدَرَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ، فَيَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِهِ يُنَجِّيهَا بِيَدِهِ عَنِ الطَّرِيقِ»، قَالَ: «وَلَقَدْ مَرَّ بِمَجْذُومِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ، فَمَضَى، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ المُتَكَبِّرِينَ، فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، وَقَالَ: ائْتُونِي بِهِمْ فِي الْمَنْزِلِ»، قَالَ: «فَأَتَوْهُ، فَأَطْعَمَهُمْ، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ »(2) .
[266/2401] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَسْكُنُ إِلَى الْمُؤْمِنِ كَمَا يَسْكُنُ قَلْبُ الظَّمْآنِ إِلَى أَلَمَاءِ الْبَارِدِ »(3).
[ 2402 / 267] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ
ص: 67
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا كَادَ جَبْرَئِيلُ علیه السلام يَأْتِينِي إِلَّا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اتَّقِ شَحْنَاءَ
اَلرِّجَالِ وَعَدَاوَتَهُمْ»(1)
[2403 / 268] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكِنْدِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
قَالَ: «قَالَ جَبْرَئِيلُ علیه السلام لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: إِيَّاكَ وَمُلَاحَاةَ الرِّجَالِ »(2).
[2404/ 269] عَنْ أَبي حَفْص الْعَطَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ ابْنَ مُحَمَّدِ الصَّادِقَ علیه السلام يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیهما السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينِي فِيهَا، وَفِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينِي فِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا جَبْرَئِيلُ، لَقَدْ جِئْتَنِي فِي سَاعَةٍ وَيَوْمٍ لَمْ تَكُنْ تَأْتِينِي فِيهِمَا، لَقَدْ أَرْعَبْتَنِي، قَالَ: وَمَا يَرُوعُكَ يَا مُحَمَّدُ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: بِمَاذَا بَعَثَكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: يَنْهَاكَ رَبُّكَ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَشُرْبِ
اَلْخُمُورِ، وَمُلَاحَاةِ الرِّجَالِ، وَأُخْرَى هِيَ لِلْآخِرَةِ، وَالْأُولَى يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ، مَا أَبْغَضْتُ وِعَاءً قَطُّ كَبُغْضِي بَطْناً مَلْآنا »(3).
[2405 / 270] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ
اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ: مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقْمَ بَدَنْهُ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَبَ نَفْسَهُ، وَمَنْ لَاحَى الرِّجَالَ سَقَطَتْ مُرُوءَتُهُ وَذَهَبَتْ كَرَامَتُهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: لَمْ يَزَلْ جَبْرَئِيلُ علیه السلام يَنْهَانِي عَنْ مُلَاحَةِ الرِّجَالِ كَمَا يَنْهَانِي عَنْ شُرْبِ اَلْخَمْرِ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ»(4).
ص: 68
[271/2406] عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ الصَّادِقِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَنْقَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ
أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا عِنْدَ الله وَ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُنبِّئُكُمْ
وَلا بِشَرِّ النَّاسِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله قَالَ: مَنْ أَبْغَضَ النَّاسَ وَأَبْغَضَهُ النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٌ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الَّذِي لَا يُقِيلُ عَشْرَةً، وَلَا يَقْبَلُ مَعْذِرَةً، وَلَا يَغْفِرُ ذَنْباً، ثُمَّ قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ الله قَالَ: مَنْ لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَلَا يُرْجَى خَيْرُهُ »(1)
[2407 / 272] فِي وَصِيَّةِ الصَّادِقِ علیه السلام لابْنِ جُنْدَبٍ: وَلَا تَكُنْ فَظًّا غَلِيظاً يَكْرَهِ النَّاسُ قُرْبَكَ، وَلَا تَكُنْ وَاهِناً يُحقِّرُكَ مَنْ عَرَفَكَ، وَلَا تُشَارَ مَنْ فَوْقَكَ، وَلَا تَسْخَرْ بِمَنْ هُوَ دُونَكَ، وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ»(2).
بيان :المشارَّة من الشَّرَّة وهي الحدَّة في التعامل مع الآخرين، والمراد من
المشارَّة الحدَّة في معاشرة الناس.
[2408 / 273] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِيَّاكُمْ وَالْمَرَاءَ وَالْخُصُومَةَ فَإِنَّها يُمْرِضَانِ الْقُلُوبَ عَلَى
اَلْإِخْوَانِ، وَيَنْبُتُ عَلَيْهِمَا النِّفَاقُ»(3).
ص: 69
[ 2409 / 274] عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «اَلاِشْتِهَارُ بِالْعِبَادَةِ رِيبَةٌ ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ : أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ الْفَرَائِضَ...»، إلى أن قال: «وَأَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ امْرَاءَ وَإِنْ كَانَ يُحِقًا»(1).
[2410 / 275] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَنَا زَعِيمُ بِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ، وَبَيْتٍ فِي وَسَطِ
اَلْجَنَّةِ، وَبَيْتٍ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ لَمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ يُحِقًا »(2).
[276/2411] عَنْ عَمَّارِ بْن مَرْوَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَا
تُمَارِيَنَّ حَلِيماً، وَلَا سَفِيهَا، فَإِنَّ الْحَلِيمَ يَقْلِيكَ، وَالسَّفِيهَ يُؤْذِيكَ » (3).
[2412 / 277] مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُودَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «وَيْلُ أُمِّهِ فَاسِقاً مَنْ لَا يَزَالُ تُمَارِياً، وَيْلُ أُمِّهِ فَاجِراً مَنْ لَا يَزَالُ مُخَاصِاً ، وَيْلُمِّهِ آثِماً مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ فِي غَيْرِ ذَاتِ الله عزّو جلّ»(4).
[278/2413] عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ إِلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «طَلَبَةُ اَلْعِلْمِ ثَلَاثَةٌ فَاعْرِفْهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ: صِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْجَهْل وَالمِرَاءِ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُةَ لِلاِسْتِطَالَةِ وَالْخَتَلِ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْفِقْهِ وَالْعَقْلِ. فَصَاحِبُ الْجَهْلِ وَالْرَاءِ مُؤْذٍ مُمَارٍ مُتَعَرَّضُ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ الْعِلْمِ وَصِفَةِ الْحِلْمِ، قَدْ تَسَرْبَلَ بِالْخُشُوعِ وَتَخَلَّى مِنَ الْوَرَعِ، فَدَقَّ اللَّهُ مِنْ هَذَا خَيْشُومَهُ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ.
ص: 70
وَصَاحِبُ الاِسْتِطَالَةِ وَالْخَتُلِ ذُو حِبِّ وَمَلَقِ يَسْتَطِيلُ عَلَى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ، فَهُوَ حِلْوَائِهِمْ هَاضِمٌ، وَلِدِينِهِ حَاطِمٍ، فَأَعْمَى اللَّهُ عَلَى هَذَا خُبْرَهُ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَابَةٍ وَحَزَنٍ وَسَهَرٍ، قَدْ تَحَنَّكَ فِي بُرْنُسِهِ، وَقَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِهِ، يَعْمَلُ وَيَخْشَى، وَجِلاً دَاعِياً مُشْفِقاً مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ، عَارِفاً بِأَهْلِ زَمَانِهِ، مُسْتَوْحِشاً مِنْ أَوْثَقِ إِخْوَانِهِ، فَشَدَّ اللهُ مِنْ هَذَا أَرْكَانَهُ، وَأَعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَانَهُ »(1).
[279/2414] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِيَّاكُمْ وَجِدَالَ المَفْتُونِ فَإِنَّ كُلَّ مَفْتُونِ مُلْقَي حُجَّتَهُ إِلَى انْقِضَاءِ مُدَّتِهِ، فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ أَحْرَقَتْهُ فِتْنَتُهُ بِالنَّارِ»(2).
[280/2415] قَوْلُهُ علیه السلام : «مِنَ التَّوَاضُع أَنْ تَتْرُكَ المِرَاءَ وَإِنْ كُنْتَ يُحقًا»(3).
[281/2416] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
: «لَا تَقْطَعْ رَحِمَكَ وَإِنْ قَطَعَتْكَ(4).
[2417/ 282] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنِ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «لَا تَخْنْ مَنْ خَانَكَ فَتَكُونَ مِثْلَهُ، وَلَا تَقْطَعْ رَحِمَكَ وَإِنْ قَطَعَكَ »(5).
ص: 71
[2418 / 283] فِي وَصِيَّةِ الصَّادِقِ علیه السلام لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ: «يَا ابْنَ
جُنْدَبٍ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ، وَسَلَّمْ عَلَى مَنْ سَبَّكَ، وَأَنْصِفْ مَنْ خَاصَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ كَمَا أَنَّكَ تُحِبُّ أَنْ يُعْفَىٰ عَنْكَ، فَاعْتَبِرْ بِعَفْوِ الله عَنْكَ »(1) .
[2419/ 284] فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ رضی الله عنه:
«وَلَا يَكُونَنَّ أَخُوكَ عَلَى قَطِيعَتِكَ أَقْوَى مِنْكَ عَلَى صِلَتِهِ » (2) .
[ 285/2420] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : إِنَّ لي ابْنَ عَمَّ أَصِلُهُ فَيَقْطَعُنِي، وَأَصِلُهُ فَيَقْطَعُنِي حَتَّىٰ لَقَدْ هَمَمْتُ لِقَطِيعَتِهِ إِيَّايَ أَنْ أَقْطَعَهُ، أَتَأْذَنُ لِي قَطْعَهُ، قَالَ: «إِنَّكَ إِذَا وَصَلْتَهُ وَقَطَعَكَ وَصَلَكُمَا اللَّهُ عزَّ وَ جلَّ جَمِيعاً، وَإِنْ قَطَعْتَهُ وَقَطَعَكَ قَطَعَكُمَا اللَّهُ » (3).
[286/2421] قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: إِنَّ أَرْحَامِي قَطَعُونِي وَرَفَضُونِي، أَفَأَقْطَعُهُمْ كَمَا قَطَعُونِي، وَأَرْفُضُهُمْ كَمَا يَرْفُضُونِي؟ فَقَالَ: «إِذا يَرْفُضُكُمُ اللهُ جَمِيعاً، وَإِنْ وَصَلْتَهُمْ أَنْتَ ثُمَّ قَطَعُوكَ هُمْ كَانَ لَكَ مِنَ الله ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ»(4).
[2422 / 287] عَنْ يُونُسَ بْن يَعْقُوبَ رضی الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ
جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام يَقُولُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلِ : «مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ قَاطِعُ رَحِمِهِ» (5).
[2423 / 288] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، عَنْ جِبْرَائِيلَ علیه السلام، عَن الله عزَّ وَ جلَّ،
قَالَ: «لَا تَنزِلُ الرَّحْمةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ الرَّحِمِ »(6).
ص: 72
[289/2424] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُجَالِسُنَا قَاطِعُ رَحِمٍ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ، وَقَال صلی الله علیه و آله وسلمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَاطِعُ
رجم »(1)
[2425/ 290] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ إِخْوَتِي وَبَنِي عَمِّي قَدْ ضَيَّقُوا عَلَيَّ الدَّارَ، وَأَخْتُونِي مِنْهَا إِلَى بَيْتٍ، وَلَوْ تَكَلَّمْتُ أَخَذْتُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «اِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْعَلُ لَكَ فَرَجاً»، قَالَ: فَانْصَرَفْتُ وَوَقَعَ الْوَبَاءُ فِي سَنَةِ إِحْدَىٰ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فَاتُوا وَالله كُلُّهُمْ، فَما بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ: «مَا حَالُ أَهْلِ بَيْتِكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قَدْ مَاتُوا وَاللَّهُ كُلُّهُمْ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَقَالَ: هُوَ بِمَا صَنَعُوا بِكَ، وَبِعُقُوقِهِمْ إِيَّاكَ، وَقَطْعِ رَحِمِهِمْ بُتِرُوا، أَتُحِبُّ أَنَّهُمْ بَقُوا وَأَنَّهُمْ
ضَيَّقُوا عَلَيْكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ : إي والله (2).
[2426 / 291] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام : يَكُونُ اَلرَّجُلُ يَصِلُ رَحِمَهُ فَيَكُونُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ فَيُصَيَّرُهَا اللَّهُ
ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ »(3).
[ 292/2427] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ المَرْءَ لَيَصِلُ رَحِمَهُ وَمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا ثَلَاثُ سِنِينَ فَيَمُدُّهَا اللَّهُ إِلَى ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةٌ، وَإِنَّ المَرْءَ لَيَقْطَعُ رَحِمَهُ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ وَثَلَاثُونَ سَنَةٌ فَيُقَصِّرُهَا اللهُ إِلَى ثَلَاثِ سِنِينَ أَوْ أَدْنَى»، قَالَ
ص: 73
اَلْحُسَيْنُ : وَكَانَ جَعْفَرٌ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)»[الرعد: 39](1).
[ 23/2428 ]عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: «لَا نَعْلَمُ شَيْئاً يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا صِلَةَ الرَّحِم»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ بَارا وَأَجَلُهُ إِلَى ثَلَاثَةِ سِنِينَ فَيَزِيدُهُ اللَّهُ فَيَجْعَلُهُ ثَلَاثَ وَثَلَاثِينَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ عَاقًا وَأَجَلُهُ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ فَيُنْقِصُهُ اللهُ فَيَرُدُّهُ إِلَى ثَلَاثِينَ »(2).
[294/2429]
رُوِيَ أَنَّ أَبَا إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام دَخَلَ عَلَى اَلرَّشِيدِ (عَلَيْهِ مَا يَسْتَحِقَّهُ) يَوْماً، فَقَالَ لَهُ هَارُونُ : إِنِّي وَالله قَاتِلُكَ، فَقَالَ: «لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبي عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ وَاصِلاً لِرَحِمِهِ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَيَكُونُ الرَّجُلُ قَاطِعاً لِرَحِمِهِ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةٌ فَيَجْعَلُهَا اللهُ ثَلَاثَ سِنِينَ، فَقَالَ الرَّشِيدُ : اللَّهَ لَقَدْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَرَدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ (3).
[ 295/2430] عَنْ مُيَسِّرِ، عَنْ أَحَدِهِمَا، قَالَ: قَالَ لِي: «يَا مُيَسِّرُ، إِنِّي لَأَظُنُّكَ وَصُولاً لِقَرَابَتِكَ»، قُلْتُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَقَدْ كُنْتُ فِي السُّوقِ وَأَنَا غُلَامٌ وَأَجْرَتِي دِرْهَمَانِ، وَكُنْتُ أُعْطِي وَاحِداً عَمَّتِي وَوَاحِداً خَالَتِي، فَقَالَ: «أَمَا وَالله لَقَدْ حَضَرَ أَجَلُكَ مَرَّتَيْنِ كُلَّ ذَلِكَ يُؤَخِّرُهُ الله تعالى لصلتك قرابتك » (4).
[296/2431] عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرِ اَلرَّقّيٍّ ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ
ص: 74
الله علیه السلام إِذْ قَالَ لِي مُبْتَدِنَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ : يَا دَاوُدُ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ يَوْمَ اَلْخَمِيسِ، فَرَأَيْتُ فِيمَا عُرِضَ عَلَيَّ مِنْ عَمَلِكَ صِلَتُكَ لِابْنِ عَمِّكَ فُلَانٍ فَسَرَّني ذَلِكَ، إِنِّي عَلِمْتُ صِلَتَكَ لَهُ أَسْرَعَ لِفَنَاءِ عُمُرِهِ وَقَطْعِ أَجَلِهِ»، قَالَ دَاوُدُ: وَكَانَ لِي اِبْنُ عَمَّ مُعَائِداً نَاصِباً خَبِيثَاً، بَلَغَنِي عَنْهُ وَعَنْ عِبَالِهِ سُوءُ حَالٍ، فَصَكَكْتُ لَهُ بِنَفَقَةٍ قَبْلَ خُرُوحِي إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا صِرْتُ فِي المَدِينَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام بِذَلِكَ(1).
[ 2432 / 297] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِذَا قَطَّعُوا اَلْأَرْحَامَ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ »(2).
[ 2433 / 298] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَاقِرُ علیه السلام: وَجَدْنَا فِي كُتُبِ آبَائِنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا فِي أُمَّتِي كَثُرَ مَوْتُ اَلْفَجْأَةِ ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: «وَإِذَا قَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِي أَيْدِي الْأَرَاذِلِ
مِنْهُمْ »(3) .
[299/2434] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «قَطِيعَةُ الرَّحِمِ تَحْجُبُ
الدُّعَاءَ » (4).
[2435 / 300] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «أَلَا لَا يَعْدِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ يَرَى بِهَا الْخَصَاصَةَ أَنْ يَسُدَّهَا بِالَّذِي لَا يَزِيدُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَلَا يَنْقُصُهُ إِنْ
ص: 75
أَهْلَكَهُ، وَمَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ فَإِنَّمَا تُقْبَضُ مِنْهُ عَنْهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ وَتُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَيْدٍ كَثِيرَةٌ، وَمَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ المَوَدَّةَ»(1) .
[ 301/2436] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «وَأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ
الَّذِي بِهِ تَطِيرُ، وَأَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ، وَيَدُكَ الَّتِي بِهَا تَصُولُ» (2).
[ 302/2437] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَاءِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ أَعْجَلَ اَلْخَيْرِ ثَوَاباً صِلَةُ الرَّحِمِ »(3).
[ 303/2438] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ يُهَوِّنُ الْحِسَابَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:«وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)»
[الرعد: 21] »(4).
[ 304/2439] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «صِلُوا أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ
تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَتَقِي مِيْتَةَ السَّوْءِ»(5).
[ 305/2440] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدِ إِلَّا وَضَرَبَ اللَّهُ لَهُ لا أَجَلَيْنِ أَدْنَى وَأَقْصَى، فَإِنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فِي اللَّه عزّو جلّ مَدَّ اللَّهُ لَهُ إِلَى الْأَجَلِ الْأَقْصَى، وَإِنْ عَقَّ وَظَلَمَ أُعْطِيَ الْأَدْنَى ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: قَضَى أَجَلاً وَأَجَلَّ مُسَمًّى [الأنعام: 2]»(6).
ص: 76
[306/2441] عَنِ الْحَكَم اَلْخَنَّاطِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «صِلَةٌ
الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْجَوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ » (1).
[ [307/2442] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنِّي لَأُبَادِرُ صِلَةَ قَرَابَتِي قَبْلَ
أن يَسْتَغْنُوا عَنِّى»(2).
[ 308/2443] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ثَلَاثٌ لَا يَزِيدُ اللَّهُ مَنْ فَعَلَهُنَّ إِلَّا خَيْراً: الصَّفْحُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَإِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَهُ، وَصِلَةٌ مَنْ قَطَعَهُ »(3).
[309/2444] قَالَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام لِلْمَنْصُورِ: «وَإِنْ كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ فِي سَعَةِ فَهْمِكَ وَكَثْرَةِ عِلْمِكَ وَمَعْرِفَتِكَ بِآدَابِ اللَّهِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، فَإِنَّ الْمُكَافِيَ لَيْسَ بِالْوَاصِلِ إِنَّمَا الْوَاصِلُ مَنْ إِذَا قَطَعَهُ رَحِمَهُ وَصَلَهَا، فَصِلْ رَحِمَكَ يَزِدِ اللَّهُ فِي عُمُرِكَ، وَيُخَفِّفْ عَنْكَ الْحِسَابَ» (4).
[2445 / 310] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ عَالِ، اَلتَّوَاضُعَ لَا يَزِيدُ الْعَبْدَ إِلَّا رِفْعَةً فَتَوَاضَعُوا يَرْفَعْكُمُ اللَّهُ، وَالصَّدَقَةَ لَا تَزِيدُ المَالَ إِلَّا كَثْرَةً فَتَصَدَّقُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ، وَالْعَفْوَ لَا يَزِيدُ الْعَبْدَ إِلَّا عِنَّا فَاعْفُوا يُعِزَّكُمُ
اللهُ »(5) .
ص: 77
[311/2446] قَالَ الرِّضَا علیه السلام فِي قَوْلِ الله عزّو جلّ: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)»[الحجر: 85]، قَالَ: «اَلْعَفْوُ مِنْ غَيْرِ عِتَاب» (1).
[312/2447] عَنِ ابْنِ فَضَّالِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ علیه السلام يَقُولُ: «مَا
الْتَقَتْ فِئَتَانِ قَطُّ إِلَّا نُصِرَ أَعْظَمُهُمَا عَفْواً » (2).
2448 / 313] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام: «أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى
الْعُقُوبَةِ » (3).
[2449/ 314] وَجَاءَ فِي الْآثَارِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم لَمْ يَنْتَقِمْ لِنَفْسِهِ مِنْ
أَحَدٍ قَطُّ، بَلْ كَانَ يَعْفُو وَيَصْفَحُ(4).
[ 2450/ 315] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلاميَقُولُ: «إِنَّا
أَهْلُ بَيْتٍ مُرُوءَتُنَا الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَنَا »(5) .
[2451/ 316] عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «النَّدَامَةُ عَلَى
اَلْعَفْوِ أَفْضَلُ وَأَيْسَرُ مِنَ النَّدَامَةِ عَلَى الْعُقُوبَةِ » (6).
[2452 / 317] قَالَ الرِّضَا علیه السلام: جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ
إِلَيْهَا، وَبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا »(7) .
[318/2453] رُوِيَ أَنَّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ أَحْضَرَ وُلْدَهُ يَوْماً، فَقَالَ لَهُمْ:
ص: 78
يَا بَنِيَّ، إِنِّي مُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةٍ مَنْ حَفِظَهَا لَمْ يَضِعْ مَعَهَا، إِنْ أَتَاكُمْ آتٍ فَأَسْمَعَكُمْ فِي الْأُذُنِ الْيُمْنَى مَكْرُوها ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْأُذُنِ الْيُسْرَى فَاعْتَذَرَ وَقَالَ: لَمْ أَقُلْ شَيْئاً، فَاقْبَلُوا عُذْرَهُ»(1).
[319/2454] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ رَاشِدِ: «إِذَا سَأَلْتَ مُؤْمِناً حَاجَةً فَهَيِّئْ لَهُ المَعَاذِيرَ قَبْلَ أَنْ يَعْتَذِرَ، فَإِنِ اِعْتَذَرَ فَاقْبَلْ عُذْرَهُ وَإِنْ ظَنَنْتَ أَنَّ الْأُمُورَ عَلَى خِلَافِ مَا قَالَ » (2).
[320/2455] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : إِنْ بَلَغَكَ عَنْ أَخِيكَ شَيْءٌ وَشَهِدَ أَرْبَعُونَ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْهُ
فَقَالَ: لَمْ أَقُلْ، فَاقْبَلْ مِنْهُ»(3).
[321/2456] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «اقْبَلْ أَعْذَارَ النَّاسِ
تَسْتَمْتِعْ بِإِخَائِهِمْ »(4) .
[2457/ 322] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «الْتَمِسُوا لِإِخْوَانِكُمُ الْعُذْرَ فِي زَلَّاتِهِمْ وَهَفَوَاتِ تَقْصِيرَاتِهِمْ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا هُمُ الْعُذْرَ فِي ذَلِكَ فَاعْتَقِدُوا أَنَّ ذَلِكَ مِنْكُمْ لِقُصُورِكُمْ عَنْ مَعْرِفَةِ وُجُوهِ الْعُذْرِ » (5).
ص: 79
[2458 / 323] فِي وَصِيَّةٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ رحمه الله :
«لَا تَصْرِمْ أَخَاكَ عَلَى اِرْتِيَابٍ، وَلَا تَقْطَعُهُ دُونَ اسْتِعْتَابٍ، لَعَلَّ لَهُ عُذْراً وَأَنْتَ تَلُومُ بِهِ، اقْبَلْ مِنْ مُتَنَصِّل عُذْرَهُ فَتَنَالَكَ الشَّفَاعَةُ »(1)
بيان: (لَا تَصْرِمْ أَخَاكَ عَلَى اِرْتِيَابِ) أي لا تهجر أخاك بناءً على أُمور مشكوكة غير متيقَّنة. والاستعتاب هو طلب الإيضاح من الأخ بالعتب عليه لعلَّه يُوضّح لك ما لم يكن واضحاً. والمتنصِّل هو المعتذر الذي يلتمس رضاك بذكر الأعذار.
[2459/ 324] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَلِيِّ علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، مَنْ لَمْ
يَقْبَلِ الْعُذْرَ مِنْ مُتَنَصِّلِ صَادِقاً كَانَ أَوْ كَاذِباً لَمْ يَنَلْ شَفَاعَتِي »(2)
[ 325/2460] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ»، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «الَّذِينَ لَا يُقِيلُونَ الْعَشْرَةَ، وَلَا يَقْبَلُونَ المَعْذِرَةَ، وَلَا يَغْفِرُونَ الزَّلَةَ» (3).
[326/2461] قَالَ جَعْفَرِ الصَّادِقُ علیه السلام : «أَعْظِمُوا أَقْدَارَكُمْ بِالتَّغَافُلِ،
[
فَقَدْ قَالَ اللهُ عزّو جلّ: « عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ(3)» [التحريم: 3] »(4)
[ 327/2462] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
ص: 80
فَنَظَرَ إِلَيَّ بِوَجْهِ قَاطِبٍ، فَقُلْتُ: مَا الَّذِي غَيَّرَكَ لي؟ قَالَ: «الَّذِي غَيَّرَكَ لِإِخْوَانِكَ، بَلَغَنِي يَا إِسْحَاقُ أَنَّكَ أَقْعَدْتَ بِبَابِكَ بَوَّاباً يَرُدُّ عَنْكَ فُقَرَاءَ الشَّيعَةِ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي خِفْتُ الشُّهْرَةَ، فَقَالَ: «أَفَلَا خِفْتَ الْبَلِيَّةَ؟ أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ المُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا أَنْزَلَ اللهُ عزّو جلّ الرَّحْمَةَ عَلَيْهِمَا فَكَانَتْ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِأَشَدِّهِمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ، فَإِذَا تَوَافَقَا غَمَرَتْهُمَا الرَّحْمَةُ، فَإِذَا قَعَدَا يَتَحَدَّثَانِ قَالَ الْحْفَظَةٌ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ : اِعْتَزِلُوا بِنَا فَلَعَلَّ هُمَا سِرًّا وَقَدْ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا؟»، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ اللهُ عزّو جلّ يَقُولُ: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)» [ق: 18]؟ فَقَالَ:
ي«َا إِسْحَاقُ، إِنْ كَانَتِ الْخَفَظَةُ لَا تَسْمَعُ فَإِنَّ عَالِمَ السِّرِّ يَسْمَعُ وَيَرَى»(1).
[ 328/2463] عَنِ الْأَصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: دَخَلَ ضِرَارُ بْنُ ضَمْرَةَ النَّهْشَلِيُّ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ لَهُ: صِفْ لِي عَلِيًّا عَالِ، قَالَ: أَوَ تُعْفِينِي؟ فَقَالَ: لَا، بَلْ صِفْهُ لِي، فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا علیه السلام، كَانَ وَاللَّهُ فِينَا كَأَحَدِنَا، يُدْنِينَا إِذَا أَتَيْنَاهُ، وَيُجيبُنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ، وَيُقَرِّبُنَا إِذَا زُرْنَاهُ، لَا يُغْلَقُ لَهُ دُونَنَا بَابٌ، وَلَا يَحْجُبُنَا عَنْهُ حَاجِبٌ، وَنَحْنُ وَاللَّهُ مَعَ تَقْرِيبِهِ لَنَا وَقُرْبُهُ مِنَّا لَا نُكَلِّمُهُ هِيْبَتِهِ، وَلَا نَبْتَدِيهِ لِعَظَمَتِهِ، فَإِذَا تَبَسَّمَ فَعَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ المَنْظُومِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةٌ: زِدْنِي مِنْ صِفَتِهِ، فَقَالَ ضِرَارٌ: رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا، كَانَ وَالله طَوِيلَ السَّهَادِ، قَلِيلَ الرُّقَادِ، يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ، وَيَجُودُ لله بِمُهْجَتِهِ، وَيَبُوهُ إِلَيْهِ بِعَبْرَتِهِ، لَا تُغْلَقُ لَهُ اَلسُّتُورُ، وَلَا يَدَّخِرُ عَنَّا الْبُدُورَ، وَلَا يَسْتَلِينُ الاِتِّكَاءَ، وَلَا يَسْتَخْشِنُ الْجَفَاءَ، وَلَوْ رَأَيْتَهُ إِذْ مُثْلَ فِي مِحِرَابِهِ وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ، وَغَارَتْ نُجُومَهُ ، وَهُوَ قَابِضُ عَلَى الخِيَتِهِ يَتَمَلْمَل تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ، وَيَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ، وَهُوَ يَقُولُ: «يَا دُنْيَا، إِلَيَّ تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ
ص: 81
تَشَوَّقْتِ ؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ، أَبَنتُكِ ثَلَاثَاً لَا رَجْعَةَ لِي عَلَيْكِ، ثُمَّ وَادٍ وَاءٍ لِبُعْدِ اَلسَّفَرِ، وَقِلَّةِ الزَّادِ، وَخُشُونَةِ الطَّرِيقِ، قَالَ: فَبَكَى مُعَاوِيَةٌ وَقَالَ: حَسْبُكَ يَا ضِرَارُ ، كَذَلِكَ كَانَ وَاللَّهُ عَلِيُّ، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا اَلْحَسَنِ(1).
[329/2464] في وَصِيَّةِ اَلْمُفَضَّل : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام يَقُولُ: «لَا يَفْتَرِقُ رَجُلَانِ عَلَى الْهِجْرَانِ إِلَّا إِسْتَوْجَبَ أَحَدُهُمَا الْبَرَاءَةَ وَاللَّعْنَةَ، وَرُبَّمَا اسْتَحَقَّ ذَلِكَ كِلَاهُمَا، فَقَالَ لَهُ مُعَتِّبٌ: جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ، هَذَا الظَّالِمٍ، فَمَا بَالُ المَظْلُوم؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ لَا يَدْعُو أَخَاهُ إِلَى صِلَتِهِ، وَلَا يَتَغَامَسُ لَهُ عَنْ كَلَامِهِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِذَا تَنَازَعَ اِثْنَانِ فَعَاذَ أَحَدُهُمَا اَلْآخَرَ فَلْيَرْجِعِ الْمَظْلُومُ إِلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يَقُولَ لِصَاحِبِهِ: أَيْ أَخِي أَنَا الظَّالِمُ حَتَّى يَقْطَعَ الْهِجْرَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَاحِبِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تبَارَكَ وَتَعَالَى حَكَمٌ عَدْلٌ يَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالم»(2).
بيان :عازّ - بالتشديد - : تشاح معه وضايقه فيما يريد.
[330/2465] عَنْ أَبِي ذَرِّ فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَرِّ، إِيَّاكَ فَإِنَّ الْعَمَلَ لَا يُتَقَبَّلُ مَعَ الْهِجْرَانِ» (3).
وَالهِجْرَانَ لِأَخِيكَ الْمُؤْمِنِ
[331/2466] عَنِ المُعَلَّى بْن حُنَيْس قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
يَقُولُ: «قَالَ اللهُ عزّو جلّ: لِيَأْذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّي مَنْ أَذَلَّ عَبْدِي الْمُؤْمِنَ، وَلْيَأْمَنْ غَضَبِي مَنْ
أَكْرَمَ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ»(4).
ص: 82
[2467/ 332] عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم، عَنْ جَبْرَئِيلَ علیه السلام، قَالَ : قَالَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَمَا تَرَدَّدْتُ فِي شَيْءٍ أَنَا
فَاعِلُهُ مِثْلَ تَرَدُّدِي فِي قَبْضِ نَفْسٍ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ، وَمَا يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَبْتَهِلُ إِلَيَّ حَتَّى أُحِبَّهُ، وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ لَهُ سَمْعاً وَبَصَراً وَيَداً وَمَوْئِلاً ، إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ يُرِيدُ الْبَابَ مِنَ الْعِبَادَةِ فَأَكْفُهُ عَنْهُ لِئَلَّا يَدْخُلَهُ عُجْبٌ فَيُفْسِدَهُ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لَمْ يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إِلَّا بِالْفَقْرِ وَلَوْ أَغْنَيْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لَا يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إِلَّا بِالْغِنَى وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لَا يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إِلَّا بِالسُّقْمِ وَلَوْ صَصَّحْتُ جِسْمَهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ لَا يَصْلُحُ إِيمَانُهُ إِلَّا بِالصِّحَّةِ وَلَوْ أَسْقَمْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ، إِنِّي أُدَبِّرُ عِبَادِي بِعِلْمِي بِقُلُوبِهِمْ، فَإِنِّي عَلِيمٌ خبیر»(1).
[2468 / 333] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: مَنْ أَهَانَ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ فَقَدِ اسْتَقْبَلَنِي
بالمُحَارَبَةِ »(2).
[2469 / 334] عَنْ مُعَلَّى بْنِ حُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : قَالَ اللهُ عزّو جلّ: قَدْ نَابَذَنِي مَنْ أَذَلَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ »(3).
[ 2470 / 335] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «لَا تُحَقِّرُوا
ص: 83
فُقَرَاءَ شِيعَتِنَا، فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً مِنْهُمْ فَقِيراً وَاسْتَخَفَّ بِهِ حَقَّرَهُ اللهُ، وَلَمْ يَزَلْ مَاقِتاً لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ مَحَقَرَتِهِ»(1).
[336/2471] عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ لِنَفَرٍ عِنْدَهُ وَأَنَا حَاضِرٌ: مَا لَكُمْ تَسْتَخِفُونَ بِنَا؟»، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ فَقَالَ: مَعَاذْ لِوَجْهِ اللَّهُ أَنْ نَسْتَخِفَّ بِكَ أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ، فَقَالَ: «بَلَىٰ إِنَّكَ أَحَدُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِي، فَقَالَ: مَعَاذُ لِوَجْهِ اللَّه أَنْ أَسْتَخِفَّ بِكَ، فَقَالَ لَهُ: «وَيْحَكَ أَوَ لَمْ تَسْمَعْ فُلاناً وَنَحْنُ بِقُرْبِ اَلْجُحْفَةِ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ: احْمِلْنِي قَدْرَ مِيلٍ فَقَدْ وَاللَّهُ أَعْيَيْتُ، وَاللَّهُ مَا رَفَعْتَ بِهِ رَأْساً، وَلَقَدِ اسْتَخْفَفْتَ بِهِ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِمُؤْمِنٍ فينا اسْتَخَفَّ وَضَيَّعَ حُرْمَةَ الله عزّو جلّ»(2).
2472/ 337] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَسْتَخِفَّ بِأَخِيكَ
اَلْمُؤْمِنِ فَيَرْحَمَهُ اللهُ عزّو جلّ عِنْدَ اسْتِخْفَافِكَ وَيُغَيْرَ مَا بِكَ» (3).
[338/2473] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَا تَسْتَخْفُوا بِفُقَرَاءِ شِيعَةِ
عَليَّ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَشْفَعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ »(4).
[ 2474/ 339] قَوْلُهُ علیه السلام: «يَا إِسْحَاقُ، كَيْفَ تَصْنَعُ بِزَكَاةِ مَالِكَ؟»، قَالَ: يَأْتُونِي إِلَى المَنْزِلِ فَأَعْطِيهِمْ، فَقَالَ لِي: «مَا أَرَاكَ يَا إِسْحَاقُ إِلَّا قَدْ أَذْلَلْتَ الْمُؤْمِنَ، فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: مَنْ أَذَلَّ لي وَلِيًّا فَقَدْ أَرْصَدَنِي بِالمُحَارَبَةِ »(5) .
ص: 84
[340/2475] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى الْكُفْرِ أَنْ يُؤَاخِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَلَى الدِّينِ فَيُحْصِيَ عَلَيْهِ عَشَرَاتِهِ
وَزَلَّاتِهِ لِيُعَنِّفَهُ بِهَا يَوْماً مَا»(1).
[341/2476] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام: «مَنْ أَحْصَىٰ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ عَيْباً السلام
لِيَشِينَهُ بِهِ وَيَهْدِمَ مُرُوتَهُ فَقَدْ تَبَوَّءَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ »(2).
[ 342/2477] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ
عَيَّرَ مُؤْمِناً بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرْكَبَهُ»(3).
[2478/ 343] عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبْتَدِيهَا ، وَمَنْ عَيَّرَ مُسْلِماً بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ
حَتَّى يَرْكَبَهُ»(4).
[ 2479 / 344] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ: «لَا تَكُونَنَّ عَيَّاباً، وَلَا
تَطْلُبَنَّ لِكُلٍّ زَلَّةٍ عِتَاباً، وَلِكُلِّ ذَنْبٍ عِقاباً »(5) .
بیان: ولنعم ما قال الشاعر:
إذا كنتَ في كلِّ الأُمور معاتباً *** صديقك لن تلقى الذي لا تعاتُبُه
وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ضمئتَ وأيُّ الناس تصفو مشاربُهُ
ص: 85
[ 345/2480] قَالَ سُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقُلْتُ: عَلَّمْنِي خَيْراً يَنْفَعُنِيَ اللَّهُ بِهِ، قَالَ: «لَا تُحَقِّرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تَصُبَّ دَلْوَكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَأَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ، وَإِذَا أَدْبَرَ فَلَا تَغْتَابَهُ»(1).
[2481 / 346] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحَمِهِ مَعْصِيَةٌ، وَحُرْمَةٌ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ » (2).
[ 347/2482] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلَالٍ وَهُوَ يَأْكُلُ
لُحُومَ اَلنَّاسِ بِالْغِيبَةِ، اِجْتَنِبُوا الْغِيبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ» (3).
[348/2483] عَنْ أَبِي ذَرٍّ فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: «يَا أَبَا ذَر، وَإِيَّاكَ وَالْغِيبَةَ فَإِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا ذَاكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: «لِأَنَّ الرَّجُلَ يَزْنِي فَيَتُوبُ إِلَى الله فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَالْغِيبَةُ لَا تُغْفَرُ حَتَّى يَغْفِرَهَا صَاحِبُهَا » (4) .
[349/2484] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : أَرْوِي عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «وَاللَّهُ مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنَّهِ بِاللَّهِ، وَرَجَائِهِ مِنْهُ، وَحُسْنِ
خُلُقِهِ، وَالْكَفِّ عَنِ اِغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ »(5).
[350/2485] عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام، قَالَ: «وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلَيَّ علیه السلام أَنَّ
ص: 86
رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ : وَاللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنَّهِ بِاللهِ عزّو جلّ، وَالْكَفْ عَنِ اِغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِ، وَاللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعَذِّبُ اللهُ عزّو جلّ مُؤْمِناً بِعَذَابٍ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُ إِلَّا بِسُوءٍ ظَنَّهِ بِالله عزّو جلّ وَاغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ »(1).
[2486 / 351] عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يُؤْتَى بِأَحَدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، وَيُدْفَعُ إِلَيْهِ كِتَابُهُ، فَلَا يَرَىٰ حَسَنَاتِهِ، فَيَقُولُ: إِلهِي، لَيْسَ هَذَا كِتَابِي، فَإِنِّي لَا أَرَى فِيهَا طَاعَتِي، فَيُقَالُ: إِنَّ رَبَّكَ لَا يَضِلُّ وَلَا يَنْسى ذَهَبَ عَمَلُكَ بِاغْتِيَابِ النَّاسِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِآخَرَ وَيُدْفَعُ إِلَيْهِ كِتَابُهُ، فَيَرَىٰ فِيهِ طَاعَاتٍ كَثِيرَةً، فَيَقُولُ: إِهِي مَا هَذَا كِتَابِي فَإِنِّي مَا عَمِلْتُ هَذِهِ الطَّاعَاتِ، فَيَقُولُ: إِنَّ فُلاناً اِغْتَابَكَ فَدُفِعَتْ حَسَنَاتُهُ إِلَيْكَ »(2).
[352/2487] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنِ اِغْتَابَ مُؤْمِناً بِمَا فِيهِ لَمْ يَجْمَعِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا فِي الْجَنَّةِ أَبَداً ، وَمَنِ اِغْتَابَ مُؤْمِناً بِمَا لَيْسَ فِيهِ انْقَطَعَتِ الْعِصْمَةُ بَيْنَهُمَا، وَكَانَ اَلمُغْتَابُ فِي النَّارِ خَالِداً فِيهَا وَبِئْسَ المَصِيرُ »(3).
[2488/ 353] رُوِيَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ مُوسَى علیه السلام : «مَنْ مَاتَ تَائِباً مِنَ
الْغِيبَةِ فَهُوَ آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ مُصِراً عَلَيْهَا فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ
النَّارَ »(4).
[2489 / 354] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا رَأَتُهُ عَيْنَاهُ وَسَمِعَتْهُ أَذْنَاهُ فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ
ص: 87
الله عزّو جلّ: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (19)»
[النور: 19]»(1) .
[ 355/2490] عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سُئِلَ اَلنَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: مَا كَفَّارَةُ اَلاِغْتِيَابِ؟ قَالَ: تَسْتَغْفِرُ اللهَ لَمَنِ اغْتَبْتَهُ كُلَّمَا
ذَكَرْتَهُ » (2).
[356/2491] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَلِيِّ علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَاسْتَطَاعَ نَصْرَهُ فَلَمْ يَنْصُرْهُ خَذَلَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ»(3).
[2492 / 357] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ سَمِعَ الْغِيبَةَ وَلَمْ يُغَيَّرْ كَانَ كَمَنِ اغْتَابَ، وَمَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَانَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنَ
النَّارِ»(4).
[2493 / 358] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : أَرْوِي: « لا یَقْبَلُ الله عَمَلَ عَبْدِ وَ هُوَ بُضمِرُ فِي قَلْبِهِ عَلَی مُؤمِنٍ سُوءاً
(5).
ص: 88
[2494/ 359] عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «انْظُرْ قَلْبَكَ، فَإِذَا أَنْكَرَ
صَاحِبَكَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمَا قَدْ أَحْدَثَ (1).
[2495 / 360] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ نَظَرَ إِلَى مُؤْمِنٍ نَظْرَةً لِيُخِيفَهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ عزّو جلّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا
ظلّه» (2) .
[361/2496] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «لَا يَحِلُّ مُسْلِمٍ أَنْ
يُرَوِّعَ مُسْلِماً»(3).
[362/2497] مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُدْرِكِ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمِّي عَامِرِ بْنِ مُدْرِكِ عَلَى أَبي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ أَعَانَ
عَلَى مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ : آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه»(4).
[ 2498/ 363] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَا يُدْمِي دَماً فَيُدْفَعُ إِلَيْهِ شِبْهُ الْمِحْجَمَةِ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِ فُلَانٍ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ قَبَضْتَنِي وَمَا سَفَكْتُ دَماً، قَالَ: بَلَى سَمِعْتَ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ كَذَا وَكَذَا فَرَوَيْتَهَا عَنْهُ فَنُقِلَتْ عَنْهُ حَتَّى صَارَ إِلَى فُلَانٍ الْجَبَّارِ فَقَتَلَهُ عَلَيْهَا، فَهَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِهِ »(5).
ص: 89
[364/2499] عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیه السلام ، قَالَ: «حَسْبُ الْمُؤْمِنِ
مِنَ اللَّه نُصْرَةً أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْمَلُ بِمَعَاصِي الله عزّو جلّ »(1).
[ 2500 / 365] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام (فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمِائَةِ)، قَالَ: «لَا يَخْرُجُ
الرَّجُلُ فِي سَفَرٍ يَخَافُ فِيهِ عَلَى دِينِهِ وَصَلَاتِهِ»(2) .
[366/2501] عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «سَافِرُوا لا
تَصِحُوا ، سَافِرُوا تَغْنَمُوا»(3).
[ 2502/ 367] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
« إِذَا سَبَّبَ اللهُ عزّو جلّ لِلْعَبْدِ الرِّزْقَ فِي أَرْضِ جَعَلَ لَهُ فِيهَا حَاجَةٌ »(4)
[2503 / 368] فِي دِيوَانٍ يُنْسَبُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام:
تَغَرَّبْ عَنِ الْأَوْطَانِ فِي طَلَبِ الْعُلَى *** وَسَافِرْ فَفِي الْأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدَ
تَفَرُّجُ هَم وَاكْتِسَابُ مَعِيشَة *** وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةٌ مَاجِدٍ
فَإِنْ قِيلَ فِي الْأَسْفَارِ ذُلُّ وَعِنَةٌ *** وَقَطْعُ الْفَيَافِي وَارْتِكَابُ الشَّدَائِدِ
فَمَوْتُ الْفَتَى خَيْرٌ لَهُ مِنْ مَعَاشِهِ *** بِدَارِ هَوَانٍ بَيْنَ وَاشٍ وَحَاسِدٍ»(5).
[369/2504] عَنْ عَليَّ علیه السلام(فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِياثَةِ)، قَالَ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ
ص: 90
حَاجَةً فَلْيُبَكِّرْ فِي طَلَبِهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَلْيَقْرَأْ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ، وَآيَةَ الكُرْسِي، وَإِنَّا أَنزَلْنَاهُ، وَأَمَّ الْكِتَابِ، فَإِنَّ فِيهَا فَضَاءَ الحَوَائِج لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(1) .
[2505/ 370] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
تَصَدَّقُ وَأَخْرُجْ أَي يَوْمٍ شِنْتَ»(2).
[371/2506] رُوِيَ عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ أَنَّه قَالَ: كُنْتُ أَنْظُرُ فِي النُّجُومِ وَأَعْرِفُهَا وَأَعْرِفُ الطَّالِعَ فَيَدْخُلُنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «إِذَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَتَصَدَّقْ عَلَى أَوَّلِ مِسْكِينٍ ثُمَّ اِمْضِ فَإِنَّ
اللهَ عزّو جلّ يَدْفَعُ عَنْكَ »(3).
[2507 / 372] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا اِسْتَخْلَفَ رَجُلٌ عَلَى أَهْلِهِ خَلِيفَةً إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَفْضَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا عِنْدَ خُرُوجِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَدِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي وَأَمَانَتِي وَخَاتِمَةَ عَمَلي، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مُؤْمِنٌ إِلَّا أَعْطَاهُ
اللهُ مَا سَأَلَ » (4).
[2508 / 373] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا الا دَخَلْتَ مُدْخَلاً تَخَافُهُ فَاقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: « رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)» [الإسراء: 80]، وَإِذَا عَايَنْتَ الَّذِي تَخَافُهُ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيّ »(5) .
ص: 91
[2509 / 374] أَبُو مُوسَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ المَنْصُورِ، قَالَ: حَدَّثَنِي اَلْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَيِّدِنَا الصَّادِقِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَشْجَعُ السُّلَمِيُّ يَمْدَحُهُ، فَوَجَدَهُ عَلِيلاً، فَجَلَسَ وَأَمْسَكَ، فَقَالَ لَهُ سَيِّدُنَا الصَّادِقُ علیه السلام : عُدْ عَنِ الْعِلَّةِ، وَاذْكُرْ مَا جِئْتَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ:
أَلْبَسَكَ اللهُ مِنْهُ عَافِيَةٌ *** فِي نَوْمِكَ اَلْمُعْتَرِي وَفِي أَرَقِكَ
يُخْرِجُ مِنْ جِسْمِكَ السِّقَامَ كَمَا *** أَخْرَجَ ذُل السُّوَالِ مِنْ عُنُقِكَ
فَقَالَ: يَا غُلَامُ، أَيْشٍ مَعَكَ؟ قَالَ: أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: أَعْطِهَا لِلْأَشْجَعِ»، قَالَ: «فَأَخَذَهَا وَشَكَرَ وَوَلَّى، فَقَالَ: رُدُّوهُ، فَقَالَ: يَا سَيِّدِي، سَأَلْتُ فَأَعْطَيْتَ وَأَغْنَيْتَ، فَلِمَ رَدَدْتَنِي؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ آبَائِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ : خَيْرُ الْعَطَاءِ مَا أَبْقَى نِعْمَةٌ بَاقِيَةٌ، وَإِنَّ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ لَا يُبْقِي لَكَ نِعْمَةٌ بَاقِيَةً، وَهَذَا خَاتَمي فَإِنْ أُعْطِيتَ بِهِ عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَإِلَّا فَعُدْ إِلَيَّ وَقْتَ كَذَا وَكَذَا أُوفِكَ إِيَّاهَا، قَالَ: يَا سَيِّدِي، قَدْ أَغْنَيْتَنِي، وَأَنَا كَثِيرُ الْأَسْفَارِ، وَأَحْصُلُ فِي المَوَاضِع الْمُفْزِعَةِ، فَتُعَلَّمُنِي مَا آمَنُ بِهِ عَلَى نَفْسِي، قَالَ: فَإِذَا خِفْتَ أَمْراً فَاتْرُكْ يَمِينَكَ عَلَى أُمَّ رَأْسِكَ وَاقْرَأْ بِرَفِيعِ صَوْتِكَ : «أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)» [آل عمران: 83]، قَالَ الْأَشْجَعُ: فَحَصَلْتُ فِي دَارٍ تَعْبَتُ فِيهِ الْجِنُّ، فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُولُ: خُذُوهُ، فَقَرَأْتُهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ نَأْخُذُهُ وَقَدِ احْتَجَزَ بِآيَةٍ طَيِّبة ؟»(1).
ص: 92
[2510 / 375] عَنْ دَاوُدَ الرَّفَّيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام، قَالَ: «مَنْ كَانَ فِي سَفَرٍ فَخَافَ اللُّصُوصَ وَالسَّبُعَ فَلْيَكْتُبْ عَلَى عُرْفِ دَابَّتِهِ: « لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)» [طه: 77]، فَإِنَّهُ يَأْمَنُ بِإِذْنِ اللَّهِ عزّو جلّ»، قَالَ دَاوُدُ الرَّقِّيُّ: فَحَجَجْتُ، فَلَمَّا كُنَّا بِالْبَادِيَةِ جَاءَ قَوْمٌ مِنَ الْأَعْرَابِ فَقَطَعُوا عَلَى الْقَافِلَةِ وَأَنَا فِيهِمْ، فَكَتَبْتُ عَلَى عُرْفِ جَمَلِي: لَا تَخَافُ دَرَكَاً وَلَا تَخْشَى ، فَوَالَّذِي بَعَثَ محمَّداً صلی الله علیه و آله وسلم بالنُّبُوَّةِ وَخَصَّهُ بِالرِّسَالَةِ وَشَرَفَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام بِالْإِمَامَةِ مَا نَازَعَنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَعْمَاهُمُ اللهُ عَنِّي (1).
[376/2511] رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام، قَالَ: «كَانَ ابی علیه السلام
يَكْرَهُ الرُّكُوبَ فِي الْبَحْرِ لِلتَّجَارَةِ»(2) .
[2512 / 377] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام : «يَقُولُ لِلسَّلَامَةِ مِنَ الْبَحْرِ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ
حَقَّ قَدْرِهِ، بِسْم الله تَجَرَاهَا وَمُرْسَاهَا، وَالْأَرضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، اَللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَرْكَبِنَا، وَأَحْسِنْ مَسِيرَنَا، وَعَافِنَا مِنْ بَحْرِنَا». ومما جُرِّب لسكون البحر أنْ يُرمى فيه شيئاً من تربة الحسين علیه السلام، ومما يُكتب للأمان من البحر قوله تعالى في لقمان:«أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31)»[لقمان: 31] في تسع أوراق وتُرمى إلى البحر إلى
الشرف واحدة بعد واحدة (3).
[2513 / 378] لَمَّا شَيَّعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَبا ذَرِّ (رَحْمَةُ الله عَلَيْهِ) شَيَّعَهُ
ص: 93
اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهما السلام وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّه بْنُ جَعْفَرٍ وَعَمارُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «وَدَّعُوا أَخَاكُمْ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِلشَّاخِصِ أَنْ يَمْضِيَ وَلِلْمُشَيِّع
مِنْ أَنْ يَرْجِعَ، فَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى حِيَالِهِ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيَّ علیهما السلام: «رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا ذَرِّ ، إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا امْتَهَنُوكَ بِالْبَلَاءِ لِأَنَّكَ مَنَعْتَهُمْ دِينَكَ فَمَنَعُوكَ دُنْيَاهُمْ، فَما أَحْوَجَكَ غَداً إِلَى مَا مَنَعْتَهُمْ وَأَغْنَاكَ عَمَّا مَنَعُوكَ»، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ فَمَا لِي شَجَنٌ فِي الدُّنْيَا غَيْرُكُمْ، إِنِّي إِذَا ذَكَرْتُكُمْ ذَكَرْتُ بكُمْ جَدَّكُمْ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم(1).
[379/2514] عَنْ أَبِي جَهْضَمِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا أَخْرَجَ عُثْمَانُ أَبَا ذَرِّ الْغِفَارِيَّ رحمه الله مِنَ المَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ كَانَ يَقُومُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَيَعِظُ النَّاسَ ...، إلى أن قال: وَتَقَدَّمَ أَنْ لَا يُشَيِّعَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ لِيَتَهُ بِدُمُوعِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَهَكَذَا يُصْنَعُ بِصَاحِبِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»، ثُمَّ نَهَضَ وَمَعَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهما السلام وَعَبْدُ الله بْنُ الْعَبَّاسِ وَالْفَضْلُ وَقُتَمُ وَعُبَيْدُ الله حَتَّى حَقُوا أَبَا ذَرٍّ فَشَيَّعُوهُ ، فَلَمَّا بَصْرَ بِهِمْ أَبو ذَرِّ رحمه الله حَنَّ إِلَيْهِمْ وَبَكَى عَلَيْهِمْ وَقَالَ: بِأَبِي وُجُوهُ إِذَا رَأَيْتُهَا ذَكَرْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهُ صلی الله علیه و آله وسلم وَشَمَلَتْنِي الْبَرَكَةُ بِرُؤْيَتِهَا، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمْ وَلَوْ قُطِّعْتُ إِرْباً إِرْباً فِي مَحَبَّتِهِمْ مَا زُلْتُ عَنْهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ، فَارْجِعُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ، وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُخْلِفَنِي فِيكُمْ أَحْسَنَ الْخِلَافَةِ، فَوَدَّعَهُ الْقَوْمُ وَرَجَعُوا وَهُمْ يَبْكُونَ عَلَى فِرَاقِهِ (2) .
ص: 94
[2515 / 380] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَمَا يَسْتَحْيِي أَحَدُكُمْ أَنْ
يُغَنِّيَ عَلَى دَابَّتِهِ وَهِيَ تُسَبِّحُ ؟ »(1) .
[2516 / 381] كَانَ فِي وَصِيَّةِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم العَلِيِّ علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، إِذَا لِعَلِيُّ أَرَدْتَ مَدِينَةٌ أَوْ قَرْيَةً فَقُلْ حِينَ تُعَايِنُهَا: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، اَللَّهُمَّ حَبّيْنَا إِلَى أَهْلِهَا، وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا» (2).
[382/2517] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَليِّ علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، إِذَا نَزَلْتَ مَنْزِلاً
فَقُلِ : اَللَّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ، تُرْزَقُ خَيْرَهُ، وَيُدْفَعْ عَنْكَ شرَّه» (3).
[2518 / 383] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا اصْطَحَبَ إِثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهُ عزَّ و جلَّ أَرْفَقَهُمَا
بِصَاحِبِهِ»(4).
[2519 / 384] عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِسْمَاعُ
اَلْأَصَمَّ مِنْ غَيْرِ تَضَجُرٍ صَدَقَةٌ هَنِيئَةٌ»(5).
ص: 95
[2520/ 385] رَوَىٰ إِسْحَاقُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: كَانَ
يَقُولُ: «اِصْحَبْ مَنْ تَتَزَيَّنُ بِهِ، وَلَا تَصْحَبْ مَنْ يَتَزَيَّنُ بِكَ »(1) .
[2521 / 386] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لَا يَرَى
لَكَ مِثْلَ الَّذِي يَرَى لِنَفْسِهِ» (2).
[2522 / 387] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَم عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ
لِلرَّجُل أَنْ يَصْحَبَ مَنْ يَتَفَضَّلُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «اِصْحَبْ مِثْلَكَ»(3).
[2523/ 388] عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى مَكَّةَ نَيْفٌ وَعِشْرُونَ رَجُلاً، فَكُنْتُ أَذْبَحُ لَهُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ شَاةً، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ لِي: «يَا حُسَيْنُ، وَتُذِلُّ الْمُؤْمِنِينَ؟»، قُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تَذْبَحُ هُمْ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ شَاةً»، قُلْتُ: مَا أَرَدْتُ إِلَّا اللَّهَ، فَقَالَ: «أَمَا كُنْتَ تَرَى أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَ فِعْلَكَ فَلَا يَبْلُغُ مَقْدُرَتُهُ ذَلِكَ فَتَقَاصَرُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ؟»، فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَلَا أَعُودُ»(4).
[2524/ 389] عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَلَبِي، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَن اَلْقَوْمِ يَصْطَحِبُونَ فَيَكُونُ فِيهِمُ المُوسِرُ وَغَيْرُهُ، أَيَنْفِقُ عَلَيْهِمُ الْمُوسِرُ؟ قَالَ: «إِنْ طَابَتْ بِذَلِكَ أَنْفُسُهُمْ فَلَا بَأْسَ بِهِ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَطِبْ أَنْفُسُهُمْ؟ قَالَ: «يَصِيرُ
مَعَهُمْ يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ»(5).
ص: 96
[2525 / 390] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مِنْ سُنَّةِ السَّفَرِ إِذَا خَرَجَ الْقَوْمُ
وَكَانُوا رُفَقَاءَ أَنْ يُخْرِجُوا نَفَقَاتِهِمْ جَمِيعاً فَيَجْمَعُوهَا وَيُنْفِقُوا مِنْهَا مَعاً فَإِنَّ ذَلِكَ أَطْيَبُ لِأَنْفُسِهِمْ وَأَحْسَنُ لِذَاتِ بَيْنِهِمْ»(1).
[391/2526] عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ صَحِبَ أَخَاهُ
اَلْمُؤْمِنَ فِي طَرِيقِ فَتَقَدَّمَهُ فِيهِ بِقَدْرِ مَا يَغِيبُ عَنْهُ بَصَرُهُ فَقَدْ أَشَاطَ بِدَمِهِ وَأَعَانَ عَلَيْهِ»(2).
[2527/ 392] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مَنْ أَعَانَ مُؤْمِناً مُسَافِراً نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ ثَلاثاً وَسَبْعِينَ كُرْبَةً، وَأَجَارَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنَ الْغَمِّ وَأَهُمْ، وَنَفَّسَ عَنْهُ كَرْبَهُ الْعَظِيمَ يَوْمَ يَغُصُّ النَّاسُ بِأَنْفَاسِهِمْ »(3) .
[ 2528/ 393] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیهما السلام ، قَالَ: «كَانَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام يُسَافِرُ إِلَّا مَعَ رِفْقَةٍ لَا يَعْرِفُونَهُ، وَيَشْتَرِطُ عَلَيْهِ
أَنْ يَكُونَ مِنْ خَدَمِ الرِّفْقَةِ فِيمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، فَسَافَرَ مَرَّةً مَعَ قَوْمٍ، فَرَآهُ رَجُلٌ فَعَرَفَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لَا ، قَالَ : هَذَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام ، فَوَثَبُوا فَقَبَّلُوا يَدَهُ
السلام وَرِجْلَهُ، وَقَالُوا: يَا ابْنَ رَسُولِ الله أَرَدْتَ أَنْ تُصْلِيَنَا نَارَ جَهَنَّمَ لَوْ بَدَرَتْ مِنَّا إِلَيْكَ يَدٌ أَوْ لِسَانُ أَمَا كُنَّا قَدْ هَلَكْنَا آخِرَ الدَّهْرِ؟ فَمَا الَّذِي يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ قَدْ سَافَرْتُ مَرَّةً مَعَ قَوْمٍ يَعْرِفُونَنِي، فَأَعْطَوْنِي بِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم مَا لَا أَسْتَحِقُ بِهِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُعْطُونِي مِثْلُ ذَلِكَ، فَصَارَ كِتْمَانُ أَمْرِي أَحَبَّ إِلَيَّ »(4).
ص: 97
[2529 / 394] رُوِيَ أَنَّ رِفْقَةً كَانُوا فِي السَّفَرِ، فَلَمَّا قَدِمُوا قَالُوا: يَا رَسُولَ
الله، مَا رَأَيْنَا أَفْضَلَ مِنْ فُلَانٍ كَانَ يَصُومُ النَّهَارَ ، فَإِذَا نَزَلْنَا قَامَ يُصَلِّي حَتَّى نَرْحَلَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ كَانَ يُمَهِّدُ لَهُ وَيَكْفِيهِ وَيَعْمَلُ لَهُ؟»، فَقَالُوا: نَحْنُ،
قَالَ: كُلُّكُمْ أَفْضَلُ مِنْه»(1).
[395/2530] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : لَيْسَ مِنَ المُروَةِ أَنْ يُحَدِّثَ اَلرَّجُلُ بِمَا
يَلْقَى فِي السَّفَرِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرِّ » (2) .
[396/2531] قَالَ عَليٌّ علیه السلام : «قَدْرُ الرَّجُل عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى
قَدْرِ مُرُوءَتِهِ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنفَتِهِ، وَعِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ »(3).
[2532/ 397] رُوِيَ عَنِ الْكَاظِم علیه السلام فِي وَصِيَّتِهِ هِشَامٍ: «يَا هِشَامُ، لَا
دِينَ لَنْ لَا مُرُوءَةَ لَهُ، وَلَا مُرُوءَةَ لَنْ لَا عَقْلَ لَهُ »(4) .
[ 398/2533] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْكَمِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ
جَعْفَرٍ علیهما السلام(في حديث طويل): «اِسْتِثْمَارُ المَالِ تَمامُ الْمُرُوءَةِ »(5) .
[399/2534] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : اِجْعَلُوا لِأَنْفُسِكُمْ حَظًّا مِنَ الدُّنْيَا بِإِعْطَائِهَا مَا تَشْتَهِي مِنَ اَحْلَالِ مَا لَمْ تَثْلِمْ الْمُرُوءَةَ وَلَا سَرَفَ فِيهِ، وَاسْتَعِينُوا
ص: 98
بِذَلِكَ عَلَى أُمُورِ الدِّينِ، فَإِنَّهُ نَرْوِي: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لِدِينِهِ وَدِينَهُ
لِدُنْيَاهُ » (1) .
[ 2535 / 400] يُرْوَى أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلصَّادِقِ علیه السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ الله،
فِيمَ اَلْمُرُوءَةُ ؟ فَقَالَ: «أَلَّا يَرَاكَ حَيْثُ نَهَاكَ، وَلَا يَفْقِدَكَ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكَ »(2).
[401/2536] عَنِ اَهْيْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «اَلْمُرُوءَةُ مُرُوءَتَانِ : مُرُوءَةُ اَلحَضَرِ وَمُرُوءةُ السَّفَرِ، فَأَمَّا مُرُوءَةُ الْحَضَرِ فَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَحُضُورُ المَسَاجِدِ، وَصُحْبَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ، وَاَلنَّظَرُ فِي اَلْفِقْهِ، وَأَمَّا مُرُوءَةُ اَلسَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ، وَالْمِزَاحُ فِي غَيْرِ مَا يُسْخِطُ اللهَ، وَقِلَّةُ اَلْخِلَافِ عَلَى مَنْ صَحِبَكَ، وَتَرْكُ الرِّوَايَةِ عَلَيْهِمْ إِذَا أَنْتَ
فَارَقْتَهُمْ »(3).
[ 402/2537] عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ علیه السلام عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ الْمُرُوءَةَ ، فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتُمْ؟ أَنَسِيتُمْ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ؟»، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَيِّ مَوْضِع؟ قَالَ: «فِي قَوْلِهِ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (90)»[النحل: 90] فَالْعَدْلُ الْإِنْصَافُ، وَالْإِحْسَانُ التَّفَضُلُ »(4)
[403/2538] قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لِبَعْضِ شِيعَتِهِ وَقَدْ أَرَادَ سَفَراً، فَقَالَ لَهُ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: «لَا تَسِيرَنَّ شِبْراً وَأَنْتَ حَافٍ، وَلَا تَنْزِلَنَّ عَنْ دَابَّتِكَ لَيْلاً إِلَّا وَرِجْلَاكَ فِي خُفٌ، وَلَا تَبُولَنَّ فِي نَفَقٍ، وَلَا تَذُوقَنَّ بَقْلَةٌ وَلَا تَشَمَّهَا حَتَّىٰ تَعْلَمَ مَا
ص: 99
هِيَ، وَلَا تَشْرَبْ مِنْ سِقَاءٍ حَتَّى تَعْرِفَ مَا فِيهِ، وَلَا تَسِيرَنَّ إِلَّا مَعَ مَنْ تَعْرِفُ،
وَاحْذَرْ مَنْ لَا تَعْرِفُ »(1).
[ 404/2539] عَنْ يَحْيَى طَلْحَةَ النَّهْدِي، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ
الله علیه السلام : «سِيرُوا وَإِنْسَلُّوا فَإِنَّهُ أَخَفٌ عَلَيْكُمْ»(2) .
بیان: النسل هو الهرولة.
[405/2540] عَنِ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، عَنْ أَبِيهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم رَأَى قَوْماً قَدْ جَهَدَهُمُ المَشْيُ ، فَقَالَ: «أَخْبُبُوا اِنْسِلُوا»، فَفَعَلُوا،
فَذَهَبَ عَنْهُمُ الْإِعْيَاءُ (3).
بيان: الخبب هو المشي السريع.
[406/2541] عَنْ عَليَّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَاةً، فَطَالَ السَّفَرُ وَأَجْهَدَ ذَلِكَ الْمُشَاةَ، فَصَفُّوا يَوْماً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا مَرَّ عَلَيْهِمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، طَالَ عَلَيْنَا السَّيْرُ، وَبَعُدَتْ عَلَيْنَا الشُّقَّةُ، وَأَجْهَدَنَا المَشْيُّ، فَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرِ وَرَغَبَهُمْ فِي الثَّوَابِ، وَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالنَّسَلَانِ يَعْنِي اَهْرْوَلَةَ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ عَنْكُمْ كَثِيراً مِمَّا تَجِدُونَ، فَفَعَلُوا ، فَذَهَبَ عَنْهُمْ كَثِيرٌ مِمَّا وَجَدُوهُ »(4).
[ 407/2542] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام ، قَالَ:
سُرْعَةُ المَشْيِ تَذْهَبُ بِبَهَاءِ الْمُؤْمِنِ»(5).
ص: 100
[408/2543] في فضل نسب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وحليته عن أمير المؤمنين، وابن عبّاس وأبي هريرة، وجابر بن سمرة، وهند ابن أبي هالة أنَّه كان علیه السلام فخماً....، إلى أن قال: يَخْطُو تَكَفُواً، وَيَمْشِي أَهْوَيْنَا، يَبْدُرُ الْقَوْمَ إِذَا سَارَعَ إِلَى خَيْرٍ، وَإِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ(1).
[ 409/2544] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّوا كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صلی الله علیه و آله وسلم»(2).
[410/2545] أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام يَمْشِي
مِشْيَةٌ كَأَنَّ عَلَى رَأْسِهِ الطَّيْرُ، لَا يَسْبِقُ يَمِينُهُ شِمَالَهُ »(3).
[411/2546] عَنْ عَمْرِو بْنِ جُميعِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي
الله، المُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ كَانَ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ»، والمطيطاء التبختر ومد
اليدين في المشي(4).
[412/2547] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ الَمَجْنُونَ حَقَّ المَجْنُونِ الْمُتَبَخْتِرُ فِي مِشْيَتِهِ»(5).
[ 413/2548] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا ضَلَلْتَ عَنِ
الطَّرِيقِ فَنَادِ: يَا صَالِحُ، أَوْ يَا أَبَا صَالِحٍ، أَرْشِدُونَا إِلَى الطَّرِيقِ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ »(6).
[ 414/2549] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِمِائَةِ)، قَالَ: «وَمَنْ ضَلَّ السلام مِنْكُمْ فِي سَفَرٍ أَوْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ فَلْيُنَادِ: يَا صَالِحُ أَغِثْنِي، فَإِنَّ فِي إِخْوَانِكُمْ مِنَ
ص: 101
الجنَّ جِنِّيّاً يُسَمَّى صَالِحاً يَسِيحُ فِي الْبِلَادِ مَكَانِكُمْ، مُحْتَسِباً نَفْسَهُ لَكُمْ، فَإِذَا سَمِعَ اَلصَّوْتَ أَجَابَ وَأَرْشَدَ الضَّالَّ مِنْكُمْ، وَحَبَسَ دَابَّتَهُ »(1).
[415/2550] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله
: «عَلَيْكُمْ بِالسَّفَرِ بِاللَّيْلِ ، فَإِنَّ اَلْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ »(2).
[2551/ 416] عَنْ عَليَّ علیه السلام، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْيَمَنِ، وَهُوَ يُوصِينِي: يَا عَلِيُّ ، مَا حَارَ مَنِ اسْتَخَارَ، وَلَا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ . يَا عَلِيُّ، عَلَيْكَ بِالدَّلْجْةِ ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ. يَا عَلِيُّ، أَغْدُ عَلَى اِسْمِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى بَارَكَ لِأُمَّتِي فِي بُكُوَرِهَا » (3).
فَقَالَ
[2552/ 417] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام يَقُولُ: «سِيرُوا الْبَرْدَيْن»، قُلْتُ: إِنَّا نَتَخَوَّفُ مِنَ اهْوَامٌ، فَقَالَ: «إِنْ أَصَابَكُمْ شَيْءٌ فَهُوَ
خَيْرٌ لَكُمْ مَعَ أَنَّكُمْ مَضْمُونُونَ »(4).
بيان :البردان: أوَّل الصبح، وآخر الليل.
[2553 / 418] قَالَ عَلِىٌّ علیه السلام: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «لَا تَنْزِلُوا الْأَوْدِيَةَ
فَإِنَّها مَأْوَى السباع والخيَّاتِ»(5).
[419/2554] قَالَ علیه السلام : «اَلسَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ
سَفَرَهُ فَلْيُسْرِع الْإِيَابَ إِلَى أَهْلِهِ»(6).
ص: 102
[2555 / 420] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، قَالَ: «إِذَا سَافَرَ أَحَدُكُمْ فَقَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ بِمَا تَيَسَّرَ وَلَوْ بِحَجَرٍ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ )كَانَ إِذَا ضَاقَ أَتَى قَوْمَهُ، وَأَنَّهُ ضَاقَ ضَيْقَةٌ فَأَتَى قَوْمَهُ، فَوَافَقَ مِنْهُمْ أَزْمَةً، فَرَجَعَ كَمَا ذَهَبَ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ مَنْزِلِهِ نَزَلَ عَنْ حِمَارِهِ فَمَلَأَ خُرْجَهُ رَمْلاً إِرَادَةَ أَنْ يُسَكِّنُ بِهِ مِنْ زَوْجَتِهِ سَارَةَ ، فَلَمَّا دَخَلَ مَنْزِلَهُ حَطَّ اَلْخُرْجَ عَنِ الْحِمَارِ وَافْتَتَحَ الصَّلَاةَ، فَجَاءَتْ سَارَةٌ فَانْفَتَحَتِ اَلْخُرْجَ فَوَجَدَتْهُ مَمْلُوا دَقِيقاً، فَاعْتَجَنَتْ مِنْهُ وَاخْتَبَزَتْ، ثُمَّ قَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ : اِنْفَتِلْ مِنْ صَلَاتِكَ فَكُلْ، فَقَالَ لَهَا: أَنَّى لَكِ هَذَا؟ قَالَتْ: مِنَ الدَّقِيقِ الَّذِي فِي الْخُرْجِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الخَلِيلُ»(1).
[421/2556] عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام : إِنَّ النَّاسَ رَوَوْا أَنَّ رَسُولَ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ إِذَا أَخَذَ فِي طَرِيقِ رَجَعَ فِي غَيْرِهِ، فَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ، :قَالَ: فَقَالَ: «نَعَمْ وَأَنَا أَفْعَلُهُ كَثِيراً فَافْعَلْهُ»، ثُمَّ قَالَ لِي: «أَمَا إِنَّهُ أَرْزَقُ لَكَ»(2)
[422/2557] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : أَرْوِي أَنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ يَزِيدُ فِي الْبَدَنِ لَكَانَ الْعَمْزُ يَزِيدُ، وَاللَّيْنُ مِنَ الشَّيَابِ، وَكَذَلِكَ الطَّيبُ، وَدُخُولُ اَلحَمامِ، وَلَوْ غُمِزَ
اَلَمَيِّتُ فَعَاشَ لَمَا أَنْكَرْتُ ذَلِكَ » (3).
بیان :غمز البدن هو ما يُصطلَح عليه هذه الأيَّام بالتدليك.
ص: 103
[423/2558] عَنِ الْأَصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مَا
مَنَعَكَ مِنَ الْخِضَاب وَقَدِ اِخْتَضَبَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟ قَالَ: «أَنْتَظِرُ أَشْقَاهَا أَنْ
يَخْضِبَ لِيَتِي مِنْ دَمِ رَأْسِي بِعَهْدِ مَعْهُودٍ أَخْبَرَنِي بِهِ حَبِيبِي رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم»(1).
[ 2559 / 424] عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَى الْوَرَّاقِ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام.
قَالَ: «دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فَرَأَوْهُ مُختصِباً بِالسَّوَادِ، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ النِّسَاء،
وَأَنَا أَتَصَنَّعُ لَهُنَّ»(2)
[ 2560/ 425] وَكَانَ الْحُسَيْنُ علیه السلام يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَقُتِلَ
وَقَدْ نَصَلَ اَلْخِضَابُ مِنْ عَارِضَيْهِ (3)
[426/2561] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: قَالَ
أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «قُتِلَ اَلْحُسَيْنُ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) وَهُوَ مُخْتَضِبٌ بِالْوَسِمَةِ» (4).
25621 / 427] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى مَوْلَى آلِ سَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «يُعْتَبَرُ عَقْلُ الرَّجُلِ فِي ثَلَاثٍ فِي طُولِ لِحْيَتِهِ، وَفِي نَقْشٍ خَاتَمِهِ، وَفِي كُنْيَتِهِ(5)
[428/2563] عَنْ سُفْيَانَ بْن اَلسِّمْطِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : الثَّوْبُ النَّقِيُّ يَكْبِتُ الْعَدُوَّ ، وَالدُّهْنُ يَذْهَبُ بِالْبُؤْسِ، وَالمَشْطُ لِلرَّأْسِ يَذْهَبُ
ص: 104
بِالْوَبَاءِ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْوَبَاءُ؟ قَالَ: «اَلحُمَّى، وَالمَشْطُ لِلحْيَةِ يَشُدُّ
اَلْأَضرَاسَ » (1).
[429/2564] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يُرَجِّلُ شَعْرَهُ، وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يُرَجِّلُ شَعْرَهُ بِالمَاءِ وَيَقُولُ: كَفَىٰ بِالْمَاءِ لِلْمُؤْمِنِ طیباً»(2).
[2565 / 430] وَكَانَ صلی الله علیه و آله وسلم يَتَمَشَّطُ، وَيُرَجِّلُ رَأْسَهُ بالمِدْرَى، وَتُرَجِّلُهُ نِسَاؤُهُ، وَتَتَفَقَّدُ نِسَاؤُهُ تَسْرِيحَهُ إِذَا سَرَّحَ رَأْسَهُ وَلِحِيْتَهُ، فَيَأْخُذْنَ المُشَاطَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ الشَّعْرَ الَّذِي فِي أَيْدِي النَّاسِ مِنْ تِلْكَ المُشَاطَاتِ ، فَأَمَّا مَا خُلِقَ فِي عُمْرَتِهِ وَحِجَّتِهِ فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ علیه السلام كَانَ يَنْزِلُ فَيَأْخُذُهُ فَيَعْرُجُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَلَرُبَّما سَرَّحَ لِحْيَتَهُ فِي اَلْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ»(3).
[2566 / 431] عَنْ يُونُسَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي اَحْسَنِ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ)، قَالَ: «إِذَا سَرَّحْتَ رَأْسَكَ وَلِيَتَكَ فَأَمِرَّ الْمُشْطَ عَلَى صَدْرِكَ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ باهم وَالْوَبَاءِ»(4).
[ 432/2567] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: تَهَيَّةَ الرِّضَا علیه السلام يَوْماً لِلرُّكُوبِ إِلَى بَابِ المَأْمُونِ، وَكُنْتُ فِي حَرَسِهِ ، فَدَعَا بِالمُشْطِ وَجَعَلَ يَمْشُطُ ، ثُمَّ قَالَ: «يَا سُلَيْمَانُ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَمَرَّ الْمُشْطَ عَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَصَدْرِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ لَمْ يُقَارِبُهُ دَاءٌ أَبَداً »(5).
ص: 105
[2568/ 433] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّمَا قُصَّ
اَلْأَطْفَارُ لِأَنَّهَا مَقِيلُ الشَّيْطَانِ، وَمِنْهُ يَكُونُ النِّسْيَانُ »(1).
[2569 / 435] عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ أَسْتَرَ وَأَخْفَى مَا يُسَلِّطُ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَنْ صَارَ أَنْ يَسْكُنَ تَحْتَ الْأَظافِيرِ »(2).
[ 435/2570] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «تَقْلِيمُ اَلْأَظْفَارِ يَمْنَعُ الدَّاءَ اَلْأَعْظَمَ، وَيُدِرُّ اَلرِّزْقَ»(3).
[436/2571] قَالَ مُوسَى بْنُ بَكْرٍ لِلصَّادِقِ علیه السلام : إِنَّ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: إِنَّمَا أَخْذُ الشَّارِبِ وَالْأَطْفَارِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ خُذْهَا إِنْ شِئْتَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَإِنْ شِئْتَ فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ ، وَقَالَ علیه السلام : «قُصَّهَا إِذَا طَالَتْ»(4).
[437/2572] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام، قَالَ: «أَرْبَعَةٌ مِنَ الْوَسْوَاسِ : أَكْلُ الطِّينِ، وَفَتُ الطِّينِ، وَتَقْلِيمُ الْأَطْفَارِ بِالْأَسْنَانِ،
وَأَكْلُ اللَّحْيَةِ»(5).
[2573 /438] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلنُّشْرَةُ فِي عَشَرَةِ أَشْيَاءَ: اَلمَشْيِ، وَالرُّكُوبِ، وَالِارْتِمَاسِ فِي المَاءِ، وَالنَّظَرِ إِلَىٰ
ص: 106
اَلْخُضْرَةِ، وَالْأَكْلِ، وَالشُّرْبِ، وَالنَّظَرِ إِلَى المَرْأَةِ اَلْحَسْنَاءِ، وَالْمَاعِ، وَالسِّوَاكِ،
وَمُحَادَثَةِ الرِّجَالِ»(1).
[2574/ 439] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَلِيّ علیه السلام : «يَا عَلِيُّ، عَلَيْكَ بِالسِّوَاكِ فَإِنَّ السِّوَاكَ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، وَمَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، وَجَلَاةٌ لِلْعَيْنِ، وَالخِلَالُ يُحَبِّبُكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى بِرِيحٍ فَمِ مَنْ لَا يَتَخَلَّلُ بَعْدَ
اَالطَّعَامِ » (2).
[2575 / 440] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «لَمَّا دَخَلَ النَّاسُ فِي الدِّينِ أَفْوَاجاً أَتَتْهُمُ الْأَزْدُ أَرَقَهَا قُلُوباً وَأَعْذَبَهَا أَفْوَاهِاً، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله هَذَا أَرَقُهَا قُلُوباً عَرَفْنَاهُ، فَلِمَ صَارَتْ أَعْذَبَهَا أَفْوَاهَا؟ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَسْتَاكُ
في الْجَاهِلِيَّةِ »(3).
[441/2576] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقُ الْقُرْآنِ
فَطَهَّرُوهَا بِالسِّوَاكِ»(4).
[ 2577 / 442 ]عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم :
أَفْوَاهُكُمْ طَرِيقٌ مِنْ طُرُقِ رَبِّكُمْ، فَأَحَبُّهَا إِلَى اللَّه أَطْيَبُهَا رِيحاً، فَطَيِّبُوهَا بِمَا قَدَرْتُمْ
عَلَيْه » (5) .
[2578 / 443] عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَمَاكٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
ص: 107
«إِذَا قُمْتَ بِاللَّيْلِ فَاسْتَكْ فَإِنَّ المَلَكَ يَأْتِيكَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى فِيكَ، وَلَيْسَ مِنْ حَرْفٍ تَتْلُوهُ وَتَنْطِقُ بِهِ إِلَّا صَعِدَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَلْيَكُنْ فُوكَ طَيِّبَ الرِّيحِ »(1).
[ 2579 / 444] وَكَانَ صلی الله علیه و آله وسلم يَسْتَاكُ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: مَرَّةً قَبْلَ نَوْمِهِ،
وَمَرَّةً إِذَا قَامَ مِنْ نَوْمِهِ إِلَى وِرْدِهِ، وَمَرَّةً قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَ يَسْتَاكُ بِالْأَرَاكِ أَمَرَهُ بِذَلِكَ جَبْرَئِيلُ علیه السلام(2).
[ 445/2580] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «نِعْمَ السَّوَاكُ الزَّيْتُونُ مِنْ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ،
يطيبُ الْقَم، وَيَذْهَبُ بِالخَفْرِ، وَهِيَ سِوَاكِي وَسِوَاكُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلی»(3) .
[446/2581] كَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام يَسْتَاكُ بِمَاءِ الْوَرْدِ(4).
[2582 / 447] تَرَكَ الصَّادِقُ علیه السلام السِّوَاكَ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِسَنَتَيْنِ،
وَذَلِكَ أَنَّ أَسْنَانَهُ ضَعُفَتْ » (5).
[ 2583/ 448] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ
اَلرّضَا علیه السلام ، قَالَ: «الطَّيبُ مِنْ أَخْلَاقِ اَلْأَنْبِيَاءِ » (6).
[449/2584] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: ثَلَاثَةٌ يَفْرَحُ بِهِنَّ الجِسْمُ وَيَرْبُو: الطِّيبُ،
وَلِبَاسُ اللَّيْنِ، وَشُرْبُ اَلْعَسَلِ »(7).
ص: 108
[2584/ 450] عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا أُحِبُّ مِنْ دُنْيَاكُمْ إِلَّا اَلنِّسَاءَ وَالطَّيبَ»(1).
[451/2586] كَانَ صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ: جَعَلَ اللَّهُ لَذَّتِي فِي النِّسَاءِ وَالطِّيبِ،
وَجَعَلَ قُرَّةَ عَيْنِي فِي اَلصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ »(2) .
[ 452/2587] الشيخ فخر الدين في (المنتخب) رَوَى أَنَّ نَصْرَانِيًّا أَتَى رَسُولاً مِنْ مَلِكِ الرُّومِ إِلَى يَزِيدَ .... إلى أنْ قال : ثُمَّ اِعْلَمْ يَا يَزِيدُ أَنِّي دَخَلْتُ المَدِينَةَ تَاجِراً فِي أَيَّامِ حَيَاةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ بِهَدِيَّةِ، فَسَأَلْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ: أيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الهَدَايَا؟ فَقَالُوا: الطيبُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِنَّ لَهُ رَغْبَةٌ فِيهِ، قَالَ: فَحَمَلْتُ مِنَ الْمِسْكِ فَأَرَتَيْنِ وَقَدْراً مِنَ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ وَجِئْتُ بِهَا إِلَيْهِ(3).
[2588 / 453] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الطَّيبُ يَشُدُّ الْقَلْبَ»(4).
[454/2589] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم
أَنَّهُ قَالَ: «مَا طَابَتْ رَائِحَةُ عَبْدِ إِلَّا زَادَ عَقْلُهُ» (5) .
[ 455/2590] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام: «الطَّيبُ فِي الشَّارِب مِنْ أَخْلَاقِ النَّبِيِّينَ علیهم السلام، وَكَرَامَةٌ
للكاتبين »(6).
ص: 109
[456/2591] عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ
تَطَيَّبَ أَوَّلَ النَّهَارِ لَمْ يَزَلْ عَقْلُهُ مَعَهُ إِلَى اللَّيْل »(1).
[ 2592 / 457] عَنْ إِسْحَاقَ الطَّوِيلِ الْعَطَّارِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ:
«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ فِي الطَّيبِ أَكْثَرَ مِمَّا يُنْفِقُ فِي الطَّعَامِ»(2).
[ 458/2593] عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلَيَّ علیه السلام
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرُدُّ الطَّيِّبَ وَالْحَلْوَاء(3).
[459/2594] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم طِيبُ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ، وَطِيبُ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ
وَخَفِيَ لَوْنُهُ»(4).
[2595 / 460] عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
الطَّيبُ المِسْكُ، وَالْعَنْبَرُ، وَالزَّعْفَرَانُ، وَالْعُودُ »(5).
[2596 / 461] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُدَخِّنَ ثِيَابَهُ إِذَا كَانَ يَقْدِرُ »(6).
[462/2597] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : (بعد ذكر آداب التسريح): ثُمَّ امْسَحْ
ص: 110
وَجْهَكَ بِمَاءِ وَرْدِ، فَإِنِّي أَرْوِي عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ فِي حَاجَةٍ لَهُ وَمَسَحَ وَجْهَهُ بِمَاءِ وَرْدِ لَمْ يُرْهَقُ وَتُقْضَى حَاجَتُهُ، وَلَا يُصِيبُهُ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ »(1).
[2598/ 463] فِي الْحَدِيثِ عَنْ أَصْحَابِ الْعِصْمَةِ (سَلَامُ الله عَلَيْهِمْ):
«مَنْ مَسَحَ وَجْهَهُ بِمَاءِ الْوَرْدِ لَمْ يُصِبْهُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْم بُؤْسٌ وَلَا فَقْرٌ » (2) .
[ 464/2599] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ أَبِي وَاِسْمُهَا عُذْرٌ، قَالَتْ: اُشْتُرِيتُ مَعَ عِدَّةِ جَوَارٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَكُنْتُ مِنْ مُوَلَّدَاتِهَا، قَالَتْ: فَحْمِلْنَا إِلَى المَأْمُونِ، فَكُنَّا فِي دَارِهِ فِي جَنَّةٍ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالطِّيبِ وَكَثْرَةِ الدِّنَانِيرِ، فَوَهَبَنِي المَأْمُونُ لِلرِّضَا علیه السلام، فَلَمَّا صِرْتُ فِي دَارِهِ فَقَدْتُ جَمِيعَ مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَكَانَتْ عَلَيْنَا قَيِّمَةٌ تُنَبِّهُنَا مِنَ اللَّيْلِ، وَتَأْخُذْنَا بِالصَّلَاةِ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَشَدَّ شَيْءٍ عَلَيْنَا، فَكُنْتُ أَتَمَنَّى اَلْخُرُوجَ مِنْ دَارِهِ إِلَى أَنْ وَهَبَنِي لِحَدِّكَ عَبْدِ الله بْنِ الْعَبَّاسِ، فَلَمَا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِهِ كُنْتُ كَأَنِّي قَدْ أُدْخِلْتُ اَلْجَنَّةَ، قَالَ اَلصَّوْلِيُّ: وَمَا رَأَيْتُ اِمْرَأَةً قَطَّ أَتَمَّ مِنْ جَدَّتِي هَذِهِ عَقْلاً، وَلَا أَسْخَى كَفَّا، وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهَا نَحْوُ مِائَةِ سَنَةٍ، وَكَانَتْ تُسْتَلُ عَنْ أَمْرِ الرِّضَا علیه السلامكَثِيراً، فَتَقُولُ: مَا أَذْكُرُ مِنْهُ شَيْئاً إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرَاهُ يَتَبَخَرُ بِالْعُودِ الْهِنْدِي السَّنِي، وَيَسْتَعْمِلُ بَعْدَهُ مَاءَ وَرْدٍ وَمِسْكاً، وَكَانَ علیه السلام إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ وَكَانَ يُصَلِّيهَا فِي أَوَّلِ وَقْتٍ ثُمَّ يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى أَنْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَجْلِسُ لِلنَّاسِ أَوْ يَرْكَبُ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فِي دَارِهِ كَانَتْ مَا كَانَ، إِنَّمَا يَتَكَلَّمُ النَّاسُ قَلِيلاً قليلاً ... الخبر(3).
ص: 111
[ 465/2600] قَالَ الْإِمَامُ الرِّضَا علیه السلام : «إِنَّمَا شِفَاءُ الْعَيْنِ قِرَاءَةُ اَلْحَمْدِ،
وَالْمُعَوَّذَتَيْنِ، وَآيَة الْكُرْسِي، وَالْبَخُورُ بِالْقُسْطِ وَاَمرَ وَاللُّبَانِ»(1).
[466/2601] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَمَّنْ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِذَا أُتِيَ أَحَدُكُمْ بِرَيْحَانٍ فَلْيَشَمَّهُ، وَلْيَضَعْهُ عَلَى عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِذَا أُتِيَ
أَحَدُكُمْ بِهِ فَلَا يَرُدَّهُ » (2).
[467/2602] عَنْ أَبِي هَاشِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أَحْسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام ، فَجَاءَ صَبِيٌّ مِنْ صِبْيَانِهِ فَنَاوَلَهُ وَرْدَةً، فَقَبَّلَهَا وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ رَيْحَانَةً فَقَبَّلَهَا نَاوَلَنِيهَا وَقَالَ: «يَا أَبَا هَاشِم، مَنْ تَنَاوَلَ وَرْدَةً أ وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنَيْهِ ثُمَّ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ الْحَسَنَاتِ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجِ، وَتَحَىٰ عَنْهُ مِنَ السَّيِّئَاتِ مِثْلَ ذَلِكَ» (3).
[2603/ 468] عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، عَنْ عَلِيّ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْفَاكِهَةَ
الْجَدِيدَةَ قَبَّلَهَا وَوَضَعَهَا عَلَى عینیه وَفَمِهِ، ثُمَّ قَالَ: اللهم کما أَرَيْتَنَا أَوَّلَهَا فِي عَافِيَةٍ
فَأَرِنَا آخِرَهَا فِي عَافِيَةٍ »(4).
[2604/ 469] طِبُّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُرِيحَ فَلْيَشَمَّ
ص: 112
الْوَرْدَ الْأَحْمَرَ»، وفي نسخة المستدرك: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشَمَّ رِيحِي فَلْيَشَمَّ الْوَرْدَ الاحمر»(1)
[2605/ 470] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَيُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَى
عَبْدِهِ »(2) .
[2606/ 471] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَمَّنْ رَوَاهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
«إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدِهِ بِنِعْمَةٍ أَحَبَّ أَنْ يَرَاهَا عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ » (3).
[ 472/2607] عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ لَا يُحَاسِبُ اللهُ عَلَيْهَا الْمُؤْمِنَ: طَعَامٌ يَأْكُلُهُ، وَثَوْبٌ يَلْبَسُهُ، وَزَوْجَةٌ صَالِحِةٌ تُعَاوِنُهُ
تحصِنُ فَرْجَةٌ »(4).
[473/2608] عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جلَّ يُحِبُّ الْجَمَالَ وَالتَّجَمُّلَ، وَيُبْغِضُ الْبُؤْسَ وَالتَّباؤُسَ»(5).
[2609/ 474] عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « بئس العبد القاذورٍة»(6)
ص: 113
[ 2610/ 475] قَوْلُهُ علیه السلام : «أَتَرَى اللَّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وَهُوَ يَكْرَهُ
أَخْذَكَ مِنْهَا؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى الله مِنْ ذَلِكَ » (1).
[476/2611] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ يَقُولَانِ: لَيْسَ لِعَلِيٍّ مَالٌ ، قَالَ : فَشَقَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ وُكَلَاءَهُ أَنْ يَجْمَعُوا غَلَّتَهُ حَتَّى إِذَا حَالَ اَلْوْلُ أَتَوْهُ وَقَدْ جَمَعُوا مِنْ ثَمَنِ الْغَلَّةِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَم، فَنُشِرَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ فَأَتَيَاهُ، فَقَالَ هَما: «هَذَا اَلَمَالُ وَالله لي لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيْءٌ، وَكَانَ عِنْدَهُمَا مُصَدَّقاً، قَالَ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ وَهُمَا يَقُولَانِ : إِنَّ لَهُ مَالا
[ 12 26 / 477] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى مَوْلَى آلِ سَامٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ أَنَّ لَكَ مَالاً كَثِيراً، فَقَالَ: «مَا يَسُوقُنِي ذَاكَ، إِنَّ أَمِيرَ المؤْمِنِينَ علیه السلام مَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى نَاسٍ شَتَّى مِنْ قُرَيْشٍ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مُخَرَّقٌ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ عَلِيُّ لَا مَالَ لَهُ، فَسَمِعَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، فَأَمَرَ الَّذِي يَلِي صَدَقَتَهُ أَنْ يَجْمَعَ تَمرُهُ وَلَا يَبْعَثَ إِلَى إِنْسَانٍ شَيْئاً وَأَنْ يُوَفِّرَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: بِعْهُ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ وَاجْعَلْهَا دَرَاهِمَ ثُمَّ اجْعَلْهَا حَيْثُ تَجْعَلُ التَّمْرَ فَاكْبِسْهُ مَعَهُ حَيْثُ لَا يُرَى، وَقَالَ لِلَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ : إِذَا دَعَوْتُ بِالتَّمْرِ فَاصْعَدْ وَانْظُرِ الَمَالَ فَاضْرِبْهُ بِرِجْلِكَ كَأَنَّكَ لَا تَعْمِدُ الدَّرَاهِمَ حَتَّىٰ تَشْشُرَهَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ يَدْعُوهُمْ، ثُمَّ دَعَا بِالتَّمْرِ، فَلَمَّا صَعِدَ يَنْزِلُ بِالتَّمْرِ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَنْشِرَتِ الدَّرَاهِمُ، فَقَالُوا: مَا هَذَا، يَا أَبَا الْحَسَنِ؟
ص: 114
فَقَالَ: هَذَا مَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِذَلِكَ المَالِ فَقَالَ: انْظُرُوا أَهْلَ كُلِّ بَيْتٍ كُنتُ أَبْعَثُ إِلَيْهِمْ فَانْظُرُوا مَالَهُ وَابْعَثُوا إِلَيْهِ»(1).
[478/2613] عَنْ عَبْدِ الله بْن سِنَانٍ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا فِي الطَّوَافِ وَإِذَا بِرَجُلِ يَجْذِبُ ثَوْبِي، وَإِذَا هُوَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ، فَقَالَ : يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، تَلْبَسُ مِثْلَ هَذِهِ الشَّيَابِ وَأَنْتَ فِي هَذَا المَوْضِع اَلَمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ مِنْ عَلَيَّ علیه السلام ؟ فَقُلْتُ: ثَوْبٌ فُرْقُبِيُّ اِشْتَرَيْتُهُ بِدِينَارٍ، وَكَانَ عَلِىِّ علیه السلام فِي زَمَانٍ يَسْتَقِيمُ لَهُ مَا لَبِسَ فِيهِ، وَلَوْ لَبِسْتُ مِثْلَ ذَلِكَ اللَّبَاسِ فِي زَمَانِنَا لَقَالَ اَلنَّاسُ : هَذَا مُرَاءٍ مِثْلُ عَبَّادٍ » (2).
[479/2614] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُتَكِياً عَلَيَّ - أَوْ قَالَ: عَلَى أَبِي ، فَلَقِيَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرِ الْبَصْرِيُّ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مَرْوِيَّةٌ حِسَانٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَكَانَ أَبُوكَ وَكَانَ، فَمَا هَذِهِ الشَّيَابُ الْمَرْوِيَّةُ عَلَيْكَ، فَلَوْ لَبِسْتَ دُونَ هَذِهِ الشَّيَابِ ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : « وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (32)» [الأعراف: 32] ، إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِهِ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ يَرَاهَا عَلَيْهِ لَيْسَ بِهَا بَأْسُ، وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ إِنَّمَا أَنَا بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَلَا تُؤْذِنِي، وَكَانَ عَبَّادٌ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ(3).
[2615/ 480] وَمِنْ مَوْعِظَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِعَاصِمِ بْنِ زِيَادٍ: «أَتَرَىٰ
ص: 115
اللهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وَهُوَ يَكْرَهُ أَخْذَكَ مِنْهَا؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، أَوَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: «وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10)»«فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11)»[الرحمن: 10 و 11]؟ أَوَلَيْسَ اللهُ يَقُولُ: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19)»«بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)»... إِلَى قَوْلِهِ: «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)» [الرحمن : 19 - 22] فَبِالله لَابْتِدَالُ نِعَمِ اللَّهِ بِالْفَعَالِ أَحَبُّ إِلَيْهِ ابْتِذَالِهَا بِالمَقَالِ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عزّو جلّ:«وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)»[الضحى: 11]، فَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَعَلَى مَا اقْتَصَرْتَ فِي مَطْعَمِكَ عَلَى الْجُشُوبَةِ، وَفِي مَلْبَسِكَ عَلَى اَلْخُشُونَةِ؟ فَقَالَ: «وَيْحَكَ إِنَّ اللَّهَ وَلا فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلَا يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ، فَأَلْقَىٰ عَاصِمُ بْنُ زِيَادٍ الْعَبَاءَ وَلَبِسَ الملاء(1).
[2616/ 481] ومن كلام لأمير المؤمنين علیه السلام بالبصرة وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي وهو من أصحابه يعوده، فلما رأى سعة داره قال: «مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هَذِهِ الدَّارِ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتَ إِلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ كُنْتَ أَحْوَجَ؟ وَبَلَىٰ إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ، تَقْرِي فِيهَا الضَّيْفَ، وَتَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ، وَتُطْلِعُ مِنْهَا اَلْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا، فَإِذا أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ»، فَقَالَ لَهُ الْعَلَاءُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، أَشْكُو إِلَيْكَ أَخِي عَاصِمَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ: «وَمَا لَهُ؟»، قَالَ: لَبِسَ الْعَبَاءَةَ، وَتَخَلَّى عَن الدُّنْيَا، قَالَ: «عَلَيَّ بِهِ»، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: «يَا عُدَيَّ نَفْسِهِ، لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكَ اَلْخَبِيثُ، أَمَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ وَوَلَدَكَ؟ أَتَرَى اللَّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى الله مِنْ ذَلِكَ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا أَنْتَ فِي خُشُونَةِ مَلْبَسِكَ وَجُشُوبَةِ مَأْكَلِكَ، قَالَ: «وَيْحَكَ إِنِّي لَسْتُ كَأَنْتَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
ص: 116
فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الحَقِّ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلا يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ
فَقْرُهُ »(1).
[2617/ 482] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ، قَالَ: مَرَّ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي اَلَمَسْجِدِ الْحَرَام فَرَأَى أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ كَثِيرَةُ الْقِيمَةِ حِسَانٌ، فَقَالَ: وَالله لَآتِيَنَّهُ وَلَأُوَبخَنَّهُ ، فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله مَا لَبِسَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مِثْلَ هَذَا اَللَّبَاسِ، وَلَا عَلىُّ علیه السلام ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ آبَائِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فِي زَمَانِ قَتْرِ مُقْتِرِ، وَكَانَ يَأْخُذُ لِقَتْرِهِ وَاقْتِدَارِهِ، وَإِنَّ الدُّنْيَا بَعْدَ ذَلِكَ أَرْخَتْ عَزَالِيَهَا ، فَأَحَقُّ أَهْلِهَا بِهَا أَبْرَارُهَا»، ثُمَّ تَلَا: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (32)» [الأعراف: 32]، وَنَحْنُ أَحَقُّ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا مَا أَعْطَاهُ الله غَيْرَ أَنِّي يَا ثَوْرِيُّ مَا تَرَى عَلَيَّ مِنْ ثَوْبٍ إِنَّمَا أَلْبَسُهُ لِلنَّاسِ، ثُمَّ اجْتَذَبَ يَدَ سُفْيَانَ فَجَرَّهَا إِلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ الثَّوْبَ الْأَعْلَى وَأَخْرَجَ ثَوْباً تَحْتَ ذَلِكَ عَلَى جِلْدِهِ غَلِيظاً، فَقَالَ: «هَذَا أَلْبَسُهُ لِنَفْسِي ، وَمَا رَأَيْتَهُ لِلنَّاسِ»، ثُمَّ جَذَبَ ثَوْباً عَلَى سُفْيَانَ أَعْلَاهُ غَلِيظٌ خَشِنٌ وَدَاخِلُ ذَلِكَ ثَوْبٌ لَيِّنٌ، فَقَالَ: «لَبِسْتَ هَذَا الْأَعْلَى لِلنَّاسِ، وَلَبِسْتَ هَذَا لِنَفْسِكَ تَسْتُرُهَا » (2).
[483/2618] عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: وَجَّهَ قَوْمٌ مِنَ الْمُفَوِّضَةِ وَالْمُقَصِّرَةِ كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ المَدَنِيَّ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام ، قَالَ كَامِلٌ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَسْأَلُهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتِي وَقَالَ بِمَقَالَتِي، قَالَ:
ص: 117
فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ نَظَرْتُ إِلَى ثِيَابِ بَيَاضِ نَاعِمَةٍ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ فِي نفْسِي وَلِيُّ اللَّه وَحُجَّتُهُ يَلْبَسُ النَّاعِمَ مِنَ الشَّيَابِ، وَيَأْمُرُنَا نَحْنُ بِمُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ، وَيَنْهَانَا عَنْ لُبْس مِثْلِهِ، فَقَالَ مُتَبَسِّاً : يَا كَامِلُ ، وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَإِذَا مِسْحٌ أَسْوَدُ خَشِنٌ عَلَى جِلْدِهِ، فَقَالَ: «هَذَا اللَّه ، وَهَذَا لَكُمْ»، فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ إِلَى بَابٍ عَلَيْهِ سِتْرٌ مُرْخَى، فَجَاءَتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْ طَرَفَهُ، فَإِذَا أَنَا بِفَتَى كَأَنَّهُ فِلْقَةٌ قَمَرِ مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعَ سِنِينَ أَوْ مِثْلِهَا، فَقَالَ لِي: يَا كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، فَاقْشَعْرَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهِمْتُ أَنْ قُلْتُ : لَبَّيْكَ، يَا سَيِّدِي ، فَقَالَ: «جِئْتَ إِلَى وَلِي اللَّه وَحُجَّتِهِ وَبَابِهِ تَسْأَلُهُ هَلْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتَكَ وَقَالَ بِمَقَالَتِكَ، فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: إِذَنْ وَالله يَقِلُّ دَاخِلُهَا، وَاللهِ إِنَّهُ لَيَدْخُلُهَا قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ : اَلْحَقِّيَّةُ، قُلْتُ: يَا سَيِّدِي، وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: «قَوْمٌ مِنْ حُبِّهِمْ لِعَلِيٍّ يَحْلِفُونَ بِحَقِّهِ وَلَا يَدْرُونَ مَا حَقُّهُ وَفَضْلُهُ»، ثُمَّ سَكَتَ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ عَنِّي سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «وَجِئْتَ تَسْأَلُهُ عَنْ مَقَالَةِ الْمُفَوِّضَةِ، كَذَبُوا بَلْ قُلُوبُنَا أَوْعِيةٌ مَشِيَّةِ الله، فَإِذَا شَاءَ شِتْنَا، وَاللَّهُ يَقُولُ: «وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ (30)» [الإنسان 30] ، ثُمَّ رَجَعَ اَلسِّتْرُ إِلَى حَالَتِهِ، فَلَمْ
، أَسْتَطِعْ كَشْفَهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ أَبو مُحَمَّدٍ علیه السلام مُتَبَساً فَقَالَ: «يَا كَامِلُ، مَا جُلُوسُكَ وَقَدْ أَنْبَأَكَ بِحَاجَتِكَ اَلْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِي؟»، فَقُمْتُ وَخَرَجْتُ وَلَمْ أُعَايِنُهُ بَعْدَ ذَلِكَ (1).
[2619/ 484] عَنْ مُعَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ)، قَالَ: «خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ دَاوُدَ بْنَ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِثْرَ مَيْمُونٍ، وَعَلَيَّ ثَوْبَانِ غَلِيطَانِ، فَرَأَيْتُ اِمْرَأَةً عَجُوزاً وَمَعَهَا جَارِيَتَانِ، فَقُلْتُ: يَا عَجُوزُ، أَتْبَاعُ هَاتَانِ الْجَارِيَتَانِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، وَلَكِنْ لَا يَشْتَرِيهَا مِثْلُكَ، قُلْتُ: وَلِمْ؟ قَالَتْ:
ص: 118
لِأَنَّ إحْدَاهُمَا مُغَنِّيّةٌ، وَالْأُخْرَى زَامِرَةٌ، فَدَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ عِيسَى، فَرَفَعَنِي وَأَجْلَسَنِي فِي مَجْلِسِي، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَعْلَمُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الَّذِي يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنَّهُ مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ » (1).
2620 / 485] عَنِ الْفَضَّل بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام بِالطَّوَافِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ لِي: «يَا مُفَضَّلُ، مَا لِي أَرَاكَ مَهْمُوماً مُتَغَيَّرَ اللَّوْنِ؟»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، نَظَرِي إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ هَذَا الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ وَالْجَبَرُوتِ، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَكُمْ لَكُنَّا فِيهِ مَعَكُمْ، فَقَالَ: «يَا مُفَضَّلُ، لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا سِيَاسَةُ اللَّيْلِ، وَسِيَاحَةُ النَّهَارِ، وَأَكْلُ الْجَشِبِ، وَلُبْسُ اَلخَشِنِ شِبْهَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَإِلَّا فَالنَّارُ، فَزُوِيَ ذَلِكَ عَنَّا فَصِرْنَا نَأْكُلُ وَنَشْرَبُ، وَهَلْ رَأَيْتَ ظُلَامَةٌ جَعَلَهَا اللهُ نِعْمَةً مِثْلَ هَذَا ؟ » (2).
[2621/ 486] إِرْشَادُ الدَّيْلَمِيُّ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْقَعُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخْلُبُ شَاتَهُ، وَيَأْكُلُ مَعَ الْعَبِيدِ، وَيَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُرْدِفُ، وَلَا يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يَحْمِلَ حَاجَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى أَهْلِهِ، وَيُصَافِحُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ، وَلَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِ أَحَدٍ حَتَّى يَنْزِعَهَا، وَيُسَلِّمُ عَلَى مَنِ اسْتَقْبَلَهُ مِنْ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ وَغَنِيٌّ وَفَقِيرٍ، وَلَا يُحفِّرُ مَا دُعِيَ إِلَيْهِ وَلَوْ إِلَى حَشَفِ التَّمْرِ، وَكَانَ خَفِيفَ اَلمَؤُونَةِ، كَرِيمَ الطَّبِيعَةِ، جَمِيلَ الْمُعَاشَرَةِ، طَلْقَ الْوَجْهِ، بَشَّاشَاً مِنْ غَيْرِ ضَحِكِ، مَحْرُوناً مِنْ غَيْرِ عُبُوسٍ، مُتَوَاضِعاً مِنْ غَيْرِ مَذَلَّةٍ، جَوَاداً مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ، رَقِيقَ
ص: 119
الْقَلْبِ، رَحِيماً بِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يَتَجَشَّ مِنْ شِبَعِ قَطُّ، وَلَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى طَمَع قَطُّ، وكفاه مدحاً قوله تعالى:«وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)» [القلم : 4] (1).
[487/2622] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام : الْبَسُوا ثِيَابَ الْقُطْنِ فَإِنَّهَا لِبَاسُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَهُوَ لِبَاسُنَا »(2).
[488/2623] عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْخَزَّازِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُبْغِضُ شُهْرَةَ اللَّبَاسِ »(3).
[2624/ 489] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
كَفَى بِالْمَرْءِ خِزْيِاً أَنْ يَلْبَسَ ثَوْباً يَشْهَرُهُ، أَوْ يَرْكَبَ دَابَّةٌ تَشْهَرُهُ »(4) .
[490/2625] قَوْلُهُ علیه السلام : «كَفَى بِالرَّجُلِ بَلَاءً أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا»، وفي روايته الأخرى قَوْلُهُ علیه السلام : «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ الشُّهْرَتَيْنِ
شُهْرَةَ اللُّبَاسِ، وَشُهْرَةَ الصَّلَاةِ، وَقَوْلُهُ علیه السلام : «الشُّهْرَةُ خَيْرُهَا وَشَرُّهَا فِي
النَّارِ» (5) .
[491/2626] قَوْلُهُ علیه السلام : «إِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ لَا تُعْرَفُوا فَافْعَلُوا»(6).
[492/2627] قَوْلُهُ علیه السلام : «إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَلْبَسُ ذَلِكَ( أَي
ص: 120
الخشن) فِي زَمَانٍ لَا يُنْكَرُ، وَلَوْ لَبِسَ مِثْلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَشْهِرَ بِهِ، فَخَيْرُ لِبَاسِ كُلِّ
زَمَانٍ لِبَاسُ أَهْلِهِ »(1).
[493/2628] عَنِ الْحَسَنِ الزَّيَّاتِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَا وَصَاحِبٌ ِلي، وَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُنَجَّدٍ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ وَرْدِيَّةٌ، وَقَدْ حَفَّ لِحِيتَهُ، وَاكْتَحَلَ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ مَسَائِلَ، فَلَمّا قُمْنَا قَالَ لِي: «يَا حَسَنُ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: «إِذَا كَانَ غَداً فَاثْتِنِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ»، فَقُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَإِذَا هُوَ فِي بَيْتِ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا حَصِيرٌ، وَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ غَلِيظٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى صَاحِبِي فَقَالَ: «يَا أَخَا أَهْلِ الْبَصْرَةِ، إِنَّكَ دَخَلْتَ عَلَيَّ أَمْسِ وَأَنَا فِي بَيْتِ المَرْأَةِ، وَكَانَ أَمْسِ يَوْمَهَا، وَالْبَيْتُ بَيْتَهَا، وَالمَتَاعُ مَتَاعَهَا، فَتَزَيَّنَتْ لي عَلَى أَنْ أَتَزَيَّنَ لَا كَمَا تَزَيَّنَتْ لي، فَلَا يَدْخُلْ قَلْبَكَ شَيْءٌ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبِي: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَدْ كَانَ وَالله دَخَلَ فِي قَلْبِي شَيْءٌ، فَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ وَاللَّهُ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ، وَعَلِمْتُ أَنَّ اَلْحَقِّ فِيمَا قُلْتَ (2).
[494/2629] عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام، قَالَ: «إِنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي رِدَاءِ مُمَشَّقِ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ، لَقَدْ خَرَجْتَ إِلَيَّ كَأَنَّكَ فَتى، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ، أَنَا الْفَتَى اِبْنُ اَلْفَتَى أَخُو اَلْفَتَى فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَّا الْفَتَى فَنَعَمْ، وَكَيْفَ اِبْنُ الْفَتَى وَأَخُو اَلْفَتَى؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: أَمَا سَمِعْتَ اللهَ عزّو جلّ يَقُولُ: «قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ
ص: 121
إِبْرَاهِيمُ (60)» [الأنبياء: 60] ، فَأَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَمَّا أَخُو اَلْفَتَى فَإِنَّ مُنَادِياً نَادَىٰ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ أَحْدٍ: لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَلَا فَتَىٰ إِلَّا عَلِيُّ، فَعَلِيُّ أَخِي وَأَنَا أَخُوهُ»(1).
[ 495/2630] فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِأَبِي ذَرِّ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ فِي بَابِ فَضْل الصَّلَاةِ: يَا أَبَا ذَرٍّ ، يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْم يَلْبَسُونَ الصُّوفَ فِي صَيْفِهِمْ وَشِتَائِهِمْ، يَرَوْنَ أَنَّ هُمُ الْفَضْلَ بِذَلِكَ عَلَى غَيْرِهِمْ، أُولَئِكَ تَلْعَنُهُمْ مَلَائِكَةُ اَلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»(2).
[496/2631] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: رَآنِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام وَأَنَا
أَحْمِلُ بَقْلاً، فَقَالَ: «يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ السَّرِي أَنْ يَحْمِلَ الشَّيْءَ الدَّنِيَّ فَيُجْتَرَأَ عَلَيْهِ»(3).
[ 2632/ 497] عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : مَا أَدْنَى مَا يَجِيءُ مِنَ الْإِسْرَافِ؟ قَالَ: ابْتِدَالُكَ ثَوْبَ صَوْنِكَ، وَإِهْرَاقُكَ فَضْلَ إِنَائِكَ، وَأَكْلُكَ التَّمْرَ وَرَمْيَكَ بِالنَّوَى هَاهُنَا وَهَاهُنَا»(4).
[2633/ 498] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمِائَةِ): «وَغَسْلُ الشَّيَابِ
يُذْهِبُ اَهُمَّ وَاَحْزَنَ، وَهُوَ طَهُورٌ لِلصَّلَاةِ »(5).
ص: 122
[499/2634] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: «نِقَاءُ الثَّوْبِ يَكْبِتُ عليهما
اَلْعَدُوَّ ، وَغَسْلُ الشَّيَابِ يُذْهِبُ اَهُمَّ وَالْغَمَّ، وَتَشْمِيرُهَا طَهُورُهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ عزَّ وَ جلَّ:
وَثِيَابَكَ فَطَهَّرْ [المدثر: 4]، يَعْنِي فَشَمِّرُ »(1).
[2635/ 500] عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: رَأَيْتُ قَمِيصَ عَلِيٌّ علیه السلام الَّذِي
قُتِلَ فِيهِ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَإِذَا أَسْفَلُهُ اِثْنَا عَشَرَ
شبراً، وَبَدَنْهُ ثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ،
وَرَأَيْتُ فِيهِ نَضْحَ دَمٍ (2).
[501/2636] عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَل ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : تُرِيدُ أُرِيكَ قَمِيصَ عَلِىِّ علیه السلام الَّذِي ضُرِبَ فِيهِ، وَأُرِيكَ دَمَهُ؟»، قَالَ:
عَلِيٌّ قُلْتُ : نَعَمْ، فَدَعَا بِهِ وَهُوَ فِي سَفَطٍ، فَأَخْرَجَهُ وَنَشَرَهُ، فَإِذَا هُوَ قَمِيصُ كَرَابِيسَ يُشْبِهُ السُّنْبُلَانِيَّ، فَإِذَا مُوَضَعُ الجُيْبِ إِلَى الْأَرْضِ، وَإِذَا اَلدَّمُ أَبْيَضُ شِبْهُ اللَّبَنِ شِبْهُ شُطَبِ السَّيْفِ، قَالَ: «هَذَا قَمِيصُ عَلَيَّ علیه السلام الَّذِي ضُرِبَ فِيهِ، وَهَذَا أَثَرُ دَمِهِ»، فَشَبَرْتُ بَدَنَهُ فَإِذَا هُوَ ثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ، وَشَبَرْتُ أَسْفَلَهُ فَإِذَا هُوَ إِثْنَا عَشَرَ شِبْراً (3).
[ 502/2637] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام أَنَّهُ أَخْرَجَ يَوْماً إِلَى أَصْحَابِهِ ليهما قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ( صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ، وَفِيهِ دَمُهُ، فَنَشَرَهُ، فَشَبَرُوهُ، فَأَصَابُوا دَوْرَ أَسْفَلِهِ اِثْنَيْ عَشَرَ شِبْراً، وَعَرْضَ بَدَنِهِ ثَلَاثَةَ أَشْبَارٍ، وَطُولَ كُمَّيْهِ ثَلَاثَةَ أَشْبَارٍ »(4).
ص: 123
[503/2638] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام فِي حَدِيثٍ قَالَ: «وَأَمَّا
اَللَّبَاسُ فَمَا طَاوَلْتَهُ أَبْلَيْتَهُ، وَمَا طَاوَلَكَ أَبْلَاكَ » (1).
[ 504/2639] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ الثَّانِيَ
عِطْفَهُ، وَالْمُسْبِلَ إِزَارَهُ، وَالْمُنْفِقَ سِلْعَتَهُ بِالْأَيْمَانِ»(2).
[505/2640] عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُرْفَعُ هُمْ عَمَلٌ : عَبْدٌ آبِقٌ، وَامْرَأَةٌ زَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِدٌ، وَالمُسْبِلُ إِزَارَهُ
خُيَلاءَ »(3).
[506/2641] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: مَرَّ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم بِرَجُلٍ مَصْرُوعٍ وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ : عَلَى مَا اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ: عَلَى تَجَنُونِ يُصْرَعُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا هَذَا بِمَجْنُونٍ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمَجْنُونِ حَقَّ المَجْنُونِ؟ قَالُوا: بَلَىٰ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ الَمَجْنُونَ حَقَّ المَجْنُونِ المُتبَخْتِرُ فِي مِشْيَتِهِ، اَلنَّاظِرُ فِي عِطْفَيْهِ، اَلْحَرِّكُ جَنْبَيْهِ بِمَنْكِبَيْهِ، فَذَاكَ اَلَمَجْنُونُ، وَهَذَا الْمُبْتَلَى»(4).
[507/2642] عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ قُشَيْرِ الجُعْفِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى
ص: 124
فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَفِي عُنْقِهَا خَرَزَةٌ وَفِي يَدِهَا مَسَكَتَانِ، فَقَالَتْ: يُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَتَشَبَّهُنَ بِالرِّجَالِ، ثُمَّ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَالَتْ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَتَغَشَاهُ الْوَحْيُّ، فَسَتَرَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ) بِثَوْبِهِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: «يَا عَلِيُّ، مَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ؟»، قَالَ: «لَا يَا رَسُولَ اللهِ، شُغِلْتُ عَنْهَا بِكَ»، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «اللَّهُمَّ ارْدُدِ الشَّمْسَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، وَقَدْ كَانَتْ غَابَتْ فَرَجَعَتْ حَتَّى بَلَغَتِ الشَّمْسُ حُجْرَتِي وَنِصْفَ المَسْجِدِ (1).
[508/2643] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «خَيْرُ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ
بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ »(2) .
509/2644] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ: «كُنْتُ قَاعِداً فِي الْبَقِيعِ مَعَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم فِي يَوْمِ دَجْنِ وَمَطَرٍ إِذْ مَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ، فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ، فَسَقَطَتِ المَرْأَةُ، فَأَعْرَضَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم بِوَجْهِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا اغْفِرْ لِلْمُتَسَرُوِلَاتِ ثَلَاثَاً. يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اِتَّخِذُوا
ولَةٌ، قَالَ: اللهم السَّرَاوِيلَاتِ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ، وَحَصِّنُوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ» (3)
[510/2645] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِيِّ بِإِسْنَادِهِ
يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اِغْتَمَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَوْماً، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ
ص: 125
أُتِيتُ، فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي جَلَسْتُ عَلَى عَتَبَةِ بَابٍ، وَلَا شَقَقْتُ بَيْنَ غَنَمٍ، وَلَا لَبِسْتُ سَرَاوِيلي مِنْ قِيَامٍ ، وَلَا مَسَحْتُ يَدِي وَوَجْهِي بِذَيْلي »(1).
[511/2646] عَنْ عَلِيِّ علیه السلام أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ المَسْجِدِ فَأَتَى دَارَ فُرَاتٍ وَبِهَا يَوْمَئِذٍ يُبَاعُ الْكَرَابِيسُ ، فَرَأَى شَيْخاً يَبيعُ، فَقَالَ: «يَا شَيْخُ بِعْنِي قَمِيصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: نَعَمْ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَامَ قَائِماً، فَلَمَّا عَلِمَ علیه السلام أَنَّهُ قَدْ عَرَفَهُ قَالَ: «اِجْلِسْ ثُمَّ أَتَى آخَرَ فَكَانَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «اِجْلِسْ»، ثُمَّ أَتَى غُلَاماً،
فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ ، فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، فَلَبِسَهُ، فَبَلَغَ مِنْهُ مَا بَيْنَ اَلرُّسْغَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى كُمَّيْهِ فَرَآهُمَا قَدْ خَرَجَا عَلَى يَدَيْهِ، فَقَطَعَ مَا فَضَلَ عَنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اَلْحَمْدُ ِلله الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَوَارَى سَوْءَتِي، وَسَتَرَ عَوْرَتِي، اَلْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا قَوْلٌ قُلْتَهُ عَنْ نَفْسِكَ أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا لَبِسَ ثَوْباً قَالَ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ » ((2).
[ 512/2647] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : إِذَا لَبِسْتَ ثَوْبَكَ الْجَدِيدَ فَقُلْ: اَلْحَمْدُ لله الَّذِي كَسَانِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ عِنْدَ النَّاسِ، اَللَّهُمَّ اِجْعَلْهُ لِبَاسَ اَلتَّقْوَى وَلِبَاسَ الْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ لِبَاسًاً أَسْعَى فِيهِ لِمَرْضَاتِكَ، وَأَعْمُرُ فِيهَا مَسَاجِدَكَ (3) .
ص: 126
[513/2648] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَبْتَاعُ التَّوْبَ بِدِينَارٍ أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ أَوْ ثُلُثِ دِينَارٍ، فَيَحْمَدُ
الله عزّو جلّ حِينَ يَلْبَسُهُ، فَما يَبْلُغُ رُكْبَتَيْهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ »(1) .
2649/ 514] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَرَدْتُ الدُّخُولَ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَلَبِسْتُ ثِيَابِي، وَنَشَرْتُ طَيْلَسَاناً جَدِيداً كُنْتُ مُعْجَباً بِهِ، فَزَحَمَنِي جَمَلٌ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَتَمَزَّقَ مِنْ كُلِّ وَجْهِ، فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَنَظَرَ إِلَى الطَّيْلَسَانِ، فَقَالَ لِي: «مَا لِي أَرَاكَ مُنْهَتِكاً؟ » ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالْقِصَّةِ، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ ، إِذَا لَبِسْتَ ثَوْباً جَدِيداً فَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله تَبْرَأَ مِنَ الْآفَةِ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ شَيْئاً فَلَا تُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَهْدُّكَ، وَإِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَىٰ رَجُلٍ حَاجَةٌ فَلَا تَشْتِمْهُ مِنْ خَلْفِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يُوقِعُ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ»(2).
[ 515/2650] قَوْلُهُ علیه السلام : «وَإِذَا خَلَعَ أَحَدُكُمْ ثِيَابَهُ فَلْيُسَمِّ لِئَلَّا تَلْبَسَهَا
اَلْجِنُّ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُسَمٌ عَلَيْهَا لَبِسَتْهَا الْجِنُّ حَتَّى يُصْبحَ »(3).
[516/2651] عَنْ زَكَرِيَّا اَلْمُؤْمِنِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
قَالَ: «اِطْوُوا ثِيَابَكُمْ بِاللَّيْلِ، فَإِنَّهَا إِذَا كَانَتْ مَنْشُورَةً لَبِسَهَا الشَّيْطَانُ بِاللَّيْلِ »(4).
ص: 127
[517/2652] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي أَحْسَنِ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ
يَقُولُ: «طَى الشَّبَابِ رَاحَتهَا، وَهُوَ أَبْقَى لهَا»(1).
[518/2653] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
رَاحَةُ الثَّوْبِ طَيْهُ، وَرَاحَةُ الْبَيْتِ كَنْسُهُ»(2)
[519/2654] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَتْ لِرَسُولِ الله
عِمَامَةٌ يُقَالُ لَهَا : اَلسَّحَابُ، نَحَلَهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب علیه السلام»(3).
[520/2655] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ التَّنْوكِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ، وَمَنْ تَخَتَمَ بِالْعَقِيقِ يُوشِكُ أَنْ يُقْضَى لَهُ بِالحُسْنَى»(4).
[521/2656] صَحِيفَةُ الرِّضَا علیه السلام : بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم
تَخَتَمُوا بِخَوَاتِيمِ الْعَقِيقِ فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُ أَحَدَكُمْ غَمْ مَا دَامَ ذَلِكَ عَلَيْهِ»(5).
[522/2657 ]عن النبیِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «تَخَتَمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفَقْرَ،
وَالْيُمْنَى أَحَقُّ بِالزِّينَةِ»(6).
[523/2658] عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ رَفَعَهُ إِلَىٰ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ : مَا رُفِعَتْ كَفِّ إِلَى اللهِ عزَّ وَ جلَّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كَفِّ فِيهَا عَقِيقٌ » (7)
ص: 128
[ 524/2659] ابن عباس وصعصعة وعائشة أَنَّه هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، رَبِّي يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ : الْبَسْ خَاتَمَكَ بِيَمِينِكَ، وَاجْعَلْ فَصَّهُ عَقِيقاً، وَقُلْ لابْنِ عَمَّكَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ بِيَمِينِهِ، وَيَجْعَلْ فَصَّهُ عَقِيقاً»، فَقَالَ عَلِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا اَلْعَقِيقُ؟»، قَالَ: «الْعَقِيقُ جَبَلٌ فِي
الْيَمَنِ»(1).
[ 525/2660] عَنْ رَبِيعَةِ الرَّأْيِ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي يَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام فَصَّ عَقِيقِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الْفَصُّ ؟ فَقَالَ: «عَقِيقٌ رُومِيُّ، وَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مَنْ تَخَتَمَ بِالْعَقِيقِ قُضِيَتْ حَوَائِجُهُ»(2).
[526/2661] عَنِ الْحُسَيْنِ بْن خَالِدٍ، عَن الرّضَا علیه السلام، قَالَ: «كَانَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ : مَنِ اتَّخَذَ خَاتَمَا فَصُّهُ عَقِيقٌ لَمْ يَفْتَقِرْ، وَلَمْ يُقْضَ لَهُ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ »(3).
[527/2662] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَنْ تَخَتَمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ إِلَى
اَلْحُسْنَى مَا دَامَ فِي يَدِهِ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنَ الله تَعَالَى وَاقِيَةٌ»(4).
[528/2663] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الرِّضَا علیه السلام ، قَالَ:
الْعَقِيقُ يَنْفِي الْفَقْرَ، وَلُبْسُ الْعَقِيقِ يَنْفِي النَّفَاقَ » (5) .
[529/2664] عَنِ الرِّضَا علیه السلام : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: أَبو خَاتَماً
صُّهُ عَقِيقٌ لَمْ يَفْتَفِرُ، وَلَمْ يُقْضَ لَهُ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، وَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِهِ مَعَ
ص: 129
غِلْمَانِ الْوَالِي، فَقَالَ علیه السلام : «أَتَّبِعُوهُ بِخَاتَم عَقِيقِ، فَأَتْبِعَ فَلَمْ يَرَ مَكْرُوها»، وَقَالَ علیه السلام : «الْعَقِيقُ حِرْزُ فِي السَّفَرِ»، وَعَنْهُ علیه السلام : «مَنْ أَصْبَحَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمُ فَصُّهُ عَقِيقٌ مُتَخَيّماً بِهِ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى ، وَأَصْبَحَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ فَقَلَّبَ فَصَّهُ إِلَى بَاطِنِ كَفِّهِ وَقَرَأَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ إِلَى آخِرِهَا، ثُمَّ يَقُولُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَكَفَرْتُ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ آمَنْتُ بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم وَعَلَانِيَتِهِمْ وَوَلَا يَتِهِمْ، وَقَاهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَكَانَ فِي حِرْزِ اللَّه وَحِرْزِ رَسُولِهِ حَتَّىٰ يُمْسِيَ، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لا : تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ يُبَارَكْ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُوا فِي أَمْنِ مِنَ الْبَلَاءِ، وَشَكَا رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قُطِعَ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ، فَقَالَ لَهُ صلی الله علیه و آله وسلم: «هَلَّا تَخَتَمْتَ بِالْعَقِيقِ ؟ فَإِنَّهُ يَحْرُسُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَمَنْ تَخَتَمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ فِي الحُسْنَى مَا دَامَ فِي يَدِهِ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنَ الله وَاقِيَةٌ، وَمَنْ صَاغَ خَاتَمَا مِنْ عَقِيقِ وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ نَبِيُّ الله وَعَلِيُّ وَلِيُّ اللَّهِ، وَقَاهُ اللَّهُ مِيتَةَ السَّوْءِ، وَلَمْ يَمُتْ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ، وَمَا رُفِعَتْ كَفِّ إِلَى اللَّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كَفِّ فِيهِ عَقِيقٌ، وَمَنْ سَاهَمَ بِالْعَقِيقِ كَانَ حَظِّهُ فِيهِ الْأَوْفَرَ»، وَلَمَّا نَاجَى اللَّهُ مُوسَى علیه السلام وَكَلَّمَهُ عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ، ثُمَّ اِطَّلَعَ عَلَى اَلْأَرْضِ اِطَّلاعاً فَخَلَقَ الْعَقِيقَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: «آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أُعَذِّبَ كَفَّا لَبِسَتْهُ بِالنَّارِ إِذَا يُوَالِي عَلِيًّا «صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ»، وَقَالَ علیه السلام : صَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ
بِفَضٌ عَقِيقِ تَعْدِلُ أَلْفَ رَكْعَةٍ بِغَيْرِهِ»، وَقَالَ علیه السلام : «التَّخَتُمُ بِالْفَيْرُوزَجِ وَنَقْشُهُ: اللهُ المَلِكُ، اَلنَّظَرُ إِلَيْهِ حَسَنَةٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَنَّةِ أَهْدَاهُ جَبْرَئِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَوَهَبَهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَاسْمُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ : الظَّفَرُ، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «تَخَتَمُوا بِالجُزْعِ الْيَمَانِيِّ، فَإِنَّهُ يَرُدُّ كَيْدَ مَرَدَةِ الشَّيَاطِينِ»، وَقَالَ علیه السلام : «التَّخَتُمُ بِالزُّمُرُّدِ يُسْرُ لَا عُسْرَ فِيهِ، وَالتَّخَتُمُ بِالْيَوَاقِيتِ يَنْفِي الْفَقْرَ»، وَقَالَ: «نِعْمَ الْفَضُ الْبِلَوْرُ»(1).
ص: 130
[2665/ 530] عَنْ سُلَيْمانَ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَلَى بَابِ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُورِ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ رَجُلٌ عَجَلُودُ بِالسَّوْطِ، فَقَالَ لِي: «يَا سُلَيْمَانُ، فَانْظُرْ مَا فَصُّ خَاتَمهِ؟»، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَضَّهُ غَيْرُ عَقِيقِ، فَقَالَ: «يَا سُلَيْمانُ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ عَقِيقاً لما جُلِدَ بِالسَّوْطِ»، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: «يَا سُلَيْمانُ، هُوَ أَمَانٌ مِنْ قَطْعِ الْيَدِ»، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله، زِدْنِي، قَالَ: «يَا سُلَيْمانُ، هُوَ أَمَانٌ مِنَ الدَّم»، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله، زِدْنِي، قَالَ: «يَا سُلَيْمانُ، إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يُحِبُّ أَنْ تُرْفَعَ إِلَيْهِ فِي الدُّعَاءِ يَدٌ فِيهَا فَصُّ عَقِيقٍ، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ: الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنْ يَدٍ فِيهَا فَصُّ عَقِيقِ كَيْفَ تَخْلُو مِنَ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِم، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: «يَا سُلَيْمَانُ، إِنَّهُ حِرْزَ مِنْ كُلِّ بَلَاءِ»، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: «يَا سُلَيْمانُ، هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْفَقْرِ»، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، أُحَدِّثُ بِهَا عَنْ جَدِّكَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٌّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام؟ قَالَ: «نَعَمْ»(1).
[531/2666] عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ، قَالَ: بَعَثَ الْوَالِي إِلَى رَجُلٍ مِنْ آلٍ أَبِي طَالِبٍ فِي جِنَايَةِ، فَمَرَّ بِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ: «أَتْبِعُوهُ بِخَاتَمِ عَقِيقٍ»، فَأُتِيَ بِخَاتَم عَقِيقٍ، فَلَمْ يَرَ مَكْرُوها»(2).
[532/2667] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أُحِبُّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَتَخَتَمَ بِخَمْسَةِ خَوَاتِيمَ : بِالْيَاقُوتِ وَهُوَ أَفْخَرُهَا، وَبِالْعَقِيقِ وَهُوَ أَخْلَصُهَا الله وَلَنَا، وَبِالْفَيْرُوزَج وَهُوَ نُزْهَةُ النَّاظِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَهُوَ
ص: 131
يُقَوِّي اَلْبَصَرَ، وَيُوَسِّعُ الصَّدْرَ، وَيَزِيدُ فِي قُوَّةِ الْقَلْبِ، وَبِالْحَدِيدِ الصِّينِي، وَمَا أُحِبُّ اَلتَّخَتُمَ بِهِ، وَلَا أَكْرَهُ لُبْسَهُ عِنْدَ لِقَاءِ أَهْلِ الشَّرِّ لِيُطْفِئَ شَرَّهُمْ، وَأُحِبُّ اتَّخَاذَهُ فَإِنَّهُ يُشَرِّدُ المَرَدَةَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَمَا يُظْهِرُهُ اللَّهُ بِالذَّكَوَاتِ الْبِيضِ بِالْغَرِيَّيْنِ»، قُلْتُ: يَا مَوْلَايَ، وَمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْل؟ قَالَ: «مَنْ تَخَتَمَ بِهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ زَوْرَةً أَجْرُهَا أَجْرُ النَّبِيِّينَ وَالصَّالِحِينَ، وَلَوْ لَا رَحْمَةُ اللَّهُ لِشِيعَتِنَا لَبَلَغَ اَلْفَصُّ مِنْهُ مَا لَا يُوجَدُ بِالثَّمَنِ، وَلَكِنَّ اللهَ رَحْصَهُ عَلَيْهِمْ لِيَتَخَتَمَ بِهِ غَنِيُّهُمْ وَفَقِيرُهُمْ»(1)
[533/2668] عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ
تختم بالفيروزج لم يفتقر گنه يَفْتَقِرْ كَفَّهُ»(2)
[534/2669] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِ يَرْفَعُ يَدَهُ وَفِيهَا خَاتَمُ فَصُّهُ فَيْرُوزَجٌ فَأَرُدُّهَا
خَائِبَةٌ »(3).
[ 535/2670] عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
مِنْ سَعَادَةِ المُسْلِمِ سَعَةُ اَلمَسْكَنِ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالمَرْكَبُ اهْنِي »(4)4
[536/2671] الْبَاقِرُ علیه السلام في خَبَرٍ : وَلَقَدْ وُلِّي (يعني أمير المؤمنين علیه السلام)
ص: 132
خَمْسَ سِنِينَ وَمَا وَضَعَ آجُرَّةً عَلَى آجُرَّةٍ وَلَا لَبِنَةٌ عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا أَقْطَعَ قَطِيعَاً، وَلَا
أَوْرَثَ بَيْضَاءَ وَلَا حَمْرَاءَ »(1) .
[ 537/2672] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «اتَّقُوا الْبُنْيَانَ فِي الْحَرَامِ فَإِنَّهُ أَسَاسُ
اَخْرَابِ»(2).
[2673 / 538] فِي حَدِيثِ مَنَاهِي النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «وَمَنْ بَنَى بُنْيَاناً رِيَاءً وَسُمْعَةٌ حُمِّلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ وَهُوَ نَارٌ تَشْتَعِلُ ثُمَّ يُطَوَّقُ فِي عُنُقِهِ وَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَلَا يَحْبِسُهُ شَيْءٌ مِنْهَا دُونَ قَعْرِهَا إِلَّا أَنْ يَتُوبَ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ يَبْنِي رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ قَالَ : يَبْنِي فَضْلاً عَلَى مَا يَكْفِيهِ اِسْتِطَالَةٌ مِنْهُ عَلَى جِيرَانِهِ وَمُبَاهَاةٌ لِإِخْوَانِهِ »(3).
[ 2674/ 539] قَوْلُهُ علیه السلام: «إِنَّ اللهَ َّعزَّ و جل جَعَلَ مِنْ أَرْضِهِ بِقَاعاً تُسَمَّى المُنتَقِيَاتِ، فَإِذَا كَسَبَ الرَّجُلُ مَالاً مِنْ غَيْرِ حِلَّهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بُقْعَةٌ مِنْهَا فَأَنْفَقَهُ فِيهَا » (4).
[540/2675] عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقَالَ : أَخْرَجَتْنَا الْجِنُّ عَنْ مَنَازِلِنَا، قَالَ: «اِجْعَلُوا سُقُوفَ بُيُوتِكُمْ سَبْعَةَ أَذْرُع، وَاجْعَلُوا الْحَمَّامَ فِي أَكْنَافِ الدَّارِ ، قَالَ الرَّجُلُ : فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، فَمَا رَأَيْنَا
شَيْئاً نَكْرَهُهُ بَعْدَ ذَلِكَ (5).
ص: 133
[541/2676] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «ابْن بَيْتَكَ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ ، فَمَا كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ سَكَنَهُ الشَّيَاطِينُ، إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيْسَتْ فِي اَلسَّمَاءِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّمَا تَسْكُنُ أَهْوَاءَ»(1).
[ 542/2677] عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «شَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ عَبَثَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِأَهْلِ بَيْتِهِ وَبِعِيَالِهِ، فَقَالَ: «كَمْ سَقْفُ بَيْتِكَ؟»، فَقَالَ: عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، فَقَالَ: «اذْرَعْ ثَمَانِيَةَ أَذْرُع ثُمَّ أَكْتُبُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِيمَا بَيْنَ الثَّمَانِيَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ كَمَا تَدُورُ، فَإِنَّ كُلَّ بَيْتِ سَمْكُهُ أَكْثَرُ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَذْرُعٍ فَهُوَ مُحْتَضَرٌ تَحْضُرُهُ اَلْجِنُّ يَكُونُ فِيهِ مَسْكَنُهُ »(2).
543/2678] عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مَكْتُوباً فِي بَيْتِ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام
آيَةَ الْكُرْسِيُّ قَدْ أُدِيرَتْ بِالْبَيْتِ، وَرَأَيْتُ فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِهِ مَكْتُوباً آيَةَ الْكُرْسِی (3).
[544/2679] عَنْ سَهْلِ بْنِ الْيَسَعِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحِ غَيْرِ مُحَجَّرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا
نَفْسَهُ »(4).
[545/2680] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَدْخُلُ اَلمَلَائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ
صُورَةٌ، وَلَا كَلْبٌ، وَلَا جُنب »(5).
ص: 134
[546/2681] عَن السَّكُونِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
آبَائِهِ عليها ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ بَنَى مَسْكَناً فَذَبَحَ كَبْشاً سَمِيناً وَأَطْعَمَ
لَحْمَهُ المَسَاكِينَ، ثُمَّ قَالَ اللهُمَّ اِدْحَرْ عَنِّي مَرَدَةَ الْحِنِّ وَالْإِنْسِ وَالشَّيَاطِينِ وَبَارِكْ لي فِي بِنَائِي، أُعْطِيَ مَا سَأَلَ »(1).
[ 547/2682] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يَجْلُونَ الْبَصَرَ: اَلنَّظَرُ إِلَى اَلْخُضْرَةِ، وَالنَّظَرُ إِلَى أَلَمَاءِ الْجَارِي، وَالنَّظَرُ إِلَى
الْوَجْهِ اَلْحَسَنِ»(2) .
[548/2683] عَنْ عِيسَى بْن عَبْدِ الله، عَنْ جَدَّه، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: بَيْتُ الشَّيَاطِينِ مِنْ بُيُوتِكُمْ بَيْتُ
الْعَنْكَبُوتِ»(3).
[549/2684] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونِ الْقَدَّاحِ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عليّ علیه السلام، قَالَ: «نَظَّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ مِنْ حَوْكِ الْعَنْكَبوتِ، فَإِنَّ تَرْكَهُ فِي الْبُيُوتِ
يُورِثُ الْفَقْرَ » (4)
ص: 135
[2685/ 550] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي
جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «كَنْسُ الْبَيْتِ يَنْفِي الْفَقْرَ »(1).
[551/2686] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ
اَلرّضَا علیه السلام، قَالَ: «كَنْسُ اَلْفِنَاءِ يَجْلِبُ الرِّزْقَ » (2) .
[552/2687] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «غَسْلُ
اَلْإِنَاءِ وَكَسْحُ الْفِنَاءِ عَجَلَبَةٌ لِلرِّزْقِ »(3).
[ 553/2688] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «عِشْرُونَ خَصْلَةٌ تُورِثُ الْفَقْرَ...»، إلى
أَنْ قالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «وَوَضْعُ الْقِصَاعِ وَالْأَوَانِي غَيْرَ مَغْسُولَةٍ »(4).
[554/2689] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام :
كْنُسُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ »(5).
[ 555/2690] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ رَفَعَه، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «لَا تُؤبیتوا التُّرَابَ خَلْفَ الْبَابِ فَإِنَّهُ مَأْوَى
الشَّيَاطِينَ »(6).
[556/2691] فِي حَدِيثِ مَنَاهِي النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم تُبَيِّتُوا الْقُامَةَ فِي
بُيُوتِكُمْ وَأَخْرِجُوهَا نَهَاراً فَإِنَّهَا مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ »(7) .
ص: 136
[557/2692] عَنْ سَمَاعَةَ، قَالَ: [سَأَلْتُ] أَبَا عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام عَنْ إِخْلَاقِ الْأَبْوَابِ وَإِيكَاءِ الْأَوَانِي وَإِطْفَاءِ السِّرَاج ، فَقَالَ: «أَغْلِقُ بَابَكَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَاباً، وَأَطْفِ السِّرَاجَ مِنَ الْفُوَيْسِقَةِ وَهِيَ الْفَأَرَةُ لَا تُحْرِقْ بَيْتَكَ، وَأَوْكِ الْإِنَاءَ»، وَرُوِيَ : أَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَكْشِفُ خَمَّراً يَعْنِي مُغَطَّى(1)
بيان: (أَوْكِ الْإِنَاءَ) أي غطّ الإناء بالوكاء، أي الغطاء.
2693 / 558] عَنْ عَلِيِّ علیه السلام أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ فِي بَيْتٍ لَيْسَ لَهُ
بَابٌ وَلَا سِتر (2).
[ 559/2694] عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ
أَشَدَّ مَا يَهُمُّ بِالْإِنْسَانِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، فَلَا تَبِيتَنَّ وَحْدَكَ، وَلَا تُسَافِرَنَّ وَحْدَكَ»(3).
[2695/ 560] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ ، عَنْ أَبِيهِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمانَ: أَيْنَ نَزَلْتَ؟»، قَالَ: فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «أَمَعَكَ أَحَدٌ؟»، قَالَ: لَا ، قَالَ: «لَا تَكُنْ وَحْدَكَ، تَحَوَّلْ عَنْهُ يَا مَيْمُونُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَجْرَأَ ما يَكُونُ عَلَى الْإِنْسَانِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ »(4).
[ 5612/2696] عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام عَن اَلرَّجُلِ يَبِيتُ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَكْرَهُ ذَلِكَ، وَإِنِ اضْطُرَّ إِلَى ذَلِكَ فَلاَ بَأْسَ وَلَكِنْ يُكْثِرُ ذِكْرَ اللهَ فِي مَنَامِهِ مَا اسْتَطَاعَ »(5).
ص: 137
[ 562/2697] قَالَ [ صلی الله علیه و آله وسلم]: «لَا يَبِيتَنَّ أَحَدُكُمْ وَيَدُهُ غَمِرَةٌ، فَإِنْ فَعَلَ
فَأَصَابَهُ لَمُ الشَّيْطَانِ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ »(1) .
بيان: غَمِرَة أي فيها غمر ، وهو دسم الطعام وبقاياه.
[563/2698] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام : يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْم فِي كِتَابِهِ...»، إلى أن قال: يَا هِشَامُ الصَّبْرُ عَلَى اَلْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ الْعَقْلِ، فَمَنْ عَقَلَ عَن اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى اِعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْيَا وَالرَّاغِبينَ فِيهَا وَرَغِبَ فِيمَا عِنْدَ الله ، وَكَانَ اللهُ أُنْسَهُ فِي الْوَحْشَةِ، وَصَاحِبَهُ فِي الْوَحْدَةِ، وَغِنَاهُ فِي الْعَيْلَةِ، وَمُعِزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَةٍ »(2) .
[564/2699] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى
اليلا اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيَّ علیهما السلام ، فَقَالُوا: يَا ابْنَ رَسُولِ الله نَرَى فِي مَنْزِلِكَ أَشْيَاءَ نَكْرَهُهَا، وَإِذَا فِي مَنْزِلِهِ بُسُطُ وَنَهَارِقُ، فَقَالَ علیه السلام : إِنَّا نَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَنُعْطِيهِنَّ مُهُورَهُنَّ فَيَشْتَرِينَ مَا شِثْنَ لَيْسَ لَنَا مِنْهُ شَيْ »(3).
[2700/ 565] (فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِمِائَةِ) عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلَهُ فَلْيُسَلّمْ عَلَى أَهْلِهِ ، يَقُولُ: اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلٌ
ص: 138
فَلْيَقُلِ : اَلسَّلاَمُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا، وَلْيَقْرَأُ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ »حِينَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، فَإِنَّهُ
ينفي الْفَقْرَ »(1).
[566/2701] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَهَا (أَيْ«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ») حِينَ يَدْخُلُ بَيْتَهُ نُفِيَ عَنْهُ الْفَقْرُ»، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم لِأَبِي ذَرِّ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ
( يَكْثُرَ خَيْرُ بَيْتِكَ فَإِذَا دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ فَسَلّمْ عَلَيْهِمْ» (2).
[ 2702/ 567] عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ فَقُلْ:
بِسْمِ اللَّه وَبِالله وَسَلَّمْ عَلَى أَهْلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَحَدٌ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، وَسَلَامٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَالسَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَرَّ الشَّيْطَانُ مِنْ مَنْزِلِكَ» (3).
[568/2703] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : اسْتَأْذَنْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَخَرَجَ إِلَيَّ وَشَفَتَاهُ تَتَحَرَّكَانِ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «أَفَطَنْتَ لِذَلِكَ، يَا تُمالِيُّ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «إِنِّي وَالله تَكَلَّمْتُ بِكَلَام مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي بِهِ، قَالَ: «نَعَمْ، مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ: بِسْمِ اللَّه حَسْبِيَ اللَّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَى الله ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ أُمُورِي كُلِّهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ »(4).
[569/2704] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ
ص: 139
إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: بِاسْمِ الله ، قَالَ المَلَكَانِ : هُدِيتَ، فَإِنْ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله ، قَالَا: وُقِيتَ، فَإِنْ قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى الله ، قَالَا: كُفِيتَ، فَيَقُولُ الشَّيْطَانُ: كَيْفَ لي بِعَبْدِ هُدِيَ وَوُقِيَ وَكُفِيَ »(1).
2705/ 570] قَالَ الرَّضَا علیه السلام : «إِسْرَاجُ السَّرَاجِ قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ
يَنْفِي الْفَقْرَ » (2).
[2706/ 571] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
ثَلَاتٌ يُطْفِينَ نُورَ الْعَبْدِ: مَنْ قَطَعَ وُدَّ أَبِيهِ، أَوْ خَضَبَ شَيْبَتَهُ بِسَوَادٍ، أَوْ وَضَعَ
بَصَرَهُ فِي الْحُجُرَاتِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ»(3).
بيان: (قَطَعَ وُدَّ أَبِيهِ) أي قطع الصلة مع أودَّاء أبيه. و(وَضَعَ بَصَرَهُ فِي اَلْحُجُرَاتِ) أي مدَّ بصره إلى مكان دون إذن أصحابه.
[572/2707] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ أَدْخَلَ بَصَرَهُ فِي حَرِيمِ قَوْمٍ قَبْلَ رِجْلَيْهِ فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ، وَهُوَ
آثِمٌ، وَهُوَ آثِمٌ »(4).
ص: 140
[ 2708 / 573] عَنْ عَلَيَّ علیه السلام أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ، فَقَالَ اَلرَّجُلُ : إِنَّمَا أَنَا وَحْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «عَلَيْكَ وَعَلَى فَرَسِكَ»(1).
[2709/ 574] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ وَغَيْرِهِ، قَالَ: لَمَّا قَامَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ وَتَوَاقَفُوا وَأَخَذُوا مَصَافَهُمْ لِلْقِتَالِ...، إلى أَنْ قَالَ: وَكَانَ عَلَى علیه السلام يَرْكَبُ بَغْلاً لَهُ يَسْتَلِذُهُ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْحَرْبُ قَالَ: «اثْتُونِي بِفَرَسٍ»، فَأَتَوْهُ بِفَرَسٍ لَهُ ذَنُوبٌ أَدْهَمَ يُقَادُ بِشَطَنَيْنِ يَبْحَثُ الْأَرْضَ بِيَدَيْهِ جَمِيعاً لَهُ حَمْحَمَةٌ وَصَهِيلٌ، فَرَكِبَهُ وَقَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم»(2).
[ 2710/ 575] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: مِنْ سَعَادَةِ اَلمَرْءِ اَلْمُسْلِمِ اَلزَّوْجَةُ الصَّالِحِةُ، وَالمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالمَرْكَبُ اَهْنِيءُ، وَالْوَلَدُ
الصَّالِحُ »(3)
[576/2711] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: لا «لَا تَتَّخِذُوا ظُهُورَ الدَّوَابٌ كَرَاسِيَّ، فَرُبَّ دَابَّةٍ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا، وَأَطْوَعُ اللَّه
مِنْهُ، وَأَكْثَرُ ذِكْراً»(4).
بيان: اتَّخاذ ظهر الدابَّة كرسيَّا يعني أنْ يجلس على ظهرها ويتحدَّث ويطيل
ص: 141
ذلك دون الحاجة إلى المسير، والأولى له أن ينزل عن ظهرها ليقضي حديثه مع الناس، وكأنَّ ظهر الدابَّة مخصَّص لمن يريد المسير والحركة.
[577/2712] عَنْ عَلِيِّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم نَهَى أَنْ تُحَمَّلَ الدَّوَابُّ
فَوْقَ طَاقَتِهَا، وَأَنْ تُضَيَّعَ حَتَّى تَهْلِكَ (1) .
[2713/ 578] روى السَّكُونِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم أَبْصَرَ نَاقَةً مَعْقُولَةً
وَعَلَيْهَا جَهَازُهَا، فَقَالَ: «أَيْنَ صَاحِبُهَا؟ مُرُوهُ فَلْيَسْتَعِدَّ غَداً لِلْخُصُومَةِ »(2) .
بيان :(عَلَيْهَا جَهَازُهَا )أي حملها، فإنَّ ذلك ممَّا يُرهقها ويُتعبها، وكأنَّ
صاحب الدابَّة ربطها وهي محمَّلة وتركها تنوء بحملها، في حين ينبغي له أنْ يُنزل عنها الحمل كلَّما أراد أنْ يستريح هو.
579/2714] عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَهُمَا أُنْهِمَ عَلَى الْبَهَائِمِ مِنْ شَيْءٍ فَلَا يُبْهَمُ عَلَيْهَا أَرْبَعَةُ خِصَالٍ: مَعْرِفَةٌ أَنَّ لَهَا خَالِقا، وَمَعْرِفَةٌ طَلَبِ الرِّزْقِ، وَمَعْرِفَةُ الذَّكَرِ مِنَ الْأُنْثَىٰ، وَمَخَافَةُ الْمَوْتِ»(3).
[2715/ 580] وَرَدَ فِي وَصِيَّةِ الْإِمَامِ الْبَاقِرَ علیه السلام لِبَعْضِ شِيعَتِهِ قَوْلُهُ علیه السلام : «وَإِذَا قَرُبْتَ مِنَ الْمَنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ وَابْدَأْ بِعَلَفِهَا قَبْلَ نَفْسِكَ فَإِنَّهَا نَفْسُكَ» (4)
ص: 142
[581/2716] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَلْعَنُ بَعِيرَهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ وَلَا تَصْحَبْنَا عَلَى بَعِيرٍ مَلْعُونِ »(1).
[ 582/2717] عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ اَلْجَعْفَرِيٌّ رَفَعَهُ، قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ
علیه السلام : مَتَى أَضْرِبُ دَابَّتِي ؟ فَقَالَ: «إِذَا لَمْ تَمْشِ تَحْتَكَ كَمَشْيَتِهَا إِلَى مِذْوَدِهَا »(2).
[ 2718 / 583] رُوِيَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «اضْرِبُوهَا عَلَى الْعِثَارِ،
وَلَا تَضْرِبُوهَا عَلَى النَّفَارِ فَإِنَّهَا تَرَى مَا لَا تَرَوْنَ»(3) .
[584/2719] وَقَالَ: «لَا تُغَنُّوا عَلَى ظُهُورِهَا، أَمَا يَسْتَحْيِي أَحَدُكُمْ أَنْ
يُغَنِّيَ عَلَى ظَهْرِ دَابَّةٍ وَهِيَ تُسَبِّحُ ؟ » (4) .
[ 2720 / 585] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ عَلى علیه السلام إِذَا عَثَرَتْ بِهِ دَابَّتُهُ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْوِيل عَافِيَتِكَ، وَمِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ »(5).
[586/2721] عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «نِعْمَ اَلَمَالُ اَلشَّاةُ » (6)
[ 587/2722] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا
بنَيَّ، اِتَّخِذِ الْغَنَمَ، وَلَا تَتَّخِذِ الْإِبِلَ »(7).
ص: 143
[588/2723 ] عَنْ أَبي خَدِيجَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام يَقُولُ: «هَذِهِ الْحَمامُ حَمَامُ اَلْحَرَمِ هِيَ مِنْ نَسْلِ حَمَامِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ علیهما السلام فِيْهَا الَّتِي كَانَتْ له»(1)
[2724/ 589] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً فِي بَيْتِ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، فَنَظَرْتُ إِلَى حَمَام رَاعِبِيٌّ يُقَرْقِرُ طَوِيلاً ، فَنَظَرَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «يَا دَاوُدُ، تَدْرِي مَا يَقُولُ هَذَا الطَّيْرُ؟»، قُلْتُ: لَا وَالله، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: «يَدْعُو عَلَى قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ علیه السلام، فَاتَّخِذُوا فِي مَنَازِلِكُمْ »(2) .
[590/2725] عَنْ عُثْمَانَ الْأَصْفَهَانِي، قَالَ: اسْتَهْدَانِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، فَأَهْدَيْتُ لَهُ طَيْراً رَاعِبيًّا ، فَدَخَلَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «اِجْعَلُوا هَذَا الطَّيْرَ الرَّاعِبيَّ مَعِي فِي الْبَيْتِ يُؤْنِسُنِي »(3).
[26 27 / 591] عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
«إِنَّ اِمْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ عَطَشاً»(4).
[592/2727] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: «أَقْذَرُ الذُّنُوبِ ثَلَاثَةٌ: قَتْلُ
الْبَهِيمَةِ، وَحَبْسُ مَهْرِ اَلَمَرْأَةِ، وَمَنْعُ الْأَجِيرِ أَجْرَهُ»(5).
ص: 144
[2728/ 593] عَنْ أَبِي جَعْفَرِ علیه السلام أَنَّه قَالَ فِي حَدِيثٍ: وَلَقَدْ قَتَلُوهُ (يعني أبا عبد الله الحسين بن علي علیهما السلام) قِتْلَةٌ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَنْ يُقْتَلَ بِهَا الْكِلَابُ، لَقَدْ قُتِلَ بِالسَّيْفِ، وَالسِّنَانِ، وَبِالْحِجَارَةِ ، وَبِالْخَشَبِ »(1) .
[594/2729] عَنْ سُلَيْمانَ الْجَعْفَرِيٌّ ، عَنِ الرّضَا علیه السلام أَنَّ عُصْفُوراً وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلَ يَصِيحُ وَيَضْطَرِبُ، فَقَالَ: «أَتَدْرِي مَا يَقُولُ؟»، قُلْتُ: لَا ، قَالَ: «قَالَ لِي: إِنَّ حَيَّةٌ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَ فِرَاخِي فِي الْبَيْتِ، فَقُمْ وَخُذْ تِلْكَ النِّسْعَةَ وَادْخُل الْبَيْتَ وَاقْتُل اَلخَيَّةَ ، فَقُمْتُ وَأَخَذْتُ النِّسْعَةَ وَدَخَلْتُ الْبَيْتَ وَإِذَا حَيَّةٌ تَجُولُ فِي الْبَيْتِ فَقَتَلْتُهَا (2).
ص: 145
ص: 146
ص: 147
ص: 148
[1/2730] عَنْ هِشَامٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا
هِشَامُ إِنْ رَأَيْتَ الصَّفَّيْنِ قَدِ الْتَقَيَا فَلَا تَدَعْ طَلَبَ الرِّزْقِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ »(1).
[ 2/2731] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : أَرْبَعُ لَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ: دُعَاءُ الرَّجُلِ جَالِسٌ فِي بَيْتِهِ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ آمُرُكَ بِالطَّلَبِ؟ وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ اِمْرَأَةٌ فَدَعَا عَلَيْهَا، فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا بِيَدِكَ؟ وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَفْسَدَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي، فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ آمُرُكَ بِالْاِقْتِصَادِ؟ أَلَمْ آمُرُكَ بِالْإِصْلَاح؟»، ثُمَّ قَرَأَ : «وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)»[الفرقان: 67]، وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَدَانَهُ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ
آمُرُكَ بِالشَّهَادَةِ؟ »(2).
[2732/ 3 ]عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا فَعَلَ عُمَرُ بْنُ مُسْلِم؟»، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَتَرَكَ التِّجَارَةَ، فَقَالَ: «وَيْحَهُ أَمَا عَلِمَ أَنَّ تَارِكَ الطَّلَبِ لَا يُسْتَجَابُ لَهُ؟ إِنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم لَمَّا نَزَلَتْ :«وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)»«وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(3)»[الطلاق: 2 و 3] ، أَغْلَقُوا الْأَبْوَابَ وَأَقْبَلُوا عَلَى الْعِبَادَةِ،
ص: 149
وَقَالُوا: قَدْ كُفِينَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى مَا صَنَعْتُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ الله تُكُفّلَ لَنَا بِأَرْزَاقِنَا فَأَقْبَلْنَا عَلَى الْعِبَادَةِ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ، عَلَيْكُمْ بِالطَّلَبِ »(1)..
[2733/ 4 ]عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: «مَنْ طَلَبَ
هَذَا الرِّزْقَ مِنْ حِلَّهِ لِيَعُودَ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ كَانَ كَالْجَاهِدِ فِي سَبِيل الله عزّو جلّ » (2).
[2734 /5 ]عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكُوفِيٌّ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «الْعِبَادَةُ سَبْعُونَ جُزْءاً أَفْضَلُهَا طَلَبُ اَلْحَلَالِ » (3).
[ 2735/ 6 ]عنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ كَانَ يَقُولُ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ لا يَدَعُ خَلَفاً أَفْضَلَ مِنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِي علیهما السلام ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ فَوَعَظَنِي، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ وَعَظَكَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى بَعْضٍ نَوَاحِي المَدِينَةِ فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ، فَلَقِيَنِي أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ علیهما السلام، وَكَانَ رَجُلاً بَادِناً ثَقِيلاً، وَهُوَ مُتَكِيٌّ عَلَى غُلَامَيْنِ أَسْوَدَيْنِ أَوْ مَوْلَيَيْنِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: سُبْحَانَ اللَّهُ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاحْ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ اَلْحَالِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، أَمَا إِنِّي لَأَعِظَنَّهُ، فَدَنَوْثَ مِنْهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ بِنَهْرٍ، وَهُوَ يَتَصَابُّ عَرَقاً، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاحَ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، أَرَأَيْتَ لَوْ جَاءَ أَجَلُكَ وَأَنْتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ ؟ فَقَالَ: لَوْ جَاءَنِي اَلَمَوْتُ وَأَنَا عَلَىٰ هَذِهِ اَلْحَالِ جَاءَنِي وَأَنَا فِي طَاعَةٍ مِنْ طَاعَاتِ اللهِ عزّو جلّ، أَكُفُ بِهَا نَفْسِي وَعِيَالِي عَنْكَ وَعَنِ
ص: 150
اَلنَّاسِ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ لَوْ جَاءَنِي المَوْتُ وَأَنَا عَلَى مَعْصِيَةٍ مِنْ مَعَاصِي اللَّه عزّو جلّ، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ، أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ فَوَعَظْتَنِي»(1)
[7/2736] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى مَوْلَى آلِ سَامٍ، قَالَ: اسْتَقْبَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام فِي بَعْضٍ طُرُقِ المَدِينَةِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ اَخَرِّ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، حَالُكَ عِنْدَ الله عزّو جلّ وَقَرَابَتُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم وَأَنْتَ تُجْهَدُ لِنَفْسِكَ
وَمَا فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الْأَعْلَى، خَرَجْتُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ لِأَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ مِثْلِكَ » (2).
[8/2737] عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «أَقْرِءُوا مَنْ لَقِيتُمْ مِنْ أَصْحَابِكُمُ السَّلَامَ، وَقُولُوا هُمْ: إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ يُقْرِتُكُمُ السَّلَامَ، وَقُولُوا هَمْ: عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى الله عزّو جلّ، وَمَا يُنَالُ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهُ مَا آمُرُكُمْ إِلَّا بِمَا نَأْمُرُ بِهِ أَنْفُسَنَا، فَعَلَيْكُمْ بِالْجِدٌ وَالاجْتِهَادِ، وَإِذَا صَلَّيْتُمُ الصُّبْحَ وَانْصَرَفْتُمْ فَبَكَّرُوا فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، وَأطْلُبُوا اَلخَلَالَ، فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ سَيَرْزُقُكُمْ وَيُعِينُكُمْ
عَلَيْهِ »(3).
[ 9/2738] عَنْ أَيُّوبَ أَخِي أَدَيْم بَيَّاعِ اَهْرَوِيَّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ الْعَلَاءُ بْنُ كَامِل فَجَلَسَ قُدَّامَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: أَدْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي فِي دَعَةٍ، فَقَالَ: «لَا أَدْعُو لَكَ، أطْلُبْ كَمَا أَمَرَكَ اللهُ عزّو جلّ »(4).
[2739/ 10] عَن الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «أَيَعْجِرُ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ النَّمْلَةِ؟ فَإِنَّ النَّمْلَةَ تَجُرُّ إِلَى جُحْرِهَا »(5).
ص: 151
[ 11/2740] عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا أَعْسَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَخْرُجُ ، وَلَا يَغُمَ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ »(1).
[12/2741] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ مِنَ الذُّنُوبِ ذُنُوباً لَا يُكَفِّرُهَا صَلَاةٌ وَلَا صَوْمٌ قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، فَمَا يُكَفِّرُهَا؟ قَالَ: «أَهُمُومُ فِي
طَلَب اَلمَعِيشَةِ » (2) .
[ 2742/ 13] عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَلْقَى كَلَّهُ عَلَى النَّاسِ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ
يَعُولُ »(3)..
[14/2743] عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنْ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّىٰ تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ: فَرِزْقٌ تَطْلُبُونَهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكُمْ، فَاطْلُبُوا أَرْزَاقَكُمْ مِنْ حَلَالٍ، فَإِنَّكُمْ آكِلُوهَا حَلَالاً إِنْ طَلَبْتُمُوهَا مِنْ وُجُوهِهَا، وَإِنْ لَمْ تَطْلُبُوهَا مِنْ وُجُوهِهَا أَكَلْتُمُوهَا حَرَاماً، وَهِيَ أَرْزَاقُكُمْ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ
أَكْلِهَا » (4) .
[15/2744] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ، عَن:ْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ،
ص: 152
قَالَ: «لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلَّا وَقَدْ فَرَضَ اللَّهُ عزّو جلّ فَمَا رِزْقَهَا حَلَالًا يَأْتِيهَا فِي عَافِيَةٍ، وَعَرَضَ لَهَا بِالْحَرَامِ مِنْ وَجْهِ آخَرَ ، فَإِنْ هِيَ تَنَاوَلَتْ شَيْئاً مِنَ اخْرَامِ فَاصَّهَا بِهِ مِنَ اَخْلَالِ الَّذِي فَرَضَ لَهَا، وَعِنْدَ اللهِ سِوَاهُمَا فَضْلُ كَثِيرٌ، وَهُوَ قَوْلُهُ عزّو جلّ: «وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ (32)»[النساء: 32] »(1).
[2745/ 16] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام
، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَخَلَقَ مَعَهُمْ أَرْزَاقَهُمْ حَلَالاً طَيِّباً، فَمَنْ تَنَاوَلَ شَيْئاً مِنْهَا
حَرَاماً قُصَّ بِهِ مِنْ ذَلِكَ اَلْحَلَالِ » (2).
[2746/ 17] عَن النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ
توَكَّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ»(3).
[2747/ 18] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام
، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ فَلْيُطِبْ مَكْسَبَهُ»(4).
[19/2748 ]فِي حَدِيثِ مَنَاهِي اَلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم عَنْ عَلى علیه السلام
:قالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ لَمْ يَرْضَ بِمَا قَسَمَهُ اللَّهُ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ وَبَثَّ شَكْوَاهُ وَلَمْ يَصْبِرْ
ص: 153
وَلَمْ يَحْتَسِبْ لَمْ تُرْفَعْ لَهُ حَسَنَتُهُ، وَيَلْقَى اللهَ عزّو جلّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ إِلَّا أَنْ
يَتُوبَ »(1).
[2749/ 20] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «لَا يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدِ حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ
الله سُبْحَانَهُ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ »(2).
[2750/21] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِذَا كَانَ عِنْدَ غُرُوبِ اَلشَّمْسِ وَكَلَ اللهُ بِهَا مَلَكاً يُنَادِي: أَيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَىٰ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَهْى. وَمَلَكٌ مُوَكَّلْ بِالشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا يُنَادِي يَا ابْنَ آدَمَ، لِدْ لِلْمَوْتِ، وَابْنِ لِلْخَرَابِ، وَاجْمَعْ لِلْفَنَاءِ»(3).
[ 22/2751] رَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَقُولُ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ أُحُدٍ وَالنَّاسُ مُحْدِقُونَ بِهِ وَقَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى طَلْحَةَ (4) هُنَاكَ: «أَيُّهَا اَلنَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ، وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُمْ، وَلَا تَسْتَعْمِلُوا جَوَارِحاً غُذِّيَتْ بِنِعْمَتِهِ فِي التَّعَرُّضِ لِسَخَطِهِ بِمَعْصِيَتِهِ، وَاجْعَلُوا شُغْلَكُمْ فِي الْتِمَاسِ مَغْفِرَتِهِ، وَاصْرِفُوا هِمَّتَكُمْ (هِمَمَكُمْ) بِالتَّقَرُّبِ إِلَى طَاعَتِهِ، مَنْ بَدَأَ بِنَصِيبِهِ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَهُ نَصِيبُهُ مِنَ الْآخِرَةِ وَلَمْ يُدْرِكْ مِنْهَا مَا يُرِيدُ، وَمَنْ بَدَأَ بِنَصِيبِهِ مِنَ الْآخِرَةِ وَصَلَ إِلَيْهِ نَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا وَأَدْرَكَ مِنَ الْآخِرَةِ مَا يُرِيدُ»(5).
ص: 154
[ 23/2752] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا
اَلزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «وَيْحَكَ حَرَامَهَا فَتَنكَبْهُ»(1)
[24/2753] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَم قَالَ: قَالَ لِي أَبُو اَلْحَسَنِ مُوسَى مُوسَى بْن جَعْفَرٍ علیهما السلام : «يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ تَرَكُوا فُضُولَ الدُّنْيَا فَكَيْفَ الذُّنُوبُ، وَتَرْكُ الدُّنْيَا مِنَ الفَضْلِ، وَتَرْكُ الذُّنُوبِ مِنَ الفَرْضِ»(2).
[25/2754] رَوَى أَبُو هَاشِمِ الْجُعْفَرِيُّ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الثَّالِثِ
علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ جَعَلَ مِنْ أَرْضِهِ بِقَاعاً تُسَمَّى المَرْحُومَاتِ أَحَبَّ أَنْ يُدْعَى فِيهَا فَيُجِيبَ، وَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ جَعَلَ مِنْ أَرْضِهِ بِقَاعاً تُسَمَّى الْمُنْتَقِيَاتِ، فَإِذَا كَسَبَ الرَّجُلُ مَالاً مِنْ غَيْرِ حِلَّهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بُقْعَةٌ مِنْهَا فَأَنْفَقَهُ
فِيهَا » (3) .
[2755/ 26] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَوْماً وَقَدْ تَبِعَ جِنَازَةٌ فَسَمِعَ رَجُلاً يَضْحَكُ، فَقَالَ: «كَأَنَّ المَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ ...»، إلى أنْ قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، طُوبَى مَنْ ذَلَّتْ نَفْسُهُ، وَطَابَ كَسْبُهُ » (4).
ص: 155
[27/2756] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم :«الْعِبَادَةُ مَعَ أَكْلِ الْحَرَامِ كَالْبِنَاءِ عَلَى
الرَّمْلِ»، وَقِيلَ : عَلَى المَاءِ (1).
[ 28/2757] عَنْ عَبْدِ الله بْن سُلَيْمانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَسَّعَ فِي أَرْزَاقِ اَلْحَمْقَى لِيَعْتَبِرَ الْعُقَلَاءُ، وَيَعْلَمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَ يُنَالُ مَا فِيهَا بِعَمَلٍ وَلَا حِيلَةٍ »(2).
[ 22/2758 ]عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ: اِعْلَمُوا عِلْماً يَقِينَا أَنَّ اللَّهَ عزّو جلّ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ وَإِنِ اِشْتَدَّ جَهْدُهُ وَعَظُمَتْ حِيلَتُهُ وَكَثُرَتْ مُكَابَدَتُهُ أَنْ يَسْبِقَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي يَكُلْ مِنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَقِلَّةِ حِيلَتِهِ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي
الذِّكْرِ الْحَكِيمِ و الذِّكْرِ الْحَكِيمِ. أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَنْ يَزْدَادَ اِمْرُةٌ نَقِيراً بِحِذْقِهِ، وَلَمْ يُنْقَص اِمْرُؤٌ نَقِيراً بِحُمْقِهِ، فَالْعَالِمُ بِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَتِهِ، وَالْعَالِمُ هَذَا التَّارِكُ لَهُ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فِي مَضَرَّتِهِ، وَرُبَّ مُنْعَمِ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجُ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَرُبَّ مَغْرُورٍ فِي النَّاسِ مَصْنُوعٌ لَهُ، فَأَفِقُ أَيُّهَا السَّاعِي مِنْ سَعْيِكَ، وَقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ، وَانْتَبِهْ مِنْ سِنَةِ غَفْلَتِكَ، وَتَفَكَّرْ فِيمَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ عزّو جلّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلی الله علیه و آله وسلم وَاحْتَفِظُوا بِهَذِهِ الْحُرُوفِ اَلسَّبْعَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَى، وَمِنْ عَزَائِمِ اللَّهِ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ عزّو جلّ بِخَلَّةٍ مِنْ هَذِهِ الْخِلَالِ : الشِّرْكِ بِاللَّهِ فِيمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ، أَوْ إِشْفَاءِ غَيْظِ بِهَلَاكِ نَفْسِهِ ، أَوْ إِقْرَارٍ بِأَمْرٍ يَفْعَلُ غَيْرُهُ، أَوْ يَسْتَنْجِحَ إِلَى تَخَلُوقِ بِإِظْهَارِ بِدْعَةٍ فِي دِينِهِ، أَوْ يَسُرَّهُ أَنْ يَحْمَدَهُ النَّاسُ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ،
ص: 156
وَالمُتَجَيّرِ الْمُخْتَالِ، وَصَاحِبِ الْأُنهَةِ وَالزَّهْوِ . أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ السَّبَاعَ هِمَّتُهَا التَّعَدِّي، وَإِنَّ الْبَهَائِمَ هِمَّتُهَا بُطُونُهَا، وَإِنَّ النِّسَاءَ هِمَتُهُنَّ الرِّجَالُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُشْفِقُونَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ، جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ»(1).
[30/2759] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الدُّنْيَا دُوَلٌ، فَمَا كَانَ لَكَ مِنْهَا أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعُهُ بِقُوَّتِكَ، وَمَنِ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنْهُ ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ قَرَّتْ عَيْنُهُ »(2).
[ 31/2760] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام: «يَا هِشَامُ، إِنَّ الْعُقَلَاءَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَرَغِبُوا فِي الْآخِرَةِ، لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ مَطْلُوبَةٌ وَالْآخِرَةَ طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ، فَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ فَيَأْتِيهِ اَلمَوْتُ فَيُفْسِدُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ. يَا هِشَامُ، مَنْ أَرَادَ الْغِنَى بِلَا مَالٍ، وَرَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ، وَالسَّلَامَةَ فِي الدِّينِ، فَلْيَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهُ عزّو جلّ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكَمِّلَ عَقْلَهُ، فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ، وَمَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ اسْتَغْنَى، وَمَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ لَمْ يُدْرِكِ الْغِنَى أَبَداً » (3).
[2761/ 32] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ رَضِيَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْعَمَلِ »(4).
ص: 157
[2762/ 33] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً أَهْمَهُ الطَّاعَةَ،
وَقَوَّاهُ بِالْيَقِينِ، فَاكْتَفَى بِالْكَفَافِ، وَاكْتَسَى
وَأَلْزَمَهُ الْقَنَاعَةَ، وَفَقْهَهُ فِي الدِّينِ، بِالْعَفَافِ، وَإِذَا أَبْغَضَ اللهُ عَبْداً حَبَّبَ إِلَيْهِ المَالَ، وَبَسَطَ لَهُ، وَأَهْمَهُ دُنْيَاهُ، وَوَكَلَهُ إِلَى هَوَاهُ ، فَرَكِبَ الْعِنَادَ ، وَبَسَط الْفَسَادَ، وَظَلَمَ الْعِبَادَ»(1).
[ 2763/ 34 ]عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «مَنْ طَلَبَ قَلِيلَ الرِّزْقِ كَانَ ذَلِكَ دَاعِيَهُ إِلَى اِجْتِلَابِ كَثِيرٍ مِنَ اَلرِّزْقِ، وَمَنْ تَرَكَ قَلِيلاً مِنَ الرِّزْقِ كَانَ ذَلِكَ دَاعِيَهِ إِلَى ذَهَابِ كَثِيرٍ مِنَ
اَلرِّزْقِ » (2).
35/[2764] عَنِ الْحُسَيْنِ اَجْتَمَالِ، قَالَ: شَهِدْتُ إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ يَوْماً وَقَدْ شَدَّ كِيسَهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ، فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ يَطْلُبُ دَرَاهِمَ بِدِينَارٍ، فَحَلَّ الْكِيسَ فَأَعْطَاهُ دَرَاهِمَ بِدِينَارٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا كَانَ فَضْلُ هَذَا الدِّينَارِ، فَقَالَ إِسْحَاقُ : مَا فَعَلْتُ هَذَا رَغْبَةً فِي فَضْلِ الدِّينَارِ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: مَنِ اسْتَقَلَّ قَلِيلَ الرِّزْقِ حُرِمَ الْكَثِيرَ »(3) .
[2765/ 36] قَالَ علیه السلام: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ، وَلَا آخِرَتَهُ
لِدُنْيَاه »(4) .
ص: 158
[37/2766] عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ عِيسَى علیه السلام : اِشْتَدَّتْ مُؤنَةُ الدُّنْيَا وَمُؤْنَةُ الْآخِرَةِ ، أَمَّا مُؤْنَةُ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ لَا تَمدُّ يَدَكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا وَجَدْتَ فَاجِراً قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهَا، وَأَمَّا مُؤْنَةُ الْآخِرَةِ فَإِنَّكَ لَا تَجِدُ أَعْوَاناً يُعِينُونَكَ عَلَيْهَا»(1) .
[ 38/2767] عَنْ عَلِيِّ بْنِ السَّرِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ أَرْزَاقَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ وَجْهَ رِزْقِهِ كَثُرَ دُعَاؤُهُ »(2).
[ 2768/ 39] عَنِ الصَّادِقِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ لَا فَضْلِهِ افْتَقَرَ، وَمِنْ دُعَائِهِمْ علیهم السلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعَ الْفَاضِلِ الْمُفْضِل رِزْقاً وَاسِعاً حَلَالاً طَيِّباً بَلَاغاً لِلْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا هَنِيئاً مَرِيئاً صَبَّا صَبًّا مِنَ غَيْرِ مَنْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَعَةٌ مِنْ فَضْلِكَ وَطَيِّباً مِنْ رِزْقِكَ وَحَلَالاً مِنْ وُسْعِكِ تُغْنِينِي بِهِ، مِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ، وَمِنْ يَدِكَ المَلْأَى أَسْأَلُ، وَمِنْ خَيْرَتِكَ أَسْأَلُ، يَا مَنْ بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (3)).
[2769/ 40] فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ صلی الله علیه و آله وسلم شَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ قِلَّةَ الرِّزْقِ،
ص: 159
فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم:
«أَدِمِ الطَّهَارَةَ يَدُمْ عَلَيْكَ الرِّزْقُ»، فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، فَوُسِّعَ عَلَيْهِ
اَلرِّزْقُ(1).
[ 41/2770] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : كُنْ مَا لَا تَرْجُو أَرْجَى
عَلَيْهَا مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام خَرَجَ يَقْتَبِسُ لِأَهْلِهِ نَاراً فَكَلَّمَهُ اللهُ عزَّ وَ جلَّ وَرَجَعَ نَبِيًّا مُرْسَلاً، وَخَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَيْمانَ علیه السلام، وَخَرَجَتْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ يَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِينَ»(2).
[42/2771] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَا سَدَّ الله عَلَى مُؤْمِنٍ رِزْقاً يَأْتِيهِ مِنْ وَجْهِ إِلَّا فَتَحَ لَهُ مِنْ وَجْهِ آخَرَ فَأَتَاهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي
حِسَابِهِ »(3).
[43/2772] عَنْ سَعِيدِ بْنِ عِلَاقَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبِ علیه السلام يَقُولُ : تَرْكُ نَسْجِ الْعَنْكَبوتِ فِي الْبَيْتِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَالْبَوْلُ فِي
الحمام يُورِثُ الْفَقْرَ، وَالْأَكْلُ عَلَى الْجَنَابَةِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَالتَّخَلُّلُ بِالطَّرْفَاءِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَالتَّمَشُطُ مِنْ قِيَامِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَتَرْكُ الْقُيَامَةِ فِي الْبَيْتِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تُورِثُ الْفَقْرَ، وَالزِّنَا يُورِثُ الْفَقْرَ، وَإِظْهَارُ اَخِرْصِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَالنَّوْمُ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَالنَّوْمُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ يُورِثُ
ص: 160
الْفَقْرَ، وَتَرْكُ التَّقْدِيرِ فِي المَعِيشَةِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَاعْتِيَادُ الْكَذِبِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَكَثْرَةُ الاسْتِمَاع إِلَى الْغِنَاءِ يُورِثُ الْفَقْرَ، وَرَدُّ اَلسَّائِلِ الذَّكَرِ بِاللَّيْلِ يُورِثُ الْفَقْرَ، ثُمَّ قَالَ علیه السلام: «أَلَا أُنبِّئُكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا يَزِيدُ
اللا فِي الرِّزْقِ ؟»، قَالُوا: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: «اَلْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ يَزِيدُ فِي اَلرِّزْقِ، وَالتَّعْقِيبُ بَعْدَ الْغَدَاةِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَصِلَةُ الرَّحِمَ تَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَكَسْحُ الْفِنَاءِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللَّهِ عزّو جلّ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَالْبُكُورُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَالاسْتِغْفَارُ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَاسْتِعْمَالُ الْأَمَانَةِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَقَوْلُ الْحَقِّ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَإِجَابَةُ الْمُؤَذْنِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَتَرْكُ الْكَلَام فِي الْخَلَاءِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَتَرْكُ الْحِرْصِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَشُكْرُ اَلمَنْعِم يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَاجْتِنَابُ الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَالْوُضُوءُ قَبْلَ اَلطَّعَامِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَأَكُلُ مَا يَسْقُطُ مِنَ الْخِوَانِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَمَنْ سَبَّحَ اللَّهَ
كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً دَفَعَ اللَّهُ عزّو جلّ عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَيْسَرُهَا الْفَقْرُ »(1).
[144/2773 ]عَنِ النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ: «أَكْثِرُوا الْاِسْتِغْفَارَ فَإِنَّهُ يَجْلِبُ
الرِّزْقَ » (2).
[2774/ 45] عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ وَإِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ جَمِيعاً، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَا: مَا وَدَّعَنَا قَطُّ إِلَّا أَوْصَانَا بِخَصْلَتَيْنِ: «عَلَيْكُمْ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الرِّزْقِ»(3).
[2775/ 46] قَوْلُهُ علیه السلام : «وَمَنْ أَلَحَ عَلَيْهِ الْفَقْرُ فَلْيُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ
وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، يَنْفِي الله عَنْهُ الفقر»(4) .
ص: 161
[47/2776] عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَعْسَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ وَلِيَضْرِبْ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغِي مِنْ فَضْل الله، وَلَا يَغُمَّ نَفْسَهُ
وَأَهْلَهُ»(1).
[ 48/2777] قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ
سَبْتِهَا وَخَمِيسِهَا»(2)
[ 49/2778] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : بَاكِرُوا بِالْحَوَائِجِ فَإِنَّهَا مُيَسَّرَةٌ، وَتَرْبُوا
اَلْكِتَابَ فَإِنَّهُ أَنْجَحُ لِلْحَاجَةِ، وَأَطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ »(3).
[2779/ 50] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «يَا ابْنَ آدَمَ، لَا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ
يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي قَدْ أَتَاكَ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللَّهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ »(4).
[ 51/2780] قَالَ عَلِي علیه السلام : «إِنَّ أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً وَأَخْيَبَهُمْ سَعْياً
رَجُلٌ أَخْلَقَ بَدَنَهُ فِي طَلَبِ آمَالِهِ وَلَمْ تُسَاعِدُهُ الْمَقَادِيرُ عَلَىٰ إِرَادَتِهِ، فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِهِ، وَقَدِمَ عَلَى الْآخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ »(5) .
[52/2781] ذَكَرُوا أَنَّ سُلَيْمَانَ علیه السلام كَانَ جَالِساً عَلَى شَاطِئِ بَحْرٍ فَبَصُرَ بِنَمْلَةٍ تَحْمِلُ حَبَّةَ قَمْح تَذْهَبُ بِهَا نَحْوَ الْبَحْرِ، فَجَعَلَ سُلَيْمَانُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا حَتَّى بَلَغَتِ المَاءَ، فَإِذَا بِضِفْدِعَةٍ قَدْ أَخْرَجَتْ رَأْسَهَا مِنَ الَمَاءِ وَفَتَحَتْ فَاهَا فَدَخَلَتِ اَلنَّمْلَةُ فَاهَا وَغَاصَتِ الضَّفْدِعَةُ فِي الْبَحْرِ سَاعَةً طَوِيلَةً، وَسُلَيْمَانُ يَتَفَكَّرُ فِي ذَلِكَ مُتَعَجِّباً، ثُمَّ إِنَّهَا خَرَجَتْ مِنَ المَاءِ وَفَتَحَتْ فَاهَا فَخَرَجَتِ النَّمْلَةٌ مِنْ فِيهَا وَلَمْ تَكُنْ مَعَهَا الْحَبَّةُ، فَدَعَاهَا سُلَيْمَانُ وَسَأَهَا عَنْ حَالِهَا وَشَأْنِهَا وَأَيْنَ كَانَتْ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ
ص: 162
الله، فِي قَعْرِ هَذَا الْبَحْرِ الَّذِي تَرَاهُ صَخْرَةٌ مُجوَّفَةٌ، وَفِي جَوْفِهَا دُودَةٌ عَمْيَاءُ، وَقَدْ خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى هُنَاكَ فَلَا تَقْدِرُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا لِطَلَبِ مَعَاشِهَا، وَقَدْ وَكَّلَنِي اللهُ بِرِزْقِهَا، فَأَنَا أَحْمِلُ رِزْقَهَا، وَسَخَّرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هَذِهِ الضَّفْدِعَةَ لِتَحْمِلَنِي، فَلَا يَضُرَّنِي المَاءُ فِي فِيهَا، وَتَضَعُ فَاهَا عَلَى ثَقْبِ الصَّخْرَةِ فَأُوصِلُهَا، ثُمَّ إِذَا أَوْصَلْتُ رِزْقَهَا إِلَيْهَا خَرَجْتُ مِنْ تَقْبِ الصَّخْرَةِ إِلَى فِيهَا، فَتُخْرِجُنِي مِنَ الْبَحْرِ ، قَالَ سُلَيْمَانُ: وَهَلْ سَمِعْتِ هَا مِنْ تَسْبِيحَةٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، تَقُولُ: يَا مَنْ لَا يَنْسَانِي فِي جَوْفِ هَذِهِ الصَّخْرَةِ تَحْتَ هَذِهِ اللُّجَّةِ بِرِزْقِكَ، لَا تَنْسَ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ بِرَحْمَتِكَ»(1) .
[ 53/2782] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنِّي
الا لَأُبْغِضُ اَلرَّجُلَ أَوْ أَبْغِضُ لِلرَّجُل أَنْ يَكُونَ كَسْلَاناً عَنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَسِلَ عَنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ فَهُوَ عَنْ أَمْرِ آخِرَتِهِ أَكْسَلُ»(2).
[54/2783] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم
«مَنْ تَمَنَّى شَيْئاً هُوَ الله تَعَالَى رِضَى لَمْ يَمُتْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْطَاهُ »(3)
[2784/ 55] عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَحْسَنِ مُوسَى علیه السلام
يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ (جَلَّ وَعَزَّ) يُبْغِضُ الْعَبْدَ النَّوَّامَ الْفَارِغَ »(4).
ص: 163
[562/2785] عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
قَالَ: «كَثرَةُ النَّوْم مَذْهَبَةٌ لِلدِّين وَالدُّنْيَا»(1).
[2786/ 57] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَا أَنْقَضَ اَلنَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْم»(2).
[58/2787] الْغُرَرُ: «وَيْلٌ لِلنَّائِمِ مَا أَخْسَرَهُ، قَصْرَ عُمْرُهُ، وَقَلَّ أَجْرَهُ »(3).
[59/2788] الْغُرَرُ : «بِئْسَ الْغَرِيمُ النَّوْمُ، يُفْنِي قَصِيرَ الْعُمْرِ ، وَيُفَوِّ
كَثِيرَ الْأَجْرِ»(4).
[ 60/2789] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ النَّوْمِ بَعْدَ الْغَدَاةِ، فَقَالَ: «إِنَّ الرِّزْقَ يُبْسَطُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَنَامَ الرَّجُلُ
تِلْكَ السَّاعَةَ»(5).
[2790 / 61] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «نَوْمَةُ الْغَدَاةِ مَسُّومَةٌ تَطْرُدُ الرِّزْقَ، وَتُصَفِّرُ اللَّوْنَ وَتُقَبِّحُهُ وَتُغَيَّرُهُ، وَهُوَ نَوْمُ كُلِّ مَشُومِ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْسِمُ الْأَرْزَاقَ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَإِيَّاكُمْ وَتِلْكَ النَّوْمَةَ »(6) .
[1271 / 62] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام في قَوْلِ الله علیه السلام: «فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)» [الذاريات: 4]، قَالَ: «المَلَائِكَةُ تُقَسِّمُ أَرْزَاقَ بَنِي آدَمَ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَمَنْ نَامَ فِيمَا بَيْنَهُمَا نَامَ عَنْ رِزْقِهِ »(7).
ص: 164
[2792/ 63] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَصَافِيرُ عَلَى الْحَائِطِ قُبَالَتَهُ يَصِحْنَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَتَدْرِي مَا يَقُلْنَ؟»، قَالَ: يَتَحَدَّثْنَ أَنَّ هُنَّ وَقْتُ يَسْأَلْنَ فِيهِ قُوتَهُنَّ يَا أَبَا حَمْزَةَ، لَا تَنَامَنَّ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنِّي أَكْرَهُهَا لَكَ، إِنَّ اللهَ يُقَسِّمُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ، وَعَلَى
أَيْدِينَا يُجْرِيهَا »(1).
[ 2793/ 64] عَنْ عَلي علیه السلام ( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمِائَةِ): «وَأَطْلُبُوا الرِّزْقَ فِيمَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فِي الْأَرْضِ ، وَهِيَ اَلسَّاعَةُ الَّتِي يُقَدِّمُ اللَّهُ فِيهَا الرِّزْقَ بَيْنَ عِبَادِهِ » (2).
[65/2794] رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ بَاتَ عَلَى تَسْبِيحٍ
فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام كَانَ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ»(3).
[2795/ 66 ]عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ أَخِيهِ أَنَّ شِهَابَ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ سَأَلَهُ أَنْ يَسْأَلَ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ اِمْرَأَةً تُفْزِعُنِي فِي الْمَنَامِ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ: اجْعَلْ مِسْبَاحاً، وَكَبْرِ اللَّهَ أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً، وَسَبِّح اللَّهَ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَاحْمَدِ اللَّهَ ثَلاثاً وَثَلَاثِينَ، وَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، بِيَدِهِ اَلْخَيْرُ، وَلَهُ اِخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ»(4).
ص: 165
[2796/ 67] عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلَا فَقَهَرَ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي بَطَنَ فَخَبَرَ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَلَكَ فَقَدَرَ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي يُحْيِ اَلَمَوْتَى، وَيُمِيتُ الْأَحْيَاءَ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ »(1).
[68/2797] رَوَى سَعْدُ الْإِسْكَافِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يُصِيبَهُ عَقْرَبٌ وَلَا هَامَّةٌ حَتَّى يُصْبحَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَر وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا بَرَأَ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »(2).
[162/2798 ]عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيِّ علیه السلام: «مَا فَعَلْتَ اَلْبَارِحَةَ ، يَا عَالِيْ أَبَا اَلْحَسَنِ؟»، فَقَالَ علیه السلام: «صَلَّيْتُ أَلْفَ رَكْعَةٍ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : وَكَيْفَ ذَلِكَ؟»، فَقَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ: مَنْ قَالَ عِنْدَ
مَنَامِهِ ثَلَاثَاً: يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ بِقُدْرَتِهِ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ بِعِزَّتِهِ، فَقَدْ صَلَّى أَلْفَ رَكْعَةِ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «صَدَقْتَ، يَا عَلِيُّ» (3).
[2799/ 70] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا رَأَىٰ اَلرَّجُلُ مَا يَكْرَهُ فِي مَنَامِهِ فَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ شِقِّهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ نَائِاً، وَلْيَقُلْ:«إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (10)»
ص: 166
[المجادلة: 10]، ثُمَّ لْيَقُلْ : عُذْتُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ وَأَنْبِيَاؤُهُ
اَلمُرْسَلُونَ وَعِبَادُهُ الصَّالِحُونَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَيْتُ وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرَّحِيم»(1).
[ 71/2800] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تِرِفُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ عَلَى رَأْسِ صَاحِبِهَا حَتَّى يُعَبِّرَهَا لِنَفْسِهِ أَوْ يُعَبِّرَهَا لَهُ مِثْلُهُ، فَإِذَا عُبِّرَتْ لَزِمَتِ الْأَرْضَ، فَلَا تَقُصُّوا رُؤْيَاكُمْ
إلَّا عَلَى مَنْ يَعْقِلُ »(2).
201/ 72] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «سَلُوا اللَّهَ
اَلْغِنَى فِي الدُّنْيَا وَالْعَافِيَةَ، وَفِي الْآخِرَةِ المَغْفِرَةَ وَالْجَنَّةَ» (3).
73/28] رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَدِيثٍ طَوِيل أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم سَأَلَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ...»، إلى أنْ قال: «فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا أَحْمَدُ إِنَّ الْعِبَادَةَ عَشَرَةُ أَجْزَاء تِسْعَةٌ مِنْهَا طَلَبُ اَلْحَلَالِ، فَإِنْ أُطِيبَ مَطْعَمُكَ وَمَشْرَبُكَ فَأَنْتَ فِي حِفْظِي وَكَنَفِي»(4).
[2803/ 74] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : والله إِنَّا لَنَطْلُبُ الدُّنْيَا وَنُحِبُّ أَنْ نُؤْتَى بِهَا، فَقَالَ: «تُحِبُّ أَنْ تَصْنَعَ بِهَا
ص: 167
مَاذَا؟»، قَالَ: أَعُودُ بِهَا عَلَى نَفْسِي وَعِيَالِي، وَأَصِلُ بِهَا، وَأَتَصَدَّقُ بِهَا، وَأَحُجُ وَأَعْتَمِرُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «لَيْسَ هَذَا طَلَبَ الدُّنْيَا، هَذَا طَلَبُ الْآخِرَةِ»(1).
[ 75/2804] عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِي، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام إِذَا رَأَى إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ عَمَّارٍ قَالَ: «وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا لأَقْوَامُ، يَعْنِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (2).
[2805/ 76] عَنِ السَّكُونِي،[ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ]، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى تَقْوَى الله تَعَالَى الْغِنَى»(3)
[77/2806] عَنْ ذَرِيحِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «نِعْمَ
العَوْنُ عَلَى الْآخِرَةِ الدُّنْيَا»(4).
[78/2807] عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيٌّ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي الخُبْزِ، وَلَا تُفَرِّقُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَلَوْلَا اَلْخُبْرُ مَا صُمْنَا، وَلَا صَلَّيْنَا، وَلَا أَدَّيْنَا فَرَائِضَ رَبِّنَا »(5) .
[ 79/2808 ]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: «الْفَقْرُ خَيْرٌ
لأُمَّتِي مِنَ الْغِنَى إِلَّا مَنْ حَمَلَ كَلَّا وَأَعْطَى فِي نَائِبَةٍ »(6).
ص: 168
[2809/ 80] عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَلْقَى كَلَّهُ عَلَى النَّاسِ »(1).
[2810 / 81] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «اَلْفَقْرُ يُخْرِسُ اَلْفَطِنُ عَنْ حُجَّتِهِ.
وَالْمُقِل غَرِيبٌ فِي بَلَدِهِ. مَنْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَاباً مِنَ المَسْأَلَةِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَاباً مِنَ الْفَقْرِ»، وَقَالَ علیه السلام : «الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ، وَالشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى ، وَقَالَ علیه السلام: «مَنْ كَسَاهُ الْغِنَىٰ ثَوْبَهُ خَفِيَ عَنِ الْعُيُونِ عَيْبُهُ، وَقَالَ علیه السلام : «مَنْ أَبْدَىٰ إِلَى النَّاسِ ضَرَّهُ فَقَدْ فَضَحَ نَفْسَهُ، وَخَيْرُ الْغِنَى تَرْكُ السُّؤَالِ، وَشَرُّ الْفَقْرِ لُزُومُ الخُشُوع، وَقَالَ علیه السلام : اسْتَغْنِ بِالله عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِيرَهُ، وَاحْتَجْ إِلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ، وَأَفْضِلْ عَلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَمِيرَهُ، وَقَالَ علیه السلام: «لَا مُلْكَ أَذْهَبَ بِالْفَاقَةِ
مِنَ الرِّضَا بِالْقُنُوع »(2).
[2811 / 82] قَالَ رَجُلٌ لِلصَّادِقِ علیه السلام: عِظْنِي، فَقَالَ: «لَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ
بِفَقْرِ، وَلَا بِطُولِ عُمُرِ »(3).
[2812/ 83] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «ثُمَّ كُلُّ مَعْرُوفٍ بَعْدَ ذَلِكَ مَا وَقَيْتُمْ بِهِ أَعْرَاضَكُمْ وَصُنتُمُوهَا عَنْ أَلْسِنَةِ كِلَابِ النَّاسِ، كَالشُّعَرَاءِ الْوَفَّاعِينَ فِي الْأَعْرَاضِ، تَكُفُونَهُمْ فَهُوَ مَحْسُوبٌ لَكُمْ فِي الصَّدَقَاتِ »(4).
ص: 169
84/2813] قَالَ عَلي علیه السلام :« إِنَّ أَعْظَمَ الْخَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةً
رَجُلٌ كَسَبَ مَالاً في غَيْر طَاعَةِ اللَّهِ، فَوَرَّثَهُ رَجُلاً فَأَنْفَقَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ
فَدَخَلَ بِهِ الْجَنَّةَ ، وَدَخَلَ الْأَوَّلُ بِهِ النَّارَ »(1).
[2814 / 85] عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ مُخْتَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عزَّ وَ جلَّ، قَالَ: «إِنَّ الله علیه السلام يُبْغِضُ الْغَنِيَّ الظُّلُومَ، وَالشَّيْخَ الْفَاجِرَ ، وَالصُّعْلُوكَ الْمُخْتَالَ»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرِي مَا اَلصُّعْلُوكُ الْمُخْتَالُ؟»، قَالَ: قُلْتُ: الْقَلِيلُ المَالِ، قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُ » (2) الْغَنِيُّ الَّذِي لَا يَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ »(2).
[86/2815] عَنْ صَالِحٍ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «عَلَيْكَ بِإِصْلَاح اَلمَالِ فَإِنَّ فِيهِ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَاسْتِغْنَاء عَنِ
الليم»(3).
[2816 / 87 ]فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام : قَالَ الْعَالِمُ علیه السلام : «ضَمِنْتُ مَنِ اقْتَصَدَ أَنْ
لَا يَفْتَقِرَ »(4)
[2817/ 88] عَنْ رِفَاعَةَ ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِذَا جَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ
ص: 170
وَتَعَالَى عَلَيْكُمْ فَجُودُوا، وَإِذَا أَمْسَكَ عَنْكُمْ فَأَمْسِكُوا، وَلَا تُجَاوِدُوا اللَّهَ فَهُوَ
اَلْأَجْوَدُ »(1).
[2818/ 89] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللهُ، وَمَنْ بَذَرَ حَرَمَهُ اللهُ »(2) .
[2819 / 90] عَنْ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، فَدَعَا بِرُطَبٍ، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ يَرْمِي بِالنَّوَاةِ ، قَالَ : وَأَمْسَكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَدَهُ، فَقَالَ: «لَا تَفْعَلْ، إِنَّ هَذَا مِنَ التَّبْذِيرِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ » (3).
[91/2820] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ : «أَمَا تَدْخُلُ السُّوقَ؟ أَمَا تَرَى الْفَاكِهَةَ تُبَاعُ وَالشَّيْءَ مِمَّا تَشْتَهِيهِ؟»، فَقُلْتُ : بَلَى وَالله فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ لَكَ بِكُلِّ مَا تَرَاهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى شِرَائِهِ وَتَصْبِرُ عَلَيْهِ حَسَنَةٌ »(4).
[2821 / 92] رُوِيَ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسِ أَنَّهُ قَالَ: رَآنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام
وَقَدْ تَأَخَّرْتُ عَنِ السُّوقِ ، فَقَالَ لِي: «أُغْدُ إِلَى عِزّكَ»(5).
ص: 171
[ 2822 / 93 ]عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام
لَمَوْلًى لَهُ: «يَا عَبْدَ الله، اِحْفَظْ عِزَّكَ»، قَالَ: وَمَا عِزِّي، جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «غُدُوكَ إِلَى سُوقِكَ، وَإِكْرَامُكَ نَفْسَكَ ، وَقَالَ لِآخَرَ مَوْلًى لَهُ: «مَا لِي أَرَاكَ تَرَكْتَ غُدُوكَ إِلَى عِزِّكَ؟»، قَالَ: جَنَازَةٌ أَرَدْتُ أَنْ أَحْضَرَهَا، قَالَ: «فَلَا تَدَعِ الرَّوَاحَ إِلَى عِزِّكَ »(1) .
[ 2823/ 94] رَوَى رَوْحٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «تِسْعَةُ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ »(2).
[2824 / 95] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «اتَّجِرُوا بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ الرِّزْقَ عَشَرَةُ أَجْزَاءِ، تِسْعَةٌ فِي التَّجَارَةِ وَوَاحِدٌ فِي غَيْرِهَا » (3).
[96/2825] عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «التِّجَارَةٌ تَزِيدُ فِي الْعَقْل »(4).
[2826 / 97] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام
، قَالَ: «تَرْكُ اَلتِّجَارَةِ يَنْقُصُ الْعَقْلَ » (5).
[2827 / 98] عَنْ فُضَيْلِ الْأَعْوَرِ، قَالَ : شَهِدْتُ مُعَاذَ بْنَ كَثِيرٍ وَقَالَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
: إِنِّي قَدْ أَيْسَرْتُ فَأَدَعُ التِّجَارَةَ؟ فَقَالَ: «إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ عَقْلُكَ
أَوْ نَحْوَهُ(6) .
ص: 172
[99/2230] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «تَرْكُ التِّجَارَةِ مَذْهَبَةٌ لِلْعَقْل »(1).
[2829/ 100] عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ بَيَّاعِ الْأَكْسِيَةِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنِّي قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَدَعَ السُّوقَ وَفِي يَدِي شَيْءٌ، قَالَ: «إِذا يَسْقُطَ رَأَيْكَ، وَلَا يُسْتَعَانَ بِكَ عَلَى شَيْءٍ »(2).
[101/2830] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ سَأَلَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ عَمَّا يَتَصَرَّفُ فِيهِ، فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي كَفَفْتُ يَدِي عَنِ التِّجَارَةِ، قَالَ: «لِمَ ذَلِكَ؟»، قَالَ: اِنْتِظَارِي هَذَا الْأَمْرَ، قَالَ: «ذَلِكَ أَعْجَبُ لَكُمْ تَذْهَبُ أَمْوَالُكُمْ، لَا تَكْفُفْ عَنِ التَّجَارَةِ، وَالْتَمِسْ مِنْ فَضْلِ الله وَافْتَحْ بَابَكَ، وَأَبْسُطْ بِسَاطَكَ، وَاسْتَرْزِقُ
رَبَّكَ» (3).
[102/2831] عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَظَرَ الرَّجُلَ فَأَعْجَبَهُ قَالَ: «لَهُ حِرْفَةٌ؟»، فَإِنْ قَالُوا: لَا ، قَالَ: «سَقَطَ مِنْ عَيْنِي، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ، يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: «لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حِرْفَةٌ يَعِيشُ بِدِينِهِ »(4).
103/2832] عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدِ الشَّحَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّ أَمِيرَ
اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكِ مِنْ كَدٌ يَدِهِ(5).
ص: 173
[104/2833] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ بِيَدِهِ وَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَأْخُذُ فَيْثَهُ، وَلَقَدْ كَانَ يُرَى وَمَعَهُ الْقِطَارُ مِنَ الْإِبِلِ عَلَيْهَا النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا، يَا أَبَا اَلْحَسَنِ؟ فَيَقُولُ: «نَخْلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَغْرِسُهُ، فَمَا يُغَادِرُ مِنْهُ وَاحِدَةً، وَأَقَامَ عَلَى الْجِهَادِ أَيَّامَ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم، وَمُذْ قَامَ بِأَمْرِ النَّاسِ إِلَىٰ أَنْ قَبَضَهُ اللَّهُ، وَكَانَ يَعْمَلُ فِي ضِيَاعِهِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، فَأَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكِ كُلُّهُمْ مِنْ كَسْبِ يَدِهِ علیه السلام(1).
[2834/ 105] حَدَّثَ أَصْحَابُنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ اَلْحَسَنِ علیه السلام قَالَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : والله إِنِّي لَأَعْلَمُ مِنْكَ، وَأَسْخَىٰ مِنْكَ، وأَشْجَعُ مِنْكَ، فَقَالَ: «أَمَّا مَا قُلْتَ: إِنَّكَ أَعْلَمُ مِنِّي، فَقَدْ أَعْتَقَ جَدِّي وجَدُّكَ أَلْفَ نَسَمَةٍ مِنْ كَذَّ يَدِهِ فَسَمِّهِمْ لِي، وإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ لَكَ إِلَى آدَمَ فَعَلْتُ»(2).
[106/2835] رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام كَانَ إِذَا يَفْرُغُ مِنَ الْجِهَادِ يَتَفَرَّغُ لِتَعْلِيمِ النَّاسِ وَالْقَضَاءِ بَيْنَهُمْ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ اشْتَغَلَ فِي حَائِطٍ لَهُ يَعْمَلُ فِيهِ بِيَدِهِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ ذَاكِراً اللهَ تَعَالَى عزّو جلّ(3).
[107/2836] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَحْتَطِبُ وَيَسْتَقِي وَيَكْنُسُ، وَكَانَتْ فَاطِمَةٌ علیها السلام تَطْحَنُ وَتَعْجِنُ وَتَخْبرُ»(4)
ص: 174
[108/2837] عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ مِنْ كَذَّ يَدِهِ مَرَّ عَلَى
الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ» (1).
[2838/ 109] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «وَلَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم كَافِ لَكَ فِي الْأُسْوَةِ، وَدَلِيلٌ لَكَ عَلَى ذَمّ الدُّنْيَا وَعَيْبِهَا وَكَثْرَةِ تَخَازِيهَا وَمَسَاوِيهَا، إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا، وَوُطَّئَتْ لِغَيْرِهِ أَكْنَافُهَا، وَفُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا، وَزُوِيَ عَنْ زَخَارِفِهَا، وَإِنْ شِئْتَ ثَنَّيْتُ بِمُوسَىٰ كَلِيمِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ حَيْثُ يَقُولُ: « رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)» [ القصص : 24]، وَالله مَا سَأَلَهُ إِلَّا خُبْراً يَأْكُلُهُ، لِأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ الْأَرْضِ، وَلَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ الْبَقْلِ تُرَىٰ مِنْ شَفِيفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ هِزَالِهِ وَتَشَذَّبِ لَحْمِهِ، وَإِنْ شِئْتَ ثَلَثْتُ بِدَاوُدَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ) صَاحِبِ المَزَامِيرِ وَقَارِئ أَهْلِ الجنَّةِ، فَلَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ سَفَائِفَ اَلْخُوصِ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ لِجُلَسَائِهِ: أَيُّكُمْ يَكْفِينِي بَيْعَهَا؟ وَيَأْكُلُ قُرْصَ الشَّعِيرِ مِنْ ثَمَنِهَا »(2).
[2839/ 110] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ:«أَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَى دَاوُدَ علیه السلام : إِنَّكَ نِعْمَ الْعَبْدُ لَوْ لَا أَنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ بَيْتِ أَلَمَالِ وَلَا تَعْمَلُ بِيَدِكَ شَيْئاً»، قَالَ: «فَبَكَى دَاوُدُ علیه السلام أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَأَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَى اَلْحَدِيدِ أَنْ لِنْ لِعَبْدِي دَاوُدَ، فَأَلَانَ اللهُ تَعَالَى لَهُ الْحَدِيدَ، فَكَانَ يَعْمَلُ دِرْعاً فَيَبِيعُهَا
ص: 175
بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَعَمِلَ علیه السلام ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ دِرْعاً، فَبَاعَهَا بِثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفاً،
وَاسْتَغْنَىٰ عَنْ بَيْتِ المَالِ»(1).
[2840 / 111] عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام وَبِيَدِهِ مِسْحَاةٌ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ غَلِيظٌ يَعْمَلُ فِي حَائِطٍ لَهُ وَالْعَرَقُ يَتَصَابُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَعْطِنِي أَكْفِكَ، فَقَالَ لِي: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَتَأَذَى الرَّجُلُ بِحَرِّ الشَّمْسِ فِي طَلَبِ المَعِيشَةِ »(2) .
[112/2841] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام يَقُولُ: «إِنِّي ، لَأَعْمَلُ فِي بَعْضِ ضِيَاعِي حَتَّى أَعْرَقَ وَإِنَّ لِي مَنْ يَكْفِينِي، لِيَعْلَمَ اللَّهُ عزّو جلّ أَنِّي أَطْلُبُ
اَلرِّزْقَ اَلْحَلَالَ » (3)
[2842 / 113] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا اَحْسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام يَعْمَلُ فِي أَرْضِ لَهُ قَدِ اسْتَنْقَعَتْ قَدَمَاهُ فِي الْعَرَقِ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَيْنَ الرِّجَالُ؟ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، عَمِلَ بِالْيَدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَمِنْ أَبِي فِي أَرْضِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَمَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: «رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَآبَائِى علیهم السلام كُلُّهُمْ قَدْ عَمِلُوا بِأَيْدِيهِمْ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ
[وَالْأَوْصِيَاءِ ] وَالصَّالِحِينَ»(4).
ص: 176
[114/2843 ]اَلْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يَقُولُ : مَنْ وَجَدَ مَاءً وَتُرَاباً ثُمَّ افْتَقَرَ فَأَبْعَدَهُ اللهُ »(1).
[115/2844] عَنْ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يَسُفُ الخُوصَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى المَدَائِنِ وَيَبِيعُهُ وَيَأْكُلُ مِنْهُ، وَيَقُولُ : لَا أُحِبُّ أَنْ آكُلَ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِي، وَقَدْ كَانَ تَعَلَّمَ سَفَّ اَلْخُوصِ مِنَ المَدِينَةِ (2).
[2845/ 116] اَلْاِحْتِجَاجُ : مِنْ سَلْمَانَ مَولَىٰ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُمَرَ بْنِ اَلْخَطَّابِ.... إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنِّي أَقْبَلْتُ عَلَى سَفٌ اَلْخُوصِ وَأَكْلِ اَلشَّعِيرِ، فَمَا هُمَا مِمَّا يُعَيَّرُ بِهِ مُؤْمِنٌ وَيُؤَنَّبُ عَلَيْهِ، وَأَيْمُ الله يَا عُمَرُ لَأَكُلُ الشَّعِيرِ وَسَتْ اَلخوص وَالاِسْتِغْنَاءُ بِهِ عَنْ رَفِيعِ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَعَنْ غَصْبٍ مُؤْمِنٍ وَادْعَاءِ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقِّ أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى الله عَزَّ وَ جلَّ وَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَ الشَّعِيرَ أَكَلَهُ وَفَرِحَ بِهِ وَلَمْ يَسْخَطْهُ (3).
[2846/ 117] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَدْخُلُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام: «بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ»، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ رَجُلاً مُوسِراً جَلِيلاً، فَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام: «تَوَاضَعْ»، قَالَ: فَأَخَذَ قَوْصَرَةَ تَرٍ فَوَضَعَهَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ
ص: 177
وَجَعَلَ يَبِيعُ التَّمْرَ ، فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا: فَضَحْتَنَا، فَقَالَ: أَمَرَنِي مَوْلَايَ بِشَيْءٍ، فَلَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبِيعَ هَذِهِ الْقَوْصَرَةَ، فَقَالُوا: أَمَّا إِذَا أَبَيْتَ إِلَّا هَذَا فَاقْعُدْ فِي الطَّعَانِينَ،
ثُمَّ سَلَّمُوا إِلَيْهِ رَحْى، فَقَعَدَ عَلَى بَابِهِ وَجَعَلَ يَطْحَنُ (1).
[2847 / 118] عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : دَعَانِي جَعْفَرٌ علیه السلام، فَقَالَ: «بَاعَ فُلَانٌ أَرْضَهُ؟»، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ مَنْ بَاعَ أَرْضاً أَوْ مَاءً وَلَمْ يَضَعْهُ فِي أَرْضِ أَوْ مَاءٍ ذَهَبَ ثَمَنْهُ مَحَقاً»(2).
[119/2848] عَنْ مِسْمَعِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : إِنَّ لِي أَرْضاً تُطْلَبُ مِنِّي وَيُرَغَبُونِّي، فَقَالَ ِلي: «يَا أَبَا سَيَّارٍ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْ بَاعَ الَمَاءَ وَالطِّينَ ذَهَبَ مَالُهُ هَبَاءً؟»، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَبِيعُ بِالثَّمَنِ الْكَثِيرِ وَأَشْتَرِي مَا هُوَ أَوْسَعُ رُقْعَةً مِمَّا بِعْتُ، قَالَ: «فَلَا بَأْسَ »(3).
[2849/ 120] عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام، قَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ
جَدِّي أَنَّ بَائِعَ الضَّيْعَةِ مَمْحُوقٌ، وَمُشْتَرِيَهَا مَرْزُوقٌ »(4).
[ 2850 / 12] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «مُشْتَرِي الْعَقَارِ مَرْزُوقٌ، وَبَائِعُ السلام
اَلْعَقَارِ مَمْحُوقٌ»(5).
[2851/ 122] عَنْ مُعَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا اَلحَسَن علیه السلام يَقُولُ:« إِنَّ رَجُلاً أَتَى جَعْفَراً (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) شَبِيهَا بِالْمُسْتَنْصِحِ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا
ص: 178
عَبْدِ اللهِ، كَيْفَ صِرْتَ اتَّخَذْتَ الْأَمْوَالَ قِطَعاً مُتَفَرَّقَةٌ، وَلَوْ كَانَتْ فِي مَوْضِعِ وَاحِدٍ كَانَتْ أَيْسَرَ يُؤْنَتِهَا وَأَعْظَمَ لَنْفَعَتِهَا، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : اتَّخَذْتُها مُتَفَرِّقَةً فَإِنْ أَصَابَ هَذَا الَمَالَ شَيْءٍ سَلِمَ هَذَا اَلَمالُ، وَالصُّرَّةُ تُجْمَعُ بِهَذَا كُلِّهِ »(1) .
[123/2852] عن داود بن النعمان قال الكميت فأنشده وذكر نحوه،
ثمّ قال في آخره: «إِنَّ اللَّهَ عزَّ وَ جلَّ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وَيَكْرَهُ سَفَاسفَهَا ... » الْحَدِيثَ (2).
[ 124/2853] نَظَرَ [الصَّادِقُ ] علیه السلام إِلَىٰ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْمِلُ بَقْلاً
عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ اَلسَّرِي أَنْ يَحْمِلَ الشَّيْءَ الدَّنِيَّ لِئَلَّا يُجْتَرَىٰ
عَلَيْه » (3) .
[125/2854] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: «دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَفَاطِمَةُ جَالِسَةٌ عِنْدَ الْقِدْرِ وَأَنَا أُنَفِّي الْعَدَسَ، قَالَ: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اِسْمَعْ وَمَا أَقُولُ إِلَّا مَنْ أَمَرَ رَبِّيٌّ، مَا مِنْ رَجُلٍ يُعِينُ امْرَأَتَهُ فِي بَيْتِهَا إِلَّا كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ عِبَادَةُ سَنَةٍ صِيَام نَهَارُهَا وَقِيَام لَيْلُهَا، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الثَّوَابِ مَا أَعْطَاهُ اللهُ الصَّابِرِينَ وَدَاوُدَ النَّبِيَّ وَيَعْقُوبَ وَعِيسَى الهام . يَا عَلِيُّ ، مَنْ كَانَ فِي خِدْمَةِ عِيَالِهِ فِي الْبَيْتِ وَلَمْ يَأْنَفْ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى إِسْمَهُ فِي دِيوَانِ الشُّهَدَاءِ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوَابَ حِجَةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى بِكُلِّ عِرْقٍ فِي جَسَدِهِ مَدِينَةٌ فِي الْجَنَّةِ. يَا
ص: 179
عَلِيُّ، سَاعَةٌ فِي خِدْمَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ وَأَلْفِ حَجٌ وَأَلْفِ عُمْرَةٍ، وَخَيْرٌ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ وَأَلْفِ غَزْوَةٍ وَأَلْفِ مَرِيض عَادَهُ وَأَلْفِ جُمُعَةٍ وَأَلْفِ جَنَازَةٍ وَأَلْفِ جَائِع يُشْبِعُهُمْ وَأَلْفِ عَارٍ يَكْسُوهُمْ وَأَلْفِ فَرَسٍ يُوَجِّهُهَا فِي سَبِيلِ الله، وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ دِينَارٍ يَتَصَدَّقُ عَلَى المَسَاكِينِ، وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقْرَأَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، وَمِنْ أَلْفِ أَسِيرٍ اشْتَرَاهَا فَأَعْتَقَهَا، وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ بَدَنَةٍ لِلْمَسَاكِينِ، وَلَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ. يَا عَلِيُّ، مَنْ لَمْ يَأْنَفْ مِنْ خِدْمَةِ الْعِيَالِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. يَا عَلِيُّ، خِدْمَةُ الْعِيَالِ كَفَّارَةٌ لِلْكَبَائِرِ، وَيُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَمُهُورُ حُورِ الْعِينِ، وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ وَالدَّرَجَاتِ. يَا عَلِيُّ، لَا يَخْدُمُ الْعِيَالَ إِلَّا صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرَ
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»(1).
126/2855] عَنْ ظَرِيفِ بْنِ نَاصِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «لَا
تُخالِطُوا وَلَا تُعَامِلُوا إِلَّا مَنْ نَشَأ في الخير»(2).
[2856/127] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَيِّ، عَمَّنْ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا طَلَبْتُمُ الْخَوَائِجَ فَاطْلُبُوهَا بِالنَّهَارِ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ، وَإِذَا تَزَوَّجْتُمْ فَتَزَوَّجُوا بِاللَّيْلِ، قَالَ اللهُ:«وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا (96)»[الأنعام: 96]»(3).
ص: 180
[2857/ 128] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلامقَالَ : ذَكَرْتُ لَهُ مِصْرَ ، فَقَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: أَطْلُبُوا بِهَا الرِّزْقَ، وَلَا تَطْلُبُوا بِهَا المَكْثَ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : مِصْرُ الْخُتُوفِ تُقَيَّضُ لَهَا قَصِيرَةُ
الْأَعْمَارِ »(1).
[129/2858] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَسْبُ
الحرام يبين في الدرية»(2).
[ 2859 / 130 ]عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَفَعَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ قَوْماً يَحِيثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ اَلْجِبَالِ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ هَبَاءً مَنْشُوراً، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، فَقَالَ سَلْمَانُ صِفْهُمْ لَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَأْخُذُونَ أُهْبَةً مِنَ اللَّيْلِ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا عُرِضَ هُمْ بِشَيْءٍ مِنَ أَخْرَامٍ وَثَبُوا عَلَيْهِ »(3).
[ 2860 / 131] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي حَدِيثٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «الْعِنَاءَ، اجْتَنِبُوا الْغِنَّاءَ، اِجْتَنِبُوا قَوْلَ النُّورِ»،
ص: 181
فَمَا زَالَ يَقُولُ: «اِجْتَنِبُوا الْغِنَاءَ اِجْتَنِبُوا، فَضَاقَ بيَ المَجْلِسُ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ
يَعْنِينِي » (1).
[132/2861] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ الا يَقُولُ: «اَلْغِنَاءُ مِمَّا وَعَدَ اللهُ عزّو جلّ عَلَيْهِ النَّارَ»، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)»[لقمان: 6](2).
[ 2862 / 133] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ المَدِينِيِّ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْغِنَاءِ وَأَنَا حَاضِرٌ ، فَقَالَ: «لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً اَللهُ مُعْرِ
عَنْ أَهْلِهَا » (3).
[ 134/2863] عَنْ زَيْدِ الشَّحَامِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: «بَيْتُ
اَلْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ ، وَلَا تُجَابُ فِيهِ الدَّعْوَةُ، وَلَا يَدْخُلُهُ المَلَكُ »(4).
[ 135/2864] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «الْغِنَاءُ يُنْبِتُ
النَّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ النَّخْلُ الطَّلْعَ» (5) .
[2865/ 136] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «تَجْلِسُ اَلْغِنَاءِ عَجَلِسٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عزّو جلّ وَذَا إِلَى أَهْلِهِ، وَالْغِنَاءُ أَخْبَتُ مَا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى، وَالْغِنَاء يُورِثُ اَلنِّفَاقَ،
وَيُعْقِبُ الْفَقْرَ »(6) .
ص: 182
[2866 / 137] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: الْعِنَاءُ رُقْيَةُ الزِّنَا »(1).
[ 2867/ 138] عَنْ يُونُسَ، قَالَ: سَأَلْتُ اَلْخُرَاسَانِي علیه السلام ، وَقُلْتُ: إِنَّ الْعَبَّاسِي ذَكَرَ أَنَّكَ تُرَخِّصُ فِي الْغِنَاءِ، فَقَالَ: كَذَبَ الزِّنْدِيقُ، مَا هَكَذَا قُلْتُ لَهُ، سَأَلَنِي عَنِ الْغِنَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلاً أَتَى أَبا جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنِ الْغِنَاءِ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ، إِذَا مَيَّزَ اللَّهُ بَيْنَ اَلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَأَنَّى يَكُونُ الْغِنَاءُ؟ فَقَالَ: مَعَ الْبَاطِلِ، فَقَالَ: قَدْ حَكَمْتَ»(2)
[2868/ 139 ] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِذَا عَمِلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهِمُ الْبَلَاءُ: إِذَا كَانَ الْفَيْءُ دُوَلاً، وَالْأَمَانَةٌ مَغْنَا، وَالصَّدَقَةُ مَغْرَماً، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ اِمْرَأَتَهُ وَعَصَى أُمَّهُ، وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أَبَاهُ، وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ فِي المَسَاجِدِ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَهُمْ، وَلَبِسُوا الخَرِيرَ، وَاتَّخَذُوا اَلمُغَنِّيَاتِ، وَشَرِبُوا اَلْخُمُورَ ، وَأَكْثَرُوا اَلزِّنَا، فَارْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحاً حَمْرَاءَ، أَوْ خَسْفاً، أَوْ مَسْخاً، أَوْ ظَهَرَ الْعَدُوُّ عَلَيْكُمْ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ »(3).
[ 2869 / 140] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَأَلْتُهُ
عَنْ قَوْلِ النُّورِ، قَالَ: «مِنْهُ قَوْلُ الرَّجُلِ لِلَّذِي يُغَنِّي: أَحْسَنْتَ »(4) .
[141/2870] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلادِ، قَالَ: أَوْصَى إِسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ
ص: 183
عِنْدَ وَفَاتِهِ بِجَوَارٍ لَهُ مُغَنِّيَاتٍ أَنْ نَبِيعَهُنَّ وَنَحْمِلَ ثَمَنَهُنَّ إِلَى أَبِي اَلْحَسَنِ علیه السلام ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَبِعْتُ الْجَوَارِيَ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَم وَحَمَلْتُ الثَّمَنَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ مَوْلًى لَكَ يُقَالُ لَهُ: إِسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ قَدْ أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِبَيْعِ جَوَارٍ لَهُ مُغَنِّيَاتٍ وَحَمْلِ الشَّمَنِ إِلَيْكَ، وَقَدْ بِعْتُهُنَّ وَهَذَا الثَّمَنُ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: «لَا حَاجَةَ لي فِيهِ، إِنَّ هَذَا سُحْتُ، وَتَعْلِيمَهُنَّ كُفْرٌ، وَالاِسْتِمَاعَ مِنْهُنَّ نِفَاقُ، وَثَمَنَهُنَّ سُحتٌ »(1).
[142/2871] قَالَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلِ مَعَ المَنْصُورِ: وَرَأَيْتَ المَعَازِفَ ظَاهِرَةً فِي الْحَرَمَيْنِ...»، إلى أن قال: «فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ، وَأَطْلُبْ
إِلَى الله على النَّجَاةَ »(2).
[2872 / 143] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ
اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم عَنِ اللَّعِبِ بِالشَّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِه»(3).
[2873/ 144] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَن
الشَّطْرَنْحِ، فَقَالَ: «دَعُوا المَجُوسِيَّةَ لِأَهْلِهَا لَعَنَهَا اللَّهُ »(4).
[145/2874] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ عَلَى أَبِي اَلْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَقْعُدُ مَعَ قَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِالشَّطْرَنْج وَلَسْتُ أَلْعَبُ بِهَا وَلَكِنْ أَنْظُرُ ، فَقَالَ: «مَا لَكَ وَمَجْلِسِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِهِ؟»(5).
ص: 184
[146/2875] عَنْ سُلَيْمَانَ الْجُعْفَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام ، قَالَ:
المطَّلِعُ في الشطرنج المطلع في النَّارِ»(1).
[147/2876] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاج، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «بَادِرُوا
أَوْلَادَكُمْ بِالْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ تَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ المُرْجِئَةُ »(2).
[2877/ 148] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ الصَّادِقِ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام يُعْجِبُهُ أَنْ يُرْوَى شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنْ يُدَوَّنَ، وَقَالَ: تَعَلَّمُوهُ وَعَلَمُوهُ أَوْلَادَكُمْ فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى دِينِ الله، وَفِيهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ م(3).
[149/2878] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ، عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «الْغُلَامُ يَلْعَبُ سَبْعَ سِنِينَ، وَيَتَعَلَّمُ فِي الْكِتَابِ سَبْعَ سِنِينَ، وَيَتَعَلَّمُ اَلْخَلَالَ وَالْحَرَامَ سَبْعَ سِنِينَ»(4).
[2879/ 150] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «لَيْسَ
مِنَّا مَنْ غَشَّنَا»(5).
ص: 185
[ 2880 / 151] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام في حَدِيثِ مَنَاهِي النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم: وَمَنْ غَشَّ مُسْلِمَا فِي شِرَاءٍ أَوْ بَيْعِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْيَهُودِ، لأَنَّهُمْ أَغَشُ اَلْخَلْقِ لِلْمُسْلِمِينَ...»، إلى أَنْ قال: «وَمَنْ بَاتَ وَفِي قَلْبِهِ غِشّ لِأَخِيهِ المُسْلِمِ بَاتَ فِي سَخَطِ الله، وَأَصْبَحَ كَذَلِكَ حَتَّى يَتُوبَ»(1).
[2881 / 152] عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: «مَلْعُونٌ مَنْ عَلَيْهَا
غَشَّ مُسْلِماً أَوْ غَرَّهُ أَوْ مَاكَرَهُ» (2).
153/22] عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ : دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يَبيعُ الدَّقِيقَ، فَقَالَ: «إِيَّاكَ وَالْغِشَّ، فَإِنَّ مَنْ غَشَّ غُشَّ فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غُشَّ فِي أَهْلِهِ »(3).
[154/2883] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: جَاءَتْ زَيْنَبُ الْعَطَّارَةُ الْخَوْلَاءُ إِلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم وَبَنَاتِهِ، وَكَانَتْ تَبِيعُ مِنْهُنَّ الْعِطْرَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم فَإِذَا هِيَ عِنْدَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : إِذَا أَتَيْتِنَا طَابَتْ بُيُوتُنَا، فَقَالَتْ: بُيُوتُكَ بِرِيحِكَ أَطْيَبُ، يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا بِعْتِ فَأَحْسِنِي، وَلَا تَغُنِّي فَإِنَّهُ أَتْقَى للهِ وَأَبْقَى لِلْمَالِ»(4).
[155/2884] عَنْ عَجْلَانَ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، فَقَالَ: «هُوَ كَمَا قَالَ اللهُ عزّو جلّ: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى
ص: 186
ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)» [النساء: 10]، ثُمَّ قَالَ علیه السلام مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ مَنْ عَالَ يَتِيماً حَتَّى يَنْقَطِعَ يُثْمُهُ أَوْ يَسْتَغْنِيَ بِنَفْسِهِ أَوْ جَبَ اللَّهُ عزّو جلّ لَهُ الْجَنَّةَ كَمَا أَوْجَبَ النَّارَ مِنْ أَكَلَ مَالَ الْيَتِيمِ»(1).
[156/2885] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لِرَجُلٍ : أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ»، ثُمَّ قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «وَمَا أُحِبُّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِ إِبْيْهِ إِلَّا مَا اِحْتَاجَ إِلَيْهِ مِمَّا لَا بُدَّ مِنْهُ، إِنَّ اللهَ عزّو جلّ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ »(2).
[157/2886] قَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : كَانَ لِى عَبْدٌ فَأَعْتَقَهُ وَالِدِي عَلَيَّ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي وَلَا رِضَايَ، فَقَالَ: «وَالِدُكَ أَمْلَكُ بِكَ وَبِمَالِكَ مِنْكَ، فَإِنَّكَ وَمَالَكَ مِنْ هِبَةِ اللَّه لِوَالِدِكَ »(3).
[2887/ 158] عَنِ الْحُسَيْنِ بن اَلْمُنْذِرِ، قَالَ: قُلْتُ لِابی عَبْدِ الله علیه السلام:
دَفَعَتْ إِلَيَّ امْرَأَتِي مَالاً أَعْمَلُ بِهِ فَأَشْتَرِي مِنْ مَالِهَا الْجَارِيَةَ أَطَاهَا؟ قَالَ: فَقَالَ:
«أَرَادَتْ أَنْ تُقِرَّ عَيْنَكَ وَتُسْخِنُ عَيْنَهَا » (4) .
[2888/ 159] عَامِرُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، إِنَّ اِمْرَأَتِي أَعْطَتْنِي مَالَهَا كُلَّهُ، وَجَعَلَتْنِي مِنْهُ فِي حِلِّ أَصْنَعُ بِهِ مَا شِئْتُ،
ص: 187
أَيَكُونُ لِي أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْهُ جَارِيَةً أَطَأَهَا؟ قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، إِنَّمَا أَرَادَتْ مَا سَرَّكَ،
فَلَيْسَ لَكَ مَا سَاءَهَا » (1).
[2889/ 160] رَوَى زَيْدُ الشَّحَّامُ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَنِ
اِثْتَمَنَكَ بِأَمَانَةٍ فَأَدْهَا إِلَيْهِ، وَمَنْ خَانَكَ فَلَا تَحْنْهُ»(2).
[ 2890 / 161] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : اَلرَّجُلُ يَكُونُ لِي عَلَيْهِ الْحَقُّ فَيَجْحَدُنِيهِ ثُمَّ يَسْتَوْدِعُنِي مَالاً، أَلِي أَنْ أَخُذَ مَالِي عِنْدَهُ؟
قَالَ: «لَا، هَذِهِ خِيَانَةٌ » (3) .
[162/2891] عَنِ الْحَلَبِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
أَنْ يُؤْكَلُ مَا تَحْمِلُ النَّمْلَةُ بِفِيهَا وَقَوَائِمِهَا »(4).
[2892/ 163 ] قال أمير المؤمنين علیه السلام : « وَاللَّهُ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ
بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ »(5) .
[2893 / 164] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا، تَهَادَوْا فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِالضَّغَائِنِ »(6)
ص: 188
[2894/ 165] عَنْ عَليَّ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم : «يَا أَهْلَ الْقَرَابَةِ عَالِيلا،
تَزَاوَرُوا وَلَا تَجَاوَرُوا وَتَهَادَوْا فَإِنَّ اهْدِيَّةَ تَسُلُّ السَّجِيَّةَ، وَالزِّيَارَةُ تُثْبِتُ المَوَدَّةَ»(1) .
[166/2895] الْغُرَرُ :« ثَلَاثَةٌ تَدُلُّ عَلَى عُقُولِ أَرْبَابِهَا الرَّسُولُ،
وَالْكِتَابُ، وَاهْدِيَّةٌ » (2).
[2896/ 167] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
: «اَهْدِيَّةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهِ : هَدِيَّةٌ مُكَافَأَةٍ، وَهَدِيَّةٌ مُصَانَعَةٍ، وَهَدِيَّةٌ الله عزّو جلّ» (3).
[2897/ 168 ]رَوَى تُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاحْتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلَيَّ علیه السلام ، قَالَ: «أَهْدَى كِسْرَى لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَى قَيْصَرُ لِلنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتْ لَهُ اَلمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهُمْ»(4).
[169/2898] عَنْ عَلِيّ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ زَيْدِ الْمُشْرِكِينَ،
يُرِيدُ هَدَايَا أَهْلِ اَلْحَرْبِ(5).
[2899/ 170] قَالَ (الصَّادِقُ ) علیه السلام : «عَجِّلُوا رَدَّ ظُرُوفِ اَهْدَايَا، فَإِنَّهُ
أسْرَعُ لِتَوَاتُرِهَا»(6).
ص: 189
[2900/ 171] عَنِ الْجُلُودِيِّ أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ علیه السلام كَانَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ نَائِماً، فَجَعَلَ رَجُلٌ يُدَافِعُ عَنْهُ كُلَّ مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً. وَأُصِيبَ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام وَعَلَيْهِ دَيْنٌ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَاهْتَمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِدَيْنِ أَبِيهِ حَتَّى اِمْتَنَعَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالنَّوْمِ فِي أَكْثَرِ أَيَّامِهِ وَلَيَالِيهِ، فَأَتَاهُ آتٍ فِي المَنَامِ، فَقَالَ: لَا تَهْتَمَّ بِدَيْنِ أَبِيكَ، فَقَدْ قَضَاهُ اللهُ عَنْهُ بِمَالٍ ،بجنس، فَقَالَ عَلِيُّ: «وَاللَّهُ مَا أَعْرِفُ فِي أَمْوَالِ أَبِي مَالاً يُقَالُ لَهُ: بجنس ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ رَأَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَهُ، فَقَالَتْ لَهُ اِمْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ كَانَ لِأَبِيكَ عَبْدٌ رُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ: اسْتَنْبَطَ لَهُ عَيْنَا بِذِي خَشَبٍ، فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبِرَ بِهِ، فَمَا مَضَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَيَامٌ قَلَائِلُ حَتَّى أَرْسَلَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ يَقُولُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ ذُكِرَتْ لِي عَيْنُ لِأَبِيكَ بِذِي خَشَبٍ تُعْرَفُ بِيجنس فَإِذَا أَحْبَبْتَ بَيْعَهَا ابْتَعْتُهَا مِنْكَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: خُذْهَا بِدَيْنِ اَلْحُسَيْنِ»، وَذَكَرَهُ لَهُ، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُها، فَاسْتَثْنَى مِنْهَا سَقْيَ لَيْلَةِ اَلسَّبْتِ لِسُكَيْنَةَ (1).
[172/2901] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَحْمَرِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ إِلَى جَانِبِ دَارِي عَرْصَةٌ بَيْنَ حِيطَانِ لَسْتُ أَعْرِفُهَا لِأَحَدٍ، فَأُدْخِلُهَا فِي دَارِي؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ مَنْ أَخَذَ شِبْراً مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقٌّ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي
عنلِهِ مِنْ سَبْع أَرْضِينَ»(2).
***
ص: 190
ص: 191
ص: 192
[ 1/2902]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أُرِيدُ
التِّجَارَةَ، قَالَ: «أَفَقِهْتَ فِي دِينِ الله؟»، قَالَ: يَكُونُ بَعْضُ ذَلِكَ، قَالَ: «وَيْحَكَ اَلْفِقْهَ ثُمَّ المَنْجَرَ، فَإِنَّهُ مَنْ بَاعَ وَاشْتَرَى وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْ حَرَامٍ وَلَا حَلَالٍ اِرْتَطَمَ فِي اَلرِّبَا ثُمَّ ارْتَطَمَ»(1).
[2903 / 2] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَنْ أَرَادَ التِّجَارَةَ فَلْيَتَفَقَّهُ فِي دِينِهِ لِيَعْلَمَ بِذَلِكَ مَا يَحِلُّ لَهُ مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَمْ يَتَفَقَّهُ فِي دِينِهِ ثُمَّ اتَّجَرَ تَوَرَّطَ فِي الشُّبُهَاتِ»(2).
[2904 / 3] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «وَاسْتَعْمِلْ فِي تِجَارَتِكَ مَكَارِمَ
الْأَخْلَاقِ وَالْأَفْعَالَ الجَمِيلَةَ لِلدِّين وَالدُّنْيَا »(3).
[2905 / 4] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ وَهُوَ بِالْحِيرَةِ خَرَجَ يَوْماً يُرِيدُ عِيسَى بْنَ مُوسَى، فَاسْتَقْبَلَهُ بَيْنَ الْخِيرَةِ وَالْكُوفَةِ وَمَعَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ الْقَاضِي فَقَالَ لَهُ: إِلَى أَيْنَ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «أَرَدْتُكَ»، فَقَالَ : قَدْ قَصَّرَ اللهُ خَطْوَكَ، قَالَ: فَمَضَى مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ اِبْنُ شُبْرُمَةَ : مَا
ص: 193
تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ الله فِي شَيْءٍ سَأَلَنِي عَنْهُ اَلْأَمِيرُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: «وَمَا هُوَ ؟»، قَالَ: سَأَلَنِي عَنْ أَوَّلِ كِتَابٍ كُتِبَ فِي الْأَرْضِ، قَالَ: «نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ عَرَضَ عَلَى آدَمَ علیه السلام ذُرِّيَّتَهُ عَرْضَ الْعَيْنِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ نَبِيًّا فَنَبِيَّا، وَمَلِكاً فَمَلِكاً، وَمُؤْمِناً فَمُؤْمِناً ، وَكَافِراً فَكَافِراً، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى دَاوُدَ علیه السلام قَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي نَبَّأْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَقَصَّرْتَ عُمْرَهُ؟»، قَالَ: «فَأَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَيْهِ: هَذَا إِبْنُكَ دَاوُدُ، عُمُرُهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ اَلْآجَالَ وَقَسَمْتُ الْأَرْزَاقَ، وَأَنَا أَعْكُو مَا أَشَاءُ وَأُثْبِتُ وَعِنْدِي أُمُّ الْكِتَابِ، فَإِنْ جَعَلْتَ لَهُ شَيْئاً مِنْ عُمُرِكَ أَلْخَقْتُ لَهُ، قَالَ : يَا رَبِّ، قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمُرِي سِتِّينَ سَنَةٌ تَمَامَ اَلْمِائَةِ»، قَالَ: «فَقَالَ اللَّهُ عزّو جلّ الجَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَمَلَكِ اَلَمَوْتِ: أَكْتُبُوا عَلَيْهِ كِتَاباً، فَإِنَّهُ سَيَنْسَى»، قَالَ: «فَكَتَبُوا عَلَيْهِ كِتَاباً وَخَتَمُوهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ مِنْ طِينَةِ عِليِّينَ»، قَالَ: «فَلَما حَضَرَتْ آدَمَ اَلْوَفَاةُ أَتَاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فَقَالَ آدَمُ: يَا مَلَكَ اَلمَوْتِ، مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ : جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ، قَالَ: قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي سِتُّونَ سَنَةً، فَقَالَ: إِنَّكَ جَعَلْتَهَا لابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: «وَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ وَأَخْرَجَ لَهُ الْكِتَابَ»، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ إِذَا خَرَجَ اَلصَّتُ عَلَى المَدْيُونِ ذَلَّ المَدْيُونُ، فَقَبَضَ رُوحَهُ »(1) .
[2016 /5 ]عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام: سُوقُ الْمُسْلِمِينَ كَمَسْجِدِهِمْ، فَمَنْ سَبَقَ إِلَى مَكَانٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ إِلَى
لا اَللَّيْلِ، وَكَانَ لَا يَأْخُذُ عَلَى بُيُوتِ السُّوقِ كِرَاءً »(2)
ص: 194
[ 2907 / 6] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِي السُّوقِ مُخْلِصاً عِنْدَ غَفْلَةٍ اَلنَّاسِ وَشُغْلِهِمْ بِمَا هُمْ فِيهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَيَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْفِرَةً لَمْ تَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ »(1).
[ 2908 / 7] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ اَلْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَدَدَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » (2).
[2909 /8] زَيْدُ الزَّرَادِ فِي أَصْلِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ:
أكْتُبْ عَلَى المَتاعِ : بَرَكَةٌ لَنَا، فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ الْبَرَكَةُ فِيهِ وَالنَّهاءُ»(3).
[2910/ 9 ] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ الْعَبْدَ يَكُونُ
سَهْلَ الْبَيْعِ، سَهْلَ الشِّرَاءِ، سَهْلَ الْقَضَاءِ، سَهْلَ اَلاِقْتِضَاءِ »(4).
[2911 / 10] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام عَلَى جَارِيَةٍ قَدِ اشْتَرَتْ لَحْماً مِنْ قَصَّابٍ، وَهِيَ تَقُولُ: زِدْنِي، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ): زِدْهَا فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ »(5).
ص: 195
[2912 / 11] عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَا يَكُونُ
اَلْوَفَاءُ حَتَّى يَمِيلَ المِيزَانُ »(1).
بیان: ميل الميزان يعني أنْ تميل كفَّة البضاعة المباعة وترجح، فبهذا يكون الوفاء بالبيع. وكأنَّ أمير المؤمنين علیه السلام أراد حثَّ التُجَّار على تجنُّب
بخس الميزان.
[12/2913] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إني
صَاحِبُ نَخْلِ، فَخَبَّرْنِي بِحَدٌ أَنْتَهِي إِلَيْهِ فِيهِ مِنَ الْوَفَاءِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام :
«اِنْوِ اَلْوَفَاءَ فَإِنْ أَتَى عَلَى يَدِكَ وَقَدْ نَوَيْتَ اَلْوَفَاءَ نُقْصَانُ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ، وَإِنْ نَوَيْتَ التَّقْصَانَ ثُمَّ أَوْفَيْتَ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ النُّقْصَانِ» (2).
[13/2914) قَوْلُهُ علیه السلام:« وَلَا تَغْينِ الْمُسْتَرْسِلَ فَإِنَّ غَيْتَهُ لَا يَحِلُّ»(2).
[2915 / 14] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام يَقُولُ: «كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ شَدِيدُ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَةِ، وَكَانَ مُلَازِماً لِرَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ كُلِّهَا، لَا يَفْقِدُهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَكَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَرقُ لَهُ، وَيَنْظُرُ إِلَى حَاجَتِهِ وَغُرْبَتِهِ، فَيَقُولُ: يَا سَعْدُ، لَوْ قَدْ جَاءَنِي شَيْءٌ لَأَغْنَيْتُكَ»، قَالَ: «فَأَبْطَأَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَاشْتَدَّ غَمُّ رَسُولِ
ص: 196
الله صلی الله علیه و آله وسلم لِسَعْدٍ، فَعَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ مِنْ غَمِّهِ لِسَعْدٍ، فَأَهْبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلَ علیه السلام وَمَعَهُ دِرْهَمَانِ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ مَا قَدْ دَخَلَكَ مِنَ الْغَمِّ لِسَعْدِ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تُغْنِيَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ: فَهَاكَ هَذَيْنِ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطِهِمَا إِيَّاهُ، وَمُرْهُ أَنْ يَتَّجِرَ بِهِمَا، قَالَ: «فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الظَّهْرِ وَسَعْدٌ قَائِمٌ عَلَى بَابِ حُجُرَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم يَنتَظِرُهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَالَ: يَا سَعْدُ، أَتُحْسِنُ التِّجَارَةَ؟ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ مَالاً أَتَّجِرُ به فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم الدِّرْهَمَيْنِ وَقَالَ لَهُ: إِتَّجِرْ بِهَا، وَتَصَرَّفْ لِرِزْقِ الله، فَأَخَذَهُمَا سَعْدٌ وَمَضَى مَعَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم حَتَّى صَلَّى مَعَهُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : قُمْ فَاطْلُبِ الرِّزْقَ ، فَقَدْ كُنْتُ بِحَالِكَ مُنْتَا يَا سَعْدُ، قَالَ: فَأَقْبَلَ سَعْدٌ لَا يَشْتَرِي بِدِرْهَمٍ شَيْئًا إِلَّا بَاعَهُ بِدِرْهَمَيْنِ، وَلَا يَشْتَرِي شَيْئًا بِدِرْهَمَيْنِ إِلَّا بَاعَهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، فَأَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ، فَكَثْرَ مَتَاعُهُ وَمَالُهُ، وَعَظُمَتْ تِجَارَتُهُ، فَاتَّخَذَ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ مَوْضِعاً وَجَلَسَ فِيهِ، فَجَمَعَ تِجَارَتَهُ إِلَيْهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلمإِذَا أَقَامَ بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ يَخْرُجُ وَسَعْدٌ مَشْغُولٌ بِالدُّنْيَا لَمْ يَتَطَهَّرْ وَلَمْ يَتَهَيَّأْ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ أَنْ يَتَشَاغَلَ بِالدُّنْيَا، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَا سَعْدُ، شَغَلَتْكَ الدُّنْيَا عَنِ الصَّلَاةِ، فَكَانَ يَقُولُ: مَا أَصْنَعُ، أُضَيِّعُ مَالِي؟ هَذَا رَجُلٌ قَدْ بِعْتُهُ فَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَوْفِي مِنْهُ، وَهَذَا رَجُلٌ قَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَأُرِيدُ أَنْ أُوفِيَهُ»، قَالَ: «فَدَخَلَ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم مِنْ أَمْرِ سَعْدِ غَمٌ أَشَدُّ مِنْ غَمِّهِ بِفَقْرِهِ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عَلا ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ غَمَّكَ بِسَعْدٍ، فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ حَالُهُ اَلْأُولَى أَوْ حَالُهُ هَذِهِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : يَا جَبْرَئِيلُ، بَلْ حَالُهُ الْأُولَى، قَدْ أَذْهَبَتْ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ، فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ علیه السلام : إِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا وَالْأَمْوَالِ فِتْنَةٌ وَمَشْغَلَةٌ عَنِ الْآخِرَةِ، قُلْ لِسَعْدِ يَرُدُّ عَلَيْكَ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ دَفَعْتَهُما إِلَيْهِ، فَإِنَّ أَمْرَهُ سَيَصِيرُ إِلَى اَلْخَالَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَوَّلاً»، قَالَ: «فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَمَرَّ بِسَعْدِ، فَقَالَ لَهُ: يَا
ص: 197
سَعْدُ، أَمَا تُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَعْطَيْتُكَهُمَا؟ فَقَالَ سَعْدٌ: بَلَى، وَمِائَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ: لَسْتُ أُرِيدُ مِنْكَ يَا سَعْدُ إِلَّا الدَّرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُ سَعْدٌ دِرْهَمَيْنِ، قَالَ: «فَأَدْبَرَتِ الدُّنْيَا عَلَى سَعْدٍ حَتَّى ذَهَبَ مَا كَانَ جَمَعَ، وَعَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا »(1).
[15/2916] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «وَيْلٌ لِتُجَارِ أُمَّتِي مِنْ: لَا وَاللَّهُ، وَبَلَى
والله، وَوَيْلٌ لِصُناع أُمَّنِي مِنَ الْيَوْم وَالْغَدِ»(2).
بيان: المقصود من اليوم والغد هو تسويف المواعيد من قِبَل الصُّنَّاع كالنجَّار والحدَّاد والخيَّاط وأمثالهم ممَّن يصنع الأشياء لنا بمواعيد معيَّنة، لكنّهم يخلفون مواعيدهم ويُسوِّفون تسليم أشياء الناس إليهم.
[ 2917/ 16] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام: «إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ أَنْ يَكُونَ مَتْجَرُهُ فِي بَلَدِهِ، وَيَكُونَ خُلَطَاؤُهُ صَالِحِينَ، وَيَكُونَ لَهُ وَلدٌ يَسْتَعِينُ بِهِمْ» (3)
عَ،
[17/2918] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم:
«مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ اَلْخُلَطَاءُ الصَّالِحُونَ، وَالْوَلَدُ الْبَارُّ ، وَالزَّوْجَةُ المُوَاتِيَةُ، وَأَنْ يُرْزَقَ
مَعِيشَتَهُ فِي بَلْدَتِهِ »(4).
ص: 198
[2919/ 18] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ الله علیهما السلام أَنهما
كَرِهَا رُكُوبَ الْبَحْرِ لِلتِّجَارَةِ(1).
[19/2920] عَنْ مُعَلَّى بْنِ حُنَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام الرَّجُلِ يُسَافِرُ فَيَرْكَبُ الْبَحْرَ، فَقَالَ: «إِنَّ أَبِي علیه السلام كَانَ يَقُولُ: إِنَّهُ يُضِرُّ بِدِينِكَ، هُوَ ذَا النَّاسُ يُصِيبُونَ أَرْزَاقَهُمْ وَمَعِيشَتَهُمْ »(2) .
[ 20/2921] عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنَّ رَجُلاً أَتَى أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام ، فَقَالَ: إِنَّا نَتَّجِرُ إِلَى هَذِهِ الْجِبَالِ، فَنَأْتِي مِنْهَا عَلَىٰ أَمْكِنَةٍ لَا نَقْدِرُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَّا عَلَى التَّلْجِ، فَقَالَ: أَلَّا تَكُونُ مِثْلَ فُلَانٍ يَرْضَىٰ بِالدُّونِ وَلَا يَطْلُبُ تِجَارَةٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَّا عَلَى الثَّلْجِ » (3).
[21/2922] عَنْ جَهْمِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّوَاسِي، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِنْ مَالِهِ فِي طَاعَةِ الله عز و جلّ فَاعْلَمْ أَنَّهُ أَصَابَهُ مِنْ حَلَالٍ، وَإِذَا أَخْرَجَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عزّو جلّ فَاعْلَمْ أَنَّهُ أَصَابَهُ مِنْ حَرَامٍ »(4) .
[2923 / 22] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِوَلَدِهِ اَلْحَسَنِ علیه السلام : «يَا بُنَيَّ، إِذَا نَزَلَ بِكَ كَلَبُ الزَّمَانِ وَقَحْطُ الدَّهْرِ فَعَلَيْكَ بِذَوِي الْأُصُولِ الثَّابِتَةِ وَالْفُرُوعِ النَّابِتَةِ
ص: 199
مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ وَالْإِيْثَارِ وَالشَّفَقَةِ، فَإِنَّهُمْ أَفْضَىٰ لِلْحَاجَاتِ، وَأَمْضَىٰ لِدَفْعِ
الملمات »(1)).
بيان: (كَلَبُ اَلزَّمَانِ) أي شدَّة الأحوال وصعوبتها.
[23/2924] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَشْكُونَ فِيهِ رَبَّهُمْ»، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَشْكُونَ فِيهِ رَبَّهُمْ؟ قَالَ: «يَقُولُ الرَّجُلُ : وَاللَّهُ مَا رَبِحْتُ شَيْئاً مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَلَا آكُلُ وَلَا أَشْرَبُ إِلَّا مِنْ رَأْسِ مَالِي، وَيْحَكَ وَهَلْ أَصْلُ مَالِكَ وَذِرْوَتُهُ إِلَّا مِنْ رَبِّكَ؟»(2).
[2925 / 24] عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي اَحْسَنِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ النَّفْسَ إِذَا أَحْرَزَتْ قُوتَهَا اسْتَقَرَّتْ »(3).
[2926 / 25] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ : أَصَابَ أَهْلَ المَدِينَةِ غَلَاءٌ وَقَحْط حَتَّى أَقْبَلَ الرَّجُلُ المُوسِرُ يَخْلِطُ الحِنْطَةَ بِالشَّعِيرِ وَيَأْكُلُهُ وَيَشْتَرِي بِبَعْضِ الطَّعَامِ، وَكَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام طَعَامُ جَيَّدٌ قَدِ اشْتَرَاهُ أَوَّلَ اَلسَّنَةِ، فَقَالَ لِبَعْضٍ مَوَالِيهِ: اشْتَرِ لَنَا شَعِيراً فَاخْلِطُ بِهَذَا الطَّعَامِ أَوْ بِعْهُ، فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَأْكُلَ جَيِّداً وَيَأْكُلُ
النَّاسُ رَدِيَّا »(4).
ص: 200
[26/2927] عَنْ مُعَتِّبِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام وَقَدْ تَزَيَّدَ السِّعْرُ بِالمَدِينَةِ: كَمْ عِنْدَنَا مِنْ طَعَامِ؟»، قَالَ: قُلْتُ: عِنْدَنَا مَا يَكْفِيكَ أَشْهُراً كَثِيرَةً، قَالَ: «أَخْرِجْهُ وَبِعْهُ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَلَيْسَ بِالمَدِينَةِ طَعَامٌ، قَالَ: «بِعْهُ»، فَلَا بِعْتُهُ قَالَ: اشْتَرِ مَعَ النَّاسِ يَوْماً بِيَوْمٍ، وَقَالَ: «يَا مُعَتِّبُ، اِجْعَلْ قُوتَ عِبَالِي نِصْفاً شَعِيراً وَنِصْفاً حِنْطَةٌ، فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي وَاجِدٌ أَنْ أُطْعِمَهُمُ الْخِنْطَةَ عَلَى وَجْهِهَا وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَانِيَ اللَّهُ قَدْ أَحْسَنْتُ تَقْدِيرَ المَعِيشَةِ »(1).
[ 2928 / 27 ]قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم لِبَعْض أَصْحَابِهِ: كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْم يَجْمَعُونَ ( يَكْبَثُونَ) رِزْقَ سَنَتِهِمْ وَيَضْعُفُ الْيَقِينُ؟ فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالمَسَاءِ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ
غَداً » (2).
بيان: قوله علیه السلام : «لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً »أي لا تعلم أنَّك ستكون من
الأحياء فيقال: (فلان)، أم ستكون من الأموات، فيقال: (المرحوم فلان).
[ 2929 / 28] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَرَّ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم عَلَى رَجُل وَمَعَهُ ثَوْبٌ يَبِيعُهُ، وَكَانَ الرَّجُلُ طَوِيلاً وَالثَّوْبُ قَصِيراً، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ فَإِنَّهُ أَنْفَقُ لِسِلْعَتِكَ » (3).
بيان: (أَنْفَقُ لِسِلْعَتِكَ) أي أسرع لبيعها.
ص: 201
[29/2930] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم أطلبُوا اَلْخَيْرَاتِ عِنْدَ حِسَانِ
اَالْوُجُوهِ »(1).
[30/2931] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ كَانَ لَهُ عَذْقٌ، وَكَانَ طَرِيقُهُ إِلَيْهِ فِي جَوْفِ مَنْزِلِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَكَانَ يَجِيءُ وَيَدْخُلُ إِلَى عَزْقِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ مِنَ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ الْأَنْصَارِيُّ: يَا سَمُرَةُ، لَا تَزَالُ تُفَاجِتُنَا عَلَى حَالٍ لَا نُحِبُّ أَنْ تُفَاجِتَنَا عَلَيْهَا ، فَإِذَا دَخَلْتَ فَاسْتَأْذِنْ، فَقَالَ: لَا أَسْتَأْذِنُ فِي طَرِيقِ، وَهُوَ طَرِيقِي إِلَى عَذْقِي»، قَالَ: «فَشَكَا اَلْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ فُلاناً قَدْ شَكَاكَ، وَزَعَمَ أَنَّكَ تَمَرُّ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، فَاسْتَأْذِنْ عَلَيْهِ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه، أَسْتَأْذِنُ فِي طَرِيقِي إِلَى عَذْقِي؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : خَلٌّ عَنْهُ وَلَكَ مَكَانَهُ عَذْقٌ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: لَا ، قَالَ : فَلَكَ إِثْنَانِ، قَالَ: لَا أُرِيدُ، فَلَمْ يَزَلْ يَزِيدُهُ حَتَّى بَلَغَ عَشَرَةَ أَعْذَاقٍ، فَقَالَ: لَا ، قَالَ : فَلَكَ عَشَرَةٌ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَأَبَيْ، فَقَالَ: خَلَّ عَنْهُ وَلَكَ مَكَانَهُ عَذْقٌ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: لَا أُرِيدُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّكَ رَجُلٌ مُضَارٌّ، وَلَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ عَلَى مُؤْمِنِ»، قَالَ: «ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَقُلِعَتْ ثُمَّ رُمِيَ بِهَا إِلَيْهِ ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : انْطَلِقُ فَاغْرِسْهَا حَيْثُ شِئْتَ »(2).
[2932 / 31 ]عَنْ أَبِي صَادِقٍ، قَالَ: دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام سُوقَ :
ص: 202
التَّمارِينَ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَائِمَةٌ تَبْكِي وَهِيَ تُخَاصِمُ رَجُلاً تَماراً، فَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ؟»، قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اِشْتَرَيْتُ مِنْ هَذَا تَمْراً بِدِرْهَم، فَخَرَجَ أَسْفَلُهُ رَدِيَّا لَيْسَ مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: «رُدَّ عَلَيْهَا، فَأَبَى حَتَّى قَاهَا ثَلاثاً فَأَبَى، فَعَلَاهُ
بِالدَّرَّةِ حَتَّى رَدَّ عَلَيْهَا، وَكَانَ عَلِيٌّ ( صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ) يَكْرَهُ أَنْ يُجَلَّلَ التَّمْرُ (1).
[32/2933] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «دِرْهَم رِباً
أَشَدُّ مِنْ سَبْعِينَ زَنْيَةٌ كُلُّهَا بِذَاتِ محرم »(2).
[2934/ 33] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّمَا حَرَّمَ
اللهُ وَ الرِّبَا لِكَيْلَا يَمْتَنِعَ النَّاسُ مِن اِصْطِنَاعِ المَعْرُوفِ »(3).
[34/2935] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّمَا حَرَّمَ اللَّهُ عزّو جلّ
اَلرِّبَا لِئَلَّا يَذْهَبَ المَعْرُوفُ »(4).
[ 35/2936] عَنِ الْأَصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَرْتَفِعُ فِيهِ الْفَاحِشَةُ، وَلَتُصَنَّعُ وَتُنْهَتَكُ فِيهِ المَحَارِمُ، وَيُعْلَنُ فِيهِ الزِّنَا، وَيُسْتَحَلُ فِيهِ أَمْوَالُ الْيَتَامَى، وَيُؤْكَلُ فِيهِ الرِّبَا، وَيُطَفّفُ فِي المَكَاثِيلِ وَالمَوَازِينِ، وَيُسْتَحَلَّ اَلْخَمْرُ بِالنَّبِيذ، وَالرِّشْوَةُ بِالْهُدِيَّةِ، وَالْخِيَانَةُ بِالْأَمَانَةِ، وَيَشْتَبِهُ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَالنِّسَاءُ بِالرِّجَالِ، وَيُسْتَخَفْ بِحُدُودِ الصَّلَاةِ،
ص: 203
وَيُحِبُّ فِيهِ لِغَيْرِ الله، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الزَّمَانُ انْتَفَخَتِ الْأَهِلَّةُ تَارَةً حَتَّى يُرَى اَهْلَالُ لَيْلَتَيْنِ، وَخَفِيَتْ تَارَةً حَتَّى يُفْطَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ فِي أَوَّلِهِ وَيُصَامَ لِلْعِيدِ فِي آخِرِهِ، فَالْخَذَرَ الْخَذَرَ حِينَئِذٍ مِنْ أَخْذِ اللَّه عَلَى غَفْلَةٍ، فَإِنَّ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ مَوْتٌ ذَرِيعٌ
يَخْتَطِفُ النَّاسَ اِخْتِطَافاً حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ سَالِماً وَيُمْسِي دَفِيناً، وَيُمْسِي حَيَّا وَيُصْبِحُ مَيْتاً، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الزَّمَانُ وَجَبَ التَّقَدُّمُ فِي الْوَصِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِ الْبَلِيَّةِ، وَوَجَبَ تَقْدِيمُ الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا خَشْيَةَ فَوْتِهَا فِي آخِرِ وَفْتِهَا، فَمَنْ بَلَغَ مِنْكُمْ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلَا يَبِيتَنَّ لَيْلَةً إِلَّا عَلَى طُهْرٍ، وَإِنْ قَدَرَ أَنْ لَا يَكُونَ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ إِلَّا طَاهِراً فَلْيَفْعَلْ فَإِنَّهُ عَلَى وَجَلٍ لَا يَدْرِي مَتَى يَأْتِيهِ رَسُولُ اللَّهُ لِقَبْضِ رُوحِهِ، وَقَدْ حَذَرْتُكُمْ وَعَرَّفْتُكُمْ وَعَظْتُكُمْ إِنِ اتَّعَظْتُمْ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي سَرَائِرِكُمْ وَعَلَانِيَتِكُمْ، وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)» [آل عمران 85]» (1).
[ 36/2937] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: بَلَغَ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ اَلرِّبَا وَيُسَمِّيهِ اللَّبَاء، فَقَالَ: لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللهُ عزّ و جلّ مِنْهُ لَأَضْرِبَنَّ
عنقه »(2)
[37/2938] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَدْ عَمِلَ بِالرِّبَا حَتَّى كَثُرَ مَالُهُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَأَلَ الْفُقَهَاءَ، فَقَالُوا: لَيْسَ يُقْبَلُ مِنْكَ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ تَرُدَّهُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَخْرَجُكَ مِنْ كِتَابِ الله عزّو جلّ: « فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ (275)»[البقرة: 275]، وَالمَوْعِظَةُ التَّوْبَةُ » (3) .
ص: 204
[2939 / 38] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّ سَبْياً قَدِموا عَلَيْهِ مِنَ الْبَحْرَيْن ، فَصَفُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَى اِمْرَأَةٍ مِنْهُمْ تَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكِ؟»، قَالَتْ: كَانَ لِي وَلَدٌ بِيعَ فِي بَنِي عَبْسٍ، قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «وَمَنْ بَاعَهُ؟»، قَالَتْ: أَبو أُسَيْدِ الْأَنْصَارِيُّ، فَغَضِبَ
رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم وَقَالَ: «لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ بِهِ كَمَا بِعْتَهُ»، فَرَكِبَ أَبُو أُسَيْدِ فَجَاءَ بِهِ(1).
[2940/ 39] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَأَصَابَ سَبْياً فِيهِمْ ضُمَيْرَةُ مَوْلَى عَلِيٌّ علیه السلام، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم بِبَيْعِهِمْ، ثُمَّ خَرَجَ فَرَاهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ: «مَا هُمْ يَبْكُونَ؟»، قَالُوا: فُرِّقَ بَيْنَهُمْ وَهُمْ إِخْوَةٌ، قَالَ: «لَا تُفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ، بِيعُوهُمْ مَعاً »(2).
[2941/ 40] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه علیه السلام أَنَّهُ أُشْتُرِيَتْ لَهُ جَارِيَةٌ مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ : فَذَهَبَتْ لِتَقُومَ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّاهُ، فَقَالَ لَهَا أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «أَلَكِ أُمُّ؟»، قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهَا فَرُدَّتْ، فَقَالَ: «مَا أَمِنْتُ لَوْ حَبَسْتُهَا أَنْ أَرَى فِي وُلْدِي مَا أَكْرَهُ» (3) .
[41/2942 ]عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ :« مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللهُ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّائِهِ فِي الْجَنَّةِ » (4).
[2943 / 42] رَوَى السَّكُونِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ فَإِنَّهُ شَيْنٌ لِلدِّينِ (5).
ص: 205
[2944/ 43] قَالَ عَلِي علیه السلام : «إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ فَإِنَّهُ هَم بِاللَّيْلِ وَذُلُّ بِالنَّهَارِ »(1) .
[ 44/2945] الصَّحِيفَةُ السَّجَّادِيَّةُ( عَلَى مُنْشِئهَا السَّلَامُ): «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَبْ لِيَ الْعَافِيَةَ مِنْ دَيْنِ تُخْلِقُ لَهُ وَجْهِي، وَيَخَارُ فِيهِ ذِهْنِي، وَيَتَشَعَبُ لَهُ فِكْرِي، وَيَطُولُ بِمُمَارَسَتِهِ شُغْلِي، وَأَعُوذُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ هَمِّ الدَّيْنِ وَفِكْرِهِ، وَشُغْلِ الدَّيْنِ وَسَهَرِهِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِذْنِي مِنْهُ، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ ذِلَّتِهِ فِي الْحَيَاةِ، وَمِنْ تَبِعَتِهِ بَعْدَ الْوَفَاةِ»(2).
[2946 / 45 ]رَوَى مُوسَى بْنُ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام، قَالَ:
«مَنْ طَلَبَ الرِّزْقَ مِنْ حِلَّهِ فَغُلِبَ فَلْيَسْتَقْرِضْ عَلَى اللهِ عزّو جلّ وَعَلَى رَسُولِهِ صلی الله علیه و آله وسلم»(3) .
[46/2947] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ: «لَقَدْ قُبِضَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَإِنَّ دِرْعَهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِي مِنْ يَهُودِ المَدِينَةِ بِعِشْرِينَ صَاعاً شَعِيراً ، اِسْتَسْلَفَهَا نَفَقَةٌ لِأَهْلِهِ» (4).
[2948 / 47] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «قُبِضَ عَلِىٌّ علیه السلام وَعَلَيْهِ دَيْنُ ثَمانُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَم فَبَاعَ اَلْحَسَنُ علیه السلام ضَيْعَةً لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ فَقَضَاهَا عَنْهُ، وَبَاعَ ضَيْعَةً لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ فَقَضَاهَا عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَرْزَأُ مِنَ الْخُمُسِ
شَيْئاً، وَكَانَتْ تَنُوبُهُ نَوَائِبُ »(5).
ص: 206
[2949 / 48] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ الْحُسَيْنَ عَلَيْنَا قُتِلَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام السلامبَاعَ ضَيْعَةً لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ لِيَقْضِيَ دَيْنَ الْحُسَيْنِ علیه السلام
وَعِدَاتٍ كَانَتْ عَلَيْهِ (1).
[2950/ 49] عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُ أَبَا اَحْسَنِ
مُوسَى لا يُنْشِدُ:
فَإِن يَكُ يَا أُمَيْمُ عَلیَ دَين *** فَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى يَسْتَدِينُ (2)
[2951/ 50] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنَّهُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ مَاتَ وَعَلَيْهِ دِينَارَانِ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم
وَقَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ حَتَّى ضَمِنَهُمَا عَنْهُ بَعْضُ قَرَابَتِهِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «ذَلِكَ الْحَقُّ»، ثُمَّ قَالَ علیه السلام: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ
ليَتَّعِظُوا، وَلِيَرُدَّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلِئَلَّا يَسْتَخِفُوا بِالدَّيْنِ، وَقَدْ مَاتَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، [ وَقُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَعَلَيْهِ دَيْنٌ]، وَمَاتَ اَلْحَسَنُ علیه السلام وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، وَقُتِلَ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام وَعَلَيْهِ دَيْنٌ»(3).
[ 51/2952] قَوْلُهُ: «أَيُّهَا مُؤْمِنٍ حَبَسَ مُؤْمِناً عَنْ مَالِهِ وَهُوَ مُحْتَاجُ إِلَيْهِ لَمْ
يَنقُ والله مِنْ طَعَام الجنَّةِ، وَلَا يَشْرَبُ مِنَ الرَّحِيقِ المَخْتُوم »(4).
ص: 207
[52/2953] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ(114)» [النساء: 114 ] ، قَالَ: يَعْنِي بِالمَعْرُوفِ اَلْقَرْض »(1)
[ 2954 / 53] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ اَلْجَنَّةِ : الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ، وَالْقَرْضُ بِثَمانِيَةَ عَشَرَ »(2).
[ 2955 / 54] عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ أَقْرَضَ رَجُلاً قَرْضاً
إِلَى مَيْسَرَةٍ كَانَ مَالُهُ فِي زَكَاةٍ، وَكَانَ هُوَ فِي الصَّلَاةِ مَعَ المَلَائِكَةِ حَتَّى يَقْضِيَهُ »(3) .
[ 2956 / 55 ]عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ، عَنْ أَبِيهِ علیه السلام ، قَالَ: «لَا تُمانِعُوا لا
قَرْضَ اَلْخَمِيرِ وَالْخُبْزِ فَإِنَّ مَنْعَهُمَا يُورِثُ الْفَقْرَ » (4).
[ 56/2957] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَا تُمَانِعُوا قَرْضَ اَلخَمِيرِ وَالْخُبْزِ وَاقْتِبَاسَ النَّارِ فَإِنَّهُ يَجْلِبُ الرِّزْقَ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ »(5).
[ 57/2958] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «كُلُّ ذَنْبٍ يُكَفِّرُهُ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ الله عزّ و جلّ إِلَّا الدَّيْنَ لَا كَفَّارَةَ لَهُ إِلَّا أَدَاؤُهُ، أَوْ يَقْضِيَ صَاحِبُهُ، أوْ يَعْفُوَ الَّذِي لَهُ الحق»(6).
ص: 208
[58/2959] عَنْ بَشَّارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «أَوَّلُ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ
الشَّهِيدِ كَفَّارَةٌ لِذُنُوبِهِ إِلَّا الذَّيْنَ فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ قَضَاؤُهُ»(1).
[59/2960] عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام
قَالَ: مَنِ اسْتَدَانَ دَيْناً فَلَمْ يَنْوِ قَضَاءَهُ كَانَ بِمَنْزِلَةِ السَّارِقِ »(2).
[ 2961/ 60] رَوَى أَبُو خَدِيجَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، قَالَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ
أَتَى رَجُلاً فَاسْتَقْرَضَ مِنْهُ مَالاً وَفِي نِيَّتِهِ أَلَّا يُؤَدِّيَهُ فَذَلِكَ اللَّصُّ الْعَادِي » (3).
بيان :العادي أي المعتدي.
[61/2962 ]عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام في رِسَالَةِ الْحُقُوقِ: «وَأَمَّا حَقُّ الْغَرِيمِ الطَّالِبِ لَكَ فَإِنْ كُنْتَ مُوسِراً أَوْفَيْتَهُ وَكَفَيْتَهُ وَأَغْنَيْتَهُ وَلَمْ تَرْدُدْهُ وَتَعْضُلُهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَطْلُ الْغَنِي ظُلْمٌ، وَإِنْ كُنْتَ مُعْسِراً أَرْضَيْتَهُ بِحُسْنِ الْقَوْلِ، وَطَلَبْتَ إِلَيْهِ طَلَباً جَمِيلاً، وَرَدَدْتَهُ عَنْ نَفْسِكَ رَدًّا لَطِيفاً، وَلَمْ تَجْمَعْ عَلَيْهِ ذَهَابَ مَالِهِ وَسُوءَ مُعَامَلَتِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لُوْمٌ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله »(4).
[ 2963 / 62 ]عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» قَالَهَا ثَلَاثَاً، فَهَابَهُ النَّاسُ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَقَالَ:
فَلْيُنْظِرْ مُعْسِراً أَوْ لِيَدَعْ لَهُ مِنْ حَقِّهِ »(5).
ص: 209
[63/2964] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «مِنْ ضِيقِ اَلخُلْقِ الْبُخْلُ، وَسُوءُ التَّقَاضِي »(1).
[2965 / 164 ]عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَا تُبَاعُ الدَّارُ وَلَا
اَلْجَارِيَةُ فِي الدَّيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا بُدَّ لِلرَّجُلِ مِنْ ظِلَّ يَسْكُنُهُ وَخَادِمٍ يَحْدُمُهُ »(2).
[2966 / 65 ]رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَيْرِ رضی الله عنه كَانَ رَجُلاً بَزَّازاً فَذَهَبَ مَالُهُ وَافْتَقَرَ، وَكَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٌ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَم، فَبَاعَ دَاراً لَهُ كَانَ يَسْكُنُهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَحَمَلَ الَمَالَ إِلَى بَابِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مَالُكَ الَّذِي لَكَ عَلَيَّ، قَالَ: وَرِثْتَهُ؟ قَالَ: لَا ، قَالَ: وُهِبَ لَكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَقَالَ: فَهُوَ ثَمَنْ ضَيْعَةٍ بِعْتَهَا، قَالَ: لَا ، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ قَالَ: بِعْتُ دَارِيَ الَّتِي أَسْكُنُهَا لِأَقْضِيَ دَيْنِي، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرِ رضی الله عنه : حَدَّثَنِي ذَرِيحٌ الْحَارِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُخْرَجُ الرَّجُلُ عَنْ مَسْقَط رَأْسِهِ بِالدَّيْنِ، اِرْفَعْهَا فَلَا حَاجَةَ لي فِيهَا، وَاللَّهُ إِنِّي مُحْتاجُ فِي وَقْتِي هَذَا إِلَى دِرْهَم وَمَا يَدْخُلُ مِلْكِي مِنْهَا دِرْهَم (3)
[ 2967/ 66] عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ إِبْنُ أَبِي عُمَيْرٍ حُبِسَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةٌ فَذَهَبَ مَالُهُ، وَكَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، وذكر
نحوه (4).
ص: 210
[ 2968 / 67] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: «يَا فُلَانُ، مَا لَكَ وَلِأَخِيكَ؟»، قَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَانَ لِي عَلَيْهِ شَيْءٌ فَاسْتَقْصَيْتُ فِي حَقِّي، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)» [الرعد: 21]، أَتَرَاهُمْ خَافُوا أَنْ يَجُورَ عَلَيْهِمْ أَوْ يَظْلِمَهُمْ؟ لَا، وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا الاِسْتِقْصَاءَ وَالْمُدَاقَةَ »(1).
[68/2969] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي قَوْلِهِ: «وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)» ، قَالَ: «اَلاِسْتِقْصَاءُ وَالْمُدَاقَةٌ»، وَقَالَ: «يُحْسَبُ
عَلَيْهِمْ اَلسَّيِّئَاتُ، وَلَا يُحْسَبُ هُمُ الْحَسَنَاتُ »(2).
[ 69/2970] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «خَيْرُ الْإِخْوَانِ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى إِخْوَانِهِ
مُسْتَقْصِياً »(3) .
(2971 / 70 ] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ لِي عَلَى بَعْضِ الْحَسَنِيِّينَ مَالاً، وَقَدْ أَعْيَانِي أَخُذُهُ، وَقَدْ جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَلَامٌ، وَلَا آمَنُ أَنْ يَجْرِيَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَلِكَ مَا أَغْتَمُّ لَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَيْسَ هَذَا طَرِيقَ التَّقَاضِي، وَلَكِنْ إِذَا أَتَيْتَهُ أَطِل اَلْجُلُوسَ وَالْزَمِ السُّكُوتَ»، قَالَ الرَّجُلُ : فَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ إِلَّا يَسِيراً حَتَّىٰ أخَذْتُ مالي(4).
[ 2972/ 71] عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ
ص: 211
عَنْ رَجُلٍ لِي عَلَيْهِ مَالٌ فَغَابَ عَنِّي زَمَاناً ، فَرَأَيْتُهُ يَطُوفُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، أَفَأَتَقَاضَاهُ؟ قَالَ: قَالَ: «لَا تُسَلَّمْ عَلَيْهِ وَلَا تُرَوِّعَهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْخَرَمِ»(1).
[2973/ 72] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْوَاماً تَمْتَلِيُّ مِنْ جِهَةِ السَّيِّئَاتِ مَوَازِينُهُمْ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَذِهِ السَّيِّئَاتُ، فَأَيْنَ اَلْحَسَنَاتُ؟ فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا، مَا نَعْرِفُ لَنَا حَسَنَاتٍ، فَإِذَا اَلنَّدَاءُ مِنْ قِبَلِ الله عزّ و جلّ: لَئِنْ لَمْ تَعْرِفُوا لِأَنْفُسِكُمْ عِبَادِي حَسَنَاتٍ فَإِنِّي أَعْرِفُهَا لَكُمْ وَأَوَفَّرُهَا عَلَيْكُمْ، ثُمَّ يَأْتِي بِصَحِيفَةٍ صَغِيرَةٍ يَطْرَحُهَا فِي كِفَّةِ حَسَنَاتِهِمْ فَتَرْجَحُ بِسَيِّئَاتِهِمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَيُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: خُذْ بِيَدِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ وَإِخْوَانِكَ وَأَخَوَاتِكَ وَخَاصَّتِكَ وَقَرَابَاتِكَ وَأَخْدَامِكَ وَمَعَارِفكَ فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ المَحْشَرِ : يَا رَبِّ، أَمَّا الذُّنُوبُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا ذَا كَانَتْ حَسَنَاتُهُمْ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عزّو جلّ : يَا عِبَادِي ، مَشَى أَحَدُهُمْ بِبَقِيَّةِ دَيْنِهِ لِأَخِيهِ إِلَى أَخِيهِ فَقَالَ: خُذْهَا فَإِنِّي أُحِبُّكَ بِحُبِّكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ: قَدْ تَرَكْتُهَا لَكَ بِحُبِّكَ عَلِيًّا علیه السلام ، وَلَكَ مِنْ مَالِي مَا شِئْتَ، فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ ما، فَحَطَّ بِهِ خَطَايَاهُمَا، وَجَعَلَ ذَلِكَ فِي حَشْوِ صَحِيفَتِهِمَا وَمَوَازِينِهِمَا، وَأَوْجَبَ هُما وَلِوَالِدَيْهِمَا اَلْجَنَّةَ »(2) .
2974 / 73] قَالَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إِبْنُ الزُّبَيْرِ : إِنِّي وَجَدْتُ فِي حِسَابِ أَبِي أَنَّ لَهُ عَلَى أَبِيكَ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَم، فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ أَبَاكَ صَادِقٌ»، فَقَضَىٰ ذَلِكَ،
ص: 212
ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: غَلِطْتُ فِيمَا قُلْتُ، إِنَّمَا كَانَ لِوَالِدِكَ عَلَى وَالِدِي مَا ذَكَرْتُهُ لَكَ، فَقَالَ: «وَالِدُكَ فِي حِلٌ، وَالَّذِي قَبْضَتَهُ مِنِّي هُوَ لَكَ لَكَ »(1).
2975 / 74] عَنْ زَيْدِ الشَّحَّام ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام إِذْ سَأَلَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْل الْكُوفَةِ، فَقِيلَ لَهُ: مَاتَ، فَقَالَ: «رَحِمَهُ اللهُ وَلَقَاهُ نَضْرَةً وَسُرُوراً» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَخَذَ مِنِّي دَنَانِيرَ ، فَرُزِقْتُ وِلايَةً فَغَلَبَنِي عَلَيْهَا، فَتَغَيَّرَ لِذَلِكَ وَجْهُ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، وَقَالَ: «أَتَرَى اللَّهَ يَأْخُذُ وَلِيًّا فَيُلْقِيهِ فِي النَّارِ لأَجْل دَنَانِيرِكَ؟»، فَقَالَ: «إِنَّهُ كَانَ يُحْسِنُ إِلَى إِخْوَانِهِ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: هُوَ مِنْ ذَلِكَ في حَلٌّ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «فَأَلَّا كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ الْآنَ؟ » (2).
[2976/ 75] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَلَمَّا وُضِعَتْ قَالَ : «هَلْ عَلَى صَاحِبِكُمْ مِنْ دَيْنِ»، فَقَالُوا: نَعَمْ دِرْهَمَانِ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ»، فَقَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا لَهُما ضَامِنٌ، فَقَامَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلَيَّ علیه السلام وَقَالَ:
«جَزَاكَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَام خَيْراً، وَفَكَ رِهَانَكَ كَمَا فَكَكْتَ رِهَانَ أَخِيكَ »(3).
[ 2977/ 76] عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ عَلَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَهُوَ مَرِيضٌ وَهُوَ يَقُولُ: وَاغَتَماهُ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ علیه السلام : «وَمَا غَمُّكَ، يَا أَخِي؟»،
ص: 213
قَالَ: دَيْنِي وَهُوَ سِتُّونَ أَلْفَ دِرْهَم، فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام : «هُوَ عَلَيَّ»، قَالَ: إِنِّي أَخْشَىٰ أَنْ أَمُوتَ، فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ: لَنْ تَكُوتَ حَتَّى أَقْضِيَهَا عَنْكَ»، قَالَ: فَقَضَاهَا
قَبْلَ مَوْتِهِ (1).
[77/2978] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: لَزِمَنِي دَيْنٌ بِبَغْدَادَ ثَلَاثُمائَةِ أَلْفٍ، وَكَانَ لِي دَيْنٌ عِنْدَ النَّاسِ أَرْبَعُمائَةِ أَلْفٍ، فَلَمْ يَدَعْنِي غُرَمَائِي أَخْرُجُ لِأَسْتَقْضِيَ مَالِي عَلَى النَّاسِ وَأَعْطِيَهُمْ، قَالَ: فَحَضَرَ المَوْسِمُ، فَخَرَجْتُ مُسْتَتِراً وَأَرَدْتُ الْوُصُولَ إِلَى أَبِي الحَسَنِ علیه السلام فَلَمْ أَقْدِرُ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أَصِفُ لَهُ حَالِي وَمَا عَلَيَّ وَمَا لِي، فَكَتَبَ إِلَيَّ فِي عَرْضِ كِتَابِي : قُلْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةِ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَرْحَمَنِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَرْضَىٰ عَنِّي بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَغْفِرَ لِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعِدْ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ فَإِنَّ حَاجَتَكَ تُقْضَىٰ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ اَلْحُسَيْنُ: فَأَدَمْتُهَا، فَوَاللَّهِ مَا مَضَتْ بِي إِلَّا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ حَتَّى اقْتَضَيْتُ دَيْنِي، وَقَضَيْتُ مَا عَلَيَّ، وَاسْتَفْضَلْتُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ (2).
[78/2979] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ خَلَّفَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ
دَعْوَةً مُجَابَةٌ، وَقَدْ خَلَّفَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَعْوَتَيْنِ مُجَابَتَيْنِ، وَاحِدَةً لِشَدَائِدِنَا، وَهِيَ : يَا دَائِماً لَمْ يَزَلْ يَا إِلهِي وَإِلَهَ آبَائِي، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،
ص: 214
وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا ، وَثَانِيَةً حَوَائِجِنَا، وَقَضَاءِ دُيُونِنَا، وَهِيَ : يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ، يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَافْعَلْ
بي كَذَا وَكَذَا»(1).
[ 79/2980] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكُونُ بَارًا بِوَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهَا ثُمَّ يَمُوتَانِ فَلَا يَقْضِي عَنْهُمَا دُيُونَهُمَا وَلَا يَسْتَغْفِرُ هُما فَيَكْتُبُهُ اللهُ عَاقًا، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَاقًا لَهُمَا فِي حَيَاتِهَا غَيْرَ بَارٌ بِهِمَا فَإِذَا مَاتَا قَضَى دَيْنَهُمَا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمَا فَيَكْتُبُهُ اللهُ عزّ و جلّ بَارًا »(2) .
[2981/ 80] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَزِيدَ اللَّهُ فِي عُمُرِكَ
فَسُرَّ أَبَوَيْكَ، وَقَالَ: «اَلْبِرُّ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ » (3).
[81/2982] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام : هَلْ يَجْزِي الْوَلَدُ وَالِدَهُ؟ فَقَالَ: «لَيْسَ لَهُ جَزَاءً إِلَّا فِي خَصْلَتَيْنِ: يَكُونُ الْوَالِدُ تملُوكاً فَيَشْتَرِيهِ ابْنُهُ فَيُعْتِقُهُ، أَوْ يَكُونُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَيَقْضِيهِ عَنْهُ »(4) .
[82/2983] عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَيْفٌ، فَبَعَثَنِي إِلَى يَهُودِيِّ، فَقَالَ: «قُلْ: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: بِعْنِي كَذَا وَكَذَا مِنَ الدَّقِيقِ، وَأَسْلِفْنِي
ص: 215
إِلَى هِلَالِ رَجَبٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: وَالله لَا أَبِيعُهُ وَلَا أُسْلِفُهُ إِلَّا بِرَهْنٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «وَالله لَوْ بَاعَنِي وَأَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ، وَإِنِّي لَأَمِينٌ فِي اَلسَّمَاءِ وَأَمِينٌ فِي الْأَرْضِ، اِذْهَبْ بِدِرْعِي اَلْحَدِيدِ إِلَيْهِ ...» الْخَبَرَ(1).
[2984 / 28 ]رَهَنَتْ (فَاطِمَةُ) علیها السلام كِسْوَةً لَهَا عِنْدَ امْرَأَةِ زَيْدِ الْيَهُودِي فِي المَدِينَةِ وَاسْتَقْرَضَتِ الشَّعِيرَ، فَلَا دَخَلَ زَيْدٌ دَارَهُ قَالَ: مَا هَذِهِ الْأَنْوَارُ فِي دَارِنَا؟ قَالَتْ: لِكِسْوَةِ فَاطِمَةَ، فَأَسْلَمَ فِي الْحَالِ، وَأَسْلَمَتِ امْرَأَتُهُ وَجِيرَانُهُ حَتَّى أَسْلَمَ ثَمانُونَ نَفْساً »(2).
[2985 / 84 ]عَنْ أَبِي مَطَرٍ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي حَدِيثٍ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى أَصْحَابُ التَّمْرِ، فَإِذَا خَادِمَةٌ تَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكِ؟»، قَالَتْ: بَاعَنِي هَذَا الرَّجُلُ تَمراً بِدِرْهَم فَرَدَّهُ مَوَالِ وَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، فَقَالَ: «خُذْ تَرَكَ وَأَعْطِهَا دِرْهَماً فَإِنَّهَا خَادِمٌ لَيْسَ لَهَا أَمْرٌ ...» الْخَبَرَ (3).
[2986 / 85] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّ امْرَأَةً اِسْتَعْدَتْ عَلِيًّا علیه السلام عَلَى زَوْجِهَا،
فَأَمَرَ عَلِيُّ بِحَبْسِهِ، وَذَلِكَ الزوج لا يُنْفِقُ عَلَيْهَا إِضْرَاراً بِهَا، فَقَالَ اَلزَّوْجُ : اِحْبِسْهَا
، فَقَالَ عَلِيٌّ : «لَكَ ذَلِكَ، اِنْطَلِقِي مَعَهُ »(4).
ص: 216
مالك والكفالات؟
[ 2987/ 86] عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيُّ، قَالَ: أَبْطَأْتُ عَنِ الْحَجِّ، فَقَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: مَا أَبْطَأَ بِكَ عَنِ الْحَجِّ ؟» ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، تَكَفَّلْتُ بِرَجُل فَخَفَرَ فَقَالَ: «مَا لَكَ وَالْكَفَالَاتِ ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا أَهْلَكَتِ الْقُرُونَ
بي اَلْأُولَى؟»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ قَوْماً أَذْنَبُوا ذُنُوباً كَثِيرَةً فَأَشْفَقُوا مِنْهَا وَخَافُوا خَوْفاً شَدِيداً وَجَاءَ آخَرُونَ فَقَالُوا: ذُنُوبُكُمْ عَلَيْنَا ، فَأَنْزَلَ اللهُ عزّو جلّ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ، ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: خَافُونِي وَاجْتَرَأَتُمْ عَلَيَّ »(1).
[87/2988] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «الْكَفَالَهُ خَسَارَةٌ غَرَامَةٌ نَدَامَةٌ »(2) .
[ 2989 / 88 ]أَبُو جُنَادَةَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُخَارِقِ اَلسَّلَونِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ ضَمِنَ لِأَخِيهِ حَاجَةٌ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ عزّ و جلّ
فِي حَاجَتِهِ حَتَّى يَقْضِيَهَا » (3) .
[ 2890/89] قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا
صُلْحاً أَحَلَّ حَرَاماً أَوْ حَرَّمَ حَلَالاً »(4)
ص: 217
[2991 / 90] قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ
الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ»(1).
[ 91/2992]عَنْ حَبِيبٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: صَدَقَةٌ يُحِبُّهَا اللهُ إِصْلَاح بَيْنِ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَتَقَارُبٌ بَيْنِهِمْ إِذَا تَبَاعَدُوا :(2).
[ 2993 / 92] عَنْ مُفَضَّل، قَالَ: قَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِذَا رَأَيْتَ بَيْنَ
اثْنَيْنِ مِنْ شِيعَتِنَا مُنَازَعَةٌ فَافْتَدِهَا مِنْ مَالِي :(3).
[ 2994 / 93] عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ سَابِقِ اَلْحَاجَ، قَالَ: مَرَّ بِنَا اَلْفَضَّلُ وَأَنَا وَخَتَنِي نَتَشَاجَرُ فِي مِيرَاثٍ، فَوَقَفَ عَلَيْنَا سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَنَا: تَعَالَوْا إِلَى الْمَنْزِلِ، فَأَتَيْنَاهُ، فَأَصْلَحَ بَيْنَنَا بِأَرْبَعِيائَةِ دِرْهَمٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَوْثَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مِنْ صَاحِبِهِ قَالَ: أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ مَالِي وَلَكِنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَرَنِي إِذَا تَنَازَعَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي شَيْءٍ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَهُمَا وَأَفْتَدِيَهُما مِنْ مَالِهِ، فَهَذَا مِنْ مَالِ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام(4).
[2995 / 94] قَوْلُهُ علیه السلام : «مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ رَجُلٌ يَبْدَؤُهُ أَخُوهُ بِالصُّلْحِ فَلَمْ
يُصَالِحه »(5).
[95/2996 ]عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلمُصْلِحُ
لَيْسَ بِكَاذِبٍ »(6).
ص: 218
[ 2997/ 96 ]رُوِيَ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِي رَفَعَهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلَانِ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ علیه السلام ، قَالَ أَحَدُهُمَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا غَادَانِي فَجِئْتُ أَنَا بِثَلَاثَةِ أَرْغِفَةٍ وَجَاءَ هُوَ بِخَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ فَتَغَدَّيْنَا ، وَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ فَدَعَوْنَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَجَاءَ فَتَغَدَّى مَعَنَا، فَلَمَّا فَرَغْنَا وَهَبَ لَنَا ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ وَمَضَى، فَقُلْتُ: يَا هَذَا، قَاسِمْنِي، فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ إِلَّا عَلَى قَدْرِ اَلْحِصَص مِنَ الْخَبْزِ، قَالَ: «اِذْهَبَا فَاصْطَلِحَا»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ يَأْبَى أَنْ يُعْطِيَنِي إِلَّا ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ وَيَأْخُذُ هُوَ دَرَاهِمَ،
خَمْسَةَ
فَاحْمِلْنَا عَلَى الْقَضَاءِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ تِسْعَةُ أَثْلَاثٍ ؟»، قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ : وَتَعْلَمُ أَنَّ خَمْسَةَ أَرْغِفَةٍ خَمْسَةَ عَشَرَ ثُلُثَاً؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَكَلْتَ أَنْتَ مِنْ تِسْعَةِ أَثْلَاثٍ ثَمَانِيَةٌ وَبَقِيَ لَكَ وَاحِدٌ، وَأَكَلَ هَذَا مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ ثَمَانِيَةٌ وَبَقِيَ لَهُ سَبْعَةٌ، وَأَكَلَ الضَّيْفُ مِنْ خُبْزِ هَذَا سَبْعَةَ أَثْلَاثٍ، وَمِنْ خُبْزِكَ هَذَا اَلثَّلُتَ الَّذِي بَقِيَ مِنْ خُبْزِكَ، فَأَصَابَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ثَمانِيَةُ أَثْلَاثٍ، فَلِهَذَا سَبْعَةُ دَرَاهِمَ بَدَلَ كُلِّ ثُلُثِ دِرْهَمْ، وَلَكَ أَنْتَ لِمُلُيْكَ دِرْهَمٌ، فَخُذْ أَنْتَ دِرْهَماً وَأَعْطِ هَذَا سَبْعَةَ دَرَاهِمَ » (1).
[2998/ 96] رَوَى السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ، قَالَ: كُنْتُ شَرِيكاً
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ قَالَ: «أَتَعْرِفُنِي؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، أَنْتَ شَرِيكي، وَأَنْتَ خَيْرُ شَرِيكٍ، كُنْتَ لَا تَدَارِينِي وَلَا تُمَارِينِي »(2).
بيان :تدارئني أي تخاصمني، وتماريني أي تجادلني.
ص: 219
[98/2999] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام كَانَ يَخْرُجُ وَمَعَهُ أَحْمَالُ النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، مَا هَذَا مَعَكَ؟ فَيَقُولُ: نَخْلٌ إِنْ شَاءَ اللهُ ، فَيَغْرِسُهُ، فَلَمْ يُغَادَرْ مِنْهُ وَاحِدَةٌ »(1).
[ 99/3000] عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «نِعْمَ اَلَمَالُ اَلنَّخْلُ الرَّاسِيَاتُ فِي
الوحل، والمطعِمَاتُ في المحل»(2).
[ 3001/ 100] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ بِيَدِهِ، وَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله ، فَيَأْخُذُ فَيْتَهُ، وَلَقَدْ كَانَ يُرَى وَمَعَهُ الْقِطَارُ مِنَ الْإِبِلِ عَلَيْهَا النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا، يَا أَبَا اَلْحَسَنِ؟ فَيَقُولُ: «نَخْلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَغْرِسُهُ، فَمَا يُغَادِرُ مِنْهُ وَاحِدَةً، وَأَقَامَ عَلَى الْجِهَادِ أَيَّامَ حَيَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَمُذْ قَامَ بِأَمْرِ النَّاسِ إِلَى أَنْ قَبَضَهُ اللهُ، وَكَانَ يَعْمَلُ فِي ضِيَاعِهِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، فَأَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكٍ كُلُّهُمْ مِنْ كَسْبِ يَدِهِ علیه السلام(3).
[ 101/3002 ]عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنْ قَامَتِ اَلسَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمُ الْفَسِيلَةُ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا »(4).
[102/3003] يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ الرَّازِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَسَأَلَهُ جَرِيرٌ عَنْ خَبَرِ النَّاسِ، فَقَالَ:
ص: 220
تَرَكْتُ الرَّشِيدَ وَقَدْ كَرَبَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام ، وَأَمَرَ أَنْ تُقْطَعَ السِّدْرَةُ الَّتِي فِيهِ فَقُطِعَتْ، قَالَ: فَرَفَعَ جَرِيرٌ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَنَا فِيهِ حَدِيثٌ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَعَنَ اللهُ قَاطِعَ السِّدْرَةِ» ثَلَاثَاً، فَلَمْ نَقِفْ عَلَىٰ مَعْنَاهُ حَتَّى اَلْآنَ، لِأَنَّ الْقَصْدَ بِقَطْعِهِ تَغْيِيرُ مَصْرَعِ الْحُسَيْنِ علیه السلام حَتَّى لَا يَقِفَ النَّاسُ عَلَى قَبْرِهِ(1).
[103/3004] سُئِلَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ :«وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)» [إبراهيم: 12]، قَالَ: «الزَّارِعُون»(2).
[104/3005] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، عَنْ بَعْضٍ أَصْحَابِنَا، قَالَ: قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «كَانَ أَبِي يَقُولُ: خَيْرُ الْأَعْمَالِ اَلْخَرْتُ تَزْرَعُهُ فَيَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، أَمَّا الْبَرُّ فَمَا أَكَلَ مِنْ شَيْءٍ اِسْتَغْفَرَ لَكَ، وَأَمَّا الْفَاجِرُ فَمَا أَكَلَ مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ لَعَنَهُ، وَيَأْكُلُ مِنْهُ الْبَهَائِمُ وَالطَّيْرُ »(3).
[105/3006 عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «اَلزَّارِعُونَ كُنُوزُ الْأَنَامِ يَزْرَعُونَ طَيِّباً أَخْرَجَهُ اللَّهُ ، وَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُ النَّاسِ مَقَاماً وَأَقْرَبُهُمْ مَنْزِلَةً يُدْعَوْنَ: المُبَارَكِينَ »(4).
[ 106/3007] عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ الْوَاسِطِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنِ الْفَلَّاحِينَ، فَقَالَ: «هُمُ الزَّارِعُونَ، كُنُوزُ اللَّه فِي أَرْضِهِ، وَمَا فِي
ص: 221
اَلْأَعْمَالِ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهُ مِنَ الزِّرَاعَةِ، وَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا زَارِعاً إِلَّا إِدْرِيسَ علیه السلام فَإِنَّهُ كَانَ خَيَّاطاً »(1)
[107/3008] رُوِيَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام قَالَ: «الْكِيمِيَاءُ الْأَكْبَرُ
الزِّرَاعَةُ» (2).
[ 3009/ 108] عَنْ غِيَاثِ بْنِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنَ الرَّجُل، وَإِنَّمَا هِمَّتُهَا فِي الرِّجَالِ، فَاحْبِسُوا نِسَاءَكُمْ، وَإِنَّ الرَّجُلَ خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ، وَإِنَّمَا هِمَّتُهُ فِي الْأَرْضِ»(3).
[109/3010] عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْرَقِ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
«وَصَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَليًّا علیه السلام عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَا يُظْلَمُ الْفَلَّاحُونَ
بِحَضْرَتِكَ »(4).
[3011/110] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ عَرَفَ مِنْ عَبْدِ مِنْ عَبِيدِ الله كَذِباً إِذَا حَدَّثَ، وَخُلْفاً إِذَا وَعَدَ، وَخِيَانَةٌ إِذَا أُؤْتُمنَ، ثُمَّ اثْتَمَنَهُ عَلَى أَمَانَةٍ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّه تَعَالَى أَنْ يَبْتَلِيَهُ فِيهَا، ثُمَّ لَا يُخْلِفَ عَلَيْهِ وَلَا يَأْجُرَهُ»(5).
ص: 222
[ 111/3012] عَنْ حَرِيزِ، قَالَ : كَانَتْ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام دَنَانِيرُ، وَأَرَادَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: يَا أَبَتِ، إِنَّ فُلاناً يُرِيدُ الخُرُوجَ إِلَى الْيَمَنِ، وَعِنْدِي كَذَا وَكَذَا دِينَاراً، فَتَرَىٰ أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْهِ يَبْتَاعُ لِي بِهَا بِضَاعَةٌ مِنَ الْيَمَنِ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «يَا بُنَيَّ، أَمَا بَلَغَكَ أَنَّهُ يَشْرَبُ اَلْخَمْرَ؟»، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ : هَكَذَا يَقُولُ ،اَلنَّاسُ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، لَا تَفْعَلْ»، فَعَصَى إِسْمَاعِيلُ أَبَاهُ وَدَفَعَ إِلَيْهِ دَنَانِيرَهُ فَاسْتَهْلَكَهَا وَلَمْ يَأْتِهِ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ وَقُضِيَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام حَجَّ وَحَجَّ إِسْمَاعِيلُ تِلْكَ السَّنَةَ، فَجَعَلَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَجُرْنِي وَأَخْلِفْ عَلَيَّ، فَلَحِقَهُ أَبو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَهَمَزَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُ: «مَهُ يَا بُنَيَّ، فَلَا وَالله مَا لَكَ عَلَى اللَّهِ (هَذَا) حُجَّةٌ، وَلَا لَكَ أَنْ يَأْجُرَكَ وَلَا يُخْلِفَ عَلَيْكَ، وَقَدْ بَلَغَكَ أَنَّهُ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فَاثْتَمَنْتَهُ، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: يَا أَبَتِ، إِنِّي لَمْ أَرَهُ يَشْرَبُ الْخَمْرَ ، إِنَّمَا سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ«يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ(61)»[التوبة: 61]، يَقُولُ: يُصَدِّقُ اللَّهَ وَيُصَدِّقُ لِلْمُؤْمِنِينَ، فَإِذَا شَهِدَ عِنْدَكَ الْمُؤْمِنُونَ فَصَدِّقْهُمْ، وَلَا تَأْتَنْ شَارِبَ اَلْخَمْرِ فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:«وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ(5)»[النساء: 5]، فَأَيُّ سَفِيهِ أَسْفَهُ مِنْ شَارِبِ اَلْخَمْرِ؟ إِنَّ شَارِبَ اَلْخَمْرِ لَا يُزَوِّجُ إِذَا خَطَبَ، وَلَا يُشَفَعُ إِذَا شَفَعَ، وَلَا يُؤْتَمَنُ عَلَى أَمَانَةٍ، فَمَنِ اثْتَمَنَهُ عَلَى أَمَانَةٍ فَاسْتَهْلَكَهَا لَمْ يَكُنْ لِلَّذِي اثْتَمَنَهُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَأْجُرَهُ وَلَا يُخْلِفَ عَلَيْهِ »(1).
[112/3013] فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي قَوْلِهِ:«وَلَا
ص: 223
تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ»: «فَالسُّفَهَاءُ النِّسَاءُ وَالْوَلَدُ، إِذَا عَلِمَ الرَّجُلُ أَنَّ اِمْرَأَتَهُ سَفِيهَةٌ مُفْسِدَةٌ، وَوَلَدَهُ سَفِيةٌ مُفْسِدٌ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُسَلِّطَ وَاحِداً مِنْهُمَا عَلَى مَالِهِ الَّذِي جَعَلَ اللهُ لَهُ قِيَاماً، يَقُولُ : مَعَاشاً »(1).
[113/3014] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ( صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا )أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ كِتَاباً يُقَرِّعُهُ فِيهِ وَيُبَكَّتُهُ بِأُمُورِ صَنَعَهَا، كَانَ فِيهِ: «ثُمَّ وَلَّيْتَ إِبْنَكَ وَهُوَ غُلَامٌ يَشْرَبُ الشَّرَابَ وَيَلْهُو بِالْكِلَابِ، فَخُنْتَ أَمَانَتَكَ، وَأَخْرَبْتَ رَعِيَّتَكَ، وَلَمْ تُؤَدُّ نَصِيحَةَ رَبِّكَ، فَكَيْفَ تُوَلِّي عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم مَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ؟ وَشَارِبُ اَلْمُسْكِرِ مِنَ الْفَاسِقِينَ، وَشَارِبُ الْمُسْكِرِ مِنَ الْأَشْرَارِ، وَلَيْسَ شَارِبُ المُسْكِرِ بِأَمِينٍ عَلَى دِرْهَمٍ فَكَيْفَ عَلَى الْأُمَّةِ؟ فَعَنْ قَلِيلٍ تَرِدُ عَلَى عَمَلِكَ حِينَ تُطْوَىٰ صَحَائِفُ الاسْتِغْفَارِ ... » (2).
[114/3015] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ، قَالَ : لَمَّا هَلَكَ أَبِي سَيَابَةُ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ إِلَيَّ، فَضَرَبَ الْبَابَ عَلَيَّ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَعَزَّانِي وَقَالَ لِي: هَلْ تَرَكَ أَبُوكَ شَيْئاً؟ فَقُلْتُ لَهُ: لَا ، فَدَفَعَ إِلَى كِيساً فِيهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ، وَقَالَ لِي: أَحْسِنْ حِفْظَهَا وَكُلْ فَضْلَهَا، فَدَخَلْتُ إِلَى أُمِّي وَأَنَا فَرِحٌ، فَأَخْبَرْتُهَا، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ أَتَيْتُ صَدِيقاً كَانَ لِأَبِي ، فَاشْتَرَىٰ لِي بَضَائِعَ سَابِرِيِّ، وَجَلَسْتُ فِي حَانُوتٍ، فَرَزَقَ اللَّهُ (جَلَّ وَعَزَّ فِيهَا خَيْراً كَثِيراً، وَحَضَرَ الحَيُّ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي، فَجِئْتُ إِلَى أُمِّي وَقُلْتُ لَهَا: إِنَّهَا قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَتْ لِي: فَرُدَّ دَرَاهِمَ فُلَانٍ
ص: 224
عَلَيْهِ فَهَاتِهَا، وَجِئْتُ بِهَا إِلَيْهِ فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَكَأَنِّي وَهَبْتُهَا لَهُ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ اِسْتَقْلَلْتَهَا، فَأَزِيدَكَ؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِيَ الْحَجُ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ شَيْتُكَ عِنْدَكَ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَقَضَيْتُ نُسُكِي ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى المَدِينَةِ، فَدَخَلْتُ مَعَ النَّاسِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، وَكَانَ يَأْذَنُ إِذْناً عَامًا، فَجَلَسْتُ فِي مَوَاخِيرِ النَّاسِ وَكُنْتُ حَدَثاً، فَأَخَذَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَيُجيبُهُمْ، فَلَما خَفَّ النَّاسُ عَنْهُ أَشَارَ إِلَيَّ، فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لي: «أَلَكَ حَاجَةٌ؟»، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَيَابَةَ، فَقَالَ لِي: «مَا فَعَلَ أَبُوكَ؟»، فَقُلْتُ: هَلَكَ، قَالَ: فَتَوَجَعَ وَتَرَحْمَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لي: «أَفَتَرَكَ شَيْئاً؟»، قُلْتُ: لَا ، قَالَ: «فَمِنْ أَيْنَ حَجَجْتَ؟»، قَالَ: فَابْتَدَأْتُ فَحَدَّثَتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ، قَالَ: فَمَا تَرَكَنِي أَفْرُغُ مِنْهَا حَتَّى قَالَ لِي: «فَمَا فَعَلْتَ فِي الْأَلْفِ ؟»، قَالَ: قُلْتُ: رَدَدْتُها عَلَى صَاحِبِهَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: «قَدْ أَحْسَنْتَ»، وَقَالَ لي: «أَلَا أُوصِيكَ؟»، قُلْتُ: بَلَى، جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ تَشْرَكُ النَّاسَ فِي أَمْوَالِهِمْ هَكَذَا وَجَمَعَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَحَفِظْتُ ذَلِكَ عَنْهُ، فَزَكَّيْتُ ثَلَاثَائَةِ أَلْفِ دِرْهَم »(1) .
[115/3016] عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : عَبْدُ اللَّه بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، قَالَ: «عَلَيْكَ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، إِذَا أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ فَأَقْرِتْهُ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ لَكَ: انْظُرْ مَا بَلَغَ بِهِ عَلِيٌّ علیه السلام عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَالْزَمْهُ، فَإِنَّ عَلِيًّا علیه السلام إِنَّمَا بَلَغَ مَا بَلَغَ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِصِدْقِ اَلْحَدِيثِ وَأَدَاءِ اَلْأَمَانَةِ» (2).
ص: 225
[116/3017] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: «لَا تَغْتَرُّوا بِصَلَاتِهِمْ وَلَا بِصِيَامِهِمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ رُبَّمَا فَجَ بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ حَتَّى لَوْ تَرَكَهُ اسْتَوْحَشَ وَلَكِنِ اِخْتَبِرُوهُمْ عِنْدَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ»(1).
[117/3018] عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام: اِمْرَأَةٌ بِالمَدِينَةِ كَانَ النَّاسُ يَضَعُونَ عِنْدَهَا الْجَوَارِيَ فَتُصْلِحُهُنَّ، وَقُلْنَا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صُبَّ عَلَيْهَا مِنَ الرِّزْقِ، فَقَالَ: «إِنَّهَا صَدَقَتِ اَلحَدِيثَ، وَأَدَّتِ الْأَمَانَةَ، وَذَلِكَ
يَجْلِبُ الرِّزْقَ»، قَالَ صَفْوَانُ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ حَفْصٍ بَعْدَ ذَلِكَ (2).
[118/3019] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «اَلْأَمَانَةُ تَجْلِبُ الْغِنَى ، وَالْخِيَانَةُ تَجْلِبُ الْفَقْرَ » (3).
[ 119/3020] عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ هُم ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : « لَا إِيمَانَ لَمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ »(4).
[ 119/3021 ] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَب اَهُمْدَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «ثَلَاثَةٌ لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِيهَا : أَدَاءُ اَلْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ بَرَّيْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَيْنِ»(5).
[12/3022] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْجَبَ عَلَيْكُمْ حُبَّنَا وَمُوَالَاتَنَا، وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ طَاعَتَنَا، أَلَا فَمَنْ كَانَ مِنَّا فَلْيَقْتَدِ بِنَا، وَإِنَّ مِنْ
ص: 226
شَأْنِنَا الْوَرَعَ، وَالِاجْتِهَادَ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ، وَإِقْرَاءَ اَلضَّيْفِ، وَالْعَفْوَ عَنِ الْمَسِيءِ، وَمَنْ لَمْ يَقْتَدِ بِنَا فَلَيْسَ مِنَّا»، وَقَالَ: «لَا تَسْفَهُوا فَإِنَّ أَئِمَّتَكُمْ لَيْسُوا بِسُفَهَاءَ » (1).
[122/3023] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، فَلَوْ
أَنَّ قَاتِلَ عَلِيٌّ علیه السلام اثْتَمَنَنِي عَلَى أَمَانَةٍ لَأَذَيْتُهَا إِلَيْهِ»، وَقَالَ: «أَدُّوا الْأَمَانَةَ وَلَوْ إِلَى قَاتِلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ علیهما السلام » (2).
[123/3024] إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَتَى إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنِّي خَارِجٌ مِنْ مَدِينَةِ الْكُوفَةِ فِي مَوْضِعِ أَعْرِفُهُ، وَكَأَنَّ شَبَحاً مِنْ خَشَبٍ أَوْ رَجُلاً مَنْحُوتاً مِنْ خَشَبٍ عَلَى فَرَسٍ مِنْ خَشَبٍ يُلَوِّحُ بِسَيْفِهِ، وَأَنَا أُشَاهِدُهُ فَزِعاً مَرْعُوباً، فَقَالَ لَهُ علیه السلام: أَنْتَ رَجُلٌ تُرِيدُ اِغْتِيَالَ رَجُل فِي مَعِيشَتِهِ، فَاتَّقِ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَكَ ثُمَّ يُمِيتُكَ»، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أُوتِيتَ عِلْماً وَاسْتَنْبَطَتَهُ مِنْ مَعْدِنِهِ، أُخْبِرُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ الله عَمَّا (قَدْ) فَسَّرْتَ لِي إِنَّ رَجُلاً مِنْ جِيرَانِي جَاءَنِي وَعَرَضَ عَلَيَّ ضَيْعَتَهُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَمْلِكَهَا بِوَكْسٍ كَثِيرٍ لِمَا عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهَا طَالِبٌ غَيْرِي، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «وَصَاحِبُكَ يَتَوَلَّانَا وَيَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّنَا؟»، فَقَالَ: نَعَمْ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، رَجُلٌ جَيَّدُ الْبَصِيرَةِ مُسْتَحْكِمُ الدِّينِ، وَأَنَا تَائِبُ إِلَى اللَّهُ عزّو جلّ وَإِلَيْكَ مِمَّا هَمَمْتُ وَنَوَيْتُهُ ، فَأَخْبِرْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ الله لَوْ كَانَ نَاصِباً حَلَّ لِي اِغْتِيَالُهُ؟ فَقَالَ: «أَدٌ الْأَمَانَةَ مَنِ اِثْتَمَنَكَ وَأَرَادَ مِنْكَ النَّصِيحَةَ وَلَوْ إِلَى قَاتِلَ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام»(3).
[124/3025] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيِّدَ الْعَابِدِينَ عَلِيَّ بْنَ
ص: 227
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام يَقُولُ لِشِيعَتِهِ: «عَلَيْكُمْ بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِيَّا لَوْ أَنَّ قَاتِلَ أَبِيَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام اثْتَمَنَنِي عَلَى السَّيْفِ الَّذِي قَتَلَهُ بِهِ لَأَدَّيْتُهُ إِلَيْهِ »(1) .
[125/3026] عَنْ أَبِي شِبْلِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ: «أَحْبَبْتُمُونَا وَأَبْغَضَنَا النَّاسُ، وَصَدَّقْتُمُونَا وَكَذَّبَنَا النَّاسُ، وَوَصَلْتُمُونَا وَجَفَانَا النَّاسُ، فَجَعَلَ اللهُ عَحَياكُمْ حَيَّانَا، وَمَمَاتِكُمْ مَاتَنَا ، أَمَا وَاللَّهُ مَا بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَنْ اللَّهُ عَيْنَهُ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَذَا الَمَكَانَ وَأَوْمَا بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ فَمَدَّ الجِلْدَةَ، ثُمَّ أَعَادَ ذَلِكَ، فَوَاللَّهُ مَا رَضِيَ حَتَّى حَلَفَ لِي، فَقَالَ: «وَاللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ علیه السلام بِذَلِكَ يَا أَبَا شِبْل أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُصَلُّوا وَيُصَلُّوا فَيُقْبَلَ مِنْكُمْ وَلَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ ؟ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُزَكُّوا وَيُزَكُوا فَيُقْبَلَ مِنْكُمْ وَلَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ؟ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَحُجُوا وَيَرْجُوا فَيَقْبَلَ اللَّهُ (جَلَّ ذِكْرُهُ) مِنْكُمْ وَلَا يَقْبَلَ مِنْهُمْ؟ وَالله مَا تُقْبَلُ الصَّلَاةُ إِلَّا مِنْكُمْ، وَلَا الزَّكَاةُ إِلَّا مِنْكُمْ، وَلَا اَلْخَجُّ إِلَّا مِنْكُمْ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عزّو جلّ فَإِنَّكُمْ فِي هُدْنَةٍ، وَأَدُّوا الْأَمَانَةَ، فَإِذَا تَمَيَّزَ النَّاسُ فَعِنْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ كُلُّ قَوْمٍ بِهَوَاهُمْ وَذَهَبْتُمْ بِالْحَقِّ مَا أَطَعْتُمُونَا، أَلَيْسَ الْقُضَاةُ وَالْأُمَرَاءُ وَأَصْحَابُ اَلَمَسَائِلِ مِنْهُمْ؟»، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ علیه السلام : «فَاتَّقُوا اللَّهَ عزّو جلّ فَإِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَ النَّاسَ كُلَّهُمْ، إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ حَيْثُ أَخَذَ اللَّهُ عزّو جلّ، إِنَّ اللَّهَ لا اِخْتَارَ مِنْ عِبَادِهِ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم فَاخْتَرْتُمْ خِيَرَةَ اللَّهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَدُّوا الْأَمَانَاتِ
إِلَى اَلْأَسْوَدِ وَالْأَبْيَضِ وَإِنْ كَانَ حَرُورِيَّا، وَإِنْ كَانَ شَامِيَّا» (2) .
ص: 228
[ 3027 / 126] عَنْ عَلِيِّ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ) أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى رِفَاعَةَ: «أَدَّ أَمَانَتَكَ، وَوَفٌ صَفْقَتَكَ، وَلَا تَخْنْ مَنْ خَانَكَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ، وَكَافِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ، وَاُعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَادْعُ لَنْ نَصَرَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ،
وَتَوَاضَعْ مَنْ أَعْطَاكَ، وَأَشْكُرِ اللَّهَ كَثِيراً عَلَى مَا أَوْلَاكَ، وَاِحْمَدْهُ عَلَى مَا أَبْلَاكَ »(1).
[ 127/3028] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُل يَكُونُ لَهُ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ فَيَجْحَدُهُ ثُمَّ يَسْتَوْدِعُهُ مَالاً أَوْ يَظْفَرُ بِهِ بِمَالٍ، هَلْ لَهُ أَنْ يَقْبِضَ مَا جَحَدَهُ؟ قَالَ: «لَا، هَذِهِ خِيَانَةٌ، لَا يَأْخُذُ مِنْهُ إِلَّا مَا دَفَعَ إِلَيْهِ أَوْ وَجَبَ لَهُ بِالْحُكْمِ
عَلَيْهِ »(2)
***
ص: 229
ص: 230
ص: 231
ص: 232
[ 13029 عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله، عَنْ أَبيه علیهما السلام، قَالَ:« جَاءَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ فَسَأَلَهُ سِلاحاً ثَمَانِينَ دِرْعاً، فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ: عَارِيَّةٌ
مَضْمُونَةٌ أَوْ غَصْباً؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : بَلْ عَارِيَّةٌ مَضْمُونَةٌ ، فَقَالَ: نَعَمْ »(1) .
[ 2/3030] وَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيٌّ سَبْعِينَ دِرْعاً حُطَمِيَّةٌ، وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِهِ، فَقَالَ: أَغَصْبٌ أَمْ عَارِيَّةٌ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا، بَلْ عَارِيَّةٌ مُؤَدَاةٌ، فَجَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْعَارِيَّةِ إِذَا أُشْتُرِطَ فِيهَا أَنَّ تَكُونَ مُؤَدَّاةٌ. وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ نَائِماً فِي المَسْجِدِ، فَسُرِقَ رِدَاؤُهُ، فَتَبعَ اللَّصَّ وَأَخَذَ مِنْهُ الرِّدَاءَ، وَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَأَقَامَ بِذَلِكَ شَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ علیه السلام بِقَطْع يَمِينِهِ، فَقَالَ صَفْوَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهُ، أَتَقْطَعُهُ مِنْ أَجْلِ رِدَائِي؟ قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُ، فَقَالَ علیه السلام : «أَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَهُ إِلَيَّ؟»، فَقَطَعَهُ، فَجَرَتِ السُّنَّةٌ فِي الحَدْ إذَا رُفِعَ إِلَى الْإِمَام وَقَامَتْ عَلَيْهِ البينة أن لا يُعَطِّلَ وَيُقام»(2).
[3/3031] عَنِ الْمُفَضَّل بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:
«مَنْ آجَرَ نَفْسَهُ فَقَدْ حَظَرَ عَلَى نَفْسِهِ الرِّزْقَ » (3) .
ص: 233
[ 3032 / 4] في الْحَدِيثِ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام آجَرَ نَفْسَهُ مِنْ يَهُودِي لِيَسْتَقِيَ المَاءَ
كُلَّ دَلْوِ بِتَمْرَةٍ، وَجَمعَ الثَّمَرَاتِ وَحَمَلَهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ مِنْهُ »(1).
[ 3033/ 5 ]عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ الله (جَلَّ اِسْمُهُ): «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ (79)»:[ التوبة : 79]، قَالَ: ذَهَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَآجَرَ نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يَسْتَقِيَ كُلَّ دَلْوِ بِتَمْرَةٍ مُخْتَارِهَا ، فَجَمَعَ مُدًّا فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى الْبَابِ، فَلَمَزَهُ وَوَقَعَ فِيهِ، فَأَنْزِلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَى قَوْلِهِ : «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ (80)» [التوبة: 80]»(2).
[3034 / 6 ]عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْجَعْفَرِي، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الرِّضَا علیه السلام فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَى مَنْزِلِي، فَقَالَ لِي: «انْصَرِفْ مَعِي فَبِتْ عِنْدِيَ اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ إِلَى دَارِهِ مَعَ الْمُعَتِّبِ، فَنَظَرَ إِلَى غِلْمَانِهِ يَعْمَلُونَ بِالطِّينِ أَوَارِيَ الدَّوَابِّ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَإِذَا مَعَهُمْ أَسْوَدُ لَيْسَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: مَا هَذَا اَلرَّجُلُ مَعَكُمْ؟»، فَقَالُوا: يُعَاوِنُنَا وَنُعْطِيهِ شَيْئًا، قَالَ: «قَاطَعْتُمُوهُ عَلَى أَجْرَتِهِ؟» ، فَقَالُوا: لَا ، هُوَ يَرْضَى مِنَّا بِمَا نُعْطِيهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ يَضْرِبُهُمْ بِالسَّوْطِ، وَغَضِبَ لِذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، لِمَ تُدْخِلُ عَلَى نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ نَهَيْتُهُمْ عَنْ مِثْلِ هَذَا غَيْرَ مَرَّةٍ أَنْ يَعْمَلَ مَعَهُمْ أَحَدٌ حَتَّى يُقَاطِعُوهُ أَجْرَتَهُ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَعْمَلُ لَكَ شَيْئاً بِغَيْرِ مُقَاطَعَةٍ ثُمَّ زِدْتَهُ لِذَلِكَ الشَّيْءِ ثَلَاثَةَ
ص: 234
أَضْعَافٍ عَلَى أَجْرَتِهِ إِلَّا ظَنَّ أَنَّكَ قَدْ نَقَصْتَهُ أَجْرَتَهُ، وَإِذَا قَاطَعْتَهُ ثُمَّ أَعْطَيْتَهُ أَجْرَتَهُ
حَمِدَكَ عَلَى الْوَفَاءِ، فَإِنْ زِدْتَهُ حَبَّةٌ عَرَفَ ذَلِكَ لَكَ، وَيَرَى أَنَّكَ قَدْ زِدْتَهُ»(1).
[7/3035] عَنْ هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَم عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام فِي اَلحَمَّالِ
وَالْأَجِيرِ، قَالَ: «لَا يَحِفُّ عَرَقْهُ حَتَّى تُعْطِيَهُ أَجْرَتَهُ» (2).
[3036 / 8] فِي حَدِيثِ مَنَاهِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ظَلَمَ أَجِيراً
أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ » (3).
[9/3037] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِعَليِّ عليه السلام: «يَا عَلِيُّ، مَنْ مَنَعَ
أجيراً أَجْرَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله»(4).
[ 10/3038] عَنِ الْأَصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ الْعَبْدِي، قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام غَدَوْنَا عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَا وَالْخَارِثُ وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ وَجَمَاعَةٌ مَعَنَا، فَقَعَدْنَا عَلَى الْبَابِ، فَسَمِعْنَا الْبُكَاءَ فَبَكَيْنَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ علیه السلام، فَقَالَ: «يَقُولُ لَكُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: اِنْصَرِفُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ، فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ غَيْرِي ، وَاشْتَدَّ اَلْبُكَاءُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَبَكَيْتُ، فَخَرَجَ
ص: 235
اَلْحَسَنُ علیه السلام ، فَقَالَ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ: اِنْصَرِفُوا؟»، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ رَسُولِ الله، مَا تُتَابِعُنِي نَفْسِي وَلَا تَحْمِلْنِي رِجْلِي أَنْ أَنْصَرِفَ حَتَّىٰ أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ) قَالَ: فَتَلَبَّتْ فَدَخَلَ وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقَالَ لِي: «أَدْخُلْ»، فَدَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، فَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ قَدْ نُزِفَ، وَاصْفَرَ وَجْهُهُ، مَا أَدْرِي وَجْهُهُ أَصْفَرُ أَوْ الْعِمَامَةُ، فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَقَبَّلْتُهُ وَبَكَيْتُ، فَقَالَ ِلي: «لَا تَبْكِ يَا أَصْبَعُ، فَإِنَّهَا وَالله الجنَّةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَعْلَمُ وَاللَّهُ أَنَّكَ تَصِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا أَبْكِي لِفِقْدَانِي إِيَّاكَ. يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُعِلْتُ فِدَاكَ، حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَإِنِّي أَرَانِي لَا أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا بَعْدَ يَوْمِي هَذَا أَبَداً ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَصْبَعُ، دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْماً فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، اِنْطَلِقْ حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدِي، ثُمَّ تَصْعَدَ عَلَى مِنْبَرِي، ثُمَّ تَدْعُوَ النَّاسَ إِلَيْكَ، فَتَحْمَدَ اللَّهَ عزّو جلّوَتُثْنِيَ عَلَيْهِ وَتُصَلِّيَ عَلَيَّ صَلَاةٌ كَثِيرَةً، ثُمَّ تَقُولَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ الله إِلَيْكُمْ، وَهُوَ يَقُولُ لَكُمْ: أَلَا إِنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ وَلَعْنَةَ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَلَعْنَتِي عَلَى مَنِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، أَوْ ظَلَمَ أَجِيراً أَجْرَهُ، فَأَتَيْتُ مَسْجِدَهُ وَصَعِدْتُ مِنْبَرَهُ، فَلَما رَأَتْنِي قُرَيْضٌ وَمَنْ كَانَ فِي اَلمَسْجِدِ أَقْبَلُوا نَحْوِي، فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ وَصَلَّيْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم صَلَاةٌ كَثِيرَةً، ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ الله إِلَيْكُمْ، وَهُوَ يَقُولُ لَكُمْ: أَلَا إِنَّ لَعْنَةَ اللَّه وَلَعْنَةَ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَلَعْنَتِي عَلَى مَنِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ اِدَّعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، أَوْ ظَلَمَ أَجِيراً أَجْرَهُ»، قَالَ: «فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنَّهُ قَالَ : قَدْ أَبْلَغْتَ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، وَلَكِنَّكَ جِئْتَ بِكَلَامِ غَيْرِ مُفَسَّرِ، فَقُلْتُ: «أُبْلِغْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم» ، فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ اَلْخَبَرَ فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى مَسْجِدِي حَتَّىٰ تَصْعَدَ مِنْبَرِي،
، فَاحْمَدِ اللَّهَ وَأَثْنِ عَلَيْهِ وَصَلَّ عَلَيَّ، ثُمَّ قُلْ أَيُّهَا النَّاسُ، مَا كُنَّا لِنَجِيئَكُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا
ص: 236
وَعِنْدَنَا تَأْوِيلُهُ وَتَفْسِيرُهُ، أَلَا وَإِنِّي أَنَا أَبُوكُمْ أَلَا وَإِنِّي أَنَا مَوْلَاكُمْ، أَلَا وَإِنِّي أَنَا
أجِيرُكُمْ»(1).
[11/3039] عَنِ الْأَصْبَعِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَحِيلَةَ يُكَنَّى أَبَا خَدِيجَةَ، وَمَعَهُ سِتُّونَ رَجُلاً مِنْ بَجِيلَةَ، فَسَلَّمَ وَسَلَّمُوا، ثُمَّ جَلَسَ وَجَلَسُوا، ثُمَّ إِنَّ أَبا خَدِيجَةَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَعِنْدَكَ سِرُّ مِنْ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثُنَا بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَا قَنْبَرُ اثْتِنِي بِالْكِتَابَةِ، فَفَضَّهَا ، فَإِذَا فِي أَسْفَلِهَا سُلَيْفَةٌ مِثْلُ ذَنَبِ اَلْفَأْرَةِ مَكْتُوبٌ فِيهَا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ عَلَىٰ مَنِ انْتَمَىٰ إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، وَلَعْنَةَ اللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ عَلَىٰ مَنْ أَحْدَثَ فِي الْإِسْلَام حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً، وَلَعْنَةَ اللَّه عَلَى مَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَجْرَهُ، وَلَعْنَةَ اللَّه عَلَى مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ وَحُدُودَهَا، يُكَلِّفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَجِيءَ بِذَلِكَ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْع أَرَضِينَ»، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «وَالله لَوْ كُلَّفَتْ هَذَا دَوَابُّ اَلْأَرْضِ مَا أَطَاقَتْهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو خَدِيجَةَ: وَلَكِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ مَوَالِي كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ ؟ فَقَالَ: «لَسْتَ حَيْثُ ذَهَبْتَ يَا أَبَا خَدِيجَةَ، لَيْسَ بِالدِّينَارِ وَلَا بِالدِّينَارَيْنِ وَلَا بِالدِّرْهَمِ وَلَا بِالدِّرْهَمَيْنِ، هِيَ مَنْ ظَلَمَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَجْرَهُ فِي قَرَابَتِهِ ،« قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى(23)» [الشورى: 23]، فَمَنْ ظَلَمَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَجْرَهُ فِي قَرَابَتِهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالَمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»(2).
ص: 237
[12/3040 ] رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ
بِغَيْرِ حَقِّهِ جَعَلَهُ اللهُ طَوْقاً فِي عُنْقِهِ ] طُوَّقَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْع أَرَضِينَ»(1) .
[ 13/3041] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «اَلْحَجَرُ الْغَصْبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى
خَرَابِهَا » (2).
[14/3042] قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ جَادًّا وَلَا
لَا عِباً، مَنْ أَخَذَ عَيْناً فَلْيَرُدَّهَا » (3).
[15/3043] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «أَلَا أُحَدِّثُكَ بِوَصِيَّةِ فَاطِمَةَ علیها السلام؟»، قَالَ: قُلْتُ : بَلَى، قَالَ : فَأَخْرَجَ حُقًّا أَوْ سَفَطَاً، فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَاباً، فَقَرَأَهُ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَوْصَتْ بِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَوْصَتْ بِحَوَائِطِهَا السَّبْعَةِ: اَلْعَوَافِ وَالدَّلَالِ وَالْبُرْقَةِ وَالمِيثَبِ وَالْحُسْنَىٰ وَالصَّافِيَةِ وَمَا لِأُمَّ إِبْرَاهِيمَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، فَإِنْ مَضَى عَلِيٌّ فَإِلَى اَحْسَنِ، فَإِنْ مَضَى اَلْحَسَنُ فَإِلَى اَلْحُسَيْنِ، فَإِنْ مَضَى اَلْحُسَيْنُ فَإِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِي، شَهِدَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام»(4).
[ 16/3044] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بنُ عَلِيٍّ فَاطِمَةَ عَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: «وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ
ص: 238
الله صلى الله عليه وسلم كَتَبَتْ هَذَا الْكِتَابَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا كَتَبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ فِي مَالِهَا إِنْ حَدَثَ بِهَا حَادِتْ، تَصَدَّقَتْ بِثَمَانِينَ أُوقِيَّةٌ تُنْفِقُ عَنْهَا مِنْ ثِمَارِهَا الَّتِي لَهَا كُلَّ عَامٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ بَعْدَ نَفَقَةِ السَّقْي وَنَفَقَةِ المغل، وَأَنَّهَا أَنْفَقَتْ أَتْمَارَهَا الْعَامَ، وَأَثْمَارَ الْقَمْح عَاماً قَابِلا فِي أَوَانِ غَلَّتِهَا، وَأَنَّ مَا أَمَرَتْ لِنِسَاءِ مُحَمَّدٍ أَبِيهَا خَمْساً وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةٌ، وَأَمَرَتْ لِفُقَرَاءِ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِخَمْسِينَ أُوقِيَّةٌ، وَكَتَبَتْ فِي أَصْل مَالِهَا فِي المَدِينَةِ أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام سَأَهَا أَنْ تُوَلِّيَهُ مَالَهَا فَيَجْمَعَ مَالَهَا إِلَى مَالِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَلَا تُفَرَّقَ، وَيَلِيَهِ مَا دَامَ حَيًّا، فَإِذَا حَدَثَ بِهِ حَادِثٌ دَفَعَهُ إِلَى اِبْنَيَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَيَلِيَانِهِ، وَإِنِّي دَفَعْتُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى أَنِّي أَحَلَّلُهُ فِيهِ، فَيَدْفَعُ مَالِي وَمَالَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يُفَرِّقُ مِنْهُ شَيْئاً، يَقْضِي عَنِّي مِنْ أَنْمَارِ اَلَمَالِ مَا أَمَرْتُ بِهِ وَمَا تَصَدَّقْتُ بِهِ، فَإِذَا قَضَى اللَّهُ صَدَقَتَهَا وَمَا أَمَرْتُ بِهِ فَالْأَمْرُ بِيَدِ اللهِ تَعَالَى وَبِيَدِ عَلِيٌّ يَتَصَدَّقُ وَيُنْفِقُ حَيْثُ شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَيْهِ، فَإِذَا حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ دَفَعَهُ إِلَى ابْنَيَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ أَلَمَالَ جَمِيعاً مَالِي وَمَالَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيُنْفِقَانِ وَيَتَصَدَّقَانِ حَيْثُ شَاءَا وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِمَا، وَأَنَّ لِاِبْنَةِ جُنْدَبٍ - يَعْنِي بِنْتَ أَبِي ذَرِّ الْغِفَارِيِّ - اَلتَّابُوتَ الْأَصْغَرَ وَتَعْطها فِي المَالِ مَا كَانَ وَنَعْلَيَّ الْآدَمِيِينِ وَالنَّمَطَ وَالْجُبَّ وَالسَّرِيرَ وَالزَّرِيبَةَ وَالْقَطِيفَتَيْنِ، وَإِنْ حَدَثَ بِأَحَدٍ مِمَّنْ أَوْصَيْتُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَعَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يُنْفَقُ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَأَنَّ الْأَسْتَارَ لَا يَسْتَتِرُ بِهَا اِمْرَأَةٌ إِلَّا إِحْدَى ابْنَتَيَّ، غَيْرَ أَنَّ عَلِيًّا يَسْتَتِرُ بِهِنَّ إِنْ شَاءَ مَا لَمْ يَنْكِحْ ، وَأَنَّ هَذَا مَا كَتَبَتْ فَاطِمَةُ فِي مَالِهَا، وَقَضَتْ فِيهِ، وَاللَّهُ شَهِيدٌ وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، كَتَبْتُهَا وَلَيْسَ عَلَى عَلَيَّ حَرَجٌ فِيمَا فَعَلَ مِنْ مَعْرُوفٍ، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ أَي: هَذَا وَجَدْنَاهُ، وَهَكَذَا وَجَدْنَا وَصِيَّتها علیها السلام»(1).
ص: 239
[3045/ 17] رُوِيَ أَنَّ اَلْحُسَيْنَ علیه السلام اِشْتَرَى النَّوَاحِيَ الَّتِي فِيهَا قَبْرُهُ مِنْ
أَهْلِ نَيْنَوَى وَالْغَاضِرِيَّةِ بِسِتِّينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَيْهِمْ»(1).
[ 18/3046] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام أَنَّ
رَجُلاً تَصَدَّقَ بِدَارٍ لَهُ وَهُوَ سَاكِنٌ فِيهَا، فَقَالَ: «أَحِينَ أَخْرُجْ مِنْهَا »(2).
[ 19/3047] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلى علیهما السلام أَنَّهُ وَرِثَ أَرْضاً وَأَشْيَاءَ فَتَصَدَّقَ
بِهَا قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهَا(3)).
[20/3048] رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَتَرَامَوْنَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : أَنَا فِي الْحِزْبِ الَّذِي فِيهِ ابْنُ الْأَدْرَع»، فَأَمْسَكَ اَلْحِزْبُ اَلْآخَرُ وَقَالُوا: لَنْ يُغْلَبَ حِزْبُ فِيهِ رَسُولُ الله، قَالَ: «ارْمُوا فَإِنِّي أَرْمِي مَعَكُمْ، فَرَمَى مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ رَشْقاً، فَلَمْ يَسْبِقُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَلَمْ يَزَالُوا يَتَرَامَوْنَ وَأَوْلَادُهُمْ وَأَوْلَادُ أَوْلَادِهِمْ لَا يَسْبِقُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً»(4).
[ 21/3049 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ الْإِمَامِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الصَّادِقِ علیه السلام، وَذَكَرَ علیه السلام دُخُولَهُ مَعَ أَبِيهِ علیه السلام عَلَى هِشَامِ فِي الشَّامِ...، إِلَى أَنْ
ص: 240
قَالَ: «فَدَخَلْنَا وَإِذَا قَدْ فَعَدَ عَلَى سَرِيرِ الْمُلْكِ وَجُنْدُهُ وَخَاصَّتُهُ وُقُوفٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ سِمَاطَانِ مُتَسَلَّحَانِ، وَقَدْ نُصِبَ الْغَرَضُ حِذَاهُ، وَأَشْيَاخُ قَوْمِهِ يَرْمُونَ، فَلَمَّا دَخَلْنَا وَأَبِي أَمَامِي وَأَنَا خَلْفَهُ، فَنَادَى أَبِي وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِرْمِ مَعَ أَشْيَاحَ قَوْمِكَ الْغَرَضَ، فَقَالَ لَهُ أَبِي إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ عَنِ الرَّمْي، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعْفِينِي، فَقَالَ: وَحَقِّ مَنْ أَعَزَّنَا بِدِينِهِ وَنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أُعْفِيكَ، ثُمَّ أَوْمَى إِلَى شَيْخِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ أَنْ أَعْطِهِ قَوْسَكَ، فَتَنَاوَلَ أَبِي عِنْدَ ذَلِكَ قَوْسَ الشَّيْخِ، ثُمَّ تَنَاوَلَ مِنْهُ سَهْاً فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ انْتَزَعَ وَرَمَى وَسَطَ الْغَرَضِ فَنَصِبَ فِيهِ، ثُمَّ رَمَى فِيهِ الثَّانِيَةَ فَشَقَّ فُوَاقَ سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ، ثُمَّ تَابَعَ الرَّمْيَ حَتَّىٰ شَقَّ تِسْعَةَ أَسْهُم بَعْضاً فِي جَوْفِ بَعْضٍ، وَهِشَامٌ يَضْطَرِبُ فِي تَجْلِسِهِ، فَلَمْ يَتَمالَك إِلَى أَنْ قَالَ: أَجَدْتَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ، وَأَنْتَ أَرْمَى ! وَالْعَجَمِ، هَلَّا زَعَمْتَ أَنَّكَ كَبِرْتَ عَنِ الرَّمْيِ؟ ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ النَّدَامَةُ عَلَى مَا قَالَ، وَكَانَ هِشَامٌ لَمْ يَكُنْ أَحَلَّ قَتْلَ أَبِي وَلَا بَعَدَهُ فِي خِلَافَتِهِ فَهَمَّ بِهِ، وَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ إِطْرَاقَةً تَرَوَّى فِيهَا وَأَنَا وَأَبي وَاقِفٌ حِدَاهُ مُوَاجِمَيْنِ لَهُ، فَلَا طَالَ وُقُوفُنَا غَضِبَ أَبِي فَهَمَّ بِهِ، وَكَانَ أَبِي علیه السلام إِذَا غَضِبَ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ نَظَرَ غَضْبَانَ يَرَى النَّاظِرُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ ، فَلَا نَظَرَ هِشَامٌ إِلَى ذَلِكَ مِنْ أَبِي قَالَ لَهُ: إِلَيَّ يَا مُحَمَّدُ، فَصَعِدَ أَبِي إِلَى السَّرِيرِ وَأَنَا أَتْبَعُهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ هِشَامٍ قَامَ إِلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ وَأَقْعَدَهُ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ اِعْتَنَقَنِي وَأَقْعَدَنِي عَنْ يَمِينِ أَي، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بِوَجْهِهِ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، لَا يَزَالُ اَلْعَرَبُ وَالْعَجَمُ يَسُودُهَا قُرَيْشُ مَا دَامَ مِثْلُكَ فِيهِمْ، الله دَرُكَ مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا الرَّمْيَ؟ وَفِي كَمْ تَعَلَّمْتَهُ؟ فَقَالَ أَبِي: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَتَعَاطَوْنَهُ، فَتَعَاطَيْتُهُ أَيَّامَ حَدَاثَتِي ثُمَّ تَرَكْتُهُ، فَلَما أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنِّي ذَلِكَ عُدْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا الرَّمْيِ قَطُّ مُنْ عَقَلْتُ، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي الْأَرْضِ أَحَداً يَرْمِي مِثْلَ هَذَا الرَّمْيِ، أَيَرْمِي جَعْفَرٌ
ص: 241
مِثْلَ رَمْيِكَ؟ فَقَالَ : إِنَّا نَحْنُ نَتَوَارَثُ اَلْكَمَالَ وَالسَّمَامَ اللَّذَيْنِ أَنْزَهُمَا اللَّهُ عَلَى
نَبِیِّهِ صلى الله عليه وسلم...»اَلْخَبَرَ (1).
[ 3050 / 22] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم نَاقَةٌ يُقَالُ لَهَا: اَلْعَضْبَاءُ إِذَا تَسَابَقْنَا سَبَقَتْ، فَجَاءَ أَعْرَابِيُّ عَلَى بَكْرٍ فَسَبَقَهَا، فَاغْتَمَ اَلمُسْلِمُونَ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله سُبقَتِ الْعَضْبَاءُ، فَقَالَ: «حَقًّا عَلَى اللَّه أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئاً إِلَّا وَضَعَهُ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «لَا يَرْفَعَ شَيْئاً فِي النَّاسِ إِلَّا
وَضَعَهُ » (2).
بيان: البكر : الفتى من الإبل.
[3051 / 23 ]دَخَلَ غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى المَهْدِي بْنِ المَنْصُورِ، وَكَانَ تُعْجِبُهُ الحَمَامُ الطَّيَّارَةُ الْوَارِدَةُ مِنَ الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ، فَرَوَى حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفْ أَوْ حَافِرٍ أَوْ نَصْلِ أَوْ جَنَاحٍ، فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَم، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ المَهْدِيُّ : أَشْهَدُ أَنَّ قَفَاهُ قَفَا كَذَّابٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ، مَا قَالَ : رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: جَنَاحٍ، وَلَكِنْ هَذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَيْنَا(3) .
[3052 / 24] عَنِ الشَّحَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام جَعْفَرِ بْنِ
ص: 242
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ، عَنْ أَبِيهِ عَلَيْ، قَالَ: «مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اَلمَرْضَةَ الَّتِي عُونِي مِنْهَا، فَعَادَتْهُ فَاطِمَةُ علیها السلام سَيِّدَةُ النِّسَاءِ وَمَعَهَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ...»، إلى أن قال: «فَقَالَ هُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : قُومَا الْآنَ فَاصْطَرِعًا، فَقَامَا لِيَصْطَرِعًا، وَقَدْ خَرَجَتْ فَاطِمَةُ فِي بَعْضٍ حَاجَتِهَا، فَدَخَلَتْ فَسَمِعَتِ النَّبِيَّ وَهُوَ يَقُولُ: إِيهِ يَا حَسَنُ شُدَّ عَلَى اَلْحُسَيْنِ فَاصْرَعْهُ ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَتِ، وَا عَجَبَاهُ أَتُشَجِّعُ هَذَا عَلَى هَذَا؟ أَتُشَجِّعُ الْكَبِيرَ عَلَى الصَّغِيرِ ؟ فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةِ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقُولَ أَنَا: يَا حَسَنُ ، شُدَّ عَلَى الْحُسَيْنِ فَاصْرَعْهُ، وَهَذَا حَبِيبِي جَبْرَئِيلُ يَقُولُ: يَا حُسَيْنُ، شُدَّ عَلَى اَلْحَسَنِ فَاصْرَعْهُ ؟»(1)
[25/3053] عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلاَعِبُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٌّ علیهما السلام وَهُوَ صَبِيٌّ بِالمَدَاحِي، فَإِذَا أَصَابَتْ مِدْحَاتِي مِدْحَاتَهُ قُلْتُ: اِحْمِلْنِي، فَيَقُولُ: «وَيْحَكَ أَتَرْكَبُ ظَهْراً حَمَلَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؟»، فَأَتْرُكُهُ، فَإِذَا أَصَابَتْ مِدْحَاتُهُ مِدْحَاتِي قُلْتُ لَهُ: لَا أَحْمِلُكَ كَمَا لَا تَحْمِلُنِي، فَيَقُولُ: «أَوَمَا تَرْضَى أَنْ تَحْمِلَ بَدَنا حَمَلَهُ رَسُولُ
الله صلى الله عليه وسلم؟ ، فَأَحْمِلُهُ (2).
[26/3054] عَنْ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ علیهما السلام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ
عِنْدَ رَأْسِهِ »(3).
ص: 243
[3055/ 27] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَصَحِبَنِي رَجُلٌ وَكَانَ زَمِيلِي، فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ مَرِضَ وَثَقُلَ ثِقْلاً شَدِيداً ، فَكُنْتُ أَقُومُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ حَتَّى لَمْ يَكُنْ عِنْدِي بِهِ بَأْسٌ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَفَاقَ، فَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: «مَا مِنْ مَيَّتٍ تَحْضُرُهُ الْوَفَاةُ إِلَّا رَدَّ اللهُ عزّو جلّ عَلَيْهِ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَعَقْلِهِ لِلْوَصِيَّةِ، أَخَذَ اَلْوَصِيَّةَ أَوْ تَرَكَ، وَهِيَ الرَّاحَةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: رَاحَةُ المَوْتِ، فَهِيَ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ »(1) .
[3056/28] عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةٌ، فَيَحِيفُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ سَبْعِينَ سَنَةٌ، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ، ثُمَّ قَرَأَ: «وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ »، وَقَالَ:« تِلْكَ حُدُودُ اللهِ »(2).
[ 3057 / 29] عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: مَرِضْتُ مَرَضاً شَدِيداً، فَعَادَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لي: «أَوْصَيْتَ؟»، فَقُلْتُ: نَعَمْ أَوْصَيْتُ بِمَالِي كُلِّهِ لِلْفُقَرَاءِ وَفِي سَبِيلِ الله، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «أَوْصِ بِالْعُشْرِ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ مَالي كَثِيرٌ وَذُرِّيَّتِي أَغْنِيَاءُ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَاقِصُنِي وَأَنَاقِصُهُ حَتَّى قَالَ: «أَوْصِ بِالثَّلْثِ، وَالثَّلُثُ كَثِيرٌ » (3).
ص: 244
[ 30/3058] عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ مَرِضَ بِمَكَّةَ مَرْضَةً أَشْفَىٰ مِنْهَا، فَعَادَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا الْبِئْتُ، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالي؟ فَقَالَ: «لَا»، قَالَ: أَفَأُوصِي بِنِصْفِ مَالِي - وَفِي رِوَايَةٍ: بِشَطْرِ مَالِي -؟ فَقَالَ: «لَا»، فَقَالَ: أَفَأُوصِي بِثْلُثِ مَالِي؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : بِالثَّلْثِ، وَالثَّلْتُ كَثِيرٌ»، وَقَالَ: «إِنَّكَ إِنْ تَدَعْ أَوْلَادَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْراً مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَبَلْبَوْنَ النَّاسَ »(1).
[31/3059] عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينِ، قَالَ: قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ علیه السلام : مَا
لِلرَّجُلِ مِنْ مَالِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَ: «اَلثَّلْتُ، وَالثَّلُثُ كَثِيرٌ » (2).
[32/3060] عَنِ الْخَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهُ علیه السلام أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم ، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ علىِّ علیه السلامّ المُغِيرَةُ بْنُ نَوْفَلِ، أَنَّهَا وَجِعَتْ وَجَعاً شَدِيداً حَتَّى أُعْتُقِلَ لِسَانُهَا، فَأَتَاهَا
اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ علیهما السلام وَهِيَ لَا تَسْتَطِيعُ الْكَلَامَ ، فَجَعَلَا يَقُولَانِ وَالمُغِيرَةُ كَارِهُ لَا يَقُولَانِ: أَعْتَقْتِ فُلاناً وَأَهْلَهُ؟»، فَتُشِيرُ بِرَأْسِهَا نَعَمْ، وَكَذَا وَكَذَا فَتُشِيرُ بِرَأْسِهَا نَعَمْ أَمْ لاَ، قُلْتُ: فَأَجَازَا ذَلِكَ لَهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»(3).
[33/3061] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ هَاجَرَتْ
ص: 245
إِلَى رَسُولِ اللهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ عَلَى قَدَمَيْهَا، وَكَانَتْ مِنْ أَبَرٌ النَّاسِ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَتْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً كَمَا وُلِدُوا، فَقَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَإِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَبْعَثَكِ كَاسِيَةٌ. وَسَمِعَتْهُ يَذْكُرُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ ، فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: فَإِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكْفِيكِ ذَلِكِ. وَقَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْماً: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَ جَارِيَتِي هَذِهِ ، فَقَالَ لَهَا: إِنْ فَعَلْتِ أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوِ مِنْهَا عُضُوا مِنْكِ مِنَ النَّارِ، فَلَمَّا مَرِضَتْ أَوْصَتْ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَتْ أَنْ يُعْتِقَ خَادِمَهَا،
وَاعْتُقِلَ لِسَانُهَا، فَجَعَلَتْ تُومِيُّ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِيمَاء، فَقَبِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَصِيَّتَهَا، فَبَيْنَما هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ إِذْ أَتَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ : مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم وَأُمِّي وَاللهِ، وَقَامَ مُسْرِعاً حَتَّى دَخَلَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَبَكَى، ثُمَّ أَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ يَغْسِلْنَهَا، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِذَا فَرَغْتُنَّ فَلَا تُحْدِثْنَ شَيْئاً حَتَّى تُعْلِمْنَنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَ أَعْلَمْنَهُ بِذَلِكَ، فَأَعْطَاهُنَّ أَحَدَ قَمِيصَيْهِ الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يُكَفِّنَّهَا فِيهِ، وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ فَعَلْتُ شَيْئاً لَمَّ أَفْعَلْهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَسَلُونِي : لِمَ فَعَلْتُهُ؟ فَلَما فَرَغْنَ مِنْ غُسْلِهَا وَكَفْنِهَا دَخَلَ صلى الله عليه وسلم فَحَمَلَ جَنَازَتَهَا عَلَىٰ عَاتِقِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ جَنَازَتِهَا حَتَّى أَوْرَدَهَا قَبْرَهَا، ثُمَّ وَضَعَهَا وَدَخَلَ الْقَبْرَ فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَهَا عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى وَضَعَهَا فِي الْقَبْرِ ، ثُمَّ اِنْكَبَّ عَلَيْهَا طَوِيلاً يُنَاجِيهَا وَيَقُولُ هَا: اِبْنكِ ابْنُكِ ابْنُكِ ، ثُمَّ خَرَجَ وَسَوَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ انْكَبَّ عَلَى قَبْرِهَا، فَسَمِعُوهُ
:يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُهَا إِيَّاكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ أَشْيَاءَ لَمْ تَفْعَلْهَا قَبْلَ الْيَوْم ، فَقَالَ: اَلْيَوْمَ فَقَدْتُ بِرَّ أَبِي طَالِبٍ، إِنْ كَانَتْ لَيَكُونُ عِنْدَهَا الشَّيْءُ فَتُؤْثِرُني بِهِ عَلَى نَفْسِهَا وَوَلَدِهَا، وَإِنِّي ذَكَرْتُ الْقِيَامَةَ وَأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عُرَاةً، فَقَالَتْ: وَا سَوْأَتَاهُ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَبْعَثَهَا اللهُ كَاسِيَةٌ،
ص: 246
وَذَكَرْتُ ضَغْطَةَ الْقَيْرِ، فَقَالَتْ: وَا ضَعْفَاهُ، فَضَمِنْتُ لَهَا أَنْ يَكْفِيَهَا اللَّهُ ذَلِكَ، فَكَفَّتُهَا بِقَمِيصِي وَاضْطَجَعْتُ فِي قَبْرِهَا لِذَلِكَ، وَانْكَبَبْتُ عَلَيْهَا فَلَقَّتْتُهَا مَا تُسْتَلُ عَنْهُ، فَإِنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ رَبِّهَا فَقَالَتْ، وَسُئِلَتْ عَنْ رَسُولِهَا فَأَجَابَتْ، وَسُئِلَتْ عَنْ وَلِيْهَا وَإِمَامِهَا فَأُرْتِجَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: إِبْنُكِ إِبْنُكِ [إِبْنُكِ ]»(1) .
[ 3062 / 34] عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْحَلالِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَوْصَى إِلَى اَلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ علیهما السلام مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام؟ قَالَ: «نَعَمْ، قُلْتُ: وَهُمَا فِي ذَلِكَ اَلسِّنَّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَا يَكُونُ لِسِوَاهُمَا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ سِنِينَ »(2).
[35/3063] عَنْ أَبِي أَيُّوبَ النَّحْوِيِّ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبو جَعْفَرِ المَنْصُورُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَىٰ كُرْسِيٌّ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَمْعَةٌ وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَمَى بِالْكِتَابِ إِلَيَّ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لِي: هَذَا كِتَابٌ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ثَلَاثَاً، وَأَيْنَ مِثْلُ جَعْفَرٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَكْتُبْ، قَالَ: فَكَتَبَتُ صَدْرَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَالَ: أَكْتُبْ إِنْ كَانَ أَوْصَى إِلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ فَقَدِّمْهُ وَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْجَوَابُ أَنَّهُ قَدْ أَوْصَى إِلَى خَمْسَةٍ وَاحِدُهُمْ أَبو جَعْفَرٍ اَلمَنْصُورُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الله، وَمُوسَى، وَحَمِيدَة (3).
ص: 247
[36/3064] عَنْ أَبِي وَلَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: «مَنْ
قتَلَ نَفْسَهُ مُتَعَمِّداً فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا »(1).
[37/3065] عن الْأَصْبَعُ: وَصَّى رَجُلٌ وَدَفَعَ إِلَى الْوَصِيِّ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: إِذَا أَدْرَكَ ابْنِي فَأَعْطِهِ مَا أَحْبَبْتَ مِنْهَا، فَلَمَّا أَدْرَكَ اسْتَعْدَى عَلَيْهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ لَهُ: كَمْ تُحِبُّ أَنْ تُعْطِيهِ؟»، قَالَ: أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: «أَعْطِهِ تِسْعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَهِيَ الَّتِي أَحْبَيْتَ، وَخُذِ الْأَلْفَ»(2).
[ 38/3066] عَنْ سَالِمَةِ مَوْلَاةِ وَلَدِ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «أَعْطُوا اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ الْأَفْطَسُ سَبْعِينَ دِينَاراً، وَأَعْطُوا فُلاناً كَذَا وَكَذَا، وَفُلاناً كَذَا وَكَذَا، قُلْتُ: أَتُعْطِي رَجُلاً حَمَلَ عَلَيْكَ بِالشَّفْرَةِ؟ فَقَالَ: وَيْحَكِ أَمَا تَقْرَعِينَ الْقُرْآنَ؟»، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «أَمَا سَمِعْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:«وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)»[الرعد: 21] »(3).
[39/3067] أَوْصَى رَجُلٌ بِأَلْفِ دِرْهَم لِلْكَعْبَةِ، فَجَاءَ الْوَصِيُّ إِلَىٰ مَكَّةَ
ص: 248
وَسَأَلَ، فَدَلُّوهُ إِلَى بَنِي شَيْبَةَ، فَأَتَاهُمْ فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، فَقَالُوا لَهُ: بَرِئَتْ ذِمَّتُكَ، اِدْفَعْهُ إِلَيْنَا، فَقَالَ النَّاسُ : سَلْ أَبَا جَعْفَرٍ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ علیه السلام: «إِنَّ الْكَعْبَةَ غَنِيَّةٌ عَنْ هَذَا، أَنْظُرْ إِلَى مَنْ زَارَ هَذَا الْبَيْتَ فَقُطِعَ بِهِ، أَوْ ذَهَبَتْ نَفَقَتُهُ، أَوْ ضَلَّتْ رَاحِلَتُهُ، أَوْ عَجَزَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَادْفَعْهَا إِلَى هَؤُلَاءِ »(1).
[ 3068/ 40 ]عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ أَنَّ رَجُلاً كَانَ بِهَمَذَانَ ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ وَكَانَ لَا يَعْرِفُ هَذَا الْأَمْرَ، فَأَوْصَى بِوَصِيَّةٍ عِنْدَ اَلَمَوْتِ، وَأَوْصَى أَنْ يُعْطَى شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهُ، فَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : كَيْفَ يُفْعَلُ بِهِ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ لا يعرفُ هَذَا الْأَمْرَ، فَقَالَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَوْصَى إِلى أَنْ أَضَعَ فِي يَهُودِي أَوْ نَصْرَانِي لَوَضَعْتُهُ فِيهِمَا ، إِنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ يَقُولُ:«فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ (181)» [البقرة : 181] »(2).
[3069/ 41] عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام: أَوْصِنِي، 3069 فَقَالَ: «أَعِدَّ جَهَازَكَ، وَقَدَّمْ زَادَكَ، وَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ، وَلَا تَقُلْ لِغَيْرِكَ يَبْعَثُ
إِلَيْكَ بِمَا يُصْلِحُكَ» (3).
[ 42/3070] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «يَا ابْنَ آدَمَ كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ، وَاعْمَلْ فِي
مَالِكَ مَا تُؤْثِرُ أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ مِنْ بَعْدِكَ » (4).
ص: 249
[3071 / 43] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ الْعِتْقَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْعِتْقَ لَشَيْءٌ ه عَجِيبٌ، فَقَالَ لَهُ أَبو ذَرٌ : فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ، يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «أَغْلَاهَا ثَمَناً، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا»، قَالَ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «عَفْوُ طَعَامِهِ»، قَالَ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَفْوُ طَعَامِهِ؟ قَالَ: «فَضْلُ رَأْيِ يُرْشِدُ بِهِ صَاحِبُهُ»، قَالَ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَضْلُ رَأْيِ؟ قَالَ: «قُوَّةٌ تَعُودُ بِهَا عَلَىٰ ضَعِيفَكَ»، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «تَصْنَعُ لِآخِرَتِكَ، وَتُعِينُ مَظْلُوماً»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ: «فَتُنَحِي عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ مَا يُؤْذِيهِمْ»، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: «فَكُفَّ أَذَاكَ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ »(1)
بيان: وقد ورد في روايات أُخرى أنَّ الصدقة شيء عجیب (2).
[44/3072] عَنْ زَيْدِ الشَّحَامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّ أَمِيرَ
اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكِ مِنْ كَذَّ يَدِهِ (3).
[3073/ 45] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ بِيَدِهِ، وَيُجَاهِدُ فِي سَبيل الله، فَيَأْخُذُ فَيْتَهُ، وَلَقَدْ كَانَ يُرَى وَمَعَهُ الْقِطَارُ مِنَ الْإِبِلِ عَلَيْهَا النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا، يَا أَبَا اَلْحَسَنِ؟ فَيَقُولُ: «نَخْلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَغْرِسُهُ، فَمَا يُغَادِرُ مِنْهُ وَاحِدَةٌ، وَأَقَامَ عَلَى الْجِهَادِ أَيَّامَ حَيَاةِ رَسُولِ اللهُ صلى الله عليه وسلم وَمُذْ قَامَ بِأَمْرِ النَّاسِ إِلَى أَنْ قَبَضَهُ اللهُ، وَكَانَ يَعْمَلُ فِي ضِيَاعِهِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، فَأَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكِ كُلُّهُمْ مِنْ كَسْبِ يَدِهِ علیه السلام»(4).
ص: 250
[46/3074] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ، قَالَ: قَرَأْتُ عِتْقَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَإِذَا هُوَ شَرْحُهُ: «هَذَا مَا أَعْتَقَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَعْتَقَ فُلاناً غُلَامَهُ لِوَجْهِ الله لَا يُرِيدُ بِهِ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً، عَلَى أَنْ يُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَيَحْجَ اَلْبَيْتَ، وَيَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَيَتَوَلَّى أَوْلِيَاءَ الله، وَيَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ، شَهِدَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ ثَلَاثَةٌ » (1).
[3075/ 47 ]عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُما سُئِلَا عَنْ عِتْقِ اَلْأَطْفَالِ، فَقَالَا: «أَعْتَقَ عَلِيٌّ وُلْداً كَثِيرةً»، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام : «وَهُمْ عِنْدَنَا مَكْتُوبُونَ مُسَمَّوْنَ»(2).
[3076/ 48] ذُكِرَ لِرَدَّ الضَّائِعِ وَالْآبِقِ تَكْرَارَ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
نَادِ عَلِيًّا مَظْهَرَ الْعَجَائِبِ *** تَجِدْهُ عَوْناً لَكَ فِي النَّوَائِبِ
كُلُّ هَمِّ وَغَمِّ سَيَنْجَلِي *** بوَلايَتِكَ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا عَلیُّ (3)
[49/3077] لَمَّا وَرَدَ سَبْيُّ الْفُرْسِ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْعَ النِّسَاءِ، وَأَنْ يَجْعَلَ الرِّجَالَ عَبِيدَاً، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَكْرِمُوا كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِذَا أَتَاكُمْ
ص: 251
كَرِيمُ كُلِّ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ وَإِنْ خَالَفَكُمْ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «هَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَدْ أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَامَ، وَرَغِبُوا فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي فِيهِمْ ذُرِّيَّةٌ وَأَنَا أُشْهِدُ اللهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَعْتَقْتُ نَصِيبي مِنْهُمْ لِوَجْهِ اللَّه تَعَالَى، فَقَالَ جَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ: إِنِّي قَدْ أَعْتَقْتُ مَا
، وَهَبْنَا حَقْنَا أَيْضاً لَكَ فَقَالَ: «اللهم . وَهَبُونِي لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ اَلْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ : قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا لَكَ يَا أَخَا رَسُولِ الله، أَنَّهُمْ قَدْ وَهَبُوا لِي حَقَّهُمْ وَقَبِلْتُهُ، وَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ
فَقَالَ: «اللهم . أَعْتَقْتُهُمْ لِوَجْهِكَ»، فَقَالَ عُمَرُ : لِمَ نَقَضْتَ عَلَيَّ عَزْمِي فِي الْأَعَاجِمِ؟ وَمَا الَّذِي رَغِبَكَ عَنْ رَأْيِي فِيهِمْ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فِي إِكْرَامِ الْكُرَمَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ وَهَبْتُ اللهِ وَلَكَ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ مَا يَخْصُّنِي وَسَائِرَ مَا لَمْ يُوَهَبْ لَكَ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «اللَّهُمَّ اِشْهَدْ عَلَى مَا قَالُوا، وَعَلَى عِتْقِي إِيَّاهُمْ »(1) .
[50/3078] عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ علیه السلام: «لَا تَحْلِفُوا بِالله صَادِقِينَ وَلَا كَاذِبِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ :«وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ (224)» [البقرة: 224] »(2).
[51/3079] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ حَلَفَ الرَّجُلُ أَنْ لَا يَحْكَ أَنْفَهُ بِالْحَائِطِ لَابْتَلَاهُ اللهُ تَعَالَى حَتَّى يَحْكَ أَنْفَهُ بِالْخَائِطِ، وَلَوْ حَلَفَ الرَّجُلُ أَنْ لَا يَنْطَحَ بِرَأْسِهِ الْحَائِطَ لَوَكَّلَ اللهُ بِهِ شَيْطَاناً حَتَّى يَنْطَحَ بِرَأْسِهِ الْخَائِطَ »(3)
ص: 252
[ 52/300] عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «فِي كِتَابِ ، عَليَّ علیه السلام: ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَمُوتُ صَاحِبُهُنَّ أَبَداً حَتَّى يَرَى وَبَاهُنَّ اَلْبَغْيُّ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ يُبَارِزُ اللَّهَ بِهَا »(1) .
[53/3081] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِنَّ أَرْبَعَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ يُعَاقَبُ بِهَا فِي
الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ : تَرْكَ الصَّلَاةِ، وَأَذَى الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينَ الْكَاذِبَةَ، وَالْغِيبَةَ »(2) .
[ 3082 / 54] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، قَالَ: «كَيْفَ يَسْلَمُ مِنْ عَذَابِ الله
المتسرع إلى اليَمِينِ الْفَاجِرَةِ »(3).
[ 55/3083]عَنِ السَّكُونِي، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ علیَّ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اِحْلِفْ بِالله كَاذِبَاً وَنَجِّ أَخَاكَ مِنَ اَلْقَتْل»(4)
[56/3084] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلاً يَقُولُ: أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «وَيْلَكَ إِذَا بَرِثْتَ مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ فَعَلَى دِينِ مَنْ تَكُونُ؟»، قَالَ: فَمَا كَلَّمَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم حَتَّى مَاتَ (5).
ص: 253
[57/3085] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ الطَّبَرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ قَائِماً عَلَى رَأْسِ الرِّضَا علیه السلام بِخُرَاسَانَ، وَعِنْدَهُ عِدَّةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَفِيهِمْ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْعَبَّاسِيُّ ، فَقَالَ: «يَا إِسْحَاقُ، بَلَغَنِي أَنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّ النَّاسَ عَبِيدٌ لَنَا، لَا وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا قُلْتُهُ قَطُّ، وَلَا سَمِعْتُهُ مِنْ آبَائِي قَالَهُ، وَلَا بَلَغَنِي عَنْ أَحَدٍ مِنْ آبَائِي قَالَهُ ، وَلَكِنِّي أَقُولُ: اَلنَّاسُ عَبِيدٌ لَنَا فِي الطَّاعَةِ، مَوَالٍ لَنَا فِي الدِّينِ، فَلْيُبَلّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ »(1).
[58/3086] عَنْ صَفْوَانَ اَجْمَالِ، قَالَ: حَمَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام الْحَمْلَةَ الثَّانِيَةَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَأَبُو جَعْفَرِ المَنْصُورُ بِهَا، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَاشِمِيَّةِ – مَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ - أَخْرَجَ رِجْلَهُ مِنْ غَرْزِ الرِّجْلِ، ثُمَّ نَزَلَ وَدَعَا بِبَغْلَةٍ شَهْبَاءَ وَلَبِسَ ثِيَابَ بِيضِ وَكُمَّةٌ بَيْضَاءَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: لَقَدْ تَشَبَّهْتَ بِالْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «وَأَنَّى تُبَعَدُنِي مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْبِيَاءِ»، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَى المَدِينَةِ مَنْ يَعْقِرُ نَخْلَهَا وَيَسْبِي ذُرِّيَّتَهَا ، فَقَالَ: «وَلِمَ ذَلِكَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟»، فَقَالَ: رُفِعَ إِلَيَّ أَنَّ مَوْلَاكَ الْمُعَلَّى بْنَ حُنَيْسٍ يَدْعُو إِلَيْكَ وَيَجْمَعُ لَكَ الْأَمْوَالَ، فَقَالَ: «وَاللَّهُ مَا كَانَ، فَقَالَ: لَسْتُ أَرْضَى مِنْكَ إِلَّا بِالطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ وَالْهَدْيِ وَالمَشْيِ، فَقَالَ: «أَبِالْأَنْدَادِ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَحْلِفَ؟ إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ، فَقَالَ : أَتَتَفَقَّهُ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: «وَأَنَّى تُبَعَدُنِي مِنَ الْفِقْهِ وَأَنَا ابْنُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم؟»، فَقَالَ : فَإِنِّي أَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ سَعَى بِكَ، قَالَ: «فَافْعَلْ»، فَجَاءَ
ص: 254
اَلرَّجُلُ الَّذِي سَعَى بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله: «يَا هَذَا»، [فَقَالَ: نَعَمْ، وَاللَّه الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ لَقَدْ فَعَلْتَ ]، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «وَيْلَكَ تُحَجِّدُ اللهَ فَيَسْتَحْيِي مِنْ تَعْذِيبِكَ، وَلَكِنْ قُلْ بَرِثْتُ مِنْ حَوْلِ الله وَقُوَّتِهِ وَأَلْجَأْتُ إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي»، فَحَلَفَ بِهَا الرَّجُلُ، فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا حَتَّى وَقَعَ مَيِّتاً، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: لَا أُصَدِّقُ بَعْدَهَا عَلَيْكَ
أَبَداً ، وَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ وَرَدَّهُ(1) .
ص: 255
ص: 256
ص: 257
ص: 258
[ 3087 / 1] رُوِيَ عَنْ زُرَارَةَ بْن أَعْيَنَ أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ خَلْقِ حَوَّاءَ، وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أُناساً عِنْدَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ ضِلْع آدَمَ الْأَيْسَرِ الْأَقْصَى، فَقَالَ: «سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيراً، أَيَقُولُ مَنَ يَقُولُ هَذَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُ لآدَمَ زَوْجَةً مِنْ غَيْرِ ضِلْعِهِ، وَيَجْعَلُ لِلْمُتَكَلِّمِ مِنْ أَهْلِ التَّشْنِيعِ سَبِيلاً إِلَى الْكَلَامِ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ آدَمَ كَانَ يَنْكِحُ بَعْضُهُ بَعْضاً إِذَا كَانَتْ مِنْ ضِلْعِهِ، مَا هِؤُلَاءِ حَكَمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، ثُمَّ قَالَ علیه السلام : «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ علیه السلام مِنْ طِينٍ وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ أَلْقَى عَلَيْهِ السُّبَاتَ ، ثُمَّ ابْتَدَعَ لَهُ حَوَّاءَ فَجَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ النُّقْرَةِ الَّتِي بَيْنَ وَرِكَيْهِ، وَذَلِكَ لِكَيْ تَكُونَ المَرْأَةُ تَبَعاً لِلرَّجُلِ، فَأَقْبَلَتْ تَتَحَرَّكُ، فَانْتَبَهَ لِتَحَرُّكِهَا، فَلَمَّا انْتَبَهَ نُودِيَتْ أَنْ تَنَحَيْ عَنْهُ، فَلَمَا نَظَرَ إِلَيْهَا نَظَرَ إِلَى خَلْقٍ حَسَنٍ يُشْبِهُ صُورَتَهُ غَيْرَ أَنَّهَا أُنْثَى فَكَلَّمَهَا، فَكَلَّمَتْهُ بِلُغَتِهِ، فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ: خَلْقُ خَلَقَنِي اللهُ كَمَا تَرَى، فَقَالَ آدَمُ علیه السلام عِنْدَ ذَلِكَ : يَا رَبِّ، مَا هَذَا الْخَلْقُ اَحْسَنُ الَّذِي قَدْ آنَسَنِي قُرْبُهُ وَالنَّظَرُ إِلَيْهِ؟ فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا آدَمُ، هَذِهِ أَمَتِي حَوَّاءُ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مَعَكَ تُؤْنِسُكَ وَتُحَدِّثُكَ وَتَكُونَ تَبَعاً لِأَمْرِكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، وَلَكَ عَلَيَّ بِذَلِكَ اَلْحَمْدُ وَالشُّكْرُ مَا بَقِيتُ، فَقَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: فَاخْطُبُهَا إِلَيَّ فَإِنَّهَا أَمَتِي، وَقَدْ تَصْلُحُ لَكَ أَيْضاً زَوْجَةً لِلشَّهْوَةِ، وَأَلْقَى اللَّهُ عزّو جلّ عَلَيْهِ الشَّهْوَةَ، وَقَدْ عَلَّمَهُ قَبْلَ ذَلِكَ المَعْرِفَةَ بِكُلِّ شَيْءٍ، فَقَالَ : يَا رَبِّ، فَإِنِّي أَخْطُبُهَا إِلَيْكَ، فَمَا رِضَاكَ لِذَلِكَ ؟ فَقَالَ لَهُ عزّو جلّ: رِضَايَ أَنْ تُعَلِّمَهَا مَعَالِمَ دِينِي، فَقَالَ: ذَلِكَ لَكَ عَلَيَّ يَا رَبِّ
ص: 259
إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ لِي، فَقَالَ عزّو جلّ: وَقَدْ شِئْتُ ذَلِكَ، وَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا، فَضُمَّهَا إِلَيْكَ، فَقَالَ لَمَا آدَمُ علیه السلام: إِلَيَّ فَأَقْبِلِي، فَقَالَتْ لَهُ بَلْ أَنْتَ فَأَقْبِلْ إِلَيَّ، فَأَمَرَ اللهُ عزّو جلّ آدَمَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْهَا، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَكَانَ النِّسَاءُ هُنَّ يَذْهَبْنَ إِلَى الرِّجَالِ حَتَّى يَخْطُبْنَ عَلَى أَنْفُسِهِنَّ، فَهَذِهِ قِصَّةُ حَوَّاءَ (صَلَوَاتُ الله (عَلَيْهَا )»(1) .
[2/3088] عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : كَيْفَ بَدْءُ اَلنَّسْلَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ علیه السلام ، فَإِنَّ عِنْدَنَا أُناساً يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَىٰ إِلَى آدَمَ علیه السلام يُزَوِّجَ بَنَاتِهِ مِنْ بَنِيهِ، وَإِنَّ هَذَا الْخَلْقَ كُلَّهُ أَصْلُهُ مِنَ الْإِخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ ؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيراً، يَقُولُ مَنْ يَقُولُ هَذَا: إِنَّ
اللهَ عزّو جلّ جَعَلَ أَصْلَ صَفْوَةِ خَلْقِهِ وَأَحِبَّائِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ [وَحُجَجِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ مِنْ حَرَامٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُهُمْ مِنَ الْخَلَالِ، وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى الْحَلَالِ وَالطُّهْرِ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ، وَالله لَقَدْ نُبِّثْتُ أَنَّ بَعْضَ الْبَهَائِمِ تَنكَّرَتْ لَهُ أُخْتُهُ، فَلَمَّا نَزَا عَلَيْهَا وَنَزَلَ كُشِفَ لَهُ عَنْهَا وَعَلِمَ أَنَّهَا أُخْتُهُ أَخْرَجَ عُزْمُولَهُ ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِ ثُمَّ قَلَعَهُ ثُمَّ خَرَّ مَيَّتا» (2).
[ 3089 / 3 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : «تَزَوَّجُوا فَإِنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَّبِعَ سُنَّتِي فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِيَ التَّزْوِيجَ »(3).
ص: 260
[ 3090 / 4] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلنِّكَاحُ مِنْ سُتَّي فَمَنْ رَغِبَ عَنْهُ فَقَدْ رَغِبَ عَنْ سنتی »(1)
[5/3091] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: تَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ غَداً فِي الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ السِّقْطَ لَيَجِيءُ مُحُبُنْطِئاً عَلَى بَابِ اَلْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: لَا حَتَّى يَدْخُلَ
أبواي الجنة قبلي »(2).
[ 6/3092] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» (3).
[3093/ 7 ]عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَسَدِيٌّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ تَزَوَّجَ أَحْرَزَ نِصْفَ دِينِهِ»، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : فَلْيَتَّقِ اللَّهَ في النصف الآخرِ أَوِ الْبَاقِي»(4).
[ 3094/ 8 ]قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِراً مُطَهَّراً فَلْيَلْقَهُ
بِزَوْجَةٍ، وَمَنْ تَرَكَ اَلتَّزْوِيجَ مَخَافَةَ الْعَيْلَةِ فَقَدْ أَسَاءَ الظَّنَّ بِالله عزّو جلّ»(5).
[ 9/3095] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اتَّخِذُوا الْأَهْلَ فَإِنَّهُ أَرْزَقُ لَكُمْ»(6).
[10/3096] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّمَا الدُّنْيَا مَتَاعٌ،
وخير متاع الدُّنْيا الزوجة الصالحة »(7).
ص: 261
[ 11/3097] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : اَلْحَدِيثُ الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ حَقٌّ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزْوِيجِ فَفَعَلَ، ثُمَّ أَتَاهُ فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزْوِيجِ حَتَّى أَمَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «نَعَمْ هُوَ حَقٌّ»، ثُمَّ قَالَ: «اَلرِّزْقُ مَعَ النِّسَاءِ
وَالْعِيَال»(1).
[ 12/3098]عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
الْتَمِسُوا الرِّزْقَ بِالنِّكَاحِ»(2) .
[13/3099] عَنْ عَبْدِ الله بن سُلَيْمَانَ النوفلي عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام(في
حَدِيثٍ طَوِيلِ) أَنَّه كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ النَّجَاشِيٌّ : حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ،
عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم : وَمَنْ زَوَّجَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اِمْرَأَةَ يَأْنَسُ بِهَا وَتَشُدُّ عَضُدَهُ وَيَسْتَرِيحُ إِلَيْهَا زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنْ حُورِ الْعِينِ، وَآنَسَهُ بِمَنْ أَحَبَّ مِنَ الصَّدِّيقِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّه صلی الله علیه و آله وسلم وَإِخْوَانِهِ وَآنَسَهُمْ بِهِ...» (3).
[14/3100] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لِأَصْحَابِهِ: شِرَارُ مَوْتَاكُمْ
اَلْعُزَّابُ »(4).
[3101/ 15] عَنْ عَكَافِ بْنِ وَدَاعَةَ الْهِلَالِي، قَالَ: أَتَيْتُ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَقَالَ لِي: يَا عَكَّافُ ، أَلَكَ زَوْجَةٌ؟»، قُلْتُ: لَا، قَالَ: «أَلَكَ جَارِيَةٌ؟»،
ص: 262
قُلْتُ: لَا ، قَالَ: «وَأَنْتَ صَحِيحٌ مُوسِرٌ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، وَالْحَمْدُ لله، قَالَ: «فَإِنَّكَ إِذا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رُهْبَانِ اَلنَّصَارَى، وَإِمَّا أَنْ تَصْنَعَ كَمَا يَصْنَعُ المُسْلِمُونَ، وَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا اَلنِّكَاحَ، شِرَارُكُمْ عُذَابُكُمْ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُرابُكُمْ... ..... إِلَى أَنْ قَالَ: وَيْحَكَ يَا عَكَافُ تَزَوَّجْ تَزَوَّجْ فَإِنَّكَ مِنَ الْخَاطِئِينَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله زَوِّجْنِي قَبْلَ أَنْ أَقُومَ ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «زَوَّجْتُكَ كَرِيمَةَ بِنْتَ كلثوم الحميري»(1) .
[ 16/3102] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبي.... قَالَ: مَا أَفَادَ عَبْدٌ فَائِدَةً خَيْراً مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحِةٍ إِذَا رَآهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ » (2).
[3103/ 17] عَنِ ابْنِ فَضَّالِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : رَكْعَتَانِ
يُصَلِّيهِمَا الْمُتَزَوِّجُ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةٌ يُصَلِّيهَا أَعْرَبُ »(3).
[18/3104] عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْن بَشِيرٍ، قَالَ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ عَلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَتْ: أَصْلَحَكَ اللهُ إِنِّي امْرَأَةٌ مُتَبَتِّلَةٌ، فَقَالَ: «وَمَا التَّبَتُّلُ عِنْدَكِ؟»، قَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ ، قَالَ: «وَلم؟»، قَالَتْ: أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ الْفَضْلَ ، فَقَالَ: «انْصَرِ فِي فَلَوْ كَانَ ذَلِكِ فَضْلاً لَكَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام أَحَقَّ بِهِ مِنْكِ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْبِقُهَا إِلَى الْفَضْلِ»(4).
[ 19/30] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «جَاءَتِ
ص: 263
اِمْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَضْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عُثْمَانَ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مُغْضَباً يَحْمِلُ نَعْلَيْهِ حَتَّى جَاءَ إِلَى عُثْمَانَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي، فَانْصَرَفَ عُثْمَانُ حِينَ رَأَى رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ لَهُ: يَا عُثْمَانُ، لَمْ يُرْسِلْنِي اللهُ تَعَالَى بِالرَّهْبَانِيَّةِ، وَلَكِنْ بَعَثَنِي بِالحَنِيفِيَّةِ اَلسَّهْلَةِ السَّمْحَةِ، أَصُومُ وَأُصَلِّي وَأَمِسُ أَهْلِي، فَمَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، وَمِنْ سُنَّتِي اَلنِّكَاحُ»(1) .
[20/3106 عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ إِلَّا عَلَّمَهُ نَبِيَّهُ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَكَانَ مِنْ تَعْلِيمِهِ إِيَّاهُ أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ علیه السلام أَتَانِي عَنِ اللَّطِيفِ اَلخَبِيرِ ، فَقَالَ: إِنَّ الْأَبْكَارَ بِمَنْزِلَةِ الثَّمَرِ عَلَى الشَّجَرِ إِذَا أَدْرَكَ ثِمَرُهُ فَلَمْ يُجْتَنَ أَفْسَدَتْهُ الشَّمْسُ وَنَثَرَتْهُ الرِّيَاحُ ، وَكَذَلِكَ الْأَبْكَارُ إِذَا أَدْرَكْنَ مَا تُدْرِكُ النِّسَاءُ فَلَيْسَ فَهُنَّ دَوَاءٌ إِلَّا الْبُعُولَهُ وَإِلَّا لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْهِنَّ الْفَسَادُ، لِأَنَّهُنَّ بَشَرٌ»، قَالَ: «فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ نُزَوِّجُ؟ قَالَ: الْأَكْفَاءَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ اَلْأَكْفَاءُ؟ قَالَ: اَلْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ »(2).
[21/3107] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ : مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ أَنْ لَا تَطْمَثَ ابْنَتُهُ فِي بَيْتِهِ » (3).
بيان: تطمث أي تحيض.
ص: 264
[ 22/3108 ]عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مِنْ
أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ علیهم السلام حُبُّ النِّسَاءِ» (1).
[23/3109] عَنْ بَكَارِ بْنِ كَرْدَمٍ وَغَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ، وَلَذَّتِي فِي النِّسَاءِ»(2).
[24/3110] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ، وَلَذَّتِي فِي الدُّنْيَا اَلنِّسَاءُ، وَرَيْحَانَتَيَّ اَلْحَسَنُ
وَالْحُسَيْنُ علیهما السلام» (3).
[25/3111] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، «أُعْطِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ سَبْعَةً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلَنَا وَلَا يُعْطَاهَا أَحَدٌ بَعْدَنَا: الصَّبَاحَةَ، وَالْفَصَاحَةَ، وَالسَّمَاحَةَ، وَالشَّجَاعَةَ ، وَالْحِلْمَ، وَالْعِلْمَ ، وَالمَحَبَّةَ مِنَ النِّسَاءِ »(4)
[26/3112] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «مَا أَظُنُّ
رَجُلاً يَزْدَادُ فِي هَذَا الْأَمْرِ خَيْراً إِلَّا إِزْدَادَ حُبًّا لِلنِّسَاءِ»(5).
[3113/ 27] عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام يَقُولُ:
«اَلْعَبْدُ كُلَّمَا اِزْدَادَ لِلنِّسَاءِ حُبًّا اِزْدَادَ فِي الْإِيمَانِ فَضْلاً »(6).
ص: 265
[28/3114] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،قَالَ: «كَل مَنِ لَنَا حُبًّا اِشْتَدَّ
لِلنِّسَاءِ حُبّا »(1).
[29/3115] عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاج ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «مَا تَتَكَذَّذُ اَلنَّاسُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِلَذَّةٍ أَكْثَرَ هُمْ مِنْ لَذَّةِ النِّسَاءِ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عزّو جلّ: «زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ (14)» إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [آل عمران: 14]، ثُمَّ قَالَ: «وَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا يَتَلَذَذُونَ بِشَيْءٍ فِي الْجَنَّةِ أَشْهَى عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِ لَا
طَعَام وَلَا شَرَابٍ»(2)
[30/3116] عَنْ عَمْرِو بْنِ جُبَيْعِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ : إِنِّي أَحِبُّكِ، لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً» (3).
[31/3117] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟»، قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: «إِذَا هَمَّ بِذَلِكَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَلِيَحْمَدُ الله عزّو جلّ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، فَقَدِّرْ لِي مِنَ النِّسَاءِ أَعَفَهُنَّ
فَرْجاً، وَأَحْفَظَهُنَّ لِي فِي نَفْسِهَا وَفِي مَالِي، وَأَوْسَعَهُنَّ رِزْقاً، وَأَعْظَمَهُنَّ بَرَكَةً، وَقَدِّرْ لِي وَلَداً طَيِّباً تَجْعَلُهُ خَلَفاً صَالِحاً فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَوْتِي، قَالَ: «فَإِذَا دَخَلَتْ إِلَيْهِ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِهَا وَلِيَقُلْ : اللَّهُمَّ عَلَى كِتَابِكَ تَزَوَّجْتُهَا ، وَفِي أَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا، وَبِكَلِمَاتِكَ اسْتَحْلَلْتُ فَرْجَهَا، فَإِنْ قَضَيْتَ لِي فِي رَحِمِهَا شَيْئاً فَاجْعَلْهُ مُسْلِماً سَوِيًّا وَلَا تَجْعَلْهُ شِرْكَ
ص: 266
شَيْطَانٍ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ يَكُونُ شِرْكَ شَيْطَانٍ؟ قَالَ: «[إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا دَنَا مِنَ المَرْأَةِ وَجَلَسَ مَجْلِسَهُ حَضَرَهُ الشَّيْطَانُ، فَ]إِنْ ذَكَرَ اسْمَ اللَّه تَنَجَّى الشَّيْطَانُ عَنْهُ، وَإِنْ فَعَلَ وَلَمْ يُسَمَّ أَدْخَلَ ذَكَرَهُ فَكَانَ الْعَمَلُ مِنْهُما جَمِيعاً وَالنُّطْفَةُ وَاحِدَةٌ»(1).
[32/3118] كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَلَدٍ يَكُونُ عَلَيَّ رَبَّا، وَمِنْ مَالٍ يَكُونُ عَلَيَّ ضَيَاعاً، وَمِنْ زَوْجَةٍ تُشَيِّبُنِي قَبْلَ أَوَانِ مَشِيبِي، وَمِنْ خَلِيلِ مَاكِرٍ عَيْنَاهُ تَرَانِي وَقَلْبُهُ يَرْعَانِي، إِنْ رَأَى خَيْراً دَفَنَةٌ، وَإِنْ رَأَى شَرًّا أَذَاعَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ وَجَعِ الْبَطْنِ.
صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيْراً ذُكِرْتُ بِهِ *** وَإِنْ ذُكِرْتُ بِشَرُ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا »(2).
[33/3119] عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْعَطَارِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «إِيَّاكُمْ وَالنَّظَرَ فَإِنَّهُ سَهُمْ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ »(3).
[34/3120] عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيُّ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام صَاحِبَتِي هَلَكَتْ، وَكَانَتْ لِي مُوَافِقَةٌ، وَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، فَقَالَ لِي: أَنْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ نَفْسَكَ، وَمَنْ تُشْرِكُهُ فِي مَالِكَ، وَتُطْلِعُهُ عَلَى دِينِكَ وَسِرِّكَ، فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ
فَاعِلاً فَبِكْراً تُنْسَبُ إِلَى اَلْخَيْرِ ، وَإِلَى حُسْنِ الْخُلُقِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُنَّ كَمَا قَالَ:
ص: 267
أَلَا إِنَّ النِّسَاءَ خُلِقْنَ شَتَّى *** فَمِنْهُنَّ الْغَنِيمَةُ وَالْغَرَامُ
وَمِنْهُنَّ الهِلَالُ إِذَا تَجَلی *** لِصَاحِبِهِ وَمِنْهُنَّ الظَّلَامُ
فَمَنْ يَظْفَرْ بِصَالِحِهِنَّ يَسْعَدْ *** وَمَنْ يُغْبَنْ فَلَيْسَ لَهُ اِنْتِقَامُ
وَهُنَّ ثَلَاثٌ : فَامْرَأَةٌ وَلُودٌ وَدُودٌ تُعِينُ زَوْجَهَا عَلَى دَهْرِهِ لِدُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ وَلَا تُعِينُ اَلدَّهْرَ عَلَيْهِ، وَامْرَأَةٌ عَقِيمَةٌ لَا ذَاتُ جَمَالٍ وَلَا خُلُقٍ وَلَا تُعِينُ زَوْجَهَا عَلَى خَيْرِ، وَامْرَأَةٌ صَخَابَةٌ وَلاجَةٌ هَمَّازَةٌ تَسْتَقِلُ الكَثِيرَ وَلَا تَقْبَلُ الْيَسِير»(1).
[3121/ 35] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًاً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَذَكَرْنَا النِّسَاءَ وَفَضْلَ بَعْضِهِنَّ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ؟»، فَقُلْنَا: بَلَى، يَا رَسُولَ الله، فَأَخْبِرْنَا فَقَالَ: «إِنَّ مِنْ خَيْرِ نِسَائِكُمُ الْوَلُودَ الْوَدُودَ السَّتِيرَةَ، اَلْعَزِيزَةَ فِي أَهْلِهَا الذَّلِيلَةَ مَعَ بَعْلِهَا، المُتَبَرِّجَةَ مَعَ زَوْجِهَا الْحَصَانَ عَنْ غَيْرِهِ، اَلَّتِي تَسْمَعُ قَوْلَهُ، وَتُطِيعُ أَمْرَهُ، وَإِذَا خَلَا بِهَا بَدَلَتْ لَهُ مَا أَرَادَ مِنْهَا وَلَمْ تَبَدَّلْ لَهُ تَبَثُّلَ الرَّجُلِ » ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرٌ نِسَائِكُمْ؟»، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «إِنَّ مِنْ شَرِّ نِسَائِكُمُ الدَّلِيلَةَ فِي أَهْلِهَا الْعَزِيزَةَ مَعَ بَعْلِهَا، اَلْعَقِيمَ الْحَقُودَ، اَلَّتِي لَا تَتَوَرَّعُ مِنْ قَبِيحِ الْمُتَبَرِّجَةَ إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعْلُهَا الْحَصَانَ مَعَهُ إِذَا حَضَرَ، الَّتِي لَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ، وَلَا تُطِيعُ أَمْرَهُ، وَإِذَا خَلَا بِهَا بَعْلُهَا تَمَتَّعَتْ مِنْهُ تَمَنُّعَ اَلصَّعْبَةِ عِنْدَ رُكُوبِهَا، وَلَا تَقْبَلُ لَهُ عُذْراً، وَلَا تَغْفِرُ لَهُ ذَنْباً»، ثُمَّ قَالَ: «أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ رِجَالِكُمْ؟»، فَقُلْنَا : بَلَى ، فَقَالَ: «إِنَّ مِنْ خَيْرِ رِجَالِكُمُ التَّقِيَّ اَلنَّقِيَّ، اَلسَّمْحَ الْكَفَّيْنِ، اَلسَّلِيمَ الطَّرَفَيْنِ، اَلْبَرَّ بِوَالِدَيْهِ، وَلَا يُلْجِيُّ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرٌ رِجَالِكُمْ؟»، فَقُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «إِنَّ
ص: 268
مِنْ شَرِّ رِجَالِكُمُ الْبَهَاتَ الْفَاحِشَ، اَلْآكِلَ وَحْدَهُ، الْمَانِعَ رِفْدَهُ، الضَّارِبَ أَهْلَهُ وَعَبْدَهُ، اَلْبَخِيلَ، الْمُلْجِيَ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ، اَلْعَاقَ بِوَالِدَيْهِ»(1).
[36/3122] عَنْ سُلَيْمانَ الْجُعْفَرِيِّ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ:
اا، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : خَيْرُ نِسَائِكُمُ اَلْخَمْسُ، قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا اَلْخَمْسُ؟ قَالَ: اَهْيِّنْةُ، اَللَّيْنَةُ المُوَاتِيَةُ، اَلَّتِي إِذَا غَضِبَ زَوْجُهَا لَمْ تَكْتَحِلْ بِغُمْضِ حَتَّى يَرْضَى، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا حَفِظَتْهُ فِي غَيْبَتِهِ، فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَمالِ الله، وَعَامِلُ الله لَا يَخيبُ » (2).
بيان: (لَمْ تَكْتَحِلْ بِغُمْضِ) أي لا تغمض عينها ولا تنام حتَّى تُرضي زوجها
123 / 37] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ
الله علیه السلام: «خَيْرُ نِسَائِكُمُ الطَّيِّبَةُ الرِّيح ، الطَّيِّبَةُ الطَّعَامِ، اَلَّتِي إِذَا أَنْفَقَتْ أَنْفَقَتْ بِمَعْرُوفٍ، وَإِذَا أَمْسَكَتْ أَمْسَكَتْ بِمَعْرُوفٍ، فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَمالِ الله، وَعَامِلُ
الله لَا يَخِيبُ وَلَا يَنْدَمُ »(3).
[ 3124/38] عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ نِسَائِكُمُ الَّتِي إِذَا دَخَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا خَلَعَتْ دِرْعَ الْحَيَاءِ، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «الَّتِي إِنْ غَضِبَتْ أَوْ غَضِبَ تَقُولُ لِزَوْجِهَا : يَدِي فِي يَدِكَ لَا أَكْتَحِلُ عَيْنِي بِغُمْضِ حَتَّى تَرْضَىٰ عَنِّي»(4).
[39/3125] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: إِنَّ لِي زَوْجَةً إِذَا
ص: 269
دَخَلْتُ تَلَقَّتْنِي، وَإِذَا خَرَجْتُ شَيَّعَتْنِي، وَإِذَا رَأَتْنِي مَهْمُوماً قَالَتْ: مَا يُهِمُّكَ؟ إِنْ كُنْتَ تَهْتَمُّ لِرِزْقِكَ فَقَدْ تَكَفَّلَ لَكَ بِهِ غَيْرُكَ، وَإِنْ كُنْتَ تَهْتَمُّ بِأَمْرِ آخِرَتِكَ فَزَادَكَ اللَّهُ هَمَّا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الله عمالاً، وَهَذِهِ مِنْ عُمَّالِهِ، لَهَا نِصْفُ أَجْرِ اَالشَّهِيدِ »(1).
40/3126] عَنْهُ [الصَّادِقِ ] علیه السلام ، أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ نِسَائِكُمُ الَّتِي
أُعْطِيَتْ شَكَرَتْ، وَإِنْ مُنِعَتْ رَضِيَتْ » (2) .
[41/33127] عَنِ السَّكُونِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطِيباً، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟ قَالَ : اَلمَرْأَةُ اَلْحُسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ »(3).
42/3128 رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
أَغْلَبُ الْأَعْدَاءِ لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَةُ السَّوْءِ (4) .
عَلَيْه » (5).
43/3129]
12 / 43] قَالَ علیه السلام: «مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِجَمَالِهَا جَعَلَ اللهُ جَمَالَهَا وَبَالاً
بيان: أي لجمالها فقط دون ملاحظة لدينها وأصلها وخُلُقها .
ص: 270
[44/3130] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونِ الْقَدَّاحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، عَنْ عالم آبائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا اسْتَفَادَ اِمْرَةٌ مُسْلِمٌ فَائِدَةً بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلَ مِنْ زَوْجَةٍ مُسْلِمَةٍ، تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَهَا، وَتَحْفَظُهُ إِذَا غَابَ
عَنْهَا فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ» (1).
[ 45/3131 ] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْليَّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: قَالَ اللَّهُ عزّو جلّ: «إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ لِلْمُسْلِم خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ جَعَلْتُ لَهُ قَلْباً خَاشِعاً، وَلِسَاناً ذَاكِراً، وَجَسَداً عَلَى الْبَلَاءِ صَابِراً،
وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا ، وَتَحْفَظُهُ إِذَا غَابَ عَنْهَا فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ»(2).
[46/3132 ]قَالَ علیه السلام : خَمْسُ خِصَالٍ مَنْ فَقَدَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ لَمْ يَزَلْ « نَاقِصَ الْعَيْشِ، زَائِلَ الْعَقْلِ مَشْغُولَ اَلْقَلْبِ، فَأَوَّها صِحَةُ اَلْبَدَنِ، وَالثَّانِيَةُ اَلْأَمْنُ، وَالثَّالِثَةُ السَّعَةُ فِي الرِّزْقِ، وَالرَّابِعَةُ اَلْأَنِيسُ الْمُوَافِقُ»، قُلْتُ: وَمَا الْأَنيسُ الْمُوَافِقُ؟ قَالَ: «الزَّوْجَةُ الصَّالِحِةُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ ، وَالْخَلِيطُ الصَّالِحُ، وَالْخَامِسَةُ وَهِيَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ الدَّعَةُ» (3).
[3133 / 47 ]عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّمَا اَلمَرْأَةُ قِلَادَةٌ فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقَلَّدُهُ»، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ خَطَرٌ لَا لِصَالِحِتِهِنَّ وَلَا لِطَاحِتِهِنَّ، أَمَّا صَاحِتُهُنَّ فَلَيْسَ خَطَرُهَا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ بَلْ هِيَ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَمَّا طَاحِتُهُنَّ فَلَيْسَ التُّرَابُ خَطَرَهَا بَلِ التُّرَابُ خَيْرٌ مِنْهَا»(4).
ص: 271
[48/3134] عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلشَّجَاعَةُ فِي أَهْل خُرَاسَانَ، وَالْبَاهُ فِي أَهْل بَرْبَرَ ، وَالسَّخَاءُ وَالْحَسَدُ فِي الْعَرَبِ، فَتَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ »(1).
[ 49/3135] سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْجَعْفَرِيُّ، عَنْ أَبِي اَحْسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلِ :« تَزَوَّجْهَا سَوْءَاءَ وَلُوداً، وَلَا تَزَوَّجْهَا حَسْنَاءَ عَاقِراً، فَإِنِّي مُبَاءٍ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْوِلْدَانَ تَحْتَ الْعَرْشِ يَسْتَغْفِرُونَ لَآبَائِهِمْ، يَحْضُنُهُمْ إِبْرَاهِيمُ، وَتُرَبِّيهِمْ سَارَةٌ فِي جَبَلٍ مِنْ مِسْكِ وَعَنْبَرِ
وَزَعْفَرَانِ؟ » (2).
[50/3136] عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: تَذَاكَرُوا اَلشُّوْمَ عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، فَقَالَ: «الشَّوْمُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّابَّةِ وَالدَّارِ، فَأَمَّا شُؤْمُ المَرْأَةِ فَكَثْرَةُ مَهْرِهَا، وَعُقْمُ رَحِمِهَا »(3)
[ 51/3137] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام قلَّةَ وُلْدِي، وَأَنَّهُ لَا وَلَدَ لي، فَقَالَ لِي: «إِذَا أَتَيْتَ الْعِرَاقَ فَتَزَوَّحِ امْرَأَةٌ، وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ سَوْءَاءَ»، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا اَلسَّوْءَاءُ؟ قَالَ: «اِمْرَأَةٌ فِيهَا قُبْحٌ، فَإِنَّهُنَّ أَكْثَرُ أَوْلَاداً»(4) .
[52/3138] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «تَزَوَّجُوا اَلْأَبْكَارَ فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ
ص: 272
أَفْوَاهِاً، وَأَنْتَقُ أَرْحَاماً، وَأَسْرَعُهُنَّ تَعَلُّماً، وَأَثْبَتُهُنَّ لِلْمَوَدَّةِ، وَتَزَوَّجُوا أَيَامَاكُمْ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحَسِّنُ هُنَّ فِي أَخْلَاقِهِنَّ، وَيُوَسِّعُ هُنَّ فِي أَرْزَاقِهِنَّ »(1).
[ 53/3139] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : غَزَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.... إلى أَنْ قال: فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: هَلْ تَزَوَّجْتَ؟» ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «بِمَنْ؟»، قُلْتُ: بِفُلَانَةَ بِنْتِ فُلَانٍ بِأَيْمٍ كَانَتْ بِالمَدِينَةِ، قَالَ: «فَهَا فَتَاةً تُلاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله ، كُنَّ عِنْدِي نِسْوَةٌ خُرْقُ - يَعْنِي أَخَوَاتِهِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ آتِيَهُنَّ بِامْرَأَةٍ خَرْقَاءَ، فَقُلْتُ: هَذِهِ أَجْمَعُ لِأَمْرِي، قَالَ: «أَصَبْتَ وَرَشِدْتَ »(2).
[3140 / 54] عَنْ مَالِكِ بْنِ أَشْيَمَ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «تَزَوَّجُوا سَمْرَاءَ عَيْنَاءَ عَجْزَاءَ مَرْبُوعَةٌ، فَإِنْ
كَرِهْتَهَا فَعَلَيَّ صِدَاقُهَا » (3).
[55/3141] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِيَ الرِّضَا علیه السلام :
إِذَا نَكَحْتَ فَانْكِحْ عَجْزَاءَ »(4).
[56/3142] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ شَكَا إِلَيْهِ الْبَلْغَمَ ، فَقَالَ: «أَمَا لَكَ جَارِيَةٌ تُضْحِكُكَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَاتَّخِذْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْطَعُ الْبَلْغَمَ»(5).
[5/3143] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام ،
ص: 273
قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يَجْلِينَ الْبَصَرَ : اَلنَّظَرُ إِلَى اَلْخُضْرَةِ، وَالنَّظَرُ إِلَى الَمَاءِ الْجَارِي، وَالنَّظَرُ إِلَى
الْوَجْهِ الْحَسَنِ»(1).
[3144/ 58] عَنْ عَلِيّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِقِصَارِ
الجزم، فَإِنَّهُ أَقْوَى لَكُمْ فِيمَا تُرِيدُونَ»(2)
بيان :الجرم هو الجسم، والمراد قصار الأجسام من النساء.
[59/3145] قِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : أَيَجُوزُ تَزْوِيجُ المَوَالِي مِنَ
الْعَرَبِيَّاتِ؟ فَقَالَ: «أَتَتَكَافَأُ دِمَاؤُكُمْ وَلَا تَتَكَافَأُ فُرُوجُكُمْ؟» (3).
[60/3146] عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَيْنُ بِالمَدِينَةِ يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِأَخْبَارِ مَا يَحْدُثُ فِيهَا، وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام أَعْتَقَ جَارِيَةً ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، فَكَتَبَ الْعَيْنُ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام : أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي تَزْوِيجُكَ مَوْلَاتَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ كَانَ فِي أَكْفَائِكَ مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ تَمَجَّدُ بِهِ فِي الصِّهْرِ، وَتَسْتَنْجِبُهُ فِي اَلْوَلَدِ، فَلَا لِنَفْسِكَ نَظَرْتَ، وَلَا عَلَى وُلْدِكَ أَبْقَيْتَ، وَالسَّلَامُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام: «أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تُعَنِّفُنِي بِتَزْوِيجي مَوْلَاتِي، وَتَزْعُمُ أَنَّهُ كَانَ فِي نِسَاءِ قُرَيْشٍ مَنْ أَتَحَجَّدُ بِهِ فِي الصِّهْرِ ، وَأَسْتَنْجِبُهُ
ص: 274
فِي الْوَلَدِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مُرْتَقَى فِي تَجْدِ، وَلَا مُسْتَزَادٌ فِي كَرَمِ، وَإِنَّمَا كَانَتْ مِلْكَ يَمِينِي خَرَجَتْ مَتَى أَرَادَ اللَّهُ عزّ و جلّ مِنِّي بِأَمْرٍ أَلْتَمِسُ بِهِ ثُوَابَهُ، ثُمَّ اِرْتَجَعْتُهَا عَلَى سُنَّةٍ، وَمَنْ كَانَ زَكِيَّا فِي دِينِ الله فَلَيْسَ يُخِلٌ بِهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ، وَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ الْخَسِيسَةَ، وَتَمَّمَ بِهِ النَّقِيصَةَ، وَأَذْهَبَ اللُّؤْمَ، فَلَا لُوْمَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ، إِنَّمَا اللُّؤْمُ لُؤْمُ اَلْجَاهِلِيَّةِ، وَالسَّلَامُ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ رَمَى بِهِ إِلَى ابْنِهِ سُلَيْمَانَ، فَقَرَأَهُ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَشَدَّ مَا فَخَرَ عَلَيْكَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لَا تَقُلْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ أَلْسَنُ بَنِي هَاشِمِ الَّتِي تَفْلِقُ اَلصَّخْرَ، وَتَغْرِفُ مِنْ بَحْرِ، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام يَا بُنَيَّ يَرْتَفِعُ مِنْ حَيْثُ يَتَّضِعُ النَّاسُ (1).
612/3147] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَتَزَوَّجُ فِيكُمْ وَأُزَوِّجُكُمْ إِلَّا فَاطِمَةَ علیها السلام فَإِنَّ
تَزْوِيجَهَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ» (2).
62/3148] قَالَ علیه السلام: «لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ فَاطِمَةَ لِعَلِيِّ علیهما السلام ما
كَانَ لَهَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كُفْوٌ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ» (3).
633149] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَوْ لَا أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لِفَاطِمَةَ علیها السلام مَا كَانَ لَهَا كُفْرٌ عَلَى ظَهْر اَلْأَرْضِ» (4) .
ص: 275
[64/31501] عَنْ عَلىِّ علیه السلام، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ فَزَوِّجُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ).
[3151/ 65] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ شَارِبُ اَلْخَمْرِ أَهْلاً أَنْ يُزَوَّجَ،
وَأَنْ يُؤْتَمَنَ عَلَى أَمَانَةٍ لِقَوْلِهِ: «وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ» [النساء: 5] »(1).
[ 66/31521] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّ لِي قَرَابَةٌ قَدْ خَطَبَ إِلَيَّ، وَفِي خُلْقِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ: «لَا تُزَوِّجْهُ إِنْ كَانَ سَيِّئَ الْخُلُق »(2)
[3153/ 67] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
المؤمنين علیه السلام: «إِيَّاكُمْ وَتَزْوِيحَ الْحَمْقَاءِ، فَإِنَّ صُحْبَتَهَا بَلَاءٌ، وَوُلْدَهَا ضِيَاعٌ »(3).
[3154/ 68] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «جَاءَتِ لا، اِمْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَنْزِلِ حَفْصَةَ، وَالمَرْأَةٌ مُتَلَبِّسَةٌ مُتَمَشَّطَةٌ، فَدَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ المرأة لا تخطبُ الزَّوْجَ، وَأَنَا امْرَأَةٌ أَيَمٌ لَا زَوْجَ فِي مُنذُ دَهْرٍ، وَلَا وَلَدَ، فَهَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ، فَإِنْ تَكُ فَقَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ إِنْ قَبِلْتَنِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْراً وَدَعَا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا أُخْتَ اَلْأَنْصَارِ، جَزَاكُمُ اللهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ خَيْرًا، فَقَدْ نَصَرَنِي
ص: 276
رِجَالُكُمْ، وَرَغِبَتْ فِيَّ نِسَاؤُكُمْ، فَقَالَتْ لَهَا حَفْصَةُ : مَا أَقَلَّ حَيَاءَكِ وَأَجْرَأَكِ وَأَنْهَمَكِ لِلرِّجَالِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كُفِّي عَنْهَا يَا حَفْصَةُ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِي رَسُولِ الله فَلْمْتِهَا وَعَيَّبْتِهَا، ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: اِنْصَرِ فِي رَحِمَكِ اللَّهُ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَكِ الْجَنَّةَ لِرَغْبَتِكِ فِيَّ، وَتَعَرُّضِكِ مَحَبَّتِي وَسُرُورِي، وَسَيَأْتِيكِ أَمْرِي إِنْ شَاءَ اللهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزّ و جلّ : « وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ(50)» [الأحزاب: 50]»، قَالَ: «فَأَحَلَّ اللَّهُ عزّ و جلّ هِبَةَ المَرْأَةِ نَفْسَهَا لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وَلَا يَحِلُّ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ »(1)
[69/3155] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْسَنِ مُوسَىٰ علیه السلام لِأَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ فِي كِتَابِهِ بِالطَّلَاقِ، وَأَكَّدَ فِيهِ بِشَاهِدَيْنِ، وَلَمْ يَرْضَ بِهَا إِلَّا عَدْلَيْنِ، وَأَمَرَ فِي كِتَابِهِ بِالتَّزْوِيجِ، وَأَهْمَلَهُ بِلَا شُهُودٍ، فَأَثْبَتُمْ شَاهِدَيْنِ فِيمَا أَهْمَلَ، وَأَبْطَلْتُمْ الشَّاهِدَيْنِ فِيمَا أَكَدَ »(2).
[70/3156] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُنْكِحْ أَحَدُكُمُ ابْنَتَهُ حَتَّى يَسْتَأْمِرَهَا فِي نَفْسِهَا، فَهِيَ أَعْلَمُ بِنَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ أَوْ بَكَتْ أَوْ ضَحِكَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ أَبَتْ لَمْ يُزَوِّجْهَا »(3).
ص: 277
[3157/ 71] لَمَّا وَرَدَ سَبْيُ الْفُرْسِ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْعَ اَلنِّسَاءِ، وَأَنْ يَجْعَلَ الرِّجَالَ عَبِيداً، فَمَنَعَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَأَعْتَقَ نَصِيبَهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ اَلصَّحَابَةُ وَهَبُوا أَنْصِبَاءَهُمْ، فَقَبِلَ وَأَعْتَقَهُمْ جَمِيعاً، ثُمَّ قَالَ علیه السلام: «هَؤُلَاءِ لَا يُكْرَهْنَ عَلَى التَّزْوِيج وَلَكِنْ يُخَيَّرْنَ»، فَلَما خُيّرَتْ شَهْرَبَانُويَهُ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ تَخْتَارِينَ مَنْ خُطَّابِكَ، وَهَلْ أَنْتِ مِمَّنْ يُرِيدُ بَعْلاً؟ فَسَكَتَتْ، فَقَالَ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «قَدْ أَرَادَتْ، وَبَقِيَ الْاِخْتِيَارُ»، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا عِلْمُكَ بِإِرَادَتِهَا
الْبَعْلَ؟ قَالَ : «إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَتَتْهُ كَرِيمَةٌ قَوْمٍ لَا وَلِيَّ لَهَا وَقَدْ
خُطِبَتْ يَأْمُرُ أَنْ يُقَالَ لَهَا : أَنْتِ رَاضِيَةٌ بِالْبَعْلِ؟ فَإِنِ اسْتَحْيَتْ وَسَكَتَتْ جَعَلَ إِذْنَهَا صَمْتَهَا وَأَمَرَ بِتَزْوِيجِهَا، وَإِنْ قَالَتْ: لَا ، لَمْ تُكْرَهُ عَلَى مَا تَخْتَارُهُ»(1).
[72/3158] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ نَا، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لَا سَهَرَ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : مُتَهَجِّدِ بِالْقُرْآنِ، أَوْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ،
أَوْ عَرُوسِ تُهْدَىٰ إِلَى زَوْجِهَا »(2).
[3159/ 73 ]رُوِيَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ مِنْ عَلِىِّ علیهما السلام أَتَاهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: إِنَّكَ زَوَّجْتَ عَلِيًّا بِمَهْرٍ خَسِيسٍ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا أَنَا زَوَّجْتُ عَلِيًّا، وَلَكِنَّ اللهَ عزّو جلّ زَوَّجَهُ لَيْلَةٌ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى أَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَى السِّدْرَةِ أَنِ انْتُرِي، فَتَثَرَتِ الدُّرَّ
ص: 278
وَالْجُوْهَرَ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ، فَهُنَّ يَتَهَادَيْنَهُ وَيَتَفَاخَرْنَ بِهِ، وَيَقُلْنَ: هَذَا مِنْ نُثَارِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الزِّفَافِ أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِبَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، وَثَنَى عَلَيْهَا قَطِيفَةً، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام: ارْكَبى» ، وَأَمَرَ سَلْمَانَ اللهِ أَنْ يَقُودَهَا،
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسُوقُهَا ، فَبَيْنَا هُوَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذْ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجْبَةٌ، فَإِذَا هُوَ بِجَبْرَئِيلَ علیه السلام في سَبْعِينَ أَلْفاً، وَمِيكَائِيلَ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَهْبَطَكُمْ إِلَى الْأَرْضِ؟»، قَالُوا: جِئْنَا نَزُقُ فَاطِمَةَ علیها السلام إِلَى زَوْجِهَا، وَكَبَّرَ جَبْرَئِيلُ علیه السلام، وَكَبَّرَ مِيكَائِيلُ علیه السلام، وَكَبَّرَتِ المَلَائِكَةُ، وَكَبَّرَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَوُضِعَ التَّكْبِيرُ عَلَى الْعَرَائِسِ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ » (1).
[ 74/3160 ]عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیهما السلام، قَالَ: «لَا زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٌّ علیهما السلام نَزَلَ جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ، وَنَزَلَ مَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، قَالَ: «فَقُدِّمَتْ بَغْلَهُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ذَلُولٌ وَعَلَيْهَا شَمْلَةٌ، فَأَمْسَكَ جَبْرَئِيلُ بِاللُّجَامِ، وَأَمْسَكَ إِسْرَافِيلُ بِالرِّكَابِ، وَأَمْسَكَ مِيكَائِيلُ بِالتَّفَرِ، وَرَسُولُ الله لا يُسَوِّي عَلَيْهَا ثِيَابَهَا ، فَكَبَّرَ جَبْرَئِيلُ، وَكَبَّرَ إِسْرَافِيلُ، وَكَبَّرَ مِيكَائِيلُ، فَكَبَّرَتِ المَلَائِكَةُ، وَجَرَتْ السُّنَّةُ بِالتَّكْبِيرِ فِي الزِّفَافِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (2).
[ 75/3161 ]عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَوْصَى رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ ، إِذَا دَخَلَتِ الْعَرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّيْهَا
ص: 279
حِينَ تَجْلِسُ، وَاغْسِلْ رِجْلَيْهَا، وَصُبَّ المَاءَ مِنْ بَابِ دَارِكَ إِلَى أَقْصَى دَارِكَ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ دَارِكَ سَبْعِينَ أَلْفَ لَوْنِ مِنَ الْفَقْرِ، وَأَدْخَلَ فِيهَا سَبْعِينَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ الْبَرَكَةِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ سَبْعِينَ رَحْمَةٍ تُرَفْرِفُ عَلَى رَأْسِ الْعَرُوسِ حَتَّى تَنَالَ بَرَكَتُهَا كُلَّ زَاوِيَةٍ فِي بَيْتِكَ، وَتَأْمَنَ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ أَنْ يُصِيبَهَا مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ »(1) .
[ 76/3162] قَوْلُهُ : إِنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَ الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ: عِنْدَ الْعَطْسَةِ وَعِنْدَ الذَّبِيحَةِ وَعِنْدَ الْجَمَاعِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «مَا هُمْ وَيْلَهُمْ نَافَقُوا لَعَنَهُمُ اللهُ »(2).
[77/3163] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَأْتِي أَهْلَهُ فَتَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهِ، فَلَوْ أَصَابَتْ زِنْجِيَّا لَتَشَبَّثَتْ بِهِ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَكُنْ بَيْنَهُمَا مُدَاعَبَةٌ، فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِلْأَمْرِ » (3).
[3164/ 78] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «الْخَيْرَاتُ اَلْحِسَانُ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا،
وَهُنَّ أَجْمَلُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ »(4)
ص: 280
[79/3165 ]عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ الرَّبَعِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام، قَالَ : قِيلَ لَهُ: مَا بَالُ الْمُؤْمِنِ أَحَدَّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: «لِأَنَّ عِزَّ الْقُرْآنِ فِي قَلْبِهِ، وَحَضَ الْإِيمَانِ فِي صَدْرِهِ، وَهُوَ عَبْدٌ مُطِيعٌ الله، وَلِرَسُولِهِ مُصَدِّقٌ، قِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُ اَلْمُؤْمِنِ قَدْ يَكُونُ أَشَحَ شَيْءٍ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ يَكْسِبُ الرِّزْقَ مِنْ حِلَّهِ، وَمَطْلَبُ الْحَلَالِ عَزِيزٌ فَلَا يُحِبُّ أَنْ يُفَارِقَهُ شَيْتُهُ مَا يَعْلَمُ مِنْ عِزَّةِ مَطْلَبِهِ، وَإِنْ هُوَ سَخَتْ نَفْسُهُ لَمْ يَضَعْهُ إِلَّا فِي مَوْضِعِهِ، قِيلَ لَهُ: فَمَا بَالُ الْمُؤْمِنِ قَدْ يَكُونُ أَنْكَحَ شَيْءٍ؟ قَالَ: «حِفْظِهِ فَرْجَهُ عَنْ فُرُوجِ لَا تَحِلُّ لَهُ، وَلِكَيْلَا تَمِيلَ بِهِ شَهْوَتُهُ هَكَذَا وَلَا هَكَذَا، فَإِذَا ظَفِرَ بِالْحَلَالِ اكْتَفَى بِهِ وَاسْتَغْنَىٰ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ »(1) .
[3166/ 80 ]عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «فِي كُلِّ شَيْءٍ إِسْرَافٌ إِلَّا فِي النِّسَاءِ، قَالَ اللهُ: « فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ(3)»[النساء: 3]، وَقَالَ: وَأَحَلَّ لَكُمْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»(2).
[ 81/3167] فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِمائَةِ عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ اِمْرَأَةَ تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ عِنْدَ أَهْلِهِ مِثْلَ مَا رَأَى، وَلَا يَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ عَلَى قَلْبِهِ سَبِيلاً، وَلِيَصْرِفْ بَصَرَهُ عَنْهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيَحْمَدُ اللهَ كَثِيراً، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، ثُمَّ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهُ يُبيحُ لَهُ بِرَأْفَتِهِ مَا يُغْنِيهِ»(3).
ص: 281
[82/3168] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّ اِمْرَأَةَ سَأَلَتْهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله
مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ فَقَالَ: «أَنْ لَا تَتَصَدَّقَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَمَنَعَهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ فَتَبٍ، وَلَا تَصُومَ يَوْماً تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الْأَرْضِ وَمَلَائِكَةُ الْغَضَبِ وَمَلَائِكَةُ الرِّضَا»، قَالَتْ: فَمَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَقًّا عَلَى الرَّجُل؟ قَالَ: وَالِدَاهُ، قَالَتْ: فَمَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَقًّا عَلَى المَرْأَةِ؟ قَالَ: «زَوْجُهَا»، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا لِي مِنَ الحَقُّ مِثْلُ الَّذِي لَهُ؟ قَالَ: «لَا، وَلَا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ وَاحِدٌ، وَلَوْ كُنْتُ أَمَرْتُ أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ اَلَمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا »(1) .
[ 3169 / 83 ]عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا عَرَفَتِ المَرْأَةُ رَبَّهَا، وَآمَنَتْ بِهِ وَبِرَسُولِهِ، وَعَرَفَتْ فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهَا، وَصَلَّتْ خَمْساً، وَصَامَتْ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَأَحْصَنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
شَاءَتْ »(2) .
[ 84/3170] عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام، قَالَ: «وَنَهَى أَنْ تَخْرُجَ اَلمَرْأَةٌ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا، فَإِنْ خَرَجَتْ لَعَنَهَا كُلُّ مَلَكِ فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ شَيْءٍ تَمَرُّ عَلَيْهِ مِنَ الْجِنَّ وَالْإِنْسِ حَتَّىٰ تَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهَا » (3).
11 / 85 عَنْ أَبي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: خَطَبَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ : يَا مَعَاشِرَ النِّسَاءِ ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيكُنَّ وَلَوْ
ص: 282
بِتَمْرَةٍ وَلَوْ بِشِقٌ تَمرَةٍ، فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ، إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَةَ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ لَهَا عَقْلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ نَحْنُ الْأُمَّهَاتُ اَلْحَامِلَاتُ المُرْضِعَاتُ؟ أَلَيْسَ مِنَّا الْبَنَاتُ الْمُقِيمَاتُ، وَالْأَخَوَاتُ الْمُشْفِقَاتُ؟ فَرَقَّ لَهَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ مُرْضِعَاتٌ رَحِيَمَاتٌ، لَوْ لَا مَا يَأْتِينَ إِلَى بُعُولَتِهِنَّ مَا دَخَلَتْ مُصَلِّيَةٌ مِنْهُنَّ النَّارَ»(1).
[ 86/3172 ]عَنْ جَابِرٍ اَلْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى ظَهْرِ المَدِينَةِ عَلَى جَمَل عَارِي الْحِسْمِ، فَمَرَّ بِالنِّسَاءِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِنَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعَاشِرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَطِعْنَ أَزْوَاجَكُنَّ، فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ فِي النَّارِ، فَلَمَّا سَمِعْنَ ذَلِكَ بَكَيْنَ، ثُمَّ قَامَتْ إِلَيْهِ اِمْرَأَةٌ مِنْهُنَّ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، فِي النَّارِ مَعَ الْكُفَّارِ؟ وَالله مَا نَحْنُ بِكُفَّارٍ فَنَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم: إِنَّكُنَّ كَافِرَاتٌ بِحَقِّ أَزْوَاجِكُنَّ »(2).
[87/3173] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم في جَوَابِ امْرَأَةٍ سَأَلَتْهُ: مَا بَالُ اَلَمَرْأَتَيْنِ
بِرَجُلٍ فِي الشَّهَادَةِ وَالمِيرَاتِ ؟ قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «إِنَّكُنَّ نَاقِصَاتُ الدِّينِ وَالْعَقْلِ»، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا ؟ قَالَ: «إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَقْعُدُ نِصْفَ دَهْرِهَا لَا تُصَلِّي بِحَيْضِ، وَإِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ النِّعْمَةَ، تَمَكُثُ إِحْدَاكُنَّ عِنْدَ الرَّجُلِ عَشْرَ سِنِينَ فَصَاعِداً يُحْسِنُ إِلَيْهَا، وَيُنْعِمُ عَلَيْهَا ، فَإِذَا ضَاقَتْ يَدُهُ يَوْماً، أَوْ خَاصَمَهَا قَالَتْ لَهُ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ النِّسَاءِ هَذَا خُلُقُهَا فَالَّذِي يُصِيبُهَا مِنْ هَذَا النُّقْصَانِ مِحِنَةٌ عَلَيْهَا وَتَصْبِرَ فَيُعْظِمَ اللَّهُ ثَوَابَهَا، فَأَبْشِرِي»، ثُمَّ قَالَ
ص: 283
لَهَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا مِنْ رَجُلٍ رَدِيٌّ إِلَّا وَالمَرْأَةُ الرَّدِيَّةُ أَرْدَى مِنْهُ، وَلَا مِن امْرَأَةٍ
صَالِحِةٍ إِلَّا وَالرَّجُلُ الصَّالِحُ أَفْضَلُ مِنْهَا»(1).
[3174/ 88] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهُ صلی الله علیه و آله وسلم خَرَجَ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ، فَعَهِدَ إِلَى امْرَأَتِهِ عَهْداً
أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا حَتَّى يَقْدَمَ»، قَالَ: «وَإِنَّ أَبَاهَا مَرِضَ، فَبَعَثَتِ المَرْأَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ وَعَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْ بَيْتِي حَتَّىٰ يَقْدَمَ، وَإِنَّ أَبِي مَرِضَ، فَتَأْمُرُنِي أَنْ أَعُودَهُ؟ فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : لَا ، إِجْلِسِي فِي بَيْتِكِ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ»، قَالَ: «فَتَقُلَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ ثَانِياً بِذَلِكَ، فَقَالَتْ: فَتَأْمُرُنِي أَنْ أَعُودَهُ؟ فَقَالَ: اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ، قَالَ: فَمَاتَ أَبُوهَا ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ: إِنَّ أَبِي قَدْ مَاتَ، فَتَأْمُرُنِي أَنْ أُصَلِّي عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: لَا، اِجْلِسِي فِي بَيْتِكِ، وَأَطِيعِي زَوْجَكِ»، قَالَ: «فَدُفِنَ الرَّجُلُ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكِ وَلِأَبِيكِ بِطَاعَتِكِ لِزَوْجِكِ »(2).
[ 3175 / 89] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: لَا تُؤَدِّي اَلمَرْأَةُ حَقَّ اللَّهِ عزّ و جلّ حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ
زَوْجِهَا »(3).
[90/3176] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا يَحِلُّ لِاِمْرَأَةٍ أَنْ تَنَامَ حَتَّى تَعْرِضَ : نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا، تَخْلَعَ ثِيَابَهَا، وَتَدْخُلَ مَعَهُ فِي حَافِهِ، فَتُلْزِقَ جِلْدَهَا بِجِلْدِهِ، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ فَقَدْ عَرَضَتْ نَفْسَهَا »(4).
[91/3177] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
لِلنِّسَاءِ: لَا تُطَوِّلْنَ صَلَاتَكُنَّ لِتَمْنَعْنَ أَزْوَاجَكُنَّ »(5) .
ص: 284
[ 92/3178] عَنْ ضُرَيْسِ الْكُنَاسِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اِمْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم لِبَعْضِ الْحَاجَةِ، فَقَالَ لَهَا: لَعَلَّكِ مِنَ الْمُسَوَّفَاتِ، قَالَتْ: وَمَا المُسَوَّفَاتُ، يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : اَلمَرْأَةُ الَّتِي يَدْعُوهَا زَوْجُهَا لِبَعْضِ الْحَاجَةِ، فَلَا تَزَالُ تُسَوِّفُهُ حَتَّى يَنْعُسَ زَوْجُهَا وَيَنَامَ، فَتِلْكَ لَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنْهَا حَتَّىٰ
يَسْتَيْقِظَ زَوْجُهَا »(1) .
[ 93/3179 ]قَالَ اَلْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ: كَرِهَ الْقَزَعَ فِي رُءُوسِ الصِّبْيَانِ، وَذَكَرَ أَنَّ الْقَزَعَ أَنْ يُخْلَقَ الرَّأْسُ إِلَّا قَلِيلاً، وَيُتْرَكَ وَسَطُ الرَّأْس ، تُسَمَّى الْقَزَعَةَ(2) .
[94/3980] قَوْلُهُ علیه السلام : «لَا تَحْلِقُوا الصَّبْيَانَ الْقَزَعَ، وَالْقَزَعُ أَنْ يَحْلِقَ
مَوْضِعاً وَيَتْرُكَ مَوْضِعاً »(3).
[95/3181 ]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لِيَتَهَيَّاْ
أَحَدُكُمْ لِزَوْجَتِهِ كَمَا تَتَهَيَّأُ زَوْجَتُهُ لَهُ، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: «يَعْنِي
يَتَهَيَّأُ بِالنَّظَافَةِ»(4).
ص: 285
[3182/96] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ: «حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى المَرْأَةِ إنَارَةُ السِّرَاج، وَإِصْلَاحُ الطَّعَامِ، وَأَنْ تَسْتَقْبِلَهُ عِنْدَ بَابِ بَيْتِهَا فَتُرَحْبَ بِهِ، وَأَنْ تُقَدِّمَ إِلَيْهِ الطَّشْتَ وَالمَنْدِيلَ، وَأَنْ تُوَضْتَهُ، وَأَنْ لَا تَمتَعَهُ نَفْسَهَا إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ»(1).
[97/3183] قَالَ علیه السلام : «المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ غَيْرِ صَالِحٍ،
وَأَيُّهَا امْرَأَةٍ خَدَمَتْ زَوْجَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أَغْلَقَ اللَّهُ عَنْهَا سَبْعَةَ أَبْوَابِ النَّارِ، وَفَتَحَ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ اَلْجَنَّةِ تَدْخُلُ مِنْ أَيّهَا شَاءَتْ»(2)
[18/3184] عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ المَرْأَةِ المُغَاضِبَةِ زَوْجَهَا، هَلْ لَهَا صَلَاةٌ أَوْ مَا حَاهَا؟ قَالَ: «لَا تَزَالُ عَاصِيَةٌ حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا » (3).
[99/3185] جَمِيلُ بْنُ دَرَّاجِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّهَا امْرَأَةٍ
قَالَتْ لِزَوْجِهَا: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِنْ وَجْهَكَ خَيْراً، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهَا »(4) .
[100/3186] عَنِ الثَّالِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: النَّاجِي مِنَ الرِّجَالِ قَلِيلٌ، وَمِنَ النِّسَاءِ أَقَلُّ وَأَفَلُ، قِيلَ: وَلِمٍ، يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: لِأَنَّهُنَّ كَافِرَاتُ الْغَضَبِ، مُؤْمِنَاتُ الرِّضَا»(5).
ص: 286
[101/3187] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ، وَأَنَا
خَيْرُكُمْ لِيَسَانِي»(1).
[ 102/3188] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «عِيَالُ الرَّجُلِ أَسَرَاؤُهُ، وَأَحَبُّ الْعِبَادِ
إلى الله عزّو جلّ أَحْسَنُهُمْ صُنْعاً إلى أسرائيه»(2).
[ 103/3189] قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام: «عِيَالُ الرَّجُلِ أَسَرَاؤُهُ، فَمَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُسَرَائِهِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَوْشَكَ أَنْ
تَزُولَ تِلْكَ النِّعْمَةُ » (3).
[ 319 / 104] عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
: «إِنَّمَا المَرْأَةُ لُعْبَةٌ، فَمَنِ اتَّخَذَهَا فَلَا يُضَيَّعْهَا»(4).
[105/3191] عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: « أَيَضْرِبُ أَحَدُكُمُ المَرْأَةَ ثُمَّ يَظُلُّ مُعَانِقَهَا ؟»(5) .
[ 106/3192] عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اِتَّقُوا
اللَّهَ فِي الضَّعِيفَيْنِ، يَعْنِي بِذَلِكَ الْيَتِيمَ وَالنِّسَاءَ»(6).
[1931/ 107] قَوْلُهُ علیه السلام : «وَأَمَّا حَقُّ الزَّوْجَةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عزّو جلّ
ص: 287
جَعَلَهَا لَكَ سَكَناً وَأُنْساً، فَتَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عزّو جلّ عَلَيْكَ فَتُكْرِمَهَا، وَتَرْفُقَ بِهَا، وَإِنْ كَانَ حَقُكَ عَلَيْهَا أَوْجَبَ فَإِنَّ لَهَا عَلَيْكَ أَنْ تَرْحَمَهَا لِأَنَّهَا أَسِيرُكَ، وَتُطْعِمَهَا وَتَكْسُوَهَا، وَإِذَا جَهِلَتْ عَفَوْتَ عَنْهَا »(1).
[3194/ 108] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «فِي رِسَالَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام إِلَى الْحَسَنِ علیه السلام : لَا تُلكِ المَرْأَةَ مِنَ الْأَمْرِ مَا يُجَاوِزُ نَفْسَهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ أَنْعَمُ لِحَالِهَا، وَأَرْخَى لِبَالِهَا ، وَأَدْوَمُ لجَمَاهَا، فَإِنَّ المَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ، وَلَا تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا ، وَأغْضُضْ بَصَرَهَا بِسِتْرِكَ، وَاكْفُفْهَا بِحِجَابِكَ ، وَلَا تُطْمِعْهَا أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا فَيَمِيلَ عَلَيْكَ مَنْ شَفَعَتْ لَهُ عَلَيْكَ مَعَهَا،
وَاسْتَبْقِ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةٌ فَإِنَّ إِمْسَاكَكَ نَفْسَكَ عَنْهُنَّ وَهُنَّ يَرَيْنَ أَنَّكَ ذُو اِقْتِدَارٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَرَيْنَ مِنْكَ حَالاً عَلَى إِنْكِسَارٍ »(2).
[109/3195] عَنْ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام شَكَا إِلَى اللَّه عزّو جلّ مَا يَلْقَى مِنْ سُوءٍ خُلْقِ سَارَةَ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: إِنَّمَا مَثَلُ
المَرْأَةِ مَثَلُ الضّلْعِ الْمُعْوَجِ إِنْ أَقَمْتَهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتُهُ اسْتَمْتَعْتَ بِهِ، اصْبِرْ عَلَيْهَا»(3).
[110/3196] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «أَغْلَبُ
الْأَعْدَاءِ لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَةُ السَّوْءِ، وَقَالَ علیه السلام : «لَوْ لَا اَلنِّسَاءُ لَعُبِدَ اللهُ حَقًّا حَقًّا »(4).
ص: 288
[111/3197] عَنْ أَبِي عَليٍّ الْوَاسِطِيُّ، رَفَعَهُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: إِنَّ الَمَرْأَةَ إِذَا كَبِرَتْ ذَهَبَ خَيْرُ شَطْرَيْهَا وَبَقِيَ شَرُّهُمَا، ذَهَبَ جَمَالُهَا، وَعَقِمَ رَحِمُهَا،
وَاحْتَدَّ لِسَانُهَا »(1).
[112/3198] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ( صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ): «كُلّ اِمْرِئٍ تُدَبَّرُهُ
اِمْرَأَةٌ فَهُوَ مَلْعُونٌ» (2).
[ 113/319 ]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي أَيُّ شَيْءٍ خَيْرٌ لِلنِّسَاءِ؟ فَعَيِينَا بِذَلِكَ كُلُّنَا حَتَّى تَفَرَّقْنَا، فَرَجَعْتُ إِلَى فَاطِمَةَ علیها السلام، فَأَخْبَرْتُهَا الَّذِي قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا عَلِمَهُ وَلَا عَرَفَهُ، فَقَالَتْ: وَلَكِنِّي أَعْرِفُهُ، خَيْرٌ لِلنِّسَاءِ أَنْ لَا يَرَيْنَ الرِّجَالَ وَلَا يَرَاهُنَّ الرِّجَالُ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَأَلْتَنَا أَيُّ شَيْءٍ خَيْرٌ لِلنِّسَاءِ؟ وَخَيْرٌ هُنَّ أَنْ لَا يَرَيْنَ الرِّجَالَ وَلَا يَرَاهُنَّ الرِّجَالُ، قَالَ: مَنْ أَخْبَرَكَ فَلَمْ تَعْلَمْهُ وَأَنْتَ عِنْدِي؟ قُلْتُ: فَاطِمَةُ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَقَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي »(3).
[ 114/3200] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «لَيْسَ الْغَيْرَةُ إِلَّا لِلرِّجَالِ، وَأَمَّا اَلنِّسَاءُ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُنَّ حَسَدٌ
ص: 289
وَالْغَيْرَةُ لِلرِّجَالِ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا زَوْجَهَا وَأَحَلَّ لِلرِّجَالِ أَرْبَعاً، وَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ أَنْ يَبْتَلِيَهُنَّ بِالْغَيْرَةِ وَيُحِلَّ لِلرِّجَالِ مَعَهَا ثَلاثاً »(1).
[3201 / 115 ]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ : غَيْرَةُ الرَّجُل إِيمَانُ»، وَقَالَ: غَيْرَةُ المَرْأَةِ عُدْوَانٌ» (2).
[ 3202 / 116 ] عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نُبِّثْتُ أَنَّ نِسَاءَكُمْ يُدَافِعْنَ الرِّجَالَ فِي الطَّرِيقِ، أَمَا تَسْتَحُونَ؟»، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ: «أَمَا
تَسْتَحُونَ وَلَا تَغَارُونَ؟ نِسَاؤُكُمْ يَخْرُجْنَ إِلَى اَلْأَسْوَاقِ يُزَاحِمْنَ الْعُلُوجَ»(3).
[3203/117] إِنَّ أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَالَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى اَلْحَسَنِ علیه السلام:
«إِيَّاكَ وَالتَّغَائِرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ الْغَيْرَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ مِنْهُنَّ إِلَى السَّقَم، فَإِنْ رَأَيْتَ عَيْباً فَعَجِّل النَّكِيرَ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، فَإِنْ
وَلَكِنْ أَحْكِمْ ) تَعَيَّنْتَ مِنْهُنَّ الرَّيْبَ فَيُعَظَّمُ الذَّنْبُ وَيُهوَّنُ الْعَتَبُ »(4) .
[118/3204] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ رَفَعَهُ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَاعِدٌ إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي فَجَرْتُ
ص: 290
فَطَهِّرْنِي، قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ يَعْدُو فِي أَثَرِهَا، وَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْباً، فَقَالَ: «مَا هِيَ مِنْكَ؟»، فَقَالَ: صَاحِبَتِي يَا رَسُولَ الله خَلَوْتُ بِجَارِيَتِي، فَصَنَعَتْ مَا تَرَى، فَقَالَ: «ضُمَّهَا
إِلَيْكَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْغَيْرَاءَ لَا و أَعْلَى الْوَادِي مِنْ أَسْفَلِهِ»(1).
[119/3205] عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام : «غَيْرَةُ النِّسَاءِ اَلْحَسَدُ، وَاَحْسَدُ هُوَ أَصْلُ الْكُفْرِ، إِنَّ النِّسَاءَ إِذَا غِرْنَ غَضِبْنَ، وَإِذَا غَضِبْنَ كَفَرْنَ. إِلَّا الْمُسْلِمَاتُ مِنْهُنَّ »(2).
[120/3206 ] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «غَيْرَةُ المَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغَيْرَةُ الرَّجُلِ إِيمَانُ »(3).
[121/3207] عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «النَّظَرُ سَهُمْ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، وَكَمْ مِنْ نَظْرَةٍ أَوْرَثَتْ حَسْرَةً طَوِيلَةٌ »(4).
[3208 / 122 ]عَنْ عُقْبَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام : «النَّظْرَةُ سَهُمْ مِنْ
سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ مَنْ تَرَكَهَا اللهُ عزّو جلّ لَا لِغَيْرِهِ أَعْقَبَهُ اللَّهُ إِيمَاناً يَجِدُ طَعْمَهُ »(5).
[ 123/3209] عَنِ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى مَحَاسِنِ النِّسَاءِ سَهْمُ
مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ، فَمَنْ تَرَكَهُ أَذَاقَهُ اللَّهُ طَعْمَ عِبَادَةٍ تَسُرُّهُ»(6) .
ص: 291
[3210 / 124] عَنْ عَلَيَّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ تَمَرُّ بِهِ المَرْأَةُ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، قَالَ: «أَوَّلُ نَظْرَةٍ لَكَ، وَالثَّانِيَةُ عَلَيْكَ لَا لَكَ، وَالنَّظْرَةُ الثَّالِثَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَنْ تَرَكَهَا اللَّهُ لَا لِغَيْرِهِ أَعْقَبَهُ اللَّهُ إِيمَاناً يَجِدُ طَعْمَهُ »(1) .
[3211/ 125] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام :« مَنْ نَظَرَ إِلَى اِمْرَأَةٍ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى
السَّمَاءِ أَوْ غَمَّضَ بَصَرَهُ لَمْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ بَصَرُهُ حَتَّى يُزَوِّجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْحُورِ
الْعِينِ»(2).
[126/3212] عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَا يَأْمَنُ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ
فِي أَدْبَارِ النِّسَاءِ أَنْ يُبْتَلَوْا بِذَلِكَ فِي نِسَائِهِمْ »(3).
[3213/ 127] قَالَ أَبُو بَصِيرِ لِلصَّادِقِ علیه السلام : الرَّجُلُ تَمرُّ بِهِ المَرْأَةُ فَيَنْظُرُ إِلَى خَلْفِهَا، قَالَ: «أَيَسُرُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُنْظَرَ إِلَى أَهْلِهِ وَذَاتِ قَرَابَتِهِ؟»، قُلْتُ: لَا ، قَالَ:
فَارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَاهُ لِنَفْسِكَ »(4).
[3214 / 128] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِنَّ مُوسَى كَلِيمُ الله حَيْثُ سَقَى « لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)»، وَاللَّهُ مَا سَأَلَ اللَّهَ إِلَّا خُبْزاً يَأْكُلُهُ، لأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ الْأَرْضِ، وَلَقَدْ رَأَوْا خُضْرَةَ الْبَقْلِ فِي صِفَاقِ بَطْنِهِ مِنْ هُزَالِهِ، فَلَمَّا رَجَعَنَا ابْنَتَا شُعَيْبِ إِلَى شُعَيْبٍ، قَالَ لَهُمَا: أَسْرَعْتُها الرُّجُوعَ؟
ص: 292
فَأَخْبَرَنَاهُ بِقِصَّةِ مُوسَى علیه السلام وَلَمْ تَعْرِفَاهُ، فَقَالَ شُعَيْبٌ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ: اذْهَبِي إِلَيْهِ فَادْعِيهِ لِنَجْزِيَهُ أَجْرَ مَا سَقَى لَنَا، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ كَمَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى: «تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ »، فَقَالَتْ: «أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا»، فَقَامَ مُوسَى مَعَهَا وَمَشَتْ أَمَامَهُ، فَسَفَقَتْهَا الرِّيَاحُ فَبَانَ عَجُزُهَا، فَقَالَ لَهَا مُوسَى: تَأَخَّرِي وَذُلِّينِي عَلَى الطَّرِيقِ بِحَصَاةٍ تُلْقِيهَا أَمَامِي أَتْبَعُهَا ، فَأَنَا مِنْ قَوْم لَا يَنْظُرُونَ فِي أَدْبَارِ النِّسَاءِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى شُعَيْبِ قَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ، فَقَالَ لَهُ شُعَيْبٌ: « لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)»، قَالَتْ إِحْدَى بَنَاتِ شُعَيْبٍ: « يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)»، فَقَالَ لَهَا شُعَيْبٌ أَمَّا قُوَّتُهُ فَقَدْ عَرَفْتِيهِ أَنَّهُ يَسْتَقِي الدَّلْوَ وَحْدَهُ، فَبِمَ عَرَفْتِ أَمَانَتَهُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَمَّا قَالَ لِي تَأَخَّرِي عَنِّي وَدُلِّينِي عَلَى الطَّرِيقِ فَأَنَا مِنْ قَوْمِ لَا يَنْظُرُونَ فِي أَدْبَارِ النِّسَاءِ، عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ أَعْجَازَ النِّسَاءِ، فَهَذِهِ أَمَانَتُهُ، فَقَالَ لَهُ شُعَيْبٌ: « إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)»، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: « ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ (28)» أَيْ لَا سَبِيلَ عَلَيَّ إِنْ عَمِلْتُ عَشْرَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانَ سِنِينَ، فَقَالَ مُوسَى:«وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)» [ القصص : 24 - 28] »(1).
[12/3215] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم اِسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا أَعْمَىٰ فَحَجَبَتْهُ، فَقَالَ لَهَا
النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: لِمَ حَجَيْتِهِ وَهُوَ لَا يَرَاكِ؟»، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَانِي
وَهُوَ يَشَمُّ الرِّيحَ»، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم : «أَشْهَدُ أَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنِّي»(2).
فَأَنَا أَرَاهُ، وَهُو
ص: 293
130/32166] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ اِمْرَأَةً كُنْتُ أُعَلِّمُهَا الْقُرْآنَ، قَالَ: فَازَحْتُهَا بِشَيْءٍ، قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام،قَالَ: فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا بَصِيرٍ، أَيَّ شَيْءٍ قُلْتَ لِلْمَرْأَةِ؟»، قَالَ: قُلْتُ بِيَدِي هَكَذَا، وَغَطَّىٰ وَجْهَهُ،
قَالَ: فَقَالَ لِي: «لَا تَعُودَنَّ إِلَيْهَا »(1).
[ 3217 / 131] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَا تَبْدَءُوا النِّسَاءَ بِالسَّلَامِ، وَلَا تَدْعُوهُنَّ إِلَى الطَّعَامِ فَإِنَّ
النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم: قَالَ: اَلنِّسَاءُ عَيٌّ وَعَوْرَةٌ، فَاسْتُرُوا عَيَّهِنَّ بِالسُّكُوتِ، وَاسْتُرُوا
عَوْرَاتِهِنَّ بِالْبُيُوتِ»(2).
[ 3218 / 132 ]عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «لَمَّا دَعَا نُوحٌ علیه السلام رَبَّهُ عزّو جلّ عَلَى قَوْمِهِ أَتَاهُ إِبْلِيسُ (لَعَنَهُ اللَّهُ) فَقَالَ: يَا نُوحُ، إِنَّ لَكَ عِنْدِي يَداً أُرِيدُ أَنْ أُكَافِتَكَ عَلَيْهَا، فَقَالَ نُوحٌ : وَاللَّهُ إِنِّي لَبَغِيضُ إِلَيَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ عِنْدِي يَدٌ، فَمَا هِيَ؟ قَالَ: بَلَى، دَعَوْتَ اللهَ عَلَى قَوْمِكَ فَأَغْرَقْتَهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ أُغْوِيهِ، فَأَنَا مُسْتَرِيحٌ حَتَّىٰ يَنْشَأَ قَرْنُ آخَرُ فَأُغْوِيَهُمْ، فَقَالَ لَهُ نُوحٌ مَا الَّذِي تُرِيدُ أَنْ تُكَافِتَنِي بِهِ؟ قَالَ لَهُ: أَذْكُرْنِي فِي ثَلَاثَةِ
: مَوَاطِنَ فَإِنِّي أَقْرَبَ مَا أَكُونُ إِلَى الْعَبْدِ إِذَا كَانَ فِي إِحْدَاهُنَّ : أَذْكُرْنِي إِذَا غَضِبْتَ، وَاذْكُرْنِي إِذَا حَكَمْتَ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَاذْكُرْنِي إِذَا كُنْتَ مَعَ اِمْرَأَةٍ خَالِياً لَيْسَ مَعَكُما أَحَدٌ»(3) .
ص: 294
[133/3219] عَنْ نَجْمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ لِي: «يَا نَجْمُ، كُلُّكُمْ فِي الْجَنَّةِ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ مَا أَقْبَحَ بِالرَّجُلِ مِنْكُمْ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ قَذَ هَتَكَ سِتْرَهُ وَبَدَتْ عَوْرَتُهُ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنُ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِنْ لَمْ
يَحْفَظْ فَرْجَهُ وَبَطْنَهُ » (1) .
[134/3220] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ أَنْزَلَ حَوْرَاءَ مِنَ الْجِنَّةِ إِلَى آدَمَ، فَزَوَّجَهَا أَحَدَ ابْنَيْهِ، وَتَزَوَّجَ الْآخَرُ الْجِنَّ، فَوَلَدَتَا جَمِيعاً، فَمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ مِنْ جَمَالٍ وَحُسْنِ خُلُقٍ فَهُوَ مِنَ الْخَوْرَاءِ، وَمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ فَمِنْ بِنْتِ الْجَانٌ، وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ زَوَّجَ بَنِيهِ مِنْ بَنَاتِهِ (2) .
[135/3221] صَحِيفَةُ الرِّضَا علیه السلام : بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلَيَّ علیهما السلام، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اَلْحَسَنِ بْنِ عَلي علیهما السلام ، فَقَالَ: حَقٌّ مَا يَقُولُ اَلنَّاسُ: إِنَّ آدَمَ
عَلِيٌّ زَوَّجَ هَذِهِ الْبِنْتَ مِنْ هَذَا الإِبْنِ؟ فَقَالَ: حَاشَا اللهِ، كَانَ لَآدَمَ علیه السلام إِبْنَانِ وَهُمَا شِيثٌ وَعَبْدُ الله، فَأَخْرَجَ اللَّهُ لِشِيثٍ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَخْرَجَ لِعَبْدِ اللَّهِ اِمْرَأَةً مِنَ الجِنِّ، فَوُلِدَ هَذَا وَوُلِدَ لِذَلِكَ، فَمَا كَانَ مِنْ حُسْنٍ وَجَمَالٍ فَمِنْ وُلْدِ اَلْخَوْرَاءِ، وَمَا كَانَ مِنْ قُبْحِ وَبَذَاءِ فَمِنْ وُلْدِ الْجِنِّيَّةِ »(3).
[136/3222] عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ، وَقَدْ كَانَ
ص: 295
خَطَبَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم تَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي اِمْرَأَةٌ مُسِنَّةٌ، وَإِنَّ لِي عِبَالاً ، وَإِنِّي شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَمَّا قَوْلُكِ : إِنَّكِ مُسِنَّةٌ، فَأَنَا أَسَنُّ مِنْكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ : إِنَّ لَكِ عِيَالاً، فَعِيَالُكِ فِي عِيَالِ رَسُولِ اللهِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَسَوْفَ أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَدْفَعُهَا عَنْكِ، فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا وَدَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله مَا كَانَ مِمَّا قُلْتُ لَكَ كَثِيرُ شَيْءٍ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ ن أمر من الأمور لم أخبرك به.»(1)
[137/3223] عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينِ، قَالَ: سَأَلَ المَهْدِيُّ أَبَا اَلْحَسَنِ علیه السلام عَنِ الْخَمْرِ هَلْ هِيَ مُحَرَّمَةٌ فِي كِتَابِ الله عزّو جلّ؟ فَإِنَّ النَّاسَ إِنَّما يَعْرِفُونَ النَّهْيَ عَنْهَا
لا وَلَا يَعْرِفُونَ التَّحْرِيمَ لَهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام : «بَلْ هِيَ مُحَرَّمَةٌ فِي كِتَابِ الله عزّو جلّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ»، فَقَالَ لَهُ: فِي أَيِّ مَوْضِعِ هِيَ مُحَرَّمَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهُ (جَلَّ اِسْمُهُ) يَا أَبَا اَحْسَنِ؟ فَقَالَ: «قَوْلِ الله عزّو جلّ: «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (33)» [الأعراف: 33]، فَأَمَّا قَوْلُهُ:« مَا ظَهَرَ مِنْهَا »يَعْنِي الزِّنَا الْمُعْلَنَ، وَنَصْبَ الرَّايَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَرْفَعُهَا الْفَوَاجِرُ لِلْفَوَاحِشِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عزّو جلّ: «وَمَا بَطَنَ» يَعْنِي مَا نَكَحَ مِنَ الْآبَاءِ، لِأَنَّ النَّاسَ كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ زَوْجَةٌ وَمَاتَ عَنْهَا تَزَوَّجَهَا إِبْنُهُ مِنْ بَعْدِهِ إِذَا لَمْ تَكُنْ أُمَّهُ، فَحَرَّمَ اللهُ عزّو جلّ ذَلِكَ، وَأَمَّا الْإِثْمُ فَإِنَّهَا الْخَمْرَةُ بِعَيْنِهَا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لا فِي مَوْضِع آخَرَ : يَسْتَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمُ كَبِيرُ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ، فَأَمَّا الْإِثْمُ فِي كِتَابِ اللَّهُ فَهِيَ الْخَمْرَةُ وَالمَيْسِرُ، «وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ »:[البقرة: 219] كَما قَالَ اللهُ تَعَالَى»، قَالَ: فَقَالَ المَهْدِيُّ : يَا عَلِيَّ بْنَ يَقْطِينٍ، هَذِهِ
ص: 296
وَالله فَتْوَى هَاشِمِيَّةٌ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: صَدَقْتَ وَالله يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُخْرِجْ هَذَا الْعِلْمَ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، قَالَ: فَوَاللَّهُ مَا صَبَرَ الْمَهْدِيُّ أَنْ قَالَ لِي:
صَدَقْتَ، يَا رَافِضِي (1).
[3224/138] عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: «يَا أَبَا اَلْجَارُودِ، مَا يَقُولُونَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ علیهما السلام؟»، قُلْتُ : يُنْكِرُونَ عَلَيْهِمَا أَنهما إِبْنَا رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَ: «فَبِأَيِّ شَيْءٍ اِحْتَجَجْتُمْ عَلَيْهِمْ؟»، قُلْتُ: بِقَوْلِ اللهُ فِي عِيسَى:«وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ... (84)» إِلَى قَوْلِهِ : «كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)» [الأنعام: 4 و 85] ، فَجَعَلَ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ، وَاحْتَجَجْنَا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ (61)» [آل عمران: 61]، قَالَ: «فَأَيَّ شَيْءٍ قَالُوا؟»، قَالَ: قُلْتُ: قَالُوا: قَدْ يَكُونُ وَلَدُ الْبِنْتِ مِنَ الْوَلَدِ، وَلَا يَكُونُ مِنَ الصُّلْبِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام : «وَالله يَا أَبَا الْجَارُودِ لَأُعْطِيَنَكُمْ مِنْ كِتَابِ الله آيَةً تُسَمِّيهَا أَنَّهَا لصُلْبِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم لَا يَرُدُّهَا إِلَّا كَافِرٌ»، قَالَ: قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَأَيْنَ؟ قَالَ: حَيْثُ قَالَ اللهُ: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ (23)» إِلَى قَوْلِهِ: «وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُم (23)» [النساء: 23] فَسَلْهُمْ يَا أَبَا اَلْجَارُودِ هَلْ حَلَّ لِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم نِكَاحُ حَلِيلَتَيْهِمَا؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، فَكَذَبُوا وَالله وَفَجَرُوا، وَإِنْ قَالُوا: لَا ، فَهُمَا وَاللَّه اِبْنَا رَسُولِ الله لِصُلْبِهِ، وَمَا حَرُمْنَ عَلَيْهِ إِلَّا لِلصُّلْبِ »(2).
ص: 297
[139/3225 ]سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام فِي حَدِيثٍ: ثُمَّ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْفَاحِشَةِ المُبَيِّنَةِ الَّتِي إِذَا فَعَلَتِ
ا اَلَمَرْأَةُ ذَلِكَ يَجُوزُ لِبَعْلِهَا أَنْ يُخْرِجَهَا مِنْ بَيْتِهِ فِي أَيَّامٍ عِدَّتِهَا، فَقَالَ: «تِلْكَ الْفَاحِشَةُ اَلسَّحْقُ وَلَيْسَتْ بِالزِّنَا، فَإِنَّهَا إِذَا زَنَتْ يُقَامُ عَلَيْهَا الْخَدُّ، وَلَيْسَ لَنْ أَرَادَ تَزْوِيجَهَا أَنْ يَمْتَنِعَ مِنَ الْعَقْدِ عَلَيْهَا لِأَجْلِ اَلْحَدِّ الَّذِي أُقِيمَ عَلَيْهَا، وَأَمَّا إِذَا سَاحَقَتْ فَيَجِبُ عَلَيْهَا الرَّجْمُ، وَالرَّجْمُ هُوَ اَلْخِزْيُّ، وَمَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِرَجْمِهَا فَقَدْ أَخْزَاهَا فَلَيْسَ لِأَحَدٍ
أَنْ يَقْرَبَهَا » (1).
***
ص: 298
ص: 299
ص: 300
[1/3226 ]عَنِ الْفَضْلِ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام يَقُولُ: «بَلَغَ عُمَرَ
أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عُمَرَ حَرَّمَ الْمُتْعَةَ، فَأَرْسَلَ فُلاناً قَدْ سَمَّاهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْهُمْ أَنِّي لَمْ أُحَرِّمْهَا، وَلَيْسَ لِعُمَرَ أَنْ يُحَرِّمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ، وَلَكِنْ عُمَرُ قَدْ نَهَى عَنْهَا »(1) .
[2/3227] عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «اَلْمُتْعَةُ نَزَلَ بِهَا
الْقُرْآنُ، وَجَرَتْ بِهَا السُّنَّةُ مِنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم»(2).
[3/3228 ]عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ
اَلْكُوفِيِّينَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام فِي قَوْلِ الله : «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا (2)» [فاطر: 2]، قَالَ: «وَالْمُتْعَةُ [ مِنْ ] ذَلِكَ» (3).
[3229 / 4] رَوَى جَمِيلُ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا قَالَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنَّهُ يَدْخُلُنِي مِنَ الْمُتْعَةِ شَيْءٌ، فَقَدْ حَلَفْتُ أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ مُتْعَةً أَبَداً، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِنَّكَ إِذَا لَمْ تُطِعِ اللَّهَ فَقَدْ عَصَيْتَهُ »(4).
[ 5/3230] عَنْ أَبِي هَارُونَ المَكْفُوفِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو عَبْدِ الله علیه السلام :
ص: 301
« أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ قَائِدٌ، يَا أَبَا هَارُونَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: فَأَعْطَانِي ثَلَاثِينَ دِينَاراً، فَقَالَ: «اِشْتَرِ خَادِماً كَسُومِيَّا»، فَاشْتَرَاهُ، فَلَمَّا أَنْ حَجَّ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ قَائِدَكَ، يَا أَبَا هَارُونَ؟»، فَقَالَ: خَيْراً، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرِينَ دِينَاراً، فَقَالَ: «اِشْتَرِ جَارِيَةً شَبَانِيَّةٌ، فَإِنَّ أَوْلَادَهُنَّ قُرَّةٌ»، فَاشْتَرَيْتُ جَارِيَةً شَبَانِيَّةٌ ، فَزَوَّجْتُهَا مِنْهُ ، فَأَصَبْتُ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَهْدَيْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ إِلَى بَعْضٍ وُلْدِ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ ثَوَابِي مِنْهَا الْجَنَّةَ، وَبَقِيَتْ بِنْتَانِ مَا
يشرف بين ألوفٌ(1).
[ 3231 / 6] جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَلَيَّ علیه السلام ، فَقَالَتْ:
مَا تَرَىٰ أَصْلَحَكَ اللَّهُ *** وَأَثْرَى لَكَ أَهْلاً
فِي فَتَاةٍ ذَاتِ بَعْل *** أَصْبَحَتْ تَطْلُبُ بَعْلاً
بَعْدَ إِذْنٍ مِنْ أَبِيهَا *** أَتَرَىٰ ذَلِكَ حِلًّا
فَأَنْكَرَ ذَلِكَ السَّامِعُونَ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «أَحْصِرِينِي بَعْلَكِ»، فَأَحْضَرَتْهُ، فَأَمَرَهُ بِطَلَاقِهَا، فَفَعَلَ وَلَمْ يَحْتَجَّ لِنَفْسِهِ بِشَيْءٍ، فَقَالَ علیه السلام: «إِنَّهُ عِنِّينٌ»، فَأَقرَّ الرَّجُلُ بِذَلِكَ، فَأَنْكَحَهَا رَجُلاً مِنْ غَيْرِ أَنْ تَقْضِيَ عِدَّةٌ(2).
[ 7/3232]إِنَّ رَجُلاً أَقْبَلَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَعَهُ امْرَأَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
اَلْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي تَزَوَّجْتُ اِمْرَأَةٌ عَذْرَاءَ، فَدَخَلْتُ بِهَا، فَوَجَدْتُهَا غَيْرَ عَذْرَاءَ، فَقَالَ:
ص: 302
وَيْحَكَ إِنَّ الْعُذْرَةَ تَذْهَبُ مِنَ الْوَثْبَةِ، وَالْقَفْزَةِ، وَالْخَيْضِ، وَالْوُضُوءِ، وَطُولِ
اَلتَّعَنُسِ» (1).
[3233/8 ] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «قَالَ أَي مَا زَوَّجَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم سَائِرَ بَنَاتِهِ، وَلَا تَزَوَّجَ شَيْئاً مِنْ نِسَائِهِ عَلَى أَكْثَرَ مِن اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةٌ وَنَسٍ، اَلْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ، وَالنَّشُ عِشْرُونَ
در هما» (2).
[3234 /9] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ صَدَاقُ النِّسَاءِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وُقِيَّةٌ وَنَشَّا قِيمَتُهَا مِنَ الْوَرِقِ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَم»(3) .
[10/3235 ]اَلْمُقْنِعُ : إِذَا تَزَوَّجْتَ فَانْظُرْ أَنْ لَا يُجَاوِزَ مَهْرُهَا مَهْرَ اَلسُّنَّةِ، وَهِيَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَعَلَى هَذَا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم نِسَاءَهُ، وَعَلَيْهِ زَوَّجَ بَنَاتِهِ، وَصَارَ مَهْرُ اَلسُّنَّةِ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَم لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْجَبَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُكَبَّرَهُ مُؤْمِنٌ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ، وَلَا يُسَبِّحَهُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ ، وَلَا يُحَمدَهُ مِائَةَ تَحْمِيدَةٍ، وَلَا يُهَلِّلَهُ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، وَلَا يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَقُولَ: اللهم مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، إِلَّا زَوَّجَهُ اللَّهُ حَوْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَجَعَلَ ذَلِكَ مَهْرَهَا(4).
[ 11/3236 ] رُوِيَ: «مِنْ بَرَكَةِ المَرْأَةِ قِلَّةَ مَهْرِهَا، وَمِنْ شُؤْمِهَا كَثْرَةَ مَهْرِهَا»(5).
ص: 303
[3237/ 12] عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام ، قَالَ: تَذَاكَرُوا السُّؤْمَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «اَلسُّوْمُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي المَرْأَةِ، وَالدَّابَّةِ، وَالدَّارِ، فَأَمَّا شُومُ المَرْأَةِ فَكَثْرَةُ مَهْرِهَا وَعُقُوقُ زَوْجِهَا، وَأَمَّا الدَّابَّةُ فَسُوءُ خُلُقِهَا وَمَنْعُهَا ظَهْرَهَا، وَأَمَّا اَلدَّارُ فَضِيقُ سَاحَتِهَا وَشَرُّ جِيرَانِهَا وَكَثْرَةُ عُيُوبِهَا (1) .
[13/3238] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الَمَرْأَةَ وَيَدْخُلُ بِهَا ثُمَّ تَدَّعِي عَلَيْهِ مَهْرَهَا، فَقَالَ: «إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَدْ هَدَمَ
اَلْعَاجِلَ »(2).
[3239 / 14] قَالَ علیه السلام : «أَيُّهَا امْرَأَةٍ وَهَبَتْ مَهْرَهَا لِبَعْلِهَا فَلَهَا بِكُلِّ مِثْقَالِ
ذَهَبٍ كَأَجْرِ عِتْقِ رَقَبَةٍ » (3).
[15/3240] ثَلَاثُ مِنَ النِّسَاءِ يَرْفَعُ اللَّهُ عَنْهُنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ، وَيَكُونُ حْشَرُهُنَّ مَعَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم : اِمْرَأَةٌ صَبَرَتْ عَلَى غَيْرَةِ زَوْجِهَا، وَامْرَأَةٌ صَبَرَتْ عَلَى سُوءِ خُلْقِ زَوْجِهَا، وَامْرَأَةٌ وَهَبَتْ صَدَاقَهَا لِزَوْجِهَا، يُعْطِي اللَّهُ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٌ، وَيَكْتُبُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عِبَادَةَ سَنَةٍ »(4)
[16/3241] عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اِشْتَكَى رَجُلٌ إِلَى
ص: 304
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، فَقَالَ لَهُ: سَلْ مِنْ اِمْرَأَتِكَ دِرْهَماً مِنْ صَدَاقِهَا، فَاشْتَرِ بِهِ عَسَلاً، فَاشْرَبْهُ بِمَاءِ السَّمَاءِ، فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ ، فَبَرَأَ، فَسُئِلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:«ً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)» [النساء: 4]
وَقَالَ: «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (69)» [النحل: 69] وَقَالَ: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبارَكاً [ق: 9]، فَاجْتَمَعَ أَهْنِيءُ وَالمَرِي وَالْبَرَكَةُ وَالشَّفَاءُ، فَرَجَوْتُ بِذَلِكَ الْبُرْءَ»(1)
[3242/17] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «أَيَعْجِرُ أَحَدُكُمْ إِذَا مَرِضَ أَنْ يَسْأَلَ اِمْرَأَتَهُ فَتَهَبَ لَهُ مِنْ مَهْرِهَا دِرْهَماً فَيَشْتَرِيَ بِهِ عَسَلاً فَيَشْرَبَهُ بِمَاءِ السَّمَاءِ؟ فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَقُولُ فِي اَلَمَهْرِ: « فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)»[النساء : 4]، وَيَقُولُ فِي الْعَسَلِ «فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (69)»[النحل: 69]، وَيَقُولُ فِي مَاءِ السَّمَاءِ: «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا (9)» [ق: 9] »(2).
[3243/ 18 ]عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام فِي قَوْلِ الله عزّو جلّ: «ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)» [الأحزاب: 49]، قَالَ مَتَّعُوهُنَّ جَمَلُوهُنَّ مِمَّا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ مَعْرُوفٍ، فَإِنَّهُنَّ يَرْجِعْنَ بِكَآبَةٍ وَخَشْيَةٍ وَهَمْ عَظِيمٍ وَشَمَاتَةٍ مِنْ أَعْدَائِهِنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يَسْتَحِي وَيُحِبُّ أَهْلَ الْحَيَاءِ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ أَشَدُّكُمْ إِكْرَاماً لِحَلَائِلِهِمْ»(3) .
ص: 305
[19/3244 ]اَلْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ تَحْتَ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمْرَأَتَانِ تَمِيمِيَّةٌ وَجُعْفِيَّةٌ، فَطَلَّقَهُمَا جَمِيعاً، وَبَعَثَنِي إِلَيْهِمَا وَقَالَ: «أَخْبِرْهُمَا فَلْيَعْتَدَّا، وَأَخْبِرْنِي بِمَا تَقُولَانِ، وَمَتِّعْهُمَا الْعَشَرَةَ آلَافٍ وَكُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْعَسَل وَالسَّمْنِ»، فَأَتَيْتُ الجُعْفِيَّةَ، فَقُلْتُ: اِعْتَدِّي، فَتَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَتْ: مَتَاعٌ قَلِيلٌ مِنْ حَبِيبٍ مُفَارِقٍ، وَأَمَّا التَّمِيمِيَّةُ فَلَمْ تَدْرِ مَا اِعْتَدَّتْ حَتَّى قَالَ لَهَا اَلنِّسَاءُ فَسَكَتَتْ، فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الْجُعْفِيَّةِ، فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كُنْتُ
مُرَاجِعاً لِاِمْرَأَةٍ لَرَاجَعْتُهَا »(1) .
[20/3245] عَنْ نُوحٍ بْنِ شُعَيْبِ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَا: سَأَلَ اِبْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ هِشَامَ بْنَ اَلْحَكَم فَقَالَ لَهُ: أَلَيْسَ اللهُ حَكِيماً؟ قَالَ: بَلَى، وَهُوَ أَحْكَمُ اَلْحَاكِمِينَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عزّو جلّ: « فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً (3)» [النساء: 3] ، أَلَيْسَ هَذَا فَرْضاً؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عزّو جلّ: «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ (129)» [النساء: 129]، أَيُّ حَكِيمٍ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا؟ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ جَوَابٌ، فَرَحَلَ إِلَى المَدِينَةِ إِلَى أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَقَالَ: «يَا هِشَامُ، فِي غَيْرِ وَقْتِ حَجٌ وَلَا عُمْرَةٍ، قَالَ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، لِأَمْرٍ أَهَمَّنِي، إِنَّ اِبْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ سَأَلَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي فِيهَا شَيْءٌ، قَالَ: «وَمَا هِيَ؟»، قَالَ: فَأَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «أَمَّا قَوْلُهُ عزّو جلّ: « فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً(3)»يَعْنِي فِي النَّفَقَةِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ
ص: 306
فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ (129)»، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ هِشَامٌ بِهَذَا الْجَوَابِ وَأَخْبَرَهُ قَالَ : وَالله مَا هَذَا مِنْ عِنْدِكَ (1).
[21/3246] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم: «وَمَنْ مَشَى فِي إِصْلَاحٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله حَقًّا، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا وَكَلِمَةٍ فِي ذَلِكَ عِبَادَةٌ سَنَةٍ قِيَا لَيْلُهَا وَصِيَام نَهَارُهَا »(2).
[3247/22 ] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا لَقِيَ يُوسُفُ أَخَاهُ قَالَ: يَا أَخِي كَيْفَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَزَوَّجَ النِّسَاءَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي، قَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ تُنْقِلُ الْأَرْضَ بِالتَّسْبِيح
فَافْعَلْ»(3).
[23/3248] رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بِئْسَ الشَّيْءُ الْوَلَدُ، إِنْ
عَاشَ كَدَّنِي، وَإِنْ مَاتَ هَدَّنِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ زَيْنَ الْعَابِدِينَ علیه السلام ، فَقَالَ: «كَذَبَ وَاللَّه، نِعْمَ الشَّيْءُ اَلْوَلَدُ إِنْ عَاشَ فَدَعَاءُ حَاضِرٌ ، وَإِنْ مَاتَ فَشَفِيعٌ سَابِقٌ »(4)
[24/3249] عَنْ عِيسَى بْنِ صَبِيحٍ، قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِيُّ علیه السلام
ص: 307
عَلَيْنَا الْخَبْسَ، وَكُنْتُ بِهِ عَارِفاً، فَقَالَ لِي: لَكَ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةٌ وَشَهْرٌ وَيَوْمَانِ»، وَكَانَ مَعِي كِتَابُ دُعَاءِ عَلَيْهِ تَارِيخُ مَوْلِدِي، وَإِنِّي نَظَرْتُ فِيهِ، فَكَانَ كَمَا قَالَ، وَقَالَ: «هَلْ رُزِقْتَ وَلَداً؟»، قُلْتُ: لَا ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ وَلَداً يَكُونُ لَهُ عَضُداً، فَنِعْمَ الْعَضْدُ الْوَلَدُ»، ثُمَّ تَممَّلَ علیه السلام :
مَنْ كَانَ ذَا عَضُدِ يُدْرِكُ ظُلَامَتَهُ *** إِنَّ النَّلِيلَ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ عَضُدٌ
قُلْتُ: أَلَكَ وَلَدٌ؟ قَالَ: «إِي وَالله سَيَكُونُ لِي وَلَدٌ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً
وَعَدْلاً، فَأَمَّا الْآنَ فَلَا، ثُمَّ تَقَبَّلَ :
لَعَلَّكَ يَوْماً أَنْ تَرَانِي كَأَنَّها *** ينِي حَوَالَي الْأَسودُ اللوايد
فَإِنَّ تَمِيماً قَبْلَ أَنْ يَلِدَ الْحَصَى *** أَقَامَ زَمَاناً وَهُوَ فِي النَّاسِ وَاحِدٌ(1)
3250 / 25] عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اَلْوَلَدُ الصَّالِحُ رَيْحَانَةٌ مِنَ الله قَسَمَهَا بَيْنَ عِبَادِهِ، وَإِنَّ رَيْحَانَتَيَّ مِنَ الدُّنْيَا اَلْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، سَمَّيْتُهُمَا بِاسْمِ سِبْطَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ شَبَّراً
وَشَبيراً »(2)
[26/3251] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ علیه السلام بِقَبْرِ يُعَذِّبُ صَاحِبُهُ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ مِنْ قَابِلِ
فَإِذَا هُوَ لَا يُعَذِّبُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، مَرَرْتُ بِهَذَا الْقَبْرِ عَامَ أَوَّلَ فَكَانَ يُعَذِّبُ، وَمَرَرْتُ بِهِ الْعَامَ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ يُعَذِّبُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ،
ص: 308
فَأَصْلَحَ طَرِيقاً، وَآوَى يَتِيماً، فَلِهَذَا غَفَرْتُ لَهُ بِمَا فَعَلَ إِبْنْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: مِيرَاثُ الله عزّ و جلّ مِنْ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَلَدٌ يَعْبُدُهُ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام آيَةَ زَكَرِيَّا علیه السلام: «هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5)» «يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)»[مريم: 5 و 6] (1)
[3252/ 27] رُوِيَ أَنَّ مَنْ مَاتَ بِلَا خَلَفٍ فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ فِي النَّاسِ، وَمَنْ
مَاتَ وَلَهُ خَلَفٌ فَكَأَنْ لَمْ يَمُتْ (2).
[3253/ 28 ]عَنْ عَبْدِ الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
اَلْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي المَرَضِ يُصِيبُ الصَّبِيَّ ، فَقَالَ: «كَفَّارَةٌ لِوَالِدَيْهِ »(3).
[3254/ 29] عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُسَاوِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام : يَا رَبِّ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: حُبُّ اَلْأَطْفَالِ، فَإِنِّي فَطَرْتُهُمْ عَلَى تَوْحِيدِي، فَإِنْ أَمَتُهُمْ أَدْخَلْتُهُمْ
بِرَحْمَتِي جَنَّتِي »(4).
[ 30/3255] عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام : إِنِّي اِجْتَنَبْتُ طَلَبَ الْوَلَدِ مُنْذُ خَمْسِ سِنِينَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلِي كَرِهَتْ ذَلِكَ وَقَالَتْ: إِنَّهُ
ص: 309
يَشْتَدُّ عَلَيَّ تَرْبِيتُهُمْ لِقِلَّةِ الشَّيْءِ، فَما تَرَى؟ فَكَتَبَ علیه السلام إِلَيَّ: «أَطْلُبِ اَلْوَلَدَ فَإِنَّ
الله عزّو جلّ يَرْزُقُهُمْ »(1).
[31/3256] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم: وَلَلْمَوْلُودُ مِنْ أُمَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْسُ »(2)..
[32/3257] قَوْلُهُ صلی الله علیه و آله وسلم: تَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ غَداً فِي الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ السِّقْطَ لَيَجي مُبْطِنَاً عَلَى بَاب الجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُل الجنَّةَ، فَيَقُولُ: لا حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوَايَ اَلْجَنَّةَ قَيْلي »(3).
[33/3258] قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ علیهما السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: «قُلْ فِي طَلَبِ لا اَلْوَلَدِ: رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي فِي حَيَاتِي، وَيَسْتَغْفِرُ لِي بَعْدَ مَوْتِي، وَاجْعَلْهُ خَلَفاً سَوِيًّا، وَلَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيباً، اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، سَبْعِينَ مَرَّةً فَإِنَّهُ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ رَزَقَهُ اللَّهُ مَا تَمَنَّى مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ وَمِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: « اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)»«يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)» «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)»[نوح: . [نوح: 10 - 12 ] » (4)
[34/3259] عَنِ الْحَارِثِ النَّصْرِيِّ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام :
إِنِّي مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ قَدِ انْقَرَضُوا وَلَيْسَ لي وَلَدٌ، قَالَ: «أَدْعُ وَأَنْتَ سَاجِدٌ:
ص: 310
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي، رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ
سَمِيعُ الدَّعَاءِ، رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ .
فَوُلِدَ لِي عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ (1) .
الْوَارِثِينَ، قَالَ: فَفَعَلْتُ،
[3260/ 35] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ: «إِذَا أَرَدْتَ الْوَلَدَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءاً سَابِعَاً، وَصَلَّ رَكْعَتَيْنِ وَحَسِّنْهُمَا، وَأَسْجُدْ بَعْدَهُمَا سَجْدَةً، وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِحْدَىٰ وَسَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ تَغَشَّ اِمْرَأَتَكَ وَقُلِ: اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِي وَلَداً لأُسَمِّيَهُ بِاسْمِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وسلم. ، فَإِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَلَا تَشُكٍّ فِي ذَلِكَ، فَإِنِّي أَمَرْتُكَ بِالطَّهُورِ وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: «وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)» [البقرة: 222] ، وَأَمَرْتُكَ بالصَّلَاةِ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ إِذَا رَآهُ سَاجِداً وَرَاكِعاً، وَأَمَرْتُكَ بِالاِسْتِغْفَارِ وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)» «يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)» «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ (12)» [نوح: وَقَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ ( ص 295 / ح 1014 / 2 )، عن من لا يحضره الفقيه ( ج 3 /ص 474 / ح 4660 ) .«إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (80)» [التوبة: 80] ، فَأَمَرْتُكَ أَنْ تَزِيدَ عَلَى السَّبْعِينَ» (2).
[3261 / 36] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ بَعْضٍ أَصْحَابِهِ، قَالَ : شَكَا اَلْأَبْرَشُ الْكَلْبِيُّ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ لَا يُولَدُ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: عَلَّمْنِي شَيْئاً، قَالَ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَوْ فِي كُلٌّ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: « اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ...(10)» إِلَى قَوْلِهِ: «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ (12)»[نوح : 10 - 12] »(3) .
ص: 311
[ 3262/ 37 ]عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الْوَلَدُ الْبَنَاتُ مُلْطِفَاتٌ مُجُهَزَاتٌ مُؤْنِسَاتٌ مُبَارَكَاتٌ مُفَلِّيَاتٌ »(1).
بيان مفلّيات أي يُفلين الشعر، وهو ما كان قديماً طريقة لتنظيف الشعر مما
يعلق به من حشرات وغيرها.
[38/3263] عَنْ حُذَيْفَةَ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُ
أَوْلَادِكُمُ الْبَنَاتُ »(2).
[3264/39 ] عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ وَجَبَتْ لَهُ ،اَلْجَنَّةُ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَاثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: وَاثْنَتَيْنِ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله وَوَاحِدَةً؟ فَقَالَ: وَوَاحِدَةٌ»(3).
[40/3265] قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ عَالَ [ثَلَاثَ] بَنَاتٍ أَوْ مِثْلَهُنَّ مِنَ الْأَخَوَاتِ وَصَبَرَ عَلَى إِيوَائِهِنَّ حَتَّى يَبِنَّ (يَأْتِينَ )إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ أَوْ يَمُتْنَ فَيَصِرْنَ إِلَى اَلْقُبُورِ كُنْتُ أَنا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ – وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى -»، فَقُلْتُ (فَقِيلَ): يَا رَسُولَ الله وَاثْنَتَيْنِ؟ وذكر نحوه (4).
ثواب إدخال السرور على النساء
[3266 / 41] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام ،
ص: 312
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْإِنَاثِ أَرْأَفُ مِنْهُ عَلَى الذُّكُورِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يُدْخِلُ فَرْحَةً عَلَى امْرَأَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا حُرْمَةٌ إِلَّا فَرَّحَهُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ » (1).
[ 3267 / 42] عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رضی الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ دَخَلَ اَلسُّوقَ فَاشْتَرَى تُحْفَةٌ فَحَمَلَهَا إِلَى عِبَالِهِ كَانَ كَحَامِل صَدَقَةٍ إِلَى قَوْمٍ تَحَاوِيجَ، وَلْيَبْدَأُ بِالْإِنَاثِ قَبْلَ الذُكُورِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَرَّحَ ابْنَتَهُ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ، وَمَنْ أَقَرَّ عَيْنِ ابْنِ فَكَأَنَّهَا بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله أَدْخَلَهُ اللهُ جَنَّاتِ النَّعِيمِ»(2).
[43/3268] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم
إِذَا بُشِّرَ بِجَارِيَةٍ قَالَ: رَيْحَانَةٌ، وَرِزْقُهَا عَلَى الله » (3)
[44/3269] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه علیه السلام ، قَالَ: «الْبَنُونَ
نَعِيمٌ وَالْبَنَاتُ حَسَنَاتٌ، وَاللهُ يَسْأَلُ عَنِ النَّعِيمِ وَيُثِيبُ عَلَى اَلْحَسَنَاتِ»(4) .
[ 3270/ 45] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ اللَّحْمِيُّ، قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا جَارِيَةٌ، فَدَخَلَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، فَرَآهُ مُتَسَخّطاً، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَيْكَ أَنْ أَخْتَارُ لَكَ أَوْ تَخْتَارُ لِنَفْسِكَ مَا كُنْتَ تَقُولُ؟»، قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ: يَا رَبِّ، تَخْتَارُ لِي، قَالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ قَدِ
اِخْتَارَ لَكَ»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْغُلَامَ الَّذِي قَتَلَهُ الْعَالِمُ الَّذِي كَانَ مَعَ مُوسَىٰ علیه السلام
ص: 313
وَهُوَ قَوْلُ الله عزّو جلّ: «فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)» [الكهف: 81] ، أَبْدَهَا اللَّهُ بِهِ جَارِيَةٌ وَلَدَتْ سَبْعِينَ نَبِيًّا » (1).
[46/3271] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَنَظَرَ إِلَى غُلَامٍ جَمِيلٍ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَبُو هَذَا الْغُلَامِ آكِلْ السَّفَرْجَلَ، الْبَرْقِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَحْزَازِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: نَظَرَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام إِلَى غُلَامٍ وَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ: «السَّفَرْجَلُ يُحسِّنُ الْوَجْهَ، وَيَجُمُ
اَلْفُؤَادَ» (2).
[3272 /47] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : «خَيْرُ تُمُورِكُمُ الْبَرْنِيُّ ، فَأَطْعِمُوهُ نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ تَخْرُجْ أَوْلَادُكُمْ
زَكِيًّا حَلِيماً » (3).
[48/3273] عَنْ عَلِيِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَا اسْتَشْفَتْ النُّفَسَاءُ بِمِثْل أَكْل عَلِيِّ
اَلرُّطَب ، لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَطْعَمَهُ مَرْيَمَ جَنِيًّا فِي نِفَاسِهَا »(4).
[ 49/3274] عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَهَمَّ
ص: 314
بِرَجْمِهَا، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِنْ خَاصَمْتُكَ بِكِتَابِ اللَّهِ خَصَمْتُكَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: «وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا (15)»[الأحقاف: 15]، وَيَقُولُ جَلَّ قَائِلاً: «وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ (233)»[البقرة : 233] ، فَإِذَا تَمَتِ المَرْأَةُ الرَّضَاعَةَ سَنَتَيْنِ وَكَانَ حَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثِينَ شَهْراً كَانَ اَلْحَمْلُ مِنْهَا سِتَةَ أَشْهُرٍ ، فَخَلَّى عُمَرُ سَبِيلَ المَرْأَةِ، وَثَبَتَ اَلحُكْمُ بِذَلِكَ، فَعَمَلَ بِهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ وَمَنْ أَخَذَ عَنْهُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا (1) .
[50/3275] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرِ أَلْفَاشِمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ، مِنْ أَيْنَ جَاءَ لِوُلْدِ اَلْحُسَيْنِ الْفَضْلُ عَلَى وُلْدِ اَلحَسَن، وَهُمَا يَجْرِيَانِ فِي شَرَع وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: «لَا أَرَاكُمْ تَأْخُذُونَ بِهِ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَى محمَّد صلی الله علیه و آله وسلم وَمَا وُلِدَ اَلْحُسَيْنُ بَعْدُ أُمَّتُكَ مِنْ ، فَقَالَ: يُولَدُ لَكَ غَلَامٌ
بَعْدِكَ، فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ علیه السلام حَاجَةَ لِي فِيهِ، فَخَاطَبَهُ ثَلَاثَاً، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ جَبْرَئِيلَ علیه السلام يُخْبِرُنِي عَنِ الله عزّو جلّ أَنَّهُ يُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ،
وَ فَقَالَ: لَا حَاجَةً لِي فِيهِ يَا رَسُولَ الله فَخَاطَبَ عَلِيًّا علیه السلام ثَلَاثَاً، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ يَكُونُ فِيهِ وَفِي وُلْدِهِ الْإِمَامَةُ وَالْوِرَاثَةُ وَاخْزَانَةُ، فَأَرْسَلَ إِلَى فَاطِمَةَ علیها السلام أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِغُلَامٍ تَقْتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ يَا أَبَة، فَخَاطَبَهَا فِيهِ ثَلَاثَاً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهَا : لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْإِمَامَةُ وَالْوِرَاثَةُ وَالخِزَانَةُ، فَقَالَتْ لَهُ: رَضِيْتُ عَنِ الله عزّو جلّ، فَعَلِقَتْ وَحَمَلَتْ بِالْحُسَيْنِ، فَحَمَلَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ وَضَعَتْهُ، وَلَمْ يَعِشْ مَوْلُودٌ قَطُّ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ غَيْرُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ علیهما السلام ،
فَكَفَلَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ، وَكَانَ رَسُولُ الله يَأْتِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَيَضَعُ لِسَانَهُ فِي فَمِ
ص: 315
اَلحُسَيْنِ علیه السلام ، فَيَمَصُّهُ حَتَّى يَرْوَى، فَأَنْبَتَ اللهُ لَحْمَهُ مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم ، وَلَمْ يَرْضَعْ مِنْ فَاطِمَةَ يا وَلَا مِنْ غَيْرِهَا لَبَناً قَطُّ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: «وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي (15)»[الأحقاف: 15]، فَلَوْ قَالَ: أَصْلِحْ لِي ذُرِّيَّتِي كَانُوا كُلُّهُمْ أَئِمَّةً،
وَلَكِنْ خَصَّ هَكَذَا» (1).
[51/3276] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم:« مِنْ حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدَيْنِ يُحَدِّنُ
اِسْمَهُ، وَيُحَسنُ أَدَبَهُ »(2).
[3277 / 52 ]عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ
رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم يُغَيّرُ الْأَسْمَاءَ الْقَبِيحَةَ فِي الرِّجَالِ وَالْبُلْدَانِ» (3).
[3278 / 53 ]عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّا نُسَمِّي بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَيَنْفَعُنَا ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «إِي وَالله ، وَهَل اَلدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ؟ قَالَ اللَّهُ: « إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (31)» [آل عمران: 31] »(4).
ص: 316
[3279 / 54] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ
أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَا يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ إِلَّا سَمَّيْنَاهُ مُحَمَّداً، فَإِذَا مَضَتْ لَنَا سَبْعَةُ
أَيَّامٍ فَإِنْ شِتْنَا غَيَّرْنَا وَإِنْ شِئْنَا تَرَكْنَا »(1) .
[3280 / 55 ]عَنْ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهَا
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلَاثُ بَنِينَ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّداً فَقَدْ
جَفَانِي »(2).
[ 56/3281 ]عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «إِذَا سَمَّيْتُمُ الْوَلَدَ مُحَمَّداً فَأَكْرِمُوهُ، وَوَسْعُوا لَهُ المَجَالِسَ، وَلَا تُقَبِّحُوا لَهُ وَجْهَا، فَمَا مِنْ قَوْمٍ كَانَتْ هُمْ مَشُورَةٌ حَضَرَ مَعَهُمْ مَنِ اِسْمُهُ أَحْمَدُ أَوْ مُحَمَّدٌ فَأَدْخَلُوهُ فِي مَشُورَتِهِمْ إِلَّا خِيرَ هُمْ، وَمَا مِنْ مَائِدَةٍ نُصِبَتْ وَحَضَرَ عَلَيْهَا مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ أَوْ مُحَمَّدٌ إِلَّا قُدِّسَ ذَلِكَ الْبَيْتُ
في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ »(3).
[3282/ 57] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ:
سَمِعْتُ الرّضَا علیه السلام يَوْماً يُنْشِدُ - وَقَلِيلاً مَا كَانَ يُنْشِدُ - شِعْراً:
،
كُلُّنَا نَأْملُ مَدَّا فِي الْأَجَلْ *** وَالمَنَايَا هُنَّ آفَاتُ الْأَمَلْ
لَا تَغُرَّنَّكَ أَبَاطِيلُ المنى *** وَالْزَمِ الْقَصْدَ وَدَعْ عَنْكَ الْعِلَلْ
إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلُّ زَائِل *** حَلَّ فِيهِ رَاكِبٌ ثُمَّ رَحَل
ص: 317
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا أَعَزَّ اللَّهُ اَلْأَمِيرَ؟ فَقَالَ: «لِعِرَاقِيٌّ لَكُمْ»، قُلْتُ: أَنْشَدَنِيهِ أَبو الْعَتَاهِيَةِ لِنَفْسِهِ، فَقَالَ : هَاتِ اِسْمَهُ وَدَعْ عَنْكَ هَذَا، إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ:« وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ (11)» [الحجرات: 11]، وَلَعَلَّ الرَّجُلَ يَكْرَهُ هَذَا»(1).
عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ هَارُونَ الْعِجْيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ
الله علیه السلام يَقُولُ: «مَا أَظُنُّ أَحَداً يُحَنَّكُ بِمَاءِ الْفُرَاتِ إِلَّا أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَسَأَلَنِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَأَحْبَبْتُ أَنْ آتِيَهُ
طَرَفَيِ النَّهَارِ »(2).
[59/3284] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ علیه السلام إِذَا بُشِّرَ بِالْوَلَدِ لَمْ يَسْأَلُ أَذَكَرْ هُوَ أَمْ أُنْثَى حَتَّى يَقُولَ: «أَسَوِيٌّ؟»، فَإِنْ كَانَ سَوِيًّا قَالَ: «اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَخْلُقُ مِنِّي شَيْئاً مُشَوَّها» (3).
[60/3285] عَبْدُ اللَّهَ بْنُ سِنَانٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي حَدِيثٍ: «فَلَمَا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ علیهما السلام ، فَكَانَ يَوْمُ السَّابِع أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحُلِقَ رَأْسُهُ
لَنَا وَتُصُدِّقَ بِوَزْنِ شَعْرِهِ فِضَةٌ وَعُقَ عَنْهُ، ثُمَّ هَيَّأَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَلَفَّتْهُ فِي بُرْدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ثُمَّ أَقْبَلَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَ لَهَا صلی الله علیه و آله وسلم : مَرْحَباً بِالْحَامِلِ وَاَلَمَحْمُولِ يَا أُمَّ أَيْمَنَ، هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاكِ »(4).
ص: 318
[3286 / 61 ]عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم: أَنَّهُ عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ شَاةٌ، وَعَنِ الْحُسَيْنِ شَاةٌ، وَحَلَقَ رَأْسَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَوْمَ ذَلِكَ، وَهُوَ يَوْمُ سَابِعِهِ، وَقَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، تَصَدَّقِي بِوَزْنِ شَعْرِهِ ذَهَباً أَوْ فِضَّةٌ، فَوَزَنَتْ شَعْرَ الْحُسَيْنِ علیه السلام ، وَكَانَ فِيهِ وَزْنُ دِرْهَمٍ وَنِصْفٌ(1) .
[ 62/3287] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِدْرِيسَ صَاحِبِ نَفَقَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام ، قَالَ: وَجَّهَ إِلَيَّ مَوْلَانَا أَبُو مُحَمَّدِ علیه السلام بِكَبْشَيْنِ، وَقَالَ: «عُقَهُما عَنِ ابْنِيَ الْحُسَيْنِ وَكُلْ وَأَطْعِمْ إِخْوَانَكَ»، فَفَعَلْتُ، وَلَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «اَلَمَوْلُودُ الَّذِي وُلِدَ لِي مَاتَ»، ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيَّ بِأَرْبَعَةِ أَكْبُشِ، وَكَتَبَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، عُقٌّ هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَكْبُشِ عَنْ مَوْلَاكَ وَكُلْ هَنَّكَ اللهُ ، فَفَعَلْتُ وَلَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا اسْتَأْثَرَ اللهُ بِابْنَيَّ الْحُسَيْنِ وَمُوسَى لِوِلَادَةِ مُحَمَّدٍ مَهْدِيٍّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَالْفَرْجِ الْأَعْظَمِ»(2).
[ 3288 / 63] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام .
فَجَاءَهُ رَسُولُ عَمِّهِ عَبْدِ الله بْنِ عَلِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ: يَقُولُ لَكَ عَمُّكَ : إِنَّا طَلَبْنَا الْعَقِيقَةَ فَلَمْ نَجِدْهَا فَمَا تَرَىٰ نَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهَا ، فَقَالَ: «لَا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِطْعَامَ الطَّعَامِ وَإِرَاقَةَ
الدِّمَاءِ » (3).
[3289 / 64 ]عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «مَا مِنْ لَبَنِ يُرْضَعُ بِهِ الصَّبِيُّ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَيْهِ مِنْ لَبَنِ أُمِّهِ»(4).
[65/3290] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
ص: 319
إِسْحَاقَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ، قَالَتْ: نَظَرَ إِلَيَّ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام وَأَنَا أَرْضِعُ أَحَدَ بَنِيَّ مُحَمَّداً أَوْ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ إِسْحَاقَ، لَا تُرْضِعِيهِ مِنْ ثَدْيِ وَاحِدٍ وَأَرْضِعِيهِ مِنْ كِلَيْهِمَا يَكُونُ أَحَدُهُمَا طَعَاماً وَالْآخَرُ شَرَاباً » (1).
[ 3291 / 66] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «رَضَاعُ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ رَضَاعِ النَّاصِبِيَّةِ » (2).
[3292/ 67] عَنْ مَسْعَدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ يَقُولُ : لَا تَسْتَرْضِعُوا الْحَمْقَاءَ فَإِنَّ اللَّبَنَ يَغْلِبُ الطَّبَاعَ، وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : لَا تَسْتَرْضِعُوا الْحَمْقَاءَ فَإِنَّ الْوَلَدَ
يَشِبُّ عَلَيْهِ » (3).
[68/3293] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام :
اسْتَرْضِعْ لِوَلَدِكَ بِلَبَنِ اَلْحِسَانِ، وَإِيَّاكَ وَالْقِبَاحَ فَإِنَّ اللَّبَنَ قَدْ يُعْدِي » (4).
[69/3294] فِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم حَكَمَ فِي بِنْتِ حَمْزَةَ لِخَالَتِهَا دُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام وَجَعْفَرٍ، وَقَدْ طَلَبَاهَا لِأَنَّهَا إِبْنَةُ عَمِّهِمَا جَمِيعاً، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : «عِنْدِي بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَهِيَ أَحَقُّ بِهَا»، فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم»:
«اِدْفَعُوهَا إِلَى خَالَتِهَا فَإِنَّ الْخَالَةَ أُمْ »(5).
ص: 320
[70/3295] عَنْ يُونُسَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام، قَالَ: «دَعِ إِبْنَكَ
يَلْعَبُ سَبْعَ سِنِينَ، وَأَلْزِمْهُ نَفْسَكَ سَبْعاً، فَإِنْ أَفْلَحَ وَإِلَّا فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا خَيْرَ فِيهِ »(1).
[713296 ]عَنِ اَلسَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «رَحِمَ اللهُ وَالِدَيْنِ أَعَانَا وَلَدَهُمَا عَلَى بِرِّهِمَا»(2).
[3297/ 722] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَحَلِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أَحِبُّوا الصِّبْيَانَ وَارْحَمُوهُمْ، وَإِذَا وَعَدْتُمُوهُمْ شَيْئاً فَفُوا هُمْ
فَإنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ إِلَّا أَنَّكُمْ تَرْزُقُونَهُمْ »(3).
[73/3298] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «نَظَرُ
الْوَلَدِ إِلَى وَالِدَيْهِ حُبًّا هَمَا عِبَادَةٌ»(4).
[74/3299] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ:
(إِنَّ اللَّهَ لَيَرْحَمُ الْعَبْدَ لِشِدَّةِ حُبِّهِ لِوَلَدِهِ »(5).
[ 75/3300 ]عَنْ كُلَيْبِ الصَّيْدَاوِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام : «إِذَا وَعَدْتُمُ الصَّبْيَانَ فَفُوا لَهُمْ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّكُمُ الَّذِينَ تَرْزُقُونَهُمْ، إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ لَيْسَ يَغْضَبُ لِشَيْءٍ كَغَضَبِهِ لِلنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ» (6) .
ص: 321
[3301 / 76] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ قَبَّلَ وَلَدَهُ كَتَبَ اللهُ عزّو جلّ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ فَرَّحَهُ فَرَّحَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ عَلَّمَهُ الْقُرْآنَ دُعِيَ بِالْأَبَوَيْنِ فَيُكْسَيَانِ حُلَّتَيْنِ يُضِيءُ مِنْ نُورِهِمَا وجوه أهل الجنة »(1).
[77/3302] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَكْثِرُوا مِنْ قُبْلَةِ أَوْلَادِكُمْ، فَإِنَّ لَكُمْ
بِكُل قبلة دَرَجَةً فِي الجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَنَيْنِ خَمْسِيانَةِ عَام »(2).
[3303/ 78] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِ عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم فَقَالَ لَهُ: مَا قَبَّلْتُ صَبِيًّا قَطُّ، فَلَمَّا ولَى قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : هَذَا رَجُلٌ عِنْدِي أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»(3).
[79/3304] رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم قَبَّلَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ علیهما السلام ، فَقَالَ
اَلْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ : إِنَّ لِي عَشَرَةٌ مِنَ الْأَوْلَادِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِداً مِنْهُمْ، فَقَالَ: مَا عَلَيَّ
إِنْ نَزَعَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِنْكَ»(4).
[ 3305/80 ] قِيلَ : لَمَّا كَانَ الْعَبَّاسُ وَزَيْنَبُ وَلَدَيْ عَلِيِّ علیه السلام صَغِيرَيْنِ قَالَ عَلِيُّ علیه السلام لِلْعَبَّاسِ : «قُلْ وَاحِدٌ»، فَقَالَ: وَاحِدٌ، فَقَالَ: «قُل اِثْنَانِ»، قَالَ: أَسْتَحِي أَنْ أَقُولَ بِاللَّسَانِ الَّذِي قُلْتُ: وَاحِدٌ إِثْنَانِ، فَقَبَّلَ عَلِيُّ علیه السلام عَيْنَيْهِ، ثُمَّ اَلْتَفَتَ إِلَى زَيْنَبَ وَكَانَتْ عَلَى يَسَارِهِ وَالْعَبَّاسُ عَنْ فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَتُحِبُّنَا؟ قَالَ: نَعَمْ يَا بُنَيَّ، أَوْلَادُنَا أَكْبَادُنَا»، فَقَالَتْ: يَا أَبَتاهُ، حُبَّانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ الله وَحُبُّ الْأَوْلَادِ،
يَمِينِهِ،
ص: 322
وَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ لَنَا فَالشَّفَقَةُ لَنَا وَاَلْحُبُّ الله خَالِصاً، فَازْدَادَ عَلِىِّ علیه السلام بِهِمَا
حُبًّا، وَقِيلَ بَل اَلْقَائِلُ : اَلْحُسَيْنُ علیه السلام»(1)
[3306 / 81] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم :« مَنْ كَانَ عِنْدَهُ صَبِي فَلْيَتَصَابَ لَهُ » (2) .
[82/3307] عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم طَعَامٍ دُعِيَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ بِحُسَيْنِ علیه السلام يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَمَامَ الْقَوْمِ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ، فَطَفَرَ الصَّبِيُّ هَاهُنَا مَرَّةً وَهَاهُنَا مَرَّةً، وَجَعَلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقَنِهِ، وَالْأُخْرَى تَحْتَ قَفَائِهِ، وَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ وَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ : حُسَيْنُ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ
أَحَبَّ حُسَيْناً، حُسَيْناً، حُسَيْنُ سِبْط حُسَيْنُ سِبْطُ مِنَ الْأَسْبَاطِ »(3).
[ 83/3308] عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ علیه السلام :
«قَالَ وَالِدِي علیه السلام : وَاللَّه إِنِّي لَأُصَانِعُ بَعْضَ وُلْدِي، وَأُجْلِسُهُ عَلَى فَخِذِي، وَأَكْثِرُ
لَهُ المَحَبَّةَ، وَأَكْثِرُ لَهُ اَلشُّكْرَ، وَإِنَّ الْحَقِّ لِغَيْرِهِ مِنْ وُلْدِي، وَلَكِنْ مُحَافَظَةٌ عَلَيْهِ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ، لِئَلَّا يَصْنَعُوا بِهِ مَا فُعِلَ بِيُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ، وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةَ يُوسُفَ إِلَّا أَمْثَالاً لِكَيْ لَا يَحْسُدَ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا حَسَدَ بِيُوسُفَ إِخْوَتُهُ وَبَغَوْا عَلَيْهِ، فَجَعَلَهَا حُجَّةٌ (رَحْمَةً) عَلَى مَنْ تَوَلَّانَا، وَدَانَ بِحُبِّنَا، وَجَحَدَ أَعْدَاءَنَا عَلَى مَنْ نَصَبَ لَنَا اَلْحَرْبَ وَالْعَدَاوَةَ»(4).
ص: 323
[33091/ 84] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم مَنْ أَنْكَرَ مِنْكُمْ قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَلْيَدْنُ يَتِيماً فَيُلاطِفُهُ، وَلْيَمْسَحْ رَأْسَهُ يَلِينُ قَلْبُهُ بِإِذْنِ الله عزّو جلّ، إِنَّ لِلْيَتِيمِ حَقًّا»، وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ: «يُقْعِدُهُ عَلَى خِوَانِهِ، وَيَمْسَحُ رَأْسَهُ يَلِينُ
قَلْبُهُ، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَانَ قَلْبُهُ بِإِذْنِ الله عزّو جلّ» (1).
[85/3310 ]عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ الْيَتِيمَ إِذَا بَكَى اِهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ، فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ هَذَا الَّذِي أَبْكَى عَبْدِيَ الَّذِي سَلَبْتُهُ أَبَوَيْهِ فِي صِغَرِهِ؟ فَوَعِزَّتِي وَجَلَالِي [وَارْتِفَاعِي فِي مَكَانِي] لَا يُسْكِتُهُ عَبْدُ مُؤْمِنٌ إِلَّا أَوْجَبْتُ لَهُ الجَنَّةَ »(2).
[3311 / 86 ]عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، قَالَ: «مَنْ رَعَى الْأَيْتَامَ رُعِيَ فِي بَنِيهِ».(3)
[312 87] صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ اَلْعَبْدَ الصَّالِحَ علیه السلام يَقُولُ:
«تُسْتَحَبُّ عَرَامَةُ الصَّبِيِّ فِي صِغَرِهِ لِيَكُونَ حَلِيماً فِي كِبَرِهِ»، ثُمَّ قَالَ: «مَا يَنْبَغِي أَنْ
يَكُونَ إِلَّا هَكَذَا، وَرُوِيَ أَنَّ أَكْيَسَ الصِّبْيَانِ أَشَدُّهُمْ بُغْضاً لِلْكِتَابِ (4) .
ص: 324
[3313/ 88] قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : «بَرُّوا آبَاءَكُمْ يَبَرَكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ »(1).
[89/3314] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : مَنْ يَضْمَنْ لي بِرَّ
الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةَ الرَّحِمِ
أَضْمَنْ لَهُ كَثْرَةَ المَالِ، وَزِيَادَةَ الْعُمُرِ، وَالمَحَبَّةَ فِي الْعَشِيرَةِ، وَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «وَلْيَعْمَل
اَلْبَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ » (2) .
[3315 /90] عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «ثَلَاتٌ لم يجعل الله عزّو جلّ لأحَدٍ فِيهِنَّ رُحْصَةً : أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ لَمْ يَجْعَل وَمَا لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ بَرَّيْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَيْنِ »(3).
[91/3316] عَنْ مُعَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام : أَدْعُو لِوَالِدَيَّ إِذَا كَانَا لَا يَعْرِفَانِ اَحْقِّ؟ قَالَ: «ادْعُ هَا، وَتَصَدَّقْ عَنْهُمَا، وَإِنْ كَانَا حَيَّيْنِ لَا يَعْرِفَانِ الحَقِّ فَدَارِهِمَا، فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِالرَّحْمَةِ لَا
بالْعُقُوقِ »(4).
[3317/ 92] عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: كَتَبَ صِهْرٌ لِي إِلَىٰ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ) أَنَّ أَبِي نَاصِبٌ خَبِيثُ الرَّأْيِ، وَقَدْ لَقِيتُ مِنْهُ شِدَّةً وَجَهْداً، فَرَأَيْكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِي الدُّعَاءِ لِي، وَمَا تَرَى جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَفَتَرَى أَنْ أُكَاشِفَهُ أَمْ
ص: 325
أُدَارِيَهُ ؟ فَكَتَبَ علیه السلام : «قَدْ فَهُمْتُ كِتَابَكَ وَمَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ أَبِيكَ، وَلَسْتُ أَدَعُ الدُّعَاءَ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالْمُدَارَاةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْمُكَاشَفَةِ، وَمَعَ الْعُسْرِ يُسْرُ، فَاصْبِرْ فَإِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ، ثَبِّتَكَ اللهُ عَلَى وَلَايَةِ مَنْ تَوَلَّيْتَ، نَحْنُ وَأَنْتُمْ فِي وَدِيعَةِ الله الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ»، قَالَ بَكْرٌ: فَعَطَفَ اللَّهُ بِقَلْبِ أَبِيهِ عَلَيْهِ حَتَّىٰ صَارَ لَا يَخَافُهُ
في شَيْءٍ (1).
[3318 / 93] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَمَكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : أَمَكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَبَاكَ »(2).
[3319 / 94] قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ وَالِدَتِي بَلَغَهَا الْكِبَرُ، وَهِيَ عِنْدِي اَلْآنَ، أَحْمِلُهَا عَلَى ظَهْرِي، وَأُطْعِمُهَا مِنْ كَسْبِي، وَأُمِيطُ عَنْهَا الْأَذَى بِيَدِي وَأَصْرِفُ عَنْهَا مَعَ ذَلِكَ وَجْهِيَ اِسْتِحْيَاء مِنْهَا وَإِعْظَاماً هَا، فَهَلْ كَافَأْتُهَا؟ قَالَ: «لَا لِأَنَّ بَطْنَهَا كَانَ لَكَ وِعَاءٌ، وَثَدْيَهَا كَانَ لَكَ سِقَاءٌ، وَقَدَمَهَا لَكَ حِذَاءٌ، وَيَدَهَا لَكَ وِقَاءً، وَحِجْرَهَا لَكَ حِوَاءٌ، وَكَانَتْ تَصْنَعُ لَكَ وَهِيَ تَمَنَّى حَيَاتَكَ، وَأَنْتَ تَصْنَعُ هَذَا بِهَا وَتُحِبُّ مَمَاتَهَا » (3).
[3320 / 95] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «قُمْ عَنْ مَجْلِسِكَ لِأَبِيكَ
وَمُعَلِّمِكَ وَلَوْ كُنْتَ أَمِيراً »(4) .
[ 96/3321 ]عَنْ عَمَّارِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: خَبَّرْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
ص: 326
إِسْمَاعِيلَ ابْنِي بِي، فَقَالَ: «لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّهُ، وَقَدِ ازْدَدْتُ لَهُ حُبًّا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم أَتَتْهُ أُخْتٌ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا سُرَّ بِهَا، وَبَسَطَ مِلْحَفَتَهُ لَهَا فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ يُحَدِّتُهَا وَيَضْحَكُ فِي وَجْهِهَا، ثُمَّ قَامَتْ وَذَهَبَتْ، وَجَاءَ أَخُوهَا، فَلَمْ يَصْنَعْ بِهِ مَا صَنَعَ بِهَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتَ بِأُخْتِهِ مَا لَمْ تَصْنَعْ بِهِ وَهُوَ رَجُلٌ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا كَانَتْ أَبَرَّ بِوَالِدَيْهَا مِنْهُ»(1).
[3322/ 97] عَنِ الْإِمَامِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ
فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ »(2).
[98/3323] عَنْ الْبَاقِرِ علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ اَلرَّجُلَ يَكُونُ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ وَهُمَا
حَيَّانِ، فَإِذَا مَاتَا وَلَمْ يَسْتَغْفِرْ كَمَا كُتِبَ عَاقًا هُما ، وَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ عَاقًا هَما في حَيَاتِهِمَا، فَإِذَا مَاتَا وَأَكْثَرَ الْاِسْتِغْفَارَ هُما فَكُتِبَ بَارًا » (3) .
[99/3324] فِي رِوَايَةِ الرَّاوَنْدِيّ : قَوْلُهُ علیه السلام: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ وَلَمْ يُؤَدِّ
حَقَّهُمَا فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، فَقُلْتُ : آمِينَ (4).
[ 100/3325] قَوْلُهُ علیه السلام : «فَحَقُّ أُمِّكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتْكَ حَيْثُ لَا يَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَداً، وَأَطْعَمَتُكَ مِنْ ثَمَرَةٍ قَلْبِهَا مَا لَا يُطعمُ أَحَدٌ أَحَداً، وَأَنَّهَا وَقَتْكَ بِسَمْعِهَا وَبَصَرِهَا وَيَدِهَا وَرِجْلِهَا وَشَعْرِهَا وَبَشِّرِهَا وَجَمِيعِ جَوَارِحِهَا، مُسْتَبْشِرَةً
ص: 327
بِذَلِكَ، فَرِحَةٌ مُوَابِلَةٌ (1) مُحْتَمِلَةٌ لِمَا فِيهِ مَكْرُوهُهَا وَأَلَمَهَا وَثِقْلُهَا وَغَمُّهَا حَتَّى دَفَعَتْهَا عَنْكَ يَدُ الْقُدْرَةِ وَأَخْرَجَتْكَ إِلَى الْأَرْضِ، فَرَضِيَتْ أَنْ تَشْبَعَ وَتَجُوعَ هِيَ، وَتَكْسُوَكَ وَتَعْرَى، وَتُرْوِيَكَ وَتَطْمَأَ، وَتُظِلَّكَ وَتَضْحَى ، وَتُنَعمَكَ بِبُؤْسِهَا، وَتُلَذِّذَكَ بِالنومِ بِأَرَقِهَا، وَكَانَ بَطْنُهَا لَكَ وِعَاءً وَحَجْرُهَا لَكَ حِوَاءَ، وَثَدْيُهَا لَكَ سِقَاءَ، وَنَفْسُهَا لَكَ وِقَاءً، تُبَاشِرُ حَرَّ الدُّنْيَا وَبَرْدَهَا لَكَ وَدُونَكَ، فَتَشْكُرُهَا عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ. وَأَمَّا حَقُّ أَبِيكَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ أَصْلُكَ وَأَنَّكَ فَرْعُهُ، وَأَنَّكَ لَوْلَاهُ لَمْ تَكُنْ، فَمَهُمَا رَأَيْتَ فِي نَفْسِكَ مِمَّا يُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ فِيهِ، وَاحْمَدِ اللَّهَ وَأَشْكُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله »(2).
[101/3326 ] قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ رِجَالِكُمْ؟»، قُلْنَا: بَلَى، يَا
رَسُولَ الله .... إلى أن قال صلى الله عليه وسلم : «اَلْبَرَّ بِوَالِدَيْهِ » (3).
[3327/ 102] قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: سَيِّدُ الْأَبْرَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ بَرَّ وَالِدَيْهِ بَعْدَ موتهما»(4).
[103/3328] رُوِيَ أَنَّ مُوسَى علیه السلام قَالَ: يَا رَبِّ، أَيْنَ صَدِيقِي فُلَانٌ اَلشَّهِيدُ؟ قَالَ: فِي النَّارِ، قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ وَعَدْتَ الشُّهَدَاءَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ كَانَ مُصِرًّا عَلَى عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ، وَأَنَا لَا أَقْبَلُ مَعَ الْعُقُوقِ عَمَلاً(5).
[ 104/3329] عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لِيَعْمَلِ الْعَاقُ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ
ص: 328
فَلَنْ يَدْخُلَ الجنَّةَ»، وَدَخَلَ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَارِثِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، وَقَدِ احْتُبِسَ لِسَانُهُ، فَعَلِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مِنَ الْعُقُوقِ، فَدَعَا أُمَّهُ وَتَشَفَّعَ إِلَيْهَا بِالرِّضَا عَنْهُ، فَرَضِيَتْ، فَفَتَحَ اللَّهُ لِسَانَهُ حَتَّىٰ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
الله، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ (1).
[ 3330 / 105] عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ما يَقُولُ: «إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم حَضَرَ شَابًا عِنْدَ وَفَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، قَالَ: «فَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ مِرَاراً، فَقَالَ لِاِمْرَأَةٍ عِنْدَ رَأْسِهِ: هَلْ هِذَا أُمْ؟ قَالَتْ: نَعَمْ أَنَا أُمُّهُ، قَالَ: أَفَسَاخِطَةٌ أَنْتِ عَلَيْهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ مَا كَلَّمْتُهُ مُنْذُ سِتٌ حِجَجٍ، قَالَ لَهَا: ارْضَيْ عَنْهُ، قَالَتْ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ الله بِرِضَاكَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى رَجُلاً أَسْوَدَ الْوَجْهِ قَبِيحَ المَنْظَرِ وَسِخَ الشَّيَابِ نَتِنَ الرِّيحِ قَدْ وَلِبَنِي السَّاعَةَ وَأَخَذَ بِكَلِّمِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قُلْ يَا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسِيرَ وَيَعْفُو عَنِ الْكَثِيرِ اقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّي
الْكَثِيرَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَهَا الشَّابُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَنْظُرْ مَا ذَا تَرَىٰ؟ قَالَ: أَرَى رَجُلاً أَبْيَضَ اللَّوْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ طَيِّبَ الرِّيحِ حَسَنَ الشَّيَابِ قَدْ وَلِيَني، وَأَرَى اَلْأَسْوَدَ قَدْ تَوَلَّى عَنِّي، فَقَالَ لَهُ: أَعِدْ فَأَعَادَ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَرَىٰ؟ قَالَ: لَسْتُ أَرَىٰ الْأَسْوَدَ، وَأَرَى اَلْأَبْيَضَ قَدْ وَلِبَنِي، ثُمَّ طَفَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ»(2).
[106/3331] عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُشِفَ غِطَاءُ مِنْ أَغْطِيَةِ الْجَنَّةِ، فَوَجَدَ رِيحَهَا مَنْ كَانَتْ لَهُ رُوحٌ مِنْ مَسِيرَة خَمْسِمِائَةِ عَامٍ إِلَّا صِنْفٌ وَاحِدٌ، قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «الْعَاقُ لِوَالِدَيْهِ »(3).
ص: 329
[3332/ 107 ]عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ
نَظَرَ إِلَى أَبَوَيْهِ نَظَرَ مَاقِتٍ وَهُمَا ظَالِمَانِ لَهُ لَمْ يَقْبَل اللهُ لَهُ صَلَاةٌ »(1).
[108/3333] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ
أَبِي نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ وَمَعَهُ إِبْنُهُ يَمْشِي، وَالاِبْنُ مُتَكِى عَلَى ذِرَاعِ الْأَبِ»، قَالَ: «فَمَا
كَلَّمَهُ أَبِي علیه السلام مَقْتاً لَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا » (2).
[109/3334] عَنْ حَدِيدِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «أَدْنَى
الْعُقُوقِ أُفٍّ، وَلَوْ عَلِمَ اللهُ عزّ و جلّ شَيْئاً أَهْوَنَ مِنْهُ لَنَهَى عَنْهُ »(3) .
[110/3335] عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَمَنَّى أَبُو اَلْخَمْسَةِ أَنْ يَكُونُوا أَرْبَعَةً، وَأَبُو الْأَرْبَعَةِ أَنْ يَكُونُوا ثَلَاثَةٌ، وَأَبُو الثَّلَاثَةِ أَنْ يَكُونُوا اثْنَيْنِ، وَأَبُو الْاِثْنَيْنِ أَنْ يَكُونَا وَاحِداً، وَأَبُو الْوَاحِدِ أَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ لِلَّذِي يَظْهَرُ من العقوق»(4).
[ 111/3336] عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي دِينَارٌ فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ؟ قَالَ: أَنْفِقْهُ عَلَى أُمِّكَ، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ؟ قَالَ: أَنْفِقْهُ عَلَى أَبِيكَ، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ؟ قَالَ: أَنْفِقْهُ عَلَى أَخِيكَ، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ؟ وَلَا وَاللَّهُ مَا عِنْدِي غَيْرُهُ، قَالَ: أَنْفِقْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَهُوَ أَدْنَاهَا أَجْراً » (5) .
ص: 330
[3337/ 112] فِي كِتَابِ( الْعِلَلِ) مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: الْعِلَّهُ فِي جُوعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ هُوَ أَبُ الْمُؤْمِنِينَ، لِقَوْلِ اللَّهُ عزّو جلّ: «النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6)»[الأحزاب: 6] ، وَهُوَ أَبٌ هُمْ، فَمَا كَانَ أَبُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِمَ أَنَّ فِي الدُّنْيَا مُؤْمِنِينَ جَائِعِينَ، وَلَا يَحِلُّ لِلْآبِ أَنْ يَشْبَعَ وَيَجُوعَ وُلْدُهُ، فَجَوَّعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ فِي أَوْلَادِهِ جَائِعِينَ »(1).
[3338/ 113] إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «هَلْ تَعْلَمُونَ أَيُّ نَفَقَةٍ فِي سَبِيل
الله أَفْضَلُ؟»، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «نَفَقَةُ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدَيْنِ»(2).
[ 114/3339] عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام
يَقُولُ: «اَلْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَإِبْدَأَ بِمَنْ تَعُولُ»(3).
[3340/ 115] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ بِشَهْوَةِ أَهْلِهِ، وَالْمُنَافِقُ يَأْكُلُ أَهْلُهُ بِشَهْوَتِهِ»(4).
[116/3341] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «كَفَىٰ
بِالمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُضَيَّعَ مَنْ يَعُولُهُ» (5).
ص: 331
[117/3342] عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: «يَنْبَغِي
لِلرَّجُلِ أَنْ يُوَسّعَ عَلَى عِيَالِهِ كَيْلَا يَتَمَنَّوْا مَوْتَهُ »(1) .
[3343/ 118] عَنْ مَسْعَدَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو أَحْسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام : «إِنَّ عِيَالَ الرَّجُلِ أَسَرَاؤُهُ، فَمَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أَسَرَائِهِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَوْشَكَ أَنْ تَزُولَ عَنْهُ تِلْكَ النِّعْمَةُ »(2).
[33441/119] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام، قَالَ:
أَرْضَاكُمْ عِنْدَ الله أَسْبَغُكُمْ عَلَى عِيَالِهِ (3).
[120/3345] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ دَخَلَ اَلسُّوقَ فَاشْتَرَى تُحْفَةٌ فَحَمَلَهَا إِلَى عِبَالِهِ [كَانَ] كَحَامِلِ صَدَقَةٍ إِلَىٰ قَوْمِ مَحَاوِيجَ، وَلْيَبْدَأُ بِالْإِنَاتِ قَبْلَ الذُّكُورِ فَإِنَّ مَنْ فَرَّحَ ابْنَةٌ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةٌ مِنْ وُلْدِ
إِسْمَاعِيلَ »(4).
ص: 332
ص: 333
ص: 334
[1/3346] قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَا أَحَبَّ اللَّهُ مُبَاحاً كَالنِّكَاحِ، وَمَا
أَبْغَضَ اللَّهُ مُبَاحاً كَالطَّلَاقِ»(1)
[3347 / 2 ]نْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلَى علیه السلام أَنَّهُ قَالَ يَوْماً لجَارِيَةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ سَعِيدٍ وَهِيَ تَصُبُّ المَاءَ عَلَى يَدَيْهِ: «يَا أُمَّ سَعِيدِ»، قَالَتْ: لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: «لَقَدِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَكُونَ عَرُوساً»، قَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَيْحَكِ أَبَعْدَ أَرْبَعِ فِي الرَّحْبَةِ؟»، قَالَتْ: طَلَّقْ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ وَأَدْخِلْ مَكَانَهَا أُخْرَى، قَالَ: «وَيْحَكِ قُدْ عَلِمْتُ هَذَا وَلَكِنَّ الطَّلَاقَ قَبِيحٌ وَأَنَا أَكْرَهُهُ »(2).
[3/ 3348 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :« أَوْصَانِي جَبْرَئِيلُ علیه السلام بِالمَرْأَةِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي طَلَاقُهَا إِلَّا مِنْ
فَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ »(3).
[4/3349] وَأَمَّا قَوْلُهُ: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)»«وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ
ص: 335
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)» [الأحزاب: 28 و 29]، فَإِنَّهُ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزَاةِ خَيْبَرَ وَأَصَابَ كَرَ آلِ أَبِي الْحَقِيقِ قُلْنَ أَزْوَاجُهُ: أَعْطِنَا مَا أَصَبْتَ، فَقَالَ لَهُنَّ : رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «قَسَمْتُهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ ، فَغَضِبْنَ مِنْ ذَلِكَ وَقُلْنَ: لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّكَ إِنْ طَلَّقْتَنَا أَنْ لَا نَجِدَ الْأَكْفَاءَ مِنْ قَوْمِنَا يَتَزَّ وَجُونًا، فَأَنفَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَزِهُنَّ، فَاعْتَزَهُنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي مَشْرَبَةِ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً، حَتَّىٰ حِضْنَ وَطَهُرْنَ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ، وَهِيَ آيَةُ التَّخْيِيرِ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ...(28)»إِلَى قَوْلِهِ : «أَجْراً عَظِيماً (29)»، فَقَامَتْ أُمُّ سَلَمَةَ - وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ قَامَتْ - وَقَالَتْ: قَدِ اِخْتَرْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقُمْنَ كُلُّهُنَّ فَعَانَقْنَهُ وَقُلْنَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ: «تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ... (51)» الْآيَةَ [الأحزاب: 51]. قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَنْ آوَى فَقَدْ نَكَحَ، وَمَنْ أَرْجَى فَقَدْ طَلَّقَ »(1).
[3350/ 5] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سِنَانٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : لأَيّ عِلَّةٍ صَارَ عِدَّةُ المُطَلَّقَةِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ، وَعِدَّةُ المُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً؟ قَالَ: «لِأَنَّ حُرْقَةَ الْمُطَلَّقَةِ تَسْكُنُ فِي ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وَحُرْقَةَ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَسْكُنُ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً»(2).
6/3351] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: «كَفَّارَةُ الضَّحِكِ أَنْ يَقُولَ: اَللَّهُمَّ لَا
تمقتنی»(3).
ص: 336
[3352/ 7] قَوْلُهُ علیه السلام: «إِذَا فَهْقَهْتَ فَقُلْ حِينَ تَفْرُغُ اللَّهُمَّ لَا :
تَمقُتُنِي »(1).
[3353/8 ] عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «الطَّيَرَةُ عَلَى مَا تَجْعَلُهَا إِنْ هَوَنْتَهَا تَهَوَّنَتْ، وَإِنْ شَدَّدْتَها تَشَدَّدَتْ، وَإِنْ لَمْ تَجْعَلْهَا شَيْئاً لَمْ
تَكُنْ شَيْئاً »(2).
[9/3354] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : كَفَّارَاتُ الْمَجَالِسِ أَنْ تَقُولَ عِنْدَ قِيَامِكَ
مِنْهَا: «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)» «وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)»«وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)» [الصافات: 180 - 182]»(3) .
[10/3355] أَبُو الْعَبَّاسِ رُزَيْقُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْخَلْقَانِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «إِذَا تَلَاعَنَ اِثْنَانِ فَتَبَاعَدْ مِنْهُمَا فَإِنَّ ذَلِكَ المَجْلِسَ تَنْفِرُ عَنْهُ المَلَائِكَةُ، ثُمَّ قُلِ: اَللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لَهَا إِلَيَّ مَسَاعَاً، وَاجْعَلْهَا بِرَأْسِ مَنْ يُكَايِدُ دِينَكَ، وَيُضَادُّ وَليَّكَ، وَيَسْعَى فِي الْأَرْضِ فَسَاداً »(4) .
***
ص: 337
ص: 338
ص: 339
ص: 340
[ 1/3356 ]عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُوراً عَبَثًا أَتَى اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ صُرَاخٌ، وَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي بِغَيْرِ ذَبْحِ ؟ وَلْيَحْذَرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الْمُثْلَةِ، وَلْيُحِدَّ الشَّفْرَةَ وَلَا يُعَذِّبِ الْبَهِيمَةَ »(1).
[2/3357] عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّمَا بُنِيَ
الحمدُ عَلَى الخبز»(2).
[3/3358 ] عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيٌّ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي اَلْخُبْزِ، وَلَا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَلَوْ لَا اَلْخَبْرُ مَا صُمْنَا، وَلَا صَلَّيْنَا، وَلَا أَدَّيْنَا فَرَائِضَ رَبَّنَا عزّو جلّ »(3).
[3359/ 4] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: سَأَلَهُ الْأَبْرَشُ الْكَلْبِيُّ عَنْ قَوْلِ الله عزّو جلّ:«يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ (48)» [إبراهيم: 48]، قَالَ: «تُبَدَّلُ خُبْزَةً وَعَجَل نَقِيَّةٌ يَأْكُلُ النَّاسُ مِنْهَا حَتَّىٰ يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ، قَالَ الْأَبْرَشُ: فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ لَفِي شُغْلِ عَنِ الْأَكْلِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرِ علیه السلام : «هُمْ فِي النَّارِ لَا يَشْتَغِلُونَ عَنْ أَكْلِ
الطَّرِيعِ وَشُرْبِ اَلْحَمِيمِ وَهُمْ فِي الْعَذَابِ، فَكَيْفَ يَشْتَغِلُونَ عَنْهُ فِي الْحِسَابِ؟»(4).
ص: 341
[5/3360 ]عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ
أَتَى دَعْوَةَ قَوْمِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهَا دَخَلَ عَاصِياً، وَأَكَلَ حَرَاماً، وَخَرَجَ
مَسْخُوطاً عَلَيْهِ » (1) .
[ 6/3361] فِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَلَيّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لَهُ: «يَا عَلِيُّ، ثَمَانِيَةٌ إِنْ أُهِينُوا فَلَا يَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ: اَلذَّاهِبُ إِلَى مَائِدَةٍ لَمْ يُدْعَ إِلَيْهَا، وَالْمُتَأَمِّرُ عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ، وَطَالِبُ الخَيْرِ مِنْ أَعْدَائِهِ، وَطَالِبُ الْفَضْلِ مِنَ اللَّنَامِ، وَالدَّاخِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي سِرِّ لَمْ يُدْخِلَاهُ فِيهِ، وَالْمُسْتَخِفْ بِالسُّلْطَانِ، وَالْجَالِسُ فِي تَجْلِسِ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلِ، وَالمقبل بالحَدِيثِ عَلَى مَنْ لَا يَسْمَعُ مِنْهُ»(2).
[3362/ 7] قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: « أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا (61)»[النور: 61] فَإِنَّهَا نَزَلَتْ لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَآخَى بَيْنَ المُسْلِمِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَآخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَبَيْنَ عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَبَيْنَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، وَبَيْنَ سَلْمَانَ وَأَي ذَرِّ، وَبَيْنَ الْمِقْدَادِ وَعَمَّارٍ، وَتَرَكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام ، فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ عَمَّا شَدِيداً، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ الله، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لِمَ لَا تُؤَاخِي بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ؟»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلی الله علیه و آله وسلم: «والله
ص: 342
يَا عَلِيُّ مَا حَبَسْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِي، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ؟ وَأَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْتَ وَصِنِّي وَوَزِيرِي وَخَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي، تَقْضِي دَيْنِي، وَتُنْجِزُ عِدَانِي، وَتَتَوَلَّى عَلَيَّ غُسْلِي، وَلَا يَلِيهِ غَيْرُكَ، وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، فَاسْتَبْشَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي غَزَاةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ يَدْفَعُ الرَّجُلُ مِفْتَاحَ بَيْتِهِ إِلَى أَخِيهِ فِي الدِّينِ، وَيَقُولُ لَهُ: خُذْ مَا شِئْتَ، وَكُل ما شِئْتَ، فَكَانُوا يَمْتَنِعُونَ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رُبَّمَا فَسَدَ الطَّعَامُ فِي الْبَيْتِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتًا يَعْنِي إِنْ حَضَرَ صَاحِبُهُ
أَوْ لَمْ يَحْضُرْ إِذَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ (1).
[3363/ 8 ]عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «إِنِّي لَأَلْعَقُ
أَصَابِعِي حَتَّى أَرَى أَنَّ خَادِمِي سَيَقُولُ: مَا أَشْرَهَ مَوْلَايَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرِي لِمَ ذَاكَ؟»، فَقُلْتُ: لَا ، فَقَالَ: «إِنَّ قَوْماً كَانُوا عَلَى نَهَرِ الثَّرْثَارِ، فَكَانُوا قَدْ جَعَلُوا مِنْ
طَعَامِهِمْ شِبْهَ السَّبَائِكِ يُنَجُونَ بِهِ صِبْيَاءَهُمْ ، فَمَرَّ رَجُلٌ مُتَوَكَّى عَلَى عَصَا، فَإِذَا اِمْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ سَبِيكَةً مِنْ تِلْكَ السَّبَائِكِ تُنَجِّي بِهِ صَبِيَّهَا، فَقَالَ هَا: إِتَّقِي اللَّهَ فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ، فَقَالَتْ: كَأَنَّكَ تُهدِّدُنِي بِالْفَقْرِ، أَمَا مَا جَرَى الثَّرْثَارُ فَإِنِّي لَا أَخَافُ الْفَقْرَ»، قَالَ: «فَأَجْرَى اللَّهُ الثَّرْثَارَ أَضْعَفَ مَا كَانَ، وَحَبَسَ عَنْهُمْ بَرَكَةَ السَّمَاءِ، فَاحْتَاجُوا إِلَى الَّذِي كَانُوا يُنَجُونَ بِهِ صِبْيَاءَهُمْ، نهم، فَقَسَّمُوهُ بَيْنَهُمْ بِالْوَزْنِ»، قَالَ: «ثُمَّ
إِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ رَحِمَهُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا عَلَيْهِ » (2).
ص: 343
[9/3364] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ قَدْ عَمِلَ فِيهِ مَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الْأَرْضِ، وَمَا فِيهَا مِنْ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ قَالَ لَمَنْ حَوْلَهُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ اَلْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ نَبِيٌّ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُقَالُ لَهُ: دَانِيَالُ، وَإِنَّهُ أَعْطَى صَاحِبَ مِعْبَرٍ رَغِيفاً لِكَيْ يَعْبُرَ بِهِ، فَرَمَى صَاحِبُ الْمِعْبَرِ بِالرَّغِيفِ وَقَالَ: مَا أَصْنَعُ بِالْخُبْزِ؟ هَذَا الْخُبْزُ عِنْدَنَا قَدْ يُدَاسُ بِالْأَرْجُلِ، فَلَما رَأَى ذَلِكَ مِنْهُ دَانِيَالُ رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اَللَّهُمَّ أَكْرِمِ الْخَبْزَ فَقَدْ رَأَيْتَ يَا رَبِّ مَا صَنَعَ هَذَا الْعَبْدُ وَمَا قَالَ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ عزّو جلّ إِلَى السَّمَاءِ أَنْ تَحْبِسَ الْغَيْثَ، وَأَوْحَى إِلَى الْأَرْضِ أَنْ كُونِي طَبَقاً كَالْفَخَارِ، قَالَ: فَلَمْ يُمْطَرُوا حَتَّىٰ إِنَّهُ بَلَغَ مِنْ أَمْرِهِمْ أَنَّ بَعْضَهُمْ أَكَلَ بَعْضاً، فَلَمَّا بَلَغَ مِنْهُمْ مَا أَرَادَ اللَّهُ عزّو جلّ مِنْ ذَلِكَ قَالَتِ امْرَأَةٌ لِأُخْرَى وَهُما وَلَدَانِ: يَا فُلَانَةٌ، تَعَالَيْ حَتَّى نَأْكُلَ أَنَا وَأَنْتِ الْيَوْمَ وَلَدِي، وَإِذَا كَانَ غَداً أَكَلْنَا وَلَدَكِ، قَالَتْ لَهَا: نَعَمْ، فَأَكَلَتَاهُ، فَلَمَّا أَنْ جَاعَتَا مِنْ بَعْدُ رَاوَدَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَكْلِ وَلَدِهَا، فَامْتَنَعَتْ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ هَا: بَيْنِي وَبَيْنَكِ نَبِيُّ الله ، فَاخْتَصَمَا إِلَى دَانِيَالَ علیه السلام، فَقَالَ هما : وَقَدْ بَلَغَ الْأَمْرُ إِلَى مَا أَرَى؟ قَالَتَا لَهُ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّه وَأَشَدَّ، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللهم عُدْ عَلَيْنَا بِفَضْلِكَ وَفَضْلٍ رَحْمَتِكَ، وَلَا تُعَاقِبِ الْأَطْفَالَ وَمَنْ فِيهِ خَيْرٌ بِذَنْبِ صَاحِبِ الْمِعْبَرِ وَأَضْرَابِهِ لِنِعْمَتِكَ، قَالَ: فَأَمَرَ اللَّهُ عزّو جلّ عَمَل السَّمَاءَ أَنْ أَمْطِرِي عَلَى الْأَرْضِ، وَأَمَرَ الْأَرْضَ أَنْ أَنْبِتِي خَلْقِي مَا قَدْ فَاتَهُمْ مِنْ خَيْرِكَ فَإِنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ بِالطَّفْل الصَّغِيرِ»(1).
[ 10/3365] رُوِيَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «نَزَلَتِ
اَلَمَائِدَةُ خُبْزاً وَلَحْماً، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ سَأَلُوا عِيسَى علیه السلام طَعَاماً لَا يَنْفَدُ يَأْكُلُونَ مِنْهُ»،
ص: 344
قَالَ: «فَقِيلَ لَهُمْ: إِنَّهَا مُقِيمَةٌ لَكُمْ مَا لَمْ تَخُونُوا وَتَخْبَثُوا وَتَرْفَعُوا، فَإِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ عُذِّبْتُمْ»، قَالَ: «فَمَا مَضَى يَوْمُهُمْ حَتَّى خَبَلُّوا وَرَفَعُوا وَخَانُوا »(1) .
[ 11/3366 ]عَنْ بَعْضِ الْكُوفِيِّينَ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أَكْرِمُوا أَخُبْزَ وَعَظْمُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْزَلَ لَهُ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَخْرَجَ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ مِنْ كَرَامَتِهِ أَنْ لَا يُقْطَعَ وَلَا يُوطَأَ » (2).
[ 12/3367] عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرّضَا علیه السلام ، قَالَ: «لَا تَقْطَعُوا
اَلْخُبْزَ بِالسِّكِّينِ، وَلَكِنِ اِكْسِرُوهُ بِالْيَدِ وَخَالِفُوا الْعَجَمَ » (3).
[3368/ 13] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: تَعَدَّى عِنْدِي أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام،
فَجِيءَ بِقَصْعَةٍ وَتَحْتَهَا خُبْزُ، فَقَالَ: «أَكْرِمُوا اَلْخُبْزَ أَنْ لَا يَكُونَ تَحْتَهَا»، وَقَالَ: «مر
الْغُلَامَ أَنْ يُخْرِجَ الرَّغِيفَ مِنْ تَحْتِ الْقَصْعَةِ »(4).
[3369 / 14] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام، قَالَ: «أَكْرِمُوا أَخْبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ
أَنْزَلَهُ مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ»، قِيلَ : وَمَا إِكْرَامُهُ؟ قَالَ: «إِذَا حَضَرَ لَمْ يُنْتَظَرْ بِهِ
غَيْرُه »(5).
[ 15/3370] عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: «فَضْلُ خُبْزِ اَلشَّعِيرِ عَلَى الْبُرِّ كَفَضْلِنَا عَلَى النَّاسِ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ دَعَا لِأَكْلِ الشَّعِيرِ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَمَا دَخَلَ جَوْفاً إِلَّا وَأَخْرَجَ كُلَّ دَاءِ فِيهِ، وَهُوَ قُوتُ الْأَنْبِيَاءِ وَطَعَامُ الْأَبْرَارِ، أَبَى اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ قُوتَ أَنْبِيَائِهِ إِلَّا شَعِيراً»(6).
ص: 345
[ 16/3371] عَن الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: «كَانَ قُوتُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم
الشَّعِيرَ، وَحَلْوَاهُ التَّمْرَ، وَإِدَامُهُ الزَّيْتَ »(1).
[17/1372] عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام، قَالَ: «لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ أَكْثَرَ
مِنَ الشَّعِيرِ مَا جَعَلَهُ غِذَاءَ الْأَنْبِيَاءِ علیهم السلام »(2).
[ 18/337] الْبَاقِرُ علیه السلام فِي خَبَرٍ : كَانَ عَلِي علیه السلام لَيُطْعِمُ خُبْزَ الْبُرِّ
وَاللَّحْمَ وَيَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَيَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ وَالزَّيْتَ وَالْخَلَّ»(3).
[ 19/3374] مِنْ سَلْمَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ أَتَانِي مِنْكَ كِتَابٌ يَا عُمَرُ .... إلى أن قال: وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنِّي
أَنْ أَقْبَلْتُ عَلَى سَفٌ الْخُوصِ وَأَكْلِ الشَّعِيرِ فَمَا هُمَا مِمَّا يُعَيَّرُ بِهِ مُؤْمِنٌ وَيُؤَنَّبُ عَلَيْهِ، وَأَيْمُ الله يَا عُمَرُ لَأَكْلُ الشَّعِيرِ وَسَفْتُ الْخُوصِ وَالِاسْتِغْنَاءُ عَنْ رَفِيعِ اَلمَطْعَم وَالمَشْرَبِ وَعَنْ غَصْبٍ مُؤْمِنٍ حَقَّهُ وَادَّعَاءِ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقِّ، أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى الله عزّو جلّ وَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَ اَلشَّعِيرَ أَكَلَ وَفَرِحَ وَلَمْ يُسْخِطه(4).
[3375 /20 ]قَالَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ علیه السلام: «مَا أَكَلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
بُرِّ قَطُّ، وَلَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ قَطُّ (5).
ص: 346
[3376 / 21] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام كَانَ لَا يُنْخَلُ لَهُ الدَّقِيقُ، وَكَانَ عَلِىٌّ علیه السلام يَقُولُ: «لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّهُ بِخَيْرِ مَا لَمْ يَلْبَسُوا لِبَاسَ الْعَجَمِ، وَيَطْعَمُوا أَطْعِمَةَ الْعَجَمِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَهُمُ
الله بالذل »(1).
[3377/22] رُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ علیه السلام، فَوَجَدْتُهُ جَالِساً وَبَيْنَ يَدَيْهِ إِنَاءٌ فِيهِ لَبَنٌ أَجِدُ رِيحَ حُمُوضَتِهِ، وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ أَرَى قُشَارَ الشَّعِيرِ فِي وَجْهِهِ، وَهُوَ يَكْسِرُهُ بِيَدِهِ وَيَطْرَحُهُ فِيهِ، فَقَالَ: «أَدْنُ فَأَصِبْ مِنْ طَعَامِنَا، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ علیه السلام: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ
لالا مَنَعَهُ الصِّيَامُ مِنْ طَعَامِ يَشْتَهِيهِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُطْعِمَهُ مِنْ طَعَامِ اَلْجَنَّةِ، وَيَسْقِيَهُ مِنْ شَرَابِهَا»، قَالَ: قُلْتُ لِفِضَّةَ وَهِيَ بِقُرْبِ مِنْهُ قَائِمَةٌ: وَيُحَكِ يَا فِضَّةٌ، أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ فِي هَذَا الشَّيْخ ؟ أَلَا تَنْخُلِينَ هَذَا الطَّعَام مِنَ النُّخَالَةِ الَّتِي فِيهِ؟ قَالَتْ: قَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَنْخُلَ لَهُ طَعَاماً، قَالَ: «مَا قُلْتَ هَا؟»، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ لَمْ يُنْخَلْ لَهُ طَعَامٌ، وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى»، وَكَانَ علیه السلام يَجْعَلُ جَرِيشَ الشَّعِيرِ فِي وِعَاءٍ وَيَخْتِمُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ،
فَقَالَ علیه السلام : أَخَافُ هَذَيْنِ الْوَلَدَيْنِ أَنْ يَجْعَلَا فِيهِ شَيْئاً مِنْ زَيْتٍ أَوْ سَمْنٍ »(2).
[3378/ 23] وَفِيمَا كَتَبَ علیه السلام إِلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: «أَمَا عَلِمْتَ إِلَى أَنَّ عَلَا إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِعِمْرَيْهِ، وَيَسُدُّ فَاقَةَ جُوعِهِ بِقُرْصَيْهِ، وَلَا يَأْكُلُ الْفِلْذَةَ فِي حَوْلَيْهِ إِلَّا فِي سَنَةِ أَضْحِيَّةٍ يَسْتَشْرِقُ الْإِفْطَارَ عَلَى أَدَمَيْهِ، وَلَقَدْ آثَرَ الْيَتِيمَةَ عَلَى سِبْطَيْهِ، وَلَمْ تَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ فَأَعِينُونِي بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَاللَّهُ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ
ص: 347
تِبْراً، وَلَا إِدَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَلَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً، وَلَا إِدَّخَرْتُ مِنْ أَقْطَارِهَا شِبْراً، وَمَا أَقْتَاتُ مِنْهَا كَفُوتِ أَتَانٍ دَبِرَةٍ، وَهِيَ فِي عَيْنِي أَهْوَنُ مِنْ عَصْفَةٍ، وَلَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: أَلْقِهَا فَذُو الْأُتُنِ لَا تَرْضَى لِبَرَاذِعِهَا، فَقُلْتُ: أَعْزُبْ عَنِّي فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى»(1).
[ 24/3379] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام: «أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ اَلْأَنْبِيَاءِ : قُلْ لِقَوْمِكَ لَا يَلْبَسُوا لِبَاسَ أَعْدَائِي، وَلَا يَطْعَمُوا مَطَاعِمَ أَعْدَائِي، وَلَا يَتَشَكَّلُوا بِمَشَاكِلِ أَعْدَائِي، فَيَكُونُوا أَعْدَائِي
كَمَا هُمْ أعْدَائِي »(2).
[3380/ 25] وَرَأَى عَلِيًّا علیه السلام عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَنَّةٌ فِيهَا فَرَاحُ مَاءٍ وَكِسَرَاتٌ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ وَمِلْحٌ، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَرَى لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَتَظَلُّ نَهَارَكَ طَاوِياً مُجَاهِداً، وَبِاللَّيْلِ سَاهِراً مُكَايِداً، ثُمَّ يَكُونُ هَذَا فَطُورَكَ، فَقَالَ علیه السلام:
عَلَّلِ اَلنَّفْسَ بِالْقُنُوع ، وَإِلَّا طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهَا » (3)
[3381 / 26] رَوَى مُوسَى بْنُ بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّحْمُ يُنْبِتُ اللَّحْمَ، وَالسَّمَكُ يُذِيبُ الجَسَدَ،
ص: 348
وَالدُّبَّاءُ يَزِيدُ فِي الدِّمَاعَ، وَكَثْرَةُ أَكْلِ الْبَيْضِ يَزِيدُ فِي الْوَلَدِ، وَمَا اسْتَشْفَى مَرِيضٌ بِمِثْلِ الْعَسَلِ، وَمَنْ أَدْخَلَ جَوْفَهُ لُقْمَةَ شَحْم أَخْرَجَتْ مِثْلَهَا مِنَ الدَّاءِ . »(1)
[ 27/3382]عَنْ عَمْرِو بْن عُثْمَانَ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام:
الْإِوَزُّ جَامُوسُ الطَّيْرِ، وَالدَّجَاجُ خِنْزِيرُ الطَّيْرِ، وَالدُّرَّاجُ حَبَشُ الطَّيْرِ، وَأَيْنَ أَنْتَ
عَنْ فَرْخَيْنِ نَاهِضَيْنِ رَبَّتْهُمَا اِمْرَأَةٌ مِنْ رَبِيعَةَ بِفَضْلِ قُوتِهَا ؟ »(2).
[3383/ 28] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم: مَنِ اشْتَكَى فُؤَادَهُ وَكَثُرَ غَمُّهُ فَلْيَأْكُلِ
الدُّرَّاج»(3) .
[29/33384] رَأَى رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم رَجُلاً سَمِيناً، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا تَأْكُلُ؟»، قَالَ: لَيْسَ بِأَرْضِي حَبُّ، وَإِنَّمَا أَكُلُ اللَّحْمَ وَاللَّبَنَ، فَقَالَ : جَمَعْتَ بَيْنَ اللحمينِ»(4).
[30/3385] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ بَعْضٍ أَصْحَابِهِ رفعه. قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «شَيْئَانِ صَالِحَانِ لَمْ يَدْخُلَا جَوْفَ وَاحِدٍ قَطَّ فَاسِداً إِلَّا أَصْلَحَاهُ، وَشَيْئَانِ فَاسِدَانِ لَمْ يَدْخُلَا جَوْفاً قَطُّ صَالِحاً إِلَّا أَفْسَدَاهُ، فَالصَّالِحَانِ اَلرُّمَّانُ وَاَلَمَاءُ الْفَاتِرُ ، وَالْفَاسِدَانِ اَلْجُبُنُ وَالْقَدِيدُ »(5) .
ص: 349
[3183386 ]رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يَهْدِمْنَ الْبَدَنَ
رُبَّما قَتَلْنَ: أَكْلُ الْقَدِيدِ الْغَابٌ، وَدُخُولُ الحمام عَلَى الْبِطْنَةِ، وَنِكَاحُ الْعَجَائِزِ »(1) .
بيان القديد الغاب هو قطع اللحم المبيَّت في الملح حتَّى يجفَّ.
[32/3387] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: «إِنَّ الْعَقْرَبَ لَسَعَتْ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: لَعَنَكِ اللَّهُ، فَمَا تُبَالِينَ مُؤْمِناً آذَيْتِ أَمْ كَافِراً، ثُمَّ دَعَا بِالمِلْحِ فَدَلَكَهُ فَهَدَتْ، ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : «لَوْ يَعْلَمُ اَلنَّاسُ مَا فِي الْلْحِ مَا بَغَوْا مَعَهُ دِرْيَاقًا »(2) .
[ 33/3388] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنِ افْتَتَحَ طَعَامَهُ بِالْمِلْحِ
وَخَتَمَ بِهِ عُوفِيَ مِنِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَاء مِنْهَا الْجُذَامُ وَالْبَرَصُ »(3).
[34/3389] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ علیه السلام :
مَنْ بَدَأَ بِالْلْحِ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ دَاءً مَا يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا هُوَ »(4) .
[35/3390] قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «نِعْمَ الْإِدَامُ اَخْلُ، مَا افْتَقَرَ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌ »(5).
[36/3391] رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم:لو
ص: 350
أَغْنَىٰ عَنِ المَوْتِ شَيْءٌ لَأَغْنَتِ التَّلْبِينَةُ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا التَّلْبِينَةُ؟ قَالَ: اَلْحَسْوُ بِاللَّبَنِ، اَلحَسْوُ بِاللَّبَنِ، وَكَرَّرَهَا ثَلاثاً »(1).
[ 3392/ 37] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوَفِّقٍ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ
إِلَيَّ المَاضِي علیه السلام يَوْماً، فَأَكَلْتُ عِنْدَهُ، وَأَكْثَرَ مِنَ الخَلْوَاءِ، فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ هَذِهِ اَلْحَلْوَاءَ، فَقَالَ علیه السلام : «إِنَّا وَشِيعَتَنَا خُلِقْنَا مِنَ الْخَلَاوَةِ، فَنَحْنُ نُحِبُّ الْخَلْوَاءَ »(2).
[ 3393/ 38] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: «لَم
يَكُنْ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم يَأْكُلُ طَعَاماً وَلَا يَشْرَبُ شَرَاباً إِلَّا قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَبْدِلْنَا بِهِ خَيْراً مِنْهُ إِلَّا اللَّبَنَ فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا
منه »(3).
[39/3394] عَنْ أَبِي عَلِيٌّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ صَالِحِ علیه السلام ، قَالَ: (مَنْ أَكَلَ اَللَّبَنَ فَقَالَ: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَكُلُهُ عَلَى شَهْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم إِيَّاهُ لَمْ يَضُرَّهُ»(4).
[ 3395/ 40] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَيْسَ أَحَدٌ يَغَصُّ بِشُرْبِ اللَّبَنِ، لِأَنَّ الله عزّو جلّ يَقُولُ: «لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)» [النحل: 66]» (5).
ص: 351
[3396 /41] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمِائَةِ)، قَالَ: «حَسْوُ اللَّبَنِ
شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا اَلَمَوْتَ » (1) .
[42/3397] عَنْ نُوحٍ بْنِ شُعَيْبٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام
قَالَ: «مَنْ تَغَيَّرَ عَلَيْهِ مَاءُ الظَّهْرِ فَإِنَّهُ يَنْفَعُ لَهُ اللَّبَنُ الخَلِيبُ وَالْعَسَلُ »(2).
[ 3398 / 43] عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أَبِي عَبْدِ الله الْفَارِسِيِّ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي أَكَلْتُ لَبَناً فَضَرَّنِي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام: «لَا وَالله مَا يَضُرُّ لَبَنٌ قَطُّ، وَلَكِنَّكَ أَكَلْتَهُ مَعَ غَيْرِهِ فَضَرَّكَ الَّذِي أَكَلْتَهُ،
السلام فظننت إلى أن ذلِكَ مِنَ اللَّبَن»(3).
[3399 / 44] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ:
«إِنَّ اَلْجَوْزَ وَالْجُبُنَّ إِذَا اجْتَمَعَا كَانَا دَوَاءٌ، وَإِذَا افْتَرَقَا كَانَا دَاءً » (4) .
[ 3400 / 45] عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ: رَفَعْتَ إِلَيَّ اِمْرَأَةٌ غَزْلاً، فَقَالَتْ: اِدْفَعْهُ بِمَكَّةَ لِتُخَاطَ بِهِ كِسْوَةُ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَى الْحَجَبَةِ وَأَنَا أَعْرِفُهُمْ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى المَدِينَةِ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ اِمْرَأَةً أَعْطَتْنِي غَزْلاً ، وَحَكَيْتُ لَهُ قَوْلَ الَمَرْأَةِ وَكَرَاهَتِي لِدَفْعِ الْغَزْلِ إِلَى
ص: 352
اَلْحَجَبَةِ، فَقَالَ: «اِشْتَرِ بِهِ عَسَلاً وَزَعْفَرَاناً، وَخُذْ مِنْ طِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ علیه السلام وَاعْجِنْهُ بِمَاءِ السَّمَاءِ، وَاجْعَلْ فِيهِ شَيْئاً مِنْ عَسَلٍ وَزَعْفَرَانٍ وَفَرِّقْهُ عَلَى الشَّيعَةِ لِيَتَدَاوَوْا بِهِ مَرْضَاهُمْ»(1).
[46/3401] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم لِرَجُلِ اِشْتَكَى بَطْنَهُ: خُذْ شَرْبَةَ عَسَلٍ وَأَلْقِ فِيهَا ثَلَاثَ حَبَّاتِ شُونِيزِ أَوْ خَمْسٍ أَوْ ثُمَّ اشْرَبُهُ تَبْرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ - وَهُوَ عِنْدَ مُحَمَّدٍ مِنْ جِلَّةِ أَهْل المَدِينَةِ فَقَدْ وَصَفَ لَهُ هَذَا - فَقَالَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْل المَدِينَةِ : يَا جَعْفَرُ، فَقَدْ فَعَلْنَا هَذَا، فَمَا رَأَيْنَاهُ يَنْفَعُنَا، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: «إِنَّمَا يَنْفَعُ أَهْلَ الْإِيمَانِ وَلَا يَنْفَعُ أَهْلَ النِّفَاقِ، وَعَسَى أَنْ تَكُونَ مُنَافِقاً وَأَخَذْتَهُ عَلَى غَيْرِ تَصْدِيقِ مِنْكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم، فَنَكَسَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ (2).
بيان: الشونيز هو الحبَّة السوداء.
[47/3402] فِقْهُ الرِّضَا علیه السلام: قَالَ علیه السلام : «السُّكَرُ يَنْفَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ،
وَلَا يَضُرُّ مِنْ شَيْءٍ »(3).
[48/3403] عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام، قَالَ:
وَيْحَكَ يَا زُرَارَةُ مَا أَغْفَلَ النَّاسَ عَنْ فَضْل السُّكَّرِ الطَّبَرْزَدِ، وَهُوَ يَنْفَعُ مِنْ سَبْعِينَ
دَاءً، وَهُوَ يَأْكُلُ الْبَلْغَمَ أَكْلاً وَيَقْلَعُهُ بِأَصْلِهِ » (4).
بيان: الطبرزد هو سكر القصب.
ص: 353
[49/3404] عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: «قَصَبُ اَلسُّكَّرِ يَفْتَحُ
اَلسُّدُودَ، وَلَا دَاءَ فِيهِ وَلَا غَائِلَةَ» (1).
[50/3405] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ بَعْضٍ أَصْحَابِنَا، قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام الْوَجَعَ، فَقَالَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَكُلْ سُكَرَتَيْنِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ فَبَرَأْتُ، فَخَبَّرْتُ بِهِ بَعْضَ الْمُتَطَيِّبِينَ، وَكَانَ أَفْرَهَ أَهْلِ بِلَادِنَا، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ عَرَفَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام هَذَا؟ هَذَا مِنْ تَخَزُونِ عِلْمِنَا، أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ كُتُبِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَصَابَهُ فِي بَعْضٍ كُتُبِهِ(2).
[51/3406] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَوْ أَبِي
عَبْدِ الله علیهما السلام فِي قَوْلِ الله عزّو جلّ: « فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ (19)»
:[الكهف: 19]، قَالَ: «أَزْكَى طَعَاماً التَّمْرُ » (3).
[52/3407] عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «مَا
قُدَّمَ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم طَعَامٌ فِيهِ تَمرُ إِلَّا بَدَأَ بِالتَّمْرِ»(4).
[ 53/3408 ]عَنْ أَبِي أَسَامَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ بُرِّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَطُّ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام : «مَا أَكَلَهُ قَطُّ، قُلْتُ: فَأَيَّ شَيْءٍ كَانَ يَأْكُلُ؟ قَالَ: «كَانَ طَعَامُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم اَلشَّعِيرَ إِذَا وَجَدَهُ، وَحَلْوَاهُ الرَّمْرَ، وَوَقُودُهُ اَلسَّعَفَ»(5).
ص: 354
[54/3409 ]عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَاسْتَدْعَى بِتَمْرِ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ ازْدَدْنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إِنِّي أُحِبُّ اَلرَّجُلَ - أَوْ قَالَ: يُعْجِبُنِي الرَّجُلُ - إِذَا كَانَ تَمرِيَّا»(1).
[55/3410] عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ
اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام يُحِبُّ أَنْ يَرَى الرَّجُلَ تَمرِيَّا لِحُبِّ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم التَّمْرَ »(2).
[56/3411] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمَرٌ بَرْيُّ، وَهُوَ مُحِدٌ فِي أَكْلِهِ يَأْكُلُهُ بِشَهْوَةٍ، فَقَالَ لِي: «يَا سُلَيمانُ، أَدْنُ فَكُلْ»، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَأَكَلْتُ مَعَهُ وَأَنَا أَقُولُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَرَاكَ تَأْكُلُ هَذَا التَّمْرَ بِشَهْوَةٍ، فَقَالَ: نَعَمْ إِنِّي لَأُحِبُّهُ»، قَالَ: قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم كَانَ تَمْرِيَّا، وَكَانَ عَلِيٌّ علیه السلام تَمْرِيَّا، وَكَانَ اَحْسَنُ علیه السلام تَمرِيَّا، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ اَلْحُسَيْنُ علیه السلام تَمْرِيَّا، وَكَانَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ علیه السلام تَمْرِيَّا، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تَمرِيَّا، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام تَمْرِيَّا، وَكَانَ أَبِي علیه السلام تَمْرِيَّا،
وَأَنَا تَمْرِيُّ، وَشِيعَتُنَا يُحِبُّونَ التَّمْرَ ، لِأَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ طِينَتِنَا، وَأَعْدَاؤُنَا يَا سُلَيْمَانُ تحبون الشكر لهم خُلِقُوا مِنْ مَارِج مِنْ نَارٍ »(3).
[3412/ 57 ]عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ ، عَمَّنْ رَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام
يَأْكُل الخبز بالثمر(4).
ص: 355
[58/3413] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمِائَةِ)، قَالَ: «مَا تَأْكُلُ اَلْحَامِلُ مِنْ شَيْءٍ وَلَا تَتَدَاوَى بِهِ أَفْضَلَ مِنَ الرُّطَبِ، فَقَالَ اللَّهُ عزّو جلّ لَمرْيَمَ علیها السلام: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)» «فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا (26)»[مريم: 25 و 26]»(1).
[59/3414] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ: «كُلُوا التَّمْرَ فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ
الْأَدْوَاءِ»(2).
[60/3415] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّه صلی الله علیه و آله وسلم
إِذَا أَكَلَ التَّمْرَ يَطْرَحُ النَّوَى عَلَى ظهرٍ كَفْهِ ثُمَّ يَقْذِفُ بيه. »(3).
[61/3416] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ علیه السلام، قَالَ: «بَيْتٌ لَا تَمَرَ فِيهِ حِيَاعٌ أَهْلُهُ »(4).
[62/3417] قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «بَيْتٌ لَا تَمرَةَ فِيهِ كَأَنَّ لَيْسَ فِيهِ طَعَامٌ »(5).
[63/3418] عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:
«خَيْرُ تُمُورِكُمُ الْبَرْيُّ، يَذْهَبُ بِالدَّاءِ وَلَا دَاءَ فِيهِ، وَيَذْهَبُ بِالْإِعْيَاءِ وَلَا ضَرَرَ لَهُ، وَيَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ، وَمَعَ كُلِّ تَمرَةٍ حَسَنَةٌ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «يَهْنَأُ وَيَمْرَأُ وَيَذْهَبُ
بِالْإِعْيَاءِ وَيُشْبِعُ »(6) .
ص: 356
[ 3419 / 64] عَنْ سُلَيْمانَ الْجُعْفَرِي، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: «أَتَدْرِي مِمَّا حَمَلَتْ مَرْيَمُ علیها السلام؟»، فَقُلْتُ: لَا إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي، فَقَالَ: «مِنْ تَمْرِ اَلصَّرَفَانِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ فَأَطْعَمَهَا فَحَمَلَتْ »(1)
[3420 / 65 ]قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم:« خُلِقَتِ النَّخْلَةُ وَالرُّمَّانُ مِنْ فَضْلِ طِينَةِ آدَمَ علیه السلام»(2).
[ 3421 / 66 ] كَانَ صلی الله علیه و آله وسلم يُحِبُّ مِنَ الْفَاكِهَةِ الْعِنَبَ وَالْبِطَّيخَ (3).
[ 6/3422] عَنْ مُوسَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَمّا حَسَرَ اَلَمَاءُ عَنْ عِظَامِ ،اَلمَوْتَى فَرَأَى ذَلِكَ نُوحٌ علیه السلام جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً، وَاغْتَمَ لِذَلِكَ، فَأَوْحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إِلَيْهِ : هَذَا عَمَلُكَ بِنَفْسِكَ، أَنْتَ دَعَوْتَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَأَوْحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إِلَيْهِ أَنْ كُلِ الْعِنَبَ الْأَسْوَدَ لِيَذْهَبَ غَمُّكَ »(4).
[3423/ 68 ]عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام، قَالَ: «مَنْ أَكَلَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ زَبِيبَةً حَمْرَاءَ
عَلَى الرِّيقِ لَمْ يَجِدْ فِي جَسَدِهِ شَيْئاً يَكْرَهُهُ » (5).
[69/3424] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِي، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «لَوْ
كُنْتُ بِالْعِرَاقِ لَأَكَلْتُ كُلَّ يَوْمٍ رُمَّانَةٌ سُورَانِيَّةٌ، وَاغْتَمَسْتُ فِي الْفُرَاتِ غَمْسَةٌ »(6).
ص: 357
[70/3425 ]عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبي الحَسَنِ علیه السلام، قَالَ: «دُخَانُ شَجَرِ الرُّمَّانِ
يَنْفِي أَهْوَامَ»(1).
[71/3426] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: رَأَيْتُ أُمّ سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيَّةَ وَهِيَ تَأْكُلُ رُمَّانَاً وَقَدْ بَسَطَتْ ثَوْباً قُدَّامَهَا تَجْمَعُ كُلَّمَا سَقَطَ مِنْهَا عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ فَقَالَتْ: قَالَ مَوْلَايَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام : «مَا مِنْ رُمَّانَةٍ إِلَّا وَفِيهَا حَبَّةٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَلَّا يَسْبِقَنِي أَحَدٌ إِلَى تِلْكَ
الْحَيَّة» (2).
[72/3427] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِأَكْلِ التَّفَّاحِ
فَإِنَّهُ نَضُوحٌ لِلْمَعِدَةِ » (3).
[73/3428] عَنْ يُونُسَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام ، قَالَ: «لَوْ
يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي التَّفَّاحِ مَا دَاوَوْا مَرْضَاهُمْ إِلَّا بِهِ»(4).
[ 3429 / 74 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: نَظَرَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام إِلَى غُلَامٍ جَمِيلٍ، فَقَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَبَوَا هَذَا الْغُلَامِ أَكَلَا السَّفَرْجَلَ، وَقَالَ: «اَلسَّفَرْجَلُ يُحَسِّنُ الْوَجْهَ، وَيَجُمُّ الْفُؤَادَ »(5) .
[75/3430 ]عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ عزّو جلّ نَبِيَّا إِلَّا وَمَعَهُ رَائِحَةُ السَّفَرْجَلِ »(6) .
ص: 358
[3431 / 76] عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «رَائِحَةُ الْأَنْبِيَاءِ رَائِحَةُ السَّفَرْجَل، وَرَائِحَةُ
الله اَلْحُورِ الْعِينِ رَائِحَةُ الْآسِ، وَرَائِحَةُ المَلَائِكَةِ رَائِحَةُ الْوَرْدِ، وَرَائِحَةُ ابْنَتِي فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ رَائِحَةُ السَّفَرْجَل وَالْآسِ وَالْوَرْدِ، وَلَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا وَلَا وَصِيَّا إِلَّا وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ السَّفَرْجَلِ، فَكُلُوهَا وَأَطْعِمُوا حَبَالَاكُمْ يُحَسنُ أَوْلَادَكُمْ»(1).
[77/3432] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: «التينُ يَذْهَبُ بِالْبَخَرِ، وَيَشُدُّ الْفَمَ وَالْعَظْمَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ، وَيَذْهَبُ
بِالدَّاءِ، وَلَا يُحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى دَوَاءِ»، وَقَالَ علیه السلام : «التّينُ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِنَبَاتِ الْجَنَّةِ»(2).
[78/3433] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كُلُوا الْبِطَّيخَ فَإِنَّ فِيهِ عَشْرَ خِصَالٍ مُجْتَمِعَةٍ، هُوَ شَحْمَةُ الْأَرْضِ لَا دَاءَ فِيهِ وَلَا غَائِلَةَ، وَهُوَ طَعَامٌ، وَهُوَ شَرَابٌ، وَهُوَ فَاكِهَةٌ، وَهُوَ رَيْحَانٌ، وَهُوَ أَشْنَانٌ، وَهُوَ أَدْمٌ، وَيَزِيدُ فِي الْبَاهِ، وَيَغْسِلُ المَثَانَةَ، وَيُدِرُّ الْبَوْلَ» (3).
[79/3434] عَن الصَّادِقِ علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم إِذَا أُتِيَ
ص: 359
بِفَاكِهَةٍ حَدِيثَةٍ قَبَّلَهَا وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ كَمَا أَرَيْتَنَا أَوَّلَهَا فِي عَافِيَةٍ
فَأَرِنَا آخِرَهَا فِي عَافِيَةِ»(1)
[80/3438] فِي الْحَدِيثِ: «خَضُرُوا مَوَائِدَكُمْ بِالْبَقْلِ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ
لِلشَّيَاطِينِ مَعَ التَّسْمِيَةِ»، وَفِي رِوَايَةٍ: «زَيَّنُوا مَوَائِدَكُمْ»(2).
[81/3436] عَنْ حَنَانٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام عَلَى المَائِدَةِ، فَمَالَ عَلَى الْبَقْلِ وَامْتَنَعْتُ أَنَا مِنْهُ لِعِلَّةٍ كَانَتْ بِي، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا حَنَانُ، أَمَا عَلِمْتَ إِلَى أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام لَمْ يُؤْتَ بِطَبَقٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ بَقْل، قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ خَضِرَةٌ، فَهِيَ تَحِنُّ إِلَى أَشْكَاهِهَا » (3).
[ 3437/ 282 ]عَنْ مُوَفَّقِ المَدِينِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ المَاضِي علیه السلام يَوْماً، فَأَجْلَسَنِي لِلْغَدَاءِ، فَلَا جَاءُوا بِالمَائِدَةِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا بَقْل، فَأَمْسَكَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْغُلَام: أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي لَا أَكُلُ عَلَى مَائِدَةٍ لَيْسَ فِيهَا خُضْرَةٌ؟ فَأْتِنِي بِالْخُضْرَةِ، قَالَ: فَذَهَبَ الْغُلَامُ، فَجَاءَ بِالْبَقْلِ، فَأَلْقَاهُ عَلَى الْمَائِدَةِ، فَمَدَّ يَدَهُ علیه السلام حِينَئِذٍ وَأَكَلَ (4).
[3438/ 83] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ 83]
يَكْثُرَ مَاؤُهُ وَوُلْدُهُ فَلْيُكْثِرْ أَكْلَ اَهِنْدَبَاءِ » (5)
ص: 360
[ 3439 / 84 ]عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَنَّه قَالَ: «كُلُوا أَهْنْدَبَاءَ فَمَا مِنْ
صَبَاحٍ إِلَّا وَيُقَطَّرُ عَلَيْهِ مِنَ قَطْرِ الْجَنَّةِ »(1).
[85/3440] عَنْ أُمَامَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، قَالَتْ: أَتَانِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِىٌّ علیه السلام فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَأْتِيَ بِعَشَاءِ وَتَرٍ وَكَمْأَةٍ، فَأَكَلَ علیه السلام ، وَكَانَ يُحِبُّ الْكَمْأَة(2) .
[86/3441] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْقَرْعِ فَإِنَّهُ
يَزِيدُ فِي الدِّمَاغِ »(3).
[3442/ 287 عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ( فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمِائَةِ): «مَا مِنْ دَاءِ إِلَّا وَفِي
اَلْخَبَّةِ السَّوْدَاءِ مِنْهُ شِفَاءٌ إِلَّا السَّامَ »(4).
[ 88/3443] رُوِيَ :«إِذَا جُعْتَ فَكُلْ، وَإِذَا عَطِشْتَ فَاشْرَبْ، وَإِذَا هَاجَ
بِكَ الْبَوْلُ فَبُلْ، وَلَا تُجَامِعُ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ، وَإِذَا نَعَسْتَ فَنَمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَصَحَةٌ
لِلْبَدَنِ»(5).
ص: 361
[89/34441] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم:« عَلَيْكُمْ بِالْفَوَاكِهِ فِي إِقْبَالِهَا فَإِنَّهَا مَصَحَّةٌ
لِلْأَبْدَانِ، مَطْرَدَةٌ لِلْأَحْزَانِ، وَأَلْقُوهَا فِي أَدْبَارِهَا فَإِنَّهَا دَاءُ الْأَبْدَانِ»(1).
[90/3445] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «اَلمَعِدَةُ بَيْتُ الْأَدْوَاءِ، وَالحِمْيَةٌ
رَأْسُ الدَّوَاءِ، وَعَوِّدْ كُلَّ بَدَنِ مَا اِعْتَادَ، لَا صِحَّةَ مَعَ النَّهَمِ، لَا مَرَضَ أَضْنَى مِنْ
قِلَّةِ الْعَقْل»(2).
[91/3446 ]عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى علیه السلام، قَالَ: لَيْسَ اَلْحِمْيَةُ أَنْ تَدَعَ الشَّيْءَ أَصْلاً لَا تَأْكُلَهُ، وَلَكِنَّ الْحِمْيَةَ أَنْ تَأْكُلَ مِنَ الشَّيْءِ
وَتُخَفِّفَ»(3).
[92/3447] عَنِ الرِّضَا علیه السلام، قَالَ: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَصَّرُوا فِي الطَّعَامِ
لَاسْتَقَامَتْ أَبْدَانُهُمْ»(4).
[93/3448] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الزُّكَامُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ عزّو جلّ يَبْعَثُهُ عَلَى الدَّاءِ فَيُزِيلُهُ»(5) .
ص: 362
[94/3449] عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ وَالنَّوْفَلِيُّ وَغَيْرِهِمَا يَرْفَعُونَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَدَاوَىٰ مِنَ الزُّكَامِ وَيَقُولُ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَبِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ، فَإِذَا أَصَابَهُ الزُّكَامُ فَمَعَهُ »(1).
[3450 / 95] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ آدَمَ إِلَّا وَفِيهِ عِرْقَانِ: عِرْقٌ فِي رَأْسِهِ يُهيّجُ الجُذَامَ، وَعِرْقٌ فِي بَدَنِهِ يُهَيِّجُ الْبَرَصَ، فَإِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِي فِي الرَّأْسِ سَلَّطَ اللهُ عزّو جلّ عَلَيْهِ الزُّكَامَ حَتَّى يَسِيلَ مَا فِيهِ مِنَ الدَّاءِ، وَإِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِي فِي الْجَسَدِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ اَلدَّمَامِيلَ حَتَّى يَسِيلَ مَا فِيهِ مِنَ الدَّاءِ ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ بِهِ زُكَاماً وَدَمَامِيلَ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عزّو جلّ عَلَى الْعَافِيَةِ»، وَقَالَ: «اَلزُّكَامُ فُضُولٌ فِي الرَّأْس »(2).
[ 3451 / 96 ]عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ ، عَنْ عَليَّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا تَكْرَهُوا أَرْبَعَةً فَإِنَّهَا لِأَرْبَعَةِ: لَا تَكْرَهُوا اَلزُّكَامَ فَإِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ، وَلَا تَكْرَهُوا الدَّمَامِيلَ فَإِنَّهَا أَمَانٌ مِنَ الْبَرَصِ، وَلَا تَكْرَهُوا اَلرَّمَدَ فَإِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْعَمَى، وَلَا تَكْرَهُوا اَلسُّعَالَ فَإِنَّهُ أَمَانٌ
مِنَ الْفَالِج »(3).
[97/3452] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ لِي: «يَا أَبَا حَمْزَةَ، الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ يُذِيبَانِ الْفَقْرَ»، قُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، كَيْفَ يُذِيبَانِ؟ قَالَ: «يَذْهَبَانِ»(4).
ص: 363
[3453/ 98] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ اَلْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام،
قَالَ: «الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ يُذِيبَانِ الْفَقْرَ »(1) .
بيان :لعلَّ المقصود بالوضوء هنا غسل اليدين كما سيجيء في الرواية
الآتية.
[99/3454] قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام : «اِغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ قَبْلَ اَلطَّعَامِ وَبَعْدَهُ
فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفَقْرَ وَيَزِيدُ فِي الْعُمُر»(2).
[100/3455 ] قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : « الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِي الْفَقْرَ، وَبَعْدَهُ
يَنْفِي أَهْمَّ وَيُصَرِّحُ الْبَصَرَ»(3).
[101/3456] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، قَالَ: «الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ يَنْفِي ، اَلْفَقْرَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَعَاشَ مَا عَاشَ فِي سَعَةٍ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَى مَنْ يَلْعَقُ [أَصَابِعَهُ ]فِي آخِرِ الطَّعَامِ»(4).
[102/3457] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، جَدِّهِ علیهم السلام ، قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكْثُرَ خَيْرُ بَيْتِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ
قَبْلَ الْأَكْل»(5).
[103/3458] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ
عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْثُرَ خَيْرُ بَيْتِهِ فَلْيَتَوَضَّأَ عِنْدَ حُضُورِ طَعَامِهِ، وَمَنْ تَوَضَّأَ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ عَاشَ فِي سَعَةٍ مِنْ رِزْقِهِ، وَعُوفي
ص: 364
مِنَ الْبَلَاءِ فِي جَسَدِهِ»، وَزَادَ الْمُوسَوِيُّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ: قَالَ لِيَ الصَّادِقُ علیه السلام: «يَا هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ، اَلْوُضُوءُ هَاهُنَا غَسْلُ الْيَدِ قَبْلَ الطَّعَامِ
وَبَعْدَهُ» (1).
[ 104/3459] عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ الْجُعْفَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علیه السلام، قَالَ:
الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ يُثَبِّتُ النِّعْمَةَ»(2).
[ 3460/ 105] عَنِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ : وَرَدَ عَلَى أَمِ اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَخَوَانِ لَهُ مُؤْمِنَانِ أَبٌ وَابْنُ، فَقَامَ إِلَيْهِمَا وَأَكْرَمَهُمَا وَأَجْلَسَهُمَا فِي صَدْرِ مَجْلِسِهِ وَجَلَسَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، ثُمَّ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَأُحْضِرَ فَأَكَلَا مِنْهُ، ثُمَّ جَاءَ قَنْبَرٌ بِطَسْتٍ وَإِبْرِيقِ خَشَبٍ وَمِنْدِيلِ لِيُيْبَسَ، وَجَاءَ لِيَصُبَّ عَلَى يَدِ الرَّجُل مَاءً، فَوَثَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فَأَخَذَ الْإِبْرِيقَ لِيَصُبَّ عَلَى يَدِ الرَّجُلِ، فَتَمَرَّغَ الرَّجُلُ فِي التُّرَابِ وَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُ يَرَانِي وَأَنْتَ تَصُبُّ عَلَى يَدِي ؟ قَالَ : أَقْعُدْ وَاغْسِلْ يَدَكَ فَإِنَّ اللَّهَ عزّو جلّ يَرَاكَ وَأَخُوكَ الَّذِي لَا يَتَمَيَّزُ مِنْكَ وَلَا يَتَفَضَّلُ عَلَيْكَ يَحْدُمُكَ يُرِيدُ بِذَلِكَ خِدْمَةٌ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَ عَشَرَةِ أَضْعَافِ عَدَدِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَعَلَى حَسَب ذَلِكَ فِي مَمَالِكِهِ فِيهَا، فَقَعَدَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ علیه السلام : أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِعَظِيمٍ حَقِّي الَّذِي عَرَفْتَهُ وَبَجَّلْتَهُ وَتَوَاضُعِكَ الله [ حَتَّى جَازَاكَ عَنْهُ ] بِأَنْ تُدِينَنِي مَا شَرَّفَكَ بِهِ مِنْ خِدْمَتِي لَكَ لَمَّا غَسَلْتَ مُطْمَئِنَّا كَمَا كُنْتَ تَغْسِلُ لَوْ كَانَ الصَّابُ عَلَيْكَ قَنْبَراً، فَفَعَلَ الرَّجُلُ ، فَلَمَّا فَرَغَ نَاوَلَ الْإِبْرِيقَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَقَالَ: يَا
ص: 365
بُنَيَّ، لَوْ كَانَ هَذَا الإِبْنُ حَضَرَنِي دُونَ أَبِيهِ لَصَبَبْتُ عَلَى يَدِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَأْبَى أَنْ يُسَوَّى بَيْنَ اِبْنِ وَأَبِيهِ إِذَا جَمَعَهُمَا مَكَانٌ ، لَكِنْ قَدْ صَبَّ الْأَبُ عَلَى الْأَبِ، فَلْيَصُبَّ اَلاِبْنُ عَلَى الابْنِ، فَصَبَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى الابْنِ»، ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِيُّ علیه السلام : «فَمَنِ اتَّبَعَ عَلِيًّا علیه السلام عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ الشَّيعِيُّ حقا» (1).
[106/3461] عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ:
«اِغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ فِي إِنَاءِ وَاحِدٍ تَحْسُنْ أَخْلَاقُكُمْ »(2).
3462/ 107 ] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَا تَرْفَعُوا الطَّسْتَ حَتَّى يَنْظِفَ،
اجمعوا وَضُوءَكُمْ جَمَعَ اللهُ شَمْلَكُمْ»(3).
[3463/ 108] عَنْ مُرَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام إِذَا تَوَضَّأَ قَبْلَ
الطَّعَامِ لَمْ يَمَسَّ الْمُنْدِيلَ، وَإِذَا تَوَضَّأَ بَعْدَ الطَّعَامِ مَسَّ الْمُنْدِيلَ (4).
109/3464] عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَالِ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام فَحَضَرَتِ المَائِدَةُ، فَأَتَى الْخَادِمُ بِالْوَضُوءِ فَنَاوَلَهُ الْمُنْدِيلَ فَعَافَهُ، ثُمَّ قَالَ: «مِنْهُ
غَسَلْنَا »(5).
ص: 366
[110/3465] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطِ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لَا تُؤْوُوا مِنْدِيلَ الْغَمَرِ فِي الْبَيْتِ
فَإِنَّهُ مَرْبضٌ لِلشَّيَاطِينِ» (1).
[111/3466] عَنْ عَليَّ علیه السلام (فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعْمِائَةِ): «اِغْسِلُوا صِبْيَانَكُمْ
مِنَ الْغَمَرِ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَشَمُّ الْغَمَرَ فَيَفْزَعُ الصَّبِيُّ مِنْ رُقَادِهِ وَيَتَأَذَّى الْكَاتِبَانِ»(2).
[ 112/3467] عَنِ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ الرَّمَدَ ، فَقَالَ لِي: «أَوَتُرِيدُ الطَّرِيفَ»، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا غَسَلْتَ يَدَكَ بَعْدَ الطَّعَامِ فَامْسَحْ حَاجِبَيْكَ وَقُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: اَلْحَمْدُ الله المُحْسِنِ المُجْمِلِ المَنْعِم الْمُفْضِلِ»، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَا رَمِدَتْ عَيْنِي بَعْدَ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ»(3).
[113/3468] عَنْ كُلَيْبِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: «إِنَّ اَلرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَطْعَمَ طَعَاماً فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، غَفَرَ اللَّهُ عزّو جلّ لَهُ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ اللُّقْمَةُ إِلَى فِيهِ »(4).
[114/3469] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ
ص: 367
فَسَمُّوا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَخْرُجُوا فَلَيْسَ لَكُمْ فِيهِ نَصِيبٌ، وَمَنْ لَمْ يُسَمٌ عَلَى طَعَامِهِ كَانَ لِلشَّيْطَانِ مَعَهُ فِيهِ نَصِيبٌ »(1).
[ 3470 / 115] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ، عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ أَوْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ أَوْ لَبِسَ ثَوْباً وَكُلَّ شَيْءٍ يَصْنَعُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَمِّيَ عَلَيْهِ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يَفْعَلْ كَانَ اَلشَّيْطَانُ فِيهِ شَرِيكاً »(2).
[116/3471] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم قَالَ: «قَالَ الشَّيْطَانُ: يَا رَبِّ، وَمَا
طَعَامِي؟ قَالَ: مَا لَمْ يُذْكَرِ اِسْمُ الله عَلَيْهِ» (3).
[ 117/3472] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَا اتَّخَمْتُ قَطُّ، وَذَلِكَ أَنِّي لَمْ أَبْدَأ
بِطَعَامٍ إِلَّا قُلْتُ: بِسْمِ اللَّهِ، وَلَمْ أَفْرُغْ مِنْ طَعَامٍ إِلَّا قُلْتُ: اَلْحَمْدُ لله »(4).
[118/3473] عَنْ مِسْمَعِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَجْمَعُ عِبَالَهُ وَيَضَعُ مَائِدَةً بَيْنَ يَدَيْهِ وَيُسَمِّي وَيُسَمُّونَ فِي أَوَّلِ الطَّعَامِ وَيَحْمَدُونَ اللَّهَ عزّو جلّ فِي آخِرِهِ فَتَرْتَفِعُ المَائِدَةُ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُمْ»(5).
[119/3474] ذَكَرُوا أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ أَكَلَ طَعَاماً مَعَ الْإِمَامِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ اِبْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ، فَلَا رَفَعَ الصَّادِقُ علیه السلام يَدَهُ مِنْ أَكْلِهِ قَالَ: «اَلْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ، اَللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَمِنْ رَسُولِك صلی الله علیه و آله وسلم » ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَجَعَلْتَ
ص: 368
مَعَ الله شَرِيكاً، فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: « وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ (74)»[التوبة: 74]، وَيَقُولُ فِي مَوْضِعِ آخَرَ: «وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ(59)» [التوبة : 59]» ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَالله لَكَأَنِّي مَا قَرَأْتُهُما وَلَا سَمِعْتُها.. .(1).
[120/3475] عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَيَحْمَدُ اللهَ فَيُعْطِيهِ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ مَا لَا يُعْطِي الصَّائِمَ إِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ يُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ»(2).
[121/3476] عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ أَفْضَلُ مِنَ الصَّائِمِ الصَّامِتِ »(3).
[ 122/3477] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : ضَمِنْتُ لَنْ يُسَمِّي عَلَى طَعَامِهِ أَنْ لَا يَشْتَكِيَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ اَلْكَوَّاءِ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ أَكَلْتُ الْبَارِحَةَ طَعَاماً فَسَمَّيْتُ عَلَيْهِ وَآذَانِي، فَقَالَ: لَعَلَّكَ أَكَلْتَ أَلْوَاناً فَسَمَّيْتَ عَلَى بَعْضِهَا وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى بَعْضٍ يَا لكَعُ»(4).
[3478/ 123] عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّه علیه السلام فَأَطْعَمَنَا ثُمَّ رَفَعْنَا أَيْدِيَنَا فَقُلْنَا: اَلْحَمْدُ لله، فَقَالَ أَبو عَبْدِ الله علیه السلام : «اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَمِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ ، اَللَّهُمَّ
لَكَ الْحَمْدُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» (5) .
ص: 369
[3479 / 124] رَوَى سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: كُنْتُ أكُلُ مَعَ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، فَقَالَ : يَا سَمَاعَةُ، أَكْلاً وَحَمْداً لَا أَكْلاً وَصَمْتاً»(1).
[125/3480] قَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم: «أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ الله وَالصَّلَاةِ، وَلَا
تَنَامُوا عَلَيْهَا فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ»(2).
[126/3481) عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: كُفْرٌ بِالنِّعَمِ أَنْ
يَقُولَ اَلرَّجُلُ : أَكَلْتُ طَعَاماً كَذَا وَكَذَا فَضَرَّني » (3).
[127/3482] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ:« رَآنِي عَبَّادُ بْنُ كَثِيرِ الْبَصْرِيُّ وَأَنَا مُعْتَمِدٌ عَلَى يَدِي عَلَى الْأَرْضِ فَرَفَعَهَا فَأَعَدْتُهَا،
فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الله، إِنَّ هَذَا لَمَكْرُوهُ ، فَقُلْتُ: لَا وَالله مَا هُوَ بِمَكْرُوهِ »(4).
[128/343] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَىٰ أَنْ يَأْكُلَ أَحَدٌ بِشِمَالِهِ أَوْ يَشْرَبَ بِشِمَالِهِ أَوْ يَمْشِيَ فِي نَعْلِ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَسْتَحِبُّ الْيَمِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ ثَلَاثِ أَكَلَاتٍ أَنْ لَا يَأْكُلَ أَحَدٌ بِشِمَالِهِ أَوْ مُسْتَلْقِياً عَلَى قَفَاهُ أَوْ مُنْبَطِحاً عَلَى بَطْنِهِ »(5) .
ص: 370
ص: 371
ص: 372
[1/3484 ]عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا وَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام شُرَيْحاً الْقَضَاءَ اِشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَلَّا يُنْفِذَ الْقَضَاءَ حَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْه »(1) .
[2/3485] عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْخَضِيبِ الْبَحَيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ اِبْنِ أَبِي لَيْلَى مُزَامِلَهُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى المَدِينَةِ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی الله علیه و آله وسلم إِذْ دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد علیهما السلام ، فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى : تَقُومُ بِنَا إِلَيْهِ؟ فَقَالَ: وَمَا نَصْنَعُ عِنْدَهُ؟
عَلَيْهَلنَا فَقُلْتُ : نُسَائِلُهُ وَنُحَدِّتُهُ، فَقَالَ: قُمْ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَسَاءَلَنِي عَنْ نَفْسِي وَأَهْلِي، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ هَذَا مَعَكَ؟»، فَقُلْتُ: اِبْنُ أَبِي لَيْلَى قَاضِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى قَاضِي الْمُسْلِمِينَ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «تَأْخُذُ مَالَ هَذَا فَتُعْطِيهِ هَذَا، وَتَقْتُلُ، وَتُفَرِّقُ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ، لَا تَخَافُ فِي ذَلِكَ أَحَداً؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَبِأَيِّ شَيْءٍ تَقْضِي؟»، قَالَ: بِمَا بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم، وَعَنْ عَلَيَّ علیه السلام ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، قَالَ: «فَبَلَغَكَ عَنْ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا علیه السلام أَقْضَاكُمْ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَكَيْفَ تَقْضِي بِغَيْرِ قَضَاءِ عَليّ اللام وَقَدْ بَلَغَكَ هَذَا؟ فَمَا تَقُولُ إِذَا جِيءَ بِأَرْضِ مِنْ فِضَّةٍ وَسَمَاءِ مِنْ فِضَّةٍ ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم بِيَدِكَ فَأَوْقَفَكَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكَ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ هَذَا قَضَى بِغَيْرِ مَا قَضَيْتَ؟»، قَالَ: فَاصْفَرَّ وَجْهُ ابْنِ
ص: 373
أَبِي لَيْلَى حَتَّىٰ عَادَ مِثْلَ الزَّعْفَرَانِ، ثُمَّ قَالَ لِي: «الْتَمِسُ لِنَفْسِكَ زَمِيلاً، وَاللَّهُ لَا أُكَلِّمُكَ مِنْ رَأْسِي كَلِمَةٌ أَبداً »(1) .
[ 3/3486 ]عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «إِنَّ مِثْلَ مُعَاوِيَةَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً عَلَى الدِّمَاءِ وَالْأَحْكَامِ وَالْفُرُوجِ وَالمَغَانِمِ وَالصَّدَقَةِ المُتَهَمِ فِي نَفْسِهِ وَدِينِهِ، الْمُجَرَّبِ بِالْخِيَانَةِ لِلْأَمَانَةِ، اَلنَّاقِضِ لِلسُّنَّةِ، المُسْتَأْصِلِ لِلذَّمَّةِ، اَلتَّارِكِ لِلْكِتَابِ اللَّعِينِ ابْنِ اللَّعِينِ لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم فِي عَشَرَةِ مَوَاطِنَ، وَلَعَنَ أَبَاهُ وَأَخَاهُ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الخَرِيصُ فَتَكُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ، وَلَا اَلْجَاهِلُ فَيُهْلِكَهُمْ بِجَهْلِهِ، وَلَا الْبَخِيلُ فَيَمْنَعَهُمْ حُقُوقَهُمْ، وَلَا اَلْجافِي فَيَحْمِلَهُمْ بِجِنَايَتِهِ عَلَى الْجَفَاءِ، وَلَا اَلْخَائِفُ لِلدُّوَلِ فَيَتَّخِذَ قَوْماً دُونَ قَوْمٍ، وَلَا الْمُرْتَشِي فِي الْحُكْمِ فَيَذْهَبَ بِحُقُوقِ النَّاسِ، وَلَا الْمُعَطِّلُ لِلسُّنَّةِ
فَيُهْلِكَ الْأُمَّةَ» (2).
[4/3487] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فِي كِتَابٍ إِلَى رِفَاعَةَ لَمَّا اسْتَقْضَاهُ: «اِحْذَرْ
مِنْ دَمْعَةِ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهَا تَقْصِفُ مَنْ دَمَّعَهَا ، وَتُطْفِئُ بُحُورَ النِّيرَانِ عَنْ صَاحِبِهَا» (3).
[ 5/3488 ] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : «مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ رُضِيَ بِهِ
حَكَماً لِغَيْرِهِ »(4).
ص: 374
[6/3489] عَنِ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ علیه السلام، قَالَ: «وَلَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَقْضِي ا، بِحَقِّ وَلَا عَدْلٍ إِلَّا وَمِفْتَاحُ ذَلِكَ اَلْقَضَاءِ وَبَابُهُ وَأَوَّلُهُ وَسُنَتُهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أبي طَالِبٍ علیه السلام، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ مُسْلِمٍ قَوْلُهُ علیه السلام : «لَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَقٌّ وَلَا صَوَابٌ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَقْضِي بِقَضَاءٍ حَقٌّ إِلَّا مَا خَرَجَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَإِذَا تَشَعَبَتْ بِهِمُ الْأُمُورُ كَانَ اَلْخَطَأُ مِنْهُمْ وَالصَّوَابُ مِنْ عَلَيَّ علیه السلام »، وفي رواية ابْنِ دَرَّاج قَوْلُهُ: قُلْتُ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى: أَكُنْتَ تَارِكاً قَوْلاً قُلْتَهُ أَوْ قَضَاءً قَضَيْتَهُ لِقَوْلِ أَحَدٍ؟ قَالَ: لَا إِلَّا رَجُلٍ وَاحِدٍ، قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ(1).
[ 3490/ 7 ]فِي رِوَايَةِ مَسْعَدَةَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «إِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْخَلْقِ إِلَى الله عزّو جلّ لَرَجُلَيْنِ...»، إلى أن قال: «وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً فِي جُهَّالِ النَّاسِ عَانٍ بِأَغْبَا الْفِتْنَةِ قَدْ سَمَاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً، وَلَمْ يَغْنَ فِيهِ يَوْماً سَالِماً بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّىٰ إِذَا ارْتَوَىٰ مِنْ آجِنٍ وَاكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً مَاضِياً لِتَخْلِيص مَا الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ، وَإِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَنقُضَ حُكْمَهُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَهُ كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ...»، إلى أن قال: «تَبْكِي مِنْهُ المَوَارِيثُ، وَتَصْرُخُ مِنْهُ الدِّمَاءُ، يُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ، وَيُحَرَّمُ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ اَلخَلَالُ، لَا مَليءٌ بِإِصْدَارِ مَا عَلَيْهِ وَرَدَ، وَلَا هُوَ أَهْلٌ لِمَا مِنْهُ فَرَطَ مِنِ إِدْعَائِهِ عِلْمَ اَلْحَقِّ»(2) .
[3491/ 8] فِي حَدِيثِ وَصِيَّة النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لِعَليَّ علیه السلام ، قَالَ: «يَا عَلِيُّ، لَيْسَ
عَلَى النِّسَاءِ جُمْعَةُ ...» ، إلى أن قال: «وَلَا تُولَّى اَلْقَضَاءَ»(3).
ص: 375
[9/3492] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «اَلْحُكْمُ حُكْمَانِ: حُكْمُ الله وَحُكْمُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ قَالَ اللهُ : «مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)»[المائدة: 50] ، وَاشْهَدُوا عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ لَقَدْ حَكَمَ فِي
الْفَرَائِضِ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ»(1).
[10/3493] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: قَالَ عَلَى علیه السلام :
مَنْ قَضَى فِي دِرْهَمَيْنِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَقَدْ كَفَرَ »(2).
[11/3494] رُوِيَ عَنِ النَّبِيّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جُعِلَ قَاضِياً فَقَدْ ذُبِحَ
بِغَيْرِ سكين »(3).
[12/3495] عَنِ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يُؤْتَى بِالْقَاضِي الْعَدْلِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، فَمِنْ شِدَّةِ مَا يَلْقَاهُ مِنَ الْحِسَابِ يَوَدُّ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي تَمرَةٍ »(4).
[13/3496] عَنْهُ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرِّ، إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَإِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً، فَلَا تَأَمَّرْ عَلَى اثْنَيْنِ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّة
نَفْسِكَ» (5).
ص: 376
[ 3497 / 14] عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ لُقْمَانَ وَحِكْمَتِهِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ عزّ و جلّ، فَقَالَ: «أَمَا وَاللَّهُ مَا أُوتِيَ لُقْمَانُ الْحِكْمَةَ بِحَسَبٍ وَلَا مَالٍ وَلَا أَهْلِ وَلَا بَسْطِ فِي الْجِسْم...»، إلى أن قال: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ طَوَائِفَ مِنَ المَلَائِكَةِ حِينَ انْتَصَفَ النَّهَارُ وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ بِالْقَائِلَةِ، فَنَادَوْا لُقْمَانَ حَيْثُ يَسْمَعُ وَلَا يَرَاهُمْ، فَقَالُوا: يَا لُقْمَانُ، هَلْ لَكَ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ تَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ؟ فَقَالَ لُقْمَانُ : إِنْ أَمَرَنِيَ اللهُ تَعَالَى بِذَلِكَ فَالسَّمْعَ وَالطَّاعَةَ، لِأَنَّهُ إِنْ فَعَلَ بِي ذَلِكَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ وَعَلَّمَنِي وَعَصَمَنِي، وَإِنْ هُوَ خَيَّرَنِي قَبِلْتُ الْعَافِيَةَ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا لُقْمَانُ، لِيَقُلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ أَشَدَّ الْمَنَازِلِ مِنَ الدِّينِ، وَأَكْثَرُهَا فِتَنا وَبَلَاءً مَا يُخذَلُ وَلَا يُعَانُ، وَيَغْشَاهُ الظُّلَمُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وَصَاحِبُهُ فِيهِ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، إِنْ أَصَابَ فِيهِ اَلْحَقِّ فَبِالْحَرِي أَنْ يَسْلَمَ، وَإِنْ أَخْطَأَ أَخْطَأَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا ذَلِيلاً وَضَعِيفاً كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْهِ فِي المَعَادِ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ حَكَما سَرِيًّا شَرِيفاً، وَمَنِ اِخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ يَخْسَرُهُمَا كِلْتَيْهِمَا، تَزُولُ هَذِهِ وَلَا تُدْرَكُ تِلْكَ»، قَالَ: «فَتَعَجَّبَتِ اَلَمَلَائِكَةُ مِنْ حِكْمَتِهِ، وَاسْتَحْسَنَ الرَّحْمَنُ مَنْطِقَهُ »(1).
[3498/ 15] عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: وَجَدَ عَلِيٌّ علیه السلام دِرْعاً لَهُ عِنْدَ نَصْرَانِي، فَجَاءَ بِهِ إِلَى شُرَيْحٍ يُخَاصِمُهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ شُرَيْحٌ ذَهَبَ يَتَنَحَّى، فَقَالَ: «مَكَانَكَ وَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، وَقَالَ: «يَا شُرَيْحُ ، أَمَا لَوْ كَانَ خَصْمِي مُسْلِماً مَا جَلَسْتُ إِلَّا مَعَهُ وَلَكِنَّهُ نَصْرَانِيُّ، وَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : إِذَا كُنتُمْ وَإِيَّاهُمْ فِي طَرِيقٍ فَأَخْتُوهُمْ إِلَى مَضَايِقِهِ، وَصَغَرُوا بِهِمْ كَمَا صَغَرَ اللَّهُ بِهِمْ فِي غَيْرِ أَنْ تَظْلِمُوا»، ثُمَّ قَالَ
ص: 377
عَلِيُّ علیه السلام : «إِنَّ هَذَا دِرْعِي لَمْ أَبِعْ وَلَمْ أَهَبْ»، فَقَالَ لِلنَّصْرَانِيُّ: مَا يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ: مَا اَلدَّرْعُ إِلَّا دِرْعِي وَمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي بِكَاذِبٍ، فَالْتَفَتَ شُرَيْحٌ إِلَى عَليّ علیه السلام، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ مِنْ بَيِّنَةٍ؟ قَالَ: «لَا»، فَقَضَى بِهَا لِلنَّصْرَانِيُّ، فَمَشَى هُنَيْئَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّ هَذِهِ أَحْكَامُ النَّبِيِّينَ ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَمْشِي بِي إِلَى قَاضِيهِ، وَقَاضِيهِ يَقْضِي عَلَيْهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّرْعُ وَاللَّهِ دِرْعُكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، اِنْبَعَثَ الْجَيْشُ وَأَنْتَ مُنْطَلِقُ إِلَى صِفِّينَ، فَخَرَتْ مِنْ بَعِيرِكَ الْأَوْرَقِ، فَقَالَ: «أَمَّا إِذَا أَسْلَمْتَ فَهِيَ لَكَ، وَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ (1) .
[16/3499] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَمَّا بَعَثَ عَلِيًّا علیه السلام لِلْقَضَاءِ إِلَى اَلْيَمَنِ قَالَ لَهُ: «يَا عَلِيُّ، إِذَا قَضَيْتَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَلَا تَقْضِ لِلْأَوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ مَا يَقُولُ الْآخَرُ »(2).
[ 17/3500] عَنْ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ وَقَالَ: «يَا نَبِيَّ الله ، إِنِّي لَسْتُ بِلَسِنٍ وَلَا بِخَطِيبٍ»، قَالَ: «مَا بُدٌ أَنْ أَذْهَبَ بِهَا أَوْ تَذْهَبَ بِهَا أَنْتَ، قَالَ: «فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَسَأَذْهَبُ أَنَا»، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَإِنَّ اللَّهَ يُثَبِّتُ لِسَانَكَ وَيُهْدِي قَلْبَكَ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَمِهِ وَقَالَ: «إِنْطَلِقْ فَاقْرَأْهَا عَلَى النَّاسِ»، وَقَالَ: «اَلنَّاسُ سَيَتَقَاضَوْنَ إِلَيْكَ ، فَإِذَا أَتَتْكَ اَلْخَصْمَانِ فَلَا تَقْضِيَنَّ لِوَاحِدٍ حَتَّى تَسْمَعَ الْآخَرَ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ تَعْلَمَ اَلْحَقَّ »(3) .
ص: 378
[18/3501] عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «اَلرِّشَا فِي الْحُكْمِ
هُوَ الْكُفْرُ بالله »(1).
[ 19/3502] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قَالَ: «إِنَّمَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْأَيْمَانِ، وَبَعْضُكُمْ أَلْخَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْئاً يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ فَإِنَّا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ » (2) .
[20/3503 ]عَنْ أَبَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام يَقُولُ: «لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنّي يَحْكُمُ بِحُكُومَةِ آلِ دَاوُدَ وَلَا يَسْأَلُ بَيِّنَةً، يُعْطِي كُلَّ
نَفْسٍ حَقَّهَا » (3).
[21/3504 ]عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا قَامَ قَائِمٌ آلِ
مُحَمَّدٍ حَكَمَ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَسُلَيْمانَ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ بَيْنَةٌ »(4).
22/3505] قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : «الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمَينُ عَلَى الْمُدَّعَى
عَلَيْهِ، وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا صُلْحاً أَحَلَّ حَرَاماً أَوْ حَرَّمَ حَلَالاً »(5).
ص: 379
[23/3506] عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: بَيْنَا مُوسَى بْنُ عِيسَىٰ فِي دَارِهِ الَّتِي فِي المَسْعَى يُشْرِفُ عَلَى المَسْعَى إِذْ رَأَى أَبَا اَلْحَسَنِ مُوسَى علیه السلام مُقْبِلاً مِنَ المَرْوَةِ عَلَى
السَّلام بَغْلَةٍ، فَأَمَرَ اِبْنَ هَيَّاجِ رَجُلاً مِنْ هَمْدَانَ مُنْقَطِعاً إِلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِلِجَامِهِ وَيَدَّعِيَ الْبَغْلَةَ، فَأَتَاهُ فَتَعَلَّقَ بِاللُّجَامِ وَادَّعَى الْبَغْلَةَ، فَتَنَى أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام رِجْلَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا وَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: «خُذُوا سَرْجَهَا وَادْفَعُوهَا إِلَيْهِ»، فَقَالَ: وَالسَّرْجُ أَيْضاً لِي، فَقَالَ أَبو الحَسَنِ علیه السلام : «كَذَبْتَ عِنْدَنَا الْبَيِّنَةُ بِأَنَّهُ سَرْجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَمَّا الْبَغْلَةٌ فَإِنَّا اِشْتَرَيْنَاهَا مُنْذُ قَرِيبٍ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ وَمَا قُلْتَ»، لعلَّه علیه السلام سلَّمه البغلة بكذبه صوناً لعرضه ودفعاً لشره(1).
[24/3507] عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَأَلَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ لَهُ: هَذِهِ تُخْرَجُ فِي الْقُرْعَةِ»، ثُمَّ قَالَ: «وَأَيُّ قَضِيَّةٍ أَعْدَلُ مِنَ الْقُرْعَةِ إِذَا فُوِّضَ الْأَمْرُ إِلَى اللهِ عزّو جلّ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
«فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)» [الصافات: 141] »(2).
[25/3508] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: خَرَجَ يُونُسُ علیه السلام مُغَاضِباً عَنْ قَوْمِهِ لَمَّا رَأَى مِنْ مَعَاصِيهِمْ حَتَّى رَكِبَ مَعَ قَوْمٍ فِي سَفِينَةٍ فِي الْيَمِّ، فَعَرَضَ هُمُ الحُوتُ لِيُغْرِقَهُمْ، فَسَاهَمُوا
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ يُونُسُ : إِيَّايَ أَرَادَ، فَاقْذِفُونِي ... » اَلخَبَرَ (3).
ص: 380
[26/3509] عَنْ عُثمانَ بْن عِيسَى وَحَمَّادِ بْن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الله علیه السلام ، قَالَ: «لَمَّا بُويعَ الْمُهَاجِرِينَ
بي بَكْرٍ وَاسْتَقَامَ لَهُ اَلْأَمْرُ عَلَى : وَالْأَنْصَارِ بَعَثَ إِلَى فَدَكَ فَأَخْرَجَ وَكِيلَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم مِنْهَا، فَجَاءَتْ
فَاطِمَةُ لهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَتْ يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنَعْتَنِي عَنْ مِيرَانِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَخْرَجْتَ وَكِيلي مِنْ فَدَكَ، وَقَدْ جَعَلَهَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَمْرِ اللَّهُ، فَقَالَ لَهَا: هَاتِي عَلَى ذَلِكَ شُهُوداً، فَجَاءَتْ بِأُمِّ أَيْمَنَ، فَقَالَتْ: لَا أَشْهَدُ حَتَّى أَحْتَجَّ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَيْكَ بِمَا قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَوْحَىٰ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم :«فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ (38)»[الروم: 38]، فَجَعَلَ فَدَكَ لِفَاطِمَةَ بِأَمْرِ اللَّهِ. وَجَاءَ عَلِيٌّ علیه السلام فَشَهِدَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَكَتَبَ لَهَا كِتَاباً بِفَدَكَ وَدَفَعَهُ إِلَيْهَا، فَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْكِتَابُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرِ : إِنَّ فَاطِمَةَ اِدَّعَتْ فِي فَدَكَ، وَشَهِدَتْ هَا أُمُّ أَيْمَنَ وَعَلِيُّ، فَكَتَبْتُ لَهَا بِفَدَكَ، فَأَخَذَ عُمَرُ الْكِتَابَ مِنْ فَاطِمَةَ فَمَزَّقَهُ وَقَالَ: هَذَا فَيْءُ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ: أَوْسُ بْنُ الْحَدَثَانِ وَعَائِشَةُ وَحَفْصَةٌ يَشْهَدُونَ عَلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم بِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُوَرِّثُ، مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ، فَإِنَّ عَلِيَّا زَوْجُهَا يَجُرُّ إِلَى نَفْسِهِ، وَأَمَّ أَيْمَنَ فَهِيَ اِمْرَأَةٌ صَالِحِةٌ لَوْ كَانَ مَعَهَا غَيْرُهَا لَنَظَرْنَا فِيهِ، فَخَرَجَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مِنْ عِنْدِهِمَا بَاكِيَةٌ حَزِينَةً، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ هَذَا جَاءَ عَلِيٌّ علیه السلام إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ وَحَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لِمَ مَنَعْتَ فَاطِمَةَ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ الله وَقَدْ مَلَكَتْهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ الله؟ فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: هَذَا فَيْءُ المُسْلِمِينَ، فَإِنْ أَقَامَتْ شُهُوداً أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم جَعَلَهُ لَهَا وَإِلَّا فَلَا حَقَّ لَهَا فِيهِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : يَا أَبَا بَكْرٍ، تَحْكُمُ فِينَا بِخِلَافِ حُكْمِ الله فِي الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: لَا ، قَالَ: فَإِنْ كَانَ فِي يَدِ الْمُسْلِمِينَ شَيْءٌ
ص: 381
يَمْلِكُونَهُ اِدَّعَيْتُ أَنَا فِيهِ مَنْ تَسْأَلُ اَلْبَيِّنَةَ؟ قَالَ: إِيَّاكَ كُنْتُ أَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا تَدَّعِيهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَإِذَا كَانَ فِي يَدِي شَيْءٌ وَادَّعَى فِيهِ الْمُسْلِمُونَ فَتَسْأَلْنِي الْبَيِّنَةَ عَلَى مَا فِي يَدِي وَقَدْ مَلَكْتُهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَعْدَهُ وَلَمْ تَسْأَلِ اَلمُسْلِمِينَ اَلْبَيِّنَةَ عَلَى مَا اِدَّعَوْا عَلَيَّ شُهُوداً كَمَا سَأَلْتَنِي عَلَى مَا ادَّعَيْتُ عَلَيْهِمْ؟ فَسَكَتَ أَبو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ : يَا عَلِيُّ، دَعْنَا مِنْ كَلَامِكَ، فَإِنَّا لَا نَقْوَىٰ عَلَى حُجَجِكَ، فَإِنْ أَتَيْتَ بِشُهُودٍ عُدُولٍ وَإِلَّا فَهُوَ فَيْءُ المُسْلِمِينَ لَا حَقٌّ لَكَ وَلَا لِفَاطِمَةَ فِيهِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : يَا أَبَا بَكْرٍ، تَقْرَأْ كِتَابَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ الله تَعَالَى: « إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)» [الأحزاب: 33] ، فِيمَنْ نَزَلَتْ أَفِينَا أَمْ فِي غَيْرِنَا؟ قَالَ : بَلْ فِيكُمْ، قَالَ : فَلَوْ أَنَّ شَاهِدَيْنِ شَهِدَا عَلَى فَاطِمَةَ بِفَاحِشَةٍ مَا كُنْتَ صَانِعاً؟ قَالَ: كُنْتُ أُقِيمُ عَلَيْهَا الْخَدَّ كَمَا أُقِيمُ عَلَى سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: كُنْتَ إِذا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَافِرِينَ، قَالَ : وَلِمْ؟ قَالَ : لِأَنَّكَ رَدَدْتَ شَهَادَةَ اللَّهِ لَا بِالطَّهَارَةِ وَقَبِلْتَ شَهَادَةَ اَلنَّاسِ عَلَيْهَا، كَمَا رَدَدْتَ حُكْمَ الله وَحُكْمَ رَسُولِهِ أَنْ جَعَلَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَدَكَ وَقَبَضَتْهُ فِي حَيَاتِهِ ثُمَّ قَبِلْتَ شَهَادَةَ أَعْرَابِيٌّ بَائِلٍ عَلَى عَقِبِهِ عَلَيْهَا، فَأَخَذْتَ مِنْهَا فَدَكَ وَزَعَمْتَ أَنَّهُ فَيْهُ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : الْبَيِّنَةُ عَلَى مَن اِدَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنِ اُدُّعِيَ عَلَيْهِ»، قَالَ: «فَدَمْدَمَ النَّاسُ وَبَكَى بَعْضُهُمْ، فَقَالُوا: صَدَقَ وَالله عَلِيُّ، وَرَجَعَ عَلِيٌّ علیه السلام إِلَى مَنْزِلِهِ »(1) .
[ 27/3510] قَضَى عَلِيٌّ علیه السلام فِي امْرَأَةٍ أَتَتْهُ فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي وَقَعَ عَلَى جَارِيَتِي بِغَيْرِ إِذْنِي، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مَا تَقُولُ؟»، فَقَالَ: مَا وَقَعْتُ عَلَيْهَا إِلَّا بِإِذْنِهَا،
ص: 382
فَقَالَ عَلِيٌّ علیه السلام : إِنْ كُنْتِ صَادِقَةً رَجَمْنَاهُ، وَإِنْ كُنْتِ كَاذِبَةٌ ضَرَبْنَاكِ حَدًّا»، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَقَامَ عَلِيٌّ علیه السلام يُصَلِّي، فَفَكَّرَتِ المَرْأَةُ فِي نَفْسِهَا، فَلَمْ تَرَ لَهَا فِي رَجْمِ زَوْجِهَا فَرَجاً، وَلَا فِي ضَرْبهَا الْحَدَّ، فَخَرَجَتْ وَلَمْ تَعُدْ، وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْهَا أَمِيرُ
اَلمُؤْمِنِينَ علیه السلام(1).
[28/3511] عَنْ مُرَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمَا): «عَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي المَسَاجِدِ، وَحُسْنِ الْجَوَارِ لِلنَّاسِ، وَإِقَامَةِ الشَّهَادَةِ، وَحُضُورِ اَلْجَنَائِزِ ، إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ أَحَداً لَا يَسْتَغْنِي عَنِ النَّاسِ حَيَاتَهُ، فَأَمَّا نَحْنُ نَأْتِي جَنَائِزَهُمْ، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَصْنَعُوا مِثْلَ مَا يَصْنَعُ مَنْ تَأْتُونَ بِهِ، وَالنَّاسُ لَا بُدَّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضِ مَا دَامُوا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى أَهْلِ أَهْوَائِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِحُسْنِ اَلصَّلَاةِ، وَاِعْمَلُوا لِآخِرَتِكُمْ، وَاخْتَارُوا لِأَنفُسِكُمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَكُونُ كَيْساً فِي أَمْرِ الدُّنْيَا فَيُقَالُ: مَا أَكْيَسَ فُلاناً، وَإِنَّمَا الْكَيْسُ كَيْسُ الْآخِرَةِ »(2).
[29/3512 ]رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه و آله وسلم سُئِلَ عَنِ الشَّهَادَةِ،
فَقَالَ: «تَرَى اَلشَّمْسَ؟ عَلَى مِثْلِهَا فَاشْهَدْ أَوْ دَعْ » (3) .
[30/3513 ]زَيْدُ الزَّرَّادُ فِي أَصْلِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ: «لَا تَشْهَدْ عَلَى مَا لَا تَعْلَمُ...»، إِلَى أَنْ قَالَ: «لَا تَشْهَدْ إِلَّا عَلَى مَا تَعْلَمُ وَأَنْتَ لَهُ
ص: 383
ذَاكِرٌ، فَإِنَّكَ إِنْ شَهِدْتَ عَلَى مَا لَا تَعْلَمُ يُتَبَوَّأْ مَقْعَدُكَ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ شَهِدْتَ عَلَى مَا لَمْ تَذْكُرْهُ سَلَبَكَ اللَّهُ الرَّأْيَ، وَأَعْقَبَكَ النِّفَاقَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ »(1) .
[3514 / 31] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «شَاهِدُ
اَلنُّورِ لَا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى تَجِبَ لَهُ النَّارُ » (2) .
[3515 32] عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَقَدْ
قُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله أَخْبِرْنِي عَمَّنْ تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَمَنْ لَا تُقْبَلُ، فَقَالَ: «يَا عَلْقَمَةُ، كُلُّ مَنْ كَانَ عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَام جَازَتْ شَهَادَتُهُ»، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: تُقْبَلُ شَهَادَةُ مُقْتَرِفٍ لِلذُّنُوبِ؟ فَقَالَ: «يَا عَلْقَمَةُ ، لَوْ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَةُ الْمُقْتَرِفِينَ لِلذُّنُوبِ لَمَا قُبِلَتْ إِلَّا شَهَادَاتُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ، لِأَنَّهُمْ مُ اَلمَعْصُومُونَ دُونَ سَائِرِ الخَلْقِ، فَمَنْ لَمْ تَرَهُ بِعَيْنِكَ يَرْتَكِبُ ذَنْباً، أَوْ لَمْ يَشْهَدْ عَلَيْهِ بِذَلِكَ شَاهِدَانِ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْعَدَالَةِ وَالسَّتْرِ، وَشَهَادَتْهُ مَقْبُولَةٌ وَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ مُذْنِباً، وَمَنِ اِغْتَابَهُ بِمَا فِيهِ فَهُوَ خَارِجٌ عَنْ وَلَايَةِ الله عزّو جلّ دَاخِلٌ فِي وَلَايَةِ اَلشَّيْطَانِ» (3).
[3516 / 33] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وسلم: «مَنْ عَامَلَ
النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمْهُمْ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ، وَوَعَدَهُمْ فَلَمْ يُخْلِفُهُمْ، فَهُوَ مِمَّنْ كَمُلَتْ مُرُوءَتُهُ، وَظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ، وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ، وَحَرُمَتْ غَيبَتُهُ »(4).
ص: 384
[ 3517 / 34] عَنْ عُمَرَ بْن يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ: «الْعَجَبُ يَا بَا حَفْصٍ لِمَا لَقِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام ، إِنَّهُ كَانَ لَهُ عَشْرَةُ أَلْفِ
شَاهِدٍ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى أَخْذِ حَقِّهِ، وَالرَّجُلُ يَأْخُذُ حَقَّهُ بِشَاهِدَيْنِ »(1).
[3518/ 35 ]رُوِي عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ أَنَّهُ قَالَ: تَقَدَّمْتُ إِلَى شَرِيكِ فِي شَهَادَةٍ لَزَمَتْنِي، فَقَالَ لِي: كَيْفَ أُجِيزُ شَهَادَتَكَ وَأَنْتَ تُنْسَبُ إِلَى مَا تُنْسَبُ إِلَيْهِ، قَالَ أَبُو كَهْمَسٍ: فَقُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: الرَّفْضُ، قَالَ: فَبَكِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: نَسَبْتَنِي إِلَى قَوْمٍ أَخَافُ أَلَّا أَكُونَ مِنْهُمْ، فَأَجَازَ شَهَادِي. وَقَدْ وَقَعَ مِثْلُ ذَلِكَ لِابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ،
وَلِفُضَيْل مُكَرَّراً »(2) .
[36/3519] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ علیه السلام : فِي قَوْلِ اللَّهُ عزّ و جلّ:«يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (19)» [الروم: 19]، قَالَ: «لَيْسَ يُحْيِيهَا بِالْقَطْرِ، وَلَكِنْ يَبْعَثُ اللَّهُ رِجَالاً فَيُحْيُونَ الْعَدْلَ فَتُحْيَا الْأَرْضُ لِإِحْيَاءِ الْعَدْلِ، وَلَإِقَامَةُ اَلْحَدِّ اللَّه أَنْفَعُ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْقَطْرِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً» (3).
[3520/ 37] عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم
: «إِقَامَةٌ حَدَّ خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً»(4).
ص: 385
[3521/ 38] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ الله صلی الله علیه و آله وسلم أُتِيَ بِامْرَأَةٍ لَهَا شَرَفٌ فِي قَوْمِهَا قَدْ سَرِقَتْ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهَا، فَاجْتَمَعَ إِلَى رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَقْطَعُ امْرَأَةً شَرِيفَةٌ مِثْلَ فُلَانَةَ فِي خَطَرٍ يَسِيرِ ؟ قَالَ : «نَعَمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِمِثْلِ هَذَا، كَانُوا يُقِيمُونَ الحُدُودَ عَلَى ضُعَفَائِهِمْ وَيَتْرُكُونَ أَقْوِيَاءَهُمْ وَأَشْرَافَهُمْ ، فَهَلَكُوا»(1).
[ 3522 / 39] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَبَا بَكْرِ
وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَرْفَعُونَ الحُدُودَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام لِعِلْمِهِ بِهَا لَا
يَسْتَبِدُّونَ بِرَأْي دُونَهُ، فَمَا حَكَمَ فَهُوَ جَائِز (2).
[40/3523] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام فَأَقَرَّ بِالسَّرِقَةِ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : «أَتَقْرَأُ شَيْئاً مِنْ كِتَابِ الله؟»، قَالَ: نَعَمْ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، قَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: «قَدْ وَهَبْتُ يَدَكَ لِسُورَةِ الْبَقَرَةِ»، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: أَتُعَطِّلُ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللهِ تَعَالَى؟ فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ بِهَذَا؟ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ فَلَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَعْفُوَ، وَإِذَا أَفَرَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ فَذَلِكَ إِلَى الْإِمَامِ إِنْ شَاءَ عَفَا وَإِنْ شَاءَ قَطَعَ »(3) .
[41/3524] عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ، عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ علیه السلام، قَالَ: كَانَ جَالِساً فِي المَسْجِدِ وَأَنَا مَعَهُ، فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ يُضْرَبُ صَلَاةَ الْغَدَاةِ فِي يَوْمٍ
ص: 386
شَدِيدِ الْبَرْدِ، قَالَ: فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، فَقَالُوا: رَجُلٌ يُضْرَبُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ الله فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ؟ إِنَّهُ لَا يُضْرَبُ أَحَدٌ فِي شَيْءٍ مِنَ الْخُدُودِ فِي الشَّتَاءِ إِلَّا فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ، وَلَا فِي الصَّيْفِ إِلَّا فِي أَبْرَدِ مَا يَكُونُ مِنَ النَّهَار»(1) .
[42/3525] عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «لَا أُقِيمُ عَلَى رَجُلٍ حَدًّا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ حَتَّىٰ يَخْرُجَ مِنْهَا، مَخَافَةَ أَنْ تَحْمِلَهُ
اَلْحَمِيَّةُ فَيَلْحَقَ بِالْعَدُوِّ »(2).
[43/3526] عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ادْرَءُوا الْخُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ،
وَأَقِيلُوا الْكِرَامَ عَشَرَاتِهِمْ إِلَّا فِي حَدٌ مِنْ حُدُودِ الله »(3).
[ 44/3527] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ يَعْرِضُ السُّجُونَ فِي كُلِّ یَومِ جُمُعَهِ
فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ حَدٌ أَقَامَهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حَدٌ خَلَّى سَبِيلَهُ(4).
[45/3528] عَنْ بُرَيْدِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: سُئِلَ أَبو جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ رَجُلٍ
اغْتَصَبَ اِمْرَأَةٌ فَرْجَهَا، قَالَ: «يُقْتَلُ، مُحْصَناً كَانَ أَوْ غَيْرَ مُحْصَنٍ»(5).
ص: 387
[3529 / 46] عَنْ حَرِيزِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ وَعِنْدَهُ كُتُبٌ كَادَتْ تَكُولُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنِي، فَقَالَ لِي: هَذِهِ الْكُتُبُ كُلُّهَا فِي الطَّلَاقِ وَالْيَمِينِ، فَأَقْبَلَ يَقْلِبُ بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَحْنُ نَجْمَعُ هَذَا كُلَّهُ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فِي حَرْفٍ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ (1)» [الطلاق: 1]، فَقَالَ ِلي: فَأَنْتَ لَا تَعْمَلُ شَيْئاً إِلَّا بِرِوَايَةٍ؟ قُلْتُ: أَجَلْ، فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ فِي مُكَاتَبٍ كَانَتْ مُكَاتَبَتُهُ أَلْفَ دِرْهَم وَأَدَّى تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ثُمَّ أَحْدَثَ يَعْنِي الزِّنَاءَ، كَيْفَ تَحدُّهُ؟ فَقُلْتُ عِنْدِي بِعَيْنِهَا حَدِيثٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ عَلِيًّا علیه السلام كَانَ يَضْرِبُ بِالسَّوْطِ، وَبِثْلُثِهِ، وَبِنِصْفِهِ، وَبِبَعْضِهِ بِقَدْرِ اِسْتِحْقَاقِهِ (1).
[ 3530/ 47 ]عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رِزْقِ الله، قَالَ: قُدِّمَ إِلَى الْمُتَوَكَّلِ رَجُلٌ نَصْرَانِيُّ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ، فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ عَلَيْهِ الْخَدَّ، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ: قَدْ هَدَمَ إِيمَانُهُ شِرْكَهُ وَفِعْلَهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُضْرَبُ ثَلَاثَةَ حُدُودٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُفْعَلُ بِهِ كَذَا وَكَذَا ، فَأَمَرَ الْمُتَوَكَّلُ بِالْكِتَابِ إِلَى أَبِي اَلْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام وَسُؤَالِهِ عَنْ ذَلِكَ، فَلَا قَرَأَ الْكِتَابَ كَتَبَ علیه السلام: «يُضْرَبُ حَتَّى يَمُوتَ»، فَأَنْكَرَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ
لا وَأَنْكَرَ فُقَهَاءُ الْعَسْكَرِ ذَلِكَ، وَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَلْ عَنْ هَذَا، فَإِنَّهُ شَيْءٌ لَم يَنْطِقُ بِهِ كِتَابٌ، وَلَمْ تَجِئ بِهِ سُنَّةٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ فُقَهَاءَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَنْكَرُوا هَذَا وَقَالُوا : لَمْ يَجِلْ بِهِ سُنَّةٌ، وَلَمْ يَنْطِقُ بِهِ كِتَابٌ، فَبَيَّنْ لَنَا لِمَ أَوْجَبْتَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ حَتَّى يَمُوتَ ؟ فَكَتَبَ :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ »«فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
ص: 388
وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84)» «فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)» [غافر: 84 و85]، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ الْمُتَوَكَّلُ، فَضْرِبَ حَتَّى مَاتَ(1).
3531/ 48] عَنْ السَّكُونِي، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ علیه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لَا تَسْأَلُوا اَلَمَرْأَةَ اَلْفَاجِرَةَ: مَنْ فَجَرَ بِكِ؟ فَكَمَا هَانَ عَلَيْهَا
الله: اَلْفُجُورُ يَهُونُ عَلَيْهَا أَنْ تَرْمِيَ الْبَرِيءَ المُسْلِمَ»(2) .
49/3532 عَنْ اَلسَّكُونِي، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام: «إِذَا
سَأَلْتَ الْفَاجِرَةَ: مَنْ فَجَرَ بِكِ؟ فَقَالَتْ : فُلَانٌ، جَلَدْتَهَا حَدَّيْنِ، حَدًا لِفُجُورِهَا، وَحَدًّا لِفِرْيَتِهَا عَلَى الرَّجُلِ المُسْلِم »(3) .
[50/3533] عَنْ عَلِيٌّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا رَجَمَ شُرَاحَةَ أَهُمْدَانِيَّةَ كَثُرَ اَلنَّاسُ، فَغَلَّقَ أَبْوَابَ الرَّحَبَةِ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَأُدْخِلَتْ حُفْرَتهَا وَرُجِمَتْ حَتَّى مَاتَتْ، ثُمَّ أَمَرَ بِفَتْح أَبْوَابِ الرَّحَبَةِ، فَدَخَلَ النَّاسُ، فَجَعَلَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ يَلْعَنُهَا، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَلِيٌّ علیه السلام أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى : أَيُّهَا النَّاسُ، لَمْ يُقَمِ الْخَدُّ عَلَى أَحَدٍ قَطُّ إِلَّا كَانَ
ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِذَلِكَ الذَّنْبِ، كَمَا يُجْزَى اَلدَّيْنُ بِالدِّيْنِ (4) .
ص: 389
[51/3534] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ علیه السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْمُحْصَنِ إِذَا هُوَ هَرَبَ مِنَ الخَفِيرَةِ، هَلْ يُرَدُّ حَتَّى يُقَامَ عَلَيْهِ الخَدُّ؟ فَقَالَ: «يُرَدُّ وَلَا يُرَدُّ)، فَقُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «إِذَا كَانَ هُوَ الْقِرَّ عَلَى نَفْسِهِ ثُمَّ هَرَبَ مِنَ الْخَفِيرَةِ بَعْدَ مَا يُصِيبُهُ شَيْءٌ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمْ يُرَدَّ، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا قَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ وَهُوَ يَجْحَدُ ثُمَّ هَرَبَ رُدَّ وَهُوَ صَاغِرٌ حَتَّى يُقَامَ عَلَيْهِ الْحَدُّ، وَذَلِكَ أَنَّ مَاعِزَ اِبْنَ مَالِكٍ أَقَرَّ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِالزِّنَى ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، فَهَرَبَ مِنَ الْخَفِيرَةِ، فَرَمَاهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بِسَاقِ بَعِيرٍ فَعَقَلَهُ فَسَقَطَ ، فَلَحِقَهُ النَّاسُ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَخْبَرُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ هُمْ: فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ إِذَا هَرَبَ يَذْهَبُ؟ فَإِنَّمَا هُوَ الَّذِي أَقرَّ عَلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ هُمْ أَمَا لَوْ كَانَ عَلِيٌّ حَاضِراً مَعَكُمْ لَمَا ضَلَلْتُمْ»، قَالَ: «وَوَدَاهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِ مَالِ اَلْمُسْلِمِينَ »(1)
[52/3535] قَوْلُهُ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أُتِيَ بِرَجُلٍ عَبِثَ بِذَكَرِهِ،
فَضَرَبَ يَدَهُ حَتَّى اِحْمَرَّتْ، ثُمَّ زَوَّجَهُ مِنْ بَيْتِ المَالِ» (2).
53/35361] رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ قُطِعَ بِالسَّرِقَةِ فِي الْإِسْلَام مِنَ
اَلرِّجَالِ اَلْجَبَّارُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَمِنَ النِّسَاءِ مُرَّةٌ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ مِنْ بَني مخزوم(3).
ص: 390
[3537 / 54] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام يَقُولُ: «كَانَتِ الْحُكُومَةُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا سَرَقَ أَحَدٌ شَيْئاً أَسْتُرِقَ بِهِ، وَكَانَ يُوسُفُ عِنْدَ عَمَّتِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَكَانَتْ تُحِبُّهُ، وَكَانَتْ لِإِسْحَاقَ مِنْطَقَةٌ أَلْبَسَهَا يَعْقُوبَ، وَكَانَتْ عِنْدَ أُخْتِهِ، وَإِنَّ يَعْقُوبَ طَلَبَ يُوسُفَ أَنْ يَأْخُذَهُ مِنْ عَمَّتِهِ، فَاغْتَمَّتْ لِذَلِكَ، وَقَالَتْ لَهُ: دَعْهُ حَتَّى أُرْسِلَهُ إِلَيْكَ، فَأَرْسَلَتْهُ وَأَخَذَتِ الْمِنْطَقَةَ [فَشَدَّتْهَا فِي وَسَطِهِ تَحْتَ الشَّيَابِ، فَلَمَّا أَتَى يُوسُفُ أَبَاهُ جَاءَتْ فَقَالَتْ: سَرَقْتَ المِنْطَقَةَ ]، فَفَتَشَتْهُ فَوَجَدَتْهَا فِي وَسَطِهِ، فَلِذَلِكَ قَالَ إِخْوَةٌ يُوسُفَ حَيْثُ جُعِلَ اَلصَّاعُ فِي وِعَاءِ أَخِيهِ، فَقَالَ هُمْ يُوسُفُ: مَا جَزَاءُ مَنْ وَجَدْنَا فِي رَحْلِهِ؟ قَالُوا: جَزَاؤُهُ بِإِجْرَاءِ السُّنَّةِ الَّتِي تَجْرِي فِيهِمْ:«فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ (76)» ، فَلِذَلِكَ قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ: « إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ (77)» يَعْنُونَ الْمِنْطَقَةَ، «فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ (77)»
[يوسف: 76 و 77]» (1).
ص: 391
ص: 392
ص: 393
ص: 394
[ 1/3538 ]عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر علیه السلام يَقُولُ: «إِنَّ عَلِيًّا (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ )بَابٌ فَتَحَهُ اللهُ، مَنْ دَخَلَهُ كَانَ مُؤْمِناً، وَمَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِراً»(1).
[3539 / 24 ]عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله علیه السلام : إِنِّي أَخَالِطُ النَّاسَ، فَيَكْثُرُ عَجَبِي مِنْ أَقْوَامٍ لَا يَتَوَلَّوْنَكُمْ وَيَتَوَلَّوْنَ فُلاناً وَفُلاناً هُمْ أَمَانَةٌ وَصِدْقٌ وَوَفَاءٌ، وَأَقْوَامٌ يَتَوَلَّوْنَكُمْ لَيْسَ هُمْ تِلْكَ الْأَمَانَةُ وَلَا اَلْوَفَاء وَلَا اَلصِّدْقُ، قَالَ: فَاسْتَوَى أَبُو عَبْدِ الله علیه السلام جَالِساً وَأَقْبَلَ عَلَى كَالْغَضْبَانِ، ثُمَّ قَالَ: «لَا دِينَ مِنْ دَانَ اللَّهَ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ الله وَلَا عَتْبَ عَلَى مَنْ دَانَ بِوَلَايَةِ إِمَام عَادِلٍ مِنَ الله»، قُلْتُ: لَا دِينَ لِأُولَئِكَ، وَلَا عَتْبَ عَلَىٰ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: «نَعَمْ لَا دِينَ لِأُولَئِكَ، وَلَا عَتْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ»، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (257)»يُخْرِجُهُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الذُّنُوبِ إِلَى نُورِ التَّوْبَةِ وَالمَغْفِرَةِ لِوَلَايَتِهِمْ كُلَّ إِمَام عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ، قَالَ اللَّهُ: « وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ (257)»قَالَ: قُلْتُ: أَلَيْسَ اللهُ عَنَى بِهَا الْكُفَّارَ حِينَ قَالَ: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا »؟ قَالَ: فَقَالَ: «وَأَيُّ نُورٍ لِلْكَافِرِ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُخْرِجَ مِنْهُ إِلَى الظُّلُمَاتِ؟ إِنَّمَا عَلَى اللَّهُ بِهَذَا أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَىٰ نُورِ
ص: 395
الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا أَنْ تَوَلَّوْا كُلَّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهُ خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ نُورِ الْإِسْلَام إِلَى ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ، فَأَوْجَبَ هُمُ النَّارَ مَعَ الْكُفَّارِ، فَقَالَ:« أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)»[البقرة: 257]»(1).
[3/3540] قَولُهُ علیه السلام : «فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَخْلُقُ خَلْقاً أَنْجَسَ مِنَ
الْكَلْبِ، وَالنَّاصِبُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَنْجَسُ مِنْهُ»(2).
[3541 / 4] سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ اَلْآدَمِيُّ ، قَالَ : كَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَى أَبِي اَلْحَسَنِ الْعَسْكَرِي علیه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا سَيِّدِي، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ حَسَكَةَ يَدَّعِي أَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَائِكَ، وَأَنَّكَ أَنْتَ الْأَوَّلُ الْقَدِيمُ، وَأَنَّهُ بَابُكَ وَنَبِيُّكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى ذَلِكَ، وَيَزْعُمُ أَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالصَّوْمَ كُلُّ ذَلِكَ مَعْرِفَتُكَ وَمَعْرِفَةٌ مَنْ كَانَ فِيهِ مِثْلُ حَالِ اِبْنِ حَسَكَةَ فِيمَا يَدَّعِي مِنَ الْبَابِيَّةِ وَالنُّبُوَّةِ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ كَامِلٌ سَقَطَ عَنْهُ اَلاِسْتِعْبَاد بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَذَكَرَ جَمِيعَ مَعْنَى ذَلِكَ كُلِّهِ
شَرَائِعِ الدين ! مَا ثَبَتَ لَكَ، وَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ كَثِيراً، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَمنَّ عَلَى مَوَالِيكَ بِجَوَابِ ذَلِكَ تُنْجِيهِمْ مِنَ اَهْلَكَةِ، قَالَ : فَكَتَبَ علیه السلام: كَذَبَ ابْنُ حَسَكَةَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ الله، وَبِحَسْبِكَ أَنِّي لَا أَعْرِفُهُ فِي مَوَالِيَّ، مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّه فَوَالله مَا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَالْأَنْبِيَاءَ قَبْلَهُ إِلَّا بِالحَنِيفِيَّةِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْوَلَايَةِ، وَمَا دَعَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم إِلَّا إِلَى اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَكَذَلِكَ نَحْنُ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ وُلْدِهِ عَبِيدُ اللَّهِ، لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، إِنْ أَطَعْنَاهُ رَحِمَنَا، وَإِنْ عَصَيْنَاهُ عَذَبَنَا، مَا لَنَا عَلَى اللَّهِ مِنْ حُجَّةٍ، بَلِ
ص: 396
اَلْحَجَّةُ الله عزّو جلّ عَلَيْنَا وَعَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ، أَبْرَأَ إِلَى اللَّهُ مِمَّنْ يَقُولُ ذَلِكَ، وَأَنْتَفِي إِلَى اللَّه مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَاهْجُرُوهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَأَخْتُوهُمْ إِلَى ضِيقِ الطَّرِيقِ، فَإِنْ وَجَدْتَ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ خَلْوَةً فَاشْدَحْ رَأْسَهُ بِالصَّخْرَةِ»(1).
[5/3542] فِي (شَرْحَ الْأَخْبَارِ) فِي سِيَاقِ عِدَّةِ الشُّهَدَاءِ بِصِفِّينَ، قَالَ: وَجُنْدَبُ الخَيْرِ، قُتِلَ بِصِفِّينَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْتَجِزُ بِهِ لَيْلَةً وَهُوَ يَسُوقُ أَصْحَابَهُ وَهُوَ يَقُولُ: جُنْدَبٌ وَمَا جُنْدَبٌ»، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، سَمِعْنَاكَ تَذْكُرُ جُنْدَباً، فَقَالَ: «نَعَمْ، رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُنْدَبٌ مِنْ أُمَّتِي يَضْرِبُ ضَرْبَةٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، يَبْعَثُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةٌ وَاحِدَةً»، فَرَأَى جُنْدَبٌ سَاحِراً بَيْنَ يَدَيِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، وَكَانَ عَامِلاً لِعُثمانَ عَلَى الْكُوفَةِ، فَقَتَلَهُ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ : لِمَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: أَنَا آتِيكَ بِالْبَيِّنَةِ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ رَأَى سَاحِراً فَلْيَضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ، فَأَمَرَ بِهِ الْوَلِيدُ إِلَى السِّجْنِ، وَكَانَ عَلَى السِّجْنِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ يُقَالُ لَهُ: دِينَارٌ، فَأَطْلَقَ جُنْدَباً، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْوَلِيدَ ، فَأَمَرَ بِدِينَارٍ، فَضْرِبَ بِالسِّيَاطِ
حَتَّى مَاتَ (2).
[6/3543] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: «آكِلُ الَمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ عَلَيْهِ أَدَبٌ، فَإِنْ عَادَ أُدْبَ»، فَإِنْ عَادَ؟ قَالَ: «يُؤَدَّبُ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ حَدٌ»(3).
ص: 397
[7/3544 ]قَوْلُهُ: بَلَغَ أَبَا عَبْدِ الله علیه السلام عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ الرِّبَا
وَيُسَمِّيهِ اللَّبَأَ، فَقَالَ: «لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللهُ عزّ و جلّ لَأَضْرِ بَنَّ عُنُقَهُ »(1).
[3545/ 8 ]عَنِ السَّكُونِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه علیه السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام أَلْقَى صِبْيَانُ الْكُتَابِ أَلْوَاحَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَخِيرَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهَا حُكُومَةٌ، وَالْجَوْرُ فِيهَا كَالْجُوْرِ فِي الْحُكْمِ، أَبْلِغُوا مُعَلَّمَكُمْ إِنْ ضَرَبَكُمْ فَوْقَ ثَلَاثِ ضَرَبَاتٍ
فِي الْأَدَبِ أَقْتُصَّ مِنْهُ»(2).
[9/3546 ]قَوْلُهُ علیه السلام : «كَانَ أَبُو جَعْفَرِ علیه السلام يَضْرِبُ فُسْطَاطَهُ فِي حَدِّ عَلا السلام اَخْرَم، ثُمَّ بَعْضُ أَطْنَابِهِ فِي الْحَرَم وَبَعْضُهَا فِي اَحِلٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُؤَدِّبَ بَعْضَ خَدَمِهِ أَخْرَجَهُ مِنَ الْخَرَمِ فَأَذَبَهُ فِي أَلْحِلٌ »(3).
[10/3547] عَنْ أَبَانِ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّنْ
قتَلَ نَفْساً مُتَعَمِّداً ، قَالَ : جَزَاؤُهُ النَّارُ»(4).
[11/3548] قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «أَوَّلُ مَا يَنْظُرُ اللَّهُ بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
اَلدَّمَاءُ » (5).
ص: 398
[12/359] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً»، وَقَالَ: «لَا يُوَفَّقُ قَاتِلُ الْمُؤْمِنِ
مُتَعَمِّداً لِلتَّوْبَة»(1).
[13/3550] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : المُؤْمِنُ
حَرَامٌ كُلُّهُ عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَدَمُهُ» (2).
[14/3551] غُرَرُ اَلْحِكَمِ: سَفْكُ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقَّهَا يَدْعُو إِلَى حُلُولِ
النِّقْمَةِ وَزَوَالِ النِّعْمَةِ »(3).
[ 15/3552] عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :
اَلْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا »(4) .
أَنَّهُ قَالَ: «لَقَتْلُ
[16/3553] عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ خَطَبَ لَمَّا أَرَادَ اَلْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ بِشَنِيَّةِ الْوَدَاع، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ الله ... ، إِلَى أَنْ قَالَ: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالَ المؤمِنِ ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ
مَعْصِيَةٌ، وَحُرْمَةٌ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ » (5) .
[ 3554/ 17] عَنْ سَعِيدٍ الْأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام فِي رَجُل قَتَلَ رَجُلاً مُؤْمِناً، قَالَ: «يُقَالُ لَهُ: مُتْ أَيَّ مِيتَةٍ شِئْتَ إِنْ شِئْتَ يَهُودِيًّا، وَإِنْ شِئْتَ
نَصْرَانِيَّا، وَإِنْ شِئْتَ مَجُوسِيّ »(6).
ص: 399
[18/3555 ]عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ
الله عزّو جلّ:«وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا »، قَالَ: «مَنْ قَتَلَ
مُؤْمِناً عَلَى دِينِهِ فَذَلِكَ الْمُتَعَمِّدُ الَّذِي قَالَ اللهُ عزّو جلّ: «وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)»
[النساء: 93]»، قُلْتُ : فَالرَّجُلُ يَقَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ شَيْءٌ فَيَضْرِبُهُ بِسَيْفِهِ فَيَقْتُلُهُ، قَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ الْمُتَعَمَّدَ الَّذِي قَالَ اللهُ عزّو جلّ» (1) .
[19/3556] قَوْلُهُ علیه السلام : «مَا مِنْ أَحَدٍ يَظْلِمُ بِمَظْلِمَةٍ إِلَّا أَخَذَهُ اللَّهُ بِهَا فِي
نَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَأَمَّا اَلظُّلْمُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ فَإِذَا تَابَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ »(2) .
[20/3557] قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام : «هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ اَلْأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ...»، إلى أن قال: «إِيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ، وَلَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ، وَلَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وَانْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقَّهَا، وَاللهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِى بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَيَنْقُلُهُ، وَلَا عُذْرَ لَكَ عِنْدَ الله وَلَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ، لِأَنَّ فِيهِ قَوَدَ الْبَدَنِ، وَإِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ وَأَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ أَوْ سَيْفُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ فَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً، فَلَا تَطْمَحَنَّ بِكَ نَخْوَةٌ سُلْطَانِكَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ المَقْتُولِ حَقَّهُمْ»(3).
ص: 400
[21/3558] عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثَّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَائِلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ علیهما السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ... (179)»الْآيَةَ [البقرة: 179] :،«وَلَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ، لِأَنَّ مَنْ هَمَّ بِالْقَتْلِ فَعَرَفَ أَنَّهُ يُقْتَصُّ مِنْهُ فَكَفَّ لِذَلِكَ عَنِ الْقَتْلِ كَانَ ذَلِكَ حَيَاةَ الَّذِي هَمَّ بِقَتْلِهِ، وَحَيَاةً هَذَا اَلْجَانِي الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ، وَحَيَاةً لِغَيْرِهِمَا مِنَ النَّاسِ إِذَا عَلِمُوا أَنَّ الْقِصَاصَ وَاجِبٌ لَا يَجْسِرُونَ عَلَى الْقَتْلِ مَخَافَةَ الْقِصَاصِ » (1) .
[ 3559/ 22] قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنُ الْعَسْكَرِيُّ (صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِ): «إِنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِرَجُلِ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِيهِ، فَاعْتَرَفَ، فَأَوْجَبَ عَلَيْهِ الْقِصَاصَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ لِيُعْظِمَ اللَّهُ ثَوَابَهُ، فَكَأَنَّ نَفْسَهُ لَمْ تَطِبْ بِذَلِكَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لِدَّعِي الدَّمِ الَّذِي هُوَ الْوَلِيُّ الْمُسْتَحِقُ لِلْقِصَاصِ: إِنْ كُنْتَ تَذْكُرُ هَذَا الرَّجُل عَلَيْكَ فَضْلاً فَهَبْ لَهُ هَذِهِ الْجِنَايَةَ وَاغْفِرْ لَهُ هَذَا الذَّنْبَ، قَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله، لَهُ عَلَيَّ حَقٌّ وَلَكِنْ لَمْ يَبْلُغْ بِهِ أَنْ أَعْفُوَ لَهُ عَنْ قَتْلِ وَالِدِي، قَالَ: فَتُرِيدُ مَا ذَا؟ قَالَ: أُرِيدُ الْقَوَدَ، فَإِنْ أَرَادَ لِحَقِّهِ عَلَيَّ أَنْ أُصَالِحِهُ عَلَى الدِّيَةِ صَالحَتُهُ وَعَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ عَلِيُّ اِبْنُ الْحُسَيْنِ علیه السلام : فَما حَقَّهُ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقْتَنِي تَوْحِيدَ اللَّهِ، وَنُبُوَّةَ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وَإِمَامَةَ عَلَيَّ وَالْأَئِمَّةِ علیهم السلام ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: فَهَذَا لَا يَفِي بِدَمِ أَبِيكَ؟ بَلَى وَالله هَذَا يَفِي بِدِمَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ كُلِّهِمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ سِوَى
اَلْأَنْبِيَاءِ وَالْأَئِمَّةِ إِنْ قُتِلُوا فَإِنَّهُ لَا يَفِي بِدِمَائِهِمْ شَيْء ... » تَمَامَ اَلْخَبَرِ(2).
ص: 401
[3560 / 23] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام أَنَّ عَلِيًّا ( صَلَوَاتُ
اللَّهُ عَلَيْهِ) قَبَضَ يَوْماً عَلَى لِحْيَتِهِ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهُ لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ»، وَأَوْمَا بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ وَهَامَتِهِ، فَقَالَ قَوْمٌ بِحَضْرَتِهِ: لَوْ فَعَلَ هَذَا أَحَدٌ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَأَبَرْنَا عِتْرَتَهُ، فَقَالَ:
آهِ آهِ هَذَا هُوَ الْعُدْوَانُ، إِنَّمَا هِيَ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ كَمَا قَالَ اللهُ عزّو جلّ»(1)
[ 3561 / 24] عَنْ نَاجِيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبو جَعْفَرٍ عليه السلام : «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُبْتَلَى
بِكُلِّ بَلِيَّة، وَيَمُوتُ بكُل ميتة، إلا أنه لا يقتل نفسه»(2).
[25/3562 ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ ، لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ قَدْرُ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ ، فَيَقُولُ: وَاللَّهُ مَا قَتَلْتُ، وَلَا شَرِكْتُ فِي دَمٍ، قَالَ: بَلَى، ذَكَرْتَ عَبْدِي فُلاناً، فَتَرَقَى ذَلِكَ حَتَّىٰ قُتِلَ فَأَصَابَكَ مِنْ دَمِهِ» (3).
[ 26/3563 ]رَوَى حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ: «يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ إِلَى رَجُلٍ حَتَّى يُلَطِّخَهُ بِالدَّمِ وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ الله، مَا لِي وَلَكَ؟ فَيَقُولُ : أَعَنْتَ عَلَيَّ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا بِكَلِمَةٍ فَقُتِلْتُ »(4).
[27/3564] عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام، قَالَ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ
آيس مِنْ رَحْمَةِ الله عزّو جلّ» (5) .
ص: 402
[3565/ 28] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ المُثَلَّثُ»، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا اَلْمُثَلَّثُ؟ قَالَ: «اَلرَّجُلُ يَسْعَى بِأَخِيهِ إِلَى إِمَامِهِ فَيَقْتُلُهُ، فَيُهْلِكُ نَفْسَهُ، وَأَخَاهُ،
وَإِمَامَهُ »(1) .
[29/3566 ]عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: تَلَا أَبو عَبْدِ الله عليه السلام هَذِهِ الْآيَةَ:«ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)» [البقرة : 61] ، فَقَالَ: «وَالله مَا ضَرَبُوهُمْ بِأَيْدِيهِمْ، وَلَا قَتَلُوهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ، وَلَكِنْ سَمِعُوا أَحَادِيثَهُمْ فَأَذَاعُوهَا فَأُخِذُوا عَلَيْهَا
فَقْتِلُوا، فَصَارَ قَتْلاً وَاِعْتِدَاءً وَمَعْصِيَةً »(2) .
[30/3567] عَنِ الْمِسْمَعِيٌّ ، قَالَ : لَمَّا أَخَذَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُعَلَّى بْنَ حُنَيْسٍ حَبَسَهُ وَأَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ لَهُ مُعَلَّى : أَخْرِجْنِي إِلَى النَّاسِ فَإِنَّ لِي دَيْناً كَثِيراً وَمَالاً حَتَّى أُشْهِدَ بِذَلِكَ، فَأَخْرَجَهُ إِلَى السُّوقِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا مُعَلَّى اِبْنُ حُنَيْسٍ، فَمَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، اِشْهَدُوا أَنَّ مَا تَرَكْتُ مِنْ مَالِ عَيْنٍ أَوْ دَيْنِ أَوْ أَمَةٍ أَوْ عَبْدِ أَوْ دَارٍ أَوْ قَلِيلِ أَوْ كَثِيرٍ فَهُوَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَشَدَّ عَلَيْهِ صَاحِبُ شُرْطَةِ دَاوُدَ فَقَتَلَهُ، قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهُ عليه السلام خَرَجَ يَجُرُّ ذَيْلَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ اِبْنُهُ خَلْفَهُ، فَقَالَ: «يَا دَاوُدُ، قَتَلْتَ مَوْلَايَ
ص: 403
وَأَخَذْتَ مَالي»، قَالَ: مَا أَنَا قَتَلْتُهُ وَلَا أَخَذْتُ مَالَكَ، قَالَ: «وَالله لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَى مَنْ قَتَلَ مَوْلَايَ وَأَخَذَ مَالِي، قَالَ: مَا قَتَلْتُهُ وَلَكِنْ قَتَلَهُ صَاحِبُ شُرْطَتِي، فَقَالَ: بِإِذْنِكَ أَوْ بِغَيْرِ إِذْنِكَ؟»، قَالَ: بِغَيْرِ إِذْنِي، قَالَ: «يَا إِسْمَاعِيلُ، شَأْنَكَ بِهِ»، قَالَ:
فَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ وَالسَّيْفُ مَعَهُ حَتَّى قَتَلَهُ فِي تَجْلِسِهِ(1).
[31/3568] عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ، قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام: مَا أَنَا قَتَلْتُهُ - يَعْنِي مُعَلَّى- ، قَالَ: «فَمَنْ قَتَلَهُ؟»، قَالَ: اَلسِّيرَافِيُّ، وَكَانَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ، قَالَ: «أَقِدْنَا مِنْهُ»، قَالَ: قَدْ أَقَدْتُكَ، قَالَ: فَلَمَّا أُخِذَ السِّيرَافِيُّ وَقُدِّمَ لِيُقْتَلَ جَعَلَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، يَأْمُرُوفِّي بِقَتْلِ النَّاسِ فَأَقْتُلُهُمْ هُمْ ثُمَّ يَقْتُلُونّي، فَقُتِلَ اَلسِّيرَافِيُّ(2).
[32/3569 ]عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله عليه السلام ، قَالَ: «إِذَا ،
دَعَا الرَّجُلُ أَخَاهُ بِلَيْلِ فَهُوَ لَهُ ضَامِنٌ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ »(3).
[33/3570] أَحْمَدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّائِيُّ، عَنِ الرِّضَا عليه السلام فِي خَبَرٍ أَنَّهُ أَقرَّ رَجُلٌ بِقَتْلِ اِبْنِ رَجُلِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَدَفَعَهُ عُمَرُ إِلَيْهِ لِيَقْتُلَهُ بِهِ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ هَلَكَ ، فَحُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَبِهِ رَمَقٌ، فَبَرَأَ اَلْجُرْحُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَلَقِيَهُ اَلْأَبُ وَجَرَّهُ إِلَى عُمَرَ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَاسْتَغَاثَ الرَّجُلُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لِعُمَرَ: «مَا هَذَا الَّذِي حَكَمْتَ
ص: 404
عَلَى هَذَا الرَّجُل؟»، فَقَالَ: اَلنَّفْسَ بِالنَّفْسِ ، قَالَ: «أَلَمْ يَقْتُلُهُ مَرَّةً؟»، قَالَ: قَدْ قَتَلْتُهُ ثُمَّ عَاشَ قَالَ: «فَيُقْتَلُ مَرَّتَيْنِ؟»، فَبُهِتَ، ثُمَّ قَالَ: فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضِ، فَخَرَجَ عليه السلام فَقَالَ لِلْأَبِ: «أَلَمْ تَقْتُلُهُ مَرَّةً؟»، قَالَ: بَلَى، فَيَبْطُلُ دَمُ ابْنِي؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْحُكْمَ أَنْ تَدْفَعَ إِلَيْهِ فَيَقْتَصُّ مِنْكَ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ بِهِ ثُمَّ تَقْتُلَهُ بِدَمِ ابْنِكَ»، قَالَ: هُوَ وَالله اَلمَوْتُ وَلَا بُدَّ مِنْهُ، قَالَ: «لَا بُدَّ أَنْ يَأْخُذَ بِحَقِّهِ»، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ صَفَحْتُ عَنْ دَمِ ابْنِي، وَيَصْفَحُ لِي عَنِ الْقِصَاصِ، فَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَاباً بِالْبَرَاءَةِ، فَرَفَعَ عُمَرُ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ اَلْحَمْدُ للهِ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ لَا عَلِيُّ هَلَكَ عُمَرُ (1) .
[3571 / 34] لَمَّا قَضَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام نَحْبَهُ وَفَرَغَ أَهْلُهُ مِنْ دَفْنِهِ جَلَسَ الْحَسَنُ عليه السلام وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِابْنِ مُلْجَمِ، فَجِيءَ بِهِ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ لَهُ: «يَا عَدُوَّ الله، قَتَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَعْظَمْتَ الْفَسَادَ فِي الدِّينِ»، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنْقُهُ (2).
[ 3572/ 35] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيُّ رَفَعَهُ، قَالَ: لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ، وَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْصِ، فَقَالَ: «اثْنُوا لي وِسَادَةً...»، إلى أن قال: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ عليه السلام فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، ضَرْبَةٌ مَكَانَ ضَرْبَةٍ وَلَا تَأْثَمْ »(3)
ص: 405
[36/3573] أَبُو الْبَخْتَرِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ اَلْحَسَنَ عليه السلام قَدَّمَهُ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: قَدْ عَهَدْتُ اللهَ عَهْداً أَنْ أَقْتُلَ أَبَاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْتُلُ، وَإِنْ شِئْتَ فَاعْفُ، فَإِنْ عَفَوْتَ ذَهَبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَتَلْتُهُ وَأَرَحْتُكَ مِنْهُ ثُمَّ جِئْتُكَ، فَقَالَ: لَا حَتَّى أُعَجِّلَكَ إِلَى النَّارِ، فَقَدَّمَهُ فَضَرَبَ
عُنقه »(1).
[3574/ 37] أَبُو الْبَخْتَرِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا عليه السلام خَرَجَ وقِظُ النَّاسَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ ، فَضَرَبَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَم بِالسَّيْفِ عَلَى أُمَّ رَأْسِهِ، فَوَقَعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَأَخَذَهُ فَالْتَزَمَهُ حَتَّى أَخَذَهُ النَّاسُ، وَحُمِلَ عَلِيٌّ حَتَّى أَفَاقَ، ثُمَّ قَالَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهما السلام : اِحْبِسُوا هَذَا الْأَسِيرَ، وَأَطْعِمُوهُ وَاسْقُوهُ، وَأَحْسِنُوا إِسَارَهُ، فَإِنْ عِشْتُ فَأَنَا أَوْلَى بِمَا صَنَعَ بِي، إِنْ شِئْتُ اسْتَقَدْتُ، وَإِنْ شِئْتُ عَفَوْتُ، وَإِنْ شِئْتُ صَالحَتُ، وَإِنْ مِتُّ فَذَلِكَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ أَنْ تَقْتُلُوهُ فَلَا تُثلوا
به »(2).
[3575/ 38] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ بَعْضٍ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ، قَالَ: صَعِدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِالْكُوفَةِ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّ الذُّنُوبَ ثَلَاثَةٌ، ثُمَّ أَمْسَكَ، فَقَالَ لَهُ حَبَّةُ الْعُرَنِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قُلْتَ: الذُّنُوبُ ثَلَاثَةٌ ثُمَّ أَمْسَكْتَ، فَقَالَ: «مَا ذَكَرْتُها إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُفَسِّرَهَا، وَلَكِنْ عَرَضَ لِي بُهْرٌ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْكَلَامِ، نَعَمْ الذُّنُوبُ ثَلَاثَةٌ، فَذَنْبٌ مَغْفُورٌ، وَذَنْبٌ غَيْرُ مَغْفُورٍ، وَذَنْبٌ نَرْجُو لِصَاحِبِهِ وَنَخَافُ عَلَيْهِ»، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
ص: 406
فَبَيِّنْهَا لَنَا، قَالَ: «نَعَمْ، أَمَّا الذَّنْبُ المَغْفُورُ فَعَبْدٌ عَاقَبَهُ اللَّهُ عَلَى ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا، فَاللَّهُ أَحْلَمُ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعَاقِبَ عَبْدَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَمَّا الذَّنْبُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ فَمَظَالِمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا بَرَزَ لِخَلْقِهِ أَقْسَمَ فَسَا عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يَجُوزُنِي ظُلْمُ ظَالِمٍ، وَلَوْ كَفِّ بِكَفِّ، وَلَوْ مَسْحَةٌ بِكَفِّ، وَلَوْ نَطْحَةٌ مَا بَيْنَ الْقَرْنَاءِ إِلَى الْجَتَمَاءِ، فَيَقْتَصُّ لِلْعِبَادِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ حَتَّى لَا تَبْقَى لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ مَظْلِمَةٌ، ثُمَّ يَبْعَتُهُمْ لِلْحِسَابِ، وَأَمَّا الذَّنْبُ الثَّالِثُ فَذَنْبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ وَرَزَقَهُ التَّوْبَةَ مِنْهُ، فَأَصْبَحَ خَائِفاً مِنْ ذَنْبِهِ رَاجِياً لِرَبِّهِ، فَنَحْنُ لَهُ كَمَا هُوَ لِنَفْسِهِ ، نَرْجُو لَهُ الرَّحْمَةَ ، وَنَخَافُ عَلَيْهِ الْعَذَابَ »(1).
بیان: البهر الدهشة
[39/3576] عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم أَنَّهُ قَالَ: «كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ يُرَدُّ مِنَ الصِّرَاطِ
لِلْقِصَاصِ »(2).
[40/3577] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ قَامَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ .... إلى أن قال: ثُمَّ قَالَ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنَّ رَبِّي عزّو جلّ حَكَمَ أَنْ وَأَقْسَمَ أَنْ لَا يَجُوزَهُ ظُلْمُ ظَالِمٍ، فَنَاشَدْتُكُمْ بِالله أَيَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَانَتْ لَهُ قِبَلَ مُحَمَّدٍ مَظْلِمَةٌ إِلَّا قَامَ فَلْيَقْتَصَّ مِنْهُ، فَالْقِصَاصُ فِي دَارِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْقِصَاصِ فِي دَارِ
اَلْآخِرَةِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْقَوْمِ يُقَالُ لَهُ: سَوَادَةُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ لَهُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَمَّا أَقْبَلْتَ مِنَ الطَّائِفِ
ص: 407
اِسْتَقْبَلْتُكَ وَأَنْتَ عَلَى نَاقَتِكَ الْعَضْبَاءِ وَبِيَدِكَ الْقَضِيبُ المَمْشُوقُ، فَرَفَعْتَ الْقَضِيبَ وَأَنْتَ تُرِيدُ الرَّاحِلَةَ فَأَصَابَ بَطْنِي، وَلَا أَدْرِي عَمْداً أَوْ خَطَأً، فَقَالَ: «مَعَاذَ اللَّه أَنْ أَكُونَ تَعَمَّدْتُ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا بِلَالُ، قُمْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَأْتِنِي بِالْقَضِيبِ المَمْشُوقِ»، فَخَرَجَ بِلَالٌ وَهُوَ يُنَادِي فِي سِكَكِ المَدِينَةِ: مَعَاشِرَ النَّاسِ، مَنْ ذَا الَّذِي يُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ فَهَذَا مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله وسلم يُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ...، إلى أَنْ قالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله : «أَيْنَ الشَّيْخُ؟»، فَقَالَ الشَّيْخُ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ: تَعَالَ فَاقْتَصَّ مِنِّي حَتَّىٰ تَرْضَىٰ»، فَقَالَ اَلشَّيْخُ: فَاكْشِفْ صلی الله علیه و آله وسلم عَنْ بَطْنِكَ يَا رَسُولَ الله فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ، فَقَالَ الشَّيْخُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضَعَ فَمِي عَلَى بَطْنِكَ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِمَوْضِعِ الْقِصَاصِ مِنْ بَطْنِ رَسُولِ اللهِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ النَّارِ، فَقَالَ رَسُولُ الله: «يَا سَوَادَةَ بْنَ قَيْسٍ، أَتَعْفُو أَمْ تَقْتَصُّ ؟»، فَقَالَ: بَلْ أَعْفُو، يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ صلی الله علیه و آله وسلم : «اللَّهُمَّ أَعْفُ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ قَيْسٍ كَمَا عَفَا عَنْ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ... »(1) .
[ 41/3578] عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبي عَبْدِ الله علیه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ علیه السلام : «لَيْسَ فِي الْهَائِشَاتِ عَقْلٌ وَلَا قِصَاصٌ، وَالْفَائِشَاتُ الْفَزْعَةُ تَقَعُ
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَيُشَجُّ الرَّجُلُ فِيهَا أَوْ يَقَعُ قَتِيلٌ لَا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ وَشَجَّهُ» (2).
[ 42/35791] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام، قَالَ: «ازْدَحَمَ اَلنَّاسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي إِمْرَةِ عَلَيَّ علیه السلام بِالْكُوفَةِ فَقَتَلُوا رَجُلًا، فَوَدَىٰ دِيَتَهُ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ بَيْتِ مَالِ اَلْمُسْلِمِينَ »(3)
ص: 408
[3580 / 43] عَنْ مِسْمَعِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام
قَالَ: «مَنْ مَاتَ فِي رِحَامِ اَلنَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ عَلَى حِسْرٍ لَا يَعْلَمُونَ
مَنْ قَتَلَهُ فَدِيَتُهُ مِنْ بَيْتِ أَلَمَمالِ » (1).
[44/3581] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله وسلم، فَقَالَ: إِنَّ لِي جَاراً قَدِ اتَّخَذَ مِثْلَ خُرْجَةِ الْعَيْنِ مِمَّا يَلِي مُغْتَسَلَ اِمْرَأَتِي، فَإِذَا قَامَتْ تَغْتَسِلُ نَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم: «سَوَّ لَهُ خِيَاطاً، فَإِذَا نَظَرَ فَانْخَسْ بِهِ فِي عَيْنِهِ » (2).
[3582/ 45] عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله علیه السلام ، قَالَ: «إِذَا اِطَّلَعَ رَجُلٌ عَلَىٰ قَوْمٍ يُشْرِفُ عَلَيْهِمْ أَوْ يَنْظُرُ مِنْ خَلَلِ شَيْءٍ هُمْ فَرَمَوْهُ فَأَصَابُوهُ فَقَتَلُوهُ أَوْ فَقَدُّوا عَيْنَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِمْ غُرْمٌ، وَقَالَ: «إِنَّ رَجُلاً اِطَّلَعَ مِنْ خَلَلٍ حُجْرَةِ رَسُولِ الله صلی الله علیه و آله وسلم فَجَاءَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم بِمِشْقَ لِيَفْقَأَ عَيْنَهُ، فَوَجَدَهُ قَدِ انْطَلَقَ،
، فَقَالَ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم : أَيْ خَبيثُ أَمَا وَاللَّهُ لَوْ ثَبَتْ لِي لَفَقَأْتُ عَيْنَيْكَ» (3).
[ 46/3583] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ رَجُلٍ اِطَّلَعَ عَلَى قَوْمِ لِيَنْظُرَ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ فَرَمَوْهُ فَقَتَلُوهُ أَوْ جَرَحُوهُ أَوْ فَقَنُوا عَيْنَهُ، فَقَالَ: «لَا دِيَةٌ لَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه و آله وسلم اِطَّلَعَ رَجُلٌ فِي حُجْرَتِهِ مِنْ خِلَالِهَا، فَجَاءَهُ رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم بِمِشْقَصِ لِيَفْقَأَ بِهِ عَيْنَهُ، فَوَجَدَهُ قَدِ انْطَلَقَ، فَنَادَاهُ: يَا خَبِيثُ، لَوْ ثَبَتَ لِي
لَفَقَاتُ عَيْنَكَ بِهِ»(4).
ص: 409
[3584/ 47] عَنْ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه علیه السلام ، قَالَ: «إِنَّ عُثْمَانَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ بِمَوْلًى لَهُ قَدْ لَطَمَ عَيْنَهُ فَأَنْزَلَ المَاءَ فِيهَا وَهِيَ قَائِمَةٌ لَيْسَ يُبْصِرُ بِهَا شَيْئاً، فَقَالَ لَهُ: أُعْطِيكَ الدِّيَةَ فَأَبَى»، قَالَ: «فَأَرْسَلَ بِهِمَا إِلَى عَلِيٌّ علیه السلام ، وَقَالَ:
الا اُحْكُمْ بَيْنَ هَذَيْنِ، فَأَعْطَاهُ الدِّيَةَ فَأَبَى»، قَالَ: «فَلَمْ يَزَالُوا يُعْطُونَهُ حَتَّى أَعْطَوْهُ دِيَتَيْنِ»، قَالَ: فَقَالَ: لَيْسَ أُرِيدُ إِلَّا الْقِصَاصَ، قَالَ: فَدَعَا عَلِيٌّ بِمِرْآةٍ فَحَاهَا، ثُمَّ دَعَا بِكُرْسُفٍ فَبَلَّهُ ثُمَّ جَعَلَهُ عَلَى أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ وَعَلَى حَوَالَيْهَا ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِعَيْنِهِ عَيْنَ الشَّمْسِ، قَالَ: «وَجَاءَ بِالْمِرْآةِ فَقَالَ : انْظُرْ ، فَنَظَرَ فَذَابَ الشَّحْمُ وَبَقِيَتْ عَيْنُهُ قَائِمَةً وَذَهَبَ الْبَصَرُ »(1).
[48/3585] عَنْ أَبِي الصَّبَاحِ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهُ علیه السلام: إِنَّ لَنَا جَاراً مِنْ هَمْدَانَ يُقَالُ لَهُ: اَلْجَعْدُ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَجْلِسُ إِلَيْنَا، فَنَذْكُرُ عَلِيًّا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ علیه السلام وَفَضْلَهُ، فَيَقَعُ فِيهِ، أَفَتَأْذَنُ لِي فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا الصَّبَّاحِ، أَفَكُنْتَ فَاعِلا؟»، فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهُ لَئِنْ أَذِنْتَ لِي فِيهِ لَأَرْصُدَنَّهُ فَإِذَا صَارَ فِيهَا اقْتَحَمْتُ عَلَيْهِ بِسَيْفِي فَخَبَطْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَبَا الصَّبَّاحِ، هَذَا الْفَتْكُ وَقَدْ نَهَى رَسُولُ الله صلی الله علیه و آله وسلم عَنِ الْفَتْكِ. يَا أَبَا الصَّبَّاح ، إِنَّ الْإِسْلَامَ فَيَّدَ الْفَتْكَ، وَلَكِنْ دَعْهُ فَسَتُكْفَى بِغَيْرِكَ»، قَالَ أَبُو الصَّبَّاح : فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنَ المَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ لَمْ أَلْبَثْ بِهَا إِلَّا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، فَخَرَجْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ، ثُمَّ عَقَبْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الصَّبَاحِ الْبُشْرَى، فَقُلْتُ: بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ، فَمَا ذَاكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ الْجُعْدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهُ بَاتَ الْبَارِحَةَ فِي دَارِهِ الَّتِي فِي الْجَبَّانَةِ، فَأَيْقَظُوهُ لِلصَّلَاةِ
ص: 410
فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الزِّقِّ اَلمَنْفُوحَ مَيّتاً، فَذَهَبُوا يَحْمِلُونَهُ فَإِذَا لَحْمُهُ يَسْقُطُ عَنْ عَظْمِهِ،
فَجَمَعُوهُ في نَطْعِ فَإِذَا تَحْتَهُ أَسْوَدُ، فَدَفَنُوهُ (1).
***
إلى هنا انتهى ولله الحمد مطالعة كتاب (جامع أحاديث الشيعة) لآية الله العظمى السيِّد حسين البروجردي قدس سرّه في يوم (23) من شهر رمضان المبارك من سنة (1442) هجريَّة، الموافق ليوم (6) مايو من سنة (2021) ميلاديَّة.
والحمد لله أوَّلاً وآخراً، وصلَّى الله على محمَّد وآله الطاهرين.
***
وقد تمَّ اليوم وهو آخر ذي الحجة الحرام من سنة (1442ه-) مراجعة هذا الكتاب المسمَّى ب- (الفوائد البديعة من جامع أحاديث الشيعة)، وتمَّت المراجعة الثانية في ليلة العاشر من شهر رمضان المبارك من سنة (1444ه-)،
وقد تمَّت المراجعة الأخيرة في (26) من ذي القعدة من سنة (1444) هجريَّة.
والحمد الله أوَّلاً وآخراً، وصلَّى الله على سيدِّنا محمَّد وعلى آله الطيِّبين
الطاهرين.
***
ص: 411
ص: 412
1 - القرآن الكريم.
2 - الاحتجاج: أحمد بن عليِّ الطبرسي / تعليق وملاحظات: السيِّد محمّد
باقر الخرسان/ 1386ه- / دار النعمان النجف الأشرف.
3 - الاختصاص: الشيخ المفيد تحقيق عليّ أكبر الغفاري والسيِّد محمود
الزرندي / 2 / 1414ه- / دار المفيد للطباعة والنشر / بيروت.
4 - إرشاد القلوب الحسن بن محمّد الديلمي / ط 2 / 1415ه- / مطبعة
أمير/ انتشارات الشريف الرضي / قم .
5 - الإرشاد الشيخ المفيد تحقيق مؤسسة آل البيت علیهم السلام /ط 2 /
1414ه- / دار المفيد بيروت
/ 6 - أعلام الدِّين في صفات المؤمنين الحسن بن محمّد الديلمي/ مؤسسة
آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث / قم.
7 - إقبال الأعمال : السيِّد عليُّ بن طاوس/ تحقيق: جواد القيومي
الأصفهاني / ط 1 / 1414ه- / مكتب الإعلام الإسلامي.
8 - الأمالي: الشيخ الصدوق ط 1 / 1417ه- / مركز الطباعة والنشر
في مؤسسة البعثة /قم.
9 - الأمالي: الشيخ الطوسي / تحقيق : مؤسّسة البعثة/ ط 1 / 1414ه- /
دار الثقافة/ قم.
ص: 413
10 - الأمالي الشيخ المفيد/ تحقيق: حسين الأُستادولي وعليّ أكبر
الغفاري /ط 2 / 1414ه-/ دار المفيد/ بيروت.
11 -بحار الأنوار الجامعة لدُرَر أخبار الأئمَّة الأطهار: العلَّامة
المجلسي/ تحقيق يحيى العابدي الزنجاني وعبد الرحيم الربَّاني الشيرازي /ط 2 1403ه-/ مؤسَّسة الوفاء/ بيروت.
12 - بشارة المصطفى صلی الله علیه و آله وسلم لشيعة المرتضى علیه السلام : محمّد بن أبي القاسم الطبري/ تحقيق جواد القیُّومي الأصفهاني/ ط 1 / 1420ه- / مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.
13 – بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمّد علیهم السلام : محمّد بن الحسن ابن فروخ (الصفَّار) تصحيح وتعليق وتقديم: الحاج ميرزا حسن كوجه باغي /1404ه- / منشورات الأعلمي/ طهران.
14 - تُحف العقول عن آل الرسول: ابن شعبة الحرَّاني / تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري/ ط 2 /1404ه- / مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرَّفة.
15 - تفسير الإمام العسكري علیه السلام: المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السلام/ -
عالم /ط 1 محقَّقة/ 1409ه- / مدرسة الإمام المهدي عجل الله فرجه/ قم .
16 – تفسير العيَّاشي: محمّد بن مسعود العيَّاشي / تحقيق : السيِّد هاشم
الرسولي المحلَّاتي / المكتبة العلميَّة الإسلاميَّة/ طهران.
17 - تفسير القمِّي: عليُّ بن إبراهيم القمِّي / تصحيح وتعليق وتقديم:
السيّد طيِّب الموسوي الجزائري / ط 3 / 1404ه- / مؤسَّسة دار الكتاب / قم.
18 - تفسير جوامع الجامع: الطبرسي / ط 1 / 1418ه- /مؤسَّسة النشر
الإسلامي/ قم.
ص: 414
19 - تفسير فرات الكوفي : فرات بن إبراهيم الكوفي تحقيق: محمّد الكاظم /ط 1 / 1410ه- / مؤسَّسة طبع ونشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي/ طهران. ّ
20 - التمحيص: محمّد بن همَّام الإسكافي مدرسة الإمام المهدي /
قم/ المقدَّسة.
21 - تنبيه الخواطر (مجموعة ورَّام): ورَّام بن أبي فراس المالكي الأشتري /ط 2 /1368ش / مطبعة حيدري / دار الكتب الإسلامية/ طهران.
22 - تهذيب الأحكام الشيخ الطوسي / تحقيق وتعليق: السيد حسن
الموسوى الخرسان 3 / 1364ه- / دار الكُتُب الإسلاميَّة /طهران.
23- التوحيد: الشيخ الصدوق تحقيق وتصحيح: هاشم حسيني
طهراني/ ط 1 /جماعة المدرّسين في الحوزة العلميَّة/ قم.
24 - ثواب الأعمال الشيخ الصدوق تحقيق: محمّد مهدي الخرسان/
ط 2 /1368 ش / مطبعة أمير / منشورات الشريف الرضي / قم.
25-جامع الأخبار (معارج اليقين في أُصول الدين): الشيخ محمّد الشعيري السبزواري تحقيق علاء آل جعفر/ ط 1/ 1410ه- / مؤسَّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث /قم.
26-الجعفرياَّت: محمّد الأشعث الكوفي/ ط 1/ مكتبة نينوى بن
الحديثة /طهران.
27 - جواهر الكلام الشيخ الجواهري تحقيق: عبَّاس القوجاني/
ط 2 / 1365 ش / مطبعة خورشيد دار الكُتُب الإسلاميَّة/ طهران.
28 - الخرائج والجرائح : قطب الدِّين الراوندي بإشراف: السيِّد محمّد
باقر الموحد الأبطحي / ط 1 / 1409ه- / مؤسَّسة الإمام المهدي عجل الله فرجه / قم.
ص: 415
29 - الخصال الشيخ الصدوق تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري/
1362ش / مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرفة.
30 – دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام: القاضي النعمان المغربي
تحقيق آصف بن عليّ أصغر فيضي / 1383ه-/ دار المعارف/ القاهرة.
31- الدعوات (سلوة الحزين) قطب الدّين الراوندي /ط 1
1407 ه- / مطبعة أمير / مؤسَّسة الإمام المهدي عجل الله فرجه/ قم.
32 - رجال الكشَّي ( اختيار معرفة الرجال): الشيخ الطوسي/ تحقيق:
السيِّد مهدي الرجائي / 1404ه- / مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث.
33 - روضة المتَّقين في شرح من لا يحضره الفقيه: محمّد تقي المجلسي (الأوَّل) /نمَّقه وعلّق عليه وأشرف على طبعه السيِّد حسين الموسوي الكرماني والشيخ عليّ پناه الاشتهاردي/ بنياد فرهنگ إسلامي حاجّ محمّد حسین کوشانپور.
34 - روضة الواعظين: محمّد بن الفتّال النيسابوري/ تقديم السيِّد محمّد
مهدي السيِّد حسن الخرسان منشورات الشريف الرضي/ قم.
35 - سُنَن البيهقي: البيهقي / دار الفكر / بيروت.
36 - سُنَن الترمذي : أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي/ تحقيق
وتصحيح عبد الوَّهاب عبد اللطيف /ط 2 / 1403ه- / دار الفكر / بيروت.
37 – سُنَن النسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن عليّ بن بحر
النسائي / تحقيق عبد الغفار سليمان البنداري وسيِّد كسروي حسن /ط 1 /1411ه-/ دار الكتُب العلميَّة /بيروت.
38 - شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار القاضي النعمان المغربي /
تحقيق السيِّد محمّد الحسيني الجلالي /ط 2/ 1414ه- / مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
ص: 416
39 - صحيح البخاري: البخاري 1401ه-/ دار الفكر / بيروت.
40 - صحيفة الرضا علیه السلام: مؤسَّسة الإمام المهدي عجل الله فرجه/ 1408ه-.
41 - صفات الشيعة الشيخ الصدوق /كانون انتشارات عابدي /طهران.
42 - طبُّ الأئمَّة علیهم السلام : ابني بسطام النيسابوري/ ط 2/ 1411ه-/
انتشارات الشريف الرضي / قم .
43 - الطبقات الكبرى محمّد بن سعد/ دار صادر / بيروت.
44 - طرَف من الأنباء والمناقب فى شرف سيِّد الأنبياء: ابن طاوس
ط 1 / 1420ه- / تاسوعا/ مشهد.
45 - عدَّة الداعي ونجاح الساعي: ابن فهد الحلِّي/ تحقيق: أحمد الموحِّدي
القمي / مكتبة وجداني / قم
46 - العقد الفريد: أحمد بن محمّد بن عبد ربِّه الأندلسي / تحقيق
وتصحيح مفيد محمّد قميحة/ ط 1/ 1404ه-/ دار الكُتُب العلميَّة /
بيروت.
47 - علل الشرائع الشيخ الصدوق ت/قديم: السيِّد محمّد صادق بحر
العلوم / 1385ه- / منشورات المكتبة الحيدريَّة ومطبعتها/ النجف الأشرف.
48 - عوالي اللئالي: ابن أبي جمهور الأحسائي / تحقيق : مجتبى العراقي/
ط 1 / 1403ه- / مطبعة سيِّد الشهداء علیه السلام/ قم .
49 -عيون أخبار الرضا علیه السلام: الشيخ الصدوق/ تصحيح وتعليق
وتقديم : الشيخ حسين الأعلمي / 1404ه- / مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت.
50 - الغارات: إبراهيم بن محمّد الثقفي الكوفي /تحقيق : السيِّد جلال
الدين الحسيني الأرموي المحدِّث.
ص: 417
51 - غُرَر الحِكَم ودُرَر :الكَلِم عبد الواحد الآمدي التميمي/ تحقيق وتصحيح السيِّد مهدي الرجائي / ط 2 / 1410ه-/ دار الكتاب الإسلامي/ قم.
52 - الغيبة: ابن أبي زينب النعماني تحقيق فارس حسُّون كريم/ ط 1/
1422ه- / أنوار الهدى.
53 -الغيبة الشيخ الطوسي / تحقيق: عبد الله الطهراني وعليّ أحمد ناصح / ط 1/ 1411ه- / مطبعة بهمن/ مؤسسة المعارف الإسلاميَّة/ قم.
54 - فضائل الأشهر الثلاثة: الشيخ الصدوق/ ت عرفانیان/ ط2
/1412ه- / دار المحجّة البيضاء /بيروت.
55 - فقه الرضا علیه السلام : علي بن بابويه / ط 1 / 1406ه- / المؤتمر العالمي
للإمام الرضا علیه السلام/ مشهد.
56 - فلاح السائل: رضيُّ الدِّين عليُّ بن طاوس.
57 - فهرست ابن النديم :ابن النديم البغدادي / تحقيق: رضا تجدُّد.
58 - القاموس المحيط: مجد الدِّین محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي.
59 - قرب الإسناد :أبو العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمِّي/
ط 1 / 1413ه- / مؤسَّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث / قم.
60 - قصص الأنبياء: قطب الدِّين الراوندي تحقيق الميرزا غلام رضا
عرفانيان اليزدي الخراساني/ ط 1 / 1418ه-/ انتشارات الهادي.
61 - الكافي: الشيخ الكليني /تحقيق عليّ أكبر الغفاري/ ط 5/
1363ش / مطبعة حيدري / دار الكُتُب الإسلاميَّة / طهران.
62 - كامل الزيارات: جعفر بن محمّد بن قولويه/ تحقيق الشيخ جواد
القيُومي / ط 1 / 1417ه- / مؤسَّسة نشر الفقاهة.
ص: 418
63 - كتاب الزهد :حسين بن سعيد الكوفي/ 1399ه- / مط العلمية قم.
64 - كتاب المؤمن: حسين بن سعيد الكوفي /ط 1 / 1404ه- / مدرسة
الإمام المهدي عجل الله فرجه/ قم.
65 - كشف الغمة في معرفة الأئمَّة: عليُّ بن أبي الفتح الإربلي/ ط 2 /
/1405ه- /دار الأضواء /بيروت.
66 - كفاية الأثر في النصِّ على الأئمَّة الاثني عشر: أبو القاسم عليُّ بن محمّد الخزّاز القمِّي الرازي / تحقيق : السيِّد عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي/ 1401ه- / انتشارات بیدار.
67 - كمال الدين وتمام النعمة : الشيخ الصدوق/ تصحيح وتعليق عليّ أكبر
الغفاري/ 1405ه- / مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
68 - كنز الفوائد: أبو الفتح محمّد بن عليِّ الكراجكي/ ط 2 /
1369ش / مكتبة المصطفوي / قم.
69 - لسان العرب: أبو الفضل جمال الدِّين محمّد بن مكرم الإفريقي
المصري (ابن منظور )/1405ه- / نشر أدب الحوزة/ قم.
70 -المجازات النبويَّة الشريف الرضي/ تحقيق وشرح: طه محمّد
الزيتي/ منشورات مكتبة بصيرتي / قم .
71 - مجمع البيان في تفسير القرآن أمين الإسلام أبو عليِّ الفضل بن
الحسن الطبرسي/ قدَّم له السيِّد محسن الأمين العاملي/ ط 1 / 1415ه- مؤسَّسة الأعلمي/ بيروت.
72 - المحاسن: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي/ تصحيح وتعليق السيِّد
جلال الدِّين الحسيني المحدِّث / 1370 ه- / دار الكُتُب الإسلاميَّة/ طهران.
ص: 419
73 - المحيط في اللغة: الصاحب بن عبَّاد/ تحقيق وتصحيح: محمّد حسن
آل ياسين/ ط 1 / 1414ه-/ عالم الكتاب/ بيروت.
74 - مختلف الشيعة: العلَّامة الحلِّي ط 2/ 1413ه- / مؤسَّسة النشر
الإسلامي/ قم.
75 - مرآة العقول في شرح أخبار الرسول: العلَّامة المجلسي/ ط 2/ 1404ه- / قدَّم له: السيِّد مرتضى العسكري / إخراج ومقابلة وتصحيح السيِّد هاشم الرسولي / دار الكُتُب الإسلاميَّة.
76 - مستدرك الوسائل : الميرزا النوري /ط 1/ المحققة 1408ه- /
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / بيروت.
77 – مستطرفات السرائر : ابن إدريس الحلي/ ط 2/ 1411ه- / مؤسَّسة
النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
78 - مسند أحمد أحمد بن حنبل / تحقيق عدة محققين /ط 1 /
1416ه- / مؤسَّسة الرسالة بيروت.
79 - مشكاة الأنوار علىُّ الطبرسي :تحقيق مهدي هوشمند/ ط 1/
1418ه-/ دار الحديث.
80 - مصادقة الإخوان: الشيخ الصدوق/ إشراف: السيِّد علي ٌّالخراساني
الكاظمي /مكتبة الإمام صاحب الزمان العامَّة.
81-المصباح (جنَّة الأمان الواقية وجنَّة الإيمان الباقية): تقيُّ الدِّين
إبراهيم بن عليّ العاملي الكفعمي/ ط3/ 1433ه-/ مؤسَّسة الأعلمي /
بيروت.
82 - مصباح المتهجِّد:الشيخ الطوسي / ط 1 / 1411ه- / مؤسَّسة فقه
الشيعة /بيروت
ص: 420
83 - معاني الأخبار: الشيخ الصدوق/ تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفاري/
1379ه- /مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
84 - المعتبر في شرح المختصر: نجم الدِّين أبو القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلِّي / تحقيق وتصحيح : عدَّة من الأفاضل/ 1364ش/ مؤسَّسة سيِّد
الشهداء علیه السلام / قم .
85 -معجم :البلدان: شهاب الدِّين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله
الحموي الرومي البغدادي / 1399ه- / دار إحياء التراث العربي / بيروت.
86 - المقنع: الشيخ الصدوق/ تحقيق لجنة التحقيق التابعة لمؤسَّسة
الإمام الهادي علیه السلام/ 1415ه- / مطبعة اعتماد.
87 - المقنعة : الشيخ المفيد/ ط 2 / 1410ه- / مؤسسة النشر الإسلامي/
88 - مكارم الأخلاق حسن بن الفضل الطبرسي/ ط 6 / 1392ه- /
منشورات الشريف الرضي.
89 - من لا يحضره الفقيه الشيخ الصدوق /تصحيح وتعليق: عليّ أكبر
الغفاري / ط 2 / مؤسَّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة.
90 - مناقب آل أبي طالب :محمّد بن عليِّ بن شهر آشوب المازندراني/
1376 ه- / المكتبة الحيدريَّة / النجف الأشرف.
91 - منية المريد: الشهيد الثاني :تحقيق رضا المختاري/ ط 1 /
1409ه- / مكتب الإعلام الإسلامي.
92 - نهج البلاغة: خُطَب أمير المؤمنين علیه السلام/ ما اختاره وجمعه: الشريف
الرضي/ تحقيق الدكتور صبحي صالح /ط1/ 1387ه-، وبشرح محمّد عبدة/ ط 1 / 1412ه- / دار الذخائر / قم .
ص: 421
93 - النوادر: ابن عيسى الأشعري /ط1/ 14081ه- / مدرسة الإمام
المهدي عجل الله فرجه/ قم المقدَّسة.
94 - الهداية في الأصول والفروع: الشيخ الصدوق/ ط 1 / 1418ه- /
مطبعة اعتماد/ مؤسَّسة الإمام الهادي علیه السلام.
95 -وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) الحرُّ العاملي/ ط 2/ 1414ه- / مؤسَّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث/ قم.
96 - وقعة صفِّين: نصر بن مزاحم المنقري / تحقيق وشرح: عبد السلام
محمّد هارون/ ط 2 / 1382ه- / المؤسَّسة العربيَّة الحديثة/ القاهرة.
***
ص: 422
فوائد الجزء السادس عشر ... 3
آداب المجلس ... 5
قعود المواثب التواضع في المجلس / صفات من يجلس في صدر المجلس ... 6
كراهة التعرُّض للشمس / آداب الدخول إلى المنازل قبول الكرامة ... 7
بعض آداب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في مجالسه .... 8
بعض مكارم أخلاق النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم / السؤال عن الاسم والنسب من حقوق المؤمن: ... 9
الحفاظ على الحشمة مع المؤمنين عدم الاسترسال / حفظ الأسرار الاعتدال في الحبِّ والبغض ... 10
بعض آداب الضيافة وحقوق الضيف ذمُّ الرجل الذي يُحِبُّ أنْ يُحِبُّ أنْ يقوم يقوم له
الناس/ فرح النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم بقدوم جعفر من الحبشة ... 11
الحث على توقير الإخوان أدب الخطاب نعمة الأُخوَّة في الله الإكثار من الأصدقاء ... 12
تقبُّل العتاب ... 13
من أسباب سعادة الإنسان في الدنيا /الحثُّ على إحياء أمر أهل البيت علیهم السلام بالاجتماع والمجالس ... 14
حضور الملائكة في مجالس المؤمنين وتأمينهم على دعائهم ... 15
ص: 423
استحباب التزاور بين المؤمنين ذكر أهل البيت علیهم السلام شفاء ... 16
وحقٌّ الذي إذا ذكرتموه بكيتم/ صحبة العاقل وتجنُّب الأحمق ... 17
اختيار الخلطاء وحضور صورهم عند الميِّت/ إنَّما يُعرَف الرجل بأصدقائه وأقرانه خير الدنيا والآخرة في شيئين / اختيار الجلساء الصالحين ... 18
حدود الصداقة ... 19
لا تؤاخ الكذَّاب/ احذر مؤاخاة أربعة .... 21
وجوب نصيحة الأخ / حُسن الصمت المجالسة التي تميت القلب ... 22
التحذير من معاشرة الملوك والأغنياء ... 23
ضرورة التكافؤ في الصحبة ضرورة مقاطعة هذه الأصناف من الناس .... 24
آداب الصحبة والمجالسة/ ما يُقال عند العطاس ... 26
ما يقال عند النظر إلى المُبتلى /حُسن المشاورة وخطورة الاستغناء بالرأي ... 29
فراسة المؤمن ... 31
النهي عن مشاورة النساء ... 32
عقاب من استُشير ولم ينصح صاحبه /الوصيَّة بحُسن الجوار ... 33
خلاصة برنامج التزكية والسلوك ... 34
حتمية البلاء للمؤمن/ دوام الابتلاء للمؤمن ... 35
حُسن الجوار/ زهد أمير المؤمنين علیه السلام ... 36
سبب البلاء الذي نزل بآل يعقوب/ جار السوء ... 37
حدُّ الجوار /التواصل في الحضر والسفر / بعض آداب الكتابة ... 38
قضاء حوائج المؤمنين ... 40
منزلة المؤمن وعظمة إدخال السرور عليه وقضاء حوائجه ... 43
المبادرة إلى قضاء حوائج المؤمنين ... 44
ص: 424
عقوبة ردَّ المؤمن عن حاجته مع القدرة على قضائها/ ثواب السعي في حوائج المؤمنين ... 45
إكرام المؤمن صدق اللسان وحسن النيَّة وبرُّ الإخوان /أسرع الخير ثواباً وأسرع الشرِّ عقوبةً ... 47
من سرَّ مؤمناً فقد سرَّنا /تعظيم حقٌّ الإخوان تعظيمٌ لدين الله/ أداء حقوق المؤمنين ... 48
امش في حاجة وليِّ الله / معنى الماعون/ أتزهدون في مكارم الأخلاق؟! ... 49
أحبُّ الخلق إلى الله / جزاء من خدم المسلمين ... 50
حينما تعب داود علیه السلام/ زكاة الجاه/ الستر على الناس ... 51
قبح إفشاء السيئات على الناس / لزوم حُسن الظنِّ وحمل المؤمن على الصحَّة ... 52
إكرام ذرّيَّة النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم ... 53
الحبُّ في الله والبغض في الله ... 56
كيف نتعامل مع المذنب الموالي لآل البيت علیهم السلام؟ ... 59
الحديث المكتوب بخط الإمام الرضا علیه السلام/ تألم الإمام الصادق علیه السلام بعضهم ودعاؤه عليهم ... 60
أخير من تُحِبُّ بأنَّك تُحِبُّه/ حقُّ العالِم ... 61
النظر إلى وجه علىِّ علیه السلام عبادة النظر إلى هؤلاء عبادة ... 63
مجالسة العلماء/ احترام ذي الشيبة/ الشيب في المؤمن وقار ... 64
رحمة الصغير وإجلال الكبير ... 65
إقالة ذوي المروءة عثراتهم /الصبر على ألسن الناس ... 66
سكون المؤمن إلى المؤمن /تجنّب الشحناء وملاحاة الرجال ... 67
صفات أكرم الناس وصفات شرِّهم / النهي عن المراء، وهو الجدل الباطل ... 69
ص: 425
أصناف طلبة العلم وأوصافهم ... 70
النهي عن الخيانة وقطيعة الرحم ... 71
آثار وبركات صلة الرحم ... 73
من آثار قطيعة الرحم أن تكون الأموال بيد الأشرار/ قطيعة الرحم الدعاء ... 75
بركات صلة الرحم ... 76
فضل التواضع والعفو والصدقات ... 77
قبول عذر المسيء ... 78
عذر المؤمن إذا لم يستجب لقضاء الحاجة قبول كلام المؤمن في نفسه /التماس الأعذار للمؤمنين ... 79
النهي عن القطيعة قبل العتاب وصف الشرار من الناس /تغیُّر الامام الصادق علیه السلام على إسحاق بن عمَّار وسبب ذلك ... 80
وصف أمير المؤمنين علیه السلام على لسان ضرار بن ضمرة ... 81
النهي عن هجران المؤمنين التحذير من إذلال المؤمن ... 82
حسن تدبير الخالق عزّو جلّ لعبده المؤمن ... 83
قُبح تتبُّع عثرات المؤمنين ... 85
النهي عن الغيبة وشدّة قبحها ... 86
كفّارة الغيبة وجوب الدفاع عن المؤمن/ إضمار الخير للمؤمن ... 88
حرمة إخافة المؤمن والإعانة عليه ... 89
حسبك نصراً أن ترى عدوَّك عاصيا / آداب السفر ... 90
إكرام الإمام الصادق علیهما السلام الأشجع السلمي الشاعر ... 92
مشايعة أمير المؤمنين وأولاده علیهم السلام لأبي ذرِّ حين خروجه إلى الربذة ... 93
ص: 426
قُبح الغناء /حُسن الصحبة/ الرفق بالأصمِّ ... 95
مَنْ نصاحب؟ ... 96
الاشتراك في نفقة السفر / آداب الصحبة في السفر ... 97
كتمان ما يجري في السفر من المروءة/ المروءة ... 98
بعض نصائح السفر / آداب المشي ... 100
سفر الليل يطوي المسافات ... 102
استحباب الهديَّة للأهل/ اجعل ذهابك في طريق وإيَّابك من غيره/ فوائد الغمز في البدن ... 103
فضل الخضاب / اختبار عقل الرجل في ثلاث / بعض آداب اللباس والبدن ... 104
أربعة من الوسواس / راحة النفس في عشرة أشياء ... 106
فضل السواك ... 107
فضل التطيب ... 108
تبخير الثياب / فضل ماء الورد ... 110
ما يُصنَع عند شم الرياحين/ ما يقال عند رؤية الفاكهة الجديدة/ رائحة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم في الورد الأحمر ... 112
استحباب إظهار نعم الله تعالى ... 113
دفع سمعة الفقر / صيت الغنى ولا صيت الفقر ... 114
كلام الإمام الصادق علیه السلام مع بعض مرائي الصوفيَّة /كلام أمير المؤمنين علیه السلام في تناول الطيِّبات ... 115
ما دار بين الإمام الصادق علیه السلام وسفيان الثوري في الزهد والتقشُّف /كلام الإمام الصادق لامع شيعته في حقيقة الزهد ... 117
تشيُّع أهل العراق للإمام الرضا علیه السلام ... 118
ص: 427
تولّي شؤون الأمَّة مسؤوليَّته ومشقَّته / بعض سيرة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم في نفسه وأمَّته ... 119
فضل ملابس القطن / النهي عن لباس الشهرة ... 120
زهد الإمام الباقر علیه السلام في نفسه وإنصافه لزوجته /النبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم هو سيد الفتية ... 121
ذمُّ المتصوّفة / كراهة التبدُّل استحباب غسل الثياب ... 122
وصف قميص علىِّ علیه السلام الذي قُتِلَ فيه ... 123
دمُّ الخِيَّلاء والتكبُّر/ كراهة تشبُّه النساء بالرجال، وحديث ردِّ الشمس لعليِّ علیه السلام ... 124
مدح النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم للمتسرولات / بعض أسباب الغمِّ ... 125
شراء أمير المؤمنين عليه السلام ممَّن لا يعرفه / ما يُقال عند لبس الجديد من الثياب ... 126
الدعاء عند خلع الملابس استحباب طي الملابس ليلاً ... 127
التختم بالعقيق ... 128
العقيق جبلٌ باليمن ... 129
الأحجار المرجح للمؤمن التختُّم بها ... 131
بعض أسباب سعادة المؤمن/ إعراض أمير المؤمنين علیه السلام عن الدنيا الدنيا ... 132
البنيان في الحرام أساس الخراب / التحرُّز من الجنّ في كيفيَّة البناء ... .133
آية الكرسي وأثرها في دفع البلاء / كراهة المبيت على سطح غير محاط بسور ... 134
عمل لطلب البركة في البناء/ جلاء البصر في النظر إلى ثلاثة بيوت العناكب هي بيوت الشياطين استحباب تنظيف البيوت ... 135
كراهة ترك القمامة في البيوت ليلاً ... 136
آداب المبيت ليلاً ... 137
منزلة العقل وعلامته نساء الأئمَّة علیهم السلام وتأثيث بيوتهنَّ استحباب السلام على الأهل عند دخول الدار وقراءة سورة التوحيد ... 138
ص: 428
ما يُقال عند الخروج من الدار ... 139
استحباب إشعال الأضواء قبل مغيب الشمس /ثلاث يُطفين نور العبد/ غضُّ البصر عن حريم الناس وبيوتهم ... 140
النبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم يردُّ السلام على الرجل وفرسه/ مشهد من مشاهد علىِّ علیه السلام في صفّين ... 141
البهائم تعرف خالقها /آداب التعامل مع الدوابِّ وكيفيَّة ركوبها ... 142
اتَّخاذ الشياه والغنم مالاً ... 143
ما ورد في الحمام/ أقذر الذنوب ... 144
قتلوا الحسين علیه السلام بالسيف والحجارة والخشب ... 145
فوائد الجزء السابع عشر ... 147
استحباب طلب الرزق كراهة ترك التجارة ... 149
استحباب السعي والكد على العيال ... 150
الهمُّ في طلب الرزق كفَّارة للذنوب / أكل الحرام يُنقص من الرزق الحلال ... 152
المتوكِّل على الله مرزوق كالطير / طيِّبُ المكسب مستجاب الدعوة حسن القناعة وقبح الجزع ... 153
ما قلَّ وكفى خير ممَّا كثر فألهى / صرفُ الهمَّة إلى الآخرة يُصلح الدنيا والآخرة ... 154
الزهد هو تركُ الحرام / شأن العقلاء ترك الفضول فكيف بالذنوب/ بقاع الأرض مرحومات ومنتقمات/ طيب المكسب ... 155
رزق الحمقى عبرةٌ للعقلاء ... 156
الدنيا دُوَل/ القناعة غنى وكمالٌ للعقل ... 157
طلب الرزق القليل داعية للبركة / لا تترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا ... 158
اشتدَّت مؤونة الدنيا والآخرة رزق المؤمن من حيث لا يحتسب ليكثر دعاؤه /
ص: 429
واسألوا الله من فضله دوام الطهارة سبب للرزق ... 159
الثقة بالله تعالى ورجاء فضله /موجبات الفقر وموجبات الرزق ... 160
ذمُّ الكسل عن طلب الرزق عند الله تعالى لا تضيع الأُمنيات/ ذمُّ العبد النوام الفارغ ... 163
ذمُّ كثرة النوم ... 164
فضل تسبيح الزهراء علیها السلام ... 165
ما يُقال عند النوم / الرؤى وأصنافها ... 166
ماذا نسأل من الله تعالى ؟ / طلب الحلال /مدح الغِنى ... 164
فضل الخُبز ... 168
ملعون من ألقى ثقله على الناس / كراهة السؤال/ بذل المال لوقاية العرض والسمعة ... 169
من حسرات يوم القيامة معنى الصعلوك المختال/ الحثُّ على إصلاح المال/ حسن الاقتصاد في المعيشة ... 170
النواة تبذير ثواب من صبر على الفقر/ عملُ الإنسان عِزُّه ... 171
رمي الحثُّ على التجارة وتركها يُنقِص العقل ... 172
قول النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لمن لا حرفة له: «سقط من عيني»/ عليُّ علیه السلام يعيش من كدّ يده ... 173
ألف نسمة أعتقها علىٌّ علیه السلام من كد يده لا يعرف أسماءهم وأنسابهم إلا الإمام الصادق علیه السلام عمل علىِّ وفاطمة علیهما السلام ... 174
الأكل من كدِّ اليد /الاعتبار بسيرة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم في نبذ الدنيا /عتاب اللهتعالى لداود علیه السلام لأنه يأكل من بيت المال ... 175
الأئمَّة علیهم السلام يأكلون من كدِّ أيديهم ... 176
ص: 430
الحثُّ على الزراعة سلمان كان يسفُّ الخوص ويبيعه/ محمّد بن مسلم يبيع التمر على باب المسجد ... 177
كراهة بيع العقار إلَّا أنْ يشتري بدله عقاراً ... 178
تجنَُب سفاف الأمور / معونة الزوجة على عمل المنزل ... 179
التعامل مع من نشأ في الخير / طلب الحوائج في النهار والتزويج في الليل ... 180
مصر لطلب الرزق لا للتوطُّن /أثر كسب الحرام على الذرّيَّة / الوثوب إلى الحرام
يُبدِّد الحسنات/ التحذير الشديد من الغناء ... 11
أسباب نزول البلاء، ومنها الغناء ثمن المغنيَّات سحت ... 183
حرمة الشطرنج والنرد ... 184
بادروا أولادكم بالمعارف الحقة والروايات الشريفة/ الحثُّ على رواية شعر أبي طالب علیه السلام/ مراحل تربية الأولاد/ حرمة الغشُّ ... 185
غالي حديث زينب العطّارة الحولاء مع النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم / أكل مال اليتيم ... 186
أنت ومالك لأبيك/ إنصاف الزوجة المحسنة / شراء الجارية من مال الزوج ... 187
أداء الأمانة ما يحمله النمل لا يُؤكل/ تهادوا تحابوا ... 188
تزاوروا ولا تجاوروا /ثلاثة تدلّ على عقل صاحبها /استحباب الهدية ... 189
قُتِلَ الحسين علیه السلام وعليه دَيْن / حرمة التجاوز على أراضي الغير ... 190
فوائد الجزء الثامن عشر ... 191
التفقُه قبل التجارة/ أوَّل كتاب كُتِبَ في الأرض ... 193
سوق المسلمين مَن سَبَق ... 194
ذكرُ الله في الأسواق/ ما يُكتب على البضاعة للبركة /مدح السهولة في التعامل ... 195
ص: 431
اِنْوِ الوفاء /لا تغبن الغافل المسترسل/ قصَّة سعد الصالح في فقره الغافل في غناه ... 196
كراهة الحلف بالله في البيع والمعاملة من أسباب سعادة المرء ... 198
كراهة ركوب البحر للتجارة وإلى بلاد تتأثَّر فيها الصلاة /علامة المال الحرام /أُطلب حاجتك من هؤلاء: ... 199
لا تشكو ربَّك إحراز القوت اطمئنان للنفس /مواساة الإمام للناس في أحوالهم ... 200
تقدير المعيشة/ النهي عن طول الأمل ... 201
طلب الخير من حِسان الوجوه /قصَّة سمرة بن جندب وقوله صلی الله علیه و آله وسلم :«ولا ضرار لا ضرار»/ علىُّ علیه السلام في سوق التمر ... 202
حرمة الربا ووبال آثاره /كلام علىِّ علیه السلام عن انتشار المفاسد وما يجب على المؤمن ... 203
التعامل مع السبايا برفق ورحمة/ كراهة الدَّين ... 205
وقد يحسن الدين أحياناً من مات من الأئمَّة علیهم السلام وعليه دُيْن ... 206
عقاب حبس الحقوق عن أصحابها ... 207
ثواب القرض / الشهادة في سبيل الله كفَّارة لكلِّ ذنب إلّا حقوق الناس ... 208
الاستدانة بلا نيَّة الأداء سرقة وعدوان الصبر على المديون المُعسِر ... 209
دُمُّ سوء المطالبة بالدَّين/ لا تُباع دار السكن ولا الجارية في أداء الدَّين/ قصَّة ابن أبي عمير مع غريم له ... 210
الاستقصاء في المطالبة بالدَّين إساءة ... 211
إبراء ذمَّة المؤمن من الّدَّين لحبِّ علىِّ علیه السلام من الحسنات المنجيات/ من مكارم أخلاق أمير المؤمنين علیه السلام ... 212
ص: 432
جعل المؤمن في حِلِّ ... 213
فكُّ عليَّ علیه السلام دَين مؤمن ميِّت ... 213
قضاء الإمام الحسين علیه السلام ديَن أسامة بن زید ... 213
بن زيد ما يُقال لقضاء الدين واستيفائه ... 214
دعوتان مستجابتان ... 214
قضاء دين الوالدين بِرُّهما ... 215
هل يجزي الولدُ والده؟ ... 215
اقتراض النبيِّ ِصلی الله علیه و آله وسلم الدقيق من يهودي برهن ... 215
رهن فاطمة علیها السلام كسوتها عند اليهودي بمقدار من الشعير ... 216
نصرة عليِّ علیه السلام الجارية في سوق التمر ... 216
حقُّ الزوج في زوجته لا يسقط بحبسه ... 216
ما لُكَ والكفالات؟ ... 21
التحذير من الكفالة ... 217
ضمان الحاجة للمؤمن ... 217
حدود الصلح بين المسلمين ... 217
الإصلاح بين الناس ... 218
من عجائب قضاء أمير المؤمنين علیه السلام ... 219
شريك للنبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم في الجاهلية يلتقيه يوم فتح مكَّة ... 219
أمير المؤمنين علیه السلام يزرع النخل بيده ... 220
لعن الله قاطع السِّدرة ... 220
الزارعون متوكَّلون ... 221
فضل الزراعة ... 221
ص: 433
احبسوا نساءكم ... 222
وصيَّة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم عليّا علیه السلام بالفلاحين ... 222
لا تأتمن الخائن ... 222
عتاب الإمام الصادق علیه السلام لولده إسماعيل في ائتمانه شارب خمر ... 223
عدم ائتمان السفيه ... 223
كتاب الحسين علیه السلام إلى معاوية يُقرِّعه ببعض جرائمه ... 224
قصَّة عبد الرحمن بن سيابة ... 224
رسالة الإمام الصادق علیه السلام لعبد الله بن أبي يعفور ... 225
صدق الحديث وأداء الأمانة ... 226
وصف الإمام الصادق علیه السلام للشيعة ومنزلتهم عند الله تعالى ... 228
فوائد الجزء التاسع عشر ... 231
العارية ولزوم ردِّها ... 233
لا رجوع عن الحدِّ بعد قيام البيِّنة ... 233
من آجر نفسه فقد حَر رزقه ... 233
عقاب الإمام الرضا علیه السلام الغلمانه لأنَّهم استأجروا عاملاً دون تحديد ُأجرته ... 234
التعجيل بأُجرة الأجير ... 235
ظلم الأجير وشدَّة وباله ... 235
أمير المؤمنين علیه السلام على فراش الموت ... 235
ا المكلا كلام أمير المؤمنين علیه السلام مع رجال من بجيله ... 237
عواقب الغصب ... 238
وصيَّة السيِّدة فاطمة علیها السلام الماليَّة ... 238
شراء الحسين علیه السلام الأرض الغاضريَّة وموضع قبره ... 240
ص: 434
تصدق الحسين علیه السلام بإرثه قبل أن يقبضه ... 240
مشاركة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم مسابقات الرماية ... 240
مشاركة الإمام الباقر علیه السلام في الرمي في مجلس هشام الأُموي ... 240
ما ارتفع شيء إلا واتضع ... 242
قفا كذَّاب ... 242
مصارعة الحسنين علیهما السلام أمام جدِّهما صلی الله علیه و آله وسلم، وتشجيع النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم للحسن علیه السلام وتشجيع جبرئيل للحسين علیه السلام ... 242
ملاعبة أبي رافع للحسن علیه السلام وهو صغير ... 243
ضرورة الوصيَّة للمسلم ... 243
راحة الموت فرصة للوصيَّة ... 244
التحذير من سوء الوصيَّة ... 244
أوصى بماله كله للفقراء، فألزمه النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم بالثُلُث ... 244
مراعاة الأولاد في الوصيَّة ... 245
وصيَّة أُمامة بالإشارة ... 245
عناية رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بفاطمة بنت أسد ... 245
الوصيَّة إلى الحسن والحسين علیهما السلام ... 247
وصيَّة الإمام الصادق عليه السلام إلى خمسة أحدهم المنصور ... 247
قاتل نفسه يُخلَّد في النار ... 248
أعطه تسعة آلاف التي أحببت ... 248
وصايا الإمام الصادق علیه السلام عند موته إلى أرحامه ... 248
أوصى بألف درهم للكعبة ... 248
لزوم التقيُّد بالوصيَّة ... 249
ص: 435
كن وصيَّ نفسك ... 249
العتق شيء عجيب ... 250
عتق أمير المؤمنين علیه السلام ألف مملوك ... 250
شروط عتق عبيد الإمام الصادق علیه السلام ... 251
أسماء من أعتقهم علىٌّ علیه السلام محفوظة عند الأئمَّة علیهم السلام ... 251
أبيات للتوسُّل بأمير المؤمنين علیه السلام ... 251
إكرام أمير المؤمنين علیه السلام السبي الفرس أيَّام عمر ... 251
النهي عن الحلف حتَّى صادقاً ... 252
من حَلَفَ يُبتلى بخلاف ما حلف ... 252
وبال اليمين الكاذبة ... 253
جواز الكذب لحفظ المؤمن من القتل ... 253
غضب النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم على من حلف بالبراءة من دين محمّد صلی الله علیه و آله وسلم ... 253
الناس عبيد لنا في الطاعة ... 254
جدل المنصور مع الإمام الصادق علیه السلام واتِّهامه بقبض الأموال وتلقين الإمام الرجل الواشي يميناً مهلكة ... 254
فوائد الجزء العشرين ... 257
خلق حوَّاء ... 259
بدء النسل من ذرّيَّة آدم علیه السلام ... 260
الحثُّ على التزويج ... 260
ثواب تزويج المؤمن ... 262
ذمُّ العزوبيَّة ... 262
لو كان ترك التزويج فضلاً لكان ذلك لفاطمة علیها السلام ... 263
ص: 436
امرأة عثمان بن مظعون تشكوه إلى النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ... 263
الحثُ على تزويج الأبكار ... 264
الترغيب في الزواج ... 265
من ازداد إيماناً ازداد حبَّا للنساء ... 265
كلمةٌ لا تذهب من قلبها أبداً ... 266
آداب التزويج ... 266
استعاذة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم من زوجة السوء ... 267
التحذير من النظر المحرَّم ... 267
انتخاب الزوجة الصالحة ... 267
صفات المرأة الصالحة ... 269
التحذير من المرأة الجميلة سيِّئة المنبت ... 270
زوجة السوء أشدّ أعداء المؤمن ... 270
أعظم نعمة بعد الإسلام ... 271
المرأة القبيحة كثيرة الولد ... 272
تزوج الأبكار ... 272
صفات مرغوبة في الزوجة ... 273
المسلم كفؤ المسلم ... 274
لوم عبد الملك بن مروان للإمام السجّاد علیه السلام على تزوُّجه إحدى إمائه ... 274
تزويج فاطمة علیها السلام بيد خالقها ... 275
الحثّ على تزويج المرضي في دينه وخُلُقه، والنهي عن تزويج شارب الخمر وسيِّئ الخُلُق ... 276
أنصاريَّة وهبت نفسها للنبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم واعتراض عائشة ... 276
ص: 437
كلام الامام الكاظم علیه السلام مع القاضي أبي يوسف حول الشهود في الطلاق والزواج ... 277
استئذان البنت في تزويجها ... 277
تزويج بنات ملوك فارس في المدينة باختيارهنَّ ... 278
لا سهر إلا في ثلاث ... 278
تزويج فاطمة عليُّا علیه السلام في السماء ... 278
كيف زُفَّت فاطمة علیها السلام إلى عليِّ علیه السلام ... 279
آداب الدخول على الزوجة ... 279
كراهية الصلاة على محمّد وآله نفاق ... 280
استحباب المداعبة قبل الجماع ... 280
الخيرات الحسان أجمل من الحور العين ... 280
تفسير بعض صفات المؤمن ... 281
لا إسراف في النساء ... 281
بعض حقوق الزوج على زوجته ... 282
حوار النساء مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ... 282
المسوِّفات ... 285
حلاقة القزع للصبيان ... 285
استحباب النظافة للرجل ... 285
منزلة المرأة الصالحة ... 286
المرأة تغاضب زوجها ... 286
الوصية بالنساء والعيال ... 287
بعض حقوق الزوجة وكيفيَّة التعامل معها ... 287
ص: 438
إبراهيم علیه السلام يشكو سارة إلى الله ... 288
شدَّة الابتلاء بالنساء ... 288
حال المرأة إذا كبرت ... 289
ملعون من دبَّرته امرأة ... 289
ما هو خيرٌ للنساء ... 289
غيرة الرجل إيمان ... 290
التحذير عن المبالغة بالغيرة ... 290
امرأة تفقد صوابها بسبب الغيرة ... 290
غيرة النساء كفر ... 291
العواقب الوخيمة للنظرة المحرَّمة ... 291
ثواب الغضّ من البصر ... 292
لا ترضَ للناس ما لا ترضاه لنفسك ... 292
شدَّة حجاب فاطمة علیها السلام ... 293
النهي عن ممازحة النساء المحرَّمات ... 294
الحثُّ على ستر النساء ... 294
حديث إبليس مع نوح علیه السلام ... 294
كلُّكم معنا في الجنَّة.. لكن ... 295
تكاثر النسل من أبناء آدم علیه السلام ... 295
خطبة النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لأُمِّ سَلَمة ... 295
فتوى هاشمية ... 296
الحسنان ابنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ... 297
معنى الفاحشة المبيَّنة ... 298
ص: 439
فوائد الجزء الواحد والعشرين ... 299
ما جاء في الزواج المنقطع ... 301
هديَّة الإمام الصادق علیه السلام لأبي هارون المكفوف ... 301
امرأة تشكو عجز زوجها بالكناية ... 302
العُذرة قد تذهب بالطفرة وغيرها ... 302
مهر نساء أهل البيت علیهم السلام ... 303
الشؤم في ثلاثة ... 304
ثواب هبة المرأة مهرها لزوجها ... 304
وصفة للشفاء من العِلل (شيء من مهر المرأة) ... 304
استحباب هبة المرأة المطلَّقة شيئاً من المال أو المتاع ... 305
معنى العدالة بين النساء ... 306
الإصلاح بين الزوجين ... 307
جواب الإمام السجَّاد علیه السلام لمن قال: بئس الشيء الولد ... 307
دعاء الإمام العسكري علیه السلام لبعضهم بالولد، وبشارته بأنَّه سيولد له المهدي عجل الله فرجه ... 307
عة الولد الصالح ريحانة ... 308
الولد الصالح سبب المغفرة ... 308
ما مات من له خَلَفْ ... 309
مرض الصبيِّ كفَّارة لوالديه ... 309
حبُّ الأطفال والحثُّ على الإنجاب ... 309
الدعاء لطلب الولد ... 310
مدح البنات ... 312
ص: 440
الجنَّة لمن عال البنات والأخوات ... 312
ثواب إدخال السرور على النساء ... 312
البنت حسنة والولد نعمة ... 313
أكل السفرجل يُحسِّن الولد ... 314
أكل الحامل للتمر البرني يجعل الولد حكيماً ... 314
قصَّة المرأة الحامل التي ولدت لستة أشهر ... 314
فضل أولاد الحسين علیه السلام على أولاد الحسن علیه السلام ... 315
اختيار الأسماء الحسنة للأولاد ... 316
النبيُّ صلی الله علیه و آله وسلم يُغيّر الأسماء القبيحة ... 316
تسمية الأبناء بأسماء أهل البيت علیهم السلام حبَّا لهم ... 316
التسمية بمحمّد ... 317
النهي عن التنابز بالألقاب ... 317
فائدة التحنيك بماء الفرات ... 318
آداب المولود ... 318
بركة الإرضاع من الأمِّ ... 319
تجنَّب الارتضاع من الناصبيَّة والحمقاء والقبيحة ... 320
الخالة أُمٌّ ثانية ... 320
مراحل تربية الأولاد ... 321
حبُّ الأولاد ورعايتهم ... 321
استحباب التصابي مع الصبية وملاعبتهم ... 323
الحكمة في مداراة الأولاد والتسوية بينهم ... 323
ملاطفة الأيتام تُرقِّق القلب ... 324
ص: 441
العرش يهتُّز لبكاء اليتيم ... 324
من ثمرات رعاية الأيتام ... 324
عرامة الطفل علامة النضج في الكبر ... 324
برُّ الآباء سبب لبرِّ الأبناء ... 325
بُّر الوالدين وصلة الرحم وآثارهما الطيبة ... 325
لا رخصة في ثلاث ... 325
برُّ الأُمِّ ثمّ الأب ... 326
صلة أصدقاء الأب صلة للأب ... 327
بُّر الوالدين حيّين وميِّتين ... 327
العقوق مانع من دخول الجنَّة ... 328
أفضل النفقة ... 331
فرقٌ بين المؤمن والمنافق ... 331
التوسعة على العيال ... 331
فوائد الجزء الثاني والعشرين ... 333
الحثُّ على الزواج ... 335
كراهية الطلاق ... 335
ما جرى بين النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم وبعض أزواجه واعتزاله عنهنَّ ... 335
علَّة العدَّة للمطلقة والأرملة ... 336
كفَّارة القهقهة ... 336
النهي عن التطيُّر ... 337
كفَّارة المجلس ... 337
إذا تلاعن اثنان فابتعد عنهما ... 337
ص: 442
فوائد الجزء الثالث والعشرين ... 339
النهي عن قتل الحيوان عبثاً ... 341
فضل الخبز وبركته ... 341
حكم من ذهب إلى وليمة دون دعوة ... 342
حديث المؤاخاة ... 342
عواقب التبذير والاستخفاف بالنعمة ... 343
أكرموا الخبز ... 344
قوت النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم ... 346
فوائد الشعير ... 346
طعام علىِّ علیه السلام ... 347
النهي عن مجاراة أعداء الله في عاداتهم وشؤونهم ... 348
عَلَّل النفس بالقنوع ... 348
فوائد اللحم ... 348
بعض الطيور وفوائدها ... 349
الصالحان والفاسدان ... 349
فوائد الملح ... 350
منافع الخلِ ... 350
منافع اللبن ... 350
خُلقنا من الحلاوة ... 351
دعاء النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم عند تناوله اللبن ... 351
لا ضرر في اللبن ... 352
الجبن والجوز دواء ... 352
ص: 443
حكم الإمام الباقر علیه السلام في غزْلٍ أُرسل إلى الكعبة ... 352
منافع السكر الطبرزد ... 353
منافع التمر ... 354
أهل البيت علیهم السلام تمريُّون وأعداؤهم خمريُّون ... 355
أفضل شيء للحامل الرُّطَب ... 356
فضل التمر البرني ... 356
حُسن بعض الثمرات ومنافعها ... 357
رائحة الأنبياء عليهم والحور العين وفاطمة الزهراء علیها السلام ... 359
منافع التين ... 359
فوائد البطِّيخ ... 359
ما يُقال عند رؤية الفاكهة الجديدة ... 359
فوائد البقل (الخضروات) ... 360
الكمأة ... 361
القرع ... 361
الحبَّة السوداء ... 361
أكل الفواكه في أوانها ... 362
كراهة النهم وكثرة الأكل ... 362
معنى الحمية ... 362
الزكام ... 362
الوضوء قبل الطعام ... 363
إكرام أمير المؤمنين علیه السلام لضيوفه وتقديمه للأب على الابن ... 365
غسل الأيدي في إناء واحد ... 366
ص: 444
متى نستعمل المنديل ؟ ... 366
تنظيف الصبية ... 367
البسملة والحمد قبل الطعام ... 367
بركة البسملة ... 368
هذا منك ومن رسولك ... 68
ثواب الحمد والشكر ... 369
عبَّاد البَصْري يؤذي الإمام علیه السلام ... 370
الأكل باليمين ... 370
فوائد الجزء الخامس والعشرين ... 371
ما اشترطه أمير المؤمنين علیه السلام على شُريح القاضي ... 373
حوار الإمام الصادق علیه السلام مع القاضي ابن أبي ليلى ... 373
خطبة أمير المؤمنين علیه السلام في ما يُشترط في الوالي على المسلمين ... 374
احذر دمعة المؤمن ... 374
صفة عالم السوء ... 375
المرأة لا تتولَّى القضاء ... 375
الحكم حُكمان ... 376
أحكام القضاء وخطورته ... 376
التحذير من الإمرة ... 376
موقف لقمان حينما عُرِضَت عليه الولاية على الناس ... 377
مخاصمة النصراني عليَّا علیه السلام في درع ... 377
بعض أحكام القضاء ... 378
دعاء النبيِّ صلی الله علیه و آله وسلم لعليِّ علیه السلام حينما بعثه بسورة براءة ... 378
ص: 445
حكم الرشوة على الحكم ... 379
القضاء بالبيِّنة واليمين لا يُبرأ ذمة الغاصب ... 379
حكم الإمام المهدي عجل الله فرجه بحكم داود علیه السلام ... 379
الملا بعض أحكام القضاء ... 379
موارد القرعة ... 380
يونس علیه السلام والقرعة في ظهر السفينة ... 380
قصَّة فدك ... 381
اشتكت على زوجها ثم هربت ... 382
الناس بالناس ... 383
متى تجوز الشهادة ... 383
شاهد الزور في النار ... 384
من تُقبَل شهادته ... 384
مظلومية علىِّ علیه السلام ... 385
ردُّ شهادة أبي كهمس لأنه رافضي ... 385
الأرض تُحيى بالعدل ... 385
إحالة الحدود إلى علىِّ علیه السلام في زمن الخلفاء ... 386
للإمام أن يعفو عن الحدُّ إذا ثبت بالإقرار ... 386
متى يُقام الحُّد؟ ... 386
الإقناع عن إقامة الحدُّ في أرض العدو ... 387
الحدود تُدرَأ بالشُّبُهات ... 387
تصفية السجون كلَّ جمعة ... 387
عقوبة الاغتصاب القتل ... 387
ص: 446
ما دار بين حريز وأبي حنيفة ... 388
حكم الإمام الهادي علیه السلام في نصراني فجر بمسلمة ثمّ أسلم أنَّه يُقتَل ... 388
المرأة الفاجرة لا تُسئَل عمن فجر بها ... 389
المقتول رجماً لا يُلعَن فإِنَّ رجمه كفَّارة لذنبه ... 389
أحكام رجم المحصن ... 390
عقوبة الاستمناء ... 390
أَوَّل يدٍ قُطِعَت في الإسلام ... 390
حكم بني إسرائيل فيمن يسرق ... 391
فوائد الجزء السادس والعشرين ... 393
عليُّ علیه السلام بابُ الله ... 395
حال المؤمن العاصي والجاحد المطيع ... 395
نجاسة الناصب ... 396
افتراء ابن حسكة على الإمام الهادي علیه السلام ... 396
قتل جندب للساحر في الكوفة ... 397
تعزیر آكل الخنزير والدم والميتة ... 397
مستحلُّ الربا يُقتَل ... 398
دقَّة أمير المؤمنين علیه السلام في الحكومة بين الصبيان ... 398
تأديب الإمام الباقر علیه السلام الغلمانه خارج الحرم ... 398
جزاء القتل عمداً ... 398
حرمة المؤمن ... 399
إيَّاك والدماء ... 400
القصاص حياة ... 401
ص: 447
سعي الإمام السجَّاد علیه السلام في الإصلاح بين وليِّ المقتول والقاتل ... 401
المؤمن لا ينتحر ... 402
من أعان على قتل مؤمن شَرَك في دمه ... 402
شرُّ الناس المثلَّث ... 403
إذاعة الأسرار قتل واعتداء ... 403
قصَّة قتل المعلَّى بن حُنَيس ... 403
إخراج الشخص ليلاً من داره فيه ضمان على المُخرج ... 404
من أُقيم عليه الحدُّ ولم يمت ... 404
القصاص من ابن ملجم ... 405
وصيَّة أمير المؤمنين علیه السلام بقاتله ... 406
أصناف الذنوب ... 406
مواقف الحساب يوم القيامة ... 407
قصَّة سوادة مع النبيِّ ِصلی الله علیه و آله وسلم ... 407
الهايشات ... 408
عقاب التجسُّس على أعراض الناس ... 409
حكم عليِّ علیه السلام في لطمة على العين ... 410
هلاك من ينتقص من عليِّ علیه السلام... 410
المصادر والمراجع ... 413
الفهرس ... 423
***
ص: 448