ترتيب الأمالي المجلد 6

هوية الکتاب

سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر

عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي

تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.

مواصفات المظهر: ج 10

فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)

حالة الفهرسة: فهرسة سابقة

لسان : العربية

ملحوظة: کتابنامه

عنوان آخر: الامالی

موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4

أحاديث الشيعة -- قرن ق 5

معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي

معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي

معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي

معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي

تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998

ص: 1

اشارة

محمودي، محمد جواد ، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.

ترتيب الأمالي : ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة ، الصدوق ، والمفيد ، والطوسي / تأليف محمد جواد المحمودی - قم: بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388 10 ج - بنیاد معارف اسلامی ؛ 95 ، 96، 97، 98 ، 99 ، 100 ، 101 ، 102 ، 103 ، 104)

ISBN - (دوره) : 2 - 51 - 6289 - 964 :ISBN :

(ج) (1) ISBN : 978-964 - 6289-53 (ج) (2) 3 - 54 - 6289-964-978 :ISBN

(ج) ISBN: 978-964-6289-55-)(((3 ) (ج) (4)- ISBN: 978-964-6289-57-4(0)

(ج) (4) 7 - 56 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ISBN: 978-964-7777- 96-4 (4)

(ج) 7) 8 - 59 - 6289-964-978 : ISBN (ج) 8) 4 - 60 - 6289 - 964 - 978 :ISBN

ISBN: 978-964-6289-58-1 (9) (ج) (10) 1 - 97 - 7777 - 964 - 978 ISBN

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا .عربی -کتابنامه.

1 -احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2 - احادیث شیعه - قرن 5 ق . الف . ابن بابويه ، محمد بن علی ، 311 - 381 ق . الامالي . ب . مفيد. محمد بن محمد . ، 336 - 413 ق . الامالي . ج . طوسی ، محمد بن حسن ، 385 - 460 ق . الامالي . د . بنیاد معارف اسلامی . ه- عنوان. وعنوان : الامالى.

8 الف 2 الف / 129 BP 212 / 297 1378

کتابخانه ملی ایران 6998 - 78م

--------------------------------------------

هوية الكتاب:

اسم الكتاب : ... ترتيب الأمالي / ج6

تأليف ... محمد جواد المحمودي

:نشر ... مؤسسة المعارف الإسلامية

الطبعة : ... الثانية 1430 ه- . ق

المطبعة : ... عترت

العدد : ... 110 نسخة

رقم الايداع الدولي : ... 1- 58 - 6289 - 964 -978

ISBN: ISBN : ... 978-964-6289-58-1

حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية

قم المقدسة - تلفون : 09127488298 - 7732009 ص ب 768 / 37185

www.maaref islami.com

E-mail:info@maarefislami.com

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

كتاب السماء والعالم

ص: 5

ص: 6

کتاب السما والعالم

باب 1 حدوث العالم وبدء خلقه

( 2644) 1 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلويّ الحسيني الطبري رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مروك بن عبيد الكوفي ، عن محمّد بن زيد الطبري (2)

قال : سمعت الرضا علي بن موسى علیه السلام يتكلّم في توحيد الله سبحانه فقال: «أوّل عبادة الله معرفته ، وأصل معرفة الله جلّ اسمه توحيده ، ونظام توحيده نفي التحديد عنه ، لشهادة العقول أنّ كلّ محدود مخلوق، وشهادة كلّ مخلوق أنّ له خالقاً ليس بمخلوق ، الممتنع من الحدث هو القديم في الأزل.

ص: 7


1- ورواه الصدوق رحمه الله في الحديث 2 من الباب 2 من كتاب التوحيد : ص 34 - 41 ، وفي الحديث 51 من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السلام : 1 : 135 - 138 ، وفي طبع : ص 331 - 338 الباب 33 الحديث 162 قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدثنا محمد بن عمرو الكاتب ، عن محمّد بن زياد القلزمي ، عن محمّد بن أبي زياد الجدي - صاحب الصلاة بجدة - قال : حدّثني محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : سمعت أبا الحسن الرضا علیه السلام يتكلّم بهذا الكلام عند المأمون في التوحيد. قال ابن أبي زياد: ورواه لي أيضاً أحمد بن عبدالله العلوي مولىّ لهم وخالاً لبعضهم، عن القاسم بن أيوب العلوي : أنّ المأمون لمّا أراد أن يستعمل الرضاء علیه السلام على هذا الأمر جمع بني هاشم فقال : إنّي أريد أن استعمل الرضا على هذا الأمر من بعدي . فحسده بنوهاشم وقالوا : أتُوَلّي رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة ؟ ! فابعث إليه رجلاً يأتنا فترى من جهله ما يُستدل به عليه ، فبعث إليه ، فأتاه فقال له بنوهاشم : يا أبا الحسن ، اصعد المنبر وانصب لنا عَلَماً نعبد الله عليه. فصعد الا المنبر فقعد مليّاً لا يتكلّم مُطرقاً ثم انتفض انتفاضة واستوى قائماً وحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيه وأهل بيته ثم قال : أوّل عبادة الله معرفته...» وذكر الحديث . ورواه أيضاً الطبرسي في باب احتجاجات الإمام الرضا من كتاب الاحتجاج : ج 2 ص 174 . وروى السيّد المرتضى رضی الله عنه بعض فقراته في أماليه : 1 : 148 .
2- كذا فى أمالي المفيد ، وهو موافق لترجمة الرجل في رجال الشيخ ولروايتي الكافي : ج كتاب الحجّة باب الفيء والأنفال : الحديث 25 ، وباب فرض طاعة الأئمّة الحديث 10 ، وفي أمالي الطوسي : «محمد بن يزيد الطبري وهو موافق لما في التهذيب : ج 4 باب الزيادات من الأنفال : ح 395 و 396 والاستبصار : ج 2 باب ما أباحوه لشيعتهم من الخمس : الحديث 9 و 10 .

فليس اللّه عبد من نعت ذاته، ولا إيّاه وحد من اكتنهه، ولا حقيقته أصاب من مثله ، ولابه صدق من نهاه، ولا صمد صمده من أشار إليه بشيء من الحواس، ولا إياه عنى من شبّهه، ولا له عرف من بعضه ولا إيّاه أراد من توهّمه كل معروف بنفسه مصنوع، وكلّ قائم في سواه معلول، بصنع الله يستدلّ عليه، وبالعقول تعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجّته .

خلقه تعالى الخلق (1)حجاب بينه وبينهم، ومباينته إيّاهم مفارقته لهم (2)وابتداؤه لهم دليل على أن لا ابتداء له لعجز كلّ مبتدئ منهم عن ابتداء مثله . فأسماؤه تعالى تعبير، وأفعاله سبحانه تفهيم. قد جهل الله تعالى من حدّه، وقد تعدّاه من اشتمله ، وقد أخطأه من اكتنهه، ومن قال : «كيف هو ؟ فقد شبّهه، ومن قال فيه: «لِمَ» ؟ فقد علّله ، ومن قال : «متى» ؟ فقد وقّته، ومن قال: «فيم» ؟ فقد ضمّنه ، ومن قال : «إلى م» ؟ فقد نهّاه ، ومن قال: «حتى م» ؟ فقد غيّاه، ومن غيّاه فقد حواه ، ومن حواه (3)فقد ألحد فيه .

ص: 8


1- في أمالي الطوسي: «خلق الله تعالى الخلق...».
2- في أمالي الطوسي: «مفارقته إنّيتهم»، ومثله في كتابي التوحيد والعيون.
3- في أمالي الطوسي : ومن غيّاه فقد جزّأه ، ومن جزّاه...»، وفي كتاب التوحيد : (ومن غياه فقد غاياه ، ومن غاياه فقد جزاه ، ومن جزاه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد فيه».

لا يتغيّر الله بتغاير المخلوق (1)، ولا يتحدّد بتحدّدالمحدود، واحد لا بتأويل عدد ظاهرُ لا بتأويل المباشرة متجلٌ لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسّم موجود لا عن عدم فاعل لا باضطرار، مقدّر لا بفكرة مدبّر لا ،بحركة مريد لا ،بعزيمة، شاءٍ لا بهمّة، مدرك لا بحاسّة، سميع لا بألة ، بصير لا بأداة.

لا تصحبه الأوقات، ولاتضمّنه (2)الأماكن ، ولا تأخذه السّنات، ولا تحدّه ،الصفات، ولا تفيده (3)الأدوات ، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بخلقه الأشباه عُلم أن (4)لا شبه له، وبمضادّته بين الأشياء علم أن لا ضدّ له وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له.

ضادّ النور بالظلمة ، والصرّ بالحرور (5)، مؤلّف بين متباعداتها، ومفرّق (6)بين متدانياتها، بتفريقها دلّ على مفرّقها، وبتأليفها [ دلّ ] (7)على مؤلّفها ، قال الله عزّ وجل (8): « وَمِن كُلِّ شَيءٍ خَلَقنَا زَوجَينِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ ». (9)

له معنى الربوبيّة إذ لا مربوب، وحقيقة الالهيّة إذ لا مألوه، ومعنى العالم ولا

ص: 9


1- في أمالي الطوسي : «بتغيّر المخلوقات»، وفي كتاب التوحيد : «لا يتغيّر الله بانغيار المخلوق.
2- في أمالي الطوسي : ولا تضمّه».
3- في أمالي الطوسي : «ولا تقيّده».
4- في أمالي الطوسى: «أنّه» .
5- في أمالي الطوسي : «بالحرّ».
6- في أمالي الطوسي : متعاقباتها ، مفرّق».
7- من أمالي الطوسي .
8- في أمالي الطوسي : «قال الله تعالى».
9- سورة الذاريات: 51: 49

معلوم، ليس منذ خلق استحق معنى الخالق ، ولا من حيث أحدث استفاد معنى المحدث، لا تغيّبه «منذ»، ولا تدنيه «قد» ، ولا تحجبه «لعلّ»، ولا توقته «متی»، ولا تشتمله (1)«حين»، ولا تقارنه «مع» (2)، كلّ ما في الخلق من أثر غير موجود في خالقه، وكلّ ما أمكن فيه ممتنع من صانعه لاتجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ أو يعود فيه ما هو ابتدأه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته (3)ولا متنع من الأزل معناه ولما كان للبارئ معنى غير المبروء. (4)

لو حُدّ له وراء لَحُدَّ له أمام ، ولو التمس له التمام للزمه النقصان ، كيف يستحقّ الأزل من لا يمتنع من الحدث ؟ وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الإنشاء؟ لو تعلّقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع، ولتحوّل عن كونه دالاً إلى كونه مدلولاً عليه ، ليس في محال القول (5)حجة ، ولا في المسألة عنه جواب لا إله إلا الله العلي العظيم».

(أمالي المفيد : المجلس 30، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله مع مغايرات طفيفة ذكرتها في الهامش.

أمالي) الطوسي : المجلس 1 ، الحديث (29 )

ص: 10


1- في بعض النسخ: ولا تشمله».
2- في أمالي الطوسي: «لا يغيبه ... لا يدنيه ... لا يحجبه ... لا يوقته ... لا يشتمله ... لا يقارنه ...».
3- في أمالي الطوسي : «إذاً لتفاوتت دلالته».
4- في أمالي الطوسي : غير المُبْرَأ» .
5- في أمالي الطوسي : «مجال القول».

باب 2 الشمس والقمر

(2645) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدا عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم قال : حدّثنا أبو نعيم البلخي، عن مقاتل بن حيّان، عن عبد الرحمان بن أبزى:

عن أبي ذرّ الغفاري رحمة الله عليه قال : كنت آخذاً بيد رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ونحن نتماشى جميعاً، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتّى غابت فقلت: يا رسول الله أين ، تغیب ؟

قال: «في السماء ، ثمّ تُرفع من سماء إلى سماء حتى تُرفع إلى السماء السابعة العليا، حتّى تكون تحت العرش، فتخرّ ساجدة ، فتسجد معها الملائكة الموكّلون بها، ثمّ تقول: ياربّ، من أين تأمرني أن أطلع أمن ،مغربي، أم من مطلعي ؟ فذلك قوله عزّ وجلّ: « وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٌّ هَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم »(2) يعني بذلك صُنع الربّ العزيز في ملكه بخلقه».

قال: «فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نُور العرش على مقادير ساعات النهار ، في طوله في الصيف، أو قصره في الشتاء، أو ما بين ذلك في الخريف والربيع».

قال : «فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه، ثم تنطلق بها في جوّ السماء حتى تطلع من مطلعها».

ص: 11


1- 1- ورواه أيضاً في الباب 38 من كتاب التوحيد : ص 280 ح 7. ونحوه رواه السيوطي في تفسير الآية 38 من سورة (يس) في الدرّ المنثور : 7 : 56 نقلاً عبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر ، باختصار .
2- سورة يس : 36 : 38 .

قال النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم: «فكأنّي بها قد حُبست مقدار ثلاث ليال ثم لاتُكسى ضوءاً وتُؤمر أن تطلع من مغربها، فذلك قوله عزّ وجلّ: «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وإذا النُّجُومُ الكَدَرَتْ » (1)

والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش، وجبرئيل يأتيه بالحُلّة من نور الكُرسي، فذلك قوله عزّ وجلّ : «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءٌ وَالْقَمَرَ نُوراً » (2)) . »

قال أبو ذرّ رحمة الله عليه : ثمّ اعتزلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ، فصلّينا المغرب.

(أمالي الصدوق : المجلس 71 ، الحديث 1)

قال العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار بعد نقل الخبر : قد يحمل أكثر ما ورد في الخبر على الاستعارة التمثيليّة والمجاز الشائع في كلام العرب والله يعلم حقائق الأمور.

أقول : يأتي في كتاب الدعاء دعاء عن الإمام السجّادعلیه السلام ذكر فيه خصوصيّات ومنافع للقمر.

ص: 12


1- سورة التكوير : 181 - 2
2- سورة يونس : 5:10 .

باب 3 علم النجوم

(2646) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علىّ ما جيلويه رضی الله عنه قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي القرشي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد :

عن عبد الله بن عوف بن الأحمر قال : لمّا أراد أمير المؤمنين علیه السلام المسير إلى النهروان أتاه منجّم (2)، فقال له : يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار .

فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : «ولِمَ ذاك» ؟

قال : لأنّك إن سرت فى هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذيّ وضرّ شديد، وإن سرت في الساعة الّتي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلّ ما طلبت ! فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : تدري ما في بطن هذه الدابّة، أذكر أم أنثى» ؟

قال : إن حسبت علمت !

قال له أمير المؤمنين علیه السلام: «مَن صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن (3): «إِنَّ

ص: 13


1- تقدّم تخريجه في كتاب العلم : ج 1 ص 205 باب 20 ح 1 ، وأبواب الحوادث والفتن : ج 3 ص 512 ح 1.
2- 1 - قال العلّامة المجلسي في البحار : روي أنّ هذا القائل كان عفيف بن قيس أخا الأشعث، وكان يتعاطى علم النجوم . وفي رواية البلاذري أنه كان مسافر بن عفيف الكندي ، وفي رواية سبط ابن الجوزي : أنه كان مسافر بن عوف بن الأحمر.
3- قال العلّامة المجلسي قدس سره في البحار : قوله : «من صدقك على هذا القول فقد كذّب بالقرآن لادّعائه العلم الّذي أخبر الله سبحانه أنّه مختصّ به، إذ ظاهر قوله تعالى: «عنده» الاختصاص. فإن قيل : فقد أخبر النبيّ والأئمة علیهم السلام بالخمسة المذكورة في الآية في مواطن كثيرة فكيف ذلك ؟ قلنا : المراد أنّه لا يعلمها أحد بغير تعليمه سبحانه ، وما أخبروه من ذلك فإنّما كان بالوحي الإلهام، أو التعلّم من النبي صلی الله علیه وآله الذي علمه بالوحي .

اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ »(1)، ما كان محمّد صلى الله عليه و آله و سلم يدّعي ما ادّعيت ، أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة الّتي من سار فيها صُرف عنه السوء، والسّاعة التي من سار فيها حاق به الضُرّ ؟ من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله عزّ وجلّ في ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه ، فينبغي له أن يوليك الحمد دون ربّه عزّ وجلّ، فمن آمن لك بهذا فقد اتّخذك من دون الله نداً وضدّاً».

ثمّ قال علیه السلام: «اللهمّ لا طير إلّا طيرك، ولا ضير إلّا ضيرك، ولا خير إلّا خيرك ،

ولا إله غيرك».

ثمّ التفت إلى المنجّم ، فقال : «بل نكذّبك ونخالفك، ونسير في الساعة الّتي

نهيت عنها».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 16)

ص: 14


1- سورة لقمان : 34-31

باب 4 ما ورد في الجبال ، وسبب الزلزلة وما يرتبط بذلك

(2647) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن عيسى بن محمّد، عن عليّ بن مهزيار، عن عبدالله بن عمر، عن عمر، عن عبدالله بن حمّاد :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّدعلیه السلام قال : «إنّ ذا القَرنَين لما انتهى إلى السدّ جاوزه فدخل في الظلمات ، فإذا هو بمَلَك قائم على جبل طوله خمس مئة ذراع فقال له الملَك : ياذَا الْقَرنَين، أما كان خلفك مسلك ؟

فقال له ذُو الْقَرنَين : مَن أنت ؟

قال : أنا مَلَكُ من ملائكة الرحمان ، موكّل بهذا الجَبَل ، فليس من جبل خلقه الله عزّ وجلّ إلّا وله عِرقٌ إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يزلزل مدينة

ص: 15


1- ورواه أيضاً في باب صلاة الآيات من كتاب الصلاة من الفقيه : ج 1 ص 542 تحت الرقم 1511 ، وفي الحديث 2 من الباب 343 - علة الزلزلة - من علل الشرائع : ج 2 ص 554 . ورواه أيضاً العياشي في تفسير الآية 83 من سورة الكهف في تفسيره : ج 2 ص 2 ص 350 ح 82 عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله علیه السلام. ورواه أيضاً الشيخ الطوسي في الحديث 1 من الباب 27 - باب صلاة الكسوف - من كتاب الصلاة من تهذيب الأحكام : ج 3 ص 290 تحت الرقم 874 عن محمد بن علي بن محبوب، عن العبّاس بن ،معروف عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن عمرو، عن حمّاد بن عثمان : عن جميل ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : سألته عن الزلزلة ؟ فقال : أخبرني أبي، عن أبيه ، عن آبائه علیه السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... وذكر الحديث.

أوحى إليّ فزلزلتُها».

(أمالي الصدوق : المجلس 71 ، الحديث 2)

(2648) 2 (1) - حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن عليّ السكّري قال : حدّثنا محمّد بن زكريا البصري قال: حدّثنا محمد بن عمارة، عن أبيه : عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه علیه السلام قال: «إنّ الزلازل والكسوفين والرياح الهائلة من علامات الساعة ، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فتذكروا قيام القيامة وافزعوا إلى مساجدكم».

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 4)

ص: 16


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر أشراط الساعة» من روضة الواعظين : ص 498

باب 5 تحريم أكل الطين وما يحلّ أكله منه

تقدّم في باب تربة الإمام الحسين علیه السلام بعض ما يرتبط بهذا الباب .

(2649) 1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال :

حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن إسماعيل [بن محمد بن زياد] المنقري، عن جدّه زياد بن أبي زياد:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السلام قال: «مَن أكل الطين فإنّه تقع الحكّة (2)

في جسده ويورثه البواسير، ويهيج عليه داء السوء، ويذهب بالقوة من (3)ساقيه وقدميه، وما نقص من عمله فيما بينه وبين صحّته قبل أن يأكله حُوسب عليه وعُذِّب به». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 11)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا أنّ فيه: «فإنّ الحكّة تقع في بدنه». وليس فيه: «وي--ورثه البواسير»، وفيه :

ص: 17


1- ورواه أيضاً في عقاب الأعمال : ص 245 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم. ورواه أيضاً في الباب 317 من علل الشرائع : ص 533 - 5 عن محمد بن موسى ، عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن الحكم بتفاوت. ورواه البرقي في كتاب المأكل من المحاسن : ص 565 الباب 127 ح 980 ، وفي ط : 2 : 388 ح10102374 عن علي بن الحكم، وقريباً منه في الحديث الّذي ب-عده. ورواه الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 266 باب أكل الطين ح 6 بتفاوت . ورواه الشيخ الطوسي في الباب 2 من كتاب الصيد والذبائح من التهذيب : 9: 89 ح 113 بتفاوت .
2- حَكَّ الشيء : قشره وكشطه . والحِكّة : عِلّة توجب الحكاك كالجرب.
3- في أمالي الطوسي : «عن» .

«وعُذَّب عليه». (أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 38 )

(2650) 2 -(1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن علي بن خشيش، عن أبي : المفضّل محمّد بن عبد الله [بن محمد بن ] عبيد الله بن المطّلب الشيباني قال : حدثنا بن معقل العجلي القرميسيني ب-«سهرورد» (2)قال : حدثنا محمد بن أبي الصهبان الذهلي قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن كرام بن عمر و الخثعمي ، عن محمّد بن مسلم قال:

سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد علیه السلام يقولان : «إنّ الله تعالى عوّض الحسين علیه السلام من قتله أن جعل الإمامة في ذريّته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعدّ أيّام زائريه جائياً وراجعاً من عمره» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 91)

تقدّم تمامه في باب 7 من ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من كتاب الإمامة .(3)

ص: 18


1- وروى الخزاز في كفاية الأثر : ص 17 قريباً من الفقرتين الأوليين من طريق ابن عبّاس، عن رسول الله علا الله انه قال في الحسين لا : إنّ الإجابة تحت قبته ، والشفاء في تربته». وروى ابن قولويه قريباً من الفقرة الأخيرة في الباب 51 من كامل الزيارات : ص 136 عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري عن هيثم بن عبد الله الرماني، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه علیه السلام قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «إنّ أيّام زائري الحسين علیه السلام لاتُحسب من أعمارهم، ولاتعدّ من آجالهم». ورواه الشيخ الطوسي في الباب 16 من كتاب المزار من التهذيب : ج 6 ص 43 ح 90 عن ابن قولویه .
2- سُهرورد - بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الراء والواو وسكون الراء ودال مهملة : بلدة قريبة من زنجان بالجبال .
3- تقدّم في ج 5 ص 181 ح 1 .

(2651) 3 - (1) وعن أبي المفضّل الشيباني قال : حدّثنا حميد بن زياد الدهقان إجازة بخطّه في سنة تسع وثلاث مئة قال : حدّثنا عبيد الله (2)بن أحمد بن نهيك أبو العبّاس الدهقان قال : حدّثنا سعيد بن صالح قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن أبي المغيرة :

عن الحارث بن المغيرة النصري قال: قلت لأبي عبد الله : إني رجل كثير العلل والأمراض، وما تركت دواء إلّا تداويت به فما انتفعت بشيء منه .

فقال لي: «أين أنت عن طين قبر الحسين بن عليّ ، فإنّ فيه شفاء من كلّ داء، وأمناً من كل خوف الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس (11 ، الحديث 92 )

تقدّم تمامه في باب 22 - تربة الإمام الحسين لا - من ترجمته من كتاب الإمامة (3)

(2652)4 - وعن أبي المفضّل الشيباني قال : حدّثني محمّد بن محمبد بن معقل القرميسيني العجلي قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثنا عبد عبد الله بن حماد الأنصاري :

عن زيد أبي أُسامة قال: كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق علیه السلام، فأقبل علينا أبو عبد الله علیه السلام فقال: «إنّ الله تعالى جعل تربة ج-دّي الحسين علیه السلام شفاء من كلّ داء وأماناً من كل خوف، فإذا تناولها أحدكم فليقبّلها وليضعها على عينيه، وليمرّها على سائر جسده، وليقل: «اللهم بحقّ هذه التربة . وبحقّ من حلّ بها وثوى فيها ، وبحقّ أبيه وأُمّه وأخيه والأئمّة من ولده، وبحقّ الملائكة الحافّين به إلّا جعلتها شفاءً من كلّ داء ، وبرءاً من كلّ مرض ، ونجاة من كلّ آفة ، وحرزاً

ص: 19


1- ورواه ابن قولويه في الباب 93 من كامل الزيارات : ص 282 ح 10 .
2- في نسخة : «عبد الله ، وكلاهما موجودان في الرجال ، ورد في رجال الشيخ (448) : عبد الله بن أحمد النهيكي ، وعنونه فيمن لم يرو عنهم علیهم السلام (19) بعنوان: «عبيد بن أحمد بن نهيك» ، ومثله في رجال النجاشي.
3- تقدّم في ج 5 ص 272 - 273 ح 2 .

مما أخاف وأحذر»، ثم يستعملها».

قال أبو أسامة : فإني استعملتها من دهري الأطول، كما قال ووصف أبو عبد الله ،علیه السلام فما رأيت بحمد الله مكروهاً».

(أمالي الطوسى : المجلس 11 ، الحدیث 93)

(2653) 5 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال قال : حدثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية قال :

حدّثنا سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن الرضاء علیه السلام قال: سألته الطين الذي يُؤكل، يأكله الناس؟

فقال: «كلّ طين حرام كالميتة والدم وما أهلّ لغير الله به، ماخلا طين قبر

الحسين علیه السلام فإنّه شفاء من كل داء».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 94 )

ص: 20


1- ورواه ابن قولويه في الباب 95 من كامل الزيارات : ص 285 ح 2 . ورواه الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 266 باب أكل الطين ح 9 عن علي بن ، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي ، عن سعد بن سعد ، بتفاوت .

باب 6 الممدوح من البلدان والمذموم منها

( 2654) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن محمد قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد رحمه لله قال : حدثني أبي قال: حدّثنا بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن [ ثوير بن ] أبي فاختة :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( في حديث) قال: «إنّ أبا عبد الله الحسين علیه السلام لمّا قُتِل بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع، ومافيهن وما بينهنّ، ومن يتقلب في الجنة والنار، وما يرى وما لا يرى إلا ثلاثة أشياء، فإنّها لم تبك عليه» (2)

فقلت : جُعلتُ فداك، وما هذه الثلاثة أشياء التي لم تبك عليه ؟

فقال: «البصرة، ودمشق، وآل الحكم بن أبي العاص».

(أمالي) الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 42 )

تقدّم تمامه في الباب 14 من ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من كتاب الإمامة.

(2655) 2 - (3)أخبرنا محمّد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن

ص: 21


1- ورواه ابن قولويه في الباب 26 من كامل الزيارات : ص 80 ح5 بتفاوت ، وفيه: «آل عثمان بن عفان» ، بدل «آل الحكم بن أبي العاص». وانظر أيضاً الحديث 3 و 4 منه .
2- قال في البحار : 60: 205 : بكاء البلاد والبقاع بكاء أهلها وظهور آثار الحزن فيهم .
3- ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8 81 ح 38 ، وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره : ص 216 - 217 ح 291 . ورواه محمّد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى : ص 81 - 82 و 134 عن أبي علي ابن الشيخ الطوسي ، عن أبيه. ورواه السيّد شرف الدين الاسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة نقلاً عن الشيخ الطوسي . وفي تفسير العياشي : 2: 214 - 53 : عن عليّ بن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : أشهد على أبى أنّه كان يقول : ما بين أحدكم ...» إلى آخر الحديث. ورواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر مودة الأئمة علیهم السلام » من دعائم الإسلام: 1: 73 باختصار، وفي ص 74 - 75 بتفاوت وزيادة .

الحسن بن الوليد رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة:

عن عبدالله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبدالله علیه السلام في زمن بني مروان، فقال: «ممن أنتم »؟

قلنا : من أهل الكوفة .

قال: «ما من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة ، لاسيّما هذه العصابة ، إنّ الله هداكم لأمر جهله النّاس، فأحببتمونا وأبغضنا النّاس، وبايعتمونا وخالفنا النّاس، وصدّقتمونا وكذَّبنا النّاس، فأحياكم الله محيانا، وأماتكم مماتنا، فأشهد على أبي كان يقول : مابين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هكذا - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال الله عزّ وجلّ في كتابه : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا هُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً﴾ (1)، فنحن ذريّة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم» .

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 48 )

(2656) 3 - (2) أخبرنا أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العبّاس بن ،عامر، عن عبدالله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله فسلّمنا عليه،

ص: 22


1- سورة الرعد : 13 : 38 .
2- لاحظ تخريج الحديث المتقدم.

وجلسنا بين يديه، فسألنا : «مَن أنتم» ؟

قلنا : من أهل الكوفة .

فقال: «أما إنّه ليس من بلد من البلدان أكثر محباً لنا من أهل الكوفة ، ثمّ هذه العصابة خاصة، إنّ الله هداكم لأمر جهله النّاس، أحببتمونا وأبغضنا النّاس، وصدقتمونا وكذَّبنا النّاس، واتبعتمونا وخالفنا النّاس، فجعل الله محياكم محيانا، ومماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي أنّه كان يقول : مابين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه ويغتبط إلا أن تبلغ نفسه هاهنا - ثم أهوى بيده إلى حلقه ، ثم قال : وقد قال الله في كتابه: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا هُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً» (1)، فنحن ذرية رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم».

(أمالي الطوسي : المجلس 37 الحديث (19

(2657) 4-(2) وبالسند المتقدّم عن العبّاس بن عامر أحمد بن رزق الغمشاني ، عن عاصم بن عبد الواحد المدائني قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : «مكة حرم إبراهيم علیه السلام ، والمدينة حرم محمد صلی الله علیه و آله وسلم، والكوفة حرم علي بن أبي طالب ،علیه السلام إن عليّاً علیه السلام حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكّة ، وما حرم محمد صلی الله علیه و آله وسلم من المدينة ».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 الحديث 23 )

(2658) 5 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسی التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل قال : حدّثنا عبد الله جعفر الحميري، عن محمّد بن خالد الطيالسي الخزّاز قال :

حدّثنا أبو العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السلام

ص: 23


1- سورة الرعد : 13 : 38 .
2- لاحظ الحدیث 8 من الباب 8 من کامل الزیارات:ص29.

يوماً إذ دخل عليه رجلان من أهل الكوفة من أصحابنا، فقال أبو عبد الله علیه السلام :

«تعرفهما» ؟

قلت : نعم ، هما من مواليك .

فقال: «نعم، والحمد لله الذي جعل أجلّة مواليّ بالعراق» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 39 .الحديث 33 )

يأتي تمامه في كتاب الأحكام.

(2659) 6 (1).- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عبيد الله القصباني عن أبي بصير قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد علیه السلام يقول : «إنّ ولا يتنا ولاية الله عزّ وجلّ التي لم يبعث نبي قط إلّا بها، إنّ الله عزّ اسمه عرض ولا يتنا على السماوات والأرض والجبال والأمصار ، فلم يقبلها قبول أهل الكوفة ، وإنّ إلى جانبهم لقبراً (2)ما لقاه مكروب إلا نفّس الله كريته، وأجاب دعوته، وقلّبه إلى أهله مسروراً».

(أمالي المفيد : المجلس 17 ، الحديث 9)

تقدّم في الباب الثالث من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السلام رواية أخرى عن (أمالي

ص: 24


1- صدر الحديث رواه الصفّار في آخر الباب 9 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات ص 75 ح 9 بإسناده عن محمد بن عبد الرحمان بن الضبيّ ، عن أبي عبد الله علیه السلام. ورواه الكليني قدس سره في عنوان «باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية» من كتاب الحجّة من الكافي : 1 : 437 ح 3. ورواه أيضاً الصفّار في الحديث 6 - 8 بإسناده عن جابر وأبي بصير وأبي حمزة الثمالي، عن - أبي جعفر علیه السلام
2- المراد منه مضجع أمير المؤمنين علیه السلام .

الطوسي : المجلس 36 ، الحديث (19) (1)ورد فيها مثل صدر هذه الرواية ، ويأتي في كتاب المزار روايات أخرى في فضل الكوفة ومسجدها.

(2660)7 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمّد بن الحسن قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه علیه السلام (في حديث طويل في فضل الشيعة)

قال: «ألا وإنّ لكلّ شيء إماماً وإمام أهل الأرض أرضٌ تسكنها الشيعة».

(أمالي الصدوق : المجلس 91 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في باب فضل الشيعة من كتاب الإيمان والكفر .

ص: 25


1- تقدّم في ج 3 ص 250 - 251 ح 3.

باب 7 ما ورد في الصاعقة

(2661) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه قال :

قال الرضا علیه السلام في قول الله عزّ وجلّ:« هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً و

طَمَعاً» (2)، قال: «خوفاً للمسافر، وطمعاً للمقيم».

أمالي الصدوق : المجلس 17 ، الحديث (8)

(2662) 2 - (3)حدّثنا محمد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن عيسى بن محمّد، عن عليّ بن مهزیار، عن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن حمّاد قال :

ص: 26


1- ورواه أيضاً في الباب 28 - ما جاء عن الرضا الا من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضاء : 1 : 264 ح 51 ، وفي ط : باب 50 ح 271 ص 549 ، وفي معاني الأخبار : ص 374 1: ، ح 1 . ورواه الآبي في نثر الدرّ : 1 : 364 .
2- سورة الرعد : 13 : 12
3- وقريباً منه رواه الكليني في كتاب الدعاء من الكافي : 2 : 500-501 باب «أنّ الصاعقة لا تصيب ذاكراً »: ح 1 - 3 بأسانيده عن أبي الصباح الكناني، وبريد بن معاوية العجلي، و أبي بصير ، كلّهم عن أبي عبد الله علیه السلام . وروى أبو نعيم في حلية الأولياء : 3: 181 وابن الجوزي في صفة الصفوة : 2 : 108 وابن كثير في البداية والنهاية : 9: 322 عن أبي جعفر الباقر قال :«الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن، ولا تصيب الذاكر».

قال الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام : «إنّ الصاعقة لا تُصيب ذاكراً لله عزّ وجلّ». (أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 3)

(2663) 3 -(1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همّام بن سهيل قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن خالد الطيالسي الخزّاز قال : حدّثنا أبو العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني :

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «ما برقت قطّ في ظلمة ليل ولا ضوء نهار إلّا وهي ماطرة» .

(أمالي) الطوسي : المجلس (39 الحديث 32 )

ص: 27


1- ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 218 ح 267 عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير، عن رزيق .

باب 8 ما ورد في الملائكة وصفاتهم وشؤونهم

(2664) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم عن داوود بن النعمان، عن سيف ، التمار ، عن أبي بصير قال :

قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد علیه السلام : «إنّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة ، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملائكته : إنّي قد عمّرت عبدي عمراً فغلّظا وشدّدا وتحفّظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره، وصغيره وكبيره». (أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 1)

( 2665) 2 -(2) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن الهمداني قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن صالح بن سعد التميمي، عن أبيه قال : حدّثنا أحمد بن هشام قال : حدّثنا منصور بن مجاهد، عن الربيع بن بدر [البصري ] ، عن سوّار بن شبيب(3) ، عن وهب [بن منبه] ، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إنّ لِلّه تبارك وتعالى مَلَكاً يُسمّى سخائيل ، يأخذ البروات للمُصلّين عند كلّ صلاة من ربّ العالمين جلّ جلاله» . الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 16 ، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الصلاة .

ص: 28


1- ورواه أيضاً في الحديث 24 من أبواب الأربعين وما فوقه من كتاب الخصال ص 545 . وأورده الفتّال في عنوان مجلس في الشيب والخضاب من روضة الواعظين : ص 476 .
2- ورواه السيوطي في اللآلي : 2 : 10 ، وابن حجر في ترجمة منصور بن مجاهد من لسان الميزان : 7 :8652/69 .
3- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر كميزان الاعتدال ، وفي النسخ تصحیف.

( 2666) 3 -(1) حدّثنا أبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة [المفضّل بن صالح ] ، عن جابر :

عن أبي جعفر الباقر علیه السلام : «إنّ ملكاً من الملائكة مرّ برجل قائم على باب دار ، فقال له الملك : يا عبد الله ما يقيمك على باب هذه الدار ؟

" قال : أخ لي فيها ، أردت أن أسلّم عليه .

فقال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسّة ؟ أو نزعتك إليه حاجة ؟

قال : «فقال : لا ، مابيني وبينه قرابة، ولا نزعتني إليه حاجَة إلّا أخوّة الإسلام وحُرمته ، وأنا أتعاهده وأسلّم عليه في الله ربّ العالمين .

فقال الملك : إنّي رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول : إنّما إيّاي أردت ، و لي تعاهدت ، وقد أوجبت لك الجنّة ، واعفيتك من غضبي، وأجرتك من النار».

أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث (9

( 2667) 4 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن محمّد بن

ص: 29


1- - ورواه أيضاً في الباب 360 من ثواب الأعمال : ص 171 . ورواه الكليني في باب زيارة الإخوان من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 176 ح 2 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن جابر ، عن أبي جعفر بتفاوت . ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب 6 من كتاب «المؤمن» : ص 61 ح 157 ونحوه في 59 ح 150 عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الحسين بن عليّ ، عن رسول الله صلی الله علیه واله وسلم . وأورده السبزواري في الفصل 74 من جامع الأخبار : ص 324 ح 912 . وروى المفيد نحوه في الاختصاص : ص 224 في عنوان : «حديث زيارة المؤمن» عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله علیه السلام. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 76:2 عن أمير المؤمنين ، علیه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
2- لاحظ تخريج الحديث المتقدم.

جعفر الرزّاز قال : حدّثنا محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال : حدّثني أحمد بن السلام محمد بن الحسين بن إسماعيل الميثمي، عن المفضّل بن صالح، عن جابر الجعفي عن محمد ابن علیّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ علیه السلام :

عن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال: «لق ملك رجلاً على باب دار كان ربّها غائباً، فقال له الملك : يا عبد الله ما جاء بك إلى هذه الدار ؟

فقال : أخ لي أردت زيارته .

قال : الرحم ماسّة بينك وبينه ، أم نزعتك إليه حاجة ؟

قال : لا ، ولكنّي زرته في الله ربّ العالمين.

قال : فابشر ، فإنّي رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول لك : إياي قصدت ، وما عندي أردت ، فقد أوجبت لك الجنّة، وعافيتك من غضبي».

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 10)

(2668) 5 (1)- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو العبّاس محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : حدّثنا أبو أحمد عبدالله بن أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا على بن سعيد بن بشير قال : حدّثنا ابن كاسِب قال : حدّثنا عبدالله بن ميمون المكّي قال :

حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه، عن علي بن الحسين علیه السلام : أنّه دخل عليه رجلان من قريش، فقال: «ألا أُحدّثكما عن رسول الله» ؟

فقالا : بلى، حدّثنا عن أبي القاسم.

قال : سمعت أبي يقول : «لمّا كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بثلاثة أيّام هبط عليه جبرئيل، فقال : يا أحمد، إنّ الله أرسلني إليك إكراماً وتفضيلاً لك وخاصة يسألك عمّا هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك يا محمد ؟

قال النبيّ : أَجِدُني ياجبرئيل ، مغموماً، وأجدني ياجبرئيل، مكرُوباً.

ص: 30


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة : ج 2 ص 575 - 576 ح 2 .

فلمّا كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت، ومعهما مَلَكُ يقاله له :« إسماعيل» في الهواء على سبعين ألف مَلَك ، فسَبَقَهُم جبرئيل فقال : يا أحمد، إنّ الله عزّ وجلّ أرسلني إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصّة ، يسألك عمّا هو أعلم ب-ه منك ، فقال : كيف تَجِدك يا محمد ؟

قال : أجدُني يا جبرئيل، مغموماً، وأجدني ياجبرئيل، مكروباً.

فاستأذن مَلَك الموت ، فقال جبرئيل : يا أحمد ، هذا ملك الموت يستأذن عليك ، لم يستأذن على أحد قبلك ، ولا يستأذن على أحد بعدك .

قال : ائذن له.

فأذن له جبرئيل علیه السلام ، فأقبل حتى وقف بين يديه، فقال: يا أحمد، إنّ الله أرسلني إليك ، و أمرني أن أطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك ، قبضتُها، وإن كرهتَ تركتُها .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتفعل ذلك يا ملك الموت ؟

قال : نعم ، بذلك أُمِرتُ أن أطيعك فيما تأمرني .

فقال له جبرئيل علیه السلام : يا أحمد، إنّ الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ملك الموت ، امضِ لما أُمرتَ به .

فقال جبرئيل : هذا آخ-ر وط-ئي الأرض (1)، إنما كنت حاجتي من الدنيا » الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 11)

تقدّم تمامه في الباب 3 من أبواب ما يتعلّق بارتحال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من كتاب النبوة .

(2669) 6 - (2)حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال: حدّثنا أحمد بن

ص: 31


1- قال في البحار : لعلّ المراد آخر نزولي لتبليغ الرسالة، فلاينافي الأخبار الدالّة على نزوله علیه السلام بعد ذلك ، أو مراده : أنّي لا أريد بعد ذلك نزولاً إلا أن يشاء الله .
2- وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 55 في عنوان : الكلام في معراج النبي صلی الله علیه و آله وسلم.

أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبدالله بن عبّاس قال:

إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم لما أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النُّور، وهو قول الله عزّ وجلّ: «جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّور» (1)، فلمّا انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل علیه السلام : « يا محمد ، اعبر على بركة الله ، فقد نوّر الله لك بصرك ، ومدّ لك أمامك ، فإنّ هذا نهر لم يعبره أحد ، لا مَلَك مقرّب ، ولانبيٍ ،مُرسَل ، غير أنّ لي في كلّ يوم اغتماسة فيه، ثمّ أخرج منه ، فأنفض اجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلّا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكاً مقرّباً ، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان كلّ لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 10)

تقدّم تمامه في الباب 1 من أبواب النصوص الدالة على إمامة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة .

(2670) 7 - (2)حدّثنا علي بن أحمد بن موسى علیه السلام قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا عبيدالله بن موسى أبو تراب الروياني، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:

قلت للرضا علیه السلام : يا ابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الّذي يرويه النّاس عن

ص: 32


1- سورة الأنعام : 6: 1 . وفي النسخ : خلق الظلمات والنور»، وعلى هذا تضمين من الآية الكريمة .
2- ورواه في الحديث 21 من الباب 11 من عيون أخبار الرضا علیه السلام : 1 : 116 ، وفي ط : ص 292 - 293 الباب 32 الحديث 132 ورواه أيضاً في الحديث 7 من الباب 28 من كتاب التوحيد : ص 176 ، وفي كتاب الصلاة من الفقيه: 1: 271 باب وجوب الجمعة وفضلها : ح 1238/22 ، وفي ط : ص 421 ح 1240 . وأورده الطبرسي في الاحتجاج : 1 : 386 رقم 293

رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال : «إنّ الله تبارك وتعالى ينزل كلّ ليلة إلى السماء الدنيا ؟

فقال علیه السلام : «لعن الله المحرّفين الكلم عن مواضعه والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ، إنّما قال صلی الله علیه و آله وسلم: إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أوّل الليل فيأمره فينادي : هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فاغفر له ؟ يا طالب الخير أقبل يا طالب الشرّ ،أقصر، فلايزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء ، حدّثني بذلك أبي، عن جدّي، عن آبائه علیه السلام عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.» (1)

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 5 )

(271) 8- حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمّد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدثنا أبو جرير قال : حدثنا عطاء الخراساني رفعه :

عن عبدالرحمان بن غنم ( في حديث المعراج ) قال : ثمّ مضى [ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم] فمرّ على ملك قاعد على كرسيّ فسلّم عليه ، فلم ير منه من البشر ما رأى الملائكة ، فقال :« يا جبرئيل، ما مررت بأحد من الملائكة إلّا رأيت منه ما أحبّ إلّا هذا ، فمن هذا الملك» ؟

قال : هذا مالك خازن النّار، أما إنّه قد كان من أحسن الملائكة بشراً، وأطلقهم وجهاً، فلما جُعل خازن النار اطلع فيها اطلاعة فرأى ما أعد الله فيها لأهلها ، فلم يضحك بعد ذلك. (أمالي الصدوق : المجلس (69 ، الحديث (2

تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبينا صلی الله علیه و آله وسلم من كتاب النبوّة من (2)

ص: 33


1- قال العلّامة المجلسي له في البحار : الظاهر أن مراده الهلال تحريفهم لفظ الخبر، ويحتمل أن يكون المراد تحريفهم معناه ، بأن يكون المراد بنزوله تعالى : إنزاله ملائكته مجازاً .
2- تقدّم في ج 2 ص 308 - 313 ح 11 .

(2672) 9 - (1) وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ ذا القَرنَين لما انتهى إلى السدّ جاوزه فدخل في الظلمات ، فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمس مئة ذراع ، فقال له الملك : ياذا القرنين، أما كان خلفك مسلك ؟ فقال له ذُو الْقَرنَين : مَن أنت ؟ قال : أنا مَلَكُ من ملائكة الرحمان ، موكّل بهذا الجَبَل ، فليس من جبل خلقه الله عزّ وجلّ إلا وله عِرقُ إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يزلزل مدينة أوحى إلي فزلزلتها».

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث (2)

تقدّم إسناده في الباب الرابع .

(2673) (10 - (2)حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفبار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضّل بن عمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ الملك ينزل بصحيفة أوّل النهار وأوّل الليل فيكتب فيها عمل ابن آدم، فأملوا في أوّلها خيراً وفي آخرها خيراً، فإنّ الله عزّ وجلّ يغفر لكم فيما بين ذلك إن شاء الله ، وإنّ الله عزّ وجلّ يقول: «[ف] اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ » (3)

ص: 34


1- تقدّم تخريجه في الباب 4.
2- ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 200 وفي ط ص 167 الباب 363 الحديث 1. وأورده الفعّال في المجلس 56 «الحثّ على اصطناع المعروف وأداء الأمانة» الواعظين ص 371 ، والطبرسي في تفسير الآية 152 من سورة البقرة في مجمع والسبزواري في الفصل 56 من جامع الأخبار : ص 267 ح 720، وانظر الحديث 719 منه . ولاحظ الحديث 287 من كتاب الدعاء - للطبراني كتاب الدعاء - للطبراني - ص 111 الباب 34 - القول عند الصباح والمساء-.
3- سورة البقرة : 2 : 152.

ويقول جلّ جلاله : «وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ».(1) (أمالي الصدوق : المجلس 85 الحديث (15)

(2674) 11 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن ابن حمّاد، عن أبي جميلة ، عن جابر بن يزيد :

عن أبي جعفر محمّد الباقر ، عن أبيه علیه السلام قال: «إنّ الملك الموكّل بالعبد يكتب في صحيفته (3)أعماله ، فأملوا [في] أوّلها [خيراً] و [في] آخرها خيراً يغفر لكم مابين ذلك». أمالي المفيد : المجلس 1 ، الحديث (1)

(2675) 12 -(4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمد بن طاهر قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثنا الحسن بن زياد قال : حدّثنا محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال:

ص: 35


1- سورة العنكبوت : 29 : 45 .
2- - روى الكليني رحمه الله نحوه عن أبي عبد الله علیه السلام، كما في الحديث 2 من باب «تعجيل فعل الخير من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 142 ، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ] ، عن علي بن الحكم ، عن أبي جميلة قال : قال أبو عبد الله الا : «افتتحوا نهاركم بخير وأملوا على حفظتكم في أوّله خيراً وفي آخره خيراً يُغفر لكم مابين ذلك إن شاء الله». وانظر مارواه الديلمي في الفردوس : 4 : 350 - 351 ح 6551 .
3- في بعض النسخ : صحيفة».
4- 12 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 169 . وانظر سائر تخريجاته في كتاب العدل والمعاد : ج 1 ص 298 الحديث 5 من الباب السابع من أبواب العدل .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فإذا عمل العبد السيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : لا تعجل وانظره سبع ساعات، فإن مضى سبع ساعات ولم يستغفر قال: اكتب فما أقلّ حياء هذا العبد».

(أمالي) الطوسي : المجلس 8 ، الحديث (5)

(2676) 13 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا الحسن بن متيل قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب قال :

قال أبو عبد الله الصادق علیه السلام : «إنّ أربعة آلاف مَلَك هبطوا يريدون القتال الحسين بن عليّ صلوات الله عليه فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئذان وهبطوا وقد قُتِل الحسين علیه السلام ، فهُم عند قبره شعث غير يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم مَلَك يقال له منصور».

أمالي الصدوق : المجلس 92 ، الحديث (7)

(2677 )14 - (2)أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن محمد الحسن بن الوليد، عن أبيه، ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين :

عن محمّد بن مسلم قال : سُئِل أبو جعفر علیه السلام عن ليلة القدر ؟ فقال : «تنزل فيها

ص: 36


1- - ورواه ابن قولويه في الباب 27 من كامل الزيارات : ص 83 ح 2 ، وانظر سائر ما رواه في هذا الباب، والحديث 4 و 5 من الباب 39، ص 115 . ا ولاحظ سائر تخريجاته في الباب 12 من ترجمة الإمام الحسين لها من كتاب الإمامة : ح 1 .
2- - وروى العيّاشي نحوه في تفسيره : 2 : 216 ح 62 عن حمران ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، مع زيادة .

الملائكة والكتبة إلى سماء الدنيا، فيكتبون ما هو كائن في أمر السنة وما يصيب العباد فيها».

قال: «وأمر موقوف الله تعالى فيه المشيئة، يقدّم منه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء، وهو قوله تعالى: « يَمْحُوا اللهَ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ »(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث (58)

(2678) 15 - (2)أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله قال :

حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلى بن محمّد البصري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن عليّ بن جعفر قال:

سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر علیه السلام يقول: «بينا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم جالس إذ دخل عليه مَلَك له أربعة وعشرون وجهاً، فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم حبيبي جبرئيل، لم أرك في مثل هذه الصورة ؟!

فقال الملَك : لستُ بجبرئيل ، أنا محمود ، بعثني الله عزّ وجلّ أن أزوّج النور من النور.

فقال : مَن ممّن ؟

قال : فاطمة من عليّ».

قال: «فلمّا ولّى المَلَك إذا بين كتفيه : «محمّد رسول الله ، عليّ وصيّه». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : منذ كم كُتِب هذا بين كتفيك ؟

فقال : من قبل أن يَخلُق الله عزّ وجلّ آدم باثنين وعشرين ألف عام» .

(أمالي الصدوق : المجلس 86، الحديث (19

(2679)16) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني

ص: 37


1- سورة الرعد : 13 : 39
2- - تقدّم تخريجه في ترجمة سيّدة النساء من كتاب الإمامة : ج 5 ص 42 .

أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد صلی الله علیه و آله وسلم يقول: «إنّ في السماء الرابعة ملائكة يقولون في تسبيحهم سُبحان من دلّ هذا الخلق القليل من هذا الخلق الكثير على هذا الدين العزيز» . (أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 49 )

(2680) 17 -(1) وبالسند المتقدّم عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب ، عن محمد بن مسلم :

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك ، فيأتون البيت المعمور فيطوفون به ، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلى الله عليه وآله و سلم فسلموا عليه، ثم أتوا قبر أمير المؤمنين علیه السلام فسلّموا عليه، ثم أتوا قبر الحسين فسلموا عليه ، ثم عرجوا، وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث (22)

(2681)18) - وبالسند المتقدم عن أبي عبد الله قال: «مَن زار أمير المؤمنين الان عارفاً بحقه غير متجبّر ولا متكبّر كتب الله له أجر مئة ألف شهيد، وغفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبُعث من الأمنين، وهوّن عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا انصرف شيعته إلى منزله، فإن مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره.

(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 23)

(2682) 19) - أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل، عن رجاء بن يحيى [بن سامان

ص: 38


1- - وروى نحوه في ثواب الأعمال : ص 96 بإسناده عن داوود الرقي، عن أبي عبد الله علیه السلام

أبو ] الحسين العبرتائي، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمان الأصمّ ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدولي، عن أبيه:

عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم (في حديث طويل) قال: «يا أباذر، إنّ لِلّه ملائكة قياماً من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعاً : سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن نعبد».

(أمالي) الطوسي : المجلس 19، الحديث (1)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(2683) 20 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ رضی الله عنه :

عن أمير المؤمنين علیه السلام ( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم أحد قال له جبرئيل علیه السلام : «هذه هي المواساة » وذلك يوم أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّه مني وأنا منه » فقال جبرئيل : «وأنا منكما»(1)، غيري» ؟

:قالوا : لا .

قال: «فهل فيكم أحد نودي به من السماء: «لاسيف إلا ذوالفقار، ولافتى إلا علي»

غيري» ؟

قالوا : لا . (أمالي) الطوسي : المجلس 20 ، الحديث (4

(2684) 21 - (2) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن

ص: 39


1- وأورده القاضي النعمان أوائل شرح الأخبار : 1 : 94 ح 12، وفي آخر عنوان «غزوة أحد وحمراء الأسد» : ص 286 ح 280
2- 21 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 70،والديلمي في أعلام الدين ص 209. وانظر باب ثواب المرض من كتاب الجنائز من الكافي : 3 : 114 ح 7. :

الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلوي العريضي ب-«حرّان» (1)قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال : حدّثني عمّاي علي بن موسى والحسين بن موسى، عن أبيهما موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ، عن علي علیه السلام :

عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم: «يوحي الله عزّ وجلّ إلى الحفظة الكرام: لا تكتبوا على عبدي المؤمن عند ضجره شيئاً».

(أمالي الطوسي : المجلس (22 ، الحديث 9)

(2685) 22 - (2)أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : أخبرنا أبو عمر محمّد بن عبدالواحد النحوي قال: حدثنا محمد بن عمار العبسي قال: حدّثنا أحمد بن طارق الوابشي قال : حدّثنا علي بن هاشم، عن محمّد بن عبيدالله، عن عون بن [عبید الله بن] أبي رافع عن أبيه :

عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال : «دخلت على نبيّ الله صلی الله علیه و آله وسلّم وهو مريض ، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيته من الخلق، والنبي صلى الله عليه وآله و سلّم نائم ، فلمّا دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمّك، فأنت أحقّ به منّي .

ص: 40


1- حَرّان - بتشديد الراء وآخره نون - مدينة قديمة قصبة ديار مضر، بينها وبين الرُّها يوم ، وبين الرقة يومان .... وحرّان أيضاً : من قرى حلب . وحَرّان الكبرى وحرّان الصغرى : قريتان بالبحرين لبني عامر . وحرّان أيضاً : قرية بغُوطة دمشق .
2- - ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب : ص 139 ح 158 . ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 94 في عنوان «ذكر رؤية علي جبرئيل عليه السلام وكلام جبرئيل له» وفي نفس العنوان من الفصل 9 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من الرياض النضرة : 2 : 182 ، وقال : أخرجه أبو عمر محمّد النحوي .

فدنوت منهما، فقام الرجل و جلست مكانه ووضعت رأس النبي صلى الله عليه وآله و سلّم في حجري كما كان في حجر الرجل ، فكنت ساعة، ثمّ إنّ النبي الرجل، فمكثت ،ساعةٌ ، ثمّ إنّ النبي صلى الله عليه وآله و سلّم استيقط فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره ؟

فقلت : لما دخلت عليك دعاني إليك ثم قال : ادنُ إلى ابن عمّك ، فأنت أحق به مني، ثم قام فجلست مكانه.

فقال النبي صلى الله عليه وآله و سلّم: فهل تدري مَن الرجل ؟

قلت : لا بأبي وأُمّي.

فقال النبي صلى الله عليه وآله و سلّم : ذاك جبرئيل علیه السلام ، كان يحدثني حتّى خفّ عنّي وجعي، ونمت ورأسي في حجره» .

(أمالي الطوسي : المجلس (13 ، الحديث (88

(2686) 23 (1)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدثنا عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد النهشلي شاذان قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى الخزّاز قال : حدّثنا مندل بن عليّ العنزي عن الأعمش عن سعيد بن جبير :

عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله و سلّم في بيته ، فغدا إليه علي علیه السلام في الغداة،وكان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد ، فدخل فإذا النبي صلی الله علیه و آله وسلم في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: «السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم»؟

قال : بخير يا أخا رسول الله .

فقال علي علیه السلام : «جزاك الله عنا أهل البيت خيراً».

قال له دحية: إنّي أحبّك، وإنّ لك عندي مديحة أهديها إليك: «أنت

ص: 41


1- - ورواه الخوارزمي في الفصل 19 - فضائل له شتى - من المناقب : ص 322 - 323 ح 329 وفي طبع : ص 231 ، و العلامة الحلي في البحث العاشر من الباب الثاني من الفصل الثالث من كشف اليقين : ص 289 تحت الرقم 335 .

أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد ولد آدم ماخلا النبيّين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزفّ أنت وشيعتك مع محمد صلی الله علیه و آله وسلم وحزبه إلى الجنان، قد أفلح من والاك ، وخاب وخسر من خلاك ، خلاك ، محبّو محمدصلی الله علیه و آله وسلم محبّوك ، ومبغضوه مبغضوك ، لا تنالهم شفاعة محمد صلی الله علیه و آله وسلم » ، ادن من صفوة الله . فأخذ رأس النبي صلی الله علیه و آله وسلم فوضعه في حجره ، فانتبه النبي صلی الله علیه و آله وسلم فقال: «م----ا ه-ذه الهمهمة»؟ فأخبره الحديث ، فقال : «لم يكن دحية ، كان جبرئيل علیه السلام ، سمّاك باسم سماك الله تعالى به، وهو الذي ألق محبتك في قلوب المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين».

قال أبو المفضّل : سمعت عبد الله بن أبي داوود قبل أن يبنى له المنبر، يعتذر إلى أبي عبدالله المستملي من النصب، ثمّ أملى ذلك المجلس كلّه من حفظه في فضائل أمير المؤمنين ، وهذا الحديث أوّل ما بدأ به .

(أمالي) الطوسي : المجلس 27 ، الحديث (7)

(2687) 24) - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا محمّد قال : أخبرنا الحسين قال : حدثنا أبو عبد الله بن أسباط ، عن أحمد عبدالله محمد بن بن زياد العطّار، عن محمّد بن بن مروان الغزال عن عبيد بن يحيى، عن محمد بن الحسين [بن علي بن الحسين ] ( في حديث )قال: أخبرني أبي، عن جدّي، عن أبيه :

عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم، قال : «إنّ الله تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية علي بن أبي طالب علیه السلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة، فرمى بها في النطفة حتى تصير إلى الرحم ، منها يخلق وهي الميثاق».

(أمالي) الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 6)

تقدّم تمامه في باب الطينة والميثاق من كتاب العدل والمعاد، وسيأتي في الباب 3 من

ص: 42

أبواب الإيمان والإسلام من كتاب الإيمان والكفر (1)

(2688) 25 -(2) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العباس بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن محمّد بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر:

عن أبيه، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : سمعته يقول: «إنّ الله أهبط ملكين إلى قرية ليهلكهم ، فإذا هما برجل تحت الليل قائم يتضرّع إلى الله ويتعبّد».

قال: «فقال أحد الملكين للآخر: إنّي أعاود ربّي في هذا الرجل. وقال الآخر :بل تمضي لما أمرت ولا تعاود ربّي في ما قد أمر به».

قال: «فعاود الآخر ربّه في ذلك، فأوحى الله إلى الذي لم يعاود ربِّه في ما أمره: فقد حلّ به معهم سخطي ، إنّ هذا لم يتمعّر (3)وجهه قطّ غضباً لی.

والملك الّذي عاود ربّه في ما أمر سخط الله عليه ، فأهبط في جزيرة، فهو حتى الساعة فيها ساخط عليه ربّه».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 15 )

(2689) 26 - أخبرنا أحمد بن عبدون، عن عليّ بن محمد بن الزبير القرشي، عن على بن الحسن بن فضّال ، عن العبّاس بن عامر ، عن بشر بن بكّار، عن عمرو بن

ص: 43


1- تقدّم في ج 1 ص 290 ح 5 .
2- - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 80. ورواه الكليني في الكافي : 5: 8/58 عن محمّد بن يحيى، عن الحسين ، عن عليّ بن مهزيار، عن النضر بن سويد ، عن درست ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله علیه السلام .
3- لم يتمعّر : لم يتغير .

شمر، عن جابر:

عن أبي جعفر علیه السلام قال: «إنّ ملكاً من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد فأعطاه الله ، فذلك الملك قائم حتّى تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول : صلى الله عليه وآله وسلّم ، إلّا قال الملك : وعليك السلام ، ثمّ يقول الملك : يا رسول الله ، إنّ فلاناً يقرئك السلام، فيقول رسول الله : وعليه السلام».

(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث (16)

ص: 44

باب 9 ما ورد في الجنّ

( 2690) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عمرو بن ثابت ، عن حبيب بن ابی ثابت :

عن أمّ سلمة زوجة النبي صلى الله عليه و آله و سلم قالت : ما سمعت نوح الجنّ مُنذ قَبض النّبيّ صلى الله عليه وآله و سلم إِلَّا الليلة، ولا أراني إلّا وقد أصبت بابني.

قالت: وجاءت الجنّية منهم تقول :

ألا يا عين فانهملي (2)بجهد*** فمن يبكي على الشهداء بعدي

على رهط تقودهم المنايا *** إلى متجبّر في ملك عبد (3)

(أمالي الصدوق : المجلس 29 ، الحديث 2)

(2691) 2 - حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال : أخبرنا محمد بن زكريّا قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد قال : حدّثني أبو نعيم :

عن حاجب عبيد الله بن زياد (في حديث ) قال : ثمّ أمر [ابن زياد ] بالسبايا

ص: 45


1- تقدم تخريجه في الباب 16 من ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من كتاب الإمامة : ج 5 ص 233 - 234 ح 1.
2- في بعض المصادر: «فاحتفلي»، وفي بعضها: «فاحتفظي».
3- في تذكرة الخواص: «في ثوب عبد»، وفي مرآة الزمان: «في زيّ عبد»، وفي المعجم الكبير : «إلى متحبّر في ملك عبد»، وفي كامل الزيارات: «أيا عيناي فانهملا ... من نسل عبد»، وفي تهذيب الكمال : «إلى متخيّر في ملك عبد».

ورأس الحسين علیه السلام فحُمِلوا إلى الشام، فلقد حدّثني جماعة كانوا خرجوا في تلك الصحبة أنّهم كانوا يسمعون بالليالي نوح الجن على الحسين إلى الصباح، الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 31 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 15 من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من كتاب الإمامة (1)

(2692) 3 -(2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا علي بن العباس قال: حدّثنا عبد الكريم بن محمد قال: حدّثنا سليمان بن مقبل الحارثي قال : حدّثني محفوظ بن المنذر قال :

حدّثني شيخ من بني تميم كان يسكن الرابية (3)قال : سمعت أبي يقول : ما شعرنا بقتل الحسين علیه السلام حتّى كان مساء ليلة عاشوراء، فإنّي جالس بالرابية ومعي رجل من الحيّ، فسمعنا هاتفاً يقول:

والله ما جئتكم حتّى بصرت به*** بالطفّ منعفر الخدّين منحورا

حوله فتية تدمي نحورهم *** مثل المصابيح یعلون (4)الدجى نورا

وقد حثثت قلوصي (5)كي أصادفهم*** من قبل ما أن يلاقوا (6) الخرّد (7)الحورا

ص: 46


1- تقدم في ج 5 ص 227 - 231 -ح 3 .
2- - تقدم تخريجه في الباب 16 من ترجمة الإمام الحسين عليه من كتاب الإمامة : ج 5.
3- الرابية : المرتفع من الأرض ، والظاهر أنه اسم مكان خاص .
4- في أمالي الطوسي : «يطفون»، والمعنى واحد وفي كامل الزيارات : ص 93: «یملون».وفي تذكرة الخواص : «يغشون».
5- القلوص من الابل الفتية المجتمعة الخلّق، وذلك حين تُركب إلى التاسعة من عمرها ، ثمّ هي ناقة .
6- في أمالي الطوسي : «يتلاقي».
7- الخرّيد والخرّود : المرأة الحيّية، والبكر لم تمسّ .

فعاقني قدر والله بالغه (1)***وكان أمر قضاه الله مقدوراّ

كان الحسين سراجاً يستضاء به *** الله يعلم(2) أني لم أقل زورا

صلى الإله على جسم تضمنه *** قبر الحسين حليف الخيرمقبورا مجاوراً لرسول الله الله في غرف *** و للوصي و للطيار مسروراً

فقلنا له: من أنت يرحمك الله ؟

قال : أنا وأبي من جنّ نصيبين أردنا مؤازرة الحسين علیه السلام ومؤاساته بأنفسنا، فانصرفنا من الحجّ فأصبناه قتيلاً.

(أمالي المفيد : المجلس 38 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 50)

(2693) 4 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن فضّالة بن أيّوب، عن زيد الشحّام:

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه علیه السلام (في حديث ذكر فيه أنّه مرض النبيّ ، صلی الله علیه و آله وسلم فعاداه الحسنان ،علیهما السلام فافتقدهما وطلبهما) «حتّى أتى حديقة بني النجّار، فإذا هما نائمان قد اعتنق كلّ واحد منهما

ص: 47


1- في بعض النسخ : «قدر الله بالغة».
2- في بعض النسخ : «أعلم».

صاحبه، وقد تقشّعت السماء (1)فوقهما كطبق ، فهي تمطر كأشد مطر ما رآه الناس قط ، وقد منع الله عزّ وجلّ المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان ، لا يمطر عليها قطرة، وقد اكتنفتهما حيّة لها شَعَرات كاجام القصب، وجناحان، جناح قد غطت به الحسن، وجناح قد غطّت به الحسين .

فلما أن بصر بهما النبي صلی الله علیه و آله وسلم تنحنح ، فانسابت الحيّة (2)وهي تقول : اللهمّ إنّي أشهدك وأشهد ملائكتك أنّ هذين شبلا نبيّك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين صحيحين .

فقال لها النبي صلى الله عليه وآله و سلم : أيتها الحية، فمن أنت ؟

قالت : أنا رسول الجنّ إليك .

قال : وأي الجن ؟

قالت : جنّ نصيبين نفر من بني مليح نسينا آية من كتاب الله عزّ وجلّ فبعثوني إليك لتعلّمنا ما نسينا من كتاب الله ، فلمّا بلغت هذا الموضع سمعت منادياً ينادي : أيتها الحيّة، هذان شبلا رسول الله ، فاحفظيهما من الآفات والعاهات ، ومن طوارق الليل والنهار. فقد حفظتهما وسلّمتهما إليك سالمين صحيحين، وأخذت الحيّة الآية وانصرفت » الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 8)

تقدّم تمامه في باب فضائل الحسنين من كتاب الإمامة. (3)

(2694) 5 -(4) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام قال : حدثنا أبو الحسن محمّد أحمد بن حمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبی

ص: 48


1- تقشعت السماء : كشفت ، يقال : قشعت الريح السحاب : أي كشفته .
2- انسابت الحيّة : جرت .
3- تقدّم في ج 5 ص 95 97 6.
4- - تقدم تخريج الحديث وترجمة أشجع الأسلمي في ترجمة الإمام الصادق من كتاب الإمامة : ج 5 ص 360 - 361 ح 4 .

أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد العسكري قال: حدّثني أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي عليّ بن موسى قال :

حدّثني أبي موسى بن جعفر علیه السلام قال : كنت عند سيدنا الصادق علیه السلام إذ دخل له عليه أشجع السلمى يمدحه فوجده عليلاً فجلس وأمسك، فقال له سيّدنا الصادق علیه السلام : «عد عن العلّة ، واذكر ما جئت له». فقال له :

ألبسك الله منه عافية *** في نومك المعترى وفي أرقك

يخرج من جسمك السقام كما*** أخرج ذلّ السؤال من عنقك

فقال: «يا غلام ، أيش معك» ؟

قال : أربع مئة درهم.

قال: «أعطها للأشجع».

قال : فأخذها وشكر وولّى ، فقال : «ردوه».

فقال : يا سيّدي، سألت فأعطيت و أغنيت، فلِمَ رددتني ؟

قال : حدّثني أبي، عن آبائه عن النبي صل الله علیه وآله وسلم قال : «خير العطاء ما أبق نعمة باقية، وإنّ الّذي أعطيتك لا يبق لك نعمة باقية، وهذا خاتمي فإن أُعطيت ب-ه عشرة آلاف درهم وإلّا فعد إلَيّ وقت كذا وكذا أوفك إياها».

قال : يا سيّدي، قد أغنيتني وأنا كثير الأسفار ، وأحصل في المواضع المفزعة، فتُعلّمني ما آمن به على نفسي.

قال: «فإذا خفت أمراً فاترك يمينك على أمّ رأسك واقرأ برفيع صوتك : «أَفَغَيْرِ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ» (1)) . قال الأشجع : فحصلت في واد تعبث فيه الجنّ، فسمعت قائلاً يقول : خُذوه . فقرأتها ، فقال قائل : كيف نأخذه وقد احتجز بأية طيّبة ؟ !

أمالي) الطوسي : المجلس (10 ، الحديث 86)

سيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب .

ص: 49


1- سورة آل عمران : 3 : 83.

باب 10 ما ورد في إبليس لعنه الله

(2695) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو عبدالله بن أبي رافع الكاتب قال : حدثني جعفر بن محمّد بن جعفر الحسيني قال: حدثنا عيسى بن مهران قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال : حدثنا أبو المقوّم ثعلبة بن زيد الأنصاري قال:

سمعت جابر بن عبد الله [بن عمرو] بن حرام الأنصاري قال : تمثّل إبليس لعنه الله في أربع صور : تمثل يوم بدر في صورة سراقة بن جعشم المدلجي(1) فقال لقريش : «لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَإنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِتَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إنّي بَرِيٌّ مِنْكُم ». (2)

ص: 50


1- سراقة بن مالك بن جعشم وقد ينسب إلى جدّه، هو الّذي لحق رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعد خروجه من الغار ، فقال رسول الله : «اللهمّ أكفناه». فساخت قوائم فرسه ، فقال : اكتب لي كتاباً بالأمن ، فأمر عامر بن فهيرة فكتب له كتاب أمن ، فلمّا كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بين الطائف الجعرّانة أتاه بالكتاب فقال : يا رسول الله ، هذا يوم وفاء . فأسلم، وتوفّي في سنة 24 من الهجرة . لاحظ ترجمته في : المنتظم لابن الجوزي : ج 4 ص 341 في حوادث سنة 24 ، والوافي بالوفيات للصفدي: 15 : 130 ، والأنساب للسمعاني : في عنوان «المدلجي»، وتاريخ الإسلام :ص 308 و 661 ، وتهذيب الكمال وتهذيبه وغيرها من كتب التراجم .
2- سورة الأنفال : 8: 48 . هذه الفقرة من الحديث رواها الطبري في حوادث سنة 2 من الهجرة : ج 2 ص 431 بإسناده عن عروة بن الزبير قال : لما اجتمعت قريش المسير ، ذكرت الذي بينها وبين بني بكر ، فكاد ذلك أن يثنيهم ، فتبدّى لهم إبليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي وكان من أشراف كنانة - فقال : أنا جارٌ لكم من أن تأتيكم كنانة بشيء تكرهونه . فخرجوا سراعاً. ورواه أيضاً ابن هشام في السيرة : 2 : 63 ، وأبو الفرج في الأغاني : 4: 175

وتصوّر يوم العقبة في صورة مُنبّه بن الحجّاج (1)فنادى : أنّ محمّداً والصباة معه عند العقبة فادركوهم . فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم للأنصار : «لا تخافوا ، فإنّ صوته لن يعدوهم» .

و تصوّر يوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد و أشار عليهم في النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم بما أشار ، فأنزل الله تعالى: «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ »(2)

و تصوّر يوم قُبض النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم في صورة المغيرة بن شعبة (3)فقال : أيها النّاس ،

ص: 51


1- مُنَبِّه بن الحجّاج بن عامر بن حُذيفة بن سعد ، وأُمّه وأُمّ أخيه نُبيه أروى بنت عُميلة بن ، السبّاق بن عبد الدار ، وكانا من وجوه قريش وذوي النباهة فيهم ، وقتلا جميعاً يوم بدر مشركين محاربين الله ورسوله . لاحظ ترجمته في الأغاني : 17 : 280 في ترجمة أخيه نبيه، وتاريخ الطبري: حوادث سنة الهجرة وحوادث سنة 2 من الهجرة.
2- سورة الأنفال : :8 30
3- المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، كان من دهاة العرب وحَزمتها وذوي الرأي منها ، والحيل الثاقبة، قال الطبري في حوادث سنة 6 من الهجرة في تاريخه : 2 : 626 : كان المغيرة بن شعبة صحب قوماً في الجاهليّة، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبی صلی الله علیه و آله وسلم: «أمّا الإسلام فقد قبلنا، وأمّا المال فإنّه مال غدر ، لا حاجة لنا فيه». ولّاه عمر بن الخطاب عدّة ولايات ، إحداها البصرة ، وولّاه بعد ذلك الكوفة ، فقتل عمر و هو واليها ، وولّاه أيضاً إيّاها معاوية بن أبي سفيان، وكان من أعداء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وتولّى قتل كثير من الأبرار والصلحاء من موالي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، وكان على الكوفة إلى أن مات بها في سنة 50 من الهجرة . كان المغيرة بن شعبة فاسد الدين والأخلاق ، إنّه كان يتخلّف إلى امرأة من ثقيف يقال لها الرقطاء ، فكان يخرج من دار الإمارة وسط النهار ، وكان أبو بكرة الثقفي يلقاه فيقول له : أين يذهب الأمير ؟ فيقول : آتي حاجة . فيقول : حاجة ما ذا ؟ ! إنّ الأمير يزار ولا يزور . وكانت المرأة التي يأتيها ، جارة لأبي بكرة، فبينا أبو بكرة في غرفة له مع أصحابه وأخويه نافع وزياد ورجل آخر يقال له شبل بن معبد، فضربت الريح باب المرأة ففتحه ، فنظر القوم فإذا هم بالمغيرة ينكحها ، فقال أبو بكرة : هذه بليّة ابتليتم بها ، فانظروا . فنظروا حتى أثبتوا . فنزل أبو بكرة فجلس حتّى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة ، فقال له : إنه قد كان من أمرك ما قد علمت ، فاعتزِلنا . وذهب ليصلّي بالناس الظهر ، فمنعه أبو بكرة ... ثمّ كتبوا إلى عمر بذلك ، فورد كتابه بأن يقدموا عليه جميعاً ، المغيرة والشهود ... فقدموا المدينة، فشهد ثلاثة منهم أنهم رأوا كالميل في المكحلة ، فلمّا شهد الشاهد الأوّل تغيّر لذلك لون عمر ، ولمّا شهد الثاني انكسر لذلك عمر انكساراً شديداً ، ثم جاء الثالث، فرفع عمر رأسه إليه وقال له : ما عندك يا سَلح العُقاب ؟ ! فلما جاء زياد ليشهد قال عمر: إنّي لأرى رجلاً لن يخزي الله على لسانه رجلاً من المهاجرين ... فقال زياد : يا أمير المؤمنين ، أما أن أَحُقّ ما حق القوم فليس ذلك عندي ، ولكنّي رأيت مجلساً قبيحاً، وسمعت نفساً حثيثاً وانبهاراً ، ورأيته متبطّنها . وفي نقل : رأيته رافعاً برجليها، ورأيت خصيتيه تتردّدان بين فخذيها ، ورأيت خفزاً شديداً، وسمعت نفساً عالياً .. فقال له : أرأيته يدخله كالميل في المكحلة ؟ فقال : لا . فقال عمر : الله أكبر ، قُم إليهم فاضربهم . فقام إلى أبي بكرة فضربه ثمانين ، وضرب الباقين ، وأعجبه قول زياد ، ودرأ عن المغيرة الرجم. فقال أبو بكرة بعد أن ضرب : فإنّي أشهد أنّ المغيرة فعل كذا وكذا. فهمّ عمر بضربه ، فقال علىّ علیه السلام : إن ضربته رجمت صاحبك»، ونهاه عن ذلك . الأغانى : 16 : 79 وما بعده) ولاحظ ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد : 4 : 284 - 286 ، و 6 20 ، و تاريخ دمشق :60: 13 / 7591 ، وغيرها من كتاب التراجم .

لا تجعلوها كسروانيّة ولا قيصرانيبة وسعوها تتّسع، فلاتردّوها في بني هاشم فتُنتظر بها الحبالى» (1)

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 50)

ص: 52


1- قال في البحار : «فتنتظر بها الحبالى»: أي إذا كانت الخلافة مخصوصة ببني هاشم ، صار الأمر بحيث ينتظر النّاس أن تلد الحبالى أحداً منهم فيصير خليفة ، ولم يعطوها غيرهم.

(2696) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال: حدّثني الحسن بن القاسم قال: حدّثنا ثبير بن إبراهيم (1)قال : حدثنا سليمان بن بلال المدني قال:

حدّثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السلام :

«أنّ إبليس كان يأتي الأنبياء علیهم السلام من لدن آدم علیه السلام إلى أن بعث الله المسيح علیه السلام يتحدّث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشدّ أنساً منه بيحيى بن زكريّا، فقال له يحيى : يا أبا مرّة ، إنّ لي إليك حاجة .

فقال له : أنت أعظم قدراً من أن أردّك بمسألة، فسلني ما شئت، فإنّي غير مخالفك في أمر تريده.

فقال :يحيى : يا أبا مرّة، أحبّ أن تعرض عليّ مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بنی آدم.

فقال له إبليس : حبّاً وكرامةً، وواعده لغد .

فلمّا أصبح يحيى علیه السلام قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فما شعر حتّى ساواه من خَوخَة (2)كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وج-ه الق--رد (3)، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً، وفمه مشقوق طولاً ، وإذا أسنانه وفمه عظماً واحداً بلاذقن ،ولالحية وله أربعة أيد: يدان في صدره ويدان في منكبه ، وإذا عراقيبه (4) قوادمه وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد ش--دّ وسطه بمنطقة فيها خيوط معلّقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة

ص: 53


1- كذا في النسخ ، وقال ابن حجر في لسان الميزان ج 2 ص 82: ثبين بن إبراهيم بن : شیبان، روى عن جعفر الصادق ، وعنه الحسين بن القاسم ، ذكره ابن عقدة....
2- الخوخة : كوّة تؤدّي الضوء إلى البيت.
3- في نسخة : «القردة».
4- العراقيب، جمع العرقوب ، وهو عصب غليظ فوق عقب الإنسان .

بالکلّاب (1).

فلمّا تأمّله يحيى علیه السلام قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك ؟

فقال : هذه المجوسيّة ، أنا الذي سننتها وزيّنتها لهم .

فقال له : فما هذه الخيوط الألوان ؟

قال : هذه جميع أصباغ النساء (2)، لاتزال المرأة تصبغ حتّى يقع مع لونها فافتتن النّاس بها.

فقال له : فما هذا الجرس الّذي بيدك ؟

قال : هذا مجمع كلّ لذة من طنبور وبربط و مِعْزَفَة وطبل وناي وصرناي وإنّ القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذّونه فأحرّك الجرس فيما بينهم، فإذا سمعوه استخفّهم الطرب، فمن بين من يرقص، ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن

ص: 54


1- الكلّاب والكلّوب : الحديدة الّتى على خُف الخيل أو راكبها ، حديدة معطوفة الرأس يجر بها الجمر، خشبة في رأسها عقافة منها أو من حديد .
2- قال العلّامة المجلسي رحمه لله في البحار :63 225 «أصناع النساء»، في أكثر النسخ : بالصاد والعين المهملتين ،والنون ، وفى بعضها بالصاد والباء والغين المعجمة ، وبعده «لاتزال المرأة تصنع الصنيع» على الأوّل ، و «تصبغ الصبغ» على الثاني ، ولعلّه أظهر ، أي تتّبع الأصباغ و الألوان في ثيابها وبدنها حتّى يوافق لونها ، وعلى الأوّل أيضاً يؤول إليه . قال الفيروز آبادي : صنع الشيء صنعاً - بالفتح وبالضم -: عمله ، وما أحسن صنع الله - بالضمّ - وصنيع الله عندك . وقال أيضاً: وصنعة الفرس : حسن القيام عليه، صنعت فرسي صَنعاً وصنعة. والصنيع : ذلك الفرس ... والإحسان. وهو صنيعي وصنيعتي : أي اصطنعته وربّيته وخرّجته . وصُنِعَت الجارية - كعُني - : أُحْسِن إليها حتى سمنت... وصَنّع الجارية - بالتشديد - : أي أحسِن إليها و سَمَّنها ... ورجل صِنع اليَدين - بالكسر وبالتحريك - وصنيع اليدين وصناعها : حاذق في الصنعة من قوم صُنْعَى الأيدي - بضمّة ، وبضمّتين ، وبفتحتين ، وبكسرة ، وأصناع الأيدي ... والصِنع - بالكسر : الثوب والعمامة ، والجمع أصناع، والتصنّع : التزيّن .

بين من يشقّ ثيابه .

فقال له : وأيّ الأشياء أقر لعينك ؟

قال : النساء ، هنّ فخوخي ومصائدي، فإنّي إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهنّ.

فقال له يحيى : فما هذه البيضة على رأسك ؟

قال : بها أتوقّى دعوة المؤمنين .

قال : فما هذه الحديدة الّتي أراها فيها ؟

قال : بهذه أقلّب قلوب الصالحين.

قال يحيى علیه السلام : فهل ظفرت بي ساعة قطّ ؟

قال : لا ، ولكن فيك خصلة تعجبني .

قال يحيى : فما هي ؟

قال : أنت رجل أكول، فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل.

قال يحيى علیه السلام : فإنّي أعطي الله عهداً أنّي لا أشبع من الطعام حتى ألقاه .

فقال له إبليس : وأنا أعطي الله عهداً أنّي لا أنصح مسلماً حتى ألقاه . ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك» . (أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث32 )

(2697) 3 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عیسی اليقطيني، عن يونس بن عبدالرحمان، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد علیه السلام قال :

ص: 55


1- رواه الكليني في الكافي : 2 : 314 كتاب الإيمان والكفر : باب العُجب ح 8، إلى قوله : وصغر في عينه ذنبه» . ورواه الراوندي في الفصل 1 من الباب 8 - في نبوّة موسى بن عمران علیه السلام - من قصص الأنبياء : ص 153 برقم 163 نقلاً عن ابن بابويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عمّن ذكره عن درست ، عمّن ذكره عنهم علیه السلام قال : «بينما موسى جالس ... » إلى آخر ما هنا مع مغايرات طفيفة. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 103.

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «بينما موسى بن عمران علیه السلام جالس إذ أقبل [عليه] إيليس وعليه برنس ذو ألوان، فلمّا دنا من موسى خلع البُرنُس وأقبل عليه فسلّم عليه ، فقال موسى : مَن أنت ؟

قال : أنا إبليس .

قال موسى : فلا قرّب الله دارك ، فيم جِئت ؟

قال : إنما جئتُ لأسلّم عليك لمكانك من الله عزّ وجلّ .

فقال له موسى : فما هذا البرنس ؟

قال : أختطف (1)به قلوب بني آدم.

قال له موسى: أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟ (2)فقال : إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه . ثمّ قال له : أوصيك بثلاث خصال يا موسى: لاتخل بامرأة ولا تخل بك، فإنّه لا يخلو رجل بامرأة ولا تخلو به إلا كنت صاحبه دون أصحابي، وإياك أن تعاهد الله عهداً، فإنّه ما عاهد الله أحد إلّا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء به، وإذا هممت بصدقة ،فامضها ، فإنّه إذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي ، أحول بينه وبينها.

ثمّ ولّى إبليس ويقول : يا ويلة ويا ،عولة علّمت موسى ما يعلّمه بني آدم».

(أمالي) المفيد : المجلس 19 ، الحديث 7)

ص: 56


1- اختطف : استلب .
2- استحواذ الشيطان على العبد : غلبته واستمالته إلى ما يريد منه .

(2698) 4 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله قال :

حدّثنا سعد بن عبدالله عبدالله، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المِنقَري، عن حفص بن غياث النَخَعي القاضي قال :

سمعت أبا عبدالله الصادق جعفر بن محمد علیه السلام يقول: «جاء إبليس إلى موسى بن عمران علیه السلام وهو يُناجي ربِّه ، فقال له مَلَك من الملائكة : ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربه ؟

فقال : أرجو منه ما رجوتُ من أبيه آدم وهو في الجنّة» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 2)

تقدّم تمامه في فضائل موسى وهارون علیه السلام من كتاب النبوة (1)

(2699) 5 - (2)حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة :

عن ابن عبّاس قال : لمّا مضى لعيسى علیه السلام ثلاثون سنة، بعثه الله عزّ وجلّ إلى بني إسرائيل، فلقيه إبليس لعنه الله على عَقَبة بيت المقدس، وهي عَقَبة أفيق (3)

فقال له : يا عيسى ، أنت الّذي بَلَغ من عِظَم ربوبيتك أن تكوّنتَ من غير أب؟

قال عيسى علیه السلام : «بل العَظَمة للّذي كوّنني ، وكذلك كوّن آدم وحواء».

قال إبليس : يا عيسى فأنت الذي بَلّغ من عِظَم ربوبيّتك أنك تكلّمت في المَهد

ص: 57


1- تقدّم في ج 2 ص 93 - 94 ح 16 .
2- - وأورد الراوندي بعض فقراته في الفصل 3 من الباب 18 من قصص الأنبياء : ص 270 تحت الرقم 313 .وروى ابن كثير نحوه في قصص الأنبياء : ص 407 بإسناده عن سفيان بن عيينة .
3- قال ياقوت في معجم البلدان : 1 : 233 : أفيق : قرية من حَوران في طريق العَوْر في أوّل العقبة المعروفة بعقبة أفِيق ، والعامة تقول: «فيق».

صبیًاً

قال عیسی : «يا إبليس ، بل العظمة للذي أنطقني في صغري ولو شاءلأبكمني».

قال إيليس: فأنت الّذي بَلَغ من عِظَم ربوبيّتك انّك تخلُق من الطّين كهيئة الطير فتنفُخُ فيه فيصير طيراً؟

قال عيسى علیه السلام : «بل العَظَمة للّذي خلقني وخَلَق ما سخّر لي».

قال إبليس : فأنت الّذي بَلَغ من عِظَم ربوبيتك أنّك تشفي المرضى ؟

قال عيسى علیه السلام : «بل العَظَمة للّذي بإذنه أشفيهم، وإذا شاءأمرضني».

قال إبليس : فأنت الذي بَلَغ من عِظَم ربوبيّتك أنك تُحيي الموتى ؟

قال عيسى علیه السلام : «بل العَظَمة للّذي بإذنه أحييهم، ولابدّ من أن يُميت ما أحييت، ويُميتني».

قال إبليس يا عيسى فأنت الّذى ، بَلَغ من عِظَم ربوبيّتك أنّك تعبُر البَحر

فلاتبتلّ قدماك ولا تَرْسَخ فيه ؟

قال عيسى علیه السلام : «بل العظمة للذي ذلّله لي ولو شاء أغرقني».

قال إبليس : يا عيسى، فأنت الذي بلغ من عِظَم ربوبيّتك أنّه سيأتي عليك يومٌ تكون السماوات والأرض ومن فيهنّ دونك، وأنت فوق ذلك كلّه تدبّر الأمر، و تقسم الأرزاق ؟!

فأعظم عيسى علیه السلام ذلك من قول إبليس الكافر اللّعين، فقال عيسى علیه السلام : «سُبحان الله ملء سماواته وأرضه ومداد كلماته، وزنة عرشه، ورضا نفسه».

قال : فلمّا سمع إبليس لعنه الله ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً حتّى وقع في اللُّجّة الخضراء.

قال ابن عبّاس : فخرجت امرأة من الجنّ تمشي على شاطئ البحر، فإذا هي بإبليس ساجداً على صخرة صمّاء تسيل دموعه على خدّيه، فقامت تنظر إليه تعجباً، ثمّ قالت له : ويحك يا إبليس ما ترجو بطول السجود ؟!

ص: 58

فقال لها : أيّتها المرأة الصالحة ابنة الرجل الصالح، أرجو إذا أبرّ ربّي عزّ وجلّ قَسَمَه ، وأدخَلَني نار جهنم، أن يُخرجني من النار برحمته .

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 1)

(2700) 6 -(1) حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدّثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع ، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام : «إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته حتّى يطمع إبليس في رحمته».

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 2)

(2701) 7 - (2)حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد العلوي، من ولد محمّد بن علي بن أبي طالب ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى قال : حدّثنا أحمد بن عليّ قال : حدثني أبو عليّ الحسن بن إبراهيم بن عليّ العبّاسي قال: حدّثني أبو سعيد عُمير بن مِرداس الدونقي (3)قال : حدّثني جعفر بن بشير المكّي قال : حدّثنا

ص: 59


1- - وأورده الفتّال في عنوان : «الرجاء وسعة رحمة الله تعالى» من روضة الواعظين: ص 502.
2- - ورواه أيضاً في الباب 12 من علل الشرائع : ص 143 ح 9.
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في عنوان «الدونقي» من الأنساب للسمعاني : 509:2 حيث قال : الدُّونقي - بضمّ الدال المهملة وفتح النون بعد الواو وفي آخرها القاف : هذه النسبة إلى دُونق وهي قريبة من قرى نهاوند حسنة طيبة الهواء كثيرة الماء ، على نصف فرسخ منها ... وصرّح في ميزان الاعتدال : 5: 339 / 6399 بأنّ عمير بن مرداس من نهاوند . و :صحف في النسخ ب-«الدولقي) وانظر أيضاً تاريخ الإسلام في وفيات 261 - 280 ص 410 رقم 490 وصحّف فيه ب- «الدويقي».

وكيع، عن المسعودي رفعه :

عن سلمان الفارسي رحمه الله قال : مرّ إبليس بنفر يتناولون أمير المؤمنين علیه السلام فوقف أمامهم، فقال القوم : مَن الّذي وقف أمامنا ؟

فقال: أنا أبو مرّة.

فقالوا : يا أبا مرّة ، أما تسمع كلامنا ؟

فقال : سوأة لكم، تسبّون مولاكم علي بن أبي طالب !

فقالوا له : من أين علمت أنّه مولانا ؟

فقال : من قول نبيّكم: «من كنت مولاه فعلیّ مولاه ، اللّهم وال من والاه، وعاد من،عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

فقالوا له : فأنت من مواليه وشيعته ؟

فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكنّي أحبّه، وما يبغضه أحد إلّا شاركته في المال والولد.

فقالوا له : يا أبا مرّة ، فتقول في عليّ شيئاً؟

فقال لهم: اسمعوا منّي معاشر الناكثين و القاسطين والمارقين، عبدت الله عزّ وجل في الجانّ اثني عشر ألف سنة ، فلما أهلك الله الجانّ شكوت إلى الله عزّ وجلّ الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت الله عزّ وجلّ في السماء الدنيا اثني ألف سنة أخرى في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبّح الله عزّ وجلّ ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شَعشَعاني، فخرّت الملائكة لذلك النّور سُجّداً ، فقالوا : سُبّوح قدوس، نور ملك مقرّب ؟ أو نبيّ مرسل ؟ فإذا النداء من قبل الله عزّ وجلّ: «لا نور ملك مقربّ ولا نبيّ مرسل، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 6)

ص: 60

(2702)8 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا محمد بن جرير - الطبري قال : حدّثنا الحسن بن محمّد قال : حدّثني الحسن بن يحيى الدهقان قال: كنت ببغداد عند قاضي بغداد، واسمه سماعة (1)، إذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد، فقال له: أصلح الله القاضي، إنّي حججت في السنين الماضية، فمررت بالكوفة، فدخلت في مرجعي إلى مسجدها فبينا أنا واقف في المسجد أريد الصلاة إذا أمامي امرأة أعرابيّة بدويّة مرخية الذوائب عليها شملة، وهي تنادي وتقول : يا مشهوراً في السماوات، يا مشهوراً في الأرضين، يا مشهوراً في الآخرة با مشهوراً في الدنيا، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك، فأبى الله لذكرك إلّا علوّاً، ولنورك إلّا ضياءً وتماماً، ولو كره المشركون .

قال :فقلت : يا أمة الله ، ومَن هذا الّذي تصفينه بهذه الصفة ؟

قالت : ذلك أمير المؤمنين .

قال : فقلت لها : أىّ أمير المؤمنين هو ؟

قالت: عليّ بن أبي طالب، الّذي لا يجوز التوحيد إلّا به وبولايته .

قال : فالتفتّ إليها فلم أر أحداً .

(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 13)

(2703) 9 - حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن عليّ بن معبد، عن عليّ بن سليمان النوفلي ، عن فطر بن خليفة :

عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: «لمّا نزلت هذه الآية: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ» (2)، صعد إبليس جبلاً بمكّة

ص: 61


1- لعلّه سماعة بن أحمد بن محمّد بن سماعة أبو بكر القاضي المترجم في تاريخ بغداد: 9: 222/4797
2- سورة آل عمران : 3: 135

يقال له «ثور»، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته ، فاجتمعوا إليه ، فقالوا: يا سيّدنا، لِمَ دعوتنا ؟

قال: نزلت هذه الآية ، فمَن لها ؟

فقام عفريت من الشياطين فقال : أنا لها بكذا وكذا.

قال : لستَ.لها.

فقام آخر فقال مثل ذلك ، فقال : لستَ لها .

فقال الوسواس الخنّاس : أنا لها .

قال : بماذا ؟

قال : أعدهم وأمنّيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم

الاستغفار.

فقال : أنت لها . فوكّله بها إلى يوم القيامة».

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 5)

ص: 62

باب 11 فضل الإنسان على الحيوان

(2704) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن بن كاس القاضي النخعي بالرملة، قال: حدّثني جدّي سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي قال: حدّثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدّثنا إبراهيم بن الزبرقان، عن أبي خالد: عن زيد بن علي، عن أبيه علیه السلام في قوله تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» ، يقول : فضلنا بني آدم على سائر الخلق»، «وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» ، يقول : «على الرطب واليابس»، « وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ » ، يقول: «من طيّبات الثمار كلّها»،« وَفَضَّلْنَاهُمْ » (1)، يقول : ليس من دابة ولا طائر إلا وهي تأكل وتشرب بفيها ، لا ترفع بيدها إلى فيها طعاماً ولا شراباً، غير ابن آدم فإنّه يرفع إلى فيه بيده طعامه، وهذا من التفضيل».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 42)

(2705) 2 - (2)وعن أبي المفضّل قال : حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : حدثنا حجاج بن تميم قال : حدّثنا میمون بن مهران عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ : « وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً» ، قال : ليس من دابّة إلّا

ص: 63


1- سورة الإسراء : 17 : 70
2- - ورواه الطبرسي في تفسير الآية الكريمة في مجمع البيان : 6 : 666 . وأخرجه السيوطي في الدرّ المنثور : 5: 316 نقلاً عن ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان .

وهي تأكل بفيها إلّا ابن آدم فإنّه يأكل بيده.

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 44)

(2706) 3 - وعن أبي المفضّل قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي قال : حدثنا يحيى بن السري الضرير قال :

حدّثنا محمّد بن خازم أبو معاوية الضرير قال : دخلت على هارون الرشيد، قيل لي : وكانت بين يديه المائدة، فسألني عن تفسير هذه الآية: « وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ » الآية .

فقلت : يا أمير المؤمنين، قد تأوّلها جدك عبد الله بن عبّاس أخبرني الحجاج بن إبراهيم الجزري، عن ميمون بن مهران عن ابن عبّاس فى هذه الآية: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ الآية ، قال : كل دابة تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنّه يأكل بالأصابع. قال أبو معاوية : فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضّة وتناول من الطعام بأصابعه .

(أمالي الطوسي : المجلس (17 ، الحديث (45 : (45)(1)

ص: 64


1- تكملة -قال العلّامة الطباطبائي قدس سره في تفسير الآية الكريمة في كتاب المیزان» :156:13: المراد بالتكريم تخصيص الشيء بالعناية وتشريفه بما يختص به ولا يوجد في غيره، وبذلك يفترق عن التفضيل ، فإنّ التكريم معنى نفسي وهو جعله شريفاً ذا كرامة في نفسه، والتفضيل معنى إضافي و هو تخصيصه بزيادة العطاء بالنسبة إلى غيره مع اشتراكهما في أصل العطية، والإنسان يختص من بين الموجودات الكونية بالعقل، ويزيد على غيره في جميع الصفات والأحوال التي توجد بينها و الأعمال الّتي يأتي بها . وينجلي ذلك بقياس ما يتفنّن الإنسان في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه ومنكحه ، ويأتي به من النظم والتدبير في مجتمعه، ويتوسّل إليه من مقاصده باستخدام سائر الموجودات الكونية ، وقياس ذلك مما لسائر الحيوان والنبات وغيرهما من ذلك فليس عندها ذلك إلا وجوه من من التصرف ساذجة بسيطة أو قريب البساطة ، وهي واقفة في موقفها المحفوظ لها يوم خلقت من غير تغير أو تحوّل محسوس ، وقد سار الإنسان في جميع وجوه حياته الكمالية إلى غايات بعيدة و لا يزال يسعى ويرقى . وبالجملة بنو آدم مكرّمون بما خصهم الله به من بين سائر الموجودات الكونية وهو الذي يمتازون به من غيرهم وهو العقل الذي يعرفون به الحق من الباطل والخير من الشر والنافع من الضارّ. وأما ما ذكره المفسّرون أو وردت به الرواية : أنّ الذي كرّمهم الله به النطق ، أو تعديل القامة و امتدادها ، أو الأصابع يفعلون بها ما يشاءون ، أو الأكل باليد ، أو الخط ، أو حسن الصورة ، أو التسلّط على سائر الخلق وتسخير هم له ، أو أنّ الله خلق أباهم آدم بيده ، أو أنه جعل محمد ا ع الله منهم ، أو جميع ذلك ، وما ذكر منها فإنّما ذكر على سبيل التمثيل . فبعضها مما يتفرّع على العقل كالخطّ والنطق والتسلّط على غيره من الخلق ، وبعضها من مصاديق التفضيل دون التكريم وقد تقدّم الفرق بينهما، وبعضها خارج عن مدلول الآية كالتكريم بخلق أبيهم آدم بيده ، وجعل محمد الله منهم ، فإنّ ذلك من التكريم الأخروي و الله التشريف المعنوي الخارج عن مدلول الآية كما تقدّم . وقال أيضاً بعد جملات : وقد تبين مما تقدّم : أولاً : أن كلاً من التكريم والتفضيل في الآية ناظر إلى نوع من الموهبة الإلهية التي أوتيها الإنسان، أما تكريمه فيما يختص بنوعه من الموهبة لا يتعدّاه إلى غيره وهو العقل الذي يميز به الخير من الشرّ والنافع من الضارّ والحسن من القبيح ، ويتفرّع عليه مواهب أخرى كالتسلّط على غيره واستخدامه في سبيل مقاصده والنطق والخط وغيره. وأمّا تفضيله فما يزيد به على غيره فى الأمور المشتركة بينه وبين غيره، كما أنّ الحيوان يتغذى بما وجده من لحم أو فاكهة أو حبّ أو عشب ونحو ذلك على وجه ساذج، والإنسان يتغذى بذلك ويزيد عليه بما يبدعه من ألوان الغذاء المطبوخ وغير المطبوخ على أنحاء مختلفة فنون مبتكرة و طعوم مستطابة لذيذة لا تكاد تحصى ولاتزال تزداد نوعاً وصنفاً، وقس على ذلك الحال في مشربه وملبسه ومسكنه ونكاحه واجتماعه المنزلي والمدني وغير ذلك ..... وثانياً: أنّ الآية ناظرة إلى الكمال الإنساني من حيث وجوده الكوني وتكريمه وتفضيله بالقياس إلى سائر الموجودات الكونية الواقعة تحت النظام الكوني، فالملائكة الخارجون عن النظام الكوني خارجون عن محلّ الكلام ، والمراد بتفضيل الإنسان على كثير ممن خلق تفضيله على غير الملائكة من الموجودات الكونية ، وأمّا الملائكة فوجودهم غير هذا الوجود فلا تعرض لهم في ذلك بوجه .

ص: 65

باب 12 الروح وحالها ، وخلق الأرواح قبل الأجساد وحقيقة الرؤيا

(2707) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله - قال : حدثنا أحمد وعبد الله ابنا محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب:

عن محمد بن القاسم النوفلي قال : قلت لأبي عبد الله الصادق علیه السلام : المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها وربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئاً ؟

فقال : «إنّ المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء، فكل ما رآه المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحق، وكلّ ما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام».

فقلت له : أو تصعد روح المؤمن إلى السماء ؟

قال: «نعم».

قلت : حتى لا يبقى منها شيء في بدنه ؟

ص: 66


1- وأورده الفعّال في روضة الواعظين : ص 492 .

فقال: «لا ، لو خرجت كلها حتى لا يبق منها شيءٌ إذن لمات».

قلت : فكيف تخرج ؟

فقال: «أما ترى الشمس في السماء في موضعها و ضوؤها وشعاعها في الأرض ، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة إلى السماء». (أمالي الصدوق : المجلس 29 ، الحديث 15)

(2708) 2 (1)- حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد قال : حدّثني بعض أصحابنا، عن زكريّا بن يحيى، عن معاوية بن عمّار :

عن أبي جعفر علیه السلام قال : «إنّ العباد إذا ناموا خرجت أرواحهم إلى السماء ، فما رأت الروح في السماء فهو الحقّ، وما رأت في الهواء فهو الأضغاث ألّا وإنّ الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ، فإذا كانت الروح في السماء تعارفت و تباغضت ، فإذا تعارفت في السماء تعارفت في الأرض، وإذا تباغضت في السماء تباغضت في الأرض» (امالی الصدوق : المجلس 29 ، الحديث 16)

(2709) 3 (2)- حدّثنا محمّد بن الحسن رضی الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير :

عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه علیه السلام (في حديث) قال: «والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلّا أصعد الله عزّ وجلّ بروحه إلى السماء، فإن كان قد أتى عليه أجله جعله في كنوز رحمته، وفي رياض جنّته وفي ظلّ عرشه ، وإن كان أجله متأخراً عنه بعث به مع أمينه مع الملائكة ليؤدّيه إلى الجسد الّذي خرج منه ليسكن

ص: 67


1- - وأورده الفعّال في روضة الواعظين : ص 492 .
2- ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 213 ح 212 .

فيه» الحديث . (أمالي الصدوق : المجلس 91 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في باب فضائل الشيعة .

(2710) 4 (1)- حدثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي ا الخطاب، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده :

عن عليّ علیه السلام قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الرجل ينام فيرى الرؤيا، فربما كانت حقاً، وربما كانت باطلاً» ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم : «يا عليّ ما من عبد ينام إلّا عُرج بروحه إلى ربّ العالمين، فما رأى عند ربّ العالمين فهو حق ، ثمّ إذا أمر الله العزيز الجبّار بردّ روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والأرض فما رأته فهو أضغاث أحلام».

(أمالي الصدوق : المجلس 29 ، الحديث 17)

(2711) 5 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن القاسم المحاربي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال : حدّثنا محمّد بن الحارث قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد، عن مسلم [بن كيسان أبي عبد الله الكوفي ] الأعور ، عن حبّة العرني، عن أبي الهيثم بن التّيهان الأنصاري قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق الأرواح قبل الأجساد بألني ع--ام وعلّقها بالعرش، وأمرها بالتسليم عَلَىّ والطاعة لي، وكان أوّل مَن سَلَّم عَلَىّ و أطاعني من الرجال روح عليّ بن أبي طالب».

(أمالي المفيد : المجلس 13 ، الحديث 6)

ص: 68


1- - وأورده الفعّال في روضة الواعظين : ص 492 .

(2712) 6 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا جعفر بن محمد أبو القاسم الموسوي العلوي في منزله بمكّة ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك قال : حدّثنا عبد الله بن جبلة، عن حميد بن شعيب الهمداني، عن جابر بن یزید :

عن أبي جعفر محمّد بن على علیه السلام قال : لما احتضر أمير المؤمنين علیه السلام جمع بنيه حسناً وحسيناً وابن الحنفيّة والأصاغر من ولده، فوصّاهم وكان في آخر وصيّته :

«يابنيّ، عاشروا النّاس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم . يابني، إنّ القلوب جنود مجنّدة، تتلاحظ بالمودّة، وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه ، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه» .

(أمالي) الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 6)

ص: 69


1- - تقدّم تخريجه في ج 4 ص 618 باب كيفية شهادة أمير المؤمنين ووصيته من كتاب الإمامة : ح 2 .

باب 13 الرؤيا وبعض مصاديقها الصادقة ، ورؤيا النبيّ وأوصيائه علیهم السلام في المنام مضافاً على ما تقدّم

(2713) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله بإسناده عن علىّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان.

قال [سعد بن عبد الله ] (2): وحدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محسن بن أحمد الميثمي ، عن أبان بن عثمان :

عن أبي بصير ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : سمعته يقول: «إنّ لإبليس شيطاناً يقال له: «هزع»، يملأ مابين المشرق والمغرب في كلّ ليلة، يأتي النّاس في المنام، ولهذا يرى الأضغاث».

(أمالي الصدوق : المجلس 29 ، الحديث (18)

(2714) 2 (3)- حدّثنا محمد بن إبراهيم رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن علىّ بن فضّال، عن أبيه :

ص: 70


1- - وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 492 .
2- ما بين المعقوفين من الحديث 19 من المجلس 29
3- - ورواه أيضاً في الباب 66 - في ذكر ثواب زيارة الإمام الرضا علیه السلام - من عيون أخبار الرضا علیه السلام : 2 : 287 ح 11 ، وفي كتاب الحجّ من الفقيه : 2 : 350 الباب 217 ح : 217 2 ح 1609 / 33. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين : 2 : 191 ح 468 بسنده عن الصدوق . وأورده الفتّال في المجلس 25 من روضة الواعظين : ص 233 ، والطبرسي في الفصل 4 من ترجمة الإمام الرضاء علیه السلام من إعلام الورى : 2 : 71 ، والسبزواري في جامع الأخبار : ص 94. وللذيل - مع اختلاف في العبارات - مصادر جمّة وأسانيد كثيرة ، نذكر بعضها : فقد ورد من طريق أبي هريرة : المسند لأحمد: 342:2، 410، 411 ، 463 ، 469، 472، والمسند للطيالسي : 2420 ، والصحيح المسلم : 2266 ، والسنن للترمذي : 2280 في الرؤيا: باب في تأويل ما يستحبّ ويكره ، وفى الشمائل : 389 و 391 ، والسنن لابن ماجة : 3901 في تعبير الرؤيا ، باب رؤية النبي الله في المنام ، والمعجم الأوسط للطبراني - : 8001 و 958 ، والصحيح لابن حبّان : 6052 . ومن طريق ابن عبّاس ، رواه الطبراني في المعجم الكبير : 12: 12403 و 12924 . ومن طريق أبي جحيفة : رواه الطبراني في الكبير : 22: 279 - 280 ، 301 ، وابن حبّان في صحيحه : 6053 ، وابن ماجة في سننه : 3904 في تعبير الرؤيا : باب رؤية النبيّ في المنام، و أبو يعلى في مسنده : 881. ومن طريق أبي مالك الأشجعي ، عن أبيه : رواه الطبراني في المعجم الكبير : 8: 8180 . ومن طريق ابن مسعود : المعجم الأوسط : 1256 . ومن طريق أنس : المعجم الأوسط : 3764 ومن طريق أبي سعيد : المعجم الأوسط : 3050

عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا علیه السلام أنّه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله، رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فى المنام كأنه يقول لي : «كيف أنتم إذا دُفِن في أرضكم بضعتي، واستُحفِظم وديعتي، وغُيّب في تراكم نَجْمي» ؟

فقال له الرضاء علیه السلام: «أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيّكم، وأنا الوديعة ،والنجم ألا فَمَن زارني وهو يعرف ما أوجب اللّه تبارك وتعالى من حقّي وطاعتي ، فأنا وآبائي شُفعاؤه يوم القيامة ، ومَن كنّا شفعاؤه نجا ولوكان عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس» .

ولقد حدّثني أبي، عن جدي، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن رآني في منامه فقد رآني، لأنّ الشيطان لا يَتَمَثَّل في صورتي، ولا في صورة أحدٍ من

ص: 71

أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإنّ الرؤيا الصادقة جُزء من سبعين

جزءاً من النبوّة» (1).

(أمالي الصدوق : المجلس 15 ، الحديث 10)

(2715) 3 - حدّثنا محمد بن بكران النقّاش رحمه الله بالكوفة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني مولى بني هاشم قال : أخبرنا المنذر بن محمّد قال: حدّثني أحمد بن ،رشيد ، عن عمّه سعيد بن خثيم :

عن أبي حمزة الثمالي قال: حججتُ فأتيتُ عليّ بن الحسين علیه السلام فقال لي: «يا أبا حمزة، ألا أحدثك عن رؤيا رأيتها ؟ رأيت كأني أُدخِلتُ الجنّة، فأُتِيت بحوراء لم أر أحسن منها ، فبينا أنا متّكئ على أريكتي إذ سمعت قائلاً يقول : يا عليّ بن الحسين ، ليهنئك زيد، يا عليّ بن الحسين، ليهنّك زيد فيهنئك زيد» .

قال أبو حمزة : ثمّ حججت بعده، فأتيت عليّ بن الحسين علیه السلام فقرعت الباب، ففتح لي فدخلت ، فإذا هو حامل زيداً على يده - أو قال : حامل غلاماً على يده - فقال لي : « يا أبا ،حمزة ،«هذا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقّاً » (2)) .

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 12)

(2716) 4 (3)- حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ رحمه الله قال : حدثنا أبو سعيد الحسن

ص: 72


1- للفقرة الأخيرة من الحديث شواهد كثيرة ، فانظر صحيح ابن حبان : 13 : 409 ح 6044 وص 415 ح 6050 وص 420 ح 6055 كتاب الرؤيا ، ومسند أحمد: 18:2 و 50 و 119 و 137 و 232 و 242 ، وج 4 : ص 10، وسنن ابن ماجة : 3897 و 3914، وصحيح 232 مسلم : 2265 أوّل كتاب الرؤيا، والمعجم الكبير للطبراني: 19 : 461 و 464.
2- سورة يوسف : 12 : 100
3- - ورواه ابن شهر آشوب في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من المناقب : 4 : 87 في أوائل عنوان «فصل في مقتله » ملفقاً بين رواية الصدوق والسيد الجرجاني وابن مهدي المامطيري وعبدالله بن أحمد بن حنبل وشاكر بن غنمة وأبي الفضل الهاشمي وغيرهم. وأورد الفعّال كثيراً مما هنا مع مغايرات وزيادات في المجلس 20 من روضة الواعظين.

بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ ، قال : حدّثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي ، قالت : حدّثتني بهجة بنت الحارث بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور - وكان رضيعاً لبعض ولد زيد بن علي علیه السلام -:

عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه ، ، عن جده علیه السلام (في حديث طويل في مقتل الحسين علیه السلام ) قال : فهمّ [ الحسين علیه السلام ] بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق، فلمّا أقبل الليل راح إلى مسجد النبي صلی الله علیه و آله وسلم ليودّع القبر، فلمّا وصل إلى القبر سطح له نور من القبر، فعاد إلى موضعه، فلمّا كانت الليلة الثانية راح ليودّع القبر ، فقام يصلّي فأطال ، فَنَعس وهو ساجد، فجاءه النبي صلی الله علیه و آله وسلم وهو في منامه، فأخذ الحسين علیه السلام وضمه إلى صدره ، وجعل يقبّل بين عينيه و يقول: «بأبي أنت ، كأني أراك مرملاً بدمك بين عصابة من هذه الأمة ، يرجون شفاعتي ما لهم عند الله من خَلاق ، يابني ، إنّك قادم على أبيك وأمك وأخيك، وهم مشتاقون إليك ،وإنّ لك في الجنّة درجات لاتنها لها إلّابالشهادة».

فانتبه الحسين علیه السلام من نومه باكياً، فأتى أهل بيته ، فأخبرهم بالرؤيا و ودّعهم، وحمل أخواته على المحامل وابنته وابن أخيه القاسم بن الحسن بن علي علیه السلام ، ثم سار في أحد وعشرين رجلاً من أصحابه وأهل بيته». وفيه: «ثم سار حتى نزل العُذيب (1)، فقال فيها قائلة (2)الظهيرة ، ثم انتبه من

ص: 73


1- قال في معجم البلدان العُذيب : ماء بين القادسية والمغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال وإلى المغيثة اثنان وثلاثون ميلاً.
2- أي نام فيها القيلولة

نومه باكياً، فقال له ابنه : ما يبكيك يا أبه؟

فقال: «يا بُنَيّ، إنّها ساعة لا تكذب الرؤيا فيها، و إنّه عرض لي في منامي عارض فقال : تسرعون السير والمنايا تسير بكم إلى الجنّة» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 30،الحديث 1)

تقدّم تمامه في الباب 10 من تاريخ الإمام الحسين (1)

(2717) 5 (2)- حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضى الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا عليّ بن عاصم، عن الحصين بن عبد الرحمان، عن مجاهد:

عن ابن عبّاس قال : كنت مع أمير المؤمنين علیه السلام في خروجه إلى صفّين ، فلما نزل بنينوى ، وهو شطّ الفرات ، قال بأعلى صوته : «يا ابن عبّاس، أتعرف هذا الموضع» ؟

فقلت له : ما أعرفه ، يا أمير المؤمنين.

فقال علي علیه السلام: «لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتّى تبكي كبُكائي».

قال : فبكى طويلاً حتّى اخضلّت لحيته وسالت الدموع على صدره، وبكينا معاً (3)وهو يقول: «أوه أوه (4)، ما لي ولأل أبي سفيان، ما لي ولأل حرب حزب

ص: 74


1- تقدّم في ج 5 ص 193 - 209 ح 1 .
2- - ورواه أيضاً في كمال الدين وتمام النعمة : ص 532 ح 1 عن 532 ح 1 عن أحمد بن محمد بن الحسن القطَّان ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا . وانظر سائر تخريجاته في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من كتاب الإمامة : ج 5 ص 175.
3- في نسخة : «معه» .
4- قال الجوهري في صحاح اللغة : قولهم عند الشكاية : أوه من كذا» - ساكنة الواو : إنّما هو توجّع ، وربما قلبوا الواو ألفاً فقالوا : «آه من كذا ، وربما شدّدوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء فقالوا: «أوه من كذا».

الشيطان وأولياء الكفر، صبراً يا أبا عبد الله ، فقد لقي أبوك مثل الّذي تلق

منهم» .

ثمّ دعا بماء فتوضّأ وضوءه للصلاة، فصلّى ما شاء الله أن يصلّي، ثمّ ذكر نحو كلامه الأوّل ، إلّا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة، ثم انتبه فقال: «يا ابن عبّاس»

فقلت : ها أنا ذا .

فقال: «ألا أحدثك بما رأيت في منامي آنفاً عند رَقدَتي» ؟

فقلت : نامت عيناك ورأيت خيراً، يا أمير المؤمنين .

قال: «رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطّة، ثم رأيت كأنّ هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض تضطرب بدم عبيط ، وكأنّي بالحسين سخلي (1)وفرخي ومُضغتي ومخّي قد غرق فيه ، يستغيث فلا يُغاث ، وكأنّ الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون: صبراً آل الرسول، فإنّكم تُقتلون على أيدي شرار النّاس، وهذه الجنّة - يا أبا عبد الله - إليك مشتاقة . ثمّ يعزّونني و :يقولون : يا أبا الحسن أبشر ، فقد أقرّ الله به عينك يوم القيامة ، يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. ثم انتبهت هكذا» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 87 ، الحديث (5)

تقدّم تمامه في باب إخبار أمير المؤمنين بشهادة الحسين علیه السلام .(2)

(2718) 6 -(3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن

ص: 75


1- في نسخة : «سخيلي»، وفي كمال الدين : «نجلي»
2- تقدّم في ج 5 ص 175 - 179 .
3- - وأورده الفتّال في المجلس 24 من روضة الواعظين : 1 : 208.

أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه قال:

حدّثني من سمع حنّان بن سدير الصير في يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرى النائم وبين يديه طبق مغطّى بمنديل، فدنوت منه وسلّمت عليه، فردّ عَلَىَّ السلام ثمّ كشف (1)المنديل عن الطبق فإذا فيه رطب، فجعل يأكل منه، فدنوت منه، فقلت: يا رسول الله ، ناولني رطبة فناولني واحدة فأكلتها، ثم قلت يا رسول الله ، ناولني أخرى . فناولنيها فأكلتها وجعلت كلّما أكلت واحدة سألت أخرى حتى أعطاني ثمان (2)،رطبات ، فأكلتها ثمّ طلبت منه أخرى فقال لي: «حسبك».

قال : فانتبهت من منامي، فلمّا كان من الغد دخلت على الصادق جعفر بن محمد علیه السلام (3)وبين يديه طبق مغطّى بمنديل كأنه الّذي رأيته في المنام بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم(4)، فسلّمت عليه، فردّ عَلَيَّ السلام، ثمّ كشف عن الطبق فإذا فيه رطب، فجعل يأكل منه، فعجبت لذلك وقلت : جُعلتُ فداك، ناولني رطبة فناولني فأكلتها ، ثم طلبت أخرى فناولني فأكلتها وطلبت أخرى حتّى أكلت ثمان (5)رطبات، ثم طلبت منه أخرى (6)فقال لي : لو زادك جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزدناك»(7) ! فأخبرته الخبر ، فتبسّم تبسّم عارف بما كان .

(أمالي المفيد : المجلس 39 ، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد بالسند المتقدّم عن البرقي، عن أبيه قال : حدّثني

ص: 76


1- في أمالي الطوسي : «فرد السلام وكشف».
2- في أمالي الطوسي : .«ثماني».
3- في أمالي الطوسي : «على جعفر بن محمّد الصادق.
4- في أمالي الطوسي : بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
5- في أمالي الطوسي : «ثماني».
6- في نسخة : «ثم طلبت أخرى حتى طلبت ثمان رطبات ، ثم طلبت أخرى .. »
7- في أمالي الطوسي : «لزدتك».

من سمع حنّان بن سدير يقول : سمعت أبي سدير الصيرفي يقول»، وذكر الحديث بتفاوت يسير ذكرته فى الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 28)

(2719) 7 - (1)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران قال : حدّثنا ابن دريد (2)قال : حدّثنا [ أبو الفضل العبّاس بن الفَرَج البصري ] الرياشي (3)قال : حدّثنا عمر بن بكير، عن ابن الكلبي، عن أبي مخنف:

ص: 77


1- - لاحظ تخريج الحديث التالي.
2- ابن دريد هذا هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد صاحب اللغة ، روى عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي، وروى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج صاحب الأغاني، وأبو عبيد الله المرزباني وغيرهم، كما في ترجمته من تاريخ الإسلام : وفيات سنة 321: ص 87، ولسان الميزان : 6 : 46 / 7289 وانظر أيضاً ترجمته في : تاريخ بغداد : 2: 195 / 621 ، والمنتظم: 13: 329/ 2328 ، : : ووفيات الأعيان : 4: 323 ،329 ، والوافي بالوفيات : 339 794 ، وبغية الوعاة : 1 : 77/ 1479 ، وميزان الاعتدال : 2 : 520 ، وسير أعلام النبلاء : 15 : 96 / 56 ، ومعجم رجال الحديث : 15 : 213 .
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمته في تهذيب الكمال : 234:14 / 3133 وترجمة ابن دريد كما في التعليقة المتقدّمة ، كان أبوه عبداً لرجل من جُذام يقال له : الرياشي . وروى الخطيب في تاريخ بغداد : 12 : 140 عن علي بن أبي أُميّة أنّه قال : لما كان من دخول الزنج البصرة ما كان ، وقَتلِهِم بها مَن قتلوا ، وذلك في شوّال سنة سبع وخمسين ومئتين ، بلغنا أنّهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم ، وقالوا : هات المال. فجعل يقول : أيُّ مالٍ أيُّ مالٍ حتى مات. وانظر أيضاً ترجمته في الجرح والتعديل : 6: 213 ، والأنساب لابن السمعاني في عنوان «الرياشي» ، ومعجم الأدباء : 12 : 44 ، والمنتظم لابن الجوزي: ج 12 في وفيات سنة 257، و سير أعلام النبلاء : 12 : 372 ، و تاريخ الإسلام ص 171 ، والوافي بالوفيات : 16 : 652 . هذا ، وفي النسخ صحّف ب-«الرقاشي».

عن كثير بن الصلت قال : جمع زياد [ ابن مرجانة ] (1)النّاس برحبة الكوفة ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، علیه السلام والنّاس من ذلک في كرب عظيم ، فأغفيت فإذا أنا بشخص قد سدّ ما بين السماء والأرض ، فقلت له : من أنت ؟

فقال : أنا النقّاد ذو الرقبة ، أُرسلتُ إلى صاحب القصر .

فانتبهت مذعوراً ، وإذا غلام لزياد قد خرج إلى النّاس فقال : انصرفوا فإنّ الأمير عنكم مشغول . وسمعنا الصياح من داخل القصر، فقلت في ذلك :

ما كان منتهياً عمّا أراد بنا *** حتى تناوله النقاد ذو الرَّقبه

فأسقط الشق منه ضربة ثبتت *** كما تناول ظلماً صاحب الرّحبه

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 5)

(2720) 8 - (2)أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن أصرم البجلي بالكوفة ، قال : حدّثنا محمد بن عمارة الأسدي قال : أخبرني يحيى بن ثعلبة .

قال : وحدّثني أبو نعيم محمّد بن جعفر بن محمّد الحافظ بالرملة ، قال : حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال : حدّثنا هشام بن محمّد بن السائب أبو المنذر قال :

ص: 78


1- ما بين المعقوفين موجود في الطبعة الحجرية .
2- - ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في من غير الله حالهم وأهلكهم ببغضه الله أو سبّه من المناقب : 2 : 385 عن عبد الله بن السائب وكثير بن الصلت ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 146 بإسناده عن هشام بن محمد أبيه ، عن عبد الرحمان بن السائب ، عن أبيه قال : جمعنا زياد ، وذكره بتفاوت. ورواه ابن الجوزي في ترجمة زياد بن أبيه من المنتظم : 5: 263 في وفيات سنة 53 و عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار 47 من خطب نهج البلاغة : 3: 199 . وأورده أيضاً ابن أبي الحديد ذيل الخطبة 56 : 4 : 58 باختصار .

حدّثني يحيى بن ثعلبة أبو المقوّم الأنصاري ، عن أُمّه عائشة بنت عبد الرحمان بن السائب :

عن أبيها قال : جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة وأشرافهم في مسجد

الرحبة ليحملهم على سبّ أمير المؤمنين علیه السلام والبراءة منه، وكنت فيهم، فكان النّاس من ذلك في أمر عظيم ، فغلبتني عيناي فنمت، فرأيت في النوم شيئاً طويلاً، طويل العنق ، أهدل ، أهدب (1)، فقلت : مَن أنت ؟

فقال : أنا النقاد ذو الرقبة .

قلت : وما النقاد ؟

قال : طاعون بُعثتُ إلى صاحب هذا القصر لأجتثَّه من جديد الأرض (2)، كما عتا وحاول ما ليس له بحقّ.

قال : فانتبهت فزعاً، وأنا في جماعة من قومي، فقلت: هل رأيتم ما رأيت ؟

فقال رجلان منهم : رأينا كيت وكيت بالصفة. وقال الباقون : ما رأينا شيئاً، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد ، فقال : يا هؤلاء، انصرفوا، فإنّ الأمير عنكم مشغول . فسألناه عن خبره ؟ فخبّرنا أنّه طعن في ذلك الوقت، فما تفرّقنا حتّى سمعنا الواعية عليه ، فأنشأت أقول في ذلك :

قدجشم النّاس أمراً ضاق ذرعهم*** بحملهم حين ناداهم إلى الرحبه

يدعو على ناصر الإسلام حين يرى*** له على المشركين الطول والغلبه

ما كان منتهياً عما أراد بنا *** حتى تناوله النقاد ذو الرقبه

فأسقط الشق منه ضربة عجباً *** كما تناول ظلماً صاحب الرّحبه

(أمالي) الطوسي : المجلس 29 الحديث 15) .

ص: 79


1- قال ابن الأثير في النهاية : 5: 249 أهدب الأشفار : أي طويل شعر الأجفان، ومنه حديث زياد : طويل العنق أهدب . وقال أيضاً في ص 251 : الأهدل : المسترخي الشفة السفلى الغليظها ، ومنه حديث زياد أهدب أهدل.
2- جديد الأرض وجهها .

(2721) 9 - أخبرنا محمّد بن عليّ بن خشيش قال : حدّثني محمد بن عبد الله محمّد بن عبيد الله بن المطلب أبو المفضّل الشيباني ] قال : حدّثنا أبو الطيّب علي بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة ، قال : حدّثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم قال :

حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني أملاه عَلَيّ في منزله قال: خرجت أيّام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي في الكوفة من منزلي فلقينى أبو بكر بن فقال لي : امض بنا يا يحيى إلى هذا فلم أدر من ،يعني وكنت أجل أبابكر عن مراجعة، وكان راكباً حماراً له، فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم التفت إليّ فقال لي: يا ابن الحمّامي، إنما جررتك معى وجَشّمتك (1)معی ان تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية .

قال : فقلت : مَن هو يا أبا بكر ؟

قال : هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى. فسكتّ عنه ، ومضى وأنا أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وتبيّنه وكان النّاس ينزلون عند الرحبة ، فلم ينزل أبو بكر هناك، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الإزار .

قال : فدخل على حمار وناداني : تعال يا ابن الحمّامي. فمنعني الحاجب فزجره أبوبكر وقال له : أتمنعه يا فاعل وهو معي ؟ فتركني ، فما زال يسير على حماره حتّى دخل الايوان، فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الايوان على سريره وبجنبي السرير رجال متسلّحون وكذلك كانوا يصنعون.

فلا أن رآه ،موسى رحّب به وقرّبه وأقعده على سريره، ومنعت وصلت إلى الايوان أن أتجاوزه، فلما استقرّ أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف ، فناداني : تعال ويحك . فصرت إليه ونعلي في رجلي، وعَلَيَّ قيص وإزار ، فأجلسني بين يديه، فالتفت إليه موسى فقال : هذا رجل تكلّمنا فيه ؟

ص: 80


1- جشم جشماً وجشامة الأمر : تكلّفه على مشقة. وفي بعض النسخ : «حشمتك» - بالحاء المهملة ، حشم حشماً : آذاه بتسميعه ما يكره .

قال : لا و لكنى جئت به شاهداً عليك.

قال : فى ما ذا ؟

قال : إنّي رأيتك وما صنعت بهذا القبر .

قال : أيّ قبر؟

قال : قبر الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صَلى الله علیه وآله وسلم .

وكان موسى قد وجّه إليه من كربه وكرب (1)جميع أرض الحائر وحرثها وزرع الزرع فيها ، فانتفخ موسى حتّى كاد أن ينقدّ، ثم قال : وما أنت وذا ؟

قال اسمع حتى أخبرك ، اعلم أني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة تريدني فأغاثني (2)الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني فمضيت لوجهي ، فلمّا صرت إلى شاهي (3)ضللت الطريق ، فرأيت هناك عجوزاً فقالت لي: أين تريد أيها الشيخ ؟ قلت : أريد الغاضرية. قالت لي: تبطّن (4)هذا الوادي، فإنّك إذا أتيت آخره اتضح لك الطريق.

فمضيت ففعلت ذلك ، فلمّا صرت إلى نينوى اذا أنا بشيخ كبير جالس هناك ، فقلت : من أين أنت أيها الشيخ ؟

فقال لي : أنا من أهل هذه القرية.

فقلت : كم تعد من السنين ؟

فقال : ما أحفظ ما مضى من سنّي ،وعمري، ولكن أبعد ذكري أني رأيت الحسين بن علي علیه السلام ومن كان معه من أهله ومن تبعه يُمنعون الماء الذي تراه، ولا يمنع الكلاب ولا الوحوش شربه.

ص: 81


1- کربت الأرض : قلبتها للحرث .
2- في الطبعة الحجرية: «فأعانني».
3- شاهي : موضع قرب القادسية
4- تبطن الشيء : توسّطه .

فاستفظعت ذلك وقلت له : ويحك ، أنت رأيت هذا ؟

قال : إي والّذي سمك السماء، لقد رأيت هذا أيّها الشيخ وعاينته، وإنّك وأصحابك هم الذين يعينون على ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين، إن كان في الدنيا مسلم .

فقلت : ويحك ، وما هو ؟

قال : حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه .

قلت : ما أجرى إليه ؟

قال : أيكرب قبر ابن النبي صلی الله علیه و آله وسلم وتحرث أرضه؟

قلت : وأين القبر؟

قال: ها هو ذا أنت واقف في أرضه، فأمّا القبر فقد عمي عن أن يُعرَف

موضعه !

قال أبوبكر بن عيّاش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قطّ ، ولا أتيته في طول عمري ، فقلت : مَن لي بمعرفته ؟ فمضى معي الشيخ حتّى وقف بي على حَيْرٍ (1) له باب و آذن ، وإذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للأذن : أريد الدخول على ابن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم .

فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت.

قلت : ولِمَ ؟

قال : هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ، ومحمّد رسول الله، ومعها جبرئيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير .

قال أبو بكر بن عيّاش: فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة، ومضت بي الأيّام حتى كدت أن أنسى المنام ، ثمّ اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدَين كان لي على رجل منهم فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتّى إذا

ص: 82


1- الحير : الحمى، ويراد به الحائر، وهو موضع فيه مشهد الإمام الحسين علیه السلام ، سُمِّي بذلك لتحيّر الماء فيه .

صرت بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم فقالوا لي : الق ما معك وانج بنفسك . وكانت معي نفيقة، فقلت : ويحكم أنا أبو بكر بن عيّاش وإنما خرجت في طلب دَين لي، واللّه اللّه لا تقطعوني عن طلب دَيني وتضرّوا بي في نفقتي فإني شديد الاضافة. فنادى ، رجل منهم : مولاي وربّ الكعبة، لا يُعرض له . ثمّ قال لبعض فتيانهم : كُن حتى تصير به إلى الطريق الأيمن.

قال أبو بكر: فجعلت أتذكّر ما رأيته فى المنام وأتعجّب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى، فرأيت - والله الّذى لا إله إلا هو - الشيخ الذي كنت رأيته - في منامي بصورته وهيئته، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء، فحين رأيته ذكرت الأمر والرؤيا، فقلت: لا إله إلا الله ما كان هذا إلا وحياً! ثم سألته كمسألتي إيَّاه في المنام، فأجابني ثم قال لي امض بنا. فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب، فلم يفتني شيء في منامي إلّا الأذِن والحير، فإنّي لم أر حيراً و لم أر آذِناً ، فاتّق الله أيّها الرجل، فإنّي قد آليت على نفسي ألّا أدع إذاعة هذا الحديث، ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه، فإنّ موضعاً يأتيه إبراهيم ومحمّد وجبرئيل وميكائيل علیهم السلام لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته، فإنّ أبا حصين حدّثني أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال: «مَن رآني في المنام فإيّاي رأى، فإنّ الشيطان لا يتشبّه بي» (1)

ص: 83


1- ورواه الترمذي فى الباب 4 من كتاب الرؤيا من صحيحه : 4 : 535 من صحيحه : 4 : 535 ح 2276 بإسناده عن عبد الله ، عن النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم قال : «من رآني في المنام فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثل بي». ثمّ قال الترمذي : وفي الباب : عن أبي هريرة وأبي قتادة وابن عبّاس وأبي سعيد وجابر وأنس و أبي مالك الأشجعي عن أبيه ، وأبي بكرة وأبي جحيفة، ثم قال : هذا حديث حسن صحيح . ورواه مسلم في الباب 1 من كتاب الرؤيا من صحيحه : 4 1775 ح 2266 وما بعده بأسانيد من طريق أبي هريرة وجابر بن عبد الله. ورواه أحمد في مسنده : 1 : 361 من طريق ابن عبّاس ، وفي ص 375 ، 400 ، 440 من طريق عبد الله بن مسعود ، وفى : 2 : 232 ، 261 ، 342 ، 410، 411 ، 425 ، 463 ، 469 ، 472 من طريق أبي هريرة ، وفي : 3: 26 من طريق أنس ، وفي : 3: 350 من طريق جابر، وفى : 3 : 472 من طريق طارق

فقال له موسى : إنما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة الّتي ت منك، وبالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنك تتحدث بهذا لأضربن عنقك

وعنق هذا الّذي جئت به شاهداً عَلَيّ..

فقال أبو بكر : إذن يمنعني الله وإياه منك، فإنّي إنما أردت الله بما كلّمتك به . فقال له : أتراجعني يا عاص. وشتمه.

فقال له : اسكت أخزاك الله وقطع لسانك ، فأرعد موسى على سريره ، ثم قال: خذوه.

فأخذ الشيخ عن السرير وأُخِذت أنا، فوالله لقد مرّ بنا من السحب والجرّ و الضرب ما ظننت أننا لانكثر الأحياء أبداً (1)، وكان أشدّ ما مرّ بي من ، ذلك أن رأسي كان يجرّ على الصخر، وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي، وموسى يقول : اقتلوهما بني كذا وكذا ، بالزاني لا يكنّى (2)، وأبو بكر يقول له : امسك قطع الله لسانك وانتقم منك ، اللّهمَّ إيّاك أردنا ، ولولد وليّك غضبنا ، وعليك توكلنا .

فصيّر بنا جميعاً إلى الحبس، فما لبثنا في الحبس إلّا قليلاً، فالتفت إليَّ أبو بكر و رأى ثيابي قد خرّقت وسالت دمائي، فقال: يا حمّاني، قد قضينا الله حقاً، واكتسبنا في يومنا هذا أجراً، ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله.

فما لبثنا إلّا مقدار غداءة ونومة حتّى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه، وطلب حمار

ص: 84


1- قوله : «لانكثر الأحياء أبداً »: كناية عن الموت، أي لا نكون بينهم حتى يكثر عددهم بنا.
2- قوله : «بالزاني لا يكنى»: أي كان يقول في الشتم ألفاظاً صريحة في الزنا، ولا يكتفي بالكناية .

أبي بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبراً، فتعبنا في المشي إليه تعباً شديداً، وكان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيراً ثمّ، يقول : اللهمّ إنّ هذا فيك فلا تنسه. فلمّا دخلنا على موسى، وإذا هو على سرير فحين بصر بنا قال : لا حيّا الله ولا قرّب من جاهل أحمق يتعرّض لما يكره، ويلك يا دعىّ، ما دخولك فيا بيننا معشر بني هاشم؟!

فقال له :أبو بكر قد سمعت كلامك والله حسبك .

فقال له : أخرج قبّحك الله ، والله لئن بلغني أنّ هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضر بنّ عنقك .

ثم التفت إليّ وقال : يا كلب - وشتمني - وقال : إيّاك ثمّ إيّاك أن تُظهر هذا فإنّه إنما خُيّل هذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه أخرجا عليكما لعنة الله وغضبه .

فخرجنا وقد يئسنا من الحياة، فلمّا وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره، فلما أراد أن يدخل منزله التفت إليّ وقال : احفظ هذا الحديث وأثبته عندك، ولا تحدّثن هؤلاء الرعاع، ولكن حدث به أهل العقول والدين .

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 97)

(2722) 10 (1)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو يعلى محمّد بن زهير القاضي بالأبلّة (2)، قال : حدّثنا عليّ بن أيمن قال : حدّثني مصبح بن هلقام أبو عليّ العجلي قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن قروزي بالرملة ، قال : حدّثنا أبو أميّة محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي قال :

ص: 85


1- - ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في من غيّر الله حالهم وأهلكهم ببغضه علیه السلام أو سبّه» من المناقب : 2 : 383 عن شمر بن عطيّة :
2- الأبلة : بلد على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة ، وهي أقدم من البصرة .

حدّثنا الحسن بن عطيّة قال : كان أبي ينال من علي بن أبي طالب ،علیه السلام فأتي في المنام فقيل له : أنت السابّ عليّاً ؟ فخُنِق حتى أحدث في فراشه ثلاثاً ، يعني صُنع ذلك في المنام ثلاث ليال.

(أمالي الطوسي : المجلس 29 ، الحديث13)

(2723) 11 (1)- وعن أبي المفضّل قال : حدثنا محمّد بن إبراهيم بن توزون قال: حدثنا أحمد بن داوود بن موسى المكّي بمصر، قال: حدّثنا زكريا بن يحيى الكسائي قال : حدّثنا نوح بن درّاج القاضي عن ابن أبي ليلى:

عن أبي جعفر المنصور قال : كان عندنا بالشراة (2)قاض إذ فرغ من قصصه ذكر عليّاً علیه السلام فشتمه ، فبينا هو كذلك إذ ترك ذلك يوماً ومن الغد، فقالوا: نسي، فلمّا كان اليوم الثالث تركه أيضاً ، فقالوا له وسألوه ، فقال : لا والله لا أذكره بشتيمة أبداً، بينا أنا نائم والنّاس قد جمعوا فيأتون النبي صلى الله عليه وآله سلم فيقول لرجل: «اسقهم». حتى وردت على النبي علیه السلام فقال له : «اسقه». فطردني، فشكوت ذلك إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم. فقلت : يا رسول الله مره فليسقني ، قال : «اسقه» . فسقاني قطراناً ، فأصبحت وأنا أتحشّاه (3)

(أمالي) الطوسي : المجلس 29 ، الحديث (14) :

ص: 86


1- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل : في من غير الله حالهم وأهلكهم ببغضه الا أو سبه من المناقب : 2 : 384 .
2- الشّراة - بفتح أوله : صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول له ، ومن بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة التي كان يسكنها ولد علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب في أيام بني مروان . (معجم البلدان : (3 (332 )
3- حشى الرجل : أصابه مرض الحشى ، وهو مرض في الرئة يصير التنفّس صعباً . وفي البحار : «أتجسّى» ، وفي مناقب ابن شهر آشوب : «أتجاه وأبوله» .

(2724) 12 (1)- ذكر الفضل بن شاذان رحمه الله في كتابه الذي نقض به على ابن كرّام قال : روى عثمان بن عفّان ، عن محمّد بن عبّاد البصري صاحب عبّادان ورئيس الغزاة، قال عثمان : قال لي محمّد بن عبّاد : يا شجري ألا أحدّثك بأعجب حديث سمعته قطّ ؟ قلت : حدثني رحمك الله .

قال : كان في جواري هاهنا رجل من أحد الصالحين، فبينا هو ذات ليلة نائم إذ رأى كأنّه قدمات وحشر إلى الحساب، وقرب إلى الصراط . قال : فلمّا جزت إلى الصراط ، فإذا أنا بالنّبي صلی الله علیه و آله وسلم جالس على شفير الحوض، والحسن و الحسين علیهما السلام ييديهما كأس النبي صلی الله علیه و آله وسلم يسقيان الأُمّة، فدنوت إلى الحسن علیه السلام فقلت : اسقني . فأبى عَلَيّ،َ فدنوت إلى الحسين علیه السلام فقلت له : اسقني ، فأبى عَلَيّ..

فأتيت النبي علیه السلام فقلت يا رسول الله مر الحسن والحسين علیهما السلام يسقياني. قال: «لا تسقياه».

قلت : بأبي أنت وأمي أنا مؤمن بالله وبك، لم أخالفك ، فكيف لا تسقونني ؟! مر الحسن والحسين أن يسقياني.

فقال: «لا تسقياه، فإنّ في جواره رجلاً يلعن عليّاً فلم يمنعه». فدفع إليَّ سكيناً وقال : «اذهب ف-اذبحه». فذهبت في منامي ،فذبحته، ثمّ رجعت فقلت: بأبي أنت واُمّى قد فعلت ما أمرتني به قال «هات السكين». فدفعته ، قال : «ياحسين اسقه». قال : فسقاني الحسين علیه السلام و أخذت الكأس بيدي ولا أدري شربت أم لا، ولكنّي استنبهت من نومي، وإذا بي من الرعب غير قليل، فقمت إلى صلاتي فلم أزل أصلّي وأبكي حتى انفجر عمود الصبح، فإذا بولولة وصيحة، وإذا هم ينادون: فلان ذُبح على فراشه، وإذا أنا بالحرس والشرطة يأخذون البريء والجيران، فقلت: سُبحان الله هذا شيء رأيته في المنام، فحقّقه الله ! فقمتُ إلى

ص: 87


1- - ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في من غيّر الله حالهم وأهلكهم ببغضه علیه السلام -أو سبّه من المناقب : 2 : 385 وفي ط : ص 345 ، وابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 239 ح 203 : 4 ، والراوندي في الخرائج و الجرائح : 1 : 223

الأمير فقلت : أصلحك الله ، هذا أنا فعلته و القوم براء.

قال لي : ويحك ما تقول ؟ !

فقلت : أيها الأمير هذه رؤيا رأيتها في منامي، فإن كان الله حقّقها فما ذنب هؤلاء ، وقصصت عليه الرؤيا .

فقال الأمير : اذهب فجزاك الله خيراً، أنت برىء، والقوم براء.

قال عثمان بن عفّان : فهذا أعجب حديث حديث سمعته قطّ܂

(أمالي الطوسي : المجلس 46 ، الحديث 2)

(2725) 13 (1)- حدّثنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرنا علىّ بن محمّد الحسيني قال : حدّثنا جعفر بن عیسى عبيدالله قال : حدثنا عبيد الله بن علي قال : حدّثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن آبائه:

عن علي علیه السلام قال: «رؤيا الأنبياء وحيّ. »

(أمالي الطوسي : المجلس (12، الحديث 29)

(2726) 14 (2)- أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمد بن مخلّد قال : أخبرنا أبو عمر و عثمان

ص: 88


1- - ورواه الطبراني في مسند ابن عبّاس من المعجم الكبير : 12 : 5 ح 12302 عن عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس مثله . وروى عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 7: 176 . ورواه الحاكم في تفسير سورة الصافات من كتاب التفسير من المستدرك : 2 : 431 عن ابن عبّاس ورواه الديلمي في الفردوس : 2 : 399 3083 من طريق ابن عمر . وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة : ج 3 ص 18 ح 4 .
2- - ورواه أبوداوود في كتاب الأدب من سننه : 304:4 - 305 باب ما جاء في الرؤيا : رقم 5019 عن قتيبة بن سعيد ، عن عبدالوهاب ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة . وأخرجه مسلم في «التعبير» من صحيحه : 10 : 48 باب القيد في المنام، والبغوي في شرح السنّة : 12 : 208 رقم 3278 باب أقسام الرؤيا، ومسلم في كتاب الرؤيا من صحيحه : 4 : 1773 رقم 2263 ، وأحمد في مسنده 2 : 507 ، والترمذي في صحيحه : رقم 2270 . وأخرجه الهندي في كنز العمال: ج 15 رقم 41427 عن أحمد ومسلم وأبي داوود والترمذي، وفي الحديث 41450 عن الديلمي، عن يحيى بن سعيد العطّار، عن سعيد بن ميسرة ، عن أنس.

بن أحمد بن عبد الله بن زيد الدقّاق قال : حدّثنا الحسن بن سلّام السوّاق قال :حدّثنا قبيصة قال : حدّثنا سفيان ، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم قال : «إذا تقارب (1)الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، و أصدقهم رؤياً أصدقهم حديثاً (2)

أمالي) الطوسي : المجلس 13 ، الحديث (95

ص: 89


1- في سنن أبي داوود : «إذا اقترب» ، وفي شرح السنة - للبغوي -: «إذا كان آخر الزمان» .
2- قال فى البحار : المراد من تقارب الزمان، إمّا اقتراب الساعة ، أو اقتراب الليل والنهار و هو وقت استوائها أيام الربيع والخريف .

باب 14 قوى النفس ومشاعرها من الحواس

(2727) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا إسماعيل بن مرار قال: حدّثني يونس بن عبدالرحمان:

عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد الله الصادق علیه السلام جماعة من أصحابه، فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيّار، وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شابّ ، فقال أبو عبد الله علیه السلام : «يا هشام».

قال : لبّيك يا ابن رسول الله .

قال : «ألا تحدّثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد ، ، وكيف سألته» ؟

قال هشام: جُعِلتُ فداك يا ابن رسول الله إنّي أُجلّك و أستحييك، ولا يعمل لساني بين يديك.

فقال أبو عبدالله : «إذا أمرتكم بشيء فافعلوه».

قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، و عظم ذلك عَلَيّ، فخرجتُ إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة، فأتيتُ مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف وشملة مُرتَدٍ ،بها، والنّاس يسألونه، فاستفرجت النّاس فأفرجوا لي، ثمّ قعدتُ في آخر القوم على رُكبتي، ثمّ قلت : أيّها العالم، أنا رجل غريب، تأذن لي فأسألك عن مسألة ؟

ص: 90


1- - تقدّم تخريجه وترجمة الرجال الذين في متن الحديث في كتاب الإمامة : ج 3 ص 9 - 11 ح1.

قال : فقال : نعم .

قال : قلت له : ألك عين ؟

قال : يا بُنَيَّ، أيّ شيء هذا من السؤال ؟

فقلت : هكذا مسألتي.

فقال : يا بُنيّ، سَل ، وإن كانت مسألتك حمقاء.

فقلت : أجبني فيها .

قال : فقال لى سل.

فقلت : ألك عين ؟

قال : نعم .

قال : قلت : فما ترى بها ؟

قال : الألوان والأشخاص.

قال : قلت : ألك أنف؟

قال : نعم .

قال : قلت : فما تصنع به ؟

قال : أتشمّم به الرائحة .

قال : قلت : ألك فم ؟

قال : نعم .

قلت : وما تصنع به ؟

قال : أعرف به طَعم الأشياء.

قال : قلت : ألك لسان ؟

قال : نعم .

قلت : وما تصنع به ؟

قال : أتكلّم به .

قال : قلت : ألك أُذُن ؟

ص: 91

92

قال : نعم .

قلت : وما تصنع بها ؟

قال : أسمع بها الأصوات.

قال : قلت : ألك يد ؟

قال : نعم .

قلت : وما تصنع بها ؟

قال : أبطش بها .

قال : قلت : ألك قلب ؟

قال : نعم .

قلت : وما تصنع به ؟

قال : أميّز به كلّ ما ورد على هذه الجوارح.

قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟

قال : لا .

قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟

قال: يا بُنيّ، إنّ الجوارح إذا شكَّت في شيء شمَّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته، ردّته إلى القلب، فييقّن اليقين ويبطل الشكّ.

قال : فقلت : إنّما أقام الله القلب لشكّ الجوارح ؟

قال : نعم .

قال : قلت : فلابد من القلب ؟ وإلّا لم تستقم الجوارح ؟

قال : نعم .

قال فقلت : يا أبا مروان ! إنّ الله تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماماً يصحّح لها الصحيح، ويبقّن ماتشكّ فيه، ويترك هذا الخلق كلّهم (1)في حيرتهم وشكّهم واختلافهم لا يقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم، ويقيم

ص: 92


1- في نسخة : «كلُّه»

لك إماماً لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك ؟!

قال : فسكت ولم يقل شيئاً، قال : ثمّ التفت إليّ فقال : أنت هشام ؟

فقلت : لا .

فقال لى : أَجالسته ؟

فقلت : لا .

قال : فمن أين أنت ؟

قلت : من أهل الكوفة ؟

قال : فأنت إذن هو .

قال: ثمّ ضمّنى إليه وأقعدني في مجلسه، وما نطق حتى قمتُ.

فضحك أبو عبد الله علیه السلام ثم قال : «يا هشام من علّمك هذا »؟

قال: فقلت يا ابن رسول الله، جرى على لساني.(1)

قال: «یا ،هشام هذا والله مكتوبٌ في صُحف إبراهيم وموسى» .

أمالي الصدوق : المجلس 86 ، الحديث 15)

(2728) 2 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني ابو القاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي في منزله بمكّة ، قال : حدّثنا عبيد الله أحمد بن نهيك قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن سبرة بن يعقوب بن شعيب، عن أبيه قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السلام يحدّث عن آبائه ، عن عليّ علیه السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «في ابن آدم ثلاث مئة وستّون عرقاً، منها مئة وثمانون متحرّكة، ومئة و ثمانون ساكنة ، فلو سكن المتحرّك لم يبق الإنسان ، ولو تحرّك الساكن لهلك الإنسان». (أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث (14)

ص: 93


1- في الكافي : شيء أخذته منك وألّفته .
2- - ورواه الكليني في الباب 27 - باب التحميد والتمجيد - من كتاب الدعاء من الكافي :503:2 4 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، وحميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، جميعاً عن ح أحمد بن الحسن الميثمي ، عن يعقوب بن شعيب ، وفيه : «فلو سكن المتحرّك لم ينم ، ولو تحرّك الساكن لم ينم». ورواه الصدوق في علل الشرائع : ص 353 باب 65 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن الحسن الميثمي ، عن يعقوب بن شعيب مثل رواية الكليني . وروى نحوه أيضاً الكليني في الحديث 3 من الباب المتقدّم عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن أبي الحسن الأنباري ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يحمد الله في كلّ يوم ثلاث مئة وستّين مرّة ، عدد عروق الجسد ، يقول : «الحمد لله ربّ العالمين كثيراً على كل حال ». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 76، والطبرسي في مكارم الأخلاق ص 355 - 356 ، والديلمي في أعلام الدين.

باب 15 ما ورد في الأيام

(2729) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله :

عن علي بن عمر العطّار قال: دخلت على أبي الحسن العسكري اليوم

الثلاثاء فقال: «لم أرك أمس» ؟

:قلت كرهت الحركة فى يوم الاثنين .

قال: «يا علي، من أحبّ أن يقيه الله شتر يوم الإثنين، فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة :« هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ» ، ثم قرأ أبو الحسن علیه السلام : «فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً» (1)

ص: 94


1- سورة الإنسان : 76: 1 و 11 .

(2730) 2) (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال :

حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي. عمير، عن سيف بن عميرة، ، عن عبد الرحمان بن سيابة ، عن أبي إسحاق، عن الحارث :

عن علي علیه السلام قال : «من قال حين يُمسي ثلاث مرّات : «فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظهِرُونَ » (2)، لم يَفُته خيرٌ يكون في تلك الليلة وصُرِف عنه جميع شرّها، ومن قال مثل ذلك حين يُصبح لم يَفُته خيرٌ يكون في ذلك اليوم وصُرف عنه جميع شرّه».

(أمالي الصدوق : المجلس 85، الحديث (14)

ص: 95


1- - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 166 عن أبيه ، عن علي بن موسى، عن أحمد بن 1 محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة . وأورده الفتّال في المجلس 44 من روضة الواعظين : ص 329
2- سورة الروم : 30 : 17 - 18 .

باب 16 ما ورد في الحجامة

(2731)1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن النصر قال : حدثني أبو جميلة المفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة :

عن علي علیه السلام (في حديث يذكر فيه قصة الشاة المسمومة التى أتت بها يهوديّة) قال : فهبط جبرئيل علیه السلام : فقال : السلام يُقرئك السلام ويقول قل : «بسم الله الذي يسمّيه به كلّ مؤمن و به عزّكلّ مؤمن وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض، وبقدرته الّتي خضع لها كلّ جبار عنيد ، وانتكس كلّ شيطان مريد من شرّ السمّ والسحر واللَّمَم ، بسم العلي (1)الملك الفرد الذي لا إله إلا هو « وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزيدُ الظَّالِمينَ الأخَسارا» (2) ».

فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم ذلك ، وأمر أصحابه فتكلّموا به ، ثمّ قال : «كلوا»، ثمّ أمرهم أن يحتجموا (3)

(أمالي الصدوق : المجلس 40، الحديث 2)

تقدّم تمامه في الباب الثالث من أبواب معجزات النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم من كتاب النبوة (4)

(2732) 2 -(5) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن

ص: 96


1- في نسخة : بسم الله العلي .
2- سورة الإسراء : 17 : 82 .
3- زاد في نسخة : «فما يضرهم».
4- تقدّم في ج 2 ص 269 - 270 .
5- - ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه، وعنه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر 256:2 .

الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام قال : حدّثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمد بن عيسى الأبهري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن زكريّا الجوهري الغلابي البصري قال : حدّثنا شُعيب بن واقد قال : حدّثنا الحسين بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه:

عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام (في حديث مناهي النبي صلى الله عليه وسلم) قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجامة يوم الأربعاء».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب النواهي.

ص: 97

باب 17 علاج الحُمّى

(2733) 1 -(1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن عليّ الدعبلي قال : حدّثني أبي عن الرضا عليّ بن موسى قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثنا أبي محمّد بن علي قال : حدّثنا أبي علي بن الحسين علیه السلام، عن النزال بن سبرة (2):

عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام أنه قال : «إنّ الزبيب يشدّ القلب، ويذهب بالمرض، ويطق الحرارة، ويطيّب النفس». (أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 2)

(2734) 2 - (3)وبالسند المتقدّم عن عليّ بن الحسين علیه السلام أنه قال : «بلّوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرّات، ويحوّل من إناء إلى إناء ويسق المحموم، فإنّه يذهب بالحمّى الحارّة، وإنما عمل بالوحي».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث26)

ص: 98


1- - وروى نحوه البرقي في الباب 113 من كتاب الأطعمة من المحاسن : 2 : 346 ح 2268 / 904 بسنده عن أبي عبد الله علیه السلام، و عنه الكليني في باب الزبيب من كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 352 ح 3، وفي ح 4 بسند آخر عن أبي عبد الله علیه السلام. وأورده الطبرسي في الفصل 10 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 175 .
2- هذا هو الظاهر الموافق لبعض النسخ ، وفي بعضها .... عليّ بن الحسين، عن ابیه الحسين بن علي، عن النزال بن سبرة . وفي البحار : 66 : 152 5 : « ... الرضا ، عن آبائه ، عن علي»".
3- - ورواه عنه الطبرسي في الفصل 13 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 192. وروى البرقي نحوه في الباب 72 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 289 ح 1947 / 583 2: 289بسنده عن أبي عبد الله علیه السلام ، وفيه: «املئُوا جوف المحموم من السويق ، يغسل ثلاث مرّات ثم يسقى» وأيضاً روى نحوه البرقي في الحديث ،581 ، والكليني في الحديث 9 من باب الأسوقة من كتاب الأطعمة من الكافي : 6: 306 بسندهما عن أبي الحسن الماضي علیه السلام : «السويق إذا غسلته سبع مرات وقلبته من إناء إلى إناء آخر فهو يذهب بالحمّى ، وينزل القوّة في الساقين والقدمين.

أبواب الحيوان

باب 1 ما ورد في الحيوان وبعض أصنافه

(2735)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن صالح بن فيض الساوي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب ، عن أبي حمزة قال :

كان عليّ بن الحسين علیه السلام يقول: «مهما أبهمت عنه البهائم فلم تبهم عن أربع : معرفتها بالربّ عزّ وجلّ، ومعرفتها بالأنثى من الذكر، ومعرفتها بالموت، والفرار منه» .

(أمالي) الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 4)

(2736) 2 (1)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمّار الثقفي الكاتب قال: حدّثنا علي بن محمّد بن سليمان النوفلي قال : حدّثنا محمّد بن

ص: 99


1- - وأخرج نحوه أبو نعيم في الفصل 18 من دلائل النبوّة : ج 2 ص 375 - 376 تحت الرقم - 273 - 274 بإسناده عن زيد بن أرقم وأنس بن مالك ، والطبراني في المعجم الأوسط : برقم 5543 عن أنس بن مالك .

الحارث بن بشير الزينبي (1)قال : حدّثني القاسم بن الفضل بن عميرة العبسي، عن عباد [ بن سالم بن كثير ] المنقري، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد علیه السلام قال : حدثني أبي، عن أبيه، عن جده:

عن علي بن أبي طالب علیه السلام قال : «مر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بظبية مربوطة بطنب فسطاط، فلما رأته أطلق الله عزّ وجلّ لسانها فكلّمته فقالت : يا رسول الله ، إنّي أمّ خشفين عطشانين ، وهذا ضرعي قد امتلأ لبناً ، فخلني لانطلق فأرضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت.

فقال لها رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : وكيف وأنت ربيطة قوم و صيدهم ؟

قالت : بلى يا رسول الله ، أنا أجيء فتربطني أنت بيدك كما كنت .

فأخذ عليها موثقاً من الله لتعودنّ وخلّى سبيلها، فلم تلبث إلاّ يسيراً حتّى رجعت ، وقد أفرغت ما في ضرعها، فربطها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانت ، ثم سأل : لمن هذا الصيد ؟ فقيل له : هذه لبني فلان .

فأتاهم النبي صلی الله علیه و آله وسلم وكان الذي أقنصها منهم منافقاً، فرجع عن نفاقه وحسن إسلامه، فكلّمه النبي صلی الله علیه و آله وسلم في بيعها ليشتريها منه.

قال : بل أخلي سبيلها فداك أبي وأمّي يا نبي الله.

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : « لو أنّ البهائم يعلمن من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا»(2).

(أمالي) الطوسي : المجلس (16 ، الحديث (17)

(2737) 3 (3)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله

ص: 100


1- في الطبعة الحجرية : «محمد بن الحرب بن بشير الرحبي»، ولم أجد له ترجمة .
2- تقدّم تخريج هذه الفقرة وشرحها في ج 1 ص 324 - 325 باب حبّ لقاء الله وذمّ الفرار من الموت : ح 12
3- - تقدّم تخريجه فى الباب 3 من أبواب معجزات رسول الله الله له من كتاب النبوة : ج 2 ص273 ح 3.

قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: حدّثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد قال : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار قال : حدّثنا يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري قال : حدّثني شهر بن حوشب:

عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: بينا رجل من أسلم في غنيمة له يهشّ عليها

ببيداء ذي الحليفة، إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه ، فهجهج به (1) الرجل ورماه بالحجارة حتّى استنقذ منه شاته .

قال : فأقبل الذئب حتى أقعى مستثفراً (2)بذنبه مقابلاً للرجل، ثمّ قال له : أما اتقيت الله عزّ وجلّ، حلت بيني وبين شاة رزقنيها الله ؟

فقال الرجل : بالله ما سمعت كاليوم قطّ.

فقال الذئب : ممّ تعجب ؟

قال : أعجب من مخاطبتك إيّاي .

فقال الذئب : أعجب من ذلك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بين الحرتين في النخلات يحدّث بين الناس بما خلا (3)ويحدّثهم بما هو آت وأنت هاهنا تتبع غنمك .

فلمّا سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتّى إذا أدخلها قباء قرية الأنصار سأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصادفه في بيت أبي أيّوب، فأخبره خبر الذئب .

فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم «صدقت ، احضر العشيّة، فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا فأخبرهم ذلك».

فلما صلّى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الظهر واجتمع الناس إليه أخبرهم الأسلمي خبر الذئب ، فقال لهم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «صدق صدق صدق ، فتلك الأعاجيب بين يدي الساعة ، أما والذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أو

ص: 101


1- هجهج بالسبع صاح به .
2- الاستثفار : إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه .
3- قوله «بما خلا» : أي بمامضى.

الغدوة فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده».

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 17)

(2738) 4 (1)- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني محمّد بن عمر الصيرفي قال : حدّثنا الحسين بن إسماعيل الضبي قال : حدّثنا عبد الله بن شبيب قال : حدّثني هارون بن عبدالرحمان بن حاطب بن أبي بلتعة قال : حدّثني زكريا بن إسماعيل الزيدي من وُلد زيد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه عن عمّه سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري:

عن زيد بن ثابت قال : خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى وقفنا في مجمع طرق، فطلع أعرابي بخطام بعير حتّى وقف على رسول صلی الله علیه و آله وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.

فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «وعليك السلام».

قال : كيف أصبحت بأبي أنت وأمى يا رسول الله ؟

قال له : «أحمد الله إليك كيف أصبحت» .

قال : وكان وراء البعير الّذي يقوده الأعرابي رجل فقال : يا رسول الله ، إنّ هذا الأعرابي سرق البعير. فرغا البعير ساعة، فأنصت له رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يسمع رغاءه.

قال : ثمّ أقبل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على الرجل فقال: «انصرف عنه ، فإنّ البعير يشهد عليك أنك كاذب».

قال : فانصرف الرجل ، وأقبل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على الأعرابي فقال: «أي شيء قلت حين جئتني» ؟

قال : قلت : «اللهمّ صلّ على محمّد حتى لا تبقى صلاة، اللهم بارك على محمّد حتّى

ص: 102


1- - وروى الراوندي نحوه في الخرائج والجرائح : 1 : 41 ح 48 من معجزات رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وفي نفس العنوان من قصص الأنبياء : ص 311 في الفصل 18 ح 386 .

لا تبق بركة ، اللهمّ سلّم على محمّد حتّى لا يبقى سلام ، اللهمّ ارحم محمّداً حتّى لا تبق رحمة».

فقال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إنّي أقول : ما لي أرى البعير ينطق بعذره، وأرى الملائكة قد سدّوا الأفق» !

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث (13)

ص: 103

باب 2 آداب الركوب

(2739) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال :

حدثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف :

عن الأصبغ بن نباتة قال : أمسكت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام بالركاب وهو يريد أن يركب، فرفع رأسه ثم تبسم،فقلت:ياأميرالمؤمنين، رأيتك رفعت رأسك وتبسّمت ؟!

قال: «نعم يا أصبغ ، أمسكت لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الشهباء، فرفع رأسه إلى السماء وتبسّم ، فقلت : يا رسول الله، رفعت رأسك إلى السماء وتبسّمت ؟!

فقال : يا علي إنّه ليس من أحد يركب ثمّ يقرأ آية الكرسي (2)ثم يقول:

ص: 104


1- - ورواه أيضاً في الفقيه : 2 : 178 ح 795 في باب القول عند الركوب» من كتاب الحج، وفي ط : ص 272 - 273 2 ح 2418 . ورواه البرقي في الباب 10 من كتاب السفر من المحاسن : 2 : 91 ح 1242 / 41 ، و القمي في تفسير سورة الزخرف في تفسيره : 2 : 281 .
2- ومثله في تفسير القمّي، وفي الفقيه والمحاسن: «آية السخرة». وهي قوله تعالى: «إِنَّ ربَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرشِ يُغْشِي اللَّيلَ النَّهَارَ يَطلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مَسَخَّرَاتٍ بَأَمرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ» ، كما قال المجلسي في مرآة العقول : 12 : 317 في شرح الحديث 16 من باب الدعاء عند النوم والانتباه من الكافي ، وقال : وسمّيت سخرة لدلالتها على تسخير الله تعالى للأشياء وتذليله لها . أو إلى قوله تعالى : «قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ» : الأعراف : 7: 54-56 ، كما قال الشيخ البهائي على ما في مرآة العقول، واختاره السبزواري في جامع الدعوات: ص 19، فالمراد بالأية الجنس.

«استغفر الله الّذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه ، اللهمّ اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت». إلّا قال السيد الكريم: يا ملائكتي،عبدي يعلم أنّه لا يغفر الذنوب ،غيري فاشهدوا أنّي قد غفرت له ذنوبه».

(أمالي الصدوق : المجلس (76 ، الحديث (3)

(2740) 2 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس النميري المعدل بدمشق، قال : حدّثنى أبو عامر موسى بن عامر بن خريم المرّي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال : أخبرنا علي بن سليمان أبو نوفل الكلبي، عن أبي إسحاق السبيعي :

عن عليّ بن ربيعة الأسدي قال: ركب عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فلمّا وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله».

فلمّا استوى على الدابّة قال : «الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البرّ والبحر ورزقنا من الطيبات ، وفضّلنا على كثير ممّن خلق تفضيلاً، «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (2)».

ثمّ سبّح الله ثلاثاً، وحمد الله ثلاثاً، وكبّر الله ثلاثاً، ثم قال : «ربّ اغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت».

ثم قال: «فعل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم هذا، وأنا رديفه».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 الحديث 34)

ص: 105


1- - وروی نحوه ابن بلبان في المقاصد السنيّة : ص 317 - 318 في 317 - 318 في الحديث الستّين بسندين عن سفيان ومنصور بن المعتمر ، عن أبي إسحاق، عن عليّ بن ربيعة .
2- سورة الزخرف : 43: 13 .

باب 3 حق الدابة على صاحبها

(2741) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ( في حديث مناهي النبي صلى الله عليه واله وسلم ) قال : «نهى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن ضرب وجوه البهائم، ونهى عن قتل النحل، ونهى عن الوسم في وجوه البهائم».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة (16).

(2742)2) (2)- حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني قال :

قال الصادق جعفر بن محمد علیه السلام : «للدابّة على صاحبها سبعة حقوق : لا يُحمّلها فوق طاقتها، ولا يتّخذ ظهرها مجلساً يتحدّث عليه، ويبدأ بعلفها إذا نزل، ولا يَسِمها في وجهها ، ولا يضربها في وجهها فإنّها تسبّح، ويعرِض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يَضرِبها على النَّفار ويضربها على العثار (3)، لأنّها ترى ما لا ترون» . (أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث (2)

ص: 106


1- - ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 256 عن الصّدوق .
2- - ورواه البرقي في الباب 14 من كتاب المرافق من المحاسن : 2 : 475 ح 2648 / 121 ، و الكليني في كتاب الدواجن من الكافي : 6 : 537 باب نوادر في الدوابّ»: ح 1 ، و الشيخ الطوسي في التهذيب : 6 : 164 ح 303 ، وفي الجميع : «ستة حقوق» بنقص الفقرة الأخيرة من الحديث .
3- عَثَرَ عَبْراً وعِثاراً : زَلٌ وكَبا .

باب 4 فضل الخيل وارتباطها في سبيل الله وما ورد في شؤم الدابّة

(2743)1) (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل الترمذي قال : حدّثنا سعد بن عنبسة قال : حدّثنا منصور بن وردان العطّار قال : حدّثنا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي علیه السلام :

أن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ومن ارتبط فرساً في سبيل الله ، كان علفه وروثه وشرابه في ميزانه يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث (82)

ص: 107


1- - صدر الحديث رواه البرقي في كتاب المرافق من المحاسن : ص 631 ح 110 و 112 و في ط : 2 : 472 ح 111 و 113 ، والكليني في الكافي : 5: 48 ح 2 ، بإسنادهما عن أبي عبد الله علیه السلام ، أنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. وقريباً منه رواه الكليني في الحديث ، وفي ص 9 ذيل الحديث 15 عن أبي جعفر علیه السلام . وروى الصدوق نحوه في باب الخيل وارتباطها من كتاب الحجّ من الفقيه : 2 : 283 ح 2459، والشريف الرضيّ في المجازات النبويّة : ص 52 ح 29 . وصدره رواه جمع من الأصحاب، منهم : أسماء بنت يزيد، وأنس، وجابر، وجرير بن عبدالله ، وأبوذرّ ، وأبوسعيد الخدري، وسلمة بن نفيل، وابن عبّاس، وعريب، وعروة بن أبي الجعد ، وابن عمر وأبوكبشة ، وأبو هريرة، ويحيى بن أبي الجعد البارقي . وأما حديث أسماء ، ففي مسند أحمد : 6: 455 . وأما حديث أنس ، ففي المعجم الأوسط : ح 6699 . وأما حديث جابر، ففي المسند : 3 : 352، والمعجم الأوسط : ح 8977. وأما حديث جرير بن عبد الله ففي مسند أحمد : 4 : 361 ، والمعجم الكبير : 2 : 2411 و 6 : :5623 و 7 6357 و 6480 ، و 17 : 396 و 398 و 1 40 و 405 و 411 و 414 و 417 ، و 20: : .1047 . أما حديث أبي ذرّ ، ففي مسند أحمد : 5 : 181 . وأما حديث أبي سعيد الخدري ، ففي المسند : 3: 39. وأما حديث سلمة بن نفيل ، ففي المسند : 4: 104 . وأما حديث عروة البارقي ، ففي المسند : 4 375، 376 ، والمعجم الأوسط : ح 1940 و 6377 ، والمعجم الكبير : 17 : 399 ، وشعب الإيمان - للبيهقي : ج 4 ص 47 ح 4306 . وأما حديث ابن عبّاس ، ففي مسند أحمد : 2: 49. وأما حديث عُريب ، ففي المعجم الكبير : 17 : 505 . وأما حديث ابن عمر ، فرواه أيضاً أحمد في المسند: 13:2 ، 28، 102،101،57، 112، 181. وأما حديث أبي كبشة ، ففى المعجم الكبير : 22 : 849 ، والمستدرك - للحاكم : 2: 91 . وأما حديث أبي هريرة ففي مسند أحمد : 2 : 262 ، 383، والمعجم الأوسط - للطبراني -: ح 2090 ، وشعب الإيمان - للبيهقي - : ج 4 ص 46 ح 4305 . وأما حديث يحيى بن أبي الجعد ، ففي المسند : 4 : 376 . وروى البيهقي قريباً من ذيل الحديث، في الباب 27 من شعب الإيمان : 4 : 45 ح 4303 من طريق أبي هريرة .

(2744) 2 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سهل بن زياد الأدمي قال : حدّثني عثمان بن عیسی ، عن خالد بن نجيح :

ص: 108


1- - ورواه أيضاً في باب الثلاثة الخصال : ص100 ح 53 ، وفي معاني الأخبار : ص = 152 ح 1 ، ونحوه في الحديث 2 بسند آخر عن أبي عبد الله علیه السلام ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ولصدر الحديث شاهد من حديث ابن عمر ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم، رواه أحمد في مسنده : 2 : 153 و 812 ، والبخاري : (2858 و 5772 و 5772) ، والنسائي في السنن الكبرى : (4409 و 9277 و 9278 و 9281 و 9282 و 9283 وفي المجتبى من السنن : 6 : 220 ، ومسلم في صحيحه : (2225 / 116) ، وابن أبي عاصم في السنة : (277) ، وأبو يعلى في مسنده : (5443 و 5490 و 5535 و 5576) ، والحميدي : (621) ، والطيالسي : (1821)، والطحاوي في شرح معاني الآثار : 4: 313 ، والمتقي في كنز العمال : ج 10 ح 28558 و 28589 نقلاً عن الترمذي والنسایی.

عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام قال : تذاكروا الشؤم عنده فقال: «الشُّوءم في ثلاثة : في ،المرأة، والدابة، والدار ، فأمّا شُؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها، وأمّا الدابّة فسوء خلقها ومنعها ظهرها ، وأمّا الدار فضيق ساحتها وشرّ جيرانها وكثرة عيوبها».

(أمالي الصدوق : المجلس 42، الحديث 7)

باب 5 النهي عن قتل النحل وأن يحرق الحيوان بالنّار

(2745) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السلام (في مناهي النبي صلی الله علیه و آله وسلم ) قال: «إنّه نهى أن يُحرق شيء من الحيوان من النّار ... ونهى عن قتل النحل».

أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة (16).

ص: 109

باب 6 ما ورد في الديك

(2746) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السلام(في مناهي النبي صلی الله علیه و آله وسلم،) قال : «نهى عن سبّ الديك وقال : إنّه يوقظ للصلاة».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث (1)

(2747) 2 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال: حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال: حدثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدثنا أبي، قال: حدثنا ، صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبيه:

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل، فبينا هو يصلّي وهو في عبادته ، إذ بصر بغلامين صبيين قد أخذا ديكاً وهما ينتفان ريشه، فأقبل على ما هو فيه من العبادة، ولم ينههما عن ذلك، فأوحى الله إلى الأرض : أن سيخي بعبدي فساخت به الأرض، فهو يهوي في الدردون (3)أبد الأبدين ودهر الداهرين. » أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 14)

ص: 110


1- - ورواه الصدوق في أوّل الجزء الرابع من الفقيه وعنه ورّام بن أبي فراس في تنبيه ، الخواطر : 2 : 256 . وله شاهد من حديث زيد بن خالد ، رواه أبو داوود في باب ما جاء في الديك والبهائم من كتاب الأدب من سننه : 4 : 327 ح 5101 .
2- - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 80.
3- فى نسخة: «الدردور». قال في البحار الدردون: الظاهر أنه اسم طبقة من طبقات الأرض أو طبقات جهنّم ، ويدلّ على عدم جواز الإضرار بالحيوانات بغير مصلحة ووجوب نهي الصبيان عن مثله، وفيه مبالغة عظيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

باب 7 ما ورد في القُنبرة

(2748) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمّي، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن قال : حدثنا محمّد بن أبي القاسم قال : بن خالد قال : حدثنا علي بن محمد القاساني قال : حدثني أبو أيّوب المدائني قال : حدّثني سليمان الجعفري قال :

سمعت أبا الحسن الرضا [ علیه السلام ] يقول : «لا تقتلوا القُنبرة (2)، ولا تأكلوا لحمها ، فإنّها كثيرة التسبيح، وتقول في آخر تسبيحها : لعن الله مبغضي آل محمّد».

(أمالي الطوسي : المجلس (39، الحديث 2)

(2749) 2 (3)- وبإسناده قال : كان عليّ بن الحسين علیه السلام يقول: «ما أزرع الزرع لطلب الفضل فيه، وما أزرعه إلّا ليتناوله الفقير (4)وذو الحاجة، ولتتناول منه القُنبرة خاصّة من الطير» .

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث2)

ص: 111


1- - ورواه الكليني في كتاب الصيد من الكافي : 6 : 225 باب القنبرة : ح 3 عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد عن أبي عبد الله الجاموراني، عن سليمان الجعفري . وروى أيضاً قريباً منه في الحديث 1 من الباب المذكور بسنده عن الرضا، عن أبيه، عن جدّه علیه السلام ، ورواه الطوسي في التهذيب : 9: 19 ح 77 بإسناده عن الكليني .
2- القُيَّرَة والقُنْبرَة والقُنبُرَة والقُنبَراء والقُنبُراء : عصفورة من فصيلة القُبريّات، دائمة التغريد ، تفتّش عن غذائها في الحقول وعلى الطرق.
3- - ورواه الكليني في كتاب الصيد من الكافي : 6 : 225 باب القنبرة : ح 2 .
4- في الكافي : ليناله المعترّ».

باب 8 ما ورد في الصيد

(2750)1- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال: حدّثني الحسن بن الحكم، عن عديّ بن ثابت، ، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة :

عن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال : «مَن بدا (2)جفا، ومن تبع الصيد غفل، ومَن لزم السلطان افتتن، وما يزداد من السلطان قُرباً إلّا ازداد من الله تعالى بُعداً».

(أمالي الطوسي المجلس 10 ، الحديث 21 )

ص: 112


1- - وأخرجه أحمد في مسند أبي هريرة من مسنده : 2 : 440 عن يعلى ومحمد ابني عبيد ، عن الحسن بن الحكم ، عن عدي بن ثابت ، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة ، وفي ص عن محمد بن عبيد بهذا السند عن عدي بن ثابت ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 7: 47 - 48 - 9403 بالسندين ، وفي كتاب آداب القاضي من سننه : 1 : 101 باب كراهيّة طلب الامارة والقضاء ، وابن عدي في ترجمة إسماعيل بن زكريّا الخلقاني من الكامل : 1 : 318 رقم 142 ، والقضاعي في مسند الشهاب : 339 كلّهم من طريق إسماعيل بن زكريا ... عن أبي حازم، عن أبي هريرة . ورواه البزار كما في كشف الأستار : 1618 ، والديلمي في الفردوس : 4 : 201 ح 2142 . ورواه أيضاً أحمد في المسندج 4 ص 297 من طريق عديّ بن ثابت ، عن البراء مقتصراً على الفقرة الأولى من الحديث . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 70. ورواه البيهقى فى شعب الإيمان : 7: 9402/47 من طريق ابن عبّاس.
2- من بدا : أي لزم البادية .

أبواب الأطعمة

باب 1 علة تحريم المحرمات وحلّيّة التداوي بالحرام عند الضرورة

(2751) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر :

عن أبيه قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر علیه السلام : لِمَ حَرَّم الله الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر ؟

فقال: «إنّ الله تبارك وتعالى لم يُحرم ذلك على عباده، وأحلّ لهم ما سوى ذلك ، من رغبة فيما أحلّ لهم، ولا زهد فيا حرّم عليهم ، ولكنّه عزّ وجلّ خلق الخلق فعلم

ص: 113


1- - ورواه أيضاً في الباب 237 من علل الشرائع : ص 483 - ح 1 . ورواه البرقي في كتاب العلل من المحاسن : 2 : 62 ح 104/1175 عن محمد بن علي، عن محمّد بن أسلم ، عن عبد الرحمان بن سالم، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله علیه السلام . ورواه الكليني في الحديث ( من كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 242 عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه ، جميعاً عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عبد الله ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله علیه السلام . وعدة من أصحابنا أيضاً عن أحمد بن محمّد خالد بن محمّد بن أسلم، عن عبد الرحمان بن سالم، عن مفضّل بن عمر . ورواه العياشي في تفسير سورة المائدة في تفسيره : 1 : 291 ح 15 عن محمد بن عبد الله ، عن بعض أصحابنا . رواه المفيد في الاختصاص : ص 103 - 104 مرسلاً عن محمّد بن عبد الله .

ما تقوم به أبدانهم وما يُصلحهم فأحلّه لهم وأباحهموه (1)، وعلم ما يضرّهم فنهاهم عنه ، ثمّ أحلّه للمُضطرّ في الوقت الذّي لا يقوم بدنه إلبا به، فأحلّه له بقدر البلغة لا غير ذلك».

ثم قال علیه السلام : «أما الميتة، فإنّه لم يَنَل أحد منها إلّا ضعف بدنه، وأوهنت قوّته وانقطع نَسله، ولا يموت أكل الميتة إلا فجأة.

وأمّا الدم ، فإنّه يورث أكله الماء الأصفر، ويورث الكَلَب (2)، وقساوة القلب ، وقلة الرأفة والرحمة، ثم لا يؤمن على حميمه ، ولا يؤمن على من صحبه .

وأمّا لحم الخنزير، فإنّ الله تبارك وتعالى مَسَخ قوماً في صور شتّى مثل الخنزير والقرد والدُبَّ، ثمّ نهى عن أكل مثله (3)، لكيلا يُنتَفَع بها ولا يُستخفَّ بعقوبتها .

وأمّا الخمر، فإنّه حرّمها لفعلها وفسادها».

ثم قال : «إنّ مُدمن الخمر كعابد وثن، وتورثه الارتعاش، وتهدم مُروءته، وتحمله على أن يجسر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا، حتى لا يؤمن إذا سَكَر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك ، والخمر لا تزيد شاربها إلا كل شرّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 1)

ص: 114


1- في نسخة : «وأباحه» .
2- الكلب مرض شبيه بالجنون .
3- في نسخة : «المثلة» .

باب 2 ما ورد فى القديد والجبن

باب 2 ما ورد فى القديد (1)والجبن

(2752) 1 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدثني أبي، عن الرضا علي بن موسى قال : حدثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثنا أبي محمّد بن عليّ:

عن أبيه علي بن الحسين علیه السلام أنه قال: «شيئان ما دخلا جوفاً قطّ إلّا أفسداه، وشيئان ما دخلا جوفاً قطّ إلا أصلحاه، فأما اللّذان يُصلحان جوف ابن آدم: فالرمّان والماء الفاتر، وأمّا اللّذان يُفسدان : فالجبن والقديد».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 41)

ص: 115


1- القديد : اللحم اليابس . وفي المحاسن : «القديد الغاب». وغبّ اللحم : إذا أنتن .
2- - ورواه البرقي في كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 253 عن بعض أصحابنا، رفعه عن أبي عبد الله علیه السلام . ورواه الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6: 314 باب القديد : ح 5 عن البرقي .

ص: 116

أبواب آداب الأكل ولواحقها

باب 1 ذمّ كثرة الأكل ، والأكل على الشبع

تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب 4 - ما ورد في التمر - من أبواب الأطعمة، وسيأتي أيضاً فى الباب الخامس.

(2753) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى.

عن العيص بن القاسم قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیه السلام : حديث يُروى عن أبيک علیه السلام أنه قال: «ما شبع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من خُبز بُرّ قطّ» (2)أهو صحيح ؟ فقال: «لا ، ما أكل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم خُبز بُرّ قطّ، ولا شبع من خُبز شعير قطّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 6)

(2754) 2 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن

ص: 117


1- - و أورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضل الفقر والقوت» من روضة الواعظين:ص 456 ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 28 . وانظر سائر تخريجاته في ترجمة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من كتاب النبوة : باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه .
2- روى نحوه في الحديث 281 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا الا من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا : ج 2 ص 70 بإسناده عن علي علیه السلام قال: «ما شبع النبي صلی الله علیه و آله وسلم من خبز بُر ثلاثة أيّام حتّى مضى لسبيله»

إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي أُسامة، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : قلت : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم لم يشبع من خبز برّ ثلاثة أيّام قطّ ؟

قال : فقال أبو عبدالله علیه السلام : «ما أكله قطّ».

قلت: فأيّ شيء كان يأكل؟

قال : «كان طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر، ووقوده السعف».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 27)

(2755) 3 (1)- حدّثنا محمد بن علي بن خشيش قال : حدثنا أحمد قال : حدّثنا سليمان أحمد الطبراني - بإصبهان - قال : حدّثنا عمرو بن ثور الجذامي قال : حدّثنا محمّد بن يوسف الفريابي قال : حدّثنا سفيان الثوري ، عن عبدالرحمان بن القاسم بن عن أبيه :

عن عائشة قالت : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيّام تباعاً حتّى لحق بالله عزّ وجلّ.

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 76)

(2756) 4 (2)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن

ص: 118


1- - تقدّم تخريجه في باب مكارم أخلاق رسول الله له وسيره وسننه» من كتاب النبوة : ج 2 ص 223 - 224 ح 7 .
2- - ورواه البرقي في الباب 44 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 232 ح 1711 / 346 عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن درست ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السلام. و رواه عن البرقي ، الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 269 باب كراهية كثرة الأكل، ح 7 ، والشيخ الطوسي في التهذيب : 9 : 93 ح 134 . وأورده الراوندي في الدعوات : ص 139 رقم 348.

أبي منصور، عن عبد الحميد بن عوّاض الطائي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الأكل على الشبع يُورث البَرَص».

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 4)

(2757) 5 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن عبّاد بن أحمد العزرمي قال :

ص: 119


1- - ورواه أبو نعيم في ترجمة سلمان من حلية الأولياء : 1 : 198 بإسناده عن سعيد بن محمّد، عن موسى الجهني ، وعنه الهندي في كنز العمال : 3: 200 ح 6163 . وله شاهد من حديث ابن عمر ، رواه الترمذي في سننه : 4 : 649 كتاب صفة القيامة باب 37 ح 2478.ومن حديث أبي جحيفة ، رواه الهندي في كنز العمال : 3: 200 ح 6162 نقلاً عن الحاكم ، و الترمذي ذيل الحديث 2478 من سننه إشارة . وروى البرقي في الباب 45 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 236 ح 1716 / 352 عن أبي عبد الله الله قال : سمع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم رجلاً يتجسّاً ، فقال : يا عبد الله ، قصّر من جشائك ، فإنّ أطول النّاس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا». وفي الحديث 351 بسنده عن أبي ذرّ قال : قال رسول الله الله : « أوطولكم جشاء في الدنيا أطولكم جوعاً يوم القيامة». ورواه الكليني في الكافي : 6 : 269 ح 5 ، والشيخ الطوسي في التهذيب : 9: 92 ح 130 . وفي الحديث 76 من كتاب التمحيص - لمحمّد بن همّام الاسكافي : باب 5 عن علي علیه السلام عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر ، وأمّا المؤمن فيروع فيها وأمّا الكافر فمتّع منها». وقوله : «الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر»: أورده الحرّاني في مواعظ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من تحف العقول: ص 53 ، وفي مواعظ الإمام الصادق علیه السلام 363 مع فقرات أخرى ، وابن الأشعث في الأشعثيات : ص 204 ، والصدوق في الفقيه : 4 : 262 وفي معاني الأخبار : ص 288 : باب معنى الموت في الحديث 3 ، والقضاعي في شهاب الأخبار : 122/50 ، والسبزواري في جامع الأخبار : ح 21 من الفصل 42 ص 218 وح 2 من الفصل 87 ص 353، وورّام بن 2 أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 128 .

حدّثني عمّي ، عن أبيه، عن موسى الجهني، عن زيد بن وهب، عن عطيّة بن عامر الجهني قال :

سمعت سلمان الفارسي رضی الله عنه - وقد أُكره على طعام - فقال : حسبي، إنّي سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: «إنّ أكثر النّاس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً في الآخرة ، يا سلمان، إنّما الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر» (1)

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 55)

ص: 120


1- قال الراوندي في ضوء الشهاب - على ما في البحار : 66: 333 - : شبه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلّم المؤمن بالمسجون من حيث هو ملجم بالأوامر والنواهي، مضيّق عليه في الدنيا، مقبوض على يده فيها مخوّف بسياط العقاب، مبتلى بالشهوات ممتحن بالمصائب، بخلاف الكافر الّذي مخلوع العذار متمكّن من شهوات البطن والفرج بطيبة من قلبه ، وانشراح من صدره ، مخلّى بينه وبين مايريد على ما يسوّل له الشيطان، لاضيق عليه ولا منع، فهو يغدو فيها ويروح على حسب مراده وشهوة فؤاده ، كأنّه جَنّة له يتمتّع بملاذّها ويتنعّم ، كما أنّها كالسجن للمؤمن صارفاً له عن لذّاته ، مانعاً من شهواته . وروي، أن سلمان رحمه الله أكره على طعام فقال : حسبي إنّي سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول ، وساق إلى قوله : «وجنة الكافر» ، فالمؤمن يتزوّد، والكافر يتمتّع ، والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزيناً، وكيف لا يحزن وقد جاء عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أنه وارد جهنّم ولم يأت أنه صادر عنها .

(2758)6 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمي عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن مهزيار، عن جعفر بن محمّد الهاشمي ، عن أبي حفص العطّار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام يحدّث عن أبيه، عن جده علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم يكن يأتيني فيه (1)، فقلت له : يا جبرئيل، لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني فيهما ؟ ! لقد أرعیتني.

قال : وما يروعك يا محمّد،وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟ !

قال :[ قلت :] بماذا بعثك ربّك ؟

قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان، وشرب الخمور، وملاحاة الرجال، و أخرى هى للأخرة والاولى ، يقول لك ربّك : يا محمّد ، ما أبغضت وعاء قطّ كبغضي بطناً ملاناً».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 21)

ص: 121


1- في بعض النسخ : «جاءني جبرئيل في ساعة ويوم لم يكن يأتيني فيه»

باب 2 مباكرة الغداء

(2759) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

قال أمير المؤمنين : «مَن أراد البقاء - ولا بقاء - فليباكر الغداء، وليخفف الرداء، وليقل غشيان النساء» (2)

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 2)

ص: 122


1- - ورواه الصدوق في الباب 31 - فيما جاء عن الرضا علیه السلام من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا : 2 : 42 - 112 بزيادة «وليجود الحذاء» بعد قوله : «فليباكر الغداء» . وورد أيضاً في صحيفة الإمام الرضا ء علیه السلام : ص 68 - 69 - 128 بنقص الفقرة الأخيرة من الا بَلَى الحديث ، ونسبه إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. ورواه علي بن مهدي الما مطيري في نزهة الأبصار : ص 308، ضمن الحديث 177 عن زيد بن الحباب، عن عيسى بن الأشعث، عن جويبر، عن الضحّاك ، عن النزال بن سبرة ، عن أمير المؤمنين علیه السلام . ورواه الحمويي في فرائد السمطين : 1 : 400 ح 336 بإسناده عن 336 بإسناده عن أحمد بن الحسين، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن عليّ بن عثمان ، عن زيد. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 80. ورواه أبو علي محمّد الأشعث الكوفى فى أوائل كتاب الطبّ والمأكول من «الأشعثيات» : ص 243 - 244 وفيه : «فليخفّف الرداء ، وليباكر الغداء، وليقلّل الجماع». فقيل له : وما الرداء يا أمير المؤمنين ؟ قال : «الدين» ومثله رواه الآبي في نثر الدرّ : 307:1 - 308، وابن الأثير في مادة «رداً من النهاية: 2: 217
2- قال في البحار البقاء الأوّل امتداد العمر، والثاني الأبديّة، واستدرك ذلك لئلا يتوهّم أنّ المراد به الثاني . ومباكرة الغداء : المبادرة به وإيقاعه أوّل النهار . والرداء : ما يلبس فوق الثياب . وقال في النهاية : في حديث على علیه السلام : من أراد البقاء ولا بقاء ، فليخفّف الرداء» . قيل : وما خفّة الرداء ؟ قال : «قلة الدين». سمّي رداء لقولهم : «دينك في ذمّتي وعنقي ولازم في رقبتي» ، و هو موضع الردا وهو الثوب أو البرد الّذي يضعه الإنسان على عاتقيه بين كتفيه وفوق ثيابه.

باب 3 غسل اليد قبل الطعام وبعده وبعض آدابه

(2760) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي في منزله بمكّة سنة ثماني عشرة وثلاث مئة ، قال : أخبرنا أحمد بن زياد قال : حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك قال : حدثنا محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم «مَن سرّه أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه، ومَن توضأ قبل الطعام وبعده عاش في سعة من رزقه، وعُوفي من البلاء في جسده».

وزاد الموسوي في حديثه : قال هشام بن سالم : قال لي الصادق علیه السلام: «يا هشام بن سالم الوضوء ها هنا غَسل اليد قبل الطعام وبعده».

(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 15)

(2761) 2 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم

ص: 123


1- - وروى نحوه البرقي في الباب 30 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 200 ح 1588 / 224 ، والكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 290 باب الوضوء قبل الطعام و بعده ح 1 ، و الصدوق في الفقيه : 3: 226 ح 33 ، والطوسي في التهذيب : 9: 97 ح 423 .

إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي، عن الرضا عليّ بن موسى قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثنا أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثنا أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثنا أبي الحسين بن عليّ علیه السلام:

عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : «لا ترفعوا الطست حتى تنطف أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم» (1)

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 48)

ص: 124


1- قال في البحار : «حتى تنطف»: أي يمتلى بحيث يشرف على السيلان من جوانبه. والوضوء بالفتح الماء الذي ينفصل من غسل اليد هذا ردّ على ما كان المتكبرون يفعلونه من أنّه إذا غسل أحدهم صبّوا الماء ثم أتوا بالطست لأخر ، وهذا مكروه .

باب 4 التسمية على الطعام

(2762) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه:

عن علي بن أبي طالب علیه السلام قال : «مَن ذكر اسم الله على الطعام لم يُسأل عن نعيم ذلك الطعام أبداً».

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 13)

ص: 125


1- - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 184 عن محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى . ورواه البرقي في كتاب المأكل من المحاسن : 2: 214 - 1638 / 274 عن أبيه ، عن محمد بن يحيى .ورواه الكليني في باب التسمية والتحميد من كتاب الأطعمة من الكافي : 6: 293 - 6 عن ح محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى .

باب 5 الأكل باليسار ، والأكل متّكئاً، والأكل على الجنابة

(2763) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام قال : «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأكل على الجنابة وقال : إنّه يورث الفقر، ونهى أن يأكل الإنسان بشماله، وأن يأكل وهو متكى».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة (16).

(2764) 2 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن محمّد بن مسلم قال: دخلت على أبي جعفر علیه السلام ذات يوم وهو يأكل متكئاً ، قال : وقد كان يبلغنا أنّ ذلك يُكره، فجعلت أنظر إليه، فدعاني إلى طعامه، فلمّا فرغ قال : «يا محمّد ، لعلّك ترى أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم رأته عين وهو يأكل متّكئاً منذ بعثه الله إلى أن قبضه ؟»

ثمّ ردّ على نفسه فقال: «لا والله ما رأته عين يأكل وهو متّكيء منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه».

ثمّ قال: «يا محمّد ، لعلّك ترى أنّه شبع من خبز البرّ ثلاثة أيّام متواليّة منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 13)

يأتي تمامه مسنداً في باب الزهد (15) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر.

ص: 126


1- - ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه ، وعنه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 256:2 عن الصدوق. وروى الصدوق في الباب 16 من الخصال : ص 504 ح 2 بسنده عن سعيد بن علاقة ، عن أمير المؤمنين علیه السلام في حديث قال : «الأكل على الجنابة يورث الفقر».

(2765) 3 (1)- وبالسند المتقدّم عن محمّد بن مسلم قال : «دخلت على أبي جعفر علیه السلام ذات يوم، وهو يأكل متّكئاً ، وقد كان يبلغنا أنّه ينهى عن ذلك».

(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث (2)

ص: 127


1- - لاحظ الحديث 398 - 400 و 403 و 404 من الباب 51 من كتاب المأكل من المحاسن والحديث 1 و 6 - 8 من باب الأكل متّكئاً من كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 270 - 272 .

باب 6 النهي عن النفخ في الطعام والشراب

(2766) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السلام (في حديث مناهي النبی صلی الله علیه و آله وسلم قال : «إنّه نهى أن يُنفخ في طعام أو شراب».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة (16).

ص: 128


1- - ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه ص 5 وعنه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 256 وأورده أيضاً الصدوق في الحديث 5 من الباب 7 من أبواب السجود من الفقيه .

باب 7 جوامع آداب الأكل مضافاً على ما تقدّم

(2767) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أبو طالب عبدالله بن الصلت القمّي قال: حدّثنا يونس بن عبدالرحمان عن عاصم بن حُميد، عن محمّد بن قيس:

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «خمس لا أدَعَهُنَّ حتى الممات : الأكل على الحضيض (2)مع العَبيد ، وركوبي الحِمار مؤكّفاً (3)، و حَلْبيِ العَنْز بيدي، ولُبس الصُوف، والتسليم على الصبيان لتكون سُنّة من بعدي».

(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 3)

(2768) 2 (4)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن عليّ بن خشيش قال : حدّثنا

ص: 129


1- - ورواه أيضاً في الباب 108 من علل الشرائع : ص 130 ح 1 ، وفي الباب 32 - في ذكر ما جاء عن الرضا علیه السلام من العلل - من عيون أخبار الرضاء علیه السلام : 2: 87ح 14 بإسناده عن عليّ بن موسى ، عن آبائه علیهم السلام ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. ورواه أيضاً فى باب الخمسة من الخصال: ص 271 ح 12 بإسناده عن أبي عبد الله ، عن آبائه علیه السلام ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. ونحوه في الحديث 13 من الباب المذكور. واورده ورّام بن ابی فراس فی تنبیه الخواطر:2 : 156 .
2- الأكل على الحضيض : الأكل على الأرض من غير أن يكون خوان.
3- إكاف : ما يلقي على ظهر الدابّة .
4- - ورواه الطبراني في المعجم الأوسط : 4 : 135 ح 3226 ، والحاكم في المستدرك: 4: 119 ، وعنهما وعن أبي يعلى في كنز العمّال : 15 : 235 رقم 40725 .

أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الدينوري بمكّة، قال: حدّثنا عبد الله بن حمدان بن وهب قال : حدّثنا أبو سعيد الأشجّ قال : حدّثنا عقبة بن خالد قال : حدّثنا موسى محمّد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم، فإنّه أروح لأقدامكم».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 79)

(2769) 3 - وبإسناده عن زيد بن علي، عن أبيه علیه السلام (في حديث ) قال : «ليس من دابّة ولا طائر إلّا وهي تأكل وتشرب بفيها لاترفع بيدها إلى فيها طعاماً ولا شراباً، غير ابن آدم فإنّه يرفع إلى فيه بيده طعامه ، وهذا من التفضيل».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 43)

تقدّم تمامه مسنداً في باب فضل الإنسان على الحيوان ، وكذا التاليين.

(2770)4 - وبإسناده عن ابن عبّاس في قوله عزّ وجلّ: « وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تفضيلاً» ، قال : ليس من دابّة إلّا وهي تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنّه يأكل بيده.

(أمالي الطوسي :المجلس 17 ، الحديث 44 )

(2771) 5 - أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي قال : حدّثنا يحيى بن السري الضرير قال :

حدّثنا محمّد بن خازم أبو معاوية الضرير (في حديث) قال أخبرني الحجّاج بن إبراهيم الجزري، عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس في هذه الآية: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ »الآية ، قال : كلّ دابّة تأكل بفيها إلّا ابن آدم فإنّه يأكل بالأصابع.

قال أبو معاوية : فبلغني أنّه رمى بملعقة كانت بيده من فضّة وتناول من الطعام بأصابعه . (أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 45)

ص: 130

باب 8 ما نهي عن أكله

(2772) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السلام (في حديث مناهي النبي صلی الله علیه و آله وسلم ): « إنّه نهى عن أكل سؤر الفار».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة (16).

باب 9 ما ورد في الخلال

(2773) 1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام:« لا تتخلّلوا بعود الريحان ولا بقضيب الرمّان ، فإنّهما يهيجان عرق الجذام».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 2)

ص: 131


1- - ورواه أيضاً في باب الاثنين من الخصال: ص 63 ح 94 ، وفي الباب 318 من علل الشرائع : ص 533 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى . ورواه البرقي في الباب 125 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 564 ح 966 ، وفي ط : ص386 ح - 2363 / 999 عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السلام. ورواه الكليني في الكافي : 6 : 377 باب الخلال ح 7 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن علیه السلام.وأورده الفتّال في المجلس 40 من روضة الواعظين : ص 311.

باب 10 أكل الكسرة والتمرة

(2774) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله المغيرة الكوفي رضی الله عنه قال : حدثني جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «مَن وجد كسرة أو تمرة فأكلها، لم تفارق جوفه حتّى يغفر الله له».

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 14)

ص: 132


1- - ورواه البرقي في الباب 43 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 230 ح 1700 / 336، وفي الباب 17 من كتاب الماء من المحاسن : 2 : 418 ح 2464/ 89 عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السلام. وأورده الفتّال في المجلس 40 من روضة الواعظين : ص 311 .

أبواب الأشربة

باب 1 ما ورد في الماء وآداب شربه وأوانيه

(2775) 1 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عليّ بن الحسين علیهما السلام (في حديث ) قال : «شيئان ما دخلا جوفاً قطّ إلّا أصلحاه، فأمّا اللّذان يُصلحان جوف ابن آدم: فالرمّان والماء الفاتر» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 41)

تقدم تمامه مسنداً في الباب الثاني من أبواب الأطعمة.

(2776) 2 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد عبد الله عن الحسن بن موسى الخشّاب عن عليّ بن حسّان الواسطي، بن عمّه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي :

عن داوود بن كثير الرقّي قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السلام إذ استسقى الماء، فلمّا شربه رأيته وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثمّ قال: «يا داوود، لعن الله قاتل الحسين ، فما أنغَص ذكر الحسين للعيش إنّي ماشربت ماءً بارداً إلّا وذكرت

ص: 133


1- - ورواه الكليني في كتاب الأشربة من الكافي : 6 : 391 باب النوادر : ح 6 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن جعفر ، عمّن ذكره عن الخشّاب. ورواه ابن قولويه في الباب 34 من كامل الزيارات : ص 106 ح 1 عن محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين، عن الخشّاب.

الحسين ، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين علیه السلام ولعن قاتله إلّا كتب الله له مئة ألف حسنة، ومحا عنه مئة ألف سيّئة، ورفع له مئة ألف درجة، وكان كأنّما أعتق مئة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة أبلج الوجه». (1)،

(أمالي الصدوق : المجلس 29 ، الحديث 7)

(2777)3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ،علیه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم (في حديث المناهي) قال : «لا يشربنّ أحدكم الماء من عند عروة الإناء فإنه مجتمع الوسخ».

وفيه «ونهى عن أن ينفخ في طعام أو في شراب».

وفيه: «ونهى أن يشرب الماء كرعاً كما تشرب البهائم، وقال: «اشربوا بأيديكم

فإنّها أفضل أوانيكم،» ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب منها».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة (16).

(2778) 4 - حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق رضی الله عنه قال : حدّثنا محمد بن الحسن الطائي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب قال : حدّثنا محمّد بن محسن، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده ، عن أبيه علیه السلام :

عن أمير المؤمنين علیه السلام (في خطبة له علیه السلام) قال : «ولو شئت لتَسَربَلتُ بالعبقري المنقوش من ديباجكم، ولأكلت لُباب هذا البُرّ بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم (2)، ولكن أصدّق الله جلّت عظمته حيث يقول : « مَنْ كانَ يُريدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالهُمْ فِيها وَهُمْ فيها لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ

ص: 134


1- بلج وجههُ : تنضّر سُروراً.
2- قال في البحار كلامه علیه السلام يدلّ على أنّ الشرب في الزجاج غاية التنعّم والترفه فيه ، لكن كان في زمنه علیه السلام منافيا للتواضع المطلوب في المأكل والمشرب.

لَيْسَ لَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّار» (1)».

(أمالي الصدوق : المجلس 90، الحديث 7)

تقدّم تمامه في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة، في باب زهده علیه السلام من أبواب كرائم خصاله ومحاسن أخلاقه وأفعاله (2)

(2779) 5 (3)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو زيد محمّد بن أحمد بن سلام الأسدي بمراغة قال: حدّثنا السري بن خزيمة بالري ، قال : حدّثنا يزيد بن هاشم العبدي، عن مسمع بن عبدالملك، عن بن طليق، عن أبيه، عن جدّته أمّ نجيد امرأة عمران بن حصين:

عن ميمونة وأُمّ سلمة زوجي النبيّ صلى الله عليه وآله سلم قالتا : استسقى الحسن علیه السلام، فقام رسول صلی الله علیه و آله وسلم فجدح له في غُمر كان لهم - يعني قدحاً يشرب فيه - ثمّ أتاه به فقام الحسين،علیه السلام فقال: «اسقنيه ي-ا أب-ه»، فأعطاه الحسن علیه السلام ثمّ جدح للحسين علیه السلام فسقاه ، فقالت فاطمة علیها السلام : «كأنّ الحسن أحبهما إليك» ؟

قال: «إنّه استسق قبله، وإنّي وإياك وهما وهذا الراقد في مكان واحد في الجنة».

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 2)

ص: 135


1- سورة هود : 11 : 15 - 16 .
2- تقدّم في ج 4 ص 538 - 543 .
3- ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ دمشق : ص 166 ح 153 أبي القاسم هبة الله بن عبدالله بن أحمد، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي، عن أبي المفضّل الشيباني. ورواه الخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين علیه السلام : ص 103 ح 198 عن 198 عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، عن محمود بن إسماعيل الإصبهاني، عن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن أحمد الطبراني، عن محمّد بن حيان المازني، عن كثير بن يحيى، عن سعيد بن عبدالكريم بن سليط الجعفي، عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه، عن أبي فاختة، عن علي علیه السلام. وانظر سائر تخريجاته في باب مناقب أصحاب الكساء من كتاب الإمامة : ج 3 ص 146 ح 26.

باب 2 الخمر وسائر المسكرات

(2780) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن - عبد الله بن المغيرة الكوفي رضی الله عنه قال : حدّثني جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (1): «أربع لا تدخل بيتاً واحدة منهنّ إلّا خرب ولم يعمر بالبركة : الخيانة ، والسرقة، وشُرب الخمر، والزنا».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 12)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه : «أربع لا يدخل واحدة منهنّ بيتاً إلّا خرب ولم يعمر : الخيانة .....»

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 39)

ص: 136


1- في أمالي الطوسي : «... جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.

(2781) 2 (1)- أبو عبدالله المفيد بإسناده عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : «جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم يكن يأتيني فيه (2)، (إلى أن قال:) [قلت :] بماذا بعثك ربّك ؟

قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان، وشرب الخمور، وملاحاة الرجال و أخرى هي للأخرة والاولى ، يقول لك ربّك : يا محمد ، ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطناً ملاناً»

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 21)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الأوّل من أبواب آداب الأكل، ووردت بهذا المضمون روايات كثيرة ، أذكرها في كتاب النواهي إن شاء الله.

ص: 137


1- - ورواه أيضاً في عقاب الأعمال : ص 242 عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي ، عن السكوني، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. ورواه أيضاً في باب الأربعة من الخصال: ص 230 ح 73 عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن الحصين، عن موسى بن القاسم البجليّ بإسناده يرفعه إلى علي علیه السلام ، وذكر مثل رواية الشيخ الطوسي .
2- في بعض النسخ : «جاءني جبرئيل في ساعة ويوم لم يكن يأتيني فيه».

باب 3 الشرب فى آنية الذهب والفضة، واستعمالها لغير الأكل والشرب

(2782) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أبوطالب عبدالله بن القمّي قال : حدّثنا يونس بن عبدالرحمان، عن عاصم بن حُميد، عن محمبد قيس:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السلام (في حديث يذكر فيه أسماء رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وما يتعلّق به :) قال : «وكانت له دِرعٌ تُسمّى ذات الفُضُول (2)، لها ثلاث حَلَقات فضّة : حَلْقة بين يديها، وحلقتان خلفها».

(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 2)

تقدّم تمامه في باب ما يتعلّق برسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من كتاب النبوّة .

(2783)2(3) - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد :

ص: 138


1- 1 - ورواه أيضاً في حديث 2 من باب الوصيّة من لدن آدم من كتاب الوصية ، من الفقيهج 4 ص 177 - 179 ، وفي ط : ص 130 - 131 .
2- قال في النهاية : إنّه كان اسم درعه ذات الفضول»، وقيل: «ذوالفضول» لفضلة كان فيها وسعة .
3- - ورواه أيضاً فى الحديث 195 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا علیه السلام من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا علیه السلام : ج 2 ص 55 . ورواه محمّد بن الحسن الصفار في الحديث 21 من الباب 4 من الجزء 4 من بصائر الدرجات ص 200 .

عن أحمد بن عبدالله قال: سألت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام عن ذي الفقار سيف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم من أين هو ؟

فقال: «هبط به جبرئيل من السماء، وكانت حليته من فضّة، وهو عندي»

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 10)

( 2784) 3 (1)- حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الحسين الكناني، عن جده: عن أبي عبدالله الصادق علیه السلام قال : «إنّ الله عزّ وجل (2)أنزل على نبيّه كتاباً قبل أن يأتيه الموت ( إلى أن قال :) وكان على الكتاب خواتيم من ذهب».

(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسى : المجلس 15 ، الحديث 47 )

تقدّم تمامه في باب نصوص الله على الأئمّة علیهم السلام من كتاب الإمامة. (3)

(2785) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السلام (في حديث مناهي النبي صلى الله عليه وآله سلم) قال: «نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة (16).

ص: 139


1- ورواه أيضاً في الباب 58 من كمال الدين : ج 2 ص 669 ح 15 . ورواه الكليني في باب «أنّ الأئمة : لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلا بعهد من الله عزّ وجلّ وأمر منه من كتاب الحجّة من الكافي : 1 : 280 ح 2 .
2- في أمالي الطوسي : «جل اسمه» .
3- تقدّم في ج 3 ص 72 - 73 ح 1 .

(2786) 5 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي جعفر علیهم السلام أنّه سُئل عن الدنانير والدراهم، وما على النّاس فيها ؟

فقال أبو جعفر علیه السلام : «هي خواتيم الله في أرضه (1)، جعلها الله مصلحة لخلقه، وبها تستقيم شؤونهم ومطالبهم، فمن أكثر له منها فقام بحق الله تعالى فيها وأدّى زكاتها، فذاك الذي طابت وخلصت له، ومن أكثر له منها فبخل بها، ولم يؤد حق الله فيها واتخذ منها الأتية فذلك الذي حقّ عليه وعيد الله عزّ وجلّ في كتابه ، قال الله: «يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكُوى بهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَرْتُمْ لأَنفُسِكُم فَذُوقُوا مَا كُنتُم تَكنِزُونَ » (2) ».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 52)

ص: 140


1- قال في البحار : 66: 529: الخواتيم جمع الخاتم وتشبيه الدنانير والدراهم بها إمّا ، لنقشها أو لعزّتها ، أو لأنه لا يجوز جعلها أواني وأشباه ذلك ، كما أنه لا يصلح فص ماختم عليه .
2- سورة التوبة : 9 : 35 .

أبواب الفواكه

باب 1 ما ورد في التمر والعنب والتفاح والسفرجل

أقول: تقدّم في باب «الرؤيا وبعض مصاديقها الصادقة ، ورؤيا النبيّ وأوصيائه علیهم السلام في المنام» ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ هناك (1)

مضافاً على ما تقدّم

(2787)1 (2) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن، محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سيدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عن آبائه علیهم السلام :

عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام أنّه قال: «أربعة نزلت من الجنّة : العنب الرازقي، والرطب المُشاني، والرمّان الإملاسي والتفّاح الشعشعاني - يعني الشامي..»

وفي خبر آخر: «والسفرجل».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 36)

ص: 141


1- لاحظ الحديث 6 من الباب المذكور.
2- - وقريباً منه رواه البرقي في الباب 109 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 336 ح 2151 / 788 عن أبيه ، عن أحمد بن سليمان الكوفي ، عن أحمد بن يحيى الطحان ، عمّن حدثه ، عن أبي عبد الله قال : «خمس من فاكهة الجنّة من الدنيا : الرمان الملاسي، والتفاح الشعشعاني ، والسفرجل ، والعنب، والرطب المشان». ورواه عنه الكليني في أوّل باب الفواكه من كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 349 إلّا أنّ فيه : «الرمّان الأمليسي ، والتفّاح الشيسقان ، والسفرجل ، والعنب الرازقي ، والرطب المشان» .وأورده الطبرسي في الفصل 10 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 170 بتفاوت يسير . قال في البحار : 66 : 122 - 123 : في بعض نسخ الكافي : «الأمليسي» مكان «الملاسي» وهو أظهر . قال في القاموس الأمليس وبهاء الفلات ليس بها نبات، والرمان الأمليسي: كأنه منسوب إليه - انتهى . والمعروف عندنا الملس - بالتحريك - وهو ما لا عجم له ، و به فسّر الأملسي في بحر الجواهر .وفي أكثر نسخ الكافي: «الشيسقان» ولم أجده في اللغة، وفي بعضها: «الشيقان»، وفي القاموس : الشِيقان - بالكسر : جبلان أو موضع قرب المدينة .والشعشعاني: الطويل ، وكأنّه أصحّ النسخ ، فتفسير الشيخ إيّاه بالشامي كأنّه لكون تفّاحهم كذلك ، وفي إصبهان أيضاً تفّاح صغير طويل ، وهو أطيب هذا النوع وأنفعه . وفي القاموس : الرازقي الضعيف والعنب الملاحي ، وقال : الملاحي كغرابيّ وقد يشدّد : عنب أبيض طويل . وقال : الموشان - بالضّم ، وكغراب ، وككتاب من أطيب الرطب .

(2788) 2 (1)- أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : أخبرنا عثمان بن أحمد ابن السمّاك قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله المنادي قال : حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد قال : حدّثنا هاشم بن هاشم، عن عامر بن سعد : أنّ سعداً قال :

ص: 142


1- - ورواه أحمد في المسند : 1 : 181 ، والنسائي في الباب 54 الأطعمة الكبرى : 4: 165 ح 6713 ، ومسلم في صحيحه : 3: 1618 رقم 2047 ، وأبو يعلى في مسنده : 787 ، والبيهقي في السنن : 9: 345. وورد الحديث من طريق مكّي، عن هاشم ، رواه أحمد في المسند: 1 : 181 ، وأبويعلى : 717 ، وأبو عوانة : 5 : 397 ورواه أيضاً ابن أبي شيبة : 5 : 23467 وفي ط : 8: 18 ، والحميدي: 70، والبخاري في الباب 43 من الأطعمة : 5445، 5768 ، 5769 ، 5779 ، ومسلم : 2047 (55) ، وأبو عوانة : 5 297 ، من طرق عن هاشم بن هاشم . ورواه أيضاً أحمد في مسنده : 1 : 181 من طريق عبد الله بن نمير، عن هاشم عن عایشه بنت سعد ، عن أبيه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَن تصبّح ب- [ سبع ] (1)تمرات من عجوة لم يضرّه ذلك اليوم سمّ و لاسحر»(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 24)

(2789)3) - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال :حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا محمّد قال : حدّثنا عمر بن عيسى بن عثمان قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا خالد بن عامر بن عبّاس:

عن محمّد بن سويد الأشعري قال: «دخلت أنا وفطر بن خليفة علىّ جعفر بن محمّد،علیه السلام فقرّب إلينا تمراً فأكلنا» الحديث.

أمالي المفيد : المجلس 4 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه في الباب 15 من تاريخ الإمام المهدي علیه السلام (2)

(2790)4) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الأزدي قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن زكريّا قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس :

عن عمرو بن سعيد بن هلال قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : أوصني .

فقال: «أوصيك بتقوى الله والورع والإجتهاد (إلى أن قال): «فإن تنازعتك نفسك إلى شيء من ذلك ، فاعلم أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم كان قوته الشعير، وحلواه التمر،

ص: 143


1- ما بين المعقوفين من سائر المصادر .
2- تقدّم في ج 5 ص 484 - 485 ح 1 .

و وقوده السعف » الحدیث .

(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 1)

يأتي تمامه فى باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر.

(2791) 5 - وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السلام ( في حديث) قال: «كان طعام رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر، ووقوده السعف».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 الحديث 27،)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الأول من أبواب آداب الأكل.

(2792)6 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن الحسن بن محمّد بن بشّار قال :

حدّثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامّة ممّن كان يُقبل قوله، (في حديث ) : أنّ سندي بن شاهك جمع عدّة ليروا موسى بن جعفر علیه السلام ويشهدوا بأنّه في سعة ، فلما جمعهم قال علیه السلام : «أمّا ما ذكر من التوسعة وما أشبه ذلك ، فهو على ما ذكر ، غير أنّي أخبركم أيّها النفر، أنّي قد سُقِيت السُمّ في تسع تمرات، وإنِّي أُحضَر غداً، وبعد غد أموت».

(أمالي الصدوق : المجلس 29 ، الحدیث 21)

تقدّم تمامه في تاريخ الإمام الكاظم علیه السلام .(1)

ص: 144


1- تقدّم في ج 5 ص 390 - 391 ح 3.

باب 2 ما ورد في الزبيب

(2793 - 2794) 1 (1)- 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن : جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال : حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن بديل بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمان بن عبد الله بن زيد بن ورقاء، أخو دعبل بن عليّ الخزاعي رضی الله عنه ببغداد سنة اثنتين وسبعين ومئتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام بطوس سنة ثمان وتسعين ومئة ، وفيها رحلنا إليه على طريق البصرة، وصادفنا عبدالرحمان بن

ص: 145


1- - ورواه البرقي في الباب 113 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 363 ح 902/2266 363ح عن أبي القاسم، ويعقوب بن يزيد ، عن القندي، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السلام . ونحوه في الحديث 901 عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، عن أمير المؤمنين علیه السلام .ورواه - مع تفاوت في اللفظ - الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 351 - 352 باب الزبيب ح 1 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السلام . وفي الحديث 2 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام . والحديث الثاني رواه علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 307، ضمن الحديث 177 عن زيد بن الحباب، عن عيسى بن الأشعث، عن جويبر، عن الضحاك عن النزال بن سبرة، عن أمير المؤمنين علیه السلام ورواه الحمّويي في فرائد السمطين : 1: 400 ح 336 بإسناده عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العبّاس محمد بن يعقوب ، عن الحسن بن علي بن عفان، عن زيد بن الحباب . وأورده الطبرسي في الفصل 10 من الباب 10 من مكارم الأخلاق : ص 175

مهدى (1)عليلاً فأقمنا عليه أيّاماً، ومات عبد الرحمان بن مهدي وحضرنا جنازته، وصلّى عليه إسماعيل بن جعفر، ورحلنا إلى سيّدي أنا وأخي دعبل، فأقمنا عنده إلى آخر سنة مئتين ، وخرجنا إلى قُم من بعد أن خلع سيّدي أبو الحسن الرضا علیه السلام على أخي دعبل قميصاً خزاً أخضر، وخاتماً فصّه عقيق، ودفع إليه دراهم رضويّة وقال له : «يا دعبل ، صِر إلى قُم ، فإنّك تفيد بها».

فقال له : «احتفظ بهذا القميص ، فقد صلّيت فيها ألف ليلة ألف ركعة، وختمت فيه القرآن ألف ختمة».

فحدّثنا إملاءً في رجب سنة ثمان وتسعين ومئة (2)قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدثنا أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثنا أبي عليّ بن الحسين قال : حدّثنا أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثنا أبي عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: «مَن أدام أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق لم يمرض إلّا مرض الموت».

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 89)

وبالسند المتقدّم مثله بنقيصة أشرت إليها في الهامش، وفيه : عن أبيه عليّ بن

ص: 146


1- عبد الرحمان بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمان أبو سعيد العنبري صاحب اللؤلؤ ، = من رواة العامة الموثق عندهم ، ولد سنة خمس وثلاثين ومئة ، وتوفّي بالبصرة في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومئة وهو ابن ثلاث وستين سنة. لاحظ ترجمته في : الطبقات الكبرى لابن سعد : 7 297 ، والتاريخ الكبير للبخاري : 5 : 354، والجرح التعديل لابن أبي حاتم : 1 : 251 ، والثقات لابن حبّان : 8 373 ، و تاريخ بغداد للخطيب : 10: 240 ، والمنتظم لابن الجوزي : ج : 1 في وفيات سنة ،198 ، والوافي بالوفيات للصفدي : 18 : 283 ، وتاريخ الإسلام للذهبي: وفيات سنة 198 ص 279 ، وطبقات الحنابلة : 1 : 20 / 277 ، وتهذيب الكمال للمزِّي : 17 : 430 / 3969، وتهذيب الكمال لابن حجر .
2- من قوله : «من بعد أن خلع سيّدي ...» إلى هنا، غير موجود في المجلس 13 .

الحسين عليهما السلام عن النزال بن سبرة (1)، عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام أنّه قال : «مَن أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء، لم ير في جسده شيئاً يكرهه».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 1) (2)

(2795) 3(3)- وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السلام أنّه قال: «إنّ الزبيب يشدّ القلب : ويذهب بالمرض، ويطفیّء الحرارة، ويطيّب النفس».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 2)

تقدّم إسناده في باب علاج الحُمّى (17).

ص: 147


1- هذا هو الظاهر الموافق لبعض النسخ ، وفي بعضها : .... عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن النزال بن سبرة .
2- وقعت هذه الرواية في بعض النسخ في آخر المجلس 12.
3- - تقدّم تخريجه في باب علاج الحُمّى .

باب 3 ما ورد في الرمّان

تقدّم في الباب الأوّل ما يرتبط بهذا الباب (1)(2796) 1 (2)- أبو جعفر الطوسي، عن أبي الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، عن إسماعيل بن عليّ الدعبلي عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين علیهم السلام، عن النزال بن سبرة (3)، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: «أطعموا السلام صبيانكم الرمّان، فإنّه أسرع لألسنتهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 4)

(2797) 2-(4) وبالسند المتقدّم عن الرضا عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال :

ص: 148


1- انظر الحديث 1 من الباب الأوّل .
2- - وأورده الطبرسي في الفصل 10 من الفصل 7 من مكارم الأخلاق : ص 171 . وروى البرقي في الحديث الأخير من الباب 111 - باب الرمان - من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 360 رقم 2254 / 890 عن الحسن بن أبي عثمان ، عن محمّد بن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الرحمان بن الحجاج قال : قال أبو عبد الله علیه السلام :« أطعموا صبيانكم الرمّان ، فإنّه أسرع لشبابهم». قال في البحار : 66 : 164 بعد نقل الحديث : أي لنموّهم ووصولهم إلى حد الشباب ، ولا يبعد أن يكون للسانهم موافقاً لما سيأتي
3- هذا الإسناد موجود في الحديث الأوّل من المجلس ،13 ، وورد في الحديث 3 منه : وبهذا الإسناد عن علي بن الحسين، عن عمه الحسن بن علي .... وفي الحديث 4 إلى :: وبهذا الإسناد عن علي بن أبي طالب، وفي الحديث :8 وبهذا الإسناد عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علیه السلام.
4- - روى نحوه البرقي في كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 355ح 2230 / 866 باب الرمان وهذا المعنى ورد أيضاً عن أبي عبد الله ، كما في الحديث 2216 / 852 - 2224 / 860 و 2222262 / 8622 و 2229 / 865 من المحاسن .

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «ما من رمّانة إلّا وفيها حبّة من الجنّة».

قال: «فأنا أحبّ ألّا أترك منها شيئاً».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 38 )

(2798) 3 (1)- وبالسند المتقدّم عن علي بن الحسين علیه السلام (في حديث قال): «شيئان ما دخلا جوفاً قطّ إلّا أصلحاه، فأمّا اللّذان يُصلحان جوف ابن آدم: فالرمّان والماء الفاتر» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 41)

تقدم تمامه مسنداً في الباب الثاني من أبواب الأطعمة.

ص: 149


1- - تقدم تخريجه في الباب الثاني من أبواب الأطعمة.

باب 4 ما ورد في الاترج 1

(1)

(2799) 1 (2)- أبو جعفر الطوسي، عن أبي الفتح الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبلي عن أبيه، عن الرضا، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمّد بن عليّ علیه السلام قال: «إنّ الأترج لثقيل، فإذا أُكل فإنّ الخبز (3)اليابس يهضمه من المعدة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 37)

ص: 150


1- الأُترج و الأُترنج ، واحدته الأترجة والأترنجة: شجر من جنس الليمون، ناعم الأغصان والورق والثمر ثمره كالليمون الكبار ، وهو ذهبي اللون ذكيّ الرائحة، حامض الماء، يقال له أيضاً «التُرنج»، والعامة تسميه «الكباد» .
2- - وروى الكليني نحوه في كتاب الأطعمة من الكافي : 6: 360 باب الأترج : ح 4 عن عدة من الأصحاب ، عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ، قال : «الخبز اليابس يهضم الأترج» .
3- في نسخة : «الجبن».

باب ما يعمل من الحبوب

تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بالخبز.

(2800) 1 (1)- أبوجعفر الطوسي، عن أبي الفتح الحفّار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن أبيه ، عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين علیهم السلام قال : «من أفضل سحور الصائم السويق بالتمر».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 27)

(2801) 2 (2)- وبالسند المتقدّم عن عليّ بن الحسين علیه السلام أنه قال : «بلّوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرّات، ويحوّل من إناء إلى إناء ويسق المحموم، فإنّه يذهب بالحمّى الحارّة، وإنّما عمل بالوحي».

(أمالي الطوسى : المجلس 13 ، الحديث 26)

(2802) 3 (3)- أبو جعفر الطوسي قال : قُرى على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل وأنا أسمع : حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال : حدّثني محمّد بن سليمان ،

ص: 151


1- - وقريباً منه رواه أيضاً الطوسي في التهذيب: 4: 198/ 567 بإسناده عن علي بن الحسن ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: «أفضل سحوركم السويق والتمر». وأورده الطبرسي في الفصل 13 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 192 .
2- - تقدّم تخريجه في باب علاج الحُمّى .
3- - ورواه ابن شهر آشوب في ترجمة الإمام الباقر علیه السلام من المناقب : 4: 186 في عنوان : «فصل في آياته علیه السلام » ، وابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 369 رقم 2 بتفاوت .

عن أبيه قال :

كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر علیه السلام ، (إلى أن قال:) فلم يلبث الشامي إلّا قليلاً حتّى مرض واشتدّ وجعه، فلمّا ثقل دعا وليّه، وقال له : إذا أنت مددت عَلَيَّ الثوب في النعش فأتِ محمّد بن عليّ وسله أن يصلّي عَلَيّ، وأعلمه أنّي أنا الذي أمرتك بذلك .

قال : فلمّا أن كان في نصف الليل ظنّوا أنّه قد برد وسجّوه، فلمّا أن أصبح الناس خرج وليّه إلى المسجد، فلمّا أن صلّى محمّد بن علي وتورّك - وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه - قال له : يا أبا جعفر ، إنّ فلاناً الشامي قد هلك ، وهو يسألك أن تصلّى عليه .

فقال أبو جعفر : «كلاّ، إنّ بلاد الشام بلاد صِرّ (1)وبلاد الحجاز بلاد حرّ ولحمها شديد، فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتّى آتيكم».

ثمّ قام من مجلسه، فأخذ وضوءاً، ثم عاد فصلّى ركعتين ، ثمّ مدّ يده تِلقاء وجهه ما شاء الله ، ثمّ خرّ ساجداً حتى طلعت الشمس ، ثمّ نهض فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه، فدعاه فأجابه ، ثمّ أُجلسه فسنده، ودعا له بسويق فسقاه وقال لأهله : «املأوا جوفه، وبردّوا صدره بالطعام البارد ». ثم انصرف .

فلم يلبث إلا قليلاً حتّى عوفي الشامى- الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 74)

تقدّم تمامه في الباب 3 من ترجمة الإمام الباقرعلیه السلام (2)

ص: 152


1- الصِرّ : شدّة البرد ، وفي مدينة المعاجز : 5: 105 ' ح 1502 - 86 نقلاَ عن الطوسي وفي المناقب - لابن شهر آشوب : «صرد» ، والمعنى واحد . وفي الطبعة الحجريّة : «بلاد برد».
2- تقدّم في ج 5 ص 324 - 325 ح 1 .

أبواب البقول

باب 1 ما ورد في البقل

(2803) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا الشيخ أبو عبدالله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّى قال : قال أبو عبد الله علیه السلام« لكلّ شيء حلية، وحلية الخوان البقل» الحديث .

(أمالي الطوسى : المجلس 11 ، الحديث 53)

يأتي تمامه في كتاب العشرة .

باب 2 ما ورد في الهندباء

باب 2 ما ورد في الهندباء (1)

(2804)1 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال : حدّثني أبي عن آبائه علیهم السلام ، عن أمير المؤمنين علیه السلام :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من صباح إلّا ويقطر على الهندباء قطرة من الجنّة، فكلوه ولا تنفضوه » (أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 10)

ص: 153


1- الهندبا والهندباء : بقل زراعي حوليِّ ومُحوِل ، من فصيلة المركّبة ، يطبخ ورقه ، أو يجعل سَلَطة . (المعجم الوسيط ) .
2- - وقريباً منه البرقي في الباب 88 من كتاب المأكل من المحاسن : 2: 311 ح 2037 : 673، والكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6: 363 باب ما جاء في الهندباء ح 8 بسندهما عن أبي عبد الله علیه السلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : «كلوا الهندباء ، فما من صباح إلّا وتنزل عليها قطرة من الجنّة ، فإذا أكلتموها فلاتنفضوها». وروى الكليني نحوه في الحديث 4 من الباب عن أبي عبد الله علیه السلام ، وأيضاً نحوه رواه البرقي في ، الحديث 672/2036 . وقريبا منه رواه البيهقي في التاسع والثلاثون من شعب الإيمان : 5 : 106 رقم 5965 بسنده عن مسعدة ، عن جعفر، عن أبيه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «على كلّ ورقة من الهندباء حبّة من ماء الجنّة». وروى نحوه الراوندي في الدعوات : ص 156 رقم 423 .

باب 3 ما ورد في الباذنجان

(2805) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : - حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العباس بن محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين ، عن الحسين بن أبي غندر:

عن أبي الحسن موسى وأبي الحسن الرضاء علیه السلام قالا : «الباذنجان عند جداد (2)النخل لا داء فيه».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 9)

ص: 154


1- - ورواه البرقي في كتاب المآكل من المحاسن : 2 : 334 - 335 عن السيّاري ، عن موسى بن هارون، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام .ورواه الطبرسي في الفصل 11 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 183 مع زيادة في آخره.
2- في المحاسن : «جذاذ» .

(2806) 2 (1)- وبالسند المتقدّم عن الحسين، عمّن أخبره ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «الباذنجان جيّد للمِرَّة السوداء».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 10)

ص: 155


1- - ورواه البرقي في كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 334 - 335 - 2147 / 783 عن ح السيّاري ، عن القاسم بن عبد الرحمان الهاشمي ، عمّن أخبره، عن أبي عبد الله علیه السلام . ورواه الطبرسي في الفصل 11 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 183 .

باب 4 ما ورد في القرع

(2807) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي، عن أبي الفتح الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبلى، عن أبيه، عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: «كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يُعجبه الدبّاء (2)ويلتقطه من الصحفة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 6)

(2808) 2 (3)- وبالسند المتقدّم عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال : «إنّ الدباء يزيد في العقل».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 7 )

ص: 156


1- - ورواه البرقي في الباب 100 من كتاب المأكل من المحاسن : 2: : 329 ح 756/2120 عن ابن فضّال، عن عبد الله ، بن ميمون القدّاح ، عن أبي عبد الله علیه السلام . ورواه الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6: 370 باب القرع : ح 3 عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضال . وأورده الطبرسي في الفصل 11 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 177 عن أنس .
2- الدبّاء : القرع .
3- - ورواه البرقي في الباب 100 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 327-328، والكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 371 باب القرع : ح 5 عن عليّ بن حسّان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن علیه السلام . وفي عيون أخبار الرضا علیه السلام : 2: 39 باب 31 - 86 وص 45 ح 37: «عليكم بالقرع فإنّه يزيد في الدماغ».

(2809) 3 (1)- وبالسند المتقدّم عن الحسين بن علىّ علیه السلام قال : سمعت أمير المؤمنين علیه السلام وسُئل عن القرع أيُذبَح ؟

فقال: «ليس بشيء يذكّى، فكلوا القرع ولا تذبحوه، ولا يستفزنكم الشيطان» (2)

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 8)

ص: 157


1- - ورواه البرقي في الباب 100 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 327 ح 749/2113 عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله علیه السلام : أن عليا علیه السلام سئل عن القرع.... ورواه الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 370 باب القرع ، ح 1 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي .
2- في المحاسن والكافي: «ولا يستهوينّكم الشيطان».

باب 5 ما ورد فى الفجل

(2810)1 (1)- أبو جعفر الطوسي، عن الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن أبيه ، عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : «الفجل أصله يقطع البلغم ويهضم الطعام، وورقه يحدر البول».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 9)

ص: 158


1- - ورواه الطبرسي في الفصل 11 من الباب 7 من مكارم الأخلاق : ص 182 عن الأمالي . وقريباً منه رواه البرقي في الباب 105 من كتاب المأكل من المحاسن : 2: 232 ح- 2136 / 772 عن السياري، عن بن احمد بن خالد، عن أحمد بن المبارك الدينوري، عن أبي عثمان ، عن درست بن أبي منصور : عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «الفجل أصله يقطع البلغم، ولبّه يهضم، وورقه يحدّر البول تحديراً». ورواه الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6 : 371 باب القرع : ح 2 .

باب 6 ما ورد في الكمأة

(1)

باب 6 ما ورد في الكمأة (2)

(2811) 1 (3)- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن بن محمّد بن مخلد قال : حدّثنا محمّد بن يونس القرشي قال : حدّثنا سعيد بن عامر قال : حدّثنا محمّد عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين».

(أمالي الطوسى : المجلس 13 ، الحديث 86)

ص: 159


1- الکم: فطر من الفضیله ،و هی ارضیه تنتفخ حاملات ابواغها فتجنی وتوءکل مطبوخه ویختلف حجمها بحسب الانواع.
2- الكَمْ : فُطْرٌ من الفصيلة الكمئية، وهي أرضية تنتفخ حاملات أبواغها، فتجنى وتؤكل مطبوخة ، ويختلف حجمها بحسب الأنواع .
3- - وأخرجه أحمد في المسند : 2 : 301 ، 305، 325، 356 ، 357، 421 ، 488 ، 490 ، 511 ، والنسائي في السنن الكبرى : 6673 ، 6819 ، والطيالسي : 2398 ، وأبو يعلى : 6398 ، والترمذي : 2066 . ورواه البرقي في الباب 108 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 335 ح محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن عبد الرحمان بن زيد بن أسلم، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «الكمأة من المنّ ، والمنّ من الجنّة، وماؤها شفاء للعين» . ورواه الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي : 6: 371 باب الكمأة : ح 2 . وله شاهد من حديث سعيد بن زيد ، رواه أحمد في المسند : 1 : 187 - 188 . ومن حديث أبي سعيد الخدري ،رواه أيضاً أحمد في المسند:3: 48 . ورواه المتّقي في كنز العمال: 10 : 50 ح 28308 عن أحمد والبيهقي والنسائي - عن سعيد بن زيد ، وعن أحمد والنسائي وابن ماجة - عن أبي سعيد وجابر ، وعن أبي نعيم في الطب - عن ابن عبّاس وعائشة . وفي غالب المصادر زيادة ، وهي : «والعجوة من الجنّة، وهي شفاء من السمّ» .

ص: 160

كتاب الإيمان والكفر

اشارة

ص: 161

ص: 162

أبواب الإيمان والإسلام

باب 1 فضل الإيمان وأنّه من أعظم النعم

أقول : سيأتي في باب فضل الشيعة ما يرتبط بذلك ، ويأتي في كتاب العشرة ما ورد في إذلال المؤمن، أو إهانته ، أو تحقيره ، أو الإستهزاء به، أو إخافته ، أو الاعانة عليه ، أوسبّه ، والجميع يدلّ على عظمة المؤمن.

(2812) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني القاسم جعفر بن محمّد الله قال : حدّثني محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن شريف بن سابق ، عن أبي العباس الفضل بن عبدالملك :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعلیهما السلام(في حديث) قال: «يا فضل، لاتزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإنّ الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر».

ثمّ قال: «يا فضل، إنما سُمّى المؤمن مؤمناً لأنّه يؤمّن على الله فيجيز الله أمانه».

ثمّ قال: «أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصدیقه یوم القيامة : «فَما لَنا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَديقٍ حَمِيمٍ » (2)».

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 26)

يأتي تمامه في باب مواعظ الإمام الصادق من كتاب الروضة .

ص: 163


1- - ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 72 عن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي ، عن الشيخ الطوسي . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 179
2- سورة الشعراء : 26 : 100 - 101 .

(2813) 2) - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآنّي قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد الله قال : حدثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر علیه السلام قال :

إنّ رجلاً جاء إلى سيّدنا الصادق علیه السلام فشكا إليه الفقر، فقال: «ليس الأمر كما ذكرت ، وما أعرفك فقيراً ».

قال : والله يا سيّدي ما استبيت (1)، وذكر من الفقر قطعة، والصادق يُكذِّبه ، إلى أن قال له: «خبرني لو أعطيت بالبراءة منا مئة دينار ، أنت تأخذ» ؟ :

قال لا إلى أن ذكر ألوف دنانير، والرجل يحلف أنّه لا يفعل، فقال له : «مَن معه سلعة يُعطى بها هذا المال لا يبيعها، هو فقير»؟

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 31)

(2814) 3 (2)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عليّ بن إسماعيل بن يونس بن السكن بن صُعير القنطري الصفّار قال : حدّثنا إبراهيم بن جابر الكاتب المروزي ببغداد ، قال : حدّثنا عبد الرحمان بن هارون الغسّاني قال : أخبرنا هشام

ص: 164


1- استبات : هيّأ قوت ليله وفلان لا يستبيت : أي ليس له قوت ليلة .
2- - وأخرجه الهندي في كنز العمال : 3: 265 ح 6477 نقلاً عن الخطيب، وفيه: «من لم يعرف فضل الله تعالى ... » . وأورده الحرّاني في مواعظ النبي صلی الله علیه و آله وسلم من تحف العقول: ص 52، وورّام بن أبي فراس في تنبیه الخواطر : 2 : 32 . وله شاهد من حديث أبي الدرداء : رواه ابن عساكر في ترجمة أبي الدرداء من تاريخ دمشق : 47 : 168 ، والديلمي في الفردوس : 4 : 278 ح 6370 .

بن حسّان، عن هشام (1)بن عروة، عن أبيه ، عن عائشة قالت :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَن لم يعلم فضل الله عزّ وجلّ عليه إلّا في مطعمه ومشربه ، فقد قصر علمه ودنا عذابه».

(أمالي الطوسى : المجلس 17 ، الحديث (47)

(2815) 4 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر العلوي العريضي الشيخ الصالح ب-«حرّان»، قال: حدّثنا جدّي الحسين بن إسحاق، عن أبيه ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عن جدّه ، عن علىّ علیه السلام :

عن النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم قال : «يعيّر الله عزّ وجلّ عبداً من عباده يوم القيامة، فيقول : عبدي، ما منعك إذ مرضت أن تعودني ؟

فيقول : سبحانك ، أنت ربّ العباد لا تألم ولا تمرض !

فيقول : مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ، ثمّ لتكلّفت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن، وأنا الرحمان الرحيم».

(أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 8)

(2816) 5 (2)- وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسين بن موسى بن خلف الفقيه برأس

ص: 165


1- ما ذكرته هنا موافق لترجمة هشام بن حسّان وهشام بن عروة ، وفي النسخ صحفت = هشام ب-«همام».
2- - وأخرجه مسلم في صحيحه : 4 : 1990 ، والديلمي في الفردوس : 5 : 344 ح 8113. ورواه - بتفاوت - أحمد في المسند : 2 : 404 ، والبخاري في الأدب المفرد : 517 ، والطبراني في المعجم الأوسط : 8717 ، والبيهقي في الأسماء والصفات : 220 ، والمتقي في كنز العمال : 15: 824 نقلاً عن مسلم .

عين ، قال : حدّثنا عبد الرحمان بن خالد الرقّى القطّان ، قال : حدّثنا زيد بن حباب قال : أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة :

عن النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم قال : «إنّ الله تعالى يقول : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني !

قال : ياربّ، كيف أعودك وأنت ربّ العالمين ؟ !

قال: مرض فلان ،عبدي، ولو عدته لوجدتني عنده ،واستسقيتك فلم تسقني !

قال : ياربّ ، كيف وأنت ربّ العالمين ؟ !

قال : استسقاك عبدي ،فلان ولو سقيته لوجدت ذلك عندي، واستطعمتك فلم تطعمني !

قال : يا ربّ، كيف وأنت ربّ العالمين ؟ !

قال : استطعمك ،عبدي، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي» .

(أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 9)

ص: 166

باب 2 المومن ینظر بنور الله

(2817) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن أبائه علیه السلام :

عن الباقر علیه السلام قال : «اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله». ثم تلا هذه الآية: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» (2)

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث21)

ص: 167


1- - ورواه الصفّار فى الباب 17 من الجزء 7 من بصائر الدرجات ح 10 عن محمد بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام . وفي الحديث 4 عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام في قول الله عزّ وجلّ : «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ»، قال : «هم الأئمة، قال رسول الله ...» . وقريباً منه في الحديث 11 عن أبي طالب، عن حمّاد بن عيسى ، عن محمّد بن مسلم .
2- سورة الحجر 15 : 75

باب 3 ما ورد في طينة المؤمن

(2818) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ( في حديث ) قال : «يا عليّ أنت منّي وأنا منك، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، وشيعتك خُلِقوا من فَضل طينتنا».

(أمالي الصدوق : المجلس 4 الحديث 8)

سيأتي تمامه مسنداً في باب فضائل الشيعة .

(2819) 2-(1)- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدثني أبي،عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد عن فضالة، عن أبي بصير:

عن أبي جعفر محمّد بن علي علیه السلام قال : «إنّا وشيعتنا خُلِقنا من طينة من عِليّين، وخُلِق عدوّنا من طينة خَبال من حَمَإٍ مسنون» (2)

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 58)

ص: 168


1- ورواه الطبري في الجزء الثاني من بشارة المصطفى : ص 87 عن أبي علي ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه . ونحو صدر الحديث ، رواه البرقي في الباب 2 من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن : 1: 132 ح 5 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى خلقنا من أعلى عليين ، و خلق قلوب شيعتنا ممّا خلقنا منه ... ». وفي ص 135 في الحديث 14 من الباب 5 بإسناده عن أبي جعفر علیه السلام قال : «إنّا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة ».
2- قال ابن الأثير فى مادة «خبل» من النهاية : وفيه: «من شرب الخمر سقاه الله من الخبال يوم القيامة جاء تفسيره في الحديث : أنّ الخبال عُصارة أهل النّار والخبال في الأصل: الفساد، ويكون فى الأفعال والأبدان والعقول . وقال الفيروز آبادي في مادة «خبل» من القاموس المحيط: الخَبال - كسحاب : النقصان والهلاك والعناء ، والكَلّ ، والعيال ، والسمّ القاتل ، وصديد أهل النّار. وقال أيضاً في مادّة «حماً» : الحماً - محرّكة - : الطين الأسود المنتن . وقال في مادة «سنن» : الحمأ المسنون : المنتن . 2

(2820) 3 -(1) حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثني جدّي علي بن عمر قال: - حدّثنا أبو العبّاس إسحاق بن [ محمّد بن ] مروان القطّان (2)قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبيد بن يحيى العطّار (3)قال : حدّثنا يحيى بن عبدالله بن الحسن، عن أبيه

ص: 169


1- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين الله من تاريخ دمشق : 1 : 145 - 151 ح ، والكنجي الشافعي في الباب 87 من كفاية الطالب : ص 318
2- قال الخطيب في ترجمة الرجل برقم 3438 من تاريخ بغداد : ج 6 ص 393 : إسحاق بن محمّد بن مروان أبو العباس الغزال، من أهل الكوفة ، قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه . روى عنه : محمّد بن جعفر زوج الحرة، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفّر ، وعبدالله ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، وأبو عمر بن حيّوية، ومحمد بن عبد الله بن الشخير، وعلي بن عمر السكّري وغيرهم ... وانظر أيضاً ترجمته في المنتظم : ج 13 في وفيات سنة 318ه- ، وميزان الاعتدال : 1 : 00 200 / 790 ، ولسان المیزان : 1 : 572 / 1180 .
3- هذا هو الصحيح الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي ولترجمة الرجل في الكتب ، فإنّه يروي عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين ، ويروي عنه محمد بن علي الكوفي ، كما في الحديث 1 من باب الجزع اليماني والبلور - باب 25 - من كتاب الزي والتجمّل من الكافي، وفي الحديث 277 من كتاب الروضة ، وفي الحديث 7 من الباب 16 من كامل الزيارات . وروى عنه محمد بن مروان ، كما في تفسير قوله تعالى في سورة ق : «أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ » في تفسير القمي : 2 : 324 . وفي النسخ المطبوعة : عبيد بن مهران .

وعن جعفر بن محمد علیهما السلام ، عن أبيهما، عن جدّهما قالا :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّ في الفردوس لَعَيناً أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك فيها طينة خلقنا الله عزّ وجلّ منها، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية علي بن أبي طالب ».

قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسین بن علی (1)هذا الحديث، فقال: صدقك الحسين بن علي يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي، عن جدّي، عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 67 )

(2821)4 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا عبدالله بن محمّد قال : أخبرنا الحسين قال : حدثنا أبو عبد الله بن أسباط ، عن أحمد بن زياد العطّار، عن محمّد بن مروان الغزال، عن عبيد بن يحيى، عن بن محمد يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن جده الحسن بن علي علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ في الفردوس ...» وذكر مثله ، إلا أن فيه : «وهي الميثاق الذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ».

قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسين هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي، عن جدّي ، عن أبيه ، عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم.

قال عبيد : قلت : أشتهي أن تفسّره لنا إن كان عندك تفسير.

قال: نعم، أخبرني أبي، عن جدّي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ لِلّه تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه

ص: 170


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل وترجمة عبيد بن يحيى العطّار، الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي، وفي النسخ: محمّد بن علي بن الحسين بن علي».

راحة أحدكم ، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية عليّ بن أبي طالب علیه السلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة، فرمى بها في النطفة حتّى تصير إلى الرحم ، منها يخلق وهي الميثاق» .

(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 6)

(2822) 5 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني المظفّر بن محمّد قال : أخبرنا بن أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الزراري، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي زكريا الموصلي، عن جابر، عن أبي جعفر ، عن أبيه، عن جده علیه السلام :

أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي :« أنت الذي احتجّ الله بك في ابتدائه الخلق، حيث أقامهم أشباحاً فقال لهم : ألست بربكم ؟

قالوا بلى.

قال : ومحمّد رسولِي ؟

قالوا بلى.

قال : وعلي بن أبي طالب وصيّي ؟

فأبى الخلق جميعاً إلا استكباراً وعُتوّاً من ولايتك ، إلّا نفر قليل، وهم أقلّ القليل ، وهم أصحاب اليمين».

(أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 4)

(2823)6 - وبإسناده عن الصادق علیه السلام قال : «شيعتنا جزء منّا، خُلِقوا من فضل طينتنا ، يسوءهم ما يسوءنا، ويسرّهم ما يسرّنا» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 35)

سيأتي تمامه مسنداً في باب فضائل الشيعة .

ص: 171

(2824)7 - وبإسناده عن نوف بن عبد الله البكالي قال : قال لي عليّ علیه السلام : «يا نوف، خُلقنا من طينة طيّبة، وخُلق شيعتنا من طينتنا ، فإذا كان يوم القيامة الحقوا بنا» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 3)

سيأتي تمامه مسنداً في باب صفات الشيعة وأصنافهم.

(2825) 8 (1)- أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه علیه السلام .

وقال [أبوبكر الجعّابي ] : حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم [الصيداوي ] قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر [بن يزيد الجعفي ] ، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهما السلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب علیه السلام : «ألا أبشّرك ؟ ألا أمنحك»؟

قال: «بلى يا رسول الله».

قال: «فإنّني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فُضلة فخلق منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأمّهاتهم إلا شيعتك، فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».

(أمالي المفيد : المجلس 37، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «فإنّي خُلقت...».

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحدیث 27)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال :

ص: 172


1- - ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 14 - 15 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه ، عن الشيخ المفيد.

حدّثني عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهما السلام ، عن جابر بن عبدالله .

قال أحمد بن عبد المنعم : وحدّثنا عبيد الله (1)بن محمد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن علىّ، علیه السلام عن أبيه، عن جابر بن عبدالله قال :

سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول لعلي علیه السلام : «ألا أسرك ؟ ألا أمنحك ؟ ألا أبشّرك»؟

قال: «بلى يا رسول الله».

قال: «إنّي خُلقت أنا وأنت من طينة واحدة وفضلت فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأسماء أمّهاتهم سوى شيعتنا فإنّهم يُدعَون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».

(أمالي الطوسى : المجلس 16 ، الحديث 25)

ص: 173


1- في المجلس 3 وأمالي المفيد : «عبد الله» .

باب 4 ما ضمن الله تعالى للمؤمن

(2826) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر الجعفي قال :

قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیه السلام : «إنّ الله تعالى ضمن للمؤمن ضماناً».

قال : قلت : وما هو ؟

قال: «ضمن له إن أقرّ الله بالربوبية، ولمحمّدصلی الله علیه و آله وسلم بالنبوة، ولعلي علیه السلام بالإمامة ، وأدّى ما افترض عليه أن يسكنه في جواره».

قال : فقلت : هذه والله هي الكرامة الّتي لا يشبهها كرامة الأدمييّن.

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام : «اعملوا قليلاً تنعّموا كثيراً».

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 18)

ص: 174


1- - رواه الصدوق في الباب 26 من ثواب الأعمال : ص 15 ، وفي التوحيد : ص 19 باب 1 ح 4.

باب 5 إحياء المؤمن

(2827) 1 (1)- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى:

عن سماعة قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : أنزل الله عزّ وجلّ: «مَنْ قَتَلَ نَفساً بِغَيرِ نَفسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَا أَحْيَا النَّاسَ جميعاً» (2)؟

قال : «مَن أخرجها من ضلال إلى هُدى فقد أحياها ، و مَن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد والله قتلها».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 50)

ص: 175


1- - ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 211 باب في إحياء المؤمن : ح 1 عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى.
2- سورة المائدة : 32:5

باب 6 شدة ابتلاء المؤمن وعلته

(2828) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن مالك بن مسمع بن مالك :

عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السلام قال : قال : «يا سماعة، لا ينفكّ المؤمن من خصال أربع: من جارٍ يؤذيه، وشيطان يغويه ، ومنافق يقفو أثره، ومؤمن يحسده».

قلت جُعلتُ فداك، مؤمن يحسده ؟ !

قال: «يا سماعة ، أما إنّه أشدّهم عليه».

قلت : وكيف ذاك ؟

قال: «لأنّه يقول فيه القول فيُصدَّق عليه».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 12)

(2829) 2 - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبان بن تغلب قال :

قال أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام : «إنّ المؤمن ليهوّل عليه في منامه فتُغفَر له ذُنوبه ، وإنّه ليُمتَهن (2)في بدنه فتُغفَر له ذنوبه».

(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 12)

ص: 176


1- ورواه أيضاً في باب الأربعة من الخصال: ص 229 ح 70 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب .
2- قال العلّامة المجلسي قدس سره في البحار : 81: 177: قال الجوهري : المَهنة بالفتح :الخدمة، وقد مهن القوم يمهنهم مهنة : أي خدمهم وامتهنت الشيء : ابتذلته، وأمهنته : أضعفته ، انتهى . و لعلّ المراد هنا الابتذال بالأمراض ، ويحتمل أن يراد به الخدمة للنّاس والعمل لهم.

(2830) 3 (1)- حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان:

عن محمّد بن المنكدر قال : مرض عون بن عبد الله بن مسعود فأتيته أعوده ، فقال : أفلا أحدّثك بحديث عن عبد الله بن مسعود ؟

قلت : بلی.

قال: قال عبد الله بينا نحن عند رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذ تبسّم ، فقلت : ما لك يا رسول الله تبسّمت ؟

قال: «عجبت من المؤمن وجزعه من السقم، ولو يعلم ما له في السقم من الثواب لأحبّ أن لا يزال سقيماً حتّى يلقى ربَّهُ عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 14)

(2831) 4 (2)- حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن عليب بن فضّال، عن عليّ بن عقبة ، عن أبيه ، عن سليمان بن خالد:

ص: 177


1- - وأخرجه الطيالسي في مسنده : ص 46 ح 347، والطبراني في المعجم الأوسط : 3: 167 ح 3338 ، وعنهما المتّقي في كنز العمّال: 3 : 307 ح 6687 ، وفي الحديث 6717 عن الطيالسي و ابن النجّار . وأورده الراوندي في الباب 3 من الدعوات : 458/66 مع مغايرة طفيفة.
2- - ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب 1 من كتاب «المؤمن»: ص 27 ح 49، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 86. وانظر الحديث 8 من باب الرضا بقضاء الله من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 62.

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السلام قال : «ضحك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ذات يوم حتّى بدت نواجذه ثمّ قال : ألا تسألوني ممّ ضحكت ؟

قالوا: بلى يا رسول الله .

قال: عجبت للمرء المسلم، إنّه ليس من قضاء يقضيه الله عزّ وجلّ إلّا كان خيراً له في عاقبة أمره».

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 15)

(2832) 5 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن یحیی الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه أبٍ ابٍ :

عن الصادق علیه السلام قال : «ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة رجل مؤمن إلا وله جار يؤذيه».

(أمالي الطوسي : المجلس (10، الحديث 79 )

ص: 178


1- - ورواه الصدوق في الباب 31 من عيون أخبار الرضا ع : 2 : 36 ح 59 . ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 252 باب ما أخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلى به ح 13 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله ،علیه السلام إلّا أنّ فيه: «إلى أن تقوم الساعة ». وقريباً منه في الحديث 11 و 12 بسنده عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله علیه السلام مع زيادة في الأوّل . وأورده الزمخشري في ربيع الأبرار : 1 : 483 . وورد أيضاً في صحيفة الرضاء علیه السلام : ص 88 ح 6 من المستدركات ، وفي ط : ح 9.

(2833) 6 (1)- أخبرنا الحسين بن عبيد الله الغضائري قال : أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى : قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال : حدّثنا أبو أيوب يحيى بن زكريّا قال : حدّثنا داوود بن كثير بن أبي خالد الرقّي قال : حدّثنا أبو عبد الله علیه السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم:

قال الله عزّ وجلّ :« لولا أنّي أستحيي من عبدي المؤمن ، ماتركت عليه خرقة يتوارى بها ، وإذا أكملت له الإيمان ابتليته بضعف في قوته وقلة في رزقه ، فإن هو جزع أعدت عليه ، وإنّ صبر باهيت به ملائكتي ، ألّا وقد جعلت عليّاً عَلَماً للنّاس، فمن تبعه كان هادياً ، ومَن تركه كان ضالاً، لا يحبّه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 60)

(2834) 7 (2)- قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل ، وأنا أسمع ، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائى أبو منصور ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال : حدثني أبو جعفر الطالبي قال: حدّثنا أبو عبدالله محمد بن خالد التميمي الخراساني، عن عليّ بن أبان:

عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت جالساً عند أمير المؤمنين علیه السلام فأتاه رجل، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي لأحبّك في السرّ كما أحبّك في العلانية . قال : فنكت أمير المؤمنين علیه السلام الأرض بعود كان في يده ساعة، ثمّ رفع رأسه فقال: «كذبت

ص: 179


1- - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1712 .
2- - وقريباً منه رواه الصفّار في الباب 8 من الجزء 8 من بصائر الدرجات: ص 391 عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن خلف بن حماد، عن سعد الاسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، وفي ح 2 عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة .

والله ما أعرف وجهك في الوجوه، ولا اسمك في الأسماء».

قال الأصبغ : فعجبت من ذلك عجباً شديداً، فلم أبرح حتّى أتاه رجل آخر فقال : والله يا أمير المؤمنين، إنّي لأحبّك في السرّ كما أحبّك في العلانية.

قال فنكت بعوده ذلك في الأرض طويلاً ثمّ رفع رأسه فقال: «صدقت، إنّ طينتنا طينة مرحومة ، أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق، فلايشذّ منها شاذّ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة، أما إنّه فاتّخذ للفاقة جلبابا (1)، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الفاقة إلى محبّك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 72)

(2835) 8 (2)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلوي العريضي ب«حران» قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال : حدّثني عمّاي علي بن موسى والحسين بن موسى، عن أبيها موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي علیه السلام :

ص: 180


1- قال العلّامة المجلسي في البحار : قوله : «فاتخذ للفاقة جلبابا» أي ليزهد في الدنيا وليصبر على الفقر ، والجلباب : الإزار والرداء ، وقيل : هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها و صدرها ، وجمعها : جلابیب، کنی به عن الصبر لأنه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن . وقيل : إنّما كنّى بالجلباب عن اشتماله بالفقر ، أي فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمّه وتشمله لأنّ الغنى من أحوال الدنيا ولايتهيّاً الجمع بين حبّ الدنيا وحبّ أهل البيت علیهم الاسلام .
2- - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 70 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 209 .وانظر باب ثواب المرض من كتاب الجنائز من الكافي : 3: 114 ح 7 .

عن النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم: «يوحي الله عزّ وجلّ إلى الحفظة الكرام : لا تكتبوا على عبدي المؤمن عند ضجره شيئاً ».

(أمالي الطوسي : المجلس 22، الحديث 9)

(2836) 9 (1)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي بالكوفة قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي حمزة: عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام قال: «مثل المؤمن مثل كفّتي الميزان ، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه، ليلق الله عزّ وجلّ ولا خطيئة له».

(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 1)

(2837) 10 (2)- أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا - أبو عبدالله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد

ص: 181


1- - ورواه أبو عليّ محمّد بن همام الاسكافي في الباب 1 من التمحيص : ح 8 ، والحراني في مواعظ الإمام الكاظم علیه السلام من تحف العقول: ص 408 ، بنقص الفقرة الأخيرة منه . وأورده السبزواري في الفصل 70 من جامع الأخبار : ص 314 ح 875: 28 ، وفي هامشه عن مشكاة الأنوار: 298 . ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 253 - 254 باب شدة ابتلاء المؤمن : ح 10 عن أبي عبد الله علیه السلام بنقص الفقرة الأخيرة .
2- - ورواه الكليني رحمه الله في الحديث 1 من باب شدّة ابتلاء المؤمن من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 252 عن علي بن إبراهيم عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير. ورواه أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي في الباب 1 من كتاب «التمحيص» : ص 35 - 36 ح ،30 ، إلّا أنّ فيه كرّرت الفقرة الثانية ، بدل الفقرة الأخيرة . وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة : ج 2 ص 17 - 18 باب 2 ح 3.

بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «إنّ أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الأمثل فالأمثل».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 الحديث 7)

(2838) 11 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن سماعة بن مهران :

عن الصادق جعفر بن محمّدصلی الله علیه و آله وسلم أنه قال: «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفّرها به ابتلاه الله عزّ وجلّ بالحزن في الدنيا ليكفّرها به ، فإن فعل ذلك به وإلا أسقم بدنه ليكفّرها به ، فإن فعل ذلك به وإلّا شدّد عليه عند موته ليكفّرها به فإن فعل ذلك به وإلّا عذبه في قبره ليلق الله عزّ وجلّ يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه».

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 4)

(2839) 12 (2)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين

ص: 182


1- - وأورده الفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 433 ولم يذكر فيه السقم و الشدّة عند الموت . وروى نحوه الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب الأول من كتاب «المؤمن» : ص 18 ، ح 11 ، وأبو عليّ الإسكافي في الباب الأوّل من التمحيص : ص 38 - 35 عن أبي جعفر علیه السلام وانظر تخريج الحديث التالي .
2- - ورواه أبو علي محمّد بن همام الإسكافي في الباب 4 من «التمحيص» : ص 43 ح 57 ، والكليني في باب «تعجيل عقوبة الذنب» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 444 ح 2 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير . وفي الحديث 8 من الباب المتقدّم ، ص 445 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو بن جميع قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: «إنّ العبد المؤمن ليهتمّ في الدنيا حتى يخرج منها ولاذنب عليه». وقريباً منه رواه الإسكافي في التمحيص : 44 عن الحارث بن عمر، عن أبي عبد الله علیه السلام .وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في فضل الصبر» من روضة الواعظين : ص 423 عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بتفاوت يسير . ورواه أحمد في مسنده : 6 : 157 ، والديلمي في الفردوس : 1 : 405 ، ح 1332 من طريق عائشة ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بتفاوت يسير . وانظر سائر ما رواه الكليني له في الباب المذكور من الكافي .

بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن الحكم بن عتيبة قال :

قال أبو عبد الله : «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده ما يكفّرها ، ابتلاه الله تعالى بالحزن، فيكفّرها عنه ذنوبه».

(أمالي المفيد : المجلس ، الحديث 7)

(2840) 13 - أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر الموسوي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهَمداني قال : حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال : حدّثنا محمّد بن سنان قال أخبرني أحمد بن سليمان القمّي الكوفي قال :

سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد علیه السلام يقول : «إن كان النبيّ من الأنبياء ليبتلى بالجوع حتّى يموت جوعاً، وإن كان النبيّ من الأنبياء ليبتلى بالعطش حتّى يموت

ص: 183

عطشاً، وإن كان النبيّ من الأنبياء ليبتلى بالعراء (1)حتّى يموت عرياناً، وإن كان النبيّ من الأنبياء ليبتلى بالسقم والأمراض حتّى تتلفه، وإن كان النبيّ من الأنبياء ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة اللّه ويدعوهم إلى توحيد اللّه، وم-ا م-ع-ه مبيت ليلة ، فما يتركونه يفرغ من كلامه ولا يستمعون إليه حتّى يقتلوه، وإنّما يبتلي الله تبارك وتعالى عباده على قدر منازلهم عنده» .

(أمالى المفيد : المجلس 5، الحديث 6)

(2841) 14 (2)- أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن داوود بن فرقد :

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام قال: «إنّ فيما ناجي الله به موسى بن عمران علیه السلام أن ياموسى، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليَّ من عبدي المؤمن، وإنّي إنما

ص: 184


1- قال الراغب في المفردات : ص 232 : العراء : مكان لاسترة به والعرى مقصور الناحية ، وعراه واعتراه قصد عُراه. وقال الطبرسي في مجمع البيان : ج 8 ص 715 ، ذیل قوله تعالى في سورة الصافات: الآية 145 : فنبذناه بالعراء وهو سَقيمٌ) : العراء : الفضاء الذي لا يواريه شجر ولاغيره ، وقيل : العراء : وجه الأرض الخالي.وانظر شرح الحديث في ج 2 ص 16 : كتاب النبوة باب 2 ح 2 .
2- - ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في باب شدّة ابتلاء المؤمن من كتاب «المؤمن)) : 17 ح 9 ، ومحمّد بن همام الإسكافي في الباب 7 من كتاب التمحيص : ص 55 ح 108 ، و أورد محققه في الهامش عن عدّة الداعي ص 31 مرسلاً مثله . ورواه الصدوق في الحديث 13 من الباب 62 من كتاب التوحيد ص 405 . ورواه الكليني في الحديث 7 من باب الرضا بالقضاء من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 61 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 170 .

أبتليه لما هو خير له وأزوي عنه ما يشتهي عنه ما يشتهيه لما هو خير له، وأعطيه لما هو خير له (1)، وأنا أعلم بما يصلح ،عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي ، أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل بما يرضيني وأطاع أمري».

(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن محبوب، عن مالك عطيّة ، بن ، عن داوود بن فرقد :

عن أبي عبدالله علیه السلام قال : «فيما أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى بن عمران : يا موسى، ما خلقت خلقاً أحبّ إليَّ من عبدي المؤمن، وإنّي إنما ابتليته لما هو خير له، و أعافيه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي ، أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري».

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 13)

ص: 185


1- من قوله : «وأزوي» إلى هنا موجود في نسختين من النسخ الخطيّة ، وهذا موافق للكافي والتوحيد والتمحيص .

باب 7 علامات المؤمن وصفاته

أقول : قد تقدّم في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام الروايات عديدة ورد فيها أنّ حبّ عليّ علیه السلام علامة الإيمان، وبغضه علامة النفاق ، أذكر هنا من تلك الروايات رواية واحدة (1)

(2842) 1 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا عليّ بن العبّاس بن الوليد قال : حدّثنا إبراهيم بن بشر بن خالد قال : حدّثنا منصور بن يعقوب قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، ، عن سويد بن غفلة قال :

سمعت عليّاً علیه السلام يقول: «والله لو صببتُ الدنيا على المنافق صبّاً ما أحبني، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم (3)المؤمن لأحبّني، وذلك أنّي سمعت رسول الله يقول يا عليّ لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق».

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 3)

(2843) 2 (4)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضی الله عنه قال :

ص: 186


1- تقدّم في ج 4 ص 397 وما بعده باب 20 - ماورد في حبّ أمير المؤمنين علیه السلام وبغضه ..
2- - ورواه الطبري في بشارة المصطف: ص 107 عن أبي علي بن الشيخ الطوسي ، عن ، عن أبيه . وأورده السيّد الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة رقم 45، والفتال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 295 وانظر سائر تخريجاته في باب حب أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة : ج 4 ص 417 - 418ح 40.
3- الخيشوم : أقصى الأنف .
4- - ورواه أيضاً في باب الاثنين من الخصال: ص 47 - 49 مرسلاً بتقديم سرته .حسنته ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 5 : 371 ح 6989 ، وص 372 ح 6994 . ورواه أيضاً الصدوق فى الباب 35 من عيون أخبار الرضاء علیه السلام : 124:1 في شرحه على الحديث 35 ، وفي ط : ص 310 ح 146 . وأورده الفتّال في المجلس 36 من روضة الواعظين : ص 292.

حدّثنا محمّد عبد الله بن بن جعفر الحميري قال : حدّثني أبي، عن هارون بن ،مسلم عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق جعفر بن محمّد آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «مَن ساءَته سيّئته وسرّته حسنته فهو مؤمن».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 12)

(2844) 3 (1)- حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السلام : «إنّ لأهل الدين علامات يُعرَفون بها : صدق الحديث ، وأداء الأمانة والوفاء بالعهد، وصِلة الرحم ورحمة الضعفاء، وقلّة المؤاتاة للنساء، وبذل المعروف، وحُسن الخلق ، وسعة الخلق ، واتّباع العلم وما يُقرّب إلى الله عزّ وجلّ « طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ» (2)، وطوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار النبي صلی الله علیه و آله وسلم، وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن منها ، لا تخطر على قلبه شهوة شيء إلّا أتاه به ذلك الغصن، ولو أنّ راكباً مجداً سار في ظلّها مئة عام ما خرج منها ،

ص: 187


1- - ورواه العياشي في الحديث 50 من تفسير سورة الرعد من تفسيره : 2 : 213 ، والحرّاني في مواعظ أمير المؤمنين علیه السلام من تحف العقول: ص 211 إلى آخر الآية الكريمة . وأورده الفتّال فى المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 432 ، ومن قوله : «طوبى شجرة» إلى قوله : «هرماً» أورده في المجلس 96 ص 504 بتفاوت يسير .
2- سورة الرعد : 13 : 29

ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتّى تسقط هرماً، ألا ففي هذا فارغبوا .

إنّ المؤمن نفسه منه في شغل، والنّاس منه في راحة ، وإذا جنّ عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عزّوجلّ بمكارم ،بدنه، يناجي الّذي خَلَقه في فكاك رقبته، ألا هكذا فكونوا»

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحدیث 7)

( 2845) 4 (1)- حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن محمّد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال:

سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السلام يقول: «الشّتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليلُه فيستعين به علی قیامه، ويقصر فيها نهاره فيستعين به على صيامه».

(أمالي الصدوق : المجلس 42، الحديث2)

(2846) 5 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضی الله عنه قال : حدّثنا أبوبكر أحمد بن دبيس بن عبدالله المفسّر [الموصلي ] قال: حدثنا أحمد محمّد بن أبي البهلول المروزي قال : حدثنا الفضل بن هرمز ديار الطبري قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن شجاع [ بن رجاء ] البلخي قال : حدثنا سليمان بن الربيع قال : سمعت كادح بن أحمد يقول : سمعت مقاتل بن سليمان يقول : سمعت الضحّاك ، عن ابن عبّاس (في حديث) قال :

ص: 188


1- - ورواه أيضاً في فضائل الأشهر الثلاثة : 111 / 115 ، وفي معاني الأخبار : ص 228 ح 1 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري. ورواه أيضاً في صفات الشيعة : ص 109 ح 49 بنقص الفقرة الأخيرة. وأورده الفتّال في المجلس 42 من روضة الواعظين : ص 317 .

قال النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم: «ألا من كان فيه ستّ خصال فإنّه منهم : من صدق حديثه، وأنجز وعده، وأدّى أمانته، وبرّ والديه ووصل رحمه ، واستغفر من ذنبه فهو مؤمن».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 9)

تقدّم تمامه في الباب 19 - الجنّة ونعيمها - من كتاب المعاد (1).

(2847) 6 (2)- حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن مبارك مولى الرضا:

عن الرضا عليّ بن موسى علیه السلام قال :« لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه ، وسنّة من نبيّه ، وسنّة من وليه .

فأما السنّة من ربِّه فكتمان ،سرّه، قال الله جلّ جلاله : «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى

ص: 189


1- تقدّم في ج 1 ص 543 ح 14 .
2- - ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 184 ح 1 . ورواه أيضاً فى باب الثلاثة من أخبار الخصال: ص 82 ح 7 ، وفي الباب 26 من عيون الرضا : 1: 232 ح 9 عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن الحارث بن الدلهات مولى الرضا عن الرضا علیه السلام.ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 241 باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح 39 عن علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سهل بن الحارث، عن الدلهاث مولى الرضا علیه السلام ، عن الرضاء علیه السلام . ورواه مختصراً - بحذف الآيات - أبو عليّ الاسكافي في الباب 9 من كتاب التمحيص : ص 67 ح159 ، والحرّاني في أوّل قصار كلمات الإمام الرضاء علیه السلام من تحف العقول: ص 442 والحمّويي في فرائد السمطين : 2 : 221/ 449 . وأورد الحراني قريباً منه في تحف العقول: ص 312 في وصيّة الإمام الصادق علیه السلام لأبي جعفرمحمّد بن النعمان الأحول .

غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ »(1).

وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة النّاس، فإنّ الله عزّ وجل أمر نبيّه بمداراة

النّاس فقال : «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ ِبالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَن الْجَاهِلِينَ »(2)

وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء، يقول الله عزّ وجلّ: «وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ

المَتَّقُونَ» (3)» .

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 8)

(2848) 7 (4)- حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن نصر بن عليّ الجهضمي، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أسبغ وضوءه ، وأحسن صلاته، وأدّى زكاة ماله، وخَزَن لسانه، وكفٌ غضبه، واستغفر لذنبه ، وأدّى النصيحة لأهل بيت رسوله، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنان مُفتَّحة له».

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 1)

ص: 190


1- سورة الجن : 72 : 26 - 27
2- سورة الأعراف: 7 199 .
3- سورة البقرة : 2 : 177
4- - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 26 باب 54 ح 1 بسند آخر عن علي بن جعفر . ورواه أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث في الأشعنيات : ص 230 . ورواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن 452:1 - 453 ح 1042 / 444 عن موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر عن أخيه ، وفي كتاب الأشكال والقرائن : 1 : 74ح 32باب السبعة (5) عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السلام ، ، عن النبي صلی الله علیه وآله .

(2849) 8(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضی الله عنه قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي قال : حدّثنا محمّد بن تميم عن الحسن بن عبدالرحمان، عن محمّد بن عبدالرحمان، عن الحكم بن عُتَيبة، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن عن أبيه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحبّ إليه من أهله وعترتي أحبّ إليه من عترته، وذاتي أحبّ إليه من ذاته».

قال : فقال رجل من القوم : يا أبا عبدالرحمان، ما تزال تجيء بالحديث يُحيي الله به القلوب.

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 9)

(2850) 9 (2)- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن إبراهيم قال : حدّثنا داوود بن سليمان أبو محمّد المروزي قال : حدّثنا صالح بن عبدالله الترمذي قال : حدّثنا نوح بن أبي مريم، عن إبراهيم الصائغ، عن سلمة بن كهيل عن عيسى، عن عاصم، عن زرّ بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : « لا يكون العبد مؤمناً حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ومن ولده وماله وأهله».

قال : فقال بعض القوم : يا رسول الله ، إنّا لنجد ذلك بأنفسنا.

فقال علیه السلام : بل أنا أحبّ إلى المؤمنين من أنفسهم».

ص: 191


1- - تقدّم تخريجه في الباب الخامس من أبواب ولاية أهل البيت وحبّهم : ج 3 ص 259 - 260 ح 2 .
2- - وروى البخاري قريباً من صدر الرواية في صحيحه : 1: 10 عن أنس ، ونحوه عن أبي هريرة . ورواه مسلم في صحيحه: 1 : 67 ح 69 و 70 ، والبيهقي في أوّل باب 14 - في حبّ النبي صلی الله علیه و آله وسلم من شعب الإيمان : 2 : 129 ح 1374 - 1375 وفي ص 132 ح 132 1383 .

ثمّ قال: «أرأيتم لو أنّ رجلاً سطا على واحد منكم فنال منه باللسان والي--د،كان العفو منه أفضل أم السطوة عليه والانتقام منه»؟

قالوا: بل العفو، يا رسول الله .

قال: «أفرأيتم لو أنّ رجلاً ذكرني عند أحد منكم بسوء وتناولني بيده كان الانتقام منه والسطوة عليه أفضل أم العفو عنه» ؟

قالوا : بل الانتقام منه أفضل.

قال: «فأنا إذن أحبّ إليكم من أنفسكم».

(أمالي الطوسى : المجلس 14 ، الحديث 88)

(2851) 10 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضی الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مالك عطيّة : بن ، عن أبي حمزة الثمالي :

عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام قال : «المؤمن خُلِط علمه بالحلم، يجلس ليعلم ، وينصِت ليَسلَم، وينطق ليَفهَم ، لا يحدّث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته الأعداء ، ولا يفعل شيئاً من الحقِّ رياءً، ولا يتركه حياءٌ، إن زُكِّي خاف ما يقولون، ويستغفر الله ممّا لا يعلمون، لا يَغُرُّه قول من جهله، ويخشى إحصاء من قد علمه.

والمنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، إذا قام في الصلاة ،اعترض، وإذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر، وإذا جلس شغر ، يُمسي وهمّه الطعام وهو مفطر، ويُصبح وهمّه النوم وإن لم يسهر، إن حدّثك كذبك ، وإن وَعَدك أخلفك ، وإن ائتمنته خانك ، وإن خالفته اغتابك» (2)

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 15)

ص: 192


1- - ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 231 باب المؤمن وعلاماته و - صفاته : ح 3 شطره الأوّل ، وفي باب صفة المنافق : ح 3 ص 364 شطره الثاني، بتفاوت يسير .
2- قال العلّامة المجلسي له في البحار : 67 : 292: «يجلس ليعلم» : أي يختار مجلساً يحصل فيه التعلّم ، وإنّما يجلس له لا للأغراض الفاسدة .«ينصت ليسلم»: أي من مفاسد الكلام. وينطق ليفهم : أي إنّما ينطق في تلك المجالس ليفهم ما أفاده العالم إن لم يفهمه ، لا للمجادلة وإظهار الفضل. «لا يحدث أمانته» : أي السرّ، أو المال الذي ائتمن عليه ، أو أسرار أموره التى يخشى عليه الضرر ، فإطلاق الأمانة باعتبار أنه يجعله أمانة عند من يحدثه من الأصدقاء فكيف بالأعداء. «ولا يكتم»: أي لو كان عنده شهادة لعدوّ ، لا تحمل عداوته على أن لا يقول له أنا شاهد لك ، أو لا يكتمه إذا استشهده، فالمراد للأعداء . «شيئاً من الحق»: أي العبادات الحقّة ليراه النّاس، وفيه إشعار بأنّه لا يفعل غير الحق ، و لا يأتي ببدعة. «ولا يتركه»: أي الحق حياءً ، لأنّه لا حياء في الحقّ،كما قال الله تعالى : «وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب: 53] . «إن زُكّي»: أي أُثني عليه ومدح بما يفعله ، «خاف ما يقولون»، وفي الكافي «ممّا يقولون»: أي خاف أن يكون قولهم سبباً لإعجابه بنفسه وعمله، فيضيع عمله ، أو يكونوا كاذبين ورضي بكذبهم فيعاقب على ذلك، مع أنه لا ينفع تزكيتهم، كما قال الله تعالى:«لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ »[ النجم : 32] «بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ » [النساء : 49] .«ممّا لا يعلمون» : أي عيوبه ومعاصيه الّتي صار عدم علمهم بها سبباً لتزكيتهم .«لا يغرّه» : تأكيد لما سبق ، أو استئناف بيانيّ، وكذا الفقرة الأتية على اللفّ والنشر المرتب، أي لا يغترّ بتزكية من لا يطّلع على عيوبه الخفيّة فيعجب بقولهم . «إحصاء من قد علمه» : أي الربّ ، أو الأعمّ منه ومن النبيّ والأئمّة علیهم السلام والملائكة الكاتبين . ويأتي شرح تتمة الخبر في باب صفات المنافق.

(2852) 11 -(1) حدّثنا عليّ بن عيسى رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن محمّد ما جيلويه قال : ؛ حدّثنا أحمد بن محمّد خالد عن أبيه ، عن محمّد بن سنان عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال :

ص: 193


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 232 باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ج 5 مرفوعاً عن أحدهما علیه السلام ، قال : مرّ أمير المؤمنين بمجلس من قريش ، فإذا هم بقوم بيض ثيابهم ، صافية ألوانهم،كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى مَن يمرّ بهم ، ثم مرّ بمجلس للأوس والخزرج ، فإذا قوم بليت منهم الأبدان ، ودقّت منهم الرقاب ، واصفرّت منهم الألوان، وقد تواضعوا بالكلام، فتعجّب علىّ علیه السلام من ذلك ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمُّي، مررت بمجلس لآل فلان - ثم وصفهم ، ومررت بمجلس للأوس والخزرج فوصفهم ، ثمّ قال : وجميع مؤمنون ؟! فأخبرني يا رسول الله ، بصفة المؤمن. فنكس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه فقال : «عشرون خصلة في المؤمن ...» ، إلى آخر الحديث بتفاوت يسير. ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 86:1 - 87 نقلاً عن محاسن البرقي .بیان قال في البحار : 67 : 277 : في القاموس : الناكس : المتطأطئ في رأسه . ونكس الرأس لعسر العمل بتلك الصفات والاتّصاف بها ، وتركها بعد السماع أسوء لهم . وقيل : النكس كان للتأسّف على أحوال قريش والتفكّر فيها علم أنّهم يفعلونه بأوصيائه و أهل بيته بعده . «الحاضرون للصلاة»: أي للإتيان بها جماعة «إلى الزكاة»: أي إلى أدائها عند أوّل وقت وجوبها . «الماسحون رأس اليتيم» شفقة عليهم. [ في الكافي : ] «المطهّرون أطمارهم»: أي ثيابهم البالية بالغسل أو بالتشمير، وهما مرويّان في قوله سبحانه : «وثيابك فطَهِّر» [المدّثر : 5] ، قال الطبرسي : أي وثيابك الملبوسة فطهّرها : ، من النجاسة للصلاة . وقيل : وثيابك فقصّر ، روي ذلك عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال الزجاج : لأنّ تقصير الثوب أبعد من النجاسة ، فإنّه إذا انجرّ على الأرض لم يؤمن أن يصيبه ما ينجّسه . وقيل : لا يكن لباسك من حرام، وروى أبو بصير ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام: غسل الثياب يُذهب الهمّ والحزن، وهو طهور للصلاة، وتشمير الثياب طهور لها ، وقد قال الله سبحانه «وثيابك فطَهِّر» أي فشمّر المتّزرون على أوساطهم»: أي يشدّون المئزر على وسطهم احتياطاً لستر العورة، فإنهم كانوا لا يلبسون السراويل، أو المراد شدّ الوسط بالإزار كالمنطقة ليجمع الثياب، وما توهمّه بعض الأصحاب من كراهة ذلك لم أر له مستنداً . وقيل : هو كناية عن الاهتمام في العبادة . وفي النهاية : في حديث الاعتكاف : كان إذا دخل العشر الأواخر أيقظ أهله، وشدّ المئزر»، والمئزر : الإزار ، وكنّي بشدّه عن اعتزال النساء . وقيل : أراد تشميره للعبادة ، يقال : شددت هذا الأمر مئزري : أي تشمّرت .«رهبان بالليل»: أي يمضون إلى الخلوات ويتضرّعون رهبة من الله ، أو يتحمّلون مشقّة السهر والعبادة كالرهبان وفسّر الرهبانية في قوله تعالى:«ورُهبانيَّةً ابْتَدَعُوها»[الحديد: 27 ] بصلاة الليل. «أسد بالنهار» : أي شجعان : الجهاد كالأسد، في الصحاح : الأَسَد جمعه أُسود وأُسُد مقصور مثقّل منه وأُسد مخفّف. «قائمون بالليل»: الفرق بينه وبين «رُهبان بالليل» : أنّ الرهبان إشارة إلى التضرّع والرهبة أو التخلّي والترهّب ، وقيام الليل للصلاة لا يستلزم شيئاً من ذلك.«لا يتأذى بهم جار»: الفرق بينه وبين ما سبق [: «لا يؤذون جاراً ] : أنّ المراد بالجار في الأوّل مَن آمَنه ، وفي الثاني جار الدار في الأوّل جار الدار ، وفي الثاني مَن يجاوره في المجلس، أو في الأوّل الإيذاء بلا واسطة، وفي الثاني تأذيه بسبب خدمه وأعوانه، فالجار في الموضعين جار الدار . مشيهم على الأرض هوناً : إشارة إلى قوله سبحانه : «وعباد الرحمن الّذين يمشون على الأرض هونا» [الفرقان: 463. تال البيضاوي : أي هيّنين ، أو مشياً هيناً، مصدر وصف به ، والمعنى أنّهم يمشون بسكينة .

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفة المؤمن، فنكس صلى الله عليه وسلم رأسه ثمّ رفعه ، فقال :

ص: 194

«في المؤمنين عشرون خصلة ، فمن لم تكن فيه لم يَكمل إيمانه ، يا علي، إنّ المؤمنين هم الحاضرون للصلاة، والمسارعون إلى الزكاة، والحاجّون لبيت الله الحرام والصائمون في شهر رمضان، والمُطعمون المسكين، والماسحون رأس اليتيم المطهّرون أظفارهم (1)، المُتّزِرون على أوساطهم، الّذين إن حدّثوا لم يكذبوا، وإذا

ص: 195


1- في الكافي: «أطمارهم» المر: الثوب البالي .

وعدوا لم يُخلِفوا، وإذا ائتُمِنوا لم يخونوا، وإن تكلّموا صدقوا ، رُهبان بالليل، أُسُد بالنّهار، صائمون بالنهار، قائمون بالليل، لايؤذون جاراً، ولا يتأذّى بهم جار الّذين مشيهم على الأرض هوناً، وخُطاهم إلى بيوت الأرامل، وعلى أثر الجنائز، جعلنا اللّه وإيّاكم من المتقين».

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 16)

(2853) 12 (1)- حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثني محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا علي بن حسّان الواسطي، عن عمّه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي :

ص: 196


1- - هذه الخطبة من مشاهير خطبه علیه السلام ، فقد رواه عدّة من الرواة عن أمير المؤمنين علیه السلام ، وأورده جمع من المؤلّفين في كتبهم ، ولبعض فقراتها روايات مختلفة، فرواه أيضاً الصدوق في كتاب صفات الشيعة : ص 60 ح 35 . ورواه سليم بن قيس في كتابه : ج 43 ، والكليني في باب المؤمن وعلاماته وصفاته من كتاب ح الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 226 ح 1 عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن إسماعيل بن إسماعيل، عن عبد الله داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم بن أبي قتادة الحرّاني، عن عبد الله بن يونس، عن بن أبي عبد الله علیه السلام . ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 89 عن أبي الرجاء محمّد بن عليّ بن طالب الرازي، عن أبي المفضّل الشيباني، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوابشي ، عن عاصم بن حميد الخيّاط. وعن أبي الرجاء الرازي ، عن أبي المفضّل ، عن محمّد بن عليّ بن أحمد بن عامر البندار، عن الحسن بن عليّ بن بزيع، عن مالك بن إبراهيم بن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي، عن يحيى بن أُمّ الطويل ، عن نوف البكالي. ورواه أبو علىّ الإسكافي في الباب 9 من التمحيص: ص 70 ح 170 ، والحرّاني في تحف العقول : ص 111 في وصفه علیه السلام للمتقين، والشريف الرضي في المختار 193 من باب الخطب من نهج البلاغة ، وابن حمدون في تذكرته : 1: 13 - 95 / 173 ، وعلي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 425 - 427 ، ح 349 ، والفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين: ص 438 - 439 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 138 مرسلاً عن مجاهد، عن ابن عبّاس، والمسعودي في مروج الذهب : 2 : 420 بعض الفقرات . وأورد ابن قتيبة - فقرات منها - في كتاب الزهد من عيون الأخبار : 2 : 353، .

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه علیه السلام قال : قام رجل من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام يقال له همّام (1)وكان عابداً، فقال له : يا أميرالمؤمنين، صِف لي المتّقين حتّى كأنّي أنظر إليهم.

فتثاقل أمير المؤمنين علیه السلام عن جوابه (2)ثمّ قال له : «ويحك يا همّام، اتّق الله وأحسِن ، فإنّ الله مع الّذين اتّقوا والّذين هُم مُحسنون». فقال همّام يا أمير المؤمنين، أسألك بالّذي أكرمك بما خصّك به وحَباك وفضّلك بما آتاك وأعطاك لما وصفتهم لي.

فقام أمير المؤمنين علیه السلام قائماً على قدميه (3)، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ وآله ثمّ قال: «أمّا بعد فانّ الله عزّ وجلّ خَلَق الخلق حيث خَلَقَهم غنيّاً عن

ص: 197


1- قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة : 10: 134 : هَمّام المذكور في هذه الخطبة هو همّام بن شريح بن يزيد بن مرّة .... وكان همّام هذا من شيعة أمير المؤمنين علیه السلام و أوليائه ، وكان ناسكاً عابداً .
2- قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة : 10: 134 : تثاقله عن جوابه لأنّه علم أنّ المصلحة في تأخير الجواب، ولعلّه كان حضر المجلس من لا يحبّ أن يجيب وهو حاضر، فلما انصرف أجاب ، ولعلّه رأى أن تناقله عن الجواب يشدّ تشوّق همّام إلى سماعه، فيكون أنجع فى موعظته ، ولعلّه كان من باب تأخير البيان إلى وقت الحاجة، لا من باب تأخير البيان عن وقت الحاجة ... وقال ابن میثم : تثاقله علیه السلام لخوفه على همّام كما يدلّ عليه قوله علیه السلام : «أما والله لقد كنت أخافها عليه .
3- في نسخة : «رجليه».

طاعتهم ، آمِناً ،لمعصيتهم، لأنّه لاتَضُرّه معصية مَن عصاه منهم، ولا تنفعه طاعة مَن أطاعه منهم ، وقسّم بينهم معائشهم ، ووضعهم من (1)الدنيا مواضعهم، وإنّما أهبط الله آدم وحوّاء من الجنّة عُقوبة لما صنعا، حيث نهاهما فخالفاه ، وأمرهما فعصياه.

فالمتّقون فيها هم أهل الفضائل ، منطقهم الصواب (2)، وملبسهم الاقتصاد (3)ومشيهم التواضع ، خَشَعوا (4)الله عزّ وجلّ بالطاعة فَتَهَبُوا (5)، فهم غاضّون أبصارهم عمّا حرم الله عليهم واقفين أسماعهم على العلم ، نزّلت أنفسهم منهم في البلاء كالّتي (6)نزلت منهم في الرخاء(7) رضاً منهم عن الله بالقضاء، ولولا

ص: 198


1- في نسخة : «في»
2- قال العلّامة المجلسي في البحار : 67 : 318 المنطق : النطق ، أي لا يقولون إلّا حقاً، : ويحترزون عن الكذب والفحش والغيبة وسائر الأقاويل الباطلة . وقيل : أي لا يتكلّمون إلّا في مقام التكلّم كذكر الله تعالى وإظهار حقّ وإيطال باطل، وكأنّ الابتداء بالمنطق لكون النفع والضرر في القول أكثر في الأغلب من أعمال سائر الجوارح .
3- قال العلّامة المجلسي في البحار : 67 : 318 : الملبس - بالفتح : ما يلبس ، والاقتصاد التوسّط بين طرفي الإفراط والتفريط ، والمعنى أنّهم لا يلبسون ما يلحقهم بدرجة المترفين، ولا ما يلحقهم بأهل الخسة والدناءة ، أو يصير سبباً لشهرتهم بالزهد كما هو دأب المتصوّفين ، أو المعنى أنّ الاقتصاد في الأقوال والأفعال صار شعاراً لهم ، محيطاً بهم ، كاللباس للإنسان .
4- في نسخة : «خضعوا».
5- في نسخة : «فتهيّبوا»، وفي أخرى : «فبهتوا».
6- في النهج : «كالّذي».
7- الرخاء بالفتح - سعة العيش . قال القطب الراوندي رحمه الله : يعني أنّ المتقين يتعبون - أبدانهم في الطاعات، فيطيبون نفساً بتلك المشقّة الّتي يحتملونها مثل طيب قلب الّذي نزلت نفسه في الرخاء... ويجوز أن يكون «الّذي» بمعنى ما المصدرية كقوله تعالى : «وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا » [التوبة 70] ، أي نزوله في البلاء كنزوله في الرخاء. وقال ابن ميثم : يحتمل أن يكون المراد بالّذي : الذين ، فحذف النون كما في قوله تعالى : «وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا »... وقال ابن أبي الحديد: موضع كالّذي نصب لأنّه صفة مصدر محذوف، والمراد كالنزول الذي ، وقد حذف العائد إليه ، وهو الهاء في نزلته ، كقولك: «ضربت الّذي ضربت» أي ضربت الذي ضربته ، وتقديرالكلام: نزلت أنفسهم منهم في حال البلاء نزولاً كالنزول الذي نزلته منهم في حال الرخاء. وقال الكيدري : نزلت أنفسهم ... الخ . لأنّهم كسروا سورة الشهوة البهيميّة، وطيّبوا عن أنفسهم نفساً ، ووقفوا أشباحهم وأرواحهم على مرضاة الله ، وحبسوها في سبيله ، فلا مطمح لهم إلى ما فيه نصيب أنفسهم ، بل جلّ عنايتهم مصروفة إلى تحصيل ما خلقوا لأجله، من إعداد زاد المعاد، والاقبال بكلّ الوجوه على عبادة ربّ العباد والتفاتهم إلى الأبدان يكون على طريق الطبع ، كالتفات سالك البادية للحج الحقيقي إلى رعي الجمل، وعلموا يقيناً أنّ ما أصابهم من الكدّ في الطريق وإن كان عظيماً فإنّه كَلا شيء في جنب ما يصلون به إليه من لقاء المحبوب ، ونيل المطلوب ، فالمحن عندهم كالملح، والبليّة كالنعم . (بحار الأنوار : 67 : (319 - 320 .

الأجال الّتي كتب الله عليهم (1)لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب. عظم الخالق في أنفسهم وصغر (2)ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة كمن رآها (3)

ص: 199


1- في نسخة : «الّتي كتبت عليهم .
2- في نسخة : ووضع» .
3- فهم والجنّة»، قال الراوندي رحمه الله : الواو بمعنى مع . وقال ابن أبي الحديد: بنصب الجنّة ، وقد روي بالرفع على أنه معطوف على هُم . والأوّل أحسن . وقوله : كمن رأها وقوله : «فهم فيها متنعّمون» إما كلاهما لقوة الإيمان واليقين، أو لشدّة الخوف والرجاء، أو الرؤية إشارة إلى قوّة اليقين، والتنعّم والعذاب : أي شدّة الرجاء والخوف، وهما أيضاً من فروع اليقين ... وقال الكيدري : أي حصل لهم من العلوم اليقينيّة ما يجري مجرى الضرورية كما قال علیه السلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً»، وروي «والجنّة» بالنصب، فيكون الواو بمعنى مع ويكون خبر المبتدأ الكاف في كمن رأها (بحار الأنوار: (67 : 321).

فهم فيها متّكئون، وهم والنّار كمن رآها فهم فيها معذَّبون.

قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة (1)، وأجسادهم نحيفة، وحوائجهم خفيفة (2)، و أنفسهم عفيفة (3)، ومؤونتهم من الدنيا عظيمة، صبروا أياماً قصاراً أعقبتهم راحة طويلة، تجارة (4)مربحة يسّرها لهم ربّ كريم أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وطلبتهم فأعجزوها.

أمّا الليل فصافّون ،أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلا (5))، يُحزِنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم (6)، ويهيج أحزانهم بكاءً على ذنوبهم

ص: 200


1- «قلوبهم محزونة» حزن قلوبهم للخوف من العقاب، لاحتمال التقصير وعدم شرائط القبول كما قال عزّ وجل : «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ » [ سورة المؤمنون: 60] ، والأمن من شرورهم لأنّهم لا يهمّون بظلم أحد كما ورد في الخبر :«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ». (بحار الأنوار (67 :321 ).
2- «نحيفة» أي مهزولة لكثرة الصيام والسهر والرياضات، أو للخوف، أو لهما. وخفّة حاجاتهم لقلّة الرغبة في الدنيا ، وترك اتّباع الهوى، وقصر الأمل ، وقناعتهم بما رزقهم الله .
3- العفّة : كفّ النفس عن المحرمات، بل عن الشبهات والمكروهات أيضاً.
4- جملة «أعقبتهم صفة للأيّام، و «تجارة » عطف بيان للراحة، أو بدل منه، أو منصوب على المدح، أو على الحال ، أو على تقدير فعل، أي اتجروا تجارة . قال الراوندي رحمه الله : نصب المصدر مع حذف فعله كثير في الكلام ، وربح الرجل في تجارته كعلم-ويسند إلى التجارة مجازا، قال تعالى: «فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ » [سورة البقرة 16 ] . (بحار الأنوار : 67 : 321) .
5- رتّل القرآن ترتيلاً : أي أحسن تأليفه، وعن أمير المؤمنين علیه السلام أنه : «حفظ الوقوف و أداء الحروف»، وهو جامع لما يعتبره القراءة . (بحار الأنوار: 67 : 323) .
6- الحزن : الهمّ ، وحزنه الأمر كنصر : أي جعله حزيناً، وحزن كعلم : أي صار حزيناً، وحزنه تحزيناً جعل فيه حزناً، وتحزين النفوس بأيات الوعيد ظاهر، وأما آيات الوعد فللخوف من الحرمان، وعدم الاستعداد.وثار الغبار : إذا سطح وهاج ، وثار القطا : إذا نهضت من موضعها ، وأثار الغبار و استثاره: هيّجه ، ولعلّ المراد بالدواء العلم وبالداء الجهل، واستثارة العلم بالتدبّر والتذكّر ... و قال الوالد قدس سره : المراد أنّهم يداوون بايات الخوف داء الرجاء الغالب الّذي كاد أن يبلغ حدّ الاغترار والأمن لمكر الله، وبأيات الرجاء داء الخوف إذا قرب من القنوط ، وبما يستكمل اليقين داء الشبهة ، وبالعبر داء القسوة ، وبما ينفّر عن الدنيا والميل إليها داء الرغبة فيها ونحو ذلك . (بحار الأنوار: 67 : (323) .

ووَجَع كُلُوم ،جراحهم، وإذا مرّوا بأية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قُلوبهم و أبصارهم ، فاقشعرّت منها جلودهم ووجلت منها قلوبهم، فظنّوا أنّ صهيل جهنّم وزفيرها وشهيقها في أصول آذانهم ، وإذا مرّوا بأية فيها تشويق ركنوا إليها (1)طمعاً، و تطلّعت أنفسهم إليها شوقاً، وظنّوا (2)أنّها نصب أعينهم، جاثين على أوساطهم (3)، يمجّدون جباراً عظيماً ، مفترشين جباههم وأكفّهم ورُكَبهم وأطراف أقدامهم، تجري دموعهم على خُدودهم، يجأرون (4)إلى الله في فكاك رقابهم .

أمّا النهار فحلماء علماء ، بررة أتقياء، قد براهم الخوف (5)فهم أمثال القداح ، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ، أو يقول : قد خولطوا،

ص: 201


1- ركن إليه : مال إليه وسكن . واعتمد عليه .
2- تطلّعت أنفسهم إليها قال الكيدري : أي كادت تطلع شموس نفوسهم من أفق عوالم أبدانهم ، فتصعد إلى العالم العلوي شوقاً إلى ما وعدوا به في تلك الآيات. وقال الراوندي: الظنّ هنا بمعنى اليقين، قال تعالى : «أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ »[ سورة المطفّفين : 4] أي أيقنوا أنّ الجنّة معدّة لهم بين أيديهم. وقال ابن أبي الحديد: ويمكن أن يكون على حقيقته . (البحار : ( 67: 323 - 324 )
3- في النهج : «فهم حانون على أوساطهم».
4- جَاءرَ : رفع صوته . وجاءر إلى الله : تضرّع واستغاث وفي النهج : « يطلبون».
5- «قد براهم الخوف» أي أنضاهم وأنحفهم .

ولقد خالط القوم أمر عظيم (1)، إذا فكّروا في عظمة الله وشدّة سلطانه مع ما يُخالطهم من ذِكر الموت وأهوال القيامة ، فَزَّعَ ذلك قلوبهم، فطاشت حُلومهم، وذَهِلت عُقولهم ، فإذا استَفاقوا بادروا إلى الله عزّ وجلّ بالأعمال الزكيّة .

لا يرضون الله بالقليل، ولا يستكثرون له الجزيل ، فهم لأنفسهم مُتَهِمون ، ومن أعمالهم مشفقون ، إن زُكّي أحدهم خاف ممّا يقولون، ويستغفر الله ممّا لا يعلمون، وقال : أنا أعلم بنفسي من غيري وربّي أعلم منّي بنفسي (2))، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، فإنّك علام الغيوب وساتر العيوب.

ومن علامة أحدهم أنك ترى له قوّة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وحرصاً على العلم وفهماً في فقه، وعلماً في حلم، وكسباً في رفق، وشفقة في نفقة وقصداً في غنى، وخشوعاً في عبادة، وتجمّلاً في فاقة، وصبراً في شدة، ورحمة للمجهود، وإعطاءً في حق، ورفقاً في كسب، وطلباً للحلال ونشاطاً فى الهدى، و تَحَرُّجاً عن الطمع ، وبرّاً في استقامة، وإغماضاً عند شهوة.

ص: 202


1- خولط فلان في عقله : إذا اختلّ عقله وصار مجنوناً ، وقال الراوندي وغيره : المعنى يظنّ الناظر بهم الجنون وما بهم من جنّة ، بل مازج قلوبهم أمر عظيم وهو الخوف فتولّموا لأجله .
2- في نسخة : «أعلم بي من نفسي» . قال ابن أبي الحديد: ومثل قوله : «أنا أعلم بنفسي من غيري» ، قوله علیه السلام لمن زكّاه نفاقاً: «أنا دون ما تقول ، وفوق ما في نفسك». وقوله : «اللهمّ لا تؤاخذني بمّا يقولون ...» إلى آخر الكلام مفرد مستقلّ بنفسه منقول عنه علیه السلام ، أنه قال لقوم مرّ عليهم وهم مختلفون في أمره، فمنهم الحامد له ، ومنهم الذامّ، فقال : «اللهم لا تؤاخذني .... »الكلمات إلى آخرها ومعناه : اللهم إن كان ما ينسُبُه الذامّون إلىّ من الأفعال الموجبة للذمّ حقاً ، فلا تؤاخذني بذلك ، واغفر لي ما لا يعلمونه من أفعالي ، وإن كان ما يقوله الحامدون حقاً، فاجعلني أفضل ممّا يظنونه . (شرح نهج البلاغة : ج 10 ص 147 - 148) .

لا يَغُرّه ثناء من جهله ، ولا يدع إحصاء عمله (1)، مستبطئاً لنفسه في العمل، ويعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل، يُمسي وهمّه الشكر، ويُصبح وشغله الذِّكر، ، يبيت حَذِراً ، ويُصبح ،فَرِحاً، حذراً لما حُذِّر من الغفلة فرحاً لما أصاب من الفضل والرحمة إن استصعبت عليه نفسه لم يعطها سؤلها فيما فيه مضرّته ، ففرحه فيما يخلد ويدوم، وقرّة عينه فيما لا يزول، ورغبته فيما يبق وزهادته فيما يفنى، يمزج العلم بالحلم، ويمزج الحلم بالعقل .

تراه بعيداً كَسَله، دائماً ،نشاطه، قريباً عمله، قليلاً زلله، متوقّعاً أجله، خاشعاً قلبه، ذاكراً ربّه، خائفاً ذنبه، قانعةً نفسه، متغيّباً جهله، سهلاً أمره ،حريزاً لدينه، ميّنة شهوته، كاظماً غيظه، صافياً خُلقه، آمناً منه جاره، ضعيفاً كبره، متيناً صبره،كثيراً ذكره، محكماً أمره، لا يحدّث بما يؤتمن عليه الأصدقاء، ولا يكتم شهادته الأعداء ، ولا يعمل شيئاً من الحق ،رياءً، ولا يتركه حياءً، والخ--ير م-نه مأمول، والشرّ منه مأمول ، إن كان من الغافلين كُتِب من الذاكرين ، وإن كان من الذاكرين لم يُكتب من الغافلين .

يعفو عمّن ظلمه، ويعطي مَن حرمه، ويصل من قَطَعه، ولا يعزُب حِلمه، ولا يعجل فيما يريبه، ويصفح عمّا قد تبيّن له ، بعيداً جَهله ، ليّناً قوله، غائباً مَكرُه قريباً معروفه، صادقاً قوله ، حسناً فِعله، مقبلاً خيره ، مُدبراً شَره، فهو في الزلازل وَقور ، وفي المكاره صَبور، وفي الرخاء شَكور ، لأیَحيف على مَن يُبغِض، ولا يأثم فيمَن يُحبّ ، ولا يدّعي ما ليس له، ولا يجهد حقاً هو عليه، يعترف بالحقّ قبل أن يُشهد عليه، لا يُضيع ما استُحفِظ (2)، ولا يَتَنابَز بالألقاب (3)، لا يبغي على أحد،

ص: 203


1- في نسخة : «ما عمله» .
2- وبعده في النهج : «ولا ينسى ما ذُكِّر»
3- « لا يضيع ما استحفظ» أي ما أودع عنده من الأموال والأسرار، والتضييع في الأوّل بالخيانة والتفريط ، وفى الثانية بالاذاعة والافشاء ويحتمل شموله لما استحفظه الله من دينه وكتابه . والنبر - بالتحريك : اللقب ، قيل : وكثر فيا كان ذمّاً. والمنابزة والتنابز : التعاير والتداعي بالألقاب . (بحار الأنوار: ج 67 ص 329 )

ولا يَهُمّ بالحسد ، ولا يضُرّ بالجار، ولا يَشمت بالمصائب، سريع إلى الصواب ، مُؤدِّ للأمانات، بَطيء عن المُنكرات.

يَأمر بالمعروف ،وينهى عن المُنكر، لا يَدخُل في الأُمور بجَهل، ولا يَخرُج عن الحَقُ بعَجز، إن صَمَتَ لم يَغُمّه الصمت، وإن نَطَق لم يَقُل خَطَاً، وإن ضَحِك لم يَعْدُ (1)صَوته سَمعَه ، قانعاً بالذي قُدّر له، لا يجمح به الغيظ، ولا يغلبه الهَوى، ولا يقهره الشُح، ولا يَطمع فيما ليس له، يُخالط النّاس ليَعلم، ويَصمت ليَسلَم ، ويَسأَل ليفهم ، ويَبحَث ليَعلم ، لا يُنصِت لِلخير ليَفخَر به ، ولا يَتكَلّم به ليَتَجبّر على مَن سواه ، إن بُغِي عليه صَبَر حتّى يكون الله [هو ] (2)الذي ينتقم له.

نفسُه منه في عَناء والنّاس منه في راحة، أتعب نفسه لأخرته، وأراح النّاس من نفسه بُعدُه ممَّن تَباعَدَ عنه زُهدٌ ونَزاهَة، ودُنُوُّهُ ممَّن دَنا منه لين ورحمة ، فليس تَباعُده بِكِبر ولا عَظَمَة ، ولا ذُنُوِّه لِخَدِيعَة ولا خِلابَة (3)، بل يَقتَدي بمَن كان قبله من أهل الخير، فهو إمام لِمَن خَلفه من أهل البرّ».

قال : فصعق هَمَّام صعقَةَ كانت نفسه فيها (4)، فقال أمير المؤمنين علیه السلام : «أما والله لقد كنتُ أخافُها عليه» . وأمر به فجُهِّز وصلّى عليه ، وقال : «هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها».

فقال قائل : فما بالك أنت يا أمير المؤمنين ؟

ص: 204


1- في نسخة : «لم يعل».
2- من سائر المصادر .
3- الخلابة : الخديعة برقيق الحديث . (المعجم الوسيط).
4- قوله : فصعق «همام» أغمي عليه ومات ، قال الله تعالى: «فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ » [سورة الزمر : 68] . (شرح النهج لابن أبي الحديد : 10 : 160 ) .

فقال: «ويلك ، إنّ لكلّ أجلاً لن يَعدُوه، وسبباً لا يُجاوزه، فمهلاً لا تَعْد، فإنّه إنّما نَفَثَ هذا القول على لسانك الشيطان».

(أمالي الصدوق : المجلس 84، الحديث 2)

(2854) 13 (1)- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الله بن غالب:

عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام قال : «ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وَقور عند الهَزاهز (2)، صبور عند البلاء، شَكور عند الرَّخاء، قانع بما رزقه الله ، لا يظلم الأعداء ، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب والنّاس منه في راحة، إنّ العلم خليل المؤمن والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرّفق أخوه واللين والده».

(أمالي الصدوق : المجلس 86، الحديث 17)

(2855)14 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن أبي حمزة الثمالي رحمه الله:

ص: 205


1- ورواه أيضاً في باب الثمانية من الخصال : ص 406 ح 1 ، وقريباً منه في ح 2 بسنده عن أبي عبد الله ، عن آبائه علیه السلام ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله ، وأيضاً قريباً منه في الباب الأخير (176) من الفقيه : 4 : 255 ح 821 . ورواه أبو عليّ الاسكافي في الباب 9 من التمحيص : ص 66 ح 154 ، والكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 47 باب خصال المؤمن : ح 1 ، وص 230 باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح ،2 ، والحرّاني في قصار مواعظ الإمام الصادق علیه السلام من تحف العقول: ص 361 الفتّال فى المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 292 .
2- الهَزَهَزَة : الفتنة يَهْتَزَّ فيها النّاس ويُبتَلون ، جمعه هَزاهِز. (المعجم الوسيط).

عن أبي جعفر الباقر محمّد بن عليّ علیهما السلام قال :سمعته يقول: «أربع من كُنّ فيه كمل إسلامه، وأُعين على إيمانه، ومُخصت عنه ذنوبه (1)، ولقي ربّه وهو عنه راض، ولوكان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله [تعالى ] (2)عنه ، وهي:

الوفاء بما يجعل الله (3)على نفسه وصدق اللسان مع الناس، والحياء ممّا يقبح وعند النّاس، وحُسن الخلق مع الأهل والنّاس.

وأربع من كُنّ فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى علّيّين، في غُ-رَف ف-وق غُرَف، في محلّ الشرف (4)كلّ الشرف : مَن أوى اليتيم ونظر له فكان له أباً، ومَن رحم الضعيف وأعانه وكفاه ، ومَن أنفق على والديه ورفق بهما ويرهما ولم يحزنهما، ومَن لم يخرق بمملوكه (5)وأعانه على ما يكلّفه، ولم يستسعه فيما لا يطيق».

(أمالي المفيد : المجلس (21 ، الحديث1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرته في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحدیث (21)

(2856) 15 (6)- أبو عبد الله المفيد بالسند المتقدم عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن

ص: 206


1- في أمالي الطوسي: «محصت ذنوبه».
2- من أمالي الطوسي . قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار : 295/67 : قوله : «وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوب» مبالغة فى الكثرة ، أو كناية عن صدورها من كلّ جارحة من جوارحه، ويمكن حملها على الصغائر لأنّ صدور الكبائر الكثيرة من صاحب هذه الخصال بعيد ، ويحتمل أن يكون المراد أنه يوفّق للتوبة ، وهذه الخصال تدعوه إليها ، فإنّ كلاً منها يمنع كثيراً من الذنوب، كما لا يخفى .
3- في أمالي الطوسي : « يجعل الله».
4- في أمالي الطوسي : «في غرف في محلّ الشرف».
5- في أمالي الطوسي : «ولم يخرق المملوكه» .
6- ورواه البرقي في باب الأربعة من كتاب القرائن من المحاسن : 69:1 ح21 عن الحسن بن محبوب . ورواه الصدوق في باب الأربعة من الخصال: ص 222 ح 50عن محمد بن جعفر بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب .

محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن أبي حمزة الثمالي:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السلام قال : كان أبي عليّ بن الحسين علیهما السلام يقول : «أربع من كُنّ فيه كمل إيمانه، ومُحِّصت عنه ذنوبه ، ولقي ربّه وهو عنه راض: من وفى الله بما جعل على نفسه للنّاس، وصدق لسانه مع النّاس، واستحيى من كلّ قبيح عند الله وعند النّاس، وحسن خلقه مع أهله»

(أمالي المفيد : المجلس 35 الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 15)

(2857) 16 (1)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن [محمد بن ] (2)حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عثمان قال : حدثّنا عليّ بن محمّد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:

عن أمير المؤمنين علیه السلام- في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال: «يا ها عباد الله ، إنّ أقرب ما يكون العبد إلى المغفرة والرحمة حين يعمل الله بطاعته، و ينصحه في التوبة (3)، عليكم بتقوى الله فإنّها تجمع من الخير ولا خير غيرها (4)

ص: 207


1- رواه الثقفي في الغارات : ص 146 في عنوان «خبر قدوم محمد بن أبي بكر مصر وولايته عليها ، وما بين المعقوفات منه . ويأتي تخريجه في كتاب الروضة.
2- من أمالي الطوسي .
3- في أمالي الطوسي : «بالتوبة».
4- في بعض النسخ : «من الخير ما لاخير غيرها، وفي أمالي الطوسي : «فإنها تجمع الخير ولا خير غيرها»، وفي الغارات: «فإنّها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها».

ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله عزّ وجلّ: «وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوا مَا ذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ » (1)

اعلموا يا عباد الله، أنّ المؤمن يعمل لثلاث من الثواب : إمّا لخير [ الدنيا ] فإنّ يثيبه بعمله في دنياه، قال الله سبحانه لإبراهيم : « وَآتَيْنَاهُ أَجرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الأخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ » (2)، فمن عمل الله تعالى أعطاه أجره في الدنيا والآخرة، وكفاه اللهمّ فيهما، وقد قال الله عزّ وجل (3): «يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَابٍ» (4)، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال الله عزّ وجلّ: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيَادَةٌ » (5)فالحسنى (6)هي الجنّة والزيادة هي الدنيا (7)

[و إمّا لخير الآخرة] فإنّ الله عزّ وجلّ يكفّر بكلّ حسنة سيّئة، قال الله عزّ وجل: «إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ » (8)، حتّى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثمّ أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمئة

ص: 208


1- سورة النحل : 16 : 30 .
2- سورة العنكبوت : 29 : 27
3- في أمالي الطوسي : «قال الله تعالى»، وكذا في المورد الأتي .
4- سورة الزمر : 0:39
5- سورة يونس : 10 : 26 .
6- أمالي الطوسي: «والحسنى»
7- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي، وفي نسخ أمالي المفيد : «في الدنيا».
8- سورة هود : 11 : 114 .

ضعف، قال الله عزّ وجلّ : «جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءٌ حِسَاباً» (1)، وقال : «فأُولئِكَ هُمْ جَزَاءُ الضَّعْفِ بما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ» (2)، فارغبوا في هذا رحمكم الله و اعملوا له وتحاضّوا عليه. (3)

واعلموا يا عباد الله أنّ المتّقين حازوا عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ، أباحهم الله من الدنيا ما كفاهم وبه أغناهم (4)، قال الله عزّ اسمه (5): «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»(6)

سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيّبات ما يأكلون وشربوا من طيّبات ما يشربون ولبسوا من أفضل ما يلبسون، وسكنوا من أفضل ما يسكنون، وتزوّجوا من أفضل ما يتزوّجون، وركبوا من أفضل ما يركبون، أصابوا لذّة الدنيا مع أهل الدنيا (7)وهم غداً جيران الله [ تعالى ] (8)، يتمنّون عليه فيعطيهم ماتمنّوه ولا يرد (9)لهم دعوة ، ولا ينقص لهم نصيباً (10)من اللذّة، فإلى هذا يا عباد الله

ص: 209


1- سورة النبأ : 78: 36 .
2- سورة سبأ : 34 37 . وبداية الآية فى أمالى المفيد من «أولئك» بغير فاء .
3- ولا يخفى أنّ المذكور في الحديث خصلتان من الخصال الثلاثة المشار إليها في صدر العبارة ، ولم يذكر الخصلة الثالثة في جميع النسخ .
4- في أمالي الطوسي : «ما كفاهم به وأغناهم
5- في أمالي الطوسي : عزّ وجلّ».
6- سورة الأعراف: 7 32
7- في نهج البلاغة: «أصابوا لذّة زهد الدنيا في دنياهم».
8- من أمالي الطوسي .
9- في أمالي الطوسي : «ما يتمنون ، لا ترد...».
10- في أمالي الطوسي : «نصيب»

يشتاق إليه من كان له عقل، ويعمل له بتقوى الله، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله».

(أمالي المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)

يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الروضة .

(2858) 17 (1)- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السلام قال : «أربع مَن كُن فيه كمل إيمانه وإن كان من قَرنه إلى قدمه ذنوب لم ينقصه ذلك ، وهي : الصدق، وأداء الأمانة والحياء،

ص: 210


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2: 99 باب حسن الخُلق : ح 3 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب. وأورده الحرّاني في قصار مواعظ الإمام الصادق علیه السلام من تحف العقول: ص 369 إلا أن فيه : «الصدق ، والحياء ، وحسن الخلق والشُّكر» وأورده الكراجكي في معدن الجواهر : ص 43 إلّا أنّ فيه : « كمل إسلامه» وتقديم : «الحياء» على «الأمانة» ، وفي ص 41 باب الأربعة مثل رواية تحف العقول الأتي تقديم الشكر على حسن الخلق. ورواه الديلمي في الفردوس : 1: 453 ح 1500 عن عليّ علیه السلام ، وفيه أيضاً «الشكر» بدل «أداء الأمانة». وفي الكافي : 2 : 107 ح 7 من باب الحياء من كتاب الإيمان والكفر بإسناده عن الصادق لالا عن رسول الله الله ، قال : «أربع من كنّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوباً بدلها الله حسنات» وذكر مثل ما فى تحف العقول .

وحُسن الخُلق».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث20)

(2859) 18 (1)- أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن محمّد الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن سنان، عن الحسن بن أبي سارة قال:

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما يقول: «لايكون [المؤمن ] مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 27)

(2860) 19 (2)- أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن أبي سعيد،القمّاط عن المفضّل بن عمر الجعني قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السلام يقول : لا يكمل إيمان العبد حتّى يك--ون ژفيه أربع خصال (3): يحسن خُلقه، ويسخي (4)نفسه، ويمسك الفضل من قوله،

ص: 211


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 71 باب الخوف والرجاء : ح 11 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ابن أبي سارة . وأورده الحراني في قصار مواعظ الإمام الصادق علیه السلام من تحف العقول: ص 369 .
2- ورواه البرقي في الحديث 2 من باب الأربعة من كتاب القرائن من المحاسن : 1: 69 ح 20.
3- في المجلس 8 من أمالي الطوسي : خصال أربع»، وفي المجلس 5: «حتى تكون فيه أربع خصال».
4- في أمالي الطوسي والمحاسن: «تسخو»، وفي بعض نسخ أمالي المفيد: «حسن خلقه، و يسخي».

ويخرج الفضل من ماله.

(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرته في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس5 الحديث 9، والمجلس 8، الحديث 62)

(2861) 20 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن مسلم الجّعابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال : حدّثنا : عبد الله بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حدّثني أبي أنّه سمع جعفر بن محمّد يحدّث عن أبيه، عن جدّه علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 40)

(2862)21 (2)- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزّاز قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن

ص: 212


1- وأورده الحرّاني في قصار مواعظ النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم من تحف العقول: ص 4. ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 99 باب حُسن الخلق : ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام، ولم ينسبه إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام : 41:2 باب 31 ح 104 بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: «أكملكم إيماناً أحسنكم خلقاً». وانظر تخريج الحديث التالي .
2- ورواه ابن أبي شيبة في المصنف : 5: 211 25309 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 1 : 61 ح 27 ، والترمذي في جامعه : 3: 466 ، ح 1162 وابن حبان في صحيحه : ح ،4176 والبغوي في شرح السنة : ح 2341 و 3495، وأحمد في المسند : 2 : 250 . والفقرة الأولى من الحديث رواها أبوداود في سننه : ح 248 ، والحاكم في المستدرك: 1 : 3 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 1 : 60 ح 26 . وروى الصدوق في الباب 31 من عيون أخبار الرضاء علیه السلام : 41:2 ح 108 بأسانيد الرضا، عن أبائه ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله قال : «أقربكم منّي مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقاً وخيركم لأهله» . وللحديث شواهد كثيرة .

أبي العوّام قال :حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف قال : حدّثنا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة :

أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم» .

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 12)

(2863) 22 (1)- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا الحسن بن جعفر (بن مدرار) قال : حدّثني عمّي طاهر بن مدرار (2)قال : حدّثني زرّ بن أنس قال :

ص: 213


1- - ورواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الحديث 17 من باب العشرة من الخصال ، قال : حدّثنا أبي علیه السلام قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي ، عن عبدالله المغيرة ، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر علیه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لم يعبد الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من العقل، ولا يكون المؤمن عاقلاً حتى يجتمع فيه عشر خصال ....»وأورده الفتّال في عنوان: «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين :مثل رواية الخصال . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 183 مثل ماهنا، وفي ص 112 بتفاوت ، إلى قوله : «هو خير منّي». ونحوه عن الإمام الكاظم علیه السلام - في وصيته لهشام بن الحكم - عن أمير المؤمنين علیه السلام ، كما في كتاب العقل والجهل من الكافي: 1 : 18 - 19 ، وفي عنوان وصيّة الإمام الكاظم علیه السلام لهشام وصفته العقل من تحف العقول: ص ،388 ، وفي مجموعة ورّام: ص 35 . قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار : 67: 297 : اعلم أنّ الخصال المذكورة اثنتا عشر، فلا يوافق العدد المذكور أولاً، ويمكن توجيهه بوجوه:الأوّل : عدّ استقلال الخير من نفسه ، واستكثاره من غيره واحداً لتلازمهما غالباً، وكذا عدّ القرينتين بعدهما واحداً لذلك. الثاني : عد تقليل الخير من نفسه وتكثير الشرّ منها واحداً لقربها وتلازمها ، وكذا تقليل الشرّ وتكثير الخير من الغير. الثالث : عدّ كون الخير مأمولاً منه والشر مأموناً واحداً للتلازم غالباً، وجعل الاكتفاء بالقوت من تتمّة الفقرة السابقة لا خصلة أخرى. الرابع : عدّ قوله : «الذلّ» إلى قوله : «قوت» خصلة واحدة لتقارب الجميع ، ولكلّ وجه وإن لا يخلو شيء منها من ء منها من تكلّف .
2- الرجل وقع في اسناد تفسير محمّد بن العبّاس في تفسير آية 46 من سورة القصص، كما ، في تأويل الآيات الظاهرة. وأما ابن أخيه الحسن بن جعفر ، فلم أجد له ترجمة مستقلة، نعم عده الذهبي من مشايخ ، أبو العباس ابن عقدة، كما في ترجمته في سير أعلام النبلاء : ج 15 ص 341

سمعت جعفر بن محمّد علیهما السلام يقول : «لا يكون المؤمن مؤمناً، حتّى يكون كامل العقل ، ولا يكون كامل العقل، حتّى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول والشرّ منه مأمون، يستقلّ كثير الخير من نفسه، ويستكثر قليل الخير من غيره، ويستكثر قليل الشرّ من نفسه ويستقلّ كثير الشرّ من غيره، ولا يتبرّم بطلب الحوائج قبله، ولا يسأم من طلب العلم عمره، الذلّ أحبّ إليه من العزّ (1)، والفقر

ص: 214


1- قوله : ((الذل أحبّ إليه من العزّ»، قال فى البحار : لعلّ المعنى ، أنّ ذلّه عند نفسه، أحبّ إليه من العزّ والكبر، أو يحبّ الذلّ ، إذا علم أنّ العزّ يصير سبباً لفساده وبغيه، أو إذا أذله الله يرضى بذلك ويكون أحبّ إليه، لقلّة مفاسده لئلّا ينافي ما ورد من أنّه تعالى لا يرضى بذلّ المؤمن.

أحبّ إليه من الغنى، حسبه من الدنيا قوت، والعاشرة وما العاشرة : لا يلق أحداً إلّا قال : هو خيرٌ منّي .

إنّما النّاس رجلان : رجل خير منه وأتق، وآخر شرّ منه وأدنى، فإذا لق الّذي هو خير منه، تواضع له ليلحق به ، وإذا لقي الّذي هو شرّ منه وأدنى قال: لعلّ شرّ هذا ظاهر، وخيره باطن ، فإذا فعل ذلك علا وساد أهل زمانه».

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 5 )

(2864) 23 - وعن أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبوعليّ قال : حدّثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن أبيه ،موسى عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين علیه السلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السلام : «إنّ المؤمن لا يُصبح إلا خائفاً وإن كان مُحسناً، ولا يُمسى إلا خائفاً وإن كان مُحسناً، لأنّه بين أمرين: بين وقت مضى لايدري ما الله صانع به، وبين أجل قد اقترب لايدري ما يصيبه من الهلكات .

ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله ، صِلوا أرحامكم وإن

قطعوكم وعودوا بالفضل على مَن حَرَمكم، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم وأوفوا بعهد من عاهدتم ، وإذا حكمتم فاعدلوا» .

(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 7)

(2865) 24 (1)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد العلوي الحسني رحمه الله سنة سبع وثلاث مئة قال : حدّثنا علي بن الحسين بن عليّ

ص: 215


1- قوله صلی الله علیه و آله وسلم: «المؤمن غرّ كريم والفاجر خَبّ لثيم ورد من طريق أبي هريرة ، عن - رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، رواه أحمد في المسند : 2: 394 ، وأبوداوود : (4790)، وأبويعلى: «6008) ، والطحاوي في مشكل الآثار : (3128 ، 3129) ، وأبو نعيم في الحلية : 3: 110، والقاضي القضاعي في مسند الشهاب : 1 : 111 ح 133 ، والخطيب في تاريخ بغداد : 9: 38 ، والحاكم في المستدرك : 1: 43 ، وفي معرفة علوم الحديث: ص 117 ، والبيهقي في السنن : 10 : 195 ، وفي شعب الإيمان : (8115 - 8117) ، والبغوي : (3506) . وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ص 217 ح 12/541 .

بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال : حدّثنا الحسين بن زيد بن عليّ، عن جعفر بن محمّد عن أبيه ، عن جدّه، عن علیّ بن ابی طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال:

سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول : «المؤمن غِرّ كريم، والفاجر خَبّ لئيم (1)وخير المؤمنين مَن كان مألفة للمؤمنين ، ولا خير فيمَن لا يألف ولا يُؤلَف».

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 37 )

(2866) 25 (2)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن - عبيد بن ياسين بن محمّد بن عجلان مولى الباقر علیه السلام قال : سمعت مولاي أبا الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا علیه السلام ، يذكر عن آبائه ، عن جعفر بن محمّد علیهما السلام قال:

ص: 216


1- «المؤمن غِرٌ كريم أي ليس بذي نكر، فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الحبّ، يقال : فتى غرّ وفتاة غرّ ، وقد غرِرْتَ تَغِرُّ غَرارة ، يريد أن المؤمن المحمود من طبعه الغرارة ، وقلّة الفطنة للشر، وترك البحث عنه ، وليس ذلك منه جهلاً ، ولكنّه كَرَمُ وحُسن خلق . والخَبّ - بالفتح - الخدّاع ، وهو الجُربُز الذي يسعى بين الناس بالفساد . رجلٌ خَبّ وامرأة خبّة ، وقد تكسر خاؤه ، فأما المصدر فبالكسر لا غير. (النهاية) لابن الأثير : 3: 354 - 355، و (4:2 .
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 72

قال أمير المؤمنين علیه السلام : «المؤمن لا يحيف على مَن يبغض ، ولا يأثم فيمَن يُحبّ ، وإن بُغي عليه صبر حتّى يكون الله عزّ وجلّ هو المُنتصر».

(أمالي الطوسى : المجلس 24 ، الحديث 4)

(2867) (26)(1) - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندى بأسوان ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن هشام الناشري الكوفي قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن فضّال قال : حدّثنا عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفيّة قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن علي علیهما السلام ، عن آبائه علیهم السلام .

قال عاصم : وحدّثني أبو حمزة، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أُمّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن ابيه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاث خصال مَن كُنّ فيه استكمل خصال الإيمان : الّذي

ص: 217


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 239 كتاب الإيمان والكفر باب المؤمن وعلاماته وصفاته ح 29 عن عدّة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبد الله ، عن عبد الله بن الحسن، ورواه الصدوق في باب الثلاثة من الخصال : ص 105 ح 66 عن أبيه ، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ، عن أحمد بن محمد بن خالد . وأورده الحراني في قصار كلمات النبي صلی الله علیه و آله وسلم من تحف العقول: ص 43، وورّام بن أبي فراس فى مجموعته : 2 : 76 . وفي الباب عن الصادق جعفر بن محمد علیه السلام ، رواه الكليني في الكافي : 2 : 233 كتاب الإيمان والكفر باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح14 ، والصدوق في الخصال : باب الثلاثة ح 67 ، و الآبي في نثر الدر : 1: 357 ، والحلواني في نزهة الناظر : 109 / 19. وعن الباقر علیه السلام ، رواه الكليني في الكافي : 2 : 233 ح 13 ، والصدوق في باب الثلاثة من الخصال : ح 65

إذا رضي لم يُدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يُخرجه الغضب من الحقّ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له».

(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 5)

(2868) 27(1)- أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف قال : حدّثنا الحصين بن مخارق، عن، جعفر بن محمّد عن أبيه :

أنّ عليّاً علیه السلام وفد إليه رجل من أشراف العرب، فقال له عليّ علیه السلام : «هل في بلادك قوم قد شهروا أنفسهم بالخير لا يعرفون إلّا به» ؟

قال : نعم .

قال: «فهل في بلادك قوم شهروا أنفسهم بالشّر لا يعرفون إلّا به» ؟

قال : نعم .

قال: «فهل في بلادك قوم يجترحون السيّئات، ويكتسبون الحسنات» ؟

قال : نعم .

قال : «تلك خيار أُمّة محمد صلی الله علیه واله ، تلك النمرقة الوُسطى، يرجع إليهم الغالي وينتهي إليهم المُقصّر» (2)

(أمالي) الطوسي : المجلس 33 ، الحديث 8)

( 2869) 28 (3)- أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدثنا أبو عبدالله محمّد بن

ص: 218


1- ورواه أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث في الأشعثيات : ص 232 - 233 .
2- قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار : 69: 175 : لعلّ المراد بالفرقة الأولى قوم من أرباب البدع والمرائين شهروا أنفسهم بالخير ، فلذا فضّل عليهم الفرقة الأخيرة ، أو المراد أنّ تلك أيضاً من الخيار .
3- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 80. وقريباً منه أورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق علیه السلام من تحف العقول: ص 358 قال : « لا يصلح المؤمن إلا على ثلاث خصال: التّفقّه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة ، و الصبر على النائبة ». ومثله في الباب 2) من «التمحيص» للإسكافي - ص 68 ح 164. وقريباً منه رواه البرقى فى باب الثلاثة من الأشكال والقرائن من المحاسن : 1 : 5 ح 11 عن الحسن بن سيف، عن أخيه عليّ، عن سليمان بن عمر ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه علیه السلام قال : «لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى تكون فيه ثلاث خصال الفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا». وأورده الحرّاني في آخر عنوان «نثر الدرر» من كلمات الإمام الصادق الله من تحف العقول . وانظر سائر تخريجاته في الباب الثالث من كتاب العلم : ج 1 ص 114 ح 7 .

وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، عن الحسين بن محمّد بن أبي غندر، عن عبدالله بن أبي يعفور :

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «كمال المؤمن في ثلاث خصال : الفقه في دينه ، و الصبر على النائبة (1)، والتقدير في المعيشة».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 1)

سيأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب صفات الشيعة .

ص: 219


1- النائبة : ما ينوب الإنسان، أي ينزل به من المهات والحوادث. (النهاية : 5: 123 مادة «نوب»).

باب 8 فضائل الشيعة

أقول : تقدّم في باب الممدوح من البلدان والمذموم منها (6) من كتاب السماء والعالم ما يرتبط بهذا الباب ، فلاحظ هناك (1).

(2870) 1 (2)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال : أخبرنا أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي (3)قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبدالله بن زياد العرزمي قال : حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري قال : حدثنا شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «يا عليّ ، شيعتك هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحداً منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني، ومن أهانني أدخله الله نار جهنّم خالداً فيها وبئس المصير.

يا عليّ أنت منّي وأنا منك روحك من روحي، وطينتك من طينتي، وشيعتك خُلِقوا من فَضل طينتنا ، فمن أحبّهم فقد أحبّنا، ومن أبغضهم فقد أبغضنا، ومَن عاداهم فقد عادانا، ومَن وَدَّهم فقد ودَّنا .

يا عليّ ، إنّ شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب.

ص: 220


1- لاحظ الحديث 1 و 2 من الباب المذكور.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 18 و 162 عن أبي محمد الحسن بن الحسين ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسن بن عليّ، عن عمّه الشيخ الصدوق . وأورده الفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 296 .
3- كذا في النسخ ، وروى في معاني الأخبار : ص 29 - 32 أربعة أحاديث بالإسناد إلى علي بن حاتم المنقري بعين السند المذكور في هذا الحديث ، إلّا أنّ فيها: «عبد الرحمان بن محمّد الحسيني، عن أحمد بن عيسى بن أبي مريم».

يا عليّ أنا الشفيع لشيعتك غداً إذا قمت المقام المحمود، فبشّرهم بذلك.

يا عليّ شيعتك شيعة الله، وأنصارك أنصار الله، وأولياؤك أولياء الله، وحزبك حزب الله .

يا عليّ، سَعَد من تَولاك وشَقِی من عاداك.

يا عليّ، لك كنز في الجنّة، وأنت ذو قرنيها» (1)

(أمالي الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 8)

(2871) 2 (2)- حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا جعفر بن ، عن عبيد الله بن موسى العبسي ، عن محمّد بن عليّ السلمي ، عن عبد الله بن الحسن محمّد بن عقيل:

عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علىّ خصالاً ، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً، (إلى أن

ص: 221


1- قال ابن الأثير في النهاية إنّه قال لعلي: «إنّ لك بيتاً في الجنة وأنت ذوقرنيها»: أي طرفى الجنّة وجانبيها . قال أبو عبيد : وأنا أحسب أنه أراد ذو قرني الأمة فأضمر . وقيل : أراد الحسن والحسين، ومنه حديث على علیه السلام الله وذكر قصّة ذي القرنين ثمّ قال : «وفيكم مثله»، فيرى انّه انّما عنى نفسه ، لأنّه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق ، والأخرى ضربة ابن ملجم لعنه الله .
2- ورواه أيضاً في آخر أبواب الثلاثة عشر من الخصال : ص 496 ح 5 . ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 19 - 20 عن أبي محمّد الحسن بن بن الحسن، عن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن علي، عن عمه الشيخ عمه محمد الحسين، عن الصدوق . وأورده السبزواري في الفصل 5 من جامع الأخبار : ص 51 ح 56 / 6. ورواه القندوزي في ينابيع المودة : 1 : 172 ح 22 من الباب ح7 نقلا عن المناقب .

قال : وقوله صلی الله علیه و آله وسلم : « شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة».

(أمالي الصدوق : المجلس 20، الحديث1)

تقدّم تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة.

(2872) 3 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبدالله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر محمّد بن بن عبدالله بن سلمة، عن أبي الزبير :

عن جابر بن عبدالله قال : كّنّا عند النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم فأقبل علي بن أبي طالب علیه السلام فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «قد أتاكم أخى».

ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، ثمّ قال: «والذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» الحديث.

(أمالي الطوسى : المجلس 9 ، الحديث 40)

تقدّم تمامه في الباب 36 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين الا من الإمامة (1)

(2873) 4 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ قال : حدّثنا عبد الله بن يزيد قال : حدّثنا محمّد بن ثواب قال: حدّثنا إسحاق بن منصور، عن كادح - يعني أبا جعفر البجلي - عن عبد الله بن عن عبد الله بن لهيعة، عن عبد الرحمان يعني - ابن زياد - عن سلمة بن يسار، عن جابر بن عبد الله :

عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم «في حديث» أنّه قال لعليّ علیه السلام : «إنك أول داخل الجنة من أمتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم، يكونون

ص: 222


1- تقدّم في ج 4 ص 126 - 127 ح 1 .

غداً في الجنة جيراني».

(أمالي الصدوق : المجلس 21، الحديث 1)

تقدّم تمامه في الباب السابع من أبواب مناقب أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة (1)

( 2874) 5 (2)- حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث13 )

(2875) 6 (3)- حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي، عن فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، عن محمّد بن ظهير، عن أبي الحسن محمّد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي، عن محمّد بن يعقوب النهشلي، عن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه علیهم السلام، عن النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم عن جبرئيل عن ميكائيل عن

ص: 223


1- تقدّم في ج 4 ص 341 - 342 ح 1 .
2- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضاء علیه السلام : 2 : 57 باب 31 - فيا جاء عنه علیه السلام من الأخبار المجموعة - : ح 201. وأورده الفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 296 ووورد الحديث من طريق أُمّ سلمة ، رواه الديلمي في الفردوس : 2 : 504 ح 3417 .وورد أيضاً من طريقها بلفظ : «علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة»، رواه الديلمي في الفردوس : 3 : 88 ح 3991 ، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين لها من تاريخ دمشق : 2 : 348 ح 858 .
3- - ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السلام،: 2 : 49 وفي ط : 53 الباب 31 - ما جاء عن الرضا علیه السلام،من الأخبار المجموعة - ح 191.

اسرافیل :

عن الله جلّ جلاله ( في حديث في فضل أمير المؤمنين علیه السلام) أنّه قال: «فَمَن أحببته من عبادي و تولّيته عرّفته ولايته ومعرفته، ومَن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته، فبعزّتي حلفتُ وبجلالي أقسمت ؛ إنّه لا يتولّى عليّاً عبدُ من عبادي إلّا زَحْزَحْتُه عن النّار وأدخلته الجنّة، ولا يُبغِضه عبدٌ من عبادي ويعدل عن ولايته إلّا أبغضتُه وأدخلتُه النّار وبئس المصير».

(أمالي الصدوق : المجلس 39 الحديث 10)

تقدّم تمامه في جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة (1)

(2876) 7 (2)- حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي (3)قال :حدّثنا أحمد بن عبد الله بن عمار الجارودي قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله، عن أبي الجارود، عن أبي الهيثم ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وآله : ( إنّ الله تبارك وتعالى يبعث أناساً وجوههم من نور، على كراسي من نور عليهم ثياب من نور ،في ظلّ العرش، بمنزلة الأنبياء وليسوا، بالأنبياء، وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء» !

فقال رجل : أنا منهم يا رسول الله ؟

ص: 224


1- تقدّم في ج 4 ص 234 - 235 ح 18 .
2- وأورده الفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 296 . وروى أيضاً الصدوق نحوه في فضائل الشيعة : ح 11 بسنده عن عامر الجهني، وصرّح فيها بأن أبا بكر وعمر قالا : «أنا منهم يا رسول الله» ؟ وورد الحديث من طريق أبي سعيد الخدري، رواه ابن عساكر فى ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 347 ح 855، وصرّح فيه بأنّ السائل الأول أبوبكر ، والثاني عمر .
3- في نسخة : «العبدي».

قال : «لا» .

قال آخر: أنا منهم يا رسول الله ؟

قال : «لا» .

قيل : من هم يا رسول الله ؟

قال : فوضع يده على رأس عليّ علیه السلام وقال: «هذا وشيعته».

(أمالي الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 16)

(2877) 8 (1)- حدثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا إبراهيم بن - هاشم، عن الحسن بن محبوب قال : حدّثنا علي بن رئاب قال : حدّثنا موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لا تستخفّوا بفقراء شيعة عليّ وعترته من بعده، فإنّ الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث (16)

(2878) 9 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف

ص: 225


1- ورواه أبو على محمّد بن همام الإسكافي في الباب 5 من كتاب «التمحيص» : ص 47 ح 68 عن أبي الحسن الأوّل الله قال : كان رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول ... وذكر الحديث . وأورده الفتّال فى عنوان «مجلس فى ذكر فضائل الشيعة» من روضة الواعظين : ص 296 والسبزواري في جامع الأخبار : ص 101 ح 163 . وروى فرات بن إبراهيم الكوفي في الحديث 525 من تفسيره : ص 394 في تفسير سورة الشورى و في الحديث 249 في تفسير سورة المطففين (في حديث طويل) أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال: «فإنّ من فقراء شيعة عليّ ليشفع في مثل ربيعة ومضر». بیان ربيعة ومضر قبيلتان عظيمتان يضرب المثل بهما فى الكثرة (البحار : (72 35).
2- ورواه القندوزي في الحديث 890 في الباب 56 من ينابيع المودّة : ج 2 ص 312 نقلاً عن مودة القربى : ص 90 . وروى محمد بن سليمان الكوفي في الحديث 152 من كتاب مناقب أمير المؤمنين علیه السلام » : ج 1 ص 238 عن عثمان بن محمّد الألثغ محمّد الألثغ ، عن جعفر بن محمّد الرمّاني ، عن الحسن بن الحسين ، عن إسماعيل بن زياد، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه . ( في حديث) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي علیه السلام : «يا عليّ إنّ الرجل من شيعتك ليشفع في مثل ربيعة ومضر». ورواه أيضاً في : ج 2 ص 297 الحديث 772 بالسند المتقدّم قال : دخل عليّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «يا عليّ ، إنّ الرجل من شيعتك ليشفع لمثل ربيعة ومضر» .

بابن الحاشر ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن بن عبد الرحمان الضبيّ قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لاتستخفّوا بشيعة عليّ، فإنّ الرجل منهم ليشفع بعدد ربيعة ومضر».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 20)

(2879) 10 (1)- وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد علیه السلام ( في حديث ) قال : «يا فضل، لاتزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإنّ الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر».

ثمّ قال: «يا فضل، إنما سُمّي المؤمن مؤمناً لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه». ثمّ قال : «أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة : «ما لَنا مِن شافِعِينَ * وَلا صَديقٍ حَمِيمٍ » » (2)

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 26)

تقدّم إسناده في الباب الأوّل، ويأتي تمامه في باب مواعظ الإمام الصادق علیه السلام من كتاب الروضة .

ص: 226


1- - تقدم تخريجه في الباب الأول.
2- سورة الشعراء : 26 : 100 و 101

(2880)11 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدّثنا الربيع بن يسار قال : حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّرضی الله عنه :

عن أمير المؤمنين علیه السلام (في حديث المناشدة) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ من شيعتك رجلاً يدخل في شفاعته الجنّة مثل ربيعة ومضر»

«غيري» ؟

قالوا : لا.

قال : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنت وشيعتك هم الفائزون، تردون يوم القيامة رواء مروييّن، وعدوّك ظماء مظمّئين» (1)،غيري ؟

قالوا : لا .

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم تمامه في كتاب الإمامة .

(2881) 12 (2)- حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن حمران بن أعين ، عن أبي حمزة محمّد الثمالي، عن عليّ بن الحسين علیه السلام قال :

قال سلمان الفارسي رحمه الله : كنت ذات يوم جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل علىّ بن أبي طالب علیه السلام فقال له : «يا علىّ ألا أبشرك» ؟

قال : بلى، يا رسول الله».

قال : «هذا حبيبي جبرئيل يُخبرني عن الله جلّ جلاله أنّه قد أعطى محبّيك

ص: 227


1- فى نسخة : «مقمّحين».
2- - ورواه أيضاً في الخصال : ص 403 باب السبعة ح 112 بسنده عن جابر بن عبد الله - الأنصاري، إلّا أنّ في آخره: «ودخول الجنة قبل الناس، ونورهم يسعى بين أيديهم و بأيمانهم».

وشيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت، والأنس عند الوحشة، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط ، ودخول الجنّة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين عاماً».

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 15)

(2882) 13 (1)- وبإسناده عن الأعمش (في حديث طويل) عن المنصور قال : أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه :

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( في حديث) قال: «يا فاطمة عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة ، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنة».

(أمالي الصدوق : المجلس 67 ، الحديث 2)

تقدّم تمامه مسنداً في فضائل أصحاب الكساء علیهم السلام من كتاب الإمامة (2)

(2883) 14 (3)- حدثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري قال : حدثنا بن محمد العلوي قال : حدثنا الحسين بن الحسن الحيري (الحميري) قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني، عن عمرو بن جميع، [عن عمرو بن ] (4)أبي المقدام قال :

قال الصادق جعفر بن محمد علیه السلام : «نزلت هاتان الأيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا:« فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ فَرَوْحُ وَرَيْحَانُ» يعني في قبره ، «وَجَنَّةُ نَعيم » (5)

ص: 228


1- تقدّم تخريجه في باب مناقب أصحاب الكساء من كتاب الإمامة .
2- تقدّم في ج 3 ص 121 - 128 ح 6 .
3- تقدّم تخريجه في الباب 11 من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السلام وحبّهم وبغضهم : ج 3 ص 307 ح 1 .
4- من كمال الدين : 236 / 53 .
5- سورة الواقعة : 56 / 89 - 88 .

يعني في الآخرة ، «وَأَمَّا إِن كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلُ مِنْ حَمِيمٍ » يعني في قبره، «وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ» (1)يعني في الآخرة».

(أمالي الصدوق : المجلس 72 ، الحديث 11)

(2884) 15 (2)- حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقى، عن أبيه، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن بن العبدي، عن الأعمش :

عن سالم بن أبي الجعد قال : سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام ؟ فقال : ذاك خير خلق الله من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين، إن الله عزّ وجل لم يخلق خلقاً بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب علیه السلام والأئمة من ولده بعده.

قلت : فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه ؟

فقال : لا يبغضه إلّا كافر، ولا ينتقصه إلّا منافق .

قلت : فما تقول فيمن يتولّاه ويتولى الأئمّة من ولده بعده ؟

فقال : إنّ شيعة علىّ و الأئمّة من ولده هم الفائزون الأمنون يوم القيامة.

ثمّ قال : ما ترون لو أنّ رجلاً خرج يدعو النّاس إلى ضلالة، من كان أقرب النّاس منه ؟

قالوا : شيعته وأنصاره.

قال : فلو أنّ رجلاً خرج يدعو الناس إلى هدى، من كان أقرب النّاس منه ؟ قالوا: شيعته وأنصاره.

قال : فكذلك عليّ بن أبي طالب علیه السلام بيده لواء الحمد يوم القيامة ، أقرب النّاس منه شيعته وأنصاره.

(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 4)

ص: 229


1- سورة الواقعة : 56 : 92 - 94
2- وأورده الفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 296 .

(2885) 16 (1)- حدّثنا أبي رضی الله عنه حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن القا بن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السلام :

عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : قال لي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم على منبره: «يا علي، إن الله عزّ وجلّ وهب لك حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض، فرضيت بهم إخواناً ورضوا بك إماماً، فطوبى لمن أحبك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك و كذب عليك .

يا عليّ ، أنت العلم لهذه الأمّة (2)، من أحبّك فاز، ومن أبغضك هلك».

يا عليّ، أنا مدينة العلم وأنت بابها وهل تؤتى المدينة إلا من بابها.

يا علي أهل مودّتك كلّ أواب حفيظ وكلّ ذي طمر (3)لو أقسم على الله لأبر قسمه.

يا عليّ إخوانك كلّ طاهر زاك مجتهد، يحبّ فيك ، ويبغض فيك ، محتقر عند الخلق ، عظيم المنزلة عند الله عزّ وجلّ .

يا عليّ، محبّوك جيران الله في دار الفِردوس لا يأسفون على ما خلّقوا من الدنيا. يا عليّ أنا وليّ لمن واليت، وأنا عدوّ لمن عاديت.

يا عليّ، من أحبّك فقد أحبّني، ومن أبغضك فقد أبغضني.

يا عليّ إخوانك ذبل الشفاه (4)، تُعرف الرهبانيّة في وجوههم .

ص: 230


1- ورواه أيضاً في صفات الشيعة : ص 55 ح 17 ، وفي فضائل الشيعة : ح 17 .ورواه الطبري في آخر الجزء الخامس من بشارة المصطفى : ص 180 بإسناده عن الصدوق . و نحوه رواه فضل الله بن محمود الفارسي في رياض الجنان، كما عنه المجلسى في البحار : 68 : 40 ح 85
2- في نسخة : «أنت العالم بهذه الأمة».
3- الطمر - بالكسر : الثوب الخلق.
4- ذبلت بَشَرته : قلّ ماء جلدته وذهب نضارته ، هنا كناية عن كثرة صيامهم.

يا عليّ إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المساءلة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا .

يا عليّ، حربك حربي وسلمك سلمي، وحربي حرب الله، وم-ن س-المك فقد سالمني، ومن سالمني فقد سالم الله عزّ وجلّ.

يا عليّ، بشّر إخوانك ، فإنّ الله عزّ وجلّ قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائداً ورضوا بك وليّاً.

يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين (1)

يا عليّ، شيعتك المنتجبون، ولولا أنت وشيعتك ما قام الله عزّ وجلّ دين، ولولا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها .

يا عليّ، لك كنز في الجنّة وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك تُعرف بحزب الله عزّ وجلّ.

يا علىّ ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط ، وخيرة الله من خلقه .

يا عليّ، أنا أوّل من ينفض التراب عن رأسه وأنت معى ثم سائر الخلق .

ياعليّ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، و أنتم الأمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش، يفزع النّاس ولا تفزعون، ويحزن النّاس ولا تحزنون، فيكم نزلت هذه الآية: «إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ مِنَّا الْحُسْىٰ أُولَئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ » (2))، وفيكم نزلت : «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ » (3)

يا عليّ، أنت وشيعتك تُطلشبون في الموقف، وأنتم في الجنان تتنعمون.

ص: 231


1- قال ابن الأثير في النهاية : الغرّ المحجّلون: أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه و الأقدام ، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه.
2- سورة الأنبياء: 21 : 101 .
3- سورة الأنبياء : 21 : 103 .

يا عليّ، إنّ الملائكة والخزان يشتاقون إليكم، وإنّ حملة العرش والملائكة المقرّبين ليخصّونكم بالدعاء ويسألون الله لمحبّيكم، ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.

يا عليّ شيعتك الذين يخافون الله في السرّ، وينصحونه في العلانية.

يا عليّ، شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات لأنّهم يلقون الله عزّ وجلّ وما عليهم من ذنب .

يا عليّ، ، أعمال شيعتك ستعرض عَلَيّ في كلّ جمعة، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم وأستغفر لسيّئاتهم.

يا عليّ ذِكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يُخلَّقوا بكلّ خير، وكذلك في الإنجيل، فسل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك ، مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عزّ وجلّ من علم الكتاب ، وإنّ أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه ، وما يعرفون شيعته، وإنّما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.

يا عليّ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذِكر أهل الأرض لهم ،بالخير، فليفرحوا بذلك، وليزدادوا اجتهاداً .

يا عليّ، إنّ أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم (1)ووفاتهم، فتنظر (1) الملائكة إليها كما ينظر النّاس إلى الهلال شوقاً إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عزّ وجلّ.

يا عليّ، قُل لأصحابك العارفين بك : يتنزهون عن الأعمال التي يقارفها (2)عدوّهم، فما من يوم ولا ليلة إلّا ورحمة من الله تبارك وتعالى تغشاهم، فليجتنبوا الدنس.

ص: 232


1- الرقاد : النوم .
2- قارف الشيء : قاربه وخالطه ، يقال : قارف فلانُ الذنب والخطيئة، وقارف الجرب البعير .

يا عليّ اشتدّ غضب الله عزّ وجلّ على من قلاهم (1)وبرى منك ومنهم ، و استبدل بك وبهم، ومال إلى عدوّك وتركك وشيعتك واختار الضلال، ونصب الحرب لك ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا.

يا علي، أقرئهم منّي السلام من لم أر منهم ولم يرني، وأعلمهم أنّهم إخواني الّذين أشتاق إليهم ، فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي وليتمسّكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل، فإنّا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة، وأخبرهم أنّ الله عزّ وجلّ عنهم ،راض ، وأنّه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كلّ جمعة برحمته، ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم .

يا عليّ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أنّي أحبّك ، فأحبوك لحبّي إياك ، ودانوا الله عزّ وجلّ بذلك، وأعطوك صفو المودة (2)في قلوبهم، واختاروك على الأباء والإخوة والأولاد، وسلكوا طريقتك ، وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلّا نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضته (3) ذلك، فكن بهم رحيماً واقنع بهم، فإنّ الله عزّ وجلّ اختارهم بعلمه لنا م-ن ب-ي-ن ، و خلقهم من طينتنا، واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا، وشرح صدورهم وجعلهم مستمسكين بحبلنا، لايؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم، أيّدهم الله وسلك بهم طريق الهدى، فاعتصموا به، فالناس في غمّة الضلال متحيّرون في الأهواء، عموا عن الحجّة وما جاء من عند الله عزّ وجلّ، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة، لا يستأنسون إلى من خالفهم، وليست الدنيا منهم وليسوا منها

ص: 233


1- قلى فلاناً قِليّ: أبغضه وهجره ، وفي التنزيل العزيز : «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلي»
2- صفو المودة :الإخلاص فيها .
3- مضّه مضّاً ومضيضاً : المه ، يقال : مضّه الجرح . ومضّ الشيء فلاناً: بلغ من قلبه الحزن ، به . ويقال : مضّه الهم والحزن والقول : شقّ عليه

أولئك مصابيح الدجى ، أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى».

(أمالي الصدوق : المجلس 83 ، الحديث 2)

(2886) 17 - حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا عبد الله بن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت :

سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: «أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب سيد الوصييّن، وهو أخي ووارثي وخليفتي على أُمّتي، ولايته فريضة، و اتباعه فضيلة، ومحبّته إلى الله وسيلة، فحزبه حزب الله، وشيعته أنصار الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله، وهو إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وأميرهم بعدي». (أمالي الصدوق : المجلس 85 ، الحديث (26)

(2887) 18) (1)- حدّثنا محمّد بن الحسن علیه السلام قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، أبي عمير، عن عليب بن أبي حمزة، عن محمّد بن عن الحسين بن سعيد، عن أبي بصير:

عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام قال : خرجت أنا وأبي علیه السلام حتّى إذا كُنّا بين القبر والمنبر، إذا هو بأناس من الشيعة، فسلّم عليهم ، فردّوا عليه السلام، ثمّ قال: إنّي والله لأحبّ ريحكم وأرواحكم، فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد، واعلموا أنّ ولايتنا لا تُنال إلّا بالعمل والاجتهاد من ائتم منكم بعبدٍ فَليَعمَل بعمله .

ص: 234


1- ورواه أيضاً في فضائل الشيعة : ص 51 ح 8 بهذا السند ، وعن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، عن ، عن محمد بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله علیه السلام .ورواه فرات الكوفي في تفسير سورة الغاشية في تفسيره : ص 208 ح 705 . وأورده الفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 294 - 295 .

أنتم شيعة الله، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأوّلون، والسابقون الآخرون السابقون في الدنيا إلى ولايتنا والسابقون في الآخرة إلى الجنّة، وقد ضَمِنا لكم الجنّة بضمان الله وضمان ،رسوله ما على درجات الجنّة أحد أكثر أزواجاً منكم ، فتنافسوا في فضائل الدرجات ، أنتم الطيّبون، ونساؤكم الطيّبات ، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكلّ مؤمن صِدِّيق .

ولقد قال أمير المؤمنين علیه السلام لقَنبَر : يا قنبر ابشر وبشِّر واستبشر، فلقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على أمّته ساخط إلّا الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء عُروة وعُروة الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء دِعامة ودِعامة الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء شرفاً وشرف الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء سيّداً وسيّد المجالس مجالس الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء إماماً وإمام الأرض أرضٌ تسكنها الشيعة .

والله لولا ما في الأرض منكم لما أنعم الله على أهل خلافكم، ولا أصابوا الطيّبات، ما لهم في الدنيا وما لهم في الآخرة من نصيب ، كلّ ناصب وإن تعبّد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية:« عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ : تَصْلَى نَاراً حَامِيَةٌ * تُسقَ مِنْ عَينٍ آنية لَيسَ لَهُمْ طَعَامُ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لايُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ» (1)، كلَّ ناصب مجتهد فعمله هَباء .

شيعتنا ينظرون بنور الله عزّ وجلّ، ومَن خالَفَهم يتقلّب بسَخَط الله ، والله ما

أتى من عبد من شيعتنا ينام إلّا أصعد الله عزّ وجلّ بروحه إلى السماء ، فإن كان قد عليه أجله جعله في كنوز رحمته وفي رياض جنّته وفي ظل عرشه، وإن كان أجله متأخّراً عنه بعث به مع أمينه من الملائكة ليُؤدّيه إلى الجسد الذي خرج منه ليَسكُن فيه، والله إنّ حُجّاجكم وعُمّاركم لخاصة الله ، وإنّ فُقَراءكم لأهل الغنى، و إنّ أغنياءكم لأهل القُنوع، وإنّكم كلكم لأهل دعوة الله وأهل إجابته».

(أمالي الصدوق : المجلس 91 ، الحديث 4)

أقول : وللحديث طريق آخر عن الصادق علیه السلام ، رواه الشيخ الطوسي في أماليه ، سيأتي

ص: 235


1- سورة الغاشية : 88 3-7

في باب الصفح عن الشيعة .

(2888) 19 (1)- حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه محمّد خالد، عن خلف بن حمّاد عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن بن ربعي عن عبدالله بن عباس :

عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم (في حديث ) قال : «إنّ لعلي وشيعته من الله عزّ وجلّ مقاماً يغبطهم به الأوّلون و الآخرون».

(أمالي الصدوق : المجلس 94، الحديث 10)

تقدّم تمامه في باب لواء الحمد من كتاب المعاد.

(2889) 20 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد رحمه الله ، عن - أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعيد بن جناح ، عن عبد الله محمّد ، بن عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه علیه السلام :

عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم [ قال ] : «الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها، ومحرّمة على الأمم كلّها حتى تدخلها شيعتنا أهل البيت» .

(أمالي المفيد : المجلس 8 ، الحديث 8)

(2890) 21 (2)- أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المُقرئ قال : حدّثنا أبو عبد الله الأسدي (3)قال : حدّثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمّدي قال :

ص: 236


1- ورواه أيضاً فى الحديث 7 من أبواب السبعين ومافوقه من الخصال ص 582 .
2- وروى نحوه الصدوق في فضائل الشيعة : ح 272 .
3- العلّه أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الزراري، الذي وقع في سند الحديث 6 من المجلس 10 من أمالي المفيد ، وقد تقدّم في باب ما ورد في حبّ أميرالمؤمنين 20 - من أبواب مناقبه من كتاب الإمامة : ج 4 ص 409 ح 28 .

حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني قال : حدّثنا غياث بن إبراهيم قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جدّه علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «عُلِّمت سبعاً من المثاني، ومُّثّلت لي أُمّتي [في الطين ] حتّى نظرت إلى صغيرها وكبيرها، ونظرت في السّماوات كلّها ، فلمّا رأيت رأيتك يا عليّ، فاستغفرت لك ولشيعتك إلى يوم القيامة».

(أمالي المفيد : المجلس 10 ، الحديث 5)

(2891) 22 (1)- أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا عمر بن أسلم قال : حدّثنا سعيد بن يوسف البصري، عن خالد بن عبدالرحمان المدائني، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى :

عن أبي ذر الغفاري رضى الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب علیه السلام بيده وقال : «يا على من أحبّنا فهو العربي، ومن أبغضنا فهو العلج ، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ، ومن كان مولده صحيحاً، وما على ملّة إبراهيم علیه السلام إلا نحن وشيعتنا ، وسائر النّاس منها برآء ، و (2)إنّ الله ملائكة يهدمون سيّئات شيعتنا كما يهدم القَدوم البنيان».

(أمالي المفيد : المجلس 21 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «كما يهدم القوم البنيان».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 الحديث 24 )

ص: 237


1- ورواه الصدوق في الحديث 9 من فضائل الشيعة . ورواه السيّد أبو طالب في أماليه : ص 74ح 98 إلى قوله : «فهو العلج» . وانظر سائر تخريجاته في ج 3 ص 265 باب ثواب حبّ أهل البيت الله ونصرهم وولايتهم (5) ح 12 .
2- حرف (و) غير موجود في أمالي الطوسي .

(2892) 23(1)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه - قال : حدّثني أبي قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن كليب بن معاوية الأسدي قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیه السلام يقول: «أما والله إنكم لعلى دين الله وملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد عليكم بالصلاة والعبادة، عليكم بالورع».

(أمالى المفيد : المجلس 32 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 2)

(2893) 24) (2)- أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا جعفر بن عبدالله قال: حدّثنا سعدان بن سعيد قال : حدّثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي قال:

سمعت جعفر بن محمّد علیه السلام يقول : «بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم، والّذي يحلف به ليتنصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة» .

(أمالي المفيد : المجلس 36 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 18)

ص: 238


1- ورواه الطبري في الجزء الأوّل من بشارة المصطفى : ص 46 عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي ، عن الشيخ الطوسي .
2- - ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 8 عن أبي عليّ ابن الشيخ ، عن أبيه .

(2894) 25 (1)- أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سليمان أبو الفضل قال : حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل:

قال: سمعت جعفر بن محمّد علیه السلام يقول: «نحن خيرة الله من خلقه، وشيعتنا خيرة من أمة نبيّه صلى الله علیه وآله ».

(أمالى المفيد : المجلس 36 ، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسی ، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 22)

(2895) 26 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثنا عمر بن محمّد الورّاق قال : أخبرنا عليّ بن عبّاس البجلي قال : حدّثنا حميد بن زياد قال : حدّثنا محمّد بن تسنيم الورّاق قال : حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدّثنا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم :

عن ابن عبّاس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عزّ وجلّ: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ »(2) فقال: «قال لي جبرئيل : ذاك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنّة ، المقرّبون إلى الله بكرامته لهم».

(أمالى المفيد : المجلس 35 ، الحديث (7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «المقرّبون من الله».

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 13)

ص: 239


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 11 - 12 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي ، عن أبيه . 1 - تقدّم تخريجه في الباب 22 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين علیه السلام : ج 4 ص 113 - 114 ح 1 .
2- سورة الواقعة : 56 : 10 - 12 .

(2896) 27 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا العبّاس بن بكر قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا قال :

حدّثنا كثير بن طارق قال : سألت زيد بن علىّ بن الحسين علیه السلام عن قوله تعالى (1): «لا تَدعُوا الْيَومَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا تُبُوراً كَثيراً » (2)

فقال زيد: ياكثير، إنّك رجل ،صالح، ولست بمتّهم، وإنّي خائف عليك أن تهلك، إنه إذا كان يوم القيامة أمر الله بأتباع كلّ إمام جائر إلى النار، فيدعون بالويل والثبور، ويقولون لإمامهم : يا مَن أهلكنا هلمّ الأن فخَلَّصنا ممّا نحن فيه ! فعندها يقال لهم : «لا تَدعُوا الْيَومَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا تُبُوراً كَثيراً ».

ثمّ قال زيد بن علي علیه السلام : حدّثني أبي [علي بن الحسين] (3)، عن أبيه الحسين بن علي علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لعلي بن أبي طالب علیه السلام: «أنت ياعلي وأصحابك في الجنة، أنت ياعلي وأتباعك في الجنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 37)

أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم الكاتب قال: حدّثنا محمّد بن أبي الثلج قال أخبرني عيسى بن مهران، عن محمّد بن زكريّا،

مثله، إلّا أنّ فيه : «... وإنّي أخاف عليك أن تهلك ، إنّ كلّ إمام جائر فإنّ أتباعه إذا أُمِر بهم إلى النّار نادوا ،باسمه فقالوا: يا فلان يا مَن أهلكنا هلمّ فخلِّصنا ممّا نحن فيه ، ثم يدعون بالويل والثبور ...».

وفيه: يا علي أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وأتباعك يا علي في الجنة».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 52)

ص: 240


1- فى المجلس 2: قول الله تعالى.
2- سورة الفرقان : 25 : 14
3- من المجلس 2

(2897) 28 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیه السلام يقول: «إنّ في السماء الرابعة ملائكة يقولون في تسبيحهم: «سُبحان من دلّ هذا الخلق القليل من هذا الخلق الكثير على هذا الدين العزيز».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 49)

(2898) 29 - أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن عتبة قال : حدّثنا أحمد بن النضر قال :

حدّثنا محمّد بن الصامت الجعفي قال : كنّا عند أبي. عبد الله علیه السلام وعنده قوم من البصريّين، فحدّثهم بحديث أبيه عن جابر بن عبد الله في الحجّ أملاه عليهم ، فلمّا قاموا قال أبو عبدالله علیه السلام : «إنّ النّاس أخذوا يميناً وشمالاً، وإنكم لزمتم صاحبكم فإلى أين ترون يرد بكم ؟ إلى الجنّة واللّه ، إلى الجنّة واللّه إلى الجنّة واللّه».

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 16)

(2899) 30 - حدّثنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن عبد الله ،عن أحمد عيسى، عن الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي محمّد الأنصاري.

عن معاوية بن وهب قال : كنت جالساً عند جعفر بن محمّد علیه السلام إذ جاء شيخ قد انحنى من الكِبَر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته .

فقال له أبو عبد الله علیه السلام : «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا شيخ أدن منّي».

ص: 241

فدنا منه فقبّل يده فبكى، فقال له أبو عبد الله علیه السلام :«وما يُبكيك يا شيخ» ؟

قال له : يا ابن رسول الله ، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مئة سنة ، أقول : هذه السنة، وهذا الشهر ، وهذا اليوم ولا أراه فيكم، فتلومني أن أبكي؟!

قال : فبكى أبو عبد الله علیه السلام ثمّ قال : «يا شيخ ، إن أخّرت منيّتك كنت معنا ، وإن عُجِّلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله » .

فقال الشيخ ما أبالي ما فاتني بعد هذا يا ابن رسول الله .

فقال أبو عبد الله علیه السلام : «يا شيخ ، إنّ رسول الله له قال : «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله المنزل، وعترتي أهل بيتي»، تجيء وأنت معنا يوم القيامة» الحديث .

(أمالي الطوسى : المجلس 6 ، الحديث 20)

تقدّم تمامه في الباب الثامن من ترجمة الإمام الحسين علیه السلام .(1)

(2900) 31 (2)- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح قال : حدّثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي عن مخول بن إبراهيم، عن علي بن حزوّر ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت عمّار بن ياسررضی الله عنه يقول :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لعلي علیه السلام: «يا عليّ، إنّ الله قد زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إلى الله منها، زيّنك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزاً منها شيئاً (3)ولا ترزاً منك شيئاً، ووهب لك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً

ص: 242


1- تقدّم في ج 5 ص 190-191 ح 11 .
2- تقدم تخريجه في ج 4 ص 16 4 - 417 باب ما ورد في حبّ أمير المؤمنين علیه السلام وبغضه :
3- قال في البحار الرزء : النقص، أي لم تأخذ من الدنيا شيئاً ولم تنقص الدنيا من قدرك شيئاً.

ويرضون بك إماماً ، فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فأمّا من أحبّك وصدّق فيك فأُولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في جنّتك، وأما من أبغضك وكذب عليك فحقّ على الله أن يوقفه موقف الكذّابين».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 الحديث 5 )

(2901) 32) - أخبرنا أبو محمد [الحسن بن محمّد بن يحيى] الفحّام السامري قال : ، حدّثني عمّي [عمر بن يحيى ]قال : حدّثني إبراهيم بن عبدالله الكتنجي، عن أبي عاصم :

عن الصادق علیه السلام قال: «شيعتنا جزء منّا ، خُلِقوا من فضل طينتنا ، يسوءهم ما يسوءنا، ويسرّهم ما يسرّنا ، فإذا أرادنا أحد فليقصدهم، فإنّهم الّذين يوصل منه إلينا».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 35)

(2902) 33) - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا محمّد بن همام قال: حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّى:

عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال: «حقوق شيعتنا أوجب من حقوقناعليهم».

قيل له : وكيف ذلك ، يا ابن رسول الله ؟

فقال: «لأنّهم يُصابون فينا ، ولا تُصاب فيهم .

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 56)

(2903) 34 (1)- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفّار قال : حدثنا عبدالله بن محمّد

ص: 243


1- تقدّم تخريجه في كتاب الإمامة : باب مناقب أصحاب الكساء من أبواب فضائل أهل البيت علیه السلام : ج 3 ص 133 - 134 ح 12 .

بن عثمان الواسطي قال : حدّثنا عبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة قال حدثنا عبّاد بن يعقوب قال : حدّثنا يحيى بن بشّار مولى لكندة ، عن محمّد بن إسماعيل الهمداني، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ علیه السلام ، وعن الحارث، عن عليّ علیه السلام :

عن النبي صلی الله علیه وآله أنه قال : مثلي مثل شجرة أنا أصلها وعليّ فرعها والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ،ورقها، فأبى أن يخرج من الطيّب إلّاالطيّب».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 71)

(2904) 35 (1)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدثنا محمد بن سعيد بن بن شرحبيل أبو بكر الترخُمي بحمص، وعبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح واللفظ له، قالا :حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ الأزدي المعانی بمعان (2)، قال : حدثنا عبد الرزّاق بن همّام قال : أخبرني أبي، عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمان بن عوف قال :

سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: «أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها».

ص: 244


1- تقدم تخريجه في باب مناقب أصحاب الكساء من أبواب فضائل أهل البيت علیهم السلام : ج 3 ص 131 - 132 ح 10 .
2- قال الحموي في معجم البلدان : 5 : 153 : معان بالفتح وآخره نون، والمحدثون يقولونه بالضم ، وإياه عنى أهل اللغة ، منهم الحسن بن علي بن عيسى أبو عبيد المعني الأزدي المعاني من أهل معان البلقاء ، روى عن عبد الرزّاق بن همّام ، وروى عنه محمّد وعامر ابنا خُزيم وعمرو سعيد بن سنان المنبجي وغيرهم، وكان ضعيفاً، والمعان: المنزل ، يقال : الكوفة معاني : أي منزلي ، قال الأزهري : وميمه ميم مَفعَل : وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء.

وزاد عبد الرزّاق: «وشيعتنا ورقها الشجرة أصلها في جنة عدن، والفرع

والورق والثمر في الجنة».

(أمالي الطوسي : المجلس 28 ، الحديث 10)

أقول : ورد بهذا المعنى روايات أخرى أوردناها في فضائل أصحاب الكساء علیهم السلام من كتاب الإمامة ، إلّا أنّ فيها «ومحبوهم من أمّتي ورقها» (1)، وأيضاً روايات أخرى ورد فيها: «يا عليّ، خلق الله النّاس من أشجار شتّى وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها و أنت ،فرعها، وطوبى لعبد تمسّك بأصلها وأكل من فرعها»، أو نحو ذلك (2)

(2905) 36 (3)- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن على الدعبليّ قال : حدثني أبي أخو دعبل بن علي الخزاعي :قال حدثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وآله : «إذا كان يوم القيامة، وفرغ الله من حساب الخلائق ، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنّار إليّ فأدفعها إليك ، فيقول لك : احكم».

قال علي علیه السلام : والله إنّ لِلجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي ، ومن باب واحد سائر النّاس».

(أمالي) الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 35 )

2906 (37 ) (4)- وعن الرضا علىّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه علیه السلام ، عن أبيه - أبي جعفرعلیه السلام أنّه قال لخيثمة : «أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، وأبلغ شيعتنا

ص: 245


1- لاحظ ج 3 ص 130 - 131 ح 9.
2- انظر : ج 3 ص 134 ح 13 وج 4 ص 11 - 12 ح 8.
3- تقدم تخريجه في ج 4 ص 372 - 373 ح 11 من باب أنّ علياً علیه السلام قسيم الجنة والنار .
4- وروى الكليني في الكافي : 2 : 300 كتاب الإيمان والكفر : باب «من وصف عدلاً...»: ح 5 بإسناده عن علي بن عطية ، عن خيثمة قال : قال لي أبو جعفر علیه السلام : «أبلغ شيعتنا أنه لن ينال ما عند الله إلّا بعمل وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ يخالفه إلى غيره. ونحوه رواه الصدوق في الباب 5 من مصادقة الاخوان : ح 6 عن خيثمة أنه قال : دخلت على أبي عبد الله علیه السلام لأودّعه وأنا أريد الشخوص فقال : أبلغ موالينا السلام ... ورواه بتفاوت.

أنّه لا ينال ما عند اللّه إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 47)

(2907) 38 (1)- قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل، في صفر سنة عشر و أربع مئة ، حدثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور، ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سبع وأربعين وثلاث مئة قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومئتين ، قال : حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر :

عن يعقوب بن ميثم التمّار مولى عليّ بن الحسين علیه السلام قال: دخلت على أبي جعفر علیه السلام فقلت له : جُعلتُ فداك يا ابن رسول الله، إنِّي وجدت في كتب أبي: أن عليّاً علیه السلام قال لأبي ميثم أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانياً، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صوّاماً قوّاماً، فإنّي سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وهو

ص: 246


1- - تقدّم تخريجه في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة : ج 4 ص 129 - 130 ح 4 من الباب 36 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين علیه السلام .

يقول « الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ »(1)، ثم التفت إليّ وقال : هُم والله أنت وشيعتك يا عليّ، وميعادك وميعادهم الحوض غداً، غرّاً محجلين ، مكتحلين متوّجين».

فقال أبو جعفر علیه السلام : «هكذا هو عياناً في كتاب عليّ علیه السلام » .

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 57)

(2908) 39 (2)- أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون - المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن

يحيى بن العلاء الرازي :

عن أبي عبد الله قال : «دخل عليّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أُمّ سلمة ، فلمّا رآه قال : كيف أنت يا علىّ إذا جُمعت الأمم، ووُضعت الموازين، ويرز لعرض خلقه، ودُعي النّاس إلى ما لابد منه» ؟

قال: «فدمعت عين أمير المؤمنين الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك يا عليّ ؟ ! تُدعى والله أنت وشيعتك غرّاً مُحجّلين رواء مروييّن مبيضة وجوهكم، ويُدعى بعدوّك مسوّدة وجوههم أشقياء ،معذّبين، أما سمعت إلى قول الله: «إنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيْرُ الْبَرِيَّة » (3)أنت وشيعتك ، «والذين كفروا بآياتنا أولئك هم شرّ البرية» عدوّك يا علي».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 21)

ص: 247


1- سورة البينة : 98: 7 .
2- - تقدم تخريجه في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة : ج 4 ص 130 - 131 ح 5 من الباب 36 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين علیه السلام .
3- سورة البينة : 98: 07

(2909) 40 - أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضّال قال : حدثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن مهزم بن ابي بردة قال:

سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : «إذا أنت أحصيت ما على الأرض من شيعة علي علیه السلام فلست تلاقي إلَّا مَن هو حطب جهنّم ، إنّه لينعم على أهل خلافكم بجواركم إيَّاهم، ولولا ما على الأرض من شيعة عليّ ما نظرت إلى غيث أبداً، إنّ أحدكم ليخرج وما في صحيفته حسنة، فيملأها الله له حسنات قبل أن ينصرف، و ذلك يمرّ بالمجلس وهم يشتموننا، فيقال : اسكتوا هذا من الفلانية، فإذا مضى عنهم أنّه شتموه فينا».

( أمالي الطوسي المجلس 37، الحدیث 1)

ص: 248

باب 9 الصفح عن الشيعة وشفاعة الأئمة علیهم السلام فيهم مضافاً على ما تقدم

(2910) 1 (1)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي [الكندي العطّار ] قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري ] قال : حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي :

عن الأصبغ بن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب] (2)علیه السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث (3)يتأوّد في مشيته ويخبط الأرض ،بمحجنه وكان مريضاً، فأقبل عليه أمير المؤمنين علیه السلام وكانت له منه منزلة - فقال: «كيف تجدك يا حارث ؟

فقال : نال الدهر يا أمير المؤمنين مني(4)، وزادني أواراً وغليلاً اختصام

أصحابك ببابك.

قال: «وفيم خصومتهم ؟

قال : فيك وفي الثلاثة من قبلك ، فمن مفرط منهم غال، ومقتصد تال (5))، ومن متردّد مرتاب، لا يدرى أيقدم أم يحجم ؟

فقال: «حسبك يا أخاهمدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع

ص: 249


1- تقدم تخريج الحديث وشرحه في كتاب المعاد : ج 1 ص 339 - 340، فلاحظه هناك.
2- من أمالي الطوسي .
3- في أمالي الطوسي :« فجعل - يعني الحارث ...» .
4- في أمالي الطوسى : «نال الدهر مني يا أمير المؤمنين».
5- في أمالي الطوسي : «قال : في شأنك والبلية من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد قال ، و من متردّد مرتاب لا يدري أيقدم أو يحجم....»

الغالي، وبهم يلحق التّالي».

فقال له الحارث : لو كشفت (1)- فداك أبي وأمّي - الرّين (2)عن قلوبنا،

وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا (3)

قال علیه السلام : «قدك ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحق ، فاعرف الحق تعرف أهله ، ياحار إنّ الحق أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد، و بالحق أخبرك ، فارعني سمعك ثمّ خبر به من كان له حصانة (4)من أصحابك .

ألا إنّي عبد الله وأخو رسوله ، وصديقه الأوّل، صدقته (5)و آدم بين الروح و الجسد، ثم إنّي صديقه الأوّل في أمتكم حقاً، فنحن الأولون ونحن الآخرون، و نحن خاصته - ياحار - وخالصته ، وأنا صنوه (6)و وصيه ووليه وصاحب نجواه وسرّه، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح يفتح كلّ مفتاح ألف ،باب، يفضي كل باب إلى ألف [ألف ] (7)عهد ، وأيّدت واتخذت، وأمددت بليلة القدر (8)نفلاً، وإنّ ذلك يجري (9)لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض

ص: 250


1- في أمالي الطوسي : «قال : لو كشفت ... » .
2- في بعض النسخ : «الريب».
3- في بعض النسخ : «أمرك» .
4- في بعض النسخ: «حصافة»، أي جيّد الرأي ، محكم العقل ، وفي بعضها: «حضانة»
5- في أمالي الطوسي : قد صدّقته»
6- في أمالي الطوسي : «ألا وأنا خاصّته - يا حار -- وخالصته وصنوه...» .
7- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي .
8- في أمالي الطوسي: «وأُيّدت - أوقال أُمددت - بليلة القدر...»
9- في أمالي الطوسي : «ليجري» وفي البحار : يجري لي ولمن تحفظ ، وفي موضع آخر منه «وللمستحفظين».

و من علیها.

وأبشّرك ياحار[ليعرفني والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ولیّي وعدوّي في

مواطن شتّى] (1)لتعرفني التعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض (2)وعند المقاسمة».

قال الحارث : وما المقاسمة [يا مولاى ] (3)؟

قال: «مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحيحة، أقول هذا ولیّي فاتركيه ، وهذا عدوّي فخذيه» (4)

ثمّ أخذ أمير المؤمنين علیه السلام بيد الحارث فقال: «يا حارث (5)أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال لي - وقد شكوت (6)إليه حسد قريش والمنافقين لي : - إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحُجزته - يعني عصمته من ذي العرش تعالى (7)- وأخذتَ أنت يا علي بحُجزتي، وأخذ[ت] ذرّيتك بحُجزتك ، وأخذ شيعتكم بحُجزتكم ، فماذا يصنع الله بنبيّه ؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه ؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، نعم أنت (8)مع من أحببت ولك ما اكتسبت» (9)

ص: 251


1- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي، وفيه: «ليعرفني» بدل «لتعرفني».
2- عبارة وعند الحوض غير موجودة في أمالي الطوسي .
3- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي .
4- في أمالي الطوسي : «قال : قلت : وما المقاسمة يا مولاي ؟ قال : مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحاحاً ، أقول : هذا وليّي ، وهذا عدوّي . ثم أخذ...»
5- في أمالي الطوسي : «يا حار...».
6- في أمالي الطوسي : «واشتكيت...».
7- في أمالي الطوسي: «إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل - أو بحجزة ، يعني عصمة ذى العرش تعالى ... »
8- في أمالي الطوسي: «يا حار ، قصيرة من طويلة ، أنت» .
9- في أمالي الطوسي: «ما احتسبت - أوقال : ما اكتسبت» .

-يقولها ثلاثاً -

فقام الحارث يجرّ رداءه وهو يقول: ما أبالي بعدها (1)متى لقيت الموت أو لقيني. قال جميل بن صالح وأنشدني أبوهاشم السيّد الحميري رحمه الله فيما تضمّنه هذا الخبر (2):

قول عليّ الحارث عجب *** كم ثمّ أُعجوبة له حملا

یا حار همدان من يمت يرني*** من مؤمن أو منافق قُبُلا

يعرفني طرفه و أعرفه *** بنعته واسمه وما عملا (3)

وأنت عند الصراط تعرفني *** فلا تخف عثرة ولا زللا

أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنّار حين توقف لل- *** _عرض دعيه لا تقبلى الرجلا (4)

دعيه لا تقربيه إنّ له *** حبلاً بحبل الوصيّ متصلا

( أمالي المفيد : المجلس 1 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي قال أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال حدّثنا محمّد : علي بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة ، وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري ... وذكر الحديث مع مغايرات ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 5)

ص: 252


1- في أمالي الطوسي : «فقال الحارث - وقام يجرّ رداءه جذلاً : ما أبالي وربي بعد هذا...»
2- في أمالي الطوسي : قال جميل بن صالح : فأنشدني السيّد بن محمّد في كتابه». وقد تقدّم ترجمة السيّد الحميري في ج 1 ص 344 .
3- في أمالي الطوسي : وما فعلا» .
4- في أمالي الطوسي : أقول للنار حين تعرض لل- *** عرض دعيه لا تقبلى الرجلا وفي بعض النسخ : «لاتقتلي».

(2911) 2 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان، عن يزيد بن هارون عن حميد:

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيد الحسن والحسين علیهما السلام فقال: «إنّ ابني هذين ربّيتهما صغيرين، ودعوت لهما كبيرين، وسألت الله تعالى لهما ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة. سألت الله لهما أنّ يجعلها طاهرين مطهّرين زكيّين ، فأجابني إلى ذلك، وسألت أنّ يقيهما وذريّتهما وشيعتهما النّار، فأعطاني ذلك الحديث.

(أمالى المفيد : المجلس 9 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه في الباب الثاني من أبواب ترجمة الحسنين علیهما السلام من كتاب الإمامة (1)

(2912)3 - أخبرني أبو عليّ الحسن بن عليّ بن فضل الرازي (2)قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بشر العسكري قال : حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأُبلّي قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ] الهاشمي قال : حدّثني أبي قال : حدّثني هارون الرشيد قال : حدّثني أبي المهدي قال: حدّثني المنصور أبو جعفر عبدالله بن محمد بن علي قال : حدّثني أبي، عن جدي علي بن عبدالله بن العبّاس، عن عبدالله بن العباس بن عبد المطّلب قال :

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (في حديث يذكر فيه الركبان يوم القيامة، ويذكر فيه كيفيّة مجيء أمير المؤمنين في المحشر ) قال : يقول: «وتجيء (3)شيعته من بعده فينادي الالم منادٍ لشيعته : مَن أنتم ؟ فيقولون: نحن العلويّون.

ص: 253


1- تقدّم في ج 5 ص 104 ح 10 .
2- في نسخة : «الداودي»، ومثله في أمالي الطوسي.
3- فى أمالي الطوسي : «ويجيء»

فيأتيهم النداء : أيّها العلويّون أنتم آمنون، ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون».

(أمالي المفيد : المجلس 32، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسى : المجلس 2، الحديث 4)

تقدّم تمامه في الباب الثامن من كتاب المعاد وفي الباب 17من مناقب أميرالمؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة (1)

(2913) 4 (2)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري رحمه الله :قال : أخبرني عمّي أبو الحسن عليّ بن سليمان بن الجهم (3)قال : حدّثنا أبو عبدالله بن خالد الطيالسي قال : حدّثنا العلاء بن رزين:

عن محمّد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي عن قول الله عزّ وجلّ : «فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا » (4)؟ فقال علیه السلام :

«يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الّذي يتولّى حسابه، لا يُطلع على حسابه أحداً من النّاس، فيعرّفه ذنوبه حتّى إذا

ص: 254


1- تقدّم في ج 1 ص 409 - 411 ح 7 ، وج 4 ج 379 - 381 ح 8.
2- ورواه الطبري في الحديث 9 من الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 7 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه ، وفي الحديث 103 من الجزء 2 عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن الشيخ الطوسي . وروى نحوه الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد : ص 91 ح 245 والمؤمن : ص 34 ح 67 عن أبي جعفر علیه السلام قطعة منه . وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 577 . وانظر سائر تخريجاته في ج 1 ص 431 - 432.
3- هو عم والده .
4- سورة الفرقان : 25 : 70

أقرّ بسيّئاته قال الله عزّ وجلّ للكتبة : بدّلوها حسنات وأظهروها للنّاس . فيقول النّاس حينئذ : أما كان لهذا العبد سيّئة واحدة ؟! ثم يأمر الله به إلى الجنّة ، فهذا تأويل الآية، وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة».

(أمالي المفيد : المجلس 35 الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه : «قال الله عزّ وجلّ لملائكته (لكتبته «خ ل ») » وفيه : «فيقول النّاس حينئذ : ما كان هذا العبد سيّئة واحدة».

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 14 )

(2914) 5 (1)- أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني المظفّر بن محمد الورّاق قال : حدّثنا أبوعلي محمّد بن همّام قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن زكريّا البصري قال : حدّثنا عمر بن المختار [البصري ] قال : حدّثنا أبو محمّد النرسي(2) عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه وآله : «كيف بك ياعلي إذا وقفت على شفير جهنم، وق-د م-دّ الصراط ، وقيل للنّاس : جوزوا ، وقلتَ لجهنّم : هذا لي وهذا لك».

فقال عليّ علیه السلام : يا رسول الله ، ومن أولئك ؟

قال : «اولئك شيعتك معك حيث كنت» .

(أمالى المفيد : المجلس 38، الحدیث 12)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 55)

ص: 255


1- - تقدّم تخريجه في الباب 16 من أبواب فضائل أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة : ج 4 ص370 - 371 ح 8.
2- كذا في أمالي الطوسي، وهذا موافق لرواية ابن عساكر في تاريخ دمشق، وفي أمالي المفيد : « البرسي».

(2915) 6 (1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمّي قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب قال : سمعت أبا محمّد الوابشي رواه عن أبي الورد قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السلام يقول : «إذا كان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد من الأولين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون على طريق المحشر حتّى يعرقوا عرقاً شديداً وتشتد أنفاسهم ، فيمكثون بذلك ما شاء الله وذلك قوله [تعالى]: (فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسا) (2)

قال : «ثمّ ينادي (3)مناد من تلقاء العرش : أين النبي الأمي ؟

قال : فيقول النّاس : قد أسمعت كلاّ (4)فسمّ باسمه».

قال (5): «فينادي: أين نبيّ الرحمة محمّد بن عبد الله ؟

قال: فيقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقف (6)أمام الناس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (7)وصنعاء ، فيقف عليه ، ثم ينادي بصاحبكم، فيقوم أمام

ص: 256


1- رواه أبو جعفر الطبري في أوائل كتابه «بشارة المصطفى» : ص 3 عن أبي علي ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه . ورواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسير الآية 108 من سورة طه في تفسيره : ج 2 ص 64 عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفرعلیه السلام مثله . مع مغايرات طفيفة .
2- سورة طه : 20 : 108 .
3- في أمالي الطوسي : ثم قال : ينادي....
4- في بعض النسخ : «قد أبهت» ، ولفظة «كلّا) موجودة في بعض النسخ دون البعض.
5- في أمالي الطوسي : فقال
6- في أمالي الطوسي : «فيتقدّم».
7- قال العلّامة المجلسي في البحار : 7: 102: في بعض النسخ «أيلة» بالياء المثناة من تحت وهي بفتح الهمزة وسكون الياء : بلد معروف فيما بين مصر وشام، وفي بعضها بالباء الموحدة ، قال الجزري : هي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام : البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري.

النّاس ، فيقف معه ، ثمّ يؤذن للنّاس فيمرون».

قال أبو جعفر علیه السلام : فبين وارد يومئذ وبين مصروف، فإذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يصرف عنه من محبّينا أهل البيت بكى وقال : ياربّ شيعة عليّ، يا ربّ شيعة عليّ.».

قال: «فيبعث الله إليه ملكاً فيقول :[له](1)لك ، وصفحت لك عن (2): وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولّون من ذرّيتك، وجعلتهم في زمرتك، وأوردتهم حوضك ، وقبلت شفاعتك فيهم، وأكرمتك بذلك».

ثمّ قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیه السلام : «فكّم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمّداه ، إذا رأوا ذلك».

[قال : ] «فلايبق أحد يومئذ كان يتولّانا ويحبّنا إلّا كان في حزبنا ومعنا و ورد حوضنا».

(أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن ، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 6)

291) 7- (3)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن عمر الزيّات قال :

ص: 257


1- في أمالي الطوسي : «يا محمّد قد وهبتهم ...» ما يبكيك يا محمد ؟ قال : [فيقول :] وكيف لا أبكي لأناس من شيعة أخي علي بن أبي طالب، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النّار، ومنعوا من ورود حوضي ؟! قال: «فيقول الله عزّ وجلّ : يا محمّد إنّي قد وهبتهم ذنوبهم،
2- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي، وكذا في الموارد الأتية .
3- تقدّم تخريجه في الباب الأوّل من أبواب موالاة أهل البيتال وموالاة أوليائهم من كتاب الإمامة : ج 3 ص 238 - 239 ح .8

حدّثني عليّ بن إسماعيل قال : حدّثنا محمّد بن خلف قال : حدّثنا الحسين [بن الحسن ] الأشقر ، قال : حدّثنا قيس [بن الربيع ]، عن ليث بن أبي سليم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «الزموا مودتّنا أهل البيت، فإنّه من لقي الله، وهو يحبّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفتنا».

(أمالي المفيد : المجلس 2 الحديث 1)

وعن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، عن عليّ بن إسماعيل، مثله ، إلّا أنّ فيه : «إلّا بمعرفته بحقّنا».

(أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز، عن الحسين الأشقر مثله ، إلّا أنّ فيه: «فإنّه من لقي الله يوم القيامة وهو يودّنا». وفيه: «لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفة حقّنا».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 16)

(2917)8 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد البزّاز قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمّدي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني، عن معمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أيّها النّاس الزموا مودّتنا أهل البيت فإنّه من لقي الله بودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، فوالّذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفتنا وولايتنا»

(أمالي المفيد : المجلس 17 ، الحديث 4)

ص: 258

(2918) 9 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن احمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام علىّ بن محمّد علیهما السلام قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثنا أبي عليّ بن موسى قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهما السلام، عن جابر.

قال أبو محمّد الفحام : وحدّثني عمّي عمر بن يحيى قال : حدّثني إبراهيم بن عبد الله البلخي قال: حدّثنا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد النبيل قال: سمعت الصادق علیه السلام يقول : حدّثني أبي محمّد بن عليّ:

عن جابر بن عبدالله قال : كنت عند النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم انا من جانب وعليّ أمير المؤمنين علیه السلام من جانب، إذ أقبل عمر بن الخطّاب ومعه رجل قد تلبّب به، فقال: «ما باله»؟

قال : حكى عنك يا رسول الله ، أنّك قلت : «من قال لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، «دخل الجنّة» ؟ وهذا إذا سمعه النّاس فرطوا فى الأعمال ، أفأنت قلت ذلك يا رسول الله ؟

قال: «نعم، إذا تمسّك بمحبة هذا وولايته.

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 86)

(2919)10 -(1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام السرّ من رأني قال :

ص: 259


1- هذا هو الحديث 105 من صحيفة الرضا علیه السلام. ورواه الصدوق في الباب 31 من عيون أخبار الرضا علیه السلام: 2: 52 ح 182 ، وابن المغازلي في الحديث 455 من المناقب ص 400 بإسناده إلى الطائي، عن الرضا علیه السلام.ورواه العاصمي في الحديث 431 من زين الفتى : ج 2 ص 203 ، والخوارزمي في الحديث 6 من الفصل 19 من مناقبه : ص 209 بسنده عن الطائي ، عن الرضا علیه السلام، والطبري في الجزء السادس من بشارة المصطفى : ص 184 ط 2 ورواه الحمّويي في فرائد السمطين : ج 1 ص 308 ح 247 ، والخفاجي في الفصل الثالث من الدرّة الفاخرة المعروفة بتفسير آية المودّة : ص 177 ط 1 .وانظر سائر تخريجاته في كتاب الإمامة في الباب الثاني من ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام : ج 4 ص 23 - 24 ح 4

حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد علیهما السلام قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر علیه السلام قال : قال الصادق علیه السلام:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عليّ، إنّ الله عزّ وجلّ قد غفر لك ولشيعتك، ومحبّي شيعتك، [ ومحبّي محبّتي شيعتك ] (1)، فابشر فإنّك الأنزع البطين، منزوع من الشرك ، بطين من العلم».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 17)

(2920) 11 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحّام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق، عن الحسن بن عبد الله بن مطهّر ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال (2):

ص: 260


1- ما بين المعقوفين موجود في رواية البحار عن الأمالي . قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار : كأنّ المراد بالشيعة هنا الكُمَّل من المؤمنين كسلمان وأبي ذرّ والمقداد رضي الله عنهم ، وبمحبّهم مَن لم يبلغ درجتهم مع علمهم وورعهم ، وبمحبّي محبّهم الفسّاق من الشيعة، ويحتمل شمولها للمستضعفين من المخالفين، فإنّ حبّهم للمؤمنين ولمحبّيهم علامة استضعافهم. (بحار الأنوار: (68 : 102)
2- هذا الإسناد موافق لما في البحار 28 : 117 عن أمالي الطوسي، وفي الأصل هنا : وبالإسناد قال : دخل سماعة ...» . وفي السند الّذي قبله بأربعة أحاديث هكذا : أبو محمّد الفحّام قال : حدّثني المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي عيسى بن أحمد بن المنصور قال : حدثني الإمام عليّ بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه .

دخل سماعة بن مهران على الصادق علیه السلام، فقال له : «يا سماعة ، مَن شَرِّ النّاس» ؟ قال : نحن يا ابن رسول الله !

قال : فغضب حتّى احمرّت وجنتاه ، ثمّ استوى جالساً - وكان متّكئاً فقال: «يا سماعة ، مَن شرّ النّاس» ؟

[قال سماعة :] فقلت : والله ماكذبتك يا ابن رسول الله ، نحن شرّ النّاس عند النّاس، لأنّهم سمّونا كفاراً ورَفَضة !

فنظر إِلَيَّ ثم قال: «كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنّة، وسيق بهم إلى النّار، فينظرون إليكم فيقولون: (مَا لَنَا لأنرى رجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَار) (1)

يا سماعة بن مهران ، إنّه والله مَن أساء منكم إساءةً مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا ، فنشفع فيه فنُشّفع ، والله لا يدخل النّار منكم ثلاثة رجال ، والله لا يدخل النّار منكم رجل واحد ، فتنافسوا في الدرجات واكمدو (2)عدوّكم بالورع».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 الحديث 28)

(2921) 12 - وعن الفحّام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد علیهما السلام بإسناده عن الباقر علیه السلام، عن جابر قال : قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام :

سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا حشر النّاس يوم القيامة نادى مناد : يا رسول الله إنّ الله جلّ اسمه قد أمكنك من مجازاة محبّيك ومحبّي أهل بيتك ، الموالين لهم فيك ، و

ص: 261


1- سورة ص : 38 : 62 .
2- الكمدة - بالضمّ - والكمد - بالفتح والتحريك : تغيّر اللون وذهاب صفائه، والحزن الشديد ، ومرض القلب منه ، كمد كفرح فهو كامد وأكمد فهو مكمود . (صحاح اللغة)

المعادين لهم فيك، فكافئهم بما شئت فأقول: يا ربّ الجنّة . فأنادى : فولّهم منها حيث شئت . فذلك المقام المحمود الذي وعدت به» (1)

(أمالي الطوسى : المجلس 11، الحديث 33)

(2922) 13 -(2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أبو الحسن علي بن بن رزين بن عثمان الخزاعي قال : حدّثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المؤمن ليّن ،هيّن، سمح له خُلق حسن، والكافر فظّ،غليظ ، له خلق سيّئ ، وفيه جبرية».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 28)

(2923) 14 - وبالسند المتقدّم عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قال : يقول الله عزّ وجلّ : «مَن آمن بي وبنبيّي، وتولّى عليّاً ، أدخلته الجنة على ما كان من عمله».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 29)

( 2924) 15 - وبالسند المتقدّم عن الرضا عليّ بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: يقول الله عزّ وجلّ: «من آمن بي وبنبيّي وبولیّي

ص: 262


1- قال الطبرسي رحمه الله في تفسير الآية 79 من سورة الإسراء : معناه : يقيمك ربّك مقاماً محموداً يحمدك فيه الأوّلون والآخرون، وهو مقام الشفاعة تشرف فيه على جميع الخلائق تسأل فتعطى وتشفع وتشفّع ، وقد أجمع المفسّرون على أنّ المقام المحمود هو مقام الشفاعة، وهو المقام الذي يشفع فيه للنّاس، وهو المقام الّذي يعطى فيه لواء الحمد فيوضع فيه كفّه ويجتمع تحته الأنبياء والملائكة فيكون صلی الله علیه و آله وسلم أول شافع وأوّل مشفّع .
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 172 .

أدخلته الجنّة على ما كان من عمله».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 67)

(2925)16 -(1) قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل ، وأنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل في صفر سنة عشر وأربع مئة ، حدّثنا ظفر بن ، شدّاد البادرائي أبو منصور ب-«بادرايا»(2)، في شهر ربيع ،الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ،الأحمري ، في منزله ب-«فارسفان» من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند، فى شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين، عن عبدالرحمان بن أحمد التميمي ، عن عبد الله بن سنان:

عن أبي عبدالله علیه السلام قال :«إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان الله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان للأدميين سألنا الله أن يعوّضهم بدله فهو لهم (3)وماكان لنا فهو لهم». ثم قرأ أبو عبد الله : (إِنَّ إِلَينا إيابَهُم ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُم )(4)

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 59)

(2926) 17 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن همام، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن موسى بن عبدالله بن مهران، عن محمّد بن سنان، عن أبي بكر الحضرمي قال :

ص: 263


1- تقدّم تخريجه في كتاب العدل والمعاد في الباب الثامن من أبواب المعاد : ج 1 ص 428 ح 11 .
2- بادرایا طسوج ،بالنهروان وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط . (معجم البلدان : 1 : 316) .
3- مابين المعقوفين موجود في تأويل الآيات.
4- سورة الغاشية : 88: 25 و 26

قال أبو عبد الله : «لو أنّ كافراً وصف ماتصفون عند خروج نفسه ما طعمت النار من جسده شيئاً».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 94)

(2927) 18 -(1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض بن فياض العجلي الساوي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن عليّ بن الحسين ، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن جبرئيل علیه السلام:

عن الله تعالى قال: «وعزتي وجلالي لأعذبنّ كلّ رعيّة في الإسلام دانت بولاية إمام جائر (2)ليس من الله عزّ وجلّ، وإن كانت الرعيّة في أعمالها برة تقيّة ولأعفونّ عن كلّ رعيّة دانت لولاية إمام عادل من الله تعالى(3)، وإن كانت الرعيّة في أعمالها طالحة مسيئة» (4)

(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 11)

(2928) 19 - قال عبد الله بن أبي يعفور (5): سألت أبا عبد الله الصادق علیه السلام: ما العلّة

ص: 264


1- تقدّم تخريجه في الباب 11 من أبواب فضائل أهل البيت علیهم السلام من كتاب الإمامة : ج 3 ص 318 ح 16 .
2- في عقاب الأعمال : «أطاعت إماماً جائراً ... » .
3- في عقاب الأعمال : « في الإسلام أطاعت إماماً هادياً من الله عزّ وجلّ وإن كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة».
4- في الكافي : «... بولاية كلّ إمام عادل من الله ، وإن كانت الرعيّة في أنفسها ظالمة مسيئة».
5- هذه الرواية وردت بعد الرواية المتقدّمة، ولم يذكر لها سند.

أن لا دين لهؤلاء، ولا عتب على هؤلاء ؟

قال : «لأنّ سيّئات الإمام الجائر تغمر حسنات أوليائه، وحسنات الإمام العادل تغمر سيّئات أوليائه».

(أمالي الطوسي : المجلس 31 الحديث 12)

(2929) 20 -(1) وبهذا الاسناد عن إبراهيم بن صالح (2)، عن سلام الحنّاط، عن هاشم بن سعيد، وسليمان الديلمي :

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «خرجت مع أبي حتّى انتهينا إلى القبر والمنبر، فإذا أناس من أصحابه ، فوقف عليهم فسلّم وقال : والله إنّي لأحبّكم وأحبّ ريحكم و أرواحكم، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، فإنّكم لن تنالوا ولا يتنا إلّا بالورع والاجتهاد، من ائتمّ بإمام فَليَعمَل بعمله .

ثمّ قال : أنتم شرطة الله ، وأنتم شيعة الله، وأنتم السابقون الأوّلون، والسابقون الآخرون، أنتم السابقون في الدنيا إلى ولايتنا والسابقون في الآخرة إلى الجنّة، ضَمِنّا لكم الجنّة بضمان الله عزّ وجلّ وضمان رسوله ، أنتم الطيّبون، ونساؤكم الطيبات ، كلّ مؤمن صديق ، وكلّ مؤمنة حوراء .

كم من مرّة قد قال عليّ علیه السلام القنبرّ : بشِّر وأبشر واستبشر، فوالله لق-د م-ات رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وإنّه لساخط على جميع أمّته إلّا الشيعة .

إنّ لكلّ شيء عُروة وإنّ عُروة الدين الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء إماماً وإنّ إمام الأرض أرضُ تسكنها الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء شهوة، وإنّ شهوة الدنيا لسكنى الشيعة فيها.

والله لولا ما في الأرض منكم ما استكمل أهل خلافكم طيّبات مالهم، وما لهم

ص: 265


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 90.
2- كذا في الأصل ، وليس في الاسناد الّذي قبله ولا بعده سنداً كاملاً متصلاً ، ولعلّ الشيخ أخذه من كتابه .

في الآخرة من نصيب ، وكلّ مخالف وإن تعبّد منسوب إلى هذه الآية : ﴿ وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةٌ : تُسقَ مِنْ عَينٍ آنِيَةٍ ﴾(1).

والله ما دعا مخالف دعوة خير إلّا كانت إجابة دعوته لكم ، ولا دعا منكم أحد دعوة خير إلّا كانت له من الله مئة ، ولا سأله إلّا كانت له من الله مئة ، ولا عمل أحد منكم حسنة إلّا لم تُحصَ تضاعيفها، والله إنّ صائمكم ليرتع في رياض الجنّة، والله إنّ حاجّكم ومعتمركم لمِن خاصّة ،الله، وإنّكم جميعاً لأهل دعوة الله وأهل إجابته ، لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون كلّكم في الجنّة، فتنافسوا في الدرجات، فوالله ما أحد أقرب إلى عرش الله من شيعتنا ، ما أحسن صنيع الله إليهم .

والله لقد قال أمير المؤمنين علیه السلام: يخرج شيعتنا من قبورهم قريرة أعينهم، قد أعطوا الأمان، يخاف النّاس ولا يخافون، ويحزن النّاس ولا يحزنون.

والله ما سعى أحدٌ منكم إلى الصلاة إلّا وقد اكتنفته الملائكة من خلفه يدعون الله له بالفوز حتّى يفرغ .

ألا وإنّ لكلّ شيء جوهراً، وجوهر وُلد آدم محمد صلی الله علیه و آله وسلم، وأنتم يا سليمان».

وزاد فيه عيثم بن أسلم عن أبي عبد الله علیه السلام: «لولا ما في الأرض منكم ما زخرفت الجنّة، ولا خلقت حوراء، ولا رحم طفل، ولا أذيقت بهيمة، والله إنّ الله أشدّ حُباً لكم منّا».

(أمالي الطوسى : المجلس 43 ، الحديث 6)

أقول : وللحديث طريق آخر عن الصادق علیه السلام، رواه الشيخ الطوسي في أماليه ، تقدّم في الباب السابق (2)

ص: 266


1- سورة الغاشية : 88 2 - 5 .
2- تقدّم تحت الرقم 18 .

باب 10 صفات الشيعة وأصنافهم

(2930) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب رضی الله عنه قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا جعفر بن عثمان الأحول قال :

حدّثنا سلمان بن مهران قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمّد علیهما السلام وعنده نفر من الشيعة ، فسمعته (2)وهو يقول: «معاشر الشيعة، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شينا (3)، قولوا للنّاس حُسناً، واحفَظوا ألسنتكم وكُفّوها عن الفضول وقَبيح القول».

«أمالي الصدوق: المجلس 62 ، الحديث 17)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه : «ولا تكونوا لنا شينا».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 44)

(2931) 2 (4)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النَّضر الخزّاز، عن عمرو بن شمر :

ص: 267


1- وأورده الفتّال في المجلس 85 من روضة الواعظين : ص 466 .
2- جملة «فسمعته» غير موجودة في أمالي الطوسي .
3- قال العلّامة المجلسي رحه الله في البحار : «كونوا لنا زيناً : أي كونوا من أهل الورع والتقوى والعمل الصالح لتكونوا زينة لنا، إذ يمدحونه بحُسن تأديب أصحابه ، بخلاف ما إذا كانوا فَسَقة فإنّه يصير سبباً لتشنيع رئيسهم ، ويكونون شيئاً وعيباً لرئيسهم ..»
4- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 74 باب الطاعة والتقوى ح 3 عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، وأحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، جميعاً عن أحمد بن النَّصْرِ . ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار: ص 59 . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 295 في مواعظ الإمام الباقر علیه السلام ، إلى قوله علیه السلام وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء».

عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السلام : «ي---ا جابر، أيكتني من انتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت ؟ فوالله ما شيعتنا إلّا من اتّق الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون - يا جابر - إلّا بالتواضع والتَخَشُّع ، وكَثرة ذِكر الله والصوم والصلاة والتَّعَهُّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصِدق الحديث، وتِلاوة القرآن وكفّ الألسُن عن النّاس إلّا مِن خَير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء».

فقال جابر یا ابن رسول الله لستُ أعرف أحداً بهذه الصفة .

فقال علیه السلام : «یا جابر، لا تذهبنّ بك المذاهب ، أحَسب الرجل أن يقول أُحبّ عليّاً وأتولاه ؟! فلو قال: إنّي أُحبّ رسول الله ورسول الله خير من عليّ، ثم لا يعمل بعمله، ولا يتّبع سنّته، ما نفعه حُبّه إيَّاه شيئاً، فاتّقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحبّ العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له و أعملهم بطاعته والله ما يتقرّب إلى الله جلّ ثناؤه إلّا بالطاعة، ما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حُجّة ، مَن كان الله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومَن كان الله عاصياً فهو لنا عدوّ ، ولا تنال ولايتنا إلّا بالورع والعمل».

(أمالي الصدوق : المجلس (91، الحديث 3)

(2932)3) (1)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا الشيخ [ علي بن أحمد بن محمد ] ابن - أبي جيد [ القمّي أبو الحسين الأشعري ] ، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد

ص: 268


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : : 74 في باب الطاعة والتقوى من كتاب الإيمان والكفر : ح 3 عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه ، جميعاً عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر ، عن جابر . وأورده الفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 294 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 185 . وانظر نثر الدرّ للأبي : 1 : 343 .

بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر بن يزيد الجعفي. ورواه محمّد بن جعفر الأسدي أبو الحسين، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن شمر :

عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر الباقر علیه السلام فقال لي: «يا جابر، أيكتني من ينتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟ فوالله ما شيعتنا إلّا من اتق الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون - يا جابر - إلا بالتواضع، والتخشع، والأمانة ، وكثرة ذكر الله والصلاة والصوم وبرّ الوالدين، وتعهد الجيران والفقراء والمساكين والغارمين ،والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء».

فقال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة.

فقال علیه السلام : «یا جابر ، لا تذهبنّ بك المذاهب ، حَسب الرجل أن يقول أُحبّ عليّاً وأتولّاه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً؟! فلو قال : إنّي أُحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و رسول الله خير من عليّ، ثم لا يتّبع سيرته ولا يعمل بسنّته ، ما نفعه حُبّه إياه شيئاً ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحبّ العباد إلى اللّه و أكرمهم عليه أتقاهم له ، والله ما يتقرّب إلى الله إلّا بالعمل، وما معنا براءة من النار، وما لنا على الله [لأحد] من حُجّة ، مَن كان [الله ] مطيعاً فهو لنا وليّ، ومَن كان [ الله ] عاصياً فهو لنا عدوّ ، والله لا تنال ولايتنا إلّا بالعمل».

(أمالي الطوسي : المجلس 46 ، الحديث 1)

ص: 269

(2933)4 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الطائي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب قال : حدّثنا محمّد بن محسن عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد، عن ،أبيه ، عن جده ، عن أبيه علیه السلام :

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام (في حديث طويل) قال: «ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذّة تنتجها المعاصي ؟ ! سألق وشيعتي ربّنا بعيون مرة (1)، وبطون خِماص ، «ولِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ» (2))، ونعوذ بالله من سيئات الأعمال».

أمالي الصدوق : المجلس 90 ، الحديث 8)

يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الروضة .

(2934) 5 (3)- روي أنّ أمير المؤمنين علیه السلام خرج ذات ليلة من المسجد، وكانت ليلة قراء، فأتى الجبانة ولحقه جماعة يقفون أثره، فوقف عليهم ثم قال : «مَن أنتم ؟

قالوا شيعتك يا أمير المؤمنين.

فتفرّس في وجوههم ثمّ قال: «فا لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة ؟

فقالوا: وما سيماء الشيعة، يا أمير المؤمنين ؟

ص: 270


1- فى البحار بعيون شاهرة».
2- سورة آل عمران : 3: 141 .
3- ورواه السبزواري في جامع الأخبار : ص 101 ح 165 قال : وحدّثني أبو عبد الله أحمد بن عبدون البراز بمدينة السلام سنة إحدى وأربع مئة وأنا ابن عشرين سنة ، وكان هذا الرجل يعرف بابن الحاشر ، قال : حدثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني قال : حدّثني أحمد بن عبد الله العبراني قال : حدّثني عبد الله بن موسى، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن المفضّل ، عن موسی بن جعفر قال : خرج أمير المؤمنين اللذات يوم إلى الجبانة بالكوفة ليصلّى هناك فتبعه قوم ، فالتفت إليهم وقال لهم : من أنتم...» إلى آخر ما هنا . أقول : كذا في جامع الأخبار، والظاهر أنه رواه من طريق الشيخ الطوسي لأن ابن الحاشر من مشايخه كما في غير واحد من أحاديث الأمالي. وورد الحديث عن سويد بن غفلة ، عن أمير المؤمنين علیه السلام مع تفاوت ، رواه علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 315- 316، ح 185 ، والسبزواري في جامع الأخبار: ص 100 ح 161 . ورواه المفيد في الإرشاد ص 237 الفصل 10 ممّا اختار من كلام أمير المؤمنين علیه السلام والصدوق في صفات الشيعة : ص 89 ح 20 . وقريباً منه رواه ابن عساكر في ترجمة علي علیه السلام من تاريخ دمشق : 3: 297 ح 1276 في قصّة أخرى عن المدائني ، وأورده السيّد المرتضى في أماليه : 1 : 18 ، وابن الأثير في الكامل : 3:403 - فى آخر عنوان «ذكر بعض سيرته». ونحوه في الخطبة 121 من نهج البلاغة ، يذكر الإمام علیه السلام فيها القوم الذين دُعوا إلى الإسلام فقبلوه ، ويذكر هذه الصفات في جملة أوصافهم .

فقال: «صُفر الوجوه من السَهَر عُمش العيون من البكاء، حُدب الظُهور من القيام، خُمص البُطون من الصيام، ذُبل الشفاه ، من الدعاء، عليهم غَبرة الخاشعين» (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 29 )

(2935)6 (2)- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا جعفر بن عنبسة بن

ص: 271


1- الحدب - بالضمّ - جمع الأحدب ، والحدب - محرّكة -: خروج الظهر ودخول الصدر والبطن. قوله : «عليهم غبرة الخاشعين» - بالمعجمة - : أي ذلّهم وشعثهم واغبرارهم، وفي بعض النسخ : «عبرة»- بالعين المهملة - أي بكاؤهم.
2- ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب : 2 : 286 ح 753، وأبونعيم في الحلية 3: 184. و قريباً منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 43 كتاب الإيمان والكفر : باب الطاعة و التقوى ح 1بسنده عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر علیه السلام. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 185 .

عمرو قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : حدّثنا مسعود بن سعد، عن جابر:

عن أبي جعفر علیه السلام قال : «إنّما شيعتنا من أطاع الله عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسى : المجلس 10 ، الحديث 56)

(2936) 7 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن الحسين بن حميد بن ربيع اللخمي الكوفي ببغداد ، قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمدي قال : حدّثنا منصور بن أبي نويرة قال : حدّثني نوح بن درّاج القاضي، عن ثابت بن أبي صفية قال : حدّثني يحيى بن أمّ طويل:

عن نوف بن عبد الله البكالي قال : قال لي علي: «يا نوف ، خُلقنا من طينة طيّبة، وخُلق شيعتنا من طينتنا ، فإذا كان يوم القيامة الحقوا بنا».

قال :نوف : فقلت : صف لي شيعتك ، يا أمير المؤمنين .

فبكى لذكري شيعته ثم قال: يا ،نوف شيعتي - والله - الحلماء ، العلماء بالله دينه العاملون بطاعته وأمره المهتدون بحبّه أنضاء عبادةً، أحلاس زهادةً صفر الوجوه من التهجّد، عمش البطون من البكاء، ذبل الشفاه من الذِكر ، خمص البطون من الطوى ، تُعرف الربّانيّة في وجوههم، والرهبانيّة في سمتهم ، مصابيح كلّ ظلمة، وريحان كلّ قبيل، لا يثنون من المسلمين سلفاً، ولا يقفون لهم خلفاً، شرورهم مكنونة ، وقلوبهم محزونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، أنفسهم منهم في عناء والنّاس منهم في راحة، فهم الكاسة الألبّاء ، والخالصة النجباء، وهم الروّاغون فراراً بدينهم إن شهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا، أولئك شيعتي الأطيبون، وإخواني الأكرمون، ألا هاه شوقاً إليهم (1)

(أمالي الطوسى : المجلس 23 ، الحديث 3)

ص: 272


1- قال العلّامة المجلسي في البحار : (الأنضاء» جمع النضو - بالكسر : المهزول . و «الأحلاس» جمع حلس : وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، والمراد هنا أنّهم ملازمون للزهد ، أو لبيوتهم للزهد. «ريحان كل قبيل»: أي الشيعة عزيز كريم بين كل قبيلة بمنزلة الريحان، و لذا يطلق الريحان على الولد وعلى الرزق، «لا يقفون»: أي لا يتهمون ولا يقذفون ، أو لا يتبعونهم بغير حجّة ، فهم الروّاغون) : أي يميلون عن الناس ومخالطتهم، أو يجادلون في الدين ويدخلون النّاس فيه بالحكمة والموعظة الحسنة.

(2937) 8 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى بن سامان أبو الحسين العبرتاني قال : حدّثنا أحمد بن هلال في منزله بالكرخ ، قال : حدّثنا عبد الأحد بن الحسن بن صالح كاتب الفضل بن الربيع، قال: حدّثنا الفضل بن الربيع، عن أبيه الربيع، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي جعفر، عن عليّ بن الحسين علیه السلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السلام الرجل من شيعته: «اجهد (1)أن لا يكون لمنافق عندك يد، فإنّ المكافى عنك وعنهم الله عزّ وجلّ بجنّته، والمصطفى محمّد صلی الله علیه و آله وسلم بشفاعته، والحسن والحسين بحوض جدّهما».

(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 5)

(2938) 9 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله ، أبيه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس، جميعاً عن عليّ بن محمّد بن عليّ بن سعد الأشعري، عن الحسين بن نصر بن مزاحم العطّار، عن أبيه، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي :

عن أبي جعفر الباقر قال: سمعت جابر بن عبدالله بن حرام الأنصاري يقول: «لونشر سلمان وأبو ذر رحمها الله لهؤلاء الذين ينتحلون مودتكم أهل البيت لقالوا : هؤلاء الكذابون. ولو رأى هؤلاء اولئك لقالوا:مجانين»

(أمالي المفيد : المجلس 24 ، الحديث 5)

ص: 273


1- في نسخة مطبوعة : «أحمد».

باب 11 دخول الشيعة بلاد الشرك ومجالس المخالفين

(2939) 1 (1)- أبو جعفر الطوسي أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة قال : أخبرني حيدر بن محمد بن نعيم، عن محمّد بن عمر بن عمر [ الكشي ] ، عن محمّد بن مسعود قال : حدثني محمد بن أحمد النهدي قال : حدثني معاوية بن حكيم الدهني قال: حدثنا شريف بن سابق التفليسي قال :

حدّثنا حماد [بن عبد العزيز ] السمندري (2)قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد علیه السلام : إني أدخل بلاد الشرك، وإنّ عندنا من يقول : إن مت ثُمَّ حشرت معهم ؟

قال : فقال لي: «يا حماد، إذا كنت ثُمّ تذكر أمرنا وتدعو إليه» ؟

قال : قلت : نعم .

قال: «فإذا كنت في هذه المدن - مدن الإسلام - تذكر أمرنا وتدعو إليه» ؟

قال : قلت : لا .

فقال لي: «إنك إن متّ ثُمَّ حشرت أُمّة وحدك، وسعى نورك بين يديك».

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 23)

(2940) 2 - حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير :

ص: 274


1- رواه الكشّي في رجاله : 2 : 634 رقم 635 .
2- في النسخ: (السمدري»، والتصحيح من رجال الكشي .

عن الحسين بن [ ثوير بن ] أبي فاختة قال : كنت أنا وأبو سلمة السرّاج

ويونس بن يعقوب والفضيل بن يسار عند أبي بي عبد الله جعفر بن الله جعفر بن محمّد علیه السلام فقلت له : جُعلتُ ،فداك ، إنّي أحضر مجالس هؤلاء القوم ، فأذكركم في نفسي، فأيّ شيء أقول ؟

فقال: «يا حسين، إذا حضرت مجالسهم فقُل: «اللهم أرنا الرخاء والسرور» ، فإنّك تأتي على ما تريد» الحديث .

(أمالي الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 42)

تقدّم تمامه في الباب 14 من ترجمة الإمام الحسين من كتاب الإمامة .(1)

ص: 275


1- تقدّم في ج 5 ص 221 - 222 ح 5 .

باب 12 الفرق بين الإيمان والإسلام

(2941) 1 (1)- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سعدان بن مسلم :

عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام : ما الإيمان ؟ فجمع لي الجواب في كلمتين فقال: «الإيمان بالله أن لا تعصي الله».

قلت : فما الإسلام ؟

فجمعه في كلمتين فقال: «مَن شهد شهادتنا، ونسك نُسُكنا، وذبح

ذبيحتنا» (2)

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث (38)

ص: 276


1- وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 375 في مواعظ الإمام الصادق علیه السلام .
2- قال العلّامة المجلسي في البحار : 68 : 271 : الإيمان بالله مستلزم لجميع ماجاء من عنده سبحانه من النبوة والإمامة والمعاد وغيرها ، و«أن لا يعصى الله» شامل للطاعات والمعاصي جميعها، ونسك نسكنا: أي عبد كعبادتنا من الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها، و النسك يطلق على الذبح أيضاً لكن التأسيس أولى . قال الراغب في المفردات: النسك : العبادة، والناسك : العابد، واختص بأعمال الحج، و النسيكة مختصة بالذبيحة .

باب 13 ما ورد في نسبة الإسلام

(2942)1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علىّ ما جيلويه رحمه الله عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمّد بن ،خالد عن عن أبيه، ، عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السلام : الأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبه أحدٌ قبلي ولا ينسبه أحد بعدي الإسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو الأداء، والأداء هو العمل، إنّ المؤمن أخذ دينه عن ربّه، ولم يأخذه عن رأيه.

أيّها النّاس دينكم دينكم تمسّكوا به لايزيلكم أحد عنه، لأنّ السيّئة فيه

خير من الحسنة في غيره ، لأنّ السيّئة فيه تُغفَر ، والحسنة في غيره لا تُقبل.

(أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 4)

ص: 277


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 185 باب «معنى نسبة الإسلام» ح 1. ورواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 349 باب 11 ح 733 / 135 ، وعنه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 45 باب نسبة الإسلام ح 1 مرفوعاً عن أمير المؤمنين علیه السلام ، ونسبة الإسلام فيهما مثل الحديث التالي إلّا أنّ فيهما: «والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو العمل»، وفيهما زيادة ومغايرة في آخره. قال في البحار : 68 : 312 كأنّ المراد بالإسلام هنا المعنى الأخصّ منه المرادف للإيمان كما يومئ إليه قوله : «إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه» ... وحاصل الخبر أنّ الإسلام هو التسليم والانقياد ، والانقياد التامّ لا يكون إلّا باليقين، واليقين هو التصديق الجازم، والإذعان الكامل بالأصول الخمسة ، أو تصديق الله ورسوله والأئمة الهداة ، والتصديق لا يظهر أولا يفيد إلا بالإقرار الظاهري، والإقرار التامّ لا يكون أو لا يظهر إلّا بالعمل بالجوارح، فإنّ الأعمال شهود الإيمان، والعمل الّذي هو أداء الإيمان هو أداء ما كلّف الله تعالى به لا اختراع الأعمال و إبداعها كما تفعله المبتدعة ....

(2943) 2 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه :

عن عليّ علیهم السلام قال : «الإسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين، واليقين ه-و التصديق، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العلم» (2)

(أمالي الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 68)

ص: 278


1- وأورده الرضي في نهج البلاغة : قصار الحكم رقم 125 مثل الحديث التالي ، إلّا أنّ فيه : «و الأداء هو «العمل». ولاحظ تخريج الحديث المتقدم.
2- كذا في النسخ ، وفي بحار الأنوار: 68 : 310 باب نسبة الإسلام : ح 2 نقلاً عن أمالي الطوسي : « والأداء هو العمل»

باب 14 دعائم الإيمان والإسلام

(2944)1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدّثني علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیه السلام قال : «بني الإسلام على خمس دعائم على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، وولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده صلوات الله عليهم .

(أمالي الصدوق : المجلس 45، الحديث 14)

(2945) 2 (2)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي :

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعلیه السلام قال: «بني الإسلام على خمسة (3)دعائم : إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت الحرام (4)، والولاية لنا أهل البيت ».

(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، مع مغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 5)

ص: 279


1- تقدّم تخريجه في الباب الرابع من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السلام من كتاب الإمامة : ج 3 ص 254 ح 3.
2- تقدّم تخريجه في الباب الرابع من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السلام من كتاب الإمامة : ج 3 ص 256 - 257 ح 6 .
3- في أمالي الطوسي : «خمس»
4- كلمة «الحرام» غير موجودة في أمالي الطوسي .

(2946) 3 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان القندي، عن عليّ بن معبد، عن عبدالله بن القاسم، عن مدرك (2)بن عبدالرحمان، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الإسلام ،عریان فلباسه الحياء، وزينته الوفاء(3)، ومروءته العمل الصالح، وعِماده الوَرَع، ولكلّ شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت» .

(أمالي الصدوق : المجلس 45 الحديث 17)

(2947) 4 (4)- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو نصر الحسين البصير قال : حدّثنا أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال : حدّثنا عبدالله بن حماد، عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علیه السلام قال : «لمّا قضى

ص: 280


1- تقدّم تخريجه في الباب الرابع من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السلام من كتاب الإمامة : ج 3 من 254 - 255 ح 4 .
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل ، ولسائر المصادر، وفي الأصل : مبارك .
3- في المواعظ : ص 29 وشرح الأخبار: 3: 927/8 ونسخة من الكافي : 2 : 46 / 2 : «الوقار». قال العلّامة المجلسي في البحار : 68: 343 : «الإسلام عریان» شبّه علیه السلام الإسلام برجل و الحياء بلباسه، فكما أنّ اللباس يستر العورات والقبائح الظاهرة، فكذلك الحياء يستر القبائح و المساوئ الباطنة، ولا يبعد أن يكون المراد بالإسلام المسلم من حيث أنّه مسلم ، أو يكون إسناد العرى واللباس إليه على المجاز، أي لباس صاحبه ، وكذا الفقرات الأتية تحتملها ، فتفطن .
4- تقدّم تخريجه في الباب الرابع من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السلام من كتاب الإمامة : ج 3 ص 256 ح 5 .

رسول الله صلى الله عليه وسلم مناسكه من حجّة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول: «لا يدخل الجنّة إلا من كان مسلمًا».

فقام إليه أبوذر الغفاري رحمه الله فقال : يا رسول الله ، وما الإسلام ؟

فقال صلی الله علیه و آله وسلم: «الإسلام عریان، لباسه التقوى، وزينته الحياء وملاكه الورع، وجماله (1)الدين، وثمره العمل الصالح، ولكلّ شيء أساس، وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت».

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 35)

(2948) 5 (2)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا القاسم بن محمّد بن حماد قال : حدّثنا عبيد بن يعيش قال : حدّثنا يونس بن بكير قال : أخبرنا يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي ، عن أبي العالية قال : سمعت أبا أمامة يقول :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «ستّ من عمل بواحدة منهنّ جادلت عنه يوم القيامة حتى تدخله الجنّة، تقول أي ربّ قد كان يعمل بي في الدنيا : الصلاة والزكاة والحجّ، والصيام ، وأداء الأمانة، وصلة الرحم» .

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 11)

(2949) 6 (3)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثني أحمد بن سليمان الطوسي، عن الزبير بن بكّار قال : حدّثني عبد الله

ص: 281


1- في نسخة : «وكماله» ، ومثله في تحف العقول: ص 52.
2- ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 8: 255 ح 7993 عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عبيد بن يعيش بتفاوت . ورواه عنه المتّقي في كنز العمال : 5 : 894 ح 4353 .
3- ورواه الثقفي في الغارات : 1 : 82 عن أبي زكريا عن أهل العلم من أصحابه عن أمير المؤمنين لا ، وذكر بعده دعائم الكفر . ورواه أيضاً في ص 80 عن أبي غسّان مالك بن إسماعيل النهدي ، عن عبدالسلام بن حرب النهدي، عن محمد بن سوقة، عن العلاء بن عبد الرحمان عن أمير المؤمنين علیه السلام من قوله : «الإيمان على أربع دعائم». ورواه الكليني في الكافي : 2 2 : 50 - 51 كتاب الإيمان والكفر باب صفة الإيمان : عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن خالد، جميعا عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، عن جابر عن بن محمد أبي جعفر علیه السلام قال : سئل أمير المؤمنين علیه السلام عن الإيمان ، فقال... ورواه الصدوق في باب الأربعة من الخصال ص 231 ح 74 عن ابيه عن سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، جميعاً عن عليّ بن أسباط ، عن الحسن بن زيد، عن محمد بن سالم، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : «الإيمان على أربع دعائم» إلى أخر الحديث، وذكر بعده دعائم الكفر . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 162 وذكر بعده دعائم الكفر وشعبها ، وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة : باب الخطب : (106) إلى قوله : «والجنّة سبقته» ، وفي باب قصار الحكم : (31) من قوله علیه السلام : «الإيمان على أربع دعائم إلى أخر الحديث، وذكر بعده دعائم الكفر ثم قال الرضي رحمه الله : وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الإطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الباب. وانظر ما أورده الكراجكي في معدن الجواهر : ص 40 - 41 باب الأربعة .

بن وهب، عن السدّي ، عن عبد خير:

عن قبيصة بن جابر الأسدي قال: قام رجل إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فسأله عن الإيمان، فقام علیه السلام خطيباً فقال: «الحمد لله الذي شرع الإسلام فسهّل شرائعه لمن ورده وأعزّ أركانه على من جاز به (1)، وجعله عزّاً

ص: 282


1- في بعض النسخ : «على من جاء به، وفي أمالي الطوسي: «على من حاربه»، وفي النهج : ((غالبه» ، وفي التحف : «جانبه» ، وفي بعض نسخ الكافي : «جار به» .

لمن والاه، وسلماً لمن دخله، وهدى لمن ائتمّ به، وزينة لمن تحلّى به، وعصمة لمن اعتصم به، وحبلاً لمن تمسك به، وبرهاناً لمن تكلّم به، ونوراً لمن استضاء ب-ه وشاهداً لمن خاصم به وفلجاً لمن حاجّ به (1)، وعلماً لمن وعاه، وحديثاً لمن رواه، وحكماً لمن قضى به، وحلماً لمن جرّب ولباً لمن تدبّر، وفهماً لمن فطن، ويقيناً لمن عقل ، وبصيرة (2)لمن عزم، وآية لمن توسّم، وعبرة لمن اتّعظ ، ونجاة لمن صدّق، ومودّة من الله لمن أصلح (3)، وزُلفی لمن ارتقب (4)، وثقة لمن توكّل، وراحة لمن فوّض، وجُنّة لمن صبر.

الحقّ سبيله، والهدى صفته والحُسنى مأثرته ، فهو أبلج المنهاج ، مشرق (5)المنار، مضيء المصابيح رفيع الغاية، يسير المضمار ، جامع الحلبة، متنافس السبقة ، كريم الفرسان التصديق منهاجه والصالحات مناره، والفقه مصابيحه، والموت غايته، والدنيا مضماره ، والقيامة حلبته، والجنّة سبقته، والنّار نقمته، والتقوى عدّته ، و المحسنون فرسانه.

فبالإيمان يستدلّ على الصالحات، وبالصالحات يعمر الفقه، وبالفقه الموت، وبالموت تختم الدنيا ، [ وبالدنيا تجوز القيامة ] (6)، وبالقيامة تزلف الجنّة للمتّقين، وتبرّز الجحيم للغاوين.

فالإيمان (7)على أربع دعائم : الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد.

ص: 283


1- في نهج البلاغة : لمن خاصم عنه» .
2- في أمالي الطوسي : «تبصرة».
3- في الكافي : تؤدة لمن أصلح».
4- ومثله في التحف ، وفي سائر المصادر: «اقترب».
5- في بعض النسخ : «مشرف»
6- هذه الفقرة موجودة في بعض النسخ ، وفي الغارات : تحذر القيامة»
7- في أمالي الطوسي : «والإيمان».

والصبر من ذلك على أربع شعب (1): الشوق ، والشفق، والزهادة، والترقّب ألا من اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النّار رجع عن المحرّمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات (2)، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات.

واليقين على أربع شعب على تبصرة الفطنة، وتأوّل الحكمة، وموعظة العبرة (3)، وسنّة الأوّلين، فمن تبصّر في الفطنة تبيّن الحكمة، ومن تبيّن الحكمة عرف [العبرة، ومن عرف العبرة عرف ] (4)السنّة ، ومن عرف السنّة فكأنّما كان في الأولين .

والعدل على أربع شعب : على غامض (5)الفهم ، وغمرة العلم (6))، وزهرة الحكم، وروضة الحلم، فمن فهم نشر جميل العلم (7)ومن علم عرف شرائع الحكم، ومن عرف شرائع الحكم لم يضلّ، ومن حلم لم يفرط [في] أمره وعاش في الناس حميداً.

والجهاد على أربع شعب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنأن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الكافر، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه، وم-ن ش-نّى الفاسقين غضب لِلّه ، ومن غضب لِلّه تعالى فهو مؤمن حقّاً، فهذه صفة الإيمان

ص: 284


1- في أمالي الطوسي : «فالصبر على أربع شعب» .
2- في هامش المطبوعة : إلى هنا مضبوط في النسخ الخطيّة وفي المطبوعة سابقاً، وتمام الحديث موجود في نسخة واحدة .
3- في الكافي : معرفة العبرة».
4- ما بين المعقوفين موجودة في أمالي الطوسي .
5- في النهج والتحف : غائص».
6- في أمالي الطوسي: «عمارة العلم».
7- في نسخة : «فسّر جمل العلم».

ودعائمه».

فقال له السائل : لقد هديت يا أمير المؤمنين وأرشدت، فجزاك الله عن الدین خيراً.

(أمالي المفيد : المجلس 33 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت يسير ذكرته في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 9)

(2950) 7 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي قال : حدثني محمّد بن الحسن الصفّار قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر محمّد علىّ الباقر ، عن آبائه علیه السلام ، قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «بني الإسلام على عشرة أسهم على شهادة أن لا إله إلا اللة، وهي الملّه والصلوه وهی الفريضة والصوم وهي الجُنّة، والزكاة وهي المطهرة، والحجّ وهو الشريعة، والجهاد وهو العزّ (2)، والأمر بالمعروف وهو الوفاء، والنهي عن المنكر وهو الحجّة، والجماعة وهي الألفة، والعصمة وهي الطاعة». (أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث19)

ص: 285


1- ورواه الصدوق في باب العشرة من الخصال : ص 447 ح 47 عن أبيه ، عن ، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد أحمد ، بن ، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير . وقريباً منه في العلل : ص 249 باب 182 ح 5 بإسناده عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «جاءني جبرئيل فقال لي : يا أحمد ، الإسلام عشرة أسهم وقد خاب من لاسهم له فيها ، أولها شهادة أن لا إله إلا الله ...».
2- في الخصال : وهو الغزو.

(2951)8 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعراني بجرجان قال حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبوموسى المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد ، وقالا جميعاً عن آبائهما، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال :

سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول : «بني الإسلام على خمس خصال: على الشهادتين والقرينتين».

قيل له : أمّا الشهادتان فقد عرفناهما ، فما القرينتان؟

قال: «الصلاة والزكاة، فإنّه لا يقبل أحدهما إلّا بالأخرى، والصيام، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، وختم ذلك بالولاية، فأنزل الله عزّ وجل : «اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَقَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينا» (1)) ».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث (42)

ص: 286


1- سورة المائدة : 5: 3

باب 15 الدِّين الّذي لا يقبل الله أعمال العباد إلّا به

(2952) 1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق رحمه الله ، و عليّ بن عبد الله الورّاق جميعاً قالا : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا، أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني:

عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام فلمّا بصر بي قال لي: «مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليّنا حقاً».

قال : فقلت له : يا ابن رسول الله، إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيّاً ثَبَتُ عليه حتّى ألقى الله عزّ وجلّ.

فقال: «هات يا أبا القاسم».

فقلت : إنّي أقول : إنّ الله تعالى واحدٌ ليس كمثله شيء، (إلى أن قال:) إنّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي، ثمّ أنت يا مولاي.

فقال علي علیه السلام : «ومن بعدي الحسن ابني فكيف للنّاس بالخلف من بعده» ؟

قال : فقلت : وكيف ذاك ، يا مولاى ؟

قال: «لأنه لا يُرى شخصه، ولا يحلّ ذِكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً

ص: 287


1- ورواه أيضاً في كمال الدين : ص 379 باب 37 ح 1 ، والتوحيد : ص 81 باب 2 ح 37، وصفات الشيعة : ص 127 ح 68 ، ورواه أيضاً في كتاب النصوص كما عنه كتاب الانصاف : ص 221 باب العين ح 212 . ورواه الخزاز في كفاية الأثر : ص 282 ، والطبرسي في إعلام الورى : ص 409، والفتّال في روضة الواعظين : ص 39 .

وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا» (1).

قال : فقلت : أقررت ، وأقول : إنّ وليّهم ولي الله ، وعدوّهم عدو الله ، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله.

وأقول : إنّ المعراج حقّ، والمُساءلة في القبر حقّ ، وإنّ الجنّة حقّ والنار حقّ، والصراط حقّ ، والميزان حقّ ، وإّن الساعة آتية لا ريب فيها، وإنّ الله يبعث من في القبور.

وأقول : إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحجّ،

والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فقال عليّ بن محمدعلیه السلام :« يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الّذي ارتضاه لعباده، فاثبِّت عليه ، ثبّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».

(أمالي الصدوق : المجلس (54 ، الحديث 24 )

(2953) 2 (2)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال : حدّثنا أبو القاسم حميد بن زياد قال : حدّثنا الحسن بن محمّد، عن محمّد بن الحسن بن زياد العطّار:

عن أبيه الحسن بن زياد قال : لمّا قدم زيد بن عليّ الكوفة ، دخل قلبي من ذلك بعض ما يدخل. قال: فخرجت إلى مكّة ومررت بالمدينة فدخلت على ابی عبد الله علیه السلام وهو مريض فوجدته على سرير مستلقياً عليه وما بين جلده وعظمه شيء، فقلت: إنّي أحبّ أن أعرض عليك ديني.

فانقلب على جنبه ثمّ نظر إليّ فقال : «يا حسن، ما كنت أحسبك إلا وقد استغنيت عن هذا،» ثم قال : «هات».

ص: 288


1- تقدّم تخريج هذه الفقرة في ترجمة الإمام المهدي علیه السلام من كتاب الإمامة .
2- وقريباً منه رواه الكشى في ترجمة الحسن بن زياد العطّار من رجاله : 2 : 722 رقم 798 عن جعفر وفضالة ، عن أبان ، عن الحسن بن زياد .

فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله». فقال علیه السلام معى مثلها .

فقلت : وأنا مقرّ بجميع ما جاء به محمّد بن عبد الله صلی الله علیه وآله وسلم.

قال : فسکت .

قلت : وأشهد أنّ علياً إمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض طاعته، مَن شكَّ فيه كان ضالاً، ومن جحده كان كافراً.

قال : فسكت .

قلت: وأشهد أنّ الحسن والحسين علیهما السلام بمنزلته ، حتّى انتهيت إليه علیه السلام ، فقلت : وأشهد انك بمنزلة الحسن والحسين ومَن تقدّم من الأئمّة.

فقال: «كَفٌ ، قد عرفت الذي تريد ، ما تريد إلّا أن أتولّاك على هذا».

قال : قلت : فإذا تولّيتني على هذا فقد بلغت الّذي أردت.

قال : «قد تولّيتك عليه».

فقلت : جعلت فداك ، إني قد هممت بالمقام.

قال : «ولِمَ» ؟

قال : قلت : إن ظفر زيد وأصحابه فليس أحد أسوأ حالاً عندهم منّا ، وإن ظفر بنو أميّة فنحن عندهم بتلك المنزلة .

قال : فقال لي: «انصرف ، ليس عليك بأس من أولى ولا من أولى» .(1)

(أمالي المفيد : المجلس 4 ، الحديث 6)

(2954) 3 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله

ص: 289


1- في بعض النسخ : «من الى ولا من الى»، وهو مخفّف أولى ، وأولى اسم إشارة ، أي ليس عليك بأس من زيد وأصحابه ، ولا من بني أميّة .
2- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 22 - 23 باب دعائم الإسلام ح 13 عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء، عن أبان . والرواية موجودة في كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي المطبوع ضمن «الأصول الستة عشر» : ص 71 بتفاوت .

قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمد بن الحسن : الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي قال :

دخل رجل على أبي جعفر محمد بن علي علیه السلام ومعه صحيفة مسائل شبه الخصومة، فقال له أبو جعفر علیه السلام : «هذه صحيفة تخاصم على الدين الّذي يقبل الله فيه العمل» ؟

فقال : رحمك الله ، هذا الذي أريد .

فقال أبو جعفر علیه السلام : «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتقرّ بما جاء من عند الله ، والولاية لنا أهل البيت، والبراءة من عدوّنا، والتسلّم ،لنا، والتواضع والطمأنينة ، وانتظار أمرنا ، فإنّ لنا دولة إن شاء الله تعالى جاء بها».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 1)

(2955) 4 (1)- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة قال : حدّثنا أبو أحمد حيدر بن محمّد قال : حدّثنا أبو عمرو محمّد بن عمر الكشّي قال : حدّثنا جعفر بن أحمد، عن أيّوب بن نوح بن درّاج :

عن إبراهيم المخارقي قال : وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد علیه السلام فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً صلی الله علیه و آله وسلم رسول الله ، وأنّ عليّاً إمام عدل بعده، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ أنت .

ص: 290


1- رواه الكشّي في رجاله : (794) .

فقال: «رحمك الله». ثم قال : «اتّقوا الله ، اتّقوا الله ، اتّقوا الله ، عليكم بالورع، و صدق الحديث، وأداء الأمانة، وعفّة البطن والفرج، تكونوا معنا بالرفيق الأعلى».

(أمالي الطوسي : المجلس 8 الحديث 38 )

(2956) 5 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه قال :

قال الصادق علیه السلام : «عليكم بالورع ، فإنّه الدين الّذي تلازمه وندين الله به و نريده ممّن يوالينا لا تتعبونا بالشفاعة».

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 84)

ص: 291

باب 16 أن العمل جزء الإيمان

(2957 - 2958) 1 - 2 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد البزاز قال : حدثنا أبو أحمد داوود بن سليمان الفراء قال : حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمّد الصادق قال : حدّثني أبي محمّد بن علي الباقر قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلّم : «الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان».

قال حمزة بن محمّد : وسمعتُ عبد الرحمان بن أبي حاتم يقول : سمعت أبي يقول وقد روى هذا الحديث عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، عن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام باسناد مثله ، قال أبو حاتم : لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ.

(أمالي الصدوق : المجلس 45 الحديث 15-16 )

ص: 292


1- ورواه أيضاً في باب الثلاثة من الخصال: ص 179 ح242 ، وفي عيون أخبار الرضا علیه السلام : 205:1 باب 22 - ماجاء عن الرضاء علیه السلام في الإيمان - ح 5 ، وفي ط : ص 443 - 444 باب 44 ح 182. ورواه الرافعي في التدوين: 1: 462 (210) عن محمّد بن عليّ بن طالب القزويني، عن داوود بن سليمان، عن علي بن موسى علیه السلام . وحديث أبي الصلت رواه أبو نعيم في تاريخ إصفهان: 1: 174 في ترجمة أحمد بن عليّ الأنصاري (173) ، والآبي في نثر الدرّ : 1 : 362. وانظر تخريج الحديث 7 من هذا الباب .

(2959)3 (1)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الحريري الطبري بأمل طبرستان قال : حدّثنا أبوياسر عمّار بن رجاء الاستر آباذي وأبوبكر محمد بن عطية الرازي ، وأبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي، وغيرهم قالوا: حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال :

سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول: «الإيمان قول باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان».

قال أبو حاتم : قال أبو الصلت : لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ بإذن الله .

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث (8)

ص: 293


1- والحديث ورد في صحيفة الرضاء علیه السلام الا برقم 3 إلّا أنّ فيه : «إقرار باللسان» . ورواه - أو مع تفاوت يسير - الطبراني في المعجم الأوسط : 7: 141 ح 6250 عن محمد بن علي الصائغ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، و 9 : 263 - 264 ح 8575 عن معاذ بن المثنّي، عن أبي الصلت الهروي. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد : 9: 386 في ترجمة عبد الله بن أحمد الطائي وفي 46:11 في ترجمة عبد السلام بن صالح الهروي بسنده عن الطبراني، وفي : 342:10 في ترجمة عبيد الله ، عبدالله بن طاهر (5479) بسنده عنه ، عن أبي الصلت الهروي . ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضاء علیه السلام : 1 : 205 باب 22 - ماجاء عن الرضا علیه السلام في الإيمان : ح 4 ، وفي ط : ص 443 ح 181 من طريق علي بن عبد العزيز، ومعاذ بن المثنّى، عن أبي الصلت الهروي، وفي الحديث الّذي قبله من طريق أحمد بن محمّد بن زید بن عبد الله الجمحي ، عن أبي الصلت. ورواه أيضاً الصدوق في معاني الأخبار : ص 186 باب معنى الإسلام والإيمان (172) من طريق بكر بن صالح الرازي ، عن أبي الصلت قال : سألت الرضا عن الإيمان ، فقال : «الإيمان عقد بالقلب ، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح ، ولا يكون الإيمان إلا هكذا». وأخرجه ابن ماجة في سننه : 1 : 26 ح 65 عن سهل بن أبي سهل ، ومحمد بن إسماعيل، عن أبي الصلت . ورواه أبو نعيم في تاريخ إصفهان : 1 : 174 في ترجمة أحمد بن علي الأنصاري (173) عن إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق المعدل بن إسحاق المعدل ، عن أحمد بن عليّ الأنصاري ، عن أبي الصلت الهروي ، و في آخر الحديث : قال أبو علي : قال لي أحمد بن حنبل : إن قرأت هذا الاسناد على مجنون برئ من جنونه وما عيب هذا الحديث إلّا جودة اسناده . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 1 : 48 ح 16 من طريق أبي بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، عن أبي الصلت ، وح 17 من طريق الفضل بن محمد البيهقي، عن أبي الصلت . ورواه يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة»: 1 : 10 ، وقريباً منه في ص 11 - 12 . ورواه الآبي في نثر الدرّ : 1 : 362 ، و جمال الدين الزرندي في كتابه «معراج الوصول» كما عنه في جواهر العقدين : ص 39. وأورده الديلمي في الفردوس : 1: 148 ح 371) بلفظ : «الإيمان عقد بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان» . ورواه الدولابي في الكنى والأسماء : 2: 11 في ترجمة أبي الصلت الهروي، والدارقطني في المؤتلف والمختلف : 2 : 115 ، والعقيلي في الضعفاء الكبير : 156:4 . ورواه الرافعي في التدوين : 1 : 168 و 462 ، والأجري في كتابه «الأربعون حديثاً» : ص 47 ح 12 ثم قال : وهذا الحديث أصلٌ كبيرٌ في الإيمان عند فقهاء المسلمين قديماً وحديثاً، وهو موافق لكتاب الله عزّ وجلّ، لا يخالف هذا الأمر إلّا مرجتي مهجور مطعون عليه في دينه ، و أنا أبيّن معنى هذا ليعلمه مَن نظر فيه نصيحة للمؤمنين... ورواه الجزري الشافعي في أسنى المطالب : ص 123 ثمّ قال : حديث حسن اللفظ والمعنى، رجال إسناده ثقات غير عبد السلام بن صالح الهَرَوي وهو خادم الإمام عليّ بن موسى الرضا فإنهم ضعفوه مع صلاحه . ورواه موسى بن إبراهيم المروزي في مسند الإمام موسى بن جعفر علیه السلام : ص 52 ح 58 .

----------------------

ص: 294

(2960)4 - قال أبو المفضّل: وهذا حديث لم يحدث به عن النبي إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رواية الرضا، عن آبائه علیه السلام ، وأجمع على القول أئمة أصحاب الحديث فيا ،أعلم، واحتجوا بهذا الحديث على المرجئة (1)ولم يحدّث به فيما أعلم إلا موسى بن جعفر، عن أبيه صلوات الله عليهما، وكنت لا أعلم أنّ أحداً رواه عن موسى بن جعفرعلیه السلام إلّا ابنه الرضاء علیه السلام حتى حدّثناه محمّد بن علي بن معمر الكوفي ، وما كتبته إلّا عنه ، قال : حدّثنا عبد الله بن سعيد البصري العابد بسورا ، قال : حدّثنا محمّد بن صدقة ، ومحمّد بن تميم :قالا حدّثنا موسى بن جعفر، عن ابيه بإسناده مثله سواء.

(أمالي الطوسي : المجلس 16 الحديث 9 )

(2961) 5 (2)- أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدّثنا عبيد الله بن عبد الله بن طاهر أبو أحمد المصعبي قال : كنت في مجلس أخي طاهر بن عبد الله بن طاهر بخراسان، وفي مجلسه يومئذ إسحاق بن راهويه الحنظلي وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي وجماعة من الفقهاء وأصحاب الحديث ، فتذاكروا الإيمان، فابتدأ إسحاق بن راهويه فتحدّث فيه بعدة أحاديث، وخاض الفقهاء وأصحاب الحديث فى ذلك ، وأبو الصلت ساكت ، فقيل له : يا أبا الصلت ، ألا تحدّثنا ؟

فقال : حدّثني الرضا عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن

ص: 295


1- المرجئة : فرقة لا يحكمون على أحد من الملسمين بشيء بل يرجئون الحكم إلى يوم القيامة ، فإنّهم يقولون : «إنّه لا يضر مع الإيمان معصية ، ولا ينفع مع الكفر طاعة»، فهم قائلون بعدم تأثير الأعمال في الإيمان .
2- لاحظ تخريج الحديث 3 من هذا الباب.

عليّ بن أبي طالب علیه السلام - وكان والله رضا كما وُسِم بالرضا - قال : حدّثنا الكاظم موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي الصادق قال : حدّثني أبي الباقر قال : حدّثني ابی السجّاد قال : حدّثني أبي الحسين سبط رسول الله صلی الله علیه وآله و سيّد الشهداء قال :

حدثني أبي الوصي عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال :

قال رسول رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : «الإيمان عقد بالقلب، ونُطق باللسان، وعمل بالأركان».

قال فخرس أهل المجلس كلّهم، ونهض أبو الصلت، فنهض معه إسحاق بن راهويه والفقهاء، فأقبل إسحاق بن راهويه على أبي الصلت وقال له -ونحن تسمع -: يا أبا الصلت أيّ إسناد هذا ؟!

فقال : یا ابن راهويه، هذا سعوط المجانين ، هذا عطر الرجال ذوي الألباب.

أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث (10)

(2962) 6 (1)- أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن رشيد (2)الطاهري الكاتب في دار عبد الرحمان بن عیسی بن داوود بن الجرّاح ،وبحضرته ، إملاءً يوم الثلاثاء لتسع خلون من جمادى الأولى سنة -نة أربع و عشرين وثلاث مئة ، قال : حملني عليّ بن محمّد بن الفرات في وقت من الأوقات برّاً واسعاً إلى أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، فأوصلته إليه و وجدته على إضاقة شديدة ، فقبله وكتب في الوقت بديهةً: أياديك عندي معظمات جلائل *** طوال المدى شُكري لهنّ قصير

فإن كنتَ عن شكري غنيّاً فإنّني*** إلى شُكر ما أوليتني لفقير

قال : فقلت : هذا - أعزّ الله الأمير - حسن .

ص: 296


1- ورواه الخطيب في تاريخ بغداد: 342:10 ترجمة عبيد الله بن عبدالله بن طاهر (5479).
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تاريخ بغداد، وكذا في ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ، وفي النسخ .«راشد».

قال: أحسن منه ما سرقته منه.

فقلت : وما هو ؟

قال: حديثان حدّثني بهما أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا علیه السلام ، قال : حدثني أبي، عن جدي جعفر أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال :

قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم: «أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة (1)

وحدّثني أبو الصلت بهذا الإسناد قال : قال النبي صلى الله عليه و آله سلم : «يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عزّ وجلّ، فيأمر به إلى النار، فيقول: أي رب أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن .

فيقول الله : أي عبدي، إنّي أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي .

فيقول : أي ربّ ، أنعمتَ عَلَيّ بكذا فشكرتك بكذا، وأنعمتَ عَلَيّ بكذا وشكرتك بكذا ، فلايزال يُحصي النعمة ويعدّد الشكر، فيقول الله تعالى : صدقت عبدي، إلّا أنك لم تشكر مَن أجريت لك نعمتي على يديه، وإنّي قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتّى يشكر من ساقها من خلقی إليه».

قال : فانصرفت بالخبر إلى عليّ بن الفرات، وهو في مجلس أبي العباس أحمد بن محمّد بن الفرات، وذكرت ماجرى ، فاستحسن الخبر وانتسخه، وردّني في الوقت إلى أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله ببرّ واسع من برّ أخيه ، فأوصلته إليه ، فقبله وسُرّ به ، وكتب إليه :

شکريك معقود بإيماني *** حُكّم في سري وإعلاني

عقد ضمير وفم ناطق *** وفعل أعضاء وأركان

فقلت : هذا - أعز الله الأمير - أحسن من الأول.

ص: 297


1- أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر :1752 .

فقال: أحسن منه ما سرقته منه .

قلت : وما هو ؟

قال: حدّثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بنيشابور، قال حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا علیه السلام ، قال : حدثني أبي موسى الكاظم قال: حدّثني أبي جعفر الصادق قال : حدّثني أبي محمّد بن علي الباقر قال: حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين السبط قال : حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال :

قال النبي صلی الله علیه و آله وسلم: «الإيمان عقد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان» (1)

قال : فعدت إلى أبي العبّاس بن الفرات، فحدثته بالحديث، فانتسخه.

قال أبو أحمد : وكان أبو الصلت في مجلس أخي بنيشابور وحضر مجلسه متفقّهة نيسابور وأصحاب الحديث منهم ، وفيهم إسحاق بن راهويه، فأقبل إسحاق على أبي الصلت فقال : يا أبا الصلت أي إسناد هذا ؟ ما أغربه وأعجبه ! قال : هذا سُعُوط المجانين الّذي إذا سعط به المجنون برئ بإذن الله تعالى (2)قال أبو المفضّل : حدّثت عن أبي علي بن همّام، عمّا تقدّم من حديثه عن أبي أحمد ، وسألني في الحديث الثاني أن أمليه عليه من أجل الزيادة فيه والشعر، فأمليته عليه . (أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 11)

(2963) 7 (3)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال :

ص: 298


1- انظر تخريج الحديث 3 من هذا الباب.
2- في تاريخ بغداد : 10 : 344 بعد الحديث النبويّ : قال : فعدت إلى أبي العبّاس فحدثته بالحديث، وكان في مجلسه ابن راهويه المتفقّه فقال : ما هذا الإسناد ؟ قال ابن رشيد : فقلت له : سعوط الشَّيلَشا الّذي إذا سعط به المجنون برئ وصح. ثم أشار الخطيب إلى ما ورد هنا من سؤال ابن راهويه أبا صلت عن إسناد الحديث وجوابه عنه .
3- وأورده الديلمي في الفردوس : 148:1 ح 372 بزيادة: «واتباع الرسول»، والسبزواري في جامع الأخبار : ص 103 ح 173 في الفصل 18 . وأورده ابن شعبة الحرّاني في حكم أمير المؤمنين علیه السلام من تحف العقول: ص 223.

حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ المالكي قال : حدّثنا أبو الصلت الهروي قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن عن أبيه محمّد بن على، عن أبيه على بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وله و سلم : «الإيمان قول مقول، وعمل معمول ، وعرفان العقول».

قال أبو الصلت : فحدّثتُ بهذا الحديث في مجلس أحمد بن حنبل، فقال لي أحمد يا أبا الصلت، لو قُرِئ هذا الاسناد (1) على المجانين لأفاقوا .

(أمالي المفيد : المجلس 33، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسى : المجلس 2 الحديث 8)

( 2964 ) 8 (1)- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : - حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه الصامغاني بقزوين، وجعفر بن إدريس القزويني المجاور بمكة :قالا حدثنا داوود بن سليمان الغازي القزويني.

وحدّثنا عبد الله بن عامر الطائي ببغداد والأهواز قال : حدثني أبي .

وحدّثني أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب الرقّي بحَلَب، قال : حدّثني أبي ، قالوا : حدّثنا علي بن موسى الرضا علیه السلام قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر علیه السلام قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد علیه السلام قال: حدّثني أبي محمد بن

ص: 299


1- ورواه الخطيب في تاريخ بغداد : 386:9 في ترجمة عبد الله بن أحمد أحمد بن عامر الطائي (4971) بسنده عنه ، عن الرضا علیه السلام . ورواه الرافعي فى التدوين في تاريخ قزوين»: 1: 167 - 168 (65) بإسناده عن إبراهيم الكردي ، عن عليّ بن محمّد بن مهرويه ، عن داوود بن سليمان، عن الرضاء علیه السلام .

عليّ علیه السلام قال : حدّثني أبي علي بن الحسين علیه السلام قال : حدّثني أبي الحسين علیه السلام قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب علیه السلام قال :

سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : «الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان».

ولفظ الحديث لداود بن سليمان، عن الرضاء علیه السلام .

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 7)

(2965) 9 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال : حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن بدیل بن رزين، عن أبي الحسن عليّ بن موسى ، عن آبائه علیه السلام:

عن أمير المؤمنين علیه السلام أنه قال : «الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالجوارح».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 40)

(2966) 10 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي علي بن موسی قال حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين بن عليّ قال : حدّثني أبي الحسين علیه السلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السلام : سألت النبي صلی الله علیه و آله وسلم عن الإيمان؟ قال: «تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان».

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث (90)

ص: 300


1- ورواه الآبي في نثر الدرّ : 1 : 362 ، والهندي في كنز العمّال : ج 1 ح 1361 نقلاً عن أبي عمر بن حدان في فوائده.

باب 17 ما ورد في الواسطة بين الإسلام والكفر

(2967) 1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابيّ قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا ، ومحمّد بن عبد الله بن محمّد بن سالم في ،آخرين، قالا : حدّثنا عبد الله بن سالم قال : حدّثنا هشام بن مهران عن خاله محمّد بن زيد العطّار - وكان من كبار أصحاب الأعمش - قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال : حدّثنا منذر بن جَيفر قال :

حدّثنا محمّد بن يزيد الباني قال : كنت عند جعفر بن محمد علیه السلام فدخل عليه عمر بن قيس الماصر وأبو حنيفة وعمر بن ذرّ في جماعة من أصحابهم، فسألوه عن الإيمان ؟ فقال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن».

فجعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال له عمر بن ذَرِّ : بم نسمّيهم ، (1)؟

فقال: «بما سماهم الله ،وبأعمالهم ، قال الله عزّ وجلّ: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا » (2)، وقال : «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مُنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ » (3). فجعل بعضهم ينظر إلى بعض .

فقال محمّد بن يزيد وأخبرنى بشر بن عمر بن ذرّ -وكان معهم - :قال : لمّا خرجنا قال عمر بن ذرّ لأبي حنفيفة : ألا قلت : مَن عَن رسول الله ؟

قال : ما أقول لرجل يقول: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم ».

(أمالي المفيد : المجلس الحديث 3)

ص: 301


1- قال في البحار : 69: 193 : «بم نسمّيهم» بناء سؤاله على أنه لا واسطة بين الإيمان والكفر ، فإذا لم يكونوا مؤمنين فهم كُفَّار، وبناء الجواب على الواسطة كما عرفت .
2- سورة المائدة : 5 : 38
3- سورة النور : 2:24

باب 18 العلّة الّتي من أجلها لا يكف الله المؤمنين عن الذنب

(2968) 1 (1)- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو بن جميع قال :

قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیه السلام : «من جاءنا يلتمس الفقه والقرآن والتفسير فدعوه، ومن جاءنا يُبدي عورة قد سترها الله فتنحّوه».

فقال له رجل من القوم ؟

جُعلت فداك ، أذكر حالي لك ؟

قال : «إن شئت».

قال : والله إنّي لمقيم على ذنب منذ دهر، أريد أن أتحوّل منه إلى غيره فما أقدر عليه .

قال له «إن تكن صادقاً فإنّ الله يحبّك، وما يمنعك من الانتقال عنه إلّا أن تخافه».

(أمالي المفيد : المجلس 1 ، الحديث 12)

(2969) 2 (2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا

ص: 302


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 442 كتاب الإيمان والكفر : باب اللمم : ح 4 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام.
2- ورواه ابن فهد في عدة الداعي : ص 173 وعنه المجلسي في البحار : 72 319 ح 32 وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 70. وأورده الديلمي في الفردوس : 3: 213 ح 4477 من طريق كليب الجهني ، وفيه : قال الله وأخرجه المتقي في كنز العمّال : 3: 514 ح 7672 عن أبي الشيخ ، عن كليب الجهني . وروى نحوه الكليني في الكافي : 2 : 313 كتاب الإيمان والكفر ، باب العجب : ح 1 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السلام ، والصدوق في باب نوادر العلل (385) من علل الشرائع : ص 579 ح 8، والمفيد في الاختصاص : ص 242 ، والحرّاني في تحف العقول: ص 363 .

أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم، عن علي بن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام قال : حدثنا علي بن القاسم بن الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه القاسم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبائه، عن علي علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «لولا أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلّى الله عزّ وجل بين عبده المؤمن وبين ذنب أبداً».

(أمالي الطوسي : المجلس 22، الحديث (10)

ص: 303

باب 19 الحبّ في الله والبغض في الله تعالى

(2970) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن القاسم قال : حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويها، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه ، عن آبائه علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لبعض أصحابه ذات يوم : «يا عبد الله أحبِب في الله و أبغِض في الله ، ووال في الله ، وعادِ في الله ، فإنّه لا تنال ولاية الله إلّا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كَثُرت صلاتُه وصيامُه حتّى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة النّاس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادّون، وعليها يَتَباغَضُون، و ذلك لا يُغني عنهم من الله شيئاً».

فقال له : وكيف لي أن أعلم أنّي قد واليتُ وعاديتُ في الله عزّ وجلّ، فمن وليّ الله عزّ وجلّ حتّى أواليه ، ومن عدوّه حتّى أعاديه ؟

فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم إلى علیّ عليه السلام وقال : «أترى هذا» ؟

فقال : بلى.

قال: «وليّ هذا وليّ الله فواله وعدوّ هذا عدوّ الله فعاده والِ وليّ هذا ولو أنّه قاتل أبيك وولدك ، وعادِ عدوّ هذا ولو أنّه أبوك وولدك».

(أمالي الصدوق : المجلس ، الحديث (7)

ص: 304


1- تقدّم تخريجه في الباب 27 من مناقب أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الإمامة : ج 4 ص 479 ح 2 .

(2971) 2 -(1) حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبيد الله بن المغيرة الكوفيّ قال : حدّثنا جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لأصحابه : «ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تَباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب »؟

قالوا : بلى.

قال : «الصوم يُسوِّد وَجهَه ، والصدقة تَكسر ظَهره، والحُبّ في الله والمؤازرة على العمل الصالح يقطعان دابره، والاستغفار يَقطَع وتينه ، ولكلّ شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام».

(أمالي الصدوق : المجلس 15، الحديث 1)

(2972) 3 -(2) حدّثنا أبيه رضی الله عنه قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة [المفضّل بن صالح ] عن جابر :

عن أبي جعفر الباقر علیه السلام : «إنّ ملكاً من الملائكة مرّ برجل قائم على باب دار، فقال له الملك : يا عبد الله، ما يقيمك على باب هذه الدار ؟

قال : أخ لى فيها، أردت أن أسلّم عليه.

ص: 305


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 2 : 45 ح 199 باب فضل الصيام - 22 -، وفي فضائل الأشهر الثلاثة : ص 75 ح 57 ورواه الكليني في الكافي : 4 : 62 كتاب الصيام ح 2 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة .
2- ورواه أيضاً في الباب 360 من ثواب الأعمال : ص 171. ورواه الكليني في باب زيارة الإخوان من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 176 ح 2 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام بتفاوت وأورده السبزواري في الفصل 74 من جامع الأخبار : ص 324 ح 912. ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب 6 من كتاب «المؤمن» : ص 61 ص 157 ونحوه في ص 59 ح 150 عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الحسين بن عليّ علیهما السلام ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم. وروى المفيد نحوه فى الاختصاص : ص 224 في عنوان : حديث زيارة المؤمن عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي عبد الله علیه السلام. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 76 عن أمير المؤمنين علیه السلام، عن النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم

فقال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسّة ؟ أو نَزَعتك إليه حاجة» ؟

قال: «فقال : لا، ما بيني وبينه قرابة، ولا نزعتني إليه حاجة إلّا أخوّة الإسلام وحُرمته ، وأنا أتعاهده وأسلّم عليه في الله ربّ العالمين.

فقال الملك : إنّي رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول : إنّما إِيَّاي أردت، و لي تعاهدت ، وقد أوجبت لك الجنّة ، واعفيتك من غضبي، وأجرتك من النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 10)

(2973) 4 -(1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال : حدّثني أحمد بن الحسين بن إسماعيل الميثمي، عن المفضّل بن صالح، عن جابر الجعفي، عن محمّد عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ علیه السلام:

عن النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم قال : «لقي ملك رجلاً على باب دار كان ربّها غائباً، فقال له الملك : يا عبد الله، ما جاء بك إلى هذه الدار ؟

فقال : أخ لي أردت زيارته.

قال : الرحم ماسّة بينك وبينه ، أم نزعتك إليه حاجة ؟

قال : لا ، ولكنّي زرته في الله ربّ العالمين.

قال : فابشر ، فإنّي رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول لك : إيّاي

ص: 306


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

قصدت ، وما عندي أردت ، فقد أوجبت لك الجنّة، وعافيتك من غضبي».

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 10)

2974) 5 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حّدثنا أبيه رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ،أحمد محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبو مالك بن عطيّة، عن سعيد الأعرج:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السلام قال : « [ إنّ ] (2)من أوثق عُرى الإيمان أن تُحبّ فِي الله ، وتُبغض في الله ، وتُعطى فِي الله ، وتمنع فِي الله عزّ وجلّ» (3)

(أمالي الصدوق : المجلس 85 الحديث 13)

أبو عبد الله المفيد ، عن أحمد بن محمّد بن الوليد، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، مثله .

(أمالي المفيد : المجلس 19 ، الحديث 1)

(2975)6 - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، عن محمّد بن الحسين بن

ص: 307


1- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 168 باب 351 ثواب الحبّ والبغض في الله عزّ و جلٌ ...» ، والأفعال فيه بصيغة الغائب. ورواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1: 410 باب 34 ح 932/ 334 عن الحسن بن محبوب. والكليني في الكافي : 2 : 125 كتاب الإيمان والكفر باب الحبّ في الله و البغض في الله : ح 2 عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، و وأحمد بن محمّد خالد ، وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وسهل بن زياد ، جميعاً عن ابن محبوب. وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 362 في مواعظ الإمام الصادق علیه السلام.
2- من أمالي المفيد .
3- في أمالي المفيد : «في الله تعالى».

زيد عن محمّد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السلام قال : «مَن أحبّ كافراً فقد أبغض الله، ومن أبغض كافراً فقد أحبّ الله» .

ثمّ قال علیه السلام: «صديق عدوّ الله عدوّ الله».

(أمالي الصدوق : المجلس 88 الحديث 8 )

(2976) 7 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفي النحوي التميميّ قال : حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال : حدّثنا يحيى بن يعلى ، عن حميد الأعرج (2)عن عبدالله الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المتحابّون فى الله عزّ وجلّ على أعمدة من ياقوت أحمر في الجنّة، يشرفون على أهل الجنّة، فإذا أطلع أحدهم ملأ حُسنه بيوت أهل الجنّة ، فيقول أهل الجنّة : اخرجوا ننظر المتحابّين فى الله عزّ وجلّ».

قال: «فيخرجون وينظرون إليهم، أحدهم وجهه مثل القمر في ليلة البدر، على جباههم هؤلاء المتحابّون في الله عزّ وجلّ».

(أمالي المفيد : المجلس 8، الحديث 11)

ص: 308


1- وأخرجه - مع مغايرة - ابن عدي في ترجمة حميد الأعرج من الكامل : 2: 273 / 436/67 عن أبي يعلى ، عن أحمد بن حاتم الطويل ، عن خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج. ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال : 1 : 614 في ترجمة حميد الأعرج (2340). وأخرجه الهندي في كنز العمال: 9 : 16 ح 24707 نقلاً عن الحكيم وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان، وابن عساكر. ولاحظ ما رواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 412 ح 343/941.
2- قال الذهبي في ميزان الاعتدال : 1 : 614 / 2340 : حميد بن عمار ، وقيل : ابن علي، و قيل : ابن عبيد ، ويقال : ابن عطاء الأعرج، عن عبد الله بن الحارث . متروك ، روى عنه خلف بن خليفة.

(2977) 8-(1) أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن مروان عن محمد بن عجلان:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلى الله عليه وسلم قال: «طوبى لمن لم يبدّل نعمة الله كفراً، طوبى للمتحابّين في الله».

(أمالي المفيد : المجلس 30، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 26)

(2978) 9 -(2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقو قال : حدّثنا أبو عبيد قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السلام يقول لأصحابه - وأنا حاضر -: «اتّقوا الله ، وكونوا إخوة بررة متحابّين في الله متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا» (3)

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 56)

ص: 309


1- انظر ما رواه البرقي في الباب 34 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن: 1: 413 ح 949.
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 175 كتاب الإيمان والكفر : باب التراحم والتعاطف ح 1 عن عدة من الأصحاب عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ورواه الصدوق في مصادقة الإخوان : باب 5 ح 8 وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 179 :2
3- في الكافي : «وتذاكروا أمرنا وأحيوه» .

(2979) 10 -(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن صباح الحذّاء، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه علیهم السلام:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد (إلى أن قال) : ثمّ ينادي منادٍ من عند الله عزّ وجلّ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم، فيقول : أين جيران الله جلّ جلاله في داره ؟ فيقوم عنق من النّاس ، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم : ماذا كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره ؟

فيقولون : كنّا نتحابّ في الله عزّ وجلّ، ونتباذل في الله و نتوازر في الله. فينادي منادٍ من عند الله : صدق عبادي خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنّة بغير حساب» .

قال: «فينطلقون إلى الجنّة بغير حساب».

ثمّ قال أبو جعفر علیه السلام: «فهؤلاء جيران الله في داره، يخاف النّاس ولا يخافون ،ويُحاسب النّاس ولا يُحاسبون».

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 12)

تقدّم تمامه في الباب 5 من أبواب المعاد (2)

(2980)11 -(3) أخبرنا ،جماعة،عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض بن فيّاض العجلي الساوي قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى

ص: 310


1- تقدم تخريجه في كتاب المعاد
2- تقدّم في ج 1 ص ص 398 - 400 ح 5 .
3- ورواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 413 باب 34ح 348/946 عن أبي علىّ الواسطي ، عن الحسين بن أبان . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 127 كتاب الإيمان والكفر ، باب الحبّ في الله والبغض في الله ، ح 12 عن عدّة من الأصحاب ، عن البرقي.

الأشعري قال : حدّثنا الحسن بن أبان، عن بعض أصحابنا :

عن أبي جعفر علیه السلام قال : «لو أنّ رجلاً أحبّ رجلاً الله عزّ وجلّ لأثابه الله تعالى على حُبّه إياه [ وإن كان المحبوب ](1) في علم الله من أهل النّار، ولو أنّ رجلاً أبغض رجلاً الله لأثابه الله على بغضه إيَّاه ] (2)وإن كان [المبغض ] في علم الله من أهل الجنّة» (3)

(أمالي الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 18)

ص: 311


1- ما بين المعقوفين من الكافي والمحاسن ، وكذا الّذي بعده.
2- ما بين المعقوفين موجود في نقل البحار : 69 : 248 عن الأمالي .
3- قال المجلسى في البحار : 69: 248 : قوله علیه السلام : «لأثابه الله»، أقول : هذا إذا لم يكن مقصراً في ذلك ، ولم يكن مستنداً إلى ضلالته وجهالته ، كالّذين يحبّون أئمة الضلالة ويزعمون أنّ ذلك الله ، فإنّ ذلك لمحض تقصيرهم عن تتّبع الدلائل واتّكالهم على متابعة الأباء وتقليد الكبراء واستحسان الأهواء ، بل هو كمن أحبّ منافقاً يظهر الإيمان والأعمال الصالحة، وفى باطنه منافق فاسق ، فهو يحبّه لإيمانه وصلاحه ، وهو مثاب بذلك ، وكذا الثاني....

باب 20 صفات خيار العباد وأولياء الله

(2981) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن إسماعيل بن مهران ، عن سَيف بن عَميرة، عن سَليمان بن جعفر النَخَعي، عن محمّد بن مسلم، وغيره :

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السلام قال : سُئل رسول ا الله صلی الله علیه و آله وسلم عن خيار العباد، فقال: «الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءُوا استغفروا ، وإذا أعطوا شَكّروا ، وإذا ابتُلُوا صَبَروا، وإذا غضبوا غَفَروا».

(أمالي الصدوق : المجلس 3 ، الحديث 4)

(2982) 2 -(2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن عيسى

ص: 312


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 317 باب الخمسة ، ح 99.ورواه الكليني في الكافي : 2 : 240 كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح 31 عن عدّة من الأصحاب ، عن البرقي . وأورده الاربلي في مواعظ الإمام الصادق علیه السلام من كشف الغمة : 2 : 424 نقلاً عن نثر الدرّ للأبي، والحرّاني في مواعظ الإمام الرضاء علیه السلام من تحف العقول: ص 445 ولم ينسبه إلى النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم.
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 237 كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته و صفاته : ح 25 عن عدّة من الأصحاب ، عن البرقي ، مثل الرواية الثانية . وأورده الفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 433، وورّام بن أبي فراس صدره في تنبيه الخواطر : 1 : 66

النهريري (1)، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «من عَرَف الله وعَظَمه مَنَع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعنّى نفسه بالصيام والقيام».

قالوا : بآبائنا وأُمهاتنا يا رسول الله ، هؤلاء أولياء الله؟

قال : «إنّ أولياء الله سَكّنوا فكان سكوتهم فِكراً، وتكلّموا فكان كلامهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عِبرة ، ونَطَقوا فكان نُطقهم حِكمة، ومشوا فكان مشيهم بين النّاس بركة ، لولا الآجال الّتي قد كُتِبت (2)عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب وشوقاً إلى الثواب».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 7)

حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علىّ الكوفي، مثله ، إلّا أنّ فيه : «فكان سكوتهم ذكراً». وليس فيه: «وتكلّموا فكان كلامهم ذِكراً».

(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 6)

ص: 313


1- كذا في الأمالي والكافي ، وقال النجاشي: عيسى بن أعين الجريري الأسدي، مولى، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله علیه السلام.... وقال الشيخ في الفهرست (552) : عيسي بن أعين له كتاب أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ... وعدّه في رجاله من أصحاب الصادق علیه السلام (571) قائلاً: عيسى بن أعين الجريري الأسدي مولاهم الكوفي . وفى رجال ابن داوود في القسم الأوّل برقم 1164 : عيسى بن أعين الجُرّيري - بضمّ الجيم والراءين المهملتين -:منسوب إلى جُرَير بن عباد -بالضمّ والتخفيف - بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الأسدي مولى كوفي ثقة ، وروى عن عبيد بن أعين صاحب السبوب وهي الثياب البيض من القزّ. وقال العلّامة المجلسي في البحار : 69 : 289 بعد نقل كلام النجاشي: في أكثر نسخ المجالس «النهر تيري» بالتاء ، كما في بعض نسخ الكافي ، وفي بعضها النهر بيري» بالباء الموحّدة، وفي بعضها «النهري»....
2- في المجلس 82 «لولا الأجال الّتي كتبت» .

(2983)3 -(1) حدثّنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن قاسم قراءةً، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد قال : حدّثنا عبد الله بن بكر المرادي عن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جدّه، عن علىّ بن الحسين علیهم السلام:

عن أمير المؤمنين علیه السلام (في حديث) قال: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظراً لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الّذي دعاهم إليه(2)، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا أنّ الموت سبيل مَن مضى ومَن بقی (3)، فتزوّدوا لأخرتهم غير الذهب والفضّة، ولبسوا الخشن، وصبروا على [أدنى] (4)القوت و قدّموا الفضل، وأحبّوا في الله عزّ وجلّ، وأبغضوا(5) في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح ، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله،

بمغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الروضة .

ص: 314


1- ورواه أيضاً في مواعظ أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب المواعظ : ص 62 - 63 ، وفي معاني الأخبار : ص 199 ح 4 باب معنى الغايات ، وفي الفقيه : 4 : 273 ح 892. ورواه جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في كتاب الغايات - المطبوع ضمن جامع الأحاديث : ص176 ، وورّام بن أبي فراس في مجموعته : 2 : 173 .
2- كلمة «إليه» غير موجودة في أمالي الطوسي.
3- في أمالي الطوسي : «سبيل لمن مضى وبقي».
4- من أمالي الطوسي .
5- في أمالي الطوسي : «وأحبّوا في الله ، وأبغضوا» .

(2984)4 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن خاقان النهدي قال : حدّثني سليم الخادم في درب الحبّ، عن إبراهيم بن عقبة بن جعفر ، عن محمّد بن نضر بن قرواش النهدي الجمّال الكوفى :

عن ابی عبد الله علیه السلام قال : «إنّ صاحب الدين فكّر فعَلته السكينة، واستكان فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضي بما أُعطي، وانفرد فكف الإخوان، ورفض الشهوات فصار حُرّاً، وخلع الدنيا فتحامى الشّرور(1)، واطّرح الحسد فظهرت المحبّة، ولم يُخف النّاس فلم يَخَفهم ، ولم يذنب إليهم فسلم منهم، وسخت نفسه عن كلّ شيء ففاز واستكمل الفضل ، وأبصر العافية فأمن الندامة».

(أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 14)

(2985) 5 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، عن أبي حمزة الثمالي :

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیهما السلام قال: «قال موسى بن عمران على نبيّنا [ و آله و ] عليه السلام : إلهي مَن أصفياؤك من خلقك ؟

قال : الرَيّ الكَفَّين ، الرَيّ القدمين (2)، يقول صادقاً، ويمشي هوناً، فأولئك

ص: 315


1- في بعض النسخ : «السرور» بالسين المهملة .
2- الرّيّ من «روى» بمعنى السقي، عيّن ريّةٌ : كثيرة الماء ، كناية عن بركتها، وفي البحار : 69: 278 : الندي الكفّين ، البري القدمين، وقال العلّامة المجلسي رحمه الله في شرحه : الندي الكفّين : أي كثير السخاء، قال الجوهري : فلان ندي الكفّين إذا كان سخيّاً، وقال الفيروزآبادي : تندى: تسخى وأفضل كأندى فهو ندي الكفّ، وأندى : كثر عطاياه - انتهى . وفي بعض النسخ «الندي القدمين» كناية عن بركتهما وسعيهما في نفع النّاس ، وفي بعضها : «البري القدمين» أي أنهما بريئان من الخطأ، ويحتمل الرسي أي الثابت القدمين في الخير، في القاموس رسا رسواً : ثبت ، وكفنى : العمود الثابت وسط الخباء والراسخ في الخير والشر».

يزول الجبال ولا يزولون.

قال : إلهي فَمن ينزل دار القُدس عندك ؟

قال : الذين لا ينظر أعينهم إلى الدنيا، ولا يذيعون أسرارهم في الدّين، ولا يأخذون على الحكومة الرشا الحقّ في قُلوبهم، والصدق على ألسنتهم، فأولئك في ستري في الدنيا وفي دار القُدس عندي في الآخرة»

أمالى المفيد : المجلس 10، الحديث 1)

(2986) 6 - أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا محمد بن أحمد الكاتب قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدّثنا عبد الله بن داهر [ بن يحيى الرازي أبو سليمان الأحمري ]، عن الأعمش، عن عباية الأسدي:

عن ابن عبّاس رحمه الله قال : سُئِل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام عن قوله تعالى: «أَلا إِنَّ أَولِيَاءَ اللهِ لأخَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (1)، فقيل له : مَن هؤلاء الأولياء ؟

فقال أمير المؤمنين علیه السلام : «هُم قوم أخلصوا الله تعالى في عبادته، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر النّاس إلى ظاهرها ، فعرفوا أجلها حين غُرّ الخلق سواهم بعاجلها، فتركوا ما علموا أنه سيتركهم ، وأماتوا منها ما علمواأنّه سيميتهم».

ثمّ قال: «أيّها المعلّل نفسه بالدنيا ، الراكض على حبائلها المجتهد في عمارة ما سيخرب منها ، ألم تر إلى مصارع آبائك في البلى، ومصارع أبنائك تحت الجنادل و الثرى ؟ كم مرّضت بيديك، وعلّلت بكفّيك، تستوصف لهم الأطبّاء، وتستعتب لهم الأحبّاء ، فلم يغن عنهم غناؤك، ولا ينجع فيهم دواؤك».

(أمالى المفيد : المجلس 10 ، الحديث 2)

ص: 316


1- سورة يونس : 10 : 62 .

(2987) 7 (1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدثني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن [محمد] بن سنان عن أبي معاذ السدّي :

عن أبي أراكة قال : صلّيت خلف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الفجر في مسجدكم هذا ، فانفتل (2)على یمینه، وكان عليه كأبة، ومكث حتّى طلعت الشمس على حائط مسجدكم هذا قيد رمح ، وليس هو على ما هو [عليه ] اليوم، ثم أقبل على النّاس فقال :

«أما والله لقد كان أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وهم يكابدون هذا الليل (3)يراوحون بين جباههم ورکبهم (4)كأنّ زفير النّار في آذانهم فإذا أصبحوا أصبحوا غبراً صُفراً، بين أعينهم شبه ركب المعزى ، فإذا ذكر الله تعالى مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح، وانهملت أعينهم حتى تبتلّ ثيابهم».

قال : ثمّ نهض وهو يقول: «والله لكأنما بات القوم غافلين». ثم لم يُر مفتراً (5)

حتى كان من أمر ابن ملجم - لعنه الله - ما كان .

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 30 )

ص: 317


1- ورواه أبونعيم في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام لاهلها من حلية الأولياء : 76:1 في عنوان «وثيق عباراته ودقيق إشاراته» بإسناده عن مالك بن مغول، عن رجل من جعفي، عن السدي عن أبي أراكة . ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه ، كما عنه في البحار : 69 : 276 وأورده الآبي في نثر الدرّ : 1 : 324 .
2- فتل وجهه عنهم: صرفه. وفي بعض النسخ: «فالتفت عن يمينه»، وفي بعضها: «فالتفت على يمينه» .
3- قوله : «يكابدون هذا الليل»: أي يتحمّلون المشّاق في إحياء الليل .
4- قوله علیه السلام : « يراوحون بين جباههم وركبهم أي يشتغلون بهذا مرّة وبذاك أخرى ، أي يسجدون مرّة ويقومون أخرى في صلاتهم.
5- قوله : لم ير :مفتراً : أي لم ير ضاحكاً.

(2988) 8-(1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان عن أحمد بن محمّد معروف بن خرّبوذ:

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر قال: «صلى أمير المؤمنين علیه السلام بالناس الصبح بالعراق (2)فلمّا انصرف وعظهم ، فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى ، ثم قال : «أما (3)والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وإنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خمصاء (4)بين أعينهم كركب المعزى (5)يبيتون لربّهم سجداً

ص: 318


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 235 - 236 كتاب الإيمان والكفر : باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح 21 عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 203 . وأورده الزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار : 1 : 822 عن أبي رائحة . وقريب منه في آخر الخطبة 97 من نهج البلاغة .
2- المراد بالعراق هنا الكوفة.
3- في نسخة : «أم» .
4- الشعث - بالضم - جمع الأشعث ، كالغبر - بالضم - جمع الأغبر ، والشعث: تفرّق الشعروالشعث أيضاً الوسخ. قوله : «خمصاء»: أي بطونهم خالية ، إمّا للصوم ، أو للفقر ، أو لا يشبعون لئلّا يكسلوا العبادة .
5- قوله علیه السلام : «كركب المعزى»: أي من أثر السجود لكثرته وطوله ، ركب - كصرد : جمع الا ركبة ، وهي ما بين أسافل أطراف الفخذ وأعالي الساق، أو موصل الوضيف والذراع، أو مرفق الذراع من كلّ شيء، والمعز - بالفتح والتحريك - والمعزى ، ويمدّ : خلاف الضأن من الغنم، والماعز واحد المعز للذكر والأنثى.

وقياماً، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم ويسألونه فكاك رقابهم النّار، والله لقد رأيتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون».

(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 11)

ص: 319

ص: 320

أبواب مكارم الأخلاق

باب 1 جوامع مكارم الأخلاق

أقول : تقدّم كثير مما يرتبط بهذا الباب في باب علامات المؤمن وصفاته، وباب صفات الشيعة، وباب دعائم الإسلام والإيمان، وباب الحبّ في الله والبغض في الله من أبواب الإيمان والإسلام، ويأتي أيضاً في كتاب الروضة.

(2989)1- (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال: حدّثنا العبّاس بن معروف قال : حدثنا محمّد بن يحيى الخرّاز ، عن غياث بن إبراهيم:

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السلام قال : «مرٌ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقوم يَربَعُون حَجَراً، قال: ما هذا ؟

قالوا: نعرف بذلك أشدّنا وأقوانا .

فقال: صلی الله علیه و آله وسلم: ألا أخبركم بأشدّكم وأقواكم ؟

قالوا: بلى يا رسول الله .

قال : أشدّكم وأقواكم الّذي إذا رَضِي لم يُدخِله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يُخرِجه سَخطه من قولِ الحقّ ، وإذا قَدّر لم يَتعاطَ ما ليس له بحقّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 3)

ص: 321


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 366 باب معنى الأشدّ والأقوى : ح 1 ، وفي الفقيه : 4 : 291 ح 878 291 .وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 379 في المجلس 85. وقريباً من ذيله رواه البرقي في كتاب القرائن من المحاسن: 66:1 بسند آخر عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.

(2990) 2 -(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي في داره بمدينة السلام قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن يزيد الصدائي، عن أبي شيبة الجوهري عن أنس بن مالك قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «تقبلوا لي بستّ أتقبّل لكم بالجنّة : إذا حدّثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تُخلفوا ، وإذا اتُمِنتُم فلا تَخونوا ، وغُضوا أبصاركم واحفظوا،فُروجكم، وكُفُوا أيديكم وألسنتكم».

(أمالي الصدوق : المجلس 20، الحديث 2)

(2991) 3 -(2) حدّثنا أبي صلى الله عليه وسلم قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن

ص: 322


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 321 باب الستّة : ح 5 . ورواه الحاكم في المستدرك: 4: 359 ، وعنه وعن البيهقي في كنز العمّال : ج 5 ح 43532 . وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت ، رواه الحاكم في المستدرك : 4 : 358 - 359.
2- وأورده الفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 433 . والفقرة الأولى من الحديث رواها الكليني في الكافي : 3 : 82 باب أداء الفرائض من كتاب الإيمان والكفر : ح 4 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ورواه محمّد بن سليمان في المناقب : 2 : 276 ح 744 بإسناده عن جعفر بن 744 بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیهم السلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم للحسن بن عليّ وهو يومئذ صبي، وذكر مثله بتفاوت يسير . وروى القاضي المعافى في الجليس الصالح : 1 : 583 بإسناده عن عليّ بن يوسف المدائني ، عن سفيان الثوري ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد رحمه الله (في حديث) قال : «يا سفيان ، كُفّ عن محارم الله تكن عابداً ، وأرض بقسم الله تكن مؤمناً».

المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن جدّه علیهم السلام :

عن الحسين بن عليّ علیهما السلام قال : سمعت جدّي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول لي (1): «اعمَل بفرائض الله تكن أتق النّاس وأرضَ بقسم الله تكُن أغنى النّاس ، وكُفّ عن محارم الله تكُن أورع النّاس، وأحسن مُجاورة من جاورك تكُن مؤمناً، وأحسِن مصاحبة مَن صاحبك تكُن مسلماً».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)

أبو عبد الله المفيد ، عن المظفّر بن محمّد البلخي، عن محمّد بن همّام، عن حميد بن زياد، عن إبراهيم بن عبيد الله بن حيّان، عن الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، مثله ، إلّا أنّ فيه : «... من أتق النّاس ... من أغنى النّاس».

(أمالي المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 41)

(2992) 4 -(2) حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال : حدثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني :

عن علي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام قال : لمّا كلّ الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السلام قال موسى:

ص: 323


1- في أمالي المفيد: «يقول : اعمل». وفي أمالي الطوسي : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم يقول :اعمل».
2- ورواه أيضاً في فضائل الأشهر الثلاثة : ص 87 ح 68 باب فضائل شهر رمضان ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمّد بن علي القرشي، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السلام، مع فقرات أخرى.

الهي، ما جزاء من شَهِد أنّي رسولك ونبيّك ، وأنّك كلّمتني ؟

قال: یا موسی، تأتيه ملائكتي فتُبشّره بجنّتي .

قال موسى علیه السلام: إلهي فما جزاء مَن قام بين يديك يصلّى ؟

قال :قال يا موسى، أباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً، وقائماً وقاعداً، ومن باهيت به ملائكتي لم أعذّبه.

قال موسى علیه السلام: إلهي ، فما جزاء مَن أطعم مِسكيناً ابتغاء وجهك ؟ قال : یا موسی آمر منادياً ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق : إنّ فلان بن فلان من عُتَقاء الله عتقاء الله من النّار .

قال موسى علیه السلام: إلهي ، فما جزاء من وصل رَحِمَه ؟

قال :قال يا موسى ، أَنسَا (1)له أجله وأهوّن عليه سَكَرات الموت، ويناديه خَزَنة الجنّة : هَلُمَّ إلينا فادخُل من أيّ أبوابها شئت».

قال موسى علیه السلام: إلهي فما جزاء من كفّ أذاه عن النّاس وبَدَّل معروفه لهم ؟

قال : يا موسى، تناديه النّار يوم القيامة : لاسبيل لي عليك.

قال : إلهي ، فما جزاء من ذَكَرك بلسانه وقلبه ؟

قال يا موسى أُظِلُّه يوم القيامة بظِلّ عرشي ، وأجعله في كَنَفي.

قال: إلهي فما جزاء من تلا حكمتك سراً وجهراً ؟

قال: يا موسى يمرّ على الصِراط كالبَرق .

قال : إلهي ، فما جزاء من صَبَر على أذى النّاس وشَتمهم فيك ؟

قال : أُعينه على أهوال يوم القيامة.

قال : إلهي ، فما جزاء من دَمَعَت عيناه من خَشيتك؟

قال: یا موسى أتي وجهه مِن حرّ النّار، وأؤمنه يوم الفَزَع الأكبر.

قال : إلهي ، فما جزاء من ترك الخيانة حياءً منك ؟

قال: يا موسى ، له الأمان يوم القيامة .

ص: 324


1- أنسأ الشيء: أخّره .

قال : إلهي ، فما جزاء من أحبّ أهل طاعتك ؟

قال: یا موسى أحرّمه على ناري.

قال: إلهى، فما جزاء من قتل مؤمناً متعمّداً ؟

قال : لا أنظُر إليه يوم القيامة، ولا أقيل عَثرته .

قال : إلهي ، فما جزاء من دعا نفساً كافرةً إلى الإسلام ؟

قال: يا موسى آذَن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد.

قال : إلهي، فما جزاء من صلّى الصلوات لوقتها ؟

قال : أعطيه سُؤله ، وأبيحه جنّتي .

قال: إلهي فما جزاء من أتمّ الوضوء من خشيتك ؟

قال : أبعثه يوم القيامة وله نورٌ بين عينيه يتلالاً .

قال : إلهي ، فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسباً ؟

قال : يا موسى، أقيمه يوم القيامة مقاماً لايخاف فيه .

قال : إلهي ، فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به النّاس ؟

قال: یا ،موسی ثوابه كثواب من لم يصمه».

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)

(2993) 5 -(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان :

عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى خصّ رسوله صلی الله علیه و آله وسلم بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمَدُوا الله عزّ وجلّ و ارغبوا إليه في الزيادة منها ، فذكرها عشرة: اليقين والقناعة، والصبر، والشكر والحلم، وحُسن الخُلق ، والسخاء ، والغيرة، والشّجاعة، والمروءة».

(أمالي الصدوق : المجلس (39، الحديث 8)

ص: 325


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 431 باب العشرة : ح 12 ، وفي معاني الأخبار : ص 191 = باب معنى مكارم الأخلاق : ح 3.

(2994) 6 -(1) حدّثنا جعفر بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذّاء :

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «أتي النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم بأسارى، فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم ، فقال الرجل : بأبي أنت وأُمّي - يا محمّد - كيف أطلقت عنّي مِن بينهم ؟

فقال : أخبرني جبرئيل عن الله عزّ وجلّ : أنّ فيك خمس خصال يحبّها الله عزّ وجلّ ورسوله : الغيرة الشديدة على حرمك ، والسخاء، وحُسن الخُلق، وصِدق اللسان، والشّجاعة.

فلمّا سمعها الرجل أسلم وحسُن إسلامه، وقاتل مع رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قتالاً شديداً حتّى استشهد».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 7)

(2995) 7) - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه قال : حدّثنا أبوبكر أحمد بن دبيس بن عبدالله المفسّر [الموصلي ] قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي البهلول المروزي قال : حدّثنا الفضل بن هرمز ديار الطبري قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن شجاع [بن رجاء ] البلخي قال : حدّثنا سليمان بن الربيع قال : سمعت كادح بن أحمد يقول : سمعت مقاتل بن سليمان يقول : سمعت الضحّاك قال :

سأل رجل ابن عبّاس : ما الّذى أخف الله تبارك وتعالى من الجنّة، وقد أخبر

ص: 326


1- ورواه أيضاً في الخصال: ص 282 باب الخمسة : ح 28 . وأورده الفتّال في المجلس 58 من روضة الواعظين : ص 277 عن أبي عبد الله علیه السلام، وفي المجلس 60 ص 386 عن أبي جعفر .وروى نحوه البرقي في كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 144 باب 1 ح 1378 / 14 ، والكليني في الكافي : 51:4 ح 9.

عن أزواجها وعن خدمها وطيبها وشرابها وثمرها ، وما ذكر الله تبارك و تعالى من أمرها وأنزله في كتابه ؟

فقال ابن عبّاس : هي جنة عدن خلقها الله يوم الجمعة ثمّ أطبق عليها فلم يرها مخلوق من أهل السماوات والأرض حتّى يدخلها ، أهلها ، قال لها عزّ وجلّ ثلاث مرّات : تكلّمي . فقالت : طوبى للمؤمنين . قال جلّ جلاله: طوبى للمؤمنين وطوبى لك.

قال مقاتل : قال الضحّاك : قال ابن عبّاس : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ألا من كان فيه ستّ خصال فإنّه منهم : من صدق حديثه، وأنجز وعده، وأدّى أمانته، وبرّ ،والديه، ووصل رحمه واستغفر من ذنبه فهو مؤمن».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 9)

(2996) 8-(1) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي بن أبي عمير:

عن حمّاد بن عثمان قال : جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمّد علیهما السلام فقال له : يا ابن رسول الله ، أخبرني بمكارم الأخلاق، فقال: «العفو عمّن ظلمك، وصلة مَن قطعك ، وإعطاء مَن حَرَمك ، وقول الحقّ ولو على نفسك».

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 10)

(2997)9 -(2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن عبد العزيز بن عمر :

ص: 327


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 191 باب معنى مكارم الأخلاق : ح .1 وأورده الفتّال في المجلس 58 من روضة الواعظين : ص 377.
2- ورواه أيضاً في الخصال: ص 92 باب الثلاثة : ح 36 ورواه أبو علي محمّد بن همّام الاسكافي في التمحيص : ص 68ح 166 باب 9 ، والكليني في الكافى : 2 : 240 : ح 33 عن يحيى بن عمران الحلبي وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 383 ، وورّام في تنبيه الخواطر : 2 : 167 .

عن أحمد بن عمر الحلبي قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : أيّ الخصال بالمرء أجمل ؟ قال:«وقار بلا مهابة ، وسَماح بلا طلب مكافأة، وتشاغل بغير متاع الدنيا». (أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 8 )

(2998)10 -(1) حدّثنا علي بن عيسى رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن محمّد ماجيلويه، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن عمرو بن ثابت، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السلام قال :

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام: «إنّ في الجنّة لشجرة يخرج من أعلاها المحلل، ومن ، ومن أسفلها خيل بُلق (2)مسرجة ملجمة ذوات أجنحة، لاتروث و لاتبول، فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنّة حيث شاءوا، فيقول الّذين أسفل منهم ياربّنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة ؟ فيقول الله جلّ جلاله : إنّهم كانوا يقومون الليل ولا ينامون ويصومون النّهار ولا يأكلون، ويجاهدون العدوّ و لا يجبنون، ويتصدّقون ولا يبخلون».

(أمالي الصدوق : المجلس 48 الحديث 14)

(1999) 11 -(3) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن إبراهيم

ص: 328


1- ورواه محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في كتاب الصلاة من الأشعثيات : ص 36، و القاضي النعمان في دعائم الإسلام: 1 : 134 ، والسبزواري في الفصل 137 من جامع الأخبار : ص 494ح 1373 ، والفتّال في روضة الواعظين : 2 : 505 .
2- الأبلق من الخيل : الّذي فيه سواد وبياض .
3- والخمسة الأولى - مع تقديم وتأخير - رواها أيضاً في الخصال : ص 298 باب الخمسة ح 69 بسنده عن أبي خالد العجمي ، عن أبي عبد الله علیه السلام، وفيه «الحريّة» بدل «الحياء».

بن هاشم عن إسماعيل بن ،مرار عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبدالله

سنان:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السلام قال : خمس مَن لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مُستَمتَع.

قيل : وما هنّ يا ابن رسول الله ؟

قال: «الدين، والعقل، والحياء، وحُسن الخلق، وحُسن الأدب، وخمس من لم تكن فيه لم يَتَهَنّ بالعيش : الصحّة والأمن، والغِنى، والقناعة، والأنيس

الموافق».

(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 15)

(2000)12 -(1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن احمد بن يحيى بن عِمران الأشعري عن محمّد بن آدم، عن الحسن بن عليّ الخزاز، عن الحسين بن أبي العلاء :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السلام قال : سمعته يقول: «أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ رجل صَدوق في حديثه، محافظ على صلواته وما افترض الله عليه ، مع أداء الأمانة».

ثمّ قال علیه السلام : «مَن اؤتُمِن على أمانة فأدّاها فقد حلّ ألف عُقدة من عُنقه من عُقد النّار ، فبادروا بأداء الأمانة، فإنّ مَن اؤتمن على أمانة وَكَّل به إبليس مئة شيطان من مَرَدة أعوانه ليُضِلُّوه ويُوسوسوا إليه حتّى يُهلِكوه، إِلَّا مَن عَصَم الله عَزَّ و جلّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 8 )

ص: 329


1- وأورده المفيد في الاختصاص : ص 242 ، والفتّال في روضة الواعظين : - ص 373 في عنوان «فصل في ذكر وجوب أداء «الأمانة»، والطبرسي في الحديث 10 من الفصل 14 من مشكاة الأنوار : ص 108 - 109 ح 250.

(3001) 13 -(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن علیّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «إنّ فى الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من عَلَى اللهُ ظاهرها ، يسكنها من أُمّتي مَن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام وصلّى بالليل والناس نيام».

فقال عليّ علیه السلام : «يا رسول الله ، ومَن يطيق هذا من أمّتك» ؟ فقال: «يا عليّ، أو ما تدري ما إطابة الكلام ؟ مَن قال إذا أصبح وأمسى :

«سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر عشر مرّات.

وإطعام الطعام : نفقة الرجل على عِياله .

وأمّا الصلاة بالليل والنّاس نيام : فمَن صلّى المغرب والعشاء الآخرة وصلاة

الغداة في المسجد في جماعة فكأنّما أحيا الليل كلّه .

وإفشاء السلام أن لا يَبخَل بالسلام على أحد من المسلمين».

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 5)

(3002) 14 -(2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا جماعة قالوا : حدّثنا أبو المفضّل قال :

ص: 330


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 250 - 251 «باب معنى إطابة الكلام...». وأورده الفتّال في عنوان «الحث على اصطناع المعروف وأداء الأمانة» من روضة الواعظين : ص 371. وانظر سائر تخريجاته في كتاب العدل والمعاد : ج 1 ص 545 - 546 ح 17 من الباب 19 من أبواب المعاد.
2- ورواه السيّد أبوطالب في الباب 64 من تيسير المطالب : ص 445 - 446 ح 994 بإسناده عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السلام.

حدّثني إسحاق بن محمّد بن مروان الكوفي ببغداد ، قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا يحيى بن سالم الفرّاء، عن حمّاد بن عثمان ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السلام، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : « لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر (1)يُرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره وفيه قبّتان من درّ وزبرجد ، فقلت : يا جبرئيل، لمن هذا القصر ؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام ، وتهجّد بالليل والنّاس نيام».

قال عليّ علیه السلام : فقلت: «يا رسول الله ، وفي أمّتك مَن يُطيق هذا» ؟

قال: «أتدري ما إطابة الكلام» ؟

فقلت : «الله ورسوله أعلم».

قال: «مَن قال : سُبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أتدري ما إدامة الصيام» ؟

قلت : «الله ورسوله أعلم».

قال: «مَن صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوماً، أتدري ما إطعام الطعام ؟

قلت : «الله ورسوله أعلم».

قال: «من طلب لعياله ما يكفّ به وجوههم عن النّاس، أتدري ما التهجّد

بالليل والنّاس نيام ؟

قلت : «الله ورسوله أعلم».

قال: «مَن لم يتم حتّى يصلّي العِشاء الآخرة، والنّاس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما».

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 30)

(3003) 15 -(2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين

ص: 331


1- فى نسخة : « ياقوتة حمراء».
2- ورواه أيضاً في الخصال : ص 81 باب الثلاثة : ح 5 عن ه عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن البرقي.

السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان عن محمّد بن مسلم :

عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام قال : «ثلاثة هُم أقرب الخَلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتّى يفرغ من الحساب : رجل لم تَدَعه قُدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على مَن تحت يديه ورجل مشى بين اثنين فلم يَمِل مع أحدهما على الآخر بشعيرة (1)، ورجل قال الحق فيما عليه وله».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 6)

( 3004) 16 -(2) حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن سنان، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :

عن الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام أنه قال :«عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها ، وإيّاكم ومَدَامَ الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يُبغضها، وعليكم بتلاوة القرآن فإنّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فكلّما قرأ آية رقي درجة، وعليكم بحُسن الخُلق فإنّه يبلُغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وعليكم بحُسن الجوار فإنّ الله أمر بذلك، وعليكم بالسَّواك فإنّها مَطهَّرَة وسُنّة حَسَنة ، وعليكم بفرائض الله فأدّوها، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها». (أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 10)

(3005) 17 -(3) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي قال :

ص: 332


1- في نسخة من الخصال : «بشعرة» .
2- وأورد بعض فقراته الفتّال في المجلس 58 من روضة الواعظين : ص 377.
3- وأورده الفتّال في المجلس 58 من روضة الواعظين : ص 377.

حدثني محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن عليّ بن ميمون الصائغ قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السلام يقول: «من أراد أن يُدخِله الله عزّ وجلّ في رحمته (1)ويُسكنه جنّته ، فليحسن خُلقه، ، وليُعطِ النَّصَفة من نفسه، وليرحم اليتيم ، وليُعِن الضعيف، وليتواضع الله الّذي خَلَقَه».

(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 15)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله. (أمالي الطوسى : المجلس 15 ، الحديث 25)

(3006) 18 -(2) حدّثنا محمّد بن علىّ ما جيلويه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسين بن إسحاق التاجر ، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليٌ، عن آبائه عن عليّ علیهم السلام قال :

قال رسول الله صل الله عليه واله : «إنّ أقربكم منّي غداً وأوجبكم عَلَيَّ شفاعةٌ أصدقكم لساناً، وآداكم للأمانة، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس». (أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 5)

ص: 333


1- «في رحمته» غير موجود في أمالي الطوسي .
2- والحديث موجود في مسند زيد الشهيد علیه السلام : ص ص 348 . ورواه السيد أبو طالب في تيسير المطالب : ص 442 في أوّل الباب 63 عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني، عن الحسن بن محمّد بن نصر ، عن فضالة بن محمّد فضالة، عن سلیمان بن الربیع، عن كادح ، عن موسى بن وجيه ، عن زيد بن عليّ. وأورده أبو محمّد جعفر بن محمّد بن عليّ في كتاب الغايات: جامع الأحاديث : ص 200 - 201 ، والفتّال فى لمجلس 58 من روضة الواعظين : ص ،377 ، والحرّانى فى قصار مواعظ النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم من تحف العقول: ص 46 بتفاوت . وروى نحوه أبو على محمّد بن محمّد بن الأشعث في الأشعثيّات : ص 150 كتاب السير والأداب، باب التقوى وحسن وحسن الخلق.

(2007) 19 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي، عن عبد المؤمن، عن محمّد بن عليّ الباقر علیهما السلام قال : حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أقربكم منّي في الموقف غداً أصدقكم حديثاً، وآداكم أمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم إلى النّاس».

(أمالى المفيد : المجلس 7 ، الحديث 13)

(2008) 20 - (1)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد :قال أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السلام قال:

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم: «أقربكم غداً منّي في الموقف : أصدقكم للحديث ، وآداكم عَلَيْهِ وَللأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 57)

(2008) 21 -(2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد،

ص: 334


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 31 .
2- ورواه - بتفاوت - ابن عديّ في الكامل : 1 : 418 في ترجمة أزور بن غالب (231)بإسناده عن سليمان التيمي عن أنس بتمامه، وفي ص 375 في ترجمة أشعث بن براز (199) بإسناده عن ثابت، عن أنس مقتصراً على الفقرة الأولى من الحديث.ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 427 - 429 ح 8760 وما بعده بأسانيد عن عمرو بن دينار وسعيد بن زون و ثابت وسليمان التيمي وأبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك. وأخرجه الهندي فى كنز العمّال : 15 : 909 ح 43571 نقلا عن ابن عدي في الكامل العقيلي في الضعفاء .

عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمّد بن أورمة، عن اسماعيل بن، أبان الوراق، عن الربيع بن بدر، عن أبي حاتم:

عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أنس، أَكثِر من الطهور يزد الله في عمرك ، وإن استطعت أن تكون بالليل والنهار على طهارة فافعل، فإنّك تكون إذا متّ على الطهارة (1)[متّ ] شهيداً، وصلّ صلاة الزوال فإنّها صلاة الأوّابين (2)، وأكثِر من التطوّع تحبّك الحفظة، وسلّم على من لقيتَ يزد الله في حسناتك، وسلّم في بيتك يزد الله في بركتك، ووقّر كبير المسلمين، وارحم صغيرهم أجيء أنا وأنت يوم القيامة كهاتين» وجمع بين الوسطى والمسبّحة.

(أمالي المفيد : المجلس 7 ، الحديث 5 )

(3010) 22 -(3) أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم بن البراء الجعابيّ قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن [زيدان بن ] بريد البجلي قال : حدّثنا محمّد بن ثواب الهُبّاري [ أبو عبد الله الكوفي ] قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن جعفر، عن أبيه قال: حدّثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال :

ص: 335


1- في نسخة : «على طهارة»
2- صلاة الزوال هي صلاة الظهر ، والأوّاب : كثير الرجوع إلى الله عزّ وجلّ بالتوبة .
3- وقريباً منه رواه البرقي في كتاب القرائن من المحاسن : 1 : 68 - 69 باب الأربعة : ح 1 ، والصدوق في الخصال : ص 222 باب الأربعة : ح 49 من طريق عمرو بن أبي المقدام، عن الصادق علیه السلام ، وفي ثواب الأعمال : ص 165 - 166 باب 359 ح 1 من طريق عليّ بن عليّ اللهبي، عن الصادق علیه السلام .ورواه محمّد بن محمّد بن محمّد بن الأشعث في الأشعثيّات : ص 227 عن موسى بن إسماعيل عن جدّه ، وليس فيه : «وأنّي محمّد رسول الله» ، ومثله في مكارم الأخلاق : ص 306 ، وجامع الأخبار : 134 / 272 فصل 24 ح 4.

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : أربع مَن كنّ فيه كتبه الله من أهل الجنّة : من كان عصمته شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي محمّد رسول الله ، ومَن إذا أنعم الله عليه بنعمة قال : الحمد الله ، ومَن إذا أصاب ذنباً قال : أستغفر الله ، ومَن إذا أصابته مصيبة قال : إنّا الله وإنا إليه راجعون».

(أمالى المفيد : المجلس 9 ، الحديث 1)

(3011) 23 -(1) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ،عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة بن أعين:

[عن الحسن البزاز ] (2)عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السلام قال : «ألا أخبرك بأشدّ ما فرض الله على خلقه» ؟

قلت : بلی.

قال : «إنصاف النّاس من نفسك ، ومواساة أخيك ، وذكر الله في كلّ حال ، أما إنّي لا أريد بالذكر سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وإن كان هذا من ذلك ، ولكن ذكر الله في كلّ موطن تهجم فيه على طاعة الله، أو معصية له».

(أمالى المفيد : المجلس 10 ، الحديث 4)

ص: 336


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 145 ح 8 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن محبوب بتفاوت ، وباختصار في الحديث 6 بسنده عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم . ولاحظ ما أورده الحرّاني في تحف العقول: ص 378 - 379 في مواعظ الإمام الصادق علیه السلام
2- ما بين المعقوفين موافق لنقل البحار عن الأمالي ، ولرواية الكافي.

(3012) 24 -(1) حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، [عن الحسن بن عليّ بن فضّال]، عن عليّ بن عقبة ، عن جارود بن المنذر قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السلام يقول: «أشدّ الأعمال ثلاثة : إنصافك النّاس (2)من نفسك حتّى لا ترضى لها بشيء منهم (3)إلّا رضيت لهم منها مثله (4)ومؤاساتك الأخ في المال، وذكر الله على كلّ حال، ليس أن تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقط، ولكن إذا ورد عليك شيء [ أمر الله به أخذت ،به ، وإذا ورد عليك شيء ] (5)نهى الله عنه تركته».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 23)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن علي بن وهبان الأزدي، عن أبي عليّ محمّد بن احمد بن زکریّا، عن الحسن بن علیّ بن فضّال، مثله بتفاوت ذكرته في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 25)

ص: 337


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 144 باب الإنصاف والعدل : ح 3 عن محمّد بن يحيى، عن الحسن بن علىّ بن فضال ، إلّا أنّ فيه : «سيّد الأعمال ثلاثة». ورواه الصدوق في الخصال : ص 131 - 132 باب الثلاثة : ح 139 عن أبيه، عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وأورده الحلواني في نزهة الناظر : 12 / 16 عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم باختصار .
2- في أمالي الطوسي : «إنصاف النّاس».
3- كلمة «منهم» غير موجودة في أمالي الطوسي والكافي .
4- في أمالي الطوسي : «رضيت لهم بمثله».
5- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي، وفيه بعده : «نهاك الله عنه تركته»

(3013) 25 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال:حدّثنا جدّي أحمد أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السلام قال: قال: «ألا أخبرك (2)بأشدّ ما افترض الله على خلقه ؟ : إنصاف النّاس من أنفسهم، ومواساة الإخوان في الله عزّ وجلّ، وذكر الله على كلّ حال فإن عرضت له طاعة الله عمل بها، وإن عرضت له معصية له تركها».

(أمالى المفيد : المجلس 38، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 44)

( 3014) 26 -(3) أبو جعفر الطو أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني

ص: 338


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 80. وقريباً منه رواه المفيد في الإرشاد : 2 : 167 ، وعبد الله بن مبارك في كتاب الزهد : ص 257 رقم 744 باب إصلاح ذات البين، وابن كثير في البداية والنهاية : 9: 322 ، والصدوق في الخصال : ص 125 باب الثلاثة في ضمن الحديث 122 من وصايا النبي للوصي علیهما السلام.ورواه أبو نعيم في تاريخ إصبهان : 1 : 219 في ترجمة إبراهيم بن ناصح بن المعلى بإسناده عن الحارث، عن علي علیه السلام ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
2- في أمالي الطوسي : «أخبركم».
3- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 80 كتاب الإيمان والكفر ، باب اجتناب المحارم : ح 4 علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ... مع اختصار فيه.وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 187 باختصار . ونحوه في مواعظ النبيّ صلی الله علیه و آله وسلم لأمير المؤمنين علیه السلام: الفقيه : 4 : 259 باب النوادر .

أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : قال لي : «ألا أخبرك بأشد ما فرض الله على خلقه» ؟

قال : قلت : نعم .

قال: «إنّ من أشدّ ما فرض الله على خلقه إنصافك النّاس عن نفسك، ومواساتك أخاك المسلم في مالك ، وذكر الله كثيراً، أما إنّي لا أعنى «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» وإن كان منه ، لكن ذكر الله عند ما أحلّ وحرّم، فإن كان طاعة عمل بها، وإن كان معصية تركها».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 37)

(3015) 27 -(1) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد العلوي الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد الله ، عن آبائه، عن عليّ علیه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سيّد الأعمال ثلاثة : إنصاف النّاس من نفسك ، ومواساة الأخ في الله ، وذكر الله على كلّ حال».

(أمالي الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 6)

ص: 339


1- ورواه أبو علي محمّد بن محمد بن الأشعث في الأشعثيات : ص 230 ورواه الكليني في الكافي : 2 : 145 كتاب الإيمان والكفر باب الإنصاف والعدل : ح 7 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله الله ، عن رسول صلی الله علیه و آله وسلم.وأورده الديلمي في الفردوس : 461:2 ح 3293، والفتّال في المجلس 62 من روضة الواعظين : ص 390 .

(3016) 28 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصير في قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن مهرويه القزويني سنة اثنتين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا داوود بن سلمان الغازي قال : حدّثنا عليّ بن موسى علیهما السلام، عن أبيه العبد الصالح موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه الشهيد الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السلام قال :

قال رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم : «أفضل الأعمال عند الله : إيمان لا شكّ فيه وغزو لا غلول (2)فيه ، وحجّ مبرور، وأوّل من يدخل الجنّة عبد مملوك أحسن عبادة ربّه ونصح لسيّده ، ورجل عفيف متعفّف ذو عبادة».

(أمالي المفيد : المجلس 12، الحديث 1)

ص: 340


1- هذا هو الحديث 8 من صحيفة الرضاء علیه السلام : ص 41 - 42 وفيه :«وأوّل من يدخل الجنّة شهيد وعبد مملوك ...» ، وبعده زيادة وهي : «وأوّل من يدخل النّار إمام مسلّط لم يَعدِل ، وذو ثروة من المال لم يَقضِ حقه ، وفقير فخور». ورواه الصدوق في العيون : 2 : 31 باب 30 ح 20 ، والرافعي في التدوين : 2 : 216 في ترجمة أحمد بن فارس بن زكريّا (1005). وروى فقرة منه الزمخشري في ربيع الأبرار: 3: 9 باب العبيد والإماء، بلفظ : «أوّل من يدخل الجنّة شهيد ، وعبد أحسن عبادة ربه ونصح لسيّده». وأخرج صدره أحمد بن حنبل في المسند : 2: 258 و 348 و 442 و 521 ، والدارمي : (2739)، والطيالسي : (2518)، والبخاري في خلق أفعال العباد»: (153) ، وابن حبان : (4597) بأسانيدهم إلى أبي هريرة .
2- قال ابن الأثير فى مادة «غلل» من النهاية : قد تكرّر ذكر الغلول في الحديث، وهو الخيانة في المغنم ، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة ، وسمّيت غلولاً لأن الأيدي فيها مغلولة ، أي ممنوعة مجعول فيها غلّ.

(3017) 29 - (1) أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه الله، عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن عثمان بن عيسى :

عن سماعة بن مهران ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیهما السّلام : قال : سمعته يقول : « لا تستكثر واكثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب، فإنّ قليل الذنوب يجتمع حتّى يكون كثيراً، وخافوا الله عزّ وجلّ في السرّ حتّى تعطوا من أنفسكم النَصَف وسارعوا إلى طاعة الله، واصدقوا الحديث ، وأدّوا الأمانة، فإنّما ذلك لك-م، ولا تدخلوا فيما لا يحلّ فإنّما ذلك عليكم».

(أمالى المفيد : المجلس 19 ، الحديث 8)

(3018) 30 - حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب:

عن عجلان أبي صالح قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: «أنصف النّاس من نفسك، وواسهم في مالك ، وارض لهم بما ترضى لنفسك ، و اذكر الله كثيراً، إلى أن قال : وعليك بالصدق والورع وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف» .

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3019) 31 - (2) وبالسند المتقدّم عن عليّ بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد، عن :

ص: 341


1- ورواه الحسين بن سعيد في بعض كتبه ، كما عنه المجلسي في بحار الأنوار: 69: 397.
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 56 كتاب الإيمان والكفر ، باب المكارم : ح 3 عن عدّة من الأصحاب، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن محمّد الهاشمي ، عن إسماعيل بن عبّاد. ورواه أبو عليّ محمّد بن همّام الاسكافي في كتاب التمحيص : ص 68 ح 162 باب 9. وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 362 بزيادة : «واليقين وحسن الخلق والمروّة» .

إسماعيل بن عبّاد، عن [ عبد الله بن ] بكير:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنّه قال : «إنّا لنحبّ من شيعتنا من كان عاقلاً ، فهماً ، فقيهاً ، حلياً ، مدارياً، صبوراً ، صدوقاً، وفيّاً».

ثمّ قال: «إنّ الله تبارك وتعالى خصّ الأنبياء علیهم السّلام بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ، ومَن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله وليسأله [إيّاها ] (1)) .

قال : قلت : جعلتّ فداك، وما هي ؟

قال : «الورع ، والقنوع (2) ، والصبر والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبرّ، وصدق الحديث، وأداء «الأمانة».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 22)

(3020) 32 - (3) وبالسند المتقدّم عن عليّ بن مهزيار، عن عليّ بن حديد (4) قال :

أخبرني أبو إسحاق الخراساني صاحب كان لنا - قال :

كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول: «لا ترتابوا فتشكّوا ، ولا تشكّوا فتكفروا ، ولاترخِّصوا لأنفسكم فتدهنوا ولا تداهنوا في الحقّ

ص: 342


1- من الكافي .
2- في الكافي : «والقناعة».
3- ونحوه رواه الكليني في الكافي : 1: 45 كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم : ح 6 بسنده عن البرقي، عن أبيه مرفوعاً عن أمير المؤمنين علیه السّلام . وروى الفقرتين الأوليين في ج 2 ص 399 باب الشك من كتاب الإيمان والكفر : ح 2 عن عدّة من الأصحاب ، عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط ، عن أبي إسحاق الخراساني . وأورد الحرّاني بعض فقراته في تحف العقول: ص 206 - 207 .
4- في الكافي : علي بن أسباط ، عن أبي إسحاق الخراساني .

فتخسروا ، [ و ] إنّ الحزم أن تتفقّهوا (1) ، ومن الفقه أن لا تغترّوا، وإنّ أنصحكم لنفسه أطوعكم لربّه ، وإنّ أغشّكم لنفسه أعصاكم لربّه مَن يطع الله يأمن ويرشد (2) ، ومَن يعصه يخب ويندم واسألوا الله اليقين ، وارغبوا إليه في العاقبة ، وخير ما دار في القلب اليقين، أيّها النّاس إيّاكم والكذب ، فإنّ كلّ راج طالب، وكلّ خائف هارب. (أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 38)

(3021) 33 - (3) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن (4) بن عطية :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «المكارم عشر، فإن استطعت أن

ص: 343


1- في الكافي: «وإنّ من الحقّ أن تفقّهوا».
2- في الكافي: «يأمن ويستبشر».
3- رواه الصدوق في الخصال : ص 431 باب العشرة : ح 11 عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن موسى ، عن يزيد بن إسحاق . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 55 كتاب الإيمان والكفر ، باب المكارم : ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى . وروى نحوه أبو علىّ محمّد بن محمّد بن الأشعث في الأشعثيّات: ص 151 كتاب السير والأداب، باب التقوى وحسن الخلق، عن موسى بن جعفر، عن آبائه علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم . وورد أیضاً من طريق ،عائشة، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ، رواه البيهقي في شعب الإيمان : 6: 137 - 138 ح 7720 و 7721 ، والديلمي في الفردوس : 4 : 439 ح 6781 .
4- في بعض النسخ : «الحسين».

344

تكون فيك فلتكن، فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده وتكون في ابنه (1) ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ».

قيل : وما هنّ يا ابن رسول الله ؟

قال: صدق اللسان، وصدق البأس (2) ، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام السائل والمكافأة على الصنائع والتذمّم للجار، والتذمّم للصاحب، ورأسهنّ الحياء».

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 13)

(3022) 34 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال:

قال أبو عبد الله علیه السّلام لداود بن سرحان: «يا داوود ، إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض ، يقسمها الله حيث يشاء، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه ، وتكون

ص: 344


1- في أمالي الطوسي: «في الإبن»، وفي الكافي: «في الولد»، وفي الخصال: «في ولده».
2- في نسخة منه ونسخة من أمالي الطوسي : «النّاس» ، وفي الكافي : «صدق اليأس». قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول : 7: 344: اليأس - بالياء المثنّاة - كما في بعض نسخ الكتاب ومجالس الشيخ وغيره ، وفي بعض النسخ بالباء الموحّدة ، فعلى الأوّل المراد به اليأس عمّا في أيدي النّاس وقصر النظر على فضله تعالى ولطفه . والمراد بصدقه عدم كونه بمحض الدعوى من غير ظهور آثاره. وعلى الثاني المراد بالبأس : إمّا الشجاعة والشدّة في الحرب وغيره، أي الشجاعة الحسنة الصادقة في الجهاد في سبيل الله وإظهار الحق والنهي عن المنكر ، أو من البؤس والفقر كما قيل، أريد بصدق البأس موافقة خشوع ظاهره وإخباته لخشوع باطنه وإخباته، لا يرى التخشّع في الظاهر أكثر ممّا في باطنه .

في العبد ولا تكون في سيّده : صدق الحديث، وصدق النّاس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وأداء الإمانة، وصلة الرحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، وقرى الضيف، ورأسهنّ الحياء».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 44)

(3023) 35 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، صِلوا أرحامكم وإن قطعوكم، وعودوا بالفضل على مَن حَرمكم، وأدّوا الأمانة إلى مَن ائتمنكم، وأوفوا بعهد مَن عاهدتم ، وإذا حَكَمتم فاعدلوا».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإسلام والإيمان.

(3024) 36 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر

ص: 345


1- ورواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1: 451 باب 46 ح 442/1040 عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عمّن ذكره ، عن عليّ علیه السّلام . ورواه الصدوق في علل الشرائع : ص 247 باب 182 ح 1 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين علیه السلام. ورواه أيضاً في الفقيه : 1 : 134 كتاب الصلاة : ح 613. وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 150-153 في خطبة طويلة قال : إنّها معروفة بالديباج ، والشريف الرضي في باب الخطب من النهج : رقم 110 بعض الفقرات، والثعالبي في التمثيل والمحاضرة : ص 422 كما في هامش النهج .

محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «أفضل ما توسّل به المتوسّلون: الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله ، وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنّها الملّة، وإيتاء الزكاة فإنّها من فرائض الله، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من عذاب الله ، وحجّ البيت فإنّه ميقات للدين ومَدحَضة للذنب، وصلة الرحم فإنّه مثراة للمال ومَنسأة للأجل ، وصدقة السرّ فإنّها تُذهب الخطيئة وتُطفئ غضب الربّ ، وصنائع المعروف فإنّها تدفع مِيتة السوء وتقی مصارع الهوان ، ألا فاصدقوا فإنّ الله مع مّن صَدَق، وجانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب الإيمان ، ألا وإنّ الصادق على شَفا مَنجاة وكرامة ألا وإنّ الكاذب على شفا مَخزاة وهَلَكة ، ألا وقولوا خيراً تُعرفوا ،به واعملوا به تكونوا من أهله، وأدّوا الأمانة إلى مَن ائتمنكم وصلوا مَن قطعكم ، وعودوا بالفضل عليهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 32)

(3025) 37 - (1) وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام (في حديث ) قال : «اتّقوا الله ، اتّقوا الله ، عليكم بالورع، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وعفّة البطن والفرج، تكونوا معنا بالرفیق الأعلی». (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 38)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 15 من أبواب الإيمان والإسلام.

(3026) 38 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد رضی الله عنه،

ص: 346


1- رواه الكشيّ في رجاله : (794) .
2- رواه الكليني في الكافي : 2 : 105 كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة : ح 11 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي الوليد حسن بن زياد الصيقل . ورواه أيضاً فى روضة الكافى : 8 : 219 / 269 . ورواه الصدوق في الخصال : ص 88 باب الثلاثة ح 21 عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد ، عن عبد الله بن محمّد الرازي، عن بكر بن صالح، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله علیه السّلام مثله إلّا أنّ فيه : «برّه بأهله». وأورده الآبي في نثر الدرّ : 1: 357 ، والراوندي في الدعوات: 127 / 315 ، والديلمي في إرشاد القلوب : ص 134 وفي أعلام الدين : ص 304. وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 388 إلّا أنّ فيه : ومن حسن برّه بإخوانه وٍأله مُدّ في عمره» ، وأورده أيضاً في ص 295 فى مواعظ الإمام الباقر علیه السّلام .

عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن أبي الوليد الحسن بن زياد الصيقل (1) قال : قال أبو عبد الله : «مَن صدق لسانه زكا عمله، ومَن حسنت نيّته زيد في رزقه، ومَن حسن برّه بأهل بيته زيد في عمره».

(أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث (17)

(3027) 39 - (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسني رضی الله عنه قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه عن أبيه، عن جّده ، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : «عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله عزّ وجلّ بعثني بها ، وإنّ من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمّن ظلمه، ويُعطي مَن حرمه، ويصل مَن ،قطعه، وأن يعود مَن لا يعوده». (أمالي الطوسى : المجلس 17 ، الحدیث 11)

ص: 347


1- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل وللكافي وفي النسخ: عن أبي الوليد، عن الحسن بن زياد الصيقل.
2- و أورده و رّام بن أبی فراس فی تنبیه الخواطر: 2: 175.

(3028) 40 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن سهل العاقولي قال : حدّثنا موسى بن عمر بن يزيد الكو في الصيقل قال : حدّثنا معمر بن خلّاد قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

عن أبيه عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: «جاء أبو أيّوب الأنصاري - واسمه خالد بن زيد - إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله ، أوصني واقلل لَعَلّي أن أحفظ .

قال : اُوصيك بخمس : باليأس عمّا في أيدي النّاس فإنّه الغنى، وإيّاك والطمع فإنّه الفقر الحاضر، وصلّ صلاة مودّع ، وإيّاك وما تعتذر منه، وأحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك ».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 18)

(3029)41 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن حسين بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم [بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ] العلوي الحسني قال : حدّثني عمّي الحسن بن إبراهيم قال : حدّثني أبي إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل، عن أبيه إبراهيم بن الحسن بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «مَن أعطي أربع خصال في الدنيا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة، وفاز بحظّه منهما : ورع يعصمه عن محارم الله ، وحُسن خُلق يعيش به في النّاس، وحلم يدفع به جهل الجاهل وزوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة».

(أمالي الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 4)

ص: 348

(3030) 42 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني حنظلة بن زكريّا القاضي التميمي بقزوين ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «لاحسب إلّا بالتواضع ولا كرم إلّا بالتقوى، ولا عمل إلّا بالنيّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 25، الحديث 12)

(3031) 43 - (2) وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «حسب المرء ماله، ومروءته عقله، وحلمه شرفه، وكرمه تقواه ».

(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 13)

(3032) 44 - (3) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم بن سعد أبو جعفر القيسي الفقيه بأسوان إملاءً من حفظه ، قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام بالمدينة، قال: حدّثني أبي، عن جدّي إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى جعفر، [قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد ] (4) قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن

ص: 349


1- ورواه أبو علىّ محمّد محمد بن بن الأشعث فى الأشعثيّات : ص 150 كتاب السير والاداب، باب التقوى وحسن الخلق .
2- وروى نحوه أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث في الأشعثيّات : ص 150 كتاب السير و الأداب، باب التقوى وحسن الخلق .
3- ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 178 في عنوان «الحديث 26 في فضل قضاء حوائج المسلمين وما يتّصل بذلك ».
4- ما بين المعقوفين موافق للبحار: 405:69 نقلاً عن الأمالي، ولرواية الأمالي الخمیسیّة.

أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ قال :

سمعت النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم يقول: «بُعثتُ بمكارم الأخلاق ومحاسنها».

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 8)

(3033) 45) - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هاررون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال : حدّثنا محمّد بن صدقة ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : « لا تزال أمّتي بخير ما تحابّوا، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وقروا الضيف، فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب».

(أمالي الطوسي : المجلس 33، الحديث 3)

(3034) 46 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمّد بن وهبان ، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس.

وعن الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن أخيه ، عن زرعة (1):

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قلت له : أيّ الأعمال هو أفضل بعد المعرفة ؟

قال: «ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحجّ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا، وخاتمته معرفتنا، ولاشيء بعد ذلك كبِرّ الإخوان والمواساة ببذل الدينار والدرهم فإنّهما حَجَران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد

ص: 350


1- السند الثانى موافق للحديث 8 من المجلس ،39، وفى الأصل : وبالإسناد الأوّل عن زرعة ، ولم يرد زرعة في الروايات المتقدمة .

الّذي عددت لك ، ومارأيت شيئاً أسرع غنىً ولا أنفى للفقر من إدمان حجّ هذا البيت، وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجّة وألف عمرة ميرورات متقبّلات والحجّة عنده خير من بيت مملوء ذهباً، لا بل خير من ملء الدنيا ذهباً وفضّة تنفقه في سبيل الله عزّ وجلّ، والذي بعث محمّداً بالحقّ بشيراً ونذيراً لَقَضاء حاجة امرئٍ مسلم و تنفيس كربته أفضل من حجّة وطواف وحجّة وطواف - حتّى عقد عشرا ، ثمّ خلّى يده وقال : - اتّقوا الله، ولا تملّوا من الخير، ولا تكسلوا، فإنّ الله عزّ وجلّ ورسوله صلّی الله علیه و آله و سلّم الغنيّان عنكم وعن أعمالكم، وأنتم الفقراء إلى الله عزّ وجلّ، وإنّما أراد الله عزّ وجلّ بلطفه سبباً يدخلكم به الجنّة» (1) .

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 21)

(3035) 47 - (2) وبإسناده عن إبراهيم بن صالح (3) ، عن إبراهيم بن مهزم قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «من أخرجه الله عزّ وجلّ من ذُلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه بلا مال وأعزّه بلا عشيرة وآنسه بلا بشر، ومن خاف الله لم يخف من كلّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء، ومَن رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل، ومن لم يستح من طلب

ص: 351


1- وبعده فى البحار : 406:69: ورواه عن جماعة ، عن أبي المفضّل عن حميد، عن القاسم بن إسماعيل، عن زريق ، عنه علیه السّلام مثله .
2- ورواه الصدوق في الفقيه : 4: 293 ح 67 من باب النوادر: رقم 887 من طريق الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. ورواه أبونعيم في حلية الأولياء : 3: 191 عن محمد بن عمر بن سلم ، عن القاسم بن محمد بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه محمّد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من نقله الله ...» إلى آخر ما هنا . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 89 - 90 عن الهيثم بن واقد الخدري، عن أبي عبد الله علیه السّلام . وأورد صدره الحلواني في نزهة الناظر : 26 / 74 . وروى الكليني في الكافي : 2 : 76 كتاب الإيمان والكفر باب الطاعة والتقوى : ح 8 بإسناده عن يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «ما نقل الله عزّ وجلّ عبداً من ذلّ المعاصى إلى عزّ التقوى إلّا أغناه من غير مال ، وأعزّه من غير عشيرة ، و آنسه من غير بشر».
3- كذا في النسخ ، وليس في الروايات الّتي قبلها ولا بعدها سند متّصل فيه إبراهيم بن صالح، وفي البحار : 69: 407 ح 117 نقلاً عن أمالي الطوسي : بإسناده عن إبراهيم بن مهزيار عن جعفر بن بشير، عن سيف ، عن أبي عبد الله علیه السّلام .

الحلال خفّت مؤنته ونعم أهله ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأطلق بها لسانه وبصّره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه الله من الدنيا سالماً إلى دار السلام ».

(أمالي الطوسى : المجلس 43 ، الحديث 5)

ص: 352

باب 2 العدالة والخصال الّتى من كانت فيه ظهرت عدالته

(3036)1 - حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ محمّد بن قُتیبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح:

عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام ، وقد قلت له: يا ابن رسول الله ، أخبرني مَن تُقبل شهادته، ومَن لا تُقبل شهادته؟

فقال : «يا علقمة ، كلّ من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته».

قال: فقلت له : تُقبل شهادة المُقترف للذَّنوب؟

فقال: «يا علقمة ، لولم تُقبل شهادة المُقترفين للذُّنوب لما قبلت إلاّ شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم ، لأنّهم هم المعصومون دون سائر الخَلق، فمن لم تَرَه بعينك يَرتَكِب ذنباً أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان، فهو من أهل العدالة والسّتر، وشهادته مقبولة ، و إن كان فى نفسه مُذنباً، ومَن اغتابه بما فيه فهو خارجٌ عن ولاية الله عزّ وجلّ داخل في ولاية الشيطان.

ولقد حدّثني أبي، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: «مَن اغتاب مؤمناً بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنّة ، ومن اغتاب مؤمناً بما ليس فيه، فقد انقطعت العِصمة بينهما ، وكان المُغتاب في النّار خالداً فيها وبئس المصير» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 22 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه في الباب 1 من كتاب النبوّة (1).

(3037) 2 - (2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضی الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن

ص: 353


1- تقدّم في ج 2 ص 11 - 13 ح 2 .
2- ورواه أيضاً في الفقيه : 1 : 376 كتاب الصلاة، باب صلاة الجماعة وفضلها : ح 1093 =بلفظ : «من صلّى الصلوات الخمس جماعة فظنّوا به كلّ خير».

عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن زياد الأزدي، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «مَن صلّى خمس صلوات في اليوم والليلة في جماعة، فظنّوا به خيراً وأجيزوا شهادته».

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 23)

ص: 354

باب 3 ما ورد في أصناف النّاس.

(3038) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسی الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن أبي السري قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني :

عن الأصبغ بن نباتة قال : لمّا جلس عليّ علیه السّلام في الخلافة وبايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، لابساً بردة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، متنعّلاً نعل رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ، متقلّداً سيف رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، فصعد المنبر فجلس عليه متمكّناً، (إلى أن قال) : ثمّ قال علیه السّلام : «سلوني قبل أن تفقدوني».

فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكّياً على عكّازة (2)، فلم يزل يتخطّى النّاس حتّى دنا منه فقال : يا أمير المؤمنين، دلني على عمل إذا أنا عملته نجّاني الله من النّار.

فقال له : «اسمع يا هذا، ثمّ افهم، ثمّ استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغنيّ لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ، وبفقير صابر، فاذا كتم العالم علمه وبخل الغنيّ و لم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بدئها أي إلى الكفر بعد الإيمان .

أيّها السائل فلا تغترنّ بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم

ص: 355


1- ورواه أيضاً فى الحديث 1 من الباب 43 من كتاب التوحيد ص 304 - 308 . ورواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص ص 236 ، وفي الفصل 1 - ما جاء في فضله علیه السّلام على الكافّة في العلم - من الإرشاد : ص 34 - 35 ، بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة ، عن علي علیه السّلام . وقريباً منه رواه الحمويي في فرائد السمطين : 1 : 340 - 341 ح 263.
2- العكّازة والعُكّاز : عصاً يتوكَّاً عليها .

شتّى ، أيّها النّاس إنّما النّاس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر ، فأمّا الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شيء منها فاته، وأمّا الصابر فيتمنّاها بقلبه فإن أدرك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأمّا الراغب فلا يبالي من حلّ أصابها أم من حرام».

قال : يا أمير المؤمنين ، فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟

قال: «ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حقّ فيتولّاه ، وينظر الى ما خالفه فيتبرّاً منه وإن كان حبيباً قريباً».

قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين . ثمّ غاب الرجل فلم نره، وطلبه النّاس فلم یجدوه، فتبسّم علیّ علیه السّلام على المنبر ثمّ قال : «ما لكم ؟ هذا أخي الخضر علیه السّلام ».

(أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه فی کتاب الاحتجاج (1) .

(3039) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبيد الله محمّد بن بن عبيد بن ياسين بن محمّد بن عجلان التميمى العابد قال:

سمعت سيّدي أبا الحسن عليّ بن محمّد ابن الرضا علیهم السّلام بسرّ من رأى يقول: «الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامّة اسم مشتقّ من العمى، ما رضي الله لهم أن شبّههم بالأنعام حتّى قال : «بَلْ هُمْ أَضَلُّ» (3) ».

(أمالي الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 3)

ص: 356


1- تقدّم في ج 1 ص 594 - 599 في الباب 2 من أبواب احتجاجات أمير المؤمنين علیه السّلام : ح 1 .
2- وأورده رضي الدين الحلّي في العدد القويّة : 293 / 21 ونسبه إلى الرضا علیه السّلام . ورواه المجلسي في البحار : 78: 9/352 نقلاً عن العدد القويّة ، وفي ص 355 نقلاً عن كتاب الدرّ.
3- سورة الأعراف : 6 : 179 ، سورة الفرقان : 44:25 .

باب 4 حبّ الله تعالى

(3040) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «إنّ النّاس يعبدون الله عزّ وجلّ على ثلاثة أوجه : (إلى أن قال : ولكنّي أعبده حُبّاً له عزّ وجلّ فتلك عبادة الكرام وهو الأمن، لقوله عزّ وجلّ : «وَهُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ» (1) ، ولقوله عزّ وجلّ: «قُلْ إِنْ كُنْتُ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحيبُكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ » (2) فمن أحبّ الله أحبّه الله ، ومن أحبّه الله عزّ وجلّ كان من الأمنين».

(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 5 )

سيأتي تمامه مسنداً في باب النيّة وشرائطها ومراتبها وكمالها (11).

(3041) 2 - حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال : سمعت مولاي الصادق علیه السّلام يقول: «كان فيما ناجى الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السّلام به أن قال له : يا ابن عمران، كَذَب من زَعَم أنّه يُحبّني فإذا جنّه الليل نام عنّي ، أليس كلّ محبّ يُحبّ خَلْوة حبيبه ، ها أنا ذا - يا ابن عمران - مطّلع على أحبّائي إذا جنّهم الليل حُوّلت أبصارهم من قلوبهم (3)، ومَثُلت عقوبتي بين

ص: 357


1- سورة النمل : 27 : 89 .
2- سورة آل عمران : 3: 31 .
3- قال العلّامة المجلسي رحمه الله : حوّلت أبصارهم من قلوبهم، أي جعلت قلوبهم مشغولة بذكري بحيث لا تشتغل بما رأته الأبصار ، أو لا تنظر أبصارهم إلى ما تشتهيه قُلوبهم . ويحتمل أن يكون «من قلوبهم» صفة أو حالاً لقوله «أبصارهم»، أي حوّلت أبصار قلوبهم عن النظر إلى غيري ، ويؤيّده الفقرة الثانية .

358

أعينهم، يُخاطبوني عن المشاهدة، ويكلّموني عن الحضور ، يا ابن عمران، هَب لي من قلبك الخُشوع، ومن بدنك الخُضُوع، ومن عينيك الدُّموع في ظُلَم الليل ، وادعُني فإنّك تجدني قريباً مُجيباً».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 1)

(3042) 3 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد محمّد بن الصقر الصائغ قال : حدّثنا محمّد بن أيّوب قال : أخبرنا إبراهيم بن موسى قال : أخبرنا هشام بن يوسف، عن عبدالله بن سليمان النوفلي ، عن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نِعَمه ، وأحبّوني لحُبّ الله عزّ وجلّ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي». (أمالي الصدوق : المجلس 58 ، الحديث 7)

(3043 ) 4 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن یحیی الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : قال النبىّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : «أحبّوا الله بما يغدوكم به من نِعَمه، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبيّ». (أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 70)

(3044) 5 - (3) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال :

ص: 358


1- تقدّم تخريجه في الباب الأوّل من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السّلام وحبّهم وبغضهم من كتاب الإمامة : ج 3 ص 234 - 235 ح 2 .
2- تقدّم تخريجه في الباب الأوّل من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السّلام وحبّهم وبغضهم من كتاب الإمامة : ج 3 ص 235 - 236 ح 3 .
3- وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الباقر علیه السّلام من تحف العقول: ص 294 . والبيتان أوردهما الفتّال في المجلس 70 من روضة الواعظين : ص 418 ، وابن شهر آشوب في مناقب الإمام الصادق علیه السّلام من كتاب المناقب : 4 : 297 في معالي أموره .

حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير قال : حدّثني من سمع أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول: «ما أحبّ الله عزّ وجلّ مَن عصاه » . ثمّ تمثّل فقال :

تعصي الإله وأنت تُظهِر حُبَّه *** هذا محالُ في الفِعال بديع

لو كان حُبّك صادقاً لأطَعته *** إنّ المحبّ لَمن يُحبّ مطيع

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 3)

(3045)6 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرني أبو الطيّب الحسين بن محمّد التّمار قال : حدّثني محمّد بن القاسم الأنباري قال: حدّثني أبي، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : حدّثنی أبی، عن الحسین بن سلیمان الزاهد قال: سمعت أبا جعفر الطائی الواعظ یقول:

سمعت وهب بن منبه يقول : قرأت في زبور داوود أسطراً، منها ما حفظت ومنها ما نسيت ، فما حفظت قوله : «يا داوود اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول : من أتاني و هو يحبّني أدخلته الجنّة ، يا داوود اسمع منّي ما أقول والحقَ أقول : من أتاني و هو مستحي من المعاصي الّتي عصاني بها، غفرتها له وأنسيتها حافظيه. يا داوود اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنّة».

قال داوود يا ربّ ما هذه الحسنة ؟

قال: «من فرّج عن عبدٍ مسلمٍ».

فقال داوود : إلهي كذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك .

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 16)

ص: 359


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوة : ج 3 ص 113 - 114 ح 7.

(3046) 7 -(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي أبو العبّاس بالكوفة ، قال : حدّثنا أيّوب بن نوح بن درّاج قال : حدّثنا علىّ بن موسى الرضا علیه السّلام ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «أوحى الله عزّ وجلّ إلى نجيّه موسى بن عمران علیه السّلام : يا موسى أحببني وحبّبني إلى خلقي.

قال : ياربّ إنّي أحبّك ، فكيف أحبّبك إلى خلقك ؟

قال : اذكر لهم نعمائي عليهم، وبلائي عندهم ، فإنّهم لا يذكرون إذ لا يعرفون منّي إلّا كلّ خير » .

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 29 )

(3047) - 8 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزّاز قال : حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى قال : حدّثنا عون بن عمارة قال : حدّثنا سليمان بن عمران الكوفي، عن أبي حازم المدني:

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً» (3) قال : الظاهرة الإسلام ، والباطنة ستر الذنوب. أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 10)

(3048) 9 - (4) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن آدم بن

ص: 360


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 176. وقريباً منه منه في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السّلام ص 342 ح 219 عن علي بن الحسين علیهما السّلام بزيادة في آخره .
2- ورواه المرشد بالله الشجري في أماليه : 2: 99 عن مجاهد، والبيهقي في شعب الإيمان : 4: 119 ح 4503 عن مقاتل، والسيوطي في الدرّ المنثور : 6 : 526 عن البيهقي وابن أبي حاتم ، عن مقاتل .
3- سورة لقمان : 31 : 20 .
4- وأورده الطبرسي في مجمع البيان: 501:7 ذيل الآية الكريمة عن ابن عبّاس، عن = رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم مع زيادة في آخره ، ومثله في الدرّ المنثور - للسيوطي - : 6 : 525 نقلاً عن ابن مردويه والبيهقي والديلمي وابن النجّار .

أبي أسامة اللخمي قاضي فيّوم (1) بمصر ، قال : حدّثنا الفضل بن يوسف القصباني الجعني قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن عكاشة الغنوي قال: حدّثني عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن جويبر بن سعيد ، عن الضحّاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة ، عن علىّ علیه السّلام . والضحّاك عن عبد الله بن العبّاس قالا في قول الله عزّ وجلّ: «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً» (2) قال (3) : «أمّا الظاهرة فالإسلام، وما أفضل عليكم في الرزق، وأمّا الباطنة فما ستره عليك من مساوئ عملك». (أمالي الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 46)

(3049) 10 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي رحمه الله ببغداد قال : سمعت جدّي إبراهيم بن عليّ، يحدّث عن أبيه عليّ بن عبید الله قال : حدّثني شيخان برّان من أهلنا سيّدان : موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ أبي جعفر ، عن أبيه . وحدّثنيه الحسين بن زيد بن عليّ ذو الدمعة قال : حدّثني عمّي عمر بن علي قال : حدّثني أخي محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه الحسين علیهم السّلام.

قال أبو جعفر علیه السّلام : وحدّثني عبد الله بن العبّاس، وجابر بن عبد الله الأنصاري - وكان بدرياً أحدياً شجرياً، وممّن محض من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله في مودّة أمير المؤمنين علیه السّلام - قالوا :

ص: 361


1- الفَيّوم - بالفتح وتشديد ثانيه ثمّ واو ساكنة وميم - : في موضعين أحدهما بمصر والآخر قريب من هيت بالعراق، فأمّا الّتي بمصر فولاية غربيّة بينها وبين الفسطاط أربعة أيّام، بينهما مفازة لا ماء بها ولا مرعى . (مراصد الاطّلاع: 3: 1053) .
2- سورة لقمان : 31 : 20 .
3- كذا في النسخ والبحار .

بينا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبوبكر وعمر و عثمان وعبدالرحمان ورجلان من قرّاء الصحابة من المهاجرين، هما: عبد الله بن أمّ ، عبد (1) ومن الأنصار أبَيّ بن كعب، وكانا بدريّين، فقرأ عبد الله من السورة الّتي يذكر فيها لقمان، حتّى أتى على هذه الآية: «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً» (2) الآية، وقرأ أبَيّ من السورة الّتي يذكر فيها إبراهيم علیه السّلام : « وَذَكَّرهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ» (3) ، قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «أيّام الله نَعماؤه، وبلاؤه مثلاته سبحانه» .

ثمّ أقبل صلّی الله علیه و آله و سلّم على من شهده من أصحابه، فقال: «إنّي لأتخوّلكم بالموعظة تخوّلاً مخافة السأمة عليكم، وقد أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله أن أذكّركم بالنعمة و أنذركم بما اقتصّ عليكم من كتابه »، وتلا : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ﴾ الآية ، ثمّ قال لهم : «قولوا الأن قولكم : ما أوّل نعمة رغّبكم الله فيها وبلاكم بها» ؟

فخاض القوم جميعاً فذكروا نعم الله الّتي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش والذريّة والأزواج إلى سائر ما بلاهم الله عزّ وجلّ به من أنعمه الظاهرة، فلمّا أمسك القوم أقبل رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم على علىّ علیه السّلام فقال: «قُ---ل ي-ا أبا الحسن ، قُل فقد قال أصحابك».

قال : فكيف لي بالقول - فداك أبي وأمّي - وإنّما هدانا الله بك».

قال: «ومع ذلك فهات، قُل ما أوّل نعمة بلاك الله عزّ وجلّ وأنعم عليك بها ؟

قال : «أن خلقني جلّ ثناؤه ولم أك شيئاً مذكوراً».

قال: «صدقت ، فما الثانية» ؟

قال: «أن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيّاً لا ميتاً».

ص: 362


1- عبد الله بن أمّ عبد ، هو ابن مسعود ، أُمّه أمّ عبد بنت ودّ بن سواء .
2- سورة لقمان : 31 : 20 .
3- سورة إبراهيم : 14 : 5 .

قال: «صدقت ، فما الثالثة» ؟

قال: «أن أنشأني - فله الحمد - في أحسن صورة وأعدل تركيب».

قال: «صدقت ، فما الرابعة» ؟

قال : «أن جعلني متفكّراً راغباً لا بُلهة ساهياً».

قال: «صدقت ، فما الخامسة» ؟

قال : «أن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها، وجعل لي سراجاً منيراً».

قال: «صدقت ، فما السادسة» ؟

قال: «أن هداني ولم يضلّني عن سبيله».

قال: «صدقت ، فما السابعة » ؟

قال : «أن جعل لي مردّاً في حياة لا انقطاع لها».

قال: «صدقت ، فما ا الثامنة» ؟

قال: «أن جعلني ملكاً مالكاً لا مملوكاً».

قال : «صدقت ، فما التاسعة» ؟

قال : «أن سخّر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقه».

قال: «صدقت ، فما العاشرة» ؟

قال : «أن جعلنا سبحانه ذكراناً لا إناثاً».

قال: «صدقت ، فما بعد هذا» ؟

قال: «كثرت نعم الله يا نبيّ الله فطابت»، وتلا: «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تحصوها» (1)

فتبسّم رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم و قال : « لتهنك الحكمة ، ليهنك العلم يا أبا الحسن، وأنت وارث علمي، والمبيّن لأمّتي ما اختلف فيه من بعدي، من أحبّك لدينك وأخذ بسبيلك، فهو ممّن هدي إلى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هواك وأبغضك لقی الله یوئم القیامة لا خلاق له » . (أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 48)

ص: 363


1- سورة النحل : 16 : 18.

باب 5 القلب وصلاحه وفساده

(3050) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رضی الله عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد:

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : كان أبي علیه السّلام يقول : «ما شيء أفسد للقلب من الخطيئة، إنّ القلب ليُواقع الخطيئة فما تزال به حتّى تغلب عليه فيصيّر أسفله أعلاه وأعلاه أسفله». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله. (أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 36)

(3051) 2 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني أبو سعيد الأدمي قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن النعمان، عن عليّ بن أسباط :

عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا علیه السّلام ( في حديث) قال : قلت : جُعلت فداك ، أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك ؟ فقال : «أُنظر كيف أنا عندك».

(أمالي الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 8)

يأتي تمامه في مواعظ الإمام الرضا علیه السّلام من كتاب الروضة .

ص: 364


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 268 باب الذنوب من كتاب الإيمان والكفر : ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، بنقص : «أسفله أعلاه». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 175 .
2- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 2 : 54 باب 31 ح 192. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 165 .

(3052) 3 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدّثني أبو عبد الله الرازي واسمه عبد الله بن أحمد، عن سجادة واسمه الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ، واسم أبي عثمان حبیب، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن معاوية بن وهب :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «تبع حكيم حكيماً سبع مئة فرسخ في سبع كلمات، فلمّا لحق به قال: يا هذا، (إلى أن قال:) [ما] أقسى من الحجر ؟ فقال له : قلب الكافر أقسى من الحَجَر».

(أمالي الصدوق : المجلس 43، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3053) 4 - حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال) : «خير ما ألقي في القلب اليقين» (إلى أن قال :) «وشرّ العمى عمى القلب» ؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم » .

(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 1)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

( 3054) 5 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن

ص: 365


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 177 باب 154 بهذا السند ، وفي الخصال : ص 348 باب السبعة ح 21 عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد. وأورده أبو محمّد جعفر بن محمّد بن عليّ في كتاب الغايات : جامع الأحاديث : ص 227. ورواه المفيد في الاختصاص : ص 247 عن سعد بن عبد الله ، عن بعض أصحابه .

الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان، عن صالح بن يزيد:

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : سمعته يقول: «تَبَحّروا قلوبكم فإن أنقاها الله من حركة الواجس لسَخَطِ شيء من صنعه (1) ، فإذا وجدتموها كذلك فاسألوه ما شئتم». (أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 1)

(3055)6 - (2)حدثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كان المسيح يقول لأصحابه : «... لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإنّ الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم (أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 43)

ولكن لا يعلمون». تقدّم تمامه في كتاب النبوة (3).

ص: 366


1- في نسخة : «فإن أنقاها من حركة الواحش لسخط شيء من صنع الله » . التبحّر في الشيء : التعمّق فيه والتوسّع . وأوجس فلان : وقع في نفسه الخوف ، يقال : أوجس القلب فزعاً، وفي التنزيل العزيز: «فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى» : طه : 20: 67 ، وفيه أيضاً («فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) : الذاريات : 51 : 28. يعني : استخبروا قلوبكم وتأمّلوا فإن وجدتموها نقيّة من الاضطراب والوحشة في قبول ما شاء الله أو يشاء وذا طمأنينة عند ما فعل أو يفعل سبحانه بكم ، فاسألوه ما شئتم عند ذلك .
2- هذه الفقرة رواها الكليني في الكافي : 2 : 114 باب الصمت وحفظ اللسان : ح 11، وأورده رّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 189 . ورواه أحمد في كتاب الزهد : ص 95 ، ح 311 عن هاشم، عن صالح، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد، أنّ عيسى بن مريم أوصى الحواريّين: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ....».
3- تقدّم في ج 2 ص 161 - 162 ح 7.

(3056) 7 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أملى علينا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه الله قال : حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن عليّ بن محمّد التمّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد قال : حدّثني جدّي قال: حدّثنا عليّ بن حفص المدائني قال : أخبرنا إبراهيم بن [ عبد الله بن ] الحارث [ بن حاطب ] ، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «لا تُكثِروا الكلام بغير ذكر الله ، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قَسوة القلب ، إنّ أبعد النّاس من الله القلب القاسي ».

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 1)

(3057)8 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الطيّب الحسين بن محمّد التمّار قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري قال : حدّثنا أحمد بن عبيد قال : حدّثنا عبدالرحيم بن قيس الهلالي قال : حدّثنا [عبدالله بن عمر] العمري، عن أبي وجزة السعدي [يزيد بن عبيد]، عن أبيه قال:

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام (فيما أوصى به إلى ابنه الحسن علیه السّلام) قال: «يا بُنَي ، إنّ من البلاء الفاقة، وأشدّ من ذلك مرض البدن، وأشدّ من ذلك مرض القلب، وإنّ من النعم سعة المال، وأفضل من ذلك صحّة البدن، وأفضل من ذلك تقوى القلوب». (أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 367


1- ورواه الترمذي في صحيحه : 4 : 607 ح 2411 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 4 : 245 ح 4951 و 4952 ، والديلمي في الفردوس : 5 : 211 ح 7634 ، والهندي في كنز العمّال : 1 : 427 ح 1840 نقلاً عن الترمذي وص 439 ح 1895 نقلاً عن الترمذي والبيهقي وابن شاهين في الترغيب في الذكر .

(3058) 9 - (1) أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا علىّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام : ليس لحاقن رأي، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح القلوب».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 42)

(3059) 10 - (2) حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن [ عليّ بن ] عبد الوهّاب الاسفراييني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن خلف البلخي قال : حدّثنا الحسن بن العلاء قال : حدّثنا مكّي بن إبراهيم، عن ابن جريج ، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال :

ص: 368


1- وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 364 في مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام بلفظ : «ليس لملول صديق، ولا لحسود غنى، وكثرة النظر في الحكمة تلقح العقل»، ونحوه في مواعظ الإمام الرضاء علیه السّلام : ص 450 .
2- وأورده الديلمي في الفردوس : 3: 466 ح 5325 ، وعنه الهندي في كنز العمّال: 3: 516 ح 7678. قال ابن هشام هذا البيت مشهور من كلام عديّ بن الرعلاء ، والبيت الثاني هو : إنّما الميّت من يعيش كئيبا*** كاسفاً باله قليل الرجاء وقد اختلف العلماء في كلمة «ميت» فقيل : التشديد والتخفيف لغتان والمعنى واحد ، وقيل : المشدّد معناه الّذي فيه الحياة ولكنّه في تعب وجهد ، والمخفّف معناه الّذي فارق الحياة ، وقيل : عكسه . (قطر الندى وبلّ الصدى : ص 239) . ورواه ابن عساكر في ترجمة عدي بن الرعلاء من تاريخ دمشق : 103:40 قال : عدي بن الرعلاء الغسّاني من بني كوث بن تفلذ ثمّ من بني عمرو بن مازن بن الأزد ، شاعر مجد كان يكون ببادية دمشق، والرعلاء أمّه ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل قال : كتب إلَىّ أبو جعفر بن المسلمة يخبرني عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال : عدي بن الرَّعلاء الغسّاني : - والرّعلاء أمّه - وهو القائل : كم تركنا بالعين عين أباغ *** من ملوك وسوقة ألقاء فرقت بينهم وبين نعيم *** ضربة من صفيحة نجلاء ليس من مات فاستراح بميت *** إنّما الميت ميت الأحياء إنمّا الميت من يعيش ذليلاً *** كاسفاً باله قليل الرخاء وبعده أبيات أخرى . وفي هامشه : الخبر والشعر في معجم الشعراء للمرزباني : ص 252 . ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة حذيفة بن اليمان من تاريخ دمشق : 12 : 290 بإسناده عن أبي الطفيل قال : قال حذيفة رضی الله عنه : ليس من مات استراح بميت *** إنّما الميت ميّت الأحياء فقيل له : يا أبا عبد الله ما ميت الأحياء ؟ قال : الّذي لا يعرف المعروف بقلبه ، ولا ينكر المنكر بقلبه .

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ليس من مات فاستراح بميّت ، إنّما الميت ميّت الأحياء».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 72)

(3060) 11 - (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين ( في وصيّته علیه السّلام لبنيه : ) قال : «يا بُنيّ، إنّ القلوب جنود مجنّدة، تتلاحظ بالمودّة، وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه ، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه».

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 6)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الروح (12) من كتاب السماء والعالم .

ص: 369


1- تقدّم تخريجه في كتاب السماء والعالم .

باب 6 ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها

(3061) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ علیهم السّلام :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث ) قال : «أشجع النّاس من غلب هواه».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3062) 2 - (2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن غالب بن عثمان، عن شعيب العقرقوفي :

عن الصادق جعفر بن محمّد قال : «من ملك نفسه إذا رَغِب ، وإذا رَهِب

الله : وإذا اشتهى، وإذا غَضب، وإذا رضي، حرّم الله جسده على النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 7)

ص: 370


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 195 باب معنى الغايات : ح 1 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أيوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي ، عن الصادق علیه السّلام. ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في أوّل كتاب الغايات : جامع الأحاديث : ص 172.
2- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 192 باب 343 ح 1 ، وفي الفقيه : 4 : 286 ح 36 من باب النوادر : رقم 856 . وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق من تحف العقول: ص 361 مع تقديم وتأخير وبنقص قوله : «وإذا رضي»، والسبزواري في جامع الأخبار : ص 518 ح 1469 / 80 فصل 141.

(3063) 3 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن قاسم قراءةً، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد قال : حدّثنا عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في حديث) قال : «من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همّته اشتدّت حسرته عند فراقها، ومن كان غده شرّ يوميه فمحروم، ومن لم يبال بما زرى من آخرته (1) إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد

نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له». وفيه : فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير المؤمنين، أي سلطان أغلب النقص من وأقوى ؟

قال: «الهوى».

أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث (4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله

(أمالي) الطوسي : المجلس (15 ، الحديث (31)

بتفاوت ذكرته في الهامش. يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين من كتاب الروضة.

3 - يأتي تخريجه في كتاب الروضة .

ص: 371


1- في أمالي الطوسي : ومن كان في الدنيا همّته كثرت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شرّاً من يومه فمحروم ، ومن لم ينل ما يرى من آخرته ...». زرى بالشيء : تهاون به وقصّر. وفي نسخة : «رزاً»، وفي أخرى: «رزئ»، رزأ ماله : أصاب منه شيئاً فنقصه . ورزئ ولده وبولده : أصيب به .

(3064) 4 - (1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : أخبرني محمّد بن يحيى الخزّاز قال : حدّثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم بعث سَريّة ، فلمّا رجعوا قال : مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر.

قيل : يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر ؟

قال : جهاد النفس. ثمّ قال صلّی الله علیه و آله و سلّم : أفضل الجهاد من جاهد نفسه الّتي بين جنبيه».

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 9)

(3065) 5 - (2) حدّثنا محمّد بن الحسن رضی الله عنه قال : حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال :

قال الصادق علیه السّلام : «من استوى يوماه فهو مَغبون، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة».

(أمالي الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 4)

ص: 372


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 160 باب معنى الجهاد الأكبر . وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 420 مجلس 71 ، والراوندي في النوادر : ص 21 إلى قوله : «جهاد النفس» . ورواه الكليني في كتاب الجهاد من الكافي : 5 : 12 باب وجوه الجهاد : ح 3 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السّلام : «أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم بعث ...» إلى قوله : «جهاد النفس». وأورده المفيد فى الاختصاص : ص 240 مثل رواية الكليني .
2- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 342 باب معنى المغبون : ح 3 وفيه: «ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان ، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة» .

(3066) 6 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ، عن - أبي العبّاس أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سالم الأزدي، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن عمران البجلي قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «مَن لم يجعل الله له من نفسه (1) واعظاً فإنّ مواعظ النّاس لن تغني عنه شيئاً .

(أمالي المفيد : المجلس 3، الحديث 10)

(3067) 7 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال : حدّثنا عبد الله بن راشد الأصفهاني قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا أحمد بن شمر قال : حدّثنا عبد الله بن ميمون المكّي [القدّاح ] مولى بني مخزوم:

عن جعفر الصادق بن محمّد الباقر ، عن أبيه علیهما السّلام : أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أتي بخبيص (3) فأبى أن يأكله، فقالوا له : أتحرّمه ؟

قال: لا، ولكنّي أخشى أن تتوق إليه نفسي فأطلبه . ثمّ تلا هذه الآية : «أَذْهَبْتُ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا » (4).

(أمالي المفيد : المجلس 16 ، الحديث 2)

ص: 373


1- في البحار : 70 : 17/70 : «من لم يجعل له من نفسه».
2- رواه الثقفي في الغارات : ص 58 - 59 في سيرته علیه السّلام . وانظر سائر تخريجاته في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة : ج 4 ص 543 - 544 ح 2 من باب زهده وتقواه .
3- خبصه خَبصاً: خلطه ، فهو مخبوص وخبيص والخبيص : الحلواء المخبوصة من التمر و السمن.
4- سورة الأحقاف : 20:46 .

(3068) 8- (1)أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن محمّد القاشاني، عن الأصفهاني (2) ، عن سليمان بن داوود [ بن بشر أبي أيوب ] المنقري، عن حفص بن

غیاث قال :

قال أبو عبدالله جعفر بن محمد : «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله [تعالى] (3) شيئاً إلّا أعطاه ، فلييأس من (4) النّاس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلّا من عند الله (5) عزّ و جلّ ، فإذا (6) علم الله [تعالى] (7) ذلك من قلبه لم يسأل [الله] شيئاً إلّا أعطاه ،

ص: 374


1- ورواه الكليني قدس سرّه في الحديث 108 - «حديث محاسبة النفس» - من روضة الكافي : ج 8 143 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد جميعاً، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري . ورواه أيضاً في ج 2 ص 148 كتاب الإيمان والكفر باب الاستغناء عن الناس ح 1 مختصراً.
2- كذا في أمالي المفيد ، وليس في أمالي الطوسي : «عن الأصفهاني»، فالراوي عن سليمان بن داوود المنقري - على نقل الطوسي - : علي بن محمّد القاساني، فإنّه يروي عن سليمان المنقري، وهذا موافق لنقل الكليني قدّس سره في الكافي ، وعلى نقل المفيد يكون الراوي عن سليمان بن داوود : الإصبهاني وهو القاسم بن محمّد ، فإنّه يروي عن سليمان بن داوود المنقري ويروي عنه علي بن محمد القاساني، ويحتمل أن يكون الأصفهاني لقباً لسليمان بن داوود ، فليس بين القاساني وبين سليمان واسطة . انظر ترجمة سليمان بن داوود المنقري في معجم رجال الحديث : ج 8 ص 254 و 257 رقم: «5432» و « 5437» وترجمة علي بن محمّد القاساني في : ج 12 ص 148 و 172 ، وترجمة القاسم بن محمّد الإصبهاني في : ج 14 ص 37 و 43 برقم «9530» و «9532».
3- من المجلس 39.
4- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «عن» .
5- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «من الله».
6- في المجلس 39 ، والحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «فإنّه إذا».
7- من الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي ، وكذا الموردين التاليين .

[ألا] فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ في القيامة خمسين موقفاً كلّ موقف مثل ألف سنة ممّا تعدّون (1)». ثمّ تلا هذه الآية: «فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» (2) .

(أمالى المفيد : المجلس 33، الحديث 1)

ورواه أيضاً في (المجلس 39 الحديث 1) إلّا أنّ فيه : «فإنّه إذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلاّ أعطاه». قال: «ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ أمكنة القيامة خمسون موقفاً كلّ موقف مقام ألف سنة». أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه ، ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، فإنّ للقيامة خمسين موقفاً ...».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 7)

ورواه أيضاً الطوسي في (المجلس 4 ، الحديث 23) بنفس السند والمتن مع مغايرة ذكرتها في الهامش.

(3069) 9 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي رحمه الله قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثمالي (4) قال :

كان عليّ بن الحسين [زين العابدين] (5) علیهما السّلام يقول: «ابن آدم، [إنّك ]

ص: 375


1- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «كلّ موقف مقام ألف سنة ، ثمّ تلا هذه الآية ...» .
2- سورة المعارج : 70: 4.
3- وأورده الحراني في تحف العقول: ص 280 . ورواه المجلسي في البحار : 70 : 65 نقلاً عن السرائر لابن إدريس.
4- في أمالي الطوسي : «الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي». والحسن بن محبوب يروي عن كليهما .
5- من المجلس 12، وكذا المورد التالي .

لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة لها همّك (1) ، و من ما كان الخوف لك شعاراً، والحزن [ لك ] (2) دثاراً، ابن آدم (3) ، إنّك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزّ وجلّ ومسؤول فأعدّ جواباً » (4) .

(أمالى المفيد : المجلس 40 ، الحديث 1)

ورواه أيضاً في (المجلس 12، الحديث 10) بتفاوت ذكرته في الهامش.

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرته في الهامش.

(أمالي) الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 30 )

(3070) 10 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله ، عن أبيه ، عن ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلّا أدخله الله الجنّة».

(أمالي المفيد : المجلس 41 ، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «أدخله الجنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 2)

(3071) 11 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام (فيما أوصى به إلى ابنه الحسن علیه السّلام ) قال : «يابُنَي، للمؤمن ثلاث ساعات : ساعة يُناجي فيها ربّه ، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذّتها فيما يحلّ ويجمل ، وليس للمؤمن بدّ من أن يكون شاخصاً في ثلاث مرمّة لمعاش ،

ص: 376


1- في أمالي الطوسي : «وما كانت المحاسبة من همّك .
2- ما بين المعقوفين من المجلس 12 ومن أمالي الطوسي .
3- كلمتي «ابن آدم» غير موجودتين في المجلس 12.
4- جملة : «ومسؤول فأعدّ جواباً» غير موجودة فى المجلس 12.

أو خطوة لمعاد، أو لذّة في غير محرّم».

(أمالي الطوسى : المجلس 5، الحديث 53)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3072) 12 - وبإسناده عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث طويل ) قال : قلت: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ؟ قال : «كانت أمثالاً كلّها، (إلى أن قال :) وكان فيها أمثال : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه وساعة يتفكّر في صنع الله تعالى، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدّم وأخّر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال في المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً إلّا في ثلاث : تزوّد لمعاد، أو مرمّة لمعاش، أو لذّة في غير محرّم».

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الروضة، وسيأتي ما يرتبط بهذا الباب في الباب التالي.

ص: 377

باب 7 ترك الشهوات والأهواء

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق .

(3073) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أبي الصهبان [عبد الجبّار القمي ] ، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «طوبى لمن ترك شهوة حاضرة الموعود لم يره».

(أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 11)

( 3074) 2 - (2) أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا محمّد بن الوليد قال : حدّثنا غندر محمّد [ بن جعفر ] قال: حدّثنا شعبة عن سلمة بن کھیل، عن

ص: 378


1- رواه الصدوق في الخصال : ص 2 - 3 باب الواحد ح 2 عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن ، الصادق، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 177 بسند آخر عن السكوني .
2- وورد الحديث من طريق زبيد بن الحارث اليامي ، عن مهاجر بن عمير العامري، عن عليّ علیه السّلام ، أخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد : 255/86 ، وابن أبي شيبة في المصنّف : 7 119 ح : 34484 ، 34485 ، وأحمد في كتاب الزهد ص 192 ح : 692 ، وفي الفضائل : ح : 4 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 7: 369 ح 613 ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علیه السّلام: 3: 262ح : 1282 و 1283 ، وأبونعيم في الحلية : 1 : 76 وقال : رواه الثوري وجماعة عن زبيد مثله عن عليّ مرسلاً ، ولم يذكروا مهاجر بن عمير . ومن طريق عليّ بن إبراهيم الطالبي عن أشياخه، عن عليّ علیه السّلام ، أخرجه البلاذري في ترجمة الإمام علیه السّلام من أنساب الأشراف : 56/27 . ومن طريق حبّة العرني ، عن عليّ علیه السّلام ، كما في الحديث التالي عن أمالي المفيد. ومن طريق يحيى بن عقيل، عن عليّ علیه السّلام ، كما في الحديث ما بعد التالي عن أمالي المفيد. ومن طريق أبي عبد الرحمان السلمي ، عن عليّ علیه السّلام ، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان : 7: 369 / 10614 ، وعنه ابن عساكر في ترجمة الإمام علیه السّلام : 3 : 261 / 1281 ، والخوارزمي المناقب : 363/ 377 فصل 24 . ومن طريق سُليم بن قَيس ، رواه الكليني في الكافي : 8: 21/58 . ورواه نصر بن مزاحم في وقعة صفّين : 3 عن عبد الرحمان بن أبي الكنود . وأورده الرضي في الخطبة 42 من نهج البلاغة، وابن الجوزي في صفة الصفوة : 1: 321، و ورّام بن أبي فراس في مجموعته : 1: 271 . وروي أيضاً عن النبي الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ، رواه الصدوق في الخصال: ص 51 باب الإثنين : ح 62 ، و البیهقی فی شعب الإیمان: 7: 371/ 10615 و 10616 . وأخرج قطعة منه البخاري في صحيحه : كتاب الرقاق (81) باب 4، وقال ابن حجر في شرحه : 11 : 236 : هذه قطعة من أثر لعليّ جاء عنه موقوفاً ومرفوعاً ... ومن كلام عليّ أخذ بعض الحكماء قوله : «الدنيا مدبرة والأخرة مقبلة ، فعَجَب لمن يقبل على المدبرة ويدبر على المُقبلة ...» . وقوله في أثر علىّ: «فإنّ اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل»، جعل اليوم نفس العمل والمحاسبة مبالغة ، وهو كقولهم: «نهاره صائم»، والتقدير في الموضعين : «ولا حساب فيه ولا عمل» . وأورده مع تفاوت اليعقوبي في أواخر ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخه : 209:2، مع والحرّاني في تحف العقول: ص 204. ولاحظ المجازات النبويّة - للشريف الرضي قدّس سرّه - ص 195 في شرح قطعة من الحديث .

أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني الله قال : سمعت أمير المؤمنين (1) يقول : «إنّ أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل :

ص: 379


1- في المجلس 9 من أمالي الطوسي : عن أبي الطفيل قال : قال أمير المؤمنين عليّ بن = أبي طالب علیه السّلام في خطبة له» .

واتّباع الهوى، فأمّا طول الأمل فيُنسى الأخرَة، وأمّا اتّباع الهوى فيَصُدّ (1) عن الحقّ، ألا وإنّ الدنيا قد توَلَّت مُدبرة والآخرة (2) قد أقبلت مُقبِلةً ، ولكلّ واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب، والآخرة (3) حساب ولا عمل» .

(أمالي المفيد : المجلس 41 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 37)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد ، عن أبي حفص عمر بن محمّد الصيرفي، عن محمّد بن مخلد بن حفص، عن محمّد بن الوليد، عن غندر محمّد [بن جعفر ] ، مثله بتفاوت ذكرته في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 1)

(3075)3) - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدّثنا مسلم بن عبد الله البصري قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان النهدي قال: حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة العرني قال :

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يقول: «إنّي أخشى عليكم اثنتين : طول الأمل ...» إلى آخر ما في الحديث السابق، إلّا أنّ فيه: «... فيصدّ عن الحقّ ، وإنّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة، والآخرة قد جاءت مقبلة»، والباقي سواء.

(أمالي) المفيد : المجلس 11 ، الحديث 1)

ص: 380


1- في المجلس 9 من أمالي الطوسي : «فيضلّ» .
2- في المجلس 9 من أمالي الطوسي : «وإنّ»
3- في المجلس 9 من أمالي الطوسي : وغداً»، ومثله في المجلس 11 من أمالي المفيد .

(3076) 4 - حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن - محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن عاصم [بن حميد ] عن (1) فضيل [بن الزبير ] الرسان، عن يحيى بن عقيل قال :

قال عليّ علیه السّلام : «إنّما أخاف عليكم اثنتين : اتِّباع الهوى وطول الأمل ، فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة، ارتحلت الآخرة مقبلة، وارتحلت الدنيا مدبرة، ولكلّ بنون فكونوا من بني الآخرة ولا تكونوا من بني الدنيا، اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 41)

ص: 381


1- لم أعثر على رواية ابن مهزيار عن عاصم بلا واسطة، والظاهر سقط الراوي بينهما، انظر ترجمة ابن مهزيار وعاصم بن حميد في معجم رجال الحديث.

باب 8 العزلة عن شرار الخلق والأنس بالله

(3077) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد الدقّاق رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى الحبّال الطبري قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب قال : حدّثنا محمّد بن محصن بن عيسى، عن یونس بن ظبيان قال :

قال الصادق علیه السّلام : «إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل : إن أحببت أن تلقاني في حظيرة القدس فكُن في الدنيا وحيداً غريباً مهموماً محزوناً مستوحشاً من النّاس، بمنزلة الطير الواحد الّذي يطير في الأرض القفار، ويأكل من رؤوس الأشجار، ويشرب من ماء العيون، فإذا كان الليل أوى وحده، ولم يأوِ مع الطيور، استأنس بربّه واستوحش من الطيور».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 6)

(3078) 2 - (2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المِنقَري، عن حَفص بن غياث النَخَعي القاضي :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام ( في حديث) قال : «إن قَدَرتُم أن لا تُعرَفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يُثنِ عليك النّاس، وما عليك أن تكون مذموماً عند النّاس إذا كنتَ عند الله محموداً» . (أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 2)

تقدّم تمامه في باب فضائل موسى وهارون علیهما السّلام من كتاب النبوّة .

ص: 382


1- وأورده الفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 432.
2- هذه الفقرة أوردها ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 136 - 137 .

باب 9 النهي عن الرهبانيّة

(3079) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثنا عبدالله بن وهب البصري قال : حدّثني ثوابة بن مسعود :

عن أنس بن مالك قال : توفّي ابن لعثمان بن مظعون رضی الله عنه ، فاشتدّ حزنه عليه حتّى اتّخذ من داره مسجداً يتعبّد فيه ، فبلغ ذلك رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال له : «يا عثمان ،

إنّ الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانيّة، إنّما رهبانيّة أُمّتي الجهاد في سبيل الله ، يا عثمان بن مظعون للجنّة ثمانية أبواب و للنّار سبعة أبواب، أفما يسرّك أن لا تأتي باباً منها إلاّ وجدت ابنك إلى جنبك آخذ بحجزتك يشفع لك إلى ربّك» ؟

قال : بلى.

فقال المسلمون: ولنا يا رسول الله في فَرَطنا ما لعثمان ؟

قال: «نعم، لَمن صبر منكم واحتسب».

ثمّ قال: «يا عثمان ، من صلّى صلاة الفجر في جماعة ثمّ جلس يذكر الله عزّ وجلّ حتّى تطلع الشمس ، كان له في الفردوس سبعون درجة ، بُعد ما بين كلّ درجتين كحضر الفرس الجواد المُضَمَّر سبعين سنة، ومن صلّى الظهر في جماعة كان له في جنّات عدن خمسون درجة بُعد ما بين كلّ درجتين كحضر الفرس الجواد خمسين سنة، ومن صلّى العصر في جماعة كان له كأجر ثمانية من ولد إسماعيل كلّ منهم ربّ بيت يُعتقهم، ومن صلّى المغرب في جماعة كان له كحجة مبرورة وعُمرة مقبولة، ومن صلّى العشاء في جماعة كان له كقيام ليلة القدر».

(أمالي الصدوق : المجلس 16 ، الحديث 1)

ص: 383


1- وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 422 ، في عنوان «فضل الصبر» إلى قوله : «لمن : صبر منكم واحتسب ».

(3080) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد في ذي الحجّة سنة سبع عشرة وأربع مئة في داره بدرب السلولي في القطيعة، قال : حدّثني أبو محمّد بن جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي في السنة المقدّم ذكرها، وهي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي قال: حدّثنا یحیی الجلاء - وكان من عباد الله الفاضلين - قال :

سمعت بشراً يقول لجلسائه: «سيحوا فإنّ الماء إذا ساح طاب، وإذا وقف تغيّر واصفرّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 1)

ص: 384

باب 10 ما ورد في اليقين

(3081) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد [بن عليّ بن الحسن ] الأسدي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن العامري قال : حدّثنا إبراهيم بن عيسى بن عبيد السدوسي قال: حدّثنا سليمان بن عمرو، عن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ، عن أُمّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ صلاح أوّل هذه الأمّة بالزهد واليقين ، وهلاك آخرها بالشُحّ والأمل. (أمالي الصدوق : المجلس 40 ، لحديث 7)

(3082)2) - وبإسناده عن أبي الصبّاح الكناني، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام (في حديث) قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «خير ما ألقي في القلب اليقين».

أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الخامس، ويأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب

الروضة .

(3083) 3 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (في حديث) قال: «اسألوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العاقبة، وخير ما دار في القلب اليقين».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 38)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

ص: 385


1- ورواه أيضاً فى الخصال : ص 79 باب الاثنين ح 128. وأورده الفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 433. ورواه البيهقى فى باب 74 من شعب الإيمان : 7: 428 ح 10846 بإسناده عن عمرو بن شعيب ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم وقريباً منه رواه في ص 427 ح 1084 .

(3084) 4 - وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ( في الخطبة له علیه السّلام ) قال: «الإيمان على أربع دعائم : الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد».

وفيه: «واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأوّل الحكمة، وموعظة العبرة (1) ، وسنّة الأوّلين ، فمن تبصّر في الفطنة تبيّن الحكمة، ومن تبيّن الحكمة عرف [العبرة، ومن عرف العبرة عرف ] (2) السنّة ، ومن عرف السنّة فكأنّما كان في الأوّلين».

(أمالي المفيد : المجلس 33، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت يسير ذكرته في الهامش.

(أمالي الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 9)

تقدّم تمامه مسنداً في باب دعائم الإيمان والإسلام (14) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3085) 5 - (2) أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثنا أبو القاسم عليّ محمّد قال : حدّثنا أبو العبّاس الأحوص بن عليّ بن مرداس قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن عيسى الرؤاسي (3) قال : حدّثنا سماعة بن مهران :

ص: 386


1- في الكافي: «معرفة العبرة».
2- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 57 باب فضل اليقين : ح 2 عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه السّلام . ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط و عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السّلام مع تفاوت يسير في بعض الألفاظ ، وزاد بعده : ثمّ قال : «إنّ الله بعَدِله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهمّ والحزن في الشكّ و السخط».
3- في أمالي الطوسي: محمّد بن الحسين بن عيسى الرؤاسي، ولم أجد له ترجمة ولا لأحوص الراوي عنه .

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «إنّ من اليقين أن لا ترضوا النّاس بسخط الله عزّ وجلّ، ولا تلوموهم (1) على ما لم يؤتكم الله من فضله ، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا تردّه كراهيّة كاره ، ولو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت».

(أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد ،مثله، إلّا أنّ فيه : «ولا يردّه کره کاره». وفيه: «لأدركه كما يدركه الموت».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 60)

ص: 387


1- في نسخة من أمالي الطوسي : «ولا تكرهوهم».

باب 11 النيّة وشرائطها ومراتبها وكمالها

أقول : يأتي ما يرتبط بهذا الباب في الباب 42(1) .

(3086) 1 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني المكتّب قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى الحبّال الطبري قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب قال : حدّثنا محمّد بن مِحصَن ، عن يونس بن ظبیان قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «إنّ النّاس يعبدون الله عزّ وجلّ على ثلاثة أوجه : فطبقةً يعبدونه رغبةً في ثوابه فتلك عبادة الحُرَصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدونه خوفاً (3) من النار فتِلك عبادة العبيد وهي رهبة ، ولكنّي أعبده حُبّاً له عزّ وجلّ فتلك عبادة الكرام وهو الأمن ، لقوله عزّ وجلّ : «وَهُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ» (4) ، ولقوله عزّ وجلّ: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ » (5) فمن أحبّ الله أحبّه الله ، ومن أحبّه الله عزّ وجلّ كان من الآمنين».

(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 5)

ص: 388


1- لاحظ الحديث الأخير منه .
2- ورواه أيضاً فى الخصال : ص 188 باب الثلاثة : ح 259 ، وفي علل الشرائع : ص 12 باب 9 ح 8. وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 416 في المجلس 70. وانظر ما رواه الكليني في الكافي : 2 : 84 كتاب الإيمان والكفر ، باب العبادة : ح 5 .
3- في نسخة : «فَرَقاً» .
4- سورة النمل : 27 : 89.
5- سورة آل عمران : 3: 31.

(3087) 2 - (1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن الحسن بن الجَهم، عن الفُضيل بن يسار قال : قال الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «ما ضَعُف بدن عمّا قويت عليه النیّة» . (أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 6)

(3088) 3 - (2)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن - الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان عن غياث بن إبراهيم، الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : (مَن صام يوماً تطوّعاً ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة» .

(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 2)

(3089) 4 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد قال : حدّثني جدّي محمّد بن سليمان قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن سنان، عن حمزة بن محمّد الطيّار قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «إنّما قدّر الله عون العباد على قدر نيّاتهم، فمن صحّت نيّته تَمّ عون الله له ، ومن قصرت نيّته قصر عنه العون بقدر الّذي قصّر».

(أمالى المفيد : المجلس 8، الحديث 11)

(3090) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام ( في حديث ) قال : «مَن

حسنت نيّته زيد في رزقه».

(أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 17)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

ص: 389


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 286 ح 35 من باب النوادر : رقم 855.
2- يأتى تخريجه في كتاب الصوم.

(3091) 6 - (1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثني المنذر بن محمّد قراءةً قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الضبيّ قال : حدّثنا موسى بن القاسم، عن أبي الصلت عن علي بن موسى، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «لا قول إلّا بعمل، ولا قول وعمل إلّا بنيّة، ولا قول وعمل ونيّة (2) إِلّا باصابة السنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 25)

(3092)7 - أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : حدّثنا أبو عمر محمّد بن عبدالواحد النحوي المعروف بالزاهد قال : حدّثنا أبو جعفر المروزي محمّد بن هشام إملاءاً ، قال : حدّثني يحيى بن عثمان قال : حدّثنا بقيّة [ بن الوليد ] ، عن إسماعيل البصري - يعني ابن عليّة - (3) ، عن أبان عن أنس قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «لا يُقبل قول إلّا بعمل، ولا يقبل قول وعمل إلّا بنيّة، ولا يقبل قول وعمل ونيّة إلّا بإصابة السنّة».

(أمالي الطوسى : المجلس 13 ، الحدیث 91)

(3093)8 - (4) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني عليّ بن أحمد بن سيابة الماوردي بعَدَن قال : حدّثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن كثير الهاشمي الحارثي

ص: 390


1- تقدّم تخريجه في الباب 18 من كتاب العلم : ج 1 ص 197 ح 1 .
2- في سائر المصادر: «ولا عمل ولا نية».
3- هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي أبو بشر البصري، وعُلَيّة اسم أمّه، كان إسماعيل يقول : «من قال ابن عليّة فقد اغتابني». ومعنى هذا أنّه كان يكره هذا اللقب، انظر تاريخ بغداد للخطيب : 6 : 230 - 231 ، وتهذيب الكمال وتهذيبه .
4- والحديث بنقص فقرة «وكذلك الفاجر » رواه البيهقي في شعب الإيمان : 342:5 ، و القاضي القضاعي في شهاب الأخبار: 1: 119 ح 147 بإسنادهما عن أنس، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، وأيضاً رواه القضاعي فی الحدیث 148 بإسناده عن النواس بن سمعان الكلابي، عن رسول الله صلی الله علیه و آله بلفظ : «نيّة المؤمن خير من عمله ، ونيّة الفاجر شرّ من عمله ». وأورده السبزواري في الفصل 41 من جامع الأخبار : ص 218 ح 552 / 23 . وروى نحوه الكليني في الكافي : 2 : 84 كتاب الإيمان والكفر ، باب النيّة : ح 2 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «نيّة المؤمن خير من عمله ونيّة الكافر شرّ من عمله ، وكلّ عامل يعمل على نیّته». ومثل رواية الكليني رواية محمّد بن محمّد بن الأشعث في الأشعثيّات : ص 169 كتاب السير والأداب، باب النيّة . وله شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي ، رواه الطبراني في المعجم الكبير : 6 : 185 ، ح 5942 ، وأبو نعيم في الحلية : 3: 255 ، والخطيب في تاريخ بغداد : 9: 237 .

بالفلج ، (1) قال : حدّثني حمّاد بن عيسى الجهني قال : حدّثني عمر بن أُذينة العبدي، عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر ، وحدّثنيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال :

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يقول : «نيّة المؤمن أبلغ من عمله، وكذلك الفاجر».

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 19)

(3094) 9 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث ) قال : «لا عمل إلّا بالنية ».

(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 12)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3095) 10 - (2)وعن أبي المفضّل قال حدّثني أحمد بن إسحاق بن العبّاس

ص: 391


1- فَلَج - بفتح أوله وثانيه وآخره جيم - : مدينة بأرض اليمامة . (مراصد الاطّلاع).
2- للحديث شاهد من طريق عمر : رواه أحمد في مسنده : 25:1 43 ، والبخاري في = صحیحه : (1) والحميدي (28) ، ومسلم في صحيحه : (1907)، والبيهقي في سننه : 1: 298 و 2: 14، و 4: 112 ، و 5 : 739: 341 ، وابن ماجة : (4227) ، والخطيب في تاريخ بغداد : 4 : 244 و 6: 153 ، وابن المبارك في الزهد : (188) ، وأبو نعيم في الحلية : 8 : 42 . وأخرجه الهندي في كنز العمّال: 3: 792 ح 8777 عن الشافعي في مختصر البويطي والربيع والطيالسي والحميدي والعدني ومسند أحمد وصحيح مسلم وأبوداوود والترمذي وابن ماجة و النسائي، وفي ح 8778 عن العسكري في الأمثال، وفي ح 8779 عن ابن شاذان في جزء حديثه، وفي ح 8780 عن أبي الحسن بن صخر الأزدي في عوالي مالك ، وفي ح 8781 عن الخلعي في الخلعيات، وفي ح 8782 عن الزبير بن بكّار في أخبار المدينة، وفي ح 8783 عن هناد في الزهد.

أبو القاسم الموسوي بديبُل (1) قال : أخبرني أبي إسحاق بن العبّاس قال : حدّثني إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني عليّ بن جعفر بن محمّد وعليّ بن موسى بن جعفر ، هذا عن أخيه، وهذا عن أبيه موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام :

أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم أغرى عليّاً علیه السّلام في سريّة وأمر المسلمين أن ينتدبوا معه في سريّته ، فقال رجل من الأنصار لأخ له : اغز بنا في سريّة عليّ، لعلّنا نصيب خادماً أو دابّة أو شيئاً نتبلّغ به. فبلغ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم قوله ، فقال : إنّما الأعمال بالنيّات ولكلّ امرئ ما نوى، فمن غزا ابتغاء ما عند الله فقد وقع أجره على الله، ومن غزا يريد عرض الدنيا أو نوى عقالاً لم يكن له إلّا ما نوى».

(أمالي الطوسي : المجلس 29، الحديث 10)

ص: 392


1- الدَيبُل - بالفتح ثمّ السكون وباء موحدة مضمومة ولام - : مدينة مشهورة على ساحل بحر الهِند . (مراصد الاطّلاع: 2 : 458) .

باب 12 العبادة ، وذمّ الإشهار بها

(3096) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمان، عن أبي جميلة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:

قال الله جلّ جلاله: «يا عبادي الصدّيقين، تنعّموا بعبادتي في الدنيا، فإنّكم بها تتنّعمون في الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 2)

(3097) 2 - (2) وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام أنه قال: «الإشهار (3) بالعبادة ريبة ، إنّ أبي حدّثني عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ علیهم السّلام : أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال : أعبد النّاس من أقام الفرائض» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3098) 3 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا الشريف أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ بن القاسم العلوي العبّاسي في سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة في

ص: 393


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 83 باب العبادة : ح 2 عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي جميلة . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 168 .
2- يأتي تخريجه في كتاب الروضة .
3- فى نسخة: «الاشتهار».

منزله بباب الشعير قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المكتّب قال : حدّثنا ابن محمّد الكوفي قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه :

عن أبي الحسن الرضا علیه السّلام قال : «من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه على دينه ، فإنّ الله عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة النّاس».

ثمّ قال: «إنّ الله تعالى إنّما فرض على النّاس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة ، من أتى بها لم يسأله الله عزّ وجلّ عمّا سواها، وإنّما أضاف رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم إليها مِثلَيها ليتمّ بالنوافل مع ما يقع فيها من النقصان، وإنّ الله عزّ وجلّ لا يعذّب على كثرة الصلاة والصوم ، ولكنّه يعذِّب على خلاف السنّة» (1) .

(أمالي الطوسي : المجلس 33 الحديث 11)

ص: 394


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 82: 294 : «على خلاف السنّة» أي تبديلها بأن يزيد عليها أو ينقص منها ، معتقداً أنّ العمل بهذه الكيفيّة وهذا العدد في تلك الأوقات مطلوب بخصوصه، كصلاة الضحى وأمثالها من البدع، وإلّا فالصلاة خير موضوع، وفي التهذيب [1: 134 ] في رواية أخرى : «ولكن يعذّب على ترك السنة» والمراد به أيضاً ما ذكرنا ، وما قيل : إنّ المراد ترك جميع السنن ، فهو بعيد ومستلزم للقول بوجوب كلّ سنة بالوجوب التخييري، و تخصيص التخيير بما إذا كان بين أشياء محصورة ، أو القول بأنّه إنّما يعاقب لما يستلزمه من الاستخفاف والاستهانة بها فلا يخلو كلّ منهما من تكلّف كما لا يخفى .

باب 13 الطاعة والتقوى

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الاسلام والإيمان، وسيأتي أيضاً في باب الورع وباب الاجتهاد والحثّ على العمل .

(3099) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى قال : حدّثنا محمّد بن سهل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد البلوي قال : حدّثني إبراهيم بن عبيد الله، عن أبيه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه ، عن جدّه :

عن عليّ قال: «سادة النّاس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء».

(أمالي الصدوق : المجلس 9 ، الحديث 1)

(3100) 2 - (2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن المغيرة بن توبة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

ص: 395


1- وورد الحديث في صحيفة الإمام الرضاء علیه السّلام : ص 86 ح 198 ناسباً إلى عليّ بن الحسين ، وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 212 في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام ، والفتال في المجلس 60 من روضة الواعظين : ص 384 عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، وفي ص 385 عن عليّ بن الحسين علیهما السلام .
2- ورواه أيضاً في الفقيه : 1 : 114 / 535 في عنوان «باب التعزية والجزع عند المصيبة وزيادة القبور و ...». ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ص 320 باب 105 : ح 7 عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام مع تفاوت . والحديث - و نحوه - رواه الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : برقم 130 ، و سبط ابن الجوزي في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تذكرة الخواصّ : ص 137 في عنوان «فصل : و من كلامه علیه السّلام فى المواعظ والدقائق »، وابن عبد ربّه في العقد الفريد : 3: 235 - 236 في عنوان «القول عند المقابر»، وابن أبي الحديد في شرح الحكمة 14 من نهج البلاغة : 2: 256 ، والآبي في نثر الدرّ : 1 : 323 .

لمّا أشرف أمير المؤمنين علیه السّلام على المقابر قال: «يا أهل التُربة، ويا أهل الغُربة ، أمّا الدُور فقد سُكِنَت ، وأمّا الأزواج فقد نُكِحَت ، وأمّا الأموال فقد قُسِّمَت، فهذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم» ؟

ثمّ التفت إلى أصحابه فقال: «لو أذِنَ لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوی».

(أمالي الصدوق : المجلس 23، الحدیث 1)

وقريباً منه رواه الطوسي في (المجلس 26 ، الحديث 5) بإسناده عن أبي عبد الله ، عن أبيه علیهما السّلام ، عن جابر ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام يأتي في باب حبّ الدنيا من أبواب مساوئ الأخلاق.

(3101) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن عليّ التمّار قال : حدّثنا عليّ بن ماهان قال حدّثنا عمّي قال : حدّثنا صهيب بن عبّاد بن صهيب :

عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : مرّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام بالمقبرة - ويروى : بالمقابر - فسلّم ثمّ قال : «السلام عليكم يا أهل المقبرة والتربة، اعلموا أنّ المنازل بعدكم قد سُكِنت، وأنّ الأموال بعدكم قد قُسّمت ، وأنّ الأزواج بعدكم قد نكحت ، فهذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم» ؟

فأجابه هاتف من المقابر يسمع صوته ولا يرى شخصه : عليك السلام يا

ص: 396

أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، أمّا خبر ما عندنا فقد وجدنا ما عملنا، وربحنا ما قدّمنا ، وخسرنا ما خلّفنا.

فالتف إلى أصحابه فقال: «أما سمعتم» ؟

قالوا: نعم يا أمير المؤمنين.

قال: «فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى». (أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 45)

(3102)4 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علىّ بن عبدالله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن الحسين بن سعید، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جمیل بن صالح، عن أبی عبدالله الصادق علیه السّلام، عن آبائه علیهم السّلام قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من أحبّ أن يكون أكرم النّاس فليتّق الله ، ومن أحبّ أن يكون أتقی النّاس فليتوكّل على الله» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 50، الحديث 11)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3103) 5 - (2) حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر (3) قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (4) ، عن الحسين بن النضر الفهري عن [أبي] عمرو الأوزاعي ، عن عمرو

ص: 397


1- ورواه أيضاً في الحديث 2 من الباب 184 - وهو باب الغايات - من معاني الأخبار ص 196 ، وفي الفقيه : 4 : 285 : 854ح 34 من باب النوادر . وأورده الفتال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 433 الفقرة الأولى.
2- يأتي تخريجه في كتاب الروضة .
3- هذا هو الصحيح الموافق للكافي ، وفي الأمالي : «معن». وفي نسخة منه : «معز» .
4- هذا موافق للكافي ، وفي الأمالي : محمّد بن علي بن عاتكة .

398

بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام ، عن أبيه، : عن جدّه علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم بتسعة أيّام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن) قال : «لا كرم أعزّ من التقوى».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9 )

يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3104) 6 - وبإسناده عن علي بن الحسين علیهما السّلام ( في خبر الشيخ الشامي الّذي أتى أمير المؤمنين علیه السّلام بصفّين ) قال : قال له زيد بن صوحان العبدي : فأيّ عمل أفضل ؟ قال: «التقوى».

(إلى أن قال :) فأيّ النّاس خير عند الله عزّ وجلّ ؟ قال : «أخوفهم الله وأعملهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في الباب السادس ، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة.

(3105) 7 - وبإسناده عن أبي الصباح الكناني، عن الصادق جعفر بن محمد علیهما السّلام (في حديث) قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «أسأل الله الإيمان والتقوى».

وفيه: «وخير الزاد التقوى».

وفيه: «وأكيس الكيِّس التقی».

عليه واله

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الخامس، ويأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب

الروضة .

ص: 398

(3106 -3107)8 - 9 - حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس قال :

قال أبو جعفر علیه السّلام : كان أمير المؤمنين علیه السّلام بالكوفة إذا صلّى العشاء الآخرة ينادي النّاس ثلاث مرّات حتّى يُسمع أهل المسجد : «أيّها النّاس تجهزّوا رحمكم الله ، فقد نودي فيكم بالرحيل، فما التعرّج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل ! تجهزّوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 7)

أبو عبد الله المفيد ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السّلام مثله ، إلّا أنّ فيه :

«تجهّزوا يرحمكم الله» وفيه: «بعد النداء فيها».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 32)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3108) 10 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا محمّد بن هارون بن عبد الرحمان الحجازي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عيسى بن أبي الورد، عن أحمد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال :

ص: 399


1- وأورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : رقم 95 ، والأمدي في غرر الحكم : 2 : 134 و 367 برقم و 367 برقم 46 من الفصل 73 ورقم 448 من الفصل 86، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 186 ونحوه في 1 : 64 . ورواه عبد خير عن عليّ ، رواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 1 : 75 ، والخوارزمي في الفصل 24 من المناقب : 368 / 387 وفيها : لايقلّ عمل مع تقوى وكيف يقلّ ما يتقبّل». وورد نحوه من طريق قيس بن أبي حازم عن عليّ علیه السّلام ، رواه أبونعيم في حلية الأولياء : 1 : 75 ، وابن عساكر في ترجمة عليّ علیه السّلام من تاریخ دمشق : 3 : 283/1305 وفيهما : «كونوا بقبول العمل أشدّ اهتماماً منكم بالعمل ، فإنّه لن يقلّ عمل مع التقوى ، وكيف يقلّ عمل يتقبّل». وأورده ابن شعبة الحرّاني في مواعظ الإمام السجاد علیه السّلام من تحف العقول: ص 278.

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «لا يقلّ مع التقوى عمل، وكيف يقلّ ما يُتقبّل» ؟ !

(أمالي المفيد : المجلس 4، الحديث 2، والمجلس 34، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 59)

(3109) 11 - (1) حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علیّ بن مهزیار، عن الحسن (2) عن محمّد بن سنان عن الفضيل بن عثمان عن الفضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر صلوات الله عليهما قال :

كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : «لا يقلّ عمل مع التقوى (3) ، وكيف ، يقلّ ما يتقبلّ» ؟ !

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 24)

ص: 400


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 75 كتاب الإيمان والكفر ، باب الطاعة والتقوى : ح 5 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان . ولاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- الحسن هذا هو ابن محبوب، أو الحسن بن عليّ بن فضال، لأنّ علي بن مهزيار يروي عنهما، وهما يرويان عن محمّد بن سنان .
3- في نسخة والكافي مع تقوى. : «مع تقوی» .

(3110) (12) - (1) وبالسند المتقدّم عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل [بن أبي زياد السكوني ] ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال :

كان أمير المؤمنين علیه السّلام يقول : «نبِّه بالتفكّر قلبك ، وجاف عن النوم (2) جنبك ، واتّق الله ربّك .

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 42)

(3111) 13 - (3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال: حدّثني محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن حنّان بن سدير الصيرفي عن أبيه:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیهما السّلام قال: «جلس جماعة من أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ينتسبون ويفتخرون، وفيهم سلمان رحمه الله فقال له عمر: ما نسبتك أنت يا سلمان، وما أصلك ؟

فقال : أنا سلمان بن عبد الله ، كنت ضالاًّ فهداني الله بمحمّد صلّی الله علیه و آله و سلّم ، وكنت عائلاً فأغنانی الله بمحمّد صلى الله عليه و آله، وكنت مملوكاً فأعتقني الله بمحمّد صلى الله عليه و آله، فهذا حسبي و نسبي یا عمر.

ص: 401


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 54 كتاب الإيمان والكفر ، باب التفكّر : ح 1 عن عليّ بن إبراهيم، ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه الله. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 183 .
2- فى نسخة والكافي : «عن الليل».
3- رواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8 : 181 - 182 برقم 203 . ورواه الكشي في رجاله : 1 : 59ح 32 مع اختلاف في اللفظ. وأورده الفتّال في المجلس 35 من روضة الواعظين : ص 283. وروى نحوه ابن عساكر في ترجمة سلمان من تاريخ دمشق : 21 : 424 - 425 وفيه : أنّ سعد بن أبي وقّاص قال لسلمان : انتسب يا سلمان .

ثمّ خرج رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فذكر له سلمان ما قال عمر، وما أجابه ، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : يا معشر قريش، إنّ حسب المرء دينه ومروءته خلقه، وأصله عقله، قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُم » (1) ، ثمّ أقبل على سلمان رحمه الله فقال له : يا سلمان إنّه ليس لأحد من هؤلاء فضل عليك إلّا بتقوى الله ، فمن كنت أتقی منه فأنت أفضل منه .

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54)

(3112) 14 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الجعابيّ قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني سليمان بن محمّد الهمداني قال : حدّثني محمّد بن عمران قال : حدّثنا محمّد بن عيسى الكندي قال :

قال جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «من أخرجه الله تعالى (3) من ذلّ المعصية إلى عزّ التقوى أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، و آنسه بلا بشر ، ومن خاف الله عزّ وجلّ أخاف الله منه كلّ شيء، ومن لم يخف الله عزّ وجلّ أخافه (4) الله من كلّ شيء».

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 42)

ص: 402


1- سورة الحجرات : 13:49
2- وروى الكليني نحوه في الكافي : 2 : 76 كتاب الإيمان والكفر ، باب الطاعة والتقوى : ح 8 بإسناده عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، ولم يرد فيها ما ورد في الخوف. وروى الصدوق في الفقيه : 258:4 ح 1 من باب النوادر ضمن وصايا النبيّ علیه السّلام لأمير المؤمنين علیه السّلام خصوص ما ورد في الخوف.
3- كلمة «تعالى» غير موجودة فى المجلس 7 .
4- في المجلس :: ومن خاف الله أخاف ... ومن لم يخف الله أخافه ...» .

وعن محمّد بن محمّد بن النعمان، عن الشريف أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد مثله.

أبو جعفر الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 47)

(3113) 15 - وبإسناده عن إبراهيم بن مهزم قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «من أخرجه الله عزّ وجلّ من ذُلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه بلا مال وأعزّه بلا عشيرة وآنسه بلا بشر، ومن خاف الله لم يخف من كلّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس 43 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3114) 16 - (1) أخبرنا محمّد محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الكاتب قال : حدّثنا أحمد بن جعفر المالكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان قال : حدّثني حبيب ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال :

قال رسول الله صلى الله علیه و آله : «اتَّقِ الله حيث ما كنت، وخالِقِ النّاس بخُلق حسن، وإذا عملت سيّئة فاعمل حسنة تمحوها . (أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 14)

(3115) 17 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد

ص: 403


1- رواه أحمد في مسنده : 5 : 177 بهذا السند ، وفي ص 153 و 158 عن وكيع ، عن سفيان . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : ح 8026 ، والترمذي في صحيحه : 4 : 355 ح 1987 . وله شاهد من حديث معاذ ، رواه البيهقي في شعب الإيمان : ح 8023 - 8025 ، والهندي في كنز العمّال: 3: 89 ح 5629 و 15 : 829 ح 43296 نقلاً عن أحمد والترمذي والبيهقي .
2- وأورده الفتّال فى المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 437 ولم ينسبه إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، وفيه : «... ومجالستهم زيادة». وانظر سائر تخريجاته في الباب الثاني من كتاب العلم : ج 1 ص 104 - 105 ح 5.

بن طاهر الموسوي رحمه الله قال : أخبرني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا أبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : حدّثني إسحاق بن موسى، عن أبيه، جدّه، عن محمّد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن امیرالمؤمنین علیهم السّلام قال:

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «المتّقون سادة، والفقهاء قادة ، والجلوس إليهم عبادة ».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 46)

(3116) 18 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام : «إنّما الحقّ منيف (1) فاعملوا به ، ومَن سرّه طول العافية فلیتّق الله».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 54)

(3117) 19 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال : حدّثنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة قال : حدّثنا داوود بن المحبّر قال : حدّثنا عبّاد ، عن عبد الله بن دينار،

ص: 404


1- في نسخة : «نُتَف» . مُنيف : عال مُشرف، ونيّف على السبعين في العمر : إذا زاد .
2- ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 4 : 158 ح 4650 بإسناده عن نهشل بن سعيد ، عن عبّاد بن كثير ، عن عبد الله بن دينار. وعنه الهندي في كنز العمّال : 3 : 154 ح 5940 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 72 .

عن ابن عمر :

أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «كم من عاقل عقل عن الله عزّ وجلّ أمره وهو حقير عند النّاس ذميم المنظر ينجو غداً، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر ع-ن-د النّاس يهلك غداً في القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 16)

(3118) 20 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحرّ (2) [بن محمّد بن الحسين بن إبراهيم] بن إشكاب قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن حفص المدائني قال : حدّثني أيّوب بن سيّار، عن محمّد بن المنكدر :

عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: أقبل العبّاس علیه السّلام ذات يوم إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وكان العبّاس طوالاً حسن الجسم، فلمّا رآه النبيّ تبسّم إليه فقال : «إّنك يا عمّ الجميل».

فقال العبّاس: ما الجمال بالرجال يا رسول الله ؟

قال: «ثواب القول بالحقّ».

قال : فما الكمال ؟

قال: «تقوى الله عزّ وجلّ، وحسن الخلق».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 64 )

(3119) 21 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى بن سامان أبو الحسين العبرتائي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال : حدّثني عبد الله بن عبد الرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن

ص: 405


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة : ج 2 ص 463 - 464 ح 5 من باب أحوال أقرباء رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تاريخ بغداد 8: 288 / 4490، وترجمة أبيه في تهذيب الكمال : 25 : 79 / 5154 ، وفي النسخ : «الحسن» .

أبي دبي الهنائي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه :

عن أبي ذر ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث طويل ) قال : قلت يا رسول الله أوصني.

قال: «أوصيك بتقوى الله فإنّه رأس أمرك كلّه».

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3120) 22 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث) قال: «لا كرم إلاّ بالتقوى».

(أمالي الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 12)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3121)23 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ، قال : «حسب المرء ماله، ومروءته عقله، وحلمه شرفه وكرمه تقواه». (أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 13)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3122) 24 - أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان ، عن محمّد بن عليّ بن الفضل، عن عليّ بن الحسن بن أبي الحسن النحوي الرازي قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزفري قال : حدّثني العبّاس بن بكّار الضبيّ قال : حدّثني أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة له علیه السّلام ) قال : «أوصيكم بتقوى الله ، فإنّ التقوى أفضل كنز، وأحرز حرز ، وأعزّ عزّ فيها نجاة كلّ هارب، ودرك كلّ طالب، وظفر كلّ غالب، وأحثّكم على طاعة الله فإنّها كهف العابدين، وفوز الفائزين، وأمان المتّقین».

(أمالي الطوسي : المجلس 38 ، الحديث 10)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 406

باب 14 الورع واجتناب الشبهات

تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق ، ويأتي أيضاً في باب الزهد.

(3123)1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث ) قال :

«أورع النّاس من ترك المراء وإن كان محقّاً».

أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3124) 2 - وبإسناده عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق، عن أبیه، عن جدّه علیهم السّلام، عن الحسین بن علیّ علیهما السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (فی حدیث) قال: «کُفّ عن محارم الله تکُن أورع النّاس».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)

أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الربيع بن سليمان، عن السكوني، مثله .

(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 41)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3125) 3 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدّثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام:

ص: 407


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 167

عن الحسن (1) بن عليّ علیهما السّلام أنّه قال: «سُئِل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : ما ثبات الإيمان ؟ فقال : الورع .

فقيل له : ما زواله ؟ قال : الطمع». (أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 11)

(3126)4 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة علیه السّلام ) قال : «لا معقل أحرز

من الورع». (أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13)، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3127) 5 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خبر الشيخ الشامي الّذي أتاه الله بصفّين) قال : قال له زيد بن صوحان العبدي: فأيّ الأعمال أعظم عند الله عزّ و جلّ ؟ قال : «التسليم والورع».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في الباب السادس، ويأتي تمام الحديث في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3128)6 - وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «خرجت أنا وأبي علیه السّلام حتّى إذا كُنّا بين القبر والمنبر ، إذا هو بأناس من الشيعة ، فسلّم عليهم ، فردّوا عليه السلام، ثمّ قال : إنّي والله لأُحبّ ريحكم وأرواحكم، فأعينوني على ذلك ب--ورع واجتهاد ، واعلموا أنّ ولايتنا لا تُنال إلّا بالعمل والاجتهاد، من ائتمّ منكم بعبدٍ فَليَعمَل بعمله».

(أمالي الصدوق : المجلس 91 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب صفات الشيعة (8) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3129) 7 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سليمان الديلمي، عن أبي عبد الله علیه السّلام

ص: 408


1- في نسخة : الحسين.

قال: «خرجت مع أبي حتّى انتهينا إلى القبر والمنبر ، فإذا أناس من أصحابه، فوقف عليهم فسلّم وقال : والله إنّي لأحبّكم وأحبّ ريحكم و أرواحكم، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، فإنّكم لن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد، من ائتمّ بإمام فَليَعمَل بعمله .

(أمالي الطوسي : المجلس 43، الحديث 6)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الصفح عن الشيعة (9) من أبواب الاسلام والإيمان .

(3130) 8 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حديد بن حكيم الأزدي قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «اتّقوا الله وصونوا دينكم بالورع (2) ، وقوّوه بالتقيّة والاستغناء بالله عزّ وجلّ عن طلب الحوائج إلى صاحب سلطان الدنيا، واعلموا أنّه من خضع (3) لصاحب سلطان الدنيا أو من يخالفه في دينه طلباً لما في يديه من دنياه أخمله الله ومقّته عليه ووكّله إليه ، فإن هو غلب على شيء من دنياه فصار إلى منه شيء نزع الله البركة منه، ولم يؤجره على شيء ينفقه منه في حجّ ولاعتق ولا برّ».

(أمالي المفيد : المجلس 12 ، الحديث 2)

ص: 409


1- ورواه الصدوق في عقاب الأعمال : ص 246 باب 68 عن محمّد بن موسی المتوکّل، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 76 كتاب الإيمان والكفر ، باب الورع : ح 2 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، مقتصراً على قوله علیه السّلام : «اتّقوا الله وصونوا دينكم بالورع ».
2- قال العلّامة المجلسي في البحار : 70: 297 ذيل ح 2: يدلّ على أنّ بترك الورع عن المحرّمات يصير الإيمان بمعرض الضياع والزوال، فإنّ فعل الطاعات وترك المعاصي حصون للإيمان من أن يذهب به الشيطان .
3- في ثواب الأعمال: «أيّما مؤمن خضع».

410

(3131)9 - وبالسند المتقدّم عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول : «لا يجمع الله لمؤمن الورع والزهد في الدنيا إلّا رجوت له الجنّة» الحديث. (أمالي المفيد : المجلس 18، الحديث 7)

يأتي تمامه في باب أفعال الصلاة من كتاب الصلاة .

(3132) 10 - (1) حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة قال:

سمعت عليّ بن الحسين علیهما السّلام يقول: «من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير النّاس، ومن اجتنب ما حرّم الله عليه فهو من أعبد الناس ومن أورع النّاس، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغنى النّاس».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 9)

(3133)11 - وبالسند المتقدّم عن عليّ بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد، عن

ص: 410


1- الفقرة الأولى من الحديث رواها الكليني في الكافي : 2 : 81 باب العبادة : ح 1 عن عدّة من أصحابه ، عن سهل بن زياد، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، جميعاً عن ابن محبوب. وفي ص 84 ح 7 بإسناده عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام قال : «من عمل بما افترض الله عليه فهو من أعبد النّاس». والفقرة الأخيرة منه رواها أبونعيم في ترجمة الإمام السجّاد (235) من حلية الأولياء : 3: 135 بإسناده عن محمّد بن تسنيم ، عن الحسن بن محبوب . وأورده ابن شعبة الحرّانى في تحف العقول: ص 278. وأورده اليعقوبي في تاريخه : 2: 303 عن أبي خالد الكابلي ، عن عليّ بن الحسين علیه السّلام ، وفيه : «من رضي بقسم الله كان غنيّاً ... » . ورواه الصدوق في الخصال : ص 125 باب الثلاثة في ضمن الحديث 122 ، وفي الفقيه : 4: 259 في وصايا النبيّ لعليّ علیهما السّلام .

إسماعيل بن عبّاد ، عن [عبد الله بن ] بكير :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما (في حديث) أَنّه سأله مكارم الأخلاق ؟ فقال : «الورع، والقنوع» الحديث.

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3134) 12 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال : «يا محمّد بن أبي بكر ، اعلم أنّ أفضل الفقه الورع في دين الله والعمل بطاعته، وإنّي أوصيك بتقوى الله في سرّ أمرك وعلانيتك وعلى أیّ حال كنت عليه (2)».

(أمالي المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام، ويأتى تمامه في كتاب الروضة .

(3135) 13 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثني أبي قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن كليب بن معاوية الأسدي قال:

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «أما والله إنّكم لعَلى دين الله وملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، عليكم بالصلاة والعبادة، عليكم

ص: 411


1- رواه الثقفي في الغارات : ص 146 في عنوان «خبر قدوم محمّد بن أبي بكر مصر وولايته عليها ». ويأتي تخريجه في كتاب الروضة .
2- في أمالي الطوسي : «عليها».
3- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 46 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي ، عن الشيخ الطوسي .

بالورع

(أمالي المفيد : المجلس 32 الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 2)

(3136) 14 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام ( في حديث قال: «اتّقوا الله اتّقوا الله عليكم بالورع، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وعفّة البطن والفرج ، تكونوا معنا بالرفيق الأعلى».

(أمالي الطوسي : المجلس 8 الحديث 37)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الدين الّذي لا يقبل الله أعمال العباد إلّا به من أبواب الاسلام والإيمان.

(3137) 15 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال الصادق علیه السّلام: «عليكم بالورع ، فإنّه الدين الّذي نلازمه وندين الله به ونريد ممّن يوالينا، لا تتعبونا بالشفاعة».

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 83)

(3138) 16 - (2) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمّامي قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبدالله بن زياد القطّان قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير القاضي أبو يعقوب الفسوي قال: أخبرنا مكّي بن إبراهيم قال : أخبرنا السري [بن إسماعيل (3)، عن] عامر [بن شراحيل

ص: 412


1- رواه الكشّي في رجاله : (794) .
2- تقدّم تخريجه في الباب 11 من كتاب العلم : ج 1 ص 164 - 165 ح 8.
3- السري بن إسماعيل أبو عبد الرحمان الهمداني الكوفي ، ابن عمّ الشعبي، مترجم في التاريخ الكبير : 4 : 176 ، والجرح والتعديل : ج 4 : 282 ، وتاريخ الإسلام : وفيات : 121 - 140 ص 437، ووفيات 141 - 160 ص 145 ، وتهذيب الكمال: 10: 227 ، وتهذيب التهذيب : 3: 459 ، وغيرها من كتب الرجال ، يروي عن عامر الشعبي ، عن النعمان بن بشير، ويروي عنه : مكّي بن إبراهيم، وانظر أيضاً ترجمة مكّي بن إبراهيم من تهذيب الكمال : ج 28 ص 476 .

الشعبي] قال : صعد النعمان بن بشير على منبر الكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه وقال:

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يقول: «إنّ لكلّ ملك حِمىً ، وإنّ حِمى الله حلاله و حرامه، والمشتبهات بين ذلك ، كما لو أنّ راعياً رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه ، فدعوا المشتبهات». (أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 69)

(3139) 17 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه :

عن عليّ علیهم السّلام قال: «من أراد عزّاً بلا عشيرة، وهيبة من غير سلطان، وغنى من غير مال وطاعة من غير بذل، فليتحوّل من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعته، فإنّه يجد ذلك كلّه».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 69)

(3140) 18 - (1) وبإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه و آله قال : «مَن أعطي أربع خصال في الدنيا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة، وفاز بحظّه منهما: ورع يعصمه عن محارم الله» الحدیث.

(أمالي الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

ص: 413


1- ورواه - مع مغايرة - علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 239، ح 130، والسيّد الرضي في خصائص الأئمّة : ص 99 ، والبلاذري في أنساب الأشراف : 2: 358، ح 53 .

(3141) 19 - (1) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو عيسى محمّد بن إسماعيل بن حيّان الورّاق في دكّانه بسكّة الموالي قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأسدي قال : حدّثنا أبو سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي :

قال: حدّثنا خلّاد أبو علي قال : قال لنا جعفر بن محمّد علیهما السّلام وهو يوصينا: «اتّقوا الله ، وأحسنوا الركوع والسجود ، وكونوا أطوع عباد الله، فإنّكم لن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع، ولن تنالوا ما عند الله تعالى إلّا بالعمل، وإنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلاً وخالفه إلى غيره» (2) .

(أمالي الطوسى : المجلس 37 ، الحديث 20)

(3142) 20 - (3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلّام الضرير قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا المكّي قال : حدّثني كثير بن طارق (4) :

عن زيد بن عليّ، عن أبيه علیه السّلام قال: «الورع نظام العبادة، فإذا انقطع الورع ذهبت الديانة، كما أنّه إذا انقطع السلك اتبعه النظام».

(أمالي الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 11)

ص: 414


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 83.
2- لاحظ باب الورع من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 76 وما بعده .
3- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 88.
4- ما ذكرته من السند إلى كثير بن طارق ، موجود في أوّل المجلس 41 ، وفي النسخ هنا : كثير ، عن زيد بن عليّ». ولم يرد كثير في اسناد الروايات المتقدّمة عليها .

باب 15 ما ورد في الزهد

أقول : تقدّم ما يرتبط به في باب اليقينن - 10 - وباب التقوى - 13 - وفي الباب - السابق (1)، ويأتي أيضاً في باب حب الدنيا من أبواب مساوئ الأخلاق.

(3143)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) قال: «أزهد النّاس من اجتنب الحرام».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3144)2 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «إنّ صلاح أوّل هذه الأمّة بالزهد واليقين ، وهلاك آخرها بالشُحّ والأمل».

(أمالي الصدوق : المجلس 40 ، لحديث 7)

تقدّم إسناده في باب اليقين .

(3145)3 - وبإسناده عن الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال: «ما أكل رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم خُبز بُرّ قطّ، ولا شبع من خُبز شعير قطّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 6)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الأوّل من أبواب آداب الأكل من كتاب السماء والعالم .

(3146) 4 - وبإسناده عن عائشة قالت : ما شبع آل محمّد صلّی الله علیه و آله و سلّم ثلاثة أيّام تباعاً لحق

ص: 415


1- لاحظ الحديث 6 من باب التقوى ، والحديث 9 من الباب المتقدّم .

بالله عزّ وجلّ.

(أمالى الطوسى : المجلس 11 ، الحديث 76 )

تقدّم إسناده في الباب الأوّل من أبواب آداب الأكل من كتاب السماء والعالم.

(3147) 5 - وبإسناده عن أبي اُسامة، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قلت : بلغنا أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم لم يشبع من خبز برّ ثلاثة أيّام قطّ ؟

فقال أبو عبد الله : «ما أكله قطّ».

قلت : فأيّ شيء كان يأكل ؟

قال: «كان طعام رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر، ووقوده السعف» .

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 27)

تقدّم إسناده في الباب الأول من أبواب آداب الأكل من كتاب السماء والعالم.

(3148) 6 - (1) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان الأزدي قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن علي [علیّ بن] فضّال، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي :

عن محمّد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر علیه السّلام ذات يوم وهو يأكل متّكئاً، قال : وقد كان يبلغنا أنّ ذلك يُكره، فجعلت أنظر إليه، فدعاني إلى طعامه ، فلمّا فرغ قال : «يا محمّد ، لعلّك ترى أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم رأته عين وهو يأكل متّكئاً منذ بعثه الله إلى أن قبضه ؟»

ثمّ ردّ على نفسه فقال : «لا والله ما رأته عين يأكل وهو متّكيء منذ أن بعثه

ص: 416


1- ورواه الكليني في عنوان حديث رسول الله صلّی الله علیه و اله من كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 129 - 130 تحت الرقم 100 . وروى البرقي قريباً من صدر الحديث في الحديث 391 من كتاب المأكل من المحاسن : 2 : 457 - 458 عن أبيه ، عن صفوان ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله علیه السّلام.

الله إلى أن قبضه».

ثمّ قال: «يا محمّد ، لعلّك ترى أنّه شبع من خبز البرّ ثلاثة أيّام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه ؟

ثمّ إنّه ردّ على نفسه، ثمّ قال : «لا والله، ما شبع من خبز البرّ ثلاثة أيّام متوالية إلى أن قبضه الله ، أما إنّي لا أقول إنّه لم يجد ، لقد كان يجيز (1) الرجل الواحد بالمئة من الإبل، ولو أراد أن يأكل لأكل، ولقد أتاه جبرئيل علیه السّلام بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرار يخيّره (2) من غير أن ينقصه الله ممّا أعدّ له يوم القيامة شيئاً، فيختار التواضع لربّه ، وما سئل شيئاً قطّ ، فقال : لا ، إن كان أعطى وإن لم يكن قال : يكون إن شاء الله تعالى، وما أعطى على الله شيئاً قط إلا سلّم الله له ذلك ، حتّى إن كان ليعطي الرجل الجنّة فيسلّم الله ذلك له».

ثم تناولني بيده فقال: «وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكل العبد، ويطعم النّاس خبز البر واللحم ويرجع إلى رحله فيأكل الخبز (3) والزيت، و إن كان ليشتري القميصين السُنبلانيين، ثم يخيّر غلامه خيرهما، ثمّ يلبس الآخر ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإن جاز كعبيه حذفه وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله فيه رضا إلا أخذ بأشدّهما على بدنه، ولقد ولى الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا اقتطع قطيعة ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، إلا سبع مئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها لأهله خادماً، وما أطاق عمله منا أحد ، وإنه كان علي بن الحسين ال لينظر في كتاب من كتب علي فيضرب به الأرض ويقول : من يطيق هذا».

(أمالی الطوسي: المجلس 39، الحدیث 13)

ص: 417


1- أي يعطيه جائزة .
2- فى نسخة مطبوعة : «فخيّره».
3- في نسخة : «الخلّ».

(3149) 7 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزیار [عن الحسن بن محبوب ]، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس :

عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لأبي عبد الله علیه السّلام : أوصني . فقال : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، واعلم أنّه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه، وانظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فلكثيراً ما قال الله تعالى (2) لرسوله : «فَلَا تُعجِبْكَ أَمْوَاهُم وَلَا أَولادَهُم» (3) ، وقال [عزّ ذكره ] (4) : «وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» (5) ، فإن نازعتك نفسك إلى شيء من ذلك، فاعلم أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله كان قوته الشعير، وحلواه التمر إذا وجده ، و وقوده السعف، وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله صلى الله عليه و آله ، فإنّ النّاس لم يصابوا بمثله أبداً ، [ ولن يصابوا بمثله أبداً ] (6)) .

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 25)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد الله محمّد بن وهبان الأزدي، عن أبي علي محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن علي بن عقبة مثله، إلا أنّ فيه : «وحلواه التمر ووقوده السعف».

(أمالي الطوسي : المجلس 38 ، الحديث 1)

ص: 418


1- ورواه الكليني في الكافي : 8: 168 ، ح 189 بإسناده عن زيد الشحّام ، عن عمرو بن سعيد . وأورده الطبرسي في مشكاة الأنوار : ص 133 ، ح 303 عن أبي جعفر علیه السّلام.
2- في أمالي الطوسي : «فكثيراً ما قال الله عزّ وجلّ».
3- سورة براءة : 9 : 55 .
4- من أمالي الطوسي .
5- سورة طه : 131:20.
6- من أمالي الطوسي .

(3150) 8 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الاستر آبادي رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن عليّ بن الناصر، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا، عن موسى بن جعفر علیهم السّلام قال :

«سُئل الصادق علیه السّلام عن الزاهد في الدنيا ؟ قال : الّذي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عذابه». (أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 4)

(3151) 9 - (2) حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد الأسدي بالريّ في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان، وعبد الله بن محمّد الوهبي، وأحمد بن عُمير، ومحمّد بن أبي أيّوب، قالوا: حدّثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمان قال: حدّثنا أبي، عن عمّه إبراهيم، عن أمّ الدرداء، عن أبي الدرداء قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من أصبح مُعافىً في جسده، آمناً في سِربه، عنده قوت

ص: 419


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 287 باب معنى الزهد في الدنيا، وفي عيون = أخبار الرضا : 2 : 56 باب 31 ح 199.
2- ورواه أيضاً في الخصال: ص 161 باب الثلاثة : ح 211 . ورواه السيّد أبو طالب في تيسير المطالب : ص 366 باب 43 ، والطبراني في المعجم كما عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 10 : 289 باب «من أصبح معافى آمناً» والهندي في كنز العمّال : 3: 399 ح 7138 ، والترمذي في صحيحه : 4 : 576 ذيل الحديث 2346 إشارة . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 173 ، ونحوه الحرّاني في تحف العقول: ص 36. والفقرة الأولى من الحديث رواها الصدوق في كتاب المواعظ : ص : 132 وفي الفقيه : 4 : 912:301 ح 92 من باب النوادر عن الإمام الرضا علیه السّلام. وانظر تخريج الحديث التالي .

يومه ، فكأنّما خُيّرت (1) له الدنيا .

يا ابن جعشم (2) ، يكفيك منها (3) ما سدّ جوعتك، ووارى عورتك، فإن يكُن (4) بيت يَكُنّك فذاك ، وإن تكن دابّة تركبها فبخ بخ ، وإلّا فالخبز وماء الجَرّ ، وما بعد ذلك (5) حساب عليك أو عذاب».

(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله، بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 13)

(3152) 10 - (6) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا - : أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ قال : حدّثنا الرضا عليّ بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ علیهم السّلام قال :

ص: 420


1- مثله في المواعظ ، وفي أمالي الطوسي وسائر المصادر: «حيزت» بمعنى جمعت.
2- كذا في النسخ ومثله في كنز العمّال وفي هامشه جُعشُم - بضمّ الجيم وسكون العين وبضمّ الشين : اسم لصحابيّين أحدهما سراقة بن مالك بن جعشم . انتهى . وفي مجمع الزوائد : «یا ابن آدم جفينة يكفيك ...» ، وفي تيسير المطالب «يا أبا خثعم».
3- في أمالي الطوسي : «يا ابن آدم، يكفيك من دنياك» .
4- فی أمالی الطوسي: «و إن یکن» .
5- في أمالي الطوسي : «وإلّا فالخبز، وما بعد ذلك».
6- وأورده اليعقوبي في أواخر ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخه : 2: 209 بتفاوت يسير، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 74:2. وله شاهد من حديث ابن عمر : رواه الطبراني في الأوسط : 2: 492 ح 1849 وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 10 : 287 باب فيمن أصبح معافىً آمناً. ومن حديث عبيد الله بن مِحصَن الأنصاري : رواه ابن ماجة في سننه : 2 : 1387 ح 4141، والترمذي في جامعه : 4: 576 ح 2346 ثمّ قال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حدیث مروان بن معاوية ، وحيزت جُمعَت .

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمناً في سربه معافىً في جسده، عنده قوت يومه ، فكأنّما حيزت له الدنيا»

(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 8)

(3153) 11 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد بن ياسين بن محمّد بن عجلان مولى الباقر علیه السّلام قال: سمعت مولاي أبا الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا علیهم السّلام يذكر عن آبائه ، عن جعفر بن محمّد علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «من أصبح والآخرة همّه ، استغنى بغير مال، واستأنس بغير أهل، وعزّ بغير عشيرة».

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 3)

(3154) 12 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن

ص: 421


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 71.
2- ورواه أيضاً في الخصال كما عنه في البحار 70 311). ورواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره : 2 : 146 في تفسير الآية 83 من سورة القصص وبعده زيادة وهي : «إن أعلم النّاس بالله أخوفهم الله ، وأخوفهم له أعلمهم به، وأعلمهم به أزهدهم فيها». ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار: ص 115 والفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 434 .

422

داوود المنقري:

عن حفص بن غياث النخعي القاضي قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : ما الزهد في الدنيا ؟ فقال : «قد حدّ الله عزّ وجلّ ذلك في كتابه فقال: « لِكَيْلَا تَأْسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ » (1)) .

(أمالي الصدوق : المجلس 90، الحديث 3)

(3155) 13 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

قال رسول رسول الله صلى الله عليه و آله: «أتاني ملك فقال : يا محمّد، إنّ ربّك يقروك السلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكّة ذَهَباً».

قال: «فرفعت رأسي إلى السماء و قلت يا ربّ، أشبع يوماً فأحمدك، وأجوع يوماً فأسألك».

(أمالي المفيد : المجلس 15 ، الحديث 1)

(3156) 14 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال :

ص: 422


1- سورة الحدید: 57: 23.
2- هذا هو الحديث 75 من صحيفة الإمام الرضاء علیه السّلام: ص 57 ، وفي ط : ص 116 . وانظر سائر تخريجاته في باب «مكارم أخلاق رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وسيره وسننه» من کتاب النبوّة : ج 2 ص 225 - 226 ح 9 .
3- تقدّم تخريجه في باب «مكارم أخلاق رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وسيره وسننه» من كتاب النبوّة : ج 2 ص 227 ح 11.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الأزدي، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن علي بن عقبة، عن عبدالمؤمن الأنصاري، عن أبي عبدالله قال:

قال رسول الله علیه السّلام : عرضت عليّ بطحاء مكّه ذهباً ، فقلت : يا ربّ ، لا و لكن أشبع يوماً وأجوع يوماً، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ، وإذا جعت دعوتك وذكرتك .

(أمالي الطوسي : المجلس 39 الحديث 15)

(3157) 15 - وبإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله صلى الله عليه و آله (في حديث طويل) قال: «يا أباذرّ ، إنّ جبرئيل علیه السّلام أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء ، فقال : يا محمّد إنّ هذه خزائن الأرض ولا تنقصك من حظّك عند ربّك تعالى . فقلت : حبيبي جبرئيل ، لا حاجة لي فيها إذا شبعت شكرت ربّي ، وإذا جعت سألته».

وفيه: «يا أباذرّ ، ما زهد عبد في الدنيا إلّا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه ، وبصّره عيوب الدنيا وداءها ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام.

يا أباذرّ، إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه ، فإنّه يلقي إليك الحكمة».

فقلت یا رسول الله ، من أزهد النّاس ؟

قال: «من لم ينس المقابر والبلى، وترك مايفنى لما يبقی، ومن لم يعدّ غداً من أيّامه ، وعدّ نفسه في الموتى.

يا أباذرّ ، إنّ الله تعالى لم يوح إلَيّ أن أجمع المال ، لكن أوحى إلَيّ أن سبّح بحمد ربّك وكن من الساجدين، واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين (1).

يا أباذرّ إنّي ألبس الغليظ، وأجلس على الأرض، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلقي، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي».

ص: 423


1- تضمين من سورة الحجر : 15 : 98 - 99.

وفيه: «يا أباذرّ ، طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، الّذين اتّخذوا أرض الله بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً ، واتّخذوا الكتاب شعاراً، والدعاء الله دثاراً، وقرضوا الدنيا قرضاً». (أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في الملائكة وصفاتهم وشؤونهم (8) من كتاب السماء والعالم ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3158) 16 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال : حدّثنا الحسين بن محمّد البزّاز قال : حدّثني أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلويّ المحمّدي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني، عن أبي عاصم النبيل [الضحّاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري ] ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن علقة بن قيس :

عن نوف البكالي قال : بتّ ليلة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فرأيته

ص: 424


1- ورواه الصدوق قدّس سرّه في باب السنة من الخصال : 1 : 337 - 338 : ح 40 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيّوب بن نوح ، عن الربيع بن محمّد المسلي ، عن عبد الأعلى ، عن نوف ، إلّا أنّ فيه : «فإنّ نبيّ الله خرج ذات ليلة ...» ولم يذكر فيه اسم داوود علیه السّلام. ورواه أبونعيم في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من حلية الأولياء : 1: 79 ، وفي ترجمة نوف البكالي : 6: 53 ، وابن أبي حاتم في ترجمة نوف من الجرح والتعديل : 8: 63 إشارة، والسيّد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب : ص 365 باب 43 ح 806 بإسناده عن أبي داوود الطيالسي ، عن سهل ، عن شعيب ، عن عبد الأعلى ، عن نوف . ورواه المسعودي في مروج الذهب : 4 : 193 في عنوان «ذكر أيّام المهتدي بالله»، وعلي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 346 - 347 ، ح 232 ، والخطيب البغدادي في ترجمة جعفر بن مبشر من تاريخ بغداد : 7: 162 برقم 3608. وأورده الشريف الرضي في حِكَم نهج البلاغة برقم 104، والآبي في نثر الدرّ : 1 : 312 - 313 .

يكثر الاختلاف من منزله وينظر إلى السماء ، قال : فدخل كبعض ما كان يدخل فقال: «أنائم أنت أم رامق

(1).

فقلت : بل رامق يا أمير المؤمنين ما زلت أرمقك منذ الليلة بعيني وأنظر ما تصنع !

قال: «يانوف، طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، ق-وم يتّخذون أرض الله بساطاً، وترابه وساداً، وكتابه شعاراً، ودعاءه دثاراً، وماءه طيباً، يقرضون الدنيا قرضاً على منهاج المسيح (2)، إنّ الله تعالى أوحى إلى عيسى علیه السّلام : يا عيسى ، عليك بالمنهاج الأوّل تلحق ملاحق المرسلين، قُل لقومك - يا أخا المنذرين أن لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقُلوب طاهرة، وأيدٍ نقيّة وأبصار خاشعة، فإنّي لا أسمع مِن داع دعاني (3) ولأحد من عبادي عنده مظلمة، ولا استجيب له دعوة ولي قِبَله حقّ لم يردّه إليّ.

فإن استطعت يا نوف ، أن لا تكون عريفاً (4) ، ولا شاعراً (5)، ولا صاحب كوبة ، ولا صاحب عرطبة (6) فافعل ، فإنّ داوود علیه السّلام رسول ربّ العالمين خرج ليلة من

ص: 425


1- الرامق : اليقظان .
2- الوساد : المتّكأ وكلّ ما يتوسّد به من قماش وتراب وغير ذلك . والشعار : أصله ما يلى البدن من الثياب ، والمراد هنا أنّهم يقرءُونه سرّاً للاعتبار بمواعظه والتفكّر فيه . والدثار : ما يعلو البدن من الثياب ، والمراد منه جهرهم به إظهاراً للذلّة والخشوع الله تعالى. قوله : «يقرضون الدنيا قرضا» : أي مزّقوها كما يمزق الثوب المقراض على طريق المسيح علیه السّلام في الزهادة .
3- في البحار : 70 : 316 / 22 : «من داع دعاءه» .
4- العريف: القيّم بأمور القبيلة أو الجماعة من النّاس، يلي أمورهم ويتعرّف الأمير منه أحوالهم .
5- في نهج البلاغة : «ولا شُرْطيّاً» .
6- الكوبة - بالفتح ثم السكون - : الطبل. والعرطبة: الطنبور، وقد قيل إنّ العرطبة : الطبل، والكوبة : الطنبور .

الليالي فنظر في نواحي السماء ثمّ قال : والله ربّ داوود إنّ هذه الساعة لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلّا أعطاه إيّاه، إلّا أن يكون عريفاً، أو شاعراً ( 1 ) ، أو صاحب كوبة، أو صاحب عرطبة».

(1)

(أمالي المفيد : المجلس 16 ، الحديث 1)

(3159)17 - حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين العامري، قال : حدّثنا أبو معمر ، عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهما السّلام :

عن أبيه علیه السّلام (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أوصيك يابُنيّ بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال :) والزهد في الدنيا (2)، فإنّك رهين (3) موت وغرض بلاء و طريح (4) سقم.

(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 9)

تقدّم تمامه في الباب الثاني من أبواب شهادة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة (5).

(3160) 18 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا القاضي

ص: 426


1- لعلّه مصحّف عن «عشّاراً»، كما في نهج البلاغة .
2- في أمالي الطوسي : «واذكر الموت ، وازهد في الدنيا».
3- في نسخة : «رهن» . يقال : أنا رهين بكذا: مأخوذ به .
4- في أمالي الطوسي : «صريع»، وكلاهما بمعنى
5- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .

أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني سليمان بن محمّد الهمداني قال: حدّثني محمّد بن عمران [وهو ابن أبي ليلى] (1) قال : حدّثنا محمّد بن عيسى الكندي :

عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «جاء أعرابي إلى رسول الله فقال: يا محمّد أخبرني بعمل يحبّني الله عليه.

قال: يا أعرابي ازهد في الدنيا يحبّك الله عزّ وجلّ، وازهد في ما في أيدي النّاس يحبّك النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 41)

و عن محمّد بن محمّد بن النعمان، عن الشریف أبي عبدالله محمّد بن محمّد بن طاهر ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد مثله .

أبو جعفر الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 46)

(3161) 19 - (2) وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت عمّار بن ياسر رضی الله عنه يقول : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم لعليّ علیه السّلام : «يا علىّ إنّ الله قد زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إلى الله منها، زيّنك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزاً منها شيئاً (3) ، ولا ترزاً منك شيئاً الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه مسنداً في باب فضائل الشيعة من أبواب الإيمان والإسلام، وسيأتي ما يرتبط بهذا الباب في الباب التالي .

ص: 427


1- من أمالي الطوسي.
2- تقدّم تخريجه في باب فضائل الشيعة من أبواب الإيمان والإسلام.
3- قال في البحار : الزَرء : النقص، أي لم تأخذ من الدنيا شيئاً ولم تنقص الدنيا من قدرك شیئاً.

باب 16 الغنى والكفاف

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق (1) .

(3162)1 - أبوجعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث) قال : «خمس من لم تكن فيه لم يَتَهَنّ بالعيش : الصحّة والأمن والغِنى والقناعة، والأنيس الموافق».

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق (2) .

(3163) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسين محمّد بن المظفّر قال : حدّثنا محمّد بن عبد ربّه قال : حدّثنا عصام بن يوسف قال : حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «اللهمّ مَن أحبّني فارزقه الكفاف والعفاف، ومن أبغضني فأكثِر ماله وولده».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 24)

(3164) 3 - (4) أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن عليّ بن حمويه قال : حدّثنا أبو الحسين

ص: 428


1- انظر الحديث 9 و 10 منه .
2- تقدّم تحت الرقم 11 من الباب المذكور .
3- و رواه البیهقي في شعب الإیمان: 2: 175: 14- باب في حب النبيّ (ص): فصل في زهده و صبره ذیل الحدیث 1475. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 182.
4- ورواه المتقي في كنز العمال : 3: 272 رقم 6508 نقلاً عن ابن أبي الدنيا في الفرج، و ابن عساكر بتقديم الفقرة الأخيرة. ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 4 : 139 رقم 4585 بإسناده عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، عن إسحاق بن محمّد الفروي، بنقص الفقرة الأخيرة من الرواية . وانظر سائر تخريجاته في الباب 13 - فضل انتظار الفرج - من ترجمة الإمام المهدي علیه السّلام من كتاب الإمامة .

محمّد بن محمّد بن بكر الهزّاني قال : حدّثنا ابن مقبل قال : حدّثنا عبد الله بن شبيب [أبو سعيد الربعي] قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد الفروي، عن سعيد بن مسلم، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «مَن رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل، وانتظار الفرج عبادة».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 55)

(3165) 4 - (1) أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج المعدّل قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب قال: أخبرنا عمرو قال : أخبرنا زائدة عن الأعمش، عن غيلان بن بشر، عن يعلى بن الوليد قال :

إنّي لأخذ بيد أبي الدرداء فقلت : يا أبا الدرداء، ما تُحبّ لَمن تحبّ؟

قال : أن يموت .

قلت: فإن لم يمت ؟

قال : يُقلّ الله ماله وولده.

(أمالی الطوسي: المجلس 14، الحدیث 32)

ص: 429


1- وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى : 7: 393 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق : 47 : 162 بسندين عن الأعمش، والذهبي في سير أعلام النبلاء : 349:2 كلّهم في ترجمة أبي الدرداء . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 173 .

باب 17 الخوف والرجاء

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها - 6 - وباب التقوى - 13 (1) .

(3166) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن - أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن درّاج عن أبي حمزة الثمالي قال :

قال الصادق جعفر بن محمد علیهما السّلام : «ارجُ الله رجاءً لا يُجرّئك على معاصيه ، وخَفِ الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته».

(أمالي الصدوق : المجلس 4، الحديث 5)

(3167) 2 - (2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور الله رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن القاسم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه :

عن عليّ علیهم السّلام قال : «كُن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإنّ موسى بن

ص: 430


1- لاحظ الحديث 9 و 10 من باب ما ورد فى النفس، والحديث 6 و 14 و 15 من باب التقوى.
2- ورواه أيضاً في الفقيه : 3 : 101 ح 396 / 44 و 4 : 284 ح 30:850. ورواه الكليني في كتاب المعيشة من الكافي : 5: 83 - 84 باب الرزق من حيث لا يحتسب : ح 3 عن عدّة من الأصحاب ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عليّ بن محمّد القاساني ، عمّن ذكره ، عن عبد الله بن القاسم . وأورده الحرّاني في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 208. وأورد نحوه الزمخشري في ربيع الأبرار: 2 : 773 باب الطمع والرجاء ....

عمران خرج يقتبس لأهله ناراً فكلّمه الله عزّ وجلّ فرجع نبيّاً، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان ، وخرج سحرة فرعون يطلبون العزّة لفرعون فرجعوا مؤمنين».

(أمالي الصدوق : المجلس 33، الحديث 9)

(3168) 3 - (1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني أبو سعيد الأدمى قال : حدّثني الحسن بن علي بن النعمان، عن عليّ بن أسباط :

عن الحسن بن الجهم قال : سألت الرضا علیه السّلام فقلت له : جُعلتُ فداك، ما حدّ التوكّل ؟ فقال لي: «أن لا تخاف مع الله أحداً » الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 8)

يأتي تمامه في مواعظ الإمام الرضا علیه السّلام من الكتاب الروضة .

(3169) 4 - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاذ الجوهري، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، عن جبرئيل علیه السّلام قال :

قال الله جلّ جلاله: «من أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً وهو لا يعلم أنّ لي أن أعذّبه أو أعفو عنه لا غفرتُ له ذلك الذنب أبداً، ومن أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً وهو يعلم أنّ لي أن أعذّبه أو أعفو عنه عفوتُ عنه» .

(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 2)

ص: 431


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 2 : 54 باب 31 ح 192. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 165 .
2- وروى البرقي في الباب 4 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : 1 : 95 ح 6/57 عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله علیه السّلام يرفعه إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : قال الله تبارك وتعالى: (مَن أذنب ذنباً فعلم أنّ لي أن أعذّبه ، وأنّ لي أن أعفو عنه ، عفوت عنه». و رواه أیضاً الصدوق فی ثواب الأعمال: ص 213 باب 399 ح 1 ط مکتبة الصدوق بطهران.

(3170) 5 - حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً، عن يعقوب بن يزيد قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير، عن أبي حمزة الثمالي :

عن زين العابدين عليّ بن الحسين علیهما السّلام قال : «كان في بني إسرائيل رجل ينبش القبور، فاعتلّ جار له فخاف الموت، فبعث إلى النبّاش فقال له : كيف كان جواري لك ؟

قال : أحسن جوار .

قال : فإنّ لي إليك حاجة .

قال : قضيت حاجتك .

قال : فأخرَجَ إليه كفنين فقال : أُحِبّ أن تأخذ أحبّها إليك، وإذا دُفِنتُ فلا تنبُشني . فامتنع النبّاش من ذلك وأبى أن يأخذه ، فقال له الرجل: أُحبّ أن تأخذه، فلم يزل به حتّى أخذ أحبّهما إليه .

ومات الرجل فلمّا دُفن قال النبّاش : هذا قد دُفِن، فما عِلمُه بأنّي تركتُ كفنه أو أخذته، لأخُذنّه . فأتى قبره فنبشه ، فسمع صائحاً يقول ويصيح به : لا تفعل . ففزع النبّاش من ذلك فتركه وترك ما كان عليه، وقال لولده : أيّ أب كنتُ لكم ؟

قالوا : نِعمَ الأب كنتَ لنا .

قال : فإنّ لي إليكم حاجة .

قالوا : قُل ما شئت فإنّا سنصير إليه إن شاء الله .

قال : فأحبّ إذا أنا مُتّ أن تأخذوني فتُحرقوني بالنّار، فإذا صرت رماداً فدُقّوني (1) ثمّ تَعمِدوا بي ريحاً عاصفاً، فذرّوا نصفي في البرّ ونصفي في البحر .

ص: 432


1- في نسخة : «فدفّوني» ، دفّ الشيء : نسفه.

قالوا: نفعل .

فلمّا مات فعل به ولده ما أوصاهم به ، فلمّا ذرّوه قال الله جلّ جلاله للبرّ : اجمع ما فيك ، وقال للبحر : اجمع ما فيك . فإذا الرجل قائم بين يدي الله جلّ جلاله ، فقال الله عزّ وجلّ : ما حملك على ما أوصيت به ولدك أن يفعلوه بك ؟

قال : حملني على ذلك - وعزّتك - خوفك .

فقال الله جلّ جلاله : فإنّي سأرضي خصومك ، وقد آمنت خوفك، وغفرت لک» .

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 3)

(3171)6 - حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن مثنّى، عن ليث بن أبي سليم قال : سمعت رجلاً من الأنصار يقول : بينما رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم مستظلّ بظلّ شجرة في يوم شديد الحرّ إذ جاء رجل فنزع ثيابه ثمّ جعل يتمرّغ في الرّمضاء (1) ، يكوي ظَهره مرّة وبطنه مرّة وجبهته مرّة ويقول : يا نفس ذوقي ، فما عند الله عزّ وجلّ أعظم ممّا صنعتُ بك. ورسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ينظُر إلى ما يصنع.

ثمّ إنّ الرجل لَبِس ثيابه ثمّ أقبل ، فأومأ إليه النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم بيده ودعاه فقال له : «يا عبد الله ، لقد رأيتك صنعتَ شيئاً ما رأيت أحداً من النّاس صنعه، فما حملَكَ على ما صنعت ؟ !

فقال الرجل : حملني على ذلك مخافة الله عزّ وجلّ، وقلت لنفسي : يا نفس ذوقي فما عند الله أعظم ممّا صنعت بك .

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «لقد خفتَ ربّك حقّ مخافته، وإنّ ربّك ليباهي بك أه-ل

ص: 433


1- تمرّغ في التراب : تقلّب . ورَمِضَ الشيء : اشتدّ حرّه ، يقال : رمضت الأرض : اشتدّ عليها وقع الشمس. و الرمضاء : شدّة الحَرّ. والأرض أو الحجارة الّتي حميت من شدّة وقع الشمس . (المعجم الوسيط ).

السماء». ثمّ قال لأصحابه : يا معشر مَن حضر ، ادنُوا من صاحبكم حتّى يدعو لكم».

فدنوا منه فدعا لهم وقال : اللهمّ اجمع أمرنا على الهُدى، واجعل التقوى زادنا والجنّة مآبنا.

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 26)

(3172) 7 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث المناهي) قال: «من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها مِن مخافة الله عزّ وجلّ حرّم الله عليه النّار وآمنه من الفزع الأكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله: « وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ» (1)». (أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة - 16 - من كتاب السماء والعالم .

(3173)8 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد القاساني، عن سليمان بن داوود المِنقري، عن حمّاد بن عيسى:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: كان فيما أوصى به لقمان ابنه ناتان (2) أن قال له : «يا بُنيّ، خف الله خوفاً لو وافيته ببرّ الثقلين خفت أن يُعذِّبك الله ، وارجُ الله رجاءً لو وافيته بذنوب الثقلين رجوتَ أن يغفر الله لك» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه في مواعظ لقمان من كتاب النبوة (3).

ص: 434


1- سورة الرَّحمن : 46:55 .
2- في نسخة : «نانان»، وفي نسخة : «ناثان» .
3- تقدّم في ج 2 ص 106 - 107 ح 1 من الباب 15 .

( 3174) 9 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن أحمد الحكيمي قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال : أخبرني سليمان بن أيّوب قال : حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت:

عن أنس قال : مرض رجل من الأنصار فأتاه النبيّ صلّی الله علیه و آله يعوده ، فوافقه وهو في الموت فقال: «كيف تجدك» ؟

قال : أجدني أرجو رحمة ربي وأتخوّف من ذنوبي .

فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ما اجتمعتا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلّا أعطاه الله رجاءه و آمنه ممّا يخافه».

(أمالي المفيد : المجلس 17 ، الحديث 1)(2)

(3175) 10 - وبإسناده عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیهما السّلام (في حديث) قال : «خافوا الله عزّ وجلّ في السرّ حتّى تعطوا من أنفسكم النَصَف لكم».

(أمالي المفيد : المجلس 19 ، الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3176) 11 - (3) حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي،

ص: 435


1- ورواه البيهقي في باب الرجاء من شعب الإيمان : 2 : 4 ح 1002 بإسناده عن يحيى بن عبد الحميد، عن جعفر بن سليمان . وفي هامشه عن كتابه الأربعين الصغرى : 40 و 41 .
2- كتب في أوّل المجلس: مجلس يوم السبت السابع عشر من شعبان سنة سبع وأربع مئة ، ممّا سمعه أبو الفوارس وحده وسمعته وأبو محمّد عبد الرحمان أخي والحسين بن عليّ النيسابوري بقراءة سيّدنا الشيخ الجليل المفيد - أدام الله تأييده - حدّثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبدالله محمّد بن النعمان أيّد الله عزّه .
3- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 71 باب الخوف والرجاء : ح 11 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسن بن أبي سارة . وأورده الحرّاني في قصار مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول: ص 369، ووراّم بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 185 .

عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن سنان، عن الحسن بن أبي سارة قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما يقول: «لايكون [المؤمن ] مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف و یرجو». (أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 27).

(3177) 12 - (1) وبالسند المتقدّم عن عليّ بن مهزيار ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ [بن أبي حمزة ] قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام عن قول الله عزّ وجلّ: «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ» (2) قال: «من شفقتهم ورجائهم يخافون أن تردّ إليهم أعمالهم إذا لم يطيعوا وهم يرجون أن يتقبّل منهم».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 28)

(3178) 13 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد (3) العبدي قال :

ص: 436


1- وقريباً منه رواه الكليني في روضة الكافي: 8: 229 ح 294 عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله علیه السّلام.
2- سورة المؤمنون : 23 : 60 .
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب التراجم وفي النسخ : «سعد بن زیاد».

حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهما السّلام قال: «في حكمة آل داوود يا ابن آدم، كيف تتكلّم بالهدى وأنت لا تفيق عن الردى! يا ابن آدم، أصبح قلبك قاسياً وأنت لعظمة الله ناسياً، فلو كنت بالله عالماً، وبعظمته عارفاً، لم تزل منه خائفاً، ولوعده راجياً، ويحك كيف لا تذكر لَحدك ، وانفرادك فيه وَحدَك».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 49)

(3179)14 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «إنّ المؤمن لا يُصبح إلّا خائفاً وإن كان مُحسناً، ولا يُمسي إلّا خائفاً وإن كان مُحسناً، لأنّه بين أمرين : بين وقت مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد اقترب لايدري م-ا ي-ص-يب-ه م-ن الهلكات» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإسلام والإيمان .

(3180) 15 - (1) أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن صفوان البرذعي قال: حدّثنا عبدالله محمّد قال : حدّثنا أبو خيثمة قال : حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدّثنا أبي، عن صالح بن كيسان قال : حدّثنا نافع، أنّ عبدالله بن عمر قال:

قال رسول الله صَلَى اللهُ علیه و آله: «بينما ثلاثة رهط يتماشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبلٍ، فبينا هم فيه انحطّت صخرة فأطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أفضل أعمال عملتموها فسَلوه بها لعلّه يفرّج عنكم .

قال أحدهم : اللهمّ إنّه كان لي والدان كبيران ، وكانت لي امرأة وأولاد صغار، فكنتُ أرعى عليهم ، فإذا أرحت عليهم (2) غنمي بدأت بوالديّ فسقيتهما ، فلم آت

ص: 437


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة : ج 2 ص 171 باب قصّة أصحاب الرقيم (24) ح 1.
2- أراح إبله : ردّها إلى المراح. وأرحت على الرّجُل حقّه ، إذا رددته عليه . قاله الجوهري فی الصحاح.

حتّى نام أبواي، فطيّبت الإناء ثمّ حلبت ثمّ قمت بحلابي عند رأس أبويّ، والصبية يتضاغون (1) عند رجلي ، أكره أن أبدأ بهم قبل أبويّ، وأكره أن أوقظهما من نومهما ، فلم أزل كذلك حتّى أضاء الفجر، اللهمّ إن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا فُرجة نرى منها السماء . ففرج لهم فرجة فرأوا منها السّماء .

وقال الآخر : اللهمّ إنّه كانت لي بنت عمّ فأحببتها حبّاً كانت أعزّ النّاس إليّ، فسألتها نفسها ، فقالت : لا ، حتّى تأتيني بمئة دينار. فسعيت حتّى جمعت مئة دينار فأتيتها بها ، فلمّا كنت بين رجليها قالت : اتّق الله ولا تفتح الخاتم إلّا بحقّه. فقمت عنها ، اللهمّ إن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا فيها فُرجة. ففرج الله لهم فيها فرجة.

وقال الثالث : اللهمّ إنّي كنتُ استأجرت أجيراً بِفَرَق ذُرَة (2) فلمّا قضى عمله عرضت عليه فأبى أن يأخذه ورغب عنه، فلم أزل اعتمل به حتّى جمعت منه بقراً ورعاءها، فجاءني فقال : اتّق الله ، واعطني حقّي ولا تظلمني. فقلت له : اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها. فذهب فاستاقها، اللهمّ إن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنّا ما بقي منها . ففرج الله عنهم، فخرجوا يتماشون».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 26)

ص: 438


1- يتضاغون : يتضوّرون من الجوع.
2- قال فی لسان العرب: الفَرق و الفَرَق: مکیال ضخم لأهل المدینة معروف. و قیل: هو أربعة أرباع، و قیل: هو ستّة عشر رطلاً. و الذُرّة: ضرب من الحبّ معروف.

باب 18 حسن الظنّ بالله تعالى وترك العجب والاعتراف بالتقصير

أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب .

(3181) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف:

عن أبى الحسن علیه السّلام أنّه قال : «عليك بالجدّ، ولا تخرجنّ نفسك من حدّ التقصير في عبادة الله وطاعته، فإنّ الله تعالى لا يُعبَد حقّ عبادته».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 17)

(3182)2 - (2) وعن محمّد محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن داوود بن كثير ، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر علیه السّلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

قال الله عزّ وجلّ : «لا يتّكل العاملون على أعمالهم الّتي يعملون بها لثوابي فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كُنه عبادتي فيما يطلبون [ عندي ] من كرامتي والنعيم في جنّاتي ورفيع الدرجات [العلى ] في جواري، ولكن برحمتي فليثقوا، وفضلي فليرجوا، وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا ، فإنّ رحمتي عند ذلك تدركهم، وبمَنّي أبلغهم رضواني و أَلبسهم عفوي (3) ، فإنّي أنا الله الرّحمن الرّحيم، بذلك تسمّيت».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 18)

ص: 439


1- رواه الكليني في الكافي : 2 : 72 كتاب الإيمان والكفر باب الاعتراف بالتقصير : ح 1 .
2- رواه الكليني في الكافي : 2 : 71 كتاب الإيمان والكفر باب حسن الظنّ بالله عزّ وجلّ : = ح ا ، وما بين المعقوفات منه.
3- في الكافي : «ومَنّي يبلّغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم عفوي».

(3183)3 - وبإسناده عن صفوان الجمّال قال: دخل المعلّى بن خنيس على أبي عبد الله علیه السّلام يودّعه وقد أراد سفراً ، فلمّا ودّعه قال: «يا معلّی اعزز بالله يعززك».

قال: بما ذا يا ابن رسول الله ؟

قال: «يا معلّى، خف الله تعالى يخف منك كلّ شي» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 55)

يأتي تمامه مسنداً في باب الشكر.

(3184) 4 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن علي الدعبلي قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ببغداد بباب الشام سنة ثلاث وسبعين ومئتين قال : حدّثنا أبو نؤاس الحسن بن هانئ قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن یزید الرقاشی، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «لا يموتنّ أحدكم حتّى يحسن ظنّه بالله عزّ وجلّ، فإنّ حسن الظنّ بالله ثمن الجنّة».

(أمالي الطوسى : المجلس 13 ، الحديث 65)

ص: 440


1- ورواه ابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه : ص 301 في ترجمة عبد الله بن عليّ بن علي الخزاعي (264) ، والخطيب في تاريخ بغداد : 1 : 396 في ترجمة محمّد بن إبراهيم بن کثیر البابشامي (366) . وأخرجه الهندي في كنز العمّال: 3: 137 ح 5861 باب حسن الظنّ بالله وبالنّاس، عن ابن جميع في معجمه والخطيب وابن عساكر . وله شاهد من حديث أنس ، رواه مسلم في صحيحه : رقم 2877 في صفة الجنّة باب الأمر بحسن الظنّ بالله تعالى عند الموت، وأبو داوود في سننه : رقم 3113 في الجنائز، باب ما يستحبّ من الظنّ بالله تعالى عند الموت ، والخطيب في تاريخ بغداد : 14 : 348 في ترجمة يزيد بن عمر بن جنزة المدائني (7663).

باب 19 الصدق وأداء الأمانة

أقول : يأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب أداء الأمانة من كتاب العشرة ، فلاحظ هناك . (3185) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «إنّ لأهل الدين علامات يُعرَفون بها : صدق الحديث، وأداء الأمانة » الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام.

(3186) 2 - (1) وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «أتي النبيّ صلى الله عليه و آله بأسارى، فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم ، فقال الرجل : بأبي أنت وأمّي - يا محمّد - كيف أطلقت عنّي مِن بينهم ؟

فقال : أخبرني جبرئيل عن الله عزّ وجلّ : أنّ فيك خمس خصال يحبّها الله عزّ وجلّ ورسوله الغيرة الشديدة على حرمك ، والسخاء، وحُسن الخُلق، وصِدق اللسان، والشّجاعة. فلمّا سمعها الرجل أسلم وحسُن إسلامه، وقاتل مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قتالاً شديداً حتّی استُشهد».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 7)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3187)3 - وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «أحبّ العباد إلى الله : عزّ وجلّ رجل صَدوق في حديثه، محافظ على صلواته وما افترض الله عليه، مع

ص: 441


1- تقدّم تخريجه في الباب 1 ح 6 .

أداء الأمانة الحديث . (أمالي الصدوق : المجلس 49 الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .

(3188) 4 - (1) حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثني أحمد بن عليّ التفليسي، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني، عن محمّد بن عليّ الهادي، عن عليّ بن موسى الرضا عن الإمام موسى بن جعفر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن الباقر محمّد بن عليّ، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد شباب أهل الجنّة الحسين، عن سيّد الأوصياء عليّ علیهما السّلام :

عن سيّد الأنبياء محمّد صلّی الله علیه و آله و سلّم : «لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصَومهم وكثرة الحجّ والمعروف وطَنطَنتهم (2) بالليل ، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 6)

(3189) 5 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خبر الشيخ الشامي الّذي أتاه بصفّين) قال : قال له زيد بن صوحان العبدي: أيّ النّاس أكرم ؟ قال : «من صدق في المواطن». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسى : المجلس 15 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في الباب السادس ، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة.

ص: 442


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضاء علیه السّلام : 2 : 55 - 56 باب 31 - ما جاء عن الرضا علیه السّلام من الأخبار المجموعة : ح 197 . وأورده المفيد في الاختصاص: ص 299 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 373، و السبزواري في جامع الأخبار : ص 286 ح 726 في الفصل 56 ، والطبرسي في الفصل 14 من مشكاة الأنوار: ص 109 ح 12.
2- الطَنطَنَة : كثرة الكلام والتصويت به . والكلام الخفي .

(3190) 6 - أبو جعفر الصدوق، بإسناده عن أبي الصباح الكناني، عن الصادق - جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث) قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «زينة الحديث الصدق». (أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الخامس، ويأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة.

(3191) 7 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن سماعة بن مهران ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیهما السّلام قال : لاتستكثر واكثير الخير، (إلى أن قال :) واصدقوا الحديث وأدّوا الأمانة». (أمالى المفيد : المجلس 19 ، الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3192) 8- وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي رحمه الله، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن عليّ علیهما السّلام قال : سمعته يقول : «أربع من كُنّ فيه كمل إسلامه، وأعين على إيمانه، ومُحِّصت عنه ذنوبه (1) ، ولق ربّه وهو عنه راض، ولوكان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله [تعالى ] (2) عنه ، وهي: الوفاء بما يجعل الله (3) على نفسه، وصدق اللسان مع النّاس، والحياء ممّا يقبح عند الله وعند النّاس، وحُسن الخلق مع الأهل والنّاس» الحديث . (أمالى المفيد : المجلس 21 ، الحدیث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 21)

تقدّم تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام.

ص: 443


1- في أمالي الطوسي: «محّصت ذنوبه».
2- من أمالي الطوسي .
3- في أمالي الطوسي : « يجعل الله».

(3193) 9 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن علىّ علیهما السّلام قال: كان أبي عليّ بن الحسين علیه السّلام يقول: «أربع من كُنّ فيه كمل إيمانه ، ومُحِّصت عنه ذنوبه ، ولقي ربّه وهو عنه راض : من وفى الله بما جعل على نفسه للنّاس، وصدق لسانه مع النّاس ، واستحيا من كلّ قبيح عند الله وعند النّاس، و وعند النّاس، وحسن خلقه مع أهله». (أمالي المفيد : المجلس 35 الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 15)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3194) 10 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن عطيّة ، عن أبي عبد الله محمّد علیهما السّلام قال: «المكارم عشر ، (إلى أن قال:) صدق اللسان، وصدق البأس (1)، وأداء الأمانة» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 13)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3195)11 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي قتادة القمّي قال: قال أبو عبد الله علیه السّلام لداود بن سرحان: «يا داوود، إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض ، يقسمها الله تعالى حيث يشاء ، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده : صدق الحديث، وصدق النّاس (إلى أن قال :) وأداء الأمانة» الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 44)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

ص: 444


1- في نسخة من أمالي المفيد ونسخة من أمالي الطوسي : «النّاس»، وفي الكافي: «صدق اليأس».

(3196) 12 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما ( في حديث) قال: «إنّ الله تبارك وتعالى خصّ الأنبياء علیهم السّلام بمكارم الأخلاق (وعدّها إلى أن قال :) وصدق الحديث، وأداء «الأمانة».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 22)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3197) 13 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «أربع مَن كُنّ فيه كمل إيمانه وإن كان من قَرنه إلى قدمه ذنوب لم ينقصه ذلك، وهي: الصدق، وأداء الأمانة ، والحياء، وحُسن الخُلق».

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 20)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3198) 14 - وبإسناده عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام، عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال : «ألا فاصدقوا فإنّ الله مع مَن صَدَق، وجانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب الإيمان، ألا وإنّ الصادق على شَفا مَنجاة وكرامة، ألا وإنّ الكاذب على شفا مَخزاة وهَلَكة». (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 31)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3199) 15 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : أخبرنا يعقوب بن زياد

ص: 445


1- ورواه المرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 178 عن أبي الحسين أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، عن أبي المفضّل الشيباني. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 75.

قراءة عليه قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن جدّي إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر علیهما السّلام قال :

سمعت أبي جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله». (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 39)

(ورواه أيضاً في المجلس 26 ، الحديث 7) عن جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم بن سعد أبو جعفر الفقيه بأسوان إملاءً من حفظه قال : حدّثنا إسماعيل بن إسحاق بن جعفر بالمدينة، عن أبيه .

(3200)16 - وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «مَن صدق لسانه زك--ا عمله» الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 18)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3201) 17 - (1) أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء وإسحاق بن عمّار جميعاً :

عن أبي عبد الله علیه السّلام قالا : ما ودّعنا قطّ إلّا أوصانا بخصلتين: «عليكم بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، فإنّهما مفتاح الرزق».

(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 8)

ص: 446


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 82.

باب 20 ما ورد في الشكر

(3202) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان، عن سماعة :

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «إنّ الله عزّ وجلّ أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وَبالاً، وابتلى قوماً بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نِعمة».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 4)

(3203) 2 - (2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى الروياني قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن الإمام محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

«دعا سلمان أباذرّ رحمة الله عليهما إلى منزله، فقدم إليه رغيفين ، فأخذ أب--وذر

ص: 447


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 92 باب الصبر من كتاب الايمان والكفر : ح 18 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان . ورواه محمّد بن همّام الاسكافي في التمحيص : ص 60 باب مدح الصبر ... «(8) : ح 128 أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. أورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول: ص 359، والفتّال في ، المجلس 86 من روضة الواعظين : ص 473، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 187 .
2- ورواه أيضاً في الباب 31 - فيما جاء عن الإمام الرضا علیه السّلام من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضاء علیه السّلام : ج 2 ص 57 تحت الرقم 203.

الرغيفين يقلّبهما ، فقال له سلمان : يا أباذرّ ، لأيّ شيء تُقلِّب هذين الرغيفين ؟

قال : خفت أن لا يكونا نَضِيجين .

فغضب سلمان من ذلك غضباً شديداً ، ثمّ قال : ما أجرأك حيث تُقلّب هذين الرغيفين ! فوالله لقد عمل في هذا الخبز : الماء الّذي تحت العرش وعملت فيه الملائكة حتّى ألقوه إلى الريح، وعملت فيه الريح حتّى ألقته إلى السحاب، وعمل فيه السحاب حتّى أمطره إلى الأرض، وعمل فيه الرعد و الملائكة حتّى وضعوه مواضعه وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم و النّار والحطب والمِلح ، وما لا أحصيه أكثر ، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ !

فقال أبوذرٌ : إلى الله أتوب، وأستغفر الله ممّا أحدثتُ ، وإليك أعتذر ممّا كرهت ».

(أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 6)

(3204) 3 - وبإسناده عن أبي الصبّاح الكناني، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في الحدیث) قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «من يشكر الله يزده الله».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الخامس، ويأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة.

(3205) 4 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبیه، عن محمّد بن عليّ، عن ابن أبي عمیر، عن منصور بن یونس، عن أبي بصیر:

عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه علیهم السّلام قال : «بينا رسول الله صلى الله عليه و آله يسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابّته ثمّ خرّ ساجداً فأطال في سجوده، ثمّ رفع رأسه فعاد ثمّ ركب، فقال له أصحابه : يا رسول الله، رأيناك ثنيت رجلك عن دابّتك ثمّ سجدت فأطلت السجود ؟!

ص: 448

فقال : إنّ جبرئيل علیه السّلام أتاني فأقرأني السلام من ربّي وبشّرني أنّه لن يخزيني في أمّتي ، فلم يكن لي مال فأتصدّق به، ولا مملوك فأعتقه، فأحببت أن أشكر ربّي عزّ و جلّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 6)

(3206) 5 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن أحمد بن علویّة، عن إبراهیم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا توبة بن الخلیل قال: أخبرنا عثمان بن عیسی قال: حدّثنا أبو عبدالرحمان:

عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «بينا رسول الله صلى الله عليه و آله في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فلمّا ركب قال له بعض أصحابه : رأيناك يا رسول الله صنعت ما لم تكن تصنعه ؟

قال: نعم، أتاني جبرئيل علیه السّلام فبشّرني أنّ عليّاً في الجنّة، فسجدت شكراً لله تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال : وفاطمة في الجنّة ، فسجدت شكراً لله تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال : والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، فسجدت شكراً لله تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال : ومَن يحبّهم في الجنّة ، فسجدت الله تعالى شكراً، فلمّا رفعت رأسي قال : ومَن يحبّ مَن يحبّهم في الجنّة [فسجدت شكراً لله تعالى ]».

(أمالي المفيد : المجلس 3 ، الحديث 2)

(3207) 6 - (2) أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد

ص: 449


1- ورواه الكليني في باب الشكر من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 98 ، ح 24 عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله علیه السّلام ، باختصار .
2- انظر ما رواه البرقي في الباب 34 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1: 413 ح 944 .

بن مروان ، عن محمّد بن عجلان:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «طوبى لمن لم يبدّل نعمة الله كفراً، طوبى للمتحابّين في الله».

(أمالي المفيد : المجلس 30 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 26)

(3208) 7 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي قال : حدّثنا أبو الحسن [عليّ] بن مهرويه القزويني قال : حدّثني سليمان بن داوود الغازي قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا علیه السّلام قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر العبد الصالح قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصادق قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي الشهيد قال :

حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا أتاه أمر يسرّه قال : «الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات».

وإذا أتاه أمر يكرهه قال : «الحمد لله على كلّ حال». (أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 33)

(3209) 8- (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي اليقظان، عن

ص: 450


1- تقدّم تخريجه في باب «مكارم أخلاق رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وسيره وسننه» من كتاب النبوّة : ج 2 ص 222 - 223 ح 18 .
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 95 كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر : ح 7 عن عدّة من الأصحاب، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال .

عبيد الله بن الوليد الوصّافى قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «ثلاث لا يضرّ معهنّ شيء: الدعاء عند الكربات، والاستغفار عند الذنب، والشكر عند النعمة ».

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 52)

(3210) 9 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الولید، عن أبیه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علیّ بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد الاصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن سفيان بن عيينة قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «ما من عبد إلّا والله عليه حجّة إمّا في ذنب اقترفه، وإمّا في نعمة قصّر عن شكرها ».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 16)

(3211) 10 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله قال : أخبرنا أبو عليّ محمّد بن همّام قال : حدّثنا حميد بن زياد قال : حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله قال: حدّثنا الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «مَن ردّ عن عِرض أخيه المسلم كتب من أهل الجنّة البتّة، ومن أتي إليه معروف فليكافئ، فإن عجز فليثن به ، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة».

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 6)

(3212) 11 - (3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن

ص: 451


1- وأوردهما ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 170.
2- وأوردهما ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 170.
3- وورد الحديث - بتفاوت - عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ، رواه البيهقي في شعب الإيمان : ج 4 ح - في مسنده وابن عدي في الكامل عن أنس، وعن البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة ، وفي ص 261 ح 6454 نقلاً عن البيهقي في شعب الإيمان والخطيب وعن ابن النجار عن عائشة ، وح 6455 نقلاً عن الحكيم والبيهقي والخطيب في رواة مالك عائشة .

الحسن بن الوليد، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحّام:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام أنه قال : «أحسنوا جوار النعم واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم ، أما إنّها لم تنتقل عن أحد قطّ فكادت أن ترجع إليه».

قال : وكان أمير المؤمنين يقول: «قلّ ما أدبر شيء فأقبل».

(أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 23)

(3213) 12 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثني - أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عیسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه قال :

قال سيّدنا الصادق علیه السّلام : «إنّ الله تعالى يحبّ الجمال والتجميل ويكره البؤس والتباؤس، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها».

قيل : وكيف ذلك ؟

قال: ينظّف ثوبه، ويطيّب ريحه، ويجصّص داره، ويكنس أفنيته، حتّى إنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق».

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 66)

(3214) 13 - وبالسند المتقدّم عن الصادق ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : «خمس تذهب ضياعاً: سراج تقده في الشمس، الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به، ومطر جود على أرض سبخة، المطر يضيع والأرض لا ينتفع بها، وطعام يحكمه

ص: 452

طاهيه يقدّم إلى شبعان فلا ينتفع به، وامرأة حسناء تزفّ إلى عنّين فلا ينتفع بها، ومعروف تصطنعه إلى من لا يشكره».

(أمالي الطوسى : المجلس 11، الحدیث 1)

(3215) 14- أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي :

عن داوود بن سرحان قال : كنّا عند أبي عبد الله علیه السّلام إذ دخل عليه سدير الصيرفي فسلّم وجلس، فقال له : «يا سدير، ما كثر مال رجل قطّ إلّا عظمت الحُجّة لله تعالى عليه ، فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا» .

فقال له: يا ابن رسول الله، بماذا ؟

قال: «بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم».

ثمّ قال: «تلقّوا النعم ياسدير بحُسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم، وانعموا على من شكركم، فإنّكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله تعالى الزيادة، ومن إخوانكم المناصحة». ثمّ تلا: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 47)

(3216) 15 - وبالسند المتقدّم عن أبي قتادة القمّي ، عن صفوان الجمّال قال : دخل المعلّى بن خنيس على أبي عبد الله علیه السّلام يودّعه وقد أراد سفراً، فلمّا ودّعه قال: «يا معلّى ، اعزز بالله يعززك».

قال : بماذا يا ابن رسول الله ؟

قال: «يا معلّی ، خف الله تعالى يخف منك كلّ شي، يا معلّى تحبّب إلى إخوانك

ص: 453


1- سورة إبراهيم : 7:14 .

بصلتهم فإنّ الله جعل العطاء محبّة والمنع مبغضة، فأنتم والله إن تسألوني وأعطيكم فتحبّوني أحبّ إليّ من أن لا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، ومهما أجرى الله عزّ وجلّ لكم من شيء على يدي فالمحمود الله تعالى، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي.

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 55)

(3217) 16 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : حدّثنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك الشيباني القاضي ابن الاشناني قال : حدّثنا محمّد بن عبدك القزّاز قال : حدّثنا عباد بن صهيب قال : حدّثنا شعبة قال : سمعت محمّد بن زياد عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : « لا يشكر الله من لا يشكر النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 81)

ص: 454


1- وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء : 7: 165 عن محمّد بن المظفر، عن العبّاس بن هارون ، عن محمّد بن عبدك . ورواه أحمد في المسند : 2 : 258 و 5 29 و 303 و 388 و 492 ، والطيالسي : « 2491)، البخاري في الأدب المفرد: (218)، وأبو داوود : (4811)، والترمذي في الجامع : (1954) ، وابن حبّان في صحيحه: (3407) ، وأبو الشيخ في الأمثال : (110) ، وأبو نعيم في الحلية : 8: 389 ، والقضاعي في مسند الشهاب : (829) ، والبيهقي في السنن الكبرى : 6 : 182 وفي شعب الإیمان: ح 9117 ، والبغوي في مصابيح السنّة : (3610) من طرق عن الربيع بن مسلم، عن محمّد بن زیاد. وأورده الهندي في كنز العمّال : 3: 258 ح 6440 نقلاً عن أحمد في المسند وأبي داوود وابن حبّان . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري والنعمان بن بشير والأشعث بن قيس .

(3218) 17 - أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن عليّ بن حمويه البصري قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا مسلم قال : حدّثنا أبو هلال قال :

حدّثنا بكر بن عبدالله : أنّ عمر بن الخطّاب دخل على النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم وهو موقوذ (1) - أو قال : محموم - فقال له عمر : يا رسول الله، ما أشدّ وعكك (2) - أو حماك (3) -!

فقال: «ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال».

فقال عمر : يا رسول الله ، غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، وأنت تجهد هذا الاجتهاد ؟!

فقال: «يا عمر، أفلا أكون عبداً شكوراً » (4) . (أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 51)

(3219) 18 - أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن الحسن العلوي الحسني قال : حدّثنا أبو نصر أحمد بن عبدالمنعم بن نصر الصیداوي قال: حدّثنا حسین بن شدّاد الجعفي، عن أبيه شدّاد بن رشيد، عن عمر و بن عبدالله بن هند الجملي :

عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهما السّلام ( في حديث) عن أبيه علیه السّلام قال: «إنّ جدّي

ص: 455


1- الموقوذ : الشديد المرض، ووقذه صرعه ، وسكنه ، وغلبه ، وتركه عليلاً.
2- الوعك : أدنى الحمّى ووجعها ، وألم من شدّة التعب .
3- كلمتا : «أو حماك» موجودتان في بعض النسخ.
4- في هامش نسخة : نظم الأعشى هذا المعنى : وما ونى محمّد مذ إذ غفر *** له الإله ما مضى وما غبر

رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر فلم يدع الاجتهاد له، و تعبّد - بأبي هو وأمّي - حتّى انتفخ الساق و ورم القدم، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟! قال : أفلا أكون عبداً شكوراً».

(أمالي الطوسى : المجلس 31، الحديث 18)

تقدّم تمامه في باب «فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمّار وبعض أكابر أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم» من تاريخ نبيّنا صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب النبوّة ، وفي الباب الرابع من ترجمة الإمام السجّاد علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(3220) 19 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن هشام بن ملّاس النميري المعدّل بدمشق ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة قال : حدّثنا وهب بن جرير، عن أبيه ، عن الفضيل بن يسار:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السّلام قال : «من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، من أعطي الشكر لم يمنع الزيادة». وتلا أبو جعفر علیه السّلام: « وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ» (2).

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 14)

(3221) 20 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «مَن لم يعلم فضل الله عزّ وجلّ عليه إلّا في مطعمه و مشربه ، فقد قصر علمه، ودنا عذابه».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 الحديث 47)

تقدّم إسناده في الباب الأوّل من أبواب الإيمان والإسلام.

(3222) 21 - (3)وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن أبي داوود السجستاني

ص: 456


1- وروى نحوه الكليني في الكافي : 2 : 95 باب الشكر ح 8 بإسناده عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «من أعطي الشكر أعطى الزيادة، يقول الله عزّ وجلّ : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)».
2- سورة إبراهيم : 14 : 7 .
3- تقدّم تخريجه في باب «مكارم أخلاق رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وسيره وسننه» من كتاب النبوّة : ج 2 ص 235 - 236 ح 21 .

قال : حدّثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي الطرسوسي قال : حدّثنا بشير بن زاذان، عن عمر بن صبح، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه :

عن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام أنّه قال : «أربع للمرء لا عليه: الإيمان والشكر،فإنّ الله تعالى يقول: «مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُم» (1)، والاستغفار، فإنّه قال: «وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » (2) ، والدعاء، فإنّه قال: «قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَولا دُعَاؤُكُمْ» (3)) .

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 53)

(3223)22 - وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو بشر حيّان بن بشر الأسدي القاضي بالمصيصة ، قال : حدّثني خالي أبو عكرمة عامر بن عمران الضبيّ الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل الضبيّ ، عن أبيه المفضّل بن محمّد، عن مالك بن أعين الجهني قال :

أوصى عليّ بن الحسين علیهما السّلام بعض ولده فقال: «يا بُنيّ، اشكر الله فيما أنعم عليك وأنعم على من شكرك ، فإنّه لا زوال للنعمة إذا شكرت عليها ولا بقاء لها إذا كفرتها، والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة الّتي وجب عليه الشكر بها». وتلا - يعني عليّ بن الحسين علیهما السّلام - قول الله تعالى: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ زيدَنَّكُمْ» (4) إلى آخر الآية .

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 3)

(3224) 23 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو شبّة سنة ستّ عشرة وثلاث مئة 23 وفيها مات رحمه الله ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سليمان النهمي قال: حدّثنا أبو حفص

ص: 457


1- سورة النساء : 4 : 147 .
2- سورة الأنفال : 8: 33.
3- سورة الفرقان : 25 : 77.
4- سورة إبراهيم : 14 : 7.

الأعشى، عن زياد بن المنذر ، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال عليّ علیه السّلام : «حقّ على من أنعِم عليه أن يُحسن مكافأة المنعِم ، فإن قصر عن ذلك وُسعَه فعليه أن يحسن الثناء، فإن كَلَّ عن ذلك لسانه فعليه بمعرفة النعمة و محبّة المنعم بها، فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 4)

(3225) 24 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد بن ياسين بن محمّد بن عجلان مولى الباقر علیه السّلام قال : سمعت مولاي أبا الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا يذكر عن آبائه، عن جعفر بن محمّد علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلّا استوجب المزيد فيها قبل أن يظهر شكرها على لسانه» .

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 2)

(3226) 25 - وبإسناده عن الرضا عليّ بن موسى، عن آبائه علیهم السّلام : «أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله بعث عليّاً علیه السّلام إلى اليمن فقال له وهو يوصيه : يا عليّ، أوصيك بالدعاء فإنّ معه الإجابة، وبالشكر فإنّ معه المزيد» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 13)

تقدّم تمامه مسنداً في باب «بعث عليّ علیه السّلام إلى اليمن» من تاريخ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب النبوّة (2).

ص: 458


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 71. وقريباً منه أورده الأمدي في غرر الحكم: 4: 445 / 9102: «من شكر النعم بجنانه استحقّ المزيد قبل أن يظهر على لسانه» . وفي قصار الحكم من نهج البلاغة برقم 435 : «ما كان الله ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عنه باب الزيادة ».
2- تقدّم في ج 2 ص 426 ح 3 .

(3227) 26 - (1)وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد العلوي الموسوي في منزله بمكّة ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن سبرة بن يعقوب بن شعيب، عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يحدّث عن آبائه :

عن علي علیهم السّلام قال : كان النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم في كلّ يوم إذا أصبح وطلعت الشمس يقول «الحمد لله ربّ العالمين كثيراً طيّباً على كلّ حال». يقول ثلاث مئة وستّين مرّة شکراً.

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 15)

(3228) 27 - (2) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد الله محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس عن بعض أصحابنا:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «مَن أعطي أربعاً لم يحرم أربعاً من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة ، وذلك في كتاب الله عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 16)

ص: 459


1- تقدّم تخريجه في باب مكارم أخلاق رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وسيره وسننه» من كتاب النبوّة : ج 2 ص 238 - 239 ح 26 .
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 84. وقريباً منه رواه أيضاً في الخصال : 1: 202 باب الأربعة ح 16 عن أبي أحمد العسكري ، عن بدر بن الهيثم القاضي، عن عليّ بن منذر الكوفي ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي الصبّاح ، عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام ، وفيه : «من أعطي الصبر لم يحرم الأجر» بدل فقرة التوبة، وتقديم فقرة الشكر عليه . وروي هذا الكلام عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، أورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة برقم 15 ، وسبط ابن الجوزي في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تذكرة الخواص في عنوان «فصل: ومن كلامه علیه السّلام في المواعظ والدقائق»، وابن حمدون في تذكرته: 0113/74:1 ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 4 : 125 - 126 ح 4528 و 4529 من طريق ابن مسعود ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. وأورده الحرّاني في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من تحف العقول: ص 41 مع تقديم وتأخير في الفقرات . وانظر الحديث 6 من باب التفويض من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 65 .

(3229) (28) - (1) وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «إنّ فيما ناجی الله به موسى بن عمران علیه السّلام أن یاموسى ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من عبدي المؤمن، وإنّي إنّما أبتليه لما هو خير له، وأزوي عنه ما يشتهيه لما هو خير له ، وأعطيه لما هو خير له (2) ، وأنا أعلم بما يصلح عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي ، أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل بما يرضيني وأطاع أمري».

(أمالي المفيد : المجلس 11 ، الحديث 2)

ورواه أيضاً أبو جعفر الطوسي مع مغايرة.

(أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 13)

تقدّم تمامه مسنداً في باب شدّة ابتلاء المؤمن (6) من أبواب الإيمان والإسلام ، وسيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب (3) .

ص: 460


1- تقدّم تخريجه في باب «شدة ابتلاء المؤمن» من أبواب الإيمان والإسلام.
2- من قوله : «وأزوي» إلى هنا موجود في نسختان من النسخ الخطيّة ، وهذا موافق للكافي والتوحيد والتمحيص .
3- لاحظ الحديث 2 من الباب التالي .

باب 21 ما ورد في الصبر

أقول : تقدّم في باب الشكر ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ (1)

(3230) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي الصبّاح الكناني، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام ( في حديث ) قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكره».

وفيه: «ومن يصبر على الرزيّة يغثه الله».

(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الخامس، ويأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

(3231) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة له علیه السّلام في بيان علامات المتّقين قال : «إن بُغِي عليه صَبَر حتّى يكون الله [هُو ] (2) الّذي ينتقم له» .

(أمالي الصدوق : المجلس 84 ، الحديث 2)

(3232) 3 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «المؤمن لا يحيف على مَن يبغض ، ولا يأثم فيمَن يُحبِّ ، وإن بُغي عليه صبر حتّى يكون الله عزّ وجلّ هو المُنتصر».

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام، وكذا الحديث المتقدّم .

ص: 461


1- لاحظ الحديث 1 و 28 من باب الشكر .
2- من سائر المصادر

(3233) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال : وقور عند الهَزاهز (1) ، صَبور عند البلاء، شَكور عند الرّخاء، قانع بما رزقه الله ، (إلى أن قال:) إنّ العلم خليل المؤمن، و الحلم ،وزیره، و الصبر أمير جنوده».

(أمالي الصدوق : المجلس 86، الحديث 17)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام.

( 3234) 5 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن يوسف الجعفي، عن الحسين بن محمّد قال : حدّثنا أبي، عن آدم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي الكوفي قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «كم من صبر ساعة قد أورثت فرحاً طويلاً، وكم من لذّة ساعة قد أورثت حزناً طويلاً».

(أمالي المفيد : المجلس 5، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد ، عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 3)

(3235) 6 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ( في حديث) قال: «الإيمان على أربع دعائم : الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد .

والصبر من ذلك على أربع شعب (2) : الشوق ، والشفق، والزهادة، والترقّب ألا من اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النّار رجع عن

ص: 462


1- الهَزَهَرَة : الفتنة يَهتَزَّ فيها النّاس ويُبتَلون ، جمعه هَزَاهِز . (المعجم الوسيط ) .
2- في أمالي الطوسي : «فالصبر على أربع شعب».

المحرّمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات (1) ، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات».

(أمالي المفيد : المجلس 33 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن عن المفيد مثله ، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 9)

تقدّم تمامه في باب دعائم الإيمان والإسلام من أبواب الإيمان والإسلام.

(3236) 7 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله ، عن محمّد بن همّام، عن عبد الله بن العلاء، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن حمّاد بن عيسى، عن إسماعيل بن [أبي] خالد قال :

سمع أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول : جمعنا أبو جعفر علیه السّلام فقال: «يا بنيّ، إيّاكم والتعرّض للحقوق واصبروا على النوائب، وإن دعاكم بعض قومكم إلى أمر ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فلا تجيبوه ».

(أمالي المفيد : المجلس 35، الحديث 12)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 16)

ص: 463


1- في هامش المطبوعة : إلى هنا مضبوط في النسخ الخطيّة وفي المطبوعة سابقاً، وتمام الحديث موجود في نسخة واحدة.
2- وأورد الاربلي في كشف الغمّة : 2 : 176 و 204 عن الجنابذي في معالم العترة الطاهرة عن محمّد بن حرب قال : أوصى محمّد بن عليّ بن الحسين ابنه جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «يا بنيّ ، اصبر للنوائب ولا تَعَرَّض للحتوف، ولا تعط نفسك ما ضرّه عليك أكثر من نفعه لغيرك، يا بُنيّ ، إِنَّ الله تعالى رَضِيَني لك فحذَّرَني فتنتك و لم يرضك لي فأوصاك بي». وفي العقد الفريد : 3: 148: قال عليّ بن الحسين لابنه - وكان من أفضل بني هاشم -: «يا بُنيّ ، اصبر على النوائب فلا تعرِّض للحتوف ولا تجب أخاك من الأمر إلى ما مضرّته عليك أكثر من منفعته لك».

(3237) 8 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أحمد محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي عمير، عن صباح الحذّاء، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه علیهم السّلام :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد وينادي منادٍ من عند الله ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم ، يقول : أين أهل الصبر ؟ فيقوم عُنُق من النّاس ، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم ماكان صبركم هذا الّذي صبرتم ؟ فيقولون : صبّرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبّرناها عن معصية الله».

قال: فينادي منادٍ من عند الله : صدق عبادي، خلّوا سَبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب». (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 12)

تقدّم تمامه في كتاب المعاد.

(3238) 9 - (1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام :

ص: 464


1- وروى ما بمعناه ابن عقدة عن الصادق علیه السّلام كما فى تفسير الآية 18 من سورة يوسف في تفسير كنز الدقائق : 6 : 287 . وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول: ص 369 . وروي أيضاً عن الإمام الباقر علیه السّلام ، رواه العيّاشي في تفسير الآية 83 من سورة يوسف في تفسيره : 2 : 188 ح 57 ، والكليني في الكافي : 2 : 93 باب الصبر : ح 23 . وهذا المعنى مرويّ عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم أيضاً ، أخرجه السيوطي في الدرّ المنثور : 514:4 ذيل الآية 18 من سورة يوسف نقلاً عن ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر وابن جرير وابن المنذر و ابن أبي حاتم .

عن الصادق علیه السّلام في قوله عزّ وجلّ في قول يعقوب: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ» (1) ، قال : بلا شكوى».

(أمالي) الطوسي : المجلس 11، الحديث 20)

(3239) 10 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد بن ياسين بن محمّد بن عجلان مولى الباقر علیه السّلام قال : سمعت مولاي أبا الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا يذكر عن آبائه عن جعفر بن محمّد علیهم السّلام قال:

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : إنّ من الغرّة بالله أن يصرّ (3) العبد على المعصية ويتمنّى على الله المغفرة».

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 5)

(3240) 11 - وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «كمال المؤمن في ثلاث خصال: الفقه في دينه، و الصبر على النائبة (4)، والتقدير في المعيشة».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

ص: 465


1- يوسف : 12 : 18 و 83 .
2- وأورده القاضي القضاعي في دستور معالم الحكم: ص 23 ح 193 و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 51 .
3- في النسخ : «إنّ من العزّة بالله أن يصبر ...» ، والتصحيح من دستور معالم الحكم.
4- النائبة : ما ينوب الإنسان، أي ينزل به من المهمّات والحوادث. (النهاية : 5: 123 مادة «نوب» ) .

باب 22 التوكّل والرضا والتسليم

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الشكر (1).

(3241) 1 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرحمان بن أبي نَجران، عن المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجُعفى:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السّلام قال: «إنّ موسى بن عمران علیه السّلام قال : يا ربّ ، رضيت بما قضيت تُميت الكبير وتُبق الطفل الصغير ؟!

فقال الله جلّ جلاله ياموسى، أما تَرضاني لهم رازقاً وكفيلاً ؟

قال : بلى ياربّ ، فنِعم الوكيل أنت ، ونعم الكفيل».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 5)

(3242) 2 - (3) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن النعمان، عن عليّ بن أسباط:

عن الحسن بن الجهم قال : سألت الرضاء علیه السّلام فقلت له : جُعلتُ فداك، ما حدّ التوكّل ؟ فقال لي: «أن لا تخاف مع الله أحداً» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 42، الحديث 8)

يأتي تمامه في مواعظ الإمام الرضا علیه السّلام من كتاب الروضة .

ص: 466


1- لاحظ الحديث 28 من باب الشكر .
2- ورواه أيضاً فى كتاب التوحيد ص 402 باب 62 - باب أنّ الله تعالى لا يفعل بعباده إلّا الأصلح لهم - ح 7 ، وفي الحديث 18 من الباب 60 - باب القضاء والقَدَر ... - ص 374.
3- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضاء علیه السّلام : 2: 54 باب 31 ح 192 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 165 ، والفتّال في المجلس 74 من روضة الواعظين : ص 425 .

(3243) 3 - (1) حدثّنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه، عن وهب بن وهب القاضي ، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم :

قال الله جلّ جلاله : يا ابن آدم أطعني في ما أمرتك ولا تُعلِّمني ما يصلحك». (أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 7)

(3244) 4 - حدّثنا علي بن أحمد بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا أبو تراب عبيدالله بن موسى الروياني، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ( في حديث):

عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا علیهما السّلام قال : حدّثني أبي، عن جدّي ، عن آبائه الله : قال : قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «من وثق بالزمان صرع» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3245) 5 - وبإسناده عن أبي الصبّاح الكناني، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث) قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ومن يتوكّل على الله فحسبه الله» . (أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الخامس، ويأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

ص: 467


1- ورواه أيضاً في الخصال: ص 6 باب الواحد : ح 8 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن النعمان بإسناده يرفعه إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم.

(3246) 6 - وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال : «ضحك رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ذات يوم حتّى بدت نواجذه، ثمّ قال : ألا تسألوني ممّ ضحكت ؟

قالوا: بلى يا رسول الله .

قال : عجبت للمرء المسلم، إنّه ليس من قضاء يقضيه الله عزّ وجلّ إلّا كان خيراً له في عاقبة أمره».

(أمالي الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 15)

تقدّم إسناده في باب شدّة ابتلاء المؤمن (6) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3247) 7 - (1) حدّثنا أبي صلى الله عليه و آله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبويوسف يعقوب بن محمّد البصري قال: حدّثنا ابن عُمارة قال: حدّثنا عليّ بن أبي الزعزاع البرقي قال : حدّثنا أبو ثابت عبد الكريم الجَزَري، عن سعيد بن جُبير :

عن عبدالله بن عبّاس قال : جاع النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم جوعاً شديداً، فأتى الكعبة فتعلّق بأستارها فقال: «ربّ محمّد ، لا تُجِعِ محمّداً أكثر ممّا أجَعْته».

قال : فهبط جبرئيل علیه السّلام و معه لَوزَة ، فقال : يا محمّد ، إنّ الله جلّ جلاله يقرئ عليك السلام».

فقال : «يا جبرئيل ، الله السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام».

فقال: «إنّ الله يأمرك أن تفكّ هذه اللَّوزة».

ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها : «لا إله إلا الله، محمّد

ص: 468


1- ورواه ابن المغازلي في المناقب ص 201 برقم 239 ، وابن شهر آشوب في عنوان «فصل : فى تحف الله عزّ وجلّ» من المناقب : 2 : 262 عن ابن عبّاس. وقريباً منه رواه الحمّويي في الباب 46 من السمط الأوّل من فرائد السمطين : 1 : 236 ح 184 ط 1 عن ابن عبّاس .

رسول الله ، أيّدت محمّداً ،بعليّ ونصرته ،به ما أنصف الله من نفسه من اتّهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه». (أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 9)

(3248) 8 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم بن البراء المعروف بابن الجعابي رحمه الله قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني المعروف بابن عقدة قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان قال : حدّثنا محمّد بن مروان الذهلي:

عن عمرو بن سيف الأزدي قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «لا تدع طلب الرزق من حلّة فإنّه عون لك على دينك، واعقل راحلتك وتوكّل».

(أمالى المفيد : المجلس 22 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «فإنّه أعون لك على دينك».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 28)

(3249) 9 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن [بن محبوب ] (3)، عن عليّ بن الحكم، عن أبي حفص الأعشى. ومحمّد بن سنان عن رجل من بني أسد جميعاً عن أبي حمزة الثمالي :

ص: 469


1- وروي ما بمعنى الفقرة الثانية من الحديث عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : سنن الترمذي : (2518) ، وشعب الإيمان للبيهقي : (1210 و 1212)، وكنز العمّال : 3: 103 ح 5695 نقلاً عن الترمذي وابن خزيمة والبيهقي في شعب الإيمان والحاكم في المستدرك وأبي نعيم في الحلية وابن حبّان في صحيحه .
2- تقدّم تخريجه في الباب 6 من ترجمة الإمام السجّاد علیه السّلام من كتاب الإمامة .
3- من الكافي، وفيه : ابن محبوب، عن أبي حفص الأعشى ، بلا واسطة .

عن عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما قال : «خرجت حتّى انتهيت إلى هذا الحائط ، فاتّكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان، فنظر (1) في تجاه وجهي ثمّ قال : يا عليّ بن الحسين، ما لي أراك كئيباً حزيناً ؟ أعلى الدنيا ؟ فرزق الله حاضر للبّر و الفاجر».

قال : «قلت : ما على هذا أحزن ، وإنّه لكما تقول».

قال: «فقال : على الآخرة ؟ فهو وعد صادق ، يحكم فيه ملك قاهر .

قلت : ما على هذا أحزن وإنّه لكَما تقول.

قال : فما حزنك (2)؟

قلت : ممّا نتخوّف من فتنة ابن الزبير».

قال: «فضحك ، ثمّ قال : يا عليّ بن الحسين هل رأيت قطّ أحداً خاف الله فلم ينجه» ؟

قال : «قلت : لا .

قال : يا عليّ بن الحسين، هل رأيت أحداً توكّل على الله فلم يكفه» ؟

قال: «قلت : لا ، ثمّ نظرت فإذا ليس قدّامي أحد» !

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 34)

(3250) 10 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داوود بن سليمان قال : حدّثنا الرضا عليّ بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني

ص: 470


1- في الكافي : « ينظر».
2- في الكافي : «ممّ حزنك».
3- ورواه - مع تفاوت - الكليني في الكافي : 2 : 60 - 61 باب الرضا بالقضاء : ح 4 بإسناده عن أبي عبيد الله الحذّاء ، عن أبي جعفر علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : قال الله عزّ وجلّ : إنّ من عبادي المؤمنين عباداً لا يصلح لهم أمر دينهم إلّا بالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحّة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم، وإنّ من عبادي المؤمنين لعباداً لا يصلح لهم أمر دينهم إلّا بالفاقة ....

أبي جعفر قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:

قال الله عزّ وجلّ : يا ابن آدم كلّكم ضالّ إلّا من هديت، وكلّكم عائل من أغنيت، وكلّكم هالك إلّا من أنجيت، فاسألوني أكفكم واهدكم سبيل رشدكم، فإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلّا الفاقة ولو أغنيته لأفسده ذلك ، وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلّا الصحّة ولو أمرضته لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلّا المرض ولو أصححت جسمه لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام الليل فألقي عليه النعاس نظراً منّي له فيرقد حتّى يصبح ويقوم حين يقوم وهو ماقت لنفسه زارٍ عليها ، ولو خلّيت بينه وبين ما يريد لدخله العُجب بعمله ثمّ كان هلاكه في عُجبه ورضاه من نفسه ، فيظنّ أنّه قد فاق العابدين وجاز باجتهاده حدّ المقصّرين فيتباعد بذلك مني وهو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ، فلا يتّكل العاملون على أعمالهم وإن حسنت، ولا ييأس المذنبون من مغفرتي لذنوبهم وإن كثرت ، لكن برحمتي فليثقوا، ولفضلي فليرجوا، وإلى حُسن نظري فليطمئنوا ، وذلك أنّي أدبّر عبادي بما يصلحهم، وأنا بهم لطيف خبير».

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 30)

(3251) 11 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن

ص: 471


1- رواه - مع تفاوت - الكليني في الكافي : 2 : 60 باب الرضا بالقضاء من كتاب الإيمان و الكفر : ح 1 عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن بعض أشياخ بني النجاشي ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «رأس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحبّ العبد أو كره ، ولا يرضى عبدً عن الله فيا أحبّ أو كره إلّا كان خيراً له فيما أحبّ أو كره» . وقريباً منه رواه في الحديث 3 من الباب المذكور بإسناده عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام .

قولويه قال : حدّثني محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن إسحاق بن عمّار قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «رأس طاعة الله الرضا بما صنع الله فيما أحبّ العبد وفيما كره، ولم يصنع الله تعالى بعيد شيئاً إلّا وهو خير له».

(أمالي الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 37)

(3252) 12 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : أخبرني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهما السّلام قال : حدّثني الحسن بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن أبیه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «الدنيا دول (2) ، فما كان لك منها أتاك على ضعفك ، وما كان عليك لم تدفعه بقوّتك ، ومن انقطع رجاؤه ممّا فات استراح بدنه ، ومن رضي بما رزقه الله قرّت عينه». (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 47)

(3253) 13 - حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا عمّي

ص: 472


1- وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 40 ، والفتّال في المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 441.
2- الدول : جمع الدولة وهي ما يتداول من المال والغلبة، والمراد من «الدنيا دول» عدم الثبات لها فإنّها تتغيّر فتكون مرّة لهذا وأخرى لذاك.

قال : حدّثني محمّد بن جعفر قال : حدّثنا محمّد بن المثنّى، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد عن جابر بن يزيد:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السّلام ( في حديث ) قال: «يا جابر من هذا الّذي يسأل الله فلم يعطه، أو توكّل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه» ؟

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 29)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

( 3254) 14 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد بن ياسين بن محمّد عجلان مولى الباقر علیه السّلام قال : حدّثني أبي، عن جدّه ياسين بن محمّد :

عن أبيه محمّد بن عجلان قال : أصابتني فاقة شديدة ولا صديق لمضيق، ولزمني دين ثقيل وغريم يلجّ باقتضائه، فتوجّهت نحو دار الحسن بن زيد - وهو يومئذ أمير المدينة - لمعرفة كانت بيني وبينه، وشعر بذلك من حالي محمّد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين، وكان بيني وبينه قديم معرفة ، فلقيني في الطريق فأخذ

ص: 473


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 73- 74. ورواه - في قصّة أخرى - الكليني في الكافي : 2 : 66 كتاب الإيمان والكفر : باب التفويض إلى الله والتوكّل عليه : ح 7 بإسناده عن الحسين بن علوان قال : كنا في مجلس نطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض أصحابنا : من تؤمّل لما قد نزل بك ؟ فقلت : فلاناً . فقال : إذاً والله لا تسعف حاجتك ، ولا يبلغك أملك ، ولا تنجح طلبتك . قلت : وما علّمك رحمك الله ؟ قال : إنّ أبا عبد الله علیه السّلام حدّثني أنّه قرأ في بعض الكتب : أنّ الله تبارك وتعالى يقول ... وفي الحديث 8 من الباب بإسناده عن سعيد بن عبد الرحمان قال : كنت مع موسى بن عبد الله بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار ، فقال لي بعض ولد الحسين : من تؤمّل لما قد نزل بك ؟ فقلت : موسى بن عبد الله . فقال : إذاً لا تُقضى حاجتك ثمّ لا تنجح طلبتك . قلت : ولم ذلك ؟ قال : لأنّي قد وجدت في بعض كتب آبائي : أنّ الله عزّ وجلّ يقول ، وذكر مثله .

بيدي وقال لي : قد بلغني ما أنت بسبيله، فمن تؤمّل لكشف ما نزل بك ؟

قلت : الحسن بن زید.

فال : إذن لا تُقضى حاجتك ولا تُسعف بطلبتك ، فعليك بمن يقدر على ذلك، وهو أجود الأجودين ، فالتمس ما تؤمّله من قبله، فإنّي سمعت ابن عمّي جعفر بن محمّد يحدّث عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام:

عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال : أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه: «وعزّتي و جلالي لأقطّعنّ أمل كلّ مؤمّل غيري بالاياس، ولأكسونّه ثوب المذلّة في النّاس، ولأبعدنّه من فَرَجي وفضلي، أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري، أو يرجو سواي! وأنا الغنيّ الجواد ، بيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلّقة وبابي مفتوح لمن دعاني، ألم يعلم أنّه ما أو هنته نائبة لم يملك كشفها عنه غيري ؟ فما لي أراه بأمله معرضاً عنّي ، قد أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني، فأعرض عنّي ولم يسألني وسأل في نائبته غيري ! وأنا الله أبتدأ بالعطيّة قبل المسألة، أفأسأل فلا أجيب ؟ كلّا أو ليس الجود والكرم لي ؟ أو ليس الدنيا والآخرة بيدي ؟ فلو أنّ أهل سبع سماوات وأرضين سألوني جميعاً فأعطيت كلّ واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، وكيف ينقص ملك أنا قيّمه ؟ ! فيا بُؤس لَمن عصاني ولم يراقبني».

فقلت : يا ابن رسول الله ، أعد عَلَيّ هذا الحديث. فأعاده ثلاثاً ، فقلت : لا والله لا سألت أحداً بعد هذا حاجة فما لبثت أن جاءني برزق وفضل من عنده.

(أمالي الطوسى : المجلس 24 ، الحديث 13)

(3255) 15 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق العلوي العريضي بحرّان ، قال : حدّثنا جدّي الحسين بن

ص: 474


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 74 ، والفتّال في المجلس 74 من روضة الواعظين : ص 426.

إسحاق بن جعفر ، عن أبيه ، عن أخيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ علیهم السّلام ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم قال :

يقول الله عزّ وجلّ : «ما من مخلوق يعتصم دوني إلّا قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه، فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه ، وم-ا م-ن مخلوق يعتصم بي دون خلق إلّا ضمنت السماوات والأرض رزقه، فإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن استغفرني غفرت له».

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 15)

ص: 475

باب 23 الاجتهاد والحثّ على العمل

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الطاعة والتقوى، وباب الورع، وباب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها.

(3256) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسن بن دريد قال : أخبرنا أبو حاتم، عن العتبي يعني محمّد بن عبيد الله ، عن أبيه .

قال : وأخبرنا عبد الله بن شبيب البصري ، قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى المنقري قال : حدّثنا العلاء بن الفضل (2) [بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري]، عن أبيه، عن جدّه قال :

قال قيس بن عاصم : وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم، فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس ، فقلت : يا نبيّ الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنّا قوم نعمر (3) في البريّة.

فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «يا قيس، إنّ مع العزّ ذلاً ، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع

ص: 476


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 243 من معاني الأخبار ص 232 ، وفي الحديث 93 من باب الثلاثة من كتاب الخصال ص 115 - 114 . ورواه ابن حجر في ترجمة الصلصال بن الدلهمس من الإصابة : 2 : 193 ، وفي طبع : 3: 445-446 برقم 4102 نقلاً عن ابن الجوزي . وأورده الفتّال في عنوان: «مجلس : في ذكر الموت والروح» من روضة الواعظين : ص 487.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمته في تهذيب الكمال : 22 : 530 / 4582 وتهذيبه ، و میزان الاعتدال : ج ترجمة 5739 وغيرها من كتب التراجم، ولترجمة زكريّا بن يحيى المنقري، وفي النسخ : «العلاء بن محمّد بن الفضل».
3- في نسخة : «نعبر»، وفي أخرى «نعير» أي نتردّد.

الدنيا آخرة، وإنّ لكلّ شيء حسيباً وعلى كلّ شيء رقيباً ، وإن لكلّ حسنة ثواباً و لكلّ سيّئة عقاباً، ولكلّ أجل كتاباً، وإنّه لابدّ لك ياقيس من قرين يدفن معك و هو حيّ وتدفن معه وأنت ميّت فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيماً أسلمك ، ثمّ، لا يحشر إلّا معك، ولا تُبعث إلّا معه، ولا تسأل إلّا عنه، فلا تجعله إلّا صالحاً فإنّه إن صلح أ انست به وإن فسد لا تستوحش إلّا منه، وهو فعلك».

فقال [الصلصال بن الدلهمس] : يا نبيّ الله أحبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات : من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندّخره، فأمر النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم من يأتيه بحسّان.

قال : فأقبلت أفكّر فيها أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجيء حسّان، فقلت: یا رسول الله ، قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد، فقلت لقيس :

تخيّر خليطاً (1) من فعالك إنّما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعل *** ولابدّ بعد الموت من أن تُعِدَّه *** ليوم ينادى المرء فيه فيقبل *** فإن كنت مشغولاً بشيء فلاتكن *** بغير الّذي يرضى به الله تشغل *** فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** ومن قبله إلّا الّذي كان يعمل *** ألا إنّما الإنسان ضيف لأهله *** يقيم قليلاً بينهم ثمّ يرحل (أمالي الصدوق : المجلس 1 الحديث 4)

(3257) 2 - (2) حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال : حدثنا جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم [السكوني ] ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

ص: 477


1- في معاني الأخبار : «قرينا»، وفي الإصابة : «تجنّب خليطاً من مقالك ...».
2- ورواه أيضاً في الخصال: ص 129 باب الثلاثة : ح 133 وفي ثواب الأعمال : ص 181 باب 387 ، وفي المواعظ : ص 88. عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني. ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 283 : 841 ح 21 من باب النوادر . ورواه الكليني في الكافي : 8: 3072 ح 477 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 163 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 442 في المجلس 77 . وقريباً منه أورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : برقم 89 و 423 . ورواه البرقي في كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : 1 : 97 باب 11 ح 13/64 عن الحسين بن يزيد [النوفلي ]، عن السكوني، مقتصراً على الفقرة الأخيرة.

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضاً، كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة : مَن كانت الآخرة همّه كفاره الله همّه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ أصلح الله له فيما بينه وبين النّاس». (أمالي الصدوق : المجلس 9 ، الحديث 6)

(3258)3 - (1) حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي البردعي قال: حدثتنا رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيها، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيا أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البیت». (أمالي الصدوق : المجلس 10، الحديث 10)

ص: 478


1- تقدّم تخريجه في الباب 10 من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السّلام من كتاب الإمامة : ج 3 ص 303 ح 1.

(3259) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهما السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيها أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبّنا أهل البيت».

فقال رجل من القوم: وما علامة حبّكم يا رسول الله ؟

فقال: «محبّة هذا». ووضع يده على رأس عليّ بن أبي طالب علیه السّلام. (أمالي المفيد : المجلس 42 ، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن أبي عبدالله المفيد مثله ، إلاّ أن فيه: «لاتزول قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي الله عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيها أبليته، ومالك ... » والباقي سواء. (أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 6)

(3260) 5 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال : حدّثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن معروف بن خرّبوذ المكّي، عن عامر بن واثلة، عن أبي برزة (3) الأسلمي قال :

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يقول : «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن

ص: 479


1- تقدّم تخريجه في الباب 10 من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السّلام من كتاب الإمامة : ج 3ص 304 ح 2 .
2- تقدّم تخريجه في الباب 10 من أبواب ولاية أهل البيت علیهم السّلام من كتاب الإمامة : ج 3 ص 305 ح 3.
3- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل ، وفي الأصل بردة .

أربع عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت». (أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 1)

(3261) 6 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «طوبى لمن طال عُمره وحَسُن عمله فحَسُن مُنقَلَبه إذ رضي عنه ربِّه عزّ وجلّ، وويل لمن طال عُمره وساء عَمَله فساء مُنقَلَبه إذ سخط عليه ربّه عزّ وجلّ». (أمالي الصدوق : المجلس 13 ، الحديث 8)

(3262) 7 - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد عن اسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال:

قال عليّ : «ما من يوم يَمُرّ على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم : يا ابن آدم، أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد، فقُل فِيّ خيراً واعمَل فِيّ خيراً أشهد لك به يوم القيامة، فإنّك لن تراني بعده أبداً».

(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 2)

(3263) 8- (3) حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : حدّثنا محمّد بن

ص: 480


1- ورواه أيضاً في الفقيه 4: 283 : 842 ح 22 من باب النوادر . وأورد ورّام بن أبي فراس فقرة منه في تنبيه الخواطر : 1 : 236 .
2- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 284 / 845 ح 25 من باب النوادر .
3- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 325 باب معنى النصيب من الدنيا . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 165 ، والفتّال في المجلس 86 من روضة الواعظين : ص 472.

أحمد القُشَيري قال : حدّثنا أبو الحَريش أحمد بن عيسى الكوفي قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه :

عن عليّ علیهم السّلام في قول الله عزّ وجلّ : «وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا» (1) ، قال : لا تَنسَ صِحّتك ، وقوّتك ، وفراغك ، وشَبابك ، ونَشاطك ، أن تطلب بها الآخرة». (أمالي الصدوق : المجلس 40 الحديث 10)

( 3264) 9 - (2) حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن جرير والحسن بن عروة وعبدالله بن محمّد الوهبي قالوا : حدّثنا محمّد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن

ص: 481


1- سورة القصص : 28 : 77.
2- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 178 ح 2 ، وفي باب الواحد من الخصال : ص 7ح 20 ، وفي الفقيه : 4 : 285 / 851 ح 31 من باب النوادر وفيه: «.. وعزّه كفّ الأذى النّاس»، وفي المواعظ ص 92 ، والاعتقادات : ص 85 باب 33. ورواه المرشد بالله الشجري في عنوان «الحديث التاسع والثلاثين : في ذكر الموت ...» من الأمالي الخميسيّة : ج 2 ص 294 عن أبي القاسم عبدالعزيز بن عليّ بن أحمد الأزجي ، عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، عن أبي العلاء محمّد بن صالح ، عن محمّد بن حميد . وروى في 296 قريباً منه بإسناده عن جابر ، عن رسول الله صلّی الله علیه و اله. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه ، كما في الباب 64 من تيسير المطالب : ص 445 ح 993. وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 448 المجلس 91 ، والسبزواري في جامع الأخبار : ص 296 فصل 66 ح 5/ 807. وانظر تخريج الحديث التالي.

سلیمان قال : حدّثنا محمّد بن عيينة ، عن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال :

جاء جبرئيل علیه السّلام إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال : يا محمّد ، عِش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب مَن شئت فإنّك مفارقه، واعمل ماشئت فإنّك مُجزى به ، واعلم أنّ شرف الرجل قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن النّاس».

(أمالي الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 5)

(3265) 10 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن هلال الشطوي ببغداد في دار المثنىّ سنة ثمان وثلاث مئة إملاءاً ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس القندي قال : حدّثنا عيسى بن عبد الله العلوي قال : حدّثني أبي، عن خاله جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ علیهم السّلام:

عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال : وعظني جبرئيل علیه السّلام فقال : يا محمّد، أحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه». (أمالي الطوسي : المجلس 25، الحديث 14)

ص: 482


1- ورواه الطبراني في ترجمة عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي من المعجم الصغير : 1 : 251 بإسناده عن حسن بن الحسين بن زيد العلويّ ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد. ورواه الكليني في باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي : 3: 255، ح 17 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله علیه السّلام . وأخرجه الديلمي في الفردوس : 3: 71 ح 3926 من طريق أمير المؤمنين علیه السّلام، بتفاوت . ورواه أبو نعيم في ترجمة الإمام الصادق علیه السّلام من حلية الأولياء : 3 : 202 بإسناده إلى زيد بن علىّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن الحسين بن علىّ علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. وورد أيضاً من طريق جابر، رواه الطيالسي في مسنده : ص 242 ح 1755 ، والديلمي في الفردوس : 3 : 234 ح 4541 ، بتفاوت . وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

(3266) 11 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن سنان:

عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله الصادق علیه السّلام: بمَ يُعرَف الناجي ؟

فقال: «من كان فعله لقوله موافقاً فهو ناج ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً فإنّما ذلك مُستَودَع». (أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 7)

(3267) 12 - حدّثنا أبي رضی الله عنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال) : «لا تُسخِطوا الله برضا أحد من خلقه، ولا تتقرّبوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عزّ وجلّ، فإنّ الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً أو يصرف به عنه سوءً إلّا بطاعته وابتغاء مرضاته، إنّ طاعة الله نجاح كلّ خير يُبتَغى ونجاة من كلّ شرّ يُتَّقی ، وإنّ الله يَعصِم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه، ولا يجد الهارب من الله مَهرباً، فإنّ أمر الله نازل بإذلاله ولو كَره الخلائق، وكلّ ما هو آت قريب، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، «تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (1)) .

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام: «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم» .

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

(3268) 13 - (2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن

ص: 483


1- سورة المائدة : 5 : 2 .
2- ورواه أيضاً في الفقيه : 4: 289 ح 45 من باب النوادر : رقم 865.

مروان بن مسلم قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام : حدّثني أبي، قال : عن آبائه علیهم السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال :

قال الله جلّ جلاله: «أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري، وأيّما عبد عصاني لم وَكَلته إلى نفسه، ثمّ لم أبال في أي واد هلك».

(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 2)

(3269) 15 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عمّن سمع أبا عبد الله

الصادق علیه السّلام قال : كان الصادق علیه السّلام يقول :

اعمل على مهلٍ فإنّك ميّت *** واختَر لنفسك أيّها الإنسان *** فكأنّ ما قد كان لم يك إذ مضى *** وكأنّ ما هو كائن قد كان

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 6)

(3270)16 - وبإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «خرجت أنا و أبي علیه السّلام حتّى إذا كُنّا بين القبر والمنبر ، إذا هو بأناس من الشيعة ، فسلّم عليهم ، فردّوا عليه السلام ، ثم ّقال : إنّي والله لأُحبّ ريحكم وأرواحكم، فأعينوني على بورع واجتهاد، واعلموا أنّ ولايتنا لا تُنال إلّا بالعمل والاجتهاد من ائتمّ منكم بعبدٍ فَليَعمَل بعمله».

(أمالي الصدوق : المجلس 91، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب صفات الشيعة (8) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3271) 17- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن هاشم بن سعيد وسليمان الديلمي،

ص: 484


1- وأورده ابن شهر آشوب في مناقب الإمام الصادق علیه السّلام من كتاب المناقب : 4 : 298 في معالي أموره علیه السّلام، والفتّال في المجلس 91 من روضة الواعظين : ص 491 .

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «خرجت مع أبي حتّى انتهينا إلى القبر والمنبر، فإذا أناس من أصحابه، فوقف عليهم فسلّم وقال : والله إنّي لأحبّكم وأحبّ ريحكم وأرواحكم ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، فإنّكم لن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد، من ائتمّ بإمام فَليَعمَل بعمله». (أمالي الطوسي : المجلس 43 ، الحديث 6)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الصفح عن الشيعة (9) من أبواب الاسلام والإيمان.

(3272) 18 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبیه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار ، عن عليّ بن حديد، عن عليّ بن النعمان رفعه قال :

كان عليّ بن الحسين علیهما السّلام يقول: «ويح من غلبت واحدته عشرته» (1).

وكان أبو عبد الله صلوات الله عليه يقول : «المغبون من غين عمره ساعة بعد ساعة».

وكان عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: «أظهر اليأس من النّاس فإنّ

ص: 485


1- وفي قصار حكم عليّ بن الحسين علیهما السّلام من تحف العقول: ص 281 : «يا سوأتاه لمن غلبت إحداته عشراته ». وروى الصدوق في معاني الأخبار : ص 248 باب معنى قول عليّ بن الحسين علیهما السّلام : «ويل لمن غلبت آحاده أعشاره» عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم : عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : كان علىّ بن الحسين صلوات الله عليهما يقول : «ويل لمن غلبت آحاده أعشاره». فقلت له : وكيف هذا ؟ فقال : «أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا)، فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشراً، والسّيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة، فنعوذ بالله ممّن يرتكب في يوم واحد عشر سيّئات ولا تكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته».

ذلك هو الغنى (1) ، وأقلّ طلب الحوائج إليهم فإنّ ذلك فقر حاضر ، وإيّاك وما يعتذر منه، وصلّ صلاة مودّع ، وإن استطعت أن تكون اليوم خيراً منك أمس، وغداً خيراً منك اليوم فافعل» (2). (أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 6)

(3273) 19 - (3) وبالإسناد المتقدّم عن عليّ بن مهزيار، عن عليّ بن النعمان عن داوود بن فرقد قال:

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما يقول: «إنّ العمل الصالح ليذهب إلى الجنّة فيمهِّد لصاحبه كما يبعث الرجل غلامه فيفرش له». ثمّ قرأ:

«و أمّا الّذین آمنوا و عملوا الصالحات فلأنفسهم یمهدون» (4) (أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 26)

( 3274) 20 - (5) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثني أبي قال : حدّثني سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن

ص: 486


1- في بعض النسخ والبحار : «فإنّ ذلك من الغنى».
2- وروى الصدوق نحوه في أماليه : المجلس 52 الحديث 12 عن حذيفة ، أذكره في الباب 14 من كتاب الروضة .
3- ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه كما عنه في بحار الأنوار، 71: 178 ، و ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : ص 67 وعنه في بحار الأنوار: 71 : 191 وورد فيه بعد قوله : «ثمّ قرأ» الآية الكريمة كما في القرآن.
4- مأخوذ من الآية 44 من سورة الروم : 30 وهي: «وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ».
5- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 46 عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي ، عن الشيخ الطوسي .

عبد الرحمان (1) عن كليب بن معاوية الأسدي قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «أما والله إنّكم لَعلى دين الله وملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ، عليكم بالصلاة والعبادة، عليكم بالورع». (أمالي المفيد : المجلس 32، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 2)

(3275)21 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غياث قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول : قال عيسى بن مريم لأصحابه : «تعملون للدنيا وأنتم تُرزَقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للأخرة وأنتم لا تُرزَقون فيها إلّا بعمل، ويلكم علماء السوء، الأُجرة تأخذون، والعمل لا تصنعون ! يوشك ربّ العمل أن يطلب عمله، ويوشك أن يخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته، وهو مقبلٌ على دنياه وما يضرّه أشهى إليه ممّا ينفعه» ؟! (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 6)

(3276) 22 - (3) ومن كلام أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «أيّها النّاس ، أصبحتم أغراضاً تنتضل (4) فيكم المنايا ، وأموالكم نهب المصائب، وما طعمتم في الدنيا من طعام

ص: 487


1- لم أجد رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان، والظاهر أنّه يروي عنه بواسطه أبيه .
2- تقدّم تخريجه في مواعظ عيسى علیه السّلام من كتاب النبوّة : ج 2 ص 162 - 163 ح 19.
3- ورواه المفيد في الإرشاد : 1 : 238 فصل 67 . وأورد نحوه السيّد الرضي في نهج البلاغة : باب الخطب رقم 145 ، وأبو عليّ القالي في أماليه : 2: 54.
4- في النسخ : «تنضل» والتصحيح من الإرشاد والنهج وأمالي القالي . وانظر البيان والتبيين للجاحظ : 074:4

فيه غَصَص، وما شربتموه من شراب فلكم فيه شَرَق ، وأشهد بالله ما تنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلّا بفراق أخرى تكرهونها ، أيّها النّاس إنّا خُلِقنا وإيّاكم للبقاء لا للفناء، ولكنّكم من دار إلى دار تنقلون، فتزوّدوا لما أنتم صائرون إليه وخالدون فيه، والسلام». (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 31)

(3277) 23 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلى الله عليه و آله قال : «إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله عمله بكلّ حسنة سبع مئة ضِعف، وذلك قوله عزّ وجلّ: « وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ» (2) (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 41)

(3278) 24 - وبإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السّلام (في حديث) قال: يا جابر بلّغ شيعتي عنّي السلام وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين الله عزّ وجلّ، ولا يُتقرّب إليه إلّا بالطاعة له.

ياجابر ، من أطاع الله وأحبّنا فهو وليّنا ، ومن عصى الله لم ينفعه حبّنا».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 29)

تقدّم إسناده في باب التوكّل والرضا والتسليم (22)، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 488


1- ورواه الصدوق في الباب 367 من ثواب الأعمال : ص 201 وفي ط 168 ح 1 عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب .
2- سورة البقرة : 2 : 261 .

(3279) 25 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن علي الدعبليّ، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه ، جدّه علیهم السّلام ، عن أبيه أبي جعفر علیه السّلام أنّه قال لخيثمة: «أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، وأبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 47)

(3280) 26 - (2) أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمّامي قال : حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق النحوي قال : حدّثنا عبد السلام بن مطهر أبو ظفر قال : حدّثنا موسى بن خلف، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «كُن في الدنيا كأنّك غريب، أو كأنّك عابر سبيل، وعدّ نفسك في أصحاب القبور».

قال مجاهد : وقال لي عبد الله بن عمر : وأنت يا عبد الله ، إذا أمسيت فلا تُحدِّث نفسك أن تصبح، وإذا أصبحت فلا تحدّث نفسك أن تُمسي ، فخُذ من حياتك لموتك ومن صحّتك لسقمك ، فإنّك لا تدري ما اسمك غداً.

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 71)

(3281) 27 - (3) أخبرنا حمويه بن عليّ بن حمويه قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب [عمرو بن محمّد ]

ص: 489


1- تقدّم تخريجه في باب فضائل الشيعة (8) من أبواب الإيمان والإسلام.
2- لاحظ تخريج الحديث التالي .
3- وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (13) ، والترمذي في صحيحه (2333)، و = أبو نعيم في الحلية : 1 : 313 ، والبغوي في المصابيح : (4029) من طرق عن سفيان ، عن لیث. وأخرجه أحمد في مسنده : 2 : 24 عن وكيع، عن سفيان، عن ليث إلى أخر كلام رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، ووكيع في الزهد : (11) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان : (10246 ) وذيله في الحديث 10247 من طريق عمرو بن مرزوق ، عن زائدة عن ليث ، ورواه أيضاً في السنن : 3 : 369 من طريق عليّ بن عبد الله المديني، عن أبي المنذر محمّد بن عبد الرحمان الطفاوي، عن الأعمش، عن مجاهد. وأخرجه ابن ماجة في السنن : (414) من طريق حمّاد بن زيد ، عن ليث ، عن مجاهد . وأخرجه ابن عدي في الكامل : 3: 1093 من طريق حمّاد بن شعيب ، عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد. وأورده الفتّال فى المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 448. وقوله : كن في الدنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل»، أخرجه البخاري : (6416) ، وابن أبي عاصم في الزهد : (185) ، وابن حبّان في صحيحه : (698) ، والطبراني في المعجم الكبير : (13470).

الجمحي قال : حدّثنا [ عبد الله بن عبد الوهّاب ] الحجبي قال : حدّثنا حمّاد بن زيد قال : حدّثنا ليث بن أبي سليم، عن مجاهد:

عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ذات يوم ببعض جسدي، فقال: «يا عبد الله بن عمر، ، كُن في الدنيا كأنّك غريب وكأنّك عابر سبيل، فاعدد نفسك في الموتى.

قال : قال مجاهد : ثمّ قال لي ابن عمر : يا مجاهد، إذا أصبحت فلا تحدّثنّ نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تُحدِّثنّ نفسك بالصباح ، وخُذ من حياتك لموتك، وخذ صحّتك لسقمك، وخذ من فراغك لشغلك، فإنّك يا عبد الله ، لا تدري ما اسمک غداً. (أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 44)

ص: 490

(3282) 28 - (1) أخبرنا جماعة، منهم الحسين بن عبدالله ، وأحمد بن محمّد بن عبدون، والحسن بن إسماعيل بن أشناس، وأبو طالب بن غرور، وأبوالحسن الصفّار (2) :قالوا حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله [بن محمّد بن عبيد الله ] الشيباني قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سابور أبو العبّاس الدقّاق قال : حدّثنا أيّوب بن محمّد الرقّي الوزّان قال : حدّثنا سلام بن رزين الحرّاني قال : حدّثني إسرائيل بن يونس الكوفي، عن جدّه أبي إسحاق، عن الحارث الهمداني، عن علي علیه السّلام :

عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: «الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالستهم زيادة، وأنتم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتيكم بغتة، فمن يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 1)

(3283) 29 - (3) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي قال : حدّثنا يعقوب بن السكّيت النحوي قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن محمّد بن الرضاء علیهم السلام يقول :

ص: 491


1- ورواه الحمّويي في الباب 70 من السمط الأوّل من فرائد السمطين : 1: 421 - ح 352 بإسناده عن الهيثم بن موسى المروزي ، عن إسرائيل . ورواه الديلمي في فردوس الأخبار: 1: 154 ح 401. وانظر سائر تخريجاته في الباب الثاني من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 106 - 107 ح 7 .
2- قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الأمل : ج 2 ص 352 برقم 1091: «أبوالحسن بن صفّار ، عدّه العلّامة من مشايخ الشيخ الطوسي، من رجال الخاصّة».
3- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 51 وفيه : «الإلفاظ بالمنى» ، وفي ج 1 ص 72: «إيّاكم والإلظاظ بالمنى ، فإنّها من بضائع الفجرة».

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «إيّاكم والإيكال بالمُنى، فإنّها من بضائع العجزة».

قال : وأنشدني ابن السكّيت :

إذا ما رمى بي الهمّ في ضيق مذهب ***

رمت بي المُنى عنه إلى مذهب رحب

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 7)

(3284) 30 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن الحسن العلوي الحسني قال : حدّثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداوي قال: حدّثنا شدّاد الجعفي [الكوفي ] ، عن أبيه شدّاد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السّلام [قال : ] «إنّ فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب لمّا نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها عليّ بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري ، فقالت له : يا صاحب رسول الله ، إنّ لنا عليكم حقوقاً، ومن حقّنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهاداً أن تذكّروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا عليّ بن الحسين بقيّة أبيه الحسين، قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأباً منه لنفسه في العبادة.

فأتى جابر بن عبد الله باب عليّ بن الحسين علیهما السّلام، (إلى أن قال:) فوجده في محرابه ، قد أنضته العبادة، فنهض عليّ علیه السّلام فسأله عن حاله سؤالاً حفیّاً، ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا ابن رسول الله ، أما علمت أنّ الله تعالى إنمّا خلق الجنّة لكم ولمن أحبّكم، وخلق النّار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الّذي كلّفته نفسك ؟ !

قال له عليّ بن الحسين علیهما السّلام : «يا صاحب رسول الله، أما علمت أنّ جدّي رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبّد - بأبي هو وأمّي - حتّى انتفخ الساق و ورم القدم، وقيل له : أتفعل هذا وقد

ص: 492

غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟! قال : أفلا أكون عبداً شكوراً».

فلمّا نظر جابر إلى عليّ بن الحسين علیهما السّلام وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد، قال له : يا ابن رسول الله ، البِّقيا على نفسك ، فإنّك لمن أسرة بهم يُستدفع البلاء، وتستكشف اللأواء (1)، وبهم تُستمطر السماء.

فقال: يا جابر، لا أزال على منهاج أبويّ مؤتسياً بهما صلوات الله عليهما حتّى ألقاهما» الحديث.

(أمالي) الطوسي : المجلس 31، الحديث 18)

تقدّم تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام السجّاد علیه السّلام من كتاب الإمامة (2).

ص: 493


1- اللأواء : المشقّة والشدّة .
2- تقدّم في ج 5 ص 292 - 294 ح 4 .

باب 24 أداء الفرائض واجتناب المحارم

أقول سيأتي في باب الاستعداد للموت ما يرتبط بهذا الباب.

(3285) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «أعبد النّاس من أقام لفرائض».

وقال: «أبخل النّاس من بخل بما افترض الله عزّ وجلّ عليه».

وقال: «أشدّ النّاس اجتهاداً من ترك الذنوب» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس (6) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3286) 2 - وبإسناده عن الحسين بن عليّ علیهما السّلام قال : سمعت جدّي رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يقول لي: «اعمَل بفرائض الله تكن أتق النّاس، وارضَ بقَسم الله تكُن أغنى النّاس ، وكُفّ عن محارم الله تكن أورع النّاس» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)

أبو عبد الله المفيد بإسناده مثله ، إلّا أنّ فيه : «... من أتق النّاس... من أغنى النّاس». (أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن ، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 41)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق (1) .

ص: 494


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 195 باب معنى الغايات : ح 1 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أيوّب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي ، عن الصادق علیه السّلام. ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في أوّل كتاب الغايات : جامع الأحاديث : ص 172.

(3287)3 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حدیث) قال: «عليكم بفرائض الله فأدّوها ، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 10)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3288) 4 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام ( في حديث ذكر فيه أشدّ ما فرض الله على خلقه) قال: «وذكر الله في كلّ حال، أما إنّي لا أريد بالذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وإن كان هذا من ذلك ، ولكن ذكر الله في كلّ موطن تهجم فيه على طاعة الله، أو معصية له .

(أمالي المفيد : المجلس 10، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3289) 5 - وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «أشدّ الأعمال ثلاثة : ( إلى أن قال :) وذكر الله على كلّ حال، ليس أن تقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقط، ولكن إذا ورد عليك شيء [أمر الله به أخذت به، وإذا ورد عليك شيء ] (1) نهى الله عنه تركته».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 23)

أبو جعفر الطوسي بإسناده مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 37 ، الحديث 25)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3290) 6 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبد الله جعفر

ص: 495


1- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي، وفيه بعده : «نهاك الله عنه تركته».

بن محمّد علیهما السّلام قال : «ألا أخبرك (1) بأشدّ ما افترض الله على خلقه ؟ : إنصاف النّاس من أنفسهم ومواساة الإخوان في الله عزّ وجلّ، وذكر الله على كلّ حال ، فإن عرضت له طاعة الله عمل بها، وإن عرضت له معصية له تركها».

(أمالي المفيد : المجلس 38 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 44)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3291) 7 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبد الله علیه السّلام ( في حديث ذكر فيه أشدّ ما فرض الله على خلقه) قال: «وذكر الله كثيراً، أما إنّي لا أعني «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» وإن كان منه ، لكن ذكر الله عند ما أحلّ وحرّم، فإن كان طاعة عمل بها ، وإن كان معصية تركها».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 37)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3292) 8 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام قال : «من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير النّاس، ومن اجتنب ما حرّم الله عليه فهو من أعبد النّاس ومن أورع النّاس و من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى النّاس». (أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الورع (14).

(3293) 9 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني عبد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز سنة ست وثلاث مئة ، قال : أخبرنا

ص: 496


1- في أمالي الطوسي: «أخبركم».
2- وقريباً منه أورده الشريف الرضي في الحكمة 105 من قصار الحكم من نهج البلاغة.

زكريّا بن يحيى بن صبيح الواسطي في كتابه إلينا قال : حدّثنا خلف بن خليفة ، عن سعيد بن عبيد الطائي، عن عليّ بن ربيعة الوالبي، عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «إنّ الله تبارك وتعالى حدّ لكم حدوداً فلا تتعدّوها، و فرض عليكم فرائض فلا تضيّعوها ، وسنّ لكم سنناً فاتّبعوها، وحرّم عليكم حرمات فلا تنتهكوها، وعفا لكم عن أشياء رحمة منه من غير نسيان فلا تكلّفوها».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 23)

أبو عبد الله المفيد، عن الجعابي، عن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز، مثله ، إلّا أنّ فيه: «إنّ الله تعالى حدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها». وفيه : «فلاتتكلّفوها». (أمالي المفيد : المجلس 20، الحديث 1)

(3294) 10 - (1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر (2):

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي، وكلّ شيء فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبدا ما لم تعرف الحرام منه فتدعه».

(أمالي) الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 12)

ص: 497


1- وروى الصدوق في الفقيه : 1 : 317 / 937 کتاب الصلاة باب القنوت مرسلاً عن الصادق علیه السّلام أنّه قال : «كلّ شيء مطلق حتّى يرد فيه نهي».
2- ومثله في الحديث 18 ، والحسين بن أبي غندر يروي عن أبي عبد الله علیه السّلام بواسطة أبيه كما في الحديث 2 و 3 و 4 و 14 و 15 من هذا المجلس، أو بواسطة أبي بصير كما في الحديث 5 و 6 منه ، أو بواسطة عبد الله بن أبي يعفور كما في الحديث 1 و 7 منه ، أو بواسطة اسحاق بن عمّار كما في الحديث 6 منه ، أو المفضّل بن عمر كما في الحديث 13 منه ، أو بواسطة أيوب كما في الحديث 16 .

باب 25 الاقتصاد فى العبادة والمداومة عليها

(3295) 1 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهما السّلام، عن أبيه علیه السّلام (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «واقتصد يا بُنيّ في معيشتك ، واقتصد في عبادتك ، وعليك فيها بالأمر الدائم الّذي تطيقه».

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الزهد (15)، وتمامه في الباب الثاني من أبواب شهادة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة (1).

ص: 498


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .

باب 26 الحسنات بعد السيّئات

(3296) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضی الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم :

عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال : سمعته يقول: «ما أحسن الحسنات بعد السيّئات ! وما أقبح السيّئات بعد الحسنات!».

(أمالي الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 1)

(3297) 2 - (2) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال:

قال الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «إن أحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ الله فَلَهَا » (3) : «إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ، وإن أسأتم فلها ربّ يَغفر لها».

(أمالي الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 4)

(3298)3 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ قال : حدّثنا محمّد بن عليّ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الکوفي، عن محمّد بن سنان:

عن أبي النعمان [الحارث بن الحصيرة الأزدي الكوفي ] ، عن أبي عبد الله جعفر

ص: 499


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 165 .
2- ورواه أيضاً في الباب 28 - ما جاء عن الرضاء الليل من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا ع : 1 : 264 ح 49 ، وفي ط : باب 50 ح 269 ص 548 - 549 .
3- سورة الإسراء : 17 : 07

بن محمّد قال : قال لي : «يا أبا النعمان، لا يغرّنّك النّاس من نفسك ، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكذا وكذا فإنّ م-ع-ك م-ن يحصي عليك ، وأحسن فإنّي لم أر أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حسنة محدثة لذنب قديم، إنّ الله جلّ وعزّ يقول : «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرينَ» (1) » .

(أمالى المفيد : المجلس 8، الحديث 3)

(3299) 4 - (2) حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار ، عن فضالة بن أيّوب، عن عبد الله بن زيد، عن ابن أبي يعفور :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام ( في حديث) قال: «أحسن فإنّي لم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حسنة لذنب قديم، إنّ الله جلّ اسمه يقول : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 3)

يأتي تمامه في مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3300) 5 -- (3) وعن عليّ بن مهزيار، عن عليّ بن حديد، عن عليّ بن النعمان، عن

ص: 500


1- سورة هود : 11 : 114 .
2- ورواه الصدوق - بتفاوت يسير وتقديم وتأخير في بعض الفقرات - في ثواب الأعمال : ص 134 باب «ثواب الحسنة المحدثة للذنب القديم» عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى، عن الحسن بن إسحاق التاجر ، عن عليّ بن مهزيار ، عمّن رواه ، عن الحارث الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وأورده المفيد في الاختصاص : ص 231.
3- ورواه الصدوق في علل الشرائع : ص 599 باب نوادر العلل ( 385) ح 48 بإسناده عن محمّد بن سليمان، عن رجل ، عن الباقر علیه السّلام انّه قال لمحمّد بن مسلم .

إسحاق بن عمّار، عن أبي النعمان العجلي:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السّلام ( في حديث ) قال : «أحسن فلم أر شيئاً أسرع دركاً ولا أشدّ طلباً من حسنة لذنب قديم».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 5)

يأتي تمامه في باب جوامع مساوئ الأخلاق (4) من أبواب مساوئ الأخلاق.

(3301) 6 - (1) وبإسناده عن أبي ذر الغفاري رحمه الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( في حديث)

قال : إذا عملت سيّئة فاعمل حسنة تمحوها».

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 14)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الطاعة والتقوى (13).

ص: 501


1- تقدّم تخريجه في باب الطاعة والتقوى : ح 16 .

باب 27 ثواب من سنّ سنّة حسنة

(3302) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم :

الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنّة هدىً سنّها فهي يعمل بها بعد موته، وولد صالح يستغفر له».

(أمالي الصدوق : المجلس 9، الحدیث 7)

(3303)2 - (2) حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثني سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن شعيب الصيرفي عن الهيثم أبي كهمس :

عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال : «ستّ خصال ينتفع بها المؤمن من بعد موته : ولد صالح يستغفر له، ومصحف يقرأ منه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنّة حسنة يؤخذ بها بعده».

(أمالي الصدوق : المجلس 32 الحديث 2)

(3304) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان، عن السري بن عيسى، عن عبد الخالق بن عبد ربّه قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام : «خير ما يخلف الرجل بعده ثلاثة : ولد بارّ يستغفر له،

ص: 502


1- تقدّم تخريجه في الباب 7 من أبواب الموت من كتاب العدل والمعاد : ج 1 ص 376 ح 1.
2- ورواه أيضاً في الحديث 9 من باب الستّة من كتاب الخصال : ص 323.

وسنّة خير يُقتدى به فيها، وصدقة تجري من بعده».

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 12)

(3305) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان قال : قال إسماعيل [ بن جابر ] الجعفي قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ صلوات الله عليهما يقول : «من سنّ سنّة عدل فاتُّبع كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص (2) من أجورهم شيء، ومن سنّ سنّة جور فاتُّبع كان عليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 19)

ص: 503


1- ورواه البرقي في كتاب ثواب الأعمال من المحاسن: 95:1 باب 6 ح 59 / 8 عن ابن محبوب ، عن إسماعيل الجعفي. وانظر الحديث التالي منه وما رواه الصدوق في ثواب الأعمال : باب «ثواب من سنّ سنّة هدى» : ص 132 .
2- في بعض النسخ « ينتقص» وكذا في المورد الأتي.

باب 28 الاستبشار بالحسنة وتمنّي الخيرات

(3306) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : «مَن ساءَته سيّئته

وسرّته حسنته فهو مُؤمن».

(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 12)

(3307) 2 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : من تمنّى شيئاً وهو الله عزّ وجلّ رضىً لم يخرج من الدنيا حتّى يُعطاه .

(أمالي الصدوق : المجلس 85 الحديث 12)

ص: 504


1- تقدّم تخريجه في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام : ح 2.
2- ورواه أيضاً في الخصال : ص 4 باب الواحد ح 7 . وأورده السبزواري في الفصل 68 من جامع الأخبار : ص 306 رقم 4/837.

باب 29 الاستعداد للموت

أقول : تقدّم في باب الاجتهاد والحثّ على العمل ما يرتبط بهذا الباب (1).

(3308) 1 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الاستر آباذی رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن محمّد بن علىّ، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبیه جعفر بن محمّد، عن أبیه محمّد بن علیّ، عن أبیه علیّ بن الحسین، عن أبیه الحسین بن علیّ علیهم السّلام قال (3):

قيل لأمير المؤمنين علیه السّلام : ما الاستعداد للموت ؟ قال : «أداء الفرائض، و اجتناب المحارم، والاشتمال على المكارم، ثمّ لا يبالي أوَقَع على الموت أم وقع الموت عليه ، والله ما يُبالى ابن أبي طالب أوَقَع على الموت أم وقع الموت عليه».

(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 9)

(3309) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلى الله عليه و آله بتسعة (4) أيّام ، و ذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال: «لا غائب أقرب من الموت، أيّها النّاس إنّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها، والليل و

ص: 505


1- انظر الحديث 14 و 21 و 22 و 26 و 27 من الباب المذكور.
2- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 1 : 268 باب 28 ح 55 ، وفي ط : ص 553 رقم 276. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 158 ، والفتّال في المجلس 91 من روضة الواعظين : ص 488.
3- ما ذكرت من الاسناد هنا موافق للحديث 8 من المجلس 23 وهذا الحديث وقع ذيله ، و صرّح في العيون بأنّ سندهما متّحدان .
4- في التوحيد : «بسبعة» .

النهّار مسرعان في هدم الأعمار، ولكلّ ذي رمق ،قوت، ولكلّ حبة آكل، وأنت قوت الموت، وإن من عرف الأيّام لم يغفل عن الاستعداد ، لن ينجو من الموت غنيّ بماله ولا فقير لإقلاله» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3310 - 3311) 3 - 4 - وبإسناده عن أبي جعفر علیه السّلام قال : كان أمير المؤمنين علیه السّلام الليل بالكوفة إذا صلّى العشاء الآخرة ينادي النّاس ثلاث مّرات حتّى يُسمع أهل المسجد : «أيّها النّاس تجهزّوا رحمكم الله ، فقد نودي فيكم بالرحيل، فما التعرّج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل ! تجهّزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 7)

أبو عبد الله المفيد بإسناده مثله ، إلّا أنّ فيه : «تجهّزوا يرحمكم الله». وفيه: «بعد النداء فيها».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 32)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3312) 5 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بکر لمّا ولّاه مصر - قال : «يا عباد الله، إنّ الموت ليس منه فوت ، فاحذروه قبل وقوعه، وأعدّوا له عُدّته ، فإنّكم طراد الموت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، وهو ألزم لكم من ظلّكم، الموت معقود بنواصيكم، والدنيا تطوى

ه - انظر مارواه يحيى بن الحسين الشجري في المجلس الأخير من الأمالي الخميسيّة : 2 :

310.

ص: 506

خلفكم ، فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم أنفسكم إليه من الشهوات (1)، فكفی بالموت واعظاً، وكان رسول الله له كثيراً صلّی الله علیه و آله و سلّم ما يوصي [أصحابه] (2) بذكر الموت ، فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللّذات (3)، حائل بينكم وبين الشهوات».

(أمالي المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّكم طرّد الموت».

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3313) 6 - (4) أبو جعفر الطوسى قال : قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «الموت طالب ومطلوب لا يعجزه المقيم ، ولا يفوته الهارب، فقدّموا ولا تتكلوا (5) ، فإنّه ليس

ص: 507


1- في أمالي الطوسي : «عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات».
2- من أمالي الطوسي .
3- لكلام رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم هذا طرق ومصادر، فقد رواه أحمد في كتاب الزهد : ص 34 ح 89 وفي المسند : 2 : 293 ، وأبو نعيم في ترجمة مالك بن أنس من حلية الأولياء : 6 : 355 ، و أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في باب ذكر الموت من كتاب الجنائز من الأشعثيات : ص 199، والبيهقي في الزهد : ص 266 - 267 ح 690 و 691 وفي الباب 34 من شعب الإيمان : 4 : 214 ح 4833 ، و ورّام بن أبي فراس في عنوان: «بيان ذكر الموت» من تنبيه الخواطر : 1: 268. وورد في مسند زيد الشهيد : ص 344 بلفظ : «أديموا ذكر هاذم اللّذات » . والهاذم - بالذال المعجمة - القاطع .
4- ورواه المفيد في الإرشاد : ص 238 فصل 67 قال : ما استفاض عنه من قوله : «الموت = طالب ومطلوب حثيث ، لا يعجزه المقيم ، ولا يفوته الهارب ، فأقدموا ولا تنكُلوا ... أيسر من الموت على فراش». ورواه الصدوق في صفات الشيعة : ص 89 ح 20 وباختصار في ص 95 ح 30. ورواه اليعقوبي في أواخر ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخه : 2: 209 وفيه : قال یوم الجمل: «الموت طالب حثيث لا يعجزه المقيم ...» ، إلى أخر ما هنا مع تفاوت . وقريباً منه رواه ابن عبد ربّه في العقد الفريد : 4: 311 في عنوان يوم صفّين من فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم . ونحوه رواه الكليني في كتاب الجهاد من الكافي : 5 : 54 باب فضل الشهادة : ح 4 عن عليّ بن إبراهيم ، عن ابن محبوب رفعه أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام خطب يوم الجمل ... و ذكر قريباً من هذه الفقرات في ضمنه . ورواه المفيد في كتاب الجمل: ص 358. وأورد نحوه الشريف الرضي في الخطبة 123 من نهج البلاغة مع فقرات أخرى وقال : قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفّين. وروى نحوه ابن أعثم في الفتوح : 2 : 307 ، وابن طلحة في مطالب السؤول : ص 116 ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج 1 ص 233.
5- كذا في بعض النسخ ومثله في البحار ، وفي بعض النسخ: ولا تتكلموا».

عن الموت محيص ، إنّكم إن لم تقتلوا تموتوا، والّذي نفس عليّ بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من الموت على فراش».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 30)

(3314) 7 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أنشدني أبو الحسن [عليّ بن بلال المهلبي ]

لأبي العتاهية (2)عته : نقص عقله ، دُهش من غير مسّ جنون ، فهو معتوه ومُعتَه وعتاهية ، تَعَتَّه : تجاهل، تجنّن .(3)

ص: 508


1- ورد في أوّل حرف الفاء من ديوان أبي العتاهية : ص 276 بيتان منها مع مغايرات، و هما: الله درّ أبيك أيّة ليلة *** مخضت صبيحتها بيوم الموقف *** لو أن عيناً شاهدَت من نفسها *** يوم الحساب تمثلاً لم تُطرف
2- أبو العتاهية كنية غلبت عليه، واسمه إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة كنيته أبو إسحاق ، وأمّه أم زيد بنت زياد المحاربي مولى بني زهرة ، أصله من عين التمر وهي بليدة بالحجاز قرب المدينة الطيّبة، ونشأ بالكوفة ، ثمّ سكن بغداد، ولد في سنة 130 أو 132 وتوفّي في سنة 211 . و أمّا سبب كنيته بأبي العتاهية ففيه قولان: أحدهما أنّ المهدي العبّاسي قال يوماً له : «أنت إنسان مُتَحَذَلِقٌ مَعَتَّهُ
3- » . فاستوت من ذلك كنية غلبت عليه دون اسمه وكنيته ، وسارت له بين النّاس. والقول الثاني لمحمّد بن يحيى قال: «كني بأبي العتاهية إذ كان يحبّ الشهرة والمجون و التعتّه». انظر: تاریخ بغداد : 6 : 25 (3288) ، الأنساب لابن السمعاني: «العيني»، تاريخ الإسلام للذهبي : وفيات سنة 211 ص 458 ، المنتظم لابن الجوزي: ج 10 وفيات سنة 211 ، الوافي بالوفيات للصفدي : 9: 185، بغية الطلب : 4: 1749 ، الأغاني : 1:4 .

سبحان ذي الملكوت أيّة ليلة *** مخضت بوجه صباح يوم الموقف

لو أنّ نفساً و همتها نفسها *** ما في المعاد مصوّر لم تطرف

كتب الفناء على البرية ربّها *** والناس بين مقدّم ومخلّف (أمالي المفيد : المجلس 13 ، الحديث (11)

(3315)8 - قال : أنشدني أبو الحسن الرحبي النحوي للحجاج بن يوسف التميمي (1)

ص: 509


1- الظاهر أنّه حجّاج بن يوسف بن حجّاج أبو محمّد الثقفي المعروف بابن الشاعر، وكان أبوه شاعراً ويلقّب يوسف لَقوه ، وكان منشؤه بالكوفة ، وأمّا حجّاج فبغدادي المولد والمنشأ. انظر : تاریخ بغداد : 8: 240 ، تاريخ الإسلام : وفيات سنة 159، سير أعلام النبلاء : 12: 301، الأنساب لابن السمعاني: «الشاعر»، المنتظم: ج 12 وفيات سنة 259ه-، الوافي بالوفيات : 11 : 315 ، والتهذيب وغيرها من كتب التراجم ، فالتميمي تصحيف عن الثقفي .

وإن امرؤ قد عاش خمسين حجّة *** إلى منهل من من ورده لقریب *** إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل علَىّ رقيب *** إذا ما انقضى القرن الّذي أنت فيهم *** وخلّفت في قرن فأنت غريب (أمالى المفيد : المجلس 37 ، الحديث 9)

ص: 510

باب 30 الوفاء بما جعل الله على نفسه

(3316) 1 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن عليّ علیهما السّلام قال : سمعته يقول : «أربع من كُنّ فيه كمل إسلامه، وأُعين على إيمانه ، ومُحِّصت عنه ذنوبه (1)، ولق ربّه وهو عنه راض، ولوكان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله [تعالى ] (2) عنه، وهي : الوفاء بما يجعل : الله (3) على نفسه» الحديث. (أمالي المفيد : المجلس 21 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 21)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3317) 2 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السّلام قال : كان أبي عليّ بن الحسين علیه السّلام يقول: «أربع من كُنّ فيه كمل إيمانه ، ومُحِّصت عنه ذنوبه ، ولقي ربّه وهو عنه راض: من وفى الله بما جعل على نفسه للنّاس». (أمالي المفيد : المجلس 35 ، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 15)

عن تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

ص: 511


1- في أمالي الطوسي : «محّصت ذنوبه» .
2- من أمالي الطوسي . قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : قوله : «وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوب» مبالغة في الكثرة ، أو كناية عن صدورها من كلّ جارحة من جوارحه، ويمكن حملها على الصغائر لأنّ صدور الكبائر الكثيرة من صاحب هذه الخصال بعيد ، ويحتمل أن يكون المراد أنّه يوفّق للتوبة ، وهذه الخصال تدعوه إليها ، فإنّ كلاًّ منها يمنع كثيراً من الذنوب ، كما لا يخفى .
3- في أمالي الطوسي : «يجعل الله » .

باب 31 العفاف وعفّة البطن والفرج

(3318) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن الحكم، عن المفضّل، عن جابر :

عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (2) قال : «قولوا للنّاس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم ، فإنّ الله عزّ وجلّ يُبغض اللعّان السبّاب ، الطعّان على المؤمنين، الفاحش المتفحش ، السائل المُلحِف، ويُحبّ الحييّ الحليم، العفيف المتعفِّف» (3) .

(أمالي الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 5)

ص: 512


1- ورواه العيّاشي في تفسيره : 1: 18 ح 63 ذيل الآية الكريمة، والطبرسي في مجمع البيان: 298 :1. وأورده الحرّاني في آخر مواعظ الباقر علیه السّلام من تحف العقول: ص 300. وأورد ورّام بن أبي فراس الفقرة الأولى من الحديث في تنبيه الخواطر : 2 : 198 . وروى الكليني في الكافي : 2 : 112 باب الحلم : ح 8 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن النعمان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر علیه السّلام قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ الله يحبّ الحيىّ الحليم ، العفيف المتعفّف». وللذيل شاهد من حديث رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : رواه ابن أبي الدنيا في كتاب «الحلم» : ص 49 ح : 54 فصل 12 وص 69 ح 106 .
2- (1)
3- قال العلّامة المجلسي في البحار : 71: 405: العفيف : المجتنب عن المحرّمات لاسيّما ما يتعلّق منها بالبطن والفرج، والمتعفّف : إمّا تأكيد كقولهم «ليل أليل» ، أو العفيف عن المحرّمات المتعفّف عن المكروهات لأنّه أشدّ فيناسب هذا البناء، أو العفيف في البطن المتعفّف في الفرج ، أو العفيف عن الحرام المتعفّف عن السؤال كما قال تعالى : «يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ» [البقرة : 2 : 273] ، أو العفيف خلقاً المتعفّف تكلّفاً ولعلّ هذا أنسب، قال الراغب العفّة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة ، والتعفّف التعاطي لذلك بضرب من الممارسة و القهر وأصله الاقتصار على تناول الشيء القليل الجاري مجرى العفافة والعفّة ، أي البقيّة من الشي ، أو العفف وهو ثمر الأراك. وفي النهاية : فيه من يستعفف يعفّه الله : الاستعفاف طلب العفاف والتعفّف وهو الكفّ عن الحرام والسؤال من النّاس أي من طلب العفّة وتكلّفها أعطاه الله تعالى إيّاها .

(3319) 2 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن إسماعيل بن عبد الخالق وأبي الصباح الكناني جميعاً، عن أبي بصير قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول : «من كفّ أذاه عن جاره أقاله الله عزّ وجلّ عثرته يوم القيامة ، ومن أعفّ بطنه وفرجه كان في الجنّة ملكاً محبوراً، ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى الله عزّ وجلّ له بيتاً في الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 4)

(3320) 3) - (1) حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله بن ميمون المكي، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «استحيوا من الله حقّ الحياء».

ص: 513


1- ورواه أيضاً في الخصال: 293 باب الخمسة: ح 59 عن محمّد بن علیّ ما جیلویه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه . ورواه الحميري في قرب الاسناد : ص 23 ح 79. وأورده الفتّال في المجلس 76 و 81 من روضة الواعظين : 433 - 434 و ص 460 . والمفيد في الاختصاص : ص 229 نحوه.

قالوا: وما نفعل يا رسول الله ؟

قال : «فإن كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدكم إلّا وأجله بين عينيه ، وليحفَظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليَذكر القبر والبلى ، ومن أراد الآخرة فليَدَع زينة الحياة الدنيا».

(أمالي الصدوق : المجلس 90 ، الحديث 2)

(3321) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصير في قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن مهرويه القزويني سنة اثنتين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثنا عليّ بن موسى، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين علیهم السّلام قال :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث): «أوّل من يدخل الجنّة عبد مملوك أحسن عبادة ربّه ونصح لسيّده ، ورجل عفيف متعفّف ذو عبادة ».

(أمالي المفيد : المجلس 12 ، الحديث 1)

تقدم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3322) 5 - (2) وبالسند المتقدّم عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ثلاثة أخافهنّ على أمتي : الضلالة بعد المعرفة و مضلّات الفتن، وشهوة البطن والفرج» (3).

(أمالي المفيد : المجلس 13 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله. (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 15)

ص: 514


1- تقدّم تخريجه في باب جوامع مكارم الأخلاق .
2- هذا هو الحديث 16 من صحيفة الإمام الرضا علیه السّلام . ورواه الصدوق قدّس سرّه في الحديث 28 من الباب 31 - ما روي عن الرضا علیه السّلام من الأخبار المجموعة - من كتاب عيون أخبار الرضاء علیه السّلام : 2: 32 ، وفي الفقيه : 4 : 291 ح 57 من باب النوادر رقم 877. ورواه الكليني في الكافي : 2: 79 ح 6 بسنده عن الإمام الصادق علیه السّلام عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. وروى نحوه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1: 460 باب 48 ح 1066 / 468 بإسناده عن أبي برزة ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم.
3- في نسخة : «وشهوة الفرج والبطن».

(3323) 6 - (1) حدّثنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا الفضل بن حباب الجمحي قال: حدّثنا عبد الواحد بن سليمان، عن أبيه، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن نافع ، عن ابن عمر قال:

وورد الحديث من طريق فاطمة علیها السّلام: رواه الطبراني في المعجم الكبير : 1 : 196 ح 10422 في حديث بلفظ : «إنّ الله يحبّ الحيىّ الحليم العفيف المتعفّف، ويبغض الفاحش البذيء السَّمّال الملحف».

وأورده البيهقي في شعب الإيمان : 6: 139 ذيل الحديث 7723 إِلّا أنّ فيه «الحرّ» بدل الحييّ.

وفي كتاب الزهد - للحسين بن سعيد الأهوازي - : ص 10 ح 20 بسنده عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن الصادق ، عن أبيه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ الله يحبّ الحيى الحليم المغني المتعفّف ، ألا وإنّ الله يبغض الفاحش البذي السائل الملحف».

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : (إن الله يُحبّ الحييّ المتعفّف، ويبغض البذيّ السائل اللمحف»

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 12)

(3324) 7 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «اللهمّ مَن أحبّني فارزقه الكفاف والعفاف» الحديث.

(أمالي الطوسى : المجلس 5، الحديث 24)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الغنى والكفاف (16).

ص: 515


1- وورد الحديث من طريق فاطمة علیها السّلام: رواه الطبراني في المعجم الكبير : 1 : 196 ح 10422 في حديث بلفظ : «إنّ الله يحبّ الحيىّ الحليم العفيف المتعفّف، ويبغض الفاحش البذيء السَّمّال الملحف». وأورده البيهقي في شعب الإيمان : 6: 139 ذيل الحديث 7723 إِلّا أنّ فيه «الحرّ» بدل الحييّ. وفي كتاب الزهد - للحسين بن سعيد الأهوازي - : ص 10 ح 20 بسنده عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن الصادق ، عن أبيه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ الله يحبّ الحيى الحليم المغني المتعفّف ، ألا وإنّ الله يبغض الفاحش البذي السائل الملحف».

باب 32 الحیاء و الله ومن الخلق

أقول : تقدّم كثيرٌ ممّا يرتبط بهذا الباب في البابين المتقدّمين فلاحظ.

(3325) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثنا عليّ بن أسباط قال: سمعت عليّ بن موسى الرضا يحدّث عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام :

أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: «لم يبق من أمثال الأنبياء إلّا قول النّاس : إذا لم تستح فاصنع ما شئت».

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحدیث 1)

(3326) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق قال: أخبرنا يحيى بن معين قال : حدّثنا عبد الرزّاق قال أخبرنا معمر [بن راشد ]، عن ،ثابت، عن أنس بن مالك قال :

ص: 516


1- تقدّم تخريجه في الباب الثاني من كتاب النبوّة : ج 2 ص 24 - 25 ح 1 .
2- وأخرجه أحمد في مسنده : 3 : 165 ، والترمذي في جامعه : 4 : 347 ح 1974 كتاب البرّ والصلة باب 47 ، وابن ماجة في السنن : 2 : 1400 ح 4185 ، ويحيى بن الحسين الشجري في :أماليه : 2: 197 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 6 : 139 ح 7723 . وأورده الديلمي في الفردوس : 4 : 367 ح 6597. قال ابن الأثير في النهاية : 2 : 415 في مادة «فحش» : ومنه الحديث : قال لعائشة : «لا تقولي ذلك فإنّ الله لا يحبّ الفُحش ولا التفاحش» أراد بالفحش التعدّي في القول والجواب، لا الفحش الّذي هو من قذع الكلام ورديئه .

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ما كان الفحش في شيء قطّ (1) إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه» .

(أمالي المفيد : المجلس 21 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 22)

(3327) 3 - وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «المكارم عشر» (إلى أن قال :) «و رأسهنّ الحياء».

(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 13)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3328) 4 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «أربع مَن كُنّ فيه كمل إيمانه وإن كان من قَرنه إلى قدمه ذنوب لم ينقصه ذلك، وهي : الصدق، وأداء الأمانة، والحياء، وحُسن الخُلق».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 20)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3329) 5 - وبإسناده عن أبي قتادة القمّي قال : قال أبو عبد الله علیه السّلام الداود بن سرحان: «يا داوود، إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض، يقسمها الله تعالى حيث يشاء، (إلى أن قال:) ورأسهنّ الحياء».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 44)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

ص: 517


1- كلمة «قط» غير موجودة في أمالي الطوسي.

باب 33 فعل الخير وتعجيله

تقدّم في باب الاجتهاد والحثّ على العمل ما يرتبط بهذا الباب (1).

(3330) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي رضی الله عنه قال : حدّثني أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن بشّار بن يسار:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «إذا أردت شيئاً من الخير فلا تُؤخِّره، فإنّ العبد ليصوم اليوم الحارّ يُريد به ما عند الله عزّ وجلّ فيُعتِقه الله من النّار، و يتصدّق بصدقة يريد بها وجه الله فيُعتِقه الله من النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 58 ، الحديث 12)

(3331) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله علیه السّلام أنّه قال : «إذا هممت بخير فلا تؤخّره ، فإنّ الله تبارك وتعالى ربما أطلع على عبده وهو على الشيء من طاعته (3) فيقول : وعزّتي وجلالي لا أعذّبك بعدها أبداً، وإذا هممت بمعصية فلا تفعلها (4) فإنّ الله تبارك وتعالى ربّما

ص: 518


1- انظر الحديث 23 منه.
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 143 كتاب الإيمان والكفر ، باب تعجیل فعل الخير : ح 7 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير. وأيضاً روى نحوه في الحديث 6 من الباب بسند آخر عن أبي عبد الله علیه السّلام.
3- في الكافي : «على شيء من الطاعة».
4- في الكافي : «فلا تعملها».

أطلع على العبد وهو على شيء من معاصيه فيقول : وعزّتي وجلالي لا أغفر لك أبداً ».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 36)

(3332) 3 - (1) وبالسند المتقدّم عن عليّ بن مهزيار، عن عليّ بن حديد، عن عليّ بن النعمان، عن حمزة بن حمران قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «إذا همّ أحدكم بخير فلا يؤخّره، فإنّ العبد ربما صلّى الصلاة وصام اليوم فيقال له : اعمل ما شئت بعدها فقد غفر لك».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 37)

(3333) 4 - وبإسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهما السّلام، عن عن أبيه علیه السّلام (فیما أوصى به عند وفاته) قال: «إذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به ، وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنّه (2) حتى تصيب رشدك فيه».

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الزهد (15)، وتمامه في الباب الثاني من أبواب شهادة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة (3).

ص: 519


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 142 كتاب الإيمان والكفر ، باب تعجيل فعل الخير : ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان . وأيضاً روى نحوه في الحديث 6 من الباب بسند آخر عن أبي عبد الله علیه السّلام.
2- في نسخة مطبوعة : «فتأنّ» .
3- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .

(3334) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإسلام والإيمان.

(3335) 6 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في كلام علیه السّلام ) قال : «ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 31)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3336) 7 - وبإسناده عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «أحسن من الصدق قائله وخير من الخير فاعله».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 39 ، والمجلس 26 ، الحديث 7)

تقدّم إسناده في باب الصدق وأداء الأمانة (19).

ص: 520


1- هذه الفقرة من الحديث رواها البرقي في كتاب القرائن من المحاسن : 1 : 78 باب فضل قول الخير (9) ح 42 بإسناده عن أبي عبد الله ، عن أمير المؤمنين علیهما السّلام. وأورده الحرّاني في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 216.
2- لاحظ تخريج الحديث السابق .

باب 34 قول الخير والقول الحسن

تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق .

(3337) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الشيخ يحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد البزّاز بالكوفة قال : حدّثنا عمّي عليّ بن العبّاس قال : حدّثنا إبراهيم بن بشر بن خالد العبدي قال : حدّثنا عمرو بن خالد قال : حدّثنا أبو حمزة الثمالي :

عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام قال : «القول الحسن يُثري المال، ويُنمي الرزق، و ينسىء في الأجل، ويحبّب إلى الأهل، ويدخل الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 1 ، الحديث 1)

(3338) 2 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن المغيرة بن محمّد، عن بكر بن خنيس، عن أبي عبد الله الشامي، عن نوف البكالي :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث ) قال : «يا نوف، قُل خيراً تُذكر بخير».

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 9)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

( 3339) 3 - وبإسناده عن سليمان بن مهران قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمّد الله وعنده نفر من الشيعة ، فسمعته (2) وهو يقول: «معاشر الشيعة ، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، قولوا للنّاس حُسناً، واحفَظوا ألسنتكم وكُفّوها

ص: 521


1- ورواه أيضاً في الخصال: ص 317 باب الخمسة: ح 100.
2- «فسمعته» غير موجود في أمالي الطوسي.

عن الفُضول وقَبيح القول». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 17)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «ولا تكونوا لنا شيناً».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 44)

تقدّم إسناده في باب صفات الشيعة (10) من أبواب الإيمان والإسلام.

( 3340 - 3341) 4 - 5 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( في حديث في صفة الشيعة) قال : «فو الله ما شيعتنا إلَّا مَن اتَّقی الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون - يا جابر - إلّا بالتواضع ، (إلى أن قال :) وكفّ الألسُن عنّ النّاس إلَّا مِن خَير».

(أمالي الصدوق : المجلس 91 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسی بسندين عن جابر مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 46 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في باب صفات الشيعة من أبواب الايمان والاسلام.

(3342) 6 - (1) أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار قال : حدثنا محمّد بن عيسى العطّار قال : حدّثنا كثير بن هشام قال: حدّثنا عيسى بن إبراهيم، عن الحكم بن عبدالله، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال :

مرّ عمر بن الخطّاب على قوم يرمون رشقاً (2) فقال : بئس ما رميتم . قالوا : يا أمير المؤمنين، إنّا قوم متعلّمين.

ص: 522


1- ورواه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : 2 : 9 ح 1073، و ابن عدي في الكامل : 5 : 251 في ترجمة عيسى بن إبراهيم بن طهمان (1394/426) و البيهقي في شعب الإيمان : 2 : 257 ح 1978.
2- الرَشق : الشّوط من الرمي. وما يرمى به .

قال : والله لذنبكم في لحنكم أشدّ من ذنبكم في رميتكم، سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يقول: «رحم الله رجلاً أصلح من لسانه».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 35)

(3343) 7 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن الفضل بن محمّد البيهقي، عن هارون بن عمرو المجاشعي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد علیهما السّلام ، عن أبيه .

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى علیهما السّلام، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال : «قولوا للنّاس حسناً كما أمركم الله عزّ وجلّ». (أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 64)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 523

باب 35 السكوت والكلام وفضل الصمت وترك ما لا يعني من الكلام

أقول : تقدّم في كتاب العلم روايات عديدة نهي فيها عن المراء والجدال (1).

(3344)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) قال : «أعظم النّاس قدراً من ترك ما لا يعنيه».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3345-3346) 2 - (2)ورواه أيضاً في الخصال : ص 98 باب الثلاثة : ح 47 ، ومعاني الأخبار : ص 334 باب معنى الخصال الّتي فيها الخير كلّه ح 1 ، وثواب الأعمال: ص 177 عن محمّد بن موسی بن المتوكّل، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن أبي أيّوب، إلى آخر السند الثاني .

ورواه أيضاً في الفقيه : 4: 290 51 من باب النوادر: رقم 872.

ورواه البرقي في المحاسن : 5 : 10 ، والحرّاني في تحف العقول: ص 215 وفيه : «وأمن النّاس من شرّه».

وأورده المفيد في الاختصاص : ص 231 عن أبي جعفر ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 158 ، والفتال في روضة الواعظين : ص 390 مجلس 62.(3) 3 - حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي بن ابي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام :

أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «جُمع الخير كلّه في ثلاث خصال: النَظَر والسكوت والكلام، فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سَهو، وكلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو

ص: 524


1- تقدّمت هذه الرويات في ج 1 ص 121 - 123 ح 3 ، وص 166 - 171 ح 1 - 8 .
2-
3-

غفلة، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، فطوبى لمن كان نظره عِبَراً، وسكوته فِكراً ، وكلامه ذِكراً، وبكى على خطيئته، وأمن النّاس شرّه».

(أمالي الصدوق : المجلس 8، الحديث 2)

حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرّار، عن يونس بن عبد الرحمان، عن أبي أيّوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام مثله ، إلّا أنّ فيه : «... نظره عبرة وسكوته فكرة ...».

(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 6)

(3347) 4 - (1) حدّثنا عليّ بن أحمد الدقّاق رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي، عن عبید الله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : سمعت موسی بن جعفر علیهما السّلام يقول : حدّثني أبي، عن أبيه، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

مرّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام برجل يتكلّم بفُضول الكلام، فوقف عليه ثمّ قال: «إنّك تُملِي على حافِظيك كتاباً إلى ربّك، فتكلّم بما يَعنيك ودع ما لا يَعنيك».

(أمالي الصدوق : المجلس 9، الحديث 4)

(3348) 5 - و بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم) قال : «لا حافظ أحفظ من الصمت».

ص: 525


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 282 : 837 ح 17 من باب النوادر ، وفي الاعتقادات : ص 68 - 69 باب 23.

وقال: «من لم يرع في كلامه أظهر هُجره (1)».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13)، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3349)6 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال: «ما أسرع الليالي والأيّام في عمر العبد، فاخزن لسانك وعدّ كلامك يقلّ كلامك إلّا بخير».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله إلّا أنّ فيه : «وعد كلامك ولا تقل إلّا بخير».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6)، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3350) 7 - (2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا العبّاس بن معروف، عن سعدان بن مسلم:

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «النوم راحة للجسد، والنطق راحة للروح، والسكوت راحة للعقل .

(أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 1)

(3351) 8 - (3) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «المرء مخبوء تحت

ص: 526


1- الهُجر : الهذيان والقبيح من القول .
2- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 287 ح 41 من باب النوادر : رقم 861.
3- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 2 باب 31 ح 204. = وأورده الرضي في المختار من حكم أمير المؤمنين علیه السّلام من نهج البلاغة : رقم 148 . وروى الصدوق في الخصال : ص 420 باب التسعة ح 14 بإسناده عن الشعبي قال : تكلّم أمير المؤمنين علیه السّلام بتسع كلمات ارتجلهنّ ارتجالاً فقأن عيون البلاغة وأيتمن جواهر الحكمة و قطّعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنّ، ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأدب ... وأمّا اللاتي في الحكمة فقال : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه، وما هلك امرؤ عرف قدره، والمرء مخبوء تحت لسانه .

لسانه» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 68، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب التوكّل والرضا والتسليم (22)، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3352) 9 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي قال : حدّثني أبي قال: حدّثني عبدالعظيم بن عبدالله الحسني الرازي في منزله بالريّ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا علیه السّلام عن آبائه ، عن علي بن الحسين، عن أبيه علیهم السّلام :

عن جدّه علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «قلت أربعاً أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه ، قلت : «المرء مخبوء تحت لسانه» فأنزل الله تعالى: «وَلَتَعرِفَنَّهُم فِي لَحنِ الْقَول» (2) » الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 54)

تقدّم تمامه في الباب 1 من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل (3).

(3353) 10 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم

ص: 527


1- ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 135 في عنوان «الحديث السادس : في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام».
2- سورة محمّد: 47: 30.
3- تقدّم في ج 1 ص 85 - 86 ح 13.
4- ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت و آداب اللسان : 259 / 107 بإسناده عن = الزهري، عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام. وقريباً منه رواه الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه كما عنه المجلسي في البحار : 71: 290 ح 58 عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : سمعت أبي علیه السّلام يقول : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». وفي تنبيه الخواطر : 1 : 236 عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه».

[الجعابي ] قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يوسف قال : حدّثنا محمّد بن يزيد قال : حدّثنا أحمد بن رزق، عن أبي زياد الفقيمي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «من حُسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه».

أمالي) المفيد : المجلس 4 ، الحديث 9)

(3354)11 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في حديث) قال: «فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه».

(أمالي المفيد : المجلس 14 ، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في باب الحلم والعفو وكظم الغيظ (46).

(3355) 12 - وبإسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهما السّلام، عن أبيه علیه السّلام (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها ... والصمت عند الشبهة».

وقال: «ألزم الصمت تسلم». (أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبوجعفر الطوسي، عن المفيد مثله. (أمالى الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الزهد (15)، وتمامه في الباب الثاني من أبواب شهادة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة (1).

ص: 528


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4.

(3356) 13 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : كان المسيح علیه السّلام يقول لأصحابه : «... لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإنّ الّذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 43)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) ، وتمامه في كتاب النبوّة (2).

(3357) 14 - (3) أبو جعفر الطوسى بإسناده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «لا تُكثِروا الكلام بغير ذكر الله ، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قَسوة القلب، إنّ أبعد النّاس من الله القلب القاسي».

(أمالي الطوسى: المجلس 1 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5).

(3358) 15 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «لا يكمل إيمان العبد حتّی یکون فیه أربع خصال (4): یحسن خُلقه، ويسخي (5) نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله». (أمالي المفيد : المجلس 42 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 9 ، والمجلس 8، الحديث 62)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

ص: 529


1- تقدّم تخريجه في باب القلب وصلاحه وفساده .
2- تقدّم في ج 2 ص 161 - 162 ح 7 .
3- تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده.
4- في المجلس 8 من أمالي الطوسي : «خصال أربع»، وفي المجلس 5: «حتى تكون فيه أربع خصال».
5- في أمالي الطوسي والمحاسن : «تسخو»، وفي بعض نسخ أمالي المفيد : «حسن خلقه، و يسخي.

(3359) 16 - (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام ( في وصيّته إلى ابنه الحسن علیهما السّلام) : «يا بُنَيّ، إنّه لابدّ للعاقل من أن ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه وليعرف أهل زمانه» الحديث.

(أمالى الطوسى : المجلس 5 ، الحديث 54)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3360) 17 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة الحسيني رضی الله عنه ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم في كتابه إلينا على يد أبي نوح الكاتب ، قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبيد الله بن عبد الله :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام أنه قال لأصحابه : «اسمعوا منّي كلاماً هو خير لكم من الدُهم المُوّقِّفة (3): لا يتكلّم أحدكم بما لا يعنيه، وليدع كثيراً من الكلام فيما يعنيه حتّى يجد له موضعاً، فربّ متكلّم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 45)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 530


1- وأورده الحرّاني في قصار كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 203.
2- وأورده - بتفاوت - المفيد في الاختصاص : ص 231 ، وابن شعبة في تحف العقول: ص 379.
3- الدهم - بالضمّ -: جمع الأدهم ، قال الجوهري : الدُهمة : السواد ، يقال : فرس أدهم، وبعير أدهم، وناقة دهماء : إذا اشتدّت ورقته حتّى ذهب البياض الّذي فيه ، فإن زاد على ذلك حتّى اشتدّ السواد فهو جون . (صحاح اللغة : 5 : 1924). وقال أيضاً: «فرس مُوقّف» : إذا أصاب الأَوظِفة منه بياض في موضع الوقف ولم يعدها إلى أسفل ولا فوق ، فذلك التوقيف . (صحاح اللغة : 4 : 1440 ) .

(3361) 18 - وبإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله له (في حديث طويل) قال : «إملاء الخير خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشرّ».

وفيه : «يا أباذرّ ، إنّ الله عزّ وجلّ عند لسان كلّ قائل، فليتّق الله امرؤ وليعلم ما يقول .

يا أباذرّ، اترك فضول الكلام، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك .

يا أباذرّ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكلّ ما سمعه .

يا أباذّر، ما من شيء أحقّ بطول السجن من اللسان».

وفيه: «يا أباذرّ، أربع لا يصيبهنّ إلّا مؤمن : الصمت وهو أوّل العبادة، والتواضع الله سبحانه وتعالى، وذكر الله سبحانه وتعالى في كلّ حالة، وقلّة الشيء». يعني قلّة المال.

وفيه: «يا أباذرّ ، من ملك ما بين فخذيه وبين لحييه دخل الجنّة».

قلت يا رسول الله، إنّا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا ؟

قال: «يا أباذرّ ، وهل يكبّ النّاس على مناخرهم في النّار إلا حصائد ألسنتهم، إنّك لا تزال سالماً ما سكتّ ، فإذا تكلّمت كتب لك أو عليك .

يا أباذرّ ، إنّ الرجل يتكلّم بالكلمة من رضوان الله جلّ ثناؤه فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها، فيهوي في جهنّم ما بين السماء والأرض .

يا أباذرّ، ويل للّذي يحدّث فيكذب ليضحك القوم، ويلٌ له، ويلٌ له، ويلٌ له.

يا أباذرّ ، من صمت نجا، فعليك بالصدق ، ولا تخرجنّ من فيك كذبة أبداً .» (أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في الملائكة وصفاتهم وشؤونهم (8) من كتاب السماء والعالم، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 531

(3362) 19 - وعن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث طويل) قال : «عليك بالصمت إلّا من خير فإنّه مطرد الشيطان عنك ، وعون لك على أمور دينك». (أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)

(3363) 20 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني عبدالرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي ب- «أرتاح» ، قال : حدّثنا الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمّانة الأشعري سنة أربع وخمسين ومئتين وفيها مات بالكوفة، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى الغريق قال : حدّثني عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس، عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من فقه الرّجل قلّة كلامه فيا لا يعنيه» (1).

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 19)

(3364) 21 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن عيسى بن هارون بن سلام، عن محمّد بن زكريّا المكّي، عن

ص: 532


1- قال العلّامة المجلسي رحمه الله : وكأنّ المراد بالفقه العلم المقرون بالعمل ، فلا ينافي كون مطلق العلم من علاماته ، أو المراد بالفقه التفكّر والتدبّر في الاُمور ، قال الراغب : الفقه هو التوصّل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخصّ من العلم ، قال تعالى : «فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا» [الأنفال : 65] إلى غير ذلك من الآيات، والفقه : العلم بأحكام الشريعة ، انتهى . وقيل : أراد العلم فيها يقول والصمت عمّا لا يعلم أو يضرّ ، وقيل : المراد بالعلم آثاره أعني إثبات الحقّ وإيطال الباطل وترويج الدين وحلّ المشكلات ، انتهى . وأقول : قد مرّ بسند آخر عنه علیه السّلام : «من علامات الفقيه الحلم والصمت» ، ويظهر من بعض الأخبار أنّ الفقه هو العلم الربّاني المستقرّ في القلب الّذي يظهر آثاره على الجوارح. (مرآة العقول : 8: 210 - 211)

كثير بن طارق (1)، عن زيد بن علي ، عن أبيه علیه السّلام قال :

سئل علي بن أبي طالب علیه السّلام : من أفصح النّاس ؟ قال : «المجيب المسكت عند بديهة السؤال».

(أمالي الطوسي : المجلس 40، الحديث 10)

ص: 533


1- الظاهر أنّ سند الشيخ إلى كثير بن طارق كذلك ، كما في سائر الموارد المذكورة في المجلس 41 من أمالي الطوسي، وليس هنا سند متّصل إلى كثير.

باب 36 التفكّر والاعتبار والاتّعاظ بالعبر

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب فى الباب السابق (1).

(3365)1 - أبو جعفر الصدوق، عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : أخبرني عن هذا القول ، قول من هو ؟ (إلى أن قال) : «السعيد من وعظ بغيره» ؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم »

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

(3366) 2 - حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن سعيد بن عمرو ، عن إسماعيل بن بشر بن عمّار قال :

كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر علیهما السّلام : عِطني وأوجز . قال : فكتب إليه : «ما من شيء تراه عينك إلّا وفيه موعظة».

(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 8)

(3367) 3 - أبو عبدالله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : كان أمير المؤمنين علیه السّلام يقول: «نبِّه بالتفكّر قلبك ، وجاف عن النوم (2) جنبك ، واتّق الله ربّك».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 42)

(تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13) .

ص: 534


1- انظر الحديث 2 و 3 من الباب السابق.
2- في نسخة والكافي: «عن الليل».

(3368) 4 - حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثني الشيخ الصالح عبدالله بن محمّد بن عبيد الله بن ياسين (1) قال : سمعت العبد الصالح علي بن محمّد بن علي الرضا علیهم السّلام بسرّ من رأى يذكر عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : «العلم وراثة كريمة، والأداب حلل حسان، والفكرة مرآة صافية، والاعتبار منذر ناصح، وكفى بك أدباً لنفسك تركك ما كرهته من غيرك».

(أمالى المفيد : المجلس 39 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «والاعتذار منذر ناصح، وكفى يك أدباً تركك ...» .

(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 29)

(3369) 5 - (2) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي وجزة [ يزيد بن عبيد ] السعدي قال : أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام إلى الحسن بن علي علیه السّلام، فقال فيما أوصى به إليه : «لاعبادة كالتفكّر في صنعة الله عزّ و جلّ» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 54)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

4 - وأورده الديلمي في أعلام الدين : ص 81، والفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 10 بتفاوت .

ص: 535


1- في أمالي الطوسي: «عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن ياسين»، وتجد في تاريخ بغداد: 10: 106 والمنتظم : ج 13 في وفيات سنة 302 ترجمة «عبد الله بن محمّد بن ياسين.
2- ورواه الحرّاني في قصار كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 203.

باب 37 السكينة والوقار

(3370) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن عبد العزيز بن عمر :

عن أحمد بن عمر الحلبي قال : قلت لأبي عبد الله علیه السّلام : أيّ الخصال بالمرء أجمل؟

قال: «وقار بلا مهابة، وسَماح بلا طلب مكافأة ، وتشاغل بغير متّاع الدنيا».

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 8)

(3371)2 - وبإسناده عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال) : «أحسن زينة الرجل السكينة مع الإيمان» ؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد : «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب السابق، ويأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

ص: 536


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 92 باب الثلاثة : ح 36. ورواه أبو علي محمّد بن همّام الاسكافي في التمحيص : ص 68ح 166 باب 9 ، والكليني في الكافي : 2 : 240 ح 33 عن يحيى بن عمران الحلبي . وأورده الفعّال في روضة الواعظين : ص 383.

باب 38 التدبير والحزم

(3372) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب التوكّل والرضا والتسليم (22) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3373) 2 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (فيما أوصى به عند وفاته) قال : «أنهاك عن التسرّع بالقول والفعل».

(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الزهد (15) ، وتمامه في الباب الثاني من أبواب شهادة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة (2).

( 3374) 3 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام في وصيّته إلى ابنه الحسن علیه السّلام : «يا بُنَيّ، إنّه لابدّ للعاقل من أن ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه وليعرف أهل زمانه» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 537


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 2 باب 31 - 204.
2- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4.

باب 39 حسن السمت

(3375) 1 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي، عن جعفر بن محمّد بن مروان، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن عيسى قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «خلّتان لا تجتمعان في منافق : فقه في الإسلام، وحسن سمت في الوجه (2).

(أمالي المفيد : المجلس 32، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 6)

ص: 538


1- تقدّم تخريجه في الباب الأوّل من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 89-88 ح 17.
2- خلّتان - بفتح الخاء واللام المشدّدة - : الخصلتان . والسمت : هيئة أهل الخير.

باب 40 القناعة والاقتصاد

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الزهد .

(3376)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث) قال : خمس من لم تكن فيه لم يَتَهَنّ بالعيش : الصحّة والأمن ، و الغنِى، والقناعة والأنيس الموافق».

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3377) 2 - (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خبر الشيخ الشامي الّذي أتاه بصفّين) سأل عنه زيد بن صوحان العبدي: أيّ القنوع أفضل؟ قال : «القانع بما أعطاه الله».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن الصدوق.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) ، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3378) 3 - (2) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام ( في حديث ) قال : «من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى النّاس».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 9)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الورع (14).

ص: 539


1- تقدّم تخريجه في الباب 6 .
2- و رواه الکلیني في الکافي: 2: 139 باب القناعة ح 9 بسنده عن عاصم بن حمید، عن = ولاحظ سائر تخريجاته في باب الورع (14).

(3379) 4 - وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما ( في حديث يذكر فيه مكارم الأخلاق ): «الورع والقنوع، والصبر» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 22)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3380) 5 - وبإسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهما السّلام ، عن أبيه علیه السّلام (فيما أوصى به عند وفاته). به عند وفاته قال : «واقتصد يا بُنيّ في معيشتك ، واقتصد في عبادتك».

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الزهد (15).

(3381) 6 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عیسی بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه علیهم السلام قال :

ص: 540


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 171 و تفسير الحياة الطيّبة بالقنوع ورد من طريق الفريقين، أما من الشيعة : فقد ورد في تفسير القمّي : 1 : 390 ، ومجمع البيان ذيل الآية الكريمة عن النبي وأما من غيرهم فأخرجه السيوطي في الدرّ المنثور : 5: 164 ذيل الآية الكريمة نقلاً عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس ، وعن وكيع في الغرر عن محمد بن كعب القرظي.

قال سيّدنا الصادق علیه السّلام، قوله [ تعالى ] : «فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةَ طَيِّبَةً» (1) قال : «القنوع» .

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 63)

(3382) 7 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين :

عن الحسين بن أبي غندر قال : سمعت رجلاً يقول لأبي عبد الله علیه السّلام : بلغني أنّ الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب ؟ فقال أبو عبد الله علیه السّلام : «لا ، بل هو الكسب كلّه، ومن الدين التدبير في المعيشة».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 17)

ص: 541


1- سورة النحل : 16 : 97.

باب 41 السخاء والسماحة والجود ، والغيرة والشجاعة

أقول : تقدّم في باب السكوت والكلام (35) ما يرتبط بهذا الباب (1).

(3383) 1 - (2) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عليّ علیهم السّلام قال : «سادة النّاس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء».

(أمالي الصدوق : المجلس 9 ، الحديث 1)

(3384) 2 - وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام ( في حديث يذكر فيه مكارم الأخلاق) قال: «اليقين، والقناعة، والصبر والشكر، والحلم ، وحُسن الخُلق: ،والسخاء والغيرة والشجاعة، والمروءة».

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3385) 3 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الحسن بن زیاد:

عن الصادق جعفر بن محمد علیهما السّلام أنّه قال: «إنّ الله تبارك وتعالى رضي لكم الإسلام دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحُسن الخُلق».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 3)

ص: 542


1- انظر الحديث 15 من الباب المذكور
2- تقدّم تخريجه في باب الطاعة والتقوى.

(3386) 4 - حدّثنا جعفر بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذّاء:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «أتي النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم، بأسارى، فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم ، فقال الرجل : بأبي أنت وأمّي - يا محمّد - كيف أطلقت عنّي من بينهم ؟

فقال : أخبرني جبرئيل عن الله عزّ وجلّ : أنّ فيك خمس خصال يحبّها الله عزّ و جل ورسوله : الغيرة الشديدة على حرمك، والسخاء، وحُسن الخُلق، وصِدق اللسان، والشّجاعة.

فلمّا سمعها الرجل أسلم وحسُن إسلامه، وقاتل مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قتالاً شديداً حتّى استُشهد (أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 7)

أقول : سيأتي نحوه في باب حسن الخلق فلاحظه هناك.

(3387) 5 - (1) وبإسناده عن أحمد بن عمر الحلبي قال : قلت لأبي عبد الله علیه السّلام : أيّ الخصال بالمرء أجمل ؟

قال: «وقار بلا مهابة ، وسَماح بلا طلب مكافأة، وتشاغل بغير مَتاع الدنيا».

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 8)

تقدّم إسناده في باب السكينة والوقار (37).

(3388) 6 - (2) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (في حديث) قال: «إنّ الله تبارك وتعالى خصّ الأنبياء علیهم السّلام بمكارم الأخلاق (إلى أن قال :) والسخاء والشجاعة، والغيرة والبرّ» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 22)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

ص: 543


1- تقدّم تخريجه في الباب 36 .
2- تقدّم تخريجه في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3389) 7 - أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري رحمه الله قال : حدّثني خالي أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

يقول الله تعالى: «المعروف هدية منّي إلى عبدي المؤمن ، فإن قبلها منّي فبرحمتي ومَنّي ، وإن ردّها عَلَيَّ (1) فبذنبه حرمها ومنه لا منّي، وأيّما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان، وحسّنت خلقه ولم أبتله بالبخل فإنّي أريد به خيراً».

(أبو جعفر الطوسي، المجلس 31، الحدیث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي المفيد : المجلس 1، الحديث 30)

(3390) 8 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الاسكا في قال : حدّثنا عبد الله بن العلاء قال : حدّثنا أبو سعيد [ سهل بن زياد ] الآدمي قال : حدّثني عمر بن عبدالعزيز المعروف بزحل، عن جميل بن درّاج :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، يا جميل، أخبر بهذا

ص: 544


1- كلمة «عَلَىّ» غير موجودة في أمالي الطوسي .
2- ورواه الكليني في الكافي : 41:4 كتاب الزكاة باب معرفة الجود والسخاء : ح 14 عن عدّة من الأصحاب ، عن سهل بن زياد، عمّن حدّثه ، عن جميل بن درّاج. ورواه الصدوق فى الخصال: ص 96 باب الثلاثة : : ح 42 عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن سهل بن زياد الأدمي .

الحديث غرر أصحابك».

قلت : من غرر أصحابي ؟

قال: «هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر» . ثمّ قال: «أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله صاحب القليل فقال : «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ» (1) .

(أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 7)

(3391)9 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض الساوي العجلي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عیسی الأشعري قال : حدّثني أحمد بن يزيد قال : حدّثنا مروك بن عبيد قال: حدّثنا جميل بن درّاج قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان : البرّ بالإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر ، يا جميل، إنّ البارّ ليحبّه الرحمان، أرو عنّي هذا الحديث فإنّ فيه ترغيباً في البرّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 9)

(3392) 10 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام لمعلّى بن خنيس : يا معلّى ، عليك بالسخاء وحسن الخُلق بإسناده عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن أبي الحسن علیه السّلام قال : «السخاء شجرة في الجنّة من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة».

وورد الحديث من طريق أبي هريرة : رواه الخطيب في تاريخ بغداد : 1: 153 وعنه الهندي في كنز العمّال : 6: 391 - 392 ح 16208 ، وما بمعناه في ح 16207 عن الحسن بن سفیان والخطيب فى كتاب البخلاء وابن عساكر عن عبد الله بن جراد .

وله شاهد من حديث أبي سعيد ، رواه الخطيب في تاريخ بغداد : 3: 304.

وأورد نحو صدره ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 170.

ص: 545


1- سورة الحشر : 59 : 9.

فإنّهما يزيّنان الرجل كما تزيّن الواسطة القلادة».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 43)

(3393) 11 - وبالسند المتقدّم عن أبي قتادة، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «إنّ الله عزّ وجلّ وجوهاً خلقهم من خلقه و [ أمشاهم في] (1) أرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجداً، و الله عزّ وجلّ يحبّ مكارم الأخلاق ، وكان فيما خاطب الله تعالی به نبيّه علیه السّلام أن قال له : يا محمّد «إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (2)» . قال : «السخاء وحسن الخلق».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 46)

(3394) 12 - (3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني رضی الله عنه قال : حدّثني أيّوب بن فروخ الوزّان بالرقّة ، قال : حدّثنا سعيد بن مسلمة، عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه صلوات الله عليهم، عن عليّ علیه السّلام قال :

ص: 546


1- ما بين المعقوفين من البحار :71 391/ 52 حيث جعله محقّقه بين المعقوفين وقال : والتصحيح من حديث آخر.
2- سورة القلم : 68 : 4 .
3- ورواه الحميري في قرب الاسناد: ص 117 ح 409 عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ، بتفاوت يسير . وأورد صدره السبزواري في جامع الأخبار : ص 307 فصل 69 ح 9/847. وروى الصدوق في معاني الأخبار : ص 256 باب معنى السخاء وحده ح 4 بإسناده عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله علیه السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم نحو ما ورد في السخاء . وروى الكليني في الكافي : 40:4 - 41 كتاب الزكاة باب معرفة الجود والسخاء : ح 9 بإسناده عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن أبي الحسن علیه السّلام قال : «السخاء شجرة في الجنّة من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة». وورد الحديث من طريق أبي هريرة : رواه الخطيب في تاريخ بغداد : 1: 153 وعنه الهندي في كنز العمّال : 6: 391 - 392 ح 16208 ، وما بمعناه في ح 16207 عن الحسن بن سفیان والخطيب فى كتاب البخلاء وابن عساكر عن عبد الله بن جراد . وله شاهد من حديث أبي سعيد ، رواه الخطيب في تاريخ بغداد : 3: 304. وأورد نحو صدره ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 170.

قال رسول الله علیه السّلام : «إنّ السخاء شجرة من أشجار الجنّة لها أغصان متدلّية في الدنيا ، فمن كان سخيّاً تعلّق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنّة، والبخل شجرة من أشجار النّار لها أغصان متدلّية في الدنيا، فمن كان بخيلاً تعلّق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى النّار».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 5)

(3395)13 - قال أبو المفضّل : قال لنا أبو عبد الله الحسني : وحدّثني شيخ من أهلنا ، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد بحديثه هذا حديث السخاء والبخل، قال: فقال أبو عبد الله علیه السّلام : «ليس السخيّ المبذّر الّذي ينفق ماله في غير حقّه، ولكنّه الّذي يؤدّي إلى الله عزّ وجلّ ما افترض عليه في ماله من الزكاة وغيرها، والبخيل الّذي لا يؤدّي حقّ الله عزّ وجلّ عليه في ماله».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 6)

ص: 547

باب 42 حُسن الخلق وحسن البشر

أقول : تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في الباب السابق ، وفي باب الوفاء بما جعل الله على نفسه (30) ، وباب الحياء من الله ومن الخلق (32) ، وباب السكوت والكلام (1) (35).

(3396) 1 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم».

(أمالي الصدوق : المجلس 3، الحديث 9)

(3397) 2 - (3) وبإسناده عن أمير المؤمنين قال: «إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم

ص: 548


1- انظر الحديث 2 - 4 و 10 و 11 من الباب السابق، والحديث 1 - 2 من باب الوفاء، والحديث 4 من باب الحياء، والحديث 15 من باب السكوت والكلام .
2- ورواه أيضاً في المواعظ : ص 83 ح 1 ، وفي ح 15 من باب النوادر من الفقيه : 4 : 281 / 835. وأورده الفعّال في روضة الواعظين : ص 376 في المجلس 58 . وورد الحديث من طريق أبي هريرة بلفظ : «إنّكم لا تسعون النّاس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق» رواه الحاكم في المستدرك : 1 : 124 ، والبزار كما في كشف الأستار (1977) و (1988) ، وأبونعيم في حلية الأولياء : 10 : 25 ، والقاضي معافي في الجليس الصالح : 1 : 508 مجلس 21 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 6 : 254 ح 8054 وأشار في ذيله إلى 1 : الرواية من طريق عائشة .
3- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا ال : ج 2 باب 31 - 204. و انظر تخریج الحدیث المتقدّم.

فسعوهم بطلاقة الوجه وحُسن اللقاء، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم» . الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب التوكّل والرضا والتسليم (22)، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3398) 3 - (1) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا محمّد بن معقل القرميسيني (2) قال : حدّثنا جعفر الورّاق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الأشجّ، عن يحيى بن زيد بن عليّ، عن أبيه :

عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام قال : «خرج رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ذات يوم وصلّى الفجر، ثمّ رسول قال : معاشر النّاس، أيّكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا (3) باللات والعزّى ليقتلوني ، وقد كذبوا وربّ الكعبة». (إلى أن قال: فذهب أمير المؤمنين علیه السّلام وقتل واحداً منهم وجاء بالأخرين ...) قدِّم إلَیّ أحد الرجلین. فقدّمه، فقال : قُل لا إله إلّا الله، واشهد أنّي رسول الله.

فقال : لنَقل جبل أبي قُبيس أحبّ إليّ من أقول هذه الكلمة !

فقال : يا عليّ، أخّره واضرب عنقه.

ثمّ قال : قدِّم الآخر .

فقال : قُل لا إله إلّا الله واشهد أنّي رسول الله.

فقال : الحِقني بصاحبي.

قال یا عليّ أخّره واضرب عنقه .

وانظر تخريج الحديث المتقدم.

ص: 549


1- ورواه أيضاً في باب الثلاثة من الخصال : ص 94 ، ح 41 . ونحو ذيله رواه المفيد في الاختصاص : ص 253.
2- القرميسيني : نسبة إلى قرميسين، وهي معرّب كرمانشاه .
3- آلوا : حلفوا .

فأخّره ، وقام أمير المؤمنين علیه السّلام ليضرب عنقه ، فهبط جبرئيل علیه السّلام على النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يُقرؤك السلام ويقول لك : لا تقتله، فإنّه حَسَن الخُلق، سَخِيّ في قومه.

فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : يا عليّ، أمسِك ، فإنّ هذا رسول ربيّ عزّ وجلّ يُخبرني أنّه حسن الخُلق، سخيّ في قومه.

فقال المشرك تحت السيف : هذا رسول ربّك يُخبرك ؟!

قال : نعم .

قال : والله ما ملكتُ درهماً مع أخ لي قطّ، ولا قطّبت وجهي في الحرب، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّك رسول الله.

فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : هذا ممّن جرّه حُسن خُلقه وسخاؤه إلى جنات النعيم».

(أمالي الصدوق : المجلس 22، الحديث 4)

تقدّم تمامه في الباب السادس من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة (1)، وتقدّم نحوه في الباب السابق .

(3399) 4 - وبإسناده عن نوف البِكالي، عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال : «يانوف، صل رحمك يزيد الله في عمرك ، وحسِّن خلقك يخفّف الله حسابک».

(أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9)

تقدم إسناده في باب قول الخير والقول الحسن (34) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3400) 5 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «إنّ لأهل الدين علامات يُعرَفون بها : صدق الحديث، وأداء الأمانة (إلى أن قال :) وحُسن الخلق وسعة الخلق» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 39 ، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

ص: 550


1- تقدّم في ج 4 ص 558 - 560 .

(3401) 6 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) قال : «إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عَلَيّ من عند ربّ العالمين فقال : يا محمّد، عليك بُحسن الخُلق، فإنّ سوء الخُلق يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإنّ أشبهكم بي أحسنكم خلقاً».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 5)

يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مساوئ الأخلاق.

(3402) 7 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «خمس مَن لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مُستَمتَع».

قيل : وما هنّ يا ابن رسول الله ؟

قال: «الدين، والعقل، والحياء ، وحُسن الخلق، وحُسن الأدب» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3403) 8 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علىّ بن مهزيار، عن الحسن بن سعید، عن فضالة بن أيّوب، عن عبدالله بن مسكان، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : « ألا أخبركم بمَن تحرم عليه النّار غداً» ؟

ص: 551


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 238 باب الأربعة : ح 83 وفي ثواب الأعمال : ص 172 : باب 379 بهذا السند عن العباس بن معروف، عن سعدان بن معروف ، عن عبد عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السّلام.

قالوا: بلی یا رسول الله.

قال: «الهيّن القريب، الليّن السهل». (أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 5)

(3404) 9 - (1) وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث ) قال : «عليكم بحُسن الخُلق فإنّه يبلُغ بصاحبه درجة الصائم القائم».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 10)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3405) 10 - وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «من أراد أن يُدخله الله عزّ وجلّ في رحمته (2) ويُسكنه جنّته ، فليحسن خُلقه، وليُعطِ النَّصَفة من نفسه، وليرحم اليتيم ، وليُعِن الضعيف، وليتواضع الله الّذي خَلَقَه».

(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 15)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 25)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق.

ص: 552


1- وأورده الفعّال في روضة الواعظين : ص 377 في المجلس 58 . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 30 باب حسن الخلق ح 18 بإسناده عن ابن سنان، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وفي ص 100 ح 5 بسنده عن ذريح، عن الصادق علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم» . وانظر الحديث 14 منه . وفي الحديث 110 من صحيفة الرضاء علیه السّلام : ص 64 عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «إنّ العبد لينال بحُسن خُلقه درجة الصائم القائم» . ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 2 : 40 باب 31 ح 97 .
2- قوله : «في رحمته» غير موجود في أمالي الطوسي .

(3406) 11 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رضی الله عنه قال :

حدّثنا محمّد بن یحیی العطّار قال : حدّثنا محمّد أحمد بن بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عمر ، عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قالت اُمّ سلمة رضي الله عنها لرسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : بأبي أنت وأمّي، المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنّة ، لأيّهما تكون ؟

فقال: «يا أمّ سلمة، تُخيّر أحسنهما خُلقاً وخَيرهما لأهله ، يا أُمّ سلمة ، إنّ حُسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة ».

(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 8)

(3407) 12 - (2) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «إنّ أقربكم منّي غداً وأوجبكم عَلَيَّ شفاعةً أصدقكم لساناً، وآداكم للأمانة ، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».

(أمالي الصدوق: المجلس 76، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3408) 13 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «أقربكم منّي في الموقف غداً أصدقكم حديثاً، وآداكم أمانة وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم إلى النّاس».

(أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 13)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق .

ص: 553


1- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 181 باب ثواب حسن الخلق ح 1 عن حمزة بن محمّد، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن موسى بن إبراهيم رفعه إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. وأورده الفتال فى المجلس 58 من روضة الواعظين : ص 376.
2- تقدّم تخريجه في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3409) 14 - أبو جعفر الطو بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبیه، عن جدّه علیهم السّلام قال : قال رسول الله : «أقربكم غداً مني في الموقف : أصدقكم للحديث ، و آداكم للأمانة وأوفاكم بالعهد ، و أحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 57)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3410) 15 - (1) وبإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً».

(أمالي الطوسى : المجلس 5 ، الحديث 40)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3411) 16 - (2) وبإسناده عن أبي هريرة : أن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 12)

(3412) 17 - وبإسناده عن أبي ذر ، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ( في حديث طويل) قال : قلت: يا رسول الله ، أىّ المؤمنين أكملهم إيماناً ؟

قال: «أحسنهم خلقاً».

وفيه : يا أباذرّ ، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق».

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 2)

ص: 554


1- تقدّم تخريجه في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام.
2- تقدّم تخريجه في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام .

(3413) 18 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام ( في وصيّته إلى ابنه الحسن علیه السّلام) قال : «لا حسب كحُسن الخُلق» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3414) 19 - (1) وبإسناده عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «اتَّقِ الله حيث ما كنت ، وخالِقِ النّاس بخُلق حسن ، وإذا عملت سيّئة فاعمل حسنة تمحوها».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 14)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13).

(3415) 20 - (2) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «المؤمن ليّن هين سمح له خُلق حسن، والكافر فظّ غليظ له خلق سيّىء وفيه جبريّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 28)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام.

(3416) 21 - (3) وبإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : أقبل العبّاس علیه السّلام ذات يوم إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وكان العبّاس طوالاً حسن الجسم ، فلمّا رآه النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم تبسّم إليه فقال: «إنّك ياعمّ الجميل».

فقال العبّاس : ما الجمال بالرجال، يارسول الله ؟

قال : «ثواب القول «بالحقّ».

ص: 555


1- تقدّم تخريجه في باب الطاعة والتقوى : ح 16.
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 172 .
3- تقدّم تخريجه في باب الطاعة والتقوى .

قال: فما الکمال؟

قال : «تقوى الله عزّ وجلّ، وحسن الخلق».

أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 64)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى 13).

(3417) 22 - وبإسناده عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «مَن أعطي أربع خصال في الدنيا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة، وفاز بحظّه منهما : ورع يعصمه عن محارم الله ، وحُسن خُلق يعيش به في النّاس ، وحلم يدفع به جهل الجاهل، وزوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا و الآخرة».

(أمالي الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 4)

(3418) 23 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة ، قال : حدّثنا عبيد بن الهيثم الأنماطي بحلب قال : حدّثنا الحسين بن علوان الكاتب قال : سمعت جعفر بن محمّد علیهما السّلام يحدّث يحدّث عن آبائه علیهم السّلام :

عن علىّ صلوات الله عليه رفعه قال : «حسن البشر بالناس نصف العقل، والتقدير نصف المعيشة، والمرأة الصالحة أحد الكاسبين».

(أمالي الطوسي : المجلس 29، الحديث 5)

ص: 556

باب 43 أنّه ينبغي أن لا يخاف في الله لومة لائم

(3419)1 - أبو عبدالله المفيد بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال: «إنّي (1) أوصيك بسبع هنّ جوامع الإسلام: تخشى الله عزّ وجل ولا تخشى الناس في الله (إلى أن قال :) ولا تخفف في الله لومة لائم ».

(أمالي المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي المفيد مثله . (أمالي الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 31)

عن تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3420) 2 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث ) قال : «لا يأخذنّكم في الله لومة لائم يكفكم الله من أرادكم وبغى عليكم».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 64)

تقدّم إسناده في باب قول الخير والقول الحسن (34) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3421)3 - وبإسناده عن أبي ذرّ، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ( في حديث طويل) قال: «لا تخف في الله لومة لائم».

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

ص: 557


1- كلمة «إنّي» غير موجودة في أمالي الطوسي.

باب 44 حسن العاقبة وإصلاح السريرة

(3422) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضاً كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة : مَن كانت الآخرة همّه كفاه الله همّه من الدنيا ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ أصلح الله له فيما بينه وبين النّاس».

(أمالي الصدوق : المجلس 9، الحديث 6)

تقدّم إسناده في باب الاجتهاد والحسّ على العمل 23).

(3423) 2 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس [القمّي أبو عبد الله ] رحمه الله (2) قال : حدّثني أبي، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن زياد، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال:

قال رسول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من أحسن فيما بقي من عُمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه ، ومن أساء فيما بقي من عُمره أخذ بالأوّل والآخر».

(أمالي الصدوق : المجلس 13 ، الحديث 9)

(3424)3 - وبإسناده عن نوف البِكالي، عن أمير المؤمنين (في حديث ) قال : «يا نوف، إيّاك أن تتزيّن للنّاس وتبارز الله بالمعاصي فيفضحك الله يوم تلقاه» (أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9)

تقدم إسناده في باب قول الخير والقول الحسن (34) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 558


1- تقدّم تخريجه في باب الاجتهاد والحثّ والعمل : ح 2.
2- انظر: رجال الشيخ: فيمن لم يرو عن الأئمّة علیهم السّلام (29) ، ولسان المیزان : 2 : 485: 2643.

(3425) 4 - حدّثنا أبي رضی الله عنه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام: أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال): «أعوذ بالله من شرّ عاقبة الأمور ... وخير الأمور خيرها عاقبة ؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

(3426) 5 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عيسى الفرّاء، عن عبد الله ، بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول :

قال أبو جعفر الباقر علیه السّلام : «من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 11)

(3427) 6 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن محمّد بن ياسين قال :

ص: 559


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 289 ح 46 من باب النوادر : رقم 866. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 10.
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 295 كتاب الإيمان والكفر باب الرياء : ح 11 عن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن فضل أبي العبّاس، عن أبي عبد الله علیه السّلام، و عن الحسین بن محمّد، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن فضالة، عن معاوية، عن الفضيل، عن أبي عبد الله علیه السّلام بتفاوت يسير . وأورده الآبي في نثر الدرّ : 1: 356 .

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «ما ينفع العبد يظهر حسناً ويسرّ سيئاً، أليس إذا رجع إلى نفسه علم أنّه ليس كذلك ، والله تعالى يقول: «بَل الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة» (1) ، إنّ السريرة إذا صلحت قويت العلانية» .

(أمالي المفيد : المجلس 24 ، الحديث 6)

(3428) 7 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين الخلّال قال : حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال : حدّثنا زافر بن سليمان، عن أشرس الخراساني، عن أيّوب السختياني، عن أبي قلابة قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : « من أسرّ ما يُرضي الله عزّ وجلّ أظهر الله له ما يسرّه، و من أسرّ ما يسخط الله تعالى أظهر الله له ما يحزنه» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 8)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3429) 8- (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتاني قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد الأنباري كاتب المنتصر قال : حدّثني زياد بن مروان القندي، عن جراح بن مليح أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «يا علىّ، ما من عبد إلّا وله جوّاني وبرّاني - يعني سريرة وعلانية - فمن أصلح جوّانيه أصلح الله عزّ وجلّ برّانيه، ومن أفسد جوّانيه أفسد

ص: 560


1- سورة القيامة : 75: 14.
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 175 . وروى الهندي ذيله في كنز العمال : 15 : 773 ح 43038 نقلاً عن البزّار، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «ما من عبد إلّا وله صيت في السماء ...».

الله برّانيه ، وما من أحد إلّا وله صيت في أهل السماء وصيت في أهل الأرض، فإذا حسن صيته في أهل السماء وُضِع ذلك له في أهل الأرض، وإذا ساء صيته في أهل السماء وُضِع ذلك له في الأرض».

فسأله عن صيته ما هو ؟ قال : «ذِكره» .

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 28)

(3430) 9 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن علي علیهم السّلام :

ص: 561


1- ورواه نصر بن مزاحم في وقعة صفّين : ص 529 في عنوان «مقدم علىّ من صفين إلى - الكوفة» عن عمر ، عن عبد الرحمان بن جندب قال : لما أقبل عليّ من صفين أقبلنا معه ... ثمّ غدا وأقبلنا معه حتّى جزنا النخيلة ورأينا بيوت الكوفة ، فإذا نحن بشيخ جالس في ظلّ بيت على وجهه أثر المرض، فأقبل إليه عليّ ونحن معه حتّى سلّم عليه وسلّمنا عليه : قال : فردّ ردّاً حسناً ظننّا أن قد عرفه ، فقال له عليّ: ما لي أرى وجهك منكفتاً، أمن مرض ؟ قال : نعم . قال : فلعلّك كرهته ؟ فقال : ما أحبّ أنّه بغيري . قال : أليس احتساباً للخير فيا أصابك منه ؟ قال : بلى . قال : أبشر برحمة ربِّك وغفران ذنبك، من أنت يا عبد الله ؟ قال : أنا صالح بن سليم. قال : ممّن أنت ؟ قال : أمّا الأصل فمن سلامان بن طيّ ، وأمّا الجوار والدعوة فمن بني سُليم بن منصور . قال : سبحان الله، ما أحسن اسمك واسم أبيك واسم أدعيائك واسم من اعتزيت إليه ، هل شهدت معنا غزاتنا هذه ؟ قال : لا ، والله ما شهدتها ، ولقد أردتها ، ولكن ماترى بي من لَحَب الحُمّى خذّلني عنها. قال علي : «لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» [ سورة التوبة : 9 : 91 ] ، أخبرني ما يقول النّاس فيما كان بيننا وبين أهل الشام ؟ قال : منهم المسرور فيما كان بينك وبينهم ، وأولئك أغِشّاء النّاس ، ومنهم المكبوت الأسف لما ذلك ، وأولئك نُصحاء النّاس لك . فذهب لنصف فقال : «صدقت ، جعل الله ما كان من شكواك حطّاً لسيّئاتك ، فإنّ المرض لا أجر فيه، لكن لا يدع للعبد ذنباً إلّا حطّه ، إنّما الأجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل، وإنّ الله عزّ وجلّ يُدخِل العبد بصدق النيّة والسريرة الصالحة من عباده الجنّة». ورواه الطبري في تاريخه : 6 : 34 ، والعيّاشي في تفسير الآية 9 من سورة التوبة في تفسيره 2 103 - 101 ح 99. وكلامه علیه السّلام في آخر الرواية أورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة برقم 42 وقال : قال لبعض أصحابه في علّة اعتلّها ، ثم قال : صدق علیه السّلام إنّ المرض لا أجر فيه ، لأنّه ليس من قبيل ما يستحقّ عليه العوض، لأنّ العوض يستحقّ على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد من الألام والأمراض وما يجري مجرى ذلك ، والأجر والثواب يستحقّان على ما كان في مقابلة فعل العبد ، فبينها فرق قد بيّنه علیه السّلام ، كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب .

عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «المرض لا أجر فيه ، ولكنّه لا يدع على العبد ذنباً إلا حطّه، وإنّما الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح، وإنّ الله بكرمه وفضله يُدخِل العبد بصدق النيّة والسريرة الصالحة الجنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 2)

ص: 562

باب 45 رضا الله تعالى ، وما يلقيه فى قلوب العباد من محبّة الصالحين

(3431)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال :

كتب رجل إلى الحسين بن عليّ علیهما السّلام : يا سيّدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة ؟ فكتب إليه : «بسم الله الرّحمن الرّحيم ، أمّا بعد فإنّه مَن طلب رضا الله بسخط النّاس كفاه الله أمور النّاس، ومن طلب رضا النّاس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 15)

(3432) 2 - (1) حدّثنا محمّد أحمد الأسدى قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد المرزبان قال : حدّثنا عليّ بن الجعد قال : حدّثنا شُعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت قال :

قال أبو ذر : قلت : يا رسول الله، الرجل يعمل لنفسه ويحبّه الناس ؟

ص: 563


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 322 باب معنى عاجل بشرى المؤمن. ورواه عليّ بن عبد العزيز البغوي عن شعبة : شرح السنّة للبغوي : 14 : 327 ح 1439. ورواه وكيع عن شعبة : صحيح مسلم : 2034:4 ح 2642، شرح السنّة للبغوي : ح 4140. ورواه محمّد بن جعفر وعبد الصمد والنضر عن شعبة : صحيح مسلم ح 2642 . ورواه حمّاد بن زيد عن أبي عمران الجوني : مسند أحمد : 156:5 ، صحيح مسلم 4: 2535 ، صحيح ابن حبّان : 13 : 82 ح 5768 .

قال : «تلك عاجل بشرى المؤمنين».

(أمالي الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 6)

(3433)3 - أبو عبدالله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال : «إن استطعت أن لا تسخط ربِّك عزّ وجلّ برضا أحد من خلقه فافعل، فإنّ في الله عزّ وجل خَلَفاً من غيره وليس في شيء سواه خلف منه».

(أمالي المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3434) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «إنّ من اليقين أن لا ترضوا النّاس بسخط الله عزّ وجلّ، ولا تلوموهم (2) على ما لم يؤتكم الله من فضله، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا تردّه كراهيّة كاره، ولو أنّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت».

(أمالى المفيد : المجلس 34 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «ولايردّه کره ک--اره» . وفيه : «لأدركه كما يدركه الموت».

(أمالي الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 60)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في اليقين 10).

ص: 564


1- تقدّم تخريجه في باب اليقين (10).
2- في نسخة من أمالي الطوسي : «ولا تكرهوهم».

باب 46 الحلم والعفو وكظم الغيظ

(3435 - 3436) 1 - (1) 2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبد الله بن وهب :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیه السّلام قال : «حَسب المؤمن من الله نُصرةً أن يَرى عدوَّه يعمل بمَعاصي الله عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 6)

حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبد الله بن بكير، عن الصادق، مثله.

(أمالي الصدوق : المجلس 58 ، الحديث 14)

(3437)3 - (2) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال :

ص: 565


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 284 ح 27 من باب النوادر : رقم 847 وص 293 - ح 64 / 884. 0884 ورواه أيضاً في الخصال : ص 27 باب الواحد : ح 96 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير، عن قتيبة الأعشى، عن أبي عبد الله علیه السّلام.
2- ورواه أيضاً فى الباب 28 - ما جاء عن الرضاء علیه السّلام من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضاء علیه السّلام : 1 : 264 ح 50 ، وفي ط : باب 50 ح 270 ص 549، وفي معاني الأخبار : ص 373-374 باب معنی الصفح الجمیل ح 1. وأورده الآبي في نثر الدرّ: 1: 364 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 156 ، و الشهيد الأوّل في الدرّة الباهرة : ص 38، والديلمي في أعلام الدين : ص 307.

قال الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» (1) ، قال : «العفو من غير عتاب». (أمالي الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 7)

(3438) 4 - حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي رضی الله عنه قال : حدّثني أبو القاسم عبد الرحمان بن محمّد بن القاسم الحسني قال : حدّثني أبو حصين محمّد بن الحسين الوادعي القاضي قال : حدّثنا أحمد بن صبيح، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه علیهما السّلام قال :

قال لي عليّ بن الحسين زين العابدين علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» ، قال : «العفو من غير عتاب».

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 14)

( 3439) 5 - (2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن معاذ بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : اصبر على أعداء النعم، فإنّك لن تكافئ من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه».

(أمالي الصدوق : المجلس 21 ، الحديث 5)

ص: 566


1- سورة الحجر : 15 : 85.
2- ورواه أيضاً في الخصال : ص 20 باب الواحد : ح 71 عن أبيه عن سعد بن عبد الله . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 110 باب كظم الغيظ : ح 11 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبى عمير. ورواه أيضاً الكلينى في الحديث 8 من الباب المذكور عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن اُبي أسامة زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله علیه السّلام، مع زیادة في آخره. و روي أيضاً عن أبي الحسن الأوّل علیه السّلام : الكافي : 2 : 109 باب كظم الغيظ : ح 3، تنبيه الخواطر : 2 : 189. قال المجلسي قدّس سرّه في البحار : 71: 408: لعلّ المراد بأعداء النعم، الحاسدون الّذين يحبّون زوال النعم من غيرهم، فهم أعداء لنعم غيرهم، يسعون في سلبها ، أو الّذين أنعم الله عليهم بنعم وهم يطغون ويظلمون النّاس، فبذلك يتعرّضون لزوال النعم عن أنفسهم، فهم أعداء لنعم أنفسهم ، ويحتمل أن يكون المراد بالنعم الأئمة علیهم السلام. «من عصى الله فيك» بالحسد وما يترتّب عليه ، أو بالظلم أو الطغيان والأذى. «من أن تطيع الله فيه» بالعفو وكظم الغيظ والصبر على أذاه ، كما قال تعالى : «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظِ» [آل عمران : 3: 143]، وفي صيغة التفضيل دلالة على جواز المكافاة بشرط أن لا يتعدّى كما قال سبحانه: «مَنِ اعْتَدى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُم» [ البقرة : 2 : 194 ] وغيره ، ولكنّ العفو أفضل .

(3440) 6 - (1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب قال : حدّثني يحيى بن الحسن (2) بن جعفر قال : حدّثني شيخ من أهل اليمن يقال له : عبد الله بن محمّد قال:

سمعت عبد الرزّاق يقول : جعلت جارية لعليّ بن الحسين علیهما السّلام تسكب الماء عليه وهو يتوضّأ للصلاة ، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجّه، فرفع عليّ بن الحسين علیهما السّلام رأسه إليها ، فقالت الجارية : إنّ الله عزّ وجلّ يقول : «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظِ».

ص: 567


1- تقدّم تخريجه في ترجمة الإمام السجّاد علیه السّلام من كتاب الإمامة في باب محاسن سيره و مكارم أخلاقه علیه السّلام (4) ج 5 ص 289 ح 1.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الحسن بن محمّد وجدّه يحيى بن الحسن، وأكثر روايات الحسن بن محمّد بن يحيى عن جدّه يحيى بن الحسن بن جعفر . وفي النسخ : «يحيى بن الحسین» ولم أجده بهذا العنوان فيما بأيدينا من كتب الرجال .

فقال لها : «قد كظمت غيظي».

قالت : «وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ».

قال : «قد عفا الله عنك».

قالت : «واللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (1)

قال: «اذهبي ، فأنتِ حُرّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 16)

(3441) 7- حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار :

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «كان بالمدينة رجل بطّال يضحك النّاس منه ، فقال : قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه - يعني عليّ بن الحسين علیهما السّلام - » .

قال: «فمرّ عليّ علیه السّلام وخلفه موليان له، فجاء الرجل حتّى انتزع رداءه من رقبته ثمّ مضى، فلم يلتفت إليه عليّ علیه السّلام ، فاتّبعوه وأخذوا الرداء منه ، فجاءوا به فطرحوه عليه .

فقال لهم : مَن هذا ؟

فقالوا له : هذا رجل بطّال يضحك منه أهل المدينة.

فقال : قولوا له : إنّ لله يوماً يَخسر فيه المبطلون».

(أمالي الصدوق : المجلس 39 ، الحديث 6)

أبو عبد الله المفيد، عن عن الصدوق، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عليّ بن إبراهيم بالسند المتقدّم عن أبي عبد الله علیه السّلام مثله مع مغايرة .

(أمالي المفيد : المجلس 25 ، الحديث 7)

أقول : تقدّمت رواية المفيد في الباب الرابع من ترجمة الإمام السجّاد علیه السّلام من كتاب الإمامة.

ص: 568


1- سورة آل عمران : 3: 134 .

(3442)8 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني:

عن علي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث طويل ) قال : «قال موسى بن عمران : إلهي ، فما جزاء من صَبَر على أذى النّاس وشَتْمهم فيك ؟ قال : أعينه على أهوال يوم القیامة». (أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (1).

(3443)9 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إنّ الله عزّ وجلّ... يُحبّ الحيیّ الحليم، العفيف المتعفّف».

(أمالي الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه مسندا في باب العفاف (31).

(3444 10 - (2) وبإسناده عن حمّاد بن عثمان قال : جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام فقال له : يا ابن رسول الله ، أخبرني بمكارم الأخلاق، فقال: «العفو عمّن ظلمك ، وصلة مَن قطعك ، وإعطاء مَن حَرَمك، وقول الحق ولو على نفسك».

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 10)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3445)11 - حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى عن حریز بن عبد الله ، عن زرارة بن أعين قال :

ص: 569


1- تقدّم في ج 2 ص 84- 85 ح 5 .
2- تقدّم تخريجه في باب جوامع مكارم الأخلاق .

سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول: «إنّا أهل بيت مروءتنا العفو عمّن ظلمنا». (أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 7)

(3446) 12 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة له علیه السّلام) قال : «لا عزّ أنفع من الحلم. (أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3447) 13 - (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خبر الشيخ الشامي الّذي أتاه بصفّين) سأل عنه زيد بن صوحان فقال : أي الخلق أقوى ؟ قال : «الحليم».

قال : فمن أحلم النّاس ؟ قال : «الّذي لا يغضب» .

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن الصدوق مثله . (أمالي الطوسى : المجلس 15 الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6)، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3448) 14 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضی الله عنه قال : حدّثني أبي، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمّد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:

قال عيسى بن مريم علیه السّلام ليحيى بن زكريّا علیه السّلام : «إذا قيل فيك ما فيك ، فاعلم أنّه ذنب ذُكِّرتَه فاستغفر الله منه ، وإن قيل فيك ما ليس فيك ، فاعلم أنّه حسنة كُتِبَت

ص: 570


1- تقدّم تخريجه في الباب 6 .
2- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة .

لك لم تَتعَب فيها».

(أمالي الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 9)

(3449) 15 - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني جعفر بن عبد الله الناونجي (1)، عن عبد الجبّار بن محمّد، عن داوود الشعيري:

عن الربيع صاحب المنصور ( في حديث طويل ) أنّ المنصور قال للصادق علیه السّلام: حدِّثني عن نفسك بحديث أتّعظ به، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات.

فقال الصادق علیه السّلام : «عليك بالحلم فإنّه رُكن العلم ، واملِك نفسك عند أسباب القُدرة، فإنّك إن تفعل ما تقدر عليه كنتَ كمن شق غيظاً، أو تداوى حِقداً، أو يحبّ أن يُذكر بالصّولة، واعلم بأنّك إن عاقبت مستحقّاً لم تكن غاية ما تُوصف به إلّا العَدل، ولا أعرف حالاً أفضل من حال العَدل، والحال الّتي تُوجب الشكر أفضل من الحال الّتي تُوجب الصبر».

(أمالي الصدوق : المجلس 89 ، الحديث 10)

تقدّم تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام الصادق علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(3450) 16 - (2) حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن محمّد بن الحجّاج العدل قال : حدّثنا أحمد بن محمّد النحوي قال : حدّثنا

ص: 571


1- في نسخة : «النماونجي».
2- وأورده ابن عبدربّه في العقد الفريد : 2 : 184 باختصار قال : وقدم العلاء بن الحضرمي علی النبیّ (ص) فقال له : هل تروي من الشعر شيئاً؟ قال : نعم . قال : فأنشدني . فأنشده : تَحَبَّب ذوي الأضغان تَشبِ نفوسهم *** تحبُّك القُربى فقد تُرقَعُ النَعل وإن دحسوا بالكُره فاعفُ تكرّماً *** وإن غيَّبُوا عنك الحديثَ فلا تسل فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعه *** وإنّ الّذي قالوا وراءك لم يقل فقال النبيّ علیه السّلام : «إنّ من الشعر لحكمة». ولكلام رسول الله شواهد كثيرة، منها ماروي من طريق أنس : رواه الطبراني في المعجم الكبير : 1 : 260 ح 756 بلفظ : «إنّ من الشعر لحكماً وإن من البيان لسحراً». ومن طريق ابن عبّاس : مسند أحمد : 1 : 269 و 273 و 309 و 313 و 327 و 332، المعجم الكبير للطبراني : ح 1162 و 1163 و 11759 و 11760 و 11888 ، صحيح ابن حبّان : (5578) ، مستدرك الحاكم : 3: 613 ، السنن الكبرى للبيهقي : 10: 237 والدلائل : 5 : 317، مصنّف ابن أبي شيبة : 5: 273 ح 25998. ومن طريق أبي بن كعب : مسند أحمد : 5 : 125 ، صحيح البخاري : (6145) . ومن طريق بريدة : مصنّف ابن أبي شيبة : 5: 273 ح 2599 ، مسند أبي داوود : (5012)، البزّار (كشف الأستار : 2100). ومن طريق ابن عمر : مسند أحمد : 2 : 16، صحيح البخاري : (5767) . ومن طريق كعب بن مالك : مسند أحمد : 3: 456 . و من طريق عائشة : البزّار : (2101 - 2103) . ومن طريق ابن مسعود : مسند أحمد : 1 : 424 ، السنن للترمذي : (2844) . ومن طريق أبي بن كعب : مصنّف ابن أبي شيبة : 5: 273 ح 25996.

شعيب بن واقد قال : حدّثنا صالح بن الصلت :

عن عبد الله بن زهير قال : وفد العلاء بن الحضرمي (1) على النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال : يا

ص: 572


1- قال ابن حجر في ترجمة العلاء من الإصابة : العلاء بن الحضرمي وكان اسمه عبد الله بن عماد ... وكان عبد الله الحضرمي أبوه قد سكن مكّة وحالف حرب بن أميّة والد أبي سفيان... استعمل النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم العلاء على البحرين وأقرّه أبوبكر ثمّ عمر ، مات سنة أربع عشرة وقيل سنة إحدى وعشرين . و ترجم له ابن الجوزي في وفيات سنة 17 ه- من المنتظم. وانظر أيضاً ترجمته في : طبقات ابن سعد: 359:4 - 363 ، التاريخ الكبير للبخاري: 506:6 ، الجرح والتعديل : 6 : 357، المؤتلف والمختلف : 4 : 1801 ، تاريخ الإسلام : وفيات سنة 21 ص 235.

رسول الله ، إن لي أهل بيت أحسن إليهم فيُسيئون، وأصِلهم فيقطعون.

فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظًّ عَظِيم» (1).

فقال العلاء بن الحضرمي : إنّي قد قُلتُ شعراً، هو أحسن من هذا !

قال: «ما قلت» ؟ فأنشده:

وَحَيّ ذوي الأضغان تَسْبِ قُلُوبهم *** تَحيّتَك العظمى فقد يُرفع النَغلُ *** فإن أظهروا خيراً فجاز بمثله ***

وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسْلُ *** فإنّ الّذي يُؤذيك منه سَماعه *** وإنّ الّذي قالوا وراءك لم يقلُ

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: «إنّ من الشعر لحُكماً (2)، وإنّ من البيان لسِحراً، وإنّ شعرك لَحَسَن ، وإنّ كتاب الله أحسن».

(أمالي الصدوق : المجلس 90 ، الحديث 6)

(3451) 17 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين زين العابدين علیهما السّلام :

عن رسول الله صلى الله عليه و آله (فى حديث) قال: «ما من جرعة أحبّ إلى الله من جرعتين :

ص: 573


1- سورة فصّلت : 41 : 34-35.
2- قال ابن الأثير فى النهاية : 1 : 419 في مادة «حكم»: في الحديث : «إنّ من الشعر لحُكما» : أي إنّ من الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما . قيل : أراد بها المواعظ والأمثال الّتي ينتفع بها النّاس . والحُكم : العِلم والفِقه والقضاء بالعدل .
3- ورواه الصدوق في الخصال: ص 50 باب الاثنين ح 60 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علىّ بن الحسين زين العابدين علیهما السّلام يقول ... وذكر الحديث. وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 111 باب كظم الغيظ : ح 13 بسنده عن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «ما من جرعة يتجرّعها العبد أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من جرعة غيظ يتجرّعها عند تردّدها في قلبه إمّا بصبر وإمّا بحلم». ورواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 456 باب المحبوبات (47) رقم 456/1054 بتفاوت يسير .

جرعة غيظ يردّها مؤمن بحلم ، وجرعة جزع يردّها مؤمن بصبر».

(أمالى المفيد : المجلس 1 ، الحديث 8)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلى الله عليه و آله من كتاب الروضة.

(3452)18 - أخبرني أبو الحسين محمّد بن المظفّر البزّار قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الملك بن عليّ الدهّان قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن، عن الحسن بن بشير، عن أسعد بن سعيد عن جابر قال :

سمع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام رجلاً يشتم قنبراً وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه أمير المؤمنين علىّ علیه السّلام: «مهلاً يا قنبر، دع شاتمك مهاناً ترض الرحمان وتسخط الشيطان وتعاقب عدوّك ، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه».

(أمالى المفيد : المجلس 14 ، الحديث 2)

(3453) 19 - (1) حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن ابن

ص: 574


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 107 باب العفو : ح 1 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان ، إلى قوله : «وإعطاء من حرمك». وهذا المعنى مرويّ عن أبي جعفر علیه السّلام، رواه الصدوق في باب الأربعة من الخصال ص 230 ح 71.

أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهما قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم في خطبته : «ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة: العفو عمّن ظلمك ، وأن تصل من قطعك ، والإحسان إلى مَن أساء إليك ، وإعطاء من حرمك ، وفي التباغض الحالقة ، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين» (1) .

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 2)

(3454) 20 - وعن عليّ بن مهزیار، عن جعفر بن محمّد، عن إسماعيل بن عبّاد عن [عبد الله بن ] بكير : عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما (في حديث) قال: «إنّ الله تبارك وتعالى خصّ الأنبياء علیهم السّلام بمكارم الأخلاق (وعدّها إلى أن قال :) الورع والقنوع والصبر والشكر والحلم».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 22)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3455) 21 - (2) وعن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال : سمعت

ص: 575


1- الخلائق : جمع الخليقة وهي الطبيعة ، والمراد هنا الملكات النفسانيّة الراسخة في النفس. والحالقة : الخصلة الّتي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما تستأصل الموسي الشعر.
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 108 باب العفو : ح 8. وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الرضا علیه السّلام من تحف العقول: ص 446 .

أبا الحسن علیه السّلام يقول: «ما التقت فئتان قطّ إلّا نصر الله أعظمهما عفواً».

(أمالي) المفيد : المجلس 23 ، الحديث 45)

(3456) 22 - (1) أخبرني أبو الحسين أحمد بن الحسين بن اُسامة البصري إجازة ، قال : حدّثنا عبيد الله بن محمّد الواسطي قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يحيى قال : حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان قال : حدّثنا مسعدة بن صدقة قال:

حدّثنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه علیهما السّلام (في حديث) قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ العفو يزيد صاحبه عزّة (2) فاعفوا يعزّكم الله».

(أمالى المفيد : المجلس 28 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله إلّا أنّ فيه : «عزّاً».

(أمالي الطوسي : المجلس : 1 ، الحديث 19)

ص: 576


1- ورواه الكليني قدّس سرّه في أوّل باب التواضع من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: 2 : 121 . وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة : ج 3 ص 134 بإسناده عن عبدالرحمان رجل من أهل صنعاء. ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : 3 : 308. وروى الكليني في الحديث 5 من باب العفو من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 108 بسنده عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «عليكم بالعفو ، فإنّ العفو لا يزيد العبد إلّا عزّاً ، فتعافوا يعزّكم الله». وأورد ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 126 عن رسول الله (في حديث) : «العفو لا يزيد العبد إلّا عزّا، فاعفوا يعزّكم الله».
2- في أمالي الطوسي : «عزّاً». قال المجلسي في البحار : 71: 401 ذيل الحديث 5 : «لايزيد العبد إلّا عزّا» : أي في الدنيا ردّاً على ما يسوّل الشيطان للإنسان بأنّ ترك الانتقام يوجب المذلّة بين النّاس وجرأتهم عليه ، وليس كذلك بل يصير سبباً لرفعة قدره وعلوّ أمره عند النّاس لاسيّما إذا عفا القدرة ، وترك العفو ينجرّ إلى المعارضات والمجادلات والمرافعة إلى الحكّام أو إلى إثارة الفتنة الموجبة لتلف النفوس والأموال ، وكلّ ذلك مورث للمذلّة، والعزّة الأخرويّة ظاهرة ....

(3457) 23 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن صبّاح الحذّاء، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه علیهم السّلام.

عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد، (إلى أن قال :) ثمّ ينادي منادٍ آخر يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم، فيقول: أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من النّاس، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون: ما فضلكم هذا الّذي نُوديتم به ؟ فيقولون : كنّا يجهل علينا في الدنيا فنحتمل، ويُساء إلينا فنعفو».

قال : فينادي منادٍ من عند الله تعالى : صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب».

(أمالي الطوسى : المجلس 4 الحديث 12)

تقدّم تمامه في الباب الخامس من أبواب المعاد من كتاب العدل والمعاد (2) .

(3458)24 - (3) وبإسناده عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب علیه السّلام ( في ما أوصى به إلى ابنه الحسن علیهما السّلام ) قال : «يا بُنَي، العقل خليل المرء ، والحلم وزيره، والرفق والده، والصبر من خير جنوده». (أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 577


1- تقدّم تخريجه في كتاب المعاد.
2- تقدّم في ج 1 ص 398 - 399 ح 5.
3- تقدّم تخريج هذه الفقرة في الباب 1 من أبواب العقل والجهل من كتاب العقل والعلم = والجهل : ج 1 ص 62 ح 9 .

(3459) 25 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «من كظم غيظاً ملأ الله جوفه إيماناً، ومن أعرض عن محرّم أبدله الله بعبادة تسرّه، ومن عفا مظلمة أبدله الله بها عزّاً في الدنيا و الآخرة» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 8)

تقدّم إسناده في باب حسن العاقبة وإصلاح السريرة (44)، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

( 3460) 26 - (2) وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: «عليكم بمكارم الأخلاق ، فإنّ الله ، عزّ وجلّ بعثني بها ، و إنّ من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمّن ظلمه، ويُعطي مَن حرمه، ويصل مَن قطعه، وأن يعود مَن لا يعوده».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 11)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق.

(3461) 27 - (3) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني إبراهيم بن حفص بن العسكري بالمصيصة ، قال : حدّثنا عبيد بن الهيثم الأنماطي بحلب قال : حدّثنا

ص: 578


1- انظر الكافي : 2 : 110 باب كظم الغيظ : ح 6 و 7 .
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 75.
3- ورواه البرقي في كتاب القرائن من المحاسن : 1 : 67 باب الثلاثة : ح 16 عن موسى بن القاسم عن المحاربي، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، وذكر الحديث إلّا أنّ فيه: «وبرٌ من فاجر». ورواه الصدوق في الخصال : ص 86 باب الثلاثة : ح 16 عن ماجیلویه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن عبيد ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي علیهم السّلام، وذكر مثل رواية المحاسن .

الحسين بن علوان الكاتب قال : سمعت جعفر بن محمّد علیهما السّلام يحدّث عن آبائه علیهم السلام : عن عليّ علیه السّلام قال : «ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة : شريف من وضيع، وحليم من سفيه، ومؤمن من فاجر».

(أمالي الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 6)

(3462) 28 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمّد هارون بن موسى قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال : حدّثني حمدان بن المعافا، عن حمويه بن أحمد قال :

حدّثني أحمد بن عيسى العلوي قال : قال لي جعفر بن محمّد علیهما السّلام: «إنّه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها ، ألا وإنّ مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب الله عزّ وجلّ: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» (1)، وتفسيره : أن تصل من قطعك، وتعفو عمّن ظلمك ، وتعطي من حرمك». (أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 23)

(3463) 29 - (2) أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن أبي اُسامة:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : كان عليّ بن الحسين علیهما السّلام يقول: «ما تجرّعت جرعة غيظ قطّ أحبّ إليّ من جُرعة غيظ أعقبها صبراً، وما أحبّ أنّ لي بذلك حمر النعم» الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 26)

تقدّم تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام السجّاد علیه السّلام من كتاب الإمامة .

ص: 579


1- سورة الأعراف: 7: 199.
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 812. وروی نحوه الكليني في الكافي : 2: 109 باب كظم الغيظ : ح 1 بسنده عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، وفي ص 111 ح 12 بسنده عن الثمالي ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وأيضاً نحوه رواه الحسين بن سعيد في بعض كتبه كما عنه البحار : 71: 416 ح 39 بسنده عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. و عن الثمالي ، عن أبي جعفر علیه السّلام قالا : كان عليّ بن الحسين علیهما السّلام يقول ، وذكر نحوه .

باب 47 الفقر والفقراء

(3464) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «كاد الفقر أن يكون كُفراً، وكاد الحسد أن يغلب القَدَر».

(أمالي الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 6)

ص: 580


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 11 باب الواحد ح 40 عن حمزة بن محمّد، بن أحمد بن جعفر ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. ورواه المجلسي في البحار : 72: 30 نقلاً عن كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة عن سهل بن سعد ، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. ورواه الكليني في الكافي : 2: 307 كتاب الإيمان والكفر أبواب الكفر باب الحسد ح 4 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، وذكر الحديث . وورد الحديث من طريق أنس عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 3: 53 ترجمة يزيد بن أبان الرقاشي (210) وص 109 في ترجمة الحجّاج بن الفرافصة (227) و 8: 253 في ترجمة يوسف بن أسباط (412). وأورد ورّام بن أبي فراس الفقرة الاولى من الحديث في تنبيه الخواطر : 1 : 158 . ورواه الطبراني في المعجم الأوسط : 5 : 34 - 35 ح 4056 بلفظ : «كاد الحسد أن یسبق القدر وكادت الحاجة تكون كفراً». وأورده الهندي في كنز العمّال : 6: 492 16682 عن الحلية، وفي هامشه عن العجلوني في كشف الخفاء : 2 : 108 . قال الراغب في مادة «فقر » في المفردات: الفقر يستعمل على أربعة وجوه : الأوّل : وجود الحاجة الضروريّة ، وذلك عام للإنسان ما دام في دار الدنيا بل عام للموجودات كلّها ... وإلى هذا الفقر أشار بقوله في وصف الانسان: «وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ» [سورة الأنبياء : 8] . والثاني : عدم المقتنيات وهو المذكور في قوله : «لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ - إلی قوله: - يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ» [البقرة : 273] «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ» [البراءة : 60 ] . الثالث : فقر النفس وهو الشرة المعني بقوله صلّی الله علیه و آله و سلّم : « كاد الفقر أن يكون كفراً» وهو المقابل بقوله : «الغنى غنى النفس» ، والمعني بقولهم : من عدم القناعة لم يفده المال غنىً. الرابع : الفقر إلى الله المشار إليه بقوله : «اللهمّ اغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك» ... وقال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 73: 246 : قوله : «كاد الفقر أن يكون كفراً» هذه الفقرة تحتمل وجوهاً : الأوّل ما خطر بالبال أنّ المراد به الفقر إلى النّاس، وهذا هو الفقر المذموم ، فإنّ سؤال الخلق وعدم التوجّه إلى خالقه ومن ضمن رزقه في طلب الرزق وسائر الحوائج نوع من الكفر والشرك ، لعدم الاعتماد على الله سبحانه وضمانه ، وظنّه أنّ المخلوق العاجز قادر على إنجاح حوائجه وسوق الرزق إليه بدون تقديره وتيسيره وتسبيبه، فبعضها يقرب من الكفر وبعضها من الشرك . الثاني : أنّ المراد به الفقر القاطع لعنان الاصطبار، وقد وقعت الاستعاذة منه. وأمّا الفقر الممدوح فهو المقرون بالصبر ... الثالث : ما ذكره الراوندي قدّس سرّه في كتاب شرح الشهاب كما سيأتي حيث قال : معنى الحديث - والله أعلم - أنّه إشارة إلى أنّ الفقير يسفّ إلى المأكل الدنيّة والمطاعم الوبيّة ، وإذا وجد أولاده - يتضوّرون من الجوع والعري ، ورأى نفسه لا يقدر على تقويم أودهم واصلاح حالهم والتنفيس عنهم ، كان بالحريّ أن يسرق ويخون ، ويغضب وينهب ، ويستحلّ أموال النّاس ، ويقطع الطريق ويقتل المسلم، أو يخدم بعض الظلمة فيأكل ممّا يغصبه ويظلمه ، وهذا كلّه من أفعال من لا يحاسب نفسه ولا يؤمن بيوم الحساب، فهو قريب إلى أن يكون كافراً بحتاً ، وفي الأثر : «عجبت لمن له عيال وليس له مال كيف لا يخرج على النّاس بالسيف» انتهى . ويأتي شرح الفقرة الثانية من الحديث في باب الحسد من أبواب مساوئ الأخلاق .

ص: 581

(3465) 2 - وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: «لاتستخفّوا بفقراء شيعة عليّ وعترته من بعده، فإنّ الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 16)

تقدّم إسناده في باب فضائل الشيعة (8) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3466)3 - وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث) قال : «یا فضل، لاتزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإنّ الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيع ومضر» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 26)

تقدّم إسناده في الباب الأوّل من أبواب الإيمان والإسلام، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

2 - تقدّم تخريجه في باب فضائل الشيعة من أبواب الإيمان والإسلام.

ص: 582

(3467) 4 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن الحكم، عن داوود بن النعمان، عن إسحاق بن عمّار :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنّة فقير في الدنيا وغنيّ في الدنيا، فيقول الفقير : ياربّ على ما أوقف ؟ فوعزّتك إنّك لتعلم أنّك لم تولّني ولاية فأعدل فيها أو أجور، ولم ترزقني مالاً فأؤدّي منه حقّاً أو أمنع، ولا كان رزقي يأتيني منها إلّا كفافاً على ما علمت وقدّرت لي .

فيقول الله جلّ جلاله: «صدق عبدي ، خلّوا عنه يدخل الجنّة)) .

ويبقی الآخر حتّى يسيل منه العرق ما لو شربه أربعون بعيراً لكفاها، ثمّ يدخل الجنّة، فيقول له الفقير : ما حبسك ؟

فيقول : طول الحساب، مازال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي، ثمّ أسأل عن شيء آخر حتّى تغمّدني الله عزّوجلّ منه برحمته و ألحقني بالتائبين، فمَن أنت ؟

فيقول : أنا الفقير الّذي كنت معك آنفاً.

فيقول : لقد غيّرك النعيم بعدي» (2).

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 11)

(3468) 5 - (3) حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم

ص: 583


1- وأورده الفتّال في المجلس 79 - في ذكر الفقر والقوت وما أشبه ذلك - من روضة الواعظين: 2 : 455 .
2- بيان : لعلّ تصديق الله تعالى العبد لسعة لطفه وكرمه ، وإلّا فنعمة الله على كلّ عبد أكثر من أن تُحصى، بل نعمة الفقر أيضاً من أعظم النعم عليه . أو التصديق معناه أنّه صدق ، إنّي لا أحاسب على تلك النعم لسعة رحمتي .
3- ورواه أيضاً في كتاب التوحيد : ص 400 . وأخرجه مسلم في صحيحه : 2024:4 ح 2622 في البرّ والصلة باب فضل الضعفاء والخاملين ، وح 2848 في صفة الجنّة ونعيم أهلها : باب النار يدخلها الجبّارون والجنّة يدخلها الضعفاء ، ومن طريقه البغوي في شرح السنة : 14 /: 269 / 4069 . وأخرجه ابن حبّان في صحيحه : 14: 403 ح 6483 كتاب التاريخ باب المعجزات (5) . وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار : 1 : 292 ، والحاكم في المستدرك : 4 : 328 من طريقين عن إبراهيم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن يزيد ، عن المطلب بن عبد الله ، عن أبي هريرة . وأخرجه أبو نعيم في الحلية : 1 : 7 في المقدّمة بسنده عن الوليد بن رياح ، عن أبي هريرة . وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود : رواه البزّار في مسنده : 5: 403 - 404 ح 2035، وابن عدي في ترجمة سلامة بن روح من الكامل : 0773/41/314:3 ومن حديث أنس : أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3: 203 في ترجمة محمّد بن محمّد بن عثمان وص 421 ترجمة محمّد بن يحيى بن هابيل ، وأبو نعيم في الحلية : 1 : 6 في المقدّمة وص 350 ترجمة البراء بن مالك . وقال ابن الأثير في مادة «شعث» من النهاية : 2 : 478 : يقال : شعّثتُ من فلان : إذا غضضت منه وتنقّصتَه، من الشعث وهو انتشار الأمر، ومنه قولهم: «لمّ الله شَعَثَه» ... ، ومنه الحديث: «ربِّ أشعث أغبر ذِي طِمرين لا يُؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه». وقال في مادة «طمر » : 3 : 138: الطِّمر : الثوب الخَلَق. وقال العلّامة المجلسي في البحار : 72: 37: يدلّ على جواز السؤال عند شدّة الحاجة ، وكأنّ المراد بالشعث تفرّق الشعر وتداخله وعدم تسريحه وإصلاحه ، وكذا المراد بالغبرة عدم تنظيف الجسد وظهور آثار الفقر ، وذلك إمّا لشدّة الفقر أو لكثرة الاشتغال بالعبادة . ورواه المنذري في الترغيب والترهيب : 3 : 112 : 21 . وأورده الفتّال في روضة الواعظين : 296:2 ، والسبزواري في جامع الأخبار : 101 / 164 فصل 17 ح 7 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 182 باب ذم الاشتهار و فضيلة الخمول.

العسكري قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم قال: حدّثنا محمّد بن

ص: 584

عبد الرحمان البرقي قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة قال: قرأت على أبي عمر الصنعاني عن العلاء بن عبد الرحمان، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «ربّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفع (1) بالأبواب لو أقسم علی الله (2) لأبرّه».

(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 16)

(3469) 6 - (3) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذر ، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ( في حديث

طويل) قال: «يا أبا ذرّ ألا أخبرك بأهل الجنّة»؟

قلت بلى يا رسول الله.

قال: «كلّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبرّه».

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في الملائكة وصفاتهم وشؤونهم (8) من كتاب السماء والعالم، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3470) 7 - (4) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث المناهي) قال: «ألا ومن استخفّ بفقير مسلم فقد استخفّ بحق الله ، والله يَستَخِفٌ به يوم

ص: 585


1- في نسخة : «مُدقع». وفي أمالي الطوسي : «يُدفع».
2- من أمالي الطوسي .
3- وروى نحوه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1: 182. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.
4- ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 256:2 نقلاً عن الصدوق .

القيامة إلّا أن يتوب».

وقال صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من أكرم فقيراً مسلماً لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

(3471) 8- (1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي قال : حدّثني محمّد بن أحمد المدائني، عن فضل بن كثير :

عن عليّ بن موسى الرضاء علیهما السّلام قال: «من لقي فقيراً مسلماً فسلّم عليه خلاف سلامه على الغنيّ لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة وهو عليه غضبان».

(أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 5)

(3472) 9 - (2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المِنقَري، عن حَفص بن غياث النَّخَعي القاضي :

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث ذكر فيه مناجاة موسی علیه السّلام) قال: «يا موسى إذا رأيت الفقر مُقبلاً فقُل : مرحباً بشِعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مُقبلاً فقل : ذَنَبٌ عجّلت عقوبته».

(أمالي الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 2)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة .

ص: 586


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 2 : 57 باب 31 ح 202. وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ص 303 فصل 67 ح 20 .
2- هذه الفقرة رواها الكليني في الكافي : 2 : 263 باب فضل فقراء المسلمين : ح 12 عن عليّ بن إبراهيم، عن عليّ بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد. وقد تقدّمت سائر تخريجاته في كتاب النبوّة.

(3473) 10- (1) وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام ( في حديث يذكر فيه وصايا لقمان لابنه ) قال : «ذُقتُ المرارات كلّها فلم أذق شيئاً أمرٌ من الفَقر».

(أمالي الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب الخوف والرجاء (7)، وتمامه في مواعظ لقمان من كتاب النبوة (2) .

(3474)11 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن رفاعة (4):

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنّه قال: «أربع في التوراة و أربع إلى جنبهنَّ: مَن أصبح على الدنيا حزيناً [فقد] أصبح ساخطاً على ربّه (إلى أن قال:) والأربع الأخر: مَن ملك استأثر ، ومَن يستشر لايندم، وكما تدين تدان (5)، والفقر الموت الأكبر». (أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 15)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم،

ص: 587


1- هذه الفقرة رواها الراوندي في الفصل 6 من الباب 10 من قصص الأنبياء : ص 196 ح 247 من طريق سليمان بن داوود ، عن يحيى بن سعيد القطّان ، عن الصادق علیه السّلام، بتفاوت .
2- تقدّم في ج 1 ص 106 - 107 ح 1 من الباب 15 .
3- ورواه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 170 ، والشيخ المفيد في : = الاختصاص : ص 226 بتفاوت يسير. وقريباً منه رواه الحرّاني في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 217. تقدّمت سائر تخريجاته في كتاب النبوّة .
4- في السند سقط ، لأنّ علي بن مهزيار لم يدرك رفاعة ، أو رواه ابن مهزيار مرسلاً .
5- هذه الفقره رواها الديلمي في الفردوس: 4: 412 ح 6715 من طريق فضالة بن عبيد .

عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان، عن محمّد بن زياد، عن رفاعة مثله. إلّا أنّ فيه: «أربع في التوراة وإلى جنبهن أربع». وفيه: «فقد أصبح على ربِّه ساخطاً». وفيه : والأربع الّتي إلى جنبهنّ: كما تدين تدان، ومن ملك استأثر ، ومن لم يستشر ندم، والفقر هو الموت الأكبر».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 57)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (1).

(3475) 12 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين القلّاء، عن عبد الله بن أبي يعفور :

عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «إنّ فقراء المؤمنين ينقلبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً» (3). ثمّ قال : سأضرب لك مثال ذلك، إنّما مثل ذلك مثل سفينتين مُرّ بهما على عاشر (4) فنظر في إحداهما فلم يجد فيها شيئاً، فقال: اسربوها (5) ، ونظر في الأخرى فإذا هي موقرة (6) فقال : احبسوها».

(أمالي المفيد : المجلس 17 ، الحديث 7)

ص: 588


1- تقدّم في ج 2 ص 97 - 98 ح 21 .
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 260 كتاب الإيمان والكفر باب فضل فقراء المسلمين : ح 1 عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن محمّد بن سنان ، عن العلاء.
3- الخريف : الزمان المعروف من السنة ما بين الصيف والشتاء ، يريد به أربعين سنة لأنّ الخريف لا يكون في السنة إلّا مرّة واحدة فإذا انقضى أربعون خريفاً فقد مضت أربعون سنة . (النهاية : مادة «خرف» )
4- العاشر : من نصبه الحاكم على الطريق لأخذ عُشر الأموال .
5- السرب : الطريق ، أسربوها : خلّوا سربها .
6- في بعض النسخ : «موفرة».

(3476) 13 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني أحمد أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، علي بن مهزيار، عن الحسن بن عليّ، عن يونس بن يعقوب:

عن شعيب العقرقو في قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليها : سمعت من يروي عن أبي ذرّ أنّه كان يقول: «ثلاثة يبغضها النّاس وأنا أحبّها : أحبّ الموت، وأحبّ الفقر ، وأحبّ البلاء».

فقال علیه السّلام : «إنّ هذا ليس على ما يذهب إنّما عنى بقوله : «أحبّ الموت» أنّ الموت في طاعة الله أحبّ إليّ من الحياة في معصية الله، والبلاء في طاعة الله أحبّ إليّ من الصحّة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحبّ إليّ من الغنى في معصية الله». (أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 17)

(3477) 14 - وبإسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه علیهما السّلام (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «اُوصيك يا بنى بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال : ) و حبّ المساكين ومجالستهم».

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الزهد (15) ، وتمامه في الباب الثاني من أبواب شهادة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة (2).

ص: 589


1- ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 279/222، والصدوق في باب «معنى قول أبي ذرّ رحمه الله : ثلاثة يُبغضها النّاس وأنا أحبّها» من معاني الأخبار : ص 165 . وانظر ما أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 15 .
2- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4.

ص: 590

باب مساوی الأخلاق باب 1 أصول الكفر وأركانه

اشارة

(3478) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي بصير قال :

قال أبو عبد الله الصادق علیه السّلام : «أصول الكفر ثلاثة : الحِرص، والاستكبار و الحسد ، فأمّا الحِرص فإنّ آدم علیه السّلام حين نُهي عن الشجرة حمله الحِرص إلى أن أكل منها ، وأمّا الاستكبار فإبليس حين أمِر بالسجود لأدم استكبر، وأمّا الحسد فابنا آدم حين قَتَل أحدهما صاحبه حسداً» (2).

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 7)

ص: 591


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 90 باب الثلاثة 90باب الثلاثة : ح 28. ورواه الكليني في الكافي : 2 : 289 كتاب الإيمان والكفر باب في أصول الكفر وأركانه: ح 1 عن الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمّد ، مع مغايرة طفيفة .
2- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 72: 104 : كأنّ المراد بأصول الكفر ما يصير سبباً للكفر أحياناً لا دائماً ، وللكفر أيضاً معان كثيرة منها ما يتحقّق بانكار الربّ سبحانه والالحاد في صفاته، ومنها ما يتضمّن إنكار أنبيائه وحججه أو ما أتوا به من أمور المعاد وأمثالها ، ومنها ما يتحقّق بمعصية الله ورسوله ، ومنها ما يكون بكفران نعم الله تعالى إلى أن ينتهي إلى ترك الأولى . فالحرص يمكن أن يصير داعياً إلى ترك الأول أو ارتكاب صغيرة أو كبيرة حتّى ينتهي إلى جحود يوجب الشرك والخلود، فما في آدم علیه السّلام كان من الأوّل ثمّ تكامل في أولاده حتّى انتهى إلى الأخير ، فصحّ أنّه أصل الكفر وكذا سائر الصفات. وقيل : قد كان إباء إبليس من السجود عن حسد واستكبار، وإنّما خصّ الاستكبار بالذكر لأنّه تمسّك به حيث قال : «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» [الأعراف: 12] ، أو لأنّ الاستكبار أقبح من الحسد . انتهى .

(3479) 2- (1) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم. الله عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «أركان الكفر :أربعة : الرَّغبة، والرَّهبة، والسُّخط ، والغَضَب».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 8)

ص: 592


1- ورواه الكليني في الكافي: 2: 289 كتاب الإيمان والكفر باب في أصول الكفر وأركانه : ح 2 . قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 72: 105 : أركان الكفر قريب من أصوله ، و لعلّ المراد بالرغبة الرغبة في الدنيا والحرص عليها ، أو اتّباع الشهوات النفسانيّة، وبالرهبة الخوف من فوات الدنيا واعتباراتها بمتابعة الحقّ ، أو الخوف من القتل عند الجهاد ومن الفقر عند أداء الزكاة ومن لوم اللائمين عند ارتكاب الطاعات وإجراء الأحكام ... وبالسخط عدم الرضا بقضاء الله و انقباض النفس في أحكامه وعدم الرضا بقسمه، وبالغضب ثوران النفس نحو الانتقام عند مشاهدة ما لا يلائمها من المكاره والألام.
باب 2 الشكّ فى الدين والوسوسة

(3480) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق، عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال): «الريب كفر»؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

(3481)2) - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن أحمد بن إبراهيم الكاتب قال: حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم :

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «اعلموا أنّ الله تعالى يُبغض من خلقه المتلوّن، عن فلا تزولوا عن الحقّ وأهله ، فإنّ من استبدّ بالباطل وأهله ،هلك، وفاتته الدنيا وخرج منها [صاغراً] . (أمالي المفيد : المجلس 16 ، الحديث 6)

(3482)3 - وبإسناده عن عليّ بن حديد قال : أخبرني أبو إسحاق الخراساني - صاحب كان لنا - قال :

كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - صلوات الله عليه - يقول: «لا ترتابوا فتشكّوا ، ولا تشكّوا فتكفروا» الحديث. (أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 38)

تقدّم تمامه فى باب جوامع مكارم الأخلاق.

ص: 593


1- قوله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «الريب كفر» رواه المجلسي في بحار الأنوار: 72: 103 ح 32 نقلاً عن كتاب الإمامة والتبصرة عن سهل بن أحمد ، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسی بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم.
باب 3 النفاق وصفات المنافق

(3483) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس رحمه الله قال: حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم [ بن حيّان المكاري ]:

عن ابي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «أربعة لا يدخلون الجنّة : الكاهن، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتّات» وهو النّمام.

(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 5)

(3484)2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضی الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مالک بن عطیّة،عن أبي حمزة الثمالي :

2 - ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 396 باب صفة النفاق والمنافق : ح 3 عن الحسين بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصمّ، عن الهيثم بن واقد ، عن محمّد بن سليمان، عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة ، بتفاوت يسير .

ورواه أيضاً فى الحديث 4 عن الحسين بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن سليمان بن سماعة ، عن عبد الملك بن بحر ، رفعه مثل ذلك .

قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 84: 235 : بيان : «اعترض» أقول : رواه الكليني بسند آخر وزاد فيه : «قلت : يا ابن رسول الله ، وما الاعتراض ؟ قال : الالتفات». ومع قطع النظر عن الرواية يحتمل أن يكون المراد أنّه يعترض القرآن فيكتفي بشيء منه من غير أن يقرأ الفاتحة كما هو مذهب بعض العامّة ، أو سورة كاملة معها كما هو مذهب بعضهم .

«وإذا ركع ربض» قال في الصحاح : ربوض البقر والغنم والفرس والكلب مثل بروك الإبل ، انتهى . فيحتمل أن يكون المعنى أنّه يدلّي رأسه وينحني كثيراً كانّه رابض ، أو يسقط نفسه من الركوع إلى السجود من غير مكث فيه أيضاً من غير أن يستتمّ قائماً كالغنم ، أو كناية عن عدم الانفراج والتجافي بين الأعضاء.

«وإذا جلس شغر» في القاموس : شعر الكلب كمنع : رفع إحدى رجليه بال أو لم يبل ، انتهى. وهو إشارة إلى بعض معاني الاقعاء كما سيأتي .

ص: 594

عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام ( في حديث ) قال : «المنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي إذا قام في الصلاة اعترض، وإذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر ، وإذا جلس شغر، يُمسي وهمّه الطعام وهو مفطر، ويُصبح وهمّه النوم وإن لم يسهر، إن حدّثك كذبك ، وإن وَعَدك أخلفك، وإن ائتمنته خانك ، وإن خالفته اغتابك».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 15)

تقدّم تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3485) 3 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «خلّتان لا تجتمعان في منافق : فقه في الإسلام، وحسن سمت في الوجه» (2).

(أمالي المفيد : المجلس 32 ، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 6)

تقدّم إسناده في باب حسن السمت (39) من أبواب مكارم الأخلاق.

ص: 595


1- تقدّم تخريجه في باب حسن السمت (39) من أبواب مكارم الأخلاق فلاحظ .
2- خلّتان - بفتح الخاء واللام المشدّدة - الخصلتان . والسمت : هيئة أهل الخير .
باب 4 جوامع مساوئ الأخلاق

(3486) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من كان مسلماً فلا يَمكُر ولا يَخدَع، فإنّي سمعت جبرئيل علیه السّلام يقول : إنّ المكر والخديعة في النّار».

ثمّ قال صلّی الله علیه و آله و سلّم: «ليس منّا من غش مسلماً، وليس منّا من خان مسلماً».

ثمّ قال صلّی الله علیه و آله و سلّم: «إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عَلَيّ من عند ربّ العالمين فقال : يا محمّد، عليك بُحسن الخُلق، فإنّ سوء الخُلق يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإنّ أشبهكم بي أحسنكم خلقاً».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 5)

(3487) 2 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «ثلاث من لم تكن فيه فلا يُرجى خيره أبداً: من لم يَخش الله في الغيب، ولم يرعو عند الشيب، و لم يستحي من العيب».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 8)

ص: 596


1- ورواه أيضاً فى عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 2 : 55 باب 31 ح 194. وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 377 في المجلس 58 .

(3488) 3 - (1) حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان قال:

قال أبو عبدالله الصادق علیه السّلام : «لاتَمزَح فيذهب نورُك، ولا تَكذِب فيذهب بهاؤك ، وإيّاك وخصلتين : الضَجَر (2) والكَسَل، فإنّك إن ضجرت لم تصبِر على حقّ، وإن كسلت لم تؤدّ حقّاً».

(أمالي الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 3)

(3489) 4 - (3) وبالسند المتقدّم عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : كان المسيح علیه السّلام يقول : «من كثر همّه سقم ،بدنه، ومن ساء خُلقه عذَّب نفسه، ومن كَثُر كلامه كثُر سَقَطه (4) ، ومَن كثر كذبه ذهب بهاؤه ، ومن لاحى الرجال ذهبت مروءته».

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 4)

ص: 597


1- وروى أبونعيم في حلية الأولياء : 3: 183 ، وابن شعبة في تحف العقول: ص 295 ، وابن كثير في البداية والنهاية : 9 : 322 عن الأصمعي قال : قال الإمام الباقر علیه السّلام لابنه : «يا بنيّ ، إيّاك و الكسل والضجر ، فإنهما مفتاح كلّ شرّ ، إنّك إن كسلت لم تؤد حقّاً، وإن ضجرت لم تصبر على حقّ». وروى الصدوق في الفقيه : 3: 103 / 69/421 بإسناده عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله علیه السّلام أنّه قال : «إيّاك والكسل والضجر فإنّهما مفتاح كلّ سوء، إنّه من كسل لم يؤدّ حقّاً، ومن ضجر لم يصبر على حقّ».
2- الضَجَر : القلق من غمّ وضيق نفس .
3- ورواه الراوندي في الفصل 6 من الباب 18 من قصص الأنبياء : ص 274 برقم 329. ورواه - مع تفاوت - الحرّاني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم من تحف العقول : ص 58 عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، والهندي في كنز العمّال : 3: 442 ح 7356 نقلاً عن الحارث وابن السنّي وأبي نعيم في الطبّ ، كلّهم عن أبي هريرة. وروى الكليني في باب الكذب من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 341 ح 13 بسنده عن الحسن بن ظريف، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال عيسى بن مريم علیه السّلام : «من كثر كذبه ذهب بهاؤه» .
4- السَقَط : الخطأ فى القَول والفِعل .

(3490) 5 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال : حدّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علىّ، عن آبائه علیهم السّلام قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشرّ عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن ينظر من النّاس إلى ما يعمي عنه من نفسه، أو يعيّر النّاس بما لا يستطيع تركه، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه». (أمالي المفيد : المجلس ، الحديث 1)

ص: 598


1- رواه الصدوق في عقاب الأعمال : ص 324 باب 122 ح 2 ط مكتبة الصدوق بطهران . ورواه البرقي في المحاسن : 1 : 455 كتاب مصابيح الظلم باب 47 رقم 1051 / 453 عن أبيه ، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن مفرّق، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر بتفاوت و زيادة . ورواه أيضاً الصدوق في الخصال: ص 110 باب الثلاثة : ح 81 عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبد الله بن إبراهيم ، عن الحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه علیهما السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. ورواه أيضاً المفيد في الاختصاص : ص 228 عن أبي حمزة، عن أبي جعفر الباقر وعليّ بن الحسين علیهم السّلام مع زيادة ومغايرة في بعض الألفاظ. ورواه الكليني في الكافي : 2 : 459 - 460 كتاب الإيمان والكفر باب من يعيب النّاس ح 1 - 4 بأسانيد عن علي بن الحسين وأبي جعفر علیهما السّلام مع نقيصة . ورواه أبو نعيم في الحلية : 3: 188 ومن طريقه ابن عساكر في ترجمة الإمام الباقر علیه السّلام (57) ، وابن كثير في البداية والنهاية : 9 324 ، وابن جوزي في صفة الصفوة : 2: 112، وسبط ابن الجوزي في ترجمة الإمام الباقر علیه السّلام من تذكرة الخواص، وابن طلحة فى مطالب السؤول : 2 : 053 وروى الفقرة الأولى الكليني في الكافي : 2 : 79 - 80 باب العفّة : ح 1 - 4 و 7- 8 ، وابن شعبة في تحف العقول: ص 297.

(3491) 6 - (1) أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال : حدّثني جدّي محمّد بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیهما السّلام يقول :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشرّ عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من النّاس ما يعمي عنه من نفسه، و أن يعيّر النّاس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه».

(أمالى المفيد : المجلس 33 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17)

(3492) 7 - (2) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ثلاثة أخافهنّ على أمّتي : الضلالة بعد المعرفة، و مضلّات الفتن، وشهوة البطن والفرج» (3).

(أمالي المفيد : المجلس 13 ، الحديث 1).

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 15)

تقدّم إسناده في باب العفاف (31) من أبواب مكارم الأخلاق .

ص: 599


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 180 وانظر تخريج الحديث المتقدّم.
2- تقدّم تخريجه في باب العفاف من أبواب مكارم الأخلاق .
3- في نسخة : وشهوة الفرج والبطن.

(3493) 8 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزیار، عن عليّ بن حديد، عن عليّ بن النعمان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي النعمان العجلي قال :

قال أبو جعفر محمّد بن عليّ صلوات الله عليهما : «يا أبا النعمان، لا تحقّقن علينا كذباً فتسلب الحنيفية .

يا أبا النعمان لا تستأكل بنا النّاس فلا يزيدك الله بذلك إلّا فقراً .

يا أبا النعمان لا ترأس فتكون ذنباً.

يا أبا النعمان إنّك موقوف ومسؤول لا محالة، فإن صدقت صدّقناك وإن كذبت كذّبناك .

يا أبا النعمان لا يغرّك (2) النّاس عن نفسك فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطعنّ نهارك بكذا وكذا فإنّ معك من يحفظ عليك، وأحسن فلم أر شيئاً أسرع دركاً ولا أشدّ طلباً من حسنة لذنب قديم».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 5)

ص: 600


1- ورواه الكليني في باب الكذب من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 338 ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن إسحاق بن عمّار إلى قوله : «وإن كذبت كذّبناك». و من قوله علیه السّلام : «لا يغرّنّك النّاس عن نفسك» رواه الصدوق في علل الشرائع : ص 599 باب نوادر العلل (385) ح 49 بإسناده عن محمّد بن سليمان، عن رجل ، عن الباقر علیه السّلام أنّه قال لمحمّد بن مسلم . وأورده ورّام بن أبي فراس في آخر تنبيه الخواطر : 2 : 305 عن عبد العظيم الحسني يرفعه إلى الباقر علیه السّلام. ولاحظ الحديث 6 من باب طلب الرئاسة من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 298 .
2- في نسخة : «لا يغرّنك».
باب 5 شرار النّاس

(3494) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مَهزيار، عن أخيه عليّ، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «مَن أحبّ أن يكون أكرم النّاس فليتّق الله ، ومن أحبّ أن يكون أتقی النّاس فليتوكّل على الله، ومن أحبّ أن يكون أغنى النّاس فليكن بما عند الله عزّ وجلّ أوثق منه بما في يده».

ثمّ قال: «ألا أنبّئكم بشرّ النّاس ؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال: «من أبغض النّاس وأبغضه النّاس».

ثمّ قال صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ألا أنبّئكم بشرّ من هذا»؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال: «الّذي لا يُقبل عَثرة ، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنباً».

ثمّ قال: «ألا أنبّئكم بشرّ من هذا»؟

قالوا بلى يا رسول الله.

ص: 601


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 196 باب معنى الغايات : ح 2 ، وفي الفقيه : 4 : 285 باب النوادر : ح 34 .

قال: «من لا يُؤْمَن شرُّه ، ولا يُرجى خيرُه ، إنّ عيسى بن مريم علیه السّلام قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لا تُحدِّثوا بالحكمة الجُهّال فتظلِموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلِمُوهم، ولا تُعِينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 11)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3495) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد العلوي الحسني رحمه الله سنة وثلاث مئة قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال: حدّثنا الحسين بن زيد بن عليّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال :

قال : سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يقول: «أشرار النّاس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم، المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبُراء العنت (2)، أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكّيهم يوم القيامة» ، ثمّ تلا صلّی الله علیه و آله و سلّم : «هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» (3).

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 38)

ص: 602


1- وروى قريباً منه الصدوق في باب الثلاثة من الخصال : ص 182 - 183 ح 249 بإسناده 182 - 183 عن حمّاد بن عمرو ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) أنّه قال لأصحابه : ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله . قال : المشاؤون بالنميمة المفرّقون بين الأحبّة الباغون للبرآء العيب . وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 369 كتاب الإيمان والكفر باب النميمة ح 1 بإسناده ، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ... وذكر مثل رواية الخصال إلّا أنّ فيه «المعايب» بدل «العيب». وورد هذا المعنى عن أمير المؤمنين علیه السّلام كما في ح 3 من الباب المذكور من الكافي .
2- في نسخة : «العيب».
3- سورة الأنفال : 8: 62 .
باب 6 طلب الرئاسة

(3496) 1 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي النعمان العجلي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ صلوات الله عليهما ( في حديث) قال : «يا أبا النعمان لا ترأس فتكون ذنباً». (أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مساوئ الأخلاق .

ص: 603

باب 7 من وصف عدلاً ثمّ خالفه

(3497) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبدالله محمّد بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، عن الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم ، عن ابن أبي يعفور:

عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إنّ أعظم النّاس [حسرة] (2) يوم القيامة ، من وصف عدلاً، ثمّ خالفه إلى غيره».

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 30)

(3498) 2 - (3) وبإسناده عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام أنّه قال لخيثمة : «أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، وأبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 47)

تقدّم إسناده في باب فضائل الشيعة (8) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3499) 3 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو عيسى محمّد بن إسماعيل بن حيّان الورّاق في دكّانه بسكّة الموالي قال :

ص: 604


1- تقدّم تخريجه في الباب 5 من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 130 ح 11 .
2- من البحار وسائر المصادر.
3- تقدّم تخريجه في باب فضائل الشيعة من أبواب الإيمان والإسلام.

حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأسدي قال : حدّثنا أبو سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي، عن خلّاد أبي علي:

عن جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث) قال : «إنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلاً وخالفه إلى غيره».

(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 20)

تقدّم تمامه في الباب 8 من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل ، وباب الورع (14) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).

ص: 605


1- تقدّم في ج 1 ص 123 ح 6 ، وج 6 ص 414 ح 19 .
باب 8 الكذب وروايته

أقول : تقدّم في باب جوامع مساوئ الأخلاق ما يرتبط بهذا الباب فلاحظ (1).

(3500) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) قال : «أقلّ الناس مروءة من كان كاذباً».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3501) 2 - (2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن محمّد سنان، عن طلحة بن زید، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «كَثْرَة المِزاح تذهب بماء الوجه، وكَثرة الضّحك تمحو الإيمان، وكَثرة الكذب تذهب بالبهاء».

(أمالي الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 4)

(3502)3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة له علیه السّلام ) قال : «لا سوأة أسوء من الكذب».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13) من أبواب مكارم الأخلاق، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 606


1- انظر الحديث 3 و 4 و 8 من الباب المذكور .
2- يأتي تخريجه في باب المزاح والضحك - 65 - من كتاب العشرة .

(3503)4 - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القَندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السَبيعي، عن الحارث الأعور:

عن عليّ علیه السّلام قال : «لا يصلح من الكذب جدّ ولا هزل ولا أن يَعِد أحدكم صبيّه ثمّ لا ينفي له، إنّ الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النّار، وما يزال أحدكم يكذِب حتّى يقال : كذَب وفَجَر، وما يزال أحدكم يكذب حتّى لا يبقی في قلبه موضع إبرة صِدق ، فيسمّى عند الله كذّاباً».

(أمالي الصدوق : المجلس 65، الحديث 9)

(3504) 5 - وبإسناده عن أبي الصبّاح الكناني، عن الصادق علیه السّلام، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ( في حديث ) قال : «شرّ الرواية الكذب».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الثاني ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3505)6 - وبإسناد يأتي عن أبي الحسن الرضا عليّ بن موسى علیهما السّلام قال : «إذا كذب الولاة حبس المطر (1) » الحديث .

(أمالى المفيد : المجلس 37 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 26)

سيأتي تمامه مسنداً في باب علل المصائب والأمراض، والذنوب الّتي توجب غضب الله وسرعة العقوبة (28) .

(3506) 7 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث ) قال : «ألا

ص: 607


1- في بعض النسخ: (القطر)».

فاصدقوا فإنّ الله مع مَن صَدَق ، وجانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب الإيمان، ألا وإنّ الصادق على شَفا مَنجاة وكرامة ، ألا وإنّ الكاذب على شفا مَخزاة وهَلَكة».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 31)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق .

(3507) 8- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الاسكافي قال : حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «إنّ فيمن ينتحل هذا الأمر لمن يكذب حتّى يحتاج الشيطان إلى كذبه ».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 84)

(3508)9 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله (في مواعظه لأبي ذر) قال: «يا أبا ذرّ ، من صمت نجا، فعليك بالصدق، ولا تخرجنّ من فيك كذبة أبداً».

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

ص: 608

باب 9 الرياء والسمعة

(3509) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) قال : «الإشهار (2) بالعبادة ريبة».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3510) 2- (3) وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث المناهي) قال : «من بنى بنياناً رياءً وسمعةً حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار يشتعل، ثمّ يطوّق في عنقه ويلق في النّار فلا يحبسه شيء منها دون قعرها إلّا أن يتوب».

قيل : يا رسول الله كيف ينى رياءً وسمعةً ؟

قال صلّی الله علیه و آله و سلّم: «يبني فضلاً على ما يكفيه استطالةً منه على جِيرانه، ومباهاةً لإخوانه».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة - 16 - من كتاب السماء والعالم .

(3511)3 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «من يبتغ (4) السمعة يُسَمِّع الله

ص: 609


1- تقدّم تخريجه في الباب السابق .
2- في نسخة : «الاشتهار».
3- ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 256 عن الصدوق .
4- في نسخة : يتبع».

به».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الثاني ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3512) 4 - (1) حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهما السّلام:

أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم سُئِل : فيما النجاة غداً؟ فقال: «إنّما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدَعكم ، فإنّه من يُخادع الله يخدعه، ويخلع منه الإيمان، ونفسَه يخدع لو يشعُر».

فقيل له : وكيف يخادع الله ؟

قال: «يعمل بما أمره الله ، ثمّ يريد به غيره، فاتّقوا الله واجتنبوا الرياء، فإنّه شرك بالله، إنّ المراعي يُدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر، يا فاجر، يا غادر یا خاسر، حبط عملك وبطل أجرك ، ولا خلاق لك اليوم، فالتمِس أجرَك ممّن كنتَ تعمَل له».

(أمالي الصدوق : المجلس 85، الحديث 23)

ص: 610


1- ورواه أيضاً في عقاب الأعمال : ص 255 باب 86 - عقاب المراني - عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر. ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 340 باب معنى مخادعة الله : ح 1 عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن هارون بن مسلم . ورواه العيّاشي في تفسيره : 1 : 283 ح 295 في تفسير الآية 142 من سورة النساء .
باب 10 استكثار الطاعة والعجب بالعمل

أقول : تقدّم في باب جوامع مساوئ الأخلاق ما يرتبط بهذا الباب (1).

(3513)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن أبي الصهبان قال : حدّثنا أبوأحمد محمّد بن زياد الأزدي قال : حدّثني أبان الأحمر:

عن الصادق علیه السّلام (في حديث) قال : «إن كان المَمَرّ على الصراط حقاً، فالعُجب لماذا»؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9) .

(3514) 2 - (2) وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في مناهيه) قال: «لا تحقروا شيئاً من الشرّ وإن صغر في أعينكم ، ولا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم، فإنّه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإصرار». (أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

(3515)3 - (3) وبإسناده عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا، عن آبائه علیهم السلام ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «من دخله العُجب هلك» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب التوكّل والرضا والتسليم (22) من أبواب مكارم الأخلاق، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 611


1- لاحظ الحديث 8 من الباب المذكور.
2- يأتي تخريج الذيل في باب معنى الكبيرة والصغيرة (2) من كتاب المناهي .
3- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضاء الا : 2: 59 باب 31 ح 204. وهذه الفقرة رواها الكليني في الكافي : 2 : 313 باب العجب : ح 2 بإسناده عن أبي عامر ، عن رجل ، عن أبي عبد الله علیه السّلام .

(3516)4 - وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام ، عن رسول الله صلى الله عليه و آله (في حديث يذكر فيه مكالمة موسی علیه السّلام مع إبليس قال: «قال له موسى: أخبرني بالذنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟ (1) فقال : إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه» الحديث. أمالي المفيد : المجلس 19، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب إبليس (10) من كتاب السماء والعالم .

(3517) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام ( في وصيّته إلى ابنه الحسن علیهما السّلام) قال : «لا وحدة أوحش من العُجب».

(أمالي الطوسى : المجلس 5 ، الحديث 54)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3518) 6 - (2) وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السّلام قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «لولا أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلّى الله عزّ وجلّ بين عبده المؤمن وبين ذنب أبداً». (أمالي الطوسي : المجلس 22، الحديث 10)

تقدّم إسناده في باب العلّة الّتي من أجلها لا يكفّ الله المؤمنين عن الذنب (18) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3519) 7 - (3) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله

ص: 612


1- استحواذ الشيطان على العبد : غلبته واستمالته إلى ما يريد منه .
2- تقدّم تخريجه في الباب 18 من أبواب الإيمان والإسلام .
3- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة : ج 2 ص 78 ح 1 .

محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال أيّوب النبيّ صلى الله عليه و آله حين دعا ربّه : يا ربّ، كيف ابتليتني بهذا البلاء الّذي لم تبتل به أحداً ؟! فوعزّتك إنّك لتعلم أنّه ما عرض لي أمران قطّ كلاهما لك طاعة إلّا عملت بأشدّهما على بدني».

قال: «فنودي : ومن فعل ذلك بك يا أيوب» ؟

قال: «فأخذ التراب ووضعه على رأسه، ثم قال : أنت يا ربّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 24)

ص: 613

باب 11 ذمّ الشكاية من قسم الله وعدم الرضا به والتأسّف بما فات من الدنيا

(3520) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضی الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد العلوي قال : حدّثني أحمد بن القاسم:

عن أبي هاشم الجعفري (2) قال : أصابتني ضيقة شديدة، فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد علیهما السّلام ، فأذن لي ، فلمّا جلست قال: «يا أبا هاشم، أيّ نعم الله عزّ و جلّ عليك تُريد أن تؤدّي شكرها»؟

قال أبو هاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له، فابتدأ علیه السّلام فقال: «رزقك الإيمان، فحرّم به بدنك على النّار، ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة ، ورزقك القُنوع فصانك عن التبدّل .

يا أبا هاشم، إنّما ابتدأتك بهذا، لأنّي ظننت أنّك تريد أن تشكو إلَيّ مَن فعل بك هذا، وقد أمرت لك بمئة دينار، فخُذها».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 11)

(3521)2 - وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله (في حديث المناهي) قال : «من لم يرض (بما قسّم الله له من الرزق وبثّ شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ويلقی الله وهو عليه غضبان إلّا أن يتوب».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة - 16 - من كتاب السماء والعالم .

ص: 614


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 286 - 287 ح 39 من باب النوادر : رقم 859.
2- تقدّم ترجمة أبي هاشم الجعفري في ترجمة الإمام الهادي علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(3522) 3 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن عليّ [بن زياد ] الخزّاز قال :

سمعت أبا الحسن الرضا علیه السّلام يقول : قال عيسى بن مريم علیه السّلام للحواريّين: «يا بني إسرائيل، لا تأسَوا على ما فاتكم من دُنياكم، إذا سَلِم دينكم، كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دِينهم إذا سلمت دُنياهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحديث 2)

ص: 615


1- وأورده الفتّال في روضة الواعظين : 2 : 445 في عنوان «مجلس في ذكر الدنيا».
باب 12 اليأس من رَوح الله تعالى

(3523) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام (في حديث ناقلاً عن حكيم) قال : اليأس من روح الله عزّ وجلّ أشدّ برداً من الزمهرير».

(أمالي الصدوق : المجلس 43، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) من أبواب مكارم الأخلاق ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3524) 2 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الطيّب الحسين بن علي بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن محمّد المقرىء قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق قال : حدّثنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا معتمر بن سُليمان [بن طَرخان التَيميّ أبو محمّد البصري] (2)، عن أبيه، عن أبي عثمان [عبدالرحمان بن مَل ] النهدي، عن جندب الغفاري (3):

أنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال: «إنّ رجلاً قال يوماً : والله لا يغفر لفلان. قال الله عزّ

ص: 616


1- ورواه البيهقى في الباب 44 من شعب الإيمان : 5: 289 / 6687 و 6688 بإسناده عن محمّد بن أبي بكر ويحيى بن خلف الباهلي ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عمران ، عن جندب. وانظر سائر تخريجاته في باب عفو الله في المعاد (8) من أبواب المعاد من كتاب العدل والمعاد: ج 1 ص 301 - 302 - 4 .
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجلين في تهذيب الكمال وسائر الكتب، وفي النسخ تصحیف.
3- كذا في النسخ ، وفي المعجم الكبير : 2 : 165 صرّح بأنّه جندب البجلي .

وجلّ: من ذا الّذي تألّى (1) عليّ أن لا أغفر لفلان ، فإنّي قد غفرت لفلان وأحبطت عمل المتألّي بقوله : لا يغفر لفلان».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 53)

ص: 617


1- قال ابن الأثير فى مادّة «ألى» من النهاية : فيه من يتألّى على الله يُكَذِّبه» أي من حكم عليه وحلف ، كقولك : «والله ليدخلنّ الله فلاناً النَّار ولَيُنْجِحَنَّ الله سعي فلان»، وهو من الأليّة: اليمين ، يقال : آلى يولي إيلاءً ، وتألّى يتألّى تألّياً، والإسم الأليّة ، ومنه الحديث : «ويل للمتألّين من أُمّتي» يعني الّذين يحكمون على الله ويقولون : فلان في الجنّة وفلان في النّار. وكذلك حديثه الآخر: «من المتألّى على الله».
باب 13 حبّ الدنيا وذمّها

أقول : تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في باب ترك الشهوات والأهواء (7)، وباب الزهد (15)، وباب الاجتهاد والحثّ على العمل (23) من أبواب مكارم الأخلاق فلاحظ.

(13525) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إن كانت الدنيا فانية فا الطمأنية لما ذا» ؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3526)2 - وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله (في حديث) قال: «أغفل الناس من لم يتّعظ بتغيّر الدنيا من حالٍ إلى حالٍ، و أعظم النّاس في الدنيا خطراً من لم يجعل للدنيا عنده خطرا».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق ، و يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3527) 3 - (1) حدّثنا محمّد بن القاسم الاسترآبادي رضی الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن

ص: 618


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 1 : 268 باب 28 ح 54 ، وفي طبع : ص 553 = رقم 275 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 158 ، والفتّال في المجلس 91 من روضة 91 الواعظين : ص 488 .

الحسيني، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن محمّد بن علىّ، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنّما هو كفنه ، ويبني بيتاً (1) ليسكنه وإنّما هو موضع قبره». (أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 8)

3528( 4) - (2) وبالسند المتقدّم عن الحسين بن عليّ علیهم السّلام قال (3): قال أمير المؤمنين علیه السّلام في بعض خطبه : «أيّها النّاس، إنّ الدنيا دار فَناء، والآخرة دار بقاء، فخذوا من ممرّكم لمقرّكم ، ولا تهتِكوا أستاركم عند من لا تخفی عليه أسراركم، وأخرِجوا من الدنيا قُلوبكم من قبل أن تَخرُج منها أبدانكم ففي الدنيا حُيیتم (4) وللأخرة خُلِقتم ، إنما الدنيا كالسُمّ يأكله مَن لا يعرفه، إنّ العبد إذا مات قالت الملائكة : ما قدّم ؟ وقال النّاس : ما أخّر ؟ فقدّموا فضلاً يكن لكم، و لا تؤخّروا كلّاً يكن عليكم، فإنّ المحروم من حُرِم خير ماله، والمَغبوط من ثَقُل

ص: 619


1- في نسخة : «بناءً».
2- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضاء الله : 1 : 268 باب 28 ح 57 ، وفي الطبع الجديد : ص 553 رقم 277. وأورده المفيد في الإرشاد : 1 : 295 - 296 في فصل 103 - ومن كلامه الام في الحكمة و 295 الموعظة ، والشريف الرضي في باب الخطب من نهج البلاغة برقم 203، وسبط ابن الجوزي في ترجمة أمير المؤمنين الا من تذكرة الخواص : ص 132 في عنوان «فصل : ومن كلامه في المواعظ والدقائق»، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين : ص 215 ح 217 ، وابن حمدون في التذكرة الحمدونية : 1 : 68 برقم 91 ، والفعّال في المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 442 - 443
3- ما ذكرت من الاسناد هنا موافق للحديث 8 من المجلس 23 وهذا الحديث وحديث آخر وقعا ذيله ، وصرّح في العيون باتحاد سندهم.
4- في نسخة : «حُبستم».

بالصدقات والخيرات موازينه، وأحسن في الجنّة بها مِهاده ، وطيّب على الصراط بها مسلکه».

(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 10)

(3529) 5 - (1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسني قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار قال : حدّثنا حسن بن صالح بن أبي الأسود قال : حدّثنا أبو معشر:

عن محمّد بن قيس قال : كان النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة علیها السّلام فدخل عليها فأطال عندها المَكث، فخرج مرّة في سفر فصنعت فاطمة علیها السّلام مَسْكَتين من وَرَق (2) وقلادة وقرطين وستراً لباب البيت لقُدوم أبيها و زوجها علیهما السّلام ، فلمّا قدم رسول الله الله صلّی الله علیه و آله و سلّم دخل عليها ، فوقف أصحابه على الباب لا يدرون أيقفون أو ينصرفون لطُول مكته عندها، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و آله و قد عُرِف الغضب في وجهه حتّى جلس عند المنبر ، فظنّت فاطمة علیها السّلام أنّه إنّما فعل ذلك رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم لما رأی من المسكتين والقلادة والقُرطين والسّتر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ، ونزعت الستر فبعثت به إلى رسول الله الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وقالت للرسول : قُل له صلّی الله علیه و آله و سلّم: «تقرئ عليك ابنتك السلام، وتقول : اجعل هذا في سبيل الله».

فلمّا أتاه وخبّره قال صلّی الله علیه و آله و سلّم : «فعلت فداها أبوها - ثلاث مرّات - ليست الدنيا من محمّد ولا من آل محمّد ، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بَعوضة ما أسق منها كافراً شربة ماء». ثمّ قام فدخل عليها .

(أمالي الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 7)

(3530) 6 - (3) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم

ص: 620


1- تقدّم تخريجه في ترجمة سيّدة النساء علیها السّلام من كتاب الإمامة .
2- المَسَكَة : السّوار والخَلخال . والوَرَق : الفضّة.
3- وأورده الفعّال في المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 446 .

قال : حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا: أن أتعِبي من خدمك، و اخدمي من رفضك ، وإنّ العبد إذا تخلّى بسيّده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه ، فإذا قال: «يا ربّ ، يا ربّ » ، ناداه الجليل جلّ جلاله: «لبيّك عبدي، سَلني أعطك ، وتوكّل عَلَيَّ أكفِك». ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته : «يا ملائكتي ، انظُروا إلى عبدي، فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم ، والبطّالون لاهُون والغافلون نيام ، اشهَدوا أنّي قد غفرت له».

ثمّ قال علیه السّلام : «عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة، وازهَدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم، فإنّها غرّارة، دار فناء وزوال، كم من مغترّ بها قد أهلكته ، من واثق بها قد خانته ، وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 9)

تقدّم تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السّلام (10) من كتاب الإمامة (1).

(3531) - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خبر الشيخ الشامي الّذي أتاه بصفّين) قال: «يا شيخ إنّ الدنيا خَضِرة حُلوةٌ ولها أهل ، وإنّ الآخرة لها أهل ظلِفت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا، لا يتنافسون في الدنيا، ولا يفرحون بغَضارتها، ولا يَحزنون لبؤسها.

يا شيخ من خاف البيات قلّ ،نومه ما أسرع الليالي والأيّام في عمر العبد، فاخزن لسانك وعدّ كلامك يقلّ كلامك إلّا بخير .

يا شيخ، ارض للنّاس ما ترضى لنفسك، وأتِ إلى النّاس ما تُحبّ أن يؤتى إليك».

ص: 621


1- تقدّم في ج 4 ص 236 - 237 ح 20.

ثمّ أقبل على أصحابه فقال: «أيّها النّاس، أما ترون إلى أهل الدنيا يُمسون ويُصبحون على أحوال شتّى ، فبين صريع يتلوّى، وبين عائد ومَعود، وآخر بنفسه ،د وآخر لا يرجى، وآخر مُسجّى، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وعلى أثر الماضي يصير الباقي».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن الصدوق مثله إلّا أنّ فيه : «طلقت أنفسهم»، وفيه: «وعد كلامك ولا تقل إلّا بخير» والباقي مثله سواء.

(أمالي الطوسى : المجلس 15 ، الحدیث 31)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق ، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3532)8 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث المناهي) قال : «ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتّقي بها النّار ، ومن اختار الآخرة على الدنيا (1) رضي الله عنه وغفر له مساوئ عمله».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة - 16 - من كتاب السماء والعالم .

(3533) 9 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير :

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : كان فيما وعظ الله عزّ وجلّ به عیسی بن مریم أن قال له : (إلى أن قال :) «يا عيسى ، ذلّل قلبك بالخشية ، وانظر إلى مَن هو أسفل

ص: 622


1- في نسخة : «... اختار الآخرة فترك الدنيا».

منك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، واعلم أنّ رأس كلّ خطيئة وذنب حبّ الدنيا، فلا تحبّها فإنّي لا أحبّها».

(أمالي الصدوق : المجلس 78 ، الحديث 2)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (1).

( 3534) 10 - وبإسناده عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام ( في حديث يذكر فيه مناجاة موسى علیه السّلام) قال : «يا موسى إذا رأيت الفقر مُقبلاً فقُل: مرحباً بشِعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مُقبلاً فقل : ذَنَبٌ عجّلت عقوبته (2)، إنّ الدنيا دار عقوبة، عاقبت فيها آدم عند خطيئته، وجعلتها ملعونة وملعوناً ما فيها إلّا ما كان منها لي.

يا موسى، إنّ عبادي الصالحين زَهِدُوا فيها بقدر عِلمهم بي، وسائرهم من خَلق رَغِبُوا فيها بقَدر جهلهم بي، وما مِن خلقٍ أحدٌ عظّمها فقرّت عينه ، ولم يُحقّرها أحدٌ إلّا انتفع بها».

(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 2)

تقدّم إسناده في باب الفقر والفقراء (47) من أبواب مكارم الأخلاق ، وتمامه في كتاب النبوّة (3).

(3535) 11 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين

ص: 623


1- تقدّم في ج 2 ص 154 - 157 ح 11 .
2- هذه الفقرة رواها الكليني في الكافي : 2 : 263 باب فضل فقراء المسلمين : ح 12 .
3- تقدّم في ج 2 ص 92 - 94 ح 16 .
4- روى أحمد بعض فقراته في كتاب «الزهد» : ص 98 ح 325 عن مكحول قال : قال عيسى للحواريّين ، وذكره، وفي ص 144 ح 479 عن إبراهيم قال : كان عيسى بن مريم علیه السّلام يقول ، وذكر نحوه .

قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أيّوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي حمزة الثمالي رحمه الله :

عن عليّ بن الحسين زين العابدين علیهما السّلام أنّه قال يوماً لأصحابه : «إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا فإنّكم عليها حريصون وبها متمسّكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم علیهما السّلام للحواريّين ؟ قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها» (1).

وقال: «أيّكم يبني على موج البحر داراً ؟ تلكم الدار ال-دن-ي-ا ف-لاتتّخذوها قراراً». (أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 1)

(3536) 12 - (2) أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : أخبرنا أحمد بن محمّد المكّي قال : حدّثنا أبو العيناء، عن محمّد بن الحكم، عن لوط بن يحيى، عن الحارث بن كعب، عن مجاهد قال :

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : «ازهدوا في هذه الدنيا الّتي لم يتمتّع بها أحد كان قبلكم ، ولا تبق لأحد من بعدكم، سبيلكم فيها سبيل الماضين، قد تصرّمت و آذنت بانقضاء وتنكّر معروفها فهي تخبر أهلها بالفناء وسكّانها

ص: 624


1- كلام المسيح علیه السّلام هذا رواه ابن قتيبة في كتاب الزهد من عيون الأخبار : 2 : 328 في عنوان: «الدنيا».
2- ورواه الصدوق في عنوان صلاة العيدين من الفقيه : 1 : 328 - 329 والشيخ الطوسي في آخر أعمال شهر رمضان من مصباح المتهجّد : ص 662 في ضمن خطبة طويلة خطبها يوم الأضحى، مع تفاوت . وأورده الشريف الرضي في باب الخطب من نهج البلاغة : برقم 52 مع تفاوت . ورواه أبونعيم في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من حلية الأولياء : 1: 77 في عنوان «وثيق عباراته ودقيق إشاراته» بإسناده عن بكر بن خليفة قال : قال عليّ بن أبي طالب : أيّها النّاس إنّكم والله لو حننتم حنين الوله العجال...» إلى آخر ما هنا بتفاوت يسير .

بالموت (1)، وقد أمرّ منها ما كان حلواً، وكدر منها ما كان صفواً، فلم تبق منها إلّا سملة كسملة الإدارة (2) ، أو جرعة كجرعة الإناء ، لو تمزّزها العطشان لم ينقع بها (3).

فأزمعوا بالرحيل عن هذه الدار المقدور على أهلها الزوال، الممنوع أهلها من الحياة، المذلّلة فيها أنفسهم بالموت، فلاحيّ يطمع في البقاء، ولا نفس إلّا مذعنة بالمنون (4) ، ولا يعلّلكم الأمل ، ولا يطول عليكم الأمد، ولا تغرّوا منها بالأمال .

ولو حننتم حنين الوُلّه العجال (5) ، ودعوتم مثل حنين الحمام، وجأرتم جأر متبتّل الرّهبان وخرجتم إلى الله تعالى من الأموال والأولاد التماس القرية إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيّئة أحصتها كتبته، وحفظتها ملائكته لكان قليلاً فيما أرجو لكم من ثوابه، وأتخوّف عليكم من عقابه، جعلنا الله وإيّاكم من التائبين العابدين».

(أمالي المفيد : المجلس 20 ، الحديث 2)

(3537) 13 - (6) حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا

ص: 625


1- في نهج البلاغة : «فهي تحفز بالفناء سُكّانها، وتحدو بالموت جيرانها.
2- السملة - بالتحريك -: ما بقي في الإناء من الماء القليل بعد استخراجه. والادارة : المطهرة ، إناء صغير من جلد يشرب منه ويتطهر به .
3- التمزّز : تمصص الشراب قليلاً قليلاً كأنه يتذوّقه ولا يريد أن يشربه. والنقع : سكون العطش والري من الماء.
4- المَنون - بالفتح : الدهر ، والمُنون - بالضمّ : الموت .
5- حنّ إليه : اشتاق . والوُلَّه - بضمّ الواو وتشديد اللام -: جمع الوالهة ، يطلق على الناقة إذا اشتدّ وجدها على ولدها . العجال: جمع عجلى، وهي الناقة السريعة كأنّها تسرع حيارى لتنقذ ولدها ولا تجده.
6- هذا هو الحديث 137 من كتاب صحيفة الرضا علیه السّلام : ص 70-71. ورواه أيضاً الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه لاسّلام : 2 : 43 باب 31 ح 120. وروى الكليني في الكافي : 3 259 ح 30 بإسناده إلى إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق علیه السّلام نحوه.

عليّ بن مهرويه القز ويني قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثني الرضا عليّ بن موسى الرضاء علیهما السّلام قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لأبغض الأمل وترك طلب الدنيا.

(أمالي المفيد : المجلس 36 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 24)

(3538) 14 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه و آله : «الدنيا دول (1) ، فما كان لك منها أتاك على ضعفك ، وما كان عليك لم تدفعه بقوّتك ، ومن انقطع رجاؤه ممّا فات استراح بدنه، ومن رضي بما رزقه الله قرّت عينه». (أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 47)

تقدّم إسناده في باب التوكّل (22) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3539) 15 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحّام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه أبٍ عن أبٍ علیهم السّلام قال :

ص: 626


1- الدول : جمع الدولة وهي ما يتداول من المال والغلبة، والمراد من «الدنيا دول» عدم الثبات لها فإنّها تتغيّر فتكون مرّة هذا وأخرى لذاك .

قال الصادق علیهم السّلام «[إنّ ] (1) من صفت له دنياه فاتّهمه في دينه».

(أمالي الطوسى : المجلس 10، الحدیث 80 و 92)

(3540) 17 - حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا عمّي قال : حدّثني محمّد بن جعفر قال : حدّثنا محمّد بن المثنّى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر بن يزيد الجعفي :

عن أبي جعفر محمّد بن علىّ علیهما السّلام ( في حديث) قال: «يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلته تريد التحويل عنه ، وهل الدنيا إلّا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته ، أو كجارية وطئتها ، يا جابر، الدنيا عند ذوي الألباب كفيء الظلال».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 29)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3541) 18 - (2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة ، عن عبّاد بن أحمد العزرمي قال : حدّثني عمّي ، عن أبيه، عن موسى الجهني، عن زيد بن وهب، عن عطيّة بن عامر الجهني قال :

سمعت سلمان الفارسي رضی الله عنه - وقد أُكره على طعام - فقال : حسبي، إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : «إنّ أكثر النّاس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً في الآخرة، يا سلمان، إنّما الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر».

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 55)

ص: 627


1- ما بين المعقوفين من ح 92 فقط.
2- تقدّم تخريجه في الباب الأوّل من أبواب آداب الأكل من كتاب السماء والعالم .

(3542 - 3543) 19 - (1) 20 - حدّثنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا أبو العبّاس ابن عقدة قال : حدّثنا الحسن بن علىّ بن إبراهيم العلوي قال : حدّثنا الحسين بن عليّ الخزاز - وهو ابن بنت إلياس - قال : حدّثنا ثعلبة بن ميمون، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال:

كان أمير المؤمنين علیه السّلام يقول : إنّما الدنيا فناء وعناء، وغِيَر وعِبَر، فمن فنائها أنّ الدهر موتر قوسه، مفوِّق نبله، يرمي الصحيح بالسقم والحيّ بالموت، ومن عنائها أنّ المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن، ومن غيرها (2) أنّك ترى المغبوط مرحوماً والمرحوم مغبوطاً، ليس منها إلّا نعيم زائل أو بؤس نازل، ومن عبرها أنّ المرء يشرف على أمله فيختطفه من دونه أجله».

قال أبو عبد الله علیه السّلام: وقال أمير المؤمنين علیه السّلام : كم من مستدرج بالإحسان إليه مغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله عبداً بمثل الإملاء له».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 49 و 50)

(3544) 21 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن أبي داوود السجستاني قال : حدّثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي الطرسوسي قال : حدّثنا بشير بن زاذان، عن عمر بن صبح، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه:

عن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام أنّه قال : «إنّما الدنيا عناء وفناء، وعبر وغير، فمن فنائها أنّ الدهر موتر قوسه ، مفوّق نبله ، يصيب الحيّ بالموت، والصحيح بالسقم، ومن عنائها أنّ المرء يجمع ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ومن عبرها أنّك ترى

ص: 628


1- يأتي تخريجه في كتاب الروضة .
2- ومثله في تحف العقول، وفي الحديث 50 من المجلس 17 : «ومن عبرها»، وفي المورد الثاني : «ومن غيرها».

المغبوط مرحوماً [والمرحوم مغبوطاً] (1) ليس بينهما إلّا نعيم زال أو بؤس نزل، ومن غيرها أنّ المرء يشرف عليه أمله فيختطفه دونه أجله».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 52)

(3545) 22 - (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشي قال : حدّثنا أيّوب بن نوح بن درّاج قال : حدّثنا بشار بن ذراع ، عن أخيه يسار، عن حمران ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه علیهما السّلام :

عن جابر بن عبدالله قال: بينا أمير المؤمنين علیه السّلام في جماعة من أصحابه أنا فيهم، إذ ذكروا الدنيا وتصرّفها بأهلها ، فذمّها رجل فذهب في ذمّها كلّ مذهب، فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام: «أيّتها الذام للدنيا ، أنت المتجرّم عليها ، أم هي المتجرّمة عليك»؟

ص: 629


1- الزيادة لابدّ منها كما في الحديث المتقدّم .
2- وأورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : برقم 131 . وأورده الحرّاني في تحف العقول : 186 - 188 عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنّا مع أمير المؤمنين علیه السّلام بالبصرة فلمّا فرغ من قتال من قاتله أشرف علينا من آخر الليل فقال : ما أنتم فيه ؟ فقلنا : في ذمّ الدنيا . فقال : على مَ تذمّ الدنيا يا جابر ؟ فذكر الحديث مع زيادات كثيرة . ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : 3: 266 - 267 ح 1288 بإسناده عن محمّد بن معروف ، عن أبيه ، عن عليّ علیه السّلام ، بتفاوت يسير ، وفي ص 226 ح 1287 ط 2 بسنده عن عاصم بن ضمرة ، عن عليّ علیه السّلام ، ولم يذكر الذيل . ورواه اليعقوبي في تاريخه : 208:2 في أواخر ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام ، والمسعودي في مروج الذهب: 2: 419 في عنوان: «ذكر لمع من كلامه وأخباره وزهده»، وابن حمدون في تذكرته : 1 : 73 / 110 . وأورد الفتّال في المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 441 بعض فقراته . ولاحظ تخريج الذيل في باب الطاعة والتقوى من أبواب مكارم الأخلاق .

فقال : بل أنا المتجرّم عليها يا أمير المؤمنين.

قال: «قيم تذمّها ؟ أليست منزل صدق لمن صدقها، ودار غنىً لمن تزوّد منها، ودار عافية لمن فهم عنها، ومساجد أنبياء الله ، ومهبط ،وحيه ، ومصلّى ملائكته ، ومتجر أوليائه ، اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنّة ؟ فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها، ونادت بانقضائها، ونعت نفسها وأهلها، فمثّلت ببلائها البلى، وتشوقت بسرورها إلى السرور تخويفاً وترغيباً ، فابتكرت بعافية، وراحت بفجيعة، فذمّها رجال فرطوا غداة الندامة، وحمدها آخرون اكتسبوا فيها الخير.

فيا أيّها الذامّ للدنيا، المغترّ بغرورها، متى استذمّت إليك ، أم متى غرّتك، أبمضاجع آبائك من البلى ؟ أم بمصارع أمّهاتك تحت الثرى ؟ كم مرّضت بيديك ، و عالجت بكفّيك ؟ تلتمس لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطبّاء، لم تنفعهم بشفاعتك ، ولم تسعفهم في طلبتك ، مثلت لك - ويحك - الدنيا بمصرعهم بمصرعك، و بمضجعهم، حين لا يغني بكاؤك ، ولا ينفعك أحبّاؤك».

ثمّ التفت إلى أهل المقابر فقال: «يا أهل التربة، ويا أهل الغربة، أمّا المنازل فقد سكنت ، وأمّا الأموال فقد قُسّمت ، وأمّا الأزواج فقد نُكحت هذا خبر ما عندنا ، فما خير ما عندكم» ؟

ثمّ أقبل على أصحابه فقال: «والله لو أذِن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى».

(أمالي الطوسى : المجلس 26 ، الحديث 5)

أقول : قريباً من ذيله رواه الصدوق في (المجلس 23، الحديث 1) ذكرتها في باب الطاعة والتقوى من أبواب مكارم الأخلاق فلاحظ هناك .

(3546) 23 - (1) حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن أبي عبد الله محمّد

ص: 630


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 315 باب حبّ الدنيا والحرص عليها : ح 1 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن عمير، عن درست بن أبي منصور، عن رجل، عن أبي عبد الله علیه السّلام، وعن هشام، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وأورده الفتّال فى المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 441. وأورد ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 128 عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة».

بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، عن الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «رأس كل خطيئة حبّ الدنيا».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 22)

(3547)24 - وبالسند المتقدّم عن هشام ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «إنّا لنحبّ الدنيا وإلّا نُعطاها خير لنا، وما أعطي أحد منها شيئاً إلّا نقص حظّه في الآخرة».

قال : فقال له :رجل : إنّا والله لنطلب الدنيا .

فقال له أبو عبد الله علیه السّلام : «تصنع بها ما ذا» ؟

قال : أعود بها على نفسي وعلى عيالي، وأتصدّق منها، وأصل منها ، وأحجّ منها.

قال : فقال أبو عبد الله علیه السّلام : «ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الآخرة».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 25)

ص: 631

باب 14 حبّ المال وجمعه

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق فلاحظ .

(3548) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إن كان الحساب حقّاً، فالجمع لماذا» ؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9)، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3549) 2 - (1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدّثني أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن طلحة وإسماعيل بن جابر و عمّار بن مروان:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام [ قال ] : «إنّ عيسى بن مريم علیه السّلام توجّه في بعض حوائجه ، ومعه ثلاثة نفر من أصحابه، فرّ بلَبِناتٍ ثلاث من ذهب على ظهر الطريق ، فقال عيسى علیه السّلام لأصحابه : إنّ هذا يَقتُل النّاس . ثم مضى.

فقال أحدهم: إنّ لي حاجة». قال: «فانصرف، ثمّ قال آخر: إنّ لي حاجة. فانصرف، ثمّ قال الآخر لي حاجة . فانصرف، فوافوا عند الذهب ثلاثتهم، فقال اثنان لواحد : اشتر لنا طعاماً. فذهب ليشتري لهما طعاماً، فجعل فيه سمّاً ليقتلهما كَي لا يُشارِكاه في الذهب، وقال الإثنان إذا جاء قتلناه كي لا يُشاركنا. فلمّا جاء

ص: 632


1- وأورده الفتّال في المجلس 75 من روضة الواعظين : ص 428 . ورواه الثعلبي في قصّة عيسى علیه السّلام من قصص الأنبياء : ص 356 - 357 عن وهب بن منبه، بتفاوت.

قاما إليه فقتلاه ، ثمّ تغذّيا فماتا ، فرجع إليهم عيسى علیه السّلام وهم موتى حوله ، فأحياهم بإذن الله تعالى ذكره، ثمّ قال : ألم أقل لكم: إنّ هذا يَقتُل النّاس» ؟ !

(أمالي الصدوق : المجلس 34 ، الحديث 5)

(3550) 3- (1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة: عن ابن عبّاس قال : إنّ أوّل درهم ودينار ضُربا في الأرض نظر إليهما إبليس ، فلمّا عاينهما أخذهما فوضعهما على عينيه ثمّ ضمّهما إلى صدره، ثمّ صرخ صرخة، ثمّ ضمّهما إلى صدره ثمّ قال : أنتما قرّة عيني وثمرة فؤادي، ما أبالي من بني آدم إذا أحبّوكما أن لا يعبدوا وثناً، وحسبي من بني آدم أن يحبّوكما.

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 18)

(3551) 4 - وعن عبد الله بن عامر ، عن شريف بن سابق التفليسي ، عن الفضل بن أبي قرّة السمندي قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «كان في بني إسرائيل مجاعة حتّى نَبَشُوا الموتى فأكلوهم، فنبشوا قبراً فوجدوا فيه لوحاً فيه مكتوب : أنا فلان النبيّ، ينبُش قبري حَبَشي، ما قدّمناه وجدناه، وما أكلناه ربحناه، وما خلّفناه خسرناه».

(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 13)

(3552) 5 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ

ص: 633


1- وأورده الفتّال فى المجلس 75 من روضة الواعظين : ص 428 .
2- ورواه الطبرسي ذيل الأية الكريمة في مجمع البيان عن أبي جعفر علیه السّلام = وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : 4 : 42 كتاب الزكاة باب الإنفاق : ح 2 بإسناده عن عثمان بن عيسى ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله علیه السّلام . وروي هذا المعني عن أمير المؤمنين علیه السّلام : أورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : برقم 429 قال علیه السّلام : «إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالاً في غير طاعة الله فورثه رجل فأنفقه في طاعة الله سبحانه ، فدخل به الجنّة ودخل به الأوّل النار».

بن مهزيار، عن القاسم بن عروة، عن رجل:

عن أحدهما علیهما السّلام في معنى قوله جلّ وعزّ : «كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَاهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيهِمْ» (1)، قال : «الرجل يكسب مالاً فيحرم أن يعمل فيه خيراً فيموت، فيرثه غيره فيعمل فيه عملاً صالحاً فيرى الرجل ما كسب حسنات في ميزان غيره» (2)

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 35)

(3553) 6 - (3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن آبائه، عن عليّ علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «أيّكم مال وارثه أحب إليه من ماله» ؟

ص: 634


1- سورة البقرة : 2 : 167 .
2- في مجمع البيان: «فيرى الأوّل ما كسبه حسرة في ميزان غيره».
3- وأورد قريباً من ذيله ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 1 : 130 و 156 . وللحديث شاهد من طريق ابن مسعود : رواه أحمد في المسند : 1 : 382 ، وأبو نعيم في الحلية: 4: 128 ، والبخاري في الأدب المفرد : (153) وفي صحيحه : (6442) ، والنسائي في المجتبى من سننه : 6: 273 ، وأبو يعلى في مسنده : (5163) ، وابن حبّان في صحيحه : (3330) ، والبيهقي في السنن : 3: 368 ، والبغوي في شرح السنّة : (4057).

قالوا ما فينا أحد يحبّ ذلك يا نبيّ الله.

قال : «بحسَبكم، بل كلّكم يحبّ ذلك». ثمّ قال : «يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت، وما عدا ذلك فهو مال الوارث». (أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 49)

(3554)7 - وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : لمّا نزلت هذه الآية : «وَالَّذِينَ يَكْنِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ» (1) قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «ما تُؤدّى زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، و كلّ مال لا تؤدّى زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 50)

(3555) 8 - (2) وبالسند المتقدّم قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «مانع الزكاة يجرّ قُصبَه في النّار - يعني أمعاءه في النار - ويمثّل له ماله في صورة شُجاع أقرع له زنمتان - أو زبيبتان - (3) يفرّ الإنسان منه وهو يتبعه حتّى يقضمه كما يقضم الفجل ويقول : أنا مالك الذي بخلت به».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 51)

ص: 635


1- سورة التوبة : 9: 34.
2- وروى نحوه البرقي في كتاب عقاب الأعمال من المحاسن : ص 87 وفي ط : ج 1 ص 167-168 ح 1 من باب عقاب من منع الزكاة (11) ومن طريقه القمي في تفسير الآية 180 من سورة آل عمران في تفسيره : 2: 93 وعنه الكليني في الكافي : 506:3 كتاب الزكاة باب منع الزكاة : ح 19 ، والصدوق في الفقيه : 2 : 5 ح 10 ، وفي معاني الأخبار : ص 335 ح 1 من طريق حريز ، عن أبي عبد الله علیه السلام. ولاحظ الكافي : باب منع الزكاة : ح 1 و 7 و 10 و 16.
3- الشُجاع الحيّة ، وزنمتا الأذن : هنتان تليان الشحمة وتقابلان الوترة. والزبيبتان: نقطتان سوداوان فوق عيني الحيّة . وقيل : هما زَبدَتان في شدقيها.

(3556) 9 - وبالسند المتقدّم عن أبي عبد الله، عن أبيه أبي جعفر علیهما السّلام أنّه سئل عن الدنانير والدراهم وما على النّاس فيها ؟

فقال أبو جعفر علیه السّلام : «هي خواتيم الله في أرضه، جعلها الله مصلحة لخلقه، وبها تستقيم شؤونهم ومطالبهم ، فمَن أكثر له منها فقام بحقّ الله تعالى فيها وأدّى زكاتها ، فذاك الّذي طابت وخلصت له ، ومَن أكثر له منها فبخل بها ، و لم يؤدّ حقّ الله فيها واتّخذ منها الأنية فذلك الّذي حقّ عليه وعيد الله عزّ وجلّ في كتابه ، قال الله : «يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكُوى بها جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُم فَذُوقُوا مَا كُنْتُم تَكنِزُونَ» (1)».

(أمالي) الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 52)

ص: 636


1- سورة التوبة : 9 : 35.
باب 15 الغفلة والفرح واللهو

(3557)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق علیه السّالم ( في حديث ) قال : «إن كان الموت حقّاً فالفرح لماذا ؟ ... إن كان الشيطان عدوّاً فالغفلة لماذا»؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3558) 2 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ أبو الحسن الحسيني قراءةً عليه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا عبد الله بن عليّ قال : حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائهم علیهم السّلام :

عن علىّ علیه السّلام قال : «كلّما ألهى عن ذكر الله فهو الميسر».

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 21)

ص: 637


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 170 وفي بعض نسخه: «فهو من ايليس». وروى البيهقي في باب 41 «تحريم الملاعب والملاهي» من شعب الإيمان : 5 : 242 قال 6519 بإسناده عن عبيد الله بن عمر قال : قيل للقاسم : هذه النرد تكرهونها فما بال الشطرنج ؟ قال : كلّ ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر.
باب 16 العشق وعلّته

(3559) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن قال : حدّثنا الحسن بن المتيل الدقّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان :

عن مفضل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله علیه السّلام عن العشق ؟ فقال: «قلوبٌ خَلَت مِن ذكر الله فأذاقها الله حُبّ غيره».

(أمالي الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 3)

ص: 638


1- ورواه أيضاً في علل الشرائع : ص 140 باب «علّة العشق الباطل» ح 1 عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان مثله .
باب 17 الكسل والضجر

(3560) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إن كان الثواب من الله فالكسل لماذا»؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9) .

(3561)2 - وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام (في حديث ) قال : «إيّاك وخصلتين : الصَجَر والكَسَل ، فإنّك إن ضجرت لم تصبِر على حقّ، وإن كسلت لم تؤدّ حقّاً». (أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 3)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مساوئ الأخلاق.

(3562) 3 - وبإسناده عن عجلان أبي صالح، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیه السّلام (في حديث) قال: «إيّاك والكسل والضجر، فإنّ أبي بذلك كان يوصيني وبذلك كان يوصيه أبوه، وكذلك في صلاة الليل، إنّك إذا كسلت (2) لم تؤدّ إلى الله حقّه، وإذا ضجرت لم تؤدّ إلى أحد حقّاً» الحديث.

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب جوامع مكارم الأخلاق من أبواب مكارم الأخلاق ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 639


1- تقدّم تخريجه في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل .
2- في نسخة : تكاسلت .
باب 18 الكبر

أقول : تقدّم في الباب الأوّل أنّ الكبر من أصول الكفر ، فلاحظ هناك .

(3563)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله ( في حديث) قال : «أمقت النّاس المتكبّر».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3564) 2 - (1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة ، قال : حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري :

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه : قال : «وقع بين سلمان الفارسي رحمه الله وبين رجل كلام وخصومة، فقال له الرجل : مَن أنت يا سلمان ؟

فقال سلمان : أمّا أوّلي وأوّلك فنُطفة قذرة، وأمّا آخري وآخرك فجِيفة مُنتنة، فإذا كان يوم القيامة ووُضعت الموازين، فَمن ثقل ميزانه فهو الكريم، ومَن خفّ ميزانه فهو اللئيم.

(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 8)

ص: 640


1- ورواه أيضاً في المواعظ : ص 99 في وصايا الإمام الصادق علیه السّلام، و في الفقیه: 4: 289 ح 50 من باب النوادر رقم 870. وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 412 في عنوان «مجلس في ذكر صفة خُلق الإنسان».
باب 19 الحسد

أقول : تقدّم في الباب الأوّل أنّ الحسد من أصول الكفر ، فلاحظ هناك .

(3565)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله ( في حديث) قال : «أقلّ الناس لذةً الحسود ».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3566) 2 - (1) وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «كاد الفقر أن يكون كُفراً، وكاد الحسد أن يغلب القَدَر».

(أمالي الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 6)

تقدّم إسناده في باب الفقر والفقراء (47) من أبواب مكارم الأخلاق .

ص: 641


1- تقدّم تخريج الحديث وشرح الفقرة الأولى منه في باب الفقر من أبواب مكارم الأخلاق، وأمّا قوله علیه السّلام : «وكاد الحسد أن يغلب القدر» قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 73: 247: فيه وجوه : الأوّل : ما ذكره الراوندي رحمه الله في الكتاب المذكور [ يعني شرح الشهاب ] على ما سیجيء أيضاً حيث قال : المعنى أنّ للحسد تأثيراً قويّاً في النظر في إزالة النعمة المحسود أو التمنّي لذلك، فإنّه ربما يحمله حسده على قتل المحسود وإهلاك ماله وإيطال معاشه ، فكأنّه سعى في غلبة المقدور ، لأنّ الله تعالى قد قدّر للمحسود الخير والنعمة، وهو يسعى في إزالة ذلك عنه، وقيل : الحسد منصف لأنّه يبدأ بصاحبه ، وقيل : «الحسود لا يسود» ، وقيل : «الحسد يأكل الجسد. و «كاد» يعطي أنّه قرب الفعل ولم يكن ، ويفيد في الحديث شدّة تأثير الفقر والحسد وإن لم يكونا يغلبان القدر ، ويقال : إنّ «كاد» إذا أوجب به الفعل دلّ على النفي وإذا نفق دلّ على الوقوع . انتهی. و قريب منه ما قيل: فيه مبالغة في تأثير الحسد في فساد النظام المقدّر للعالم فإنّه كثيراً ما يبعث صاحبه على قتل النفوس ونهب الأموال وسبي الأولاد وإزالة النعم ، حتّى كأنّه غير راض بقضاء الله وقدره، ويطلب الغلبة عليهما ، وهو في حدّ الشرك بالله. الثاني : ما قيل : إنّ الحسد قد يغلب القدر، بأن يزيد في المحسود ما قدّر له من الخیر. الثالث : أن يكون المراد غلبة القدر بتغيير نعمة الحاسد وزوال ما قدّر له من الخير . الرابع : أن يكون المراد كاد أن يغلب الحسد في الوزر والإثم القول بالقدر شدّة عذاب القدريّة . الخامس : أن يكون إشارة إلى تأثير العين، فإنّ الباعث عليه الحسد ، كما فسّر جماعة من المفسّرين قوله تعالى : «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذا حَسَدَ» بإصابة العين .

(3567) 3 - (1) 271 ترجمة 6400 ولسان الميزان : 5 : 314 ترجمة 6342.(2)في أمالي الطوسي: «شبابة» ولم أجد له ترجمة بكلا العنوانين، ولا لشيخه عمر بن عبد الجبّار ، ولعلّه هو عمرو بن عبد الجبّار اليمامي الّذي يروي عن أبيه وعنه محمّد بن سهل كما في ترجمته من ميزان الاعتدال : 3 : قال : حدّثنا عمر بن عبد الجبّار قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبیه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیه السلام قال :

ص: 642


1- وأورده الشريف الرضي في المجازات النبويّة : ص ح 139 باختصار، وفيه : «الحسد والبغضاء»، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 127 «باب ماجاء في الحسد» بتفاوت وزيادة . وله شاهد من حديث الزبير بن العوّام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: مسند أحمد : 1 : 165 و 167 ، رسول سنن البيهقي : 10 : 232 وشعب الإيمان : (6613 و 8747) ، المصنّف لابن أبي شيبة : 8: 625 ، مسند عبد بن حميد : (97) ، مسند الطيالسي : (193) ، سنن الترمذي : (2510) ، مسند البزّار : (2002) ، كنز العمّال : 3: 462 ح 7443 نقلاً عن أحمد في المسند والترمذي والضياء . وانظر الحديث 1 من باب قطيعة الرحم من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 346 .
2- أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن سيابة

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ذات يوم لأصحابه : «ألا إنّه قد دبّ إليكم داء الاُمم من قبلكم وهو الحسد ، ليس بحالق الشَّعر ، لكنّه حالق الدين (1)، ويُنجي منه أن يكفّ الإنسان يده، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن».

(أمالي المفيد : المجلس 40 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 36)

(3568) 4 - أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري ، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن عليّ بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام : «ليس لحاقن رأي، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 42)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 643


1- قال الشريف الرضي في المجازات النبويّة : المراد بالحالقة هاهنا المُبير المهلكة، أي هذه الخلة المذمومة تهلك الدين وتستأصله كما تستأصل المُوسي الشعر ، والمِقراض الوَبَر ، وعلى هذا قول الشاعر: أرسِل عليهم سَنَة قاشُورَه *** تختلق النّاس احتلاق النُّوره أي تُبير النّاس فتأتي على نفوسهم، أو تأتي على أموالهم من الإبل والشياه ، فتكون كأنّها قد أتت على نفوسهم بإتيانها على ما هو قوام نفوسهم، وإنّما جعل عليه الصلاة والسلام البغضاء حالقة للدين لأنّها سبب التفاني والتهالك والإيقاع في المعاطب والمهالك، والداعي إلى سفك الدم الحرام واحتمال أعباء الأنام.
باب 20 الحرص وطول الأمل

:أقول : تقدّم في الباب الأوّل أنّ الحرص من أصول الكفر، وتقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب ترك الشهوات والأهواء (7) من أبواب مكارم الأخلاق فلاحظ البابين .

(3569) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إن كان الرزق مقسوماً فالحرص لما ذا» ؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9) .

(3570)2 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث) قال: «أغنى النّاس من لم يكن للحرص أسيراً».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3571) 3 - (2) وبإسناده عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها علیه السّلام قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ صلاح أوّل هذه الأمّة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشُحّ والأمل».

(أمالي الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 7)

تقدّم إسناده في باب اليقين (10) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3572) 4 - وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام ( في حديث ناقلاً

ص: 644


1- تقدّم تخريجه في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل .
2- تقدّم تخريجه في باب اليقين من أبواب مكارم الأخلاق .

عن حكيم قال : «الحريص الجشع أشدّ حرارة من النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب القلب وصلاحه وفساده (5) من أبواب مكارم الأخلاق ، ويأتي تمامه فى كتاب الروضة .

(3573) 5 - وبإسناده عن علي بن الحسين علیهم السّلام ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خبر الشيخ الشامي الّذي أتاه بصفّين) قال : قال له زيد بن صوحان العبدي: أيّ ذلّ أذلّ ؟ قال : «الحرص على الدنيا». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق، ويأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(3574)7 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن علىّ بن أبي طالب، عن أبيه علیهما السّلام (فيما أوصى به عند وفاته) قال : «أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها ... وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا (1) ، فإنّك رهين (2) موت وغرض (3) بلاء وطريح سقم».

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت يسيرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الزهد (15) ، وتمامه في الباب الثاني من أبواب شهادة

ص: 645


1- في أمالي الطوسي : «واذكر الموت ، وازهد في الدنيا».
2- في نسخة : «رهن» . يقال : أنا رهين بكذا: مأخوذ به.
3- في أمالي الطوسي : «صريع»، وكلاهما بمعنى .

أمیرالمؤمنین علیه السّلام من کتاب الإمامة (1).

(3575) 8 - (2) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «لو رأى العبد

أجله وسرعته إليه لأبغض الأمل وترك الدنيا».

(أمالي المفيد : المجلس 36 ، الحديث )

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 24)

تقدّم إسناده في باب حبّ الدنيا وذمّها (12).

ص: 646


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .
2- تقدّم تخريجه في باب حبّ الدنيا .
باب 21 الطمع

(3576) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث ) قال : «أفقر النّاس الطّمِع».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3577) 2 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، عن رسول عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في وصيّته لأبي أيوب الأنصاري) قال : أوصيك بخمس : باليأس عمّا في أيدي النّاس فإنّه الغنى، وإيّاك والطمع فإنّه الفقر الحاضر».

(أمالي الطوسى : المجلس 18، الحديث 18)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مكارم الأخلاق.

ص: 647

باب 22 الغضب

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الحلم والعفو وكظم الغيظ (46) من أبواب مكارم الأخلاق ، فلاحظ هناك.

(3578) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه علیهم السّلام قال :

دخل موسى بن جعفر علیهما السّلام على هارون الرشيد وقد استخفّه الغضب على رجل، فقال له: «إنّما تَغضب الله عزّ وجلّ، فلا تغضب له بأكثر ممّا غضِب لنفسه» (1) . (أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 2)

(3579)2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة له علیه السّلام) قال : «لا نسب أوضع من الغضب». (أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الطاعة والتقوى (13) من أبواب مكارم الأخلاق ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 648


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 1: 262 - 263 باب 28 «فيما جاء عن الإمام الرضا علیه السّلام من الأخبار المتفرّقة» : ح 44 ، وفي ط : ص 292 ، وفي ط : ص 546-545 ح 264 . (1) في هامش عيون أخبار الرضا علیه السّلام - نشر المؤتمر العالمي للإمام الرضا علیه السّلام - نقلاً عن لوامع الأنوار: 125 - مخطوط - : يعني انّ الله غيور على دينه وقرّر على كلّ جناية حداً ، فلا يجوز تجاوز ذلك الحدّ إلى ما هو أكثر منه ، كما روي أنّ هارون ضرب ذلك الرجل ثلاث حدود لجناية واحدة .

(3580) 3 - (1) حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبيه، عن أبي بصير:

عن الصادق جعفر محمّد، بن أبيه علیهما السّلام أنّه ذُكِر عنده الغضب فقال: «إنّ الرجل ليغضب حتّى ما يرضى أبداً ويدخل بذلك النّار، فأيّما رجل غضِب وهو قائم فليجلس، فإنّه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن كان جالساً ،فليقم، وأيّما رحم غضب على ذي رحمه فليقم إليه وليدنُ منه ولَیمَسّه ، فإنّ الرحم إذا مَسّت الرّحم سکنت». (أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 25)

(3581) 4 - وبإسناده عن عليّ بن الحسين علیهما السّلام ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خبر الشيخ الشامي الّذي أتاه بصفّين» قال له زيد بن صوحان العبدي: من أحلم النّاس ؟ قال : «الذي لا يغضب». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

تقدّم إسناده في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم

ص: 649


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 302 باب الغضب ح 2 عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال، عن علىّ بن عقبة ، عن أبيه ، عن ميسّر قال : ذكر الغضب عند أبي جعفر علیه السّلام ... وذكر الحديث . وأورده السبزواري في الحديث 7 من الفصل 124 من جامع الأخبار : ص 454 رقم 1278 ، والطبرسي في تفسير الآية 1 من سورة النساء في مجمع البيان . وانظر ما رواه العيّاشي في تفسيره : 1 : 217 ح 8. قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار: 73 :270 : «فما يرضى أبداً» فيه تنبيه على أنّه ينبغي أن لا يغضب وإن غضب لا يستمرّ عليه، بل يعالجه بالسعي في الرضا عنه ، إذ لو استمرّ عليه اشتدّ غضبه آناً فاناً وشيئاً فشيئاً إلى أن يصدر عنه ما يوجب دخوله النار كالقتل والجرح وأمثالها ، أو يصير الغضب له عادة وخُلقاً فلا يمكنه تركه حتّى يدخل بسببه النّار .

الأخلاق.

(3582) 5 - (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : قال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : يقول الله عزّ وجلّ ( في حديث ) : «يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ولا أمحقك فيمن أمحق».

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 72)

سيأتي تمامه مسنداً في باب الذنوب وآثارها (27).

(3583)6 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد العسكري قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسی بن جعفر قال :

حدّثني أبي جعفر بن محمّد صلى الله عليه و آله قال: «من لم يغضب في الجفوة لم يشكر النعمة».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 90)

ص: 650


1- روى الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 134 - 135 في عنوان «فصل مما ورد في ذكر الظلم» عن عبد الله بن سنان ، عن الصادق علیه السّلام أنّه قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : أوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبيائه : ابن آدم، اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق ...». وانظر سائر تخريجاته في باب الذنوب وآثارها .
2- ورواه الصدوق في باب الواحد من الخصال : ص 11 ح 38 بإسناده عن عليّ بن أسباط، یرفعه عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «من لم تغضبه الجفوة لم يشكر النعمة». ونحوه في الحديث 37 بإسناده عن عليّ بن حسان، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة». ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة : 2 : 171 وفيه: «من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة».

(3584) 7 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشي بالكوفة قال : حدّثني جدّي محمّد بن عيسى أبوجعفر القيسي قال : حدّثنا محمّد بن فضيل الصيرفي قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

قال رجل للنبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : يا رسول الله علّمني عملاً لا يحال بينه وبين الجنّة. قال: «لا تغضب ، ولا تسأل النّاس شيئاً، وارض للنّاس ما ترضى لنفسك» الحديث.

(أمالي الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 17)

يأتي تمامه في مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

ص: 651

باب 23 العصبيّة والفخر

(3585) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد الله بن المغيرة الكوفي المغيرة الكوفي رضی الله عنه قال : حدّثنا جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : «من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل عصبيّة بعثه الله عزّ وجلّ يوم القيامة مع أعراب الجاهليّة». (أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 14)

(3586) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمّد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن عبّاد بن أحمد العرزمي قال : حدّثني عمّي عن أبيه ، عن مطرف عن الشعبي :

عن صعصعة بن صوحان قال : عادني عليّ أمير المؤمنين علیه السّلام في مرض ثمّ قال : «انظر فلاتجعلنّ عيادتي إيّاك فخراً على قومك ، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه ، فإنّه ليس بالرجل غناء عن قومه، إذا خلع منهم يداً واحدة يخلعون منه أيدياً كثيرة، فإذا رأيتهم في خير فأعِنهم عليه ، وإذا رأيتهم في شرّ فلا تخذلنّهم، وليكن تعاونكم على طاعة الله ، فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله تعالى، وتناهيتم عن معاصيه». (أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 57)

ص: 652


1- ورواه أيضاً في عقاب الأعمال : ص 264 باب 18 ح ه ط مكتبة الصدوق . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 308 كتاب الإيمان والكفر باب العصبيّة : ح 3 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السّلام.
2- ورواه - بتفاوت - الحميري في الجزء الثاني من قرب الإسناد : ص 167 ، والكشي في ترجمة صعصعة بن صوحان من رجاله : 1 : 284 رقم 121 عن البزنطي ، عن الرضا الله . وأورده - مع مغايرة - الحمدوني في تذكرته : 4 : 850/338، والزمخشري في ربيع الأبرار: 4: 133.
باب 24 النهي عن المدح

(3587) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام، عن رسول الله صلى الله عليه و آله (في حديث المناهي) قال : ونهى عن المدح وقال : احثوا في وجوه المدّاحين التراب».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة - 16 - من كتاب السماء والعالم، ويأتي تمامه في باب جوامع نواهي النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب المناهي.

ص: 653


1- ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 256:2 عن الصدوق . وله شاهد من حديث ابن عمر ، رواه أحمد في المسند : 2 : 94 ، وابن أبي شيبة في المصنّف : 9: 7-8، وعبد بن حميد في المنتخب : (812) ، والبخاري في الأدب المفرد : (340) ، وابن حبّان في صحیحه : (5770) ، والطبراني في المعجم الكبير : (13589) وفي الأوسط : (2514) ، والبيهقي في شعب الايمان : (4867) ، والخطيب في تاريخ بغداد : 7: 338 و 11 : 170 ، وأبو نعيم في الحلية : 6: 99 ، وابن عدي في الكامل : 7: 2545 . ومن حديث المقداد بن الأسود ، رواه أحمد في المسند : 6 : 5 ، ومسلم في الصحيح: (3002) . ومن حديث أبي هريرة ، رواه الترمذي في جامعه : ( 2394) . ومن حديث أنس ، رواه البزّار : (2024 ) . ومن حديث عبد الرحمان بن أزهر ، رواه البزّار : (2023) .
باب 25 سوء الخُلق

(13588) - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع، عن عبد الله بن عثمان، عن الحسين بن مهران، عن إسحاق بن غالب:

عن أبي عبد الله الصادق قال: «مَن أساء خُلقه عذَّب نفسه» .

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 3)

(3589) 2 - وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : كان المسيح علیه السّلام يقول: «من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خُلقه عذَّب نفسه» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مساوئ الأخلاق.

(3590) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الطيّب النعمان بن أحمد بن نعيم القاضي الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان قال : حدّثنا حفص بن عمر بن ميمون القرشي الأُبلّي قال : أخبرنا عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب: قال أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسین، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبی طالب علیهم السّلام:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث ) قال : «من ساء خلقه عذّب نفسه».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 28)

تقدّم تمامه في باب ما ورد في المجادلة والمخاصمة (12) من أبواب العلم من كتاب

ص: 654


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 176 .

العقل والعلم والجهل (1).

(3591)4 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ( في حديث) قال: «إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عَلَيّ من عند ربّ العالمين فقال : يا محمّد، عليك بحُسن الخُلق، فإنّ سوء الخُلق يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإنّ أشبهكم بي أحسنكم خلقاً». (أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 5)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مساوئ الأخلاق.

(3592) 5 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن شقير بن يعقوب (3) بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال : حدّثنا علي بن بزرج الحنّاط (4) قال : حدّثنا عمرو بن اليسع ، عن عبد الله (5) بن اليسع ، عن عبدالله بن سنان:

ص: 655


1- تقدّم في ج 1 ص 170 - 171 ح 7.
2- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة : ج 2 ص 539 - 540 ح 44.
3- ومثله في الحديث 6 من المجلس 1 من الأمالي، وفي الحديث 4 من الباب 262 من علل الشرائع والحديث 27 من باب الأربعة من الخصال: «عليّ بن الحسين بن سفيان بن يعقوب...». وذكره العلّامة في الإيضاح باسم : «علي بن الحسن».
4- في أمالي الطوسي : «الخيّاط».
5- في أمالي الطوسي : «عمرو بن اليسع ، عن عبد الله بن سنان». وعمرو بن اليسع مترجم في رجال الشيخ (496) قال : له كتاب رويناه بالاسناد الأوّل عن أحمد بن زيد الخزاعي عنه . وأراد بالإسناد الأوّل : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد . وذكره النجاشي وقال : له كتاب. (معجم رجال الحديث : 13 : 133 / 9008). وأمّا عبد الله بن اليسع ، فلم أجد له ترجمة .

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «أتي رسول الله صلى الله عليه و آله فقيل له : إنّ سعد بن معاذ قد مات، فقام رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وقام أصحابه معه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب، فلمّا أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم بلا حذاء ولا رداء ، ثمّ كان يأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة حتّى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم حتّى لحّده وسوّى اللبن عليه وجعل يقول : ناولوني حجراً ، ناولوني تراباً رطباً يسدّ به ما بين اللبن ، فلمّا أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّي لأعلم أنّه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكنّ الله [عزّ وجلّ ] (1) يحبّ عبداً إذا عمل عملاً أحكمه».

فلمّا أن سوّى التربة عليه قالت أمّ سعد : يا سعد، هنيئاً لك الجنّة .

فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «يا أُمّ سعد لا تجزمي على ربّك، فإنّ سعداً قد أصابته (2) ضمّة».

قال : «فرجع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ورجع النّاس فقالوا له : يا رسول الله ، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنّك تبعت جنازته بلارداء ولا حذاء (3) ؟!

فقال صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسّيت بها» (4).

قالوا : وكنت تأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة ؟

قال : «كانت يدي في يد جبرئيل علیه السّلام آخذ حيث يأخذ».

:قالوا: [و] (5) أمرت بغسله وصلّيت على جنازته ولحّدته في قبره ثمّ قلت: «إنّ سعداً قد (6) أصابته ضمّة»؟ !

ص: 656


1- من أمالي الطوسي .
2- في أمالي الطوسي : «فإنّ سعداً أصابته».
3- في أمالي الطوسي : «بلا حذاء ولا رداء» .
4- هذه الفقرة رواها البرقي في كتاب العلل من المحاسن : ص 301 ح 9.
5- من أمالي الطوسي .
6- كلمة «قد» غير موجودة في أمالي الطوسي .

قال : فقال صلّی الله علیه و آله و سلّم : «نعم، إنّه كان في خُلقه مع أهله سوء».

(أمالي الصدوق : المجلس 61، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «أتى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم آت فقال له : سعد بن معاذ قد مات». وفيه: «فلمّا حنط ...» . وفيه: «ثمّ كان يأخذ السرير مرّة يمنة ومرّة يسرة حتّى ...» . وفيه : «وسوّى عليه اللبن». وفيه : «ناولوني تراباً ، فسدّد ما بين اللّبن». وفيه: «قالت أمّ سعد من جانب القبر: يا سعد ... » . وفيه : «وكنت تأخذ يمنة ويسرة السرير».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 12)

ص: 657

باب 26 البخل

(3593)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إن كان الخلف من الله عزّ وجلّ حقّاً فالبخل لماذا» ؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3594) 2 - (1) وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) قال: «أقلّ النّاس راحة البخیل، وأبخل النّاس من بخل بما افترض الله عزّ وجلّ عليه».

أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3595)3 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علىّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الازدي، عن مالك بن أنس قال: قال الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : « أعجب لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه ، أو يبخل عليها وهي مُدبرة عنه ، فلا الإنفاق مع الإقبال يضرّة، ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه». (أمالي الصدوق : المجلس 32 ، الحديث 4)

ص: 658


1- وفي معاني الأخبار : ص 246 باب معنى البخل والشحّ : ح 7 بإسناده عن موسى بن جعفر علیهما السّلام قال : «البخيل من بخل بما افترض الله عليه».

(3596)4 - وبإسناده عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : «إنّ صلاح أوّل هذه الأمّة بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشُحّ والأمل». (أمالي الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 7)

تقدّم إسناده في باب اليقين (10) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3597) 5 - (1) حدّثنا جعفر بن الحسين رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطة قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن عبد الله بن مسکان:

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال: «إنّ أحقّ النّاس بأن يتمنّى للنّاس الغنى البُخلاء، لأنّ النّاس إذا استغنوا كفّوا عن أموالهم ، (إلى أن قال :) فأصبح أهل البخل يتمنّون فقر النّاس، (إلى أن قال:) وفي الفقر الحاجة إلى البخيل».

(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 18)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3598)6 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث المناهي) قال: «حرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتّات».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة - 16 - من كتاب السماء والعالم .

(3599)7 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ، عن تعالی (في حدیث) قال : «أيّما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان، وحسّنت خلقه ولم أبتله بالبخل

ص: 659


1- ورواه أيضاً في باب الثلاثة من الخصال : ص 152 ح 187 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد.

فإنّي أريد به خيراً».

(أمالى المفيد : المجلس 31 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسى : المجلس 1، الحديث 30)

تقدّم تمامه مسنداً في باب السخاء (41) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3600) 8 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن عمر بن عبد العزيز المعروف بزحل، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «خياركم سمحاؤكم، و شراركم بخلاؤكم».

(أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب السخاء (41) من أبواب مكارم الأخلاق .

(3601) 9 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن مروك بن عبيد قال : حدّثنا جميل بن درّاج قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم».

(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 9)

تقدّم تمامه مسنداً في باب السخاء (41) من أبواب مكارم الأخلاق.

ص: 660

باب 27 الذنوب وآثارها

(3602) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق علیه السّلام (في حديث ) قال : «إن كانت العقوبة من الله عزّ وجلّ النّار فالمعصية لما ذا» ؟

(أمالي الصدوق : المجلس 2، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل (9) ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3603)2 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث) قال: «أزهد النّاس من اجتنب الحرام» .

وقال: «أشدّ النّاس اجتهاداً من ترك الذنوب».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق، و يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3604) 3 - (2) حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال : حدّثني جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «عجبٌ لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النّار». (أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 3)

ص: 661


1- تقدّم تخريجه في باب استكثار الطاعة والعجب بالعمل .
2- وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 147 في الفصل 3 من الباب 7. وروي أيضاً هذا الحديث - مع فقرات أخرى - عن أمير المؤمنين علیه السّلام : جامع الأخبار للسبزواري : ص 360 رقم 1003 فصل 89 ح 5 . وروي نحوه عن الإمام الكاظم علیه السّلام : كما سيأتي في الحديث 17 من الباب .

(3605) 4 - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني والحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، جميعاً قالا: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهري، قال: حدّثني عليّ بن حكيم، عن الربيع بن عبد الله، عن عبد الله بن الحسن، عن زيد بن عليّ، عن أبيه علیه السّلام قال:

يقول الله عزّ وجلّ: «إذا عصاني مِن خلقٍ مَن يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني».

(أمالي الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 12)

(3606) 5 - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاذ الجوهري، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، عن جبرئيل علیه السّلام قال :

قال الله جلّ جلاله: «من أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً وهو لا يعلم أنّ لى أن أعذّبه أو أعفو عنه لا غفرتُ له ذلك الذنب أبداً، ومن أذنب ذنباً صغيراً كان أو

ص: 662


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 276 باب الذنوب : ح 30 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبّاد بن صهيب ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : يقول الله عز وجلّ.... قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 73 : 344 : «من عرفني»: أي أقرّ بربوبيّتي وبالأنبياء والأوصياء وكان على دين الحقّ ، أو كان ممّن يعرف الله حقّ المعرفة ولا ينافي صدور الذنب منه نادراً. «مَن لا يعرفني» من الكفّار والمخالفين ، أو الأعمّ منهم ومن سائر الظلمة، ويمكن شموله للشياطين أيضاً.
2- تقدّم تخريجه في باب الخوف والرجاء (17) من أبواب مكارم الأخلاق .

كبيراً وهو يعلم أنّ لي أن أعذّبه أو أعفو عنه عفوتُ عنه».

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 2)

(3607) 6 - (1) وبإسناده عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : كان أبي علیه السّلام يقول: «ما شيء أفسد للقلب من الخطيئة، إنّ القلب ليُواقع الخطيئة ف--ما تزال به حتّى تغلب عليه فيصيّر أسفله أعلاه وأعلاه أسفله».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 36)

تقدّم إسناده في باب القلب (5) من أبواب مكارم الأخلاق .

ص: 663


1- تقدّم تخريجه في باب القلب من أبواب مكارم الأخلاق . قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 73: 312: «أفسد للقلب من خطيئته» فإن قلت : ما يفسد القلب فهو خطيئة فما معنى التفضيل ؟ قلت : لانسلّم ذلك فإنّ كثيراً من المباحات تفسد القلب ، بل بعض الأمراض والألام والهموم والوساوس أيضاً تفسدها وإن لم تكن ممّا يستحق عليه العذاب، وهي أعمّ من الخطايا الظاهرة ، إذ للظاهر تأثير في الباطن، بل عند المتكلّمين الواجبات البدنيّة لطف في الطاعات القلبيّة، ومن الخطايا القلبيّة كالعقائد الفاسدة والهمّ بالمعصية، والصفات الذميمة كالحقد والحسد والعُجب وأمثالها. «ليواقع الخطيئة» : أي يباشرها ويخالطها ويرتكبها خطيئة بعد خطيئة ، أو يقابل ويدافع الخطيئة الواحدة أو جنس الخطيئة . «فلا تزال به» : هو من الأفعال الناقصة واسمه الضمير الراجع إلى الخطيئة ، و«به» خبره أي ملتبساً ،به ، وقيل : متعلّق بفعل محذوف أي تفعل به، والمراد إمّا جنس الخطيئة أو الخطيئة المخصوصة الّتي ارتكبها ولم يتب منها فتؤثر في القلب بحلاوتها حتّى تغلب على القلب بالرّين والطبع ، أو يدافعها ويحاربها فتغلب عليه حتّى يرتكبها لعدم قلع مراد الشهوات عن قلبه على الاحتمال الثاني . «فيصير أعلاه أسفله»: أي يصير منكوساً كالاناء المقلوب المكبوب لا يستقرّ فيه شيء من الحقّ ولا يؤثر فيه شيء من المواعظ كما روي : «القلوب ثلاثة : قلب منكوس لا يعي شيئاً من الخير وهو قلب الكافر» الخبر. والحاصل أنّ الخطيئة تلتبس بالقلب وتؤثر فيه حتّى تصيّره مقلوباً لا يستقرّ فيه شيء من الخير بمنزلة الكافر ، فإنّ الإصرار على المعاصي طريق إلى الكفر كما قال سبحانه : «ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ» [الروم: 10] وهذا أظهر الوجوه المذكورة في تلك الآية ....

(3608) 7 - (1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضی الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ، عن علىّ علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : «إنّ العبد ليُحبَسُ على ذنب من ذنوبه مئة عام، وإنّه لينظر إلى أزواجه وإخوانه في الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 9)

(3609)8 - وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث المناهي) قال: «لا تحقروا شيئاً من الشرّ وإن صغر في أعينكم ، ولا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم، فإنّه لاكبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإصرار».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الحجامة - 16 - من كتاب السماء والعالم .

ص: 664


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 272 باب الذنوب : ح 19 بإسناده عن مسمع بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ... وذكر مثله إلّا أنّ فيه : «لينظر إلى أزواجه فى الجنّة يتنعّمن». وروى نحوه الراوندي في النوادر : ص 4 بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه علیهم السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال : «إنّ الرجل ليحبس على باب الجنّة مقدار عام بذنب واحد وإنّه لينظر إلى أكوابه وأزواجه».

(3610) 9 - حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن عليّ بن معبد، عن عليّ بن سليمان النوفلي ، عن فطر بن خليفة :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال: «لمّا نزلت هذه الآية: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ» (1)، صعد إبليس جبلاً بمكة يقال له «ثور»، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته ، فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيّدنا لِمَ دعوتنا ؟

قال: نزلت هذه الآية ، فمَن لها ؟

فقام عفريت من الشياطين فقال : أنا لها بكذا وكذا.

قال : لستَ لها.

فقام آخر فقال مثل ذلك ، فقال : لستَ لها .

فقال الوسواس الخنّاس : أنا لها .

قال : بماذا ؟

قال : أعدهم وأمنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار.

فقال : أنت لها . فوكّله بها إلى يوم القيامة».

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 5)

(3611) 10 - وبإسناده عن أبي الصبّاح الكناني، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (في حديث ) قال : «من يطع الشيطان يعص الله، و من یعص الله يعذّبه الله».

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الثاني ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 665


1- سورة آل عمران : 3: 135 .

(3612)11 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن زين العابدين علیه السّلام قال : «ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن إلّا بذنبه وما يعفو الله [تعالى] (1) عنه أكثر» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 5 : الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الحسني مثله ، إلّا أنّ فيه: «قطّ إلّا بذنب».

(أمالي الطوسي : المجلس 31 ، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب التالي. ،

(3613) 12 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبیه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن النضر، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن زيد الشحّام قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهما السّلام يقول: «احذروا سطوات الله بالليل و النهار».

فقلت : وما سطوات الله ؟

فقال: «أخذه على المعاصي (3) ».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 8)

ص: 666


1- من أمالي الطوسي .
2- ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد : 18 / 39، وعنه المجلسي في بحار الأنوار: 73: 360 . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 269 كتاب الإيمان والكفر باب الذنوب : ح 6 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، مثله إلّا أنّ فيه : «تعوّذوا من سطوات الله».
3- في بعض النسخ : «بالمعاصي»، وفي الكافي : «الأخذ على المعاصي».

(3614) 13 - وبالسند المتقدّم عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال :

سمعته (1) يقول : «ما لكم تسوءون رسول الله صلى الله عليه و آله» ؟

فقال رجل : جُعِلتُ فداك، وكيف نسوؤه ؟

فقال: «أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية الله ساءه ذلك ، فلا تسوءوا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وسرّوه».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 29)

(3615 - 3616) 14 - (2) 15 - أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد من حفظه ، قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد الزيّات الصيرفي قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر العبد الصالح قال : حدّثني أبي

13 - ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد : 16 / 32 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار: 73 : 360 ح 85.

ولاحظ سائر تخريجاته في باب عرض الأعمال على رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم (11) من كتاب النبوّة: ج 2 ص 256 ح 1.

ص: 667


1- كذا مضمراً، وفي الكافي : 1 : 219 : «عن سماعة ، عن أبي عبد الله علیه السّلام».
2- هذا هو الحديث 4 من صحيفة الإمام الرضا علیه السّلام: ص 40-41. ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 2 : 28 باب 31 ح 18، والمجلسي في البحار 73: 365 ح 97 نقلاً عن الكراجكي في كنز الفوائد عن الشيخ المفيد، عن عمر بن محمّد ابن الزيات، عن ابن مهرويه . ورواه الرافعي في ترجمة داوود بن سليمان الغازي من تاريخ قزوين : 4:3 ، والزمخشري في ربیع الأبرار : 1 : 398 في باب الملائكة والإنس والجن .... و الديلمي في الفردوس : 5: 343 ح 8110، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1: 71 و 2: 70. وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 375 عن الصادق علیه السّلام. وأورده الديلمي في إرشاد القلوب ص 38 وأعلام الدين : ص 120. وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 303 باب الغضب : ح 8 بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : أوحى الله عزّ وجلّ إلى بعض أنبيائه : «يابن أدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق ...». وروى نحوه الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه كما عنه المجلسي في البحار : 73 : 266 ح 18.

جعفر بن محمّد الصادق قال : حدّثني أبي محمّد بن علي الباقر قال: حدّثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ الشهيد قال : حدّثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال : حدّثني أخي رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

يقول الله عزّ وجلّ: «يا ابن آدم ما تنصفني أتحبّب إليك بالنعم وتتمقّت إليّ بالمعاصي، خيري إليك منزول (1) وشترك إلَيّ صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك (2) في كلّ يوم [وليلة] (3) بعمل غير صالح (4).

يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري (5) من الموصوف [ إذن ] لسارعت إلى مقته [ يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ولا أمحقك فيمن أمحق ]»(6).

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 10)

ص: 668


1- في الحديث 71 من المجلس 10: «خيري عليك ،نازل»، وفي الحديث 7 من المجلس 22: «خيري إليك منزل».
2- في المجلس 22: «يعرج إلىّ عنك».
3- من المجلس 10 و 22 .
4- في المجلس 10 و 22: «بعمل قبیح».
5- في المجلس 10 : «وأنت لا تعلم».
6- من المجلس 10 . وانظر تخريج هذه الفقرة في باب الغضب.

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن عليّ بن محمّد بن مهرويه الصامغاني بقزوين، عن داوود بن سليمان الغازي مثله مع مغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 7)

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحّام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : قال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم: يقول الله عز وجل... وذكر مثله مع مغايرة وزيادة ذكرتها في المتن والهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 72)

(3617) 16 - (1) أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمّد قال:

قال أبو عبد الله علیه السّلام : «إنّ الدعاء ليردّ القضاء ، وإنّ المؤمن ليذنب فيحرم بذنبه

ص: 669


1- ورواه الحميري في قرب الإسناد : ص 32 ح 104 عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن بكر بن محمّد وفيه : «إنّ الدعاء يردّ القضاء وإنّ المؤمن ليأتي بالذنب فيحرم به الرزق». والفقرة الأولى من الحديث - مع زيادة - رواها الكليني في الكافي : 2 : 469 كتاب الدعاء باب أنّ الدعاء يردّ البلاء والقضاء : ح 3 بإسناده عن بسطام الزيّات ، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، وفي ص 470 ح 7 بإسناده عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وأمّا الفقرة الثانية : فرواها البرقي في كتاب عقاب الأعمال من المحاسن : 1 : 206 ح 145 من الباب 56 رقم 362 ، والصدوق في عقاب الأعمال : ص 241 باب عقاب من ينوي الذنب و فيهما: «إنّ المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه». وقريباً منها رواه الكليني في الكافي : 2: 271 باب الذنب : ح 11 بإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «إنّ الذنب يحرم العبد الرزق». ونحوه في الحديث 8 عن الإمام الباقر علیه السّلام.

الرزق». (أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 32)

(3618) 17 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القا سم جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى، عن صدقة الأحدب ، عن داوود الأبزارى (1) قال:

سمعت موسی بن جعفر علیهما السّلام يقول: «كفى بالتجارب تأديباً، وبمرّ الأيّام عظة وبأخلاق من عاشرت معرفة، وبذكر الموت حاجزاً من الذنوب والمعاصي، والعجب كلّ العجب للمحتمين من الطعام والشراب مخافة الداء أن ينزل بهم كيف لا يحتمون من الذنوب مخافة النّار إذا اشتعلت في أبدانهم».

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 50)

(3619)18 - (2) أخبرنا محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم عبد الله بن عليّ الموصلي قال: أخبرني أبو الحسن علي بن حاتم القزويني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد العاصمي قال : أخبرنا عليّ بن الحسين، عن العبّاس بن عليّ الشامي قال :

سمعت الرضا عليّ بن موسى علیهما السّلام يقول: «كلّما أحدث العباد من الذنوب ما

ص: 670


1- ذكره الشيخ في رجاله : (11) قال : داوود بن سعيد أبو عبد الله الكوفي الأبزاري من أصحاب الصادق علیه السّلام، وفي موضع آخر :(1) : داوود الأبزاري من أصحاب الباقر علیه السّلام. وورد في سند الكافي : 2 : 425 كتاب الإيمان والكفر باب الوسوسة وحديث النفس ح 5: داوود الأبزاري أبو اليسع ، عن حمران ، عن أبي جعفر علیه السّلام، وعنه زكريّا بن محمّد . وفي ح 3 من باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر : ج 2 ص 193 : صدقة الأحدب ، عن أبي عبد الله علیه السّلام، وعنه الحكم بن أيمن .
2- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 275 باب الذنوب : ح 29 عن أحمد بن محمّد الكوفي، عن عليّ بن الحسن الميثمي ، عن العبّاس بن هلال الشامي مولىً لأبي الحسن علیه السّلام ، عن الرضا علیه السّلام . ورواه الصدوق في علل الشرائع : ص 522 باب 298 «العلّة الّتى من أجلها يؤخّر الله عزّ وجلّ العقوبة عن العباد» : ح 7 عن عليّ بن حاتم ، عن أحمد بن محمّد العاصمي ، وعليّ بن محمّد بن يعقوب العجلي ، عن عليّ بن الحسين بن العبّاس بن علي مولى لأبي الحسن موسى علیه السّلام، عنالرضا علیه السّلام . وأورد نحوه الحرّاني في تحف العقول: ص 410 في مواعظ الإمام الكاظم علیه السّلام.

لم يكونوا يعملون، أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 56)

(3620 - 3621) 19 - (1) 20 - أخبرنا الحسين بن عبيدالله الغضائري قال : أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن همّام [بن سهيل أبو علي الكاتب الإسكافي ] قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني (2) قال : حدّثنا محمّد بن خالد البرقي قال : حدّثنا محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر :

عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إنّ الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلاً في الموت، يُبقيه ما أحبّ البقاء ، فإذا علم منه أنّه سيأتي بما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرماً».

قال أبو علي [محمّد بن همّام ]: فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيّين - وكان راوية للحديث - فحدّثني عن الحسين بن أسد الطفاوي، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار، عن أبيه :

عن أبي عبدالله علیه السّلام أنّه قال: «من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالأجال، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممّن يعيش بالأعمار».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 58 )

ورواهما أيضاً (فى المجلس 40 الحديث 1) بهذا السند والمتن ، إلّا أنّ فيه : فضيل

ص: 671


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 87.
2- في الحديث 1 من المجلس 40: «محمّد بن علي بن الحسين الهمداني».

بن يسار، عن رجل ، عن أبي عبد الله علیه السّلام .

(3622) 21 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن أبيه، عن عليّ بن موسى ، عن آبائه علیهم السّلام:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام أنّه قال : «تعطّروا بالاستغفار، لاتفضحكم روائح الذنوب».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 54)

(3623) 22 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : حدّثني عمّي عليّ بن حمزة قال : حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن الحسين ، عن عليّ علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «ما اختلج عرق ولا عثرت قدم إلّا بما قدّمت أيديكم، وما يعفو الله عزّ وجلّ عنه أكثر».

(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 6)

ص: 672


1- و روی نحوه الكليني في الكافي : 2 : 269 كتاب الإيمان والكفر : باب الذنب : ح 3 بإسناده عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «أما إنّه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلّا بذنب، وذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه : «وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ» [الشورى: 30] . قال : ثمّ قال : «وما يعفو الله أكثر ممّا يؤاخذ به». وروى في الحديث 4 من الباب المذكور نحوه عن أبي جعفر علیه السّلام.
باب 28 علل المصائب والأمراض ، والذنوب الّتي توجب غضب الله وسرعة العقوبة

أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب فلاحظ.

(3624) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضی الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنى أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة :

عن أبي جعفر محمّد بن علىّ الباقر علیهم السّلام قال : سمعته يقول: «أما إنّه ليس من سنة أقلّ مطراً من سنة، ولكنّ الله يَضَعه حيث يشاء ، إنّ الله جلّ جلاله إذا عَمِل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدّر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى القياني والبحار والجبال ، وإن الله ليعذّب الجُعَل فِي جُحرها بحبس المطر عن الأرض الّتي هي بمحلّتها لخطايا من بحضرتها و قد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلّة أهل المعاصي».

قال : ثمّ قال أبو جعفر علیه السّلام : «فاعتبروا يا أولي الأبصار».

ص: 673


1- وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 420 - 421 . ورواه البرقي في كتاب عقاب الأعمال من المحاسن : 1: 206 - 207 باب 57 «عقاب المعاصي» ح 207 147 / 364 عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب إلى قوله علیه السّلام : «فاعتبروا يا أولي الأبصار». وأمّا قوله علیه السّلام : «وجدنا في كتاب عليّ علیه السّلام » إلى آخر الخبر فرواه أيضاً في علل الشرائع : ص 584 باب 385 «نوادر العلل» : ح 26 عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن محبوب . ورواه أيضاً في عقاب الأعمال : 2 : 300 باب 88 ح 1 - ط مكتبة الصدوق بطهران - عن ابن المتوكّل ، عن الحميري ، عن أحمد بن خالد، عن ابن محبوب . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 374 كتاب الإيمان والكفر باب عقوبات المعاصي العاجلة : ح 2 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه. وعدّة من الأصحاب، عن أحمد بن محمّد، جمیعاً عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطيّة . وأورده الحرّاني في قصار مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم من تحف العقول: ص 51. وروی نحوه السبزواري في جامع الأخبار : ص 1420/509 فصل 141 ح 31.

ثمّ قال : وجدنا في كتاب علىّ علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إذا ظهر الزِّنا كثر موت الفجأة ، وإذا طُفّف المكيال (1) أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منَعَت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلّها ، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم والعدوان (2)، وإذا نقضوا العهود (3) سلّط الله عليهم عدوّهم، وإذا قطعوا الأرحام جُعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر ولم يتّبعوا الأخيار من أهل بيتي سلّط الله عليهم شِرارهم فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يُستجاب لهم» (4).

(أمالي الصدوق : المجلس 51 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمیر، عن مالک بن عطيّة، عن أبي حمزة الثمالي قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن الحسين علیهم السّلام يقول : وجدت في كتاب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : «إذا ظهر الرّبا (5) من بعدي ظهر موت الفجأة» إلى آخر الحديث

ص: 674


1- في أمالي الطوسي: «طففت المكائيل».
2- في أمالي الطوسي : «إذا جاروا في الحكم تعاونوا على الإثم والعدوان».
3- في أمالي الطوسي: «العهد».
4- في أمالي الطوسي: «ثمّ يدعو خيارهم فلا يستجاب لهم».
5- في سائر المصادر «الزنا».

مع مغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش، وسقط في النسخ من قوله «عدوّهم» إلى قوله : «سلّط الله عليهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 13)

(3625) 2 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه رضی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن الحكم ، عن مندل بن عليّ العنزي، عن محمّد بن مطرّف، عن مِسمَع ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إذا غضب الله تبارك وتعالى على أمّة ولم ينزل بها العذاب، غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم يربح تجّارها، ولم تزك ثُمارها، ولم تغزُر أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وسلّط عليها شرارها».

(أمالي الصدوق : المجلس 85، الحديث 24)

(3626) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن زياد :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام قال : «إنّ الله تعالى إذا غضب على أمّة ثمّ لم ينزل بها العذاب أغلى أسعارها، وقصّر أعمارها، ولم يريح تجّارها، ولم تغزر أنهارها ، ولم تزكُ ثمارها ، وسلّط عليها شرارها، وحبس عليها أمطارها».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 45)

(3627) 4 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي

ص: 675


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 360 باب السبعة ح 48 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن عليّ الكوفي ، عن العبّاس بن معروف ، عن رجل ، عن مندل بن علي.
2- الفقرة الأخيرة من الحديث رواها محمّد بن همّام الاسكافي في التمحيص : ص 42 باب = التمحيص بالعلل والأمراض (3) ح 46 من طريق جابر بن عبد الله. وورد من طريق الإمام الرضا علیه السّلام: عيون أخبار الرضا علیه السّلام للصدوق : 2 : 49 باب 31 ح 163. وأخرجه البحار : 81 224 عن دعوات الراوندي ونسبه إلى أمير المؤمنين علیه السّلام. لاحظ الحديث الأخير من الباب السابق وتخريجه .

قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا الفضل بن القاسم [العقيلي سنة خمس وثلاثين ومئتين] (1) قال : حدّثني أبي، عن جدّي (2) عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب قال :

سمعت عليّ بن الحسين زين العابدين علیه السّلام يقول: «ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن إلّا بذنبه ، وما يعفو الله عنه أكثر».

وكان إذا رأى المريض قد برئ قال : «ليهنئك الطّهر من الذنوب، فاستأنف العمل».

(أمالي المفيد : المجلس 5 : الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الحسني مثله ، إلّا أنّ فيه : «قطّ إلّا بذنب». وفيه : «ليهنئك الطهر - أي من الذنوب».

(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 2)

(3628) و 3629) 5 - (3) 6 - أبو عبد الله المفيد بسندين عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي وأبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن عليّ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

ص: 676


1- من أمالي الطوسي .
2- ما ذكرته هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي ولترجمة عبد الله بن محمّد عقیل من لباب الأنساب : 1 : 377، وفي أمالي المفيد: ... الفضل بن القاسم قال : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن أبيه ، عن جدّه عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب .
3- وروى الكليني في الكافي : 2 : 327 كتاب الإيمان والكفر : باب البغي : ح 1 بإسناده = عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إن أعجل الشرّ عقوبة البغي». وانظر سائر تخريجاته في باب جوامع مساوئ الأخلاق .

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ أسرع الخير ثواباً البر، وأسرع الشرّ عقاباً البغى» الحديث . أ(مالي المفيد : المجلس 8، الحديث 1، والمجلس 33، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 4 الحديث 17)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مساوئ الأخلاق.

(3630) 7 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالک بن عطیّة، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن عليّ علیهما السّلام قال :

في كتاب أمير المؤمنين علیه السّلام : «ثلاث خصال لايموت صاحبهنّ حتّى يرى وبالهنّ : البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة، وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، إنّ القوم ليكونون فجّاراً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون، وإنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم تدع الديار بلاقع (2) من أهلها».

(أمالي المفيد : المجلس 11 ، الحديث 8)

ص: 677


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 347 كتاب الإيمان والكفر باب قطيعة الرحم : ح 4 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وفيه زيادة وهي : وتنقل الرحم وإنّ نقل الرحم انقطاع النسل». ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه ، كما عنه المجلسي في البحار : 74: 99 ح 4 إلّا أنّ في آخره: «وينقل الرحم وإنّ في انتقال الرحم انقطاع النسل». ورواه الصدوق في الخصال : ص 124 باب الثلاثة : ح 119 عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى . ورواه أيضاً الصدوق في عقاب الأعمال: ص 220 باب 14 ح 1 مقتصراً على صدر الحديث. وأورده ابن شعبة الحرّاني في مواعظ الإمام الباقر علیه السّلام من تحف العقول: ص 295.
2- في الكافي والخصال: «لتذران الديار بلاقع ...». «بلاقع» : جمع بلقع وبلقعة وهي الأرض القفر الّتي لا شيء بها .

(3631) 8 - (1) أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ بن الحسن قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان، عن أبيه قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي قال : حدّثنا عبد المؤمن، عن محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم : «أسرع الأشياء عقوبة رجل تحسن إليه ويكافيك على إحسانك بإساءة ، ورجل عاهدته فمن شأنك الوفاء له ومن شأنه أن يكذبك ، ورجل لا تبغي عليه وهو دائماً يبغي عليك ، ورجل تصل قرابته فيقطعك».

(أمالي المفيد : المجلس 20، الحديث 5)

(3632) 9 - (2) حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الزيّات قال : حدّثنا عبيد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين قال : حدّثنا مسعر بن يحيى النهدي قال : حدّثنا شريك بن عبد الله القاضي قال : حدّثنا أبو إسحاق الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين

ص: 678


1- وقريباً منه رواه الصدوق في الخصال : ص 230 باب الأربعة ح 72 بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم أنّه قال : «يا عليّ أربعة أسرع شيء عقوبة ...» إلى آخر الحديث مع تفاوت في اللفظ وتقديم وتأخير في بعض الفقرات . وورد هذا المعنى عن أبي جعفر علیه السّلام : ح 71 من باب الأربعة من الخصال : ص 230.
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 78 مع تفاوت في اللفظ.

عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على النّاس، وكفر الإحسان».

(أمالي المفيد : المجلس 28 ، الحدیث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 18)

(3633) 10 - (1) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رضی الله عنه قال : حدّثني أبي، عن سعد عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد، عن یاسر ، عن أبي الحسن الرضا عليّ بن موسى علیهما السّلام قال : «إذا كذب الولاة حبس المطر (2)، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي».

(أمالي المفيد : المجلس 37، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 26)

(3634) 11 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن عليّ بن حمويه البصري قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا أبو الوليد وأبوكثير جميعاً عن شعبة قال : أخبرني الحكم، عن الحسن بن مسلم :

عن ابن عبّاس قال: «ما ظهر البغي في قوم قطّ إلّا ظهر فيهم الموتان ، ولا ظهر البخس في الميزان إلّا ظهر فيهم الخسران والفقر - قال أبو خليفة عن أبي كثير : إلّا ابتلوا بالسنة - ولا ظهر نقض العهد في قوم إلّا أديل عليهم عدوّهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 48)

ص: 679


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 179.
2- في بعض النسخ: «القطر».
باب 29 التغليظ على من بلغ أربعين سنة

(3635) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم عن داوود بن النعمان، عن سيف التمّار ، عن أبي بصيرقال :

قال الصادق أبو عبدالله جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «إنّ العبد لفي فسحة من أمره مابينه وبين أربعين سنة ، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملائكته : إنِّي قد عمّرت عبدي عمراً فغلّظا وشدّدا وتحفّظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره، و صغيره وكبيره».

(أمالي الصدوق : المجلس 10، الحديث 1)

ص: 680


1- ورواه أيضاً في الحديث 24 من أبواب الأربعين وما فوقه من كتاب الخصال : ص 545 . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في الشيب والخضاب» من روضة الواعظين : ص 476 .
باب 30 من أطاع المخلوق في معصية الخالق

(3636) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضی الله عنه حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار [أبي حمزة ] الثمالي :

عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث طويل ) قال : «وأمّا حقّ سائسك بالملك فأن تُطيعه ولا تعصيه إلّا فيما يُسخط الله ، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». (أمالي الصدوق : المجلس 59 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب جوامع الحقوق من كتاب العشرة .

(3637) 2 - عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن

ص: 681


1- يأتي تخريج الحديث في الباب الأوّل من كتاب العشرة . وأمّا قوله علیه السّلام : «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» فله شاهد من حديث أمير المؤمنين علیه السّلام عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : مسند أحمد: 131:1، وفي ص 94 فی حدیث، صحيح البخاري : (7257) ، صحیح مسلم : ( 1840 - 39) ، سنن النسائي : 7: 159 ، سنن أبي داوود: (2625) ، مسند البزّار : ((589)، مسند أبي عوانة : (4: 451 و 452، صحيح ابن حبّان : (4567 ). ومن حديث عمران ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم: مسند أحمد : 16:5 و 66. ومن حديث الحكم الغفاري، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : كنز العمّال : 5: 792 ح 14401 نقلاً عن أبي نعيم . ومن حديث ابن مسعود عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم : كنز العمّال : 797:5 ح 14413 نقلاً عن عبد الرزاق وأحمد فى المسند. ومن حديث الإمام الرضاء علیه السّلام : عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 2 باب 35 ح 1.

أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام: أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال): «لا تُسخِطوا الله برضا أحد من خلقه، ولا تتقرّبوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عزّ وجلّ، فإنّ الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً أو يصرف به عنه سوءً إلّا بطاعته وابتغاء مرضاته ، إنّ طاعة الله نجاح كلّ خير يُبتَغى، ونجاة من كلّ شرّ يُتَّق، وإنّ الله يَعصِم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه، ولا يجد الهارب من الله مَهرباً، فإنّ أمر الله نازل بإذلاله ولو كَرِه الخلائق، وكلّ ما هو آت قريب، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن».

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهما السّلام : «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم»

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من كتاب الروضة .

(3638) 3 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري رحمه الله قال : حدّثني عمّي عليّ بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسي قال: حدّثني العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ علیهما السّلام يقول : «لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله». (أمالي المفيد : المجلس (36 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 23)

ص: 682


1- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 373 كتاب الإيمان والكفر باب من أطاع المخلوق في معصية الخالق: ح 4 عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم . والفقرة الأولى منه وردت في الحديث 171 من صحيفة الإمام الرضا علیه السّلام : ص 79 بلفظ : «لا دين لمن دان لمخلوق في معصية الخالق»، ومثله في عيون أخبار الرضا : 2 : 43 باب 31ح 149.

فهرس الکتاب

باب 1 - حدوث العالم وبدء خلقه ...7

باب 2 الشمس والقمر... 11

باب 3- علم النجوم ... 13

باب 4- ما ورد فى الجبال، وسبب الزلزلة وما يرتبط بذلك ... 15

باب 5- تحريم أكل الطين وما يحلّ أكله منه ... 17

باب 6- الممدوح من البلدان والمذموم منها... 21

باب 7 - ما ورد فى الصاعقة ... 26

باب 8- ما ورد في الملائكة وصفاتهم وشؤونهم ... 28

باب 9 - ما ورد في الجنّ ... 45

باب 10 - ما ورد فى إبليس لعنه الله ... 50

باب 11 - فضل الإنسان على الحيوان ... 63

باب 12 - الروح وحالها، وخلق الأرواح قبل الأجساد، وحقيقة الرؤيا ... 66

باب 13 - الرؤيا وبعض مصاديقها الصادقة، ورؤيا النبيّ وأوصيائه علیهم السّلام في المنام ... 70

باب 14 - قوى النفس ومشاعرها من الحواس ... 90

باب 15 - ما ورد في الأيّام ...94

باب 16 - ما ورد فى الحجامة...96

باب 17 علاج الحُمّى ... 98

أبواب الحيوان

باب 1 - ما ورد فى الحيوان وبعض أصنافه ... 99

باب 2- آداب الركوب ... 104

باب 3 - حقّ الدابّة على صاحبها ... 106

باب 4- فضل الخيل وارتباطها في سبيل الله ، وما ورد في شؤم الدابّة ... 107

ص: 683

باب 5 - النهي عن قتل النحل، وأن يحرق الحيوان بالنّار ... 109

باب 6 - ما ورد في الديك ... 110

باب 7 - ما ورد في القُنبرة ... 111

باب 8 - ما ورد فى الصيد ... 112

أبواب الأطعمة

باب 1 - علة تحريم المحرّمات وحليّة التداوي بالحرام عند الضرورة ... 113

باب 2 - ما ورد في اللحم والجبن ... 115

أبواب آداب الأكل ولواحقها

باب 1 - ذمّ كثرة الأكل، والأكل على الشبع ... 117

باب 2- مباكرة الغداء ... 122

باب 3 - غسل اليد قبل الطعام وبعده وبعض آدابه ... 123

باب 4 - التسمية على الطعام ... 125

باب 5 - الأكل باليسار، والأكل متّكاً، والأكل على الجنابة ... 126

باب 6 - النهي عن النفخ في الطعام والشراب ... 128

باب 7 - جوامع آداب الأكل ... 129

باب 8 - ما نهي عن أكله ... 131

باب 9 - ما ورد فى الخلال ... 131

باب 10 - أكل الكسرة والتمرة ... 132

أبواب الأشربة

باب 1 - ما ورد فى الماء وآداب شربه وأوانيه ... 133

باب 2 - الخمر وسائر المسكرات ... 136

باب 3 - الشرب فى آنية الذهب والفضّة، واستعمالهما لغير الأكل والشرب ... 138

أبواب الفواكه

باب 1 - ما ورد في التمر والعنب والتفّاح والسفرجل ... 141

باب 2 - ما ورد في الزبيب ... 145

ص: 684

باب 3 - ما ورد فى الرمّان ... 148

باب 4 - ما ورد في الأترج ... 150

باب ما يعمل من الحبوب ... 151

أبواب البقول

باب 1 - ما ورد في البقل ... 153

باب 2 ما ورد في الهندباء ... 153

باب 3- ما ورد في الباذنجان ... 154

باب 4 - ما ورد في القرع ... 156

باب 5 ما ورد فى الفجل ... 157

باب 6- ما ورد في الكمأة ... 158

كتاب الإيمان والكفر

أبواب الإيمان والإسلام

باب 1 - فضل الإيمان وأنّه من أعظم النعم ... 163

باب 2 - المؤمن ينظر بنور الله ... 167

باب 3 - ما ورد فى طينة المؤمن ... 168

باب 4 - ما ضمن الله تعالى للمؤمن ... 174

باب 5 - إحياء المؤمن ... 175

باب 6 - شدّة ابتلاء المؤمن وعلّته ... 176

باب 7 - علامات المؤمن وصفاته ... 186

باب 8 فضائل الشيعة ... 220

باب 9 - الصفح عن الشيعة وشفاعة الأئمّة علیهم السّلام فيهم ... 249

باب 10 - صفات الشيعة وأصنافهم ... 267

باب 11 - دخول الشيعة بلاد الشرك ومجالس المخالفين ... 274

باب 12 - الفرق بين الإيمان والإسلام ... 276

باب 13 - ما ورد في نسبة الإسلام ... 277

باب 14 - دعائم الإيمان والإسلام ... 279

باب 15 - الدّين الّذي لا يقبل الله أعمال العباد إلّا به ... 287

ص: 685

باب 16 - أنّ العمل جزء الإيمان ... 292

باب 17 - ما ورد فى الواسطة بين الإسلام والكفر ... 301

باب 18 - العلّة الّتى من أجلها لا يكفّ الله المؤمنين عن الذنب ... 302

باب 19 - الحبّ في الله والبغض في الله تعالى ... 304

باب 20 صفات خيار العباد وأولياء الله ... 312

أبواب مكارم الأخلاق

باب 1 - جوامع مكارم الأخلاق ... 321

باب 2 - العدالة والخصال الّتى من كانت فيه ظهرت عدالته ... 353

باب 3 - ما ورد فى أصناف النّاس ... 355

باب 4- حبّ الله تعالى ... 357

باب 5 - القلب وصلاحه وفساده ... 364

باب 6 - ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها ... 370

باب 7 - ترك الشهوات والأهواء ... 378

باب 8 - العزلة عن شرار الخلق والأنس بالله ... 382

باب 9 - النهى عن الرهبانيّة ... 383

باب 10 - ما ورد في اليقين ... 385

باب 11 - النيّة وشرائطها ومراتبها وكمالها ... 388

باب 12 - العبادة وذم الإشهار بها ... 393

باب 13 - الطاعة والتقوى ... 395

باب 14 الورع واجتناب الشبهات ... 407

باب 15 - ما ورد في الزهد ... 415

باب 16 - الغنى والكفاف ... 428

باب 17 - الخوف والرجاء ... 430

باب 18 - حسن الظن بالله تعالى وترك العجب والاعتراف بالتقصير ... 439

باب 19 - الصدق وأداء الأمانة ... 441

باب 20 - ما ورد فى الشكر ... 447

باب 21 - ما ورد فى الصبر ... 461

باب 22 - التوكل والرضا والتسليم ... 466

باب 23 - الاجتهاد والحثّ على العمل ... 476

ص: 686

باب 24 - أداء الفرائض واجتناب المحارم ... 494

باب 25 - الاقتصاد فى العبادة والمداومة عليها ... 498

باب 26 - الحسنات بعد السّيئات ... 499

باب 27 - ثواب من سنّ سنّة حسنة ... 502

باب 28 - الاستبشار بالحسنة وتمنّي الخيرات ... 504

باب 29 - الاستعداد للموت ... 505

باب 30 - الوفاء بما جعل الله على نفسه ... 511

باب 31 - العفاف وعفّة البطن والفرج ... 512

باب 32 - الحياء من الله ومن الخلق ... 516

باب 33 - فعل الخير وتعجيله ... 518

باب 34 - قول الخير والقول الحسن ... 521

باب 35 - السكوت والكلام وفضل الصمت وترك ما لا يعنى من الكلام ... 524

باب 36 التفكّر والاعتبار والاتّعاظ بالعبر ... 534

باب 37 - السكينة والوقار ... 536

باب 38 - التدبير والحزم ... 537

باب 39 - حسن السمت ... 538

باب 40 - القناعة والاقتصاد ... 539

باب 41 - السخاء والسماحة والجود، والغيرة والشجاعة ... 542

باب 42 حُسن الخلق وحسن البشر ... 548

باب 43 - أنه ينبغى أن لا يخاف في الله لومة لائم ... 557

باب 44 - حسن العاقبة وإصلاح السريرة ... 558

باب 45 - رضا الله تعالى، وما يلقيه في قلوب العباد من محبّة الصالحين ... 563

باب 46 - الحلم والعفو وكظم الغيظ ... 564

باب 47 _ الفقر والفقراء ... 580

أبواب مساوئ الأخلاق

باب 1 - أصول الكفر وأركانه ... 591

باب 2- الشكّ في الدين والوسوسة ... 593

باب 3- النفاق وصفات المنافق ... 594

باب 4 - جوامع مساوئ الأخلاق ... 596

ص: 687

باب 5 - شرار النّاس ... 601

باب 6 - طلب الرئاسة ... 603

باب 7 - من وصف عدلاً ثمّ خالفه ... 604

باب 8 - الكذب وروايته ... 606

باب 9 - الرياء والسمعة ... 609

باب 10 - استكثار الطاعة والعجب بالعمل ... 611

باب 11 - ذمّ الشكاية من قسم الله وعدم الرضا به والتأسّف بما فات من الدنيا ... 614

باب 12 - اليأس من روح الله تعالى ... 616

باب 13 - حب الدنيا وذمّها ... 618

باب 14 - حبّ المال وجمعه ... 632

باب 15 - الغفلة والفرح واللهو ... 637

باب 16 - العشق وعلته ... 638

باب 17 - الكسل والضجر ... 639

باب 18 - الكبر ... 640

باب 19 - الحسد ... 641

باب 20 - الحرص وطول الأمل ... 644

باب 21 - الطمع ... 647

باب 22 - الغضب ... 648

باب 23 - العصبيّة والفخر ... 652

باب 24 - النهي عن المدح ... 653

باب 25 - سوء الخُلق ... 654

باب 26 - البخل ... 658

باب 27- الذنوب و آثارها ... 661

باب 28 - علل المصائب والأمراض ، والذنوب الّتي توجب غضب الله وسرعة العقوبة ... 673

باب 29 - التغليظ على من بلغ أربعين سنة ... 680

باب 30 - من أطاع المخلوق في معصية الخالق ... 681

ص: 688

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.