صدى الكلمة العلوية الحرّة

هوية الکتاب

وقائع مهرجان الشعر العمودي الأول

(تحت شعار: التمسك بسيرة الإمام أميرالمؤمنين علیه السلام ونهجه... فوز في الدنيا ونجاة في الآخرة

(القصائد المشاركة)

إعداد

مَركَزُ الأِمامِ أميرَ المُؤمنين للدَرَاسات و البُحوثُ التَخَصُصيَه

*اسم الكتاب: صدى الكلمة العلوية الحرّة.. وقائع مهرجان الشعر العمودي الأول

*إعداد: مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للدراسات والبحوث التخصصية

*تقديم: م. هاشم محمد الباججي

*التدقيق اللغوي: د. خالد حميدي

*الإخراج الفني: نذير هندي الكوفي

*المطبعة: الثقلين – النجف الأشرف

*الناشر: مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للدراسات والبحوث التخصصية

النجف الأشرف، 1444ه- - 2022م

ص: 1

اشارة

صدى الكلمة العلوية الحرّة

وقائع مهرجان الشعر العمودي الأول

ص: 2

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمْ

ص: 3

*اسم الكتاب: صدى الكلمة العلوية الحرّة.. وقائع مهرجان الشعر العمودي الأول

*إعداد: مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للدراسات والبحوث التخصصية

*تقديم: م. هاشم محمد الباججي

*التدقيق اللغوي: د. خالد حميدي

*الإخراج الفني: نذير هندي الكوفي

*المطبعة: الثقلين – النجف الأشرف

*الناشر: مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للدراسات والبحوث التخصصية

النجف الأشرف، 1444ه- - 2022م

ص: 4

مركز الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)

للدراسات والبحوث التخصصية

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحیم

المقَدِمَة

لحمد لله رب العالمين ، والحمد حقه كما يستحقه، وصلى الله على النبي الأكرم أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أمَّا بعد:

فالشِّعرُ ينبع من صوت القلب، ولسان العاطفة، وترجمان خلجات الوجدان... فالشاعر طائر يحلق في سماء النفوس... ورسَّام حاذق تُعبِّر ريشته عن طريق أحاسيسه فيبتهج فرحًا، ويبكي حزنًا، فتؤثر هذه الأحاسيس في المجتمع ولاسيَّما إذا اعتمد الشاعرُ المعنى الرفيع عن طريق حسّه المرهف، وسبكه في صيغته المناسبة، وبذلك يدخل

ص: 5

إلى قلب السامع ويؤثر فيه تأثيرًا يكاد يرقى به -في كثير من الأحيان- إلى مستوى مشاعر الشاعر وأحاسيسه.

ويتخذُ الشّعرُ مكانةً كبيرةً بين الفنون الأدبيَّة الأخرى، إذ إنَّه يُخاطب وجدان المتلقين ومشاعرهم، باستعماله لغة قريبة من قلوب المستمعين مما جعل له مكانة رئيسة بين الشعوب عمومًا ولاسيّما الشعب العربي والإسلامي، إذ استعمله للتعبير عمَّا يجوب في أذهانهم من خواطر وأفكار في المجالات كافة.

فضلاً عن ذلك فيعدّ الشّعرُ وسيلةً للتعلّم ونشر الأفكار عن طريق نشر المبادئ السامية والقيم الأخلاقيَّة ومنها الصدق والحب والأمانة والصبر وغيرها، بالإضافة إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي في شعر مدح الرسول وآل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) والثناء على فضائلهم وترسيخ حبهم في النفوس؛ لأنَّ حبهم ومودتهم هي التي تصل بنا إلى الله سبحانه وتعالى، ومن هذا المنطلق وبمناسبة ذكرى ولادة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام، أقام مركز الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام)

ص: 6

للدراسات والبحوث التخصصيَّة (مهرجان الشعر العمودي الأول) تحت شعار:

(التمسك بسيرة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام ونهجه... فوز في الدنيا ونجاة في الآخرة).

وابتدأ المهرجان بقراءة آي من الذكر الحكيم للقارئ السيد حيدر الميالي.

ثم جاءت كلمة المركز ألقاها الأستاذ الدكتور حسن الحكيم رئيس المجلس العلمي الاستشاري في المركز.

ثم بدأت فقرة إلقاء القصائد، وتمّ إجراء القرعة لاختيار عدد من القصائد لإلقائها في المهرجان، فكانت بالتوالي:

1 - قصيدة للشاعر سجاد النبي السلمي بعنوان (شرفةٌ على سموات علي) البصرة.

2 - قصيدة للشاعر حيدر المرعبي بعنوان (صراطُ عليّ) النجف الأشرف.

3 - قصيدة للشاعر حسن سامي العبد الله بعنوان (سادِنُ أزْمِنَةِ البَنَفْسَجِ)- البصرة

ص: 7

4 - وقد حلَّ على المركز ضيفًا كريمًا من العاصمة بغداد الداعية الإسلامي السيد بلال الحسنى فتفضَّل مشكورًا بقراءة أبيات من الشعر في مدح الإمام (سلام الله عليه).

5 - قصيدة للشاعر حسن عكلة من الناصرية.

6 - قصيدة للشاعر السيد محمد أيوب الموسوي من محافظة نينوى قضاء تلعفر.

وبعد إلقاء القصائد كانت هناك فقرة خاصَّة، إذ أقام مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للدراسات والبحوث التخصصيَّة دورة في منهج البحث العلمي لمدة شهر، حاضرَ فيها أساتيذ أكْفَاء، فكانت فقرة توزيع كتب الشكر على السادة المحاضرين في الدورة، وقد تفضّل المشرف العام على المركز السيد علي الجابري بتوزيع شهادات الشكر عليهم:

1 - الشيخ الدكتور حيدر السهلاني.

2 - الأستاذ الدكتور ظاهر محسن.

3 - الشيخ الدكتور محمد النائلي.

وبعدها دعا عريفُ الحفلِ الأستاذَ هاشم الباججي مدير مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للدراسات والبحوث

ص: 8

التخصصيَّة لتوزيع شهادات السادة الباحثين الذين اجتازوا دورة منهج البحث العلمي بنجاح، وهم كلّ من:

1 - السيدة حياة عطية كاظم.

2 - الأستاذ مهند مضر رؤوف .

3- الأستاذ علي حازم عباس.

4 - الأستاذ يوسف علي مطشر.

5 - الأستاذ منصور خير الله.

ثم اعتلى المنصة الأستاذ الدكتور صباح عنوز رئيس اللجنة التحكيميَّة للمسابقة الشعريَّة وألقى كلمةً عن طبيعة المسابقة التي أطلقها المركز وعمل اللجنة التحكيميَّة فيها والمعايير التي اعتمدتها اللجنة في التحكيم بين قصائد الشعراء بصورة علميَّة وموضوعيَّة محايدة، إذ حُجبت الأسماء عن اللجنة، وتمَّ الاعتماد على المهنيَّة في اعتماد الفائزين.

بعدها أعلن عريف الحفل الأستاذ زيد الدعمي عن نتائج المسابقة الشعريَّة، ودعا السيد علي الجابري المشرف

ص: 9

العام على المركز، إلى توزيع الجوائز على الفائزين الثلاثة الأوائل في المهرجان الشعري الأول، وكالآتي:

1 - القصيدة الفائزة بالمرتبة الأولى للشاعر سجاد النبي السلمي من محافظة البصرة.

2 - القصيدة الفائزة بالمرتبة الثانية للشاعر حيدر المرعبي من محافظة النجف الأشرف.

3 - القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة للشاعر حسن سامي العبد الله من محافظة البصرة.

بعدها دعا عريفُ الحفلِ الشيخَ أحمد الذهبي مسؤول قسم العلاقات والإعلام في المركز لتوزيع الهدايا على اللجنة التحكيميَّة للمسابقة الشعريَّة وهم:

1 - الأستاذ الدكتور صباح عنوز.

2 - الأستاذ الدكتور عباس الفحام.

-3- سماحة الشيخ حسنين قفطان.

وأخيرًا قام الأستاذ الدكتور صلاح الفرطوسي والأستاذ الدكتور حسن الحكيم بتوزيع شهادات الشكر على الشعراء

ص: 10

المشاركين في المهرجان، وكالآتي:

الشاعر أسعد الزاملي، بغداد.

الشاعر إبراهيم الكعبي، النجف الأشرف.

الشاعر حسام الخرسان، البصرة.

الشاعر حسن عكلة، الناصرية.

الشاعر السيد شاكر القزويني، النجف الأشرف.

الشاعرة آفاق الياسري، النجف الأشرف.

الشاعر حيدر خشان ياسين، الناصرية.

الشاعر علي نجم عبد الله، البصرة.

الشاعر فاضل عباس عبيد، البصرة.

الشاعر محمد أيوب الموسوي، نينوى تلعفر.

الشاعر وهاب شريف، النجف الأشرف.

الشاعر حيدر شمران، النجف الأشرف.

مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام

للدراسات والبحوث التخصصية

النجف الأشرف

شهر شعبان المعظم 1443ھ_

ص: 11

ص: 12

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾(سورةمحمد:2)

صَدَقَ اللهُ العَلی العَظیم

الحمدُ لله الذي جعلَ في الانسانِ آية التدبّرِ، ووهبَه رحلةَ التأمُّلِ، الحمدُ لله الذي منح العقل بصيرته، ووهبَ الخلقَ أدلَّته، فجعلَ الآياتِ حاضرةً والعقولَ العامرةَ مبصرةً. فأضاء الغياهبَ بقدرتِه، وأنارَ الكونَ برحمتِه.

الحمدُ للهِ واهبِ الرحمة ولطفها، ومانحِ النعمة وعذبها مهما تغيّر المكان، وتتالى الزمان، فأُضيئتْ منازلُ العقولِ بهدايتِه، وسطَعتْ مساكنُ الاعتبارِ بآياتِه.

والصلاةُ والسلامُ على الذي اختارَه اللهُ سبحانَه مِنْ شجرةِ الأنبياءِ، ومِشكاةِ الضياءِ محمدٍ المصطفى، وعلى آل بيتِه الذينَ اجتبى، مصابيحِ الظُلمةِ وينابيعِ الحكمةِ.

ص: 13

وبعد: فيبقى الشعرُ في النجف الأشرف نبضًا وجدانيًّا ينبثقُ من دفقةِ الجمال معنى روحيًّا، وصوتًا إنسانيًّا، فهي تغذّي أبناءها القيم الأخلاقيَّة النبيلة، وتنمّي فيهم انتماءاتهم الوطنية، فتمسح أكفُّها وجوه قرائحهم، لتورق حروف قصائدهم إيراق الطُمَأْنينة في زمن الجدْبِ؛ لأنَّها مدينةُ الضوءِ والصلوات، ومغرسُ العلمِ والأدبِ.

فمذ أشرقتْ شَمْسُ الإمامِ علي (علیه السلام) في أطواءِ الزمانِ، تباركَ المكانُ.

ويشمُّ قاصدُها عبقَ النجفِ وأنفاسها كي يرتوي بالإيمان والأمان، وتنأى خطواتُه عن دروب الضياع والحرمان.

حاضرةٌ استدارتْ أزقتها على ضلوعِ أحبتِها، فتقوَّستِ الظهورُ، وامتلأتِ السطورُ، فما أعطاها من جَهْدِه غيور إلّا تفرّع في التاريخ نارًا ونورًا، فكمْ نبَّع في قلوبِ العاملينَ فيها

فيضُ النقاءِ، وامتلكوا الرفعةَ والصفاء، اختار علماؤها المشيَ على جمرِ الأرقِ، فأضاءوا قلْبَ الغسَقِ، وظلوا

ص: 14

يشرقون من عيون الغروبِ، وينأوْنَ عنِ الذنوبِ، إنهم مُضيؤون مُضاؤون، يصعدون إلى الفكرةِ مثلَ اليقينِ، ويتلبثون عندَ الحقيقةِ تلبّثَ الأمينِ، منطلقين من قولِ الرسولِ (صلى الله عليه وآله وسلَّم): «إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيراً عَسَله، قيل له يا رسولَ الله وما عسَلُه؟ قالَ: يفتحُ له عملاً صالحًا بين يدي موتِه حتى يرضى عنه مَن حوله» (1)، فكان أبناء النجف الأشرف يتبارون إلى رضا الله سبحانه وتعالى، يحملون طعنةَ الأيامِ ويضمدونها بابتسامةِ الأحلامِ، عَصَرَتْهُم مرارةُ المِحَنِ لکنَّهُم استمرؤوا حلاوةً للزمنِ، مستذكرين قولَ الإمام علي (علیه السلام) في وصف الدنيا: «تغرُّ وتضرُّ وتمرُّ، إن الله تعالى لم يصرِفْها ثوباً لأوليائِه ولا عقابًا لأعدائه، وأنَّ أهلَ الدُّنيا كركبٍ، بَيْنَاهُمْ حلّوا إِذْ صاحَ بِهم سائقُهم فارتحلوا»(2).

ها هي النجف بَنَتْ نفسَها بنفسِها، وأكملتْ عقَلَها بثقافتِها، فكانَ العالِم ينظرُ إلى العلمِ بِلُبّهِ، ويزنُ الكلمةَ

ص: 15


1- 1 - النهاية في غريب الأثر، ابن الأثير، 237/3.
2- 2 - نهج البلاغة، شرح محمد عبده، 96/4.

بعقلِه، فظلتْ ربيعًا مورقة الجمال بتأريخها، لمْ يقتحمِ اليباسُ جسدَها، ولمْ يتمددِ القحلُ على أديمها، ظلّت مَصونًا بسر السرِّ، مثمرةً جَنْيَ الفِكْرِ، وشارةً مضيئةً

بالهَدْيِ، فبقي علماؤها يُذكّرونَ بعطائها، ويقدمون كلماتِهم سلسبيلَ وفاءٍ لها، ويرشونَ رائحةَ الحبِّ على أزقةِ حضارتِها، مؤكدين العملَ الصالح.

تتجسَّدُ في مواقفها قيمُ الفضيلةِ... وينامُ على ذراعيها هدوءُ السكينةِ، هي النجف مدينة الأرومات وشجرة الثقافات، أورقتْ وأينَعتْ، وأزهرَتْ فأثمرَتْ، ولما نَعِقتْ حناجرُ الغرباءِ يتعقَّبونَ خَطْوَها، ارتطمُوا بظِلِّها، واسّاقطوا مثْلَ أوراقِ الخريفِ في قاعِها، ثم تلاشوا كبصمةِ عابِثٍ على خدِّ الماءِ، فبَقِيَت تنبضُ حب العراق نبضًا وجدانِيّا، وصوتًا

إنسانيًا، تدافع عنه كلّما تناوشتْه نارُ الغَدَرَةِ، وتهاوَتْ عليها مَطارِقُ الألسنَةِ، تزدادُ قوةً وتماسكًا، وتكتسبُ مَنَعَةً وتآلفًا، فيستقيمُ على أديمِها شجرُ الطيبة، يُماطِلُ الرياحَ والتصدِّي ويُعْلِنُ البقاءَ والتحدِّي، نائِيَة عَنِ الانحناءِ، مؤكّدةً صوْتَ

ص: 16

الانتماء، وها هو فمُ النجفِ يخاطب قمة الخلود وشآبيب أضوائها بمناجاة قدسيِّة قائلاً:

أسعى إليكَ وكلُّ الروح منعطفُ*** هذا فؤاديَ ذِبْحٌ فيَّ يرْتجفُ

طِرْ أيها القلب واسبحْ في سما شمَمٍ*** إذْ موجة الكِبْرِ مِنْ علياه تنذرفُ

واخلعْ شموخَك إنْ تدنو لقبَّتِه*** كلُّ الشموخ على مثواه يعتكفُ

وانفضْ رمادَك جُرحي لائذاً بعلي*** مَنْ في روابيه ليلُ الهمِّ ينكشفُ

ابنُ الذي حمَل العليا بهيبتِه*** فاضتْ سجاياه حتّى أذْعنَ السلفُ

ابنُ التي كُرِّمَت، شُقّ الجدارُ لها*** عِنْدَ المخاضِ، ونورُ القدسِ ملتحفُ

ماءُ المعينِ وللأخلاقِ منبعُها***

ص: 17

مجری تزاحم فیه العدلُ و الشرفُ

بحرُ النقاء ومَدٌّ في تموجه*** ما ناله الجزْرُ، دُرٌّ والإبا صدفُ

هُو طَلعَةٌ مِن ضياءِ الدين مشرقةٌ*** يفُرُّ عنها شتاتُ الليلِ والقرفُ

زوجُ البتول ويكفي أنَّها قَبسٌ*** فانظر على أيِّما مُسْتَشْرَفٍ تقف؟!!

يا زارعًا شجرَ الإيثارِ ألوية*** وشاطئاً ما دناه المالُ والترفُ

بُوركتَ مِنْ جَبَلٍ شَعَّتْ مناقبُه*** كأنَّه الفجرُ والأنظارُ تغترفُ

مُذْ طافَ صوتيَ بالمحرابِ مختنقًا*** وأدمُعُ الخافقِ الصديانِ تنخطفُ

قد كَبَّرَ الصدقُ صحواً حاضنًا خجلي***

ص: 18

وطأطأ القلب رأساً وانحنى الطرفُ

وفاض وجدٌ خشوعاً منه قد نَهضَتْ*** منارة الحب عشقاً اسمه النجفُ

واعشَوشَبَتْ في دماءِ الصمتِ أُمنيتي*** وراح عنّي سوادُ الخوفِ ينصرفُ

اثبتْ فؤاديَ ما بلواكَ ترتجفُ*** كيف الثبوتُ؟ ونبضي دفقُه النجفُ

فللنجف الأشرف تاريخها المعرفي، ولأبنائها عطاؤهم الثقافي، فهي مكمن الكلمة ومغرسها، وصفاءُ المعرفة ومرآتها، عجيب أمرها النجف، فيها مهابة التفسير وحلاوة

الحديث، رسالة الفقه وأصوله، رائحة الشعر تتجول في فضاءاتها، وحب المعارف يسكن مساربها، على الرغم من أنها مغرس الرشد وجلباب الزهد، إلّا أنك تلتقط بذور الألم من رملتها، يشع مع شعاع أديم تربتها، وعلى الرغم من أن صحراوات المسافات ابتلعت أبناءها، وهاجمت فصول الخريف دومًا ايراق خضرتها، وهدّ التعب والحرمان نبضَ

ص: 19

قلبها، إلّا أنها كلما دكُنت الظلمةُ مزقت أستار العتمة، فيشتد لمعان نجمها، وتنتشر شآبيب شمسها، فسّاقط الثمر مع الشفقِ، وشعّت في سمائها نجوم الألقِ، فلم نجد حنجرةً ذابلةً ولا كلمات إلّا معطرةً بسورة الفلقِ، عنقاء بسماتها وصفاتها، وكبرياء أبنائها .

قادني هذا الحديث عن النجف والشعر يوم حكّمتُ نصوصًا شعريَّة مع لجنة تحكيميَّة شُكّلت لهذا الغرض، عندما أقام (مركز الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للدراسات والبحوث التخصصيَّة) مهرجان الشعر العمودي الأول تحت شعار:(التمسك بسيرة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام ونهجه... فوز في الدنيا ونجاة في الآخرة)، وذلك يوم ذكرى ولادة الإمام علي علیه السلام الموافق 13/ رجب الأصب/ 1443ھ_ .

وقد دأب هذا المركز الحوزوي على تفعيل المنجز الثقافي الخاصّ بإرث الإمام علي (علیه السلام) في شتى المسارب الثقافيَّة.

وعودًا على بدء فقد تشكلت لجنة التحكيم مني ومن أديبين عزيزين لهما عمقهما الثقافي، وهما الأستاذ الدكتور عباس الفحام، والشاعر حسنين قفطان. وقد اجتمعنا

ص: 20

لساعات فقر أنا القصائد وتأملنا في أطوائها، واستنطقنا مضامينها التي قيلت في مولد الإمام علي (علیه السلام)، فوجدنا التفرّد والإبداع في نصوصهم، إذْ حاورت قصائدهم أعماقنا؛ لأنَّ الشعر رسالة الأعماق إلى المتلقي وبوح الوجدان وصداه، وكلَّما انبثق من أعماق المشاعر اتصف بالصدق واكتسب التأثير في السامع، وفي هذه الحال يعوّل المنشئ على اختيار الألفاظ المنسجمة مع الانفعالات النفسيَّة؛ لأنَّ اختيار الكلمات يسهم في تكوين تركيب سياقي مؤثر، فثمرة السياق دلالات قائمة على بناء لغوي وفني مقصود.

وقد وصلت إلينا قصائد كثيرة في المسابقة، فوضعنا شروطاً للمشاركين في المهرجان تحددت بضرورة مراعاة الفنيَّة وعدد الأبيات التي حددتها اللجنة المشرفة بعدم تجاوز الثلاثين بيتًا ولا تقلّ عن العشرين بيتًا، وأن يُراعى في المضمون شعار المهرجان.

وحين تسلمنا مهمة التحكيم وضعنا آليات معينة لاختيار النصوص المتميزة، منها: متانة السبك النصي للسياق وخلوه من الخلل التركيبي، وسلامة الأوزان الشعريَّة وإيقاعها

ص: 21

المؤثر، والتناسب بين الأداء والمضمون، فضلاً عن فرادة الصورة الشعريَّة وفنيتها، وأثرها في تصوير الموضوع، وعلى وفق ذلك تم جمع الدرجات لكلّ حقل اتفقنا على درجته، وظهرت النتائج من دون أنْ نعرف الأسماء، فتوخينا الموضوعيَّة والأمانة العلميَّة والدقة التحكيميَّة.

شكري وتقديري للأخوة القائمين على (مركز الإمام أمير المؤمنين (علیه السَّلام) للدراسات والبحوث التخصصيَّة)، وهم يبتكرون الرؤى الثقافيَّة الفاعلة، للبحث عن مكامن الإبداع الفني في شتى ضروب المعرفة العلميَّة خدمةً لإمامنا علي علیه السَّلام).

أسأل الله التوفيق والنجاح لهم.

والحمد لله ربّ العالمين

الأستاذ الدكتور

صباح عباس عنوز

رئيس اللجنة التحكيمية

ص: 22

1

(شرفةٌ على سموات علي)

الشاعر

سجاد النبي السلمي

(اُهاجر نحوك، مثل مسافر تائه قد تحول إلى رأس لقراءة الريح

وفي روحي مُدنٌ تأكلها الحروب

لا صبح فيها للملمة الوجع

لا مراكب لتمنح النهر نشوة الانتصار

و لا شرفة للهروب الى أحد منافذ الذاكرة

سوی) :

شرفةٌ على سموات علي

أنا الوطن المُنسى بحضن السواحلِ*** بوجهي سمارات الرجال الأوائلِ

وُلِدتُ على الدنيا كنهرٍ مسافرٍ*** يمرُّ سريعًا في عيون القبائلِ

ص: 23

بروحي سموات تَمَزَّقَ وجهها*** وخارطة قد اُرهقت بالفواصل

وفي أضلعي حربٌ تُمارس دورها*** وتُشعَل في روحي رياح التساؤل

وعندي مع الليل انتظاراتُ عاشقٍ*** مَشتْ روحه لله، مشي القوافلِ

ولي شفةٌ تستنزف الآه، تنسجُ*** الدعاء عباءات لليل الثواكلِ

أنا واحدٌ منكم رأى الموت سُلمًا*** ليعلو به وجه المدى المتطاول

وهبتُ صباحاتي لحقلٍ مشردٍ*** وأهديتُ (مِسحاتي) لفوضى الجداولِ

ولملمتُ أشلاء المسافات، حاملاً*** على ظهر مأساتي رثاء العنادل

أفزُّ على ذكرى، وأغفو على صديً*** من الضحكاتِ الشارداتِ القلائلِ

ص: 24

يقولُ لي الآتون: حزنكَ ناضجٌ*** أتمشي بهذا الحزن نحو التكاملِ؟

أنا متعبٌ من هذه الأمة التي*** تُصادر أحلام النهارِ المقاتِلِ

أنا أيها الآتون نحوي، سلالةٌ*** من الظمأ الغافي على فمِ راحل

أنا، ومضى-حيث انحنى نخل ظهره- *** يَجُرُّ على مهلٍ ذيولَ الأصائلِ

فخَيَّمَ صمتٌ، واستكنّتْ حمائمٌ*** وقَرَّ على الأغصان شدو البلابلِ

ومن خلف نهرٍ يُصلبُ الآن وحده*** -جنوبًا- بآثام الشموسٍ الأوافلٍ

ومن قريةٍ بالحرب قد اُيتمتْ، ومن*** جراحاتِ من مرّوا (بأم المهازلِ)

ومن خلف كل الارتباكات في دمي*** اتيتُ وقلبي مثقلٌ بالرسائلِ

ص: 25

اتيتكَ والمنفى يُريق اسمرارهُ على جسدي*** لقاحلن قاحلاتٍ لقاحلِ

يُسافر بي موجٌ قديمٌ كأنني***ضفافٌ قديماتٌ لكل النوازلِ

ويشرب مني الخوف كأسًا معتقاً***على قلقٍ، يُفضي لشئ مُشاكِلِ

تشبثتُ بالتأريخ، كان يقودني*** إليك، عظيمًا، في بلاد المجاهِلِ

رأيتك مُكتفظًّا بصبحٍ مُعاند*** ليبزُغَ من بين الغيومِ النواحلِ

رأيتكَ في أمي التي غصن ظهرها*** تقوَّسَ بدرًا، في دروب التضاؤلِ

رأيتك في ضحكات ما حدثت به:*** بناظرك الفتان آمنتُ يا علي

انا ذلك الطفل اليتيم الذي أتى*** إليك، بقلبٍ مطفيءٍ، كالأراملِ

ص: 26

لتشهدَ اُماتُ القوافي - تشاغَلَتْ*** بها اكؤسُ السمار - انك شاغلي

فيا خالدًا تهزأ أساريرُ وجهه*** بكلّ خلودٍ تائه الخطو زائلِ

أمُدّ يد النجوى، بدهشةِ عارفٍ*** سميعٍ إلى همسٍ من الغيب نازلِ

أتيتكَ يا مولاي، أحمل وحدتي*** وخَلّفتُ رأسي في صراعِ المناجلِ

فلا تنسني، نفسي هوتكَ فتيةً*** وناغاك بُقيا جذعها المتآكلِ

(هوىً لمْ يمِلْ يومًا، وكم ضجَّ خافقي*** بأهوائه من مستقيم ومائل)

ص: 27

السيرة الذاتية

للشاعر سجاد النبي السلمي

خريج الكلية التقنية الجنوبية/ الفرع التقني – قسم الاليكترونيك (الآلات الدقيقة) - 2014.

خريج الجامعة الأكاديمية للأدب العربي / جمهورية اليمن - مُشارك بالعديد من المهرجانات التي تقام في العراق، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مهرجان بذار الشعري السنوي، مهرجان المربد الدولي، مهرجان وزارة الثقافة بمناسبة يوم الانسان العالمي، مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية، مهرجان جواهريون، مهرجان الرافدين الشعري العالمي الثاني.

والمهرجانات الدولية كمهرجان شاعر النيل والفرات - مصر، المهرجان الدولي - تونس، مهرجان عراقيون غيروا وجه الدنيا - تركيا.

حاصل على المركز الاول لثلاث سنوات متوالية على مستوى المحافظة في مسابقة وزارة التربية للخطابة والشعر - شعر.

حاصل على المركز الاول قطريا لسنتين منفصلتين ، والمركز الثاني لسنة تلت السنة الاولى في مسابقة وزارة التربية للخطابة والشعر شعر.

ص: 28

حاصل على المركز الأول في مسابقة شاعر الجامعة سنة 1412 ھ_ .

حاصل على المركز الأول في مسابقة كي لا يموت الياسمين جمهورية الجزائر 1441 ھ_ .

حاصل على المركز الثاني في مسابقة الشعر العربي/ الدورة الخامسة باريس 1441ھ_ .

حاصل على شهادة الدكتوراة الفخرية في إدارة المشاريع الهندسية اكاديمية سمارت لندن 1441ھ_ .

حاصل على شهادة الدكتوراة الفخرية في الأدب العربي (بناء القصيدة العربية الحديثة وتطوراتها) مصر 1441ھ_ .

حاصل على المركز الأول في مسابقة البحرين العربية/ العالمية مملكة البحرين 1412ھ_ .

حاصل على المركز الأول في مسابقة اتحاد الادباء الدولي / اميركا 1412ھ_ .

حاصل على المركز الأول في مسابقة الوسن العالمية للإبداع / مصر 1411ھ_ .

ص: 29

ص: 30

2

صراطُ علِيّ

الشاعر

حيدر علي المرعبي

وقفتُ على أعتابهِ كي أعاتبه*** و حاكمتُ تاريخَ النجومِ وكاتبه

وبعثرتُ أوراق الدواوين كلها*** بآهاتِ مكلومٍ ونفسٍ مشاغبة

وجدت اُصولاً سَنّها الله للهدى*** بِوَحْيٍ ولكنّ التفاصيلَ غائبة

كأني بسيل المدلهمات ريشةٌ*** تَمنّعُ إن جاذبتَها وهي راغبة

تُقلبني الأمواج في كل جانبٍ*** فتقذفني اني توجهتُ جانبه

ص: 31

أفتشُ عن معنى، وما زلت هل أتى*** على الدهر من يَسْتلُّ منه شوائبه

فآنستُ نوراً من سراجٍ يشدّني*** لِيُلجم سلطانَ الشكوك وحاجبه

بلى قد أتى لكنما الدهر قاصرٌ*** رآهُ ضبابًا في عيونٍ مواربة

وقال سلوني أيها الناس تسلموا*** فشاهَتْ نفوسٌ رثّةُ القلب ناصبة

فلا عُذرَ للشاكي إذا زَلّ غاويًا*** ولا ذنب للربّانِ إنْ مَلَّ قاربه

قريبٌ لنفس المصطفى وابنُ عَمّهِ*** وما لنبيّ أن يحابي أقاربه

ولكنه وَحيٌ جليّ ورحمةٌ*** وكلُّ أكفٍ دون كفّيه خائبة

ص: 32

صراطُ علي مستقيمٌ مؤكدٌ*** يقود إلى نصرٍ من الله راكبه

بأمر من الرحمن شعّ بهاؤه*** لينثر في يوم الغدير كواكبه

فأيقنتُ أنّ الدين رهنُ اتباعهِ*** وفي نهجه الحر اختزلتُ مذاهبه

أواليهِ لا عن نزوة بل قناعةٍ*** وفي حُبّهِ ما انفکّت الروح ذائبة

هناك دعوتُ الله عند ضريحهِ*** عراقُ عليّ من يُسَوّي خرائبه

وكيف لمن والى عليًّا يخونه*** ليغرسَ في لحم اليتامى مخالبه

ومالي أرى أضداده أدعياءهُ*** أمانيّهم إنْ حصحصَ الحقّ كاذبة

ص: 33

تضاءلَت الدنيا بعينيه بينما*** تتوقُ إليها أنفسُ القومِ راغبة

أأدخل يا مولاي؟ جئتك عارفًا*** بحقك إذ لا كرّم الله غاصبه

ص: 34

3

سادِنُ أَزْمِنَةِ البَنَفْسَجِ

الشاعر

حسن سامي العبد الله

البصرة

إلى أبي تراب وهو يمسح نرجسيتنا الخاوية بترابيته الثمينة..

قَمْحُ السعاداتِ نمو مِنْ خُطاكَ عَسى*** أنْ يَمْسَحَ اللهُ عَنْ خَدِّ البلادِ أسى

فكانَ يَنْضِجُ خُبْزاً للذينَ هَووا*** جوعَ النبيينَ واحتاروا بهِ قَبَسا

هُمْ يَحْمِلُونَكَ جِذْعاً يُصْلَبونَ بهِ*** حَدَّ النجاةِ، بهِمْ ينبوعُكَ انبَجَسا

هُمْ يعرِفونَكَ مَاءً مَا الفُراتُ سِوى*** صلاةِ ليلكَ تَسري في الهَوى فَرَسا

ص: 35

زَيْفُ السَلاطينِ مَسْعورٌ وأنتَ بِهِمْ*** وَعْيٌ قديمٌ بميناءِ اليَقينِ رَسا

يُعاقِرونَكَ صَحْوَاً سابِقاً حِقَبًا*** مِنَ السؤالاتِ، عُرْيَ الفَلسفاتِ كَسا

ويجرَحونَكَ عِشْقًا كَيْ تُلَقِّنَهُمْ*** قيامةَ الجُرْحِ معنىً قَطُّ ما التَبَسا

تُدَغْدِغُ الصُبْحَ حَتّى يستفيقَ ندىً*** وتُطْعِمُ الليلَ نجماتٍ إذا نَعَسا

ضفافُكَ السُّمْرُ.. تينُ اللهِ يقصِدُها*** رَيًّا قراحاً إذا ما السَلسَلُ احتَبَسا

النّايُ يَفْرَحُ رُغْمًا عَنْ تَحرُّقِهِ*** فَقْدْ تشذَّيتَ في شَهْقاتِهِ نَفَسا

قُلْ لي بربِّكَ مِنْ أيِّ السُّمُوِّ أتى*** شِسْعُ النعالِ الّذي كَمْ أَرَّقَ الرُّؤَسا

ص: 36

وأيُّ دَولةِ ضَوْءٍ كُنْتَ تُشْرقُها***على الظلامِ الَّذي لَوْ عَفْتَهُ افْتَرَسا

شقوقُ جلبابِكَ الكَوْنِي أَرْمِنَةٌ***مِنَ الْبَنفْسَجِ مِنها البَلقَعُ احْتَرَسا

قُرْصُ الشَعيرِ كقرصِ الشمسِ نافذةٌ***على البَياضِ الذي لمْ يَحْتَمِلُ دَنَسا

رأى التواريخَ في فَحْواكَ لائذةً***وأنتَ تنفضُ عنها الزورَ والدَّلَسا

يا أَيُّها المُمكِنُ الرِّبيُّ مُمْتَنِعاً***عَنِ التَحَقُقِ فِيكَ الغَيْبُ كَمْ هَجَسا

حَتَّى تَجَلَّيتَ فِي الأَذْهَانِ مِبْذَنَةً***تأوي النَخيلَ الذي ما هادَنَ العَسسا

هدوءُ عينيكَ معراجُ اللغاتِ إلى***شَهْدِ الكناياتِ فيهِ العَالَمُ انغَمَسا

ص: 37

تَجارِبُ الشَّجَرِ الشَّرقيِّ تُطْعِمُها***تَغَصُّناً وارِفَ الأفياءِ ما انتَكَسا

لكي تؤنِّقَ في جَدْبِ الشعورِ مَدى***يُلامِسُ اللهَ ظلًّا وهوَ ما لمَسا

في الحَرْبِ تَجْمعُ أضداداً قدْ اعترَكتْ***فكُنتَ مَوْتاً، حياةً، حانيًا، شَرِسًا

مِنْكَ ابيضاضُ السَجايا للصغارِ فَمَاً ناغى***البراءةَ في صَمْتِ الدُّمى اخَتَلَسا

تَبَسَّمَ اللهُ للمحرابِ مُذْ ملأَتْ***كَفَّاكَ سَبخَتَهُ بالآسِ مُنغَرِسا

يُحاربونَكَ مَنْ فِي عَدْلِكَ اختَبَأوا ***وأنتَ تَحْمِلُ لاستيقاظِهِمْ جَرَسا

ويبخسونَكَ مَنْ أنصفتَهُمْ عَمَلاً***برحْمَةِ اللهِ هُمْ يَدْرُونَ مَنْ بُخِسا ؟!

ص: 38

وأنتَ تَفتحُ أبوابَ الغيومِ على***رَمْلِ الغَاضَةِ يُنْحِي ظِلُّكَ البُؤَسا

يبوسُ كَفِّيكَ طينُ العارفينَ فقدْ***تكوَّرَ الطينُ مِما أَنتَ ثُمَّ قَسا

وضوحك الغامضُ المَسْفوكُ كَركرة ***يُفنِّدُ القَحْطَ، يجري عَذْبَهُ سَلِسا

لتَرتوي عِلَّةُ التشكيكِ أجوبةً ***مِلءَ اليقينِ، وتَمْحو الطالِعَ النَّحِسا

الكونُ عَيْبٌ وجودي إِذا نَكَرَتْ***شَتْى أقاصيهِ في آلائِكَ الهَوَسا

حسن سامي العبد الله - البصرة

هاتف: 07709008160

إيميل: hasan.sami313@yahoo.com

ص: 39

ص: 40

4

سادِنُ أَزْمِنَةِ البَنَفْسَجِ

الشاعر

ابراهيم محمد حسين

الكعبي النجفي

(ماذا أقول)

ماذا أقول وما يقول القائلُ***في مَن له عددَ النجوم فضائلُ

عينُ الحساب بعدّهنَّ كليلةٌ***والأذن صمّا والمعدِّدُ باقلُ

كلُّ الفضائلِ غنّةٌ وسمينةٌ*** إلّا لدى الكرار فهْي كواملُ

من طبّق الدّنيا بحسن صفاتِهِ***وصفاتُه في الآخَرين قلائلُ

ص: 41

هذا أبو الحسن الذي فَمُ حُبّهِ*** للسيِّئات من البرية آكلُ

ميلاده في البيت كان لأنه***كالبيت يُقصد ما عليهِ فاضلُ

وهو الدواءُ إذا أردتَ إلى الشفاْ***دربًا به عن كلِّ داءٍ حائلُ

هذا الإمامُ المرتضى بضريحهِ***يُشفى السّقيمُ ويستقيم المائلُ

ما ردَّ یوا سائلا في حاجةٍ***أبداً ولا استعصتْ عليه مسائلُ

فَهوَ الذي فيه العلومُ جميعها***مکنونها مشهورُها والشّاملُ

بحرٌ من العلم الغزير فحاذرنْ***إِن غُصْتَ فيهِ أن يكلَّ الكاهلُ

ص: 42

لا تنفُذَنُ الا بسلطانٍ به***أو لا فمن بعض الطموح القاتلُ

كم ضلَّ فيه وكم هُدي من معشرٍ ***فاحذر فقد يكفيك منه الساحلُ

ولِذاك سمّاه النبيُّ كنفسهِ***إذ لم يكنْ في الوصفِ حدٌ فاصلُ

وطوى السّماءَ على البراقِ بسرعةٍ***منها تكادُ طباقها تَتَواصلُ

فرأى مقامات الوصيِّ جليَّةً***كتجلّيات الصبحِ وَهْيَ أوائلُ

ورأى لحيدر في السماء نموذجًا***ورأى الملائكَ لثمَه تتبادلُ

دبَّتْ بقلبِ أبي البتول عُجابةٌ*** وأماطَ عمّا في الفؤادِ تساؤلُ

ص: 43

هلْ كان سراً خافياً عن أحمدٍ***أو رُبَّ سُؤلٍ قد دراه السائلُ

كلاً ورُبَّ تساؤل في طيِّهِ ***مكنونُ سرٍ فيه مغزىً هائلُ

يعييِ العقولَ فما دنا لنواله*** ألّا وظُنَّ به الجنون العاقلُ

يا مُلحدينَ تعلّموا وتبيّنوا*** هلْ صُدفةٌ هذا الإمامُ الكاملُ

سلَّمتُ أنَّ الخلقَ محضّ خرافةٍ***وبأننا سَفَهًا به نتجادلُ

وبأنَّ لحماً أوْ دما نطَقا معاً***في صُدفة ذو العلمِ عنها غافِلُ

وَلَو أنني سلَّمتُ غيرَ مصدِّقٍ***

أنَّ البريّة ما براها باذلُ

ص: 44

فلتدرسوا الكرارَ في أبعادهِ ***هلْ أنتجته مخابرٌ ومعاملُ

هلْ نستطيع بأنْ نربِّيَ مثلهُ***والعلمُ في تطويرهِ متواصلُ

ميْتٌ يجير اللائذينَ بقبرهِ***فلتسألوا (دوكنز) ما هو فاعلُ

يا مُحرجَ الكفّار عندكَ أيقنوا***أنَّ التّرَقّيَ والنشوءَ تحايلُ

من يستطيعُ بأنْ يبرهنَ صُدفًةً***ما أنتجتكَ إذا تأمّلَ عادلُ

ص: 45

السيرة الذاتية للشاعر

إبراهيم محمد حسين الكعبي النجفي

من مواليد بغداد لأصول نجفية سنة 1973م درس في مدارس النجف الأشرف ونشأ فيها.

حفظ الكثير من قصائد الشعر الجاهلي والشعر العباسي والشعر الحديث لقوة حفظه.

شارك في مهرجانات عدة في النجف الأشرف وخارجها.

أكثر شعره في حب آل البيت علیهم السلام.

له ديوان مطبوع بعنوان (نفحات من الوادي المقدس) طبع على نفقة العتبة العلوية.

ص: 46

5

(مرساة الولاية)

الشاعر

أسعد حسن لفته الزاملي

سلمتْ يداكَ ففي نداها بلسمُ***لثَمت جراحًا خِلتُها لا تلثمُ

أضحى الفؤادُ كغصنِ بانٍ كلّما***هبَّ القريضُ عليه لا يتقوَّمُ

فطرقتُ أبوابَ البيوت ففُتِّحتْ***كبيوتِ نحلٍ دون بابٍ يصرمُ

عُصِرتْ فطافَ الشمعُ سيلا رابيا***وإذا بشهدٍ سائغٍ يتكلمُ

فتوضأتْ لمّا رشفتُ رضابهُ***نفسي وقلبي قربَها يتيمَّمُ

ص: 47

من مدح أهل البيت أقمارِ الدّجى***منذ الصِّبَا بهم الفؤادُ متيَّمُ

بل منذ ذاك الوقتِ حين الذرُّ في*** أصلابنا حبُّ النبيِّ مخضرمُ

نفسُ النبي والهِ نفسُ الضيا***جبريلُ يشهدُ والملائكُ تُقسمُ

وأخصُّ نفسًا في الكتابِ خصالُها***أعني الأميرَ وكلُّ فردٍ يعلمُ

ما جاءَ مبعوثٌ إلى أهل القرى***إلّا وجاءَ وصيُّ حقِّ منهمُ

يمضي بهم بعد الرسول إلى الهدى***وكذا به ميلُ الهوى يتقوَّمُ

فعلام إن سُئل الرّواةُ عن الذي***أوصى به ودعا بألّا يكتُموا

قالوا بأنَّ الأمر نعلمُ نصفَهُ***فإذا بهم قصدوا به لا نعلمُ

ص: 48

هبها تنزلتِ العقول وسلّمتْ***ألّا وصىَّ أتى وأنّه مبهمُ

فله المزايا لا تكون لغيرِهِ***والمعجزاتُ بفعلِه تتجسّمُ

ويكون ذا خُلقٍ شبيه نبيِّهم *** بدرٌ إذا حلَّ الظلامُ الأدهمُ

سمْحٌ ويبسطُ للخلائقِ كفَّه***الّا بسوحِ الحربِ يندُبها الدّمُ

فنظرتُ للتاريخ نظرةَ منصفٍ***حتى أرى مَن بعدَ طه يحكمُ

قسمًا بمن وصّى بيوم غديرِه***الّا تخفْ بلِّغْ وربُّك يعصمُ

لا لم أجد إلّا الأميرَ المرتضى***جمعَ الصفاتِ وغيرُه قد الْجِموا

ص: 49

السيرة الذاتية للشاعر

أسعد حسن لفته الزاملي

*مواليد / بغداد / العراق عام 1978 .

*تلقَّى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس بغداد.

• بكلوريوس هندسة معادن 2001.

• دبلوم عالي في سباكة المعادن 2004.

• ماجستير هندسة تعدين واستخلاص المعادن.

• يعمل تدريسي حاليا في الجامعة التكنولوجية/ بغداد

• عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

• رئيس رابطة شعراء الجامعة التكنولوجية.

• عضو مؤسس في مؤسسة فرسان عمود الشعر الثقافية .

• عضو مجموعة شعراء المتنبي في بغداد.

ص: 50

المؤلفات :

• ديوان (أشرقت هناك ) مطبوع .

• ديوان (مطار الليل تحت الطبع .

• ديوان (أسعد الزاملي ) للشعر الشعبي غير مطبوع.

• ما وراء النص كتيب من النصوص الأدبية القصيرة غير مطبوع.

• مجموعة نصوص نقدية معاصرة غير مطبوع .

ص: 51

ص:52

6

(دُم عاليا)

الشاعرة

آفاق معین الباسري

عليٌّ، وشأنُك أن تظلَّ رفيعا***فاسكبْ على جدب الزمانِ ربيعا

وأفِض على يبَس الضمير نداوةً***ليصيرَ بلقعُهُ اليبابُ مَريعا

نُكسِتْ طباعُ العالمينَ وبُدِّلتْ***أحكامُ دينٍ في الزمان، سريعا

فالناسُ جُلُّهمُ عبيدُ ملوكِهم***ولذا تراهم صاغرین خُضوعا

ياسورَ أرضٍ قد تجافى أمنُها***أكرِمْ به حصناً أعزَّ منيعا

ص: 53

ماذا ترى؟ ضجّتْ إليك جراحُنا***في كل يوم صارعاً وصريعا

سئمتْ مآقينا البكاءَ زمانَها***فترى الجميعَ مُحطّماً وجزوعا

أعلمتَ أنَّ الأرضَ خان ترابَها***نفرٌ وضيعٌ قد أطاع وضيعا

من ذا يفكُّ وثاقَ أرض سيّدي***أو يشتري بلداً عزيزاً بيعا

ارفعْ يديكَ إلى السماء مشفّعاً***حاجاتُنا عزّتْ، تروم شفيعا

ونفوسُنا ضاقت بما قد حُمّلتْ***فلْتدعُ ربّا مشفقاً، وسميعا

ليُميطَ ليلَ النائباتِ تلطّفاً***ويُحِلَّ نجماً في الظلام سَطوعا

بظهور مهديِّ الزمانِ ختامِكم***فيُحِقّ حقاً كامناً، ويُشيعا

ص: 54

يا وارثاً علم النبي وصنوَهُ***وأبا بنيه الطاهرين جميعا

عذراً إذا يمّمتُ وصفَكَ أجتلي*** بعضَ السناءِ المُستدرِّ دموعا

يُعشي النواظرَ نوره وبهاؤهُ***أكدى البديعُ بأن ينالَ بديعا

وتقهقرتْ صيغُ البلاغةِ كلّها***بل ضاق ما قد كان قبلُ وسيعا

رجبُ الأغرُّ، لقد حظيتَ بمولدٍ*** لفتى الشريعةِ، كي تظلَّ نَصوعا

شُرِّفتَ من تلك الولادةِ، فافتخرْ***تشريفَ ميلادِ الرسولِ ربيعا

آفاق معين الياسري

ص: 55

ص: 56

7

(تَلوحُةُ الفَجِّر)

الشاعر

حسام الخرسان

لَوْحتُ للفَجرِ في تلويحةٍ خَجْلى***مِنَ المَقامِ وأَركَبَتُ المُني رَحْلا

وسرتُ حيثُ غرامي ينتهي شَغَفَاً***الى (الأمير) أؤدي خطوتي مَهْلا

وكيفَ أقطعُ شِبراً في مدينتهِ***ولا أكونُ إلى عليائهِ أهلا*

أنا الفَخورُ بهِ حَدَّ امتلاء فَمي*** إذا نُسِبتُ الى أصلابهِ أصْلا

والمُزدري فيهِ نَفسي حَدَّ زَمجَرَتي*** إذا أكونُ لهُ مُسْتَهتِراً نَسْلا

ص: 57

نَطقتُ تَمتَمَتى الأولى بأحرفهِ***ولا أزالُ لها مُستَخدماً طِفْلا

وما خطوتُ بعمري في مُنازلةٍ***إلا ربحتُ بقولي (يا علي) نَهْلا

وماسقطتُ ببئرٍ في مهاترتي***إلا نجوتُ بفضلِ الأحرفِ الأعلى

صفاتهُ والتناهي في حقيقتهِ*** كانت تُشيرُ إلى مضمونهِ الأغلى

وإنَّهُ الخَلَفُ الهادي لأمتهِ***من الضَّلالِ يؤدي مَنهَجاً عَدْلا

المسلمون جميعاً في تَشَعُبِهم***كانوا لديهِ إذا ما صُنفوا أهلا *

حتى الذين تناءوا في ولايتهِ*** وحاربوهُ وعاثوا بالملا جَهْلا

ص: 58

نالوا لديهِ من الخَيْرَاتِ حصتَهم***لا يُنكرون لهُ في منحهم فَضْلا

مولى تُطَرَّزُ مَرجاناً مسيرتُهُ***وتَستطيبُ وتبدو بالتُقى أحلى

نذرتَ نفسكَ حمّالاً أسيتَها*** وما شكوتَ بها من حَملِها ثُقلا

جمعتَ كُلّ صفاتِ البرِّ في رجلٍ*** على التعاقبِ لا يفنى ولا يَبلى

وكنتَ أزهدَ مأمورٍ بِمَملكةٍ*** بأنْ تَقيسَ على إبِدالِها (نَعْلا)

يا أيها الرجلُ المخلوقُ من عَبَقِ***عندَ الجنانِ مِنْ آلائها المُثلى

مَنْ لي وقدْ مَنَعتني كُلُّ واهبةٍ***وأجلَسَتني على أعتابِها ذُلَّا

ص: 59

وأبخَستني عطائي مِنْ جَزيّتِها***وما أتوقُ الى إحرازهِ وصْلا

مَنْ لي وقدْ سَلَبَتني رَغبتي وَرَعي***وأفقدتنى مَتاهاتُ الهوى عَقْلا

(أنا حَليفُ الخَطايا) هذهِ صفتي***ولستُ أملكُ في تغييرِها حَلّا

ولستُ أعرفُ (مولى) يشتري عَبَثي***

وأستعيدُ بهِ ما بِعتهُ بَذْلا

(سوى إليكَ) أميراً في رَعيّتهِ***مَعَ الحوائجِ لا يَستخدمُ ال_ كَلَّا

الأُمنياتُ العوّاصي في تَحَققها***إذا يشاءُ ستلقى مُلتقىً سَهْلا

والحاجياتُ الأقّاصي في تأخرِها***إذا أرادَ ستأتي وحدها عَجْلى

ص: 60

مَنْ أثقلتهُ الرزايا في ضراوتِها***ومَنْ تَمَكَّنَ في إذلالها فَحْلا

ومَنْ تُؤرخُ أعداءٌ بطولتَهُ***بِمَا يُسَطَّر في شُجعانِهم قَتْلا

هل تستطيعُ الدياجي أنْ تُخَبِتَهُ***وأنْ تُطيلَ على آثارهِ ظِلّا؟

*أهلا في عجز البيت الثالث جاءت بمعنى : كُفؤ .

*أهلا في عجز البيت الحادي عشر جاءت بمعنى : الأقارب .

ص: 61

السيرة الذاتية للشاعر

حسام الخرسان

الاسم : حسام محمد عبدالله الخرسان

العراق / البصرة

حسام الخرسان

مواليد البصرة 1981

بكالوريوس علوم / حاسبات

يعمل في وزارة النفط

يكتب القصيدة العمودية / التفعيلة / النثر وكذلك بعض الكتابات في القصة القصيرة.

*شارك بديوان مشترك بعنوان ( جذوة الحروف)الجزء الرابع بنصَين عموديين والذي تبنته مؤسسة بلا أقنعة الثقافية .

ذكرهُ الناقد الكبير غازي ابو طبيخ الموسوي في كتابهِ (سلسة آفاق نقدية - قراءات على مسرح التواصل ) ضمن 59 دراسة الشعراء على مستوى الوطن العربي.

ص: 62

*شارك بقراءات مختلفة في العديد من الجلسات و الأماسي الأدبية داخل العراق .

*نشرت له مجموعة من الصحف والمجلات العراقية بعض قصائده بالإضافة لنشره العديد من القصائد في المواقع والمجلات الإلكترونية.

*لهُ مجموعة شعرية مطبوعة باسم (مُسافرون على جُنحِ غمامة) عن دار الأدب البصري 2022م.

*له مجموعة شعرية مخطوطة خاصة بأدب أهل البيت علیهم السلام ستكون باسم (ما يصدرُ عن الخزامي) قيد الإعداد .

*كذلك لديه مجموعتان قيد الإعداد الأولى للشعر العمودي والتفعيلة والأخرى تحتوي على نصوص نثرية.

ص: 63

ص: 64

8

(شَطْر الإمامة)

الشاعر

حسن عكلة تجيل ديوان

يا قلبُ مَنْ يا تُرى فِي عِشْقِهِ جَعَلَكْ***حَيّاً بهِ نابضًا مهما جوى فَتَلَكْ

تَقْفوهُ تَنشُدُه رغمَ استحالتِهِ***لكنَّ ذا ولَهِ دربَ الحبيبِ سَلَكْ

شكواك تقصُدُهُ باللّا إرادَتِها***بَثّاً وتَعزلُ مِنْ أَشواقِهِ غَزَلَكْ

هُوَ الَّذي بِضميرِ الخوفِ طمأَنَةٌ***فاجأرٌ بِنُدَبَتِهِ تهزمْ بهِ وَجَلَكْ

فَ_ " يا علِيٌّ " بساقِ العرشِ مُحدقةٌ***لا تَبْرَ مَنَّ إذا ما عاذِلٌ عَذَلَكْ

ص: 65

ويا "علِيٌّ" بليلِ العارفينَ ضُحَىً***ويا عَلِيٌّ بِصُبحِ الجاحدينَ حَلَكْ

اذهَبْ بهِ وَسَطاً تدخل ولايَتَهُ***إِنَّ المُغالي بأَيِّ الخصلتينِ هَلَكْ

أَعِنْهُ في ورعٍ لا تَبْغِ في طمعٍ***عَظَّمْهُ فِي سِيرَةٍ ثُمَّ اتَّرِكْ جَدَلَكْ

عينُ اليقينِ هُوَ الرَّوضُ الخضيلُ هُوَ ..***الحظُّ العظيمُ إذا في تُرِبهِ شَتَلَكْ

ياقلبُ تجهَلُهُ جداً وتعرفُهُ***حدَّ الذي تهتدي في ضوئهِ سُبُلَكْ

الشِّعرُ مُرتَجَلٌ حالاتِ نُدَرَتِهِ***لكنَّهُ دَفِقٌ فيما إذا ارتَجَلَكْ

والبدرُ أَحسَنُهُ تَمُّ استضاءَتِهِ*** ما كانَ ذاكَ لَهُ لَكِنَّهُ احْتَمَلَكْ

ص: 66

والبيتُ تدخُلُه في مولدٍ وكذا***فوزاً مَزاعِمُنا والحقُّ قد دَخَلَكْ

فيا زماناً قضى للمرتضى حَرَباً***هلًا أَرَحتَ لهُ مِنْ غَدرةٍ جَمَلَكْ

ويا مُحبّاً لهُ اعوَجَّتْ مَسالكُهُ***هلا اعتَدَلتَ فَإِنَّ اللهَ قد عَدَلَكْ

فَدَيتُ أُمّاً لهُ أولى فواطِمِهِ***وشيخُ بطحائها المَفدِيُّ إِذ نَسَلَكْ

مكفولُهُ أحمدٌ طابت كفالَتُهُ***وطِبْتَ يا حيدرٌ فالمصطفى كَفَلَكْ

أَنتَ انتَهَلْتَ مِنَ الإِيمَانِ أَعذَبَهُ***طوبى لِمَنْ في الورى يا سيِّدي نَهَلَكْ

حُيِّيتَ مِنْ عملٍ للفرض تقدُمةً*** وإِنَّ مِنْ خيرِ أعمالِ الورى عملك عمَلَكْ

ويا هَوَا رملةٍ أَهوى تَوَسُّدَها***شَطْرَ الإمامةِ وجهي وَلِّه قِبَلكْ

ص: 67

السيرة الذاتية للشاعر

حسن عكلة ثجيل ديوان

الاسم الرباعي : حسن عكلة ثجيل ديوان

التولد : 1/ 5 / 1975

العنوان : العراق - محافظة ذي قار - الناصرية – شارع بغداد

التحصيل الدراسي : بكالوريوس في القانون من جامعة البصرة

الحالة الاجتماعية : متزوج ولدي (3) أطفال

العمل : مشاور قانوني في مديرية بيئة ذي قار

رقم الهاتف: 07808525955

البريد الإلكتروني : hasanoqla81@gmail.com

حاصل على الجائزة الاولى في المسابقة الغديرية التي اطلقها المشروع الثقافي لشباب العراق 2020.

ص: 68

9

(جمرةٌ في رمادِ الضمَّائر)

الشاعر

حيدر خشان ياسين

بِمِثلكَ لمْ يحفلِ الغادرونَ*** عدوّاً على عفوهِ عَوَّلوا

عليٌّ، ورُبَّ قصيدي الحَيِيِّ*** أمامَ البلاغةِ لا يَخْجَلُ!

وواللهِ لو وُضِعوا كُلُّهُم*** فأنتَ بِهِمْ أَوَّلٌ أَوَّلُ

لكمْ ثرثروا في مهبِّ الكلامِ*** وأنتَ الحقيقةُ ما أوَّلوا

لَكُمْ حاولَ الحِقْدُ إطفاءَهُ***وَوَهْجُ الضَّمِيرِ بِهِ يُشْعِلُ

وماءٌ بصحراء من أظمَؤوك*** وزادٌ بماعونِ مَنْ يَنْزِلُ

وحُلْوٌ كانَّ مزاجَ السَّماءِ***أراقَكَ إِذْ كَثُرَ الحنْظَلُ وتهويدةٌ مِنْ حنانِ الإلهِ***تُهَوِّنُ ما ليسَ يُسْتَحْمَلُ

وصبرٌ ينوءُه بهِ الصَّابرونَ*** يَضِيقُ به لفظُنا المُجْمَلُ

تَشَرَّفَ في حرِبهم كفُّكَ ال_*** سخيُّ، وصارمُكَ الأعْدَلُ

ص: 69

وضدُّكَ خسةُ هذا الوجودِ ال_*** _فسيحِ،وفعلُهُمُ الأنذلُ

وكِدْتَ لأصنامِهم حينما*** رأوْكَ على كِتفهِ تُحْمَلُ عليٌ، إذا ما الجَوى هَدَّهُ*** تَرَقَّى تلالُؤُهُ الأَكْمَلُ

ومِنْ وحي ما كتبَ المرسلونَ*** دليلٌ على أَنَّهُ مُرْسلُ

وكنتَ بنارٍ ونارٍ لذا*** قطابَ لها الخاطرُ الصَّنْدَلُ وعُذْرُ الذين تَصَدَّو الذاكَ*** بأنَّ على جَيْبِهِمْ تَبْخَلُ

وَهُم يعلمونَ بِأنَّ الصِّراطَ*** بِحَقِّ عَنِ الحَقِّ لا يَعْدِلُ

أيا مَنْ يميلُ على نفسِهِ*** فيضغُرُهُ الخُلُقُ الأمْثَلُ يَشَتِّتُنا الحُبُّ إلَّا إليكَ*** فأنتَ لِوَحْدَتِنا تُوصِل

وأنَّ بقاءَك في العالمينَ*** جوابُ الذي لو أتى يَسْأَلُ

وأنَّ احتشادَكَ في كلِّ جيلٍ***وكلِّ معاني الهوى مُوغِلُ

حريٌّ بقلبِ الذي لا يَراكَ***يُرانُ وأَعْيُنِهِ تُسْمَلُ بيومِ أتَنْكَ تدُقُّ الطُّبُولَ*** وَخَيْلُهُمُ زهوُها يَصهَلُ وَقَفْتَ لأحزابِ مَنْ تدَّعي*** ورُحْتَ بِشُجْعَانِهِمْ "تَسْحَلُ"

وَتَضْحَكُ والنَّاسُ صرعى هناكَ*** وَهُمْ يَذهلونَ ولا تَذْهَلُ !

ص: 70

ولابْنِ أبي طالبٍ صَوْلَةٌ*** إذا نادَتِ الحَرْبُ هيا اقْبِلوا

يُبَرِّرُ إِدْبارَهُمْ غَيْظُهُ*** تُحاولُ نَكْثاً إذا يَغْزِلُ

فِداكَ قُريشٌ وما حَوْلَها***ودونَكَ فارسُها الأوَّلُ

صَمَتَّ ، لأَنَّ سُموَّ الرِّجالِ*** بِبَعْضِ الحُقوقِ إِذا تُبْذَلُ !

وأنتَ الوحيدُ الصريحُ هناكَ*** وكانتْ صراحَتُهُ تَقْتُلُ !

حیدر خشان یاسین

ذي قار - الناصرية

هاتف: 07810239775

ص: 71

ص: 72

10

(حفظت هواك)

الشاعر

حيدر الكعبي

حروفُك ضوّأت سحرَ البيانِ*** فأشرقَ في ربيعك مهرجاني

وأشرق في ربيعك ما بقلبي*** ليخفق بالولاء وبالتفاني

لتنثر من أريجك في شعوري*** أزاهر عطّرتْ حُللَ الأماني

وتغرس موثقا في كل قلبٍ*** تلقّته الولاية بالتهاني

فحسبي فيك صرحٌ هاشميٌ*** تشير له المكارم بالبنانِ

وحسبي إن رسمتك في خيالي*** تبدّد عن شعوري ما أعاني

أمير المؤمنين وصنو طه*** وساعده ومعجزة الزمانِ

يرددك الخلود بكل فخرٍ*** ويعلو في سمائك عنفواني

لأني ما عرفت سوى انتمائي*** لحيدر حين أبحث عن كياني

فداك أبي وأمي كيف أبدي*** ثناك ولهفتي عقلت لساني

ص: 73

حفظت هواك قرآناً بصدري*** أرتّله باثناء الأذانِ

واغرسه شراعاً في سفيني*** ليوصلَني إلى برّ الأمانِ

عرفتك سيدي محرابَ ليلٍ*** وعند الهول سيفاً للطعانِ

فما أحصت لك الدنيا نظيراً*** وما وهبت ملاحمها لثانِ

كأنك والمعالى صاحبانِ*** وسيفُك والمنايا توأمانِ

ٲريج العلم فيك ومنك يذكو*** بروضٍ من خمائك الحسان

ونهجك في البلاغة صغتَ فيه*** معانيَ أدهشتْ سِحر البيان

فأعجزَ كلَّ منطيقٍ مُبرِّ*** الى أن صارَ معجزةَ الزمان

فصرت بوصلكم ارتاد حلماً*** ترفُّ إليه أجنحة الأماني

أعفّرُ عند عُتبتكم جبيني*** وأملأ من عطاياكم جفاني

لأني فيكمُ ولكم وجودي*** وأعشق في مودتكم هواني

وأسجد شاكرًا الله فيما*** هداني في عليِّ ما هداني

ص: 74

السيرة الذاتية للشاعر

حيدر الكعبي

حیدر رزاق شمران الكعبي، ولد في النجف الاشرف عام 1972م. دخل المدارس الرسمية وتخرج في كلية العلوم الجامعة المستنصرية حاصلاً على شهادة البكالوريوس في العلوم 1994م.

كتب في العديد من الجرائد والمجلات النجفية كجريدة (العتبة العلوية المقدسة)ومجلة(الولاية) ومجلة(آفاق نجفية) و(المعاصرة) ومجلة (النجف الأشرف) وغيرها .. وقد نشر له عدد القصائد الشعرية في الجزء الأول من كتاب (مستدرك شعراء الغري) لمؤلفه كاظم الفتلاوي.

شارك في العديد من المهرجانات الشعرية وله مجموعة قصصية أسماها (أوراق على قارعة الطريق) ومجموعتين شعريتين(هذا المصاب) و (فوق) (الموج).

يشغل الآن منصب رئيس شعبة الأخبار في العتبة العلوية المقدسة ورئيس تحرير مجلة ولاءالشباب الصادرة عن قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة .

ص: 75

ص: 76

11

(انبلاج على قبة الفوز والنجاة)

الشاعر

شاكر القزويني

حَصْحَصَ الحَقُّ حين شُقَّ الجدارُ*** سيّداتٌ تُحيطها والوَقارُ

فازدهى البيتُ بانبلاجٍ كصبحٍ*** قُدرةُ الله أُنزِلَتْ واعتبارُ

أُرْسِلَ العدلُ والقسيمُ المُعَلّى*** أُنجِبَ العلمُ والندى فيه نارُ

ما الضياء البهي مازهو بدرٍ*** من بيان ومنهج لا يضارُ

سرُّ مشكاتهم ب_"إذ قال" ربٌّ*** يُخجِل الشمسَ نورُها المستثارُ

بیتُ وحي ٍصلى لَهُ كلُّ خلقٍ*** والرَدى حِرزٌ في دِماهم يُجارُ

الذي فازَ في شروعِ المنايا*** زاهدًا والحیاةُ قيدٌ يدارُ

مُذْ دَحى الأرضَ والدِّماءُ الرواسي*** والمحاريبُ موعدٌ وانتظارُ

إنّه القُطب في المُروءات سِفْرٌ*** نَهْجهُ الحقُّ والرَّغيفُ الشعارُ

إنّه الفوز وارتقاء المَعالي*** إئرهُ للنجاةِ كَهفٌ يُزارُ

سجدةٌ من خشوعِ قلبٍ تسامى*** أَوْرَفَتْ قُبَّةٌ حَنَتْها الثّمارُ

ص: 77

أفقُ فجرٍ شعاعهُ أمنياتٌ*** فوقها رايةٌ وكفٌّ فَنارُ فرقدٌ والبراق شمسٌ عليه*** قابَ قَوْسٍ إسراءُهُ والمَزارُ

سائرٌ والدروبُ وَعْرٌ حطيمٌ*** والزمانُ مستوحشٌ والمَسارُ

فتيةٌ من حطامِ عمرٍ عسيرٍ*** أنضجتهم خطوبُ دهرٍ إوارُ

آثروا والدماء مُدَّتْ سدولاً*** واستطالتْ حتوفُهم والحصارُ

حثَّهم للفداءِ آلٌ وصَحْبٌ*** من فراشِ النبيِّ سُنَّ القرارُ

صولةُ الحقِّ ألهبتْ كلَّ صَبٍّ*** من عليٍّ وللحسينِ البذارُ

واجتَبَوْا للفِرِنْدِ قَلْبا صَبوحًا*** واهتدى الحشدُ بالمَدى حين ساروا

فَتْوَةٌ والنطاقُ نَزْفٌ غَيورٌ*** عبْأتْهُ الطفوفُ عشقا فثاروا

جذوةٌ من لَضى النبيين فيهم*** كربلاء مواكبٌ وانتصارُ

قبةٌ والشموسُ منها تدلّت*** دونها الكونُ هامدٌ واحتضارُ

والأواوينُ روضةٌ من أمانٍ*** لاذَ فيها الوَرى وحلمٌ وثارُ

هم رواقٌ من دمعةٍ قد أفاضتْ*** في الشبابيك هم عناقٌ مُثارُ

أنبياءٌ تطوفُ في كلِّ رُكْنٍ*** في سماها تَوَحَّدَ الاختيارُ

يا بلاغًا له المسافات تخبو*** يا بليغًا به الكمالُ اقتدارُ

قد هدى الشمسَ مُمْسِكا في عراها*** حين رُدَّتْ وتاهَ عَنها النَهارُ

ص: 78

أزهَقَ الخوفَ والطوى في سلامٍ*** في انتظارٍ يُزاح عنه الستارُ

منقذٌ والصّلالُ يغوي هشيمًا*** مستباحًا والجورُ أهلٌ ودارُ

قامَ في الأنبياءِ والكونُ يهوي ***حينَ صلّى فأسلَمَ الانهيارُ

ص: 79

السيرة الذاتية للشاعر والإعلامي

السيد شاكر القزويني

السيد الحسيني القزويني شاكر حيدر شاكر أحمد، عراقي من مواليد النجف الأشرف 1961، ترعرع ونشأ في بغداد .

*عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين : شاعر

عمل:

* مدير الاعلام والعلاقات العامة في مؤسسة اليتيم الخيرية .

*مدير اذاعة الكوفة / شبكة اعلام النجف الأشرف 2014- 2019 .

*مدير دائرة الإنتاج في قناة النجف الأشرف الفضائية عام 2013-2016.

*مدیر تحریر مجلة (الولاية) الصادرة عن العتبة العلوية المقدسة 2015 - 2020 .

*حائز على شهادة البكالوريوس في الإدارة والإقتصاد / قسم الإقتصاد (جامعة بغداد) 1985 - 1986.

ص: 80

*متخرج على عدد من الدورات الإعلامية عالية التخصص داخل وخارج العراق.

نتاجه الشعري :

* له ثمانية مجاميع شعرية.

* مطبوع / نبض الحريق، أوجاع تزهر، بقايا، أراسي .

* لديه العديد مما لا يحصر من المقالات الأدبية والثقافية والعقائدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتقارير والتحقيقات الصحفية نشرت في عموم الصحف والمجلات الوطنية والمحلية والعربية وشبكة النت الألكترونية فضلا عن البرامج التلفزيونية الثقافية والأدبية التي بثت في عدد من الفضائيات.

ه_ : 07811329363 07723633210

*البريد الالكتروني : gmil@com.shakerkz1961

ص: 81

ص: 82

12

(ما تدلّى من باءِ عَلِيِ)

الشاعر

علي نجم عبد الله

قَلَقٌ مذهلٌ ومذ كنتُ طفلاً*** قابَ قوسينِ من عَليٍّ تدَلّى

ساحلُ العالمِ الجديدِ بعيني***قد تشَظّت جهاتُهُ إِذ أَطَلّا

أمّهاتي، وشربةٌ من حليبٍ*** وعلى اسمِهِ العجيبِ المُحلّى

فبهِ درّتِ الحياةُ غذائي*** كاملَ العلمِ والعقيدةِ عقلا

كنتُ أنمو، وأستَعدُّ لحبٍّ*** وقماطي يصيحُ بالنبضِ : مهلا

كنتُ أنمو لدى الضريحِ حماماً*** طائراً في رؤى السماءِ لأعلى

يتحَلّى وضوحُهُ في غموضٍ*** قربُهُ بابتعادِهِ يتحلّى

اي عَلِيّ، وأيّ خمرةِ ربٍّ*** أسكَرَتنا، حقيقةً لن تُحَلّا

أتَخطّى مكانتي، فأقلني*** ناقتي تشربُ المسافةَ رملا

أيّها العالمُ المليءُ شموسًاً*** ولَكَ الضوءُ يخصف الضوءَ نعلا

أيها الماءُ والوجوداتُ عطشى*** يصبحُ الماءُ في وجودِكَ ظلّا

أيها القمحُ والزمانُ ترابٌ*** مالحٌ، يرتجي بذاتِكَ حقلا

ص: 83

أيها النفسُ والتي شاءَ ربّي*** للندى الحقِّ والرسالةِ شكلا

أيّها الباءُ والبداياتُ رهوٌ*** تتوخّى شراعَكَ المستقِلّا

ثانيَ اثنين في الحقائِق كنه*** والضياءاتُ راجعَت فيهِ أصلا

كيف لي سيّدي، وحبّكَ أقوى،*** أطلَقَ الروحَ ثُمّ قامَ وصلّى

إذ مراياكَ تعكسُ الصبحَ فينا،*** عن أياديكَ نأخذُ النهجَ حلّا

الحكاياتُ يا أبي، علمتنا*** مذبكَ العقلُ والجنونُ استدَلّا

الكلامُ الذي لغيرِكَ تيةٌ،*** تُحكِمُ الأمرَ في الدلالاتِ قولا

في عناوينِكَ البليغةِ نطفو*** يا وجوداً عن الوجودِ تجلّى

المساراتُ يا أبي في نضوجٍ*** صِرنَ من نهجِكَ المقدّسِ نخلا

أنت أدرى بنزفِنا يا دواءً*** عن شروحاتِ عشقِهِ ما تخلّى

أيها الساكنُ المقيمُ بطينٍ*** بَلّهُ ذكرُكَ المبجّلُ بلّا

أورَثَ الطينَ مصحفاً عن فؤادٍ*** يُتقنُ الحفظَ كلّ ما فيكَ يُتلى

النهاياتُ يا أبي، للنوايا*** كَفَنُ الروحِ عمرُهُ ليس يُبلى

بينَ كفّيكَ والسفينةُ ترسو*** يا أبانا أمانةً ومَحِلّا أيّها ال أنتَ، والحروفُ صِغارٌ*** يا كبيراً، أرى القصيدةَ خجلي

ص: 84

13

(وصولاً إلى آية العطاء)

الشاعر

فاضل عباس عبيد

نَعْلَيْكَ فَاخْلَعْ كَانَ وَحْيُكَ مُخْبِرا***يا أَنْتَ أَنْتَ بِكَ الوُجودُ تَجَمْهَرا

سِر تَحومُ بِهِ الشُّكوكُ وَيَستَقِرُّ***بِهِ اليَقينُ تَناقُضّ ما فُسِّرا

أدنو لبعضكَ عاشقاً والحبُّ***أعمى إنما شغفاً أتاكَ فأبصرا

يبدوهدوءُكَ صاخباً لا ريبَ***يملؤُكَ الحنينُ لفاطمٍ كي تزأرا

هب ذكرياتِك للربيعِ فلا يطيقُ***الانتظارَ لِيَستفيقَ من الكرى

ص: 85

هب لي لسانَكَ واحتينِ نخيلُها***نهجُ البلاغةِ تمرُها ما سُطِّرا

هب لي خشوعَك في الصلاةِ*** لربما أحتاجُهُ طقساً يُحَرِّرُ قَيْصرا

هب لي قميصَكَ كي أرُدَّ بصائِرَ*** الجيلِ الجديدِ الى الحياةِ لِيُبْصِرا

هب لي خيالَك فالمعاني أثقلتْ*** ظهرَ القصيدِ وقد عَلَوْتُ المِنْبَرا

هب لي خيالَك فالقريحةُ أو سَكَتْ***أن تستقيلَ من الكتابَةِ أدْهُرا

هب لي ذراعَكَ فالعراقُ مُسَلَّحٌ***بكَ يا عليُّ ولا أراكَ مُقَصِّرا

أحتاجُ باءَكَ كي أجُرَّ بها من خانَنا***نحو الجحيمِ فقد تمادى أكثرا

ص: 86

أحتاجُ حَرْفَكَ فالسفينةُ أُنْقَلَتْ*** بالكائناتِ ولا نبيَّ لِيُبْحرا

أحتاجُ آيَتَكَ المليئةَ بالعطاءِ***لجائعٍ آتٍ يُحَدِّقُ بالقِرى

سأصُبُّ أسئلتي أمامَكَ هٰكذا***عَلِّي أراها تستريحُ مُبَكِّرا

هبْ لي جوابَكَ لحظةً فمدينتي***حَيْرى ببابِكَ تستغيثُ مُؤَخَّرا

من ألفِ بابٍ لو أتيتُكَ حاتماً***لفتحتَ لي باباً يُسَمّىٰ حيدرا

وَكأَنَّ خيبرَ في القُوى لمّا برزتَ***لمرحبٍ لا شيءَ كان لِيُذْكرا

يَشْتَمُّ سيفُكَ أَزْمةً للشوبِ حيثُ تَعَبْقَرَ*** ابنُ العاصِ ساعةَ حوصرا

ص: 87

من أنت؟ أَنْبِئْني بِلُغْزِكَ ***مرَّةً أخرى فما زالَ السؤالُ مُحَيّرا

الجوعُ، أينَ الجوعُ ؟ كانَ مُقَيَّداً*** حتى رحلتَ فصارَ فينا عَنْتَرا

ءَأبَا اليتامى، ها هنا بيتُ القصيدِ*** بثقله عن كلِّ شيءٍ شَمَّرا

اليُتْمُ غايةُ مَأْمَلي في ظِلِّ عَدْلِكَ***دائِماً كانَ اليتيمُ مُسَيْطِرا

ص: 88

السيرة الذاتية للشاعر

فاضل عباس عبيد طاهر

حاصل على شهادة دبلوم تقني نفطي.

موظف في شركة مصافي الجنوبي البصرة.

من مواليد 1992 البصرة.

اكتب الشعر منذ 2011.

لي العديد من المشاركات في المهرجانات و الأماسي الأدبية.

حاصل على جائزة المركز الثالث في مسابقة شاعر الحسين المقامة في البحرين لعام 2018 .

ضمن الفائزين العشرة في مسابقة ربيع الشهادة التي اقيمت في كربلاء عام 2019.

فائز بالمركز الثالث لمسابقة معرفون في السماء التي اقيمت في البصرة عام 2020/مقيم في البصرة.

ص: 89

ص: 90

14

ما أضنى السؤال

الشاعر

محمد أيوب الموسوي

أتى مِنَ اليُتمِ الَّذي يَعْتالُه***وَلَدٌ يَقصُّ مَساوِنَا تِرحالُهُ

وَيُصِرُّ أن يَلقى مراد خُلودِهِ*** فَرأى الطَّريقَ تَصُدُّهُ أهوالُهُ

وَمِنَ المَتاهَةِ كَانَ يَملأُ كأسَهُ*** وَيفِرُّ مِن رَسمِ الحَقيقَةِ بالُهُ

وَلَعلَّ ما أضنَى الفَتى بِحَياتِه*** أَن ظَلَّ في بابِ الجَوابِ سُوَّالُهُ

مِن مِنصَلِ المَعنى تَسيلُ دِمَاؤُهُ*** وَيحِيطُهُ الهَمُّ الكَبِيرُ ثِقَالُهُ

مَن لَم يَذُق طَعَمَ المَكارِمِ قَلْبُهُ*** سَيَعيشُ يَحلُمُ بِالغَرِيِّ خَيالُهُ

وَيَلُمُّ أوصافاً يعتقُ لَهَفَهُ*** وَيَحِنُّ أن تُبنى بها آمالُهُ

وَكَذَا يَهِمُّ بِأَن يَزِيحَ ضلالُهُ ***في حُبِّ أولى الناسِ تَركُنُ حالُهُ

رَجُلٌ يَمُرُّ عَلَى اليَتامى بَسمَةً*** فَيُثيرُ أحلامَ الصَّغَارِ نَوالُهُ

رَجُلٌ يُصَلِّي النّورُ خَلفَ ضِيائِهِ*** مُذرَدَّ شَمسَ المَكرُماتِ جَمالُهُ

لَم يَتَّشح إلا بِتَقوى رَبِّهِ*** وَتَسيرُ مِثلَ خُشوعِهِ أفضالُهُ

ص: 91

المُرتَقى مِنهُ انبثاقُ بَيانِهِ*** باءً وَنُقَطَةُ حَرفِه إجلالُهُ

الدَّهرُ تَنزِيلٌ لِمَعشَرِ أُمَّةٍ*** كانَت تُرَبِّي خُلقَهُم أفعالُهُ

لَم يَنكَشِف بَيتُ العَتِيقِ لِغَيْرِهِ*** وَكَرامَةً فُكَّت لَهُ أَقفالُهُ

يا آدم الآباءِ لَستَ كَمِثْلِهِ*** هُوَ روحُ أَحمَد نَفْسُهُ صَلصالُهُ

هُوَ ذا عَليٌ كُلُّهُ دُرٌّ تُقَىً*** وَبِهِ تَجَلَّى المَاءُ ساَل زُلالُهُ

أبلِغ بَنيكَ جَميعَهُم عَن كُنْهِهِ*** عَن جُرحِهِ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ

العُروَةُ الوُثقى مِدادُ ضَريحِهِ*** وَالعادِياتُ يَمينُهُ وَشِمالُهُ

كَي يَطْمَئِنَّ النَّجمُ حِينَ بُرُوغِهِ*** نادى عَلِياً فَاستَجابَ هِلالُهُ

ميثاقُ شَرعِ الله تَحتَ وَلائِهِ*** لا شأنَ إلا شَانُهُ وَمَآلُهُ

آيُّ الضَّمِيرِ كِنايَة مِن وَحيِهِ*** هَاكَ اتَّخِذ قَلبي فَأَنتَ مَنالُهُ

ص: 92

السيرة الذاتية للشاعر

محمد أيوب الموسوي

محمد أيوب الموسوي، من مواليد 1993م، تلعفر محافظة نينوى، التحصيل الدراسي كلية التربية الاساسية، شارك في عدة مهرجانات في محافظات الوسط والجنوب، منها مهرجان المحبة

والجمال، ومهرجان الشعري السابع في العتبة الكاظمية المقدسة، ومهرجان الشعراء الشباب الوطني.

رقم الهاتف : 07503416034

ص: 93

ص: 94

15

(الأرضُ تنهض يا علي)

الشاعر

قصيدة الشاعر وه_اب شريف

الحبُّ أبدع حين أورقَ ورَّدا*** وضَعَ الخلاصةَ للحياة وللردى

اللهُ أودَعَ في الوجود عليَّهُ*** والوقتُ للفقراء أعطى موعدا

الأرضُ صارتْ كعبةً طَوَتِ المدى*** لتقولَ كِلْمتَها وتُعلنَ مولدا

هذا أمانُ الناس ضمَّ محمدا*** فليعبدوا في الله ربًّا أوحدا

هذا عليُّ الله درُّ جمالهِ*** ولدَ الهدى وهَدى فكان له الندى

دارتْ كراتُ الضوء في أفلاكها*** كفُّ المروءة تنتقيهِ الأمجدا

وجَرى بأنَّ الناسَ زادَ فراغُهمْ*** جفَّ الوريدُ فكانَ أجودَهمْ يدا

وَسَرى بأن الحقَّ أدمعَ ضوؤهُ*** علنًا فكانَ الصابرَ المتجلّدا

كانتْ نيوبُ الظلم في كفّ العدا*** جعلَ العدالةَ في الحياة مهنّدا

وافرضْ أُصيبَ بظالمٍ في مسجدٍ*** إذنِ الحقيقةُ جامعٌ واستشهدا

الأرضُ تنهضُ يا عليُّ بِكُلِّهِ*** وبِكُلِّها اتَّخَذَتْ عليّا سيّدا

ص: 95

ومكارمُ الأخلاق جوهرُها فتىً*** جعلَ الحياةَ فريضةً وتَعَبَّدا

قنَتَ الزمانُ يناقشُ استمرارَها*** ليكونَ فيها مَنْ تواضعَ أسعدا

فَتَبادَرَتْ في ذهنهِ أسرارُها*** أن يستمرَّ ضياؤها مُتَوَقِّدا

أنْ لا تكونَ إلى ظلامٍ دامسٍ*** بلْ أنْ تكونَ إلى عليٍّ سرمدا

ليكونَ كرّارًا بليغًا مانحًا*** درسًا لمنْ لمْ ينتصفْ وتَقَلَّدا

وَلِكُلِّ مَن مضغَ الحياةَ مُطيِّبًا*** حين اسْتَساغَ الحقَّ ثمّ ترَدَّدا

ولكلّ من فتحَ الضياءُ لهُ يدًا*** وانْهارَ عند مطامعٍ وتمَرّدا

فَلَهُمْ أميرُ النائبات وفحلَها*** فاروقهُ قرآنهُ ما حيَّدا مَسَكَ الحقيقةَ في يدٍ وبأُخْتها*** مسكَ العدالةَ للضياع مُفنِّدا

ولسوف تعتبرون كلَّ كلامهِ*** دستورَ هذي الأرض فيه تَحَدَّدًا

هذا كلامُ الله في أفعالهِ*** لمّا رآهُ الكفرُ طاحَ مُبَدَّدا

هذا الذي وضعَ الطريق لأهلهِ*** من أرضهِ نحو السماء مُمَهِّدا

ص: 96

السيرة الذاتية للشاعر

وهاب شريف

مواليد: 1961/4/3 النجف الأشرف.

بكالوريوس إعلام جامعة بغداد 1983/ 1982. موظف في ديوان محافظة النجف متقاعد .

شاعر وناقد وصحفي وقاص وباحث إسلامي. مستقل غير متحزب.

له عشرون مجموعة شعرية وقصصية مطبوعة.

حصل على لقب شاعر سنة 2009 من مؤسسة شعراء بلا حدود المصرية.

حاصل على لقب شاعر حقق إنجازات وطنية وإنسانية من وزارة الثقافة العراقية.

حاصل على لقب شاعر مبدع وشخصية نجفية محترمة من النجف عاصمة الثقافة الإسلامية.

فاز بجائزة الجود الثانية.

فاز بجائزة الكلمة الحرة المصرية.

أسس بيت الشعر في النجف الاشرف في 2007/7/7م.

ص: 97

ص: 98

المتحویات

الموضوع

المقدمة...5

كلمة الدكتور صباح عباس عنوز / رئيس اللجنة التحكيمية...13

1 / قصيدة الشاعر سجاد النبي السلمي...23

2 / قصيدة الشاعر حيدر علي المرعبي...31

3/ قصيدة الشاعر حسن سامي العبد الله...35

4 / قصيدة الشاعر إبراهيم محمد حسين الكعبي النجفي...41

5 / قصيدة الشاعر أسعد حسن لفته الزاملي...47

6 / قصيدة الشاعرة آفاق معين الياسري...53

7 / قصيدة الشاعر حسام محمد عبد الله الخرسان...57

8 / قصيدة الشاعر حسن عكلة تجيل ديوان...65

9 / قصيدة الشاعر حيدر خشان ياسين...69

10 / قصيدة الشاعر حيدر رزاق شمران الكعبي...73

11 / قصيدة الشاعر شاكر القزويني...77

12 / قصيدة الشاعر علي نجم عبد الله...83

13 / قصيدة الشاعر فاضل عباس عبيد...85

14 / قصيدة الشاعر محمد أيوب الموسوي...91

15 / قصيدة الشاعر وهاب شريف...95

المحتويات...99

ص: 99

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.