ترتيب الأمالي المجلد 4

هوية الكتاب

سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر

عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي

تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.

مواصفات المظهر: ج 10

فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)

حالة الفهرسة: فهرسة سابقة

لسان : العربية

ملحوظة: کتابنامه

عنوان آخر: الامالی

موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4

أحاديث الشيعة -- قرن ق 5

معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي

معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي

معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي

معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي

تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998

ص: 1

اشارة

محمودي، محمّد جواد، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.

ترتيب الأمالي: ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة، الصدوق، والمفيد، والطوسي / تأليف محمّد جواد المحمودی - قم: بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388

10ج - (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

ISBN - (دوره): 2- 51- 6289 - 964: ISBN

(ج2) 3- 54 - 6289 - 964 - 978: ISBN (ج1) 6 - 53- 6289 - 964 - 978: ISBN

(ج4) 7 - 56 - 6289 - 964 - 978: ISBN (ج3) 3- 55 - 6289 - 964 - 978: ISBN

(ج6) 1- 58 - 6289 - 964 - 978: ISBN (ج5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978: ISBN

(ج8) 4 - 60 - 6289 - 964 - 978: ISBN(ج7) 8 - 59 - 6289 - 964 - 978: ISBN

(ج10) 1- 97 - 7777 - 964 - 978: ISBN (ج9) 4 - 96 - 7777 - 964 - 978: ISBN

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا.عربی- کتابنامه.

1- احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 5 ق. الف. ابن بابويه، محمّد بن علی، 311- 381 ق. الامالي. ب. مفيد. محمّد بن محمّد.، 336 - 413 ق. الامالي. ج. طوسی، محمّد بن حسن، 385 - 460 ق. الامالی. د. بنیاد معارف اسلامی. ه- عنوان. وعنوان: الامالى.

8 الف 2 الف / 129 BP 212/297 1378

کتابخانه ملی ایران 6998 - 78 م

هويّة الكتاب:

اسم الكتاب:... ترتيب الأمالي / ج 4

تأليف:... محمّد جواد المحمودي

نشر:... مؤسّسة المعارف الإسلامية

الطبعة:... الثانية 1430 ه-. ق

المطبعة:... عترت

العدد:... 110 نسخة

رقم الايداع الدولي:... 978-964-6289-55-3

ISBN:... 978-964-6289-55-3

حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية

قم المقدسة - تلفون: 09127488298 - 7732009 ص ب 768 / 37185

www.maaref islami.com

E-mail:info@maarefislami.com

ص: 2

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

كتاب الإمامة (2)

اشارة

ص: 5

ص: 6

باب 1- بدء خلق أمير المؤمنين (علیه السلام)، وما يتعلّق بذلك

أقول: تقدّم في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام) ما يرتبط بهذا الباب.

(1590) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس التميمي الرازي: قال حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسی بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ(2) قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «خُلِقتُ أنا وعليّ من نور واحد».

(أمالي الصدوق: المجلس 41، الحديث 10)

(1591) 2-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسن البصري قال: حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم العمّي قال: حدّثنا أبوالطيّب محمّد بن عليّ الأحمر الناقد قال: حدّثني نصر بن عليّ قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد الحميد قال: حدّثنا حميد، عن أنس بن مالك قال:

ص: 7


1- ورواه أيضاً في الباب 31 - فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 63 ح 219، وفي باب الواحد من الخصال: 31 ح 108. ورواه الديلمي في الفردوس: 2: 305 ح 2776 من طريق سلمان مع زيادات بعده. وقريباً منه رواه الحمّويي في آخر الباب 1 من فرائد السمطين ج 1 ص 39 ح 4 بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ: «خلقت أنا وأنت من نور اللّه».
2- زاد في نسخة: «حدّثني أخي الحسن بن عليّ (علیهما السلام)».
3- وأورده الفتّال في عنوان: «مجلس في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 129 بتفاوت. ورواه ابن الجوزي في باب فضائل عليّ (علیه السلام) من الموضوعات: ص 254، والسيوطي في مناقب الخلفاء الأربعة من اللآلي: 1: 320، والشوكاني في الحديث 41 من باب المناقب من الفوائد المجموعة: ص 368.

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «كنت أنا وعليّ عن يمين العرش نسبّح اللّه قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلمّا خلق آدم جعلنا في صُلبه، ثمّ نقلنا من صُلب إلى صُلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المُطهّرات حتّى انتهينا إلى صُلب عبد المُطّلب، فقسمنا قسمين: فجعل في عبداللّه نصفاً، وفي أبي طالب نصفاً، وجعل النبوّة والرّسالة فِيّ، وجعل الوصيّة والقضيّة في عليّ، ثمّ اختار لنا اسمين اشتقّهما من أسمائه، فاللّه المحمود وأنا محمّد، واللّه العليّ وهذا عليّ، فأنا للنبوّة والرسالة، وعلي للوصيّة والقضيّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 9)

(1592) 3- وباسناده عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه، عن آبائه (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً(1)، إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلّا خمسة أنوار: نور محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونوري، ونور فاطمة، ونورَي(2) الحسن والحسين ومن ولده من الأئمّة، لأنّ نوره من نورنا الّذي خلقه اللّه عزّ و جلّ من قبل خلق آدم(3) بألفي عام».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 59، والمجلس 40، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب 4 - في أحوال والدي أمير المؤمنين(علیه السلام)-.

(1593) 4- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد

ص: 8


1- قوله: «بالحقّ نبيّاً» غير موجود في المجلس 40.
2- في المجلس 40: «ونور».
3- کلمتی «خلق آدم» غير موجودتين في المجلس 40.

بن عیسی بن منصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:

حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، خلقني اللّه تعالى وأنت من نُور اللّه حين خلق آدم، وأفرغ ذلك النُّور في صُلبه، فأفضى به إلى عبد المطّلب، ثمّ افترقا من عبد المطّلب، أنا في عبداللّه، وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوّة إلّا لي، ولا تصلح الوصيّة إلّا لك، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي أكبّه اللّه على منخريه في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 24)

(1594) 5-(1) وبإسناده عن أنس بن مالك: عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق ماء تحت العَرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلمّا أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صُلب آدم إلى أن قبضه اللّه، ثمّ نقله إلى صُلب شيث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظَهر إلى ظَهر حتّى صار في صُلب عبد المُطّلب، ثمّ شقّه اللّه عزّ وجلّ بنصفين، فصار نصفه في أبي عبداللّه بن عبدالمطّلب، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، وعليّ من النصف الآخر، فعليّ أخي في الدنيا والآخرة».

ثمّ قرأ رسول اللّه: (وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 84)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب 18 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 9


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة.
2- سورة الفرقان: 25: 54.

(1595) 6- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرني المنذر بن محمّد - قراءة - قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الضبّي قال: حدّثنا موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه أخرجني ورجلاً مَعي من طُهر إلى طُهر، من صُلب آدم حتّى خرجنا من صلب أبينا، فسبقته بفضل هذه على هذه - وضمّ بين السبّابة والوسطى - وهو النبوّة».

فقيل له: ومَن هو، يا رسول اللّه؟

قال: «عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 33)

(1596) 7- أخبرنا جماعة، عن أبي المُفضّل قال: حدّثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن زيد بن عليّ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث ) قال: «إنّ اللّه تعالى لمّا أحبّ أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيّبة، فأودعها صُلب أبي آدم (علیه السلام)، فلم يزل ينقلها من صُلب طاهر إلى رَحِم طاهر إلى نوح وإبراهيم (علیهما السلام)، ثمّ كذلك إلى عبدالمطّلب، فلم يصبني من دَنَس الجاهليّة، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين: إلى عبداللّه وأبي طالب، فولدني أبي فختم اللّه بي النبوّة، وولد عليّ فختم به الوصيّة، ثمّ اجتمعت النُطفتان مِنّي ومن عليّ، فولدنا الجهر والجهير الحسنين، فختم اللّه بهما أسباط النبوّة» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 2)

تقدّم تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام).

ص: 10

(1597) 8-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي الكاتب قال: حدّثنا أبوهاشم داوود بن القاسم بن المفضّل قال: حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل أبو عيسى النبهاني ب-«القسطاس»، قال: حدّثنا هارون بن عيسى بن بهلول المصري الدهّان قال: حدّثنا بكّار بن محمّد بن شعبة اليمامي قال: حدّثني محمّد بن شعبة الذهلي قاضي اليمامة، قال: حدّثني بكر بن الملك الأعتق البصري، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، خلق اللّه النّاس من أشجار شتّى، وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها، فطوبى لعبد تمسّك بأصلها وأكل من

ص: 11


1- وقريباً منه رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 147 ح 181 بإسناده عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونحوه في الحديث 182. ونحوه أيضاً رواه في: ج 2 ص 478 - 479 ح 1006 بإسناده عن الحارث وعاصم بن ضمرة، عن عليّ (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وروی محمّد بن سليمان الكوفى فى مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 20 ح 694 عن محمّد بن منصور، عن محمّد بن عمر المازني، عن أبي بكر عبّاد بن صهيب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نحوه. ولصدر الحديث شاهد من حديث ابن عبّاس، وابن عمر، رواهما الديلمي في الفردوس: 1 :77 ح 112، وفي ج 5 ص 49 ح 7139. ومن حديث جابر، رواه الحاكم في المستدرك: 2: 241، والخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1: 41، والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 143 ح 165، و الحسكاني في تفسير الآية 4 من سورة الرعد في شواهد التنزيل: ح 395، وابن البطريق في الحديث 190 و 191 من خصائص الوحي المبين نقلاً عن أبي نعيم. ورواه الخزاعي في الحديث 31 من أربعينه، وابن عساكر في الحديث 178 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 127، والكنجي في الباب 86 من كفاية الطالب: ص 317 - 318، والحمّويي في الباب 5 من السمط الأول من فرائد السمطين: 1: 52 ح 17. ومن حديث أبي أمامة، رواه الكنجي في الباب 86 من كفاية الطالب: ص 317.

فرعها».

(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 9)

(1598) 9-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبداللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد الخطيب المدائني قال: حدّثنا عثمان بن عبداللّه بن عمرو بن عثمان قال: حدّثنا عبداللّه بن لهيعة، عن أبي الزبير قال:

سمعت جابر بن عبداللّه يقول: بينا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعرفات وعليّ (علیه السلام) تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) فقال: «ادن منّي يا عليّ». فدنا منه، فقال: «ضع خمسك - يعني كفّك - في كفّي». فأخذ بكفّه فقال: «يا عليّ، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلّق بغصن من أغصانها أدخله اللّه الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 11)

ص: 12


1- ورواه ابن المغازلي في الحديث 133 و 340 من المناقب: ص 90 بإسناده عن عبداللّه بن محمّد بن ناجية، عن عثمان بن عبداللّه، وفي ص 297 بإسناده عن أحمد بن محمّد بن زنجويه، عن عثمان بن عبداللّه. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 144 ح 179 بإسناده عن أحمد بن موسى بن زنجويه، عن عثمان بن عبداللّه، وعنه الكنجي في الباب 87 من كفاية الطالب: ص 317 – 318. ورواه ابن عديّ في ترجمة عثمان بن عبداللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان العثماني من الكامل: ج 5 ص 178 عن عليّ بن إسحاق بن الزاطيا والحنائي، عن عثمان بن عبداللّه. ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال: 3: 41/523 في ترجمة عثمان بن عبداللّه، وتابعه ابن حجر فى لسان الميزان: 4: 613/5576. ورواه الخوارزمى في الفصل 6 من مقتل الحسين: ص 108 بإسناده عن يحيى بن محمّد الجنابي، عن عثمان بن عبداللّه. ورواه الحمّوئي في الباب 4 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 51 ح 16 بإسناده عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم، عن أحمد بن زنجويه، عن عثمان بن عبداللّه.

(1599) 10- أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه،، عن عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري قال: حدّثنا الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليه(1) ( في حديث) قال:

سمعت جدّي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «خلقت من نور اللّه عزّ وجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق مُحبّوهم من نورهم، وسائر الخلق في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 5)

تقدّم تمامه في الباب 11 من أبواب حب أهل البيت (علیهم السلام) وبغضهم.

(1600) 11-(2) حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس إسحاق بن محمّد بن مروان القطّان(3) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا

ص: 13


1- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، فإنّه من أصحاب أبي محمّد العسكري كما في رجال الطوسى (6)، ويدلّ على ذلك: الحديث 6 من الباب 182 من علل الشرائع: ص 249 حيث ورد فيه: «... عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري أنّ العالم كتب إليه - يعني الحسن بن عليّ (علیهما السلام)-...». وفي نسخ الأمالي: «... إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن عليّ (علیه السلام)»، ومثله في البحار: 15: 20، وعلى هذا تكون روايته عن الصادق، بنحو الإرسال، والظاهر أنّ هذا الّذيل رواية مستقلّة.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 145 - 151 ح 180، والكنجي الشافعي في الباب 87 من كفاية الطالب: ص 318.
3- قال الخطيب في ترجمة الرجل برقم 3438 من تاريخ بغداد: ج 6 ص 393: إسحاق بن محمّد بن مروان أبو العبّاس الغزّال، من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه. روى عنه: محمّد بن جعفر زوج الحرة، وعبد اللّه بن موسى الهاشمي، ومحمّد بن المظفّر، وعبداللّه ومحمّد بن إسماعيل الورّاق، وأبو عمر بن حيّوية، ومحمّد بن عبداللّه بن الشخير، وعليّ بن عمر السكّري وغيرهم... . وانظر أيضاً ترجمته في المنتظم: ج 13 في وفيات سنة 318 ه-، و میزان الاعتدال: 1: 200/790، ولسان الميزان: 1: 572 / 1180.

حدّثنا عبيد بن يحيى العطّار(1) قال: حدّثنا يحيى بن عبداللّه بن الحسن، عن أبيه و عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، عن أبيهما، عن جدّهما قالا:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ في الفردوس لعيناً أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا اللّه عزّ وجلّ منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الّذي أخذ اللّه عزّ وجلّ عليه ولاية عليّ بن أبي طالب».

قال عبيد: فذكرت لمحمّد بن الحسين بن عليّ(2) هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبداللّه، هكذا أخبرني أبي عن جدّي، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الطوسى: المجلس 11، الحديث 67)

(1601) 12- أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: أخبرنا الحسين قال: حدّثنا أبو عبداللّه بن أسباط، عن أحمد بن محمّد بن زياد العطّار، عن محمّد بن مروان الغزّال، عن عبيد بن يحيى، عن يحيى بن عبداللّه بن الحسن، عن جدّه الحسن بن عليّ (علیهما السلام) قال:

ص: 14


1- هذا هو الصحيح الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي ولترجمة الرجل في الكتب، فإنّه يروي عن محمّد بن الحسين بن عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، ويروي عنه محمّد بن عليّ الكوفي، كما في الحديث 1 من باب الجزع اليماني والبلور - باب 25 - من كتاب الزيّ والتجمّل من الكافي، وفي الحديث 277 من كتاب الروضة، وفي الحديث 7 من الباب 16 من كامل الزيارات. وروى عنه محمّد بن مروان، كما في تفسير قوله تعالى في سورة ق: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) فى تفسير القمّى: 2: 324. وفي النسخ المطبوعة: عبيد بن مهران.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل وترجمة عبيد بن يحيى العطّار، الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي، وفي النسخ: «محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ».

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ في الفردوس...» وذكر مثل الحديث المتقدّم، إلّا أنّ فيه: «وهي الميثاق الّذي أخذ اللّه عزّ وجلّ عليه ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

قال عبيد: فذكرت لمحمّد بن الحسين هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبداللّه، هكذا أخبرني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

قال عبيد: قلت: أشتهي أن تفسّره لنا إن كان عندك تفسير.

قال: نعم، أخبرني أبي، عن جدّي، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ للّه تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد اللّه عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة، فرمى بها في النطفة حتّى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق».

(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 6)

(1602) 13-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي [الكندي العطّار] قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال: حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة (في حديث) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « ألا إنّي عبداللّه وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته وآدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً».

(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن

ص: 15


1- ورواه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أبي القاسم الطبري في الحديث 4 من بشارة المصطفى: ص 4 بإسناده عن محمّد بن عبداللّه بن المطلب الشيباني، عن محمّد بن عليّ بن مهدي. وأورده الإربلي في كشف الغمّة: ج 2 ص 37.

عمرو بن طريف الحجري مثله، إلّا أنّ فيه: «قد صدّقته». (أمالي الطوسى: المجلس 30، الحديث 5)

تقدّم تمامه في الحديث 1 من الباب 5 من أبواب الموت من كتاب العدل والمعاد.

(1603) 14- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثني أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيها (علیهما السلام).

وقال [أبوبكر الجعّابي]: حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب: «ألا أبشّرك؟ ألا أمنحك»؟

قال: «بلى يا رسول اللّه».

قال: «فإنّني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فُضلة فخلق منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأمّهاتم إلّا شيعتك، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».

(أمالي المفيد: المجلس 37، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّي خُلِقت...».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 27)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم الصيداوي قال: حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه.

قال أحمد بن عبد المنعم: وحدّثنا عبيد اللّه(1) بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن أبيه، عن جابر بن عبداللّه قال:

ص: 16


1- في المجلس 3 وأمالي المفيد: «عبداللّه».

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «ألا أسرّك؟ ألا أمنحك؟ ألا أبشّرك»؟

قال: «بلى يا رسول اللّه».

قال: «إنّي خُلقت أنا وأنت من طينة واحدة وفضلت فضلة فخلق اللّه منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأسماء أمّهاتهم سوى شيعتنا، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 25)

ص: 17

باب 2- تاريخ ولادته وأسماؤه (علیه السلام) وعللها

(1604) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن دينار، عن سعید بن جبير قال:

قال يزيد بن قعنب: كنت جالساً مع العبّاس بن عبدالمطّلب وفريق من عبد العُزّى بإزاء بيت اللّه الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين (علیه السلام)، وكانت حاملة به لتسعة أشهر، وقد أخذها الطَّلق، فقالت: «أي ربّ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل (علیه السلام)، وإنّه بنى البيت العتيق، فبحقّ الّذي بنى هذا البيت، و بحقّ المولود الّذي في بطني لما يسّرت عَلَيّ ولادتي».

قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه و غابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قُفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنّ ذلك أمرٌ من أمر اللّه عزّ وجلّ، ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ قالت: «إنّي فضّلت على من تقدّمنى من النساء، لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت اللّه سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد اللّه فيه إلّا اضطراراً، وإنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً جنيّاً، وإنّي دخلت بيت اللّه الحرام وأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها.

ص: 18


1- ورواه أيضاً في الباب 116 من علل الشرائع: ص 135 - 136 ح 3، وفي باب «معاني أسماء محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة (علیه السلام)» من معاني الأخبار: ص 62 ح 10. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر مولد أمير المؤمنين (علیه السلام) من روضة الواعظين: ص 76 - 77، وابن شهر آشوب في عنوان: «فصل في آثار حمله وكيفية ولادته» من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 2: 198 - 199، وابن حمزة في الثاقب في المناقب: ص 196 ح 173: 2 في عنوان: «11 - فصل: بیان آیات روح اللّه عیسی بن مريم...»، والطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 8، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 31 ح 12، والراوندي في الباب 2 من الخرائج والجرائح: ص 171 ح 1 باختصار. وقال الحاكم في عنوان: «في ذكر مناقب حكيم بن حزام القرشي» من المستدرك: 3: 483: فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه في جوف الكعبة. وانظر أيضاً الباب السابع من كفاية الطالب - للكنجي الشافعي -: ص 405 - 407، وبداية ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الفصول المهمّة - لابن صباغ - ص 30، وبداية مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من نور الأبصار - للشبلنجي -.

فلمّا أردت أن أخرج، هتف بي هاتف: يا فاطمة، سَمِّيه عليّاً فهو عليّ، والله العليّ الأعلى يقول: إنّي شققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، و وقّفته على غامض علمي، وهو الّذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الّذي يؤذّن فوق ظَهر بيتي ويقدّسني ويمجّدني، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه».

(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 9)

(1605) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن أيّوب قال: حدّثنا عمر بن الحسن القاضي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثني أبو حبيبة قال: حدّثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عائشة.

قال محمّد بن أحمد بن شاذان: وحدّثني سهل بن أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عمر الربيعي قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى قال: حدّثنا أبوداوود قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن العبّاس بن عبد المطّلب.

قال ابن شاذان: وحدّثني إبراهيم بن عليّ، بإسناده عن أبي عبداللّه جعفر بن

ص: 19


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم. ولا يخفى ضعف هذا الخبر سنداً، ومخالفته لما هو المشهور من تاريخ أمير المؤمنين (علیه السلام).

محمّد (علیهما السلام) عن آبائه (علیهم السلام) قال: كان العبّاس بن عبدالمطّلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزّى بإزاء بيت اللّه الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ أمير المؤمنين (علیها السلام)، وكانت حاملة بأمير المؤمنين (علیه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام، قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء وقالت: «أي ربّ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول، وبكلّ نبيّ من أنبيائك، وبكلّ كتاب أنزلته، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنّه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومَن بناه، وبهذا المولود الّذي في أحشائي الّذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه إحدى آياتك و دلائلك، لما يسّرت عَلَيّ ولادتي».

قال العبّاس بن عبد المطّلب ويزيد بن قعنب: لمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد و دعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتزقت بإذن اللّه تعالى، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر اللّه تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيّام.

قال: وأهل مكّة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدّث المخدّرات في خدورهنّ.

قال: فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام انفتح البيت من الموضع الّذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعليّ (علیه السلام) على يديها، ثمّ قالت: «معاشر النّاس، إنّ اللّه عزّ وجلّ، اختارني من خلقه، وفضّلنى على المختارات ممّن مضى قبلي، وقد اختار اللّه آسية بنت مزاحم فإنّها عبدت اللّه سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد اللّه فيه إلّا اضطراراً، ومريم بنت عمران حيث اختارها اللّه ويسّر عليها ولادة عيسى، فهزّت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتّى تساقط عليها رطباً جنيّاً، وإنّ اللّه تعالى اختارني وفضّلني عليهما، وعلى كلّ من مضى قبلي من نساء العالمين، لأنّي ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيّام آكل من ثمار الجنّة وأوراقها.

فلمّا أردت أن أخرج، وولدي على يدي، هتف بي هاتف وقال: يافاطمة، سَمِّيه عليّاً فأنا العليّ الأعلى، وإنّي خلقته من قدرتي، وعزّتي وعزّ جلالي، وقسط عدلي، واشتققت

ص: 20

اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، وفوّضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي، وولد في بيتي، وهو أوّل مَن يؤذِّن فوق بيتي، ويكسّر الأصنام ويرميها على وجهها، ويعظّمني ويمجّدني ويهلّلني، وهو الإمام بعد حبيبي ونبیّي وخيرتي من خلقي محمّد رسولي، ووصيّه، فطوبى لمن أحبّه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقّه».

قال: فلمّا رآه أبو طالب سرّه، وقال عليّ (علیه السلام): «السلام عليك يا أبه، ورحمة اللّه وبركاته».

قال: ثمّ دخل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا دخل اهتزّ له أمير المؤمنين (علیه السلام) وضحك في وجهه، وقال: «السلام عليك يا رسول اللّه، ورحمة اللّه وبركاته».

قال: ثمّ تنحنح بإذن اللّه تعالى وقال: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) إلى آخر الآيات. فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «قد أفلحوا بك»، وقرأ تمام الآيات إلى قوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(1)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت واللّه أميرهم، تميرهم من علومك فيمتارون، وأنت واللّه دليلهم وبك يهتدون».

ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لفاطمة: «اذهبي إلى عمّه حمزة فبشّريه به».

فقالت: فإذا خرجت أنا، فمن يروّيه؟

قال: «أنا أروّيه».

فقالت فاطمة: أنت تروّيه؟!

قال: «نعم». فوضع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لسانه في فيه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً.

قال: فسمّي ذلك اليوم يوم التروية، فلمّا أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نوراً ارتفع من عليّ (علیه السلام) إلى عنان السماء.

قال: ثمّ شدّته وقمّطته بقماط، فبتر القماط، قال: فأخذت فاطمة قماطاً جيّداً فشدّته به، فبتر القماط، ثمّ جعلته في قماطين، فبترهما، فجعلته ثلاثة فبترها، فجعلته أربعة أقمطة من رقّ مصر لصلابته، فبترها، فجعلته خمسة أقمطة ديباج

ص: 21


1- سورة المؤمنون: 23: 1 - 11.

لصلابته، فبترها كلّها، فجعلته ستّة من ديباج و واحداً من الأدم فتمطّى فيها فقطعها كلّها بإذن اللّه، ثمّ قال بعد ذلك: «يا اُمّة، لا تشدّي يدي، فإنّي احتاج إلى أن أبصبص لربّي بإصبعي».

قال: فقال أبو طالب عند ذلك: «إنّه سيكون له شأن ونبأ».

قال: فلمّا كان من غد دخل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على فاطمة، فلمّا بصر عليّ (علیه السلام) برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، سلَّم عليه، وضحك في وجهه، وأشار إليه أن خذني إليك و اسقني ممّا سقيتني بالأمس.

قال: فأخذه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقالت فاطمة: «عرفه، وربّ الكعبة».

قال: فلكلام فاطمة، سمّي ذلك اليوم يوم عرفة، يعني أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) عرف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

فلمّا كان اليوم الثالث، وكان العاشر من ذي الحجّة، أذّن أبوطالب في النّاس أذاناً جامعاً وقال: هلمّوا إلى وليمة ابنى عليّ. قال: ونَحَر ثلاثة مئة من الإبل و ألف رأس من البقر والغنم، واتّخذ وليمة عظيمة، وقال: «معاشر النّاس، ألا مَن أراد مِن طعام ولدي فهلمّوا وطوفوا بالبيت سبعاً، وادخلوا وسلّموا عَلى ولدي عليّ، فإنّ اللّه شرّفه». ولفعل أبي طالب شرّف يوم النحر.

(أمالي الطوسي: المجلس 42 الحديث 1)

(1606) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن عيسى المجاور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن بندار، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ المقرئ، عن محمّد بن سنان، عن مالك بن عطيّة، عن ثوير بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة:

عن الحسن البصري قال: صعد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) منبر البصرة فقال: «أيّها النّاس، انسبوني، فمن عرفني فلينسبني، وإلّا فأنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب».

ص: 22


1- ورواه أيضاً في باب «معنى قول أمير المؤمنين (علیه السلام): «أنا زيد بن عبد مناف...» من معاني الأخبار: ص 120 - 121 ح 1. ورواه أيضاً في الحديث 2 من الباب عن الحاكم أبي حامد أحمد بن الحسين بن الحسن بن عليّ، عن عبد المؤمن بن خلف، عن الحسن بن مهران الإصبهاني، عن الحسن بن حمزة بن حمّاد بن بهرام الفارسي، عن أبي القاسم بن أبان القزويني، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن البصري، بتفاوت يسير. ورواه الحمّويي في الباب 70 من فرائد السمطين: 1: 424 - 425 ح 353 ط 1 مرسلاً عن الحسن البصري.

فقام إليه ابن الكوّاء فقال: يا هذا، ما نعرف لك نَسَباً غير أنّك عليّ بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قُصيّ بن كلاب.

فقال له: «يا لُكع، إنّ أبي سمّاني «زيداً» باسم جدّه «قُصَيّ»، وإنّ اسم أبي «عبدمناف» فغلبت الكُنية على الاسم، وإنّ اسم عبد المطلب «عامر»، فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم «عمرو»، فغلب اللقب على الاسم، واسم عبد مناف «المُغيرة»، فغلب اللقب على الاسم، وإنّ اسم قُصي «زيد»، فسمّته العرب مجمّعا - لجمعه إيّاها من البلد الأقصى إلى مكّة - فغلب اللقب على الاسم».

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 2)

(1607) 4-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآئي قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبوموسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر (علیهم السلام) قال: قال الصادق (علیه السلام):

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ قد غفر لك ولشيعتك، ومحبّي شيعتك، فابشر فإنّك الأنزع البطين، منزوع من الشرك، بطين من العلم». (أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 17)

ص: 23


1- هذا هو الحديث 105 من صحيفة الرضا (علیه السلام). ورواه الصدوق في الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 52 ح 182، وابن المغازلي في الحديث 455 من المناقب ص 400 بإسناده إلى الطائي، عن الرضا (علیه السلام). ورواه العاصمي في الحديث 431 من زين الفتى: ج 2 ص 203، والخوارزمي في الحديث 6 من الفصل 19 من مناقبه: ص 209 بسنده عن الطائي، عن الرضا (علیه السلام)، والطبري في الجزء السادس من بشارة المصطفى: ص 184 ط 2. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين: ج 1 ص 308 ح 247، والخفاجي في الفصل الثالث من الدرّة الفاخرة المعروفة بتفسير آية المودّة: ص 177 ط 1. وروى الصدوق في الباب 128 من علل الشرائع: 1: 159 ح 3 عن أحمد بن الحسن القطّان، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان، عن بكر بن عبداللّه بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن عباية بن ربعي قال: جاء رجل إلى ابن عبّاس فقال له: أخبرني عن الأنزع البطين عليّ بن أبي طالب، فقد اختلف النّاس فيه. فقال له ابن عبّاس: أيّها الرجل، واللّه لقد سألت عن رجل ما وطأ الحصى بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أفضل منه، وإنّه لأخو رسول اللّه وابن عمّه ووصيّه وخليفته على أمّته، وإنّه الأنزع من الشرك، بطين من العلم، ولقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن أراد النجاة غداً فليأخذ بحجزة هذا الأنزع»، يعني عليّاً (علیه السلام). وروى ابن سعد في ج 3 ص 27 من الطبقات الكبرى عند ذكر صفة أمير المؤمنين (علیه السلام): إنّ عليّاً كان يأتي السوق في الأيّام فيسلّم عليهم، فإذا رأوه قالوا: «بو ذا شكنب آمد»! قيل له: إنّهم يقولون: «إنّك ضخم البطن»! فقال (علیه السلام): «إنّ أعلاه علم وأسفله طعام». ورواه أيضاً أحمد في فضائل أمير المؤمنين من كتاب فضائل الصحابة: ص 35 ح 58 ط قم، وفي ط مصر: 2: 556 ح 935. والبلاذري في ترجمته (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 38 ح 97. وروى المحبّ الطبري في الفصل 3 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 96: عن أبي سعيد التميمي أنّه قال: كنّا نبيع الثياب على عواتقنا ونحن غلمان في السوق، فإذا رأينا عليّاً قد أقبل قُلنا: «بزرك اشكم». قال عليّ: ما تقولون؟ قال: نقول: عظيم البطن. قال: «أجل أعلاه علم، وأسفله طعام».

ص: 24

باب 3- في أحوال والديه (علیه السلام)

(1908) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا أبي، عن خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبداللّه بن أبي جهم قال: حدّثني أبي، عن جدّي قال:

سمعت أبا طالب يحدّث عن عبد المطلب قال: بينا أنا نائم في الحِجْر إذ رأيت رؤياً هالتني، فأتيت كاهنة قريش و عَلَيّ مطرف(2) خزّ، وجُمّتي(3) تضرب منكبي، فلمّا نظرت إليّ عرفت في وجهي التغيّر، فاستوت، وأنا يومئذ سيّد قومي، فقالت: ما شأن سيّد العرب متغيّر اللون! هل رابه من حدثان الدّهر ريبٌ؟(4)

فقلت لها: بلى، إنّي رأيت الليلة وأنا نائم فى الحِجر، كأنّ شجرة قد نبتت على ظهري، قد نال رأسها السماء، وضَرَبَت بأغصانها الشرق والغرب، ورأيت نوراً يَزهَر منها أعظم من نُور الشمس سبعين ضِعفاً، ورأيت العرب والعجم ساجدة لها، هي كلّ يوم تزداد عظماً ونوراً، ورأيت رَهْطاً من قُريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها أخذهم شابّ من أحسن النّاس وجهاً، وأنظفهم ثياباً، فيأخذهم

ص: 25


1- ورواه أيضاً في الحديث 30 من الباب 12 من كمال الدين: ج 1 ص 173. وأخرجه أبو نعيم في الفصل السادس من دلائل النبوّة: ج 1 ص 99 - 100 تحت الرقم 51. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مولد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص 64، وابن شهر آشوب في أوّل عنوان «فصل في المنامات والآيات» من ترجمة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب المناقب: 1: 48 نقلاً عن الواعظ الخرگوشي في شرف النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، باختصار.
2- المطرف - بكسر الميم وفتحها وضمّها -: الثوب الّذي في طرفه علمان.
3- الجمّة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين.
4- راب الأمر فلاناً: نابه وأصابه. والريب: صرف الدهر، وريب المنون: حوادث الدهر.

ويكسر ظُهورهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول من أغصانها غصنا، فصاح بي الشابّ: مهلاً، ليس لك منها نصيب.

فقلت: لمن النصيب والشجرة منّي؟

فقال: النصيب لهؤلاء الّذين قد تعلّقوا بها، وستعود إليها(1)، فانتبهت مذعوراً فزعاً متغيّر اللون.

فرأيت لون الكاهنة قد تغيّر، ثمّ قالت: لئن صَدَقَت(2) ليخرجنّ من صُلبك ولد يملك الشرق والغرب، ويُنبّأ في النّاس - فتسرّى عنّي غمّي - فانظُر أبا طالب لعلّك تكون أنت. وكان أبو طالب يحدّث بهذا الحديث، والنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد خرج، ويقول: كانت الشجرة واللّه أبا القاسم الأمين.

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 1)

(1609) 2-(3) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن

ص: 26


1- في بعض النسخ المطبوعة وفي البحار:15 255: «وسيعود إليها»، قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه): يحتمل أن يكون المراد بالّذين تعلّقوا بها الّذين يريدون قلعها، ويحتمل أن يكون بالتاء: أي ستعود تلك الجماعة بعد منازعتهم ومحاربتهم إلى هذه الشجرة ويؤمنون بها، فيكون لهم النصيب منها، أو بالياء فيكون المستتر راجعاً إلى الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و البارز منها إلى الجماعة، أي سيعود النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إليهم بعد إخراجهم له فيؤمنون به فيكون إشارة إلى فتح مكّة، أو يكون المستتر راجعاً إلى الشاب والبارز إلى الشجرة، أي سيرجع هذا الشاب إلى الشجرة في اليقظة كما تعلّق بها في النوم، وعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بالّذين تعلّقوا بها أبا طالب وأضرابه ممّن لم يذكروا قبل، ويحتمل أن يكون المستتر راجعاً إلى النصيب والبارز إلى الشجرة، أي يكون لا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثواب إسلامهم، ويحتمل أن يكون «ستعود» بصيغة الخطاب، أي ستعود يا عبد المطلب إليه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند ولادته لكن لا تبلغ ولاتدرك نبوّته.
2- أي الرؤيا.
3- والرواية - بمغايرة في العبارات والتطويل والاختصار - لها مصادر وأسانيد، فقد ورد عن ابن عبّاس -كما في الأمالي-، رواه أبو الفرج الإصفهاني في ترجمة جعفر بن أبي طالب من مقاتل الطالبيّين: ص 4 - 5 عن عطاء، عن ابن عبّاس، والفتّال في روضة الواعظين: 1: 142 في آخر عنوان «مجلس في ذكر ما يدلّ على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد»، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: 1 / ق 19 عن عطاء، عن ابن عبّاس، وابن الأثير في ترجمة فاطمة بنت أسد من أُسد الغابة: 5: 517، والطبري في بشارة المصطفى: ص 241 - 242 من طريق عباية، عن ابن عبّاس، وابن عبد ربّه في الاستيعاب: 4: 1891 عن عطاء، عن ابن عبّاس، والخوارزمي في مقتل الحسين (علیه السلام): ص 33 و 34 ح 3 و 5 من الفصل الثالث، وابن المغازلي في مناقب عليّ (علیه السلام): ص 77 ح 115 عن عطاء، عن ابن عبّاس، والشيرازي في الألقاب كما في كنز العمّال: 13: 635/37606 عن عليّ بن عبداللّه بن العبّاس، عن أبيه. ورواه الحموئي في الباب 69 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 378 - 379 ح 308 وفيه: «... واضطجعت في قبرها لأخفّف عنها من ضغطة القبر، إنّها كانت أحسن خلق اللّه صنيعاً إلَيّ بعد أبي طالب». وعن عليّ (علیه السلام)، أخرجها ابن أبي عاصم فيما رواها عنه كلّ من ابن الأثير وابن حجر في أسد الغابة والإصابة بسنده عن عبداللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، والسيّد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب: ص 42 ح 29، وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين: ص 28 عن الزبير بن سعد، عن أبيه، عن عليّ بالاقتصار على امر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بغسلها، و في ص 28 عن عيسى بن عبداللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه بالاقتصار على دفن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لها، والحاكم النيسابوري في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من المستدرك: 3: 108 بسنده عن زين العابدین، عن أبيه، عن جدّه، والشيرازي في الألقاب كما في كنز العمّال: 13: 635 / 37606 باختصار وابن المغازلي في عنوان «فاطمة أمّ عليّ عليه وعليها السلام» من المناقب: ص 77 برقم 115. و وعن أنس، رواه الطبراني في المعجم الكبير: 24: 351/871 والمعجم الأوسط: 1: 152/191، ومن طريقه الخوارزمي في عنوان «الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه من أمّه» من المناقب: ص 47 ح 10 وفي مقتل الحسين (علیه السلام): ج 1 ص 33 ح 4 من الفصل الثالث، و الهيثمي في باب «مناقب فاطمة بنت أسد» من مجمع الزوائد: ج 9 ص 256. وعن الإمام الصادق (علیه السلام)، رواه الكليني في باب «مولد أمير المؤمنين (علیه السلام)» من تاريخ الأئمّة من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 453 - 454 ح 2. و ورد الحديث على سبيل الإرسال دون إشارة إلى السند، رواه البلاذري في أنساب الأشراف: 2: 35 ح 22 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)، و شاذان بن جبرئيل في الفضائل:ص 102، وابن صبّاغ في عنوان «فصل في ذكر أمّ عليّ» من الفصول المهمّة: ص 31، والحلّي في عنوان: «الباب الثاني: في الفضائل الحاصلة له (علیه السلام) من خارج» من كشف اليقين: ص 234 - 235 رقم 263، والحموئي في الباب 70 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 426 باختصار.

ص: 27

الأعمش، عن عباية بن ربعي:

عن عبداللّه بن عبّاس قال: أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باكياً وهو يقول: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون». فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مه يا عليّ»؟

فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، ماتت أُمّي فاطمة بنت أسد».

قال: فبكى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «رَحِم اللّه أمّك يا عليّ، أما إنّها إن كانت لك أمّاً فقد كانت لي أمّاً، خُذ عمامتي هذه وخُذ ثوبي هذين، فكفّنها فيهما، ومُر النساء فليُحسنّ غسلها، ولا تُخرجها حتّى أجيء فألي أمرها».

قال: وأقبل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد ساعة، وأخرجت فاطمة أمّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فصلّى عليها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلاةً لم يصلّ على أحد قبلها مثل تلك الصلاة، ثمّ كبّر عليها أربعين تكبيرة، ثمّ دخل إلى القبر فتمدّد فيه، فلم يُسمَع له أنين ولا حركة، ثمّ قال: «يا عليّ ادخُل، يا حسن أدخل». فدخلا القبر، فلمّا فرغ ممّا احتاج إليه قال له: «يا عليّ اخرج، يا حسن اخرج». فخرجا، ثمّ زَحَف النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى صار عند رأسها، ثمّ قال: «يا فاطمة، أنا محمّد سيّد وُلد آدم ولا فَخر، فإن أتاك مُنكَر و نَكير فسألاك: مَن ربّك؟ فقولي: اللّه ربّي، ومحمّد نبيّي، والإسلام ديني، و القرآن كتابي، وابني إمامي، و وَلِيّي»، ثمّ قال: «اللهم ثبّت فاطمة بالقول الثابت». ثمّ خرج من قبرها، وحثا عليها حَثيات، ثمّ ضرب بيده اليُمنى على اليُسرى فنَفَضهما، ثمّ قال: «والّذي نفس محمّد بيده، لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي».

ص: 28

فقام إليه عمّار بن ياسر فقال: فِداك أبي وأمّي يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، لقد صلّيت عليها صلاة لم تُصَلِّ على أحد قبلها مثل تلك الصلاة؟!

فقال: «يا أبا اليقظان، وأهل ذلك هي منّي، ولقد كان لها من أبي طالب ولد كثير، ولقد كان خيرهم كثيراً، وكان خيرنا قليلاً، فكان تُشبعني وتُجيعهم، وتَكسوني وتُعريهم، وتدهنني و تُشعثهم».

قال: فلِمَ كبّرت عليها أربعين تكبيرة، يا رسول اللّه؟

قال: «نعم يا عمّار، التفتُّ عن يميني فنظرتُ إلى أربعين صفّاً من الملائكة فكبّرت لكلّ صفّ تكبيرة».

قال: فتَمَدُّدك في القبر ولم يُسمَع لك أنين ولا حركة؟!

قال: «إنّ النّاس يُحشرون يوم القيامة عُراة، فلم أزل أطلب إلى ربّي عزّ وجلّ أن يبعثها ستيرة، والّذي نفس محمّد بيده، ما خرجت من قبرها حتّى رأيت مِصباحين من نور عند رأسها، ومصباحين من نور عند يديها، ومصباحين من نور عند رجليها، و مَلَكيها الموكّلين بقبرها يستغفران لها إلى أن تقوم الساعة».

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 14)

(1610) 3-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن جعفر، عن محمّد بن عمر الجرجانى قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «أوّل جماعة كانت إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان يصلّي وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) معه، إذ مرّ أبوطالب به وجعفر معه، فقال: يابُنيّ صِل جناح ابن عمّك. فلمّا أحسّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تقدّمهما وانصرف أبوطالب مسروراً وهو يقول:

ص: 29


1- ورواه العسكري في الباب الثالث من الأوائل: ص75 - 76 عن أبي أحمد، عن أبي طاهر النديم، عن إسحاق بن محمّد النخعي، عن عبداللّه بن محمّد بن حفص، عن أبيه، إلّا أنّ البيت الثاني مؤخّر فيه. وأورده الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسير الآية 57 من سورة القصص في تفسيره «روض الجنان»: ج 8 ص 472، والفتّال في عنوان: « مجلس في ذكر إسلام أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 86، وفي عنوان «مجلس: في ذكر ما يدلّ على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد»: ص 140. وأورده الكراجكي في كنز الفوائد: 1: 181 في عنوان: «في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبد المطلب الّتي يستدل بها على صحّة إيمانه»، وفي ص 271، في عنوان: «فصل: من البيان عن أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) أوّل بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة»، وابن الأثير في أسد الغابة: 1: 287، وابن حجر فى الإصابة: 4: 116. ورواه ابن أبي الحديد في شرح المختار 9 من باب كتب نهج البلاغة: 14: 76 مقتصراً على الأبيات. ورواه أبوهفّان عبداللّه بن أحمد المهزمي في أواخر كتاب «ديوان شيخ الأباطح أبي طالب»: ص95 عن أبي العبّاس المبرّد، عن ابن عائشة قال: مرّ أبو طالب برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)... . وانظر الغدير - للعلّامة الأميني -: ج 7 ص 394 وما بعده.

إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي *** عند مُلِمّ الزمان والكُرَب(1)

واللّه لا أخذل النبيّ ولا *** يخذله من بنيّ ذوحسب

لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما *** أخي لأمّي من بينهم وأبي

قال: «فكانت أوّل جماعة جمعت ذلك اليوم».

(أمالي الصدوق: المجلس 76، الحديث 4)

ص: 30


1- في ديوان أبي طالب - جمع أبي هفّان المهزمي -: «عند احتدام الأمور والكرب»، وفي الأوائل: «عند احتدام الزمان والكرب»، وفي شرح ابن أبي الحديد: «عند ملمّ الزمان و النوب». و في نقل آخر في ديوان أبي طالب: إنّ عليّاً وجعفراً ثقة *** و عصمة في نوائب الكرب

(1611) 4-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن خَلَف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبداللّه بن عبّاس، عن أبيه قال:

قال أبو طالب للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا ابن أخي، اللّه أرسلك؟

قال: «نعم».

قال: فأرني آية. قال: أدع لي تلك الشجرة.

فدعاها فأقبلت حتّى سجدت بين يديه، ثمّ انصرفت. فقال أبو طالب: أشهد أنّك صادق، يا عليّ صل جناح ابن عمّك.

(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 11)

(1612) 5-(2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن حسان الواسطي، عن عبدالرحمان بن كثير الهاشمي قال:

سمعت أبا عبداللّه الصادق (علیه السلام) يقول: «نزل جبرئيل على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا

ص: 31


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس: في ذكر ما يدلّ على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد» من روضة الواعظين: ص 139، والسيّد فخّار بن معد الموسوي في الفصل الأوّل من كتاب «إيمان أبي طالب»: ص 150 - 151 مع زيادة.
2- ورواه أيضاً في الباب 65 من معاني الأخبار - باب معنى تحريم النّار على صلب أنزل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و بطن حمله وحجر كفله-. ورواه الكليني (قدّس سرّه) في الحديث 21 من باب 1 من كتاب التاريخ من كتاب الحجّة من الكافي: ج 1 ص 446 مع مغايرة طفيفة. ورواه الكراجكي مرسلاً في عنوان «فصل: في ذكر مولد سيّدنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و وصف شيء من فضله» من كنز الفوائد: 1: 164 وفيه: «... صلب أنزلك، وبطن حملك، وثدي أرضعك»، وليس بعده شيء. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مولد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص 67، و صدره في عنوان: «مجلس: في ذكر ما يدلّ على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد»: ص 139.

محمّد، إنّ اللّه جلّ جلاله يقرؤك السلام ويقول: إنّي قد حَرّمتُ النّار على صُلب أنزلك، وبطن حَمَلَك، وحِجر كَفَلك.

فقال: يا جبرئيل، بيّن لي ذلك؟

فقال: أمّا الصُّلب الّذي أنزلك فعبد اللّه بن عبد المطّلب، وأمّا البطن الّذي حَمَلك فآمنة بنت وَهب، وأمّا الحجر الّذي كفلك فأبو طالب بن عبدالمطلب وفاطمة بنت أسد».

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 12)

(1613) 6-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت رفعه قال:

ص: 32


1- وقريباً منه رواه اليعقوبي في عنوان «وفاة خديجة وأبي طالب» من تاريخه: 2: 35 قال: ولمّا قيل لرسول اللّه: إنّ أبا طالب قد مات، عظم ذلك في قلبه واشتدّ له جزعه، ثمّ دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرّات وجبينه الأيسر ثلاث مرّات، ثمّ قال: «يا عمّ، ربّيت كبيراً وكفلت يتيماً ونصرت كبيراً، فجزاك اللّه عنّي خيراً». ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: «وصلتك رحم وجزيت خيراً». ورواه ابن أبي الحديد في شرحه على المختار 9 من باب الكتب من نهج البلاغة: 14: 76. ورواه أبو عليّ فخّار بن معد الموسوي في عنوان: «النبيّ في وفاة عمّه» من كتاب إيمان أبي طالب ص 297 قال: حدّثني مشايخي محمّد بن إدريس وشاذان بن جبرئيل ومحمّد بن عليّ ابن الفويقي بأسانيدهم إلى الشيخ المفيد يرفعه قال: لمّا مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين عليّ (علیه السلام) النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاٰذنه بموته، فتوجّع توجّعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً، ثمّ قال لأمير المؤمنين (علیه السلام): «امض يا عليّ فتولّ أمره وتولّ غسله وتحنيطه وتكفينه، فإذا رفعته على سريره فأعلمني». ففعل ذلك أمير المؤمنين (علیه السلام)، فلمّا رفعه على السرير اعترضه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فرقّ وتحزّن وقال: «وصلتك رحم وجزيت خيراً يا عمّ، فلقد ربّيت وكفلت صغيراً، ونصرت و آزرت كبيراً». ثمّ أقبل على النّاس وقال: «أم واللّه لأشفعنّ لعمّى شفاعة يعجب بها أهل الثقلين». وقريباً منه رواه الخطيب في ترجمة معاوية بن عبيد اللّه الأشعري من تاريخ بغداد: 13: 196 برقم 7174 عن الحسن بن الحسين النعالي، عن أحمد بن نصر بن عبداللّه الذرّاع، عن سعيد بن معاذ الأبلي، عن منصور بن أبي مزاحم، عن أبي عبيد اللّه صاحب المهدي قال: حدّثني المهدي، عن أبيه [ قال: ] حدّثني عطاء قال: سمعت ابن عبّاس يقول: عارض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جنازة أبي طالب فقال: «وصلتك رحم، جزاك اللّه خيراً يا عمّ». ورواه المفيد في رسائله: ص 307، وابن عديّ في ترجمة إبراهيم بن عبدالرحمان الخوارزمي من الكامل: 1: 260، والبيهقي في باب «وفاة أبي طالب عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله و سلّم» من دلائل النبوّة: 2: 349، وابن كثير في البداية والنهاية: 3: 123، والراوندي في قصص الأنبياء: ص 330، وابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى: 1: 210 ح 283، و الطبرسي في الفصل 6 من إعلام الورى: 1: 131 نقلاً عن دلائل النبوّة، وفي الجميع: «وصلتك رحم و جزيت خيراً يا عمّ».

دخل رسول اللّه على عمّه أبي طالب وهو مسجّى، فقال: «يا عمّ، كَفَلتَ يتيماً، وربّيت صغيراً، ونصرت كبيراً، فجزاك اللّه عنّي خيراً». ثمّ أمر عليّاً (علیه السلام) بغسله.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 6)

(1614) 7-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني الحسن بن مَتيل الدقّاق قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضّال، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن دينار الثمالي، عن سعيد بن جبير:

عن عبداللّه بن عبّاس، أنّه سأله رجل فقال له: يا ابن عمّ رسول اللّه، أخبرني عن أبي طالب، هل كان مسلماً؟ فقال: وكيف لم يكن مسلماً، وهو القائل:

وقد علموا أنّ ابننا لا مُكذِّب *** لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل(2)

ص: 33


1- ورواه فخّار بن معد الموسوي في الفصل العاشر من كتاب إيمان أبي طالب: ص 407 - 408، والفتّال في عنوان: «مجلس: في ذكر ما يدلّ على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد» من روضة الواعظين: ص 139.
2- هذا البيت من القصيدة اللاميّة الطويلة الّتي رواها أبوهفّان عبداللّه بن أحمد المهزمي في أوّل ديوان أبي طالب: ص 21 - 38، مطلعه: خليليّ ما أذني لأوّل عاذل *** بصغواء في حقّ ولا عند باطل ورواه أيضاً الكليني في الكافي: 1: 449 في الحديث 29 من كتاب التاريخ من كتاب الحجّة. ورواه أيضاً العلّامة الأميني في الغدير: 7: 396 نقلاً عن كتاب الحجّة لابن معد: ص 94 و 115.

إنّ أبا طالب كان مثله كمَثل أصحاب الكهف حين أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فاٰتاهم اللّه أجرهم مرّتين.

(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 12)

(1615) 8-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: أخبرنا المنذر بن محمّد، عن جعفر بن سليمان، عن عبداللّه بن الفضل الهاشمي:

عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) أنّه قال: «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف حين أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فأتاهم اللّه أجرهم مرّتين».

(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 13)

(1616) 9-(2) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا النعمان بن من أحمد القاضي الواسطي ببغداد، قال: وأخبرنا إبراهيم بن عرفة النحوي قالا:

ص: 34


1- ورواه الكليني في باب «مولد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووفاته» من أبواب التاريخ من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 448 ح 28 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللّه (علیه السلام). ورواه فخّار بن معد الموسوي في الفصل العاشر من كتاب إيمان أبي طالب: ص 407، والفتّال في عنوان: «مجلس: في ذكر ما يدلّ على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد» من روضة الواعظين: ص 139.
2- ورواه الطبراني في آخر كتاب الدعاء: ص 597 - 598 ح 2180، وفي طبع: ج 3 ص 1775، والبيهقي في باب «استسقاء النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...» من أبواب دعوات نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المستجابة... من دلائل النبوّة: ج 6 ص 141 - 142، وعنه ابن كثير في البداية والنهاية: 6: 90 - 91. ورواه أبو الحسن الماوردي عليّ بن محمّد بن حبيب البصري البغدادي في آخر كتاب الصلاة من الأحكام السلطانية ص 106 في صلاة الاستسقاء والعاصمي في الحديث 419 و 423 من زين الفتى: ج 2 ص 184 و 189. ورواه أيضاً فخّار بن معد الموسوي في الفصل الثامن من كتاب إيمان أبي طالب ص 344 - 350 بإسناده عن هشام بن عروة بن الزبير، عن عائشة. وأورده الفتّال في عنوان: «مجلس: في ذكر ما يدلّ على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد» من روضة الواعظين: ص 139 باختصار. وانظر أيضا فتح الباري: 2: 494.

حدّثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي قال: حدّثنا عمّي سعيد بن خثيم قال:

حدّثنا مسلم الملائي (في حديث استسقاء النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنّه لما دعا استجيب) قال: فضحك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «للّه درّ أبي طالب لوكان حيّاً لقرّت عيناه، مَن ينشدنا قوله»؟

فقام عمر بن الخطّاب فقال: عسى أردت يا رسول اللّه:

وما حملت من ناقة فوق رحلها(1) *** أبرّ و أوفى ذمّة من محمّد

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليس هذا من قول أبي طالب، بل من قول حسّان بن ثابت(2)».

فقام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «كأنّك أردت يا رسول اللّه:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ربيع(3) الیتامی عصمة للأرامل

یلوذ به الهلّاك من آل هاشم *** فهم عنده في نعمة و فواضل

كذبتم و بیت اللّه نبزي محمّداً(4) *** و لمّا نماصع دونه ونقاتل

ص: 35


1- في أمالي الطوسي: «فوق ظهرها».
2- في نسخة: «هو من قول حسّان بن ثابت».
3- في بعض المصادر: «ثمال اليتامى»، وثِمال - بالكسر-: الغياث، يقال: فلان ثمال قومه: أي غياث لهم. (صحاح اللغة).
4- في أمالي الطوسى: «يُبزى محمّد».

و نسمله حتّى نصرّع حوله *** و نذهل عن أبنائنا والحلائل(1)

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أجل». الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرات جزئية ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 19)

تقدّم تمامه في أبواب معجزات النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.

(1617) 10-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك، عن أبي إسحاق، عن العبّاس بن معبد بن العبّاس، عن بعض أهله: عن العبّاس بن عبد المطّلب أنّه قال: لمّا حضرت أبا طالب الوفاة، قال له نبيّ

ص: 36


1- قال الديار بكري في تاريخ الخميس: 1: 253 والمواهب اللدنيّة: وقد أخرج ابن عساكر عن جلهمة بن عرفة قال: قدمت مكّة وهم في قحط فقالت قريش: يا أبا طالب، أقحط الوادي وأجدب العيال، وهلكت المواشي، فهلمّ استسق. فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنّه شمس دجنّ تجلّت عنه سحابة قتماء، فما زال يسعى والغلام معه، فلمّا صار بإزاء الكعبة وحوله أغيلمة، فألصق الغلام ظهره بالكعبة ولازال يشير باصبعه وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا، واغدق واغدودق وانفجر الوادي وأخصب النادي والبادي، وفي ذلك يقول أبوطالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامي عصمة للأرامل
2- ورواه البيهقي في دلائل النبوّة: 2: 346 في عنوان «وفاة أبي طالب...»، و عنه الطبرسي في الفصل 6 من إعلام الورى: 1: 131 باختصار. ورواه ابن هشام في نفس العنوان من السيرة: 2: 59، والراوندي في قصص الأنبياء ص:330، وابن أبي الحديد في شرح المختار 9 من باب الكتب من نهج البلاغة: 14: 71. وأشار إليه ابن كثير في البداية والنهاية: 3: 123 في عنوان «وفاة أبي طالب». وروى نحوه ابن سعد في عنوان «ذكر أبي طالب وضمّه رسول اللّه إليه و...» من الطبقات الكبرى: 1: 123، وعنه سبط ابن الجوزي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) في عنوان: «فصل: في ذكر والده (علیه السلام)» من كتاب تذكرة الخواص.

اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عمّ، قُل كلمة واحدة اشفع لك بها يوم القيامة: لا إله إلّا اللّه».

فقال: لولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة(1) لأقررت بعينيك، ولو سألتني هذه في الحياة لفعلت.

قال: وعنده جميلة بنت حرب حمّالة الحطب، وهي تقول له: يا أبا طالب، مت على دين الأشياخ.

قال: فلمّا خفت صوته فلم يبق منه شيء قال: حرّك شفتيه، فقال العبّاس: فأصغيت إليه فقال قولاً خفيّاً: «لا إله إلّا اللّه»(2). فقال العبّاس للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا ابن أخي، قد واللّه قال أخي الّذي سألته.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لم أسمعه».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 28)

أقول: الرواية ضعيفة سنداً، للإرسال ولضعف بعض الرواة.

(1618) 11-(3)إياة الصبح: ضوءه.(4) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه قال: أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى قال: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني(5) قال: حدّثني محمّد بن خالد البرقى قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه (علیه السلام)، عن آبائه (علیهم السلام):

ص: 37


1- الغضاضة - بالفتح -: الذّلة والمنقصة.
2- قال في البحار: لعلّه - على تقدير صحّة الخبر - إنّما كلّفه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إظهار الإسلام علمه بتحقّقه ليعلم القوم أنّه مسلم، وامتناعه من ذلك كان خوفاً من أن يعيش بعد ذلك و لا يمكنه نصره، وإعانته، فلمّا آيس من ذلك أظهر الإيمان.
3- ورواه ابن شاذان فى المنقبة 98 من مئة منقبة: ص مئة منقبة: ص 152 - 153، وعنه الكراجكي في عنوان: «فصل في الأشعار المأثورة عن أبي طالب...» من كنز الفوائد: 1: 183. ورواه الطبرسي في الاحتجاج: 1: 549 رقم 133، والسيّد فخّار بن معد الموسوي في الفصل 1 من كتاب «إيمان أبي طالب»: ص 95 - 96، والطبري في بشارة المصطفى ص 202. تكملة تواترت الأخبار على إيمان أبي طالب (علیه السلام)، وقد صنّف كثير من الأعلام كتاباً مفرداً في إيمانه، فإنّه كان هو العامل الوحيد لنشر كلمة الحقّ وبثّ دعايتها، كما أنّ شبله (علیه السلام) خلّفه على موازرة تلك الدعوة، ولقد أجاد ابن أبي الحديد في شرح المختار 9 من باب الكتب من نهج البلاغة: 14: 84 حيث قال: ولولا أبا طالب وابنه *** لمّا مثّل الدين شخصاً وقاما فذاك بمكّة آوى وحاما *** وهذا بيثرب جسّ الحماما تكفّل عبد مناف بأمر *** فاودی وكان عليّ تماما فقل في ثبير مضى بعد ما *** قضى ما قضاه وأبقى شماما فاللّه ذا فاتحاً للهدى *** واللّه ذا للمعالي ختاما وما ضرّ مجد أبي طالب *** جهول لغا أو بصير تعامى كما لا يضر إياة
4- الصبا *** ح من ظنّ ضوء النهار الظلاما فقد اتّفق الأئمّة المعصومون (علیه السلام) على إيمانه وهم أعرف بمعتقد أبيهم من الأجانب وهم أئمّة العترة الطاهرة واعدال القرآن في حديث الثقلين المتواتر. ويدلّ أيضاً على إيمانه مارواه الكراجكي في عنوان: «فصل: في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبدالمطلب، الّتي يستدلّ بها على صحّة إيمانه» من كنز الفوائد: 1: 184، وابن حجر العسقلاني في ترجمة أبي طالب من الاصابة: 4: 116 و 119، وابن طولون في الحديث 3 من كتابه «الروض النزيه»، والسيّد فخّار بن معد الموسوي في كتاب «إيمان أبي طالب»: ص 158 - 159 عن أبي طالب أنّه قال: حدّثني محمّد أنّ ربّه بعثه بصلة الرحم وأن يعبد اللّه وحده ولا يعبد معه غيره، ومحمّد عندي الصادق الأمين. ويدلّ أيضاً على إيمانه شعره، فإنّه يدلّ على إيمانه المحض والشهادة الصادقة بنبوّة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، كيف يتهم بالكفر وهو يقول: إنّ ابن آمنة النبيّ محمّداً *** عندي بمنزلة من الأولاد وكيف يتصوّر عدم إيمانه وهو يقول: ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً *** نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتب وكيف لم يكن مسلماً وهو القائل: وقد علموا أنّ ابننا لا مكذّب *** لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل ويدلّ أيضاً على أنّه من السابقين بالإيمان، قوله: وبالغيب آمنّا وقد كان قومنا *** يصلّون للأوثان قبل محمّد إلى غير ذلك من شعره الطافح بالإيمان يجده الباحث في ديوان شيخ الأباطح أبي طالب (علیه السلام). و ممّا يدلّ أيضاً على إيمانه مارواه السيّد فخّار بن معد الموسوي في الفصل الأوّل من كتاب «إيمان أبي طالب»: ص 145 بإسناده عن الإمام عليّ بن الحسين (علیه السلام) أنّه سئل عن أبي طالب أكان مؤمناً؟ فقال (علیه السلام): «نعم». فقيل له: إنّ هاهنا قوماً يزعمون أنّه كافر! فقال (علیه السلام): «وا عجبا كلّ العجب، أيطعنون على أبي طالب، أو على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وقد نهاه اللّه تعالى أن يقرّ مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن، ولا يشكّ أحد أنّ فاطمة بنت أسد رضي اللّه عنها من المؤمنات السابقات، فإنّها لم تزل تحت أبي طالب حتّى مات أبو طالب (رضی اللّه عنه)». وممّا يدلّ أيضاً على إيمان أبي طالب أمر النبيّ (علیه السلام) عليّاً أن يتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه، وكلامه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين رفعه على السرير حيث اعترضه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ورقّ وتحزّن وقال: «وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عمّ، فلقد ربّيت وكفلت صغيراً، ونصرت و آزرت كبيراً»، ثمّ أقبل على النّاس وقال: «أم واللّه لأشفعنّ لعمّى شفاعة يعجب بها أهل الثقلين». إلى غير ذلك من الأدلّة، يجد الباحث كثيراً منها في كتاب إيمان أبي طالب - لابن معد الموسوي-.
5- في الحديث 2 من المجلس 40: محمّد بن عليّ بن الحسين الهمداني.

ص: 38

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: كان(1) ذات يوم جالساً بالرحبة، والنّاس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إنّك بالمكان الّذى أنزلك اللّه [عزّ وجلّ](2) به، وأبوك يعذّب بالنّار!

فقال له: «مَه، فضّ اللّه فاك، والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه اللّه تعالى(3) فيهم، أبي يعذّب بالنّار وابنه قسيم النّار»؟!

ص: 39


1- في المجلس 40: «عن أمير المؤمنين (علیه السلام): أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كان».
2- من المجلس 40.
3- كلمة «تعالى» غير موجودة في المجلس 40.

ثمّ قال: «والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً(1)، إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلّا خمسة أنوار(2): نور محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونوري، ونور فاطمة، ونورَي(3) الحسن والحسين ومن ولده من الأئمّة، لأنّ نوره من نورنا الّذي خلقه اللّه عزّ و جلّ من قبل خلق(4) آدم بألفي عام».

(أمالي الطوسي: المجلس،11 الحديث،59، والمجلس 40، الحديث 2)،

(1619) 12- وبأسانيده عن هند بن أبي هالة وعمّار بن ياسر وأبي رافع (في حديث طويل في قصّة الهجرة ومبيت عليّ (علیه السلام) مكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) قالوا: كان اللّه عزّ وجلّ ممّا يمنع نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعمّه أبي طالب، فما كان يخلص إليه من قومه أمر یسوؤه مدّة حياته، فلمّا مات أبو طالب نالت قريش من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتّى تركته لَقیَّ، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأسرع ما وجدنا فقدك يا عمّ! وصلتك رحم، فجزيت خيراً يا عم». ثمّ ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر، فاجتمع بذلك على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حزنان حتّى عرف ذلك فيه.

(أمالي الطوسى: المجلس 16، الحديث 39)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الهجرة من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.

ص: 40


1- في المجلس 40 ح 2: «والّذي بعث محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نبيّاً».
2- قال في البحار: الخمسة إمّا مبني إلى اتّحاد نورَي محمّد وعلي صلوات اللّه عليهما، أو اتّحاد نورَي الحسنين (علیهما السلام) بقرينة عدم توسّط النور في البين.
3- في المجلس 40: «ونور».
4- في الحديث 2 من المجلس 40: «من قبل أن يخلق...».

أبواب الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين (علیه السلام)

باب 1- أنّه (علیه السلام) الصراط المستقيم

أقول: تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام).

(1620) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبيه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اليعقوبي، عن عيسى بن عبداللّه العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنّة بغير حساب، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي وأُمّتي عليّ بن أبي طالب، ومَن سرّه أن يلج النّار فليترك ولايته، فوعزّة ربّي وجلاله، إنّه لباب اللّه الّذي لا يُؤتى إلّا منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الّذي يسأل اللّه عن ولايته يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 48، الحديث 4)

ص: 41


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير قوله تعالى في سورة الحمد: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) في شواهد التنزيل: 1: 76 ح 90 عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن عليّ المعمري، عن أبى جعفر الصدوق. وروى أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 78 - 92 - 95 روايات ورد فيها أنّ المراد بالصراط المستقيم في سورة الحمد، وفي سورة الأعراف: 7: 16: (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)، وفي سورة الحجر: 15: 41: (هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). وروى الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 416 - 417 ح 24 عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن النضير بن شعيب، عن محمّد بن الفضل، عن الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «أوحى اللّه إلى نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الزخرف: 43]، قال: «إنّك على ولاية عليّ، وعليّ هو الصراط المستقيم».

باب 2- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾

(1621) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمّد الأزدي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد النّور بن عبداللّه بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبداللّه بن معبد:

عن ابن عبّاس قال: بات عليّ (علیه السلام) ليلة خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش، وفيه نزلت هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 43)

ص: 42


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 65 - 66 ح 31 - 33 بأسانيد عن أبي صالح وأبي مالك، وعمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس بتفاوت في اللفظ. ورواه الطبرسي في تفسير الآية الكريمة في مجمع البيان: 1: 535 عن السدّي، عن ابن عبّاس. ورواه - مع تفصيل ومغايرة - أحمد في مسند ابن عبّاس من مسنده: 1: 331 وفي الفضائل: ص 211 ح 291، والنسائي في خصائص عليّ (علیه السلام): ص 72 رقم 23، والبلاذري في أنساب الأشراف: 2: 106 رقم 43، والحبري في الحديث 9 من تفسيره: ص 242، والطبراني في مسند عبداللّه بن العبّاس من المعجم الكبير: 12: 77 رقم 12593، والحاكم في المستدرك: 3: 133، وفرات الكوفي في الحديث 33 من تفسيره: ص 65، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية 207 من سورة البقرة في شواهد التنزيل: 1: 98 ح 134 - 136، والكنجي في الباب 62 من كفاية الطالب: ص 242 نقلاً عن مسند أحمد والأربعين الطوال، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 203 ح 249 - 251، والحمّويي في الحديث 255 من فرائد السمطين: 1: 329، وابن كثير في البداية والنهاية: 7: 351 في حوادث سنة 40 من الهجرة عند ذكر فضائل عليّ (علیه السلام)، وابن حجر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من الإصابة: 2: 509، والهيثمي في باب مناقب أمير المؤمنين عليّ (علیه السلام) من مجمع الزوائد: 9: 119، والمحبّ الطبري في عنوان «ذكر اختصاص عليّ (علیه السلام) بعشر» من ذخائر العقبى: ص 87 وفي نفس العنوان من الرياض النضرة: 2: 154، والخوارزمي في الفصل 12 من المناقب: ص 126 ح 140، وابن البطريق في الفصل 30 من العمدة: ص 238. وانظر تخريج الحديث التالي.
2- سورة البقرة: 2: 207.

(1622) 2-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الإمام بإنطاكية، قال: حدّثنا محفوظ بن بحر قال: حدّثنا الهيثم بن جميل قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير:

عن عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليه في قول اللّه عزّ وجلّ: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)(2) قال: «نزلت في عليّ (علیه السلام) حين بات على فراش رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 2)

ص: 43


1- وأخرجه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 124 برقم 69. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: 1: 130 ح 140 و 141 بتفاوت في اللفظ. ورواه أيضاً الحسكاني في ص 131 ح 142 عن الإمام السجّاد (علیه السلام) قال: «نزلت في عليّ بن أبي طالب لمّا توجّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى الغار وأنام عليّاً على فراشه، وفي ذلك يقول عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا *** وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر وبتّ أراعي منهم ما ينوبني *** وقد صبرت نفسي على القتل والأسر محمّد لمّا خاف أن يمكروا به *** فنجّاه ذو الطول العظيم من المكر وبات رسول اللّه فى الغار آمناً *** فما زال في حفظ الإله وفي ستر ورواه الحاكم النيسابوري في كتاب الهجرة من المستدرك: 3: 4، وعنه الحمّويي في الباب60 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 330 ح 256 ط 1، والخوارزمي في الفصل 12 من المناقب: ص 127 ح 141 مع الأبيات. وله شاهد من حديث الإمام الباقر (علیه السلام)، رواه الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) في تفسير الآية الكريمة في التبيان، والعيّاشي في تفسيره: 1: 101 ح 292. وقال الفخر الرازي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 5: 204: في سبب النزول روايات (إلى أن قال:) والرواية الثالثة: نزلت في عليّ بن أبي طالب، بات على فراش رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلة خروجه إلى الغار، ويروى أنّه لمّا نام على فراشه قام جبرئيل (علیه السلام) عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: «بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب، يباهي اللّه بك الملائكة»، ونزلت الآية. ولاحظ سائر تخريجاته في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
2- سورة البقرة: 2: 207.

(1623) 3- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن العبّاس اليزيدي النحوي قال: حدّثنا الخليل بن أسد أبو الأسود النوشجاني قال: حدّثنا أبوزيد سعيد بن أوس يعني الأنصاري النحوي قال:

کان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) قال: «كرّم اللّه عليّاً، فيه نزلت هذه الآية».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 3)

( 1624) 4-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجرائي قال: حدّثنا محمّد بن كثير الملائي، عن عوف الأعرابي مِن أهل البصرة، عن الحسن بن أبي الحسن:

عن أنس بن مالك قال: لمّا توجه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى الغار ومعه أبو بكر، أمر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً (علیه السلام) أن ينام على فراشه ويتوشّح ببردته، فبات عليّ (علیه السلام) موطّناً نفسه على القتل، وجاءت رجال قريش من بطونها يُريدون قتل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكّون أنّه محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: أيقظوه ليجد

ص: 44


1- انظر ما ورد في تفسير الآية 100 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام): ص 469.

ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلمّا أيقظوه ورأوه عليّاً (علیه السلام) تركوه وتفرّقوا في طلب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فأنزل اللّه عزّ وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(1).

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 4)

(1625) 5- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدّثنا محمّد بن عبيد المحاربي قال: حدّثنا أبو يحيى التيمي، عن عبداللّه بن بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه:

عن مجاهد قال: فخرت عائشة بأبيها ومكانه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الغار، فقال عبداللّه بن شدّاد بن الهاد: وأين أنت من عليّ بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنّه يقتل؟! فسكتت ولم تحر جواباً.

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 5)

(1626) 6-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار الثقفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي سنة خمسين ومئتين، قال: حدّثني الحسن بن حمزة أبو محمّد النوفلي قال: حدّثني أبي وخالي يعقوب بن الفضل بن عبدالرحمان بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الزبير بن سعيد الهاشمى قال: حدّثنيه أبو عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) بين القبر والروضة، عن أبيه وعبيدالله بن أبي رافع جميعاً، عن عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) وأبي رافع مولى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

قال أبو عبيدة: وحدّثنيه سنان بن أبي سنان: أنّ هند بن هند بن أبي هالة الأسدي حدثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و أمّه خديجة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأخته لأمّه فاطمة صلوات اللّه عليها.

ص: 45


1- سورة البقرة: 2: 207.
2- قصّة مشاورة قريش فى دار الندوة، ومشاركة إبليس معهم في صورة شيخ نجدي، و حديث ليلة الهجرة وتفدية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) نفسه للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من المتواترات، وقد ذكر ذلم أرباب التواريخ في كتبهم مثل سيرة ابن إسحاق: 1: 290 - 291، وتاريخ الطبري: ج 2 قبيل حوادث سنة 1 من الهجرة، وغيرهما من كتب السير. ورواه ابن هشام في عنوان «هجرة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومقام عليّ (علیه السلام) في فراشه» من السيرة النبويّة: 1: 332 - 335 عن ابن عبّاس. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 24: 432 - 434 ح 1059 بأسانيد عن أمّ هانئ. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوّة: 2: 456 باب مكر المشركين برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعصمة اللّه رسوله وإخباره إيّاه بذلك» عن ابن شهاب الزهري. وأورده الطبرسي في الفصل 8 من إعلام الورى: 1: 143. ورواه المحبّ الطبري في عنوان «ذكر قصّة لبس عليّ ثوب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونومه مكانه...» من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 154 - 156 نقلاً عن ابن إسحاق.

قال أبو عبيدة: وكان هؤلاء الثلاثة: هند بن أبي هالة وأبو رافع وعمّار بن ياسر جميعاً يحدّثون عن هجرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه.

قال: وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، واقتصاصه عن الثلاثة: هند و عمّار وأبي رافع، وقد دخل حديث بعضهم في بعض (في حديث طويل في قصّة الهجرة ومبيت عليّ (علیه السلام) على فراش رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) مبيت عليّ صلوات اللّه عليه على الفراش أوّل ليلة.

قال عبیدالله بن أبي رافع: وقد قال عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) شعراً يذكر فيه مبيته على الفراش ومقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الغار ثلاثاً:(1)

ص: 46


1- ذكر محمّد بن سليمان الكوفي في كتاب «مناقب أمير المؤمنين»: ج 1 ص 124 أربعة أبيات منها، وكذا سبط ابن الجوزي في آخر عنوان «حديث ليلة الهجرة» من كتابه «تذكرة الخواص»، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج 1 ص 131 ح 142. ولاحظ كتاب الهجرة من المستدرك: 3: 4، وشواهد التنزيل: 1: 131 ح 141 - 142، و الفصل 12 من مناقب الخوارزمي ص 127 برقم 141، والباب 60 من فرائد السمطين: 1: 330 ح 256، والباب 21 من ينابيع المودّة ص 92، ونور الأبصار ص 86، والفصول المهمّة: ص 86 عند ذكر شجاعة عليّ (علیه السلام).

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

محمّد لمّا خاف أن يمكروا به *** فوقاه ربّي ذو الجلال من المكر

وبتّ أراعيهم متى ينشرونني *** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

وبات رسول اللّه في الغار آمناً *** هناك وفي حفظ الإله وفي ستر

أقام ثلاثاً ثمّ زمّت قلائص *** قلائص يفرين الحصا أينما تفري(1)

ولمّا ورد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف ب-«قباء»(2) فأراده أبوبكر على دخوله المدينة وألاصه(3) في ذلك، فقال: «ما أنا بداخلها حتّى يقدم ابن عمّي وابنتي». يعني عليّاً وفاطمة (علیهما السلام).

قال: قال أبو اليقظان: فحدّثنا رسول اللّه ونحن معه بقُباء عمّا أرادت قريش به من المكر به ومبيت عليّ (علیه السلام) على فراشه، قال: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى جبرئيل و ميكائيل (علیهما السلام): أنّي قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيّكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى اللّه إليهما: عَبدَيّ ألا كنتما مِثل ولیّي عليّ بن أبي طالب؟! آخيت بينه وبين نبیّي، فاٰثره بالحياة على نفسه، ثمّ ظلّ -أو قال: رقد - على فراشه يفديه بمهجته، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوّه.

فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه و جعل جبرئيل

ص: 47


1- القلائص: جمع القلوص، وهي الناقة الشابّة. وفرى الأرض: سارها وقطعها.
2- قال ياقوت في معجم البلدان: 4: 301 - 302: قُبا - بالضمّ -: وأصله اسم بئر هناك عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار، وألفه واو يُمدّ ويُقصر، ويصرف ولا يصرف، قال عياض: وأنكر البكري فيه القصر ولم يَحك فيه القصر ولم يحك فيه القالى سوى المدّة، قال الخليل: هو مقصور... .
3- ألاص الاصةً الشيء: بمعنى لاصه، وفلاناً عن كذا: راوده عنه.

يقول: بخ بخ، مَن مثلك يا ابن أبي طالب، واللّه عزّ وجلّ يباهي بك الملائكة!».

قال: فأنزل اللّه عزّ وجلّ في عليّ (علیه السلام): (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(1) الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 39)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة.

(1627) 7-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد وقى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بنفسه، وردّ مكر المشركين به واضطجع في مضجعه، و شرى بذلك من اللّه نفسه، غيري»؟

قالوا: لا.

وفيه: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّه) لمّا وقیت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلة الفراش، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

ص: 48


1- سورة البقرة: 2: 207.
2- وللحديث مصادر وأسانيد رواه الكراجكي في كنز الفوائد: 2: 55، وسبط ابن الجوزي في عنوان «حديث ليلة الهجرة» من كتاب تذكرة الخواص، والغزالي في عنوان «بيان الإيثار و فضله» من كتاب «ذمّ البخل وذمّ حب المال» من كتاب «إحياء علوم الدين»: ج 3 ص 273، و ابن صباغ المالكي في عنوان «شجاعة أمير المؤمنين (علیه السلام)» من كتاب «الفصول المهمّة» ص 48، و الشبلنجي في نور الأبصار ص 86، وابن البطريق في الفصل 30 من العمدة برقم 367، وابن الأثير في ترجمة عليّ (علیه السلام) من أسد الغابة: 4: 25، والكنجي في الباب 62 من كفاية الطالب: ص 239، والقندوزي في ينابيع المودّة ص 92 والعلّامة الأميني (قدّس سرّه) في الغدير: ج 2 ص 48. وانظر أيضاً تفسير الآية الكريمة في كتاب شواهد التنزيل: ج 1 ص 123 - 132.

باب 3- في أنّ السِلم ولايته (علیه السلام)

(1628) 1-(1) أبوجعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السامري قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن هارون قال: حدّثني أبو عبد الصمد إبراهيم، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن إبراهيم قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول في قوله تعالى: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) قال: «في ولاية عليّ بن أبي طالب(علیه السلام)»، (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)(2) قال: «لا تتبعوا غيره ».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 38)

ص: 49


1- تفسير السِّلم بولاية أمير المؤمنين وأولادها (علیهما السلام)، وخطوات الشيطان بولاية غيرهم، ورد في روايات عديدة، منها ما رواه الكليني في الكافي: 1: 417 ح 29 بإسناده عن عبداللّه بن عجلان، عن أبي جعفر (علیه السلام) في الآية الكريمة قال: «في ولايتنا». ورواه العيّاشي في تفسيره: 1: 102 ح 297، وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: ص 66 ح 36: 20 كلاهما عن أبي بكر الكلبي، عن جعفر، عن أبيه (علیهما السلام). وفي الحديث 226 من شرح الأخبار: 1: 233 عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «لفي ولايتنا أهل البيت». وفي الحديث 34 و 35 من تفسير فرات الكوفي: ص 66 بإسناده عن شريك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) قال: «في ولاية عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)». وفي تفسير العياشي: 1: 102 ح 294 عن أبي بصير قال: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) قال: «أتدري ما السلم»؟ قال: قلت: أنت أعلم. قال: «ولاية عليّ والأئمّة الأوصياء من بعده». قال: «وخطوات الشيطان واللّه ولاية فلان و فلان». وفي الحديث 299 عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه (علیه السلام) في قوله تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) قال: «هي ولاية فلان وفلان». ولاحظ تفسير الآية الكريمة في تفسير القمّي: 1: 71.
2- سورة البقرة: 2: 208.

باب 4- في نزول قوله تعالى: (الّذينَ يَذْكُرُونَ اللّه قياماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ....)

(1629) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه، وعن عبيد اللّه بن أبي رافع، جميعاً عن عمّار بن ياسر وأبي رافع. وعن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار، عن سنان بن أبي سنان، عن هند بن هند بن أبي هالة، جميعاً يحدّثون عن هجرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه.

قال: وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، واقتصاصه عن الثلاثة: هند و عمّار وأبي رافع، وقد دخل حديث بعضهم في بعض (إلى أن قال:)

قال أبو عبيدة: قال أبي وابن أبي رافع: ثمّ كتب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) كتاباً يأمره فيه بالمسير إليه وقلّة التلوّم، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي(1)، فلمّا أتاه كتاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تهيّأ للخروج والهجرة، فاٰذن مَن كان معه من ضعفاء المؤمنين، فأمرهم أن يتسلّلوا ويتخفّفوا(2) إذا ملأ الليل بطن كلّ وادٍ إلى ذي طوى، وخرج عليّ (علیه السلام) بفاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب - وقد قيل هي ضُباعة - وتبعهم أيمن بن أُمّ أيمن مولى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأبو واقد رسول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فقال عليّ (علیه السلام): «ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنّهن من الضعائف». (إلى أن قال:)

ص: 50


1- انظر ترجمة أبي واقد الليثي في تاريخ دمشق: 67: 266 /8879، وتاريخ الإسلام: وفيات 61 - 80: 299، والإصابة: 4: 216 وفي الطبعة الحديثة: 7: 455 / 10695.
2- في نسخة: «ويتحفّظوا».

ثمّ سار ظاهراً قاهراً حتّى نزل ضجنان، فتلوّم بها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين و فيهم أمّ أيمن مولاة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فظلّ ليلته تلك هو والفواطم - أمّه فاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة بنت الزبير- طوراً يصلّون وطوراً يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، فلم يزالوا كذلك حتّى طلع الفجر، فصلّى (علیه السلام) بهم صلاة الفجر، ثمّ سار لوجهه يجوب منزلاً بعد منزل لا يفتر عن ذكر اللّه، والفواطم كذلك وغيرهم ممن صحبه حتّى قدموا المدينة، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) إلى قوله: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى)، الذكر: عليّ، والأنثى: الفواطم المتقدّم ذكرهنّ، وهنّ فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت الزبير، (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) يقول: عليّ من فاطمة -أو قال: الفواطم- وهنّ من عليّ، (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)(1).

وتلا (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(2).

قال: وقال: «يا عليّ، أنت أوّل هذه الأمّة إيماناً باللّه ورسوله، وأوّلهم هجرة إلى اللّه ورسوله، وآخرهم عهداً برسوله، لا يحبّك - والّذي نفسي بيده - إلّا مؤمن قد امتحن اللّه قلبه للإيمان، ولا يبغضك إلّا منافق أو كافر».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 39)

تقدّم إسناده في الباب الثاني، وتقدّم تمامه مسنداً في باب الهجرة من كتاب النبوّة.

ص: 51


1- سورة آل عمران: 3: 191 - 195.
2- سورة البقرة: 2: 207.

باب 5- في نزول آية المباهلة

أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)(1)، وأكتفي هنا بذكر رواية واحدة لم أذكرها هناك.

(1630) 1-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد الصائغ قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق السرّاج قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا حاتم، عن بكير بن مسمار:

عن عامر بن سعد، سعد، عن أبيه (في حديث) قال: لمّا نزلت هذه الآية: (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)(3)، دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً (علیهم السلام) وقال: «اللّهم هؤلاء أهلي».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 63)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).

ص: 52


1- تقدّم في ج 2 ص 198 - 199.
2- يأتي تخريجه في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).
3- سورة آل عمران: 3: 61.

باب 6- في نزول آية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ...) في شأنه (علیه السلام)

(1631) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: أخبرني عليّ بن حاتم قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه المحمّدي قال: حدّثنا كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود:

عن أبي جعفر (علیه السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية، قال: «إنّ رهطاً من اليهود أسلموا، منهم: عبداللّه بن سلّام وأسد وثعلبة و ابن يامين وابن صوريا، فأتوا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: يا نبي اللّه، إنّ موسى (علیه السلام) أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيّك يا رسول اللّه؟ ومن وليّنا بعدك؟ فنزلت هذه الآية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2).

ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): قوموا. فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائل خارج، فقال: يا سائل، أما أعطاك أحد شيئاً؟

قال: نعم، هذا الخاتم.

قال: مَن أعطاك؟

قال: أعطانيه ذلك الرجل الّذي يُصلّي.

قال: على أيّ حال أعطاك؟

قال: كان راكعاً.

فكبّر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكبّر أهل المسجد، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): عليّ بن أبي طالب وليّكم بعدي.

ص: 53


1- اتّفق المسلمون في نزول الآية في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، والحديث - مع اختلاف في اللفظ والاختصار والتفصيل - ورد من طريق جمع من الصحابة والتابعين، منهم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وأنس بن مالك، والإمام الباقر (علیه السلام)، وجابر، وابن الحنفيّة، وأبو ذرّ الغفاري، وأبورافع، وسلمة بن كهيل، وابن عبّاس، وعبد اللّه بن سلام، و عبد الملك بن جريج، وعطاء ابن السائب، وعمّار بن ياسر والمقداد بن الأسود الكندي. وأمّا حديث أمير المؤمنين، فرواه أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 226 ح 233، والسيوطي في الدر المنثور: 3: 105 عن أبي الشيخ وابن مردويه، وابن المغازلي في المناقب: ص 312 ح 355 وعنه ابن البطريق في خصائص الوحي المبين: ص 47 ح 17، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 409 ح 915، وفي ترجمة عمر بن عليّ: 41: 139، والخوارزمي في المناقب: ص 266 ح 248، والحاكم النيسابوري في النوع 25 من معرفة علوم الحديث: ص 102، والمرشد باللّه في الأمالي الخميسيّة: 1: 137. وأمّا حديث أنس، فرواه الحاكم الحسكاني في الحديث 222 - 223 من شواهد التنزيل: 1: 213 - 215، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 187 - 188 ح 149، والكنجي في كفاية الطالب: ص 228 في الباب 61. وأمّا حديث الإمام الباقر (علیه السلام)، فرواه القمّي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 1: 170، والصدوق في أماليه كما في المتن. وأمّا حديث جابر، فرواه أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 224 - 225 ح 232 و الحافظ أبونعيم في كتابه «ما نزل من القرآن في عليّ» كما رواه عنه ابن البطريق في كتابه «خصائص الوحي المبين: ص 42 ح 9». وأمّا حديث ابن الحنفيّة، فرواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 109 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 189، والحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 216 - 217 ح 224 - 225 ونقله أيضاً عن التفسير العتيق. ورواه الحبري في تفسيره: ص 258 ح 21 عن المنهال بن عمرو، عن عبداللّه بن محمّد بن الحنفيّة، ورواه الحسكاني في الحديث 239 من شواهد التنزيل. وأمّا حديث أبي ذرّ، فرواه أيضاً الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 229 - 231 ح 235، والثعلبي في تفسيره: 1: الورق 74 / أ / على ما في هامش شواهد التنزيل. ورواه عن الثعلبي كلّ من ابن البطريق في الفصل 1 من كتاب خصائص الوحى المبين ص44 - 45 ح 13 و في العمدة: ص 119 ح 158 في الفصل 15، والحمّويي في الباب 39 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 191 ح 151. وأمّا حديث أبي رافع، فرواه ابن طاووس في الطرائف: ص 96، والمرشد باللّه في الأمالي الخميسيّة: 1: 138، والسيوطي في الدر المنثور: 3: 106 عن الطبراني وابن مردويه وأبي نعيم. وأمّا حديث سلمة بن كهيل، فرواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 409 - 410 ح 916، والسيوطي في الدر المنثور: 3: 105 نقلاً عن ابن أبي حاتم وأبي الشيخ و ابن عساكر. أمّا حديث ابن عبّاس، فرواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: 1: 232 - 235 ح 236 - 237 وفي ص 247 ح 6242 بإسناده عن أبي صالح، عن ابن عبّاس مثل ما في الأمالي، ولم يذكر كلام عمر المذكور في ذيل الحديث، ورواه أيضاً القاضي النعمان المصري في شرح الأخبار: 1: 225 - 226 ح 210. ورواه أيضاً البلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 59 ح 155، و الحبري في تفسيره: ص 260 ح 22، وأبونعيم في «مانزل من القرآن في عليّ» كما في خصائص الوحي المبين - لابن البطريق -: ص 36 - 42 ح 3 - 4 و 7 - 8، والخوارزمي في أوّل الفصل 17من المناقب: ص 264 - 265 ح 246، والحمّويي في الباب 39 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 189 ح 162، وابن المغازلي في المناقب: ص 311 - 313 ح 354 - 357، والمرشد باللّه الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 137 - 138 في عنوان «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)»، والسيوطي في الدر المنثور: 3: 104 - 105 عن الخطيب في المتّفق وعبد الرزّاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه. وأمّا حديث عبداللّه بن سلّام، فرواه ابن البطريق فى الحديث 159 من كتاب العمدة في الفصل 15، وفي خصائص الوحي المبين: ص 46 ح 15 نقلاً عن «الجمع بين الصحاح الستة» عن صحيح النسائي. وأمّا حديث ابن جريج، فرواه أيضاً الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 219 ح 227. وأمّا حديث عطاء، فرواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 218 ح 226. وأمّا حديث عمّار، فرواه الطبراني في المعجم الأوسط: 7: 130 ح 6228، وعنه الحمّويي في فرائد السمطين: 1: 194 ح 153 ط 1، والسيوطي في الدر المنثور: 3: 105 نقلاً عن أوسط الطبراني وابن مردويه. ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 223 ح 231، والعيّاشي في تفسيره: 1: 327 ح 137، وأبونعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ» كما في خصائص الوحي المبين - لابن البطريق -: ص 40 ح 6. وأمّا حديث المقداد، فرواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 228 ح 234. وروى الطبري في تفسيره: 4: 289 عن السدّي ومجاهد وعتبة بن أبي حكيم أنّهم قالوا: نزلت الآية في على (علیه السلام)، ورواه أيضاً الثعلبي في تفسيره عن الثلاثة كما في تذكرة الخواصّ و الفصل 15 من العمدة - لابن البطريق -: ص 119 ح 157. وصرّح البيضاوي في تفسيره: 1: 272 بأنّها نزلت في على (علیه السلام). وانظر ما رواه ابن شهر آشوب في أوّل المجلد الثالث من المناقب.
2- سورة المائدة: 5: 55.

ص: 54

ص: 55

قالوا: رضينا باللّه ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد نبيّاً، وبعليّ بن أبي طالب وليّاً. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(1).

فروى عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: واللّه لقد تصدّقت بأربعين خاتماً وأنا راكع لينزل فِيّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)! فما نزل.

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 4)

(1632) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا العبّاس بن عبداللّه العنبري، عن عبد الرحمان بن الأسود اليشكري، عن عون بن عبيد اللّه، عن أبيه:

ص: 56


1- سورة المائدة: 5: 56.
2- ورواه الطبراني في مسند أبي رافع من المعجم الكبير: 1: 320 - 321 ح 955 عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن الحسن بن فرات، عن عليّ بن هاشم، عن محمّد بن عبیداللّه بن أبي رافع، عن عون بن عبيد اللّه، إلى قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليس وراءه شيء» بتفاوت يسير، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 134. ورواه المرشد باللّه الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 137 في عنوان «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)» عن أبي بكر محمّد بن عبداللّه بن أحمد بن ريذة، عن الطبراني. ورواه ابن مردويه في المناقب كما عنه الإربلي في مناقب عليّ (علیه السلام) من كشف الغمّة: 1: 145 في بيان أنّه مع الحقّ... والأمر تستري في أرجح المطالب: ص 600 كما عنه في إحقاق الحقّ: 7: 235. ورواه النجاشي في ترجمة أبي رافع من رجاله: 1: 62، والسيّد عليّ خان الشيرازي المدني في الدرجات الرفيعة: ص 373، والحلّي في كشف اليقين: ص 270 ح 311.

عن جدّه أبي رافع قال: دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً وهو نائم، و حيّة في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وظننت أنّه يوحى إليه، فاضطجعت بينه وبين الحيّة، فقلت: إن كان منها سوء كان إلىّ دونه، فمكثت هنيئة فاستيقظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقرأ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) حتّى أتى على آخر الآية، ثمّ قال: «الحمد للّه الّذي أتم لعليّ نعمته، وهنيئاً له بفضل اللّه الّذي آتاه». ثمّ قال لي: «ما لك ها هنا»؟

فأخبرته خبر الحيّة، فقال لي: «اقتلها». ففعلت.

ثمّ قال: «يا أبا رافع، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً، وهو على الحقّ، وهم على الباطل، جهادهم حقّ للّه عزّ اسمه، فمن لم يستطع فبقلبه، ليس وراءه شيء»؟

فقلت: يا رسول اللّه، ادع اللّه لي إن أدركتهم أن يقوّيني على قتالهم.

قال: فدعا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «إنّ لكلّ نبيّ أميناً، وإنّ أميني أبو رافع».

قال: فلمّا بايع النّاس عليّاً (علیه السلام) بعد عثمان، وسار طلحة والزبير، ذكرت قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فبعت داري بالمدينة وأرضاً لي بخيبر، وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنين (علیه السلام) لاستشهد بين يديه، فلم أزل معه حتّى عاد من البصرة، وخرجت معه إلى صفّين، فقاتلت بين يديه بها، وبالنهروان، ولم أزل معه حتّى استشهد،

ص: 57

فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ولا أرض، فأقطعني الحسن بن عليّ (علیهما السلام) أرضاً بينبع، وقسم لي شطر دار أمير المؤمنين (علیه السلام)، فنزلتها وعيالي.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 55)

ص: 58

باب 7- في أنّ حزب عليّ (علیه السلام) حزب اللّه

أقول: تقدّم في الباب 3 ما يرتبط بهذا الباب.

(1633) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد قال: حدّثنا القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن علاقة، عن أبي سعيد عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام):

عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك (إلى أن قال:) وحزبك حزبي، و حزبي حزب اللّه ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(2)».

(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)

يأتي تمامه فى باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1634) 2-(3) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا احمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا جعفر بن الحسن، عن عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبداللّه بن

ص: 59


1- وحكى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 246 ذيل الحديث 241 عن ابن مؤمن أنّه قال: لا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت فى أمير المؤمنين.
2- سورة المائدة: 5: 56.
3- ورواه أيضاً في آخر الأبواب الثلاثة عشر من الخصال: ص 496 ح 5. وأورده السبزواري في الفصل 5 من جامع الأخبار: ص 51 ح 56/6. ورواه القندوزي في ينابيع المودّة: 1: 172 ح 22 من الباب 7 نقلاً عن المناقب.

محمّد بن عقيل:

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلاً، (إلى أن قال:)

قوله (علیه السلام): «حزب عليّ حزب اللّه، وحزب أعدائه حزب الشيطان».

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1635) 3- وبإسناده عن عبداللّه بن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت خليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، (إلى أن قال:) يا عليّ، إنّك لن تضِلّ ولم تزلّ، ولولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)

يأتي تمامه مسنداً في جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).

(1636) 4- وبإسناده عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) ( في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «لقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك المفروض على من آمن بي، ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه وبك يعرف عدو اللّه» الحديث.

( أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)

يأتي تمامه مسنداً في جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام).

(1637) 5- حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا عبداللّه بن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعید بن جبير، عن عائشة قالت:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمّتي ولايته فريضة، و اتّباعه

ص: 60

فضيلة، ومحبّته إلى اللّه وسيلة، فحزبه حزب اللّه، وشيعته أنصار اللّه، و أولياؤه أولياء اللّه، وأعداؤه أعداء اللّه، وهو إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، و أميرهم بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 85 الحديث 26)

ص: 61

باب 8- نزول آية الإبلاغ في أمر ولايته (علیه السلام)

(1638) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك لمفروض على مَن آمن بي، ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء، ولقد أنزل اللّه عزّ وجلّ إليّ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في ولايتك يا عليّ (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)(2) ولو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقي اللّه عزّ و جلّ بغير ولايتك فقد

ص: 62


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 58 من سورة يونس في تفسيره: ص 180 - 181 ح 233 / 9، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 139 - 141 ح 78. ثمّ إنّ نزول الآية في إبلاغ ولاية أمير المؤمنين (علیه السلام)، رواه كثير من المفسّرين والمحدّثين في تفسير الآية 67 من سورة المائدة في تفاسيرهم وكتبهم، فمنهم: محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 171 ح 101 وج 2 ص 382 ح 856 وص 415 - 16 4 ح 896 - 899، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 249 ح 244 - 250 بأسانيد عديدة عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عبّاس، وعبد اللّه بن أبي أوفى، وأبي جعفر الباقر (علیه السلام)، وجابر بن عبداللّه الأنصاري. ورواه ابن عساكر في الحديث 588 - 589 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 85، والسيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور: 3: 117 نقلاً عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر من طريق أبي سعيد الخدري، وعن ابن مردويه من طريق ابن مسعود. ورواه أبو نعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» كما في النور المشتعل: ص 86 ح 16 من طريق أبي سعيد الخدري. ورواه الحبري في تفسيره: ص 262 ح 24، والثعلبي في تفسيره، والطبرسي في مجمع البيان: 3: 344، والإربلي في عنوان «ما نزل من القرآن في شأن عليّ (علیه السلام)» من كشف الغمّة: 1: 317، وابن طاووس في أوائل الباب 2 من كتاب «سعد السعود»: ص 69 و 70. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: ص 129 - 131 ح 149 - 151 و 154 عن زيد بن أرقم وأبي جعفر (علیه السلام) وابن عبّاس. ورواه العياّشي في تفسيره: 1: 331 - 334 ح 152 - 155 عن ابن عبّاس وجابر بن عبداللّه وأبي جعفر وأبي عبداللّه (علیهما السلام). ورواه القمّي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 1: 174.
2- سورة المائدة: 5: 67.

حبط عمله، وعدٌ يُنجز لي، وما أقول إلّا قول ربّي تبارك و تعالى، وإنّ الّذي أقول لمن اللّه عزّ وجلّ أنزله فيك».

(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام) (8) من أبواب النصوص الدالة على إمامته (علیه السلام).

أقول: ومن الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) آية 3 من سورة المائدة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، ستأتي في الباب 1 من أبواب النصوص الدالّة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 63

باب 9- في أنّ عليّاً (علیه السلام) هو النصر الّذي أيّد اللّه به رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

(1639) 1-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا العبّاس بن بكّار قال: حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «مكتوب على العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا، وَحْدي لاشريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)(2)، فكان النصر عليّاً (علیه السلام)، ودخل مع المؤمنين، فدخل في الوجهين جميعاً صلى اللّه عليه.

(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 3)

ص: 64


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال في شواهد التنزيل: 1: 92 ح 299، وأبو نعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ» كما في الفصل 14 من كتاب خصائص الوحي المبين: ص 178 - 179 ح 132. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 419 ح 926، والذهبي في ترجمة العبّاس بن بكّار الضبّي ( 4160) من ميزان الاعتدال: 2: 382 و تابعه الذهبي في لسان الميزان: 32: 684/4454، والكنجي في الباب 62 من كفاية الطالب: ص 234، والسيوطي في الدر المنثور ذيل الآية 62 من سورة الأنفال، والفتّال في عنوان: «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين: ص 42.
2- سورة الأنفال: 8: 62.

باب 10- في قوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)

(1640) 1-(1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه (في حدیث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «أنت الّذي أنزل اللّه فيه: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)(2)، الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)

يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع المناقبه (علیه السلام).

(1641) 2- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة) قال: «فهل فيكم أحد أمره رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يأخذ براءة بعد ما انطلق أبو بكر بها، فقبضها منه، فقال أبوبكر بعد ما رجع: يا رسول اللّه، أنزل فِيّ شيء؟ فقال له: «لا، إنّه لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ»، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم تمامه في باب الشورى من أبواب الحوادث والفتن.

ص: 65


1- ورواه الخوارزمي في الفصل الخامس من المناقب: ص 61 ح 31 بإسناده عن أبي الفتح الحفّار، وعنه ابن طاووس في الطرائف: ص 521. وأورده العلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 457 ح 559.
2- سورة التوبة: 9: 3.

(1642) 3-(1) وبإسناده عن عمرو بن ميمون الأودي أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم، (إلى أن قال:) وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و قد سار أبوبكر بالسورة، فقال له: يا محمّد، إنّه لا يبلغها إلّا أنت أو عليّ، إنّه منك وأنت منه، وكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه في حياته وبعد وفاته –الحديث-.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(علیه السلام).

(1643) 4- أبو عبداللّه المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين، فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة، بعث بعليّ بن أبي طالب نحوه، فقال: «اقبض ببراءة منه واردده إليّ».

فمضى إليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقبض براءة منه و ردّه إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا مثل بين يديه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكى [أبوبكر] وقال: يا رسول اللّه، أحدث فيّ شيء، أم أنزل فيّ قرآن؟

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لم ينزل فيك قرآن، لكن جبرئيل (علیه السلام) جاءني عن اللّه عزّ وجلّ فقال: «لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك»، وعليّ منّي وأنا من عليّ، و لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)

يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 66


1- عزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبا بكر عن تبليغ البراءة عن المشركين، ونصب عليّ (علیه السلام) له من المتواترات، وقد رواه كثير من الصحابة والتابعين، وأخرجه كثير من المؤلّفين في كتبهم، منهم: محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 462 الحديث 364 وص472 الحديث 374 عن عبداللّه بن عمر، وص 473 - 474 الحديث 375 - 379 عن حبشي بن جنادة والحسن البصري وأبي رافع وأبي جعفر، وفي ج: 2 ص 22 - 23 تحت الرقم 511 عن عبداللّه بن عمر، والطبري في تفسير الآية 9 من سورة التوبة من تفسيره بإسناده إلى ابن عبّاس، والطبري الإمامي في المسترشد ص 319 برقم 11 عن ابن عبّاس، والغسّاني في شيوخه برقم 235، والترمذي في صحيحه: 5: 275، وأحمد في الفضائل: 2: 640 ح 1088 و في طبعة قم: ص 145 ح 210 عن أبي سعيد، وفي ص 43 ح 69 وص 146 ح 212 عن أنس، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 94 - 95 ح 13، والحاكم النيسابوري في كتاب المغازي من المستدرك: ج 3 ص 51، والخوارزمي في الفصل 15 من المناقب: ص 164 - 165 ح 195 - 196 عن ابن عبّاس، وأنس، والمحبّ الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 118 - 119 من طريق أبي سعيد وجابر وأمير المؤمنين (علیه السلام) و حبشي بن جنادة، وابن عساكر الدمشقي في الحديث 878 - 893 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ج 3 ص 376 - 390 بأسانيد عديدة عن أنس بن مالك وابن عبّاس وحبشي بن جنادة وأبي سعيد الخدري وأبي بكر بن أبي قحافة وعلي بن أبي طالب وابن عمر وعمر بن الخطّاب. وانظر تفسير الآية 114 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام): ص 558 ح 330.

باب 11- في قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)

(1644) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذر، عن أمير المؤمنين (في حديث المناشدة) يوم الشورى قال: فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الحاج وَعِمارَة المَسجِدِ الْحَرام إلى آخرها، وأَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ) إلى آخر ما اقتص اللّه تعالى من خبر المؤمنين، غيري؟

قالوا: لا

تقدّم إسناده في الباب الثاني.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

ص: 67

(1645) 2- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدّثنا عليّ بن حسان الواسطي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن كثير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين (علیهما السلام):

عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) ( في خطبة له بعد أن أراد الصلح يذكر فيه فضائل أبيه (علیه السلام)) قال: «لم يسبقه إلى الإيمان أحد، وقد قال اللّه تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ)(1) فهو سابق جميع السابقين، فكما أنّ اللّه عزّ وجلّ فضّل السابقين على المتخلّفين والمتأخّرين، فكذلك فضّل السابقين على السابقين، وقد قال اللّه عزّ وجلّ: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(2) [فكان أبي المؤمن باللّه و اليوم الأخر] والمجاهد في سبيل اللّه حقّاً، وفيه نزلت هذه الآية.

(أمالي الطوسي: المجلس 21، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).

ص: 68


1- سورة التوبة: 9: 100.
2- سورة التوبة: 9: 19.

باب 12- فى أنّ المراد من الصادقين عليّ (علیه السلام)

(1646) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا حسين بن حمّاد، عن أبيه، عن جابر:

عن أبي جعفر (علیه السلام) في قوله [تعالى]: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(2) قال: «مع عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 54)

ص: 69


1- ورواه ابن عساكر في الحديث 923 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 421 عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن عاصم بن الحسن، عن أبي عمر بن مهدي، عن أبي العبّاس ابن عقدة. ورواه الكنجي في الباب 62 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كفاية الطالب: ص 235 - 236 عن أبي نصر محمّد بن هبة اللّه محمّد بن هبة اللّه بن محمّد بن مميل الشيرازي، عن ابن عساكر. ورواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور: 4: 316 نقلاً عن ابن عساكر. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 173 ح 220 عن جندل بن والق، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام)، وفي الحديث 221 عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (علیه السلام) وفيه: «مع عليّ (علیه السلام)». ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 344 ح 355 عن فرات. ورواه أيضاً فرات في الحديث 224 عن مقاتل بن سليمان، وعنه الحسكاني في شواهد التنزيل: ذيل الحديث 356. وله شاهد من حديث ابن عبّاس وأبي سعيد والإمام الصادق (علیه السلام)، أمّا حديث ابن عبّاس فرواه فرات في الحديث 222 من تفسيره، وفيه: «مع عليّ وأصحابه»، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 369 - 370 ح 299 وفيه: «مع عليّ بن أبي طالب و أصحابه». وفي تفسير الحبري: ص 275 ح 35: «نزلت في عليّ بن أبي طالب خاصّة». ورواه عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 341 - 342 ح 351، ورواه أيضاً في الحديث 356 عن فرات. ورواه الخوارزمي في أواخر الفصل 17 من المناقب: ص 280 ح 273، و الفتّال في المجلس 10 - فى ذكر فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) - من روضة الواعظين: 1: 104. ورواه ابن مردويه كما في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور: 4: 316، وفتح القدير-للشوكاني -: 2: 414. ورواه أبو نعيم كما في الفصل 23 من كتاب «خصائص الوحي المبين»: ص 237 والنور المشتعل: ص 102 ح 23. وأمّا حديث أبي سعيد فرواه فرات في تفسيره: ص 174 ح 225 قال: لمّا نزلت على النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم (اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التفت النبيّ صلى اللّه عليه وآله و سلّم إلى أصحابه فقال: «أتدرون فيمن نزلت هذه الآية»؟ قالوا: لا يا رسول اللّه ما ندري. فقال أبو دجانة: يا رسول اللّه، كلّنا من الصادقين، قد آمنّا بك وصدّقناك. قال: «لا يا أبا دجانة، هذه الآية نزلت في ابن عمّي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب خاصّة دون الناس، هو من الصادقين». وأمّا حديث الإمام الصادق (علیه السلام) فرواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 341 ح350، وأبو نعيم كما في الفصل 23 من كتاب خصائص الوحي المبين - لابن البطريق الحلّي - ص 238.
2- سورة التوبة: 9: 119.

ص: 70

باب 13- قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)

(1647) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن محمّد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن يحيى بن سعيد:

عن أبي عبداللّه الصادق، عن أبيه (علیهما السلام) في قول اللّه تبارك وتعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)، قال: «يستنبؤك يا محمّد أهل مكة عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إمامٌ هو»؟ (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ).

(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 7)

ص: 71


1- ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 351 ح 363 عن أبي بكر المعمري، عن أبي جعفر الصدوق. ورواه العيّاشي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 123 ح 25، وعنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 351 ح 364.

باب 14- قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

(1648) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد قال: حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال: حدّثنا محمّد بن منصور، عن عبداللّه بن جعفر، عن محمّد بن الفيض بن المختار، عن أبيه:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «إنّ فضلك لمن فضلي، وإنّ فضلي لك لفضل اللّه و هو قول ربي عزّ وجلّ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، ففضل اللّه نبوّة نبيّكم ورحمته ولاية عليّ بن أبي طالب، (فَبِذلِكَ) قال: بالنبوّة والولاية (فَلْيَفْرَحُوا) يعني الشيعة، (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا».

(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)

يأتي تمامه في الباب 8 -جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)- من أبواب النصوص الدالة على إمامته (علیه السلام).

(1649) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه

ص: 72


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 58 من سورة يونس في تفسيره: ص 181 - 180 ح 233 / 9، ومحمّد بن سليمان الكوفى في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 139 -141 ح 78. وانظر تخريج الحديث التالي.
2- وأخرجه الخطيب في ترجمة أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة تحت الرقم 2365 من تاریخ بغداد: 5: 15، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 426 - 427 ح 934، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 352 ح 365. وله شاهد من حديث أبي جعفر (علیه السلام)، رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 179 ح 231، وأشار إليه الحسكاني في ذيل الحديث 365 من شواهد التنزيل، والطبرسي في مجمع البيان: 5: 178 ذيل الآية الكريمة. وروى العيّاشي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 124 ح 29 عن أبي حمزة، عن أبي جعفر قال: قلت: (بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)، فقال: «الإقرار بنبوّة محمّد عليه و آله السلام، والائتمام بأمير المؤمنين (علیه السلام) هو خير ممّا يجمع هؤلاء في دنياهم». ورواه الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) في تفسير الآية الكريمة في التبيان: 5: 397 عن أبي جعفر (علیه السلام) بتفاوت يسير. وروى العيّاشي في الحديث 28 عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «فليفرح شيعتنا هو خير ممّا أُعطي عدوّنا من الذهب والفضّة».

قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا نصر بن مزاحم قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عبّاس قال: (بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ)(1)، (بِفَضْلِ اللَّهِ) النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، (وَبِرَحْمَتِهِ) عليّ (علیه السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 49)

ص: 73


1- سورة يونس: 10: 58.

باب 15- قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)

(1650) 1-(1) حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد المعروف بابن الزيّات (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد بن عيسى قال: حدّثني أبي، عن عبداللّه بن المغيرة، عن ابن مسكان، عن عمر بن يزيد(2)، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «لمّا نزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطن قُدَيد(3) قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) «يا عليّ، إنّي سألت اللّه عزّ وجلّ أن يوالي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يواخي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يجعلك وصيّي، ففعل».

ص: 74


1- ورواه الكليني في الكافي: 8: 378 كتاب الروضة: ح 572 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد عن خالد والحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن ابن مسكان، عن عمّار بن سويد، عن أبي عبداللّه (علیه السلام). ورواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسير الآية 12 من سورة هود في تفسيره: 1: 324 عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عمارة بن سويد، عن أبي عبداللّه (علیه السلام). ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 237ط. وورد الحديث عن أبي جعفر (علیه السلام)، رواه فرات بن إبراهيم في تفسير الآية 12 من سورة هود في تفسيره: ص 187 ح 236: 17 عن الحسن بن عليّ بن لؤلؤ، عن محمّد بن مروان، عن أبي حفص الأعشى، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علیه السلام)، بتفاوت. ورواه عنه الحاكم الحسكاني في الحديث 371 من شواهد التنزيل: 1: 358 ورواه أيضاً الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: 1: 357 ح 370 قال: قرأت في التفسير العتيق الّذي عندي: حدّثنا محمّد بن سهل أبو عبداللّه الكوفي، عن عثمان بن يزيد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنِّى سألت ربّي...» وذكر الحديث. ورواه أيضاً في الحديث 369 بإسناده عن محمّد بن عمر، عن عبادة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، وذكر الحديث بتفاوت.
2- في بعض النسخ وأمالي الطوسي: «عمّار بن يزيد»، وفي روضة الكافي: «عمّار بن سويد»، وفي تفسير القمّي: «عمّارة بن سويد»، وكلّهم معنونون في أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام)، غير عمّار بن يزيد، فإنّه من أصحاب الإمام الرضا (علیه السلام).
3- قدید: موضع قرب مكة (معجم البلدان).

فقال رجل من القوم: واللّه لصاع من تمر في شنٍ بالٍ(1) خير ممّا سأل محمّد ربّه! هلّا سأله ملكاً يعضده على عدوّه، أو كنزاً يستعين به على فاقته؟!(2) فأنزل اللّه تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)».

(أمالى المفيد: المجلس 33، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 18)

ص: 75


1- الشَّنّ: القربة الخَلق الصغيرة.
2- في روضة الكافي: «يستغني به عن فاقته، واللّه ما دعاه إلى حقّ ولا باطل إلّا أجابه إليه، فأنزل اللّه...».

باب 16- أنّه (علیه السلام) هو الشاهد

(1651) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا الصباح بن يحيى المزني، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللّه قال: قدم رجل إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ)(2) قال: قال: «رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الّذي كان على بيّنة من ربّه، وأنا الشاهد له ومنه، والّذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلّا وقد أنزل اللّه فيه من كتابه طائفة، والّذي نفسي بيده لأن يكونوا يعلمون ما قضى اللّه لنا أهل البيت على لسان النبيّ الأمّي أحبّ إليّ من أن يكون لي ملء هذه الرّحبة(3) ذهباً، واللّه ما مثلنا في هذه الأمّة إلّا كمثل سفينة نوح، وكباب حطّة في بني إسرائيل».

(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 5)

ص: 76


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 189 - 190 ح 242 - 243. ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 360 - 361 ح 373 عن محمّد بن عبداللّه الصوفي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد الفقيه، عن عبد العزيز بن يحيى، عن المغيرة بن محمّد، عن عبد الغفّار بن محمّد بن كثير الكلابي، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش بتفاوت. ورواه أيضاً الحسكاني في الحديث 372 بإسناده عن أبان بن تغلب، عن المنهال بن عمرو باختصار. ورواه أبو نعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» كما في خصائص الوحي المبين: ص 119ح 83 بإسناده عن أبي مريم عبد الغفّار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو. ثمّ إنّ نزول الآية في رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأمير المؤمنين (علیه السلام) ورد من طريق أمير المؤمنين والحسن المجتبى والسجّاد والباقر والكاظم والرضا (علیهم السلام) و ابن عبّاس وأبو البختري تجد بعضها في تفسير الحبري ص 279، وتفسير فرات الكوفي: ص 187 - 191، وتفسير البغوي: 2: 377 ذيل الآية الكريمة، وخصائص الوحي المبين - لابن البطريق -: في الفصل 8، ص 119، والتفسير الكبير - للفخر الرازي -: 17: 201، والتفسير الطبري: 12: 10، وتفسير القرطبي: 9: 16، وتفسير النيسابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري: 12: 16، والمناقب - لابن المغازلي -: ص 270 ح 318، وكفاية الطالب - للكنجي الشافعي -: ص 235 في الباب 62، وشواهد التنزيل: 1: 275 - 282 ح 372 - 387، وفرائد السمطين - للحمّوئي -: 1: 340 ح 262 و 263، وترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 40 ح 928، ومنتخب كنز العمّال المطبوع بهامش مسند أحمد: 1: 449 في تفسير سورة هود، والدرّ المنثور: 3: 324، والمناقب -للخوارزمي: ص 278 ح 267 في الفصل 17، وتفسير العيّاشي: 2: 142، وتفسير التبيان - للطوسي -: 5: 460، ومجمع البيان - للطبرسي -: 5: 226، وأصول الكافي - للكليني -: 1: 190 باب أنّ الأئمّة شهداء اللّه على خلقه، وبصائر الدرجات - للصفّار القمّي -: ص 132 باب قول أمير المؤمنين باحكامه بما في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وكشف الغمّة: 1: 307 عند بيان ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)، وتذكرة الخواص - لسبط ابن الجوزي - في الباب الثاني من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)، في عنوان نصوص الكتاب، وينابيع المودّة - للقندوزي -: في المقدّمة وفى الباب 14 و 39.
2- سورة هود: 11: 17.
3- رحبة المكان: ساحته ومتّسعه، يقال: «كان عليّ (علیه السلام) يقضي بين النّاس في رحبة مسجد الكوفة» أي صحنه.

(1652) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام):

ص: 77


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 190 ح 244. وأخرجه الحبري في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 276 - 277 ح 36 عن إسماعيل بن صبيح، عن أبي الجارود، عن حبيب بن يسار، عن زاذان، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) بتفاوت وزيادة فى أوّله. ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 270 ح 318 بإسناده عن الوليد بن المسيّب، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، بتفاوت. ورواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور: 409:4 - 410 نقلاً عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة. ولاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه كان يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال: «والّذي فلق

الحبّة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وقد نزلت فيه آية من كتاب اللّه عزّ وجلّ أعرفها كما أعرفه».

فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما آيتك الّتي نزلت فيك؟

فقال: «إذا سألت فافهم ولا عليك ألا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود»؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين.

قال: «فسمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ)(1)»؟

قال: نعم.

قال: «فالّذي على بيّنة من ربّه محمّد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والّذي يتلوه شاهد منه، وهو منه، عليّ بن أبي طالب، وأنا الشاهد، وأنا منه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 53)

(1653) 3- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدّثنا عليّ بن حسان الواسطي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن كثير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين (علیهم السلام):

ص: 78


1- سورة هود: 11: 17.

عن الحسن بن عليّ (علیه السلام) (في خطبة له بعد أن أراد الصلح) قال: «فأدّت الأمور وأفضت الدهور إلى أن بعث اللّه محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) للنبوّة، واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه، ثمّ أمره بالدعاء إلى اللّه عزّ وجلّ، فكان أبي أوّل من استجاب للّه تعالى و لرسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأوّل من آمن وصدّق اللّه ورسوله، وقد قال اللّه تعالى في كتابه المنزل على نبيّه المرسل: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ)(1)، فرسول اللّه الّذي على بيّنة من ربّه، وأبي الّذي يتلوه، وهو شاهد منه».

(أمالي الطوسي: المجلس 21، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).

ص: 79


1- سورة هود: 11: 17.

باب 17- أنّه (علیه السلام) هو الهادي في قوله تعالى: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)

(1654) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى البصري قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد الرحمان الأزدي سنة ست عشرة ومئتين قال: حدّثنا قيس بن الربيع ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبداللّه قال:

قال عليّ (علیه السلام): «ما نزلت من القرآن آية إلّا وقد علمت أين نزلت، وفيمن نزلت وفي أيّ شيء نزلت، وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت».

قيل: فما نزل فيك؟

فقال: «لولا أنّكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت فِيَّ هذه الآية: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، فرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به».

(أمالي الصدوق: المجلس 46، الحديث 13)

ص: 80


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية من سورة الرعد في شواهد التنزيل: 1: 390 - 391 ح 413 عن محمّد بن عبداللّه بن أحمد، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عليّ، عن عبدالعزيز بن يحيى. ولصدر الحديث شاهد من حديث أبي الطفيل، رواه ابن سعد في الطبقات: 2: 338، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام): 3: 24 ح 1044 وما بعده، والخوارزمي في المناقب: ص 94 ح 92 فصل 7، والإربلي في كشف الغمّة: 1: 114 في فضل مناقبه (علیه السلام) نقلاً عن العزّ المحدّث. وخصوص كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في تفسير الآية الكريمة، أخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 416 ح 922 عن أبي طالب عليّ بن عبدالرحمان، عن أبي الحسن الخلعي عن أبي محمّد ابن النحّاس، عن أبي سعيد ابن الأعرابي، عن أبي سعيد عبد الرحمان بن محمّد بن منصور المحاربي، عن حسين بن عليّ الأشقر، عن منصور بن أبي الأسود. ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 921 بسند آخر، والعاصمي في زين الفتى: 2: 351 - 352 ح 488 - 489، والطبراني في المعجم الصغير: 1: 162 وفي الأوسط: 5: 486 ح 4920، والخطيب في ترجمة الفضل بن هارون من تاريخ بغداد: 12: 372/2816، وابن الأعرابي في شيوخه: ق 203، وعبد اللّه بن أحمد في زياداته على المسند: 1: 126 وفيه: «والهاد رجل معجم من بني هاشم»، والحاكم في المستدرك: 3: 129. وله شاهد من حديث ابن عبّاس، رواه المقدسي في عنوان: « الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير» في الحديث: 158 من مسند عبداللّه بن العبّاس من كتابه الأحاديث المختارة: ج 10 ص 159، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 416 - 417 ح 923، و الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 386 ح 404، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 148 ح 112، والطبري في تفسيره: 8: 108، وأبو نعيم في كتاب «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» كما في الفصل 8 من خصائص الوحي المبين - لابن البطريق الحلّي -: ص 117 - 118 ح 80 - 81، وابن الأعرابي في معجم الشيوخ: ق 183، والكنجي في كفاية الطالب: ص 232 - 233 في الباب 62. ورواه الديلمي في الفردوس: ح 103 مرسلاً عن ابن عبّاس، وعنه ابن البطريق في خصائص الوحي المبين: في الفصل 8، ح 82. و من حديث ابن مسعود، رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 206 ح 272. و من حديث أبي جعفر (علیه السلام)، رواه أيضاً فرات في تفسيره: ح 269 - 271، وابن البطريق في خصائص الوحي المبين: ص 120 ح 86 نقلا عن أبي نعيم فيما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام). ومن حديث أبي برزة الأسلمي، رواه الحبري في تفسيره: ح 39، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 388 ح 408 وص 392 - 393 ح 414، والحمّويي في الباب 28 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 148 ح 111. ومن حديث يعلى بن مرّة، رواه الحسكاني في شواهد التنزيل: ح 409. ومن حديث أبي هريرة، رواه أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 386 - 387 ح 406.

ص: 81

باب 18- أنّه (علیه السلام) هو الّذي عنده علم الكتاب

(1655) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد عن عمرو بن مغلّس(2) عن خَلَف، عن عطيّة العَوفي:

عن أبي سعيد الخُدري قال: سألت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن قول اللّه جل ثناؤه: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ)(3)؟ قال: «ذاك وصيّ أخي سُليمان بن داوود».

فقلت له: يا رسول اللّه، فقول اللّه عزّ وجلّ: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)(4)؟ قال: «ذاك أخي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 3)

ص: 82


1- ورواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية 43 من سورة الرعد من كتابه «شواهد التنزيل»: ج 1 ص 400 تحت الرقم 422 قال: حدّثني أبو الحسن الفارسي وأبوبكر المعمري قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ الفقيه إملاءً قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل، قال حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد عن عمرو بن مفلّس، عن خلف، عن عطيّة العوفي: عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن قول اللّه تعالى: ﴿ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)؟ قال: «ذاك أخي عليّ بن أبي طالب». وزاد المعمري. أقول: الظاهر أنّ زيادة المعمري هي ما ذكره الشيخ الصدوق في الأمالي. ورواه أيضاً القندوزي في الباب الثلاثين من ينابيع المودّة: ج 1 ص 307 برقم 7. وأمّا ما يرتبط بالآية الأخيرة من سورة الرعد وشأن نزولها: فقد روى الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الشريفة من شواهد التنزيل: ج 1 ص 401 برقم 423 بإسناده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) قال: هو عليّ بن أبي طالب. وروى أيضاً في الحديث 424 بإسناده عن ابن الحنفية أنّه قال: «هو عليّ بن أبي طالب». وروى الحسين بن الحكم الحبري في تفسير الآية الأخيرة من سورة الرعد من تفسيره برقم 41 قال: حدّثني سعيد بن عثمان، عن أبي مريم قال: حدّثني عبداللّه بن عطاء قال: كنت جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابناً لعبداللّه بن سلام جالساً في ناحية، فقلت لأبي جعفر: زَعَموا أنّ أبا هذا الّذي عنده علم الكتاب؟ قال: «لا، إنّما ذلك عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين». وروى عنه الحاكم الحسكاني في الحديث 425 من شواهد التنزيل: ج 1 ص 402. وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 67 من سورة المائدة من تفسيره ص 130 برقم 150، إلّا أنّ فيه: «علم من الكتاب». والثعلبي في تفسيره على ما في كتاب «خصائص الوحي المبين» - لابن البطريق - ص 210 رقم 158 وفي أواسط الفصل 35 من كتاب «العمدة» ص 152 وفي مناقب ابن شهر آشوب: ج 2 ص 29 في أوّل عنوان «فصل: في المسابقة بالعلم». ورواه أيضاً فرات في تفسير الآية 55 من سورة المائدة برقم 134. والعيّاشي في تفسير الآية برقم 77 في تفسيره: ج 2 ص 220، وابن المغازلي في المناقب: ص 313 - 314 ح 358، والقرطبي في تفسير الآية 43 من سورة الرعد في تفسيره: 9: 336 باختصار. ورواه أيضاً ابن المغازلي في المناقب ص 313 و 314 ذيل قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ...): المائدة: 55. وروى العيّاشي في تفسيره: 2: 22/76 عن أبي جعفر (علیه السلام) أنّه قال: «إيّانا عنى، وعليّ أفضلنا وأوّلنا وخيرنا بعد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». وفي الحديث 78 عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) أنّه قال: «نزلت في عليّ بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفي الأئمّة بعده، وعليّ عنده علم الكتاب». وفي الحديث 79 عن أبي جعفر: «نزلت في عليّ، إنّه عالم هذه الأمّة بعد النبيّ صلوات اللّه علیه و آله». وروى محمّد بن سليمان الكوفي في الجزء الثاني من المناقب: ج 1 ص 191 برقم 115 بإسناده عن ابن الحنفية أنّه قال: «هو عليّ». وأخرجه أيضاً ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ص 210 برقم 159 عن الثعلبي في تفسيره أنّه قال: عن السبيعي، حدّثنا عبداللّه بن محمّد بن منصور، عن الجنيد الرازي، حدّثنا محمّد بن الحسين بن إشكاب، حدّثنا أحمد بن المفضّل، حدّثنا جندل بن عليّ، عن إسماعيل بن سمعان، عن أبي عمر زاذان: عن ابن الحنفيّة: في قوله تعالى: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) قال: «هو عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)». وقال ابن شهر آشوب في أوّل عنوان «فصل: في المسابقة بالعلم» من المناقب: ج 2 ص 29: محمّد بن مسلم وأبو حمزة الثمالي، وجابر بن يزيد، عن الباقر (علیه السلام)، و عليّ بن فضّال، والفضيل بن يسار، وأبو بصير عن الصادق (علیه السلام)، وأحمد بن محمّد الحلبي، ومحمّد بن الفضيل، عن الرضا (علیه السلام)، وقد روي عن موسى بن جعفر (علیهما السلام)، وعن زيد بن عليّ، و عن محمّد بن الحنفية (رضی اللّه عنه)، وعن سلمان (رضی اللّه عنه)، وعن أبي سعيد الخدري، وعن إسماعيل السدّي، أنّهم قالوا في قوله تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ): «هو عليّ بن أبي طالب».
2- في نسخة: «مفلس» ومثله في شواهد التنزيل.
3- سورة النمل: 27: 40.
4- سورة الرعد: 13: 43.

ص: 83

باب 19- قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)

(1656) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «واللّه يا عليّ، ما خُلقتَ إلّا لتعبد(2) ربّك، و لتُعرف بك معالم الدين، ويُصلح بك دارس السبيل، ولقد ضلّ من ضلّ عنك، و لن يهتدي إلى اللّه عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى

ص: 84


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 58 من سورة يونس في تفسيره: ص180 - 181 ح 233 / 9، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 139 - 141 ح 78. وروى الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 82 من سورة (طه) في شواهد التنزيل: 1: 493 ح 521 بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم فقال: إنّ اللّه تعالى يقول: (وَإِنِّي لَغَفَّارُ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَ عَمِلَ َصالِحاً ثمّ اهْتَدى)، ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب: «إلى ولايتك». ولاحظ الحديث 518 - 520 من شواهد التنزيل.
2- في نسخة: «ليعبد».

ولايتك، وهو قول ربّي عزّ وجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارُ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَ عَمِلَ َصالِحاً ثمّ اهْتَدى)، يعني إلى ولايتك.

ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك لمفروض على من آمن بي ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)

يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام) (8) من أبواب النصوص الدالة على إمامته (علیه السلام)، وتقدّم نحوه في الباب 11 من أبواب ولاية أهل البيت وحبّهم وبغضهم (علیهم السلام)(1).

ص: 85


1- تقدّم في ج 3 ص 316 تحت الرقم 14.

باب 20- في أنّ عليّاً (علیه السلام) وشيعته هم الآمنون يوم الفزع الأكبر

(1657) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبداللّه الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه:

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على منبره: «يا عليّ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش، يفزع النّاس ولا تفزعون، ويحزن النّاس ولا تحزنون، فيكم نزلت هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)(2)، وفيكم نزلت: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(3)، يا عليّ، أنت وشيعتك تُطلَبون في الموقف، وأنتم في الجنان تتنعّمون) الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقبه.

ص: 86


1- ورواه أيضاً في صفات الشيعة: ص 55، ح 17. ورواه الطبري في آخر الجزء الخامس من بشارة المصطفى: ص 181 بإسناده عن الصدوق.
2- سورة الأنبياء: 21: 101.
3- سورة الأنبياء: 21: 103.

باب 21- في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾

(1658) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن يعقوب بن عيسى بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخزّاز - إملاءً في منزله - قال: حدّثنا أبوزيد محمّد بن الحسين بن مطاع المسلي، إملاءً، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن جبر القوّاس خال ابن الكردي قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة(2) الواسطي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا ثابت:

عن أنس بن مالك قال: ركب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم بغلته، فانطلق إلى جبل آل فلان وقال: «يا أنس، خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا، تجد عليّاً يسبّح بالحصى، فاقرأه منّي السلام واحمله على البغلة وآت به إليّ».

قال أنس: فذهبت فوجدت عليّاً (علیه السلام) كما قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فحملته على البغلة فأتيت به إليه، فلمّا أن بصر به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «السلام عليك يا رسول اللّه».

قال: «وعليك السلام يا أبا الحسن، فإنّ هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيّاً مرسلاً، ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلّا وأنا خير منه، وقد جلس في موضع كلّ نبيّ أخ له ما جلس من الأخوة أحد إلّا وأنت خير منه».

قال أنس: فنظرت إلى سحابة قد أظلّتهما ودنت من رؤوسهما، فمد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده إلى السحابة، فتناول عنقود عنب فجعله بينه وبين عليّ وقال: «كُلْ يا أخي، فهذه هدية من اللّه تعالى إليّ ثمّ إليك».

ص: 87


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب الرجال، وفي النسخ: «سلمة».

قال أنس: فقلت: يا رسول اللّه، عليّ أخوك؟

قال: «نعم، عليّ أخي».

فقلت: يا رسول اللّه، صف لي كيف عليّ أخوك؟

قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق ماء تحت العَرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلمّا أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صُلب آدم إلى أن قبضه اللّه، ثمّ نقله إلى صلب شيث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظَهر إلى ظَهر حتّى صار في صُلب عبد المطّلب ثمّ شقه اللّه عزّ وجلّ بنصفين، فصار نصفه في أبي عبداللّه بن عبدالمطّلب، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، و عليّ من النصف الآخر، فعليّ أخي في الدنيا و الآخرة».

ثمّ قرأ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)(1).

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 84)

ص: 88


1- سورة الفرقان: 25: 54.

باب 22- في قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ)

(1659) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)(1) إلى آخرها (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) إلى آخر ما اقتصّ اللّه تعالى من خبر المؤمنين، غيري»؟

قالوا: لا(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثاني.

ص: 89


1- سورة التوبة: 9: 19.
2- نزول الآية في أمير المؤمنين (علیه السلام) والوليد بن عقبة رواه جمع من المؤلّفين في كتبهم، فمنهم أبو الفرج الإصبهاني في ترجمة الوليد بن عقبة من الأغاني: 140:5 بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال: قال الوليد بن عقبة لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه: أنا أحدٌ منك سناناً وأبسط منك لساناً وأملأ للكتيبة طِعاناً، فقال عليّ رضي اللّه تعالى عنه: أُسكُت، فإنّما أنت فاسق، فنزل القرآن: (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ). ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: 1: 572 - 582 ح 610 - 623 بأسانيد عن ابن عبّاس، وعن عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، والسدّي، وابن أبي ليلى، وعطاء بن يسار، والكلبي، ومحمّد بن سيرين.

باب 23- في نزول آية التطهير

أقول: تقدّم روايات هذا الباب في أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)، وأكتفي هنا بروايتين:

(1660) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) أنّه قال لمعاوية: قد كان في عليّ خصال لأن تكون في واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال:) والخامسة: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، فدعا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وحسناً وحسيناً وفاطمة (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)

يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).

(1661) 2- وبإسناده عن عمرو بن ميمون الأودي، أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد أعطى عليّ ما لم يعطه بشر، (إلى أن قال:) وهو صاحب العباء ومن أذهب اللّه عنه الرجس وطهّره تطهيراً -الحديث-.

(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 8)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).

ص: 90


1- سورة الأحزاب: 33: 33.

باب 24- أنّه (علیه السلام) الإمام المبين

(1662) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الصائغ العدل قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال: حدّثنا أحمد بن سلام الكوفي قال: حدّثنا الحسين بن عبد الواحد قال: حدّثنا حرب بن الحسن قال: حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) قال: «لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)(1) قام رجلان من مجلسهما فقالا: يا رسول اللّه، هو التوراة؟

قال: لا.

قالا: فهو الإنجيل؟

قال: لا.

قالا: فهو القرآن؟

فقال: لا.

قال: «فأقبل أمير المؤمنين عليّ، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هو هذا، أنّه الإمام الّذي أحصى اللّه تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء».

(أمالي الصدوق: المجلس 32، الحديث 6)

1 - ورواه أيضاً في معاني الأخبار: 95: 1، وفيه: «قام أبوبكر وعمر من مجلسهما».

وروى القمّي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 212 عن ابن عبّاس أنّه ذكر عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «أنا واللّه الإمام المبين، أبين الحقّ من الباطل، وورثته من رسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

وروى محمّد بن العبّاس - كما في تأويل الآيات الظاهرة: 2: 487 - بإسناده عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقرأ (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)، قال: «في أمير المؤمنين (علیه السلام)».

ص: 91


1- سورة يس: 36: 12.

باب 25- قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)

(1663) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا أبو محمّد الفحّام قال: حدّثنا أبو الفضل محمّد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة ب-«سرّ من رأى»، قال: حدّثنا أبي هاشم بن القاسم قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا بن عبداللّه الجوهري البصري، عن عبداللّه بن المثنّى، عن ثمامة بن عبداللّه بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جدّه:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إذا كان يوم القيامة ونُصِب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 11)

ص: 92


1- ورواه الطبري فى بشارة المصطفى ص 44 عن ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. وأورده ابن شهر آشوب في المناقب: 2: 178. ورواه ابن المغازلي في الحديث 289 من كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 242 بإسناده عن أبي القاسم الطائي، عن محمّد بن زكريّا الغلابي، عن العبّاس بن بكّار، عن عبداللّه بن المثنّى، ولم يذكر فيه الآية الكريمة. وله شاهد من حديث أمير المؤمنين (علیه السلام)، و ابن عبّاس، وابن مسعود، وأبي سعيد الخدري، و أبي بكر. أمّا حديث أمير المؤمنين (علیه السلام)، فرواه الحمّويي في فرائد السمطين: ج 1: 289 ح 228، و أبو الخير الطالقاني في الباب 33 من الأربعين وابن الجوزي في باب فضائل عليّ (علیه السلام) من الموضوعات: ص 299 ح 53، والسيوطي في عنوان «مناقب الخلفاء الأربعة» من اللآلي: ص 380، والذهبي في ترجمة إبراهيم بن حميد الدينوري من ميزان الاعتدال: 1: 28 / 75 و تابعه ابن حجر في لسان المیزان: 1: 74/20 وزاد: هذا من تاريخ الحاكم، وفي ترجمة إبراهيم بن عبداللّه الصاعدي من ميزان الاعتدال: 44:1 / 32 ولسان الميزان: 1: 108/202 نقلاً عن الموضوعات - لابن الجوزي-، والمحبّ الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 116. وأمّا حديث ابن عبّاس، فرواه الخطيب البغدادي في ترجمة محمّد بن فارس من تاريخ بغداد: 3: 161، والخوارزمي في المناقب: ص 319 - 320 ح 324، وابن المغازلي في المناقب: ص 119 و 131 ح 156 و 172، وابن شهر آشوب في المناقب: 2: 178، والحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 162 ص 789. وأمّا حديث ابن مسعود فرواه ابن شاذان في الحديث 52 من كتاب «مئة منقبة»: ص 108 - 108، وعنه الخوارزمي في الحديث 48 من المناقب، وفي مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 39، و المحب الطبري في الرياض النضرة: 2: 172. وأمّا حديث أبي سعيد، فرواه ابن شاذان القمّي في المنقبة 16 من كتاب «مئة منقبة»: ص 60 - 61، والجاوابي في نور الهدى كما عنه ابن طاووس في الباب 17 من التحصين، والهمداني في مودّة القربى كما عنه القندوزي في ينابيع المودّة في الباب 56. وأمّا حديث أبي بكر، فرواه المحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 177 و 244، وفي ذخائر العقبى: ص 71. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 28. وأمّا ذيل الحديث فقد ورد من طريق ابن عبّاس، وأبي سعيد الخدري، والإمام الرضا عن آبائه (علیهم السلام). أمّا حديث ابن عبّاس، فرواه الحبري في تفسيره: ص 312 - 313 ح 60، وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية من تفسيره ص 355، ح 482 - 484، والحسكاني في تفسير الآية الشريفة في كتابه «شواهد التنزيل»: ج 2 ص 790163، ويحيى بن الحسين الشجري في أماليه: 1: 144، والطبري في بشارة المصطفى: ص 243، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 233 ح 228، وأبونعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» كما عنه في خصائص الوحي المبين: ص 121، والكنجي في كفاية الطالب: ص 247، وابن الحجّام في «ما نزل من القرآن في أهل البيت (علیهم السلام)» كما عنه في تأويل الآيات الظاهرة في ذيل الآية، ثمّ قال: وروي مثله من طريق العامّة عن أبي نعيم عن ابن عبّاس، ومثله عن أبي سعيد الخدري، ومثله عن سعيد بن جبير، كلّهم عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وأمّا حديث أبي سعيد، فرواه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 1: 136 و 156 ح 75 و 191، والصدوق في معاني الأخبار: ص 67 ح 7، والحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 160 ح 786 - 788، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 79 ح،47، والديلمي في الفردوس كما عنه ابن البطريق في العمدة: ص 301. وأمّا حديث الإمام الرضا (علیه السلام)، فقد رواه الصدوق في العيون: 2: 64 باب 30 ح 222. وورد أيضاً في تفسير الآية 91 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام) ص 405. تنبيه قال ابن البطريق في خصائص الوحي المبين: ص 125: مَن يوقِف الأمّة يوم القيامة تُسأل عن ولايته وجب له استحقاق ولائهم من حيث أنّه لا يُسأل العبد بعد موته إلّا عن معرفة ربِّه ونبيّه وإمامه الّذي جعله اللّه تعالى وليّاً لأمّته. وقال السمهودي: قال الحافظ جمال الدين الزرندي عقب حديث «من كنت مولاه فعليّ مولاه»: قال الإمام الواحدي: هذه الولاية الّتي أثبتها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مسؤول عنها يوم القيامة، وروى في قوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ): أي عن ولاية عليّ وأهل البيت، لأنّ اللّه أمر نبيّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم أن يعرف الخلق أنّه لا تسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلّا المودة في القُربى، والمعنى: انّهم هل والوهم حقّ الموالاة كما أوصاهم النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم أم أضاعوها وأهملوها؟ فيكون عليهم المطالبة والتّبعة. انتهى. قلت: وقوله: وروي في قوله تعالى يشير إلى ما أخرجه الديلمي عن أبي سعيد الخُدري (رضی اللّه عنه) مرفوعاً: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) عن ولاية عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). ويشهد لذلك قوله في بعض الطرق المتقدّمة: «واللّه سائلكم كيف خلّفتموني في كتابه وفي أهل بيتي». (جواهر العقدين: ص 252)

ص: 93

ص: 94

باب 26- قوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)

(1664) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: «سمع رجلٌ من التابعين أنس بن مالك يقول: نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ﴾، قال الرجل: فأتيت عليّاً (علیه السلام) لأنظر إلى عبادته، فأشهد باللّه لقد أتيته وقت المغرب، فوجدته يُصلّي بأصحابه المغرب، فلمّا فرغ منها جلس في التعقيب إلى أن قام إلى عشاء الآخرة، ثمّ دخل منزله فدخلتُ معه، فوجدته طول الليل يصلّي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثمّ جدّد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلّى بالنّاس صلاة الفجر، ثمّ جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثمّ قصده النّاس فجعل يختصم إليه رجلان، فإذا فرغا قام آخران، إلى أن قام إلى صلاة الظهر.

قال: فجدّد لصلاة الظهر وضوءه، ثمّ صلّى بأصحابه الظهر، ثمّ قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر، ثمّ أتاه النّاس، فجعل يقوم رجلان ويقعد آخران، يقضي بينهم ويُفتيهم إلى أن غابت الشمس، فخرجت وأنا أقول: أشهد باللّه أنّ هذه الآية نزلت فيه».

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 15)

ص: 95


1- وأورده الفتّال في المجلس 10 من روضة الواعظين: ص 117 و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 166 - 167. وقال القمّي في تفسير الآية 9 من سورة الزمر في تفسيره: 2: 249: نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). وروى الاستر آباذي في تأويل الآيات الظاهرة: 2: 511 - 512 نقلا عن الديلمي، عن رجاله مسنداً عن عمّار الساباطي، عن أبي عبداللّه (علیه السلام)، قال: «نزلت في عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

باب 27- أنّه (علیه السلام) صالح المؤمنين

(1665) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جُبير، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس مَن أحسن من اللّه قيلاً، وأصدق من اللّه حديثاً؟ معاشر النّاس، إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم لكم عليّاً عَلَماً و إماماً وخليفةٌ ووصيّاً، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً».

معاشر النّاس، إنّ عليّاً باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربّي، وهو صالح المؤمنين، (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(2)» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 8، الحديث 4)

سيأتي تمامه في باب جوامع مناقبه.

ص: 96


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 153 بإسناده عن الصدوق. ثمّ إنّ كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) صالح المؤمنين، رواه جمع من الصحابة والصحابيات، فمنهم: أسماء بنت عميس، وابن عبّاس، وأمير المؤمنين (علیه السلام)، حذيفة بن اليمان، وأبورافع. وأمّا رواية أسماء بنت عميس، فرواها الحبري في تفسير سورة «التحريم» في تفسيره: ص 323 - 324 ح 67، وفرات الكوفي في تفسير الآية 4 من سورة التحريم في تفسيره: ص 491 ح 641، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 343 - 344 ح 984 - 986، والثعلبي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 4: الورق 269: أ:، وأبو نعيم فيما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)، كما في الفصل 25 من كتاب خصائص الوحي المبين - لابن البطريق الحلي -: ص 235، والكنجي في الباب 30 من كفاية الطالب: ص 138، والحمّويي في الباب 67 السمط الأول من من فرائد السمطين: 1: 363 ح 290 ط 1، والسيوطي في تفسير سورة التحريم في الدر المنثور: 8: 224 نقلا عن ابن مردويه. وأمّا رواية ابن عبّاس، فرواها الحبري في تفسيره: ص 325 ح 68، وفرات الكوفي في تفسير سورة التحريم في تفسيره: ص 490 - 491 ح 638 - 642، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 346 ح 987 وص 349 ح 991 - 992 وص 351ح 995، وابن عساكر في الحديث 932 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 425، والسيوطي في تفسير سورة التحريم في الدر المنثور: 8: 224 عن ابن مردويه وابن عساكر. وأمّا رواية أمير المؤمنين (علیه السلام)، فرواها الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 341 - 343 ح 981 - 983 وص 347 ح 989، وفرات الكوفي في تفسيره: ص 491 ح 642، والكنجي في الباب 30 من كفاية الطالب: ص 137 - 138، والسيوطي في تفسير سورة التحريم في الدر المنثور: 8: 224 نقلا عن ابن أبي حاتم. وأمّا رواية حذيفة، فرواها الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 348 ح 990، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 436 ح 933. وأمّا رواية أبي رافع، فرواها القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 126 ح 59 ( في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لكم بعدي اللّه تعالى ذكره، ووصيّي صالح المؤمنين». وفي الباب رواية عن الإمام الباقر (علیه السلام)، رواها فرات الكوفي في أوّل تفسير سورة التحريم في تفسيره: ص 489 - 490 ح 633 - 636، والحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 350 ح 993 و ص 352 ح 996. وورد عن مجاهد أنّه فسّر الآية الكريمة بأمير المؤمنين (علیه السلام)، رواه فرات الكوفى فى تفسيره ص 490 ح 637، وابن المغازلي في المناقب: ص 269 ح 316. وقال العلّامة الحلّي (قدّس سرّه) في المسألة الخامسة من نهج الصدق وكشف الحقّ تحت الرقم 43: قوله تعالى: (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)، أجمع المفسّرون، وروى الجمهور أنّه عليّ (علیه السلام).
2- سورة فصلت: 41: 33.

ص: 97

باب 28- أنّه (علیه السلام) كلمة اللّه

(1)

(1666) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الأسدي الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النّخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وحجّة اللّه بعدي على الخلق أجمعين، وسيّد الوصيّين و وصيّ سيّد النبيّين.

يا عليّ، إنّه لمّا عُرج بي إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومنها إلى حُجب النّور، وأكرمني ربّي جلّ جلاله بمناجاته، قال لي: يا محمّد. قلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركت وتعاليت. قال: «إنّ عليّاً إمام أوليائي، ونور لمن أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين من أطاعه أطاعني، ومن عصاه عصاني، فبشّره بذلك».

فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، بلغ من قدري حتّى أنّي أذكَر هناك»!

قال: «نعم يا عليّ، فاشكر ربّك».

فخرّ عليّ (علیه السلام) ساجداً شكراً على ما أنعم به عليه، فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ارفع رأسك يا عليّ، فإنّ اللّه قد باهي بك ملائكته».

(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 16)

ص: 98


1- في قوله تعالى في سورة الفتح: 48: 26: (... وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى...). ثمّ إنّه وإن لم ترد الآية الكريمة في روايات هذا الباب، لكن ورد فيهنّ أنّ عليّاً (علیه السلام) هو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، ولهذا عقدت لهذه الروايات باباً مستقلاً في أبواب الآيات النازلة فيه (علیه السلام).

(1667) 2-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي بمدينة السلام قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا أبو عبداللّه، والحسين بن عليّ السكوني(2) قالا: حدّثنا محمّد بن الحسن السكوني قال: صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهّر المَذاري(3)، عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام)، عن أبي برزة:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ عهد إلَيّ في عليّ عهداً.

قلت: يا ربّ بيّنه لي.

قال: اسمع.

قلت: قد سمعت.

قال: إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، من أحبّه أحبّني، ومن أطاعه أطاعني».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 23)

(1668 ) 3-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني المظفّر بن

ص: 99


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 125 ح 1. ورواه الجاوابى فى نورالهدى كما عنه ابن طاووس في اليقين: ص 614. وورد من طريق أبي داوود، عن أبي برزة، رواه ابن الحجّام في «ما نزل من القرآن في أهل البيت (علیهم السلام)»، كما عنه الاستر آباذي في تأويل الآيات الظاهرة ذيل الآية 26 من سورة الفتح. والحديث - مع زيادات في آخره، مثل ما ورد في الرواية التالية عن بريدة - رواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 66 وعنه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق 2: 230 ح 742، وابن الجوزي في الحديث 381 من العلل: ص 239، وابن المغازلي في الحديث 69 من المناقب: ص 46، والكنجي في الباب 4 من كفاية الطالب: ص 72 - 73، والحمّويي في أوّل الباب الثلاثين من فرائد السمطين: 1: 151 ح 114، وفي بعض المصادر: «ومن أحبّه أحبّني ومن أبغضه أبغضني فبشّره بذلك...».
2- في معاني الأخبار: «السلولي»، ومثله في الاسم التالي.
3- في معاني الأخبار: «عن أبي المظفّر المديني».
4- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 119 عن ابن الشيخ، عن أبيه. ورواه ابن طاوس في اليقين: ص 618 بنفس السند. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 163 - 164 ح 118. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: 2: 188 - 189 ح 680 بإسناده عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن عون بن عبيد اللّه، عن أبي جعفر وعمر بن عليّ قالا: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وذكر الحديث.

محمّد البلخي قال: حدّثنا محمّد بن جرير قال: حدّثنا عيسى قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمان بن الأسود، عن محمّد بن عبيدالله، عن عمر بن عليّ، عن أبي جعفر عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عهد إليّ عهداً.

فقلت: يا ربّ بيّنه لي؟

قال: اسمع.

قلت: سمعت.

قال: يا محمّد، إنّ عليّاً راية الهدى بعدك، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني و هو الكلمة الّتي ألزمها اللّه المتّقين، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشّره بذلك».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 20)

(1669) 4-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم المنقري قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن منصور بن سابور البرجمي، عن عبداللّه بن بريدة، عن أبيه بريدة بن حصيب الأسلمي قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عهد إلَيّ ربّي تعالى عهداً، فقلت: يا ربّ بيّنه، قال: يا محمّد، اسمع: عليّ راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة الّتي

ص: 100


1- ورواه الجاوابي في نور الهدى، كما في الباب 12 من التحصين - لابن طاووس - بإسناده عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر، عن أبي برزة. ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء: 1: 66، وابن المغازلي في المناقب: ح 69 عن أبي برزة.

ألزمتها المتّقين، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني فبشّره بذلك».

قال: «قلت: أجل، قلت: واجعل دينه الإيمان في قلبه(1).

قال: قد فعلت، ثمّ قال: إنّي مستخصّه ببلاء لم يُصب به أحد من خلقي».

قال: «قلت: أخي وصاحبي؟! قال: ذلك ممّا قد سبق منّي إنّه مبتلى ومبتلى به».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 32)

(1670 - 1671) 5(2)- 6- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، عن ابن عقدة، عن محمّد بن هارون الهاشمي، عن محمّد بن مالك بن الأبرد النخعي، عن محمّد بن فضیل بن غزوان، عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ( في حديث المعراج) قال: قال لي ربّي: «قد اخترت لك عليّاً، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، فإنّي قد نحلته علمي و حلمي، وهو أمير المؤمنين

ص: 101


1- في رواية أبي برزة: «اللّهم أجلُ قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك».
2- ورواه الخوارزمي في ح 299 من المناقب: ص 303 - 304 في الفصل 19 وعنه العلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 295 - 296 ح 341 في عنوان «مخاطبته بأمير المؤمنين»، والحمّويي في فرائد السمطين: الباب 52 من السمط الأوّل ح 222 ط 2. ورواه الجاوابي في كتابه «نور الهدى» عن الحفّار كما نقله عنه السيّد ابن طاووس في الباب 7 من التحصين - المطبوع في ذيل اليقين-: ص 544. ورواه أيضاً ابن طاووس في الباب 6 من التحصين: ص 542 نقلا عن الجاوابي في نور الهدى عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن محمّد بن هارون الهاشمي، عن محمّد بن مالك بن إبراهيم النخعي، عن محمّد بن فضيل، ونصر بن مزاحم، عن غالب الجهني، وعن الرضا، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) ... . ورواه أبو جعفر الكوفي في المناقب: 1: 410 ح 326 ط 1، وأبونعيم في حلية الأولياء: 1: 66 بسندهما عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال: قال اللّه تبارك وتعالى... .

حقّاً، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده(1).

يا محمّد، عليّ راية الهدى، وإمام مَن أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، مَن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشّره بذلك يا محمّد» الحديث.

قال محمّد بن مالك: فلقيت نصر بن مزاحم المنقري، فحدّثني عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء...» وذكر مثله سواء.

قال محمّد بن مالك: فلقيت عليّ بن موسى بن جعفر، فذكرت له هذا الحديث، فقال: حدّثني به أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ إلى سدرة المنتهى...» وذكر الحديث بطوله.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 45 - 46)

أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن زياد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان، عن غالب الجهني مثله مع مغايرات طفيفة ذكرتها فى الهامش.

(أمالى الطوسى: المجلس 12، الحديث 73)

سيأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 102


1- في ح 73: «لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده».

باب 29- قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)

(1672) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا دعبل قال: حدّثنا مجاشع بن عمر [و](2)، عن ميسرة بن عبيد اللّه، عن عبد الكريم الجزري(3)، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس: أنّه سئل عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

ص: 103


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 29 من سورة الفتح في شواهد التنزيل: 2: 252 - 253ح 887 عن عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد بن الحسين البزاز، عن هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار. ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 322 ح 269 عن الحسن بن أحمد بن موسى، عن هلال بن محمّد.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل في الجرح والتعديل: 8: 390، والمجروحين - لابن حبّان، وميزان الاعتدال: 3: 436 / 7066، ولسان الميزان: 5: 601 / 6859، وتاريخ الإسلام: وفيات سنة 171 - 180: ص 335 ولرواية شواهد التنزيل، وأمّا شيخه ميسرة، ففي الرجال: «ميسرة بن عبدربّه» كما في التاريخ الكبير7: 377، والجرح و التعديل: 8: 254، والمجروحين - لابن حبّان -: 3: 11 و تاریخ بغداد: 13: 222، وغيرها من كتب التراجم، وهذا موافق لرواية شواهد التنزيل، وأمّا باسم ميسرة بن عبيد اللّه، فلم أجده في كتب الرجال.
3- هو عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد الحرّاني، أصله من اصطخر تحوّل إلى حرّان أبوسعيد روى عن سعيد بن جبير وسعيد بن المسيّب وعبدالرحمان بن أبي ليلى وغيرهم، له ترجمة في طبقات ابن سعد: 7: 471 وتهذيب الكمال: 18: 252، وسير أعلام النبلاء: 6: 80، وميزان الاعتدال: 22: 647/5157، ولسان الميزان: 4: 434/5295، وغيرها من كتب الرجال.

الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) قال: سأل قوم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية، يا نبي اللّه؟ [ف]قال: «إذا كان يوم القيامة عُقد لواء من نور أبيض ونادى مناد: ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا، فقد بُعث محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم). فيقوم عليّ بن أبي طالب، فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً، فيُعطى أجره ونوره فإذا أتى على آخر هم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة، إنّ ربّكم يقول لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم - يعني الجنّة-، فيقوم عليّ بن أبي طالب و القوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة، ثمّ يرجع إلى منبره، ولايزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة، ويترك أقواماً على النّار، فذلك قوله عزّ وجلّ: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(1)، يعني السابقين الأوّلين وأهل الولاية له، وقوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(2)، هم الّذين قاسم عليهم النّار فاستحقّوا الجحيم».

(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 61)

ص: 104


1- سورة الحديد: 57: 19، وفي النسخ: «والّذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم و نورهم».
2- سورة المائدة: 5: 10 و 86، سورة الحديد: 57: 19.

باب 30- قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ﴾

(1673) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الفحّام، حدّثني أبو الطيب محمّد بن الفرحان الدوري قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن فرات الدهّان قال: حدّثنا سفيان بن وكيع عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يقول اللّه تعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا الجنّة من أحبّكما وأدخلا النّار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 10)

ص: 105


1- ورواه ابن الجوزي في باب فضائل عليّ (علیه السلام) من الموضوعات: ص 300 ح 56، و السيوطي في مناقب الخلفاء الأربعة من اللآلي: 1: 381، وفي ط: ص 198. وروى الحاكم الحسكاني قريباً منه في الحديث 896 من شواهد التنزيل: ج 2 ص 264 قال: حدّثنيه أبو الحسن المصباحي، حدّثنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن واصل، حدّثنا عبداللّه بن محمّد بن عثمان، حدّثنا يعقوب بن إسحاق - من ولد عبّاد بن العوّام-، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، [عن] شريك، عن الأعمش، قال: حدّثني أبو المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة قال اللّه تعالى لمحمّد وعليّ: أدخلا الجنّة من أحبّكما، وأدخلا النّار من أبغضكما، فيجلس عليّ على شفير جهنّم فيقول [لها]: هذا لي وهذا لك، وهو قوله: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)». ورواه أيضاً في الحديث 898 بإسناده عن سعد بن طريف، عن عكرمة. ورواه عنه الطبرسي في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان. ورواه ابن طاووس في الطرائف: ص 82 ح 115 نقلا عن ابن المغازلي في المناقب. ولاحظ تخريج الحديث 3 من هذا الباب.

(1674) 2-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في قوله عزّ وجلّ: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(2) قال: «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك يا عليّ وكساني وكساك يا عليّ ثمّ قال لي ولك: ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما، وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما، فإن ذلك هو المؤمن».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 33)

ص: 106


1- وروی نحوه فرات بن إبراهيم الكوفي في الحديث الثاني من تفسير سورة ق، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبيد بن يحيى بن مهران الثوري عن محمّد بن الحسين [عليّ العلوي العمري]، عن أبيه، عن جدّه: عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال: فقال لي النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «إنّ اللّه تبارك وتعالى إذا جمع النّاس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش فيقال لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النّار». ورواه الحاكم الحسكاني في الحديث 897 في تفسير سورة ق من شواهد التنزيل: ج 2 ص 265 عن فرات بن إبراهيم الكوفي. ورواه القمّي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 324. ورواه ابن شاذان في المنقبة 23 من «مئة منقبة»: ص 71 - 72 بتفاوت. ورواه القندوزي في الحديث 8 من الباب 16 من ينابيع المودّة: 1: 252.
2- سورة ق: 50: 24.

(1675) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة(2)، قال: حدّثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد اللّه الأنماطي البغدادي بحلب، قال: حدّثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عمّ شريك قال:

حدّثني شريك بن عبداللّه القاضي: حضرت الأعمش في علّته الّتي قبض فيها فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فسأله عن حاله فذكر ضعفاً شديداً، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته، وأدركته رنّة فبكى، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمّد اتق اللّه وانظر لنفسك، فإنّك في آخر يوم من أيّام الدنيا، وأوّل يوم من أيّام الآخرة، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيراً لك!

قال الأعمش: مثل ماذا يانعمان؟

ص: 107


1- ورواه الحسكاني في الحديث 895 من شواهد التنزيل: 2: 264 بسندين عن إسحاق بن محمّد البصري، ومحمّد بن الليث الجوهري، عن محمّد بن الطفيل قال: حدّثنا شريك بن عبداللّه قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا: يا أبا محمّد، إنّك في آخر يوم من أيّام الدنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة وقد كنت تحدث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى اللّه منها! فقال: أسندوني أسندوني. فأسند، فقال: حدّثنا أبو المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة يقول اللّه تعالى لي ولعليّ: ألقيا في النّار من أبغضكما وأدخلا الجنّة من أحبّكما، فذلك قوله تعالى: (ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد). فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا [بنا] لا يجيء بشيء أشدّ من هذا. ورواه الخزاعي في الحديث 14 من أربعينه: ص 54 - 55، وعبدالوهّاب الكلابي في الحديث 3 من مناقبه المطبوع في آخر مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لابن المغازلي-: ص 427، و ابن طاووس في الطرائف: ص 82 ح 115 نقلا عن ابن المغازلي في المناقب.
2- المَصِّيصة - بالفتح، ثمّ الكسر والتشديد، وياء ساكنة، وصاد أخرى، وقيل: بتخفيف الصادين -: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم، كانت من الأماكن الّتى يُرابط بها المسلمون قديماً. والمصِّيصة أيضاً: قرية من قُرى دمشق قرب بيت لِهيا. (مراصد الاطّلاع: 3: 1280 - 1281)

قال: مثل حدیث عباية: «أنا قسيم النّار».

قال: أو لمثلي تقول يا يهودي؟ أقعدوني، سنّدوني، أقعدوني، حدّثني - و الّذي إليه مصيري - موسى بن طريف - ولم أر أسديّاً كان خيراً منه- قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحيّ، قال: سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «أنا قسيم النّار، أقول: هذا ولیّي دعيه، وهذا عدوّي خذيه».

وحدّثني أبو المتوكّل الناجي في إمرة الحجّاج، وكان يشتم عليّاً (علیه السلام) شتماً مقذعاً - يعني الحجّاج لعنه اللّه- عن ابي سعيد الخدري (رضی اللّه عنه) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة يأمر اللّه عزّ وجلّ فأقعد أنا وعليّ على الصراط، ويقال لنا: أدخلا الجنّة من آمن بي وأحبّكما، وأدخلا النّار من كفر بي وأبغضكما».

قال أبو سعيد: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتولّ - أو قال: لم يحبّ - عليّاً». وتلا: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(1).

قال: فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال: قوموا بنا، لا يجيئنا أبو محمّد بأطمّ من هذا.

قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبداللّه: فما أمسى - يعني الأعمش - حتّى فارق الدنيا (رحمه اللّه).

(أمالي الطوسى: المجلس 30 الحديث 7)

أقول: سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 16 من أبواب فضائله و مناقبه (علیه السلام).

ص: 108


1- سورة ق: 50: 24.

باب 31- قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)

(1676 - 1677) 1(1)- 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال: حدّثني الحسين بن عليّ قال: حدّثني عبداللّه بن سعيد الهاشمي قال: حدّثني عبدالواحد بن غياث قال: حدّثنا عاصم بن سليمان قال: حدّثنا جويبر، عن الضحاك:

عن ابن عبّاس قال: صلّينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلما سلّم أقبل علينا بوجهه ثمّ قال: «أما إنّه سينقضّ كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيّي وخليفتي و الإمام بعدي».

فلمّا كان قرب الفجر جلس كلّ واحد منّا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العبّاس بن عبد المطّلب، فلمّا طلع الفجر انقضّ الكوكب من الهواء فسقط في دار عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، والّذي بعثني بالنبوّة، لقد وجبت لك الوصيّة والخلافة

والإمامة بعدي».

ص: 109


1- رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 451 ح 591 وفيه: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم معنعناً عن ابن عبّاس (رضی اللّه عنه) قال: كنت جالساً مع فئة (فتية) من بني هاشم عند النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم إذ انقضّ كوكب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وسلّم: «من انقض هذا الكوكب في منزله فهو الوصيّ من بعدي». فقام فئة (فتية) من بني هاشم، فإذا الكوكب قد انقض في منزل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، قالوا: يا رسول اللّه، كلّ هذا قد رويت في عليّ! فأنزل اللّه: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى). ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 278 ح 912، وابن المغازلي في المناقب: ص 310،ح 353، والكنجي في كفاية الطالب: ص 260 - 261 في الباب 62، كلّهم من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس. ورواه السيوطي في اللآلي:1: 357 في عنوان (مناقب الخلفاء الأربعة) من طريق أبي صالح، عن ابن عبّاس. وله شاهد من حديث أنس، رواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 275 - 277 ح 9110 - 911، وابن المغازلي في المناقب: ص 266 ح 313 وعنه ابن البطريق في العمدة: ص 78 في الفصل 12 ح 95، والذهبي في ترجمة ربيعة بن محمّد الطائى من ميزان الاعتدال: 2: 45/ 2756 و تابعه ابن حجر في لسان الميزان: 3: 80/3381، والسيوطي في اللآلي: 1: 357 في: «مناقب الخلفاء الأربعة». ومن حديث عائشة، رواه فرات الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 449 ح 588، وأشار إليه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 279 ذیل الحدیث 913. ومن حديث بريدة، رواه أيضاً فرات في تفسيره: ص 449 ح 589 وأشار إليه الحسكاني ذيل الحديث913.

فقال المنافقون عبداللّه بن أبّي وأصحابه: لقد ضلّ محمّد في محبّة ابن عمّه وغوى وما ينطق في شأنه إلّا بالهوى، فأنزل اللّه تبارك وتعالى:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، يقول اللّه عزّ وجلّ: وخالق النجم إذا هوى (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ) يعني محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في محبّة عليّ بن أبي طالب (وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) يعني في شأنه، (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 4)

وحدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الرأي(2) يقال له أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ العدل قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس بن بسام قال: حدّثني أبو جعفر محمّد

ص: 110


1- سورة النجم: 53: 1 - 4.
2- في نسخة: «لأهل الري».

بن أبي الهيثم السعدي قال: حدّثني أحمد بن أبي الخطّاب(1) قال: حدّثنا أبو، إسحاق الفزاري، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):

عن عبداللّه بن عبّاس بمثل ذلك، إلّا أنّه قال في حديثه: «يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس، فيسقط في دار أحدكم».

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 5)

(1678) 2-(2) وحدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطّان المعروف بأبي عليّ بن عبد ربّه العدل، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الكوفي الجعفي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبداللّه السجزي(3) أبو إسحاق، عن يحيى بن الحسين المشهدي، عن أبي هارون العبدي:

عن ربيعة السعدي قال: سألت ابن عبّاس عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)(4)؟ قال: هو النجم الّذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة عليّ بن أبي طالب، وكان أبي العبّاس يحبّ أن يسقط ذلك النجم في داره، فيحوز الوصيّة والخلافة والإمامة، ولكن أبى اللّه أن يكون ذاك(5) غير عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء.

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 6)

(1679) 3-(6) وعن بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا الحسن بن زياد الكوفي

ص: 111


1- في نسخة: بن الخطّاب.
2- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
3- في نسخة: «السنجري»، وفي أخرى: «السحري».
4- النجم: 53: 1.
5- في نسخة: «ذلك».
6- ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 279 - 280 ح 914 عن أبي الحسن المصباحي، عن أبي جعفر الصدوق. ولاحظ الحديث 590 و 592 من تفسير فرات الكوفي: ص 452،450.

قال: حدّثنا عليّ بن الحكم قال: حدّثنا منصور بن أبي الأسود:

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: «لمّا مرض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مرضه الّذي قبضه اللّه فيه، اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: يا رسول اللّه، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جواباً، و سكت عنهم، فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول، فلم يجبهم عن شيء ممّا سألوه.

فلمّا كان اليوم الثالت قالوا له: يا رسول اللّه، إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: «إذا كان غداً هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي، فانظروا مَن هو، فهو خليفتي عليكم من بعدي، والقائم فيكم بأمري». ولم يكن فيهم أحد إلّا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي.

فلمّا كان اليوم الرابع، جلس كلّ رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم، إذ انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتّى وقع في حجرة عليّ (علیه السلام) فهاج القوم، وقالوا: واللّه لقد ضلّ هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمّه إلّا بالهوى، فأنزل اللّه تبارك وتعالى في ذلك: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)(1) إلى آخر السورة.

(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 1)

ص: 112


1- سورة النجم: 53: 1 - 4.

باب 32- أنّه (علیه السلام) السابق في القرآن

(1680) 1-(1) أبو بو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا عمر بن محمّد الورّاق قال: أخبرنا عليّ بن عبّاس البجلي قال: حدّثنا حميد بن زياد قال: حدّثنا محمّد بن تسنيم الورّاق قال: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم:

عن ابن عبّاس قال: سألت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)(2)، فقال: «قال لي جبرئيل: ذاك عليّ وشيعته هم السابقون إلى الجنّة، المقرّبون إلى اللّه بكرامته لهم».

(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «المقربون من اللّه».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 13)

ص: 113


1- ورواه الحسكاني في تفسير الآية 10 من سورة الواقعة في شواهد التنزيل: 2: 295 ح 927 بتفاوت، والطبري في بشارة المصطفى: ص 8، والإربلي في عنوان «الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)» من كشف الغمّة: 1: 312. وروى أيضاً الحسكاني في الحديث 928 من شواهد التنزيل بإسناده عن السدّي في قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال: نزلت في عليّ. وروى ابن البطريق الحلّى في أوّل الفصل 9 من كتاب خصائص الوحي المبين: ص 127 ح 92 عن أبي نعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» عن مسلم بن أحمد بن مسلم الدهّان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن السدّي، عن أبي مالك: عن ابن عبّاس (رضی اللّه عنه) في قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)، قال: سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). ورواية ابن عبّاس هذه رواها فرات بن إبراهيم الكوفي في أوّل تفسير سورة الواقعة في تفسيره: ص 463 ح 605، والحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 296 ح 929، وفي الحديث 930 من شواهد التنزيل: نزلت في عليّ (علیه السلام). ورواها ابن شهر آشوب في عنوان «في المسابقة بالإسلام» من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب: 2: 5 وفي ط: ص 10 عن مالك بن أنس، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، و رواها أيضاً ابن شهر آشوب نقلاً عن كتاب أبي بكر الشيرازي. وأخرج الثعلبي في آخر قصّة عيسى (علیه السلام) من قصص الأنبياء: ص 366 عن أبي بكر الخمشاوي بإسناده عن ابن أبي ليلى، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «سابق الأمم ثلاثة لم يكفروا باللّه طرفة عين: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار مؤمن آل يس، عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه وهو أفضلهم». وروى السيوطي في تفسير الآية 10 من سورة الواقعة في تفسيره: 8: 7 عن ابن مردويه أنّه روى عن ابن عبّاس قال: «نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار الّذي ذكر في يس، وعليّ بن أبي طالب، وكلّ رجل منهم سابق أمّته، وعليّ أفضلهم سبقاً». وروى ابن المغازلي في المناقب: ص 320 ح 365 بإسناده عن ابن عبّاس: في قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)، قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب يس إلى عيسى وسبق عليّ إلى محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم). ورواه ابن البطريق في الفصل 9 من الخصائص الوحي المبين: ص 129 ح 94 عن مناقب ابن المغازلي. وانظر ما رواه الخوارزمي في الفصل 4 من المناقب: ص 55 ح 20، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 102 نقلا عن الطبراني، وابن كثير في البداية والنهاية: 1: 231 وفي تفسيره: 4: 283 ذيل الآية 10 من سورة الواقعة، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1: 536 رقم 2003: و الحلّي في كشف اليقين: ص 207 رقم 210 وص 391 رقم 489.
2- سورة الواقعة: 56: 10 - 12.

ص: 114

باب 33- قوله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

(1681) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا محمّد بن حسن بن سهل العطّار قال: حدّثنا أحمد بن عمر الدهقان(2) قال: حدّثنا محمّد بن كثير مولى عمر بن عبدالعزيز قال: حدّثنا عاصم بن كليب عن أبيه:

عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلّا الماء.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «مَن لهذا الرجل الليلة»؟

فقال عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «أنا له يا رسول اللّه». وأتى فاطمة (علیها السلام) فقال: «ما عندك، يا ابنة رسول اللّه»؟

فقالت: «ما عندنا إلّا قوت الصبية، لكنّا نؤثر ضيفنا».

فقال عليّ (علیه السلام): «يا ابنة محمّد، نوّمي الصبية، واطفئي المصباح».

فلمّا أصبح عليّ (علیه السلام) غدا على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبره الخبر، فلم يبرح حتّى أنزل اللّه عزّ وجلّ: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

(أمالي الطوسي: المجلس: 7، الحديث 11)

ص: 115


1- ورواه الحاكم الحسكانى فى شواهد التنزيل: 2: 331 ح 972 عن أبي عبداللّه الشيرازي، عن أبي بكر الجرجرائي، عن أبي أحمد البصري، عن محمّد بن الحسن بن سهل. وأورده ابن شهر آشوب في مناقب أمير المؤمنين من كتاب «مناقب آل أبي طالب»: 2: 78 في عنوان «فصل: في المسابقة بالسخاء والنفقة في سبيل اللّه». ورواه محمّد بن العبّاس كما في تفسير سورة الحشر من تأويل الآيات الظاهرة: 2: 678 ح 4 والحديث 9 من تفسير الآية الكريمة فى تفسير البرهان: 4: 317. ولاحظ الحديث 29 من المناقب - لمحمّد بن سليمان الكوفي -: 1: 71 - 73، وفي ج 2: 71 ح 554، وما رواه ابن عساكر في ترجمة أبي هريرة من تاريخ دمشق: 19: 220 وفي مختصره: 29 - 184 - 185. وللحديث شواهد كثيرة.
2- في شواهد التنزيل: «الدهّان».

باب 34- في أنّ من تبع عليّاً (علیه السلام) وأقرّ بولايته من أصحاب الجنّة و من خالفه من أصحاب النّار

(1682) 1- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):

عن عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام): أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تلا هذه الآية: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)(1)، فقال: «أصحاب الجنّة من أطاعني وسلّم لعليّ بن أبي طالب بعدي وأقرّ بولايته».

فقيل: وأصحاب النّار؟ قال: «من سخط الولاية، ونقض العهد، وقاتله بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 13)

(1683) 2- وبالسند المتقدّم عن عليّ (علیه السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنّه تلا هذه الآية: (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّار هُمْ فِيها خالِدُونَ)(2) قيل: يا رسول اللّه مَن أصحاب النّار؟

ص: 116


1- سورة الحشر: 59: 20.
2- سورة البقرة 2: 81 و 275، والمناسب للمقام الآية الأولى، وقد ورد عن أئمّة أهل البيت (علیهم السلام) أنّ المراد منهم الجاحدون لإمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)، منها: ما رواه الكليني في الكافي: 1: 429 ح 82 بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي عبداللّه (علیه السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) قال: «إذا جحد إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام) (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّار هُمْ فِيها خالِدُونَ)».

قال: «مَن قاتل عليّاً بعدي، أولئك أصحاب النّار مع الكفّار، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم، ألا وإنّ عليّاً مِنّي، فمن حاربه فقد حاريني وأسخط ربّي».

ثمّ دعا عليّاً (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم فيما بيني وبين أُمّتي بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 14)

(1684) 3- أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز قال: حدّثني جدّي محمّد بن عيسى القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا سعد بن طريف الحنظلي، عن عطيّة بن سعد العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي - وكان في وفد قومه إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - تلا هذه الآية: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)(1).

قال فقلت: يا رسول اللّه، من أصحاب الجنّة؟

قال: «من أطاعني، وسلّم لهذا من بعدي».

قال: وأخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكفّ عليّ (علیه السلام) وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها، وقال: «ألا إنّ عليّاً منّي وأنا منه، فمن حادّه فقد حادّني، ومن حادّني فقد أسخط اللّه عزّ وجلّ».

ثمّ قال: «يا عليّ، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم بيني وبين أمّتي».

قال عطيّة: فدخلت على زيد بن أرقم في منزله، فذكرت له حديث محدوج بن زيد فقال: ما ظننت أنّه بقي ممّن سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول هذا غيري! أشهد لقد حدّثنا به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ قال: لقد حادّه رجال سمعوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قوله هذا، وقد ردّوا.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 34)

ص: 117


1- سورة الحشر: 59: 20.

باب 35- في نزول سورة ﴿هَلْ أتى﴾

(1685) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا قال: حدّثنا شعيب بن واقد قال: حدّثنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس.

وحدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدّثنا الحسن بن مهران قال: حدّثنا سلمة بن خالد(2) عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهم السلام) في قوله عزّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)(3):

مرض الحسن والحسين (علیهما السلام)، وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

ص: 118


1- وللحديث - مع اختلاف في اللفظ - أسانيد ومصادر، وقد رواه محمّد بن سليمان الكوفي بأسانيد في الحديث 103 - 105 في أوّل الجزء الثاني من كتاب «مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)»: ج 1 ص 177 - 185 في الباب 19. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي - من أعلام القرن الثالث والرابع - في تفسيره: ص 519 - 524 ح 676 بإسناده عن الإمام الصادق، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) مفصّلاً مع الأبيات وزيادة في أخره، وفي ص 526 - 527 ح 677 عن زيد بن أرقم، ولم يذكر الأبيات، ولاحظ الحديث 678 و 679 منه. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير سورة الإنسان في شواهد التنزيل: 2: 394 - 398 2 ح 1042 - 1046 بأسانيد عن الإمام الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام). وروي أيضاً عن ابن عبّاس، رواه أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسير الأية الكريمة من تفسير الكشف والبيان بسندين، والحاكم في فضائل فاطمة الزهراء: ص 100 - 103، ح 133، والعاصمي في الحديث 16 من زين الفتى: ج 1 ص 57. ورواه مسنداً خالياً عن الأشعار عثمان بن أبي شيبة كما رواه بسنده عنه محمّد بن العبّاس ابن الماهيار كما في الحديث 9 من تفسير سورة الإنسان في تفسير البرهان: 414:4. ورواه بسنده عنه الخوارزمي في الفصل 17 من كتابه مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 188 و في ط: ص 267 - 271 ح 250 - 251، وفي الحديث 252 عن شهردار بن شيرويه الديلمي عن عبدوس بن عبداللّه بن عبدوس الهمداني، عن المفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري، عن أبي بكر ابن مردويه بإسناده عن ابن عبّاس. ورواه يحيى بن الحسن المعروف بابن البطريق فى أواسط الفصل 36 من كتاب العمدة: ص 180 و في ط: ص 345 - 349 ح 570 نقلا عن الثعلبي، وزاد في آخره: قال الثعلبي: و أنشدت فيه: أنا مولى لفتی *** أنزل فيه هل أتى وأيضاً رواه ابن بطريق عن الثعلبي في الفصل 12 من كتابه خصائص الوحي المبين: ص 100 وفي ط: ص 159 - 163 ح 120. ورواه أيضاً سبط ابن الجوزي في فضائل فاطمة (علیها السلام) من تذكرة الخواص: ص 312 - 315 في عنوان «ذكر إيثارهم بالطعام» بإسناده عن الثعلبي، بإسناده عن أبي صالح عن ابن عبّاس، ثمّ قال: ورواه أيضاً مجاهد، عن ابن عبّاس، ورواه أيضاً عن جدّه ابن الجوزي في الموضوعات بإسناده عن الأصبغ بن نباتة. ورواه أيضاً - ولكن بسياق أخر - ابن المغازلي في الحديث 320 من كتابه مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 272 - 274. ورواه أيضاً أبو موسى في الذيل كما في ترجمة فضّة الخادمة من كتاب أسد الغابة: ج 5 ص530، والإصابة: ج 4 ص 387 وفي ط 8: 75 رقم 111628 خالياً عن الأبيات، والقرطبي في ذيل الأية الكريمة في تفسيره: 19: 130 نقلا عن النقّاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسّرين، مع الأبيات، والبغوي في تفسيره مختصراً. وأخرجه أيضاً العصامي في عنوان «الأيات في شأن عليّ» من كتاب سمط النجوم العوالي: ج 2 ص 474. ورواه أيضاً الكنجي الشافعي في الباب 97 من كفاية الطالب ص 345- 348. ورواه الحمّوئي في الباب 11 من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين: ج 2 ص 53 ط 1 مع الأبيات، بسندين عن ابن عبّاس. ورواه عنهما وعن غيرهما البحراني في الباب 71 من كتاب غاية المرام: ص 368. ورواه الشبلنجي في الباب 12 من نور الأبصار: ص 112 مع الأبيات نقلاً عن الشيخ الأكبر في كتاب المسايرات، والفخر الرازي في تفسيره، وابن شهر آشوب في باب إمامة السبطين (علیهما السلام) من المناقب: 3: 424 وقال: رواه أبو صالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطاء وقتادة ومقاتل والليث وابن عبّاس وابن مسعود وابن جبير وعمرو بن شعيب والحسن بن مهران والنقّاش والقشيري والثعلبي والواحدي في تفاسيرهم، وصاحب أسباب النزول والخطيب المكّي في الأربعين، وأبوبكر الشيرازي في نزول القرآن في أمير المؤمنين (علیه السلام)، والأشنهي في اعتقاد أهل السنّة، وأبوبكر محمّد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير سورة الإنسان في شواهد التنزيل: 2: 398 - 404 ح 1047 - 1054 بأسانيد عن ابن عبّاس. ایقاظ قال محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 1 / 184 بعد ذكر الرواية: الشعر الّذي في هذا الحديث في قوافيه لحن ولم يكن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه يلحن [وكيف يلحن من أخذ النّاس عنه الفصاحة والبلاغة؟ و] لأنّه كان أوّل من أخرج النحو وفرّعه لأبي الأسود الدؤلي، كذلك جاء في الحديث [الثابت عن جمّ غفير من حفاظ شيعته وغير شيعته، بل كاد أن يكون متواتراً بينهم، لشذوذ المخالف وعدم التفات الجمهور إلى رأيه]. وكان [أمير المؤمنين] صلوات اللّه عليه فصيحاً [من] أفصح العرب بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلم. فلا يخلو هذا الشعر [من] أن يكون أفسده الرواة والكتّاب، إلّا أن يكن قاله عليّ شعراً مقيّداً لأنّ العرب إذا قالت الشعر مقيّداً لم تنظر إلى قوافيه خفضاً كانت أو نصباً، كما روي عن النابغة الذبياني وغيره من الشعراء الأوائل أنّه قال شعراً مقيّداً فيه هذه الأبيات: قلت لمسعود على نأيه *** ونحن بالرملة من عالج أفرغ على أهلك من درّها *** واستخرجنّ اللبن الوالج لا يكسع الشول بأعنادها *** إنّك لا تدري من الناتج هذه الأبيات قوافيها قواف مختلّة مختلفة إحداها خفض والأخر نصب والثالث رفع وقد قالها حكيم من حكماء الشعراء وهي عند العرب جائزة لمّا كانت في شعر مقيّد. فإن كان أمير المؤمنين كرّم اللّه وجهه قال هذا الشعر، على ماروي فهو من جهة الشعر المقيّد وأمّا ما كان [فيه] من الفساد والانكسار فهو من جهة الرواة وفساد ما رووا.
2- فى نسخة: «مسلمة بن خالد»، وهو مذكور في الجرح والتعديل: 8: 267/1220، والتاريخ الكبير للبخاري: 4/1: 387 رقم 1684، والثقات لابن حبّان: 9: 180، وميزان الاعتدال: 4: 108 / 8519، ولسان الميزان: 6: 712/ 8439. و في رجال الشيخ: 212/157: سلمة بن خالد الكوفي من أصحاب الصادق (علیه السلام). وفي الحديث 12 من المجلس 46 من أمالي الصدوق: «غانم بن الحسن السعدي عن مسلم بن خالد المكّي، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام)».
3- سورة الإنسان: 76: 7.

ص: 119

ص: 120

ومعه رجلان فقال أحدهما: يا أبا الحسن لو نذرت فى ابنيك نذراً إنّ اللّه عافاهما. فقال: «أصوم ثلاثة أيّام شكراً للّه عزّ وجلّ». وكذلك قالت فاطمة (علیها السلام)، وقال الصبيان: «ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام». وكذلك قالت جاريتهم فضّة، فألبسهما اللّه عافية، فأصبحوا صياماً، وليس عندهم طعام.

فانطلق عليّ (علیه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له شمعون، يُعالج الصوف، فقال: «هل لك أن تعطيني جِزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع من شعير»؟

قال: نعم. فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير وأخبر فاطمة (علیها السلام) فقبلت و أطاعت، ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير، فطحنته و عجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرص، وصلّى عليّ (علیه السلام) مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المغرب ثمّ أتى منزله، فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (علیه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم اللّه على موائد الجنّة. فوضع اللقمة من يده ثمّ قال:

فاطم ذات المجد واليقين *** یا بنت خير الناس أجمعين

ص: 121

أما ترين البائس المسكين *** جاء إلى الباب له حنين

يشكو إلى اللّه و يستكين *** يشكو إلينا جائعاً حزين

کلّ امرئ بكسبه رهين *** من يفعل الخير يقف سمين(1)

موعده في جنّة رهين *** حرّمها اللّه على الضنين

وصاحب البُخل يقف حزين *** تهوي به النّار إلى سجّين

شرابه الحميم والغسلين

فأقبلت فاطمة (علیها السلام) تقول:

أمرك سمع يا ابن عم وطاعة *** ما بي من لؤم ولا وضاعة(2)

غذيت باللُّب و بالبراعة(3) *** أرجو إذا أشبعت من مجاعة(4)

أن ألحق الأخيار و الجماعة *** و أدخل الجنّة في شفاعة

وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلّا الماء القراح.

ثمّ عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكلّ واحد قرص، وصلّى (علیه السلام) المغرب مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ أتى منزله، فلمّا فوضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (علیه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم اللّه على موائد الجنّة. فوضع عليّ (علیه السلام) اللقمة اللقمة من يده ثمّ قال:

فاطم بنت السيّد الكريم *** بنت نبيّ ليس بالزنيم

ص: 122


1- فى بعض المصادر: «يجد سبعين».
2- فى نسخة: «ولا ضراعة».
3- في نسخة: «وبالبراءة».
4- في تفسير فرات: «إنّي سأعطيه ولا أنهيه ساعة»، وفي تفسير الثعلبي: «أطعمه ولا أبالي الساعة»، و فى شواهد التنزيل: «أعطيه ولا ندعه ساعة»، ولا يوجد الشطر الثاني في مناقب محمّد بن سلمان، وفيه هكذا: «غذيت بالبرّ وبالبراعة».

قد جاءنا اللّه بذا اليتيم *** من يرحم اليوم فهو رحيم

موعده في جنّة النعيم *** حرّمها اللّه على اللئيم

وصاحب البخل يقف ذميم *** تهوي به النّار إلى الجحيم

شرابها الصديد والحميم

فأقبلت فاطمة (علیها السلام) وهي تقول:

فسوف أعطيه ولا أبالي *** واؤثر اللّه على عيالي

أمسوا جياعاً وهم أشبالي *** أصغرهما يقتل في القتال

بكربلا يقتل باغتيال *** لقاتليه الويل مع وبال

يهوي في النّار إلى سفال *** كُبوله زادت على الأكبال

ثمّ عمدت فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء القراح وأصبحوا صياماً، وعمدت فاطمة (علیها السلام) فعزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكلّ واحد قُرص، وصلّى عليّ (علیه السلام) مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ أتى منزله، فقُرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (علیه السلام) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعمونا؟! فوضع عليّ (علیه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:

فاطم يا بنت النبيّ أحمد *** بنت النبيّ سيّد مسوّد

قد جاءك الأسير ليس يهتد *** مكبّلاً في غُلّه مقيّد

يشكو إلينا الجوع قد تقدّد *** من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحّد *** ما يزرع الزارع سوف يحصد

فأعطين لا تجعليه ينكد

فأقبلت فاطمة (علیها السلام) وهي تقول:

لم يبق مما كان غير صاع *** قد دبرت (1) كفّي مع الذراع

ص: 123


1- فى بعض المصادر: «دميت».

شبلاي واللّه هما جياع *** يا ربّ لاتتركهما ضياع

أبوهما للخير ذو اصطناع *** عَبل الذراعين طويل الباع

وما على رأسي من قناع *** إلّا عباً نسجتها بصاع

وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعاً، وأصبحوا مُفطرين وليس عندهم شيء.

قال شعيب في حديثه: وأقبل عليّ (علیه السلام) بالحسن والحسين (علیهما السلام) نحو رسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهما يرتعشان كالفِراخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «يا أبا الحسن، شدّ ما يسووني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة».

فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها، فلمّا رآها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضمّها إليه وقال: «واغوثا باللّه، أنتم منذ ثلاث فيما أرى»؟!

فهبط جبرئيل (علیه السلام) فقال: يا محمّد، خذ ما هيّأ اللّه لك في أهل بيتك.

قال: «وما آخذ يا جبرئيل»؟

قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) حتّى إذا بلغ: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)(1).

وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى دخل منزل فاطمة (علیها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم، ثمّ انكبّ عليهم يبكي ويقول: «أنتم منذ ثلاث فيما أرى، وأنا غافل عنكم»! فنزل جبرئيل (علیه السلام) بهذه الآيات: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)، قال: هي عين في دار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تُفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين، (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) وجاريتهم، (وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) يقول: عابساً كَلوحاً(2)، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له (مِسْكِينًا) من مساكين المسلمين (وَيَتِيمًا) من يتامى المسلمين (وَأَسِيرًا) من أسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ

ص: 124


1- سورة الإنسان: 76: 1 - 22.
2- كَلَحَ فلانٌ كُلوحاً: عَبس وزاد عبوسه.

لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)، قال: واللّه ما قالوا هذا لهم، ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر اللّه بإضمارهم، يقولون: لا نُريد منكم جزاءً تُكافئوننا به، ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنّا إنّما أطعمناكم لوجه اللّه وطلب ثوابه.

قال اللّه تعالى ذكره: (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَسُرُورًا﴾ فِي الْقُلُوبِ (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها ﴿وَحَرِيرًا) يفترشونه و يلبسونه، (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ)، والأريكة: السرير عليه الحَجلة، (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا).

قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك: (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا)؟ فيُرسل اللّه جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس، ولكن عليّاً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت (هَلْ أَتى)(1) فيهم إلى قوله تعالى: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا).

(أمالي الصدوق: المجلس 44، الحديث 13)

(1686) 2- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذرّ (رضی اللّه عنه) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه وفي زوجته و ولديه: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) إلى سائر ما اقتصّ اللّه تعالى فيه من ذكرنا في هذه السورة غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثاني.

ص: 125


1- وهي سورة 76 من القرآن، وتسمّى أيضاً سورة «الإنسان»، وسورة «الدهر».

باب 36- أنّه (علیه السلام) خير البريّة وخير البشر

(1687) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبداللّه بن محمّد بن سلمة، عن أبي الزبير:

عن جابر بن عبداللّه قال: كُنّا عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «قد أتاكم أخي».

ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة».

ثمّ قال: «إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد اللّه، وأقومكم بأمر اللّه، و أعدلكم في الرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند اللّه مزيّة».

ص: 126


1- ورواه الطبري فى بشارة المصطفى: ص 91 و 122 و 192. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة البيّنة في تفسيره: ص 585 ح 754، وعنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 467 - 468 ح 1139، و في الحديث 1140 عن أحمد بن عيسى بن هارون، عن عليّ بن أحمد بن عيسى بن سويد القرشي، عن سليمان بن محمّد البصري، عن جابر بن إسحاق البصري، عن أحمد بن محمّد بن ربيعة بن عجلان، عن عبداللّه بن لهيعة، عن أبي الزبير. ورواه أيضاً الحسكاني في الحديث 1141 عن أحمد بن عبيد بن سلام، عن الحسن بن عبد الواحد، عن سليمان بن محمّد ابن أبي فاطمة. ورواه الخطيب الخوارزمي في الحديث 120 من المناقب: ص 111 في الفصل 9، و الحمّويي في الباب 31 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 155 - 156 ح 118، وأبو محمّد القمّي في «نوادر الأثر في عليّ خير البشر»: ح 57 وفي المطبوع في آخر جامع الأحاديث: ص 311 - 312. ورواه الخزاعي في الحديث 28 من أربعينه: ص 71 - 72 عن القاضي أبي عليّ الحسن بن عليّ بن الحسن الصفّار، عن أبي عمر بن مهدي، عن ابن عقدة. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 442 ح 958 عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن عاصم بن الحسن، عن أبي عمر بن مهدي، عن ابن عقدة. ورواه الكنجي في الباب 62 من كفاية الطالب: ص 244 عن إبراهيم بن بركات القرشي عن ابن عساكر. ورواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور: 6: 100 وفي ط: ج 8 ص 589 نقلاً عن ابن عساكر.

قال: فنزلت: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1).

قال: وكان أصحاب محمّد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا أقبل عليّ (علیه السلام) قالوا: قد جاء خير البريّة.

(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 40)

(1988) 2-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت،، عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن عمر التمّار قال: حدّثنا عبد الرحمان بن هلقام(3) قال: حدّثنا شعبة، عن الأعمش وعبيد بن إبراهيم(4):

عن عطيّة العوفي قال: سألت جابر بن عبداللّه عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)؟

فقال: «ذاك خير البشر».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 16)

ص: 127


1- سورة البيّنة: 98: 7.
2- ورواه أحمد بن حنبل في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة: 2: 564 ح 949 وفي ط قم: ص 46 ح 72 عن وكيع عن الأعمش، عن عطيّة، وفيه: «من خير البشر». ورواه عن أحمد الخطيب في عنوان «ذكر إبراهيم بن عبداللّه القصّار الكوفي» من كتاب «موضح أوهام الجمع والتفريق»: 1: 394 - 395، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 174 وفي ذخائر العقبى: ص 96. ورواه البلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 18 ح 36 عن عمر الناقد، عن محمّد بن حازم، عن الأعمش، مثل رواية أحمد. ورواه أيضاً البلاذري في الحديث 52 ص 26 عن المدائني، عن يونس بن أرقم، عن محمّد بن عبداللّه، عن عطيّة، وفيه: «وكان واللّه خير البريّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير سورة البيّنة في شواهد التنزيل: 2: 470 ح 1142 بإسناده عن عبداللّه بن هاشم، عن وكيع عن الأعمش، عن عطيّة، إلّا أنّ فيه: «ذاك خير البريّة». ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي في كتاب «نوادر الأثر في عليّ خير البشر» المطبوع في آخر جامع الأحاديث: ص 298 - 303 ح 3 - 15 و 18 - 25 وص 304 - 305 ح 32 - 33 و 35 وص 305 ح 38 و 39 وص 306 ح 41 وص 307 ح 46 و 47 وص 308 ح 51 بأسانيد عن الأعمش، عن عطيّة، بتفاوت يسير في التعابير، وفي سائر الأحاديث طرق أخرى عن عطيّة. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 446 - 447 ح 966 - 970 بأسانيد عن صالح بن أبي الأسود، وشريك، ووكيع بن الجرّاح، جميعاً عن الأعمش، وفي بعضه: «عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر»، وفي بعضه: «كان خير البشر»، وفي بعضه: «عليّ خير البشر لا يشكّ فيه إلّا منافق»، وفي بعضه: «ذاك خير البريّة، لا يبغضه إلّا كافر»، وفي بعضه: «ذاك من خير البشر». وروى عبداللّه بن أحمد في زياداته على فضائل على (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة: ص 191 ح 268 وفي ط: ج 2 ص 671 ح 1146 عن الهيثم بن خلف قال: حدّثنا عبدالملك بن عبد ربّه أبو إسحاق الطائي قال: حدّثنا معاوية بن عمّار: عن أبي الزبير قال: قلت لجابر: كيف كان عليّ فيكم؟ قال: «ذاك من خير البشر، ما كنّا نعرف المنافقين إلّا ببغضهم إيَّاه».
3- عبد الرحمان بن الهلقام أبو محمّد العجلي من أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام). (رجال الشيخ: 143).
4- في نسخة: «وعمير بن عبداللّه».

ص: 128

(1689) 3-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو الفضل عبداللّه بن محمّد الطوسى قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا عليّ بن حكيم الأودي قال: أخبرنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة:

عن سالم بن أبي الجعد قال: سُئل جابر بن عبداللّه الأنصاري - وقد سقط حاجباه على عينيه - فقيل له: أخبرنا عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). فرفع حاجبيه بيديه، ثمّ قال: «ذاك خير البريّة، لا يبغضه إلّا منافق، ولا يشكّ فيه إلّا كافر».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 7)

(1690) 4-(2) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل، في صفر سنة عشر و أربع مئة، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال: حدّثنا إبراهيم بن

ص: 129


1- ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في «نوادر الأثر في عليّ خير البشر»، المطبوع في آخر جامع الأحاديث: ص 309 - 310 عن محمّد بن عبداللّه الحافظ عن محمّد بن جرير الطبري، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن أبي نويرة، عن شريك، وفيه: «ذلك خير البشر، لا يشكّ فيه إلّا منافق أو فاسق». ورواه أيضاً بإسناده عن أبي خيثمة، عن شريك، وفيه: «عليّ خير البشر، ما يشكّ فيه إلّا كافر»، وأيضاً رواه بإسناده عن الحمّاني، عن شريك، وعن إسماعيل بن موسى، عن شريك مقتصراً فيهما على قوله: «ذاك خير البشر». ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 447 ح 948 بإسناده عن سويد، عن شريك، وفيه: «ذاك خير البريّة، لا يبغضه إلّا كافر». وقريباً منه رواه ابن طاووس في الطرائف: ص 88 ح 126.
2- ورواه السيّد شرف الدّين الاسترابادي في تفسير الأية 7 من سورة البيّنة في تأويل الأيات الظاهرة، عن محمّد بن العبّاس، عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق بالسند المذكور في المتن عن يعقوب بن ميثم أنّه وجد في كتب أبيه أنّ عليّاً (علیه السلام) قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثمّ التفت إليّ فقال: «هم أنت و شيعتك...» إلى أخر ما هنا بتفاوت يسير. وروى نحوه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 488 - 862. وانظر ما رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 473 ح 970، و الحديث 17 من المجلس 10 من روضة الواعظين: ص 105.

إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومئتين، قال: حدّثنا عبداللّه بن حمّاد الأنصاري، عن عمرو بن شمر:

عن يعقوب بن ميثم التمّار مولى عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: دخلت على أبي جعفر (علیه السلام) فقلت له: جُعلت فداك يا ابن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إنّي وجدت في كتب أبي: أنّ عليّاً (علیه السلام) قال لأبي ميثم: «أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانياً، وابغض مبغض آل محمّد وإن كان صوّاماً قوّاماً فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: (الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1)، ثمّ التفت إليّ وقال: هُم واللّه أنت وشيعتك يا عليّ، وميعادك وميعادهم الحوض غداً، غرّاً محجّلين، مكتحلين متوّجين».

فقال أبو جعفر (علیه السلام): «هكذا هو عياناً في كتاب عليّ (علیه السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 57)

(1691) 5-(2) أخبرنا أبو عبداللّه أحمد بن عبدون - المعروف بابن الحاشر - قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن

ص: 130


1- سورة البيّنة: 98: 7.
2- وقريباً من ذيل الحديث رواه الخوارزمي في الفصل 17 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 265 - 266 ح 247، والحاكم الحسكاني في تفسير سورة البيّنة في شواهد التنزيل: 2: 459 ح 1125، والكنجي في كفاية الطالب: ص 246 في الباب 62، والبحراني في تفسير الآية الكريمة فى البرهان نقلا عن محمّد بن العبّاس.

فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي:

عن أبي عبداللّه (علیه السلام) قال: «دخل عليّ (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو في بيت أمّ سلمة، فلمّا رآه قال: كيف أنت يا عليّ إذا جُمعت الأمم، ووضعت الموازين، و برز لعرض خلقه، ودُعي النّاس إلى ما لابّد منه»؟

قال: «فدمعت عين أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ما يبكيك يا عليّ؟! تُدعى واللّه أنت و شيعتك غرّاً محجّلين، رواء مرويّين مُبيضّة وجوهكم، ويُدعى بعدوّك مسودّة وجوههم أشقياء معذّبين، أما سمعت إلى قول اللّه: (الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1) أنت وشيعتك، «والّذين كفروا بأياتنا أولئك هم شر البرية» عدوّك يا عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 21)

أقول: سيأتي في الباب 4 من أبواب النصوص الدالّة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب.

ثمّ إنّ لهذه الأحاديث شواهد كثيرة، وقد كتب الشيخ الفقيه أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي رسالة سمّاها «نوادر الأثر في عليّ خير البشر»، وقال ابن طاووس في سعد السعود: ص 108: من كتاب محمّد بن العبّاس بن مروان في تفسير قوله تعالى: (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، وأنّها في مولانا عليّ (علیه السلام) وشيعته: رواه مصنّف الكتاب من نحو ستّة وعشرين طريقاً أكثرها رجال الجمهور.

وانظر أيضاً الطرائف: ص 87 وما بعدها، والصراط المستقيم: 2: 68 وما بعدها.

ص: 131


1- سورة البيّنة: 98: 7.

باب 37- في نزول سورة (وَالْعَادِيَاتِ) في شأنه (علیه السلام)

(1692) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل: حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثنا محمّد بن ثابت وأبو المغرا العجلي قال:

حدّثنا الحلبي قال: سألت أبا عبداللّه (علیه السلام) عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا)(2)؟ قال: «وجّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عمر بن الخطّاب في سريّة فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّتونه أصحابه، فلمّا انتهى إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ (علیه السلام): أنت صاحب القوم، فتهيّأ أنت ومن تريده من فرسان المهاجرين والأنصار. فوجّهه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال له: أكمن النّهار وسر الليل ولا تفارقك العين».

قال: «فانتهى عليّ (علیه السلام) إلى ما أمره به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسار إليهم، فلمّا كان عند وجه الصبح أغار عليهم، فأنزل اللّه على نبيّه: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) إلى آخرها».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 61)

ص: 132


1- لاحظ ما رواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسير سورة العاديات في تفسيره، والشيخ المفيد في الفصل 46 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الإرشاد: 1: 162 - 165.
2- سورة العاديات: 100: 1.

أبواب النصوص الدالّة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)

باب 1- أخبار الغدير

أقول: حديث الغدير من المتواترات، بل فوق حدّ التواتر، وقد رواه عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نحو مئة وعشرين من الصحابة، ولا يوجد في السنّة النبويّة حديثاً آخر روته هذه الكثرة من الصحابة، وقد قاله النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في جمع لم تسعهم المدينة، فإنّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أذّن النّاس بخروجه الى الحجّ، وكما قال ابن شاكر في الجزء الأوّل من عيون التواريخ(1): حجّ معه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الصحابة مئة ألف ويزيدون حتّى حجّ معه من لم يره قبلها ولا بعدها، ونالوا بذلك نصيباً من الصحبة.

وقد أفرده بالتأليف جماعة من الحفّاظ و المؤلّفين، قال ابن حجر العسقلاني في آخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب تهذيب التهذيب(2)، بعد أن قال: ذكر عبد البرّ حديث الموالاة عن نفر سمّاهم فقط: وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصحّحه واعتنى بجمع طرقه أبو العبّاس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر.

وقال أيضاً ابن حجر في فتح الباري(3): وأمّا حديث «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.

ص: 133


1- عيون التواريخ: ص 394.
2- تهذيب التهذيب: 7: 339.
3- فتح الباري: 7: 74.

وقال الكنجي في الباب 1 من كفاية الطالب(1): بعد ذكر حديث الولاية: وجمع الدار قطني الحافظ طرقه في جزء، وجمع الحافظ ابن عقدة الكوفي كتاباً مفرداً فيه.

وقال ابن كثير في ترجمة أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري صاحب التاريخ عند ذكر حوادث سنة 310 من الهجرة من البداية والنهاية(2): وقد رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خُمّ في مجلّدين ضخمين، وكتاباً جمع فيه طرق حديث الطير.

وقال الهدّار في القول الفصل(3): أخرج الحديث أبن عقدة عن مئة وخمسة من الصحابة.

وقال الذهبي في ترجمة محمّد بن جرير الطبري في تذكرة الحفّاظ(4): ولمّا بلغه أنّ ابن أبي داوود تكلّم في حديث غدير خم، عمل كتاب الفضائل وتكلّم على تصحيح الحديث، رأيت مجلداً من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.

وقال ابن شهر آشوب في المناقب(5)، بعد نقل بعض روايات الغدير ونزول آية إكمال الدين وإتمام النعمة: العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر، وإنّما وقع الخلاف في تأويله، ذكره محمّد بن إسحاق، وأحمد البلاذري، ومسلم بن الحجّاج، وأبو نعيم الأصفهاني، وأبو الحسن الدارقطني، وأبوبكر بن مردويه، وابن شاهين، وأبو بكر الباقلاني، وأبو المعالي الجويني، وأبو إسحاق الثعلبي، وأبو سعد الخركوشي، وأبو المظفّر السمعاني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعليّ بن الجعد، وشعبة، والأعمش، وابن عبّاس، وابن الثلّاج، والشعبي، والزهري، والأقليشي، وابن البيّع، وابن ماجة وابن عبد ربّه، والألكاني، وأبو يعلى الموصلي من عدّة طرق، وأحمد بن حنبل من أربعين طريقاً، وابن بطّة من ثلاث وعشرين طريقاً،

ص: 134


1- كفاية الطالب: ص 60.
2- البداية والنهاية: 11: 157.
3- القول الفصل: 1: 445 على ما رواه عنه العلّامة الأميني في الغدير: 1: 153.
4- تذكرة الحفّاظ: 2: 713.
5- مناقب آل أبي طالب: 3: 33 - 34 وفي ط: ص 24 - 25.

وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقاً في كتاب الولاية، وأبو العبّاس ابن عقدة من مئة وخمس طرق، وأبو بكر الجعابي عن مئة وخمس وعشرين طريقاً.

ثمّ حكى ابن شهر آشوب عن الصاحب بن عبّاد أنّه قال: روى قصّة غدير خُمّ القاضي أبوبكر الجعابي عن 78 من الصحابة والصحابيات سمّاهن في المناقب.

وقال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(1): وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب «دعاة الهداة إلى أداء حقّ الموالاة» من تصنيفي في عشرة أجزاء.

وقال ابن المغازلي في المناقب(2)، بعد نقل روايات عديدة: قال أبو القاسم الفضل بن محمّد: هذا حديث صحيح عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وقد روى حدیث غدیر خُمّ عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نحو من مئة نفس، منهم العشرة [المبشّرة]، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة، تفرّد عليّ (علیه السلام) بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد.

وقال القندوزي في الباب 4 من ينابيع المودّة(3)، ذيل الحديث 36: حكى عليّ بن موسى، وعليّ بن محمّد أبي المعالي الجويني الملقّب بإمام الحرمين أستاد أبي حامد الغزّالي (ره) يتعجّب ويقول: رأيت مجلّداً في بغداد في يد صحّاف فيه روايات خبر غدير خُمّ، مكتوباً عليه «المجلّدة الثامنة والعشرون من طرق قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، ويتلوه المجلّدة التاسعة والعشرون».

وهذه الحكاية حكاها أيضاً البحراني في بداية مدينة المعاجز(4) عن ابن شهر آشوب، عن جدّه، عن أبي المعالي الجويني.

ومع ذلك كلّه عند ما نقيس عدد الصحابة الرواة لحديث الغدير إلى عدد الحضور ممّن حضر وشهد وسمع ورأى تكون النسبة: نسبة الواحد في الألف.

فإنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أكّد على الصحابة في غير موقف: «ألا فليبلغ الشاهد الغائب».

ص: 135


1- شواهد التنزيل: 1: 190 ذيل الحديث 246.
2- مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 27 ح 39.
3- ينابيع المودّة: ص 4 وفي ط: ج 1 ص 113 - 114.
4- مدينة المعاجز: ص 3.

لكن لمّا توفّي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كفّ النّاس عن رواية حديث الغدير وأمثاله، بل أُمِر النّاس بسبّ أمير المؤمنين (علیه السلام)، فتناسى الناّس كلّ مزيّة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فضلاً عن حديث الغدير والنصّ على استخلافه، ولذا كان بعض النّاس سابّاً لعليّ دهراً، فلمّا سمعوا مناقب عليّ (علیه السلام) من الصحابة تعجّبوا منه(1).

فواعجبا، إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) في عهد خلافته يناشد النّاس بحديث الغدير، فيكتمه البعض على علم منه(2)، وعلى كلّ حال فيما روي من طرق الحديث كفاية لمن كان طالباً للحقّ.

ومن أراد المزيد فعليه بالكتب الّتي دوّنت في خصوص قضيّة الغدير، كعبقات الأنوار وموسوعة «الغدير».

(1693) 1-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري قال: حدّثنا أبو جعفر ابن السريّ، وأبو نصر بن موسى بن أيّوب الخلّال قالا(4): حدّثنا عليّ بن سعيد قال: حدّثنا ضمرة [بن ربيعة، عن عبداللّه](5) بن شَوذب، عن مطر عن شهر بن حوشب:

عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة، كتب اللّه له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقال: «يا أيّها النّاس، ألست أولى بالمؤمنين»؟

قالوا: نعم يا رسول اللّه.

قال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه».

ص: 136


1- كما سيأتي في الحديث 14 من هذا الباب.
2- كما سيأتي في الحديث 2 من هذا الباب، ولاحظ الحديث 16 منه.
3- تقدّم تخريجه في الباب 7 - نصوص الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الأئمّة (علیهم السلام) - من أبواب النصوص على الأئمّة (علیه السلام): ج 3 ص 78.
4- هذا هو الظاهر، وفي النسخ: «قال».
5- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجلين، ولسائر المصادر.

فقال له عمر: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 2)

(1694) 2-(2) وبإسناده عن جابر بن عبداللّه الأنصارى أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً:

قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1695) 3-(3) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي الجارود، عن جابر بن يزيد الجعفي:

ص: 137


1- سورة المائدة: 5: 3.
2- حديث الولاية من طريق جابر، رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 59 ح 557 بإسناده عن المطلب الثقفي، عن عبداللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر، و في الحديث 558 - 560 عن المطلب بن زياد، عن عبداللّه بن محمّد بن عقيل، ورواه أيضاً في الحديث 562 عن قبية بن ذؤيب وأبي سلمة، عن جابر، ومثله ابن المغازلي في الحديث 37 من المناقب: ص 25، والحديث 563 من تاريخ دمشق، وفي الحديث 564 من طريق محمّد بن المنكدر، عن جابر.
3- ورواه أيضاً في باب الأربعة من الخصال: 1: 219 ح 44. وروى البلاذري نحوه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 66 ح 173 عن عبّاس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن غياث بن إبراهيم عن المعلى بن عرفان الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: قال عليّ على المنبر: «نشدت اللّه رجلاً سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول يوم غدير خمّ: «اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»، إلّا قام فشهد». وتحت المنبر أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبداللّه، فأعادها فلم يجبه أحد [منهم]، فقال: «اللّهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتّى تجعل به آية يعرف بها». قال [أبو وائل]: فبرص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته، فأتى السراة فمات في بيت أُمّه بالسراة. وانظر ما رواه أبو نعيم فى ترجمة طلحة بن مصرف (293) من حلية الأولياء: 5: 26 - 27.

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: خطبنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ قدّام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، منهم: أنس بن مالك، والبراء بن عازب الأنصاري، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي». ثمّ أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال: «يا أنس إن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه»، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه حتّى يبتليك ببرص لا تُغطّيه العمامة.

وأمّا أنت يا أشعث، فإن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه حتّى يذهب بكريمتيك.

وأمّا أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ،مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه إلا ميتة جاهليّة.

وأمّا أنت يا براء بن عازب، إن كنت سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(1)، ثمّ لم تشهد لي اليوم

ص: 138


1- وحديث الولاية عن البراء - مع إنكاره هنا - رواه عنه عديّ بن ثابت: كما في فضائل أحمد: ح 138 ومسنده: 4: 281 ط 1 وبرواية القطيعي من الفضائل: 164 ومن رواية عبد اللّه في المسند: 4: 281، وأنساب الأشراف للبلاذري: ح 46 و 47 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)، والمصنَّف لابن أبي شيبة: ح 55 من فضائل عليّ (علیه السلام)، وسنن ابن ماجة: 1: 43 ح 116، والسنّة لابن أبي عاصم: ح 1363، و المناقب للخوارزمي: ح 183 في أواخر الفصل 14، وفرائد السمطين - للحمّوئي - ج 1 ص 64 و 65 ح 30 و و 31 ط 1، وترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ح 584 - 552، ومناقب الكوفي: ح 343 و 844 و 845 و 926 و 927، والأمالي الخميسيّة: ح 50 من فضائل على (علیه السلام) من فضائل عليّ (علیه السلام): ص 145 ط 1، وتفسير الثعلبي: ق 77 / ب. ورواه الدولابي في الكنى والأسماء: 1: 160 عن سعيد بن بيان، عن أبي إسحاق، وابن عساكر في ح 553 من تاريخ دمشق عن موسى بن عثمان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم و البراء.

بالولاية، فلا أماتك اللّه إلّا حيث هاجرت منه».

قال جابر بن عبداللّه الأنصاري: واللّه رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يُغطّيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول: الحمد للّه الّذي جعل دعاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عَلَيّ بالعمى في الدنيا، ولم يدعُ عَلَيّ بالعذاب في الآخرة فأعذَّب.

فأمّا خالد بن يزيد، فإنّه مات فأراد أهله أن يدفنوه، وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة، فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية.

وأمّا البراء بن عازب، فإنّه ولّاه مُعاوية اليمن، فمات بها، ومنها كان هاجر.

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 1)

(1696) 4-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف قال: حدّثنا سهل بن عامر قال: حدّثنا زافر بن سليمان، عن شريك:

عن أبي إسحاق قال: قلت لعليّ بن الحسين (علیه السلام): ما معنى قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن

ص: 139


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 65 ح 1.

كنت مولاه فعليّ مولاه»؟ قال: «أخبرهم أنّه الإمام بعده».

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 2)

(1697) 5-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن جعفر سلمة الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد [بن عرعرة] قال: حدّثنا [عمرو بن حمّاد بن طلحة] القنّاد قال: حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال:

سئل زيد بن عليّ (علیه السلام) عن قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه»؟ قال: نصبه عَلَماً ليُعلم(2) به حزب اللّه عند الفُرقة.

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 3)

(1698) 6-(3) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن ظهير قال: حدّثنا عبداللّه بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يوم غدير خُمّ أفضل أعياد أُمّتى، وهو اليوم الّذي أمرني اللّه تعالى ذكره فيه بنصب أخي عليّ بن أبي طالب عَلَماً لأمّتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الّذي أكمل اللّه فيه الدين، وأتمّ على أمّتي فيه النّعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً».

ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس، إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، خُلق من طيني، وهو إمام الخلق،بعدي، يبيّن لهم ما اختلفوا فيه من سنّتي، وهو أمير المؤمنين، وقائد

ص: 140


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 66 ح 3. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 395 ح 871 عن محمّد بن منصور، عن عبّاد، عن عليّ بن هاشم.
2- في المناقب: ليعرف.
3- ورواه الجاوابي في نور الهدى كما في الباب 12 من التحصين. وأورده الفتّال في المجلس 9 من روضة الواعظين: ص 102 - 103.

الغُرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين(1)، وخير الوصیّين، وزوج سيّدة نساء العالمين، وأبو الأئمّة المهديّين.

معاشر النّاس، مَن أحبّ عليّاً،أحببته، ومَن أبغض عليّاً أبغضته، ومَن وصل عليّاً وصلته، ومن قطع عليّاً قطعته، ومن جفا عليّاً جفوته، ومن والى عليّاً واليته، ومن عادى عليّاً عاديته.

معاشر النّاس، أنا مدينة الحكمة وعليّ بن أبي طالب بابها، ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً.

معاشر النّاس، والّذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة، ما نصبت عليّاً عَلَماً لأمّتي في الأرض حتّى نوّه(2) اللّه باسمه في سماواته، وأوجب ولايته على ملائكته».

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث (8)

(1699) 7-(3) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لمّا أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النُّور، وهو قول اللّه عزّ وجلّ: (جَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)(4)، فلمّا انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل (علیه السلام): «يا محمّد، اعبر على بركة اللّه، فقد نوّر اللّه لك بصرك، ومدّ لك أمامك، فإنّ هذا نهر لم يعبره أحد، لا مَلك مقرّب، ولانبيّ مُرسَل، غير

ص: 141


1- قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث «أُمّتي الغرّ المحجّلون»: أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الّذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه. واليعسوب: السيّد والرئيس والمقدّم، وأصله: فحل النحل.
2- نوّه به: شهره وعرّفه.
3- وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 55 باب الكلام في معراج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
4- سورة الأنعام: 6: 1. وفي النسخ: «خلق الظلمات والنّور».

أنّ لي في كلّ يوم اغتماسة فيه، ثمّ أخرج منه، فأنفض اجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلّا خلق اللّه تبارك وتعالى منها مَلَكاً مقرّبا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان كلّ لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر».

فعبر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى انتهى إلى الحُجُب، والحُجُب خمس مئة حِجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمس مئة عام، ثمّ قال: تقدّم يا محمّد.

فقال له: «يا جبرئيل، ولِمَ لاتكون معي»؟

قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان.

فتقدّم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما شاء اللّه أن يتقدّم، حتّى سمع ما قال الربّ تبارك وتعالى: «أنا المحمود، وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بَتَلتُه(1) انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إيّاك، وإنّي لم أبعث نبيّاً إلّا جعلت له وزيراً، وأنّك رسولي، وأنّ عليّاً وزيرك».

فهبط رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فكره أن يحدّث النّاس بشيء كراهية أن يتّهموه، لأنّهم كانوا حديثي عهد بالجاهليّة، حتّى مضى لذلك ستّة أيّام فأنزل اللّه تبارك وتعالي: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ)(2)، فاحتمل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذلك حتّى كان يوم الثامن، فأنزل اللّه تبارك وتعالى عليه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)(3)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تهديد بعد وعيد لأمضينّ أمر اللّه عزّ وجلّ، فإن يتّهموني و يكذّبوني فهو أهون عَلَيّ مِن أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة».

قال: وسلّم جبرئيل على عليّ بإمرة المؤمنين، فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، أسمع الكلام ولا أحسّ الرؤية».

فقال: «يا عليّ، هذا جبرئيل، أتاني من قِبَل ربّي بتصديق ما وعدني».

ثمّ أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) رجلاً فرجلاً من أصحابه حتّى سلّموا عليه بإمرة

ص: 142


1- في نسخة: «بتكته»، وكلاهما بمعنى قطعته.
2- سورة هود: 11: 12.
3- سورة المائدة: 5: 67.

المؤمنين، ثمّ قال: «يا بلال ناد في النّاس أن لا يبقي غداً أحد إلّا عليل إلّا خرج إلى غدير خمّ».

فلمّا كان من الغد خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بجماعة أصحابه، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة، وإنّي ضِقتُ بها ذَرعاً مخافة أن تتّهموني وتكذّبوني، حتّى أنزل اللّه عَلَيّ وعيداً بعد وعيد، فكان تكذيبكم إيّاي أيسر عَلَيّ من عقوبة اللّه إيَّاي، إنّ اللّه تبارك وتعالى أسرى بي و أسمعني وقال: يا محمّد، أنا المحمود وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته(1)، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إيّاك، و أنّي لم أبعث نبياًّ إلّا جعلت له وزيراً، وأنّك رسولي، وأنّ عليّاً وزيرك».

ثمّ أخذ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيدي عليّ بن أبي طالب فرفعهما حتّى نظر النّاس إلى بياض إبطيهما، ولم يُر قبل ذلك، ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه تبارك وتعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذُل من خذله».

فقال الشُكّاك والمنافقون والّذين في قلوبهم مرض وزَيغ: نبرأ إلى اللّه من مقالة ليس بحَتم، ولا نرضى أن يكون عليّ وزيره، هذه منه عصبيّة!

فقال سلمان والمقداد وأبو ذرّ وعمّار بن ياسر: واللّه ما بَرِحنا العَرَصة حتّى نزلت هذه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(2)، فكرّر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذلك ثلاثاً ثمّ قال: «إنّ كمال الدين وتمام النعمة ورضا الربّ بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 10)

(1700) 8-(3) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن حفص قال: حدّثني محمّد بن هارون أبو إسحاق الهاشمي المنصوري قال:

ص: 143


1- في نسخة: «بتكته».
2- سورة المائدة: 5: 3.
3- وأورده الفتّال في المجلس 9 من روضة الواعظين: ص 103، والحمّويي في الباب 12 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 74 ح 40 بتفاوت في بعض الأبيات. وأخرجه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 63 و 291 من المناقب: 1: 119 و 363 بإسناده عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، عن قيس، عن أبي هارون العبدي، بتفاوت وأربعة من الأبيات، ورواه أيضاً في: ج 2 ص 434 ح 918 مع تفصيل خالياً عن الأبيات. والحديث مع تفصيل وزيادة رواه الخوارزمي في الفصل 4 من مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 47، والفصل 14 من المناقب: ص 135 - 136 ح 152 بإسناده عن أبي الحسن العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، وفيه أربعة من الأبيات. ورواه الحمّويي في الباب 12 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 72 - 73 ح 39 بإسناده عن الخوارزمي. ورواه أبو بكر ابن مردويه بسنده إلى أبي هارون، عن أبي سعيد، كما رواه عنه ابن طاووس في الطرائف: 1: 146 ح 221، وأشار إليه ابن كثير في تفسيره: 2: 491. ورواه الحاكم الحسكاني - مختصراً خالياً عن الأبيات - في شواهد التنزيل: 1: 202 ح 212 بإسناده عن أبي الحسن العبدي، عن أبي هارون، ثمّ قال: الحديث اختصرته. ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 20 ح 26 بإسناده عن عطيّة، عن أبي سعيد، خالياً عن الأبيات. وانظر الحديث 588 - 589 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 85 - 86. والأبيات - مع تفاوت في بعض الأقوال - رواه الشيخ المفيد عند ذكر حجّة الوداع في الإرشاد: ص 94 وفي ط ص: 177 وفي الفصول المختارة: 2: 235، والسيّد الرضي في خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 6، وأبو نعيم كما في النور المشتعل: ص 57 ح 4، والكنجي في الباب 1 من كفاية الطالب: ص 64، والزرندي في نظم درر السمطين: ص 112، وسبط ابن الجوزي في عنوان «حديث في قوله: من كنت مولاه فعليّ مولاه» من تذكرة الخواص: 33 والطبرسي في إعلام الورى: ص 139 - 140 عند ذكر حجّة الوداع، وابن شهر آشوب في المناقب: 3: 27 عند ذكر قصّة الغدير والإربلي في كشف الغمّة: 1: 319 عند ذكر ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)، والحمّويي في الباب 12 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 73 ح 39، والنبطي البياضي في الصراط المستقيم: 1: 305. ورواه العلّامة الأميني (قدّس سرّه) في الغدير: 2: 34 - 36 نقلا عن أبي عبداللّه المرزباني في مرقاة الشعر والخرگوشي في شرف المصطفى، وابن مردويه الإصبهاني وأبي نعيم في ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)، وأبي سعيد السجستاني في كتاب الولاية، وأبي الفتح النظنزي في الخصائص العلويّة على سائر البريّة، وجلال الدين السيوطي في الازدهار فيما عقده الشعراء من الأشعار.

حدّثنا القاسم بن الحسن الزبيدي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون:

عن أبي سعيد قال: لمّا كان يوم غدير خُمّ أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منادياً فنادى: «الصلاة جامعة»، فأخذ بيد عليّ (علیه السلام) وقال: «اللّهم مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعادِ مَن عاداه».

ص: 144

فقال حسّان بن ثابت: يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أقول في عليّ شعراً؟ فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «افعل». فقال:

يُناديهم يوم الغدير نبيّهم *** بخُمٍّ وأكرِم بالنبيّ مناديا

يقول فمن مولاكم و وليّكم *** فقالوا ولم يُبدوا هناك التعاديا

إلهَك مولانا وأنت وليّنا *** ولن تجدن منّا لك اليوم(1) عاصيا

فقال له قُم يا عليّ فإنّني *** رضيتك من بعدى إماما وهاديا

فقام عليّ أرمد العين يبتغي *** لعينیه ممّا يشتكيه مداويا

فداواه خير النّاس منه برِيقه(2) *** فبُورك مرقيّاً وبُورك راقيا

(أمالي الصدوق: المجلس 84، الحديث 3)

(1701) 9-(3) أبو عبداللّه المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال:

ص: 145


1- فى نسخة: «لك الدهر».
2- في نسخة: «برقية».
3- حديث الموالاة من طريق سعد - غير رواية الأمالي - رواه النسائى فى الخصائص: ح 94 - 96 بأسانيد، ومحمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 2: 416 ح 898، والمامطيري في نزهة الأبصار: ص 414، ح 334، وابن عساكر في الحديث 554 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 53، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 70 ح 37، وابن كثير في البداية والنهاية: 5: 187 نقلا عن الطبري. ولاحظ الحديث 878 من المناقب - لمحمّد بن سليمان الكوفي -: 2: 401.

كنّا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع، فلمّا عاد نزل غدير خُمّ، وأمر مناديه فنادى في النّاس: «مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في جوامع مناقبه (علیه السلام).

(1702) 10- أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن الحسن التيملي قال: وجدت في كتاب أبي: حدّثنا محمّد بن مسلم الأشجعي:

عن محمّد بن نوفل بن عائذ الصيرفي قال: كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي فدخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت فذكرنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و دار بيننا كلام في غدير خُمّ(1)، فقال أبو حنيفة: قد قلت لأصحابنا: لا تقرّوا لهم بحديث غدير خُمّ فيخصموكم!

فتغّير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي وقال له: لِمَ لا يقرّون به، أما هو عندك يا نعمان؟

قال: بلى، هو عندي وقد رويته.

قال: فلِمَ لا يقرّون به، وقد حدّثنا به حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم: أنّ عليّاً (علیه السلام) نشد اللّه في الرحبة من سمعه؟!(2)

ص: 146


1- في بعض النسخ: «كلام في الولاية».
2- لاحظ الحديث 16 و 17 من هذا الباب وتخريجه.

فقال أبو حنيفة: أفلا ترون أنّه قد جرى في ذلك خوض حتّى نشد(1) عليّ النّاس لذلك؟!

فقال الهيثم: فنحن نكذّب عليّاً أو نردّ قوله؟

فقال أبو حنيفة: ما نكذّب عليّاً ولا نردّ قولاً قاله، ولكنّك تعلم أنّ النّاس قد غلا منهم قوم!

فقال الهيثم: يقوله رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و يخطب به ونشفق نحن منه، ونتّقيه بغلوّ غال أو قول قائل؟! الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس، الحديث 9)

يأتي تمامه في الباب 7 من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام).

(1703) 11- أبو جعفر الطوسى بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام): أعطيت تسعاً لم يعط أحد قبلي سوى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (إلى أن قال:) وإنّ بولايتي أكمل اللّه لهذه الأمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي لهم إسلامهم، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا محمّد، أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، و أتممت عليهم النعم، ورضيت إسلامهم». كلّ ذلك منّ اللّه به عَلَيّ، فله الحمد».

(أمالي الطوسى: المجلس 8 الحديث 1)

سيأتي تمامه مسنداً في باب 23 - ما بين أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة - من أبواب فضائله (علیه السلام).

(1704) 12-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد

ص: 147


1- في نسخة: «حتّى يشد».
2- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 228 ح 216 عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب، وفي ج 2 ص 227 ح 585 عن البراء بن عازب. وروى البلاذري نحوه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 24 رقم 48 بإسناده عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: كنّا مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع، فلمّا كنّا بغدير خُمّ أمر بدوحات فقممن ثمّ قام فقال: «كأنّي قد دعيت فأجبت، إنّ اللّه مولاي، وأنا مولى كلّ مؤمن، وأنا تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض». ثمّ أخذ بيد عليّ فقال: «من كنت وليّه فهذا وليّه، اللّهم وال مَن والاه، وعاد من عاداه». قال أبو الطفيل: قلت لزيد: أنت سمعت هذا من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ قال: ما كان في الدوحات أحد إلّا وقد رأى بعينه وسمع بأُذُنه ذلك. ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 150 - 151 ح 79، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 435 ح 919، والطبراني في المعجم الكبير: 5: 185، والحاكم في المستدرك: 3: 109 - 110، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 36 ح 536 بأسانيدهم عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم. وأورد الديلمي فقرة منه في الفردوس: 1: 82 ح 131. رواه الطبراني في المعجم الكبير: 5: 191/5057 بإسناده عن موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق، عن البراء وزيد بن أرقم، إلى قوله: «ليس لوارث وصية». ولاحظ تخريج الحديث التالي.

القلانسي المراغي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي(1) عن أبي إسحاق السُبيعي، عن زيد بن أرقم قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بغدير خُمّ يقول: «إنّ الصدقة لا تحلّ لي ولا لأهل بيتي لعن اللّه من ادّعى إلى غير أبيه، لعن اللّه من تولّى غير مواليه الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر(2)، وليس لوارث وصيّة، ألا وقد سمعتم منّي ورأيتموني،

ص: 148


1- هذا هو الظاهر الموافق للمعجم الكبير ولترجمة الرجل في الجرح والتعديل: 8: 152 والكامل: 6: 349 وميزان الاعتدال: 4: 214/ 8896، ولسان الميزان: 7: 119 / 8745. و في النسخ: «موسى بن عمران الحضرمي».
2- قال ابن الأثير فى النهاية: 2: 326: «الولد للفراش وللعاهر الحَجَر»: العاهر: الزاني، وقد عَهَرَ يَعهَرُ عَهْراً: إذا أتى المرأة ليلاً للفجور بها، ثمّ غلب على الزنا مطلقاً، والمعنى: لا حَظّ للزاني في الولد إنّما هو لصاحب الفراش أي لصاحب أمّ الولد، وهو زوجها أو مولاها، وهو كقوله الآخر: «له التراب»: أي لا شيء له، ومنه الحديث: «اللّهم بدّله بالعَهر العفِّة». أقول: وللسيّد المرتضى في رسائله: 3: 124، وأخيه السيّد الرضيّ في المجازات النبويّة: ص 135 ح 106 تفسير لهذه الفقرة، أعني: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»، فلاحظهما.

ألا من كذب عَلَيّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النّار، ألا وإنّي فرط(1) لكم على الحوض، ومكاثر بكم الأمم يوم القيامة، فلا تسوّدوا وجهى، ألا لاستنقذنّ رجالاً من النّار، وليستنقذنّ من يدي أقوام، إنّ اللّه مولاي، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ألا فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 52)

(1705) 13-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار قال: حدّثني عمّي طاهر بن مدرار قال: حدّثنا معاوية بن ميسرة بن شريح قال: حدّثني الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل، قالا: حدّثنا حبيب - وكان إسكافاً في بني بديّ، وأثنى عليه خيراً - أنّه سمع:

زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم غدير خُمّ فقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ،مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 48)

ص: 149


1- قال الهروي في غريب الحديث: 1: 44 في حديث النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا فَرَطكم على الحوض»، قال الأصمعي: الفَرَط والفارِط: المتقدّم في طلب الماء، يقول: أنا متقدّمكم إليه، يقال منه: «فرطت القوم وأنا أفرطهم»، وذلك إذا تقدّمتهم ليرتاد لهم الماء، ومن هذا قولهم في الصلاة على الصبيّ الميّت: «اللّهم اجعله لنا فَرَطا»: أي أجراً متقدّماً نرد عليه.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 1 4 ح 541 عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسن عاصم بن الحسين، عن أبي عمر بن مهدي عن أبي العبّاس ابن عقدة. ثمّ إنّ حديث الموالاة، رواه جماعة عن زيد بن أرقم، منهم أبو إسحاق السبيعي، وأنيسة بنت زید، وابن امرأة زيد بن أرقم. وثوير بن أبي فاختة، وحبّة العربي، وحبيب الاسكاف، و حبيب بن زید، و حبیب بن یسار وزيد بن حباب، وسعيد بن حيّان، وسعيد بن وهب، و، وأبو سلمان المؤذّن، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، وعبد خير وعبد اللّه بن باقل الكندي، وأبو عبداللّه الشيباني،، وعطية العوفي، و عليّ بن ربيعة و عليّ بن الضحى، وعمرو ذي مرّ، وأبو ليلى الحضرمي، و ميمون أبو عبداللّه، وأبو هارون العبدي، ويحيى بن جعدة، ويزيد بن حيّان. أمّا حديث أبي إسحاق، فرواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 44. ورواه أبو إسحاق عن زيد وعمرو ذي مرّ: المعجم الكبير: 5: 192 ح 4059 باختصار وفي ح 546 من تاريخ دمشق عن زيد وحده وفي ح 553 منه عن زيد والبراء بن عازب، والسنّة لابن أبي عاصم: ص 593 ح 1375 باختصار. وأمّا حديث أنيسة بنت زيد، فرواه الطبراني في المعجم الكبير: 5: 212 ح 5128. وأمّا حديث ابن امرأة زيد بن أرقم عن زيد: كما في الحديث 23 من مناقب ابن المغازلي: ص 16 فى حديث طويل. وأمّا حدیث ثوير، فرواه الطبراني في المعجم الكبير: 5: 194 ح 5066. وأمّا حديث حبّة العرني، ففي الحديث 4058 من المعجم الكبير: 5: 192 باختصار، والحديث 27 من مناقب ابن المغازلي في حديث المناشدة. وأمّا حبيب الاسكاف، ففي أمالي الطوسي، وترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ح 541. وأمّا حديث حبيب بن أبي ثابت، مع الاقتصار على فقرة «من كنت مولاه فعلي مولاه»، ففي السنّة لابن أبي عاصم: ص 591 ح 1364. وأمّا حديث حبيب بن زيد وحبيب بن يسار: ففي كشف الاستار: ص 190 برقم 2540. وأمّا حديث زيد بن حباب، فرواه محمّد بن سليمان في المناقب: 2: 449 - 939. وأمّا حديث سعيد بن حيّان، ففي تاريخ ابن عساكر في ترجمة شارزما من قسم النساء، وروی نحوه مسلم في صحيحه: 4: 1874 إلّا أنّ فيه يزيد بن حيان. وأمّا حديث سعيد بن وهب، ففي الحديث 4058 من المعجم الكبير: 5: 192 باختصار. وأمّا حديث أبي سلمان المؤذّن، ففي المعجم الكبير: 5: 175 ح 4996، ومناقب ابن المغازلي: ص 23 ح 33 ومسند أحمد: 5: 370 ط 1 في عنوان أحاديث رجال من أصحاب النبيّ، والبداية والنهاية: 7: 360 نقلاً عن أبي بكر الشافعي. وأمّا حديث أبي الطفيل، فرواه الكوفي في المناقب: 2: 404 ح 882، وص 435 ح 919 وص 437 ح 921، وفي ص 450 ح 940 مردداً بين زيد بن أرقم وأبي سريحة حذيفة بن أسيد، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 36 ح 535 - 536، والبلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 24 ح 48، والحاكم في المستدرك: 3: 110، والترمذي في جامعه: 5: 633 ح 3713 مردداً بين زيد بن أرقم وأبي سريحة والطبراني في المعجم الأوسط: 2: 576 ح 1987، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 106. وأمّا حديث عبداللّه بن باقل الكندي، ففي مناقب الكوفي: ح 786. وأمّا حديث أبي عبداللّه الشيباني، فرواه الطبراني في الحديث 5065 من المعجم الكبير: 5: 193 عن إبراهيم بن نائلة الإصبهاني، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن يحيى بن سلمة بن کھیل، عن أبيه، عن أبي عبداللّه الشيباني قال: كنت جالساً في مجلس بنى الأرقم، فأقبل رجل من مراد يسير على دابّته حتّى وقف على المجلس فسلّم فقال: أفي القوم زيد؟ قالوا: نعم، هذا زید. فقال: أنشدك باللّه الّذي لا إله إلّا هو يازيد، أسمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»؟ قال: نعم. فانصرف الرجل. ورواه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 2: 38 ح 537 نقلاً عن أبي يعلى. وأمّا حديث عطيّة، فرواه أحمد في مسنده: 4: 368 وفي الفضائل: ح 116، والطبراني في الحديث 5069 - 5071 من المعجم الكبير: ج 5، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 39 ح 538 - 540، ومحمّد بن سليمان في المناقب: 2: 386 و 446 ح 860 و 935، والهندي في كنز العمّال: 3: 104 نقلا عن محمّد بن جرير. وأمّا حديث عليّ بن ربيعة، ففي المعجم الكبير: 5: 186 ح 5040 بالاقتصار على حديث الثقلين وكذلك في مسند أحمد: 4: 371 ط 1، والمعرفة والتاريخ للفسوي: 1: 536. وأمّا حديث عليّ بن الضحى، فرواه أيضاً محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 2: 416 ح897، وابن المغازلي في المناقب: ص 19 - 20 ح 25، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 42 ح 543 وفيهما: «عن أبي الضحي». وأمّا حديث عمرو ذي مرّ، ففي الحديث 27 من المناقب لابن المغازلي في حديث المناشدة. وأمّا حديث أبي ليلى الحضرمي، ففي المعجم الكبير: 5: 194 ح 5068، وح 170 من فضائل أحمد، ومسند البزّار كما في كشف الأستار: ص 190 برقم 2540. أمّا حديث ميمون، فرواه - بتفاوت - أحمد في مسند زيد بن أرقم من مسنده: 4: 372 و 373 بسندين، والطبراني في المعجم الكبير: ج 5 ص 202 - 203 ح 5092، ومحمّد بن سليمان في الحديث 873 و 883 من المناقب: 2: 396 و 404، وأيضاً في الحديث 905 من المناقب: 2: 423، والنسائي في الخصائص: ح 84، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 42ح 544 - 545، وأشار إليه الترمذي في جامعه: 5: 633 ذيل الحديث 3713. وأمّا حديث أبي هارون العبدي، ففي المعجم الكبير للطبراني: ج 5 ص 204 ح 5096 و 5097. وأمّا حديث يحيى بن جعدة، فرواه محمّد بن سليمان في المناقب: 2: 381، 436 و 440 ح 855، 920 و 925، والطبراني في الحديث 4986 من المعجم الكبير، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 41 ح 542، وابن عديّ في ترجمة كامل بن العلاء التميمي الكوفي (17 / 1615) من الكامل: 6: 1102، وابن كثير في البداية والنهاية: 5: 212 نقلاً عن محمّد بن جرير. وأمّا حديث يزيد بن حيّان، ففي مسند أحمد 4: 366 في حديث، وزين الفتى للعاصمي: ح 479، وصحيح مسلم: 4: 1873 ح 2408، ومناقب الكوفي: ح 606 و 621 و 888 و 939، والمعجم الكبير: 5: 182 ح 2025 بالاقتصار على حديث الثقلين وح 5226 و 5028 بطوله مع مغايرات وح 5027 مقتصراً على أهل البيت ومناقب ابن المغازلي: ح 284، وفرائد السمطين: 2: 250. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

ص: 150

ص: 151

(1706) 14-(1) وعن أبي العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا عليّ بن قادم قال: حدّثنا إسرائيل، عن عبداللّه بن شريك:

ص: 152


1- وأخرجه البخاري في ترجمة سهم بن حصين الأسدي (2458) من التاريخ الكبير: 4: 193، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 66 بإسناده عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا، عن عليّ بن قادم، وفي ص 69 ح 566 بإسناده عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن عليّ بن قادم.

عن سهم بن الحصين الأسدي قال: قدمت إلى مكّة أنا وعبد اللّه بن علقمة، و كان عبداللّه بن علقمة سبّابة لعليّ (علیه السلام) دهراً.

قال: فقلت له: هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهداً؟

قال: نعم. فأتيناه فقال: هل سمعت لعليّ منقبة؟

قال: نعم، إذا حدّثتك فسل عنها المهاجرين وقريشاً، إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قام يوم غدير خمّ، فأبلغ ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟

قالوا: بلى. قالها ثلاث مرّات، ثمّ قال: «ادن يا عليّ». فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يديه حتّى نظرت إلى بياض آباطهما [ف] قال: «مَن كنت مولاه فعلي مولاه»، ثلاث مرّات.

قال: فقال عبداللّه بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قال أبو سعيد: نعم، وأشار إلى أذنيه وصدره، قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي.

قال عبداللّه بن شريك: فقدم علينا عبداللّه بن علقمة وسهم بن حصين، فلمّا صلّينا الهجير(1) قام عبداللّه بن علقمة فقال: إنّي أتوب إلى اللّه واستغفره من سبّ عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه - ثلاث مرّات-.

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 25)

(1707) 15- وعن أبي العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان الكندي قال: حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير قال: حدّثني أبي، عن منصور بن سلم بن سابور، عن عبداللّه بن عطاء، عن عبداللّه بن يزيد، عن عبداللّه أبيه قال:

ص: 153


1- قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث: «إنّه كان يصلّي الهجيرتين تدحض الشمس» أراد صلاة الهجير، يعني الظهر، فحذف المضاف والهجير والهاجرة: اشتداد الحرّ نصف النهار.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وهو وليّكم من بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 26)

(1708) 16-(1) وعن أبي العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا عبيدالله، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ، وسعيد بن وهب، وعن زيد بن نفيع(2) قالوا:

سمعنا عليّاً (علیه السلام) يقول في الرحبة: «أنشد اللّه من سمع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول يوم غدير خُمّ ما قال إلّا قام». فقام ثلاثة عشرة، فشهدوا أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. فأخذ بيد عليّ فقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله».

قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث: يا أبا بكر، أيّ أشياخ هُم؟! (3)

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 52)

ص: 154


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 124 عن ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 444 ح 932 عن عبیدالله بن موسى، عن فطر، مثل حديث الأمالي، ورواه أيضاً في ص 367 - 843 عن محمّد بن منصور، عن عبّاد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق مع اختصار. ورواه أيضاً في ص 383 ح 857 عن محمّد بن منصور، عن عبّاد، عن عليّ بن هاشم، عن فطر، ولم يذكر كلام أبي إسحاق في الذيل. ورواه أيضاً الكوفي في الحديث 942 ص 451 بإسناده عن سعيد، عن أبي إسحاق، عن عمر و ذي مرّ. وفي الحديث 946 ص 452 عن إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وانظر أيضاً،862، 880، 911، 941، 943، 945 من المناقب. وتجده بهذا السند في كشف الأستار: ح 2541، وحديث ابن رشيق العسكري في المجموع: 115، والمعجم الكبير: 5: 191: 5058. وأخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 180 - 181 ح 98 عن الحسين بن حريث المروزي، عن الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الثلاثة، وفى الحديث 89 عن أبي داوود سليمان بن سيف، عن عمران بن أبان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، وفي الحديث 99 عن عليّ بن محمّد بن عليّ، عن خلف بن تميم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمر و ذي مرّ. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: 1049 - 105 عن الثلاثة، وقال: رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة وهو ثقة. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 18 ح 515 و 516. وأخرجه الكنجي في الحديث الأخير من الباب الأوّل من كفاية الطالب: ص 63 - 64. ورواه أيضاً ابن عساكر في ص 19 ح 517 بإسناده عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وزيد بن يشيع، وفي ص 20 - 21 ح 520 بإسناده عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وعبد خير، وفي الحديث 521 بإسناده عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، باختصار وتفاوت، وفي ص 28 ح 530 بإسناده عن الأجلح، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب باختصار، وفيه: فقام ستّة نفر فشهدوا بذلك. وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 107 عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع، وقال: رواه عبداللّه، والبزّار بنحوه أتمّ منه، وإسنادهما حسن. ورواه العاصمي في زين الفتى: 1: 12 - 13 ح 2 بإسناده عن سعيد بن وهب، وفيه: فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا. وحديث الموالاة - من غير التعرّض للمناشدة - رواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 529 من تاريخ دمشق: 2: 28 بإسناده عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، وفي ص 30 ح 534 بإسناده عن جابر بن الحرّ، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمر ذي مرّ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام). ورواه الحمّويي في الباب 10 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 67 ح 33، وفي ط 2 ح 44 بإسناده عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمر و ذي مرّ، عن عليّ (علیه السلام) بتفاوت. ورواه أحمد عن محمّد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن عليّ (علیه السلام): كما في الفضائل: ح 143 والمسند: 5: 366 ط: 1. ورواه النسائي بإسناده عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب: كما في الحديث 87 من الخصائص، ومن طريق شريك، عن أبي إسحاق: كما في الحديث 88 من الخصائص. ورواه فطر، عن زيد، عن عليّ: كما في السنّة لابن أبي عاصم: ص 592 ح 1370. ورواه كثير النواء، عن أبي إسحاق، عنهم: كما في ح 911 من مناقب الكوفي. قال الذهبي في تاريخ الإسلام: 2: 197 بعد ذكر حديث المناشدة برواية ابن أبي ليلى: وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة عليّ يصدق بعضها بعضاً.
2- كذا في النسخ، ومثله في التاريخ الكبير: 3: 406، والثقات: 6: 318، وميزان الاعتدال: 2: 106: 3028، ولسان المیزان: 3: 203 / 3599، ولكن في الجرح والتعديل: 3: 573 وتهذيب الكمال: 10: 115 / 2132 وتهذيبه: 3: 427 وطبقات ابن سعد: 6: 222 والمؤتلف والمختلف: 1: 296 والثقات: 4: 251 والجرح والتعديل: 3: 574 و تعجيل المنفعة: ص 143: زيد بن يثيع، ومثله في ميزان الاعتدال: 2: 107 / 3033 ثمّ قال ابن حجر: وسمّاه أبان بن تغلب زيد بن نفيع، والأوّل أصحّ. وانظر تخريج الحديث.
3- قوله: «يا أبا بكر، أي أشياخ هم»؟ معناه: يا أبا بكر أي أشياخ الّذين رويت عنهم، وهم عمرو وسعيد وزيد، وأبوبكر كنية فطر بن خليفة. وفي بعض النسخ: «يا أبا بكر، في أشياء أخر»، والمراد منه إنّهم اعترفوا به ضمن أشياء آخر. وفي البحار: «يا بابكر من أنسأ أخّر»، والمراد منه أنّ من نسى ذلك أخَّر أمير المؤمنين (علیه السلام) و قدّم غيره.

ص: 155

(1709) 17-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى: قال: حدّثنا هانئ بن أيّوب، عن طلحة بن مصرّف:

ص: 156


1- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 444 ح 931 وص 455 ح 950، والطبراني في الأوسط: 3: 134 ح 2275 وعنه المتّقي في كنز العمّال: 13: 157 ح 36486. ورواه أيضاً الطبراني في المعجم الصغير: 1: 64 عند ذكر شيخه «أحمد بن إبراهيم بن عبداللّه بن كيسان الثقفي المديني»، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 107 عن الأوسط والصغير، لكن في إحدى روايتيه: «عميرة بنت سعد قالت»، والظاهر أنّه تصحيف، ومن طريقه أبو نعيم الإصبهاني في حلية الأولياء: 5: 285 في ترجمة طلحة بن مصرف وقال: غريب من حديث طلحة تفرّد به مسعود عنه مطولاً ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مثله ورواه الأجلح وهانئ بن أيّوب عن طلحة مختصراً. ورواه أيضاً في ذكر أخبار إصبهان: 1: 142 رقم 92 ترجمة أحمد بن إبراهيم رقم 92. ورواه ابن المغازلي في الحديث 38 من المناقب: ص 26 - 27 بإسناده عن الطبراني. ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 156 ح 85، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 13 - 15 ح 512 - 514 بأسانيد عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد، ورواه أيضاً في الحديث 511 بإسناده عن الزبير بن عديّ، عن عميرة بن سعد، مع اختلاف بين الروايات. ورواه المزّي في ترجمة عميرة بن سعد من تهذيب الكمال: 22: 397 رقم 4526، وتابعه ابن حجر في تهذيب التهذيب، وفيهما: فقام ثمانية عشر رجلاً فشهدوا. وأشار إلى هذه الرواية ابن كثير في البداية والنهاية: 5: 211. وأخرجه ابن مردويه من طريق طلحة: كما في هامش ابن عساکر: 2: 17 ط 2 نقلاً عن أرجح المطالب: ص 579. ورواه عن عليّ جماعة فلاحظ تاريخ دمشق وما بهامشه من تعليق.

عن عميرة بن سعد(1) انّه سمع عليّاً (علیه السلام) فى الرحبة ينشد النّاس: من سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»؟ فقام بضعة عشر فشهدوا.

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 48)

أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 12)

ص: 157


1- عَمِيرة بن سعد الهمداني اليامي أبو السكن الكوفي، روى عن أنس بن مالك وعليّ بن أبي طالب وأبي سعيد وأبي هريرة في بضعة عشر من أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وروى عنه طلحة بن مصرّف اليامي والزبير بن عدي وعرار بن عبداللّه بن سويد اليمامي ثمّ الكوفي. كذا قال المزّي في ترجمته في تهذيب الكمال: 22: 397. وانظر أيضاً ترجمته في الطبقات الكبرى - لابن سعد -: 6: 229، والتاريخ، والتاريخ الكبير -للبخاري -: 7 رقم 314 وغيرها من كتب الرجال.

(1710) 18-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عليّ بن ثابت قال: حدّثنا منصور بن أبي الأسود، عن مسلم الملائي:

عن أنس بن مالك أنّه سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول يوم غدير خُمّ: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، وأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 74)

(1711) 19-(2) وعن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن محمّد قال: حدّثنا داوود بن سليمان قال: حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعادِ من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 44)

ص: 158


1- ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة الحسن بن عليّ بن سهل العاقولي (3909) من تاریخ بغداد: 7: 377 بإسناده عن عليّ بن زيد، عن أنس، من قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه». ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 81 ح 583 عن أبي النجم بدر بن عبداللّه، عن، عن الخطيب.
2- ورواه أيضاً في الباب 31 - فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 52 وفي ط: ص 47 - 183 بإسناده عن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، عن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام)، بتقديم الفقرة الأخيرة على الّتي قبلها. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 2: 391 ح 867 عن محمّد بن منصور، عن عيسى بن عبداللّه بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب، ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 25 ح 525 عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد الجنز رودي، عن السيّد أبي الحسن محمّد بن عليّ، عن أحمد بن عليّ بن مهدي، عن أبيه، عن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) مثل رواية العيون. ورواه ابن المغازلي في الحديث 29 من المناقب: ص 21 - 22 بإسناده عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام)، إلى قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « وعاد من عاداه».

(1712) 20- وبإسناده عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه، و أوقفه يوم غدير خُمّ، فأعلَمَ النّاس أنّه مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: «أنت منّي وأنا منك».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1713) 21- وبإسناده عن أبي ذرّ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، ليبلغ الشاهد الغائب ذلك، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثاني من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1714) 22- وبإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة) قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مقالته يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا(1).

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 5)

تقدّم تمامه في باب الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم من أبواب الفتن.

ص: 159


1- هذه الفقرة أوردها القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 117 / 39.

(1715) 23- وبإسناده عن عمرو بن ميمون الأودي، أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: «لقد أعطى عليّ ما لم يعطه بشر» (إلى أن قال:) وهو صاحب يوم غدير خُمّ، إذ نوّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باسمه، وألزم أمّته ولايته وعرفهم بخطره، وبيّن لهم مكانه، فقال: «أيّها النّاس، من أولى بكم من أنفسكم»؟

قالوا: اللّه ورسوله.

قال: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه».

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).

(1716) 24- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن عبيد اللّه العرزمي، عن أبيه، عن عثمان [بن عمير] أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان:

عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) (في خطبة خطبها بعد ما جمع معاوية النّاس) قال: «وقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنّه خليفة موسى (علیه السلام) فيهم واتّبعوا السامري، وقد تركت هذه الأمّة أبي وبايعوا،غيره، وقد سمعوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنت منّى بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة»، وقد رأوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نصب أبي يوم غدير خمّ وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب».

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 9)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).

ص: 160

باب 2- أخبار المنزلة

أقول: حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة الّتي رواها جمع من الصحابة وغيرهم كأبيّ بن كعب، وأنس بن مالك والبراء بن عازب، وأبو بردة، وبريدة بن الحصيب، و جابر بن سمرة، وجابر بن عبداللّه الأنصاري، وأبو ذر الغفاري، وحبشي بن جنادة، والإمام الصادق (علیه السلام)، و حذيفة بن أسيد، وحريز بن عثمان الحمصي، والإمام الحسن (علیه السلام)، وخالد بن عرفطة، وأبو رافع، وزيد بن أرقم، و سعيد بن المسيّب، وسعيد بن زيد وزيد بن أبي أوفى وأبو سعيد الخدري و سلمان الفارسي، وسلمة بن أبي سلمة، وأمّ سلمة، وسهل بن سعد الساعدي، وأبو الطفيل، وعبد اللّه بن أبي أوفى، وعبد اللّه بن جعفر، وابن عبّاس، وابن مسعود، و ابن عمر، وعقيل بن أبي طالب، والإمام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعليّ بن موسى الرضا (علیه السلام)، وعمر بن أبي سلمة، وعمر بن الخطاب، وعمّار بن ياسر، وفاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، وأبو ليلى الأنصاري، و مالك بن الحويرث، ومعاوية بن أبي سفيان وأبو هريرة، وغيرهم من الصحابة و التابعين.

وقال الحاكم الحسكاني ذيل تفسير الآية 59 من سورة النساء في شواهد التنزيل: وهذا حديث المنزلة الّذي كان شيخنا أبو حازم [عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي] الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد(1)!

ثمّ إنّ الحديث أوضح دليل على خلافة أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حياته وبعد موته، فإنّ قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» يقتضي حصول جميع منازل هارون من موسى لأميرالمؤمنين (علیه السلام) إلّا ما خصّه الاستثناء في الخبر وما جرى مجرى الاستثناء من العرف.

ومن أراد المزيد على ذلك فعليه بالشافي وموسوعتي عبقات الأنوار والغدير.

ص: 161


1- شواهد التنزيل: 1: 195 ذیل الحدیث 205.

(1717) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن صالح، عن حكيم بن عبد الرحمان قال: حدّثني مقاتل بن سليمان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هِبة اللّه من آدم وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي، فمن جحد وصيّتك وخلافتك فليس منّي ولستُ منه، وأنا خصمه يوم القيامة.

يا عليّ، أنت أفضل أمّتي فضلاً، وأقدمهم سِلماً، وأكثرهم عِلماً، وأوفرهم حِلماً، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم كفّاً.

يا عليّ، أنت الإمام بعدي والأمير وأنت الصاحب بعدي والوزير، وما لك في أُمّتي من نظير.

يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار، بمحبّتك يُعرف الأبرار من الفجّار، ويميّز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 11، الحديث 4)

(1718) 2-(2) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا الحسن بن عليّ السكري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا قال: حدّثنا العبّاس بن بكّار قال حدّثنا حرب بن ميمون، عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن عليّ:

عن أبيه عليّ بن الحسين (علیه السلام) (في حديث في ولادة الحسن (علیه السلام)) قال: «فأوحى اللّه تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنّه قد وُلد محمّد ابنٌ، فاهبط وأقرأه السلام وهنّئه،

ص: 162


1- ورواه القندوزي في آخر الباب 16 من ينابيع المودّة: ص 48، وفي ط: 1: 255 ح 14 نقلاً عن المناقب بتفاوت.
2- ورواه أيضاً في الباب 116 من علل الشرايع: ص 137 ح 5.

وقُل له: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون (إلى أن قال:) فسمّاه الحسن.

فلمّا ولد الحسين (علیه السلام) أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى جبرئيل أنّه قد ولد لمحمّد ابنٌ، فاهبط إليه وهنّئه، وقُل له: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون.

قال: فهبط جبرئيل فهنّأه من اللّه تبارك وتعالى، ثمّ قال: إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون (إلى أن قال:) فسمّاه الحسين».

(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 3)

يأتي تمامه في الباب الأوّل من تاريخ الحسنين (علیهما السلام).

(1719) 3-(1) وبإسناده عن جابر بن عبداللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً (إلى أن قال:)

قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي كهارون من موسى».

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).

(1720) 4- وبإسناد يأتي عن جابر بن عبد اللّه قال: لمّا قدم عليّ (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بفتح خیبر قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم، لقلتُ فيك اليوم قولاً لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا

ص: 163


1- ورواه أيضاً في آخر الأبواب الثلاثة عشر من الخصال: ص 496، ح 5. وأورده السبزواري في الفصل 5 من جامع الأخبار: ص 51 ح 56 / 6، والطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 19. ورواه القندوزي في ينابيع المودّة: 1: 172 ح 22 من الباب 7 نقلاً عن المناقب. ولاحظ تخريج الحديث 15 من الباب.

التُراب من تحت رِجليك ومن فضل طَهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني و أرثك، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في الباب 7 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1721) 5-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن ابان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) (في حديث يذكر فيه أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث خالد بن الوليد إلى بني المصطلق، ففعل فيهم ما فعل من القتل والغارة، فتبرّأ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ممّا فعل خالد وبعث عليّاً (علیه السلام) إليهم، فلمّا رجع عليّ (علیه السلام) قال:)

فقال: يا رسول اللّه عمدتُ فأعطيت لكلّ دم ديةٌ، ولكلّ جنين غُرّة(2)، ولكلّ مال مالاً، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة(3) كلابهم وحبلة(4) رعاتهم، و فضلت معي فضلة فأعطيتهم لرَوعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك

ص: 164


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة.
2- قال ابن الأثير في النهاية: 3: 353: في الحديث: «أنّه جُعل في الجنين غرّة عبداً أو أمة» الغُرّة: العبد نفسه أو الأمة، وأصل الغُرّة: البياض الّذي يكون في وجه الفرس، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الغُرّة: عبدٌ أبيض، أو أمة بيضاء، وسمّي غرّة لبياضه، فلا يقبل في الدية عبدٌ أسود، ولا جارية سوداء، وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء، وإنّما الغرّة عندهم ما بلغ ثمنه نصف عُشر الدية من العبيد والإماء، وإنّما تجب الغُرّة في الجنين إذا سقط ميتاً، فإن سقط حيّاً ثمّ مات ففيه الديّة كاملة.
3- الميلغة: الإناء الّذي يلغ فيه الكلب.
4- الحبْلة: الرسن، وبالتحريك: الجنين الساقط من الدوّاب والمواشي.

يا رسول اللّه.

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أعطيتهم ليرضَوا عنّي؟! رضي اللّه عنك يا عليّ، إنّما أنت بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 32، الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في كتاب النبوّة، وللحديث رواية أخرى يأتي في باب جوامع مناقبه (علیه السلام)(1).

(1722) 6- حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا شعيب بن راشد، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام) (في حديث طويل) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «والّذي نفسي بيده، ينظر إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا أضرب قُدّامه بسيفي فقال: لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ. ثمّ قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)

تقدّم تمامه في باب ما وقع بصفّين من أبواب الحوادث والفتن.

(1723) 7-(2) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه عن الريان بن الصلت:

ص: 165


1- تقدّم تمامه في ج 2 ص 400 - 401، ويأتي نحوه في الحديث 31 من باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
2- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 23 من عيون أخبارالرضا (علیه السلام): ج 1 ص 207 - 217 وفي ط: ص 446 - 462. وأورده الحرّاني مرسلاً في عنوان «ومن كلامه (علیه السلام) في الاصطفاء» ممّا روى عن الإمام الرضا (علیه السلام) من تحف العقول ص 313 - 322 و في ط: ص 425 - 436.

عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (فيما قاله (علیه السلام) في مجلس المأمون في فضيلة أهل البيت (علیهم السلام)): «وأمّا الرابعة: فإخراجه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) النّاس من مسجده ماخلا العترة حتّى تكلّم النّاس في ذلك وتكلّم العبّاس فقال: يا رسول اللّه، تركت عليّاً وأخرجتنا؟ فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا تركته واخرجتكم، ولكن اللّه تركه واخرجكم»، وفي هذا تبيان قوله لعلي (علیه السلام): «أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى».

قالت العلماء: فأين هذا من القرآن؟

قال أبو الحسن (علیه السلام): «أوجدكم في ذلك قرآناً أقرأه عليكم».

قالوا: هات.

قال: «قول اللّه عزّ وجلّ: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)(1)، ففى هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضاً منزلة عليّ (علیه السلام) من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلّا لمحمّد وآله».

(أمالي الصدوق: المجلس 79 الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(1724) 8-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني أبوبكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثني أبو عبد الرحمان عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا يحيى بن عيسى الرملي قال: حدّثنا الأعمش، عن عباية الأسدي، عن عبداللّه بن عبّاس بن عبد المطلب (رحمه اللّه) قال:

ص: 166


1- سورة يونس: 10: 87.
2- ورواه العقيلي في ترجمة داهر بن عبد اللّه الرازي من الضعفاء: 2: 47 عن عليّ بن سعيد، عن عبداللّه بن داهر بن يحيى الرازي، عن أبيه، عن الأعمش، وفيه: «...هارون من موسى، غير انّه لا نبيّ بعدي». وابن عديّ في ترجمة داهر من الكامل: 4: 229 عن عليّ بن سعيد بن بشير الرازي، عن عبد اللّه بن داهر، إلّا أنّ فيه: «إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»، وعنهما ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنينر(علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 89 - 90 ح 123 وص 365 ح 406. ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 405 بسند آخر عن عبداللّه بن داهر، مقتصراً على حديث المنزلة، وليس فيه أنّه قال لأمّ سلمة. ورواه الطبراني في الحديث 12341 من المعجم الكبير: 12: 14 - 15 بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمّ سلمة: «هذا عليّ بن أبي طالب، لحمه من لحمي...» إلى قوله: «لانبيّ بعدي». ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 111 عن الطبراني. ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 86، وفي ط: 142 ح 163، وعنه ابن طاووس في الباب 23 من اليقين: ص 161، ورواه أيضاً في ص 73 الباب 30 نقلاً عن كتاب «ذكر منقبة المطهرين أهل بيت محمّد سيّد الأوّلين والآخرين...». ورواه الحمّويي في الباب 29 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 149 - 150 ح 113. وأورده الكنجي في الباب 37 من كفاية الطالب: ص 167 - 168. وللحديث شواهد كثيرة.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأم سلمة رحمها اللّه: «يا أمّ سلمة، عليّ مني وأنا من عليّ، لحمه الحمي، ودمه دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، يا أم سلمة، اسمعي و اشهدي، هذا عليّ سيّد المسلمين».

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 34)

(1725) 9- وبإسناده عن سعد بن أبي وقاص (في حديث) قال: وغزونا تبوك مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فودّع عليّ النبي اللّه على ثنية الوداع وبكى، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: «ما يبكيك؟

فقال: «كيف لا أبكي ولم أتخلّف عنك في غزاة منذ بعثك اللّه تعالى، فما بالك؟!

تخلفني في هذه الغزاة»؟! فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: «أما ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى

ص: 167

إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟

فقال عليّ (علیه السلام): «بل رضيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 39)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1726) 10-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا الشريف الفاضل أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى قال: حدّثنا جدّي أبو الحسن يحيى بن الحسن قال: حدّثنا أحمد بن أبي بكر الزهري أبو مصعب قال: حدّثنا يوسف بن [يعقوب بن أبي سلمة] الماجشون، عن محمّد بن المنكدر قال:

سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سألت سعد بن أبي وقّاص: أسمعت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه ليس معي نبيّ»؟

قال: نعم.

فقلت: أنت سمعته؟

فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال: نعم، وإلّا فاستكتا.

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 53)

ص: 168


1- ورواه مسلم في صحيحه: 4: 1870 ح 244 (30)، وابن أبي عاصم في السنّة: ح 1335، والقطيعي في زياداته على الفضائل: ح 201 وفي ط: ج 2 ص 633 ح 1079، والبزّار في مسنده: ح 1065، وأبو يعلى في مسند سعد بن أبي وقّاص من مسنده: 2: 86 ح 739 و 2: 99 ح 755، والنسائي في الخصائص ذيل الحديث 49، والخوارزمي في المناقب: ص 133 ح 148 في أوّل الفصل 14، وابن المغازلي في المناقب: ص 27 - 28 ح 40 من طريق أبي يعلى، وفي ح 41 و 42 بسندين آخرين، والمحاملي في أماليه: الورق 96/ أ/ ج 3، وابن حبّان في صحیحه: 15: 369 ح 6926، وابن عساكر في الحديث 348 و 349 و 351 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 315 - 316 و 318. ورواه النسائي في كتاب المناقب من السنن الكبرى: ح 4 من فضائل عليّ (علیه السلام)، برقم 8140 عن سعيد بن المسيّب، عن سعد مباشرة، فكأنّه اختصره. والحديث رواه عن محمّد بن المنكدر، عبد اللّه بن حسين بن عطاء بن یسار رواه ابن عساکر في الحديث 347. ورواه أيضاً عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيّب، رواه ابن سعد في ترجمة عليّ (علیه السلام) من الطبقات الكبرى: 3: 24، وأحمد في فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب الفضائل: 2: 568 ح 956 - 957 وفي ط قم: ح 79 - 80، وأبو داوود الطيالسي في مسنده: ح 213، والنسائي في الحديث 50 - 51 من الخصائص، والدورقي في الحديث 101، والبزّار في الحديث 1075 من مسنده، و أحمد في مسنده: 1: 173 و 175 ح 1490 و 1509، وأبو يعلى في مسنده: 2: 57 و 66 ح 698 و 709، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 7: 195 في ترجمة شعبة، وابن عدي في ترجمة عليّ بن زيد من الكامل: 5: 199، وابن عساكر في الحديث 339 - 345 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 309 - 314. ورواه أيضاً قتادة عن سعيد، كما في ترجمة محمّد بن أحمد بن عليّ القزاز (227) من تاريخ بغداد: 1: 325، وحلية الأولياء: 7: 199، والحديث 44 من خصائص النسائى، وترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 321 - 326 ح 355 - 360، والمناقب - لابن المغازلي-: ص 35 ح 53. ورواه أيضاً محمّد بن صفوان الجمّحي، عن سعيد بن المسيّب، كما في الحديث 46 من الخصائص - للنسائي -، وفي ترجمة محمّد بن صفوان (333) من التاريخ الكبير - للبخاري -: 1: 115. ورواه أيضاً هاشم بن القاسم، عن سعيد بن المسيّب، كما في الحديث 47 من خصائص النسائي. ورواه أيضاً عليّ بن الحسين (علیهما السلام) عن سعيد بن المسيّب، كما في ترجمة طريف بن عبيداللّه (4932) من تاريخ بغداد: 9: 364، وفي ترجمة أحمد بن صالح بن محمّد البزّاز (1890): 4: 204، وترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 326 - 327 ح 361 - 365. ورواه أيضاً يحيى بن سعيد، عن سعيد، كما في الحديث 54 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لابن المغازلي -: ص 35 - 36، والحديث 3731 من سنن الترمذي: 5: 641، في مناقب عليّ (علیه السلام)، والحديث 45 من الخصائص - للنسائي-، والمعجم الصغير - للطبراني: 2: 22، وحلية الأولياء: 7: 195. ورواه أيضاً الزهري عن سعيد، كما في الحديث 49 من المناقب - لابن المغازلي - ص 33. وورد الحديث من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن محمّد بن المنكدر، كما في الحديث 49 من خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام) - للنسائي-، والحديث 350 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 317 - 318. وللحديث شواهد كثيرة جدّاً.

ص: 169

(1727) 11-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا أبو مريم [عبد الغفّار بن القاسم]، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 44)

(1728) 12-(2) وعن إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه [ناصح بن

ص: 170


1- ورواه الطبراني في المعجم الصغير: ج 2 ص 53 - 54 عند ذكر شيخه محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد، والمعجم الأوسط: ح 7588 والمعجم الكبير: 4: 17 ح 3515. ورواه أبو نعيم في ترجمة أبي إسحاق السبيعي ومحمّد بن إسماعيل من حلية الأولياء: 4: 345 وتاريخ أصفهان: 2: 281 وفي ط: ص 251 برقم 1302، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 381 ح 439 بإسناده عن الطبراني وأبي نعيم. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 110 نقلاً عن الطبراني في معاجيمه الثلاثة.
2- ورواه الطبراني في مسند جابر بن سمرة من المعجم الكبير: 2: 247 رقم 2035 وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 110. ورواه العقيلي في ترجمة ناصح بن عبد اللّه المحلّمي من الضعفاء: 4: 311 رقم 1912، و ابن عدي في ترجمة ناصح (26 / 1979) من الكامل: 7: 47. ورواه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 379 - 380 ح 434.

عبداللّه] المحلّمي، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 45)

(1729) 13-(1) وعن أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الأعمش، عن عطية العوفي:

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في غزوة تبوك: «أخلفني في أهلي».

فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إنّي أكره أن يقول العرب: خذل ابن عمّه وتخلّف عنه».

فقال: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى»؟

قال: «بلی».

ص: 171


1- ورواه أحمد في مسند أبي سعيد من مسنده: 3: 32 والحديث 77 من كتاب الفضائل عن وكيع، عن فضيل، عن عطيّة، مقتصراً على حديث المنزلة. ورواه ابن سعد في الطبقات: 24:3 عن الفضل بن دكين، عن فضيل بن مرزوق، عن عطيّة. والبلاذري في الحديث 15 وتواليه من أنساب الأشراف: ج 2 ص 94 عن ابن سعد. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 1 ص 371 - 376 ح 416 - 426 بأسانيد إلى عطيّة عن أبي سعيد، والحمّويي في الباب 21 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 127 ح 89، وأبو القاسم بن بشران في الجزء 27 من أماليه بسنده عن أبي الربيع الزهراني، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد، والقاضى النعمان في شرح الأخبار: 1: 97 ح 19 عن فضل! عن عطيّة، عن أبي سعيد. ورواه ابن المغازلي بسندين في الحديث 47 من المناقب عن جرير، عن الأعمش، وعن إبراهيم بن عبداللّه الهروي، عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش. وانظر أيضاً الحديث 418 و 427 و 448 من كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) -لمحمّد بن سليمان الكوفي -: ج 1 ص 501 و 509 و 519، والحديث 2525 من كشف الأستار، وج 9 ص 109 من مجمع الزوائد.

قال: «فاخلفني».

(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 13)

(1730) 14- وبإسناده عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ ثلاثاً، فلأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النعم، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام) وخلّفه في بعض مغازيه، فقال: يا رسول اللّه، تخلّفني مع النساء والصبيان؟! فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لانبيّ بعدي»؟ الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 63)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1731) 15-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ قراءةً عليه، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عیسی قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن موسى عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه:

عن عليّ (علیه السلام) قال: خلّف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً في غزوة تبوك، فقال: يا رسول

ص: 172


1- حديث المنزلة من طريق أمير المؤمنين (علیه السلام) رواه الخطيب البغدادي في ترجمة أبي الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد الصيدلاني من تاريخ بغداد: 4: 71 برقم 1693 من طريق حجيّة بن عديّ. ورواه أبو نعيم في ترجمة شعبة بن الحجّاج من حلية الأولياء: 7: 196 من طريق سعيد بن المسيّب، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 362 - 363 ح 402 - 403 بسندين عن حجية بن عدي، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، وفي الحديث 404 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ (علیه السلام). والحديث ورد في تفسير الآية 87 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام): ص 380 وذيل الآية 104 ص 485 وفي تفسير الآية 114 ص 561 ح 331.

اللّه، تخلّفني بعدك؟ قال: «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»؟

(أمالي الطوسي: المجلس 12 الحديث 42)

(1732) 16- وبإسناده عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه (إلى أن قال:) وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1733) 17- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي أبو عبداللّه.

قال المجاشعي: وحدثناه الرضا عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال:

حدّثني عُمَر وسَلَمة ابنا أمّ سلمة(1)، ربيبا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أنّهما سمعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في حجّة الوداع: «عليّ يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين، عليّ أخي ومولى المؤمنين من بعدي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّ اللّه تعالى ختم النبوّة بي فلا نبيّ بعدي، وهو الخليفة في الأهل و المؤمنين بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس (18، الحديث 55)

(1734) 18- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عمّار

ص: 173


1- في الطبعة الحجريّة: «أبي سلمة».

الثقفي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال: حدّثنا معتب مولانا قال: حدّثني عمر بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين قال: سمعت محمّد بن أبي عبيداللّه محمّد بن عمّار بن ياسر قال:

سمعت أباذرّ جندب بن جنادة يقول: رأيت النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخذاً بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال له: «أنت أخي وصفیّي ووصيّي ووزيري وأميني، مكانك منّي في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ معي من مات وهو يحبّك ختم اللّه عزّ وجلّ له بالأمن والإيمان ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب».

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 3)

(1735) 19- وبإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة) قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما قال في غزاة تبوك: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لانبيّ بعدي، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 5)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم من أبواب الحوادث والفتن.

(1736) 20-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن مزيد بن محمود الأزهري

ص: 174


1- ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة محمّد بن مزيد بن أبي الأزهر من تاريخ بغداد: 3: 289/ 1379 عن أبي القاسم الأزهري، عن يوسف بن عمر القواس والمعافى بن زكريّا عن ابن أبي الأزهر، عن أبي كريب. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 376 ح 427 بإسناده عن الخطيب. ورواه السيّد المرشد باللّه الشجري في عنوان «الحديث السادس» من الأمالي الخميسيّة: 1: 134 عن الحسن بن عليّ المقنعي، عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، عن أبي بكر بن أبي الأزهر البوشنجي. ورواه أيضاً ابن عساكر فى الحديث 428 - 429 بسندين آخرين عن أبي أويس، إلى قوله: «لانبيّ بعدي»، ولم يذكر الذيل، ومثله في الباب 21 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 123 ح 86. والحديث - بدون الذيل - رواه أيضاً عبداللّه بن محمّد بن عقيل عن جابر، كما في مسند جابر من مسند أحمد: 3: 338، والحديث 3730 من سنن الترمذي: 5: 64، والحديث 430 - 432 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 1: 377 - 378. ورواه أيضاً - بدون الذيل - أبو الزبير عن جابر، كما في الحديث 43 من المناقب – لابن المغازلي-: ص 29 - 30.

[أبوبكر الخزاعي] ابن أبي الأزهر البوشنجى النحوي(1) قال: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري قال: حدّثنا أبو أويس [عبد اللّه بن عبداللّه المدني]، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبداللّه:

أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ (علیه السلام): «ألا ترضى أن تكون منّي كهارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، ولو كان لكنته»؟

قال أبو المفضّل: ما كتبت هذا الحديث إلّا عن أبي الأزهر.

(أمالي الطوسى: المجلس 26، الحديث 17)

(1737) 21- وبإسناده عن ابن عبّاس، عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: قد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال:) والثالثة: خلّفه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بعض مغازيه، فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه،

ص: 175


1- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل في تاريخ بغداد وغيره من كتب الرجال وسائر موارد الحديث في الكتب، وفي الأصل هنا تصحيف حيث ورد فيه: وابن أبي الأزهر البوشنجي النحوي قالا... .

خلّفتني مع النساء والصبيان»؟

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)

تقدّم إسناده في باب نزول آية التطهير من أبواب الآيات النازلة، وسيأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1738) 22- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خرج غازياً إلى تبوك واستخلف عليّاً على النّاس، فحسدته قريش، وقالوا: إنّما خلّفه لكراهيّة صحبته.

قال: فانطلق في أثره حتّى لحقه فأخذ بغرز(1) ناقته، ثمّ قال: «إنّي لتابعك».

قال: «ما شأنك»؟

فبكى وقال: «إنّ قريشاً تزعم أنّك إنّما خلّفتني لبغضك لي وكراهيّتك صحبتي»!

قال: فأمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مناديه فنادى في النّاس، ثمّ قال: «أيّها النّاس، أفيكم أحد إلّا وله من أهله خاصّة»؟

قالوا: أجل.

قال: «فإنّ عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي وحبيبي إلى قلبي».

ثمّ أقبل على أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟

فقال عليّ (علیه السلام): «رضيت عن اللّه ورسوله».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 176


1- الغَرْزُ: ركاب الرحل من جلد مخروز يُعتمد عليه في الركوب.

باب 3- تسمية عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين، وما أمر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من التسليم على عليّ (علیه السلام) بإمرة المؤمنين وأنّه كان بأمر اللّه تعالى

(1739) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، و حجّة اللّه بعدي على الخلق أجمعين، وسيّد الوصيّين و وصيّ سيّد النبيّين» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 16)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين.

(1740) 2- وبإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين ويعسوب المتّقين».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)

سيأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته.

(1741) 3- حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن ظهير قال: حدّثنا الحسين بن عليّ العبدي المعروف بابن القارئ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الواسطي قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة، عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو على المنبر يقول، وقد بلغه عن أناس من قريش إنكار تسميته لعليّ أمير المؤمنين، فقال: «معاشر النّاس، إنّ اللّه عزّ وجلّ بعثني إليكم رسولاً، وأمرني أن استخلف عليكم عليّاً أميراً، ألا فمن كنت نبيّه فإنّ عليّاً أميره، تأمير أمّره اللّه عزّ وجلّ عليكم، وأمرني أن أعلمكم ذلك، لتسمعوا له

ص: 177

وتطيعوا، إذا أمركم تأتمرون، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون.

ألا فلا يأتمرنّ أحد منكم على عليّ في حياتي ولا بعد وفاتي، فإنّ اللّه تبارك وتعالى أمّره عليكم، وسمّاه أمير المؤمنين، ولم يسمّ أحداً من قبله بهذا الإسم، وقد أبلغتكم ما أرسلتُ به إليكم في عليّ، فمن أطاعني فيه فقد أطاع اللّه، ومن عصاني فيه فقد عصى اللّه عزّ وجلّ ولا حجّة له عند اللّه عزّ وجلّ، وكان مصيره إلى ما قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا)(1)».

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 11)

(1742) 4- حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أشعث بن سوّار، عن الأحنف بن قيس:

عن أبي ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) قال: كنّا ذات يوم عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مسجد قُبا ونحن نفر من أصحابه، إذ قال: «معاشر أصحابي، يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين، وإمام المسلمين».

قال: فنظروا، وكنت فيمن نظر، فإذا نحن بعليّ بن أبي طالب قد طلع، فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجاء به حتّى أجلسه إلى جانبه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم، فقال: «هذا إمامكم من بعدي، طاعته طاعتي معصيته معصيتي، وطاعتي طاعة اللّه، ومعصيتي معصية اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 80، الحديث 7)

(1743) 5- حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثني سهل بن زياد عن محمّد بن الوليد قال: سمعت يونس بن يعقوب يقول عن سنان بن طريف:

ص: 178


1- سورة النساء: 4: 14.

عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال(1): «إنّا أهل بيت نوّه(2) اللّه بأسمائنا، أنّه لمّا خلق اللّه السماوات والأرض أمر منادياً فنادى: أشهد أن لا إله إلّا اللّه - ثلاثاً- أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه - ثلاثاً-، أشهد أن عليّاً أمير المؤمنين حقّاً - ثلاثاً -».

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 4)

(1744) 6-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن مظفّر الورّاق [قال:] حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي الثلج قال: أخبرني الحسين بن أيّوب من كتابه عن محمّد بن غالب، عن عليّ بن الحسن، عن عبد اللّه بن جبلة، عن ذريح المحاربي، عن أبي حمزة الثمالي:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن أبيه، عن جدّه [(علیهما السلام)] قال: «إنّ اللّه جلّ جلاله بعث جبرئيل (علیه السلام) إلى محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يشهد لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بالولاية في حياته، ويسمّيه بإمرة المؤمنين قبل وفاته، فدعاني نبيّ اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) تسعة رهط(4) فقال: «إنّما دعوتكم لتكونوا شهداء اللّه في الأرض، أقمتم أم كتمتم».

ثمّ قال: «يا أبا بكر، قُم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقال: أعن أمر اللّه و رسوله؟ قال: «نعم». فقام فسلّم عليه بإمرة المؤمنين.

ص: 179


1- في النسخ: «قال: قال».
2- نوّه بفلان: دعاه برفع الصوت، رفع ذكره، مدحه وعظّمه.
3- ورواه محمّد بن العبّاس بن مروان في كتاب «تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبيّ و آله صلى اللّه عليه وعليهم»، كما في الباب 102 من كتاب التحصين: ص 285 - 286 عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن حديد ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس بن بزرج، عن زيد بن الجهم، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، بتفاوت. وروی نحوه الجاوابي في «نور الهدى والمنجي من الردى» كما في الباب 2 من كتاب التحصين -لابن طاووس - مرسلاً عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وروى أيضاً نحوه العيّاشي في تفسير سورة النحل في تفسيره: 2: 268 ح 64.
4- في بعض النسخ والبحار: «سبعة رهط». والرهط: عشيرة الرجل وأهله، ومن الرجال: ما دون العشرة.

ثمّ قال: «قُم يا عمر، فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». قال: أعن أمر اللّه ورسوله نسمّيه أمير المؤمنين؟ قال: «نعم». فقام فسلّم عليه.

ثمّ قال للمقداد بن الأسود الكندي: «قُم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم، ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله.

[ثمّ قال: «قُم يا سلمان، فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم](1).

ثمّ قال لأبي ذرّ الغفاري: «قُم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم عليه.

ثمّ قال لحذيفة اليماني: «قم فسلّم على أمير المؤمنين». فقام فسلّم عليه(2).

ثمّ قال لعمّار بن ياسر: «قم فسلّم على أمير المؤمنين». فقام فسلّم عليه.

ثمّ قال لعبد اللّه بن مسعود: «قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين». فقام فسلّم عليه.

ثمّ قال لبريدة: «قُم فسلّم على أمير المؤمنين». - وكان بريدة أصغر القوم سنّاً - فقام فسلّم.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء اللّه، أقمتم أم تركتم».

(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 7)

(1745) 7-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمرو بن يحيى الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن إسحاق بن عبدوس قال: حدّثني محمّد بن نهار بن عمّار [بن أبي المحياة يحيى بن يعلى

ص: 180


1- ما بين المعقوفين مأخوذ من اليقين، وهو لازم لأنّه ورد في أوّل الرواية: «فدعا نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تسعة رهط»، وبدون ما ذكرته لا يكمل العدد.
2- في حاشية نسخة: « في نسخة ليس فيها حذيفة، والسبعة تتمّ بدون حذيفة».
3- ورواه الجاوابي في «نور الهدى والمنجي من الردى» بعين السند والمتن كما في الباب 26 من التحصين - لابن طاوس-. وقريباً منه رواه ابن طاوس في الباب 120 من كتاب اليقين: ص 316 - 317 بإسناده عن عباد بن يعقوب، عن السري بن عبداللّه السلمي، عن عليّ بن حزور، عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي داوود السبيعي، عن بريدة، مع زيادات في آخره. وروى الثقفي نحوه في كتاب المعرفة كما في الباب 55 من اليقين - لابن طاوس - بإسناده عن عليّ بن حزور، عن أبي داوود، عن بريدة.

أبو الحسن] التيمي قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا الفضيل بن الزبير، عن أبي داوود السبيعي:

عن عمران بن حصين أخي! بريدة بن حصيب قال: بينا أنا وأخي بريدة عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ دخل أبو بكر، فسلّم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: «انطلق فسلّم على أمير المؤمنين».

فقال: يا رسول اللّه، ومن أمير المؤمنين؟

قال: «عليّ بن أبي طالب».

قال: عن أمر اللّه وأمر رسوله؟

قال: «نعم».

ثمّ دخل عمر فسلّم، فقال: «انطلق فسلّم على أمير المؤمنين».

فقال: يا رسول اللّه، ومن أمير المؤمنين؟

قال: «عليّ بن أبي طالب».

قال: عن أمر اللّه وأمر رسوله؟

قال: «نعم».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 8)

(1746) 8-(1) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون بن الصلت الأهوازي سماعاً منه في مسجده بشارع دار الرقيق ببغداد، في سلخ شهر ربيع الأوّل من سنة تسع وأربع مئة، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة إملاءً قال: حدّثنا

ص: 181


1- ورواه الجاوابي في كتاب «نور الهدى» كما في الباب 27 من التحصين. ورواه ابن مردويه في «المناقب » كما في الباب 3 من اليقين - لابن طاوس - ص 132، عن محمّد بن المظفّر بن موسى، عن محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي، عن يحيى بن سالم، وفيه: «أمرنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نسلّم على عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين». ورواه النطنزي في كتاب «الخصائص العلويّة على جميع البريّة والماٰثر العلويّة لسيّد الذريّة» كما في الباب 32 من كتاب «اليقين»: ص 176 عن أحمد بن الفضل بن الخواص، عن شجاع بن عليّ المصقلي، عن أحمد بن موسى الحافظ ابن مردويه، عن محمّد بن مظفّر، وفيه: «أمرنا رسول اللّه صلوات اللّه عليه واله وسلّم أن نسلّم على عليّ بيننا بأمير المؤمنين». ورواه ابن عساكر في الحديث 784 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 259 عن أبي المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد في كتابه، عن أبي بكر عبدالغفّار بن محمّد، عن أبي بكر الحيري، عن أبي العبّاس الأصمّ، عن عبد اللّه بن أحمد بن المستورد، وفيه: «أمرنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين، ونحن سبعة وأنا أصغر القوم يومئذ». ورواه ابن طاوس في الباب 69 من اليقين: ص 229 نقلاً عن كتاب دلائل الإمامة، عن أبي سفیان كليب المسعودي، عن يحيى بن سالم العبدي، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داود الهمداني ، عن بريدة، مثل رواية ابن عساكر. وعن يحيى بن سالم، عن زياد بن المنذر، عن أبي داود عن بريدة، وعن أبي العلاء، عن أبي داود، عن بريدة. وروى أيضاً السيّد ابن طاوس في الباب 128 من اليقين: ص 362 نقلاً عن كتاب الرسالة الموضحة - تأليف المظفر بن جعفر بن الحسن - عن محمّد بن همام، عن عليّ بن العبّاس ومحمّد بن الحسين بن حفص، عن إسماعيل بن إسحاق، عن يحيى بن سالم، عن صباح بن يحيى المزني عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال: كنّا نسلّم على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بإمرة المؤمنين، نقول: «السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته» ويردّ علينا.

عبداللّه بن أحمد بن المستورد قال: حدّثنا يوسف بن كليب قال: حدّثني يحيى بن سالم قال: حدّثنا صباح المزني، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داوود:

عن بريدة قال: أمرنا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نسلّم على عليّ (علیه السلام) بإمرة المؤمنين.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 1)

ص: 182

(1747) 9- حدّثني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليّ ربّي ما أوحى ثمّ قال: يا محمّد، اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام، فما سمّيت بهذا أحداً قبله ولا أسمّي بهذا أحداً بعده».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 25)

(1748 - 1749) 10(1)- 11- وبإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ(2) إلى سدرة المنتهى أوقفت(3) بين يدي ربّي عزّ وجلّ فقال لي: يا محمّد.

فقلت: لبّيك ربّي و(4) وسعديك.

قال: قد بلوتَ خلقي، فأیّهم وجدتَ(5) أطوع لك»؟

قال: «قلت: ربّ عليّاً».

قال: صدقت یا محمّد، فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك، ويعلّم عبادي

ص: 183


1- تقدّم تخريجه في الباب 28 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
2- كلمة «ثمّ» غير موجودة في ح 73.
3- في ح 73: «وقفت».
4- كلمة «ربّي» غير موجودة في ح 73.
5- في ح 73: «فأيّهم رأيت...».

مِن كتابي ما لا يعلمون»؟

قال: «قلت: اختر لي، فإنّ خيرتك خيرٌ لي».

قال: «قد اخترت لك عليّاً، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، فإنّي قد نحلته علمي و حلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده(1)» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس،12، الحديث 45 - 46، والمجلس 12، الحديث 73)

تقدّم إسناده في الباب 28 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)، ويأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1750) 12-(2) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمرو بن يحيى الفحّام قال: حدّثني إسحاق بن عبدوس قال: حدّثني محمّد بن نهار بن عمّار [بن أبي المحياة يحيى بن يعلى أبو الحسن التيمي] قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى(3)، عن جابر، عن إسحاق بن عبداللّه بن الحارث [بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو يعقوب]، عن أبيه:

عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه قال: «أتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعنده أبوبكر و عمر، فجلست بينه وبين عائشة، فقالت لي عائشة: ما وجدت إلّا فخذي أو فخذ رسول اللّه!

ص: 184


1- في الحديث 73: «لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده».
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 143 عن أبي عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن، عن أبيه الشيخ الطوسي. ولاحظ سائر تخريجاته في كتاب النبوّة.
3- كذا في النسخ، ولعلّه زكريّا بن يحيى الواسطي الّذي ذكره النجاشي في رجاله: ص 173 رقم 456، والكشي في ترجمة المغيرة بن سعيد: 2: 488/399، هذا، وفي رجال النجاشي: 174 / 459: زكريّا بن الحرّ الجعفي روى عن أبي عبد اللّه، و في الكافي: ج 2 ص 253 كتاب الإيمان والكفر: باب شدّة ابتلاء المؤمن ح 9: عليّ بن الحكم، عن زكريّا بن الحر، عن جابر بن يزيد.

فقال: مه یا عائشة، لاتؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وهو أمير المؤمنين، يجعله اللّه يوم القيامة على الصراط، فيُدخل أولياءه الجنّة و أعداءه النّار».

(أمالى الطوسى: المجلس 11، الحديث 9)

(1751) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبى المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن الحسن الرزّاز أبو العبّاس قال: حدّثنا أبو أمّي محمّد بن عيسى أبوجعفر القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي، عن عبد الغفّار بن القاسم، عن عبداللّه بن شريك العامري، عن جندب بن عبداللّه البجلي:

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة، فجلست بينه وبينها، فقالت: يا ابن أبي طالب ما وجدت لإستك مكاناً غير فخذي أمط عنّي. فضرب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين كتفيها ثمّ قال لها: ويل لك، ما تريدين من أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين».

(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 3)

(1752) 14-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم بن نصر أبو نصر الصيداوي قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الصباح بن يحيى، عن يعقوب بن زياد العبسي:

عن عليّ بن علقمة الأنماري قال: لمّا قدم الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليهما وعمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) [الكوفة] يستنفران النّاس، خرج حذيفة (رحمه اللّه) وهو مريض مرضه الّذي قُبض فيه، فخرج يُهادي بين رجلين، فحرّض النّاس وحثّهم على

ص: 185


1- ورواه الشيخ المفيد (قدّس سرّه) في الجمل: ص 411 في حديث طويل في أسباب بغض عائشة لأمير المؤمنين (علیه السلام).
2- تقدّم تخريجه في ج 3 ص 485 في الباب الأوّل من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان.

اتّباع عليّ (علیه السلام) وطاعته ونصرته، ثمّ قال: ألا مَن أراد - والّذي لا إله غيره - أن ينظر إلى أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب، فوازروه واتّبعوه وانصروه.

قال يعقوب: أنا واللّه سمعته من عليّ بن علقمة، ومن عمومتي يذكرونه عن حذيفة.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 36)

(1753) 15- وبالسند المتقدّم عن يحيى بن يعلى قال: حدّثنا العلاء بن صالح الأسدي، عن عديّ بن ثابت، عن أبي راشد قال: لمّا أتى حذيفة بيعة عليّ (علیه السلام) ضرب بيده واحدة على الأخرى وبايع له، وقال: هذه بيعة أمير المؤمنين حقّاً، فواللّه لا يبايع بعده لواحد من قريش إلّا أصغر أو أبتر يولي الحقّ استه.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 37)

(1754) 16- وبإسناد يأتى عن أنس بن مالك (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ أنا رسول اللّه وسيّد ولد آدم، وأنت أمير المؤمنين وسيّد العرب».

(أمالي الطوسى: المجلس: 18، الحديث 21)

سيأتي تمامه مسنداً في باب أن عليّاً (علیه السلام) سيّد العرب.

(1755) 17-(1) وبإسناده عن ابن عبّاس (في حديث) قال: قال جبرئيل لعليّ (علیه السلام): «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد ولد آدم ما خلا النبيّين والمرسلين» (إلى أن قال:) فقال النبيّ: «سمّاك باسم سمّاك اللّه تعالى به، وهو الّذي ألقى محبّتك

ص: 186


1- ورواه الخوارزمي في الفصل 19 - فضائل له شتّى - من المناقب: ص 322 - 323 ح 329 و في طبع: ص 231، و العلّامة الحلي في البحث العاشر من الباب الثاني من الفصل الثالث من كشف اليقين: ص 289 ح 335.

في قلوب المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين».

(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)

يأتي تمامه مسنداً في الباب 11 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).

ثمّ إنّ هذه الروايات تدلّ على أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الإمام مفترض الطاعة على جميع النّاس، فيجب على الجميع إطاعته في كلّ ما يأمرهم به وينهاهم عنه وذلك عامّ لجميع المؤمنين، لدلالة الجمع المحلّى باللام على العموم، لا سيّما مع انضمامه إلى سائر النصوص الصريحة.

وسيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 6.

ص: 187

باب 4- أنّ عليّاً (علیه السلام) خير البشر وأفضل النّاس بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 36 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1756) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه شيخ لأهل الري، قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار البغدادي قال: حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة عُتبة الكندي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي عن الأعمش:

عن عطاء قال: سألت عائشة عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)؟ فقالت: ذاك خير البشر، ولا يشكّ فيه إلّا كافر.

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 3)

ص: 188


1- ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي في كتاب «نوادر الأثر في عليّ خير البشر» المطبوع في آخر جامع الأحاديث: ص 318 - 319 بسندين عن عبد الرحمان بن شريك. ورواه أيضاً في ص 319 - 320 بإسناده عن الأعمش، عن عطيّة قال: سألت عائشة، وذكر الحديث. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 448 - 449 ح 972 عن أبي القاسم إسماعيل بن محمّد، وأبي بكر محمّد بن شجاع، عن أبي محمّد التميمي، عن أبي الحسين بن بشران، عن إسماعيل الصفّار. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في أنّه خير الخلق بعد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من المناقب: 3: 67 وفي ط: ص 82 عن عطاء وعطيّة، عن عائشة. وأخرجه العاصمي في زين الفتى: 2: 416 ح 531 بإسناده عن وكيع، عن الأعمش، عن عطيّة، عن جابر. وروی ابن شاذان في المنقبة 70 من مئة منقبة بإسناده عن أنس، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ بن أبي طالب خير البشر، من أبى فقد كفر». فقيل لها: ولم حاربته؟ فقالت: واللّه ما حاربته من ذات نفسي، وما حملني على ذلك إلّا طلحة والزبير!

(1757) 2-(1) حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب قال: أخبرنا عبد الرحمان الخيطي(2) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى [بن حكيم أبو جعفر الصوفي] الأودي قال: حدّثنا حسين بن حسن العرني قال: حدّثنا إبراهيم بن يوسف، عن شريك، عن منصور، عن ربعي:

عن حذيفة أنّه سئل عن عليّ (علیه السلام) فقال: ذاك خير البشر، ولا يشكّ فيه إلّا منافق.

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 4)

(1758) 3-(3) حدّثنا محمّد بن أحمد الصيرفي وكان من أصحاب الحديث، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن العبّاس بن بسّام مولى بني هاشم، قال: حدّثنا أبو الخير.

قال: وحدثنا محمّد بن يونس البصري قال: حدّثنا عبداللّه بن يونس وأبو الخير قالا: حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثنا أبو بكير النخعي(4) عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان:

ص: 189


1- ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي في كتاب «نوادر الأثر في عليّ خير البشر» المطبوع في آخر جامع الأحاديث: ص 318 عن محمّد بن أحمد الغطريفي، عن السجستاني، عن أبي كريب محمّد بن العلاء، عن بشر بن مهران، عن شريك. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في أنّه خير الخلق بعد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»من المناقب: 3: 67، وفي ط: ص 82، وفيه: «... ولا يشكّ فيه إلّا كافر». ورواه ابن مردويه في المناقب كما عنه في كشف الغمّة: 1: 155 في عنوان «ما ورد في تفضيل عليّ على الصحابة».
2- كذا في النسخ، ولعلّ الصحيح: «الحنظلي»، وهو عبد الرحمان بن أبي حاتم محمّد بن إدريس الرازي.
3- ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي في كتاب «نوادر الأثر في عليّ خير البشر» المطبوع في آخر جامع الأحاديث: ص 314 بإسناده عن إبراهيم القطّان، عن شريك. ورواه أيضاً بإسناده عن الحسن بن سعيد، عن شريك، وبسند آخر عن إسحاق بن إبراهيم القطّان، عن شريك، عن أبي إسحاق. ورواه أيضاً بإسناده عن إبراهيم اليشكري، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي وائل. ورواه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 444 ح 962 بإسناده عن الحسن بن سعيد، عن شريك، وقال فى آخر الحديث: كذا قال الحسن بن سعيد،، وإنّما هو الحرّ. ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 963 بإسناده عن الحرّ بن سعيد، عن شريك، عن أبي إسحاق. ورواه الذهبي في ترجمة الحرّ بن سعيد النخعي من ميزان الاعتدال: 1: 472 رقم 1779، وتابعه ابن الحجر فى لسان الميزان: 2: 348(2386).
4- في نسخة: «أبو بكر النخعي»، وفي نوادر الأثر: الحسن بن سعيد النخعي أبي سعید، وفي تاريخ دمشق: الحرّ بن سعيد النخعي، وهو مترجم في ميزان الاعتدال ولسانه، لكن لم يذكر فيهما كنيته.

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «عليّ بن أبي طالب خير البشر، ومن أبى فقد كفر».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 5)

(1759) 4-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمّد بن السِّندي، عن عليّ بن الحكم، عن فُضيل بن عثمان:

عن أبي الزبير المكّي قال: رأيت جابراً متوكّئاً على عصاه وهو يدور في سِكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: «عليّ خير البَشَر، فمن أبى فقد كفر، يا معشر الأنصار أدِّبوا أولادكم على حُبّ عليّ، فَمَن أبى فانظُروا في شأن أمّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 6)

(1760) 5-(2) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني أبو محمّد الحسن

ص: 190


1- ورواه أيضاً في الباب 120 من علل الشرائع: ص 142 ح 4. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في أنّه خير الخلق بعد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من المناقب: 3: 82 و في ط: ص 67 عن أبي الزبير وعطيّة العوفي وجواب، عن جابر.
2- ورواه أيضاً في الحديث 225 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 59 وفي ط: ص 64. وروى الخطيب في ترجمة محمّد بن كثير من تاريخ بغداد: 3: 192 برقم 1234 بإسناده عن زرّ، عن عبداللّه، عن عليّ قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من لم يقل عليّ خير النّاس فقد كفر». ورواه عنه ابن عساكر في الحديث 961 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 444، والحمّويي في الباب 31 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 154 ح 116، و الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ص 245 في الباب 62. ورواه ابن حجر في ترجمة محمّد بن كثير القرشي الكوفي من تهذيب التهذيب: 9: 362 وفي ط: ص 419. وأخرجه القندوزي في الباب 56 من ينابيع المودّة: 2: 273، ح 778 عن مودّة القربى.

بن عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس الرازي قال: حدّثني أبي عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس بن هارون التميمي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أخي الحسن بن عليّ قال:

حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت خير البشر، ولا يشكّ فيك إلّا كافر».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 7)

(1761) 6-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن ابراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني محمّد بن عليّ قال: حدّثنا العبّاس بن عبداللّه، عن عبدالرحمان بن الأسود، عن عبد الرحمان بن مسعود، عن عليّ (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّ أهل بيتي إلَيّ وأفضل من أترك بعدي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 19)

ص: 191


1- لاحظ الحديث 154 و 156 و 157 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 1: 129 - 131.

(1762) 7- وعن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا الحكم بن سليمان قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن عمرو بن حُريث الأشجعي، عن بردعة بن عبد الرحمان، عن أبي الخليل:

عن سلمان رحمة اللّه عليه قال: دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند الموت، فقال: «عليّ بن أبي طالب أفضل من تركت بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 20)

(1763) 8- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال: ذاك خير خلق اللّه من الأوّلين والأخرين، ما خلا النبيّين والمرسلين، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يخلق خلقاً بعد النبيّين والمرسلين أكرم عليه من عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) والأئمّة من ولده بعده - الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 4)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1764) 9- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: حدّثنا أبو رجاء قُتيبة بن سعيد، عن حمّاد بن زيد، عن عبد الرحمان السرّاج، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من فضّل أحداً من أصحابي على عليّ فقد كفر».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 4)

(1765) 10- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني إبراهيم بن رجاء الجحدري قال: حدّثنا وكيع بن الجرّاح، عن شريك بن عبداللّه عن عبداللّه محمّد بن عقيل عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من فضّل أحداً من أصحابي على عليّ فقد كفر».

(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 5)

ص: 192

(1766) 11-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو عبداللّه الأسدي قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار الغسّاني قال: حدّثنا أبو الصباح عبدالغفور الواسطي(2)، عن عبد اللّه بن محمّد القرشي، عن أبي عليّ الحسن بن عليّ الراسبي عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الشاكّ في فضل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يُحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمئة شعبة على كلّ شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه».

(أمالى المفيد: المجلس 18، الحديث 3)

(1767) 12- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري الحسيني قال: حدّثنا محمّد بن

ص: 193


1- ورواه الخوارزمي في الفصل 19 فضائل له شتّى، من المناقب: ص 329، ح 347 مرسلاً عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يحشر الشاكّ في عليّ من قبره في عنقه طوق من نار فيه ثلاث مئة شعلة، على كلّ شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّى يوقف موقف الحساب». وفي رواية: «يكلح في وجهه».
2- أبو الصباح عبد الغفور الواسطي، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد: 11: 130 - 131 / 5823 وقال: لا أعرف عبد الغفور هذا إلّا أن يكون أبا الصباح الواسطي، ويغلب على ظنّي أنّه إيّاه، فإن كان هذا فهو عبد الغفور بن سعيد، وقيل: عبد الغفور بن عبد العزيز، حدّث عن أبي هاشم الرمّاني، روى عنه خلف بن عبد الحميد بن أبي الحسناء وشجاع بن أشرس وصالح بن مالك الخوارزمي. وانظر أيضاً: ميزان الاعتدال - للذهبي -: 2: 641 / 5150، ولسان الميزان - لابن حجر-: 4: 416/5274، والجرح والتعديل -لابن أبي حاتم الرازي -: 6: 55 / 293 وهو عنده عبد الغفور بن عبد العزيز، والضعفاء الكبير - للعقيلي -: 3: 113 / 1086 وهو عنده عبد الغفور بن سعيد، والتاريخ الكبير - للبخاري -: 6: 137، والتاريخ الصغير - للبخاري-: 2: 186، والكامل -لابن عدي -: 4: 329 / 513 / 1481.

الفضل بن حاتم المعروف بأبي بكر النجّار الطبري الفقيه، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الحميد قال: حدّثنا داهر بن محمّد بن يحيى الأحمري قال: حدّثنا المنذر بن الزبير، عن أبي ذرّ الغفاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تضادّوا بعليّ أحداً فتكفروا، ولا تفضلوا عليه أحداً فترتدّوا».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 6)

ص: 194

باب 5- أنّ عليّاً (علیه السلام) الوصيّ وسيّد الأوصياء وأفضلهم وسيّد الشهداء

(1768) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الرحمان بن الأسود اليشكري، عن محمّد بن عبید اللّه:

عن سلمان الفارسي (رضی اللّه عنه) قال: سألت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): من وصيّك من أمّتك؟ فإنّه لم يُبعث نبيّ إلّا كان له وصيّ من أمّته. فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « لم يُبيّن لي بعد».

فمكثت ما شاء اللّه أن أمكث، ثمّ دخلت المسجد، فناداني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا سلمان، سألتني عن وصيّي من أمّتي، فهل تدري من كان وصيّ موسى من أمّته»؟

فقلت: كان وصيّه يُوشَع بن نُون فتاه.

قال: «فهل تدري لِمَ كان أوصى إليه»؟

فقلت: اللّه ورسوله أعلم.

قال: «أوصى إليه لأنّه كان أعلم أمّته بعده، و وصیّي أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 1)

ص: 195


1- ورواه الطبراني في مسند سلمان الفارسي من المعجم الكبير: 6: 221 ح 6063 عن محمّد بن عبداللّه الحضرمي، عن إبراهيم بن الحسن الثعلبي، عن يحيى بن يعلى، عن ناصح بن عبداللّه، عن سماك بن حرب، عن أبي سعيد الخدري، عن سلمان، بتفاوت يسير، ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 10: 114، والمتّقي في كنز العمّال: 11: 610 ح 32952. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 387 ح 307 بإسناده عن قیس بن ميناء، عن سلمان، وفى ص 385 - 86 ح 304 عن عباد بن عبداللّه، عن سلمان، وفي ص 387 - 388 ح 308 من طريق أبي سعيد الخدري، عن سلمان، وفي ص 389 ح 311 من طریق برذعة بن عبدالرحمان رفعه عن سلمان، وفي ص 437 ح 338 من طريق برذعة، عن أبي الخليل، عن سلمان، بتفاوت. ورواه الكنجي في الباب 74 من كفاية الطالب: ص 292 من طريق أبي سعيد، عن سلمان. ثمّ إنّ سؤال سلمان، رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن وصيّه، وجوابه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) -مع اختلاف من التفصيل و الاختصار - رواه جمع من المؤلّفين في كتبهم، فمنهم: أحمد في الحديث 174 من فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 118، وعنه سبط ابن الجوزي في عنوان «حديث في النجوى والوصيّة» من تذكرة الخواصّ: ص 43، وابن مردويه في المناقب كما عنه الاربلي في كشف الغمّة: 1: 155 - 156 في عنوان «في بيان أنّه (علیه السلام) أفضل الأصحاب» والبدخشي في مفتاح النجاة على ما في إحقاق الحقّ: 76:4. ورواه أيضاً محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 1: 384 ح 302 عن أشياخ من كندة عن سلمان، وص 386 - 387 ح 306 عن أنس، عن سلمان. ورواه ابن حجر في ترجمة قيس بن ميناء من لسان الميزان: 4: 480، والسيوطي في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من اللآلي: 1: 358. ورواه المحبّ الطبري في عنوان «ذكر اختصاصه بالولاية والارث» من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 123 بتفاوت يسير.

(1769) 2-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التاجر قال: حدّثنا عليّ بن مهران عن الحسين بن سعيد، عن الحسين

بن علوان، عن زياد بن المنذر، عن بدر بن عبداللّه، عن أنس بن مالك قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يدخل عليكم من هذا الباب خير الأوصياء، و سيّد الشهداء، وأدنى النّاس منزلة من الأنبياء».

فدخل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وما لي لا أقول هذا يا أبا الحسن، وأنت صاحب حوضي والموفي بذمّتي، والمؤدّي عنّي دَيني».

(أمالي الصدوق: المجلس 37، الحديث 10)

ص: 196


1- وروى المرشد باللّه الشجري في عنوان الحديث السابع من الأمالي الخميسيّة: 1: 154 بإسناده عن عليّ (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ سيّد الشهداء، وأبو الشهداء الغرباء».

(1770 و 1771) 3(1)- 4- حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الورّاق قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدّثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «خلق اللّه عزّ وجلّ مئة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ، أنا أكرمهم على اللّه ولا فخر، وخلق اللّه عزّ وجلّ مئة ألف وصيّ وأربعة و عشرين ألف وصيّ، فعليّ أكرمهم على اللّه وأفضلهم».

وحدّثني بهذا الحديث محمّد بن أحمد البغدادي الورّاق قال: حدّثنا على بن محمّد مولى الرشيد قال: حدّثني دارم بن قبيصة قال: حدّثني عبداللّه بن سليمان بن عبداللّه بن حسن، عن أبيه، عن جدّه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الصدوق، المجلس 41، الحديث 11 و 12)

(1772) 5-(2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال:

ص: 197


1- ورواه أيضاً في الحديث 18 من باب ما بعد الألف من الخصال: ج 2 ص 641. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الإمامة...» من روضة الواعظين: ص 110. وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة باب تعداد الأنبياء (علیهم السلام): ج 1 ص 22.
2- ورواه أيضاً في الباب 22 من كمال الدين: 1: 211 - 213 ح 1 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الصفّار وسعد بن عبداللّه وعبد اللّه بن جعفر الحميري جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطّاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي وإبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب. ورواه عليّ بن الحسين بن بابويه - والد الصدوق - في أوّل كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطّاب و الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب. ورواه الطبري فى بشارة المصطفى: ص 82 بسنده إلى الصدوق، وفي ص 83 بسنده عن الشيخ الطوسي.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد النبیّين، ووصیّي سيّد الوصيّين، وأوصياؤه سادة الأوصياء» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 48)

تقدّم تمامه في الباب 2 من كتاب الإمامة.

(1773) 6- حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن إسماعيل بن أبان عن سلّام بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل [عامر بن واثلة]، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد النبيّين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، والأئمّة بعدهما سادات المتّقين وليّنا وليّ اللّه، وعدوّنا عدوّ اللّه، وطاعتنا طاعة اللّه، ومعصيتنا معصية اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 16)

(1774) 7-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا

ص: 198


1- ورواه السيّد ابن طاووس فى كتاب اليقين: ص 225 - 227 باب 67 نقلاً عن كتاب الدلائل لمحمّد بن جرير الطبري، عن محمّد بن عبد اللّه، عن عمران بن محسن، عن يونس بن زياد عن الربيع بن كامل ابن عمّ الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع، وبعده فقرات أخرى.

عمران بن محسن بن محمّد بن عمران بن طاووس الخطيب مولى الصادق (علیه السلام) بالموصل، قال: حدّثنا إدريس بن زياد الحنّاط بكفرتوثا(1)، قال: حدّثني الربيع بن کامل ابن عمّ الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع:

عن أبيه الربيع بن يونس حاجب المنصور، وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمّد (علیه السلام)، قال: سألت جعفر بن محمّد بن عليّ (علیهم السلام) على عهد مروان الحمار، فقلت: يا سيّدي، أخبرني عن سجدة الشكر الّتي سجدها أمير المؤمنين (علیه السلام) ما كان سببها؟ فحدّثني عن أبيه محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وجّهه في أمرٍ من أمره فحسن فيه بلاؤه، وعظم فيه عناؤه، فلمّا قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد خرج لصلاة الظهر، فصلّى معه، فلمّا انصرف من الصلاة أقبل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فاعتنقه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ سأله عن سفره ذلك وما صنع فيه، فجعل عليّ (علیه السلام) يحدّثه وأسارير وجه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تلمع نوراً وسروراً بما حدّثه فلمّا أتى عليّ (علیه السلام) على حديثه قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ألا أبشّرك يا أبا الحسن؟

قال: بلى فداك أبي وأمّي، فكم من خير بشّرت به.

قال: إنّ جبرئيل (علیه السلام) هبط عَلَيّ في وقت الزوال فقال لي: يا محمّد، هذا ابن عمّك عليّ وارد عليك، وإنّ اللّه تعالى أبلى المسلمين به بلاء حسناً، وإنّه كان من صنيعه كذا وكذا، فحدّثني بما أنبأتني به، ثمّ قال لي: يا محمّد إنّه من نجا من ذريّة آدم

ص: 199


1- قال ياقوت في معجم البلدان كفرتوثا - بضمّ التاء المثناة من فوقها وسكون الواو وثاء مثلثة -: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، بينها وبين دارا خمسة فراسخ، وهي بين دارا ورأس عين، ينسب إليها قوم من أهل العلم. وكفرتوثا أيضاً من قرى فلسطين، وقال أحمد بن يحيى البلاذري: وكان كفرتوثا حصناً قديماً فاتّخذها ولد أبي رمثة منزلاً فمدّنوها وحصّنوها.

باللّه عزّ وجلّ، فنجا من تولّى شيث بن آدم وصيّ أبيه آدم، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى سام بن نوح وصيّ نوح، ونجا سام بأبيه نوح، ونجا نوح باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى إسماعيل- أو قال: إسحاق - وصيّ إبراهيم خليل اللّه، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم ونجا إبراهيم باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى يوشع وصيّ موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى باللّه عزّ وجلّ، ونجا من تولّى شمعون وصيّ عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى باللّه عزّ وجلّ، ونجا يا محمّد من تولّى عليّاً وزيرك في حياتك، ووصيّك عند وفاتك، ونجا عليّ بك، ونجوت أنت باللّه عزّ وجلّ.

يا محمّد، إنّ اللّه جعلك سيّد الأنبياء، وجعل عليّاً سيّد الأوصياء وخيرهم، و جعل الأئمّة من ذريّتكما إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها.

فسجد عليّ (علیه السلام) وجعل يقلّب وجهه على الأرض شكراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 25، الحديث 16)

ص: 200

باب 6- أنّ عليّاً (علیه السلام) سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة وأنّه سيّد العرب

(1775) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن محمّد بن المظفّر قال: حدّثنا محمّد بن جرير قال: حدّثني أحمد بن إسماعيل عن عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة:

عن عبداللّه بن عبّاس (رحمه اللّه) قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة».

(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 8)

(1776) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو منصور السكّري قال حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس قال:

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه، ومن أبغضك فقد أبغضني، وم-ن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسى: المجلس 11، الحديث 70)

ص: 201


1- لاحظ تخريج الحديث التالي.
2- ورواه أحمد في فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 147 ح 214 وفيه: بعثني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال له: قل له: أنت سيّد...». ورواه عنه سبط ابن الجوزي في عنوان «حديث في قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة» من تذكرة الخواصّ، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 110 في عنوان «ذكر اختصاصه بأنّ من آذاه فقد آذى النبيّ...». ورواه الحاكم في المستدرك: 3/ 128، والخطيب في ترجمة أحمد بن زاهر العبدي من تاريخ بغداد: 4: 41 بطرق متعدّدة، وفي ص 42 من طريق آخر عن عبد الرزّاق. ورواه الهيثمي في مناقب عليّ (علیه السلام) من مجمع الزوائد: 9: 113 في عنوان: «باب منه جامع فيمن يحبّه ومن يبغضه» نقلاً عن الطبراني في الأوسط. و رواه ابن كثير في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من البداية والنهاية: 7: 368 عند ذكر حوادث سنة 40 من الهجرة، وقال: قال غير واحد عن أبي الأزهر... بلفظ: «أنّ رسول اللّه نظر إلى عليّ...». ورواه المزّي في ترجمة أحمد بن الأزهر من تهذيب الكمال: 1: 259، وتابعه ابن حجر في تهذيب التهذيب: 1: 11/5، وابن الجوزي في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من العلل المتناهية: 1: 222 ح 348 وفي الجميع: «نظر النبيّ...».

(1777) 3-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي قال: حدّثني عليّ بن إسماعيل أبو الحسن الأطروش قال: حدّثنا محمّد بن خلف المقرئ قال: حدّثنا حسين [بن الحسن] الأشقر قال: حدّثنا قيس بن الربيع عن أبيه، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أنس، ادع لي سيّد العرب».

فقال: يا رسول اللّه، ألست سيّد العرب؟

قال: «أنا سيّد وُلد آدم وعليّ سيّد العرب».

فدعا عليّاً، فلمّا جاء عليّ (علیه السلام) قال: «يا أنس، ادع لي الأنصار». فجاءوا، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا معشر الأنصار، هذا عليّ سيّد العرب، فأحبّوه لحبّي، و أكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل (علیه السلام) أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ ما أقول لكم».

(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 4)

ص: 202


1- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 128 و 129 و 1010 و 1012 و 1016 و 1019 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) بأسانيد عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي ليلى، عن الإمام الحسن (علیه السلام). ورواه الطبراني في مسند الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 88 ح 220 عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن إسحاق الصيني، عن قيس بن الربيع، عن ليث، عن ابن أبي لیلی، عن الإمام الحسن (علیه السلام). ورواه عن الطبراني، الكنجي في الباب 53 من كفاية الطالب، والمتقي في الحديث 33007 من كنز العمّال: 11: 619، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 132. ورواه أبونعيم في حلية الأولياء: 1: 63 بإسناده عن قيس بن الربيع، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي ليلى عن الإمام الحسن (علیه السلام). و في ترجمة زبيد بن الحارث الايامي: 5: 38 بسنده عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الإمام الحسين (علیه السلام) ملخّصاً. ورواه الحمّويي في الباب 40 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 197 ح 154 بإسناده عن أبي نعيم. ورواه المحبّ الطبري في عنوان «ذكر اختصاصه بسيّد العرب...» من الفصل 6 من الرياض النضرة: 2: 122 وفي ذخائر العقبى: ص 70. ورواه ابن شهر آشوب في المناقب: نقلاً عن أبي نعيم وفضائل السمعاني والنطنزي و الطبراني. ورواه حسام الدين الحنفي في كتاب «آل محمّد»: ص 7 عن الإمام الرضا (علیه السلام) بسنده، عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام)، كما في إحقاق الحقّ: 403:20. وورد أيضاً من طريق الإمام زين العابدين (علیه السلام)، كما في الحديث 205 من تفسير فرات، والحديث 1014 من المناقب - لمحمّد بن سلمان الكوفي -: 2: 513. وله شاهد من حديث حذيفة، كما في ترجمة مسيّب بن عبدالرحمان من ميزان الاعتدال: 4: 115 / 8545، ولسان الميزان: 6: 725-726 / 8464. ومن حديث سلمان، كما في الحديث 41 من الفصل 19 من مناقب الخوارزمي. ومن حديث جابر، رواه الحاكم في المستدرك: 3: 124. ومن حديث أنس، كما في مجمع الزوائد: 9: 116 نقلاً عن الطبراني في الأوسط. ورواه سلمة بن كهيل، كما في الحديث 1015، 1017 من المناقب للكوفي، وتاريخ بغداد: 11: 89، والمناقب - لابن المغازلي - ح 257، والعلل المتناهية: ج 1 ص 215 ح 341 نقلاً عن الخطيب. وورد مختصراً عن ابن عبّاس، رواه الدارقطني في الافراد كما في الحديث 33006 من كنز العمّال والحديث 342 من العلل المتناهية. ورواه العماد الطبري في بشارة المصطفى: ص180 بسنده عن الزهري، عن ابن عبّاس مع تفصيل. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 195 ح 156 عن السدّي. وورد ما بمعناه عن أبي سعيد الخدري كما في الحديث 792 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق. وله أيضاً شاهد من حديث عائشة وعليّ (علیه السلام) وأنس، كما سيأتي في الحديث 2 - 4.

ص: 203

(1778) 4-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثني أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالح بن أبي سلمة النصيبيني قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر [جعفر بن أبي وحشيّة اياس الواسطي اليشكري](2)، عن سعيد بن

ص: 204


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: 103: 1 و 2. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الإمامة...» من روضة الواعظين: ص 101. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: ج 2 ص 512، تحت الرقم 1011، إلّا أنّ فيه: «أنا سيّد العالمين وهذا سيّد العرب» وليس بعده شيء. ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة الامام أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ج 2 ص 261 - 262 بأسانيد عديدة عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، تحت الرقم 787 - 789. والحديث مع مغايرة في اللفظ وزيادة ونقيصة رواه الحاكم في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من المستدرك: ج 3 ص 124، وابن المغازلي بسندين إلى أبي بشر مختصراً و مفصّلاً في الحديث 258 و 259 من المناقب، والحمّويي ذيل الحديث 154 من فرائد السمطين: 1: 197، والمتّقي في الحديث 36456 من كنز العمّال: 13: 145 نقلاً عن ابن النجّار.
2- انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى - لابن سعد-: 7: 253، والجرح والتعديل - لابن أبي حاتم-: 2 ترجمة 1927، والثقات -لابن حبان -: ج 6 ص 133، والكامل لابن عديّ-: 2: 151، والوافي بالوفيات: 11: 99، وميزان الاعتدال: 1: 402 - 403، وسير أعلام النبلاء -للذهبي-: 5: 465 - 466، وتهذيب الكمال - للمزّي -: 5: 5 / 932، وتهذيب التهذيب - لابن حجر العسقلاني-: 2: 83 وفي ط: ص 57، و معجم رجال الحديث: 4: 55.

جبير:

عن عائشة قالت: كنتُ عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال: »هذا سيّد العرب».

فقلت: يا رسول اللّه، ألستَ سيّد العرب؟

قال: «أنا سيّد وُلد آدم، وعليّ سيّد العرب».

فقلتُ: وما السيّد؟

قال: «من افترضت طاعته كما افتُرضت طاعتي».

(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 11)

(1779) 5-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ سيّد العرب».

فقالت امرأة من نسائه: ألستَ أنت سيّد العرب؟

فقال: «اسكتي، أنا سيّد وُلد آدم، وعليّ بن أبي طالب سيّد العرب».

(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 23)

(1780) 6-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن المغلّس قال: حدّثنا عبد اللّه بن يوسف الخيبرى قال: حدّثنا عمر بن عبد العزيز قال: حدّثنا خاقان بن عبد اللّه بن الأهتم، عن حميد، عن أنس بن مالك قال:

ص: 205


1- لاحظ الحديث 1014 و 1019 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) -لمحمد بن سليمان الكوفي-، وتخريج الحديث المتقدّم.
2- ورواه الطبراني في المعجم الأوسط ج 2 ص 279 تحت الرقم 1491، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 515 ح 1018 ط 1 بتفاوت. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 116 نقلاً عن الطبراني في الأوسط. ورواه القندوزي في ينابيع المودّة: 1: 266 ح 5 نقلاً عن جمع الفوائد: 2: 212.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سيّد العرب»؟

قالوا: أنت يا رسول اللّه.

قال: «أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 20)

(1781) 7-(1) وعن أبي المفضّل، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثني جعفر بن ميسرة، عن عبداللّه بن عبد الرحمان اليشكري(2):

عن أنس بن مالك قال: بينما أنا أوضّئ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ دخل عليّ (علیه السلام)، فجعل يأخذ من وضوئه فيغسل به وجهه، ثمّ قال: «أنت سيّد العرب».

فقال: «يا رسول اللّه، أنت رسول اللّه وسيّد العرب».

قال: «يا عليّ أنا رسول اللّه وسيّد ولد آدم، وأنت أمير المؤمنين وسيّد العرب».

(أمالي الطوسي: المجلس: 18، الحديث 21)

ص: 206


1- لاحظ الحديث 1113 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي -: 2: 616، وانظر تخريج الحديث المتقدّم.
2- في الطبعة الحجريّة: «جعفر بن ميسرة، عن أبي عبداللّه، عن عبدالرحمان اليشكري». وفى الرواة عن أنس: عبد اللّه بن عبد الرحمان البصري المعروف بالرومي، وعبد اللّه بن عبد الرحمان الضبّي أبو نصر الكوفي، وعبد اللّه بن عبد الرحمان بن معمر بن حزم المدني، ولم يظهر لي الصواب. وأمّا جعفر بن ميسرة مترجم في التاريخ الكبير - للبخاري -: 2: 189، والضعفاء الكبير - للعقيلي -: 1: 187، والمجروحين - لابن حبّان -: 1: 212، وعنوان «الأشجعي» من الأنساب – للسمعاني-، والكامل - لابن عديّ -: 2: 143، والجرح والتعديل - لابن أبي حاتم - ترجمة 2004، وميزان الاعتدال: 1: 418 / 1538، ولسان الميزان: 2: 231 / 2096.

باب 7- فى أنّ عليّاً (علیه السلام) آية الحقّ، ومع الحقّ، والحقّ معه

أقول: حديث «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ» من الأحاديث الّتي رويت عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعبارات مختلفة، وقد رواه كثير من الرواة، وحكى عنهم جمع من المؤلّفين في كتبهم، ويدلّ على عصمة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وقد تواترت الأخبار على عدم رضاه عمّن تقدّمه، وشكايته عنهم، فيثبت عدم كونهم على الحقّ وأنّ الحقّ منحصر في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

(1782) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «معاشر النّاس، إنّ عليّاً مع الحقّ والحقّ معه وعلى لسانه».

(أمالي الصدوق: المجلس 8، الحديث 4)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).

(1783) 2-(1) وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً: (إلى أن قال:)

قوله: «عليّ مع الحقّ والحقّ معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث (1)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).

ص: 207


1- سيأتي تخريجه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام). ووردت هذه الفقرة من الحديث من طريق سعد بن أبي وقّاص وأمّ سلمة، رواها محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 422 ح 330 ب، وابن عساكر في ترجمة سعد بن أبي وقّاص من تاريخ دمشق: 20: 157، وابن كثير في البداية والنهاية: 8: 77، والهيثمي في مجمع الزوائد: 7: 235 - 236 نقلاً عن البزّار.

(1784) 3- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «إنّ الحقّ معك، وإنّ الحقّ على لسانك وقلبك وبين عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في الباب 7 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1785) 4-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل بن شاذان المقرئ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن هارون بن عزرة القطّان(2) قال: حدّثنا مسعود أبو عبداللّه الخلادي قال: حدّثني تليد [بن سليمان المحاربي الكوفي]، عن أبي الجحّاف [داوود بن أبي عوف]، عن أبي إدريس، عن مجاهد:

عن عليّ (علیه السلام)(3) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لي: «يا عليّ، من فارقك فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 8)

(1786) 5-(4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني حبيب بن أبي العالية، عن مجاهد [عن ابن عمر](5):

ص: 208


1- لاحظ تخريج الحديث التالي.
2- ما أثبتناه موافق لترجمة الرجل في الجرح والتعديل: 2: 488 رقم 1992، وفي المصدر: عن عزرة القطّان.
3- كذا في أمالي الصدوق، وفي سائر المصادر يروي مجاهد هذا الحديث عن ابن عمر عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كما في تخريج الحديث التالي.
4- ورواه الطبراني في مسند عبداللّه بن عمر من المعجم الكبير: 12: 323 ح 13559 عن محمّد بن عبداللّه بن سليمان الحضرمي، عن أحمد بن صبيح الأسدي، عن يحيى بن يعلى، عن عمران بن عمّار، عن أبي إدريس. ورواه عن الطبراني، الخوارزمي في الفصل 8 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 105 ح 109، والحمّويي في الباب 55 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 299 ح 237، والمتّقي في الحديث 32974 من كنز العمّال. ورواه ابن المغازلي في الحديث 287 من المناقب: ص 240 بإسناده إلى عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري، عن الحضرمي. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 2: 543 ح 1050 بسنده عن حبيب بن أبي العالية، عن أبي إدريس، إلّا أنّه سقط فيه الواسطة بين مجاهد، وبين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). ورواه البزّار، كما في مجمع الزوائد: 9: 135 وباب فضائل عليّ (علیه السلام) من كشف الأستار: ح 2565. وله شاهد من حديث أبي ذرّ، رواه أحمد في فضائل عليّ (علیه السلام) من فضائل الصحابة: 2: 570 ح 963 وفي ط قم: ح 85، والحاكم في المستدرك: 3: 123 و 146، وابن عديّ في ترجمة أبي الجحّاف داوود بن أبي عوف من الكامل: 3: 83، وابن المغازلي في الحديث 288 و 378 نقلاً عن أحمد وابن المنذر وابن عساكر في الحديث 796 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 66، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 135 نقلاً عن البزّار، والحمّويي في الباب 55 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 300 ح 238.
5- ما بين المعقوفين من سائر المصادر.

عن نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «مَن فارقني فقد فارق اللّه، ومن فارق عليّاً فقد فارقني».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 33)

(1787) 6-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن يحيى الأودي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا فضيل بن الزبير قال: حدّثنا أبو عبد اللّه مولى بني هاشم:

ص: 209


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفي: ص 84 عن ابن الشيخ، عن أبيه، ورواه الحمّويي في الباب 1 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 39 ح 3 ط 1 نقلاً عن أمالي الطوسي. ورواه الكشّي في ترجمة أبي ذرّ من رجاله: ص 26 ح 51، والبلاذري في ترجمة عليّ (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 31 ح 76 من طريق وهب بن أبي دبي، عن أبي سخيلة مع نقيصة في كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ، وابن السمّاك في كتاب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) كما في اليقين - لابن طاووس -: ص 512 باب 215، ومحمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 2: 535 ح 1037. وابن عساكر في الحديث 120 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 88. ورواه الشيخ المفيد في الباب 2 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الإرشاد: 1: 31 بإسناده عن إبراهيم بن حيّان، عن أبي عبد اللّه مولى بني هاشم، عن أبي سخيلة قال: خرجت أنا وعمّار حاجّين فنزلنا عند أبي ذرّ... . ثمّ قال: والأخبار في هذا المعنى كثيرة وشواهدها جمّة. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 115 - 116 إلى قوله: «بين الحقّ والباطل» بتفاوت يسير. وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة: ج 2 ص ص 517 - 518.

عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان الفارسي (رحمه اللّه)، فمررنا بالربذة، وجلسنا إلى أبي ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) فقال لنا: إنّه ستكون بعدي فتنة، ولابّد منها، فعليكم بكتاب اللّه والشيخ عليّ بن أبي طالب فألزموهما، فأشهد على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّي سمعته وهو يقول: «عليّ أوّل من آمن بي وأوّل مَن صدّقني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 55)

أقول: للرواية طريقان آخران سنذكرهما في الباب 3 من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1788) 7- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن

ص: 210

أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب محنة للعالم، به يميّز اللّه المنافقين من المؤمنين».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 12)

(1789) 8- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي ب-«أسوان»(1)، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمان أبو جعفر الذهلي قال: حدّثنا عمّار بن الصباح قال: حدّثني عبد الغفور أبو الصباح الواسطي، عن عبدالعزیز بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن جدّه - وكانت له صحبة -:

عن أمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قالت: حجّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حجّة الوداع بأزواجه، فكان يأوي في كلّ يوم وليلة إلى امرأة منهنّ وهو حرام(2) يبتغي بذلك العدل بينهنّ.

قالت: فلمّا أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه يناجيه وهما يسيران، فأطال مناجاته، فشقّ ذلك على عائشة، فقالت: إنّي أريد أن أذهب إلى عليّ فأناله - أو قالت: أتناوله - بلساني في حبسه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عنّي، فنهيتها، فنصّت ناقتها(3) في السير، ثمّ إنّها رجعت إليّ وهي تبكي، فقلت: ما لك؟

قالت: إنّي أتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا ابن أبي طالب، ما تزال تحبس عنّي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)! فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تحولي بيني وبين عليّ، إنّه لايحاقّه فيّ أحد، وإنّه لا يبغضه - والّذي نفسي بيده - مؤمن، ولا يحبّه كافر، ألا إنّ الحقّ بعدي مع عليّ يميل معه حيثما مال لا يفترقان جميعاً حتّى يردا عليّ الحوض».

ص: 211


1- أُسوان: مدينة كبيرة في مصر على ساحل النيل في شرقيّه.
2- هو حرام: أي محرم بالإحرام.
3- نصّ ناقته: استحثّها واستقصى آخر ما عندها من السير.

قالت أمّ سلمة: فقلت لها: قد نهيتك فأبيت إلّا ما صنعت.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 7)

(1790) 9-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن موسى بن سعدان المعدّل بالأنبار، قال: حدّثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الطلحي قال: حدّثني جدّي أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثني موسى بن قيس الحضرمي قال: حدّثني سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض - وكان من خيار أهل القبلة- عن مالك جعونة، عن أمّ سلمة قالت:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول، وهو آخذ بكفّ عليّ (علیه السلام): «الحقّ بعدي مع عليّ، يدور معه حيث دار».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 15)

(1791) 10- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن شاذان بن حباب الأزدي الخلّال بالكوفة، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبدالواحد المزني قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني، عن يحيى بن يعلى [الأسلمي](2)، عن عمر بن موسى - يعني الوجيهي - عن زيد بن عليّ، عن آبائه صلوات اللّه عليهم:

ص: 212


1- وقريباً منه رواه العقيلي في ترجمة موسى بن قيس من ضعفائه: 4: 165 رقم (1763) عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي نعيم، وفيه: «عليّ على الحقّ، من تبعه فهو على الحقّ، ومن تركه ترك الحقّ، عهداً معهوداً قبل يومه هذا». وروى ابن عساكر نحوه في الحديث 1173 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 154:3 بإسناده عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن مالك بن جعونة، عن أمّ سلمة قالت: «واللّه إنّ عليّاً على الحقّ قبل اليوم وبعد اليوم، عهداً معهوداً وقضاءاً مقضياً». قلت: أنت سمعته من أمّ المؤمنين؟ فقال: إي واللّه الّذي لا إله إلّا هو - ثلاث مرّات-. ورواه الدولابي في الكنى والأسماء: 2: 89 عن الحسن بن عليّ بن عفان، عن الحسن بن عطيّة، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن عياض بن عياض. رواه عنه في إحقاق الحقّ: 5: 623 - 624.
2- من المجلس 18.

عن عليّ (علیه السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «ألا إنّك المبتلى والمبتلى بك، أما إنّك الهادي لمن اتّبعك، ومن خالف طريقتك ضلّ إلى يوم القيامة».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 16)

ورواه أيضاً في (المجلس 18، الحديث 1) إلّا أنّ فيه: «يا عليّ، أما إنّك المبتلى و المبتلى بك، أما إنّك الهادي من اتّبعك، ومن خالف طريقتك فقد ضلّ إلى يوم القيامة».

(1792) 11- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن رياح الأشجعي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن موسى بن عبداللّه بن يزيد - يعني الخطمي-:

عن صلة بن زفر [العبسي الكوفي] أنّه أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجّى على حذيفة، قال: فقال له: إنّ هذه الفتنة قد وقعت فما تأمرنى؟

قال: إذا أنت فرغت من دفنى فشدّ على راحلتك وألحق بعليّ (علیه السلام)، فإنّه على الحقّ والحقّ لا يفارقه.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 27)

(1793) 12- وبإسناده عن أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: الحقّ بعدي مع عليّ، وعليّ مع الحقّ، يزول الحقّ معه حيثما زال»؟

قالوا: نعم.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثاني من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1794) 13- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عليّ بن رجاء بن صالح قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني قال: حدّثنا

ص: 213

خالد بن المختار عن الحارث بن حصين عن القاسم بن جندب الأزدي:

عن أنس بن مالك قال: كنت خادماً للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فكان إذا ذكر عليّاً (علیه السلام) رأيت السرور في وجهه، إذ دخل عليه رجل من ولد عبد المطّلب، فجلس فذكر عليّاً (علیه السلام)، فجعل ينال منه، وجعل وجه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يتغيّر، فما لبث أن دخل عليّ (علیه السلام) فسلّم، فردّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليه، ثمّ قال: «عليّ والحقّ معاً هكذا - وأشار باصبعيه - لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض، يا عليّ حاسدك حاسدي، وحاسدي حاسد اللّه، وحاسد اللّه في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 1)

(1795) 14-(1) أخبرنا،جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي شبح(2) أبو الحسن الرافقي الصوفي ب-«حرّان»، قال: حدّثني أبو المعتمر عبد العزيز بن محمّد بن معاذ العامري ب-«الرقّة»، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني جدّي عبداللّه بن معاذ، عن أبيه وعمّه معاذ وعبيد اللّه ابنى عبد اللّه:

عن عمّهما يزيد الأصمّ قال: قدم شقير(3) بن شجرة العامري المدينة، فاستأذن

ص: 214


1- ورواه الطبراني بإسناده عن جريّ بن سمرة قال: لمّا كان من أهل البصرة الّذي كان بينهم وبين عليّ بن أبي طالب انطلقت حتّى أتيت المدينة، فأتيت ميمونة، و روى الحديث إلى قولها: «فواللّه ما ضلّ ولا ضلّ به». رواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 135. ورواه الحاكم في الحديث 111 من باب مناقب عليّ (علیه السلام) من كتاب المناقب من المستدرك: 3: 141 بإسناده عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن جريّ بن كليب العامري قال: لمّا سار عليّ إلى صفّين كرهت القتال، فأتيت المدينة فدخلت على ميمونة، وذكر الحديث إلى قوله: «ولا ضلّ به» بتفاوت.
2- في نسخة: «مسیح»، ولم أجد له ترجمة على كلا الاحتمالين.
3- في نسخة: «صفير»، ولم أجد له ترجمة وفي معجم الطبراني - على ما في مجمع الزوائد-: جريّ بن سمرة، ولم أجد له ترجمة وفي المستدرك - للحاكم -: جري بن كليب العامري، وهو مترجم في التاريخ الكبير: 2: 224، والثقات: 4: 117، وميزان الاعتدال: 1: 379، والمؤتلف والمختلف: 1: 478.

على خالتي ميمونة بنت الحارث(1) زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكنت عندها، فقالت: ائذن للرجل، فدخل فقالت: من أين أقبل الرجل؟

قال: من الكوفة.

قالت: فمن أىّ القبائل أنت؟

قال: من بني عامر.

قالت: حییت ازدد قرباً، فما أقدمك؟

قال: يا أمّ المؤمنين، رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف النّاس فخرجت.

قالت: فهل كنت بايعت عليّاً (علیه السلام)؟

قال: نعم.

قالت: فارجع فلاتزولنّ عن صفّه، فواللّه ما ضلّ ولا ضلّ به.

قال: يا أمّاه، فهل أنت محدّثتي(2) في عليّ بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قالت: اللّهم نعم، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ آية الحقّ وراية الهدى، عليّ سيف اللّه يسلّه على الكفّار والمنافقين، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه، ومن أبغضني أو أبغض عليّاً لقي اللّه عزّ وجلّ ولا حجّة له».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 14)

أقول: يأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب حبّ أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 215


1- ميمونة بنت الحارث العامريّة الهلاليّة، أمّ المؤمنين، تزوّجها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سنة سبع من الهجرة، توفّيت ب- «سرف» حيث بنى بها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهو ما بين مكّة والمدينة، وذلك سنة إحدى وخمسين.
2- في نسخة مطبوعة: «يا أمّه، فهل أنت تحدّثني...».

محمّد

باب - 8 عليّ (علیه السلام) مع القرآن، والقرآن معه

(1796) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا بن جعفر الرزّاز القرشي قال: حدّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسى القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيمي قال: سمعت أبا ثابت مولى أبي ذرّ (رحمه اللّه) يقول: سمعت اُمّ سلمة رضى اللّه عنها تقول:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي قبض فيه يقول، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: «أيّها النّاس، يوشك أن أقبَض قبضاً سريعاً فيُنطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي».

ثمّ أخذ بيد عليّ (علیه السلام) فرفعها فقال: «هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ خليفتان بصيران لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض، فأسألهما ماذا خلّفت فيهما».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 14)

(1797) 2-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد أبو الطيّب الجعفي الدهّان بالكوفة، قال: حدّثني عبّاد بن سعيد الجعفي - وهو جدّه لأمّه - قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم

ص: 216


1- ورواه السمهودي في الفصل الرابع من القسم الثاني من جواهر العقدين: ص 240 وفي ط: 2: 174 وقال: أخرجه محمّد بن جعفر الرزّاز. وأخرجه ابن عقدة، كما في الباب 4 من ينابيع المودّة: 1: 124 ح 56 وأرجح المطالب: ص 340 و 598 كما عنه في إحقاق الحقّ: 5: 646. وفي الصواعق المحرقة: ص 126: وفي رواية أنّه قال في مرض موته: «أيّها النّاس...».
2- تقدّم تخريجه في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة: ج 2 ص440.

بن البريد، عن أبي سعيد التيمي:

عن أبي ثابت(1) مولى أبي ذرّ قال: شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني من الشكّ بعض ما يدخل النّاس، فلمّا زالت الشمس كشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ أتيت بعد ذلك أمّ سلمة زوج النبيّ صلى اللّه عليه وآله ورحمها، فقصصت عليها قصّتي، فقالت: كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال: قلت: إلى أحسن ذلك والحمد للّه، كشف اللّه عزّ وجلّ ذلك عنّى عند زوال الشمس، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام) قتالاً شديداً.

قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 34)

(1798) 3- وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا محمّد بن جرير أبو جعفر الطبري قراءةً، قال: حدّثني محمّد بن عمارة الأسدي قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثني عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: حدّثني أبو سعيد التيمي:

عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ قال: شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل النّاس، حتّى إذا كان عند الظهر، فكشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت قتالاً شديداً.

قال: ثمّ بعد ذلك أتيت المدينة، فأتيت أمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسلّمت و استأذنت، فقيل: مَن ذا؟

فقلت: سائل.

فقالت: أطعموا السائل.

فقلت: إنّي واللّه لا أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكنّي أبو ثابت مولى أبي ذرّ.

ص: 217


1- كذا في نسخة، ومثله في المستدرك وفرائد السمطين، وفي نسخة: «ثابت»، وهو موافق للمعجم الأوسط والصغير - للطبراني-.

فقالت: مرحباً، فقصصت عليها قصّتي.

قالت: فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال: فقلت: إلى أحسن ذلك، كشف اللّه ذلك عنّي حين زوال الشمس، فقاتلت قتالاً شديداً مع أمير المؤمنين (علیه السلام) حتّى فرغ.

قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ علياًّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 15)

ص: 218

باب 9- في ذكره (علیه السلام) في الكتب السماوية

(1799) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على منبره: «يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ وهب لك حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض، فرضيت بهم إخواناً، ورضوا بك إماماً، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك. (إلى أن قال:)

يا عليّ ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يُخلَقوا بكلّ خير وكذلك في الإنجيل، فسَل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك، مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك اللّه عزّ وجلّ من علم الكتاب، وإنّ أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه، وما يعرفون شيعته، وإنّما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.

يا عليّ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير، فليفرحوا بذلك، وليزدادوا اجتهاداً».

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة.

(1800) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو أحمد العبّاس بن الفضل بن جعفر الأزدي المكّي بمصر، قال: حدّثنا عليّ بن سعيد بن بشير الرازي قال: حدّثنا عليّ بن عبد الواحد، عن محمّد بن أبان قال: حدّثنا محمّد بن تمام بن سابق قال: حدّثنا عامر بن سيّار، عن أبي الصباح عن أبي تمام:

ص: 219


1- ورواه أيضاً في صفات الشيعة: ص 55 ح 17. ورواه الطبري في آخر الجزء الخامس من بشارة المصطفى: ص 180.
2- وروى الخوارزمي في المناقب: ص 318 ح 320 في فضائل له شتّى بإسناده عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لمّا أن خلق اللّه آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد للّه، فأوحى إليه إلى (أن قال:) يا آدم ارفع رأسك فانظر، فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش: «لا إله إلّا اللّه محمّد نبيّ الرحمة، عليّ مقيم الحجّة» الحديث. ورواه أبو محمّد بن أبي الفوارس في الحديث 20 من أربعينه مع مغايرة جزئية، كما في إحقاق الحقّ: 4: 144.

عن كعب الحبر قال: جاء عبد اللّه بن سلام إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يسلم فقال: يا رسول اللّه ما اسم عليّ فيكم؟ فقال له النبيّ [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)]: «عليّ عندنا الصدّيق الأكبر».

فقال عبداللّه: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأن محمّداً رسول اللّه، إنّا لنجد في التوراة: «محمّد نبيّ الرحمة، وعليّ مقيم الحجّة».

(أمالي المفيد: المجلس 12، الحديث 6)

(1801) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما قبض اللّه نبيّاً حتّى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أوصي، فقلت: إلى مَن يا ربّ»؟

فقال: «أوص يا محمّد، إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فإنّي قد أثبته في الكتب السالفة، وكتبت فيها أنّه وصيّك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي و رسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة، ولك يا محمّد بالنبوّة، ولعليّ بالولاية».

(أمالي الطوسى: المجلس 4 الحديث 14)

ص: 220


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفي: ص 39 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه. ورواه القندوزي في الباب الخامس عشر من ينابيع المودّة: 1: 244 ح 20.

باب 10- جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام) مضافاً على ما تقدّم وما سيأتي

(1)

أقول: تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في أبواب النصوص على الأئمّة (علیهم السلام)(2).

(1802) 1-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني قال: حدّثنا الحضرمي قال: حدّثنا يحيى [بن عبد الحميد] الحمّاني قال: حدّثنا أبو عوانة عن أبي بلج، عن عمرو بن میمون عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ وليّ كلّ مؤمن بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 3)

ص: 221


1- لاحظ أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام): باب 1 ص 41، وباب 6 ص 53 - 58، وباب 25 ص 92، وباب الأخوّة، وباب حبّ الملائكة له (علیه السلام) و باب ما بيّن (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسیّة.
2- لاحظ تلك الروايات في ج 3 ص 59 - 87.
3- ورواه أبو داوود الطيالسي في مسند ابن عبّاس من مسنده: 1: 360 ح 2752 عن أبي عوانة، إلّا أنّ فيه: «قال لعليّ: أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي». ورواه عن الطيالسي، ابن عبد البرّ في ترجمة عليّ (علیه السلام) من الاستيعاب: 2: 457، وفي ط: 1091، وابن كثير في البداية والنهاية: 7: 345، وفي ط: ص 358. وله شاهد من حديث عمران بن حصين، رواه النسائي في الحديث 89 من الخصائص، والطيالسي في الحديث 829 من مسنده، وأحمد في مسند عمران بن حصين من مسنده: 4: 437 وفي الحديث 157 من الفضائل: ص 104، والقطيعي في زياداته على الفضائل: ح 182 ص 123، والترمذي في الحديث 1 من باب مناقب عليّ (علیه السلام) من سننه: 5: 632 برقم: 3712، والكوفى فى الحديث 348 و 351 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) ص 449 - 450، وابن حبّان في الحديث 6929 من صحيحه: 15: 373 - 374، وابن عديّ في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي (18 / 343) من الكامل: 2: 145، وأبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من حلية الأولياء: 6: 294، والحاكم في المستدرك: 3: 110، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام): من تاريخ دمشق: 1: 412 ح 486 - 488، والذهبي في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ الإسلام: 3: 631 نقلاً عن أحمد والترمذي والنسائي وابن الأثير في فضائل عليّ (علیه السلام) من جامع الأصول: 8: 652 نقلاً عن عن الترمذي، والمحبّ الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 115 - 116 في عنوان «ذكر اختصاصه بأنّه من النبيّ...».

(1803) 2-(1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الرملى قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزيّ قال: حدّثنا عمرو بن منصور قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب أقدم أمّتي سِلماً، وأكثرهم علماً، وأصحهم ديناً، وأفضلهم يقيناً، وأحلمهم حلماً، وأسمحهم كفّاً، وأشجعهم قلباً، وهو الإمام والخليفة بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 2، الحديث 6)

(1804) 3-(2) حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «المخالف على عليّ بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك، والمحبّ له مؤمن والمبغض له منافق والمقتفي لأثره لاحق، والمحارب له

ص: 222


1- وروى محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 209، 211 ح 209 بإسناده عن ابن عبّاس، وسعد بن أبي وقّاص، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «عليّ بن أبي طالب أوّل المسلمين سِلماً».
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: 18 و 116 بإسناده عن الصدوق.

مارق، والرادّ عليه زاهق، عليّ نور اللّه في بلاده، وحجّته على عباده، عليّ سيف اللّه على أعدائه، ووارث علم أنبيائه، عليّ كلمة اللّه العليا، وكلمة أعدائه السفلى، عليّ سيّد الأوصياء، ووصيّ سيّد الأنبياء، عليّ أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين وإمام المسلمين، لا يقبل اللّه الإيمان إلّا بولايته وطاعته».

(أمالي الصدوق: المجلس 3، الحديث 6)

(1805) 4- حدّثنا أحمد بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن عليّ بن يحيى قال: حدّثنا أبوبكر بن نافع قال: حدّثنا أُميّة بن خالد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا عليّ بن زيد:

عن عليّ بن الحسين قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أنّه قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا عليّ، والّذي فلق الحبّة و برأ النسمة، إنّك لأفضل الخليفة بعدي، يا عليّ، أنت وصيّي وإمام أمّتي، مَن أطاعك أطاعني، ومن عصاك عصاني».

(أمالي الصدوق: المجلس، الحديث 10)

(1806) 5-(1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

ص: 223


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 262 ح 43 من الباب 31 وفي ط: ص 545 الباب 50 الحديث 263، وعنه الإربلي في ترجمة الإمام الرضا (علیه السلام) من كشف الغمّة: 3: 85 في عنوان «بعض أخباره». ورواه أيضاً الصدوق مع تفصيل في كمال الدين: ص 260 باب 24 ح 6. وأورده السيّد عليّ بن طاووس في الإقبال: 3: 294 نقلاً عن أمالي الصدوق. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 15 بإسناده عن الصدوق، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 54 / 19. وأورده القندوزي في الباب 77 من ينابيع المودّة: ص 445 وفي ط: ج 3 ص 291 ح 10 نقلاً عن مودّة القربي.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقی، ويعتصم بحبل اللّه المتين فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهُداة من وُلده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج اللّه على الخلق بعدي، وسادة أمّتي، وقادة الأتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي وحزبي حزب اللّه وحزب أعدائهم حزب الشيطان».

(أمالي الصدوق: المجلس 5، الحديث 5)

(1807) 6- حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان عن المفضّل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولاً، وأنزل عَلَيّ سيّد الكتب، فقلت: إلهي وسيّدي إنّك أرسلتَ موسى إلى فرعون، فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزیراً تشدّ به عضده، وتُصدّق به قوله، و إنِّي أسألك يا سيّدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيراً، تشدّ به عضدي، فجعل اللّه لى عليّاً وزيراً و أخاً، وجعل الشجاعة في قلبه، وألبسه الهيبة على عدوّه، وهو أوّل مَن آمن بي وصدّقني وأوّل من وحّد اللّه معي، وإنّي سألت ذلك ربّي عزّ وجلّ فأعطانيه.

فهو سيّد الأوصياء، اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي وزوجته الصدّيقة الكبرى ابنتي، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي، وهو وهما والأئمّة من بعدهم حجج اللّه على خلقه بعد النبيّين، وه-م أبواب العِلم في أمّتي، من تبعهم نجا من النّار، ومن اقتدى بهم هدي إلى صراطٍ

ص: 224

مستقيم، لم يهب اللّه عزّ وجلّ محبّتهم لعبد إلّا أدخله اللّه الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 6، الحديث 5)

(1808) 7-(1) وعن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جُبير، عن عبد اللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس، مَن أحسن من اللّه قيلاً، وأصدق من اللّه حديثاً؟ معاشر النّاس، إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم لكم عليّاً عَلَماً و إماماً وخليفةً ووصيّاً، وأن أتّخِذه أخاً ووزيراً».

معاشر النّاس، إنّ عليّاً باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربّي، وهو صالح المؤمنين (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(2).

معاشر النّاس إنّ عليّاً منّي ولده ولدي وهو زوج حبيبتي، أمره أمري، ونهيه نهيي.

معاشر النّاس، عليكم بطاعته واجتناب معصيته، فإنّ طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي.

معاشر النّاس، إنّ عليّاً صدّيق هذه الأمّة وفاروقها ومحدّثها، إنّه هارونها ويوشعها و آصفها وشمعونها إنّه باب حطّتها، وسفينة نجاتها، وإنّه طالوتها وذو قرنيها.

معاشر النّاس، إنّه محنة الورى والحجّة العظمى، والآية الكبرى، وإمام أهل الدنيا، والعروة الوثقی.

معاشر النّاس، إنّ عليّاً مع الحقّ والحقّ معه وعلى لسانه.

معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النّار، لا يدخل النّار وليّ له، ولا ينجو منها عدوّ له، إنّه قسيم الجنّة، لايدخلها عدوّ له، ولا يزحزح عنها وليّ له.

ص: 225


1- ورواه العماد الطبري في بشارة المصطفى: ص 153 بإسناده عن الصدوق. وانظر الباب 27 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
2- سورة فصلت: 41: 33.

معاشر أصحابي، قد نصحت لكم، وبلّغتكم رسالة ربّي، ولكن لا تحبّون الناصحين، أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم».

(أمالي الصدوق: المجلس 8، الحديث 4)

(1809) 8-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني أبو عبداللّه محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس أبو جعفر الخزاعي قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني قال: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى [زياد المكّي الأعرج](2):

عن ابن عبّاس قال: صعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المنبر فخطب، واجتمع النّاس إليه، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا معشر المؤمنين، إن اللّه عزّ وجلّ أوحى إلَيّ أنّي مقبوض، وأنّ ابن عمّي عليّاً مقتول، وإنّي أيّها النّاس، أخبركم خبراً، إن عملتم به سلمتم، وإن تركتموه هلكتم، إنّ ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري، وهو خليفتي، وهو المبلّغ عنّي، وهو إمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين إن استرشدتموه أرشدكم، وإن تبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم، وإن أطعتموه فاللّه أطعتم، وإن عصيتموه فاللّه عصيتم وإن بايعتموه فاللّه بايعتم، وإن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم، إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل عَلَيّ القرآن، وهو الّذي من خالفه ضلّ، ومن ابتغى علمه عند غير عليّ هلك.

أيّها النّاس، اسمعوا قولي واعرفوا حقّ نصيحتي، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلّا بالّذي أمرتم به من حفظهم، فإنّهم حامّتي(3) وقرابتي وإخوتي وأولادي، وإنّكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، إنّهم أهل بيتي، فمن

ص: 226


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 16 - 17.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة عطاء بن السائب وأبي يحيى زياد وابن عبّاس، وفي الرواة عن ابن عبّاس: «مصدع أبو يحيى الأعرج»، لكن لم أجد رواية عطاء عنه.
3- قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، حامّة الإنسان: خاصّته ومن يقرب منه.

آذاهم آذاني، ومن ظلمهم ظلمني، ومن أذلّهم أذلّني، ومن أعزّهم أعزّني، و من أكرمهم أكرمني، ومن نصرهم نصرني، ومن خذلهم خذلني، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذّبني.

أيّها النّاس اتّقوا اللّه، وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه، فإنّي خصم لمن آذاهم، ومن كنتُ خصمه خصمته، أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم».

(أمالي الصدوق: المجلس 15، الحديث 11)

(1810) 9-(1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: حدّثني جدّي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه، قال: حدّثني إبراهيم بن عليّ والحسن بن يحيى قالا: حدّثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد [الواسطي](2)، عن زيد بن عليّ، عن آبائه:

عن عليّ (علیهم السلام)(3) قال: «كان لي عشر من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يُعطهنّ أحد قبلي ولا يُعطاهنّ أحد بعدي: قال لي: يا عليّ أنت أخي في الدنيا وفي الآخرة(4)، و أنت أقرب الخلائق منّي موقفاً يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنّة متواجهان

ص: 227


1- ورواه أيضاً الصدوق في باب العشرة من الخصال: ص 429 - ح 7 عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن نصر بن مزاحم. ورواه أيضاً في الحديث 6 عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن ابن مقبرة القزويني، عن أبي عبداللّه محمّد بن أحمد بن المؤمّل عن محمّد بن عليّ بن خلف، عن نصر بن مزاحم بأسانيد عن زيد بن عليّ، عن أبائه، عن عليّ (علیهم السلام)، وعن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر، عن أبائه، عن عليّ (علیهم السلام) وعن بكر بن محمّد بن الأزدي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، مع تفاوت في بعض رواياته. وروى أيضاً الصدوق نحوه في الحديث 8 و 9 من الباب بإسناده عن الباقر و الصادق (علیهما السلام). ورواه السيّد أبو طالب في أماليه كما في الباب 3 من تيسير المطالب: ص 65 - 66 ح 76 بإسناده عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ، بتفاوت. ورواه الشجري في أماليه: 1: 141، والطبري في بشارة المصطفى: ص 77 عن ابن الشيخ، عن أبيه، وص 128 عن الحسن بن الحسين بن بابويه، عن الطوسي.
2- من أمالي الطوسي.
3- في أمالي الطوسي: «عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه،، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)».
4- في أمالي الطوسي: «أنت يا عليّ أخي في الدنيا وأخي في الآخرة».

كمنزل الأخوين وأنت الوصيّ، وأنت الوليّ، وأنت الوزير، عدوّك عدوّي و عدوّي عدوّ اللّه، و وليّك ولیّي و وليّي ولي اللّه عزّ وجلّ»(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن محمّد بن محمّد، عن الشريف أبي محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسى: المجلس 5، الحديث 35)

(1811) 10-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني عثمان بن أبي شيبة، عن عمرو بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) على منبر الكوفة: «أيّها النّاس، إنّه كان لي من رسول اللّه عشر خصال هنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق إليّ يوم

ص: 228


1- كلمتا «عزّ وجلّ» غير موجودتين في أمالي الطوسي.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 104 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن عن أبيه. ورواه الجاوابي في «نور الهدى» كما في الباب 14 من القسم الثاني من التحصين - لابن طاووس -. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

القيامة في الموقف بين يدي الجبّار، ومنزلك في الجنّة مواجه منزلي كما يتواجه(1) منازل الإخوان فى اللّه عزّ وجلّ، وأنت الوارث منّى، وأنت الوصيّ من بعدي في عداتي وأمري وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي، وأنت الإمام لأمّتي، والقائم بالقسط في رعيّتي، وأنت وليّي، وولیّي ولي اللّه، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ اللّه».

(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «عشر خصال لهنّ أحبّ...». وفيه: «أنت الوصيّ من بعدي في عداتي وأسرتي».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 31)

(1812) 11-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا جعفر بن الحسن، عن عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل:

عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لا كتفوا بها فضلاً:

قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي كهارون من موسى».

ص: 229


1- في أمالي الطوسي: «تتواجه».
2- ورواه أيضاً في آخر أبواب الثلاثة عشر من الخصال: ص 496 ح 5. ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 19 - 20 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين، عن عمّه محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين بن عليّ، عن عمّه الشيخ الصدوق. وأورده السبزواري في الفصل 5 من جامع الأخبار: ص 51 ح 56/6. ورواه القندوزي في ينابيع المودّة: 1: 172 ح 22 من الباب 7 نقلاً عن المناقب. ولكلّ من الفقرات شواهد كثيرة.

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي وأنا منه».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي كنفسي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حرب عليّ حرب اللّه، وسلم عليّ سلم اللّه».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وليّ عليّ وليّ اللّه، وعدوّ عليّ عدوّ اللّه».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ حجّة اللّه وخليفته على عباده».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حبّ عليّ إيمان، وبغضه كفر».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حزب على حزب اللّه، وحزب أعدائه حزب الشيطان».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم):«عليّ مع الحقّ والحقّ معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ قسيم الجنّة والنّار».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من فارق عليّاً فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق اللّه عزّ وجلّ».

وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)

(1813) 12-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن أبيه سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني و

ص: 230


1- ورواه أيضاً في الحديث 53 من الباب 28 - ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 259 وفى ط 265 وفى ط: باب 50 ح 274 ص 549. ورواه أيضاً في فضائل شهر رمضان من كتاب «فضائل الأشهر الثلاثة»: ص 77 ح 61.

إيّاك، فاختارني للنبوّة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي.

يا عليّ، أنت وصيّي، وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد مماتي أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالّذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة، إنّك لحجّة اللّه على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفته على عباده.

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 4)

يأتي تمامه في فضائل شهر رمضان من كتاب الصوم.

(1814) 13-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد [بن] القبطي(2) قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «أغفل النّاس قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يوم مشربة أمّ إبراهيم(3)، كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خُمّ، إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان في مشربة أمّ إبراهيم وعنده أصحابه، إذ جاءه عليّ (علیه السلام) فلم يفرجوا له، فلمّا رآهم لا يفرجون له قال: يا معشر النّاس، هذا [عليّ من](4) أهل بيتي تستخفّون بهم وأنا حىّ بين ظهرانيكم، أما واللّه لئن غِبت عنكم فإنّ اللّه لا يغيب عنكم، إنّ الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتمّ بعليّ وتولّاه، وسلّم

ص: 231


1- ورواه أيضاً في الحديث 28 من فضائل الشيعة. ورواه الصفّار في الباب 23 من الجزء الأوّل من بصائر الدرجات: ص 53 ح 1 عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبداللّه البرقي،، عن خلف بن حمّاد، عن محمّد بن قبطي. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 20 - 21 بإسناده عن الصدوق.
2- محمّد بن القبطي من أصحاب الصادق (علیه السلام) كما في رجال الشيخ (687)، ورجال البرقي. (معجم رجال الحديث: 17: 166 رقم 11614).
3- قال الطريحي في مجمع البحرين: المشربة - بفتح الميم وفتح الراء وضمّها-: الغرفة، ومنه مشربة أمّ إبراهيم بن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ولدته أمّه فيها، وتعلّقت حين ضربها المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة وقد ذرعت من القبلة إلى الشمال أحد عشر ذراعاً.
4- ما بين المعقوفين من بشارة المصطفى، وفى بصائر الدرجات: «هؤلاء أهل بيتي...».

له وللأوصياء من ولده حقّاً عَلَيّ أن أدخلهم في شفاعتي لأنّهم أتباعي، فمن تبعني فإنّه منّي، سنّة جرت فيّ من إبراهيم (علیه السلام)، لأنّي من إبراهيم وإبراهيم منّي، وفضلي له فضل، وفضله فضلي، وأنا أفضل منه، تصديق ذلك قول ربّي: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(1).

وكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وَثِئت(2) رِجله في مشربة أمّ إبراهيم حتّى عاداه النّاس».

(أمالي الصدوق: المجلس 23، الحديث 12)

(1815) 14-(3) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفي، عن سليمان بن عبد اللّه الهاشمي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل عن جابر الجعفي قال: سمعت جابر بن عبداللّه الأنصاري يقول:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت أخي ووصیّي ووارثي، وخليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد وفاتي، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي، وعدوّك عدوّي، ووليّك وليّي».

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 5)

(1816) 15- حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش:

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: خرج رسول

ص: 232


1- سورة آل عمران: 3: 34.
2- الوَثأ: وصم يصيب اللحم لا يبلغ العظم، أو دون أن ينكسر العظم، «وثئت رجله»: أصابها وهن.
3- ورواه الطبرى فى بشارة المصطفى: ص 23.

اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليه خَميصة(1) قد اشتمل بها، فقيل: يا رسول اللّه من كساك هذه الخميصة؟ فقال: «كساني حبيبي وصفیّي وخاصّتي وخالصتي، والمؤدّي عنّي ووصیّي، ووارثي، وأخي، وأوّل المؤمنين إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأسمح النّاس كفّاً، سيّد النّاس بعدي قائد الغرّ المحجّلين إمام أهل الأرض، عليّ بن أبي طالب». فلم يزل يبكي حتّى ابتلّ الحصى من دموعه شوقاً إليه.

(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 13)

(1817) 16- حدّثنا أحمد بن محمّد الصائغ العَدل قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلويّ قال: حدّثنا أبو عوانة [موسى بن يوسف بن موسى بن راشد الكوفي] قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزّاز قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة الخراساني، عن معروف بن خرّبوذ المكّي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة:

عن حُذيفة بن أسيد الغِفاري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا حذيفة، إنّ حجّة اللّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه، والشرك به شرك باللّه، والشكّ فيه شكّ في اللّه، والإلحاد فيه إلحاد في اللّه، والإنكار له إنكار للّه، والإيمان به إيمان باللّه، لأنّه أخو رسول اللّه و وصيّه، وإمام أمّته ومولاهم، وهو حبل اللّه المتين، وعروته الوثقی الّتي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محبّ غال ومقصّر.

يا حذيفة، لا تفارقنّ عليّاً فتفارقني، ولا تخالفنّ عليّاً فتخالفني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، من أسخطه فقد أسخطني، ومن أرضاه فقد أرضاني».

(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 4)

ص: 233


1- قال ابن الأثير في مادّة «خمص» من النهاية: هي ثوب خزّ أو صوف معلم، وقيل: لا تسمّى خميصة إلّا أن تكون سوداء معلمة وكانت من لباس النّاس قديماً، وجمعها الخمائص.

(1818) 17-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن عثمان، عن محمّد بن الفرات، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ عليّ بن أبي طالب خليفة اللّه وخليفتي، وحجة اللّه وحجتي، وباب اللّه وبابي، وصفيّ اللّه وصفیّي، وحبيب اللّه وحبيبي، وخليل اللّه وخليلي، وسيف اللّه وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيّي، محبّه محبّي ومبغضه مبغضي ووليّه وليّي، وعدوّه عدوّي، وحربه حربي، وسلمه سلمي وقوله قولي، وأمره أمري، وزوجته ابنتي، وولده ولدي، وهو سيّد الوصيّين، وخير أُمّتي أجمعين».

(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 21)

(1819) 18-(2) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن ظهير قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب النهشلي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل، عن میکائيل، عن إسرافيل:

عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا خلقتُ الخلق بقدرتي، فاخترت منهم مَن شئت من أنبيائي، واخترتُ من جميعهم محمّداً حبيباً وخليلاً وصفيّاً، فبعثته رسولاً إلى خلقي، واصطفيت له عليّاً، فجعلته له أخاً ووصيّاً ووزيراً

ص: 234


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 31 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه، عن عمّه محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ الصدوق.
2- ورواه أيضاً فى عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 49 وفى ط: 53 الباب 31 - ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - ح 191.

ومؤدّياً عنه من بعده إلى خلقي وخليفتي على عبادي، ليبيّن لهم كتابي، و يسير فيهم بحكمي، وجعلتُه العَلَم الهادي من الضلالة، وبابي الّذي أؤتى منه، وبيتي الّذي من دخله كان آمناً من ناري وحصني الّذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الّذي مَن توجّه إليه لم أصرف وجهي عنه، وحجّتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهنّ من خلقي، لا أقبل عمل عامل منهم إلّا بالإقرار بولايته مع نبوّة أحمد رسولي، وهو يدي المبسوطة على عبادي، وهو النعمة الّتي أنعمت بها على من أحببته من عبادي فمن أحببته من عبادي وتولّيته عرّفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته، فبعزّتي حلفتُ وبجلالي أقسمت؛ إنّه لا يتولّى عليّاً عبد من عبادي إلّا زَحْزَحْتُه عن النّار وأدخلته الجنّة، ولا يُبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلّا أبغضتُه وأدخلته النّار وبئس المصير».

(أمالي الصدوق: المجلس 39 الحديث 10)

(1820) 19-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن ابنه محمّد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة إلّا من قِبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويُبغضك،

ص: 235


1- ورواه أيضاً في الباب 22 من كمال الدين: 1: 241 برقم 65. ورواه ابن شاذان في المنقبة 18 من «مئة منقبة »: ص 64 - 65، والكراجكي في التفضيل: ص 30، والجاوابي في نور الهدى كما في الباب 17 من التحصين - لابن طاووس-، ورواه أيضاً في الباب 18 بسند آخر عن عمر بن ثابت، عن سعد بن طريف. وأخرجه الحمّويي في فرائد السمطين: 2: 243، والطبري في بشارة المصطفى: ص 32. ورواه الحاكم في المستدرك: 3: 127 مقتصرا على صدر الحديث.

لأنّك منّي وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وأنت إمام أمّتي وخليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك، وشقي مَن عصاك، وربح من تولّاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)

(1821) 20- حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه جلّ جلاله أوحى إلى الدنيا: أن أتعِبي من خدمك، واخدمي من رفضك، وإنّ العبد إذا تخلّى بسيّده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت اللّه النور في قلبه، فإذا قال: «يا ربّ، يا ربّ»، ناداه الجليل جلّ جلاله: «لبيّك عبدي، سَلني أعطك، وتوكّل عَلَيّ أكفِك». ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته: «يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم، والبطّالون لاهُون والغافلون نيام، اشهَدوا أنّي قد غفرت له».

ثمّ قال (علیه السلام): «عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة وازهَدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم فإنّها غرّارة، دار فناءوزوال، كم من مغترّ بها قد أهلكته، وكم من واثق بها قد خانته وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته، واعلموا أنّ أمامكم طريقاً مهولاً، وسفراً بعيداً، وممرّكم على الصراط، ولابدّ للمسافر من زاد، فمن لم يتزوّد وسافر عطب وهلك، وخير الزاد التقوى. ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي اللّه جلّ جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم، فإنّه لابد سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي كتاب اللّه وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أمّا الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأمّا العترة ففارقنا و قتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار، فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول

ص: 236

ذلك اليوم، فليتولّ ولیّي وليتّبع وصيّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب فإنّه صاحب حوضي، يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُروَ أبداً، ومن سُقي منه شربة لم يَشْق(1) ولم يَظْمَأ أبداً، وإنّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنّة، لأنّه يَقْدُمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 9)

(1822) 21- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا سلمة بن الخطّاب قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الورّاق، عن عبدالرحمان بن كثير، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم لأصحابه: «معاشر أصحابي، إنّ اللّه جلّ جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب والاقتداء به فهو وليّكم وإمامكم من بعدي لاتخالفوه فتكفروا ولا تفارقوه فتضلّوا إنّ اللّه جلّ جلاله جعل عليّاً عَلَماً بين الإيمان والنفاق، فمن أحبّه كان مؤمناً، ومن أبغضه كان منافقاً، إنّ اللّه جلّ جلاله جعل عليّاً وصيّي ومنار الهدى بعدي، وموضع سرّي، وعيبة(2) علمي، وخليفتي في أهلي، إلى اللّه أشكو ظالميه من أمّتي من بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 20)

(1823) 22- حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال: حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدّثني عبدة بن سليمان قال: حدّثنا كامل بن العلاء قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

ص: 237


1- الشَّقاء: العُسر، والتعب، والشدّة والمحنة، والضلّال.
2- العيبة: ما يجعل فيه الثياب كالصندوق، قال في النهاية: العرب تكنّى عن القلوب و الصدور بالعياب لأنّها مستودع السرائر، كما أنّ العياب مستودع الثياب.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت صاحب حوضي، و صاحب لوائي، ومنجز عداتي وحبيب قلبي و وارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء، وأنت أمين اللّه في أرضه، وأنت حجّة اللّه على بريّته، وأنت ركن الإيمان، وأنت مصباح الدجى، وأنت منار الهدى، وأنت العَلَم المرفوع لأهل الدنيا، من تبعك نجا، ومن تخلّف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت قائد الغرّ المحجّلين، وأنت يعسوب المؤمنين، وأنت مولى مَن أنا مولاه، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، لا يحبّك إلّا طاهر الولادة، ولا يبغضك إلّا خبيث الولادة، وما عرج بي ربّي عزّ وجلّ إلى السماء قطّ وكلّمني ربّي إلّا قال لي: يا محمّد اقرأ عليّاً منّي السلام، وعرّفه أنّه إمام أوليائي، ونور أهل طاعتي، فهنيئاً لك يا عليّ على هذه الكرامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 50، الحديث 14)

(1824) 23- حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، عن عمرو بن غزوان:

عن أبي مسلم قال: خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتّى أتينا باب اُمّ سلمة رضي اللّه عنها، فقعد أنس على الباب، ودخلت مع الحسن البصري فسمعت الحسن وهو يقول: السلام عليك يا أمّاه، ورحمة اللّه وبركاته.

فقالت له: وعليك السلام، مَن أنت يا بُنَيَّ؟

فقال: أنا الحسن البصري.

فقالت: فيما جئت يا حسن؟

فقال لها: جئت لتحدّثيني بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ بن أبي طالب.

فقالت اُمّ سلمة: واللّه لأحدّثنّك بحديث سمِعَته أذناي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وإلّا فصمّتا، ورأته عيناي وإلّا فعميتا، ووعاه قلبي وإلّا فطبع اللّه عليه، وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، ما

ص: 238

من عبد لقي اللّه يوم يلقاه جاحداً لولايتك إلّا لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن».

قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: اللّه أكبر، أشهد أنّ عليّاً مولاى ومولى المؤمنين. فلمّا خرج قال له أنس بن مالك: ما لي أراك تكبّر؟

قال: سألت أمّنا أمّ سلمة أن تحدّثني بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ (علیه السلام)، فقالت لي كذا وكذا.

فقلت: اللّه أكبر، أشهد أنّ عليّاً مولاي ومولى كلّ مؤمن.

قال: فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال هذه المقالة ثلاث مرّات أو أربع مرّات.

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 15)

(1825) 24-(1) حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الصائغ (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو حاتم محمّد بن عيسى بن محمّد الوسقندي قال: أخبرنا أبي قال: حدّثنا إبراهيم بن ديزيل قال: حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمّد قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن مطير(2) بن ميمون: أنّه سمع أنس بن مالك يقول: حدّثني سلمان الفارسي (رحمه اللّه):

ص: 239


1- وروى ابن عساكر في الحديث 155 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 130 عن أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، عن الحسن بن أبي بكر، عن أبي سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه القطّان، عن الحسن بن العبّاس الرازي، عن القاسم بن خليفة، عن أبي يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم، عن مطير أبي خالد: عن أنس قال: كنّا إذا أردنا أن نسأل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أمرنا عليّ بن أبي طالب أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الأنصاري، لأنّهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله، فلمّا نزلت: (إذا جاء نصر اللّه والفتح)، وعلمنا أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نعيت إليه نفسه، قلنا لسلمان: سَل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و من يسند إليه أمورنا ويكون مفزعنا، ومن أحبّ النّاس إليه؟ فلقيه فسأله فأعرض عنه ثمّ سأله فأعرض عنه، فخشي سلمان أن يكون رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد مقته ووجد عليه، فلمّا كان بعد، لقيه فقال: «يا سلمان، إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي، وخير من تركت بعدي، يقضي ديني وينجز موعدي، عليّ بن أبي طالب». ورواه فرات الكوفي في تفسير سورة الفتح في تفسيره: ص 613 ح 769، والحاكم الحسكانى فى الحديث 115 من شواهد التنزيل: 1: 98 ذيل الآية 30 من سورة البقرة، و أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في نوادر الأثر في عليّ خير البشر المطبوع مع جامع الأحاديث: ص 320، والخوارزمي في المناقب: ص 112 ح 121 فصل 9، وابن شهر آشوب في المناقب: 3: 85 في أنّه خير الخلق بعد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نقلاً عن ابن عبدوس الهمداني والخطيب الخوارزمي. ورواه ابن مردويه كما عنه تجهيز الجيش: ص 315 (مخطوط) على ما في إحقاق الحقّ: 4: 54. ولاحظ تخريج الحديث التالي.
2- كذا في النسخ والموجود في الرجال: مطر بن ميمون المحاربي أبوخالد الإسكاف، يروي عن أنس وعكرمة، وعنه عبيد اللّه بن موسى ويونس بن بكير، كما في ترجمته في الكامل لابن عدي: 6: 397 / 262 / 1883، وتهذيب الكمال: 28: 58/ 5998، وتهذيب التهذيب: 10: 320، وميزان الاعتدال: 4: 127 / 8590 و غيرها من كتب الرجال. و فى الرجال: مطير بن أبي خالد، روى عن أنس وعائشة، وروى عنه ولده موسى بن مطير وعليّ بن قاسم وغيرهما، كما في ترجمته من ميزان الاعتدال: 4: 129 / 8597، ولسان الميزان: 6: 745/8501، وتاريخ الإسلام: وفيات سنة 121 - 140 ص 540 وغيرها من كتب التراجم. وفي تاريخ دمشق والإصابة: مطير أبي خالد.

أنّه سمع نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ أخي و وزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب ».

(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 5)

(1826) 25-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو الفضل عبد اللّه بن محمّد الطوسي قال: حدّثنا أبو عبدالرحمان عبداللّه

ص: 240


1- ورواه ابن عديّ في ترجمة مطر بن ميمون من الكامل: 6: 397 رقم 262 / 1883 عن ابن أبي سفيان، عن عليّ بن سهل، عن عبيد اللّه بن موسى، عن مطر الإسكاف، عن أنس قال: قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ أخي وصاحبي وابن عمّي، وخير من أترك بعدي، يقضي ديني وينجز موعدي». ورواه ابن عساكر في الحديث 156 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 130 - 131 عن أبي القاسم ابن السمرقندي، عن أبي القاسم ابن مسعدة، عن حمزة بن يوسف، عن أبي أحمد ابن عديّ. ورواه أيضاً في الحديث 157 و 158 بإسناده عن عمرو بن ثابت، عن مطر، عن أنس، بتفاوت. ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال: 4: 127 في ترجمة مطر بن ميمون المحاربي (8590) نقلاً عن ابن عديّ، عن حاجب بن مالك، عن عليّ بن المثنى، عن عبيد اللّه بن موسى، عن مطر بن أبي مطر، عن أنس. ورواه الهمداني في مودّة القربى: ص 22 وعنه القندوزي في ينابيع المودّة: ج 2 ص 299 ح 855، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 288 ح 333. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي سمينة قال: حدّثنا عبید اللّه بن موسى قال: حدّثنا مطر(1) [بن ميمون المحاربي أبو خالد الكوفى] الإسكاف، [عن أنس](2) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي، يقضي ديني وينجز بوعدي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 6)

ص: 241


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة عبيد اللّه بن موسى ومطر وأنس وسائر المصادر، و صحّفت في النسخ ب- «فطر».
2- ما بين المعقوفين من تاريخ دمشق.

(1827) 26-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: حدّثنا مطر، عن أنس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري ووصيّي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 47)

وعن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن ابن عقدة مثله، إلّا أنّ فيه: «ووصيّي في أهلي».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 11)

(1828) 27-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن عمرو بن جبير، عن أبيه:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: «بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً (علیه السلام) إلى اليمن، فانفلت(3) فرسٌ لرجل من أهل اليمن، فنفح(4) رجلاً برجله فقتله، وأخذه أولياء المقتول فرفعوه إلى عليّ (علیه السلام)، فأقام صاحب الفرس البيّنة أنّ الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله، فأبطل عليّ (علیه السلام) دم الرجل، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يشكون عليّاً (علیه السلام) فيما حكم عليهم، فقالوا: إنّ عليّاً ظلمنا، وأبطل دم صاحبنا.

ص: 242


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- ورواه الكليني في الكافي: 7: 352 كتاب الديات: باب ما يصيب الدواب وما لا ضمان فيه من ذلك: ح 8 عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عبيد اللّه الحلبي، عن رجل، عن أبي جعفر (علیه السلام). ورواه شيخ الطائفة في التهذيب: 10: 228 - 229 / 900 باب ضمان النفوس، بإسناده عن يونس، عن الحلبي.
3- الفَلت: التخلّص، انفلت الفرس: تخلّص وفرّ.
4- نفح الرجل برِجله: ضربه بحدّ حافره.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): إنّ عليّاً ليس بظلّام، ولم يُخلَق عليّ للظلم، وإنّ الولاية من بعدي لعليّ، والحُكم حُكمه، والقول قوله، لا يردّ حكمه وقوله وولايته إلّا كافر، ولا يرضى بحكمه وقوله وولايته إلّا مؤمن.

فلمّا سمع اليمانيّون قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عليّ (علیه السلام) قالوا يا رسول اللّه، رضينا يقول عليّ وحكمه.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هو توبتكم ممّا قلتم.

(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 7)

(1829) 28- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم وهو في مسجد قباء و الأنصار مجتمعون: «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك، يا عليّ أنت وصيّي وخليفتي وإمام أمتي بعدي، والى اللّه من والاك وعادي اللّه من عاداك، وأبغض اللّه من أبغضك، ونصر اللّه من نصرك، وخذل اللّه من خذلك.

يا عليّ، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي.

يا عليّ، إنّه لمّا عُرج بي إلى السماء عَهِد إليّ ربّي فيك ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد.

قلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركت وتعاليت.

فقال: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».

(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 7)

ص: 243

(1830) 29-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) قال:

سمعت جابر بن عبداللّه الأنصاري يقول: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان ذات يوم في منزل أمّ إبراهيم، وعنده نفر من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فلمّا بصر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «يا معشر النّاس أقبل إليكم خير النّاس بعدي، وهو مولاكم، طاعته مفروضة كطاعتي، ومعصيته محرّمة كمعصيتي.

معاشر النّاس، أنا دار الحكمة وعليّ مفتاحها، ولن يوصل إلى الدار إلّا بالمفتاح، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً».

(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 8)

(1831) 30- حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر، عن سعد الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت خليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد موتي، وأنت منّي كشيث من آدم و كسام من نوح، وكإسماعيل من إبراهيم، وكيوشع من موسى، وكشمعون من عيسى.

يا عليّ، أنت وصيّي ووارثي، وغاسل جنّتي، وأنت الّذي تواريني في حفرتي، وتؤدّي ديني، وتنجز عِداتي.

يا عليّ أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المتقين.

يا عليّ، أنت زوج سيّدة النساء فاطمة ابنتي، وأبو سبطيّ الحسن والحسين.

يا عليّ، إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل ذريّة كلّ نبيّ من صلبه، وجعل ذريّتي من

ص: 244


1- يأتي تخريج ذيل الحديث في باب علم أمير المؤمنين (علیه السلام).

صُلبك.

يا عليّ من أحبّك ووالاك أحببته وواليته، ومن أبغضك وعاداك أبغضته و عاديته، لأنّك منّي وأنا منك.

يا عليّ، إنّ اللّه طهّرنا واصطفانا لم يلتقِ لنا أبوان على سفاح قطّ من لدن آدم فلا يحبّنا إلّا من طابت ولادته.

يا عليّ أبشِر بالشهادة، فإنّك مظلوم بعدي ومقتول.

فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه، وذلك في سلامة من ديني؟

قال: فى سلامة من دينك.

يا عليّ، إنّك لن تضِلّ ولم تزلّ، ولولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)

(1832) 31- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن القاسم بن الوليد:

عن شيخ من ثُمالة قال: دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدّث النّاس، فقلت لها: يرحمك اللّه، حدّثيني في(1) بعض فضائل أمير المؤمنين عليّ (علیه السلام).

قالت: أحدّثك وهذا شيخ كما ترى بين يدي نائم.

فقلت لها: ومَن هذا؟

فقالت: أبو الحمراء، خادم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

فجلست إليه، فلمّا سمع حسّي(2) استوى جالساً، فقال: مَه؟

فقلت: رحمك اللّه، حدّثني بما رأيت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يصنعه بعليّ (علیه السلام) فإنّ اللّه يسألك عنه(3).

ص: 245


1- فى أمالي الطوسي: «عن».
2- في أمالي الطوسي: «حديثي».
3- في أمالي الطوسي: «وإنّ».

فقال: على الخبير وقعتَ(1)، أمّا ما رأيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يصنعه بعليّ (علیه السلام)، فإنّه قال لي ذات يوم: «يا أبا الحمراء، انطلق فادعُ لي مئة من العرب، وخمسين رجلاً من العجم، وثلاثين رجلاً من القبط، وعشرين رجلاً من الحبشة». فأتيت بهم، فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فصفّ العرب، ثمّ صفّ العجم خلف العرب، وصفّ القبط خلف العجم، وصفّ الحبشة خلف القبط، ثمّ قام فحمد اللّه وأثنى عليه، ومجّد اللّه بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله، ثمّ قال:

«يا معشر العرب والعجم والقبط والحبشة، أقررتم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله»؟

فقالوا: نعم.

فقال: «اللّهم أشهد» حتّى قالها ثلاثاً، فقال في الثلاثة: «أقررتم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّي محمّداً عبده ورسوله، وأنّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و وليّ أمرهم من بعدي»؟

فقالوا: اللّهم نعم.

فقال: «اللّهم اشهد» حتّى قالها ثلاثاً.

ثمّ قال لعليّ (علیه السلام): «يا أبا الحسن، انطلق فأتني بصحيفة ودَواة»، فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب وقال: «اكتب».

فقال: «وما أكتب»؟

قال: «اكتب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما أقرّت به العرب والعجم والقبط والحبشة، أقرّوا بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأن محمّداً عبده ورسوله، وأنّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم من بعدي». ثمّ ختم الصحيفة ودفعها إلى عليّ (علیه السلام)، فما رأيتها إلى الساعة.

فقلت: رحمك اللّه زدني.

فقال: نعم، خرج علينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم عرفة وهو آخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال:

ص: 246


1- في أمالي الطوسي: «على الخبير سقطت، خرج علينا رسول اللّه يوم عرفة...» ولم يذكر الفقرة الأولى من الحديث.

«يا معشر الخلائق، إنّ اللّه تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة».

ثمّ التفت إلى عليّ (علیه السلام) فقال له: «وغفر لك - يا عليّ - خاصّة».

ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) [له](1): «يا عليّ ادن منّي». فدنا منه، فقال: «إنّ السعيد ح-قّ السعيد من أحبّك وأطاعك، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من عاداك ونصب لك و أبغضك(2)، يا عليّ كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك.

يا عليّ، من حاربك فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب اللّه عزّ وجلّ يا عليّ من أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه، و [من أبغض اللّه فقد](3) أتعس اللّه جدّه، وأدخله نار جهنّم».

(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 11)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق، مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش إلّا أنّه ليس فيه الفقرة الأولى من الحديث في عليّ (علیه السلام)، أي من قوله: «أمّا ما رأيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يصنعه» إلى قوله: «فما رأيتها إلى الساعة».

(أمالي الطوسي المجلس 15، الحديث 10)

(1833) 32-(4) حدّثنا أبي اللّه قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي هاشم قال: حدّثنا يحيى بن الحسين، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه قال:

ص: 247


1- من أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي: «من عاداك وأبغضك ونصب لك».
3- مابين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.
4- ورواه الجاوابي في نور الهدى كما في الباب 21 من القسم الثاني من كتاب التحصين -لابن طاووس-: ص 624. وروى أبو نعيم في أوائل ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 63 بإسناده عن أبي ليلى، عن الحسن بن عليّ قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ادعوا لي سيّد العرب» - يعني عليّ بن أبي طالب- قالت عائشة: ألست سيّد العرب؟ فقال: «أنا سيّد ولد آدم، وعلي سيّد العرب». فلمّا جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: «يا معشر الأنصار...»، وذكر الحديث بنقيصة.

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا معشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا»؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: «هذا عليّ أخي ووصیّي(1) ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبّوه لحبّي، وأكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل أمرني أن أقوله لكم».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 21)

أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سعيد المقرئ قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن أبي هاشم، عن يحيى بن الحسين مثله، إلّا أنّ فيه: «أن أقول لكم ما قلت».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 40)

(1834) 33-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن علوية عن إبراهيم بن محمّد قال: حدّثنا المسعودي قال: حدّثنا عليّ بن القاسم الكندي، عن سعد بن طالب، عن عثمان بن القاسم الأنصاري، عن زيد بن أرقم قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ألا أدلّكم على ما إن استدللتم به لن تهلكوا ولن تضلّوا»؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

ص: 248


1- قوله: «ووصيّي» غير موجود في أمالي الطوسي.
2- ورواه ابن المغازلي في مناقب أهل البيت (علیهم السلام): ص 313، ح 297 بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن زيد بن أرقم، مع بعض المغايرات.

قال: «إنّ إمامكم ووليّكم عليّ بن أبي طالب فوازروه وناصحوه وصدّقوه، فإنّ جبرئيل أمرني بذلك».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 22)

(1835) 34- وعن ابن الوليد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن أبي مالك الحضرمي، عن إسماعيل بن جابر:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) - في حديث طويل(1)- يقول فيه: إنّ اللّه تبارك و تعالى لمّا أسرى بنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال له: «يا محمّد، إنّه قد انقضت نبوّتك، وانقطع أكلك، فمَن لأمّتك من بعدك؟

[قال:] فقلت: يا ربّ إنّي قد بلوتُ خَلقك فلم أجد أحداً أطوع لي من عليّ بن أبي طالب.

فقال عزّ وجلّ: و لِي يا محمّد، فمن لأمّتك؟

فقلت: يا ربّ إنّي قد بلوت خلقك فلم أجد أحداً أشدّ حبّاً لي من عليّ بن أبي طالب.

فقال عزّوجلّ: و لي يا محمّد، فأبلغه أنّه راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور لمن أطاعني».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 24)

(1836) 35- حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد، عن عبد اللّه بن الفضل، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليلة أسري بي إلى السماء كلّمني ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمّد.

ص: 249


1- تقطيع الحديث من الشيخ الصدوق (قدّس سرّه).

فقلت: لبّيك ربّي.

فقال: إنّ عليّاً حجّتي بعدك على خَلقي، وإمام أهل طاعتي من أطاعه أطاعني، ومَن عصاه عصاني، فانصِبْه عَلَماً لأمّتك يهتدون به بعدك».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 27)

(1837) 36-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان، عن زرارة و إسماعيل بن عبّاد القصري، عن سليمان الجعفي:

عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: «لمّا أسري بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وانتهى إلى حيث أراد اللّه تبارك وتعالى، ناجاه ربّه جلّ جلاله، فلمّا أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه يا محمّد.

قال: لبّيك ربّي.

قال له: مَن اخترت من أمّتك يكون من بعدك لك خليفة؟

قال: اختر لي ذلك، فتكون أنت المختار لي.

فقال: اخترتُ لك خيرتك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

(أمالي الصدوق: المجلس 86 الحديث 16)

(1838) 37- حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ بمدينة السلام قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن رفيع الباهلي قال: حدّثنا أبو غسّان المسمعي قال: حدّثنا عبدالملك بن الصباح قال: حدّثنا عمران بن جرير، عن الحسن قال:

قال عمر: إنّى لا أرى فى القوم أحداً أحرى أن يحملهم على كتاب اللّه وسنّة نبيّه منه. يعني عليّ بن أبي طالب.

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 25)

(1839) 38- حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن

ص: 250


1- لاحظ مسند زيد الشهيد (رضی اللّه عنه): ص 362.

إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الثقفي، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي قال: حدّثنا أبو قتادة الحرّاني، عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاس:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ أنت إمام أمّتي، وخليفتي عليها بعدي، وأنت قائد المؤمنين إلى الجنّة»، الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 73، الحديث 18)

يأتي تمامه في مناقب سيّدة النساء (علیها السلام).

(1840) 39-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن ابيه محمّد بن خالد قال: حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال: حدّثنا محمّد بن منصور، عن عبداللّه بن جعفر، عن محمّد بن الفيض بن المختار، عن أبيه:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم وهو راكب، وخرج عليّ (علیه السلام) وهو يمشي، فقال له: «ي---ا أب---ا الحسن، إمّا أن تركب وإمّا تنصرف، فإنّ اللّه عزّ وجلّ أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت، وتجلس إذا جلست إلّا أن يكون حدّ من حدود اللّه لابدّ لك من القيام والقعود فيه، وما أكرمني اللّه بكرامة إلّا وقد أكرمك بمثلها، و خصّني بالنبوّة والرسالة وجعلك وليّي في ذلك، تقوم في حدوده وفي صعب أموره، والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، ما آمن بي من أنكرك، ولا أقرّ بي من جحدك، ولا آمن باللّه من كفر بك، وإنّ فضلك لمن فضلي، وإنّ فضلي لك لفضل اللّه و هو قول

ص: 251


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 58 من سورة يونس في تفسيره: ص 180 - 181 ح 233 / 9، ومحمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 139 - 141 ح 78، ومحمّد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى: ص 178 - 179 ح 343.

ربّي عزّ وجلّ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(1)، ففضل اللّه نبوّة نبيّكم ورحمته ولاية عليّ بن أبي طالب، (فَبِذَلِكَ) قال: بالنبوّة والولاية (فَلْيَفْرَحُوا) يعني الشيعة، (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا.

واللّه يا عليّ، ما خُلقتَ إلّا لتعبد(2) ربّك، و لتُعرف بك معالم الدين، ويُصلح بك دارس السبيل، ولقد ضلّ من ضّل عنك، و لن يهتدي إلى اللّه عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى ولايتك، وهو قول ربي عزّ وجلّ: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)(3)، يعني إلى ولايتك.

ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن أفترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك المفروض على من آمن بي، ولولاك لم يُعرف حزب اللّه، وبك يعرف عدوّ اللّه، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء، ولقد أنزل اللّه عزّ وجلّ إليّ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في ولايتك يا عليّ ﴿ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)(4) ولو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقي اللّه ع--زّ وجلّ بغير ولايتك فقد حبط عمله، وعد يُنجز لي، وما أقول إلّا قول ربّي تبارك وتعالى، وإنّ الّذي أقول لمن اللّه عزّ وجلّ أنزله فيك».

(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 16)

(1841) 40- حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي قال: حدّثنا إسماعيل بن الفضل، عن أبيه، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى أوحى إليّ أنّه جاعل لي من أمّتي

ص: 252


1- سورة يونس: 10: 58.
2- في نسخة: «ليعبد».
3- سورة طه: 20: 82.
4- سورة المائدة: 5: 67.

أخاً و وارثاً وخليفةٌ و وصيّاً، فقلت: يا ربّ، مَن هو؟

فأوحى إليّ عزّ وجلّ: يا محمّد إنّه إمام أمّتك، وحجّتي عليها بعدك.

فقلت: يا ربّ، مَن هو؟

فأوحى إليّ عزّ وجلّ: يا محمّد، ذاك من أُحِبّه ويُحبُّني، ذاك المجاهد في سبيلي، والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي، والمارقين من ديني، ذاك ولیّي حقّاً، زوج ابنتك، وأبو ولدك عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 17)

(1842) 41-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني المسعودي قال: حدّثنا يحيى بن سالم العبدي، عن إسرائيل، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو:

عن زِرّ بن حبيش قال: مرّ عليّ (علیه السلام) على بغلة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و سلمان في ملأ، فقال سلمان رحمة اللّه عليه: «ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه؟ فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّه(2) لا يُخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أحد غيره، وإنّه لعالم الأرض

ص: 253


1- وقريباً منه رواه محمّد بن سليمان الصنعاني في كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 2 ص 532 ح 1032 قال: حدّثنا خضر بن أبان قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق قال: بينما سلمان جالس في أناس من أصحابه إذ مرّ عليّ فقال: ما يمنعكم تقومون إليه فتأخذون بحجزته، فواللّه ما أعلم أحداً هو أعلم بسرّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه. وروی نحوه في ص 439ح 923. ورواه البلاذري في ترجمة عليّ (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 91 - 92 تحت الرقم 220 عن الحسين بن عليّ بن الأسود، ومحمّد بن سعد، عن عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: مرّ رجل على سلمان، فقال: أرى عليّاً يمرّ بين ظهرانيّكم فلاتقومون فتأخذون بحجزته، فوالّذي نفسي بيده لا يخبركم أحد بسرّ نبيّكم بعده.
2- كلمة «إنّه» غير موجودة في أمالي المفيد.

وربّانيّها(1) وإليه تسكن، لو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم النّاس».

(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 19)

أبو عبداللّه المفيد، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب، عن الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 2)

(1843) 42-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن غراب، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض:

عن أبيه قال: مرّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بملأ فيهم سلمان رحمة اللّه عليه فقال لهم سلمان: «قوموا، فخذوا بحجزة(3) هذا، فواللّه لا يخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيره».

(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «بسرّ نبيّكم صلوات اللّه عليه أحد غیره».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 7)

ص: 254


1- في أمالي المفيد: «لعالم الأرض وزرّها». قال ابن الأثير في النهاية: 2: 300: في حديث أبي ذرّ قال - يصف عليّاً -: «وإنّه لعالم الأرض وزرّها الّذي تسكن إليه» أي قوامها وأصله من زرّ القلب، وهو عظم صغير يكون قوام القلب به، وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان.
2- ورواه الطبري فى بشارة المصطفى: ص 124 عن أبى محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي، عن الشيخ الطوسي. وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم.
3- الحُجزة - بضمّ الحاء - معقد الإزار، ثمّ قيل للإزار حُجزة للمجاورة، وقد استعير الأخذ بالحجزة للتمسّك والاعتصام، يعني تمسّكوا واعتصموا به. (مجمع البحرين)

(1844) 43- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أبي، عن الحسين بن عبيداللّه، عن محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال:

سمعت أبا جعفر الباقر (علیه السلام) يقول: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا محمّد، إنّي خلقتك ولم تك شيئاً، ونفخت فيك من روحي كرامةً منّي أكرمتك بها، حتّى أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعاً، فمن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني، وأوجبت ذلك في عليّ وفي نسله من اختصصت منهم لنفسي».

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 5)

(1845) 44- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن عليّ بن سالم عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا عُرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حُجب النُّور، ناداني ربّي جلّ جلاله: يا محمّد، أنت عبدي وأنا ربّك، فلي فاخضع، وإيّاي فاعبد، وعَلَيّ فتوكّل وبي فثق، فإنّي قد رضيت بك عبداً وحبيباً ورسولاً ونبيّاً، وبأخيك عليّ خليفة وباباً، فهو حجّتي على عبادي، و إمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي، وبه يميّز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني، وتحفظ حدودي وتنفّذ أحكامي وبك وبه وبالأئمّة من ولده أرحم عبادي وإمائي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 4)

تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة(1).

(1846) 45- حدّثنا محمّد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد

ص: 255


1- تقدّم في ج 2 ص 319 - 320.

بن محمّد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم قال: أخبرنا المنذر بن محمّد قال: حدّثني جعفر بن إسماعيل البزّاز الكوفي قال: حدّثني عبداللّه بن الفضل، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أنكر إمامة عليّ بعدي كان كمن أنكر نبوّتي في حياتي، ومن أنكر نبوّتي كان كمن أنكر ربوبيّة ربّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 5)

(1847) 46- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضال، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي وأنا من عليّ، قاتَلَ اللّه مَن قاتل عليّاً، لعن اللّه من خالف عليّاً، عليّ إمام الخليقة بعدي من تقدّم على عليّ(1) فقد تقدّم عَليّ، ومن فارقه فقد فارقني، ومَن آثَرَ عليه فقد آثَرَ عليّ، أنا سلم لمن سالمه، وحرب لمن حاربه، وولي لمن والاه، وعدوّ لمن عاداه».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 12)

(1848) 47-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن على الصيرفي قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة الجوهري قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرّمادي قال: حدّثنا عبد الرزّاق [بن همام الصنعاني] قال: أخبرنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف:

عن عبد اللّه بن مسعود قال: خرجنا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلة وفد الجنّ، قال:

ص: 256


1- في نسخة: «من تقدّم عليّاً»، وفي نسخة أخرى: «من تقدّم عليه».
2- لاحظ تخريج الحديث التالي.

فحطّ عُلى(1)، ثمّ ذهب، فلمّا رجع تنفّس وقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».

فقلت: استخلف يا رسول اللّه.

قال: «مَن»؟

قلت: أبا بكر.

قال: فمشى ساعة ثمّ تنفّس وقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».

فقلت: استخلف يا رسول اللّه.

قال: «مَن»؟

قلت: عمر، فسكت.

ثمّ مشى ساعة وتنفّس وقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».

فقلت: استخلف يا رسول اللّه.

قال: «مَن»؟

قلت: عثمان، فسكت.

ثمّ مشى ساعة فقال: «نعيت إليّ نفسي يا ابن مسعود».

فقلت: استخلف يا رسول اللّه.

قال: «مَن»؟

قلت: عليّ بن أبي طالب.

فتنفّس ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلنّ الجنّة أجمعين أكتعين».

(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 2)

(1849) 48-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثنا

ص: 257


1- قال ابن الأثير في النهاية: العُلى - بالضمّ والقصر -: موضع بناحية وادي القرى، نزله رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في طريقه إلى تبوك، وفيه مسجد.
2- رواه عبد الرزّاق في المصنّف: 11: 317 - 318 ح 20646. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 10: 67 ح 9970 وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 8: 315، والخوارزمي في الحديث 13 من الفصل 9 من المناقب: ص 114 ح 124، وابن شاذان في المنقبة 10 من «مئة منقبة»، والعقيلي في ترجمة الضعفاء الكبير من الضعفاء: 4: 253 برقم 1849، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 3: 95 ح 1124، والحمّويي في الباب 52 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 267 ح 209 وفي الباب 53 ح 212. ورواه أبو عبداللّه الجدلي عن ابن مسعود، كما في الحديث 9969 من المعجم الكبير: 10: 67.

جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا أبو الفضل عبداللّه بن أحمد بن العبّاس، قال: حدّثنا مهنّا بن يحيى قال: حدّثنا عبد الرزّاق، عن أبيه، عن مينا، عن ابن مسعود قال: ليلة الجنّ قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا ابن مسعود نعيت إليّ نفسي».

قلت: استخلف.

قال: «مَن»؟

قلت: أبا بكر. فأعرض عنّي.

ثمّ قال: «يا ابن مسعود نعيت إليّ نفسي».

فقلت: استخلف.

قال: «مَن»؟

قلت: عمر.

فأعرض عنّي.

ثمّ قال: «يا ابن مسعود، نعيت إليّ نفسي».

فقلت: استخلف.

قال: «من»؟

قلت: عليّاً.

قال: «أما إنّهم إن أطاعوه دخلوا الجنّة أجمعون أكتعون».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 64)

ص: 258

(1850) 49-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو محمّد عبداللّه بن محمّد بن سعيد بن زياد المقرئ من كتابه قال: حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الحوبيّ قال: حدّثنا نصر بن حمّاد قال: حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام):

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: نزل جبرئيل على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال(2): «إنّ اللّه يأمرك أن تقوم بتفضيل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) خطيباً على أصحابك، ليبلّغوا من بعدهم ذلك عنك، وقد أمر جميع الملائكة(3) أن تسمع ما تذكره، والله يوحي إليك يا محمّد أنّ من خالفك فى أمره فله النّار(4)، ومن أطاعك فله الجنّة».

فأمر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منادياً فنادى: الصلاة(5)جامعة، فاجتمع النّاس وخرج حتّى علا المنبر(6)، وكان أوّل ما تكلّم به: «أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم»، ثمّ قال:

«أيها النّاس، أنا البشير، وأنا النذير، وأنا النبيّ الأمّي، إنّي مبلّغكم عن اللّه تعالى(7) في أمر رجل لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة العلم، وهو الّذي انتجبه(8) اللّه من هذه الأمّة واصطفاه وتولّاه وهداه(9)، وخلقني وإيّاه من طينة

ص: 259


1- ورواه الطبري فى بشارة المصطفى: ص 64 عن أبي عليّ ابن الشيخ، عن الشيخ الطوسي، وفي ص 100 عن الحسن بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ. ورواه شاذان فى الفضائل: ص 7.
2- في الحديث 2 من المجلس 41 وأمالي الطوسي: «قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): إنّ جبرئيل (علیه السلام) نزل عَليّ وقال».
3- في الحديث 2 من المجلس 41 وأمالي الطوسي: «ويأمر جميع الملائكة».
4- في أمالي الطوسي: «دخل النّار».
5- في أمالي الطوسي: «بالصلاة...».
6- في أمالي الطوسي: «حتّى رقى المنبر».
7- في الحديث 2 من المجلس 41: «جلّ اسمه»، وفي أمالي الطوسي: «عزّ وجلّ».
8- في أمالي الطوسي: «انتخبه».
9- في الحديث 2 من المجلس 41 وأمالي الطوسي: «وهداه وتولّاه».

واحدة(1)، ففضّلني(2) بالرسالة، وفضّله بالتبليغ عنّي، وجعلني مدينة العلم وجعله الباب، وجعله(3) خازن العلم والمقتبس منه الأحكام، وخصّه بالوصيّة، وأبان أمره، وخوّف مِن عداوته، وأوجب موالاته، وأمر جميع النّاس بطاعته(4)، وإنّه عزّ وجلّ يقول: «مَن عاداه عاداني، ومَن والاه والاني، ومن ناصبه ناصبني، ومن خالفه خالفني، ومن عصاه عصاني، ومن آذاه آذاني، ومن أبغضه أبغضني، ومن أحبّه أحبّني ، ومن أطاعه أطاعنى، ومن أرضاه أرضاني، ومن حفظه حفظني، ومن حاربه حاربني، ومن أعانه أعانني(5)، ومن أراده أرادني(6)، ومن كاده كادني [ومن نصره نصرني](7)».

[يا](8) أيّها النّاس، اسمعوا لما آمركم به و أطیعوه، فإنّي أخوّفكم عقاب(9) اللّه عزّ (10) وجلّ (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)(11)».

ص: 260


1- عبارة «من طينة واحدة» غير موجودة في المجلس 41 وأمالي الطوسي.
2- في الحديث 2 من المجلس 41 وأمالي الطوسي: «وفضّلني».
3- في بعض نسخ الحديث 2 من المجلس 41: «وجعلني».
4- في الحديث 2 من المجلس 41 وأمالي الطوسي: «وخوّف من عداوته، وأزلف من والاه، وغفر لشيعته، و أمر النّاس جميعاً بطاعته».
5- من قوله: «ومن أطاعه أطاعني» إلى هنا غير موجود في المجلس 41 من أمالي المفيد وأمالي الطوسي.
6- في أمالي الطوسي: «ومن أرداه أرداني».
7- ما بين المعقوفين موجود في المجلس 41 وأمالي الطوسي.
8- من المجلس 41 وأمالي الطوسي.
9- في بعض النسخ: «عذاب».
10- کلمتا «عزّ وجلّ» غير موجودتين في المجلس 41.
11- سورة آل عمران: 3: 30. وبعده في أمالي الطوسي: « وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ»، وهذا الذيل من الآية 28 من سورة آل عمران حيث ورد فيها: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)، ولكن صدرها مغاير لما ورد هنا، والموجود في الآية 30 هكذا: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).

ثمّ أخذ بيد [عليّ بن أبي طالب](1) أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «معاشر النّاس، هذا مولى المؤمنين، وقاتل الكافرين، وحجّة اللّه على العالمين، اللّهم إنّي قد بلّغت(2) وهم عبادك، وأنت القادر على صلاحهم، فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين، [أستغفر اللّه تعالى لي ولكم](3)».

ثمّ نزل عن المنبر، فأتاه جبرئيل (علیه السلام) فقال: «يا محمّد، [إنّ](4) اللّه [عزّ وجلّ] يقرؤك السلام ويقول لك: جزاك اللّه عن تبليغك خيراً، فقد(5) بلّغت رسالات ربّك، ونصحت لأمّتك، وأرضيت المؤمنين، وأرغمت الكافرين، يا محمّد، إنّ ابن عمّك مبتلى ومبتلى به [يا محمّد قُل في كلّ أوقاتك: الحمد للّه ربّ العالمين] (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(6)».

(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 2)

ورواه أيضاً في (المجلس 41 الحديث 2) بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 39)

(1851) 50- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا

ص: 261


1- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي.
2- وفي الحديث 2 من المجلس 41: «معاشر النّاس، هذا مولى المؤمنين، وحجّة اللّه على الخلق أجمعين، والمجاهد للكافرين، اللّهم إني قد بلّغت»، ومثله في أمالي الطوسي، إلّا أنّ فيه: «وحجّة اللّه على خلقه أجمعين».
3- ما بين المعقوفين موجود في الحديث 2 من المجلس 41 وفي أمالي الطوسي.
4- ما بين المعقوفين هنا وما بعده من المجلس 41 وأمالي الطوسي.
5- في أمالي الطوسي: «قد».
6- سورة الشعراء: 26: 227.

أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا محمّد بن سعد الأنصاري، عن عمر بن عبداللّه بن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن جدّه يعلى بن مرّة قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت وليّ النّاس بعدي، فمن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني».

(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 5)

(1852) 51- أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن راشد الأصفهاني(1) قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا سالم بن أبي سالم [الجيشاني] المصري:

عن أبي هارون العبدي قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره حتّى جلست إلى أبي سعيد الخدري (رحمه اللّه) فسمعته يقول: أمر النّاس بخمس، فعملوا بأربع وتركوا واحدة.

فقال له رجل: يا أبا سعيد، ما هذه الأربع الّتي عملوا بها؟

قال: الصلاة والزكاة والحجّ، وصوم شهر رمضان.

قال: فما الواحدة الّتي تركوها؟

قال: ولاية عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

قال الرجل: وإنّها المفترضة معهنّ؟

قال أبو سعيد: نعم، وربّ الكعبة.

قال الرجل: فقد كفر النّاس إذن!

قال أبو سعيد: فما ذنبي؟

(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 3)

(1853) 52- أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبداللّه

ص: 262


1- ومثله في الحديث 3 من المجلس 17 من أمالي المفيد، ولم أجد له ترجمة بهذا العنوان.

الحسين بن عليّ الرازي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الحنفي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار قال: حدّثنا عمرو بن شمر قال: حدّثنا حمّاد، عن أبي الزبير:

عن جابر بن عبداللّه بن حرام الأنصاري قال: أتيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا رسول اللّه مَن وصيّك؟

قال: فأمسك عنّي عشراً لا يُجيبني، ثمّ قال: «يا جابر، ألا أخبرك عمّا سألتني»؟

فقلت: بأبي وأمّي أنت، أم(1) واللّه لقد سكتّ عنّي حتّى ظننت أنّك وجدت عَلَيّ.

فقال: «ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء، فأتاني جبرئيل (علیه السلام) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقول لك(2): «إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك، وخليفتك على أهلك وأمّتك، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك(3) إلى الجنّة».

فقلت: يا نبيّ اللّه، أرأيت من لا يؤمن بهذا أقتتله؟(4)

قال: «نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلّا ليُتابع(5) عليه، فمن تابعه كان معي غداً، ومن خالفه لم يرد عَليّ الحوض أبداً».

(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، مع مغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 23)

(1854) 53- حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال:

ص: 263


1- في أمالي الطوسي: «بأبي أنت وأمّي، أما...».
2- في أمالي الطوسى: «يا محمّد، ربّك يقول: إنّ عليّ...».
3- في البحار: « يتقدّمك».
4- في أمالي الطوسي: «أقتله».
5- في البحار: «ليبايع».

حدّثني محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللّه جعفر بن الصادق، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي وأنا منك، وليّك ولیّي وولیّي وليّ اللّه، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ اللّه.

يا عليّ أنا حرب لمن حاربك، وسلم لمن سالمك يا عليّ، لك كنز في الجنّة وأنت ذو قرنيها(1).

يا عليّ، أنت قسيم الجنّة والنّار لا يدخل الجنّة إلّا من عرفك وعرفته، و لا يدخل النّار إلّا من أنكرك وأنكرته.

يا عليّ أنت والأئمّة من ولدك(2) على الأعراف يوم القيامة، تعرف المجرمين بسیماهم، والمؤمنين بعلاماتهم.

يا عليّ لولاك لم يعرف المؤمنون بعدي.

(أمالي المفيد: المجلس 24، الحديث 4)

(1855) 54-(3) أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ [بن الحسن](4) الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسيح بن محمّد(5) قال: حدّثني أبو عليّ [سلّام] بن أبي

ص: 264


1- قال ابن الأثير في النهاية: إنّه قال لعليّ: «إنّ لك بيتاً في الجنّة، وإنّك ذو قرنيها»: أي طرفي الجنّة وجانبيها».
2- في بعض النسخ المطبوعة: «من بعدك».
3- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 48 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه عن الشيخ الطوسي. وروی نحوه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: ج 1 ص 385 تحت الرقم 303.
4- من أمالي الطوسي.
5- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة سلّام بن أبي عمرة الخراساني في تهذيب الكمال، و الحديث 2 من المجلس 3 من أمالي الطوسي، وفي بعض نسخ أمالي الطوسي: «مسبّح»، وفي نسخة منه: «شيح».

عمرة(1) الخراساني، عن إسحاق بن إبراهيم:

عن أبي إسحاق السبيعي قال: دخلنا على مسروق بن الأجدع فإذا عنده ضيف له لانعرفه وهما يطعمان من طعام لهما، فقال الضيف: كنت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بحُنين(2)، فلمّا قالها عرفنا أنّه كانت له صحبة مع النبيّ (علیه السلام)، قال: فجاءت صفيّة بنت حُييّ بن أخطب(3) إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت: يا رسول اللّه، إنّي لست كأحد نسائك، قتلت الأب والأخ والعمّ، فإن حدث بك حدث(4) فإلى من؟

فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إلى هذا». وأشار إلى عليّ بن أبي طالب -الحديث-.

(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 3)

تقدّم تمامه في الباب 5 من أبواب حبّ أهل البيت (علیهم السلام) ونصرهم وولايتهم(5).

(1856) 55-(6) حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا

ص: 265


1- في نسخة من أمالي الطوسي: «أبي عمر»، والصحيح ما أثبتناه.
2- ما أثبتناه من أمالي الطوسي، وفي نسخة منه وجميع نسخ أمالي المفيد: «بخيبر».
3- صفيّة أمّ المؤمنين بنت حييّ بن أخطب من أولاد هارون بن عمران (علیه السلام)، سباها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عام خيبر، فأعتقها ثمّ تزوّجها، ماتت في خلافة معاوية.
4- في أمالي الطوسي: «بك شيء».
5- تقدّم في ج 3 ص 267 - 268 تحت الرقم 14.
6- ورواه الطبري في الجزء الأوّل من بشارة المصطفى ص 10 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه، عن الشيخ المفيد. ورواه محمّد بن العبّاس، كما في تفسير الآية الكريمة في تأويل الآيات الظاهرة: 1: 402 ح 4، وابن شهر آشوب في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب: 2: 19 في عنوان «فصل في المسابقة بالزهد والقناعة»، وأبوبكر الآجري في الشريعة: 4: 2065 ح 1546. وورد أيضاً من طريق بريدة، رواه أيضاً محمّد بن العبّاس كما في الحديث 4 من تفسير سورة النمل من تأويل الآيات: 1: 402.

إبراهيم بن الحكم عن المسعودي قال: حدّثنا الحارث بن حصيرة، [عن أبي داوود السبيعي](1):

عن عمران بن حصين قال: كنت أنا وعمر بن الخطّاب جالسين عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليّ (علیه السلام) جالس إلى جنبه، إذ قرأ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)(2).

قال: فانتفض عليّ (علیه السلام) انتفاضة العصفور، فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما شأنك تجزع»(3)؟

فقال: «ما لي(4) لا أجزع واللّه يقول إنّه يجعلنا خلفاء الأرض»!

فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تجزع، فواللّه لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق».

(أمالى المفيد: المجلس 36، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد،مثله، إلّا أنّ فيه: «كانتفاض العصفور».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 21)

(1857) 56- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الحاسب قال: حدّثنا سليمان

ص: 266


1- ما بين المعقوفين موافق لرواية محمّد بن العبّاس، ولترجمة الحارث بن الحصيرة وعمران بن حصين وأبي داوود في تهذيب الكمال وسائر كتب الرجال.
2- سورة النمل: 27: 62.
3- قال في البحار: لعلّ جزعه (علیه السلام) كان لما يعلم من اختلاف النّاس في حكومته وشدّة محنته (علیه السلام) في ذلك بعد عداوة النّاس له.
4- في أمالي الطوسي: «وما لي».

بن أحمد الواسطي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا نصر بن نصير البحراني، عن أبيه، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أيها النّاس اتّقوا اللّه واسمعوا».

قالوا: لمن السمع والطاعة بعدك يا رسول اللّه؟

قال: «لأخي وابن عمّي ووصيّي عليّ بن أبي طالب».

قال جابر بن عبداللّه: فعصوه واللّه، وخالفوا أمره، وحملوا عليه السيوف.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 52)

(1858) 57-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال: حدّثني الحسن قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه بن موسى(2) قال: [حدّثنا عبد اللّه بن هارون قال:](3) حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان العرزمي قال: حدّثني المعلّى بن هلال، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبداللّه بن العبّاس قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أعطاني اللّه تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً

ص: 267


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 41 عن أبي عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن، عن أبيه الشيخ الطوسي. ورواه الشيخ الصدوق (قدّس سرّه) في الحديث 57 من باب الخمسة من الخصال: ج 1 ص 293 إلى قوله: «حتّى نظر إلى ما نظرت إليه». قال الصدوق (قدّس سرّه): والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته بتمامه في كتاب المعراج. وأورده ابن شاذان في الفضائل: 5 - 7 و 168، وابن حمزة في الثاقب: ص 142 ح 135/7، والحلّى فى كشف اليقين: 453 / 555. وأورد صدره ابن شهر آشوب في المناقب: 3: 303، والفتّال في روضة الواعظين: ص 109.
2- الظاهر أنّه سعد بن عبداللّه بن أبي خلف الأشعري القمّي أبو القاسم، شيخ القميّين و فقیههم، روى عنه محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، توفّي سنة 301، وقيل: 299، ويشهد لما قلنا الحديث التالي.
3- ما بين المعقوفين موافق لما في الحديث 19 من المجلس 7.

خمساً: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وج-ع-ل-ه وصيّاً، وأعطانى الكوثر وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، و أسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتّى نظر إليّ فنظرت إليه».

قال: ثمّ بكى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت له: ما يبكيك فداك أُمّي وأبي؟

فقال: «يا ابن عبّاس، إنّ أوّل ما كلّمني به أن قال: يا محمّد، انظر تحتك. فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى عليّ وهو رافع رأسه إليّ، فكلّمني وكلّمته، وكلّمني ربّي عزّ وجلّ».

فقلت: يا رسول اللّه، بِمَ كلّمك ربّك؟

قال: «قال لي: يا محمّد إنّي جعلت عليّاً وصيّك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فأعلمه، فها هو يسمع كلامك. فأعلمته و أنا بين يدي ربّي عزّ وجلّ، فقال لي: قد قبلت وأطعت. فأمر اللّه الملائكة أن تسلّم عليه، ففعلت، فردّ عليهم السلام ورأيت الملائكة يتباشرون به و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلّا هنّأوني: وقالوا يا محمّد، والّذي بعثك بالحقّ لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف اللّه عزّ وجلّ لك ابن عمّك. ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت: يا جبرئيل، لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال: يا محمّد ما مِن مَلَك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب استبشاراً به ما خلا حملة العرش، فإنّهم استأذنوا اللّه عزّ و جلّ في هذه الساعة، فأذن لهم أن ينظروا إلى عليّ بن أبي طالب، فنظروا إليه، فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يُخبرني به، فعلمت أنّي لم أطأ موطئاً إلّا وقد كشفت لعليّ عنه حتّى نظر إليه».

قال ابن عبّاس: فقلت: يا رسول اللّه، أوصني.

فقال: «عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء، ثمّ أمر به إلى النّار.

يا ابن عبّاس، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ النّار لأشدّ غضباً على مبغض عليّ منها على من زعم أن للّه ولداً.

ص: 268

يا ابن عبّاس، لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغض عليّ - ولن يفعلوا - لعذّبهم اللّه بالنّار».

قلت: يا رسول اللّه، وهل يبغضه أحد؟

قال: «يا ابن عبّاس، نعم، يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أمّتي، لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيباً، يا ابن عبّاس إنّ من علامة بغضهم تفضيلهم من هو دونه عليه، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما بعث اللّه نبيّاً أكرم عليه منّي ولا وصيّاً أكرم عليه من وصيّي عليّ».

قال ابن عبّاس: فلم أزل له كما أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووصّاني بمودّته، وإنّه لأكبر عملي عندي.

قال ابن عبّاس: فلمّا مضى من الزمان ما مضى، وحضرت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الوفاة،حضرته، فقلت له: فداك أبي وأمّى يا رسول اللّه، قد دنا أجلك، فما تأمرني؟

فقال: «يا ابن عبّاس، خالِف من خالَفَ عليّاً، ولا تكوننّ لهم ظهيراً ولا وليّاً».

قلت: يا رسول اللّه، فلِمَ لا تأمر النّاس بترك مخالفته؟

قال: فبكى (علیه السلام) حتّى أغمى عليه، ثمّ قال: «يا ابن عبّاس، قد سبق فيهم علم ربي، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يخرج أحد ممّن خالفه من الدنيا وأنكر حقّه حتّى يغيّر اللّه ما به من نعمة.

يا ابن عبّاس، إذا أردت أن تلقى اللّه وهو عنك راض، فاسلك طريقة عليّ بن أبي طالب، ومِل معه حيث مال و ارض به إماماً، وعادِ مَن عاداه ووالِ مَن والاه.

يا ابن عبّاس، احذر أن يدخلك شكّ فيه، فإنّ الشك في عليّ كفر باللّه تعالى».

(أمالي الطوسى: المجلس 4 الحديث 15)

(1859) 58-(1) وبالسند المتقدّم عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول:

ص: 269


1- ورواه الشيخ الصدوق (قدّس سرّه) في الحديث 57 من باب الخمسة من الخصال: ج 1 ص 293.

«أعطاني اللّه خمساً وأعطى عليّاً خمساً أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وجعل عليّاً وصيّاً، أعطاني الكوثر وأعطى عليّاً السلسبيل، و أعطاني الوحي وأعطى عليّاً الإلهام، وأسرى بي إليه وفتحت له أبواب السماء حتّى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه».

ثمّ قال: «يا ابن عبّاس، من خالف عليّاً فلا تكوننّ ظهيراً له ولا وليّاً، فوالّذي بعثني بالحقّ، ما يخالف أحد إلّا غيّر اللّه ما به من نعمة وشوّه خلقه قبل إدخاله النّار.

يا ابن عبّاس، لا تشكّ في عليّ، فإنّ الشكّ فيه يُخرج عن الإيمان، ويوجب الخلود في النّار».

(أماليالطوسي: المجلس 7، الحديث 19)

أقول: الظاهر أنّ هذا الحديث اختصار من الحديث المتقدّم، وإنّما أفردناه بالذكر لتفاوت بعض فقراته.

(1860) 59-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبيد المنصوري إجازة، قال: حدّثنا أبو الفضل محمود بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو، عن زاذان:

عن سلمان (رضی اللّه عنه) قال: بايعنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على النصح للمسلمين، والائتمام بعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) والموالاة له.

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 9)

(1861) 60-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا موسى بن عمران

ص: 270


1- وأورده العلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 456 ح 556.
2- رواه الصدوق في الباب 26 من ثواب الأعمال: ص 15.

النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعفي قال:

قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «إنّ اللّه تعالى ضمن للمؤمن ضماناً».

قال: قلت: وما هو؟

قال: «ضمن له إن أقرّ للّه بالربوبيّة، ولمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالنبوّة، و لعليّ بالإمامة، وأدّى ما افترض عليه، أن يسكنه في جواره».

قال: فقلت: هذه واللّه هي الكرامة الّتي لا يشبهها كرامة الآدميّين.

ثمّ قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «اعملوا قليلاً تنعّموا كثيراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 18)

(1862) 61- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبداللّه، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ اللّه تعالى أمرني أن أتّخذك أخاً و وصيّاً، فأنت أخي ووصيّي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني ومَن تخلّف عنك فقد تخلّف عنّي، ومَن كفر بك فقد كفر بي، ومن ظلمك فقد ظلمني يا عليّ، أنت منّي وأنا منك يا عليّ لولا أنت لما قوتل أهل النهر».

قال: فقلت: «يا رسول اللّه، ومن أهل النهر»؟

قال: «قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»(1).

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 43)

ص: 271


1- قال ابن الأثير في مادّة «مرق» من النهاية: في حديث الخوارج: «يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية»: أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدّونه، كما يخرق السّهم الشيء المرميّ به ويخرج منه، وقد تكرّر في الحديث. ومنه حديث عليّ: «أمرت بقتال المارقين»، يعني الخوارج. أقول: وقد ورد في روايات عديدة عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «إنّ قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية». انظر عنوان «ماذكر في الخوارج من مصنّف ابن أبي شيبة: 7: 552 - 56 ح 37870 - 37930.

(1863) 62-(1) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا الحسن - يعني ابن عطيّة - قال: حدّثنا سعّاد(2) [بن سليمان الكوفي]، عن عبد اللّه بن عطاء، عن عبداللّه بن بريدة:

ص: 272


1- ورواه ابن عساكر في الحديث 469 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 401 - 402 عن أبي القاسم ابن السمرقندي، عن عاصم بن الحسن، عن أبي عمر بن مهدي. والحديث - مع تفاوت - رواه عن عبد اللّه بن بريدة جماعة أخرى، منهم الأجلح بن عبد اللّه وعليّ بن سويد وعبد الجليل وسعد بن عبيدة. أمّا حديث الأجلح، فرواه النسائي في الحديث 90 من الخصائص، وأحمد في مسند بريدة من مسنده: 5: 356، والحديث 298 من مناقب عليّ (علیه السلام) من كتاب الفضائل وفي ط: ح 1175 ج 2 ص 688 وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 128، وابن عساكر في الحديث 466 - 468 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 440 - 441. وأمّا حديث عليّ بن سويد، فرواه البيهقي في سننه: 6: 342 كتاب قسم الفيء، وابن عساكر في الحديث 479 - 480 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 406 - 407. وأمّا حديث عبد الجليل، فرواه أحمد في مناقب عليّ (علیه السلام) من الفضائل: ح 303 (1180) و عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 127، والنسائي في الحديث 92 من الخصائص، وابن عساكر في الحديث 482 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 408. وأمّا حديث سعد بن عبيدة، فرواه أحمد في مسند بريدة من مسنده: 5: 350 و 358 و 361 و الحديث 177 (947) من الفضائل، والنسائي في الحديث 80 من الخصائص، والحاكم في کتاب قسم الفيء من المستدرك: 2: 129، والبزّار كما في كشف الأستار: 3: 188، وابن عساكر في الحديث 473 - 478 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 403 - 406. و رواه ابن عبّاس، عن بريدة باختصار، كما في الحديث 32123 من المصنّف لابن أبي شيبة: 6: 376، والحديث 113 من فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من فضائل الصحابة - لأحمد بن حنبل - رقم 989 ومسند بريدة من مسند أحمد: 5: 347، والحديث 81 و 82 من الخصائص -للنسائي-، والمستدرك - للحاكم النيسابوري -: 3: 110، والمناقب - لابن المغازلي-: ص 24 ح 36، والمناقب - للخوارزمي -: ص 134 وفي ط: ص 79 ح 150 في الفصل 14، وكشف الأستار: 3: 188.
2- في النسخ: «سعد»، والتصحيح من تاريخ دمشق وترجمة الحسن بن عطيّة وسعّاد و عبد اللّه بن عطاء، لاحظ تهذيب الكمال: 6: 213 / 1245 و 10: 237 / 2197 و 15: 311 - 312/3429.

عن أبيه قال: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وخالد بن الوليد كلّ واحد منهما وحده، وجمعهما فقال: «إذا اجتمعتما فعليكم عليّ». قال: فأخذنا يميناً أو يساراً. قال: وأخذ عليّ (علیه السلام) فأبعد فأصاب سبياً، فأخذ جارية من الخمس.

قال بريدة: وكنت أشدّ النّاس بغضاً لعليّ (علیه السلام) وقد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتى رجل خالداً فأخبره أنّه أخذ جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثمّ جاء آخر، ثمّ أتى آخر، ثمّ تتابعت الأخبار على ذلك، فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الّذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبره، وكتب إليه، فانطلقت بكتابه حتّى دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأخذ الكتاب فأمسكه بشماله، وكان كما قال اللّه عزّ وجلّ لا يكتب ولا يقرأ، وكنت رجلاً إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتّى أفرغ من حاجتي، فطأطأت - أو فتكلّمت - فوقعت في عليّ حتّى فرغت، ثمّ رفعت رأسي فرأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد غضب غضبا شديداً لم أره غضب مثله قطّ إلّا يوم قريظة والنضير، فنظر إليّ فقال: «يا بريدة، إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبّ عليّاً، فإنّما يفعل ما يؤمر».

قال: فقمت وما أحد من النّاس أحبّ إليه منه.

قال عبداللّه بن عطاء: حدّثت بذلك أبا حرب بن حرب بن سويد بن غفلة، فقال: كتمك عبد اللّه بن بريدة بعض الحديث، انّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال له: «أ نافقتَ بعدي يا

ص: 273

بريدة»؟

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 35)

(1864 - 1865) (1)63- 64- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا محمّد بن هارون الهاشمي - قراءةً عليه - قال: أخبرنا محمّد بن مالك بن الأبرد النخعي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي قال: حدّثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ(2) إلى

ص: 274


1- ورواه الخوارزمي في ح 299 من المناقب: ص 303 - 304 في الفصل 19، والحمّويي في الباب 52 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج 1 ص 268 - 269 ح 210، والجاوابي في كتابه «نور الهدى» عن الحفّار كما نقله عنه السيّد ابن طاووس في الباب 7 من كتاب التحصين: المطبوع ذيل «اليقين»: 544. ورواه أيضاً الجاوابي في نور الهدى عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن محمّد بن هارون الهاشمي، عن محمّد بن مالك بن إبراهيم النخعي، عن محمّد بن فضيل، ونصر بن مزاحم، عن غالب الجهني، وعن الرضا، عن أبيه، عن جدّه... كما رواه عنه السيّد ابن طاووس في اليقين: في الباب 6 من ذيله «التحصين»: ص 542. ورواه العلّامة المجلسي في البحار: 18: 372 نقلاً عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان نقلاً عن كتاب المعراج عن الصدوق، عن محمّد بن عمر الحافظ البغدادي، عن محمّد بن هارون. ورواه أبو جعفر الكوفي في المناقب: ج 1 ص 410 ح 326، وأبونعيم في حلية الأولياء: 1:66 بسندهما عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين. ورواه العلّامة الحلي في كشف اليقين: ص 295- 296 ح 341 في عنوان «مخاطبته بأمير المؤمنين» نقلاً عن مناقب الخوارزمي. وانظر سائر تخريجاته في باب المعراج من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
2- كلمة «ثمّ» غير موجودة في ح 73.

سدرة المنتهى، أوقفت(1) بين يدي ربّي عزّ وجلّ فقال لي: يا محمّد.

فقلت: لبّيك ربّي(2) وسعديك.

قال: قد بلوتَ خلقي، فأیّهم وجدت(3) أطوع لك»؟

قال: «قلت: ربّ عليّاً».

قال: «صدقت يا محمّد، فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون»؟

قال: «قلت: اختر لي، فإنّ خيرتك خيرٌ لي».

قال: «قد اخترت لك عليّاً، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، فإنّي قد نحلته علمي و حلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده(4).

يا محمّد، عليّ راية الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، مَن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشّره بذلك يا محمّد».

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ربّ(5) فقد بشّرته».

فقال عليّ (علیه السلام): «أنا عبد اللّه وفي قبضته، إن يعذّبني(6) فبذنوبي، لم يظلمني شيئاً، وإن يُتمّ لي ما وعدني فاللّه أولى بي».

فقال: «اللّهم اجلُ قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك»(7).

ص: 275


1- في ح 73: «وقفت».
2- كلمة «ربّي» غير موجودة في ح 73.
3- في ح 73: «فأيّهم رأيت...».
4- في الحديث 73: «لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده».
5- في الحديث 73: «قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): قلت: ربّ».
6- فى الحديث 73: «يعاقبني».
7- في الحديث 73: «وإن يتمّم لي وعدي فاللّه مولاي. قال: أجل، واجعل ربيعه الإيمان بك». قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: 37: 292: «أجل قلبه» بالتخفيف، من الجلاء، أو بالتشديد: أي اجعل قلبه جليلاً عظيماً بما تجعل فيه من المعارف الإلهيّة والأخلاق البهيّة، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة، أي أخل قلبه عن الصفات الذميمة والشبهات الرديئة. قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «واجعل ربيعه الإيمان بك» أي اجعل صفاء قلبه ونموّه في الكمالات بسبب الإيمان بك، فإنّ صفاء النباتات ونموّها إنّما يكون في الربيع أو اجعل قلبه مائلاً إلى الإيمان مشتاقاً إليه كما يميل الإنسان إلى الربيع، قال ابن الأثير: في حديث الدعاء: «اللّهم اجعل القرآن ربيع قلبي» جعله ربيعاً، لأنّ الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان ويميل إليه.

قال: «قد فعلت(1) ذلك به يا محمّد، غير أنّي مختصّه بشيء من البلاء لم أختصّ به أحد من أوليائى».

قال: «قلت: ربّ، أخي وصاحبي.

قال: إنّه قد سبق في علمي أنّه مبتلى ومبتلى به، لولا(2) عليّ لم يُعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي».

قال محمّد بن مالك: فلقيت نصر بن مزاحم المنقري، فحدّثني عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء...» وذكر مثله سواء.

قال محمّد بن مالك: فلقيت عليّ بن موسى بن جعفر، فذكرت له هذا الحديث، فقال: حدّثني به أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء، ثمّ إلى سدرة المنتهى...» وذكر الحديث بطوله.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 45 - 46)

أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن زياد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان، عن غالب الجهني مثله مع

ص: 276


1- في فرائد السمطين: «قد جعلت به».
2- في ح 73: «قال: قد سبق في علمي أنّه مبتلى، لولا...».

مغايرات طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 73)

(1866) 65-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم اسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي و إسحاق بن إبراهيم الدبري: قالا حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا دعوة أبي إبراهيم»(2).

فقلنا: يا رسول اللّه، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟

قال: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى إبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، فاستخفّ إبراهيم الفرح، فقال: يا ربّ، (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)(3) أئمّة مثلى؟

فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: أن يا إبراهيم إنّي لا أعطيك عهداً لا أفي لك به.

قال: يا ربّ، وما العهد الّذي لاتفي به؟

قال: لا أعطيك لظالم من ذريّتك.

قال يا ربّ، ومن الظالم من ولدي الّذي لا ينال عهدك؟

ص: 277


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 35 من سورة إبراهيم من شواهد التنزيل: ج 1 ص 411 قال: أخبرنا أبو نصر عبدالرحمان بن عليّ بن محمّد بن البزّاز من أصل سماعه، قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر ببغداد قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعي... إلى آخر ما هنا. ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث 322 من كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) ص 276، و قال محقّق الكتاب في الهامش: ورواه الحميدي من حديث ابن مسعود على ما في المناقب المرتضوي 41 ط بمبئي.
2- هذه الفقرة رواها أيضاً الصدوق في باب وصايا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المواعظ ص 38، والديلمي في الفردوس: 1: 78 ح 116 من طريق أبي أمامة، و القاضي النعمان في دعائم الإسلام: 1: 34 في عنوان «ذكر إيجاب الصلاة على محمّد وعلى آل محمّد...».
3- سورة البقرة: 2: 124.

قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً، ولا يصحّ أن يكون إماماً.

قال إبراهيم: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ)(1)».

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي عليّ، لم يسجد أحدٌ منّا لصنم قطّ فاتّخذني اللّه نبيّاً وعليّاً وصيّاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 62)

(1867) 66- قرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني محمّد بن الحسين، عن الأصمّ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي، عن المفضّل:

عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «إنّ اللّه تعالى جعل عليّاً (علیه السلام) علماً بينه وبين خلقه، ليس بينهم عَلَم غيره، فمن أقرّ بولايته كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً، ومن جهله كان ضالّاً، ومن نصب معه كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل الجنّة، ومن أنكرها دخل النّار».

(أمالي الطوسى: المجلس 14، الحديث 73)

(1868) 67- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسن بن موسى الخشّاب قال: حدّثني محمّد بن المثنّى الحضرمي، عن زرعة - يعني ابن محمّد الحضرمي-، عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن أبي عبداللّه جعفر بن عن آبائه (علیهم السلام) رفعه، قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ نصب عليّاً (علیه السلام) علماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً، ومن جهله كان ضالّاً، ومن عدل بينه وبين غيره كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل الجنّة، ومن جاء بعداوته دخل

ص: 278


1- سورة إبراهيم: 14: 35 - 36.

النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 38)

(1869) 68- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري قال: حدّثني أبو القاسم نصر بن أحمد الرازي قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي قال: حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثنا الركين بن الربيع الفزاري، عن الحسين بن قبيصة:

عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: خطبنا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال في خطبته: «مَن آمَنَ بي وصدّقني فليتولّ عليّاً من بعدي، فإنّ ولايته ولايتي وولايتي ولاية اللّه أمر عهده إليّ ربّي وأمره أن أبلّغكموه، ألا هل بلّغت»؟ فقالوا: نشهد أنّك قد بلّغت.

قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما إنّكم تقولون: نشهد أنّك قد بلّغت، وإنّ منكم لمن ينازعه حقّه، ويحمل النّاس على كتفه».

قالوا: يا رسول اللّه، سمّهم لنا.

قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أمِرتُ بالإعراض عنهم، وكفى بالمرء منكم ما يجد لعليّ في نفسه».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 91)

(1870) 69-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضلّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي ياسين التمّار بالرحبة، قال: حدّثنا أبو الأصبغ محمّد بن عبد الرحمان بن كامل الأسدي القرقساني قال: حدّثنا عليّ بن جعفر الأحمر قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي

ص: 279


1- ورواه الحاكم في مناقب عليّ (علیه السلام) من كتاب المناقب من المستدرك: 3: 128، وأبو نعيم في ترجمة أبي إسحاق عمرو بن عبد اللّه السبيعي (284) من حلية الأولياء: 4: 349، وفيها: «ولن يدخلكم في ضلالة». ورواه الحمّوئي في فرائد السمطين: 1: 55 باب 5 ح 20، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 99 ح 605، وابن حجر في ترجمة زياد بن مطرف من الإصابة: 1: 559، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 108 عن الطبراني، والمتّقي في كنز العمّال: 11: 611 ح 32959 و32960، والقندوزي في الباب 43 من ينابيع المودّة نقلاً عن الخوارزمي والحمّوئي.

قال: حدّثنا عمّار بن رزيق الضبّي، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرف، عن زيد بن أرقم قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت ميتتي(1)، ويدخل الجنّة الّتي وعدني ربّي فليتولّ عليّاً بعدي، فإنّه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ردی».

(أمالي الطوسى: المجلس 17، الحديث 50)

(1871) 70-(2) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه الغضائري قال: أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى قال: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال: حدّثنا أبو أيّوب يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا داوود بن كثير بن أبي خالد الرقّي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):

قال اللّه عزّ وجلّ: «لولا أنّي أستحيي من عبدي المؤمن، ما تركت عليه خرقة يتوارى بها، وإذا أكملت له الإيمان ابتليته بضعف في قوّته وقلّة في رزقه، فإن هو جزع أعدت عليه، وإن صبر باهيت به ملائكتي، ألا وقد جعلت عليّاً عَلَماً للنّاس، فمن تبعه كان هادياً، ومن تركه كان ضالّاً، لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 60)

ص: 280


1- في الطبعة الحجريّة: «موتي».
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 171.

(1872) 71- وبإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس (في حديث) عن سعد بن أبي وقّاص أنّه قال لمعاوية: قد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها:

أحدها: أنّ رجلاً كان باليمن، فجاءه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: لأشكونّك إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)! فقدم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسأله عن عليّ (علیه السلام)، فثنى عليه، فقال: «أنشدك بالله الّذي أنزل عَليّ الكتاب واختصّني بالرسالة، عن سخط تقول ما تقول في عليّ بن أبي طالب»؟

قال: نعم يا رسول اللّه.

قال: «ألا تعلم أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟

قال: بلى.

قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)

يأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 281

أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) ومناقبه

باب 1- ثواب ذكر فضائله (علیه السلام) والنظر إليها واستماعها

(1)

(1873) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهري، عن محمّد بن عمارة(3)، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن آبائه الصادقين (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب

ص: 282


1- أقول: تقدّم كثير من مناقبه (علیه السلام) في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام) وغيره من أبواب مناقب أهل البيت (علیهم السلام)، ويأتي أيضاً في ترجمة سيّدة النساء (علیها السلام)، وفي مناقب الحسنين (علیهما السلام).
2- ورواه الخوارمي في مقدّمة المناقب: ص 2، وعنه الحموئي في مقدّمة فرائد السمطين: 1: 19 ح 2، والإربلي في كشف الغمة: 1: 109. ورواه ابن شاذان في منقبة 100 من مئة منقبة: ص 176، وعنه، وعنه الكنجي في كفاية الطالب: ص 252. وأورده السبزواري في جامع الأخبار: ص 54 ح 70، والفتّال في روضة الواعظين: ص 114. ولقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة» مصادر وأسانيد كثيرة نذكر بعضها في الباب الثاني.
3- ومثله فى الحديث 2 من المجلس 41 والحديث 5 من المجلس 49 والحديث 4 من المجلس 71. وفي رجال الشيخ (257): محمّد بن عمارة بن ذكوان الكلابي الجعفري البراد الكوفي أبو شداد، مات سنة إحدى وسبعين (تسعين) ومئة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، من أصحاب الصادق. وأيضاً في رجال الشيخ (238): محمّد بن عمارة الذهلي الكوفي من أصحاب الصادق (علیه السلام). وفي نوابغ الرواة: ص 271 والجامع في الرجال: 402: جعفر بن محمّد بن عمارة من أصحاب الصادق (علیه السلام)، وفي كمال الدين: ص 153 باب 7 ح 17 وشواهد التنزيل: 2: 182 ح 816 وص 300 ح 936: محمّد بن زكريّا، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه.

فضائل لا يُحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالاستماع ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالنظر».

ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يُقبل إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه».

(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 10)

ص: 283

باب 2- في أنّ النظر إلى عليّ (علیه السلام) عبادة

أقول: تقدّم في الحديث المتقدّم في الباب الأوّل أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة».

(1874) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الاستر آبادي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد الملك بن أحمد بن هارون قال: حدّثنا عمّار بن رجاء قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة:

عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جاءه رجل فقال: يا رسول اللّه، فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين، فأسرع الكرّة، وأعظم الغنيمة حتّى قد حسده أهل ودّه، وأوسع قراباته وجيرانه.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ مال الدنيا كلّما ازداد كثرة وعظماً ازداد صاحبه بلاءً، فلا تَغبِطوا أصحاب الأموال إلّا بمن جاد بماله في سبيل اللّه، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة، وأسرع منه كرّة، وأعظم منه غنيمة، وما أُعِدّ له من الخيرات محفوظ في خزائن عرش الرحمان»؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «انظروا إلى هذا المقبل إليكم».

فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رَثّ الهيئة، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلوّ من الخيرات والطاعات ما لو قُسِّم على جميع أهل السماوات والأرض، لكان نصيب أقلّهم منه غفران ذنوبه، ووجوب الجنّة له».

قالوا: بما ذا يا رسول اللّه؟

فقال: «سلوه يُخبركم عمّا صنع في هذا اليوم».

فأقبل عليه أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقالوا له: هنيئاً لك بما بشّرك به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فما ذا صنعت في يومك هذا حتّى كُتِبَ لك ما كُتِب؟!

فقال الرجل: ما أعلم أنّي صنعت شيئاً غير أنّي خرجت من بيتي، وأردتُ حاجة كنت أبطأتُ عنها، فخَشِيت أن تكون فاتتني، فقلت في نفسي: لاعتاضنّ

ص: 284

منها النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «النظر إلى وجه عليّ عبادة».

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إي واللّه عبادة، وأيّ عبادة! إنّك يا عبد اللّه، ذهبت أن تكسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك، فاعتضتَ منه النظر إلى وجه عليّ، وأنت له محبّ، ولفضله معتقد، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلّها لك ذهبة حمراء فأنفقتَها في سبيل اللّه، ولتشفعنّ بعدد كلّ نفس تنفّسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يُعتِقهم اللّه من النّار بشفاعتك».

(أمالي الصدوق: المجلس 58 الحديث 1)

(1875) 2-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثني أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكّل على اللّه قال: حدّثني أبو بكر بن المرزبان قال: حدّثني محمّد بن [يونس بن] موسى القرشي قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي قال: حدّثنا عبد اللّه بن ربّه(2) البجلي قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة عن حميد بن عبد الرحمان، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب عبادة».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 62)

ص: 285


1- ورواه الديلمي في فردوس الأخبار 5: 42 ح 1718، والسيوطي في اللآلي المصنوعة: 1: 345 نقلاً عن ابن مردويه وابن عساكر في الحديث 907 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 402، ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 904-906 بإسناده عن عمران بن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جدّه، عن عمران بن حصين. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) 160 و 163 و 165، وابن المغازلي في الحديث 247 و 254 من المناقب: ص 208 و 211، ورواه أيضاً في الحديث 246 بإسناده عن أبي نجيد عمران بن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جدّه، عن عمران بن حصين، وفى الحديث 250 بإسناده عن محمّد بن موسى الحرشي، عن عمران بن حصين. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 18: 110، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 181 ح 144، والحاكم في الحديث 112 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من المستدرك: 3: 141، و الرافعي في التدوين: 3: 391. وقد ورد الحديث من طريق ثوبان ومعاذ وعائشة وجابر وواثلة بن الأسقع وأبي بكر وابن مسعود وعثمان وأنس وأبو هريرة وأبو ذرّ. أمّا حديث ثوبان فرواه ابن عدي في ترجمة يحيى بن سلمة من الكامل: 7: 197، وعنه ابن عساكر في الحديث 909 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 404 ط 2. ورواه ابن الجوزي في الموضوعات: 1: 270، والسيوطي في اللآلي: 1: 178، والحمّويي في الباب 37 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 182 ح 145. وأمّا حديث معاذ، فرواه الخطيب في ترجمة محمّد بن الحسين المكتب الرازي من تاريخ بغداد: 2: 51، وابن المغازلي في الحديث 244 من المناقب: ص 206 - 207 وذيل الحديث 247 ص 208، والذهبي في ترجمة أبي سعيد العدوي من ميزان الاعتدال، وتابعه ابن حجر في لسان الميزان، والكنجي في الباب 34 من كفاية الطالب: ص 161، وابن عساكر في الحديث 902 و 903 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 2: 397 - 398. وأمّا حديث عائشة فرواه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 1: 248 ح 166، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 2: 182، وابن المغازلي في الحديث 245 من المناقب: ص 207، وابن عساكر في ترجمة على اللّه من تاريخ دمشق: 2: 405 ح 911. وأمّا حديث جابر، فرواه ابن المغازلي في الحديث 248 من المناقب، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 219 وفي ط: ص 173 وذخائر العقبى: ص 95 عن ابن أبي الفرات، ابن كثير في البداية والنهاية:7: 357، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 403 ح 908. وأمّا حديث واثلة فرواه ابن المغازلي في الحديث 251 من المناقب: ص 210 وعنه ابن البطريق فى العمدة: ص 191 - 192. وأمّا حديث أبي بكر، فرواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث 252 و 253 من المناقب: ص 210، والخطيب الخوارزمي في الفصل 23 من المناقب: ص 252، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 95، والرياض النضرة: 2: 219 وفي ط: ص 172 نقلاً عن ابن السمان في الموافقة و الجندي، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 391 و 393 ح 894 و 895. وأمّا حديث ابن مسعود، فرواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 161 و 164 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 247 - 248، وابن المغازلي في الحديث 249 من المناقب: ص 209، و الحاكم في المستدرك: 3: 141، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 5: 58، وابن عساكر في الحديث 897 - 901 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 393 - 395، والكنجي في كفاية الطالب في الباب 34، ص 156 - 158، والطبري في الرياض النضرة: 2: 219 وفي ط: ص 173. وأمّا حديث عثمان، فرواه ابن عساكر في الحديث 896 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 2: 393. وأمّا حديث أنس، فرواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 404 ح 909. وأمّا حديث أبي هريرة، فرواه المحبّ الطبري في عنوان «ذكر أنّ النظر إليه عبادة» من ترجمة عليّ (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 173 نقلاً عن ابن أبي الفرات. وأمّا حديث أبي ذرّ، فسنذكره في الرقم التالي.
2- في الأصل: «إبراهيم بن سعيد الجعفي، قال: حدّثنا عبداللّه بن عبداللّه البجلي».

ص: 286

(1876) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو الليث محمّد بن معاذ(2) بن سعيد الحضرمي بالجار، قال: أخبرنا أحمد بن المنذر أبو بكر الصنعاني قال: حدّثنا عبدالوهاب بن همّام، عن أبيه همّام بن نافع، عن همّام بن منبه:

عن حجر - يعني المدري - قال: قدمت مكّة وبها أبوذرّ جندب بن

ص: 287


1- وروى الهمداني في مودّة القربى: ص 23 نقلاً عن أبي نعيم، وعنه القندوزي في ينابيع المودّة: 2: 301 / 860 عن أبي ذر رفعه (في حديث يذكر فيه مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)) قال: «النظر إليه رأفة عبادة».
2- في نسخة والبحار: «محمّد بن محمّد بن معاذ».

جنادة (رحمه اللّه)(1) وقدم في ذلك العام عمر بن الخطّاب حاجّاً و معه طائفة من المهاجرين و الأنصار فيهم عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذرّ جالس إذ مرّ بنا عليّ (علیه السلام) ووقف يصلّي بإزائنا، فرماه أبو ذرّ ببصره، فقلت: يرحمك اللّه يا أباذرّ، إنّك لتنظر إلى عليّ فما تقلع عنه؟

قال: إنّي أفعل ذلك وقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «النظر إلى عليّ عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في الصحيفة - يعني صحيفة القرآن - عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 22)

ص: 288


1- في النسخ: «أبوذر (رحمه اللّه) جندب بن جنادة».

باب 3- في أنّ عليّاً (علیه السلام) سبق النّاس في الإسلام والإيمان

أقول: لا إشكال في أنّه (علیه السلام) أوّل من صلّى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الرجال، فإنّه لم يختلف فيه أحد، وأمّا كونه (علیه السلام) أوّل رجل آمن برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فالروايات متواترة به، وقد رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)(1) بأسانيد عن أبي أيّوب، وأمير المؤمنين (علیه السلام)، وأنس، وعفيف الكندي، وأبي رافع، وسلمان، وعمر، وجابر بن عبداللّه، وأبي ذرّ، وأسماء بنت عميس و زيد بن أرقم و ليلى الغفاريّة، وابن عبّاس، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمان بن عوف الزهري.

ورواه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق(2) من سبعين طريقاً عن 17من عظماء الصحابة والتابعين وهم أبو رافع وأنس بن مالك والإمام أمير المؤمنين (علیه السلام)، ومعاذة العدويّة وعفيف بن عبداللّه الكندي، وعبد اللّه بن عبّاس، وزيد بن أرقم، ومالك بن الحويرث وأبو أيّوب الأنصاري، وسلمان الفارسي، وأبو ذرّ الغفاري، وأبوليلى الأنصاري، وعبد الرحمان بن عوف، ويعلى بن مرّة، وليلى الغفاريّة، ومحمّد بن كعب القرظي، وأبوبكر بن أبي قحافة.

واستدرك على المصنّف محقّق الكتاب عمّى العلّامة المحمودي دامت بركاته من رواة الصحابة سعد بن أبي وقّاص، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبداللّه، وبريدة الأسلمي، والوليد بن جابر، والبراء بن عازب، وابن مسعود، ونعمان بن جبلة التنوخي، وعمر بن الخطّاب، وحذيفة بن اليمان، وطارق بن شهاب الأحمسي، وسلمة بن الأكوع، فصار عدد رواتها من الصحابة 29 صحابيّاً، وقد أنهى عدد الأحاديث الدالّة على هذا المعنى من مصادر القوم إلى 250 حديثاً، و ما ذكر هنا نموذج من الأحاديث.

ص: 289


1- مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 253 - 300 ح 167 - 220.
2- ترجمة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 45 - 105 ح 66 - 140.

(1877) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي [الكندي العطّار] قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال: حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة (في حديث) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «ألا إنّي عبد اللّه وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته و آدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً».

(أمالى المفيد: المجلس 1، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة، وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري مثله، إلّا أنّ فيه: «قد صدّقته».

(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 5)

تقدّم تمامه في الحديث 1 من الباب 5 من أبواب الموت من كتاب العدل والمعاد(2).

(1878) 2-(3) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي سخيلة (في حديث) عن أبي ذرّ (رحمه اللّه) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن صدّقني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».

(أمالي الطوسي: المجلس 5 الحديث 55)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 7 من أبواب الروايات الدالّة على إمامة

ص: 290


1- ورواه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أبي القاسم الطبري في الحديث 4 من بشارة المصطفى: ص 4 بإسناده عن حمويه بن عبد اللّه بن حمويه، عن أبي المفضّل الشيباني، عن محمّد بن عليّ بن مهدى. وأورده الإربلي في كشف الغمّة: ج 2 ص 37.
2- تقدّم تمامه في ج 1 ص 339 - 345.
3- تقدّم تخريجه في الباب 7 من أبواب الروايات الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 209 - 210.

أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1879) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن عمير بن الحارث، عن عمران بن ميثم:

عن أبي سخيلة قال: أتيت أبا ذرّ (رحمه اللّه) فقلت: يا أبا ذرّ إنّي قد رأيت اختلافاً فبما ذا تأمرني؟

قال: عليك بهاتين الخصلتين: كتاب اللّه و الشيخ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «هذا أوّل من آمن بي وأوّل من يُصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو الفاروق الّذي يفرق بين الحقّ والباطل». (أمالي الصدوق: المجلس 37، الحديث 5)

(1880) 4-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا مخلد بن شداد قال: حدّثنا محمّد بن عبید اللّه:

عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذرّ، فكنّا عنده ما شاء

ص: 291


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- ورواه ابن عساكر في الحديث 120 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 76 و في ط 2: ص 88 عن أبي القاسم ابن السمرقندي، عن أبي الحسين عاصم بن الحسن، عن أبي عمر بن مهدي. ورواه الحمّويي في الباب 1 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 39 ح 3 نقلاً عن أمالي الطوسي. ولاحظ تخريج الحديث 2.

اللّه، فلمّا حان منّا خفوق(1)، قلت: يا أبا ذرّ إنّي أرى أموراً قد حدثت، وأنا خائف أن يكون في النّاس اختلاف، فإن كان ذلك، فما تأمرني؟

قال: الزم كتاب اللّه وعليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، و اشهد أنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو الفارق يفرّق بين الحقّ والباطل».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 36)

(1881) 5-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى

ص: 292


1- الخفق: الاضطراب، أو كناية عن الحركة والسفر من خفق الطائر: أي طير. وفي بعض النسخ: «خفوف».
2- ورواه الطبراني في الحديث 6184 من المعجم الكبير: ج 6 ص 269 بمغايرة طفيفة في بعض الألفاظ وزيادة. ورواه البزّار عن أبي ذرّ وحده، كما في باب إسلام عليّ (علیه السلام) من أبواب فضائله (علیه السلام) من مجمع الزوائد: ج 9 ص 102. ورواه ابن عساكر في الحديث 119 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 1 ص 119 مع مغايرة طفيفة وزاد في آخره: «والمال يعسوب الظالمين». ورواه الزرندي في باب ذكر إسلامه من أبواب فضائله (علیه السلام) من كتاب نظم درر السمطين: 82 إلى قوله: «وأوّل من يصافحني يوم القيامة». وروى الخطيب البغدادي في ترجمة عبداللّه بن داهر الأحمري من تاريخ بغداد: ج 9 ص 453 بإسناده إلى ابن عبّاس أنّه قال: سمعت نبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو آخذ بيد عليّ يقول: «هذا أوّل من يصافحني يوم القيامة». وروى نحوه الحمويي في الباب الأوّل من فرائد السمطين: ج 1 ص 39 بإسناده عن أبي ذرّ. ورواه ابن الجوزي في باب فضائل عليّ (علیه السلام) من الموضوعات: 1: 257 بإسناده عن أبي ذرّ. ورواه السيوطي في اللآلي: ص 324 في عنوان «مناقب الخلفاء الأربعة»، والشوكاني في الحديث 45 من باب المناقب من الفوائد المجموعة: ص 369.

السُدّي قال: حدّثنا محمّد بن سعيد، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سخيلة عن أبي ذرّ وسلمان رضي اللّه عنهما قالا:

أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وفاروق هذه الأمّة، و يعسوب المؤمنين».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 11)

(1882) 6-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي قال: حدّثنا إسماعيل بن عامر قال: حدّثني كامل بن العلاء، عن عامر بن السمط، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم:

عن سلمان قال: «إنّ أوّل هذه الأمّة وروداً على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أوّلها إسلاماً عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 24)

ص: 293


1- ورواه ابن أبي شيبة في الحديث 49 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من المصنّف: 6: 374 برقم 32104 عن معاوية بن هشام، عن قيس، عن سلمة بن كهيل، وعنه المتّقي في كنز العمّال: 13: 144 / 36452. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 83 ح 116 ط 2: بإسناده عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن يمان، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل. ورواه أيضاً في الحديث 115 ص 82 بإسناده عن عبد الرحمان بن قيس، عن سلمة بن كهيل، وفي ص 86 ح 118 بإسناده عن عامر بن السمط، عن سلمة بن كهيل. ورواه ابن المغازلي في الحديث 22 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 15 بإسناده عن عبد الرزّاق، عن الثوري، عن سلمة بن كهيل. وعنه ابن البطريق في العمدة: ص 66 ح 80 في الفصل 10. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ج 6 ح 6174 بإسناده عن عبدالرزّاق، عن سفيان الثوري، وفي هامشه عن أوائل الطبراني: 51، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 102 نقلاً عن الطبراني. وأخرجه الخطيب البغدادي في ترجمة محمّد بن أبان المخرمي من تاريخ بغداد: 2: 81 باسناده عن سيف بن محمّد، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، وفيه: «أوّلكم واردة على الحوض أوّلكم إسلاماً عليّ بن أبي طالب». ورواه ابن عبد البرّ في أوائل ترجمة عليّ (علیه السلام) من الاستيعاب: 3: 1091 بإسناده عن يحيى بن هشام، عن سفيان الثوري. وعنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 56 من نهج البلاغة: 4: 117. وأخرجه الحاكم في الحديث 3 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب من المستدرك: 3: 136 بإسناده عن سيف بن محمّد، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، وفيه: «أوّلكم وارداً على الحوض أوّلكم اسلاماً عليّ بن أبي طالب»، ومثله في مناقب الخوارزمي: ص 52 رقم 15، وعنه العلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 40 ح 17. ورواه الكلابي في مناقب عليّ (علیه السلام) المطبوع في آخر مناقب ابن المغازلي: ص 431 ح 10 بإسناده عن يحيى بن يمان، عن سفيان الثوري. ورواه ابن الأثير الجزري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أسد الغابة: 4: 17 بإسناده عن عبد الرزّاق، عن سفيان.

(1883) 7-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ بن خشيش(2) قال: حدّثنا أبو ذرّ قال: حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثني الأحمسي قال: حدّثني ابن أبي حمّاد قال: حدّثني يحيى(3) بن سلمة، عن أبيه، عن أبي صادق، عن عليم قال: سمعت سلمان يقول: «إنّ أوّل هذه الأمّة وروداً على نبيّها (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أوّلها إسلاماً عليّ بن أبي طالب، وإنّ خراب هذا البيت على يد رجل من آل فلان».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 80)

ص: 294


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- محمّد بن عليّ بن خُشيش أبو الحسين التميمي المقرئ بالكوفة، له ترجمة مختصرة في وفيات سنة 411 من تاريخ الإسلام: ص 510.
3- في الطبعة الحجريّة: «محمّد»، وكلاهما يرويان عن أبيهما سلمة بن كهيل.

(1884) 8-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الحسين بن عبد الكريم - وهو أبو هلال الجعفي- قال: حدّثنا جابر بن الحرّ الجعفي قال: حدّثني عبدالرحمان بن ميمون أبو عبداللّه، عن أبيه قال:

سمعت ابن عبّاس يقول: «أوّل من آمن برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الرجال عليّ، ومن النساء خديجة رضي اللّه عنهما».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 5)

ص: 295


1- لا شكّ في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أوّل من آمن برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الرجال، وأنّ خديجة (علیها السلام) الأوّل من آمن به (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من النساء، فقد أخرج الطبري في عنوان: «ذكر الخبر عمّا كان من أمر نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند ابتداء اللّه تعالى ذكره إيّاه بإكرامه بإرسال جبريل عليه (علیه السلام)» من تاريخه: ج 2 ص307: عن الحارث قال: حدّثنا ابن سعد قال: قال الواقدي: أصحابنا مُجمعون على أنّ أوّل أهل القبلة استجاب لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خديجة بنت خويلد رحمها اللّه. وروى أبوبكر بن أبي عاصم في الأوائل: ص 32 ح 74 وص 41 ح 106 عن محمّد بن مرزوق، عن عبد العزيز بن الخطّاب، عن عليّ بن غراب، عن يوسف بن صهيب، عن ابن بريدة، عن أبيه: «إنّ خديجة أوّل من أسلم مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليّ بن أبي طالب». ونقل محقّقه في الهامش عن أوائل الطبراني: 54. وروى أيضاً ابن أبي عاصم في الحديث 135 من الأوائل: ص 49 - 50 عن أبي موسى، عن يحيى بن حمّاد، عن أبي عوانة، عن أبي بلج يحيى بن سليم، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس قال: «وكان أوّل من أسلم من النّاس مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عليّ بعد خديجة». وروى البلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف ص 8 تحت الرقم 9 عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وروح بن عبدالمؤمن المقرئ قالا: حدّثنا أبوداوود الطيالسي، أنبأنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة العرني: عن عليّ (علیه السلام) أنّه سمعه يقول: «أنا أوّل من صلّى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». ورواه أبوبكر بن أبي عاصم في الأوائل: ص 30 ح 68. وروى ابن أبي عاصم في الحديث 70 من الأوائل: ص 30 بإسناده عن زيد بن أرقم قال: «أوّل من أسلم مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب»، وروى في الحديث 71 ص 31 بإسناده عن ابن عبّاس قال: «أوّل من أسلم عليّ». وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11: 25. وروى الطبراني في مسند زيد بن حارثة: «4652» من المعجم الكبير: ج 5 ص 84 قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي. حدّثنا عبد الملك بن هشام، حدّثنا زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق قال: أسلم زيد بن حارثة بعد عليّ (علیه السلام)، فكان أوّل من أسلم بعده. وأيضاً روى الطبراني في مسند أبي رافع: «952» من المعجم الكبير: 1: 320 قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستريّ، حدّثنا يحيى الحمّاني، حدّثنا عليّ بن هاشم، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه قال: صلّى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غداة الإثنين، وصلّت خديجة رضي اللّه عنها يوم الإثنين يوم الإثنين من آخر النهار و صلّى عليّ يوم الثلاثاء، فمكث عليّ يصلّي مستخفياً سبع سنين وأشهراً قبل أن يصلّي أحد. ورواه المحبّ الطبري في الفصل 4 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 100 نقلاً عن القلعي. وروى الهيثمي في الحديث الأوّل من باب فضائل عليّ (علیه السلام) برقم 2519 من كتاب كشف الأستار ج 2 ص 182 عن البزّار أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري، عن عبّاد بن یعقوب، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: نُبِّيء النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم الإثنين وأسلم عليّ (علیه السلام) يوم الثلاثاء. وروى الخطيب البغدادي في تاريخه: 1: 134 بإسناده عن أنس أنّه قال: استنبئ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم الإثنين وأسلم عليّ يوم الثلثاء. ورواه عنه ابن عساكر في الحديث 76 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق. ورواه الترمذي في الحديث 3728 من سننه: 5: 640، وأبو يعلى في مسنده 7: 213 ح 4208 وعنه ابن عساكر في الحديث 78 وعن غيره في الحديث 72 - 75 و 77 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق، ورواه المحبّ الطبري في الفصل 4 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 100 نقلاً عن البغوي في معجمه. وروى ابن عساكر في الحديث 70 من ترجمة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق بإسناده إلى أبي رافع أنّه قال: صلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أوّل يوم الإثنين، وصلّی خديجة آخر يوم الإثنين، وصلّى عليّ يوم الثلاثاء من الغد. وروى في الحديث 71 بسند آخر إلى أبي رافع أنّه قال: صلّى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أوّل يوم الإثنين، وصلّت خديجة آخر يوم الإثنين، وصلّى عليّ يوم الثلاثاء من الغد، وصلّى مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ أحد سبع سنين وأشهراً. وروى الحمّويي في الباب 47 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 243 / 188 ط 1 بإسناده عن أبي رافع أنّه قال: صلّى النبيّ هو أوّل يوم الإثنين وصلّت خديجة آخر يوم الإثنين وصلّى عليّ اليوم الثلاثاء من الغد من يوم صلّى النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلّى مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ أحد سبع سنين وأشهراً. ورواه عبّاد بن يعقوب عن عليّ بن هاشم كما في كتاب المناقب - لمحمد بن سليمان الكوفي - ح 202. وروى السيّد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب: ص 73 الباب 3 الحديث 97 بإسناده عن أبي أيّوب الأنصاري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «صلّت الملائكة عَلَيّ وعلى عليّ سبع سنين، وذلك أنّه لم يصلّ فيها أحد غيري وغيره»، ومثله في مناقب ابن المغازلي: ص 14 ح 17. وانظر أيضاً مارواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 6 من سورة غافر في شواهد التنزيل: ج 2 ص 184 تحت الرقم 818 -820. وروى الخطيب في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ بغداد: ج 1 ص 134 عن أبي الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشاهد، عن أبي الحسن عليّ بن إسحاق بن محمّد بن البختري المادرائي، عن أحمد بن خازم بن أبي غرزة، عن عليّ بن قادم، عن عليّ بن عابس، عن مسلم: عن أنس قال: استنبىء النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم الإثنين وأسلم عليّ يوم الثلاثاء. ورواه ابن الجوزي في حوادث سنة 35 من الهجرة - في عنوان: «ذكر تقدّم إسلام عليّ (علیه السلام)» من المنتظم: ج 5 ص 67 ط 1 عن عبد الرحمان القزّاز، عن الخطيب. ورواه ابن عساكر في الحديث 76 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 1 ص 50 ط 2 عن الخطيب، وفي الحديث 73 - 78 بأسانيد عديدة عن مسلم، عن أنس. وروی عبدالرزّاق في المصنّف: 11: 226 ح 20391 عن معمر، عن عن معمر، عن قتادة، عن الحسن و غيره قال: «أوّل من أسلم بعد خديجة عليّ بن أبي طالب، وهو ابن خمس عشرة، أو ستّ عشرة». وروى أيضاً في الحديث 20392 عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عبّاس قال: «أوّل من أسلم عليّ». وروى المحبّ الطبري في الفصل 4 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 99 نقلاً عن أحمد والترمذي أنّهما رويا عن زيد بن أرقم قال: «كان أوّل من أسلم عليّ بن أبي طالب». وليراجع أيضاً ما أورده الكراجكي في عنوان «فصل: من البيان عن أن أمير المؤمنين (علیه السلام) أوّل بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة (علیهما السلام)» من كنز الفوائد: 1: 261 - 281، وأبو عمر في أوّل ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الاستيعاب، وابن عساكر في الحديث 60 - 140 الّتي أوردها حول إيمان عليّ (علیه السلام) في ترجمته من تاريخ دمشق: ج 1 ص 42 - 116 ط 2، و الخوارزمي في الفصل 4 من المناقب: ص 51 - 59 ح 13 - 27 وفي أوّل الفصل 12: ص 126 ح 140. ومن أراد الحديث الصدق حول إيمان أمير المؤمنين (علیه السلام)، فليسمعه من لسانه صلوات اللّه عليه كما جاء في أواخر المختار 192 من نهج البلاغة، ويصدّقه القرائن المنفصلة، قال (علیه السلام): «ولقد علمتم موضعي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وسلّم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسّني جسده ويشمّني عَرْفَه، وكان يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل. ولقد قرن اللّه به صلى اللّه عليه وآله من لدن أن كان فظيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم و محاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل أثر أمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كلّ سنة ب-«حراء» فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحى والرسالة وأشمّ ريح النبوّة. ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى اللّه عليه وآله وسلّم فقلت: يا رسول اللّه ما هذه الرنّة؟ فقال: «هذا الشيطان آيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلّا أنّك لست بنبيّ، ولكنّك وزير، وإنّك لعلى خير». ولقد كنت معه صلى اللّه عليه و آله لمّا أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمّد إنّك قد ادّعيت عظيماً لم يدّعه آباؤك ولا أحد من [أهل] بيتك، ونحن نسألك أمراً إن أنت أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أنّك نبيّ ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنّك ساحر كذّاب. فقال صلى اللّه عليه وآله: وما تسألون؟ قالوا: تدعو لنا هذه الشجرة حتّى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك. فقال صلى اللّه عليه وآله وسلّم: إنّ اللّه على كلّ شيء قدير، فإن فعل اللّه لكم ذلك أتؤمنون و تشهدون بالحقّ؟ قالوا: نعم. قال: فإنّي سأريكم ما تطلبون، وإنّي لأعلم أنّكم لا تفيئون إلى الخير، وإنّ فيكم من يطرح في القليب، و [فيكم] من يحزّب الأحزاب، ثمّ قال صلى اللّه عليه وآله: يا أيّتها الشجرة إن كنت تؤمنين باللّه واليوم الأخر وتعلمين أنّي رسول اللّه فانقلعي بعروقك حتّى تقفي بين يديّ بإذن اللّه. فوالّذي بعثه بالحقّ لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دويّ شديد، وقصف كقصف أجنحة الطير حتّى وقفت بين يديّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم مرفرفةً، وألقت بغصنها الأعلى على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم، وببعض أغصانها على منكبي وكنت عن یمینه صلى اللّه عليه وآله وسلّم. فلمّا نظر القوم إلى ذلك قالوا - علوّاً واستكباراً -: فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها. فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشدّه دويّاً، فكادت تلتفّ برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم فقالوا كفراً وعتوّاً: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان. فأمره صلى اللّه عليه وآله وسلّم، فرجع! فقلت أنا: لا إله إلّا اللّه، فإنّى أوّل مؤمن بك يارسول اللّه، وأوّل من أقرّ بأنّ الشجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى تصديقاً بنبوّتك وإجلالاً لكلمتك. فقال القوم كلّهم: بل ساحر كذّاب! عجيب السحر خفيفٌ فيه، وهل يصدّقك في أمرك إلّا مثل هذا؟! - يعنونني-. وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم، سيماهم سيماء الصدّيقين، وكلامهم كلام الأبرار، عمار الليل ومنار النهار، متمسّكون بحبل القرآن، يحيون سنن اللّه وسنن رسوله، لا يستكبرون ولا يعلون، ولا يغلّون ولا يفسدون، قلوبهم في الجنان، وأجسادهم في العمل». وانظر ما رواه القاضي النعمان في أوّل الجزء الثاني من شرح الأخبار: 1: 176 - 187.

ص: 296

ص: 297

ص: 298

ص: 299

(1885) 9-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا جابر [بن يزيد الجعفي]، عن عبد اللّه بن نجيّ قال:

سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «صلّيت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يصلّي معه أحد من النّاس ثلاث سنين، وكان ممّا عهد إليّ أن لا يبغضني مؤمن، و لا يحبّني كافر أو منافق، واللّه ما كذّبت ولا كُذِبتُ، ولا ضَلَلت ولا ضُلّ بي، ولا نسيتُ ما عهد إليّ».

(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 11)

ص: 300


1- ورواه ابن عساكر في الحديث 91 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 63:1 عن أبي القاسم ابن السمرقندي، عن عاصم بن الحسن، عن أبي عمر بن مهدي، عن ابن عقدة. ورواه ابن المغازلي في الحديث 230 من المناقب: ص 194 بإسناده عن أبي حمزة، عن جابر، عن عبد اللّه بن نجيّ. ورواه أحمد بن حنبل في الحديث 287 و 288 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 209 وفى ط: 2: 681 - 682 رقم 1165 و 1166 بإسناده عن إسرائيل، عن جابر، عن عبد اللّه بن نُجيّ، مقتصراً على صدر الحديث. ثمّ إنّه قد ورد في بعض الروايات «ثلاث سنين»، وفي بعضها: «خمس سنين»، وفي بعضها «سبع سنين»، قال العلّامة الأميني (قدّس سرّه) في الغدير: 3: 241: أمّا ثلاث سنين، فلعلّ المراد منه ما بين أوّل البعثة إلى إظهار الدعوة من المدّة، وهي ثلاث سنين، فقد أقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بمكّة ثلاث سنين من أوّل نبوّته مستخفياً، ثمّ أعلن في الرابعة. وأمّا خمس سنين، فلعلّ المراد منها سنتا فترة الوحي من يوم نزول (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) إلى نزول: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)، وثلاث سنين من أوّل بعثته بعد الفترة إلى نزول قوله: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)، وقوله: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)، سني الدعوة الخفيّة الّتي لم يكن فيها معه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلّا خديجة وعليّ، وأحسب أنّ هذا مراد من قال: «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان مستخفياً أمره خمس سنين» كما في الامتاع: ص 44. وأمّا سبع سنين، فإنّها مضافاً إلى كثرة طرقها وصحّة أسانيدها، معتضدة بالنبويّة المذكورة ص 220 [يعني مارواه عن أبي أيّوب قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لقد صلّت الملائكة عَليّ وعلى عليّ سبع سنين، لأنّا كنّا نصلّي وليس معنا أحد يصلّي غيرنا»] وحديث أبي رافع [«مكث عليّ يصلّي مستخفياً سبع سنين وأشهراً قبل أن يصلّي أحد»]، وهي سني الدعوة النبويّة من أوّل بعثته (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى فرض الصلاة المكتوبة... .

(1886) 10-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن المنذر قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن ابن عبّاس قال:

قال أبو موسى: «عليّ أوّل من أسلم».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 62)

(1887) 11-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة، قال: أخبرنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبوغيلان سعد بن طالب

ص: 301


1- ورواه الحاكم في المستدرك: 3: 465. والحديث ورد عن ابن عبّاس نفسه، رواه أحمد في الفضائل: ص 81 ح 119، وفي ط: 2: 589 ح 997، وعبد الرزّاق في المصنّف: 5: 325، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 1: 74 ح 100. وورد عن ابن عبّاس بلفظ «أوّل من صلّى»، رواه الطيالسي في مسنده: ص 360 رقم 275، والترمذي في سننه: 5: 642 ح 3734، وأحمد في مسنده: 1: 373، و الطبري في التاريخ: 2: 211 وفي ط: ص 310، وابن عساكر في الحديث 95 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 71 - 72 ط 2.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 243 ح 479.

الشيباني، عن أبي إسحاق:

عن أبي الطفيل قال: كنت في البيت يوم الشورى، وسمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «أنشدكم باللّه جميعاً، أفيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «أنشدكم باللّه جميعاً، هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي»؟

قالوا: اللّهم لا - الحديث-.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 7)

تقدّم تمامه في باب الشورى من أبواب الحوادث والفتن(1).

(1888) 12-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: أخبرني عبيد اللّه بن عليّ قال: هذا كتاب جدي عبيداللّه بن عليّ فقرأت فيه: أخبرني عليّ بن موسى أبو الحسن، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد عن آبائه (علیهم السلام): «أنّ علياً أوّل من أسلم».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 43)

(1889) 13- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثني أبي قال: سمعت محمّد بن عون بن عبد اللّه بن الحارث يحدّث عن أبيه:

عن عبداللّه بن العبّاس في هذه الآية: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

ص: 302


1- تقدّم في ج 3 ص 421 - 422.
2- لم أجد الرواية بهذا اللفظ، لكنّ الرواية عن أمير المؤمنين (علیه السلام) في أنّه أوّل من أسلم، فرواه جماعة، منهم الخطيب في ترجمة أحمد بن عبد اللّه بن سليمان بن عيسى من تاريخ بغداد: 4: 233 رقم 1947، وابن عديّ في ترجمة العبّاس بن الفضل الأنصاري من الكامل: 5: 4 رقم 216 / 1183، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 57 - 58 ح 83 - 84.

طَوْعًا وَكَرْهًا)(1) قال: «أسلمت الملائكة في السماء، والمؤمنون في الأرض طوعاً، أوّلهم وسابقهم من هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، ولكلّ أمّة سابق، وأسلم المنافقون كرهاً، وكان عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الأوّل الأمّة إسلاماً، وأوّلهم من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) للمشركين قتالاً، وقاتل من بعده المنافقين ومن أسلم كرهاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 10)

(1890) 14- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أنشدكم اللّه -أو قال: «أسألكم اللّه - الّذي يعلم سرائركم ويعلم صدقكم إن صدقتم ويعلم كذبكم إن كذبتم، هل فيكم أحد آمن باللّه ورسوله وصلّى القبلتين قبلي»؟

قالوا: اللّهم لا.

وفيه: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين، وأنت الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم الّذي يفرق بين الحقّ و الباطل»، غيري»؟

قالوا: لا.

وفيه: «فهل فيكم أحد صلّى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل النّاس سبع وستّين شهراً، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

(1891) 15- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال:

ص: 303


1- سورة آل عمران: 3: 83.

حدّثنا شعيب بن راشد عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في خطبة له (علیه السلام) خطبها بصفّين يوم جمعة، وذلك قبل الهرير بخمسة أيّام) قال: «وقد عهد إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهداً لن أخرج عنه، وقد حضركم عدوّكم، وقد عرفتم من رئيسهم يدعوهم إلى باطل، وابن عمّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربّكم والعمل بسنّة نبيّكم، ولاسواء مَن صلّى قبل كلّ ذكر، لم يسبقني بالصلاة غير نبيّ اللّه» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)

تقدّم تمامه في باب ما وقع بصفّين من أبواب الحوادث والفتن.

(1892) 16-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أحمد بن عمران بن محمّد بن أبي ليلى الأنصاري قال: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه، عن خالد بن عيسى الأنصاري، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى رفعه قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجّار مؤمن آل ياسين الّذي يقول: (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)(2)، و حزقیل مؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب، وهو أفضلهم».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 18)

ص: 304


1- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة يس في تفسيره: ص 354 ح 480، و قريباً منه في الحديث 481 من طريق أبي أيّوب. وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة: 2: 627 ح 1072 وص 655 ح 1117، وفي طبع قم: ص 131 ح 627 وص 169 - 170 ح 239، وعنه المحبّ الطبري في الفصل 2 «في اسمه وكنيته» من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 94 وفي ط 202 وفي ذخائر العقبى: ص 56 في عنوان «ذكر اسمه وكنيته». ورواه السيّد المرشد باللّه الشجري في عنوان: «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من الأمالي الخميسيّة: 1: 139 بتفاوت يسير. ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 306 رقم 939 ذيل الآية 19 من سورة الحديد، وابن البطريق في الفصل 27 من العمدة: ص 222 رقم 352 وما قبله، والخوارزمي في الفصل 19 - في فضائل له شتّى - من المناقب ص 310 ح 307 ولم يذكر الآية الكريمة، ونحوه في الفصل 4 - في بيان سبقه إلى الإسلام-: ص 55 ح 20. وأخرجه الديلمي في الفردوس: 2: 581، ح 3681، وابن المغازلي في المناقب: ص 245. ورواه ابن عساكر في الحديث 126 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 91 - 92 ح 126 بإسناده عن محمّد بن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي ليلى، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إلّا أنّ فيه: «... وحزقيل مؤمن آل فرعون الّذي قال: (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) [يس: 36: 20]...». وأخرجه الكنجي في كفاية الطالب: 123 - 124 في الباب 24 وقال: رواه أبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة عليّ (علیه السلام). وأخرجه الثعلبي في آخر قصّة عيسى (علیه السلام) من قصص الأنبياء: ص 366 عن أبي بكر الخمشاوي بإسناده عن ابن أبي ليلى، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «سابق الأمم ثلاثة لم يكفروا باللّه طرفة عين: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار مؤمن آل يس عليّ بن أبى طالب كرّم اللّه وجهه وهو أفضلهم». وأخرجه الفخر الرازي في تفسير الآية 37 من سورة المؤمن في التفسير الكبير: ج 27 ص 57. وروى أيضاً الصدوق (قدّس سرّه) في باب الثلاثة من الخصال: 1: 184، ح 254 عن محمّد بن عليّ بن إسماعيل، عن النعمان بن أبي الدلهاث البلدي، عن الحسين بن عبدالرحمان، عن عبیدالله بن موسى، عن محمّد بن أبي ليلى قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الصدّيقون ثلاثة: عليّ بن أبي طالب، وحبيب النجّار، ومؤمن آل فرعون». وروى السيوطي في تفسير الآية 10 من سورة الواقعة في تفسيره: 8: 7 عن ابن مردويه أنّه روى عن ابن عبّاس قال: «نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار الّذي ذكر في یس، وعليّ بن أبي طالب، وكلّ رجل منهم سابق أمّته، وعليّ أفضلهم سبقاً». وانظر ما رواه الخوارزمي في الفصل 4 من المناقب: ص 55 ح 20، وابن المغازلي في المناقب: ص 320 ح 365، والطبراني كما في مجمع الزوائد:9: 102، وابن كثير في البداية والنهاية: 1: 231 وفي تفسيره: 4: 283 ذيل الآية 10 من سورة الواقعة، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1: 536 رقم 2003، والعلّامة الحلّى في كشف اليقين: ص 207 رقم 210 وص 391 رقم 489.
2- سورة يس: 36: 20 - 21.

ص: 305

باب 4- في أنّ عليّاً (علیه السلام) كان أخصّ النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(1893) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال: أخبرنا أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي(3) قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبداللّه بن زياد العرزمي قال: حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري قال: حدّثنا شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ شيعتك هم الفائزون يوم القيامة، فمن أهان واحداً منهم فقد أهانك، ومن أهانك فقد أهانني، ومن أهانني أدخله اللّه نار جهنّم خالداً فيها وبئس المصير.

يا عليّ، أنت منّي وأنا منك روحك من روحي وطينتك من طينتي، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 8)

يأتي تمامه في باب فضل الشيعة من كتاب الإيمان والكفر.

ص: 306


1- لاحظ ص 11 و 12 ح 8 و 9 من باب بدء خلق أمير المؤمنين (علیه السلام).
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 162.
3- روى في معانى الأخبار: ص 29 - 32 أربعة أحاديث بنفس السند المذكور هنا إلى علىّ بن حاتم، إلّا أنّ في الجميع: «عبد الرحمان بن محمّد الحسيني، عن أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي».

(1894) 2- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر أصحابي، إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، روحه من روحي وطينته من طينتي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 9، الحديث 10)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب 23 - ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسية.

(1895) 3-(1) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:

عن عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام) (في احتجاجه (علیه السلام) في مجلس المأمون في فضل العترة) قال: «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً و موطناً (إلى أن قال:) وأمّا الثالثة: فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: قُل يا محمّد (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(2) فأبرز النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه وسلامه عليهم و قرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)»؟

قالت العلماء: عنى به نفسهم.

فقال أبو الحسن(علیه السلام): «غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وممّا يدلّ على ذلك قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني

ص: 307


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 23 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 1 ص 207 - 217، وفي ط: ص 450 الباب 45 ح 184. وأورده الحرّاني في عنوان «ومن كلامه (علیه السلام) في الاصطفاء» ممّا روى عن الإمام الرضا (علیه السلام) من تحف العقول: ص 313 - 322.
2- سورة آل عمران: 3: 61.

عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين (علیهما السلام)، وعنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)](1) فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل(2) نفس عليّ كنفسه، فهذه الثالثة».

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)

(1896) 4- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ وجلّ فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة، وجعل اللّه عزّ وجلّ نفسه نفس رسوله، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(3).

(1897) 5- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثني أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ الصرّاف قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن صالح بن أبي الأسود عن أخيه، عن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه (علیهما السلام) قال: «كان النبيّ إذا نزل عليه الوحي نهاراً لم يُمس حتّى يُخبر به عليّاً، وإذا نزل عليه ليلاً لم يُصبح حتّى يخبر به عليّاً».

(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 21)

(1898) 6- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا

ص: 308


1- ما بين المعقوفين أخذناه من العيون.
2- في عيون أخبار الرضا (علیه السلام): «إذ جعل».
3- تقدّم في ص 303 ح 14.

محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مروان السدّي قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل الحفري، عن صالح بن أبي الأسود، عن أخيه أسنده له، عن عبداللّه بن الحسن قال: «كان الوحي ينزل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلاً، فلا يصبح حتّى يُعلمه عليّاً (علیه السلام)، وينزل الوحي نهاراً فلايمسي حتّى يُعلمه علیّاً (علیه السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 2)

(1899) 7-(1) حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبداللّه بن المغيرة الكوفي (رضی اللّه عنه)، قال: حدّثني جدّي الحسن بن عليّ، عن جدّه عبد اللّه بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّ إخواني إليّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وأحبّ أعمامي إليّ حمزة».

(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 7)

ص: 309


1- ورواه أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في الأشعثيّات: ص 198 - 199 عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد. وأخرجه الديلمي في الفردوس، عن عائشة، كما في الباب التاسع من الصواعق المحرقة - لابن حجر الهيثمي - ص 124. وأخرج نحوه في الحديث 247 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام)، وفيه: «خير إخواني عليّ، وخير أعمامي حمزة، والعبّاس صنو أبي». ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 340 ح 266 وص 350 ح 277 عن خضر بن أبان، عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، عن عمرو [بن ثابت]، عن عبدالرحمان بن عابس عن عمّه [مخرمة] قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «خير عمومتي حمزة، و خير إخوتي عليّ». ورواه أيضاً في ص 306 ح 226، وص 328 ح 251 الفقرة الثانية من الحديث. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 138 ح 172 بإسناده عن عمرو بن ثابت، وفيه: «خير إخوتي عليّ، وخير أعمامي حمزة».

(1900) 8-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمّد بن الحسن الجوانيّ قال: أخبرني المظفّر بن جعفر العلويّ العمري قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن محمّد بن حاتم قال: حدّثنا سويد بن سعيد قال: حدّثني محمّد بن عبد الرحيم اليماني، عن ابن ميناء، عن أبيه:

عن عائشة قالت: جاء عليّ بن أبي طالب يستأذن على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلم يأذن له، فاستأذن دفعة أخرى، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ادخل يا عليّ». فلمّا دخل قام إليه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال: «بأبي الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد».

(أمالي المفيد: المجلس 8، الحديث 6)

(1901) 9-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا الشريف

ص: 310


1- ورواه أبو يعلى في مسنده: ج 8، ص 55 عن سويد بن سعيد، عن محمّد بن عبد الرحيم، عن ابن مينا، عن أبيه : عن عائشة قالت: رأيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) التزم عليّاً وقبّله و [هو] يقول: «بأبي الوحيد الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد». ورواه عنه ابن عساكر في الحديث 1397 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 347 عن أبي المظفّر بن أبي القاسم، عن أبي سعد، عن أبي عمرو، عن أبي يعلى، والخوارزمي في الفصل 6 من المناقب: ص 64 - 65 ح 34 عن أبي العلاء الحسن بن أحمد، عن زاهر بن طاهر بن محمّد الكاتب، عن محمّد بن عبد الرحمان الجنزرودي، عن محمّد بن أحمد بن حمدان الحبري، عن أبي يعلى، إلّا أنّه لم يكرّر فيه كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والحمّويي في الباب 70 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 383 بإسناده عن زاهر بن طاهر بن محمّد الكاتب. وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 138 نقلاً عن أبي يعلى.
2- ورواه ابن حجر فى لسان الميزان: 5: 161. وروى المحبّ الطبري في عنوان «ذكر اختصاصه بأنّه من النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كمنزلة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من اللّه عزّ وجلّ» من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 106 عن أبي بكر أنّه قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي بمنزلتي من ربّي». خرّجه ابن السمان في الموافقة.

الفقيه أبو إبراهيم محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق (علیه السلام) قال: حدّثنا أبو أسامة عبداللّه بن أبي قتادة الحرّاني قال: حدّثنا أبو عروبة قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز:

عن عبداللّه بن مسعود قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و كفّه في كفّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يقلّبه، فقلت: يا رسول اللّه ما منزلة عليّ منك؟

فقال صلوات اللّه عليه: «كمنزلتي من اللّه».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 48)

(1902) 10-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: أخبرنا عليّ بن صالح قال: حدّثنا سفيان بياع الحرير قال:

حدّثنا عبد المؤمن الأنصاري، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: سألته من كان آثر النّاس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فیما رأيت؟

قال: ما رأيت أحداً بمنزلة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، كان يبعثني في جوف الليل إليه فيستخلي به حتّى يصبح هذا كان له عنده حتّى فارق الدنيا.

قال: ولقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «يا أنس، تحبّ عليّاً»؟

قلت: يا رسول اللّه، واللّه إنّي لأحبّه لحبّك إيّاه.

فقال: «أما إنّك إن أحببته أحبّك اللّه، و إن أبغضته أبغضك اللّه، وإن أبغضك اللّه أولجك في النّار».

(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 3)

ص: 311


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 117 - 118 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه.

(1903) 11-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثني عليّ بن الحسين بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن أبي هارون، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ منّي وأنا منه». فقال جبرئيل: «يا محمّد، وأن--ا منكما».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 43)

وعن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله.

(أماليالطوسي: المجلس 12، الحديث 14)

ص: 312


1- الظاهر أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و جبرئيل (علیه السلام) قالا بذلك يوم أحد كما سيأتي في الحديث التالي، ويشهد له ما رواه أحمد في الحديث 242 من فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 172 وعنه المحبّ الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 117 بإسناده عن أبي رافع، عن عليّ (علیه السلام) قال: لمّا كان يوم أحد وفرّ النّاس، فقلت: ما كان النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليفرّ، فحملت على القوم، فإذا أنا برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال جبريل: إنّ هذه لهي المواساة. فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه منّي وأنا منه». فقال جبرئيل: وأنا منكما. ورواه الطبري في غزوة أحد في تاريخه: 2: 514، والطبراني في مسند أبي رافع من المعجم الكبير: 1: 318 ح 941 وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 6: 114 والمتّقي في كنز العمّال: 13: 143 ح 36449، وابن عساكر في الحديث 215 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 168. ورواه محمّد بن سلمان الكوفي في الحديث 398 و 403 من المناقب: 1: 491 و 495، و الكنجي في الباب 67 من كفاية الطالب: ص 274، والحمّويي في الباب 50 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 257 ح 198. ثمّ إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال ذلك مراراً، ورواه عنه جمع من الصحابة منهم: عمران بن حصين و حبشي بن جنادة والبراء بن عازب وأمير المؤمنين (علیه السلام) وبريدة بن الحصيب وأنس بن مالك و ابن عبّاس. أمّا حديث عمران، فرواه النسائي في الحديث 18 و 89 من الخصائص، والبغوي في معجم الصحابة: ق 20، وابن عساكر في الحديث 485 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق، وابن المغازلي في الحديث 276 من المناقب ص 229، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 56 ح 21، والمتّقي في كنز العمّال: 11: 607 - 608 نقلاً عن الطبراني والحسن بن سفيان وأبي نعيم في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في المصنّف. وأمّا حديث حبشي بن جنادة، فرواه أحمد في الحديث 132 من الفضائل وفي مسنده: 4: 164 - 165، والنسائي في الحديث 69 و 74 من الخصائص، والطبراني في المعجم الكبير: ج 4 ح 3511 و 3513، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 58 ح: 23. وأمّا حديث براء بلفظ «أنت منّي وأنا منك»، فرواه النسائي في الخصائص: ح 70 والبخاري في صحيحه 5: 180، والترمذي في الباب 21 من كتاب المناقب من سننه: 5: 635، والبيهقي في كتاب النفقات من صحيحه: 8: 5. وأمّا حديث أمير المؤمنين (علیه السلام)، فرواه سليم بن قيس في الحديث 11 من كتابه: ص 642، والخوارزمي في أوّل الفصل 6 من المناقب ح 33، وأوّل الفصل 4 من مقتل الحسين، وابن عساكر في الحديث 173 - 174 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 139 - 140، و الحمّويي في فرائد السمطين: 1: 59: ح 26. وأمّا حديث بريدة، فرواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 140 - 141 ح 175. أمّا حديث أنس، فرواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 176 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 141. وأمّا حديث ابن عبّاس، فرواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 149 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 1: 123 بزيادة: «وأنت أخي وصاحبي».

(1904) 12- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لتنتهنّ يا بني وليعة أو لأبعثنّ عليكم رجلًا كنفسي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، يعصاكم - أو: يقعصكم- بالسيف، غيري»؟

قالوا: لا.

وفيه: «فهل فيكم أحد قال له جبرئيل (علیه السلام): «هذه هي المواساة» وذلك يوم أحد،

ص: 313

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه منّي وأنا منه» فقال جبرئيل: «وأنا منكما»(1)، غيري»؟

قالوا: لا.

وفيه: «فهل فيكم أحد كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بينه وبين زوجته وجلس بين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وزوجته وقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاستر دونك يا عليّ»، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(2).

(1905) 13-(3) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن أبي بكر الواسطي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد قال: حدّثنا حسين بن حسن قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم الرمّاني، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 72)

ص: 314


1- ورواه القاضى النعمان أوائل شرح الأخبار: 1: 94 ح 12، وفي آخر عنوان «غزوة أحد وحمراء الأسد»، ص 286 ح 280.
2- تقدّم في ص 303 ح 14.
3- ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 92 - 93 ح 135 - 136، والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 144 و 148 ح 167 و 174، والديلمي في فردوس الأخبار: 3: 89 ح 3993، والمرشد باللّه الشجري في عنوان الحديث السادس من الأمالي الخميسيّة: 1: 139، والقندوزي في الباب 56 من ينابيع المودّة: 2: 303 ح 867 نقلاً عن مودّة القربى. وله شاهد من حديث براء بن عازب، رواه الخطيب في ترجمة أيّوب بن يوسف بن أيّوب البزّاز المصري من تاريخ بغداد: 7: 12/ 3475، وابن عساكر في الحديث 177 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 375 والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 63 و الرياض النضرة: 2: 105 وفي ط: ص 162 نقلاً عن الملّا في سيرته. وفي التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام): ص 469: «عليّ منّي بمنزلة الرأس من الجسد».

(1906) 14-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه (علیه السلام).

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى (علیه السلام)، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبداللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «سلوني عن كتاب اللّه عزّ وجلّ، فواللّه ما نزلت آية منه في ليل أو نهار، ولا مسير ولا مقام إلّا وقد أقرأنيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعلّمني تأويلها».

فقال ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه؟

قال: «كان يحفظ على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب، حتّى أقدم عليه فيُقرئنيه ويقول لي: «يا عليّ، أنزل اللّه عَلَيّ بعدك كذا وكذا، وتأويله كذا وكذا». فيعلّمني تنزيله وتأويله».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 66)

(1907 - 1908) 15(2)- 16- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن موسى بن خلف الراسبي، الفقيه ب-«رأس العين»(3)، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن فضيل الراسبي

ص: 315


1- ورواه سليم بن قيس الهلالي في الحديث 31 من كتابه: ص 204 وفي ط: ص 802 و عنه الحسكاني في الحديث 41 من شواهد التنزيل، والطبري في بشارة المصطفى: ص 218 - 219، والطبرسي في الاحتجاج: 1: 617 رقم 140.
2- تقدّم تخريجه في باب غزوة الطائف من كتاب النبوّة: ج 2 ص 408 ح 3.
3- قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: 3: 13: رأس عين، ويقال رأس العين، والعامة تقوله هكذا، ووجدتهم قاطبة يمنعون من القول به... وهي مدينة كبيرة مشهورة من مُدن الجزيرة بين حَرّان ونصيبين ودُنيسر، وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخاً وقريب من ذلك بينها وبين حرّان، وهي إلى دنيسر أقرب بينهما نحو عشرة فراسخ.

قال: حدّثنا عبيدالله بن موسى العبسي قال: أخبرنا طلحة بن جبر المكّي، عن المطلب بن عبداللّه - يعني بن حنطب-، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف:

عن أبيه قال: لمّا افتتح النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مكّة انصرف إلى الطائف - يعني من حُنين - فحاصرهم ثماني عشرة أو تسع عشرة، فلم يفتتحها، ثمّ أوغل روحة أو غدوة، ثمّ نزل، ثمّ هجر فقال: «أيّها النّاس، إنّي لكم فرط وإنّ موعدكم الحوض، فأوصيكم بعترتي خيراً». ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، لتقيمنّ الصلاة ولت-ؤت-نّ الزكاة أو لأبعثنّ إليكم رجلاً منّى - أو كنفسي - فليضربنّ أعناق مقاتليكم و ليسبينّ ذراريكم». فرأى أناس أنّه يعني أبا بكر أو عمر، وأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال: «هو هذا».

قال المطلب بن عبد اللّه: فقلت لمصعب بن عبد الرحمان: فما حمل أباك على ما صنع؟

قال: أنا واللّه أعجب من ذلك!

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 11)

وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن فروخ المزني المقرئ الفقيه ب-«ربض الرافقة»(1) قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن كرامة في مسند(2) عبیداللّه بن موسى. قال: وحدّثني محمّد بن أحمد بن عبداللّه بن صفوة الضرير ب-«المصيصة» و كتبته من أصل كتابه قال: حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا طلحة بن جبر(3) عن المطّلب بن عبداللّه بن حنطب، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف، عن أبيه، و ذكر نحوه.

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 12)

ص: 316


1- قال في معجم البلدان: ج 3 ص:25 رَبَض الرافقة - بتحريك الراء والباء-: هو الّذي يسمّى الرقة.
2- هذا هو الظاهر الموافق للطبعة الحجريّة والترجمة محمّد بن عثمان بن كرامة، وفي النسخ: «مسجد».
3- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة عبيد اللّه بن موسى وللحديث المتقدّم، وفي النسخ: «عليّ بن حسين».

(1909) 17-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة(2) من أصل كتابه، قال حدّثنا عبيد اللّه بن الهيثم بن عبيد اللّه أبو محمّد الأنماطي ب-«حَلَب» قال: حدّثنا عبّاد بن صهيب أبو محمّد الكليبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام):

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: لمّا أوقع - وربما قال: فرغ - رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من هوازن سار حتّى نزل بالطائف، فحصر أهل وَجّ(3) أيّاماً، فسأله القوم أن ينتزح(4) عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ويشترطون لأنفسهم، فسار (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى نزل مكّة، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، ولم يبخع(5) القوم بالصلاة ولا الزكاة، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والّذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة وليؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً هو منّي كنفسي فليضربنّ أعناق مقاتليهم، وليسبينّ ذراريهم، هو هذا». وأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فأشالها.

فلمّا صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأقرّوا له بالصلاة، وأقرّوا له بما شرط عليهم، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما استعصى عَلَيّ أهل مملكة ولا أُمّة إلّا رميتهم بسهم اللّه عزّ وجلّ».

قالوا: يا رسول اللّه، وما سهم اللّه؟

قال: «عليّ بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلّا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكاً أمامه، وسحابة تظلّه حتّى يعطي اللّه حبيبي النصر والظفر».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 13)

ص: 317


1- تقدّم تخريجه في باب غزوة حنين والطائف من كتاب النبوّة: ج 2 ص 411.
2- المصيصة: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس.
3- قال في البحار وج: ناحية الطائف، أو اسم لحصونها.
4- في نسخة: «ينزاح»، أي يبعده عنهم.
5- البخوع: الإقرار والخضوع.

(1910) 18-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن معاذ بن سعيد الحضرمي ب- «الجار»(2)، قال حدّثنا محمّد بن زكريّا بن سارية المكّي القرشي ب-«جدّة»، قال: حدّثني أبي، عن كثير بن طارق مولى بني هاشم، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - وقد قدم عليه وفد أهل الطائف -: «يا أهل الطائف، واللّه لتقيمنّ الصلاة، ولتؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليكم رجلاً كنفسي، يحبّ اللّه و رسوله ويحبّه اللّه ورسوله، يقطعكم بالسيف». فتطاول لها أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخذ بيد عليّ (علیه السلام) فأشالها، ثمّ قال: «هو هذا».

فقال أبو بكر وعمر: ما رأينا كاليوم في الفضل قطّ.

(أمالي الطوسي: المجلس 24، الحديث 1)

(1911) 19-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثني هشام بن ناجية أبو ثور القرشي بسلميّة، قال: حدّثني عطاء بن مسلم الحلبي، عن أزهر بن راشد عن أبي هارون العبدي:

ص: 318


1- تقدّم تخريجه في باب غزوة حنين والطائف من كتاب النبوّة: ج 2 ص 412.
2- الجار - بتخفيف الراء-: مدينة على ساحل بحر القلزم بينها وبين المدينة يوم وليلة، وبينها وبين أيلة نحو من عشر مراحل، وإلى ساحل الجحفة نحو ثلاث مراحل. (معجم البلدان: 2: 93)
3- وقد ورد هذا المعنى عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، رواه النسائي في الخصائص: ح 118 بإسناده عن عبد اللّه بن نجيّ، عن أبيه قال: قال عليّ: «كانت لي منزلة من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم تكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه كلّ سحر فأقول: السلام عليك يا نبيّ اللّه. فإن تنحنح انصرفت إلى أهلى، وإلّا دخلت عليه». و قريباً منه في الحديث 116 و 117 من الخصائص، ورواه أيضاً في سننه: 3: 12، وأحمد في المسند: 1: 85 ح 647، والبزّار: ق 77/1 ح 879 وابن خزيمة: 2: 54 ح 902، والحمّويي في الباب 40 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 201 - 202 ح 158.

عن أبي سعيد الخدري، أنّه ذكروا عليّاً فقال: «إنَّه كان من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منزلة خاصّة، ولقد كانت له عليه دخلة لم تكن لأحد من النّاس».

(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 3)

(1912) 20- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي بالسيرجان قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة، عن أبان ومعاوية بن الريّان، جميعاً عن شهر بن حوشب:

عن أبي أمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي قال: كنّا ذات يوم عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جلوساً، فأتى عليّ (علیه السلام) فدخل المسجد، وقد وافق من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قياماً، فلمّا رأى عليّاً جلس، ثمّ أقبل عليه فقال: «يا أبا الحسن، إنّك أتيت ووافق قياماً فجلست لك، أفلا أخبرك ببعض ما فضّلك اللّه به؟ أخبرك أنّي ختمت النبيّين، و ختمتَ أنت يا عليّ الوصيّين، وحقّ على اللّه ألّا يوقف موسى بن عمران (علیه السلام) موقفاً إلّا أوقف معه وصيّه يوشع بن نون، وإنّي أقف وتوقف، وأسأل وتسأل فاعدد يا بن أبي طالب جواباً، فإنّما أنت منّي تزول أينما زلت».

قال عليّ (علیه السلام): «يا نبيّ اللّه، فما الّذي تبيّنه لي، لأهتدي بهداك لي»؟

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، مَن يهدي اللّه فلا مضلّ له ومن يضلل اللّه فلا هادي له، وإنّه عزّ وجلّ هاديك ومعلّمك، وحقّ لك أن تعي، لقد أخذ اللّه ميثاقي وميثاقك وميثاق شيعتك وأهل مودّتك إلى يوم القيامة، فهم شيعتي وذوي مودّتي، وهم ذوي الألباب، يا عليّ، حقّ على اللّه أن ينزلهم في جنّاته، ويسكنهم مساكن الملوك، وحقّ لهم أن يطيّبوا».

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 1)

ص: 319

باب 5- في الاُخوّة، وفيه كثير من النصوص

أقول: تقدّم في الباب الرابع - أنّ عليّاً (علیه السلام) كان أخصّ النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّ إخواني إليّ عليّ بن أبي طالب، وأحبّ أعمامي إليّ حمزة»(1)، و سيأتي أيضاً في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة(2).

(1913) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أنا خليفة رسول اللّه ووزيره ووارثه، أنا أخو رسول اللّه ووصيّه وحبيبه» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 7)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب 23 - ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة.

(1914) 2-(3) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى العبسي قال: حدّثنا مهلهل [بن عبدالعزيز] العبدي قال: حدّثنا كُديرة بن صالح الهَجَري:

عن أبي ذرّ جندب بن جنادة (رضی اللّه عنه) قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام) كلمات ثلاث، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: «اللّهم أعِنه واستَعِن به اللّهم انصره وانتصر به فإنّه عبدك وأخو رسولك».

ص: 320


1- تقدّم في ص 303 تحت الرقم 7.
2- لاحظ الحديث 4 من الباب 23.
3- تقدّم تخريجه في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة: ج 2 ص 499 باب فضائل سلمان و أبي ذرّ وبعض أكابر الصحابة: ح 5.

ثمّ قال أبو ذرّ (رحمه اللّه): أشهد لعليّ بالولاء والإخاء والوصيّة.

وقال كُديرة بن صالح: وكان يشهد له بمثل ذلك: سلمان الفارسي، والمقداد، و عمّار، وجابر بن عبداللّه الأنصاري، وأبوالهيثم بن التيّهان، وخُزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبو أیّوب صاحب منزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهاشم بن عتبة المِرقال كلّهم من أفاضل أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الصدوق: المجلس 12، الحديث 3)

(1915) 3-(1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام): قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة، قال: حدّثني أبي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام)، عن عن آبائه (علیهم السلام) قال:

عن قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني».

(أمالي الصدوق: المجلس 14، الحديث 11)

(1916) 4-(2) وبإسناده عن ابن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّي أيّها النّاس، أخبركم خبراً، إن علمتم به سلمتم، وإن تركتموه هلكتم، إنّ ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري وهو خليفتي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 15، الحديث 11)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(3).

ص: 321


1- ورواه أيضاً في الحديث 47 من الباب 28 - فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرقة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 246:1 وفي ط: ص 548 ح 267.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 16 - 17.
3- تقدّم في ص 226 - 227 تحت الرقم 8.

(1917) 5-(1) حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي(2) شيخ لأصحاب الحديث قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبيّ التمتامي، وأبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة [عن زكريّا بن يحيى الكسائي قال:] حدّثنا يحيى بن سالم [عن الأشعث](3) ابن عمّ الحسن بن صالح - وكان يفضل على الحسن بن صالح - قال: حدّثنا مسعر، عن عطيّة، عن جابر قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مكتوب على باب الجنّة: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أخو رسول اللّه، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 1)

(1918) 6-(4) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث طويل) قال: «أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي

ص: 322


1- تقدّم تخريجه في ج 2 ص 181 باب 10 من أبواب مناقب أهل البيت (علیهم السلام): ح 1.
2- هو عليّ بن الفضل بن العبّاس بن الفضل أبو الحسن الفقيه، يعرف بالخيوطي، ترجمه أبو نعيم في تاريخ إصبهان: ج 1 ص 446 برقم 882 قال: قدم علينا سنة تسع وأربعين [وثلاث مئة]، انظر أيضاً تاريخ بغداد: 12: 48 تحت الرقم 6425، وتاريخ جرجان - للسهمي - ص 305، وعنوان «الخيوطي» من أنساب السمعاني. توفّي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.
3- ما بين المعقوفين - في كلا الموردين - مأخوذ من فضائل أحمد.
4- رواه عنه الطبري في بشارة المصطفى: ص 197 - 200، والديلمي في باب فضائل أهل البيت من إرشاد القلوب ص 295 - 296، والشيخ الحر العاملي في إثبات الهداة: 1: 280 - 281 ح 150، والمجلسي في البحار: 28: 37 - 40 ح 1. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين: 2: 35 ح 371 بإسناده عن أبي المؤيّد بن الموفق، عن عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق.

وشقيقي».

(أمالي الصدوق: المجلس 24، الحديث 2)

تقدّم تمامه في الباب 2 من أبواب الحوادث والفتن.

(1919) 7-(1) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «كان لي عشر من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يُعطهنّ أحد قبلي ولا يُعطاهنّ أحد بعدي: قال لي: يا عليّ، أنت أخي في الدنيا وفي الآخرة».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 8)

ورواه أبو جعفر الطوسي مثله، إلّا أنّ فيه: «أنت ياعليّ أخي في الدنيا وأخي في الآخرة».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 35)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(2).

(1920) 8-(3) أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) على منبر الكوفة: «أيّها النّاس، إنّه كان لي من رسول اللّه عشر خصال هنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ، أنت أخي في الدنيا والآخرة».

(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «عشر خصال لهنّ أحبّ...».

(أمالي الطوسي: المجلس 7 الحديث 31)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 323


1- تقدّم تخريجه في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام): ص 227 - 228 ح 9.
2- تقدّم في ص 219 ح 9.
3- تقدّم تخريجه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 228 ح 10.

(1921) 9- أبو جعفر الصدوق بإسناد يأتي عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك وتعالى(1) آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 6، والمجلس 46، الحديث 2)

يأتي تمامه مسنداً في باب حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام).

(1922) 10-(2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن أبي الصهبان، جميعاً عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان:

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: «إنّ أعرابياً أتى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فخرج إليه في رداء مُمَشَّق فقال: يا محمّد، لقد خرجت إليّ كأنّك فَتى؟!

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): نعم يا أعرابي، أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى.

فقال: يا محمّد أمّا الفتى فنعم، فكيف ابن الفتى، وأخو الفتى؟!

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أما سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)(3) فأنا ابن إبراهيم وأمّا أخو الفتى: فإنّ منادياً نادى من السماء يوم أحد: لا سيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ فعليّ أخي وأنا أخوه».

(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 14)

(1923) 11- وبإسناده عن محدوج بن زيد الذهلي [قال:] إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخا

ص: 324


1- في المجلس 46: «عزّ وجلّ».
2- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 119. ورواه العلّامة الحلّي في عنوان «حديث الفتوّة» من كشف اليقين: ص 469 تحت الرقم 569 نقلاً عن أبي عمر الزاهد بإسناده عن ابن عبّاس. وأورده الفتّال فى المجلس 87 من روضة الواعظين: ص 475 - 476.
3- سورة الأنبياء: 21: 60.

بين المسلمين ثمّ قال: «يا عليّ أنت أخي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غيرأنّه لانبيّ بعدي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث 14)

سيأتي تمامه مسنداً في باب أنّه (علیه السلام) صاحب الحوض وصاحب اللواء.

(1924) 12- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)

(1925) 13-(1) حدّثنا سليمان بن أحمد اللخمي [الطبراني] قال: حدّثنا الحضرمي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا ثابت بن حمّاد، عن موسى بن صهيب عن عبادة بن نُسَيّ [الكندي القاضي الشامي]:

عن عبداللّه بن أبي أوفى قال: آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أصحابه وترك عليّاً (علیه السلام)، فقال له: «آخيت بين أصحابك وتركتني»؟!

فقال: «والّذي نفسي بيده ما أخّرتك إلّا لنفسي، أنت أخي ووصيّي ووارثي».

قال: «ما أرث منك، يا رسول اللّه»؟

قال: «ما أورث النبيّون قبلي، أورثوا كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم، و أنت وابناك معي في قصري في الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 4)

ص: 325


1- وقريباً منه رواه أحمد في الحديث 207 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة: ج 2 ص 638 ح 1085 وفي ط قم ص 142، وابن حبّان في الثقات: 1: 139 - 142، والطبراني في المعجم الكبير: 5: 220 تحت الرقم 5146، والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 150 ح 178. والذهبي في سير أعلام النبلاء: 1: 142 و 143 نقلاً الطبري و مطين، وابن عدي في ترجمة زيد بن أبي أوفى من الكامل عن البغوي، كلّهم بأسانيدهم عن زيد بن أوفى، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(1926) 14- وبإسناده عن سلمان الفارسي (رحمه اللّه)، أنّه سمع نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 5)

تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(1).

(1927) 15- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن مطر [بن ميمون المحاربي أبو خالد الكوفي] الإسكاف، [عن أنس](2) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي، يقضي ديني وينجز بوعدي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 6)

تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(3).

(1928) 16- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ أخي ووزيري ووصيّي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 47)

ورواه أيضاً في (المجلس 12، الحديث 11)، إلّا أنّ فيه: «ووصيّي في أهلي».

تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام)(4).

(1929) 17- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن

ص: 326


1- تقدّم في ص 239 - 240 تحت الرقم 24.
2- ما بين المعقوفين من تاريخ دمشق.
3- تقدّم في ص 240 تحت الرقم 25.
4- تقدّم في ص 242 تحت الرقم 26.

الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك، يا عليّ أنت منّي وأنا منك، يا عليّ أنت وصيّي وخليفتي وحجّة اللّه على أمّتي بعدي، لقد سعد من تولّاك، وشقي من عاداك».

(أمالي الصدوق: المجلس 57، الحديث 12)

(1930) 18-(1) وبإسناده عن سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا معشر المهاجرين والأنصار، ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً»؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: «هذا عليّ أخي ووصیّي(2) ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبّوه لحبّي، وأكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل أمرني أن أقوله لكم».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 21)

ورواه أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سلمان مثله، إلّا أنّ فيه: «أن أقول لكم ما قلت».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 40)

تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام).

(1931) 19- وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام) قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي، ووارثي ووصيّي وخليفتي في أهلي وأمّتي، في حياتي وبعد مماتي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 6)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب 26 - أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعليّاً (علیه السلام) لأبوا هذه الأمّة-.

(1932) 20- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:

ص: 327


1- تقدّم تخريجه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام): ص 247 ح 32.
2- قوله: «ووصيّي» غير موجود في أمالي الطوسي.

«لمّا نزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطن قُدَيد(1) قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): يا عليّ، إنّي سألت اللّه عزّ وجلّ أن يوالي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يواخي بيني وبينك، ففعل، وسألته أن يجعلك وصيّي، ففعل» الحديث.

(أمالى المفيد: المجلس 33، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 18)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 15 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1933) 21-(2) أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلم القطّان قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمان قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا صباح المزني، عن حكيم بن جبير، عن عقبة الهجري، عن عمّه قال:

سمعت عليّاً على المنبر وهو يقول: «لأقولنّ اليوم قولاً لم يقله أحد قبلي، و لا يقوله أحد بعدي إلّا كاذب: أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونكحت سيّدة نساء الأمّة».

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 38)

(1934) 22-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن

ص: 328


1- قدید موضع قرب مكّة. (معجم البلدان)
2- وقريباً منه رواه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 37 من نهج البلاغة: 2: 287 قال: و روى عثمان بن سعيد، عن عبد اللّه بن بكير، عن حكيم بن جبير قال: خطب عليّ (علیه السلام) فقال في أثناء خطبته: «أنا عبداللّه وأخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلّا كذب، ورثتُ نبيّ الرحمة، ونكحتُ سيّدة نساء هذه الأمّة، وأنا خاتم الوصيّين». ولاحظ تخريج الحديث التالي.
3- قوله (علیه السلام): «أنا عبداللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب» من المتواترات، وقد قاله (علیه السلام) مراراً، ويشهد له مارواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين: 1: 328 ح252 بإسناده عن حكيم بن سعد قال: سمعت عليّاً على هذا المنبر يقول أكثر من ألف مرّة: «أنا عبداللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كاذب». وللحديث من حيث التفصيل والاختصار عبارات مختلفة وله شواهد كثيرة، ذكرت كثيراً منها فى الباب 14 من أبواب الحوادث والفتن: ج 3 ص 470 ذيل الحديث 4، ونذكر هنا ما لم أذكره هناك: رواه أحمد في الحديث 117 من مناقب عليّ (علیه السلام): ص 78 و في ط: 2: 586 رقم 993، و النسائي في الخصائص: ص 24 رقم 7ط الكويت وفي ط بيروت: ص 36 رقم 6، وابن ماجة في سننه: 1: 44 رقم 120، والطبري في تاريخه 2: 310، والحاكم في المستدرك: 3: 111، و المزّي في ترجمة العلاء بن صالح من تهذيب الكمال: 22: 514 رقم 4572، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 248 رقم 192، والمتّقي في كنز العمّال: 13: 122 برقم 36389 نقلاً عن ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم وأبي نعيم والعقيلي، والسيوطي في اللآلي: 1: 321 كلّهم من طريق عبّاد، عن أمير المؤمنين (علیه السلام). ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 163 - 167 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 134 - 135 بأسانيد عن عديّ بن حاتم وعبداللّه بن ثمامة والحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام). ورواه زيد الشهيد، عن أبيه، عن جدّه، عن علىّ (علیه السلام)، كما في مسند زيد: ص 364.

محمّد بن سعيد، عن أحمد بن القاسم، عن عبّاد، عن عبداللّه بن الزبير، عن عبداللّه بن شريك، عن أبيه قال:

صعد عليّ (علیه السلام) المنبر يوم جمعة، فقال: «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 1)

تقدّم تمامه فى أبواب الحوادث والفتن.

(1935) 23-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو حفص محمّد بن عثمان الصيرفي قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عبداللّه العلّاف المعروف بالمستغني، قراءةً عليه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي يعقوب الدينوري قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البلوي

ص: 329


1- ورواه أبو نعيم في ترجمة عبد اللّه بن عبد الوهّاب الأنماطي من تاريخ إصبهان: 2: 60 رقم 1087 عنه، عن عبد اللّه بن إسحاق الخراساني، عن محمّد بن أبي يعقوب الدينوري. ورواه ابن عساكر في الحديث 1329 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 299 بسندين، الأوّل إلى الزبير بن بكّار، عن بكر بن حارثة، عن الزهري، والثاني إلى أبي نعيم الأصبهاني. ورواه الواحدي بسنده عن الزهري، كما في حرف الدال من ديوان أمير المؤمنين (علیه السلام) -للكيدري-، والكراجكي في كنز الفوائد: ص 122 ط 1، والحموئي في الباب 44 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 226 ح 176، وفي ط 2: ح 188. وأورده المفيد في العيون كما في منتخبه «الفصول المختارة»: ص 171، والفنجكردي في سلوة الشيعة، كما فى فصل الأخوّة من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب ابن شهر آشوب: 3: 213، والزرندي في نظم درر السمطين: ص 96، وأبو الفتوح الرازي في تفسير الأية 102 من سورة التوبة في تفسيره «روض الجنان»: 6: 96، والقضاعي في دستور معالم الحكم ص: 202. ورواه الكنجي في نهاية الباب 47 من كفاية الطالب عن محمّد بن إسحاق في السيرة، عن الزهري. ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 157 ح 186، وابن كثير في آخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من البداية والنهاية.

قال: حدّثنا عمارة بن زيد قال: حدّثني بكر بن حارثة [عن محمّد بن مسلم] الزهري، عن عبد الرحمان بن كعب بن مالك، عن جابر بن عبداللّه قال:

سمعت عليّاً (علیه السلام) ينشد و رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسمع:

أنا أخو المصطفى لاشكّ في نسبي *** معه رُبِيتُ وسبطاه هما ولدي

جدّي وجدّ رسول اللّه منفرد *** و فاطم زوجتي لا قول ذي فند

[صدّقته وجميع النّاس في بُهَم *** من الضلالة والإشراك والنكد](1)

فالحمد للّه شكراً لا شريك له *** البرّ بالعبد و الباقي بلا أمد

قال: فابتسم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «صدقت يا عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 14)

ص: 330


1- ما بين المعقوفين من سائر المصادر.

(1936) 24-(1) وبإسناده عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه قال: «أتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعنده أبوبكر و عمر، فجلست بينه وبين عائشة، فقالت لي عائشة: ما وجدت إلّا فخذي أو فخذ رسول اللّه!

فقال: مه يا عائشة، لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وهو أمير المؤمنين، يجعله اللّه القيامة على الصراط، فيُدخل أولياءه الجنّة و أعداءه النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب تسمية عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).

(1937) 25-(3) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد العجلي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه:

ص: 331


1- تقدّم تخريجه في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة: ج 2 ص 456 ح 6.
2- تقدّم في ص 184 - 185 ح 12.
3- وروى القاضي النعمان قريباً منه في الحديث 976 من شرح الأخبار: 3: 56 عن شريك بن عبد اللّه، بإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه لمّا زوّج فاطمة (علیها السلام) من عليّ صلوات اللّه عليه ودخل بها جعلت أمّ أيمن معها تؤنسها، وفارقها من الليل ثمّ غدا إليها بالغداة يدقّ الباب، فقالت أمّ أيمن: من بالباب؟ قال: أنا رسول اللّه. فأتته مسرعة وهي تقول: فداك أبي وأمّي، وفتحت له الباب، فقال لها: يا أُمّ أيمن، ها هنا أخي؟ قالت: يا نبيّ اللّه، ومن أخوك؟ قال: عليّ بن أبي طالب. قالت: يا نبيّ اللّه، إنّما عرف النّاس الحلال والحرام بك، أتزوّج ابنتك من أخيك؟ قال: يا أمّ أيمن، ليس هو أخي من أبي وأمّي الّذي يحرم عليه نكاح ابنتي، هو أخي في الدين، ومعي في أعلى عليّين» الحديث. ورواه الكنجي في الباب 82 من كفاية الطالب: ص 306 ضمن حديث طويل في تزويج فاطمة (علیها السلام) بإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، مثل رواية شرح الأخبار، بتفاوت يسير.

عن عليّ (علیه السلام) قال: «جاء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات ليلة يطلبني، فقال: أين أخي، يا أمّ أيمن؟

قالت: ومن أخوك؟

قال: عليّ.

قالت: يا رسول اللّه تزوّجه ابنتك وهو أخوك؟!

قال: نعم، أما واللّه يا أمّ أيمن زوّجتها كفواً شريفاً وجيهاً في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 74)

(1938) 26-(1) أخبرنا،جماعة، عن أبى المفضّل قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قراءةً، قال: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء، وحدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي بالريّ، قال: حدّثني أبو زرعة عبيد اللّه بن عبدالكريم قالا: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثنا أسباط بن نصر، عن سماك - يعني ابن حرب - عن عكرمة، عن ابن عبّاس:

أنّ عليّاً (علیه السلام) كان يقول فى حياة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(2)، واللّه لاننقلب على

ص: 332


1- رواه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2: 75 / ب. ولاحظ سائر تخريجاته في باب «أمر اللّه ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين» من أبواب الحوادث والفتن: ج 3 ص 527.
2- سورة آل عمران: 3: 144.

أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه، واللّه لئن مات أو قُتل لأُقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت واللّه إنّي لأخوه وابن عمّه ووارثه، فمن أحقّ به منّي».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 6)

(1939) 27-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون، وأحمد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عمّار الثقفي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن إسحاق بن عبداللّه بن الحارث، عن أبيه:

عن عبد اللّه بن العبّاس قال: لمّا نزلت: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(2)، آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمان بن عوف، وبين فلان وفلان، حتّى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم، ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «أنت أخي وأنا أخوك».

(أمالي الطوسى: المجلس 25، الحديث 3)

(1940) 28-(3) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبي عبد اللّه بن المطّلب الشيباني سنة ستّ عشرة وثلاث مئة - وفيها مات-، قال: حدّثنا إبراهيم بن بشر بالكوفة، قال: حدّثنا منصور بن أبي نويرة الأسدي قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى:

ص: 333


1- لاحظ ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر: 1: 366 - 367 ح 408 وتخريجه.
2- سورة الحجرات: 49: 10.
3- ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 38 - 39 ح 60 بإسناده عن أبي غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي، عن إبراهيم بن محمّد، عن محمّد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني. ورواه القندوزي في ينابيع المودّة: 1: 178 / 4 نقلاً عن أحمد في مسنده، إلى قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) «هذا أخي». و في ص 180 ح 7 نقلاً عن كتاب المسامرة للشيخ محيي الدين العربي عن ابن إسحاق.

عن سعد بن حذيفة بن اليمان عن أبيه قال: آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين الأنصار و المهاجرين أخوّة الدين، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «هذا أخي».

قال حذيفة: فرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سيّد المرسلين، وإمام المتّقين، ورسول ربّ العالمين، الّذي ليس له في الأنام شبه ولا نظير، وعليّ بن أبي طالب أخوه.

(أمالي الطوسي: المجلس 25، الحديث 4)

ص: 334

باب 6- خبر الطير و أنّ عليّاً (علیه السلام) أحبّ الخلق إلى اللّه و رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

أقول: حديث الطير من الأحاديث المتواترة، وقد أفرده بالتأليف جماعة،

منهم: الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، كما ذكره ابن شهر آشوب السروي في عنوان «إجابة دعواته (علیه السلام)» من كتاب مناقب آل أبي طالب: 2: 282، قال: وقد صنّف أحمد بن محمّد بن سعيد كتاب الطير.

وقال أيضاً: إنّ حديث الطير رواه خمسة وثلاثون من الصحابة عن أنس، وعشرة بلا واسطة عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

ومنهم: الحاكم النيسابوري، كما نقل السبكي في ترجمته برقم 328 من كتاب: الطبقات الشافعيّة: 4: 165: عن ابن طاهر أنّه رأى بخطّ الحاكم حديث الطير في جزء ضخم.

وقال الكنجي في الباب 33 من كفاية الطالب وحديث أنس أخرجه النيسابوري عن ستّة وثمانين رجلاً كلّهم رووه عن أنس.

ومنهم: الحافظ الذهبي كما في ترجمة الحاكم النيسابوري من تذكرة الحفّاظ: 3: 1042 رقم 962 قال:... وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً قد أفردتها بمصنّف.

ومنهم: أبو طاهر محمّد بن أحمد بن حمدان، على ماذكره الذهبي في ترجمة الرجل من تذكرة الحفّاظ: 3: 1112 رقم 1000.

ورواه ابن عساكر الدمشقي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 110 - 133 عن عدّة من الصحابة، وقال عمّى العلّامة المحمودي دامت بركاته في الهامش: هذه ثلاثة وستّون حديثاً عن خمسة من الصحابة، ثلاثة وثلاثون منها للمصنّف الحافظ، والبقيّة منّا اقتطفناها من مصادر شتّى.

وقال أيضاً عمّى العلّامة المحمودي في هامش الحديث 993 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي -: ولحديث الطير مصادر وأسانيد كثيرة، وقد أفرده بالتأليف جماعة:

ص: 335

منهم: الحافظ ابن مردويه، كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية: 7: 366.

ومنهم: المؤرّخ والمفسّر الشهير محمّد بن جرير الطبري، قال الذهبي: ورأيت فيه مجلّداً في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر ابن جرير الطبري المفسّر صاحب التاريخ.

وممّن أفرد الحديث بالتأليف الحافظ الكبير أبو نعيم الإصبهاني - مؤلّف حلية الأولياء وغيره من الكتب القيّمة - كما ذكره ابن تيمية في كتابه «منهاج السنّة»: 4: 99، ورواه عنه في مجلّد حديث الطير من كتاب عبقات الأنوار: ص 46 ط 1.

ومنهم: بطل الموحّدين وصمصام الفرقة الناجية السيّد مير حامد (قدّس سرّه) فإنّه قد أفرد الحديث بالتأليف وقد تكلّم عليه سنداً ودلالةً وأسكت خوار النواصب بما لا مزيد عليه.

(1941) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي هدبة قال:

رأيت أنس بن مالك معصوباً بعصابة، فسألته عنها؟ فقال: هذه(2) دعوة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

فقلت له: وكيف كان ذاك(3)؟

فقال: كنتُ خادماً لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأهدي إليه طائر مشويّ، فقال: «اللّهم

ص: 336


1- وأورده الفتّال في المجلس 10 من روضة الواعظين: ص 130. ورواه ابن شهر آشوب في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب: 2: 283 في عنوان «إجابة دعواته (علیه السلام)» قال: إنّ حديث الطير رواه خمسة وثلاثون من الصحابة عن أنس، وعشرة بلا واسطة عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)... ومجمع الحديث: أنّ أنساً تعصّب بعصابة فسئل عنها فقال: هذه دعوة عليّ... إلى آخر ما هنا. وانظر تخريج الحديث التالي.
2- في نسخة: «هي».
3- في نسخة: «يكون ذلك».

ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلَيّ يأكل معي من هذا الطائر». فجاء عليّ (علیه السلام)، فقلت له: رسول اللّه عنك مشغول، وأحببتُ أن يكون رجلاً من قومي فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يديه الثانية، فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلَيّ يأكل معي من هذا الطائر». فجاء عليّ (علیه السلام) فقلت له: رسول اللّه عنك مشغول، وأحببتُ أن يكون رجلاً من قومي، فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يديه الثالثة فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلَيّ يأكل معي من هذا الطائر». فجاء عليّ (علیه السلام)، فقلت له: رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عنك مشغول، وأحببتُ أن يكون رجلاً من قومي، فرفع عليّ (علیه السلام) صوته فقال: «وما يشغل رسول اللّه عنّي»؟

فسمعه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا أنس، مَن هذا»؟

فقلت: عليّ بن أبي طالب.

قال: «ائذن له».

فلمّا دخل قال له: «يا عليّ، إنّي قد دعوتُ اللّه عزّ وجلّ ثلاث مرّات أن يأتيني بأحبّ خلقه إليه وإليّ يأكل معي من هذا الطائر، ولو لم تجئني في الثالثة لدعوت اللّه باسمك أن يأتيني بك».

فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، إنّي قد جئت ثلاث مرّات، كلّ ذلك يردّني أنس ويقول: رسول اللّه عنك مشغول».

فقال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أنس، ما حملك على هذا»؟

فقلت: يا رسول اللّه سمعتُ الدعوة، فأحببت أن يكون رجلاً من قومي.

فلمّا كان يوم الدّار استشهدني عليّ (علیه السلام) فكتمتُه، فقلتُ: إنّي نسيتُه، فرفع عليّ (علیه السلام) يده إلى السماء فقال: «اللّهم ارمِ أنساً بوَضَح(1) لا يستره من النّاس». ثمّ كشف العِصابة عن رأسه فقال: هذه دعوة عليّ، هذه دعوة عليّ، هذه دعوة عليّ.

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 3)

ص: 337


1- الوَضَح: البَرَص.

(1942) 2-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال: حدّثنا يوسف بن عديّ قال: حدّثنا حمّاد بن مختار الكوفي قال: حدّثنا عبد الملك بن عمير:

عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) طائر، فوضع بين يديه، فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي». فجاء عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فدقّ الباب، فقلت: مَن ذا؟

فقال: «أنا عليّ».

فقلت: إنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على حاجة، حتّى فعل ذلك ثلاثاً، فجاء الرابعة فضرب

ص: 338


1- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2 ص 128 ح 635 عن أبي القاسم ابن السمرقندي، عن أبي الحسين عاصم بن الحسن، عن أبي عمر ابن مهدي، عن ابن عقدة. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 1: 253 ح 730 عن عمرو بن أبي طاهر بن السرح المصري، عن يوسف بن عدي. ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 125. ورواه الكلابي في مختصر مسنده المطبوع ذيل مناقب ابن المغازلي: ح 18 بأسانيد عن يوسف بن عدي. ورواه ابن المغازلي في المناقب: ح 202 بإسناده عن محمّد بن الهيثم، عن يوسف بن عدي. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين: ج 1 ص 209 - 211 ح 165 ط 1 بإسناده عن أبي الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي، عن يوسف بن عديّ. ثمّ إنّ للحديث مصادر كثيرة وطرقاً عن أنس وغيره، فلاحظ ما رواه الترمذي في سننه: 5: 636 ح 3721، و النسائي في الخصائص: ح 10، وأبو يعلى في مسنده: 7: 105 ح 4052، وابن عدي في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي من الكامل: 2: 147 و 6: 457، والحاكم في المستدرك: 3: 130، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 2ص 111 وما بعده ح 616 - 638، والخوارزمي في المناقب: ص 107 ح 114 في الفصل 9، والكنجي في كفاية الطالب: ص 144 باب 33، وابن الأثير في أسد الغابة: 4: 30، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 212 وما بعده ح 166 - 167، والذهبي في تاريخ الإسلام: 3: 633 في ترجمة عليّ (علیه السلام) من وفيات سنة 40، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 61.

الباب برجله فدخل فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما حبسك»؟

قال: «قد جئت ثلاث مرّات».

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما حملك على ذلك»؟

قال: قلت: كنت أحبّ أن يكون رجلاً من قومي!

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 46)

(1943) 3- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال: أخبرنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني، عن أبي إسحاق، عن أبي الطفيل: عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أنشدكم باللّه هل فيكم أحد أتي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطير فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فدخلت عليه فقال: «اللّهم وإلَيّ»، فلم يأكل معه أحد غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «اللّهم اشهد».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 7)

تقدّم تمامه في الباب 11 من أبواب الفتن.

(1944) 4- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ، وأشدّهم لي ولك حبّاً، يأكل معي من هذا الطائر»، فأتيت فأكلت معه، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).

ص: 339


1- تقدّم في ص 303 ح 14.

باب 7- فيما ظهر من فضله (علیه السلام) في غزوة خيبر

أقول: تقدّم في باب غزوة خيبر من أبواب غزوات النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة روايات ورد فيهنّ: أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دفع الراية يوم خيبر إلى أبي بكر وعمر فرجعا منهزمين، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه و رسوله، لا يرجع حتّى يفتح اللّه على يديه»، فدعا عليّاً فأعطاه الراية وبعثه ففتح اللّه على يديه، فلا نعيدهنّ هنا، فراجع هناك(1).

(1945) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد قال: حدّثنا محمّد بن ثواب قال: حدّثنا إسحاق بن منصور، عن كادح - يعني أبا جعفر البجلي - عن عبداللّه بن لهيعة ، عن عبد الرحمان - يعني ابن زياد - عن سلمة بن يسار:

عن جابر بن عبداللّه قال: لمّا قدم عليّ (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بفتح خيبر قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم، لقلتُ فيك اليوم قولاً لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا التُراب من تحت

ص: 340


1- تقدّمت هذه الروايات في ج 2 ص 380 وما بعدها.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 155 بإسناده عن الصدوق. ورواه الكراجكي في كنز الفوائد: 2: 179، وابن المغازلي في الحديث 285 من المناقب: ص 237 - 238، والطبرسي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من إعلام الورى: ص 188 وفي ط: 1: 365 - 366 في الفصل الأوّل - في ذكر نبذ من خصائصه الّتي لا يشركه فيها غيره - من الباب الرابع، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ص 264 في الباب 62 نقلاً عن مسند زيد الشهيد. وروى الخوارزمي الفقرة الأولى من الحديث في الفصل 19 - في فضائل له شتّى - من المناقب: ص 311 ح 310 و في الفصل 4 من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 45 ح 87، بإسناده عن أبي رافع.

رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني و أرثك، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، و إنَّك تُبرئ ذمّتي وتقاتل على سنّتي، وإنّك غداً على الحوض خليفتي، وإنّك أوّل من يرد عليّ الحوض، وإنّك أوّل من يُكسى معي، وإنّك أوّل داخل الجنّة من أُمّتي، و إنّ شيعتك على منابر من نور مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم يكونون غداً في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وإنّ سرّك سرّي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ سريرة صدرك كسريرتي، وإنّ ولدك ولدي، وإنّك تُنجز عِداتي، و إنّ الحقّ معك، وإنّ الحقّ على لسانك وقلبك وبين عينيك، الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي ودمي، وإنّه لن يرد عَلَيّ الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محبّ لك حتّى يرد الحوض معك».

قال: فخرّ عليّ (علیه السلام) ساجداً ثمّ قال: «الحمد للّه الّذي أنعم عَلَيّ بالإسلام، و علَّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البريّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين، إحساناً منه وفضلاً منه عَلَيّ». قال: فقال النبيّ (علیه السلام): «لولا أنت لم يُعرف المؤمنون بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)

ص: 341

باب 8- سدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلّا باب عليّ (علیه السلام)

أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب 2 - أخبار المنزلة - من أبواب النصوص الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(1946) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثنا خلف بن سالم قال: حدّثنا [محمّد بن جعفر] غندر قال: حدّثنا عوف [الأعرابي]، عن ميمون أبي عبد اللّه [البصري مولى عبد الرحمان بن سمرة]:

عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبواب شارعة في المسجد، فقال يوماً: «سُدّوا هذه الأبواب إلّا باب عليّ».

فتكلّم في ذلك النّاس، قال: فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أمّا بعد فإنّي أمرتُ بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ، فقال فيه قائلكم و إنّي واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكنّي أمرتُ بشيء فاتّبعته».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 4)

ص: 342


1- لاحظ ص 165 - 166 ح 7.
2- ورواه أحمد في الحديث 109 من فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 72 وفي مسند زيد بن أرقم من مسنده: 4: 369 وعنه المحبّ الطبري في مناقب عليّ (علیه السلام) من ذخائر العقبي: ص 76 وفي الرياض النضرة: 2: 139 في عنوان «ذكر اختصاصه بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد إلّا بابه» وابن كثير في سيرة أمير المؤمنين (علیه السلام) من البداية والنهاية: 7: 355 عند ذكر حوادث سنة 40 من الهجرة والهيثمي في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من مجمع الزوائد: 9: 114 في عنوان «باب فتح بابه الّذي في المسجد» وابن البطريق في الفصل 20 من العمدة: ص 175 ح 270 والقندوزي في الباب 17 من ينابيع المودّة: ج 1 ص 257 ح 4. ورواه النسائي في الحديث 38 من الخصائص، والحاكم في مناقب عليّ (علیه السلام) من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 125، والخوارزمي في الفصل 19 من المناقب: ص 327 ح 338، وابن أبي الحديد في شرح المختار 154 من خطب نهج البلاغة: 9: 173 في عنوان «ذكر الأحاديث والأخبار الواردة في فضائل عليّ» ح 20. ورواه السيوطي في عنوان «شدّ الأثواب في سدّ الأبواب» من كتاب الحاوي للفتاوى: 2: 14 نقلاً عن أحمد والنسائي والحاكم، وفي مناقب عليّ (علیه السلام) من اللآلي المصنوعة: 1: 347 عن النسائي. وأخرجه المتّقى في الحديث 32877 من كنز العمّال: 11: 598 عن أحمد في المسند والضياء المقدسي في المختارة. ورواه ابن عساكر في الحديث 324 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 279، والكنجي في الباب 50 من كفاية الطالب: ص 203، وابن حجر في فتح الباري: 7: 14 برقم 3654 وقال: أخرجه أحمد والنسائي والحاكم، ورجاله ثقات. وأورده ابن شهر آشوب في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 2: 190 في عنوان «فصل: في الجوار»، والفتّال في روضة الواعظين ص 118.

(1947) 2-(1) حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي قال: حدّثني الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عليّ التميمي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلّا أنا وعليّ و فاطمة والحسن والحسين، ومن كان من أهلي فإنّهم منّي».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 5)

(1948) 3-(2) وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):

ص: 343


1- ورواه أيضاً في الباب 31 - ما ورد عن الإمام الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 65، وفي ط ص 60، ح 236، والفقيه: 3: 364/ 1728.
2- ورواه أيضاً في الباب 31 - ما ورد عن الإمام الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 72 وفي ط ص 67 ح 302.

«سدّوا الأبواب الشارعة في المسجد إلّا باب عليّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 6)

(1949) 4-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: حدّثنا أبو عبدالرحمان أحمد بن شعيب بن عليّ النسائي بمصر، قال: أخبرني محمّد بن وهب، قال: حدّثنا مسكين بن بكير قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بلج [يحيى بن سليم]، عن عمرو بن میمون:

ص: 344


1- رواه النسائي في الحديث 43 من خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 105. وأخرجه الترمذي في باب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب من سننه: 5: 641 برقم 3732 وعنه ابن الأثير في فضائل عليّ (علیه السلام) من جامع الأصول: 8: 659 ح 6506، والمحبّ الطبري في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 139 في عنوان «ذكر اختصاصه بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد إلّا بابه»، وابن شهر آشوب في مناقب عليّ (علیه السلام) من المناقب: 2: 190 فى عنوان «فصل في الجوار»، والخطيب التبريزي في باب فضائل عليّ (علیه السلام) من مشكاة المصابيح 3: 1723 برقم 6096 والقندوزي في الباب 17 من ينابيع المودّة: ج 1 ص: 257 ح 2. ورواه أبو نعيم في ترجمة عمرو بن ميمون الأودي من حلية الأولياء: 4: 153 برقم 265، وابن المغازلي في المناقب: ص 260 ح 308، وابن عساكر في الحديث 326 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 282، والحمّويي في الباب 41 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 207 ح 162، والكنجي في الباب 50 من كفاية الطالب: ص 202، وابن البطريق في الفصل 20 من العمدة: ص 180 ح 279 - 280. ورواه السيوطي في الحاوي للفتاوى: 2: 15 في عنوان: «شدّ الأثواب في سدّ الأبواب» نقلاً عن أحمد والترمذي والنسائي. ورواه السيوطي في مناقب عليّ (علیه السلام) من اللآلي المصنوعة: 1: 384 نقلاً عن الترمذي و النسائي في الكبرى والكلاباذي في معاني الأخبار. وأخرجه ابن حجر في كتاب فضائل الصحابة من فتح الباري: 7: 15 برقم 3654 وقال: أخرجه أحمد والنسائى، ورجاله ثقات.

عن ابن عبّاس قال: أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأبواب المسجد، فسُدّت إلّا باب عليّ (علیه السلام).

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 7)

(1950) 5-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرني محمّد بن محمّد بن سلمان الباغندي قال: حدّثنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن العلاء(2)عن ابن عمر:

أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «سُدّوا الأبواب إلى المسجد إلّا باب عليّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 8)

ص: 345


1- وروى ابن عساكر - قريباً منه مع زيادة - في الحديث 328 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 287 - 289 بإسناده عن هلال بن العلاء عن أبيه وعبداللّه بن جعفر، عن عبید اللّه بن عمرو، عن زيد، عن أبي إسحاق: عن العلاء بن عرار قال: [قال] أبي: قلت لعبد اللّه بن عمر - وهو في المسجد -: كيف تقول في هذين الرجلين: عليّ وعثمان؟ - وقالا جميعاً -: فقال عبد اللّه: أمّا عليّ فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قال أبي: فقد أخرجنا من مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلّا عليّ - و قال ابن جعفر: فإنّه سدّ أبوابنا في المسجد و أقرّ بابه، وأمّا عثمان، فقال أبي: فتلا (... يوم التقى الجمعان) فأذنب ذنباً عظيماً فعفا اللّه عنه، وقالا جميعاً: وأذنب فيكم ذنباً من دون [ذلك] فقتلتموه. وروى النسائي نحوه في الحديث 106 من خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال: حدّثنا عبيد اللّه قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العلاء قال: سألت ابن عمر - وهو في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - عن عليّ وعثمان؟ فقال: أمّا عليّ فلا تسألني عنه، وانظر إلى منزله من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ليس في المسجد بيت غير بيته، وأمّا عثمان فإنّه أذنب ذنباً عظيماً يوم التقى الجمعان، فعفا اللّه عنه وغفر له، وأذنب فيكم ذنباً دون ذلك فقتلتموه.
2- في الرواة عن عبد اللّه بن عمر عدّة باسم العلاء، فمنهم: ابن عرار، كما في ترجمته من تهذيب الكمال: 22: 528 رقم 4580، وفي الحديث 328 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 1: 288 - 289. ومنهم: ابن عبد الرحمان بن يعقوب الحرقي، كما في ترجمته من تهذيب الكمال: 520:22 رقم 4577. ومنهم ابن اللجلاج الغطفاني، كما في ترجمته من تهذيب الكمال: 22: 537 رقم 4585، لكنّ الظاهر هنا الأوّل فإنّه يروي عنه أبو إسحاق السبيعي.

(1951) 6- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عكرمة صاحب ابن عبّاس، عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: خرجنا من مكّة مهاجرين حتّى نزلنا هذا المسجد -يعني مسجد الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - وكان فيه مبيتنا ومقيلنا، إذ أخرجنا منه وترك عليّ بن أبي طالب فيه، فاشتدّ ذلك عليّنا وهِبنا نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نذكر ذلك له، فأتينا عائشة فقلنا: يا اُمّ المؤمنين، إنّ لنا صحبة مثل صحبة عليّ، وهجرة مثل هجرته، وإنّا قد أخرجنا من المسجد وترك فيه، فلا ندري من سخط من اللّه، أو من غضب من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ فاذكرى له ذلك فإنّا نهابه. فذكرت ذلك لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لها: «يا عائشة، لا واللّه ما أنا أخرجتهم ولا أنا أسكنته، بل اللّه أخرجهم و أسكنه» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 39)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1952) 7-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان الغزال قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبيد بن خنيس العبدي قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبد اللّه بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة:

ص: 346


1- ورواه جابر بن الحرّ، عن عبد اللّه بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة عن سعد، كما في الحديث 281 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 1: 238 - 239. ورواه إسرائيل، عن عبد اللّه بن شريك، كما في ترجمة زافر بن سليمان من الكامل - لابن عديّ -: 3: 234، والحديث 434 - 435 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي-. ورواه عليّ بن قادم، عن إسرائيل، عن عبد اللّه بن شريك، عن الحارث بن مالك، عن سعد كما في الحديث 40 من الخصائص للنسائي، والحديث 278 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 334.

عن سعد بن أبي وقّاص (في حديث) قال: كنّا في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل عليّ وآل أبي بكر وآل عمر وأعمامه، قال: فنودي فينا ليلاً: اخرجوا من المسجد الّا آل رسول اللّه وآل عليّ.

قال: فخرجنا نجرّ قلاعنا(1)، فلمّا أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال: يارسول اللّه، أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ونحن عمومتك ومشيخة أهلك؟!

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا أخرجتكم ولا أنا أسكنته، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ أمرني بذلك».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)

سيأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين.

(1953) 8- وبإسناده عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب (في حديث) قال: حرّم على عليّ بن أبي طالب الصدقة وأحلّت للنّاس، وحرّم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جُنُب وأحلّه له. -الحديث-.

(أمالى الطوسى: المجلس 11، الحديث 12)

سيأتي تمامه في باب ما جرى من مناقبه (علیه السلام) على لسان الشيخين وعائشة.

(1954) 9-(2) وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «أتعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا سددت أبوابكم،

ص: 347


1- قال ابن الأثير في النهاية: في حديث سعد قال: لمّا نودي «ليخرج من في المسجد إلّا آل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل عليّ»، خرجنا من المسجد نجرّ قلاعنا. أي كنفنا وأمتعتنا، واحدها: قلع - بالفتح - وهو الكنف يكون فيه زاد الراعي ومتاعه.
2- ورواه الديلمي في إرشاد القلوب: 2: 51 - 57.

ولا أنا فتحت بابه، بل اللّه سدّ أبوابكم، وفتح بابه»؟

قالوا: نعم.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).

(1955) 10- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن عبيد العرزمي، عن أبيه، عن عثمان بن أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان:

عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) (في خطبته في مجلس معاوية) قال: «وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأمر بسدّ الأبواب فسدّها وترك بابنا، فقيل له في ذلك؟ فقال: أما إنّي لم أسدّها وأفتح بابه، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ أمرني أن أسدّها و أفتح بابه».

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 9)

يأتي تمامه في باب مصالحة الإمام الحسن (علیه السلام) معاوية، من تاريخ الإمام الحسن (علیه السلام).

ص: 348


1- تقدّم في ص 303 ح 14.

باب 9- في أنّ في أمير المؤمنين (علیه السلام) خصال الأنبياء (علیهم السلام) واشتراكه مع نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في جميع الفضائل سوى النبوّة

(1956) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن جعفر بن سليمان النهدي قال: حدّثنا ثابت بن دينار [أبو حمزة] الثمالي:

عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام) قال: «نظر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقد أقبل وحوله جماعة من أصحابه فقال: من أراد(2) أن ينظر إلى يوسف في جماله، وإلى إبراهيم في سخائه، وإلى سليمان في بهجته، وإلى داوود في قوّته، فلينظر إلى هذا».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 11)

(1957) 2-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم قال:

ص: 349


1- وأورده الفتّال فى المجلس 10 من روضة الواعظين: ص 128. وروى المحبّ الطبري نحوه في عنوان «ذكر شبهه بخمسة من الأنبياء (علیهم السلام) في مناقب لهم» من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 172 وفي ذخائر العقبي: ص 94 من طريق ابن عبّاس، وفيه: «من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب». أخرجه الملّا في سيرته.
2- في نسخة: «أحبّ».
3- ورواه الذهبي في ترجمة مسعر بن يحيى النهدي من ميزان الاعتدال: 4: 99 رقم 8469 و تابعه ابن حجر في لسان الميزان: 6: 693 رقم 8397 عن ابن بطّة، عن أبي ذرّ الباغندي، عن أبيه، عن مسعر بن يحيى، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن ابن عبّاس. ورواه الكنجي في الباب 23 من كفاية الطالب: ص 121 - 122 عن أبي الحسن بن المقير البغدادي،، عن المبارك بن الحسن الشهرزوري، عن أبي القاسم بن البسري، عن أبي عبداللّه العكبري، عن أبي ذر الباغندي. وورد أيضاً من طريق أنس وأبي الحمراء، وأبي سعيد، وابن عبّاس، وعليّ (علیه السلام). وأمّا حديث أنس: ففى الحديث 738 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق، و الحديث 256 من المناقب لابن المغازلي: ص 212. أمّا حديث أبي الحمراء، ففي الحديث 30 - 32 من زين الفتى: 1: 124 في أوّل الفصل 5، و الحديث 116 - 117 من شواهد التنزيل: 1: 100 - 103، والحديث 23 من الفصل 4 من مقتل الحسين (علیه السلام) - للخوارزمي -: ص 44 وفي الفصل 7 من المناقب: ص 83 ح 70 والفصل 19: ص 311 ح 309، وترجمة الإمام (علیه السلام) من تاريخ دمشق -لابن عساکر-: 2: 280 ح 811، والباب 35 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 100 ح 131، والبداية والنهاية - لابن كثير -: 7: 355، وكشف اليقين - للعلّامة الحلّي -: ص 59 ح 37، وشرح النهج - لابن أبي الحديد -: 9: 168 في شرح المختار 154 من الخطب وقال: رواه أحمد في المسند والبيهقي في صحيحه، واللآلي المصنوعة - للسيوطي -: 1: 357 عن الديلمي، والرياض النضرة: 2: 172، وذخائر العقبى: ص 93. وأمّا حديث أبي سعيد الخدري، ففي اللآلي المصنوعة: 1: 356 نقلاً عن ابن شاهين في السنّة. وأمّا حديث ابن عبّاس، ففي ترجمة مسعر بن يحيى من ميزان الاعتدال: 4: 99، ولسان الميزان: 6: 24، والحديث 147 من شواهد التنزيل، وكفاية الطالب: ص 121 في الباب 23، و مقدّمة كمال الدين: 1: 25. وأمّا حديث عليّ (علیه السلام)، ففي الأمالي الخميسيّة - للمرشد باللّه الشجري -: 1: 133 ح 8. ورواه البيهقي مرفوعا في فضائل الصحابة كما عنه الإربلي في كشف الغمّة: 1: 111 في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) و الحلّي في كشف اليقين: ص 60 ح 38 والعلّامة الأميني في الغدير: 3: 355. وفي غالب المصادر زيادة، وهي: «... وإلى يحيى بن زكريّا في زهده، وإلى موسى في بطشه»، وفي بعضها زيادة: «وإلى عيسى في عبادته».

حدّثني أبو جعفر محمّد بن عيسى العجلي قال: حدّثنا مسعود بن يحيى النهدي(1)

ص: 350


1- في أمالي الطوسي: «مسعر بن يحيى المهلّبي»، وفي ميزان الاعتدال: 4: 99 / 8469 ولسان الميزان: 6: 693 / 8397: «مسعر بن يحيى النهدي».

قال: حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبيه قال:

بينما رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) نحوه، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب».

(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 3)

(1958) 3-(1) أبو جعفر الطوسي، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا القاضي أبوبكر محمّد بن عمر قال: حدّثني أحمد بن عيسى أبو جعفر العجلي قال: حدّثنا مسعر بن يحيى المهلبي قال: حدّثنا شريك، عن أبيه:

عن عبداللّه بن مسعود(2) قال: كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالساً في جماعة من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 89)

(1959) 4- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرني المنذر بن محمّد - قراءة - قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الضبّي قال: حدّثنا موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إن اللّه أخرجني ورجلاً معي من طُهر إلى طُهر، من صُلب

ص: 351


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- كذا في النسخ، ولم أجد الرواية من طريق ابن مسعود، والموجود في سائر المصادر بهذا السند: عن عبد اللّه بن عبّاس، بدل ابن مسعود، كما في ميزان الاعتدال: 4: 99/8469، و لسان المیزان: 6: 693 / 8397، وكفاية الطالب: ص 121.

آدم حتّى خرجنا من صلب أبينا، فسبقته بفضل هذه على هذه - وضمّ بين السبّابة والوسطى - وهو النبوّة».

فقيل له: ومَن هو، يا رسول اللّه؟

قال: «عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 33)

(1960) 5- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن سلمة بن قيس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض، أعطى اللّه عليّاً من الفضل جزءً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاه من الفهم جزءاً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، شبّهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب، وسخاؤه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داوود وقوّته بقوّة داوود» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 2، الحديث 7)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 352

باب 10- ما اُعطي عليّ (علیه السلام) ولم يعط غيره

(1961) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد القزويني قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ إنّك أعطيت ثلاثة ما لم أعط أنا».

قلت: «يا رسول اللّه، ما أعطيتُ»؟

فقال: «أُعطيتَ صهراً مثلي ولم أعط أنا، وأعطيتَ زوجتك فاطمة ولم أعط، وأعطيتَ مثل الحسن والحسين ولم أُعط».

(أمالى الطوسى: المجلس 12، الحديث 48)

ص: 353


1- هذا هو الحديث 157 من صحيفة الرضا (علیه السلام). ورواه الصدوق في الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 52 وفي ط: ص 48 ح 188، والخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 109، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 142ح 106.

باب 11- حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام)

(1962) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي أحمد الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تبارك تعالى(2) آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب، وزوّجه ابنتي من(3) فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقرّبي ملائكته، وجعله لي وصيّاً وخليفة، فعليّ منّي وأنا منه محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللّه بمحبّته».

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 6)

وعن أبيه، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن عبد الجبّار، مثله.

(أمالي الصدوق: المجلس 46، الحديث 2)

(1963) 2- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «معاشر النّاس، والّذي بعثني بالنبوّة و اصطفاني على جميع البريّة، ما نصبت عليّاً عَلَماً لأمّتي في الأرض حتّى نوّه(4) اللّه باسمه في سماواته، وأوجب ولايته على ملائكته».

تقدّم تمامه مسنداً في باب أخبار الغدير.

(أمالي الصدوق: المجلس 26، الحديث 8)

ص: 354


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 23 عن أبي محمّد الحسن بن بابويه، عن عمّه أبي جعفر، عن أبيه، عن الصدوق.
2- في المجلس 46: «إنّ اللّه عزّ وجلّ».
3- كلمة «من» غير موجودة في المجلس 46.
4- نوّه به: شهّره و عرّفه.

(1964) 3- حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرني أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني، وأبو طالب بن أبي عوانة قالا: حدّثنا أبو داوود سليمان بن سيف الحرّاني قال: حدّثنا عبد اللّه بن واقد عن عبد العزيز الماجشون، عن محمّد بن المنكدر:

عن جابر بن عبد اللّه قال: «استبشرت الملائكة يوم بدر وحنين بكشف عليّ (علیه السلام) الأحزاب عن وجه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فمن لم يستبشر برؤية عليّ (علیه السلام) فعليّه لعنة اللّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحدث 12)

(1965) 4- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك (إلى أن قال:) وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللّه تقدّس ذكره بمحبّتك وولايتك، واللّه إنّ أهل مودّتك في السماء لأكثر منهم في الأرض» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1966) 5-(1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن اللؤلؤي قال: حدّثنا عليّ بن نوح الجنّائي قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن مروان، عن أبي داوود، عن معاذ بن سالم عن بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن خليفة بن سليمان الجُهني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان:

عن أبي هريرة قال: غزا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غزاة، فلمّا رجع إلى المدينة، وكان عليّ (علیه السلام) تخلّف على أهله، فقسّم المغنم، فدفع إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) سَهمين، فقال

ص: 355


1- ورواه أيضاً في علل الشرائع: ص 172 الباب 136 ح 2، وأيضاً في الحديث 1 عن أحمد بن الحسن القطّان، عن عبد الرحمان بن محمّد الحسني، عن فرات بن إبراهيم الكوفي. وأورده الفتّال فى المجلس 9 من روضة الواعظين: ص 118.

النّاس: يا رسول اللّه، دفعت إلى عليّ بن أبي طالب سَهمين وهو بالمدينة متخلّف؟!

فقال: «معاشر النّاس ناشدتكم باللّه وبرسوله ألم تروا إلى الفارس الّذي حمل على المشركين من يمين العسكر فهزمهم ثمّ رجع إليّ فقال: يا محمّد إنّ لي معك سهماً، وقد جعلته لعليّ بن أبي طالب؟ وهو جبرئيل (علیه السلام).

معاشر النّاس، ناشدتكم باللّه وبرسوله، هل رأيتم الفارس الّذي حمل على المشركين من يسار العسكر فهزمهم، ثمّ رجع فكلّمني، وقال لي: يا محمّد إنّ لي معك سهماً، وقد جعلته لعليّ بن أبي طالب؟ وهو ميكائيل، فواللّه ما دفعت إلى عليّ إلّا سهم جبرئيل وميكائيل (علیهما السلام)». فكبّر النّاس بأجمعهم.

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 9)

(1967) 6-(1) حدّثني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبداللّه الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد بإسناده عن الباقر (علیه السلام):

عن جابر قال: كنت أماشي أمير المؤمنين (علیه السلام) على الفرات، إذ خرجت موجة عظيمة فغطّته حتّى استتر عنّي، ثمّ انحسرت عنه ولا رطوبة عليه، فوجمت لذلك وتعجّبت، وسألته عنه فقال: «ورأيت ذلك»؟

قال: قلت: نعم.

قال: «إنّما الملك الموكّل بالماء، خرج فسلّم عَلَيّ واعتنقني».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 32)

(1968) 7-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبداللّه بن سليمان بن

ص: 356


1- وأورده الفتّال في المجلس 9 من روضة الواعظين: ص 119.
2- ورواه الخوارزمي في الفصل 19 - فضائل له شتّى - من المناقب: ص 322 - 323 ح 329 وفي طبع: ص 231، و العلّامة الحلي في البحث العاشر من الباب الثاني من الفصل الثالث من كشف اليقين: ص 289 تحت الرقم 335.

الأشعث السجستاني قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد النهشلي شاذان قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الخزّاز قال: حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بيته، فغدا إليه عليّ (علیه السلام) في الغداة، وكان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: «السلام عليك، كيف أصبح رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»؟

قال: بخير يا أخا رسول اللّه.

فقال عليّ (علیه السلام): «جزاك اللّه عنّا أهل البيت خيراً».

قال له دحية: إنّي أحبّك، وإنّ لك عندى مديحة أهديها إليك: «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد ولد آدم ماخلا النبيّين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزفّ أنت وشيعتك مع محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحزبه إلى الجنان، قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلّاك، محبّو محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) محبّوك، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، ادن من صفوة اللّه.

فأخذ رأس النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فوضعه في حجره، فانتبه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «ما هذه الهمهمة»؟ فأخبره الحديث، فقال: «لم يكن دحية، كان جبرئيل (علیه السلام)، سمّاك باسم سمّاك اللّه تعالى به، وهو الّذي ألقى محبّتك في قلوب المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين».

قال أبو المفضّل: سمعت عبد اللّه بن أبي داوود قبل أن يبنى له المنبر، يعتذر إلى أبي عبداللّه المستملي من النصب، ثمّ أملى ذلك المجلس كلّه من حفظه في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)، وهذا الحديث أوّل ما بدأ به.

(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)

ص: 357

باب 12- نزول الماء من السماء لغسله (علیه السلام)

(1969) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا صالح بن عيسى العجلي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن مندة الإصبهاني قال: حدّثنا محمّد بن حميد قال: حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان:

عن أنس قال: كنت عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و رجلان من أصحابه في ليلة ظلماء مكفهرّة(2)، إذ قال لنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ائتوا باب عليّ». فأتينا باب عليّ (علیه السلام) فنقر أحدنا الباب نقراً خفيّاً، إذ خرج علينا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) متّزراً بإزار من صوف، مرتدياً بمثله فى كفّه سیف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال لنا: «أحَدَث حدث»؟

قلنا: خيرٌ، أمرنا رسول اللّه أن نأتي بابك وهو بالأثر، إذ أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا عليّ».

قال: «لبّيك».

قال: «أخبر أصحابي بما أصابك البارحة».

قال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، إنّي لأستحيي».

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ».

قال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول

ص: 358


1- ورواه ابن المغازلي في الحديث 139 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 94 - 95 عن أحمد بن المظفر بن أحمد العطّار، عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان ابن السقاء، عن أحمد بن عيسى الرازي، عن محمّد بن مندة، بتفاوت. وأخرجه الراوندي في الحديث 52 من الباب 16 - في نوادر المعجزات - من الخرائج: 2: 837 - 838 بإسناده عن عبد اللّه بن داهر بن يحيى الأحمري، عن أبيه، عن الأعمش، بتفاوت. وروى نحوه الخوارزمي في الفصل 19 من المناقب: ص 304 - 306 ح 300، والكنجي في الباب 72 من كفاية الطالب: ص 289 بإسنادهما عن حميد الطويل، عن أنس.
2- اكفهرّ الليل: اشتدّ ظلامه.

اللّه، فطلبت في البيت ماءً فلم أجد الماء، فبعثت الحسن كذا، والحسين كذا، فأبطئا عَلَيّ فاستقبلتُ على قَفاي، فإذا أنا بهاتف من سواد البيت: «قُم يا عليّ، وخذ السطل واغتسل». فإذا بسطل من ماء مملوء عليه منديل من سُندُس، فأخذت السطل و اغتسلت ومسحت بدني بالمنديل، ورددت المنديل على رأس السطل، فقام السطل في الهواء، فسقط من السطل جُرعة فأصابت هامتي، فوجدت بردها على فؤادي».

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل، أمّا الماء فمن نهر الكوثر، وأمّا السطل والمنديل فمن الجنّة، كذا أخبرني جبرئيل، كذا أخبرني جبرئيل، كذا أخبرني جبرئيل».

(أمالي الصدوق: المجلس 40، الحديث 4)

ص: 359

باب 13- تحف اللّه وهداياه إلى رسول اللّه وأمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما و آلهما

أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب 21 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(1970) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سَلَمَة الأهوازي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا عليّ بن جميل الرقّي قال: حدّثنا ليث، عن مجاهد:

عن عبداللّه بن عبّاس قال: كنّا جلوساً في مَحْفِل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فينا، فرأينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد أشار بطرفه إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت، فقال لها: «أقبِلي». فأقبلت، ثمّ قال لها: «أقبلي» فأقبلت ثمّ قال لها: «أقبلي» فأقبلت، فرأينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد قام قائماً على قدميه، فأدخل يديه في السحاب حتّى استبان لنا بياض إبطي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوءة رُطَباً، فأكل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الجام، وسبّح الجام في كفّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فناوله عليّ بن أبي طالب، فأكل عليّ (علیه السلام) من الجام، فسبّح الجام في كفّ عليّ (علیه السلام).

فقال رجل: يا رسول اللّه، أكلت من الجام وناولته عليّ بن أبي طالب! فأنطق اللّه عزّ وجلّ الجام وهو يقول: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه خالق الظلمات والنور اعلموا، معاشر النّاس أنّي هدية الصادق إلى نبيّه الناطق، ولا يأكل منّي إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 13)

ص: 360


1- تقدّم في ص 87-88.

(1971) 2-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبويوسف يعقوب بن محمّد البصري قال: حدّثنا ابن عُمارة قال: حدّثنا عليّ بن أبي الزعزاع البرقي قال: حدّثنا أبو ثابت عبد الكريم الجَزَري، عن سعيد بن جُبير:

عن عبداللّه بن عبّاس قال: جاع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جوعاً شديداً، فأتى الكعبة فتعلّق بأستارها فقال: «ربّ محمّد، لا تُجِع محمّداً أكثر ممّا أجَعْته».

قال: فهبط جبرئيل (علیه السلام) ومعه لَوزَة، فقال: «يا محمّد، إنّ اللّه جلّ جلاله يقرئ عليك السلام».

فقال: «يا جبرئيل، اللّه السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام».

فقال: «إنّ اللّه يأمرك أن تفكّ عن هذه اللَّوزة».

ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه، أيّدت محمّداً بعليّ، ونصرته به ما أنصف اللّه من نفسه من اتّهم اللّه في قضائه، واستبطأه في رزقه».

(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 9)

(1972) 3- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه) عن أمير المؤمنين (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من فاكهة الجنّة لمّا هبط بها جبرئيل (علیه السلام) وقال: لا ينبغي أن يأكلها في الدنيا إلّا نبيّ أو وصیّي نبيّ غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(2).

ص: 361


1- ورواه ابن المغازلي في المناقب ص 201 برقم 239، وابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في تحف اللّه عزّ وجلّ» من المناقب: 2: 262 عن ابن عبّاس. وقريباً منه رواه الحمّويي في الباب 46 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 236: ح 184 ط 1 عن ابن عبّاس.
2- تقدّم في ص 303 ح 14.

باب 14- أنّ الخضر (علیه السلام) كان يأتي أمير المؤمنين (علیه السلام)

(1973) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين قال: حدّثني: أبو عليّ أحمد بن محمّد الصولي قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدّثنا الحسين بن حميد قال: حدّثنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود قال: حدّثنا محفوظ بن عبد بن عبد اللّه(1)، عن شيخ من أهل حضرموت:

عن محمّد ابن الحنفيّة عليه الرحمة قال: بينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يطوف بالبيت إذا رجل متعلّق بالأستار وهو يقول: «يا مَن لا يشغله سمع عن سمع، يا مَن لا يغلّطه السائلون، يا من لا يبرمه إلحاح الملحّين، أذقني برد عفوك، وحلاوة رحمتك».

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «هذا دعاؤك»؟

قال له الرجل: وقد سمعته؟

قال: «نعم».

قال: فادع به في دبر كلّ صلاة، فواللّه ما يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إلّا غفر اللّه له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها، وحصباء الأرض وثراها.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنّ علم ذلك عندي، واللّه واسع كريم».

فقال له الرجل - وهو الخضر (علیه السلام) -: صدقت واللّه يا أمير المؤمنين، (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)(2).

(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 8)

ص: 362


1- محفوظ بن عبد اللّه الحضرمي من الإمام الصادق (علیه السلام) (رجال الشيخ: 513)، وفي النسخ: «محفوظ بن عبيد اللّه».
2- سورة يوسف: 12: 76.

(1974) 2- أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إبراهيم بن ميمون قال: حدّثنا مصعب بن سلّام، عن سعد بن طريف:

عن الأصبغ بن نباتة قال: كان أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب (علیه السلام) يصلّي عند الأسطوانة السابعة من باب الفيل، إذ أقبل عليه رجل عليه بردان أخضران وله عقیصتان سوداوان، أبيض اللحية، فلمّا سلّم أمير المؤمنين (علیه السلام) من صلاته أكبّ عليه، فقبّل رأسه، ثمّ أخذ بيده فأخرجه من باب كندة.

قال: فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه، فاستقبلنا (علیه السلام) في جار سوج(1) كندة، قد أقبل راجعاً، فقال: «ما لكم»؟

فقلنا: لم نأمن عليك هذا الفارس.

فقال: «هذا أخي الخضر، ألم تروا حيث أكبّ عَلَيّ»؟

قلنا: بلى.

فقال: «إنّه قد قال لي: «إنّك في مدرة لا يريدها جبّار بسوء إلّا قصمه اللّه، واحذر النّاس»، فخرجت معه لأشيّعه لأنّه أراد الظهر».

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 36)

ص: 363


1- جار سوج: معرّب «چهار سوق»، وهي فارسيّة معناها محلّ اتّصال أربعة طرق من السوق.

باب 15- أنّ اللّه تعالى ناجى أمير المؤمنين (علیه السلام)

(1975) 1-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني الأجلح بن عبد اللّه الكندي، عن أبي الزبير:

عن جابر قال: ناجی رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يوم الطائف فأطال مناجاته، فرأى الكراهة في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم؟! فقال: «ما أنا انتجيته ولكنّ اللّه عزّ وجلّ انتجاه».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 10)

ص: 364


1- وأخرجه الترمذي في باب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب من سننه: 5: 639 ح 3726 وعنه ابن الأثير في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من جامع الأصول: 8: 658 ح 6505 والمحبّ الطبري في مناقب عليّ (علیه السلام) من ذخائر العقبى: ص 85 و في الرياض النضرة: 2: 149 في عنوان «ذكر اختصاصه بنجوى النبيّ يوم الطائف» وابن كثير في باب فضائل عليّ (علیه السلام) من البداية والنهاية: 7: 369 عند ذكر حوادث سنة 40 من الهجرة والخطيب التبريزي في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من مشكاة المصابيح: 3: 1721 ح 6088. ورواه الطبراني في مسند جابر بن عبداللّه الأنصاري من المعجم الكبير: 2: 186 ح 1756، والخطيب في ترجمة الحسن بن فهد النهرواني من تاريخ بغداد:7: 402 رقم 3945، وابن المغازلي في المناقب: ص 124 ح 162 - 166، وأبو نعيم في ترجمة أحمد بن محمّد السمسار من أخبار إصبهان: 1: 141، وابن عديّ في ترجمة الأجلح بن عبد اللّه الكندي من الكامل: 1: 428 رقم 238، والحاكم الحسكاني في الحديث 965 - 967 من شواهد التنزيل: 2: 325، والحديث 1081 ص 424، وابن أبي الحديد في شرح المختار 154 من خطب نهج البلاغة: 9: 173ح 21 نقلاً عن أحمد في مسنده والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 138 ح 155، وابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 307 - 311 ح 165 - 821 بأسانيد عن أبي الزبير. وأخرجه المتّقي في كنز العمّال: ج 11 ح 32882 و 33049 نقلاً عن الترمذي والطبراني. وأورده ابن الأثير في مادة «نجا» من النهاية: 5: 25، والجوهري في تاج العروس: 10: 358.

(1976) 2-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلم الملائي عن الأجلح، عن أبي الزبير عن جابر أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دعا عليّاً (علیه السلام) وهو محاصر الطائف، فكان القوم استشرفوا لذلك وقالوا: لقد طال نجواك له منذ اليوم. فقال: «ما أنا انتجيته، ولكنّ اللّه انتجاه».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 2)

ص: 365


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

باب 16- أنّ عليّاً (علیه السلام) قسيم الجنّة والنّار

أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب أحوال والديه (علیه السلام) - 3 - والباب 27 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(1977) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النّار، لا يدخل النّار وليّ له، و لا ينجو منها عدوّ له إنّه قسيم الجنّة، لايدخلها عدوّ له، ولا يزحزح عنها وليّ له».

(أمالي الصدوق: المجلس 8 الحديث 4)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).

(1978) 2-(2) وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هِبة اللّه من آدم (إلى أن قال:) يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار، بمحبّتك يُعرف الأبرار من الفجّار، ويميّز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 11، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في أخبار المنزلة(3).

(1979) 3- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ خصالاً، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها

ص: 366


1- انظر ص 37 - 40، وص 105 - 108 ح 1 - 3.
2- ورواه القندوزي في آخر الباب 16 من ينابيع المودّة: ص 48، وفي ط: 1: 255 ح 14 عن المناقب بتفاوت.
3- تقدّم في ص 162 ح 1.

فضلاً (إلى أن قال:)

قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ قسيم الجنّة والنّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(1980) 4-(2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم [بن الزبير النخعي الضرير أبي الحسن]، عن عامر بن معقل:

عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قال لي: «يا أبا حمزة لا تضعوا عليّاً دون ما وضعه اللّه، ولا ترفعوا عليّاً فوق ما رفعه اللّه، كفى بعليّ أن يقاتل أهل الكرّة، وأن يزوّج أهل الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 38 الحديث 4)

أبو عبد اللّه المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان [الأعلم النخعي أبي الحسن الكوفي]، عن عامر بن معقل، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام): «يا أبا حمزة، لا تضعوا عليّاً دون ما رفعه اللّه، ولا ترفعوا عليّاً فوق ما جعله اللّه...» إلى آخر الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 6)

(1981) 5-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا

ص: 367


1- تقدّم في ص 229 - 230 ح 11.
2- رواه الصفّار في الباب 18 من الجزء 8 من بصائر الدرجات: ص 415 وفي ط: ص435 ح 5.
3- وأورده الفتّال في عنوان «فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 118.

أبو رجاء قتيبة بن سعيد عن حمّاد بن زيد عن عبدالرحمان [بن عبداللّه] السرّاج عن نافع، عن عبداللّه بن عمر قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا عليّ على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند اللّه جلّ جلاله: أين خليفة محمّد رسول اللّه؟ فتقول: ها أنا ذا».

قال: «فينادي المنادي ياعليّ أدخل من أحبّك الجنّة ومن عاداك النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 57، الحديث 14)

(1982) 6- حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي قال: حدّثني موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا عليّ على ناقة(1) من نور و على رأسك تاج له أربعة أركان على كلّ ركن ثلاثة أسطر: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ وليّ اللّه»، وتعطى مفاتيح(2) الجنّة، ثمّ يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه، ثمّ يجمع لك الأوّلون والأخرون في صعيد واحد فتأمر بشيعتك إلى الجنّة وبأعدائك إلى النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار، ولقد فاز من تولّاك وخسر من عاداك، فأنت في ذلك اليوم أمين اللّه وحجة اللّه الواضحة».

(أمالي الصدوق: المجلس 95 الحديث 14)

ص: 368


1- في نسخة: «على عجلة».
2- في نسخة: «مفتاح».

(1983) 7- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت منّي وأنا منك، (إلى أن قال:) يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار لا يدخل الجنّة إلّا من عرفك وعرفته، ولا يدخل النّار إلّا مَن أنكرك وأنكرته».

(أمالى المفيد: المجلس 24، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(1984) 8-(2) حدّثني المظفّر بن محمّد الورّاق قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا أبوسعيد الحسن بن زكريّا البصري قال: حدّثنا عمر بن المختار [البصري] قال: حدّثنا أبو محمّد النرسي(3)، عن النضر بن سويد، عن عبداللّه بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

ص: 369


1- تقدّم في ص 263 - 264 ح 53.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 123 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه. وروى ابن عساكر قريباً منه في الحديث 761 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2 ص 243 بإسناده عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية [بن ربعي]: عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أنّه قال: «أنا قسيم النّار يوم القيامة، أقول: خذي ذا وذري ذا». وفي الحديث 762 بإسناده عن الأعمش وعبدالواحد بن حسان، وهارون بن سعيد، عن موسی بن طريف، عن عباية بن ربعي قال: سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «أنا قسيم النّار يوم القيامة، أقول: هذا لي وهذا لك». وفي الحديث 763 بإسناده عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية، عن عليّ (علیه السلام) أنّه قال: «أنا قسيم النّار، إذا كان يوم القيامة، قلت: هذا لك وهذا لي». ورواه الكنجي الشافعي في الباب الثالث من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كفاية الطالب ص 71 نقلاً عن ابن عساكر. وحديث عباية، رواه الصفّار في الباب 18 من الجزء 8 من بصائر الدرجات: ص 416 ح 7 باختصار، والخزاعي في الحديث 10 من أربعينه، والحمّويي في الباب 59 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 325 - 326 ح 254 ط 1، ثمّ قال في آخر الباب 59: و [للّه درّ] القائل في مدحه (علیه السلام)، وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام: عليّ حبّه جُنّه *** قسیم النّار والجَنّة وصيّ المصطفى حقّاً *** إمام الإنس والجِنّة وروى الصدوق (قدّس سرّه) في الباب 32 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 92 ح 30 بإسناده عن أبي الصلت الهروي أنّه قال: قال المأمون يوماً للرضا (علیه السلام): يا أبا الحسن، أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين بأيّ وجه هو قسيم الجنّة والنّار، وبأيّ معنى؟ فقد كثر فكري. فقال له الرضا (علیه السلام) يا أمير المؤمنين، ألم ترو عن آبائك، عن عبد اللّه بن عبّاس أنّه قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «حبّ عليّ ايمان و بغضه كفر»؟ فقال: بلى. فقال الرضا (علیه السلام): فقسمة الجنّة والنّار إذا كان على حبّه و بغضه فهو قسيم الجنّة والنّار. فقال المأمون: لا أبقاني اللّه بعدك، إنّك وارث جدّك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). قال أبو الصلت الهروي: لمّا انصرف الرضا (علیه السلام) إلى منزله أتيته فقلت له: يا ابن رسول اللّه، ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين! فقال الرضا (علیه السلام): يا أبا الصلت، إنّما كلّمته من حيث هو، و لقد سمعت أبي يحدّث عن آبائه، عن عليّ (علیه السلام) انّه قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت قسيم الجنّة [والنّار] يوم القيامة، تقول للنّار: هذا لي وهذا لك». وانظر تفسير الآية 21 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: ص 138 والآية 91 ص 406، والباب 18 من الجزء 8 من بصائر الدرجات: ص 414 - 418.
3- كذا في أمالي الطوسي، وهذا موافق لرواية ابن عساكر في تاريخ دمشق، وفي أمالي المفيد: «البرسي».

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «كيف بك ياعليّ إذا وقفت على شفير جهنّم، وقد مدّ الصراط، وقيل للنّاس: جوزوا، وقلت لجهنّم: هذا لي وهذا لك».

فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه، ومن أولئك؟

قال: «اولئك شيعتك معك حيث كنت».

(أمالي المفيد: المجلس 38 الحديث 12)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 55)

ص: 370

(1985) 9- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال لعائشة: «لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، هو أمير المؤمنين، يجعله اللّه يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنّة، وأعداءه النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 9)

تقدّم تمامه في باب الأخوّة(1)، وإسناده في باب تسمية عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين.

(1986) 10- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال: حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي قال: حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي مولى بني هاشم قال: حدّثنا سعيد الأعرج:

عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث) قال: «أما علمت أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كان يقول (2): أنا قسيم اللّه بين الجنّة والنّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 2)

تقدّم تمامه في الباب 13 - أنّ الأئمّة (علیهم السلام) أركان الأرض، وجرى لهم من الفضل و الطاعة ماجرى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - من أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام)(3).

(1987) 11-(4) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا

ص: 371


1- تقدّم في ص 332 ح 24.
2- في الكافي: «كان أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه كثيراً ما يقول».
3- تقدّم في ج 3 ص 191 - 194 ح 3.
4- وروی نحوه القندوزي في الحديث 888 من ينابيع المودّة: ج 2 ص 311 نقلا عن كتاب مودّة القربى، عن جابر رفعه: «إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرائيل وميكائيل بحزمتين من المفاتيح، حزمة من مفاتيح الجنّة وحزمة من مفاتيح النّار، وعلى مفاتيح الجنّة أسماء المؤمنين من شيعة محمّد وعليّ وعلى مفاتيح النّار أسماء المبغضين من أعدائه، فيقولان لي: يا أحمد، هذا مبغضك وهذا محبّك، فأدفعها إلى عليّ بن أبي طالب فيحكم فيهم بما يريد، فو الّذي قسّم الأرزاق لا يدخل مبغضيه الجنّة، ولا محبّيه النّار أبداً».

أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة، وفرغ اللّه من حساب الخلائق، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنّار إليّ فأدفعها إليك، فيقول لك: احكم». قال عليّ: «واللّه إنّ للجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتى، ومن باب واحد سائر النّاس».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 35)

(1988)12- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنت قسيم النّار، تُخرج منها من آمن و أقرّ و تدع فيها من كفر، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).

ص: 372


1- تقدّم في ص 303 ح 14.

باب 17- أنّ عليّاً (علیه السلام) صاحب الحوض وصاحب اللواء، وأنّه من الركبان يوم القيامة، وأنّه من الشفعاء

أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 26 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1989) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة، قال: حدّثني أبي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام)، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني».

(أمالي الصدوق: المجلس 14، الحديث 11)

(1990) 2- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول ذلك اليوم، فليتولّ وليّي، وليتّبع وصيّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب، فإنّه صاحب حوضي، يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُرو أبداً، ومن سُقي منه شربة لم يَشْق ولم يَظْمأ أبداً، وإنّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) لصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنّة، لأنّه يَقْدمني وبيده لوائي، تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 9)

تقدم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).

ص: 373


1- ورواه أيضاً في الحديث 47 من الباب 28 - فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 246:1، وفي ط: ص 548 ح 267.
2- تقدّم في ص 236 - 237 ح 20.

(1991) 3-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة عشرة وثلاث مئة - وهو ابن مئة وسبع سنين- قال: حدّثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال: حدّثنا قيس بن الربيع قال: حدّثنا سعد الخفّاف، عن عطيّة العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي:

أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخا بين المسلمين ثمّ قال: «ياعليّ أنت أخي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، أما علمت ياعليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يُدعى بي، فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بأبينا إبراهيم (علیه السلام) فيقوم عن يمين العرش في ظلّه فيكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بالنّبيّين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين(2) عن يمين العرش في ظلّه ويكسون حللاً خضراً من حلل الجنّة.

ص: 374


1- وأخرجه أحمد في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل ص 179 ح 252، و محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 221 من كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 301، وابن المغازلي في الحديث 65 من المناقب: ص 42، وابن عساكر في الحديث 150 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 1 ص 124، والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 140 ح 159 وفي الفصل 4 من مقتل الحسين (علیه السلام): ج 1 ص 48، وابن الأثير في ترجمة محدوج بن زيد الذهلي من أسد الغابة: ج 4 ص 306، وقال: أخرجه أبو نعيم وأبوموسى. وأخرجه ابن أبي الحديد في شرح المختار 154 من نهج البلاغة: ج 9 ص 169 نقلاً عن أحمد في الفضائل والمسند، وسبط ابن الجوزي في الباب الثاني - باب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من التذكرة: ص 20 نقلاً عن أحمد في الفضائل. وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 75 والرياض النضرة: ج 2 ص 150 - 151 وفي ط: ص 266 نقلاً عن أحمد في المناقب، والقندوزي في الباب 9 من ينابيع المودّة: ص 57 نقلاً عن عبداللّه بن أحمد في زوائد المسند. وانظر سائر تخريجاته في كتاب المعاد.
2- قال ابن الأثير في مادّة «سمط» من النهاية: ج 2ص 401 السماط: الجماعة من النّاس، والنخل. وقال الزبيدي في تاج العروس: ج 5 ص 162: سماط القوم -بالكسر-: صفّهم، ومنه يقال: قام بين السماطين، ويقال: قام القوم حوله سماطين: أي صفّين.

ألا وإنّي أخبرك ياعليّ أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثمّ أبشرك يا عليّ انّ أوّل من يدعى يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك منّي ومنزلتك عندي فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، وإنّ آدم وجميع من خلق اللّه يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء قصبه فضّة بيضاء، زجّه درّة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، وذؤابة في وسط الدنيا، مكتوب عليها ثلاث أسطر الأوّل: «بسم اللّه الرحمن الرحيم»، والأخر: «الحمد للّه ربّ العالمين»، والثالث: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه»، طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء، والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك حتّى تقف بيني وبين إبراهيم في ظلّ العرش، فتكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ ينادي مناد من عند العرش: «نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك عليّ»، ألا وإنّي أبشّرك يا عليّ إنّك تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت، و تحيى إذا حييت (أحييت)».

(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث 14)

(1992) 4-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللّه الصادق، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):

عن اُمّ سلمة، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا أمّ سلمة، اسمعي و اشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي(2) غداً في القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 9)

تقدّم تمامه في باب أحوال أمّ سلمة، من أبواب ما يتعلّق برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من أزواجه

ص: 375


1- ورواه العماد الطبري في الجزء الثاني من بشارة المصطفى: ص 58 ح 94 بإسناده عن الشيخ الصدوق. وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة.
2- في أمالي الطوسي: «حامل لوائي وحامل لواء الحمد...».

وعشائره وأصحابه من كتاب النبوّة، وباب 5 من أبواب الوقائع والفتن من كتاب الإمامة(1).

(1993) 5- وبأسانيده عن الأعمش (في حديث طويل)، عن أبي جعفر الدوانيقي قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ جاءت فاطمة (علیها السلام) تبكي بكاءاً شديداً، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يُبكيك يا فاطمة»؟ قالت: «يا أبه، عيّرتني نساء قريش وقلن: إنّ أباك زوّجك من مُعدِم لا مال له»!

فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاتبكي، فواللّه ما زوّجتك حتّى زوّجك اللّه من فوق عرشه، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل، (إلى أن قال:) يا فاطمة، لاتبكينّ فواللّه أنّه إذا كان يوم القيامة يُكسى أبوك حُلّتين، و عليّ حلّتين، ولواء الحمد بيدي، فأناوله عليّاً لكرامته على اللّه عزّ وجلّ.

يا فاطمة لاتبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي، وإذا شفّعني اللّه عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي.

يا فاطمة، لا تبكينّ إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ في أهوال ذلك اليوم: «يا محمّد، نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرحمان، ونعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب».

يا فاطمة عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 2)

تقدّم تمامه مسنداً في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام)(2).

ص: 376


1- تقدّم في ج 2 ص 437 - 440 باب 2 ح 1، وج 3 ص 396 - 399 باب 5 ح 1.
2- تقدّم في ج 3 ص 121 - 128 باب 2 ح 6.

(1994) 6-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه محمّد بن خالد عن خلف بن حمّاد، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر، فقلت له: حبيبي جبرئيل، مع ما أنت فيه من الفرح ما منزلة أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) عند ربّه؟

فقال جبرئيل: يا محمّد، والّذي بعثك بالنبوّة واصطفاك بالرسالة، ما هبطت في وقتي هذا إلّا لهذا، يا محمّد اللّه العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: محمّد نبيّ رحمتي وعليّ مقيم حجّتي، لا أعذّب من والاه وإن عصاني ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني».

قال ابن عبّاس: ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا كان يوم القيامة أتاني جبرئيل (علیه السلام) وبيده لواء الحمد وهو سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس و القمر فيدفعه إليّ فأخذه وأدفعه إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

فقال رجل: يارسول اللّه، وكيف يطيق عليّ حمل اللواء، وقد ذكرت أنّه سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر؟!

فغضب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «يارجل إنّه إذا كان يوم القيامة أعطى اللّه عليّاً من القوّة مثل قوّة جبرئيل (علیه السلام)، ومن الجمال مثل جمال يوسف (علیه السلام)، ومن الحلم مثل حلم رضوان، ومن الصوت مايداني صوت داوود (علیه السلام)، ولولا أنّ داوود خطيب في الجنان لأعطي عليّ مثل صوته، وإنّ عليّاً أوّل من يشرب من السلسبيل والزنجبيل، وإنّ لعليّ وشيعته من اللّه عزّ وجلّ مقاماً يغبطه به الأوّلون والآخرون».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 10)

ص: 377


1- ورواه أيضاً في الحديث 7 من أبواب السبعين وما فوقه من الخصال: ص 582.

(1995) 7- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «أتاني جبرئيل (علیه السلام) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقول لك(1): «إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك، وخليفتك على أهلك وأمّتك، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك(2) إلى الجنّة».

(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسى: المجلس 7 الحديث 23)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(3).

(1996) 8-(4) أخبرني أبو عليّ الحسن بن عليّ بن فضل الرازي(5) قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن بشر العسكري قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأُبلّي قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان [بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس] الهاشمي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني هارون الرشيد قال: حدّثني أبي المهدي قال: حدّثني المنصور أبو جعفر عبداللّه بن محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي، عن جدّي عليّ بن عبداللّه بن العبّاس، عن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «يا أيّها النّاس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا».

و فقال له قائل: بأبي أنت وأمّي يارسول اللّه، مَن الركبان؟

ص: 378


1- في أمالي الطوسي: «يا محمّد، ربّك يقول: إنّ عليّ...».
2- فى البحار: « يتقدّمك».
3- تقدّم في ص 362 - 363 باب 10 ح 52.
4- وأورد الفتّال نحوه في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه» من روضة الواعظين: ص 108 - 109 من طريق ابن عبّاس.
5- في نسخة: «الداوودي»، ومثله في أمالي الطوسي.

قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة اللّه الّتي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة خِطامها من لؤلؤ رطب(1)، وعيناها من ياقوتتين حمراوين، وبطنها من زبرجد أخضر عليها قبّة من لؤلؤة بيضاء، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها ظاهرها من رحمة اللّه وباطنها من عفو اللّه إذا أقبلت زفّت، وإذا أدبرت زفّت(2)، وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع ذلك التاج له سبعون ركناً، كلّ ركن يضيء كالكوكب الدرّي في أفق السماء، وبيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»، فلايمرّ بملأ من الملائكة إلّا قالوا نبيّ مرسل(3)، ولا يمرّ بنبيّ مرسل إلّا قال(4): ملك مقرّب.

ص: 379


1- في أمالي الطوسي: «خطمها من اللؤلؤ الرطب».
2- قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ظاهرها من رحمة اللّه وباطنها من عفو اللّه قال العلّامة المجلسي (رحمه اللّه) في البحار 7: 231: أي تلك القبّة محفوفة ظاهراً وباطناً برحمة اللّه وعفوه، فهو كناية عن أنّه (علیه السلام) يأتي مع الرحمة والعفو فيشفع للمذنبين، ويُخَلّصهم من أهوال يوم الدين، وإنّما خصّ الرحمة بالظاهر لأنّ ما يظهر أوّلاً للخلق هو كونه (علیه السلام) مكرّماً بكرامة اللّه ورحماته، ومنه يستنبطون أنّ شفاعته تصير سبباً لعفو اللّه عن خطاياهم، فهذا باطنها. انتهى. قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا أقبلت زفّت»: أي إذا أقبلت الناقة زفّت. قال ابن الأثير في مادّة «زفف» من النهاية: ج 2 ص:305 ومنه الحديث: «يُزَف عليّ بيني وبين إبراهيم (علیه السلام) إلى الجنّة» إن كُسِرت الزاي فمعناه،يُسرَع من زَف في مَشيه وأزَفّ إذا أسرع، وإن فُتِحَت فهو من زففت العروس أزفُّها إذا أهديتها إلى زوجها. وقال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار ج 7 ص 231 بعد نقل كلام النهاية: وفي بعض النسخ بالراء المهملة أي أقبلت وأدبرت بالعطف والرحمة، أو صفة للقبّة بأنّها فى غاية الضياء والصفاء وهو أظهر. وقال الجزري في مادة «رفف» من النهاية: ج 2 ص 244: يقال: فلان يرفّنا أي يحوطنا و يعطف علينا، وفي حديث ابن زمل: «لم تر عيني مثله قطّ يَرِفّ رَفيفاً يَقطُرُ نداه» يُقال للشيء إذا كثر ماؤُه من النّعمة والغَضاضة حتّى يكاد يهتزّ: رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً.
3- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي والبحار، وفي النسخ: «نبيّ مقرّب».
4- في أمالي الطوسي: «ولا بنبيّ إلّا يقول...».

فينادي منادٍ من بطنان العرش(1): يا أيّها النّاس، ليس هذا ملكاً مقرّباً، ولا نبيّاً مرسلاً، ولا حامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب.

وتجيء(2) شيعته من بعده فينادي منادٍ لشيعته: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويّون.

فيأتيهم النداء: أيّها العلويّون أنتم آمنون، ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون».

(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 4)

(1997) 9- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن صالح السبيعي قال: حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل [يونس الهروي القيراطى] البزّاز قال: حدّثني عثمان (3) بن عبد الرحمان الكوفي الخزّاز قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا يحيى بن عليّ، عن أبان بن تغلب، عن أبي داوود الأنصاري:

عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك»؟

قال: فقلت: حُبّي لك يا أمير المؤمنين.

فقال: «يا حارث أتُحبّني»؟

فقلت نعم واللّه يا أمير المؤمنين.

ص: 380


1- قال ابن الأثير في النهاية: 1: 137 في مادّة «بطن»: وفيه: «ينادي منادٍ من بطنان العرش»، أي من وسطه، وقيل: من أصله، وقيل: البُطنان جمع بطن: وهو الغامض من الأرض يريد من دواخل العرش.
2- في أمالي الطوسي: «ويجيء».
3- في الطبعة الحجرية: «عيسى»، ولم أجد له ترجمة.

قال: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل(1) لرأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا مارّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لرأيتني حيث تحبّ»(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 30)

(1998) 10-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قال:

ص: 381


1- هذه الفقرة من الحديث رواها الهيثمي في مجمع الزوائد: ج 9 ص 135 في عنوان «باب حالته في الآخرة» قال: عن عبداللّه بن إجارة بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وهو على المنبر يقول: «أنا أذود عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه [وآله] وسلّم بيدي هاتين القصيرتين، الكفّار والمنافقين، كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم». رواه الطبراني في الأوسط.
2- قد أورد الشاعر مضمون الحديث في سبيكة النظم وحكاه أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم محمّد بن عليّ الطبري في كتاب «بشارة المصطفى»: ص 112 بإسناده عن أحمد بن زياد الهمداني قال: رأيت صبيّاً صغيراً يكون سباعيّاً أو ثمانيّاً بالمدينة - على ساكنها أفضل السلام - ينشد: لنحن على الحوض ذوّاده *** نذود وتسعد ورّاده وما فاز من فاز إلّا بنا *** وما خاب من حبّنا زاده و من سرّنا نال منّا السرور *** ومن ساءنا ساء ميلاده ومن كان ظالمنا حقّنا *** فإنّ القيامة میعاده فقلت: يا فتى لمن هذه الأبيات: فقال: لمنشدها. فقلت: من الفتى؟ فقال: علوي فاطمي إيهاً عنك.
3- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 95 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. وانظر سائر تخريجاته في ج 3 ص 272 - 273 ح 20.

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «واللّه لأذودنّ بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أعداءنا، ولأوردنّه(1) أحبّاءنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 40)

(1999) 11-(2) وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي» الحديث.

(أمالي الطوسى: المجلس 8 الحديث 9)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(2000) 12-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال: حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلّا نحن أربعة».

ص: 382


1- في نسخة: «ليردنّه».
2- ورواه الصدوق (قدّس سرّه) في الحديث 6 من باب التسعة من الخصال ص 415، وروى في الحديث 5 من الباب نحوه بإسناده إلى زيد بن أرقم، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
3- ورواه ابن عساكر في الحديث 843 من ترجمة أمير المؤمنين من «تاريخ مدينة دمشق»: ج 2 ص 333، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن عاصم بن الحسن، عن أبي عمر ابن مهدي، عن أبي العبّاس ابن عقدة... . ورواه الخطيب البغدادي - مع مغايرة وزيادات - في تاريخ بغداد: ج 13 ص 122 في ترجمة المفضّل بن سلم برقم 7106 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن ابن عبّاس. وأخرجه أيضاً في ترجمة عبدالجبّار بن أحمد السمسار برقم 5805 ص 112. ورواه الخوارزمي في الفصل 22 من كتاب «المناقب»: ص 259 وفي ط: ص 359 ح 372.

فقال له العبّاس بن عبد المطّلب عمّه: فداك أبي وأمّي، ومن هؤلاء الأربعة؟

قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة اللّه الّتي عقرها قومه، و عمّي حمزة أسد اللّه وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، مدبّجة الجنبين عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركناً، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيّام، وبيده لواء الحمد ينادي: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه»، فيقول الخلائق: مَن هذا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو حامل عرش؟

فينادي منادٍ من بطنان العرش: ليس بملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولاحامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول ربّ العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين في جنّات النعيم».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 4)

(2001 - 2002) 13- 14-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة».

قال: فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأُمّي، أنت ومَن؟

قال: «أنا على دابّة اللّه البراق، وأخي صالح على ناقة اللّه الّتي عقرت، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقةٍ من نُوق الجنّة، وبيده لواء الحمد، واقف بين يدي العرش ينادي: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه».

قال: «فيقول الآدميّون: ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين».

ص: 383


1- هذا هو الحديث 158 من صحيفة الرضا (علیه السلام): ص 77. ورواه الصدوق في الحديث 189 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 2 ص 52 بإسناده عن داوود بن سليمان الفرّاء، عن عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام)... إلّا أنّ فيه في أوّل الحديث: «ياعليّ ليس في القيامة راكب غيرنا....» وفيه: «... فداك أبي وأمّي ومَن هُم»؟ وفيه: «واقف بين يدي العرش ينادي». وفيه: «أو حامل العرش، فيجيبهم» وفيه: «يا معاشر الآدميّين، ليس هذا ملك مقرّب ولانبيّ مرسل». ورواه الخوارزمي في الفصل 19 من كتاب المناقب: ص 209 وفي طبع: ص 295 ح 286، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة: ج 2 ص 163 في آخر الفصل 8 - ذكر ناقته (علیه السلام) - نقلاً عن أحمد في المناقب، والعلّامة الحلي في الحديث 213 من كشف اليقين: ص 209، والحمّويي في الباب السادس عشر من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج 1 ص 87 تحت الرقم 66 - 67 ط 1، والمتّقي في كنز العمّال: 13: 153 ح 36478. وورد أيضاً من طريق ابن عبّاس، رواه الخطيب البغدادي في ترجمة عبدالجبّار بن أحمد السمسار من تاريخ بغداد: 11: 112 وفي: ج 13 ص 122، وابن عساكر في ترجمة الامام عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2 ص 333 تحت الرقم 843. وانظر المنقبة 55 من «مئة منقبة» -لابن شاذان -: ص 110، وروضة الواعظين: ص 108 في عنوان «مجلس: في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)».

قال: «فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش: معاشر الأدميّين، ما هذا ملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولا حامل عرش، هذا الصدّيق الأكبر هذا عليّ بن أبي طالب».

قال ابن عقدة: أخبرني عبداللّه بن أحمد بن عامر في كتابه، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عليّ بن موسى بهذا.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 51 و 52)

(2003) 15- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه)، عن أمير المؤمنين(علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنت صاحب رايتي ولوائي في الدنيا والآخرة»، غيري»؟

ص: 384

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: الجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).

(2004) 16- وبإسناده عن ابن عبّاس (في حديث) قال: قال جبرئيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): إنّى أحبّك، وإنّ لك عندي مديحة أهديها إليك: «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد ولد آدم ما خلا النبيّين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزفّ أنت وشيعتك مع محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحزبه إلى الجنان، قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلّاك، محبّو محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) محبّوك، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)

تقدّم تمامه مسنداً في باب حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام) - 11-(2).

ص: 385


1- تقدّم في ص 303 ح 14.
2- تقدّم في ص 357 - 358 تحت الرقم 7.

باب 18- ما يعاين من فضله (علیه السلام) عند الموت وفي القبر وفي القيامة

أقول: تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب(1).

(2005) 1-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي [الكندي العطّار] قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال: حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي:

عن الأصبغ بن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب](3) (علیه السلام) في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل الحارث(4) يتأوّد في مشيته، ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً، فأقبل عليه أمير المؤمنين (علیه السلام) - و كانت له منه منزلة - فقال: «كيف تجدك يا حارث»؟

ص: 386


1- لاحظ الحديث 9 من الباب السابق.
2- ورواه الطبري في الحديث 4 من بشارة المصطفى: ص 4 - 6 عن أبي البقا إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الزقا البصري، عن أبي طالب محمّد بن الحسين بن عتبة، عن أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه، عن حمويه بن عليّ بن حمويه، عن محمّد بن عبداللّه بن المطلب الشيباني، عن محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي... وذكر الحديث وزاد في آخر الأبيات: هذا لنا شيعة وشيعتنا *** أعطاني اللّه فيهم الأملا وأورده الإربلي في كشف الغمّة: ج 2 ص 39 - 37. والأبيات أوردها ابن أبي الحديد في موضعين من شرح نهج البلاغة: 1: 299، و 18: 43 و عزاها إلى عليّ (علیه السلام). وتقدّم في كتاب المعاد: ج 1 ص 340 - 341 شرح لهذا الحديث، فلاحظه هناك.
3- من أمالي الطوسي.
4- في أمالي الطوسي: «فجعل - يعني الحارث-...».

فقال: نال الدهر يا أمير المؤمنين منّي(1)، وزادني أواراً وغليلاً اختصام أصحابك ببابك.

قال: «وفيم خصومتهم»؟

قال: فيك وفي الثلاثة من قبلك، فمن مفرط منهم غال، ومقتصد تال(2)، ومن متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يحجم؟

فقال: «حسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التّالي».

فقال له الحارث: لو كشفت (3) - فداك أبي وأمّي - الرّين(4) عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا(5).

قال (علیه السلام): «قدك، فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين اللّه لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، ياحار إنّ الحقّ أحسن الحديث والصادع به مجاهد، و بالحقّ أخبرك، فارعني سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصانة(6) من أصحابك.

ألا إنّي عبداللّه وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته(7) و آدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، ونحن خاصّته - ياحار - وخالصته، وأنا صنوه(8) و وصيّه ووليّه وصاحب نجواه

ص: 387


1- في أمالي الطوسي: «نال الدهر منّي يا أمير المؤمنين».
2- في أمالي الطوسي: «قال: في شأنك والبليّة من قبلك، فمن مفرط غال ومقتصد قال، و من متردّد مرتاب لا يدري أيقدم أو يحجم...».
3- في أمالي الطوسي: «قال: لو كشفت...».
4- في بعض النسخ: «الريب».
5- في بعض النسخ: «أمرك».
6- في بعض النسخ «حصافة»، أي جيّد الرأي، محكم العقل، وفي بعضها: «حضانة».
7- في أمالي الطوسي: «قد صدّقته».
8- في أمالي الطوسي: «ألا وأنا خاصّته - يا حار - وخالصته وصنوه...».

وسرّه، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كلّ باب إلى ألف [ألف](1) عهد، وأيّدت واتّخذت، وأمددت بليلة القدر(2) نفلاً، وإنّ ذلك يجري(3) لي ولمن استحفظ(4) من ذريّتي ما جرى الليل والنّهار حتّى يرث اللّه الأرض ومن عليها.

وأبشّرك ياحار [ليعرفني، والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ولیّي وعدوّي في مواطن شتّى](5) لتعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض(6)، و عند المقاسمة».

قال الحارث: وما المقاسمة [يا مولاى](7)؟

قال: «مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحيحة، أقول هذا وليّي فاتركيه، وهذا عدوّي فخذيه».(8)

ثمّ أخذ أمير المؤمنين (علیه السلام) بيد الحارث فقال: «يا حارث(9) أخذت بيدك كما أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيدي فقال لي - وقد شكوت (10) إليه حسد قريش والمنافقين لي-: إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل اللّه وبحجزته - يعني عصمته من ذي العرش

ص: 388


1- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي: «وأُيّدت - أو قال: أُمددت - بليلة القدر...».
3- في أمالي الطوسي: «ليجري».
4- في البحار: «تحفظ»، وفي موضع آخر منه: « وللمستحفظين».
5- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي، وفيه: «ليعرفني» بدل «لتعرفني».
6- عبارة «وعند الحوض» غير موجودة في أمالي الطوسي.
7- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي.
8- في أمالي الطوسي: «قال: قلت: وما المقاسمة يا مولاي؟ قال: مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحاحاً، أقول: هذا وليّي، وهذا عدوّي. ثمّ أخذ...».
9- في أمالي الطوسي: «يا حار...».
10- في أمالي الطوسي: «واشتكيت...».

تعالى(1) - وأخذت أنت يا عليّ بحجزتي، وأخذ[ت] ذرّيتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع اللّه بنبيّه؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه؟ خذها إليك يا حارث(2) قصيرة من طويلة، نعم(3) أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت»(4) -يقولها ثلاثاً -.

فقام الحارث يجرّ رداءه وهو يقول: ما أبالي بعدها(5) متى لقيت الموت أو لقيني.

قال جميل بن صالح: وأنشدني أبوهاشم السيّد الحميري (رحمه اللّه) فيما تضمّنه هذا الخبر(6):

ص: 389


1- في أمالي الطوسي: «إنّه إذا كان يوم القيامة أخدت بحبل - أو بحجزة، يعني عصمة- من ذي العرش تعالى...».
2- في أمالي الطوسي: «يا حار...».
3- كلمة «نعم» غير موجودة في أمالي الطوسي.
4- في أمالي الطوسي: «ما احتسبت - أوقال: ما اكتسبت».
5- في أمالي الطوسي: «فقال الحارث - وقام يجرّ رداءه جذلاً - ما أبالي وربّي بعد هذا...».
6- في أمالي الطوسي: «قال جميل بن صالح: فأنشدني السيّد بن محمّد في كتابه». والسيّد الحميري هو إسماعيل بن محمّد الحميري، لقّب بالسيّد ولم يكن علويّاً ولا هاشميّاً، عدّه الشيخ الطوسي (رحمه اللّه) في رجاله من أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام) وقال: «إسماعيل بن محمّد الحميري السيّد الشاعر يكنّى أبا عامر، وكان كيسانيّاً فاستبصر وحسن إيمانه». وقال الكشّي في رجاله: ص:288 روي أنّ أبا عبد اللّه لقى السيّد بن محمّد الحميري فقال: «سمّتك أُمّك سيّداً ووقفت فى ذلك، وأنت سيّد الشعراء». ثمّ أنشد السيّد فى ذلك: ولقد عجبت لقائل لي مرّة *** علّامةٍ فهِمٍ من الفقهاء سمّاك قومك سيّداً صدقوا به *** أنت الموافق سيّد الشعراء قال السيّد المرتضى في رسائله: 4: 139: قال الصولي: والسيّد لُقِّب به لذكاء كان فيه، فقيل: سيكون سيّداً، فعلّق هذا اللقب به لذلك، أخبرنا على سبيل الاجازة أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، عن أشياخه. وسيأتي في الحديث 4 وهامشه بعض أخباره.

قول عليّ لحارث عجب *** كم ثمّ أُعجوبة له حملا

یا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قُبُلا

يعرفني طرفه وأعرفه *** بنعته واسمه وما عملا(1)

وأنت عند الصراط تعرفني *** فلا تخف عثرة ولا زللا

أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنّار حين توقف لل- *** -عرض دعيه لا تقبلي الرجلا(2)

دعيه لا تقربيه إنّ له *** حبلاً بحبل الوصيّ متّصلا

(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة وغيره، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري... وذكر الحديث مع مغايرات ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 5)

(2006) 2-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي ب-«سيرجان» قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي:

عن أبيه الحسين بن عون قال: دخلت على السيّد بن محمّد الحميري عائداً في

ص: 390


1- في أمالي الطوسي: «وما فعلا».
2- في أمالي الطوسي: أقول للنّار حين تعرض لل- *** -عرض دعيه لا تقبلي الرجلا وفي بعض النسخ: «لا تقتلي».
3- وأورده ابن شهر آشوب في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 3: 258 في عنوان: «فصل في درجاته (علیه السلام) عند قيام الساعة». وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

علّته الّتي مات فيها فوجدته يساق به، ووجدت عنده جماعة من جيرانه - وكانوا عثمانيّة - وكان السيّد جميل الوجه، رحب الجبهة، عريض ما بين السالفتين، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثمّ لم تزل تزيد وتنمي حتّى طبّقت وجهه - يعني اسوداداً - فاغتمّ لذلك من حضره من الشيعة، فظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك إلّا قليلاً حتّى بدت في ذلك المكان من وجهه بيضاء، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمى حتّى أسفر وجهه و أشرق وأفتر السيّد ضاحكاً، وأنشأ يقول:

كذب الزاعمون أنّ عليّاً *** لن يُنجّي محبّه من هَناة

قد وربّي دخلت جنّة عدنٍ *** وعفا لي الإله عن سيّئاتي

فابشروا اليوم أولياء عليّ *** وتولّوا عليّاً حتّى الممات

ثمّ من بعده تولّوا بنيه *** واحداً بعد واحدٍ بالصّفات

لمعة

ثمّ أتبع قوله هذا: «أشهد أن لا إله إلّا اللّه حقّاً حقّاً، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه حقّاً حقّاً، أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، أشهد أن لا إله إلّا اللّه»، ثمّ أغمض عينيه بنفسه، فكأنّما كانت روحه ذُبالة(1) طفئت، أو حصاة سقطت.

قال عليّ بن الحسين: قال لي أبي الحسين بن عون: وكان أُذينة(2) حاضراً، فقال: اللّه أكبر ما مَن شهد كمن لم يشهد أخبرني - وإلّا فصُمّتا - الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر وعن جعفر (علیهما السلام) أنّهما قالا: «حرام على روح أن تفارق جسدها حتّى ترى الخمسة، حتّى ترى محمّداً وعليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً (علیهم السلام) بحيث تقرّ عينها، أو تسخن عينها».

فانتشر هذا القول في النّاس، فشهد جنازته واللّه الموافق والمفارق.

(أمالي الطوسي: المجلس 30، الحديث 6)

ص: 391


1- الذبالة: الفتيلة الّتي تُسرج.
2- كذا في النسخ، وفي الرواة عن فضيل بن يسار: عمر بن أذينة، فلعلّ الصحيح هنا: «ابن أذينة».

(2007) 3- وبإسناده عن أبي سخيلة، عن أبي ذرّ وسلمان قالا: أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 11)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الثالث - أنّ عليّاً (علیه السلام) سبق النّاس في الإسلام والإيمان-(1).

(2008) 4-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي - وماكتبته بهذا الإسناد إلّا عنه - قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السُدّي الفزاري قال: حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إذا كان يوم القيامة ضُرب لي عن يمين العرش قُبّة من ياقوتة حمراء، وضرب لإبراهيم (علیه السلام) من الجانب الأخر قُبّة من درّة بيضاء، و بينهما قُبّة من زبرجدة خضراء لعليّ بن أبي طالب، فما ظنّكم بحبيب بين خليلين»؟ (أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 49)

ص: 392


1- تقدّم في ص 292 - 293 تحت الرقم 5.
2- وروى الطبري نحوه في ذخائر العقبى: ص 90، وفي الرياض النضرة: 2: 160. وقريباً منه رواه أبو الخير الطالقاني في الحديث 44 من الأربعين المنتقى عن سلمان الفارسي عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ورواه عنه الحمّويي في الباب 9 من فرائد السمطين: ج 1 ، ص 104. وحدیث سلمان، رواه المحبّ الطبري فى أواخر الفصل 8 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: ج 2 ص 162 - 163، وفي ط: ص 211، وقال: أخرجه الحاكمي. وورد من طريق أبي حثمة، رواه ابن المغازلي في الحديث 265 - 266 من المناقب: ص 219 - 220، والشيخ منتجب الدين في الحديث 38 من أربعينه: ص 70، والعلّامة الحلي في الحديث 542 - 543 من كشف اليقين: ص 439، وعبد اللّه الشافعي في مناقبه نقلاً عن ابن المغازلي كما في إحقاق الحقّ: 6: 56 و 16: 437. وانظر ما رواه الهندي في الحديث 32988 من كنز العمّال: ج 11 ص 616.

(2009) 5-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن داوود الدينوري قال: حدّثنا منذر العشراني قال: حدّثنا سعيد بن زيد، عن أبي قنبل، عن أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طنّت وقالت: يا عليّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 13)

ص: 393


1- وأورده الفتّال في المجلس 10 - في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) - من روضة الواعظين: 1: 111. وانظر الباب 102 من إحقاق الحقّ: ج 7 ص 176.

باب 19- أنّ ولاية أمير المؤمنين (علیه السلام) حصن من عذاب النّار

(2010) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني(2) قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد الفزاري قال: حدّثني عبد اللّه بن يحيى الأهوازي قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن عمرو قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور قال: حدّثني عليّ بن بلال، عن عليّ بن موسى الرضا، عن موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللوح، عن القلم قال:

يقول اللّه تبارك وتعالى: «ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن ناري».

(أمالي الصدوق: المجلس 41 الحديث 9)

ص: 394


1- ورواه أيضاً فى الباب 38 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 164 وفي ط ص 136 وفيه: «أمن من عذابي»، ومثله في البحار: 39: 246. ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 371 وفيه: «أمن من ناري». وأورده السبزواري في الفصل 5 من جامع الأخبار: ص 52 ح 58/8 مثل رواية معاني الأخبار. ورواه فضل اللّه بن أبي الخير المشتهر بالرشيدية في «تتمّة الأسئلة» على ما في مناقب الكاشي: ص 101 من المخطوط كما فى الفصل 172 من إحقاق الحقّ: 7: 123. وورد الحديث من طريق ابن عمر، رواه الحاكم الحسكاني في الحديث 181 من شواهد التنزيل: 1: 170 ط 2 عن الحاكم أبي عبداللّه الحافظ، عن عبد العزيز بن نصر الأموي، عن سليمان بن أحمد، عن أبي عمارة البغدادي، عن عمر بن خليفة أخي هوذة، عن عبد الرحمان بن أبي بكر المليكي، عن محمّد بن شهاب الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: قال لي جبرئيل: قال اللّه تعالى: «ولاية عليّ بن طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي».
2- في نسخة: «الحسيني».

(2011) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الواسطي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ معمر الكوفى بواسط، قال: حدّثنا أحمد بن المعافى قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل صلوات اللّه عليّهم، عن القلم عن اللوح:

عن اللّه تعالى: «[ولاية](2) عليّ حصني، من دخله أمن ناري».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 69)

سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب التالي.

ص: 395


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- ما بين المعقوفين من البحار: 39: 247 / 3.

باب 20- ما ورد في حبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) وبغضه

أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام) (11) من أبواب مناقبه (علیه السلام)، والباب 28 – أنّه (علیه السلام) كلمة اللّه - والباب 30 - قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(1) من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)، وفي أبواب حبّ أهل البيت (علیهم السلام)، وسيأتي أيضاً في الباب 26 - في أنّ رسول اللّه و عليّاً صلى اللّه عليهما و آلهما أبوا هذا الأمّة، وباب جوامع مناقبه (علیه السلام).

(2012) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «ولقد كان حبيبي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كثيراً ما يقول لي: يا عليّ حبّك تقوى وإيمان، و بغضك كفرُ ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه، وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك».

(أمالي الصدوق: المجلس 7، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب 23.

(2013) 2-(2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن يحيى الخزّاز، عن طلحة بن زيد عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أتاني جبرئيل من قِبَل ربّي جلّ جلاله، فقال: يا محمّد إن اللّه عزّ وجلّ يُقرؤك السلام ويقول: بشّر أخاك عليّاً بأنّى لا أعذّب من تولّاه ولا أرحم من عاداه».

(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 9)

ص: 396


1- سورة ق: 24:50.
2- و رواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 16 بإسناده عن الصدوق.

(2014) 3- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (في حديث قال): «يا معشر الأنصار، أدّبوا أولادكم على حُبّ عليّ، فمن أبى فانظروا في شأن أمّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 6)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الرابع من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام)(1).

(2015) 4- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «لن يرد عَلَيّ الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محبّ لك حتّى يرد الحوض معك».

(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب السابع من أبواب مناقبه (علیه السلام)(2).

(2016) 5-(3) حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة، قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه الحضرمي قال: حدّثنا جندل بن والق قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن عبّاد الكلبي(4)، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ:

ص: 397


1- تقدّم في ص 190 تحت الرقم 4.
2- تقدّم في ص 341 - 342.
3- والحديث - أو مع تفاوت يسير - رواه أحمد في فضائل عليّ (علیه السلام) من فضائل الصحابة: 2: 658 ح 1121 وفي طبع قم: ص 172 ح 243، والطبراني في مسند فاطمة (علیها السلام) من المعجم الكبير: 22: 415 ح 1026، والخوارزمي في الفصل 6 من المناقب: ص 78 - 79 رقم 62 عن الطبراني وابن أبي الحديد في شرحه على المختار 154 من خطب نهج البلاغة: 9: 169 عن أحمد في الفضائل والمسند، والمتّقي في كنز العمّال: 13: 145 رقم 36458 عن الطبراني في الكبير والبيهقي في فضائل الصحابة، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 122 عن أحمد، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 132 عن الطبراني في الكبير. ورواه الطبري في مسند فاطمة (علیها السلام) من دلائل الإمامة: ص 74 - 75 ح 13 عن محمّد بن هارون بن موسى، عن الصدوق. ورواه الجنابذي في كتاب معالم العترة النبويّة كما في أوائل فضائل فاطمة (علیها السلام) من کشف الغمّة: 2: 78 والفصول المهمّة: ص 125. ورواه المرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في عنوان «الحديث السادس عشر: في ذكر الأيّام العشر وعيد النحر وفضلها» من الأمالي الخميسيّة: 2: 75 عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، عن أبي جعفر محمّد بن عبداللّه الحضرمي، بنقص الفقرة الأخيرة. ورواه أبو موسى محمّد بن أبي بكر المديني الإصبهاني في كتابه «حجّة ذوي الصلابة» كما في أسنى المطالب - لأبي الخير شمس الدين محمّد بن محمّد الجزري الشافعي - ص 66 - 67 وفي تهذيبه: ص 70 - 71 ح 23. وأورده القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 209 - 210 ح 177 عن أبي أيّوب الأنصاري بزيادة.
4- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في رجال البرقي: 23، ورجال الشيخ: 141: 284، وفي بعض النسخ تصحيف.

عن أمّه فاطمة بنت محمّد صلوات اللّه عليهم قالت: «خرج علينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عشيّة عرفة فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى باهى بكم وغفر لكم عامّة، و لعليّ خاصّة، و إنِّي رسول اللّه إليكم غير محابٍ(1) لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني: أنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ حقّ الشقيّ مَن أبغض عليّا في حياته وبعد وفاته».

(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 8)

(2017) 6- وبإسناده عن أبي الحمراء (في حديث) قال: خرج علينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم عرفة آخذ بيد عليّ (علیه السلام) فقال: «يا معشر الخلائق، إنّ اللّه تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة». ثمّ التفت إلى عليّ (علیه السلام) فقال له: «وغفر لك - يا عليّ - خاصّة».

ص: 398


1- قال في البحار: قوله «غير محاب» - بتخفيف الباء - أي لا أقول فيهم ما لا يستحقّونه محاباة لهم.

ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) [له](1): «يا عليّ ادن منّي». فدنا منه، فقال: «إنّ السعيد حقّ السعيد من أحبّك وأطاعك، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من عاداك ونصب لك وأبغضك(2)، يا عليّ كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك.

يا عليّ، من حاربك فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب اللّه عزّ وجلّ، يا عليّ من أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه، و [من أبغض اللّه فقد] أتعس اللّه جدّه، وأدخله نار جهنّم».

(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 11)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه، عن الصدوق مثله، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 10)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(3).

(2018) 7- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي هاشم قال: حدّثني يحيى بن الحسين البجلي، عن أبي هارون العبدي، عن زاذان:

عن سلمان الفارسي (رحمه اللّه) قال: خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم عرفة فقال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة ويغفر لعليّ خاصّة». ثمّ قال: «أدن منّي يا عليّ». فدنا منه، فأخذ بيده، ثمّ قال: «إنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد من أطاعك وتولّاك من بعدي، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ حقّ الشقيّ من عصاك ونصب لك عداوة من بعدي».

(أمالي المفيد: المجلس 20، الحديث 3)

ص: 399


1- ما بين المعقوفين هنا وما بعده من أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي: «مَن عاداك وأبغضك ونصب لك».
3- تقدّم في ص 245 - 247 ح 31.

(2019) 8- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن حذيفة بن أسيد الغِفاري قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا حذيفة، إنّ حجّة اللّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب (إلى أن قال:) وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محبّ غال ومقصّر» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(2020) 9-(2) حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن القَندي، عن جابر بن يزيد الجعفي:

عن أبي جعفر، عن آبائه (علیهم السلام) قال: «جاء رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، أ كُلّ من قال لا إله إلّا اللّه، مؤمن؟

قال: إنّ عداوتنا تُلحِق باليهود والنصارى إنّكم لا تدخلون الجنّة حتّى تحبّوني وكذب من زَعَم أنّه يحبّني ويبغض هذا - يعني عليّاً (علیه السلام) -».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 18)

(2021)10- وبإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «لا يحبّك إلّا طاهر الولادة، ولا يبغضك إلّا خبيث الولادة».

(أمالي الصدوق: المجلس 50، الحديث 14)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته من أبواب ما يدلّ على إمامة أمير المؤمنين(علیه السلام)(3).

ص: 400


1- تقدّم في ص 233 تحت الرقم 16.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 120 بإسناده إلى الصدوق. وأورده الفتّال في عنوان: «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين ص 42.
3- تقدّم في ص 237 - 238 تحت الرقم 22.

(2022) 11-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال:

قال سلمان الفارسي (رحمه اللّه): كنت ذات يوم جالساً عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ أقبل عليّ أبي طالب (علیه السلام) فقال له: «يا عليّ، ألا أبشّرك»؟

قال: «بلی، یا رسول اللّه».

قال: «هذا حبيبي جبرئيل يُخبرني عن اللّه جلّ جلاله أنّه قد أعطى محبّيك وشيعتك سبع خصال: الرفق عند الموت، والأنس عند الوحشة، والنور عند الظلمة والأمن عند الفزع والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنّة قبل سائر النّاس من الأمم بثمانين عاماً».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 15)

(2023) 12- وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً».

(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(2).

(2024) 13- وبإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ من أحبّك ووالاك أحببته وواليته، ومن أبغضك و عاداك أبغضته وعاديته، لأنّك منّى وأنا منك.

يا عليّ، إنّ اللّه طهّرنا واصطفانا لم يلتقِ لنا أبوان على سفاح قطّ من لدُن آدم

ص: 401


1- ورواه أيضاً في الخصال: ص 403 باب السبعة ح 112 بسنده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، إلّا أنّ في آخره: «ودخول الجنّة قبل النّاس، ونورهم يسعى بين أيديهم و بأيمانهم».
2- تقدّم في ص 244 تحت الرقم 29.

فلا يحبّنا إلّا من طابت ولادته» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(2025) 14- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّاً بعدي، وليوال أولياءه، وليعاد أعداءه».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 7)

(2026) 15- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (في حديث في أمير المؤمنين (علیه السلام)) قال: «لا يبغضه إلّا كافر، ولا ينتقصه إلّا منافق».

(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 4)

سيأتي تمامه في باب جوامع مناقبه (علیه السلام).

(2027) 16- وبإسناده عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين (إلى أن قال:) ومحبّته إلى اللّه وسيلة» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 26)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 6 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) (2).

ص: 402


1- تقدّم في ص 244 - 245 تحت الرقم 30.
2- تقدّم في ص 60 - 61 تحت الرقم 5.

(2028) 17-(1) حدّثنا عليّ بن محمّد بن الحسن القزويني أبو الحسن المعروف بابن مقبرة قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عامر قال: حدّثنا عصام بن يوسف قال: حدّثنا محمّد بن أيّوب الكلابي قال: حدّثنا عمرو بن سليمان، عن زيد بن ثابت قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته كتب اللّه عزّ وجلّ له من الأمن والايمان ما طلعت عليه شمس وغربت، ومن أبغضه في حياته وبعد موته مات ميتة جاهليّة وحوسب بما عمل».

(أمالي الصدوق: المجلس 85 الحديث 28)

(2029) 18-(2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثني محمّد بن عبيد اللّه قال: حدّثنا عليّ بن الحكم، عن هشام، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ ما ثبت حبّك في قلب امرئ مؤمن فزلّت به قدمه على الصراط إلّا ثبتت له قدم حتّى يُدخله اللّه عزّ وجلّ بحبّك الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 29)

ص: 403


1- ورواه أيضاً في الباب 120 من علل الشرائع: ص 144 ح 11. وانظر ما رواه الخوارزمي في المناقب: ص 7 وفي ط ص 39 في الفصل 1 ح 7، والمتّقي في كنز العمّال: 11: 607 ح 32935.
2- ورواه أيضاً في الحديث الرابع من فضائل الشيعة. وقريبا منه رواه البرقي فى الباب 25 من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: ص 158ح 93 وفي ط: 2: 257 ح 490/95، وأبو الفرج الأصفهاني في ترجمة السيّد الحميري من الأغاني: 7: 252 عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وروى الخركوشي نحوه في الباب 27 من شرف النبيّ: ص 251 عن عليّ (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وروى المحلّى في الحدائق الورديّة: ص 17 بإسناده عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «ما أحبّنا أهل البيت أحد فزلّت به قدم إلّا ثبتته قدم حتّى ينجّيه اللّه يوم القيامة».

(2030) 19-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو حاتم قال: حدّثنا محمّد بن الفرات قال: حدّثنا حنان بن سدير:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) قال: «ما ثَبَّتَ اللّه تعالى حُبّ عليّ (علیه السلام) في قلب أحد فزلّت له قدم إلّا ثَبَتَت له قدم أخرى».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 25)

(2031) 20- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدّثني جعفر بن عبداللّه الناونجي(2)، عن عبد الجبّار بن محمّد، عن داوود الشعيري:

عن الربيع صاحب المنصور قال: بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) يستقدمه لشيءٍ بلغه عنه، فلمّا وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال: أعيذك باللّه من سطوة هذا الجبّار، فإنّي رأيت حرده عليك(3) شديداً!

فقال الصادق (علیه السلام): «عَلَيّ من اللّه جُنّة واقية تُعينني عليه إن شاء اللّه، استأذن لي

ص: 404


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى ص 71 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه، وفي ص 125 عن أبي محمّد الحسن بن الحين بن بابويه، عن الشيخ الطوسي. ورواه العسكري في تصحيفات المحدّثين: ص 124. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.
2- في نسخة: «النماونجي».
3- حَرِدَ عليه: غضب.

عليه».

فاستأذن فأذن له، فلمّا دخل سلّم فردّ عليه السلام ثمّ قال له: يا جعفر، قد علمتَ أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لأبيك عليّ بن أبي طالب: «لولا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به».

وقال عليّ (علیه السلام): «يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي: مُحبّ غال، ومفرط قال» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 10)

يأتي تمامه فى الباب 4 من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام).

(2032) 21-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير:

عن أبي عبد اللّه الصادق، عن أبيه (علیه السلام) (في حديث) قال: «كلّ ناصب وإن تعبّد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية: (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)(2)، كلّ ناصب مجتهد فعمله هَباء».

(أمالي الصدوق: المجلس 91، الحديث 4)

يأتي تمامه في باب فضائل الشيعة من كتاب الإيمان والكفر.

(2033) 22-(3) حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه

ص: 405


1- ورواه أيضاً في فضائل الشيعة: ص 51 ح 8. ورواه فرات الكوفي في تفسير سورة الغاشية في تفسيره: ص 208 ح 705.
2- الغاشية: 88: 3 - 7.
3- ورواه الديلمي في الفردوس: 3: 419 ح 5175 وفيه: «لو اجتمع النّاس على حبّ ابن أبي طالب لما خلق اللّه عزّ وجلّ النّار». ورواه الخوارزمي في الفصل 6 من المناقب: ص 67 ح 38 وفي الفصل 4 من مقتل الحسين: ص 37 - 38 عن شهردار بن شيرويه بإسناده عن ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وذكر مثل حديث الفردوس. ورواه الحلّي في كشف اليقين: ص 262 ح 291، والديلمي في إرشاد القلوب: 2: 234، مثل رواية الفردوس. وله شاهد من حديث عمر، رواه القندوزي في الباب 56 من ينابيع المودّة: 2: 290 ح 829 نقلاً عن مودّة القربي: ص 20. ومن حديث أمير المؤمنين (علیه السلام)، رواه أيضاً القندوزي في ينابيع المودّة: 2: 290 ح 830.

الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): قال اللّه جلّ جلاله: «لو اجتمع النّاس كلّهم على ولاية عليّ ما خلقت النّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 7)

(2034) 23- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن خالد الميثمي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المستنير قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن الحسين بن مصعب قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان المسعودي عن كثير النواء، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة قال:

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيدي فقال: مَن تابع هؤلاء الخمس ثمّ مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، و من مات و هو يبغضك فقد مات ميتة جاهليّة يحاسب بما يعمل في الإسلام(1)، ومن عاش بعدك

ص: 406


1- في بعض النسخ: «بما عمل في الإسلام»، وهما على صيغة المجهول، أي بكلّ الواجبات الشرعيّة الّتي يعمل بها في الإسلام، فإنّه وإن مات على عدم معرفة اللّه ورسوله وشرائع دينه لكنّه مأخوذ بها ومسؤول عنها. قال الجزري في مادة «جهل» من النهاية: 1: 323: ومنه الحديث: «إنّك امرؤ فيك جاهليّة» قد تكرّر ذكرها في الحديث، وهي الحال الّتي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل باللّه ورسوله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر و التجبّر وغير ذلك.

وهو يحبّك ختم اللّه له بالأمن والإيمان حتّى يرد عَلَيّ الحوض».

(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 7)

(2035) 24- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «ألا إنّ محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أخذ بيدي يوماً فقال: مَن تابع(1) هؤلاء الخمس ثمّ مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهليّة يحاسب بما عمل في الإسلام، وإن عاش بعدك وهو يحبّك ختم اللّه له بالأمن والإيمان كلّما طلعت شمس أو غربت».

(أمالى المفيد: المجلس 14، الحديث 4)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب التالي.

(2036) 25- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال للأنصار: «يا معشر الأنصار، هذا عليّ سيّد العرب، فأحبّوه لحبّي، و أكرموه لكرامتي، فإنّ جبرئيل (علیه السلام) أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ ما أقول لكم».

(أمالى المفيد: المجلس 6، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب أنّه (علیه السلام) سيّد العرب (6) من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).

(2037) 26- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال: سُئل جابر بن عبداللّه

ص: 407


1- في بعض النسخ: «بايع».
2- تقدّم في ص 202 تحت الرقم 3.

الأنصاري - وقد سقط حاجباه على عينيه - فقيل له: أخبرنا عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فرفع حاجبيه بيديه، ثمّ قال: «ذاك خير البريّة، لا يبغضه إلّا منافق، ولا يشكّ فيه إلّا كافر».

(أمالى المفيد: المجلس 7، الحديث 7)

تقدّم إسناده في الباب 33 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(2038) 27- أخبرني أبو الحسن محمّد بن جعفر قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال: حدّثنا أبو محمّد الأنصاري قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، عن محمّد بن شهاب الزهري:

عن أنس بن مالك قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، مَن أبغضك أماته اللّه ميتة جاهليّة وحاسبه بما عمل يوم القيامة».

(أمالي المفيد: المجلس 8 الحديث 10)

(2039) 28- أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الزراري قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن عبد اللّه العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن معاذ بن رفاعة عن شهر بن حوشب قال:

سمعت أبا أمامة الباهليّ يقول: واللّه لا يمنعني مكان معاوية أن أقول الحقّ في عليّ (علیه السلام)، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ أفضلكم، وفي الدّين أفقهكم وبسنّتي أبصركم، ولكتاب اللّه أقرؤكم، اللّهم إنّي أحبّ عليّاً فأحبّه، اللّهم إنّي أحبّ عليّاً فأحبّه».

(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 6)

ص: 408


1- تقدّم في ص 129 تحت الرقم 3.

(2040) 29-(1) أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن الحسن قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا شريك، عن أبي ربيعة الأيادي - ورأينا معمراً يسمع منه - عن ابن بريدة، عن أبيه قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه أمرني بحبّ أربعة من أصحابي وأخبرني أنّه يحبّهم».

قلنا: مَن هُم يا رسول اللّه؟ وليس منّا أحد إلّا [يحبّ] أن يكون منهم.

فقال: «ألا إنّ عليّاً منهم - يقولها ثلاثاً - والمقداد بن الأسود، وأبوذرّ الغفاري، وسلمان الفارسي».

(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 2)

(2041) 30- أخبرني أبو عليّ الحسن بن عبد اللّه القطّان قال: حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد [ابن السماك](2) قال: حدّثنا أحمد بن الحسين قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن بسّام، عن عليّ بن الحكم عن الليث بن سعد، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «معاشر النّاس، أحبّوا عليّاً، فإنّ لحمه لحمي ودمه دمي لعن اللّه أقواماً من أمّتي ضيّعوا فيه عهدي، ونسوا فيه وصيّتي، ما لهم عند اللّه من

خلاق».

(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 10)

ص: 409


1- تقدّم تخريجه في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة في الباب 8 من أبواب ما ينتسب إليه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ج 2 ص 489 - 490 تحت الرقم 2.
2- من أمالي الطوسي.

(2042) 31-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن البغدادي قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل(2) قال: حدّثنا محمّد بن الصلت قال: حدّثنا أبو كُدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير:

عن عبداللّه بن العبّاس قال: لمّا نزل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)(3)، قال له عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «ما هو الكوثر يا رسول اللّه»؟

قال: «نهر أكرمني اللّه به».

قال عليّ (علیه السلام): «إنّ هذا النهر شريف(4)، فانعته لنا يا رسول اللّه».

قال: «نعم يا عليّ، الكوثر نهر يجري تحت عرش اللّه عزّ وجلّ(5)، ماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، حصاؤه(6) الزبرجد و الياقوت و المرجان حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش اللّه عزّ وجلّ».

ثمّ ضرب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده على جنب أمير المؤمنين (علیه السلام) وقال: «يا عليّ، إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي».

(أمالي المفيد: المجلس 35 الحديث 5)

ابو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 11)

ص: 410


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 5 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه، عن الشيخ المفيد. وأورده ابن شهر آشوب في المناقب في «فصل في أنّه الساقي والشفيع» من أبواب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: ج 2 ص 185. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة الكوثر في تفسيره: ص 609 عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، بتفاوت يسير وزيادة في آخر.
2- سقط من نسخ أمالي الشيخ الطوسي الواسطة بين المفيد ومحمد بن إسماعيل.
3- سورة الكوثر: 108: 1.
4- في أمالي الطوسي: «لنهر شريف».
5- في أمالي الطوسي: «عرش اللّه تعالى».
6- في أمالي الطوسي: «حصاه».

(2013) 32-(1) أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن الحارث الأعور قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ(2) بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك يا أعور»؟

قال: قلت: حبّك يا أمير المؤمنين.

قال: «اللّه»؟

قلت: اللّه.

فناشدني ثلاثاً، ثمّ قال: «أمّا إنّه ليس عبد من عباد اللّه ممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان إلّا وهو يجد مودّتنا على قلبه فهو يحبّنا، وليس عبد من عباد اللّه ممّن سخط اللّه عليه إلّا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبّنا ينتظر الرّحمة وكان أبواب الرّحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شرف جرف هار فانهار به في نار جهنّم، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النّار مثواهم».

(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 3)

تقدّم إسناده في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)، وتمامه في الباب 5 من أبواب ولاية أهل البيت وحبّهم وبغضهم (علیهم السلام)(3).

(2044) 33- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن عمران بن حصين، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

ص: 411


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 48 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ الطوسي. وروى نحوه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: ج 1 ص 385 تحت الرقم 303.
2- في أمالي الطوسي: «على عليّ...».
3- تقدّم إسناده في ص 264 - 265 تحت الرقم 54، وتمامه في ج 3 ص 267 - 269 تحت الرقم 14.

(في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «فواللّه لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق».

(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد،مثله، إلّا أنّ فيه: «كانتفاض العصفور».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 21)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(1).

(2045) 34-(2) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عبداللّه بن العبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: قلت: يا رسول اللّه، أوصني. فقال: «عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتّى يسأله حبّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ماكان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء، ثمّ أمر به إلى النّار».

يا ابن عبّاس، والّذي بعثني بالحق نبياً، إنّ النّار لأشدّ غضباً على مبغض عليّ

منها على من زعم أنّ اللّه ولداً.

یا ابن عبّاس لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغض عليّ، ولن يفعلوا لعذّبهم بالنّار».

قلت: يا رسول اللّه، وهل يبغضه أحد؟

قال: «يا ابن عبّاس، نعم يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أمّتي، لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيباً.

يا ابن عبّاس، إنّ من علامة بغضهم تفضيلهم من هو دونه عليه، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما بعث اللّه نبيّاً أكرم عليه منّي، ولا وصيّاً أكرم عليه من وصيّي عليّ».

قال ابن عبّاس: فلم أزل له كما أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووصّاني بمودّته، وإنّه

ص: 412


1- تقدّم في ص 265 - 266 تحت الرقم 55.
2- ورواه الصدوق (قدّس سرّه) في الحديث 57 من باب الخمسة من الخصال: ج 1 ص 293، وابن شاذان في الفضائل ص 5- 7، وص 168، والطبري في بشارة المصطفى: ص 41. و روی ابن شهر آشوب صدره في المناقب: 3: 303.

لأكبر عملي عندي - الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 15)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(2046) 35-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا موسى بن زياد، عن يحيى بن يعلى، عن أبي خالد الواسطى، عن أبي هاشم الخولاني، عن زاذان قال:

سمعت سلمان رحمة اللّه عليه يقول: لا أزال أحبّ عليّاً (علیه السلام)، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يضرب فخذه ويقول: «محبّك لي محبّ، ومحبّي للّه محبّ، ومبغضك لي مبغض، ومبغضي للّه تعالى مبغض».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 26)

(2047) 36-(3) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا ابن الجعابي قال: حدّثني محمّد بن أحمد الكاتب قال: حدّثني أحمد بن يحيى الأودي قال: حدّثنا حسن بن حسين الأنصاري قال: حدّثنا يحيى بن يعلى، عن عبيد اللّه بن موسى،

ص: 413


1- تقدّم في ص 267 - 269، ح 57.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى ص 74 و 126. ورواه ابن عديّ في ترجمة عمرو بن خالد الكوفي رقم 322 / 1289 من الكامل: 5: 127 وفيه: «محبّك محبّي ومحبّي محبّ اللّه، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض اللّه عزّ و جلّ». و رواه عنه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 187 ح 677. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 6: 239 ح 6097، وابن المغازلي في الحديث 233 من المناقب: ص 196، وابن عساكر في الحديث 676 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 186 وص 230 ح 743 باختصار. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 132 وقال: رواه الطبراني، ورواه البزّار بنحوه.
3- انظر تخريج الحديث المتقدّم.

عن أبي هاشم الرمّاني، عن أبي البختري:

عن زاذان قال: قال لي سلمان: يا زاذان أحبّ عليّاً، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضرب فخذه وقال: «محبّك محبّي ومحبّي محبّ اللّه، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 68)

(2048) 37- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مسعدة قال: حدّثني جدّي مسعدة بن صدقة قال:

سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «واللّه لا يهلك هالك على حبّ عليّ (علیه السلام) إلّا رآه في أحبّ المواطن إليه واللّه لا يهلك هالك على بغض عليّ (علیه السلام) إلّا رآه في أبغض المواطن إليه».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 25)

(2049) 38-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد قال: حدّثنا عليّ بن حكيم الأودي قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن فضيل بن غزوان، عن الشعبي، عن الحارث:

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «مَن أحبّنى رآني يوم القيامة حيث يُحبّ، و

ص: 414


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 98 عن أبي عليّ الحسن بن محمّد الطوسي، عن أبيه الشيخ الطوسي. ورواه الدولابي في الكنى والأسماء: 42:2 بتفاوت في اللفظ. وقريباً منه رواه الثقفي في أواخر عنوان «من فارق عليّاً وعاداه» من الغارات: ص 400 عن أبي الجحّاف، عن رجل قد سمّاه. ورواه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 56 من نهج البلاغة: 4: 104 عن أبي غسّان النهدي.

من أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 3)

(2050) 39-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح قال: حدّثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي عن مخول بن إبراهيم، عن عليّ بن حزوّر عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) يقول:

ص: 415


1- ورواه ابن عساكر في الحديث 715 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 212 بسنده عن سليمان بن حزازة النهمي، عن مخول بن إبراهيم، عن عليّ بن حزور، وفي الحديث 714 بسنده عن يحيى بن هاشم، عن عليّ بن حزور، ورواه أيضاً في الحديث 713 مختصراً. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط: 3: 89 ح 2178، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 121. ورواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 71، وعنه أبو الخير الطالقاني في الحديث 6 من الأربعين المنتقي في الباب 4، والحمّويي في الباب 22 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 136 ح 100، بأسانيدهم عن محمّد بن جرير، عن عبد الأعلى بن واصل، عن مخول، عن عليّ بن حزوّر، عن الأصبغ، إلى قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ويرضون بك إماماً». ورواه ابن المغازلي في المناقب: 105 بإسناده عن سعد بن طريف عن الأصبغ، إلى قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تنال منك شيئاً». ورواه الخوارزمي في الفصل 16 من المناقب ص 116 ح 126 بإسناده عن عيسى بن عبدالرحمان، عن عليّ بن حزور، عن أبي مريم، عن عمّار. ورواه ابن الأثير في ترجمة عليّ (علیه السلام) من أسد الغابة: 4: 23 بإسناده عن يحيى بن هشام، عن عليّ بن حزوّر، عن أبي مريم. ورواه الحاكم الحسكاني في الحديث 548 وتاليه من شواهد التنزيل بسندين عن عمرو بن زريع، عن عليّ بن حزوّر، عن عمّار، وسعد بن طريف، عن عمّار. وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 100 مرسلاً عن عمّار، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وقال: أخرجه أبو الخير الحاكمي. وروى الديلمي صدره في الفردوس: 5: 409 ح 8317. وروى أحمد بن حنبل بعض فقراته في الحديث 284 من فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة: ص 206 وفي ط: 2: 680 ح 1162 عن سعيد بن محمّد الورّاق، عن عليّ بن حزور، عن أبي مريم الثقفي، عن عمّار بن ياسر، وعنه الخوارزمي في الحديث 45 من المناقب ص 70 في الفصل 6. ورواه الحاكم في المستدرك: 3: 135، والخطيب في ترجمة سعيد بن محمّد الورّاق من تاريخ بغداد: 9: 72 وعنه ابن عساكر في الحديث 713 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 211.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، إنّ اللّه قد زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إلى اللّه منها، زيّنك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزأ منها شيئاً(1) ولا ترزأ منك شيئاً، ووهب لك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأمّا من أحبّك وصدّق فيك فأولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في جنّتك، وأمّا من أبغضك وكذب عليك فحقّ على اللّه أن يوقفه موقف الكذّابين».

(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 5)

(2051) 40-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عليّ بن العبّاس بن الوليد قال: حدّثنا إبراهيم بن بشر بن خالد قال: حدّثنا منصور بن يعقوب قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال:

ص: 416


1- قال في البحار: الزرء: النقص، أي لم تأخذ من الدنيا شيئاً ولم تنقص الدنيا من قدرك شيئاً.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 107 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه. وأورده السيّد الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة رقم 45، والفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين: ص 295. وله شاهد من حديث أبي الطفيل، رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 205 ح 704، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 163 ح 117، وأبو نعيم في صفة النفاق: الورق: 31 / أ، وابن أبي الحديد في شرح الخطبة 75 من نهج البلاغة: 4: 83. وورد أيضا من طريق حبّة العرني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 484 ح 985، وابن أبي الحديد في شرح المختار 75 من خطب نهج البلاغة: 4: 83. وورد أيضاً من طريق رفيع بن فرقد، عن عليّ (علیه السلام)، كما في شرح المختار 34 من خطب نهج البلاغة من شرح المعتزلي: 2: 195 في خطبة لأمير المؤمنين (علیه السلام). وروى الكليني في روضة الكافي: 8: 267 ح 396 في حديث عن الإمام الصادق (علیه السلام) قال: وقد قال أمير المؤمنين (علیه السلام)، وذكر نحوه. وروى ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 204 ح 703 من طريق أبي الطفيل، عن أبي ذرّ عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) انّه قال لعليّ (علیه السلام)، وذكر نحوه.

سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «واللّه لو صببتُ الدنيا على المنافق صبّاً ما أحبّني، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم(1) المؤمن لأحبّني، وذلك أنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: يا عليّ لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 3)

(2052) 41-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي الحازمي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا زياد بن خيثمة وزهير بن معاوية عن الأعمش، عن عديّ بن ثابت، عن زرّ بن حبيش:

ص: 417


1- الخيشوم: أقصى الأنف.
2- والحديث - أو مع تفاوت يسير - رواه النسائي في الحديث 100 وما بعده من الخصائص وفي باب علامة المنافق من سننه: 8: 117 عن محمّد بن العلاء، عن أبي معاوية، وعن واصل بن عبد الأعلى، عن وكيع، وعن الفضل بن موسى، عن الأعمش. ورواه ابن أبي عاصم: (1325)، وأحمد في المسند: 1: 95 و 128 وفي الفضائل (948)، وابن الأعرابي في الحديث 1000 من معجمه، والبغوي في شرح السنّة 14: 113، وعبد اللّه بن أحمد في الفضائل: (229)، والبزّار في مسنده: (11 / 109 ق)، والبغوي في معجم الصحابة: (ق 420)، وابن مندة في الإيمان: (261) عن أبي معاوية ووكيع، عن الأعمش، ومحمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 978 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 479 وفى ص 482 ح 982، والبلاذري في الحديث 20 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 12. ورواه الخطيب في ترجمة أبي طاهر محمّد بن الحسين بن سعدون من تاريخ بغداد: 2: 255 / 728 وفي ترجمة أبي عليّ بن هشام الحربي 14: 426 / 7785. ورواه عبد الرزّاق، رواه عنه ابن كثير في أواخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من البداية والنهاية: ج 7 ص 354 وفي ط: ص 367 ثمّ قال: ورواه أحمد عن ابن عمير ووكيع عن الأعمش. وكذلك رواه أبو معاوية ومحمّد بن فضيل وعبداللّه بن داوود الخريبي وعبيد اللّه بن موسى ومحاضر بن المورّع ويحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش به، وأخرجه مسلم في صحيحه عن [أبي بكر بن أبي شيبة ويحيى بن يحيى] ورواه غسّان بن حسّان عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عليّ فذكره، وقد روي من غير وجه عن عليّ، وهذا الّذي أوردناه هو الصحيح من ذلك واللّه أعلم. ورواه أبوبكر بن أبي شيبة في أوّل باب فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب المناقب من المصنّف: 6: 368 ح 32055 وفي ط: ج 12 ص 56 ح (12113) وفي ط: ج 7 ص 494 عن أبي معاوية ووكيع عن الأعمش. ورواه أبو يعلى الموصلى في الحديث 31 من مسند عليّ (علیه السلام) برقم 291 من مسنده: ج 250، والحاكم النيسابوري في النوع 40 من كتاب معرفة علوم الحديث: ص 223 ط 1. قال الحاكم: لا أعلم في رواة الحديث زرّاً غير ابن حبيش الأسدي، وهذا الحديث مخرّج في الصحيح. ورواه أيضاً القائني أبو محمّد بن عليّ بن عبداللّه السفني الأردبيلي في جزء من فوائده كما في تعليق الحديث 229 من فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل - لأحمد بن حنبل - ص 160 ط 1. ورواه أيضاً ابن حبّان في فضائل عليّ (علیه السلام) من صحيحه: ج 2 / الورق 177 / ب / وفي ترتيبه: ج 9 ص 40 ط 1 تحت الرقم: 6885. ورواه العاصمي في الحديث 5 من زين الفتى، وابن المغازلي في الحديث 225 و 226 و 228 و 231 من مناقب أمير المؤمنين: ص 190 - 195، وابن عساكر في الحديث 682 - 700 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: ج 2 ص 190 - 199 ط 2، ورواه أيضاً في ص 202 ح 701 عن عبداللّه بن مسلم، عن أبيه،، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام)، وفي ح 702 عن عليّ بن ربيعة الوالي، عن عليّ (علیه السلام). وأيضاً رواه ابن عساكر بأسانيد في غير واحد من تراجم شيوخه من كتاب معجم الشيوخ فذكره في ترجمة أبي محمّد القرشي خالد بن عبد اللّه ثمّ قال: وهكذا أخرجه مسلم - من حديث الأعمش - في صحيحه: [ج 1 ص 61 في باب «انّ حبّ الأنصار وعليّ من الإيمان وعلاماته، وبغضهم من علامات النفاق»] وفي ترجمة شيخه نصر بن القاسم في حرف النون برقم: 1493 من كتاب معجم الشيوخ، وقال: حديث صحيح. ورواه عبد الكريم بن محمّد بن عبد الكريم الرافعي في ترجمة إسحاق بن محمّد بن إسحاق بن يزيد بن كيسان، من كتاب التدوين - من مخطوطات مكتبة لاله لي من تركيا، برقم: 2010 و في ترجمة أبي مضر ربيعة بن عليّ، وأبي سعد الأودي قيس بن محمّد بن قيس القزويني من كتاب التدوين. ورواه أبو نعيم الأصفهاني في ترجمة زرّ بن حبيش من كتابه حلية الأولياء: ج 4 ص 185 ثمّ قال: هذا حديث صحيح متّفق عليه. ورواه الجمّ الغفير عن الأعمش، ورواه شعبة بن الحجّاج عن عدي بن ثابت. ورواه أبو الخير الطالقاني القزويني في الباب 9 و 32 من كتابه «الأربعون المنتقي». ورواه أحمد بسنده عن الصحابي عبداللّه بن حنطب تحت الرقم 118 من فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 127 ط قم. و رواه مسلم في باب «حبّ عليّ والأنصار من الإيمان» من مقدّمة صحيحه: ج 1 ص 86 ح 130 (87)، وابن ماجة في سننه: 1: 42 رقم 114، والدارقطني بأسانيد في الحديث: 53 من مسند عليّ تحت الرقم 363 من كتاب العلل: ج 3 ص 203. ورواه أيضاً أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن اللالكائي في الحديث 11 من فضائل عليّ (علیه السلام) برقم 2642 من كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنّة: ج 7 ص 1377 ط 1. ورواه البزّار أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري في فضائل عليّ (علیه السلام) من مسنده ج 1: الورق 109 / أ /. وورد الحديث من طريق عباية بن ربعي، عن عليّ (علیه السلام)، كما في حلية الأولياء: 4: 185. وورد أيضاً من طريق عليّ بن ربيعة، عن عليّ (علیه السلام)، كما في تاريخ بغداد: 8: 417، والحديث 229 من مناقب ابن المغازلي، والحديث 702 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 203. وورد أيضاً من طريق أمّ سلمة، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، رواه أحمد في الحديث 39 من مسند أمّ سلمة من مسنده: 6: 292 والحديث 224 و 292 من باب فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب الفضائل، والترمذي في مناقب عليّ (علیه السلام) من كتاب المناقب: 5: 643 ح 3736، وابن عساكر في الحديث 707 - 711 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 208 - 210. وقال ابن عبد البرّ فى أواسط ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الاستيعاب: 3: 1100: وروی من الصحابة أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ (علیه السلام): «لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق»، وكان عليّ (علیه السلام) يقول: «واللّه إنّه لعهد النبيّ الأمّي إلى أنّه لا يحبّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق». طائفة وقال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 8: 119: هذا حديث صحيح متّفق عليه. وقال أيضاً في شرحه: 4: 83: قال شيخنا أبو القاسم البلخي: وقد اتّفقت الأخبار الصحيحة الّتي لا ريب فيها عند المحدّثين على أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قال: «لا يبغضك إلّا منافق، ولا يُحبّك إلّا مؤمن»... وقد روى كثير من أرباب الحديث عن جماعة من الصحابة قالوا: ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلّا ببغض عليّ بن أبي طالب. وقال العلّامة المجلسي في البحار: 39: 310 باب 87 «إنّ حبّه إيمان وكفره نفاق»: لا يخفى على متأمّل أنّ أكثر أخبار هذا الباب نصّ في الإمامة وبعضها ظاهر، إذ كون محبّة رجل واحد من بين جميع الأمّة علامة للإيمان وبغضه علامة للنفاق لا يكون إلّا لكونه إماماً وخليفة من اللّه، وكون ولايته من أركان الإيمان، وإلّا فسائر المؤمنين وإن بلغوا الدرجة القُصوى من الايمان لا يدخل حبّهم أحداً في الإيمان ولا يخرج بغضهم عن الإيمان إلى الكفر والنفاق، بل غاية الأمر أن يكون بغضهم من الكبائر، وذلك لا يقتضي الكفر مع قطع النظر عن ذلك مثل هذا الفضل والامتياز، يمنع تقدّم غيره عليه عند أولي الألباب.

ص: 418

ص: 419

ص: 420

عن عليّ (علیه السلام) قال: «إنّ فيما عهد إليّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لا يحبّك إلّا مؤمن ولا بغضك إلّا منافق».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 3)

(2053) 42-(1) وبإسناده عن أنس بن مالك (في حديث) قال: لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «يا أنس، تحبّ عليّاً»؟

قلت: يارسول اللّه واللّه إنّي لأحبّه لحبّك إيّاه.

فقال: «أما إنّك إن أحببته أحبّك اللّه وإن أبغضته أبغضك اللّه، وإن أبغضك اللّه أولجك في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 3)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الرابع من أبواب مناقبه (علیه السلام)(2).

(2054) 43-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا المظفر بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال حدّثني أبي قال: حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف قال: سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران

ص: 421


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 117 - 118 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي عن أبيه.
2- تقدّم في ص 311 - 312 تحت الرقم 10.
3- ورواه ابن عساكر في الحديث 705 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 206 - 207 بأسانيد عن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، عن هاشم بن ناجية، عن عطاء بن مسلم الخفّاف.

بن ميثم، عن أبيه ميثم (رحمه اللّه) قال: قال:

سمعت عليّاً أمير المؤمنين وهو يجود بنفسه يقول(1): «ياحسن».

فقال الحسن(2): لبّيك يا أبتاه.

فقال: «إنّ اللّه أخذ ميثاق أبيك(3) على بغض كلّ منافق وفاسق، وأخذ ميثاق كلّ منافق وفاسق على بغض أبيك».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 21)

حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثنا جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثني محمّد بن محمّد الباغندي قال: حدّثنا أبو ثور هاشم بن ناجية قال: حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أماليالطوسى: المجلس 11، الحديث 68)

(2055) 44-(4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي قال: حدّثنا بكّار بن بشر قال: حدّثنا عليّ بن القاسم أبو الحسن الكندي، عن

ص: 422


1- في المجلس 11: «عن أبيه ميثم قال: شهدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يجود بنفسه، فسمعته يقول».
2- في المجلس 11: «قال الحسن (علیه السلام)».
3- وفي المجلس 11 بعده: وربما قال: «ميثاقي وميثاق كلّ مؤمن على بغض...».
4- ورواه الزبير بن بكّار في الأخبار الموفّقيّات: ص 312 رقم 171 - 174، ومحمد بن سليمان في المناقب: 1: 428 ح 333، والمرشد باللّه الشجري في أماليه: 1: 134، وابن المغازلي في المناقب: ص 230 - 231 ح 177 - 279 من طرق عن عمّار، والخزاعي في الأربعين: ح 39، والكنجي في كفاية الطالب: باب 5 ص 74، وأحمد بن إسماعيل الطالقاني في الأربعين المنتقي: ح 10 (المطبوع في مجلّة تراثنا: العدد الأول)، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 232 ح 223، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام): 2: 91 - 94 ح 564-598، والطبري في بشارة المصطفى: ص 107 و 151 و 157 بطرق، والشيخ منتجب الدين في الأربعين: ص 38 ح 14، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 291 ح 229 باب 54، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 65، والهيثمي في مجمع الزوائد: 108:9 نقلا عن الطبراني. وأورده المتّقي في كنز العمّال: 11: 610 ح 32953 نقلا عن الطبراني وابن عساكر. ورواه الديلمي في الفردوس: 1: 522 ح 1756 باختصار.

محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي عبيدة، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عمّار بن ياسر قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أوصي من آمن بي وصدّقني بالولاية لعليّ، فإنّه من تولّاه تولّاني، ومن تولّاني تولّى اللّه، ومن أحبّه أحبّني، ومن أحبّني أحبّ اللّه، ومن أبغضه أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 29)

(2056) 45-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا عمرو بن إبراهيم قال: حدّثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن عبداللّه بن مسعود قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من زعم أنّه آمن بي وبما جئت به، وهو يبغض عليّاً فهو كاذب ليس بمؤمن».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 33)

(2057) 46- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمدان الهمداني قال:

ص: 423


1- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 153، والخوارزمي في الفصل 6 من المناقب: ص 76ح 57، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 210 ح 712، وابن شهر آشوب في المناقب: 3: 238. وانظر مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي-: 2: 476، ح 974، وفي ط: ص 351 ح 984.

حدّثنا مختار [بن نافع التيميّ] التمّار(1)، عن أبي حيّان [يحيى بن سعيد بن حيّان التيميّ الكوفي](2)، عن أبيه، عن عليّ (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من تولّى عليّاً فقد تولّاني، ومَن تولّاني فقد تولّى اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 19)

(2058 و 2059) (3)47- 48(4)- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسين بن عبد الرحمان بن محمّد الأزدي قال: حدّثنا أبي، وعثمان بن سعيد الأحول قالا: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ:

عن عليّ (علیه السلام) قال: دعاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «يا عليّ، إنّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم أحبّته النصارى حتّى أنزلوه بمنزلة ليس بها، وأبغضته اليهود حتّى بهتوا أُمّه».

ص: 424


1- لاحظ ترجمة مختار بن نافع التيمي في تهذيب الكمال: 27: 321 رقم 5828، و تهذيب التهذيب: 10: 69، والتاريخ الكبير: ج 7 رقم 1679 وغيرها من كتب الرجال.
2- انظر ترجمة أبي حيّان التيمي في تهذيب الكمال: 31: 323 رقم 9832، وطبقات ابن سعد: 6: 353 وتهذيب التهذيب: 11: 214 وغيرها من كتب الرجال.
3- وللحديث أسانيد ومصادر كثيرة جدّاً، روى ابن عساكر كثيراً منها تحت الرقم: 747 و ما بعده من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2 ص 234 - 139 ط 2. ورواه عبداللّه بن أحمد بن حنبل في زياداته على المسند عليّ (علیه السلام) من المسند: 1: 160 قبل ختام مسند أمير المؤمنين (علیه السلام) بثلاثة أحاديث، عن أبي عبد الرحمان، عن سريج بن يونس، عن أبي حفص الأبّار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة. ورواه أيضاً عن محمّد سفيان بن وكيع بن الجرّاح، عن خالد بن مخلد، عن أبي غيلان الشيباني، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة. ورواه أيضاً عبداللّه بن أحمد في الحديث 1191 و 1192 من كتاب السنّة ص 219 ط 1 عن سريج بن يونس، عن الأبّار، عن الحكم بن عبد الملك. وعن سفيان بن وكيع، عن خالد مخلد، عن أبي غيلان، عن الحكم. ورواه أيضاً في الحديث 209 و 343 من باب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل ص 144 ط قم وفي فضائل الصحابة: ج 2 ص 639 - 640 ح 1087 وص 713 ح 1221، و في زيادات المسند الحديث 1376 قبل انتهاء مسند أمير المؤمنين (علیه السلام) بأربعة أحاديث. ورواه البخاري في ترجمة ربيعة بن ناجذ تحت الرقم 966 من التاريخ الكبير: ج 3 ص 281، والنسائي في الحديث 103 من كتاب الخصائص: ص 196. وفي هامشه مصادر كثيرة. ورواه البزّار في المسند (758) من طريق محمّد بن كثير الملائي، عن الحارث، ورواه عنه الهيثمي في كشف الأستار: 3: 202. ورواه أبو يعلى في الحديث 274 من مسند عليّ (علیه السلام) من مسنده: ج 1 ص 406 ط 1 تحت الرقم 534. ورواه عنه وعن عبداللّه والبزّار، الهيثمي في عنوان «باب فيمن يفرط في محبّته و بغضه» من مجمع الزوائد: ج 1 ص 133. ورواه الحاكم في المستدرك: 3: 123، وابن الأعرابي في معجم شيوخه: 2: 19 ق. ورواه الحمّويي في الباب 35 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 172 ح 132 وص 173 ح 134 ط 1. ورواه السيّد المرشد باللّه الشجري في عنوان: «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)» من الأمالي الخميسيّة: 1: 137. ورواه ابن أبي عاصم تحت الرقم 1004 في الباب 180 من كتاب السنّة ص 470 عن محمّد بن إدريس أبي غسّان، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة. وأخرجه الديلمي في فردوس الأخبار: 5: 408 ح 8315، والعاصمي في زين الفتى: ج 1 ص 126 ح 33 ط 1. ورواه الحافظ الحسكاني في تفسير آية 57 من سورة الزخرف في شواهد التنزيل: ج 2 ص 229 برقم 862. وذكر محقّقه في الهامش مصادر كثيرة. ورواه ابن المغازلي - مع ذيل طويل - في المناقب: ص 71 تحت الرقم 104.
4- ورواه الحمّويي في الحديث 132 من فرائد السمطين: 1: 172. ورواه ابن عساكر ذيل الحديث 754 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 239، ورواه أيضاً في الحديث 748 - 769 ص 235 - 236 بتفاوت. ورواه ابن المغازلي في الحديث 104 من المناقب: ص 72 بتفاوت، وفيه: «ألا إنّه يهلك في محبّتي مطر يصفني بما ليس فيّ، ومبغض مفتر يحمله شنأنه لي على أن يبهتى». وروى نحوه أبو البختري، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، كما في الحديث 7 من زين الفتى، والحديث 777 - 778 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 255 - 256، والحديث 76 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف، والباب 35 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 173ح 133. ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث 74 من فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 48 ط قم، قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري أو عن عبداللّه بن سلمة - شك الأعمش - قال: قال عليّ: «يهلك فيّ رجلان محبّ مفرط ومبغض مفتري». ورواه أيضاً أبو إسحاق، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، رواه الهيثم بن كليب الشاشي في مسند عليّ (علیه السلام) من مسنده: ج 3 ص 425 ط 1. وورد أيضاً من طريق فاطمة بنت عليّ (علیه السلام)، عن أبيها، كما في الحديث 757 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 241. ورواه عبد الرزّاق في الحديث: 20647 في أواخر المصنف: ج 11 ص 318 عن معمّر، عن أيّوب، عن ابن سيرين: أنّ عليّاً قال: «يهلك فيّ اثنان محبّ مطر و مبغض مفتر».

ص: 425

قال: وقال عليّ (علیه السلام): «يهلك فيّ رجلان: محبّ مفرط بما ليس فيّ، ومبغض يحمله شناني على أن يبهتني».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 55 - 56)

أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي سنة عشر وأربع مئة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة ابن مهدي قال: أخبرني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمان بن عقدة الحافظ قال: حدّثني الحسين(1) قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا عمرو بن ثابت عن

ص: 426


1- الظاهر أنّ الحسين هذا هو ابن الحكم الحبري الّذي يروي عن الحسن بن الحسين العرني.

الحارث بن حصيرة، مثله، ولم يذكر صباح.

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 1)(1)

(2060) 49-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عليّ الحسيني قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا عبيداللّه بن عليّ قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه،، عن جدّه، عن آبائه:

عن عليّ (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ فيك مثلاً من عيسى بن مريم، أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 49)

(2061) 50-(3) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «صلّیت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل أن يصلّي معه أحد من النّاس ثلاث سنين، وكان ممّا عهد إليّ أن لا يبغضني مؤمن، ولا يحبّني كافر أو منافق واللّه ما كَذَبت ولا كُذِبتُ، ولا

ص: 427


1- كما رأيت جعل هذا من المجلس العاشر، والحقّ إتيانه آخر المجلس التاسع، لأنّه سند آخر للحديث الأخير من المجلس 9، ولعلّه من سهو النسّاخ.
2- وروى الخوارزمي قريباً منه في الفصل 19 - فضائل له شتّى - من المناقب: ص 324 - 325 ح 333 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (علیه السلام). وانظر تفسير الآية 57 من سورة الزخرف في تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: ص 403 ح 539 وما بعده، وفي شواهد التنزيل: ج 2 ص 226 - 236 ح 859 - 870، ومجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 باب «في من يفرط في محبّته وبغضه». وانظر أيضاً ما ورد ذيل الآية 57 من سورة الزخرف في النور المشتعل وخصائص الوحي المبين، ولاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
3- تقدّم تخريجه فى الباب 3.

ضَلَلت ولا ضُلّ بي ولا نسيتُ ما عهد إلَيّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 11)

تقدّم إسناده في الباب الثالث(1).

(2062) 51- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: كنت خدناً(2) للإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام)، وكان يروي عنه كثيراً، من ذلك أنّه قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبي عليّ بن موسى قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:

حدّثني أبي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لي و إلّا صمّتا: «يا عليّ، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 70)

(2063) 52- وبالسند المتقدّم عن الصادق، عن أبيه (علیهما السلام)، عن جابر. قال: أبو محمّد الفحّام: وحدّثني عمّي عمر بن يحيى قال: حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه البلخي قال: حدّثنا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد النبيل قال: سمعت الصادق (علیه السلام) يقول: حدّثني أبي محمّد بن عليّ:

عن جابر بن عبد اللّه قال: كنت عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنا من جانب وعليّ أمير المؤمنين (علیه السلام) من جانب، إذ أقبل عمر بن الخطّاب ومعه رجل قد تلبّب به، فقال: «ما باله»؟

قال: حكى عنك يا رسول اللّه، أنّك قلت: «من قال لا إله إلّا اللّه محمّد رسول

ص: 428


1- تقدّم في ص 300 تحت الرقم 9.
2- الخِدن: الصَّديق، والصَّديق في السرّ.

اللّه، دخل الجنّة»؟ وهذا إذا سمعه النّاس فرطوا في الأعمال، أفأنت قلت ذلك يا رسول اللّه؟

قال: «نعم، إذا تمسّك بمحبّة هذا وولايته».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 86)

(2064) 53- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيداللّه المنصوري قال: حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، عن جابر(1) قال: سمعت ابن مسعود يقول:

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حُرّمت النّار على من آمن بي وأحبّ عليّاً وتولّاه ولعن اللّه من مارى عليّاً وناواه عليّ منّي كجلدة ما بين العين والحاجب».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 26)

(2065) 54- وبالاسناد عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: سمعت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن أحبّ أن يجاور الخليل في داره، ويأمن حرّ ناره، فليتولّ عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 27)

(2066) 55- وبإسناده عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن اللّه عزّ وجلّ (في حديث) قال: «ألا وقد جعلت عليّاً عَلَماً للنّاس، فمن تبعه كان هادياً، ومن تركه كان ضالّاً، لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 60)

ص: 429


1- هذا هو الظاهر من الأحاديث المتقدّمة، وليس في هذا الحديث رواية الإمام السجاد (علیه السلام) عن جابر، فإن الموجود فيها: «وبالاسناد عن جابر»، والموجود في سابقه ينتهي إلى عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام).

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)(1).

(2067) 56-(2) وبإسناد تقدّم في الباب السادس عن ابن عبّاس قال: قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 70)

ورواه المفيد في (المجلس 2 الحديث 8) مقتصراً على صدر الحديث بتفاوت، ذكرتها في باب أنّ عليّاً سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة(3).

(2068) 57- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن عليّ بن خشيش، عن القاضي نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي قال: حدّثنا اللّه عبد بن زیدان بن بريد(4) البجلي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا يوسف بن كليب، عن هارون بن الحسن، عن أبي سلام مولى قيس قال: خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن قال: سمعت سعد بن حذيفة [بن اليمان] يقول: سمعت أبي حذيفة يقول:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّ عليّ إلّا أدخله اللّه الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 107)

(2069) 58- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد

ص: 430


1- تقدّم في ص 280 تحت الرقم 70.
2- تقدّم تخريجه في ص 195 - 196 ح 2.
3- تقدّم في ص 201 تحت الرقم 1.
4- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل في سير أعلام النبلاء: 14: 436، وفي النسخ: «يزيد».

قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا صباح بن يحيى، عن جابر، عن عبد اللّه بن نجيّ:

عن عليّ (علیه السلام) قال: «إنّ ابني فاطمة يشرك في حبّهما البّر والفاجر، وإنّي كتب لي

أن يحبّني كلّ مؤمن، ويبغضني كلّ منافق».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 15)

(2070) 59-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن [هشام بن](2) يونس اللؤلؤي بالكوفة قال: حدّثنا جدّي هشام بن يونس قال: حدّثنا حسين بن سليمان، عن عبد الملك بن عمير:

عن أنس قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) فقال: «كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 70)

(2071) 60-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال: حدّثنا هشام بن يونس اللؤلؤي قال: حدّثنا حسين بن سليمان -

ص: 431


1- ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 51 ح 75 عن أحمد بن المظفّر، عن عبد اللّه بن محمّد الحافظ عن محمّد بن عليّ بن هشام اللؤلؤي. وانظر تخريج الحديث التالي.
2- ما بين المعقوفين من المناقب لابن المغازلي.
3- ورواه ابن عديّ في ترجمة حسين بن سليمان الطلحي من الكامل: 2: 363 عن عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ورواه عنه الذهبي في ترجمة حسين بن سليمان من ميزان الاعتدال: 1: 536 / 2007، وابن حجر في لسان الميزان: 2: 527 / 2736. ورواه العلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 309 ح 364، والحمّويي في الباب 22 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 134 ح 96 بإسناده عن أبي بكر أحمد بن عبداللّه، عن عبداللّه بن أبي داوود سليمان بن الأشعث، بتفاوت.

يعني الأنصاري الرفّاء - عن عبد الملك بن عمير:

عن أنس بن مالك قال: نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ بن أبي الطالب (علیه السلام) فأخذ بيده وقال: «يا عليّ، كذب من زعم أنّه يحبّني وهو يبغضك».

(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 8)

(2072) 61- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ بن أبي طالب محنة للعالم، به يميز اللّه المنافقين من المؤمنين».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 12)

(2073) 62- وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يقول اللّه عزّ وجلّ: «مَن آمن بي وبنبيّي، وتولّى عليّاً، أدخلته الجنّة على ما كان من عمله».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 29)

(2074) 63- وبالسند المتقدّم عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يقول اللّه عزّ وجلّ: «من آمن بي وبنبيّي وبولیّي، أدخلته الجنّة على ما كان من عمله».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 67)

(2075) 64- وبإسناده عن ابن عبّاس (في حديث) قال: قال جبرئیل لأمير المؤمنين (علیه السلام): «قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلّاك، محبّو محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

ص: 432

محبّوك، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمّد ع له الحديث.

تقدّم تمامه في الباب 11.(1)

(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 7)

(2076) 65-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب أبو سعيد الأسدي قال: أخبرني السيّد بن عيسى الهمداني، عن الحكم بن عبد الرحمان بن أبي نعيم (3):

عن أبي سعيد الخدري قال: كانت أمارة المنافقين بغض عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فبينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المسجد ذات يوم في نفر من المهاجرين والأنصار، وكنت فيهم، إذ أقبل عليّ (علیه السلام)، فتخطى القوم حتّى جلس إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وكان هناك مجلسه الّذي يعرف به فسارّ رجل رجلاً، وكانا يُرميان بالنفاق، فعرف رسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما أرادا، فغضب غضباً شديداً حتّى التمع وجهه، ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، لايدخل عبد الجنّة حتّى يحبّني ألا وكذب من زعم أنّه يحبّني وهو يبغض هذا». وأخذ بكفّ عليّ (علیه السلام)، فأنزل اللّه عزّ وجلّ هذه الآية في شأنها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ)(4) إلى آخر الآية.

(أمالي الطوسي: المجلس 27، الحديث 9)

ص: 433


1- تقدّم في ص 357 - 358 برقم 7.
2- وروى ابن عساكر في الحديث 674 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 186 بإسناده عن أبي هارون، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ: «كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك». ورواه ابن كثير في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من البداية والنهاية: 7: 367.
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في رجال الشيخ، وفي نسخة من الأمالي: «عبد الحكم...»، وفي أخرى: «الحكم بن عبد الرحمان بن أبي نعم».
4- سورة المجادلة: 58: 9.

(2077) 66-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عليّ بن نعيم بن سهل بن أبان النعيمي الطائفي(2)، وكان مجاوراً بمكّة، قال: حدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد قال: حدّثنا عبد اللّه(3) بن جعفر الهاشمي قال: حدّثنا المتفجّع بن مصعب بن توبة بن ثبيت المزني قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه.

قال: وحدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر قال: حدّثنا عبد اللّه بن حميد بن البناء قال: حدّثنى موسى بن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «جاءني جبرئيل من عند اللّه بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: إنّي افترضت محبّة عليّ على خلقي، فبلّغهم ذلك عنّي».

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 12)

(2078) 67-(4) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد عبيد اللّه محمّد بن عمران

ص: 434


1- ورواه الديلمي في الفردوس كما في الباب 159 من إحقاق الحقّ: 17: 257. ورواه الخوارزمي في الفصل 6 من المناقب: ص 66 ح 37 وفي الفصل 4 من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 37 ح 51 عن شهردار بن شيرويه الديلمي، عن أبيه، عن أبي الحسن الميداني، عن أبي محمّد الخلال، عن محمّد بن عبد اللّه بن المطلب، عن أبي محمّد الحسن بن نعيم، عن عقبة بن المنهال، عن عبد اللّه بن حميد. ورواه حسام الدين الحنفي في «آل محمّد»: ص 226 نقلاً عن الديلمي والخوارزمي وابن أحمد بن حنبل، كما في إحقاق الحقّ: 21: 659.
2- الحسن بن عليّ بن نعيم مترجم في تاريخ بغداد: 7 : 386/3916، وعنوان النعيمي من الأنساب للسمعاني وميزان الاعتدال: 1: 510 / 1913، ولسان الميزان: 2: 436 / 2546، ومعجم رجال الحديث. وأمّا شيخه «عقبة بن المنهال»، وشيخ شيخه «عبد اللّه بن جعفر الهاشمي»، فلم أجد لهما ترجمة، وكذا لم أجد في التراجم المتفجّع بن مصعب، ولا عبد اللّه بن حميد بن البناء.
3- في نسخة «عبيداللّه».
4- وأورده ابن شهر آشوب في المناقب: 3: 236 في عنوان: «فصل في بغضه (علیه السلام)».

المرزباني قال: وجدت بخط محمّد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني الحمدوني الشاعر قال: سمعت الرياشي الشاعر ينشد للسيّد بن محمّد الحميري:

إنّ امراً خصمه أبو حسن *** لعازب الرأي داحض الحجج

لا يقبل اللّه منه معذرة *** ولا يلقّيه حُجّة الفَلَج

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 59)

(2079) 68- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القُمّي (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة الثمالي:

عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو في الرحبة متّكئاً، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته كيف أصبحت؟

قال: فرفع رأسه و رَدّ عَلَيّ [السلام] وقال: «أصبحت محبّاً لمحبّنا، [و مبغضاً لمبغضنا](1)، صابراً على بغض من يبغضنا، إنّ محبّنا ينتظر الرَّوح والفرج في كلّ يوم وليلة، وإنّ مبغضنا بنى بناءً(2) فأسّس بنيانه على شفا جُرُف هار، فكأنّ بنيانه هار فانهار به في نار جهنّم.

يا أبا المعتمر، إنّ محبّنا لا يستطيع أن يبغضنا، وإنّ مبغضنا(3) لا يستطيع أن يحبّنا، إنّ اللّه تبارك وتعالى جَبَل قُلوب العباد على حبّنا، وخذل من يبغضنا، فلن يستطيع محبّنا بغضنا، ولن يستطيع مبغضنا حبّنا، ولن يجتمع حبّنا وحبّ عدوّنا في قلب واحد (ما جَعَلَ اللّه لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَينِ فِي جَوفِهِ)(4)، يحبّ بهذا قوماً، ويحبّ

ص: 435


1- ما بين المعقوفين من البحار.
2- في نسخة مطبوعة: «بناه».
3- هذا هو الظاهر، وفي النسخ والبحار: «قال: ومبغضنا».
4- سورة الأحزاب: 33: 4.

بالآخر أعداءهم».

(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 4)

(2080) 69-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا أبو الحسن التميمي عن سبرة بن زياد عن الحكم بن عتيبة [الكندي مولاهم الكوفي]:

عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته، كيف أمسيت؟

قال: «أمسيت محبّاً لمحبّنا، مبغضاً(2) لمبغضنا، وأمسى محبّنا مغتبطاً برحمة من اللّه كان ينتظرها، وأمسى عدوّنا يرمس(3) بنيانه على شفا جرف هار، فكأنّ(4) ذلك الشّفا قد انهار به في نار جهنّم وكأنّ أبواب الجنّة(5) قد فتحت لأهلها، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، والتعس لأهل النّار والنّار لهم.

يا حنش، من سرّه أن يعلم أ محبّ لنا أم مبغض، فليمتحن قلبه، فإن كان يحبّ وليّنا(6) فليس بمبغض لنا، وإن كان يبغض وليّنا فليس بمحبّ لنا، إنّ اللّه تعالى أخذ ميثاقاً(7) لمحبّنا بمودّتنا، وكتب في الذكر اسم مبغضنا، نحن النجباء وأفراطنا أفراط

ص: 436


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفي: ص 45 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. ورواه الثقفي في أواخر عنوان «من فارق عليّاً وعاداه» من الغارات: ص 399 - 400 مع مغايرة وإضافات. ورواه الديلمي في أعلام الدين: ص 448 بنقيصة.
2- في أمالي الطوسي: ومبغضاً.
3- في أمالي الطوسي: «يؤسّس».
4- في أمالي الطوسي: «وكأنّ».
5- في أمالي الطوسي: «أبواب الرحمة».
6- في أمالي الطوسي: «وليّاً لنا».
7- في أمالي الطوسي: «الميثاق».

الأنبياء».

(أمالي المفيد: المجلس 39 الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 26)

(2081) 70- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عليّ (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ إنّه لما أسري بي إلى السماء تلّقتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتّى لقيني جبرئيل (علیه السلام) في محفل من الملائكة فقال: يا محمّد لو اجتمعت أمّتك على حبّ عليّ ما خلق اللّه عزّ وجلّ النّار» الحديث.

(أمالى الطوسي: المجلس 32، الحدیث 21)

سيأتي تمامه مسنداً في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 437

باب 21- کفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرّأ منه، وأنّ بغضه وعداوته وسبّه بغض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعداوته وسبّه

أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب «أنّه لا تقبل الأعمال إلّا بولايتهم (علیهم السلام) وأنّ بغضهم يوجب الدخول في النار» من أبواب مناقب أهل البيت (علیهم السلام)، وسيأتي أيضاً في الباب 4 من أبواب معجزاتها (علیه السلام).

(2082) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن أبيه سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني و إيّاك، فاختارني للنبوّة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي».

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 4)

ستأتي فقرات من الحديث في الباب 1 من أبواب وفاته (علیه السلام)، وتمامه في فضائل شهر رمضان.

ص: 438


1- ورواه أيضاً فى الحديث 53 من الباب 28 - ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 259 وفي ط 265 وفي ط: باب 50 ح 274 ص 549. ورواه أيضاً في فضائل شهر رمضان من كتاب «فضائل الأشهر الثلاثة»: ص 77 ح 61.

(2083) 2-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل المقرئ قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الفرات الإصبهاني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد البصري قال: حدّثنا جندل بن والق قال: حدّثنا عليّ بن حمّاد، عن سعيد:

عن ابن عبّاس: أنّه مرّ بمجلس من مجالس قريش وهم يسبّون عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال لقائده: ما يقول هؤلاء؟ قال: يسبّون عليّاً! قال: قرِّبني إليهم. فلمّا أن أُوقف عليهم قال: أيّكم السابّ اللّه؟

ص: 439


1- ورواه ابن عساكر في حرف الطاء من معجم الشيوخ: رقم 100 بإسناده عن أحمد بن داوود، عن أبي أسامة عبد اللّه بن أسامة، عن جندل بن والق. ورواه الحمّويي في الباب 56 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 302 ح 241 بإسناده عن أحمد بن داوود بن عليّ الهاشمي. وأخرجه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 1101 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 598 عن أبي أحمد، عن عليّ بن عبد العزيز، عن جندل بن والق، عمّن ذكره. ورواه المحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 110 نقلاً عن أبي عبد اللّه الملا في سيرته. ورواه ابن المغازلي في الحديث 448 من المناقب: ص 394، والكنجي في الباب 10 من كفاية الطالب: ص 82 بسندهما عن يعقوب بن جعفر بن سليمان بن عليّ، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن ابن عبّاس، بتفاوت يسير، وصرّح فيهما بأنّ سعيد بن جبير يقوده. ورواه المرشد باللّه الشجري في الحديث 14 من فضائل عليّ (علیه السلام) من ترتيب أماليه: 1: 136 بإسناده عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن جبير قال: بلغ ابن عبّاس أنّ قوماً يقعون في عليّ (علیه السلام) فقال لابنه عليّ بن عبداللّه: خذ بيدي فاذهب بي إليهم، فأخذ ولده بيده إليهم فقال: أيّكم السّاب...، ورواه عنه الخوارزمي في الحديث 7 من الفصل 14 من المناقب: ص 136 ح 154. ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ح 211، وابن شهر آشوب في المناقب: 3: 221 وفي ط: ص 255 نقلاً عن الطبري في الولاية والعكبري في الإبانة بتفاوت. ورواه المسعودي في آخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من مروج الذهب: 3: 423 مرسلا. وأورده الشيخ منتجب الدين في حكاية 13 من كتاب الأربعين: ص 97، والقاضي النعمان في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من شرح الأخبار، والزرندي في نظم درر السمطين: ص 105، والشبلنجي في نور الأبصار: ص 110.

قالوا: سبحان اللّه! من يسبّ اللّه فقد أشرك باللّه.

قال: فأيّكم السابّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قالوا: مَن يسبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقد كفر.

قال: فأيّكم السابّ عليّ بن أبي طالب؟

قالوا: قد كان ذلك.

قال: فأشهد باللّه وأشهد للّه، لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن سبّ عليّاً فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ اللّه عزّ وجلّ». ثمّ مضى.

فقال لقائده: فهل قالوا شيئاً حين قلت لهم ما قلت؟

قال: ما قالوا شيئاً.

قال: كيف رأيت وجوههم؟

قال:

نَظَرُوا إليك بأعين محمرّةٍ *** نظر التّيوس إلى شفار الجازر

قال: زِدني فداك أبوك.

قال:

خُزر الحواجب(1) ناكسوا أذقانهم *** نظر الذليل إلى العزيز القاهر

قال: زدني فداك أبوك.

قال: ما عندى غير هذا.

قال: لكن عندي:

أحياؤهم خِزي على امواتهم *** الميّتون فضيحة للغابر

(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحديث 2)

(2084) 3-(2) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص

ص: 440


1- قال في البحار: خزر العيون: ضيقها، ولعلّه إنّما نسبه إلى الحاجب بإطلاق الحاجب على العين مجازاً، أو نسب إلى الحاجب لأنّ تضييق العين يستلزم تضييقها.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 294 ح 1323. ورواه المتّقي في كنز العمّال: 13: 165 ح 36503 نقلاً عن ابن عساكر والخطيب في المفترق. وقريباً منه رواه الآبي في نثر الدرّ: 1: 324.

قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن سلمة، عن أبي صادق قال:

قال عليّ (علیه السلام): «ديني دين النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحسبي حسب النبيّ، فمن تناول ديني وحسبي فإنّما يتناول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الصدوق: المجلس 64، الحديث 14)

(2085) 4-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن قال: حدّثنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن عبد الملك، عن يحيى بن سلمة، عن أبيه سلمة بن كهيل، عن أبي صادق قال:

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «ديني دين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحسبي حسب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فمن تناول ديني وحسبي فقد تناول دين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحسبه».

(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 3)

(2086) 5- أبو جعفر الصدوق بأسانيده عن الأعمش، عن أبي جعفر المنصور (في حديث طويل) قال: كنت هارباً من بني أميّة، وكنت أتردّد في البلدان، فأتقرّب إلى النّاس بفضائل عليّ، وكانوا يطعموني ويزوّدوني حتّى وردتُ بلاد الشام. وإنِّي لفي كساءٍ خَلَق ما عَلَيّ غيره، فسمعت الإقامة وأنا جائع، فدخلت المسجد لأصلّي، وفي نفسي أن أكلّم النّاس في عشاء يُعشّوني، فلمّا سلّم الإمام دخل المسجد صبيّان، فالتفت الإمام إليهما، وقال: مرحباً بكما، ومرحباً بمن اسمكما على اسمهما. فكان إلى جنبي شابّ، فقلت: يا شابّ، ما الصبيان من الشيخ؟

ص: 441


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

قال: هو جدّهما، وليس بالمدينة أحد يحبّ عليّاً غير هذا الشيخ، فلذلك سمّى أحدهما الحسن، والآخر الحسين، (إلى أن قال:) لي أخوان، أحدهما إمام والأخر مؤذّن، أمّا الإمام فإنّه يحبّ عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه، وأمّا المؤذّن فإنّه يبغض عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه.

قال: قلت: أرشدني.

فأخذ بيدي حتّى أتى باب الإمام، فإذا برجل قد خرج إليّ، فقال: أمّا البغلة و الكسوة فأعرفهما، واللّه ما كان فلان يحملك ويكسوك إلّا أنّك تحبّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فحدّثني بحديث في فضائل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

(فذكر المنصور حديثاً في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام))، فقال: يا شابّ، قد أقررت عيني ولي إليك حاجة.

قلت: قضيت إن شاء اللّه.

قال: فإذا كان غداً فأتِ مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعليّ (علیه السلام).

قال: فطالت عَلَيّ تلك الليلة، فلمّا أصبحت أتيت المسجد الّذي وصف لي، فقمت في الصفّ، فإذا إلى جانبي شابّ متعمّم، فذهب ليركع، فسقطت عمامته، فنظرت في وجهه، فإذا رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزیر فواللّه ما علمتُ ما تكلّمت به في صلاتي حتّى سلّم الإمام، فقلت: يا ويحك، ما الّذي أرى بك؟ فبكى وقال لي: انظر إلى هذه الدار فنظرتُ، فقال لي: ادخُل فدخلتُ، فقال لي: كنتُ مؤذّناً لآل فلان، كلّما أصبحت لعنتُ عليّاً ألف مرّة بين الأذان والإقامة وكلّما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرّة، فخرجت من منزلي فأتيت داري، فاتّكأت على هذا الدكّان الّذي ترى، فرأيت في منامي كأنّي بالجنّة وفيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليّ (علیه السلام) فرحين، ورأيت كأنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن يمينه الحسن، وعن يساره الحسين، ومعه كأس، فقال: «یا،حسن، اسقني». فسقاه، ثمّ قال: «أسق الجماعة». فشربوا، ثمّ رأيته كأنّه قال: «أسق المتّكئ على هذا الدكّان». فقال له الحسن (علیه السلام): «يا جدّ، أتأمرني أن أسقي هذا وهو يلعن والدي في كلّ يوم ألف مرّة بين الأذان والإقامة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة بين الأذان والإقامة؟!

فأتاني النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لي: «ما لك - عليك لعنة اللّه - تلعن عليّاً وعليّ منّي،

ص: 442

وتشتم عليّاً وعليّ منّي». فرأيته كأنّه تفل في وجهي وضربني برجله وقال: «قُم غيّر اللّه ما بك من نعمة». فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير، ووجهي وجه خنزير.

ثمّ قال لي أبو جعفر:أمير المؤمنين: أهذان الحديثان في يدك؟

فقلت: لا.

فقال: يا سليمان حبّ عليّ إيمان وبغضه نفاق، واللّه لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق.

قال: قلت: الأمان يا أمير المؤمنين.

قال: لك الأمان.

قلت(1): فما تقول في قاتل الحسين (علیه السلام)؟

قال: إلى النّار وفي النّار.

قلت: وكذلك من يقتل ولد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى النّار وفي النّار.

قال: الملك عقيم يا سليمان، أخرج فحدّث بما سمعت.

( أمالي الصدوق: المجلس67، الحديث 2)

تقدّم تمامه مسنداً في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام)(2).

(2087) 6- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الجوهري قال: حدّثنا هارون بن عبيد اللّه المقرئ قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا أبو يحيى التميمي، عن كثير، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة قال:

ص: 443


1- في أربعين الخزاعي: قلت: يا أمير المؤمنين، فما تقول في قتل ولد هذين؟ قال: فمكث طويلاً ينكت في الأرض باصبعه ثمّ قال: يا سليمان، ويحك، الملك عقيم. قال سليمان رحمة اللّه عليه: فقمت وأنا أقول في نفسي: بئس الحجّة أعددت للوقوف بين يدي اللّه عزّ وجلّ.
2- تقدّم في ج 3 ص 121 - 128 باب 2 ح 6.

سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «ألا إنّكم معرضون على لعني ودعاي كذّاباً، فمن لعنني كارهاً مكرهاً يعلم اللّه أنّه كان مكرهاً، وردت أنا وهو على محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) معاً، ومن أمسك لسانه فلم يلعنّي سبقني كرمية سهم أو لمحة بالبصر ومَن لعنني منشرحاً صدره بلعني فلا حجاب بينه وبين اللّه(1) ولا حجّة له عند محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ألا إنّ محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أخذ بيدي يوماً فقال: من تابع هؤلاء الخمس(2) ثمّ مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، ومن مات وهو يبغضك فقد مات ميتة جاهليّة يحاسب بما عمل في الإسلام، وإن عاش بعدك وهو يحبّك ختم اللّه له بالأمن و الإيمان كلّما طلعت شمس أو غربت».

(أمالي المفيد: المجلس 14، الحديث 4)

(2088) 7-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق:

ص: 444


1- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: قوله: «لاحجاب بينه وبين اللّه» أي لا يحجبه شيء عن عذاب اللّه تعالى، والأظهر أنّه تصحيف «حجّة» كما قال تعالى: (لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ).
2- في بعض النسخ: «بايع هؤلاء الخمس». قال في البحار: إشارة إلى أصابعه، وفي بعض النسخ: «تابع» بالتاء المثناة الفوقانية فالمراد الصلوات الخمس.
3- رواه أحمد في آخر مسند أمّ سلمة من مسنده: 6: 323 وفي الحديث 134 من الفضائل. وأخرجه ابن عساكر في الحديث 668 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق بسنده إلى أحمد بن حنبل. ورواه النسائي في الحديث 91 من الخصائص عن العبّاس بن محمّد الدوري، عن يحيى بن أبي بكير. ورواه الحاكم في الحديث 46 من باب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من المستدرك: 3: 121 عن أحمد بن كامل القاضي، عن محمّد بن سعد العوفي، عن يحيى بن أبي بكير. وصحّحه هو والذهبي. ورواه الحمّويي في الباب 56 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 301 ح 240 بإسناده عن الحاكم. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 23: 323 ح 738 والمعجم الأوسط: 6: 386 ح 5828، والمعجم الصغير: 2: 21 عن عون بن سلام، وعبد الحميد بن صالح، عن عيسى بن عبد الرحمان، عن السدّي، عن الجدلي بتفاوت. ورواه أبو يعلى في مسنده: 12: 444 ح 7013، وعنه وعن غيره ابن عساكر في الحديث 669 و 670 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 184 بسندهما عن عبيد اللّه بن موسى، عن عيسى بن عبد الرحمان، عن السدّي. وورد نحوه من طريق فطر عن أبي إسحاق، عن الجدلي، رواه ابن أبي شيبة في المصنّف: ح 32104، والبلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ح 219، والطبراني في المعجم الكبير: 23: 322 ح 737، وابن عساكر في الحديث 667 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 182. ورواه أيضاً قيس بن أبي حازم، عن أمّ سلمة، كما في الحديث 671 من تاريخ دمشق. وللحديث شواهد كثيرة.

عن أبي عبداللّه الجدلي قال: دخلت على أُمّ سلمة زوجة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت: أيسبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيكم؟!

فقلت: معاذ اللّه!

قالت: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من سبّ عليّاً فقد سبّني».

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 39)

(2089) 8- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا منصور بن مهاجر، عن عليّ بن عبد الأعلى:

عن زرّ بن حبيش قال: كانت عصابة من قريش في مسجد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فذكروا

ص: 445

عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وانتهكوا منه، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قائل(1) في بيت بعض نسائه، فأتي بقولهم فثار من نومه في إزار ليس عليه غيره، فقصد نحوهم و رأوا الغضب في وجهه، فقالوا: نعوذ باللّه من غضب اللّه وغضب رسوله.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما لكم(2) وعليّ! أما تَدَعون عليّاً؟ ألا إنّ عليّاً منّي وأنا منه، من آذى عليّاً فقد آذاني، من آذى عليّاً فقد آذاني».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 28)

(2090) 9-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان قال: حدّثنا بكير بن سلم قال: حدّثني محمّد بن ميمون قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «ستُدعون إلى سبّي فسبّوني، وتُدعون إلى البراءة منّي فمدّوا الرقاب فإنّي على الفطرة».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 12)

ص: 446


1- قائل: أي نائم القيلولة.
2- في نسخة: «ما بالكم».
3- ماورد في هذه الرواية والرواية التالية من المنع عن البراءة مطلقا، معارض بما رواه الكليني في باب التقيّة من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: 2: 219 ح 10 عن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قيل لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إن النّاس يروون أنّ عليّاً (علیه السلام) قال على منبر الكوفة: «أيّها النّاس، إنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني، ثمّ تدعون إلى البراءة منّي فلاتبرءُوا منّي». فقال: «ما أكثر ما يكذب النّاس على عليّ (علیه السلام)». ثمّ قال: «إنّما قال: إنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني، ثمّ تدعون إلى البراءة منّي وإنِّي لعلى دين محمّد. ولم يقل: لا تبرّء وا منّي». فقال له السائل: أرأيت إن اختار القتل دون البراءة؟ فقال: «واللّه ما ذلك عليه وما له، إلّا ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكّة وقلبه مطمئنّ بالإيمان، فأنزل اللّه عزّ وجلّ فيه: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عندها: يا عمّار، إن عادوا فعد، فقد أنزل اللّه عزّ وجلّ عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا». وقريباً منه رواه العيّاشي في تفسير الآية 106 من سورة النحل في تفسيره: 2: 271 عن أبي جعفر (علیه السلام).

(2091) 10-(1) أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه:

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «ألا إنّكم ستُعرضون على سبّي، فإن خفتم على أنفسكم فسبّوني، ألا وإنّكم ستعرضون على البراءة منّي، فلا تفعلوا، فإنّي على الفطرة».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 16)

(2092) 11- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو ذرّ أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن يزيد المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن الحارث القرشي قال: حدّثنا محمّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام) حين خلّفه: «أما ترضى أن يكون عدوّك عدوّي وإنّ عدوّي عدوّ اللّه، ووليّك ولیّي وولیّي ولي اللّه».

(أمالي الطوسى: المجلس 17، الحديث 35)

ص: 447


1- وروى الصدوق قريباً من الفقرة الثانية في الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 69 ح 274 وفيه: «إنّكم ستُعرضون على البراءة منّي فلا تتبرّءُوا منّي، فإنّي على دين محمّد». وانظر ما أورده ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح المختار 56 من خطب نهج البلاغة: 4: 56 و ما بعده.

(2093) 12-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن محمّد بن الحارث بن زياد الليثي المدني بالروضة من مسجد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الجبّار بن سعيد المساحقي، عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال:

سمع عامر بن عبد اللّه بن الزبير - وكان من عقلاء قريش - ابناً له ينتقص عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال له: يا بنيّ، لا تنتقص عليّاً، فإنّ الدِّين لم يبن شيئاً فاستطاعت الدنيا أن تهدمه، وإنّ الدنيا لم تبن شيئاً إلّا هدمه الدين.

يا بنيّ، إنّ بني أميّة لهجوا بسبّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في مجالسهم ولعنوه على منابرهم فإنّما يأخذون واللّه بضبعيه إلى السماء مدّاً، وإنّهم لهجوا بتقريظ(2) ذويهم وأوائلهم من قومهم، فكأنّما يكشفون منهم عن أنتن من بطون الجيف فأنهاك عن سبّه.

(أمالي الطوسى: المجلس 25، الحديث 6)

(2094) 13-(3) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو يعلى محمّد بن زهير القاضي بالأُبّلة(4)، قال: حدّثنا عليّ بن أيمن قال: حدّثني مصبح بن هلقام أبو عليّ العجلي

ص: 448


1- ورواه القاضي المعافا في الجليس الصالح: 2: 113 في المجلس 33 عن محمّد بن الحسن بن دريد عن الحسن بن خضر، عن سعيد بن عثمان القرشي قال: سمع عامر بن عبد اللّه بن الزبير ابنه ينال من عليّ... . وأورده الزمخشري في ربيع الأبرار: 2: 186. وأورده ابن قتيبة في عيون الأخبار: 2: 18 - 19 عن العتبي قال: تنقّص ابن لعامر بن عبد اللّه بن الزبير عليّ بن أبي طالب... . ورواه الزبير بن بكّار في جمهرة نسب قريش وأخبارها: ص 269 - 270، والجاحظ في البيان والتبيين: 2: 173، والقائل فيهما: عبد اللّه بن عروة بن الزبير. وأورده الآبي في نثر الدرّ: 3: 186 وفيه: تنقّص بعض آل الزبير عليّاً (علیه السلام) فقال له أبوه... .
2- التقريظ - بالظاء والضاد -: المدح بحقّ أو باطل. واللهج بالشيء: الولوع به.
3- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في من غيّر اللّه حالهم وأهلكهم ببغضه (علیه السلام) أو سبّه» من المناقب: 2: 383 عن شمر بن عطيّة.
4- الأُبّلة: بلد على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الّذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة.

قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن قروزي بالرملة، قال: حدّثنا أبو أُميّة محمّد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي قال:

حدّثنا الحسن بن عطيّة قال: كان أبي ينال من عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فأتي في المنام فقيل له: أنت السابّ عليّاً؟ فخُنِق حتّى أحدث في فراشه ثلاثاً، يعني صُنع به ذلك في المنام ثلاث ليال.

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 13)

(2095) 14-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن توزون قال: حدّثنا أحمد داوود بن موسى المكّي بمصر، قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي قال: حدّثنا نوح بن درّاج القاضي، عن ابن أبي ليلى:

عن أبي جعفر المنصور قال: كان عندنا بالشراة(2) قاض إذا فرغ من قصصه ذكر عليّاً (علیه السلام) فشتمه، فبينا هو كذلك إذ ترك ذلك يوماً ومن الغد، فقالوا: نسي، فلمّا كان اليوم الثالث تركه أيضاً، فقالوا له وسألوه، فقال: لا واللّه لا أذكره بشتيمة أبداً، بينا أنا نائم والنّاس قد جمعوا فيأتون النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيقول لرجل: «اسقهم». حتّى وردت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال له: «اسقه». فطردني، فشكوت ذلك إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا رسول اللّه، مره فليسقني، قال: «اسقه». فسقاني قطراناً، فأصبحت وأنا أتحشّاه(3).

(أمالي الطوسي: المجلس 29 الحديث 14)

ص: 449


1- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في من غيّر اللّه حالهم وأهلكهم ببغضه (علیه السلام) أو سبّه» من المناقب: 2: 384.
2- الشراة - بفتح أوّله - صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة الّتي كان يسكنها ولد عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب في أيّام بني مروان. (معجم البلدان: 3: 332)
3- حشى الرجل: أصابه مرض الحشى، وهو مرض فى الرئة يصيّر التنفّس صعباً. وفي البحار: «أتجشّى»، وفي مناقب ابن شهر آشوب: «أتجشّاه وأبوله».

باب 22- فيمَن حسد عليّاً (علیه السلام) أو ناصبه

(2096) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن إبراهيم بن رجاء قال: حدّثنا حمّاد بن زيد(2)، عن أبان، عن ابن عبّاس - أو عن أبان بن ثابت، عن أنس بن مالك - قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من ناصب عليّاً حارب اللّه، ومن شكّ في عليّ فهو کافر».

(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 6)

(2097) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا يحيى بن عليّ بن عبدالجبّار السدّوسي ب-«سيرجان»، قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن عبدالرحمان بن أذينة العبدي، عن أبيه، وأبان مولاهم:

عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً مقبلاً على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يتلو هذه الآية: ﴿وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةٌ لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَتَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(3) فقال: «يا عليّ، إنّ ربّي عزّ وجلّ ملّكني الشفاعة في أهل التوحيد من أمّتي وحظر ذلك عمّن ناصبك وناصب ولدك من بعدك».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 23)

ص: 450


1- و قريباً منه رواه ابن المغازلي في المناقب: ص 45 ح 68 بإسناده عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من ناصب عليّاً الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب اللّه ورسوله، ومَن شكّ في عليّ فهو كافر».
2- في نسخة: «أحمد بن يزيد».
3- سورة الإسراء: 17: 79.

(2098) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان بن زياد الكوفي الغزال ببغداد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسيح بن محمّد(2) قال: حدّثني سلام بن أبي عمرة أبو عليّ الخراساني، عن محمّد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من حسد عليّاً فقد حسدني، ومن حسدني فقد كفر».

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 22)

(2099) 4- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمرو بن سعيد الحرامي بالكوفة قال: حدّثنا الحسين بن الحكم بن سالم الحبري(3)، قال: حدّثني الحسن بن الحسين الأنصاري العُرني قال: حدّثني حسين بن سليمان -يعني الأنصاري-، عن أبي الجارود، عن محمّد بن سيرين، عن أنس بن مالك:

أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قال: «من حسد عليّاً حسدني، ومن حسدني دخل النّار».

وأنشد العرني:

إنّي حسدت فزاد اللّه في حسدي *** لا عاش من عاش يوماً غير محسود

يحسد المرء إلّا من فضائله *** بالعلم والظرف أو بالبأس والجود

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 23)

ص: 451


1- ورواه ابن مردويه كما فى الحديث 33050 من كنز العمّال: 11: 626. ورواه حسام الدين الحنفي في «آل محمّد»: ص 432 كما في إحقاق الحقّ: 21: 665.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة سلّام بن أبي عمرة الخراساني في تهذيب الكمال، وأمالي المفيد المجلس 32 الحديث،2، والحديث 2 من المجلس 3 من أمالي الطوسي، وفي النسخ تصحيف.
3- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل، وفي النسخ: الحميري.

باب 23- ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة

أقول: تقدّم كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في باب الأخوّة، وباب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)، وباب كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرّأ منه، وأنّ بغضه وعداوته وسبّه بغض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعداوته وسبّه(1).

(2100) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام) ذات يوم على منبر الكوفة: «أنا سيّد الوصيّين، ووصيّ سيّد النبيّين، أنا إمام المسلمين، وقائد المتّقين، ومولى(2) المؤمنين، وزوج سيّدة نساء العالمين، أنا المتختّم باليمين والمعفّر للجبين، أنا الّذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحُنين، أنا الضارب بالسيفين(3)، و الحامل على فَرَسين، أنا وارث علم الأوّلين، وحجّة اللّه على العالمين بعد الأنبياء و محمّد بن عبداللّه خاتم النبيّين (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أهل موالاتي مرحومون، وأهل عداوتي ملعونون،

ص: 452


1- لاحظ ص 227 و 228 ح 9 و 10 من باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)، و ص 441 و 442 ح 3 و 4 من باب كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام).
2- في نسخة: «ولي».
3- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في بحار الأنوار: 39: 341: قوله (علیه السلام): «أنا الضارب بالسيفين»: أي بسيف التنزيل في حياة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبسيف التأويل بعده، أو أنّه أخذ بسيفين في بعض الغزوات معاً، أو سيف بعد سيف كما كان في غزوة أحد، أعطاه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذا الفقار بعد تكسّر سيفه، أو إشارة إلى ما هو المشهور من أنّ ذا الفقار كان ذا شعبتين. قوله (علیه السلام): «والحامل على فرسين»: أي على فارسين، أو أنّه ركب في بعض الغزوات على فرس بعد فرس. وفي بعض النسخ: «قوسين»، ويجري فيه أكثر الاحتمالات المذكورة في السيفين، ويحتمل أن يكون المراد التعرّض لراميين دفعة.

ولقد كان حبيبي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كثيراً ما يقول لي: «حبّك تقوى وإيمان، وبغضك كفر ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه وكذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك».

(أمالي الصدوق: المجلس 7، الحديث 2)

(2101) 2- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري وسعد بن عبداللّه عن عمران بن موسى، عن الحسن بن عليّ بن النعمان، عن محمّد بن فضيل، عن غَزوان الضبّي قال: أخبرني عبد الرحمان بن إسحاق، عن النعمان بن سعد:

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «أنا حجّة اللّه، وأنا خليفة اللّه، وأنا صراط اللّه، و أنا باب اللّه، وأنا خازن عِلم اللّه، وأنا المؤتمن على سرّ اللّه، وأنا إمام البريّة بعد خير الخليقة محمّد نبيّ الرحمة (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الصدوق: المجلس 9 الحديث 9)

(2102) 3- حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه قال: حدّثني سليمان بن مقبل المديني قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو في مسجد قُبا وعنده نفر من أصحابه، فلمّا بصر بي تهلّل وجهه وتبسّم حتّى نظرتُ إلى بياض أسنانه تبرق، ثمّ قال لي: «إلَيّ، إلَي يا عليّ». فما زال يدنيني حتّى ألصق فخذي بفخذه، ثمّ أقبل على أصحابه فقال: «معاشر أصحابي أقبَلَت إليكم الرحمة بإقبال عليّ أخي إليكم.

معاشر أصحابي إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، روحه من روحي، وطينته من طينتي، و هو أخي و وصيّي وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، من أطاعه أطاعني، ومن وافقه وافقني، ومن خالفه خالفني».

(أمالي الصدوق: المجلس 9 الحديث 10)

ص: 453

(2103) 4- حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد بن بشّار، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، عن ثابت بن دینار، عن سعد بن طريف الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أنا خليفة رسول اللّه و وزيره ووارثه، أنا أخو رسول اللّه ووصيّه وحبيبه أنا صفّي رسول اللّه وصاحبه، أنا ابن عمّ رسول اللّه وزوج ابنته وأبو ولده، أنا سيّد الوصيّين ووصيّ سيّد النبيّين، أنا الحجّة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى، وباب النبيّ المصطفى، أنا العروة الوثقي، وكلمة التقوى وأمين اللّه تعالى ذكره على أهل الدنيا».

(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 7)

(2104) 5- حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا شعيب بن راشد، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام) (في حديث طويل) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «والّذي نفسي بيده، ينظر إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا أضرب قُدّامه بسيفي فقال: لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ. ثمّ قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، وحياتك يا عليّ و موتك معي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)

تقدّم تمامه في باب ما وقع بصفّين من أبواب الحوادث والفتن.

(2105) 6-(1) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي عبداللّه

ص: 454


1- ورواه أيضاً في صفات الشيعة: ص 55 ح 17، وفي فضائل الشيعة: ح 17. ورواه الطبري في آخر الجزء الخامس من بشارة المصطفى: ص 180 بإسناده عن الصدوق.

الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على منبره: «يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ وهب لك حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض، فرضيت بهم إخواناً ورضوا بك إماماً، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك و كذّب عليك.

يا عليّ، أنت العلم لهذه الأمّة(1)، من أحبّك فاز، ومن أبغضك هلك.

يا عليّ، أنا مدينة العلم وأنت بابها، وهل تؤتى المدينة إلّا من بابها.

يا عليّ، أهل مودّتك كلّ أوّاب حفيظ وكلّ ذي طِمر(2) لو أقسم على اللّه لأبرّ قسمه.

يا عليّ إخوانك كلّ طاهر زاك مجتهد، يحبّ فيك، ويبغض فيك، محتقر عند الخلق، عظيم المنزلة عند اللّه عزّ وجلّ.

يا عليّ محبّوك جيران اللّه في دار الفردوس، لا يأسفون على ما خلّفوا من الدنيا.

يا عليّ أنا وليّ لمن واليت، وأنا عدوّ لمن عاديت.

يا عليّ من أحبّك فقد أحبّني، ومن أبغضك فقد أبغضني.

يا عليّ إخوانك ذبل الشفاه(3)، تُعرف الرهبانيّة في وجوههم.

يا عليّ إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن: عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المساءلة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا.

يا عليّ حربك حربي وسلمك سلمي، وحربي حرب اللّه، ومن سالمك فقد سالمني، ومن سالمني فقد سالم اللّه عزّ وجلّ.

يا عليّ بشّر إخوانك، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائداً ورضوا بك وليّاً.

ص: 455


1- في نسخة: «أنت العالم بهذه الأمّة».
2- الطمر - بالكسر: الثوب الخلق.
3- ذبلت بَشَرته: قل ماء جلدته وذهب نضارته، هنا كناية عن كثرة صيامهم.

يا عليّ أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين(1).

يا عليّ، شيعتك المنتجبون، ولولا أنت وشيعتك ما قام للّه عزّ وجلّ دين، ولولا مَن في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.

يا عليّ، لك كنز في الجنّة وأنت ذو قرنيها وشيعتك تُعرف بحزب اللّه عزّ وجلّ.

يا عليّ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط، وخيرة اللّه من خلقه.

يا عليّ أنا أوّل من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي، ثمّ سائر الخلق.

ياعليّ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش، يفزع النّاس ولا تفزعون، ويحزن النّاس ولا تحزنون، فيكم نزلت هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)(2)، وفيكم نزلت: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(3).

يا عليّ أنت وشيعتك تُطلَبون في الموقف، وأنتم في الجنان تتنعّمون.

يا عليّ، إنّ الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم، وإنّ حملة العرش والملائكة المقرّبين ليخصّونكم بالدعاء، ويسألون اللّه لمحبّيكم ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.

يا عليّ، شيعتك الّذين يخافون اللّه في السرّ، وينصحونه في العلانية.

يا عليّ، شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات لأنّهم يلقون اللّه عزّ وجلّ وما عليهم من ذنب.

يا عليّ، أعمال شيعتك ستعرض عَلَيّ في كلّ جمعة، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم، وأستغفر لسيّئاتهم.

ص: 456


1- قال ابن الأثير في النهاية: الغرّ المحجّلون: أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه و الأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الّذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه.
2- سورة الأنبياء: 21: 101.
3- سورة الأنبياء: 21: 103.

يا عليّ ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يُخلَقوا بكلّ خير، وكذلك في الإنجيل، فسَل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك، مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك اللّه عزّ وجلّ من علم الكتاب، وإنّ أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه، وما يعرفون شيعته، وإنّما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.

يا عليّ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير، فليفرحوا بذلك، وليزدادوا اجتهاداً.

يا عليّ، إنّ أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم(1) ووفاتهم، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر النّاس إلى الهلال شوقاً إليهم ولما يرون من منزلتهم عند اللّه عزّ وجلّ.

يا عليّ، قُل لأصحابك العارفين بك: يتنزّهون عن الأعمال الّتي يقارفها(2) عدوّهم، فما من يوم ولا ليلة إلّا ورحمة من اللّه تبارك وتعالى تغشاهم، فليجتنبوا الدّنس.

يا على اشتدّ غضب اللّه عزّ وجلّ على من قلاهم(3) وبرئ منك ومنهم، واستبدل بك وبهم، ومال إلى عدوّك وتركك وشيعتك واختار الضلال، ونصب الحرب لك ولشيعتك، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا.

يا عليّ أقرأهم منّى السلام من لم أر منهم ولم يرني، وأعلمهم أنّهم إخواني الّذين أشتاق إليهم، فليلقوا عِلمي إلى من يبلغ القرون من بعدي وليتمسّكوا بحبل اللّه وليعتصموا به، وليجتهدوا في العمل، فإنّا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة، وأخبِرهم أنّ اللّه عزّ وجلّ عنهم راض، وأنّه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كلّ جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم.

ص: 457


1- الرقاد: النوم.
2- قارف الشيء: قاربه وخالطه، يقال: قارف فلانٌ الذنب والخطيئة، وقارف الجرب البعير.
3- قلى فلاناً قِلىً: أبغضه وهجره، وفي التنزيل العزيز: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).

يا عليّ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أنّي أحبّك، فأحبّوك لحبّي إيّاك، ودانوا للّه عزّ وجلّ بذلك، وأعطوك صَفو المودّة(1) في قلوبهم، واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد، وسلكوا طريقتك، وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلّا نصرنا وبَذْل المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة(2) ذلك، فكن بهم رحيماً واقنع بهم، فإنّ اللّه عزّ وجلّ اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق، وخلقهم من طينتنا، واستودعهم سرّنا وألزم قلوبهم معرفة حقّنا، وشرح صدورهم وجعلهم مستمسكين بحبلنا، لايؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم، أيّدهم اللّه وسلك بهم طريق الهدى، فاعتصموا به، فالنّاس في غمّة الضلال متحيّرون في الأهواء، عموا عن الحجّة وما جاء من عند اللّه عزّ وجلّ، فهم يصبحون ويمسون في سخط اللّه، وشيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم، وليست الدنيا منهم وليسوا منها أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى، أولئك مصابيح الدجى».

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)

(2106) 7- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: أخبرنا المنذر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن سلميان، عن عبد اللّه بن الفضل، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في بعض خطبه: «أيّها النّاس، اسمعوا قولي واعقلوه عنّي فإنّ الفراق قريب، أنا إمام البريّة، ووصيّ خير الخليقة، وزوج سيّدة نساء هذه الأمّة، وأبو العترة الطاهرة والأئمّة الهادية، أنا أخو رسول اللّه، ووصيّه ووليّه ووزيره،وصاحبه وصفيّه وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، وسيّد الوصيّين حربي حرب اللّه وسلمي سلم اللّه، وطاعتي طاعة اللّه،

ص: 458


1- صفو المودة: الإخلاص فيها.
2- مضّه مضّاً ومضيضاً: المه، يقال: مضّه الجرح. ومضّ الشيء فلاناً: بلغ من قلبه الحزن به. ويقال: مضّه الهمّ والحزن والقول: شقّ عليه.

وولايتي ولاية اللّه، وشيعتي أولياء اللّه، وأنصاري أنصار اللّه، والّذي خلقني ولم أك شيئاً، لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبيّ الأمّي وقد خاب من افترى».

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 9)

(2107) 8-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عروة بن خالد قال: حدّثنا سليمان التميمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن سعد بن عبادة قال:

سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «أنا أوّل مَن يجثو بين يدي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة للخصومة».

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 37)

(2108) 9- أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثنا أبي، قال:

ص: 459


1- وأخرجه محمّد بن جرير الطبري الإمامي في المسترشد: ص 77. ورواه البخاري في صحيحه: 5: 95 كتاب المغازي برقم 6، والحاكم في المستدرك: 2: 386 عن قيس بن عباد، عن عليّ (علیه السلام). ورواه البيهقي في آخر عنوان «باب استدعاء عتبة بن ربيعة وصاحبيه إلى المبارزة، وما ظهر في ذلك من نصرة اللّه تعالى دينه» من غزوة بدر من كتاب دلائل النبوّة: 3: 73 عن البخاري. وأخرجه ابن البطريق في الفصل 36 من العمدة: ص 311 ح 519 نقلاً عن صحيح البخاري، وفي الحديث 520 نقلا عن تفسير الثعلبي. ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ج 3 ص 224 تحت الرقم 1227، والمحبّ الطبري في الفصل الخامس من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 102.

حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أعطيت تسعاً لم يعط أحد قبلي سوى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لقد فتحت لي السبل، وعلمت المنايا(1)، والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي، فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي، وإنّ بولايتي أكمل اللّه لهذه الأمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي لهم إسلامهم، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا محمّد، أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، وأتممت عليهم النعم، ورضيت إسلامهم». كلّ ذلك منّ اللّه به عَليّ، فله الحمد».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 1)

(2109) 10- أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن برید(2) قال: حدّثنا إسحاق بن بريد الطائي [الكوفي] قال: حدّثنا سعد بن صارم عن الحسن بن عمرو عن رشيد [الهَجري]، عن حبّة [بن جوين بن عليّ] العرني قال:

سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء(3)، حزبنا حزب اللّه، والفئة الباغية حزب الشيطان من ساوى بيننا وبين عدوّنا فليس منّا».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 41)

ص: 460


1- المنايا: جمع المَنِيّة وهي الموت.
2- إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن بريد الطائي الكوفي، له ذكر في توضيح المشتبه لابن ناصر الدين: 9: 229 حدّث عن جدّه إسحاق بن بريد. وجدّه مترجم في المؤتلف للدارقطني: 1: 174، والإكمال لابن ماكولا: 1: 229، وتوضيح المشتبه.
3- قال في البحار: الفرط - بالتحريك -: الّذي يتقدّم الواردة، ومنه قيل للطفل إذا مات: أنّه فرط، فالمعنى أنّ أولادنا أولاد الأنبياء، أو المعنى أنّ من يموت منّا يتقدّم الأنبياء ويسبقهم إلى المراتب العالية كما قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا فرطكم على الحوض».

(2110) 11-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الطيّب الحسين بن [عليّ بن](2) محمّد النحوي التمّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسن(3) قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا صالح بن عبداللّه قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة:

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «ألا وإنّ أعجب العجب أنّ معاوية بن أبي سفيان الأمويّ وعمرو بن العاص السهمي يحرّضان النّاس على طلب دم ابن عمّهما(4)، وإنّي واللّه لم أخالف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قطّ ولم أعصه في أمر قطّ، أقيه بنفسي في المواطن الّتي تنكص(5) فيها الأبطال، وترعد منها الفرائص(6) بقوّة أكرمني اللّه بها، فله الحمد، ولقد قبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وإنّ رأسه لفي(7) حجري، ولقد ولّيت غسله بيدي تقلّبه الملائكة المقرّبون معي وأيم اللّه ما اختلفت أمّة بعد

ص: 461


1- ورواه نصر بن مزاحم في «وقعة صفّين»: ص 223 - 225 عن عمر بن سعد، عن أبي يحيى، عن محمّد بن طلحة عن أبي سنان الأسلمي، بتفاوت يسير، وعنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 65 من نهج البلاغة: 5: 181 - 182. وصدر الحديث رواه الحرّاني في الحديث 17 ممّا روي عن أمير المؤمنين (علیه السلام) من قصار الحكم والمواعظ من تحف العقول: ص 203.
2- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي، وهو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تاریخ بغداد: 8: 70 - 71/ 4148، ولسان الميزان: 2: 558 / 2793، وبغية الوعاة: 1: 536، وإنباه الرواة.
3- الظاهر أنّه محمّد بن الحسن بن موسى بن سماعة، الّذي يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كما في ترجمة أبي نعيم من تهذيب الكمال، وفي أمالي الطوسي: محمّد بن الحسين.
4- في أمالي الطوسي: «يحرّضان النّاس على طلب الدين بزعهما»، ومثله في وقعة صفّين.
5- في الصحاح: النُكوص: الإحجام عن الشيء، يقال: نَكَصَ على عقِبه ينكُصُ، و يَنكِص: أي رجع.
6- في أمالي الطوسي: «وترعد فيها الفرائص». في القاموس: الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف الّتي لاتزال تُرعد من الدابّة، و جمعها فريص وفرائص.
7- في أمالي الطوسي: «في».

نبيّها إلّا ظهر باطلها على حقّها إلّا ما شاء اللّه».

(أمالى المفيد: المجلس 27، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 14)

تقدّم تمامه في الباب 1 - بيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) - من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان.

ص: 462

باب 24- ما وصف إبليس لعنه اللّه والجنّ من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)

(2111) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو عبداللّه الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمّد بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن موسى قال: حدّثنا أحمد بن عليّ قال: حدّثني أبو عليّ الحسن بن إبراهيم بن عليّ العبّاسي قال: حدّثني أبو سعيد عُمير بن مِرداس الدولقي قال: حدّثني جعفر بن بشير المكّي قال: حدّثنا وكيع، عن المسعودي رفعه:

عن سلمان الفارسي (رحمه اللّه) قال: مرّ إبليس بنفر يتناولون أمير المؤمنين (علیه السلام) فوقف أمامهم، فقال القوم: من الّذي وقف أمامنا؟

فقال: أنا أبو مرّة.

فقالوا: يا أبا مرّة، أما تسمع كلامنا؟

فقال: سوأة لكم، تسبّون مولاكم عليّ بن أبي طالب!

فقالوا له: مِن أين علمت أنّه مولانا؟

فقال: من قول نبيّكم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».

فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟

فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكنّي أحبّه، وما يبغضه أحد إلّا شاركته في المال والولد.

فقالوا: يا أبا مرّة، فتقول في عليّ شيئاً؟

فقال لهم: اسمعوا منّي معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين، عبدت اللّه عزّ وجلّ في الجانّ اثني عشر ألف سنة، فلمّا أهلك اللّه الجانّ شكوت إلى اللّه عزّ وجلّ الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت اللّه عزّ وجلّ في السماء الدنيا اثني عشر ألف سنة أخرى فى جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبّح اللّه عزّ وجلّ

ص: 463


1- ورواه أيضاً في الباب 12 من علل الشرائع: ص 143 ح 9.

ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شَعشَعاني، فخرّت الملائكة لذلك النّور سُجّداً، فقالوا: سُبّوح قدّوس، نور ملك مقرّب؟ أو نبيّ مرسل؟ فإذا النداء من قبل اللّه عزّ وجلّ: «لا نور ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق: المجلس 55 الحديث 6)

(2112) 2- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا الحسن بن محمّد قال: حدّثني الحسن بن يحيى الدهقان قال: كنت ببغداد عند قاضي بغداد، واسمه سماعة(1)، إذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد فقال له أصلح اللّه القاضي، إنّي حججت في السنين الماضية، فمررت بالكوفة، فدخلت في مرجعي إلى مسجدها، فبينا أنا واقف في المسجد أريد الصلاة إذا أمامي امرأة أعرابيّة بدويّة مرخية الذوائب عليها شملة وهي تنادي و تقول: يا مشهوراً في السماوات، يا مشهوراً في الأرضين، يا مشهوراً في الآخرة، يا مشهوراً فى الدنيا، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك، فأبى اللّه لذكرك إلّا علوّاً، ولنورك إلّا ضياء وتماماً، ولو كره المشركون.

قال: فقلت: يا أمة اللّه، ومن هذا الّذي تصفينه بهذه الصفة؟

قالت: ذلك أمير المؤمنين.

قال: فقلت لها: أيّ أمير المؤمنين هو؟

قالت: عليّ بن أبي طالب، الّذي لا يجوز التوحيد إلّا به وبولايته.

قال: فالتفتّ إليها فلم أر أحداً.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 13)

ص: 464


1- لعلّه سماعة بن أحمد بن محمّد بن سماعة أبو بكر القاضي المترجم في تاريخ بغداد: 9: 222 / 4797.

باب 25- ما جرى من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) على لسان الشيخين و عائشة

(2113) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عليّ الحسن بن عبد اللّه القطّان قال: حدّثنا أبو عمر و عثمان بن أحمد المعروف بابن السمّاك قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن صالح التمّار قال: حدّثنا محمّد بن مسلم الرازي قال: حدّثنا عبد اللّه بن رجاء قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق:

عن حبشي بن جنادة قال: كنت جالساً عند أبي بكر فأتاه رجل فقال: يا خليفة رسول اللّه، إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعدني أن يحثو لي ثلاث حثيات(2) من تمر. فقال أبو بكر: أدعوا لي عليّاً. فجاء(3) عليّ (علیه السلام)، فقال أبو بكر: يا أبا الحسن، إنّ هذا يذكر أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعده أن يحثو له ثلاث حثيات من تمر، فاحثها له، فحثا له ثلاث حثيات من تمر، فقال أبو بكر: عدّوها، فوجدوا في كلّ حثية ستّين تمرة، فقال أبو بكر: صدق رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): سمعته ليلة الهجرة - ونحن خارجون من مكّة إلى المدينة - يقول: «يا أبا بكر، كفّي و كفّ عليّ في العدل(4) سواء».

(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 9)

ص: 465


1- ورواه الخطيب في ترجمة أبي بكر أحمد بن محمّد بن صالح التمار من تاريخ بغداد: 5: 36/ 2388، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 438ح 953، و الحمّويي في الباب الرابع من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج 1 ص 50 ح 15 ط 1. وأخرجه المحبّ الطبري في الفصل 6 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 108 نقلا عن ابن السمّان في الموافقة.
2- في بعض النسخ: «حثوات».
3- في أمالي الطوسي: «فجاءه».
4- في بعض النسخ: «في العدد».

(2114) 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، عن محمّد عبد الرحمان [بن نوفل يتيم عروة بن الزبير] عن عروة بن الزبير، عن أبيه(1)، قال: وقع رجل في عليّ بن أبي طالب بمحضر من عمر بن الخطّاب، فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟ محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، لا تذكرنّ عليّاً إلّا بخير، فإنّك إن تنقّصته آذيت هذا في قبره.

(أمالي الصدوق: المجلس 61، الحديث 12)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «أما تعلم أنّه محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، ويلك لا تذكرنّ عليّاً...».

(أمالي الطوسى: المجلس 15 الحديث 22)

(2115) 3- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح العدل السبيعي بحلب، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن زيد بن إسماعيل الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن تسنيم الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الخثعمي عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة العبدي، عن أبيه، عن جدّه قال:

أتى عمر بن الخطّاب رجلان يسألان عن طلاق الأمَة، فالتفت إلى خلفه فنظر إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أصلع، ما ترى في طلاق الأمة؟

فقال له بإصبعه هكذا - وأشار بالسبابة والّتي تليها-، فالتفت إليهما عمر وقال:

ص: 466


1- ما أثبتناه موافق لأمالي الطوسي، ولترجمة عبد اللّه بن لهيعة ومحمد بن عبد الرحمان وعروة بن الزبير، وفي أمالي الصدوق: «محمّد بن عبد الرحمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن جدّه».

«ثنتان».

فقال [له أحدهما](1): سبحان اللّه! جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك فجئت إلى رجل سألته، واللّه ما كلّمك!

فقال عمر: تدريان مَن هذا؟

قالا: لا.

قال: هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات السبع والأرضين السبع وضعتا في كفّة ميزان ووضع إيمان عليّ في كفة ميزان لرجح إيمان عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 14)

بن

(2116) 4- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا صالح بن أحمد أبي مقاتل القيراطي، ومحمد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة بن صبرة العبدي، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن خوتعة، قال: قدمنا وفد عبد القيس في إمارة عمر بن الخطّاب، فسأله رجلان منّا عن طلاق الأمة، فقام معهما قال: انطلقا. فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع، فقال: يا أصلع ما طلاق الأمة؟

قال: فأشار له بإصبعيه هكذا - يعني اثنتين-، قال: فالتفت عمر إلى الرجلين فقال: «طلاقها اثنتان»

فقال له:أحدهما سبحان اللّه، جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك، فجئت إلى رجل فواللّه ما كلّمك!

فقال له عمر: ويلك أتدري مَن هذا؟ هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة، ووضع إيمان عليّ في كفّة لرجح إيمان عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 23، الحديث 2)

ص: 467


1- ما بين المعقوفين مأخوذ من الرواية التالية.

(211) 5-(1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا عبّاد بن ثابث قال: حدّثنا عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق الشيباني.

قال: وحدّثني يحيى بن عبدالملك بن أبي غنية، وعبّاد بن الربيع، وعبداللّه بن أبي غنية، عن أبي إسحاق الشيباني:

عن جميع بن عمير قال: دخلت مع أُمّي على عائشة، فذكرت لها عليّا (علیه السلام) فقالت: ما رأيت رجلاً كان أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه، وما رأيت امرأة كانت أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من امرأته.

(أمالي الطوسي: المجلس 9 الحديث 32)

(2118) 6-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبّي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى قال: حدّثنا جعفر الأحمر، عن [أبي إسحاق] الشيباني:

عن جميع بن عمير قال: قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع: أرأيت مسيرك إلى عليّ (علیه السلام) ما كان؟

قالت: دعينا منك إنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من عليّ (علیه السلام)، ولا من النساء أحبّ إليه من فاطمة (علیها السلام).

(أمالي الطوسى: المجلس 12، الحديث 3)

(2119) 7-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا فضل بن يوسف قال: حدّثنا محمّد بن عكاشة قال: حدّثنا أبو المغرا

ص: 468


1- تقدّم تخريجه في ج 3 ص 139 - 140 ح 19، وفي كتاب النبوّة.
2- تقدّم تخريجه في ج 3 ص 140 ح 20، وص 545 - 546 ح 15، وفي كتاب النبوّة.
3- ورواه أحمد في المسند: 113:5 بإسناده عن وكيع عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، وعن يحيى بن سعيد، عن سفيان، وعن الأعمش، عن حبيب، وابن سعد في الطبقات: 2: 339 - 340 بطرق متعدّدة، ووكيع في أخبار القضاة: 1: 88 و 89، والحاكم في المستدرك: 3: 305، و أبو نعيم في الحلية: 1: 65، والخوارزمي في المناقب: ص 92 ح 86 فصل 7. وابن عبد البرّ في الاستيعاب - بهامش الاصابة -: 3: 39، وابن عساكر في ترجمة الإمام (علیه السلام) 3: 36 ح 1063 - 1069، و العلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 66 ح 47 والسيوطي في الدرّ المنثور: 1: 254 ذيل الأية 106 من سورة البقرة، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 167 و 198 عن السلفي. وفي غالب المصادر بعده زيادة. وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن سعد في الطبقات: 2: 339 وعنه القندوزي في الينابيع: ص 286، ووكيع في أخبار القضاة: 1: 89، وابن عساکر: 3: 42 ح 1070. ومن حديث عطاء، رواه ابن سعد: 2: 340، وابن عساکر: 3: 43 ح 1071.

حميد بن المثنى، عن منصور بن حازم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال عمر: «عليّ أقضانا».

(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 37)

(2120) 8-(1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمرو بن يحيى الفحّام قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن المتوكّل قال: حدّثنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ابن طاووس، عن أبيه:

عن ابن عمر قال: سألني عمر بن الخطّاب فقال لي: يا بُنَيَّ، من أخير النّاس بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

ص: 469


1- وروى ابن المغازلي نحوه في الحديث 309 من المناقب: ص 261 بإسناده عن نافع مولى ابن عمر قال: قلت لابن عمر: مَن خير النّاس بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ قال: وما أنت وذاك لا أُمّ لك؟! ثمّ قال: أستغفر اللّه خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه. قلت: مَن هو؟ قال: عليّ، سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ، وقال له: «لك في هذا المسجد ما لي، وعليك فيه ما عَلَيّ...».

قال: قلت: مَن أحلّ له ما حرّم اللّه على النّاس، وحرّم عليه ما أحلّ للنّاس.

فقال: واللّه لقد قلت فصدقتَ، حرّم على عليّ بن أبي طالب الصدقة، وأحلّت للنّاس، وحرّم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جُنُب وأحلّه له، وغلقت الأبواب وسدّت ولم يُغلق لعليّ باب ولم يسدّ.

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 12)

(2121) 9-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا عبداللّه بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن إبراهيم [النخعي]، عن(2) علقمة [بن قيس]، والأسود، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لمّا حضره الموت: «ادعوا لي حبيبي».

فقلت لهم: ادعوا له ابن أبي طالب، فواللّه ما يريد غيره، فلمّا جاءه فرّج الثوب الّذي كان عليه ثمّ أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه حتّى قبض ويده عليه.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 5)

(2122) 10- وعن ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني عمّ أبي عبد اللّه بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام) قال:

قال عمر بن الخطّاب: «عيادة بني هاشم سنّة، وزيارتهم نافلة».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 18)

ص: 470


1- تقدّم تخريجه في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة، في الباب الأوّل من أبواب ما يتعلّق بارتحاله، تحت الرقم 2.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة إبراهيم بن سويد النخعي وعلقمة بن قيس، وفي النسخ: «إبراهيم بن علقمة».

(2123) 11- حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن أبيه عليّ بن عليّ بن رزين عن الإمام عليّ بن موسى، عن آبائه عن عليّ بن الحسين، عن عمّه الحسن بن عليّ (علیهم السلام) قال:

سمعت عمر بن الخطّاب يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في عليّ بن أبي طالب خصال لأن تكون فيّ إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها! سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «اللّهم ارحمه وترحّم عليه، وانصره وانتصر به و أعنه واستعن به، فإنّه عبدك وكتيبة رسولك».

(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 3)

(2124) 12-(1) أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص، المعروف بابن الحمّامي المقرئ، قال: حدّثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمى قال: حدّثنا محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبوغسّان مالك بن إسماعيل قال: حدّثني أبوبكر بن عيّاش قال: حدّثنا صدقة بن سعيد الحنفي قال:

حدّثني جميع بن عمير التيمي قال: دخلت مع أُمّي وخالتي على عائشة فسألناها: كيف كان منزلة عليّ (علیه السلام) فيكم؟

قالت: سُبحان اللّه كيف تسألان عن رجل لمّا مات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال النّاس: أين تدفنونه؟ فقال عليّ (علیه السلام): «ليس في أرضكم بقعة أحبّ إلى اللّه من بقعة قُبِض فيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، وكيف تسألاني عن رجل وضع يده على موضع لم يطمع فيه أحد(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 72)

ص: 471


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة، باب أحوال عائشة وحفصة من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
2- في شرح الأخبار 1: 141 ح 73: «لم يضع أحد يده عليه غيره». يعني على سوئه عند غسله.

(2125) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ورّاق الجاحظ، قال: سمعت الجاحظ عمرو بن بحر يقول:

سمعت النظّام يقول: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) المحنة على المتكلّم، إن وفاه حقّه غلا، وإن بخسه حقّه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن، حادّة اللسان، صعبة الترقّي إلّا على الحاذق الزكيّ.

(أمالي الطوسي: المجلس 25 الحديث 7)

ص: 472


1- ورواه المرشد باللّه الشجري في الحديث 13 من فضائل عليّ من الأمالي الخميسيّة: 1: 135.

باب 26- أنّ رسول اللّه و علیّاً صلوات اللّه عليهما وآلهما أبوا هذه الأمّة و أنّ حقّ عليّ (علیه السلام) على الأمّة كحقّ الوالد على ولده

(2126) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ (رحمه اللّه)، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن عامر بن كثير السرّاج النهدي، عن أبي الجارود،

عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سیّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):

عن سيّد النبيّين محمّد بن عبد اللّه خاتم النبيّين (صلی اللّه علیه و آله و سلم) انّه قال: «إنّ اللّه تبارك و تعالى فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وأوجب عليكم اتباع أمري و فرض عليكم من طاعة عليّ بعدي ما فرضه من طاعتي، ونهاكم من معصيته عمّا نهاكم عنه من معصيتي، وجعله أخي ووزيري ووصيّي ووارثي، وهو منّي وأنا منه، حبّه إيمان وبغضه كفر، ومحبّه محبّي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، و أنا مولى كلّ مسلم ومسلمة، وأنا وإيّاه أبوا هذه الأمّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 6)

(2127) 2- وبإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للإمامة، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل، وأنا وأنت أبوا هذه الأمّة» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)

سيأتي تمامه مسنداً في جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(2128) 3- وبإسناده عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ، أنا وأنت أبوا هذه الأمّة» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 6)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب السادس من النصوص على الأئمّة (علیهم السلام)(1).

ص: 473


1- تقدّم في ج 3 ص 74 ح 3.

(2129) 4- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو عوانة موسی بن يوسف القطّان الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان المقرئ الكندي، عن عبد الصمد بن عليّ النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة العبدي:

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «دعاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً فقال لي: يا عليّ، انطلق حتّى تأتي مسجدي، ثمّ تصعد على(1) منبري، ثمّ تدعو النّاس إليك، فتحمد اللّه عزّ و جلّ(2) وتثني عليه، وتصلّي عَلَيّ صلاة كثيرة، ثمّ تقول: أيّها النّاس إنّي رسول رسول اللّه إليكم وهو يقول لكم: «[ألا] إنّ لعنة اللّه ولعنة ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره».

فأتيت مسجده [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3) وصعدت منبره، فلمّا رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحوي، فحمدت اللّه وأثنيت عليه وصلّيت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلاة كثيرة، ثمّ قلت: أيّها النّاس إنّي رسول رسول اللّه إليكم، وهو يقول لكم: «ألا إنّ لعنة اللّه و لعنة ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره».

قال: «فلم يتكلّم أحد من القوم إلّا عمر بن الخطّاب فإنّه قال: قد أبلغت يا أبا الحسن، ولكنّك جئت بكلام غير مفسّر. فقلت: أبلغ [ذلك] رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فرجعت إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبرته الخبر، فقال: ارجع إلى مسجدي حتّى تصعد منبري، فاحمد اللّه واثن عليه، وصلّ عَلَيّ، ثمّ قل: «أيّها النّاس ما كنّا لنجيئكم(4) بشيء إلّا وعندنا تأويله وتفسيره، ألا وإنّي أنا أبوكم، ألا وإنّي أنا مولاكم ألا وإنّي أنا أجيركم».

(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 3)

ص: 474


1- كلمة «على» غير موجودة في أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي:«تعالى».
3- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي، وكذا في المورد التالي.
4- في نسخة: «نجيئكم».

أبوجعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 4)

سيأتي تمامه في الباب 2 من أبواب وفاته (علیه السلام).

(2130) 5-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن عليّ بن محمّد قال: حدّثنا عليّ بن ماهان قال: حدّثنا أبو منصور نصر بن الليث قال: حدّثنا مخوّل قال: حدّثنا يحيى بن سالم(2)، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حقّ عليّ على هذه الأمّة كحقّ الوالد على الولد».

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 41)

(2131) 6-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن

ص: 475


1- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 271 ح 797 بإسناده عن كادح بن رحمة، عن زياد بن المنذر، والديلمي في حرف الحاء من فردوس الأخبار: 210:2 ح 2495. وورد الحديث من طريق أبي أيّوب الأنصاري وعمّار بن ياسر، كما في الحديث 798 من تاریخ دمشق: 2: 272، والحديث 234 من فرائد السمطين - للحموئي -: ج 1 ص 269 في الباب 55 من السمط 1، والخوارزمي في الفصل 19 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) ص 321 ح 327. ومن طريق أنس بن مالك، رواه الحمّويي في الحديث 235 من فرائد السمطين: ج 1 ص 297 ط 1.
2- في نسخة: «محمّد بن سالم».
3- ورواه ابن المغازلى فى الحديث 70 من المناقب: ص 47 - 48 من طريق ابن عقدة، عن عيسى بن عبد اللّه المحمّدي. وأخرجه ابن عديّ في ترجمة عيسى بن عبداللّه من الكامل: 5: 243 رقم 421: 1389 عن الحسن بن سفيان، عن يوسف بن موسى، عن عيسى بن عبد اللّه العلوي. ورواه ابن عساكر في الحديث 799 من تاريخ دمشق: 2: 272 عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي القاسم بن مسعدة، عن أبي القاسم حمزة بن يوسف، عن أبي أحمد بن عديّ. وأخرجه الذهبي في ترجمة عيسى بن عبد اللّه العلوي من ميزان الاعتدال، وتابعه الذهبي في لسانه.

سعيد قال: حدّثنا جعفر بن عبد اللّه المحمّدي قال: حدّثنا إسماعيل بن مرثد(1) [قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه قال: حدّثني أبي، عن أبيه](2)، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حقّ عليّ على النّاس حقّ الوالد على ولده».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 42)

(2132) 7-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد المحمّدي قال: حدّثنا إسماعيل بن مزيد مولي بني هاشم قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): َ«حقّ عليّ على المسلمين كحقّ الوالد على ولده».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 13)

ص: 476


1- كذا هنا، وفي الحديث التالي: «إسماعيل بن مزيد»، ولم أجد له ترجمة بكلا العنوانين.
2- ما بين المعقوفين موافق لما في الحديث التالي وسائر المصادر.
3- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

باب 27- جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) مضافاً إلى ما مضى وما سيأتي في سائر الأبواب

أقول: تقدّم كثير من مناقبه (علیه السلام) في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).

(2133) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان، قال: حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي قال: حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن مرّة، عن سلمة بن قيس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض، أعطى اللّه عليّاً من الفضل جزءاً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعه، وأعطاه من الفهم جزءاً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، شبّهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب، و سخاؤه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داوود، وقوّته بقوّة داوود.

له اسم مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة، بشّرني به ربّي وكانت له البشارة عندي، عليّ محمود عند الحقّ، مزكّى عند الملائكة، وخاصّتي وخالصتي، وظاهرتي ومصباحي، وجُنّتي ورفيقي آنسني به ربّي عزّ وجلّ، فسألت ربّي أن لا يقبضه قبلي، وسألته أن يقبضه شهيداً، أدخلتُ الجنّة فرأيت حورَ عليّ أكثر من ورق الشجر، وقصور عليّ كعدد البشر.

عليّ منّي وأنا من عليّ، من تولّى عليّاً فقد تولّاني، حُبّ على نعمة، واتّباعه فضيلة دان به الملائكة، وحفَت به الجنّ الصالحون، لم يمش على الأرض ماش بعدي إلّا كان هو أكرم منه عزّاً وفخراً ومنهاجاً، لم يك قطّ عجولاً، ولا مسترسلاً لفساد، ولا متعنّداً(1)، حملته الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد

ص: 477


1- في نسخة: «متعقّداً»، وفي أخرى: «منعقداً».

كان أكرم خروجاً منه، ولم ينزل منزلاً إلّا كان ميموناً، أنزل اللّه عليه الحكمة و ردّاه(1) بالفهم، تُجالسه الملائكة ولا يراها، ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه، فزيّن اللّه به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب(2) به البلاد، وأعزّ به الأجناد، مثله كمثل بيت اللّه الحرام، يُزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر(3) إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا، وصفه اللّه في كتابه ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى(4) منازله، فهو الكريم حيّاً والشهيد ميّتاً».

(أمالي الصدوق: المجلس 2، الحديث 7)

(2134) 2-(5) حدّثنا محمّد بن القاسم قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما،، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام)قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لبعض أصحابه ذات يوم: «يا عبد اللّه ، أحبب في اللّه ، وأبغض في اللّه ، ووال في اللّه ، وعادِ في اللّه ، فإنّه لا تنال ولاية اللّه إلّا بذلك،

ص: 478


1- فى نسخة «وزاده».
2- في نسخة: «أخضب».
3- في نسخة: «الفجر».
4- في نسخة: «وأجزل».
5- ورواه أيضاً في علل الشرائع: ص 140 باب 118 ح 1، وفي معاني الأخبار: ص 399 باب نوادر المعاني: ح 58، وص 37 باب معنى الصراط ح 9 في حديث طويل، وفي عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 261 فيما جاء عن الإمام الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة (28) - ح 41 وفي ط: ص 544 ح 261، وفي صفات الشيعة: ح 65. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 417، والشهيد في الأربعين: ح 28 صدره، و الطبرسي في مشكاة الأنوار: ص 123. وورد الحديث في تفسير سورة الحمد في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام): ص 49.

ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كَثُرت صلاته وصيامه حتّى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة النّاس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادّون، وعليها يَتَباغَضُون، و ذلك لا يُغني عنهم من اللّه شيئاً».

فقال له: وكيف لي أن أعلم أنّي قد واليتُ وعاديتُ في اللّه عزّ وجلّ، فمن وليّ اللّه عزّ وجلّ حتّى أواليه، ومن عدوّه حتّى أعاديه؟

فأشار له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) وقال: «أترى هذا»؟

فقال: بلى.

قال: «وليّ هذا وليّ اللّه فواله وعدوّ هذا عدوّ اللّه فعاده وال وليّ هذا ولو أنّه قاتل أبيك وولدك، وعادِ عدوّ هذا ولو أنّه أبوك وولدك».

(أمالي الصدوق: المجلس، الحديث 7)

(2135) 3-(1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سنان قال: حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ولاية عليّ بن أبي طالب ولاية اللّه ، وحبّه عبادة اللّه ، واتِّباعه فريضة اللّه ، وأولياؤه أولياء اللّه ، وأعداؤه أعداء اللّه ، وحربه حرب اللّه ، وسلمه سلم اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 9، الحديث 3)

(2136) 4-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن حمدان المكتّب قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد

ص: 479


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 16.
2- وأخرجه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب ح 145: ج 1 ص 232 ط 1، ورواه ثانية باختصار في الحديث 271. وقد ورد هذا الحديث من طريق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، أخرجه في صحيفة الرضا (علیه السلام) تحت الرقم 30، وعنه المحبّ الطبري في الرياض النضرة: ج 2 ص 162 وفيه وقع خطأً عن أنس، وفي ذخائر العقبى: ص 90. ورواه أيضاً الشيخ الصدوق في الحديث 7 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 29، والحمّويي في فرائد السمطين: ج 1 ص 88 تحت الرقم 67 ط 1، والباعوني في جواهر المطالب في الباب 37، والخوارزمي في المناقب ص 295 ح 288، والعاصمي في زين الفتى: ج 2 ح 409، وابن المغازلي في المناقب ص 401، والسبزواري في الفصل 137 من جامع الأخبار: ص 493 - 494 ح 1370، والزمخشري في ربيع الأبرار: ج 1 ص 286، وعنه ابن أبي الحديد وغيره. وله شاهد من حديث أنس، رواه المحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 162. ولذيل الحديث أيضاً شواهد كثيرة جدّاً، يجد الباحث كثيراً منها في تفسير الآية 67 من سورة المائدة في كتاب شواهد التنزيل: ج 1 ص 249 - 258 ط 2. وليراجع أيضاً الباب: (37) من كتاب غاية المرام - للسيّد البحراني - ص 334.

بن عبدالرحمان الصفّار قال: حدّثنا محمّد بن عيسى الدامغاني قال: حدّثنا يحيى بن المغيرة قال: حدّثنا جرير عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخُدري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي، فأدخلني الجنّة، وأجلسني على دُرنوك(1) من درانيك الجنّة، فناولني سَفرجلة، فانفلقت بنصفين، فخرجت منها حوراء كأنّ أشفار عينيها مقاديم النُّسور، فقالت: السلام عليك يا احمد السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا محمّد.

فقلت: من أنت يرحمك اللّه ؟

قالت: أنا الراضية المرضيّة، خلقني الجبّار من ثلاثة أنواع: أسفلي من المسك، وأعلاي من الكافور، ووسطي من العنبر، وعُجنت بماء الحيوان، قال الجليل: كوني، فكنت، خُلقتُ لابن عمّك ووصيّك ووزيرك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 12)

ص: 480


1- الدرنوك - بالضمّ - والدرنيك - بالكسر -: جمعه درانيك نوع من البسط أو الثياب له خمل.

(2137) 5-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدويّ(2) قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عمّار الجارودي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه ، عن أبي الجارود، عن أبي الهيثم، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): »إنّ اللّه تبارك وتعالى يبعث أناساً وجوههم من نور، على كراسي من نور عليهم ثياب من نور في ظلّ العرش، بمنزلة الأنبياء وليسوا بالأنبياء، وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء»!

فقال رجل: أنا منهم يا رسول اللّه ؟

قال: «لا».

قال آخر: أنا منهم يا رسول اللّه ؟

قال: «لا».

قيل: من هم يا رسول اللّه ؟

قال: فوضع يده على رأس عليّ (علیه السلام) وقال: «هذا وشيعته».

(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 16)

(2138) 6-(3) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمّد التميمي، عن أبيه قال: حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني، عن

ص: 481


1- وورد الحديث من طريق أبي سعيد الخدري، رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2 ص 347 ح 855، وصرّح فيه بأنّ السائل الأوّل أبو بكر، والثاني عمر.
2- في نسخة: «العبدي».
3- وقريباً منه رواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 323 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 404 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيّوب الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وانظر سائر تخريجاته في باب صفة الحوض وساقيه (17) من كتاب المعاد: ج 1 ص 510 - 514.

أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقرّبين وأوصيائي سادة أوصياء النبيّين والمرسلين، وذريّتي أفضل ذريّات النبيّين والمرسلين، وأصحابي الّذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين، والطاهرات من أزواجي أمّهات المؤمنين وأُمّتي خير أمّة أخرجت للنّاس، وأنا أكثر النبيّين تبعاً يوم القيامة، ولي حوض عرضه ما بين بصرى(1) وصنعاء، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا».

قيل: ومن ذاك يا رسول اللّه ؟

قال: «إمام المسلمين و أميرالمؤمنين ومولاهم بعدي عليّ بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل الماء».

ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أحبّ عليّاً وأطاعه في دار الدنيا ورد عَلَيّ حوضي غداً وكان معي في درجتي في الجنّة، ومن أبغض عليّاً في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 49 الحديث 12)

(2139) 7- حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدّثنا القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن علاقة، عن أبي سعيد عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام):

عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للإمامة، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل، وأنا وأنت أبوا هذه الأمّة.

يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي، وأبو ولدي، شيعتك شيعتي،

ص: 482


1- بصرى - كحبلى - بلد بالشام، وقرية ببغداد.

وأنصارك أنصاري، وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي.

يا عليّ أنت صاحبي على الحوض غداً، وأنت صاحبي في المقام المحمود، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سعد من تولّاك، وشقي من عاداك، وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى اللّه تقدّس ذكره بمحبّتك وولايتك، واللّه إنّ أهل مودّتك في السماء لأكثر منهم في الأرض.

يا عليّ، أنت أمين(1) أمّتي، وحجّة اللّه عليها بعدي، قولك قولي، وأمرك أمري، وطاعتك طاعتي وزجرك زجري، ونهيك نهيي، ومعصيتك معصيتي، وحزبك حزبي، وحزبي حزب اللّه (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّه وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّه هُمُ الْغَالِبُونَ)(2)».

(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 13)

(2140) 8- حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم المكتّب (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدويّ قال: حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه قال: حدّثنا المأمون، عن أبيه الرشيد عن المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «أنت وارثي».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 8)

(2141) 9-(3) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحزور، عن القاسم(4)، عن أبي

ص: 483


1- في نسخة: «أمير».
2- سورة المائدة: 5: 56.
3- وأورده الفتّال في عنوان: «فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 120.
4- القاسم هذا إمّا ابن مخيمرة الّذي يروي عن أبي سعيد كما في ترجمتهما في تهذيب الكمال، أو ابن عوف الشيباني الّذي يروي عنه عليّ بن الحزوّر كما في ترجمتهما في تهذيب الكمال.

سعيد الخدري قال:

أتت فاطمة (علیها السلام) النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فذكرت عنده ضعف الحال، فقال لها: «أما تدرين ما منزلة عليّ عندي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة(1) سنة، وفرّج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وكان لا يرفعه خمسون رجلاً».

فأشرق لون فاطمة (علیها السلام) ولم تقرّ قدماها حتّى أتت عليّاً (علیه السلام) فأخبرته، فقال: «كيف لو حدّثك(2) بفضل اللّه عَلَيّ كلّه»؟!

(أمالي الصدوق: المجلس 62، الحديث 13)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «أتت فاطمة صلوات اللّه عليها ذات يوم أبيها (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». وفيه: «وقلع باب خيبر... و كان لا يقلعه خمسون رجلاً». وفيه: «ولم تقرّ قدماً على الأرض حتّى...».

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 40)

(2142) 10- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا أحمد بن رشد(3) [بن خثيم] قال: حدّثنا أبو معمر سعيد بن خثيم [بن رشد الهلالي الكوفي] قال: حدّثني سعد(4):

ص: 484


1- في أمالي الطوسي: «تسعة عشر».
2- في نسخة: «لو حدّثتك»، وفي أمالي الطوسي: «كيف ولو حدّثك».
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل، وفي النسخ: «رشيد».
4- الظاهر أنّه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمان بن عوف القرشي الزهري أبو إسحاق، كما في ترجمته وترجمة الحسن البصري في تهذيب الكمال.

عن الحسن البصري أنّه بلغه أنّ زاعماً يزعم أنّه ينتقص عليّاً (علیه السلام) فقام في أصحابه يوماً فقال: لقد هممت أن أغلق بابي ثمّ لا أخرج من بيتي حتّى يأتيني أجلي، بلغني أنّ زاعماً منكم يزعم أنّي أنتقص خير النّاس بعد نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنيسه و جليسه، والمفرّج للكرب عنه عند الزلازل، والقاتل للأقران يوم التنازل(1)، لقد فارقكم رجل قرأ القرآن فوقّره، وأخذ العلم فوفّره، وحاز البأس فاستعمله في طاعة ربّه، صابراً على مضض الحرب، شاكراً عند اللأواء(2) والكرب، فعمل بكتاب ربّه، ونصح لنبيّه وابن عمّه وأخيه، آخاه دون أصحابه، وجعل عنده سرّه، وجاهد عنه صغيراً، وقاتل معه كبيراً، يقتل الأقران، وينازل الفرسان دون دين اللّه حتّى وضعت الحرب أوزارها، متمسّكاً بعهد نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، لا يصدّه صادّ، و لا يمالي عليه مضادّ، ثمّ مضى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو عنه راض.

أعلم المسلمين علماً، وأفهمهم فهماً، وأقدمهم في الإسلام لانظير له في مناقبه ولا شبيه له في ضرائبه(3)، فظلفت نفسه عن الشهوات، وعمل اللّه في الغفلات، و أسبغ الطهور في السبرات(4)، وخشع في الصلوات، وقطع نفسه عن اللذّات مشمّراً(5) عن ساق، طيّب الأخلاق كريم الأعراق، اتّبع سنن نبيّه واقتفى آثار وليّه، فكيف أقول فيه ما يوبقني؟! وما أحد أعلمه يجد فيه مقالاً، فكفّوا عنّا الأذى، وتجنّبوا طريق الردى.

(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 1)

(2143) 11- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي

ص: 485


1- يوم التنازل: يوم الحرب والقتال.
2- اللأواء: الشدّة والمحنة.
3- الضرائب - جمع الضريبة -: موقع السيف ونحوه من الجسد.
4- السبرات - جمع السبرة-: الغداة الباردة.
5- شمّر الثوب عن ساقيه: رفعه.

عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم وهو في مسجد قباء و الأنصار مجتمعون: «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك، يا عليّ أنت وصیّي، وخليفتي وإمام أمّتي بعدي والى اللّه من والاك، وعادى اللّه من عاداك، وأبغض اللّه من أبغضك، ونصر اللّه من نصرك، وخذل اللّه من خذلك.

يا عليّ، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي.

يا عليّ، إنّه لمّا عُرج بي إلى السماء عهد إليّ ربّي فيك ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد.

قلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركت وتعاليت.

فقال: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».

(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 7)

(2144) 12-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبداللّه بن إبراهيم قال: حدّثني الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء [و](2) انتهيت إلى سدرة المنتهى: نودیت یا محمّد، استوص بعليّ خيراً، فإنّه سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، و قائد

ص: 486


1- ورواه الحسن بن أبي طاهر الجاوابي في كتاب «نور الهدى والمنجي من الردى» عن المفيد، كما فى الباب 3 من كتاب التحصين - لابن طاووس-. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 102 عن ابن الشيخ، عن أبيه. وللحديث شواهد كثيرة ذكرت بعضها في باب المعراج من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة: ج 2 ص 331 - 332 ح 31.
2- من أمالي الطوسي.

الغرّ المحجّلين(1) يوم القيامة».

(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 30)

(2145) 13-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمان، عن منصور الصيقل، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لمّا أسري بي إلى السماء عهد إليّ ربّي في عليّ ثلاث کلمات، فقال: يا محمّد.

فقلت: لبّيك ربّي.

فقال: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 17)

ص: 487


1- قال الجزري في النهاية: 1: 346 و 3: 354: ومنه الحديث: «غرّ محجّلون من آثار الوضوء»: الغُرّ جمع الأغرّ من الغُرَّة: بياض الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة. وقال في مادة «حجل»: في صفة الخيل: «خير الخيل الأقرح المُحَجّل»: هو الّذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القَيد [القيد: حبل ونحوه يجعل في رجل الدابة وغيرها فيمسكها]، ويجاوز الأرساغ [الرسغ - بالضمّ وضمّتين: الموضع المستَدِقّ بين الحافر مَوصِل الوظيف من اليد والرجل، ومَفصِل ما بين الصاعد والكَفّ والساق والقدم، ومثل ذلك في كلّ دابّة، ج: أرساغ وأرسُغ (القاموس)]، ولا يجاوز الرُكبتين، ومنه الحديث: «أُمّتي الغُرّ المحجّلون»: أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الّذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه.
2- ورواه الطبري فى بشارة المصطفى: ص 164 بسنده عن الصدوق. وقريباً منه رواه الخوارزمي في الفصل 19 من المناقب: ص 328 ح 340 نقلاً عن معجم الطبراني بإسناده عن عبداللّه بن عليم الجهني، وفيه: «سيّد المؤمنين» بدل «يعسوب المؤمنين». ورواه الحاكم في المستدرك: 3: 137، وابن الأثير في ترجمة أسعد بن زرارة الأنصاري، من أسد الغابة: 1: 69، و في ترجمة عبداللّه بن أسعد بن زرارة: 3: 116، وابن المغازلي في المناقب: ص 104 و 105 ح 146 و 147 بإسناده عن أسعد بن زرارة، وفي الجميع: «سيّد المسلمين» بدل: «يعسوب المؤمنين». ورواه المحبّ الطبري في عنوان «ذكر اختصاصه بسيادة العرب...» من الفصل 6 من الرياض النضرة: 2: 122 عن عبداللّه بن أسعد بن زرارة، وقال: أخرجه المحاملي. ثمّ رواه عن عليّ (علیه السلام) بزيادة «ويعسوب الدين»، ثمّ قال: خرّجه عليّ بن موسى الرضا. ورواه أيضاً في ذخائر العقبى: ص 70. تذنيب في معنى اليعسوب قال السيّد الرضي (قدّس سرّه) في ذيل كلامه (علیه السلام): «أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجّار»: معنى ذلك أنّ المؤمنين يتّبعونني والفجّار يتّبعون المال، كما تتّبع النحل يعسوبها - وهو رئيسها - قال ابن أبي الحديد: هذه كلمة قالها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بلفظين مختلفين، تارة: «أنت يعسوب الدين». وتارة: «أنت يعسوب المؤمنين». والكلّ راجع إلى معنى واحد، كأنّه جعله رئيس المؤمنين وسيّدهم، أو جعل الدين تبعه ويقفو أثره، حيث سلك كما يتّبع النحل اليعسوب، وهذا نحو قوله: «وأدِر الحقّ معه كيف دار». (شرح نهج البلاغة: 224:19) وقال محمّد بن سليمان في المناقب: 1: 268: قال أبو جعفر: يعسوب المؤمنين: هو كبيرهم الّذي يسكنون إليه. وقال ابن طاووس في اليقين: ص 517 باب 220 روى إسماعيل بن أحمد البستي في كتاب فضائل عليّ بن أبي طالب ومراتب أمير المؤمنين (علیه السلام)، في الفصل السابع ما هذا لفظه: ومن أسمائه يعسوب المؤمنين وقاله له الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اليعسوب أمير النحل وأنت أمير المؤمنين». وروى أبو القاسم الزجّاج في أماليه: ص 19 بإسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضوان اللّه عليه فرأيت بين يديه ذهباً مصبوباً، فقلت: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: «هذا يعسوب المنافقين». فقلت: وما معنى يعسوب المؤمنين؟ فقال: «هذا يلوذ به المنافقون، كما يلوذ المؤمنون بي، فأنا يعسوب المؤمنين». قال أبو القاسم الزجاجي: اليعسوب من النّاس: السيّد، واليعسوب: رئيس النحل إذا طار طارت معه. وقريباً منه رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 278: 588 بإسناده عن أبي معشر. وفي صحيفة الرضا (علیه السلام): قال أحمد بن عامر الطائي: سألت أحمد بن يحيى عن اليعسوب؟ فقال: هو الذكر من النحل الّذي يتقدّمها ويحامي عنها. وقال الطبري في بشارة المصطفى: ص 84: اليعسوب أمير النحل، وهو قائده يجتمعون إليه، فإذا رحل رحلوا برحيله. وقال سبط ابن الجوزي في التذكرة: ص 16 ط بيروت: ويسمّى «يعسوب المؤمنين»، لأنّ اليعسوب أمير النحل، وهو أحزمهم يقف على باب الكورة كلّها مرّت به نحلة شمّ فاها فاها، فإن وجد منها رائحة منكرة علم أنّه رعت حشيشة خبيثة، فيقطعها نصفين، ويلقيها على باب الكورة ليتأدّب بها غيرها، وكذا عليّ (علیه السلام) يقف على باب الجنّة فيشمّ أفواه النّاس، فمن وجد منه رائحة بغضه ألقاه في النّار. قال في الصحاح: اليعسوب ملك النحل، ومنه قيل للسيّد: يعسوب والمؤمنون يتشبّهون بالنحل، لأنّ النحل تأكل طيباً وتضع طيبا، وعليّ (علیه السلام) أمير المؤمنين.

ص: 488

(2146) 14-(1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا بن القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثنا عمر بن عبد اللّه قال: حدّثنا الحسن بن الحسين بن عاصم قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:

حدّثني سلمان الخير (رضی اللّه عنه) فقال: يا أبا الحسن قلّما أقبلتَ أنت وأنا عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلّا قال: «يا سلمان، هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 8)

ص: 489


1- ورواه الحبري في الحديث 1 من تفسيره، وأبو نعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» كما في النور المشتعل: ص 254 ح 70 والمرشد باللّه الشجري في أماليه: 1: 143 في عنوان «الحديث السادس: في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» ح 43، والحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 88 برقم 107 - 110 بتفاوت يسير، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 346 رقم 854، والجنابذي في معالم العترة النبويّة كما في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كشف الغمّة: 1: 92 في عنوان «فيما جاء في محبّته (علیه السلام)»، والأمر تستري في أرجح المطالب: ص 88 ط لاهور على ما في إحقاق الحقّ: 7: 305.

(2147) 15- حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه ) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش:

عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد اللّه ا لأنصاري عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)؟ فقال: ذاك خير خلق اللّه من الأوّلين والأخرين ما خلا النبيّين والمرسلين، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يخلق خلقاً بعد النبيّين والمرسلين أكرم عليه من عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) والأئمّة من ولده بعده.

قلت: فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه؟

فقال: لا يبغضه إلّا كافر، ولا ينتقصه إلّا منافق.

قلت: فما تقول فيمن يتولّاه ويتولّى الأئمّة من ولده بعده؟

فقال: إنّ شيعة عليّ و الأئمّة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة.

ثمّ قال: ما ترون لو أنّ رجلاً خرج يدعو النّاس إلى ضلالة، من كان أقرب النّاس منه؟

قالوا: شيعته وأنصاره.

قال: فلو أنّ رجلاً خرج يدعو النّاس إلى هدى من كان أقرب الناس منه؟

قال: شيعته وأنصاره.

قال: فكذلك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده لواء الحمد يوم القيامة، أقرب النّاس منه شيعته وانصاره

(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 4)

ص: 490

(2148) 16-(1) حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا عبد الرحيم بن عليّ بن سعيد الجبلي قال: حدّثنا الحسن بن نصر الخزّاز قال: حدّثنا عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب:

عن سعيد بن جبير قال: آتيت عبداللّه بن عبّاس فقلت له: يا ابن عمّ رسول اللّه إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب واختلاف النّاس فيه؟ فقال ابن

ص: 491


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 127. وقال ابن شهر آشوب في عنوان «في محبّة الملائكة إيّاه (علیه السلام)» من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب: 2: 242 وفي ط: ص: 275 محمّد بن ثابت بإسناده عن ابن مسعود، و الفلكي المفسّر بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة قال: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سكت أصحابه عن إيراده، فلمّا أتى القليب وملأ القربة الماء فأخرجها، جاءت ريح فهرقته، ثمّ عاد إلى القليب وملأ القربة فأخرجها فجاءت ريح فأهرقته، وهكذا في الثالثة، فلمّا كانت الرابعة ملأها فأتى بها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبر بخبره، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أمّا الريح الأولى فجبرئيل فى ألف من الملائكة سلّموا عليك، والريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك، والريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك»، وفي رواية: «وما أتوك إلّا ليحفظوك». ثمّ قال: وقد رواه عبد الرحمان بن صالح بإسناده عن الليث: كان يقول: كان لعليّ (علیه السلام) في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة وثلاث مناقب، ثمّ يروي هذا الخبر. الحميري: وسلّم جبريل وميكال ليلة *** عليه وحيّاه إسرافيل معربا أحاطوا به في روعة جاء يستقي *** وكان على ألف بها قد تحزّبا ثلاثة آلاف ملائك سلّموا *** عليه فأدناهم وحيّا و رحّبا وله: ذاك الّذي سلّم في ليلة *** علیه میکال و جبریل ميكال فى ألف وجبريل في *** ألف و يعلوهم سرافيل

عبّاس: «يا ابن جُبير، جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الامّة بعد محمّد نبيّ اللّه ، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القِربة(1).

يا ابن جبير، جئتني تسألني عن وصيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و وزيره و خليفته و صاحب حوضه ولوائه وشفاعته.

والّذى نفس ابن عبّاس بيده، لو كانت بحار الدنيا مداداً، وأشجارها أقلاماً، و أهلها كتّاباً، فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وفضائله من يوم خلق اللّه عزّ وجلّ الدنيا إلى أن يفنيها، ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك وتعالى».

(أمالي الصدوق: المجلس 82 الحديث 15)

(2149) 17- وبإسناده عن الربيع صاحب المنصور (في حديث) قال: قال المنصور للصادق (علیه السلام): حدّثني عن فضل جدّك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) حديثاً لم تُؤثر العامّة.

فقال الصادق (علیه السلام): حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه (علیه السلام): «لمّا أسري بي إلى السماء عَهِدَ إليّ ربّي جلّ جلاله في عليّ (علیه السلام) ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد.

قلت: لبّيك ربّي وسعديك.

فقال عزّ وجلّ: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، فبشّره بذلك»(2).

فبشّره النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بذلك، فخرّ عليّ (علیه السلام) ساجداً شُكراً للّه عزّ وجلّ، ثمّ رفع رأسه فقال: «يا رسول اللّه ، بلغ من قدري حتّى أنّي أُذكر هناك»؟!

قال: «نعم، وإنّ اللّه يَعرفك، وإنّك لتُذكر في الرفيق الأعلى».

ص: 492


1- المراد بليلة القِربة، ليلة بدر، حيث أخذ أمير المؤمنين (علیه السلام) قِربة وذهب ليأتي بالماء، فسلّم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل (علیهم السلام)، فكان كلّ سلام من الملائكة منقبة.
2- لاحظ تخريج الحديث 13 من هذا الباب.

فقال:المنصور: (ذَلِكَ فَضْلُ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ)(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 10)

تقدّم إسناده في الباب 20 - ما ورد في حبّه وبغضه (علیه السلام)-، وذكرت هناك فقرة أخرى من الحديث (2)، ويأتي تمامه في الباب 4 من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام).

(2150) 18- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن عليّ المعدّل ب-«حلب» قال: حدّثنا عُثمان بن سعيد قال: حدّثنا محمّد بن سلمان الأصفهاني قال: حدّثنا عمر بن قيس المكّي:

عن عكرمة صاحب ابن عبّاس قال: لمّا حجّ معاوية نزل المدينة فاستؤذن لسعد بن أبي وقّاص عليه، فقال لجلسائه: إذا أذنتُ لسعد وجلس فخُذوا من عليّ بن أبي طالب، فأذن له، وجلس معه على السرير.

قال: وشتم القوم أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، فانسكبت عينا سعد بالبكاء، فقال له معاوية: ما يُبكيك يا سعد؟ أتبكي أن يشتم قاتل أخيك عثمان بن عفّان؟!

قال: واللّه ما أملك البكاء، خرجنا من مكّة مهاجرين حتّى نزلنا هذا المسجد - يعني مسجد الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)- وكان فيه مبيتنا ومقيلنا، إذ أخرجنا منه وترك عليّ بن أبي طالب فيه، فاشتدّ ذلك علينا وهِبنا نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن نذكر ذلك له، فأتينا عائشة: فقلنا يا اُمّ المؤمنين، إنّ لنا صحبة مثل صحبة عليّ، وهجرة مثل هجرته، وإنّا قد أخرجنا من المسجد وترك فيه، فلا ندري من سخط من اللّه ، أو من غضب من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاذكري له ذلك فإنّا نهابه. فذكرت ذلك لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لها:

«يا عائشة، لا واللّه ما أنا أخرجتهم، ولا أنا أسكنته، بل اللّه أخرجهم وأسكنه».

وغزونا خيبر فانهزم عنها من انهزم فقال نبي اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية اليوم رجلاً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه و رسوله». فدعاه وهو أرمد، فتفل في عينه

ص: 493


1- سورة المائدة: 5: 54.
2- تقدّم في ص 405 تحت الرقم 20.

وأعطاه الراية ففتح اللّه له.

وغزونا تبوك مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فودّع عليّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على ثنيّة الوداع و بكي فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يبكيك»؟

فقال: «كيف لا أبكي ولم أتخلّف عنك في غزاة منذ بعثك اللّه تعالى، فما بالك تخلّفني في هذه الغزاة»؟!

فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي»؟

فقال عليّ (علیه السلام): «بل رضيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 39)

(2151) 19- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد المجدّر قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس قال: كنت عند معاوية - وقد نزل بذي طوى - فجاءه سعد بن أبي وقّاص فسلّم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقّاص وهو صديق لعليّ. قال: فطأطأ القوم رؤوسهم وسبّوا عليّاً (علیه السلام)، فبكى سعد، فقال معاوية: ما الّذى أبكاك؟

قال: ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسبّ عندك ولا أستطيع أن أغيّر، وقد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها:

أحدها: أنّ رجلاً كان باليمن، فجاء عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: لأشكونّك إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقدم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسأله عن عليّ (علیه السلام)، فثنى عليه، فقال:

«أنشدك باللّه الّذي أنزل علَيّ الكتاب واختصّني بالرسالة، عن سخط تقول ما تقول في عليّ بن أبي طالب»؟

قال: نعم يا رسول اللّه .

قال: «ألا تعلم أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟

ص: 494

قال: بلى.

قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه».

والثانية: أنّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلى القتال فهزم وأصحابه، فقال له (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية غداً إنساناً يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله».

فقعد المسلمون و عليّ (علیه السلام) أرمد، فدعاه فقال: «خذ الراية».

فقال: يارسول اللّه ، إنّ عيني كما ترى. فتفل فيها، فقام فأخذ الراية، ثمّ مضى بها حتّى فتح اللّه عليه.

والثالثة: خلّفه في بعض مغازيه، فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه ، خلّفتني مع النساء والصبيان؟

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّ لا نبيّ بعدي».

والرابعة: سدّ الأبواب في المسجد إلّا باب عليّ.

والخامسة: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، فدعا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وحسناً وحسيناً وفاطمة (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)

(2152) 20-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الطائى قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن جعفر بن سليمان الضبعي قال: حدّثنا أبي، عن أبيه قال: حدّثني يعقوب بن الفضل قال: حدّثني شريك بن عبداللّه بن أبي نمر، عن عبداللّه بن عبدالرحمان الأنصاري، عن أبيه قال:

ص: 495


1- سورة الأحزاب: 33: 33.
2- ورواه الصدوق (قدّس سرّه) في الحديث 6 من باب التسعة من الخصال ص 415، وابن الأثير في ترجمة عبد الرحمان المزني من أسد الغابة: 3: 322، وقال: أخرجه أبو موسى مختصراً. وأورده ابن شهر آشوب في المناقب: 3: 303، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 457 ح 558. وورد أيضاً من طريق زيد بن أرقم، رواه الصدوق في الحديث 5 من التسعة من الخصال: ص 415، ومحمّد بن سلمان الكوفي في المناقب: 1: 439 ح 339، وص 440 ح 341.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أعطيتُ في عليّ تسعاً: ثلاثاً في الدنيا، وثلاثاً في الآخرة، واثنين أرجوهما له، وواحدة أخافها عليه:

فأمّا الثلاثة الّتي في الدنيا: فساتر عورتي والقائم بأمر أهلي ووصيّي فيهم.

وأمّا الثلاثة الّتي في الآخرة: فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي، واعتمد عليه في مقام الشفاعة، ويعينني على حمل مفاتيح الجنّة.

وأمّا اللّتان أرجوهما له: فإنّه لا يرجع من بعدي ضالّاً، ولا كافراً.

وأمّا الّتي أخافها عليه: فغدر قريش به من بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 9)

(2153) 21-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني المظفّر بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدّثنا أحمد بن موسى الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الزراري، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي زكريّا الموصلي، عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):

أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعلي (علیه السلام): «أنت الّذي احتجّ اللّه بك في ابتدائه الخلق، حيث أقامهم أشباحاً فقال لهم: ألست بربّكم؟

قالوا: بلى.

قال: ومحمّد رسولي؟

قالوا: بلى.

ص: 496


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 144.

قال: وعليّ بن أبي طالب وصيّي؟

فأبى الخلق جميعاً إلّا استكباراً وعُتوّاً من ولايتك، إلّا نفر قليل، وهم أقلّ القليل، وهم أصحاب اليمين».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 4)

(2154) 22- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي بن عبداللّه بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد الهمداني قال: حدّثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه:

عن أبي سعيد الخدري قال: خرج إلينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد انقطع شسع نعله، فدفعها إلى عليّ (علیه السلام) يصلحها، ثمّ جلس وجلسنا حوله كانّما على رؤوسنا الطير فقال: «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت النّاس على تنزيله».

فقال أبو بكر: أنا هو، يا رسول اللّه ؟

قال: «لا».

فقال عمر: أنا هو يا رسول اللّه ؟

فقال: «لا، ولكنّه خاصف النعل».

قال: فأتينا عليّاً نبشّره بذلك، فكأنّه لم يرفع به رأساً، وكأنّه قد سمعه قبل.

(أمالي الطوسي: المجلس: 9، الحديث 50)

(2155) 23-(1) وبالسند المتقدّم عن إسماعيل بن رجاء قال: حدّثني أبي، عن جدّي أبي أُمّي حزام بن زهير أنّه كان عند عليّ (علیه السلام) في الرحبة، فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين، هل كان فى النعل حديث؟

فقال: «اللّهم إنّك تعلم أنّه ممّا كان يسرّه إِلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، وأشار بيديه و رفعهما.

(أمالي الطوسي: المجلس: 9، الحديث 51)

ص: 497


1- تقدّم تخريجه في الباب الثاني من أبواب الحوادث والفتن: ج 3 ص 513 - 514 ح 5.

(2156) 24-(1) حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد الصائغ قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق السرّاج قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:

ص: 498


1- ورواه مسلم في صحيحه: 4: 1871 ح 32 من فضائله (علیه السلام) عن قتيبة بن سعيد و محمّد بن عبّاد، عن حاتم، والترمذي في سننه: 5: 638 ح 3724 عن قتيبة، عن حاتم...، وهكذا عند أحمد في المسند: ح 1608، والنسائي في الحديث 11 من كتاب خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام) عن قتيبة بن سعيد وهشام بن عمّار، عن حاتم ومحمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 474 و 1004، والحاكم في المستدرك: 3: 108 3: 150 بالاقتصار على الفقرة الأخيرة من الرواية، والحسكاني في شواهد التنزيل: ح 172 و 658، والبيهقي في السنن: 7: 63، وابن أبي عاصم في السنة ح 1338، والواحدي في الوسيط: 444:1، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد السنّة: 7: 1374، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام): 226:1 ط 2 ح 271، والدورقي في مسنده ص 51 ح 19، وابن الأثير في ترجمة الإمام (علیه السلام) من أسد الغابة: 4: 25 - 26 والحمّويي في الباب 69 من فرائد السمطين: 1: 377 ح 307 وابن كثير في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) عند ذكر حوادث سنة أربعين من الهجرة من كتاب البداية والنهاية: ج 7 ص 352 كلّهم من طريق قتيبة، عن حاتم. ورواه هشام بن عمّار، عن حاتم: رواه ابن أبي عاصم في السنة: ص 587 ح 1336 و الحسكاني في شواهد التنزيل: ح 656. ورواه أبوبكر الحنفي عبد الكبير، عن بكير: رواه الطبري في تفسيره: 8:22، وابن أبي عاصم في كتاب السنة: 1338، و النسائي في الخصائص: ح 54، والحاكم في المستدرك: 3: 108، والحسكاني في شواهد التنزيل: ح 654، والبزّار في مسنده: 1120. ورواه عليّ بن ثابت، عن بكير: رواه الحاكم في المستدرك: 3: 147، والخطيب في تلخيص المتشابه: 2: 644، والكنجي في كفاية الطالب في الباب 32، والبيهقي في السنن: 7: 63، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام):ح 273 و 274، والحسكاني في شواهد التنزيل: ح 655. ورواه ابن حجر في ترجمة الإمام (علیه السلام) من الإصابة: 2: 509 نقلاً عن الترمذي، وأورده المحبّ الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 134.

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعلي (علیه السلام) ثلاثاً، فلأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النعم، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام) وخلّفه في بعض مغازيه، فقال: «يا رسول اللّه ، تخلّفني مع النساء والصبيان»؟! فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما ترضى أن تكون منّى بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟ وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله».

قال: فتطاولنا لها(1) [ف] قال: «ادعوا لي عليّاً». فأتى عليّ أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه.

ولمّا نزلت هذه الآية: (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)(2)، دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً (علیهم السلام) و قال: «اللّهم هؤلاء أهلي».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 63)

(2157) 25-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عليّ القزويني قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه:

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنك سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 50)

(2158) 26- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو بكر

ص: 499


1- في الطبعة الحجرية: «فتطاولنا بهذا».
2- سورة آل عمران: 3: 61.
3- ورواه ابن المغازلي في مناقب أهل البيت (علیهم السلام): ص 130، ح 96، والخوارزمي في المناقب: ص 295، ح 287.

محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عبداللّه بن عجب الأنباري قال: حدّثنا خلف بن درست قال: حدّثنا القاسم بن هارون قال: حدّثنا سهل بن سقير(1) عن همّام، عن قتادة عن أنس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « لمّا عُرج بي إلى السماء دنوت من ربّي عزّ وجلّ حتّى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى.

فقال: يا محمّد، مَن تُحِبّ من الخلق؟

قلت: يا ربّ عليّاً.

قال: التفت يا محمّد فالتفتّ عن يساري، فإذا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 67)

(2159) 27- وعن محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 75)

(2160) 28-(2) وعن أبي بكر الجعّابي الحافظ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الخزّاز من كتابه، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان

ص: 500


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب التراجم، وفي أصلي: «سهل بن صقين»، وفي بعض النسخ: «سهل بن سفيان»، وكلاهما مصحّفان، لعدم وجود رجل اسمه سهل وأبوه سفيان أو صقين في كتب الرجال، ويشهد لما قلنا أنّ سقير يقال فيه أيضاً «صقير» بالصاد. راجع تهذيب الكمال: ج 11 ص 193.
2- ورواه الخوارزمي في الفصل الخامس من المناقب: ص 61 ح 31 بإسناده عن أبي الفتح الحفّار، وعنه ابن طاووس في الطرائف: ص 521. وأورده العلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 457 ح 559.

قال: حدّثنا أبو مريم، عن ثُوَير بن أبي فاختة:

عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه، وأوقفه يوم غدير خمّ فأعلم الناس أنّه مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال له: «أنت منّي وأنا منك».

وقال له: «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل».

وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى».

وقال له: «أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت».

وقال له: «أنت العروة الوثقی».

وقال له: «أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم بعدي».

وقال له: «أنت إمام كلّ مؤمن ومؤمنة، ووليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي».

وقال له: «أنت الّذي أنزل اللّه فيه: (وَأَذَانٌ مِنَ اللّه وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)(1).

وقال له: «أنت الآخذ بسنّتي والذابّ عن ملّتي».

وقال له: «أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض وأنت معي».

وقال له: «أنا عند الحوض وأنت معى».

وقال له: «أنا أوّل من يدخل الجنّة، وأنت بعدي تدخلها، والحسن والحسين وفاطمة».

وقال له: «إن اللّه أوحى إليّ بأن أقوم بفضلك، فقمت به في النّاس، وبلّغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه».

وقال له: «اتّق الضغائن الّتي لك في صدر مَن لا يظهرها إلّا بعد موتي، أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون».

ثمّ بكى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقيل: ممّ بكاؤك يا رسول اللّه ؟

قال: «أخبرني جبرئيل (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّهم يظلمونه ويمنعونه حقّه، ويقاتلونه ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل (علیه السلام) عن اللّه عزّ وجلّ أنّ ذلك يزول إذا

ص: 501


1- سورة التوبة: 9: 3.

قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمّة على محبّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغيّر البلاد، وضعف العباد والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم منهم».

فقيل له: ما اسمه؟

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي(1)، هو من ولد ابنتي، يُظهر اللّه الحق بهم ويُخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم النّاس بين راغب إليهم وخائف منهم».

قال: وسكن البكاء عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: «معاشر المؤمنين، أبشروا بالفرج، فإنّ وعد اللّه لا يخلف، وقضاءه لا يردّ، وهو الحكيم الخبير، فإنّ فتح اللّه قريب، اللّهم إنّهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهم اكلأهم و ارعهم وكن لهم، وانصرهم وأعنهم، وأعزّهم ولا تذلّم، واخلفني فيهم، إنّك على كل شيء قدير».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)

(2161) 29- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):

يقول اللّه عزّ وجلّ: «من آمن بي وبنبیّي، وتولّى عليّاً، أدخلته الجنّة على ما كان من عمله».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 29)

ورواه أيضاً في الحديث 67 إلّا أنّ فيه: «من آمن بي وبنبیّي وبولیّي أدخلته الجنّة...».

ص: 502


1- يأتي الكلام في ذلك في ترجمة الإمام المهدي (علیه السلام).

(2162) 30-(1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزّاز قال: حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا فطر قال: سمعت أبا الطفيل يقول:

قال بعض أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لقد كان لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من السوابق ما لو أنّ سابقة منها [قسمت](2) بين الخلائق لوسعتهم خيراً.

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 7)

(2163) 31-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي قال: حدّثنا عمرو بن معمر قال: حدّثنا عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى، عن، عن أبيه محمّد بن عليّ:

عن جابر بن عبد اللّه قال: بعث النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خالد بن الوليد والياً على صدقات بني المصطلق حيّ من خزاعة، وكان بينه وبينهم في الجاهليّة ذحل(4)، فأوقع بهم خالد، فقتل منهم واستاق أموالهم، فبلغ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما فعل، فقال: «اللّهم إنّي أبرأ

ص: 503


1- ورواه الحاكم الحسكاني في الحديث 10 من شواهد التنزيل بإسناده عن محمّد بن عبد الملك الدقيقي، ورواه أيضاً في الحديث 6 بسند آخر عن الفضل بن موسى، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن بعض أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وفي الحديث 11 بإسناده عن محمّد بن عيسى، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن ابن عبّاس. وأخرجه ابن عساكر في الحديث 1116 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 82 ط 2 عن أبي الحسن الفقيه الشافعي، عن عبد العزيز، عن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد.
2- ما بين المعقوفين من شواهد التنزيل.
3- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة.
4- الذَحْل: الثأر. العداوة والحقد.

إليك ممّا صنع خالد»! وبعث إليهم عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بمال، وأمره أن يؤدّي إليهم ديات من قتل من رجالهم.

فانطلق عليّ (علیه السلام) فأدّى إليهم ديات رجالهم وما ذهب لهم من أموالهم، وبقي معه من المال زُعبة(1)، فقال لهم: «هل تفقدون شيئاً من أموالكم وأمتعتكم»؟

فقالوا: ما نفقد شيئاً إلّا ميلغة كلابنا. فدفع إليهم ما بقى من المال.

فقال: «هذا لميلغة كلابكم وما أنسيتم(2) من متاعكم».

وأقبل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «ما صنعت»؟

فأخبره حتّى أتى على حديثهم(3)، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أرضيتني رضي اللّه عنك، يا عليّ، أنت هادي أمّتي، ألا إنّ السعيد كلّ السعيد من أحبّك وأخذ بطريقتك، ألا إنّ الشقي كلّ الشقي من خالفك ورغب عن طريقك إلى يوم القيامة».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 65)

أقول: لهذا الحديث رواية أخرى ذكرتها في باب أخبار المنزلة من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام).

(2164) 32-وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جورية الجنديسابوري من أصل كتابه، قال: حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال: أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدّثنا شريك بن عبداللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق:

عن عمرو بن ميمون الأودي، أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر: هو زوج فاطمة سيّدة نساء الأوّلين والآخرين، فمن رأى مثلها أو سمع

ص: 504


1- الزُعبة: القطعة من المال.
2- في الطبعة الحجرية: «ما نسيتم».
3- فى الطبعة الحجرية: «حديثه».

أنّه تزوّج بمثلها أحد في الأوّلين والآخرين؟! وهو أبو الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، فمن له أيّها الناس مثلها؟! و رسول اللّه حموه (1)، وهو وصيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أهله وأزواجه، وسدّت الأبواب الّتي في المسجد كلّها غير بابه، وهو صاحب باب خيبر، وهو صاحب الراية يوم خيبر، و تفل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعد ولا وجد حرّاً ولا برداً بعد يوم ذلك.

وهو صاحب يوم غدير خُمّ، إذ نوّه(2)رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باسمه، وألزم أمّته ولايته، وعرفهم بخطره، وبيّن لهم مكانه، فقال: «أيّها النّاس، من أولى بكم من أنفسكم»؟

قالوا: اللّه و رسوله.

قال: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه».

وهو صاحب العباء ومن أذهب اللّه عنه الرجس وطهّره تطهيراً، وهو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي». فجاء عليّ (علیه السلام) فأكل معه.

وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و قد سار أبوبكر بالسورة، فقال له: يا محمّد إنّه لا يبلغها إلّا أنت أو عليّ، إنّه منك وأنت منه، وكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه في حياته وبعد وفاته.

وهو عيبة علم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن قال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(3)».

ص: 505


1- حما المرأة: أبو زوجها ومن كان من قِبله من الرجال. وحما الرجل: أبو امرأته ومن كان من قِبله من الرجال.
2- نَوَّه به: دعاه بصوت مرتفع. والشيء أو به: رفعه، يقال: نَوَّه بفلان أو باسمه: شَهَرَه ورفع ذكره وعظَّمَهُ.
3- سورة البقرة: 2: 189.

وهو مفرّج الكرب عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الحروب، وهو أوّل من آمن برسول اللّه وصدّقه واتّبعه، وهو أوّل من صلّى، فمن أعظم فرية على اللّه و على رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ممّن قاس به أحداً أو شبّه به بشراً!

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)

(2165) 33-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان الغزّال قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبيد بن خنيس العبدي قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبداللّه بن شريك:

عن الحارث بن ثعلبة قال: قدم رجلان يريدان مكّة والمدينة في الهلال أو قبل الهلال، فوجد النّاس ناهضين إلى الحجّ:قال [قالا] فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنّه أميرهم، فانتبذ منهم، فقال: كونا عراقيّين.

قلنا: نحن عراقيّان.

قال: كونا كوفيّين.

ص: 506


1- ورواه الهيثم الشاشي في مسند الصحابة: ق 12 / أ في مسند سعد وعنه ابن عساكر في تاریخ دمشق: ح 278 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)، من طريق أحد بن شدّاد الترمذي، عن عليّ بن قادم عن إسرائيل، عن عبد اللّه بن شريك! ورواه زافر بن سليمان، عن إسرائيل، عن عبد اللّه بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة: الكامل لابن عدي: 3: 234 في ترجمة زافر، مناقب الكوفي: ح 434 و 454 ط 1. وروى النسائي فقرة من الحديث - وهي حديث سدّ الأبواب - في ح 40 من الخصائص من طريق إسرائيل عن عبد اللّه بن شريك، وفقرة أخرى منه - وهي حديث المنزلة - بهذا الاسناد برقم 60. ورواه أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، عن عليّ بن قادم بفقرة حديث الولاية: السنّة لابن أبي عاصم: ص 593 ح 1376. ورواه جابر بن الحرّ، عن عبد اللّه بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة، عن سعد تاریخ دمشق ح 281 تهذيب الكمال: 5: 278 ترجمة الحارث بن مالك إشارة.

قلنا: نحن كوفيّان.

قال: ممّن أنتما؟

قلنا: من بني كنانة.

قال: من أيّ بني كنانة؟

قلنا: من بني مالك بن كنانة.

قال: رحب على رحب و قرب على قرب أنشدكما بكلّ كتاب منزل ونبيّ مرسل، أسمعتما عليّ بن أبي طالب يسبّني، أو يقول إنّه معادي ومقاتلي؟

قلنا: مَن أنت؟

قال: أنا سعد بن أبي وقّاص.

فقلنا: لا، ولكن سمعناه يقول: «اتّقوا فتنة الأخينس».

قال: الخنيس(1) كثير، ولكن سمعتماه يضني باسمي؟

قالا: [قلنا:] لا.

قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، قد ضللت إذن وما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهنّ من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها أعمر فيها عمر نوح!

قلنا: سمّهنّ [لنا].

قال: ما ذكرتهنّ إلّا وأنا أريد أن أسمّيهنّ: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين، فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة، بعث بعليّ بن أبي طالب نحوه، فقال: «اقبض ببراءة منه واردده إليّ». فمضى إليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقبض براءة منه ورده إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا مثل بين يديه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكى [أبوبكر] وقال: يا رسول اللّه ، أحدث فيّ شيء، أم أنزل فيّ قرآن؟

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لم ينزل فيك قرآن [و] لكن جبرئيل (علیه السلام) جاءني عن اللّه عزّ وجلّ فقال: «لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك»، وعليّ منّي وأنا من عليّ، و

ص: 507


1- قال ابن الأثير فى مادة «خنس» من النهاية: الخنس – بالتحريك-: انقباض قصبة الأنف وعِرَض الأرنبة، والرجل أخنس، والجمع خُنس.

لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ».

قلنا له: وما الثانية؟

قال: كنّا في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل عليّ وآل أبي بكر و آل عمر و أعمامه قال: فنودي فينا ليلاً: اخرجوا من المسجد إلّا آل رسول اللّه وآل عليّ.

قال: فخرجنا نجرّ قلاعنا(1)، فلمّا أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال: يارسول اللّه، أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ونحن عمومتك ومشيخة أهلك؟!

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا أخرجتكم ولا أنا أسكنته، ولكن اللّه عزّ وجل أمرني بذلك».

قلنا له: فما الثالثة؟

قال: بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردّها، فبعث بها مع عمر فردّها، فغضب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّه اللّه و رسوله، ويحبّ اللّه ورسوله كرّاراً غير فرّار لا يرجع حتّى يفتح اللّه على يديه».

قال: فلمّا أصبحنا جثونا على الرّكب فلم نره يدعو أحداً منّا، ثمّ نادى: «أين عليّ بن أبي طالب»؟ فجيء به وهو أرمد، فتفل في عينه وأعطاه الراية، ففتح اللّه على يده.

قلنا: فما الرابعة؟

قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خرج غازياً إلى تبوك واستخلف عليّاً على النّاس، فحسدته قريش، وقالوا: إنّما خلّفه لكراهيّة صحبته. قال: فانطلق في أثره حتّى لحقه فأخذ بغرز ناقته، ثمّ قال: «إنّي لتابعك».

قال: «ما شأنك»؟

فبكى وقال: «إنّ قريشاً تزعم أنّك إنّما خلّفتني لبغضك لي وكراهيّتك صحبتي»!

قال: فأمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مناديه فنادى في النّاس، ثمّ قال: «أيّها النّاس،

ص: 508


1- قال ابن الأثير في النهاية: في حديث سعد قال: لمّا نودي: «ليخرج من في المسجد إلّا آل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل عليّ»، خرجنا من المسجد نجرّ قلاعنا. أي كنفنا وأمتعتنا، واحدها: قلع -بالفتح - وهو الكنف يكون فيه زاد الراعي ومتاعه.

أفيكم أحد إلّا وله من أهله خاصّة»؟

قالوا: أجل.

قال: «فإنّ عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي وحبيبي إلى قلبي».

ثمّ أقبل على أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»؟

فقال عليّ (علیه السلام): «رضيت عن اللّه ورسوله».

ثمّ قال سعد: هذه أربعة وإن شئتما حدّثتكما بخامسة.

قلنا: قد شئنا ذلك.

قال: كنّا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع، فلمّا عاد نزل غدير خمّ، وأمر مناديه فنادى في النّاس: «مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 2)

(2166) 34- حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم المحاربي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدّثنا محمّد بن الحارث قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد، عن مسلم الأعور، عن حبّة العرني، عن أبي الهيثم بن التيّهان الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام وعلّقها على العرش، وأمرها بالتسليم عَلَيّ والطاعة لي، وكان أوّل مَن سَلَّم عَلَىّ و أطاعني من الرجال روح عليّ بن أبي طالب».

(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 6)

(2167) 35-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني

ص: 509


1- وأورده ابن عبد ربّه في العقد الفريد: 2: 264 فرش كتاب الياقوتة في العلم والأدب، باب الحلم ودفع السيّئة بالحسنة، وأبو حيّان التوحيدي في البصائر والذخائر: 6: 216 رقم 669، والكراجكي في معدن الجواهر: ص 35 باب ما جاء في ثلاثة، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 75، والديلمي في أعلام الدين: ص 215.

أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثني أبي، عن ربعي بن عبد اللّه بن الجارود، عن أبيه قال:

قال معاوية لخالد بن مَعمر(1): على مَ أحببتَ عليّاً؟

قال: على ثلاث خصال: على حِلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال، وعلى عدله إذا وَلي.

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 3)

(2168) 36-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيداللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا محمّد بن يحيى قال: حدّثنا جبلة بن محمّد بن جبلة الكوفي قال:

ص: 510


1- خالد بن المُعمَّر بن سلمان بن الحارث الذهلي، شهد صفّين مع عليّ (علیه السلام) وكان من أمرائه يوم صفّين، وكان على بكر بن وائل في رؤوس الأخماس الّذين قدموا من البصرة مع ابن عبّاس إلى صفّين، ثمّ غدر بالحسن بن عليّ (علیهما السلام) ولحق بمعاوية فولّاه أرمينية فوصل إلى نصيبين، فيقال: إنّه احتيل له شربة فمات فقبره بها. لاحظ ترجمته في الإكمال لابن ماكولا: 7: 207، و المؤتلف والمختلف للدارقطني: 4: 2024، وتاريخ دمشق لابن عساكر: 16: 205، والوافي بالوفيات: 13: 264، والإصابة: 1: 461، وبغية الطلب: 7: 3113.
2- ورواه الطبري في الحديث 29 من الجزء الثاني من بشارة المصطفى: ص 53 عن ابن الشيخ الطوسي، عن الشيخ. وأورد بعض الأبيات ابن شهر آشوب في المناقب: 2: 201 و 275، وأبو الفرج الأصفهاني في ترجمة السيّد من الأغاني: 7: 247 وقال: قال العُتبي: أحسن واللّه ما شاء، هذا واللّه الشعر الّذي يهجم على القلب بلا حجاب. وأورده سبط ابن الجوزي في أواخر ترجمة الإمام الرضا (علیه السلام) من تذكرة الخواص: ص 357 وقال: أنشده مأمون، وقيل للسيّد الحميري.

حدّثني أبي قال: اجتمع عندنا السيّد بن محمّد الحميري وجعفر بن عفّان الطائي، فقال له السيّد: ويحك، أتقول في آل محمّد شرّاً؟!

مابال بيتكم يخرّب سقفه *** و ثيابكم من أرذل الأثواب

فقال جعفر: فما أنكرت من ذلك؟

فقال له السيّد: إذا لم تحسن المدح فاسكت أَ يُوصف آل محمّد بمثل هذا؟! و لكنّى أعذرك، هذا طبعك وعلمك ومنتهاك، وقد قلت أمحو عنهم عار مدحك:

أقسم باللّه وآلائه *** والمرء عمّا قال مسؤول

إنّ عليّ بن أبي طالب *** على التُقى والبرّ مجبول

وإنّه كان الإمام الّذى *** له على الأمّة تفضيل

يقول بالحقّ ويُعنى به *** ولا تُلهِّيه الأباطيل

كان إذا الحرب مَرَتها القنا *** وأحجمت عنها البهاليل

يمشي إلى القرن وفى كفّه *** أبيضُ ماضي الحد مصقول

مشى العفرنى بين أشباله *** أبرزه للقنص الغيل

ذاك الّذي سلّم في ليلة *** عليه میکال وجبريل

میکال فى ألف وجبريل فى *** ألف ويتلوهم سرافیل

ليلة بدر مدداً أنزلوا *** كأنّهم طيرٌ أبابيل

فسلّموا لما أتوا *** وذاك إعظام وتبجيل(1)

ص: 511


1- قال الإربلي في كشف الغمّة: 2: 19 بعد ذكر الأبيات: يقال: مرت الريح السحاب: إذا استَدَرَّته،، يريد أنّ القَنا تستدرّ الحرب. والبهلول: الضحّاك، ولعلّه لشجاعته وبسالته لا يكترث بالحرب فيُبَسّم في الحالة الّتي يُقَطَّب فيها الرجال لخوف الحرب، كما قال أبو الطيّب: تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة *** و وجهك وضّاح وثَغرك باسم والعَفَرنى: الأسد، وهو فَعَلنى. والغيل - بالكسر: الأجمة وبيت الأسد مثل الخيس، والجمع غيول، وقال الأصمعي: الغيل: الشجر الملتف، وأبابيل: جماعات متفرّقة ويجيء بمعنى التكثير، وهو من الجمع الّذي لا واحد له، وقال بعضهم: واحده أبّول مثل عجّول، وقيل: أبّيل، قال: ولم أجد العرب تعرف له واحداً.

كذا يقال فيه يا جعفر، وشعرك يقال مثله لأهل الخصاصة والضَّعف.

فقبّل جعفر رأسه وقال: أنت واللّه الرأس يا أبا هاشم، ونحن الأذناب.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 41)

(2169) 37-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو عبداللّه الأسدى قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار الغسّاني قال: حدّثنا أبو الصباح عبد الغفور الواسطى(2)، عن عبد اللّه بن محمّد القرشي، عن أبي عليّ الحسن بن عليّ الراسبي عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الشاكّ في فضل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاث مئة شعبة، على كلّ شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه».

(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 3)

(2170) 38-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن

ص: 512


1- ورواه الخوارزمي في الفصل 19 «فضائل له شتّى» من المناقب: ص 329 ح 347 مرسلاً عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يحشر الشاكّ في عليّ من قبره في عنقه طوق من نار فيه ثلاث مئة شعلة، على كلّ شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّى يوقف موقف الحساب». وفي رواية: «يكلح في وجهه».
2- أبو الصباح عبد الغفور الواسطي، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد: 11: 130 - 131 / 5823 وقال: لا أعرف عبد الغفور هذا إلّا أن يكون أبا الصباح الواسطي، ويغلب على ظنّي أنّه إيّاه، فإن كان هذا فهو عبد الغفور بن سعيد، وقيل: عبد الغفور بن عبد العزيز، حدّث عن أبي هاشم الرمّاني، روى عنه خلف بن عبد الحميد بن أبي الحسناء وشجاع بن أشرس وصالح بن مالك الخوارزمي.
3- و من قوله: «يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أشرف على الدنيا فاختارني» إلى آخر الحديث رواه أيضاً في وصايا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المواعظ: ص 47 - 49 بتفاوت يسير.

محمّد بن عبداللّه الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، قال: حدّثني مؤدّبي عبد اللّه بن أحمد بن نهيك الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن زياد [ا]بن أبي عمير قال: حدّثنا عليّ بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، عن آبائه [(علیهم السلام)]:

عن عليّ (علیه السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّه لمّا أسري بي إلى السماء تلقّتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتّى لقيني جبرئيل (علیه السلام) في محفل من الملائكة فقال: يا محمّد لو اجتمعت أمّتك على حبّ عليّ ما خلق اللّه عزّ وجلّ النّار.

يا عليّ، إنّ اللّه تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتّى آنست بك:

أمّا أوّل ذلك: فليلة أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل (علیه السلام): أين أخوك يا محمّد؟

فقلت: يا جبرئيل، خلّفته ورائي.

فقال: ادع اللّه عزّ وجلّ فليأتك به.

فدعوت اللّه ، فإذا مثالك معي، وإذا الملائكة وقوف صفوفاً، فقلت: يا جبرئيل، مَن هؤلاء؟

قال: هؤلاء الّذين يباهي اللّه عزّ وجلّ بهم يوم القيامة، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة.

والثاني: حين أسري بي إلى ذي العرش عزّ وجلّ، فقال لي جبرئيل: أين أخوك يا محمّد؟

فقلت: خلّفته ورائي.

قال: ادع اللّه عزّ وجلّ فليأتك به.

فدعوت اللّه عزّ وجلّ فإذا مثالك معي، وكشط لي عن سبع سماوات حتّى رأيت سكّانها و عمّارها، وموضع كلّ ملك منها.

والثالث: حيث بُعثت للجنّ، فقال لي جبرئيل (علیه السلام): أين أخوك؟

ص: 513

فقلت: خلّفته من ورائي.

فقال: ادع اللّه عزّ وجلّ فليأتك به.

فدعوت اللّه عزّ وجلّ، فإذا أنت معي فما قلت لهم شيئاً ولا ردّوا عليّ شيئاً إلّا سمعته ووعيته.

والرابع: خصّصنا بليلة القدر، وأنت معي فيها، وليست لأحد غيرنا.

والخامس: ناجيت اللّه عزّ وجلّ، ومثالك معي، فسألت فيك خصالاً أجابني إليها إلّا النبوّة، فإنّه قال: خصصتها بك، وختمتها بك.

والسادس: لمّا طفت بالبيت المعمور، كان مثالك معي.

والسابع: هلاك الأحزاب على يدي وأنت معي.

يا عليّ، إنّ اللّه أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثمّ اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثمّ اطلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين، ثمّ اطلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمّة من ولدهما على رجال العالمين.

يا عليّ، إني رأيت اسمك مقروناً باسمى في أربعة مواطن فآنست بالنظر إليه:

إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء، وجدت على صخرتها: «لا إله إلّا اللّه ، محمّد رسول اللّه، أيّدته بوزيره ونصرته به».

فقلت: يا جبرئيل، ومَن وزيري؟

قال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى، وجدت مكتوباً عليها: «لا إله إلّا اللّه أنا وحدي و محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره ونصرته به».

فقلت يا جبرئيل، ومَن وزيري؟

فقال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

فلمّا جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش ربّ العالمين، وجدت مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا وحدي، محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره وأخيه ونصرته به».

يا عليّ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أعطاني فيك سبع خصال: أنت أوّل من ينشقّ القبر

ص: 514

عنه معى، وأنت أوّل من يقف معي على الصراط، فتقول(1) للنّار: خذي هذا فهو لك، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أوّل مَن يكسى إذا كسيت ويحيى إذا حیيت وأنت أوّل مَن يقف معي عن يمين العرش، وأوّل مَن يقرع معي باب الجنّة، وأوّل مَن يسكن معي عِلِّيين، وأوّل مَن يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».

(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 21)

ص: 515


1- هذا هو الظاهر، وفي النسخ: «فيقول».

أبواب كرائم خصال أمير المؤمنين (علیه السلام) ومحاسن أخلاقه وأفعاله

باب 1- علمه (علیه السلام) وأنّه باب مدينة العلم والحكمة، وأنّه أعلم النّاس وأقضاهم بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

أقول: تقدّم في الباب الرابع من أبواب فضائله (علیه السلام) - في أنّه أخصّ النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)- ما يرتبط بهذا الباب(1).

(2171) 1-(2) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن سلمان الفارسي (رضی اللّه عنه)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا سلمان، سألتني عن وصيّي من أمّتي، فهل تدري من كان وصيّ موسى من أمّته»؟

فقلت: كان وصيّه يُوشَع بن نُون فتاه.

قال: «فهل تدري لِمَ كان أوصى إليه»؟

فقلت: اللّه ورسوله أعلم.

قال: «أوصى إليه لأنّه كان أعلم أمّته بعده، و وصيّي أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الخامس من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام).

ص: 516


1- لاحظ الحديث 5 و 6 من الباب المذكور: ص 308 - 309.
2- تقدّم تخريجه في الباب الخامس من أبواب النصوص الدالّة على إمامته (علیه السلام): ص 195 ح 1.

(2172) 2-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري قال: حدّثنا أحمد بن منصور المروزي قال: حدّثنا النضر بن شميل قال: حدّثنا عوف بن أبي جميلة، عن عبد اللّه بن عمرو بن هند الجملي قال:

قال عليّ (علیه السلام): «كنتُ إذا سألتُ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني».

(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 13)

(2173) 3-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبو غسّان النهدي قال: حدّثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن المسيّب بن نجبة:

ص: 517


1- ورواه الترمذي في سننه: 5: 637 ح 3722 وفي ص 640 ح 3729 وقال: وفي الباب عن جابر وزيد بن أسلم وأبي هريرة وأم سلمة. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف: ح 6 من فضائل عليّ (علیه السلام): 6: 368 ح 32061، و النسائي في الخصائص: ص 221 / 119، والحاكم في المستدرك: 3: 135 ح 4630، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 454 ح 987، ونحوه في ص 485 - 486 ح 1013 بإسناده عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن آبائه، عن عليّ، وابن الأثير في أسد الغابة: 4: 104، وابن أبي حاتم الرازي في المراسيل: ص 95 في ترجمة عبد اللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي. وأخرجه الهندي في كنز العمّال: 13: 120 ح 36387 نقلاً عن ابن أبي شيبة والترمذي و الشاشي وحلية الأولياء والدورقي والحاكم في المستدرك وسعيد بن منصور، وفي الحديث 36405 ص 128 عن ابن سعد في الطبقات من طريق محمّد بن عمر بن عليّ. وانظر الكافي: 1: 64 س 10، والاحتجاج - للطبرسي -: 1: 616 / 139، وروضة الواعظين - للفتّال-: ص 308، وغرر الحكم - للآمدي -: ح 3779 و 7236، والمناقب لابن شهر آشوب: 2: 45 عنوان «في المسابقة بالعلم».
2- تقدّم تخريجه في باب أحوال أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.

عن عليّ (علیه السلام) (في حديث) أنّه قيل له: فحدّثنا عنك يا أمير المؤمنين قال: «كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكّت ابتديت»(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 43، الحديث 8)

(2174) 4-(2) وبإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ أنا مدينة الحكمة وأنت بابها و لن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامته (علیه السلام).

ص: 518


1- فى الغارات: قلنا حدّثنا عن نفسك. قال: «مهلاً، نهانا اللّه عن التزكية». قال له رجل: فإنّ اللّه يقول: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى: 11]. قال: «فإنّي أحدّث بنعمة ربّي، كنت واللّه إذا سألت أعطيت، وإذا سكتّ ابتديت، وإنّ تحت الجوانح منّي لعلماً جمّاً فاسألوني».
2- تقدّم تخريج الحديث في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)، وأمّا قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة الحكمة...»، فرواه الحاكم في المستدرك: 3: 127. وورد عن ابن عبّاس بلفظ: «أنا مدينة العلم...» رواه الخطيب في ترجمة أحمد بن فاذويه الطحّان في تاريخ بغداد: 4: 348 / 2186 وترجمة جعفر بن محمّد الفقيه: 7: 173 / 3613 و ترجمة عبد السلام بن صالح الهروي: 11: 48 / 5728 وترجمة عمر بن إسماعيل الهمداني: 11: 204 / 5098، والحاكم في المستدرك: 1263 - 127، وابن المغازلي في الحديث 123 و 124 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)، والخوارزمي في الفصل 7 من المناقب: ص 83 - 69، والكنجي في كفاية الطالب: ص 222 في الباب 58، وابن كثير في البداية والنهاية: 7: 372 عند ذكر فضائل عليّ (علیه السلام) في حوادث سنة 40 من الهجرة والحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 104 / 121، وابن الأثير في أسد الغابة: 4: 22 وابن حجر في ترجمة عبد السلام بن صالح من تهذيب التهذيب: 6: 282/ 4220، وفي ترجمة إسماعيل بن محمّد بن يوسف الجبريني من لسان الميزان: 1: 667 / 1358 وترجمة جعفر بن محمّد الفقيه: 2: 218 / 2052، ثمّ قال ابن حجر: وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم، أقلّ أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع.

(2175) 5-(1) وبإسناده عن جابر بن عبداللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «أنا دار الحكمة وعليّ مفتاحها، ولن يوصل إلى الدار إلّا بالمفتاح».

(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام).

(2176) 6-(2) حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد، عن عمرو بن شمر عن جابر(3) عن أبي جعفر الباقر، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة الحكمة وهي الجنّة، وأنت يا عليّ بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنّة، ولا يهتدى إليها إلّا من بابها»؟

(أمالي الصدوق: المجلس 61، الحديث 11)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 21)

ص: 519


1- ورواه أحمد في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة: ص 138 رقم 203 بلفظ: «أنا دار الحكمة وعليّ بابها»، ورواه أيضاً العاصمي في زين الفتى: 401:2 ح 524 مثل رواية أحمد بزيادة: «فمن أراد الحكمة فليأت الباب». وورد بلفظ «أنا مدينة الحكمة» مع مغايرة في الذيل، عن جابر وابن عبّاس، كما في ترجمة عمر بن إسماعيل الهمداني من تاريخ بغداد: 11: 204 رقم 5098، والمناقب لابن المغازلي ص 86 ح 128، وترجمة عثمان بن عبد اللّه بن عمرو من الكامل - لابن عديّ -: 5: 177 رقم 1336، وترجمة عثمان ومحفوظ بن بحر الإنطاكي من ميزان الاعتدال: 3: 41/5523 و 3: 444 / 7092، ولسان الميزان: 4: 612 / 557 و 5: 609 / 6910، والحديث 1003 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 476.
2- وورد أيضاً صدر الحديث من طريق أمير المؤمنين (علیه السلام) بلفظ: «أنا دار الحكمة وعليّ بابها»، رواه الترمذي في صحيحه: 5: 637 ح 3723، وأبو نعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 64، والعاصمي في زين الفتى: ج 2 ص 402 - 403 ح 525 و 526 من طريق الصنابجي، عن عليّ، ثمّ قال أبو نعيم: رواه الأصبغ بن نباتة والحارث، عن عليّ نحوه. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين: 1: 99 ح 68 ط 1.
3- في أمالي الطوسي: «جابر بن عبد اللّه»!

(2177) 7-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:

عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (في احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون بمرو، في فضل العترة الطاهرة) قال: رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا مدينة الحكمة و عليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها».

(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(2178) 8-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثنا إسحاق بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حمّاد بن كثير السرّاج، عن أبي خالد، عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة:

عن عليّ (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة الجنّة وأنت بابها يا عليّ كذب من زعم أنّه يدخلها من غير بابها».

(أمالي الطوسي، المجلس 11، الحديث 69)

(2179) 9-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن

ص: 520


1- وورد في صحيفة الإمام الرضا (علیه السلام): ص 58 ح 81 بلفظ: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 457 ح 989.
3- ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 86 ح 127.

غالب الأزدي ب-«أرتاح»(1)، ومحمّد بن سعيد بن شرحبيل الترخُمي ب-«حمص»، قالا: حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ بن عبد الغني الأزدي ب-«معان»، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن همّام الحميري قال: حدّثني أبي همّام بن نافع، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبداللّه بن عبّاس:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها، فمن أراد الجنّة فليأتها من بابها».

(أمالي الطوسي، المجلس 23، الحديث 7)

(2180)10-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عيسى محمّد بن الفراء بن الكبير ببغداد سنة عشر وثلاث مئة، قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن عمرو بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومئتين، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم وأنت الباب، وكذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة لا من قبل الباب».

(أمالي الطوسي، المجلس 23، الحديث 8)

ص: 521


1- أرتاح: مدينة من أعمال حَلَب.
2- للحديث عبارات مختلفة، قد يكون بلفظ «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»، وأخرى بصورة الخطاب الأمير المؤمنين (علیه السلام)، وثالثة بنحو آخر، وللذيل أيضاً عبارات متعدّدة، وله على اختلاف تعابيرها أسانيد مختلفة، فقد رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 464 ح 991 بإسناده عن الصنابجي، عن عليّ (علیه السلام)، وأخرج في هامشه عمّي العلّامة المحمودي عن كتاب «معرفة الصحابة» الورق 22 ب. وأخرجه ابن كثير في البداية والنهاية: 7: 372 عند ذكر فضائل عليّ (علیه السلام) من حوادث سنة 40 من الهجرة، وابن المغازلي في الحديث 122 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 81 بإسناده عن جرير، عن عليّ (علیه السلام)، والكنجي في الباب 58 من كفاية الطالب: ص 220 بإسناده عن حارث و عاصم، عن عليّ (علیه السلام)، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 432 ح 459 بإسناده عن حارث، عن عليّ (علیه السلام).

(2181) 11-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثني عطيّة بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري قال: حدّثنا أبو عمارة محمّد بن أحمد الخشّاب قال: حدّثنا العبّاس بن يزيد البحراني وإسحاق بن إبراهيم الورّاق قالا حدّثنا ضرار بن صرد قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

قال النبيّ (علیه السلام): «عليّ يبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 74، الحديث 9)

(2182) 12-(2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم

ص: 522


1- ورواه الحاكم في فضائل عليّ (علیه السلام) من المستدرك: 3: 122، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 488 ح 1016 - 1018 بأسانيد إلى ضرار بن صرد، عن المعتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس: أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه بعدي». وما ورد هنا مع فقرات أخرى رواه أبو نعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 63، و الخوارزمي في المناقب: ص 85 ح 75، وابن عساكر في الحديث 1014 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 487، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 145 ح 109 كلّهم من طريق القاسم بن جندب، عن أنس. وقال السيوطي في مناقب الخلفاء الأربعة من اللآلي المصنوعة: 1: 335 من طريق سهل بن سعد، عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «عليّ باب علمي ومبيّن لأمّتي ما أرسلت به من بعدي، حبّه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة».
2- وورد الحديث من طريق سلمان بلسان «صاحب سرّي عليّ بن أبي طالب»، كما في الحديث 3609 من فردوس الأخبار: 2: 561، وعنه القندوزي في الباب 56 من ينابيع المودّة: 2: 77 ح 68، وكنوز الحقائق: ص 89.

بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا إبراهيم بن بشّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن بلج المصري، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن محمّد بن منكدر قال:

سمعت أبا أمامة يقول: كان عليّ (علیه السلام) إذا قال شيئاً لم نشكّ فيه، وذلك أنّا سمعنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «خازن سرّي بعدي عليّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 18)

(2183) 13-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني المسعودي قال: حدّثنا يحيى بن سالم العبدي، عن إسرائيل، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو:

عن زرّ بن حبيش قال: مرّ عليّ (علیه السلام) على بغلة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وسلمان في ملأ، فقال سلمان رحمة اللّه عليه: «ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه؟ فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّه(2) لا يُخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أحد غيره، وإنّه لعالم الأرض وربّانيّها(3) وإليه تسكن، لو فقدتموه لفقدتم العِلم وأنكرتم النّاس».

(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 19)

أبو عبداللّه المفيد، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب، عن الحسن

ص: 523


1- تقدّم تخريجه في ص 253 ح 41.
2- كلمة «إنّه» غير موجودة في أمالي المفيد.
3- في أمالي المفيد: «العالم الأرض وزرّها». قال ابن الأثير في النهاية: 2: 300: في حديث أبي ذرّ قال - يصف عليّاً -: «وإنّه لعالم الأرض وزرّها الّذي تسكن إليه»، أي قوامها وأصله من زرّ القلب، وهو عظم صغير يكون قوام القلب به، وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان.

بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 2)

(2184) 14-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن غراب، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض:

عن أبيه قال: مرّ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بملأ فيهم سلمان رحمة اللّه عليه فقال لهم سلمان: «قوموا، فخذوا بحجزة(2) هذا، فواللّه لا يخبركم بسرّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيره».

(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «بسرّ نبيّكم صلوات اللّه عليه أحد غيره».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 7)

(2185) 15-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثني أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد قال: حدّثنا

ص: 524


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 124 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي، عن الشيخ الطوسي.
2- الحُجزة - بضم الحاء-: معقد الإزار، ثمّ قيل للإزار حُجزة للمجاورة، وقد استعير الأخذ بالحجزة للتمسّك والاعتصام، يعني تمسّكوا واعتصموا به. (مجمع البحرين).
3- ورواه الخوارزمي في الفصل 4 من مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 43 ط 1 وفي الفصل 7ح 67 من المناقب: ص 39 وفي ط ص 82 والكنجي في الباب 94 من كفاية الطالب: 332. ورواه الحمّويي في الباب 18 من السمط 1 من فرائد السمطين: 1: 97 ح 66، والديلمي في الفردوس: 1: 451 ح 1494، وابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في المسابقة بالعلم» من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 2: 33، وفي الجميع من قوله: «أعلم أمّتي...». وللحديث شواهد كثيرة جدّاً من غير هذا الطريق، فلاحظ ما جمعه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى، ومادة «علم» من فهرس إحقاق الحقّ، وغيرهما.

محمّد بن عليّ الصرّاف قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن عليّ بن هاشم، عن [محمّد بن عبيد اللّه بن] أبي رافع، عن محمّد بن أبي بكر(1) [بن محمّد بن عمرو بن حزم]، عن عبّاد بن عبد اللّه ، عن سلمان رحمة اللّه عليه:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أقضى أمّتي وأعلم أمّتي بعدي عليّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحديث 20)

(2186) 16- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «يا عليّ، أنا مدينة العلم وأنت بابها وهل تؤتى المدينة إلّا من بابها».

(أمالي الصدوق: المجلس 83، الحديث 2)

تقدم تمامه مسنداً في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة.

(2187) 17- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلاني قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي:

عن ابن عبّاس (في حديث في إرتحال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) قال: ثمّ مدّ يده إلى عليّ (علیه السلام) فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الّذي كان عليه، ووضع فاه على فيه، و جعل يُناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيّبة (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فانسلّ عليّ (علیه السلام) من تحت ثيابه وقال: «أعظم اللّه أجوركم في نبيّكم، فقد قبضه اللّه إليه». فارتفعت الأصوات بالضجّة والبكاء.

فقيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): ما الّذي ناجاك به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين أدخلك تحت

ص: 525


1- كذا في الأصل هنا، وفي مناقب الخوارزمي ومقتله وفرائد السمطين: عن أبي بكر محمّد بن عمرو بن حزم.

ثيابه؟

فقال: «علّمني ألف باب علم، يفتح لي كلّ باب ألف باب»(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 6)

تقدّم تمامه في باب 3 من أبواب ما يتعلّق بارتحال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.

(2188) 18- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد الإصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا [عمرو بن حمّاد بن طلحة] القنّاد قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت يحيى بن أُمّ الطويل يقول:

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «ما بين لوحي المصحف من آية إلّا وقد علمت فيمن نزلت وأين نزلت في سهل أو جبل، وإنّ بين جوانحي لعلماً جمّاً، فسلوني قبل أن تفقدوني، فإنّكم إن فقدتموني لم تجدوا من يحدّثكم مثل حديثي».

(أمالي المفيد: المجلس 19، الحديث 3)

ص: 526


1- الحديث من المتواترات، لاحظ ما رواه الصدوق (قدّس سرّه) فى أبواب ما بعد الألف من الخصال ص 642 - 652 رقم 21 - 53، والشيخ المفيد (قدّس سرّه) في الفصل 52 من الإرشاد: ج 1 ص 186، و الحافظ السروي في مناقب آل أبي طالب: 1: 294 في عنوان «فصل في وفاته (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، والخزاعي في الحديث 34 من أربعينه ص 78 وابن عدي في ترجمة حيي بن عبداللّه المصري، من الكامل: 1: 300 ط 1، والحمّويي في الباب 19 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج 1 ص 101 ح 70، وأبونعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 65، والكلابي في الحديث 8 من مناقبه المطبوع في آخر مناقب ابن المغازلي ص 430 ط 1، والخوارزمي في الفصل 7 من المناقب ح 73، وابن الجوزي في الحديث 347 من العلل، وابن حبّان في ترجمة عبداللّه بن لهيعة من كتاب المجروحين: 14:1، وابن عساكر في الحديث 1012 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 2: 484، والذهبي في ترجمة عبد اللّه بن لهيعة من ميزان الاعتدال، والسيوطي في اللآلي: 1: 375.

(2189) 19-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس عن سعد بن طريف الكناني:

عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا جلس عليّ (علیه السلام) في الخلافة وبايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لابساً بردة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متنعّلاً نعل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متقلّداً سيف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فصعد المنبر فجلس عليه متمكّناً،، ثمّ شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال: «يامعشر النّاس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، هذا ما زقّني(2) رسول اللّه زقّاً زقّاً، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين، أما واللّه لو ثنيت لي وسادة(3) فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة فتقول:

ص: 527


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 43 من كتاب التوحيد ص 304 - 308. ورواه الشيخ المفيد (قدّس سرّه) في كتاب الاختصاص: ص 236 وفي الفصل 1 - ما جاء في فضله (علیه السلام) على الكافّة في العلم - من الإرشاد: ص 34 - 35 بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة، عن عليّ (علیه السلام). ورواه الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتل الحسين (علیه السلام): 44:1 بإسناده عن أبي البختري، إلى قوله: «صدق عليّ»، وصدره في المناقب ص 91 ح 85، ومثله في المناقب -لابن شهر آشوب -: 2: 47 في عنوان المسابقة بالعلم والحلّي في كشف اليقين: ص 62 ح 42. وقريبا منه رواه الحمّويي في فرائد السمطين: 1: 340 - 341. وروى صدر الحديث - مختصراً - السيّد الرضي (قدّس سرّه) في الخطبة 179 من نهج البلاغة، و الطبرسي في كتاب الاحتجاج: 1: 209 عند ذكر احتجاجه (علیه السلام) في التوحيد. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 118 إلى قوله (علیه السلام): «تأويلها وتنزيلها لأخبرتكم». وانظر سائر تخريجاته في كتاب الاحتجاج.
2- زقّ الطائر فرخه يزقّه: أي أطعمه بفيه.
3- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: ثنى الوسادة: جعل بعضها على بعض لترفع فيجلس عليها كما يصنع للأكابر والملوك، وهاهنا كناية عن التمكّن في الأمر والاستيلاء على الحكم، وأمّا إفتاء أهل الكتاب بكتبهم فيحتمل أن يكون المراد به بيان أنّه في كتابهم هكذا، لا الحكم بالعمل به أو أريد به الإفتاء فيما وافق شرع الإسلام وإلزام الحجّة عليهم فيا ينكرونه من أصول دين الإسلام وفروعه.

صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الإنجيل فيقول: صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول: صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً فهل فيكم أحد يعلم مانزل فيه، ولولا آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ لأخبرتكم بماكان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، و هي هذه الآية: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(1).

ثمّ قال (علیه السلام): «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو سألتموني عن أيّة آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت، مكّيها ومدنيها، وسفريها و حضريها ناسخها، ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها إلّا أخبرتكم» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(2190) 20- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا زيد بن الحسين الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن نجيح قال: حدّثنا جندل بن والق التغلبي قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن أبي زيد الأنصاري، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال:

سمعت رجلاً يسأل ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (إلى أن قال:) فقال له ابن عبّاس: أ عليّ أعلم عندك(2) أم أنا؟

فقال: لو كان عليّ أعلم عندي منك لما سألتك!

ص: 528


1- سورة الرعد: 13: 39.
2- في نسخة: «عندكم».

قال: فغضب ابن عبّاس حتّى اشتدّ غضبه ثمّ قال: ثكلتك أمّك، عليّ [(علیه السلام)] علّمني، كان علمه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) علّمه اللّه من فوق عرشه، فعلم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من اللّه، و علم عليّ [(علیه السلام)] من النبيّ [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)]، وعلمي من علم عليّ، وعلم أصحاب محمّد كلّهم في علم عليّ (علیه السلام) كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر.

(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 15)

تقدّم تمامه في الباب 12 من أبواب الحوادث والفتن(1).

(2191) 21- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عبيد بن حمدون الرواسي قال: حدّثنا الحسن بن طريف قال:

سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «ما رأيت عليّاً قضى قضاء إلّا وجدت له أصلاً في السنّة».

قال: وكان عليّ (علیه السلام) يقول: «لو اختصم إليّ رجلان فقضيت بينهما، ثمّ مكثا أحوالاً كثيرة ثمّ أتياني في ذلك الأمر لقضيت بينهما قضاء واحداً، لأنّ القضاء لا يحول ولا يزول أبداً».

(أمالي المفيد: المجلس 34 الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «لا تجد عليّاً (علیه السلام) يقضي بقضاء».

(أمالي الطوسى: المجلس، الحديث 3)

(2192) 22-(2) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال:

ص: 529


1- تقدّم في ج 3 ص 578 - 579.
2- قوله (علیه السلام): «سلوني...» من اختصاصاته (علیه السلام) روي ابن الأثير في ترجمة عليّ (علیه السلام) من أسد الغابة: 4: 22 عن سعيد بن المسيّب أنّه قال: «ما كان أحد من النّاس يقول سلونى غير عليّ بن أبي طالب».

حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، خلف بن حمّاد الأزدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي قال:

كان عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كثيراً ما يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني، فواللّه ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولافئة تضلّ مئة أو تهدي مئة إلّا وأنا أعلم قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة».

(أمالي الطوسى: المجلس 2، الحديث 54)

(2193) 23- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني القاضي أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسن بن القاسم، عن عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثني عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال:

قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب (علیه السلام): «ما نزلت آية إلّا وأنا عالم متى نزلت، وفي من أنزلت، ولو سألتموني عمّا بين اللوحين لحدّثتكم».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 38)

(2194) 24-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال: أخبرنا أبو عمر و عثمان بن أحمد بن عبداللّه ابن السمّاك قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن السكن قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمان بن یزید:

ص: 530


1- ورواه وكيع في ترجمة على (علیه السلام) من أخبار القضاة: 1: 89، والحاكم في المستدرك: 3: 153، وابن عبد البرّ في الاستيعاب: 3: 1103، وابن الأثير في أسد الغابة: 4: 22 في عنوان «علمه (علیه السلام)»، والمحبّ الطبري في عنوان: «ذكر اختصاصه بأنّه أقضى الأمّة» من الفصل 6 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 198 و في ط: ص 147، والهيثمي في عنوان «باب في أفضليّته» من ترجمة عليّ (علیه السلام) من مجمع الزوائد: 9: 116.

عن عبد اللّه [بن مسعود] قال: كنّا نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ (علیه السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 100)

(2195) 25-(1) قُرى على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني العبّاس بن معروف وأحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير:

عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) محدَّثاً، وكان سلمان محدَّثاً».

قال: قلت: فما آية المحدَّث؟

قال: «يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 62)

ص: 531


1- ورواه الصفّار في الباب 6 من الجزء السابع من بصائر الدرجات ص 322 برقم 4، والراوندي في الخرائج والجرائح: 2: 830 ح 46، والكشي في ترجمة سلمان من رجاله: 1: 63 - 64 ح 36 وفيه: «يبعث اللّه إليه ملكاً ينقر في أذنه يقول كيت وكيت». ورواه أيضاً الكشّي في الحديث 27 عن جبريل بن أحمد، عن الحسن بن خرّزاذ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) محدّثاً، وكان سلمان محدّثاً». وروى الكليني في باب «أنّ الأئمّة (علیهم السلام) محدثون مفهمون» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 270 - 271 روايات تدلّ على أنّ جميع الأئمّة (علیهم السلام) كانوا محدّثين، وروى في الحديث 4 من الباب عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن محمّد بن مسلم قال: ذكر المحدَّث عند أبي عبد اللّه (علیه السلام) فقال: «إنّه يسمع الصوت ولايرى الشخص». فقلت له: جعلتُ فداك، كيف يعلم أنّه كلام الملك؟ قال: «إنّه يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك». وأيضاً روى الصفّار في الجزء السابع: من بصائر الدرجات ص 319 - 324 روايات عديدة تدّل على ذلك.

(2196) 26-(1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي، وعليّ بن أحمد بن مروان بن نقيش المقرئ بسرّ من رأى، و أبوذرّ أحمد بن محمّد بن سليمان الباغندي، قالوا: حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن يزيد الحنفي المؤدّب قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، عن عبداللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبدالرحمان بن بهمان:

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخذاً بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يقول: «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، ثمّ رفع بها صوته: «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 26)

(2197) 27-(2) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «سلوني عن كتاب اللّه عزّ وجلّ، فواللّه ما نزلت آية منه في ليل أو نهار ولا مسير ولا مقام إلّا وقد أقرأنيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و علّمني تأويلها».

فقال ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه؟

قال: «كان يحفظ على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب، حتّى أقدم عليه فيقرئنيه، ويقول لي: «يا عليّ، أنزل اللّه عَلَيّ بعدك كذا وكذا، وتأويله كذا وكذا». فيعلّمني تنزيله وتأويله».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 66)

تقدّم إسناده في الباب الرابع من أبواب مناقبه (علیه السلام).

(2198) 28-(3) وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال لرأس اليهود: «على

ص: 532


1- تقدّم تخريجه في ج 3 ص 528 ح 6.
2- تقدّم تخريجه في الباب الرابع من أبواب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 315 ح 14.
3- تقدّم تخريجه في الباب الأوّل من أبواب الفتن.

كم افترقتم»؟

فقال: على كذا وكذا فرقة.

فقال عليّ (علیه السلام): «كذبت يا أخا اليهود»، ثمّ أقبل على النّاس فقال: «واللّه لو ثنيت لى الوسادة(1) لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم» الحديث.

تقدّم تمامه في الباب الأوّل من أبواب الفتن.

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 67)

(2199) 29- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جورية الجنديسابوري من أصل كتابه، قال حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال: أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدّثنا شريك بن عبداللّه النخعي القاضي، عن أبي إسحاق:

عن عمرو بن ميمون الأودي (في حديث) قال: أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: إنّ قوماً ينالون منه، أولئك هم وقود النّار، ولقد سمعت عدّة من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر (إلى أن قال:) وهو عيبة علم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن قال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها، كما أمر اللّه فقال: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(2)».

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 8)

تقدّم تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)(3).

ص: 533


1- قال في البحار: «ثني الوسادة»: كناية عن التمكّن في الأمر، لأنّ النّاس يثنون الوسائد للأمراء والسلاطين ليجلسوا عليها.
2- سورة البقرة: 2: 189.
3- تقدّم في ص 505 - 507 ح 32.

(2200) 30-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل محمّد بن عبداللّه بن المطلب الشيباني قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا مطر بن أرقم، عن الحسن بن عمر و الفقيمي(2) [التميمي الكوفي]، عن أبي قبيصة صفوان بن قبيصة، عن الحارث بن سويد، أنّه حدّثه:

أنّ عبداللّه بن مسعود أخبرهم قال: قرأت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): سبعين سورة من القرآن، أخذتها من فيه وزيد ذو ذؤابتين يلعب مع الصبيان، وقرأت سائر - أو قال: بقيّة - القرآن على خير هذه الأمّة وأقضاهم بعد نبیّهم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه.

(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 1)

ص: 534


1- وقريبا منه رواه الطبراني في مسند عبد اللّه بن مسعود من المعجم الكبير: 9: 76 - 77 تحت الرقم 8446 وفي الأوسط: 5: 398 - 399 تحت الرقم 4789 قال: حدّثنا عبيد بن كثير التمّار الكوفي، حدّثنا محمّد بن الجنيد، حدّثنا يحيى بن سالم، عن هاشم بن البريد، عن بيان بن أبي بشر، عن زاذان، عن عبد اللّه قال: قرأت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سبعين سورة، وختمت القرآن على خير النّاس عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). ورواه محمّد بن جرير الطبري الإمامي في الباب 3 - ثبت الفضل لمن له الفضل -من المسترشد ص 278 تحت الرقم 90. وروى نحوه ابن عساكر الدمشقي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 33 - 34 تحت الرقم 1060 بإسناده عن زاذان، عن ابن مسعود قال: قرأت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تسعين سورة، وختمت القرآن على خير النّاس بعده. فقيل له: من هو؟ قال: عليّ بن أبي طالب. ورواه الخوارزمي في المناقب: ص 93 ح 90 فصل 7، والهيثمي في مجمع الزوائد:9 288.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تهذيب الكمال وغيره وفي النسخ: النعيمي».

باب 2- فى بعض قضايا أمير المؤمنين (علیه السلام)

(2201) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن علقمة:

عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «جاء أعرابي إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فادّعى عليه سبعين درهماً ثمن ناقة، فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا أعرابي، ألم تستوف منّي ذلك؟

فقال: لا.

فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): إنّي قد أوفيتك.

قال الأعرابي: قد رضيت برجل يحكم بيني وبينك.

فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) معه، فتحاكما إلى رجل من قريش، فقال الرجل للأعرابيّ: ما تدّعي على رسول اللّه؟

قال: سبعين درهماً ثمن ناقة بعتها منه.

فقال: ما تقول يا رسول اللّه؟

فقال: قد أوفيته.

فقال القرشي: قد أقررت له يا رسول اللّه بحقّه، فإمّا أن تقيم شاهدين يشهدان بأنّك قد أوفيته، وإمّا أن توفيه السبعين الّتي يدّعيها عليك!

فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مُغضباً يجرّ رداءه وقال: واللّه لأقصدنّ من يحكم بيننا بحكم اللّه تعالى ذكره، فتحاكم معه إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فقال للأعرابي:

ما تدّعي على رسول اللّه؟

قال سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه.

فقال: ما تقول يا رسول اللّه؟

فقال: قد أوفيته.

فقال: يا أعرابيّ إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: قد أوفيتك، فهل صدق؟

قال: لا، ما أوفاني!

ص: 535

فأخرج أمير المؤمنين (علیه السلام) سيفه من غمده وضرب عنق الأعرابي. فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ لِم قتلتَ الأعرابي؟

قال: لأنّه يكذِّبك يا رسول اللّه، ومن كذّبك فقد حلّ دمه ووجب قتله.

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما أخطأت حكم اللّه تبارك وتعالى فيه فلاتعد إلى مثلها».

(أمالي الصدوق: المجلس 22 الحديث 2)

ص: 536

باب 3- زهده وتقواه وورعه (علیه السلام)

(2202) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الطائي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب قال: حدّثنا محمّد بن محسن عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه (علیهم السلام) قال:

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «واللّه ما دنياكم عندي إلّا كَسَفْرٍ(2) على منهل حلّوا، إذا صاح بهم سائقهم فارتحلوا، ولا لذاذتها في عيني إلّا كحميم أشربه غسّاقاً(3)، وعلقَم أتجرّعه زُعاقاً(4)، وسمّ أفعى(5) أسقاه دِهاقا(6)، وقلادة

ص: 537


1- ورواه الشريف الرضي (قدّس سرّه) في باب الخطب من نهج البلاغة، رقم 224 من قوله (علیه السلام): «واللّه لأن أبيت على حسك السعدان» مع تفاوت ونقيصة. وروی سبط ابن الجوزي فقرة منه في عنوان «فصل و من كلامه (علیه السلام) في التحذير من الظلم» من تذكرة الخواصّ، وفقرة منه الطبرسي ذيل الآية 20 من سورة الأحقاف في مجمع البيان، و ابن شهر آشوب فقرة منه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب: 2: 126 في عنوان «في المسابقة بالعدل والأمانة». وأورده ابن حمدون في تذكرته: 1: 97 - 98/176من قوله (علیه السلام): «واللّه لأن أبيت على حسك السعدان» إلى قوله: «نعيم يفنى» وبعده: «نعوذ باللّه من سبات العقل وقبح الزلل، وبه نستعين». وأورد الزمخشري في باب النّار من ربيع الأبرار: 1: 192 فقرات منها.
2- السفر: جمع سافر، وهو المسافر.
3- الغَسّاق: ما يسيل من صديد أهل النّار وغسالتهم، أو ما يسيل من دموعهم.
4- السمّ الزُعاق: الّذي يقتل سريعاً، والماء الزُّعاق: المرّ الغليظ الّذي لا يطاق شربه، و من الطعام: الكثير الملح.
5- في نسخة: «أفعاة».
6- كأس دقاق: مترعة ممتلئة، أو متتابعة على شاربها، وماء دهاق: أي كثير.

من نار أوهقها(1) خناقاً، ولقد رَقَعتُ مِدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، وقال لي: اقذِف بها قذف الأُتن(2)، لا يرتضيها ليرقعها. فقلت له: اغرُب عنّي، فعند الصباح يحمد القوم السُّرى، وتنجلي عنّا عُلالات الكَرى(3).

ولو شئت لتَسَربَلتُ بالعبقريّ المنقوش من ديباجكم، ولأكلت لُباب هذا البُرّ بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم، ولكن أصدّق اللّه جلّت عظمته حيث يقول: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ)(4)، فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشررة إلى الأرض لأحرقت نَبتها، ولو اعتصمت نفس بقُلّة لأنضجها وَهج النّار في قُلّتها؟! وأيّما(5) خير لعليّ أن يكون عند ذي العرش مقرّباً، أو يكون في لظىً خسيئاً مُبعّداً، مسخوطاً عليه بجرمه مكذّباً؟!

ص: 538


1- أوهقه: طرح في عنقه الوَهَق، وهو حبل في أحد طرفيه أنشوطة يُطرح في عنق الدابّة و الإنسان حتّى يؤخذ.
2- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: 40: 349: «قذف الأُتن»: هو بضمّتين جمع الأتان، وهي الحمارة والتشبيه بقذفها لكونها أشدّ امتناعاً للحمل من غيرها، وربّما يقرأ «الأُبن» بالباء الموحّدة المفتوحة وضمّ الهمزة، جمع الأبن، وهي العيب والقبيح، فيكون الإضافة إلى المفعول.
3- قال في البحار: العلالة - بالضمّ - بقيّة كلّ شيء، والكرى: النعاس والنوم، أي من يسير بالليل يعرضه في اليوم نعاس، لكن ينجلي عنه بعد النوم، فكذلك يذهب مشقّة الطاعات بعد الموت. وفي بعض النسخ: «غلالات» بالغين المعجمة، جمع الغِلالة - بالكسر-، وهي شعار تلبس تحت الثوب، استعير لما يشتمل الإنسان من حالة النوم. وفي بعض النسخ: «غيابات الكرى» كما في مجمع الأمثال للميداني، وفي بعضها «عمايات» كما في مستقصى الزمخشري، قال الجوهري: الغيابة: كلّ شيء أظلّ الإنسان فوق رأسه مثل السحابة والغبرة والظلمة ونحو ذلك، وفي النهاية: فيه: «في عماية الصبح»: أي في بقيّة ظلمة الليل.
4- سورة هود: 11: 15 - 16.
5- في نسخة: «وإنّما».

واللّه لأن أبيت على حَسَك السعدان(1) مُرقّداً، وتحتي أطمار على سفاها ممدّداً(2)، أو أُجرّ في أغلالي مصفّداً، أحبّ إليّ من أن ألقي في القيامة محمّداً خائناً في ذي يُتمة أظلمه بفَلسه متعمّداً، ولِمَ أظلم اليتيم وغير اليتيم؟! لنفس تُسرع إلى البلاء(3) قُفولها(4)، ويمتدّ في أطباق الثَّرى(5) حلولها، وإن عاشت رُويداً فبذي العرش نزولها.

معاشر شيعتي احذروا فقد عضّتكم الدنيا بأنيابها، تَختَطِف منكم نفساً بعد نفس كذئابها، وهذه مطايا الرحيل قد أنيخت لرُكّابها، ألا إنّ الحديث ذُو شُجون فلا يقولنّ قائلكم: إنّ كلام عليّ متناقض(6)، لأنّ الكلام عارض.

ص: 539


1- السَعْدان: نبت ترعاه الإبل، له شوك تشبه به حلمة الثدي.
2- قال في البحار: الضمير في «سفاها» راجع إلى الأرض بقرينة المقام، أو إلى حسك السعدان، أي ما ألقته الرياح من تلك الأشجار، وقيل: «الواو» للحال عن ضمير مرقّداً قدّم للسجع، وأطمار بكسر الراء على حذف ياء المتكلّم يريد أطماره الملبوسة له بدون فراش على حدة، والظرف متعلّق بممدّد، والضمير في سفاها لسعدان، وممدّداً على صيغة اسم المفعول حال أُخرى عن ضمير أبيت، وفائدة ذكر هذه الفقرة أنّ البيتوتة على حسك السعدان على قسمين: الأوّل: البيتوتة على الساقط منه، والشدّة فيها قليلة الثاني: البيتوتة عليه حين هو على الشجرة، والشدّة فيها عظيمة، ولا سيّما إذا لم يكن مع فراش، وهو المراد هنا.
3- في نسخة: «البِلى».
4- قال ابن الأثير فى مادة «قفل» من النهاية: 4: 92: المقفل: مصدر قَفَلَ يقفِل، إذا عاد من سفره، وقد يقال للسفر قُفول، في الذهاب والمجيء، وأكثر ما يُستعمل في الرجوع، وقد تكرّر في الحديث. وقال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: المراد هنا رجوعها من الشباب إلى المشيب الّذي معدّ للبلى والاندراس، أو إلى الآخرة فإنّها المكان الأصلي، وفيها تبلى الأجساد، ويحتمل أن يكون جمع قفل - بالضمّ، فإنّه يجمع على أقفال وقفول، فاستعير هنا لمفاصل الجسد.
5- الثرى: التراب.
6- قال الجوهري في الصحاح: 3: 214: الشجون: الطرق، ويقال: الحديث ذو شجون: أي يدخل بعضه في بعض. وقال المجلسي في البحار: 351:40: المراد بالتناقض هنا عدم التناسب، ولقد أبدع من حمله على ظاهره وأوّله بأنّ المعنى لا يزعم زاعم أنّه مناقض لكلام آخر له مذكور في الكافي [1: 410 - 411] موافقاً لقوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّه) الآية: [32 سورة الأعراف]، كما توهّمه عاصم بن زياد ومعنى عارض أنّه لا يلزم طريقة واحدة، بل هو بحسب اقتضاء المقام، فإن كان في مقام بيان حال الأمراء حسن فيه ذمّ الزينة وأكل الطيّبات، وإن كان في مقام بيان حال الرعيّة قبح فيه الذمّ المذكور إلّا إذا لم يكن مؤمناً وافياً بحقوق ماله، كما سيشير إليه.

ولقد بلغني أنّ رجلاً من قُطّان المدائن تبع بعد الحنيفية عُلوجه(1)، ولبس من نالة دِهقانه منسوجه، وتضمّخ بمسك هذه النوافج (2) صباحه، وتبخّر بعود الهند رواحه، وحوله ريحان حديقة يشمّ نفاحه وقد مدّ له مفروشات الرّوم على سُرره، تعساً له بعد ما ناهز السبعين من عمره، وحوله شيخ يدبّ على أرضه من هرمه، وذو يتمة تضوّر من ضُرّه ومن قَرَمه، فما واساهم بفاضلات من علقمه لئن أمكنني اللّه منه لأخضمنّه خضم البرّ، ولأقيمنّ عليه حدّ المرتدّ، ولأضربنّه الثمانين بعد حدّ، ولأسدّنّ من جهله كلّ مسد، تعساً له أفلا شعر، أفلا صوف أفلا وبر، أفلا رغيف قفار(3) الليل إفطار مقدّم(4)، أفلا عبرة على خدّ في ظلمة ليال تنحدر؟ ولو كان مؤمناً لاتّسقَت له الحجّة إذا ضيّع ما لا يَملِك.

واللّه لقد رأيت عقيلاً أخي وقد أملق(5) حتّى اسْتماحَني(6) من برّكم صاعه، وعاودني في عشر وَسق من شعيركم يُطعمه جياعه، ويكاد يلوي ثالث أيّامه خامصاً ما استطاعه، ورأيت أطفاله شُعث(7) الألوان من ضرّهم كأنّما اشمأزّت

ص: 540


1- قال في البحار: المراد بعلوجه آباؤه الكفرة، شبّههم في كفرهم بالعلوج.
2- النوافج: جمع نافجة معرّب نافة، وهي وعاء المسك.
3- القفار - بالفتح-: ما لا إدام معه من الخبز.
4- في نسخة: «لليل إفطار معدم».
5- أملَقَ: افتقر أشدّ الفقر.
6- استماحني: استعطاني.
7- شُعث - جمع أشعث -: وهو من الشعر المتلبّد بالوسخ.

وجوههم من قُرّهم(1)، فلمّا عاودني في قوله وكرّره، أصغيت إليه سمعي فغرّه، و ظنّني أوتِغ ديني فأتّبع ما سرّه أحميت له حديدة لينزجر، إذ لا يستطيع منها دنوّاً ولا يصبر، ثمّ أدنيتها من جسمه فضجّ من ألمه ضجيج ذي دَنَف يئنّ من سقمه، وكاد يسُبّني سَفَهاً من كظمه و لحرقة في لَظى أضنى له من عدمه، فقلت له:

ثَكلتك الثواكل(2) يا عقيل، أَتَئِنّ من حديدة أحماها إنسانها لمدعبه، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها من غَضبه؟! أتَئِنّ من الأذى، ولا أئنّ من لَظى(3)؟!

واللّه لو سقطت المكافاة عن الأمم، وتركت في مضاجعها باليات في الرّمم(4)، لاستحييت من مَقت رقيب يكشِف فاضحات من الأوزار تنسخ فصبراً على دنيا تمرّ بلأوائها(5) كليلة بأحلامها تنسلخ، كم بين نفس في خيامها ناعمة وبين أثيم في جحيم يصطرخ؟

ولا تعجب من هذا، واعجب بلاصنع منّا من طارق طَرقنا بملفوفات زمّلها(6) في وعائها، ومعجونة بسطها في إنائها، فقلت له: أصدقة، أم نذر، أم زكاة؟ وكلّ ذلك يحرم علينا أهل بيت النبوّة، وعوّضنا منه خُمس ذي القربى في الكتاب والسنّة. فقال لي: لا ذاك ولا ذاك، ولكنّه هدية. فقلت له: ثكلتك الثواكل، أفعن دين اللّه تخدعني بمعجونة غرّقتموها بقَندكم، وخَبيصة(7) صفراء أتيتموني بها بعصير تَمركم؟ أمختبط، أم ذو جِنّة، أم تهجُر(8)؟ أليست النُفوس عن مثقال حبّة

ص: 541


1- القرّ: البرد.
2- ثَكل - كفرح -: أصاب ثُكلاً - بالضم - وهو فقدان الحبيب، أو خاصّ بالولد. و الثواكل: النساء.
3- لَظى: اسم جهنّم.
4- الرمم: جمع رِمّة، العظم البالي.
5- اللأواء: الشدّة والمحنة.
6- الملفوفة: نوع من الحلواء. زمّلها: لفّها.
7- الخبيص: الحلواء المخبوصة من التمر والسّمن.
8- أ مُختبطٌ في رأسك: أي أ مُختَلّ في نظام إدراكك. ذو جِنّة: من أصابه مَسّ من الشيطان. تهجر: أي تهذي بما لا معنى له في مرض ليس بصَرع.

من خَردل مسؤولة؟ فما ذا أقول في معجونة أتزقّمها معمولة؟

واللّه لو أعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، واستُرقّ لي قطّانها، مذعنة بأملاكها، على أن أعصي اللّه في نملة أسلُبها شعيرة فألوكها، ما قبِلت ولا أردت و لدنياكم أهون عندي من ورقة في في جرادة تقضمها(1)، وأقذر عندي من عُراقة خنزير يقذف بها أجذمها، وأمرّ على فؤادي من حنظلة يلوكها ذُو سَقَم فَيَبشمها، فكيف أقبل ملفوفات عَكَمتها في طيّها، ومعجونة كأنّها عُجنت بريق حيّة أو قيّها! اللّهم إنّي نفرتُ عنها نِفار المُهرة من راكبها، أريه السُّها ويُريني القَمَر.

ءَأمتنع من وَبَرة من قُلوصها(2) ساقطة، وابتلع إبلاً في مبركها رابطة؟ أدبيب العقارب من وَكْرها ألتقط، أم قواتل الرُّقش في مبيتي ارتبط؟ فدعوني أكتفي من دنياكم بملحي وأقراصي، فبتقوى اللّه أرجو خلاصي ما لعليّ ولنعيم يفنى، ولذّة تنتجها(3) المعاصي؟! سألقی وشيعتي ربّنا بعيون مرّة(4)، وبطون خِماص؟! (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)(5)، ونعوذ باللّه من سيّئات الأعمال».

(أمالي الصدوق: المجلس 90، الحديث 8)

(2203) 2-(6) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال:

ص: 542


1- في نسخة: «عرادة تقضمها»، وهي الجرادة الأنثى. وقضِمَت الدابّة الشعير - من باب علم-: كسرته بأطراف أسنانها.
2- القلوص من النوق: الشابّة. قال في البحار: الاستفهام للإنكار، أي إنّي لزهدي أمتنع من أخذ وبرة ساقطة من ناقة، فكيف أبتلع إبلاً كثيرة رابقة في مرابطها لملّاكها.
3- في نسخة: «تنحتها».
4- فى البحار: «بعيون شاهرة».
5- سورة آل عمران: 3: 141.
6- رواه الثقفي في الغارات: ص 58 - 59 في سيرته (علیه السلام). ورواه البرقي في الباب 15 - باب التواضع - من كتاب المآكل من المحاسن: ح 133 وفي ط: ج 1 ص 177 ح 1501 / 137. وانظر الحديث 17 و 33 من فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 15 و 24، والحديث 699 و 706 من كتاب الزهد لأحمد: ص 193 و 194، والحديث 138 من كتاب المآكل من المحاسن: 1: 177، وترجمته (علیه السلام) من حلية الأولياء لأبي نعيم: 1: 81 في عنوان «زهده وتعبّده»، والفضل 10 من المناقب للخوارزمي: ص 119 ح 131، والمناقب لابن شهر آشوب: 2: 99 في عنوان «فصل في المسابقة بالزهد والقناعة»، والرياض النضرة: 2: 187، وذخائر العقبى: ص 102 في عنوان «ذكر زهده»، وكنز العمّال: 13: 184 ح 36549 - 36550. ولاحظ الحديث 720 من شرح الأخبار: 2: 362.

حدّثنا عبد اللّه بن راشد الأصفهاني(1) قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا أحمد بن شمر(2) قال: حدّثنا عبد اللّه بن ميمون المكّي [القدّاح] مولى بني مخزوم:

عن جعفر الصادق بن محمّد الباقر، عن أبيه (علیهم السلام): «أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أتى بخبيص(3) فأبى أن يأكله، فقالوا له: أتحرّمه؟

قال: لا، ولكنّي أخشى أن تتوق إليه نفسي فأطلبه. ثمّ تلا هذه الآية: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا)(4).

(أمالى المفيد: المجلس 16، الحديث 2)

أقول: سيأتي في باب عبادته وخوفه (علیه السلام) عن اللّه تعالى ما يرتبط بهذا الباب.

ص: 543


1- لم أجد له ترجمة بهذا العنوان.
2- لم أجد له ترجمة فيا بأيدينا من كتب الرجال.
3- خبصه خَبصاً: خلطه، فهو مخبوص وخبيص. والخبيص: الحلواء المخبوصة من التمر و السمن.
4- سورة الأحقاف: 20:46.

باب 4- عبادته وخوفه (علیه السلام)

أقول: تقدّم في الباب 26 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ هناك(1).

(2204) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عبد اللّه بن النضر بن سمعان التميمي الخرقاني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد المكّي قال: أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني عن محمّد بن زياد عن المغيرة عن سفيان، عن هشام بن عروة:

عن أبيه عروة بن الزبير قال: كنّا جلوساً في مجلس في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبو الدرداء: يا قوم ألا أخبركم بأقلّ القوم مالاً، وأكثرهم وَرَعاً، وأشدّهم اجتهاداً في العبادة؟ قالوا: من؟ قال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

ص: 544


1- تقدّم في ص 95، ولاحظ الحديث 55 من باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام): ص 265 - 266.
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 156. ثمّ انّ هذه الرواية مشتملة على فقرات تنافي بظاهرها عصمة الإمام، فلابد من تأويلها، قال العلامة المجلسي (قدّس سرّه) في بحار الأنوار: 25: 209 اعلم أنّ الإمامية رضي اللّه عنهم اتفّقوا على عصمة الأئمّة (علیهم السلام) من الذنوب صغيرها وكبيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلاً، لا عمداً ولا نسياناً ولا لخطأ في التأويل، ولا للإسهاء من اللّه سبحانه ولم يخالف فيه إلّا الصدوق محمّد بن بابويه وشيخه ابن الوليد رحمة اللّه عليهما، فإنّها جوّزا الإسهاء من اللّه تعالى لمصلحة في غير ما يتعلّق بالتبليغ وبيان الأحكام، لا السهو الّذي يكون من الشيطان...، فأمّا ما يوهم خلاف ذلك من الأخبار والأدعية فهى مأوّلة بوجوه: الأوّل: أنّ ترك المستحبّ وفعل المكروه قد يسمّى ذنباً وعصياناً، بل ارتكاب بعض المباحات أيضاً بالنسبة إلى رفعة شأنهم وجلالتهم ربما عبّروا عنه بالذنب، لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم. الثاني: أنّهم بعد انصرافهم عن بعض الطاعات الّتي أُمروا بها من معاشرة الخلق وتكميلهم و هدايتهم ورجوعهم عنها إلى مقام القرب والوصال ومناجاة ذي الجلال ربما وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمى مقصّرين، فيتضرّعون لذلك وإن كان بأمره تعالى، كما أنّ أحداً من ملوك الدنيا إذا بعث واحداً من مقرّبي حضرته إلى خدمة من خدماته الّتي يحرم بها من مجلس الحضور والوصال، فهو بعد رجوعه يبكي ويتضرّع وينسب نفسه إلى الجرم والتقصير، لحرمانه عن هذا المقام الخطير. الثالث: أنّ كمالاتهم وعلومهم وفضائلهم لمّا كانت من فضله تعالى، ولولا ذلك لأمكن أن يصدر منهم أنواع المعاصي، فإذا نظروا إلى أنفسهم وإلى تلك الحال أقرّوا بفضل ربّهم وعجز أنفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيّئات، فمفادها: أنّى أذنبت لولا توفيقك، وأخطأت لولا هدايتك. الرابع: أنّهم لمّا كانوا في مقام الترقّي في الكمالات والصعود على مدارج الترقّيات في كلّ آن من الأنات من معرفة الربّ تعالى وما يتبعها من السعادات، فإذا نظروا إلى معرفتهم السابقة وعملهم معها اعترفوا بالتقصير وتابوا منه، ويمكن أن ينزّل عليه قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وإنِّي لأستغفر اللّه في كلّ يوم سبعين مرّة». الخامس: أنّه (علیهم السلام) لمّا كانوا فى غاية المعرفة لمعبودهم، فكلّ ما أتوا به من الأعمال بغاية جهدهم ثمّ نظروا إلى قصورها عن أن يليق بجناب ربّهم، عدّوا طاعاتهم من المعاصي، و استغفروا منها كما يستغفر المذنب العاصي، ومن ذاق كأس المحبّة جرعة شائقة لا يأبى عن قبول تلك الوجوه الرائقة، والعارف المحبّ الكامل إذا نظر إلى غير محبوبه أو توجّه إلى غير مطلوبه يرى نفسه من أعظم الخاطئين، رزقنا اللّه الوصول إلى درجات المحبّين.

قال: فواللّه إن كان في جماعة أهل المجلس إلّا معرض عنه بوجهه، ثمّ انتدب له رجل من الأنصار، فقال له: يا عويمر، لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها.

فقال أبو الدرداء: يا قوم إنّي قائل ما رأيت، وليقُل كلّ قوم منكم ما رأوا،

ص: 545

شهدت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بشُويحطات(1) النجّار وقد اعتزل عن مواليه، واختفى ممّن يليه، واستتر بمُعيلات النخل(2) فافتقدته وبَعُد علَيّ مكانه، فقلت: لحِق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجيّ وهو يقول: «إلهي، كم من موبقة حملتَ عنّي فقابلتها(3) بنعمتك، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عُمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمّل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك».

فشغلني الصوت واقتفيت الأثر، فإذا هو عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بعينه، فاستترت له وأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثمّ فزع إلى الدعاء والبكاء والبثّ والشَّكوى، فكان ممّا ناجى به اللّه أن قال: «إلهي، أفكّر في عفوك فتهون علَيّ خطيئتي، ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم علَيّ بليّتي».

ثمّ قال: «آهٍ إن أنا قرأت في الصّحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تُنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنّداء».

ثمّ قال: «آه من نار تُنضج الأكباد والكلى، آه من نار نزّاعة للشوى، آه من غمرة من ملهبات(4) لظى».

قال: ثمّ أنعم(5) في البكاء، فلم أسمع له حسّاً و لا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول السّهر، أوقظه لصلاة الفجر. قال أبو الدرداء: فأتيته فإذا هو كالخَشَبة المُلقاة، فحرّكته فلم يتحرّك، وزَويته فلم ينزَو، فقلت: إنا للّه وإنا إليه راجعون،

ص: 546


1- الشَوحَط: ضرب من شجر جبال السّراة تتّخذ منه القِسى، ونباته قضبان تنمو كثيرة من أصل واحد، وورقه رقاق طوال، وله ثمرة مثل العنبة الطويلة إلّا أنّ طرفها دقيق، وهي لینة تؤكل، واحدته: شَوحطة.
2- في نسخة: «ببعيلات النخل».
3- في نسخة: «حَلُمت عن مقابلتها».
4- في نسخة: «لهبات».
5- في نسخة: «أنغمر».

مات واللّه عليّ بن أبي طالب.

قال: فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم، فقالت فاطمة (علیها السلام): «يا أبا الدرداء، ماكان من شأنه ومن قصّته»؟

فأخبرتها الخبر، فقالت: «هي واللّه - يا أبا الدرداء - الغشية الّتي تأخذه من خشية اللّه». ثمّ أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق ونظر إليّ وأنا أبكي، فقال: «ممّ بكاؤك، يا أبا الدرداء»؟

فقلت: ممّا أراه تنزله بنفسك.

فقال: «يا أبا الدرداء، فكيف لو رأيتني ودُعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني ملائكة غلاظ، وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار، قد أسلمني الأحبّاء، ورحمني أهل الدنيا، لكنتَ أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية».

فقال أبو الدرداء: فو اللّه ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 9)

(2205) 2- حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) أنّه قال: «واللّه إن كان عليّ (علیه السلام) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد (إلى أن قال:) وإن كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبهاً به عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، وما أطاق عمله أحد من النّاس بعده».

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 14)

سيأتي تمامه في باب جوامع مكارم أخلاقه و آدابه وسننه (علیه السلام).

(2206) 4-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى

ص: 547


1- للحديث صور كثيرة من الاختصار والتفصيل، والاختلاف في بعض الألفاظ، وله أسانيد مختلفة، ورواه جمع من المؤلفين في كتبهم، فمنهم: ابن أبي الدنيا في عنوان «ندب عليّ ومراثيه» من مقتل أمير المؤمنين (علیه السلام) : ص 100 ح 93، ومحمّد بن سليمان الكوفي في الحديث: 540 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 51، وأبو نعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 84 في عنوان «وصفه في مجلس معاوية»، و المسعودي في ترجمته (علیه السلام) من مروج الذهب: 2: 421، وابن عبد البرّ في الاستيعاب: 3: 1107، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 1: 315 في عنوان «ذکر زهده» و الشريف الرضي في المختار 77 من قصار نهج البلاغة، وسبط ابن الجوزي في آخر الباب 5 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تذكرة الخواصّ، والمرشد باللّه الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 142، والزمخشري في عنوان «باب الخير والصلاح وذكر الأخيار والصلحاء وصفاتهم...» من ربيع الأبرار: 1: 835، وابن شهر آشوب في ترجمته (علیه السلام) من المناقب: 2: 103 في عنوان «فصل في المسابقة بالزهد والقناعة»، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 136، والمحبّ الطبري في الفصل 9 من مناقب على (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 164، وفي عنوان «ذكر زهده» من ذخائر العقبى: ص 100، وابن عساكر في ترجمة ضرار بن ضمرة من تاريخ دمشق: 401:24 و 402 رقم 2933، وابن أبي الحديد في المختار 75 من قصار الحكم من شرحه: 18: 225، والزرندي في ترجمة عليّ (علیه السلام) من نظم درر السمطين: ص 134، والشيخ منتجب الدين في الحكاية 6 من أربعينه: ص 85 وورّام في تنبيه الخواطر: 1: 79 في عنوان «باب العتاب»، والإربلي في كشف الغمّة: 76:1 في صفته (علیه السلام).

العطّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن سعد بن طريف:

عن الأصبغ بن نباتة قال: دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان، فقال له: صِف لي عليّاً.

قال: أو تعفيني؟

فقال: لا، بل صِفه لي.

فقال له ضرار: رحم اللّه عليّاً، كان واللّه فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويقرّبنا إذا زرناه لا يغلق له دوننا باب و لا يحجبنا عنه حاجب ونحن واللّه مع تقريبه لنا وقُربه منّا، لانكلّمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم.

ص: 548

فقال معاوية: زدني من صفته.

فقال ضرار: رحم اللّه عليّاً، كان واللّه طويل السُّهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب اللّه آناء الليل وأطراف النهار، ويجود للّه بمهجته ويبوء إليه بعَبرته، لا تُخلق له الستور، ولا يدّخر عنّا البدور، ولا يستلين الاتّكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثُل في محرابه، وقد أرخى الليل سُدوله(1)، وغارت نجومه، وهو قابض على لحيته، يتململ تململ السليم(2)، ويبكى بكاء الحزين، وهو يقول: «يا دنيا، إِلَيّ تعرّضتِ، أم إليّ تشوّقت هيهات هيهات لا حاجة لي فيك، أبنتك ثلاثاً لا رجعة لي عليك». ثمّ يقول: «واه واه لبُعد السفر، وقلّة الزاد، وخشونة الطريق».

قال: فبكى معاوية(3)، وقال: حسبك يا ضرار، كذلك كان واللّه عليّ، رحم اللّه أبا الحسن».

(أمالي الصدوق: المجلس 91، الحديث 2)

ص: 549


1- السِدل: الستر، جمعه أسدال وسُدول والسَدِيل: ما أُسبِل على الهودَج، أو هو ستر حجلة المرأة، جمعه أسدال، وسُدُل، وسدائل. والمراد هنا حجب ظلامه.
2- يتململ: لا يستقرّ من المرض والسليم: الملدوغ من حيّة ونحوها.
3- في بعض المصادر كتاريخ دمشق زيادة، وهي: فانهملت دموع معاوية على خدّيه حتّى كفكفها بكّمه، واختنق القوم جميعاً بالبكاء، فقال معاوية: رحم اللّه أبا الحسن، فلقد كان كذلك، فكيف جزعكم عليه يا ضرار؟ قال: جزع من ذُبح ولدها في حجرها، فما تسكن حرارتها، ولا ترقى دمعتها. فقال معاوية: لكن أصحابي لو سئلوا عنّي بعد موتي ما أخبروا بشيء مثل هذا.

باب 5- سخاؤه وإنفاقه وإيثاره (علیه السلام)، وفيه خبر النّاقة

أقول: تقدّم في أبواب الآيات النازلة في شأنه (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب(1).

(2207) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم الطالقاني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي يعقوب الدينوري قال: حدّثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي قال:

يُروى أنّ رجلاً جاء إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ لي إليك حاجة.

فقال: «اكتبها في الأرض، فإني أرى الضرّ فيك بيّناً».

فكتب في الأرض: أنا فقير محتاج.

فقال عليّ (علیه السلام): «يا قنبر، اكسه حُلّتين».

فأنشأ الرجل يقول:

كَسَوتني حُلّة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حُللا

إن نلتَ حُسن ثنائي نلت مكرمة *** ولست تبقى بما قد نلته بدلا

إنّ الثناء ليُحيي ذكر صاحبه *** كالغيث يُحيي نداه السَّهل والجبلا

لا تزهد الدّهر في عُرف بدأت به *** فكلّ عبدٍ سيُجزى بالّذي فعلا

فقال عليّ (علیه السلام): «أعطوه مئة دينار».

فقيل له: يا أمير المؤمنين لقد أغنيته.

فقال: إنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنزلوا النّاس منازلهم». ثمّ قال عليّ (علیه السلام): «إنّي لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا

ص: 550


1- لاحظ الباب 6 من أبواب الآيات النازلة في شأنها (علیه السلام): ص 53 - 58، والباب 33 ص 115، والباب 35 ص 118 - 126.

يشترون الأحرار بمعروفهم»(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 46، الحديث 10)

(2208) 2-(2) حدّثنا أحمد بن زید بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري قال: حدّثنا زيد بن إسماعيل الصائغ قال: حدّثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير:

عن خالد بن ربعي قال: إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) دخل مكّة في بعض حوائجه، فوجد أعرابيّاً متعلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول: «يا صاحب البيت، البيت بيتك، و الضيف ضيفك، ولكلّ ضيف من ضيفه قرىً، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة».

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) لأصحابه: «أما تسمعون كلام الأعرابي»؟

قالوا: نعم.

فقال: «اللّه أكرم من أن يردّ ضيفه».

قال: فلمّا كان الليلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن وهو يقول: «يا عزيزاً في عزّك، فلا أعزّ منك في عزّك، أعزّني بعزّ عزّك، في عزّ لا يعلم أحد كيف هو، أتوجّه إليك، و أتوسّل إليك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك، أعطني ما لا يُعطيني أحد غيرك، واصرف عنّي ما

ص: 551


1- وقريباً من هذا الذيل رواه الآمدي في حرف العين من غرر الحكم: 4: 343 ح 6276 وفيه: «عجبتُ لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، كيف لا يشتري الأحرار بإحسانه فيَسترقّهم».
2- وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 124. ثمّ إنّ الحديت مخدوش من حيث المتن والسند أمّا المتن، فللتصريح فيه بمخالفة فاطمة الزهراء (علیها السلام) لأمير المؤمنين (علیه السلام) بأخذها بطرف ثوبه وعدم تركه إيَّاه، مع أنّه (علیه السلام) سألها أن تخلّي سبیله، فحلفت (علیها السلام) ألّا تخلّي سبيله حتّى يحكم بينهما رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)! على أنّ فيه ما لا يلائم زهدها وتقواها وعصمتها (علیها السلام)، ومع أنّه (علیه السلام) إمام مفترض الطاعة، و هو أيضاً مخالف لما روي عنه (علیه السلام) «بأنّ فاطمة لم تغضبني أبداً». هذا كلّه، مع أنّه مخالف للآيات القرآنيّة في شأن أهل البيت (علیهم السلام)، والزهراء (علیها السلام) منهم بالإجماع. وأمّا من جهة السند فلشموله على رجال لم يوثّقهم أصحاب التراجم.

لا يصرفه أحد غيرك».

قال: فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) لأصحابه: «هذا واللّه الاسم الأكبر بالسريانيّة، أخبرني به حبيبي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، سأله الجنّة فأعطاه، و سأله صرف النّار وقد صرفها عنه».

قال: فلمّا كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلّق بذلك الركن وهو يقول: «يا من لا يحويه مكان، ولا يخلو منه مكان، بلاكيفيّة كان، ارزق الأعرابيّ أربعة آلاف درهم».

قال: فتقدّم إليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «يا أعرابيّ، سألت ربّك القرى، فقراك، وسألته الجنّة فأعطاك، وسألته أن يصرف عنك النّار وقد صرفها عنك، وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم»!

قال الأعرابي: من أنت؟

قال: «أنا عليّ بن أبي طالب».

قال الأعرابي: أنت واللّه بُغيتي وبك أنزلت حاجتي.

قال: «سل يا أعرابي».

قال: أريد ألف درهم للصداق، وألف درهم يقضي به ديني، و ألف درهم أشتري به داراً، وألف درهم أتعيّش منه.

قال: «أنصفت يا أعرابي، فإذا خرجت من مكّة فسل عن داري بمدينة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

فأقام الأعرابي بمكّة أسبوعاً، وخرج في طلب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى مدينة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونادى: من يدلّني على دار أمير المؤمنين عليّر(علیه السلام)؟

فقال الحسين بن عليّ (علیهما السلام) من بين الصبيان: «أنا أدلّك على دار أمير المؤمنين وأنا ابنه الحسين بن عليّ».

فقال الأعرابي: من أبوك؟

قال: «أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب».

قال: من أُمّك؟

قال: «فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين».

قال: من جدّك؟

ص: 552

قال: «رسول اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب».

قال: مَن جدّتك؟

قال: «خديجة بنت خويلد».

قال: من أخوك؟

قال: «أبو محمّد الحسن بن عليّ».

قال: قد أخذت الدنيا بطرفيها، امش إلى أمير المؤمنين وقل له: إنّ الأعرابي صاحب الضمان بمكّة على الباب.

قال: فدخل الحسين بن عليّ (علیهما السلام) فقال: «يا أبه، أعرابي بالباب يزعم أنّه صاحب الضمان بمكّة».

قال: فقال: «يا فاطمة، عندك شيء يأكله الأعرابي»؟

قالت: «اللّهم لا».

قال: فتلبّس أمير المؤمنين (علیه السلام)، وخرج، وقال: «ادعوا لي أبا عبد اللّه سلمان الفارسي».

قال: فدخل إليه سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه فقال: «يا أبا عبد اللّه، أعرض الحديقة الّتي غرسها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لي على التجّار».

قال: فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة فباعها باثني عشر ألف درهم، وأحضر المال، وأحضر الأعرابي فأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهما نفقة.

ووقع الخبر إلى سؤّال المدينة فاجتمعوا ومضى رجل من الأنصار إلى فاطمة (علیها السلام) فأخبرها بذلك، فقالت: «آجرك اللّه في ممشاك».

فجلس عليّ (علیه السلام) و الدراهم مصبوبة بين يديه، حتّى اجتمع إليه أصحابه، فقبض قبضة قبضة، وجعل يُعطي رجلاً رجلاً، حتّى لم يبق معه درهم واحد.

فلمّا أتى المنزل قالت له فاطمة (علیها السلام): «يا ابن عمّ، بعت الحائط الّذي غرسه لك والدي»؟

قال: «نعم، بخير منه عاجلاً وآجلاً».

قالت: «فأين الثمن»؟

قال: «دفعته إلى أعيُن استحييت أن أذلّها بذلّ المسألة قبل أن تسألني».

ص: 553

قالت فاطمة: «أنا جائعة، وابناي جائعان، ولا أشكّ إلّا وأنّك مثلنا في الجوع، لم يكن لنا منه درهم»؟! وأخذت بطَرَف ثوب عليّ (علیه السلام)، فقال عليّ: «يا فاطمة، خلّيني».

فقالت: «لا واللّه، أو يحكم بيني وبينك أبي».

فهبط جبرئيل (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «یا محمّد، السلام يُقرؤك السلام ويقول: اقرأ عليّاً منّي السلام وقُل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه».

فلمّا أتى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منزل عليّ (علیه السلام) وجد فاطمة ملازمة لعليّ (علیه السلام) فقال لها:

«يا بنيّة، ما لك ملازمة لعليّ»؟!

قالت: «يا أبه، باع الحائط الّذي غرسته له باثني عشر ألف درهم ولم يحبس لنا منه درهماً نشتري به طعاماً».

فقال: «يا بنيّة، إنّ جبرئيل يُقرؤني من ربّي السلام ويقول: أقرِى عليّاً من ربّه السلام، وأمرني أن أقول لك: ليس لك أن تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه».

قالت فاطمة (علیها السلام): «فإنّي أستغفر اللّه، ولا أعود أبداً».

قالت فاطمة (علیها السلام): «فخرج أبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في ناحية، وزوجي عليّ في ناحية، فما لبث أن أتى أبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومعه سبعة دراهم سود هَجَريّة، فقال: يا فاطمة أين ابن عمّي؟

فقلت له: خرج.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هاكِ هذه الدراهم، فإذا جاء ابن عمّي فقولي له يبتاع لكم بها طعاماً.

فما لبثت إلّا يسيراً حتّى جاء عليّ (علیه السلام) فقال: رجع ابن عمّي؟ فإنّي أجد رائحة طيّبة».

قالت: «نعم، وقد دفع إليّ شيئاً يبتاع لنا به طعاماً».

قال عليّ (علیه السلام): «هاتيه. فدفعت إليه سبعة دراهم سود هَجَريّة، فقال: بسم اللّه والحمد للّه كثيراً طيّباً، وهذا من رزق اللّه عزّ وجلّ».

ثمّ قال: «يا حسن، قمّ معي». فأتيا السوق، فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض المليّ الوفيّ؟

ص: 554

قال: «يا بُنَيّ، تُعطيه(1)»؟

قال: «إي واللّه يا أبه». فأعطاه عليّ (علیه السلام) الدراهم.

فقال الحسن: «يا أبتاه، أعطيته الدراهم كلّها»؟!

قال: «نعم يا بُنيّ، إنّ الّذي يُعطي القليل قادر على أن يعطي الكثير».

قال: فمضى عليّ (علیه السلام) بباب رجل يستقرض منه شيئا، فلقيه أعرابي ومعه ناقة فقال يا عليّ، اشتر منّي هذه الناقة.

قال: «ليس معي ثمنها».

قال: فإنّي أنظرك به إلى القبض.

قال: «بكم، يا أعرابي»؟

قال: بمئة درهم.

قال عليّ (علیه السلام): «خُذها يا حسن». فأخذها.

فمضى عليّ (علیه السلام) فلقيه أعرابيّ آخر، المثال واحد والثياب مختلفة، فقال: يا عليّ تبيع الناقة؟

قال عليّ (علیه السلام): «وما تصنع بها»؟

قال: أغزو عليها أوّل غزوة يغزوها ابن عمّك.

قال: «إن قبلتها فهي لك بلا ثمن».

قال: معي ثمنها، وبالثمن أشتريها، فبكم اشتريتها؟

قال: «بمئة درهم».

قال الأعرابي: فلك سبعون ومئة درهم. قال عليّ (علیه السلام) [للحسن (علیه السلام)]: «خذ السبعين والمئة، وسلّم الناقة، المئة للأعرابي الّذي باعنا الناقة، والسبعون لنا نبتاع بها شيئاً».

فأخذ الحسن (علیه السلام) الدراهم وسلّم الناقة.

قال عليّ (علیه السلام): «فمضيت أطلب الأعرابيّ الّذي ابتعت منه الناقة لأعطيه ثمنها فرأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالساً في مكان لم أره فيه قبل ذلك ولا بعده على قارعة

ص: 555


1- في نسخة: «نعطيه».

الطريق، فلمّا نظر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إليّ تبسّم ضاحكاً حتّى بدت نواجذه».

قال عليّ (علیه السلام): «أضحك اللّه سنّك، وبشّرك بيومك»(1).

فقال: «يا أبا الحسن، إنّك تطلب الأعرابي الّذي باعك الناقة لتُوفيه الثمن»؟ فقلت: «إي واللّه فداك أبي وأمّي».

فقال: «يا أبا الحسن، الّذي باعك الناقة جبرئيل، والّذي اشتراها منك میكائيل، والناقة من نوق الجنّة، والدراهم من عند ربّ العالمين عزّ وجلّ، فأنفقها في خير، ولا تَخف إقتاراً».

(أمالي الصدوق: المجلس 71، الحدیث 11)

ص: 556


1- قال في البحار: قوله: «بشّرك بيومك»، أي يوم الشفاعة الّتي وعدها اللّه تعالى له.

باب 6- مهابته وشجاعته (علیه السلام)

أقول: مضى في أبواب غزوات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحروب أمير المؤمنين (علیه السلام) بعد خلافته روايات كثيرة ترتبط بهذا الباب، وتقدّم أيضاً في الباب 37 من أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام) ما يرتبط بهذا الباب، ولا نطيل الكلام هنا بإعادتهنّ، و تذكر هنا ما لم يذكر في سائر الأبواب.

(2209) 1-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن معقل القرميسيني(2) قال: حدّثنا جعفر الورّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الأشجّ، عن يحيى بن زيد بن عليّ، عن أبيه:

عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: «خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم وصلّى الفجر، ثمّ قال: معاشر النّاس، أيّكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا(3) باللات والعزّى ليقتلوني، وقد كذبوا وربّ الكعبة».

قال: «فأحجم النّاس(4) وما تكلّم أحد. فقال: ما أحسب عليّ بن أبي طالب فيكم؟

فقام إليه عامر بن قتادة فقال: إنّه وَعِك(5) في هذه الليلة، ولم يخرج يصلّي معك، أفتأذن لي أن أخبره؟

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): شأنك.

فمضى إليه فأخبره، فخرج أمير المؤمنين (علیه السلام) كأنّه أنشط من عقال، وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته، فقال: يا رسول اللّه ما هذا الخبر؟

قال: هذا رسول ربّي يُخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا إليّ لقتلي، وقد كذبوا

ص: 557


1- ورواه أيضاً في باب الثلاثة من الخصال: ص 94، ح 41.
2- القرميسين: معرّب کرمانشاه.
3- آلوا: حلفوا.
4- أحجم النّاس: تأخّروا وكفّوا.
5- الوَعك: الحمّى.

وربّ الكعبة.

فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه، أنا لهم سريّة وحدي، هو ذا ألبس عليّ ثيابي.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): بل هذه ثيابي، وهذه درعي، وهذا سيفي. فدرّعه و عمّمه و قلّده و أركبه فرسه.

وخرج أمير المؤمنين (علیه السلام)، فمكث ثلاثة أيّام، لا يأتيه جبرئيل بخبره، ولا خبر من الأرض، فأقبلت فاطمة بالحسن والحسين على ورِكيها، تقول: أوشك أن يُيتم هذين الغلامين. فأسبل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عينه يبكي، ثمّ قال: معاشر النّاس، من يأتيني بخبر عليّ أبشّره بالجنّة.

وافترق النّاس في الطلب لعظم ما رأوا بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وخرج العواتق، فأقبل عامر بن قتادة يبشِّر بعليّ (علیه السلام)، وهبط جبرئيل على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبره بما كان فيه، وأقبل أمير المؤمنين عليّ (علیه السلام) ومعه أسيران و رأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): تحبّ أن أخبرك بما كنت فيه يا أبا الحسن؟

فقال المنافقون: هو منذ ساعة قد أخذه المخاض، وهو الساعة يريد أن يحدّثه!

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): بل تحدّث أنت يا أبا الحسن، لتكون شهيداً على القوم.

قال: نعم يا رسول اللّه، لمّا صرت في الوادي، رأيت هؤلاء رُكباناً على الأباعر، فنادوني: من أنت؟

فقلت: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه.

فقالوا: ما نعرف للّه من رسول، سواء علينا وقعنا عليك أو على محمّد. وشدّ عَلَيّ هذا المقتول، ودارت بيني وبينه ضربات وهبّت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول اللّه وأنت تقول: قد قطعت لك جُربان(1) درعه، فاضرب حمل عاتقه. فضربته فلم أحفه(2)، ثمّ هبّت ريح صفراء، سمعت صوتك فيها يا رسول اللّه، و أنت تقول: قد قلبت لك الدرع عن فخذه، فاضرب فخذه. فضربته

ص: 558


1- الجربان - بالضمّ -: جيب القميص.
2- قال في البحار: الاحفاء: المبالغة في الأخذ، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة، أي لم أخف السيف في بدنه.

ووكزته و قطعت رأسه و رميته به وقال لي هذان الرجلان: بلغنا أنّ محمّداً رفيق شفيف رحيم، فاحملنا إليه ولا تعجل علينا وصاحبنا كان يُعدّ بألف فارس!

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ أمّا الصوت الأوّل الّذي صكّ مسامعك فصوت جبرئيل (علیه السلام)، وأمّا الآخر فصوت ميكائيل (علیه السلام)، قدِّم إليّ أحد الرجلين.

فقدّمه، فقال: قُل لا إله إلّا اللّه واشهد أنّي رسول اللّه.

فقال: لنَقْل جبل أبي قُبيس أحبّ إليَّ من أقول هذه الكلمة!

فقال: يا عليّ أخّره واضرب عنقه.

ثمّ قال: قدِّم الآخر.

فقال: قُل لا إله إلّا اللّه واشهد أنّي رسول اللّه.

فقال: الحِقني بصاحبي.

قال: یا عليّ أخّره واضرب عنقه.

فأخّره، وقام أمير المؤمنين (علیه السلام) ليضرب عنقه، فهبط جبرئيل (علیه السلام) على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يُقرؤك السلام ويقول لك: لا تقتله، فإنّه حَسَن الخُلق، سَخِيّ في قومه.

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ، أمسِك، فإنّ هذا رسول ربّي عزّ وجلّ يُخبرني أنّه حسن الخُلق، سخيّ في قومه.

فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربّك يُخبرك؟!

قال: نعم.

قال: واللّه ما ملكتُ درهماً مع أخ لي قطّ، ولا قطّبت وجهي في الحرب، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّك رسول اللّه.

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هذا ممّن جرّه حُسن خُلقه وسخاؤه إلى جنّات النعيم».

(أمالي الصدوق: المجلس 22، الحديث 4)

(2210) 2-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين

ص: 559


1- وأورد نحوه ابن شهر آشوب في المناقب: 3: 84، باب في أحواله (علیه السلام)، والمامطيري في نزهة الأبصار: ص 424، ح 348.

السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن مالك بن أنس قال:

سمعت الصادق (علیه السلام) يقول: قيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): لِمَ لا تشتري فرساً عتيقاً؟

قال: «لا حاجة لي فيه، فأنا لا أفرّ ممّن كَرَّ علَيّ، ولا أكرّ على مَن فَرَّ منّي».

(أمالي الصدوق: المجلس 32، الحديث 5)

(2211) 3-(1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حُبشي، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «ما قدّمت راية قوتل تحتها أمير المؤمنين (علیه السلام) إلّا نكسها اللّه تبارك وتعالى وغُلب أصحابها وانقلبوا صاغرين، وما ضرب أمير المؤمنين (علیه السلام) بسيفه ذي الفقار أحداً فنجا، وكان إذا قاتل قاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملك الموت بين يديه».

(أمالي الصدوق: المجلس 77، الحديث 9)

(2212) 4- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثنا سليمان بن سهل قال: حدّثنا عيسى بن إسحاق القرشي قال: حدّثنا حمدان بن عليّ الخفّاف قال: حدّثنا عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیه السلام)، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عمّار (رضی اللّه عنه):

عن العبّاس بن عبد المطّلب (في حديث) قال: «إنّه لم يولد لعبد المطّلب مولود أعظم بركة من عليّ إلّا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إن عليّاً لم يزل أسبقهم إلى كلّ مكرمة، وأعلمهم بكلّ قضيّة، وأشجعهم فى الكريهة، وأشدّهم جهاداً للأعداء في نصرة الحنيفيّة، وأوّل من آمن باللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 10)

يأتي تمامه في تاريخ سيّدة النساء (علیها السلام).

ص: 560


1- الظاهر أنّ كلام الإمام الحسن (علیه السلام) في هذه الرواية، جزء من خطبته بعد شهادة أبيه (علیه السلام) نذكرها إن شاء اللّه مع تخريجاته في الباب الثاني من أبواب وفاة أمير المؤمنين (علیه السلام).

باب 7- جوامع مكارم أخلاقه و آدابه وسننه وعدله وسياسته (علیه السلام)

(2213) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن وهبان الأزدي قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن [عليّ بن] فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن سعيد بن عمرو الجعفي، عن محمّد بن مسلم:

عن أبي جعفر (علیه السلام) (في حديث) قال: «وإن كان صاحبكم (علیه السلام) ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكل العبد، ويطعم النّاس خبز البرّ واللحم، ويرجع إلى رحله فيأكل الخبز(2) و الزيت، و إن كان ليشتري القميصين السُنبلانيّين، ثمّ يخيّر غلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإن جاز كعبيه حذفه، وما ورد عليه أمران قطّ كلاهما للّه فيه رضا إلاّ أخذ بأشدّهما على بدنه، ولقد ولى النّاس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولالبنة على لبنة، ولا اقتطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، إلّا سبع مئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها لأهله خادماً، وما أطاق عمله منّا أحد، وإنّه كان عليّ بن الحسين (علیهما السلام) لينظر في كتاب من كتب عليّ (علیه السلام) فيضرب به الأرض ويقول: من يطيق هذا».

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة(3).

(أمالي الطوسي: المجلس 39، الحديث 13)

ص: 561


1- ورواه الكليني في عنوان حدیث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب الروضة من الكافي: ج 8 ص 129 - 130 ح 100. وروى البرقي قريباً من صدر الحديث في الحديث 391 من كتاب المآكل من المحاسن: 2: 457 - 458 عن أبيه، عن صفوان، عن معاوية بن وهب، عن أبي أسامة، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام).
2- في نسخة: «الخلّ».
3- تقدّم في ج 2 ص 221 - 223 ح 5.

(2214) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) أنّه قال: «واللّه إن كان عليّ (علیه السلام) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميص السنبلانيّين، فيخيّر غُلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعاً و لا أورث بيضاء ولا حمراء وإن كان ليطعم النّاس خبز البرّ واللحم، وينصرف إلى منزله و يأكل خبز الشعير والزيت والخلّ، وما ورد عليه أمران كلاهما للّه رضاً إلّا أخذ بأشدّهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كدّ يده، تربت فيه يداه وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من النّاس، وإن كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب النّاس شبهاً به عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، وما أطاق عمله أحد من النّاس بعده».

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 14)

(2215) 3-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي:

ص: 562


1- وأورده الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين: ص 117، وابن شهر آشوب في مناقبه (علیه السلام) من كتاب المناقب: 2: 110 في عنوان «فصل: في المسابقة بالزهد والقناعة» باختصار.
2- يستفاد من الروايات أنّ ما ورد في هذه الرواية، كان يصنعه كلّما امتلأ بيت المال، رواه ذلك عنه جمع من الرواة فلاحظ: فضائل عليّ (علیه السلام) من فضائل الصحابة - لأحمد بن حنبل-: ص 10 ح 7، وترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء - لأبي نعيم -: 1: 80، وترجمة عليّ (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 46 ح 121 - 122، وصفة الصفوة - لابن الجوزي-: 1: 314، ومارواه سبط ابن الجوزي في أوائل الباب 5 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تذكرة الخواصّ، والمحبّ الطبري في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من ذخائر العقبى ص 101 والرياض النضرة: 2: 185 عند ذكر زهده (علیه السلام)، والقندوزي في ينابيع المودّة ص 217 والسيّد المرعشي في ملحقات إحقاق الحقّ:8: 264 - 266، و 17: 600 - 603 نقلاً عن مصادر عديدة.

عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال: كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين، ثمّ جمع المستحقّين، ثمّ ضرب يده في المال فنثره يمنة ويسرة، وهو يقول: «يا صفراء، يا بيضاء، لا تَغُرّيني، غُرّي غيري.

هذا جناي وخياره فيه *** إذ كلّ جان يده إلى فيه(1)

ثمّ لا يخرج حتّى يفرّق ما في بيت مال المسلمين ويؤتي كلّ ذي حقّ حقّه، ثمّ

ص: 563


1- هذا البيت ذكره الميداني في مجمع الأمثال: 2: 397 في المثل 4567 وقال: الجَنى: المجنيّ، وأوّل من تكلّم بهذا المثل عمرو بن عديّ ابن أخت جذيمة، وذلك أنّ جذيمة خرج متبدياً بأهله وولده في سنة مكلئة، وضربت له أبنية في زهر وروضة، فأقبل ولده يجتنون الكمأة، فإذا أصاب بعضهم كمأة جيّدة أكلها، وإذا أصابها عمرو خبأها في حجزته، فأقبلوا يتعادون إلى جذيمة وعمرو يقول، وهو صغير: هذا جناي وخياره فيه *** إذ كلّ جان يده إلى فيه فضمّه جذيمة إليه والتزمه وسرّ بقوله وفعله، وأمر أن يصاغ له طوق، فكان أوّل عربيّ طوّق، وكان يقال له: عمرو ذو الطوق، وهو الّذي قيل فيه المثل المشهور «كبر عمرو عن الطوق». وذكره أيضاً ابن قتيبة في غريب الحديث: 1: 347 رقم 473 وقال: في حديث عليّ (علیه السلام): إنّه أتي بالمال فكوّم كومة من ذهب، وكومة من فضّة وقال: «يا حمراء ويا بيضاء، احمرّي وابيضّي وغرّي غيري، هذا جناي...». حدّثني أبي، حدّثناه سهل بن محمّد، عن الأصمعي، إلّا أنّه قال: «وهجانه فيه» أي خالصه، ثمّ قال بعد أن شرح المثل وذكر قصّته: وأراد عليّ (علیه السلام) أنّه لم يتلطَّخ من ذلك المال بشيء ولم يصبه. وأورده المامطيري في نزهة الأبصار: ص 188، ح 94 مع مغايرة. ولاحظ أيضاً النهاية: 1: 309، ولسان العرب: 14: 155، وتاج العروس: 10: 78.

يأمر أن يكنس ويرشّ، ثمّ يصلّي فيه ركعتين، ثمّ يطلّق الدنيا ثلاثاً، يقول بعد التسليم: «يا دنيا لاتتعرّضي لي ولا تتشوّفي ولا تغرّيني، فقد طلّقتك ثلاثاً لا رجعة لي عليك ».

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 17)

(2216) 4-(1) حدّثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن الفَرَج الروياني قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد العجلي قال: حدّثني عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن عليّ:

عن عاصم بن بهدلة قال: قال لي شريح القاضي: اشتريت داراً بثمانين ديناراً، وكتبت كتاباً، وأشهدت عدولاً، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فبعث إليّ مولاه قنبراً فأتيته، فلمّا أن دخلت عليه قال: «يا شريح، اشتريت داراً، وكتبت كتاباً، و أشهدت عدولاً، ووزنت مالاً»؟!

قال: قلت: نعم.

قال: «يا شريح، اتق اللّه، فإنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك، ولا يسأل عن بيّنتك حتّى يُخرجك من دارك شاخصاً(2)، ويسلمك إلى قبرك خالصاً، فانظر أن لا تكون اشتريتَ هذه الدار من غير مالكها، ووزنت مالاً من غير حلّه، فإذن أنت قد خسرتَ الدارين جميعاً الدنيا والآخرة».

ثمّ قال (علیه السلام): «يا شريح، فلو كنت عند ما اشتريت هذه الدار أتيتني، فكتبتُ لك

ص: 564


1- ورواه جمال الدين الزرندي في أواخر السمط الأوّل من «نظم درر السمطين» ص 169 عن ليث بن سعد، عن نافع، عن شريح، وأورده السيّد الرضي في المختار 3 من باب الكتب من نهج البلاغة، والقاضي القضاعي في الباب 7 من دستور معالم الحكم: ص 135، والعاصمي في الفصل 5 من زين الفتى: 1: 192 ح 123، وعلي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار: ص 350 - 352 ح 237، وسبط ابن الجوزي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تذكرة الخواص في عنوان «قصة دار شريح القاضي» بتفاوت.
2- شاخصاً: ذاهباً مبعداً.

كتاباً على هذه النسخة، إذن لم تشترها بدرهمين»!

قال: قلت: وما كنت تكتب يا أمير المؤمنين؟

قال: «كنت أكتب لك هذا الكتاب:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

هذا ما اشترى عبد ذليل، من ميّت أزعج بالرّحيل، اشترى منه داراً في دار الغرور، من جانب الفانين إلى عسكر الهالكين، وتجمع هذه الدار حدوداً أربعة: فالحدّ الأوّل منها ينتهي إلى دواعي الآفات والحدّ الثاني منها ينتهي إلى دواعي العاهات، والحدّ الثالث منها ينتهي إلى دواعي المصيبات، والحدّ الرابع منها ينتهي إلى الهوى المردي والشيطان المغوي، وفيه يشرع باب هذه الدار، اشترى هذا المفتون بالأمل من هذا المزعج بالأجل جميع هذه الدار، بالخروج من عزّ القنوع و الدخول في ذلّ الطلب، فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى منه من دَرَك، فعلى مبلي أجسام الملوك، وسالب نفوس الجبابرة مثل كسرى وقيصر وتُبَّع وحِميَر، ومن جمع المال إلى المال فأكثر، وبنى فشيّد، ونجّد(1) فزخرف، وادخر بزعمه للولد، إشخاصهم جميعاً إلى موقف العرض لفصل القضاء، وخسر هنالك المبطلون، شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى، ونظر بعين الزوال لأهل الدنيا، وسمع منادي الزهد ينادي في عرصاتها: ما أبين الحقّ لذي عينين، إنّ الرحيل أحد اليومين تزوّدوا من صالح الأعمال، وقرّبوا الأمال بالآجال، فقد دَنَت الرحلة والزوال».

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 10)

(2217) 5- حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا الحسن بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن عبد الرحمان المخزومي قال: حدّثني محمّد بن أبي يعفور، عن موسى بن أبي أيّوب التميمي، عن موسى بن المغيرة عن الضحاك بن مزاحم قال:

ذكر عليّ (علیه السلام) عند ابن عبّاس بعد وفاته، فقال: وا أسفاه على أبي الحسن، مضى

ص: 565


1- شيّد: رفع البناء. نجّد - بتشديد الجيم -: زيّن.

واللّه ما غيّر، ولا بدّل، ولا قصّر، ولا جمع، ولا منع، ولا أثر إلّا اللّه ، واللّه لقد كانت الدنيا أهون عليه من شِسع نعله، ليث في الوَغى، بحر في المجالس، حكيم في الحكماء، هيهات قد مضى إلى الدرجات العلى.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 12)

(2218) 6-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس:

عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) كلّ بكرة يطوف في أسواق الكوفة سُوقاً سُوقاً ومعه الدرّة على عاتقه، وكان لها طرفان، وكانت تسمّى السبيبة(2) فيقف على سوق سوق فينادي: «يا معشر التجّار، قدّموا الاستخارة، وتبرّكوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين، وتزيّنوا بالحلم، وتناهوا عن الكذب واليمين، وتجافوا عن الظُلم، وأنصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا، وأوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا النّاس أشياءهم، ولا تَعثوا في الأرض مفسدين». يطوف في جميع أسواق الكوفة، فيقول هذا، ثمّ يقول:

تفنى اللذاذة ممّن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبق عواقب سوء في مغبّتها *** لا خير في لذّة من بعدها النّار

(أمالي الصدوق: المجلس 75، الحديث 6)

(2219) 7-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن الوليد القمّي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن

ص: 566


1- لاحظ تخريج الحديث التالي.
2- فى نسخة «السَّبيّة»، وفي أخرى «السبتية»، وفي نسخة العلّامة المجلسي من الكافي: «السبيتة»، وقال: ولعلّ تسميتها السبيتة لكونها متّخذة من السِّبت، وهو - بالكسر - جِلد البقر المدبوغ بالقرظ، يتّخذ منه النعال. (مرآة العقول: 19: 133).
3- ورواه الكليني في باب «آداب التجارة» من كتاب المعيشة من الكافي 5: 151 ح 3 عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمّد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، مع تقديم بعض الفقرات ومغايرة طفيفة. ورواه شيخ الطوسي في التهذيب: 7: 6/17بإسناده عن الحسن بن محبوب. ورواه الصدوق في الفقيه: 3: 120 / 514 باب التجارة وآدابها وفضلها وفقهها (61) ح 10 مرسلاً. وانظر الحديث 61 من مناقب عليّ (علیه السلام) من فضائل الصحابة -لأحمد بن حنبل- والطبقات الكبرى - لابن سعد-: 3: 28 في عنوان «ذكر لباسه (علیه السلام)»، والحديث 106 من ترجمته (علیه السلام) من الا أنساب الأشراف: 2: 129، والحديث 1258 من ترجمته (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 240، و ترجمته (علیه السلام) من المنتظم: 5: 69 في حوادث سنة 35 من الهجرة، والباب الخامس من ترجمته (علیه السلام) من تذكرة الخواصّ، وتاريخ الإسلام: 3: 645، والبداية والنهاية: 8 4.

مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام [عن جابر](1):

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) قال: «كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) عندكم بالكوفة يغتدي [في] كلّ يوم من القصر، فيطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرّة على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمّى السبيتة»(2).

قال: «فيقف على أهل كلّ سوق فينادي فيهم: «يا معشر التجّار، قدّموا الاستخارة، وتبرّكوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين وتزيّنوا بالحلم، وتناهوا عن اليمين، وجانبوا الكذب، وتجافوا عن الظلم، وأنصفوا المظلومين، ولاتقربوا الربا، و أوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا النّاس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين».

قال: «فيطوف في جميع الأسواق - أسواق الكوفة - ثمّ يرجع فيقعد للنّاس».

قال: «وكان إذا نظروا إليه قد أقبل إليهم [و] قال: «يا معشر النّاس» أمسكوا أيديهم، وأصغوا إليه بأذانهم، ورمقوه بأعينهم حتّى يفرغ (علیه السلام) من كلامه، وإذا فرغ قالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين».

(أمالي المفيد: المجلس 23، الحديث 31)

ص: 567


1- ما بين المعقوفين من الكافي.
2- ما أثبتناه موافق للبحار، وفي النسخ: «السبيبة».

(2220) 8- وعن عليّ بن مهزيار عن ابن أبي عمير، عن هشام عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه يقول للنّاس بالكوفة: يا أهل الكوفة، أتروني لا أعلم ما يصلحكم؟! بلى، ولكنّي أكره أن أصلحكم بفساد نفسي».

(أمالي المفيد: المجلس 23، الحديث 40)

(2221) 9-(1) حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عبداللّه بن عثمان قال: حدّثني عليّ بن أبي سيف، عن أبي حباب(2):

عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أنّ طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) مشوا إليه عند تفرّق النّاس عنه وفرار كثير منهم(3) إلى معاوية طلباً لما في يديه من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، أعط هذه الأموال، وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف(4) خلافه عليك من النّاس وفراره إلى معاوية.

فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتأمرونّي أن أطلب النصر بالجور؟! لا واللّه لا

ص: 568


1- رواه الثقني في عنوان: «سيرة عليّ (علیه السلام) في المال...» من الغارات: ص 48 - 49. وانظر سائر تخريجاته في الباب 5 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان من أبواب الحوادث و الفتن: ج 3 ص 589.
2- في بعض النسخ: «عليّ بن أبي حباب»، وفي أمالي الطوسي: «عليّ بن حباب». ولعلّ الصحيح: «عن أبي جناب» وهو يحيى بن أبي حيّة الكلبي الّذي يروي عن ربيعة كما في شرح ابن أبي الحديد: 2: 236. هذا وفي الرجال: سعيد بن يسار أبو الحباب المدني، فانظر ترجمته في طبقات ابن سعد: 5: 284، وتهذيب الكمال: 11: 120 / 2385، وتهذيب التهذيب: 4: 102، وتاريخ الإسلام: 4: 253، وسير أعلام النبلاء: 5: 93 وغيرها من كتب الرجال.
3- في أمالي الطوسي: «كثيرهم».
4- كذا في الغارات، وفي النسخ وأمالي الطوسي: «يخاف».

أفعل(1)، ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم [واللّه] لو كان مالهم(2) لي لواسيت بينهم، فكيف وإنّما هي(3) أموالهم؟!

قال: ثمّ أرمّ(4) أمير المؤمنين (علیه السلام) طويلاً ساكتاً، ثمّ قال: «مَن كان له مال فإيّاه والفساد، فإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو وإن كان ذكراً لصاحبه في الدنيا فهو يضيّعه عند اللّه عزّ وجلّ، ولم يضع رجل ماله في غير حقّه و عند غير أهله إلّا حرمه اللّه شكرهم وكان لغيره ودّهم، فإن بقي معه من يودّه و يظهر له الشكر فإنّما هو ملق وكذب، يريد التقرّب به إليه لينال منه مثل الّذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلّت بصاحبه النَّعل واحتاج إلى معونته أو مكافأته فشرّ خليل وألأم خدين(5).

ومَن صنع المعروف فيما آتاه [اللّه] فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة و ليفكّ به العاني(6)، وليعن به الغارم وابن السبيل والفقراء والمجاهدين في سبيل اللّه، وليصبر نفسه على النوائب والخطوب(7)، فإنّ الفوز بهذه الخصال أشرف(8)

ص: 569


1- في أمالي الطوسي: «لا أفعلنّ»، وفي البحار: «لا أضلّ».
2- مثله في الغارات، وفي نسخة: «لو كانت أموالهم»، وفي أمالي الطوسي: «لو كان مالي».
3- في أمالي الطوسي: «هو».
4- في الغارات: «أزم»، وكلاهما بمعنى وهو الامساك عن الكلام كما يمسك الصائم من الطعام.
5- في الكافي: «فألأم خليل وشرّ خدين، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقّه وعند غير أهله إلّا لم يكن له من الحظّ فيما أتي إلّا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام عليه منعماً مفضلاً، ومقالة الجاهل ما أجوده وهو عند اللّه بخيل، فأيّ حظ أبور وأخسر من هذا الحظّ، وأيّ فائدة معروف أقلّ من هذا المعروف، فمن كان منكم له مال فليصل...». وفى تحف العقول: «فأشرّ خليل وألأم خدين. مقالة جهّال ما دام عليهم مُنعماً، وهو عن ذات اللّه بخيل، فأيّ حظّ أبور وأخسّ من هذا الحظّ؟! وأيّ معروف أضيع وأقلّ عائدة من هذا المعروف؟! فمن أتاه مال فليصل...».
6- العاني: أي مَن أخذ عنوة أي الأسير.
7- في أمالي الطوسي: «والحقوق».
8- في أمالي الطوسي: «شرف».

مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة».

(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 33)

(2222) 10-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أخو دعبل بن عليّ الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين:

عن أبيه الحسين بن عليّ (علیهم السلام) قال: «أتى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أصحاب القُمُص فساوم شيخاً منهم، فقال: يا شيخ بعني قميصاً بثلاثة دراهم.

فقال الشيخ: حبّاً وكرامة.

فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين(2) إلى الكعبين، وأتى المسجد فصلّى فيه ركعتين ثمّ قال: «الحمد للّه الّذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في النّاس، وأؤدّي فيه فريضتي، وأستر به عورتي».

ص: 570


1- وروى نحوه أحمد في الفضائل: 2: 528 ح 878 والمسند: 1: 157 وكتاب الزهد: ص 1891 ح 690، والثقفي في الغارات: 1: 104، وابن الجوزي في التذكرة: ص 108 باب 5، و الإربلي في أواخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كشف الغمّة في عنوان «فصل في ذكر مناقب شتّى وأحاديث متفرّقة». ورواه - مع تفصيل وزيادة - عبد بن حميد في مسنده: ص 62 ح 96، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 242 ح 1261، والخوارزمي في المناقب: ص 121 ح 136 فصل 10، والمتّقي في كنز العمّال: 13: 183 ح 36547 نقلاً عن عبد بن حميد وأحمد وابن راهويه، وفي ج 15 ص 304 ح 41129 نقلاً عن هنّاد، عن عليّ، باختصار.
2- الرُّسغ - بالضمّ وبضمّتين -: مفصل ما بين الساعد والكفّ والساق والقدم. (القاموس)

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، أعنك نروي هذا، أو شيء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قال: «بل شيء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول ذلك عند الكسوة».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 22)

(2223) 11-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبداللّه ابن السمّاك قال: حدّثنا أبو قلابة الرقاشي قال: حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان قال: حدّثنا مرجى أبو يحيى صاحب السقط، قال: وقد ذكرته لحمّاد بن زيد فعرفه، عن معمر بن زیاد:

أنّ أبا مطر حدّثه قال: كنت بالكوفة فمرّ علَيّ رجل فقالوا: هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه. قال: فتبعته فوقف على خيّاط فاشترى منه

ص: 571


1- وأخرجه أحمد في مسند عليّ (علیه السلام) من مسنده: 1: 157 و 158 وفي فضائل الصحابة: ح 1214 عن مروان الفزاري، عن المختار بن نافع، عن أبي مطر، وفي الحديث 1215 عن محمّد بن عبيد، عن المختار بن نافع بتفاوت، وعنه سبط ابن الجوزي في الباب 5 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تذكرة الخواصّ. ورواه محمّد بن سلمان في المناقب: 2: 60 ح 547 وص 602 ح 1103، وعبد بن حميد في مسنده: ص 62 ح 96، وأبو يعلى في مسنده: 1: 254 ح 295 وص 274 ح 327، والطبراني في كتاب الدعاء: ص 142 ح 394 و 395، والمامطيري في نزهة الأبصار: ص 175 - 178، ضمن الحديث 80، والخوارزمي في المناقب: ص 121 ح 136 فصل 10، والمحبّ الطبري في مناقب عليّ (علیه السلام) من ذخائر العقبى: ص 97 ومن الرياض النضرة: 2: 178 في عنوان «ذكر اتباعه للسنّة». وقال الزمخشري في الفائق: 2: 98: عليّ (علیه السلام) اشترى قميصاً بثلاثة دراهم وقال: «الحمد للّه الّذى هذا من رياشه». الريش: الكسوة الّتى يُتزيَّن بها استعير من ريش الطائر، لأنّه كسوته و زينته، قال اللّه تعالى: (لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا)، والرياش يحتمل وجهين: أن يكون جمع ريش، وأن يكون مفرداً مبنيّاً من لفظه على فِعال كلِباس.

قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه، فقال: «الحمد للّه الّذي ستر عورتي وكساني الرياش». ثمّ قال: «هكذا كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول إذا لبس قميصاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 101)

(2224) 12-(1) أخبرنا حمويه بن عليّ بن حمويه قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم [الأزدي الفراهيدي البصري] أبو عمرو عن هلال بن مسلم الجحدري قال:

سمعت جدّي جرّة - أو جوّة - قال: شهدت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أتي بمال عند المساء فقال: «أقسموا هذا المال».

فقالوا: قد أمسينا يا أمير المؤمنين، فأخّره إلى غد.

فقال لهم: «تقبلون لي أن أعيش إلى غد»؟

قالوا: ماذا بأيدينا.

قال: «فلا تؤخّروه حتّى تقسّموه». فأتي بشمع، فقسموا ذلك المال من تحت ليلتهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 52)

(2225) 13- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العبّاس الخجندي الرياشي قال: حدّثنا محمّد بن حمّاد الشاشي، عن حاتم الأصمّ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم قال:

قال جابر بن عبد اللّه الأنصاري: لقيت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم صباحاً فقلت: كيف أصبحت، يا أمير المؤمنين؟

قال: «بنعمة من اللّه وفضل من رجل لم يزر أخاً، ولم يُدخل على مؤمن

ص: 572


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 173، وابن شهر آشوب في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب في عنوان «فصل: في المسابقة بالزهد والقناعة»: ج 2 ص 109.

سروراً».

قلت: وما ذلك السرور؟

قال: «يفرّج عنه كرباً، أو يقضي عنه ديناً، أو يكشف عنه فاقته».

(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 10)

(2226) 14- قال جابر ولقيت عليّاً (علیه السلام) يوماً، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: «أصبحنا وبنا من نعم اللّه وفضله ما لا نحصيه مع كثير ما نحصيه، فما ندري أيّ نعمة أشكر، أجميل ما ينشر، أم قبيح ما يستر»؟

(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 11)

(2227) 15- وبالسند المتقدّم عن شقيق، عمّن أخبره من أهل العلم قال: قال عبد اللّه بن جعفر الطيّار: دخلت على عمّي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) صباحاً، وكان مريضاً، فقلت كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟

قال: «يا بُنيّ، كيف أصبح من يفنى ببقائه، ويسقم بدوائه، ويؤتى من مأنه»(1).

(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 15)

ص: 573


1- مَأَنَ القوم: احتمل مَؤُونتهم أي قوتهم.

أبواب معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام)

باب 1- ردّ الشمس وتكلّمها معه (علیه السلام)

(2228) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا القاسم بن عبّاس قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الكوفى قال: حدّثنا أبوقتادة الحرّاني، عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن زاذان:

عن ابن عبّاس قال: لمّا فتح اللّه عزّ وجلّ مكّة، خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل، فلمّا أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين، فرفع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الهِجرة

ص: 574


1- وأورده الفتّال النيسابوري في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 128. ورواه الراوندي في آخر الفصل 6 من معجزات النبيّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من قصص الأنبياء: ص 29 ح 362 عن ابن بابويه، عن أحمد بن عليّ بن موسى الدقّاق، عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمّال، عن عمر بن خلّاد عن الحسين بن عليّ، عن أبي قتادة الحرّاني بتفاوت. ورواه الخوارزمي في الفصل 9 - في بيان أنّه أفضل الأصحاب - من المناقب: ص 113 ح 123 عن شهردار بن شيرويه الديلمي، عن عبدوس بن عبداللّه، عن أبي الفرج محمّد بن سهل، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن تركان عن أبي القاسم زكريّا بن عثمان بن هانى، عن محمّد بن زكريّا الغلّابي عن الحسن بن موسى بن محمّد بن عباد الجزار، عن عبدالرحمان بن القاسم الهمداني، عن أبي حاتم محمّد بن محمّد الطالقاني، عن الإمام الحسن بن عليّ العسكري (علیهما السلام) عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام)، بتفاوت. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين: 1: 184 - 175 ح 147 بإسناده إلى الديلمي. وأورده ابن حمزة في آخر الفصل 6 من الثاقب في المناقب: ص 255 ح 221 / 3 عن ابن مسعود بتفاوت، وقال في آخره: وروي أنّ الشمس كلّمته ثلاث مرّات.

فقال: «لا هجرة بعد فتح مكّة»(1).

قال: ثمّ انتهينا إلى هوازن، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ قم فانظر كرامتك على اللّه عزّ وجلّ، كلّم الشمس إذا طلعت».

قال ابن عبّاس: واللّه ما حسدتُ أحداً إلّا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في ذلك اليوم، وقلت للفضل: قم تنظر كيف يكلّم عليّ بن أبي طالب الشمس، فلمّا طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة اللّه ربّه». فأجابته الشمس وهي تقول: «وعليك السلام يا أخا رسول اللّه ووصيّه وحجّة اللّه على خلقه».

قال: فانكبّ عليّ (علیه السلام) ساجداً شكراً للّه عزّ وجلّ، قال: فواللّه لقد رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قام فأخذ برأس عليّ (علیه السلام) يقيمه ويمسح وجهه ويقول: «قُم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك، وباهي اللّه عزّ وجلّ بك حَمَلة عَرشه».

(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 14)

(2229) 2-(2) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن محمّد بن حنبل قال: أُخبرتُ عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه قال:

ص: 575


1- لاحظ تخريج هذه الفقرة من الحديث في باب غزوة حنين من أبواب غزوات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة: ج 2 ص 413 - 414 ح 7.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 292 ح 815، وفي ترجمة فاطمة بنت أمير المؤمنين (علیه السلام): 66: 14، والمفيد في أواخر المجلد الأوّل من الإرشاد: ص 345، والكنجي في الباب 100 من كفاية الطالب ص 384، والمحبّ الطبري في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 125، والطالقاني في الباب 18 من الأربعين المنتقى، وابن كثير في عنوان «دلائل النبوّة الحسيّة» من سيرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) البداية والنهاية: 6: 81 عن ابن عساكر، ثمّ قال: وقد روى ابن شاهين هذا الحديث عن ابن عقدة. ورواه أبو الحسن شاذان الفضلي في رسالة ردّ الشمس كما رواه عنه السيوطي في اللآلي المصنوعة: 1: 174 وفى ط: ص 338. ورواه الحمّويي في الباب 38 من السمط 1 من فرائد السمطين: ح 146 بإسناده إلى عليّ بن الحسن بن الحسن، عن فاطمة بنت عليّ. وورد الحديث من طريق فاطمة بنت الحسين (علیه السلام)، عن أسماء، رواه الطحاوي في مشكل الآثار: 2: 8 و4: 388، وابن المغازلي في المناقب ص 96 ح 140، والخوارزمي في الفصل 19 من المناقب: ص 306 ح 301، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 283 ح 814، وسبط ابن الجوزي في عنوان «حديث في ردّ الشمس له» من ترجمة أمير المؤمنين(علیه السلام) من تذكرة الخواص، والمحبّ الطبري فى باب مناقب عليّ (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 125 في عنوان «ذکر اختصاصه بردّ الشمس عليه»، وابن كثير في البداية والنهاية: 6: 80 في عنوان «دلائل النبوّة الحسيّة»، والهيثمي في علامات النبوّة من مجمع الزوائد: 8: 297 في عنوان «باب حبس الشمس له صلى اللّه عليه وآله وسلّم»، والذهبي في ترجمة عمّار بن مطر من ميزان الاعتدال: 3: 170/ 6004 و تابعه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: 5: 127 / 6034، والحلبي في السيرة الحلبية: 2: 103، و زيني دحلان في السيرة النبويّة المطبوع بهامش السيرة الحلبيّة: 3: 126، والسيوطي في باب مناقب عليّ (علیه السلام) من اللآلي: 1: 336 وفي الخصائص الكبرى: 2: 82 في عنوان «باب ردّ الشمس بعد غروبها» وقال: أخرجه ابن مندة وابن شاهين و الطبراني بأسانيد بعضها على شرط الصحيح، ومحمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 1023 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 518. وقال ابن شهر آشوب في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب «مناقب آل أبي طالب»: 2: 353، في عنوان «فصل: في طاعة الجمادات له (علیه السلام)»: روى أبو بكر بن مردويه في المناقب وأبو إسحاق الثعلبي في تفسيره، وأبو عبد اللّه بن مندة في المعرفة، وأبو عبداللّه النطنزي في الخصائص، والخطيب في الأربعين، وأبو أحمد الجرجاني في تاريخ جرجان: ردّ الشمس لعليّ (علیه السلام)، ولأبي بكر الورّاق كتاب «طرق من روى ردّ الشمس»، ولأبي عبد اللّه الجعل مصنّف في ردّ الشمس، ولأبي القاسم الحسكاني مسألة ردّ الشمس وترغيم النواصب الشمس، و لأبي الحسن الشاذان كتاب «بيان ردّ الشمس على أمير المؤمنين»، وذكر أبو بكر الشيرازي في كتابه بالإسناد عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن البصري، عن أمّ هانئ، هذا الحديث مستوفى (إلى أن قال:) وذكر أنّ الشمس ردّت عليه مراراً، الّذي رواه سلمان، ويوم البساط، ويوم الخندق، ويوم حنين، ويوم خيبر، ويوم قرقيساء، ويوم،براثا، ويوم الغاضريّة، ويوم النهروان، ويوم بيعة الرضوان، ويوم صفّين، وفي النجف، وفي بني مازر، و بوادي العقيق، وبعد أحد، وروى الكليني في الكافي أنّها رجعت بمسجد الفضيخ من المدينة، وأمّا المعروف مرّتان في حياة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكراع الغميم، وبعد وفاته ببابل... . وأفردت كتاباً مستقلاً في ذلك سمّيته «رجوع الشمس لأمير المؤمنين (علیه السلام)»، ولاحظ رسالة «كشف الرّمس عن حديث ردّ الشمس» تأليف عمّي العلّامة المحمودي (قدّس سرّه).

ص: 576

حدّثنا عروة بن عبداللّه بن قشير الجعفي(1) [أبو مهل الكوفي] قال: دخلت على فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهي عجوز كبيرة، وفي عنقها خرز[ة](2)، وفي يدها مسكتان فقالت: يكره للنساء أن يتشبّهن بالرجال، ثمّ قالت: حدّثتنى أسماء بنت عميس قالت: أوحى اللّه إلى نبيّه محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فتغشّاه الوحي فستره عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بثوبه حتّى غابت الشمس، فلمّا سري عنه (علیه السلام) قال: «يا عليّ، ما صلّيتَ العصر»؟

قال: «لا يا رسول اللّه، شغلتُ عنها بك».

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم اردد الشمس على عليّ بن أبي طالب». وقد كانت غابت، فرجعت حتّى بلغت الشمس حجرتي ونصف المسجد.

(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 3)

(2230) 3-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن

ص: 577


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في الكتب، وصحّف في النسخ ب-«عروة بن عبيد اللّه بن بشير الجعفي».
2- الخَرَزَةُ: واحدة الخَرَزات الّتي تُنظَم في سلْكٍ ليتزيّن بها.
3- تقدّم تخريجه في الباب 11 من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان: ج 3 ص 576 ح 2.

فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي قال:

سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول: «لمّا خرج أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى النهروان وظعنوا في أوّل أرض بابل حين دخل وقت العصر، فلم يقطعوها حتّى غابت الشمس، فنزل النّاس يميناً وشمالاً يصلّون إلّا الأشتر وحده، فإنّه قال: لا أصلّي حتّى أرى أمير المؤمنين قد نزل يصلّي».

قال: «فلمّا نزل قال: يا مالك، هذه أرض سبخة ولا تحلّ الصلاة فيها، فمن كان صلّى فليعد الصلاة».

ثمّ قال: «استقبل القبلة، فتكلّم بثلاث كلمات ما هنّ بالعربية ولا بالفارسيّة، فإذا هو بالشمس بيضاء نقيّة، حتّى إذا صلّى بنا سمعنا لها حين انقضت خريراً كخرير المنشار».

(أمالي الطوسى: المجلس 36، الحديث 22)

(2231) 4- وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد ردّت عليه الشمس بعد ما غربت، أو كادت، حتّى صلّى العصر في وقتها، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 11 من أبواب الحوادث والفتن(1).

ص: 578


1- تقدّم في ج 3 ص 421 - 434 ح 2.

باب 2- تكلّم الحصاة في يده و شهادتهنّ بإمامته (علیه السلام)

(2232) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن سليمان بن عاصم قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد العبدي قال: حدّثنا عليّ بن الحسن الأموي، عن جعفر الأموي، عن العبّاس بن عبداللّه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي مريم:

عن سلمان قال: كنّا جلوساً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا أقبل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فناوله النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حصاة، فما استقرّت الحصاة في كفّ عليّ (علیه السلام) حتّى نطقت وهي تقول: «لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه، رضيت باللّه ربّاً، وبمحمّد نبيّاً، وبعليّ بن أبي طالب وليّاً».

ثمّ قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أصبح منكم راضياً باللّه وبولاية عليّ بن أبي طالب فقد أمن خوف اللّه وعقابه».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 88)

ص: 579


1- وروى الراوندي في معجزات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الخرائج والجرائح: 1: 47 ح 61 عن أنس نحوه.

باب 3- انفجار العين بأمره (علیه السلام)

(2233) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال للعين وقد غاصت: انفجري، فانفجرت فشرب منها القوم،، وأقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والمسلمون معه فشرب وشربوا وشربت خيلهم وملأوا رواياهم غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 11 من أبواب الحوادث والفتن(1).

ص: 580


1- تقدّم في ج 3 ص 422 - 434 ح 2.

باب 4- ما ظهر في المنامات من كراماته ومقاماته ودرجاته (علیه السلام)

أقول: تقدّم في الباب 21 من أبواب مناقبه (علیه السلام) - باب كفر من سبّه أو تبرّأ منه - ما يرتبط بهذا الباب(1).

(2234) 1-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران قال: حدّثنا ابن دريد(3) قال: حدّثنا [أبو الفضل العبّاس بن الفَرَج البصري] الرياشي(4) قال: حدّثنا عمر بن بكير، عن ابن الكلبي، عن أبي

ص: 581


1- لاحظ الحديث 5 و 14 من الباب المذكور: ص 442 و 450.
2- لاحظ تخريج الحديث التالي.
3- ابن دريد هذا هو أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد صاحب اللغة، روى عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي، وروى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج صاحب الأغاني، وأبو عبيد اللّه المرزباني وغيرهم كما في ترجمته من تاريخ الإسلام: وفيات سنة 321: ص 87، ولسان الميزان: 6: 46 / 7289. وانظر أيضاً ترجمته في: تاريخ بغداد: 2: 195 / 621، والمنتظم: 13: 329/ 2328 ووفيات الأعيان: 4: 323 - 329، والوافي بالوفيات: 2: 339 / 794، بغية الوعاة: 1: 77 / 1479، وميزان الاعتدال: 2: 520، سير أعلام النبلاء: 15: 96 / 56، معجم رجال الحديث: 15: 213.
4- هذا هو الصحيح الموافق لترجمته في تهذيب الكمال: 14: 234 / 3133 وترجمة ابن دريد كما في التعليقة المتقدّمة، كان أبوه عبداً لرجل من جُذام يقال له: الرياشي. وروى الخطيب في تاريخ بغداد: 12: 140 عن عليّ بن أبي أميّة أنّه قال: لمّا كان من دخول الزنج البصرة ما كان، وقَتلِهم بها مَن قتلوا، وذلك في شوّال سنة سبع وخمسين ومئتين، بلغنا أنّهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم، وقالوا: هات المال فجعل يقول: أيّ مالٍ أيّ مال حتّى مات. وانظر أيضاً ترجمته في الجرح والتعديل: 6: 213، والأنساب لابن السمعاني في عنوان «الرياشي»، ومعجم الأدباء: 12: 44، والمنتظم لابن الجوزي: ج 12 في وفيات سنة 257، و سير أعلام النبلاء: 12: 372، وتاريخ الإسلام ص 171، والوافي بالوفيات: 16: 652. هذا، وفي النسخ صحّف ب-«الرقاشي».

مخنف:

عن كثير بن الصلت قال: جمع زياد [ابن مرجانة](1) النّاس برحبة الكوفة ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، والنّاس من ذلك في كرب عظيم، فأغفيت فإذا أنا بشخص قد سدّ ما بين السماء والأرض، فقلت له: من أنت؟

فقال: أنا النقّاد ذو الرقبة أرسلتُ إلى صاحب القصر.

فانتبهت مذعوراً، وإذا غلام لزياد قد خرج إلى النّاس فقال: انصرفوا، فإنّ الأمير عنكم مشغول. وسمعنا الصياح من داخل القصر، فقلت في ذلك:

ما كان منتهياً عمّا أراد بنا *** حتّى تناوله النقّاد ذو الرَّقبه

فأسقط الشقّ منه ضربة ثبتت *** كما تناول ظلماً صاحب الرّحبه

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 5)

(2235) 2-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن أصرم البجلي بالكوفة، قال: حدّثنا محمّد بن عمارة الأسدي قال: أخبرني يحيى بن ثعلبة.

قال: وحدّثني أبو نعيم محمّد بن جعفر بن محمّد الحافظ بالرملة، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدّثنا هشام بن محمّد بن السائب أبو المنذر قال: حدّثني يحيى بن ثعلبة أبو المقوّم الأنصاري، عن أُمّه عائشة بنت عبد الرحمان بن السائب:

ص: 582


1- ما بين المعقوفين موجود فى الطبعة الحجرية.
2- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في من غيّر اللّه حالهم وأهلكهم ببغضه (علیه السلام) أو سبّه» من المناقب: 2: 385 عن عبد اللّه بن السائب وكثير بن الصلت. ورواه الكراجكي في كنز الفوائد: 1: 146 بإسناده عن هشام بن محمّد بن السائب عن أبيه، عن عبد الرحمان بن السائب عن أبيه، قال: جمعنا زياد، وذكره بتفاوت. ورواه ابن الجوزي في ترجمة زياد بن أبيه من المنتظم: 5: 263 في وفيات سنة 53 و عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار 47 من خطب نهج البلاغة: 3: 199. وأورده أيضاً ابن أبي الحديد ذيل الخطبة:56: 4 58 باختصار.

عن أبيها قال: جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة وأشرافهم في مسجد الرحبة ليحملهم على سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) والبراءة منه، وكنت فيهم، فكان النّاس من ذلك في أمر عظيم، فغلبتني عيناي فنمت فرأيت في النوم شيئاً طويلاً، طويل العنق، أهدل، أهدب(1) فقلت: مَن أنت؟

فقال: أنا النقاد ذو الرقبة.

قلت: وما النقاد؟

قال: طاعون بعثتُ إلى صاحب هذا القصر لأجتثّه من جديد الأرض(2)، كما عتا وحاول ما ليس له بحقّ.

قال: فانتبهت فزعاً، وأنا في جماعة من قومي، فقلت: هل رأيتم ما رأيت؟

فقال رجلان منهم رأينا كيت وكيت بالصفة. وقال الباقون: ما رأينا شيئاً، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد، فقال: يا هؤلاء، انصرفوا، فإنّ الأمير عنكم مشغول. فسألناه عن خبره؟ فخبرنا أنّه طعن في ذلك الوقت، فما تفرّقنا حتّى سمعنا الواعية عليه، فأنشأت أقول في ذلك:

قد جشم النّاس أمراً ضاق ذرعهم *** بحملهم حين ناداهم إلى الرحبه

يدعو على ناصر الإسلام حين يرى *** له على المشركين الطول والغلبه

ما كان منتهياً عمّا أراد بنا *** حتّى تناوله النقّاد ذو الرَّقبه

ص: 583


1- قال ابن الأثير في النهاية: أهدب الأشفار: أي طويل شعر الأجفان، ومنه حديث زياد: طويل العنق أهدب. وقال أيضاً: الأهدل: المسترخى الشفة السفلى الغليظها، ومنه حديث زياد: أهدب أهدل، والأهدل كأنّه من هدير البعير وهو ترديد صوته في حنجرته.
2- جديد الأرض: وجهها.

فأسقط الشقّ منه ضربة عجباً *** كما تناول ظلماً صاحب الرّحبه

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 15)

(2236) 3-(1) ذكر الفضل بن شاذان (رحمه اللّه) في كتابه الّذي نقض به علی ابن كرّام(2) قال: روى عثمان بن عفّان، عن محمّد بن عبّاد البصري صاحب عبّادان ورئيس الغزاة، قال عثمان: قال لي محمّد بن عبّاد: يا شجري، ألا أحدّثك بأعجب حديث سمعته قطّ؟ قلت: حدّثني رحمك اللّه.

ص: 584


1- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في من غيّر اللّه حالهم وأهلكهم ببغضه (علیه السلام) أو سبّه» من المناقب: 2: 385 وفي ط: ص 345، وابن حمزة في الثاقب في المناقب: ص 239 ح 203: 4، والراوندي في الخرائج و الجرائح: 1: 223.
2- قال الذهبي في ترجمته من سير أعلام النبلاء: 11: 523: محمّد بن كرّام السجستاني المبتدع شيخ الكراميّة، كان زاهداً عابداً ربانياً، بعيد الصيت، كثير الأصحاب، ولكنّه يروي الواهيات، كما قال ابن حبّان. خُذل حتّى التقط من المذاهب أرداها و من الأحاديث أوهاها، ثمّ جالس الجويباري وابن تميم، ولعلّها قد وضعا مئة ألف حديث، وأخذ التشقُّف عن أحمد بن حرب. ثمّ قال: قلت: كان يقول: الإيمان هو نطق اللسان بالتوحيد، مجرّد عن عقد قلب وعمل جوارح. وقال خلق من الأتباع له بأنّ البارئ جسم لا كالأجسام، وأن النبيّ تجوز منه الكبائر سوى الكذب. وقد سجن ابن كرّام ثمّ نفي، وكان ناشفاً عابداً قليل العلم. قال الحاكم: مكث في سجن نيسابور ثماني سنين، ومات بأرض بيت المقدس سنة خمس وخمسين ومئتين، وكانت الكراميّة كثيرين بخراسان ولهم تصانيف ثمّ قلّوا وتلاشوا. وانظر أيضاً ترجمته في عنوان «الكرّامي» من الأنساب - للسمعانى-، والملل والنحل: 1 185، و اللباب: 3: 89 وميزان الاعتدال: 4: 21 / 7103، ولسان المیزان: 5: 353 - 356، وتاريخ الإسلام وفيات سنة 255 ه- : ص 310، وتذكرة الحفّاظ: 2: 536، والبداية و النهاية: 11: 20، والوافي بالوفيات: 4: 375 - 377، وتذكرة الحفّاظ: 2: 106، وتاريخ دمشق: 15: 127 - 130 / 6930.

قال: كان في جواري هاهنا رجل من أحد الصالحين، فبينا هو ذات ليلة نائم إذ رأى كأنّه قد مات وحشر إلى الحساب وقرب إلى الصراط. قال: فلمّا جزت إلى الصراط، فإذا أنا بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالس على شفير الحوض، والحسن والحسين (علیهما السلام) بيديهما كأس النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسقيان الأمّة، فدنوت إلى الحسن (علیه السلام) فقلت: اسقني. فأبى علَيّ، فدنوت إلى الحسين (علیه السلام) فقلت له: اسقني، فأبى علَيّ.

فأتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقلت: يا رسول اللّه، مر الحسن والحسين يسقياني. قال: «لا تسقياه».

قلت: بأبي أنت وأمّي أنا مؤمن باللّه وبك، لم أخالفك، فكيف لا تسقونني؟! مر الحسن والحسين أن يسقياني.

فقال: «لا تسقياه، فإنّ في جواره رجلاً يلعن عليّاً فلم يمنعه». فدفع إليّ سكّيناً وقال: «اذهب فاذبحه». فذهبت في منامي فذبحته، ثمّ رجعت فقلت: بأبي أنت و اُمّى قد فعلت ما أمرتني به. قال: «هات السكين». فدفعته، قال: «ياحسين، اسقه». قال: فسقاني الحسين (علیه السلام) و أخذت الكأس بيدي ولا أدري شربت أم لا. ولكنّي استنبهت من نومي، وإذا بي من الرعب غير قليل، فقمت إلى صلاتي فلم أزل أصلّي وأبكي حتّى انفجر عمود الصبح، فإذا بولولة وصيحة، وإذا هم ينادون: فلان ذُبح على فراشه وإذا أنا بالحرس والشرطة يأخذون البريء و الجيران، فقلت: سبحان اللّه، هذا شيء رأيته في المنام، فحقّقه اللّه! فقمتُ إلى الأمير فقلت: أصلحك اللّه، هذا أنا فعلته و القوم براء.

قال لي: ويحك ما تقول؟!

فقلت: أيّها الأمير هذه رؤيا رأيتها في منامي، فإن كان اللّه حقّقها فما ذنب هؤلاء، وقصصت عليه الرؤيا.

فقال الأمير: اذهب فجزاك اللّه خيراً أنت بريء والقوم براء.

قال عثمان بن عفّان: فهذا أعجب حديث سمعته قطّ.

(أمالي الطوسي: المجلس 46، الحديث 2)

ص: 585

أبواب ما یتعلّق به و من ینتسب إلیه (علیه السلام)

باب 1- أسلحته ونقش خاتمه (علیه السلام)

(2237) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) (في حديث) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّ منادياً نادى من السماء يوم أحُد: لاسيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ، فعليّ أخي وأنا أخوه».

(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 14)

(2238) 2-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد:

عن أحمد بن عبداللّه قال: سألت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) عن ذي الفقار سيف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من أين هو؟

فقال: «هبط به جبرئيل من السماء، وكانت حليته من فضّة، وهو عندي».

(أمالي الصدوق: المجلس 48، الحديث 10)

(2239) 3- حدّثنا أبى (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي، عن الحسين

ص: 586


1- ورواه أيضاً في الحديث 195 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 2 ص 55. ورواه محمّد بن الحسن الصفّار في الحديث 21 من الباب 4 من الجزء 4 من بصائر الدرجات ص 200.

بن خالد الصيرفي:

عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) (في حديث) قال: «كان نقش خاتم أمير المؤمنين (علیه السلام): الملك للّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 70، الحديث 5)

تقدّم تمامه في الحديث 1 من الباب 2 - نقش خواتيم الأنبياء على نبيّنا وآله وعليهم السلام - من كتاب النبوّة(1).

(2240) 4-(2) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا بشر بن بكر، عن محمّد بن إسحاق، عن مشيخته قال:

لمّا رجع عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من أحُد ناول فاطمة سيفه وقال:

أفاطم هاك السيف غیر ذمیم *** فلست برعديد ولا بلئيم(3)

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد *** ومرضاة ربّ للعباد رحيم(4)

قال: وسُمع يوم أحد، وقد هاجت ريح عاصف، كلام هاتف يهتف، وهو يقول:

لاسيف إلّا ذو الفقار *** ولافتى إلّا عليّ

فإذا ندبتم هالكاً *** فابكوا الوفيّ أخا الوفيّ

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 46)

ص: 587


1- تقدّم في ج 2 ص 14 - 16 ح 1.
2- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة: ج 2 ص 366 - 368 في الباب 2 من أبواب غزوات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تحت الرقم 4.
3- في تاريخ الطبري: 2 ص 533 والفصول المهمّة: ص 56: «ولا بمليم».
4- في الفصول المهمّة: «وطاعة ربّ بالعباد عليم».

باب 2- ما ورد في ابنه محمّد ابن الحنفيّة

(2241) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الرحيم السجستاني، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن عاصم:

عن محمّد بن بشر قال: لمّا سيّر ابن الزبير ابن عبّاس (رحمه اللّه) إلى الطائف، كتب إليه محمّد ابن الحنفيّة (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أمّا بعد، فقد بلغني أنّ ابن الكاهليّة(2) سيّرك إلى الطائف، فرفع اللّه جلّ اسمه لك بذلك ذكراً، وعظّم(3) لك أجراً، وحطّ به عنك وزراً.

ص: 588


1- قال اليعقوبي في تاريخه: 2: 261 في عنوان «أيّام مروان بن الحكم وعبد اللّه بن الزبير وأيّام عبد الملك»: تحامل عبد اللّه بن الزبير على بني هاشم تحاملاً شديداً وأظهر لهم العداوة والبغضاء، حتّى بلغ ذلك منه أن ترك الصلاة على محمّد في خطبته، فقيل له: لِمَ تركتَ الصلاة على النبيّ؟ فقال: إنّ له أهل سوء يشرئبون لذكره، ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به! وأخذ ابن الزبير محمّد بن الحنفيّة، وعبد اللّه بن عبّاس، وأربعة عبّاس، وأربعة وعشرين رجلاً من بني هاشم ليبايعوا له، فامتنعوا، فحبسهم في حجرة زمزم وحلف باللّه الّذي لا إله إلّا هو ليبايعنّ أو ليحرقنّهم بالنّار (إلى أن قال:) ولمّا لم يكن بابن الزبير قوّة على بني هاشم، وعجز عمّا دبّره فيهم، أخرجهم عن مكّة، و أخرج محمّد ابن الحنفيّة إلى ناحية رضوى، وأخرج عبداللّه بن عبّاس إلى الطائف إخراجاً قبيحاً، وكتب محمّد ابن الحنفيّة إلى عبد اللّه بن عبّاس... (وذكر الكتاب باختصار، إلى أن قال:) وروى بعضهم أنّ محمّد بن الحنفيّة صار أيضاً إلى الطائف، فلم يزل بها، وتوفّي ابن عبّاس بها في سنة 68 وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وصلّى عليه محمّد ابن الحنفيّة، ودفن عبد اللّه بن عبّاس بالطائف في مسجد جامعها، وضُرب عليه فسطاط... . وكتاب ابن الحنفيّة - مع مغايرة - أورده أبو سعد الآبي في نثر الدرّ: 406:1 - 407، وابن حمدون في تذكرته: 4: 309: 751.
2- في أمالي الطوسي: «ابن الجاهليّة».
3- في أمالي الطوسي: «بذلك لك ذكراً، وأعظم».

يا ابن عمّ، إنّما يبتلى الصالحون، وإنّما تهدى الكرامة للأبرار، ولو لم تؤجر إلّا فيما تحبّ إذا قلّ أجرك، قال اللّه جلّ وعزّ: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(1)، وهذا ما لست أشكّ(2) أنّه خير لك عند بارئك، عظّم اللّه لك الصبر على البلوى(3)، والشكر في النعماء، إنّه على كلّ شيء قدير».

فلمّا وصل الكتاب إلى ابن عبّاس أجاب عنه فقال: «[أمّا بعد فقد](4) أتاني كتابك تعزّيني فيه على تسييري، وتسأل ربّك جلّ اسمه أن يرفع لي به ذكراً(5) وهو تعالى قادر على تضعيف الأجر، والعائدة بالفضل، والزيادة بالإحسان(6) [و](7) ما أحبّ أنّ الّذي ركب منّي ابن الزبير كان ركبه منّي أعداء خلق اللّه لي احتساباً في حسناتي(8)، ولمّا أرجو أن أنال به رضوان ربّي.

يا أخي، إنّ الدنيا تولّت(9)، وإنّ الآخرة قد أظلّت، فاعمل صالحاً، جعلنا اللّه وإيّاك ممّن يخافه بالغيب، ويعمل لرضوانه في السرّ والعلانية، إنّه على كلّ شيء قدیر».

(أمالي المفيد: المجلس 41، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 4 الحديث 40)

ص: 589


1- سورة البقرة: 2: 216.
2- في أمالي الطوسي: «وهذا لست أشكّ».
3- في بعض النسخ: «عزم اللّه لك على الصبر في البلوى»، ومثله في أمالي الطوسي.
4- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.
5- في أمالي الطوسي: «أن يرفع به ذكري».
6- فى أمالي الطوسي: «من الإحسان».
7- من أمالي الطوسي.
8- في أمالي الطوسي: «احتساباً لذلك في حسناتي».
9- في أمالي الطوسي: «يا أخي، الدنيا قد ولّت».

باب 3- أحوال أخيه عقيل

أقول: مضى أحوال أخيه جعفر بن أبي طالب في باب «أقرباء النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من كتاب النبوّة(1).

(2242) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد قال: حدّثنا زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال عليّ (علیه السلام) لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا رسول اللّه، إنّك لتحبّ عقيلاً»؟

قال: «إي واللّه إنّي لأحبّه حبّين حبّاً له، وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولده مقتول في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون». ثمّ بكى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى جرت دموعه على صدره، ثمّ قال: «إلى اللّه أشكو ما تلق عترتي من بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 4)

ص: 590


1- تقدّم في ج 2 ص 464 - 465 تحت الرقم 6، وص 467 - 473 تحت الرقم 10 - 18.
2- روى ابن سعد نحو صدر الرواية في ترجمة عقيل من الطبقات الكبرى: 4: 44، وفيه: أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال العقيل بن أبي طالب: «يا أبا يزيد، إنّي أحبّك حبّين، حبّاً لقرابتك، وحبّاً لما كنت أعلم من حبّ أبي طالب إيّاك». وروی نحوه ابن عساكر في ترجمة عقيل من تاريخ دمشق: 41: 18 وفي مختصره - لابن منظور -: 17: 119، والعمري في «المجدي في أنساب الطالبيّين»: ص 8، والسيّد عزيز الدين في «الفخري في أنساب الطالبيّين»: ص 193، وابن الطقطقي في كتاب «الأصيلي في أنساب الطالبيّين»: ص 348.

(2243) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن القاسم أبو جعفر الأكفاني من أصل كتابه، قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا أبو معاذ زياد بن رستم بيّاع الأدم:

عن عبد الصمد، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: قلت: يا أباعبد اللّه، حدّثنا حديث عقيل. قال: «نعم، جاء عقيل إليكم بالكوفة، وكان عليّ (علیه السلام) جالساً في صحن المسجد، وعليه قميص سُنبلاني(2)». قال: «فسأله، فقال: اكتب لك إلى ينبع. قال: ليس غير هذا؟ قال: لا.

فبينما هو كذلك إذ أقبل الحسين (علیه السلام) فقال: اشتر لعمّك ثوبين، فاشترى له، قال: يا ابن أخي ما هذا؟ قال: هذه كسوة أمير المؤمنين. ثمّ أقبل حتّى انتهى إلى عليّ (علیه السلام) فجلس، فجعل يضرب يده على الثوبين وجعل يقول: ما ألين هذا الثوب يا أبا يزيد! [ثمّ] قال: ياحسن، أخد(3) عمّك. قال: واللّه ما أملك صفراء ولا بيضاء. قال: فمر له ببعض ثيابك. قال: فكساه بعض ثيابه». قال: «ثمّ قال يا محمّد، أخد عمّك. قال: واللّه ما أملك درهماً ولا ديناراً. قال: فاكسه بعض ثيابك.

قال عقيل: يا أمير المؤمنين، ائذن لي إلى معاوية.

قال: في حلّ محلّل.

فانطلق نحوه، وبلغ ذلك معاوية، فقال: اركبوا أفره دوابّكم، وألبسوا من

ص: 591


1- قصّة مجيء عقيل إلى أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ إلى معاوية، وكلامه في مجلسه وفي أصحابه الّذين حوله - رواها - مع مغايرة - الثقفي في الغارات: ص 379 - 380 عن أبي عمرو بن العلاء، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 41: 22 - 23 / 4735 بإسناده عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، والذهبي في ترجمة عقيل من سير أعلام النبلاء: 3: 100(19) عن حميد بن هلال، وابن الأثير في أسد الغابة: 3: 561 - 562 من طريق ابن عساكر.
2- القميص السنبلاني: السابع الطول، وقيل: المنسوب إلى بلد بالروم.
3- أخد: أعط.

أحسن ثيابكم، فإنّ عقيلاً قد أقبل نحوكم، وأبرز معاوية سريره، فلمّا انتهى إليه عقيل قال معاوية: مرحباً بك يا أبا يزيد ما نزع بك؟

قال: طلب الدنيا من مظانّها.

قال: وفّقت وأصبت، قد أمرنا لك بمئة ألف. فأعطاه المئة ألف.

ثمّ قال: أخبرني عن العسكرين الّذين مررت بهما، عسكري وعسكر عليّ.

قال: في الجماعة أخبرك، أو في الوحدة؟

قال: لا بل في الجماعة.

قال: مررت على عسكر عليّ، فإذا ليل كليل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونهار كنهار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إلّا أنّ رسول اللّه ليس فيهم، ومررت على عسكرك فإذا أوّل من استقبلني أبو الأعور وطائفة من المنافقين والمنفّرين برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إلّا أنّ أبا سفيان ليس فيهم.

فكفّ عنه حتّى إذا ذهب النّاس قال له: يا أبا يزيد أيش صنعت بي؟

قال: ألم أقل لك: في الجماعة أو في الوحدة؟ فأبيت علَيّ.

قال: أمّا الآن فاشفني من عدوّي.

قال: ذلك عند الرحيل.

فلمّا كان من الغد شدّ غرائره ورواحله وأقبل نحو معاوية، وقد جمع معاوية حوله، فلمّا انتهى إليه قال: يا معاوية، من ذا عن يمينك؟

قال: عمرو بن العاص.

فتضاحك، ثمّ قال: لقد علمت قريش أنّه لم يكن أحصى لتيوسها من أبيه. ثمّ قال: مَن هذا؟

قال: هذا أبو موسى.

فتضاحك ثمّ قال: لقد علمت قريش بالمدينة أنّه لم يكن بها امرأة أطيب ريحاً من قبّ(1) أمّه.

قال: أخبرني عن نفسي يا أبا يزيد.

ص: 592


1- القبّ: ما بين الأليتين أو الوركين.

قال: تعرف حمامة؟ ثمّ سار.

فألقي في خَلَد(1) معاوية، قال: أمّ من أمّهاتي لست أعرفها! فدعا بنسّابَين من أهل الشام، فقال: أخبراني عن أمّ من أمّهاتي يقال لها «حمامة» لست أعرفها.

فقالا: نسألك باللّه لا تسألنا عنها اليوم.

قال: أخبراني أو لأضربنّ أعناقكما، لكما الأمان.

قالا: فإنّ حمامة جدّة أبي سفيان السابعة وكانت بغيّاً، وكان لها بيت توفّي فيه».

قال جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «وكان عقيل من أنسب النّاس».

(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 8)

(2244) 3-(2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثني أبو الفضل عيسى بن المتوكّل على اللّه قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبيد قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن سهل القرشي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البلوي الأنصاري قال: حدّثني إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه:

عن عليّ (علیهم السلام) قال: «ما زلت مظلوماً مذ كنت، إن كان عقيل ليرمد فيقول: لا تذروني(3) حتّى تذروا عليّاً، فأضجع فأذرّ وما بي رمد»!

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 64)

ص: 593


1- الخَلَدُ: البال والنفس.
2- ورواه السيّد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب: ص 73 ح 95، ونحوه المامطيري في نزهة الأبصار: ص 123، ح 43. أقول: الحديث غير تامّ سنداً ومتناً، أمّا سنداً فلضعف بعض الرواة، وأمّا متناً: فلأكبريّة عقيل من أمير المؤمنين (علیه السلام) بعشرين سنة، فكيف يتصوّر أن يقول عقيل - الّذي هو شابّ جاوز العشرين -: «لاتذروني حتّى تذروا أخي عليّاً »؟! وكيف يتصوّر أن يذرّ بعليّ (علیه السلام) الّذي هو طفل صغير و ما به رمد!!!
3- ذرّ الدواء في العين: ألقاه فيها، والذَّرور: ما يذرّ في العين من الأدوية.

باب 4- أحوال أصحابه و بعض معاصریه (علیه السلام)

(2245) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني(2) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن عبد الرحمان بن أبي نجران [عمرو بن مسلم]، عن جعفر بن محمّد الكوفي، عن عبيد اللّه(3) السمين، عن سعد بن طريف:

عن الأصبغ بن نباتة قال: بينا أمير المؤمنين (علیه السلام) يخطب النّاس وهو يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني، فواللّه لا تسألوني عن شيء مضى ولا عن شيء يكون إلّا أنبأتكم به».

فقام إليه سعد بن أبي وقّاص فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني كَم في رأسي ولحيتي من شعرة؟

ص: 594


1- ورواه ابن قولويه في الباب 23 من كامل الزيارات: ص 74 ح 12. وورد أيضاً من طريق أبي جعفر الباقر (علیه السلام)، كما في خصائص الأئمّة - للشريف الرضي - ص 62، وفيه: «... فوثب إليه بعض الحاضرين، فقال...»، نعم صرّح في آخره: «وعمر بن سعد -لعنه اللّه- يومئذ يحبو»، ورواه أيضاً المفيد في الإرشاد: 1: 330، والطبرسي في الاحتجاج: 1: 618 برقم 148. ولا يخفى ما في الحديث من تسمية الرجل السائل بأنّه سعد بن أبي وقّاص، ويأتي بيان ذلك في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام).
2- قال في معجم البلدان: 4: 480: كُمُندان: اسم قُم في أيّام الفُرس، فلمّا فتحها المسلمون اختصروا اسمها قماً. وقال في معجم رجال الحديث: 12: 191 في الرقم 8534: عليّ بن موسى بن جعفر الكمنداني أحد العدّة الّذين يروي محمّد بن يعقوب عنهم عن أحمد بن محمّد بن عيسى، ذكره النجاشي في ترجمة محمّد بن يعقوب. ونحوه في قاموس الرجال - للتستري-: 7: 582 بالرقم 5348.
3- في نسخة: «عبيد»، وفي أخرى: «عبيد اللّه بن»، ولم أجد له ترجمة بهذا العنوان، وفي الرواة عن سعد بن طريف: عبيد بن عبد الرحمان -كما في تهذيب الكمال: 10: 272-، ولعلّه هو.

فقال له: «أما واللّه لقد سألتني عن مسألة حدّثني خليلي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلّا وفي أصلها شيطان جالس، وإنّ في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني». وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.

(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 1)

(2246) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني القاضي أبوبكر محمّد بن عمر المعروف بابن الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا محمّد بن يوسف بن إبراهيم الورداني قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا وهيب بن حفص:

عن أبي حسّان العجلي قال: لقيت أمة اللّه بنت رشيد الهجري فقلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيك. قالت: سمعته يقول: قال لي حبيبي أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا رشيد، كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني أميّة فقطع يديك ورجليك

ص: 595


1- ورواه الكشي في ترجمة رشيد الهجري من رجاله: 1: 290 برقم 131 عن أبي أحمد، عن محمّد بن عبداللّه بن مهران، عن وهب بن مهران، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن عليّ بن محمّد بن عبداللّه الخيّاط، عن وهيب بن حفص. ورواه الشيخ المفيد في الاختصاص: ص 77 في عنوان «ما جاء في رشيد الهَجَري» عن جعفر بن الحسين، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي. ورواه الطبري في الجزء 2 من بشارة المصطفى: ص 92. وروى المفيد في الارشاد: 1: 325، وابن أبي الحديد ذيل الخطبة 37 من خطب نهج البلاغة في شرحه: 2: 294، والطبرسي في إعلام الورى: 1: 343 عن زياد بن النضر الحارثي قال: كنت عند زياد إذ أُتي برشيد فقال له: ما قال لك صاحبك - يعني عليّاً (علیه السلام) - أنا فاعلون بك... وذكر القصّة بتفاوت.

ولسانك»؟

فقلت: يا أمير المؤمنين، أيكون آخر ذلك إلى الجنّة؟

قال: «نعم يا رشيد، وأنت معي في الدنيا والآخرة».

قالت: فواللّه ما ذهبت الأيّام حتّى أرسل إليه الدعيّ عبيد اللّه بن زياد، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين (علیه السلام)، فأبى أن يتبرّأ منه، فقال له ابن زياد: فبأيّ ميتة قال لك صاحبك تموت؟ قال: أخبرني خليلي صلوات اللّه عليه أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرّأ، فتقدّمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.

فقال: واللّه لأكذّبن صاحبك، قدّموه فاقطعوا يده ورجله، واتركوا لسانه. فقطعوه ثمّ حملوه إلى منزلنا، فقلت له: يا أبه، جعلت فداك، هل تجد لما أصابك ألماً؟ قال: واللّه لا يا بنيّة، إلّا كالزحام بين النّاس.

ثمّ دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له، فقال: إيتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون ممّا أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين (علیه السلام). فأتوه بصحيفة ودواة، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين (علیه السلام)، فبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إليه الحجّام حتّى قطع لسانه، فمات من ليلته تلك، رحمه اللّه.

وكان أمير المؤمنين (علیه السلام) يسمّيه رشيد المبتلى، وكان قد ألقى (علیه السلام) إليه علم البلايا والمنايا فكان يلقى الرجل ويقول له: يافلان بن فلان، تموت ميتة كذا، وأنت یا فلان تُقتل قتلة كذا، فيكون الأمر كما قاله رشيد (رحمه اللّه).

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 28)

(2247) 3- وعن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الحميد قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن عتبة قال: حدّثنا الحسن بن المبارك قال: حدّثنا العبّاس بن عامر، عن مالك [بن عطيّة أبو الحسين] الأحمسي، عن سعد بن طريف:

عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت أركع عند باب أمير المؤمنين (علیه السلام) وأنا أدعو اللّه، إذ خرج أمير المؤمنين (علیه السلام) وقال: «يا أصبغ».

فقلت: لبّيك.

ص: 596

قال: «أيّ شيء كنت تصنع»؟

قلت: ركعت وأنا أدعو.

قال: «أفلا أعلمّك دعاء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»؟

قلت: بلی.

قال: «قُل: الحمد للّه على ماكان والحمد للّه على كلّ حال». ثمّ ضرب بيده اليمنى على منكبي الأيسر وقال: «يا أصبغ لئن ثبتت قدمك، وتمّت ولايتك وانبسطت يدك، فاللّه أرحم بك من نفسك».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 44)

(2248) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الزيّات قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا ابن عيينة، قال: حدّثنا عمّار الدهني قال:

سمعت أبا الطفيل يقول: جاء المسيّب بن نجبة إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) متلبّباً بعبد اللّه بن سبأ، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «ما شأنك»؟

فقال: يكذب على اللّه وعلى رسوله.

فقال: «ما يقول»؟

قال: فلم أسمع مقالة المسيّب، وسمعت أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «هيهات هيهات الغضب، ولكن يأتيكم راكب الذِعلِبَة(2) يشدّ حقوها بوضينها(3)، لم يقضِ تفثاً

ص: 597


1- إنّ اسطورة عبد اللّه بن سبأ موضوعة مختلقة، اختلقها سيف بن عمر الوضّاع الكذّاب، ولا يسعنا المقام الإطالة في ذلك، وليجد الباحث ما يغنيه في ما ألّفه العلّامة المحقّق السيّد مرتضى العسكري حفظه اللّه وأيّده في مجلّدين ضخمين باسم: «عبد اللّه بن سبأ»، وفي كتابه الأخر: «مئة و خمسون صحابي مختلق».
2- الذعلبة: الناقة السريعة.
3- الوضين: حزام عريض يشدّ به الرحل على البعير.

من حجّ ولا عمرة فيقتلونه». يريد بذلك الحسين بن عليّ (علیهما السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 61)

(2249) 5-(1) حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل [بن إبراهيم](2) الأشعري قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا نصر بن قابوس اللخمي، عن جابر، عن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال ابن عبّاس: ما وطئت الملائكة فرش أحد من النّاس إلّا فرشنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 59)

أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله، إلّا أنّ فيه: «غیر فرشنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 17)

(2250) 6-(3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن المنذر الحجري قال: حدّثنا عمرو بن خالد قال: حدّثنا إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة:

ص: 598


1- لاحظ ما رواه الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 393، والصفّار في الباب 17 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات ص 90، فروى الكلينى 4 حديثاً، والصفار 22 حديثاً عن السجاد و الباقر والصادق والكاظم (علیهم السلام) تدلّ على أنّ الملائكة تأتيهم وتسلّم عليهم وتصافحهم وتمسح رؤوس صبيانهم.
2- من المجلس 12.
3- ورواه ابن عساكر في ترجمة ابن عبّاس من تاريخ دمشق كما في مختصره - لابن منظور-: 12: 298 بزيادة «والتأويل». وورد الحديث من طريق خالد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس بلفظ «ضمّني رسول اللّه وقال: اللّهم علّمه الكتاب»، رواه البخاري في كتاب العلم من صحيحه: 1: 29، باب قول النبيّ: «اللّهم علّمه الكتاب»، والترمذي في صحيحه: 5: 680 ح 3824، والطبراني في المعجم الكبير: 10: 328 ح 105888، وابن ماجة في سننه: 1: 58، 58 ح 166. وورد من طريق مجاهد عن ابن عبّاس، مع تفاوت في اللفظ، كما في الحديث 10615 من المعجم الكبير: 10: 264. وورد أيضاً من طريق عطاء، وأبي جهضم، عن ابن عبّاس، كما في أوّل ترجمة ابن عبّاس من الطبقات الكبرى - لابن سعد -: 2: 365 و 370.

عن ابن عبّاس قال: دعا لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يؤتيني اللّه الحكمة.

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 60)

(2251) 7-(1) وعن أحمد بن المنذر قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن يحيى النيسابوري قال: حدّثنا بشر بن الحكم قال: حدّثنا عمرو بن شبيب، عن عبداللّه بن عيسى، عن شعیب بن يسار، عن عكرمة:

عن ابن عبّاس قال: دعا لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يؤتيني اللّه الحكمة.

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 61)

(2252) 8-(2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن عبّاد بن أحمد العرزمي قال: حدّثني عمّي، عن أبيه، عن مطرف عن الشعبي:

عن صعصعة بن صوحان قال: عادني عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام) في مرض ثمّ قال: «انظر فلاتجعلنّ عيادتي إيّاك فخراً على قومك، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه، فإنّه ليس بالرجل غناء عن قومه إذا خلع منهم يداً واحدة يخلعون منه أيدياً

ص: 599


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- ورواه - بتفاوت - الحميري في الجزء الثاني من قرب الإسناد: ص 167، والكشي في ترجمة صعصعة بن صوحان من رجاله: 1: 284 رقم 121 عن البزنطي، عن الرضا (علیه السلام).

كثيرة، فإذا رأيتهم في خير فأعِنهم عليه، وإذا رأيتهم في شرّ فلا تخذلنّهم، وليكن تعاونكم على طاعة اللّه، فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة اللّه تعالى، وتناهيتم عن معاصيه».

(أمالي الطوسى: المجلس 12، الحديث 57)

(2253) 9-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن محمّد النحوي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن(2) قال: حدّثنا أبو حاتم [سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني]:

عن أبي عبيدة [معمّر بن المثنّى البصري النحوي] قال: كان نابغة الجعدي(3) ممّن يتألّه في الجاهليّة، وأنكر الخمر والسكر، وهجر الأوثان والأزلام، وقال في الجاهليّة كلمته الّتى قال فيها:

ص: 600


1- ورواه ابن العديم في ترجمة النابغة الجعدي من بغية الطلب في تاريخ حلب: 6: 300 برقم 975، وفي هامشه عن ديوان النابغة: 192.
2- الظاهر أنّه محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي اللغوي. وفي بعض النسخ: «محمّد بن الحسين»، فعليه فهو محمّد بن الحسين بن مكرم كما في ترجمته وترجمة أبي حاتم السجستاني، وفي بعض النسخ: «محمّد: «محمّد بن الحسن السكري».
3- قال ابن الجوزي في المنتظم: 6: 208 في حوادث سنة 79 من الهجرة في الرقم 475: قيس بن عبداللّه بن عدس بن ربيعة أبو ليلى، وهو النابغة، نابغة بني جعدة، وقيل: اسمه عبداللّه بن قيس، والأوّل أصح، كان جاهليّاً وأدرك الإسلام، ووفد على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنشده، وقال له عمر: أنشدنا ممّا عفا اللّه عنه، فأنشده قصيدة، وعمّر في الإسلام حتّى أدرك الأخطل النصراني ونازعه الشعر. قال ابن قتيبة: فغلبه الأخطل، ومات بإصبهان وهو ابن عشرين ومئة سنة، وقال الأصمعي عاش مئة وستّين. لاحظ أيضاً: أمالي المرتضى: 1: 263 - 269، وطبقات الشعراء - لمحمّد بن سلّام -: 103، والثقات -لابن حبّان -: 3: 423، والأنساب - للسمعاني - في عنواني «النابغي» و«الجعدي»، وتاريخ الإسلام في وفيات سنة 61 - 80 ص 258، والإصابة: 3: 254 و 537، وبغية الطلب -لابن العديم-: 10: 4744، و الوافي بالوفيات: 11: 359، وأخبار إصفهان: 17.

الحمد للّه لا شريك له *** من لم يقلها لنفسه ظَلَما

وكان يذكر دين إبراهيم (علیه السلام) والحنيفيّة، ويصوم ويستغفر، ويتوقّى أشياء لغوا فيها، ووفد على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال:

أتيت رسول اللّه إذ جاء بالهدى *** ويتلو كتاباً كالمجرّة(1) نشّرا

وجاهدت حتّى ما أحسّ ومن معى *** سهيلاً إذا ما لاح ثمّ تغوّرا

وصرت إلى التقوى ولم أخش كافرا *** وكنت من النّار المخوفة أزجرا

وقال: وكان النابغة علويّ الرأي، وخرج بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى صفّين، فنزل ليلة فضاق به وهو يقول:

قد علم المصران والعراق *** إنّ عليّاً فحلها العتاق(2)

أبيض جحجاح له رواق *** وأمّه غالي بها الصداق

أكرم من شدّ به نطاق *** إنّ الأُلى جاروك(3) لا أفاقوا

لكم سباق ولهم سباق *** قد علمت ذلكم الرِّفاق

سقتم إلى نهج الهدى وساقوا *** إلى الّتي ليس لها عراق

فى ملّة عادتها النّفاق

(أمالي المفيد: المجلس 26، الحديث 3)

ص: 601


1- المجرّة: نجوم كثيرة لا تدرك بمجرّد البصر، يقال لها بالفارسيّة: «كهكشان».
2- العتاق من الخيل: النجائب.
3- في بغية الطلب: «جاؤوك».

باب النوادر

(2254) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين:

عن أبيه الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: «رأى أمير المؤمنين (علیه السلام) رجلاً من شيعته بعد عهدٍ طويل، وقد أثّر السنّ فيه، وكان يتجلّد في مشيته، فقال (علیه السلام): كبر سنّك يا رجل.

قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين.

فقال (علیه السلام): إنّك لتتجلّد؟

قال: على أعدائك يا أمير المؤمنين.

فقال (علیه السلام): أجد فيك بقيّة.

قال: هي لك يا أمير المؤمنين».

(أمالي الصدوق: المجلس 33، الحديث 7)

(2255) 2-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي، عن جعفر بن محمّد الفزاري قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا منصور بن أبي نويرة عن أبي بكر بن عيّاش:

عن قرن أبي سليمان الضبّي(3) قال: أرسل عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (علیه السلام)

ص: 602


1- ورواه أيضاً في الحديث 61 من الباب 28 - ماجاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 302 وفي ط ص 271 وفي ط: ص 560 ح283، وعنه المجلسي في البحار: 42: 186 ح 1.
2- ورواه الثقفي في آخر عنوان «سيرته (علیه السلام) في نفسه» من الغارات: ص 72.
3- في الغارات: «قدم الضبّي».

إلى لبيد العُطاردي(1) بعض شرطه، فمرّوا به على مسجد سِماك(2)، فقام إليه نعيم بن دجاجة الأسدي فحال بينهم وبينه، فأرسل أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى نعيم، فجيء به.

قال: فرفع أمير المؤمنين (علیه السلام) شيئاً ليضربه، فقال نعيم: واللّه إنّ صحبتك لذُلّ، وإنّ خلافك لكفر.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «وتعلم ذلك»؟

قال: نعم.

قال: «خلّوه».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 6)

(2256) 3-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرنا موسى بن القاسم قال: أخبرني إسماعيل بن همّام، عن عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام):

أنّ عليّاً (علیه السلام) قال: «يا رسول اللّه، إنّك تبعثني في الأمر، أفأكون فيه كالسكّة المحماة، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟

قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 27)

ص: 603


1- في الغارات: «لبيد بن عطارد التميمي» وقد ترجم له بهذا العنوان ابن عساكر في تاريخ دمشق: 50: 290 / 5847، وابن حجر في الإصابة: 3: 328، وابن عبدالبرّ في الاستيعاب، و ذكره الطبري في تاريخه: 5: 271 في حوادث سنة 51 ه- فيمن شهدوا على حجر بن عدي (رضی اللّه عنه) عند زياد بن أبيه.
2- قال في معجم البلدان: 5: 125: مسجد سماك بالكوفة، منسوب إلى سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث الأسدي.
3- ورواه ابن عبد البرّ في ترجمة مارية القبطيّة من الاستيعاب: 4: 1912 برقم 4091 عن الأعمش، في حديث ذكر فيه قصّة اتّهام رجل بمارية، فأرسل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً ليضرب عنقه، فقال عليّ (علیه السلام): يا رسول اللّه، أكون كالسكّة المحماة...».

(2257) 4-(1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى العرّاد قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار السدوسي قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه أبي الأسود:

أنّ رجلاً سأل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) عن سؤال، فبادر فدخل منزله، ثمّ خرج فقال: «أين السائل»؟

فقال الرجل: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين.

قال: «ما مسألتك»؟

ص: 604


1- والأبيات موجودة في قافية الراء من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) بتفاوت، و زيادة بيت بعد البيت الثالث، وهو: معي أصمع كظبى المرهفات *** أفري به عن ثياب السيّر وورد أيضاً من طريق الحارث الأعور، رواه أبو عليّ القالي في أماليه: 2: 101 وعنه الزبيدي في مادة «الإمّه والإمعة» من تاج العروس، وأشار إليه أيضاً في مادة «شقق». ورواه ابن عبد البرّ في كتاب «جامع بيان العلم وفضله»: 2: 113، باب فساد التقليد وذمّه، وعنه السيوطي في الحديث 1806 من مسند عليّ (علیه السلام) من كتاب جمع الجوامع: ج 2 ص 153. ورواه أيضاً الباعوني في الباب 66 من كتاب جواهر المطالب: ج 2 ص 166 ح 160. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه ص 56 طبع 1 الحديث 18 من الباب 3 قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن عليّ العبدلي قال: روي عن ابن عبّاس [أنّه] قال: إنّه كان أمير المؤمنين (علیه السلام) ينشد كثيراً، وذكر الأشعار، بمغايرة في بعض الكلمات. وروى العاصمي في أواسط الفصل الخامس من كتاب زين الفتى: 1: 319 ح 319 في عنوان المراجعين إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) لأخذ الحقائق، قال: ومنهم زيد بن ثابت الأنصاري، ثمّ قال: ذكر أنّ زيداً وعبد اللّه بن مسعود اختلفا في فريضة، فرضيا بعلي بن أبي طالب (علیه السلام)، فرفعاها إليه في كتاب، فقضى فيها ثمّ كتب في أسفله: إذ المشكلات تصدّين لي *** کشفت حقائقها بالنظر إلى آخر الأبيات، بمغايرة في بعض الكلمات. وروى أربعة من الأبيات ابن الجوزي في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب التبصرة: 446، وسبط ابن الجوزي في فصل «منظوم كلام أمير المؤمنين (علیه السلام)» من الباب السادس من كتاب تذكرة الخواص، بمغايرة في بعض الألفاظ. ولاحظ تخريج الحديث 3 من الباب 9 من كتاب العلم: ج 1 ص 148.

قال: كيت وكيت، فأجابه عن سؤاله.

فقيل: يا أمير المؤمنين، كنّا عهدناك إذا سُئِلت عن المسألة، كنت فيها كالسكّة المحماة جواباً(1)، فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل، حتّى دخلت الحجرة، ثمّ خرجت فأجبته؟!

فقال: «كنت حاقناً، ولا رأي لثلاثة: لحاقن ولا حازق»(2)، ثمّ أنشأ يقول:

إذا المشكلات تصدّين لي *** كشفت حقائقها بالنظر

وإن برّقت في مخيل(3) الصواب *** عمياء لا يجتليها البصر

مقنّعة بغيوب الأمور *** وَضَعتُ عليها صحيح الفكر

لساناً كشقشقة(4) الأرحبي *** أو كالحسام البتار الذكر

ص: 605


1- كيت وكيت: أي كذا وكذا، والسكّة: المسمار، والمراد هنا الحديدة الّتي يكوّى بها، و هذا كالمثل في السرعة في الأمر، أي كالحديدة الّتي حميت في النّار كيف يسرع في النفوذ في الوبر عند الكيّ، كذلك كنت تسرع في الجواب.
2- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار 2: 60: قوله: «لا رأي لثلاثة»، الظاهر أنّه سقط أحد الثلاثة من النساخ، وهو الحاقب. الحازق: الّذي ضاق عليه خفّه، فخرق رجله، أي عصرها وضغطها. والحاقب: هو الّذي يحتاج إلى الخلاء فلم يتبرز فانحصر غائطه. والحاقن: هو الّذي حبس بوله. ويحتمل أن يكون المراد بالحاقن هنا حابس الأخبثين، فهو في موضع اثنين منهما.
3- قال ابن عبدربّه في جامع بيان العلم وفضله: 2: 113: قال أبو عليّ: المخيل: السحاب يخال فيه المطر.
4- قال ابن عبد البرّ: الشقشقة: ما يخرجه الفحل من فيه عند هياجه، ومنه قيل لخطباء الرجال: «شقاشق».

وقلباً إذا استنطقته الهموم *** أربى عليها بواهٍ درر

و لست بإمّعة(1) في الرجال *** أسائل هذا و ذا ما الخبر

لكنّني(2) مدرب الأصغرين(3) *** أبيّن مع ما مضى ما غير

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 33)

ص: 606


1- قال ابن عبد البرّ: الإمّعة: الأحمق الّذي لا يثبت على رأي. وقال الزمخشري في مادة «امع» من الفائق: 1: 57: الإمَّعَة: الّذي يَتبَع كلّ ناعق، ويقول: أنا معك، لأنّه لا رأي له يرجع إليه.
2- هذا هو الظاهر الموافق للبحار وسائر المصادر، وفي النسخ: «ولكنّي».
3- في جامع بيان العلم وفضله: «مذرب الأصغرين»، قال ابن عبد البرّ: المذرب: الحادّ، وأصغراه: قلبه ولسانه.

أبواب شهادة أمیر المؤمنین (علیه السلام)

باب 1- إخبار الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بشهادته، وإخباره (علیه السلام) بشهادة نفسه

(2258) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خطبنا ذات يوم فقال: أيّها النّاس إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة والرحمة والمغفرة». (إلى أن قال:) «فقمت وقلت: يا رسول اللّه، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟

فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللّه عزّ و جلّ. ثمّ بكى، فقلت: يا رسول اللّه، ما يبكيك؟

فقال: يا عليّ أبكي لما يُستحلّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشق الأوّلين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قَرنك فخضّب منها لحيتك».

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «فقلت: يا رسول اللّه، وذلك في سلامة من ديني؟

فقال: في سلامة من دينك.

ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا عليّ من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني وإيّاك، فاختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي. ياعليّ، أنت وصيّي، وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمّتي في حياتي

ص: 607


1- ورواه أيضاً في الحديث 53 من الباب 28 - ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 259 وفي ط 265 وفي ط: باب 50 ح 274 ص 549. ورواه أيضاً في فضائل شهر رمضان من كتاب «فضائل الأشهر الثلاثة»: ص 77 ح 61.

وبعد مماتي، أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالّذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة، إنّك لحجّة اللّه على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفته على عباده».

(أمالي الصدوق: المجلس 20، الحديث 4)

تقدّم إسناده في باب كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) من أبواب مناقبه (علیه السلام)(1)، ويأتي تمامه في كتاب الصوم.

(2259) 2- وبإسناده عن عبداللّه بن عبّاس، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أبشِر بالشهادة، فإنّك مظلوم بعدي ومقتول».

فقال عليّ (علیه السلام): «يا رسول اللّه، وذلك في سلامة من ديني»؟

قال: «في سلامة من دينك.

يا عليّ، إنّك لن تضلّ ولم تزلّ، ولولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)

تقدّم تمامه في جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)(2).

(2260) 3- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن عائشة قالت: جاء عليّ بن أبي طالب يستأذن على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلم يأذن له، فاستأذن دفعة أخرى، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم):

«ادخل يا عليّ». فلمّا دخل قام إليه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال: «بأبي الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد».

(أمالى المفيد: المجلس 8، الحديث 6)

تقدّم إسناده في الباب الرابع من أبواب مناقبه(3).

(2261) 4-(4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن

ص: 608


1- تقدّم في ص 438 ح 1.
2- تقدّم في ص 244 تحت الرقم 30.
3- تقدّم في ص 309 تحت الرقم 8.
4- ورواه الثقفي في الغارات: 19 - 20 في عنوان «دخوله (علیه السلام) الكوفة» من طريق نمير العبيسي قال: مرّ [عليّ (علیه السلام)] على الشفّار من همدان فاستقبله قوم فقالوا: أقتلت المسلمين بغير جرم وداهنت في أمر اللّه، وطلبت الملك، وحكّمت الرجال في دين اللّه؟! لاحكم إلّا للّه. فقال عليّ (علیه السلام): «حكم اللّه في رقابكم ما يحبس أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم، إنّي ميّت أو مقتول بل قتلاً». ثمّ جاء حتّى دخل القصر. وكلامه (علیه السلام) رواه المفيد في الارشاد: 1: 320 مرسلاً، وفيه: «ما يمنع...». ثمّ إنّ للرواية عبارات مختلفة وطرق عديدة، فقد ورد من طريق الإمام الباقر (علیه السلام) كما في الحديث 12 من مقتل أمير المؤمنين (علیه السلام) - لابن أبي الدنيا -: ص 34، وفيه: «فما ذا ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من هذه». ومن طريق عمير بن عبدالملك، كما في كتاب الآحاد والمثاني -لابن أبي عاصم -: 1: 148ح 176، وفي تفسير الآية 11 من سورة الشمس في شواهد التنزيل - للحسكاني-: 1: 438 ح 1100، وفيهما: «متى ببعث أشقاها حتّى يخضب هذه من هذه». ومن طريق سعيد بن المسيّب، كما في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 346 وفيه: «لتخضبنّ هذه من هذه - وأشار بيده إلى لحيته وجبينه - فما يحبس أشقاها»، ومثله عن عبد اللّه بن سبع، كما في الطبقات الكبرى - لابن سعد-: 3: 34. ومن طريق أبي الطفيل، كما في الحديث 26 من مقتله (علیه السلام) - لابن أبي الدنيا -: ص 41 وفيه: «ما ينظر أشقاها، عهد إليّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لتخضبنّ هذه من هذا». وفي الحديث 524 - 525 من المناقب - لمحمّد بن سليمان الكوفي -: 2: 37، والحديث 169 من المعجم الكبير: 1: 105، و في ترجمة عمرو بن معديكرب من الأغاني - لأبي الفرج -: 15: 229، وترجمة عليّ (علیه السلام) من مقاتل الطالبيّين: ص 18 و في ط: 45: «ما يحبس أشقاها، والّذي نفسي بيده لتخضبنّ هذه من هذا». ومثله عن الأصبغ بن نباتة كما في الحديث 524 من المناقب. ومن طريق عبد اللّه بن سبع، كما في الحديث 1374 - 1376 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 331 - 332، وفيه: «والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لتخضينّ هذه من دم هذا»، و في الحديث 1377 مثل رواية أبي الطفيل. ومن طريق ثعلبة بن يزيد الحمّاني، كما في الغارات: 306 وفيه: «والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لتخضبنّ هذه من هذا» يعني لحيته من رأسه. و من طريق سالم بن أبي الجعد، كما في الحديث 1370 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 328 وفيه: «ليخضبنّ هذه من هذه» يعني لحيته من رأسه. وفي ص 329 ح 1371: «لتخضبنّ هذه من هذا، فما ينتظر أشقاها». ومن طريق عبيدة، كما في ترجمته عليّ (علیه السلام) من الطبقات الكبرى - لابن سعد-: 3: 34 وفيه: «ما يحبس أشقاكم أن يجيء فيقتلني». ومن طريق أبي جمرة، عن أبيه، كما في الغارات: ص 306 وفي ط: 2: 443 وفيه: «باللّه لتخضبنّ هذه من دم هذا»، يعنى لحيته من رأسه.

محمّد بن سعيد ابن عقدة عن أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني ابن إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال:

سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول، ومسح لحيته: «ما يحبس أشقاها أن يخضبها من أعلاها بدم».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 32)

ص: 609

(2262) 5- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام):

عن أبيه الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: خطب الناس أمير المؤمنين (علیه السلام) بالكوفة، فقال: «معاشر النّاس، إنّ الحقّ قد غلبه الباطل، وليغلبنّ الباطل عمّا قليل، أين أشقاكم - أو قال: «شقيّكم»، شكّ أبي، هذا قول أبي (علیه السلام)- فواللّه ليضربنّ هذه، فليخضبنّها من هذه». وأشار بيده إلى هامته ولحيته.

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 15)

5 - وروى ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في مقتله (علیه السلام)» من تاريخ أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 3: 354 عن أبي بكر بن مردويه في فضائل أمير المؤمنين، وأبي بكر الشيرازي في نزول القرآن، أنّه قال سعيد بن المسيّب: كان عليّ يقرأ: (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا) [الشمس: 12] قال: «فو الّذي نفسي بيده لتخضبنّ هذه من هذا» وأشار إلى لحيته ورأسه.

وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

ص: 610

باب 2- كيفية شهادته، ووصيّته (علیه السلام)

أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب 20 من أبواب مناقبه (علیه السلام)(1).

(2263) 1- أبو جعفر الطوسي بالسند المتقدّم في الحديث الأخير من الباب السابق عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: «لمّا ضرب ابن ملجم لعنه اللّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وكان معه آخر فوقعت ضربته على الحائط، وأمّا ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة - وهو ساجد - على رأسه على الضربة الّتي كانت، فخرج الحسن والحسين (علیهما السلام) وأخذا ابن ملجم وأوثقاه، واحتُمِل أمير المؤمنين، فأدخل داره، فقعدت لبابة عند رأسه، وجلست أمّ كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهم، فقال: الرفيق الأعلى خير مستقرّاً وأحسن مقيلاً، ضربة بضربة أو العفو إن كان ذلك. ثمّ عرق(2)، ثمّ أفاق، فقال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يأمرني بالرواح إليه له عشاء، ثلاث مرّات».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 19)

(2264) 2-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين

ص: 611


1- لاحظ الحديث 43 من الباب المذكور.
2- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: 42: 206: لعلّ العرق كناية عن الفتور والضعف و الغشي، فإنّها تلزمه غالباً، وفي بعض النسخ بالغين المعجمة، فيكون المراد الإغماء أو النوم مجازاً، وقد يقال: غرق في السكر: إذا بلغ النهاية فيه.
3- لخطبة الإمام الحسن (علیه السلام) بعد دفن أبيه (علیه السلام) مصادر عديدة وأسانيد مختلفة أذكرها في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).

السعد آبادي قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزّاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي:

عن حبيب بن عمرو قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في مرضه الّذي قُبض فيه، فحلّ عن جراحته فقلت: يا أمير المؤمنين، ما جرحك هذا بشيء، وما بك من بأس.

فقال لي: «يا حبيب، أنا واللّه مفارقكم الساعة».

قال: فبكيت عند ذلك، وبكت أُمّ كلثوم، وكانت قاعدة عنده، فقال لها: «ما يُبكيك يا بنيّة»؟

فقالت: ذكرتَ يا أبه أنّك تفارقنا الساعة، فبكيت.

فقال لها: «يا بنيّة لا تبكينّ، فواللّه لو ترينّ ما يرى أبوك ما بكيت».

قال حبيب: فقلت له: وما الّذي ترى يا أمير المؤمنين؟

فقال: «يا حبيب، أرى ملائكة السماوات والنبيّين بعضهم في أثر بعض وقوفاً إلى أن يتلقّوني، وهذا أخي محمّد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالس عندي، يقول: أقدم، فإنّ أمامك خير لك ممّا أنت فيه».

قال: فما خرجت من عنده حتّى توفي (علیه السلام)، فلمّا كان من الغد وأصبح الحسن (علیه السلام) قام خطيباً على المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس، في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رُفع عيسى بن مريم (علیه السلام)، وفي هذه الليلة قُتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، واللّه لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنّة، ولا من يكون بعده، وإن كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليبعثه فى السريّة فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وما ترك صفراء ولا بيضاء، إلّا سبع مئة دِرهم فَضَلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادماً لأهله».

(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث 4)

أقول: خطبة الإمام الحسن (علیه السلام) بعد شهادة أبيه (علیه السلام) رواها أيضاً الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) في أماليه: (المجلس10، الحديث 40)، سنذكرها في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) إن شاء اللّه.

ص: 612

(2265) 3- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطّان الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان المقرئ الكندي، عن عبد الصمد بن عليّ النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي:

عن الأصبغ بن نباتة العبدي قال: لمّا ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) غدونا عليه نفر من أصحابنا أنا والحارث، وسويد بن غفلة، و جماعة معنا فقعدنا على الباب، فسمعنا البكاء فبكينا، فخرج إلينا الحسن بن عليّ (علیهما السلام) فقال: «يقول لكم أمير المؤمنين: انصرفوا إلى منازلكم».

فانصرف القوم غيري، واشتدّ(1) البكاء من منزله فبكيت فخرج(2) الحسن (علیه السلام) فقال: «ألم أقل لكم انصرفوا؟». فقلت: لا واللّه يا ابن رسول اللّه ما تتابعني نفسي، ولا تحملني رِجلي أن أنصرف حتّى أرى أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه.

قال: فتلبّث(3) فدخل، ولم يلبث أن خرج، فقال لي: «ادخل». فدخلت على أمير المؤمنين (علیه السلام)، فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف واصفرّ وجهه، ما أدري وجهه أصفر أو العمامة، فأكببت عليه فقبّلته وبكيت فقال لي:

«لا تبك يا أصبغ، فإنّها واللّه الجنّة».

فقلت له: جُعلتُ فداك، إنّي أعلم واللّه أنّك تصير إلى الجنّة، وإنّما أبكي لفقداني إيّاك يا أمير المؤمنين، جعلت فداك حَدِّثني بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإنّي أراني(4) لا أسمع منك حديثاً بعد يومي هذا أبداً.

فقال: «نعم يا أصبغ، دعاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً فقال لي: يا عليّ، انطلق حتّى

ص: 613


1- في أمالي الطوسي: «فاشتدّ».
2- في أمالي الطوسي: «وخرج».
3- في أمالي الطوسي: «وبكيت».
4- في أمالي الطوسي: «أراك».

تأتي مسجدي، ثمّ تصعد على(1) منبري، ثمّ تدعو النّاس إليك، فتحمد اللّه عزّ وجلّ(2) وتثني عليه، وتصلّي علَيّ صلاة كثيرة، ثمّ تقول: أيّها النّاس، إنّي رسول رسول اللّه إليكم، وهو يقول لكم: [ألا] إنّ لعنة اللّه ولعنة ملائكته المقرّبين و أنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره.

فأتيت مسجده، وصعدت منبره، فلمّا رأتني قريش ومَن كان في المسجد أقبلوا نحوي، فحمدت اللّه وأثنيت عليه وصلّيت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلاة كثيرة، ثمّ قلت: أيّها النّاس إنّي رسول رسول اللّه [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3) إليكم، وهو يقول لكم: ألا إنّ لعنة اللّه ولعنة ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين و لعنتي على من انتمى إلى غير أبيه، أو ادّعى إلى غير مواليه، أو ظلم أجيراً أجره».

قال: «فلم يتكلّم أحد من القوم إلّا عمر بن الخطّاب، فإنّه قال: قد أبلغت يا أبا الحسن، ولكنّك جئت بكلام غير مفسّر.

فقلت: أبلغ [ذلك] رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فرجعت إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبرته الخبر فقال: ارجع إلى مسجدي حتّى تصعد منبري، فاحمد اللّه واثن عليه، وصلّ علَيّ، ثمّ قل: أيّها النّاس ما كنّا لنجيئكم(4) بشيء إلّا وعندنا تأويله وتفسيره، ألا وإنّي أنا أبوكم، ألا وإنّي أنا مولاكم ألا وإنّي أنا أجيركم».

(أمالى المفيد: المجلس 42، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 4)

ص: 614


1- كلمة «على» غير موجودة في أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي: «فتحمد اللّه تعالى».
3- من أمالي الطوسي.
4- في نسخة: «نجيئكم».

(2266) 4-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين العامري، قال: حدّثنا أبو معمر، عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيلي قال:

حدّثني الحسن بن عليّ بن أبي طالبر(علیهما السلام) قال: لمّا حضرت أبي(2) الوفاة أقبل يوصي فقال: «هذا ما أوصى به عليّ بن أبي طالب أخو محمّد رسول اللّه [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3) وابن عمّه ووصيّه وصاحبه، وأوّل(4) وصيّتي أنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسوله وخيرته اختاره بعلمه، وارتضاه لخيرته(5)، وأنّ اللّه باعث من في القبور، وسائل النّاس عن أعمالهم وعالم بما في الصدور.

ثمّ إنّي أوصيك يا حسن - وكف بك وصيّاً - بما أوصاني به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإذا كان ذلك يا بُنيّ فالزم بيتك، وابك(6) على خطيئتك، ولاتكن الدنيا أكبر همّك.

وأوصيك يا بُنيّ بالصّلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلّها(7)، والصمت عند الشبهة، والاقتصاد في العمل(8)، والعدل في الرضا والغضب، وحسن الجوار وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين و مجالستهم، والتواضع فإنّه من أفضل العبادة وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد

ص: 615


1- وأورده الاربلي في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من كشف الغمّة: 2: 158 - 160.
2- في أمالي الطوسي: «والدي».
3- من أمالي الطوسي.
4- في أمالي الطوسي: «وابن عمّه وصاحبه، أوّل».
5- في بعض النسخ: «بخيرته».
6- في نسخة: «فابك»، وفي أمالي الطوسي: «يا بني، الزم بيتك وابك».
7- في أمالي الطوسي: «محالّها».
8- كلمتي «في العمل» غير موجودتين في أمالي الطوسي.

في الدنيا(1)، فإنّك رهين(2) موت وغرض بلاء وطريح(3) سقم.

وأوصيك بخشية اللّه في سرّ أمرك وعلانيته(4)، وأنهاك عن التسرّع بالقول و الفعل، وإذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنّه(5) حتّى تصيب رشدك فيه، وإيّاك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغيّر جليسه.

وكن للّه يا بُنيَّ عاملاً، وعن الخنا(6) زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، وواخ الإخوان في اللّه، وأحبّ الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وأبغضه بقلبك، وزايله بأعمالك لئلّا تكون(7) مثله.

وإيّاك والجلوس في الطرقات، ودع المماراة ومجاراة(8) من لا عقل له ولا علم.

واقتصد يا بُنيّ في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدائم الّذي تطيقه والزم الصَّمت تسلم، وقدّم(9) لنفسك تغنم، وتعلّم الخير تعلم وكن اللّه ذاكراً على كلّ حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقّر منهم الكبير، ولا تأكلنّ طعاماً حتّى تصدّق(10) منه قبل أكله.

وعليك بالصوم فإنّه زكاة البدن وجُنّة لأهله، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء، فإنّي لم آلك يا بُنيَّ

ص: 616


1- في أمالي الطوسي: «واذكر الموت، وازهد في الدنيا».
2- في نسخة: «رهن». يقال: أنا رهين بكذا: مأخوذ به.
3- في أمالي الطوسي: «صريع»، وكلاهما بمعنى.
4- في أمالي الطوسي: «وعلانيتك».
5- في نسخة مطبوعة: «فتأنّ».
6- الخنا: الفحش في القول.
7- في أمالي الطوسي: «كي لا تكون».
8- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي، وفي النسخ: «مجازاة».
9- في نسخة مطبوعة: «وقدّر».
10- في أمالي الطوسي: «تتصدّق».

نصحاً، وهذا فراق بيني وبينك.

وأوصيك بأخيك محمّد خيراً، فإنّه شقيقك وابن أبيك، وقد تعلم حبّي له.

وأمّا(1) أخوك الحسين، فهو ابن أمّك، ولا أزيد الوصاة بذلك(2)، واللّه الخليفة عليكم وإيّاه أسأل أن يصلحكم، وأن يكفّ الطغاة البغاة عنكم، والصّبر الصّبر حتّى يتولّى اللّه الأمر(3)، ولا[ حول ولا](4) قوّة إلّا باللّه العلي العظيم».

(أمالي المفيد: المجلس 26، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 9)

(2267) 5-(5) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم الموسوي العلوي في منزله بمكّة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك قال: حدّثنا عبد اللّه بن جبلة عن حميد بن شعيب الهمداني، عن جابر بن يزيد:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام) قال: «لمّا احتضر أمير المؤمنين (علیه السلام) جمع بنيه

ص: 617


1- في أمالي الطوسي: «فأمّا».
2- في بعض النسخ: «ولا أريد الرضاة بذلك»، وفي البحار: ولا أريد الوصاة بذلك».
3- في البحار: «حتّى ينزل اللّه الأمر»، ومثله في أمالي الطوسي.
4- من أمالي الطوسي.
5- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 75. وروى سبط ابن الجوزي في الباب 6 - في المختار من كلامه (علیه السلام) - من تذكرة الخواصّ - في عنوان «وصيّته لبنيه» - عن ضمرة بن ربيعة قال: أوصى عن أمير المؤمنين (علیه السلام) بنيه فقال: «يا بُنيَّ عاشروا النّاس بالمعروف معاشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن متّم بكوا عليكم». وفي المختار 10 من قصار الحكم من نهج البلاغة: «خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنّوا إليكم». وروى الصدوق في الباب الأخير من الفقيه برقم 830 في ضمن وصيّته لابنه محمّد ابن الحنفيّة: «وحسّن مع جميع النّاس خلقك حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا متّ بكوا عليك وقالوا: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ولا تكن من الّذين يقال عند موته: الحمد اللّه ربّ العالمين».

حسناً وحسيناً وابن الحنفيّة والأصاغر من ولده، فوصّاهم وكان في آخر وصيّته:

يا بُنيّ، عاشروا النّاس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم.

يا بُنيّ، إنّ القلوب جنود مجنّدة، تتلاحظ بالمودّة وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير حقّ سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه».

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 6)

ص: 618

باب 3- ما وقع بعد شهادته (علیه السلام)

(2268) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحِميري قالا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أحمد بن يزيد النيسابوري قال: حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمى، عن عبد الملك بن عمير:

عن أُسيد بن صفوان صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: لمّا كان اليوم الّذي قُبض فيه أمير المؤمنين (علیه السلام) الارتجّ الموضع بالبكاء، ودُهِش(2)النّاس كيوم قُبض فيه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وجاء رجل باكٍ وهو متسرّع مُسترجِع(3)، وهو يقول: «اليوم انقطعت خلافة النبوّة»(4) حتّى وقف على باب البيت الّذي فيه أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال:

«رحمك اللّه يا أبا الحسن، كنتَ أوّل القوم إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأشدّهم يقيناً، و

ص: 619


1- ورواه أيضاً في الباب 38 - ماروي من حديث الخضر (علیه السلام) - من كمال الدين وتمام النعمة: ص 387 ح 3. ورواه الكليني (قدّس سرّه) في الحديث 4 من باب مولد أمير المؤمنين (علیه السلام) من أبواب التاريخ من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 454. وقريباً من بعض فقراته في الخطبة 37 من نهج البلاغة يذكر فيه فضائله (علیه السلام)، قاله بعد وقعة النهروان.
2- قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول: 5: 283: الارتجاج والرجرجة والترجرج: الاضطراب، والمراد بالموضع الكوفة، أو باب بيته صلوات اللّه عليه. ودهش - على بناء المجهول أو المعلوم - من باب علم: أي تحيّر في القاموس: دهش -كفرح-: تحيّر، أو ذهب عقله من ذهل أو وله، ودهش كعني فهو مدهوش.
3- مسترجع: أي قائل: «إنا للّه وإنّا إليه راجعون»، وقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنّا للّه إقرار على أنفسنا بالملك، وإنّا إليه راجعون إقرار على أنفسنا بالهلك». (مرآة العقول).
4- قال فى مرآة العقول: «انقطعت خلافة النبوّة» أى استيلاء خلفاء الحقّ.

أخوفهم للّه عزّ وجلّ، وأعظمهم عناء، وأحوطهم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وآمنهم على أصحابه(1) وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق(2)، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأشبههم به هدياً وخُلقاً وسَمتاً و فِعلاً، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك اللّه عن الإسلام ورسوله وعن المسلمين خيراً.

قويتَ حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسوله إذ همّ أصحابه، كنتَ خليفته حقّاً لم تنازع(3) ولم تضرع(4) برغم المنافقين

ص: 620


1- العناء - بالفتح والمدّ - التعب، وشدّة تعبه (علیه السلام) في الجهاد والعبادات والرياضيات ومكابدة الشدة من الأعداء أشهر من أن يخفى. «وأحوطهم على رسول اللّه» أي أشدّهم له حفظاً وحياطة، وتعديته بعلى لتضمين الاشتقاق. «و آمنهم على أصحابه» الضمير للرسول أو له (علیهما السلام)، وكأنّ التعدية لتضمين معنى المحافظة، وقد قال تعالى: (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ) [سورة يوسف: 64]، أي كان اعتماده عليك في رعاية الصحابة وهدايتهم وحفظهم أكثر من غيرك. (مرآة العقول: 5: 293).
2- «أكرمهم سوابق» أي أكرمهم على اللّه وعلى رسوله من جهة سبقته إلى كلّ فضيلة و منقبة، أو المعنى: أنّ سوابقه وفضائله كانت أكرم وأعلى من سوابق غيره. (مرآة العقول)
3- «لم تنازع» على بناء الفاعل، لعدم الأعوان وللمصلحة، ولم يكن لإذعان خلافتهم، والظاهر لم تنازع على بناء المجهول، فيحتمل وجوهاً: الأوّل: أنّ المراد ما كان ينبغي النزاع فيها لظهور الأمر. الثاني: أن يكون المراد عدم النزاع في أصل خلافته، فإنّها ممّا اتّفقت عليه الأمّة، وإنّما النزاع في أنّه هل تقدّم عليه أحد أم لا؟ الثالث: أن يكون المعنى لم تنازع في استحقاق الخلافة وكونك أحقّ بها من غيرك. الرابع: أن يكون المعنى لم ينازعك أحد في أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) استخلفك ونصّ عليك، وإنّما تمسّكوا في رفع ذلك بالبيعة. الخامس: أن يكون مخصوصاً بأيّام خلافته الظاهرة، فإنّه لم ينازع فيها وإنّما نازع معاوية في طلب قتلة عثمان، وهذا أقرب من الثاني، والفقرات الأتية بهذا الوجه أنسب. (مرآة العقول: 5: 295).
4- «لم تضرع» في القاموس: ضرع إليه - ويثلّث - ضرعاً - محرّكة - وضراعة: خضع وذلّ واستكان، أو كفرح ومنع: تذلّل، وككرم: ضعف، ومهر ضرع - محرّكة -: لم يقو على العدوّ، وأضرع فلاناً: أذلّه. وأقول: المعنى أنّه متى قدرت على نهي المنكر وإعلاء الدين لم تذلّل لأحد ولم تخضع لمنافق، بل بذلت جهدك في إقامة الحقّ ما قدرت عليه. أو المعنى - لا سيّما على الوجه الأوّل في الفقرة السابقة -: لم يكن تركك والجهاد في إقامتها ضراعة وتذلّلاً، بل كان لإطاعة أمر اللّه ورسوله. والأوّل أظهر. (مرآة العقول: 5: 395- 296).

وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين وضِغن الفاسقين، فقمت بالأمر حين فشلوا(1)، ونطقت حين تَتَعْتَعُوا(2)، ومضيتَ بنور اللّه إذ وقفوا، فاتّبعوك فهُدوا(3).

وكنتَ أخفضهم صوتاً، وأعلاهم فوتاً(4)، وأقلّهم كلاماً(5)، وأصوبهم منطقاً، وأكثرهم رأياً، و أشجعهم قلباً، وأشدّهم يقيناً(6)، وأحسنهم عملاً، وأعرفهم بالأمور.

ص: 621


1- «فقمت بالأمر» أي بأمر الخلافة بعد قتل عثمان، أو بالنهي عن المنكر في أيّامه، أو بأمور الدين في جميع الأزمان. وفي القاموس: فشل - كفرح-، فهو فشل: كسل وضعف وتراخى وجبن. (مرآة العقول: 5: 296).
2- التعتعة في الكلام: التردّد فيه من حصر او عيّ.
3- «فاتّبعوك فهدوا» أي كلّ من اهتدى فإنّما اهتدى بمتابعتك، وفى الإكمال: «ولو اتّبعوك لهدوا» وهو أظهر. (مرآة العقول: 5: 297).
4- هذا هو الظاهر الموافق لكمال الدين، وفي النسخ: «فرقاً»، وفي الكافي: «قنوتاً». قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول: «وأعلاهم قنوتاً» القنوت: يطلق على الطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والسكوت، والأكثر مناسب، وفي الإكمال والنهج: «وأعلاهم فوتاً» وهو أنسب والفوت: السبق إلى الشيء من دون ائتمار واستشارة، ومنه قولهم: فلان لا يفتات عليه، أي لا يعمل شيء دون أمره، والغرض نفي الاحتياج إلى الغير في استعلام الحقّ.
5- «أقلّهم كلاماً» أي كان (علیه السلام) لا يتكلّم إلّا عند الحاجة.
6- «أشدّهم يقيناً» هذه الفقرة مكرّرة ولعلّه من الرواة، أو المراد بالأوّل اليقين باللّه و رسوله لاقترانه بالإيمان، وبما هنا اليقين بالقضاء والقدر وتورّطه في المخاطرات والمجاهدات ليقينه بالقضاء والقدر، أو بالمثوبات الأخرويّة كما سيأتي في باب اليقين أنّه (علیه السلام) جلس تحت حائط مايل يقضي بين النّاس، فلمّا قيل له في ذلك، قال: «حرس امرءاً أجله»، وقال الصادق (علیه السلام) هذا اليقين، وأنّه كان من يقينه أنّه يخرج مع وفور أعدائه في الليالي وحده، ومنع قنبراً من اتباعه وأمثال ذلك، وهو يناسب قوله: «أشجعهم قلباً».(مرآة العقول: 5: 297 - 298).

كنتَ واللّه للدين يعسوباً، أوّلاً حين تفرّق الناس، وآخراً حين فَشِلوا(1)، كنتَ للمؤمنين أباً رحيماً إذ صاروا عليك عيالاً(2)، فحملتَ أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظتَ ما أضاعوا و رعيت(3) ما أهملوا، وشمّرت إذا اجتمعوا، وعلوت إذ هَلَعوا(4)، وصبرت إذ أسرعوا، و أدركتَ ما عنه تخلّفوا(5)، ونالوا بك ما لم يحتسبوا.

كنتَ للكافرين عذاباً صبّاً، وللمؤمنين غيثاً وخصباً(6)، فطِرتَ(7) واللّه بنَعماها،

ص: 622


1- «أوّلاً... وآخراً»، الظاهر أنّهما بعد الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فالأوّل حين تفرّق النّاس عنه واتّبعوا الثلاثة، والآخر بعد مقتل عثمان، أو أوّلاً وآخراً في زمان الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أيضاً، فإنّه آمن أوّلاً حين نفر النّاس، ونصر آخراً حين فشلوا عن الجهاد وفرّوا، أو الأوّل في زمن الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والأخر بعده، ولعلّ الأوّل أظهر. (مرآة العقول: 5: 298).
2- «كنت للمؤمنين أباً رحيماً» أي كالأب الرحيم في الشفقة وهو الوالد العقلاني، فإنّ الحياة الحقيقيّة بالإيمان والعلم كان بسببه كما قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنا وأنت أبوا هذه الأمّة». والعِيال - بالكسر - جمع عيل - كجياد وجيد-، وعال عيالة: أقاتهم وأنفق عليهم، والنّاس كلّهم عيال الإمام من جهة الغذاء الجسماني والروحاني... (مرآة العقول: 5: 298).
3- في نسخة: « ووعيت».
4- «وشمّرت إذ اجتمعوا» أي تهيّأت وعزمت إذا اجتمعوا لأمر من أمور الدين في القاموس: شمّر وانشمر وتشمّر: مرّ جادّاً أو مختالاً، وتشمّر للأمر: تهيّأ. «وعلوت إذ هلعوا» أي ارتفعت في تحصيل المكارم والغلبة على الأعداء، والهلع: أفحش الجزع. (مرآة العقول: 5: 299).
5- في نسخة: «وأدركت إذ تخلّفوا».
6- «كنت للكافرين عذاباً صبّاً» أي مصبوباً بكثرة شبهه بالمطر الغريز الوابل، فالمصدر بمعنى المفعول... (مرآة العقول: 5: 299). «وللمؤمنين غيثاً وخصباً» الخصب - بالكسر-: كثرة العُشب ورفاغَة العيش، (القاموس).
7- «فطرت» يحتمل وجهين: الأوّل أن يكون الفاء للعطف و طرت - بالكسر - من الطيران، أي أعالي الدرجات... . الثاني: أن يكون فطرت بصيغة المجهول من الفطرة أي خلقت متلبّساً بالنعم الجليلة العظيمة، كناية عن استمراره له من أوّل عمره إلى آخر دهره. قال بعض شرّاح العامة: فطرت بصيغة المجهول بمعنى الخلقة، وبصيغة المعلوم بمعنى الطيران، و قرئ فطّرت على المجهول وتشديد الطاء، يقال: فطرت الصائم: إذا أعطيته الفطور، انتهى. (مرآة العقول: 5: 300)

وفُزتَ بحبائها(1)، وأحرزت سوابقها(2)، وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجّتك(3)، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبُن نفسك ولم تخُن، كنتَ كالجبل لا تُحرّكه العواصف، و لاتزيله القواصف(4).

ص: 623


1- «وفزت بحبائها» الفوز: الظفر بالمطلوب والحباء -بالكسر-: العطاء، أي فزت بحبوات اللّه وعطاياه الفائضة على هذه الأمّة، أو بحباء الخلافة أو الفضيلة. (مرآة العقول)
2- «وأحرزت سوابقها»، في القاموس: أحرز الأجر: حازه، وقال: له سابقة في هذا الأمر: أي سبق النّاس إليه، انتهى. وقيل: السوابق: الخيل الّتي لابّد من تقديمها، والسبق إليها في الخلافة والفضيلة ما یوجب الفضل، والذهاب بها: أخذها والاتّصاف بها منفرداً، أو ذهبت بها إلى الآخرة. (مرآة العقول: 5: 300 - 301)
3- «لم تفلل حجّتك» على بناء المجهول من المجرّد، أو بناء المعلوم من باب التفعّل بحذف إحدى التاءين، في القاموس: فلّه وفلّله: ثلمه فتفلّل وانفلّ وافتلّ والقوم: هزمهم فانفلّوا أو تفلّلوا ، وسيف فليل ومفلول: منثلم، انتهى. شبّه (علیه السلام) الحجّة على الإمامة وسائر الأمور الحقّة بالسيف القاطع، وأثبت لها الفلول. (مرآة العقول: 5: 301)
4- الريح العاصف: العاصفة الشديدة، والقواصف: الرياح الشديدة الّتي تكسر السفن ونحوها، أو شديدة الصوت كالرعد، شبّهه (علیه السلام) في قوّة الإيمان وشدّة اليقين وكمال العزم في أمور الدين وعدم تزلزلها فيها بالشكوك والشبهات والأغراض والشهوات، بالجبل حيث لا تحرّكه الرياح الشديدة. (مرآة العقول: 5: 301)

وكنت كما قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ضعيفاً في بدنك، قويّاً في أمر اللّه(1)، متواضعاً في نفسك، عظیماً عند اللّه عزّ وجلّ كبيراً في الأرض، جليلاً عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مَهمَز، ولا لقائل فيك مَغمَز(2)، ولا لأحد فيك مَطمَع، ولا لأحد عندك هَوادة(3)، الضعيف الذليل عندك قويّ عزيز حتّى تأخذ له بحقّه والقويّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتّى تأخذ منه الحقّ، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء.

شأنك الحقّ والصدق والرفق، وقولك حُكم وحَتم، وأمرك حِلم وحَزم، ورأيك عِلم و عَزم، فأقلعتَ وقد نَهَج السبيل، وسهل العسير، وأطفِئَت النيران، فاعتدل بك الدين، و قوي بك الإسلام والمؤمنون، وسَبَقت سبقاً بعيداً، وأتعبتَ مَن بعدك تعباً شديداً، فجَلَلتَ عن البكاء، وعظُمَت رزيّتك في السماء، وهَدَّت مصيبتك الأنام، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، رضينا عن اللّه قضاءه، وسلّمنا اللّه أمره، فواللّه لن يصاب المسلمون بمثلك أبداً.

كنت للمؤمنين كَهفاً حصيناً، وعلى الكافرين غِلظة وغيظاً، فألحقك اللّه بنبيّه، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلّنا بعدك».

وسكت القوم حتّى انقضى كلامه وبكى وأبكى أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ طلبوه فلم يصادفوه.

(أمالي الصدوق: المجلس 42 الحديث 11)

ص: 624


1- «ضعيفاً في بدنك، قويّاً في أمر اللّه»، أي كانوا يرونك ضعيفاً بحسب الجسم والبدن، أو كنت في رعاية بدنك وتربيتها ضعيفاً، وفي إقامة دين اللّه والجهاد في سبيله قويّاً. (مرآة العقول)
2- «لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز»، المهمز والمغمز مصدران أو أسماء مكان الهمز والغمز وهما بمعنى أو الهمز: الغيبة والوقيعة في النّاس وذكر عيوبهم، والغمز: الإشارة بالعين خاصّة أو بالعين والحاجب واليد، وفي فلان مغمز: أي مطعن، والهمّاز والهمزة: العياب والنفي لظهور الفساد. (مرآة العقول: 5: 302)
3- «ولا لأحد فيك مطمع»، المطمع مصدر أو اسم مكان، أي لم يكن أحد يطمع منك أن تميل إلى جانبه بغير حقّ، أو لا تطمع في مال أحد والأوّل أظهر. «ولا لأحد عندك هوادة»، قال في النهاية: فيه: «لا يأخذه في اللّه هوادة»، أي لا يسكن عند وجوب حدّ اللّه ولا يحابى فيه أحداً، والهوادة: السكون والرخصة والمحاباة، انتهى. (مرآة العقول)

فهرس الموضوعات

باب 1- بدء خلق أمير المؤمنين (علیه السلام) وما يتعلّق بذلك...7

باب 2- تاريخ ولادته وأسماؤه (علیه السلام) وعللها...18

باب 3- في أحوال والديه...25

أبواب الآيات النازلة في شأنه (علیه السلام)

باب 1- أنّه الصراط المستقيم...41

باب 2- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾...42

باب 3- في أنّ السلم ولايته (علیه السلام)...49

باب 4- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا...)...50

باب 5- في نزول آية المباهلة...52

باب 6- في نزول آية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ...) في شأنه...53

باب 7- في أنّ حزب عليّ (علیه السلام) الحزب اللّه ...59

باب 8- نزول آية الإبلاغ في أمر ولايته (علیه السلام)...62

باب 9- في أنّ عليّاً (علیه السلام) هو النصر الّذي أيّد اللّه به رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...64

باب 10- قوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...)...65

باب 11- قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ)...67

باب 12- في أنّ المراد من الصادقين عليّ (علیه السلام)...69

باب 13- قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)...71

باب 14- قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا...)...72

باب 15- قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ...)...74

ص: 625

باب 16- أنّه (علیه السلام) هو الشاهد...76

باب 17- أنّه (علیه السلام) هو الهادي في قوله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)...80

باب 18- أنّه (علیه السلام) هو الّذي عنده علم الكتاب...82

باب 19- قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)...84

باب 20- أنّ عليّاً (علیه السلام) وشيعته هم الأمنون يوم الفزع الأكبر...86

باب 21- قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)...87

باب 22- قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ)...89

باب 23- في نزول آية التطهير...90

باب 24- أنّه (علیه السلام) الإمام المبين...91

باب 25- قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)...92

باب 26- قوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)...95

باب 27- أنّه (علیه السلام) صالح المؤمنين...96

باب 28- أنّه (علیه السلام) كلمة اللّه ...98

باب 29- قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)...103

باب 30- قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)...105

باب 31- قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)...109

باب 32- أنّه (علیه السلام) السابق في القرآن...113

باب 33 - قوله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ...)...115

باب 34- في أنّ من تبع عليّاً (علیه السلام) وأقرّ بولايته من أصحاب الجنّة، ومن خالفه من أصحاب النّار...116

باب 35- في نزول سورة (هَلْ أتى)...118

ص: 626

باب 36- أنّه (علیه السلام) خير البريّة وخير البشر...126

باب 37- في نزول سورة (وَالْعَادِياتِ) في شأنه (علیه السلام)...132

أبواب النصوص الدالّة على الخصوص على إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)

باب 1- أخبار الغدير...133

باب 2- أخبار المنزلة...161

باب 3- تسمية عليّ (علیه السلام) بأمير المؤمنين، وما أمر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من التسليم على عليّ (علیه السلام) بإمرة المؤمنين وأنّه كان بأمر اللّه تعالى...177

باب 4- أنّ عليّاً (علیه السلام) خير البشر وأفضل النّاس بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...188

باب 5- أنّ عليّاً (علیه السلام) الوصيّ وسيّد الأوصياء وأفضلهم وسيّد الشهداء...195

باب 6- أن عليّاً (علیه السلام) سيّد فى الدنيا وسيّد في الآخرة وأنّه سيّد العرب..201

باب 7- في أنّ عليّاً (علیه السلام) آية الحقّ، ومع الحقّ، والحقّ معه...207

باب 8- عليّ (علیه السلام) مع القرآن والقرآن معه...216

باب 9- في ذكره (علیه السلام) في الكتب السماويّة...219

باب 10- جوامع الأخبار الدالّة على إمامته (علیه السلام)...221

أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) ومناقبه

باب 1- ثواب ذكر فضائله والنظر إليها واستماعها...282

باب 2- في أنّ النظر إلى عليّ (علیه السلام) العبادة...284

باب 3- في أن عليّاً (علیه السلام) سبق النّاس في الإسلام والإيمان...289

باب 4- في أنّ عليّاً (علیه السلام) كان أخصّ النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...306

باب 5- في الأخوّة، وفيه كثير من النصوص...321

باب 6- خبر الطير وأنّ عليّاً (علیه السلام) أحبّ الخلق إلى اللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...336

ص: 627

باب 7- فيما ظهر من فضله (علیه السلام) في غزوة خيبر...341

باب 8- سدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلّا باب عليّ (علیه السلام)...343

باب 9- في أنّ فى أمير المؤمنين (علیه السلام) خصال الأنبياء (علیهم السلام) واشتراكه مع نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في جميع الفضائل سوى النبوّة...350

باب 10- ما أعطي عليّ (علیه السلام) ولم يعط غيره...354

باب 11- حبّ الملائكة لأمير المؤمنين (علیه السلام)...355

باب 12- نزول الماء من السماء لغسله (علیه السلام)...359

باب 13- تحف اللّه وهداياه إلى رسول اللّه وأمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما وآلهمها...361

باب 14- أنّ الخضر (علیه السلام) كان يأتي أمير المؤمنين (علیه السلام)...363

باب 15- أنّ اللّه تعالى ناجى أمير المؤمنين (علیه السلام)...365

باب 16- أنّ عليّاً لقسيم الجنّة والنّار...367

باب 17- أنّ عليّاً (علیه السلام) لصاحب الحوض وصاحب اللواء، وأنّه من الركبان يوم القيامة، وأنّه من الشفعاء...374

باب 18- ما يعاين من فضله(علیه السلام) عند الموت وفي القبر وفي القيامة...387

باب 19- أنّ ولاية أمير المؤمنين (علیه السلام) حصن من عذاب النّار...395

باب 20- ما ورد في حبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) وبغضه...396

باب 21- كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرّأ منه، وأنّ بغضه و عداوته وسبّه بغض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعداوته وسبّه...438

باب 22- فيمن حسد عليّاً (علیه السلام) أو ناصبه...450

باب 23- ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة...452

باب 24- ما وصف إبليس لعنه اللّه والجنّ من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)...463

باب 25- ما جرى من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) على لسان الشيخين وعائشة...465

ص: 628

باب 26- أنّ رسول اللّه وعليّاً صلوات اللّه عليهما و آلهما أبوا هذه الأمّة، وأنّ حقّ عليّ (علیه السلام) على الأمّة كحقّ الوالد على ولده...473

باب 27- جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)...477

أبواب كرائم خصال أمير المؤمنين (علیه السلام) ومحاسن أخلاقه وأفعاله

باب 1- علمه (علیه السلام) وأنّه باب مدينة العلم والحكمة، وأنّه أعلم النّاس وأقضاهم بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...516

باب 2- في بعض قضايا أمير المؤمنين (علیه السلام)...535

باب 3- زهده وتقواه وورعه (علیه السلام)...537

باب 4- عبادته وخوفه (علیه السلام)...544

باب 5- سخاؤه وإنفاقه وإيثاره (علیه السلام)، وفيه خبر النّاقة...550

باب 6- مهابته وشجاعته (علیه السلام)...557

باب 7- جوامع مكارم أخلاقه و آدابه وسننه وعدله وسياسته (علیه السلام)...561

أبواب معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام)

باب 1- ردّ الشمس وتكلّمها معه (علیه السلام)...574

باب 2- تكلّم الحصاة في يده وشهادتهنّ بإمامته (علیه السلام)...579

باب 3- انفجار العين بأمره (علیه السلام)...580

باب 4- ما ظهر في المنامات من كراماته ومقاماته ودرجاته (علیه السلام)...581

أبواب ما يتعلّق به ومن ينتسب إليه (علیه السلام)

باب 1- أسلحته ونقش خاتمه (علیه السلام)...586

ص: 629

باب 2- ما ورد في ابنه محمّد ابن الحنفيّة...588

باب 3- أحوال أخيه عقيل...590

باب 4- أحوال أصحابه وبعض معاصريه (علیه السلام)...594

باب النوادر...602

أبواب وفاة أمير المؤمنين (علیه السلام)

باب 1- إخبار الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بشهادته، وإخباره (علیه السلام) بشهادة نفسه...607

باب 2- كيفيّة شهادته، ووصيّته (علیه السلام)...611

باب 3- ما وقع بعد شهادته (علیه السلام)...619

ص: 630

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.