سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر
عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي
تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.
مواصفات المظهر: ج 10
فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)
حالة الفهرسة: فهرسة سابقة
لسان : العربية
ملحوظة: کتابنامه
عنوان آخر: الامالی
موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4
أحاديث الشيعة -- قرن ق 5
معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي
معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي
معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي
معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي
تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998
ص: 1
محمودي، محمّد جواد، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.
ترتيب الأمالي: ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة، الصدوق، والمفيد، والطوسي / تأليف محمّد جواد المحمودی - قم: بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388
10ج - (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
ISBN - (دوره): 2- 51- 6289 - 964: ISBN
(ج2) 3- 54 - 6289 - 964 - 978: ISBN (ج1) 6 - 53- 6289 - 964 - 978: ISBN
(ج4) 7 - 56 - 6289 - 964 - 978: ISBN (ج3) 3- 55 - 6289 - 964 - 978: ISBN
(ج6) 1- 58 - 6289 - 964 - 978: ISBN (ج5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978: ISBN
(ج8) 4 - 60 - 6289 - 964 - 978: ISBN(ج7) 8 - 59 - 6289 - 964 - 978: ISBN
(ج10) 1- 97 - 7777 - 964 - 978: ISBN (ج9) 4 - 96 - 7777 - 964 - 978: ISBN
فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا.عربی- کتابنامه.
1- احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 5 ق. الف. ابن بابويه، محمّد بن علی، 311- 381 ق. الامالي. ب. مفيد. محمّد بن محمّد.، 336 - 413 ق. الامالي. ج. طوسی، محمّد بن حسن، 385 - 460 ق. الامالی. د. بنیاد معارف اسلامی. ه- عنوان. وعنوان: الامالى.
8 الف 2 الف / 129 BP 212/297 1378
کتابخانه ملی ایران 6998 - 78 م
هويّة الكتاب:
اسم الكتاب:... ترتيب الأمالي / ج 4
تأليف:... محمّد جواد المحمودي
نشر:... مؤسّسة المعارف الإسلامية
الطبعة:... الثانية 1430 ه-. ق
المطبعة:... عترت
العدد:... 110 نسخة
رقم الايداع الدولي:... 978-964-6289-55-3
ISBN:... 978-964-6289-55-3
حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية
قم المقدسة - تلفون: 09127488298 - 7732009 ص ب 768 / 37185
www.maaref islami.com
E-mail:info@maarefislami.com
ص: 2
بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
أقول: تقدّم في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام) ما يرتبط بهذا الباب.
(1590) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس التميمي الرازي: قال حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسی بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ(2) قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «خُلِقتُ أنا وعليّ من نور واحد».
(أمالي الصدوق: المجلس 41، الحديث 10)
(1591) 2-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسن البصري قال: حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم العمّي قال: حدّثنا أبوالطيّب محمّد بن عليّ الأحمر الناقد قال: حدّثني نصر بن عليّ قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد الحميد قال: حدّثنا حميد، عن أنس بن مالك قال:
ص: 7
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «كنت أنا وعليّ عن يمين العرش نسبّح اللّه قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلمّا خلق آدم جعلنا في صُلبه، ثمّ نقلنا من صُلب إلى صُلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المُطهّرات حتّى انتهينا إلى صُلب عبد المُطّلب، فقسمنا قسمين: فجعل في عبداللّه نصفاً، وفي أبي طالب نصفاً، وجعل النبوّة والرّسالة فِيّ، وجعل الوصيّة والقضيّة في عليّ، ثمّ اختار لنا اسمين اشتقّهما من أسمائه، فاللّه المحمود وأنا محمّد، واللّه العليّ وهذا عليّ، فأنا للنبوّة والرسالة، وعلي للوصيّة والقضيّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 9)
(1592) 3- وباسناده عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً(1)، إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلّا خمسة أنوار: نور محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونوري، ونور فاطمة، ونورَي(2) الحسن والحسين ومن ولده من الأئمّة، لأنّ نوره من نورنا الّذي خلقه اللّه عزّ و جلّ من قبل خلق آدم(3) بألفي عام».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 59، والمجلس 40، الحديث 2)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب 4 - في أحوال والدي أمير المؤمنين(علیه السلام)-.
(1593) 4- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد
ص: 8
بن عیسی بن منصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:
حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، خلقني اللّه تعالى وأنت من نُور اللّه حين خلق آدم، وأفرغ ذلك النُّور في صُلبه، فأفضى به إلى عبد المطّلب، ثمّ افترقا من عبد المطّلب، أنا في عبداللّه، وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوّة إلّا لي، ولا تصلح الوصيّة إلّا لك، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي أكبّه اللّه على منخريه في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 24)
(1594) 5-(1) وبإسناده عن أنس بن مالك: عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق ماء تحت العَرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلمّا أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صُلب آدم إلى أن قبضه اللّه، ثمّ نقله إلى صُلب شيث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظَهر إلى ظَهر حتّى صار في صُلب عبد المُطّلب، ثمّ شقّه اللّه عزّ وجلّ بنصفين، فصار نصفه في أبي عبداللّه بن عبدالمطّلب، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، وعليّ من النصف الآخر، فعليّ أخي في الدنيا والآخرة».
ثمّ قرأ رسول اللّه: (وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 84)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب 18 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 9
(1595) 6- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرني المنذر بن محمّد - قراءة - قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الضبّي قال: حدّثنا موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه أخرجني ورجلاً مَعي من طُهر إلى طُهر، من صُلب آدم حتّى خرجنا من صلب أبينا، فسبقته بفضل هذه على هذه - وضمّ بين السبّابة والوسطى - وهو النبوّة».
فقيل له: ومَن هو، يا رسول اللّه؟
قال: «عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 33)
(1596) 7- أخبرنا جماعة، عن أبي المُفضّل قال: حدّثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن زيد بن عليّ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث ) قال: «إنّ اللّه تعالى لمّا أحبّ أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيّبة، فأودعها صُلب أبي آدم (علیه السلام)، فلم يزل ينقلها من صُلب طاهر إلى رَحِم طاهر إلى نوح وإبراهيم (علیهما السلام)، ثمّ كذلك إلى عبدالمطّلب، فلم يصبني من دَنَس الجاهليّة، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين: إلى عبداللّه وأبي طالب، فولدني أبي فختم اللّه بي النبوّة، وولد عليّ فختم به الوصيّة، ثمّ اجتمعت النُطفتان مِنّي ومن عليّ، فولدنا الجهر والجهير الحسنين، فختم اللّه بهما أسباط النبوّة» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 2)
تقدّم تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام).
ص: 10
(1597) 8-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي الكاتب قال: حدّثنا أبوهاشم داوود بن القاسم بن المفضّل قال: حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل أبو عيسى النبهاني ب-«القسطاس»، قال: حدّثنا هارون بن عيسى بن بهلول المصري الدهّان قال: حدّثنا بكّار بن محمّد بن شعبة اليمامي قال: حدّثني محمّد بن شعبة الذهلي قاضي اليمامة، قال: حدّثني بكر بن الملك الأعتق البصري، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، خلق اللّه النّاس من أشجار شتّى، وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها، فطوبى لعبد تمسّك بأصلها وأكل من
ص: 11
فرعها».
(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 9)
(1598) 9-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبداللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد الخطيب المدائني قال: حدّثنا عثمان بن عبداللّه بن عمرو بن عثمان قال: حدّثنا عبداللّه بن لهيعة، عن أبي الزبير قال:
سمعت جابر بن عبداللّه يقول: بينا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعرفات وعليّ (علیه السلام) تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) فقال: «ادن منّي يا عليّ». فدنا منه، فقال: «ضع خمسك - يعني كفّك - في كفّي». فأخذ بكفّه فقال: «يا عليّ، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلّق بغصن من أغصانها أدخله اللّه الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 11)
ص: 12
(1599) 10- أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه،، عن عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري قال: حدّثنا الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليه(1) ( في حديث) قال:
سمعت جدّي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «خلقت من نور اللّه عزّ وجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق مُحبّوهم من نورهم، وسائر الخلق في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 5)
تقدّم تمامه في الباب 11 من أبواب حب أهل البيت (علیهم السلام) وبغضهم.
(1600) 11-(2) حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس إسحاق بن محمّد بن مروان القطّان(3) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا
ص: 13
حدّثنا عبيد بن يحيى العطّار(1) قال: حدّثنا يحيى بن عبداللّه بن الحسن، عن أبيه و عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، عن أبيهما، عن جدّهما قالا:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ في الفردوس لعيناً أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا اللّه عزّ وجلّ منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الّذي أخذ اللّه عزّ وجلّ عليه ولاية عليّ بن أبي طالب».
قال عبيد: فذكرت لمحمّد بن الحسين بن عليّ(2) هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبداللّه، هكذا أخبرني أبي عن جدّي، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الطوسى: المجلس 11، الحديث 67)
(1601) 12- أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: أخبرنا الحسين قال: حدّثنا أبو عبداللّه بن أسباط، عن أحمد بن محمّد بن زياد العطّار، عن محمّد بن مروان الغزّال، عن عبيد بن يحيى، عن يحيى بن عبداللّه بن الحسن، عن جدّه الحسن بن عليّ (علیهما السلام) قال:
ص: 14
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ في الفردوس...» وذكر مثل الحديث المتقدّم، إلّا أنّ فيه: «وهي الميثاق الّذي أخذ اللّه عزّ وجلّ عليه ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».
قال عبيد: فذكرت لمحمّد بن الحسين هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبداللّه، هكذا أخبرني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
قال عبيد: قلت: أشتهي أن تفسّره لنا إن كان عندك تفسير.
قال: نعم، أخبرني أبي، عن جدّي، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ للّه تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد اللّه عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة، فرمى بها في النطفة حتّى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق».
(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 6)
(1602) 13-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي [الكندي العطّار] قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال: حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة (في حديث) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « ألا إنّي عبداللّه وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته وآدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً».
(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن
ص: 15
عمرو بن طريف الحجري مثله، إلّا أنّ فيه: «قد صدّقته». (أمالي الطوسى: المجلس 30، الحديث 5)
تقدّم تمامه في الحديث 1 من الباب 5 من أبواب الموت من كتاب العدل والمعاد.
(1603) 14- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثني أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيها (علیهما السلام).
وقال [أبوبكر الجعّابي]: حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب: «ألا أبشّرك؟ ألا أمنحك»؟
قال: «بلى يا رسول اللّه».
قال: «فإنّني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فُضلة فخلق منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأمّهاتم إلّا شيعتك، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».
(أمالي المفيد: المجلس 37، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّي خُلِقت...».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 27)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم الصيداوي قال: حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه.
قال أحمد بن عبد المنعم: وحدّثنا عبيد اللّه(1) بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن أبيه، عن جابر بن عبداللّه قال:
ص: 16
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «ألا أسرّك؟ ألا أمنحك؟ ألا أبشّرك»؟
قال: «بلى يا رسول اللّه».
قال: «إنّي خُلقت أنا وأنت من طينة واحدة وفضلت فضلة فخلق اللّه منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأسماء أمّهاتهم سوى شيعتنا، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 25)
ص: 17
(1604) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن دينار، عن سعید بن جبير قال:
قال يزيد بن قعنب: كنت جالساً مع العبّاس بن عبدالمطّلب وفريق من عبد العُزّى بإزاء بيت اللّه الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين (علیه السلام)، وكانت حاملة به لتسعة أشهر، وقد أخذها الطَّلق، فقالت: «أي ربّ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل (علیه السلام)، وإنّه بنى البيت العتيق، فبحقّ الّذي بنى هذا البيت، و بحقّ المولود الّذي في بطني لما يسّرت عَلَيّ ولادتي».
قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه و غابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قُفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنّ ذلك أمرٌ من أمر اللّه عزّ وجلّ، ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ قالت: «إنّي فضّلت على من تقدّمنى من النساء، لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت اللّه سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد اللّه فيه إلّا اضطراراً، وإنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً جنيّاً، وإنّي دخلت بيت اللّه الحرام وأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها.
ص: 18
فلمّا أردت أن أخرج، هتف بي هاتف: يا فاطمة، سَمِّيه عليّاً فهو عليّ، والله العليّ الأعلى يقول: إنّي شققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، و وقّفته على غامض علمي، وهو الّذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الّذي يؤذّن فوق ظَهر بيتي ويقدّسني ويمجّدني، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه».
(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 9)
(1605) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن أيّوب قال: حدّثنا عمر بن الحسن القاضي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثني أبو حبيبة قال: حدّثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عائشة.
قال محمّد بن أحمد بن شاذان: وحدّثني سهل بن أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عمر الربيعي قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى قال: حدّثنا أبوداوود قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن العبّاس بن عبد المطّلب.
قال ابن شاذان: وحدّثني إبراهيم بن عليّ، بإسناده عن أبي عبداللّه جعفر بن
ص: 19
محمّد (علیهما السلام) عن آبائه (علیهم السلام) قال: كان العبّاس بن عبدالمطّلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزّى بإزاء بيت اللّه الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ أمير المؤمنين (علیها السلام)، وكانت حاملة بأمير المؤمنين (علیه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام، قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء وقالت: «أي ربّ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول، وبكلّ نبيّ من أنبيائك، وبكلّ كتاب أنزلته، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنّه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومَن بناه، وبهذا المولود الّذي في أحشائي الّذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه إحدى آياتك و دلائلك، لما يسّرت عَلَيّ ولادتي».
قال العبّاس بن عبد المطّلب ويزيد بن قعنب: لمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد و دعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتزقت بإذن اللّه تعالى، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر اللّه تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيّام.
قال: وأهل مكّة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدّث المخدّرات في خدورهنّ.
قال: فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام انفتح البيت من الموضع الّذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعليّ (علیه السلام) على يديها، ثمّ قالت: «معاشر النّاس، إنّ اللّه عزّ وجلّ، اختارني من خلقه، وفضّلنى على المختارات ممّن مضى قبلي، وقد اختار اللّه آسية بنت مزاحم فإنّها عبدت اللّه سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد اللّه فيه إلّا اضطراراً، ومريم بنت عمران حيث اختارها اللّه ويسّر عليها ولادة عيسى، فهزّت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتّى تساقط عليها رطباً جنيّاً، وإنّ اللّه تعالى اختارني وفضّلني عليهما، وعلى كلّ من مضى قبلي من نساء العالمين، لأنّي ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيّام آكل من ثمار الجنّة وأوراقها.
فلمّا أردت أن أخرج، وولدي على يدي، هتف بي هاتف وقال: يافاطمة، سَمِّيه عليّاً فأنا العليّ الأعلى، وإنّي خلقته من قدرتي، وعزّتي وعزّ جلالي، وقسط عدلي، واشتققت
ص: 20
اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، وفوّضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي، وولد في بيتي، وهو أوّل مَن يؤذِّن فوق بيتي، ويكسّر الأصنام ويرميها على وجهها، ويعظّمني ويمجّدني ويهلّلني، وهو الإمام بعد حبيبي ونبیّي وخيرتي من خلقي محمّد رسولي، ووصيّه، فطوبى لمن أحبّه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقّه».
قال: فلمّا رآه أبو طالب سرّه، وقال عليّ (علیه السلام): «السلام عليك يا أبه، ورحمة اللّه وبركاته».
قال: ثمّ دخل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا دخل اهتزّ له أمير المؤمنين (علیه السلام) وضحك في وجهه، وقال: «السلام عليك يا رسول اللّه، ورحمة اللّه وبركاته».
قال: ثمّ تنحنح بإذن اللّه تعالى وقال: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) إلى آخر الآيات. فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «قد أفلحوا بك»، وقرأ تمام الآيات إلى قوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(1)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت واللّه أميرهم، تميرهم من علومك فيمتارون، وأنت واللّه دليلهم وبك يهتدون».
ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لفاطمة: «اذهبي إلى عمّه حمزة فبشّريه به».
فقالت: فإذا خرجت أنا، فمن يروّيه؟
قال: «أنا أروّيه».
فقالت فاطمة: أنت تروّيه؟!
قال: «نعم». فوضع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لسانه في فيه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً.
قال: فسمّي ذلك اليوم يوم التروية، فلمّا أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نوراً ارتفع من عليّ (علیه السلام) إلى عنان السماء.
قال: ثمّ شدّته وقمّطته بقماط، فبتر القماط، قال: فأخذت فاطمة قماطاً جيّداً فشدّته به، فبتر القماط، ثمّ جعلته في قماطين، فبترهما، فجعلته ثلاثة فبترها، فجعلته أربعة أقمطة من رقّ مصر لصلابته، فبترها، فجعلته خمسة أقمطة ديباج
ص: 21
لصلابته، فبترها كلّها، فجعلته ستّة من ديباج و واحداً من الأدم فتمطّى فيها فقطعها كلّها بإذن اللّه، ثمّ قال بعد ذلك: «يا اُمّة، لا تشدّي يدي، فإنّي احتاج إلى أن أبصبص لربّي بإصبعي».
قال: فقال أبو طالب عند ذلك: «إنّه سيكون له شأن ونبأ».
قال: فلمّا كان من غد دخل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على فاطمة، فلمّا بصر عليّ (علیه السلام) برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، سلَّم عليه، وضحك في وجهه، وأشار إليه أن خذني إليك و اسقني ممّا سقيتني بالأمس.
قال: فأخذه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقالت فاطمة: «عرفه، وربّ الكعبة».
قال: فلكلام فاطمة، سمّي ذلك اليوم يوم عرفة، يعني أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) عرف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
فلمّا كان اليوم الثالث، وكان العاشر من ذي الحجّة، أذّن أبوطالب في النّاس أذاناً جامعاً وقال: هلمّوا إلى وليمة ابنى عليّ. قال: ونَحَر ثلاثة مئة من الإبل و ألف رأس من البقر والغنم، واتّخذ وليمة عظيمة، وقال: «معاشر النّاس، ألا مَن أراد مِن طعام ولدي فهلمّوا وطوفوا بالبيت سبعاً، وادخلوا وسلّموا عَلى ولدي عليّ، فإنّ اللّه شرّفه». ولفعل أبي طالب شرّف يوم النحر.
(أمالي الطوسي: المجلس 42 الحديث 1)
(1606) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن عيسى المجاور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن بندار، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ المقرئ، عن محمّد بن سنان، عن مالك بن عطيّة، عن ثوير بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة:
عن الحسن البصري قال: صعد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) منبر البصرة فقال: «أيّها النّاس، انسبوني، فمن عرفني فلينسبني، وإلّا فأنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب».
ص: 22
فقام إليه ابن الكوّاء فقال: يا هذا، ما نعرف لك نَسَباً غير أنّك عليّ بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قُصيّ بن كلاب.
فقال له: «يا لُكع، إنّ أبي سمّاني «زيداً» باسم جدّه «قُصَيّ»، وإنّ اسم أبي «عبدمناف» فغلبت الكُنية على الاسم، وإنّ اسم عبد المطلب «عامر»، فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم «عمرو»، فغلب اللقب على الاسم، واسم عبد مناف «المُغيرة»، فغلب اللقب على الاسم، وإنّ اسم قُصي «زيد»، فسمّته العرب مجمّعا - لجمعه إيّاها من البلد الأقصى إلى مكّة - فغلب اللقب على الاسم».
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 2)
(1607) 4-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآئي قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبوموسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر (علیهم السلام) قال: قال الصادق (علیه السلام):
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ قد غفر لك ولشيعتك، ومحبّي شيعتك، فابشر فإنّك الأنزع البطين، منزوع من الشرك، بطين من العلم». (أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 17)
ص: 23
ص: 24
(1908) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا أبي، عن خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبداللّه بن أبي جهم قال: حدّثني أبي، عن جدّي قال:
سمعت أبا طالب يحدّث عن عبد المطلب قال: بينا أنا نائم في الحِجْر إذ رأيت رؤياً هالتني، فأتيت كاهنة قريش و عَلَيّ مطرف(2) خزّ، وجُمّتي(3) تضرب منكبي، فلمّا نظرت إليّ عرفت في وجهي التغيّر، فاستوت، وأنا يومئذ سيّد قومي، فقالت: ما شأن سيّد العرب متغيّر اللون! هل رابه من حدثان الدّهر ريبٌ؟(4)
فقلت لها: بلى، إنّي رأيت الليلة وأنا نائم فى الحِجر، كأنّ شجرة قد نبتت على ظهري، قد نال رأسها السماء، وضَرَبَت بأغصانها الشرق والغرب، ورأيت نوراً يَزهَر منها أعظم من نُور الشمس سبعين ضِعفاً، ورأيت العرب والعجم ساجدة لها، هي كلّ يوم تزداد عظماً ونوراً، ورأيت رَهْطاً من قُريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها أخذهم شابّ من أحسن النّاس وجهاً، وأنظفهم ثياباً، فيأخذهم
ص: 25
ويكسر ظُهورهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول من أغصانها غصنا، فصاح بي الشابّ: مهلاً، ليس لك منها نصيب.
فقلت: لمن النصيب والشجرة منّي؟
فقال: النصيب لهؤلاء الّذين قد تعلّقوا بها، وستعود إليها(1)، فانتبهت مذعوراً فزعاً متغيّر اللون.
فرأيت لون الكاهنة قد تغيّر، ثمّ قالت: لئن صَدَقَت(2) ليخرجنّ من صُلبك ولد يملك الشرق والغرب، ويُنبّأ في النّاس - فتسرّى عنّي غمّي - فانظُر أبا طالب لعلّك تكون أنت. وكان أبو طالب يحدّث بهذا الحديث، والنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد خرج، ويقول: كانت الشجرة واللّه أبا القاسم الأمين.
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 1)
(1609) 2-(3) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن
ص: 26
ص: 27
الأعمش، عن عباية بن ربعي:
عن عبداللّه بن عبّاس قال: أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باكياً وهو يقول: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون». فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مه يا عليّ»؟
فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، ماتت أُمّي فاطمة بنت أسد».
قال: فبكى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «رَحِم اللّه أمّك يا عليّ، أما إنّها إن كانت لك أمّاً فقد كانت لي أمّاً، خُذ عمامتي هذه وخُذ ثوبي هذين، فكفّنها فيهما، ومُر النساء فليُحسنّ غسلها، ولا تُخرجها حتّى أجيء فألي أمرها».
قال: وأقبل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد ساعة، وأخرجت فاطمة أمّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فصلّى عليها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلاةً لم يصلّ على أحد قبلها مثل تلك الصلاة، ثمّ كبّر عليها أربعين تكبيرة، ثمّ دخل إلى القبر فتمدّد فيه، فلم يُسمَع له أنين ولا حركة، ثمّ قال: «يا عليّ ادخُل، يا حسن أدخل». فدخلا القبر، فلمّا فرغ ممّا احتاج إليه قال له: «يا عليّ اخرج، يا حسن اخرج». فخرجا، ثمّ زَحَف النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى صار عند رأسها، ثمّ قال: «يا فاطمة، أنا محمّد سيّد وُلد آدم ولا فَخر، فإن أتاك مُنكَر و نَكير فسألاك: مَن ربّك؟ فقولي: اللّه ربّي، ومحمّد نبيّي، والإسلام ديني، و القرآن كتابي، وابني إمامي، و وَلِيّي»، ثمّ قال: «اللهم ثبّت فاطمة بالقول الثابت». ثمّ خرج من قبرها، وحثا عليها حَثيات، ثمّ ضرب بيده اليُمنى على اليُسرى فنَفَضهما، ثمّ قال: «والّذي نفس محمّد بيده، لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي».
ص: 28
فقام إليه عمّار بن ياسر فقال: فِداك أبي وأمّي يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، لقد صلّيت عليها صلاة لم تُصَلِّ على أحد قبلها مثل تلك الصلاة؟!
فقال: «يا أبا اليقظان، وأهل ذلك هي منّي، ولقد كان لها من أبي طالب ولد كثير، ولقد كان خيرهم كثيراً، وكان خيرنا قليلاً، فكان تُشبعني وتُجيعهم، وتَكسوني وتُعريهم، وتدهنني و تُشعثهم».
قال: فلِمَ كبّرت عليها أربعين تكبيرة، يا رسول اللّه؟
قال: «نعم يا عمّار، التفتُّ عن يميني فنظرتُ إلى أربعين صفّاً من الملائكة فكبّرت لكلّ صفّ تكبيرة».
قال: فتَمَدُّدك في القبر ولم يُسمَع لك أنين ولا حركة؟!
قال: «إنّ النّاس يُحشرون يوم القيامة عُراة، فلم أزل أطلب إلى ربّي عزّ وجلّ أن يبعثها ستيرة، والّذي نفس محمّد بيده، ما خرجت من قبرها حتّى رأيت مِصباحين من نور عند رأسها، ومصباحين من نور عند يديها، ومصباحين من نور عند رجليها، و مَلَكيها الموكّلين بقبرها يستغفران لها إلى أن تقوم الساعة».
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 14)
(1610) 3-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن جعفر، عن محمّد بن عمر الجرجانى قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «أوّل جماعة كانت إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان يصلّي وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) معه، إذ مرّ أبوطالب به وجعفر معه، فقال: يابُنيّ صِل جناح ابن عمّك. فلمّا أحسّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تقدّمهما وانصرف أبوطالب مسروراً وهو يقول:
ص: 29
إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي *** عند مُلِمّ الزمان والكُرَب(1)
واللّه لا أخذل النبيّ ولا *** يخذله من بنيّ ذوحسب
لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما *** أخي لأمّي من بينهم وأبي
قال: «فكانت أوّل جماعة جمعت ذلك اليوم».
(أمالي الصدوق: المجلس 76، الحديث 4)
ص: 30
(1611) 4-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن خَلَف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبداللّه بن عبّاس، عن أبيه قال:
قال أبو طالب للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا ابن أخي، اللّه أرسلك؟
قال: «نعم».
قال: فأرني آية. قال: أدع لي تلك الشجرة.
فدعاها فأقبلت حتّى سجدت بين يديه، ثمّ انصرفت. فقال أبو طالب: أشهد أنّك صادق، يا عليّ صل جناح ابن عمّك.
(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 11)
(1612) 5-(2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن حسان الواسطي، عن عبدالرحمان بن كثير الهاشمي قال:
سمعت أبا عبداللّه الصادق (علیه السلام) يقول: «نزل جبرئيل على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا
ص: 31
محمّد، إنّ اللّه جلّ جلاله يقرؤك السلام ويقول: إنّي قد حَرّمتُ النّار على صُلب أنزلك، وبطن حَمَلَك، وحِجر كَفَلك.
فقال: يا جبرئيل، بيّن لي ذلك؟
فقال: أمّا الصُّلب الّذي أنزلك فعبد اللّه بن عبد المطّلب، وأمّا البطن الّذي حَمَلك فآمنة بنت وَهب، وأمّا الحجر الّذي كفلك فأبو طالب بن عبدالمطلب وفاطمة بنت أسد».
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 12)
(1613) 6-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت رفعه قال:
ص: 32
دخل رسول اللّه على عمّه أبي طالب وهو مسجّى، فقال: «يا عمّ، كَفَلتَ يتيماً، وربّيت صغيراً، ونصرت كبيراً، فجزاك اللّه عنّي خيراً». ثمّ أمر عليّاً (علیه السلام) بغسله.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 6)
(1614) 7-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني الحسن بن مَتيل الدقّاق قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضّال، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن دينار الثمالي، عن سعيد بن جبير:
عن عبداللّه بن عبّاس، أنّه سأله رجل فقال له: يا ابن عمّ رسول اللّه، أخبرني عن أبي طالب، هل كان مسلماً؟ فقال: وكيف لم يكن مسلماً، وهو القائل:
وقد علموا أنّ ابننا لا مُكذِّب *** لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل(2)
ص: 33
إنّ أبا طالب كان مثله كمَثل أصحاب الكهف حين أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فاٰتاهم اللّه أجرهم مرّتين.
(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 12)
(1615) 8-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: أخبرنا المنذر بن محمّد، عن جعفر بن سليمان، عن عبداللّه بن الفضل الهاشمي:
عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) أنّه قال: «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف حين أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فأتاهم اللّه أجرهم مرّتين».
(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 13)
(1616) 9-(2) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا النعمان بن من أحمد القاضي الواسطي ببغداد، قال: وأخبرنا إبراهيم بن عرفة النحوي قالا:
ص: 34
حدّثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي قال: حدّثنا عمّي سعيد بن خثيم قال:
حدّثنا مسلم الملائي (في حديث استسقاء النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنّه لما دعا استجيب) قال: فضحك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «للّه درّ أبي طالب لوكان حيّاً لقرّت عيناه، مَن ينشدنا قوله»؟
فقام عمر بن الخطّاب فقال: عسى أردت يا رسول اللّه:
وما حملت من ناقة فوق رحلها(1) *** أبرّ و أوفى ذمّة من محمّد
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليس هذا من قول أبي طالب، بل من قول حسّان بن ثابت(2)».
فقام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «كأنّك أردت يا رسول اللّه:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ربيع(3) الیتامی عصمة للأرامل
یلوذ به الهلّاك من آل هاشم *** فهم عنده في نعمة و فواضل
كذبتم و بیت اللّه نبزي محمّداً(4) *** و لمّا نماصع دونه ونقاتل
ص: 35
و نسمله حتّى نصرّع حوله *** و نذهل عن أبنائنا والحلائل(1)
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أجل». الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرات جزئية ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 19)
تقدّم تمامه في أبواب معجزات النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
(1617) 10-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك، عن أبي إسحاق، عن العبّاس بن معبد بن العبّاس، عن بعض أهله: عن العبّاس بن عبد المطّلب أنّه قال: لمّا حضرت أبا طالب الوفاة، قال له نبيّ
ص: 36
اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عمّ، قُل كلمة واحدة اشفع لك بها يوم القيامة: لا إله إلّا اللّه».
فقال: لولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة(1) لأقررت بعينيك، ولو سألتني هذه في الحياة لفعلت.
قال: وعنده جميلة بنت حرب حمّالة الحطب، وهي تقول له: يا أبا طالب، مت على دين الأشياخ.
قال: فلمّا خفت صوته فلم يبق منه شيء قال: حرّك شفتيه، فقال العبّاس: فأصغيت إليه فقال قولاً خفيّاً: «لا إله إلّا اللّه»(2). فقال العبّاس للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا ابن أخي، قد واللّه قال أخي الّذي سألته.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لم أسمعه».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 28)
أقول: الرواية ضعيفة سنداً، للإرسال ولضعف بعض الرواة.
(1618) 11-(3)إياة الصبح: ضوءه.(4) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه قال: أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى قال: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني(5) قال: حدّثني محمّد بن خالد البرقى قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (علیه السلام)، عن آبائه (علیهم السلام):
ص: 37
ص: 38
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: كان(1) ذات يوم جالساً بالرحبة، والنّاس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إنّك بالمكان الّذى أنزلك اللّه [عزّ وجلّ](2) به، وأبوك يعذّب بالنّار!
فقال له: «مَه، فضّ اللّه فاك، والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه اللّه تعالى(3) فيهم، أبي يعذّب بالنّار وابنه قسيم النّار»؟!
ص: 39
ثمّ قال: «والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً(1)، إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلّا خمسة أنوار(2): نور محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونوري، ونور فاطمة، ونورَي(3) الحسن والحسين ومن ولده من الأئمّة، لأنّ نوره من نورنا الّذي خلقه اللّه عزّ و جلّ من قبل خلق(4) آدم بألفي عام».
(أمالي الطوسي: المجلس،11 الحديث،59، والمجلس 40، الحديث 2)،
(1619) 12- وبأسانيده عن هند بن أبي هالة وعمّار بن ياسر وأبي رافع (في حديث طويل في قصّة الهجرة ومبيت عليّ (علیه السلام) مكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) قالوا: كان اللّه عزّ وجلّ ممّا يمنع نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعمّه أبي طالب، فما كان يخلص إليه من قومه أمر یسوؤه مدّة حياته، فلمّا مات أبو طالب نالت قريش من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتّى تركته لَقیَّ، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأسرع ما وجدنا فقدك يا عمّ! وصلتك رحم، فجزيت خيراً يا عم». ثمّ ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر، فاجتمع بذلك على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حزنان حتّى عرف ذلك فيه.
(أمالي الطوسى: المجلس 16، الحديث 39)
تقدّم تمامه مسنداً في باب الهجرة من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
ص: 40
أقول: تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام).
(1620) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبيه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اليعقوبي، عن عيسى بن عبداللّه العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنّة بغير حساب، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي وأُمّتي عليّ بن أبي طالب، ومَن سرّه أن يلج النّار فليترك ولايته، فوعزّة ربّي وجلاله، إنّه لباب اللّه الّذي لا يُؤتى إلّا منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الّذي يسأل اللّه عن ولايته يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 48، الحديث 4)
ص: 41
(1621) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمّد الأزدي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد النّور بن عبداللّه بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبداللّه بن معبد:
عن ابن عبّاس قال: بات عليّ (علیه السلام) ليلة خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش، وفيه نزلت هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 43)
ص: 42
(1622) 2-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الإمام بإنطاكية، قال: حدّثنا محفوظ بن بحر قال: حدّثنا الهيثم بن جميل قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير:
عن عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليه في قول اللّه عزّ وجلّ: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)(2) قال: «نزلت في عليّ (علیه السلام) حين بات على فراش رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 2)
ص: 43
(1623) 3- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن العبّاس اليزيدي النحوي قال: حدّثنا الخليل بن أسد أبو الأسود النوشجاني قال: حدّثنا أبوزيد سعيد بن أوس يعني الأنصاري النحوي قال:
کان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) قال: «كرّم اللّه عليّاً، فيه نزلت هذه الآية».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 3)
( 1624) 4-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجرائي قال: حدّثنا محمّد بن كثير الملائي، عن عوف الأعرابي مِن أهل البصرة، عن الحسن بن أبي الحسن:
عن أنس بن مالك قال: لمّا توجه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى الغار ومعه أبو بكر، أمر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً (علیه السلام) أن ينام على فراشه ويتوشّح ببردته، فبات عليّ (علیه السلام) موطّناً نفسه على القتل، وجاءت رجال قريش من بطونها يُريدون قتل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكّون أنّه محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: أيقظوه ليجد
ص: 44
ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلمّا أيقظوه ورأوه عليّاً (علیه السلام) تركوه وتفرّقوا في طلب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فأنزل اللّه عزّ وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(1).
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 4)
(1625) 5- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدّثنا محمّد بن عبيد المحاربي قال: حدّثنا أبو يحيى التيمي، عن عبداللّه بن بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه:
عن مجاهد قال: فخرت عائشة بأبيها ومكانه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الغار، فقال عبداللّه بن شدّاد بن الهاد: وأين أنت من عليّ بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنّه يقتل؟! فسكتت ولم تحر جواباً.
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 5)
(1626) 6-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار الثقفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي سنة خمسين ومئتين، قال: حدّثني الحسن بن حمزة أبو محمّد النوفلي قال: حدّثني أبي وخالي يعقوب بن الفضل بن عبدالرحمان بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الزبير بن سعيد الهاشمى قال: حدّثنيه أبو عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) بين القبر والروضة، عن أبيه وعبيدالله بن أبي رافع جميعاً، عن عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) وأبي رافع مولى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
قال أبو عبيدة: وحدّثنيه سنان بن أبي سنان: أنّ هند بن هند بن أبي هالة الأسدي حدثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و أمّه خديجة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأخته لأمّه فاطمة صلوات اللّه عليها.
ص: 45
قال أبو عبيدة: وكان هؤلاء الثلاثة: هند بن أبي هالة وأبو رافع وعمّار بن ياسر جميعاً يحدّثون عن هجرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه.
قال: وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، واقتصاصه عن الثلاثة: هند و عمّار وأبي رافع، وقد دخل حديث بعضهم في بعض (في حديث طويل في قصّة الهجرة ومبيت عليّ (علیه السلام) على فراش رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) مبيت عليّ صلوات اللّه عليه على الفراش أوّل ليلة.
قال عبیدالله بن أبي رافع: وقد قال عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) شعراً يذكر فيه مبيته على الفراش ومقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الغار ثلاثاً:(1)
ص: 46
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
محمّد لمّا خاف أن يمكروا به *** فوقاه ربّي ذو الجلال من المكر
وبتّ أراعيهم متى ينشرونني *** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
وبات رسول اللّه في الغار آمناً *** هناك وفي حفظ الإله وفي ستر
أقام ثلاثاً ثمّ زمّت قلائص *** قلائص يفرين الحصا أينما تفري(1)
ولمّا ورد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف ب-«قباء»(2) فأراده أبوبكر على دخوله المدينة وألاصه(3) في ذلك، فقال: «ما أنا بداخلها حتّى يقدم ابن عمّي وابنتي». يعني عليّاً وفاطمة (علیهما السلام).
قال: قال أبو اليقظان: فحدّثنا رسول اللّه ونحن معه بقُباء عمّا أرادت قريش به من المكر به ومبيت عليّ (علیه السلام) على فراشه، قال: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى جبرئيل و ميكائيل (علیهما السلام): أنّي قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيّكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى اللّه إليهما: عَبدَيّ ألا كنتما مِثل ولیّي عليّ بن أبي طالب؟! آخيت بينه وبين نبیّي، فاٰثره بالحياة على نفسه، ثمّ ظلّ -أو قال: رقد - على فراشه يفديه بمهجته، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوّه.
فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه و جعل جبرئيل
ص: 47
يقول: بخ بخ، مَن مثلك يا ابن أبي طالب، واللّه عزّ وجلّ يباهي بك الملائكة!».
قال: فأنزل اللّه عزّ وجلّ في عليّ (علیه السلام): (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(1) الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 39)
تقدّم تمامه في كتاب النبوّة.
(1627) 7-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد وقى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بنفسه، وردّ مكر المشركين به واضطجع في مضجعه، و شرى بذلك من اللّه نفسه، غيري»؟
قالوا: لا.
وفيه: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّه) لمّا وقیت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلة الفراش، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
ص: 48
(1628) 1-(1) أبوجعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السامري قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن هارون قال: حدّثني أبو عبد الصمد إبراهيم، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن إبراهيم قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول في قوله تعالى: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) قال: «في ولاية عليّ بن أبي طالب(علیه السلام)»، (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)(2) قال: «لا تتبعوا غيره ».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 38)
ص: 49
(1629) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه، وعن عبيد اللّه بن أبي رافع، جميعاً عن عمّار بن ياسر وأبي رافع. وعن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار، عن سنان بن أبي سنان، عن هند بن هند بن أبي هالة، جميعاً يحدّثون عن هجرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه.
قال: وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، واقتصاصه عن الثلاثة: هند و عمّار وأبي رافع، وقد دخل حديث بعضهم في بعض (إلى أن قال:)
قال أبو عبيدة: قال أبي وابن أبي رافع: ثمّ كتب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) كتاباً يأمره فيه بالمسير إليه وقلّة التلوّم، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي(1)، فلمّا أتاه كتاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تهيّأ للخروج والهجرة، فاٰذن مَن كان معه من ضعفاء المؤمنين، فأمرهم أن يتسلّلوا ويتخفّفوا(2) إذا ملأ الليل بطن كلّ وادٍ إلى ذي طوى، وخرج عليّ (علیه السلام) بفاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب - وقد قيل هي ضُباعة - وتبعهم أيمن بن أُمّ أيمن مولى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأبو واقد رسول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فقال عليّ (علیه السلام): «ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنّهن من الضعائف». (إلى أن قال:)
ص: 50
ثمّ سار ظاهراً قاهراً حتّى نزل ضجنان، فتلوّم بها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين و فيهم أمّ أيمن مولاة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فظلّ ليلته تلك هو والفواطم - أمّه فاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة بنت الزبير- طوراً يصلّون وطوراً يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، فلم يزالوا كذلك حتّى طلع الفجر، فصلّى (علیه السلام) بهم صلاة الفجر، ثمّ سار لوجهه يجوب منزلاً بعد منزل لا يفتر عن ذكر اللّه، والفواطم كذلك وغيرهم ممن صحبه حتّى قدموا المدينة، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) إلى قوله: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى)، الذكر: عليّ، والأنثى: الفواطم المتقدّم ذكرهنّ، وهنّ فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت الزبير، (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) يقول: عليّ من فاطمة -أو قال: الفواطم- وهنّ من عليّ، (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)(1).
وتلا (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(2).
قال: وقال: «يا عليّ، أنت أوّل هذه الأمّة إيماناً باللّه ورسوله، وأوّلهم هجرة إلى اللّه ورسوله، وآخرهم عهداً برسوله، لا يحبّك - والّذي نفسي بيده - إلّا مؤمن قد امتحن اللّه قلبه للإيمان، ولا يبغضك إلّا منافق أو كافر».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 39)
تقدّم إسناده في الباب الثاني، وتقدّم تمامه مسنداً في باب الهجرة من كتاب النبوّة.
ص: 51
أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)(1)، وأكتفي هنا بذكر رواية واحدة لم أذكرها هناك.
(1630) 1-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد الصائغ قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق السرّاج قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا حاتم، عن بكير بن مسمار:
عن عامر بن سعد، سعد، عن أبيه (في حديث) قال: لمّا نزلت هذه الآية: (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)(3)، دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً (علیهم السلام) وقال: «اللّهم هؤلاء أهلي».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 63)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).
ص: 52
(1631) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: أخبرني عليّ بن حاتم قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه المحمّدي قال: حدّثنا كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود:
عن أبي جعفر (علیه السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية، قال: «إنّ رهطاً من اليهود أسلموا، منهم: عبداللّه بن سلّام وأسد وثعلبة و ابن يامين وابن صوريا، فأتوا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: يا نبي اللّه، إنّ موسى (علیه السلام) أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيّك يا رسول اللّه؟ ومن وليّنا بعدك؟ فنزلت هذه الآية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2).
ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): قوموا. فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائل خارج، فقال: يا سائل، أما أعطاك أحد شيئاً؟
قال: نعم، هذا الخاتم.
قال: مَن أعطاك؟
قال: أعطانيه ذلك الرجل الّذي يُصلّي.
قال: على أيّ حال أعطاك؟
قال: كان راكعاً.
فكبّر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكبّر أهل المسجد، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): عليّ بن أبي طالب وليّكم بعدي.
ص: 53
ص: 54
ص: 55
قالوا: رضينا باللّه ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد نبيّاً، وبعليّ بن أبي طالب وليّاً. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(1).
فروى عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: واللّه لقد تصدّقت بأربعين خاتماً وأنا راكع لينزل فِيّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)! فما نزل.
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 4)
(1632) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا العبّاس بن عبداللّه العنبري، عن عبد الرحمان بن الأسود اليشكري، عن عون بن عبيد اللّه، عن أبيه:
ص: 56
عن جدّه أبي رافع قال: دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً وهو نائم، و حيّة في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وظننت أنّه يوحى إليه، فاضطجعت بينه وبين الحيّة، فقلت: إن كان منها سوء كان إلىّ دونه، فمكثت هنيئة فاستيقظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقرأ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) حتّى أتى على آخر الآية، ثمّ قال: «الحمد للّه الّذي أتم لعليّ نعمته، وهنيئاً له بفضل اللّه الّذي آتاه». ثمّ قال لي: «ما لك ها هنا»؟
فأخبرته خبر الحيّة، فقال لي: «اقتلها». ففعلت.
ثمّ قال: «يا أبا رافع، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً، وهو على الحقّ، وهم على الباطل، جهادهم حقّ للّه عزّ اسمه، فمن لم يستطع فبقلبه، ليس وراءه شيء»؟
فقلت: يا رسول اللّه، ادع اللّه لي إن أدركتهم أن يقوّيني على قتالهم.
قال: فدعا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «إنّ لكلّ نبيّ أميناً، وإنّ أميني أبو رافع».
قال: فلمّا بايع النّاس عليّاً (علیه السلام) بعد عثمان، وسار طلحة والزبير، ذكرت قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فبعت داري بالمدينة وأرضاً لي بخيبر، وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنين (علیه السلام) لاستشهد بين يديه، فلم أزل معه حتّى عاد من البصرة، وخرجت معه إلى صفّين، فقاتلت بين يديه بها، وبالنهروان، ولم أزل معه حتّى استشهد،
ص: 57
فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ولا أرض، فأقطعني الحسن بن عليّ (علیهما السلام) أرضاً بينبع، وقسم لي شطر دار أمير المؤمنين (علیه السلام)، فنزلتها وعيالي.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 55)
ص: 58
أقول: تقدّم في الباب 3 ما يرتبط بهذا الباب.
(1633) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد قال: حدّثنا القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن علاقة، عن أبي سعيد عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام):
عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك (إلى أن قال:) وحزبك حزبي، و حزبي حزب اللّه ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(2)».
(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)
يأتي تمامه فى باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1634) 2-(3) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا احمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا جعفر بن الحسن، عن عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبداللّه بن
ص: 59
محمّد بن عقيل:
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلاً، (إلى أن قال:)
قوله (علیه السلام): «حزب عليّ حزب اللّه، وحزب أعدائه حزب الشيطان».
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1635) 3- وبإسناده عن عبداللّه بن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت خليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، (إلى أن قال:) يا عليّ، إنّك لن تضِلّ ولم تزلّ، ولولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)
يأتي تمامه مسنداً في جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).
(1636) 4- وبإسناده عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) ( في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «لقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك المفروض على من آمن بي، ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه وبك يعرف عدو اللّه» الحديث.
( أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)
يأتي تمامه مسنداً في جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام).
(1637) 5- حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا عبداللّه بن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعید بن جبير، عن عائشة قالت:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمّتي ولايته فريضة، و اتّباعه
ص: 60
فضيلة، ومحبّته إلى اللّه وسيلة، فحزبه حزب اللّه، وشيعته أنصار اللّه، و أولياؤه أولياء اللّه، وأعداؤه أعداء اللّه، وهو إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، و أميرهم بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 85 الحديث 26)
ص: 61
(1638) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك لمفروض على مَن آمن بي، ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء، ولقد أنزل اللّه عزّ وجلّ إليّ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في ولايتك يا عليّ (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)(2) ولو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقي اللّه عزّ و جلّ بغير ولايتك فقد
ص: 62
حبط عمله، وعدٌ يُنجز لي، وما أقول إلّا قول ربّي تبارك و تعالى، وإنّ الّذي أقول لمن اللّه عزّ وجلّ أنزله فيك».
(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام) (8) من أبواب النصوص الدالة على إمامته (علیه السلام).
أقول: ومن الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) آية 3 من سورة المائدة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، ستأتي في الباب 1 من أبواب النصوص الدالّة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 63
(1639) 1-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا العبّاس بن بكّار قال: حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «مكتوب على العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا، وَحْدي لاشريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)(2)، فكان النصر عليّاً (علیه السلام)، ودخل مع المؤمنين، فدخل في الوجهين جميعاً صلى اللّه عليه.
(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 3)
ص: 64
(1640) 1-(1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه (في حدیث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «أنت الّذي أنزل اللّه فيه: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)(2)، الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)
يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع المناقبه (علیه السلام).
(1641) 2- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة) قال: «فهل فيكم أحد أمره رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يأخذ براءة بعد ما انطلق أبو بكر بها، فقبضها منه، فقال أبوبكر بعد ما رجع: يا رسول اللّه، أنزل فِيّ شيء؟ فقال له: «لا، إنّه لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ»، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم تمامه في باب الشورى من أبواب الحوادث والفتن.
ص: 65
(1642) 3-(1) وبإسناده عن عمرو بن ميمون الأودي أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم، (إلى أن قال:) وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و قد سار أبوبكر بالسورة، فقال له: يا محمّد، إنّه لا يبلغها إلّا أنت أو عليّ، إنّه منك وأنت منه، وكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه في حياته وبعد وفاته –الحديث-.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(علیه السلام).
(1643) 4- أبو عبداللّه المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين، فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة، بعث بعليّ بن أبي طالب نحوه، فقال: «اقبض ببراءة منه واردده إليّ».
فمضى إليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقبض براءة منه و ردّه إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا مثل بين يديه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكى [أبوبكر] وقال: يا رسول اللّه، أحدث فيّ شيء، أم أنزل فيّ قرآن؟
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لم ينزل فيك قرآن، لكن جبرئيل (علیه السلام) جاءني عن اللّه عزّ وجلّ فقال: «لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك»، وعليّ منّي وأنا من عليّ، و لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)
يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 66
(1644) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذر، عن أمير المؤمنين (في حديث المناشدة) يوم الشورى قال: فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الحاج وَعِمارَة المَسجِدِ الْحَرام إلى آخرها، وأَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ) إلى آخر ما اقتص اللّه تعالى من خبر المؤمنين، غيري؟
قالوا: لا
تقدّم إسناده في الباب الثاني.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
ص: 67
(1645) 2- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدّثنا عليّ بن حسان الواسطي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن كثير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين (علیهما السلام):
عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) ( في خطبة له بعد أن أراد الصلح يذكر فيه فضائل أبيه (علیه السلام)) قال: «لم يسبقه إلى الإيمان أحد، وقد قال اللّه تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ)(1) فهو سابق جميع السابقين، فكما أنّ اللّه عزّ وجلّ فضّل السابقين على المتخلّفين والمتأخّرين، فكذلك فضّل السابقين على السابقين، وقد قال اللّه عزّ وجلّ: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(2) [فكان أبي المؤمن باللّه و اليوم الأخر] والمجاهد في سبيل اللّه حقّاً، وفيه نزلت هذه الآية.
(أمالي الطوسي: المجلس 21، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).
ص: 68
(1646) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا حسين بن حمّاد، عن أبيه، عن جابر:
عن أبي جعفر (علیه السلام) في قوله [تعالى]: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(2) قال: «مع عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 54)
ص: 69
ص: 70
(1647) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن محمّد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن يحيى بن سعيد:
عن أبي عبداللّه الصادق، عن أبيه (علیهما السلام) في قول اللّه تبارك وتعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)، قال: «يستنبؤك يا محمّد أهل مكة عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إمامٌ هو»؟ (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ).
(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 7)
ص: 71
(1648) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد قال: حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال: حدّثنا محمّد بن منصور، عن عبداللّه بن جعفر، عن محمّد بن الفيض بن المختار، عن أبيه:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «إنّ فضلك لمن فضلي، وإنّ فضلي لك لفضل اللّه و هو قول ربي عزّ وجلّ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، ففضل اللّه نبوّة نبيّكم ورحمته ولاية عليّ بن أبي طالب، (فَبِذلِكَ) قال: بالنبوّة والولاية (فَلْيَفْرَحُوا) يعني الشيعة، (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا».
(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)
يأتي تمامه في الباب 8 -جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)- من أبواب النصوص الدالة على إمامته (علیه السلام).
(1649) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه
ص: 72
قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا نصر بن مزاحم قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عبّاس قال: (بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ)(1)، (بِفَضْلِ اللَّهِ) النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، (وَبِرَحْمَتِهِ) عليّ (علیه السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 49)
ص: 73
(1650) 1-(1) حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد المعروف بابن الزيّات (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد بن عيسى قال: حدّثني أبي، عن عبداللّه بن المغيرة، عن ابن مسكان، عن عمر بن يزيد(2)، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «لمّا نزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطن قُدَيد(3) قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) «يا عليّ، إنّي سألت اللّه عزّ وجلّ أن يوالي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يواخي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يجعلك وصيّي، ففعل».
ص: 74
فقال رجل من القوم: واللّه لصاع من تمر في شنٍ بالٍ(1) خير ممّا سأل محمّد ربّه! هلّا سأله ملكاً يعضده على عدوّه، أو كنزاً يستعين به على فاقته؟!(2) فأنزل اللّه تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)».
(أمالى المفيد: المجلس 33، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 18)
ص: 75
(1651) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا الصباح بن يحيى المزني، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو:
عن عبّاد بن عبداللّه قال: قدم رجل إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ)(2) قال: قال: «رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الّذي كان على بيّنة من ربّه، وأنا الشاهد له ومنه، والّذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلّا وقد أنزل اللّه فيه من كتابه طائفة، والّذي نفسي بيده لأن يكونوا يعلمون ما قضى اللّه لنا أهل البيت على لسان النبيّ الأمّي أحبّ إليّ من أن يكون لي ملء هذه الرّحبة(3) ذهباً، واللّه ما مثلنا في هذه الأمّة إلّا كمثل سفينة نوح، وكباب حطّة في بني إسرائيل».
(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 5)
ص: 76
(1652) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام):
ص: 77
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه كان يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال: «والّذي فلق
الحبّة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وقد نزلت فيه آية من كتاب اللّه عزّ وجلّ أعرفها كما أعرفه».
فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما آيتك الّتي نزلت فيك؟
فقال: «إذا سألت فافهم ولا عليك ألا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود»؟
قال: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: «فسمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ)(1)»؟
قال: نعم.
قال: «فالّذي على بيّنة من ربّه محمّد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والّذي يتلوه شاهد منه، وهو منه، عليّ بن أبي طالب، وأنا الشاهد، وأنا منه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 53)
(1653) 3- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدّثنا عليّ بن حسان الواسطي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن كثير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين (علیهم السلام):
ص: 78
عن الحسن بن عليّ (علیه السلام) (في خطبة له بعد أن أراد الصلح) قال: «فأدّت الأمور وأفضت الدهور إلى أن بعث اللّه محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) للنبوّة، واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه، ثمّ أمره بالدعاء إلى اللّه عزّ وجلّ، فكان أبي أوّل من استجاب للّه تعالى و لرسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأوّل من آمن وصدّق اللّه ورسوله، وقد قال اللّه تعالى في كتابه المنزل على نبيّه المرسل: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ)(1)، فرسول اللّه الّذي على بيّنة من ربّه، وأبي الّذي يتلوه، وهو شاهد منه».
(أمالي الطوسي: المجلس 21، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).
ص: 79
(1654) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى البصري قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد الرحمان الأزدي سنة ست عشرة ومئتين قال: حدّثنا قيس بن الربيع ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبداللّه قال:
قال عليّ (علیه السلام): «ما نزلت من القرآن آية إلّا وقد علمت أين نزلت، وفيمن نزلت وفي أيّ شيء نزلت، وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت».
قيل: فما نزل فيك؟
فقال: «لولا أنّكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت فِيَّ هذه الآية: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، فرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به».
(أمالي الصدوق: المجلس 46، الحديث 13)
ص: 80
ص: 81
(1655) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد عن عمرو بن مغلّس(2) عن خَلَف، عن عطيّة العَوفي:
عن أبي سعيد الخُدري قال: سألت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن قول اللّه جل ثناؤه: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ)(3)؟ قال: «ذاك وصيّ أخي سُليمان بن داوود».
فقلت له: يا رسول اللّه، فقول اللّه عزّ وجلّ: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)(4)؟ قال: «ذاك أخي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 3)
ص: 82
ص: 83
(1656) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «واللّه يا عليّ، ما خُلقتَ إلّا لتعبد(2) ربّك، و لتُعرف بك معالم الدين، ويُصلح بك دارس السبيل، ولقد ضلّ من ضلّ عنك، و لن يهتدي إلى اللّه عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى
ص: 84
ولايتك، وهو قول ربّي عزّ وجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارُ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَ عَمِلَ َصالِحاً ثمّ اهْتَدى)، يعني إلى ولايتك.
ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك لمفروض على من آمن بي ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)
يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام) (8) من أبواب النصوص الدالة على إمامته (علیه السلام)، وتقدّم نحوه في الباب 11 من أبواب ولاية أهل البيت وحبّهم وبغضهم (علیهم السلام)(1).
ص: 85
(1657) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه:
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على منبره: «يا عليّ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش، يفزع النّاس ولا تفزعون، ويحزن النّاس ولا تحزنون، فيكم نزلت هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)(2)، وفيكم نزلت: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(3)، يا عليّ، أنت وشيعتك تُطلَبون في الموقف، وأنتم في الجنان تتنعّمون) الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقبه.
ص: 86
(1658) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن يعقوب بن عيسى بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخزّاز - إملاءً في منزله - قال: حدّثنا أبوزيد محمّد بن الحسين بن مطاع المسلي، إملاءً، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن جبر القوّاس خال ابن الكردي قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة(2) الواسطي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا ثابت:
عن أنس بن مالك قال: ركب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم بغلته، فانطلق إلى جبل آل فلان وقال: «يا أنس، خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا، تجد عليّاً يسبّح بالحصى، فاقرأه منّي السلام واحمله على البغلة وآت به إليّ».
قال أنس: فذهبت فوجدت عليّاً (علیه السلام) كما قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فحملته على البغلة فأتيت به إليه، فلمّا أن بصر به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «السلام عليك يا رسول اللّه».
قال: «وعليك السلام يا أبا الحسن، فإنّ هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيّاً مرسلاً، ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلّا وأنا خير منه، وقد جلس في موضع كلّ نبيّ أخ له ما جلس من الأخوة أحد إلّا وأنت خير منه».
قال أنس: فنظرت إلى سحابة قد أظلّتهما ودنت من رؤوسهما، فمد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده إلى السحابة، فتناول عنقود عنب فجعله بينه وبين عليّ وقال: «كُلْ يا أخي، فهذه هدية من اللّه تعالى إليّ ثمّ إليك».
ص: 87
قال أنس: فقلت: يا رسول اللّه، عليّ أخوك؟
قال: «نعم، عليّ أخي».
فقلت: يا رسول اللّه، صف لي كيف عليّ أخوك؟
قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق ماء تحت العَرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلمّا أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صُلب آدم إلى أن قبضه اللّه، ثمّ نقله إلى صلب شيث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظَهر إلى ظَهر حتّى صار في صُلب عبد المطّلب ثمّ شقه اللّه عزّ وجلّ بنصفين، فصار نصفه في أبي عبداللّه بن عبدالمطّلب، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، و عليّ من النصف الآخر، فعليّ أخي في الدنيا و الآخرة».
ثمّ قرأ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)(1).
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 84)
ص: 88
(1659) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)(1) إلى آخرها (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) إلى آخر ما اقتصّ اللّه تعالى من خبر المؤمنين، غيري»؟
قالوا: لا(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثاني.
ص: 89
أقول: تقدّم روايات هذا الباب في أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)، وأكتفي هنا بروايتين:
(1660) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) أنّه قال لمعاوية: قد كان في عليّ خصال لأن تكون في واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال:) والخامسة: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، فدعا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وحسناً وحسيناً وفاطمة (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)
يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).
(1661) 2- وبإسناده عن عمرو بن ميمون الأودي، أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد أعطى عليّ ما لم يعطه بشر، (إلى أن قال:) وهو صاحب العباء ومن أذهب اللّه عنه الرجس وطهّره تطهيراً -الحديث-.
(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 8)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).
ص: 90
(1662) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الصائغ العدل قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال: حدّثنا أحمد بن سلام الكوفي قال: حدّثنا الحسين بن عبد الواحد قال: حدّثنا حرب بن الحسن قال: حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) قال: «لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)(1) قام رجلان من مجلسهما فقالا: يا رسول اللّه، هو التوراة؟
قال: لا.
قالا: فهو الإنجيل؟
قال: لا.
قالا: فهو القرآن؟
فقال: لا.
قال: «فأقبل أمير المؤمنين عليّ، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هو هذا، أنّه الإمام الّذي أحصى اللّه تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء».
(أمالي الصدوق: المجلس 32، الحديث 6)
1 - ورواه أيضاً في معاني الأخبار: 95: 1، وفيه: «قام أبوبكر وعمر من مجلسهما».
وروى القمّي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 212 عن ابن عبّاس أنّه ذكر عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «أنا واللّه الإمام المبين، أبين الحقّ من الباطل، وورثته من رسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
وروى محمّد بن العبّاس - كما في تأويل الآيات الظاهرة: 2: 487 - بإسناده عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقرأ (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)، قال: «في أمير المؤمنين (علیه السلام)».
ص: 91
(1663) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا أبو محمّد الفحّام قال: حدّثنا أبو الفضل محمّد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة ب-«سرّ من رأى»، قال: حدّثنا أبي هاشم بن القاسم قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا بن عبداللّه الجوهري البصري، عن عبداللّه بن المثنّى، عن ثمامة بن عبداللّه بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جدّه:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إذا كان يوم القيامة ونُصِب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 11)
ص: 92
ص: 93
ص: 94
(1664) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: «سمع رجلٌ من التابعين أنس بن مالك يقول: نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ﴾، قال الرجل: فأتيت عليّاً (علیه السلام) لأنظر إلى عبادته، فأشهد باللّه لقد أتيته وقت المغرب، فوجدته يُصلّي بأصحابه المغرب، فلمّا فرغ منها جلس في التعقيب إلى أن قام إلى عشاء الآخرة، ثمّ دخل منزله فدخلتُ معه، فوجدته طول الليل يصلّي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثمّ جدّد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلّى بالنّاس صلاة الفجر، ثمّ جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثمّ قصده النّاس فجعل يختصم إليه رجلان، فإذا فرغا قام آخران، إلى أن قام إلى صلاة الظهر.
قال: فجدّد لصلاة الظهر وضوءه، ثمّ صلّى بأصحابه الظهر، ثمّ قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر، ثمّ أتاه النّاس، فجعل يقوم رجلان ويقعد آخران، يقضي بينهم ويُفتيهم إلى أن غابت الشمس، فخرجت وأنا أقول: أشهد باللّه أنّ هذه الآية نزلت فيه».
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 15)
ص: 95
(1665) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جُبير، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس مَن أحسن من اللّه قيلاً، وأصدق من اللّه حديثاً؟ معاشر النّاس، إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم لكم عليّاً عَلَماً و إماماً وخليفةٌ ووصيّاً، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً».
معاشر النّاس، إنّ عليّاً باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربّي، وهو صالح المؤمنين، (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(2)» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 8، الحديث 4)
سيأتي تمامه في باب جوامع مناقبه.
ص: 96
ص: 97
(1666) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الأسدي الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النّخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وحجّة اللّه بعدي على الخلق أجمعين، وسيّد الوصيّين و وصيّ سيّد النبيّين.
يا عليّ، إنّه لمّا عُرج بي إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومنها إلى حُجب النّور، وأكرمني ربّي جلّ جلاله بمناجاته، قال لي: يا محمّد. قلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركت وتعاليت. قال: «إنّ عليّاً إمام أوليائي، ونور لمن أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين من أطاعه أطاعني، ومن عصاه عصاني، فبشّره بذلك».
فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، بلغ من قدري حتّى أنّي أذكَر هناك»!
قال: «نعم يا عليّ، فاشكر ربّك».
فخرّ عليّ (علیه السلام) ساجداً شكراً على ما أنعم به عليه، فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ارفع رأسك يا عليّ، فإنّ اللّه قد باهي بك ملائكته».
(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 16)
ص: 98
(1667) 2-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي بمدينة السلام قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا أبو عبداللّه، والحسين بن عليّ السكوني(2) قالا: حدّثنا محمّد بن الحسن السكوني قال: صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهّر المَذاري(3)، عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام)، عن أبي برزة:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ عهد إلَيّ في عليّ عهداً.
قلت: يا ربّ بيّنه لي.
قال: اسمع.
قلت: قد سمعت.
قال: إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، من أحبّه أحبّني، ومن أطاعه أطاعني».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 23)
(1668 ) 3-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني المظفّر بن
ص: 99
محمّد البلخي قال: حدّثنا محمّد بن جرير قال: حدّثنا عيسى قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمان بن الأسود، عن محمّد بن عبيدالله، عن عمر بن عليّ، عن أبي جعفر عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عهد إليّ عهداً.
فقلت: يا ربّ بيّنه لي؟
قال: اسمع.
قلت: سمعت.
قال: يا محمّد، إنّ عليّاً راية الهدى بعدك، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني و هو الكلمة الّتي ألزمها اللّه المتّقين، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشّره بذلك».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 20)
(1669) 4-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم المنقري قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن منصور بن سابور البرجمي، عن عبداللّه بن بريدة، عن أبيه بريدة بن حصيب الأسلمي قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عهد إلَيّ ربّي تعالى عهداً، فقلت: يا ربّ بيّنه، قال: يا محمّد، اسمع: عليّ راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة الّتي
ص: 100
ألزمتها المتّقين، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني فبشّره بذلك».
قال: «قلت: أجل، قلت: واجعل دينه الإيمان في قلبه(1).
قال: قد فعلت، ثمّ قال: إنّي مستخصّه ببلاء لم يُصب به أحد من خلقي».
قال: «قلت: أخي وصاحبي؟! قال: ذلك ممّا قد سبق منّي إنّه مبتلى ومبتلى به».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 32)
(1670 - 1671) 5(2)- 6- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، عن ابن عقدة، عن محمّد بن هارون الهاشمي، عن محمّد بن مالك بن الأبرد النخعي، عن محمّد بن فضیل بن غزوان، عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ( في حديث المعراج) قال: قال لي ربّي: «قد اخترت لك عليّاً، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، فإنّي قد نحلته علمي و حلمي، وهو أمير المؤمنين
ص: 101
حقّاً، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده(1).
يا محمّد، عليّ راية الهدى، وإمام مَن أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، مَن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشّره بذلك يا محمّد» الحديث.
قال محمّد بن مالك: فلقيت نصر بن مزاحم المنقري، فحدّثني عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء...» وذكر مثله سواء.
قال محمّد بن مالك: فلقيت عليّ بن موسى بن جعفر، فذكرت له هذا الحديث، فقال: حدّثني به أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ إلى سدرة المنتهى...» وذكر الحديث بطوله.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 45 - 46)
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن زياد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان، عن غالب الجهني مثله مع مغايرات طفيفة ذكرتها فى الهامش.
(أمالى الطوسى: المجلس 12، الحديث 73)
سيأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 102
(1672) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا دعبل قال: حدّثنا مجاشع بن عمر [و](2)، عن ميسرة بن عبيد اللّه، عن عبد الكريم الجزري(3)، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عبّاس: أنّه سئل عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
ص: 103
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) قال: سأل قوم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية، يا نبي اللّه؟ [ف]قال: «إذا كان يوم القيامة عُقد لواء من نور أبيض ونادى مناد: ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا، فقد بُعث محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم). فيقوم عليّ بن أبي طالب، فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً، فيُعطى أجره ونوره فإذا أتى على آخر هم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة، إنّ ربّكم يقول لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم - يعني الجنّة-، فيقوم عليّ بن أبي طالب و القوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة، ثمّ يرجع إلى منبره، ولايزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة، ويترك أقواماً على النّار، فذلك قوله عزّ وجلّ: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(1)، يعني السابقين الأوّلين وأهل الولاية له، وقوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(2)، هم الّذين قاسم عليهم النّار فاستحقّوا الجحيم».
(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 61)
ص: 104
(1673) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الفحّام، حدّثني أبو الطيب محمّد بن الفرحان الدوري قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن فرات الدهّان قال: حدّثنا سفيان بن وكيع عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يقول اللّه تعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا الجنّة من أحبّكما وأدخلا النّار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 10)
ص: 105
(1674) 2-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في قوله عزّ وجلّ: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(2) قال: «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك يا عليّ وكساني وكساك يا عليّ ثمّ قال لي ولك: ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما، وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما، فإن ذلك هو المؤمن».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 33)
ص: 106
(1675) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة(2)، قال: حدّثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد اللّه الأنماطي البغدادي بحلب، قال: حدّثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عمّ شريك قال:
حدّثني شريك بن عبداللّه القاضي: حضرت الأعمش في علّته الّتي قبض فيها فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فسأله عن حاله فذكر ضعفاً شديداً، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته، وأدركته رنّة فبكى، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمّد اتق اللّه وانظر لنفسك، فإنّك في آخر يوم من أيّام الدنيا، وأوّل يوم من أيّام الآخرة، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيراً لك!
قال الأعمش: مثل ماذا يانعمان؟
ص: 107
قال: مثل حدیث عباية: «أنا قسيم النّار».
قال: أو لمثلي تقول يا يهودي؟ أقعدوني، سنّدوني، أقعدوني، حدّثني - و الّذي إليه مصيري - موسى بن طريف - ولم أر أسديّاً كان خيراً منه- قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحيّ، قال: سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «أنا قسيم النّار، أقول: هذا ولیّي دعيه، وهذا عدوّي خذيه».
وحدّثني أبو المتوكّل الناجي في إمرة الحجّاج، وكان يشتم عليّاً (علیه السلام) شتماً مقذعاً - يعني الحجّاج لعنه اللّه- عن ابي سعيد الخدري (رضی اللّه عنه) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة يأمر اللّه عزّ وجلّ فأقعد أنا وعليّ على الصراط، ويقال لنا: أدخلا الجنّة من آمن بي وأحبّكما، وأدخلا النّار من كفر بي وأبغضكما».
قال أبو سعيد: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتولّ - أو قال: لم يحبّ - عليّاً». وتلا: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(1).
قال: فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال: قوموا بنا، لا يجيئنا أبو محمّد بأطمّ من هذا.
قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبداللّه: فما أمسى - يعني الأعمش - حتّى فارق الدنيا (رحمه اللّه).
(أمالي الطوسى: المجلس 30 الحديث 7)
أقول: سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 16 من أبواب فضائله و مناقبه (علیه السلام).
ص: 108
(1676 - 1677) 1(1)- 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال: حدّثني الحسين بن عليّ قال: حدّثني عبداللّه بن سعيد الهاشمي قال: حدّثني عبدالواحد بن غياث قال: حدّثنا عاصم بن سليمان قال: حدّثنا جويبر، عن الضحاك:
عن ابن عبّاس قال: صلّينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلما سلّم أقبل علينا بوجهه ثمّ قال: «أما إنّه سينقضّ كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيّي وخليفتي و الإمام بعدي».
فلمّا كان قرب الفجر جلس كلّ واحد منّا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العبّاس بن عبد المطّلب، فلمّا طلع الفجر انقضّ الكوكب من الهواء فسقط في دار عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، والّذي بعثني بالنبوّة، لقد وجبت لك الوصيّة والخلافة
والإمامة بعدي».
ص: 109
فقال المنافقون عبداللّه بن أبّي وأصحابه: لقد ضلّ محمّد في محبّة ابن عمّه وغوى وما ينطق في شأنه إلّا بالهوى، فأنزل اللّه تبارك وتعالى:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، يقول اللّه عزّ وجلّ: وخالق النجم إذا هوى (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ) يعني محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في محبّة عليّ بن أبي طالب (وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) يعني في شأنه، (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 4)
وحدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الرأي(2) يقال له أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ العدل قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس بن بسام قال: حدّثني أبو جعفر محمّد
ص: 110
بن أبي الهيثم السعدي قال: حدّثني أحمد بن أبي الخطّاب(1) قال: حدّثنا أبو، إسحاق الفزاري، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):
عن عبداللّه بن عبّاس بمثل ذلك، إلّا أنّه قال في حديثه: «يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس، فيسقط في دار أحدكم».
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 5)
(1678) 2-(2) وحدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطّان المعروف بأبي عليّ بن عبد ربّه العدل، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الكوفي الجعفي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبداللّه السجزي(3) أبو إسحاق، عن يحيى بن الحسين المشهدي، عن أبي هارون العبدي:
عن ربيعة السعدي قال: سألت ابن عبّاس عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)(4)؟ قال: هو النجم الّذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة عليّ بن أبي طالب، وكان أبي العبّاس يحبّ أن يسقط ذلك النجم في داره، فيحوز الوصيّة والخلافة والإمامة، ولكن أبى اللّه أن يكون ذاك(5) غير عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء.
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 6)
(1679) 3-(6) وعن بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا الحسن بن زياد الكوفي
ص: 111
قال: حدّثنا عليّ بن الحكم قال: حدّثنا منصور بن أبي الأسود:
عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: «لمّا مرض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مرضه الّذي قبضه اللّه فيه، اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: يا رسول اللّه، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جواباً، و سكت عنهم، فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول، فلم يجبهم عن شيء ممّا سألوه.
فلمّا كان اليوم الثالت قالوا له: يا رسول اللّه، إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: «إذا كان غداً هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي، فانظروا مَن هو، فهو خليفتي عليكم من بعدي، والقائم فيكم بأمري». ولم يكن فيهم أحد إلّا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي.
فلمّا كان اليوم الرابع، جلس كلّ رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم، إذ انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتّى وقع في حجرة عليّ (علیه السلام) فهاج القوم، وقالوا: واللّه لقد ضلّ هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمّه إلّا بالهوى، فأنزل اللّه تبارك وتعالى في ذلك: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)(1) إلى آخر السورة.
(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 1)
ص: 112
باب 32- أنّه (علیه السلام) السابق في القرآن
(1680) 1-(1) أبو بو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا عمر بن محمّد الورّاق قال: أخبرنا عليّ بن عبّاس البجلي قال: حدّثنا حميد بن زياد قال: حدّثنا محمّد بن تسنيم الورّاق قال: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم:
عن ابن عبّاس قال: سألت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)(2)، فقال: «قال لي جبرئيل: ذاك عليّ وشيعته هم السابقون إلى الجنّة، المقرّبون إلى اللّه بكرامته لهم».
(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «المقربون من اللّه».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 13)
ص: 113
ص: 114
(1681) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا محمّد بن حسن بن سهل العطّار قال: حدّثنا أحمد بن عمر الدهقان(2) قال: حدّثنا محمّد بن كثير مولى عمر بن عبدالعزيز قال: حدّثنا عاصم بن كليب عن أبيه:
عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلّا الماء.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «مَن لهذا الرجل الليلة»؟
فقال عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «أنا له يا رسول اللّه». وأتى فاطمة (علیها السلام) فقال: «ما عندك، يا ابنة رسول اللّه»؟
فقالت: «ما عندنا إلّا قوت الصبية، لكنّا نؤثر ضيفنا».
فقال عليّ (علیه السلام): «يا ابنة محمّد، نوّمي الصبية، واطفئي المصباح».
فلمّا أصبح عليّ (علیه السلام) غدا على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبره الخبر، فلم يبرح حتّى أنزل اللّه عزّ وجلّ: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
(أمالي الطوسي: المجلس: 7، الحديث 11)
ص: 115
(1682) 1- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):
عن عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام): أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تلا هذه الآية: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)(1)، فقال: «أصحاب الجنّة من أطاعني وسلّم لعليّ بن أبي طالب بعدي وأقرّ بولايته».
فقيل: وأصحاب النّار؟ قال: «من سخط الولاية، ونقض العهد، وقاتله بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 13)
(1683) 2- وبالسند المتقدّم عن عليّ (علیه السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنّه تلا هذه الآية: (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّار هُمْ فِيها خالِدُونَ)(2) قيل: يا رسول اللّه مَن أصحاب النّار؟
ص: 116
قال: «مَن قاتل عليّاً بعدي، أولئك أصحاب النّار مع الكفّار، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم، ألا وإنّ عليّاً مِنّي، فمن حاربه فقد حاريني وأسخط ربّي».
ثمّ دعا عليّاً (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم فيما بيني وبين أُمّتي بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 14)
(1684) 3- أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز قال: حدّثني جدّي محمّد بن عيسى القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا سعد بن طريف الحنظلي، عن عطيّة بن سعد العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي - وكان في وفد قومه إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - تلا هذه الآية: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)(1).
قال فقلت: يا رسول اللّه، من أصحاب الجنّة؟
قال: «من أطاعني، وسلّم لهذا من بعدي».
قال: وأخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكفّ عليّ (علیه السلام) وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها، وقال: «ألا إنّ عليّاً منّي وأنا منه، فمن حادّه فقد حادّني، ومن حادّني فقد أسخط اللّه عزّ وجلّ».
ثمّ قال: «يا عليّ، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم بيني وبين أمّتي».
قال عطيّة: فدخلت على زيد بن أرقم في منزله، فذكرت له حديث محدوج بن زيد فقال: ما ظننت أنّه بقي ممّن سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول هذا غيري! أشهد لقد حدّثنا به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ قال: لقد حادّه رجال سمعوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قوله هذا، وقد ردّوا.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 34)
ص: 117
(1685) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا قال: حدّثنا شعيب بن واقد قال: حدّثنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس.
وحدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدّثنا الحسن بن مهران قال: حدّثنا سلمة بن خالد(2) عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهم السلام) في قوله عزّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)(3):
مرض الحسن والحسين (علیهما السلام)، وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)
ص: 118
ص: 119
ص: 120
ومعه رجلان فقال أحدهما: يا أبا الحسن لو نذرت فى ابنيك نذراً إنّ اللّه عافاهما. فقال: «أصوم ثلاثة أيّام شكراً للّه عزّ وجلّ». وكذلك قالت فاطمة (علیها السلام)، وقال الصبيان: «ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام». وكذلك قالت جاريتهم فضّة، فألبسهما اللّه عافية، فأصبحوا صياماً، وليس عندهم طعام.
فانطلق عليّ (علیه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له شمعون، يُعالج الصوف، فقال: «هل لك أن تعطيني جِزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع من شعير»؟
قال: نعم. فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير وأخبر فاطمة (علیها السلام) فقبلت و أطاعت، ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير، فطحنته و عجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرص، وصلّى عليّ (علیه السلام) مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المغرب ثمّ أتى منزله، فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (علیه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم اللّه على موائد الجنّة. فوضع اللقمة من يده ثمّ قال:
فاطم ذات المجد واليقين *** یا بنت خير الناس أجمعين
ص: 121
أما ترين البائس المسكين *** جاء إلى الباب له حنين
يشكو إلى اللّه و يستكين *** يشكو إلينا جائعاً حزين
کلّ امرئ بكسبه رهين *** من يفعل الخير يقف سمين(1)
موعده في جنّة رهين *** حرّمها اللّه على الضنين
وصاحب البُخل يقف حزين *** تهوي به النّار إلى سجّين
شرابه الحميم والغسلين
فأقبلت فاطمة (علیها السلام) تقول:
أمرك سمع يا ابن عم وطاعة *** ما بي من لؤم ولا وضاعة(2)
غذيت باللُّب و بالبراعة(3) *** أرجو إذا أشبعت من مجاعة(4)
أن ألحق الأخيار و الجماعة *** و أدخل الجنّة في شفاعة
وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلّا الماء القراح.
ثمّ عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكلّ واحد قرص، وصلّى (علیه السلام) المغرب مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ أتى منزله، فلمّا فوضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (علیه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم اللّه على موائد الجنّة. فوضع عليّ (علیه السلام) اللقمة اللقمة من يده ثمّ قال:
فاطم بنت السيّد الكريم *** بنت نبيّ ليس بالزنيم
ص: 122
قد جاءنا اللّه بذا اليتيم *** من يرحم اليوم فهو رحيم
موعده في جنّة النعيم *** حرّمها اللّه على اللئيم
وصاحب البخل يقف ذميم *** تهوي به النّار إلى الجحيم
شرابها الصديد والحميم
فأقبلت فاطمة (علیها السلام) وهي تقول:
فسوف أعطيه ولا أبالي *** واؤثر اللّه على عيالي
أمسوا جياعاً وهم أشبالي *** أصغرهما يقتل في القتال
بكربلا يقتل باغتيال *** لقاتليه الويل مع وبال
يهوي في النّار إلى سفال *** كُبوله زادت على الأكبال
ثمّ عمدت فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء القراح وأصبحوا صياماً، وعمدت فاطمة (علیها السلام) فعزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكلّ واحد قُرص، وصلّى عليّ (علیه السلام) مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ أتى منزله، فقُرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (علیه السلام) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعمونا؟! فوضع عليّ (علیه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
فاطم يا بنت النبيّ أحمد *** بنت النبيّ سيّد مسوّد
قد جاءك الأسير ليس يهتد *** مكبّلاً في غُلّه مقيّد
يشكو إلينا الجوع قد تقدّد *** من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحّد *** ما يزرع الزارع سوف يحصد
فأعطين لا تجعليه ينكد
فأقبلت فاطمة (علیها السلام) وهي تقول:
لم يبق مما كان غير صاع *** قد دبرت (1) كفّي مع الذراع
ص: 123
شبلاي واللّه هما جياع *** يا ربّ لاتتركهما ضياع
أبوهما للخير ذو اصطناع *** عَبل الذراعين طويل الباع
وما على رأسي من قناع *** إلّا عباً نسجتها بصاع
وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعاً، وأصبحوا مُفطرين وليس عندهم شيء.
قال شعيب في حديثه: وأقبل عليّ (علیه السلام) بالحسن والحسين (علیهما السلام) نحو رسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهما يرتعشان كالفِراخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «يا أبا الحسن، شدّ ما يسووني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة».
فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها، فلمّا رآها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضمّها إليه وقال: «واغوثا باللّه، أنتم منذ ثلاث فيما أرى»؟!
فهبط جبرئيل (علیه السلام) فقال: يا محمّد، خذ ما هيّأ اللّه لك في أهل بيتك.
قال: «وما آخذ يا جبرئيل»؟
قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) حتّى إذا بلغ: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)(1).
وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى دخل منزل فاطمة (علیها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم، ثمّ انكبّ عليهم يبكي ويقول: «أنتم منذ ثلاث فيما أرى، وأنا غافل عنكم»! فنزل جبرئيل (علیه السلام) بهذه الآيات: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)، قال: هي عين في دار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تُفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين، (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) وجاريتهم، (وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) يقول: عابساً كَلوحاً(2)، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له (مِسْكِينًا) من مساكين المسلمين (وَيَتِيمًا) من يتامى المسلمين (وَأَسِيرًا) من أسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ
ص: 124
لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)، قال: واللّه ما قالوا هذا لهم، ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر اللّه بإضمارهم، يقولون: لا نُريد منكم جزاءً تُكافئوننا به، ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنّا إنّما أطعمناكم لوجه اللّه وطلب ثوابه.
قال اللّه تعالى ذكره: (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَسُرُورًا﴾ فِي الْقُلُوبِ (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها ﴿وَحَرِيرًا) يفترشونه و يلبسونه، (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ)، والأريكة: السرير عليه الحَجلة، (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا).
قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك: (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا)؟ فيُرسل اللّه جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس، ولكن عليّاً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت (هَلْ أَتى)(1) فيهم إلى قوله تعالى: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا).
(أمالي الصدوق: المجلس 44، الحديث 13)
(1686) 2- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذرّ (رضی اللّه عنه) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه وفي زوجته و ولديه: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) إلى سائر ما اقتصّ اللّه تعالى فيه من ذكرنا في هذه السورة غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثاني.
ص: 125
(1687) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبداللّه بن محمّد بن سلمة، عن أبي الزبير:
عن جابر بن عبداللّه قال: كُنّا عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «قد أتاكم أخي».
ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة».
ثمّ قال: «إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد اللّه، وأقومكم بأمر اللّه، و أعدلكم في الرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند اللّه مزيّة».
ص: 126
قال: فنزلت: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1).
قال: وكان أصحاب محمّد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا أقبل عليّ (علیه السلام) قالوا: قد جاء خير البريّة.
(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 40)
(1988) 2-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت،، عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن عمر التمّار قال: حدّثنا عبد الرحمان بن هلقام(3) قال: حدّثنا شعبة، عن الأعمش وعبيد بن إبراهيم(4):
عن عطيّة العوفي قال: سألت جابر بن عبداللّه عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)؟
فقال: «ذاك خير البشر».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 16)
ص: 127
ص: 128
(1689) 3-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو الفضل عبداللّه بن محمّد الطوسى قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا عليّ بن حكيم الأودي قال: أخبرنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة:
عن سالم بن أبي الجعد قال: سُئل جابر بن عبداللّه الأنصاري - وقد سقط حاجباه على عينيه - فقيل له: أخبرنا عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). فرفع حاجبيه بيديه، ثمّ قال: «ذاك خير البريّة، لا يبغضه إلّا منافق، ولا يشكّ فيه إلّا كافر».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 7)
(1690) 4-(2) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل، في صفر سنة عشر و أربع مئة، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال: حدّثنا إبراهيم بن
ص: 129
إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومئتين، قال: حدّثنا عبداللّه بن حمّاد الأنصاري، عن عمرو بن شمر:
عن يعقوب بن ميثم التمّار مولى عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: دخلت على أبي جعفر (علیه السلام) فقلت له: جُعلت فداك يا ابن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إنّي وجدت في كتب أبي: أنّ عليّاً (علیه السلام) قال لأبي ميثم: «أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانياً، وابغض مبغض آل محمّد وإن كان صوّاماً قوّاماً فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: (الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1)، ثمّ التفت إليّ وقال: هُم واللّه أنت وشيعتك يا عليّ، وميعادك وميعادهم الحوض غداً، غرّاً محجّلين، مكتحلين متوّجين».
فقال أبو جعفر (علیه السلام): «هكذا هو عياناً في كتاب عليّ (علیه السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 57)
(1691) 5-(2) أخبرنا أبو عبداللّه أحمد بن عبدون - المعروف بابن الحاشر - قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن
ص: 130
فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي:
عن أبي عبداللّه (علیه السلام) قال: «دخل عليّ (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو في بيت أمّ سلمة، فلمّا رآه قال: كيف أنت يا عليّ إذا جُمعت الأمم، ووضعت الموازين، و برز لعرض خلقه، ودُعي النّاس إلى ما لابّد منه»؟
قال: «فدمعت عين أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ما يبكيك يا عليّ؟! تُدعى واللّه أنت و شيعتك غرّاً محجّلين، رواء مرويّين مُبيضّة وجوهكم، ويُدعى بعدوّك مسودّة وجوههم أشقياء معذّبين، أما سمعت إلى قول اللّه: (الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1) أنت وشيعتك، «والّذين كفروا بأياتنا أولئك هم شر البرية» عدوّك يا عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 21)
أقول: سيأتي في الباب 4 من أبواب النصوص الدالّة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب.
ثمّ إنّ لهذه الأحاديث شواهد كثيرة، وقد كتب الشيخ الفقيه أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي رسالة سمّاها «نوادر الأثر في عليّ خير البشر»، وقال ابن طاووس في سعد السعود: ص 108: من كتاب محمّد بن العبّاس بن مروان في تفسير قوله تعالى: (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، وأنّها في مولانا عليّ (علیه السلام) وشيعته: رواه مصنّف الكتاب من نحو ستّة وعشرين طريقاً أكثرها رجال الجمهور.
وانظر أيضاً الطرائف: ص 87 وما بعدها، والصراط المستقيم: 2: 68 وما بعدها.
ص: 131
(1692) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل: حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثنا محمّد بن ثابت وأبو المغرا العجلي قال:
حدّثنا الحلبي قال: سألت أبا عبداللّه (علیه السلام) عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا)(2)؟ قال: «وجّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عمر بن الخطّاب في سريّة فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّتونه أصحابه، فلمّا انتهى إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ (علیه السلام): أنت صاحب القوم، فتهيّأ أنت ومن تريده من فرسان المهاجرين والأنصار. فوجّهه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال له: أكمن النّهار وسر الليل ولا تفارقك العين».
قال: «فانتهى عليّ (علیه السلام) إلى ما أمره به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسار إليهم، فلمّا كان عند وجه الصبح أغار عليهم، فأنزل اللّه على نبيّه: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) إلى آخرها».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 61)
ص: 132
أقول: حديث الغدير من المتواترات، بل فوق حدّ التواتر، وقد رواه عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نحو مئة وعشرين من الصحابة، ولا يوجد في السنّة النبويّة حديثاً آخر روته هذه الكثرة من الصحابة، وقد قاله النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في جمع لم تسعهم المدينة، فإنّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أذّن النّاس بخروجه الى الحجّ، وكما قال ابن شاكر في الجزء الأوّل من عيون التواريخ(1): حجّ معه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الصحابة مئة ألف ويزيدون حتّى حجّ معه من لم يره قبلها ولا بعدها، ونالوا بذلك نصيباً من الصحبة.
وقد أفرده بالتأليف جماعة من الحفّاظ و المؤلّفين، قال ابن حجر العسقلاني في آخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب تهذيب التهذيب(2)، بعد أن قال: ذكر عبد البرّ حديث الموالاة عن نفر سمّاهم فقط: وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصحّحه واعتنى بجمع طرقه أبو العبّاس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر.
وقال أيضاً ابن حجر في فتح الباري(3): وأمّا حديث «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.
ص: 133
وقال الكنجي في الباب 1 من كفاية الطالب(1): بعد ذكر حديث الولاية: وجمع الدار قطني الحافظ طرقه في جزء، وجمع الحافظ ابن عقدة الكوفي كتاباً مفرداً فيه.
وقال ابن كثير في ترجمة أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري صاحب التاريخ عند ذكر حوادث سنة 310 من الهجرة من البداية والنهاية(2): وقد رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خُمّ في مجلّدين ضخمين، وكتاباً جمع فيه طرق حديث الطير.
وقال الهدّار في القول الفصل(3): أخرج الحديث أبن عقدة عن مئة وخمسة من الصحابة.
وقال الذهبي في ترجمة محمّد بن جرير الطبري في تذكرة الحفّاظ(4): ولمّا بلغه أنّ ابن أبي داوود تكلّم في حديث غدير خم، عمل كتاب الفضائل وتكلّم على تصحيح الحديث، رأيت مجلداً من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.
وقال ابن شهر آشوب في المناقب(5)، بعد نقل بعض روايات الغدير ونزول آية إكمال الدين وإتمام النعمة: العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر، وإنّما وقع الخلاف في تأويله، ذكره محمّد بن إسحاق، وأحمد البلاذري، ومسلم بن الحجّاج، وأبو نعيم الأصفهاني، وأبو الحسن الدارقطني، وأبوبكر بن مردويه، وابن شاهين، وأبو بكر الباقلاني، وأبو المعالي الجويني، وأبو إسحاق الثعلبي، وأبو سعد الخركوشي، وأبو المظفّر السمعاني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعليّ بن الجعد، وشعبة، والأعمش، وابن عبّاس، وابن الثلّاج، والشعبي، والزهري، والأقليشي، وابن البيّع، وابن ماجة وابن عبد ربّه، والألكاني، وأبو يعلى الموصلي من عدّة طرق، وأحمد بن حنبل من أربعين طريقاً، وابن بطّة من ثلاث وعشرين طريقاً،
ص: 134
وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقاً في كتاب الولاية، وأبو العبّاس ابن عقدة من مئة وخمس طرق، وأبو بكر الجعابي عن مئة وخمس وعشرين طريقاً.
ثمّ حكى ابن شهر آشوب عن الصاحب بن عبّاد أنّه قال: روى قصّة غدير خُمّ القاضي أبوبكر الجعابي عن 78 من الصحابة والصحابيات سمّاهن في المناقب.
وقال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(1): وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب «دعاة الهداة إلى أداء حقّ الموالاة» من تصنيفي في عشرة أجزاء.
وقال ابن المغازلي في المناقب(2)، بعد نقل روايات عديدة: قال أبو القاسم الفضل بن محمّد: هذا حديث صحيح عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وقد روى حدیث غدیر خُمّ عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نحو من مئة نفس، منهم العشرة [المبشّرة]، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة، تفرّد عليّ (علیه السلام) بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد.
وقال القندوزي في الباب 4 من ينابيع المودّة(3)، ذيل الحديث 36: حكى عليّ بن موسى، وعليّ بن محمّد أبي المعالي الجويني الملقّب بإمام الحرمين أستاد أبي حامد الغزّالي (ره) يتعجّب ويقول: رأيت مجلّداً في بغداد في يد صحّاف فيه روايات خبر غدير خُمّ، مكتوباً عليه «المجلّدة الثامنة والعشرون من طرق قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، ويتلوه المجلّدة التاسعة والعشرون».
وهذه الحكاية حكاها أيضاً البحراني في بداية مدينة المعاجز(4) عن ابن شهر آشوب، عن جدّه، عن أبي المعالي الجويني.
ومع ذلك كلّه عند ما نقيس عدد الصحابة الرواة لحديث الغدير إلى عدد الحضور ممّن حضر وشهد وسمع ورأى تكون النسبة: نسبة الواحد في الألف.
فإنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أكّد على الصحابة في غير موقف: «ألا فليبلغ الشاهد الغائب».
ص: 135
لكن لمّا توفّي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كفّ النّاس عن رواية حديث الغدير وأمثاله، بل أُمِر النّاس بسبّ أمير المؤمنين (علیه السلام)، فتناسى الناّس كلّ مزيّة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فضلاً عن حديث الغدير والنصّ على استخلافه، ولذا كان بعض النّاس سابّاً لعليّ دهراً، فلمّا سمعوا مناقب عليّ (علیه السلام) من الصحابة تعجّبوا منه(1).
فواعجبا، إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) في عهد خلافته يناشد النّاس بحديث الغدير، فيكتمه البعض على علم منه(2)، وعلى كلّ حال فيما روي من طرق الحديث كفاية لمن كان طالباً للحقّ.
ومن أراد المزيد فعليه بالكتب الّتي دوّنت في خصوص قضيّة الغدير، كعبقات الأنوار وموسوعة «الغدير».
(1693) 1-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري قال: حدّثنا أبو جعفر ابن السريّ، وأبو نصر بن موسى بن أيّوب الخلّال قالا(4): حدّثنا عليّ بن سعيد قال: حدّثنا ضمرة [بن ربيعة، عن عبداللّه](5) بن شَوذب، عن مطر عن شهر بن حوشب:
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة، كتب اللّه له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقال: «يا أيّها النّاس، ألست أولى بالمؤمنين»؟
قالوا: نعم يا رسول اللّه.
قال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه».
ص: 136
فقال له عمر: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 2)
(1694) 2-(2) وبإسناده عن جابر بن عبداللّه الأنصارى أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً:
قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1695) 3-(3) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي الجارود، عن جابر بن يزيد الجعفي:
ص: 137
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: خطبنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ قدّام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، منهم: أنس بن مالك، والبراء بن عازب الأنصاري، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي». ثمّ أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال: «يا أنس إن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه»، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه حتّى يبتليك ببرص لا تُغطّيه العمامة.
وأمّا أنت يا أشعث، فإن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه حتّى يذهب بكريمتيك.
وأمّا أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ،مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه إلا ميتة جاهليّة.
وأمّا أنت يا براء بن عازب، إن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(1)، ثمّ لم تشهد لي اليوم
ص: 138
بالولاية، فلا أماتك اللّه إلّا حيث هاجرت منه».
قال جابر بن عبداللّه الأنصاري: واللّه رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يُغطّيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول: الحمد للّه الّذي جعل دعاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عَلَيّ بالعمى في الدنيا، ولم يدعُ عَلَيّ بالعذاب في الآخرة فأعذَّب.
فأمّا خالد بن يزيد، فإنّه مات فأراد أهله أن يدفنوه، وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة، فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية.
وأمّا البراء بن عازب، فإنّه ولّاه مُعاوية اليمن، فمات بها، ومنها كان هاجر.
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 1)
(1696) 4-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف قال: حدّثنا سهل بن عامر قال: حدّثنا زافر بن سليمان، عن شريك:
عن أبي إسحاق قال: قلت لعليّ بن الحسين (علیه السلام): ما معنى قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن
ص: 139
كنت مولاه فعليّ مولاه»؟ قال: «أخبرهم أنّه الإمام بعده».
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 2)
(1697) 5-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن جعفر سلمة الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد [بن عرعرة] قال: حدّثنا [عمرو بن حمّاد بن طلحة] القنّاد قال: حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال:
سئل زيد بن عليّ (علیه السلام) عن قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه»؟ قال: نصبه عَلَماً ليُعلم(2) به حزب اللّه عند الفُرقة.
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 3)
(1698) 6-(3) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن ظهير قال: حدّثنا عبداللّه بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يوم غدير خُمّ أفضل أعياد أُمّتى، وهو اليوم الّذي أمرني اللّه تعالى ذكره فيه بنصب أخي عليّ بن أبي طالب عَلَماً لأمّتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الّذي أكمل اللّه فيه الدين، وأتمّ على أمّتي فيه النّعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً».
ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس، إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، خُلق من طيني، وهو إمام الخلق،بعدي، يبيّن لهم ما اختلفوا فيه من سنّتي، وهو أمير المؤمنين، وقائد
ص: 140
الغُرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين(1)، وخير الوصیّين، وزوج سيّدة نساء العالمين، وأبو الأئمّة المهديّين.
معاشر النّاس، مَن أحبّ عليّاً،أحببته، ومَن أبغض عليّاً أبغضته، ومَن وصل عليّاً وصلته، ومن قطع عليّاً قطعته، ومن جفا عليّاً جفوته، ومن والى عليّاً واليته، ومن عادى عليّاً عاديته.
معاشر النّاس، أنا مدينة الحكمة وعليّ بن أبي طالب بابها، ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً.
معاشر النّاس، والّذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة، ما نصبت عليّاً عَلَماً لأمّتي في الأرض حتّى نوّه(2) اللّه باسمه في سماواته، وأوجب ولايته على ملائكته».
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث (8)
(1699) 7-(3) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لمّا أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النُّور، وهو قول اللّه عزّ وجلّ: (جَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)(4)، فلمّا انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل (علیه السلام): «يا محمّد، اعبر على بركة اللّه، فقد نوّر اللّه لك بصرك، ومدّ لك أمامك، فإنّ هذا نهر لم يعبره أحد، لا مَلك مقرّب، ولانبيّ مُرسَل، غير
ص: 141
أنّ لي في كلّ يوم اغتماسة فيه، ثمّ أخرج منه، فأنفض اجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلّا خلق اللّه تبارك وتعالى منها مَلَكاً مقرّبا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان كلّ لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر».
فعبر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى انتهى إلى الحُجُب، والحُجُب خمس مئة حِجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمس مئة عام، ثمّ قال: تقدّم يا محمّد.
فقال له: «يا جبرئيل، ولِمَ لاتكون معي»؟
قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان.
فتقدّم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما شاء اللّه أن يتقدّم، حتّى سمع ما قال الربّ تبارك وتعالى: «أنا المحمود، وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بَتَلتُه(1) انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إيّاك، وإنّي لم أبعث نبيّاً إلّا جعلت له وزيراً، وأنّك رسولي، وأنّ عليّاً وزيرك».
فهبط رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فكره أن يحدّث النّاس بشيء كراهية أن يتّهموه، لأنّهم كانوا حديثي عهد بالجاهليّة، حتّى مضى لذلك ستّة أيّام فأنزل اللّه تبارك وتعالي: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ)(2)، فاحتمل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذلك حتّى كان يوم الثامن، فأنزل اللّه تبارك وتعالى عليه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)(3)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تهديد بعد وعيد لأمضينّ أمر اللّه عزّ وجلّ، فإن يتّهموني و يكذّبوني فهو أهون عَلَيّ مِن أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة».
قال: وسلّم جبرئيل على عليّ بإمرة المؤمنين، فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، أسمع الكلام ولا أحسّ الرؤية».
فقال: «يا عليّ، هذا جبرئيل، أتاني من قِبَل ربّي بتصديق ما وعدني».
ثمّ أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) رجلاً فرجلاً من أصحابه حتّى سلّموا عليه بإمرة
ص: 142
المؤمنين، ثمّ قال: «يا بلال ناد في النّاس أن لا يبقي غداً أحد إلّا عليل إلّا خرج إلى غدير خمّ».
فلمّا كان من الغد خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بجماعة أصحابه، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة، وإنّي ضِقتُ بها ذَرعاً مخافة أن تتّهموني وتكذّبوني، حتّى أنزل اللّه عَلَيّ وعيداً بعد وعيد، فكان تكذيبكم إيّاي أيسر عَلَيّ من عقوبة اللّه إيَّاي، إنّ اللّه تبارك وتعالى أسرى بي و أسمعني وقال: يا محمّد، أنا المحمود وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته(1)، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إيّاك، و أنّي لم أبعث نبياًّ إلّا جعلت له وزيراً، وأنّك رسولي، وأنّ عليّاً وزيرك».
ثمّ أخذ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيدي عليّ بن أبي طالب فرفعهما حتّى نظر النّاس إلى بياض إبطيهما، ولم يُر قبل ذلك، ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه تبارك وتعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذُل من خذله».
فقال الشُكّاك والمنافقون والّذين في قلوبهم مرض وزَيغ: نبرأ إلى اللّه من مقالة ليس بحَتم، ولا نرضى أن يكون عليّ وزيره، هذه منه عصبيّة!
فقال سلمان والمقداد وأبو ذرّ وعمّار بن ياسر: واللّه ما بَرِحنا العَرَصة حتّى نزلت هذه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(2)، فكرّر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذلك ثلاثاً ثمّ قال: «إنّ كمال الدين وتمام النعمة ورضا الربّ بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 10)
(1700) 8-(3) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن حفص قال: حدّثني محمّد بن هارون أبو إسحاق الهاشمي المنصوري قال:
ص: 143
حدّثنا القاسم بن الحسن الزبيدي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون:
عن أبي سعيد قال: لمّا كان يوم غدير خُمّ أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منادياً فنادى: «الصلاة جامعة»، فأخذ بيد عليّ (علیه السلام) وقال: «اللّهم مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعادِ مَن عاداه».
ص: 144
فقال حسّان بن ثابت: يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أقول في عليّ شعراً؟ فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «افعل». فقال:
يُناديهم يوم الغدير نبيّهم *** بخُمٍّ وأكرِم بالنبيّ مناديا
يقول فمن مولاكم و وليّكم *** فقالوا ولم يُبدوا هناك التعاديا
إلهَك مولانا وأنت وليّنا *** ولن تجدن منّا لك اليوم(1) عاصيا
فقال له قُم يا عليّ فإنّني *** رضيتك من بعدى إماما وهاديا
فقام عليّ أرمد العين يبتغي *** لعينیه ممّا يشتكيه مداويا
فداواه خير النّاس منه برِيقه(2) *** فبُورك مرقيّاً وبُورك راقيا
(أمالي الصدوق: المجلس 84، الحديث 3)
(1701) 9-(3) أبو عبداللّه المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال:
ص: 145
كنّا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع، فلمّا عاد نزل غدير خُمّ، وأمر مناديه فنادى في النّاس: «مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)
سيأتي تمامه مسنداً في جوامع مناقبه (علیه السلام).
(1702) 10- أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن الحسن التيملي قال: وجدت في كتاب أبي: حدّثنا محمّد بن مسلم الأشجعي:
عن محمّد بن نوفل بن عائذ الصيرفي قال: كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي فدخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت فذكرنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و دار بيننا كلام في غدير خُمّ(1)، فقال أبو حنيفة: قد قلت لأصحابنا: لا تقرّوا لهم بحديث غدير خُمّ فيخصموكم!
فتغّير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي وقال له: لِمَ لا يقرّون به، أما هو عندك يا نعمان؟
قال: بلى، هو عندي وقد رويته.
قال: فلِمَ لا يقرّون به، وقد حدّثنا به حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم: أنّ عليّاً (علیه السلام) نشد اللّه في الرحبة من سمعه؟!(2)
ص: 146
فقال أبو حنيفة: أفلا ترون أنّه قد جرى في ذلك خوض حتّى نشد(1) عليّ النّاس لذلك؟!
فقال الهيثم: فنحن نكذّب عليّاً أو نردّ قوله؟
فقال أبو حنيفة: ما نكذّب عليّاً ولا نردّ قولاً قاله، ولكنّك تعلم أنّ النّاس قد غلا منهم قوم!
فقال الهيثم: يقوله رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و يخطب به ونشفق نحن منه، ونتّقيه بغلوّ غال أو قول قائل؟! الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس، الحديث 9)
يأتي تمامه في الباب 7 من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام).
(1703) 11- أبو جعفر الطوسى بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام): أعطيت تسعاً لم يعط أحد قبلي سوى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (إلى أن قال:) وإنّ بولايتي أكمل اللّه لهذه الأمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي لهم إسلامهم، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا محمّد، أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، و أتممت عليهم النعم، ورضيت إسلامهم». كلّ ذلك منّ اللّه به عَلَيّ، فله الحمد».
(أمالي الطوسى: المجلس 8 الحديث 1)
سيأتي تمامه مسنداً في باب 23 - ما بين أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة - من أبواب فضائله (علیه السلام).
(1704) 12-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد
ص: 147
القلانسي المراغي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي(1) عن أبي إسحاق السُبيعي، عن زيد بن أرقم قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بغدير خُمّ يقول: «إنّ الصدقة لا تحلّ لي ولا لأهل بيتي لعن اللّه من ادّعى إلى غير أبيه، لعن اللّه من تولّى غير مواليه الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر(2)، وليس لوارث وصيّة، ألا وقد سمعتم منّي ورأيتموني،
ص: 148
ألا من كذب عَلَيّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النّار، ألا وإنّي فرط(1) لكم على الحوض، ومكاثر بكم الأمم يوم القيامة، فلا تسوّدوا وجهى، ألا لاستنقذنّ رجالاً من النّار، وليستنقذنّ من يدي أقوام، إنّ اللّه مولاي، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ألا فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 52)
(1705) 13-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار قال: حدّثني عمّي طاهر بن مدرار قال: حدّثنا معاوية بن ميسرة بن شريح قال: حدّثني الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل، قالا: حدّثنا حبيب - وكان إسكافاً في بني بديّ، وأثنى عليه خيراً - أنّه سمع:
زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم غدير خُمّ فقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ،مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 48)
ص: 149
ص: 150
ص: 151
(1706) 14-(1) وعن أبي العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا عليّ بن قادم قال: حدّثنا إسرائيل، عن عبداللّه بن شريك:
ص: 152
عن سهم بن الحصين الأسدي قال: قدمت إلى مكّة أنا وعبد اللّه بن علقمة، و كان عبداللّه بن علقمة سبّابة لعليّ (علیه السلام) دهراً.
قال: فقلت له: هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهداً؟
قال: نعم. فأتيناه فقال: هل سمعت لعليّ منقبة؟
قال: نعم، إذا حدّثتك فسل عنها المهاجرين وقريشاً، إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قام يوم غدير خمّ، فأبلغ ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟
قالوا: بلى. قالها ثلاث مرّات، ثمّ قال: «ادن يا عليّ». فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يديه حتّى نظرت إلى بياض آباطهما [ف] قال: «مَن كنت مولاه فعلي مولاه»، ثلاث مرّات.
قال: فقال عبداللّه بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قال أبو سعيد: نعم، وأشار إلى أذنيه وصدره، قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي.
قال عبداللّه بن شريك: فقدم علينا عبداللّه بن علقمة وسهم بن حصين، فلمّا صلّينا الهجير(1) قام عبداللّه بن علقمة فقال: إنّي أتوب إلى اللّه واستغفره من سبّ عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه - ثلاث مرّات-.
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 25)
(1707) 15- وعن أبي العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان الكندي قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير قال: حدّثني أبي، عن منصور بن سلم بن سابور، عن عبداللّه بن عطاء، عن عبداللّه بن يزيد، عن عبداللّه أبيه قال:
ص: 153
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وهو وليّكم من بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 26)
(1708) 16-(1) وعن أبي العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا عبيدالله، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ، وسعيد بن وهب، وعن زيد بن نفيع(2) قالوا:
سمعنا عليّاً (علیه السلام) يقول في الرحبة: «أنشد اللّه من سمع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول يوم غدير خُمّ ما قال إلّا قام». فقام ثلاثة عشرة، فشهدوا أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. فأخذ بيد عليّ فقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله».
قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث: يا أبا بكر، أيّ أشياخ هُم؟! (3)
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 52)
ص: 154
ص: 155
(1709) 17-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى: قال: حدّثنا هانئ بن أيّوب، عن طلحة بن مصرّف:
ص: 156
عن عميرة بن سعد(1) انّه سمع عليّاً (علیه السلام) فى الرحبة ينشد النّاس: من سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»؟ فقام بضعة عشر فشهدوا.
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 48)
أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 12)
ص: 157
(1710) 18-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عليّ بن ثابت قال: حدّثنا منصور بن أبي الأسود، عن مسلم الملائي:
عن أنس بن مالك أنّه سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول يوم غدير خُمّ: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، وأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 74)
(1711) 19-(2) وعن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن محمّد قال: حدّثنا داوود بن سليمان قال: حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعادِ من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 44)
ص: 158
(1712) 20- وبإسناده عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه، و أوقفه يوم غدير خُمّ، فأعلَمَ النّاس أنّه مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: «أنت منّي وأنا منك».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1713) 21- وبإسناده عن أبي ذرّ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، ليبلغ الشاهد الغائب ذلك، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثاني من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1714) 22- وبإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة) قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مقالته يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا(1).
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 5)
تقدّم تمامه في باب الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم من أبواب الفتن.
ص: 159
(1715) 23- وبإسناده عن عمرو بن ميمون الأودي، أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: «لقد أعطى عليّ ما لم يعطه بشر» (إلى أن قال:) وهو صاحب يوم غدير خُمّ، إذ نوّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باسمه، وألزم أمّته ولايته وعرفهم بخطره، وبيّن لهم مكانه، فقال: «أيّها النّاس، من أولى بكم من أنفسكم»؟
قالوا: اللّه ورسوله.
قال: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه».
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).
(1716) 24- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن عبيد اللّه العرزمي، عن أبيه، عن عثمان [بن عمير] أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان:
عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) (في خطبة خطبها بعد ما جمع معاوية النّاس) قال: «وقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنّه خليفة موسى (علیه السلام) فيهم واتّبعوا السامري، وقد تركت هذه الأمّة أبي وبايعوا،غيره، وقد سمعوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنت منّى بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة»، وقد رأوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نصب أبي يوم غدير خمّ وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب».
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 9)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).
ص: 160
أقول: حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة الّتي رواها جمع من الصحابة وغيرهم كأبيّ بن كعب، وأنس بن مالك والبراء بن عازب، وأبو بردة، وبريدة بن الحصيب، و جابر بن سمرة، وجابر بن عبداللّه الأنصاري، وأبو ذر الغفاري، وحبشي بن جنادة، والإمام الصادق (علیه السلام)، و حذيفة بن أسيد، وحريز بن عثمان الحمصي، والإمام الحسن (علیه السلام)، وخالد بن عرفطة، وأبو رافع، وزيد بن أرقم، و سعيد بن المسيّب، وسعيد بن زيد وزيد بن أبي أوفى وأبو سعيد الخدري و سلمان الفارسي، وسلمة بن أبي سلمة، وأمّ سلمة، وسهل بن سعد الساعدي، وأبو الطفيل، وعبد اللّه بن أبي أوفى، وعبد اللّه بن جعفر، وابن عبّاس، وابن مسعود، و ابن عمر، وعقيل بن أبي طالب، والإمام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعليّ بن موسى الرضا (علیه السلام)، وعمر بن أبي سلمة، وعمر بن الخطاب، وعمّار بن ياسر، وفاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، وأبو ليلى الأنصاري، و مالك بن الحويرث، ومعاوية بن أبي سفيان وأبو هريرة، وغيرهم من الصحابة و التابعين.
وقال الحاكم الحسكاني ذيل تفسير الآية 59 من سورة النساء في شواهد التنزيل: وهذا حديث المنزلة الّذي كان شيخنا أبو حازم [عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي] الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد(1)!
ثمّ إنّ الحديث أوضح دليل على خلافة أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حياته وبعد موته، فإنّ قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» يقتضي حصول جميع منازل هارون من موسى لأميرالمؤمنين (علیه السلام) إلّا ما خصّه الاستثناء في الخبر وما جرى مجرى الاستثناء من العرف.
ومن أراد المزيد على ذلك فعليه بالشافي وموسوعتي عبقات الأنوار والغدير.
ص: 161
(1717) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن صالح، عن حكيم بن عبد الرحمان قال: حدّثني مقاتل بن سليمان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هِبة اللّه من آدم وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي، فمن جحد وصيّتك وخلافتك فليس منّي ولستُ منه، وأنا خصمه يوم القيامة.
يا عليّ، أنت أفضل أمّتي فضلاً، وأقدمهم سِلماً، وأكثرهم عِلماً، وأوفرهم حِلماً، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم كفّاً.
يا عليّ، أنت الإمام بعدي والأمير وأنت الصاحب بعدي والوزير، وما لك في أُمّتي من نظير.
يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار، بمحبّتك يُعرف الأبرار من الفجّار، ويميّز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 11، الحديث 4)
(1718) 2-(2) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا الحسن بن عليّ السكري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا قال: حدّثنا العبّاس بن بكّار قال حدّثنا حرب بن ميمون، عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن عليّ:
عن أبيه عليّ بن الحسين (علیه السلام) (في حديث في ولادة الحسن (علیه السلام)) قال: «فأوحى اللّه تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنّه قد وُلد محمّد ابنٌ، فاهبط وأقرأه السلام وهنّئه،
ص: 162
وقُل له: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون (إلى أن قال:) فسمّاه الحسن.
فلمّا ولد الحسين (علیه السلام) أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى جبرئيل أنّه قد ولد لمحمّد ابنٌ، فاهبط إليه وهنّئه، وقُل له: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون.
قال: فهبط جبرئيل فهنّأه من اللّه تبارك وتعالى، ثمّ قال: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون (إلى أن قال:) فسمّاه الحسين».
(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 3)
يأتي تمامه في الباب الأوّل من تاريخ الحسنين (علیهما السلام).
(1719) 3-(1) وبإسناده عن جابر بن عبداللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً (إلى أن قال:)
قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي كهارون من موسى».
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).
(1720) 4- وبإسناد يأتي عن جابر بن عبد اللّه قال: لمّا قدم عليّ (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بفتح خیبر قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم، لقلتُ فيك اليوم قولاً لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا
ص: 163
التُراب من تحت رِجليك ومن فضل طَهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني و أرثك، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في الباب 7 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1721) 5-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن ابان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) (في حديث يذكر فيه أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث خالد بن الوليد إلى بني المصطلق، ففعل فيهم ما فعل من القتل والغارة، فتبرّأ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ممّا فعل خالد وبعث عليّاً (علیه السلام) إليهم، فلمّا رجع عليّ (علیه السلام) قال:)
فقال: يا رسول اللّه عمدتُ فأعطيت لكلّ دم ديةٌ، ولكلّ جنين غُرّة(2)، ولكلّ مال مالاً، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة(3) كلابهم وحبلة(4) رعاتهم، و فضلت معي فضلة فأعطيتهم لرَوعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك
ص: 164
يا رسول اللّه.
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أعطيتهم ليرضَوا عنّي؟! رضي اللّه عنك يا عليّ، إنّما أنت بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 32، الحديث 8)
تقدّم تمامه مسنداً في كتاب النبوّة، وللحديث رواية أخرى يأتي في باب جوامع مناقبه (علیه السلام)(1).
(1722) 6- حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا شعيب بن راشد، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام) (في حديث طويل) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «والّذي نفسي بيده، ينظر إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا أضرب قُدّامه بسيفي فقال: لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ. ثمّ قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)
تقدّم تمامه في باب ما وقع بصفّين من أبواب الحوادث والفتن.
(1723) 7-(2) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه عن الريان بن الصلت:
ص: 165
عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (فيما قاله (علیه السلام) في مجلس المأمون في فضيلة أهل البيت (علیهم السلام)): «وأمّا الرابعة: فإخراجه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) النّاس من مسجده ماخلا العترة حتّى تكلّم النّاس في ذلك وتكلّم العبّاس فقال: يا رسول اللّه، تركت عليّاً وأخرجتنا؟ فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا تركته واخرجتكم، ولكن اللّه تركه واخرجكم»، وفي هذا تبيان قوله لعلي (علیه السلام): «أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى».
قالت العلماء: فأين هذا من القرآن؟
قال أبو الحسن (علیه السلام): «أوجدكم في ذلك قرآناً أقرأه عليكم».
قالوا: هات.
قال: «قول اللّه عزّ وجلّ: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)(1)، ففى هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضاً منزلة عليّ (علیه السلام) من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلّا لمحمّد وآله».
(أمالي الصدوق: المجلس 79 الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(1724) 8-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني أبوبكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثني أبو عبد الرحمان عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا يحيى بن عيسى الرملي قال: حدّثنا الأعمش، عن عباية الأسدي، عن عبداللّه بن عبّاس بن عبد المطلب (رحمه اللّه) قال:
ص: 166
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأم سلمة رحمها اللّه: «يا أمّ سلمة، عليّ مني وأنا من عليّ، لحمه الحمي، ودمه دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، يا أم سلمة، اسمعي و اشهدي، هذا عليّ سيّد المسلمين».
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 34)
(1725) 9- وبإسناده عن سعد بن أبي وقاص (في حديث) قال: وغزونا تبوك مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فودّع عليّ النبي اللّه على ثنية الوداع وبكى، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: «ما يبكيك؟
فقال: «كيف لا أبكي ولم أتخلّف عنك في غزاة منذ بعثك اللّه تعالى، فما بالك؟!
تخلفني في هذه الغزاة»؟! فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: «أما ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى
ص: 167
إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟
فقال عليّ (علیه السلام): «بل رضيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 39)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1726) 10-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا الشريف الفاضل أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى قال: حدّثنا جدّي أبو الحسن يحيى بن الحسن قال: حدّثنا أحمد بن أبي بكر الزهري أبو مصعب قال: حدّثنا يوسف بن [يعقوب بن أبي سلمة] الماجشون، عن محمّد بن المنكدر قال:
سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سألت سعد بن أبي وقّاص: أسمعت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه ليس معي نبيّ»؟
قال: نعم.
فقلت: أنت سمعته؟
فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال: نعم، وإلّا فاستكتا.
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 53)
ص: 168
ص: 169
(1727) 11-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا أبو مريم [عبد الغفّار بن القاسم]، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 44)
(1728) 12-(2) وعن إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه [ناصح بن
ص: 170
عبداللّه] المحلّمي، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 45)
(1729) 13-(1) وعن أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الأعمش، عن عطية العوفي:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في غزوة تبوك: «أخلفني في أهلي».
فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إنّي أكره أن يقول العرب: خذل ابن عمّه وتخلّف عنه».
فقال: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى»؟
قال: «بلی».
ص: 171
قال: «فاخلفني».
(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 13)
(1730) 14- وبإسناده عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ ثلاثاً، فلأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النعم، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام) وخلّفه في بعض مغازيه، فقال: يا رسول اللّه، تخلّفني مع النساء والصبيان؟! فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لانبيّ بعدي»؟ الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 63)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1731) 15-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ قراءةً عليه، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عیسی قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن موسى عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه:
عن عليّ (علیه السلام) قال: خلّف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً في غزوة تبوك، فقال: يا رسول
ص: 172
اللّه، تخلّفني بعدك؟ قال: «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»؟
(أمالي الطوسي: المجلس 12 الحديث 42)
(1732) 16- وبإسناده عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه (إلى أن قال:) وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1733) 17- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي أبو عبداللّه.
قال المجاشعي: وحدثناه الرضا عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال:
حدّثني عُمَر وسَلَمة ابنا أمّ سلمة(1)، ربيبا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أنّهما سمعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في حجّة الوداع: «عليّ يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين، عليّ أخي ومولى المؤمنين من بعدي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّ اللّه تعالى ختم النبوّة بي فلا نبيّ بعدي، وهو الخليفة في الأهل و المؤمنين بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس (18، الحديث 55)
(1734) 18- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عمّار
ص: 173
الثقفي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال: حدّثنا معتب مولانا قال: حدّثني عمر بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين قال: سمعت محمّد بن أبي عبيداللّه محمّد بن عمّار بن ياسر قال:
سمعت أباذرّ جندب بن جنادة يقول: رأيت النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخذاً بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال له: «أنت أخي وصفیّي ووصيّي ووزيري وأميني، مكانك منّي في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ معي من مات وهو يحبّك ختم اللّه عزّ وجلّ له بالأمن والإيمان ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب».
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 3)
(1735) 19- وبإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة) قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما قال في غزاة تبوك: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لانبيّ بعدي، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 5)
تقدّم تمامه مسنداً في باب الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم من أبواب الحوادث والفتن.
(1736) 20-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن مزيد بن محمود الأزهري
ص: 174
[أبوبكر الخزاعي] ابن أبي الأزهر البوشنجى النحوي(1) قال: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري قال: حدّثنا أبو أويس [عبد اللّه بن عبداللّه المدني]، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبداللّه:
أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ (علیه السلام): «ألا ترضى أن تكون منّي كهارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، ولو كان لكنته»؟
قال أبو المفضّل: ما كتبت هذا الحديث إلّا عن أبي الأزهر.
(أمالي الطوسى: المجلس 26، الحديث 17)
(1737) 21- وبإسناده عن ابن عبّاس، عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: قد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال:) والثالثة: خلّفه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بعض مغازيه، فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه،
ص: 175
خلّفتني مع النساء والصبيان»؟
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)
تقدّم إسناده في باب نزول آية التطهير من أبواب الآيات النازلة، وسيأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1738) 22- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خرج غازياً إلى تبوك واستخلف عليّاً على النّاس، فحسدته قريش، وقالوا: إنّما خلّفه لكراهيّة صحبته.
قال: فانطلق في أثره حتّى لحقه فأخذ بغرز(1) ناقته، ثمّ قال: «إنّي لتابعك».
قال: «ما شأنك»؟
فبكى وقال: «إنّ قريشاً تزعم أنّك إنّما خلّفتني لبغضك لي وكراهيّتك صحبتي»!
قال: فأمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مناديه فنادى في النّاس، ثمّ قال: «أيّها النّاس، أفيكم أحد إلّا وله من أهله خاصّة»؟
قالوا: أجل.
قال: «فإنّ عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي وحبيبي إلى قلبي».
ثمّ أقبل على أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟
فقال عليّ (علیه السلام): «رضيت عن اللّه ورسوله».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 176
(1739) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، و حجّة اللّه بعدي على الخلق أجمعين، وسيّد الوصيّين و وصيّ سيّد النبيّين» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 16)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين.
(1740) 2- وبإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين ويعسوب المتّقين».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)
سيأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته.
(1741) 3- حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن ظهير قال: حدّثنا الحسين بن عليّ العبدي المعروف بابن القارئ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الواسطي قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة، عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو على المنبر يقول، وقد بلغه عن أناس من قريش إنكار تسميته لعليّ أمير المؤمنين، فقال: «معاشر النّاس، إنّ اللّه عزّ وجلّ بعثني إليكم رسولاً، وأمرني أن استخلف عليكم عليّاً أميراً، ألا فمن كنت نبيّه فإنّ عليّاً أميره، تأمير أمّره اللّه عزّ وجلّ عليكم، وأمرني أن أعلمكم ذلك، لتسمعوا له
ص: 177
وتطيعوا، إذا أمركم تأتمرون، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون.
ألا فلا يأتمرنّ أحد منكم على عليّ في حياتي ولا بعد وفاتي، فإنّ اللّه تبارك وتعالى أمّره عليكم، وسمّاه أمير المؤمنين، ولم يسمّ أحداً من قبله بهذا الإسم، وقد أبلغتكم ما أرسلتُ به إليكم في عليّ، فمن أطاعني فيه فقد أطاع اللّه، ومن عصاني فيه فقد عصى اللّه عزّ وجلّ ولا حجّة له عند اللّه عزّ وجلّ، وكان مصيره إلى ما قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا)(1)».
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 11)
(1742) 4- حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أشعث بن سوّار، عن الأحنف بن قيس:
عن أبي ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) قال: كنّا ذات يوم عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مسجد قُبا ونحن نفر من أصحابه، إذ قال: «معاشر أصحابي، يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين، وإمام المسلمين».
قال: فنظروا، وكنت فيمن نظر، فإذا نحن بعليّ بن أبي طالب قد طلع، فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجاء به حتّى أجلسه إلى جانبه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم، فقال: «هذا إمامكم من بعدي، طاعته طاعتي معصيته معصيتي، وطاعتي طاعة اللّه، ومعصيتي معصية اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 80، الحديث 7)
(1743) 5- حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثني سهل بن زياد عن محمّد بن الوليد قال: سمعت يونس بن يعقوب يقول عن سنان بن طريف:
ص: 178
عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال(1): «إنّا أهل بيت نوّه(2) اللّه بأسمائنا، أنّه لمّا خلق اللّه السماوات والأرض أمر منادياً فنادى: أشهد أن لا إله إلّا اللّه - ثلاثاً- أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه - ثلاثاً-، أشهد أن عليّاً أمير المؤمنين حقّاً - ثلاثاً -».
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 4)
(1744) 6-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن مظفّر الورّاق [قال:] حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي الثلج قال: أخبرني الحسين بن أيّوب من كتابه عن محمّد بن غالب، عن عليّ بن الحسن، عن عبد اللّه بن جبلة، عن ذريح المحاربي، عن أبي حمزة الثمالي:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن أبيه، عن جدّه [(علیهما السلام)] قال: «إنّ اللّه جلّ جلاله بعث جبرئيل (علیه السلام) إلى محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يشهد لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بالولاية في حياته، ويسمّيه بإمرة المؤمنين قبل وفاته، فدعاني نبيّ اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) تسعة رهط(4) فقال: «إنّما دعوتكم لتكونوا شهداء اللّه في الأرض، أقمتم أم كتمتم».
ثمّ قال: «يا أبا بكر، قُم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقال: أعن أمر اللّه و رسوله؟ قال: «نعم». فقام فسلّم عليه بإمرة المؤمنين.
ص: 179
ثمّ قال: «قُم يا عمر، فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». قال: أعن أمر اللّه ورسوله نسمّيه أمير المؤمنين؟ قال: «نعم». فقام فسلّم عليه.
ثمّ قال للمقداد بن الأسود الكندي: «قُم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم، ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله.
[ثمّ قال: «قُم يا سلمان، فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم](1).
ثمّ قال لأبي ذرّ الغفاري: «قُم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم عليه.
ثمّ قال لحذيفة اليماني: «قم فسلّم على أمير المؤمنين». فقام فسلّم عليه(2).
ثمّ قال لعمّار بن ياسر: «قم فسلّم على أمير المؤمنين». فقام فسلّم عليه.
ثمّ قال لعبد اللّه بن مسعود: «قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم عليه.
ثمّ قال لبريدة: «قُم فسلّم على أمير المؤمنين». - وكان بريدة أصغر القوم سنّاً - فقام فسلّم.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء اللّه، أقمتم أم تركتم».
(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 7)
(1745) 7-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمرو بن يحيى الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن إسحاق بن عبدوس قال: حدّثني محمّد بن نهار بن عمّار [بن أبي المحياة يحيى بن يعلى
ص: 180
أبو الحسن] التيمي قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا الفضيل بن الزبير، عن أبي داوود السبيعي:
عن عمران بن حصين أخي! بريدة بن حصيب قال: بينا أنا وأخي بريدة عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ دخل أبو بكر، فسلّم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: «انطلق فسلّم على أمير المؤمنين».
فقال: يا رسول اللّه، ومن أمير المؤمنين؟
قال: «عليّ بن أبي طالب».
قال: عن أمر اللّه وأمر رسوله؟
قال: «نعم».
ثمّ دخل عمر فسلّم، فقال: «انطلق فسلّم على أمير المؤمنين».
فقال: يا رسول اللّه، ومن أمير المؤمنين؟
قال: «عليّ بن أبي طالب».
قال: عن أمر اللّه وأمر رسوله؟
قال: «نعم».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 8)
(1746) 8-(1) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون بن الصلت الأهوازي سماعاً منه في مسجده بشارع دار الرقيق ببغداد، في سلخ شهر ربيع الأوّل من سنة تسع وأربع مئة، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة إملاءً قال: حدّثنا
ص: 181
عبداللّه بن أحمد بن المستورد قال: حدّثنا يوسف بن كليب قال: حدّثني يحيى بن سالم قال: حدّثنا صباح المزني، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داوود:
عن بريدة قال: أمرنا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نسلّم على عليّ (علیه السلام) بإمرة المؤمنين.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 1)
ص: 182
(1747) 9- حدّثني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليّ ربّي ما أوحى ثمّ قال: يا محمّد، اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام، فما سمّيت بهذا أحداً قبله ولا أسمّي بهذا أحداً بعده».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 25)
(1748 - 1749) 10(1)- 11- وبإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ(2) إلى سدرة المنتهى أوقفت(3) بين يدي ربّي عزّ وجلّ فقال لي: يا محمّد.
فقلت: لبّيك ربّي و(4) وسعديك.
قال: قد بلوتَ خلقي، فأیّهم وجدتَ(5) أطوع لك»؟
قال: «قلت: ربّ عليّاً».
قال: صدقت یا محمّد، فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك، ويعلّم عبادي
ص: 183
مِن كتابي ما لا يعلمون»؟
قال: «قلت: اختر لي، فإنّ خيرتك خيرٌ لي».
قال: «قد اخترت لك عليّاً، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، فإنّي قد نحلته علمي و حلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده(1)» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس،12، الحديث 45 - 46، والمجلس 12، الحديث 73)
تقدّم إسناده في الباب 28 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)، ويأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1750) 12-(2) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمرو بن يحيى الفحّام قال: حدّثني إسحاق بن عبدوس قال: حدّثني محمّد بن نهار بن عمّار [بن أبي المحياة يحيى بن يعلى أبو الحسن التيمي] قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى(3)، عن جابر، عن إسحاق بن عبداللّه بن الحارث [بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو يعقوب]، عن أبيه:
عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه قال: «أتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعنده أبوبكر و عمر، فجلست بينه وبين عائشة، فقالت لي عائشة: ما وجدت إلّا فخذي أو فخذ رسول اللّه!
ص: 184
فقال: مه یا عائشة، لاتؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وهو أمير المؤمنين، يجعله اللّه يوم القيامة على الصراط، فيُدخل أولياءه الجنّة و أعداءه النّار».
(أمالى الطوسى: المجلس 11، الحديث 9)
(1751) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبى المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن الحسن الرزّاز أبو العبّاس قال: حدّثنا أبو أمّي محمّد بن عيسى أبوجعفر القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي، عن عبد الغفّار بن القاسم، عن عبداللّه بن شريك العامري، عن جندب بن عبداللّه البجلي:
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة، فجلست بينه وبينها، فقالت: يا ابن أبي طالب ما وجدت لإستك مكاناً غير فخذي أمط عنّي. فضرب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين كتفيها ثمّ قال لها: ويل لك، ما تريدين من أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين».
(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 3)
(1752) 14-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم بن نصر أبو نصر الصيداوي قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الصباح بن يحيى، عن يعقوب بن زياد العبسي:
عن عليّ بن علقمة الأنماري قال: لمّا قدم الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليهما وعمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) [الكوفة] يستنفران النّاس، خرج حذيفة (رحمه اللّه) وهو مريض مرضه الّذي قُبض فيه، فخرج يُهادي بين رجلين، فحرّض النّاس وحثّهم على
ص: 185
اتّباع عليّ (علیه السلام) وطاعته ونصرته، ثمّ قال: ألا مَن أراد - والّذي لا إله غيره - أن ينظر إلى أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب، فوازروه واتّبعوه وانصروه.
قال يعقوب: أنا واللّه سمعته من عليّ بن علقمة، ومن عمومتي يذكرونه عن حذيفة.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 36)
(1753) 15- وبالسند المتقدّم عن يحيى بن يعلى قال: حدّثنا العلاء بن صالح الأسدي، عن عديّ بن ثابت، عن أبي راشد قال: لمّا أتى حذيفة بيعة عليّ (علیه السلام) ضرب بيده واحدة على الأخرى وبايع له، وقال: هذه بيعة أمير المؤمنين حقّاً، فواللّه لا يبايع بعده لواحد من قريش إلّا أصغر أو أبتر يولي الحقّ استه.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 37)
(1754) 16- وبإسناد يأتى عن أنس بن مالك (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ أنا رسول اللّه وسيّد ولد آدم، وأنت أمير المؤمنين وسيّد العرب».
(أمالي الطوسى: المجلس: 18، الحديث 21)
سيأتي تمامه مسنداً في باب أن عليّاً (علیه السلام) سيّد العرب.
(1755) 17-(1) وبإسناده عن ابن عبّاس (في حديث) قال: قال جبرئيل لعليّ (علیه السلام): «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد ولد آدم ما خلا النبيّين والمرسلين» (إلى أن قال:) فقال النبيّ: «سمّاك باسم سمّاك اللّه تعالى به، وهو الّذي ألقى محبّتك
ص: 186
في قلوب المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين».
(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)
يأتي تمامه مسنداً في الباب 11 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).
ثمّ إنّ هذه الروايات تدلّ على أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الإمام مفترض الطاعة على جميع النّاس، فيجب على الجميع إطاعته في كلّ ما يأمرهم به وينهاهم عنه وذلك عامّ لجميع المؤمنين، لدلالة الجمع المحلّى باللام على العموم، لا سيّما مع انضمامه إلى سائر النصوص الصريحة.
وسيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 6.
ص: 187
أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 36 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1756) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه شيخ لأهل الري، قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار البغدادي قال: حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة عُتبة الكندي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي عن الأعمش:
عن عطاء قال: سألت عائشة عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)؟ فقالت: ذاك خير البشر، ولا يشكّ فيه إلّا كافر.
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 3)
ص: 188
(1757) 2-(1) حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب قال: أخبرنا عبد الرحمان الخيطي(2) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى [بن حكيم أبو جعفر الصوفي] الأودي قال: حدّثنا حسين بن حسن العرني قال: حدّثنا إبراهيم بن يوسف، عن شريك، عن منصور، عن ربعي:
عن حذيفة أنّه سئل عن عليّ (علیه السلام) فقال: ذاك خير البشر، ولا يشكّ فيه إلّا منافق.
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 4)
(1758) 3-(3) حدّثنا محمّد بن أحمد الصيرفي وكان من أصحاب الحديث، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن العبّاس بن بسّام مولى بني هاشم، قال: حدّثنا أبو الخير.
قال: وحدثنا محمّد بن يونس البصري قال: حدّثنا عبداللّه بن يونس وأبو الخير قالا: حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثنا أبو بكير النخعي(4) عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان:
ص: 189
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «عليّ بن أبي طالب خير البشر، ومن أبى فقد كفر».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 5)
(1759) 4-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمّد بن السِّندي، عن عليّ بن الحكم، عن فُضيل بن عثمان:
عن أبي الزبير المكّي قال: رأيت جابراً متوكّئاً على عصاه وهو يدور في سِكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: «عليّ خير البَشَر، فمن أبى فقد كفر، يا معشر الأنصار أدِّبوا أولادكم على حُبّ عليّ، فَمَن أبى فانظُروا في شأن أمّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 6)
(1760) 5-(2) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني أبو محمّد الحسن
ص: 190
بن عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس الرازي قال: حدّثني أبي عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس بن هارون التميمي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أخي الحسن بن عليّ قال:
حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت خير البشر، ولا يشكّ فيك إلّا كافر».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 7)
(1761) 6-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن ابراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني محمّد بن عليّ قال: حدّثنا العبّاس بن عبداللّه، عن عبدالرحمان بن الأسود، عن عبد الرحمان بن مسعود، عن عليّ (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّ أهل بيتي إلَيّ وأفضل من أترك بعدي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 19)
ص: 191
(1762) 7- وعن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا الحكم بن سليمان قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن عمرو بن حُريث الأشجعي، عن بردعة بن عبد الرحمان، عن أبي الخليل:
عن سلمان رحمة اللّه عليه قال: دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند الموت، فقال: «عليّ بن أبي طالب أفضل من تركت بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 20)
(1763) 8- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال: ذاك خير خلق اللّه من الأوّلين والأخرين، ما خلا النبيّين والمرسلين، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يخلق خلقاً بعد النبيّين والمرسلين أكرم عليه من عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) والأئمّة من ولده بعده - الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 4)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1764) 9- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: حدّثنا أبو رجاء قُتيبة بن سعيد، عن حمّاد بن زيد، عن عبد الرحمان السرّاج، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من فضّل أحداً من أصحابي على عليّ فقد كفر».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 4)
(1765) 10- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني إبراهيم بن رجاء الجحدري قال: حدّثنا وكيع بن الجرّاح، عن شريك بن عبداللّه عن عبداللّه محمّد بن عقيل عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من فضّل أحداً من أصحابي على عليّ فقد كفر».
(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 5)
ص: 192
(1766) 11-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو عبداللّه الأسدي قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار الغسّاني قال: حدّثنا أبو الصباح عبدالغفور الواسطي(2)، عن عبد اللّه بن محمّد القرشي، عن أبي عليّ الحسن بن عليّ الراسبي عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الشاكّ في فضل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يُحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمئة شعبة على كلّ شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه».
(أمالى المفيد: المجلس 18، الحديث 3)
(1767) 12- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري الحسيني قال: حدّثنا محمّد بن
ص: 193
الفضل بن حاتم المعروف بأبي بكر النجّار الطبري الفقيه، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الحميد قال: حدّثنا داهر بن محمّد بن يحيى الأحمري قال: حدّثنا المنذر بن الزبير، عن أبي ذرّ الغفاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تضادّوا بعليّ أحداً فتكفروا، ولا تفضلوا عليه أحداً فترتدّوا».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 6)
ص: 194
(1768) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمان بن الأسود اليشكري، عن محمّد بن عبید اللّه:
عن سلمان الفارسي (رضی اللّه عنه) قال: سألت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): من وصيّك من أمّتك؟ فإنّه لم يُبعث نبيّ إلّا كان له وصيّ من أمّته. فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « لم يُبيّن لي بعد».
فمكثت ما شاء اللّه أن أمكث، ثمّ دخلت المسجد، فناداني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا سلمان، سألتني عن وصيّي من أمّتي، فهل تدري من كان وصيّ موسى من أمّته»؟
فقلت: كان وصيّه يُوشَع بن نُون فتاه.
قال: «فهل تدري لِمَ كان أوصى إليه»؟
فقلت: اللّه ورسوله أعلم.
قال: «أوصى إليه لأنّه كان أعلم أمّته بعده، و وصیّي أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 1)
ص: 195
(1769) 2-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التاجر قال: حدّثنا عليّ بن مهران عن الحسين بن سعيد، عن الحسين
بن علوان، عن زياد بن المنذر، عن بدر بن عبداللّه، عن أنس بن مالك قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يدخل عليكم من هذا الباب خير الأوصياء، و سيّد الشهداء، وأدنى النّاس منزلة من الأنبياء».
فدخل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وما لي لا أقول هذا يا أبا الحسن، وأنت صاحب حوضي والموفي بذمّتي، والمؤدّي عنّي دَيني».
(أمالي الصدوق: المجلس 37، الحديث 10)
ص: 196
(1770 و 1771) 3(1)- 4- حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الورّاق قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدّثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «خلق اللّه عزّ وجلّ مئة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ، أنا أكرمهم على اللّه ولا فخر، وخلق اللّه عزّ وجلّ مئة ألف وصيّ وأربعة و عشرين ألف وصيّ، فعليّ أكرمهم على اللّه وأفضلهم».
وحدّثني بهذا الحديث محمّد بن أحمد البغدادي الورّاق قال: حدّثنا على بن محمّد مولى الرشيد قال: حدّثني دارم بن قبيصة قال: حدّثني عبداللّه بن سليمان بن عبداللّه بن حسن، عن أبيه، عن جدّه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الصدوق، المجلس 41، الحديث 11 و 12)
(1772) 5-(2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال:
ص: 197
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد النبیّين، ووصیّي سيّد الوصيّين، وأوصياؤه سادة الأوصياء» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 48)
تقدّم تمامه في الباب 2 من كتاب الإمامة.
(1773) 6- حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن إسماعيل بن أبان عن سلّام بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل [عامر بن واثلة]، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد النبيّين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، والأئمّة بعدهما سادات المتّقين وليّنا وليّ اللّه، وعدوّنا عدوّ اللّه، وطاعتنا طاعة اللّه، ومعصيتنا معصية اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 16)
(1774) 7-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا
ص: 198
عمران بن محسن بن محمّد بن عمران بن طاووس الخطيب مولى الصادق (علیه السلام) بالموصل، قال: حدّثنا إدريس بن زياد الحنّاط بكفرتوثا(1)، قال: حدّثني الربيع بن کامل ابن عمّ الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع:
عن أبيه الربيع بن يونس حاجب المنصور، وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمّد (علیه السلام)، قال: سألت جعفر بن محمّد بن عليّ (علیهم السلام) على عهد مروان الحمار، فقلت: يا سيّدي، أخبرني عن سجدة الشكر الّتي سجدها أمير المؤمنين (علیه السلام) ما كان سببها؟ فحدّثني عن أبيه محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:
عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وجّهه في أمرٍ من أمره فحسن فيه بلاؤه، وعظم فيه عناؤه، فلمّا قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد خرج لصلاة الظهر، فصلّى معه، فلمّا انصرف من الصلاة أقبل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فاعتنقه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ سأله عن سفره ذلك وما صنع فيه، فجعل عليّ (علیه السلام) يحدّثه وأسارير وجه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تلمع نوراً وسروراً بما حدّثه فلمّا أتى عليّ (علیه السلام) على حديثه قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ألا أبشّرك يا أبا الحسن؟
قال: بلى فداك أبي وأمّي، فكم من خير بشّرت به.
قال: إنّ جبرئيل (علیه السلام) هبط عَلَيّ في وقت الزوال فقال لي: يا محمّد، هذا ابن عمّك عليّ وارد عليك، وإنّ اللّه تعالى أبلى المسلمين به بلاء حسناً، وإنّه كان من صنيعه كذا وكذا، فحدّثني بما أنبأتني به، ثمّ قال لي: يا محمّد إنّه من نجا من ذريّة آدم
ص: 199
باللّه عزّ وجلّ، فنجا من تولّى شيث بن آدم وصيّ أبيه آدم، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى سام بن نوح وصيّ نوح، ونجا سام بأبيه نوح، ونجا نوح باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى إسماعيل- أو قال: إسحاق - وصيّ إبراهيم خليل اللّه، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم ونجا إبراهيم باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى يوشع وصيّ موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى شمعون وصيّ عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى باللّه عزّ وجلّ، ونجا يا محمّد من تولّى عليّاً وزيرك في حياتك، ووصيّك عند وفاتك، ونجا عليّ بك، ونجوت أنت باللّه عزّ وجلّ.
يا محمّد، إنّ اللّه جعلك سيّد الأنبياء، وجعل عليّاً سيّد الأوصياء وخيرهم، و جعل الأئمّة من ذريّتكما إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها.
فسجد عليّ (علیه السلام) وجعل يقلّب وجهه على الأرض شكراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 25، الحديث 16)
ص: 200
(1775) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن محمّد بن المظفّر قال: حدّثنا محمّد بن جرير قال: حدّثني أحمد بن إسماعيل عن عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة:
عن عبداللّه بن عبّاس (رحمه اللّه) قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة».
(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 8)
(1776) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو منصور السكّري قال حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس قال:
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه، ومن أبغضك فقد أبغضني، وم-ن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسى: المجلس 11، الحديث 70)
ص: 201
(1777) 3-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي قال: حدّثني عليّ بن إسماعيل أبو الحسن الأطروش قال: حدّثنا محمّد بن خلف المقرئ قال: حدّثنا حسين [بن الحسن] الأشقر قال: حدّثنا قيس بن الربيع عن أبيه، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أنس، ادع لي سيّد العرب».
فقال: يا رسول اللّه، ألست سيّد العرب؟
قال: «أنا سيّد وُلد آدم وعليّ سيّد العرب».
فدعا عليّاً، فلمّا جاء عليّ (علیه السلام) قال: «يا أنس، ادع لي الأنصار». فجاءوا، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا معشر الأنصار، هذا عليّ سيّد العرب، فأحبّوه لحبّي، و أكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل (علیه السلام) أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ ما أقول لكم».
(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 4)
ص: 202
ص: 203
(1778) 4-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثني أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالح بن أبي سلمة النصيبيني قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر [جعفر بن أبي وحشيّة اياس الواسطي اليشكري](2)، عن سعيد بن
ص: 204
جبير:
عن عائشة قالت: كنتُ عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال: »هذا سيّد العرب».
فقلت: يا رسول اللّه، ألستَ سيّد العرب؟
قال: «أنا سيّد وُلد آدم، وعليّ سيّد العرب».
فقلتُ: وما السيّد؟
قال: «من افترضت طاعته كما افتُرضت طاعتي».
(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 11)
(1779) 5-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ سيّد العرب».
فقالت امرأة من نسائه: ألستَ أنت سيّد العرب؟
فقال: «اسكتي، أنا سيّد وُلد آدم، وعليّ بن أبي طالب سيّد العرب».
(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 23)
(1780) 6-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن المغلّس قال: حدّثنا عبد اللّه بن يوسف الخيبرى قال: حدّثنا عمر بن عبد العزيز قال: حدّثنا خاقان بن عبد اللّه بن الأهتم، عن حميد، عن أنس بن مالك قال:
ص: 205
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سيّد العرب»؟
قالوا: أنت يا رسول اللّه.
قال: «أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 20)
(1781) 7-(1) وعن أبي المفضّل، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثني جعفر بن ميسرة، عن عبداللّه بن عبد الرحمان اليشكري(2):
عن أنس بن مالك قال: بينما أنا أوضّئ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ دخل عليّ (علیه السلام)، فجعل يأخذ من وضوئه فيغسل به وجهه، ثمّ قال: «أنت سيّد العرب».
فقال: «يا رسول اللّه، أنت رسول اللّه وسيّد العرب».
قال: «يا عليّ أنا رسول اللّه وسيّد ولد آدم، وأنت أمير المؤمنين وسيّد العرب».
(أمالي الطوسي: المجلس: 18، الحديث 21)
ص: 206
أقول: حديث «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ» من الأحاديث الّتي رويت عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعبارات مختلفة، وقد رواه كثير من الرواة، وحكى عنهم جمع من المؤلّفين في كتبهم، ويدلّ على عصمة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وقد تواترت الأخبار على عدم رضاه عمّن تقدّمه، وشكايته عنهم، فيثبت عدم كونهم على الحقّ وأنّ الحقّ منحصر في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
(1782) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «معاشر النّاس، إنّ عليّاً مع الحقّ والحقّ معه وعلى لسانه».
(أمالي الصدوق: المجلس 8، الحديث 4)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).
(1783) 2-(1) وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً: (إلى أن قال:)
قوله: «عليّ مع الحقّ والحقّ معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث (1)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).
ص: 207
(1784) 3- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «إنّ الحقّ معك، وإنّ الحقّ على لسانك وقلبك وبين عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في الباب 7 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1785) 4-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل بن شاذان المقرئ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن هارون بن عزرة القطّان(2) قال: حدّثنا مسعود أبو عبداللّه الخلادي قال: حدّثني تليد [بن سليمان المحاربي الكوفي]، عن أبي الجحّاف [داوود بن أبي عوف]، عن أبي إدريس، عن مجاهد:
عن عليّ (علیه السلام)(3) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لي: «يا عليّ، من فارقك فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 8)
(1786) 5-(4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني حبيب بن أبي العالية، عن مجاهد [عن ابن عمر](5):
ص: 208
عن نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «مَن فارقني فقد فارق اللّه، ومن فارق عليّاً فقد فارقني».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 33)
(1787) 6-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن يحيى الأودي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا فضيل بن الزبير قال: حدّثنا أبو عبد اللّه مولى بني هاشم:
ص: 209
عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان الفارسي (رحمه اللّه)، فمررنا بالربذة، وجلسنا إلى أبي ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) فقال لنا: إنّه ستكون بعدي فتنة، ولابّد منها، فعليكم بكتاب اللّه والشيخ عليّ بن أبي طالب فألزموهما، فأشهد على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّي سمعته وهو يقول: «عليّ أوّل من آمن بي وأوّل مَن صدّقني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 55)
أقول: للرواية طريقان آخران سنذكرهما في الباب 3 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1788) 7- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن
ص: 210
أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب محنة للعالم، به يميّز اللّه المنافقين من المؤمنين».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 12)
(1789) 8- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي ب-«أسوان»(1)، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمان أبو جعفر الذهلي قال: حدّثنا عمّار بن الصباح قال: حدّثني عبد الغفور أبو الصباح الواسطي، عن عبدالعزیز بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن جدّه - وكانت له صحبة -:
عن أمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قالت: حجّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حجّة الوداع بأزواجه، فكان يأوي في كلّ يوم وليلة إلى امرأة منهنّ وهو حرام(2) يبتغي بذلك العدل بينهنّ.
قالت: فلمّا أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه يناجيه وهما يسيران، فأطال مناجاته، فشقّ ذلك على عائشة، فقالت: إنّي أريد أن أذهب إلى عليّ فأناله - أو قالت: أتناوله - بلساني في حبسه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عنّي، فنهيتها، فنصّت ناقتها(3) في السير، ثمّ إنّها رجعت إليّ وهي تبكي، فقلت: ما لك؟
قالت: إنّي أتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا ابن أبي طالب، ما تزال تحبس عنّي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)! فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تحولي بيني وبين عليّ، إنّه لايحاقّه فيّ أحد، وإنّه لا يبغضه - والّذي نفسي بيده - مؤمن، ولا يحبّه كافر، ألا إنّ الحقّ بعدي مع عليّ يميل معه حيثما مال لا يفترقان جميعاً حتّى يردا عليّ الحوض».
ص: 211
قالت أمّ سلمة: فقلت لها: قد نهيتك فأبيت إلّا ما صنعت.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 7)
(1790) 9-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن موسى بن سعدان المعدّل بالأنبار، قال: حدّثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الطلحي قال: حدّثني جدّي أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثني موسى بن قيس الحضرمي قال: حدّثني سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض - وكان من خيار أهل القبلة- عن مالك جعونة، عن أمّ سلمة قالت:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول، وهو آخذ بكفّ عليّ (علیه السلام): «الحقّ بعدي مع عليّ، يدور معه حيث دار».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 15)
(1791) 10- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن شاذان بن حباب الأزدي الخلّال بالكوفة، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبدالواحد المزني قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني، عن يحيى بن يعلى [الأسلمي](2)، عن عمر بن موسى - يعني الوجيهي - عن زيد بن عليّ، عن آبائه صلوات اللّه عليهم:
ص: 212
عن عليّ (علیه السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «ألا إنّك المبتلى والمبتلى بك، أما إنّك الهادي لمن اتّبعك، ومن خالف طريقتك ضلّ إلى يوم القيامة».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 16)
ورواه أيضاً في (المجلس 18، الحديث 1) إلّا أنّ فيه: «يا عليّ، أما إنّك المبتلى و المبتلى بك، أما إنّك الهادي من اتّبعك، ومن خالف طريقتك فقد ضلّ إلى يوم القيامة».
(1792) 11- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن رياح الأشجعي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن موسى بن عبداللّه بن يزيد - يعني الخطمي-:
عن صلة بن زفر [العبسي الكوفي] أنّه أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجّى على حذيفة، قال: فقال له: إنّ هذه الفتنة قد وقعت فما تأمرنى؟
قال: إذا أنت فرغت من دفنى فشدّ على راحلتك وألحق بعليّ (علیه السلام)، فإنّه على الحقّ والحقّ لا يفارقه.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 27)
(1793) 12- وبإسناده عن أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: الحقّ بعدي مع عليّ، وعليّ مع الحقّ، يزول الحقّ معه حيثما زال»؟
قالوا: نعم.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثاني من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1794) 13- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عليّ بن رجاء بن صالح قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني قال: حدّثنا
ص: 213
خالد بن المختار عن الحارث بن حصين عن القاسم بن جندب الأزدي:
عن أنس بن مالك قال: كنت خادماً للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فكان إذا ذكر عليّاً (علیه السلام) رأيت السرور في وجهه، إذ دخل عليه رجل من ولد عبد المطّلب، فجلس فذكر عليّاً (علیه السلام)، فجعل ينال منه، وجعل وجه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يتغيّر، فما لبث أن دخل عليّ (علیه السلام) فسلّم، فردّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليه، ثمّ قال: «عليّ والحقّ معاً هكذا - وأشار باصبعيه - لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض، يا عليّ حاسدك حاسدي، وحاسدي حاسد اللّه، وحاسد اللّه في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 1)
(1795) 14-(1) أخبرنا،جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي شبح(2) أبو الحسن الرافقي الصوفي ب-«حرّان»، قال: حدّثني أبو المعتمر عبد العزيز بن محمّد بن معاذ العامري ب-«الرقّة»، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني جدّي عبداللّه بن معاذ، عن أبيه وعمّه معاذ وعبيد اللّه ابنى عبد اللّه:
عن عمّهما يزيد الأصمّ قال: قدم شقير(3) بن شجرة العامري المدينة، فاستأذن
ص: 214
على خالتي ميمونة بنت الحارث(1) زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكنت عندها، فقالت: ائذن للرجل، فدخل فقالت: من أين أقبل الرجل؟
قال: من الكوفة.
قالت: فمن أىّ القبائل أنت؟
قال: من بني عامر.
قالت: حییت ازدد قرباً، فما أقدمك؟
قال: يا أمّ المؤمنين، رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف النّاس فخرجت.
قالت: فهل كنت بايعت عليّاً (علیه السلام)؟
قال: نعم.
قالت: فارجع فلاتزولنّ عن صفّه، فواللّه ما ضلّ ولا ضلّ به.
قال: يا أمّاه، فهل أنت محدّثتي(2) في عليّ بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قالت: اللّهم نعم، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ آية الحقّ وراية الهدى، عليّ سيف اللّه يسلّه على الكفّار والمنافقين، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه، ومن أبغضني أو أبغض عليّاً لقي اللّه عزّ وجلّ ولا حجّة له».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 14)
أقول: يأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب حبّ أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 215
محمّد
(1796) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا بن جعفر الرزّاز القرشي قال: حدّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسى القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيمي قال: سمعت أبا ثابت مولى أبي ذرّ (رحمه اللّه) يقول: سمعت اُمّ سلمة رضى اللّه عنها تقول:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي قبض فيه يقول، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: «أيّها النّاس، يوشك أن أقبَض قبضاً سريعاً فيُنطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي».
ثمّ أخذ بيد عليّ (علیه السلام) فرفعها فقال: «هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ خليفتان بصيران لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض، فأسألهما ماذا خلّفت فيهما».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 14)
(1797) 2-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد أبو الطيّب الجعفي الدهّان بالكوفة، قال: حدّثني عبّاد بن سعيد الجعفي - وهو جدّه لأمّه - قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم
ص: 216
بن البريد، عن أبي سعيد التيمي:
عن أبي ثابت(1) مولى أبي ذرّ قال: شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني من الشكّ بعض ما يدخل النّاس، فلمّا زالت الشمس كشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ أتيت بعد ذلك أمّ سلمة زوج النبيّ صلى اللّه عليه وآله ورحمها، فقصصت عليها قصّتي، فقالت: كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟
قال: قلت: إلى أحسن ذلك والحمد للّه، كشف اللّه عزّ وجلّ ذلك عنّى عند زوال الشمس، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام) قتالاً شديداً.
قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 34)
(1798) 3- وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا محمّد بن جرير أبو جعفر الطبري قراءةً، قال: حدّثني محمّد بن عمارة الأسدي قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثني عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: حدّثني أبو سعيد التيمي:
عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ قال: شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل النّاس، حتّى إذا كان عند الظهر، فكشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت قتالاً شديداً.
قال: ثمّ بعد ذلك أتيت المدينة، فأتيت أمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسلّمت و استأذنت، فقيل: مَن ذا؟
فقلت: سائل.
فقالت: أطعموا السائل.
فقلت: إنّي واللّه لا أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكنّي أبو ثابت مولى أبي ذرّ.
ص: 217
فقالت: مرحباً، فقصصت عليها قصّتي.
قالت: فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟
قال: فقلت: إلى أحسن ذلك، كشف اللّه ذلك عنّي حين زوال الشمس، فقاتلت قتالاً شديداً مع أمير المؤمنين (علیه السلام) حتّى فرغ.
قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ علياًّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 15)
ص: 218
(1799) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على منبره: «يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ وهب لك حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض، فرضيت بهم إخواناً، ورضوا بك إماماً، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك. (إلى أن قال:)
يا عليّ ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يُخلَقوا بكلّ خير وكذلك في الإنجيل، فسَل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك، مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك اللّه عزّ وجلّ من علم الكتاب، وإنّ أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه، وما يعرفون شيعته، وإنّما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.
يا عليّ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير، فليفرحوا بذلك، وليزدادوا اجتهاداً».
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)
سيأتي تمامه مسنداً في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة.
(1800) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو أحمد العبّاس بن الفضل بن جعفر الأزدي المكّي بمصر، قال: حدّثنا عليّ بن سعيد بن بشير الرازي قال: حدّثنا عليّ بن عبد الواحد، عن محمّد بن أبان قال: حدّثنا محمّد بن تمام بن سابق قال: حدّثنا عامر بن سيّار، عن أبي الصباح عن أبي تمام:
ص: 219
عن كعب الحبر قال: جاء عبد اللّه بن سلام إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يسلم فقال: يا رسول اللّه ما اسم عليّ فيكم؟ فقال له النبيّ [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)]: «عليّ عندنا الصدّيق الأكبر».
فقال عبداللّه: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأن محمّداً رسول اللّه، إنّا لنجد في التوراة: «محمّد نبيّ الرحمة، وعليّ مقيم الحجّة».
(أمالي المفيد: المجلس 12، الحديث 6)
(1801) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما قبض اللّه نبيّاً حتّى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أوصي، فقلت: إلى مَن يا ربّ»؟
فقال: «أوص يا محمّد، إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فإنّي قد أثبته في الكتب السالفة، وكتبت فيها أنّه وصيّك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي و رسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة، ولك يا محمّد بالنبوّة، ولعليّ بالولاية».
(أمالي الطوسى: المجلس 4 الحديث 14)
ص: 220
أقول: تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في أبواب النصوص على الأئمّة (علیهم السلام)(2).
(1802) 1-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني قال: حدّثنا الحضرمي قال: حدّثنا يحيى [بن عبد الحميد] الحمّاني قال: حدّثنا أبو عوانة عن أبي بلج، عن عمرو بن میمون عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ وليّ كلّ مؤمن بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 3)
ص: 221
(1803) 2-(1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الرملى قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزيّ قال: حدّثنا عمرو بن منصور قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب أقدم أمّتي سِلماً، وأكثرهم علماً، وأصحهم ديناً، وأفضلهم يقيناً، وأحلمهم حلماً، وأسمحهم كفّاً، وأشجعهم قلباً، وهو الإمام والخليفة بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 2، الحديث 6)
(1804) 3-(2) حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «المخالف على عليّ بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك، والمحبّ له مؤمن والمبغض له منافق والمقتفي لأثره لاحق، والمحارب له
ص: 222
مارق، والرادّ عليه زاهق، عليّ نور اللّه في بلاده، وحجّته على عباده، عليّ سيف اللّه على أعدائه، ووارث علم أنبيائه، عليّ كلمة اللّه العليا، وكلمة أعدائه السفلى، عليّ سيّد الأوصياء، ووصيّ سيّد الأنبياء، عليّ أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين وإمام المسلمين، لا يقبل اللّه الإيمان إلّا بولايته وطاعته».
(أمالي الصدوق: المجلس 3، الحديث 6)
(1805) 4- حدّثنا أحمد بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن عليّ بن يحيى قال: حدّثنا أبوبكر بن نافع قال: حدّثنا أُميّة بن خالد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا عليّ بن زيد:
عن عليّ بن الحسين قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أنّه قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا عليّ، والّذي فلق الحبّة و برأ النسمة، إنّك لأفضل الخليفة بعدي، يا عليّ، أنت وصيّي وإمام أمّتي، مَن أطاعك أطاعني، ومن عصاك عصاني».
(أمالي الصدوق: المجلس، الحديث 10)
(1806) 5-(1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
ص: 223
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقی، ويعتصم بحبل اللّه المتين فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهُداة من وُلده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج اللّه على الخلق بعدي، وسادة أمّتي، وقادة الأتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي وحزبي حزب اللّه وحزب أعدائهم حزب الشيطان».
(أمالي الصدوق: المجلس 5، الحديث 5)
(1807) 6- حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان عن المفضّل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولاً، وأنزل عَلَيّ سيّد الكتب، فقلت: إلهي وسيّدي إنّك أرسلتَ موسى إلى فرعون، فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزیراً تشدّ به عضده، وتُصدّق به قوله، و إنِّي أسألك يا سيّدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيراً، تشدّ به عضدي، فجعل اللّه لى عليّاً وزيراً و أخاً، وجعل الشجاعة في قلبه، وألبسه الهيبة على عدوّه، وهو أوّل مَن آمن بي وصدّقني وأوّل من وحّد اللّه معي، وإنّي سألت ذلك ربّي عزّ وجلّ فأعطانيه.
فهو سيّد الأوصياء، اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي وزوجته الصدّيقة الكبرى ابنتي، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي، وهو وهما والأئمّة من بعدهم حجج اللّه على خلقه بعد النبيّين، وه-م أبواب العِلم في أمّتي، من تبعهم نجا من النّار، ومن اقتدى بهم هدي إلى صراطٍ
ص: 224
مستقيم، لم يهب اللّه عزّ وجلّ محبّتهم لعبد إلّا أدخله اللّه الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 6، الحديث 5)
(1808) 7-(1) وعن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جُبير، عن عبد اللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس، مَن أحسن من اللّه قيلاً، وأصدق من اللّه حديثاً؟ معاشر النّاس، إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم لكم عليّاً عَلَماً و إماماً وخليفةً ووصيّاً، وأن أتّخِذه أخاً ووزيراً».
معاشر النّاس، إنّ عليّاً باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربّي، وهو صالح المؤمنين (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(2).
معاشر النّاس إنّ عليّاً منّي ولده ولدي وهو زوج حبيبتي، أمره أمري، ونهيه نهيي.
معاشر النّاس، عليكم بطاعته واجتناب معصيته، فإنّ طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي.
معاشر النّاس، إنّ عليّاً صدّيق هذه الأمّة وفاروقها ومحدّثها، إنّه هارونها ويوشعها و آصفها وشمعونها إنّه باب حطّتها، وسفينة نجاتها، وإنّه طالوتها وذو قرنيها.
معاشر النّاس، إنّه محنة الورى والحجّة العظمى، والآية الكبرى، وإمام أهل الدنيا، والعروة الوثقی.
معاشر النّاس، إنّ عليّاً مع الحقّ والحقّ معه وعلى لسانه.
معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النّار، لا يدخل النّار وليّ له، ولا ينجو منها عدوّ له، إنّه قسيم الجنّة، لايدخلها عدوّ له، ولا يزحزح عنها وليّ له.
ص: 225
معاشر أصحابي، قد نصحت لكم، وبلّغتكم رسالة ربّي، ولكن لا تحبّون الناصحين، أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم».
(أمالي الصدوق: المجلس 8، الحديث 4)
(1809) 8-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني أبو عبداللّه محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس أبو جعفر الخزاعي قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني قال: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى [زياد المكّي الأعرج](2):
عن ابن عبّاس قال: صعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المنبر فخطب، واجتمع النّاس إليه، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا معشر المؤمنين، إن اللّه عزّ وجلّ أوحى إلَيّ أنّي مقبوض، وأنّ ابن عمّي عليّاً مقتول، وإنّي أيّها النّاس، أخبركم خبراً، إن عملتم به سلمتم، وإن تركتموه هلكتم، إنّ ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري، وهو خليفتي، وهو المبلّغ عنّي، وهو إمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين إن استرشدتموه أرشدكم، وإن تبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم، وإن أطعتموه فاللّه أطعتم، وإن عصيتموه فاللّه عصيتم وإن بايعتموه فاللّه بايعتم، وإن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم، إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل عَلَيّ القرآن، وهو الّذي من خالفه ضلّ، ومن ابتغى علمه عند غير عليّ هلك.
أيّها النّاس، اسمعوا قولي واعرفوا حقّ نصيحتي، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلّا بالّذي أمرتم به من حفظهم، فإنّهم حامّتي(3) وقرابتي وإخوتي وأولادي، وإنّكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، إنّهم أهل بيتي، فمن
ص: 226
آذاهم آذاني، ومن ظلمهم ظلمني، ومن أذلّهم أذلّني، ومن أعزّهم أعزّني، و من أكرمهم أكرمني، ومن نصرهم نصرني، ومن خذلهم خذلني، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذّبني.
أيّها النّاس اتّقوا اللّه، وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه، فإنّي خصم لمن آذاهم، ومن كنتُ خصمه خصمته، أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم».
(أمالي الصدوق: المجلس 15، الحديث 11)
(1810) 9-(1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: حدّثني جدّي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه، قال: حدّثني إبراهيم بن عليّ والحسن بن يحيى قالا: حدّثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد [الواسطي](2)، عن زيد بن عليّ، عن آبائه:
عن عليّ (علیهم السلام)(3) قال: «كان لي عشر من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يُعطهنّ أحد قبلي ولا يُعطاهنّ أحد بعدي: قال لي: يا عليّ أنت أخي في الدنيا وفي الآخرة(4)، و أنت أقرب الخلائق منّي موقفاً يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنّة متواجهان
ص: 227
كمنزل الأخوين وأنت الوصيّ، وأنت الوليّ، وأنت الوزير، عدوّك عدوّي و عدوّي عدوّ اللّه، و وليّك ولیّي و وليّي ولي اللّه عزّ وجلّ»(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي، عن محمّد بن محمّد، عن الشريف أبي محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسى: المجلس 5، الحديث 35)
(1811) 10-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني عثمان بن أبي شيبة، عن عمرو بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) على منبر الكوفة: «أيّها النّاس، إنّه كان لي من رسول اللّه عشر خصال هنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق إليّ يوم
ص: 228
القيامة في الموقف بين يدي الجبّار، ومنزلك في الجنّة مواجه منزلي كما يتواجه(1) منازل الإخوان فى اللّه عزّ وجلّ، وأنت الوارث منّى، وأنت الوصيّ من بعدي في عداتي وأمري وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي، وأنت الإمام لأمّتي، والقائم بالقسط في رعيّتي، وأنت وليّي، وولیّي ولي اللّه، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ اللّه».
(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «عشر خصال لهنّ أحبّ...». وفيه: «أنت الوصيّ من بعدي في عداتي وأسرتي».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 31)
(1812) 11-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا جعفر بن الحسن، عن عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل:
عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لا كتفوا بها فضلاً:
قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي كهارون من موسى».
ص: 229
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي وأنا منه».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي كنفسي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حرب عليّ حرب اللّه، وسلم عليّ سلم اللّه».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وليّ عليّ وليّ اللّه، وعدوّ عليّ عدوّ اللّه».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ حجّة اللّه وخليفته على عباده».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حبّ عليّ إيمان، وبغضه كفر».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حزب على حزب اللّه، وحزب أعدائه حزب الشيطان».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم):«عليّ مع الحقّ والحقّ معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ قسيم الجنّة والنّار».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من فارق عليّاً فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق اللّه عزّ وجلّ».
وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)
(1813) 12-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن أبيه سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني و
ص: 230
إيّاك، فاختارني للنبوّة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي.
يا عليّ، أنت وصيّي، وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد مماتي أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالّذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة، إنّك لحجّة اللّه على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفته على عباده.
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 4)
يأتي تمامه في فضائل شهر رمضان من كتاب الصوم.
(1814) 13-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد [بن] القبطي(2) قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «أغفل النّاس قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يوم مشربة أمّ إبراهيم(3)، كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خُمّ، إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان في مشربة أمّ إبراهيم وعنده أصحابه، إذ جاءه عليّ (علیه السلام) فلم يفرجوا له، فلمّا رآهم لا يفرجون له قال: يا معشر النّاس، هذا [عليّ من](4) أهل بيتي تستخفّون بهم وأنا حىّ بين ظهرانيكم، أما واللّه لئن غِبت عنكم فإنّ اللّه لا يغيب عنكم، إنّ الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتمّ بعليّ وتولّاه، وسلّم
ص: 231
له وللأوصياء من ولده حقّاً عَلَيّ أن أدخلهم في شفاعتي لأنّهم أتباعي، فمن تبعني فإنّه منّي، سنّة جرت فيّ من إبراهيم (علیه السلام)، لأنّي من إبراهيم وإبراهيم منّي، وفضلي له فضل، وفضله فضلي، وأنا أفضل منه، تصديق ذلك قول ربّي: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(1).
وكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وَثِئت(2) رِجله في مشربة أمّ إبراهيم حتّى عاداه النّاس».
(أمالي الصدوق: المجلس 23، الحديث 12)
(1815) 14-(3) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفي، عن سليمان بن عبد اللّه الهاشمي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل عن جابر الجعفي قال: سمعت جابر بن عبداللّه الأنصاري يقول:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت أخي ووصیّي ووارثي، وخليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد وفاتي، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي، وعدوّك عدوّي، ووليّك وليّي».
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 5)
(1816) 15- حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش:
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: خرج رسول
ص: 232
اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليه خَميصة(1) قد اشتمل بها، فقيل: يا رسول اللّه من كساك هذه الخميصة؟ فقال: «كساني حبيبي وصفیّي وخاصّتي وخالصتي، والمؤدّي عنّي ووصیّي، ووارثي، وأخي، وأوّل المؤمنين إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأسمح النّاس كفّاً، سيّد النّاس بعدي قائد الغرّ المحجّلين إمام أهل الأرض، عليّ بن أبي طالب». فلم يزل يبكي حتّى ابتلّ الحصى من دموعه شوقاً إليه.
(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 13)
(1817) 16- حدّثنا أحمد بن محمّد الصائغ العَدل قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلويّ قال: حدّثنا أبو عوانة [موسى بن يوسف بن موسى بن راشد الكوفي] قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزّاز قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة الخراساني، عن معروف بن خرّبوذ المكّي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة:
عن حُذيفة بن أسيد الغِفاري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا حذيفة، إنّ حجّة اللّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه، والشرك به شرك باللّه، والشكّ فيه شكّ في اللّه، والإلحاد فيه إلحاد في اللّه، والإنكار له إنكار للّه، والإيمان به إيمان باللّه، لأنّه أخو رسول اللّه و وصيّه، وإمام أمّته ومولاهم، وهو حبل اللّه المتين، وعروته الوثقی الّتي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محبّ غال ومقصّر.
يا حذيفة، لا تفارقنّ عليّاً فتفارقني، ولا تخالفنّ عليّاً فتخالفني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، من أسخطه فقد أسخطني، ومن أرضاه فقد أرضاني».
(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 4)
ص: 233
(1818) 17-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن عثمان، عن محمّد بن الفرات، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ عليّ بن أبي طالب خليفة اللّه وخليفتي، وحجة اللّه وحجتي، وباب اللّه وبابي، وصفيّ اللّه وصفیّي، وحبيب اللّه وحبيبي، وخليل اللّه وخليلي، وسيف اللّه وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيّي، محبّه محبّي ومبغضه مبغضي ووليّه وليّي، وعدوّه عدوّي، وحربه حربي، وسلمه سلمي وقوله قولي، وأمره أمري، وزوجته ابنتي، وولده ولدي، وهو سيّد الوصيّين، وخير أُمّتي أجمعين».
(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 21)
(1819) 18-(2) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن ظهير قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب النهشلي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل، عن میکائيل، عن إسرافيل:
عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا خلقتُ الخلق بقدرتي، فاخترت منهم مَن شئت من أنبيائي، واخترتُ من جميعهم محمّداً حبيباً وخليلاً وصفيّاً، فبعثته رسولاً إلى خلقي، واصطفيت له عليّاً، فجعلته له أخاً ووصيّاً ووزيراً
ص: 234
ومؤدّياً عنه من بعده إلى خلقي وخليفتي على عبادي، ليبيّن لهم كتابي، و يسير فيهم بحكمي، وجعلتُه العَلَم الهادي من الضلالة، وبابي الّذي أؤتى منه، وبيتي الّذي من دخله كان آمناً من ناري وحصني الّذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الّذي مَن توجّه إليه لم أصرف وجهي عنه، وحجّتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهنّ من خلقي، لا أقبل عمل عامل منهم إلّا بالإقرار بولايته مع نبوّة أحمد رسولي، وهو يدي المبسوطة على عبادي، وهو النعمة الّتي أنعمت بها على من أحببته من عبادي فمن أحببته من عبادي وتولّيته عرّفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته، فبعزّتي حلفتُ وبجلالي أقسمت؛ إنّه لا يتولّى عليّاً عبد من عبادي إلّا زَحْزَحْتُه عن النّار وأدخلته الجنّة، ولا يُبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلّا أبغضتُه وأدخلته النّار وبئس المصير».
(أمالي الصدوق: المجلس 39 الحديث 10)
(1820) 19-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن ابنه محمّد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة إلّا من قِبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويُبغضك،
ص: 235
لأنّك منّي وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وأنت إمام أمّتي وخليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك، وشقي مَن عصاك، وربح من تولّاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)
(1821) 20- حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه جلّ جلاله أوحى إلى الدنيا: أن أتعِبي من خدمك، واخدمي من رفضك، وإنّ العبد إذا تخلّى بسيّده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت اللّه النور في قلبه، فإذا قال: «يا ربّ، يا ربّ»، ناداه الجليل جلّ جلاله: «لبيّك عبدي، سَلني أعطك، وتوكّل عَلَيّ أكفِك». ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته: «يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم، والبطّالون لاهُون والغافلون نيام، اشهَدوا أنّي قد غفرت له».
ثمّ قال (علیه السلام): «عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة وازهَدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم فإنّها غرّارة، دار فناءوزوال، كم من مغترّ بها قد أهلكته، وكم من واثق بها قد خانته وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته، واعلموا أنّ أمامكم طريقاً مهولاً، وسفراً بعيداً، وممرّكم على الصراط، ولابدّ للمسافر من زاد، فمن لم يتزوّد وسافر عطب وهلك، وخير الزاد التقوى. ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي اللّه جلّ جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم، فإنّه لابد سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي كتاب اللّه وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أمّا الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأمّا العترة ففارقنا و قتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار، فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول
ص: 236
ذلك اليوم، فليتولّ ولیّي وليتّبع وصيّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب فإنّه صاحب حوضي، يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُروَ أبداً، ومن سُقي منه شربة لم يَشْق(1) ولم يَظْمَأ أبداً، وإنّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنّة، لأنّه يَقْدُمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 9)
(1822) 21- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا سلمة بن الخطّاب قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الورّاق، عن عبدالرحمان بن كثير، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم لأصحابه: «معاشر أصحابي، إنّ اللّه جلّ جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب والاقتداء به فهو وليّكم وإمامكم من بعدي لاتخالفوه فتكفروا ولا تفارقوه فتضلّوا إنّ اللّه جلّ جلاله جعل عليّاً عَلَماً بين الإيمان والنفاق، فمن أحبّه كان مؤمناً، ومن أبغضه كان منافقاً، إنّ اللّه جلّ جلاله جعل عليّاً وصيّي ومنار الهدى بعدي، وموضع سرّي، وعيبة(2) علمي، وخليفتي في أهلي، إلى اللّه أشكو ظالميه من أمّتي من بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 20)
(1823) 22- حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال: حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدّثني عبدة بن سليمان قال: حدّثنا كامل بن العلاء قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
ص: 237
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت صاحب حوضي، و صاحب لوائي، ومنجز عداتي وحبيب قلبي و وارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء، وأنت أمين اللّه في أرضه، وأنت حجّة اللّه على بريّته، وأنت ركن الإيمان، وأنت مصباح الدجى، وأنت منار الهدى، وأنت العَلَم المرفوع لأهل الدنيا، من تبعك نجا، ومن تخلّف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت قائد الغرّ المحجّلين، وأنت يعسوب المؤمنين، وأنت مولى مَن أنا مولاه، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، لا يحبّك إلّا طاهر الولادة، ولا يبغضك إلّا خبيث الولادة، وما عرج بي ربّي عزّ وجلّ إلى السماء قطّ وكلّمني ربّي إلّا قال لي: يا محمّد اقرأ عليّاً منّي السلام، وعرّفه أنّه إمام أوليائي، ونور أهل طاعتي، فهنيئاً لك يا عليّ على هذه الكرامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 50، الحديث 14)
(1824) 23- حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، عن عمرو بن غزوان:
عن أبي مسلم قال: خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتّى أتينا باب اُمّ سلمة رضي اللّه عنها، فقعد أنس على الباب، ودخلت مع الحسن البصري فسمعت الحسن وهو يقول: السلام عليك يا أمّاه، ورحمة اللّه وبركاته.
فقالت له: وعليك السلام، مَن أنت يا بُنَيَّ؟
فقال: أنا الحسن البصري.
فقالت: فيما جئت يا حسن؟
فقال لها: جئت لتحدّثيني بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ بن أبي طالب.
فقالت اُمّ سلمة: واللّه لأحدّثنّك بحديث سمِعَته أذناي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وإلّا فصمّتا، ورأته عيناي وإلّا فعميتا، ووعاه قلبي وإلّا فطبع اللّه عليه، وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، ما
ص: 238
من عبد لقي اللّه يوم يلقاه جاحداً لولايتك إلّا لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن».
قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: اللّه أكبر، أشهد أنّ عليّاً مولاى ومولى المؤمنين. فلمّا خرج قال له أنس بن مالك: ما لي أراك تكبّر؟
قال: سألت أمّنا أمّ سلمة أن تحدّثني بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ (علیه السلام)، فقالت لي كذا وكذا.
فقلت: اللّه أكبر، أشهد أنّ عليّاً مولاي ومولى كلّ مؤمن.
قال: فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال هذه المقالة ثلاث مرّات أو أربع مرّات.
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 15)
(1825) 24-(1) حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الصائغ (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو حاتم محمّد بن عيسى بن محمّد الوسقندي قال: أخبرنا أبي قال: حدّثنا إبراهيم بن ديزيل قال: حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمّد قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن مطير(2) بن ميمون: أنّه سمع أنس بن مالك يقول: حدّثني سلمان الفارسي (رحمه اللّه):
ص: 239
أنّه سمع نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ أخي و وزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب ».
(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 5)
(1826) 25-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو الفضل عبد اللّه بن محمّد الطوسي قال: حدّثنا أبو عبدالرحمان عبداللّه
ص: 240
بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي سمينة قال: حدّثنا عبید اللّه بن موسى قال: حدّثنا مطر(1) [بن ميمون المحاربي أبو خالد الكوفى] الإسكاف، [عن أنس](2) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي، يقضي ديني وينجز بوعدي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 6)
ص: 241
(1827) 26-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: حدّثنا مطر، عن أنس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري ووصيّي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 47)
وعن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن ابن عقدة مثله، إلّا أنّ فيه: «ووصيّي في أهلي».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 11)
(1828) 27-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن عمرو بن جبير، عن أبيه:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: «بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً (علیه السلام) إلى اليمن، فانفلت(3) فرسٌ لرجل من أهل اليمن، فنفح(4) رجلاً برجله فقتله، وأخذه أولياء المقتول فرفعوه إلى عليّ (علیه السلام)، فأقام صاحب الفرس البيّنة أنّ الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله، فأبطل عليّ (علیه السلام) دم الرجل، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يشكون عليّاً (علیه السلام) فيما حكم عليهم، فقالوا: إنّ عليّاً ظلمنا، وأبطل دم صاحبنا.
ص: 242
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): إنّ عليّاً ليس بظلّام، ولم يُخلَق عليّ للظلم، وإنّ الولاية من بعدي لعليّ، والحُكم حُكمه، والقول قوله، لا يردّ حكمه وقوله وولايته إلّا كافر، ولا يرضى بحكمه وقوله وولايته إلّا مؤمن.
فلمّا سمع اليمانيّون قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ (علیه السلام) قالوا يا رسول اللّه، رضينا يقول عليّ وحكمه.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هو توبتكم ممّا قلتم.
(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 7)
(1829) 28- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم وهو في مسجد قباء و الأنصار مجتمعون: «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك، يا عليّ أنت وصيّي وخليفتي وإمام أمتي بعدي، والى اللّه من والاك وعادي اللّه من عاداك، وأبغض اللّه من أبغضك، ونصر اللّه من نصرك، وخذل اللّه من خذلك.
يا عليّ، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي.
يا عليّ، إنّه لمّا عُرج بي إلى السماء عَهِد إليّ ربّي فيك ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد.
قلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركت وتعاليت.
فقال: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».
(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 7)
ص: 243
(1830) 29-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) قال:
سمعت جابر بن عبداللّه الأنصاري يقول: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان ذات يوم في منزل أمّ إبراهيم، وعنده نفر من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فلمّا بصر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «يا معشر النّاس أقبل إليكم خير النّاس بعدي، وهو مولاكم، طاعته مفروضة كطاعتي، ومعصيته محرّمة كمعصيتي.
معاشر النّاس، أنا دار الحكمة وعليّ مفتاحها، ولن يوصل إلى الدار إلّا بالمفتاح، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً».
(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 8)
(1831) 30- حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر، عن سعد الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت خليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد موتي، وأنت منّي كشيث من آدم و كسام من نوح، وكإسماعيل من إبراهيم، وكيوشع من موسى، وكشمعون من عيسى.
يا عليّ، أنت وصيّي ووارثي، وغاسل جنّتي، وأنت الّذي تواريني في حفرتي، وتؤدّي ديني، وتنجز عِداتي.
يا عليّ أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المتقين.
يا عليّ، أنت زوج سيّدة النساء فاطمة ابنتي، وأبو سبطيّ الحسن والحسين.
يا عليّ، إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل ذريّة كلّ نبيّ من صلبه، وجعل ذريّتي من
ص: 244
صُلبك.
يا عليّ من أحبّك ووالاك أحببته وواليته، ومن أبغضك وعاداك أبغضته و عاديته، لأنّك منّي وأنا منك.
يا عليّ، إنّ اللّه طهّرنا واصطفانا لم يلتقِ لنا أبوان على سفاح قطّ من لدن آدم فلا يحبّنا إلّا من طابت ولادته.
يا عليّ أبشِر بالشهادة، فإنّك مظلوم بعدي ومقتول.
فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه، وذلك في سلامة من ديني؟
قال: فى سلامة من دينك.
يا عليّ، إنّك لن تضِلّ ولم تزلّ، ولولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)
(1832) 31- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن القاسم بن الوليد:
عن شيخ من ثُمالة قال: دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدّث النّاس، فقلت لها: يرحمك اللّه، حدّثيني في(1) بعض فضائل أمير المؤمنين عليّ (علیه السلام).
قالت: أحدّثك وهذا شيخ كما ترى بين يدي نائم.
فقلت لها: ومَن هذا؟
فقالت: أبو الحمراء، خادم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
فجلست إليه، فلمّا سمع حسّي(2) استوى جالساً، فقال: مَه؟
فقلت: رحمك اللّه، حدّثني بما رأيت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يصنعه بعليّ (علیه السلام) فإنّ اللّه يسألك عنه(3).
ص: 245
فقال: على الخبير وقعتَ(1)، أمّا ما رأيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يصنعه بعليّ (علیه السلام)، فإنّه قال لي ذات يوم: «يا أبا الحمراء، انطلق فادعُ لي مئة من العرب، وخمسين رجلاً من العجم، وثلاثين رجلاً من القبط، وعشرين رجلاً من الحبشة». فأتيت بهم، فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فصفّ العرب، ثمّ صفّ العجم خلف العرب، وصفّ القبط خلف العجم، وصفّ الحبشة خلف القبط، ثمّ قام فحمد اللّه وأثنى عليه، ومجّد اللّه بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله، ثمّ قال:
«يا معشر العرب والعجم والقبط والحبشة، أقررتم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله»؟
فقالوا: نعم.
فقال: «اللّهم أشهد» حتّى قالها ثلاثاً، فقال في الثلاثة: «أقررتم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّي محمّداً عبده ورسوله، وأنّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و وليّ أمرهم من بعدي»؟
فقالوا: اللّهم نعم.
فقال: «اللّهم اشهد» حتّى قالها ثلاثاً.
ثمّ قال لعليّ (علیه السلام): «يا أبا الحسن، انطلق فأتني بصحيفة ودَواة»، فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب وقال: «اكتب».
فقال: «وما أكتب»؟
قال: «اكتب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما أقرّت به العرب والعجم والقبط والحبشة، أقرّوا بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأن محمّداً عبده ورسوله، وأنّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم من بعدي». ثمّ ختم الصحيفة ودفعها إلى عليّ (علیه السلام)، فما رأيتها إلى الساعة.
فقلت: رحمك اللّه زدني.
فقال: نعم، خرج علينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم عرفة وهو آخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال:
ص: 246
«يا معشر الخلائق، إنّ اللّه تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة».
ثمّ التفت إلى عليّ (علیه السلام) فقال له: «وغفر لك - يا عليّ - خاصّة».
ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) [له](1): «يا عليّ ادن منّي». فدنا منه، فقال: «إنّ السعيد ح-قّ السعيد من أحبّك وأطاعك، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من عاداك ونصب لك و أبغضك(2)، يا عليّ كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك.
يا عليّ، من حاربك فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب اللّه عزّ وجلّ يا عليّ من أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه، و [من أبغض اللّه فقد](3) أتعس اللّه جدّه، وأدخله نار جهنّم».
(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 11)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق، مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش إلّا أنّه ليس فيه الفقرة الأولى من الحديث في عليّ (علیه السلام)، أي من قوله: «أمّا ما رأيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يصنعه» إلى قوله: «فما رأيتها إلى الساعة».
(أمالي الطوسي المجلس 15، الحديث 10)
(1833) 32-(4) حدّثنا أبي اللّه قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي هاشم قال: حدّثنا يحيى بن الحسين، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه قال:
ص: 247
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا معشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا»؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: «هذا عليّ أخي ووصیّي(1) ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبّوه لحبّي، وأكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل أمرني أن أقوله لكم».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 21)
أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سعيد المقرئ قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن أبي هاشم، عن يحيى بن الحسين مثله، إلّا أنّ فيه: «أن أقول لكم ما قلت».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 40)
(1834) 33-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن علوية عن إبراهيم بن محمّد قال: حدّثنا المسعودي قال: حدّثنا عليّ بن القاسم الكندي، عن سعد بن طالب، عن عثمان بن القاسم الأنصاري، عن زيد بن أرقم قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ألا أدلّكم على ما إن استدللتم به لن تهلكوا ولن تضلّوا»؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
ص: 248
قال: «إنّ إمامكم ووليّكم عليّ بن أبي طالب فوازروه وناصحوه وصدّقوه، فإنّ جبرئيل أمرني بذلك».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 22)
(1835) 34- وعن ابن الوليد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن أبي مالك الحضرمي، عن إسماعيل بن جابر:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) - في حديث طويل(1)- يقول فيه: إنّ اللّه تبارك و تعالى لمّا أسرى بنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال له: «يا محمّد، إنّه قد انقضت نبوّتك، وانقطع أكلك، فمَن لأمّتك من بعدك؟
[قال:] فقلت: يا ربّ إنّي قد بلوتُ خَلقك فلم أجد أحداً أطوع لي من عليّ بن أبي طالب.
فقال عزّ وجلّ: و لِي يا محمّد، فمن لأمّتك؟
فقلت: يا ربّ إنّي قد بلوت خلقك فلم أجد أحداً أشدّ حبّاً لي من عليّ بن أبي طالب.
فقال عزّوجلّ: و لي يا محمّد، فأبلغه أنّه راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور لمن أطاعني».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 24)
(1836) 35- حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد، عن عبد اللّه بن الفضل، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليلة أسري بي إلى السماء كلّمني ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمّد.
ص: 249
فقلت: لبّيك ربّي.
فقال: إنّ عليّاً حجّتي بعدك على خَلقي، وإمام أهل طاعتي من أطاعه أطاعني، ومَن عصاه عصاني، فانصِبْه عَلَماً لأمّتك يهتدون به بعدك».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 27)
(1837) 36-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان، عن زرارة و إسماعيل بن عبّاد القصري، عن سليمان الجعفي:
عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: «لمّا أسري بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وانتهى إلى حيث أراد اللّه تبارك وتعالى، ناجاه ربّه جلّ جلاله، فلمّا أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه يا محمّد.
قال: لبّيك ربّي.
قال له: مَن اخترت من أمّتك يكون من بعدك لك خليفة؟
قال: اختر لي ذلك، فتكون أنت المختار لي.
فقال: اخترتُ لك خيرتك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
(أمالي الصدوق: المجلس 86 الحديث 16)
(1838) 37- حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ بمدينة السلام قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن رفيع الباهلي قال: حدّثنا أبو غسّان المسمعي قال: حدّثنا عبدالملك بن الصباح قال: حدّثنا عمران بن جرير، عن الحسن قال:
قال عمر: إنّى لا أرى فى القوم أحداً أحرى أن يحملهم على كتاب اللّه وسنّة نبيّه منه. يعني عليّ بن أبي طالب.
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 25)
(1839) 38- حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن
ص: 250
إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الثقفي، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي قال: حدّثنا أبو قتادة الحرّاني، عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاس:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ أنت إمام أمّتي، وخليفتي عليها بعدي، وأنت قائد المؤمنين إلى الجنّة»، الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 73، الحديث 18)
يأتي تمامه في مناقب سيّدة النساء (علیها السلام).
(1840) 39-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن ابيه محمّد بن خالد قال: حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال: حدّثنا محمّد بن منصور، عن عبداللّه بن جعفر، عن محمّد بن الفيض بن المختار، عن أبيه:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم وهو راكب، وخرج عليّ (علیه السلام) وهو يمشي، فقال له: «ي---ا أب---ا الحسن، إمّا أن تركب وإمّا تنصرف، فإنّ اللّه عزّ وجلّ أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت، وتجلس إذا جلست إلّا أن يكون حدّ من حدود اللّه لابدّ لك من القيام والقعود فيه، وما أكرمني اللّه بكرامة إلّا وقد أكرمك بمثلها، و خصّني بالنبوّة والرسالة وجعلك وليّي في ذلك، تقوم في حدوده وفي صعب أموره، والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، ما آمن بي من أنكرك، ولا أقرّ بي من جحدك، ولا آمن باللّه من كفر بك، وإنّ فضلك لمن فضلي، وإنّ فضلي لك لفضل اللّه و هو قول
ص: 251
ربّي عزّ وجلّ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(1)، ففضل اللّه نبوّة نبيّكم ورحمته ولاية عليّ بن أبي طالب، (فَبِذَلِكَ) قال: بالنبوّة والولاية (فَلْيَفْرَحُوا) يعني الشيعة، (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا.
واللّه يا عليّ، ما خُلقتَ إلّا لتعبد(2) ربّك، و لتُعرف بك معالم الدين، ويُصلح بك دارس السبيل، ولقد ضلّ من ضّل عنك، و لن يهتدي إلى اللّه عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى ولايتك، وهو قول ربي عزّ وجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)(3)، يعني إلى ولايتك.
ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن أفترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك المفروض على من آمن بي، ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء، ولقد أنزل اللّه عزّ وجلّ إليّ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في ولايتك يا عليّ ﴿ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)(4) ولو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقي اللّه ع--زّ وجلّ بغير ولايتك فقد حبط عمله، وعد يُنجز لي، وما أقول إلّا قول ربّي تبارك وتعالى، وإنّ الّذي أقول لمن اللّه عزّ وجلّ أنزله فيك».
(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)
(1841) 40- حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي قال: حدّثنا إسماعيل بن الفضل، عن أبيه، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى أوحى إليّ أنّه جاعل لي من أمّتي
ص: 252
أخاً و وارثاً وخليفةٌ و وصيّاً، فقلت: يا ربّ، مَن هو؟
فأوحى إليّ عزّ وجلّ: يا محمّد إنّه إمام أمّتك، وحجّتي عليها بعدك.
فقلت: يا ربّ، مَن هو؟
فأوحى إليّ عزّ وجلّ: يا محمّد، ذاك من أُحِبّه ويُحبُّني، ذاك المجاهد في سبيلي، والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي، والمارقين من ديني، ذاك ولیّي حقّاً، زوج ابنتك، وأبو ولدك عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 17)
(1842) 41-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني المسعودي قال: حدّثنا يحيى بن سالم العبدي، عن إسرائيل، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو:
عن زِرّ بن حبيش قال: مرّ عليّ (علیه السلام) على بغلة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و سلمان في ملأ، فقال سلمان رحمة اللّه عليه: «ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه؟ فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّه(2) لا يُخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أحد غيره، وإنّه لعالم الأرض
ص: 253
وربّانيّها(1) وإليه تسكن، لو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم النّاس».
(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 19)
أبو عبداللّه المفيد، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب، عن الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 2)
(1843) 42-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن غراب، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض:
عن أبيه قال: مرّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بملأ فيهم سلمان رحمة اللّه عليه فقال لهم سلمان: «قوموا، فخذوا بحجزة(3) هذا، فواللّه لا يخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيره».
(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «بسرّ نبيّكم صلوات اللّه عليه أحد غیره».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 7)
ص: 254
(1844) 43- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أبي، عن الحسين بن عبيداللّه، عن محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال:
سمعت أبا جعفر الباقر (علیه السلام) يقول: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا محمّد، إنّي خلقتك ولم تك شيئاً، ونفخت فيك من روحي كرامةً منّي أكرمتك بها، حتّى أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعاً، فمن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني، وأوجبت ذلك في عليّ وفي نسله من اختصصت منهم لنفسي».
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 5)
(1845) 44- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن عليّ بن سالم عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا عُرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حُجب النُّور، ناداني ربّي جلّ جلاله: يا محمّد، أنت عبدي وأنا ربّك، فلي فاخضع، وإيّاي فاعبد، وعَلَيّ فتوكّل وبي فثق، فإنّي قد رضيت بك عبداً وحبيباً ورسولاً ونبيّاً، وبأخيك عليّ خليفة وباباً، فهو حجّتي على عبادي، و إمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي، وبه يميّز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني، وتحفظ حدودي وتنفّذ أحكامي وبك وبه وبالأئمّة من ولده أرحم عبادي وإمائي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 4)
تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة(1).
(1846) 45- حدّثنا محمّد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد
ص: 255
بن محمّد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم قال: أخبرنا المنذر بن محمّد قال: حدّثني جعفر بن إسماعيل البزّاز الكوفي قال: حدّثني عبداللّه بن الفضل، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أنكر إمامة عليّ بعدي كان كمن أنكر نبوّتي في حياتي، ومن أنكر نبوّتي كان كمن أنكر ربوبيّة ربّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 5)
(1847) 46- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضال، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي وأنا من عليّ، قاتَلَ اللّه مَن قاتل عليّاً، لعن اللّه من خالف عليّاً، عليّ إمام الخليقة بعدي من تقدّم على عليّ(1) فقد تقدّم عَليّ، ومن فارقه فقد فارقني، ومَن آثَرَ عليه فقد آثَرَ عليّ، أنا سلم لمن سالمه، وحرب لمن حاربه، وولي لمن والاه، وعدوّ لمن عاداه».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 12)
(1848) 47-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن على الصيرفي قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة الجوهري قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرّمادي قال: حدّثنا عبد الرزّاق [بن همام الصنعاني] قال: أخبرنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف:
عن عبد اللّه بن مسعود قال: خرجنا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلة وفد الجنّ، قال:
ص: 256
فحطّ عُلى(1)، ثمّ ذهب، فلمّا رجع تنفّس وقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».
فقلت: استخلف يا رسول اللّه.
قال: «مَن»؟
قلت: أبا بكر.
قال: فمشى ساعة ثمّ تنفّس وقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».
فقلت: استخلف يا رسول اللّه.
قال: «مَن»؟
قلت: عمر، فسكت.
ثمّ مشى ساعة وتنفّس وقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».
فقلت: استخلف يا رسول اللّه.
قال: «مَن»؟
قلت: عثمان، فسكت.
ثمّ مشى ساعة فقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».
فقلت: استخلف يا رسول اللّه.
قال: «مَن»؟
قلت: عليّ بن أبي طالب.
فتنفّس ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلنّ الجنّة أجمعين أكتعين».
(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 2)
(1849) 48-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثنا
ص: 257
جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا أبو الفضل عبداللّه بن أحمد بن العبّاس، قال: حدّثنا مهنّا بن يحيى قال: حدّثنا عبد الرزّاق، عن أبيه، عن مينا، عن ابن مسعود قال: ليلة الجنّ قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا ابن مسعود نعيت إليّ نفسي».
قلت: استخلف.
قال: «مَن»؟
قلت: أبا بكر. فأعرض عنّي.
ثمّ قال: «يا ابن مسعود نعيت إليّ نفسي».
فقلت: استخلف.
قال: «مَن»؟
قلت: عمر.
فأعرض عنّي.
ثمّ قال: «يا ابن مسعود، نعيت إليّ نفسي».
فقلت: استخلف.
قال: «من»؟
قلت: عليّاً.
قال: «أما إنّهم إن أطاعوه دخلوا الجنّة أجمعون أكتعون».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 64)
ص: 258
(1850) 49-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو محمّد عبداللّه بن محمّد بن سعيد بن زياد المقرئ من كتابه قال: حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الحوبيّ قال: حدّثنا نصر بن حمّاد قال: حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام):
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: نزل جبرئيل على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال(2): «إنّ اللّه يأمرك أن تقوم بتفضيل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) خطيباً على أصحابك، ليبلّغوا من بعدهم ذلك عنك، وقد أمر جميع الملائكة(3) أن تسمع ما تذكره، والله يوحي إليك يا محمّد أنّ من خالفك فى أمره فله النّار(4)، ومن أطاعك فله الجنّة».
فأمر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منادياً فنادى: الصلاة(5)جامعة، فاجتمع النّاس وخرج حتّى علا المنبر(6)، وكان أوّل ما تكلّم به: «أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم»، ثمّ قال:
«أيها النّاس، أنا البشير، وأنا النذير، وأنا النبيّ الأمّي، إنّي مبلّغكم عن اللّه تعالى(7) في أمر رجل لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة العلم، وهو الّذي انتجبه(8) اللّه من هذه الأمّة واصطفاه وتولّاه وهداه(9)، وخلقني وإيّاه من طينة
ص: 259
واحدة(1)، ففضّلني(2) بالرسالة، وفضّله بالتبليغ عنّي، وجعلني مدينة العلم وجعله الباب، وجعله(3) خازن العلم والمقتبس منه الأحكام، وخصّه بالوصيّة، وأبان أمره، وخوّف مِن عداوته، وأوجب موالاته، وأمر جميع النّاس بطاعته(4)، وإنّه عزّ وجلّ يقول: «مَن عاداه عاداني، ومَن والاه والاني، ومن ناصبه ناصبني، ومن خالفه خالفني، ومن عصاه عصاني، ومن آذاه آذاني، ومن أبغضه أبغضني، ومن أحبّه أحبّني ، ومن أطاعه أطاعنى، ومن أرضاه أرضاني، ومن حفظه حفظني، ومن حاربه حاربني، ومن أعانه أعانني(5)، ومن أراده أرادني(6)، ومن كاده كادني [ومن نصره نصرني](7)».
[يا](8) أيّها النّاس، اسمعوا لما آمركم به و أطیعوه، فإنّي أخوّفكم عقاب(9) اللّه عزّ (10) وجلّ (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)(11)».
ص: 260
ثمّ أخذ بيد [عليّ بن أبي طالب](1) أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «معاشر النّاس، هذا مولى المؤمنين، وقاتل الكافرين، وحجّة اللّه على العالمين، اللّهم إنّي قد بلّغت(2) وهم عبادك، وأنت القادر على صلاحهم، فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين، [أستغفر اللّه تعالى لي ولكم](3)».
ثمّ نزل عن المنبر، فأتاه جبرئيل (علیه السلام) فقال: «يا محمّد، [إنّ](4) اللّه [عزّ وجلّ] يقرؤك السلام ويقول لك: جزاك اللّه عن تبليغك خيراً، فقد(5) بلّغت رسالات ربّك، ونصحت لأمّتك، وأرضيت المؤمنين، وأرغمت الكافرين، يا محمّد، إنّ ابن عمّك مبتلى ومبتلى به [يا محمّد قُل في كلّ أوقاتك: الحمد للّه ربّ العالمين] (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(6)».
(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 2)
ورواه أيضاً في (المجلس 41 الحديث 2) بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 39)
(1851) 50- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا
ص: 261
أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا محمّد بن سعد الأنصاري، عن عمر بن عبداللّه بن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن جدّه يعلى بن مرّة قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت وليّ النّاس بعدي، فمن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني».
(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 5)
(1852) 51- أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن راشد الأصفهاني(1) قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا سالم بن أبي سالم [الجيشاني] المصري:
عن أبي هارون العبدي قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره حتّى جلست إلى أبي سعيد الخدري (رحمه اللّه) فسمعته يقول: أمر النّاس بخمس، فعملوا بأربع وتركوا واحدة.
فقال له رجل: يا أبا سعيد، ما هذه الأربع الّتي عملوا بها؟
قال: الصلاة والزكاة والحجّ، وصوم شهر رمضان.
قال: فما الواحدة الّتي تركوها؟
قال: ولاية عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
قال الرجل: وإنّها المفترضة معهنّ؟
قال أبو سعيد: نعم، وربّ الكعبة.
قال الرجل: فقد كفر النّاس إذن!
قال أبو سعيد: فما ذنبي؟
(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 3)
(1853) 52- أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبداللّه
ص: 262
الحسين بن عليّ الرازي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الحنفي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار قال: حدّثنا عمرو بن شمر قال: حدّثنا حمّاد، عن أبي الزبير:
عن جابر بن عبداللّه بن حرام الأنصاري قال: أتيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا رسول اللّه مَن وصيّك؟
قال: فأمسك عنّي عشراً لا يُجيبني، ثمّ قال: «يا جابر، ألا أخبرك عمّا سألتني»؟
فقلت: بأبي وأمّي أنت، أم(1) واللّه لقد سكتّ عنّي حتّى ظننت أنّك وجدت عَلَيّ.
فقال: «ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء، فأتاني جبرئيل (علیه السلام) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقول لك(2): «إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك، وخليفتك على أهلك وأمّتك، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك(3) إلى الجنّة».
فقلت: يا نبيّ اللّه، أرأيت من لا يؤمن بهذا أقتتله؟(4)
قال: «نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلّا ليُتابع(5) عليه، فمن تابعه كان معي غداً، ومن خالفه لم يرد عَليّ الحوض أبداً».
(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، مع مغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 23)
(1854) 53- حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال:
ص: 263
حدّثني محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللّه جعفر بن الصادق، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي وأنا منك، وليّك ولیّي وولیّي وليّ اللّه، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ اللّه.
يا عليّ أنا حرب لمن حاربك، وسلم لمن سالمك يا عليّ، لك كنز في الجنّة وأنت ذو قرنيها(1).
يا عليّ، أنت قسيم الجنّة والنّار لا يدخل الجنّة إلّا من عرفك وعرفته، و لا يدخل النّار إلّا من أنكرك وأنكرته.
يا عليّ أنت والأئمّة من ولدك(2) على الأعراف يوم القيامة، تعرف المجرمين بسیماهم، والمؤمنين بعلاماتهم.
يا عليّ لولاك لم يعرف المؤمنون بعدي.
(أمالي المفيد: المجلس 24، الحديث 4)
(1855) 54-(3) أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ [بن الحسن](4) الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسيح بن محمّد(5) قال: حدّثني أبو عليّ [سلّام] بن أبي
ص: 264
عمرة(1) الخراساني، عن إسحاق بن إبراهيم:
عن أبي إسحاق السبيعي قال: دخلنا على مسروق بن الأجدع فإذا عنده ضيف له لانعرفه وهما يطعمان من طعام لهما، فقال الضيف: كنت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بحُنين(2)، فلمّا قالها عرفنا أنّه كانت له صحبة مع النبيّ (علیه السلام)، قال: فجاءت صفيّة بنت حُييّ بن أخطب(3) إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت: يا رسول اللّه، إنّي لست كأحد نسائك، قتلت الأب والأخ والعمّ، فإن حدث بك حدث(4) فإلى من؟
فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إلى هذا». وأشار إلى عليّ بن أبي طالب -الحديث-.
(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 3)
تقدّم تمامه في الباب 5 من أبواب حبّ أهل البيت (علیهم السلام) ونصرهم وولايتهم(5).
(1856) 55-(6) حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا
ص: 265
إبراهيم بن الحكم عن المسعودي قال: حدّثنا الحارث بن حصيرة، [عن أبي داوود السبيعي](1):
عن عمران بن حصين قال: كنت أنا وعمر بن الخطّاب جالسين عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليّ (علیه السلام) جالس إلى جنبه، إذ قرأ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)(2).
قال: فانتفض عليّ (علیه السلام) انتفاضة العصفور، فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما شأنك تجزع»(3)؟
فقال: «ما لي(4) لا أجزع واللّه يقول إنّه يجعلنا خلفاء الأرض»!
فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تجزع، فواللّه لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق».
(أمالى المفيد: المجلس 36، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد،مثله، إلّا أنّ فيه: «كانتفاض العصفور».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 21)
(1857) 56- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الحاسب قال: حدّثنا سليمان
ص: 266
بن أحمد الواسطي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا نصر بن نصير البحراني، عن أبيه، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أيها النّاس اتّقوا اللّه واسمعوا».
قالوا: لمن السمع والطاعة بعدك يا رسول اللّه؟
قال: «لأخي وابن عمّي ووصيّي عليّ بن أبي طالب».
قال جابر بن عبداللّه: فعصوه واللّه، وخالفوا أمره، وحملوا عليه السيوف.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 52)
(1858) 57-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال: حدّثني الحسن قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه بن موسى(2) قال: [حدّثنا عبد اللّه بن هارون قال:](3) حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان العرزمي قال: حدّثني المعلّى بن هلال، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبداللّه بن العبّاس قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أعطاني اللّه تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً
ص: 267
خمساً: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وج-ع-ل-ه وصيّاً، وأعطانى الكوثر وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، و أسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتّى نظر إليّ فنظرت إليه».
قال: ثمّ بكى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت له: ما يبكيك فداك أُمّي وأبي؟
فقال: «يا ابن عبّاس، إنّ أوّل ما كلّمني به أن قال: يا محمّد، انظر تحتك. فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى عليّ وهو رافع رأسه إليّ، فكلّمني وكلّمته، وكلّمني ربّي عزّ وجلّ».
فقلت: يا رسول اللّه، بِمَ كلّمك ربّك؟
قال: «قال لي: يا محمّد إنّي جعلت عليّاً وصيّك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فأعلمه، فها هو يسمع كلامك. فأعلمته و أنا بين يدي ربّي عزّ وجلّ، فقال لي: قد قبلت وأطعت. فأمر اللّه الملائكة أن تسلّم عليه، ففعلت، فردّ عليهم السلام ورأيت الملائكة يتباشرون به و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلّا هنّأوني: وقالوا يا محمّد، والّذي بعثك بالحقّ لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف اللّه عزّ وجلّ لك ابن عمّك. ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت: يا جبرئيل، لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال: يا محمّد ما مِن مَلَك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب استبشاراً به ما خلا حملة العرش، فإنّهم استأذنوا اللّه عزّ و جلّ في هذه الساعة، فأذن لهم أن ينظروا إلى عليّ بن أبي طالب، فنظروا إليه، فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يُخبرني به، فعلمت أنّي لم أطأ موطئاً إلّا وقد كشفت لعليّ عنه حتّى نظر إليه».
قال ابن عبّاس: فقلت: يا رسول اللّه، أوصني.
فقال: «عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء، ثمّ أمر به إلى النّار.
يا ابن عبّاس، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ النّار لأشدّ غضباً على مبغض عليّ منها على من زعم أن للّه ولداً.
ص: 268
يا ابن عبّاس، لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغض عليّ - ولن يفعلوا - لعذّبهم اللّه بالنّار».
قلت: يا رسول اللّه، وهل يبغضه أحد؟
قال: «يا ابن عبّاس، نعم، يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أمّتي، لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيباً، يا ابن عبّاس إنّ من علامة بغضهم تفضيلهم من هو دونه عليه، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما بعث اللّه نبيّاً أكرم عليه منّي ولا وصيّاً أكرم عليه من وصيّي عليّ».
قال ابن عبّاس: فلم أزل له كما أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووصّاني بمودّته، وإنّه لأكبر عملي عندي.
قال ابن عبّاس: فلمّا مضى من الزمان ما مضى، وحضرت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الوفاة،حضرته، فقلت له: فداك أبي وأمّى يا رسول اللّه، قد دنا أجلك، فما تأمرني؟
فقال: «يا ابن عبّاس، خالِف من خالَفَ عليّاً، ولا تكوننّ لهم ظهيراً ولا وليّاً».
قلت: يا رسول اللّه، فلِمَ لا تأمر النّاس بترك مخالفته؟
قال: فبكى (علیه السلام) حتّى أغمى عليه، ثمّ قال: «يا ابن عبّاس، قد سبق فيهم علم ربي، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يخرج أحد ممّن خالفه من الدنيا وأنكر حقّه حتّى يغيّر اللّه ما به من نعمة.
يا ابن عبّاس، إذا أردت أن تلقى اللّه وهو عنك راض، فاسلك طريقة عليّ بن أبي طالب، ومِل معه حيث مال و ارض به إماماً، وعادِ مَن عاداه ووالِ مَن والاه.
يا ابن عبّاس، احذر أن يدخلك شكّ فيه، فإنّ الشك في عليّ كفر باللّه تعالى».
(أمالي الطوسى: المجلس 4 الحديث 15)
(1859) 58-(1) وبالسند المتقدّم عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول:
ص: 269
«أعطاني اللّه خمساً وأعطى عليّاً خمساً أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وجعل عليّاً وصيّاً، أعطاني الكوثر وأعطى عليّاً السلسبيل، و أعطاني الوحي وأعطى عليّاً الإلهام، وأسرى بي إليه وفتحت له أبواب السماء حتّى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه».
ثمّ قال: «يا ابن عبّاس، من خالف عليّاً فلا تكوننّ ظهيراً له ولا وليّاً، فوالّذي بعثني بالحقّ، ما يخالف أحد إلّا غيّر اللّه ما به من نعمة وشوّه خلقه قبل إدخاله النّار.
يا ابن عبّاس، لا تشكّ في عليّ، فإنّ الشكّ فيه يُخرج عن الإيمان، ويوجب الخلود في النّار».
(أماليالطوسي: المجلس 7، الحديث 19)
أقول: الظاهر أنّ هذا الحديث اختصار من الحديث المتقدّم، وإنّما أفردناه بالذكر لتفاوت بعض فقراته.
(1860) 59-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبيد المنصوري إجازة، قال: حدّثنا أبو الفضل محمود بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو، عن زاذان:
عن سلمان (رضی اللّه عنه) قال: بايعنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على النصح للمسلمين، والائتمام بعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) والموالاة له.
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 9)
(1861) 60-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا موسى بن عمران
ص: 270
النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعفي قال:
قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «إنّ اللّه تعالى ضمن للمؤمن ضماناً».
قال: قلت: وما هو؟
قال: «ضمن له إن أقرّ للّه بالربوبيّة، ولمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالنبوّة، و لعليّ بالإمامة، وأدّى ما افترض عليه، أن يسكنه في جواره».
قال: فقلت: هذه واللّه هي الكرامة الّتي لا يشبهها كرامة الآدميّين.
ثمّ قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «اعملوا قليلاً تنعّموا كثيراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 18)
(1862) 61- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبداللّه، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ اللّه تعالى أمرني أن أتّخذك أخاً و وصيّاً، فأنت أخي ووصيّي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني ومَن تخلّف عنك فقد تخلّف عنّي، ومَن كفر بك فقد كفر بي، ومن ظلمك فقد ظلمني يا عليّ، أنت منّي وأنا منك يا عليّ لولا أنت لما قوتل أهل النهر».
قال: فقلت: «يا رسول اللّه، ومن أهل النهر»؟
قال: «قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»(1).
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 43)
ص: 271
(1863) 62-(1) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا الحسن - يعني ابن عطيّة - قال: حدّثنا سعّاد(2) [بن سليمان الكوفي]، عن عبد اللّه بن عطاء، عن عبداللّه بن بريدة:
ص: 272
عن أبيه قال: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وخالد بن الوليد كلّ واحد منهما وحده، وجمعهما فقال: «إذا اجتمعتما فعليكم عليّ». قال: فأخذنا يميناً أو يساراً. قال: وأخذ عليّ (علیه السلام) فأبعد فأصاب سبياً، فأخذ جارية من الخمس.
قال بريدة: وكنت أشدّ النّاس بغضاً لعليّ (علیه السلام) وقد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتى رجل خالداً فأخبره أنّه أخذ جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثمّ جاء آخر، ثمّ أتى آخر، ثمّ تتابعت الأخبار على ذلك، فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الّذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبره، وكتب إليه، فانطلقت بكتابه حتّى دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأخذ الكتاب فأمسكه بشماله، وكان كما قال اللّه عزّ وجلّ لا يكتب ولا يقرأ، وكنت رجلاً إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتّى أفرغ من حاجتي، فطأطأت - أو فتكلّمت - فوقعت في عليّ حتّى فرغت، ثمّ رفعت رأسي فرأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد غضب غضبا شديداً لم أره غضب مثله قطّ إلّا يوم قريظة والنضير، فنظر إليّ فقال: «يا بريدة، إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبّ عليّاً، فإنّما يفعل ما يؤمر».
قال: فقمت وما أحد من النّاس أحبّ إليه منه.
قال عبداللّه بن عطاء: حدّثت بذلك أبا حرب بن حرب بن سويد بن غفلة، فقال: كتمك عبد اللّه بن بريدة بعض الحديث، انّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال له: «أ نافقتَ بعدي يا
ص: 273
بريدة»؟
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 35)
(1864 - 1865) (1)63- 64- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا محمّد بن هارون الهاشمي - قراءةً عليه - قال: أخبرنا محمّد بن مالك بن الأبرد النخعي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي قال: حدّثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ(2) إلى
ص: 274
سدرة المنتهى، أوقفت(1) بين يدي ربّي عزّ وجلّ فقال لي: يا محمّد.
فقلت: لبّيك ربّي(2) وسعديك.
قال: قد بلوتَ خلقي، فأیّهم وجدت(3) أطوع لك»؟
قال: «قلت: ربّ عليّاً».
قال: «صدقت يا محمّد، فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون»؟
قال: «قلت: اختر لي، فإنّ خيرتك خيرٌ لي».
قال: «قد اخترت لك عليّاً، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، فإنّي قد نحلته علمي و حلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده(4).
يا محمّد، عليّ راية الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، مَن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشّره بذلك يا محمّد».
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ربّ(5) فقد بشّرته».
فقال عليّ (علیه السلام): «أنا عبد اللّه وفي قبضته، إن يعذّبني(6) فبذنوبي، لم يظلمني شيئاً، وإن يُتمّ لي ما وعدني فاللّه أولى بي».
فقال: «اللّهم اجلُ قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك»(7).
ص: 275
قال: «قد فعلت(1) ذلك به يا محمّد، غير أنّي مختصّه بشيء من البلاء لم أختصّ به أحد من أوليائى».
قال: «قلت: ربّ، أخي وصاحبي.
قال: إنّه قد سبق في علمي أنّه مبتلى ومبتلى به، لولا(2) عليّ لم يُعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي».
قال محمّد بن مالك: فلقيت نصر بن مزاحم المنقري، فحدّثني عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء...» وذكر مثله سواء.
قال محمّد بن مالك: فلقيت عليّ بن موسى بن جعفر، فذكرت له هذا الحديث، فقال: حدّثني به أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ إلى سدرة المنتهى...» وذكر الحديث بطوله.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 45 - 46)
أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن زياد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان، عن غالب الجهني مثله مع
ص: 276
مغايرات طفيفة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 73)
(1866) 65-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم اسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي و إسحاق بن إبراهيم الدبري: قالا حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا دعوة أبي إبراهيم»(2).
فقلنا: يا رسول اللّه، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟
قال: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى إبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، فاستخفّ إبراهيم الفرح، فقال: يا ربّ، (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)(3) أئمّة مثلى؟
فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: أن يا إبراهيم إنّي لا أعطيك عهداً لا أفي لك به.
قال: يا ربّ، وما العهد الّذي لاتفي به؟
قال: لا أعطيك لظالم من ذريّتك.
قال يا ربّ، ومن الظالم من ولدي الّذي لا ينال عهدك؟
ص: 277
قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً، ولا يصحّ أن يكون إماماً.
قال إبراهيم: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ)(1)».
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي عليّ، لم يسجد أحدٌ منّا لصنم قطّ فاتّخذني اللّه نبيّاً وعليّاً وصيّاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 62)
(1867) 66- قرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني محمّد بن الحسين، عن الأصمّ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي، عن المفضّل:
عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «إنّ اللّه تعالى جعل عليّاً (علیه السلام) علماً بينه وبين خلقه، ليس بينهم عَلَم غيره، فمن أقرّ بولايته كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً، ومن جهله كان ضالّاً، ومن نصب معه كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل الجنّة، ومن أنكرها دخل النّار».
(أمالي الطوسى: المجلس 14، الحديث 73)
(1868) 67- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسن بن موسى الخشّاب قال: حدّثني محمّد بن المثنّى الحضرمي، عن زرعة - يعني ابن محمّد الحضرمي-، عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن أبي عبداللّه جعفر بن عن آبائه (علیهم السلام) رفعه، قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ نصب عليّاً (علیه السلام) علماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً، ومن جهله كان ضالّاً، ومن عدل بينه وبين غيره كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل الجنّة، ومن جاء بعداوته دخل
ص: 278
النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 38)
(1869) 68- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري قال: حدّثني أبو القاسم نصر بن أحمد الرازي قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي قال: حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثنا الركين بن الربيع الفزاري، عن الحسين بن قبيصة:
عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: خطبنا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال في خطبته: «مَن آمَنَ بي وصدّقني فليتولّ عليّاً من بعدي، فإنّ ولايته ولايتي وولايتي ولاية اللّه أمر عهده إليّ ربّي وأمره أن أبلّغكموه، ألا هل بلّغت»؟ فقالوا: نشهد أنّك قد بلّغت.
قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما إنّكم تقولون: نشهد أنّك قد بلّغت، وإنّ منكم لمن ينازعه حقّه، ويحمل النّاس على كتفه».
قالوا: يا رسول اللّه، سمّهم لنا.
قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أمِرتُ بالإعراض عنهم، وكفى بالمرء منكم ما يجد لعليّ في نفسه».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 91)
(1870) 69-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضلّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي ياسين التمّار بالرحبة، قال: حدّثنا أبو الأصبغ محمّد بن عبد الرحمان بن كامل الأسدي القرقساني قال: حدّثنا عليّ بن جعفر الأحمر قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي
ص: 279
قال: حدّثنا عمّار بن رزيق الضبّي، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرف، عن زيد بن أرقم قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت ميتتي(1)، ويدخل الجنّة الّتي وعدني ربّي فليتولّ عليّاً بعدي، فإنّه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ردی».
(أمالي الطوسى: المجلس 17، الحديث 50)
(1871) 70-(2) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه الغضائري قال: أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى قال: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال: حدّثنا أبو أيّوب يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا داوود بن كثير بن أبي خالد الرقّي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):
قال اللّه عزّ وجلّ: «لولا أنّي أستحيي من عبدي المؤمن، ما تركت عليه خرقة يتوارى بها، وإذا أكملت له الإيمان ابتليته بضعف في قوّته وقلّة في رزقه، فإن هو جزع أعدت عليه، وإن صبر باهيت به ملائكتي، ألا وقد جعلت عليّاً عَلَماً للنّاس، فمن تبعه كان هادياً، ومن تركه كان ضالّاً، لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 60)
ص: 280
(1872) 71- وبإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس (في حديث) عن سعد بن أبي وقّاص أنّه قال لمعاوية: قد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها:
أحدها: أنّ رجلاً كان باليمن، فجاءه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: لأشكونّك إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)! فقدم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسأله عن عليّ (علیه السلام)، فثنى عليه، فقال: «أنشدك بالله الّذي أنزل عَليّ الكتاب واختصّني بالرسالة، عن سخط تقول ما تقول في عليّ بن أبي طالب»؟
قال: نعم يا رسول اللّه.
قال: «ألا تعلم أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟
قال: بلى.
قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)
يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 281
(1873) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهري، عن محمّد بن عمارة(3)، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن آبائه الصادقين (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب
ص: 282
فضائل لا يُحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالاستماع ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالنظر».
ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يُقبل إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه».
(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 10)
ص: 283
أقول: تقدّم في الحديث المتقدّم في الباب الأوّل أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة».
(1874) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الاستر آبادي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد الملك بن أحمد بن هارون قال: حدّثنا عمّار بن رجاء قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة:
عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جاءه رجل فقال: يا رسول اللّه، فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين، فأسرع الكرّة، وأعظم الغنيمة حتّى قد حسده أهل ودّه، وأوسع قراباته وجيرانه.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ مال الدنيا كلّما ازداد كثرة وعظماً ازداد صاحبه بلاءً، فلا تَغبِطوا أصحاب الأموال إلّا بمن جاد بماله في سبيل اللّه، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة، وأسرع منه كرّة، وأعظم منه غنيمة، وما أُعِدّ له من الخيرات محفوظ في خزائن عرش الرحمان»؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «انظروا إلى هذا المقبل إليكم».
فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رَثّ الهيئة، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلوّ من الخيرات والطاعات ما لو قُسِّم على جميع أهل السماوات والأرض، لكان نصيب أقلّهم منه غفران ذنوبه، ووجوب الجنّة له».
قالوا: بما ذا يا رسول اللّه؟
فقال: «سلوه يُخبركم عمّا صنع في هذا اليوم».
فأقبل عليه أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقالوا له: هنيئاً لك بما بشّرك به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فما ذا صنعت في يومك هذا حتّى كُتِبَ لك ما كُتِب؟!
فقال الرجل: ما أعلم أنّي صنعت شيئاً غير أنّي خرجت من بيتي، وأردتُ حاجة كنت أبطأتُ عنها، فخَشِيت أن تكون فاتتني، فقلت في نفسي: لاعتاضنّ
ص: 284
منها النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «النظر إلى وجه عليّ عبادة».
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إي واللّه عبادة، وأيّ عبادة! إنّك يا عبد اللّه، ذهبت أن تكسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك، فاعتضتَ منه النظر إلى وجه عليّ، وأنت له محبّ، ولفضله معتقد، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلّها لك ذهبة حمراء فأنفقتَها في سبيل اللّه، ولتشفعنّ بعدد كلّ نفس تنفّسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يُعتِقهم اللّه من النّار بشفاعتك».
(أمالي الصدوق: المجلس 58 الحديث 1)
(1875) 2-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثني أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكّل على اللّه قال: حدّثني أبو بكر بن المرزبان قال: حدّثني محمّد بن [يونس بن] موسى القرشي قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي قال: حدّثنا عبد اللّه بن ربّه(2) البجلي قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة عن حميد بن عبد الرحمان، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب عبادة».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 62)
ص: 285
ص: 286
(1876) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو الليث محمّد بن معاذ(2) بن سعيد الحضرمي بالجار، قال: أخبرنا أحمد بن المنذر أبو بكر الصنعاني قال: حدّثنا عبدالوهاب بن همّام، عن أبيه همّام بن نافع، عن همّام بن منبه:
عن حجر - يعني المدري - قال: قدمت مكّة وبها أبوذرّ جندب بن
ص: 287
جنادة (رحمه اللّه)(1) وقدم في ذلك العام عمر بن الخطّاب حاجّاً و معه طائفة من المهاجرين و الأنصار فيهم عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذرّ جالس إذ مرّ بنا عليّ (علیه السلام) ووقف يصلّي بإزائنا، فرماه أبو ذرّ ببصره، فقلت: يرحمك اللّه يا أباذرّ، إنّك لتنظر إلى عليّ فما تقلع عنه؟
قال: إنّي أفعل ذلك وقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «النظر إلى عليّ عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في الصحيفة - يعني صحيفة القرآن - عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 22)
ص: 288
أقول: لا إشكال في أنّه (علیه السلام) أوّل من صلّى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الرجال، فإنّه لم يختلف فيه أحد، وأمّا كونه (علیه السلام) أوّل رجل آمن برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فالروايات متواترة به، وقد رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)(1) بأسانيد عن أبي أيّوب، وأمير المؤمنين (علیه السلام)، وأنس، وعفيف الكندي، وأبي رافع، وسلمان، وعمر، وجابر بن عبداللّه، وأبي ذرّ، وأسماء بنت عميس و زيد بن أرقم و ليلى الغفاريّة، وابن عبّاس، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمان بن عوف الزهري.
ورواه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق(2) من سبعين طريقاً عن 17من عظماء الصحابة والتابعين وهم أبو رافع وأنس بن مالك والإمام أمير المؤمنين (علیه السلام)، ومعاذة العدويّة وعفيف بن عبداللّه الكندي، وعبد اللّه بن عبّاس، وزيد بن أرقم، ومالك بن الحويرث وأبو أيّوب الأنصاري، وسلمان الفارسي، وأبو ذرّ الغفاري، وأبوليلى الأنصاري، وعبد الرحمان بن عوف، ويعلى بن مرّة، وليلى الغفاريّة، ومحمّد بن كعب القرظي، وأبوبكر بن أبي قحافة.
واستدرك على المصنّف محقّق الكتاب عمّى العلّامة المحمودي دامت بركاته من رواة الصحابة سعد بن أبي وقّاص، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبداللّه، وبريدة الأسلمي، والوليد بن جابر، والبراء بن عازب، وابن مسعود، ونعمان بن جبلة التنوخي، وعمر بن الخطّاب، وحذيفة بن اليمان، وطارق بن شهاب الأحمسي، وسلمة بن الأكوع، فصار عدد رواتها من الصحابة 29 صحابيّاً، وقد أنهى عدد الأحاديث الدالّة على هذا المعنى من مصادر القوم إلى 250 حديثاً، و ما ذكر هنا نموذج من الأحاديث.
ص: 289
(1877) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي [الكندي العطّار] قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال: حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة (في حديث) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «ألا إنّي عبد اللّه وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته و آدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً».
(أمالى المفيد: المجلس 1، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة، وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري مثله، إلّا أنّ فيه: «قد صدّقته».
(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 5)
تقدّم تمامه في الحديث 1 من الباب 5 من أبواب الموت من كتاب العدل والمعاد(2).
(1878) 2-(3) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي سخيلة (في حديث) عن أبي ذرّ (رحمه اللّه) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن صدّقني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».
(أمالي الطوسي: المجلس 5 الحديث 55)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب 7 من أبواب الروايات الدالّة على إمامة
ص: 290
أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1879) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن عمير بن الحارث، عن عمران بن ميثم:
عن أبي سخيلة قال: أتيت أبا ذرّ (رحمه اللّه) فقلت: يا أبا ذرّ إنّي قد رأيت اختلافاً فبما ذا تأمرني؟
قال: عليك بهاتين الخصلتين: كتاب اللّه و الشيخ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «هذا أوّل من آمن بي وأوّل من يُصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو الفاروق الّذي يفرق بين الحقّ والباطل». (أمالي الصدوق: المجلس 37، الحديث 5)
(1880) 4-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا مخلد بن شداد قال: حدّثنا محمّد بن عبید اللّه:
عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذرّ، فكنّا عنده ما شاء
ص: 291
اللّه، فلمّا حان منّا خفوق(1)، قلت: يا أبا ذرّ إنّي أرى أموراً قد حدثت، وأنا خائف أن يكون في النّاس اختلاف، فإن كان ذلك، فما تأمرني؟
قال: الزم كتاب اللّه وعليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، و اشهد أنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو الفارق يفرّق بين الحقّ والباطل».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 36)
(1881) 5-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى
ص: 292
السُدّي قال: حدّثنا محمّد بن سعيد، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سخيلة عن أبي ذرّ وسلمان رضي اللّه عنهما قالا:
أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وفاروق هذه الأمّة، و يعسوب المؤمنين».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 11)
(1882) 6-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي قال: حدّثنا إسماعيل بن عامر قال: حدّثني كامل بن العلاء، عن عامر بن السمط، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم:
عن سلمان قال: «إنّ أوّل هذه الأمّة وروداً على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أوّلها إسلاماً عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 24)
ص: 293
(1883) 7-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش(2) قال: حدّثنا أبو ذرّ قال: حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثني الأحمسي قال: حدّثني ابن أبي حمّاد قال: حدّثني يحيى(3) بن سلمة، عن أبيه، عن أبي صادق، عن عليم قال: سمعت سلمان يقول: «إنّ أوّل هذه الأمّة وروداً على نبيّها (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أوّلها إسلاماً عليّ بن أبي طالب، وإنّ خراب هذا البيت على يد رجل من آل فلان».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 80)
ص: 294
(1884) 8-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الحسين بن عبد الكريم - وهو أبو هلال الجعفي- قال: حدّثنا جابر بن الحرّ الجعفي قال: حدّثني عبدالرحمان بن ميمون أبو عبداللّه، عن أبيه قال:
سمعت ابن عبّاس يقول: «أوّل من آمن برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الرجال عليّ، ومن النساء خديجة رضي اللّه عنهما».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 5)
ص: 295
ص: 296
ص: 297
ص: 298
ص: 299
(1885) 9-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا جابر [بن يزيد الجعفي]، عن عبد اللّه بن نجيّ قال:
سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «صلّيت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يصلّي معه أحد من النّاس ثلاث سنين، وكان ممّا عهد إليّ أن لا يبغضني مؤمن، و لا يحبّني كافر أو منافق، واللّه ما كذّبت ولا كُذِبتُ، ولا ضَلَلت ولا ضُلّ بي، ولا نسيتُ ما عهد إليّ».
(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 11)
ص: 300
(1886) 10-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن المنذر قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن ابن عبّاس قال:
قال أبو موسى: «عليّ أوّل من أسلم».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 62)
(1887) 11-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة، قال: أخبرنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبوغيلان سعد بن طالب
ص: 301
الشيباني، عن أبي إسحاق:
عن أبي الطفيل قال: كنت في البيت يوم الشورى، وسمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «أنشدكم باللّه جميعاً، أفيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «أنشدكم باللّه جميعاً، هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي»؟
قالوا: اللّهم لا - الحديث-.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 7)
تقدّم تمامه في باب الشورى من أبواب الحوادث والفتن(1).
(1888) 12-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: أخبرني عبيد اللّه بن عليّ قال: هذا كتاب جدي عبيداللّه بن عليّ فقرأت فيه: أخبرني عليّ بن موسى أبو الحسن، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد عن آبائه (علیهم السلام): «أنّ علياً أوّل من أسلم».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 43)
(1889) 13- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثني أبي قال: سمعت محمّد بن عون بن عبد اللّه بن الحارث يحدّث عن أبيه:
عن عبداللّه بن العبّاس في هذه الآية: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ص: 302
طَوْعًا وَكَرْهًا)(1) قال: «أسلمت الملائكة في السماء، والمؤمنون في الأرض طوعاً، أوّلهم وسابقهم من هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، ولكلّ أمّة سابق، وأسلم المنافقون كرهاً، وكان عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الأوّل الأمّة إسلاماً، وأوّلهم من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) للمشركين قتالاً، وقاتل من بعده المنافقين ومن أسلم كرهاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 10)
(1890) 14- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أنشدكم اللّه -أو قال: «أسألكم اللّه - الّذي يعلم سرائركم ويعلم صدقكم إن صدقتم ويعلم كذبكم إن كذبتم، هل فيكم أحد آمن باللّه ورسوله وصلّى القبلتين قبلي»؟
قالوا: اللّهم لا.
وفيه: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين، وأنت الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم الّذي يفرق بين الحقّ و الباطل»، غيري»؟
قالوا: لا.
وفيه: «فهل فيكم أحد صلّى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل النّاس سبع وستّين شهراً، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
(1891) 15- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال:
ص: 303
حدّثنا شعيب بن راشد عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في خطبة له (علیه السلام) خطبها بصفّين يوم جمعة، وذلك قبل الهرير بخمسة أيّام) قال: «وقد عهد إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهداً لن أخرج عنه، وقد حضركم عدوّكم، وقد عرفتم من رئيسهم يدعوهم إلى باطل، وابن عمّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربّكم والعمل بسنّة نبيّكم، ولاسواء مَن صلّى قبل كلّ ذكر، لم يسبقني بالصلاة غير نبيّ اللّه» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)
تقدّم تمامه في باب ما وقع بصفّين من أبواب الحوادث والفتن.
(1892) 16-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أحمد بن عمران بن محمّد بن أبي ليلى الأنصاري قال: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه، عن خالد بن عيسى الأنصاري، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى رفعه قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجّار مؤمن آل ياسين الّذي يقول: (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)(2)، و حزقیل مؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب، وهو أفضلهم».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 18)
ص: 304
ص: 305
أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(1893) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال: أخبرنا أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي(3) قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبداللّه بن زياد العرزمي قال: حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري قال: حدّثنا شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ شيعتك هم الفائزون يوم القيامة، فمن أهان واحداً منهم فقد أهانك، ومن أهانك فقد أهانني، ومن أهانني أدخله اللّه نار جهنّم خالداً فيها وبئس المصير.
يا عليّ، أنت منّي وأنا منك روحك من روحي وطينتك من طينتي، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 8)
يأتي تمامه في باب فضل الشيعة من كتاب الإيمان والكفر.
ص: 306
(1894) 2- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر أصحابي، إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، روحه من روحي وطينته من طينتي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 9، الحديث 10)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب 23 - ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسية.
(1895) 3-(1) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:
عن عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام) (في احتجاجه (علیه السلام) في مجلس المأمون في فضل العترة) قال: «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً و موطناً (إلى أن قال:) وأمّا الثالثة: فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: قُل يا محمّد (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(2) فأبرز النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه وسلامه عليهم و قرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)»؟
قالت العلماء: عنى به نفسهم.
فقال أبو الحسن(علیه السلام): «غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وممّا يدلّ على ذلك قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني
ص: 307
عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين (علیهما السلام)، وعنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)](1) فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل(2) نفس عليّ كنفسه، فهذه الثالثة».
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)
(1896) 4- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ وجلّ فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة، وجعل اللّه عزّ وجلّ نفسه نفس رسوله، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(3).
(1897) 5- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثني أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الصرّاف قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن صالح بن أبي الأسود عن أخيه، عن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه (علیهما السلام) قال: «كان النبيّ إذا نزل عليه الوحي نهاراً لم يُمس حتّى يُخبر به عليّاً، وإذا نزل عليه ليلاً لم يُصبح حتّى يخبر به عليّاً».
(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 21)
(1898) 6- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا
ص: 308
محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مروان السدّي قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل الحفري، عن صالح بن أبي الأسود، عن أخيه أسنده له، عن عبداللّه بن الحسن قال: «كان الوحي ينزل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلاً، فلا يصبح حتّى يُعلمه عليّاً (علیه السلام)، وينزل الوحي نهاراً فلايمسي حتّى يُعلمه علیّاً (علیه السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 2)
(1899) 7-(1) حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبداللّه بن المغيرة الكوفي (رضی اللّه عنه)، قال: حدّثني جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّ إخواني إليّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وأحبّ أعمامي إليّ حمزة».
(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 7)
ص: 309
(1900) 8-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمّد بن الحسن الجوانيّ قال: أخبرني المظفّر بن جعفر العلويّ العمري قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن محمّد بن حاتم قال: حدّثنا سويد بن سعيد قال: حدّثني محمّد بن عبد الرحيم اليماني، عن ابن ميناء، عن أبيه:
عن عائشة قالت: جاء عليّ بن أبي طالب يستأذن على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلم يأذن له، فاستأذن دفعة أخرى، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ادخل يا عليّ». فلمّا دخل قام إليه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال: «بأبي الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد».
(أمالي المفيد: المجلس 8، الحديث 6)
(1901) 9-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا الشريف
ص: 310
الفقيه أبو إبراهيم محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق (علیه السلام) قال: حدّثنا أبو أسامة عبداللّه بن أبي قتادة الحرّاني قال: حدّثنا أبو عروبة قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز:
عن عبداللّه بن مسعود قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و كفّه في كفّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يقلّبه، فقلت: يا رسول اللّه ما منزلة عليّ منك؟
فقال صلوات اللّه عليه: «كمنزلتي من اللّه».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 48)
(1902) 10-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: أخبرنا عليّ بن صالح قال: حدّثنا سفيان بياع الحرير قال:
حدّثنا عبد المؤمن الأنصاري، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: سألته من كان آثر النّاس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فیما رأيت؟
قال: ما رأيت أحداً بمنزلة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، كان يبعثني في جوف الليل إليه فيستخلي به حتّى يصبح هذا كان له عنده حتّى فارق الدنيا.
قال: ولقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «يا أنس، تحبّ عليّاً»؟
قلت: يا رسول اللّه، واللّه إنّي لأحبّه لحبّك إيّاه.
فقال: «أما إنّك إن أحببته أحبّك اللّه، و إن أبغضته أبغضك اللّه، وإن أبغضك اللّه أولجك في النّار».
(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 3)
ص: 311
(1903) 11-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثني عليّ بن الحسين بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن أبي هارون، عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي وأنا منه». فقال جبرئيل: «يا محمّد، وأن--ا منكما».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 43)
وعن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله.
(أماليالطوسي: المجلس 12، الحديث 14)
ص: 312
(1904) 12- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لتنتهنّ يا بني وليعة أو لأبعثنّ عليكم رجلًا كنفسي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، يعصاكم - أو: يقعصكم- بالسيف، غيري»؟
قالوا: لا.
وفيه: «فهل فيكم أحد قال له جبرئيل (علیه السلام): «هذه هي المواساة» وذلك يوم أحد،
ص: 313
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه منّي وأنا منه» فقال جبرئيل: «وأنا منكما»(1)، غيري»؟
قالوا: لا.
وفيه: «فهل فيكم أحد كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بينه وبين زوجته وجلس بين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وزوجته وقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاستر دونك يا عليّ»، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(2).
(1905) 13-(3) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن أبي بكر الواسطي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد قال: حدّثنا حسين بن حسن قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم الرمّاني، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 72)
ص: 314
(1906) 14-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه (علیه السلام).
قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى (علیه السلام)، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبداللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «سلوني عن كتاب اللّه عزّ وجلّ، فواللّه ما نزلت آية منه في ليل أو نهار، ولا مسير ولا مقام إلّا وقد أقرأنيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعلّمني تأويلها».
فقال ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه؟
قال: «كان يحفظ على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب، حتّى أقدم عليه فيُقرئنيه ويقول لي: «يا عليّ، أنزل اللّه عَلَيّ بعدك كذا وكذا، وتأويله كذا وكذا». فيعلّمني تنزيله وتأويله».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 66)
(1907 - 1908) 15(2)- 16- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن موسى بن خلف الراسبي، الفقيه ب-«رأس العين»(3)، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن فضيل الراسبي
ص: 315
قال: حدّثنا عبيدالله بن موسى العبسي قال: أخبرنا طلحة بن جبر المكّي، عن المطلب بن عبداللّه - يعني بن حنطب-، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف:
عن أبيه قال: لمّا افتتح النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مكّة انصرف إلى الطائف - يعني من حُنين - فحاصرهم ثماني عشرة أو تسع عشرة، فلم يفتتحها، ثمّ أوغل روحة أو غدوة، ثمّ نزل، ثمّ هجر فقال: «أيّها النّاس، إنّي لكم فرط وإنّ موعدكم الحوض، فأوصيكم بعترتي خيراً». ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، لتقيمنّ الصلاة ولت-ؤت-نّ الزكاة أو لأبعثنّ إليكم رجلاً منّى - أو كنفسي - فليضربنّ أعناق مقاتليكم و ليسبينّ ذراريكم». فرأى أناس أنّه يعني أبا بكر أو عمر، وأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال: «هو هذا».
قال المطلب بن عبد اللّه: فقلت لمصعب بن عبد الرحمان: فما حمل أباك على ما صنع؟
قال: أنا واللّه أعجب من ذلك!
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 11)
وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن فروخ المزني المقرئ الفقيه ب-«ربض الرافقة»(1) قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن كرامة في مسند(2) عبیداللّه بن موسى. قال: وحدّثني محمّد بن أحمد بن عبداللّه بن صفوة الضرير ب-«المصيصة» و كتبته من أصل كتابه قال: حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا طلحة بن جبر(3) عن المطّلب بن عبداللّه بن حنطب، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف، عن أبيه، و ذكر نحوه.
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 12)
ص: 316
(1909) 17-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة(2) من أصل كتابه، قال حدّثنا عبيد اللّه بن الهيثم بن عبيد اللّه أبو محمّد الأنماطي ب-«حَلَب» قال: حدّثنا عبّاد بن صهيب أبو محمّد الكليبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام):
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: لمّا أوقع - وربما قال: فرغ - رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من هوازن سار حتّى نزل بالطائف، فحصر أهل وَجّ(3) أيّاماً، فسأله القوم أن ينتزح(4) عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ويشترطون لأنفسهم، فسار (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى نزل مكّة، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، ولم يبخع(5) القوم بالصلاة ولا الزكاة، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والّذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة وليؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً هو منّي كنفسي فليضربنّ أعناق مقاتليهم، وليسبينّ ذراريهم، هو هذا». وأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فأشالها.
فلمّا صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأقرّوا له بالصلاة، وأقرّوا له بما شرط عليهم، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما استعصى عَلَيّ أهل مملكة ولا أُمّة إلّا رميتهم بسهم اللّه عزّ وجلّ».
قالوا: يا رسول اللّه، وما سهم اللّه؟
قال: «عليّ بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلّا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكاً أمامه، وسحابة تظلّه حتّى يعطي اللّه حبيبي النصر والظفر».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 13)
ص: 317
(1910) 18-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن معاذ بن سعيد الحضرمي ب- «الجار»(2)، قال حدّثنا محمّد بن زكريّا بن سارية المكّي القرشي ب-«جدّة»، قال: حدّثني أبي، عن كثير بن طارق مولى بني هاشم، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل، عن أبي ذرّ قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - وقد قدم عليه وفد أهل الطائف -: «يا أهل الطائف، واللّه لتقيمنّ الصلاة، ولتؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليكم رجلاً كنفسي، يحبّ اللّه و رسوله ويحبّه اللّه ورسوله، يقطعكم بالسيف». فتطاول لها أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فأشالها، ثمّ قال: «هو هذا».
فقال أبو بكر وعمر: ما رأينا كاليوم في الفضل قطّ.
(أمالي الطوسي: المجلس 24، الحديث 1)
(1911) 19-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثني هشام بن ناجية أبو ثور القرشي بسلميّة، قال: حدّثني عطاء بن مسلم الحلبي، عن أزهر بن راشد عن أبي هارون العبدي:
ص: 318
عن أبي سعيد الخدري، أنّه ذكروا عليّاً فقال: «إنَّه كان من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منزلة خاصّة، ولقد كانت له عليه دخلة لم تكن لأحد من النّاس».
(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 3)
(1912) 20- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي بالسيرجان قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة، عن أبان ومعاوية بن الريّان، جميعاً عن شهر بن حوشب:
عن أبي أمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي قال: كنّا ذات يوم عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جلوساً، فأتى عليّ (علیه السلام) فدخل المسجد، وقد وافق من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قياماً، فلمّا رأى عليّاً جلس، ثمّ أقبل عليه فقال: «يا أبا الحسن، إنّك أتيت ووافق قياماً فجلست لك، أفلا أخبرك ببعض ما فضّلك اللّه به؟ أخبرك أنّي ختمت النبيّين، و ختمتَ أنت يا عليّ الوصيّين، وحقّ على اللّه ألّا يوقف موسى بن عمران (علیه السلام) موقفاً إلّا أوقف معه وصيّه يوشع بن نون، وإنّي أقف وتوقف، وأسأل وتسأل فاعدد يا بن أبي طالب جواباً، فإنّما أنت منّي تزول أينما زلت».
قال عليّ (علیه السلام): «يا نبيّ اللّه، فما الّذي تبيّنه لي، لأهتدي بهداك لي»؟
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، مَن يهدي اللّه فلا مضلّ له ومن يضلل اللّه فلا هادي له، وإنّه عزّ وجلّ هاديك ومعلّمك، وحقّ لك أن تعي، لقد أخذ اللّه ميثاقي وميثاقك وميثاق شيعتك وأهل مودّتك إلى يوم القيامة، فهم شيعتي وذوي مودّتي، وهم ذوي الألباب، يا عليّ، حقّ على اللّه أن ينزلهم في جنّاته، ويسكنهم مساكن الملوك، وحقّ لهم أن يطيّبوا».
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 1)
ص: 319
أقول: تقدّم في الباب الرابع - أنّ عليّاً (علیه السلام) كان أخصّ النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّ إخواني إليّ عليّ بن أبي طالب، وأحبّ أعمامي إليّ حمزة»(1)، و سيأتي أيضاً في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة(2).
(1913) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أنا خليفة رسول اللّه ووزيره ووارثه، أنا أخو رسول اللّه ووصيّه وحبيبه» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 7)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب 23 - ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة.
(1914) 2-(3) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى العبسي قال: حدّثنا مهلهل [بن عبدالعزيز] العبدي قال: حدّثنا كُديرة بن صالح الهَجَري:
عن أبي ذرّ جندب بن جنادة (رضی اللّه عنه) قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام) كلمات ثلاث، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: «اللّهم أعِنه واستَعِن به اللّهم انصره وانتصر به فإنّه عبدك وأخو رسولك».
ص: 320
ثمّ قال أبو ذرّ (رحمه اللّه): أشهد لعليّ بالولاء والإخاء والوصيّة.
وقال كُديرة بن صالح: وكان يشهد له بمثل ذلك: سلمان الفارسي، والمقداد، و عمّار، وجابر بن عبداللّه الأنصاري، وأبوالهيثم بن التيّهان، وخُزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبو أیّوب صاحب منزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهاشم بن عتبة المِرقال كلّهم من أفاضل أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الصدوق: المجلس 12، الحديث 3)
(1915) 3-(1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام): قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة، قال: حدّثني أبي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام)، عن عن آبائه (علیهم السلام) قال:
عن قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني».
(أمالي الصدوق: المجلس 14، الحديث 11)
(1916) 4-(2) وبإسناده عن ابن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّي أيّها النّاس، أخبركم خبراً، إن علمتم به سلمتم، وإن تركتموه هلكتم، إنّ ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري وهو خليفتي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 15، الحديث 11)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(3).
ص: 321
(1917) 5-(1) حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي(2) شيخ لأصحاب الحديث قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبيّ التمتامي، وأبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة [عن زكريّا بن يحيى الكسائي قال:] حدّثنا يحيى بن سالم [عن الأشعث](3) ابن عمّ الحسن بن صالح - وكان يفضل على الحسن بن صالح - قال: حدّثنا مسعر، عن عطيّة، عن جابر قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مكتوب على باب الجنّة: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أخو رسول اللّه، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 1)
(1918) 6-(4) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث طويل) قال: «أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي
ص: 322
وشقيقي».
(أمالي الصدوق: المجلس 24، الحديث 2)
تقدّم تمامه في الباب 2 من أبواب الحوادث والفتن.
(1919) 7-(1) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «كان لي عشر من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يُعطهنّ أحد قبلي ولا يُعطاهنّ أحد بعدي: قال لي: يا عليّ، أنت أخي في الدنيا وفي الآخرة».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 8)
ورواه أبو جعفر الطوسي مثله، إلّا أنّ فيه: «أنت ياعليّ أخي في الدنيا وأخي في الآخرة».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 35)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(2).
(1920) 8-(3) أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) على منبر الكوفة: «أيّها النّاس، إنّه كان لي من رسول اللّه عشر خصال هنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ، أنت أخي في الدنيا والآخرة».
(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «عشر خصال لهنّ أحبّ...».
(أمالي الطوسي: المجلس 7 الحديث 31)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 323
(1921) 9- أبو جعفر الصدوق بإسناد يأتي عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى(1) آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 6، والمجلس 46، الحديث 2)
يأتي تمامه مسنداً في باب حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام).
(1922) 10-(2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن أبي الصهبان، جميعاً عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان:
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: «إنّ أعرابياً أتى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فخرج إليه في رداء مُمَشَّق فقال: يا محمّد، لقد خرجت إليّ كأنّك فَتى؟!
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): نعم يا أعرابي، أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى.
فقال: يا محمّد أمّا الفتى فنعم، فكيف ابن الفتى، وأخو الفتى؟!
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أما سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)(3) فأنا ابن إبراهيم وأمّا أخو الفتى: فإنّ منادياً نادى من السماء يوم أحد: لا سيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ فعليّ أخي وأنا أخوه».
(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 14)
(1923) 11- وبإسناده عن محدوج بن زيد الذهلي [قال:] إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخا
ص: 324
بين المسلمين ثمّ قال: «يا عليّ أنت أخي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غيرأنّه لانبيّ بعدي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث 14)
سيأتي تمامه مسنداً في باب أنّه (علیه السلام) صاحب الحوض وصاحب اللواء.
(1924) 12- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)
(1925) 13-(1) حدّثنا سليمان بن أحمد اللخمي [الطبراني] قال: حدّثنا الحضرمي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا ثابت بن حمّاد، عن موسى بن صهيب عن عبادة بن نُسَيّ [الكندي القاضي الشامي]:
عن عبداللّه بن أبي أوفى قال: آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أصحابه وترك عليّاً (علیه السلام)، فقال له: «آخيت بين أصحابك وتركتني»؟!
فقال: «والّذي نفسي بيده ما أخّرتك إلّا لنفسي، أنت أخي ووصيّي ووارثي».
قال: «ما أرث منك، يا رسول اللّه»؟
قال: «ما أورث النبيّون قبلي، أورثوا كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم، و أنت وابناك معي في قصري في الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 4)
ص: 325
(1926) 14- وبإسناده عن سلمان الفارسي (رحمه اللّه)، أنّه سمع نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».
(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 5)
تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(1).
(1927) 15- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن مطر [بن ميمون المحاربي أبو خالد الكوفي] الإسكاف، [عن أنس](2) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي، يقضي ديني وينجز بوعدي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 6)
تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(3).
(1928) 16- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري ووصيّي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 47)
ورواه أيضاً في (المجلس 12، الحديث 11)، إلّا أنّ فيه: «ووصيّي في أهلي».
تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام)(4).
(1929) 17- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن
ص: 326
الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك، يا عليّ أنت منّي وأنا منك، يا عليّ أنت وصيّي وخليفتي وحجّة اللّه على أمّتي بعدي، لقد سعد من تولّاك، وشقي من عاداك».
(أمالي الصدوق: المجلس 57، الحديث 12)
(1930) 18-(1) وبإسناده عن سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا معشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً»؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: «هذا عليّ أخي ووصیّي(2) ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبّوه لحبّي، وأكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل أمرني أن أقوله لكم».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 21)
ورواه أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سلمان مثله، إلّا أنّ فيه: «أن أقول لكم ما قلت».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 40)
تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام).
(1931) 19- وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام) قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي، ووارثي ووصيّي وخليفتي في أهلي وأمّتي، في حياتي وبعد مماتي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 6)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب 26 - أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعليّاً (علیه السلام) لأبوا هذه الأمّة-.
(1932) 20- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:
ص: 327
«لمّا نزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطن قُدَيد(1) قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): يا عليّ، إنّي سألت اللّه عزّ وجلّ أن يوالي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يواخي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يجعلك وصيّي، ففعل» الحديث.
(أمالى المفيد: المجلس 33، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 18)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب 15 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1933) 21-(2) أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلم القطّان قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمان قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا صباح المزني، عن حكيم بن جبير، عن عقبة الهجري، عن عمّه قال:
سمعت عليّاً على المنبر وهو يقول: «لأقولنّ اليوم قولاً لم يقله أحد قبلي، و لا يقوله أحد بعدي إلّا كاذب: أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونكحت سيّدة نساء الأمّة».
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 38)
(1934) 22-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن
ص: 328
محمّد بن سعيد، عن أحمد بن القاسم، عن عبّاد، عن عبداللّه بن الزبير، عن عبداللّه بن شريك، عن أبيه قال:
صعد عليّ (علیه السلام) المنبر يوم جمعة، فقال: «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 1)
تقدّم تمامه فى أبواب الحوادث والفتن.
(1935) 23-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو حفص محمّد بن عثمان الصيرفي قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عبداللّه العلّاف المعروف بالمستغني، قراءةً عليه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي يعقوب الدينوري قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البلوي
ص: 329
قال: حدّثنا عمارة بن زيد قال: حدّثني بكر بن حارثة [عن محمّد بن مسلم] الزهري، عن عبد الرحمان بن كعب بن مالك، عن جابر بن عبداللّه قال:
سمعت عليّاً (علیه السلام) ينشد و رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسمع:
أنا أخو المصطفى لاشكّ في نسبي *** معه رُبِيتُ وسبطاه هما ولدي
جدّي وجدّ رسول اللّه منفرد *** و فاطم زوجتي لا قول ذي فند
[صدّقته وجميع النّاس في بُهَم *** من الضلالة والإشراك والنكد](1)
فالحمد للّه شكراً لا شريك له *** البرّ بالعبد و الباقي بلا أمد
قال: فابتسم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «صدقت يا عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 14)
ص: 330
(1936) 24-(1) وبإسناده عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه قال: «أتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعنده أبوبكر و عمر، فجلست بينه وبين عائشة، فقالت لي عائشة: ما وجدت إلّا فخذي أو فخذ رسول اللّه!
فقال: مه يا عائشة، لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وهو أمير المؤمنين، يجعله اللّه القيامة على الصراط، فيُدخل أولياءه الجنّة و أعداءه النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب تسمية عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).
(1937) 25-(3) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد العجلي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه:
ص: 331
عن عليّ (علیه السلام) قال: «جاء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات ليلة يطلبني، فقال: أين أخي، يا أمّ أيمن؟
قالت: ومن أخوك؟
قال: عليّ.
قالت: يا رسول اللّه تزوّجه ابنتك وهو أخوك؟!
قال: نعم، أما واللّه يا أمّ أيمن زوّجتها كفواً شريفاً وجيهاً في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 74)
(1938) 26-(1) أخبرنا،جماعة، عن أبى المفضّل قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قراءةً، قال: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء، وحدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي بالريّ، قال: حدّثني أبو زرعة عبيد اللّه بن عبدالكريم قالا: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثنا أسباط بن نصر، عن سماك - يعني ابن حرب - عن عكرمة، عن ابن عبّاس:
أنّ عليّاً (علیه السلام) كان يقول فى حياة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(2)، واللّه لاننقلب على
ص: 332
أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه، واللّه لئن مات أو قُتل لأُقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت واللّه إنّي لأخوه وابن عمّه ووارثه، فمن أحقّ به منّي».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 6)
(1939) 27-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون، وأحمد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عمّار الثقفي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن إسحاق بن عبداللّه بن الحارث، عن أبيه:
عن عبد اللّه بن العبّاس قال: لمّا نزلت: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(2)، آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمان بن عوف، وبين فلان وفلان، حتّى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم، ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «أنت أخي وأنا أخوك».
(أمالي الطوسى: المجلس 25، الحديث 3)
(1940) 28-(3) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبي عبد اللّه بن المطّلب الشيباني سنة ستّ عشرة وثلاث مئة - وفيها مات-، قال: حدّثنا إبراهيم بن بشر بالكوفة، قال: حدّثنا منصور بن أبي نويرة الأسدي قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى:
ص: 333
عن سعد بن حذيفة بن اليمان عن أبيه قال: آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين الأنصار و المهاجرين أخوّة الدين، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «هذا أخي».
قال حذيفة: فرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سيّد المرسلين، وإمام المتّقين، ورسول ربّ العالمين، الّذي ليس له في الأنام شبه ولا نظير، وعليّ بن أبي طالب أخوه.
(أمالي الطوسي: المجلس 25، الحديث 4)
ص: 334
أقول: حديث الطير من الأحاديث المتواترة، وقد أفرده بالتأليف جماعة،
منهم: الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، كما ذكره ابن شهر آشوب السروي في عنوان «إجابة دعواته (علیه السلام)» من كتاب مناقب آل أبي طالب: 2: 282، قال: وقد صنّف أحمد بن محمّد بن سعيد كتاب الطير.
وقال أيضاً: إنّ حديث الطير رواه خمسة وثلاثون من الصحابة عن أنس، وعشرة بلا واسطة عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
ومنهم: الحاكم النيسابوري، كما نقل السبكي في ترجمته برقم 328 من كتاب: الطبقات الشافعيّة: 4: 165: عن ابن طاهر أنّه رأى بخطّ الحاكم حديث الطير في جزء ضخم.
وقال الكنجي في الباب 33 من كفاية الطالب وحديث أنس أخرجه النيسابوري عن ستّة وثمانين رجلاً كلّهم رووه عن أنس.
ومنهم: الحافظ الذهبي كما في ترجمة الحاكم النيسابوري من تذكرة الحفّاظ: 3: 1042 رقم 962 قال:... وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً قد أفردتها بمصنّف.
ومنهم: أبو طاهر محمّد بن أحمد بن حمدان، على ماذكره الذهبي في ترجمة الرجل من تذكرة الحفّاظ: 3: 1112 رقم 1000.
ورواه ابن عساكر الدمشقي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 110 - 133 عن عدّة من الصحابة، وقال عمّى العلّامة المحمودي دامت بركاته في الهامش: هذه ثلاثة وستّون حديثاً عن خمسة من الصحابة، ثلاثة وثلاثون منها للمصنّف الحافظ، والبقيّة منّا اقتطفناها من مصادر شتّى.
وقال أيضاً عمّى العلّامة المحمودي في هامش الحديث 993 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي -: ولحديث الطير مصادر وأسانيد كثيرة، وقد أفرده بالتأليف جماعة:
ص: 335
منهم: الحافظ ابن مردويه، كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية: 7: 366.
ومنهم: المؤرّخ والمفسّر الشهير محمّد بن جرير الطبري، قال الذهبي: ورأيت فيه مجلّداً في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر ابن جرير الطبري المفسّر صاحب التاريخ.
وممّن أفرد الحديث بالتأليف الحافظ الكبير أبو نعيم الإصبهاني - مؤلّف حلية الأولياء وغيره من الكتب القيّمة - كما ذكره ابن تيمية في كتابه «منهاج السنّة»: 4: 99، ورواه عنه في مجلّد حديث الطير من كتاب عبقات الأنوار: ص 46 ط 1.
ومنهم: بطل الموحّدين وصمصام الفرقة الناجية السيّد مير حامد (قدّس سرّه) فإنّه قد أفرد الحديث بالتأليف وقد تكلّم عليه سنداً ودلالةً وأسكت خوار النواصب بما لا مزيد عليه.
(1941) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي هدبة قال:
رأيت أنس بن مالك معصوباً بعصابة، فسألته عنها؟ فقال: هذه(2) دعوة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
فقلت له: وكيف كان ذاك(3)؟
فقال: كنتُ خادماً لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأهدي إليه طائر مشويّ، فقال: «اللّهم
ص: 336
ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلَيّ يأكل معي من هذا الطائر». فجاء عليّ (علیه السلام)، فقلت له: رسول اللّه عنك مشغول، وأحببتُ أن يكون رجلاً من قومي فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يديه الثانية، فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلَيّ يأكل معي من هذا الطائر». فجاء عليّ (علیه السلام) فقلت له: رسول اللّه عنك مشغول، وأحببتُ أن يكون رجلاً من قومي، فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يديه الثالثة فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلَيّ يأكل معي من هذا الطائر». فجاء عليّ (علیه السلام)، فقلت له: رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عنك مشغول، وأحببتُ أن يكون رجلاً من قومي، فرفع عليّ (علیه السلام) صوته فقال: «وما يشغل رسول اللّه عنّي»؟
فسمعه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا أنس، مَن هذا»؟
فقلت: عليّ بن أبي طالب.
قال: «ائذن له».
فلمّا دخل قال له: «يا عليّ، إنّي قد دعوتُ اللّه عزّ وجلّ ثلاث مرّات أن يأتيني بأحبّ خلقه إليه وإليّ يأكل معي من هذا الطائر، ولو لم تجئني في الثالثة لدعوت اللّه باسمك أن يأتيني بك».
فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، إنّي قد جئت ثلاث مرّات، كلّ ذلك يردّني أنس ويقول: رسول اللّه عنك مشغول».
فقال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أنس، ما حملك على هذا»؟
فقلت: يا رسول اللّه سمعتُ الدعوة، فأحببت أن يكون رجلاً من قومي.
فلمّا كان يوم الدّار استشهدني عليّ (علیه السلام) فكتمتُه، فقلتُ: إنّي نسيتُه، فرفع عليّ (علیه السلام) يده إلى السماء فقال: «اللّهم ارمِ أنساً بوَضَح(1) لا يستره من النّاس». ثمّ كشف العِصابة عن رأسه فقال: هذه دعوة عليّ، هذه دعوة عليّ، هذه دعوة عليّ.
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 3)
ص: 337
(1942) 2-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال: حدّثنا يوسف بن عديّ قال: حدّثنا حمّاد بن مختار الكوفي قال: حدّثنا عبد الملك بن عمير:
عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) طائر، فوضع بين يديه، فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي». فجاء عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فدقّ الباب، فقلت: مَن ذا؟
فقال: «أنا عليّ».
فقلت: إنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على حاجة، حتّى فعل ذلك ثلاثاً، فجاء الرابعة فضرب
ص: 338
الباب برجله فدخل فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما حبسك»؟
قال: «قد جئت ثلاث مرّات».
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما حملك على ذلك»؟
قال: قلت: كنت أحبّ أن يكون رجلاً من قومي!
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 46)
(1943) 3- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال: أخبرنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني، عن أبي إسحاق، عن أبي الطفيل: عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أنشدكم باللّه هل فيكم أحد أتي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطير فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فدخلت عليه فقال: «اللّهم وإلَيّ»، فلم يأكل معه أحد غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «اللّهم اشهد».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 7)
تقدّم تمامه في الباب 11 من أبواب الفتن.
(1944) 4- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ، وأشدّهم لي ولك حبّاً، يأكل معي من هذا الطائر»، فأتيت فأكلت معه، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).
ص: 339
أقول: تقدّم في باب غزوة خيبر من أبواب غزوات النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة روايات ورد فيهنّ: أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دفع الراية يوم خيبر إلى أبي بكر وعمر فرجعا منهزمين، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه و رسوله، لا يرجع حتّى يفتح اللّه على يديه»، فدعا عليّاً فأعطاه الراية وبعثه ففتح اللّه على يديه، فلا نعيدهنّ هنا، فراجع هناك(1).
(1945) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد قال: حدّثنا محمّد بن ثواب قال: حدّثنا إسحاق بن منصور، عن كادح - يعني أبا جعفر البجلي - عن عبداللّه بن لهيعة ، عن عبد الرحمان - يعني ابن زياد - عن سلمة بن يسار:
عن جابر بن عبداللّه قال: لمّا قدم عليّ (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بفتح خيبر قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم، لقلتُ فيك اليوم قولاً لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا التُراب من تحت
ص: 340
رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني و أرثك، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، و إنَّك تُبرئ ذمّتي وتقاتل على سنّتي، وإنّك غداً على الحوض خليفتي، وإنّك أوّل من يرد عليّ الحوض، وإنّك أوّل من يُكسى معي، وإنّك أوّل داخل الجنّة من أُمّتي، و إنّ شيعتك على منابر من نور مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم يكونون غداً في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وإنّ سرّك سرّي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ سريرة صدرك كسريرتي، وإنّ ولدك ولدي، وإنّك تُنجز عِداتي، و إنّ الحقّ معك، وإنّ الحقّ على لسانك وقلبك وبين عينيك، الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي ودمي، وإنّه لن يرد عَلَيّ الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محبّ لك حتّى يرد الحوض معك».
قال: فخرّ عليّ (علیه السلام) ساجداً ثمّ قال: «الحمد للّه الّذي أنعم عَلَيّ بالإسلام، و علَّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البريّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين، إحساناً منه وفضلاً منه عَلَيّ». قال: فقال النبيّ (علیه السلام): «لولا أنت لم يُعرف المؤمنون بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)
ص: 341
باب 8- سدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلّا باب عليّ (علیه السلام)
أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب 2 - أخبار المنزلة - من أبواب النصوص الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(1946) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثنا خلف بن سالم قال: حدّثنا [محمّد بن جعفر] غندر قال: حدّثنا عوف [الأعرابي]، عن ميمون أبي عبد اللّه [البصري مولى عبد الرحمان بن سمرة]:
عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبواب شارعة في المسجد، فقال يوماً: «سُدّوا هذه الأبواب إلّا باب عليّ».
فتكلّم في ذلك النّاس، قال: فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أمّا بعد فإنّي أمرتُ بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ، فقال فيه قائلكم و إنّي واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكنّي أمرتُ بشيء فاتّبعته».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 4)
ص: 342
(1947) 2-(1) حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي قال: حدّثني الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عليّ التميمي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلّا أنا وعليّ و فاطمة والحسن والحسين، ومن كان من أهلي فإنّهم منّي».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 5)
(1948) 3-(2) وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):
ص: 343
«سدّوا الأبواب الشارعة في المسجد إلّا باب عليّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 6)
(1949) 4-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: حدّثنا أبو عبدالرحمان أحمد بن شعيب بن عليّ النسائي بمصر، قال: أخبرني محمّد بن وهب، قال: حدّثنا مسكين بن بكير قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بلج [يحيى بن سليم]، عن عمرو بن میمون:
ص: 344
عن ابن عبّاس قال: أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأبواب المسجد، فسُدّت إلّا باب عليّ (علیه السلام).
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 7)
(1950) 5-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرني محمّد بن محمّد بن سلمان الباغندي قال: حدّثنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن العلاء(2)عن ابن عمر:
أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «سُدّوا الأبواب إلى المسجد إلّا باب عليّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 8)
ص: 345
(1951) 6- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عكرمة صاحب ابن عبّاس، عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: خرجنا من مكّة مهاجرين حتّى نزلنا هذا المسجد -يعني مسجد الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - وكان فيه مبيتنا ومقيلنا، إذ أخرجنا منه وترك عليّ بن أبي طالب فيه، فاشتدّ ذلك عليّنا وهِبنا نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نذكر ذلك له، فأتينا عائشة فقلنا: يا اُمّ المؤمنين، إنّ لنا صحبة مثل صحبة عليّ، وهجرة مثل هجرته، وإنّا قد أخرجنا من المسجد وترك فيه، فلا ندري من سخط من اللّه، أو من غضب من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ فاذكرى له ذلك فإنّا نهابه. فذكرت ذلك لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لها: «يا عائشة، لا واللّه ما أنا أخرجتهم ولا أنا أسكنته، بل اللّه أخرجهم و أسكنه» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 39)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1952) 7-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان الغزال قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبيد بن خنيس العبدي قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبد اللّه بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة:
ص: 346
عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: كنّا في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل عليّ وآل أبي بكر وآل عمر وأعمامه، قال: فنودي فينا ليلاً: اخرجوا من المسجد الّا آل رسول اللّه وآل عليّ.
قال: فخرجنا نجرّ قلاعنا(1)، فلمّا أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال: يارسول اللّه، أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ونحن عمومتك ومشيخة أهلك؟!
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا أخرجتكم ولا أنا أسكنته، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ أمرني بذلك».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)
سيأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين.
(1953) 8- وبإسناده عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب (في حديث) قال: حرّم على عليّ بن أبي طالب الصدقة وأحلّت للنّاس، وحرّم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جُنُب وأحلّه له. -الحديث-.
(أمالى الطوسى: المجلس 11، الحديث 12)
سيأتي تمامه في باب ما جرى من مناقبه (علیه السلام) على لسان الشيخين وعائشة.
(1954) 9-(2) وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أتعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا سددت أبوابكم،
ص: 347
ولا أنا فتحت بابه، بل اللّه سدّ أبوابكم، وفتح بابه»؟
قالوا: نعم.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).
(1955) 10- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن عبيد العرزمي، عن أبيه، عن عثمان بن أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان:
عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) (في خطبته في مجلس معاوية) قال: «وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأمر بسدّ الأبواب فسدّها وترك بابنا، فقيل له في ذلك؟ فقال: أما إنّي لم أسدّها وأفتح بابه، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ أمرني أن أسدّها و أفتح بابه».
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 9)
يأتي تمامه في باب مصالحة الإمام الحسن (علیه السلام) معاوية، من تاريخ الإمام الحسن (علیه السلام).
ص: 348
(1956) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن جعفر بن سليمان النهدي قال: حدّثنا ثابت بن دينار [أبو حمزة] الثمالي:
عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام) قال: «نظر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقد أقبل وحوله جماعة من أصحابه فقال: من أراد(2) أن ينظر إلى يوسف في جماله، وإلى إبراهيم في سخائه، وإلى سليمان في بهجته، وإلى داوود في قوّته، فلينظر إلى هذا».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 11)
(1957) 2-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم قال:
ص: 349
حدّثني أبو جعفر محمّد بن عيسى العجلي قال: حدّثنا مسعود بن يحيى النهدي(1)
ص: 350
قال: حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبيه قال:
بينما رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) نحوه، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب».
(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 3)
(1958) 3-(1) أبو جعفر الطوسي، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا القاضي أبوبكر محمّد بن عمر قال: حدّثني أحمد بن عيسى أبو جعفر العجلي قال: حدّثنا مسعر بن يحيى المهلبي قال: حدّثنا شريك، عن أبيه:
عن عبداللّه بن مسعود(2) قال: كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالساً في جماعة من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 89)
(1959) 4- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرني المنذر بن محمّد - قراءة - قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الضبّي قال: حدّثنا موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إن اللّه أخرجني ورجلاً معي من طُهر إلى طُهر، من صُلب
ص: 351
آدم حتّى خرجنا من صلب أبينا، فسبقته بفضل هذه على هذه - وضمّ بين السبّابة والوسطى - وهو النبوّة».
فقيل له: ومَن هو، يا رسول اللّه؟
قال: «عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 33)
(1960) 5- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن سلمة بن قيس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض، أعطى اللّه عليّاً من الفضل جزءً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاه من الفهم جزءاً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، شبّهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب، وسخاؤه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داوود وقوّته بقوّة داوود» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 2، الحديث 7)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 352
(1961) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد القزويني قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ إنّك أعطيت ثلاثة ما لم أعط أنا».
قلت: «يا رسول اللّه، ما أعطيتُ»؟
فقال: «أُعطيتَ صهراً مثلي ولم أعط أنا، وأعطيتَ زوجتك فاطمة ولم أعط، وأعطيتَ مثل الحسن والحسين ولم أُعط».
(أمالى الطوسى: المجلس 12، الحديث 48)
ص: 353
(1962) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي أحمد الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك تعالى(2) آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب، وزوّجه ابنتي من(3) فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقرّبي ملائكته، وجعله لي وصيّاً وخليفة، فعليّ منّي وأنا منه محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللّه بمحبّته».
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 6)
وعن أبيه، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن عبد الجبّار، مثله.
(أمالي الصدوق: المجلس 46، الحديث 2)
(1963) 2- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «معاشر النّاس، والّذي بعثني بالنبوّة و اصطفاني على جميع البريّة، ما نصبت عليّاً عَلَماً لأمّتي في الأرض حتّى نوّه(4) اللّه باسمه في سماواته، وأوجب ولايته على ملائكته».
تقدّم تمامه مسنداً في باب أخبار الغدير.
(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 8)
ص: 354
(1964) 3- حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرني أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني، وأبو طالب بن أبي عوانة قالا: حدّثنا أبو داوود سليمان بن سيف الحرّاني قال: حدّثنا عبد اللّه بن واقد عن عبد العزيز الماجشون، عن محمّد بن المنكدر:
عن جابر بن عبد اللّه قال: «استبشرت الملائكة يوم بدر وحنين بكشف عليّ (علیه السلام) الأحزاب عن وجه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فمن لم يستبشر برؤية عليّ (علیه السلام) فعليّه لعنة اللّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحدث 12)
(1965) 4- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك (إلى أن قال:) وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللّه تقدّس ذكره بمحبّتك وولايتك، واللّه إنّ أهل مودّتك في السماء لأكثر منهم في الأرض» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1966) 5-(1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن اللؤلؤي قال: حدّثنا عليّ بن نوح الجنّائي قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن مروان، عن أبي داوود، عن معاذ بن سالم عن بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن خليفة بن سليمان الجُهني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان:
عن أبي هريرة قال: غزا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غزاة، فلمّا رجع إلى المدينة، وكان عليّ (علیه السلام) تخلّف على أهله، فقسّم المغنم، فدفع إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) سَهمين، فقال
ص: 355
النّاس: يا رسول اللّه، دفعت إلى عليّ بن أبي طالب سَهمين وهو بالمدينة متخلّف؟!
فقال: «معاشر النّاس ناشدتكم باللّه وبرسوله ألم تروا إلى الفارس الّذي حمل على المشركين من يمين العسكر فهزمهم ثمّ رجع إليّ فقال: يا محمّد إنّ لي معك سهماً، وقد جعلته لعليّ بن أبي طالب؟ وهو جبرئيل (علیه السلام).
معاشر النّاس، ناشدتكم باللّه وبرسوله، هل رأيتم الفارس الّذي حمل على المشركين من يسار العسكر فهزمهم، ثمّ رجع فكلّمني، وقال لي: يا محمّد إنّ لي معك سهماً، وقد جعلته لعليّ بن أبي طالب؟ وهو ميكائيل، فواللّه ما دفعت إلى عليّ إلّا سهم جبرئيل وميكائيل (علیهما السلام)». فكبّر النّاس بأجمعهم.
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 9)
(1967) 6-(1) حدّثني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبداللّه الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد بإسناده عن الباقر (علیه السلام):
عن جابر قال: كنت أماشي أمير المؤمنين (علیه السلام) على الفرات، إذ خرجت موجة عظيمة فغطّته حتّى استتر عنّي، ثمّ انحسرت عنه ولا رطوبة عليه، فوجمت لذلك وتعجّبت، وسألته عنه فقال: «ورأيت ذلك»؟
قال: قلت: نعم.
قال: «إنّما الملك الموكّل بالماء، خرج فسلّم عَلَيّ واعتنقني».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 32)
(1968) 7-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبداللّه بن سليمان بن
ص: 356
الأشعث السجستاني قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد النهشلي شاذان قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الخزّاز قال: حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش عن سعيد بن جبير:
عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بيته، فغدا إليه عليّ (علیه السلام) في الغداة، وكان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: «السلام عليك، كيف أصبح رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»؟
قال: بخير يا أخا رسول اللّه.
فقال عليّ (علیه السلام): «جزاك اللّه عنّا أهل البيت خيراً».
قال له دحية: إنّي أحبّك، وإنّ لك عندى مديحة أهديها إليك: «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد ولد آدم ماخلا النبيّين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزفّ أنت وشيعتك مع محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحزبه إلى الجنان، قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلّاك، محبّو محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) محبّوك، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، ادن من صفوة اللّه.
فأخذ رأس النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فوضعه في حجره، فانتبه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «ما هذه الهمهمة»؟ فأخبره الحديث، فقال: «لم يكن دحية، كان جبرئيل (علیه السلام)، سمّاك باسم سمّاك اللّه تعالى به، وهو الّذي ألقى محبّتك في قلوب المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين».
قال أبو المفضّل: سمعت عبد اللّه بن أبي داوود قبل أن يبنى له المنبر، يعتذر إلى أبي عبداللّه المستملي من النصب، ثمّ أملى ذلك المجلس كلّه من حفظه في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)، وهذا الحديث أوّل ما بدأ به.
(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)
ص: 357
(1969) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا صالح بن عيسى العجلي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن مندة الإصبهاني قال: حدّثنا محمّد بن حميد قال: حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان:
عن أنس قال: كنت عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و رجلان من أصحابه في ليلة ظلماء مكفهرّة(2)، إذ قال لنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ائتوا باب عليّ». فأتينا باب عليّ (علیه السلام) فنقر أحدنا الباب نقراً خفيّاً، إذ خرج علينا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) متّزراً بإزار من صوف، مرتدياً بمثله فى كفّه سیف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال لنا: «أحَدَث حدث»؟
قلنا: خيرٌ، أمرنا رسول اللّه أن نأتي بابك وهو بالأثر، إذ أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا عليّ».
قال: «لبّيك».
قال: «أخبر أصحابي بما أصابك البارحة».
قال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، إنّي لأستحيي».
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ».
قال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول
ص: 358
اللّه، فطلبت في البيت ماءً فلم أجد الماء، فبعثت الحسن كذا، والحسين كذا، فأبطئا عَلَيّ فاستقبلتُ على قَفاي، فإذا أنا بهاتف من سواد البيت: «قُم يا عليّ، وخذ السطل واغتسل». فإذا بسطل من ماء مملوء عليه منديل من سُندُس، فأخذت السطل و اغتسلت ومسحت بدني بالمنديل، ورددت المنديل على رأس السطل، فقام السطل في الهواء، فسقط من السطل جُرعة فأصابت هامتي، فوجدت بردها على فؤادي».
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل، أمّا الماء فمن نهر الكوثر، وأمّا السطل والمنديل فمن الجنّة، كذا أخبرني جبرئيل، كذا أخبرني جبرئيل، كذا أخبرني جبرئيل».
(أمالي الصدوق: المجلس 40، الحديث 4)
ص: 359
أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب 21 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(1970) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سَلَمَة الأهوازي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا عليّ بن جميل الرقّي قال: حدّثنا ليث، عن مجاهد:
عن عبداللّه بن عبّاس قال: كنّا جلوساً في مَحْفِل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فينا، فرأينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد أشار بطرفه إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت، فقال لها: «أقبِلي». فأقبلت، ثمّ قال لها: «أقبلي» فأقبلت ثمّ قال لها: «أقبلي» فأقبلت، فرأينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد قام قائماً على قدميه، فأدخل يديه في السحاب حتّى استبان لنا بياض إبطي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوءة رُطَباً، فأكل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الجام، وسبّح الجام في كفّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فناوله عليّ بن أبي طالب، فأكل عليّ (علیه السلام) من الجام، فسبّح الجام في كفّ عليّ (علیه السلام).
فقال رجل: يا رسول اللّه، أكلت من الجام وناولته عليّ بن أبي طالب! فأنطق اللّه عزّ وجلّ الجام وهو يقول: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه خالق الظلمات والنور اعلموا، معاشر النّاس أنّي هدية الصادق إلى نبيّه الناطق، ولا يأكل منّي إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 13)
ص: 360
(1971) 2-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبويوسف يعقوب بن محمّد البصري قال: حدّثنا ابن عُمارة قال: حدّثنا عليّ بن أبي الزعزاع البرقي قال: حدّثنا أبو ثابت عبد الكريم الجَزَري، عن سعيد بن جُبير:
عن عبداللّه بن عبّاس قال: جاع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جوعاً شديداً، فأتى الكعبة فتعلّق بأستارها فقال: «ربّ محمّد، لا تُجِع محمّداً أكثر ممّا أجَعْته».
قال: فهبط جبرئيل (علیه السلام) ومعه لَوزَة، فقال: «يا محمّد، إنّ اللّه جلّ جلاله يقرئ عليك السلام».
فقال: «يا جبرئيل، اللّه السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام».
فقال: «إنّ اللّه يأمرك أن تفكّ عن هذه اللَّوزة».
ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه، أيّدت محمّداً بعليّ، ونصرته به ما أنصف اللّه من نفسه من اتّهم اللّه في قضائه، واستبطأه في رزقه».
(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 9)
(1972) 3- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه) عن أمير المؤمنين (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من فاكهة الجنّة لمّا هبط بها جبرئيل (علیه السلام) وقال: لا ينبغي أن يأكلها في الدنيا إلّا نبيّ أو وصیّي نبيّ غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(2).
ص: 361
(1973) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين قال: حدّثني: أبو عليّ أحمد بن محمّد الصولي قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدّثنا الحسين بن حميد قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود قال: حدّثنا محفوظ بن عبد بن عبد اللّه(1)، عن شيخ من أهل حضرموت:
عن محمّد ابن الحنفيّة عليه الرحمة قال: بينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يطوف بالبيت إذا رجل متعلّق بالأستار وهو يقول: «يا مَن لا يشغله سمع عن سمع، يا مَن لا يغلّطه السائلون، يا من لا يبرمه إلحاح الملحّين، أذقني برد عفوك، وحلاوة رحمتك».
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «هذا دعاؤك»؟
قال له الرجل: وقد سمعته؟
قال: «نعم».
قال: فادع به في دبر كلّ صلاة، فواللّه ما يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إلّا غفر اللّه له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها، وحصباء الأرض وثراها.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنّ علم ذلك عندي، واللّه واسع كريم».
فقال له الرجل - وهو الخضر (علیه السلام) -: صدقت واللّه يا أمير المؤمنين، (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)(2).
(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 8)
ص: 362
(1974) 2- أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إبراهيم بن ميمون قال: حدّثنا مصعب بن سلّام، عن سعد بن طريف:
عن الأصبغ بن نباتة قال: كان أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب (علیه السلام) يصلّي عند الأسطوانة السابعة من باب الفيل، إذ أقبل عليه رجل عليه بردان أخضران وله عقیصتان سوداوان، أبيض اللحية، فلمّا سلّم أمير المؤمنين (علیه السلام) من صلاته أكبّ عليه، فقبّل رأسه، ثمّ أخذ بيده فأخرجه من باب كندة.
قال: فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه، فاستقبلنا (علیه السلام) في جار سوج(1) كندة، قد أقبل راجعاً، فقال: «ما لكم»؟
فقلنا: لم نأمن عليك هذا الفارس.
فقال: «هذا أخي الخضر، ألم تروا حيث أكبّ عَلَيّ»؟
قلنا: بلى.
فقال: «إنّه قد قال لي: «إنّك في مدرة لا يريدها جبّار بسوء إلّا قصمه اللّه، واحذر النّاس»، فخرجت معه لأشيّعه لأنّه أراد الظهر».
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 36)
ص: 363
(1975) 1-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني الأجلح بن عبد اللّه الكندي، عن أبي الزبير:
عن جابر قال: ناجی رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يوم الطائف فأطال مناجاته، فرأى الكراهة في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم؟! فقال: «ما أنا انتجيته ولكنّ اللّه عزّ وجلّ انتجاه».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 10)
ص: 364
(1976) 2-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلم الملائي عن الأجلح، عن أبي الزبير عن جابر أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دعا عليّاً (علیه السلام) وهو محاصر الطائف، فكان القوم استشرفوا لذلك وقالوا: لقد طال نجواك له منذ اليوم. فقال: «ما أنا انتجيته، ولكنّ اللّه انتجاه».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 2)
ص: 365
أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب أحوال والديه (علیه السلام) - 3 - والباب 27 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(1977) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النّار، لا يدخل النّار وليّ له، و لا ينجو منها عدوّ له إنّه قسيم الجنّة، لايدخلها عدوّ له، ولا يزحزح عنها وليّ له».
(أمالي الصدوق: المجلس 8 الحديث 4)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).
(1978) 2-(2) وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هِبة اللّه من آدم (إلى أن قال:) يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار، بمحبّتك يُعرف الأبرار من الفجّار، ويميّز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 11، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في أخبار المنزلة(3).
(1979) 3- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها
ص: 366
فضلاً (إلى أن قال:)
قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ قسيم الجنّة والنّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(1980) 4-(2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم [بن الزبير النخعي الضرير أبي الحسن]، عن عامر بن معقل:
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قال لي: «يا أبا حمزة لا تضعوا عليّاً دون ما وضعه اللّه، ولا ترفعوا عليّاً فوق ما رفعه اللّه، كفى بعليّ أن يقاتل أهل الكرّة، وأن يزوّج أهل الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 38 الحديث 4)
أبو عبد اللّه المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان [الأعلم النخعي أبي الحسن الكوفي]، عن عامر بن معقل، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام): «يا أبا حمزة، لا تضعوا عليّاً دون ما رفعه اللّه، ولا ترفعوا عليّاً فوق ما جعله اللّه...» إلى آخر الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 6)
(1981) 5-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا
ص: 367
أبو رجاء قتيبة بن سعيد عن حمّاد بن زيد عن عبدالرحمان [بن عبداللّه] السرّاج عن نافع، عن عبداللّه بن عمر قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا عليّ على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند اللّه جلّ جلاله: أين خليفة محمّد رسول اللّه؟ فتقول: ها أنا ذا».
قال: «فينادي المنادي ياعليّ أدخل من أحبّك الجنّة ومن عاداك النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 57، الحديث 14)
(1982) 6- حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي قال: حدّثني موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا عليّ على ناقة(1) من نور و على رأسك تاج له أربعة أركان على كلّ ركن ثلاثة أسطر: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ وليّ اللّه»، وتعطى مفاتيح(2) الجنّة، ثمّ يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه، ثمّ يجمع لك الأوّلون والأخرون في صعيد واحد فتأمر بشيعتك إلى الجنّة وبأعدائك إلى النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار، ولقد فاز من تولّاك وخسر من عاداك، فأنت في ذلك اليوم أمين اللّه وحجة اللّه الواضحة».
(أمالي الصدوق: المجلس 95 الحديث 14)
ص: 368
(1983) 7- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي وأنا منك، (إلى أن قال:) يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار لا يدخل الجنّة إلّا من عرفك وعرفته، ولا يدخل النّار إلّا مَن أنكرك وأنكرته».
(أمالى المفيد: المجلس 24، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(1984) 8-(2) حدّثني المظفّر بن محمّد الورّاق قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا أبوسعيد الحسن بن زكريّا البصري قال: حدّثنا عمر بن المختار [البصري] قال: حدّثنا أبو محمّد النرسي(3)، عن النضر بن سويد، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
ص: 369
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «كيف بك ياعليّ إذا وقفت على شفير جهنّم، وقد مدّ الصراط، وقيل للنّاس: جوزوا، وقلت لجهنّم: هذا لي وهذا لك».
فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه، ومن أولئك؟
قال: «اولئك شيعتك معك حيث كنت».
(أمالي المفيد: المجلس 38 الحديث 12)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 55)
ص: 370
(1985) 9- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال لعائشة: «لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، هو أمير المؤمنين، يجعله اللّه يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنّة، وأعداءه النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 9)
تقدّم تمامه في باب الأخوّة(1)، وإسناده في باب تسمية عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين.
(1986) 10- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال: حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي قال: حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي مولى بني هاشم قال: حدّثنا سعيد الأعرج:
عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث) قال: «أما علمت أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كان يقول (2): أنا قسيم اللّه بين الجنّة والنّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 2)
تقدّم تمامه في الباب 13 - أنّ الأئمّة (علیهم السلام) أركان الأرض، وجرى لهم من الفضل و الطاعة ماجرى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - من أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام)(3).
(1987) 11-(4) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا
ص: 371
أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة، وفرغ اللّه من حساب الخلائق، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنّار إليّ فأدفعها إليك، فيقول لك: احكم». قال عليّ: «واللّه إنّ للجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتى، ومن باب واحد سائر النّاس».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 35)
(1988)12- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنت قسيم النّار، تُخرج منها من آمن و أقرّ و تدع فيها من كفر، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).
ص: 372
أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 26 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1989) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة، قال: حدّثني أبي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام)، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني».
(أمالي الصدوق: المجلس 14، الحديث 11)
(1990) 2- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول ذلك اليوم، فليتولّ وليّي، وليتّبع وصيّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب، فإنّه صاحب حوضي، يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُرو أبداً، ومن سُقي منه شربة لم يَشْق ولم يَظْمأ أبداً، وإنّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) لصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنّة، لأنّه يَقْدمني وبيده لوائي، تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 9)
تقدم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).
ص: 373
(1991) 3-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة عشرة وثلاث مئة - وهو ابن مئة وسبع سنين- قال: حدّثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال: حدّثنا قيس بن الربيع قال: حدّثنا سعد الخفّاف، عن عطيّة العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي:
أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخا بين المسلمين ثمّ قال: «ياعليّ أنت أخي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، أما علمت ياعليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يُدعى بي، فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بأبينا إبراهيم (علیه السلام) فيقوم عن يمين العرش في ظلّه فيكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بالنّبيّين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين(2) عن يمين العرش في ظلّه ويكسون حللاً خضراً من حلل الجنّة.
ص: 374
ألا وإنّي أخبرك ياعليّ أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثمّ أبشرك يا عليّ انّ أوّل من يدعى يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك منّي ومنزلتك عندي فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، وإنّ آدم وجميع من خلق اللّه يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء قصبه فضّة بيضاء، زجّه درّة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، وذؤابة في وسط الدنيا، مكتوب عليها ثلاث أسطر الأوّل: «بسم اللّه الرحمن الرحيم»، والأخر: «الحمد للّه ربّ العالمين»، والثالث: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه»، طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء، والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك حتّى تقف بيني وبين إبراهيم في ظلّ العرش، فتكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ ينادي مناد من عند العرش: «نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك عليّ»، ألا وإنّي أبشّرك يا عليّ إنّك تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت، و تحيى إذا حييت (أحييت)».
(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث 14)
(1992) 4-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه الصادق، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):
عن اُمّ سلمة، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا أمّ سلمة، اسمعي و اشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي(2) غداً في القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 9)
تقدّم تمامه في باب أحوال أمّ سلمة، من أبواب ما يتعلّق برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من أزواجه
ص: 375
وعشائره وأصحابه من كتاب النبوّة، وباب 5 من أبواب الوقائع والفتن من كتاب الإمامة(1).
(1993) 5- وبأسانيده عن الأعمش (في حديث طويل)، عن أبي جعفر الدوانيقي قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ جاءت فاطمة (علیها السلام) تبكي بكاءاً شديداً، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يُبكيك يا فاطمة»؟ قالت: «يا أبه، عيّرتني نساء قريش وقلن: إنّ أباك زوّجك من مُعدِم لا مال له»!
فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاتبكي، فواللّه ما زوّجتك حتّى زوّجك اللّه من فوق عرشه، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل، (إلى أن قال:) يا فاطمة، لاتبكينّ فواللّه أنّه إذا كان يوم القيامة يُكسى أبوك حُلّتين، و عليّ حلّتين، ولواء الحمد بيدي، فأناوله عليّاً لكرامته على اللّه عزّ وجلّ.
يا فاطمة لاتبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي، وإذا شفّعني اللّه عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي.
يا فاطمة، لا تبكينّ إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ في أهوال ذلك اليوم: «يا محمّد، نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرحمان، ونعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب».
يا فاطمة عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 2)
تقدّم تمامه مسنداً في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام)(2).
ص: 376
(1994) 6-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه محمّد بن خالد عن خلف بن حمّاد، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر، فقلت له: حبيبي جبرئيل، مع ما أنت فيه من الفرح ما منزلة أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) عند ربّه؟
فقال جبرئيل: يا محمّد، والّذي بعثك بالنبوّة واصطفاك بالرسالة، ما هبطت في وقتي هذا إلّا لهذا، يا محمّد اللّه العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: محمّد نبيّ رحمتي وعليّ مقيم حجّتي، لا أعذّب من والاه وإن عصاني ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني».
قال ابن عبّاس: ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة أتاني جبرئيل (علیه السلام) وبيده لواء الحمد وهو سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس و القمر فيدفعه إليّ فأخذه وأدفعه إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».
فقال رجل: يارسول اللّه، وكيف يطيق عليّ حمل اللواء، وقد ذكرت أنّه سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر؟!
فغضب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «يارجل إنّه إذا كان يوم القيامة أعطى اللّه عليّاً من القوّة مثل قوّة جبرئيل (علیه السلام)، ومن الجمال مثل جمال يوسف (علیه السلام)، ومن الحلم مثل حلم رضوان، ومن الصوت مايداني صوت داوود (علیه السلام)، ولولا أنّ داوود خطيب في الجنان لأعطي عليّ مثل صوته، وإنّ عليّاً أوّل من يشرب من السلسبيل والزنجبيل، وإنّ لعليّ وشيعته من اللّه عزّ وجلّ مقاماً يغبطه به الأوّلون والآخرون».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 10)
ص: 377
(1995) 7- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «أتاني جبرئيل (علیه السلام) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقول لك(1): «إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك، وخليفتك على أهلك وأمّتك، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك(2) إلى الجنّة».
(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسى: المجلس 7 الحديث 23)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(3).
(1996) 8-(4) أخبرني أبو عليّ الحسن بن عليّ بن فضل الرازي(5) قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن بشر العسكري قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأُبلّي قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان [بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس] الهاشمي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني هارون الرشيد قال: حدّثني أبي المهدي قال: حدّثني المنصور أبو جعفر عبداللّه بن محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عن جدّي عليّ بن عبداللّه بن العبّاس، عن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا أيّها النّاس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا».
و فقال له قائل: بأبي أنت وأمّي يارسول اللّه، مَن الركبان؟
ص: 378
قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة اللّه الّتي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة خِطامها من لؤلؤ رطب(1)، وعيناها من ياقوتتين حمراوين، وبطنها من زبرجد أخضر عليها قبّة من لؤلؤة بيضاء، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها ظاهرها من رحمة اللّه وباطنها من عفو اللّه إذا أقبلت زفّت، وإذا أدبرت زفّت(2)، وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع ذلك التاج له سبعون ركناً، كلّ ركن يضيء كالكوكب الدرّي في أفق السماء، وبيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»، فلايمرّ بملأ من الملائكة إلّا قالوا نبيّ مرسل(3)، ولا يمرّ بنبيّ مرسل إلّا قال(4): ملك مقرّب.
ص: 379
فينادي منادٍ من بطنان العرش(1): يا أيّها النّاس، ليس هذا ملكاً مقرّباً، ولا نبيّاً مرسلاً، ولا حامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب.
وتجيء(2) شيعته من بعده فينادي منادٍ لشيعته: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويّون.
فيأتيهم النداء: أيّها العلويّون أنتم آمنون، ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون».
(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 4)
(1997) 9- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن صالح السبيعي قال: حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل [يونس الهروي القيراطى] البزّاز قال: حدّثني عثمان (3) بن عبد الرحمان الكوفي الخزّاز قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا يحيى بن عليّ، عن أبان بن تغلب، عن أبي داوود الأنصاري:
عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك»؟
قال: فقلت: حُبّي لك يا أمير المؤمنين.
فقال: «يا حارث أتُحبّني»؟
فقلت نعم واللّه يا أمير المؤمنين.
ص: 380
قال: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل(1) لرأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا مارّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لرأيتني حيث تحبّ»(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 30)
(1998) 10-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قال:
ص: 381
سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «واللّه لأذودنّ بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أعداءنا، ولأوردنّه(1) أحبّاءنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 40)
(1999) 11-(2) وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي» الحديث.
(أمالي الطوسى: المجلس 8 الحديث 9)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(2000) 12-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال: حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلّا نحن أربعة».
ص: 382
فقال له العبّاس بن عبد المطّلب عمّه: فداك أبي وأمّي، ومن هؤلاء الأربعة؟
قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة اللّه الّتي عقرها قومه، و عمّي حمزة أسد اللّه وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، مدبّجة الجنبين عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركناً، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيّام، وبيده لواء الحمد ينادي: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»، فيقول الخلائق: مَن هذا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو حامل عرش؟
فينادي منادٍ من بطنان العرش: ليس بملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولاحامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول ربّ العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين في جنّات النعيم».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 4)
(2001 - 2002) 13- 14-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة».
قال: فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأُمّي، أنت ومَن؟
قال: «أنا على دابّة اللّه البراق، وأخي صالح على ناقة اللّه الّتي عقرت، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقةٍ من نُوق الجنّة، وبيده لواء الحمد، واقف بين يدي العرش ينادي: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه».
قال: «فيقول الآدميّون: ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين».
ص: 383
قال: «فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش: معاشر الأدميّين، ما هذا ملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولا حامل عرش، هذا الصدّيق الأكبر هذا عليّ بن أبي طالب».
قال ابن عقدة: أخبرني عبداللّه بن أحمد بن عامر في كتابه، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عليّ بن موسى بهذا.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 51 و 52)
(2003) 15- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين(علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنت صاحب رايتي ولوائي في الدنيا والآخرة»، غيري»؟
ص: 384
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: الجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).
(2004) 16- وبإسناده عن ابن عبّاس (في حديث) قال: قال جبرئيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): إنّى أحبّك، وإنّ لك عندي مديحة أهديها إليك: «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد ولد آدم ما خلا النبيّين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزفّ أنت وشيعتك مع محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحزبه إلى الجنان، قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلّاك، محبّو محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) محبّوك، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)
تقدّم تمامه مسنداً في باب حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام) - 11-(2).
ص: 385
أقول: تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب(1).
(2005) 1-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي [الكندي العطّار] قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال: حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي:
عن الأصبغ بن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب](3) (علیه السلام) في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث(4) يتأوّد في مشيته، ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً، فأقبل عليه أمير المؤمنين (علیه السلام) - و كانت له منه منزلة - فقال: «كيف تجدك يا حارث»؟
ص: 386
فقال: نال الدهر يا أمير المؤمنين منّي(1)، وزادني أواراً وغليلاً اختصام أصحابك ببابك.
قال: «وفيم خصومتهم»؟
قال: فيك وفي الثلاثة من قبلك، فمن مفرط منهم غال، ومقتصد تال(2)، ومن متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يحجم؟
فقال: «حسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التّالي».
فقال له الحارث: لو كشفت (3) - فداك أبي وأمّي - الرّين(4) عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا(5).
قال (علیه السلام): «قدك، فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين اللّه لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، ياحار إنّ الحقّ أحسن الحديث والصادع به مجاهد، و بالحقّ أخبرك، فارعني سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصانة(6) من أصحابك.
ألا إنّي عبداللّه وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته(7) و آدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، ونحن خاصّته - ياحار - وخالصته، وأنا صنوه(8) و وصيّه ووليّه وصاحب نجواه
ص: 387
وسرّه، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كلّ باب إلى ألف [ألف](1) عهد، وأيّدت واتّخذت، وأمددت بليلة القدر(2) نفلاً، وإنّ ذلك يجري(3) لي ولمن استحفظ(4) من ذريّتي ما جرى الليل والنّهار حتّى يرث اللّه الأرض ومن عليها.
وأبشّرك ياحار [ليعرفني، والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ولیّي وعدوّي في مواطن شتّى](5) لتعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض(6)، و عند المقاسمة».
قال الحارث: وما المقاسمة [يا مولاى](7)؟
قال: «مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحيحة، أقول هذا وليّي فاتركيه، وهذا عدوّي فخذيه».(8)
ثمّ أخذ أمير المؤمنين (علیه السلام) بيد الحارث فقال: «يا حارث(9) أخذت بيدك كما أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيدي فقال لي - وقد شكوت (10) إليه حسد قريش والمنافقين لي-: إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل اللّه وبحجزته - يعني عصمته من ذي العرش
ص: 388
تعالى(1) - وأخذت أنت يا عليّ بحجزتي، وأخذ[ت] ذرّيتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع اللّه بنبيّه؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه؟ خذها إليك يا حارث(2) قصيرة من طويلة، نعم(3) أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت»(4) -يقولها ثلاثاً -.
فقام الحارث يجرّ رداءه وهو يقول: ما أبالي بعدها(5) متى لقيت الموت أو لقيني.
قال جميل بن صالح: وأنشدني أبوهاشم السيّد الحميري (رحمه اللّه) فيما تضمّنه هذا الخبر(6):
ص: 389
قول عليّ لحارث عجب *** كم ثمّ أُعجوبة له حملا
یا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قُبُلا
يعرفني طرفه وأعرفه *** بنعته واسمه وما عملا(1)
وأنت عند الصراط تعرفني *** فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنّار حين توقف لل- *** -عرض دعيه لا تقبلي الرجلا(2)
دعيه لا تقربيه إنّ له *** حبلاً بحبل الوصيّ متّصلا
(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري... وذكر الحديث مع مغايرات ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 5)
(2006) 2-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي ب-«سيرجان» قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي:
عن أبيه الحسين بن عون قال: دخلت على السيّد بن محمّد الحميري عائداً في
ص: 390
علّته الّتي مات فيها فوجدته يساق به، ووجدت عنده جماعة من جيرانه - وكانوا عثمانيّة - وكان السيّد جميل الوجه، رحب الجبهة، عريض ما بين السالفتين، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثمّ لم تزل تزيد وتنمي حتّى طبّقت وجهه - يعني اسوداداً - فاغتمّ لذلك من حضره من الشيعة، فظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك إلّا قليلاً حتّى بدت في ذلك المكان من وجهه بيضاء، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمى حتّى أسفر وجهه و أشرق وأفتر السيّد ضاحكاً، وأنشأ يقول:
كذب الزاعمون أنّ عليّاً *** لن يُنجّي محبّه من هَناة
قد وربّي دخلت جنّة عدنٍ *** وعفا لي الإله عن سيّئاتي
فابشروا اليوم أولياء عليّ *** وتولّوا عليّاً حتّى الممات
ثمّ من بعده تولّوا بنيه *** واحداً بعد واحدٍ بالصّفات
لمعة
ثمّ أتبع قوله هذا: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه حقّاً حقّاً، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه حقّاً حقّاً، أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، أشهد أن لا إله إلّا اللّه»، ثمّ أغمض عينيه بنفسه، فكأنّما كانت روحه ذُبالة(1) طفئت، أو حصاة سقطت.
قال عليّ بن الحسين: قال لي أبي الحسين بن عون: وكان أُذينة(2) حاضراً، فقال: اللّه أكبر ما مَن شهد كمن لم يشهد أخبرني - وإلّا فصُمّتا - الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر وعن جعفر (علیهما السلام) أنّهما قالا: «حرام على روح أن تفارق جسدها حتّى ترى الخمسة، حتّى ترى محمّداً وعليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً (علیهم السلام) بحيث تقرّ عينها، أو تسخن عينها».
فانتشر هذا القول في النّاس، فشهد جنازته واللّه الموافق والمفارق.
(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 6)
ص: 391
(2007) 3- وبإسناده عن أبي سخيلة، عن أبي ذرّ وسلمان قالا: أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 11)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب الثالث - أنّ عليّاً (علیه السلام) سبق النّاس في الإسلام والإيمان-(1).
(2008) 4-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي - وماكتبته بهذا الإسناد إلّا عنه - قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السُدّي الفزاري قال: حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إذا كان يوم القيامة ضُرب لي عن يمين العرش قُبّة من ياقوتة حمراء، وضرب لإبراهيم (علیه السلام) من الجانب الأخر قُبّة من درّة بيضاء، و بينهما قُبّة من زبرجدة خضراء لعليّ بن أبي طالب، فما ظنّكم بحبيب بين خليلين»؟ (أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 49)
ص: 392
(2009) 5-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن داوود الدينوري قال: حدّثنا منذر العشراني قال: حدّثنا سعيد بن زيد، عن أبي قنبل، عن أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طنّت وقالت: يا عليّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 13)
ص: 393
(2010) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني(2) قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد الفزاري قال: حدّثني عبد اللّه بن يحيى الأهوازي قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن عمرو قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور قال: حدّثني عليّ بن بلال، عن عليّ بن موسى الرضا، عن موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللوح، عن القلم قال:
يقول اللّه تبارك وتعالى: «ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن ناري».
(أمالي الصدوق: المجلس 41 الحديث 9)
ص: 394
(2011) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الواسطي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ معمر الكوفى بواسط، قال: حدّثنا أحمد بن المعافى قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل صلوات اللّه عليّهم، عن القلم عن اللوح:
عن اللّه تعالى: «[ولاية](2) عليّ حصني، من دخله أمن ناري».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 69)
سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب التالي.
ص: 395
أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام) (11) من أبواب مناقبه (علیه السلام)، والباب 28 – أنّه (علیه السلام) كلمة اللّه - والباب 30 - قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(1) من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)، وفي أبواب حبّ أهل البيت (علیهم السلام)، وسيأتي أيضاً في الباب 26 - في أنّ رسول اللّه و عليّاً صلى اللّه عليهما و آلهما أبوا هذا الأمّة، وباب جوامع مناقبه (علیه السلام).
(2012) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «ولقد كان حبيبي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كثيراً ما يقول لي: يا عليّ حبّك تقوى وإيمان، و بغضك كفرُ ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك».
(أمالي الصدوق: المجلس 7، الحديث 2)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب 23.
(2013) 2-(2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن يحيى الخزّاز، عن طلحة بن زيد عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أتاني جبرئيل من قِبَل ربّي جلّ جلاله، فقال: يا محمّد إن اللّه عزّ وجلّ يُقرؤك السلام ويقول: بشّر أخاك عليّاً بأنّى لا أعذّب من تولّاه ولا أرحم من عاداه».
(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 9)
ص: 396
(2014) 3- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (في حديث قال): «يا معشر الأنصار، أدّبوا أولادكم على حُبّ عليّ، فمن أبى فانظروا في شأن أمّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 6)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب الرابع من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام)(1).
(2015) 4- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «لن يرد عَلَيّ الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محبّ لك حتّى يرد الحوض معك».
(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب السابع من أبواب مناقبه (علیه السلام)(2).
(2016) 5-(3) حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة، قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه الحضرمي قال: حدّثنا جندل بن والق قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن عبّاد الكلبي(4)، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ:
ص: 397
عن أمّه فاطمة بنت محمّد صلوات اللّه عليهم قالت: «خرج علينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عشيّة عرفة فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى باهى بكم وغفر لكم عامّة، و لعليّ خاصّة، و إنِّي رسول اللّه إليكم غير محابٍ(1) لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني: أنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ حقّ الشقيّ مَن أبغض عليّا في حياته وبعد وفاته».
(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 8)
(2017) 6- وبإسناده عن أبي الحمراء (في حديث) قال: خرج علينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم عرفة آخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال: «يا معشر الخلائق، إنّ اللّه تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة». ثمّ التفت إلى عليّ (علیه السلام) فقال له: «وغفر لك - يا عليّ - خاصّة».
ص: 398
ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) [له](1): «يا عليّ ادن منّي». فدنا منه، فقال: «إنّ السعيد حقّ السعيد من أحبّك وأطاعك، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من عاداك ونصب لك وأبغضك(2)، يا عليّ كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك.
يا عليّ، من حاربك فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب اللّه عزّ وجلّ، يا عليّ من أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه، و [من أبغض اللّه فقد] أتعس اللّه جدّه، وأدخله نار جهنّم».
(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 11)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه، عن الصدوق مثله، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 10)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(3).
(2018) 7- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي هاشم قال: حدّثني يحيى بن الحسين البجلي، عن أبي هارون العبدي، عن زاذان:
عن سلمان الفارسي (رحمه اللّه) قال: خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم عرفة فقال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة ويغفر لعليّ خاصّة». ثمّ قال: «أدن منّي يا عليّ». فدنا منه، فأخذ بيده، ثمّ قال: «إنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد من أطاعك وتولّاك من بعدي، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ حقّ الشقيّ من عصاك ونصب لك عداوة من بعدي».
(أمالي المفيد: المجلس 20، الحديث 3)
ص: 399
(2019) 8- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن حذيفة بن أسيد الغِفاري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا حذيفة، إنّ حجّة اللّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب (إلى أن قال:) وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محبّ غال ومقصّر» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(2020) 9-(2) حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن القَندي، عن جابر بن يزيد الجعفي:
عن أبي جعفر، عن آبائه (علیهم السلام) قال: «جاء رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، أ كُلّ من قال لا إله إلّا اللّه، مؤمن؟
قال: إنّ عداوتنا تُلحِق باليهود والنصارى إنّكم لا تدخلون الجنّة حتّى تحبّوني وكذب من زَعَم أنّه يحبّني ويبغض هذا - يعني عليّاً (علیه السلام) -».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 18)
(2021)10- وبإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «لا يحبّك إلّا طاهر الولادة، ولا يبغضك إلّا خبيث الولادة».
(أمالي الصدوق: المجلس 50، الحديث 14)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته من أبواب ما يدلّ على إمامة أمير المؤمنين(علیه السلام)(3).
ص: 400
(2022) 11-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال:
قال سلمان الفارسي (رحمه اللّه): كنت ذات يوم جالساً عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ أقبل عليّ أبي طالب (علیه السلام) فقال له: «يا عليّ، ألا أبشّرك»؟
قال: «بلی، یا رسول اللّه».
قال: «هذا حبيبي جبرئيل يُخبرني عن اللّه جلّ جلاله أنّه قد أعطى محبّيك وشيعتك سبع خصال: الرفق عند الموت، والأنس عند الوحشة، والنور عند الظلمة والأمن عند الفزع والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنّة قبل سائر النّاس من الأمم بثمانين عاماً».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 15)
(2023) 12- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً».
(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 8)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(2).
(2024) 13- وبإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ من أحبّك ووالاك أحببته وواليته، ومن أبغضك و عاداك أبغضته وعاديته، لأنّك منّى وأنا منك.
يا عليّ، إنّ اللّه طهّرنا واصطفانا لم يلتقِ لنا أبوان على سفاح قطّ من لدُن آدم
ص: 401
فلا يحبّنا إلّا من طابت ولادته» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(2025) 14- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّاً بعدي، وليوال أولياءه، وليعاد أعداءه».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 7)
(2026) 15- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (في حديث في أمير المؤمنين (علیه السلام)) قال: «لا يبغضه إلّا كافر، ولا ينتقصه إلّا منافق».
(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 4)
سيأتي تمامه في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).
(2027) 16- وبإسناده عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين (إلى أن قال:) ومحبّته إلى اللّه وسيلة» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 26)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب 6 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) (2).
ص: 402
(2028) 17-(1) حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن القزويني أبو الحسن المعروف بابن مقبرة قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عامر قال: حدّثنا عصام بن يوسف قال: حدّثنا محمّد بن أيّوب الكلابي قال: حدّثنا عمرو بن سليمان، عن زيد بن ثابت قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته كتب اللّه عزّ وجلّ له من الأمن والايمان ما طلعت عليه شمس وغربت، ومن أبغضه في حياته وبعد موته مات ميتة جاهليّة وحوسب بما عمل».
(أمالي الصدوق: المجلس 85 الحديث 28)
(2029) 18-(2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثني محمّد بن عبيد اللّه قال: حدّثنا عليّ بن الحكم، عن هشام، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ ما ثبت حبّك في قلب امرئ مؤمن فزلّت به قدمه على الصراط إلّا ثبتت له قدم حتّى يُدخله اللّه عزّ وجلّ بحبّك الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 29)
ص: 403
(2030) 19-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو حاتم قال: حدّثنا محمّد بن الفرات قال: حدّثنا حنان بن سدير:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) قال: «ما ثَبَّتَ اللّه تعالى حُبّ عليّ (علیه السلام) في قلب أحد فزلّت له قدم إلّا ثَبَتَت له قدم أخرى».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 25)
(2031) 20- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدّثني جعفر بن عبداللّه الناونجي(2)، عن عبد الجبّار بن محمّد، عن داوود الشعيري:
عن الربيع صاحب المنصور قال: بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) يستقدمه لشيءٍ بلغه عنه، فلمّا وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال: أعيذك باللّه من سطوة هذا الجبّار، فإنّي رأيت حرده عليك(3) شديداً!
فقال الصادق (علیه السلام): «عَلَيّ من اللّه جُنّة واقية تُعينني عليه إن شاء اللّه، استأذن لي
ص: 404
عليه».
فاستأذن فأذن له، فلمّا دخل سلّم فردّ عليه السلام ثمّ قال له: يا جعفر، قد علمتَ أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لأبيك عليّ بن أبي طالب: «لولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به».
وقال عليّ (علیه السلام): «يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي: مُحبّ غال، ومفرط قال» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 10)
يأتي تمامه فى الباب 4 من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام).
(2032) 21-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير:
عن أبي عبد اللّه الصادق، عن أبيه (علیه السلام) (في حديث) قال: «كلّ ناصب وإن تعبّد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية: (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)(2)، كلّ ناصب مجتهد فعمله هَباء».
(أمالي الصدوق: المجلس 91، الحديث 4)
يأتي تمامه في باب فضائل الشيعة من كتاب الإيمان والكفر.
(2033) 22-(3) حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه
ص: 405
الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): قال اللّه جلّ جلاله: «لو اجتمع النّاس كلّهم على ولاية عليّ ما خلقت النّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 7)
(2034) 23- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن خالد الميثمي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المستنير قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن الحسين بن مصعب قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان المسعودي عن كثير النواء، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة قال:
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيدي فقال: مَن تابع هؤلاء الخمس ثمّ مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، و من مات و هو يبغضك فقد مات ميتة جاهليّة يحاسب بما يعمل في الإسلام(1)، ومن عاش بعدك
ص: 406
وهو يحبّك ختم اللّه له بالأمن والإيمان حتّى يرد عَلَيّ الحوض».
(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 7)
(2035) 24- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «ألا إنّ محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أخذ بيدي يوماً فقال: مَن تابع(1) هؤلاء الخمس ثمّ مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهليّة يحاسب بما عمل في الإسلام، وإن عاش بعدك وهو يحبّك ختم اللّه له بالأمن والإيمان كلّما طلعت شمس أو غربت».
(أمالى المفيد: المجلس 14، الحديث 4)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب التالي.
(2036) 25- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال للأنصار: «يا معشر الأنصار، هذا عليّ سيّد العرب، فأحبّوه لحبّي، و أكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل (علیه السلام) أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ ما أقول لكم».
(أمالى المفيد: المجلس 6، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في باب أنّه (علیه السلام) سيّد العرب (6) من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).
(2037) 26- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال: سُئل جابر بن عبداللّه
ص: 407
الأنصاري - وقد سقط حاجباه على عينيه - فقيل له: أخبرنا عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فرفع حاجبيه بيديه، ثمّ قال: «ذاك خير البريّة، لا يبغضه إلّا منافق، ولا يشكّ فيه إلّا كافر».
(أمالى المفيد: المجلس 7، الحديث 7)
تقدّم إسناده في الباب 33 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(2038) 27- أخبرني أبو الحسن محمّد بن جعفر قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال: حدّثنا أبو محمّد الأنصاري قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، عن محمّد بن شهاب الزهري:
عن أنس بن مالك قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، مَن أبغضك أماته اللّه ميتة جاهليّة وحاسبه بما عمل يوم القيامة».
(أمالي المفيد: المجلس 8 الحديث 10)
(2039) 28- أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الزراري قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن عبد اللّه العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن معاذ بن رفاعة عن شهر بن حوشب قال:
سمعت أبا أمامة الباهليّ يقول: واللّه لا يمنعني مكان معاوية أن أقول الحقّ في عليّ (علیه السلام)، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ أفضلكم، وفي الدّين أفقهكم وبسنّتي أبصركم، ولكتاب اللّه أقرؤكم، اللّهم إنّي أحبّ عليّاً فأحبّه، اللّهم إنّي أحبّ عليّاً فأحبّه».
(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 6)
ص: 408
(2040) 29-(1) أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن الحسن قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا شريك، عن أبي ربيعة الأيادي - ورأينا معمراً يسمع منه - عن ابن بريدة، عن أبيه قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه أمرني بحبّ أربعة من أصحابي وأخبرني أنّه يحبّهم».
قلنا: مَن هُم يا رسول اللّه؟ وليس منّا أحد إلّا [يحبّ] أن يكون منهم.
فقال: «ألا إنّ عليّاً منهم - يقولها ثلاثاً - والمقداد بن الأسود، وأبوذرّ الغفاري، وسلمان الفارسي».
(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 2)
(2041) 30- أخبرني أبو عليّ الحسن بن عبد اللّه القطّان قال: حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد [ابن السماك](2) قال: حدّثنا أحمد بن الحسين قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن بسّام، عن عليّ بن الحكم عن الليث بن سعد، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس، أحبّوا عليّاً، فإنّ لحمه لحمي ودمه دمي لعن اللّه أقواماً من أمّتي ضيّعوا فيه عهدي، ونسوا فيه وصيّتي، ما لهم عند اللّه من
خلاق».
(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 10)
ص: 409
(2042) 31-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن البغدادي قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل(2) قال: حدّثنا محمّد بن الصلت قال: حدّثنا أبو كُدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير:
عن عبداللّه بن العبّاس قال: لمّا نزل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)(3)، قال له عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «ما هو الكوثر يا رسول اللّه»؟
قال: «نهر أكرمني اللّه به».
قال عليّ (علیه السلام): «إنّ هذا النهر شريف(4)، فانعته لنا يا رسول اللّه».
قال: «نعم يا عليّ، الكوثر نهر يجري تحت عرش اللّه عزّ وجلّ(5)، ماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، حصاؤه(6) الزبرجد و الياقوت و المرجان حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش اللّه عزّ وجلّ».
ثمّ ضرب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده على جنب أمير المؤمنين (علیه السلام) وقال: «يا عليّ، إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي».
(أمالي المفيد: المجلس 35 الحديث 5)
ابو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 11)
ص: 410
(2013) 32-(1) أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن الحارث الأعور قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ(2) بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك يا أعور»؟
قال: قلت: حبّك يا أمير المؤمنين.
قال: «اللّه»؟
قلت: اللّه.
فناشدني ثلاثاً، ثمّ قال: «أمّا إنّه ليس عبد من عباد اللّه ممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان إلّا وهو يجد مودّتنا على قلبه فهو يحبّنا، وليس عبد من عباد اللّه ممّن سخط اللّه عليه إلّا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبّنا ينتظر الرّحمة وكان أبواب الرّحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شرف جرف هار فانهار به في نار جهنّم، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النّار مثواهم».
(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 3)
تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)، وتمامه في الباب 5 من أبواب ولاية أهل البيت وحبّهم وبغضهم (علیهم السلام)(3).
(2044) 33- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن عمران بن حصين، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)
ص: 411
(في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «فواللّه لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق».
(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد،مثله، إلّا أنّ فيه: «كانتفاض العصفور».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 21)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(1).
(2045) 34-(2) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عبداللّه بن العبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: قلت: يا رسول اللّه، أوصني. فقال: «عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتّى يسأله حبّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ماكان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء، ثمّ أمر به إلى النّار».
يا ابن عبّاس، والّذي بعثني بالحق نبياً، إنّ النّار لأشدّ غضباً على مبغض عليّ
منها على من زعم أنّ اللّه ولداً.
یا ابن عبّاس لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغض عليّ، ولن يفعلوا لعذّبهم بالنّار».
قلت: يا رسول اللّه، وهل يبغضه أحد؟
قال: «يا ابن عبّاس، نعم يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أمّتي، لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيباً.
يا ابن عبّاس، إنّ من علامة بغضهم تفضيلهم من هو دونه عليه، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما بعث اللّه نبيّاً أكرم عليه منّي، ولا وصيّاً أكرم عليه من وصيّي عليّ».
قال ابن عبّاس: فلم أزل له كما أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووصّاني بمودّته، وإنّه
ص: 412
لأكبر عملي عندي - الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 15)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(2046) 35-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا موسى بن زياد، عن يحيى بن يعلى، عن أبي خالد الواسطى، عن أبي هاشم الخولاني، عن زاذان قال:
سمعت سلمان رحمة اللّه عليه يقول: لا أزال أحبّ عليّاً (علیه السلام)، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يضرب فخذه ويقول: «محبّك لي محبّ، ومحبّي للّه محبّ، ومبغضك لي مبغض، ومبغضي للّه تعالى مبغض».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 26)
(2047) 36-(3) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا ابن الجعابي قال: حدّثني محمّد بن أحمد الكاتب قال: حدّثني أحمد بن يحيى الأودي قال: حدّثنا حسن بن حسين الأنصاري قال: حدّثنا يحيى بن يعلى، عن عبيد اللّه بن موسى،
ص: 413
عن أبي هاشم الرمّاني، عن أبي البختري:
عن زاذان قال: قال لي سلمان: يا زاذان أحبّ عليّاً، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضرب فخذه وقال: «محبّك محبّي ومحبّي محبّ اللّه، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 68)
(2048) 37- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مسعدة قال: حدّثني جدّي مسعدة بن صدقة قال:
سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «واللّه لا يهلك هالك على حبّ عليّ (علیه السلام) إلّا رآه في أحبّ المواطن إليه واللّه لا يهلك هالك على بغض عليّ (علیه السلام) إلّا رآه في أبغض المواطن إليه».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 25)
(2049) 38-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد قال: حدّثنا عليّ بن حكيم الأودي قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن فضيل بن غزوان، عن الشعبي، عن الحارث:
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «مَن أحبّنى رآني يوم القيامة حيث يُحبّ، و
ص: 414
من أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 3)
(2050) 39-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح قال: حدّثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي عن مخول بن إبراهيم، عن عليّ بن حزوّر عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) يقول:
ص: 415
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، إنّ اللّه قد زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إلى اللّه منها، زيّنك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزأ منها شيئاً(1) ولا ترزأ منك شيئاً، ووهب لك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأمّا من أحبّك وصدّق فيك فأولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في جنّتك، وأمّا من أبغضك وكذب عليك فحقّ على اللّه أن يوقفه موقف الكذّابين».
(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 5)
(2051) 40-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عليّ بن العبّاس بن الوليد قال: حدّثنا إبراهيم بن بشر بن خالد قال: حدّثنا منصور بن يعقوب قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال:
ص: 416
سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «واللّه لو صببتُ الدنيا على المنافق صبّاً ما أحبّني، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم(1) المؤمن لأحبّني، وذلك أنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: يا عليّ لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 3)
(2052) 41-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي الحازمي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا زياد بن خيثمة وزهير بن معاوية عن الأعمش، عن عديّ بن ثابت، عن زرّ بن حبيش:
ص: 417
ص: 418
ص: 419
ص: 420
عن عليّ (علیه السلام) قال: «إنّ فيما عهد إليّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لا يحبّك إلّا مؤمن ولا بغضك إلّا منافق».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 3)
(2053) 42-(1) وبإسناده عن أنس بن مالك (في حديث) قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «يا أنس، تحبّ عليّاً»؟
قلت: يارسول اللّه واللّه إنّي لأحبّه لحبّك إيّاه.
فقال: «أما إنّك إن أحببته أحبّك اللّه وإن أبغضته أبغضك اللّه، وإن أبغضك اللّه أولجك في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 3)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب الرابع من أبواب مناقبه (علیه السلام)(2).
(2054) 43-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا المظفر بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال حدّثني أبي قال: حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف قال: سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران
ص: 421
بن ميثم، عن أبيه ميثم (رحمه اللّه) قال: قال:
سمعت عليّاً أمير المؤمنين وهو يجود بنفسه يقول(1): «ياحسن».
فقال الحسن(2): لبّيك يا أبتاه.
فقال: «إنّ اللّه أخذ ميثاق أبيك(3) على بغض كلّ منافق وفاسق، وأخذ ميثاق كلّ منافق وفاسق على بغض أبيك».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 21)
حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثنا جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثني محمّد بن محمّد الباغندي قال: حدّثنا أبو ثور هاشم بن ناجية قال: حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أماليالطوسى: المجلس 11، الحديث 68)
(2055) 44-(4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي قال: حدّثنا بكّار بن بشر قال: حدّثنا عليّ بن القاسم أبو الحسن الكندي، عن
ص: 422
محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي عبيدة، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عمّار بن ياسر قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أوصي من آمن بي وصدّقني بالولاية لعليّ، فإنّه من تولّاه تولّاني، ومن تولّاني تولّى اللّه، ومن أحبّه أحبّني، ومن أحبّني أحبّ اللّه، ومن أبغضه أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 29)
(2056) 45-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا عمرو بن إبراهيم قال: حدّثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن عبداللّه بن مسعود قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من زعم أنّه آمن بي وبما جئت به، وهو يبغض عليّاً فهو كاذب ليس بمؤمن».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 33)
(2057) 46- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمدان الهمداني قال:
ص: 423
حدّثنا مختار [بن نافع التيميّ] التمّار(1)، عن أبي حيّان [يحيى بن سعيد بن حيّان التيميّ الكوفي](2)، عن أبيه، عن عليّ (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من تولّى عليّاً فقد تولّاني، ومَن تولّاني فقد تولّى اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 19)
(2058 و 2059) (3)47- 48(4)- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسين بن عبد الرحمان بن محمّد الأزدي قال: حدّثنا أبي، وعثمان بن سعيد الأحول قالا: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ:
عن عليّ (علیه السلام) قال: دعاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا عليّ، إنّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم أحبّته النصارى حتّى أنزلوه بمنزلة ليس بها، وأبغضته اليهود حتّى بهتوا أُمّه».
ص: 424
ص: 425
قال: وقال عليّ (علیه السلام): «يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط بما ليس فيّ، ومبغض يحمله شناني على أن يبهتني».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 55 - 56)
أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي سنة عشر وأربع مئة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة ابن مهدي قال: أخبرني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمان بن عقدة الحافظ قال: حدّثني الحسين(1) قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا عمرو بن ثابت عن
ص: 426
الحارث بن حصيرة، مثله، ولم يذكر صباح.
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 1)(1)
(2060) 49-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عليّ الحسيني قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا عبيداللّه بن عليّ قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه،، عن جدّه، عن آبائه:
عن عليّ (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ فيك مثلاً من عيسى بن مريم، أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 49)
(2061) 50-(3) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «صلّیت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يصلّي معه أحد من النّاس ثلاث سنين، وكان ممّا عهد إليّ أن لا يبغضني مؤمن، ولا يحبّني كافر أو منافق واللّه ما كَذَبت ولا كُذِبتُ، ولا
ص: 427
ضَلَلت ولا ضُلّ بي ولا نسيتُ ما عهد إلَيّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 11)
تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).
(2062) 51- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: كنت خدناً(2) للإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام)، وكان يروي عنه كثيراً، من ذلك أنّه قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبي عليّ بن موسى قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:
حدّثني أبي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لي و إلّا صمّتا: «يا عليّ، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 70)
(2063) 52- وبالسند المتقدّم عن الصادق، عن أبيه (علیهما السلام)، عن جابر. قال: أبو محمّد الفحّام: وحدّثني عمّي عمر بن يحيى قال: حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه البلخي قال: حدّثنا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد النبيل قال: سمعت الصادق (علیه السلام) يقول: حدّثني أبي محمّد بن عليّ:
عن جابر بن عبد اللّه قال: كنت عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنا من جانب وعليّ أمير المؤمنين (علیه السلام) من جانب، إذ أقبل عمر بن الخطّاب ومعه رجل قد تلبّب به، فقال: «ما باله»؟
قال: حكى عنك يا رسول اللّه، أنّك قلت: «من قال لا إله إلّا اللّه محمّد رسول
ص: 428
اللّه، دخل الجنّة»؟ وهذا إذا سمعه النّاس فرطوا في الأعمال، أفأنت قلت ذلك يا رسول اللّه؟
قال: «نعم، إذا تمسّك بمحبّة هذا وولايته».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 86)
(2064) 53- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيداللّه المنصوري قال: حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، عن جابر(1) قال: سمعت ابن مسعود يقول:
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حُرّمت النّار على من آمن بي وأحبّ عليّاً وتولّاه ولعن اللّه من مارى عليّاً وناواه عليّ منّي كجلدة ما بين العين والحاجب».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 26)
(2065) 54- وبالاسناد عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: سمعت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن أحبّ أن يجاور الخليل في داره، ويأمن حرّ ناره، فليتولّ عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 27)
(2066) 55- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن اللّه عزّ وجلّ (في حديث) قال: «ألا وقد جعلت عليّاً عَلَماً للنّاس، فمن تبعه كان هادياً، ومن تركه كان ضالّاً، لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 60)
ص: 429
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).
(2067) 56-(2) وبإسناد تقدّم في الباب السادس عن ابن عبّاس قال: قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 70)
ورواه المفيد في (المجلس 2 الحديث 8) مقتصراً على صدر الحديث بتفاوت، ذكرتها في باب أنّ عليّاً سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة(3).
(2068) 57- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن عليّ بن خشيش، عن القاضي نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي قال: حدّثنا اللّه عبد بن زیدان بن بريد(4) البجلي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا يوسف بن كليب، عن هارون بن الحسن، عن أبي سلام مولى قيس قال: خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن قال: سمعت سعد بن حذيفة [بن اليمان] يقول: سمعت أبي حذيفة يقول:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّ عليّ إلّا أدخله اللّه الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 107)
(2069) 58- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد
ص: 430
قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا صباح بن يحيى، عن جابر، عن عبد اللّه بن نجيّ:
عن عليّ (علیه السلام) قال: «إنّ ابني فاطمة يشرك في حبّهما البّر والفاجر، وإنّي كتب لي
أن يحبّني كلّ مؤمن، ويبغضني كلّ منافق».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 15)
(2070) 59-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن [هشام بن](2) يونس اللؤلؤي بالكوفة قال: حدّثنا جدّي هشام بن يونس قال: حدّثنا حسين بن سليمان، عن عبد الملك بن عمير:
عن أنس قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) فقال: «كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 70)
(2071) 60-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال: حدّثنا هشام بن يونس اللؤلؤي قال: حدّثنا حسين بن سليمان -
ص: 431
يعني الأنصاري الرفّاء - عن عبد الملك بن عمير:
عن أنس بن مالك قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي الطالب (علیه السلام) فأخذ بيده وقال: «يا عليّ، كذب من زعم أنّه يحبّني وهو يبغضك».
(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 8)
(2072) 61- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب محنة للعالم، به يميز اللّه المنافقين من المؤمنين».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 12)
(2073) 62- وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يقول اللّه عزّ وجلّ: «مَن آمن بي وبنبيّي، وتولّى عليّاً، أدخلته الجنّة على ما كان من عمله».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 29)
(2074) 63- وبالسند المتقدّم عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يقول اللّه عزّ وجلّ: «من آمن بي وبنبيّي وبولیّي، أدخلته الجنّة على ما كان من عمله».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 67)
(2075) 64- وبإسناده عن ابن عبّاس (في حديث) قال: قال جبرئیل لأمير المؤمنين (علیه السلام): «قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلّاك، محبّو محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)
ص: 432
محبّوك، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمّد ع له الحديث.
تقدّم تمامه في الباب 11.(1)
(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)
(2076) 65-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب أبو سعيد الأسدي قال: أخبرني السيّد بن عيسى الهمداني، عن الحكم بن عبد الرحمان بن أبي نعيم (3):
عن أبي سعيد الخدري قال: كانت أمارة المنافقين بغض عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فبينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المسجد ذات يوم في نفر من المهاجرين والأنصار، وكنت فيهم، إذ أقبل عليّ (علیه السلام)، فتخطى القوم حتّى جلس إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وكان هناك مجلسه الّذي يعرف به فسارّ رجل رجلاً، وكانا يُرميان بالنفاق، فعرف رسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما أرادا، فغضب غضباً شديداً حتّى التمع وجهه، ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، لايدخل عبد الجنّة حتّى يحبّني ألا وكذب من زعم أنّه يحبّني وهو يبغض هذا». وأخذ بكفّ عليّ (علیه السلام)، فأنزل اللّه عزّ وجلّ هذه الآية في شأنها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ)(4) إلى آخر الآية.
(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 9)
ص: 433
(2077) 66-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عليّ بن نعيم بن سهل بن أبان النعيمي الطائفي(2)، وكان مجاوراً بمكّة، قال: حدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد قال: حدّثنا عبد اللّه(3) بن جعفر الهاشمي قال: حدّثنا المتفجّع بن مصعب بن توبة بن ثبيت المزني قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه.
قال: وحدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر قال: حدّثنا عبد اللّه بن حميد بن البناء قال: حدّثنى موسى بن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «جاءني جبرئيل من عند اللّه بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: إنّي افترضت محبّة عليّ على خلقي، فبلّغهم ذلك عنّي».
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 12)
(2078) 67-(4) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد عبيد اللّه محمّد بن عمران
ص: 434
المرزباني قال: وجدت بخط محمّد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني الحمدوني الشاعر قال: سمعت الرياشي الشاعر ينشد للسيّد بن محمّد الحميري:
إنّ امراً خصمه أبو حسن *** لعازب الرأي داحض الحجج
لا يقبل اللّه منه معذرة *** ولا يلقّيه حُجّة الفَلَج
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 59)
(2079) 68- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القُمّي (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة الثمالي:
عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو في الرحبة متّكئاً، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته كيف أصبحت؟
قال: فرفع رأسه و رَدّ عَلَيّ [السلام] وقال: «أصبحت محبّاً لمحبّنا، [و مبغضاً لمبغضنا](1)، صابراً على بغض من يبغضنا، إنّ محبّنا ينتظر الرَّوح والفرج في كلّ يوم وليلة، وإنّ مبغضنا بنى بناءً(2) فأسّس بنيانه على شفا جُرُف هار، فكأنّ بنيانه هار فانهار به في نار جهنّم.
يا أبا المعتمر، إنّ محبّنا لا يستطيع أن يبغضنا، وإنّ مبغضنا(3) لا يستطيع أن يحبّنا، إنّ اللّه تبارك وتعالى جَبَل قُلوب العباد على حبّنا، وخذل من يبغضنا، فلن يستطيع محبّنا بغضنا، ولن يستطيع مبغضنا حبّنا، ولن يجتمع حبّنا وحبّ عدوّنا في قلب واحد (ما جَعَلَ اللّه لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَينِ فِي جَوفِهِ)(4)، يحبّ بهذا قوماً، ويحبّ
ص: 435
بالآخر أعداءهم».
(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 4)
(2080) 69-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا أبو الحسن التميمي عن سبرة بن زياد عن الحكم بن عتيبة [الكندي مولاهم الكوفي]:
عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته، كيف أمسيت؟
قال: «أمسيت محبّاً لمحبّنا، مبغضاً(2) لمبغضنا، وأمسى محبّنا مغتبطاً برحمة من اللّه كان ينتظرها، وأمسى عدوّنا يرمس(3) بنيانه على شفا جرف هار، فكأنّ(4) ذلك الشّفا قد انهار به في نار جهنّم وكأنّ أبواب الجنّة(5) قد فتحت لأهلها، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، والتعس لأهل النّار والنّار لهم.
يا حنش، من سرّه أن يعلم أ محبّ لنا أم مبغض، فليمتحن قلبه، فإن كان يحبّ وليّنا(6) فليس بمبغض لنا، وإن كان يبغض وليّنا فليس بمحبّ لنا، إنّ اللّه تعالى أخذ ميثاقاً(7) لمحبّنا بمودّتنا، وكتب في الذكر اسم مبغضنا، نحن النجباء وأفراطنا أفراط
ص: 436
الأنبياء».
(أمالي المفيد: المجلس 39 الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 26)
(2081) 70- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عليّ (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ إنّه لما أسري بي إلى السماء تلّقتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتّى لقيني جبرئيل (علیه السلام) في محفل من الملائكة فقال: يا محمّد لو اجتمعت أمّتك على حبّ عليّ ما خلق اللّه عزّ وجلّ النّار» الحديث.
(أمالى الطوسي: المجلس 32، الحدیث 21)
سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 437
أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب «أنّه لا تقبل الأعمال إلّا بولايتهم (علیهم السلام) وأنّ بغضهم يوجب الدخول في النار» من أبواب مناقب أهل البيت (علیهم السلام)، وسيأتي أيضاً في الباب 4 من أبواب معجزاتها (علیه السلام).
(2082) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن أبيه سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني و إيّاك، فاختارني للنبوّة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي».
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 4)
ستأتي فقرات من الحديث في الباب 1 من أبواب وفاته (علیه السلام)، وتمامه في فضائل شهر رمضان.
ص: 438
(2083) 2-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل المقرئ قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الفرات الإصبهاني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد البصري قال: حدّثنا جندل بن والق قال: حدّثنا عليّ بن حمّاد، عن سعيد:
عن ابن عبّاس: أنّه مرّ بمجلس من مجالس قريش وهم يسبّون عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال لقائده: ما يقول هؤلاء؟ قال: يسبّون عليّاً! قال: قرِّبني إليهم. فلمّا أن أُوقف عليهم قال: أيّكم السابّ اللّه؟
ص: 439
قالوا: سبحان اللّه! من يسبّ اللّه فقد أشرك باللّه.
قال: فأيّكم السابّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قالوا: مَن يسبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقد كفر.
قال: فأيّكم السابّ عليّ بن أبي طالب؟
قالوا: قد كان ذلك.
قال: فأشهد باللّه وأشهد للّه، لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن سبّ عليّاً فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ اللّه عزّ وجلّ». ثمّ مضى.
فقال لقائده: فهل قالوا شيئاً حين قلت لهم ما قلت؟
قال: ما قالوا شيئاً.
قال: كيف رأيت وجوههم؟
قال:
نَظَرُوا إليك بأعين محمرّةٍ *** نظر التّيوس إلى شفار الجازر
قال: زِدني فداك أبوك.
قال:
خُزر الحواجب(1) ناكسوا أذقانهم *** نظر الذليل إلى العزيز القاهر
قال: زدني فداك أبوك.
قال: ما عندى غير هذا.
قال: لكن عندي:
أحياؤهم خِزي على امواتهم *** الميّتون فضيحة للغابر
(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 2)
(2084) 3-(2) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص
ص: 440
قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن سلمة، عن أبي صادق قال:
قال عليّ (علیه السلام): «ديني دين النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحسبي حسب النبيّ، فمن تناول ديني وحسبي فإنّما يتناول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الصدوق: المجلس 64، الحديث 14)
(2085) 4-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن قال: حدّثنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن عبد الملك، عن يحيى بن سلمة، عن أبيه سلمة بن كهيل، عن أبي صادق قال:
سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «ديني دين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحسبي حسب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فمن تناول ديني وحسبي فقد تناول دين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحسبه».
(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 3)
(2086) 5- أبو جعفر الصدوق بأسانيده عن الأعمش، عن أبي جعفر المنصور (في حديث طويل) قال: كنت هارباً من بني أميّة، وكنت أتردّد في البلدان، فأتقرّب إلى النّاس بفضائل عليّ، وكانوا يطعموني ويزوّدوني حتّى وردتُ بلاد الشام. وإنِّي لفي كساءٍ خَلَق ما عَلَيّ غيره، فسمعت الإقامة وأنا جائع، فدخلت المسجد لأصلّي، وفي نفسي أن أكلّم النّاس في عشاء يُعشّوني، فلمّا سلّم الإمام دخل المسجد صبيّان، فالتفت الإمام إليهما، وقال: مرحباً بكما، ومرحباً بمن اسمكما على اسمهما. فكان إلى جنبي شابّ، فقلت: يا شابّ، ما الصبيان من الشيخ؟
ص: 441
قال: هو جدّهما، وليس بالمدينة أحد يحبّ عليّاً غير هذا الشيخ، فلذلك سمّى أحدهما الحسن، والآخر الحسين، (إلى أن قال:) لي أخوان، أحدهما إمام والأخر مؤذّن، أمّا الإمام فإنّه يحبّ عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه، وأمّا المؤذّن فإنّه يبغض عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه.
قال: قلت: أرشدني.
فأخذ بيدي حتّى أتى باب الإمام، فإذا برجل قد خرج إليّ، فقال: أمّا البغلة و الكسوة فأعرفهما، واللّه ما كان فلان يحملك ويكسوك إلّا أنّك تحبّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فحدّثني بحديث في فضائل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
(فذكر المنصور حديثاً في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام))، فقال: يا شابّ، قد أقررت عيني ولي إليك حاجة.
قلت: قضيت إن شاء اللّه.
قال: فإذا كان غداً فأتِ مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعليّ (علیه السلام).
قال: فطالت عَلَيّ تلك الليلة، فلمّا أصبحت أتيت المسجد الّذي وصف لي، فقمت في الصفّ، فإذا إلى جانبي شابّ متعمّم، فذهب ليركع، فسقطت عمامته، فنظرت في وجهه، فإذا رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزیر فواللّه ما علمتُ ما تكلّمت به في صلاتي حتّى سلّم الإمام، فقلت: يا ويحك، ما الّذي أرى بك؟ فبكى وقال لي: انظر إلى هذه الدار فنظرتُ، فقال لي: ادخُل فدخلتُ، فقال لي: كنتُ مؤذّناً لآل فلان، كلّما أصبحت لعنتُ عليّاً ألف مرّة بين الأذان والإقامة وكلّما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرّة، فخرجت من منزلي فأتيت داري، فاتّكأت على هذا الدكّان الّذي ترى، فرأيت في منامي كأنّي بالجنّة وفيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليّ (علیه السلام) فرحين، ورأيت كأنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن يمينه الحسن، وعن يساره الحسين، ومعه كأس، فقال: «یا،حسن، اسقني». فسقاه، ثمّ قال: «أسق الجماعة». فشربوا، ثمّ رأيته كأنّه قال: «أسق المتّكئ على هذا الدكّان». فقال له الحسن (علیه السلام): «يا جدّ، أتأمرني أن أسقي هذا وهو يلعن والدي في كلّ يوم ألف مرّة بين الأذان والإقامة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة بين الأذان والإقامة؟!
فأتاني النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لي: «ما لك - عليك لعنة اللّه - تلعن عليّاً وعليّ منّي،
ص: 442
وتشتم عليّاً وعليّ منّي». فرأيته كأنّه تفل في وجهي وضربني برجله وقال: «قُم غيّر اللّه ما بك من نعمة». فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير، ووجهي وجه خنزير.
ثمّ قال لي أبو جعفر:أمير المؤمنين: أهذان الحديثان في يدك؟
فقلت: لا.
فقال: يا سليمان حبّ عليّ إيمان وبغضه نفاق، واللّه لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق.
قال: قلت: الأمان يا أمير المؤمنين.
قال: لك الأمان.
قلت(1): فما تقول في قاتل الحسين (علیه السلام)؟
قال: إلى النّار وفي النّار.
قلت: وكذلك من يقتل ولد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى النّار وفي النّار.
قال: الملك عقيم يا سليمان، أخرج فحدّث بما سمعت.
( أمالي الصدوق: المجلس67، الحديث 2)
تقدّم تمامه مسنداً في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام)(2).
(2087) 6- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الجوهري قال: حدّثنا هارون بن عبيد اللّه المقرئ قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا أبو يحيى التميمي، عن كثير، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة قال:
ص: 443
سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «ألا إنّكم معرضون على لعني ودعاي كذّاباً، فمن لعنني كارهاً مكرهاً يعلم اللّه أنّه كان مكرهاً، وردت أنا وهو على محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) معاً، ومن أمسك لسانه فلم يلعنّي سبقني كرمية سهم أو لمحة بالبصر ومَن لعنني منشرحاً صدره بلعني فلا حجاب بينه وبين اللّه(1) ولا حجّة له عند محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ألا إنّ محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أخذ بيدي يوماً فقال: من تابع هؤلاء الخمس(2) ثمّ مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، ومن مات وهو يبغضك فقد مات ميتة جاهليّة يحاسب بما عمل في الإسلام، وإن عاش بعدك وهو يحبّك ختم اللّه له بالأمن و الإيمان كلّما طلعت شمس أو غربت».
(أمالي المفيد: المجلس 14، الحديث 4)
(2088) 7-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق:
ص: 444
عن أبي عبداللّه الجدلي قال: دخلت على أُمّ سلمة زوجة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت: أيسبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيكم؟!
فقلت: معاذ اللّه!
قالت: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من سبّ عليّاً فقد سبّني».
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 39)
(2089) 8- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا منصور بن مهاجر، عن عليّ بن عبد الأعلى:
عن زرّ بن حبيش قال: كانت عصابة من قريش في مسجد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فذكروا
ص: 445
عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وانتهكوا منه، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قائل(1) في بيت بعض نسائه، فأتي بقولهم فثار من نومه في إزار ليس عليه غيره، فقصد نحوهم و رأوا الغضب في وجهه، فقالوا: نعوذ باللّه من غضب اللّه وغضب رسوله.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما لكم(2) وعليّ! أما تَدَعون عليّاً؟ ألا إنّ عليّاً منّي وأنا منه، من آذى عليّاً فقد آذاني، من آذى عليّاً فقد آذاني».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 28)
(2090) 9-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان قال: حدّثنا بكير بن سلم قال: حدّثني محمّد بن ميمون قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «ستُدعون إلى سبّي فسبّوني، وتُدعون إلى البراءة منّي فمدّوا الرقاب فإنّي على الفطرة».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 12)
ص: 446
(2091) 10-(1) أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه:
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «ألا إنّكم ستُعرضون على سبّي، فإن خفتم على أنفسكم فسبّوني، ألا وإنّكم ستعرضون على البراءة منّي، فلا تفعلوا، فإنّي على الفطرة».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 16)
(2092) 11- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو ذرّ أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن يزيد المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن الحارث القرشي قال: حدّثنا محمّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام) حين خلّفه: «أما ترضى أن يكون عدوّك عدوّي وإنّ عدوّي عدوّ اللّه، ووليّك ولیّي وولیّي ولي اللّه».
(أمالي الطوسى: المجلس 17، الحديث 35)
ص: 447
(2093) 12-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن محمّد بن الحارث بن زياد الليثي المدني بالروضة من مسجد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الجبّار بن سعيد المساحقي، عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال:
سمع عامر بن عبد اللّه بن الزبير - وكان من عقلاء قريش - ابناً له ينتقص عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال له: يا بنيّ، لا تنتقص عليّاً، فإنّ الدِّين لم يبن شيئاً فاستطاعت الدنيا أن تهدمه، وإنّ الدنيا لم تبن شيئاً إلّا هدمه الدين.
يا بنيّ، إنّ بني أميّة لهجوا بسبّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في مجالسهم ولعنوه على منابرهم فإنّما يأخذون واللّه بضبعيه إلى السماء مدّاً، وإنّهم لهجوا بتقريظ(2) ذويهم وأوائلهم من قومهم، فكأنّما يكشفون منهم عن أنتن من بطون الجيف فأنهاك عن سبّه.
(أمالي الطوسى: المجلس 25، الحديث 6)
(2094) 13-(3) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو يعلى محمّد بن زهير القاضي بالأُبّلة(4)، قال: حدّثنا عليّ بن أيمن قال: حدّثني مصبح بن هلقام أبو عليّ العجلي
ص: 448
قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن قروزي بالرملة، قال: حدّثنا أبو أُميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي قال:
حدّثنا الحسن بن عطيّة قال: كان أبي ينال من عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فأتي في المنام فقيل له: أنت السابّ عليّاً؟ فخُنِق حتّى أحدث في فراشه ثلاثاً، يعني صُنع به ذلك في المنام ثلاث ليال.
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 13)
(2095) 14-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن توزون قال: حدّثنا أحمد داوود بن موسى المكّي بمصر، قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي قال: حدّثنا نوح بن درّاج القاضي، عن ابن أبي ليلى:
عن أبي جعفر المنصور قال: كان عندنا بالشراة(2) قاض إذا فرغ من قصصه ذكر عليّاً (علیه السلام) فشتمه، فبينا هو كذلك إذ ترك ذلك يوماً ومن الغد، فقالوا: نسي، فلمّا كان اليوم الثالث تركه أيضاً، فقالوا له وسألوه، فقال: لا واللّه لا أذكره بشتيمة أبداً، بينا أنا نائم والنّاس قد جمعوا فيأتون النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيقول لرجل: «اسقهم». حتّى وردت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال له: «اسقه». فطردني، فشكوت ذلك إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا رسول اللّه، مره فليسقني، قال: «اسقه». فسقاني قطراناً، فأصبحت وأنا أتحشّاه(3).
(أمالي الطوسي: المجلس 29 الحديث 14)
ص: 449
(2096) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن إبراهيم بن رجاء قال: حدّثنا حمّاد بن زيد(2)، عن أبان، عن ابن عبّاس - أو عن أبان بن ثابت، عن أنس بن مالك - قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من ناصب عليّاً حارب اللّه، ومن شكّ في عليّ فهو کافر».
(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 6)
(2097) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا يحيى بن عليّ بن عبدالجبّار السدّوسي ب-«سيرجان»، قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن عبدالرحمان بن أذينة العبدي، عن أبيه، وأبان مولاهم:
عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً مقبلاً على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يتلو هذه الآية: ﴿وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةٌ لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَتَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(3) فقال: «يا عليّ، إنّ ربّي عزّ وجلّ ملّكني الشفاعة في أهل التوحيد من أمّتي وحظر ذلك عمّن ناصبك وناصب ولدك من بعدك».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 23)
ص: 450
(2098) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان بن زياد الكوفي الغزال ببغداد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسيح بن محمّد(2) قال: حدّثني سلام بن أبي عمرة أبو عليّ الخراساني، عن محمّد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من حسد عليّاً فقد حسدني، ومن حسدني فقد كفر».
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 22)
(2099) 4- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمرو بن سعيد الحرامي بالكوفة قال: حدّثنا الحسين بن الحكم بن سالم الحبري(3)، قال: حدّثني الحسن بن الحسين الأنصاري العُرني قال: حدّثني حسين بن سليمان -يعني الأنصاري-، عن أبي الجارود، عن محمّد بن سيرين، عن أنس بن مالك:
أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قال: «من حسد عليّاً حسدني، ومن حسدني دخل النّار».
وأنشد العرني:
إنّي حسدت فزاد اللّه في حسدي *** لا عاش من عاش يوماً غير محسود
يحسد المرء إلّا من فضائله *** بالعلم والظرف أو بالبأس والجود
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 23)
ص: 451
أقول: تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في باب الأخوّة، وباب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)، وباب كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرّأ منه، وأنّ بغضه وعداوته وسبّه بغض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعداوته وسبّه(1).
(2100) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام) ذات يوم على منبر الكوفة: «أنا سيّد الوصيّين، ووصيّ سيّد النبيّين، أنا إمام المسلمين، وقائد المتّقين، ومولى(2) المؤمنين، وزوج سيّدة نساء العالمين، أنا المتختّم باليمين والمعفّر للجبين، أنا الّذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحُنين، أنا الضارب بالسيفين(3)، و الحامل على فَرَسين، أنا وارث علم الأوّلين، وحجّة اللّه على العالمين بعد الأنبياء و محمّد بن عبداللّه خاتم النبيّين (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أهل موالاتي مرحومون، وأهل عداوتي ملعونون،
ص: 452
ولقد كان حبيبي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كثيراً ما يقول لي: «حبّك تقوى وإيمان، وبغضك كفر ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك».
(أمالي الصدوق: المجلس 7، الحديث 2)
(2101) 2- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري وسعد بن عبداللّه عن عمران بن موسى، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن محمّد بن فضيل، عن غَزوان الضبّي قال: أخبرني عبد الرحمان بن إسحاق، عن النعمان بن سعد:
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «أنا حجّة اللّه، وأنا خليفة اللّه، وأنا صراط اللّه، و أنا باب اللّه، وأنا خازن عِلم اللّه، وأنا المؤتمن على سرّ اللّه، وأنا إمام البريّة بعد خير الخليقة محمّد نبيّ الرحمة (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الصدوق: المجلس 9 الحديث 9)
(2102) 3- حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه قال: حدّثني سليمان بن مقبل المديني قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:
عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو في مسجد قُبا وعنده نفر من أصحابه، فلمّا بصر بي تهلّل وجهه وتبسّم حتّى نظرتُ إلى بياض أسنانه تبرق، ثمّ قال لي: «إلَيّ، إلَي يا عليّ». فما زال يدنيني حتّى ألصق فخذي بفخذه، ثمّ أقبل على أصحابه فقال: «معاشر أصحابي أقبَلَت إليكم الرحمة بإقبال عليّ أخي إليكم.
معاشر أصحابي إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، روحه من روحي، وطينته من طينتي، و هو أخي و وصيّي وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، من أطاعه أطاعني، ومن وافقه وافقني، ومن خالفه خالفني».
(أمالي الصدوق: المجلس 9 الحديث 10)
ص: 453
(2103) 4- حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد بن بشّار، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، عن ثابت بن دینار، عن سعد بن طريف الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أنا خليفة رسول اللّه و وزيره ووارثه، أنا أخو رسول اللّه ووصيّه وحبيبه أنا صفّي رسول اللّه وصاحبه، أنا ابن عمّ رسول اللّه وزوج ابنته وأبو ولده، أنا سيّد الوصيّين ووصيّ سيّد النبيّين، أنا الحجّة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى، وباب النبيّ المصطفى، أنا العروة الوثقي، وكلمة التقوى وأمين اللّه تعالى ذكره على أهل الدنيا».
(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 7)
(2104) 5- حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا شعيب بن راشد، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام) (في حديث طويل) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «والّذي نفسي بيده، ينظر إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا أضرب قُدّامه بسيفي فقال: لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ. ثمّ قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، وحياتك يا عليّ و موتك معي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)
تقدّم تمامه في باب ما وقع بصفّين من أبواب الحوادث والفتن.
(2105) 6-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي عبداللّه
ص: 454
الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على منبره: «يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ وهب لك حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض، فرضيت بهم إخواناً ورضوا بك إماماً، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك و كذّب عليك.
يا عليّ، أنت العلم لهذه الأمّة(1)، من أحبّك فاز، ومن أبغضك هلك.
يا عليّ، أنا مدينة العلم وأنت بابها، وهل تؤتى المدينة إلّا من بابها.
يا عليّ، أهل مودّتك كلّ أوّاب حفيظ وكلّ ذي طِمر(2) لو أقسم على اللّه لأبرّ قسمه.
يا عليّ إخوانك كلّ طاهر زاك مجتهد، يحبّ فيك، ويبغض فيك، محتقر عند الخلق، عظيم المنزلة عند اللّه عزّ وجلّ.
يا عليّ محبّوك جيران اللّه في دار الفردوس، لا يأسفون على ما خلّفوا من الدنيا.
يا عليّ أنا وليّ لمن واليت، وأنا عدوّ لمن عاديت.
يا عليّ من أحبّك فقد أحبّني، ومن أبغضك فقد أبغضني.
يا عليّ إخوانك ذبل الشفاه(3)، تُعرف الرهبانيّة في وجوههم.
يا عليّ إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن: عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المساءلة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا.
يا عليّ حربك حربي وسلمك سلمي، وحربي حرب اللّه، ومن سالمك فقد سالمني، ومن سالمني فقد سالم اللّه عزّ وجلّ.
يا عليّ بشّر إخوانك، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائداً ورضوا بك وليّاً.
ص: 455
يا عليّ أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين(1).
يا عليّ، شيعتك المنتجبون، ولولا أنت وشيعتك ما قام للّه عزّ وجلّ دين، ولولا مَن في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.
يا عليّ، لك كنز في الجنّة وأنت ذو قرنيها وشيعتك تُعرف بحزب اللّه عزّ وجلّ.
يا عليّ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط، وخيرة اللّه من خلقه.
يا عليّ أنا أوّل من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي، ثمّ سائر الخلق.
ياعليّ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش، يفزع النّاس ولا تفزعون، ويحزن النّاس ولا تحزنون، فيكم نزلت هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)(2)، وفيكم نزلت: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(3).
يا عليّ أنت وشيعتك تُطلَبون في الموقف، وأنتم في الجنان تتنعّمون.
يا عليّ، إنّ الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم، وإنّ حملة العرش والملائكة المقرّبين ليخصّونكم بالدعاء، ويسألون اللّه لمحبّيكم ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.
يا عليّ، شيعتك الّذين يخافون اللّه في السرّ، وينصحونه في العلانية.
يا عليّ، شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات لأنّهم يلقون اللّه عزّ وجلّ وما عليهم من ذنب.
يا عليّ، أعمال شيعتك ستعرض عَلَيّ في كلّ جمعة، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم، وأستغفر لسيّئاتهم.
ص: 456
يا عليّ ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يُخلَقوا بكلّ خير، وكذلك في الإنجيل، فسَل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك، مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك اللّه عزّ وجلّ من علم الكتاب، وإنّ أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه، وما يعرفون شيعته، وإنّما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.
يا عليّ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير، فليفرحوا بذلك، وليزدادوا اجتهاداً.
يا عليّ، إنّ أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم(1) ووفاتهم، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر النّاس إلى الهلال شوقاً إليهم ولما يرون من منزلتهم عند اللّه عزّ وجلّ.
يا عليّ، قُل لأصحابك العارفين بك: يتنزّهون عن الأعمال الّتي يقارفها(2) عدوّهم، فما من يوم ولا ليلة إلّا ورحمة من اللّه تبارك وتعالى تغشاهم، فليجتنبوا الدّنس.
يا على اشتدّ غضب اللّه عزّ وجلّ على من قلاهم(3) وبرئ منك ومنهم، واستبدل بك وبهم، ومال إلى عدوّك وتركك وشيعتك واختار الضلال، ونصب الحرب لك ولشيعتك، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا.
يا عليّ أقرأهم منّى السلام من لم أر منهم ولم يرني، وأعلمهم أنّهم إخواني الّذين أشتاق إليهم، فليلقوا عِلمي إلى من يبلغ القرون من بعدي وليتمسّكوا بحبل اللّه وليعتصموا به، وليجتهدوا في العمل، فإنّا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة، وأخبِرهم أنّ اللّه عزّ وجلّ عنهم راض، وأنّه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كلّ جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم.
ص: 457
يا عليّ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أنّي أحبّك، فأحبّوك لحبّي إيّاك، ودانوا للّه عزّ وجلّ بذلك، وأعطوك صَفو المودّة(1) في قلوبهم، واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد، وسلكوا طريقتك، وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلّا نصرنا وبَذْل المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة(2) ذلك، فكن بهم رحيماً واقنع بهم، فإنّ اللّه عزّ وجلّ اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق، وخلقهم من طينتنا، واستودعهم سرّنا وألزم قلوبهم معرفة حقّنا، وشرح صدورهم وجعلهم مستمسكين بحبلنا، لايؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم، أيّدهم اللّه وسلك بهم طريق الهدى، فاعتصموا به، فالنّاس في غمّة الضلال متحيّرون في الأهواء، عموا عن الحجّة وما جاء من عند اللّه عزّ وجلّ، فهم يصبحون ويمسون في سخط اللّه، وشيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم، وليست الدنيا منهم وليسوا منها أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى».
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)
(2106) 7- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: أخبرنا المنذر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن سلميان، عن عبد اللّه بن الفضل، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في بعض خطبه: «أيّها النّاس، اسمعوا قولي واعقلوه عنّي فإنّ الفراق قريب، أنا إمام البريّة، ووصيّ خير الخليقة، وزوج سيّدة نساء هذه الأمّة، وأبو العترة الطاهرة والأئمّة الهادية، أنا أخو رسول اللّه، ووصيّه ووليّه ووزيره،وصاحبه وصفيّه وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد الوصيّين حربي حرب اللّه وسلمي سلم اللّه، وطاعتي طاعة اللّه،
ص: 458
وولايتي ولاية اللّه، وشيعتي أولياء اللّه، وأنصاري أنصار اللّه، والّذي خلقني ولم أك شيئاً، لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبيّ الأمّي وقد خاب من افترى».
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 9)
(2107) 8-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عروة بن خالد قال: حدّثنا سليمان التميمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن سعد بن عبادة قال:
سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «أنا أوّل مَن يجثو بين يدي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة للخصومة».
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 37)
(2108) 9- أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثنا أبي، قال:
ص: 459
حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أعطيت تسعاً لم يعط أحد قبلي سوى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لقد فتحت لي السبل، وعلمت المنايا(1)، والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي، فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي، وإنّ بولايتي أكمل اللّه لهذه الأمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي لهم إسلامهم، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا محمّد، أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، وأتممت عليهم النعم، ورضيت إسلامهم». كلّ ذلك منّ اللّه به عَليّ، فله الحمد».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 1)
(2109) 10- أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن برید(2) قال: حدّثنا إسحاق بن بريد الطائي [الكوفي] قال: حدّثنا سعد بن صارم عن الحسن بن عمرو عن رشيد [الهَجري]، عن حبّة [بن جوين بن عليّ] العرني قال:
سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء(3)، حزبنا حزب اللّه، والفئة الباغية حزب الشيطان من ساوى بيننا وبين عدوّنا فليس منّا».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 41)
ص: 460
(2110) 11-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الطيّب الحسين بن [عليّ بن](2) محمّد النحوي التمّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسن(3) قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا صالح بن عبداللّه قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة:
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «ألا وإنّ أعجب العجب أنّ معاوية بن أبي سفيان الأمويّ وعمرو بن العاص السهمي يحرّضان النّاس على طلب دم ابن عمّهما(4)، وإنّي واللّه لم أخالف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قطّ ولم أعصه في أمر قطّ، أقيه بنفسي في المواطن الّتي تنكص(5) فيها الأبطال، وترعد منها الفرائص(6) بقوّة أكرمني اللّه بها، فله الحمد، ولقد قبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وإنّ رأسه لفي(7) حجري، ولقد ولّيت غسله بيدي تقلّبه الملائكة المقرّبون معي وأيم اللّه ما اختلفت أمّة بعد
ص: 461
نبيّها إلّا ظهر باطلها على حقّها إلّا ما شاء اللّه».
(أمالى المفيد: المجلس 27، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 14)
تقدّم تمامه في الباب 1 - بيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) - من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان.
ص: 462
(2111) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو عبداللّه الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمّد بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن موسى قال: حدّثنا أحمد بن عليّ قال: حدّثني أبو عليّ الحسن بن إبراهيم بن عليّ العبّاسي قال: حدّثني أبو سعيد عُمير بن مِرداس الدولقي قال: حدّثني جعفر بن بشير المكّي قال: حدّثنا وكيع، عن المسعودي رفعه:
عن سلمان الفارسي (رحمه اللّه) قال: مرّ إبليس بنفر يتناولون أمير المؤمنين (علیه السلام) فوقف أمامهم، فقال القوم: من الّذي وقف أمامنا؟
فقال: أنا أبو مرّة.
فقالوا: يا أبا مرّة، أما تسمع كلامنا؟
فقال: سوأة لكم، تسبّون مولاكم عليّ بن أبي طالب!
فقالوا له: مِن أين علمت أنّه مولانا؟
فقال: من قول نبيّكم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».
فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟
فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكنّي أحبّه، وما يبغضه أحد إلّا شاركته في المال والولد.
فقالوا: يا أبا مرّة، فتقول في عليّ شيئاً؟
فقال لهم: اسمعوا منّي معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين، عبدت اللّه عزّ وجلّ في الجانّ اثني عشر ألف سنة، فلمّا أهلك اللّه الجانّ شكوت إلى اللّه عزّ وجلّ الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت اللّه عزّ وجلّ في السماء الدنيا اثني عشر ألف سنة أخرى فى جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبّح اللّه عزّ وجلّ
ص: 463
ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شَعشَعاني، فخرّت الملائكة لذلك النّور سُجّداً، فقالوا: سُبّوح قدّوس، نور ملك مقرّب؟ أو نبيّ مرسل؟ فإذا النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ: «لا نور ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق: المجلس 55 الحديث 6)
(2112) 2- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا الحسن بن محمّد قال: حدّثني الحسن بن يحيى الدهقان قال: كنت ببغداد عند قاضي بغداد، واسمه سماعة(1)، إذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد فقال له أصلح اللّه القاضي، إنّي حججت في السنين الماضية، فمررت بالكوفة، فدخلت في مرجعي إلى مسجدها، فبينا أنا واقف في المسجد أريد الصلاة إذا أمامي امرأة أعرابيّة بدويّة مرخية الذوائب عليها شملة وهي تنادي و تقول: يا مشهوراً في السماوات، يا مشهوراً في الأرضين، يا مشهوراً في الآخرة، يا مشهوراً فى الدنيا، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك، فأبى اللّه لذكرك إلّا علوّاً، ولنورك إلّا ضياء وتماماً، ولو كره المشركون.
قال: فقلت: يا أمة اللّه، ومن هذا الّذي تصفينه بهذه الصفة؟
قالت: ذلك أمير المؤمنين.
قال: فقلت لها: أيّ أمير المؤمنين هو؟
قالت: عليّ بن أبي طالب، الّذي لا يجوز التوحيد إلّا به وبولايته.
قال: فالتفتّ إليها فلم أر أحداً.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 13)
ص: 464
(2113) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عليّ الحسن بن عبد اللّه القطّان قال: حدّثنا أبو عمر و عثمان بن أحمد المعروف بابن السمّاك قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن صالح التمّار قال: حدّثنا محمّد بن مسلم الرازي قال: حدّثنا عبد اللّه بن رجاء قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق:
عن حبشي بن جنادة قال: كنت جالساً عند أبي بكر فأتاه رجل فقال: يا خليفة رسول اللّه، إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعدني أن يحثو لي ثلاث حثيات(2) من تمر. فقال أبو بكر: أدعوا لي عليّاً. فجاء(3) عليّ (علیه السلام)، فقال أبو بكر: يا أبا الحسن، إنّ هذا يذكر أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعده أن يحثو له ثلاث حثيات من تمر، فاحثها له، فحثا له ثلاث حثيات من تمر، فقال أبو بكر: عدّوها، فوجدوا في كلّ حثية ستّين تمرة، فقال أبو بكر: صدق رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): سمعته ليلة الهجرة - ونحن خارجون من مكّة إلى المدينة - يقول: «يا أبا بكر، كفّي و كفّ عليّ في العدل(4) سواء».
(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 9)
ص: 465
(2114) 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، عن محمّد عبد الرحمان [بن نوفل يتيم عروة بن الزبير] عن عروة بن الزبير، عن أبيه(1)، قال: وقع رجل في عليّ بن أبي طالب بمحضر من عمر بن الخطّاب، فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟ محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، لا تذكرنّ عليّاً إلّا بخير، فإنّك إن تنقّصته آذيت هذا في قبره.
(أمالي الصدوق: المجلس 61، الحديث 12)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «أما تعلم أنّه محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، ويلك لا تذكرنّ عليّاً...».
(أمالي الطوسى: المجلس 15 الحديث 22)
(2115) 3- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح العدل السبيعي بحلب، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن زيد بن إسماعيل الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن تسنيم الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الخثعمي عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة العبدي، عن أبيه، عن جدّه قال:
أتى عمر بن الخطّاب رجلان يسألان عن طلاق الأمَة، فالتفت إلى خلفه فنظر إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أصلع، ما ترى في طلاق الأمة؟
فقال له بإصبعه هكذا - وأشار بالسبابة والّتي تليها-، فالتفت إليهما عمر وقال:
ص: 466
«ثنتان».
فقال [له أحدهما](1): سبحان اللّه! جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك فجئت إلى رجل سألته، واللّه ما كلّمك!
فقال عمر: تدريان مَن هذا؟
قالا: لا.
قال: هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات السبع والأرضين السبع وضعتا في كفّة ميزان ووضع إيمان عليّ في كفة ميزان لرجح إيمان عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 14)
بن
(2116) 4- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا صالح بن أحمد أبي مقاتل القيراطي، ومحمد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة بن صبرة العبدي، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن خوتعة، قال: قدمنا وفد عبد القيس في إمارة عمر بن الخطّاب، فسأله رجلان منّا عن طلاق الأمة، فقام معهما قال: انطلقا. فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع، فقال: يا أصلع ما طلاق الأمة؟
قال: فأشار له بإصبعيه هكذا - يعني اثنتين-، قال: فالتفت عمر إلى الرجلين فقال: «طلاقها اثنتان»
فقال له:أحدهما سبحان اللّه، جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك، فجئت إلى رجل فواللّه ما كلّمك!
فقال له عمر: ويلك أتدري مَن هذا؟ هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة، ووضع إيمان عليّ في كفّة لرجح إيمان عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 23، الحديث 2)
ص: 467
(211) 5-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا عبّاد بن ثابث قال: حدّثنا عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق الشيباني.
قال: وحدّثني يحيى بن عبدالملك بن أبي غنية، وعبّاد بن الربيع، وعبداللّه بن أبي غنية، عن أبي إسحاق الشيباني:
عن جميع بن عمير قال: دخلت مع أُمّي على عائشة، فذكرت لها عليّا (علیه السلام) فقالت: ما رأيت رجلاً كان أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه، وما رأيت امرأة كانت أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من امرأته.
(أمالي الطوسي: المجلس 9 الحديث 32)
(2118) 6-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبّي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى قال: حدّثنا جعفر الأحمر، عن [أبي إسحاق] الشيباني:
عن جميع بن عمير قال: قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع: أرأيت مسيرك إلى عليّ (علیه السلام) ما كان؟
قالت: دعينا منك إنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من عليّ (علیه السلام)، ولا من النساء أحبّ إليه من فاطمة (علیها السلام).
(أمالي الطوسى: المجلس 12، الحديث 3)
(2119) 7-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا فضل بن يوسف قال: حدّثنا محمّد بن عكاشة قال: حدّثنا أبو المغرا
ص: 468
حميد بن المثنى، عن منصور بن حازم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال عمر: «عليّ أقضانا».
(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 37)
(2120) 8-(1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمرو بن يحيى الفحّام قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن المتوكّل قال: حدّثنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ابن طاووس، عن أبيه:
عن ابن عمر قال: سألني عمر بن الخطّاب فقال لي: يا بُنَيَّ، من أخير النّاس بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
ص: 469
قال: قلت: مَن أحلّ له ما حرّم اللّه على النّاس، وحرّم عليه ما أحلّ للنّاس.
فقال: واللّه لقد قلت فصدقتَ، حرّم على عليّ بن أبي طالب الصدقة، وأحلّت للنّاس، وحرّم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جُنُب وأحلّه له، وغلقت الأبواب وسدّت ولم يُغلق لعليّ باب ولم يسدّ.
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 12)
(2121) 9-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا عبداللّه بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن إبراهيم [النخعي]، عن(2) علقمة [بن قيس]، والأسود، عن عائشة قالت:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لمّا حضره الموت: «ادعوا لي حبيبي».
فقلت لهم: ادعوا له ابن أبي طالب، فواللّه ما يريد غيره، فلمّا جاءه فرّج الثوب الّذي كان عليه ثمّ أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه حتّى قبض ويده عليه.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 5)
(2122) 10- وعن ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني عمّ أبي عبد اللّه بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام) قال:
قال عمر بن الخطّاب: «عيادة بني هاشم سنّة، وزيارتهم نافلة».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 18)
ص: 470
(2123) 11- حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن أبيه عليّ بن عليّ بن رزين عن الإمام عليّ بن موسى، عن آبائه عن عليّ بن الحسين، عن عمّه الحسن بن عليّ (علیهم السلام) قال:
سمعت عمر بن الخطّاب يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ بن أبي طالب خصال لأن تكون فيّ إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها! سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «اللّهم ارحمه وترحّم عليه، وانصره وانتصر به و أعنه واستعن به، فإنّه عبدك وكتيبة رسولك».
(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 3)
(2124) 12-(1) أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص، المعروف بابن الحمّامي المقرئ، قال: حدّثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمى قال: حدّثنا محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبوغسّان مالك بن إسماعيل قال: حدّثني أبوبكر بن عيّاش قال: حدّثنا صدقة بن سعيد الحنفي قال:
حدّثني جميع بن عمير التيمي قال: دخلت مع أُمّي وخالتي على عائشة فسألناها: كيف كان منزلة عليّ (علیه السلام) فيكم؟
قالت: سُبحان اللّه كيف تسألان عن رجل لمّا مات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال النّاس: أين تدفنونه؟ فقال عليّ (علیه السلام): «ليس في أرضكم بقعة أحبّ إلى اللّه من بقعة قُبِض فيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، وكيف تسألاني عن رجل وضع يده على موضع لم يطمع فيه أحد(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 72)
ص: 471
(2125) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ورّاق الجاحظ، قال: سمعت الجاحظ عمرو بن بحر يقول:
سمعت النظّام يقول: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) المحنة على المتكلّم، إن وفاه حقّه غلا، وإن بخسه حقّه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن، حادّة اللسان، صعبة الترقّي إلّا على الحاذق الزكيّ.
(أمالي الطوسي: المجلس 25 الحديث 7)
ص: 472
(2126) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه)، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن عامر بن كثير السرّاج النهدي، عن أبي الجارود،
عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سیّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):
عن سيّد النبيّين محمّد بن عبد اللّه خاتم النبيّين (صلی اللّه علیه و آله و سلم) انّه قال: «إنّ اللّه تبارك و تعالى فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وأوجب عليكم اتباع أمري و فرض عليكم من طاعة عليّ بعدي ما فرضه من طاعتي، ونهاكم من معصيته عمّا نهاكم عنه من معصيتي، وجعله أخي ووزيري ووصيّي ووارثي، وهو منّي وأنا منه، حبّه إيمان وبغضه كفر، ومحبّه محبّي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، و أنا مولى كلّ مسلم ومسلمة، وأنا وإيّاه أبوا هذه الأمّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 6)
(2127) 2- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للإمامة، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل، وأنا وأنت أبوا هذه الأمّة» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)
سيأتي تمامه مسنداً في جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(2128) 3- وبإسناده عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ، أنا وأنت أبوا هذه الأمّة» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 6)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب السادس من النصوص على الأئمّة (علیهم السلام)(1).
ص: 473
(2129) 4- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو عوانة موسی بن يوسف القطّان الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان المقرئ الكندي، عن عبد الصمد بن عليّ النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة العبدي:
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «دعاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً فقال لي: يا عليّ، انطلق حتّى تأتي مسجدي، ثمّ تصعد على(1) منبري، ثمّ تدعو النّاس إليك، فتحمد اللّه عزّ و جلّ(2) وتثني عليه، وتصلّي عَلَيّ صلاة كثيرة، ثمّ تقول: أيّها النّاس إنّي رسول رسول اللّه إليكم وهو يقول لكم: «[ألا] إنّ لعنة اللّه ولعنة ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره».
فأتيت مسجده [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3) وصعدت منبره، فلمّا رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحوي، فحمدت اللّه وأثنيت عليه وصلّيت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلاة كثيرة، ثمّ قلت: أيّها النّاس إنّي رسول رسول اللّه إليكم، وهو يقول لكم: «ألا إنّ لعنة اللّه و لعنة ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره».
قال: «فلم يتكلّم أحد من القوم إلّا عمر بن الخطّاب فإنّه قال: قد أبلغت يا أبا الحسن، ولكنّك جئت بكلام غير مفسّر. فقلت: أبلغ [ذلك] رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فرجعت إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبرته الخبر، فقال: ارجع إلى مسجدي حتّى تصعد منبري، فاحمد اللّه واثن عليه، وصلّ عَلَيّ، ثمّ قل: «أيّها النّاس ما كنّا لنجيئكم(4) بشيء إلّا وعندنا تأويله وتفسيره، ألا وإنّي أنا أبوكم، ألا وإنّي أنا مولاكم ألا وإنّي أنا أجيركم».
(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 3)
ص: 474
أبوجعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 4)
سيأتي تمامه في الباب 2 من أبواب وفاته (علیه السلام).
(2130) 5-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن عليّ بن محمّد قال: حدّثنا عليّ بن ماهان قال: حدّثنا أبو منصور نصر بن الليث قال: حدّثنا مخوّل قال: حدّثنا يحيى بن سالم(2)، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حقّ عليّ على هذه الأمّة كحقّ الوالد على الولد».
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 41)
(2131) 6-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن
ص: 475
سعيد قال: حدّثنا جعفر بن عبد اللّه المحمّدي قال: حدّثنا إسماعيل بن مرثد(1) [قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه قال: حدّثني أبي، عن أبيه](2)، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حقّ عليّ على النّاس حقّ الوالد على ولده».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 42)
(2132) 7-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد المحمّدي قال: حدّثنا إسماعيل بن مزيد مولي بني هاشم قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): َ«حقّ عليّ على المسلمين كحقّ الوالد على ولده».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 13)
ص: 476
أقول: تقدّم كثير من مناقبه (علیه السلام) في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).
(2133) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان، قال: حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي قال: حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن مرّة، عن سلمة بن قيس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض، أعطى اللّه عليّاً من الفضل جزءاً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعه، وأعطاه من الفهم جزءاً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، شبّهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب، و سخاؤه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داوود، وقوّته بقوّة داوود.
له اسم مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة، بشّرني به ربّي وكانت له البشارة عندي، عليّ محمود عند الحقّ، مزكّى عند الملائكة، وخاصّتي وخالصتي، وظاهرتي ومصباحي، وجُنّتي ورفيقي آنسني به ربّي عزّ وجلّ، فسألت ربّي أن لا يقبضه قبلي، وسألته أن يقبضه شهيداً، أدخلتُ الجنّة فرأيت حورَ عليّ أكثر من ورق الشجر، وقصور عليّ كعدد البشر.
عليّ منّي وأنا من عليّ، من تولّى عليّاً فقد تولّاني، حُبّ على نعمة، واتّباعه فضيلة دان به الملائكة، وحفَت به الجنّ الصالحون، لم يمش على الأرض ماش بعدي إلّا كان هو أكرم منه عزّاً وفخراً ومنهاجاً، لم يك قطّ عجولاً، ولا مسترسلاً لفساد، ولا متعنّداً(1)، حملته الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد
ص: 477
كان أكرم خروجاً منه، ولم ينزل منزلاً إلّا كان ميموناً، أنزل اللّه عليه الحكمة و ردّاه(1) بالفهم، تُجالسه الملائكة ولا يراها، ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه، فزيّن اللّه به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب(2) به البلاد، وأعزّ به الأجناد، مثله كمثل بيت اللّه الحرام، يُزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر(3) إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا، وصفه اللّه في كتابه ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى(4) منازله، فهو الكريم حيّاً والشهيد ميّتاً».
(أمالي الصدوق: المجلس 2، الحديث 7)
(2134) 2-(5) حدّثنا محمّد بن القاسم قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما،، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام)قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لبعض أصحابه ذات يوم: «يا عبد اللّه ، أحبب في اللّه ، وأبغض في اللّه ، ووال في اللّه ، وعادِ في اللّه ، فإنّه لا تنال ولاية اللّه إلّا بذلك،
ص: 478
ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كَثُرت صلاته وصيامه حتّى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة النّاس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادّون، وعليها يَتَباغَضُون، و ذلك لا يُغني عنهم من اللّه شيئاً».
فقال له: وكيف لي أن أعلم أنّي قد واليتُ وعاديتُ في اللّه عزّ وجلّ، فمن وليّ اللّه عزّ وجلّ حتّى أواليه، ومن عدوّه حتّى أعاديه؟
فأشار له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) وقال: «أترى هذا»؟
فقال: بلى.
قال: «وليّ هذا وليّ اللّه فواله وعدوّ هذا عدوّ اللّه فعاده وال وليّ هذا ولو أنّه قاتل أبيك وولدك، وعادِ عدوّ هذا ولو أنّه أبوك وولدك».
(أمالي الصدوق: المجلس، الحديث 7)
(2135) 3-(1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سنان قال: حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ولاية عليّ بن أبي طالب ولاية اللّه ، وحبّه عبادة اللّه ، واتِّباعه فريضة اللّه ، وأولياؤه أولياء اللّه ، وأعداؤه أعداء اللّه ، وحربه حرب اللّه ، وسلمه سلم اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 9، الحديث 3)
(2136) 4-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن حمدان المكتّب قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد
ص: 479
بن عبدالرحمان الصفّار قال: حدّثنا محمّد بن عيسى الدامغاني قال: حدّثنا يحيى بن المغيرة قال: حدّثنا جرير عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخُدري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي، فأدخلني الجنّة، وأجلسني على دُرنوك(1) من درانيك الجنّة، فناولني سَفرجلة، فانفلقت بنصفين، فخرجت منها حوراء كأنّ أشفار عينيها مقاديم النُّسور، فقالت: السلام عليك يا احمد السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا محمّد.
فقلت: من أنت يرحمك اللّه ؟
قالت: أنا الراضية المرضيّة، خلقني الجبّار من ثلاثة أنواع: أسفلي من المسك، وأعلاي من الكافور، ووسطي من العنبر، وعُجنت بماء الحيوان، قال الجليل: كوني، فكنت، خُلقتُ لابن عمّك ووصيّك ووزيرك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».
(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 12)
ص: 480
(2137) 5-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدويّ(2) قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عمّار الجارودي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه ، عن أبي الجارود، عن أبي الهيثم، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): »إنّ اللّه تبارك وتعالى يبعث أناساً وجوههم من نور، على كراسي من نور عليهم ثياب من نور في ظلّ العرش، بمنزلة الأنبياء وليسوا بالأنبياء، وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء»!
فقال رجل: أنا منهم يا رسول اللّه ؟
قال: «لا».
قال آخر: أنا منهم يا رسول اللّه ؟
قال: «لا».
قيل: من هم يا رسول اللّه ؟
قال: فوضع يده على رأس عليّ (علیه السلام) وقال: «هذا وشيعته».
(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 16)
(2138) 6-(3) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمّد التميمي، عن أبيه قال: حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني، عن
ص: 481
أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقرّبين وأوصيائي سادة أوصياء النبيّين والمرسلين، وذريّتي أفضل ذريّات النبيّين والمرسلين، وأصحابي الّذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين، والطاهرات من أزواجي أمّهات المؤمنين وأُمّتي خير أمّة أخرجت للنّاس، وأنا أكثر النبيّين تبعاً يوم القيامة، ولي حوض عرضه ما بين بصرى(1) وصنعاء، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا».
قيل: ومن ذاك يا رسول اللّه ؟
قال: «إمام المسلمين و أميرالمؤمنين ومولاهم بعدي عليّ بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل الماء».
ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أحبّ عليّاً وأطاعه في دار الدنيا ورد عَلَيّ حوضي غداً وكان معي في درجتي في الجنّة، ومن أبغض عليّاً في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 49 الحديث 12)
(2139) 7- حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدّثنا القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن علاقة، عن أبي سعيد عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):
عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للإمامة، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل، وأنا وأنت أبوا هذه الأمّة.
يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي، وأبو ولدي، شيعتك شيعتي،
ص: 482
وأنصارك أنصاري، وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي.
يا عليّ أنت صاحبي على الحوض غداً، وأنت صاحبي في المقام المحمود، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سعد من تولّاك، وشقي من عاداك، وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللّه تقدّس ذكره بمحبّتك وولايتك، واللّه إنّ أهل مودّتك في السماء لأكثر منهم في الأرض.
يا عليّ، أنت أمين(1) أمّتي، وحجّة اللّه عليها بعدي، قولك قولي، وأمرك أمري، وطاعتك طاعتي وزجرك زجري، ونهيك نهيي، ومعصيتك معصيتي، وحزبك حزبي، وحزبي حزب اللّه (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّه وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّه هُمُ الْغَالِبُونَ)(2)».
(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)
(2140) 8- حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم المكتّب (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدويّ قال: حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه قال: حدّثنا المأمون، عن أبيه الرشيد عن المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «أنت وارثي».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 8)
(2141) 9-(3) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحزور، عن القاسم(4)، عن أبي
ص: 483
سعيد الخدري قال:
أتت فاطمة (علیها السلام) النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فذكرت عنده ضعف الحال، فقال لها: «أما تدرين ما منزلة عليّ عندي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة(1) سنة، وفرّج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وكان لا يرفعه خمسون رجلاً».
فأشرق لون فاطمة (علیها السلام) ولم تقرّ قدماها حتّى أتت عليّاً (علیه السلام) فأخبرته، فقال: «كيف لو حدّثك(2) بفضل اللّه عَلَيّ كلّه»؟!
(أمالي الصدوق: المجلس 62، الحديث 13)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «أتت فاطمة صلوات اللّه عليها ذات يوم أبيها (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». وفيه: «وقلع باب خيبر... و كان لا يقلعه خمسون رجلاً». وفيه: «ولم تقرّ قدماً على الأرض حتّى...».
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 40)
(2142) 10- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا أحمد بن رشد(3) [بن خثيم] قال: حدّثنا أبو معمر سعيد بن خثيم [بن رشد الهلالي الكوفي] قال: حدّثني سعد(4):
ص: 484
عن الحسن البصري أنّه بلغه أنّ زاعماً يزعم أنّه ينتقص عليّاً (علیه السلام) فقام في أصحابه يوماً فقال: لقد هممت أن أغلق بابي ثمّ لا أخرج من بيتي حتّى يأتيني أجلي، بلغني أنّ زاعماً منكم يزعم أنّي أنتقص خير النّاس بعد نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنيسه و جليسه، والمفرّج للكرب عنه عند الزلازل، والقاتل للأقران يوم التنازل(1)، لقد فارقكم رجل قرأ القرآن فوقّره، وأخذ العلم فوفّره، وحاز البأس فاستعمله في طاعة ربّه، صابراً على مضض الحرب، شاكراً عند اللأواء(2) والكرب، فعمل بكتاب ربّه، ونصح لنبيّه وابن عمّه وأخيه، آخاه دون أصحابه، وجعل عنده سرّه، وجاهد عنه صغيراً، وقاتل معه كبيراً، يقتل الأقران، وينازل الفرسان دون دين اللّه حتّى وضعت الحرب أوزارها، متمسّكاً بعهد نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، لا يصدّه صادّ، و لا يمالي عليه مضادّ، ثمّ مضى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو عنه راض.
أعلم المسلمين علماً، وأفهمهم فهماً، وأقدمهم في الإسلام لانظير له في مناقبه ولا شبيه له في ضرائبه(3)، فظلفت نفسه عن الشهوات، وعمل اللّه في الغفلات، و أسبغ الطهور في السبرات(4)، وخشع في الصلوات، وقطع نفسه عن اللذّات مشمّراً(5) عن ساق، طيّب الأخلاق كريم الأعراق، اتّبع سنن نبيّه واقتفى آثار وليّه، فكيف أقول فيه ما يوبقني؟! وما أحد أعلمه يجد فيه مقالاً، فكفّوا عنّا الأذى، وتجنّبوا طريق الردى.
(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 1)
(2143) 11- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي
ص: 485
عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم وهو في مسجد قباء و الأنصار مجتمعون: «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك، يا عليّ أنت وصیّي، وخليفتي وإمام أمّتي بعدي والى اللّه من والاك، وعادى اللّه من عاداك، وأبغض اللّه من أبغضك، ونصر اللّه من نصرك، وخذل اللّه من خذلك.
يا عليّ، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي.
يا عليّ، إنّه لمّا عُرج بي إلى السماء عهد إليّ ربّي فيك ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد.
قلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركت وتعاليت.
فقال: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».
(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 7)
(2144) 12-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبداللّه بن إبراهيم قال: حدّثني الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء [و](2) انتهيت إلى سدرة المنتهى: نودیت یا محمّد، استوص بعليّ خيراً، فإنّه سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، و قائد
ص: 486
الغرّ المحجّلين(1) يوم القيامة».
(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 30)
(2145) 13-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمان، عن منصور الصيقل، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء عهد إليّ ربّي في عليّ ثلاث کلمات، فقال: يا محمّد.
فقلت: لبّيك ربّي.
فقال: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 17)
ص: 487
ص: 488
(2146) 14-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا بن القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثنا عمر بن عبد اللّه قال: حدّثنا الحسن بن الحسين بن عاصم قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:
حدّثني سلمان الخير (رضی اللّه عنه) فقال: يا أبا الحسن قلّما أقبلتَ أنت وأنا عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلّا قال: «يا سلمان، هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 8)
ص: 489
(2147) 15- حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش:
عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد اللّه ا لأنصاري عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)؟ فقال: ذاك خير خلق اللّه من الأوّلين والأخرين ما خلا النبيّين والمرسلين، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يخلق خلقاً بعد النبيّين والمرسلين أكرم عليه من عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) والأئمّة من ولده بعده.
قلت: فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه؟
فقال: لا يبغضه إلّا كافر، ولا ينتقصه إلّا منافق.
قلت: فما تقول فيمن يتولّاه ويتولّى الأئمّة من ولده بعده؟
فقال: إنّ شيعة عليّ و الأئمّة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة.
ثمّ قال: ما ترون لو أنّ رجلاً خرج يدعو النّاس إلى ضلالة، من كان أقرب النّاس منه؟
قالوا: شيعته وأنصاره.
قال: فلو أنّ رجلاً خرج يدعو النّاس إلى هدى من كان أقرب الناس منه؟
قال: شيعته وأنصاره.
قال: فكذلك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده لواء الحمد يوم القيامة، أقرب النّاس منه شيعته وانصاره
(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 4)
ص: 490
(2148) 16-(1) حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا عبد الرحيم بن عليّ بن سعيد الجبلي قال: حدّثنا الحسن بن نصر الخزّاز قال: حدّثنا عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب:
عن سعيد بن جبير قال: آتيت عبداللّه بن عبّاس فقلت له: يا ابن عمّ رسول اللّه إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب واختلاف النّاس فيه؟ فقال ابن
ص: 491
عبّاس: «يا ابن جُبير، جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الامّة بعد محمّد نبيّ اللّه ، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القِربة(1).
يا ابن جبير، جئتني تسألني عن وصيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و وزيره و خليفته و صاحب حوضه ولوائه وشفاعته.
والّذى نفس ابن عبّاس بيده، لو كانت بحار الدنيا مداداً، وأشجارها أقلاماً، و أهلها كتّاباً، فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وفضائله من يوم خلق اللّه عزّ وجلّ الدنيا إلى أن يفنيها، ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك وتعالى».
(أمالي الصدوق: المجلس 82 الحديث 15)
(2149) 17- وبإسناده عن الربيع صاحب المنصور (في حديث) قال: قال المنصور للصادق (علیه السلام): حدّثني عن فضل جدّك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) حديثاً لم تُؤثر العامّة.
فقال الصادق (علیه السلام): حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه (علیه السلام): «لمّا أسري بي إلى السماء عَهِدَ إليّ ربّي جلّ جلاله في عليّ (علیه السلام) ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد.
قلت: لبّيك ربّي وسعديك.
فقال عزّ وجلّ: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، فبشّره بذلك»(2).
فبشّره النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بذلك، فخرّ عليّ (علیه السلام) ساجداً شُكراً للّه عزّ وجلّ، ثمّ رفع رأسه فقال: «يا رسول اللّه ، بلغ من قدري حتّى أنّي أُذكر هناك»؟!
قال: «نعم، وإنّ اللّه يَعرفك، وإنّك لتُذكر في الرفيق الأعلى».
ص: 492
فقال:المنصور: (ذَلِكَ فَضْلُ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ)(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 10)
تقدّم إسناده في الباب 20 - ما ورد في حبّه وبغضه (علیه السلام)-، وذكرت هناك فقرة أخرى من الحديث (2)، ويأتي تمامه في الباب 4 من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام).
(2150) 18- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن عليّ المعدّل ب-«حلب» قال: حدّثنا عُثمان بن سعيد قال: حدّثنا محمّد بن سلمان الأصفهاني قال: حدّثنا عمر بن قيس المكّي:
عن عكرمة صاحب ابن عبّاس قال: لمّا حجّ معاوية نزل المدينة فاستؤذن لسعد بن أبي وقّاص عليه، فقال لجلسائه: إذا أذنتُ لسعد وجلس فخُذوا من عليّ بن أبي طالب، فأذن له، وجلس معه على السرير.
قال: وشتم القوم أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فانسكبت عينا سعد بالبكاء، فقال له معاوية: ما يُبكيك يا سعد؟ أتبكي أن يشتم قاتل أخيك عثمان بن عفّان؟!
قال: واللّه ما أملك البكاء، خرجنا من مكّة مهاجرين حتّى نزلنا هذا المسجد - يعني مسجد الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)- وكان فيه مبيتنا ومقيلنا، إذ أخرجنا منه وترك عليّ بن أبي طالب فيه، فاشتدّ ذلك علينا وهِبنا نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نذكر ذلك له، فأتينا عائشة: فقلنا يا اُمّ المؤمنين، إنّ لنا صحبة مثل صحبة عليّ، وهجرة مثل هجرته، وإنّا قد أخرجنا من المسجد وترك فيه، فلا ندري من سخط من اللّه ، أو من غضب من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاذكري له ذلك فإنّا نهابه. فذكرت ذلك لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لها:
«يا عائشة، لا واللّه ما أنا أخرجتهم، ولا أنا أسكنته، بل اللّه أخرجهم وأسكنه».
وغزونا خيبر فانهزم عنها من انهزم فقال نبي اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية اليوم رجلاً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه و رسوله». فدعاه وهو أرمد، فتفل في عينه
ص: 493
وأعطاه الراية ففتح اللّه له.
وغزونا تبوك مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فودّع عليّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على ثنيّة الوداع و بكي فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يبكيك»؟
فقال: «كيف لا أبكي ولم أتخلّف عنك في غزاة منذ بعثك اللّه تعالى، فما بالك تخلّفني في هذه الغزاة»؟!
فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي»؟
فقال عليّ (علیه السلام): «بل رضيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 39)
(2151) 19- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد المجدّر قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عبّاس قال: كنت عند معاوية - وقد نزل بذي طوى - فجاءه سعد بن أبي وقّاص فسلّم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقّاص وهو صديق لعليّ. قال: فطأطأ القوم رؤوسهم وسبّوا عليّاً (علیه السلام)، فبكى سعد، فقال معاوية: ما الّذى أبكاك؟
قال: ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسبّ عندك ولا أستطيع أن أغيّر، وقد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها:
أحدها: أنّ رجلاً كان باليمن، فجاء عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: لأشكونّك إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقدم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسأله عن عليّ (علیه السلام)، فثنى عليه، فقال:
«أنشدك باللّه الّذي أنزل علَيّ الكتاب واختصّني بالرسالة، عن سخط تقول ما تقول في عليّ بن أبي طالب»؟
قال: نعم يا رسول اللّه .
قال: «ألا تعلم أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟
ص: 494
قال: بلى.
قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه».
والثانية: أنّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلى القتال فهزم وأصحابه، فقال له (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية غداً إنساناً يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله».
فقعد المسلمون و عليّ (علیه السلام) أرمد، فدعاه فقال: «خذ الراية».
فقال: يارسول اللّه ، إنّ عيني كما ترى. فتفل فيها، فقام فأخذ الراية، ثمّ مضى بها حتّى فتح اللّه عليه.
والثالثة: خلّفه في بعض مغازيه، فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه ، خلّفتني مع النساء والصبيان؟
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّ لا نبيّ بعدي».
والرابعة: سدّ الأبواب في المسجد إلّا باب عليّ.
والخامسة: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، فدعا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وحسناً وحسيناً وفاطمة (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)
(2152) 20-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الطائى قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن جعفر بن سليمان الضبعي قال: حدّثنا أبي، عن أبيه قال: حدّثني يعقوب بن الفضل قال: حدّثني شريك بن عبداللّه بن أبي نمر، عن عبداللّه بن عبدالرحمان الأنصاري، عن أبيه قال:
ص: 495
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أعطيتُ في عليّ تسعاً: ثلاثاً في الدنيا، وثلاثاً في الآخرة، واثنين أرجوهما له، وواحدة أخافها عليه:
فأمّا الثلاثة الّتي في الدنيا: فساتر عورتي والقائم بأمر أهلي ووصيّي فيهم.
وأمّا الثلاثة الّتي في الآخرة: فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي، واعتمد عليه في مقام الشفاعة، ويعينني على حمل مفاتيح الجنّة.
وأمّا اللّتان أرجوهما له: فإنّه لا يرجع من بعدي ضالّاً، ولا كافراً.
وأمّا الّتي أخافها عليه: فغدر قريش به من بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 9)
(2153) 21-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني المظفّر بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدّثنا أحمد بن موسى الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الزراري، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي زكريّا الموصلي، عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):
أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعلي (علیه السلام): «أنت الّذي احتجّ اللّه بك في ابتدائه الخلق، حيث أقامهم أشباحاً فقال لهم: ألست بربّكم؟
قالوا: بلى.
قال: ومحمّد رسولي؟
قالوا: بلى.
ص: 496
قال: وعليّ بن أبي طالب وصيّي؟
فأبى الخلق جميعاً إلّا استكباراً وعُتوّاً من ولايتك، إلّا نفر قليل، وهم أقلّ القليل، وهم أصحاب اليمين».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 4)
(2154) 22- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي بن عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد الهمداني قال: حدّثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه:
عن أبي سعيد الخدري قال: خرج إلينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد انقطع شسع نعله، فدفعها إلى عليّ (علیه السلام) يصلحها، ثمّ جلس وجلسنا حوله كانّما على رؤوسنا الطير فقال: «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت النّاس على تنزيله».
فقال أبو بكر: أنا هو، يا رسول اللّه ؟
قال: «لا».
فقال عمر: أنا هو يا رسول اللّه ؟
فقال: «لا، ولكنّه خاصف النعل».
قال: فأتينا عليّاً نبشّره بذلك، فكأنّه لم يرفع به رأساً، وكأنّه قد سمعه قبل.
(أمالي الطوسي: المجلس: 9، الحديث 50)
(2155) 23-(1) وبالسند المتقدّم عن إسماعيل بن رجاء قال: حدّثني أبي، عن جدّي أبي أُمّي حزام بن زهير أنّه كان عند عليّ (علیه السلام) في الرحبة، فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين، هل كان فى النعل حديث؟
فقال: «اللّهم إنّك تعلم أنّه ممّا كان يسرّه إِلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، وأشار بيديه و رفعهما.
(أمالي الطوسي: المجلس: 9، الحديث 51)
ص: 497
(2156) 24-(1) حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد الصائغ قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق السرّاج قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:
ص: 498
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعلي (علیه السلام) ثلاثاً، فلأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النعم، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام) وخلّفه في بعض مغازيه، فقال: «يا رسول اللّه ، تخلّفني مع النساء والصبيان»؟! فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّى بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟ وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله».
قال: فتطاولنا لها(1) [ف] قال: «ادعوا لي عليّاً». فأتى عليّ أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه.
ولمّا نزلت هذه الآية: (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)(2)، دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً (علیهم السلام) و قال: «اللّهم هؤلاء أهلي».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 63)
(2157) 25-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عليّ القزويني قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه:
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنك سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 50)
(2158) 26- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو بكر
ص: 499
محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عبداللّه بن عجب الأنباري قال: حدّثنا خلف بن درست قال: حدّثنا القاسم بن هارون قال: حدّثنا سهل بن سقير(1) عن همّام، عن قتادة عن أنس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « لمّا عُرج بي إلى السماء دنوت من ربّي عزّ وجلّ حتّى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى.
فقال: يا محمّد، مَن تُحِبّ من الخلق؟
قلت: يا ربّ عليّاً.
قال: التفت يا محمّد فالتفتّ عن يساري، فإذا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 67)
(2159) 27- وعن محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 75)
(2160) 28-(2) وعن أبي بكر الجعّابي الحافظ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الخزّاز من كتابه، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان
ص: 500
قال: حدّثنا أبو مريم، عن ثُوَير بن أبي فاختة:
عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه، وأوقفه يوم غدير خمّ فأعلم الناس أنّه مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: «أنت منّي وأنا منك».
وقال له: «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل».
وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى».
وقال له: «أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت».
وقال له: «أنت العروة الوثقی».
وقال له: «أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم بعدي».
وقال له: «أنت إمام كلّ مؤمن ومؤمنة، ووليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي».
وقال له: «أنت الّذي أنزل اللّه فيه: (وَأَذَانٌ مِنَ اللّه وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)(1).
وقال له: «أنت الآخذ بسنّتي والذابّ عن ملّتي».
وقال له: «أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض وأنت معي».
وقال له: «أنا عند الحوض وأنت معى».
وقال له: «أنا أوّل من يدخل الجنّة، وأنت بعدي تدخلها، والحسن والحسين وفاطمة».
وقال له: «إن اللّه أوحى إليّ بأن أقوم بفضلك، فقمت به في النّاس، وبلّغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه».
وقال له: «اتّق الضغائن الّتي لك في صدر مَن لا يظهرها إلّا بعد موتي، أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون».
ثمّ بكى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقيل: ممّ بكاؤك يا رسول اللّه ؟
قال: «أخبرني جبرئيل (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّهم يظلمونه ويمنعونه حقّه، ويقاتلونه ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل (علیه السلام) عن اللّه عزّ وجلّ أنّ ذلك يزول إذا
ص: 501
قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمّة على محبّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغيّر البلاد، وضعف العباد والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم منهم».
فقيل له: ما اسمه؟
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي(1)، هو من ولد ابنتي، يُظهر اللّه الحق بهم ويُخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم النّاس بين راغب إليهم وخائف منهم».
قال: وسكن البكاء عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: «معاشر المؤمنين، أبشروا بالفرج، فإنّ وعد اللّه لا يخلف، وقضاءه لا يردّ، وهو الحكيم الخبير، فإنّ فتح اللّه قريب، اللّهم إنّهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهم اكلأهم و ارعهم وكن لهم، وانصرهم وأعنهم، وأعزّهم ولا تذلّم، واخلفني فيهم، إنّك على كل شيء قدير».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)
(2161) 29- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):
يقول اللّه عزّ وجلّ: «من آمن بي وبنبیّي، وتولّى عليّاً، أدخلته الجنّة على ما كان من عمله».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 29)
ورواه أيضاً في الحديث 67 إلّا أنّ فيه: «من آمن بي وبنبیّي وبولیّي أدخلته الجنّة...».
ص: 502
(2162) 30-(1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزّاز قال: حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا فطر قال: سمعت أبا الطفيل يقول:
قال بعض أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لقد كان لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من السوابق ما لو أنّ سابقة منها [قسمت](2) بين الخلائق لوسعتهم خيراً.
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 7)
(2163) 31-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي قال: حدّثنا عمرو بن معمر قال: حدّثنا عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى، عن، عن أبيه محمّد بن عليّ:
عن جابر بن عبد اللّه قال: بعث النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خالد بن الوليد والياً على صدقات بني المصطلق حيّ من خزاعة، وكان بينه وبينهم في الجاهليّة ذحل(4)، فأوقع بهم خالد، فقتل منهم واستاق أموالهم، فبلغ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما فعل، فقال: «اللّهم إنّي أبرأ
ص: 503
إليك ممّا صنع خالد»! وبعث إليهم عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بمال، وأمره أن يؤدّي إليهم ديات من قتل من رجالهم.
فانطلق عليّ (علیه السلام) فأدّى إليهم ديات رجالهم وما ذهب لهم من أموالهم، وبقي معه من المال زُعبة(1)، فقال لهم: «هل تفقدون شيئاً من أموالكم وأمتعتكم»؟
فقالوا: ما نفقد شيئاً إلّا ميلغة كلابنا. فدفع إليهم ما بقى من المال.
فقال: «هذا لميلغة كلابكم وما أنسيتم(2) من متاعكم».
وأقبل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «ما صنعت»؟
فأخبره حتّى أتى على حديثهم(3)، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أرضيتني رضي اللّه عنك، يا عليّ، أنت هادي أمّتي، ألا إنّ السعيد كلّ السعيد من أحبّك وأخذ بطريقتك، ألا إنّ الشقي كلّ الشقي من خالفك ورغب عن طريقك إلى يوم القيامة».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 65)
أقول: لهذا الحديث رواية أخرى ذكرتها في باب أخبار المنزلة من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام).
(2164) 32-وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جورية الجنديسابوري من أصل كتابه، قال: حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال: أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدّثنا شريك بن عبداللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق:
عن عمرو بن ميمون الأودي، أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر: هو زوج فاطمة سيّدة نساء الأوّلين والآخرين، فمن رأى مثلها أو سمع
ص: 504
أنّه تزوّج بمثلها أحد في الأوّلين والآخرين؟! وهو أبو الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، فمن له أيّها الناس مثلها؟! و رسول اللّه حموه (1)، وهو وصيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أهله وأزواجه، وسدّت الأبواب الّتي في المسجد كلّها غير بابه، وهو صاحب باب خيبر، وهو صاحب الراية يوم خيبر، و تفل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعد ولا وجد حرّاً ولا برداً بعد يوم ذلك.
وهو صاحب يوم غدير خُمّ، إذ نوّه(2)رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باسمه، وألزم أمّته ولايته، وعرفهم بخطره، وبيّن لهم مكانه، فقال: «أيّها النّاس، من أولى بكم من أنفسكم»؟
قالوا: اللّه و رسوله.
قال: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه».
وهو صاحب العباء ومن أذهب اللّه عنه الرجس وطهّره تطهيراً، وهو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي». فجاء عليّ (علیه السلام) فأكل معه.
وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و قد سار أبوبكر بالسورة، فقال له: يا محمّد إنّه لا يبلغها إلّا أنت أو عليّ، إنّه منك وأنت منه، وكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه في حياته وبعد وفاته.
وهو عيبة علم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن قال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(3)».
ص: 505
وهو مفرّج الكرب عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الحروب، وهو أوّل من آمن برسول اللّه وصدّقه واتّبعه، وهو أوّل من صلّى، فمن أعظم فرية على اللّه و على رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ممّن قاس به أحداً أو شبّه به بشراً!
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)
(2165) 33-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان الغزّال قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبيد بن خنيس العبدي قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبداللّه بن شريك:
عن الحارث بن ثعلبة قال: قدم رجلان يريدان مكّة والمدينة في الهلال أو قبل الهلال، فوجد النّاس ناهضين إلى الحجّ:قال [قالا] فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنّه أميرهم، فانتبذ منهم، فقال: كونا عراقيّين.
قلنا: نحن عراقيّان.
قال: كونا كوفيّين.
ص: 506
قلنا: نحن كوفيّان.
قال: ممّن أنتما؟
قلنا: من بني كنانة.
قال: من أيّ بني كنانة؟
قلنا: من بني مالك بن كنانة.
قال: رحب على رحب و قرب على قرب أنشدكما بكلّ كتاب منزل ونبيّ مرسل، أسمعتما عليّ بن أبي طالب يسبّني، أو يقول إنّه معادي ومقاتلي؟
قلنا: مَن أنت؟
قال: أنا سعد بن أبي وقّاص.
فقلنا: لا، ولكن سمعناه يقول: «اتّقوا فتنة الأخينس».
قال: الخنيس(1) كثير، ولكن سمعتماه يضني باسمي؟
قالا: [قلنا:] لا.
قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، قد ضللت إذن وما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهنّ من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها أعمر فيها عمر نوح!
قلنا: سمّهنّ [لنا].
قال: ما ذكرتهنّ إلّا وأنا أريد أن أسمّيهنّ: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين، فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة، بعث بعليّ بن أبي طالب نحوه، فقال: «اقبض ببراءة منه واردده إليّ». فمضى إليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقبض براءة منه ورده إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا مثل بين يديه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكى [أبوبكر] وقال: يا رسول اللّه ، أحدث فيّ شيء، أم أنزل فيّ قرآن؟
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لم ينزل فيك قرآن [و] لكن جبرئيل (علیه السلام) جاءني عن اللّه عزّ وجلّ فقال: «لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك»، وعليّ منّي وأنا من عليّ، و
ص: 507
لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ».
قلنا له: وما الثانية؟
قال: كنّا في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل عليّ وآل أبي بكر و آل عمر و أعمامه قال: فنودي فينا ليلاً: اخرجوا من المسجد إلّا آل رسول اللّه وآل عليّ.
قال: فخرجنا نجرّ قلاعنا(1)، فلمّا أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال: يارسول اللّه، أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ونحن عمومتك ومشيخة أهلك؟!
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا أخرجتكم ولا أنا أسكنته، ولكن اللّه عزّ وجل أمرني بذلك».
قلنا له: فما الثالثة؟
قال: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردّها، فبعث بها مع عمر فردّها، فغضب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّه اللّه و رسوله، ويحبّ اللّه ورسوله كرّاراً غير فرّار لا يرجع حتّى يفتح اللّه على يديه».
قال: فلمّا أصبحنا جثونا على الرّكب فلم نره يدعو أحداً منّا، ثمّ نادى: «أين عليّ بن أبي طالب»؟ فجيء به وهو أرمد، فتفل في عينه وأعطاه الراية، ففتح اللّه على يده.
قلنا: فما الرابعة؟
قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خرج غازياً إلى تبوك واستخلف عليّاً على النّاس، فحسدته قريش، وقالوا: إنّما خلّفه لكراهيّة صحبته. قال: فانطلق في أثره حتّى لحقه فأخذ بغرز ناقته، ثمّ قال: «إنّي لتابعك».
قال: «ما شأنك»؟
فبكى وقال: «إنّ قريشاً تزعم أنّك إنّما خلّفتني لبغضك لي وكراهيّتك صحبتي»!
قال: فأمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مناديه فنادى في النّاس، ثمّ قال: «أيّها النّاس،
ص: 508
أفيكم أحد إلّا وله من أهله خاصّة»؟
قالوا: أجل.
قال: «فإنّ عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي وحبيبي إلى قلبي».
ثمّ أقبل على أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟
فقال عليّ (علیه السلام): «رضيت عن اللّه ورسوله».
ثمّ قال سعد: هذه أربعة وإن شئتما حدّثتكما بخامسة.
قلنا: قد شئنا ذلك.
قال: كنّا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع، فلمّا عاد نزل غدير خمّ، وأمر مناديه فنادى في النّاس: «مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)
(2166) 34- حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم المحاربي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدّثنا محمّد بن الحارث قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد، عن مسلم الأعور، عن حبّة العرني، عن أبي الهيثم بن التيّهان الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام وعلّقها على العرش، وأمرها بالتسليم عَلَيّ والطاعة لي، وكان أوّل مَن سَلَّم عَلَىّ و أطاعني من الرجال روح عليّ بن أبي طالب».
(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 6)
(2167) 35-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني
ص: 509
أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثني أبي، عن ربعي بن عبد اللّه بن الجارود، عن أبيه قال:
قال معاوية لخالد بن مَعمر(1): على مَ أحببتَ عليّاً؟
قال: على ثلاث خصال: على حِلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال، وعلى عدله إذا وَلي.
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 3)
(2168) 36-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيداللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا محمّد بن يحيى قال: حدّثنا جبلة بن محمّد بن جبلة الكوفي قال:
ص: 510
حدّثني أبي قال: اجتمع عندنا السيّد بن محمّد الحميري وجعفر بن عفّان الطائي، فقال له السيّد: ويحك، أتقول في آل محمّد شرّاً؟!
مابال بيتكم يخرّب سقفه *** و ثيابكم من أرذل الأثواب
فقال جعفر: فما أنكرت من ذلك؟
فقال له السيّد: إذا لم تحسن المدح فاسكت أَ يُوصف آل محمّد بمثل هذا؟! و لكنّى أعذرك، هذا طبعك وعلمك ومنتهاك، وقد قلت أمحو عنهم عار مدحك:
أقسم باللّه وآلائه *** والمرء عمّا قال مسؤول
إنّ عليّ بن أبي طالب *** على التُقى والبرّ مجبول
وإنّه كان الإمام الّذى *** له على الأمّة تفضيل
يقول بالحقّ ويُعنى به *** ولا تُلهِّيه الأباطيل
كان إذا الحرب مَرَتها القنا *** وأحجمت عنها البهاليل
يمشي إلى القرن وفى كفّه *** أبيضُ ماضي الحد مصقول
مشى العفرنى بين أشباله *** أبرزه للقنص الغيل
ذاك الّذي سلّم في ليلة *** عليه میکال وجبريل
میکال فى ألف وجبريل فى *** ألف ويتلوهم سرافیل
ليلة بدر مدداً أنزلوا *** كأنّهم طيرٌ أبابيل
فسلّموا لما أتوا *** وذاك إعظام وتبجيل(1)
ص: 511
كذا يقال فيه يا جعفر، وشعرك يقال مثله لأهل الخصاصة والضَّعف.
فقبّل جعفر رأسه وقال: أنت واللّه الرأس يا أبا هاشم، ونحن الأذناب.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 41)
(2169) 37-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو عبداللّه الأسدى قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار الغسّاني قال: حدّثنا أبو الصباح عبد الغفور الواسطى(2)، عن عبد اللّه بن محمّد القرشي، عن أبي عليّ الحسن بن عليّ الراسبي عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الشاكّ في فضل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاث مئة شعبة، على كلّ شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه».
(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 3)
(2170) 38-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن
ص: 512
محمّد بن عبداللّه الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، قال: حدّثني مؤدّبي عبد اللّه بن أحمد بن نهيك الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن زياد [ا]بن أبي عمير قال: حدّثنا عليّ بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، عن آبائه [(علیهم السلام)]:
عن عليّ (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّه لمّا أسري بي إلى السماء تلقّتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتّى لقيني جبرئيل (علیه السلام) في محفل من الملائكة فقال: يا محمّد لو اجتمعت أمّتك على حبّ عليّ ما خلق اللّه عزّ وجلّ النّار.
يا عليّ، إنّ اللّه تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتّى آنست بك:
أمّا أوّل ذلك: فليلة أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل (علیه السلام): أين أخوك يا محمّد؟
فقلت: يا جبرئيل، خلّفته ورائي.
فقال: ادع اللّه عزّ وجلّ فليأتك به.
فدعوت اللّه ، فإذا مثالك معي، وإذا الملائكة وقوف صفوفاً، فقلت: يا جبرئيل، مَن هؤلاء؟
قال: هؤلاء الّذين يباهي اللّه عزّ وجلّ بهم يوم القيامة، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة.
والثاني: حين أسري بي إلى ذي العرش عزّ وجلّ، فقال لي جبرئيل: أين أخوك يا محمّد؟
فقلت: خلّفته ورائي.
قال: ادع اللّه عزّ وجلّ فليأتك به.
فدعوت اللّه عزّ وجلّ فإذا مثالك معي، وكشط لي عن سبع سماوات حتّى رأيت سكّانها و عمّارها، وموضع كلّ ملك منها.
والثالث: حيث بُعثت للجنّ، فقال لي جبرئيل (علیه السلام): أين أخوك؟
ص: 513
فقلت: خلّفته من ورائي.
فقال: ادع اللّه عزّ وجلّ فليأتك به.
فدعوت اللّه عزّ وجلّ، فإذا أنت معي فما قلت لهم شيئاً ولا ردّوا عليّ شيئاً إلّا سمعته ووعيته.
والرابع: خصّصنا بليلة القدر، وأنت معي فيها، وليست لأحد غيرنا.
والخامس: ناجيت اللّه عزّ وجلّ، ومثالك معي، فسألت فيك خصالاً أجابني إليها إلّا النبوّة، فإنّه قال: خصصتها بك، وختمتها بك.
والسادس: لمّا طفت بالبيت المعمور، كان مثالك معي.
والسابع: هلاك الأحزاب على يدي وأنت معي.
يا عليّ، إنّ اللّه أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثمّ اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثمّ اطلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين، ثمّ اطلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمّة من ولدهما على رجال العالمين.
يا عليّ، إني رأيت اسمك مقروناً باسمى في أربعة مواطن فآنست بالنظر إليه:
إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء، وجدت على صخرتها: «لا إله إلّا اللّه ، محمّد رسول اللّه، أيّدته بوزيره ونصرته به».
فقلت: يا جبرئيل، ومَن وزيري؟
قال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى، وجدت مكتوباً عليها: «لا إله إلّا اللّه أنا وحدي و محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره ونصرته به».
فقلت يا جبرئيل، ومَن وزيري؟
فقال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
فلمّا جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش ربّ العالمين، وجدت مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا وحدي، محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره وأخيه ونصرته به».
يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أعطاني فيك سبع خصال: أنت أوّل من ينشقّ القبر
ص: 514
عنه معى، وأنت أوّل من يقف معي على الصراط، فتقول(1) للنّار: خذي هذا فهو لك، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أوّل مَن يكسى إذا كسيت ويحيى إذا حیيت وأنت أوّل مَن يقف معي عن يمين العرش، وأوّل مَن يقرع معي باب الجنّة، وأوّل مَن يسكن معي عِلِّيين، وأوّل مَن يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».
(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 21)
ص: 515
أقول: تقدّم في الباب الرابع من أبواب فضائله (علیه السلام) - في أنّه أخصّ النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)- ما يرتبط بهذا الباب(1).
(2171) 1-(2) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن سلمان الفارسي (رضی اللّه عنه)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا سلمان، سألتني عن وصيّي من أمّتي، فهل تدري من كان وصيّ موسى من أمّته»؟
فقلت: كان وصيّه يُوشَع بن نُون فتاه.
قال: «فهل تدري لِمَ كان أوصى إليه»؟
فقلت: اللّه ورسوله أعلم.
قال: «أوصى إليه لأنّه كان أعلم أمّته بعده، و وصيّي أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب الخامس من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام).
ص: 516
(2172) 2-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري قال: حدّثنا أحمد بن منصور المروزي قال: حدّثنا النضر بن شميل قال: حدّثنا عوف بن أبي جميلة، عن عبد اللّه بن عمرو بن هند الجملي قال:
قال عليّ (علیه السلام): «كنتُ إذا سألتُ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني».
(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 13)
(2173) 3-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبو غسّان النهدي قال: حدّثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن المسيّب بن نجبة:
ص: 517
عن عليّ (علیه السلام) (في حديث) أنّه قيل له: فحدّثنا عنك يا أمير المؤمنين قال: «كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكّت ابتديت»(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 43، الحديث 8)
(2174) 4-(2) وبإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ أنا مدينة الحكمة وأنت بابها و لن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام).
ص: 518
(2175) 5-(1) وبإسناده عن جابر بن عبداللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «أنا دار الحكمة وعليّ مفتاحها، ولن يوصل إلى الدار إلّا بالمفتاح».
(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 8)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).
(2176) 6-(2) حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد، عن عمرو بن شمر عن جابر(3) عن أبي جعفر الباقر، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة الحكمة وهي الجنّة، وأنت يا عليّ بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنّة، ولا يهتدى إليها إلّا من بابها»؟
(أمالي الصدوق: المجلس 61، الحديث 11)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 21)
ص: 519
(2177) 7-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:
عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (في احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون بمرو، في فضل العترة الطاهرة) قال: رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا مدينة الحكمة و عليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها».
(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(2178) 8-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا إسحاق بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حمّاد بن كثير السرّاج، عن أبي خالد، عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة:
عن عليّ (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة الجنّة وأنت بابها يا عليّ كذب من زعم أنّه يدخلها من غير بابها».
(أمالي الطوسي، المجلس 11، الحديث 69)
(2179) 9-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن
ص: 520
غالب الأزدي ب-«أرتاح»(1)، ومحمّد بن سعيد بن شرحبيل الترخُمي ب-«حمص»، قالا: حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ بن عبد الغني الأزدي ب-«معان»، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن همّام الحميري قال: حدّثني أبي همّام بن نافع، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبداللّه بن عبّاس:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها، فمن أراد الجنّة فليأتها من بابها».
(أمالي الطوسي، المجلس 23، الحديث 7)
(2180)10-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عيسى محمّد بن الفراء بن الكبير ببغداد سنة عشر وثلاث مئة، قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن عمرو بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومئتين، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:
عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم وأنت الباب، وكذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة لا من قبل الباب».
(أمالي الطوسي، المجلس 23، الحديث 8)
ص: 521
(2181) 11-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثني عطيّة بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري قال: حدّثنا أبو عمارة محمّد بن أحمد الخشّاب قال: حدّثنا العبّاس بن يزيد البحراني وإسحاق بن إبراهيم الورّاق قالا حدّثنا ضرار بن صرد قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:
قال النبيّ (علیه السلام): «عليّ يبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 9)
(2182) 12-(2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم
ص: 522
بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا إبراهيم بن بشّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن بلج المصري، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن محمّد بن منكدر قال:
سمعت أبا أمامة يقول: كان عليّ (علیه السلام) إذا قال شيئاً لم نشكّ فيه، وذلك أنّا سمعنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «خازن سرّي بعدي عليّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 18)
(2183) 13-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني المسعودي قال: حدّثنا يحيى بن سالم العبدي، عن إسرائيل، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو:
عن زرّ بن حبيش قال: مرّ عليّ (علیه السلام) على بغلة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وسلمان في ملأ، فقال سلمان رحمة اللّه عليه: «ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه؟ فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّه(2) لا يُخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أحد غيره، وإنّه لعالم الأرض وربّانيّها(3) وإليه تسكن، لو فقدتموه لفقدتم العِلم وأنكرتم النّاس».
(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 19)
أبو عبداللّه المفيد، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب، عن الحسن
ص: 523
بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 2)
(2184) 14-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن غراب، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض:
عن أبيه قال: مرّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بملأ فيهم سلمان رحمة اللّه عليه فقال لهم سلمان: «قوموا، فخذوا بحجزة(2) هذا، فواللّه لا يخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيره».
(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «بسرّ نبيّكم صلوات اللّه عليه أحد غيره».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 7)
(2185) 15-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثني أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد قال: حدّثنا
ص: 524
محمّد بن عليّ الصرّاف قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن عليّ بن هاشم، عن [محمّد بن عبيد اللّه بن] أبي رافع، عن محمّد بن أبي بكر(1) [بن محمّد بن عمرو بن حزم]، عن عبّاد بن عبد اللّه ، عن سلمان رحمة اللّه عليه:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أقضى أمّتي وأعلم أمّتي بعدي عليّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 20)
(2186) 16- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ، أنا مدينة العلم وأنت بابها وهل تؤتى المدينة إلّا من بابها».
(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)
تقدم تمامه مسنداً في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة.
(2187) 17- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلاني قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي:
عن ابن عبّاس (في حديث في إرتحال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) قال: ثمّ مدّ يده إلى عليّ (علیه السلام) فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الّذي كان عليه، ووضع فاه على فيه، و جعل يُناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيّبة (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فانسلّ عليّ (علیه السلام) من تحت ثيابه وقال: «أعظم اللّه أجوركم في نبيّكم، فقد قبضه اللّه إليه». فارتفعت الأصوات بالضجّة والبكاء.
فقيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): ما الّذي ناجاك به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين أدخلك تحت
ص: 525
ثيابه؟
فقال: «علّمني ألف باب علم، يفتح لي كلّ باب ألف باب»(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 6)
تقدّم تمامه في باب 3 من أبواب ما يتعلّق بارتحال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
(2188) 18- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد الإصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا [عمرو بن حمّاد بن طلحة] القنّاد قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت يحيى بن أُمّ الطويل يقول:
سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «ما بين لوحي المصحف من آية إلّا وقد علمت فيمن نزلت وأين نزلت في سهل أو جبل، وإنّ بين جوانحي لعلماً جمّاً، فسلوني قبل أن تفقدوني، فإنّكم إن فقدتموني لم تجدوا من يحدّثكم مثل حديثي».
(أمالي المفيد: المجلس 19، الحديث 3)
ص: 526
(2189) 19-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس عن سعد بن طريف الكناني:
عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا جلس عليّ (علیه السلام) في الخلافة وبايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لابساً بردة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متنعّلاً نعل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متقلّداً سيف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فصعد المنبر فجلس عليه متمكّناً،، ثمّ شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال: «يامعشر النّاس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، هذا ما زقّني(2) رسول اللّه زقّاً زقّاً، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين، أما واللّه لو ثنيت لي وسادة(3) فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة فتقول:
ص: 527
صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الإنجيل فيقول: صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول: صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً فهل فيكم أحد يعلم مانزل فيه، ولولا آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ لأخبرتكم بماكان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، و هي هذه الآية: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(1).
ثمّ قال (علیه السلام): «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو سألتموني عن أيّة آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت، مكّيها ومدنيها، وسفريها و حضريها ناسخها، ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها إلّا أخبرتكم» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(2190) 20- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا زيد بن الحسين الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن نجيح قال: حدّثنا جندل بن والق التغلبي قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن أبي زيد الأنصاري، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال:
سمعت رجلاً يسأل ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (إلى أن قال:) فقال له ابن عبّاس: أ عليّ أعلم عندك(2) أم أنا؟
فقال: لو كان عليّ أعلم عندي منك لما سألتك!
ص: 528
قال: فغضب ابن عبّاس حتّى اشتدّ غضبه ثمّ قال: ثكلتك أمّك، عليّ [(علیه السلام)] علّمني، كان علمه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) علّمه اللّه من فوق عرشه، فعلم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من اللّه، و علم عليّ [(علیه السلام)] من النبيّ [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)]، وعلمي من علم عليّ، وعلم أصحاب محمّد كلّهم في علم عليّ (علیه السلام) كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر.
(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 15)
تقدّم تمامه في الباب 12 من أبواب الحوادث والفتن(1).
(2191) 21- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عبيد بن حمدون الرواسي قال: حدّثنا الحسن بن طريف قال:
سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «ما رأيت عليّاً قضى قضاء إلّا وجدت له أصلاً في السنّة».
قال: وكان عليّ (علیه السلام) يقول: «لو اختصم إليّ رجلان فقضيت بينهما، ثمّ مكثا أحوالاً كثيرة ثمّ أتياني في ذلك الأمر لقضيت بينهما قضاء واحداً، لأنّ القضاء لا يحول ولا يزول أبداً».
(أمالي المفيد: المجلس 34 الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «لا تجد عليّاً (علیه السلام) يقضي بقضاء».
(أمالي الطوسى: المجلس، الحديث 3)
(2192) 22-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال:
ص: 529
حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، خلف بن حمّاد الأزدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي قال:
كان عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كثيراً ما يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني، فواللّه ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولافئة تضلّ مئة أو تهدي مئة إلّا وأنا أعلم قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة».
(أمالي الطوسى: المجلس 2، الحديث 54)
(2193) 23- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني القاضي أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسن بن القاسم، عن عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثني عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال:
قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب (علیه السلام): «ما نزلت آية إلّا وأنا عالم متى نزلت، وفي من أنزلت، ولو سألتموني عمّا بين اللوحين لحدّثتكم».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 38)
(2194) 24-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال: أخبرنا أبو عمر و عثمان بن أحمد بن عبداللّه ابن السمّاك قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن السكن قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمان بن یزید:
ص: 530
عن عبد اللّه [بن مسعود] قال: كنّا نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ (علیه السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 100)
(2195) 25-(1) قُرى على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني العبّاس بن معروف وأحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير:
عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) محدَّثاً، وكان سلمان محدَّثاً».
قال: قلت: فما آية المحدَّث؟
قال: «يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 62)
ص: 531
(2196) 26-(1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي، وعليّ بن أحمد بن مروان بن نقيش المقرئ بسرّ من رأى، و أبوذرّ أحمد بن محمّد بن سليمان الباغندي، قالوا: حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن يزيد الحنفي المؤدّب قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، عن عبداللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبدالرحمان بن بهمان:
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخذاً بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يقول: «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، ثمّ رفع بها صوته: «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 26)
(2197) 27-(2) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «سلوني عن كتاب اللّه عزّ وجلّ، فواللّه ما نزلت آية منه في ليل أو نهار ولا مسير ولا مقام إلّا وقد أقرأنيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و علّمني تأويلها».
فقال ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه؟
قال: «كان يحفظ على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب، حتّى أقدم عليه فيقرئنيه، ويقول لي: «يا عليّ، أنزل اللّه عَلَيّ بعدك كذا وكذا، وتأويله كذا وكذا». فيعلّمني تنزيله وتأويله».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 66)
تقدّم إسناده في الباب الرابع من أبواب مناقبه (علیه السلام).
(2198) 28-(3) وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال لرأس اليهود: «على
ص: 532
كم افترقتم»؟
فقال: على كذا وكذا فرقة.
فقال عليّ (علیه السلام): «كذبت يا أخا اليهود»، ثمّ أقبل على النّاس فقال: «واللّه لو ثنيت لى الوسادة(1) لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم» الحديث.
تقدّم تمامه في الباب الأوّل من أبواب الفتن.
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 67)
(2199) 29- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جورية الجنديسابوري من أصل كتابه، قال حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال: أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدّثنا شريك بن عبداللّه النخعي القاضي، عن أبي إسحاق:
عن عمرو بن ميمون الأودي (في حديث) قال: أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر (إلى أن قال:) وهو عيبة علم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن قال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها، كما أمر اللّه فقال: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(2)».
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)
تقدّم تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)(3).
ص: 533
(2200) 30-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل محمّد بن عبداللّه بن المطلب الشيباني قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا مطر بن أرقم، عن الحسن بن عمر و الفقيمي(2) [التميمي الكوفي]، عن أبي قبيصة صفوان بن قبيصة، عن الحارث بن سويد، أنّه حدّثه:
أنّ عبداللّه بن مسعود أخبرهم قال: قرأت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): سبعين سورة من القرآن، أخذتها من فيه وزيد ذو ذؤابتين يلعب مع الصبيان، وقرأت سائر - أو قال: بقيّة - القرآن على خير هذه الأمّة وأقضاهم بعد نبیّهم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه.
(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 1)
ص: 534
(2201) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن علقمة:
عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «جاء أعرابي إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فادّعى عليه سبعين درهماً ثمن ناقة، فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا أعرابي، ألم تستوف منّي ذلك؟
فقال: لا.
فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): إنّي قد أوفيتك.
قال الأعرابي: قد رضيت برجل يحكم بيني وبينك.
فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) معه، فتحاكما إلى رجل من قريش، فقال الرجل للأعرابيّ: ما تدّعي على رسول اللّه؟
قال: سبعين درهماً ثمن ناقة بعتها منه.
فقال: ما تقول يا رسول اللّه؟
فقال: قد أوفيته.
فقال القرشي: قد أقررت له يا رسول اللّه بحقّه، فإمّا أن تقيم شاهدين يشهدان بأنّك قد أوفيته، وإمّا أن توفيه السبعين الّتي يدّعيها عليك!
فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مُغضباً يجرّ رداءه وقال: واللّه لأقصدنّ من يحكم بيننا بحكم اللّه تعالى ذكره، فتحاكم معه إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال للأعرابي:
ما تدّعي على رسول اللّه؟
قال سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه.
فقال: ما تقول يا رسول اللّه؟
فقال: قد أوفيته.
فقال: يا أعرابيّ إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: قد أوفيتك، فهل صدق؟
قال: لا، ما أوفاني!
ص: 535
فأخرج أمير المؤمنين (علیه السلام) سيفه من غمده وضرب عنق الأعرابي. فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ لِم قتلتَ الأعرابي؟
قال: لأنّه يكذِّبك يا رسول اللّه، ومن كذّبك فقد حلّ دمه ووجب قتله.
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما أخطأت حكم اللّه تبارك وتعالى فيه فلاتعد إلى مثلها».
(أمالي الصدوق: المجلس 22 الحديث 2)
ص: 536
(2202) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الطائي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب قال: حدّثنا محمّد بن محسن عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه (علیهم السلام) قال:
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «واللّه ما دنياكم عندي إلّا كَسَفْرٍ(2) على منهل حلّوا، إذا صاح بهم سائقهم فارتحلوا، ولا لذاذتها في عيني إلّا كحميم أشربه غسّاقاً(3)، وعلقَم أتجرّعه زُعاقاً(4)، وسمّ أفعى(5) أسقاه دِهاقا(6)، وقلادة
ص: 537
من نار أوهقها(1) خناقاً، ولقد رَقَعتُ مِدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، وقال لي: اقذِف بها قذف الأُتن(2)، لا يرتضيها ليرقعها. فقلت له: اغرُب عنّي، فعند الصباح يحمد القوم السُّرى، وتنجلي عنّا عُلالات الكَرى(3).
ولو شئت لتَسَربَلتُ بالعبقريّ المنقوش من ديباجكم، ولأكلت لُباب هذا البُرّ بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم، ولكن أصدّق اللّه جلّت عظمته حيث يقول: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ)(4)، فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشررة إلى الأرض لأحرقت نَبتها، ولو اعتصمت نفس بقُلّة لأنضجها وَهج النّار في قُلّتها؟! وأيّما(5) خير لعليّ أن يكون عند ذي العرش مقرّباً، أو يكون في لظىً خسيئاً مُبعّداً، مسخوطاً عليه بجرمه مكذّباً؟!
ص: 538
واللّه لأن أبيت على حَسَك السعدان(1) مُرقّداً، وتحتي أطمار على سفاها ممدّداً(2)، أو أُجرّ في أغلالي مصفّداً، أحبّ إليّ من أن ألقي في القيامة محمّداً خائناً في ذي يُتمة أظلمه بفَلسه متعمّداً، ولِمَ أظلم اليتيم وغير اليتيم؟! لنفس تُسرع إلى البلاء(3) قُفولها(4)، ويمتدّ في أطباق الثَّرى(5) حلولها، وإن عاشت رُويداً فبذي العرش نزولها.
معاشر شيعتي احذروا فقد عضّتكم الدنيا بأنيابها، تَختَطِف منكم نفساً بعد نفس كذئابها، وهذه مطايا الرحيل قد أنيخت لرُكّابها، ألا إنّ الحديث ذُو شُجون فلا يقولنّ قائلكم: إنّ كلام عليّ متناقض(6)، لأنّ الكلام عارض.
ص: 539
ولقد بلغني أنّ رجلاً من قُطّان المدائن تبع بعد الحنيفية عُلوجه(1)، ولبس من نالة دِهقانه منسوجه، وتضمّخ بمسك هذه النوافج (2) صباحه، وتبخّر بعود الهند رواحه، وحوله ريحان حديقة يشمّ نفاحه وقد مدّ له مفروشات الرّوم على سُرره، تعساً له بعد ما ناهز السبعين من عمره، وحوله شيخ يدبّ على أرضه من هرمه، وذو يتمة تضوّر من ضُرّه ومن قَرَمه، فما واساهم بفاضلات من علقمه لئن أمكنني اللّه منه لأخضمنّه خضم البرّ، ولأقيمنّ عليه حدّ المرتدّ، ولأضربنّه الثمانين بعد حدّ، ولأسدّنّ من جهله كلّ مسد، تعساً له أفلا شعر، أفلا صوف أفلا وبر، أفلا رغيف قفار(3) الليل إفطار مقدّم(4)، أفلا عبرة على خدّ في ظلمة ليال تنحدر؟ ولو كان مؤمناً لاتّسقَت له الحجّة إذا ضيّع ما لا يَملِك.
واللّه لقد رأيت عقيلاً أخي وقد أملق(5) حتّى اسْتماحَني(6) من برّكم صاعه، وعاودني في عشر وَسق من شعيركم يُطعمه جياعه، ويكاد يلوي ثالث أيّامه خامصاً ما استطاعه، ورأيت أطفاله شُعث(7) الألوان من ضرّهم كأنّما اشمأزّت
ص: 540
وجوههم من قُرّهم(1)، فلمّا عاودني في قوله وكرّره، أصغيت إليه سمعي فغرّه، و ظنّني أوتِغ ديني فأتّبع ما سرّه أحميت له حديدة لينزجر، إذ لا يستطيع منها دنوّاً ولا يصبر، ثمّ أدنيتها من جسمه فضجّ من ألمه ضجيج ذي دَنَف يئنّ من سقمه، وكاد يسُبّني سَفَهاً من كظمه و لحرقة في لَظى أضنى له من عدمه، فقلت له:
ثَكلتك الثواكل(2) يا عقيل، أَتَئِنّ من حديدة أحماها إنسانها لمدعبه، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها من غَضبه؟! أتَئِنّ من الأذى، ولا أئنّ من لَظى(3)؟!
واللّه لو سقطت المكافاة عن الأمم، وتركت في مضاجعها باليات في الرّمم(4)، لاستحييت من مَقت رقيب يكشِف فاضحات من الأوزار تنسخ فصبراً على دنيا تمرّ بلأوائها(5) كليلة بأحلامها تنسلخ، كم بين نفس في خيامها ناعمة وبين أثيم في جحيم يصطرخ؟
ولا تعجب من هذا، واعجب بلاصنع منّا من طارق طَرقنا بملفوفات زمّلها(6) في وعائها، ومعجونة بسطها في إنائها، فقلت له: أصدقة، أم نذر، أم زكاة؟ وكلّ ذلك يحرم علينا أهل بيت النبوّة، وعوّضنا منه خُمس ذي القربى في الكتاب والسنّة. فقال لي: لا ذاك ولا ذاك، ولكنّه هدية. فقلت له: ثكلتك الثواكل، أفعن دين اللّه تخدعني بمعجونة غرّقتموها بقَندكم، وخَبيصة(7) صفراء أتيتموني بها بعصير تَمركم؟ أمختبط، أم ذو جِنّة، أم تهجُر(8)؟ أليست النُفوس عن مثقال حبّة
ص: 541
من خَردل مسؤولة؟ فما ذا أقول في معجونة أتزقّمها معمولة؟
واللّه لو أعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، واستُرقّ لي قطّانها، مذعنة بأملاكها، على أن أعصي اللّه في نملة أسلُبها شعيرة فألوكها، ما قبِلت ولا أردت و لدنياكم أهون عندي من ورقة في في جرادة تقضمها(1)، وأقذر عندي من عُراقة خنزير يقذف بها أجذمها، وأمرّ على فؤادي من حنظلة يلوكها ذُو سَقَم فَيَبشمها، فكيف أقبل ملفوفات عَكَمتها في طيّها، ومعجونة كأنّها عُجنت بريق حيّة أو قيّها! اللّهم إنّي نفرتُ عنها نِفار المُهرة من راكبها، أريه السُّها ويُريني القَمَر.
ءَأمتنع من وَبَرة من قُلوصها(2) ساقطة، وابتلع إبلاً في مبركها رابطة؟ أدبيب العقارب من وَكْرها ألتقط، أم قواتل الرُّقش في مبيتي ارتبط؟ فدعوني أكتفي من دنياكم بملحي وأقراصي، فبتقوى اللّه أرجو خلاصي ما لعليّ ولنعيم يفنى، ولذّة تنتجها(3) المعاصي؟! سألقی وشيعتي ربّنا بعيون مرّة(4)، وبطون خِماص؟! (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)(5)، ونعوذ باللّه من سيّئات الأعمال».
(أمالي الصدوق: المجلس 90، الحديث 8)
(2203) 2-(6) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال:
ص: 542
حدّثنا عبد اللّه بن راشد الأصفهاني(1) قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا أحمد بن شمر(2) قال: حدّثنا عبد اللّه بن ميمون المكّي [القدّاح] مولى بني مخزوم:
عن جعفر الصادق بن محمّد الباقر، عن أبيه (علیهم السلام): «أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أتى بخبيص(3) فأبى أن يأكله، فقالوا له: أتحرّمه؟
قال: لا، ولكنّي أخشى أن تتوق إليه نفسي فأطلبه. ثمّ تلا هذه الآية: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا)(4).
(أمالى المفيد: المجلس 16، الحديث 2)
أقول: سيأتي في باب عبادته وخوفه (علیه السلام) عن اللّه تعالى ما يرتبط بهذا الباب.
ص: 543
أقول: تقدّم في الباب 26 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ هناك(1).
(2204) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عبد اللّه بن النضر بن سمعان التميمي الخرقاني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد المكّي قال: أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني عن محمّد بن زياد عن المغيرة عن سفيان، عن هشام بن عروة:
عن أبيه عروة بن الزبير قال: كنّا جلوساً في مجلس في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبو الدرداء: يا قوم ألا أخبركم بأقلّ القوم مالاً، وأكثرهم وَرَعاً، وأشدّهم اجتهاداً في العبادة؟ قالوا: من؟ قال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
ص: 544
قال: فواللّه إن كان في جماعة أهل المجلس إلّا معرض عنه بوجهه، ثمّ انتدب له رجل من الأنصار، فقال له: يا عويمر، لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها.
فقال أبو الدرداء: يا قوم إنّي قائل ما رأيت، وليقُل كلّ قوم منكم ما رأوا،
ص: 545
شهدت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بشُويحطات(1) النجّار وقد اعتزل عن مواليه، واختفى ممّن يليه، واستتر بمُعيلات النخل(2) فافتقدته وبَعُد علَيّ مكانه، فقلت: لحِق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجيّ وهو يقول: «إلهي، كم من موبقة حملتَ عنّي فقابلتها(3) بنعمتك، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عُمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمّل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك».
فشغلني الصوت واقتفيت الأثر، فإذا هو عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بعينه، فاستترت له وأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثمّ فزع إلى الدعاء والبكاء والبثّ والشَّكوى، فكان ممّا ناجى به اللّه أن قال: «إلهي، أفكّر في عفوك فتهون علَيّ خطيئتي، ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم علَيّ بليّتي».
ثمّ قال: «آهٍ إن أنا قرأت في الصّحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تُنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنّداء».
ثمّ قال: «آه من نار تُنضج الأكباد والكلى، آه من نار نزّاعة للشوى، آه من غمرة من ملهبات(4) لظى».
قال: ثمّ أنعم(5) في البكاء، فلم أسمع له حسّاً و لا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول السّهر، أوقظه لصلاة الفجر. قال أبو الدرداء: فأتيته فإذا هو كالخَشَبة المُلقاة، فحرّكته فلم يتحرّك، وزَويته فلم ينزَو، فقلت: إنا للّه وإنا إليه راجعون،
ص: 546
مات واللّه عليّ بن أبي طالب.
قال: فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم، فقالت فاطمة (علیها السلام): «يا أبا الدرداء، ماكان من شأنه ومن قصّته»؟
فأخبرتها الخبر، فقالت: «هي واللّه - يا أبا الدرداء - الغشية الّتي تأخذه من خشية اللّه». ثمّ أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق ونظر إليّ وأنا أبكي، فقال: «ممّ بكاؤك، يا أبا الدرداء»؟
فقلت: ممّا أراه تنزله بنفسك.
فقال: «يا أبا الدرداء، فكيف لو رأيتني ودُعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني ملائكة غلاظ، وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار، قد أسلمني الأحبّاء، ورحمني أهل الدنيا، لكنتَ أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية».
فقال أبو الدرداء: فو اللّه ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 9)
(2205) 2- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) أنّه قال: «واللّه إن كان عليّ (علیه السلام) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد (إلى أن قال:) وإن كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبهاً به عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، وما أطاق عمله أحد من النّاس بعده».
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 14)
سيأتي تمامه في باب جوامع مكارم أخلاقه و آدابه وسننه (علیه السلام).
(2206) 4-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى
ص: 547
العطّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن سعد بن طريف:
عن الأصبغ بن نباتة قال: دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان، فقال له: صِف لي عليّاً.
قال: أو تعفيني؟
فقال: لا، بل صِفه لي.
فقال له ضرار: رحم اللّه عليّاً، كان واللّه فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويقرّبنا إذا زرناه لا يغلق له دوننا باب و لا يحجبنا عنه حاجب ونحن واللّه مع تقريبه لنا وقُربه منّا، لانكلّمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم.
ص: 548
فقال معاوية: زدني من صفته.
فقال ضرار: رحم اللّه عليّاً، كان واللّه طويل السُّهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب اللّه آناء الليل وأطراف النهار، ويجود للّه بمهجته ويبوء إليه بعَبرته، لا تُخلق له الستور، ولا يدّخر عنّا البدور، ولا يستلين الاتّكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثُل في محرابه، وقد أرخى الليل سُدوله(1)، وغارت نجومه، وهو قابض على لحيته، يتململ تململ السليم(2)، ويبكى بكاء الحزين، وهو يقول: «يا دنيا، إِلَيّ تعرّضتِ، أم إليّ تشوّقت هيهات هيهات لا حاجة لي فيك، أبنتك ثلاثاً لا رجعة لي عليك». ثمّ يقول: «واه واه لبُعد السفر، وقلّة الزاد، وخشونة الطريق».
قال: فبكى معاوية(3)، وقال: حسبك يا ضرار، كذلك كان واللّه عليّ، رحم اللّه أبا الحسن».
(أمالي الصدوق: المجلس 91، الحديث 2)
ص: 549
أقول: تقدّم في أبواب الآيات النازلة في شأنه (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب(1).
(2207) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم الطالقاني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي يعقوب الدينوري قال: حدّثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي قال:
يُروى أنّ رجلاً جاء إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ لي إليك حاجة.
فقال: «اكتبها في الأرض، فإني أرى الضرّ فيك بيّناً».
فكتب في الأرض: أنا فقير محتاج.
فقال عليّ (علیه السلام): «يا قنبر، اكسه حُلّتين».
فأنشأ الرجل يقول:
كَسَوتني حُلّة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حُللا
إن نلتَ حُسن ثنائي نلت مكرمة *** ولست تبقى بما قد نلته بدلا
إنّ الثناء ليُحيي ذكر صاحبه *** كالغيث يُحيي نداه السَّهل والجبلا
لا تزهد الدّهر في عُرف بدأت به *** فكلّ عبدٍ سيُجزى بالّذي فعلا
فقال عليّ (علیه السلام): «أعطوه مئة دينار».
فقيل له: يا أمير المؤمنين لقد أغنيته.
فقال: إنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنزلوا النّاس منازلهم». ثمّ قال عليّ (علیه السلام): «إنّي لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا
ص: 550
يشترون الأحرار بمعروفهم»(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 46، الحديث 10)
(2208) 2-(2) حدّثنا أحمد بن زید بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري قال: حدّثنا زيد بن إسماعيل الصائغ قال: حدّثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير:
عن خالد بن ربعي قال: إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) دخل مكّة في بعض حوائجه، فوجد أعرابيّاً متعلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول: «يا صاحب البيت، البيت بيتك، و الضيف ضيفك، ولكلّ ضيف من ضيفه قرىً، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة».
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) لأصحابه: «أما تسمعون كلام الأعرابي»؟
قالوا: نعم.
فقال: «اللّه أكرم من أن يردّ ضيفه».
قال: فلمّا كان الليلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن وهو يقول: «يا عزيزاً في عزّك، فلا أعزّ منك في عزّك، أعزّني بعزّ عزّك، في عزّ لا يعلم أحد كيف هو، أتوجّه إليك، و أتوسّل إليك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك، أعطني ما لا يُعطيني أحد غيرك، واصرف عنّي ما
ص: 551
لا يصرفه أحد غيرك».
قال: فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) لأصحابه: «هذا واللّه الاسم الأكبر بالسريانيّة، أخبرني به حبيبي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، سأله الجنّة فأعطاه، و سأله صرف النّار وقد صرفها عنه».
قال: فلمّا كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلّق بذلك الركن وهو يقول: «يا من لا يحويه مكان، ولا يخلو منه مكان، بلاكيفيّة كان، ارزق الأعرابيّ أربعة آلاف درهم».
قال: فتقدّم إليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «يا أعرابيّ، سألت ربّك القرى، فقراك، وسألته الجنّة فأعطاك، وسألته أن يصرف عنك النّار وقد صرفها عنك، وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم»!
قال الأعرابي: من أنت؟
قال: «أنا عليّ بن أبي طالب».
قال الأعرابي: أنت واللّه بُغيتي وبك أنزلت حاجتي.
قال: «سل يا أعرابي».
قال: أريد ألف درهم للصداق، وألف درهم يقضي به ديني، و ألف درهم أشتري به داراً، وألف درهم أتعيّش منه.
قال: «أنصفت يا أعرابي، فإذا خرجت من مكّة فسل عن داري بمدينة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
فأقام الأعرابي بمكّة أسبوعاً، وخرج في طلب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى مدينة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونادى: من يدلّني على دار أمير المؤمنين عليّر(علیه السلام)؟
فقال الحسين بن عليّ (علیهما السلام) من بين الصبيان: «أنا أدلّك على دار أمير المؤمنين وأنا ابنه الحسين بن عليّ».
فقال الأعرابي: من أبوك؟
قال: «أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب».
قال: من أُمّك؟
قال: «فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين».
قال: من جدّك؟
ص: 552
قال: «رسول اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب».
قال: مَن جدّتك؟
قال: «خديجة بنت خويلد».
قال: من أخوك؟
قال: «أبو محمّد الحسن بن عليّ».
قال: قد أخذت الدنيا بطرفيها، امش إلى أمير المؤمنين وقل له: إنّ الأعرابي صاحب الضمان بمكّة على الباب.
قال: فدخل الحسين بن عليّ (علیهما السلام) فقال: «يا أبه، أعرابي بالباب يزعم أنّه صاحب الضمان بمكّة».
قال: فقال: «يا فاطمة، عندك شيء يأكله الأعرابي»؟
قالت: «اللّهم لا».
قال: فتلبّس أمير المؤمنين (علیه السلام)، وخرج، وقال: «ادعوا لي أبا عبد اللّه سلمان الفارسي».
قال: فدخل إليه سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه فقال: «يا أبا عبد اللّه، أعرض الحديقة الّتي غرسها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لي على التجّار».
قال: فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة فباعها باثني عشر ألف درهم، وأحضر المال، وأحضر الأعرابي فأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهما نفقة.
ووقع الخبر إلى سؤّال المدينة فاجتمعوا ومضى رجل من الأنصار إلى فاطمة (علیها السلام) فأخبرها بذلك، فقالت: «آجرك اللّه في ممشاك».
فجلس عليّ (علیه السلام) و الدراهم مصبوبة بين يديه، حتّى اجتمع إليه أصحابه، فقبض قبضة قبضة، وجعل يُعطي رجلاً رجلاً، حتّى لم يبق معه درهم واحد.
فلمّا أتى المنزل قالت له فاطمة (علیها السلام): «يا ابن عمّ، بعت الحائط الّذي غرسه لك والدي»؟
قال: «نعم، بخير منه عاجلاً وآجلاً».
قالت: «فأين الثمن»؟
قال: «دفعته إلى أعيُن استحييت أن أذلّها بذلّ المسألة قبل أن تسألني».
ص: 553
قالت فاطمة: «أنا جائعة، وابناي جائعان، ولا أشكّ إلّا وأنّك مثلنا في الجوع، لم يكن لنا منه درهم»؟! وأخذت بطَرَف ثوب عليّ (علیه السلام)، فقال عليّ: «يا فاطمة، خلّيني».
فقالت: «لا واللّه، أو يحكم بيني وبينك أبي».
فهبط جبرئيل (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «یا محمّد، السلام يُقرؤك السلام ويقول: اقرأ عليّاً منّي السلام وقُل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه».
فلمّا أتى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منزل عليّ (علیه السلام) وجد فاطمة ملازمة لعليّ (علیه السلام) فقال لها:
«يا بنيّة، ما لك ملازمة لعليّ»؟!
قالت: «يا أبه، باع الحائط الّذي غرسته له باثني عشر ألف درهم ولم يحبس لنا منه درهماً نشتري به طعاماً».
فقال: «يا بنيّة، إنّ جبرئيل يُقرؤني من ربّي السلام ويقول: أقرِى عليّاً من ربّه السلام، وأمرني أن أقول لك: ليس لك أن تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه».
قالت فاطمة (علیها السلام): «فإنّي أستغفر اللّه، ولا أعود أبداً».
قالت فاطمة (علیها السلام): «فخرج أبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في ناحية، وزوجي عليّ في ناحية، فما لبث أن أتى أبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومعه سبعة دراهم سود هَجَريّة، فقال: يا فاطمة أين ابن عمّي؟
فقلت له: خرج.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هاكِ هذه الدراهم، فإذا جاء ابن عمّي فقولي له يبتاع لكم بها طعاماً.
فما لبثت إلّا يسيراً حتّى جاء عليّ (علیه السلام) فقال: رجع ابن عمّي؟ فإنّي أجد رائحة طيّبة».
قالت: «نعم، وقد دفع إليّ شيئاً يبتاع لنا به طعاماً».
قال عليّ (علیه السلام): «هاتيه. فدفعت إليه سبعة دراهم سود هَجَريّة، فقال: بسم اللّه والحمد للّه كثيراً طيّباً، وهذا من رزق اللّه عزّ وجلّ».
ثمّ قال: «يا حسن، قمّ معي». فأتيا السوق، فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض المليّ الوفيّ؟
ص: 554
قال: «يا بُنَيّ، تُعطيه(1)»؟
قال: «إي واللّه يا أبه». فأعطاه عليّ (علیه السلام) الدراهم.
فقال الحسن: «يا أبتاه، أعطيته الدراهم كلّها»؟!
قال: «نعم يا بُنيّ، إنّ الّذي يُعطي القليل قادر على أن يعطي الكثير».
قال: فمضى عليّ (علیه السلام) بباب رجل يستقرض منه شيئا، فلقيه أعرابي ومعه ناقة فقال يا عليّ، اشتر منّي هذه الناقة.
قال: «ليس معي ثمنها».
قال: فإنّي أنظرك به إلى القبض.
قال: «بكم، يا أعرابي»؟
قال: بمئة درهم.
قال عليّ (علیه السلام): «خُذها يا حسن». فأخذها.
فمضى عليّ (علیه السلام) فلقيه أعرابيّ آخر، المثال واحد والثياب مختلفة، فقال: يا عليّ تبيع الناقة؟
قال عليّ (علیه السلام): «وما تصنع بها»؟
قال: أغزو عليها أوّل غزوة يغزوها ابن عمّك.
قال: «إن قبلتها فهي لك بلا ثمن».
قال: معي ثمنها، وبالثمن أشتريها، فبكم اشتريتها؟
قال: «بمئة درهم».
قال الأعرابي: فلك سبعون ومئة درهم. قال عليّ (علیه السلام) [للحسن (علیه السلام)]: «خذ السبعين والمئة، وسلّم الناقة، المئة للأعرابي الّذي باعنا الناقة، والسبعون لنا نبتاع بها شيئاً».
فأخذ الحسن (علیه السلام) الدراهم وسلّم الناقة.
قال عليّ (علیه السلام): «فمضيت أطلب الأعرابيّ الّذي ابتعت منه الناقة لأعطيه ثمنها فرأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالساً في مكان لم أره فيه قبل ذلك ولا بعده على قارعة
ص: 555
الطريق، فلمّا نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إليّ تبسّم ضاحكاً حتّى بدت نواجذه».
قال عليّ (علیه السلام): «أضحك اللّه سنّك، وبشّرك بيومك»(1).
فقال: «يا أبا الحسن، إنّك تطلب الأعرابي الّذي باعك الناقة لتُوفيه الثمن»؟ فقلت: «إي واللّه فداك أبي وأمّي».
فقال: «يا أبا الحسن، الّذي باعك الناقة جبرئيل، والّذي اشتراها منك میكائيل، والناقة من نوق الجنّة، والدراهم من عند ربّ العالمين عزّ وجلّ، فأنفقها في خير، ولا تَخف إقتاراً».
(أمالي الصدوق: المجلس 71، الحدیث 11)
ص: 556
أقول: مضى في أبواب غزوات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحروب أمير المؤمنين (علیه السلام) بعد خلافته روايات كثيرة ترتبط بهذا الباب، وتقدّم أيضاً في الباب 37 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب، ولا نطيل الكلام هنا بإعادتهنّ، و تذكر هنا ما لم يذكر في سائر الأبواب.
(2209) 1-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن معقل القرميسيني(2) قال: حدّثنا جعفر الورّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الأشجّ، عن يحيى بن زيد بن عليّ، عن أبيه:
عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: «خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم وصلّى الفجر، ثمّ قال: معاشر النّاس، أيّكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا(3) باللات والعزّى ليقتلوني، وقد كذبوا وربّ الكعبة».
قال: «فأحجم النّاس(4) وما تكلّم أحد. فقال: ما أحسب عليّ بن أبي طالب فيكم؟
فقام إليه عامر بن قتادة فقال: إنّه وَعِك(5) في هذه الليلة، ولم يخرج يصلّي معك، أفتأذن لي أن أخبره؟
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): شأنك.
فمضى إليه فأخبره، فخرج أمير المؤمنين (علیه السلام) كأنّه أنشط من عقال، وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته، فقال: يا رسول اللّه ما هذا الخبر؟
قال: هذا رسول ربّي يُخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا إليّ لقتلي، وقد كذبوا
ص: 557
وربّ الكعبة.
فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه، أنا لهم سريّة وحدي، هو ذا ألبس عليّ ثيابي.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): بل هذه ثيابي، وهذه درعي، وهذا سيفي. فدرّعه و عمّمه و قلّده و أركبه فرسه.
وخرج أمير المؤمنين (علیه السلام)، فمكث ثلاثة أيّام، لا يأتيه جبرئيل بخبره، ولا خبر من الأرض، فأقبلت فاطمة بالحسن والحسين على ورِكيها، تقول: أوشك أن يُيتم هذين الغلامين. فأسبل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عينه يبكي، ثمّ قال: معاشر النّاس، من يأتيني بخبر عليّ أبشّره بالجنّة.
وافترق النّاس في الطلب لعظم ما رأوا بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وخرج العواتق، فأقبل عامر بن قتادة يبشِّر بعليّ (علیه السلام)، وهبط جبرئيل على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبره بما كان فيه، وأقبل أمير المؤمنين عليّ (علیه السلام) ومعه أسيران و رأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): تحبّ أن أخبرك بما كنت فيه يا أبا الحسن؟
فقال المنافقون: هو منذ ساعة قد أخذه المخاض، وهو الساعة يريد أن يحدّثه!
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): بل تحدّث أنت يا أبا الحسن، لتكون شهيداً على القوم.
قال: نعم يا رسول اللّه، لمّا صرت في الوادي، رأيت هؤلاء رُكباناً على الأباعر، فنادوني: من أنت؟
فقلت: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه.
فقالوا: ما نعرف للّه من رسول، سواء علينا وقعنا عليك أو على محمّد. وشدّ عَلَيّ هذا المقتول، ودارت بيني وبينه ضربات وهبّت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول اللّه وأنت تقول: قد قطعت لك جُربان(1) درعه، فاضرب حمل عاتقه. فضربته فلم أحفه(2)، ثمّ هبّت ريح صفراء، سمعت صوتك فيها يا رسول اللّه، و أنت تقول: قد قلبت لك الدرع عن فخذه، فاضرب فخذه. فضربته
ص: 558
ووكزته و قطعت رأسه و رميته به وقال لي هذان الرجلان: بلغنا أنّ محمّداً رفيق شفيف رحيم، فاحملنا إليه ولا تعجل علينا وصاحبنا كان يُعدّ بألف فارس!
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ أمّا الصوت الأوّل الّذي صكّ مسامعك فصوت جبرئيل (علیه السلام)، وأمّا الآخر فصوت ميكائيل (علیه السلام)، قدِّم إليّ أحد الرجلين.
فقدّمه، فقال: قُل لا إله إلّا اللّه واشهد أنّي رسول اللّه.
فقال: لنَقْل جبل أبي قُبيس أحبّ إليَّ من أقول هذه الكلمة!
فقال: يا عليّ أخّره واضرب عنقه.
ثمّ قال: قدِّم الآخر.
فقال: قُل لا إله إلّا اللّه واشهد أنّي رسول اللّه.
فقال: الحِقني بصاحبي.
قال: یا عليّ أخّره واضرب عنقه.
فأخّره، وقام أمير المؤمنين (علیه السلام) ليضرب عنقه، فهبط جبرئيل (علیه السلام) على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يُقرؤك السلام ويقول لك: لا تقتله، فإنّه حَسَن الخُلق، سَخِيّ في قومه.
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ، أمسِك، فإنّ هذا رسول ربّي عزّ وجلّ يُخبرني أنّه حسن الخُلق، سخيّ في قومه.
فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربّك يُخبرك؟!
قال: نعم.
قال: واللّه ما ملكتُ درهماً مع أخ لي قطّ، ولا قطّبت وجهي في الحرب، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّك رسول اللّه.
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هذا ممّن جرّه حُسن خُلقه وسخاؤه إلى جنّات النعيم».
(أمالي الصدوق: المجلس 22، الحديث 4)
(2210) 2-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين
ص: 559
السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن مالك بن أنس قال:
سمعت الصادق (علیه السلام) يقول: قيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): لِمَ لا تشتري فرساً عتيقاً؟
قال: «لا حاجة لي فيه، فأنا لا أفرّ ممّن كَرَّ علَيّ، ولا أكرّ على مَن فَرَّ منّي».
(أمالي الصدوق: المجلس 32، الحديث 5)
(2211) 3-(1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حُبشي، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «ما قدّمت راية قوتل تحتها أمير المؤمنين (علیه السلام) إلّا نكسها اللّه تبارك وتعالى وغُلب أصحابها وانقلبوا صاغرين، وما ضرب أمير المؤمنين (علیه السلام) بسيفه ذي الفقار أحداً فنجا، وكان إذا قاتل قاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملك الموت بين يديه».
(أمالي الصدوق: المجلس 77، الحديث 9)
(2212) 4- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثنا سليمان بن سهل قال: حدّثنا عيسى بن إسحاق القرشي قال: حدّثنا حمدان بن عليّ الخفّاف قال: حدّثنا عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیه السلام)، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عمّار (رضی اللّه عنه):
عن العبّاس بن عبد المطّلب (في حديث) قال: «إنّه لم يولد لعبد المطّلب مولود أعظم بركة من عليّ إلّا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إن عليّاً لم يزل أسبقهم إلى كلّ مكرمة، وأعلمهم بكلّ قضيّة، وأشجعهم فى الكريهة، وأشدّهم جهاداً للأعداء في نصرة الحنيفيّة، وأوّل من آمن باللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 10)
يأتي تمامه في تاريخ سيّدة النساء (علیها السلام).
ص: 560
(2213) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن وهبان الأزدي قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن [عليّ بن] فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن سعيد بن عمرو الجعفي، عن محمّد بن مسلم:
عن أبي جعفر (علیه السلام) (في حديث) قال: «وإن كان صاحبكم (علیه السلام) ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكل العبد، ويطعم النّاس خبز البرّ واللحم، ويرجع إلى رحله فيأكل الخبز(2) و الزيت، و إن كان ليشتري القميصين السُنبلانيّين، ثمّ يخيّر غلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإن جاز كعبيه حذفه، وما ورد عليه أمران قطّ كلاهما للّه فيه رضا إلاّ أخذ بأشدّهما على بدنه، ولقد ولى النّاس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولالبنة على لبنة، ولا اقتطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، إلّا سبع مئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها لأهله خادماً، وما أطاق عمله منّا أحد، وإنّه كان عليّ بن الحسين (علیهما السلام) لينظر في كتاب من كتب عليّ (علیه السلام) فيضرب به الأرض ويقول: من يطيق هذا».
تقدّم تمامه في كتاب النبوّة(3).
(أمالي الطوسي: المجلس 39، الحديث 13)
ص: 561
(2214) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) أنّه قال: «واللّه إن كان عليّ (علیه السلام) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميص السنبلانيّين، فيخيّر غُلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعاً و لا أورث بيضاء ولا حمراء وإن كان ليطعم النّاس خبز البرّ واللحم، وينصرف إلى منزله و يأكل خبز الشعير والزيت والخلّ، وما ورد عليه أمران كلاهما للّه رضاً إلّا أخذ بأشدّهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كدّ يده، تربت فيه يداه وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من النّاس، وإن كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب النّاس شبهاً به عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، وما أطاق عمله أحد من النّاس بعده».
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 14)
(2215) 3-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي:
ص: 562
عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال: كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين، ثمّ جمع المستحقّين، ثمّ ضرب يده في المال فنثره يمنة ويسرة، وهو يقول: «يا صفراء، يا بيضاء، لا تَغُرّيني، غُرّي غيري.
هذا جناي وخياره فيه *** إذ كلّ جان يده إلى فيه(1)
ثمّ لا يخرج حتّى يفرّق ما في بيت مال المسلمين ويؤتي كلّ ذي حقّ حقّه، ثمّ
ص: 563
يأمر أن يكنس ويرشّ، ثمّ يصلّي فيه ركعتين، ثمّ يطلّق الدنيا ثلاثاً، يقول بعد التسليم: «يا دنيا لاتتعرّضي لي ولا تتشوّفي ولا تغرّيني، فقد طلّقتك ثلاثاً لا رجعة لي عليك ».
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 17)
(2216) 4-(1) حدّثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن الفَرَج الروياني قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد العجلي قال: حدّثني عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن عليّ:
عن عاصم بن بهدلة قال: قال لي شريح القاضي: اشتريت داراً بثمانين ديناراً، وكتبت كتاباً، وأشهدت عدولاً، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فبعث إليّ مولاه قنبراً فأتيته، فلمّا أن دخلت عليه قال: «يا شريح، اشتريت داراً، وكتبت كتاباً، و أشهدت عدولاً، ووزنت مالاً»؟!
قال: قلت: نعم.
قال: «يا شريح، اتق اللّه، فإنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك، ولا يسأل عن بيّنتك حتّى يُخرجك من دارك شاخصاً(2)، ويسلمك إلى قبرك خالصاً، فانظر أن لا تكون اشتريتَ هذه الدار من غير مالكها، ووزنت مالاً من غير حلّه، فإذن أنت قد خسرتَ الدارين جميعاً الدنيا والآخرة».
ثمّ قال (علیه السلام): «يا شريح، فلو كنت عند ما اشتريت هذه الدار أتيتني، فكتبتُ لك
ص: 564
كتاباً على هذه النسخة، إذن لم تشترها بدرهمين»!
قال: قلت: وما كنت تكتب يا أمير المؤمنين؟
قال: «كنت أكتب لك هذا الكتاب:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
هذا ما اشترى عبد ذليل، من ميّت أزعج بالرّحيل، اشترى منه داراً في دار الغرور، من جانب الفانين إلى عسكر الهالكين، وتجمع هذه الدار حدوداً أربعة: فالحدّ الأوّل منها ينتهي إلى دواعي الآفات والحدّ الثاني منها ينتهي إلى دواعي العاهات، والحدّ الثالث منها ينتهي إلى دواعي المصيبات، والحدّ الرابع منها ينتهي إلى الهوى المردي والشيطان المغوي، وفيه يشرع باب هذه الدار، اشترى هذا المفتون بالأمل من هذا المزعج بالأجل جميع هذه الدار، بالخروج من عزّ القنوع و الدخول في ذلّ الطلب، فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى منه من دَرَك، فعلى مبلي أجسام الملوك، وسالب نفوس الجبابرة مثل كسرى وقيصر وتُبَّع وحِميَر، ومن جمع المال إلى المال فأكثر، وبنى فشيّد، ونجّد(1) فزخرف، وادخر بزعمه للولد، إشخاصهم جميعاً إلى موقف العرض لفصل القضاء، وخسر هنالك المبطلون، شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى، ونظر بعين الزوال لأهل الدنيا، وسمع منادي الزهد ينادي في عرصاتها: ما أبين الحقّ لذي عينين، إنّ الرحيل أحد اليومين تزوّدوا من صالح الأعمال، وقرّبوا الأمال بالآجال، فقد دَنَت الرحلة والزوال».
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 10)
(2217) 5- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا الحسن بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن عبد الرحمان المخزومي قال: حدّثني محمّد بن أبي يعفور، عن موسى بن أبي أيّوب التميمي، عن موسى بن المغيرة عن الضحاك بن مزاحم قال:
ذكر عليّ (علیه السلام) عند ابن عبّاس بعد وفاته، فقال: وا أسفاه على أبي الحسن، مضى
ص: 565
واللّه ما غيّر، ولا بدّل، ولا قصّر، ولا جمع، ولا منع، ولا أثر إلّا اللّه ، واللّه لقد كانت الدنيا أهون عليه من شِسع نعله، ليث في الوَغى، بحر في المجالس، حكيم في الحكماء، هيهات قد مضى إلى الدرجات العلى.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 12)
(2218) 6-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس:
عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) كلّ بكرة يطوف في أسواق الكوفة سُوقاً سُوقاً ومعه الدرّة على عاتقه، وكان لها طرفان، وكانت تسمّى السبيبة(2) فيقف على سوق سوق فينادي: «يا معشر التجّار، قدّموا الاستخارة، وتبرّكوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين، وتزيّنوا بالحلم، وتناهوا عن الكذب واليمين، وتجافوا عن الظُلم، وأنصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا، وأوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا النّاس أشياءهم، ولا تَعثوا في الأرض مفسدين». يطوف في جميع أسواق الكوفة، فيقول هذا، ثمّ يقول:
تفنى اللذاذة ممّن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبق عواقب سوء في مغبّتها *** لا خير في لذّة من بعدها النّار
(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 6)
(2219) 7-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن الوليد القمّي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن
ص: 566
مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام [عن جابر](1):
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) قال: «كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) عندكم بالكوفة يغتدي [في] كلّ يوم من القصر، فيطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرّة على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمّى السبيتة»(2).
قال: «فيقف على أهل كلّ سوق فينادي فيهم: «يا معشر التجّار، قدّموا الاستخارة، وتبرّكوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين وتزيّنوا بالحلم، وتناهوا عن اليمين، وجانبوا الكذب، وتجافوا عن الظلم، وأنصفوا المظلومين، ولاتقربوا الربا، و أوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا النّاس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين».
قال: «فيطوف في جميع الأسواق - أسواق الكوفة - ثمّ يرجع فيقعد للنّاس».
قال: «وكان إذا نظروا إليه قد أقبل إليهم [و] قال: «يا معشر النّاس» أمسكوا أيديهم، وأصغوا إليه بأذانهم، ورمقوه بأعينهم حتّى يفرغ (علیه السلام) من كلامه، وإذا فرغ قالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين».
(أمالي المفيد: المجلس 23، الحديث 31)
ص: 567
(2220) 8- وعن عليّ بن مهزيار عن ابن أبي عمير، عن هشام عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه يقول للنّاس بالكوفة: يا أهل الكوفة، أتروني لا أعلم ما يصلحكم؟! بلى، ولكنّي أكره أن أصلحكم بفساد نفسي».
(أمالي المفيد: المجلس 23، الحديث 40)
(2221) 9-(1) حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عبداللّه بن عثمان قال: حدّثني عليّ بن أبي سيف، عن أبي حباب(2):
عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أنّ طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) مشوا إليه عند تفرّق النّاس عنه وفرار كثير منهم(3) إلى معاوية طلباً لما في يديه من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، أعط هذه الأموال، وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف(4) خلافه عليك من النّاس وفراره إلى معاوية.
فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتأمرونّي أن أطلب النصر بالجور؟! لا واللّه لا
ص: 568
أفعل(1)، ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم [واللّه] لو كان مالهم(2) لي لواسيت بينهم، فكيف وإنّما هي(3) أموالهم؟!
قال: ثمّ أرمّ(4) أمير المؤمنين (علیه السلام) طويلاً ساكتاً، ثمّ قال: «مَن كان له مال فإيّاه والفساد، فإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو وإن كان ذكراً لصاحبه في الدنيا فهو يضيّعه عند اللّه عزّ وجلّ، ولم يضع رجل ماله في غير حقّه و عند غير أهله إلّا حرمه اللّه شكرهم وكان لغيره ودّهم، فإن بقي معه من يودّه و يظهر له الشكر فإنّما هو ملق وكذب، يريد التقرّب به إليه لينال منه مثل الّذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلّت بصاحبه النَّعل واحتاج إلى معونته أو مكافأته فشرّ خليل وألأم خدين(5).
ومَن صنع المعروف فيما آتاه [اللّه] فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة و ليفكّ به العاني(6)، وليعن به الغارم وابن السبيل والفقراء والمجاهدين في سبيل اللّه، وليصبر نفسه على النوائب والخطوب(7)، فإنّ الفوز بهذه الخصال أشرف(8)
ص: 569
مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة».
(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 33)
(2222) 10-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين:
عن أبيه الحسين بن عليّ (علیهم السلام) قال: «أتى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أصحاب القُمُص فساوم شيخاً منهم، فقال: يا شيخ بعني قميصاً بثلاثة دراهم.
فقال الشيخ: حبّاً وكرامة.
فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين(2) إلى الكعبين، وأتى المسجد فصلّى فيه ركعتين ثمّ قال: «الحمد للّه الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في النّاس، وأؤدّي فيه فريضتي، وأستر به عورتي».
ص: 570
فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، أعنك نروي هذا، أو شيء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قال: «بل شيء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول ذلك عند الكسوة».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 22)
(2223) 11-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبداللّه ابن السمّاك قال: حدّثنا أبو قلابة الرقاشي قال: حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان قال: حدّثنا مرجى أبو يحيى صاحب السقط، قال: وقد ذكرته لحمّاد بن زيد فعرفه، عن معمر بن زیاد:
أنّ أبا مطر حدّثه قال: كنت بالكوفة فمرّ علَيّ رجل فقالوا: هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه. قال: فتبعته فوقف على خيّاط فاشترى منه
ص: 571
قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه، فقال: «الحمد للّه الّذي ستر عورتي وكساني الرياش». ثمّ قال: «هكذا كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول إذا لبس قميصاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 101)
(2224) 12-(1) أخبرنا حمويه بن عليّ بن حمويه قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم [الأزدي الفراهيدي البصري] أبو عمرو عن هلال بن مسلم الجحدري قال:
سمعت جدّي جرّة - أو جوّة - قال: شهدت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أتي بمال عند المساء فقال: «أقسموا هذا المال».
فقالوا: قد أمسينا يا أمير المؤمنين، فأخّره إلى غد.
فقال لهم: «تقبلون لي أن أعيش إلى غد»؟
قالوا: ماذا بأيدينا.
قال: «فلا تؤخّروه حتّى تقسّموه». فأتي بشمع، فقسموا ذلك المال من تحت ليلتهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 52)
(2225) 13- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العبّاس الخجندي الرياشي قال: حدّثنا محمّد بن حمّاد الشاشي، عن حاتم الأصمّ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم قال:
قال جابر بن عبد اللّه الأنصاري: لقيت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم صباحاً فقلت: كيف أصبحت، يا أمير المؤمنين؟
قال: «بنعمة من اللّه وفضل من رجل لم يزر أخاً، ولم يُدخل على مؤمن
ص: 572
سروراً».
قلت: وما ذلك السرور؟
قال: «يفرّج عنه كرباً، أو يقضي عنه ديناً، أو يكشف عنه فاقته».
(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 10)
(2226) 14- قال جابر ولقيت عليّاً (علیه السلام) يوماً، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: «أصبحنا وبنا من نعم اللّه وفضله ما لا نحصيه مع كثير ما نحصيه، فما ندري أيّ نعمة أشكر، أجميل ما ينشر، أم قبيح ما يستر»؟
(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 11)
(2227) 15- وبالسند المتقدّم عن شقيق، عمّن أخبره من أهل العلم قال: قال عبد اللّه بن جعفر الطيّار: دخلت على عمّي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) صباحاً، وكان مريضاً، فقلت كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟
قال: «يا بُنيّ، كيف أصبح من يفنى ببقائه، ويسقم بدوائه، ويؤتى من مأنه»(1).
(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 15)
ص: 573
(2228) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا القاسم بن عبّاس قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الكوفى قال: حدّثنا أبوقتادة الحرّاني، عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن زاذان:
عن ابن عبّاس قال: لمّا فتح اللّه عزّ وجلّ مكّة، خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل، فلمّا أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين، فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الهِجرة
ص: 574
فقال: «لا هجرة بعد فتح مكّة»(1).
قال: ثمّ انتهينا إلى هوازن، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ قم فانظر كرامتك على اللّه عزّ وجلّ، كلّم الشمس إذا طلعت».
قال ابن عبّاس: واللّه ما حسدتُ أحداً إلّا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في ذلك اليوم، وقلت للفضل: قم تنظر كيف يكلّم عليّ بن أبي طالب الشمس، فلمّا طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة اللّه ربّه». فأجابته الشمس وهي تقول: «وعليك السلام يا أخا رسول اللّه ووصيّه وحجّة اللّه على خلقه».
قال: فانكبّ عليّ (علیه السلام) ساجداً شكراً للّه عزّ وجلّ، قال: فواللّه لقد رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قام فأخذ برأس عليّ (علیه السلام) يقيمه ويمسح وجهه ويقول: «قُم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك، وباهي اللّه عزّ وجلّ بك حَمَلة عَرشه».
(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 14)
(2229) 2-(2) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن محمّد بن حنبل قال: أُخبرتُ عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه قال:
ص: 575
ص: 576
حدّثنا عروة بن عبداللّه بن قشير الجعفي(1) [أبو مهل الكوفي] قال: دخلت على فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهي عجوز كبيرة، وفي عنقها خرز[ة](2)، وفي يدها مسكتان فقالت: يكره للنساء أن يتشبّهن بالرجال، ثمّ قالت: حدّثتنى أسماء بنت عميس قالت: أوحى اللّه إلى نبيّه محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فتغشّاه الوحي فستره عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بثوبه حتّى غابت الشمس، فلمّا سري عنه (علیه السلام) قال: «يا عليّ، ما صلّيتَ العصر»؟
قال: «لا يا رسول اللّه، شغلتُ عنها بك».
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم اردد الشمس على عليّ بن أبي طالب». وقد كانت غابت، فرجعت حتّى بلغت الشمس حجرتي ونصف المسجد.
(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 3)
(2230) 3-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن
ص: 577
فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي قال:
سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول: «لمّا خرج أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى النهروان وظعنوا في أوّل أرض بابل حين دخل وقت العصر، فلم يقطعوها حتّى غابت الشمس، فنزل النّاس يميناً وشمالاً يصلّون إلّا الأشتر وحده، فإنّه قال: لا أصلّي حتّى أرى أمير المؤمنين قد نزل يصلّي».
قال: «فلمّا نزل قال: يا مالك، هذه أرض سبخة ولا تحلّ الصلاة فيها، فمن كان صلّى فليعد الصلاة».
ثمّ قال: «استقبل القبلة، فتكلّم بثلاث كلمات ما هنّ بالعربية ولا بالفارسيّة، فإذا هو بالشمس بيضاء نقيّة، حتّى إذا صلّى بنا سمعنا لها حين انقضت خريراً كخرير المنشار».
(أمالي الطوسى: المجلس 36، الحديث 22)
(2231) 4- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد ردّت عليه الشمس بعد ما غربت، أو كادت، حتّى صلّى العصر في وقتها، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب 11 من أبواب الحوادث والفتن(1).
ص: 578
(2232) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن سليمان بن عاصم قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد العبدي قال: حدّثنا عليّ بن الحسن الأموي، عن جعفر الأموي، عن العبّاس بن عبداللّه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي مريم:
عن سلمان قال: كنّا جلوساً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فناوله النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حصاة، فما استقرّت الحصاة في كفّ عليّ (علیه السلام) حتّى نطقت وهي تقول: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه، رضيت باللّه ربّاً، وبمحمّد نبيّاً، وبعليّ بن أبي طالب وليّاً».
ثمّ قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أصبح منكم راضياً باللّه وبولاية عليّ بن أبي طالب فقد أمن خوف اللّه وعقابه».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 88)
ص: 579
(2233) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال للعين وقد غاصت: انفجري، فانفجرت فشرب منها القوم،، وأقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والمسلمون معه فشرب وشربوا وشربت خيلهم وملأوا رواياهم غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب 11 من أبواب الحوادث والفتن(1).
ص: 580
أقول: تقدّم في الباب 21 من أبواب مناقبه (علیه السلام) - باب كفر من سبّه أو تبرّأ منه - ما يرتبط بهذا الباب(1).
(2234) 1-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران قال: حدّثنا ابن دريد(3) قال: حدّثنا [أبو الفضل العبّاس بن الفَرَج البصري] الرياشي(4) قال: حدّثنا عمر بن بكير، عن ابن الكلبي، عن أبي
ص: 581
مخنف:
عن كثير بن الصلت قال: جمع زياد [ابن مرجانة](1) النّاس برحبة الكوفة ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، والنّاس من ذلك في كرب عظيم، فأغفيت فإذا أنا بشخص قد سدّ ما بين السماء والأرض، فقلت له: من أنت؟
فقال: أنا النقّاد ذو الرقبة أرسلتُ إلى صاحب القصر.
فانتبهت مذعوراً، وإذا غلام لزياد قد خرج إلى النّاس فقال: انصرفوا، فإنّ الأمير عنكم مشغول. وسمعنا الصياح من داخل القصر، فقلت في ذلك:
ما كان منتهياً عمّا أراد بنا *** حتّى تناوله النقّاد ذو الرَّقبه
فأسقط الشقّ منه ضربة ثبتت *** كما تناول ظلماً صاحب الرّحبه
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 5)
(2235) 2-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن أصرم البجلي بالكوفة، قال: حدّثنا محمّد بن عمارة الأسدي قال: أخبرني يحيى بن ثعلبة.
قال: وحدّثني أبو نعيم محمّد بن جعفر بن محمّد الحافظ بالرملة، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدّثنا هشام بن محمّد بن السائب أبو المنذر قال: حدّثني يحيى بن ثعلبة أبو المقوّم الأنصاري، عن أُمّه عائشة بنت عبد الرحمان بن السائب:
ص: 582
عن أبيها قال: جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة وأشرافهم في مسجد الرحبة ليحملهم على سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) والبراءة منه، وكنت فيهم، فكان النّاس من ذلك في أمر عظيم، فغلبتني عيناي فنمت فرأيت في النوم شيئاً طويلاً، طويل العنق، أهدل، أهدب(1) فقلت: مَن أنت؟
فقال: أنا النقاد ذو الرقبة.
قلت: وما النقاد؟
قال: طاعون بعثتُ إلى صاحب هذا القصر لأجتثّه من جديد الأرض(2)، كما عتا وحاول ما ليس له بحقّ.
قال: فانتبهت فزعاً، وأنا في جماعة من قومي، فقلت: هل رأيتم ما رأيت؟
فقال رجلان منهم رأينا كيت وكيت بالصفة. وقال الباقون: ما رأينا شيئاً، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد، فقال: يا هؤلاء، انصرفوا، فإنّ الأمير عنكم مشغول. فسألناه عن خبره؟ فخبرنا أنّه طعن في ذلك الوقت، فما تفرّقنا حتّى سمعنا الواعية عليه، فأنشأت أقول في ذلك:
قد جشم النّاس أمراً ضاق ذرعهم *** بحملهم حين ناداهم إلى الرحبه
يدعو على ناصر الإسلام حين يرى *** له على المشركين الطول والغلبه
ما كان منتهياً عمّا أراد بنا *** حتّى تناوله النقّاد ذو الرَّقبه
ص: 583
فأسقط الشقّ منه ضربة عجباً *** كما تناول ظلماً صاحب الرّحبه
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 15)
(2236) 3-(1) ذكر الفضل بن شاذان (رحمه اللّه) في كتابه الّذي نقض به علی ابن كرّام(2) قال: روى عثمان بن عفّان، عن محمّد بن عبّاد البصري صاحب عبّادان ورئيس الغزاة، قال عثمان: قال لي محمّد بن عبّاد: يا شجري، ألا أحدّثك بأعجب حديث سمعته قطّ؟ قلت: حدّثني رحمك اللّه.
ص: 584
قال: كان في جواري هاهنا رجل من أحد الصالحين، فبينا هو ذات ليلة نائم إذ رأى كأنّه قد مات وحشر إلى الحساب وقرب إلى الصراط. قال: فلمّا جزت إلى الصراط، فإذا أنا بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالس على شفير الحوض، والحسن والحسين (علیهما السلام) بيديهما كأس النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسقيان الأمّة، فدنوت إلى الحسن (علیه السلام) فقلت: اسقني. فأبى علَيّ، فدنوت إلى الحسين (علیه السلام) فقلت له: اسقني، فأبى علَيّ.
فأتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا رسول اللّه، مر الحسن والحسين يسقياني. قال: «لا تسقياه».
قلت: بأبي أنت وأمّي أنا مؤمن باللّه وبك، لم أخالفك، فكيف لا تسقونني؟! مر الحسن والحسين أن يسقياني.
فقال: «لا تسقياه، فإنّ في جواره رجلاً يلعن عليّاً فلم يمنعه». فدفع إليّ سكّيناً وقال: «اذهب فاذبحه». فذهبت في منامي فذبحته، ثمّ رجعت فقلت: بأبي أنت و اُمّى قد فعلت ما أمرتني به. قال: «هات السكين». فدفعته، قال: «ياحسين، اسقه». قال: فسقاني الحسين (علیه السلام) و أخذت الكأس بيدي ولا أدري شربت أم لا. ولكنّي استنبهت من نومي، وإذا بي من الرعب غير قليل، فقمت إلى صلاتي فلم أزل أصلّي وأبكي حتّى انفجر عمود الصبح، فإذا بولولة وصيحة، وإذا هم ينادون: فلان ذُبح على فراشه وإذا أنا بالحرس والشرطة يأخذون البريء و الجيران، فقلت: سبحان اللّه، هذا شيء رأيته في المنام، فحقّقه اللّه! فقمتُ إلى الأمير فقلت: أصلحك اللّه، هذا أنا فعلته و القوم براء.
قال لي: ويحك ما تقول؟!
فقلت: أيّها الأمير هذه رؤيا رأيتها في منامي، فإن كان اللّه حقّقها فما ذنب هؤلاء، وقصصت عليه الرؤيا.
فقال الأمير: اذهب فجزاك اللّه خيراً أنت بريء والقوم براء.
قال عثمان بن عفّان: فهذا أعجب حديث سمعته قطّ.
(أمالي الطوسي: المجلس 46، الحديث 2)
ص: 585
(2237) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) (في حديث) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ منادياً نادى من السماء يوم أحُد: لاسيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ، فعليّ أخي وأنا أخوه».
(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 14)
(2238) 2-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد:
عن أحمد بن عبداللّه قال: سألت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) عن ذي الفقار سيف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من أين هو؟
فقال: «هبط به جبرئيل من السماء، وكانت حليته من فضّة، وهو عندي».
(أمالي الصدوق: المجلس 48، الحديث 10)
(2239) 3- حدّثنا أبى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي، عن الحسين
ص: 586
بن خالد الصيرفي:
عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) (في حديث) قال: «كان نقش خاتم أمير المؤمنين (علیه السلام): الملك للّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 70، الحديث 5)
تقدّم تمامه في الحديث 1 من الباب 2 - نقش خواتيم الأنبياء على نبيّنا وآله وعليهم السلام - من كتاب النبوّة(1).
(2240) 4-(2) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا بشر بن بكر، عن محمّد بن إسحاق، عن مشيخته قال:
لمّا رجع عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من أحُد ناول فاطمة سيفه وقال:
أفاطم هاك السيف غیر ذمیم *** فلست برعديد ولا بلئيم(3)
لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد *** ومرضاة ربّ للعباد رحيم(4)
قال: وسُمع يوم أحد، وقد هاجت ريح عاصف، كلام هاتف يهتف، وهو يقول:
لاسيف إلّا ذو الفقار *** ولافتى إلّا عليّ
فإذا ندبتم هالكاً *** فابكوا الوفيّ أخا الوفيّ
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 46)
ص: 587
(2241) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الرحيم السجستاني، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن عاصم:
عن محمّد بن بشر قال: لمّا سيّر ابن الزبير ابن عبّاس (رحمه اللّه) إلى الطائف، كتب إليه محمّد ابن الحنفيّة (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أمّا بعد، فقد بلغني أنّ ابن الكاهليّة(2) سيّرك إلى الطائف، فرفع اللّه جلّ اسمه لك بذلك ذكراً، وعظّم(3) لك أجراً، وحطّ به عنك وزراً.
ص: 588
يا ابن عمّ، إنّما يبتلى الصالحون، وإنّما تهدى الكرامة للأبرار، ولو لم تؤجر إلّا فيما تحبّ إذا قلّ أجرك، قال اللّه جلّ وعزّ: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(1)، وهذا ما لست أشكّ(2) أنّه خير لك عند بارئك، عظّم اللّه لك الصبر على البلوى(3)، والشكر في النعماء، إنّه على كلّ شيء قدير».
فلمّا وصل الكتاب إلى ابن عبّاس أجاب عنه فقال: «[أمّا بعد فقد](4) أتاني كتابك تعزّيني فيه على تسييري، وتسأل ربّك جلّ اسمه أن يرفع لي به ذكراً(5) وهو تعالى قادر على تضعيف الأجر، والعائدة بالفضل، والزيادة بالإحسان(6) [و](7) ما أحبّ أنّ الّذي ركب منّي ابن الزبير كان ركبه منّي أعداء خلق اللّه لي احتساباً في حسناتي(8)، ولمّا أرجو أن أنال به رضوان ربّي.
يا أخي، إنّ الدنيا تولّت(9)، وإنّ الآخرة قد أظلّت، فاعمل صالحاً، جعلنا اللّه وإيّاك ممّن يخافه بالغيب، ويعمل لرضوانه في السرّ والعلانية، إنّه على كلّ شيء قدیر».
(أمالي المفيد: المجلس 41، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 4 الحديث 40)
ص: 589
أقول: مضى أحوال أخيه جعفر بن أبي طالب في باب «أقرباء النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من كتاب النبوّة(1).
(2242) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد قال: حدّثنا زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال عليّ (علیه السلام) لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا رسول اللّه، إنّك لتحبّ عقيلاً»؟
قال: «إي واللّه إنّي لأحبّه حبّين حبّاً له، وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولده مقتول في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون». ثمّ بكى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى جرت دموعه على صدره، ثمّ قال: «إلى اللّه أشكو ما تلق عترتي من بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 4)
ص: 590
(2243) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن القاسم أبو جعفر الأكفاني من أصل كتابه، قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا أبو معاذ زياد بن رستم بيّاع الأدم:
عن عبد الصمد، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: قلت: يا أباعبد اللّه، حدّثنا حديث عقيل. قال: «نعم، جاء عقيل إليكم بالكوفة، وكان عليّ (علیه السلام) جالساً في صحن المسجد، وعليه قميص سُنبلاني(2)». قال: «فسأله، فقال: اكتب لك إلى ينبع. قال: ليس غير هذا؟ قال: لا.
فبينما هو كذلك إذ أقبل الحسين (علیه السلام) فقال: اشتر لعمّك ثوبين، فاشترى له، قال: يا ابن أخي ما هذا؟ قال: هذه كسوة أمير المؤمنين. ثمّ أقبل حتّى انتهى إلى عليّ (علیه السلام) فجلس، فجعل يضرب يده على الثوبين وجعل يقول: ما ألين هذا الثوب يا أبا يزيد! [ثمّ] قال: ياحسن، أخد(3) عمّك. قال: واللّه ما أملك صفراء ولا بيضاء. قال: فمر له ببعض ثيابك. قال: فكساه بعض ثيابه». قال: «ثمّ قال يا محمّد، أخد عمّك. قال: واللّه ما أملك درهماً ولا ديناراً. قال: فاكسه بعض ثيابك.
قال عقيل: يا أمير المؤمنين، ائذن لي إلى معاوية.
قال: في حلّ محلّل.
فانطلق نحوه، وبلغ ذلك معاوية، فقال: اركبوا أفره دوابّكم، وألبسوا من
ص: 591
أحسن ثيابكم، فإنّ عقيلاً قد أقبل نحوكم، وأبرز معاوية سريره، فلمّا انتهى إليه عقيل قال معاوية: مرحباً بك يا أبا يزيد ما نزع بك؟
قال: طلب الدنيا من مظانّها.
قال: وفّقت وأصبت، قد أمرنا لك بمئة ألف. فأعطاه المئة ألف.
ثمّ قال: أخبرني عن العسكرين الّذين مررت بهما، عسكري وعسكر عليّ.
قال: في الجماعة أخبرك، أو في الوحدة؟
قال: لا بل في الجماعة.
قال: مررت على عسكر عليّ، فإذا ليل كليل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونهار كنهار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إلّا أنّ رسول اللّه ليس فيهم، ومررت على عسكرك فإذا أوّل من استقبلني أبو الأعور وطائفة من المنافقين والمنفّرين برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إلّا أنّ أبا سفيان ليس فيهم.
فكفّ عنه حتّى إذا ذهب النّاس قال له: يا أبا يزيد أيش صنعت بي؟
قال: ألم أقل لك: في الجماعة أو في الوحدة؟ فأبيت علَيّ.
قال: أمّا الآن فاشفني من عدوّي.
قال: ذلك عند الرحيل.
فلمّا كان من الغد شدّ غرائره ورواحله وأقبل نحو معاوية، وقد جمع معاوية حوله، فلمّا انتهى إليه قال: يا معاوية، من ذا عن يمينك؟
قال: عمرو بن العاص.
فتضاحك، ثمّ قال: لقد علمت قريش أنّه لم يكن أحصى لتيوسها من أبيه. ثمّ قال: مَن هذا؟
قال: هذا أبو موسى.
فتضاحك ثمّ قال: لقد علمت قريش بالمدينة أنّه لم يكن بها امرأة أطيب ريحاً من قبّ(1) أمّه.
قال: أخبرني عن نفسي يا أبا يزيد.
ص: 592
قال: تعرف حمامة؟ ثمّ سار.
فألقي في خَلَد(1) معاوية، قال: أمّ من أمّهاتي لست أعرفها! فدعا بنسّابَين من أهل الشام، فقال: أخبراني عن أمّ من أمّهاتي يقال لها «حمامة» لست أعرفها.
فقالا: نسألك باللّه لا تسألنا عنها اليوم.
قال: أخبراني أو لأضربنّ أعناقكما، لكما الأمان.
قالا: فإنّ حمامة جدّة أبي سفيان السابعة وكانت بغيّاً، وكان لها بيت توفّي فيه».
قال جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «وكان عقيل من أنسب النّاس».
(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 8)
(2244) 3-(2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثني أبو الفضل عيسى بن المتوكّل على اللّه قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبيد قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن سهل القرشي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البلوي الأنصاري قال: حدّثني إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه:
عن عليّ (علیهم السلام) قال: «ما زلت مظلوماً مذ كنت، إن كان عقيل ليرمد فيقول: لا تذروني(3) حتّى تذروا عليّاً، فأضجع فأذرّ وما بي رمد»!
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 64)
ص: 593
(2245) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني(2) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن عبد الرحمان بن أبي نجران [عمرو بن مسلم]، عن جعفر بن محمّد الكوفي، عن عبيد اللّه(3) السمين، عن سعد بن طريف:
عن الأصبغ بن نباتة قال: بينا أمير المؤمنين (علیه السلام) يخطب النّاس وهو يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني، فواللّه لا تسألوني عن شيء مضى ولا عن شيء يكون إلّا أنبأتكم به».
فقام إليه سعد بن أبي وقّاص فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني كَم في رأسي ولحيتي من شعرة؟
ص: 594
فقال له: «أما واللّه لقد سألتني عن مسألة حدّثني خليلي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلّا وفي أصلها شيطان جالس، وإنّ في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني». وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.
(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 1)
(2246) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني القاضي أبوبكر محمّد بن عمر المعروف بابن الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا محمّد بن يوسف بن إبراهيم الورداني قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا وهيب بن حفص:
عن أبي حسّان العجلي قال: لقيت أمة اللّه بنت رشيد الهجري فقلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيك. قالت: سمعته يقول: قال لي حبيبي أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا رشيد، كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني أميّة فقطع يديك ورجليك
ص: 595
ولسانك»؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، أيكون آخر ذلك إلى الجنّة؟
قال: «نعم يا رشيد، وأنت معي في الدنيا والآخرة».
قالت: فواللّه ما ذهبت الأيّام حتّى أرسل إليه الدعيّ عبيد اللّه بن زياد، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين (علیه السلام)، فأبى أن يتبرّأ منه، فقال له ابن زياد: فبأيّ ميتة قال لك صاحبك تموت؟ قال: أخبرني خليلي صلوات اللّه عليه أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرّأ، فتقدّمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.
فقال: واللّه لأكذّبن صاحبك، قدّموه فاقطعوا يده ورجله، واتركوا لسانه. فقطعوه ثمّ حملوه إلى منزلنا، فقلت له: يا أبه، جعلت فداك، هل تجد لما أصابك ألماً؟ قال: واللّه لا يا بنيّة، إلّا كالزحام بين النّاس.
ثمّ دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له، فقال: إيتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون ممّا أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين (علیه السلام). فأتوه بصحيفة ودواة، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين (علیه السلام)، فبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إليه الحجّام حتّى قطع لسانه، فمات من ليلته تلك، رحمه اللّه.
وكان أمير المؤمنين (علیه السلام) يسمّيه رشيد المبتلى، وكان قد ألقى (علیه السلام) إليه علم البلايا والمنايا فكان يلقى الرجل ويقول له: يافلان بن فلان، تموت ميتة كذا، وأنت یا فلان تُقتل قتلة كذا، فيكون الأمر كما قاله رشيد (رحمه اللّه).
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 28)
(2247) 3- وعن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الحميد قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن عتبة قال: حدّثنا الحسن بن المبارك قال: حدّثنا العبّاس بن عامر، عن مالك [بن عطيّة أبو الحسين] الأحمسي، عن سعد بن طريف:
عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت أركع عند باب أمير المؤمنين (علیه السلام) وأنا أدعو اللّه، إذ خرج أمير المؤمنين (علیه السلام) وقال: «يا أصبغ».
فقلت: لبّيك.
ص: 596
قال: «أيّ شيء كنت تصنع»؟
قلت: ركعت وأنا أدعو.
قال: «أفلا أعلمّك دعاء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»؟
قلت: بلی.
قال: «قُل: الحمد للّه على ماكان والحمد للّه على كلّ حال». ثمّ ضرب بيده اليمنى على منكبي الأيسر وقال: «يا أصبغ لئن ثبتت قدمك، وتمّت ولايتك وانبسطت يدك، فاللّه أرحم بك من نفسك».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 44)
(2248) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الزيّات قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا ابن عيينة، قال: حدّثنا عمّار الدهني قال:
سمعت أبا الطفيل يقول: جاء المسيّب بن نجبة إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) متلبّباً بعبد اللّه بن سبأ، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «ما شأنك»؟
فقال: يكذب على اللّه وعلى رسوله.
فقال: «ما يقول»؟
قال: فلم أسمع مقالة المسيّب، وسمعت أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «هيهات هيهات الغضب، ولكن يأتيكم راكب الذِعلِبَة(2) يشدّ حقوها بوضينها(3)، لم يقضِ تفثاً
ص: 597
من حجّ ولا عمرة فيقتلونه». يريد بذلك الحسين بن عليّ (علیهما السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 61)
(2249) 5-(1) حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل [بن إبراهيم](2) الأشعري قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا نصر بن قابوس اللخمي، عن جابر، عن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال ابن عبّاس: ما وطئت الملائكة فرش أحد من النّاس إلّا فرشنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 59)
أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله، إلّا أنّ فيه: «غیر فرشنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 17)
(2250) 6-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن المنذر الحجري قال: حدّثنا عمرو بن خالد قال: حدّثنا إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة:
ص: 598
عن ابن عبّاس قال: دعا لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يؤتيني اللّه الحكمة.
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 60)
(2251) 7-(1) وعن أحمد بن المنذر قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن يحيى النيسابوري قال: حدّثنا بشر بن الحكم قال: حدّثنا عمرو بن شبيب، عن عبداللّه بن عيسى، عن شعیب بن يسار، عن عكرمة:
عن ابن عبّاس قال: دعا لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يؤتيني اللّه الحكمة.
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 61)
(2252) 8-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن عبّاد بن أحمد العرزمي قال: حدّثني عمّي، عن أبيه، عن مطرف عن الشعبي:
عن صعصعة بن صوحان قال: عادني عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام) في مرض ثمّ قال: «انظر فلاتجعلنّ عيادتي إيّاك فخراً على قومك، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه، فإنّه ليس بالرجل غناء عن قومه إذا خلع منهم يداً واحدة يخلعون منه أيدياً
ص: 599
كثيرة، فإذا رأيتهم في خير فأعِنهم عليه، وإذا رأيتهم في شرّ فلا تخذلنّهم، وليكن تعاونكم على طاعة اللّه، فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة اللّه تعالى، وتناهيتم عن معاصيه».
(أمالي الطوسى: المجلس 12، الحديث 57)
(2253) 9-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن محمّد النحوي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن(2) قال: حدّثنا أبو حاتم [سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني]:
عن أبي عبيدة [معمّر بن المثنّى البصري النحوي] قال: كان نابغة الجعدي(3) ممّن يتألّه في الجاهليّة، وأنكر الخمر والسكر، وهجر الأوثان والأزلام، وقال في الجاهليّة كلمته الّتى قال فيها:
ص: 600
الحمد للّه لا شريك له *** من لم يقلها لنفسه ظَلَما
وكان يذكر دين إبراهيم (علیه السلام) والحنيفيّة، ويصوم ويستغفر، ويتوقّى أشياء لغوا فيها، ووفد على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال:
أتيت رسول اللّه إذ جاء بالهدى *** ويتلو كتاباً كالمجرّة(1) نشّرا
وجاهدت حتّى ما أحسّ ومن معى *** سهيلاً إذا ما لاح ثمّ تغوّرا
وصرت إلى التقوى ولم أخش كافرا *** وكنت من النّار المخوفة أزجرا
وقال: وكان النابغة علويّ الرأي، وخرج بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى صفّين، فنزل ليلة فضاق به وهو يقول:
قد علم المصران والعراق *** إنّ عليّاً فحلها العتاق(2)
أبيض جحجاح له رواق *** وأمّه غالي بها الصداق
أكرم من شدّ به نطاق *** إنّ الأُلى جاروك(3) لا أفاقوا
لكم سباق ولهم سباق *** قد علمت ذلكم الرِّفاق
سقتم إلى نهج الهدى وساقوا *** إلى الّتي ليس لها عراق
فى ملّة عادتها النّفاق
(أمالي المفيد: المجلس 26، الحديث 3)
ص: 601
(2254) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين:
عن أبيه الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: «رأى أمير المؤمنين (علیه السلام) رجلاً من شيعته بعد عهدٍ طويل، وقد أثّر السنّ فيه، وكان يتجلّد في مشيته، فقال (علیه السلام): كبر سنّك يا رجل.
قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين.
فقال (علیه السلام): إنّك لتتجلّد؟
قال: على أعدائك يا أمير المؤمنين.
فقال (علیه السلام): أجد فيك بقيّة.
قال: هي لك يا أمير المؤمنين».
(أمالي الصدوق: المجلس 33، الحديث 7)
(2255) 2-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن جعفر بن محمّد الفزاري قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا منصور بن أبي نويرة عن أبي بكر بن عيّاش:
عن قرن أبي سليمان الضبّي(3) قال: أرسل عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (علیه السلام)
ص: 602
إلى لبيد العُطاردي(1) بعض شرطه، فمرّوا به على مسجد سِماك(2)، فقام إليه نعيم بن دجاجة الأسدي فحال بينهم وبينه، فأرسل أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى نعيم، فجيء به.
قال: فرفع أمير المؤمنين (علیه السلام) شيئاً ليضربه، فقال نعيم: واللّه إنّ صحبتك لذُلّ، وإنّ خلافك لكفر.
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «وتعلم ذلك»؟
قال: نعم.
قال: «خلّوه».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 6)
(2256) 3-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرنا موسى بن القاسم قال: أخبرني إسماعيل بن همّام، عن عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):
أنّ عليّاً (علیه السلام) قال: «يا رسول اللّه، إنّك تبعثني في الأمر، أفأكون فيه كالسكّة المحماة، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟
قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 27)
ص: 603
(2257) 4-(1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى العرّاد قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار السدوسي قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه أبي الأسود:
أنّ رجلاً سأل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) عن سؤال، فبادر فدخل منزله، ثمّ خرج فقال: «أين السائل»؟
فقال الرجل: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين.
قال: «ما مسألتك»؟
ص: 604
قال: كيت وكيت، فأجابه عن سؤاله.
فقيل: يا أمير المؤمنين، كنّا عهدناك إذا سُئِلت عن المسألة، كنت فيها كالسكّة المحماة جواباً(1)، فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل، حتّى دخلت الحجرة، ثمّ خرجت فأجبته؟!
فقال: «كنت حاقناً، ولا رأي لثلاثة: لحاقن ولا حازق»(2)، ثمّ أنشأ يقول:
إذا المشكلات تصدّين لي *** كشفت حقائقها بالنظر
وإن برّقت في مخيل(3) الصواب *** عمياء لا يجتليها البصر
مقنّعة بغيوب الأمور *** وَضَعتُ عليها صحيح الفكر
لساناً كشقشقة(4) الأرحبي *** أو كالحسام البتار الذكر
ص: 605
وقلباً إذا استنطقته الهموم *** أربى عليها بواهٍ درر
و لست بإمّعة(1) في الرجال *** أسائل هذا و ذا ما الخبر
لكنّني(2) مدرب الأصغرين(3) *** أبيّن مع ما مضى ما غير
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 33)
ص: 606
(2258) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خطبنا ذات يوم فقال: أيّها النّاس إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة والرحمة والمغفرة». (إلى أن قال:) «فقمت وقلت: يا رسول اللّه، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟
فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللّه عزّ و جلّ. ثمّ بكى، فقلت: يا رسول اللّه، ما يبكيك؟
فقال: يا عليّ أبكي لما يُستحلّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشق الأوّلين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قَرنك فخضّب منها لحيتك».
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «فقلت: يا رسول اللّه، وذلك في سلامة من ديني؟
فقال: في سلامة من دينك.
ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني وإيّاك، فاختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي. ياعليّ، أنت وصيّي، وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمّتي في حياتي
ص: 607
وبعد مماتي، أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالّذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة، إنّك لحجّة اللّه على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفته على عباده».
(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 4)
تقدّم إسناده في باب كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) من أبواب مناقبه (علیه السلام)(1)، ويأتي تمامه في كتاب الصوم.
(2259) 2- وبإسناده عن عبداللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أبشِر بالشهادة، فإنّك مظلوم بعدي ومقتول».
فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، وذلك في سلامة من ديني»؟
قال: «في سلامة من دينك.
يا عليّ، إنّك لن تضلّ ولم تزلّ، ولولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)
تقدّم تمامه في جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).
(2260) 3- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن عائشة قالت: جاء عليّ بن أبي طالب يستأذن على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلم يأذن له، فاستأذن دفعة أخرى، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم):
«ادخل يا عليّ». فلمّا دخل قام إليه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال: «بأبي الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد».
(أمالى المفيد: المجلس 8، الحديث 6)
تقدّم إسناده في الباب الرابع من أبواب مناقبه(3).
(2261) 4-(4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن
ص: 608
محمّد بن سعيد ابن عقدة عن أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني ابن إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال:
سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول، ومسح لحيته: «ما يحبس أشقاها أن يخضبها من أعلاها بدم».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 32)
ص: 609
(2262) 5- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام):
عن أبيه الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: خطب الناس أمير المؤمنين (علیه السلام) بالكوفة، فقال: «معاشر النّاس، إنّ الحقّ قد غلبه الباطل، وليغلبنّ الباطل عمّا قليل، أين أشقاكم - أو قال: «شقيّكم»، شكّ أبي، هذا قول أبي (علیه السلام)- فواللّه ليضربنّ هذه، فليخضبنّها من هذه». وأشار بيده إلى هامته ولحيته.
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 15)
5 - وروى ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في مقتله (علیه السلام)» من تاريخ أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 3: 354 عن أبي بكر بن مردويه في فضائل أمير المؤمنين، وأبي بكر الشيرازي في نزول القرآن، أنّه قال سعيد بن المسيّب: كان عليّ يقرأ: (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا) [الشمس: 12] قال: «فو الّذي نفسي بيده لتخضبنّ هذه من هذا» وأشار إلى لحيته ورأسه.
وانظر تخريج الحديث المتقدّم.
ص: 610
أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب 20 من أبواب مناقبه (علیه السلام)(1).
(2263) 1- أبو جعفر الطوسي بالسند المتقدّم في الحديث الأخير من الباب السابق عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: «لمّا ضرب ابن ملجم لعنه اللّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وكان معه آخر فوقعت ضربته على الحائط، وأمّا ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة - وهو ساجد - على رأسه على الضربة الّتي كانت، فخرج الحسن والحسين (علیهما السلام) وأخذا ابن ملجم وأوثقاه، واحتُمِل أمير المؤمنين، فأدخل داره، فقعدت لبابة عند رأسه، وجلست أمّ كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهم، فقال: الرفيق الأعلى خير مستقرّاً وأحسن مقيلاً، ضربة بضربة أو العفو إن كان ذلك. ثمّ عرق(2)، ثمّ أفاق، فقال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يأمرني بالرواح إليه له عشاء، ثلاث مرّات».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 19)
(2264) 2-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين
ص: 611
السعد آبادي قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزّاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي:
عن حبيب بن عمرو قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في مرضه الّذي قُبض فيه، فحلّ عن جراحته فقلت: يا أمير المؤمنين، ما جرحك هذا بشيء، وما بك من بأس.
فقال لي: «يا حبيب، أنا واللّه مفارقكم الساعة».
قال: فبكيت عند ذلك، وبكت أُمّ كلثوم، وكانت قاعدة عنده، فقال لها: «ما يُبكيك يا بنيّة»؟
فقالت: ذكرتَ يا أبه أنّك تفارقنا الساعة، فبكيت.
فقال لها: «يا بنيّة لا تبكينّ، فواللّه لو ترينّ ما يرى أبوك ما بكيت».
قال حبيب: فقلت له: وما الّذي ترى يا أمير المؤمنين؟
فقال: «يا حبيب، أرى ملائكة السماوات والنبيّين بعضهم في أثر بعض وقوفاً إلى أن يتلقّوني، وهذا أخي محمّد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالس عندي، يقول: أقدم، فإنّ أمامك خير لك ممّا أنت فيه».
قال: فما خرجت من عنده حتّى توفي (علیه السلام)، فلمّا كان من الغد وأصبح الحسن (علیه السلام) قام خطيباً على المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس، في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رُفع عيسى بن مريم (علیه السلام)، وفي هذه الليلة قُتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، واللّه لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنّة، ولا من يكون بعده، وإن كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليبعثه فى السريّة فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وما ترك صفراء ولا بيضاء، إلّا سبع مئة دِرهم فَضَلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادماً لأهله».
(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث 4)
أقول: خطبة الإمام الحسن (علیه السلام) بعد شهادة أبيه (علیه السلام) رواها أيضاً الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) في أماليه: (المجلس10، الحديث 40)، سنذكرها في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) إن شاء اللّه.
ص: 612
(2265) 3- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطّان الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان المقرئ الكندي، عن عبد الصمد بن عليّ النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي:
عن الأصبغ بن نباتة العبدي قال: لمّا ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) غدونا عليه نفر من أصحابنا أنا والحارث، وسويد بن غفلة، و جماعة معنا فقعدنا على الباب، فسمعنا البكاء فبكينا، فخرج إلينا الحسن بن عليّ (علیهما السلام) فقال: «يقول لكم أمير المؤمنين: انصرفوا إلى منازلكم».
فانصرف القوم غيري، واشتدّ(1) البكاء من منزله فبكيت فخرج(2) الحسن (علیه السلام) فقال: «ألم أقل لكم انصرفوا؟». فقلت: لا واللّه يا ابن رسول اللّه ما تتابعني نفسي، ولا تحملني رِجلي أن أنصرف حتّى أرى أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه.
قال: فتلبّث(3) فدخل، ولم يلبث أن خرج، فقال لي: «ادخل». فدخلت على أمير المؤمنين (علیه السلام)، فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف واصفرّ وجهه، ما أدري وجهه أصفر أو العمامة، فأكببت عليه فقبّلته وبكيت فقال لي:
«لا تبك يا أصبغ، فإنّها واللّه الجنّة».
فقلت له: جُعلتُ فداك، إنّي أعلم واللّه أنّك تصير إلى الجنّة، وإنّما أبكي لفقداني إيّاك يا أمير المؤمنين، جعلت فداك حَدِّثني بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإنّي أراني(4) لا أسمع منك حديثاً بعد يومي هذا أبداً.
فقال: «نعم يا أصبغ، دعاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً فقال لي: يا عليّ، انطلق حتّى
ص: 613
تأتي مسجدي، ثمّ تصعد على(1) منبري، ثمّ تدعو النّاس إليك، فتحمد اللّه عزّ وجلّ(2) وتثني عليه، وتصلّي علَيّ صلاة كثيرة، ثمّ تقول: أيّها النّاس، إنّي رسول رسول اللّه إليكم، وهو يقول لكم: [ألا] إنّ لعنة اللّه ولعنة ملائكته المقرّبين و أنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره.
فأتيت مسجده، وصعدت منبره، فلمّا رأتني قريش ومَن كان في المسجد أقبلوا نحوي، فحمدت اللّه وأثنيت عليه وصلّيت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلاة كثيرة، ثمّ قلت: أيّها النّاس إنّي رسول رسول اللّه [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3) إليكم، وهو يقول لكم: ألا إنّ لعنة اللّه ولعنة ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره».
قال: «فلم يتكلّم أحد من القوم إلّا عمر بن الخطّاب، فإنّه قال: قد أبلغت يا أبا الحسن، ولكنّك جئت بكلام غير مفسّر.
فقلت: أبلغ [ذلك] رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فرجعت إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبرته الخبر فقال: ارجع إلى مسجدي حتّى تصعد منبري، فاحمد اللّه واثن عليه، وصلّ علَيّ، ثمّ قل: أيّها النّاس ما كنّا لنجيئكم(4) بشيء إلّا وعندنا تأويله وتفسيره، ألا وإنّي أنا أبوكم، ألا وإنّي أنا مولاكم ألا وإنّي أنا أجيركم».
(أمالى المفيد: المجلس 42، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 4)
ص: 614
(2266) 4-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين العامري، قال: حدّثنا أبو معمر، عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيلي قال:
حدّثني الحسن بن عليّ بن أبي طالبر(علیهما السلام) قال: لمّا حضرت أبي(2) الوفاة أقبل يوصي فقال: «هذا ما أوصى به عليّ بن أبي طالب أخو محمّد رسول اللّه [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3) وابن عمّه ووصيّه وصاحبه، وأوّل(4) وصيّتي أنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسوله وخيرته اختاره بعلمه، وارتضاه لخيرته(5)، وأنّ اللّه باعث من في القبور، وسائل النّاس عن أعمالهم وعالم بما في الصدور.
ثمّ إنّي أوصيك يا حسن - وكف بك وصيّاً - بما أوصاني به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإذا كان ذلك يا بُنيّ فالزم بيتك، وابك(6) على خطيئتك، ولاتكن الدنيا أكبر همّك.
وأوصيك يا بُنيّ بالصّلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلّها(7)، والصمت عند الشبهة، والاقتصاد في العمل(8)، والعدل في الرضا والغضب، وحسن الجوار وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين و مجالستهم، والتواضع فإنّه من أفضل العبادة وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد
ص: 615
في الدنيا(1)، فإنّك رهين(2) موت وغرض بلاء وطريح(3) سقم.
وأوصيك بخشية اللّه في سرّ أمرك وعلانيته(4)، وأنهاك عن التسرّع بالقول و الفعل، وإذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنّه(5) حتّى تصيب رشدك فيه، وإيّاك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغيّر جليسه.
وكن للّه يا بُنيَّ عاملاً، وعن الخنا(6) زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، وواخ الإخوان في اللّه، وأحبّ الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وأبغضه بقلبك، وزايله بأعمالك لئلّا تكون(7) مثله.
وإيّاك والجلوس في الطرقات، ودع المماراة ومجاراة(8) من لا عقل له ولا علم.
واقتصد يا بُنيّ في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدائم الّذي تطيقه والزم الصَّمت تسلم، وقدّم(9) لنفسك تغنم، وتعلّم الخير تعلم وكن اللّه ذاكراً على كلّ حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقّر منهم الكبير، ولا تأكلنّ طعاماً حتّى تصدّق(10) منه قبل أكله.
وعليك بالصوم فإنّه زكاة البدن وجُنّة لأهله، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء، فإنّي لم آلك يا بُنيَّ
ص: 616
نصحاً، وهذا فراق بيني وبينك.
وأوصيك بأخيك محمّد خيراً، فإنّه شقيقك وابن أبيك، وقد تعلم حبّي له.
وأمّا(1) أخوك الحسين، فهو ابن أمّك، ولا أزيد الوصاة بذلك(2)، واللّه الخليفة عليكم وإيّاه أسأل أن يصلحكم، وأن يكفّ الطغاة البغاة عنكم، والصّبر الصّبر حتّى يتولّى اللّه الأمر(3)، ولا[ حول ولا](4) قوّة إلّا باللّه العلي العظيم».
(أمالي المفيد: المجلس 26، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 9)
(2267) 5-(5) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم الموسوي العلوي في منزله بمكّة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك قال: حدّثنا عبد اللّه بن جبلة عن حميد بن شعيب الهمداني، عن جابر بن يزيد:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام) قال: «لمّا احتضر أمير المؤمنين (علیه السلام) جمع بنيه
ص: 617
حسناً وحسيناً وابن الحنفيّة والأصاغر من ولده، فوصّاهم وكان في آخر وصيّته:
يا بُنيّ، عاشروا النّاس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم.
يا بُنيّ، إنّ القلوب جنود مجنّدة، تتلاحظ بالمودّة وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير حقّ سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه».
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 6)
ص: 618
(2268) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحِميري قالا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أحمد بن يزيد النيسابوري قال: حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمى، عن عبد الملك بن عمير:
عن أُسيد بن صفوان صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: لمّا كان اليوم الّذي قُبض فيه أمير المؤمنين (علیه السلام) الارتجّ الموضع بالبكاء، ودُهِش(2)النّاس كيوم قُبض فيه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وجاء رجل باكٍ وهو متسرّع مُسترجِع(3)، وهو يقول: «اليوم انقطعت خلافة النبوّة»(4) حتّى وقف على باب البيت الّذي فيه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال:
«رحمك اللّه يا أبا الحسن، كنتَ أوّل القوم إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأشدّهم يقيناً، و
ص: 619
أخوفهم للّه عزّ وجلّ، وأعظمهم عناء، وأحوطهم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وآمنهم على أصحابه(1) وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق(2)، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأشبههم به هدياً وخُلقاً وسَمتاً و فِعلاً، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك اللّه عن الإسلام ورسوله وعن المسلمين خيراً.
قويتَ حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسوله إذ همّ أصحابه، كنتَ خليفته حقّاً لم تنازع(3) ولم تضرع(4) برغم المنافقين
ص: 620
وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين وضِغن الفاسقين، فقمت بالأمر حين فشلوا(1)، ونطقت حين تَتَعْتَعُوا(2)، ومضيتَ بنور اللّه إذ وقفوا، فاتّبعوك فهُدوا(3).
وكنتَ أخفضهم صوتاً، وأعلاهم فوتاً(4)، وأقلّهم كلاماً(5)، وأصوبهم منطقاً، وأكثرهم رأياً، و أشجعهم قلباً، وأشدّهم يقيناً(6)، وأحسنهم عملاً، وأعرفهم بالأمور.
ص: 621
كنتَ واللّه للدين يعسوباً، أوّلاً حين تفرّق الناس، وآخراً حين فَشِلوا(1)، كنتَ للمؤمنين أباً رحيماً إذ صاروا عليك عيالاً(2)، فحملتَ أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظتَ ما أضاعوا و رعيت(3) ما أهملوا، وشمّرت إذا اجتمعوا، وعلوت إذ هَلَعوا(4)، وصبرت إذ أسرعوا، و أدركتَ ما عنه تخلّفوا(5)، ونالوا بك ما لم يحتسبوا.
كنتَ للكافرين عذاباً صبّاً، وللمؤمنين غيثاً وخصباً(6)، فطِرتَ(7) واللّه بنَعماها،
ص: 622
وفُزتَ بحبائها(1)، وأحرزت سوابقها(2)، وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجّتك(3)، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبُن نفسك ولم تخُن، كنتَ كالجبل لا تُحرّكه العواصف، و لاتزيله القواصف(4).
ص: 623
وكنت كما قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ضعيفاً في بدنك، قويّاً في أمر اللّه(1)، متواضعاً في نفسك، عظیماً عند اللّه عزّ وجلّ كبيراً في الأرض، جليلاً عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مَهمَز، ولا لقائل فيك مَغمَز(2)، ولا لأحد فيك مَطمَع، ولا لأحد عندك هَوادة(3)، الضعيف الذليل عندك قويّ عزيز حتّى تأخذ له بحقّه والقويّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتّى تأخذ منه الحقّ، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء.
شأنك الحقّ والصدق والرفق، وقولك حُكم وحَتم، وأمرك حِلم وحَزم، ورأيك عِلم و عَزم، فأقلعتَ وقد نَهَج السبيل، وسهل العسير، وأطفِئَت النيران، فاعتدل بك الدين، و قوي بك الإسلام والمؤمنون، وسَبَقت سبقاً بعيداً، وأتعبتَ مَن بعدك تعباً شديداً، فجَلَلتَ عن البكاء، وعظُمَت رزيّتك في السماء، وهَدَّت مصيبتك الأنام، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، رضينا عن اللّه قضاءه، وسلّمنا اللّه أمره، فواللّه لن يصاب المسلمون بمثلك أبداً.
كنت للمؤمنين كَهفاً حصيناً، وعلى الكافرين غِلظة وغيظاً، فألحقك اللّه بنبيّه، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلّنا بعدك».
وسكت القوم حتّى انقضى كلامه وبكى وأبكى أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ طلبوه فلم يصادفوه.
(أمالي الصدوق: المجلس 42 الحديث 11)
ص: 624
باب 1- بدء خلق أمير المؤمنين (علیه السلام) وما يتعلّق بذلك...7
باب 2- تاريخ ولادته وأسماؤه (علیه السلام) وعللها...18
باب 3- في أحوال والديه...25
أبواب الآيات النازلة في شأنه (علیه السلام)
باب 1- أنّه الصراط المستقيم...41
باب 2- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾...42
باب 3- في أنّ السلم ولايته (علیه السلام)...49
باب 4- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا...)...50
باب 5- في نزول آية المباهلة...52
باب 6- في نزول آية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ...) في شأنه...53
باب 7- في أنّ حزب عليّ (علیه السلام) الحزب اللّه ...59
باب 8- نزول آية الإبلاغ في أمر ولايته (علیه السلام)...62
باب 9- في أنّ عليّاً (علیه السلام) هو النصر الّذي أيّد اللّه به رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...64
باب 10- قوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...)...65
باب 11- قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ)...67
باب 12- في أنّ المراد من الصادقين عليّ (علیه السلام)...69
باب 13- قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)...71
باب 14- قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا...)...72
باب 15- قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ...)...74
ص: 625
باب 16- أنّه (علیه السلام) هو الشاهد...76
باب 17- أنّه (علیه السلام) هو الهادي في قوله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)...80
باب 18- أنّه (علیه السلام) هو الّذي عنده علم الكتاب...82
باب 19- قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)...84
باب 20- أنّ عليّاً (علیه السلام) وشيعته هم الأمنون يوم الفزع الأكبر...86
باب 21- قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)...87
باب 22- قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ)...89
باب 23- في نزول آية التطهير...90
باب 24- أنّه (علیه السلام) الإمام المبين...91
باب 25- قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)...92
باب 26- قوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)...95
باب 27- أنّه (علیه السلام) صالح المؤمنين...96
باب 28- أنّه (علیه السلام) كلمة اللّه ...98
باب 29- قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)...103
باب 30- قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)...105
باب 31- قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)...109
باب 32- أنّه (علیه السلام) السابق في القرآن...113
باب 33 - قوله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ...)...115
باب 34- في أنّ من تبع عليّاً (علیه السلام) وأقرّ بولايته من أصحاب الجنّة، ومن خالفه من أصحاب النّار...116
باب 35- في نزول سورة (هَلْ أتى)...118
ص: 626
باب 36- أنّه (علیه السلام) خير البريّة وخير البشر...126
باب 37- في نزول سورة (وَالْعَادِياتِ) في شأنه (علیه السلام)...132
أبواب النصوص الدالّة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)
باب 1- أخبار الغدير...133
باب 2- أخبار المنزلة...161
باب 3- تسمية عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين، وما أمر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من التسليم على عليّ (علیه السلام) بإمرة المؤمنين وأنّه كان بأمر اللّه تعالى...177
باب 4- أنّ عليّاً (علیه السلام) خير البشر وأفضل النّاس بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...188
باب 5- أنّ عليّاً (علیه السلام) الوصيّ وسيّد الأوصياء وأفضلهم وسيّد الشهداء...195
باب 6- أن عليّاً (علیه السلام) سيّد فى الدنيا وسيّد في الآخرة وأنّه سيّد العرب..201
باب 7- في أنّ عليّاً (علیه السلام) آية الحقّ، ومع الحقّ، والحقّ معه...207
باب 8- عليّ (علیه السلام) مع القرآن والقرآن معه...216
باب 9- في ذكره (علیه السلام) في الكتب السماويّة...219
باب 10- جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)...221
أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) ومناقبه
باب 1- ثواب ذكر فضائله والنظر إليها واستماعها...282
باب 2- في أنّ النظر إلى عليّ (علیه السلام) العبادة...284
باب 3- في أن عليّاً (علیه السلام) سبق النّاس في الإسلام والإيمان...289
باب 4- في أنّ عليّاً (علیه السلام) كان أخصّ النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...306
باب 5- في الأخوّة، وفيه كثير من النصوص...321
باب 6- خبر الطير وأنّ عليّاً (علیه السلام) أحبّ الخلق إلى اللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...336
ص: 627
باب 7- فيما ظهر من فضله (علیه السلام) في غزوة خيبر...341
باب 8- سدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلّا باب عليّ (علیه السلام)...343
باب 9- في أنّ فى أمير المؤمنين (علیه السلام) خصال الأنبياء (علیهم السلام) واشتراكه مع نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في جميع الفضائل سوى النبوّة...350
باب 10- ما أعطي عليّ (علیه السلام) ولم يعط غيره...354
باب 11- حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام)...355
باب 12- نزول الماء من السماء لغسله (علیه السلام)...359
باب 13- تحف اللّه وهداياه إلى رسول اللّه وأمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما وآلهمها...361
باب 14- أنّ الخضر (علیه السلام) كان يأتي أمير المؤمنين (علیه السلام)...363
باب 15- أنّ اللّه تعالى ناجى أمير المؤمنين (علیه السلام)...365
باب 16- أنّ عليّاً لقسيم الجنّة والنّار...367
باب 17- أنّ عليّاً (علیه السلام) لصاحب الحوض وصاحب اللواء، وأنّه من الركبان يوم القيامة، وأنّه من الشفعاء...374
باب 18- ما يعاين من فضله(علیه السلام) عند الموت وفي القبر وفي القيامة...387
باب 19- أنّ ولاية أمير المؤمنين (علیه السلام) حصن من عذاب النّار...395
باب 20- ما ورد في حبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) وبغضه...396
باب 21- كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرّأ منه، وأنّ بغضه و عداوته وسبّه بغض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعداوته وسبّه...438
باب 22- فيمن حسد عليّاً (علیه السلام) أو ناصبه...450
باب 23- ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة...452
باب 24- ما وصف إبليس لعنه اللّه والجنّ من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)...463
باب 25- ما جرى من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) على لسان الشيخين وعائشة...465
ص: 628
باب 26- أنّ رسول اللّه وعليّاً صلوات اللّه عليهما و آلهما أبوا هذه الأمّة، وأنّ حقّ عليّ (علیه السلام) على الأمّة كحقّ الوالد على ولده...473
باب 27- جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)...477
أبواب كرائم خصال أمير المؤمنين (علیه السلام) ومحاسن أخلاقه وأفعاله
باب 1- علمه (علیه السلام) وأنّه باب مدينة العلم والحكمة، وأنّه أعلم النّاس وأقضاهم بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...516
باب 2- في بعض قضايا أمير المؤمنين (علیه السلام)...535
باب 3- زهده وتقواه وورعه (علیه السلام)...537
باب 4- عبادته وخوفه (علیه السلام)...544
باب 5- سخاؤه وإنفاقه وإيثاره (علیه السلام)، وفيه خبر النّاقة...550
باب 6- مهابته وشجاعته (علیه السلام)...557
باب 7- جوامع مكارم أخلاقه و آدابه وسننه وعدله وسياسته (علیه السلام)...561
أبواب معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام)
باب 1- ردّ الشمس وتكلّمها معه (علیه السلام)...574
باب 2- تكلّم الحصاة في يده وشهادتهنّ بإمامته (علیه السلام)...579
باب 3- انفجار العين بأمره (علیه السلام)...580
باب 4- ما ظهر في المنامات من كراماته ومقاماته ودرجاته (علیه السلام)...581
أبواب ما يتعلّق به ومن ينتسب إليه (علیه السلام)
باب 1- أسلحته ونقش خاتمه (علیه السلام)...586
ص: 629
باب 2- ما ورد في ابنه محمّد ابن الحنفيّة...588
باب 3- أحوال أخيه عقيل...590
باب 4- أحوال أصحابه وبعض معاصريه (علیه السلام)...594
باب النوادر...602
أبواب وفاة أمير المؤمنين (علیه السلام)
باب 1- إخبار الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بشهادته، وإخباره (علیه السلام) بشهادة نفسه...607
باب 2- كيفيّة شهادته، ووصيّته (علیه السلام)...611
باب 3- ما وقع بعد شهادته (علیه السلام)...619
ص: 630