سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر
عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي
تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.
مواصفات المظهر: ج 10
فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)
حالة الفهرسة: فهرسة سابقة
لسان : العربية
ملحوظة: کتابنامه
عنوان آخر: الامالی
موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4
أحاديث الشيعة -- قرن ق 5
معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي
معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي
معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي
معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي
تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998
ص: 1
محمودي، محمّد جواد، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.
ترتيب الأمالي: ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة، الصدوق، والمفيد، والطوسي / تأليف محمّد جواد المحمودی - قم: بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388
10ج - (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
ISBN - (دوره): 2- 51- 6289 - 964: ISBN
(ج2) 3- 54 - 6289 - 964 - 978 : ISBN (ج1) 6 - 53- 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج4) 7 - 56 - 6289 - 964 - 978 : ISBN (ج3) 3- 55 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج6) 1- 58 - 6289 - 964 - 978 : ISBN (ج5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج8) 4 - 60 - 6289 - 964 - 978 : ISBN(ج7) 8 - 59 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج10) 1- 97 - 7777 - 964 - 978 : ISBN (ج9) 4 - 96 - 7777 - 964 - 978 : ISBN
فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا.عربی- کتابنامه.
1- احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 5 ق. الف. ابن بابويه، محمّد بن علی، 311- 381 ق. الامالي. ب. مفيد. محمّد بن محمّد.، 336 - 413 ق. الامالي. ج. طوسی، محمّد بن حسن، 385 - 460 ق. الامالی. د. بنیاد معارف اسلامی. ه- عنوان. وعنوان: الامالى.
8 الف 2 الف / 129 BP 212/297 1378
کتابخانه ملی ایران 6998 - 78 م
هويّة الكتاب:
اسم الكتاب: ... ترتيب الأمالي / ج 3
تأليف: ... محمّد جواد المحمودي
نشر: ... مؤسسة المعارف الإسلامية
الطبعة: ... الثانية 1430 ه-. ق
المطبعة: ... عترت
العدد: ... 110 نسخة
رقم الايداع الدولي: ... 978-964-6289-55-3
ISBN: ... 978-964-6289-55-3
حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية
قم المقدسة - تلفون: 09127488298 - 7732009 ص ب 768 / 37185
www.maaref islami.com
E-mail :info@maarefislami.com
ص: 2
بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
(1077)1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين [بن موسى بن بابویه](2) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعد(3)، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد النخعي:
عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث) قال: «اللّهم بلى لا تخلو(4) الأرض من قائم بحجّة، ظاهر مشهور، أو مستتر مغمور(5)، لئلّا تبطل حجج اللّه و بيّناته، فإنّ اولئك الأقلّون عدداً، الأعظمون خطراً، بهم يحفظ اللّه حججه حتّى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، فباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون (6)، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى، اولئك خلفاء اللّه في أرضه، والدعاة إلى دينه، هاه هاه شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر اللّه لي ولكم».
(أمالي المفيد: المجلس 29، الحديث 3)
ص: 7
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد،مثله، إلّا أنّ فيه: «وأين اولئك؟ واللّه الأقلّون عدداً...». وفيه: «فباشروا أرواح اليقين»، وفيه: «متعلّقة بالمحلّ الأعلى». وفيه: «آه آه».
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 24)
تقدّم تمامه في الباب السابع من كتاب العلم.
(1078) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدّثنا أبو معاوية [محمّد بن خازم الضرير]، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ: عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال: «نحن أئمّة المسلمين، وحجج اللّه على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغُرّ المحجّلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الّذين بنا يُمسِك اللّه السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبنا يُمسِك الأرض أن تميد بأهلها، وبنا ينزل الغيث، وبنا ينشر الرحمة ويُخرج بركات الأرض، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها».
قال (علیه السلام): «ولم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجة اللّه فيها، ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة اللّه فيها، ولولا ذلك لم يُعبد اللّه».
ص: 8
قال سليمان: فقلت للصادق (علیه السلام): فكيف ينتفع النّاس بالحجّة الغائب المستور؟ قال: «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السَّحاب».
(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 15)
(1079) 3-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا إسماعيل بن مرار قال: حدّثني يونس بن عبدالرحمان:
عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) جماعة من أصحابه، فيهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيّار(2)،
ص: 9
وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم(1) وهو شاب، فقال أبو عبد (علیه السلام):
ص: 10
«یا هشام».
قال: لبّيك يا ابن رسول اللّه.
قال: «ألا تحدّثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد(1) وكيف سألته»؟
ص: 11
قال هشام: جُعِلتُ فداك يا ابن رسول اللّه، إني أُجلّك و أستحييك، ولا يعمل لسانى بين يديك.
فقال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «إذا أمرتكم بشيء فافعلوه».
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، و عظُم ذلك عَلَيّ، فخرجتُ إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة، فأتيتُ مسجد البصرة فإذاً أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف وشملة مُرتَدٍ بها، والنّاس يسألونه، فاستفرجت النّاس فأفرجوا لي، ثمّ قعدتُ في آخر القوم على رُكبتي، ثمّ قلت: أيّها العالم، أنا رجل غريب، تأذن لي فأسألك عن مسألة؟
قال: فقال: نعم.
قال: قلت له: ألك عين؟
قال: يا بُنَىّ، أيّ شيء هذا من السؤال؟
فقلت: هكذا مسألتي.
فقال: يا بُنيّ، سَل، وإن كانت مسألتك حمقاء.
فقلت: أجبني فيها.
قال: فقال لي: سل.
فقلت: ألك عين؟
قال: نعم.
قال: قلت: فماتری بها؟
قال: الألوان والأشخاص.
ص: 12
قال: قلت: ألك أنف؟
قال: نعم.
قال: قلت: فما تصنع به؟
قال: أتشمّم به الرائحة.
قال: قلت: ألك فم؟
قال: نعم.
قلت: وما تصنع به؟
قال: أعرف به طَعم الأشياء.
قال: قلت: ألك لسان؟
قال: نعم.
قلت: وما تصنع به؟
قال: أتكلّم به.
قال: قلت: ألك أذُن؟
قال: نعم.
قلت: وما تصنع بها؟
قال: أسمع بها الأصوات.
قال: قلت: ألك يد؟
قال: نعم.
قلت: وما تصنع بها؟
قال: أبطش بها.
قال: قلت: ألك قلب؟
قال: نعم.
قلت: وما تصنع به؟
قال: أميّز به كلّ ما ورد على هذه الجوارح.
قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟
قال: لا.
ص: 13
قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟
قال: يا بُنَيّ، إنّ الجوارح إذا شكَّت في شيء شمَّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته، ردّته إلى القلب، فيیقّن اليقين ويبطل الشكّ.
قال: فقلت: إنما أقام اللّه القلب لشكّ الجوارح؟
قال: نعم.
قال: قلت: فلابّد من القلب؟ وإلّا لم تستقم الجوارح؟
قال: نعم.
قال: فقلت: یا أبا مروان! إنّ اللّه تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماماً يصحّح لها الصحيح، ويیقّن ماتشکّ فيه، ويترك هذا الخلق كلّهم(1) في حيرتهم وشكّهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم، ويقيم لك إماماً لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك؟!
قال: فسكت ولم يقل شيئاً، قال: ثمّ التفت إلىّ فقال: أنت هشام؟
فقلت: لا.
فقال لي: أَجالسته؟
فقلت: لا.
قال: فمِن أين أنت؟
قلت: من أهل الكوفة؟
قال: فأنت إذن هو.
قال: ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه، وما نطق حتّى قمتُ.
فضحك أبو عبد اللّه (علیه السلام) ثمّ قال: «يا هشام مَن علّمك هذا»؟
قال: فقلت: يا ابن رسول اللّه، جرى على لساني.
قال: «یا هشام، هذا واللّه مكتوبٌ في صُحف إبراهيم وموسى».(2)
(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 15)
ص: 14
(1080) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن أبيه عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر (علیهم السلام) قال:
قال: الصادق (علیه السلام) [في قوله تعالى]: (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ)(2)، قال: «إمام بعد إمام».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 23)
(1081) 2- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا
ص: 15
أبو سعيد البصرى قال: حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال: حدّثنا موسی بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ (علیهم السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّ اللّه خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 39)
يأتي تمامه في فضائل أهل البيت (علیهم السلام).
(1082) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعلي (علیه السلام): «مثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)
يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1083) 4-(2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر
ص: 16
الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد النبييّن، و سيّد الوصييّن، وأوصياؤه سادة الأوصياء، إنّ آدم (علیه السلام) سأل اللّه عزّ وجلّ أن يجعل له وصيّاً صالحاً، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: (1) أني أكرمت الأنبياء بالنبوّة، ثمّ اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء».
ثمّ أوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: يا آدم، أوص إلى شيث (2) فأوصى آدم إلى شيث، وهو هبة اللّه بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبان (3) وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها اللّه على آدم من الجنّة فزو،جها ابنه شيثاً، وأوصى شبان إلى مجلث (4). وأوصى مجلث إلى محوق، وأوصى محوق إلى غثميشا (5)، وأوصى غثميشا إلى
ص: 17
أخنوخ (1)، وهو إدريس النبيّ(علیه السلام) (2)، وأوصى إدريس إلى ناحور (3)، ودفعها (2) ناحور إلى نوح النبيّ(علیه السلام)، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام إلى عثامر، وأوصى عثامر إلى برعيثاشا (4)، وأوصى برعيثاشا إلى يافث، وأوصى يافث إلى برة، وأوصى برة إلى جفسية (5)، وأوصى جنيسه إلى عمران، ودفعها عمران إلى إبراهيم خليل الرحمان (علیه السلام)(6) وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، و أوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى بثرياء (7)، وأوصى بثرياء إلى شعيب (علیه السلام)، ودفعها (8) شعيب إلى موسى بن عمران (علیه السلام)، وأوصى موسى بن عمران (علیه السلام) إلى (9) يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى (10) داوود (علیه السلام) وأوصى داوود (علیه السلام) إلى سليمان (علیه السلام)، وأوصى سليمان (علیه السلام) إلى آصف بن برخيا، وأوصى آصف بن برخيا إلى (11) زكريا (علیه السلام)، ودفعها زكريا (علیه السلام) إلى عيسى بن مريم (علیه السلام) (12) وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا،
ص: 18
وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا (1) وأوصى يحيى بن زكريا إلى(2) منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، و أوصى سليمة إلى بردة».
ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « ودفعها إلىّ بردة، وأنا أدفعها إليك يا عليّ، وأنت تدفعها إلى وصيّك، ويدفعها وصيّك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد، حتّى تُدفع إلى خير أهل الأرض بعدك، ولتكفرنّ بك الاُمّة، ولتختلفنّ عليك اختلافاً شديداً، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار، والنار مثوى الكافرين».
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 48)
ص: 19
(1084) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عبداللّه [بن] أحمد بن مستورد قال: حدّثنا عبداللّه بن يحيى، عن عليّ بن عاصم(2):
عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا عليّ بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام): «أيّ البقاع أفضل»؟
فقلت: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.
فقال: «إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه: ألف سنة إلا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع، ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا، لم ينفعه ذلك شيئاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 22)
(1085) 2-(3) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن بزيع
ص: 20
قال: حدّثنا قاسم بن الضحاك قال: حدّثني شهر بن حوشب أخو العوّام، عن أبي سعيد الهمداني:
عن أبي جعفر (علیه السلام)[في قوله تعالى:] (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) (1)، قال: «واللّه لو أنّه تاب وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومودّتنا ومعرفة فضلنا، ما أغنى عنه ذلك شيئاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 6)
(1086) 3- أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن فضال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس.
وعن الحسين بن عبيد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن أخيه، عن زرعة (2):
عن أبي عبداللّه (علیه السلام) قال: قلت له: أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟
قال: «ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحجّ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا، وخاتمته معرفتنا» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 39، الحديث 21)
أقول: يأتي تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر، وستأتي في الباب 9 - أنّه لا تقبل الأعمال إلّا بالولاية - روايات عديدة ترتبط بهذا الباب.
ص: 21
(1087)1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (علیه السلام) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد الشامي قال:
حدّثنا إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: سألت أباعبد اللّه الصادق (علیه السلام) عن موسى بن عمران (علیه السلام) لما رأى حِبالهم وعصيّهم كيف أوجس في نفسه خِيفةً ولم يُوجسها إبراهيم (علیه السلام)حين وضع في المنجنيق وقُذف به في النّار؟
فقال: «إنّ إبراهيم (علیه السلام) حين وُضع في المَنجنيق كان مستندا إلى ما في صُلبه لها من أنوار حجج اللّه عزّ وجلّ، ولم يكن موسى (علیه السلام) كذلك، فلهذا أوجس في نفسه خِيفة ولم يوجسها إبراهيم (علیه السلام)».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 2)
(1088) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا حفص بن عمر الفرّاء قال: أخبرنا أبو معاذ الخزّاز:
عن عبيد اللّه بن أحمد الربعي قال: بينا ابن عبّاس يخطب النّاس بالبصرة، إذ أقبل عليهم بوجهه فقال: أيّها الاُمّة المتحيّرة في دينها، أمّا لو قدّمتم من قدّم اللّه، و أخرّتم من أخّر اللّه، وجعلتم الوراثة والولاية حيث جعلها اللّه، لما عال (1) سهم من فرائض اللّه، ولاعال وليّ اللّه (2)، ولا اختلف اثنان في حكم اللّه، ولا تنازعت
ص: 22
الاُمّة في شيء من كتاب اللّه، فذوقوا وبال ما فرّطتم [فيه] بما قدّمت أيديكم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(1)
(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 7)
(1089) 3-(2) أخبرني أبو [الجيش] المظفّر [بن] محمّد بن أحمد البلخي(3) قال حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد [بن الحسين](4) الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا حفص بن عمر الفرّاء قال: حدّثنا أبو معاذ الخزّاز قال:
حدّثني يونس بن عبدالوارث، عن أبيه قال: بينا ابن عبّاس يخطب عندنا على منبر البصرة إذ أقبل على النّاس بوجهه ثمّ قال: أيَّتها الاُمّة المتحيّرة في دينها، أم (5) واللّه لو قدّمتم من قدّم اللّه وأخّرتم من أخّر اللّه وجعلتم الوراثة والولاية حيث جعلها اللّه ما عال سهم من فرائض اللّه، ولا عال ولى اللّه (6)، ولا اختلف اثنان في حكم اللّه، فذوقوا وبال ما فرّطتم فيه بما قدّمت أيديكم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
(أمالي المفيد: المجلس 34، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفید مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 2، والمجلس 4، الحديث 8)
ص: 23
(1090) 4- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن كليب بن معاوية الصيداوي قال:
قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «ما يمنعكم إذا كلّمكم النّاس أن تقولوا لهم: ذهبنا من حيث ذهب اللّه، واخترنا من حيث اختار اللّه، إن اللّه سبحانه اختار محمدا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) واخترنا آل محمّد، فنحن متمسّكون بالخِيَرة من اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 51)
ص: 24
(1091) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (علیه السلام) قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا أبو محمّد القاسم بن العلاء:
عن عبدالعزيز بن مسلم قال: كنّا في أيّام عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) بمرو، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم جمعة في بدء مقدمنا، فأدار الناس أمر
ص: 25
الإمامة(1) وذكروا كثرة اختلاف النّاس فيها، فدخلت على سيّدي ومولاي الرضاء (علیه السلام) فأعلمته بما خاض النّاس فيه (2)، فتبسّم (علیه السلام) ثمّ قال: «يا عبد العزيز، جهل القوم وخُدِعوا عن آرائهم (3)، إن اللّه عزّ وجلّ لم يقبض نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى أكمل له الدّين، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل (4) كلّ شيء، بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج النّاس إليه كملاً، فقال عزّ وجلّ: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(5)، وأنزل في حجّة الوداع، وهي آخر عُمره (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (6)، وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى بيّن لأُمَّته معالم دينهم(7)، وأوضح لهم سُبله (8)، و تَركهم على قصد الحق(9)، وأقام لهم عليّاً (علیه السلام) عَلَما وإماماً، وما ترك شيئاً تحتاج إليه الاُمّة إلّا بيّنه، فمَن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ لم يُكمِل دينه فقد ردّ كتاب اللّه عزّ و جلٌ، ومَن ردّ كتاب اللّه عزّ وجلّ فهو كافر.
هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الاُمّة، فيجوز فيها اختيارهم؟! إنّ الإمامة أجلّ قدراً، وأعظم شأناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غَوراً من أن يبلُغها النّاس بعقولهم، أو ينالوها بأرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم، إنّ الإمامة خصّ
ص: 26
اللّه عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل صلى اللّه عليه بعد النبوّة والخلّة مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه اللّه بها فأشاد (1) بها ذكره، فقال عزّ وجلّ: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، فقال الخليل (علیه السلام) سروراً بها: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟ قال اللّه تبارك وتعالى: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(2)، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة و صارت في الصفوة، ثمّ أكرمه اللّه بأن جعلها في ذرّيّته أهل الصفوة والطهارة، فقال عزّ وجلّ:( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ* وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)(3).
فلم تزل في ذرّيته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرنا (4) حتى ورثها النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(5) فقال جلّ جلاله: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النبيّوَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(6)، فكانت له خاصّة، فقلّدها النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليا (علیه السلام) (7) بأمر اللّه عزّ وجلّ على رسم ما فرض اللّه، فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم و الإيمان بقوله عزّ وجلّ: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ)(8)، فهي في ولد عليّ (علیه السلام) خاصّة إلى يوم القيامة، إذ لانبيّبعد محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فمن أين يختار هؤلاء الجهّال؟!
إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء، إنّ الإمامة خلافة اللّه عزّ وجلّ وخلافة الرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومقام أمير المؤمنين (علیه السلام)، وميراث الحسن والحسين (علیه السلام)، إنّ
ص: 27
الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعزّ المؤمنين، إنّ الإمامة أسّ الإسلام النامي وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحجّ والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف.
الإمام يُحلّ حلال اللّه ويحرّم حرام اللّه، ويقيم حدود اللّه، ويذبّ عن دين اللّه، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجّة البالغة.
الإمام كالشمس الطالعة للعالم (1)، وهي في الأفق بحيث لاتنالها الأيدي والأبصار.
الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى والبلد القفار (2) ولجج البحار.
الإمام الماء العذب على الظمأ، والدالّ على الهدى، والمنجي من الردى.
الإمام النّار على اليفاع(3) الحارّ لمن اصطلى به، والدليل على المهالك(4)، من فارقه فهالك.
الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة.
الإمام الأمين الرفيق، والوالد الرقيق، والأخ الشقيق(5)، ومفزع العباد في الداهية(6).
الإمام أمين اللّه في أرضه(7)، وحجّته على عباده، وخليفته في بلاده والداعي
ص: 28
إلى اللّه، والذابّ عن حرم اللّه.
الإمام المطهّر من الذنوب، المبرّأ من العيوب مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم(1)، نظام الدين، وعزّ المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد عنه(2) بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه له(3) ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضّل الوهّاب.
فمن ذا الذي يبلُغ معرفة الإمام أو يُمكنه اختیاره؟ هيهات هيهات، ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وحسرت(4) العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيّرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألبّاء، وكلّت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، فأقرّت(5) بالعجز والتقصير، وكيف يوصف [بكلّه](6) أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناءه؟! لا، كيف وأنّى(7) وهو بحيث النجم من أيدي(8) المتناولين ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!
أظنّوا(9) أنّ ذلك يوجد في غير آل الرّسول [محمّد](10)؟! كذّبتهم واللّه
ص: 29
أنفسهم و منّتهم الأباطيل، وارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً، تزلّ عنه إلى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة، وآراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلا بعداً، قاتلهم اللّه أنى يؤفكون، لقد راموا صعباً، وقالوا إفكاً، وضلّوا ضلالاً بعيداً، ووقعوا في الحيرة، إذ تركوا الإمام عن بصيرة، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسوله(1) إلى اختيارهم، والقرآن يناديهم: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (2)، وقال عزّ وجلّ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾(3)، وقال عزّ وجلّ: (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (4)، وقال عزّ وجلّ: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (5)، أم طبع اللّه على قلوبهم فهم لا يفقهون (6)، أم (قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (7)، و(8) (قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) (9)، بل هو (فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
ص: 30
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(1).
فكيف لهم باختيار الإمام والإمام عالم لا يجهل [و] (2) راع لا ينكل، معدن القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول، وهو نسل (3) المطهّرة البتول، لامغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذوحسب، في البيت من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسول (4)، والرضا من اللّه [عزّ وجلّ]، شرف الأشراف، والفَرع من عبد مناف، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر اللّه، ناصح لعباد اللّه، حافظ لدين اللّه.
إنّ الأنبياء والأئمّة يوفّقهم اللّه عزّ وجلّ ويؤتيهم من مخزون علمه وحلمه (5) ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق كل (6) علم أهل زمانهم في قوله عزّ وجلّ (7): (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (8)، وقوله عزّ وجلّ: ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (9)، وقوله عزّ وجلّ في طالوت: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(10)، وقال عزّ وجلّ لنبيه اللّه: ﴿ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)(11)، وقال عزّ وجلّ في الأئمّة من أهل بيته وعترته وذريته صلوات
ص: 31
اللّه عليهم: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) (1).
وإنّ العبد إذا اختاره اللّه عزّ وجلّ لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يَعْيَ بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، وهو معصوم مؤيّد موفّق مسدّد، قد أمن الخطايا والزلل والعثار وخصه (2) اللّه بذلك ليكون حجّته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم.
فهل يقدِرون على مثل هذا فيختاروه (3)، أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدّموه (4)، تعدّوا - وبيت اللّه - الحقّ، ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، وفي كتاب اللّه الهدى والشفاء، فنبذوه واتّبعوا أهواءهم، فذمّهم اللّه و مَقَتَهم وأتعسهم، فقال عزّ وجلّ: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (5)، وقال عزّ وجلّ: (فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ (6)، و قال عزّ وجلّ: (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ).(7)
(أمالي الصدوق: المجلس 97، الحديث 1)
ص: 32
(1092) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم اسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قالا: حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا أبي، عن مينا مولى عبدالرحمان بن عوف، عن عبداللّه بن مسعود قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا دعوة أبي إبراهيم».
فقلنا: يا رسول اللّه، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟
قال: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى إبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، فاستخف إبراهيم الفرح، فقال: يا ربّ، (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) (2) أئّمة مثلي؟
فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: أن يا إبراهيم، إنّي لا أعطيك عهداً لا أفي لك به.
قال: يا ربّ، وما العهد الذي لاتفي به؟
قال: لا أعطيك لظالم من ذريّتك.
قال: يا ربّ، ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟
قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً، ولا يصحّ أن يكون إماماً.
قال إبراهيم: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ)(3).
قال النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فانتهت الدعوة إليّ وإلي أخي عليّ، لم يسجد أحد منّا لصنمٍ قطّ فاتّخذني اللّه نبيّاً و عليّاً وصيّاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 62)
ص: 33
(1093) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) اللّه قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قُتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شُعيب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح:
عن علقمة قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، وقد قلت له: يا ابن رسول اللّه ، أخبرني مَن تُقبل شهادته، ومَن لا تُقبل شهادته؟
فقال: «يا علقمة، كلّ من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته».
قال: فقلت له: تُقبل شهادة المُقترف للذُّنوب؟
فقال: «يا علقمة، لولم تُقبل شهادة المُقترفين للذُّنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات اللّه عليهم، لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 22، الحديث 3)
تقدّم تمامه في باب عصمة الأنبياء (علیهم السلام) من كتاب النبوّة.
ص: 34
(1094) 3-(1) حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ التميمي قال: حدّثني سيدي عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):
عن النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «من سرّه أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه اللّه بيده ويكون متمسّكاً به فليَتَوَلّ عليّاً والأئمّة من ولده، فإنهم خيرة اللّه عزّ وجلّ وصفوته، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة».
(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 27)
ص: 35
(1095) 4-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير قال: ما سمعت ولا استفدتُ من هشام بن الحكم في طول صحبتي إيّاه شيئاً أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الإمام، فإني سألته يوماً عن الإمام، أهو معصوم؟
قال: نعم.
فقلت: وما صفة العصمة فيه وبأي شيء تُعرف؟
قال: إنّ جميع الذنوب لها أربعة أوجه لاخامس لها: الحرص، والحسد، والغضب، والشهوة، فهذه منفيّة عنه، فلا يجوز أن يكون حريصاً على هذه الدنيا وهى تحت خاتمه، لأنّه خازن المسلمين، فعلى ماذا يحرص؟!
ولا يجوز أن يكون حسوداً، لأنّ الإنسان إنما يحسد من هو فوقه، وليس فوقه أحد، فكيف يحسد مَن هو دونه؟
ص: 36
ولا يجوز أن يغضب لشيء من أمور الدنيا، إلّا أن يكون غضبه للّه عزّ وجلّ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد فرض عليه إقامة الحدود، وأن لا تأخذه في اللّه لومة لائم، ولارأفة في دينه حتى يقيم حدود اللّه عزّ وجلّ.
ولا يجوز أن يتّبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة، لأنّ اللّه عزّ وجلّ حبّب إليه الآخرة كما حبّب إلينا الدنيا، فهو ينظُر إلى الآخرة كما نَنظُر إلى الدنيا، فهل رأيت أحداً ترك وجهاً حسناً لوجه قبيح؟! وطعاماً طيّباً لطعام مُرّ؟! وثوباً ليناً لثوب خشن؟! ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية؟!(1)
(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 5)
ص: 37
(1096) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن أبي حمزة:
عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): مَن آل محمّد؟
قال: «ذريّته».
فقلت: مَن أهل بيته؟
قال: «الأئمّة الأوصياء».
فقلت: مَن عترته؟
قال: «أصحاب العباء».
فقلت: مَن اُمّته؟
قال: «المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ وجلّ، المتمسّكون
ص: 38
بالثقلين الذين أمروا بالتمسّك بهما: كتاب اللّه، وعترته أهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهما الخليفتان على الاُمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 10)
(1097) 2-(1) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه:
عن الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا (علیه السلام) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: (ثمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)(2)؟
فقالت العلماء: أراد اللّه بذلك الاُمّة كلّها.
فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟
فقال الرضا (علیه السلام): «لا أقول كما قالوا، ولكنّي أقول: أراد اللّه العترة الطاهرة». فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الاُمّة؟
فقال له الرضا (علیه السلام): «أنّه لو أراد الاُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة، لقول اللّه تبارك وتعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)(3)، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ)(4) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم».
فقال المأمون: مَن العترة الطاهرة؟
ص: 39
فقال الرضا (علیه السلام): «الّذين وصفهم اللّه في كتابه، فقال جلّ وعزّ: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، وهم الذين قال رسول اللّه اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض، وانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيّها النّاس لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم».
قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة، أهم الاٰل أو غير الاٰل؟
فقال الرضا (علیه السلام): «هم الاٰل».
فقالت العلماء: فهذا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يؤثر عنه أنّه قال: «أُمّتي آلي»، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الّذى لا يمكن دفعه: «آل محمّد أمّته».
فقال أبو الحسن (علیه السلام): «أخبروني هل تحرم الصدقة على الاٰل»؟
قالوا: نعم.
قال: «فتحرم على الاُمّة»؟
قالوا: لا.
قال: «هذا فرق ما بين الاٰل والأمّة، ويحكم أين يذهب بكم؟ أضربتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون؟! أمّا علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم»؟
قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟
قال: «من قول اللّه عزّ وجلّ: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)(2)، فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، أمّا علمتم أنّ نوحاً حين سأل ربِّه (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)(3) وذلك إن اللّه عزّ وجلّ وعده أن ينجيه وأهله، فقال له ربّه: (أنّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أنّه عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ
ص: 40
لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)(1).
فقال المأمون: هل فضّل اللّه العترة على سائر النّاس؟
فقال أبو الحسن (علیه السلام): «إنّ اللّه عزّ وجلّ أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه».
فقال له المأمون: أين ذلك من كتاب اللّه؟
فقال له الرضا (علیه السلام): «في قوله عزّ وجلّ: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(2)، وقال عزّ وجلّ في موضع آخر: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)(3)، ثمّ ردّ المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(4) يعني الذين قَرَنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما، فقوله: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.
قالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّ وجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا (علیه السلام): «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً وموطناً: فأوّل ذلك قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(5) ورهطك المخلصين، هكذا في قراءة أبيّ بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبداللّه بن مسعود، وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى اللّه عزّ وجلّ بذلك الاٰل، فذكره لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فهذه واحدة.
ص: 41
والآية الثانية في الاصطفاء قوله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلاً لأنه فضل(2) بعد طهارة تنتظر، فهذه الثانية.
وأما الثالثة: فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: قُل يا محمّد (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(3) فأبرز النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّا والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)؟
قالت العلماء: عنى به نفسهم.
فقال أبو الحسن (علیه السلام): (غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وممّا يدلّ على ذلك قول النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين (علیهما السلام)، وعنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)](4) فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل(5) نفس عليّ كنفسه، فهذه الثالثة.
وأمّا الرابعة: فإخراجه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلّم النّاس في ذلك وتكلّم العبّاس فقال: يا رسول اللّه، تركت عليّاً واخرجتنا؟ فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا تركته واخرجتكم، ولكن اللّه تركه واخرجكم»، وفي هذا تبيان قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي (علیه السلام): «أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى».
قالت العلماء: فأين هذا من القرآن؟
قال أبو الحسن (علیه السلام): «أوجدكم في ذلك قرآناً أقرؤه عليكم».
ص: 42
قالوا: هات.
قال: «قول اللّه عزّ وجلّ: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)(1)، ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضاً منزلة عليّ (علیه السلام) من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلا لمحمّد و آله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
فقالت العلماء: يا أبا الحسن، هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
فقال: «ومن ينكر لنا ذلك، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»، ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل و الشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند(2)، وللّه عزّ وجلّ الحمد على ذلك، فهذه الرابعة.
والآية الخامسة: قول اللّه عزّ وجلّ: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)(3) خصوصيّة خصّهم اللّه العزيز الجبّار بها واصطفاهم على الاُمّة، فلمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «ادعوا إليّ فاطمة»، فدعيت له، فقال: «يا فاطمة». قالت: لبّيك يا رسول اللّه. فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «هذه فدك، هي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولاركاب، وهي لي خاصّة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني اللّه به، فخذيها لك و لولدك». فهذه الخامسة.
والآية السادسة: قول اللّه جلّ جلاله: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المودّة فِي الْقُرْبَى)(4)، وهذه خصوصيّة للنبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى يوم القيامة، وخصوصيّة للاٰل دون غيرهم، وذلك إنّ اللّه حكى في ذكر نوح (علیه السلام) في كتابه: (يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا
ص: 43
تَجْهَلُونَ)(1)، وحكى عزّ وجلّ عن هود (علیه السلام) أنّه قال: (لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ)(2)، وقال عزّ وجلّ لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (قُلْ) يا محمّد، (لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، ولم يفرض اللّه مودّتهم إلا وقد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلى ضلال أبداً، وأخرى أن يكون الرجل وادّاً للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوّاً له، فلا يسلم قلب الرجل له، فأحبّ اللّه عزّ وجلّ أن لا يكون في قلب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على المؤمنين شيء، ففرض عليهم مودّة ذوي القربي، فمن أخذ بها وأحبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأحبّ أهل بيته لم يستطع رسول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يبغضه، لأنه قد ترك فريضة من فرائض اللّه، فأيّ فضيلة وأيّ شرف يتقدّم هذا أو يدانيه، فأنزل اللّه هذه الآية على نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أصحابه فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: «أيها النّاس إنّ اللّه قد فرض لي عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدّوه»؟ فلم يجبه أحد.
فقال: «أيّها النّاس، أنّه ليس بذهب ولا فضّة، ولا مأكول ولا مشروب».
فقالوا: هات إذاً. فتلا عليهم هذه الآية.
فقالوا: أمّا هذا فنعم. فما وفى بها أكثرهم.
وما بعث اللّه عزّ وجلّ نبيّاً إلّا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً، لأنّ اللّه عزّ وجلّ يوفي(3) أجر الأنبياء، ومحمد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(4)فرض اللّه عزّ وجلّ مودّة قرابته على أمّته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الّذي أوجب اللّه عزّ و جلّ لهم، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل.
فلمّا أوجب اللّه ذلك ثقل [ذلك] لثقل(5) وجوب الطاعة، فتمسّك بها قوم أخذ
ص: 44
اللّه ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق، وألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حدّه الذي حدّه اللّه فقالوا: القرابة هم العرب كلّها وأهل دعوته، فعلى أيّ الحالتين كان فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة، فأقربهم من النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أولاهم بالمودّة، كلّما قريت القرابة كانت المودّة على قدرها، وما أنصفوا نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حيطته ورأفته، وما منّ اللّه به على أمتّه ممّا تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤدّوه(1) في ذريّته وأهل بيته، وأن يجعلوهم(2) منهم كمنزلة العين من الرأس، حفظاً لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحباًّ لنبيّه(3)، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه، و الأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة والذين فرض اللّه مودّتهم، ووعد الجزاء عليها أنّه ما وفى أحد بهذه المودّة مؤمناً مخلصاً إلّا استوجب الجنّة، لقول اللّه عزّ وجلّ في هذه الآية: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ* ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(4) مفسّراً ومبيّناً». ثمّ قال أبو الحسن (علیه السلام): حدّثني أبي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: «اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: إنّ لك يا رسول اللّه مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج.
قال: «فأنزل اللّه عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال: يا محمّد: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا على قرابته من بعده، إن هو إلّا شيء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً، فأنزل اللّه عزّ وجلّ جبرئيل بهذه الآية: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ
ص: 45
شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(1)، فبعث إليهم النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: هل من حدث؟ قالوا: إي واللّه يا رسول اللّه، لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الآية، فبكوا واشتدّ بكاؤهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)(2)، فهذه السادسة.
وأمّا الآية السابعة فقول اللّه تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(3)، وقد علم المعاندون منهم أنّه لمّا نزلت هذه الآية، قيل: يا رسول اللّه، قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال: «تقولون: اللّهم صل على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم و آل(4) إبراهيم إنك حميد مجيد»، فهل بينكم معاشر النّاس في هذا خلاف؟
قالوا: لا.
قال المأمون: هذا ما(5) لا خلاف فيه أصلاً وعليه الإجماع، وهل عندك في الاٰل شيء أوضح من هذا في القرآن؟
قال أبو الحسن (علیه السلام): «نعم، أخبروني عن قول اللّه عزّ وجلّ: ﴿يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ*إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ*عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(6)، فمن عنى بقوله (يس)»؟
قالت العلماء: يس محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يشكّ فيه أحد.
قال أبو الحسن (علیه السلام): «فإنّ اللّه أعطى محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، و ذلك أنّ اللّه لم يسلّم على أحد إلّا على
ص: 46
الأنبياء صلوات اللّه عليهم، فقال تبارك وتعالى: (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)(1) وقال: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)(2)، وقال: (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ)(3)، ولم يقل: «سلام على آل نوح»، ولم يقل: «سلام على آل موسى»، ولا: «على آل إبراهيم»، وقال: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)(4) يعني آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
فقال المأمون: قد علمت أنّ في معدن النبوّة شرح هذا وبيانه، فهذه السابعة.
وأمّا الثامنة فقول اللّه عزّ وجلّ: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)(5)، فقرن سهم ذي القربى مع سهمه(6) وسهم رسوله، فهذا فصل أيضاً بين الاٰل والاُمّة، لأنّ اللّه جعلهم في حيّز وجعل النّاس في حيّز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بذي القربى، بكلّ ما كان من الفيء والغنيمة وغير ذلك ممّا رضيه عزّ وجلّ لنفسه ورضيه لهم، فقال -وقوله الحقّ-: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)، فهذا تأكيد مؤكّد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب اللّه الناطق الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(7)، وأمّا قوله: (وَالْيَتامى والمساكين) فإنّ اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحلّ له أخذه، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم للغنيّ والفقير
ص: 47
منهم، لأنه لا أحد أغنى من اللّه عزّ وجلّ ولا من رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فجعل لنفسه معهما سهماً ولرسوله سهماً، فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم، وكذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه ولنبيّه رضيه لذي القربي كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جلّ جلاله ثمّ برسوله ثمّ بهم، وقرن سهمهم بسهم اللّه وسهم رسوله.
وكذلك في الطاعة، قال: (یَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(1)، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بأهل بيته، وكذلك آية الولاية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2)، فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفيء، فتبارك اللّه وتعالى، ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت.
فلمّا جاءت قصّة الصدقة نزّه نفسه ونزّه رسوله ونزّه أهل بيته فقال: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ)(3)، فهل تجد في شيء من ذلك أنّه جعل عزّ وجلّ سهماً لنفسه أو لرسوله أو لذي القربي، لأنّه لمّا نزّه نفسه عن الصدقة ونزّه رسوله، نزّه أهل بيته، لا بل حرّم عليهم، لأنّ الصدقة محرّمة على محمّد وآله وهي أوساخ أيدي النّاس، لاتحلّ لهم لأنّهم طهّروا من كلّ دنس ووسخ، فلمّا طهرهم اللّه واصطفاهم رضي اللّه لهم ما رضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه عزّ وجلّ، فهذه الثامنة.
وأمّا التاسعة: فنحن أهل الذكر الّذين قال اللّه في محكم كتابه: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(4).
فقالت العلماء: إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى.
ص: 48
فقال أبو الحسن (علیه السلام): «سبحان اللّه، وهل يجوز ذلك؟! إذا يدعونا إلى دينهم و يقولون: أنّه أفضل من دين الإسلام».
فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال (علیه السلام): «نعم، الذكر رسول اللّه ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب اللّه عزّ وجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا* رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ)(1)، فالذكر رسول اللّه، ونحن أهله، فهذه التاسعة.
وأما العاشرة فقول اللّه عزّ وجلّ في آية التحريم: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ) الآية إلى آخرها(2)، فأخبروني، هل تصلح ابنتي وابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يتزوّجها لو كان حيّاً»؟
قالوا: لا.
قال: «فأخبروني، هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوّجها لوكان حياً»؟
قالوا بلى.
قال: «ففي هذا بيان، لأنّي أنا من آله، ولستم من آله، ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم، كما حرم عليه بناتي، لأنّي(3) من آله وأنتم من اُمّته، فهذا فرق ما بين الاٰل والاُمّة، لأنّ الاٰل منه، والاُمّة إذا لم تكن من الاٰل ليست منه، فهذه العاشرة.
وأمّا الحادي عشر فقول اللّه عزّ وجلّ في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)(4) [إلى] تمام الآية، فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه، وكذلك خصّصنا نحن إذ كنّا
ص: 49
من آل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بولادتنا منه، وعمّمنا النّاس بالدّين، فهذا فرق ما بين الاٰل و الاُمّة، فهذه الحادية عشرة.
وأمّا الثانية عشرة: فقول اللّه عزّ وجلّ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)(1) فخصّنا اللّه تعالى بهذه الخصوصيّة أن أمرنا(2) مع الاُمّة بإقامة الصلاة، ثمّ خصّنا من دون الاُمّة، فكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يجيء إلى باب عليّ وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر، كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرّات فيقول: «الصلاة رحمكم اللّه». وما أكرم اللّه أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة الّتي أكرمنا بها وخصّنا من دون جميع أهل بيته».
فقال المأمون والعلماء: جزاكم اللّه أهل بيت نبيّكم عن الاُمّة خيراً، فما نجد الشرح والبيان فيها اشتبه علينا إلّا عندكم.
(أمالي الصدوق: المجلس: 79، الحديث 1)
(1098) 3- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر:
عن ليث بن سعد قال: قلت لكعب - وهو عند معاوية -: كيف تجدون صِفة مولد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهل تجدون لِعترته فضلاً؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى اللّه عزّ وجلّ على لسانه، فقال: هات يا أبا إسحاق رحمك اللّه ما عندك؟
فقال كعب: إنّي قد قرأت اثنين وسبعين كتاباً كلّها أنزلت من السماء، وقرأتُ صُحُف دانيال كلّها، ووجدت فى كلّها ذكر مولده ومولد عترته. (إلى أن قال:)
فقال معاوية: يا أبا إسحاق، ومن عَترته؟
قال كعب: ولد فاطمة.
فعبّس وجهه، وعضّ على شفتيه، وأخذ يعبث بلحيته، فقال كعب: وإنّا لنجد
ص: 50
صفة الفَرْخين المستشهدين، وهما فرخا فاطمة، يقتلهما شرّ البريّة.
قال: ومَن يقتلهما؟
قال: رجل من قريش.
فقام معاوية وقال: قوموا إن شئتم. فقُمنا.
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 1)
تقدّم تمامه في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
(1099) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبداللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة قال: أخبرني حيدر بن محمّد السمرقندي قال: حدّثني محمّد بن عمر الكشّي قال: حدّثني محمّد بن مسعود العيّاشي قال: حدّثني جعفر بن معروف قال: حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن عذافر: عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «يا ابن يزيد، أنت واللّه منّا أهل البيت».
قلت: جُعِلتُ فداك، مِن آل محمّد؟
قال: «إي واللّه من أنفسهم».
قلت: مِن أنفسهم، جعلتُ فداك؟
قال: «إي واللّه من أنفسهم، يا عمر أمّا تقرأ كتاب اللّه عزّ وجلّ: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾(2)، وما تقرأ قول اللّه عزّ اسمه: (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(3).
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 22)
ص: 51
(1100) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن حاتم(2) قال: حدّثني محمّد بن معاذ قال: حدّثني زكريّا بن عديّ قال: حدّثنا عبيداللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول على المنبر: «ما بال أقوام يقولون إنّ رحم رسول اللّه لا ينفع(3) يوم القيامة؟ بلى واللّه إنّ رحمي لموصولة(4) في الدنيا والآخرة» الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 38 الحديث 11)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 53)
سيأتي تمامه في الباب الأول من أبواب الفتن.
(1101) 2- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أتزعمون أنّ رحم نبيّ اللّه لا تنفع قومه يوم القيامة؟ بلى
ص: 52
واللّه إنّ رحمي الموصولة في الدنيا والآخرة»الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 38)
(1102) 3-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرنا عليّ بن محمّد بن عليّ العلوي قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «كلّ نسبٍ وصهرٍ منقطع يوم القيامة الّانسبي وسببي».
(أمالي الطوسي: المجلس: 12، الحديث 34)
ص: 53
(1103) 1-(1) حدّثني أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثني إسحاق بن محمّد قال: حدّثنا زيد بن المعدّل، عن سيف بن عمر [التميمي البُرجُمي الكوفي]، عن محمّد بن كريب، عن أبيه، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اسمعوا وأطيعوا لمَن ولّاه اللّه الأمر، فإنّه نظام الإسلام».
(أمالى المفيد: المجلس 2، الحديث 2)
(1104) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة بن أعين:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیه السلام) قال: «ذروة الأمر(3) وسنامه
ص: 54
ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمان: طاعة الإمام بعد معرفته»(1).
ثمّ قال: «إنّ اللّه تعالى يقول: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْناكَ عَلَيهِمْ حَفِيظاً)(2)».
(أمالي المفيد: المجلس 8، الحديث 4)
ص: 55
(1105) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عامر بن معقل:
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قال لي: «يا أباحمزة، لاتَضَعُوا عليّاً دون ما وضعه اللّه، ولا ترفعوا عليّاً فوق ما رفعه اللّه، كن بعليّ أن يقاتل أهل الكرّة وأن يزوّج أهل الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 4)
(1106) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبري (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مروك بن عبيد الكوفي:
عن محمّد بن زيد الطبري(3) قال: كنت قائماً على رأس الرضا عليّ بن
ص: 56
موسی (علیهما السلام) بخراسان وعنده جماعة من بني هاشم، منهم إسحاق بن العبّاس بن موسی(1) فقال له: «يا إسحاق، بلغني أنّكم تقولون: أنّا نقول(2): إنّ النّاس عبيد لنا! لا وقرابتي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما قلته قطّ، ولا سمعته من أحد من آبائي ولا بلغني عن أحد منهم قاله، لكنّا نقول: النّاس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين، فليبلّغ الشاهد الغائب».
(أمالي المفيد: المجلس 30، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 28)
(1107) 3-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا الحسين بن عبیداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن یحیی العطّار قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن العبّاس بن معروف، عن عبد الرحمان بن مسلم، عن فضيل بن يسار قال:
قال الصادق (علیه السلام): «احذروا على شبابكم الغُلاة لا يفسدونهم، فإنّ الغلاة شرّ خلق اللّه، يصغّرون عظمة اللّه ويدّعون الربوبيّة لعباد اللّه، واللّه إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والّذين أشركوا».
ثمّ قال (علیه السلام): «إلينا يرجع الغالي فلانقبله، وبنا يلحق المقصّر فنقبله».
فقيل له: كيف ذلك، يا ابن رسول اللّه؟
قال: «لأنّ الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة و الصيام والحجّ، فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى طاعة اللّه عزّ وجلّ أبداً، وإنّ المقصّر إذا عرف عمل وأطاع».
(أمالي الطوسي: المجلس 33، الحديث 12)
ص: 57
(1108) 4-(1) وعن الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمّد العلوي، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جدّه إبراهيم بن هاشم، عن أبي أحمد الأزدي، عن عبد الصمد بن بشير، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «اللّهم إنّي بريء من الغُلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللّهم اخذهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً».
(أمالي الطوسي: المجلس 33، الحديث 13)
ص: 58
(1109) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أبو يزيد محمّد بن يحيى بن خالد بن يزيد [بن متى المديني الخالدي] المروزي [الميرماهاني](2) بالريّ في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وثلاث مئة، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومئتين، وهو المعروف باسحاق بن راهويه، قال حدّثنا يحيى بن يحيى [بن بكر عبد الرحمان أبو زكريّا النيسابوري]، قال: حدّثنا هشيم(3)، عن مجالد [بن سعيد]، عن الشعبي:
ص: 59
عن مسروق قال: بينا نحن عند عبداللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه، إذ يقول له فتىً شابّ: هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟
قال: إنّك لحَدَث السنّ وإنّ هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة، بعدّة نقباء بني إسرائيل.
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 4)
(1110) 2-(1) حدّثنا أبو عليّ أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبدويه قال: حدّثنا أبو عبداللّه أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي قال: حدّثنا محمّد بن عبدوس الحرّاني قال: حدّثنا عبدالغفّار بن الحكم، قال: حدّثنا منصور بن أبي
ص: 60
الأسود، عن مطرِّف [بن طَريف]، عن الشعبي:
عن عمّه قيس بن عبد قال: كنّا جلوساً في حلقة فيها عبداللّه بن مسعود، فجاء أعرابيّ [ف]قال: أيّكم عبداللّه؟
قال عبداللّه بن مسعود: أنا عبد اللّه.
قال: هل حدّثكم نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كَم يكون بعده من الخلفاء؟
قال: نعم، اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل.
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 5)
(1111) 3-(1) حدّثنا عتّاب بن محمّد بن عتّاب الورامِيني قال: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحمان بن المفضّل ومحمّد بن عبیداللّه سوّار قالا: حدّثنا عبد الغفّار بن الحكم قال: حدّثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف، عن الشعبي.
وحدّثنا عتاب بن محمّد قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد الأنماطي، عن يوسف بن موسى، قال: حدّثني جرير، عن أشعث بن سوّار، عن الشعبي.
وحدّثنا عتّاب بن محمّد قال: حدّثنا الحسين بن محمّد الحرّاني قال: حدّثنا أيّوب بن محمّد الوزّان قال: حدّثنا سعيد بن مسلمة قال: حدّثنا أشعث بن سوّار، عن الشعبي، كلّهم قالوا:
ص: 61
عن عمّه قيس بن عبد، قال عتّاب: وهذا حديث مطرف، قال: كنّا جلوساً في المسجد ومعنا عبداللّه بن مسعود، فجاء أعرابيّ فقال: أفيكم عبداللّه؟
قال: نعم، أنا عبداللّه، فما حاجتك؟
قال: يا عبداللّه، أخبركم نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كم يكون فيكم من خليفة؟
قال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ قدمتُ العراق، نعم، اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل.
قال أبو عروبة في حديثة: قال: نعم، عدّة نقباء بني إسرائيل.
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 6)
(1112) 4-(1) وبالسند المتقدّم عن يوسف بن موسى، عن جرير، عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر، كعدّة نقباء بني إسرائيل».
(أمالي الصدوق: المجلس 51 الحديث 7)
ص: 62
(1113) 1-(1) أبو جعفر الصدوق: قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن عبدة النيسابوري قال: حدّثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق قال: حدّثني عمّي إبراهيم بن محمّد، عن زياد بن علاقة، وعبدالملك بن عُمير:
عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسمعته يقول: «يكون بعدي اثنا عشر أميراً». ثمّ أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الّذي أخفى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قال: قال: «كلّهم من قريش».
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 8)
ص: 63
الموصلي قال: حدّثنا غسّان بن الربيع قال: حدّثنا سليم بن عبداللّه مولى عامر الشعبي، عن عامر [عن جابر بن سمرة](1) أنّه قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يزال أمر اُمّتي ظاهراً حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش».
(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 9)
ص: 66
(1115) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي(2)، عن أبان بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « الأئمّة من بعدي اثنا عشر، أوّلهم أنت يا عليّ، وآخرهم القائم الّذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها».
(أمالي الصدوق: المجلس 23، الحديث 11)
(1116) 2- حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد الأنباري، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن فضّال، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه
ص: 67
محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:
عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قلت لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):
أخبرني بعدد الأئمّة بعدك؟
فقال: «يا عليّ هم اثنا عشر، أوّلهم أنت، وآخرهم القائم».
(أمالي الصدوق: المجلس 91، الحديث 10)
ص: 68
(1117) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أخبرني جبرئيل، عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال: «عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي وديّان ديني، أخرج من صلبه أئمّة يقومون بأمري، ويدعون إلى سبيلي، بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي، وبهم أنزل رحمتي».
(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحدیث 7)
أقول: سيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ.
ص: 69
(1118) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام): «اكتب ما أملي عليك».
فقال: «يا نبيّ اللّه، أتخاف عَلَيّ النسيان»؟
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت اللّه لك أن(2) يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك».
قال:(3) قلت: «ومن شركائي، يا نبيّ اللّه»؟
قال: «الأئمّة من ولدك، بهم تُسقی أُمّتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف اللّه عنهم عنهم البلاء، وبهم ينزل(4) الرحمة من السماء، وهذا أوّلهم». وأومى بيده إلى الحسن بن عليّ (علیه السلام)، ثمّ أومى بيده إلى الحسين (علیه السلام) ثمّ قال: «الأئمّة من ولده».
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «و أومأ إلى الحسن (علیه السلام) وقال: هذا أوّلهم، و أومأ إلى الحسين (علیه السلام) وقال: الأئمّة من ولده».
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 46)
ص: 70
(1119) 2- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا و عليب وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه، أعداؤنا أعداء اللّه، وأولياؤنا أولياء اللّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 8)
سيأتي تمامه مسنداً في باب نصوص الرسول على الأئمّة (علیهم السلام)، وفيه روايات أخرى ترتبط بهذا الباب، فلاحظ هناك.
(1120) 3- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام، من تبعنا نجا، ومن تخلّف عنا فإلى النّار».
(أمالي المفيد: المجلس 25، الحديث 4)
ص: 71
(1121) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحسين الكناني، عن جدّه:
عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ(2)أنزل على نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كتاباً قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمّد، هذا الكتاب(3) وصيّتك إلى النجيب من أهلك.
فقال: ومَن(4) النجيب من أهلي يا جبرئيل؟
فقال: عليّ بن أبي طالب.
وكان على الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) وأمره أن
ص: 72
يفكّ خاتماً منها، ويعمل بما فيه، ففكّ [عليّ](1) (علیه السلام) خاتماً وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن (علیه السلام) ففكّ خاتماً وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى [أخيه](2) الحسين (علیه السلام) ففكّ خاتماً، فوجد فيه أن: «اخرج بقوم(3) إلى الشهادة، فلاشهادة(4) لهم إلّا معك، واشتر نفسك للّه عزّ وجلّ»، ففعل.
ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين (علیه السلام) ففكّ خاتماً فوجد فيه: «اصمت، والزم منزلك، واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين»، ففعل.
ثمّ دفعه إلى محمّد بن عليّ [الباقر](5) (علیهما السلام) ففكّ خاتماً فوجد فيه: «حدّث النّاس وأفتهم، ولا تخافنّ إلا اللّه، فإنّه لا سبيل لأحد عليك»، [ففعل].
ثمّ دفعه إليّ، ففككت خاتماً فوجدت فيه: «حدّث النّاس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك، وصدّق آبائك الصالحين، ولا تخافنّ أحداً إلا اللّه، وأنت(6) في حرز وأمان»، ففعلت، ثمّ أدفعه إلى موسى بن جعفر، وكذلك يدفعه موسى إلى(7) الّذي من بعده، ثمّ كذلك أبداً إلى قيام المهدي (علیه السلام)»(8).
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 47)
ص: 73
(1122) 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أبي، عن الحسين بن عبيداللّه، عن محمّد بن عبداللّه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال:
سمعت أبا جعفر الباقر (علیه السلام) يقول: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا محمّد، إنِّي خلقتك ولم تك شيئاً، ونفخت فيك من روحي كرامةً منّي أكرمتك بها، حتّى أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعاً، فمن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني، وأوجبت ذلك في عليّ وفي نسله من اختصصت منهم لنفسي».
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 5)
(1123) 3- حدّثنا عليّ بن عيسى القمي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني عليّ بن محمّد ماجيلويه قال: حدّثني أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي، ووارثي، ووصيّي، وخليفتي في أهلي و اُمّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي.
يا عليّ، أنا وأنت أبوا هذه الاُمّة.
يا عليّ أنا وأنت والأئمّة من ولدك سادة في الدنيا وملوك في الآخرة، من عرفنا فقد عرف اللّه، ومن أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 6)
(1124) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
ص: 74
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما قبض اللّه نبيّاً حتى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أوصي، فقلت: إلى مَن يا ربّ؟
فقال: «أوص يا محمّد، إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فإنّي قد أثبته في الكتب السالفة، وكتبت فيها أنّه وصيّك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي و رسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة، ولك يا محمّد بالنبوّة، ولعليّ بالولاية».
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 14)
(1125) 5-(1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى الفحّام قال: حدّثني أبو العبّاس أحمد بن عبداللّه بن عليّ الرآس(2) قال: حدّثنا أبو عبد اللّه عبد الرحمان بن عبد اللّه العمري قال: حدّثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة قال: حدّثني أخي محمّد بن المغيرة، عن محمّد بن سنان:
عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: قال أبي لجابر بن عبداللّه: «لي إليك حاجة، أريد أخلو بك فيها». فلمّا خلا به في بعض الأيّام، قال له: «أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أُمّي فاطمة (علیها السلام)».
ص: 75
قال جابر: أشهد باللّه لقد دخلتُ على فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأهنّئها بولدها الحسين (علیه السلام)، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء، فيه كتاب أنور من الشمس، وأطيب من رائحة المسك الأذفر، فقلت: ما هذا، يا بنت رسول اللّه؟
فقالت: «هذا لوح أهداه اللّه عزّ وجلّ إلى أبي، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي». فسألتها أن تدفعه إلَيّ لأنسخه، ففعلت.
فقال له: «فهل لك أن تعارضني به»؟
قال: نعم.
فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفةٍ من كاغدٍ، فقال له: انظر في صحيفتك حتّى
ص: 76
أقرأها عليك، وكان في صحيفته مكتوب:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
هذا كتاب من اللّه العزيز العليم، أنزله الروح الأمين على محمّد خاتم النبيين، يا محمّد، عظّم اسمائي، واشكر نعمائي، ولاتجحد آلائي، ولاترج سواي، ولا تخش غيري، فإنّه من يرجو سواي ويخشى غيري أعذّبه عذاباً أليماً لا أعذّبه أحداً من العالمين.
يا محمّد، إنّي اصطفيتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك على الأوصياء، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدّة أبيه، والحسين خير أولاد الأوّلين والآخرين، فيه تثبت الإمامة، ومنه تعقب عليّ زين العابدين، ومحمّد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحقّ، وجعفر الصادق في العقل والعمل، تنشب من بعده فتنة صمّاء، فالويل كلّ الويل للمكذّب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى، وعليّ الرضا يقتله عفريت كافر، يدفن بالمدينة الّتي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلق اللّه، ومحمّد الهادي إلى سبيلي الذابّ عن حريمي والقيّم في رعيّته حَسَنُ أغَرّ، يخرج منه ذو الإسمين عليّ [والحسن]، والخلف محمّد، يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظلّه من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين، وهو المهديّ من آل محمّد، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 13)
ص: 77
أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الثالث والرابع.
(1126) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري قال: حدّثنا أبو جعفر ابن السريّ، وأبو نصر بن موسى بن أيّوب الخلّال قالا(2): حدّثنا عليّ بن سعيد قال: حدّثنا ضمرة [بن ربيعة، عن عبد اللّه](3) بن شَوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب:
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة، كتب اللّه له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقال: «يا أيّها النّاس، ألست أولى بالمؤمنين»؟
قالوا: نعم يا رسول اللّه.
قال: «مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه».
فقال له عمر: بخ بخ يا ابن أبي طالبّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(4).
(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 2)
ص: 78
(1127) 2- حدّثنا محمّد بن عليّ(رحمه اللّه) ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (في حديث في فضل أمير المؤمنين(علیه السلام)) قال: «فهو سيّد الأوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصدّيقة الكبرى ابنتي، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي،وهو وهما والأئمّة من بعدهم حجج اللّه على خلقه بعد النبيّين، وهم أبواب العلم في اُمّتي، من تبعهم نجا من النّار، ومن اقتدى بهم هُدي إلى صراطٍ مستقيم، لم يهب اللّه عزّ وجلّ محبّتهم لعبد إلّا أدخله اللّه الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 6، الحديث 5)
يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 79
(1128) 3-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن جابر بن يزيد عن سعيد بن المسيّب:
عن عبدالرحمان بن سمرة قال: قلت: يا رسول اللّه، أرشِدني إلى النجاة فقال: «يا ابن سمرة، إذا اختلفت الأهواء وتفرّقت الاٰراء، فعليك بعليّ بن أبي طالب، فإنّه إمام اُمّتي وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الّذي يُميّز بين الحقّ والباطل، من سأله أجابه، ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحقّ من عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه آمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدی به هداه.
يا ابن سمرة، سلم من سلّم له و والاه، وهلك من ردّ عليه وعاداه.
يا ابن سمرة، إنّ عليّاً منّي، روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، إنّ منه إمامَي اُمّتي وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم اُمّتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».
(أمالي الصدوق: المجلس 7، الحديث 3)
(1129) 4-(2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن
ص: 80
عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان قال: حدّثنا أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي، ويدخل جنّة عدن منزلي، ويُمسك قضيباً غرسه ربّي عزّ وجلّ ثمّ قال له: كُن، فيكون(1)، فليتولّ عليّ
ص: 81
بن أبي طالب، وليأتمّ بالأوصياء من ولده، فإنّهم عترتي، خُلِقوا من طينتي، إلى اللّه أشكو أعداءهم من اُمّتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم اللّه ليقتلنّ بعدي ابني الحسين، لا أنالهم اللّه شفاعتي».
(أمالي الصدوق: المجلس 9، الحديث 11)
(1130) 5- حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس (في حديث):
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي و شفاعتي، وهو مولى كلّ مسلم، وإمام كلّ مؤمن، وقائد كلّ تقيّ، وهو وصيّي وخليفتي على أهلي و اُمّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، و بولايته صارت اُمّتي مرحومة، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة» (إلى أن قال:)
وأمّا الحسن، فإنّه ابني وولدي ومنّي، وقرّة عيني، وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة اللّه على الاُمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي». (إلى أن قال:)
وأمّا الحسين فإنّه منّي، وهو ابني وولدي، وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وغياث المستغيثين، وكَهْف المستجيرين، وحجّة اللّه على خلقه أجمعين، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وباب نجاة الاُمّة، أمره أمري، وطاعته طاعتي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 24، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب «إخبار اللّه نبيّه، وإخبار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اُمّته بما جرى على أهل بيته السلام(علیهم السلام)» من أبواب الحوادث والفتن.
ص: 82
(1131) 6-(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه:
عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم، أنّه جاء إليه رجل، فقال له: يا أبا الحسن،
إنّك تُدعى أمير المؤمنين، فمَن أمّرك عليهم؟
قال(علیه السلام) «اللّه جلّ جلاله أمّرني عليهم».
فجاء الرجل الى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: يا رسول اللّه، أيصدق عليّ فيما يقول:
إنّ اللّه أمّره على خلقه؟
فغضب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «إنّ عليّاً أمير المؤمنين بولاية من اللّه عزّ وجلّ، عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته، إنّ عليّاً خليفة اللّه، وحجّة اللّه، وأنّه لَإمام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة اللّه، و معصيته مقرونة بمعصية اللّه، فمن جهله فقد جهلني، ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبّه فقد سبّني، لأنّه منّي، خُلق من طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي، وأبو ولدي الحسن والحسين».
ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه، أعداؤنا أعداء اللّه، وأولياؤنا أولياء اللّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 8)
(1132) 7-(2) حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن (رحمهما اللّه) قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن جعفر بن محمّد بن
ص: 83
سماعة، عن عبداللّه بن مسكان، عن الحكم بن الصلت، عن أبي جعفر [محمّد بن عليّ](1) الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «خُذوا بحُجْزة هذا الأنزع - يعني عليّاً - فإنّه الصدّيق الأكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحقّ والباطل، مَن أحبّه هداه اللّه، ومَن أبغضه أبغضه اللّه، ومَن تخلّف عنه محقه اللّه، ومنه سبطا اُمّتي الحسن والحسين، وهما ابناي، ومن الحسين أئمّة هداة(2) أعطاهم اللّه علمي وفهمي، فتولّوهم ولا تتّخذوا وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضبٌ من ربّكم، ومن يحلل عليه غضبٌ من ربّه فقد هوى، وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور».
(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 7)
ورواه أيضاً في (المجلس 96، الحديث 8) عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه.
(1133) 8- حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل [عامر بن واثلة]، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد النبيّين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، والأئمّة بعدهما سادات المتّقين وليّنا وليّ اللّه، وعدوّنا عدوّ اللّه، وطاعتنا طاعة اللّه، ومعصيتنا معصية اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 16)
(1134) 9- حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن
ص: 84
عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن محمّد عبداللّه بن زرارة، عن عيسى بن عبداللّه الهاشمي، عن أبیه، عن جدّه، عن عمر بن أبي سلمة، عن اُمّه اُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده سادة أهل الأرض، وقادة الغرّ المحجّلين يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 25)
أقول: يأتي كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في أبواب النصوص الدالة على خصوص إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 85
(1135) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق(رضی اللّه عنه)، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق، جميعاً قالا: حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال: حدّثنا أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني:
عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فلمّا بصر بي قال لي: «مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليّنا حقّاً».
قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه، إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيّاً ثَبَتُّ عليه حتّى ألقى اللّه عزّ وجلّ.
فقال: «هات يا أبا القاسم».
فقلت: إنّي أقول: إنّ اللّه تعالى واحدٌ ليس كمثله شيء، (إلى أن قال:) إنّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، ثمّ الحسن ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ أنت يا مولاي.
فقال عليّ (علیه السلام): «ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للنّاس بالخلف من بعده»؟
قال: فقلت: وكيف ذاك، يا مولاى؟
قال: «لأنّه لا يُرى شخصه، ولا يحلّ ذِكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظُلماً وجَوراً».
ص: 86
قال: فقلت: أقررت. (إلى أن قال:)
فقال عليّ بن محمّد (علیهما السلام): «يا أبا القاسم، هذا واللّه دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده، فاثبُت عليه، ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 24)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الهادي (علیه السلام)، و في كتاب الإيمان والكفر.
ص: 87
(1136) 1- أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور ببادرايا، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، عن أحمد بن محمّد بن عیسی و عبداللّه بن الصلت ومحمّد بن خالد، عن عليّ بن النعمان، عن يزيد بن إسحاق الملّقب ب-«شعر»، عن أبي حمزة قال:
سمعت أبا عبد اللّه (علیه السلام) يقول: «إنّ منّا لمن ينكت في قلبه، وإنّ منّا لمن يؤتى في منامه، وإنّ منّا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطست، وإنّ منّا لمن تأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 63)
(1137) 2- وبالسند المتقدّم عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «منّا من ينكت في قلبه، ومنّا من يقذف في قلبه، ومنّا من يخاطب».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 64)
(1138) 3- وبالسند المتقدّم عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «وإنّ منّا لمن يعاين معاينةً، و إنّ منّا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وإنّ منّا لمن يسمع كما تقع السلسلة في الطست».
قال: قلت: والّذي تعاينون ما هو؟
قال: «خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 65)
ص: 88
(1139) 4-(1) وعن إبراهيم الأحمري قال: حدّثني إبراهيم بن مهزيار وجماعة من رجاله وغيرهم، عن داوود بن فرقد:
عن الحارث [بن المغيرة] النصري قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): الّذي يُسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شيء، مِن أين يعلمه؟
قال: «ينكت في القلب نكتاً، أو ينقر في الأذن نقراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 66)
(1140) 5-(2) وقيل لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إذا سئلت كيف تجيب؟ قال: «إلهام و سماع، وربما كانا جميعاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 67)
ص: 89
(1141) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد البزّاز قال: حدّثني أبو القاسم زكريّا بن يحيى الكتنجي(2) ببغداد في شهر ربیع الأوّل سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، وكان يذكر أنّ سنّه في ذلك الوقت أربع وثمانون سنة، قال: حدّثني أبوهاشم داوود بن القاسم بن إسحاق الجعفري قال:
سمعت الرضا (علیه السلام) يقول: «الأئمّة علماء حلماء صادقون مفهمون محدّثون»(3).
(أمالي الطوسي: المجلس 9 الحديث 18)
ص: 90
(1142) 2- وعن داوود بن القاسم قال: سمعت الرضا (علیه السلام) يقول: «لنا أعين لا تشبه أعين النّاس، وفيها نورٌ ليس للشيطان فيه نصيب».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 19)
(1143) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني العبّاس بن معروف و أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن بن عیسی، عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير:
ص: 91
عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) محدَّثاً، وكان سلمان محدَّثاً».
قال: قلت: فما آية المحدَّث؟
قال: «يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 62)
ص: 92
أقول: ورد في روايات عديدة أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المدينة العلم، أو مدينة الحكمة، وأنّ عليّاً بابها، أذكرها إن شاء اللّه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)، وأذكر هنا رواية واحدة من هذه الروايات.
(1144) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلاني قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة عبداللّه بن زيد الجرمي:
عن ابن عبّاس (في حديث طويل في ارتحال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) قال: ثمّ مدّ يده إلى عليّ فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الّذي كان عليه، ووضع فاه على فيه، وجعل يُناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيّبة (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فانسلّ عليّ (علیه السلام) من تحت ثيابه وقال: «أعظم اللّه أجوركم في نبيّكم، فقد قبضه اللّه إليه». فارتفعت الأصوات بالضجّة والبكاء.
فقيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): ما الّذي ناجاك به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين أدخلك تحت ثيابه؟
فقال: «علّمني ألف باب علم، يفتح لي كلّ باب ألف باب».
(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 6)
ص: 93
(1145) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الحسين بن أحمد بن المغيرة قال: أخبرني أبو محمّد حيدر بن محمّد السمرقندي قال: أخبرني أبوعمر و محمّد بن عمر الكشّي قال: حدّثنا حمدويه بن نصير قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير:
عن ابن المغيرة قال: كنت أنا ويحيى بن عبداللّه بن الحسن عند أبي الحسن (علیه السلام) فقال له يحيى: جعلت فداك، إنّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب؟
فقال: «سبحان اللّه، ضع يدك على رأسي، فواللّه ما بقيت شعرة فيه وفي جسدي إلّا قامت».
ثمّ قال: «لا واللّه، ما هي إلّا وراثة عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي المفيد: المجلس 3، الحديث 5)
(1146) 3-(1) أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد القمّي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن
ص: 94
عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثني هارون بن مسلم، عن عليّ بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام): إذا حدّثتني بحديث فأسنده لي.
فقال: «حدّثني أبي، عن جدّي(1)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل (علیه السلام)، عن اللّه عزّ وجلّ، وكلّ ما أحدّثك بهذا الإسناد».
وقال: «يا جابر، لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها».
(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 10)
(1147) 4-(2) أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا محمّد بن همام الإسكافي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن محمّد بن شريح قال:
سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «إنّ اللّه فرض ولايتنا، وأوجب مودّتنا، واللّه ما نقول بأهوائنا، ولا نعمل باٰرائنا ولا نقول إلّا ما قال ربّنا عزّ و جلّ».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 4)
ص: 95
(1148) 5-(1) أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن الحسن قال:
سمعت جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول - وعنده ناس من أهل الكوفة -: «عجباً للنّاس يقولون: أخذوا علمهم كلّه عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فعملوا به واهتدوا، ويرون أنّا أهل البيت لم نأخذ علمه، ولم نهتد به ونحن أهله وذريّته، في منازلنا أنزل الوحي، ومن عندنا خرج إلى النّاس العلم، أفتراهم علموا واهتدوا وجهلنا وضللنا؟! إنّ هذا محال».
(أمالي المفيد: المجلس 14، الحديث 6)
ص: 96
(1149) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبومنصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني عبداللّه بن حمّاد:
عن عبداللّه بن بكير قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): أخبرني أبو بصير أنّه سمعك تقول: «لولا أنّا نزاد لأنفدنا»؟
قال: «نعم».
قال: قلت: تزدادون شيئاً ليس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
فقال: «لا، إذا كان ذلك كان إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحياً وإلينا حديثاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 14 ، الحديث 70)
(1150) 2-(2) وعن إبراهيم الأحمري قال: حدّثنا جماعة، عن ابن فضّال، عن محمّد بن الربيع، عن عبد اللّه بن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقول: «لولا أنّا نزاد لأنفدنا».
ص: 97
قال: قلت: جعلتُ فداك، تزدادون شيئاً ليس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قال: «أنّه إذا كان ذلك أتى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبر، ثمّ إلى عليّ (علیه السلام)، ثمّ إلى واحد بعد واحد حتّى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 71)
ص: 98
(1151) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبومنصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني أبو جعفر الطالبي قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن خالد التميمي الخراساني، عن عليّ بن أبان:
عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين (علیه السلام) فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي لأحبّك في السرّ كما أحبّك في العلانية.
قال: فنكت أمير المؤمنين (علیه السلام) الأرض بعود كان في يده ساعة، ثمّ رفع رأسه فقال: «كذبت واللّه، ما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء».
قال الأصبغ: فعجبت من ذلك عجباً شديداً، فلم أبرح حتّى أتاه رجل آخر فقال: واللّه يا أمير المؤمنين، إنّي لأحبّك في السرّ كما أحبّك في العلانية.
قال: فنكت بعوده ذلك في الأرض طويلاً ثمّ رفع رأسه فقال: «صدقت، إنّ طينتنا طينة مرحومة، أخذ اللّه ميثاقها أخذ الميثاق، فلايشذّ منها شاذّ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة، أمّا أنّه فاتّخذ للفاقة جلباباً(2)، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «الفاقة إلى محبّك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 72)
ص: 99
(1152) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد أحمد السناني رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال: حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني:
عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا جلس عليّ (علیه السلام) في الخلافة وبايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، لابساً بردة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متنعّلاً نعل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متقلّداً سيف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فصعد المنبر فجلس عليه متمكّناً، ثمّ شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال: «يا معشر الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، هذا ما زقّني(2) رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) زقّاً زقّاً، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين، أما واللّه لو ثنيت لي وسادة(3) فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة فتقول:
ص: 100
صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الإنجيل فيقول: صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، و أفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول: صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه، ولولا آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، و هي هذه الآية: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(1).
ثمّ قال (علیه السلام): «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لو سألتموني عن أيّة آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت، مكّيها ومدنيّها، وسفريها و حضريها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها إلّا
ص: 101
أخبرتكم».
(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(1153) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثني أبي قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن معبد(2):
عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) بمنىً عن خمس مئة حرف من الكلام. قال: فأقبلت أقول: يقولون كذا. قال: فيقول: يقال لهم كذا.
فقلت: هذا الحلال والحرام والقرآن أعلم أنّك صاحبه وأعلم النّاس به في هذا الكلام.
قال: قال لي: «وتشكّ يا هشام! يحتجّ اللّه تعالى على خلقه بحجّة لا يكون عالماً بكلّ ما يحتاج النّاس إليه».
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 24)
(1154) 3-(3) أخبرنا أبو عبداللّه الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي محمّد هارون بن موسى
ص: 102
التلعكبري قال: حدّثنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم بن قتيبة قال: حدّثنا عليّ بن الحكم قال: حدّثنا سليمان بن جعفر، عن خالد الكيّال عن عبدالعزيز الصائغ قال:
قال أبو عبداللّه (علیه السلام): «أترى أنّ اللّه استرعى راعياً واستخلف خليفة ثمّ يحجب عنهم شيئاً من أمورهم»؟!
(أمالي الطوسي: المجلس 15 الحديث 52)
(1155) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن طاهر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثني أحمد بن الحسين بن سعيد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني ظريف بن ناصح، عن محمّد بن عبداللّه الأصمّ الأعلم:
عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: سمعت أبي (علیه السلام) يقول لجماعة من أصحابه: «واللّه لو أنّ على أفواهكم أوكية لأخبرت كلّ رجل منكم ما لا يستوحش معه إلى شيء، ولكن قد سبقت فيكم الإذاعة، واللّه بالغ أمره».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 38)
(1156) 5- أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه اللّه) قال:
ص: 103
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار،عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أعطيتُ تسعاً لم يعط أحد قبلي سوى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لقد فتحت لي السُبُل، وعلمت المنايا، والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي، و إنّ بولايتي أكمل اللّه لهذه الاُمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي لهم إسلامهم، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا محمّد، أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، وأتممت عليهم النعم، ورضيت إسلامهم»، كلّ ذلك مَنَّ اللّه به عَلَيَّ، فله الحمد».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 ، الحديث 1)
ص: 104
أقول: تقدّم في الباب الثالث ما يتعلّق بهذا الباب(1).
(1157) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا عليّ بن أسباط قال: حدّثنا عليّ بن أبي حمزة:
عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال: «يا أبا بصير، نحن شجرة العلم، ونحن أهل بيت النبيّ، وفي دارنا مهبط جبرئيل، ونحن خُزّان علم اللّه، ونحن معادن وحي اللّه، مَن تبعنا نجا، ومن تخلّف عنّا هلك، حقّاً على اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 50، الحديث 15)
(1158) 2-(3) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم:
ص: 105
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) قال: «أما أنّه ليس عند أحد من النّاس حقّ ولا صواب إلّا شيء أخذوه منّا أهل البيت، ولا أحد من النّاس يقضي بحقّ ولا عدل إلّا ومفتاح ذلك القضاء وبابه و أوّله وسننه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأ من قِبَلهم إذا أخطأوا، والصواب من قِبَل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إذا أصابوا».
(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 6)
ص: 106
(1159) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن ربعي، عن الفضيل:
عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «إنّ للّه علمًا لم يعلمه إلّا هو، وعلمًا أعلمه ملائكته وأنبياءه ورسله، وما أعلمه ملائكته وأنبياءه ورسله فنحن نعلمه».
(أمالي الطوسى: المجلس 8، الحدیث 27)
ص: 107
(1160) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن الحسين بن شقير(2) بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال: حدّثنا علي بن بزرج الخيّاط قال: حدّثنا عمرو بن اليسع، عن شعيب الحدّاد قال:
سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «إنّ حديثنا صعب مستصعب، لايحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان، أو مدينة حصينة».
قال عمرو: فقلت لشعيب: يا أبا الحسن، وأيّ شيء المدينة الحصينة؟
قال: فقال: سألت الصادق (علیه السلام) عنها، فقال لي: «القلب المجتمع».
(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 6)
ص: 108
(1161) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبيداللّه بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق، وكانت عمّتي، قالت: حدثتني صفيّة بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانيّة، وكانت عمّتي، قالت: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبداللّه التغلبي، عن خالها عبداللّه بن منصور، وكان رضيعاً لبعض ولد زيد بن عليّ (علیه السلام):
عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیه السلام) (في حديث طويل)، عن أبيه الحسين بن عليّ (علیهما السلام) أنّه قال لعتبة بن أبي سفيان: «يا عتبة، قد علمت أنّا أهل بيت الكرامة، ومعدن الرسالة، وأعلام الحقّ الّذي أودعه اللّه عزّ وجلّ قلوبنا، وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 30، الحديث 1)
يأتي تمامه في تاريخ الإمام الحسين (علیه السلام).
(1162) 2-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه:
ص: 109
عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) أنّه قال: «نحن سادة في الدنيا وملوك في الآخرة».
(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحدیث 17)
(1163) 3- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا هارون بن حاتم قال: حدّثنا إسماعيل بن توبة ومصعب بن سلّام، عن أبي إسحاق [السبيعي]:
عن ربيعة [بن شيبان أبي الحوراء] السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان (رحمه اللّه) فقلت له: حدّثني بما سمعت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أو رأيته، لأعمل به.
قال: فقال لي: عليك بالقرآن.
فقلت له: قد قرأت القرآن، وإنّما جئتك لتحدّثني بما لم أره ولم أسمعه، اللّهم(1) إنّي أشهدك على حذيفة أنّي أتيته ليحدّثني بما لم أره ولم أسمعه(2) من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنّه قد منعنيه وكتمنيه.
فقال حذيفة: يا هذا، قد أبلغت في الشدّة، ثمّ قال [لي](3): خذها قصيرة من طويلة، و جماعة (4) لكلّ أمرك، إنّ آية الجنّة فى هذه الاُمّة لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه يأكل الطعام(5) ويمشي في الأسواق.
فقلت له: بيّن لي آية الجنّة أتّبعها، وبيّن لي آية النّار فأتّقيها.
فقال لي: والّذي نفسي بيده، إنّ آية الجنّة والهداة إليها إلى يوم القيامة وأئمّة
ص: 110
الحقّ لآل محمّد (علیهم السلام)، وإنّ آية النّار وأئمّة الكفر(1) والدعاة إلى النّار إلى يوم القيامة لغيرهم.
(أمالي المفيد: المجلس 39، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله مع مغايرة ما ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 25)
(1164) 4- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا خالد بن يزيد بن كثير الثقفي قال: حدّثني أبو خالد، عن حنّان بن سدير، عن أبي إسحاق:
عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له: حدّثني بما سمعت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ورأيته يعمل به.
فقال: عليك بالقرآن.
فقلت له: قد قرأت القرآن وإنّما جئتك لتحدّثني بما لم أره ولم أسمعه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، اللّهمّ إنّي أُشهدك على حذيفة أنّي أتيته ليحدّثني، فإنّه قد سمع وكتم.
قال: فقال حذيفة: قد أبلغت في الشدّة، فقال لي: خُذها قصيرة من طويلة و جامعة لكلّ أمرك، إنّ آية الجنّة في هذه الاُمّة لتأكل الطعام وتمشي في الأسواق.
فقلت له: فبيّن لى آية الجنّة فأتبعها، وآية النّار فأتّقيها.
فقال لي: والّذي نفس حذيفة بيده، إنّ آية الجنّة والهداة إلى يوم القيامة لأئمّة آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وإنّ آية النّار والدعاة إليها إلى يوم القيامة لأعدائهم.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 41)
ص: 111
(1165) 5- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي يوم الإثنين لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: حدّثني الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:
عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، بكم يفتح هذا الأمر، وبكم يختم، عليكم بالصبر، فإنّ العاقبة للمتّقين، أنتم حزب اللّه، وأعداؤكم حزب الشيطان، طوبى لمن أطاعكم، وويل لمن عصاكم، أنتم حجّة اللّه على خلقه، والعروة الوثقی، من تمسّك بها اهتدى ومن تركها ضلّ، أسأل اللّه لكم الجنّة، لا يسبقكم أحد إلى طاعة اللّه، فأنتم أولى بها».
(أمالي المفيد: المجلس 12، الحديث 9)
(1166) 6- وعن أبي بكر الجعابي قال: حدّثني عليّ بن إسحاق المخرمي(1) قال: حدّثنا عثمان بن عبداللّه الشاميّ قال: حدّثنا [عبداللّه] ابن لهيعة، عن أبي زرعة الحضرمي، عن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(2): «يا عليّ، إنّ بنا ختم اللّه(3) الدين، كما بنا فتحه، وبنا يؤلّف اللّه بين قلوبكم بعد العداوة والبغضاء».
(أمالى المفيد: المجلس 29، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 25)
(1167) 7- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال:
ص: 112
حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن الحسين البغدادي قال: حدّثنا الحسين بن عمر المقرئ، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:
عن جدّه (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: قلت: يا رسول اللّه، العدل منّا أم من غيرنا؟
فقال: «بل منّا، بنا يفتح(1) اللّه، وبنا يختم، وبنا ألّف اللّه بين القلوب بعد الشرك، وبنا يؤلّف بين القلوب بعد الفتنة».
فقلت: «الحمد للّه على ما وهب لنا من فضله».
(أمالي المفيد: المجلس 34، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 5)
تقدّم تمامه في الباب 3 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان من أبواب الحوادث والفتن.
(1168) 8- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عمر بن عيسى بن عثمان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا خالد بن عامر بن عبّاس:
عن محمّد بن سويد الأشعري قال: دخلت أنا وفطر بن خليفة على جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، فقرّب إلينا تمراً فأكلنا وجعل يناول فطراً منه، ثمّ قال له: «كيف الحدیث الّذي حدّثتني عن أبي الطفيل (رحمه اللّه) في الأبدال»؟
فقال فطر: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «الأبدال(2) من أهل الشام والنجباء من أهل الكوفة، يجمعهم اللّه لشرّ يوم لعدوّنا»(3).
ص: 113
فقال جعفر الصادق(علیه السلام): «رحمكم اللّه، بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم، رحم اللّه من حبّبنا إلى النّاس ولم يكرّهنا إليهم».
(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 4)
(1169) 9-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبد اللّه قال: حدّثنا سعدان بن سعيد قال: حدّثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي(2) القاضي قال:
سمعت جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم، والّذي يحلف به ليتنصرن اللّه بكم كما انتصر بالحجارة».
(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 18)
ص: 114
(1170) 10-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سليمان أبوالفضل قال: حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل:
قال: سمعت جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «نحن خيرة اللّه من خلقه، وشيعتنا خيرة اللّه من اُمّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 22)
(1171) 11-(2) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا نصير بن زياد، عن جابر:
عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «إنّا وُلد فاطمة مغفور لنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 8)
ص: 115
(1172) 12-(1) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن [أبي القاسم] عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي المغرا [حميد بن المثنّى العجلي]، عن أبي بصير، عن خيثمة [بن عبدالرحمان الجعفي الكوفي] قال:
سمعت الباقر (علیه السلام) يقول: «نحن جنب اللّه، ونحن صفوة اللّه، ونحن خيرة اللّه، و نحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن أمناء اللّه عزّ وجلّ، ونحن حجج اللّه، ونحن حبل اللّه، ونحن رحمة اللّه على خلقه، ونحن الّذين بنا يفتح اللّه وبنا يختم، ونحن أئمّة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن العلم المرفوع لأهل الدنيا، ونحن السابقون، ونحن الآخرون، مَن تمسّك بنا لحق، ومَن تخلّف عنّا غرق، ونحن قادة الغرّ المحجّلين، ونحن حرم اللّه، ونحن الطريق، والصراط المستقيم إلى اللّه عزّ وجلّ، ونحن موضع الرسالة، ونحن أصول الدين، وإلينا تختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنّة، و نحن عرى الإسلام، ونحن الجسور، ونحن القناطر، من مضى علينا سبق ومن تخلّف عنّا محق، ونحن السنام الأعظم، ونحن الّذين بنا تنزل الرحمة، وبنا تسقون الغيث، و نحن الّذين بنا يصرف اللّه عزّ وجلّ عنكم العذاب، فمن أبصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا».
(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 4)
ص: 116
أقول: سيأتى بعض ما يرتبط بهذا الباب فى أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام).
(1173) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن زياد قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ومحرز بن هشام قالا: حدّثنا مطلب بن زیاد:
عن ليث بن أبي سليم قال: أتى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) كلّهم يقول: «أنا أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». فأخذ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة ممّا يلى بطنه، وعليّاً ممّا يلي ظهره، والحسن عن يمينه، والحسين عن يساره ثمّ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنتم منّي وأنا منكم».
(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 2)
(1174) 2-(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلّى بن محمّد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن عبد اللّه بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ عليّاً وصيّي وخليفتي، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ولداي، مَن والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن ناوأهم فقد ناوأني(2)، ومن جفاهم فقد جفاني،
ص: 117
ومَن برّهم فقد برّني، وصل اللّه من وصلهم، وقطع من قطعهم، ونصر من [نصرهم، وأعان من](1) من أعانهم، وخذل من خذلهم، اللّهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت، فعليّ وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الصدوق: المجلس 13، الحديث 10)
ورواه أيضاً الصدوق، عن أبيه، عن الحسين بن محمّد بن عامر مثله.
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 6)
(1175) 3-(2) حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي قال: قرأت على أحمد بن محمّد بن سليمان بن الحارث قلت: حدّثكم محمّد بن عليّ بن خلف العطّار قال: حدّثنا حسين [بن الحسن الفزاري الكوفي] الأشقر قال: حدّثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير:
ص: 118
عن ابن عبّاس قال: سألت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن الكلمات الّتي تلقّى آدم من ربِّه فتاب عليه؟
قال: «سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ، فتاب
عليه».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 2)
(1176) 4-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبي الحسن عليّ بن الحسين البرقي، عن عبداللّه بن جبلة، عن معاوية بن عمّار، عن الحسن بن عبد اللّه، عن أبيه:
عن جدّه الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام)، عن جدّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في احتجاجه مع اليهود) قال: قال اليهودي: فأخبرني عن السادسة: عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة أمر اللّه بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده؟
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فأنشدتك بك اللّه إن أنا أخبرتك تقرّ لي».
قال اليهودي: نعم يا محمّد.
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أوّل ما في التوراة مكتوب: محمّد رسول اللّه، وهي بالعبرانيّة طاب». ثمّ تلا رسول اللّه هذه الآية: (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ)(2) و (مُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)(3)، وفي السطر الثاني: اسم وصيّي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، والثالث والرابع: سبطي الحسن و الحسين، وفي الخامس: اُمّهما فاطمة سيّدة نساء العالمين، وفي التوراة اسم وصيّي «اليا»
ص: 119
واسم سبطيّ «شبر وشبير» وهما نورا فاطمة (علیها السلام)».
فقال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن فضلكم أهل البيت؟
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لي فضل على النبيّين، فما من نبيّ إلّا دعا على قومه بدعوة و أنا أخّرت دعوتي لأمّتي لأشفع لهم يوم القيامة، وأمّا فضل أهل بيتي وذرّيتي على غيرهم كفضل الماء على كلّ شيء، وبه حياة كلّ شيء، وحبّ أهل بيتي وذرّيتي استكمال الدين». وتلا رسول اللّه هذه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) إلى آخر الآية(1).
(أمالي الصدوق: المجلس 35، الحديث 1)
تقدّم تمام الخبر في كتاب الاحتجاج.
(1177) 5-(2) حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال: حدّثنا محمّد بن منصور بن أبي الجهم وأبويزيد القرشي قالا: حدّثنا نصر بن عليّ الجهضمي قال: حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه:
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد الحسن و الحسين (علیهما السلام) فقال: من أحبّ هذين وأباهما وأمّهما، كان معي في درجتي يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 40، الحديث 11)
ص: 120
(1178) 6-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد أحمد السناني وعبداللّه بن محمّد الصائغ رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا أبو محمّد بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثني عليّ بن محمّد قال: حدّثنا الفضل بن العبّاس قال: حدّثنا عبد القدّوس الورّاق قال: حدّثنا محمّد بن كثير عن الأعمش.
وحدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد ابن باطويه قال: حدّثنا محمّد بن كثير عن الأعمش.
ص: 121
وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي فيما كتب إلينا من أصبهان، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ستّ وثمانين ومئتين، قال: حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش.
وحدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني أبوسعيد
ص: 122
الحسن بن عليّ العدوي قال: حدّثنا عليّ بن عيسى الكوفي قال: حدّثنا جرير بن عبدالحميد، عن الأعمش. وزاد بعضهم على بعض في اللفظ، وقال بعضهم ما لم يقل بعض، وسياق الحديث لمندل بن عليّ العنزي:
عن الأعمش قال: بعث إليّ أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل أن أجب. قال: فبقيت متفكّراً فيها بيني وبين نفسي، وقلت: ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلّا ليسألني عن فضائل عليّ (علیه السلام) ولعَلّي أخبرته قتلني.
قال: فكتبت وصيّتي، و لبست كفني، ودخلتُ عليه، و فقال: ادن، فدنوت وعنده عمرو بن عبيد، فلمّا رأيته طابت نفسي شيئاً، ثمّ قال: ادنُ. فدنوت حتّى
كادت تمسّ رُكبتي رُكبته.
قال: فوجد منّي رائحة الحنوط، فقال: واللّه لتصدقني أو لأصلبنّك.
قلت: ما حاجتك يا أمير المؤمنين؟
قال: ما شأنك متحنّطاً؟
قلت: أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب، فقلت: عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلَيّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل عليّ (علیه السلام)، فلعَلِّي إن أخبرته قتلني، فكتبت وصيّتي، ولبست كفني.
قال: وكان متّكئاً، فاستوى قاعداً فقال: لاحول ولا قوّة إلّا باللّه، سألتك باللّه يا سليمان، كم حديثاً ترويه في فضائل عليّ؟
قال: فقلت: يسيراً، يا أمير المؤمنين.
قال: كَم؟
قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد.
فقال: يا سليمان، واللّه لأُحدّثنّك بحديث في فضائل عليّ (علیه السلام) تنسى كلّ حديث سمعته.
قال: قلت: حدّثني يا أمير المؤمنين.
قال: نعم، كنت هارباً من بني أميّة، و كنت أتردّد في البلدان، فأتقرّب إلى النّاس بفضائل عليّ، وكانوا يطعموني و يزوّدوني حتّى وردتُ بلاد الشام، وإنّي لفي كساءٍ خَلَق ما عَلَيّ غيره، فسمعت الإقامة وأنا جائع، فدخلتُ المسجد
ص: 123
لأصلّي، وفي نفسي أن أكلّم النّاس في عشاء يُعشّوني، فلمّا سلّم الإمام دخل المسجد صبيّان، فالتفت الإمام إليهما، وقال: مرحباً بكما، ومرحباً بمن اسمكما على اسمهما. فكان إلى جنبي شابّ، فقلت: يا شابّ، ما الصبيان من الشيخ؟
قال: هو جدّهما، وليس بالمدينة أحد يحبّ عليّاً غير هذا الشيخ، فلذلك سمّي أحدهما الحسن، والآخر الحسين.
فقمت فرحاً، فقلت للشيخ: هل لك في حديث أقرّ به عينك؟
قال: إن أقررت عيني أقررت عينك.
قال: فقلت: حدّثني والدي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ جاءت فاطمة (علیها السلام) تبكي، فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يُبكيك، يا فاطمة؟»
قالت: «يا أبه، خرج الحسن والحسين، فما أدري أين باتا؟»
فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا فاطمة، لا تبكي، فاللّه الّذي خلقهما هو ألطف بهما منك». ورفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده إلى السماء، فقال: «اللّهم إن كانا أخذا بَرّاً أو بَحراً فاحفظهما و سلّمهما».
فنزل جبرئيل (علیه السلام) من السماء فقال: «يا محمّد، إنّ اللّه يقرؤك السلام وهو يقول: لا تحزن ولا تغتمّ لهما، فإنّهما فاضلان في الدنيا، فاضلان في الآخرة، و أبوهما أفضل منهما، هما نائمان في حضيرة بني النجّار، وقد وكّل اللّه بهما ملكاً».
قال: فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فرحاً ومعه أصحابه حتّى أتوا حظيرة بني النجّار، فإذا هم بالحسن معانقاً للحسين (علیهما السلام) وإذا الملك الموكّل بها قد افترش أحد جناحيه تحتهما وغطّاهما بالآخر، قال: فمكث النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يُقبّلهما حتّى انتبها، فلمّا استيقظا حمل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الحسن، وحمل جبرئيل الحسين، فخرج من الحظيرة وهو يقول: «واللّه لأشرّفنّكما كما شرّفكم اللّه عزّ وجلّ».
فقال له أبوبكر: ناولني أحد الصبيّين أخفّف عنك.
فقال: «يا أبا بكر، نعم الحاملان، ونعم الراكبان، وأبوهما أفضل منهما».
فخرج حتّى أتى باب المسجد، فقال: «يا بلال، هلمّ عَلَيّ بالنّاس».
فنادى منادي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المدينة، فاجتمع النّاس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المسجد، فقام على قدميه فقال: «يا معشر النّاس، ألا أدلّكم على خير النّاس جدّاً
ص: 124
وجدّة»؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: «الحسن والحسين، فإنّ جدّهما محمّد، وجدّتهما خديجة بنت خويلد، يا معشر النّاس، ألا أدلّكم على خير النّاس أباً وأمّاً»؟
فقالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: «الحسن والحسين، فإنّ أباهما عليّ، يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه و رسوله، وأمّهما فاطمة بنت رسول اللّه، يا معشر النّاس، ألا أدلّكم على خير الناس عمّا وعمّة»؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: «الحسن والحسين، فإنّ عمّهما جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنّة الملائكة، وعمّتهما أمّ هانى بنت أبي طالب، يا معشر النّاس ألا أدلّكم على خير النّاس خالاً وخالةً»؟
قالوا: بلى يا رسول اللّه.
قال: «الحسن والحسين، فإنّ خالهما القاسم بن رسول اللّه، وخالتهما زينب بنت رسول اللّه». ثمّ قال(1) بيده: «هكذا، يحشرنا اللّه».
ثمّ قال: «اللّهم إنّك تعلم أنّ الحسن في الجنّة، والحسين في الجنّة، وجدّهما في الجنّة، وجدّتهما في الجنّة، وأباهما في الجنّة، وأمّهما في الجنّة، وعمّهما في الجنّة، و عمّتهما في الجنّة، وخالهما في الجنّة، وخالتهما في الجنّة، اللّهم إنّك تعلم أنّ مَن يحبّهما في الجنّة، ومن يبغضهما في النّار».
قال: فلمّا قلت ذلك للشيخ، قال: مَن أنت يا فتى؟
قلت: مِن أهل الكوفة.
قال: أعَرَبيّ أنت، أم مولى؟
قال: قلت: بل عربيّ.
قال: فأنت تحدّث بهذا الحديث و أنت في هذا الكساء؟! فكساني خلعته،
ص: 125
وحملني على بغلته - فبعتهما بمئة دينار - فقال: يا شابّ، أقررت عيني، فواللّه لأقرّنّ عينك، ولأرشدنّك إلى شابّ يقرّعينك اليوم.
قال: فقلت: أرشدني.
قال: لي أخوان، أحدهما إمام والآخر مؤذّن، أمّا الإمام فإنّه يحبّ عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه، وأمّا المؤذّن فإنّه يبغض عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه.
قال: قلت: أرشدني.
فأخذ بيدي حتّى أتى باب الإمام، فإذا برجل قد خرج إليّ، فقال: أمّا البغلة والكسوة فأعرفهما، واللّه ما كان فلان يحملك ويكسوك إلّا أنّك تحبّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فحدّثني بحديث في فضائل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
قال: فقلت: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ جاءت فاطمة (علیها السلام) تبكي بكاءاً شديداً، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يُبكيك يا فاطمة»؟
قالت: «يا أبه، عيّرتني نساء قريش وقلن: إنّ أباك زوّجك من مُعدِم لامال له»!
فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تبكي، فواللّه ما زوّجتك حتّى زوّجك اللّه من فوق عرشه، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل، وإنّ اللّه عزّ وجلّ اطّلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع الثانية فاختار من الخلائق عليّاً فزوّجك إيَّاه، واتّخذه وصيّاً، فعليّ أشجع النّاس قلباً، وأحلم النّاس حلمًا، وأسمح النّاس كفّاً، وأقدم النّاس سلمًا، وأعلم النّاس علمًا، والحسن والحسين ابناه، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، واسمهما في التوراة شبّر وشبير لكرامتهما على اللّه عزّ وجلّ.
يا فاطمة لاتبكينّ، فواللّه أنّه إذا كان يوم القيامة يُكسى أبوك حُلّتين، وعليّ حُلّتين، ولواء الحمد بيدي، فأناوله عليّاً لكرامته على اللّه عزّ وجلّ.
يا فاطمة لاتبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي، وإذا شفّعني اللّه عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي.
يا فاطمة، لاتبكينّ إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ في أهوال ذلك اليوم: «يا محمّد، نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرحمان، ونعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب».
ص: 126
يا فاطمة، عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».
فلمّا قلت ذلك، قال: يا بُنيّ، ممّن أنت؟
قلت: من أهل الكوفة.
قال: أعربيّ أنت، أم مولى؟
قلت: بل عربيّ.
قال: فكساني ثلاثين ثوباً، وأعطاني عشرة آلاف درهم، ثمّ قال: يا شابّ، قد أقررت عيني، ولي إليك حاجة.
قلت: قضيت إن شاء اللّه.
قال: فإذا كان غداً فأتِ مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعليّ (علیه السلام).
قال: فطالت عَلَيّ تلك الليلة، فلمّا أصبحت أتيت المسجد الّذي وصف لي، فقمت في الصفّ، فإذا إلى جانبي شابّ متعمّم، فذهب ليركع، فسقطت عمامته، فنظرت في وجهه، فإذا رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزیر، فواللّه ما علمتُ ما تكلّمت به في صلاتي حتّى سلّم الإمام، فقلت: يا ويحك، ما الّذي أرى بك؟ فبكى وقال لي: انظر إلى هذه الدار. فنظرتُ، فقال لي: ادخُل، فدخلتُ، فقال لي: كنتُ مؤذّناً لاٰل فلان، كلّما أصبحت لعنتُ عليّاً ألف مرّة بين الأذان والإقامة، وكلّما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرّة، فخرجتُ من منزلي فأتيت داري، فاتّكأت على هذا الدكّان الّذي ترى، فرأيت في منامي كأنّي بالجنّة وفيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليّ (علیه السلام) فرحين، ورأيت كأنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن يمينه الحسن، وعن يساره الحسين، ومعه كأس، فقال: «يا حسن، اسقني». فسقاه، ثمّ قال: «أسق الجماعة». فشربوا، ثمّ رأيته كأنّه قال: «أسق المتّكئ على هذا الدكّان». فقال له الحسن (علیه السلام): «يا جدّ، أتأمرني أن أسقي هذا، وهو يلعن والدي في كلّ يوم ألف مرّة بين الأذان والإقامة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة بين الأذان والإقامة؟!
فأتاني النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لي: «ما لك - عليك لعنة اللّه - تلعن عليّاً وعليّ منّي، وتشتم عليّاً وعليّ منّي». فرأيته كأنّه تفل في وجهي، وضربني برجله وقال: «قُم غيّر اللّه ما بك من نعمة». فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير، ووجهي
ص: 127
وجه خنزير.
ثمّ قال لي أبو جعفر أمير المؤمنين: أهذان الحديثان في يدك؟
فقلت: لا.
فقال: يا سليمان، حبّ عليّ إيمان، وبغضه نفاق، واللّه لا يحبّه إلّا مؤمن و لا يبغضه إلّا منافق.
قال: قلت: الأمان يا أمير المؤمنين.
قال: لك الأمان.
قلت(1): فما تقول في قاتل الحسين (علیه السلام)؟
قال: إلى النّار وفى النّار.
قلت: وكذلك مَن يقتل ولد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى النّار وفي النّار.
قال: الملك عقيم يا سليمان، أخرُج فحدّث بما سمعت.
(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 2)
(1179) 7-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: أخبرنا محمّد بن إدريس قال: حدّثنا الحسن بن عطيّة قال: حدّثنا رجل يقال [له] إسرائيل(3)، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال، عن زرّ بن حبيش:
عن حذيفة قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما رأيت الشخص الّذي اعترض لي»؟ قلت: بلى يا رسول اللّه.
ص: 128
قال: «ذاك ملك لم يهبط قطّ إلى الأرض قبل الساعة، استأذن اللّه عزّ وجلّ في السلام عَلى عليّ(1)، فأذن له فسلّم عليه، وبشّرني أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة».
(أمالى المفيد: المجلس 3، الحديث 4)
(1180) 8-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابيّ قال: حدّثنا عمرو بن سعيد السجستاني قال: حدّثنا محمّد بن يزيد الفريابي قال: حدّثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش:
ص: 129
عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أتاني ملك لم يهبط إلى الأرض قبل وقته، فعرّفني أنّه استأذن اللّه عزّ وجلّ في السلام عَلَيّ، فأذن له، فسلّم عَلَيّ وبشّرني أنّ ابنتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وأنّ الحسن و الحسين (علیهما السلام) سيّدا شباب أهل الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 36)
(1181) 9-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري قال: حدّثنا عليّ بن بن الصباح قال: حدّثنا إبراهيم بن عبداللّه ابن أخي عبدالرزّاق قال: حدّثني عمّي عبد الرزّاق بن همّام بن نافع قال: أخبرني أبي همّام بن نافع قال:
ص: 130
أخبرني مينا مولى عبد الرحمان بن عوف الزهري قال: قال لي عبد الرحمان: يا مينا، ألا أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قلت: بلی.
قال: سمعته يقول: «أنا شجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، و الحسن والحسين ثمرتها، ومحبّوهم من اُمّتي ورقها».
(أمالي المفيد: المجلس 28، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «والحسن والحسين ثمرها». (أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 21)
(1182) 10-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن سعيد بن محمّد بن شرحبيل أبو بكر الترخُمي بحمص، وعبد الرزّاق بن
ص: 131
سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح، واللفظ له، قالا: حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ الأزدي المعاني بمعان(1)، قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرني أبي، عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمان بن عوف قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرها».
وزاد عبد الرزّاق: «وشيعتنا ورقها، الشجرة أصلها في جنّة عدن، والفرع والورق والثمر في الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 10)
(1183) 11- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا صهيب بن عبّاد بن صهيب قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، وأغصان الشجرة ذاهبة على ساقها، فأيّ رجل تعلّق بغصن من
ص: 132
أغصانها أدخله اللّه الجنّة برحمته».
قیل: یا رسول اللّه، قد عرفنا الشجرة وفرعها، فمن أغصانها؟
قال: «عترتي، فما من عبد أحبّنا أهل البيت، وعمل بأعمالنا، وحاسب نفسه قبل أن يُحاسب، إلّا أدخله اللّه عزّ وجلّ الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 12)
(1184) 12-(1) أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الواسطي قال: حدّثنا عبد اللّه بن زيدان البجلي بالكوفة قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا يحيى بن بشّار مولى لكندة، عن محمّد بن إسماعيل الهمداني، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ (علیه السلام)، وعن الحارث، عن عليّ (علیه السلام):
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «مثلي مثل شجرة، أنا أصلها وعليّ فرعها والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فأبى أن يخرج من الطيّب إلّا الطيّب».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 71)
ص: 133
(1185) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد الخطيب المدائني قال: حدّثنا عثمان بن عبداللّه بن عمرو بن عثمان قال: حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الزبير قال:
سمعت جابر بن عبداللّه يقول: بينا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعَرَفات وعليّ (علیه السلام) تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) فقال: «ادن منّي يا عليّ». فدنا منه، فقال: «ضع خمسك - يعني كفّك - في كفّي». فأخذ بكفّه فقال: «يا عليّ، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلّق بغصن من أغصانها أدخله اللّه الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 11)
(1186) 14- حدّثنا محمّد بن محمّد (رحمه اللّه) قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن النعمان:
عن بشير الدهّان قال: قلت لأبي جعفر (علیه السلام): جُعلت فداك، أيّ الفصوص أفضل أُركبه على خاتمى؟ فقال: «يا بشير، أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض؟ فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة: فأمّا الأحمر فمطلّ على دار
ص: 134
رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأمّا الأصفر فمطلّ على دار فاطمة (علیها السلام)، وأمّا الأبيض فمطلّ على دار أمير المؤمنين (علیه السلام)، والدّور كلّها واحدة، يخرج منها ثلاثة أنهار، من تحت كلّ جبل نهر أشدّ برداً من الثلج، وأحلى من العسل، وأشدّ بياضاً من اللبن، لا يشرب منها إلّا محمّد وآله (علیهم السلام) وشيعتهم، ومصبّها كلّها واحد ومخرجها من الكوثر، وإنّ هذه الجبال تسبّح اللّه وتُقدّسه وتمجّده، وتستغفر لمحبّي آل محمّد (علیهم السلام)، فمن تختّم بشيءٍ منها من شيعة آل محمّد (علیهم السلام) لم ير إلّا الخير، والحُسنى، والسَعَة في رزقه، والسلامة من جميع أنواع البلاء، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كلّ ما يخافه الإنسان ويحذره».
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 10)
(1187) 15-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا هوذة بن خليفة [بن عبداللّه أبو أشهب الثقفي] قال: حدّثنا عوف [الأعرابي]، عن عطيّة الطفاوي عن أبيه: عن اُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت: بينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بيتي إذ قالت الخادم: يا رسول اللّه، إنّ عليّاً وفاطمة (علیهما السلام) فى السدّة.
ص: 135
فقال: «قومي فتنحّي عن أهل بيتي».
قالت: فقمت فتنحّيت فى البيت قريباً، فدخل عليّ وفاطمة والحسن و الحسين (علیهم السلام) وهما صبيّان صغيران، فوضعهما النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجره وقبّلهما، و اعتنق عليّاً بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى، وقبّل فاطمة (علیها السلام) وقال: «اللّهم إليك أنا وأهل بيتى لا إلى النّار».
فقلت: يا رسول اللّه، وأنا معكم؟
فقال: «وأنتِ».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 34)
(1188) 16-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحيى العبسي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الضراري قال: حدّثني عبدالسلام بن صالح الهروي قال: حدّثنا الحسين بن
ص: 136
الحسن الأشقر قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي الأسدى:
عن أبي أيّوب الأنصاري قال: مرض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مرضة، فأتته فاطمة (علیها السلام) تعوده، فلمّا رأت ما برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من المرض والجهد استعبرت و بكت حتّى سالت دموعها على خدّيها، فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا فاطمة، إنّي لكرامة اللّه إيّاك زوّجتك أقدمهم سِلمًا، وأكثرهم علمًا، وأعظمهم حلمًا، إنّ اللّه تعالى اطّلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني فبعثني نبيّاً، واطّلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيّاً».
فسرّت فاطمة (علیها السلام) فاستبشرت، فأراد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يزيدها مزيد الخير، فقال: «يا فاطمة، إنّا أهل بيت أعطينا سبعاً لم يعطها أحد قبلنا ولا يعطاها أحد
ص: 137
بعدنا: نبيّنا أفضل الأنبياء وهو أبوك، ووصيّنا أفضل الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا أفضل الشهداء وهو عمّك، ومنّا مَن جعل اللّه له جناحين يطير بهما مع الملائكة، وهو ابن عمّك، ومنّا سبطا هذه الاُمّة وهما ابناك، والّذي نفسي بيده لابّد لهذه الاُمّة من مهديّ، وهو واللّه من ولدك».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 8)
(1189) 17- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا الحسين بن بشر الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن سليمان قال: حدّثنا حنّان بن سدير الصيرفي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين (علیهم السلام): «كان النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالساً في مسجده، فجاء عليّ (علیه السلام) فسلّم وجلس، ثمّ جاء الحسن بن عليّ (علیه السلام) فأخذه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأجلسه في حجره وضمّه إليه وقبّله، ثمّ قال له: اذهب فاجلس مع أبيك. ثمّ جاء الحسين (علیه السلام) ففعل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مثل ذلك وقال له: اجلس مع أبيك. إذ دخل رجل المسجد فسلّم على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خاصّة، وأعرض عن عليّ والحسن والحسين (علیهم السلام)، فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ما منعك أن تسلّم على عليّ وولديه؟ فوالّذي بعثني بالهدى و دين الحقّ، لقد رأيت الرحمة تنزل عليه وعلى ولديه».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 41)
(1190) 18- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أبو الفضل بن يوسف الجعفي قال: حدّثنا محمّد عكاشة قال: حدّثنا أبو المغرا حميد بن المثنى، عن يحيى بن طلحة النهدي، عن أيّوب بن الحرّ، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث:
عن عليّ صلوات اللّه عليه قال: إنّ فاطمة شكت إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «ألا ترضين أنّي زوّجتك أقدم اُمّتي سلمًا، وأحلمهم حلمًا، وأكثرهم علمًا، أما ترضين
ص: 138
أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة، إلّا ما جعل اللّه لمريم بنت عمران(1)، وأنّ ابنيك سيّدا شباب أهل الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 29)
أخبرنا،جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثني أسد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفري، عن محمّد بن عكاشة مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 8)
(1191) 19-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا عبّاد بن ثابث قال: حدّثنا عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق الشيباني.
ص: 139
قال: وحدّثني يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، وعبّاد بن الربيع، وعبداللّه بن
أبي غنية، عن أبي إسحاق الشيباني:
عن جميع بن عمير قال: دخلت مع اُمّى على عائشة، فذكرت لها عليّا (علیه السلام) فقالت: ما رأيت رجلاً كان أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه، وما رأيت امرأة كانت أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من امرأته.
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 32)
(1192) 20-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبّي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى قال: حدّثنا جعفر الأحمر، عن [أبي إسحاق] الشيباني:
عن جميع بن عمير قال: قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع: أرأيت مسيرك إلى عليّ (علیه السلام) ما كان؟
قالت: دعينا منك، أنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من عليّ (علیه السلام)، ولا من النساء أحبّ إليه من فاطمة (علیها السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 3)
ص: 140
(1193) 21-(1) وعن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب قال: حدّثنا ناصح، عن زكريّا:
عن أنس قال: اتّكأ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على عليّ (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك، وتكون ولیّي ووصيّي ووارثي؟ تدخل رابع أربعة الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذريّتنا خلف ظهورنا، ومن تبعنا من أمّتنا عن أيمانهم وشمائلهم»؟
قال: «بلی، یا رسول اللّه».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 6)
ص: 141
(1194) 22-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد قال: حدّثنا صبّاح، عن السدّي، عن صبيح [مولى اُمّ سلمة]:
ص: 142
ص: 143
عن زيد بن أرقم قال: خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فإذا عليّ وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) فقال: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 20)
(1195) 23- قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل ببغداد، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثنا عبداللّه بن حمّاد الأنصاري، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة قال:
سمعت الأشعث بن قيس الكندي وجويبراً الجبلي قالا لعليّ: يا أميرالمؤمنين، حدّثنا في خلواتك أنت وفاطمة.
قال: «نعم، بينا أنا وفاطمة في كساء، إذ أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نصف الليل وكان يأتيها بالتمر واللبن ليعينها على الغلامين، فدخل فوضع رجلاً بحيالي ورجلاً
ص: 144
بحيالها، ثمّ إنّ فاطمة بكت، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ما يبكيك يا بنيّة محمّد؟
فقالت: حالنا كما ترى في كساء نصفه تحتنا و نصفه فوقنا.
فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا فاطمة، أما تعلمين أنّ اللّه تعالى اطّلع اطّلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها أباك فاتّخذه صفيّاً وابتعثه برسالته، وائتمنه على وحيه.
يا فاطمة، أما تعلمين أنّ اللّه اطّلع اطّلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها بعلك وأمرني أن أزوّجكه وأن اتّخذه وصيّاً.
يا فاطمة، أما تعلمين أنّ العرش شاك ربِّه أن يزيّنه بزينة لم يزيّن بها بشراً من خلقه، فزيّنه بالحسن والحسين، بركنين من أركان الجنّة».
وروي «ركن من أركان العرش».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 58)
(1196) 24- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم قال: حدّثني أبي، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن زيد بن عليّ، عن آبائه:
عن عليّ صلوات اللّه عليهم قال: «أتى رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، أيّ الخلق أحبّ إليك؟
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا إلى جنبه: هذا وابناه وأمّهما، هم منّي وأنا منهم، وهم معي في الجنّة هكذا. - وجمع بين إصبعيه-).
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 13)
(1197) 25- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن زيد بن عليّ قال: سألت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (علیهما السلام) عن سنّ جدّنا عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، فقال: أخبرني أبي:
عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال: «كنت أمشي خلف عمّي الحسن وأبي الحسين (علیهما السلام) في بعض طرقات المدينة في العام الّذي قبض فيه عمّي الحسن (علیه السلام) وأنا
ص: 145
يومئذ غلام لم أراهق أو كدت(1) فلقيهما جابر بن عبد اللّه وأنس بن مالك الأنصاريّان في جماعة من قريش والأنصار، فما تمالك جابر بن عبداللّه حتّى أكبّ على أيديهما وأرجلهما يقبّلهما، فقال رجل من قريش - كان نسيباً(2) لمروان-: أتصنع هذا يا أبا عبداللّه، وأنت في سنّك هذا، وموضعك من صحبة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟! وكان جابر قد شهد بدراً، فقال له: إليك عنّي، فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبّلت ما تحت أقدامهما من التراب.
ثمّ أقبل جابر على أنس بن مالك، فقال: يا أبا حمزة، أخبرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيهما بأمر ما ظننته أنّه يكون في بشر».
قال له أنس: وبماذا أخبرك، يا أبا عبداللّه؟
قال عليّ بن الحسين (علیهما السلام): «فانطلق الحسن والحسين (علیهما السلام)، ووقفت أنا أسمع محاورة القوم، فأنشأ جابر يحدّث، قال: بينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم في المسجد وقد خفّ من حوله، إذ قال لي: «يا جابر، ادع لي حسناً وحسيناً». وكان (صلی اللّه علیه و آله و سلم) شديد الكلف بهما، فانطلقت فدعوتهما، وأقبلت أحمل هذا مرّة وهذا أخرى حتّى جئته بهما، فقال لي وأنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من محبّتي لهما وتكريمي إيَّاهما: «أتحبّهما يا جابر»؟
فقلت: وما يمنعني من ذلك، فداك أبي واُمّي و أنا أعرف مكانهما منك.
قال: «ألا أخبرك عن فضلها»؟
قلت: بلى بأبي أنت واُمّي.
قال: «إنّ اللّه تعالى لمّا أحبّ أن يخلقني، خلقني نطفة بيضاء طيّبة، فأودعها صُلب أبي آدم (علیه السلام)، فلم يزل ينقلها من صُلب طاهر إلى رَحِم طاهر إلى نوح وإبراهيم (علیهما السلام)، ثمّ كذلك
ص: 146
إلى عبد المطلب، فلم يصبني من دَنَس الجاهليّة، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين إلى عبداللّه وأبي طالب، فولدني أبي فختم اللّه بي النبوّة، وولد عليّ فختم به الوصيّة، ثمّ اجتمعت النُطفتان مِنّي ومن عليّ، فولدنا الجهر والجهير(1) الحسنين، فختم اللّه بهما أسباط النبوّة، وجعل ذريّتي منهما، والّذي يفتح مدينة - أو قال: مدائن - الكفر، فمن ذريّة هذا -وأشار إلى الحسين (علیه السلام) - رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فهما طاهران مطهّران، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، طوبى لمن أحبّهما وأباهما وأمّهما، وويل لمن حاربهم وأبغضهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 2)
(1198) 26-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبوزيد محمّد بن أحمد بن سلام الأسدي بمراغة قال: حدّثنا السري بن خزيمة بالري، قال: حدّثنا يزيد بن هاشم العبدي، عن مسمع بن عبدالملك، عن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جدّته اُمّ نجيد امرأة عمران بن حصين:
عن ميمونة واُمّ سلمة زوجي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قالتا: استسقی الحسن (علیه السلام)، فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فجدح له في غُمر كان لهم -يعني قدحاً يشرب فيه - ثمّ أتاه به، فقام الحسين (علیه السلام)، فقال: «اسقنيه يا أبه»، فأعطاه الحسن (علیه السلام) ثمّ جدح للحسين (علیه السلام) فسقاه، فقالت فاطمة (علیها السلام): «كأنّ الحسن أحبّهما إليك»؟
قال: «أنّه استسقی قبله، وإنّي وإيّاك وهما وهذا الراقد في مكان واحد في الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 2)
ص: 147
ص: 148
(1199) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من دان بديني وسلك منهاجي واتّبع سنّتي، فليَدِن بتفضيل الأئمّة من أهل بيتي على جميع اُمّتي، فإنّ مثلهم في هذه الاُمّة مثل باب حطّة في بني إسرائيل».
(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحدیث 11)
(1200) 2-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
ص: 149
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حديث أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)
يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1201) 3- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا الصباح بن يحيى المزني، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبداللّه:
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «واللّه ما مثلنا في هذه الاُمّة إلّا كمثل سفينة نوح، وكباب حطّة في بني إسرائيل».
(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 5)
يأتي تمامه في أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1202) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن
ص: 150
عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبدالكريم قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال أخبرني عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا: الحكم بن زهير، عن أبي إسحاق:
عن رافع مولى أبي ذرّ قال: رأيت أباذر (رحمه اللّه) آخذاً بحلقة باب الكعبة، مستقبل النّاس بوجهه وهو يقول: من عرفني فأنا جندب الغفاري، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ الغفاري، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشرة اللّه تعالى في الثالثة مع الدجّال، إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثل باب حطّة، من دخله نجا ومن لم يدخله هلك».
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 57)
(1203) 5-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثني عيسى بن مهران قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم قال: أخبرنا عبدالرحمان بن الأسود، عن عليّ بن الحزوَّر، عن أبي عمر البزّاز:
ص: 151
عن رافع مولى أبي ذرّ قال: صعد أبو ذرّ (رحمه اللّه) على درجة الكعبة حتّى أخذ بحلقة الباب، ثمّ أسند ظهره إليه فقال: أيّها النّاس، مَن عرفني فقد عرفني، ومَن أنكرني فأنا أبوذرّ، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّما مثل أهل بيتي في هذه الاُمّة كمثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومن تركها هلك».
وسمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإنّ الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين».
(أمالي الطوسي: المجلس 17 الحديث 24)
(1204) 6-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي بأسوان، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمان الذهلي قال: حدّثنا أبوحفص الأعشى الكاهلي قال: حدّثني فضيل الرسان، عن أبي عمر مولى ابن الحنفيّة، عن أبي عمر زاذان:
عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد [الغفاري الصحابي] قال: رأيت أباذرّ (رضی اللّه عنه)
ص: 152
متعلّقاً بحلقة باب الكعبة، فسمعته يقول: أنا جندب لمن عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ(1)، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية فهو من شيعة الدجّال، إنّما مثل أهل بيتي في اُمّتي كمثل سفينة نوح في لجّة البحر، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. ألا هل بلّغت»؟ - قالها ثلاثاً-.
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 32)
(1205) 7-(2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثني أبوسليمان محمّد بن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: أخبرنا عليّ بن محمّد البزّاز قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن السلولي قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبان بن تغلب، عن حنش بن المعتمر، عن أبي ذرّ:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح (علیه السلام)، من دخلها نجا، ومن تخلّف عنها غرق».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 61)
(1206) 8-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا سويد بن سعيد الحدثاني قال: حدّثنا المفضل بن عبداللّه، عن أبي إسحاق الهمداني، عن حنش بن المعتمر قال:
ص: 153
سمعت أباذرّ الغفاري (رضی اللّه عنه) يقول: أيّها النّاس من عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي، أنا أبوذرّ جندب بن جنادة الغفاري، سمعت رسول
ص: 154
اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من دخلها نجا، ومَن تخلّف عنها هلك».
(أمالى الطوسى: المجلس 18، الحديث 30)
(1207) 9-(1) وعن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا عبداللّه بن عبدالقدّوس قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حنش(2)، عن أبي ذرّ قال:
سمعت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، وكمثل باب حطّة في بني إسرائيل».
(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 7)
(1208) 10-(3) أخبرنا محمّد [بن محمّد بن النعمان](4) قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا عليّ بن العبّاس بن الوليد قال: حدّثنا ابن عثمان الحضرمي، عن الأعمش:
عن مورّق العجلي قال: رأيت أباذرّ آخذاً بحلقة باب الكعبة وهو يقول: مَن عرفني فأنا جندب، وإلّا فأنا أبوذرّ الغفاري، برح الخفاء(5) سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غرق، ومثل باب حطّة، يحطّ اللّه به الخطايا».
(أمالي الطوسي: المجلس 45، الحديث 2)
ص: 155
أقول: حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة بين العامّة والخاصّة، وصنّف بعض العلماء كتاباً مستقلاً في أسانيده، وحيث انّ التعرّض لذلك خارج عن غرض الكتاب من عدم التطويل في بيان الأسانيد، نكتفي بذكر أسامي الصحابة الّذين رووا الحديث، وهم 37 صحابيّاً وصحابيّة، و هم: 1- أبو أيّوب الأنصاري 2- أبو ذرّ الغفاري 3- أبو رافع مولى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) 4- أبو سعيد الخدري 5- أبو شريح الخزاعي 6- أبو قدامة الأنصارى 7- أبوليلى الأنصارى 8- أبو الهيثم بن التيّهان 9- أبو هريرة الدوسي 10- أُمّ سلمة 11- أنس بن مالك 12- البراء بن عازب 13- جابر بن عبد اللّه الأنصاري 14- جبير بن مطعم 15- حذيفة بن أسيد 16- حذيفة بن اليمان 17- الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) 18- الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) 19- خزيمة بن ثابت 20- زيد بن أرقم 21- زيد بن ثابت 22- سعد بن أبي وقّاص 23- سلمان الفارسي 24- سهل بن سعد 25- ضمرة الأسلمي 26- طلحة بن عبيداللّه 27- عامر بن ليلى 28- عبد الرحمان بن عوف 29- عبداللّه بن حنطب 30- عبداللّه بن العبّاس 31- عديّ بن حاتم 32- عقبة بن عامر 33- أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) 34- عمر بن الخطّاب 35- عمرو بن العاص 36- اُمّ الأئمّة فاطمة الزهراء (علیها السلام) 37- اُمّ هانئ بنت أبي طالب.
ومن أراد تحقيق ذلك فليراجع: صحيح مسلم: 4: 36 و 37، وسنن الترمذي: 5: 662 ح 3786 و 3788، ومسند أحمد بن حنبل: 3: 14 و 17 و 26 و 59، والكافي: 2: 415، و مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي-: ج 2 ص 98 ح 586 و ص 114 ح 605 وص 140 ح 662، ومعاني الأخبار - للصدوق
ص: 156
-ص 91 باب معنى الثقلين والعترة ح 5، و عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 57 ح 25، وكمال الدين: 1: 234 - 241 الباب 22، وخصائص أمير المؤمنين (علیه السلام) - للنسائي - ص 150 ح 79، و تاریخ بغداد: 8: 442، والمعجم الصغير: 1: 131 والمعجم الأوسط: 4: 262 ح 3436، والمعجم الكبير: 3: 65 و 67 ح 2678 - 2681 و 2683، وج 5 ح 4923 و 4969 و 4980 و 4981 و 5025 و 5028 و 5040، و الطبقات الكبرى - لابن سعد: 2: 196، وكفاية الأثر - للخزّاز القمّى-: 92 و 128 و 137 و 162، والمسترشد - للطبري - ص 559 و 562 و 578 ح 237 و 238 و 250، والإرشاد - للشيخ المفيد-: 1: 233، والأمالي الخميسيّة - للمرشد باللّه الشجري-: 1: 152، وزين الفتى –للعاصمي-: 1: 435 - 449، وروضة الواعظين ص 300، وجامع الأصول: 9: 158، والخصال: 1: 65 باب الاثنين ح 97 وص 459 باب الاثني عشر ح 2، و المناقب - لابن شهر آشوب-: 4 67، ومجمع الزوائد: 9: 257، وجواهر العقدين: 2: 173 - 175، و الصواعق المحرقة: 226، وأسد الغابة: 3: 136 (2739) و 219 (2907) وحديث الثقلين من موسوعة العبقات، والغدير، ونفحات الأزهار: 2: 227 و 236، وينابيع المودّة: 1: 113 - 126.
(1209) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه قال: حدّثنا عميّ محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي اللّه جلّ جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم، فإنّه لابد سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي كتاب اللّه وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أمّا الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 9)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
ص: 157
(1210) 2-(1)
حدّثنا الحسن بن عليّ بن شُعيب الجوهري (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال: حدّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال: حدّثنا بن موسى، عن شريك، عن رُكين بن الربيع، عن القاسم بن حسّان، عن زید بن ثابت قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي، ألا وهما الخليفتان من بعدي، ولن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
(أمالي الصدوق: المجلس 64، الحديث 15)
(1211) 3-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص الصيرفي قال: أخبرنا جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا يونس بن محمّد قال: حدّثنا عبدالرحمان بن الغسيل قال: أخبرني عبدالرحمان بن خلّاد الأنصاري، عن عكرمة:
عن عبداللّه بن عبّاس قال: إنّ عليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبدالمطلب
ص: 158
والفضل بن العبّاس دخلوا على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي قُبض فيه فقالوا: يا رسول اللّه، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك.
فقال: «وما يبكيهم»؟
قالوا: يخافون أن تموت.
فقال: «أعطوني أيديكم». فخرج في ملحفة و عصابة حتّى جلس على المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:
«أمّا بعد، أيّها النّاس فماتنكرون من موت نبيّكم؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟ لوخلّد أحد قبلي ثمّ بعث إليه لخلّدت فيكم، ألا إنّي لاحِقٌ بربّي، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب اللّه تعالى بين أظهركم، تقرؤونه صباحاً و مساءً، فلا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً كما أمركم اللّه، وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي، وأنا أوصيكم بهم، ثمّ اُوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار، فقد عرفتم بلاهم عند اللّه عزّ وجلّ، وعند رسوله، وعند المؤمنين، ألم يوسّعوا في الديار ويشاطروا(1) الثِّمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟ فمن ولي منكم أمراً يضرّ فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن مسيئهم». وكان آخر مجلس جلسه حتّى لق اللّه عزّ وجلّ.
(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 6)
(1212) 4- أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبو عمرو حفص بن الفرّاء قال: حدّثنا زيد بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خرّبوذ قال:
سمعت أبا عبيد اللّه(2)مولى العبّاس يحدّث أبا جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) قال:
سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إنّ آخر خطبة خطبنا بها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لخطبة خطبنا في مرضه الّذي توفّي فيه، خرج متوكّئًا على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وميمونة
ص: 159
مولاته، فجلس على المنبر، ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، إنّي تارك فيكم الثقلين». وسكت.
فقام رجل فقال: يا رسول اللّه، ما هذان الثقلان؟
فغضب حتّى احمرّ وجهه ثمّ سكن، وقال: «ما ذكرتهما إلّا وأنا أريد أن أخبركم بهما، ولكن ربوت(1) فلم أستطع، سببٌ طرفه بيد اللّه وطرف بأيديكم، تعملون فيه كذا وكذا، ألا وهو القرآن، والثقل الأصغر أهل بيتي».
ثمّ قال: «وأيم اللّه، إنّي لأقول لكم هذا و رجال في أصلاب أهل الشرك أرجي عندي من كثير منكم».
ثمّ قال: «واللّه لا يحبّهم عبد إلّا أعطاه اللّه نوراً يوم القيامة حتّى يرد عليّ الحوض، ولا يبغضهم عبد إلّا احتجب اللّه عنه(2). يوم القيامة».
فقال أبو جعفر (علیه السلام): «إنّ أبا عبيد اللّه يأتينا بما يعرف(3)».
(أمالي المفيد: المجلس 16، الحديث 3)
(1213) 5- أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب الزرّاد، عن أبي محمّد الأنصاري، عن معاوية بن وهب:
عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث) قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب اللّه المنزل، وعترتي أهل بيتي».
(أمالي الطوسى: المجلس 6، الحديث 20)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام).
ص: 160
(1214) 6-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن المستورد قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا سفيان - وهو ابن إبراهيم -، عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم - عن الحسن بن عطيّة العوفي، عن أبيه:
ص: 161
عن أبي سعيد الخدري أنّه سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّي تارك فيكم الثقلين، ألا إنّ أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
وقال: «ألا إنّ أهل بيتي عيبتي الّتي آوي إليها، وإنّ الأنصار كرشي(1)فاعفوا عن مسيئهم وأعينوا محسنهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 53)
(1215) 7-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي قال: حدّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسى القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التميمي قال: سمعت أبا ثابت مولى أبي ذرّ (رحمه اللّه) يقول: سمعت اُمّ سلمة رضي اللّه عنها
ص: 162
تقول:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي قُبض فيه يقول، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: «أيّها النّاس، يوشك أن أقبَض قبضاً سريعاً فيُنطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي».
ثمّ أخذ بيد عليّ (علیه السلام) فرفعها فقال: «هذا عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، خليفتان بصيران لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض، فأسألهما ماذا خلّفت فيهما».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 14)
ص: 163
(1216) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السّناني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبیب، قال: حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ:
عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال: «نحن أئمّة المسلمين، وحجج اللّه على العالمين، وسادة المؤمنين وقادة الغُرّ المحجّلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 34 الحديث 15)
تقدّم تمامه في الباب الأوّل من كتاب الإمامة.
(1217) 2-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
ص: 164
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ: «مثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1218) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا جناب بن نسطاس(2) [الجنبي أبو عليّ العزرمي]، عن موسى بن عبيدة قال: حدّثني إياس بن سلمة، عن أبيه قال:
ص: 165
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمّتي».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 8)
(1219) 4-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الخزاعي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أخي دعبل قال: حدّثنا حفص بن غياث، عن أبيه، عن جابر وأبي موسى الأشعري وابن عبّاس قالوا:
ص: 166
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمّتي، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض».
(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 63)
(1220) 5- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا أبو سعيد البصري قال: حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال: حدّثنا موسی بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ (علیهم السلام):
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّ اللّه تعالى خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء، كلّما غاب نجم طلع نجم».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 39)
سيأتي تمامه في الباب 5 من أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)، وسيأتي هناك ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ.
ص: 167
(1221) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال: حدّثني يونس بن عبدالرحمان، عن عبد اللّه بن سنان:
عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) أنّه قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ حُرُمات ثلاثاً ليس مثلهنّ شيء: كتابه وهو حكمته ونوره، وبيته الّذي جعله قبلة للنّاس لا يقبل من أحد توجّهاً إلى غيره، وعِترة نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الصدوق: المجلس 48، الحديث 13)
ص: 168
(1222) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد [ابن أبي عمير] الأزدي، عن المفضّل بن عمر قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): «بليّة النّاس عظيمة، إن دعوناهم لم يُجيبونا، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا».
(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 4)
(1223) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن أبي أيّوب بساحل الشام، قال: حدّثنا جعفر بن هارون المصيصي: قال: حدّثنا خالد بن يزيد القسريّ قال: حدّثني أُمَيّ [بن ربيعة المرادي أبو عبد الرحمان الكوفي] الصيرفي قال:
سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) يقول: «بَرِئ اللّه ممّن تبّرأ منّا(2)، لعن
ص: 169
اللّه من لعننا، أهلك اللّه من عادانا، اللّهم إنّك تعلم أنّا سبب الهدى لهم، وإنّما يعادونا [لك]، فكُن أنت المنفرد بعذابهم».
(أمالي المفيد: المجلس 37، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «وإنّما يُعادوننا لك، فكُن أنت المتفرّد بعداوتهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 28)
(1224) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عبيد قال: حدّثنا الحسن بن محمّد قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن المثنى الأزدي:
أنّه سمع أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «نحن السبب بينكم وبين اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 12)
(1225) 4-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثني عيسى بن مهران قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم قال: أخبرنا عبدالرحمان بن الأسود، عن عليّ بن الحزوَّر، عن أبي عمر البزّاز، عن رافع مولى أبي ذرّ، عن أبي ذرّ (في حديث) قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «اجعلوا أهل بيتى منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإنّ الجسد لايهتدي إلّا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 24)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب الثالث.
ص: 170
(1226) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبيه (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن العبّاس بن عامر [القصباني](2) عن أحمد [الغمشاني]، عن يحيى بن أبي العلاء، عن جابر:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: «إنّ عبداً مكث في النّار سبعين خريفاً، و الخريف سبعون سنة»(3).
قال: «ثمّ أنّه سأل اللّه عزّ وجلّ بحقّ محمّد وأهل بيته [(علیهم السلام)](4) لما رحمتني».
قال: «فأوحى اللّه جلّ جلاله إلى جبرئيل [(علیه السلام)] أن أهبط إلى عبدي فأخرجه [إليّ].
قال: يا ربّ، وكيف لي بالهبوط في النّار؟
قال: إنّي قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً.
قال: يا ربّ، فما علمي موضعه؟
ص: 171
فقال عزّ وجلّ: إنّه في جبّ من سجّين».
قال: «فهبط في النّار فوجده وهو معقول على وجهه، فأخرجه(1)، فقال عزّ وجلّ: يا عبدي كم لبثت تناشدني في النّار؟
قال: ما أحصيه(2) يا ربّ.
قال: أما وعزتي [وجلالي](3)، لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتمت(4) على نفسي أن لا يسألني عبدٌ بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له(5) ما كان بيني وبينه وقد غفرت لك اليوم».
(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 4)
أبو عبداللّه المفيد، عن الصدوق بالسند المتقدّم عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنّه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، مكث عبدٌ في النّار سبعين خريفاً - والخريف سبعون سنة-. ثمّ إنّه يسأل اللّه عزّ وجلّ ويناديه فيقول: يا ربّ أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته لما رحمتني. فيوحي اللّه جلّ جلاله إلى جبرئيل (علیه السلام) [أن] اهبط إلى عبدي فأخرجه.
فيقول جبرئيل: وكيف لي بالهبوط في النّار؟
فيقول اللّه تبارك وتعالى: أنّه قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً».
قال: «فيقول: يا ربّ، فما علمي بموضعه؟
فيقول: إنّه في جبّ من سجّين.
فيهبط جبرئيل (علیه السلام) إلى النّار فيجده معقولاً على وجهه فيخرجه، فيقف بين
ص: 172
يدي اللّه عزّ وجلّ، فيقول اللّه تعالى: يا عبدي كم لبثت في النّار تناشدني؟
فيقول: يا ربّ ما أحصيته.
فيقول اللّه عزّ وجلّ له: أما وعزّتي وجلالي، لولا ما سألتني بحقّهم عندي لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له ما كان بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم. ثمّ يؤمر به إلى الجنّة».
(أمالي المفيد: المجلس 25، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن أحمد بن عبدون ابن الحاشر، عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر مثل ما في أمالي الصدوق، مع مغايرات ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 37، الحديث 5)
أقول: تقدّم في باب الشفاعة من كتاب المعاد ما يرتبط بهذا الباب.
ص: 173
(1227) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثني الحسن بن الحسين بن محمّد قال: أخبرني عليّ بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطّان قال: حدّثنا الحسن بن جبرئيل الهمداني(2) قال: أخبرنا إبراهيم بن جبرئيل [الأردبيلي] قال: حدّثنا أبو عبداللّه الجرجاني، عن نعيم النّخعي، عن الضحاك [بن مزاحم الهلالي الخراساني]:
عن ابن عبّاس قال: كنت جالساً بين يدي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم، وبين يديه عليّ بن أبي طالب و فاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام)، إذ هبط عليه جبرئيل (علیه السلام) وبيده تُفّاحة، فتحيّا(3)بها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وحیّى بها النبيّ عليّاً (علیه السلام)، فتحيّا بها عليّ (علیه السلام)
ص: 174
وردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فتحيّا بها النبيّ وحيّى بها الحسن (علیه السلام)، فقبّلها و ردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فتحيّا بها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحیّى بها الحسين، فتحيّا بها الحسين وقبّلها وردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فتحيّا بها النبيّ وحيّى بها فاطمة، فقبّلتها وردّتها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وتحيّا بها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثانية، وحیّى بها عليّاً (علیه السلام)، فتحيّا بها عليّ ثانية، فلمّا همّ أن يردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سقطت التُفّاحة من أطراف أنامله، فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتّى بلغ سماء الدنيا، وإذا عليه سَطران مكتوبان: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذه تحيّة من اللّه عزّ وجلّ إلى محمّد المصطفى وعليّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأمان لمحبّيهم يوم القيامة من النّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 87، الحديث 3)
(1228) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الحلواني قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن القاسم المقرئ قال: حدّثنا الفضل بن حباب الجمحي قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن أبي العالية:
عن ابن عبّاس قال: كنّا جلوساً مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا هبط عليه الأمين جبرئيل (علیه السلام) ومعه جام من البلّور الأحمر مملوءة مسكاً وعنبراً، وكان إلى جنب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وولداه الحسن والحسين (علیهما السلام)، فقال له: «السلام عليك، اللّه يقرأ عليك السلام ويحيّيك بهذه التحيّة، ويأمرك أن تُحيّى بها عليّاً وولديه».
قال ابن عبّاس: فلمّا صارت في كفّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) هلّل ثلاثاً وكبّر ثلاثاً، ثمّ قال بلسان ذرب طلق: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (طٰهٰ * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)(2)، فاشتمّها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحیّى بها عليّا (علیه السلام)، فلمّا صارت في كفّ عليّ (علیه السلام):قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
ص: 175
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(1)، فاشتمّها عليّ (علیه السلام) وحیّى بها الحسن (علیه السلام)، فلمّا صارت في كفّ الحسن قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)(2)، فاشتمّها الحسن (علیه السلام) و حيّى بها الحسين (علیه السلام)، فلمّا أن صارت في كفّ الحسين (علیه السلام) قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)(3)، ثمّ ردّت إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)(4).
قال ابن عبّاس: فلا أدري إلى السماء صعدت، أم في الأرض توارت بقدرة اللّه عزّ وجلّ.
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 78)
(1229) 3-(5) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي ب-«أرتاح»(6)، قال: حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ الأزدي المعاني(7) قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن همام الحميري قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي البصري، قدم علينا اليمن، قال: حدّثنا أبوهارون العبدي، عن ربيعة السعدي قال:
حدّثني حذيفة بن اليمان قال: لمّا خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قدم جعفر والنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأرض خيبر، فأتاه بالفرع من الغالية
ص: 176
والقطيفة(1) فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأدفعنّ هذه القطيفة إلى رجل يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله».
فمّد أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعناقهم إليها، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أين عليّ»؟
فوثب عمّار بن ياسر، فدعا عليّا (علیه السلام)، فلمّا جاء قال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، خذ القطيفة إليك».
فأخذها عليّ (علیه السلام) وأمهل حتّى قدم المدينة، فانطلق إلى البقيع، وهو سوق المدينة، فأمر صائغاً ففصل القطيفة سلكاً سلكاً، فباع الذهب، وكان ألف مثقال، ففرّقه عليّ (علیه السلام) في فقراء المهاجرين والأنصار، ثمّ رجع إلى منزله، و لم يترك له من الذهب قليلاً ولا كثيراً، فلقيه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من غدٍ في نفر من أصحابه، فيهم حذيفة وعمّار، فقال: «يا عليّ، إنّك أخذت بالأمس ألف مثقال، فاجعل غدائي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك». ولم يكن عليّ (علیه السلام) يرجع يومئذ إلى شيءٍ من العروض ذهب أو فضّة، فقال حياءً منه وتكرّماً: «نعم يا رسول اللّه، وفي الرحب والسعة، ادخل يا نبيّ اللّه أنت ومَن معك».
قال: فدخل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال لنا: «ادخلوا».
قال حذيفة: وكنّا خمسة نفر: أنا وعمّار وسلمان وأبوذرّ والمقداد رضي اللّه عنهم، فدخلنا ودخل عليّ على فاطمة (علیها السلام) يبتغي عندها شيئاً من زادٍ، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور، وعليها عراق كثير، كأنّ رائحتها المسك، فحملها عليّ (علیه السلام) حتّى وضعها بين يدي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن حضر معه، فأكلنا منها حتّى تملّأنا ولا ينقص منها قليل ولا كثير، وقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى دخل على فاطمة (علیها السلام) وقال: «أنّى لك هذا الطعام، يا فاطمة»؟ فردّت عليه - ونحن نسمع قولها - فقالت: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(2).
ص: 177
فخرج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلينا مستعبراً، وهو يقول: «الحمد لله الّذي لم يمتنى حتّى رأيت لابنتي ما رأى زكريّا (علیه السلام) لمريم، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً، فيقول لها: (يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا)؟ فتقول: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)».
(أمالي الطوسي: المجلس: 29، الحديث 7)
(1230) 4-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن قيس بن مسكان أبو عمر المصيصي الفقيه من أصل كتابه، قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسين بن جابر أبو محمّد إمام جامع المصيصة قال: حدّثني عبد الحميد بن عبدالرحمان بن بشير الحمّاني قال: حدّثني عبد اللّه بن قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي:
عن أبي سعيد الخدري قال: أصبح عليّ (علیه السلام) ذات يوم ساغباً فقال: «يا فاطمة، هل عندك شيء تطعميني»؟
قالت: «والّذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة، ما أصبح عندي شيء يطعمه بشر، وما كان من شيء أطعمك منذ يومين إلّا شيء كنتُ اُؤثرك به على نفسي وعلى الحسن والحسين».
قال: «أعلى الصبيّين؟! ألا أعلمتني فاٰتيكم بشيء»؟
قالت: «يا أبا الحسن، إنّي لأستحيي من إلهي أن أكلّفك ما لا تقدر».
ص: 178
فخرج واثقاً باللّه حسن الظنّ به، فاستقرض ديناراً، فبينا الدينار في يد عليّ (علیه السلام) إذا عرض له المقداد (علیه السلام) في يوم شديد الحرّ، قد لوّحته الشمس من فوقه تحته، فأنكر عليّ (علیه السلام) شأنه، فقال: «يا مقداد، ما أزعجك هذه الساعة»؟
قال: خلّ سبيلي يا أبا الحسن، ولا تكشفني عمّا ورائي.
قال: «إنّه لا يسعني أن تجاوزني حتّى أعلم علمك».
قال: إلى اللّه ثمّ إليك أن تخلّي سبيلي، ولا تكشفني عن حالي.
فقال عليّ (علیه السلام): «إنّه لا يسعك أن تكتمني حالك».
فقال: إذا أبيت، فو الّذي أكرم محمّداً بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة، ما أزعجني إلّا الجهد، ولقد تركت عيالي بحالٍ لم تحملني لها الأرض فخرجت مهموماً وركبت رأسي، فهذه حالي.
فهملت عينا عليّ (علیه السلام) بالدّموع حتّى اخضلت دموعه لحيته، ثمّ قال: «أحلف بالّذي حلفت به، ما أزعجني من أهلي إلّا الّذي أزعجك، ولقد استقرضت ديناراً، فخذه». فدفع الدينار إليه، وآثره به على نفسه، وانطلق إلى أن دخل مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فصلّى فيه الظهر والعصر والمغرب.
فلمّا قضى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المغرب مرّ بعليّ بن أبي طالب وهو في الصفّ الأوّل، فغمزه برجله، فقام عليّ (علیه السلام) مستعقباً خلف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى لحقه على باب من أبواب المسجد، فسلّم عليه، فردّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) [عليه السلام] فقال: «يا أبا الحسن، هل عندك شيء نتعشّاه فنميل معك»؟ فمكث مطرقاً لا يحير جواباً، حياءً من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهو يعلم ما كان من أمر الدينار، ومن أين أخذه، وأين وجّهه، وقد كان أوحى اللّه تعالى إلى نبيّه محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يتعشّى الليلة عند عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
فلمّا نظر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى سكوته فقال: «يا أبا الحسن، ما لك لا تقول: «لا»، فأنصرف، أو تقول «نعم»، فأمضي معك»؟
قال حياءً وتكرّماً: «فاذهب بنا».
فأخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فانطلقا حتّى دخلا على فاطمة الزهراء (علیها السلام) وهي في مصلّاها، قد قضت صلاتها، وخلفها جفنة تفور دخاناً، فلمّا
ص: 179
سمعت كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في رحلها خرجت من مصلّاها، فسلّمت عليه، وكانت أعزّ النّاس عليه، فردّ عليها السلام، ومسح بيده على رأسها، وقال لها: «يا بنتاه، كيف أمسيت رحمك اللّه»؟
قالت: «بخير».
قال: «غفر اللّه لك، وقد فعل».
فأخذت الجفنة، فوضعتها بين يدي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا نظر عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى الطعام وشمّ رائحته، رمى فاطمة (علیها السلام) ببصره رمياً شحيحاً، فقالت له فاطمة (علیها السلام): «سبحان اللّه، ما أشحّ نظرك وأشدّه! هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنباً استوجبت به السخطة»؟
قال: «وأيّ ذنب أعظم من ذنب أصبته؟! أليس عهدي بك اليوم الماضي، وأنت تحلفين باللّه مجتهدة: ما طعمت طعاماً منذ يومين»؟
قال: فنظرت إلى السماء فقالت: «إلهي يعلم في سمائه، ويعلم في أرضه أنّي لم أقل إلّا حقّاً».
فقال لها: «يا فاطمة، أنّى لكِ هذا الطعام الّذي لم أنظر إلى مثل لونه قطّ ولم أشمّ مثل ريحه قطّ، وما أكلت أطيب منه قطّ»؟!
قال: فوضع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كفّه الطيّبة المباركة بين كتفي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فغمزها، ثمّ قال: «يا عليّ، هذا بدل دينارك، وهذا جزاء دينارك من عند اللّه، (إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(1).
ثمّ استعبر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باكياً، ثمّ قال: «الحمد لله الّذي أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتّى يجزيكما، ويجزيك يا عليّ بمنزلة زكريّا، ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران، (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا).
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 8)
ص: 180
(1231) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي شیخ لأصحاب الحديث قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبّي التمتامي، وأبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قالا: حدّثنا يحيى بن سالم ابن عمّ الحسن بن صالح، وكان يُفضّل على الحسن بن صالح، قال: حدّثنا مِسعَر، عن عطيّة، عن جابر قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مكتوب على باب الجنّة: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أخو رسول اللّه»، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 1)
ص: 181
ص: 182
(1232) 2-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا العبّاس بن بكّار قال: حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «مكتوب على العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا، وَحْدي لاشريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي، أيّدته بعليّ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (هُوَ الَّذِي
ص: 183
أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)(1)، فكان النصر عليّاً (علیه السلام)، ودخل مع المؤمنين، فدخل في الوجهين جميعاً صلى اللّه عليه.(2)
(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 3)
(1233) 3-(3) حدّثنا أبى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي شيخ من الأنصار، قال: حدّثنا أبوقتادة الحرّاني، عن عبدالرحمان بن العلاء (2) الحضرمي، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي الحمراء(4) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «رأيت ليلة الإسراء مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا اللّه، لا إله إلّا أنا، خلقتُ جنّة عدن بيدي محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ».
(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 5)
ص: 184
(1234) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا بوالحسن عليّ بن أحمد الحلواني قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق المقرئ قال: حدّثنا عليّ بن حمّاد الخشّاب قال: حدّثنا عليّ بن المديني قال: حدّثنا وكيع بن الجرّاح قال: حدّثنا سليمان بن مهران قال: حدّثنا جابر، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:
ص: 185
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « لمّا عُرِج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ حبيب اللّه، الحسن والحسين صفوة اللّه، فاطمة أمة اللّه، على باغضهم لعنة اللّه».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 77)
(1235) 5-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عبد اللّه الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، قال: حدّ مؤدّبي عبداللّه بن أحمد بن نهيك الكوفى قال: حدّثنا محمّد بن زياد ابن أبى عمير قال: حدّثنا عليّ بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (علیه السلام):
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: يا عليّ، إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن، فأنست بالنظر إليه: إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء، وجدت على صخرتها: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بوزيره ونصرته به».
فقلت: يا جبرئيل، ومَن وزيري؟
ص: 186
قال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى، وجدت مكتوباً عليها: «لا إله إلا اللّه أنا وحدي، ومحمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره ونصرته به».
فقلت: يا جبرئيل، ومَن وزيري؟
فقال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
فلمّا جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش ربّ العالمين، وجدت مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا وحدي، محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره وأخيه ونصرته به».
(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 21)
تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
ص: 187
(1236) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد قال: حدّثني أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكّل على اللّه قال: أخبرني أبو عبداللّه بن نصير قال: حدّثني محمّد بن عيسى المقرئ قال: حدّثنا سعيد بن أحمد بن محمّد البزّاز قال: حدّثنا المنذر بن محمّد بن محمّد: أنّ أباه أخبره عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علىّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما من هدهد إلّا وفي جناحه مكتوب بالسريانيّة: آل محمّد خير البريّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 62)
ص: 188
(1237) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل [بن إبراهيم](2) الأشعري قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا نصر بن قابوس اللخمي عن جابر، عن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال ابن عبّاس: «ما وطئت الملائكة فرش أحد من النّاس إلا فرشنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 59)
أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله، إلّا أنّ فيه: «غیر فرشنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 17)
ص: 189
(1238) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثني أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام): «اكتُب ما أملي عليك».
فقال: «يا نبي اللّه، أتخاف عَلَيّ النسيان»؟
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت اللّه لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك».
قال(2): قلت: «ومن شركائي، يا نبيّ اللّه»؟
قال: «الأئمّة من ولدك، بهم تُسقي اُمّتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف اللّه عنهم البلاء، وبهم ينزل(3) الرحمة من السماء، وهذا أوّلهم». و أومى بيده إلى الحسن بن عليّ (علیه السلام)، ثمّ أومى بيده إلى الحسين (علیه السلام)، ثمّ قال: «الأئمّة من ولده».
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «وأومأ إلى
ص: 190
الحسن (علیه السلام) وقال: هذا أوّلهم، وأومأ إلى الحسين (علیه السلام) وقال: الأئمّة من ولده».
(أمالي الطوسى: المجلس 15، الحديث 46)
(1239) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري، عن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن الحسن بن عليّ، عن زكريّا، عن محمّد بن سنان، ويونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى بن أعين قال:
سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقول: «أوّلنا دليل على آخرنا، وآخرنا مصدّق لأوّلنا، و السنّة فينا سواء، إنّ اللّه تعالى إذا حكم حكماً أجراه».
(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 5)
(1240) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال: حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الاٰدمي قال: حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي مولى بني هاشم قال:
حدّثنا سعيد الأعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) فابتدأني فقال: «يا سليمان، ما جاء عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) لا يُؤخذ به، وما نهى عنه يُنتهى عنه، جرى له من الفضل ماجرى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ولرسوله الفضل على جميع مَن خلق اللّه، العائب(2) على أمير المؤمنين في شيء كالعائب على اللّه وعلى رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والرادّ عليه في صغير أو كبير(3) على حد الشرك باللّه».
ص: 191
كان أميرالمؤمنين (علیه السلام) باب اللّه [الّذي](1) لا يؤتى إلّا منه، وسبيله الّذي من تمسّك بغيره هلك، كذلك جرى حكم الأئمّة بعده واحداً بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الأرض، وهم الحجّة(2) البالغة على مَن فوق الأرض ومَن تحت الثرى.
أما علمت أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كان يقول(3): أنا قسيم اللّه بين الجنّة والنّار، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا والميسم(4)، ولقد أقرّ لي جميع الملائكة
ص: 192
والروح بمثل ما أقرّوا لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ولقد حملت [على](1) مثل حمولة محمّد، وهي
ص: 193
حمولة الربّ، وإنّ محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يدعى فيُكسى، ويُستنطق فينطق، وأدعى فأُكسى، واُستنطق فأنطق(1)، ولقد أعطيت خصالاً لم يعطها أحد قبلي: علمت البلايا والقضايا وفصل الخطاب»؟(2)
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 2)
ص: 194
(1241) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد:
عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) قال: «النظر إلى ذريّتنا عبادة».
فقيل له: يا ابن رسول اللّه، النظر إلى الأئمّة منكم عبادة؟ أم النظر إلى جميع ذريّة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
فقال: «بل النظر إلى جميع ذريّة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عبادة».
(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 2)
ص: 195
(1242) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون قال: حدّثني أبو عبدالصمد إبراهيم، عن أبيه، عن جدّه - وهو إبراهيم بن عبدالصمد بن محمّد بن إبراهيم - قال:
سمعت جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: كان يقرأ: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ) وَ آلَ مُحَمَّدٍ (عَلَى الْعَالَمِينَ)(2) قال: «هكذا أنزلت».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 39)
ص: 196
(1243) 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التُستري من كتابه، قال حدّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمّتي، قالت: حدثتني صفيّة بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانيّة وكانت عمّتي، قالت: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد اللّه التغلبي، عن خالها عبداللّه بن منصور وكان رضيعاً لبعض ولد زيد بن عليّ (علیه السلام):
عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) (في حديث طويل ذكر فيه قصّة يوم عاشوراء) قال: ثمّ أقبل رجل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له: محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي، فقال: يا حُسين بن فاطمة، أيّة حُرمة لك من رسول اللّه ليس لغيرك؟! فتلا الحسين (علیه السلام) هذه الآية: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ)(1) الآية، ثمّ قال: «واللّه إنّ محمّداً لمن آل إبراهيم، وإنّ العترة الهادية لمن آل محمّد) الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 30، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 197
(1244) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرورقالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:
عن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) (في احتجاجها (علیه السلام) في مجلس المأمون في فضل العترة) قال: «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً و موطناً، (إلى أن قال:) وأمّا الثالثة: فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: قُل يا محمّد: (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(2)، فأبرز النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)»؟
قالت العلماء: عنى به نفسهم.
فقال أبو الحسن (علیه السلام): «غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وممّا يدّل على ذلك قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين (علیهما السلام)، وعنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)](3)، فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر،
ص: 198
وشرف لايسبقه إليه خلق أن جعل(1) نفس عليّ كنفسه، فهذه الثالثة.
(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(1245) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيداللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ وجلّ فيه وفى زوجته وولديه آية المباهلة، وجعل اللّه عزّ وجلّ نفسه نفس رسوله، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 4)
سيأتي تمامه في باب الشورى واحتجاج أميرالمؤمنين (علیه السلام) مع القوم، من أبواب الحوادث والفتن.
ص: 199
(1246) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عليّ بن نجيح الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ - قال أبو العبّاس: هو عمر بن راشد أبو سليمان -:
عن جعفر بن محمّد (علیه السلام) في قوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا)(2) قال: «نحن الحبل».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 50)
ص: 200
(1247) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أبو غسّان قال: حدّثنا مسعود بن سعد، عن جابر:
عن أبي جعفر (علیه السلام) [في قوله تعالى:] (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)(2) قال: «نحن النّاس».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 51)
ص: 201
(1248) 2-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن موسى بن إسحاق، ومحمّد بن عبداللّه بن سليمان قالا: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا قيس [بن الربيع]، عن السدّي، عن عطاء:
عن ابن عبّاس [في قوله تعالى:] (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)(2) قال: «نحن النّاس دون النّاس».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 52)
ص: 202
(1249) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرِئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل: حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، عن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد وعبد اللّه بن الصلت والعبّاس بن معروف ومنصور و أيّوب والقاسم ومحمّد بن عیسی و محمّد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي عمير:
عن ابن أذينة قال: كنت عند أبي عبد اللّه (علیه السلام) فقلت له: جُعِلتُ فداك، أخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(2) قال: «إيّانا عنى».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 69)
ص: 203
(1250) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي قال: حدّثنا عليّ بن سليمان قال: حدّثنا أحمد بن القاسم الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري قال: حدّثنا محمّد بن خالد البرقي قال: حدّثنا سعيد بن مسلم: عن داوود بن كثير الرقّي قال: كنت جالساً عند أبي عبداللّه (علیه السلام) إذ قال مبتدئاً من قبل نفسه: «يا داوود، لقد عُرضت عَلَيّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيها عُرِض عَلَيّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان، فسرّني ذلك، إنّي علمت صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله».
قال داوود: وكان لي ابن عمّ معانداً ناصباً خبيثاً، بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكّة، فلمّا صرت في المدينة أخبرني
أبو عبد اللّه (علیه السلام) بذلك.
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 80)
أقول: تقدّم في باب عرض الأعمال على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة ما يرتبط بهذا الباب.
ص: 204
أقول: تقدّم في الباب 5 من أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام) ما يرتبط بهذا الباب.
(1251) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن عبداللّه قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن منصور بن بزرج، عن أبي بصير:
عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)(2) قال: «النجم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والعلامات الأئمّة من بعده (علیهم السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 23)
ص: 205
(1252) 2-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا أبو سعيد البصري قال: حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال: حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ (علیهم السلام):
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: صلّى بنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً صلاة الفجر، ثمّ انفتل وأقبل علينا يحدّثنا، فقال: «أيّها النّاس، من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسّك بالفرقَدَين».
قال: فقمتُ أنا وأبو أيّوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك، فقلنا: يا رسول اللّه مَن الشمس؟
قال: «أنا». فإذا هو (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضرب لنا مثلاً، فقال: «إنّ اللّه تعالى خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء، كلّما غاب نجم طلع نجم، فأنا الشمس، فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر».
قلنا: فمَن القمر؟
قال: «أخي ووصيّي ووزيري وقاضي دَيني وأبوولدي وخليفتي في أهلي عليّ بن أبي طالب».
قلنا: فمَن الفرقدان؟
قال: «الحسن والحسين». ثمّ مكث مليّاً وقال: «فاطمة هي الزهرة، وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيَّ الحوض».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 39)
ص: 206
(1253) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «مثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 207
(1254) 1- أبو جعفر الصدوق: قال: حدّثنا على بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:
عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (في احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون بمرو، فى فضل العترة الطاهرة) قال: «وأمّا التاسعة: فنحن أهل الذكر الّذين قال اللّه فى محكم كتابه: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(1)».
فقالت العلماء: إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى.
فقال أبو الحسن (علیه السلام): «سبحان اللّه، وهل يجوز ذلك؟! إذن يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنّه أفضل من دين الإسلام».
فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟
فقال: «نعم، الذكر رسول اللّه ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب اللّه عزّ وجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ)(2)، فالذكر رسول اللّه، ونحن أهله، فهذه التاسعة».
(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(1255) 2-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن احمد، عن الحسن بن عليّ بن
ص: 208
عبد الكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال:
سألت أبا عبد اللّه (علیه السلام) عن قول اللّه تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(1) من هم؟
قال: «نحن».
قلت: علينا أن نسألكم؟
قال: «نعم».
قال: قلت: فعليكم أن تجيبونا؟
قال: «ذاك إلينا».
(أمالي الطوسي: المجلس 35، الحديث 34)
ص: 209
(1256) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا محمّد بن الحسين قال حدّثنا أحمد بن غنم بن حكيم قال: حدّثنا شريح بن مسلمة [التنوخي الكوفي] قال: حدّثنا إبراهيم بن يوسف [بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي]، عن عبد الجبّار [بن العبّاس الشبامي الهمْداني]، عن [عثمان بن أبي زرعة المغيرة الكوفي أبي المغيرة] الأعشى الثقفي:
عن أبي صادق قال: قال لي عليّ (علیه السلام): «هي لنا - أو: فينا(2) - هذه الآية: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(3)».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 26)
ص: 210
(1257) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن ابن عبّاس، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «اللّهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل، فعليّ وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الصدوق: المجلس 13، الحديث 10)
ورواه أيضاً الصدوق، عن أبيه، عن الحسين بن محمّد بن عامر مثله.
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 6)
تقدّم تمامه مسنداً في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام).
(1258) 2-(2) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
ص: 211
كان النبيّ يقف عند طلوع كلّ فجرٍ على باب عليّ وفاطمة (علیهما السلام) فيقول: «الحمد للّٰه المُحسن المُجمل المُنعم المُفضل، الّذي بنعمته تتمّ الصالحات، سمع سامع بحمد اللّه ونعمته وحسن بلائه عندنا(1) نعوذ باللّه من النّار، نعوذ باللّه من صباح النّار، نعوذ باللّه من مساء
ص: 212
النّار، الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)».
(أمالي الصدوق: المجلس 29، الحديث 14)
(1259) 3-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عیسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن أبي حمزة:
عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): مَن آل محمّد؟
قال: «ذريّته».
فقلت: مَن أهل بيته؟
قال: «الأئمّة الأوصياء».
فقلت: مَن عترته:
قال: «أصحاب العباء».
فقلت: مَن اُمّته؟
قال: «المؤمنون الّذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ وجلّ، المتمسّكون بالثقلين الّذين أمِروا بالتمسّك بهما: كتاب اللّه، وعترته أهل بيته الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهما الخليفتان على الاُمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 10)
(1260) 4-(3) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن
ص: 213
ص: 214
عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس الهمداني، عن عمّار بن أبي معاوية الدهني، عن عمرة بنت أفعي قالت:
سمعت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها تقول: نزلت هذه الآية في بيتي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، قالت: وفي البيت سبعة: رسول اللّه، وجبرئيل، وميكائيل، وعليّ، وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه
ص: 215
عليهم. قالت: وأنا على الباب، فقلت: يا رسول اللّه، ألستُ من أهل البيت؟
قال: «إنّك من أزواج النبيّ». وما قال: «إنّك من أهل البيت».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 4)
(1261) 5- وبالسند المتقدّم عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان الأزدي قال: حدّثنا عبد اللّه بن خراش الشيباني، عن العوّام بن حوشب:
عن [جميع بن عمير] التّيمي قال: دخلت على عائشة فحدّثتنا أنّها رأت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهِب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 5)
(1262) 6-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي (رحمه اللّه) قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى بالكوفة، قال: حدّثنا عبدوس بن محمّد الحضرمي قال: حدّثنا محمّد بن فرات، عن أبي إسحاق، عن الحارث:
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يأتينا كلّ غداة فيقول:
ص: 216
الصلاة رحمكم اللّه، الصَّلاة، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1).
(أمالي المفيد: المجلس 38، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 47)
(1263) 7-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن عمّار قال: حدّثنا هلال أبو أيّوب الصيرفي(3) قال:
سمعت عطيّة العوفي يذكر أنّه سأل أبا سعيد الخدري عن قول اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(4)، فأخبره أنّها نزلت في رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 30)
ص: 217
ص: 218
(1264) 8-(1) وبالسند المتقدّم عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمّد الأزدي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد النّور بن عبد اللّه بن سنان(2) قال: حدّثنا سليمان بن قرم قال: حدّثني أبو الجحّاف [داوود بن أبي عوف] وسالم بن أبي حفصة، عن نفيع أبي داوود [السبيعي]:
ص: 219
عن أبي الحمراء قال: شهدت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أربعين صباحاً يجيء إلى باب عليّ وفاطمة (علیهما السلام) فيأخذ بعضادتي الباب، ثمّ يقول: «السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه وبركاته، الصلاة يرحمكم اللّه (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 39)
(1265) 9-(2) وعن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن عبداللّه بن مغيرة(3)مولى أُمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم):
ص: 220
[عن أُمّ سلمة] أنّها قالت: نزلت هذه الآية في بيتها (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن أرسل إلى عليّ رسول وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام)، فلمّا أتوه اعتنق عليّاً بيمينه، والحسن بشماله، والحسين على بطنه، وفاطمة عند رجله، فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً». قالها ثلاث مرّات.
قلت: فأنا، يا رسول اللّه.
فقال: «إنّك على خير إن شاء اللّه».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 20)
ص: 221
(1266) 10- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة، عن،معروف عن أبي الطفيل:
عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في خطبة له (علیه السلام)) قال: «أنا من أهل البيت الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 40)
يأتي تمامه في تاريخ الإمام الحسن (علیه السلام).
(1267) 11- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الدعبليّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن أُمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي، كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عندي فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام)، وجاء جبرئيل (علیه السلام) فمدّ عليهم كساءً فدكيّاً، ثمّ قال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، اللّهم أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
قال جبرئيل: وأنا منكم يا محمّد.
فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وأنت منّا يا جبرئيل».
قالت أُمّ سلمة: فقلت: يا رسول اللّه، وأنا من أهل بيتك، وجئت لأدخل معهم، فقال: «كوني مكانك يا أُمّ سلمة، إنّك إلى خير، أنت من أزواج نبي اللّه».
فقال جبرئيل: اقرأ يا محمّد: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(علیهم السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 34)
ص: 222
(1268) 12- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير حيث يقول اللّه تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، غيري وزوجتي وابنَيّ»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
سيأتي تمامه في باب الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم، من أبواب الحوادث والفتن.
(1269) 13-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن عبیداللّه العرزمي، عن أبيه، عن عثمان [بن عمير] أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان:
عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) (في حديث) قال: «ولمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في كساء لأُمّ سلمة رضي اللّه عنها خيبري، ثمّ قال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وأُمّي». (أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 9)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).
(1270) 14- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمان الهمْداني بالكوفة وسألته، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن كثير:
ص: 223
عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن الحسن بن عليّ (علیه السلام) (في حديث) قال: «وقد قال اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1). فلمّا نزلت آية التطهير، جمعنا رسول اللّه أنا وأخى وأُمّى وأبي، فجلّلنا ونفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري، وذلك في حجرتها وفي يومها، فقال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، وهؤلاء أهلي وعترتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
فقالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: أدخل معهم يا رسول اللّه؟
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لها: يرحمك اللّه، أنت على خير وإلى خير، وما أرضاني عنك ! ولكنّها خاصة لي ولهم.
ثمّ مكث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد ذلك بقيّة عمره حتّى قبضه اللّه إليه، يأتينا كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول: «الصلاة يرحمكم اللّه، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)».
(أمالي الطوسي: المجلس 21، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).
(1271) 15- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عبّاس قال: كنت عند معاوية - وقد نزل بذى طوى - فجاءه سعد بن أبي وقّاص فسلّم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقّاص، و هو صديق لعليّ. قال: فطأطأ القوم رؤوسهم وسبّوا عليّاً (علیه السلام)، فبكى سعد، فقال معاوية: ما الّذى أبكاك؟
قال: و لم لا أبكى لرجل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يُسبّ عندك ولا أستطيع أن أغيّر، وقد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال:) والخامسة: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
ص: 224
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، فدعا النبيّ عليّاً وحسناً و حسيناً وفاطمة (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)
يأتي تمامه في باب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 225
(1272) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة، عن معروف، عن أبي الطفيل:
عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) (في حديث) قال: «أنا من أهل البيت الّذين افترض اللّه مودّتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل على محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً)(2) و اقتراف الحسنة مودّتنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 40)
يأتي تمامه في تاريخ الإمام الحسن (علیه السلام).
(1273) 2-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري
ص: 226
قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم:
عن عمّار بن موسى الساباطي قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إنّ أبا أُميّة يوسف بن ثابت حدّث عنك أنّك قلت: «لا يضرّ مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل»؟
فقال (علیه السلام): «إنّه لم يسألني أبوأُميّة عن تفسيرها، إنّما عنيت بهذا: أنّه مَن عرف الإمام من آل محمّد (علیهم السلام) و تولّاه، ثمّ عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قُبل منه ذلك، وضوعف له أضعافاً كثيرة، فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة، فهذا ما عنيت بذلك، وكذلك لا يقبل اللّه من العباد الأعمال الصالحة الّتي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الّذي ليس من اللّه تعالى».
فقال له عبداللّه بن أبي يعفور: أليس اللّه تعالى قال: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)(1)، فكيف لا ينفع العمل الصالح ممّن تولّى أئمّة الجور؟
فقال له أبو عبد (علیه السلام): «وهل تدري ما الحسنة الّتي عناها اللّه تعالى في هذه
ص: 227
الآية؟ هي واللّه معرفة الإمام وطاعته، وقال عزّوجلّ: (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(1)، وإنّما أراد بالسيّئة إنكار الإمام الّذي هو من اللّه تعالى».
ثمّ قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من اللّه وجاء منكراً لحقّنا جاحداً بولايتنا، أكبّه اللّه تعالى يوم القيامة في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 90)
ص: 228
(1274) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري قال: حدّثنا محمّد بن سهل قال: حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي قال: حدّثنا وُهَيب بن نافع قال: حدّثني كادح، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه:
عن عليّ (علیهم السلام) في قوله عزّ وجلّ: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)(2) قال: «ياسين محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونحن آل ياسين».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 1)
(1275) 2-(3) حدّثنا محمّد بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدّثني الحسين بن معاذ قال: حدّثنا سليمان بن داوود قال: حدّثنا الحكم بن ظهير، عن السدّي:
عن أبي مالك، في قوله عزّ وجلّ: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، قال: ياسين، محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 2)
(1276) 3-(4) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن
ص: 229
عليّ الإصبهاني قال: أخبرني محمّد بن أبي عمر النهدي قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن مروان، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح:
عن ابن عبّاس في قوله عزّوجلّ: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، قال: على آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 3)
(1277) 4- حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:
عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (في احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون بمرو، في فضل العترة الطاهرة) قال: «أخبروني عن قول اللّه عزّ وجلّ: (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(1)، فمن عنى بقوله (يس)»؟
قالت العلماء: يس محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يشكّ فيه أحد.
قال أبو الحسن (علیه السلام): «فإنّ اللّه أعطى محمّداً وآل محمّد (علیهم السلام) من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، وذلك أنّ اللّه لم يسلّم على أحد إلّا على
ص: 230
الأنبياء صلوات اللّه عليهم، فقال تبارك وتعالى: (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾(1) وقال: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)(2)، وقال: (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ)(3)، ولم يقل: «سلام علی آل نوح»، ولم يقل: «سلام على آل موسى»، ولا «على آل إبراهيم»، وقال: (سَلَامٌ عَلَى آل يَاسِينَ)(4) يعني آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ».
(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
ص: 231
(1278) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن رزين بن عثمان قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه (علیهم السلام):
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في قوله: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ)(2)، قال: «الصدق ولايتنا أهل البيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحدیث 17)
أقول: ومن الآيات النازلة في شأنهم (علیهم السلام)، آيات سورة الإنسان، أذكرها في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 232
(1279) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي:قال أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عليّ بن نجيح الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبوحفص الصائغ -قال أبو العبّاس: هو عمر بن راشد، أبو سليمان -:
عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) في قوله: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)(2) قال: «نحن من النعيم».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 49)
ص: 233
أقول: سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الخامس والثاني عشر.
(1280) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبي أيّوب سليمان بن مُقبل المديني، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:
عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «مَن جالَسَ لنا عائباً، أو مَدَح لنا قالياً أو واصَلَ لنا قاطِعاً، أو قَطَعَ لنا واصِلاً، أو والى لنا عَدُوّاً، أو عادى لنا وَلِيّاً، فقد كفر بالّذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم».
(أمالي الصدوق: المجلس 13، الحديث 7)
(1281) 2-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ قال: حدّثنا محمّد بن أيّوب قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام بن يوسف، عن عبداللّه بن سليمان النوفلي، عن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال:
ص: 234
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّوا اللّه لما يغذوكم به من نِعَمه، وأحبّوني لحُبّ اللّه عزّ وجلّ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 7)
(1282) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى
ص: 235
الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين (علیه السلام) قال:
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّوا اللّه بما يغدوكم به من نِعَمه، وأحبّوني لحبّ اللّه، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 70)
(1283) 4-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عمر بن إسحاق بن أبي حمّاد بن حفص القاضي بحلب، قال: حدّثنا محمّد بن المغيرة بن عبدالرحمان الحرّاني بحرّان، قال: حدّثنا أبو قتادة عبداللّه بن واقد التميمي قال: حدّثني شدّاد بن سعيد أبو طلحة الراسبي عن عيينة بن عبدالرحمان، عن رافع بن سحبان قال: حدّثني عبداللّه بن الصامت ابن أخي أبي ذرّ قال:
حدّثني أبوذرّ - وكان صغوه(2) وانقطاعه إلى عليّ (علیه السلام) وأهل هذا البيت - قال: قلت: يا نبيّ اللّه، إنّي أحبّ أقواماً ما أبلغ أعمالهم؟
قال: فقال: «يا أباذرّ، المرء مع مَن أحبّ، وله ما اكتسب».
قلت: فإنّي أحبّ اللّه ورسوله وأهل بيت نبيّه.
قال: «فإنّك مع مَن أحببت».
(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 5)
(1284) 5- وبالسند المتقدّم عن أبي ذرّ [قال:] كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في ملأ من
ص: 236
أصحابه، فقال رجال منهم: فإنّا نحبّ اللّه ورسوله، ولم يذكروا أهل بيته، فغضب (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «أيّها النّاس، أحبّوا اللّه عزّ وجلّ لما يغذوكم من نعمه وأحبّوني بحبّ ربّي، وأحبّوا أهل بيتي بحبّي، فوالّذي نفسي بيده، لو أنّ رجلاً صفن(1) بين الركن والمقام صائماً و راكعاً وساجداً ثمّ لقي اللّه عزّ وجلّ غير محبّ لأهل بيتي لم ينفعه ذلك».
قالوا: ومَن أهل بيتك يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - أو: أيّ أهل بيتك هؤلاء -؟
قال: «مَن أجاب منهم دعوتي، واستقبل قبلتي، ومن خلقه اللّه منّي ومن لحمي ودمي».
قال: فقال القوم: فإنّا نحبّ اللّه ورسوله وأهل بيت رسوله.
قال: «بخ بخ، فأنتم إذن منهم، أنتم إذن منهم ومعهم، والمرء مع من أحبّ، وله ما اكتسب».
(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 6)
(1285) 6- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « مَن سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّاً بعدي، وليوال أولياءه، وليعاد أعداءه».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 7)
(1286) 7-(2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم
ص: 237
بن هاشم، قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي، قال: حدّثنا أبو قتادة الحرّاني عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيّب:
عن ابن عبّاس قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان جالساً ذات يوم وعنده عليّ و فاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) فقال: «اللّهم إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بيتى وأكرم النّاس عَلَيّ، فأحبب من أحبّهم، وأبغض من أبغضهم، ووال من والاهم، وعاد من عاداهم، وأعن من أعانهم، واجعلهم مطهّرين من كلّ رجس، معصومين من كلّ ذنب، وأيّدهم بروح القدس».
(إلى أن قال:) ثمّ رفع (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده إلى السماء فقال: «اللّهم إنّي أشهدك أنّي محبّ لمن أحبّهم، ومبغض لمن أبغضهم، وسلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم، وعدوّ لمن عاداهم، ووليّ لمن والاهم».
(أمالي الصدوق: المجلس 73، الحديث 18)
يأتي تمامه في مناقب سيّدة النساء (علیها السلام).
(1287) 8-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عمر الزيّات قال: حدّثني عليّ بن إسماعيل قال: حدّثنا محمّد بن خلف قال حدّثنا الحسين [بن الحسن] الأشقر، قال: حدّثنا قيس [بن الربيع]، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) قال:
ص: 238
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي اللّه وهو يحبّنا، دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفتنا».
(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 1)
وعن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، عن عليّ بن إسماعيل، مثله، إلّا أنّ فيه: «إلّا بمعرفته بحقّنا».
(أمالى المفيد: المجلس 6، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز، قال: حدّثنا الحسين الأشقر مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّه من لقي اللّه يوم القيامة وهو يودّنا». وفيه: «لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفة حقّنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 16)
(1288) 9- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبداللّه الحسين بن محمّد البزّاز قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن عبداللّه
ص: 239
العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني، عن معمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أيّها النّاس الزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي اللّه بودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، فوالّذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفتنا وولايتنا».
(أمالى المفيد: المجلس 17، الحديث 4)
(1289) 10- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبوعبداللّه محمّد بن الحسن الجواني قال: أخبرني أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، [عن أبيه] قال: حدّثنا نصر بن أحمد قال: حدّثنا عليّ بن حفص(1) قال: حدّثنا خالد [بن مخلد أبو الهيثم البجلي] القطواني قال: حدّثنا يونس بن أرقم قال: حدّثنا عبد الحميد بن أبي الخنساء، عن زياد بن يزيد، عن أبيه، عن جدّه فروة الظفاري قال: سمعت سلمان يقول:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تفترق أُمّتي ثلاث فرق: فرقة على الحقّ لا ينقص الباطل منه شيئاً، يحبّوني ويحبّون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهب الجيّد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليهم لم يزده إلّا جودة» الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 3)
سيأتي تمامه في أبواب الحوادث والفتن.
(1290) 11-(2) أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا محمّد بن همّام
ص: 240
الإسكافي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن محمّد بن شريح قال:
سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «إنّ اللّه فرض ولايتنا، وأوجب مودّتنا، واللّه ما نقول بأهوائنا، ولا نعمل باٰرائنا، ولا نقول إلّا ما قال ربّنا عزّ و جلّ».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 4)
(1291) 12-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل، في صفر سنة عشر و أربع مئة، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور، ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند، فى شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومئتين، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن عمرو بن شمر:
عن يعقوب بن ميثم التمّار مولى عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: دخلت على أبي جعفر (علیه السلام) فقلت له: جعلت فداك يا ابن رسول اللّه، إنّي وجدت في كتب أبي:
ص: 241
أنّ عليّاً (علیه السلام) قال لأبي ميثم: «أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانياً، وابغض مبغض آل محمّد وإن كان صوّاماً قوّاماً، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1)، ثمّ التفت إليّ وقال: هُم واللّه أنت وشيعتك يا عليّ، وميعادك وميعادهم الحوض غداً، غرّاً محجّلين، مكتحلين متوّجين».
فقال أبو جعفر (علیه السلام): «هكذا هو عياناً في كتاب عليّ (علیه السلام)».
(أمالي الطوسي: الجلس 14، الحديث 57)
(1292) 13-(2) أخبرنا جماعة،عن أبي المفضّل قال: حدّثنا رجاء بن يحيى بن [سامان أبو] الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة وثلاث مئة وفيها مات، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال: حدّثني عبداللّه بن عبدالرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبداللّه بن أبي دبيّ الهنائي قال: حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه:
عن أبي ذرّ، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في وصيّته له) قال: «يا أباذرّ، اعبد اللّه كأنّك تراه، فإن كنت لاتراه فإنّه عزّ وجلّ يراك، واعلم أنّ أوّل عبادته المعرفة به بأنّه الأوّل قبل كلّ شيء، فلاشيء قبله، والفرد فلاثاني معه، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء وهو اللّه اللطيف الخبير، وهو على كلّ شيء قدير، ثمّ الإيمان بي والإقرار بأنّ اللّه عزّ وجلّ أرسلني إلى كافّة النّاس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى اللّه بإذنه وسراجاً منيراً، ثمّ حبّ أهل بيتي الّذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 19، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
ص: 242
(1293) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجى قال: حدّثنا بندار بن عبدالرحمان قال: حدّثنا سفيان، عن سهل بن الجرّاح(2)، عن عطاء بن يزيد [الليثي]، عن تميم الداري قال:
ص: 243
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الدين نصيحة».
قيل: لِمَن يا رسول اللّه؟
قال: «للّه ولرسوله ولكتابه، وللأئمّة في الدين، والجماعة المسلمين».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 34)
(1294) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا عبد الصمد بن محمّد قال: حدّثنا حنّان بن سدير قال: حدّثنا سديف المكّي قال: حدّثني محمّد بن عليّ الباقر قال: حدّثنا جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن فارق جماعة المسلمين فقد خَلَع رِبقة الإسلام من عُنُقه».
قيل: يا رسول اللّه، وما جماعة المسلمين؟
قال: «جماعة أهل الحقّ وإن قلّوا».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 3)
ص: 244
(1295) 3-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حمّاد بن عثمان، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال:
ص: 245
ص: 246
خطب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) النّاس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي فوعاها(1)، ثمّ بلغها(2) من
ص: 247
لم يسمعها فرُبّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
ثلاث لا يغلّ(1) عليهنّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل للّه، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون إخوة تتكافاً دماؤهم، يسعى(2) بذمّتهم أدناهم، هم يد على من سواهم».
(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 3)
ص: 248
(1296) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي قال: حدّثنا بكّار بن بشر قال: حدّثنا عليّ بن القاسم أبو الحسن الكندي، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي عبيدة، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عمّار بن ياسر قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أوصي من آمن بي وصدّقني بالولاية لعليّ، فإنّه من تولّاه تولّاني، ومن تولّاني تولّى اللّه، ومن أحبّه أحبّني، ومن أحبّني أحبّ اللّه، ومن أبغضه أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 29)
ص: 249
(1297) 2- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمدان الهمداني قال: حدّثنا مختار [بن نافع التيميّ] التمّار(1)، عن أبي حيّان [يحيى بن سعيد بن حيّان التيميّ الكوفي](2)، عن أبيه، عن عليّ (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من تولّى عليّاً فقد تولّاني، ومَن تولّاني فقد تولّى اللّه عزّ وجلٌ».
(أمالي الطوسى: المجلس 12، الحديث 19)
(129) 3-(3) حدّثنا أبو عبداللّه أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن محمّد بن
ص: 250
عبدالرحمان الضبّي قال:
سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقول: «ولايتنا ولاية اللّه الّتي لم يبعث نبيّ قطّ إلّا بها».
(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 19)
(1299) 4-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عبيد اللّه القصبانيّ، عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «إنّ ولا يتنا ولاية اللّه عزّ وجلّ الّتي لم يبعث نبيّ قطّ إلّا بها، إنّ اللّه عزّ اسمه عرض ولايتنا على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فلم يقبلها قبول أهل الكوفة، وإنّ إلى جانبهم لقبراً ما لقاه مكروب إلّا نفّس اللّه كربته، وأجاب دعوته، وقلّبه إلى أهله مسروراً».
(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 9)
ص: 251
(1300) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن يوسف بن عقيل:
عن إسحاق بن راهويه قال: لمّا وافى أبو الحسن الرضا (علیه السلام) نيسابور وأراد أن یرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول اللّه، ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك، وقد كان قعد في العماريّة، فأطلع رأسه وقال:
سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّد بن عليّ يقول: سمعت أبي عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: سمعت جبرئيل (علیه السلام) يقول:
سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: «لا إله إلّا اللّه حصني، فمن دخل حصني أمن من
عذابي».
فلمّا مرّت الراحلة نادانا: «بشروطها، وأنا من (2) شروطها».
(أمالي الصدوق: المجلس 41، الحديث 8)
ص: 252
(1301) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو نصر الليث بن محمّد بن الليث العنبري، إملاءً من أصل كتابه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستّين ومئتين، قال:
حدّثنا خالي أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: كنت مع الرضا (علیه السلام) لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلمّا سار إلى المرتعة(2) تعلّقوا بلجام بغلته وقالوا: يا ابن رسول اللّه، حدِّثنا بحقّ آبائك الطاهرين، حدّثنا عن آبائك صلوات اللّه عليهم أجمعين.
فأخرج رأسه من الهودج و عليه مطرف(3) خزّ، فقال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة، عن أبيه أمير المؤمنين، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: أخبرني جبرئيل الروح الأمين: عن اللّه تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه قال: «إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا وحدي،
ص: 253
عبادي فاعبدوني، وليعلم مَن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه مخلصاً بها، أنّه قد دخل حصني، ومَن دخل حصني أمن عذابي».
قالوا: يا ابن رسول اللّه، وما إخلاص الشهادة للّه؟
قال: «طاعة اللّه ورسوله، وولاية أهل بيته (علیهم السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 25، الحديث 9)
(1302) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثني عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر:
عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال: «بني الإسلام على خمس دعائم: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، وولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده صلوات اللّه عليهم».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 14)
(1303) 4-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن عليّ بن معبد، عن عبداللّه
ص: 254
بن القاسم، عن مدرك(1) بن عبدالرحمان، عن أبي عبداللّه الصادق، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الإسلام عریان، فلباسه الحياء، وزينته الوفاء(2)، و مروءته العمل الصالح، وعِماده الوَرَع، ولكلّ شيء أساس وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت».
(أمالي الصدوق: المجلس 45 الحديث 17)
(1304) 5-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين البصير قال: حدّثنا أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدّثنا عبداللّه بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: «لمّا قضى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مناسكه من حجّة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول: «لا يدخل الجنّة إلّا مَن كان مسلماً».
فقام إليه أبو ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) فقال: يا رسول اللّه، وما الإسلام؟
ص: 255
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الإسلام عریان، لباسه التقوى، وزينته الحياء، وملاكه الورع، و جماله(1) الدين، وثمره العمل الصالح، ولكلّ شيء أساس، وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 35)
(1305) 6-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي:
ص: 256
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) قال: «بني الإسلام على خمسة(1)دعائم: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت الحرام(2)، والولاية لنا أهل البيت».
(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، مع مغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 5)
(1306) 7-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوالطيّب محمّد بن أحمد الثقفي قال: قرأت على أبي الحسين عليّ بن الحجّاج(4)، و هو ينظر في كتابه، قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن عليّ بن إبراهيم العمري(5):قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حرب الطائي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبداللّه بن الحارث:
عن العبّاس بن عبد المطّلب قال: قلت: يا رسول اللّه، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا
تلاقوا بوجوه مستبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟!
ص: 257
فغضب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، لايدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبّكم للّه ولرسوله».
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 29)
(1307) 8- حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا عمّي قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر بن يزيد:
عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) (في حديث) قال: «حبّنا أهل البيت نظام الدّين».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 29)
يأتي تمامه في تاريخ الإمام الباقر (علیه السلام).
(1308) 9- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعراني بجرجان، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد اللّه.
قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد (علیهم السلام)، وقالا جميعاً: عن آبائهما، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «بُني الإسلام على خمس خصال: على الشهادتين والقرينتين».
قيل له: أمّا الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟
قال: «الصلاة والزكاة، فإنّه لا يقبل أحدهما إلّا بالأخرى، والصيام، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، وختم ذلك بالولاية، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(1)».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 42)
أقول: سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الخامس.
ص: 258
أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل، ويأتي أيضاً في باب حبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخه.
(1309) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن النضر بن شُعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن القَندي(2)، عن جابر بن يزيد الجعفي:
عن أبي جعفر، عن آبائه (علیهم السلام) قال: جاء رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، أكُلّ من قال لا إله إلّا اللّه، مؤمن؟
قال: إنّ عداوتنا تُلحِق باليهود والنصارى، إنّكم لا تدخلون الجنّة حتى تحبّونى، وكذب من زَعَم أنّه يحبّني ويبغض هذا، - يعني عليّاً (علیه السلام)-».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 18)
(1310) 2-(3) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي قال: حدّثنا محمّد بن تميم، عن الحسن بن عبدالرحمان، عن محمّد بن عبدالرحمان، عن الحكم بن عُتَيبة، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه قال:
ص: 259
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحبّ إليه من أهله، وعترتي أحبّ إليه من عترته، وذاتي أحبّ إليه من ذاته».
قال: فقال رجل من القوم: يا أبا عبدالرحمان، ما تزال تجيء بالحديث يُحيى اللّه به القلوب.
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 9)
(1311) 3-(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:
ص: 260
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أراد التوسّل إليّ وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم».
(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 4)
(1312) 4-(1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد، عن عمّه محمّد بن عمر، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من وصل أحداً من أهل بيتي في دار هذه الدنيا بقيراط، كافيته يوم القيامة بقِنطار».
(أمالي الصدوق: المجلس 62، الحديث 14)
ص: 261
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق، مثله، إلّا أنّ فيه: «في دار الدنيا».
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 41)
(1313) 5- أبو جعفر الصدوق بأسانيده عن الأعمش، عن أبي جعفر المنصور قال: حدّثني والدي، عن أبيه، عن جدّه (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهمّ إنّكَ تعلم أنّ الحسن في الجنّة، والحسين في الجنّة، وجدّهما في الجنّة، وجدّتهما في الجنّة، وأباهما في الجنّة، وأمّهما في الجنّة، وعمّهما في الجنّة، وعمّتهما في الجنّة، وخالهما في الجنّة، وخالتهما في الجنّة، اللّهم إنّك تعلم أنّ مَن يحبّهما في الجنّة، ومَن يبغضهما في النّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 2)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب 2 - مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام) - من أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام).
(1314) 6-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل قال: حدّثنا أبو زُرعة قال: حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة العَبَسي قال: حدّثنا عبداللّه بن نمير، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي سليمان زيد بن وهب، عن عبداللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النّار».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 8)
(1315) 7-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد الفزاري، عن عبّاد بن يعقوب، عن منصور بن أبي نويرة، عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي قدامة الفدّاني قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن مَنّ اللّه عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم، فقد جمع اللّه
ص: 262
له الخير كلّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 9)
(1316) 8-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): «من أقام فرائض اللّه، واجتنب محارم اللّه، وأحسن الولاية لأهل بيت نبيّ اللّه، وتبرّأ من أعداء اللّه عزّ وجلّ، فليدخل من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 10)
(1317) 9- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه بن أبي خلف الأشعري قال: حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام):
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد وُلد آدم، وأنت يا عليّ و الأئمّة من بعدك سادة أُمّتي، من أحبّنا فقد أحبّ اللّه، ومن أبغضنا فقد أبغض اللّه، ومن والانا فقد والى اللّه، ومن عادانا فقد عادى اللّه، ومن أطاعنا فقد أطاع اللّه، ومَن عصانا فقد عصى اللّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 16)
(1318) 10-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المِنقَري، عن
ص: 263
حَفص بن غياث النَخَعي القاضي:
عن أبي عبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث) قال: «كان فيما ناجاه اللّه تعالى به أن قال له: «يا موسى، لا أقبَلُ الصلاة إلّا ممّن(1) تواضَعَ لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذِكري، ولم يَبِت مُصرّاً على الخطيئة، وعرف حقّ أوليائي وأحبّائى».
فقال موسى: ربّ تعني بأحبّائك وأوليائك، إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟
فقال عزّ وجلّ: «هم كذلك يا موسى، إلّا أنّني أردتُ مَن مِن أجله خَلَقتُ آدم وحوّاء، ومَن مِن أجله خلقتُ الجنّة والنّار».
فقال موسى: ومَن هو يا ربّ؟
قال: «محمّد أحمد شَقَقتُ اسمه من اسمي، لأنّي أنا المحمود».
فقال موسى: يا ربّ اجعلني من أُمّته.
قال: «أنت يا موسى من أُمّته إذا عرفتَه وعرفتَ منزلته ومنزلة أهل بيته، إنّ مَثَله ومَثَل أهل بيته فيمن خلقتُ، كَمَثَل الفَردَوس في الجنان، لا يَيْبس ورقها ولا يتغيّر طعمها، فمن عرفهم وعرف حقّهم جعلت له عند الجهل حِلمًا، وعند الظلمة نُوراً، أجيبه قبل أن يَدعُوني، وأعطيه قبل أن يسألني» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 95، الحديث 2)
تقدّم تمامه في قصّة موسى وهارون (علیهما السلام).
(1319) 11- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن أحمد بن علويّة، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا توبة بن الخليل قال: أخبرنا عثمان بن عيسى قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان:
عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «بينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلمّا ركب قال له بعض أصحابه: رأيناك يا رسول اللّه صنعت ما لم تكن
ص: 264
تصنعه؟!
قال: نعم، أتاني جبرئيل (علیه السلام) فبشّرني أنّ عليّاً في الجنّة، فسجدت شكراً للّه تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: وفاطمة في الجنّة، فسجدت شكراً للّه تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، فسجدت شكراً لله تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: ومن يحبّهم في الجنّة، فسجدت للّه تعالى شكراً، فلمّا رفعت رأسي قال: ومَن يحبّ مَن يحبّهم في الجنّة، [فسجدت شكرا للّه تعالى].
(أمالى المفيد: المجلس 3، الحديث 2)
(1320) 12-(1) أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عمر بن أسلم قال: حدّثنا سعيد بن يوسف البصري، عن خالد بن عبدالرحمان المدائني، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى:
عن بن أبي ذرّ الغفاري (رضی اللّه عنه) قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده وقال: «يا عليّ، من أحبّنا فهو العربيّ، ومن أبغضنا فهو العلج، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف، ومن كان مولده صحيحاً، وما على ملّة إبراهيم (علیه السلام) إلّا نحن وشيعتنا، وسائر النّاس منها برآء، و(2) إنّ للّه ملائكة يهدمون سيّئات شيعتنا كما يهدم القَدوم البنيان».
(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 4)
ص: 265
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «كما يهدم القوم البنيان». (أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 24)
(1321) 13-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا أبو الحسن التميمي، عن سبرة بن زياد، عن الحكم بن عتيبة [الكندي مولاهم الكوفي]:
عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقلت: السلام عليّك يا أمير المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته، كيف أمسيت؟
قال: «أمسيت محبّاً لمحبّنا، مبغضاً(2) لمبغضنا، وأمسى محبّنا مغتبطاً برحمة من اللّه كان ينتظرها، وأمسى عدوّنا يرمس(3) بنيانه على شفا جُرُف هار، فكأنّ(4) ذلك الشّفا قد انهار به في نار جهنّم، وكأنّ أبواب الجنّة(5) قد فتحت لأهلها، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، والتعس لأهل النّار والنّار لهم.
يا حنش، من سرّه أن يعلم أمحبّ لنا أم مبغض، فليمتحن قلبه، فإن كان يحبّ وليّنا(6) فليس بمبغض لنا، وإن كان يبغض وليّنا فليس بمحبّ لنا، إنّ اللّه تعالى أخذ
ص: 266
ميثاقاً(1) لمحبّنا بمودّتنا، وكتب في الذكر اسم مبغضنا، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء».
(أمالي المفيد: المجلس 39، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسى: المجلس 4 الحديث 26)
(1322) 14-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ [بن الحسن](3)الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسيح(4) بن محمّد قال: حدّثني أبو عليّ بن أبي عمرة(5) الخراساني، عن إسحاق بن إبراهيم:
عن أبي إسحاق السبيعي قال: دخلنا على مسروق بن الأجدع فإذا عنده ضيف له لانعرفه، وهما يطعمان من طعام لهما، فقال الضيف: كنت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بحنين(6)، فلمّا قالها عرفنا أنّه كانت له صحبة مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قال: فجاءت صفيّة بنت حُييّ بن أخطب(7) إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): فقالت: يا رسول اللّه إنّي لست
ص: 267
كأحد من نسائك، قتلت الأب والأخ والعمّ، فإن حدث بك حدث(1) فإلى من؟
فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « إلى هذا». وأشار إلى عليّ بن أبي طالب.
قال:(2) ألا أحدّثكم بما حدّثني به الحارث الأعور؟
قال: قلنا: بلى.
قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ(3) بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك يا أعور»؟
قال: قلت: حبّك يا أمير المؤمنين.
قال: «اللّه»؟
قلت: اللّه.
فناشدني ثلاثاً، ثمّ قال: أمّا إنّه ليس عبد من عباد اللّه ممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان إلّا وهو يجد مودّتنا على قلبه فهو يحبّنا، وليس عبد من عباد اللّه ممّن سخط اللّه عليه إلّا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبّنا ينتظر الرّحمة، وكان(4) أبواب الرّحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شرف جرف هار فانهار به في نار جهنّم، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النّار مثواهم».
(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 3)
ص: 268
(1323) 15-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب:
عن صالح بن ميثم التمّار (رحمه اللّه) قال: وجدت في كتاب ميثم (رضی اللّه عنه) يقول: تمسّينا ليلة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال لنا: «ليس من عبد امتحن اللّه قلبه بالإيمان إلّا أصبح يجد مودّتنا على قلبه، ولا أصبح عبد ممّن سخط اللّه عليه إلّا يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحبّ المؤمن لنا، ونعرف بغض المبغض لنا، و أصبح محبّنا مغتبطاً بحبّنا برحمة من اللّه ينتظرها كلّ يوم، وأصبح مبغضنا يؤسّس بنيانه على شرف جرف هار، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنّم، وكأنّ أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئاً لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النّار مثواهم، إنّ عبداً لن يقصر في حبّنا لخير جعله اللّه في قلبه، ولن يحبّنا من يحبّ مبغضنا، إنّ ذلك لا يجتمع في قلب واحد، و (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)(2)، يحبّ بهذا قوماً، ويحبّ بالآخر عدوّهم، والّذي يحبّنا فهو
ص: 269
يخلص حبّنا كما يخلص الذهب لاغشّ فيه.
نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصيّ الأوصياء(1)، وأنا حزب اللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحبّ أن يعلم حاله في حبّنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حبّ من أَلَب(2) علينا فليعلم أنّ اللّه عدوّه وجبرئيل وميكائيل، واللّه عدوّ للكافرين».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 56)
(1324) 16-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا موسى بن زياد، عن يحيى بن يعلى، عن أبي خالد الواسطي، عن أبي هاشم الخولاني، عن زاذان قال:
سمعت سلمان رحمة اللّه عليه يقول: لا أزال أحبّ عليّاً (علیه السلام)، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يضرب فخذه ويقول: «محبّك لي محبّ، ومحبّي للّه محبّ، ومبغضك لي مبغض، ومبغضي للّه تعالى مبغض».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 26)
(1325) 17-(4) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا ابن الجعابي قال: حدّثني محمّد بن أحمد الكاتب قال: حدّثني أحمد بن يحيى الأودي قال: حدّثنا
ص: 270
حسن بن حسين الأنصاري قال: حدّثنا يحيى بن يعلى، عن عبيد اللّه بن موسى، عن أبي هاشم الرمّاني، عن أبي البختري:
عن زاذان قال: قال لي سلمان: يا زاذان، أحبّ عليّاً، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضرب فخذه وقال: «محبّك محبّي ومحبّي محبّ اللّه، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض اللّه عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 68)
(1326) 18- حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا عمّي قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن المثنىّ، عن أبيه، عن عثمان بن زید:
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: خدمت سيّدنا الإمام أبا جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) ثماني عشرة سنة، فلمّا أردت الخروج ودّعته وقلت: أفدني.
فقال: «بعد ثماني عشر سنة يا جابر»؟!
قلت: نعم، إنّكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره.
فقال: «یا جابر، بلّغ شيعتى عنّى السلام وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين اللّه عزّ وجلّ، ولا يُتقرّب إليه إلّا بالطاعة له.
یا جابر، من أطاع اللّه وأحبّنا فهو وليّنا، ومن عصى اللّه لم ينفعه حبّنا» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 29)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(1327) 19-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوالحسین زید بن محمّد بن جعفر
ص: 271
السلمي إجازة، قال: حدّثنا أبو عبداللّه الحسين بن الحكم الكندي(1) قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري قال: حدّثنا خالد بن العلاء:
عن المنهال بن عمرو قال: كنت جالساً مع محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) إذ جاءه رجل فسلّم عليه فردّ عليه السلام (إلى أن قال:) فقال له الرجل: واللّه إنّي لأحبّكم أهل البيت. قال: «فاتّخذ للبلاء جلباباً، فواللّه إنّه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدأ البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 7)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الباقر (علیه السلام).
(1328) 20-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قال:
ص: 272
سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «واللّه لأذودنّ بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعداءنا، ولأوردنّه(1) أحبّاءنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 40)
(1329) 21-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الحارثي قال: حدّثنا أحمد بن صبيح قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهمداني، عن الحسين بن مصعب قال:
سمعت جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «مَن أحبّنا للّه، وأحبّ محبّنا لالغرض دنيا يصيبها منه، وعادى عدوّنا لا لإحنة(3) كانت بينه وبينه، ثمّ جاء يوم القيامة عليه من الذنوب مثل رمل عالج وزَبَد البحر، غفرها اللّه تعالى له».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 11)
(1330) 22- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسين البصري البزّاز قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهدي، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإنّ اللّه تعالى ليتحمّل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلّا ما كان
ص: 273
منهم فيها على إصرار وظُلم للمؤمنين، فيقول للسيّئات: كوني حسنات».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 26)
(1331) 23-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: أخبرنا عليّ بن صالح قال: حدّثنا سفيان بيّاع الحرير قال: حدّثنا عبدالمؤمن الأنصاري، عن أبيه، عن أنس بن مالك (في حديث) قال:
لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «يا أنس، تحبّ عليّاً»؟
قلت: يا رسول اللّه، واللّه إنّي لأحبّه لحبّك إيّاه.
فقال: «أما إنّك إن أحببته أحبّك اللّه، وإن أبغضته أبغضك اللّه، وإن أبغضك اللّه أولجك في النّار».
(أمالي الطوسي المجلس 9، الحديث 3)
يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1332) 24-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي قال: حدّثنا بكّار بن بشر قال: حدّثنا حمزة الزيّات، عن عبداللّه بن شريك، عن بشر بن غالب [بن جنادة الأسدي الكوفي]:
عن الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: «مَن أحبّنا للّه، وردنا نحن وهو على نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم)
ص: 274
هكذا - وضمّ إصبعيه - ومن أحبّنا للدنيا، فإنّ الدنيا تسع البرّ والفاجر».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 47)
(1333) 25-(1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآئي قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عبداللّه بن أحمد بن عامر، قال: حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المحبّ لأهل بيتي، والموالي لهم والمعادي فيهم، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم فيا ينوبهم من أمورهم».
(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 74)
ص: 275
(1334) 26-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الدعبليّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:
ص: 276
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريّتي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 30)
(1335) 27- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآئي قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر (علیه السلام) قال:
إنّ رجلاً جاء إلى سيّدنا الصادق (علیه السلام) فشكا إليه الفقر، فقال: «ليس الأمر كما ذكرت، وما أعرفك فقيراً».
قال: واللّه يا سيّدي ما استبيت(1)، وذكر من الفقر قطعة، والصادق يُكذِّبه، إلى أن قال له: «خبِّرني لو أُعطيتَ بالبراءة منّا مئة دينار، أنت تأخذ»؟
قال: لا. إلى أن ذكر ألوف دنانير، والرجل يحلف أنه لا يفعل، فقال له: «مَن
ص: 277
معه سلعة يُعطى بها هذا المال لا يبيعها، هو فقير»؟!
(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 31)
(1336) 28-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن الصوّاف قال: حدّثنا إسحاق بن عبداللّه بن سلمة قال: حدّثنا زيد بن عبدالغفّار الطيالسي قال: حدّثنا حسين بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن عمّه عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن أخيه موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):
عن عليّ بن أبي طالب زوج فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أيّما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة، فلم يُكافئه عليها، فأنا المكافئ له عليها».
(أمالي الطوسي: المجلس: 12، الحديث 76)
(1337) 29-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي الكوفي نزيل أسوان بها، سنة ثماني عشرة وثلاث مئة، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحمان أبو جعفر الذهلي الكوفي بمصر، قال: حدّثنا
ص: 278
عبدالرحمان بن أبي حمّاد المقرئ قال: حدّثنا أبو العلاء الخفّاف يعني خالد بن طهمان:
عن شجرة قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام): «يا شجرة، بحبّنا تُغفر لكم الذنوب».
(أمالي الطوسى: المجلس 16، الحديث 16)
(1338) 30-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن أبي معشر الحرّاني إجازة، قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدّي الفزاري الكوفي قال: حدّثنا عاصم بن حميد الحنّاط(2)، عن فضيل الرسّان، عن نفيع أبي داوود السبيعي قال:
حدّثنا أبو عبداللّه الجدلي قال: قال لي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «ألا أحدّثك - يا أبا عبداللّه - بالحسنة الّتي مَن جاء بها أمن من فزع يوم القيامة، والسيّئة الّتي مَن جاء بها أكبّ اللّه وجهه في النّار»؟
ص: 279
قلت: بلى يا أمير المؤمنين.
قال: «الحسنة حبّنا، والسيّئة بغضنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 51)
(1339) 31- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو نصر بشر بن محمّد بن نصر بن الليث البلخى العنبري قال: حدّثنا أحمد بن عبدالصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستّين ومئتين، قال: حدّثنا خالي عبد السلام بن صالح أبو الصلت قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تعالى تكفّل لي في أهل بيتي لمن لقيه منهم لا يشرك به شيئاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 18 الحديث 38)
(1340) 32-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن إسحاق بن العبّاس بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد العلوي ب-«ديبل»(2)، قال: حدّثنا محمّد بن
ص: 280
الحسن بن بيان، عن حمران المدائني قاضي تفليس، قال: حدّثني جدّي لأُمّي شريف بن سابق التفليسي قال: حدّثنا الفضل بن أبي قرّة التميمي، عن جابر الجعفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن أبي ذرّ قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدنٍ الّتي غرسها ربّي، فليتولّ عليّاً بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالأئمّة من بعده، فإنّهم عترتي، خلقهم اللّه من لحمي ودمي، وحباهم فهمي وعلمي، ويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي، لا أنالهم اللّه شفاعتي».
(أمالي الطوسي: المجلس 23، الحديث 9)
(1341) 33- وعن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن عيسى بن محمّد بن الفرّاء
ص: 281
الكبير سنة عشر وثلاث مئة، قال: حدّثنا القاسم بن إسماعيل الأنباري قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد قال: حدّثنا معتب مولى عبداللّه بن مسلم(1)، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام):
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: جاء أعرابي إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، هل للجنّة من ثمن؟
قال: «نعم».
قال: ما ثمنها؟
قال: «لا إله إلّا اللّه، يقولها العبد الصالح مخلصاً بها»(2).
قال: وما إخلاصها؟
قال: «العمل بما بُعثتُ به في حقّه، وحبّ أهل بيتي».
قال: وحبّ أهل بيتك لمن حقّها؟
قال: «أجل، إنّ حبّهم لأعظم حقّها».
(أمالي الطوسي: المجلس 24، الحديث 12)
(1342) 34- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة الطبري قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حاتم القزويني قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر المخزومي قال: حدّثنا محمّد بن شمون البصري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان قال: حدّثنا الحسين بن زيد:
عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام) قال: «مَن أعاننا بلسانه على عدوّنا أنطقه اللّه بحجّته يوم موقفه بين يديه عزّ وجلّ».
(أمالي المفيد: المجلس 4 الحديث 7)
ص: 282
(1343) 35-(1) أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة قال: حدّثنا أحمد بن عبداللّه، عن جدّه أحمد بن [أبي] عبداللّه قال: حدّثني أبي، عن داوود بن النعمان، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه:
عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) أنّه قال: «مَن أحبّنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة الّتي نحن فيها، ومن أحبّنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة، ومَن أحبّنا بقلبه وكفّ بيده ولسانه فهو في الجنّة».
(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 8)
(1344) 36-(2) أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبداللّه
ص: 283
الحسين بن محمّد الأسدي قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني قال: حدّثني أبو المقوم يحيى بن ثعلبة الأنصاري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زِرّ بن حُبَيش:
عن عبداللّه بن مسعود قال: كُنّا مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بعض أسفاره، إذ هتف بنا أعرابيّ بصوت جهوريّ فقال: يا محمّد ! فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما تشاء»؟
فقال: المرء يحبّ القوم ولا يعمل بأعمالهم؟
فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «المرء مع مَن أحبّ».
فقال: يا محمّد، اعرض عَلَىّ الإسلام.
فقال: «اشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّي رسول اللّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحجّ البيت».
فقال: يا محمّد، تأخذ على هذا أجراً؟
فقال: «لا، إلّا المودّة في القربي».
قال: قرباي أو قرباك؟
قال: «بل قرباي».
قال: هلمّ يدك حتّى أبايعك، لاخير فيمن لا يودّك، ولا يودّ قرباك.
(أمالى المفيد: المجلس 19، الحديث 2)
ص: 284
(1345) 37- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال أخبرنا محمّد بن أحمد بن نصر أبو عبد اللّه التيملي التمّار [الكوفي] قال: حدّثني أبي قال:
حدّثني موسى بن عبد اللّه بن الحسن، عن أبيه، عن آبائه قال: أتى رجل النبيّ (علیه السلام) فقال: يا رسول اللّه، رجل يحبّ مَن يصلّي ولا يصلّي إلّا الفريضة، ويحبّ من يتصدّق ولا يتصدّق إلّا بالواجب، ويحبّ مَن يصوم ولا يصوم إلّا شهر رمضان؟
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «المرء مع من أحبّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 17)
ص: 285
(1346) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن السِّندي، عن عليّ بن الحكم، عن فُضيل بن عثمان:
عن أبي الزبير المكّي قال: رأيت جابراً متوكئاً على عصاه وهو يدور في سِكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: «عليّ خير البَشَر، فمَن أبى فقد كَفَر، يا معشر الأنصار أدِّبوا أولادكم على حُبّ عليّ، فَمَن أبى فانظُروا في شأن أُمّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 6)
(1347) 2-(2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن زياد الأزدي، عن إبراهيم بن زياد الكرخي:
عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «علامات ولد الزنا ثلاث: سوء
ص: 286
المحضر، والحنين(1) إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 22)
(1348) 3- حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر، عن سعد الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبداللّه بن عبّاس
قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت خليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد موتي (إلى أن قال:) يا عليّ، إنّ اللّه طهّرنا واصطفانا، لم يلتقِ لنا أبوان على سفاح قطّ من لدُن آدم، فلا يحبّنا إلّا من طابت ولادته».
(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1349) 4-(2) حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد قال: حدّثنا أبو القاسم عبدالرحمان الكوفي و أبويوسف يعقوب بن يزيد الأنباري الكاتب، عن أبي محمّد عبداللّه الغفاري، عن الحسين بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن
ص: 287
آبائهم (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّنا أهل البيت فليحمد اللّه على أوّل النعم».
قيل: وما أوّل النعم؟
قال: «طيب الولادة، ولا يحبّنا إلّا من طابت ولادته».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 12)
(1350) 5-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم بن عليّ العلوي النصيبي العبد الصالح (رحمه اللّه) قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي العبّاسي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن زيد وعبد اللّه بن إبراهيم الجعفري، جميعاً عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ (علیهم السلام) قال:
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أباذرّ، من أحبّنا أهل البيت فليحمد اللّه على أوّل النعم».
قال: یا رسول اللّه، وما أوّل النعم؟
قال: «طيب الولادة، إنّه لا يحبّنا أهل البيت إلّا من طاب مولده».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 24)
(1351) 6-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن أبي محمّد الأنصاري، عن غير واحد:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: «مَن أصبح يجد بَرد حبّنا على قلبه، فليحمد اللّه على بادئ النعم».
قيل: وما بادئ النعم؟
فقال: «طيب المولد».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 13)
ص: 288
(1352) 7-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم،عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبیداللّه بن صالح، عن زيد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، من أحبّني وأحبّك وأحبّ الأئمّة مِن وُلدك فليحمد اللّه على طيب مولده، فإنّه لا يحبّنا إلّا من طابت ولادته، ولا يبغضنا إلّا مَن خبثت ولادته».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 14)
(1353) 8-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن المفضّل بن عمر قال:
ص: 289
سمعت الصادق (علیه السلام) يقول لأصحابه: «من وجد برد حبّنا على قلبه، فليكثر الدعاء لأمّه، فإنّها لم تخن أباه».
(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 5)
(1354) 9-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عمر بن أسلم قال: حدّثنا سعيد بن يوسف البصري، عن خالد بن عبدالرحمان المدائني، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى:
عن أبي ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده وقال: «يا عليّ، من أحبّنا فهو العربيّ، ومن أبغضنا فهو العلج، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف، ومن كان مولده صحيحاً» الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 24)
تقدّم تمامه في الباب الخامس.
(1355) 10- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثني أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام).
ص: 290
وقال [أبوبكر الجعّابي]: حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «ألا أبشّرك؟ ألا أمنحك»؟
قال: «بلى يا رسول اللّه».
قال: «فإنّني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فُضلة فخلق منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأُمّهاتهم إلّا شيعتك، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».
(أمالي المفيد: المجلس 37، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّي خُلِقت...».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 27)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم الصيداوي قال: حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه.
قال أحمد بن عبد المنعم: وحدّثنا عبيد اللّه(1) بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن عليّ (علیهم السلام)، عن أبيه، عن جابر بن عبداللّه قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «ألا أسرّك؟ ألا أمنحك؟ ألا أبشّرك»؟
قال: «بلى يا رسول اللّه».
قال: «إنّي خُلقت أنا وأنت من طينة واحدة وفضلت فضلة فخلق اللّه منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعى النّاس بأسماء أُمّهاتهم سوى شيعتنا، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 25)
ص: 291
أقول: تقدّم في باب الوسيلة وباب اللواء وباب الجنّة من كتاب المعاد روايات عديدة ترتبط بهذا الباب، ومضى بعضها في باب ثواب حبّهم (علیهم السلام)، ويأتي بعضها في باب حبّ أميرالمؤمنين (علیه السلام) من تاريخه.
(1356) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن عبداللّه بن سعيد قال: أخبرنا محمّد(2) بن أحمد بن حمدان [بن المغيرة] القشيري قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب قال: حدّثنا عبدالغفّار بن محمّد بن كثير الكلابي الكوفي، عن عمرو بن ثابت، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حُبّي وحُبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهنّ عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، و عند الميزان، وعند الصراط».
(أمالي الصدوق: المجلس، الحديث 3)
(1357) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن
ص: 292
عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن صالح السبيعي قال: حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل [يونس الهروي القيراطي] البزّاز قال: حدّثني عثمان(1) بن عبدالرحمان الكوفي الخزّاز قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا يحيى بن عليّ، عن أبان بن تغلب، عن أبي داوود الأنصاري:
عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك»؟
قال: فقلت: حُبّي لك يا أمير المؤمنين.
فقال: «يا حارث أتُحبّني»؟
فقلت: نعم واللّه يا أمير المؤمنين.
قال: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل(2) لرأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لرأيتني حيث تحبّ».(3).
(أمالي الطوسي: المجلس 2 الحديث 30)
ص: 293
(1358) 3-(1) أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني عبيد اللّه بن الحسن قال: حدّثني أبو سعيد محمّد بن رشید قال:
آخر شعر قاله السيّد بن محمّد (رحمه اللّه) قبل وفاته بساعة، وذلك أنه أغمي عليه واسودّ لونه، ثمّ أفاق وقد ابيضّ وجهه، وهو يقول:
أحبّ الّذي مَن مات من أهل ودّه
ومَن مات يهوى غيره من عدوّه
أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي
أبا حسن إنّي بفضلك عارف
وأنت وصيّ المصطفى وابن عمّه
مُواليك ناجٍ مؤمن ببيّن الهدى
ولاح لحانًي في عليّ وحزبه
تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحك
فليس له إلّا إلى النّار مسلك
ومالي وما أصبحت في الأرض أملك
وإنّي بحبل من هواك لممسك
وإنّا نُعادي مبغضيك ونترك
وقاليك معروف الضلالة مشرك
وقلت لحاك اللّه إنّك أعفك
معنى أعفك: أحمق.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 32)
ص: 294
(1359) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة:
عن عبد اللّه بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبداللّه (علیه السلام) في زمن بني مروان، فقال: «ممّ أنتم»؟
ص: 295
قلنا: من أهل الكوفة.
قال: «ما من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة، لاسيّما هذه العصابة، إنّ اللّه هداكم لأمر جهله النّاس، فأحببتمونا و أبغضنا النّاس، وبايعتمونا وخالفنا النّاس، وصدّقتمونا وكذَّبنا النّاس، فأحياكم اللّه محيانا، وأماتكم مماتنا، فأشهد على أبي كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه أو تغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هكذا - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)(1)، فنحن ذريّة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالى الطوسى: المجلس 5، الحديث 49)
(1360) 5-(2) أخبرنا أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن عبداللّه بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبداللّه (علیه السلام) فسلّمنا عليه، وجلسنا بين يديه فسألنا: «مَن أنتم»؟
قلنا: مِن أهل الكوفة.
فقال: «أما إنّه ليس من بلد من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة، ثمّ هذه العصابة خاصّة، إنّ اللّه هداكم لأمر جهله النّاس، أحببتمونا وأبغضنا النّاس، و صدّقتمونا وكذَّبنا النّاس، واتّبعتمونا وخالفنا النّاس، فجعل اللّه محياكم محيانا، و مماتكم مماتنا، فأشهد على أبي (علیه السلام) أنّه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه ويغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا - ثمّ أهوى بيده إلى حلقه، ثمّ قال:- و قد قال اللّه في كتابه: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)، فنحن ذريّة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الطوسي: المجلس 37 الحديث 19)
ص: 296
(1361) 6-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد قال: حدّثنا عليّ بن حكيم الأودي قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن فضيل بن غزوان، عن الشعبي، عن الحارث:
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «مَن أحبّني رآني يوم القيامة حيث يُحبّ، و من أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره».
(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 3)
ص: 297
(1362) 1-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا [إبراهيم] ابن هراسة الشيباني قال: حدّثنا جعفر بن زياد الأحمر:
عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ (علیهم السلام) أنّه قرأ: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا)(2)، ثمّ قال زيد: حفظهما اللّه بصلاح أبيهما، فمن أولى بحسن الحفظ منّا، رسول اللّه جدّنا، وابنته أمّنا، وسيّدة نسائه جدّتنا، و أوّل مَن آمن به وصلّى معه أبونا.
(أمالي الصدوق: المجلس: 92، الحديث 2)
ص: 298
(1363) 2-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني محمّد بن عليّ قال: حدّثنا إبراهيم بن هراسة(2) قال: حدّثنا جعفر بن زياد الأحمر:
عن زيد بن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: قرأ (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا)(3) ثمّ قال: حفظها ربّهما لصلاح أبيهما، فمن أولى بحسن الحفظ منّا، رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جدّنا، وابنته سيّدة نساء الجنّة أُمّنا، و أوّل من آمن باللّه ووَحَّدَه و صلّى أبونا.
(أمالى المفيد: المجلس 13، الحديث 9)
(1364) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا أبو غسّان [مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي] قال: حدّثنا جعفر بن حبيب النهدي - قال أبو العبّاس: يقال له البرذون بن شبيب-:
أنّه سمع جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في
ص: 299
اليتيمين، وكان أبوهما صالحاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 10 الحديث 54)
(1365) 4- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال: «يا عباد اللّه، إن اتقيتم اللّه، وحفظتم(1) نبيّكم في أهل بيته، فقد عبدتموه بأفضل ما عبد، وذكرتموه بأفضل ما ذكر، وشكرتموه بأفضل ما شكر، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر، واجتهدتم بأفضل الاجتهاد(2)، وإن كان غيركم أطول منكم صلاة، وأكثر منكم صياماً، فأنتم أتقی اللّه عزّ وجلّ منهم(3)، وأنصح لأولي الأمر».
(أمالى المفيد: المجلس 31، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بمغايرة ما ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 31)
يأتي تمامه في جوامع كلمات أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1366) 5- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن زيد بن عليّ، عن أبيه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال عمر بن الخطّاب: أيّها النّاس، سمعت نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «احفظوني في عترتي وذريّتي، فمن حفظني فيهم حفظه اللّه، ألا لعنة اللّه على من آذاني فيهم» -ثلاثاً-.
(أمالي الطوسي: المجلس 40، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في الباب 8 - ما قاله الحسنان (علیهما السلام) فيمن تولّى الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) -من أبواب الحوادث والفتن.
ص: 300
(1367) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز(2) قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «يا مدرك، رحم اللّه عبداً اجترّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون».
(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحدیث 7)
(1368) 2-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه قال: حدّثنا أبو على محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال: حدّثنا عليّ بن حديد، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز(4) قال:
ص: 301
قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «يا مدرك، إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة اللّه وبركاته وقل لهم: رحم اللّه امرءاً اجترّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 40)
ص: 302
(1369) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي البردعي قال: حدثتنا رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيها، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت».
(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 10)
ص: 303
(1370) 2-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبّنا أهل البيت».
فقال رجل من القوم: وما علامة حبّكم يا رسول اللّه؟
فقال: «محبّة هذا». ووضع يده على رأس عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).
(أمالى المفيد: المجلس 42، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي عن أبي عبد اللّه المفيد مثله، إلّا أن فيه: «لاتزول قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك... » والباقي سواء.
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 6)
ص: 304
(1371) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال: حدّثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن معروف بن خرّبوذ المكّي، عن عامر بن واثلة، عن أبي برزة(2) الأسلمي قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 1)
(1372) 4- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار بن موسى الساباطي:
عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) (في حديث) قال: «إنّ أوّل ما يُسأل عنه العبد إذا
ص: 305
وقف بين يدي اللّه جلّ جلاله الصلوات(1) المفروضات، وعن الزكاة المفروضة، وعن الصيام المفروض، وعن الحجّ المفروض، وعن ولايتنا أهل البيت، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه، و إن لم يقرّ بولايتنا بين يدي اللّه جلّ جلاله لم يقبل اللّه عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله».
(أمالي الصدوق: المجلس 44، الحديث 11)
يأتي تمامه في كتاب الصلاة.
ص: 306
أقول: تقدّم في الباب الأوّل روايات عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ورد فيهنّ: «لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفتنا»، وتقدّم في الباب 5 والباب المتقدّم ما يرتبط بهذا الباب(1).
(1373) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الحيري (الحميري) قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العُرني، عن عمرو بن جميع، عن [عمرو بن](3) أبي المقدام قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «نزلت هاتان الاٰيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ) يعني في قبره، (وَجَنَّتُ نَعِيمٍ)(4) يعني في الآخرة، (وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) يعني في قبره، (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ)(5) يعني في الآخرة».
(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 11)
ص: 307
(1374) 2-(1) حدّثنا عليّ بن عيسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد ماجيلويه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد خالد بن البرقي، عن محمّد بن حسّان السلمي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه:
عن آبائه (علیهم السلام) قال: «نزل جبرئيل (علیه السلام) على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا محمّد، السلام يُقرؤك السلام ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهنّ، والأرضين السبع ومَن(2) عليهنّ، وما خلقتُ موضعاً(3) أعظم من الرُّكن والمقام، ولو أنّ عبداً دعاني هناك منذ خلقتُ السماوات والأرضين ثمّ لقيني جاحداً لولاية عليّ لأكببته في سَقَر».
(أمالي الصدوق: المجلس 73، الحديث 12)
(1375) 3-(4) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال:
سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (علیه السلام) يقول: «لو أنّ عدوّ عليّ جاء إلى
ص: 308
الفرات، وهو يزخّ زخيخاً(1)، قد أشرف ماؤه على جنبتيه، فتناول منه شربة وقال: بسم اللّه، فإذا شربها قال: الحمد للّه، ما كان ذلك إلّا مَيتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير»(2).
(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 8)
(1376) 4-(3) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المِنقَري، عن حَفص بن غياث النَخَعي القاضي:
عن أبي عبداللّه الصادق (علیهما السلام) (في حديث) قال: «إنّ عليّاً (علیه السلام) كان يقول: «لاخَير في الدنيا إلّا لأحد رجلين: رجل يزداد كلّ يوم إحساناً، ورجل يتدارك سيّئته(4) بالتوبة». وأنّى له بالتوبة؟ واللّه لو سَجَد حتّى ينقطع عُنُقه ما قَبِل اللّه منه إلّا بولايتنا أهل البيت».
(أمالي الصدوق: المجلس 95، الحديث 2)
تقدّم تمامه في باب مناجاة موسى (علیه السلام) من كتاب النبوّة.
(1377) 5- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير الكوفي إجازة، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا عليّ بن أسباط، عن محمّد بن يحيى أخي مغلّس، العلاء بن رزین:
عن محمّد بن مسلم عن أحدهما (علیهما السلام) قال: قلت له: إنّا نرى الرجل من
ص: 309
المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع، فهل ينفعه ذلك شيئاً؟
فقال: «يا محمّد إنّما مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل، وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلّا دعا فأجيب، وإنّ رجلاً منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له، فأتى عيسى بن مريم (علیه السلام) يشكو إليه ما هو فيه، ويسأله الدعاء له، فتطهّر عيسى وصلّى ثمّ دعا، فأوحى اللّه إليه: «يا عيسى، إنّ عبدي أتاني من غير الباب الّذي أؤتى منه، إنّه دعاني وفي قلبه شكّ منك، فلودعاني حتّى ينقطع عنقه و تنتثر أنامله، ما استجبت له».
فالتفت عيسى (علیه السلام) فقال: تدعو ربّك(1) وفى قلبك شكّ من نبيّه؟!
فقال: يا روح اللّه وكلمته، قد كان واللّه ما قلت، فاسأل اللّه أن يذهب به عنّي، فدعا له عيسى (علیه السلام)، فتقبّل اللّه منه وصار في حدّ أهل بيته، كذلك نحن أهل البيت، لا يقبل اللّه عمل عبد وهو يشكّ فينا».
(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 2)
(1378) 6-(2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام، عن مرازم [بن حكيم الأزدي]، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما بال أقوام من أُمّتي إذا ذكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم استبشرت قلوبهم وتهلّلت وجوههم، وإذا ذكرت وأهل بيتي اشمأزّت قلوبهم وكلحت وجوههم(3)؟! والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لو أنّ رجلاً لقي اللّه بعمل سبعين نبيّاً ثمّ لم يأت(4) بولاية أولى الأمر منّا أهل البيت(5)، ما قبل اللّه منه صرفاً ولا
ص: 310
عدلاً»(1).
(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 8)
(1379) 7-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن الحسن الكوفي قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا سلّام بن أبي عمرة الخراساني، عن سعد بن سعيد، عن يونس بن الخبّاب [الأسيّدي مولاهم الكوفي](3)، عن عليّ بن
ص: 311
الحسين زين العابدين (علیه السلام)(1) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا و استبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اشمأزّت قلوبهم؟! والّذي نفس محمّد بیده، لو أنّ عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيّاً ما قبل اللّه ذلك منه حتّى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 43)
(1380) 8- حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثني العبّاس بن يوسف الشكلي قال: حدّثنا عبد اللّه بن هشام قال: حدّثنا محمّد بن مصعب القرقساني قال: حدّثنا الهيثم بن جمّار، عن يزيد الرقاشي:
عن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قافلين من تبوك، فقال لي في بعض الطريق: «ألقوا لي الأحلاس والأقتاب»(2). ففعلوا، فصعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فخطب، فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثمّ قال: «معاشر النّاس، ما لي إذا ذُكر آل إبراهيم (علیه السلام) تهلّلت وجوهكم، وإذا ذكر آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كأنّما يُفقأ في وجوهكم حبّ الرمّان، فوالّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية عليّ بن أبي طالب، لأكبّه اللّه عزّ وجلّ في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 11، حديث 66)
ص: 312
(1381) 9-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا عليّ بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن الحسن النهاوندي قال: حدّثنا أبو الخزرج الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل قال: حدّثنا أبان بن أبي عيّاش قال: حدّثنا جعفر بن إياس، عن أبي سعيد الخدري:
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «والّذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلّا أكبّه اللّه على وجهه في نار جهنّم».
(أمالي المفيد: المجلس 25، الحديث 3)
يأتي تمامه في كتاب العشرة.
(1382) 10-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عبد الكريم بن محمّد قال: حدّثنا سهل بن زَنجلة الرازي قال: حدّثنا ابن أبي أويس قال: حدّثني أبي، عن حميد بن قيس، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:
ص: 313
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا بني عبد المطّلب، إنّي سألت اللّه لكم أن يعلّم جاهلكم وأن يثبّت قائمكم، وأن يهدي ضالّكم، وأن يجعلكم نجداء جوداء رحماء، أما واللّه لو أنّ رجلاً صفّ قدميه بين الركن والمقام مصلّياً ولقي اللّه ببغضكم أهل البيت لدخل النّار».
(أمالي المفيد: المجلس 30، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فلقي اللّه ببغضكم أهل البيت دخل النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 27)
وعن المفيد، عن أبي الطيّب الحسين بن محمّد التمّار، عن ابن أبي أويس مثله، إلّا أنّ فيه: «... رحماء، ولو أنّ رجلاً صلّى وصفّ قدميه بين الركن والمقام ولقي اللّه ببغضكم أهل البيت دخل النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 38)
(1383) 11-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن مستورد قال: حدّثنا نصر بن مزاحم قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم، وعن أبي الطفيل، عن بشر بن غالب، وعن سالم بن عبداللّه، كلّهم ذكروا عن ابن عبّاس:
أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «يا بني عبد المطّلب، إنّي سألت اللّه عزّ وجلّ ثلاثاً: أن يثبّت قائلكم(2)، وأن يهدي ضالّكم، وأن يعلّم جاهلكم، وسألت اللّه تعالى أن يجعلكم جوداء نُجباء رحماء، فلو أنّ امرءاً صفن بين الركن والمقام فصلّى وصام، ثمّ
ص: 314
لقي اللّه عزّ وجلّ وهو لأهل بيت محمّد مبغض دخل النّار».
(أماليالطوسي: المجلس 9، الحديث 27)
(1384) 12-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عبد اللّه [بن] أحمد بن مستورد قال: حدّثنا عبداللّه بن يحيى، عن عليّ بن عاصم (2):
عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا عليّ بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام): «أيّ البقاع أفضل»؟
فقلت: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.
فقال: «إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع، ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا، لم ينفعه ذلك شيئاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 22)
(1385) 13-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) عن محمّد بن يعقوب الكلينى، عن عدّة من أصحابه، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن أبي طلحة:
عن معاذ بن كثيرقال: نظرتُ إلى الموقف والنّاس فيه كثير، فدنوت إلى أبي عبد اللّه (علیه السلام) فقلت: إنّ أهل الموقف لكثير.
قال: فصوّب ببصره فأداره فيهم، ثمّ قال: «ادنُ منّي يا أبا عبداللّه». فدنوت
ص: 315
منه فقال: «غثاء(1) يأتي به الموج من كلّ مكان، لا واللّه ما الحجّ إلّا لكم، ولا واللّه ما يتقبّل اللّه إلّا منكم».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 12)
(1386) 14-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا قاسم بن الضحاك قال: حدّثني شهر بن حوشب أخو العوّام، عن أبي سعيد الهمداني:
عن أبي جعفر (علیه السلام) [في قوله تعالى:] (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)(3)، قال: «واللّه لو أنّه تاب وآمن وعمل صالحاً، ولم يهتد إلى ولايتنا ومودّتنا ومعرفة فضلنا، ما أغنى عنه ذلك شيئاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 6)
ص: 316
(1387) 15-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم:
عن عمّار بن موسى الساباطي قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إن أبا أُميّة يوسف بن ثابت حدّث عنك أنّك قلت: «لا يضرّ مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل»؟
فقال (علیه السلام): «إنّه لم يسألني أبوأُميّة عن تفسيرها، إنما عنيت بهذا: أنّه مَن عرف الإمام من آل محمّد (علیهم السلام) وتولّاه، ثمّ عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قُبل منه ذلك، وضوعف له أضعافاً كثيرة، فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة، فهذا ما عنيت بذلك، وكذلك لا يقبل اللّه من العباد الأعمال الصالحة الّتي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الّذي ليس من اللّه تعالى».
فقال له عبداللّه بن أبي يعفور: أليس اللّه تعالى قال: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)(2)، فكيف لا ينفع العمل الصالح ممّن تولّى أئمّة الجور؟
فقال له أبو عبد اللّه (علیه السلام): «وهَل تدري ما الحسنة الّتي عناها اللّه تعالى في هذه الآية؟ هي واللّه معرفة الإمام وطاعته، وقال عزّ وجلّ: (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(3)، وإنّما أراد بالسيّئة إنكار الإمام الّذي هو من اللّه تعالى».
ثمّ قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من اللّه
ص: 317
وجاء منكراً لحقّنا جاحداً بولايتنا، أكبّه اللّه تعالى يوم القيامة في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 90)
(1388) 16-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض بن فياض العجلي الساوي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل (علیه السلام):
عن اللّه تعالى قال: «وعزّتي وجلالي لأعذّبنّ كلّ رعيّة في الإسلام دانت بولاية إمام جائر(2) ليس من اللّه عزّ وجلّ، وإن كانت الرعيّة في أعمالها برّة تقيّة، و لأعفونّ عن كلّ رعيّة دانت لولاية إمام عادل من اللّه تعالى(3)، وإن كانت الرعيّة في أعمالها طالحة مسيئة»(4).
(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 11)
ص: 318
(1389) 17-(1) قال عبد اللّه بن أبي يعفور(2): سألت أبا عبداللّه الصادق (علیه السلام): ما العلّة أن لا دين لهؤلاء، ولا عتب على هؤلاء؟
قال: «لأنّ سيّئات الإمام الجائر تغمر حسنات أوليائه، وحسنات الإمام العادل تغمر سيّئات أوليائه».
(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 12)
(1390) 18-(3) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري قال:
حدّثنا الحسن بن على صلوات اللّه عليه(4): «أنّ اللّه عزّ وجلّ بمنّه ورحمته لمّا فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه، لا إله إلّا هو، ليميز الخبيث من الطيّب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحّص ما في
ص: 319
قلوبكم، ولتتسابقوا الى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنّته، ففرض عليكم الحجّ والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحاً إلى سبله، ولولا محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والأوصياء من ولده (علیهم السلام) كنتم حيارى كالبهائم، لاتعرفون فرضاً من الفرائض، وهل تدخل قرية إلّا من بابها.
فلمّا منّ عليكم بإقامة الأوّلياء بعد نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(1)، وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً وأمركم بأدائها إليهم، ليحلّ لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب، ثمّ قال عزّ وجلّ: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(2).
فاعلموا أنّ من يبخل فإنّما يبخل عن نفسه، إنّ اللّه هو الغني وأنتم الفقراء إليه، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون(3)، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظالمين.
سمعت جدّي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «خلقت من نور اللّه عزّ وجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبّوهم من نورهم، وسائر الخلق في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 5)
(1391) 19- أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا عن الحسن بن فضال، عن عليّ بن عقبة:
عن أبي كهمس، و عن زرعة(4)، عن أبي عبد اللّه قال: قلت له: أي الأعمال
ص: 320
هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: «ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحجّ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا، وخاتمته معرفتنا» الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 39 الحديث 21)
يأتي تمامه في باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
ص: 321
أقول: يأتي كثير من الروايات الواردة في هذا المعنى في ترجمة أمير المؤمنين (علیهم السلام).
(1392) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا عبد الصمد بن محمّد قال: حدّثنا حنان بن سدير قال: حدّثنا سديف المكّي قال: حدّثني محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) - و ما رأيت محمّديّاً قطّ يعدله - قال: حدّثنا جابر بن عبداللّه الأنصارى قال:
خطبنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «أيّها النّاس، مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه القيامة يهوديّاً».
قال: قلت: يا رسول اللّه، وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم؟
فقال: «وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم».
(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 2)
(1393) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسين محمّد بن المظفّر البزّاز قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا إدريس بن زياد الكفرثوثي قال: حدّثنا حنّان بن سدير، عن سديف المكّي قال: حدّثني محمّد بن عليّ (علیهما السلام)
ص: 322
-وما رأيت محمّديّاً قطّ يعدله - قال: حدّثني جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:
نادى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المهاجرين والأنصار، فحضروا بالسلاح، وصعد النبيّ المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «يا معاشر المسلمين، مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً».
قال جابر فقمت إليه فقلت: يا رسول، وإن شهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه؟
قال: «وإن شهد أن لا إله إلّا اللّه، فإنّما احتجز [بذلك] من سفك دمه أو يؤديّ الجزية عن يد وهو صاغر».
ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً، فإن أدرك الدجّال كان معه، وإن هو لم يدركه بعث في قبره فاٰمن به، إنّ ربّي عزّ وجلّ مثّل لي أُمّتي في الطين، و علّمني أسماءهم كما علّم آدم الأسماء كلّها، فمرّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت اللّه لعليّ وشيعته».
قال حنان بن سدير: فعرضت هذا الحديث على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) فقال لي: «أنت سمعت هذا من سديف»؟
فقلت: الليلة سبع منذ سمعته منه.
فقال: «إنّ هذا الحديث ما ظننت أنّه خرج من في أبي إلى أحد».
(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 4)
(1394) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا الحسين بن عبيداللّه، عن هارون بن موسى قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عليّ الخمري قال: حدّثنا حنّان بن سدير قال: مررت أنا وأبي برجل من ولد أبي لهب يقال له: عبيد اللّه بن إبراهيم، فناداني: يا أبا الفضل، هذا الرجل يحدّثك - وذكر اسم المحدّث، وهو سديف في آخر الحديث، ولم يذكره هاهنا - عن أبي جعفر.
ص: 323
فقربنا منهم وسلّمنا عليهم فقال له: حدّثه. فقال: حدّثني محمّد بن عليّ الباقر -وما رأيت محمّديّاً قطّ يعدله - عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى صعد المنبر واجتمع المهاجرون والأنصار في الصلاة(1)، فقال: «أيّها النّاس، مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديّاً».
قال جابر فقمت إليه فقلت: يا رسول اللّه، وإن شهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّك رسول اللّه؟
قال: «نعم وإن شهد، إنّما احتجز بذلك من أن يسفك دمه أو يؤديّ الجزية عن يد وهو صاغر».
ثمّ قال: «أيّها النّاس، من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً، وإن أدرك الدجّال آمن به، وإن لم يدركه بعث من قبره حتّى يؤمن به، إنّ ربّي عزّ و جلّ مثّل لي أُمّتي في الطين، و علّمني أسماء أٌمّتي كما علّم آدم الأسماء كلّها، فمرّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعليّ وشيعته».
قال:حنان وقال لي أبي: اكتب هذا الحديث. فكتبته، وخرجنا من غد إلى المدينة، فقدمنا فدخلنا على أبى عبد اللّه (علیه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، إنّ رجلاً من المكّيين يقال له سديف، حدّثني عن أبيك بحديث.
فقال: «وتحفظه»؟
فقلت: كتبته
قال: «فهاته».
فعرضته عليه، فلمّا انتهى إلى: «مثّل لي أُمّتي في الطين، وعلّمني أسماء أُمّتي كما علّم آدم الأسماء كلّها»، قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «يا سدير، متى حدّثك بهذا عن أبي»؟
قلت: اليوم السابع منذ سمعناه منه يرويه عن أبيك.
فقال: «قد كنت أرى أنّ هذا الحديث لا يخرج عن أبي إلى أحد».
(أمالي الطوسي: المجلس 33، الحديث 10)
ص: 324
(1395) 4-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثني محمّد بن عليّ الكوفي، عن المفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبداللّه الصادق، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه: «مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً».
قيل: يا رسول اللّه، وإن شهد الشهادتين؟
قال: «نعم، فإنّما احتجز بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدّي الجزية عن يد وهو صاغر».
ثمّ قال: «من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديّاً».
قيل: فكيف يارسول اللّه؟
قال: «إن أدرك الدجّال آمن به».
(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 2)
(1396) 5-(2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي:
عن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) (في حديث) قال: قلت له: يا ابن رسول اللّه، فما
ص: 325
معنى الخبر الّذي رووه: «أنّ ثواب لا إله إلّا اللّه النظر إلى وجه اللّه»؟ فقال (علیه السلام): «يا أبا الصلت، من وصف اللّه بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه اللّه أنبياؤه و رسله وحججه - صلوات اللّه عليهم - هم الّذين بهم يتوجّه إلى اللّه وإلى دينه و معرفته، وقال اللّه عزّ وجلّ: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ)(1)، وقال عزّ و جلّ: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(2)، فالنظر إلى أنبياء اللّه ورسله و حججه (علیهم السلام) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة»، وقال (علیه السلام): «إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني»، يا أبا الصلت إنّ اللّه تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدرك بالأبصار والأوهام».
(أمالي الصدوق: المجلس 70، الحديث 7)
تقدّم تمامه في كتاب التوحيد.
(1397) 6- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن سلمان، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «تفترق أُمّتي ثلاث فرق: فرقة على الحقّ». (إلى أن قال:) «وفرقة على الباطل لا ينقص الحقّ منه شيئاً، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي، مثلهم مثل الحديد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليه لم يزده إلّا شرّاً».
(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 3)
تقدّم إسناده في الباب الأوّل(3)، وسيأتي تمامه في أبواب الحوادث والفتن.
(1398) 7-(4) أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عمر بن أسلم قال: حدّثنا سعيد بن يوسف
ص: 326
البصري، عن خالد بن عبدالرحمان المدائني، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى:
عن أبي ذرّ الغفاري (رضی اللّه عنه) قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده وقال: «يا عليّ، مَن أحبّنا فهو العربيّ، ومن أبغضنا فهو العلج» الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 24)
تقدّم تمامه في الباب الأوّل.
(1399) 8- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن أبي أيّوب بساحل الشام، قال: حدّثنا جعفر بن هارون المصيصي قال: حدّثنا خالد بن يزيد القسريّ قال: حدّثني أُمّي [بن ربيعة المرادي أبو عبد الرحمان الكوفي] الصيرفي قال:
سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) يقول: «برئ اللّه ممّن تبرّأ منّا(1)، لعن اللّه مَن لعننا، أهلك اللّه مَن عادانا، اللّهمّ إنّك تعلم أنّا سبب الهدى لهم، وإنّما يعادونا [لك]، فكُن أنت المنفرد بعذابهم».
(أمالى المفيد: المجلس 37، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «وإنّما يُعادوننا لك، فكُن أنت المتفرد بعداوتهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 28)
(1400) 9-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قال:
ص: 327
سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «واللّه لأذودنّ بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعداءنا، ولأوردنّه(1) أحبّاءنا».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 40)
(1401) 10-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا عمرو بن إبراهيم قال: حدّثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن زعم أنّه آمن بي وبما جئت به، وهو يبغض عليّاً فهو كاذب ليس بمؤمن».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 33)
(1402) 11- وعن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، عن جعفر بن محمّد بن هشام قال: حدّثنا الحسين بن نصر قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا غضاض بن الصلت الثوري(3)، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه قال:
سمعت محمّد بن الحنفيّة يحدّث عن أبيه (علیه السلام) قال: «ما خلق اللّه عزّ وجلّ شيئاً شرّاً من الكلب، والناصب شرٌّ منه».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 55)
ص: 328
(1403) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا النضر بن شعيب، عن خالد القلانسي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من اُمّتي فيشفّعني اللّه فيهم، واللّه لا تشفّعت فيمن آذى ذريّتي».
(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 3)
(1404) 2-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن رزمة القزويني قال: حدّثنا أحمد بن عيسى بن العلوي الحسيني قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: حدّثنا أرطاة بن حبيب، عن محمّد بن ذكوان(2)، عن [أبي خالد](3) عمرو بن خالد [الواسطي] قال:
حدّثني زيد بن عليّ (علیه السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين (علیهما السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني الحسين بن عليّ (علیهما السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني [أمير المؤمنين] عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو آخذ بشعره:
ص: 329
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو آخذ بشعره(1) قال: «من آذى شعرة منّي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللّه [عزّ وجلّ]، ومن آذى اللّه [عزّ وجلّ] لَعَنه اللّه ملء السماء وملء الأرض».
(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، عن عبّاد بن يعقوب الأسدي مثله، إلّا أنّ فيه: «ومن آذى اللّه لعنه ملء السماوات وملء الأرض»، وتلا: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 12)
(1405) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا
ص: 330
الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ هذه الشعرات فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه تعالى، ومَن أبغضها وآذاها فقد أبغضني وآذاني، ومَن آذاني فقد آذى اللّه تعالى، ومَن آذى اللّه تعالى لعنه اللّه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيرا» فقال أصحابه: وما شعراتك هذه يا رسول اللّه؟ قال: «عليّ وفاطمة والحسن و الحسين»، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
سيأتي تمامه فى حديث الشورى من أبواب الملاحم والفتن.
(1406) 4-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: أخبرني محمّد بن يحيى الخزّاز قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):
قال عليّ (علیه السلام): «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دخل على ابنته فاطمة (علیها السلام)، وإذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها ورمت بها، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي يا فاطمة»، ثمّ جاء سائل فناولته القلادة، ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اشتدّ غضب اللّه و غضي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي».
(أمالي الصدوق: المجلس 71، الحديث 8)
ص: 331
(1407) 5-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن المظفّر البزّاز قال: حدّثنا أحمد بن عبيد العطاردى قال: حدّثنا أبو بشر بن بكير قال: حدّثنا زياد بن المنذر قال: حدّثني أبو عبداللّه مولى بني هاشم قال:
حدّثنا أبوسعيد الخدري قال: لمّا كان يوم أُحُد شجّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في وجهه، وكسرت رباعيته، فقام (علیه السلام) رافعاً يديه يقول: «إنّ اللّه اشتدّ غضبه على اليهود أن قالوا: عُزير بن اللّه، واشتدّ غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح بن اللّه، وإنّ اللّه اشتدّ غضبه على مَن أراق دمي وآذاني في عترتي».
(أمالى الطوسى: المجلس 5 الحديث 44)
(1408) 6-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو حفص
ص: 332
عمر بن محمّد قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حُرّمت الجنّة على مَن ظلم أهل بيتي وقاتلهم، وعلى المعترض عليهم ، والسابّ لهم، (أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(1)».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 24)
(1409) 7- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي
ص: 333
قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلّام الضرير قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا المكّي قال: حدّثني كثير بن طارق(1):
عن زيد بن عليّ، عن أبيه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال عمر بن الخطّاب: «أيّها النّاس، سمعت نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «احفظوني في عترتي وذريّتي، فمن حفظني فيهم حفظه اللّه، ألا لعنة اللّه على من آذاني فيهم» - ثلاثاً -».
(أمالي الطوسى: المجلس 40، الحديث 7)
تقدّم تمامه في الباب 8- ما يجب من حفظ حرمة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عترته-.
ص: 334
(1410) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: محمّد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال:
قال الرضا (علیه السلام): «مَن لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمّد وآله، فإنّها تهدم الذُّنوب هَدْماً».
(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحديث 9)
(1411) 2-(2) وبالسند المتقدّم عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: قال الرضا (علیه السلام): «الصلاة على محمّد وآله تعدل عند اللّه عزّ وجلّ التسبيح والتهليل والتكبير».
(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحديث 9)
(1412) 3-(3) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع، عن أبيه قال: حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن
ص: 335
أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ سيّد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من صلّى عَلَيّ ولم يصلّ على آلي لم يجد ريح الجنّة، وأنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمس مئة عام».
(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 13)
(1413) 4-(1) حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي (رحمه اللّه) قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير:
عن مالك الجهني قال: ناولتُ أبا عبد اللّه (علیه السلام) شيئاً من الرياحين، فأخذه فشمّه و وضعه على عينيه، ثمّ قال: «من تناول ريحانةً فشمّها ووضعها على عينيه، ثمّ قال: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، لم تقع على الأرض حتّى يغفر له».
(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 7)
ص: 336
(1414) 5- حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثني أبي قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من قال: صلى اللّه على محمّد وآله، قال اللّه جلّ جلاله: صلى اللّه عليك فليكثر من ذلك. ومن قال: صلى اللّه على محمّد، ولم يصلّ على آله لم يجد ريح الجنّة، وريحها توجد من مسيرة خمس مئة عام».
(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله، من قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من قال: صلى اللّه على محمّد ولم يصلّ على آله» إلى آخر الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 5)
(1415) 6-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه:
عن معاوية بن عمّار قال: ذكرت عند أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) بعض الأنبياء فصلّيت عليه، فقال: «إذا ذكر أحد من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمّد، ثمّ عليه، صلى اللّه على محمّد وآله وعلى جميع الأنبياء».
(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 9)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «إذا ذكرت
أحداً من الأنبياء».
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 8)
ص: 337
(1416) 7 -(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي قال: حدّثنا عليّ بن الجعد قال: أخبرنا شعبة قال: حدّثنا الحكم قال:
سمعت ابن أبي ليلى يقول: لقيت كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خرج علينا فقلنا: يا رسول اللّه، قد علّمتنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟
قال: قولوا: «اللّهم صلّ على محمّد كما صلّيت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد، وبارك على آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد».
(أمالي الصدوق: المجلس 61، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 15)
ص: 338
ص: 339
ص: 340
ص: 341
ص: 342
(1417) 8-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:
ص: 343
عن الرضا (علیه السلام) (في احتجاجه مع جماعة من علماء أهل العراق وخراسان بمرو في فضل العترة) قال: «وأمّا الآية السابعة فقول اللّه تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(1)، وقد علم المعاندون منهم أنّه لمّا نزلت هذه الآية، قيل: يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال: «تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم(2)، إنّك حميد مجيد»، فهل بينكم معاشر النّاس في هذا خلاف»؟
قالوا: لا، الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس: 79، الحدیث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(1418) 9-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد اللّه محمّد بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:
عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «لايزال الدعاء محجوباً عن السماء حتّى يصلّى على محمّد وآل محمّد (علیهم السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 35، الحديث 23)
ص: 344
(1419) 10-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم لعليّ (علیه السلام): «ألا أبشّرك»؟
فقال: «بلى بأبي أنت وأُمّى، فإنّك لم تزل مبشّراً بكلّ خير».
فقال: «أخبرني جبرئيل آنفاً بالعجب».
فقال له عليّ (علیه السلام): «وما الّذي أخبرك يا رسول اللّه»؟
قال: «أخبرني أنّ الرجل من أُمّتي إذا صلّى عليّ وأتبع بالصلاة على أهل بيتي، فُتِحَت له أبواب السماء وصلّت عليه الملائكة سبعين صلاة، وإن كان مذنباً خطّاءً، ثمّ تتحاتّ عنه الذنوب كما يتحاتّ الورق من الشجر، ويقول اللّه تبارك وتعالى: «لبيّك يا عبدي وسعديك». ويقول اللّه لملائكته: «يا ملائكتي، أنتم تصلّون عليه سبعين صلاة، وأنا أصلّي عليه مئة صلاة».
وإذا صلّى عليّ ولم يُتبع بالصلاة على أهل بيتي، كان بينها وبين السماء سبعون حجاباً، ويقول اللّه جلّ جلاله: «لا لبّيك ولا سعديك، يا ملائكتي لا تصعدوا دُعاءه إلّا أن يلحق بنبيّي عترته». فلايزال محجوباً حتّى يلحق بي أهل بيتي».
(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 18)
(1420) 11-(2) وبالسند المتقدّم عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن صالح
ص: 345
الأسدي، عن محمّد بن هارون، عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: «إذا صلّى أحدكم ولم يذكر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، يسلك بصلاته غير سبيل الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 19)
(1421) 12-(1) وبالسند المتقدّم عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من ذُكرتُ عنده فلم يصلّ عليّ فدخل النّار فأبعده اللّه عزّ وجلّ من رحمته».
(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 20)
ص: 346
(1422) 13-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن سيف بن عَمِيرة، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عمّن سمع أبا جعفر الباقر (علیه السلام):
عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «من ذُكرتُ عنده فلم يُصلّ عَلَيّ فلم يُغفر له فأبعده اللّه».
(أمالي الصدوق: المجلس 14، الحديث 2)
يأتي تمامه في كتاب الصوم باب فضل شهر رمضان.
(1423) 14-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الوليد (رحمه اللّه)، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار قال:
سمعت أبا عبد اللّه (علیه السلام) يقول - وهو قائم عند قبر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)-: «أسأل [اللّه](3) الّذي انتجبك واصطفاك وأصفاك وهداك وهدى بك، أن يصلّي عليك، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(4)».
(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 5)
ص: 347
عمر
(1424) 15-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني محمّد بن الصيرفي قال: حدّثنا الحسين بن إسماعيل الضبّي قال: حدّثنا عبداللّه بن شبيب قال: حدّثني هارون بن عبدالرحمان بن حاطب بن أبي بلتعة قال: حدّثني زكريّا بن إسماعيل الزيدي مِن وُلد زيد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن عمّه سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري:
عن زيد بن ثابت قال: خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى وقفنا في مجمع طرق، فطلع أعرابي بخطام بعير حتّى وقف على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: السلام عليك يا رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته.
فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وعليك السلام».
قال: كيف أصبحت، بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه؟
قال له: «أحمد اللّه إليك كيف أصبحت».
قال: وكان وراء البعير الّذي يقوده الأعرابي رجل فقال: يا رسول اللّه، إنّ هذا الأعرابي سرق البعير. فرغا البعير ساعة، فأنصت له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسمع رغاءه.
قال: ثمّ أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الرجل فقال: «انصرف عنه، فإنّ البعير يشهد عليك أنّك كاذب».
قال: فانصرف الرجل، وأقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الأعرابي فقال: «أيّ شيء قلت حين جئتني»؟
قال: قلت: «اللهمّ صلّ على محمّد حتّى لاتبقى صلاة، اللّهم بارك على محمّد حتّى لاتبقی بركة، اللهمّ سلّم على محمّد حتّى لا يبقى سلام، اللهمّ ارحم محمّداً حتّى لاتبقی رحمة».
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي أقول: ما لي أرى البعير ينطق بعذره، وأرى الملائكة قد سدّوا الأفق»!
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 13)
ص: 348
(1425) 16-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عبيد بن حمدون قال: حدّثنا محمّد بن حسّان بن سهيل قال: حدّثنا عامر بن الفضل(2)، عن بشر بن سالم البجلي ومحمّد بن عمران الذهلي، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن نسي الصلاة عَلَيّ أخطأ طريق الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 50)
(1426) 17-(3) وعن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يحيى، عن أسيد بن زيد
ص: 349
القرشي، عن محمّد بن مروان، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «صلاتكم عَلَيّ إجابة لدُعائكم، وزكاة لأعمالكم».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 27)
(1427) 18- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان بن عثمان الأحمر:
عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «إذا دعا أحدكم فليبدأ بالصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإنّ الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مقبولة، ولم يكن اللّه ليقبل بعض الدعاء و يردّ بعضاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 42)
ص: 350
(1428) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دُكين، عن معمر بن راشد قال:
سمعت أبا عبداللّه الصادق (علیه السلام) يقول: أتى يهودي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقام بين يديه يَحُدّ النظر إليه، فقال: «يا يهودي، ما حاجتك»؟
قال: أنت أفضل أم موسى بن عِمران النبيّ الّذي كلّمه اللّه، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البَحر، وأظلّه بالغَمام؟
فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه يُكْرَه للعبد أن يزكّي نفسه، ولكنّي أقول: إنّ آدم (علیه السلام) لمّا أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما غفرت لي. فغفرها اللّه له، وإنّ نوحاً (علیه السلام) لمّا ركب في السفينة وخاف الغرق قال: اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني من الغرق. فنجّاه اللّه منه، وإنّ إبراهيم (علیه السلام) لمّا ألقي في النّار قال: اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني منها. فجعلها اللّه عليه برداً وسلاماً، وإنّ موسى (علیه السلام) لمّا ألقی عصاه و أوجس في نفسه خيفة قال: اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أمنتني منها. فقال اللّه جلّ جلاله: (لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى)(2).
يا يهودي، إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي، ما نفعه إيمانه شيئاً، ولا نفعته النبوّة.
يا يهودي، ومِن ذريّتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، فقدّمه وصلّى خلفه».
(أمالي الصدوق: المجلس 39، الحديث 4)
ص: 351
(1429) 1- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «إنّ في الليلة الّتي يولد فيها الإمام لا يولد مولود إلّا كان مؤمناً، وإن وُلد في أرض الشرك نقله اللّه إلى الإيمان ببركة الإمام».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 76)
ص: 352
ص: 353
ص: 354
(1430) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الجواني قال: أخبرني أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، [عن أبيه] قال: حدّثنا نصر بن أحمد قال: حدّثنا عليّ بن حفص(1) قال: حدّثنا خالد [بن مخلد أبو الهيثم البجلي] القطواني قال: حدّثنا يونس بن أرقم:(2) قال: حدّثنا عبد الحميد بن أبي الخنساء، عن زياد بن يزيد، عن أبيه، عن جدّه فروة الظفارى قال: سمعت سلمان (رحمه اللّه) يقول:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تفترق اُمّتي ثلاث فرق: فرقة على الحقّ لا ينقص الباطل منه شيئاً، يحبّوني ويحبّون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهب الجيّد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليهم لم يزده إلّاجودة، وفرقة على الباطل لا ينقص الحقّ منه شيئاً، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي، مثلهم مثل الحديد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليه لم يزده إلّا شرّاً، وفرقة مدهدهة(3) على ملّة السامري، لا يقولون: «لامساس»، ولكنّهم يقولون: «لا قتال»، إمامهم عبد اللّه بن قيس الأشعري»(4).
(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 3)
ص: 355
(1431) 2-(1) أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أبو موسى عيسى بن مهران المستعطف قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا وهيب [بن خالد بن عجلان] قال: حدّثنا عبداللّه بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت:
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّي على الحوض أنظر من يرد عليّ منكم، و ليقطعنّ برجال دوني، فأقول: يا ربّ أصحابي أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما عملوا بعدك، أنّهم ما زالوا يرجعون على أعقابهم القهقرى».
(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 4)
ص: 356
(1432) 3-(1) وعن عيسى بن مهران قال: أخبرنا أبو معاوية [محمّد بن خازم] الضرير قال: حدّثنا الأعمش، عن شقيق [بن سلمة أبي وائل، عن مسروق](2): عن اُمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: دخل عليها عبدالرحمان بن عوف فقال: يا اُمّه، قد خفت أن تهلكني كثرة مالي، وأنا أكثر قريش مالاً.
قالت: يا بُنيّ، فأنفق، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مِن أصحابي مَن لايراني بعد أن أفارقه».
قال: فخرج عبدالرحمان، فلقي عمر بن الخطّاب فأخبره بالّذى قالت اُمّ سلمة فجاء يشتدّ حتّى دخل عليها، فقال: يا اُمّه، أنا منهم؟
فقالت: لا أعلم ولن أبرئ بعدك أحداً.
(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 5)
(1433) 4-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال:
ص: 357
ص: 358
حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن البهلول قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن الضرير قال: حدّثنا أحمد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثني يونس بن أرقم قال: حدّثني أبو هارون العبدي:
عن أبي عقيل قال: كنّا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فقال: «لتفرقنّ(1) هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة، والّذي نفسي بيده أنّ الفرق كلّها ضالّة إلّا من اتّبعني وكان من شيعتي».
(أمالي المفيد: المجلس 24، الحديث 3)
(1434) 5-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (علیهم السلام) قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه (علیه السلام).
قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى (علیه السلام)، عن أبيه
ص: 359
أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه قال:
سمعت عليّاً صلوات اللّه عليه يقول لرأس اليهود: «على كم افترقتم»؟
فقال: على كذا وكذا فرقة.
فقال عليّ (علیه السلام): «كذبت يا أخا اليهود»، ثمّ أقبل على النّاس فقال: «واللّه لو ثنيت لي الوسادة(1) لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.
أيّها النّاس، افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النّار وواحدة ناجية في الجنّة، وهي الّتي اتّبعت يوشع بن نون وصي موسى (علیه السلام)، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعين في النّار، وواحدة في الجنّة ، و هي الّتي اتّبعت شمعون وصي عيسى (علیه السلام)، وستفترق هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النّار، وفرقة في الجنّة، وهي الّتي اتّبعت وصيّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) -وضرب بيده على صدره، ثمّ قال-: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و السبعين كلّها تنتحل مودّتي وحبّي، واحدة في الجنّة وهم النمط الأوسط، واثنتا عشرة في النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 67)
(1435) 6-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني جعفر بن محمّد (رحمه اللّه) قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن حاتم قال: حدّثني محمّد بن معاذ قال: حدّثني زكريّا بن عديّ قال: حدّثنا عبيداللّه بن عمرو، عن عبداللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال:
ص: 360
سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول على المنبر: «ما بال أقوام يقولون: أنّ رحم رسول اللّه لا ينفع يوم القيامة؟ بلى واللّه أنّ رحمي لموصولة(1) في الدنيا والآخرة، وإنّي أيّها النّاس فرطكم(2) يوم القيامة على الحوض، فإذا جئتم قال الرجل: يا رسول اللّه أنا فلان بن فلان. فأقول: أمّا النسب فقد عرفته، لكنّكم أخذتم بعدي ذات الشمال وارتددتم على أعقابكم القهقرى».
(أمالي المفيد: المجلس 38، الحديث 11)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 53)
(1436) 7-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه:
ص: 361
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أتزعمون أنّ رحم نبيّ اللّه لا تنفع قومه يوم القيامة؟ بلى واللّه أنّ رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة».
ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، أنا فرطكم على الحوض، فإذا جئت وقام رجال يقولون: يا نبيّ اللّه، أنا فلان بن فلان، وقال آخر: يا نبيّ اللّه، أنا فلان بن فلان، و قال آخر: يا نبيّ اللّه، أنا فلان بن فلان(1)، فأقول: أمّا النسب فقد عرفته، و لكنّكم أحدثتم بعدي، وارتددتم القهقرى».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 39)
(1437) 8-(2) وبالسند المتقدّم عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه قال: حدّثنا إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم [النخعى] قال: ارتدّ الأشعث بن قيس وأناس من العرب لمّا مات النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: نصلّي ولا نؤدّي الزكاة، فأبى عليهم أبوبكر
ص: 362
ذلك وقال: لا أحلّ عقدة عقدها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ولا أنقصكم شيئاً ممّا أخذ منكم نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و لأجاهدنّكم، ولو منعتموني عقالاً ممّا أخذ منكم نبيّ اللّه لجاهدتكم عليه، ثمّ قرأ: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)(1) حتّى فرغ من الآية.
فتحصّن الأشعث بن قيس هو وأناس من قومه في حصن، وقال الأشعث: اجعلوا السبعين منّا أماناً، فجعل لهم، ونزل بعد سبعين ولم يدخل نفسه فيهم. فقال له أبو بكر: إنّه لا أمان لك، إنّا قاتلوك. قال: أفلا أدلّك على خير من ذلك؟ تستعين بي على عدوّك، وتزوّجني أختك؟! ففعل.
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 18)
(1438) 9-(2) وبالسند المتقدّم عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه قال: حدّثنا أبو معشر عن سعيد [المقبري]، عن أبي هريرة:
عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «تؤخذون كما أخذت الأمم من قبلكم، ذراعاً بذراع، و شبراً بشبر، وباعاً بباع، حتّى لو أنّ أحداً من أولئك دخل جحر ضبّ لدخلتموه».
ص: 363
قال: قال أبو هريرة: وإن شئتم فاقرءوا القرآن: (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ)، قال أبو هريرة: والخلاق: الدين(1): (فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ)(2) حتّى فرغ من الآية.
ص: 364
قالوا: يا نبيّ اللّه، فما صنعت اليهود والنصارى؟
قال: «وما النّاس إلّا هُم».
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 31)
(1439) 10-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد العطشي قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام [بن سهيل الكاتب] الإسكافي قال: حدّثنا حمزة بن أبي جمّة؟ الجرجرائي(2) الكاتب قال: حدّثنا أبو الحارث شريح [بن يونس المروروذي](3) قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبدالعزيز بن [إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر](4)، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة الباهلي قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لتنقضنّ عُرى الإسلام عروة عروة(5)، كلّما نقضت عُروة تشبّث النّاس بالّتي تليها، فأوّلهنّ نقض الحكم، وآخرهنّ الصلاة».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 13)
ص: 365
(1440) 11-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن بشّار بن أبي العجوز السمسار قال: حدّثنا مجاهد بن موسى الختلي قال: حدّثنا عباد بن عباد، عن مجالد بن سعيد:
عن جبر بن نوف أبي الوداك قال: قلت لأبي سعيد الخدري: واللّه ما يأتي علينا عام إلّا وهو شرّ من الماضي، ولا أمير إلّا وهو شرّ ممّن كان قبله. فقال أبو سعيد: سمعته! من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول ما تقول، ولكن سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لايزال بكم الأمر حتّى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها حتّى يملأ الأرض جوراً، فلا يقدر أحد يقول اللّه، ثمّ يبعث اللّه عزّ وجلّ رجلاً منّي ومن عترتي، فيملأ الأرض عدلاً كما ملأها مَن كان قبله جوراً، وتُخرج له الأرض أفلاذ كبدها، ويحثو المال حثواً ولا يعدّه عدّاً، وذلك حين يضرب الإسلام بجِرانه»(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 29)
ص: 366
(1441) 12-(1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي قال: حدّثني ابن الخال أبو أحمد عبد العزيز بن جعفر بن قولويه قال: حدّثني محمّد بن عیسى قال: حدّثنا محمّد بن خلف قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي قال:
حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه (علیهما السلام) قال: «أري رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بني اُميّة يصعدون على منبره من بعده ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى، فأصبح حزيناً».
قال: «فهبط عليه جبرئيل فقال: يا رسول اللّه، ما لي أراك كئيباً حزيناً؟
قال: يا جبرئيل، رأيت بني اُميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي، ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى!
قال: والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً، إنّي ما اطّلعت عليه. وعرج إلى السماء، فلم يلبث أن نزل عليه باٰية من القرآن يؤنسه بها: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ)(2)، وأنزل عليه: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(3).
جعل اللّه ليلة القدر لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خيراً من ألف شهر ملك بني اُميّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 39، الحديث 7)
أقول: سيأتي في الباب 2 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان، ما يرتبط بهذا الباب.
ص: 367
(1442) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عبّاس قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن (علیه السلام)، فلمّا رآه بكى ثمّ قال: «إلَيّ(2) يا بُنيّ». فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى، ثمّ أقبل الحسين (علیه السلام) فلمّا رآه بكي، ثمّ قال: «إلَيّ يا بُنيّ»، فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى، ثمّ أقبلت فاطمة (علیها السلام) فلمّا رآها بكى، ثمّ قال: «إلَيّ يا بُنيّة»، فأجلسها بين يديه، ثمّ أقبل أمير المؤمنين (علیه السلام) فلمّا رآه بكي، ثمّ قال «إلَيّ يا أخي»، فما زال يدنيه حتّى أجلسه إلى جنبه الأيمن.
فقال له أصحابه: يا رسول اللّه، ما ترى واحداً من هؤلاء إلّا بكيت، أوَ ما فيهم مَن تسرّ برؤيته؟!
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «والّذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة إنّي وإيَّاهم لأكرم الخلق على اللّه عزّ وجلّ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليَّ منهم.
ص: 368
أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو مولى كلّ مسلم، وإمام كلّ مؤمن، وقائد كلّ تقيّ، وهو وصيّي وخليفتي على أهلي واُمّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وبولايته صارت اُمّتي مرحومة، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة، وإنّي بكيت حين أقبل لأنّي ذكرتُ غدر الاُمّة به بعدي حتّى إنّه ليُزال عن مقعدي، وقد جعله اللّه له بعدي، ثمّ لايزال الأمر به حتّى يُضرب على قرنه ضربة تُخضب منها لحيته في أفضل الشهور شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن، هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان.
وأمّا ابنتي فاطمة، فأنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي الّتي بين جَنبيّ، وهي الحوراء الإنسيّة، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زَهَر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول اللّه عزّ وجلّ لملائكته: «يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي، قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أنّي قد أمنتُ شيعتها من النّار». وإنّي لمّا رأيتها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقّها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها(1)، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: «يا محمّداه» فلاتجاب، وتستغيث فلاتُغاث، فلاتزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكّر انقطاع الوحي عن بيتها مرّة، وتتذكّر فراقي أخرى، وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي الّذي كانت تستمع إليه إذا تهجّدت بالقرآن، ثمّ ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيّام أبيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها اللّه تعالى ذكره بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)، يا فاطمة (اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)(2).
ص: 369
ثمّ يبتدئ بها الوَجَع فتمرض، فيبعث اللّه عزّ وجلّ إليها مريم بنت عِمران، تُمَرّضها وتُؤنسها في علّتها، فتقول عند ذلك: «يا ربّ إنّي قد سَئمتُ الحياة، وتبرّمت بأهل الدنيا، فالحقني بأبي». فيلحقها اللّه عزّ وجلّ بي، فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم عَلَيّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك: «اللّهم العن من ظلمها، وعاقِب من غصبها، وأذِلّ من أذلّها، وخلّد في نارك مَن ضرب جنبها، حتّى ألقت ولدها». فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.
وأمّا الحسن، فإنّه ابني وولدي ومنّي، وقرّة عيني، وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة اللّه على الاُمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي، وإنّي لمّا نظرتُ إليه تذكّرتُ ما يجري عليه من الذلّ بعدي، فلايزال الأمر به حتّى يُقتل بالسمّ ظلماً وعدواناً، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كلّ شيء حتّى الطير في جوّ السماء، و الحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تَعْمَ عينه يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام.
وأمّا الحسين فأنّه منّي، وهو ابني وولدي، وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وغياث المستغيثين، وكَهْف المستجيرين، وحجّة اللّه على خلقه أجمعين، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وباب نجاة الاُمّة، أمرهأمري، وطاعته طاعتي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي، وإنّي لمّا رأيته تذكّرت ما يُصنع به بعدي، كأنّي به وقد استجار بحرمي و قبري(1) فلايُجار، فأضمّه في منامه إلى صدري، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي، وأبشّره بالشهادة، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مَصرعه أرض كرب و بلاءٍ، وقتلٍ وفناءٍ، تنصره عصابة من المسلمين، أولئك من سادة شهداء اُمّتي يوم القيامة، كأنّي أنظر إليه وقد رُمي بسهم فخرّ عن فرسه صريعاً، ثمّ يُذبح كما يُذبح الكَبش، مظلوماً».
ص: 370
ثمّ بكى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبكى مَن حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثمّ قام (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «اللّهم إنّي أشكو إليك ما يَلقي أهل بيتي بعدي»، ثمّ دخل منزله.
(أمالي الصدوق: المجلس 24، الحديث 2)
(1443) 2-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدّثنا أبو عبداللّه الرازي عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن محمّد بن عتبة، عن محمّد بن عبدالرحمان، عن أبيه:
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إذ التفت إلينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول اللّه؟ فقال: أبكي ممّا يُصنع بكم بعدي. فقلت: وما ذاك يا رسول اللّه؟ قال: أبكى من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدّها، وطعنة الحسن في الفخذ، والسمّ الّذي يُسقي، وقتل الحسين».
قال: «فبكى أهل البيت جميعاً، فقلت: يا رسول اللّه، ما خلقنا ربّنا إلّا للبلاء! قال: أبشر يا عليّ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد عهد إليّ أنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق».
(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 2)
(1444) 3-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا عبد الكريم بن محمّد البجليّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا زيد بن
ص: 371
المعدّل، عن أبان بن عثمان الأجلح:
عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهما السلام) قال: «وضع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي توفّي فيه رأسه في حجر اُمّ الفضل وأغمي عليه، فقطرت قطرة من دموعها على خدّه، ففتح عينيه وقال لها: ما لك يا اُمّ الفضل؟
قالت: نعيت إلينا نفسك، وأخبرتنا إنّك ميّت، فإن يكن الأمر لنا(1) فبشّرنا، وإن يكن في غيرنا فأوص بنا».
قال: فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنتم المقهورون المستضعفون بعدي».
(أمالي المفيد: المجلس 24، الحديث 2)
(1445) 4-(2) أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني أحمد بن محمّد الجوهري قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزي قال: حدّثنا عبدالكريم بن محمّد [قال: حدّثنا محمّد بن عليّ](3) بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن منقر، عن زياد بن المنذر قال: حدّثنا شرحبيل:
عن اُمّ الفضل بن العبّاس قالت: لمّا ثقل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي توفّي
ص: 372
فيه أفاق إفاقة ونحن نبكي حوله، فقال: «ما الّذي يبكيكم»؟
قلنا: يا رسول اللّه، نبكي لغير خصلة، نبكي لفراقك إيّانا، ولانقطاع خبر السماء عنّا، ونبكي للاُمّة(1) من بعدك.
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما إنّكم المقهورون المستضعفون بعدي».
(أمالي المفيد: المجلس 42 الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «والمستضعفون من بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 5 الحديث 3)
(1446) 5- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة:
عن عبد اللّه بن العبّاس قال: لمّا حضرت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الوفاة بكى حتّى بلّت دموعه لحيته، فقيل له: يا رسول اللّه، ما يبكيك؟ فقال: «أبكي لذريّتي وما تصنع بهم شرار اُمّتي من بعدي، كأنّي بفاطمة ابنتي وقد ظُلمت بعدي وهي تنادي: «يا أبتاه، يا أبتاه»، فلا يعينها أحد من اُمّتي».
فسمعت ذلك فاطمة (علیها السلام) فبكت، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تبكين، يا بنية».
فقالت: «لست أبكي لما صنع بي من بعدك، ولكن أبكي لفراقك يا رسول اللّه».
فقال لها: «أبشري يا بنت محمّد بسرعة اللحاق بي، فإنّك أوّل من يلحق بي من أهل بيتي».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 18)
ص: 373
(1447) 6-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة الجوهري قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي:
عن خالد بن خالد اليشكري قال: خرجت سنة فتح تستر حتّى قدمت الكوفة فدخلت المسجد، فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم(2) من الرجال، فقلت: مَن هذا؟
فقال القوم: أما تعرفه؟
قلت: لا.
قالوا: هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
قال: فقعدت إليه فحدّث القوم فقال: إنّ النّاس كانوا يسألون رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن الخير، وكنت أسأله عن الشرّ، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال: سأحدّثكم بما أنكرتم أنّه جاء أمر الإسلام، فجاء أمر ليس كأمر الجاهليّة، وكنت أعطيت من القرآن فقهاً، وكانوا يجيئون فيسألون النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقلت أنا: يا رسول اللّه، أيكون بعد هذا الخير شرّ؟
قال: «نعم».
قلت: فما العصمة منه؟
قال: «السيف».
قال: قلت: وهل بعد السيف بقيّة؟
قال: «نعم، تكون إمارة على إقذاء وهُدنة على دخن».
قال: قلت: ثمّ ماذا؟
قال: «ثمّ تفشو دعاة الضلالة، فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه، وإلّا فمُت
ص: 374
عاضّاً على جِذل شجرة».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 36)
(1448) 7-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي الحافظ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الخزّاز من كتابه، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الهاشمي قال حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا أبو مريم، عن ثُوَير بن أبي فاخته:
عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه (إلى أن قال:) وقال له: «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل»، (إلى أن قال:) وقال له: «اتّق الضغائن الّتي لك في صدر مَن لا يظهرها إلّا بعد موتي، أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون».
ثمّ بكى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقيل: ممّ بكاؤك، يا رسول اللّه؟
قال: «أخبرني جبرئيل (علیه السلام) أنّهم يظلمونه ويمنعونه حقّه، ويقاتلونه ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل (علیه السلام) عن اللّه عزّ وجلّ أنّ ذلك يزول إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الاُمّة على محبّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد، وضعف العباد، والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم منهم».
فقيل له: ما اسمه؟
قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، وهو من ولد ابنتي، يظهر اللّه الحقّ بهم ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم النّاس، بين راغب إليهم وخائف منهم».
قال: وسكن البكاء عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: «معاشر المؤمنين، ابشروا بالفرج، فإنّ وعد اللّه لا يخلف، وقضاءه لا يردّ، وهو الحكيم الخبير، فإنّ فتح اللّه
ص: 375
قريب، اللّهمّ إنّهم أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهم اكلأهم وارعهم وكن لهم، وانصرهم وأعنهم، وأعزّهم ولا تذلّهم، واخلفني فيهم، إنّك على كلّ شيء قدير».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)
يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)، ويأتي بيانه في تاريخ الإمام المهدي (علیه السلام).
(1449) 8- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة، قال: حدّثني عبّاد بن سعيد الجعفي، وهو جدّه لاُمّه، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبي الجارود، عن حكيم بن جبير، عن سالم الجعفي قال:
قال عليّ صلوات اللّه عليه - وهو في الرحبة جالس-: «انتدبوا». وهو على المسير من السواد فانتدبوا نحو من مئة، فقال: «وربّ السماء وربّ الأرض، لقد حدّثني خليلي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنّ الاُمّة ستغدر بي من بعده عهداً معهوداً وقضاءً مقضيّاً، وقد خاب من افترى».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 8)
(1450) 9- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا مسدّد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي البصري قاضي تنيس(1)، قال: حدّثنا إسحاق بن سيّار النصيبي قال: حدّثني أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا فطر بن خليفة قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت ثعلبة بن يزيد(2) الحمّاني قال:
ص: 376
سمعت عليّاً صلوات اللّه عليه قال: «واللّه إنّه لعهد عهده إليّ النبيّ الاُمّي أنّ الاُمّة ستغدر بك بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 9)
(1451) 10-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن الحفص الخثعمي أبو جعفر قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدّي الفزاري، قال: أخبرنا عمر بن شاكر من أهل المصيصة، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر»(2).
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 31)
(1452) 11-(3) وبالسند المتقدّم عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس زمان الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم».
قالوا: يا رسول اللّه أجر خمسين منّا؟ قال: «نعم، أجر خمسين منكم»، قالها ثلاثاً.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 32)
ص: 377
(1453) 12-(1) أخبرنا،جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عبيداللّه بن محمّد بن عمّار أبو العبّاس الثقفي قال: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدّثنا جعفر بن أبي سليمان - يعني الضبعي - قال: حدّثنا أبوهارون العبدي:
عن أبي سعيد الخدري قال: أخبر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً بما يلقى بعده، فبكى (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «يا رسول اللّه، أسألك بحقّي عليك وقرابتي منك، وحقّ صحبتي إيّاك، لما دعوت اللّه عزّ وجل أنّ يقبضني إليه».
فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أتسألني أن أدعو ربّي لأجل مؤجّل».
قال: «فعلى ما أقاتلهم»؟
قال: «على الإحداث في الدين».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 5)
(1454) 13-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري قال: حدّثنا أبو السائب سلم بن جنادة قال: حدّثنا وكيع بن الجراح قال: حدّثنا
ص: 378
سفيان بن سعيد الثوري، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبداللّه بن نُجَي(1) الحضرمي قال:
سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: كنّا جلوساً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو نائم ورأسه في حِجري، فتذاكرنا الدجّال فاستيقظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) محمرّاً وجهه فقال: «لغير الدجّال أخوف عليكم من الدجّال، الأئمّة المضلّون، وسفك دماء عترتي من بعدي، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 28)
(1455) 14-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، عن أبيه أبي عبد اللّه (علیه السلام).
قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الاٰنُك في النّار - يعني الرصاص - وما ذاك إلّا لما يرى من البلاء والاحداث في دينهم لا يستطيع له غيراً».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 44)
(1456) 15-(3) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن
ص: 379
وهبان قال: حدّثنا أبو القاسم عليّ بن حبشي قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبى قال: حدّثنا صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «زارنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد أهدت لنا اُمّ أيمن لبناً و زبداً وتمراً، فقدّمناه فأكل منه، ثمّ قام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى زاوية البيت فصلّى ركعات، فلمّا كان في آخر سجوده بكى بكاءً شديداً، فلم يسأله أحد منّا إجلالاً له، فقام الحسين (علیه السلام) فقعد في حجره وقال له: يا أبت، لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء کسرورنا بدخولك، ثمّ بكيت بكاءً غمّنا، فلِمَ بكيتَ؟
فقال: يا بُنيّ، أتاني جبرئيل آنفاً فأخبرني أنّكم قتلى، وأنّ مصارعكم شتّى.
فقال: يا أبت، فما لمن يزور قبورنا على تشتّتها؟
فقال: يا بُنيّ، أولئك طوائف من اُمّتي، يزورونكم يلتمسون بذلك البركة، وحقيق علَيّ أن آتيهم يوم القيامة حتّى أخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم، ويسكنهم اللّه الجنّة».
(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 11)
(1457) 16- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين [بن عبّاد السمسار] البغدادي قال: حدّثنا الحسين بن عمر المقرئ، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:
ص: 380
عن جدّه (علیه السلام) قال: «لمّا نزلت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)(1)، قال لي: يا عليّ، إنّه قد(2) جاء نصر اللّه والفتح، فإذا رأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنّه كان توّاباً.
يا عليّ، إنّ اللّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي.
فقلت: يا رسول اللّه، وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأنّي رسول اللّه، [وهم](3) مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني.
فقلت: فعلى مَ نقاتلهم يا رسول اللّه، وهم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه؟!
فقال: على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي» الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 34 الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 5)
سيأتي تمامه في الباب 3 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان.
ص: 381
(1458) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا سعيد بن [كثير بن] عفير قال: حدّثني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال:
عن مروان بن عثمان قال: لمّا بايع النّاس أبا بكر دخل عليّ (علیه السلام) والزبير و المقداد بيت فاطمة (علیها السلام)، وأبوا أن يخرجوا، فقال عمر بن الخطّاب: اضرموا عليهم البيت ناراً! فخرج الزبير ومعه سيفه، فقال أبوبكر: عليكم بالكلب. فقصدوا نحوه، فزلّت قدمه وسقط إلى الأرض ووقع السيف من يده، فقال أبوبكر: اضربوا به الحجر، فضرب بسيفه الحجر حتّى انكسر.
وخرج عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) نحو العالية، فلقيه ثابت بن قيس بن شمّاس فقال: ما شأنك يا أبا الحسن؟
فقال: «أرادوا أن يحرقوا عَلَيّ بيتي وأبوبكر على المنبر يبايع له ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره».
فقال له ثابت: ولا تفارق كفّ يیدك حتّى أقتل دونك، فانطلقا جميعاً حتّى عادا إلى المدينة، وإذا فاطمة (علیها السلام) واقفة على بابها، وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول: «لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم، تركتم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا(2) وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقّاً».
(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 9)
ص: 382
ص: 383
ص: 384
ص: 385
ص: 386
(1459) 2-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرني إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: أخبرنا أبو إسماعيل العطّار قال: أخبرنا [عبداللّه] بن لهيعة، عن أبي الأسود:
عن عروة بن الزبير قال: لمّا بايع النّاس أبا بكر خرجت فاطمة بنت محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فوقفت على بابها وقالت: «ما رأيت كاليوم قطّ حضروا أسوأ محضر، تركوا نبيّهم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جنازة بين أظهرنا واستبدّوا بالأمر دوننا».
(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 5)
(1460) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبداللّه بن أبي رافع الكاتب قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن جعفر الحسيني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال: حدّثنا أبو المقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري:
عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: تمثّل إبليس لعنه اللّه في أربع صور (إلى أن قال:) وتصوّر يوم قُبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في صورة المغيرة بن شعبة فقال: أيّها النّاس، لاتجعلوها كسروانيّة ولا قيصرانيّة، وسعوها تتسع، فلاتردّوها في
ص: 387
بني هاشم فتُنتظر بها الحبالى».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 5)
يأتي تمامه في باب «إبليس» من كتاب السماء والعالم.
(1461) 4- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهدي بن صدقة البرقي(1) أملاه عَلَيّ إملاءً من كتابه، قال حدّثنا الرضا أبو الحسن عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال:
حدّثني أبي الحسين بن عليّ (علیهم السلام) قال: لمّا أتى أبوبكر وعمر إلى منزل أمير المؤمنين (علیه السلام) وخاطباه في البيعة وخرجا من عنده، خرج أمير المؤمنين إلى المسجد، فحمد اللّه وأثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت، إذ بعث فيهم رسولاً منهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
ثمّ قال: «إنّ فلاناً وفلاناً أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني، أنا ابن عمّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأبو ابنيه، والصديق الأكبر، وأخو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لا يقولها أحد غيري إلّا كاذب، وأسلمت وصلّيت، وأنا وصيّه وزوج ابنته سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأبوحسن وحسين سبطي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و نحن أهل بيت الرحمة، بنا هداكم اللّه، وبنا استنقذكم من الضلالة، وأنا صاحب يوم الدوح(2)، وفيّ نزلت سورة من القرآن، وأنا الوصي على الأموات من أهل
ص: 388
بيته (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنا بقيّته على الأحياء من اُمّته، فاتّقوا اللّه يثبّت أقدامكم ويتمّ نعمته عليكم»، ثمّ رجع (علیه السلام) إلى بيته.
(أمالي الطوسي: المجلس 22، الحديث 1)
(1462) 5-(1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن عليّ بن الفضل بن تمام(2) الكوفى قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن معمر الكوفي قال: حدّثني محمّد بن الحسين الزيّات الكوفي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد قال: حدّثني أبان بن عثمان قال: حدّثني أبان بن تغلب:
ص: 389
عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: لمّا انصرفت فاطمة (علیها السلام)من عند أبي بكر، أقبلت على أمير المؤمنين (علیه السلام) فقالت: «يا ابن أبي طالب، اشتملت مشيمة(1) الجنين، وقعدت حُجرة الظنين(2)، نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل(3)، هذا
ص: 390
ابن أبي قحافة قد ابتزّني نحيلة أبي وبليغة(1) ابنَيّ، واللّه لقد أجدّ في ظلامتي، وألدّ في خصامي، حتّى منعتني قيلة(2) نصرها، والمهاجرة وصلها، وغضّت الجماعة دوني طرفها، فلا مانع ولا دافع، خرجت واللّه كاظمة، وعدت راغمة، فليتني - ولا خيار لي - متّ قبل ذلّتي، وتوفّيت قبل منيّتي، عذيري فيك اللّه حامياً، ومنك عادياً، ويلاه في كلّ شارق، ويلاه مات المعتمد ووهن العضد، شكواي إلى ربّي، و عَدواي إلى أبي، اللّهم أنت أشدّ قوّة».
فأجابها أمير المؤمنين (علیه السلام): «لاويل لك، بل الويل لشانئك، نهنهي من غَرْبك، يا بنت الصفوة، وبقيّة النبوّة، فواللّه ما ونيت في ديني، ولا أخطأت مقدوري، فإن كنت ترزئين البلغة فرزقك مضمون، ولعيلتك مأمون، وما أعدّ لك خير ممّا قطع عنك، فاحتسبي».
فقالت: «حسبي اللّه ونعم الوكيل».
(أمالي الطوسي: المجلس 38 الحديث 8)
ص: 391
(1463) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن يحيى المكتّب قال: حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن محمّد الورّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي العماني قال: حدّثنا العبّاس بن فرج الرياشي قال:
حدّثني أبوزيد النحوي الأنصاري قال: سألت الخليل بن أحمد العَروضي، فقلت: لِمَ هَجَر النّاس عليّاً (علیه السلام) و قرباه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قرباه، وموضعه من المسلمين موضعه، وعناؤه(2) في الإسلام عناؤه؟!
فقال: بَهَر(3) واللّه نوره أنوارهم، وغلبهم على صَفو كلّ منهل(4)، والنّاس إلى أشكالهم أميل، أما سمعت الأوّل حيث يقول:
وكلّ شكل لشكله آلِف
أما ترى الفِيل يألف الفيلا
قال: وأنشدنا الرياشي في معناه، عن العبّاس بن الأحنف:
وقائل كيف تهاجرتما
لم يك من شَكلي فهاجرته
فقلت قولاً فيه إنصاف
والنّاس أشكال وآلاف
(أمالي الصدوق: المجلس 40 الحديث 15)
ص: 392
(1464) 2-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا جماعة، عن أبى المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي النحوى أبو عبداللّه قال: حدّثنا أبو الأسود الخليل بن أسد النوشجاني قال: حدّثني محمّد بن سلام الجمحي قال:
حدّثني يونس بن حبيب [أبو عبدالرحمان الضبّي] النحوي - وكان عثمانياًّ- قال: قلت للخليل بن أحمد: أريد أن أسألك عن مسألة فتكتمها عَلَيّ؟
قال: إنّ قولك يدلّ على أنّ الجواب أغلظ من السؤال، فتكتمه أنت أيضاً؟ قال: قلت: نعم، أيّام حياتك.
قال: سل.
قال: قلت: ما بال أصحاب رسول اللّه صلىّ اللّه عليه وآله ورحمهم كأنّهم كلّهم بنو اُمّ واحدة وعليّ بن أبي طالب من بينهم كأنّه ابن عَلَّة(2)؟!
قال: مِن أين لك هذا السؤال؟
قال: قلت: قد وعدتني الجواب.
قال: وقد ضمنت الكتمان.
قال: قلت: أيّام حياتك.
فقال: إنّ عليّاً (علیه السلام) تقدّمهم إسلاماً، وفاقهم علماً، وبذّهم شرفاً، ورجحهم زهداً، وطالهم جهاداً، فحسدوه، والنّاس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم إلى مَن بان منهم، فافهم.
(أمالي الطوسي: الملس 28، الحديث 4)
(1465) 3-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن عبداللّه بن سعيد العسكري
ص: 393
قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن رعل الأبشمى(1) قال: حدّثنا ثُبيت بن محمّد قال: حدّثنا أبو الأحوص المصري قال: حدّثنا جماعة من أهل العلم:
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: بينما أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه في أصعب موقف بصفّين، إذ قام اليه رجل من بني دودان فقال: ما بال قومكم دفعوكم عن هذا الأمر، وأنتم الأعلون نَسَباً، وأشدّ نَوطاً(2) بالرّسول وفَهماً بالكتاب والسنّة؟
فقال: «سألت - يا أخي بني دودان - ولك حقّ المسألة، وذَمام الصِّهر(3)
ص: 394
وإنّك لقلق الوضين، تُرسل عن ذي مسد(1)، إنّها إمرة شحّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نُفوس آخرين، ونعم الحكم اللّه.
فدع عنك نَهباً صيح في حَجَراته(2)، وهلمّ الخَطْب في ابن أبي سفيان، فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه(3):
لاغَرْوَ إلّا جارتي وسؤالها
ألا هل لنا أهلٌ سألت كذلك
بئس القوم من خَفَضني، وحاولوا الإدهان في دين اللّه، فإن تُرفع عنّا مِحَن البَلوى أحمِلهم من الحقّ على محضه، وإن تكن الأخرى (فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)(4)، إليك عنّي يا أخا بني دودان».
(أمالي الصدوق: المجلس 90، الحديث 5)
ص: 395
(1466) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر:
عن أبي عبد اللّه الصادق، عن أبيه،، عن جدّه (علیهم السلام) قال: «بلغ أُمّ سلمة زوجة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّ مولى لها يتنقّص(2) عليّاً (علیه السلام) ويتناوله، فأرسلت إليه، فلمّا أن صار إليها(3) قالت له: يا بُنيّ، بلغني أنّك تتنقّص(4) عليّاً وتتناوله؟!
قال لها: نعم يا أمّاه.
قالت: اقعد - ثكلتك أُمّك - حتّى أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ اختر لنفسك، إنّا كنّا عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تسع نسوة(5) وكانت ليلتي ويومي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فدخل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو متهلّل(6)، أصابعه في أصابع عليّ، واضعاً
ص: 396
يده عليه، فقال: يا اُمّ سلمة، اخرجي من البيت وأخليه لنا. فخرجت و اقبلا يتناجيان، اسمع الكلام وما أدري ما يقولان، حتّى إذا انتصف النّهار(1) أتيت الباب، فقلت: أدخل يا رسول اللّه؟(2)
قال: لا.
فكَبوتُ(3) كَبوة شديدة، مخافة أن يكون ردّني من سخطة، أو نزل فيّ شيء من السماء، ثمّ لم ألبث(4) أن أتيت الباب الثانية فقلت: ادخل يا رسول اللّه؟
فقال: لا.
فكبوت كبوة أشدّ من الأولى، ثمّ لم ألبث حتّى أتيت الباب الثالثة، فقلت: أدخل يا رسول اللّه؟
فقال: ادخلي يا أُمّ سلمة.
فدخلت وعليّ (علیه السلام)(5) جاث بين يديه، وهو يقول: فِداك أبي وأُمّي يا رسول اللّه، إذا كان كذا وكذا فما تأمرني؟(6)
قال: آمرك بالصبر.
ثمّ أعاد عليه القول الثانية(7) فأمر بالصبر، فأعاد عليه القول الثالثة، فقال: يا عليّ يا أخي، إذا كان ذاك(8) منهم فسلّ سيفك وضعه على عاتقك، واضرب
ص: 397
به(1) قُدُماً قُدُماً، حتّى تلقاني وسيفك شاهر يقطُر من دمائهم.
ثمّ التفت (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إليّ فقال لي: ما هذه الكآبة يا أُمّ سلمة؟
قلت: للّذي كان من ردّك لي(2) يا رسول اللّه.
فقال لي: «واللّه ما رددتُك من موجدة(3)، وإنّك لعلى خير من اللّه و رسوله، لکن اتيتنى(4) وجبرئيل عن يميني، وعليّ عن يساري، وجبرئيل يخبرني بالأحداث الّتي تكون من بعدي(5)، وأمرني أن أوصى بذلك عليّاً.
يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، أخي في الدنيا وأخي في الآخرة.
يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، وزيري في الدنيا و وزيري في الآخرة.
يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائى(6) غداً في القيامة.
يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب، وصيّي وخليفتي من بعدي، و قاضی عداتي، والذائد(7) عن حوضي.
يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».
ص: 398
قلت: یا رسول اللّه، مَن الناكثون؟
قال: «الّذين يبايعونه بالمدينة، وينكثون بالبصرة».
قلت: مَن(1) القاسطون؟
قال: «معاوية وأصحابه من أهل الشام».
قلت: مَن المارقون؟
قال: «أصحاب النهروان».
فقال مولى أمّ سلمة: فرّجت عنّي، فرّج اللّه عنكِ، واللّه لا سببتُ عليّاً أبداً(2).
(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بمغايرة في بعض العبارات ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 9)
(1467) 2-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا المسعودى قال: حدّثنا محمّد بن كثير، عن يحيى بن حمّاد القطّان قال: حدّثنا أبو محمّد الحضرمي:
عن أبي عليّ الهمداني: أنّ عبد الرحمان بن أبي ليلى قام إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال(4): يا أمير المؤمنين، إنّي سائلك لاٰخذ عنك، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئاً فلم تقله، ألا تحدّثنا عن أمرك هذا، أكان بعهد [من](5) رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أو(6) شيء رأيته؟ فإنّا قد أكثرنا فيك الأقاويل، وأوثقه عندنا ما
ص: 399
قبلناه(1) عنك، وسمعناه من فيك، إنّا كنّا نقول: لو رجعت إليكم بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم ينازعكم فيها أحد، واللّه ما أدري إذا سئلت ما أقول؟! [ءَ](2) أزعم أنّ القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك؟ فإن قلت ذلك، فعلى مَ نصبك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد حجّة الوداع فقال: «أيّها النّاس مَن كنت مولاه فعليّ مولاه»، وإن تك(3) أولى منهم بما كانوا فيه فعلى مَ نتولّاهم؟!
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا عبد الرحمان، إنّ اللّه تعالى قبض نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا يوم قبضه أولى بالنّاس منّي بقميصي هذا، وقد كان من نبيّ اللّه إلَيّ عهد لو خزمتموني بأنفي لأقررت سمعاً للّه وطاعة، وإنّ أوّل ما انتقصنا بعده إبطال حقّنا في الخمس، فلمّا رقّ أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا(4)، وقد كان لي على النّاس حقّ لو ردّوه إليّ عفواً قبلته وقمت به وكان إلى أجل معلوم، وكنت كرجل له على النّاس حقّ إلى أجل، فإن عجّلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه، وإن أخّروه أخذه غير محمودين، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند النّاس محزون.
وإنّما يعرف الهدى بقلّة من يأخذه من النّاس، فإذا سكتّ فاعفوني، فإنّه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم، فكفّوا عنّي ما كففت عنكم». فقال عبد الرحمان: يا أمير المؤمنين، فأنت لعمرك كما قال الأوّل:
لعمرك(5) لقد أيقظت من كان نائماً
و أسمعت من كانت له اُذُنان
(أمالي المفيد: المجلس 26، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت ما ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 10)
ص: 400
(1468) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حاتم، عن الحسن بن عبداللّه، الحسن بن موسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، ومحمّد بن عمر بن يزيد، جميعاً عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي:
عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): لمن كان الأمر حين قُبض رسول اللّه؟
قال: «لنا أهل البيت».
فقلت: فكيف صار في تَيم وعدي؟
قال: «إنّك سألت فافهم الجواب، إنّ اللّه تعالى لمّا كتب أن يفسد في الأرض، وتُنكح الفروج الحرام، ويُحكم بغير ما أنزل اللّه، خلّا بين أعدائنا وبين مرادهم من الدنيا حتّى دفعونا عن حقّنا، وجرى الظلم على أيديهم دوننا».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 49)
(1469) 4- وعن محمّد بن محمّد قال: أخبرني المظفّر بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن [أحمد بن] أبي الثلج قال: حدّثنا أحمد بن موسى الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن حمّاد الشاشي قال: حدّثنا الحسن بن راشد البصري قال: حدّثنا على بن الحسن الميثمي، عن ربعي:
عن زرارة قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): ما منع أمير المؤمنين (علیه السلام) أن يدعو النّاس إلى نفسه، ويجرّد في عدوّه سيفه؟
فقال: «تخوّف أن يرتدّوا ولا يشهدوا أنّ محمّداً رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 60)
(1470) 5-(1) وعن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال: أخبرني عيسى بن مهران قال:
ص: 401
أخبرني الحسن بن الحسين قال: حدّثنا الحسين بن عبدالكريم، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن عبد الرحمان بن جندب:
عن أبيه جندب بن عبد اللّه قال: دخلت على أمير المؤمنين (علیه السلام) وقد بويع لعثمان بن عفّان، فوجدته مطرقاً كئيباً، فقلت له: ما أصابك - جعلت فداك - من قومك؟
فقال: «صبر جميل».
فقلت: سبحان اللّه، إنّك لصبور.
قال: «فأصنع ما ذا»؟
قلت: تقوم في النّاس وتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنّك أولى بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبالفضل والسابقة، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك، فإن أجابك عشرة من مئة شددت بالعشر على المئة، فإن دانوا لك كان ذلك ما أحببت، وإن أبوا قاتلهم، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان اللّه الّذي أتاه نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكنت أولى به منهم، وإن قتلت في طلبه قتلت إن شاء اللّه شهيداً، وكنت أولى بالعُذر عند اللّه، لأنّك أحقّ بميراث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتراه - يا جندب - كان يبايعني عشرة من مئة»؟ قلت: أرجو ذلك. فقال: «لكنّي لا أرجو، ولا من كلّ مئة اثنان، وسأخبرك من أين ذلك: إنّما ينظر النّاس إلى قريش، وإنّ قريشاً تقول: إنّ آل محمّد يرون لهم فضلاً على سائر قريش وأنّهم أولياء هذا الأمر دون غيرهم من قريش، وأنّهم إن ولّوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبداً، ومتى كان في غيرهم تداولوه
ص: 402
بينهم، ولا واللّه لا يدفع إلينا هذا السلطان قريش أبداً طائعين».
قال: فقلت: أفلا أرجع وأخبر النّاس مقالتك هذه، وأدعوهم إلى نصرك؟
فقال: «يا جندب، ليس ذا زمان ذلك».
قال جندب: فرجعت بعد ذلك إلى العراق، فكنت كلّما ذكرت من فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) شيئاً زبروني ونهروني حتّى رُفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبة، فبعث إليّ فحبسني حتّى كلّم فيّ، فخلّى سبيلي.
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 7)
ص: 403
(1471) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد البصري البزّاز قال: حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال: حدّثنا عبد الجبّار قال: حدّثنا سفيان [بن عيينة]، عن الوليد بن كثير عن [أبي أيوب عمارة بن عبد اللّه] بن الصيّاد [الأنصاري المدني](2):
عن سعيد بن المسيّب قال: لمّا قبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ارتجّت مكّة بنعيه، فقال أبو قحافة: ما هذا؟
قالوا: قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
قال: فمن ولي النّاس بعده؟
قالوا: ابنك.
قال: فهل رضيت بنو عبد شمس وبنو المغيرة؟
قالوا: نعم.
قال: لا مانع لما أعطى اللّه، ولا معطي لما منع اللّه، ما أعجب هذا الأمر، تنازعون النبوّة، وتسلمون الخلافة، إنّ هذا لشيء يراد.
(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 7)
ص: 404
(1472) 1- أبو جعفر الطوسي قال: هذا حديث وجدته بخطّ بعض المشايخ - رحمهم اللّه- ذکر أنّه وجده في كتاب لأبي غانم المعلّم الأعرج، وكان مسكنه بباب الشعير، وجد بخطّه على ظهر كتاب له حين مات، وهو:
أنّ عائشة بنت طلحة دخلت على فاطمة (علیها السلام) فرأتها باكية، فقالت لها: بأبي أنت و أُمّي، ما الّذي يُبكيك؟
فقالت لها صلوات اللّه عليها: «أسائلتي عن هنّة حلّق بها الطائر، وحفي بها السائر، ورفع إلى السماء أثراً، ورزئت في الأرض خبراً، أنّ قحيف تيم وأحيوك عديّ جاريا أبا الحسن في السباق، حتّى إذا تقرّبا بالخناق، أسرّا له الشنان، وطوياه الاعلان، فلمّا خبا نُور الدين، وقُبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الأمين، نطقا بفورهما، ونفثا بسورهما، وأدلا بفدك، فيا لها لمن ملك، تلك أنّها عطيّة الربّ الأعلى للنجيّ الأوفى، ولقد نحلنيها للصبية الصواغب من نجله ونسلي، وأنّها ليعلم اللّه وشهادة أمينه، فإن انتزعا منّي البُلغة، ومنعاني اللُمظة، واحتسبتها يوم الحشر زُلفة، وليجدنّها أكلوها ساعرة حميم في لظى جحيم».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 53)
(1473) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال:
عرض في نفس عمر بن عبد العزيز شيء من فَدَك، فكتب إلى أبي بكر(2) وهو
ص: 405
ص: 406
على المدينة: انظر ستّة آلاف دينار، فزد عليها غلّة فدك أربعة آلاف دينار، فاقسمها في ولد فاطمة (علیها السلام) من بني هاشم.
ص: 407
قال: وكانت فدك للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خاصّة، فكانت ممّا لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.
قال: وكانت للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أموال سمّاها، منها: «العواف»(1)، و«یرقط»(2) و«المبيث»(3) و«الكلا)»(4) و «الحُسنى»(5) و «الصائفة» و«بيت أُمّ إبراهيم»، فأمّا العواف فهو سهم من بني قريظة(6).
(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 28)
ص: 408
(1474) 3-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: أخبرنا أبو عبداللّه [جعفر بن] محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران، عن يونس، عن عبد اللّه بن محمّد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن جدّه: عن زينب بنت عليّ بن أبي طالب (علیها السلام) قالت: لمّا اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة (علیها السلام) فدك والعوالي، وأيست من إجابته لها، عدلت إلى قبر أبيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فألقت نفسها عليه وشكت إليه ما فعله القوم بها، وبكت حتّى بلّت تربته (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بدموعها وندبته، ثمّ قالت في آخر ندبتها:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة(2)
لوكنت شاهدها لم تكثر(3) الخطب
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها
واختلّ قومك فاشهدهم فقد نكبوا
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا
فغبت عنّا فكلّ الخير محتجب
فكنت بدراً ونوراً يستضاء به
عليك ينزل من ذي العزّة الكتب
ص: 409
ص: 410
ص: 411
ص: 412
ص: 413
تجهّمتنا(1) رجال واستخفّ بنا
سيعلم المتولّي ظلم حامّتنا(2)
فقد لقينا الّذي لم يلقه أحد
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت
بعد النبيّ وكلّ الخير مغتصب
يوم القيامة أنّى سوف ينقلب
من البريّة لاعجم ولا عرب
لنا العيون بتهمال له سكب(3)
(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 8)
ص: 414
(1475) 1- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا مخول قال: حدّثنا الربيع بن المنذر، عن أبيه قال:
سمعت الحسن بن عليّ (علیهما السلام) يقول: «إنّ أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر وهو لنا كلّه، فأخذاه دوننا وجعلا لنا فيه سهماً كسهم الجدّة(1)، أما واللّه لتُهِمَّنَّهما أنفسهما يوم يطلب النّاس فيه شفاعتنا».
(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 8)
(1476) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلّام الضرير قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا المكّي قال: حدّثني كثير بن طارق(3):
ص: 415
عن زيد بن عليّ، عن أبيه (علیه السلام): «أنّ الحسين بن عليّ (علیه السلام) أتى عمر بن الخطّاب وهو على المنبر يوم الجمعة، فقال له: «انزل عن منبر أبي»، فبكى عمر، ثمّ قال: صدقت يا بنيّ، منبر أبيك لا منبر أبي.
فقال عليّ (علیه السلام): ما هو واللّه عن رأيي.
ص: 416
قال: صدقت واللّه، ما اتّهمتك يا أبا الحسن.
ثمّ نزل عن المنبر، فأخذه فأجلسه إلى جانبه على المنبر وخطب النّاس وهو جالس معه على المنبر، ثمّ قال: أيّها النّاس، سمعت نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «احفظوني في عترتي وذريّتي، فمن حفظني فيهم حفظه اللّه، ألا لعنة اللّه على من آذاني فيهم -ثلاثاً-».
(أمالي الطوسي: المجلس 40، الحديث 8)
ص: 417
(1477) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا القاضي أبوعبداللّه الحسين بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو سعيد عبداللّه بن شبيب قال: حدّثنا [إسماعيل] ابن أبي أويس قال: حدّثني أخي [عبد الحميد](2)، عن سليمان بن بلال، عن محمّد بن يوسف:
عن السائب بن يزيد: أنّ عمر بن الخطّاب بينما هو يمشي في أزقّة المدينة إذا هو بأصوات في بيت، فأطلع عليهم فإذا هم على شراب، فقالوا له حين رأوه: ما هذا يا ابن الخطّاب؟ أليس اللّه يقول: (وَلَا تَجَسَّسُوا)(3)؟ قال: فأعرض عمر عنهم و انصرف مبادراً.
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 18)
ص: 418
(1478) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن الحسين بن صالح العدل السبيعي بحلب، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن زيد بن إسماعيل الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن تسنيم الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الخثعمي، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة العبدي، عن أبيه، عن جدّه قال:
أتى عمر بن الخطّاب رجلان يسألان عن طلاق الاَمَة، فالتفت إلى خلفه فنظر إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أصلع، ما ترى في طلاق الاَمَة؟
فقال له بإصبعه هكذا - وأشار بالسبابة والّتي تليها-، فالتفت إليهما عمر وقال: «ثنتان».
فقال [له أحدهما](2): سبحان اللّه ! جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك
فجئت إلى رجل سألته، واللّه ما كلّمك!
فقال عمر: تدريان مَن هذا؟
ص: 419
قالا: لا
قال: هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات السبع والأرضين السبع وضعتا في كفّة ميزان، ووضع إيمان عليّ في كفّة ميزان لرجح إيمان عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 14)
(1479) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي، ومحمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة بن صبرة العبدي، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن خوتعة، قال: قدمنا وفد عبد القيس في إمارة عمر بن الخطّاب، فسأله رجلان منّا عن طلاق الاَمَة، فقام معهما قال: انطلقا. فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع، فقال: يا أصلع، ما طلاق الاَمَة؟
قال: فأشار له بإصبعيه هكذا - يعني اثنتين-، قال: فالتفت عمر إلى الرجلين فقال: «طلاقها اثنتان».
فقال له أحدهما: سبحان اللّه، جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك، فجئت إلى رجل، فواللّه ما كلّمك!
فقال له عمر: ويلك، أتدري من هذا؟ هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة، ووضع إيمان عليّ في كفّة، لرجح إيمان عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 23، الحديث 2)
أقول: يأتي في كتاب الحجّ كلام عمر في الحجر الأسود بأنّه لا يضر ولا ينفع، وكلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في حقيقة الحَجَر وعلّة استلامه، وكلام عمر حيث قال: «لا عشت في اُمّة لست فيها يا أبا الحسن».
ص: 420
(1480) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عاصم بن عبید اللّه، عن عبد الرحمان بن أبان بن عثمان، عن أبيه:
عن عثمان بن عفّان قال: أنا آخر النّاس عهداً بعمر بن الخطّاب، دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبداللّه وهو ملول(2)، فقال له: ضع خدّي بالأرض. فأبى عبداللّه، فقال له: ضع خدّي بالأرض، لا اُمّ لك، فوضع خدّه على الأرض، فجعل يقول: «ويل اُمّي، ويل اُمّي إن لم تغفر لي». فلم يزل يقولها حتّى خرجت نفسه.
(أمالى المفيد: المجلس 6، الحديث 10)
ص: 421
(1481) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة، قال: أخبرنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني، عن أبي إسحاق:
عن أبي الطفيل قال: كنت في البيت يوم الشورى، وسمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «أنشدكم باللّه جميعاً، أفيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «أنشدكم باللّه جميعاً، هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «أنشدكم باللّه جميعاً، هل فيكم أحد أخو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء
أهل الجنّة»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن والحسين ابني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سيّدي شباب أهل الجنّة»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد ناجى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقدّم بين يدي نجواه
ص: 422
صدقة غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه» غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد أتي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطير فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فدخلت عليه فقال: «اللّهم و إلَيَّ»، فلم يأكل معه أحد غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «اللّهم اشهد».
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 7)
(1482) 2-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):
أنّ عليّاً (علیه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقّاص، أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتاً ويغلقوا عليهم بابه، ويتشاوروا في أمرهم، وأجّلهم ثلاثة أيّام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قُتِل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلمّا
ص: 423
توافقوا جميعاً على رأي واحد، قال لهم عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «إنّي أحبّ أنّ تسمعوا منّي ما أقول، فإن يكن حقّاً فاقبلوه، وإن يكن باطلاً فانكروه».
قالوا: قُل.
قال: «أنشدكم باللّه - أو قال: أسألكم باللّه - الّذي يعلم سرائركم، ويعلم صدقكم إن صدقتم ويعلم كذبكم إن كذبتم، هل فيكم أحد آمن باللّه ورسوله وصلّى القبلتين قبلي»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم من يقول اللّه عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(1) سواي»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد نصر أبوه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكفّله، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد زُيِّن أخوه بجناحين في الجنّة، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي، ولم يشرك باللّه شيئاً»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد عمّه حمزة سيّد الشهداء، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد زوجته سيّدة نساء أهل الجنّة، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد أعلم بناسخ القرآن ومنسوخه والسنّة منّي»؟
قالوا: اللّهم لا.
ص: 424
قال: «فهل فيكم أحد سمّاه اللّه عزّ وجلّ في عشر آيات من القرآن مؤمناً غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد ناجی رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عشر مرّات، يقدّم بين يدي نجواه صدقة، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، ليبلغ الشاهد الغائب ذلك»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم رجل قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية رجلاً غداً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله، كرّاراً غير فرّار لا يولّي الدبر، يفتح اللّه على يديه» وذلك حيث رجع أبو بكر وعمر منهزمين، فدعاني وأنا أرمد، فتفل في عينيّ وقال: «اللّهم أذهب عنه الحرّ والبرد»، فما وجدت بعدها حرّاً ولا برداً يؤذياني، ثمّ أعطاني الراية فخرجت بها، ففتح اللّه على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب و سبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك و إليّ وأشدّهم لي ولك حبّاً يأكل معي من هذا الطائر»، فأتيت فأكلت معه، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لتنتهنّ يا بني وليعة أو لأبعثنّ عليكم رجلاً كنفسي، طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي، يعصاكم - أو: يقصعكم - بالسيف»، غيري»؟
قالوا: لا(1).
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض
ص: 425
عليّاً»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم مَن سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ليلة القليب لمّا جئت بالماء إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له جبرئيل (علیه السلام): «هذه هي المواساة» وذلك يوم أحد، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنّه منّي وأنا منه» فقال جبرئيل: «وأنا منكما»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد نودي به من السماء: «لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم مَن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي قاتلت على تنزيل القرآن، وستقاتل أنت على تأويله»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد غسّل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مع الملائكة المقرّبين بالروح والريحان، تقلّبه لي الملائكة، وأنا أسمع قولهم وهم يقولون: «استروا عورة نبيّكم ستركم اللّه» غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم من كفّن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووضعه في حفرته غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد بعث اللّه عزّ وجلّ إليه بالتعزية حيث قُبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة (علیها السلام) تبكيه، إذ سمعنا حسّاً على الباب وقائلاً يقول، نسمع صوته ولانرى
ص: 426
شخصه: «السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته، ربّكم عزّ وجلّ يقرئكم السلام ويقول لكم: إنّ في اللّه خلفاً من كلّ مُصيبة، وعزاءً من كلّ هالك، ودَرَكاً من كلّ فوت، فتعزّوا بعزاء اللّه، واعلموا أنّ أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لا يبقون والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته»، وأنا فى البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لاخامس لنا إلّا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مسجّى بيننا، غيرنا»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد ردّت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت، حتّى صلّى العصر في وقتها، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد أمره رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يأخذ براءة بعد ما انطلق أبوبكر بها، فقبضها منه، فقال أبوبكر بعد ما رجع: «يا رسول اللّه، أنزل فِيّ شيء»؟ فقال له: «لا، إنّه لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم من قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، ولوكان بعدي نبيّ لكنته يا عليّ»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا كافر»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «أتعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه، بل اللّه سدّ أبوابكم وفتح بابه»؟
قالوا: نعم.
قال: «أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ناجاني يوم الطائف دون النّاس، فأطال ذلك فقال بعضكم: يا رسول اللّه، إنّك انتجيت عليّاً دوننا، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا انتجيته بل اللّه عزّ وجلّ انتجاه»؟
قالوا: نعم.
ص: 427
قال: «أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «الحقّ بعدي مع عليّ، وعليّ مع الحقّ يزول الحقّ معه حيثما زال»؟
قالوا: نعم.
قال: «فهل تعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض، وإنّكم لن تضلّوا ما اتّبعتموهما واستمسكتم بهما»؟
قالوا: نعم.
قال: «فهل فيكم أحد وقى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بنفسه، وردّ مكر المشركين به واضطجع في مضجعه، وشرى بذلك من اللّه نفسه، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم حيث آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أصحابه أحد كان له أخاً غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد ذكره اللّه عزّ وجلّ بما ذكرني إذ قال: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(1)، غيري؟ فهل سبقتي منكم أحد إلى اللّه و رسوله»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2)، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبدودّ حيث عبر خندقكم وحده ودعا جمعكم إلى البراز فنكصتم عنه، وخرجت إليه فقتلته وفتّ اللّه بذلك في أعضاد المشركين والأحزاب، غيري»؟
ص: 428
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد ترك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بابه مفتوحاً في المسجد، يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ويحرم عليه ما يحرم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيه، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير، حيث يقول اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، غيري وزوجتي و ابنيّ»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد وُلد آدم وعليّ سيّد العرب»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما سألت اللّه عزّ وجلّ لى شيئاً إلّا سألت لك مثله»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد كان صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المواطن كلّها، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد ناول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبضة من تراب من تحت قدمه فرمى به في وجوه الكفّار فانهزموا، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قضى دَين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنجز عداته، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد اشتاقت الملائكة إلى رؤيته، فاستأذنت اللّه تعالى في زيارته، غيري»؟
قالوا: لا.
ص: 429
قال: «فهل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأداته، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد استخلفه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أهله، وجعل أمر أزواجه إليه من بعده، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد حمله رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على كتفه حتّى كسر الأصنام الّتي كانت على الكعبة، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد اضطجع هو ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في لحاف واحد إذ كفّلني، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت صاحب رايتي ولوائي في الدنيا والآخرة»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد كان أوّل داخل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وآخر خارج من عنده، لا يحجب عنه، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد نزلت فيه وفي زوجته وولديه: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)(1) إلى سائر ما اقتصّ اللّه تعالى فيه من ذكرنا في هذه السورة، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)(2) إلى آخرها (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ)(3) إلى آخر ما
ص: 430
اقتصّ اللّه تعالى من خبر المؤمنين، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ وجلّ فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة(1)، وجعل اللّه عزّ وجلّ نفسه نفس رسوله، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)(2) لمّا وقيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلة الفراش، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد سقی رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من المِهراس(3)، لمّا اشتدّ ظمأه، وأحجم عن ذلك أصحابه، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم إنّي أقول كما قال موسى: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)(4)» إلى آخر دعوة موسى إلّا النبوّة، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد هو أدنى الخلائق لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(5) يوم القيامة، وأقرب
ص: 431
إليه منّي، كما أخبركم بذلك (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ من شيعتك رجلاً يدخل في شفاعته الجنّة مثل ربيعة ومضر»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت وشيعتك هم الفائزون، تردون يوم القيامة رواء مرويّين، وعدوّك ظماء مظمّئين»(1)، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ هذه الشعرات فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه تعالى، ومن أبغضها وآذاها فقد أبغضني وآذاني، ومن آذاني فقد آذى اللّه تعالى، ومَن آذى اللّه تعالى لعنه اللّه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيرا» فقال أصحابه: وما شعراتك هذه يا رسول اللّه؟ قال: «عليّ وفاطمة والحسن و الحسين»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين، وأنت الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم الّذي يفرق بين الحقّ و الباطل»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد طرح عليه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثوبه وأنا تحت الثوب وفاطمة والحسن والحسين، ثمّ قال: «اللّهم أنا وأهل بيتي هؤلاء إليك لا إلى النّار»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالجحفة بالشجيرات من خُمّ: «مَن أطاعك فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع اللّه، ومَن عصاك فقد عصاني، ومَن
ص: 432
عصاني فقد عصى اللّه تعالى»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بينه وبين زوجته، وجلس بين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبين زوجته، وقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاستر دونك يا عليّ»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد احتمل باب خيبر يوم فتحت حصنها، ثمّ مشى به ساعة ثمّ ألقاه، فعالجه بعد ذلك أربعون رجلاً فلم يقلّوه من الأرض، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت معي في قصري، ومنزلك تجاه منزلي في الجنّة»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت أولى النّاس باُمّتي من بعدي، والى اللّه مَن والاك، وعادى اللّه مَن عاداك، وقاتل اللّه من قاتلك بعدي»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد صلّى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل النّاس سبع وستّين شهراً، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّك عن يمين العرش يا عليّ يوم القيامة، يكسوك اللّه عزّ وجلّ بُردين: أحدهما أحمر، والآخر أخضر»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من فاكهة الجنّة لمّا هبط بها جبرئيل (علیه السلام) وقال: «لا ينبغي أن يأكلها في الدنيا إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت أقومهم بأمر اللّه، وأوفاهم بعهد اللّه، وأعلمهم بالقضيّة، وأقسمهم بالسويّة، وأرأفهم بالرعيّة»، غيري»؟
ص: 433
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت قسيم النّار، تُخرِج منها من آمن وأقرّ وتدع فيها من كفر»، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد قال للعين وقد غاصت: «انفجري» فانفجرت فشرب منها القوم، وأقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والمسلمون معه فشرب وشربوا وشربت خيلهم وملأوا رواياهم، غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد أعطاه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حنوطاً من حنوط الجنّة فقال: «اقسم هذا أثلاثاً: ثلثاً لي حنّطني به وثلثاً لابنتي وثلثاً لك» غيري»؟
قالوا: لا(1).
قال: فما زال يناشدهم ويذكّرهم ما أكرمه اللّه تعالى وأنعم عليه به، حتّى قام قائم الظهيرة ودنت الصلاة، ثمّ أقبل عليهم فقال: «أمّا إذا أقررتم على أنفسكم، وبان لكم من سببي الّذي ذكرت، فعليكم بتقوى اللّه وحده، [و] أنهاكم عن سخط اللّه، فلا تعرضوا ولا تضيّعوا أمري، وردّوا الحقّ إلى أهله، واتّبعوا سنّة
ص: 434
نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسنّتي من بعده، فإنّكم إن خالفتموني خالفتم نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقد سمع ذلك منه جميعكم، وسلّموها إلى من هو لها أهل وهي له أهل، أما واللّه ما أنا بالراغب في دنياكم، ولاقلت ما قلت لكم افتخاراً ولا تزكية لنفسي، ولكن حدّثت بنعمة ربّي و أخذت عليكم بالحجّة». ثمّ نهض إلى الصلاة.
قال: فتآمر القوم فيما بينهم وتشاوروا، فقالوا: قد فضّل اللّه عليّ بن أبي طالب بما ذكر لكم، ولكنّه رجل لا يفضّل أحداً على أحد، ويجعلكم ومواليكم سواء، و إن ولّيتموه إيَّاها ساوى بين أسودكم وأبيضكم، ولو وضع السيف على أعناقكم، لكن ولّوها عثمان، فهو أقدمكم ميلاً، وألينكم عريكة، وأجدر أن يتبع مسرّتكم، واللّه غفور رحيم.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)
(1483) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا حسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري، ومحمّد بن جعفر بن رميس الهبيري بالقصر(2)، وعليّ بن الحسين بن كاس النخعي بالرملة(3)، وأحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قالوا: حدّثنا أحمد بن زكريّا الأزدي الصوفي قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثنا
ص: 435
إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خرّبوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمّد الأسلمي:
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال: لمّا احتضر عمر بن الخطّاب،
ص: 436
جعلها شورى بين ستة: بين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعثمان بن عفّان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبدالرحمان بن عوف، وعبداللّه بن عمر فيمن يشاور ولا يولّى.
قال أبو الطفيل: فلمّا اجتمعوا أجلسوني على الباب أردّ عنهم النّاس، فقال عليّ (علیه السلام): «إنّكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له، فانصتوا فأتكلّم، فإن قلت حقّاً صدّقتموني، وإن قلت باطلاً ردّوا عَلَيّ ولا تهابوني، إنّما أنا رجل كأحدكم، أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له مثل ابن عمّى (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأقرب إليه رحماً منّي»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له مثل عمّي حمزة أسد اللّه وأسد رسوله»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين مضرّج بالدماء، الطيّار في الجنّة»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه (علیها السلام) سيّدة نساء عالمها في الجنّة»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبلي»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له سهمان في كتاب اللّه في الخاصّ والعام غيرى»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد ترك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بابه مفتوحاً يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه ويحرم عليه ما يحرم على رسول اللّه، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم رجل ناجي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عشر مرّات يقدّم
ص: 437
بين يدي نجواه صدقة، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما قال في غزاة تبوك: «إنّما أنت منّى بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي»، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مقالته يوم غدير خمّ: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا(1).
قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد وصّى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أهله وماله غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قتل المشركين كقتلي»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد غسّل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منّي»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم مَن نزل في حفرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «فاصنعوا ما أنتم صانعون».
فقال طلحة والزبير عند ذلك: نصيبنا لك يا عليّ، فقال عبدالرحمان بن عوف: قلّدوني هذا الأمر على أن أجعلها لأحدكم. قالوا: قد فعلنا.
فقال عبدالرحمان: هلمّ يدك يا عليّ تأخذها بما فيها، على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر.
ص: 438
فقال (علیه السلام): «آخذها بما فيها على أن أسير فيكم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه جهدي».
فخلّى عن يد عليّ، وقال: هلمّ يدك يا عثمان، خذها بما فيها، على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر .
فقال: نعم. ثمّ تفرّقوا.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 5)
وروى أبورافع مولى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) حديث المناشدة:
(1484) 4-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسني، وأبو عبيد اللّه محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي قالا: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبداللّه(2)، عن عبيد اللّه بن أبي رافع:
عن أبيه أبي رافع قال: لمّا اجتمع أصحاب الشورى وهم ستّة نفر وهم: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعد بن مالك، وعبدالرحمان بن عوف، أقبل عليهم عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «أنشدكم اللّه أيّها النفر، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «منزلتك منّي يا عليّ منزلة هارون من موسى»، أتعلمون قال ذلك لأحد غيري»؟
قالوا: اللّهم لا.
قال: «أيّها النفر، هل فيكم من أحد له سهمان: سهم في الخاصّ، وسهم في العام، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا. -وذكر الحديث نحوه-.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 6)
ص: 439
طريق أبي الأسود الدؤلي عن أمير المؤمنين (علیه السلام):
(1485) 5-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن أبي معشر السلمي الحرّاني بحرّان(2)، قال: حدّثنا أحمد بن الأسود أبو عليّ الحنفي القاضي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص العائشي التيمي قال: حدّثنا أبي، عن عمر بن أُذينة العبدي، عن وهب بن عبداللّه بن أبي دُبَيّ الهُنائي قال: حدّثنا أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي:
عن أبيه أبى الأسود قال: لمّا طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب، جعل الأمر بين ستّة نفر: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعثمان بن عفّان، وعبدالرحمان بن عوف، و طلحة، والزبير، وسعد بن مالك، وعبد اللّه بن عمر معهم يشهد النجوى وليس له في الأمر نصيب، وأمرهم أن يدخلوا لذلك بيتاً ويغلقوا عليهم بابه.
قال أبو الأسود: فكنتُ على الباب أنا ونفر معي، حاجتهم أن يسمعوا الحوار الّذي يجري بينهم، فابتدر الكلام عبدالرحمان بن عوف فقال: ليذكر كلّ رجل منكم رجلاً أن أخطأه هذا الأمر كانت الخيرة لصاحبه. فقال الزبير: قد اخترت عليّاً. وقال طلحة: قد اخترت عثمان. وقال سعد: قد اخترت عبدالرحمان بن عوف.
قال عبدالرحمان بن عوف: قد رضي القوم بنا، وقد جُعِل الأمر فينا ولنا أيّها الثلاثة، فأيّكم يُخرج من هذا الأمر نفسه، ويختار للمسلمين رجلاً رِضا في الاُمّة؟
فأمسك الشيخان، فعاد عبدالرحمان لكلامه، فقال له عليّ (علیه السلام): «كُن أنت ذلك الرجل».
قال: فإنّه لم يبق إلّا أنت وعثمان، فأيّكما يتقلّد هذا الأمر على أن يسير في الاُمّة بسيرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبسيرة صاحبيه أبي بكر وعمر فلا يعدوهما؟
ص: 440
قال عليّ (علیه السلام): «إنّي آخذها على أنّ أسير في الاُمّة بسيرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جهدي وطوقي، واستعين على ذلك بربّي».
قال: فما عندك أنت يا عثمان؟
قال: أسير في الاُمّة بسيرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسيرة أبي بكر وعمر.
قال: قرّرها على عليّ (علیه السلام) ثلاثاً، وعلى عثمان ثلاثاً، كلّ رجل منهما يقول مثل قوله الأوّل.
فلمّا توافقوا على رأي واحد قال لهم عليّ (علیه السلام): «إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي قولاً أقول لكم».
قالوا: قُل يا أبا الحسن.
قال: «إنّي أسألكم اللّه الّذي يعلم سرّكم وجهركم، هل فيكم من رجل قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي»، غيري»؟
قالوا: اللّهم لا. وذكر المناشدة نحوه.
(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 7)
(1486) 6-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبد اللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه:
أنّ القوم حين اجتمعوا للشورى فقالوا فيها، وناجي عبدالرحمان رجل منهم على حدة، ثمّ قال لعليّ (علیه السلام): عليك عهد اللّه وميثاقه، لئن وليت لتعملنّ بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر.
فقال عليّ (علیه السلام): «عَلَيّ عهد اللّه وميثاقه، لئن وليت أمركم لأعملنّ بكتاب اللّه
ص: 441
وسنّة رسوله».
فقال عبدالرحمان لعثمان كقوله لعليّ (علیه السلام)، فأجابه أن نعم، فردّ عليهما القول ثلاثاً، كلّ ذلك يقول عليّ (علیه السلام) كقوله ويجيبه عثمان أن نعم، فبايع عثمان عبدالرحمان عند ذلك.
(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 2)
(1487) 7-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي: قال حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة الجوهري قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي أبوبكر قال: حدّثني أحمد بن صالح قال: حدّثنا عنبسة قال: حدّثنا یونس، عن ابن شهاب:
عن [مسور] ابن مخرمة الكندي قال: إنّ عمر بن الخطّاب خرج ذات يوم فإذا هو بمجلس فيه عليّ (علیه السلام) وعثمان وعبد الرحمان وطلحة والزبير، فقال عمر: أكلّكم يحدّث نفسه بالإمارة بعدي؟ فقال الزبير: كلّنا يحدّث نفسه بالإمارة بعدك ويراها له أهلاً(2)، فما الّذى أنكرت؟
فقال عمر: أفلا أحدّثكم بما عندي فيكم؟
فسكتوا، فقال عمر: ألا أحدّثكم عنكم؟
فسكتوا، فقال له الزبير: حدّثنا وإن سكتنا.
ص: 442
فقال: أمّا أنت يا زبير، فمؤمن الرضا كافر الغضب، تكون يوماً شيطاناً ويوماً إنساناً، أفرأيت اليوم الّذى تكون فيه شيطاناً مَن يكون الخليفة يومئذ؟!
وأمّا أنت يا طلحة، فواللّه لقد توفّي رسول اللّه وإنّه عليك لعاتب (1).
وأمّا أنت يا عليّ، فإنّك صاحب بطالة ومزاح(2).
وأمّا أنت يا عبد الرحمان، فواللّه إنّك لما جاءك من خير أهل.
وإنّ منكم لرجلاً لو قسّم إيمانه بين جند من الأجناد لوسعهم وهو عثمان!(3).
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 8)
ص: 443
(1488) 8-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا يوسف بن سعيد الأرحبي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن كامل:
عن حبيب بن أبي ثابت قال: لمّا حضر القوم الدّار للشورى، جاء المقداد بن الأسود الكندي (رحمه اللّه) فقال: أدخلوني معكم، فإنّ اللّه عندي نصحاً ولي بكم خيراً، فأبوا.
فقال: أدخلوا رأسي واسمعوا منّي، فأبوا عليه ذلك.
فقال: أما إذا أبيتم فلاتبايعوا رجلاً لم يشهد بدراً، ولم يبايع بيعة الرضوان، وانهزم يوم أحد يوم التقی الجمعان(2).
فقال عثمان: أم واللّه لئن ولّيتها لأردّنّك إلى ربّك الأوّل.
فلمّا نزل بالمقداد الموت قال: أخبروا عثمان إنّي قد رددت إلى ربّي الأوّل والآخر.
ص: 444
فلمّا بلغ عثمان مته جاء حتّى قام(1) على قبره فقال: رحمك اللّه، كنت وإن كنت، يثنى عليه خيراً، فقال له الزبير:
لأعرفنّك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زوّدتني زادي
فقال: يا زبير، تقول هذا، أتراني أحبّ أن يموت مثل هذا من أصحاب محمّد (علیه السلام) وهو عَلَيّ ساخط؟!
(أمالى المفيد: المجلس 13، الحديث 7)
(1489) 9-(2) أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه قال: حدّثنا لوط بن يحيى قال:
حدّثني عبدالرحمان بن جندب، عن أبيه قال: لمّا بويع عثمان سمعت المقداد بن الأسود الكندى (رحمه اللّه) يقول لعبد الرحمان بن عوف: واللّه يا عبد الرحمان، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيّهم!
فقال له عبد الرحمان: وما أنت وذاك يا مقداد؟!
قال: إنّي واللّه أحبّهم لحبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لهم(3)، ويعتريني واللّه وجدٌ لا
ص: 445
أبثّه بثّة، لتشرّف قريش على النّاس بشرفهم(1) واجتماعهم على نزع سلطان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من أيديهم.
فقال له عبد الرحمان: ويحك واللّه لقد اجتهدت نفسي لكم.
فقال له المقداد: أما واللّه لقد تركت رجلاً من الّذين يأمرون بالحقّ وبه يعدلون، أما واللّه لو أنّ لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إيّاهم يوم بدر وأحد.
فقال له عبدالرحمان: ثكلتك أمّك يامقداد، لا يسمعنّ هذا الكلام منك النّاس، أما واللّه إنّي لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة.
قالجندب: فأتيته بعد ما انصرف من مقامه، وقلت له: يامقداد، أنا من أعوانك.
فقال: رحمك اللّه، إنّ الّذي نريد لا يغني(2) فيه الرجلان والثلاثة. فخرجت من عنده، فدخلت على عليّ(3) بن أبي طالب (علیه السلام) فذكرت له ما قال وما قلت(4). قال: فدعا لنا بالخير.
(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 25)
ص: 446
(1490) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن أبي الجهضم الأزدي، عن أبيه - وكان من أهل الشام - قال:
لمّا سيّر عثمان أباذرّ من المدينة إلى الشام كان يقصّ علينا، فيحمد اللّه ويشهد شهادة الحقّ، ويصلّي على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ويقول: أمّا بعد، فإنّا كنّا في جاهليّتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب، ويبعث فينا الرّسول ونحن نوفي بالعهد، ونصدّق الحديث، ونحسن الجوار، ونقري الضيف، ونواسي الفقير [ونبغض المتكبّر].
فلمّا بعث اللّه تعالى فينا رسول اللّه(2)، وأنزل علينا كتابه، كانت تلك الأخلاق يرضاها اللّه ورسوله، وكان أحقّ بها أهل الإسلام، وأولى أن يحفظوها، فلبثوا بذلك ما شاء اللّه أن يلبثوا. ثمّ إنّ الولاة قد أحدثوا أعمالاً قباحاً ما نعرفها: من سنّة تطفی، وبدعة تحيى(3) وقائل بحقّ مكذّب، وأثرة بغير تقی، وأمين مستأثر عليه من الصالحين، اللّهم إن كان ما عندك خيراً لي فاقبضني إليك غير مبدّل و لا مغيّر.
وكان يعيد هذا الكلام ويبديه، فأتى حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان، فقال: إنّ أباذر يفسد عليك النّاس بقوله كيت وكيت، فكتب معاوية إلى عثمان بذلك، فكتب عثمان: أخرجه إليّ. فلمّا صار إلى المدينة نفاه إلى الربذة.
(أمالي المفيد: المجلس 14، الحديث 5)
ص: 447
(1491) 2-(1) وعن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن أبي جهضم الأزدي:
عن أبيه قال: لمّا أخرج عثمان أباذرّ الغفاري (رحمه اللّه) من المدينة إلى الشام كان يقوم في كلّ يوم، فيعظ النّاس ويأمرهم بالتمسّك بطاعة اللّه، ويحذّرهم من ارتكاب معاصيه، ويروي عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم السلام، ويحضّهم على التمسّك بعترته.
فكتب معاوية إلى عثمان: أمّا بعد فإنّ أباذر يصبح إذا أصبح، ويمسي إذا أمسى وجماعة من النّاس كثيرة عنده، فيقول كيت وكيت، فإن كان لك حاجة في النّاس قبلي فأقدم أباذرّ إليك، فإنّي أخاف أن يفسد النّاس عليك، والسلام.
فكتب إليه عثمان: أمّا بعد، فأشخص إليَّ أباذرّ حين تنظر في كتابي هذا، والسلام.
فبعث معاوية إلى أبي ذرّ فدعاه، وأقرأه كتاب عثمان، وقال له: النّجا الساعة.
فخرج أبو ذرّ إلى راحلته، فشدّ بكورها، وأنساعها(2)، فاجتمع إليه النّاس فقالوا له يا أباذرّ، رحمك اللّه، أين تريد؟
قال: أخرجوني إليكم غضباً عَلَيّ، وأخرجوني منكم إليهم الأن عبثاً بي، و لا يزال هذا الأمر فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم حتّى يستريح برّ، أو يستراح من فاجر. ومضى.
وسمع النّاس بمخرجه فأتبعوه حتّى خرج من دمشق، فساروا معه حتّى انتهى
ص: 448
إلى دير مرّان(1) فنزل، ونزل معه النّاس، فاستقدم فصلّى بهم، ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّي موصيكم بما ينفعكم، وتارك الخطب والتشقيق، أحمدوا اللّه عزّ وجلّ.
قالوا: الحمد لله.
قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله. فأجابوه بمثل ما قال. فقال: أشهد أنّ البعث حقّ، وأنّ الجنّة حقّ، وأنّ النّار حقّ، وأقرّ بما جاء من عند اللّه، فاشهدوا عَلَيّ بذلك.
قالوا: نحن على ذلك من الشاهدين.
قال: ليبشّر من مات منكم على هذه الخصال برحمة اللّه وكرامته، ما لم يكن للمجرمين ظهيراً، ولا لأعمال الظلمة مصلحاً، ولا لهم معيناً.
أيّها النّاس، أجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضباً للّه عزّ وجلّ إِذا عُصي في الأرض، ولا ترضوا أئمّتكم بسخط اللّه، وإن(2) أحدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم، وأزرَأُوا عليهم، وإن عذّبتم وحرمتم وسيّرتم حتّى يرضى اللّه عزّ وجلّ، فإنّ اللّه أعلا وأجلّ لا ينبغي أنّ يسخط برضا المخلوقين، غفر اللّه لي ولكم، أستودعكم اللّه، وأقرأ عليكم السلام ورحمة اللّه.
فناداه النّاس أن سلّم اللّه عليك ورحمك يا أباذرّ، يا صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ألا نردّك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك، ألا نمنعك؟(3)
فقال لهم: ارجعوا - رحمكم اللّه - فإنّي أصبر منكم على البلوى، وإيّاكم و الفرقة والاختلاف.
فمضى حتّى قدم على عثمان، فلمّا دخل عليه قال له: «لاقرّب اللّه بعمرو عيناً».
فقال أبوذر واللّه ما سمّاني أبواي عمراً، ولكن لاقرّب اللّه من عصاه وخالف أمره، وارتكب هواه.
ص: 449
فقام إليه كعب الأحبار فقال له: ألا تتّقي اللّه يا شيخ، تجيب(1) أمير المؤمنين بهذا الكلام؟!
فرفع أبوذرّ عصاً كانت في يده فضرب بها رأس كعب، ثمّ قال له: يا ابن اليهوديّين، ما كلامك مع المسلمين؟! فواللّه ما خرجت اليهوديّة من قلبك بعد!
فقال عثمان: واللّه لاجمعتني وإيّاك دار، قد خرفت وذهب عقلك، أخرجوه من بين يديّ حتّى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء، ثمّ انخسوا(2) به الناقة وتعتعوه حتّى توصلوه الرّبذة، فنزّلوه بها من غير أنيس حتّى يقضي اللّه فيه ما هو قاض، فأخرجوه متعتعاً ملهوزاً بالعصيّ(3).
وتقدّم أنّ لا يشيّعه أحد من النّاس، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فبكى حتّى بلّ لحيته بدموعه، ثمّ قال: «أهكذا يُصنع بصاحب رسول اللّه؟! إنّا للّه وإنّا إليه راجعون».
ثمّ نهض ومعه الحسن والحسين (علیهما السلام)، و عبد اللّه بن العبّاس، والفضل، وقثم، و عبيد اللّه(4)، حتّى لحقوا أباذرّ فشيّعوه، فلمّا بصر بهم أبوذرّ حنّ إليهم، وبكى عليهم وقال: بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرتُ بها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وشملتني البركة برؤيتها.
ثمّ رفع يديه إلى السماء وقال: اللّهم إنّي أحبّهم، ولو قطّعت إرباً إرباً في محبّتهم مازلت عنها ابتغاء وجهك والدّار الآخرة، فارجعوا رحمكم اللّه، واللّه أسأل أن
ص: 450
يخلفني فيكم أحسن الخلافة.
فودّعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه.
(أمالي المفيد: المجلس 20، الحديث 4)
(1492) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبى بكر بن عمرو بن حزم، [عن يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير](2)، بن أسعد بن زرارة:
عن عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال: لمّا قدم أبوذرّ على عثمان، قال: أخبرني أيّ البلاد أحبّ إليك؟
قال: مهاجري.
فقال: لستَ بمجاوري.
قال: فالحقّ بحرم اللّه، فأكون فيه.
قال: لا.
قال: فالكوفة أرض بها أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
قال: لا.
ص: 451
قال: فلست بمختار غيرهنّ. فأمره بالمسير إلى الربذة، فقال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لي: «اسمع وأطع، وانفذ حيث قادوك، ولو لعبد حبشي مجدّع»(1).
فخرج إلى الربذة وأقام مدّة، ثمّ أتى المدينة، فدخل على عثمان، والنّاس عنده سماطين، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّك أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ولا ضرع إلّا شويهات(2) وليس لي خادم إلّا محرّرة، ولا ظلّ يظلّني إلّا ظلّ شجرة، فأعطني خادماً وغنيمات أعش فيها. فحوّل [عثمان] وجهه عنه، فتحوّل عنه إلى السماط الآخر فقال مثل ذلك، فقال له حبيب بن سلمة(3): لك عندي يا أباذرّ ألف درهم وخادم وخمس مئة شاة.
قال أبوذرّ: أعط خادمك وألفك و شويهاتك من هو أحوج إلى ذلك منّي، فإنّي أسأل حقّي في كتاب اللّه.
فجاء عليّ (علیه السلام) فقال له عثمان: إلا تغني عنّا سفيهك هذا!
قال: «أيّ سفيه»؟
قال: أبوذرّ.
قال عليّ (علیه السلام): «ليس بسفيه، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «ما أظلّت الخضراء
ص: 452
ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذرّ»(1) أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون، إن يك كاذباً فعليه كذبه، وإن يك صادقاً يصبكم بعض الّذي يعدكم».
قال عثمان: التراب في فيك!
قال عليّ (علیه السلام): «بل التراب في فيك، أنشد باللّه من سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول ذلك لأبي ذرّ»؟
فقام أبوهريرة وعشرة، فشهدوا بذلك، فولّى عليّ (علیه السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 4)
(1493) 4-(2) قال ابن عبّاس: كنت عند أبي على العشاء بعد المغرب إذ جاء الخادم، فقال: هذا أمير المؤمنين بالباب، فدخل عثمان فجلس، فقال له العبّاس: تعشّ. قال: تعشّيت فوضع يده، فلمّا فرغنا من العشاء قام مَن كان عنده وجلست و تكلّم عثمان فقال: يا خال، أشكو إليك ابن أخيك -يعني عليّاً (علیه السلام)- فإنّه أكثر في شتمي، ونطق في عرضي، وأنا أعوذ باللّه من ظلمكم بني عبد المطلب، إن يكن هذا الأمر لكم فقد سلّمتموه إلى مَن هو أبعد منّى، وإن لا يكن لكم فحقّي أخذت.
فتكلّم العبّاس، فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وذكر ما خصّ اللّه به قريشاً منه، وما خصّ به بني عبد المطّلب خاصّة، ثمّ قال: أمّا بعد، فما حمدتك لابن أخي ولا حمدت ابن أخي فيك، وما هو وحده ولقد نطق غيره، فلو أنّك هبطت ممّا صعدت وصعدوا ممّا هبطوا لكان ذلك أقرب.
فقال: أنت وذلك يا خال.
قال: فلم تكلّم بذلك عنك؟(3)
ص: 453
قال: نعم أعطهم عنّي ما شئت، وقام عثمان فخرج، فلم يلبث أن رجع إليه فسلّم وهو قائم، ثمّ قال: يا خال، لا تعجل بشيء حتّى أعود إليك، فرفع العبّاس يديه واستقبل القبلة، فقال: اللّهم استبق بي ما لا خير لي في إدراكه. فما مضت الجمعة حتّى مات.
(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 5)
(1494) 5-(1) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبي بكر بن عبيد اللّه بن عبد اللّه(2) بن عمر:
ص: 454
عن عبداللّه بن عمر أنّه نزل على خالد بن أسيد بمكّة، فقال له: لو أتيت ابن عمّك فوصلك، فأتى عثمان فكتب له إلى عبد اللّه بن عامر: أن صله بستّ مئة ألف فنزل به من قابل فسأله، فقال له: قد بارك اللّه لي في مشورتك، فأتيته فأمر لي بستّ مئة ألف.
فقال له ابن عمر: ستّين ألفاً؟!
قال: مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف -ستّ مرات-.
فقال له ابن عمر: اسكت، فما أسود عثمان! وبايعه أهل مصر، فكتب أهل مصر إلى عثمان، وذكر الكتاب بطوله.
(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 6)
ص: 455
(1495) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدّثنا الحسين بن عبداللّه(2) الأبلّي قال: حدّثنا أبو خالد الأسدي، عن أبي بكر بن عيّاش، عن صدقة بن سعيد الحنفى عن جميع بن عمير قال:
سمعت عبداللّه بن عمر بن الخطّاب يقول: انتهى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى العقبة فقال: «لا يجاوزها أحد». فعوّج الحكم بن أبي العاص فيه مستهزئاً به (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
وقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن اشترى شاة مصرّاة(3) فهو بالخيار». فعوّج الحكم فمه، فبصر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فدعا عليه، فصُرع شهرين ثمّ أفاق، فأخرجه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن المدينة طريداً ونفاه عنها.
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 47)
ص: 456
(1496) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان قال: أخبرني عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا العبّاس بن الوليد قال: حدّثنا القنّاد، عن الحسين بن سعيد، عن أبيه:
عن هارون بن سعيد قال: صلّى بنا الوليد بن عقبة بالكوفة صلاة الغداة - و كان سكراناً - فتغنّى في الثانية منهما وزادنا ركعة أخرى ونام في آخرها، فأخذ رجل من بكر بن وائل خاتمه من يده، فقال فيه علباء السدوسي:
ص: 457
تكلّم في الصلاة وزاد فيها
وفاح(1) الخمر من سنن المصلّي
أزيديكم على أن تحمدوني
مُجاهرة و عالن بالنفاق
و نادی و الجميع إلى افتراق
فما لكم وما لي من خلاق
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 48)
(1497) 3- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد ابن المجدّر قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عبّاس قال: كنت عند معاوية وقد نزل بذي طوى، فجاءه سعد بن أبي وقّاص فسلّم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقّاص وهو صديق لعليّ.
قال: فطأطأ القوم رؤوسهم وسبّوا عليّاً (علیه السلام)، فبكى سعد، فقال له معاوية: ما الّذي أبكاك؟
قال: ولِمَ لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يُسَبّ عندك و لا أستطيع
ص: 458
أن أغيّر، وقد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم(1) أحبّ [إلَيَّ] من الدنيا وما فيها - الحديث.
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 19)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(1498) 4-(2) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن القاسم قال: أخبرنا عبّاد قال: حدّثنا عليّ بن عابس، عن الحصين، عن عبد اللّه بن معقل:
عن عليّ (علیه السلام): أنّه قنت في الصبح فلعن معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى و أبا الأعور وأصحابهم.
(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 9)
ص: 459
(1499) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني المسعودي قال: حدّثنا الحسن بن حمّاد، عن أبيه قال: حدّثني رزين بيّاع الأنماط قال: سمعت زيد بن عليّ بن الحسين (علیه السلام) يقول: حدّثني أبي، عن أبيه قال:
سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يخطب النّاس فقال في خطبته: «واللّه لقد بايع النّاس أبابكر وأنا أولى النّاس بهم منّي بقميصي هذا، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي، وألصقت كلكلي(2) بالأرض.
ثمّ إنّ أبابكر هلك واستخلف عمر، وقد علم واللّه أنّي أولى النّاس بهم منّي بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربّي.
ثمّ إنّ عمر هلك وقد جعلها شوری، فجعلني سادس ستّة كسهم الجدّة، وقال: «اقتلوا الأقلّ»، وما أراد غيري، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي، وألصقت كلكلي بالأرض.
ص: 460
ثمّ كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان، ثمّ لم أجد إلّا قتالهم أو الكفر باللّه».
(أمالي المفيد: المجلس 19، الحديث 5)
(1500) 2-(1) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه)، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن علويّة، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا محمّد بن عمرو الرازي قال: حدّثنا الحسين بن المبارك قال:
حدّثنا الحسن بن سلمة قال: لمّا بلغ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مكّة إلى البصرة نادى: «الصلاة جامعة»، فلمّا اجتمع النّاس حمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:
«أمّا بعد، فإنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا قبض نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قلنا: نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأولياؤه وأحقّ خلائق اللّه به، لاننازع حقّه وسلطانه، فبينما نحن على ذلك إذ نفر المنافقون، فانتزعوا سلطان نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منّا وولّوه غيرنا، فبكت لذلك واللّه العيون والقلوب منّا جميعاً، وخشّنت واللّه الصدور، وأيم اللّه لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعودوا إلى الكفر، ويعوّر الدّين(2)، لكنّا قد غيّرنا ذلك ما استطعنا.
وقد ولي ذلك ولاة ومضوا لسبيلهم، وردّ اللّه الأمر إليّ، وقد بايعني هذان الرجلان طلحة والزبير فيمن بايعني وقد نهضا إلى البصرة ليفرّقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم، اللّهم فخذهما بغشّهما لهذه الاُمّة وسوء نظرهما للعامّة».
فقام أبو الهيثم بن التيّهان (رحمه اللّه) وقال: يا أمير المؤمنين، إنّ حسد قريش إيّاك على وجهين: أمّا خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل وارتفاعاً في الدرجة، و أمّا
ص: 461
أشرار هم فحسدوك حسداً أحبط اللّه به أعمالهم وأثقل به أوزارهم، وما رضوا أن يساووك حتّى أرادوا أن يتقدّموك، فقعدت عليهم الغاية وأسقطهم المضمار، وكنت أحقّ قريش بقريش، نصرت نبيّهم حيّاً وقضيت عنه الحقوق ميّتاً، واللّه ما بغيهم إلّا على أنفسهم ونحن أنصارك وأعوانك، فمرنا بأمرك، ثمّ أنشأ يقول:
إنّ قوماً بغوا عليك وكادوك
ليس من عيبها جناح بعوض
أبصروا نعمة عليك من اللّه و
وإماماً تأوي الأمور إليه
حاكما تجمع الإمامة فيه
حسداً للّذي أتاك من اللّه
وعابوك بالأمور القباح
فيك حقّاً ولا كعشر جناح
قرماً(1) يدقّ قرن النطاح
ولجاماً يلين غرب الجماح
هاشميّاً له عراض البطاح
وعادوا إلى قلوب قراح
ونفوس هناك أوعية البغ-
من مسرّ يكنّه حجب الغيب
يا وصيّ النبيّ نحن من الح-
فخّذ الأوس والقبيل من الخز
ليس منّا من لم يكن لك في الل-ّ
-ض على الخير للشقاء(2) شحاح
ومن مظهر العداوة لاح
-قّ على مثل بهجة الإصباح
رج بالطّعن في الوغى والكفاح
-ه وليّاً على الهدى والفلاح
فجزّاه أمير المؤمنين (علیه السلام) خيراً، ثمّ قام النّاس بعده فتكلّم كلّ واحد بمثل مقاله.
(أمالي المفيد: المجلس 19، الحديث 6)
(1501) 3-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أخي دعبل قال: حدّثنا محمّد بن سلامة الشامي، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن ابن عبّاس.
ص: 462
ص: 463
وعن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال:
«واللّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، وأنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرُحى ينحدر عنّي السيل، ولا يرقى إلَيّ الطير، ولكنّي سدلت(1) دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً(2)، وقد طفقنا عنها بُرهة بين أن أصول بيدٍ جذّاء أو أصبر على طخيةٍ(3) عمياء يرضع فيها الصغير ويدبّ فيها الكبير(4).
فرأيت الصبر على هاتا أحجى(5)، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى(6)، بين أن أرى تراث(7) محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نهباً، إلى أن حضرته الوفاة فأدلى بها(8)
ص: 464
إلى عمر، فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عهد بها وعقدها لاٰخر بعد وفاته! لشدّ ما شاطرا ضرعيها»، ثمّ تمثّل:
شتّان ما يومي على كورها(1)
ويوم حيّان أخي جابر(2)
فعقدها واللّه في ناحية خشناء(3)، يخشن مسّها ويغلظ كلمها(4)، ويكثر العثار والاعتذار فيها(5)، صاحبها منها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم(6)، وإن أسلس لها عسفت به(7)، فمُني النّاس - لعمر اللّه - بخباط وشماس، وتلوّن واعتراس(8)، إلى أن مضى لسبيله، فجعلها شورى بين ستّة، زعم أنّي أحدهم، فيا للشورى واللّه! متى اعترض الريب فيّ مع الأوّلين، فأنا الاٰن أقرن إلى هذه النظائر! ولكنّي أسففت(9) مع القوم حيث أسفّوا، وطرت مع القوم حيث طاروا، صبراً لطول
ص: 465
المحنة وانقضاء المدّة، فمال رجل لضغنه وأصغى آخر إلى صهره مع هنٍ وهنٍ(1) إلى أن قام الثالث نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه(2) منها، وأسرع معه بنو أبيه في مال اللّه يخضمونه خضم الإبل نبتة(3) الربيع، حتّى انتكثت به بطانته(4)، وأجهز عليه عمله(5).
فما راعني من النّاس إلّا وهم رسل كعُرف الضبع(6)، يسألوني أن أبايعهم وآبي ذلك، وانثالوا(7) عَلَيّ حتّى لقد وطئ الحسنان وشقّ عِطافي(8)، فلمّا نهضت بها وبالأمر فيها نكثت طائفة(9)، ومرقت طائفة(10)، وقسط آخرون(11)، كأنّهم لم يسمعوا اللّه يقول: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا
ص: 466
فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(1)، بلى واللّه لقد سمعوها، ولكن راقتهم دنياهم وأعجبهم زبرجها(2).
أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة(3)، لولا حضور الناصر، ولزوم الحجّة وما أخذ اللّه من أولياء الأمر(4) أن لا يقارّوا على كظّة ظالم وسغب(5) مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها(6)، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفوا دنياهم أزهد عندي عفطة عنز»(7).
فناوله رجل من أهل السواد(8) كتاباً، فانقطع كلامه، فما أسفت على شيء كأسفي على ما فات من كلامه، فلمّا فرغ من قراءته قلت له: يا أمير المؤمنين، لو اطّردت(9) مقالتك من حيث أفضيت إليه منها. فقال: «هيهات يا ابن عبّاس، تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت»(10).
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 56)
ص: 467
(1502) 4-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن القاسم، عن عبّاد، عن عبداللّه بن الزبير، عن عبداللّه بن شريك، عن أبيه قال:
صعد عليّ (علیه السلام) المنبر يوم جمعة، فقال: «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذَّاب، ما زلت مظلوماً منذ قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، بقتال الناكثين: طلحة والزبير، والقاسطين: معاوية وأهل الشام، والمارقين: و هم أهل النهروان ولو أمرني بقتال الرابعة لقاتلتهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 1)
ص: 468
ص: 469
أقول: مضى بعض ما يرتبط بهذا الباب في ترجمة عمّار بن ياسر من باب «أقرباء النبيّ وأصحابه» من كتاب النبوّة، وسيأتي أيضاً في الباب الأوّل من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان.
(1503) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدّثنا سفيان، عن فضيل بن الزبير قال: حدّثني فروة بن مجاشع:
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام) قال: «جاءت عائشة إلى عثمان فقالت له: أعطني ماكان يعطيني أبي وعمر بن الخطّاب، فقال لها: لا أجد لك(1) موضعاً في الكتاب ولا في السنّة، وإنّما كان أبوك وعمر بن الخطّاب يعطيانك بطيبة من أنفسهما، وأنا لا أفعل.
قالت له: فأعطنى ميراثي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
فقال لها: أو لم تجئني أنت ومالك بن أوس النصري فشهدتما أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لا يورّث، حتّى منعتما فاطمة ميراثها، وأبطلتما حقّها، فكيف تطلبين اليوم ميراثاً من النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟! فتركته وانصرفت.
وكان عثمان إذا خرج إلى الصلاة أخذت قميص رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على قصبة فرفعته عليها، ثمّ قالت: إنّ عثمان قد خالف صاحب هذا القميص وترك سنّته»(2).
(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 3)
ص: 470
ص: 471
ص: 472
(1504) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا محمّد بن أحمد البزّاز الفلسطيني قال: حدّثنا أحمد بن الصلت الحمّاني قال: حدّثنا صالح بن أبي النجم قال: حدّثنا الهيثم بن عدي، عن عبداللّه بن اليسع، عن الشعبي:
عن صعصعة بن صوحان العبدي قال: دخلت على عثمان بن عفّان فى نفر من المصريّين، فقال عثمان: قدّموا رجلاً منكم يكلّمني فقدّموني، فقال عثمان: هذا! وكأنّه استحدّثني، فقلت له: إنّ العلم لو كان بالسنّ لم يكن لي ولا لك فيه سهم، و لكنّه بالتعلّم.
فقال عثمان: هات.
فقلت: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)(2)، فقال عثمان: فيما
ص: 473
نزلت هذه الآية؟
فقلت له: فمُر بالمعروف، وانه عن المنكر.
فقال عثمان: دَع هذا وهات ما معك.
فقلت: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)(1)، إلى آخر الآية.
فقال عثمان: و هذه أيضاً نزلت فينا.
فقلت له: فأعطنا بما أخذت من اللّه.
فقال عثمان: يا أيّها النّاس، عليكم بالسمع والطاعة، فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إنّ الشيطان مع الفذّ، فلا تستمعوا إلى قول هذا، وإنّ هذا لا يدري مَن اللّه ولا أين اللّه.
فقلت له: أمّا قولك: «عليكم بالسمع والطاعة»، فإنّك تريد منّا أن نقول غداً: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)(2)، وأمّا قولك: «إنّا لا أدري مَن اللّه»، فإنّ اللّه ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين، وأمّا قولك: «إنّي لا أدري أين اللّه»، فإنّ اللّه تعالى بالمرصاد.
قال: فغضب وأمر بصرفنا وغلق الأبواب دوننا.
(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 10)
(1505) 3-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال:
ص: 474
حدّثني عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال: لمّا نزل المصريّون بعثمان بن عفّان في مرّتهم الثانية، دعا مروان بن الحكم فاستشاره، فقال له: إنّ القوم ليس هم لأحد أطوع منهم لعليّ بن أبي طالب، وهو أطوع النّاس في النّاس، فابعثه إليهم فليعطهم الرضا، وليأخذ لك عليهم الطاعة ويحذّرهم الفتنة، فكتب عثمان إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «سلام عليكم، أمّا بعد، فإنّه قد جاز السيل الزبا، و بلغ الحزام الطِبيين، وارتفع أمر النّاس بي فوق قدره، وطمع فِيّ مَن كان يعجز عن نفسه، فاقبل عَلَيّ أولى، وتمثّل:
فإن كنت مأكولاً فكُن خير آكل
و إلّا فأدركني و لمّا أمزّق
والسلام»(1).
فجاءه عليّ (علیه السلام)، فقال: يا أبا الحسن، ائتِ هؤلاء القوم، فادعهم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
فقال: «نعم، إن أعطيتني عهد اللّه وميثاقه على أن تفي لهم بكلّ شيء أعطيته عنك لهم».
ص: 475
فقال: نعم. فأخذ عليه عهداً غليظاً ومشى إلى القوم، فلمّا دنا منهم، قالوا: وراءك.
قال: «لا».
قالوا وراءك.
قال: «لا».
فجاء بعضهم ليدفعه في صدره حين قال ذلك، فقال القوم بعضهم لبعض: سُبحان اللّه، أتاكم ابن عمّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يعرض كتاب اللّه، اسمعوا منه واقبلوا. قالوا: تضمن لنا كذلك؟
قال: «نعم».
فأقبل معه أشرافهم ووجوههم حتّى دخلوا على عثمان فعاتبوه، فأجابهم إلى ما أحبّوا، فقالوا: اكتب لنا على هذا كتاب، وليضمن عليّ عنك ما في الكتاب.
قال: اكتبوا أنّى شئتم.
فكتبوا: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما كتب عبداللّه عثمان بن عفّان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين، أنّ لكم عَلَيّ أن أعمل بكتاب اللّه وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنّ المحروم يُعطى، وأنّ الخائف يؤمن، وأنّ المنفيّ يردّ، وأنّ المبعوث لا يُجمّر(1)، وأنّ الفيء لا يكون دولة بين الأغنياء، وعليّ بن أبي طالب ضامن للمؤمنين والمسلمين على عثمان الوفاء لهم على ما في هذا الكتاب، شهد الزبير بن العوّام وطلحة بن عبيد اللّه وسعد بن مالك وعبداللّه بن عمر وأبو أيّوب بن زيد، وكتب في ذي القعدة سنة خمس وعشرين».
فأخذوا الكتاب ثمّ انصرفوا، فلمّا نزلوا أيلة(2) إذا هم براكب فأخذوه، فقالوا: مَن أنت؟
ص: 476
قال: أنا رسول عثمان إلى عبد اللّه بن سعد.
قال بعضهم لبعض: لو فتّشناه لئلّا يكون قد كتب فينا، ففتشوه فلم يجدوا معه شيئاً، فقال كنانة بن بشر التجيبي: انظروا إلى إداوته(1)، فإنّ للنّاس حيلاً، فإذا قارورة مختومة بموم، فإذا فيها كتاب إلى عبد اللّه بن سعد: «إذا جاءك كتابي هذا، فاقطع أيدي الثلاثة مع أرجلهم».
فلمّا قرءوا الكتاب رجعوا حتّى أتوا عليّاً (علیه السلام)، فأتاه فدخل عليه فقال: «استعتبك القوم فأعتبتهم، ثمّ كتبت كتابك هذا، نعرفه الخطّ الخطّ والخاتم الخاتم»؟! فخرج عليّ (علیه السلام) مغضباً وأقبل النّاس عليه.
فخرج سعد من المدينة فلقيه رجل فقال: يا أبا إسحاق، أين تريد؟
قال: إنّي قد فررت بديني من مكّة إلى المدينة، وأنا اليوم أهرب بديني من المدينة إلى مكّة(2).
وقال الحسن بن عليّ (علیهما السلام) لعليّ (علیه السلام) حين أحاط النّاس بعثمان: «اخرج من المدينة واعتزل، فإنّ النّاس لابدّ لهم منك، وإن هم ليأتونك ولوكنت بصنعاء اليمن وأخاف أن يقتل هذا الرجل وأنت حاضره».
فقال: «يا بُنيّ، أخرج عن دار هجرتي وما أظنّ(3) أحداً يجترئ على هذا القول كلّه».
وقام كنانة بن بشر فقال: يا عبد اللّه، أقم لنا كتاب اللّه، فإنّا لا نرضى بالقول دون الفعل، قد كتبت وأشهدت لنا شهوداً، وأعطيتنا عهد اللّه وميثاقه.
فقال: ما كتبت بينكم كتاباً!
ص: 477
فقام إليه المغيرة بن الأخنس، فضرب بكتابه وجهه، وخرج إليهم عثمان ليكلّمهم، فصعد المنبر، فرفعت عائشة قميص رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونادت: «أيّها النّاس، هذا قميص رسول اللّه لم يبل، وقد غيّرت سنّته»!(1) فنهض النّاس، وكثر اللغط، وحصبوا عثمان حتّى نزل من المنبر فدخل بيته، فكتب نسخة واحدة إلى معاوية وعبداللّه بن عامر: «أمّا بعد، فإنّ أهل السفه والبغي والعدوان من أهل العراق ومصر والمدينة أحاطوا بداري، ولن يرضيهم منّي دون خلعي أو قتلي، وأنا ملاق اللّه قبل أن أتابعهم على شيء من ذلك، فأعينوني».
فلمّا بلغ كتابه ابن عامر قام وقال: أيّها النّاس، إنّ أمير المؤمنين عثمان ذكر أنّ شرذمة من أهل المصر والعراق نزلوا بساحته، فدعاهم إلى الحقّ فلم يجيبوا، فكتب إلَيّ أن أبعث إليه منكم ذوي الرأي والدين والصلاح، لعلّ اللّه أن يدفع عنه ظلم الظالمين وعدوان المعتدين. فلم يجيبوه إلى الخروج، ثمّ إنّه نزل.
فقدموا من كلّ فجّ حتّى حضروا المدينة، وقيل لعليّ (علیه السلام): إنّ عثمان قد مُنع الماء، فأمر بالروايا فعكمت، وجاء للنّاس عليّ (علیه السلام) فصاح بهم صيحة فانفرجوا، فدخلت الروايا، فلمّا رأى عليّ (علیه السلام) اجتماع النّاس ووجوههم دخل على طلحة بن عبيد اللّه، وهو متّكئ على وسائد، فقال: «إنّ هذا الرجل مقتول، فامنعوه».
فقال: أما واللّه دون أن تعطي بنو أميّة الحقّ من أنفسها.
(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 1)
(1506) 4- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن صالح الهمداني أبو عليّ من كتابه، في ربيع الأوّل سنة ثمان و سبعين وأحمد بن يحيى قالا: حدّثنا محمّد بن عمرو قال: حدّثنا عبد الكريم قال: حدّثنا القاسم بن أحمد قال: حدّثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي.
قال أبو العبّاس أحمد بن محمّد: وحدّثنا القاسم بن الحسن العلوي الحسني قال: حدّثنا أبو الصلت قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن النعجة قال: حدّثنا أبوسهيل بن
ص: 478
مالك، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال:
لمّا ولي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أسرع النّاس إلى بيعته المهاجرون والأنصار و جماعة النّاس، لم يتخلّف عنه أحد من أهل الفضل إلّا نفر يسير خُذلوا وبايع النّاس.
وكان عثمان قد عوّد قريشاً والصحابة كلّهم، وصبّت عليهم الدنيا صبّاً، وآثر بعضهم على بعض، وخصّ أهل بيته من بني أُميّة، وجعل لهم البلاد وخوّلهم العباد، فأظهروا في الأرض الفساد، وحمل أهل الجاهليّة والمؤلّفة قلوبهم على رقاب النّاس حتّى غلبوه على أمره، فأنكر النّاس ما رأوا من ذلك فعاتبوه فلم يعتبهم، وراجعوه فلم يسمع منهم، وحملهم على رقاب النّاس حتّى انتهى إلى أن ضرب بعضاً ونفى بعضاً وحرم بعضاً، فرأى أصحاب رسول اللّه أن يدفعوه بالبيعة، وما عقدوا له في رقابهم فقالوا: إنّما بايعناه على كتاب اللّه وسنّة نبيّه و العمل بهما، فحيث لم يفعل ذلك لم تكن له علينا طاعة.
فافترق النّاس في أمره على خاذل وقاتل، فأمّا مَن قاتل فرأى أنّه حيث خالف الكتاب والسنّة واستأثر بالفيء واستعمل من لا يستأهل، رأوا أنّ جهاده جهاد، وأمّا مَن خذله فإنّه رأى أنّه يستحقّ الخذلان ولم يستوجب النصرة بترك أمر اللّه حتّى قتل -الحديث-.
(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 5)
سيأتي تمامه في الباب الأوّل من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان.
ص: 479
(1507) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أحمد بن أبي العالية، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عبّاس:
ص: 480
عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «إن شاء النّاس قمت لهم خلف مقام إبراهيم (علیه السلام) فحلفت لهم باللّه ما قتلت عثمان، ولا أمرت بقتله، ولقد نهيتهم فعصوني».
(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 37)
ص: 481
(1508) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا اللّه محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن إبراهيم النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن عبیداللّه بن موسى، عن سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى العبسي قال: لمّا قتل عثمان(2) أتوا حذيفة، فقالوا: يا أبا عبد اللّه، قُتِل هذا الرجل، وقد اختلف النّاس فما تقول؟
قال: أمّا إذا أبيتم فأجلسوني.
قال: فأسندوه إلى صدر رجل منهم، فقال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أبو اليقظان على الفطرة - ثلاث مرّات - لن يدعها حتّى يموت».
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 8)
ص: 482
(1509) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن رياح الأشجعي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن موسى بن عبد اللّه بن يزيد - يعني الخطمي-:
عن صلة بن زفر [العبسي الكوفي] أنّه أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجّى على حذيفة، قال: فقال له: إنّ هذه الفتنة قد وقعت، فما تأمرني؟
قال: إذا أنت فرغت من دفني فشدّ على راحلتك وألحق بعليّ (علیه السلام)، فإنّه على الحقّ والحقّ لا يفارقه.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 27)
(1510) 3-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم بن نصر أبو نصر الصيداوي قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الصباح بن يحيى، عن يعقوب بن زياد العبسي:
ص: 483
عن عليّ بن علقمة الأنماري قال: لمّا قدم الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليهما وعمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) [الكوفة] يستنفران النّاس، خرج حذيفة (رحمه اللّه) وهو مريض مرضه الّذي قُبض فيه، فخرج يُهادي بين رجلين، فحرّض النّاس وحثّهم على اتّباع عليّ (علیه السلام) وطاعته ونصرته، ثمّ قال: ألا مَن أراد - والّذي لا إله غيره - أن ينظر إلى أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب، فوازروه واتّبعوه وانصروه.
قال يعقوب: أنا واللّه سمعته من عليّ بن علقمة، ومن عمومتي يذكرونه عن حذيفة.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 36)
(1511) 4- وبالسند المتقدّم عن يحيى بن يعلى قال: حدّثنا العلاء بن صالح الأسدي، عن عديّ بن ثابت، عن أبي راشد قال: لمّا أتى حذيفة بيعة عليّ (علیه السلام) ضرب بيده واحدة على الأخرى وبايع له، وقال: هذه بيعة أمير المؤمنين حقّاً، فواللّه لا يبايع بعده لواحد من قريش إلّا أصغر أو أبتر يولي الحقّ استه.
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 37)
(1512) 5-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال:
ص: 484
حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد قال: حدّثنا سليمان بن قرم، عن أبي الجحّاف، عن عمّار الدهني قال: حدّثنا أبو عثمان(1) مؤذّن بني أفصى قال:
سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) حين خرج طلحة والزبير لقتاله يقول: «عذيري طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين، ثمّ نكثا بيعتي من غير حدث». ثمّ تلا هذه الآية: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)(2).
(أمالي المفيد: المجلس 8، الحديث 7)
(1513) 6-(3) أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، عن عليّ بن خالد المراغي، عن الحسن بن عليّ بن الحسن الكوفي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا يحيى بن إسماعيل المزني قال: حدّثنا جعفر بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن بكير بن عبداللّه الطويل، وعمّار بن أبى معاوية قالا: حدّثنا أبو عثمان(4) البجلي مؤذّن بني أفصى - قال بكير: أذّن لنا أربعين سنة - قال:
ص: 485
سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول يوم الجمل: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)(1)، ثمّ حلف حين قرأها أنّه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتّى اليوم.
قال بكير: فسألت عنها أبا جعفر (علیه السلام) فقال: «صدق الشيخ، هكذا قال عليّ (علیه السلام)، وهكذا كان».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 20)
(1514) 7-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبداللّه محمّد بن داوود الحتمي إجازةً، قال: حدّثنا أبو بكر عبداللّه بن سليمان بن الأشعث قال: حدّثنا أحمد بن
ص: 486
محمّد بن عبدان قال: حدّثنا إبراهيم الحربي قال: حدّثنا [أبو عثمان] سعيد بن داوود بن [أبي] زنبر قال: حدّثنا مالك بن أنس:
عن عمّه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه قال: إنّي لواقف مع المغيرة بن شعبة عند نهوض عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من المدينة إلى البصرة، إذ أقبل عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) فقال له: هل لك فى اللّه عزّ وجلّ يا مغيرة؟
فقال: وأين هو [لى] يا عمّار؟!
قال: تدخل في هذه الدعوة فتلحق بمَن سبقك وتسود من خلفك.
فقال له المغيرة: أو خير من ذلك يا أبا اليقظان؟!
قال عمّار: وما هو؟
قال: ندخل بيوتنا، ونغلق علينا أبوابنا حتّى يضيء لنا الأمر فنخرج ونحن مبصرون، ولانكون كقاطع السلسلة أراد الضحك فوقع في الغمّ.
فقال له عمّار: هيهات، هيهات، أجهل بعد علم، وعمى بعد استبصار؟! و لكن اسمع قولي، فواللّه لن تراني إلّا في الرعيل الأوّل.
قال: فطلع عليهما أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه فقال: «يا أبا اليقظان، ما يقول لك الأعور؟ فإنّه واللّه دائباً يلبس الحقّ بالباطل، ويموّه فيه، ولن يتعلّق من الدين إلّا بما يوافق الدنيا، ويحك يا مغيرة، إنّها دعوة تسوق من يدخل فيها إلى الجنّة».
فقال له المغيرة: صدقت يا أمير المؤمنين، إن لم أكن معك فلن أكون عليك.
(أمالى المفيد: المجلس 25، الحديث 5)
(1515) 8-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا عمرو بن شمر قال: سمعت جابر بن یزید [الجعفي](2) يقول:
ص: 487
سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام) یقول: حدّثني أبي، عن جدّي (علیهما السلام) قال: «لمّا توجّه أمير المؤمنين (علیه السلام) من المدينة إلى الناكثين بالبصرة نزل الرّبذة(1)، فلمّا ارتحل منها لقيه عبداللّه بن خليفة الطائي - وقد نزل بمنزل يقال له فائد(2) - فقرّبه أمير المؤمنين (علیه السلام)، فقال له عبد اللّه: الحمد لله الّذي ردّ الحقّ إلى أهله و وضعه في موضعه، كره ذلك قوم أو سرّوا به(3)، فقد واللّه كرهوا محمّدا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونابذوه وقاتلوه، فردّ اللّه كيدهم في نحورهم وجعل دائرة السوء عليهم، وواللّه لنجاهدنّ معك في كلّ موطن حفظاً لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
فرحّب به أمير المؤمنين (علیه السلام) وأجلسه إلى جنبه - وكان له حبيباً ووليّاً - وأخذ يسائله عن النّاس إلى أن سأله عن أبي موسى الأشعري فقال: واللّه ما أنا أثق به، ولا آمن(4) عليك خلافه إن وجد مساعداً على ذلك.
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «واللّه(5) ما كان عندي مؤتمناً ولا ناصحاً، ولقد كان الّذين تقدّموني استولوا على مودّته، وولّوه وسلّطوه بالإمرة(6) على النّاس، ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن أقرّه فأقررته على كُره منّي له، وتحمّلت(7) على صرفه من بعد»(8).
ص: 488
قال: فهو مع عبد اللّه في هذا ونحوه، إذ أقبل سواد كبير(1) من قبل جبال طيء، فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «انظروا ما هذا [السواد]»؟
فذهبت(2) الخيل تركض فلم تلبث أن رجعت، فقيل [له](3): هذه طيء قد جاءتك تسوق الغنم والإبل والخيل، فمنهم مَن جاءك بهداياه وكرامته، ومنهم مَن يريد النفور معك إلى عدوّك.
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «جزى اللّه طيّاً خيراً، (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)(4)».
فلمّا انتهوا إليه سلّموا عليه، قال عبد اللّه بن خليفة: فسرّني واللّه ما رأيت من جماعتهم وحسن هيئتهم، وتكلّموا فأقرّوا، واللّه [ما رأيت] بعيني خطيباً(5) أبلغ من خطيبهم، وقام عديّ بن حاتم الطائي، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي كنت أسلمت على عهد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأدّيت الزكاة على عهده، وقاتلت أهل الردّة من بعده، أردت بذلك ما عند اللّه، وعلى اللّه ثواب من أحسن واتّقی، وقد بلغنا أنّ رجالاً من أهل مكّة نكثوا بيعتك، وخالفوا عليك ظالمين، فأتيناك لننصرك(6) بالحقّ، فنحن بين يديك، فمُرنا بما أحببت(7)، ثمّ أنشأ يقول:
ونحن نصرنا(8) اللّه من قبل ذاكم
سنكفيك دون النّاس طرّاً بأسرتنا(9)
و أنت بحقّ جئتنا فستنصر
وأنت به من سائر النّاس أجدر
ص: 489
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «جزاكم اللّه من حَيّ عن الإسلام وأهله(1) خيراً، فقد أسلمتم طائعين، وقاتلتم(2) المرتدّين، ونويتم نصر المسلمين».
وقام سعيد بن عبيد البحتري - من بني بحتر - فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ من النّاس من يقدر أن يعبّر بلسانه عمّا في قلبه، ومنهم من لا يقدر أن يبيّن ما يجده في نفسه بلسانه فإن تكلّف ذلك شقّ عليه، وإن سكت عمّا في قلبه برّح به الهمّ والبرم وإنّي واللّه ما كلّ ما في نفسي أقدر أن أؤدّيه إليك بلساني، ولكن واللّه لأجهدنّ على أن أبيّن لك، واللّه ولي التوفيق.
أمّا أنا فإنّي ناصح لك في السرّ والعلانية، ومقاتل معك الأعداء في كلّ موطن، وأرى لك من الحقّ ما لم أكن أراء لمن كان قبلك ولا لأحد اليوم من أهل زمانك، لفضيلتك في الإسلام وقرابتك من الرّسول [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3)، ولن أفارقك أبداً حتّى تظفر(4) أو أموت بين يديك.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «يرحمك اللّه، فقد أدّى لسانك ما يجنّ(5) ضميرك لنا، ونسأل اللّه أن يرزقك العافية ويثيبك الجنّة».
وتكلّم نفر منهم، فما حفظت غير كلام هذين الرجلين، ثمّ ارتحل أمير المؤمنين (علیه السلام)، فأتبعه(6) منهم ستّ مئة رجل حتّى نزل ذاقار، فنزلها في ألف وثلاث مئة رجل(7).
(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 12)
ص: 490
(1516)9 -(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد قال: حدّثنا عبد السلام بن عاصم قال: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل [بن يزيد ابو يزيد] حمويه(2) [الرازي] قال: حدّثنا عمرو بن أبي قيس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو قال:
أخبرني رجل من بني تميم قال: كنّا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)(3) بذي قار ونحن نرى أنّا سنختطف في يومنا، فسمعته يقول: «واللّه لنظهرنّ على هذه الفرقة، ولنقتلنّ هذين الرجلين - يعني طلحة والزبير - ولنستبيحنّ عسكرهما».
ص: 491
قال التميمي: فأتيت عبد اللّه(1) بن العبّاس فقلت له: أما ترى إلى ابن عمّك وما يقول؟
فقال: لا تعجل حتّى ننظر(2) ما يكون.
فلمّا كان من أمر البصرة ما كان، أتيته فقلت: لا أرى ابن عمّك إلّا قد صدق.
فقال: ويحك! إنّا كنّا نتحدّث أصحاب محمّد: أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهد إليه ثمانين عهداً لم يعهد شيئاً منها إلى أحد غيره، فلعلّ هذا ممّا عهده(3) إليه.
(أمالي المفيد: المجلس 39 الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 27)
(1517) 10-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا أبو عاصم، عن قيس بن مسلم قال:
ص: 492
سمعت طارق بن شهاب يقول: لمّا نزل عليّ (علیه السلام) بالربذة سألت عن قدومه إليها، فقيل: خالف عليه طلحة والزبير وعائشة، وصاروا إلى البصرة فخرج يريدهم، فصرت إليه فجلست حتّى صلّى الظهر والعصر، فلمّا فرغ من صلاته قام إليه ابنه الحسن بن عليّ (علیهما السلام) فجلس بين يديه، ثمّ بكى وقال: «يا أمير المؤمنين، إنّي لا أستطيع أن أكلّمك» وبكى.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «لاتبك يا بنيّ، وتكلّم، ولا تحنّ حنين الجارية».
فقال: «يا أمير المؤمنين، إنّ القوم حصروا عثمان يطلبونه بما يطلبونه، إمّا ظالمون أو مظلومون، فسألتك أن تعتزل النّاس وتلحق بمكّة حتّى تؤوب العرب وتعود إليها أحلامها وتأتيك وفودها، فواللّه لو كنتَ في جُحر ضبّ لضربت إليك العرب آباط الإبل حتّى تستخرجك منه، ثمّ خالفك طلحة والزبير، فسألتك أن لا تتبعهما وتدعهما، فإن اجتمعت الاُمّة فذاك، وإن اختلفت رضيت بما قضى اللّه، وأنا اليوم أسألك ألّا تقدم العراق، وأذكّرك باللّه أن لا تقتل بمضيعة».
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أمّا قولك: «إنّ عثمان حُصر»، فما ذاك وما عَلَيّ منه، و قد كنت بمعزل عن حصره. وأمّا قولك «ائت مكّة»، فواللّه ما كنت لأكون الرجل الّذي تستحلّ به مكّة. وأمّا قولك: «اعتزل العراق ودع طلحة والزبير»، فواللّه ماكنتُ لأكون كالضبع تنتظر حتّى يدخل عليها طالبها، فيضع الحبل في رجلها حتّى يقطع عُرقُوبها، ثمّ يُخرجها فيمزقها إربا إرباً، ولكنّ أباك - يا بُنيّ - يضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصي المخالف أبداً حتّى يأتي عَلَيّ يومي، فواللّه ما زال أبوك مدفوعاً عن حقّه، مستأثراً عليه(1) منذ قبض اللّه نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى
ص: 493
يوم النّاس هذا»(1).
فكان طارق بن شهاب أيّ وقت حدّث بهذا الحديث بكى.
(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 37)
(1518) 11-(2) وبالسند المتقدّم عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن إسحاق الضبّي، عن حمزة بن نصر، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي قال: لمّا رجعت رسل امير المؤمنين (علیه السلام) من عند طلحة والزبير وعائشة يؤذنونه بالحرب، قام فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على محمّد وآله، ثمّ قال:
«يا أيّها النّاس، إنّي قد راقبت هؤلاء القوم كیما يرعووا أو يرجعوا، وقد وبختهم بنكثهم وعرّفتهم بغيهم، فليسوا يستجيبون، ألا وقد بعثوا إليّ أن أبرز للطعان و اصبر للجِلاد، فإنّما منّتك نفسك من أبنائنا الأباطيل، هبلتهم الهبول، قد كنت وما أهدّد بالحرب، ولا أرهب بالضرب، وأنا على ما وعدني ربّي من النصر والتأييد والظفر، وإنّي لعلى يقين من ربّي وفي غير شبهة من أمري.
أيّها النّاس، إنّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيص، مَن لم يمت يُقتل، إنّ أفضل الموت القتل، والّذي نفس ابن أبي طالب بيده،
ص: 494
لألف ضربة بالسيف أهون عَلَيّ من موت على فراش(1).
يا عجباً لطلحة، ألّبَ على ابن عفّان حتّى إذا قُتل أعطاني صفقة يمينه طائعاً ثمّ نکث بيعتي، وطفق ينعى ابن عفّان ظالماً، وجاء يطلبني يزعم بدمه، واللّه ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث: لئن كان ابن عفّان ظالماً، كما كان يزعم حين حصره وألّب عليه(2)، إنّه لينبغي أن يؤازر قاتليه وأن ينابذ ناصريه، وإن كان في تلك الحال مظلوماً، إنّه لينبغي أن يكون معه، وإن كان في شكّ من الخصلتين، لقد كان ينبغي أن يعتزله ويلزم بيته ويَدَع النّاس جانباً، فما فعل من هذه الخصال واحدة، وها هو ذا قد أعطاني صفقة يمينه غير مرّة ثمّ نكث بيعته، اللّهم فخذه ولا تمهله.
ألا وإنّ الزبير قطع رحمي وقرابتي، ونكث بيعتي، ونصب لي الحرب، وهو يعلم أنّه ظالم لي، اللّهم فاكفنيه بما شئت».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 36)
(1519) 12-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثني عيسى بن مهران المستعطف قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا شريك، عن عمران بن طفیل:
عن أبي تحيى قال: سمعت عمّار بن ياسر (رحمه اللّه) يعاتب أبا موسى الأشعري، ويوبخه على تأخّره عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقعوده عن الدخول في بيعته، ويقول له: يا أبا،موسى، ما الّذي أخّرك عن أمير المؤمنين؟! فواللّه لئن شككت فيه لتخرجنّ عن الإسلام. وأبو موسى يقول له: لا تفعل ودَع عتابك لي، فإنّما أنا أخوك. فقال له عمّار: ما أنا لك بأخ، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يلعنك ليلة العقبة، وقد هممتَ مع القوم بما هممت.
ص: 495
فقال له أبو موسى: أفليس قد استغفر لي؟
قال عمّار: قد سمعت اللعن ولم أسمع الاستغفار.
(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 6)
(1520) 13-(1) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي عليّ أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري، عن حميد بن زياد عن العبّاس بن عبيد اللّه بن أحمد الدهقان، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي رفعه قال:(2)
لمّا أصبح عليّ (علیه السلام) بعد البيعة، دخل بيت المال، فدعا بمال كان قد اجتمع، فقسّمه ثلاثة دنانير ثلاثة دنانير بين من حضر من النّاس كلّهم، فقام سهل بن حنيف فقال: يا أمير المؤمنين، قد اعتقت هذا الغلام. فأعطاه ثلاثة دنانير، مثل ما أعطى سهل بن حنيف.
(أمالي الطوسي: المجلس 38 الحديث 10)
(1521) 14-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس
ص: 496
أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) قال:
حدّثني عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال: سمّاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عبدالرحمان، قال: لمّا بلغ عليّاً (علیه السلام) مسير طلحة والزبير، خطب النّاس فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى علي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ قال:
«أمّا بعد، فقد بلغني مسير هذين الرجلين، واستخفافهما حبيس رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، واستفزازهما أبناء الطلقاء، وتلبيسهما على النّاس بدم عثمان، وهما ألّبا عليه وفعلا به الأفاعيل، وخرجا ليضربا بالنّاس بعضهم ببعض، اللّهم فاكف المسلمين مؤونتهما، واجزهما الجوازي». وحضّ النّاس على الخروج في طلبهما.
فقام إليه أبو مسعود عقبة بن عمرو وقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الّذى يفوتك من الصلاة في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومجلسك فيما بين قبره ومنبره، أعظم ممّا ترجو من الشام والعراق! فإن كنت إنّما تسير لحرب فقد أقام عمر وكفاه سعد زحف القادسيّة، وكفاه حذيفة بن اليمان زحف نهاوند، وكفاه أبو موسى زحف تستر، و كفاه خالد بن الوليد زحف الشام، فإن كنت سائراً فخلّف عندنا شقّة منك نرعاه فيك ونذكرك به! ثمّ قال أبو مسعود:
بكت الأرض والسماء على الشا
خص منّا يريد أهل العراق
ص: 497
يا وزير النبيّ قد عظم الخطب
وإذا القوم خاصموك فقوم
لا يقولون إذ تقول وإن
فعيون الحجاز تذرف بالدمع
فعليك السلام ما ذرت الشمس
وطعم الفراق مرّ المذاق
ناكسوا الطرف خاضعوا الأعناق
قلت فقول المبرّز السبّاق
وتلك القلوب عند التراقي
و لاح السراب بالرقراق
فقال قيس بن سعد: يا أمير المؤمنين، ما على الأرض أحد أحبّ إلينا أن يقيم فينا منك، لأنّك نجمنا الّذي نهتدي به، ومفزعنا الّذي نصير إليه، وإن فقدناك لتظلمنّ أرضنا وسماؤنا، ولكن واللّه لو خلّيت معاوية للمكر ليرومنّ مصر و ليفسدنّ اليمن وليطمعنّ في العراق، ومعه قوم يمانيّون قد أشربوا قتل عثمان، وقد اكتفوا بالظنّ عن العلم، وبالشكّ عن اليقين وبالهوى عن الخير، فسر بأهل الحجاز وأهل العراق، ثمّ ارمه بأمر يضيق فيه خناقه، ويقصر له من نفسه.
فقال: «أحسنت واللّه يا قيس وأجملت».
وكتبت أمّ الفضل بنت الحارث إلى عليّ (علیه السلام) تخبره بمسير عائشة وطلحة والزبير، فأزمع المسير، فبلغه تثاقل سعد وأسامة بن زيد ومحمّد بن مسلمة، فقال سعد: لا أشهر سيفاً حتّى يعرف المؤمن من الكافر.
وقال أسامة: لا أقاتل رجلاً يقول: لا إله إلّا اللّه، ولو كنت في فم أسد لدخلت فيه معك.
وقال محمّد بن مسلمة: أعطاني رسول اللّه (علیه السلام) سيفاً وقال: «إذا اختلف المسلمون فاضرب به عرض أحد، والزم بيتك». وتخلّف عنه عبداللّه بن عمر.
فقال عمّار بن ياسر: دع القوم، أمّا عبد اللّه فضعيف، وأمّا سعد فحسود، وأمّا محمّد بن مسلمة فذنبك إليه أنّك قتلت قاتل أخيه مرحباً.
ثمّ قال عمّار لمحمّد بن مسلمة: أما تقاتل المحاربين؟ فواللّه لو مال عليّ جانبا لملت مع عليّ.
وقال كعب بن مالك: يا أمير المؤمنين، إنّه بلغك عنّا معشر الأنصار ما لو كان غيرنا لم يقم معك، واللّه ما كلّ ما رأينا حلالاً حلال، ولا كلّ ما رأينا حراماً حرام وفي النّاس مَن هو أعلم بعذر عثمان ممّن قتله، وأنت أعلم بحالنا منّا، فإن كان قتل
ص: 498
ظالماً قبلنا، وإن كان قتل مظلوماً فاقبل قولنا، فإن وكلتنا فيه إلى شبهة فعجب ليقيننا وشكّك، وقد قلت لنا: «عندي نقض ما اجتمعوا عليه، وفصل ما اختلفوا فيه».
وقال:
كان أولى أهل المدينة بالنص-
للّذي في يديه من حرم الل-
-ر عليّاً وآل عبد مناف
-ه وقرب الولاء بعد التصافي
وكان كعب بن مالك شيعة لعثمان.
وقام الأشتر إلى عليّ (علیه السلام) فكلّمه بكلام يحضّه على أهل الوقوف، فكره ذلك عليّ (علیه السلام) حتّى شكاه، وكان من رأي عليّ (علیه السلام) ألّا يذكرهم بشيء.
فقال الأشتر: يا أمير المؤمنين، إنّا وإن لم نكن من المهاجرين والأنصار، فإنّا فيهم، وهذه بيعة عامّة، والخارج منها عاص، والمبطئ عنها مقصّر، فإنّ أدبهم اليوم باللسان وغداً بالسيف، وما من ثقل عنك كمن خفّ معك، وإنّما أرادك القوم لأنفسهم فأردهم لنفسك.
فقال عليّ (علیه السلام): «يا مالك دعني». وأقبل عليّ (علیه السلام) عليهم فقال: «أرأيتم لو أنّ من بايع أبابكر أو عمر أو عثمان ثمّ نكث بيعته، أكنتم تستحلّون قتالهم»؟
قالوا: نعم.
قال: «فكيف تحرّجون من القتال معي وقد بايعتموني»؟
قالوا: إنّا لا نزعم أنّك مخطئ، وأنّه لا يحلّ لك قتال مَن بايعك ثمّ نكث بيعتك، ولكن نشكّ في قتال أهل الصلاة.
فقال الأشتر: دعني يا أمير المؤمنين، أوقع بهؤلاء الّذين يتخلّفون عنك.
فقال له عليّ (علیه السلام): «كفّ عنّي». فانصرف الأشتر وهو مغضب.
ثمّ إنّ قيس بن سعد لقى مالكاً الأشتر في نفر من المهاجرين والأنصار، فقال قيس للأشتر: يا مالك، كلّما ضاق صدرك بشيء أخرجته، وكلّما استبطأت أمراً استعجلته، إنّ أدب الصبر التسليم، وأدب العجلة الأناة، وإن شرّ القول ما ضاهى العيب، وشرّ الرأي ما ضاهى التهمة، وإذا ابتليت فاسأل، وإذا أمرت قأطع، و لا تسأل قبل البلاء، ولا تكلّف قبل أن ينزل الأمر، فإنّ في أنفسنا ما في نفسك، فلا تشقّ على صاحبك. فغضب الأشتر، ثمّ إنّ الأنصار مشوا إلى الأشتر في ذلك
ص: 499
فرضّوه عن غضبه، فرضي.
فلمّا همّ عليّ (علیه السلام) بالنهوض، قام إليه أبو أيّوب خالد بن زيد صاحب منزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: يا أمير المؤمنين، لو أقمت بهذه البلدة، فإنّها مهاجر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبها قبره ومنبره، فإن استقامت لك العرب كنت كمن كان قبلك، وإن وكلت إلى المسير فقد أعذرت. فأجابه عليّ (علیه السلام) بعذره في المسير.
ثمّ خرج لمّا سمع توجّه طلحة والزبير إلى البصرة وتمكّث حتّى عظم جيشه، و أغذّ(1) السير في طلبهم، فجعلوا لا يرتحلون من منزل إلّا نزله حتّى نزل بذي قار، فقال: «واللّه إنّه ليحزنني أن أدخل على هؤلاء في قلّة مَن معي»، فأرسل إلى الكوفة الحسن بن عليّ (علیه السلام)، وعمّار بن ياسر، وقيس بن سعد، وكتب إليهم كتابا فقدموا الكوفة، فخطب النّاس الحسن بن عليّ (علیهما السلام)، فحمد اللّه وأثنى عليه، وذكر عليّاً (علیه السلام) وسابقته في الإسلام، وبيعة النّاس له، وخلاف مَن خالفه، ثمّ أمر بكتاب عليّ (علیه السلام) فقرى عليهم:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، أمّا بعد، فإنّي أخبركم عن أمر عثمان، حتّى يكون سمعه عيانه، إنّ النّاس طعنوا عليه، وكنت رجلاً من المهاجرين أكثر استعتابه و أقلّ عيبه، وكان هذان الرجلان أهون سيرهما فيه الوجيف، وقد كان من أمر عائشة فلتة على غضب، فأتيح له قوم فقتلوه، ثمّ إنّ النّاس بايعوني غير مستكرهين، وكان هذان الرجلان أوّل من فعل على ما بويع عليه من كان قبلي، ثمّ إنّهما استأذناني في العمرة، وليسا يريدانها، فنقضا العهد وآذنا بحرب، وأخرجا عائشة من بيتها ليتّخذانها فئة. وقد سارا إلى البصرة اختياراً لها، وقد سرت إليكم اختياراً لكم، ولعمري ما إيّاي تجيبون، ما تجيبون إلّا اللّه ورسوله، ولن أقاتلهم وفي نفسي منهم حاجة(2)، وقد بعثت إليكم بالحسن بن عليّ وعمّار بن ياسر وقيس بن سعد مستنفرين، فكونوا عند ظنّي بكم، ولاحول ولاقوّة إلّا
ص: 500
باللّه».
فلمّا قرئ الكتاب على النّاس، قام خطباء الكوفة شريح بن هانئ وغيره، فقالوا: واللّه لقد أردنا أن نركب إلى المدينة حتّى نعلم علم عثمان، فقد أنبأنا اللّه به في بيوتنا، ثمّ بذلوا السمع والطاعة، وقالوا: رضينا بأمير المؤمنين ونطيع أمره و لا نتخلّف عن دعوته، واللّه لو لم يستنصرنا لنصرناه سمعاً وطاعةً.
فلمّا سمع الحسن بن عليّ (علیهما السلام) ذلك قام خطيباً فقال: «أيّها النّاس، إنّه قد كان من أمير المؤمنين عليّ ما تكفيكم جملته، وقد أتيناكم مستنفرين لكم، لأنّكم جبهة الأمصار و رؤساء العرب، وقد كان من نقض طلحة والزبير بيعتهما وخروجهما بعائشة ما قد بلغكم و هو ضعف النساء وضعف رأيهنّ، وقد قال اللّه تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)(1) وأيم اللّه لو لم ينصره أحد لرجوت أن يكون له فيمن أقبل معه من المهاجرين والأنصار، ومَن يبعث اللّه له من نجباء النّاس كفاية، فانصروا اللّه ينصركم»، ثمّ جلس.
وقام عمّار بن ياسر، فقال: «يا أهل الكوفة، إن كانت غابت عنكم أبداننا، فقد انتهت إليكم أمورنا، إنّ قاتلي عثمان لا يعتذرون إلى النّاس، وقد جعلوا كتاب اللّه بينهم وبين محاجّيهم [فبه] أحيا اللّه من أحيا، وقتل من قتل، وإنّ طلحة والزبير أوّل من طعن، وآخر من أمر، ثمّ بايعا أوّل من بايع، فلمّا أخطأهما ما أمّلا نكثا بيعتهما على غير حدث كان، وهذا ابن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يستنفركم، وقد أظلّكم(2) في المهاجرين والأنصار، فانصروه ينصركم اللّه».
وقام قيس بن سعد، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ هذا الأمر لو استقبلنا به الشورى لكان عليّ أحقّ النّاس به في سابقته وهجرته وعلمه، وكان قتال من أبى ذلك حلالاً، فكيف والحجّة قامت على طلحة والزبير، وقد بايعاه وخلعاه حسدا»!
فقام خطباؤهم فأسرع الردّ بالإجابة، فقال النجاشي(3) في ذلك:
ص: 501
رضينا بقسم اللّه إذ كان قسمنا
وقلنا له أهلاً وسهلاً ومرحباً
فمرنا بما ترضى نجبك إلى الرضا
و تسويد مَن سوّدت غير مدافع
فإن نلت ما تهوى فذاك نريده
عليّ و أبناء النبيّ محمّد
نمدّ يدينا من هوى وتودّد
بصمّ العوالي والصفيح المهنّد
وإن كان من سوّدت غير مسوّد
وإن تخط ما تهوى فغير تعمّد
وقال قيس بن سعد حين أجاب أهل الكوفة:
جزى اللّه أهل الكوفة اليوم نصرة
وقالوا عليّ خير حاف وناعل
هما أبرزا زوج النبيّ تعمّدا
فما هكذا كانت وصاة نبيّكم
فهل بعد هذا من مقال لقائل
أجابوا ولم يأتوا بخذلان من خذل
رضينا به من ناقض العهد من بدل
يسوق بها الحادي المنيخ على جمل
وما هكذا الإنصاف أعظم بذا المثل
ألا قبّح اللّه الأماني والع
قال: فلمّا فرغ الخطباء وأجاب النّاس، قام أبو موسى فخطب النّاس، وأمرهم بوضع السلاح والكفّ عن القتال، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّ اللّه حرّم علينا دماءنا و أموالنا، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)(1)، وقال: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)(2)، يا أهل الكوفة...(3).
(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 2)
(1522) 15-(4) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن
ص: 502
سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن صالح الهمداني أبو عليّ من كتابه، في ربيع الأوّل سنة ثمان وسبعين، وأحمد بن يحيى قالا: حدّثنا محمّد بن عمرو قال: حدّثنا عبدالكريم قال: حدّثنا القاسم بن أحمد قال: حدّثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي.
قال أبو العبّاس أحمد بن محمّد: وحدّثنا القاسم بن الحسن العلوي الحسني قال: حدّثنا أبو الصلت قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن النعجة قال: حدّثنا أبوسهيل بن مالك بن أوس بن الحدثان قال:
لمّا ولي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أسرع النّاس إلى بيعته المهاجرون والأنصار و جماعة النّاس، لم يتخلّف عنه أحد من أهل الفضل إلّا نفر يسير خُذلوا وبايع النّاس.
وكان عثمان قد عوّد قريشاً والصحابة كلّهم، وصبّت عليهم الدنيا صبّاً، وآثر بعضهم على بعض، وخصّ أهل بيته من بني أُميّة، وجعل لهم البلاد وخوّلهم العباد، فأظهروا في الأرض الفساد، وحمل أهل الجاهليّة والمؤلّفة قلوبهم على رقاب النّاس حتّى غلبوه على أمره، فأنكر النّاس ما رأوا من ذلك فعاتبوه فلم يعتبهم، وراجعوه فلم يسمع منهم، وحملهم على رقاب النّاس حتّى انتهى إلى أن ضرب بعضاً ونفى بعضاً وحرم بعضاً، فرأى أصحاب رسول اللّه أن يدفعوه بالبيعة، وما عقدوا له في رقابهم، فقالوا: إنّما بايعناه على كتاب اللّه وسنّة نبيّه و العمل بهما، فحيث لم يفعل ذلك لم تكن له علينا طاعة.
فافترق النّاس فى أمره على خاذل وقاتل، فأمّا مَن قاتل فرأى أنّه خالف الكتاب والسنّة واستأثر بالفيء واستعمل من لا يستأهل، رأوا أنّ جهاده جهاد، وأمّا مَن خذله فإنّه رأى أنّه يستحقّ الخذلان ولم يستوجب النصرة بترك أمر اللّه حتّى قتل، واجتمعوا على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فبايعوه، فقام وحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، وصلّى على النبيّ وآله، ثمّ قال:
«أمّا بعد، فإنّي قد كنت كارهاً لهذه الولاية، يعلم اللّه في سماواته وفوق عرشه
ص: 503
على اُمّة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، حتّى اجتمعتم على ذلك فدخلت فيه، وذلك أنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أيّما والٍ ولي أمر أُمّتي من بعدي أقيم يوم القيامة على حدّ الصراط و نشرت الملائكة صحيفته، فإن نجا فبعدله، وإن جار انتقض به الصراط انتقاضة تزيل ما بين مفاصله حتّى يكون بين كلّ عضوٍ وعضوٍ من أعضائة مسيرة مئة عام، يخرق به الصراط، فأوّل ما يلقى به النّار أنفه وحرّ وجهه»، ولكنّي لمّا اجتمعم عَلَيّ نظرت، فلم يسعني ردّكم حيث اجتمعتم، أقول ما سمعتم، وأستغفر اللّه لي ولكم».
فقام إليه النّاس فبايعوه، فأوّل من قام فبايعه طلحة والزبير، ثمّ قام المهاجرون والأنصار وسائر النّاس حتّى بايعه النّاس، وكان الّذي يأخذ عليهم البيعة عمّار بن ياسر وأبو الهيثم بن التيّهان، وهما يقولان: «نبايعكم على طاعة اللّه و سنّة رسوله، وإن لم نفِ لكم فلاطاعة لنا عليكم ولابيعة في أعناقكم، والقرآن إمامنا و إمامكم».
ثمّ التفت عليّ (علیه السلام) عن يمينه وعن شماله، وهو على المنبر، وهو يقول: «ألا يقولنّ رجال منكم غداً قد غمرتهم الدنيا، فاتّخذوا العقار، وفجروا الأنهار، و ركبوا الخيول الفارهة، واتّخذوا الوصائف الروقة، فصار ذلك عليهم عاراً وشناراً إن لم يغفر لهم الغفّار إذا منعوا ما كانوا فيه وصيّروا إلى حقوقهم الّتي يعلمون، يقولون: حرّمنا ابن أبي طالب وظلمنا حقوقنا، ونستعين باللّه ونستغفره.
وأمّا مَن كان له فضل وسابقة منكم، فإنّما أجره فيه على اللّه، فمن استجاب للّه ولرسوله ودخل في ديننا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده.
فأنتم أيّها النّاس، عباد اللّه المسلمون، والمال مال اللّه يقسم بينكم بالسويّة، وليس لأحد على أحد فضل إلّا بالتقوى، وللمتّقين عند اللّه خير الجزاء وأفضل الثواب، لم يجعل اللّه الدنيا للمتّقين جزاء، وما عند اللّه خير للأبرار، إذا كان غداً فاغدوا، فإنّ عندنا مالاً اجتمع، فلايتخلّفنّ أحد كان في عطاء، أو لم يكن إذا كان مسلماً حرّاً، احضروا رحمكم اللّه».
فاجتمعوا من الغد ولم يتخلّف عنه أحد، فقسّم بينهم ثلاثة دنانير لكلّ إنسان الشريف والوضيع، والأحمر والأسود، لم يفضّل أحداً، ولم يتخلّف عنه أحد إلاّ
ص: 504
هؤلاء الرهط: طلحة والزبير وعبد اللّه بن عمر وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم وناس معهم.
فسمع عبيد اللّه بن أبي رافع - وهو كاتب عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) - عبداللّه بن الزبير وهو يقول للزبير وطلحة وسعيد بن العاص: لقد التفتّ إلى زيد بن ثابت فقلت له: إيّاك أعني واسمعي يا جارة، فقال له عبيد اللّه: يا سعيد بن العاص و عبد اللّه بن الزبير، إنّ اللّه يقول في كتابه: (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)(1).
قال عبيد اللّه: فأخبرت عليّاً (علیه السلام) فقال: «لئن سلمت لأحملنّهم على الطريق، قاتل اللّه ابن العاص، لقد علم في كلامي أنّي أريده وأصحابه بكلامي، واللّه المستعان».
قال مالك بن أوس: وكان عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أكثر ما يسكن القناة(2)، فبينا نحن في المسجد بعد الصبح إذ طلع الزبير وطلحة، فجلسا في ناحية عن عليّ (علیه السلام)، ثمّ طلع مروان وسعيد وعبد اللّه بن الزبير والمسوّر بن مخرمة فجلسوا، و كان عليّ جعل عمّار بن ياسر على الخيل، فقال لأبي الهيثم بن التيّهان ولخالد بن زيد أبي أيّوب ولأبي حيّة ولرفاعة بن رافع في رجال من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «قوموا إلى هؤلاء القوم، فإنّه بلغنا عنهم ما نكره من خلاف أمير المؤمنين إمامهم، والطعن عليه، وقد دخل معهم قوم من أهل الجفاء والعداوة، وإنّهم سيحملونهم على ما ليس من رأيهم».
قال: فقاموا وقمنا معهم حتّى جلسوا إليهم، فتكلّم أبو الهيثم بن التيّهان، فقال: «إنّ لكما لقدماً في الإسلام وسابقة وقرابة من أمير المؤمنين، وقد بلغنا عنكما طعن وسخط لأمير المؤمنين، فإن يكن أمر لكما خاصّة فعاتبا ابن عمّتكما وإمامكما، وإن كان نصيحة للمسلمين فلا تؤخّراه عنه ونحن عون لكما، فقد علمتما أنّ بني أُميّة لن تنصحكما أبداً، وقد عرفتما - وقال أحمد: عرفتم - عداوتهم لكما، وقد شركتما في دم عثمان ومالأتما».
ص: 505
فسكت الزبير وتكلّم طلحة فقال: افرغوا جميعاً ممّا تقولون، فإنّي قد عرفت أنّ في كلّ واحد منكم خبطة.
فتكلّم عمّار بن ياسر (رحمه اللّه) فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «أنتما صاحبا رسول اللّه، وقد أعطيتما إمامكما الطاعة والمناصحة والعهد والميثاق على العمل بطاعة اللّه وطاعة رسوله، وأن يجعل كتاب اللّه إمامنا - قال أحمد: وجعل كتاب اللّه إماماً - وهو عليّ بن أبي طالب طلّق النفس عن الدنيا، وقدّم كتاب اللّه، ففيم السخط والغضب على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)! فغضب الرجال في الحقّ، انصرا نصركما اللّه».
فتكلّم عبد اللّه بن الزبير فقال: «لقد تهذّرت يا أبا اليقظان».
فقال له عمّار: ما لك تتعلّق فى مثل هذا يا أعبس»، ثمّ أمر به فأخرج، فقام الزبير فالتفت إلى عمّار (رحمه اللّه) فقال: «عجّلت يا أبا اليقظان على ابن أخيك رحمك اللّه».
فقال عمّار بن ياسر: يا أبا عبد اللّه، أنشدك اللّه أن تسمع قول من رأيت، فإنّكم معشر المهاجرين لم يهلك من هلك منكم حتّى استدخل في أمره المؤلّفة قلوبهم».
فقال الزبير: «معاذ اللّه أن نسمع منهم». فقال عمّار: «واللّه يا أبا عبد اللّه، لو لم يبق أحد إلاّ خالف عليّ بن أبي طالب لما خالفته، ولا زالت يدي مع يده، وذلك لأنّ عليّاً لم يزل مع الحقّ منذ بعث اللّه نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإنّي أشهد أنّه لا ينبغي لأحد أن يفضّل عليه أحداً».
فاجتمع عمّار بن ياسر وأبوالهيثم ورفاعة وأبوأيّوب وسهل بن حنيف، فتشاوروا أن يركبوا إلى عليّ (علیه السلام) بالقناة فيخبروه بخبر القوم، فركبوا إليه فأخبروه باجتماع القوم وما هم فيه من إظهار الشكوى والتعظيم لقتل عثمان، وقال له أبوالهيثم: يا أمير المؤمنين، انظر في هذا الأمر. فركب بغلة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ودخل المدينة، وصعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، واجتمع أهل الخير والفضل من الصحابة والمهاجرين، فقالوا لعليّ (علیه السلام): إنّهم قد كرهوا الأُسوة، وطلبوا الأثرة، وسخطوا لذلك.
ص: 506
فقال عليّ (علیه السلام): «ليس لأحد فضل في هذا المال، وهذا كتاب اللّه بيننا وبينكم، ونبيّكم محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وسيرته»، - ثمّ صاح بأعلى صوته-: (يا معشر الأنصار، أتمنّون عَلَيّ بإسلامكم - قال أحمد: على اللّه بإسلامكم-؟! بل اللّه ورسوله المنّ عليكم إن كنتم صادقين، أنا أبو الحسن القَرم»(1).
ونزل عن المنبر وجلس ناحية المسجد، وبعث إلى طلحة والزبير فدعاهما، ثمّ قال لهما: «ألم تأتياني وتبايعاني طائعين غير مكرهين(2)، فما أنكرتم، أجور في
ص: 507
حكم، أو استئثار في فيء»؟
قالا: لا.
قال (علیه السلام): «أو في أمر دعوتماني إليه من أمر المسلمين فقصرت عنه»؟
قالا: معاذ اللّه.
قال (علیه السلام): «فما الّذي كرهتما من أمري حتّى رأيتما خلافي»؟
قالا: خلافك عمر بن الخطّاب في القسم، وانتقاصنا حقّنا من الفيء، جعلت حظّنا في الإسلام كحظّ غيرنا ممّا أفاء اللّه علينا بسيوفنا ممّن هولنا فيء، فسوّيت بيننا وبينهم.
فقال عليّ (علیه السلام): «اللّه أكبر، اللّهم إنّي أُشهدك وأُشهد مَن حضر عليهما، أمّا ما ذكرتما من الاستشارة، فواللّه ما كانت لي في الولاية رغبة، ولا لي فيها محبّة، ولكنّكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها، فكرهت خلافكم، فلمّا أفضت إليّ نظرت إلى كتاب اللّه وما وضع وأمر فيه بالحكم وقسّم وسنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأمضيته، ولم أحتج فيه إلى رأيكما ودخولكما معى ولا غيركما، ولم يقع أمر جهلته فأتقوّى فيه برأيكما ومشورتكما، ولو كان ذلك لم أرغب عنكما ولا عن غيركما إذا لم يكن في كتاب اللّه ولا في سنّة نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فأمّا ما كان فلا يحتاج فيه إلى أحد.
وأمّا ما ذكرتما من أمر الأسوة، فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه، ووجدت أنا وأنتما ما قد جاء به محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب اللّه، فلم أحتج فيه إليكما، قد فرغ من قسمه كتاب اللّه الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
وأمّا قولكما: «جعلتنا فيه كمَن ضربناه بأسيافنا وأفاء اللّه علينا»، فقد سبق رجال رجالاً فلم يفضّلهم [رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)]، ولم يستأثر عليهم من سبقهم، ولم يضرّهم حين استجابوا لربّهم، واللّه ما لكم ولا لغيركم إلّا ذلك، ألهمنا اللّه وإيّاكم الصبر عليه».
فذهب عبداللّه بن الزبير يتكلّم، فأمر به فوجئت عنقه وأخرج من المسجد،
ص: 508
فخرج وهو يصيح ويقول: «اردد عليه بيعته»، فقال عليّ (علیه السلام): «لست مخرجكما من أمر دخلتما فيه، ولا مدخلكما في أمر خرجتما منه».
فقاما عنه فقالا: أما إنّه ليس عندنا أمر إلّا الوفاء.
قال: فقال عليّ (علیه السلام): «رحم اللّه عبداً رأى حقّاً فأعان عليه، أو رأى جوراً فردّه، وكان عوناً للحقّ على من خالفه».
(أمالي الطوسى: المجلس 44، الحديث 5)
ص: 509
أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب فى الباب الخامس من أبواب الحوادث والفتن - علّة قعود أمير المؤمنين (علیه السلام) عن قتال من ولي الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقتاله مع الناكثين والقاسطين والمارقين-، فلاحظ هناك.
(1523) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: أخبرنا المنذر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن عبد اللّه بن الفضل، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في بعض خطبه: «أيّها النّاس، اسمعوا قولي واعقلوه عنّي، (إلى أن قال:) والّذي خلقني ولم أك شيئاً، لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبيّ الأمّي وقد خاب من افترى».
(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 9)
يأتي تمامه في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة، من أبواب فضائله (علیه السلام).
(1524) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن أبان بن تغلب:
عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «بلغ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن قوم من قريش أنّهم قالوا: «أيرى محمّد أنّه قد أحكم الأمر في أهل بيته، ولئن مات لنعزلنّها عنهم ولنجعلها في سواهم». فخرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى قام في مجمعهم، ثمّ قال: يا معشر قريش، كيف بكم وقد كفرتم بعدي ثمّ رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف؟
ص: 510
فنزل جبرئيل (علیه السلام) في الحال فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: قل: «إن شاء اللّه [أ] وعليّ بن أبي طالب».
فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إن شاء اللّه [أ] و عليّ بن أبي طالب يتولّى ذلك منكم».
(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 4)
(1525) 3-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين(2) البغدادي قال: حدّثنا الحسين بن عمر المقرى، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:
عن جدّه (علیه السلام) قال: لمّا نزلت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)(3)، قال لي: «يا عليّ، إنّه قد جاء(4) نصر اللّه والفتح، فإذا رأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً فسبّح بحمد ربِّك واستغفره إنّه كان توّاباً.
ص: 511
يا عليّ، إنّ اللّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم
جهاد المشركين معي.
فقلت: يا رسول اللّه، وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد؟
قال: فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه، وأنّى رسول اللّه [وهم](1) مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني.
فقلت: فعلى مَ نقاتلهم يا رسول اللّه، وهم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأنّك رسول اللّه؟!
فقال: «على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي».
قال: «فقلت: يا رسول اللّه، إنّك كنت وعدتني الشهادة، فسل اللّه تعالى أن يعجّلها [لى](2).
فقال: أجل، قد كنت وعدتك الشهادة، فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا»؟ -وأومى إلى رأسي ولحيتي-.
فقلت: يا رسول اللّه، أما إذا بينّت لي ما بيّنت فليس [هذا](3) بموطن صبر، لكنّه موطن بشرى وشكر.
فقال: أجل فأعدّ للخصومة، فإنّك مخاصم(4) اُمتّي.
قلت: يا رسول اللّه، أرشدني الفلج(5).
ص: 512
قال: إذا رأيت قوماً(1) قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم، فإنّ الهدى من اللّه، والضلال من الشيطان.
يا عليّ، إنّ الهدى هو اتّباع أمر اللّه دون الهوى والرأي، وكأنّك بقوم قد تأوّلوا القرآن، وأخذوا بالشبهات، واستحلّوا الخمر بالنبيذ(2)، والبخس بالزكاة، و السحت بالهدية».
قلت: یا رسول اللّه، فما هم إذا فعلوا ذلك، أهم أهل ردّة، أم أهل فتنة؟(3)
قال: هم أهل فتنة، يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل».
قلت: يا رسول اللّه، العدل منّا أم من غيرنا؟
فقال: بل منّا، بنا يفتح(4) اللّه و بنا يختم، وبنا ألّف اللّه بين القلوب بعد الشرك، وبنا يؤلّف بين القلوب بعد الفتنة.
فقلت: الحمد للّه على ما وهب لنا من فضله».
(أمالي المفيد: المجلس 34 الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 5)
(1526) 4- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبداللّه، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ اللّه تعالى أمرني أن أتّخذك أخاً و وصيّاً،
ص: 513
فأنت أخي ووصیّي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، مَن تبعك فقد تبعني، ومَن تخلّف عنك فقد تخلّف عنّي، ومَن كفر بك فقد كفر بي، ومَن ظلمك فقد ظلمني، يا عليّ، أنت منّي وأنا منك، يا عليّ، لولا أنت لما قوتل أهل النهر».
قال: فقلت: «يا رسول اللّه، ومَن أهل النهر»؟
قال: «قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»(1).
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 43)
(1527) 5 -(2) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي بن عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد
ص: 514
قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد الهمداني قال: حدّثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه:
عن أبي سعيد الخدري قال: خرج إلينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد انقطع شسع نعله، فدفعها إلى عليّ (علیه السلام) يصلحها، ثمّ جلس وجلسنا حوله كأنّما على رؤوسنا الطير، فقال: «إنّ منكم مَن يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت النّاس على تنزيله».
فقال أبو بكر: أنا هو. يا رسول اللّه؟
ص: 515
قال: «لا».
فقال عمر: أنا هو، يا رسول اللّه؟
فقال: «لا، ولكنّه خاصف النعل».
قال: فأتينا عليّاً نبشّره بذلك، فكأنّه لم يرفع به رأساً، وكأنّه قد سمعه قبل.
(أمالي الطوسي: المجلس: 9، الحديث 50)
(1528) 6- وبالسند المتقدّم عن إسماعيل بن رجاء قال: حدّثني أبي، عن جدّي أبي أُمّي حزام بن زهير أنّه كان عند عليّ (علیه السلام) في الرحبة، فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين، هل كان في النعل حديث؟ فقال: «اللّهم إنّك تعلم أنّه ممّا كان يسرّه إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، وأشار بيديه ورفعهما.
(أمالي الطوسى: المجلس: 9، الحديث 51)
(1529) 7-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ (علیهم السلام):
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: إنّي لأدناهم من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع بمنى، فقال: «لأعر فنّكم ترجعون بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم اللّه لئن فعلتموها لتعرفنّي في الكتيبة الّتي تضاربكم». ثمّ التفت إلى خلفه فقال: «أو عليّ، أو عليّ» ثلاثاً، فرأينا أنّ جبرئيل (علیه السلام) غمزه، وأنزل اللّه عزّ وجلّ: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)(2) بعليّ (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا
ص: 516
عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ)(1).
ثمّ نزلت: (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ * ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(2).
ثمّ نزلت: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من أمر عليّ بن أبي طالب (إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(3) وإن عليّاً لعلم للساعة و (لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)(4) عن محبّة عليّ بن أبي طالب.
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 11)
(1530) 8-(5) وبالسند المتقدّم عن محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمّ سلمة: «اشهدي عَلَيّ، أنّ عليّاً يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 24)
ص: 517
(1531) 9- أخبرنا جماعة، عن أبى المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا منذر بن جفير(1) العبدي قال:
حدّثنا عليّ بن أبي فاطمة الغنوي(2) قال: كنت عند أبي بردة بن أبي موسى و عنده العيزار بن جرول التميمي، قال أبو بردة: إنّ أهل الكوفة كانوا يدعون اللّه عزّ وجلّ أن ينصر المظلوم، فنصر اللّه عليّاً (علیه السلام) على أهل الجمل.
فقال له العيزار بن جرول التميمي: ألا أحدّثك بحديث سمعته من ابن عبّاس؟
قال أبو بردة: بلى.
قال: سمعت ابن عبّاس يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «كيف أنتم يا معشر قريش، إذا كفرتم وضرب بعضكم وجه بعض بالسيف، ثمّ تعرفوني أضربكم في كتيبة من الملائكة». فأتاه جبرئيل فقال: «أنت إن شاء اللّه، أو عليّ».
فقال أبو بردة: سمعت ابن عبّاس يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قال: نعم.
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 33)
(1532) 10-(3) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي
ص: 518
قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الرواجني قال: أخبرنا نوح بن درّاج القاضي، عن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح - يعني الحنفي -:
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري (رضی اللّه عنه) قال: قام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم الفتح خطيباً فقال: «أيّها النّاس، إنّي لأعرف أنّكم ترجعون بعدي كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض، ولئن فعلتم ذلك لتعرفنّي في كتيبة أضربكم بالسيف». ثمّ التفت عن يمينه، فقال النّاس: لقنّه جبرئيل (علیه السلام) شيئاً، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «هذا جبرئيل يقول: أو عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 8)
(1533) 11-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا محمّد بن جرير الطبري، قراءةً، وعليّ بن محمّد بن الحسن بن كاس النخعي - واللفظ له - قالا: حدّثنا أحمد بن يحيى بن
ص: 519
زكريّا الأودي الصوفي قال: حدّثنا حسن بن حسين - يعني العرني - قال: حدّثني
ص: 520
يحيى بن يعلى، عن عبد اللّه بن موسى التيمي، عن أبي الزبير:
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع، ورُكبتي تمسّ رُكبته، يقول: «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، أما إن فعلتم لتعرفنّي في ناحية الصفّ». قال: وأشار إليه جبرئيل (علیه السلام)، فالتفت إليه وقال: قُل: إن شاء اللّه، أو عليّ. قال: «إن شاء اللّه، أو عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 9)
(1534) 12-(1) وعن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري قراءةً، قال: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء، وحدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي بالريّ، قال: حدّثني أبوزرعة عبيد اللّه بن عبدالكريم قالا: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثنا أسباط بن نصر، عن سماك - يعني ابن حرب- عن عكرمة، عن ابن عبّاس:
أنّ عليّاً (علیه السلام) كان يقول في حياة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(2)، واللّه لا ننقلب على
ص: 521
أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه، واللّه لئن مات أو قُتل لأُقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، واللّه إنّي لأخوه وابن عمّه ووارثه، فمَن أحقّ به منّي».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 6)
(1535) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدّثنا حسين بن الحسن الفزاري قال: حدّثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن مجاهد:
عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ)(2)، قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأجاهدنّ العمالقة». يعني الكفّار والمنافقين، فأتاه جبرئيل (علیه السلام) وقال: «أنت أو عليّ».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 7)
(1536) 14-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن القاسم، عن عبّاد، عن عبداللّه بن الزبير، عن عبد اللّه بن شريك، عن أبيه قال:
صعد عليّ (علیه السلام) المنبر يوم جمعة، فقال: «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب، ما زلت مظلوماً منذ قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بقتال الناكثين: طلحة والزبير، والقاسطين: معاوية وأهل الشام، والمارقين: وهم أهل النهروان، ولو أمرني بقتال الرابعة لقاتلتهم».
(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 1)
ص: 522
(1537) 15-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن ملّاس النميري المعدّل بدمشق، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي قال: و حدّثني ابو عيسى جبير بن محمّد الدقّاق قال: حدّثنا عمّار بن خالد الواسطى التمّار قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: حدّثنا الأعمش، عن عبداللّه بن أبي أوفى قال:
قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الخوارج كلاب أهل النّار».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 39)
ص: 523
(1538) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي (رحمه اللّه) يوم الجمعة لليلتين بقيتا(2) من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللّخمي قال: حدّثنا سليمان بن الربيع النهدي، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلميّ، عن عليّ بن الحزوّر:
عن الأصبغ بن نباتة (رحمه اللّه) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب (علیه السلام) بالبصرة فقال(3): يا أمير المؤمنين، هؤلاء القوم الّذين نقاتلهم(4)، الدعوة واحدة، والرّسول واحد، والصلاة واحدة، والحجّ واحد، فبِمَ نسمّيهم؟
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «سمّهم بما سمّاهم اللّه عزّ وجلّ(5) في كتابه».
[فقال: ما كلّ ما في كتاب اللّه أعلمه.](6).
ص: 524
قال: «أما سمعته تعالى يقول(1): (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ)(2)، فلمّا وقع الاختلاف كنّا أولى باللّه وبدينه وبالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(3) وبالكتاب وبالحقّ، فنحن الّذين آمنوا، وهم الّذين كفروا، وشاء اللّه منّا قتالهم، فقاتلناهم بمشيئته و أمره وإرادته»(4).
(أمالى المفيد: المجلس 12، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد بالسند المتقدّم عن نصر بن مزاحم، وزاد بعده: قال أبو الحسن عليّ بن بلال: وحدثني عليّ بن عبداللّه بن أسد بن منصور الأصبهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن هلال الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عليّ قال حدّثنا نصر بن مزاحم مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 39)
(1539) 2-(5) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: وجدت بخطّ محمّد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني الحمدوني الشاعر قال: سمعت الرياشي(6) ينشد للسيّد بن محمّد الحميري:
ص: 525
إنّ امرءاً خصمه أبو حسن
لا يقبل اللّه منه معذرة
لعازب الرأي داحض الحجج
ولا يلقّيه(1) حجّة الفَلَج
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 59)
(1540) 3- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):
عن عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام): أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تلا هذه الآية: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)(2)، فقال: «أصحاب الجنّة من أطاعني، وسلّم لعليّ بن أبي طالب بعدي وأقرّ بولايته».
فقيل: وأصحاب النّار؟
قال: «من سخط الولاية، ونقض العهد، وقاتله بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 13)
(1541) 4- وبالسند المتقدّم عن عليّ (علیه السلام) عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنّه تلا هذه الآية: (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(3)، قيل: يا رسول اللّه، مَن أصحاب
ص: 526
النّار؟
قال: «مَن قاتل عليّاً بعدي، أولئك أصحاب النّار مع الكفّار، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم، ألا وإنّ عليّاً مِنّي، فمَن حاربه فقد حاربني وأسخط ربّي».
ثمّ دعا عليّاً (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، حربك حربي وسلمك سلمي، وأنت العَلَم فيما بيني وبين أُمّتي بعدي».
(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 14)
(1542) 5-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشي بالكوفة سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، قال: حدّثني جدّي أبو أُمّي محمّد بن عيسى أبو جعفر القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثني عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، عن عمران بن ظبيان، عن عبّاد بن عبداللّه الأسدي:
عن زيد بن صوحان: أنّه حدّثهم عن البصرة، عن حذيفة بن اليمان أنّه أنذرهم فتناً مشبهة يرتكس فيها أقوام على وجوههم، قال: ارقبوها.
قال: فقلنا: كيف النجاة يا أبا عبد اللّه؟
قال: انظروا الفئة الّتي فيها عليّ (علیه السلام) فأتوها ولو زحفاً على ركبكم، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله إلى يوم القيامة».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 25)
ص: 527
(1543) 6-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي، وعليّ بن أحمد بن مروان بن نقيش المقرئ بسرّ من رأى، و أبوذرّ أحمد بن محمّد بن سليمان الباغندي، قالوا: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الحنفي المؤدّب قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمان بن بهمان:
عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخذاً بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يقول: «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، ثمّ رفع بها صوته: «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب».
(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 26)
ص: 528
أقول: تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب(1).
(1544) 1-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي القلانسي قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ بن الحسن قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد قال: حدّثنا خالد بن مختار قال: حدّثنا الأعمش، عن حبّة العرني قال:
سمعت حذيفة بن اليمان قبل أن يقتل عثمان بن عفّان بسنة وهو يقول: «كأنّي بأُمّكم الحميراء قد سارت يساق بها على جمل، وأنتم آخذون بالشّوى والذَّنب، معها الأزد أدخلهم اللّه النّار، وأنصارها بنوضبّة - جدّ اللّه أقدامهم-»(3).
قال: فلمّا كان يوم الجمل وبرز النّاس بعضهم لبعض، نادى منادي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: لا يبدأنّ أحد منكم بقتال حتّى آمركم. قال: فرموا فينا فقلنا: يا أمير المؤمنين، قد رمينا.
فقال: «كفّوا».
ثمّ رمونا فقتلوا منّا، قلنا: يا أمير المؤمنين، قد قتلونا.
فقال: «احملوا على بركة اللّه».
قال: فحملنا عليهم، فأنشب بعضنا في بعض الرماح حتّى لو مشي ماش لمشي
ص: 529
عليها، ثمّ نادى منادي عليّ (علیه السلام): «عليكم بالسيوف»، فجعلنا نضرب بها البيض فتنبو لنا، فنادى منادي أمير المؤمنين (علیه السلام): «عليكم بالأقدام».
قال: فما رأينا يوماً كان أكثر قطع أقدام منه.
قال: فذكرت حديث حذيفة: «أنصارها بنو ضبّة - جدّ اللّه أقدامهم-»، فعلمت أنها دعوة مستجابة، ثمّ نادى منادي أمير المؤمنين (علیه السلام): «عليكم بالبعير، فإنّه شيطان».
قال: فعقره رجل برمحه وقطع إحدى يديه رجل آخر فبرك ورغا(1)، وصاحت عائشة صيحة شديدة، فولّى النّاس منهزمين(2)، فنادى منادي أمير المؤمنين (علیه السلام): «لا تجيزوا(3) على جريح، و لا تتبعوا مدبراً، ومَن أغلق بابه فهو آمن، ومَن ألقی سلاحه فهو آمن».
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 3)
(1545) 2-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو سعيد
ص: 530
الحسن بن عبداللّه المرزباني قال: حدّثنا ابن دريد قال: حدّثنا إسحاق بن عبداللّه الطلحي قال:
قال الأصمعي: ولّى عمر بن الخطّاب كعب بن سور قضاء البصرة، وكان سبب ذلك: أن حضر مجلس عمر، فجاءت امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين، إنّ زوجي صوّام قوّام.
فقال عمر: إنّ هذا الرجل صالح، ليتني كنت كذا. فردّت عليه الكلام، فقال عمر كما قال.
فقال كعب بن سور الأزدي: يا أمير المؤمنين، إنّها تشكو زوجها، تخبر أنّها لا
ص: 531
حظّ لها منه.
قال: عَلَيّ بزوجها. فأتي به، فقال له: ما بالها تشكوك، وما رأيت أكرم شكوى منها!
قال له: يا أمير المؤمنين، إنّي امرؤ أفزعني ما قد نزل في الحِجر والنَّحل وفي السبع الطوال.
فقال له كعب: إنّ لها عليك حقّاً، فابعُل واوفها الحقّ، فصُم ثَمَّ وصَلِّ.
فقال عمر لكعب: اقض بينهما.
قال: نعم، أحلّ اللّه للرجال أربعاً، فأوجب لكلّ واحدة ليلة، فلها من كلّ أربع ليال ليلة، ويصنع بنفسه في الثلاثة ما شاء، فألزمه ذلك.
وقال لكعب: اخرج قاضياً على البصرة. فلم يزل عليها حتّى قُتل عثمان، فلمّا كان يوم الجمل خرج مع أهل البصرة وفي عُنقه مصحف، فقُتل هو يومئذ وثلاثة اخوة له أو أربعة، فجاءت أُمّهم فوجدتهم في القتلى فحملتهم، وجعلت تقول:
أيا عين ابكي بدمع سرب
فما ضرّهم غير حين النفو
على فتية من خيار العرب
س أيّ أميري قريش غلب
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 19)
(1546) 3-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا يحيى بن إسماعيل المزني قال: حدّثنا جعفر بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن بكير بن عبد اللّه الطويل، وعمّار بن أبي معاوية قالا: حدّثنا أبو عثمان البجلي مؤذّن بني أفصى - قال بكير: أذّن لنا أربعين سنة - قال:
سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول يوم الجمل: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)(2)، ثمّ حلف حين قرأها أنّه
ص: 532
ماقوتل أهلها منذ نزلت حتّى اليوم.
قال بكير: فسألت عنها أبا جعفر (علیه السلام) فقال: «صدق الشيخ، هكذا قال عليّ (علیه السلام)، وهكذا كان».
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 20)
أقول: تقدّم ما يقرب من هذه الرواية في الباب الأوّل، فلاحظ.
(1547) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إبراهيم بن عمر قال: حدّثني أبي، عن أخيه:
عن بكر بن عيسى قال: لمّا اصطفّ النّاس للحرب بالبصرة، خرج طلحة و الزبير في صفّ أصحابهما، فنادى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الزبير بن
ص: 533
العوّام فقال له: «يا أبا عبد اللّه، ادن منّي لأفضي إليك بسرّ عندي».
فدنا منه حتّى اختلفت أعناق فرسيهما، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «نشدتك اللّه إن ذكّرتك شيئاً فذكرته، أما تعترف به».
فقال: نعم.
فقال: «أما تذكر يوماً كنت مقبلاً عَلَيّ بالمدينة تُحدّثني إذ خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فرآك معي وأنت تبسّم إلَيّ، فقال لك: «يا زبير، أتحبّ عليّاً»؟ فقلت: وكيف لا أحبّه وبيني وبينه من النسب والمودّة في اللّه ما ليس لغيره؟ فقال: «إنّك ستقاتله وأنت له ظالم». فقلت: أعوذ باللّه من ذلك»!
فنكس الزبير رأسه، ثمّ قال: إنّي أنسيت هذا المقام.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «دع هذا، أفلست بايعتني طائعاً»؟
قال: بلى.
قال: «فوجدت منّي حَدَثاً يُوجب مفارقتي»؟
فسكت، ثمّ قال: لاجرم واللّه لا قاتلتك. ورجع متوجّهاً نحو البصرة، فقال له طلحة: ما لَكَ يا زبير تنصرف عنّا، سحرك ابن أبي طالب؟!
فقال: لا، ولكنّي ذكّرني ما كان أنسانيه الدهر، واحتجّ عَلَيّ ببيعتي له.
فقال طلحة: لا، ولكن جبنت وانتفخ سَحرك(1).
فقال الزبير: لم أجبن، لكن أذكرت فذكرت.
فقال له عبد اللّه: يا أبه، جئت بهذين العسكرين العظيمين حتّى إذا اصطفّا للحرب، قلت: أتركهما وأنصرف، فما تقول قريش غداً بالمدينة؟ اللّه اللّه يا أبه لا تُشمت الأعداء، ولا تشين نفسك بالهزيمة قبل القتال.
قال: يا بُنيّ ما أصنع، وقد حلفت له باللّه ألّا أقاتله.
قال له: فكفِّر عن يمينك، ولا تفسد أمرنا.
فقال الزبير: عبدي مكحول حرّ لوجه اللّه كفّارة يميني. ثمّ عاد للقتال.
ص: 534
فقال همّام الثقفي في فعل الزبير وما فعل، وعتقه عبده في قتال عليّ (علیه السلام):
أيعتق مكحولاً ويعصي نبیّه
أينوي بهذا الصدق والبرّ والتقى
لشتّان ما بين الضلالة و الهدى
ومَن هو في ذات الإله مشمّر
أفي الحقّ أن يعصى النبيّ سفاهة
كدافق ماء للسراب يؤمّه
لقدتاه عن قصد الهدى ثمّ عوّق
سيعلم يوماً من يبرّ ويصدق
وشتّان من يعصي النبيّ ويعتق
يكبّر برّاً ربّه ويصدّق
ويعتق عن عصيانه ويطلق
ألا فى ضلال ما يصبّ ويدفق
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 36)
(1548) 5- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن محمّد بن عبيد اللّه قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه بن جعفر المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن الحسن بن فرات التميمي قال: حدّثنا [أبو عبد الرحمان عبداللّه بن عبدالملك أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود](1) المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي محمّد العنزي قال:
حدّثني ابن عمّي أبو عبداللّه العنزي قال: إنّا لجلوس مع عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)یوم الجمل إذ جاءه النّاس يهتفون به: يا أمير المؤمنين، لقد نالنا النبل و النشّاب(2). فسكت، ثمّ جاء آخرون فذاكروا مثل ذلك فقالوا: قد جُرحنا، فقال عليّ (علیه السلام): «يا قوم، مَن يعذرني من قوم يأمروني بالقتال ولم تنزل بعد الملائكة».
فقال: إنّا لجلوس ما نرى ريحاً ولا نحسّها إذ هبّت ريح طيّبة من خلفنا، واللّه لوجدت بردها بين كتفي من تحت الدرع والثياب، قال: فلمّا هبت صبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) درعه ثمّ قام إلى القوم، فما رأيت فتحاً كان أسرع منه.
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 10)
ص: 535
(1549) 6-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد أبو الطيّب الجعفي الدهّان بالكوفة، قال: حدّثني عبّاد بن سعيد الجعفي - وهو جدّه لأمّه - قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيمي:
عن أبي ثابت(2) مولى أبي ذرّ قال: شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني من الشكّ بعض ما يدخل النّاس، فلمّا زالت الشمس كشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ أتيت بعد ذلك أمّ سلمة زوج النبيّ صلى اللّه عليه وآله ورحمها، فقصصت عليها قصّتي، فقالت: كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟
قال: قلت: إلى أحسن ذلك والحمد للّه، كشف اللّه عزّ وجلّ ذلك عنّي عند زوال الشمس، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام) قتالاً شديداً.
قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 34)
ص: 536
(1550) 7-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا محمّد بن جرير أبو جعفر الطبري قراءةً، قال: حدّثني محمّد بن عمارة الأسدي قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثني عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: حدّثني أبو سعيد التيمي:
عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ:قال شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل النّاس، حتّى إذا كان عند الظهر فكشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت قتالاً شديداً.
قال: ثمّ بعد ذلك أتيت المدينة، فأتيت أُمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسلّمت واستأذنت، فقيل: مَن ذا؟
ص: 537
فقلت: سائل.
فقالت: أطعموا السائل.
فقلت: إنّي واللّه لا أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكنّي أبو ثابت مولى أبي ذرّ.
فقالت: مرحباً، فقصصت عليها قصّتي.
قالت: فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟
قال: فقلت: إلى أحسن ذلك، كشف اللّه ذلك عنّي حين زوال الشمس، فقاتلت قتالاً شديداً مع أمير المؤمنين (علیه السلام) حتّى فرغ.
قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ عليّاً مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 15)
(1551) 8-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن مستورد قال: حدّثنا محمّد بن منير قال: حدّثني إسحاق بن وزير قال: حدّثنا محمّد بن الفضيل بن عطاء مولى مزينة قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام):
عن محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة قال: كان اللواء معي يوم الجمل، وكان أكثر القتلى في بني ضبّة، فلمّا انهزم النّاس أقبل أمير المؤمنين (علیه السلام) ومعه عمّار بن ياسر ومحمّد بن أبي بكر رضي اللّه عنهما، فانتهى إلى الهودج وكأنّه شوك القنفذ ممّا فيه من النبل، فضربه بعصاً ثمّ قال: «هيه يا حميراء، أردت أن تقتليني كما قتلت ابن عفّان، أبهذا أمرك اللّه، أو عهد به إليك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»؟!
قالت: ملکت فاسجح.
فقال (علیه السلام) لمحمّد بن أبي بكر: «انظر هل نالها شيء من السلاح»؟
ص: 538
فوجدها قد سلمت، لم يصل إليها إلّا سهم خرق في ثوبها خرقاً وخدشها خدشاً ليس بشيء، فقال ابن أبي بكر: يا أمير المؤمنين، قد سلمت من السلاح إلّا سهماً قد خلص إلى ثوبها فخدش منه شيئاً.
فقال عليّ (علیه السلام): «احتملها فأنزلها دار ابني خلف الخزاعي»(1)، ثمّ أمر مناديه فنادى: «لا يدفف على جريح، ولا يتبع مدبر، ومَن أغلق بابه فهو آمن».
(أمالي المفيد: المجلس، الحديث 8)
(1552) 9-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن جبارة، عن سعاد بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد:
عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال: شهد مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل ثمانون من أهل بدر، وألف وخمس مئة من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 2)
ص: 539
(1553) 10-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني أبو الوليد الضبّي قال: حدّثنا أبوبكر الهذلي قال: دخل الحارث بن حَوط الليثي على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، ما أرى طلحة والزبير وعائشة احتجّوا إلّا على حقّ؟!
فقال: «يا حارث، إنّك إن نظرت تحتك ولم تنظر فوقك(2) جزت عن الحقّ، إنّ الحقّ و الباطل لا يعرفان بالنّاس، ولكن اعرف الحقّ باتّباع مَن اتّبعه، والباطل باجتناب مَن اجتنبه».
قال: فهلّا أكون كعبد اللّه بن عمر وسعد بن مالك؟
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنّ عبد اللّه بن عمر وسعد أخذلا الحقّ ولم ينصرا الباطل، متى كانا إمامين في الخير فيتّبعان»؟!
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 29)
(1554) 11-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن
ص: 540
الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن عبداللّه بن مخارق:
عن هاشم بن مساحق، عن أبيه: أنّه شهد يوم الجمل، وأنّ النّاس لمّا انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش فيهم مروان، فقال بعضهم لبعض: واللّه لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته على غير حدث كان منه، ثمّ لقد ظهر علينا، فما رأينا رجلاً كان أكرم سيرة ولا أحسن عفواً بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه، فتعالوا فندخل عليه ولنعتذرنّ ممّا صنعنا.
قال: فدخلنا عليه، فلمّا ذهب متكلّمنا يتكلّم قال: «انصتوا أكفكم، إنّما أنا رجل منكم، فإن قلت حقّاً فصدّقوني، وإن قلت غير ذلك فردّوه عليّ، أنشدكم باللّه، أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قُبِض وأنا أولى النّاس به وبالنّاس»؟
قالوا: اللّهم نعم.
قال: «فبايعتم أبا بكر وعدلتم عنّي، فبايعت أبابكر كما بايعتموه، وكرهت أن أشقّ عصا المسلمين وأن أفرّق بين جماعتهم، ثمّ إنّ أبابكر جعلها لعمر من بعده، وأنتم تعلمون أنّي أولى النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبالنّاس من بعده، فبايعت عمر كما بايعتموه، فوفيت له ببيعته حتّى لمّا قُتِل جعلني سادس ستّة، فدخلت حيث أدخلني، وكرهت أن أفرّق جماعة المسلمين وأشقّ عصاهم.
فبايعتم عثمان فبايعته، ثمّ طعنتم على عثمان فقتلتموه وأنا جالس في بيتي، ثمّ أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم، فبايعتموني كما بايعتم أبابكر وعمر وعثمان، فما جعلكم أحقّ أن تفوا لأبي بكر وعمر وعثمان بيعتهم منكم بيعتي»؟
قالوا: يا أمير المؤمنين، كُن كما قال العبد الصالح: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ
ص: 541
لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(1).
فقال: «كذلك أقول: «يَغْفِرُ اللّه لكم وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ»، مع أنّ فيكم رجلاً لو بايعني بيده لنكث باسته». يعني مروان.
(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 16)
(1555) 12-(2) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسی قال: حدّثني أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسين الهمداني قال: حدّثني محمّد بن خالد البرقي قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن موسى بن بكر(3):
ص: 542
عن العبد الصالح (علیه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) بالبصرة فقال: «يا جند المرأة، يا أصحاب البهيمة، رغا فأجبتم، وعقر فانهزمتم، اللّه أمركم بجهادي؟ أم على اللّه تفترون»؟!
ثمّ قال: «يا بصرة، أيّ يوم لك لو تعلمين، وأيّ قوم لك لو تعلمين! إنّ لك من الماء يوماً عظياً بلاؤه»! وذكر كلاماً كثيراً.
(أمالي الطوسي: المجلس 40، الحديث 7)
(1556) 13-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفراني قال: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه(2) الأسلمي:
عن موسى بن عبداللّه الأسدي قال: لمّا انهزم أهل البصرة، أمر عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أن تنزل عائشة قصر أبي خلف(3)، فلمّا نزلت جاءها عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) فقال لها: «يا أمّتَ، كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف»؟
فقالت: استبصرت یا عمّار من أجل أنّك غلبت.
قال: «أنّا أشدّ استبصاراً من ذلك، أما واللّه لو ضربتمونا حتّى تبلغونا سعفات هَجَر لعلمنا أنّا على الحقّ و أنّكم على الباطل»(4).
فقالت له عائشة: هكذا يُخَيَّل إليك، اتّق اللّه يا عمّار، فإنّ سنّك قد كبرت، و دقّ عظمك، وفنى أجلك، وأذهبت دينك لابن أبي طالب.
ص: 543
فقال عمّار (رحمه اللّه): «إنّي واللّه اخترت لنفسي في أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فرأيت عليّاً أقرأهم لكتاب اللّه عزّ وجلّ، وأعلمهم بتأويله، وأشدّهم تعظيماً لحرمته، وأعرفهم بالسنّة، مع قرابته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعظم عنائه وبلائه في الإسلام». فسكتت.
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 47)
(1557) 14-(1) وبالسند المتقدّم عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبو الوليد العبّاس بن بكّار الضبّي قال: حدّثنا أبو بكر الهذلي قال: حدّثنا محمّد بن سيرين قال:
سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون: لمّا فرغ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من الجمل عرض له مرض، وحضرت الجمعة فتأخّر عنها وقال لابنه الحسن (علیه السلام)(2): «انطلق يا بني فجمّع بالنّاس». فأقبل الحسن (علیه السلام) إلى المسجد، فلمّا استقلّ على المنبر حمد اللّه وأثنى عليه وتشهّد وصلّى على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال(3):
«أيّها النّاس، إنّ اللّه اختارنا بالنبوّة، واصطفانا على خلقه، وأنزل علينا كتابه
ص: 544
ووحيه، وأيم اللّه لا ينتقصنا أحد من حقّنا شيئاً إلّا تنقّصه اللّه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلّا كانت لنا العاقبة، ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)(1)».
ثمّ جمّع بالنّاس، وبلغ أباه كلامه، فلمّا انصرف إلى أبيه (علیه السلام) نظر إليه و ما ملك(2) عبرته أن سالت على خدّيه، ثمّ استدناه إليه فقبّل بين عينيه(3) وقال: «بأبي أنت و أُمّي، (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾(4)».
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 30)
ورواه أيضاً في المجلس 4 الحديث 13، إلّا أنّ فيه: ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه اختارنا لنبوّته، واصطفانا على خلقه وبريّته». وفيه: «إلّا انتقصه اللّه».
(1558) 15-(5) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبّي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى قال: حدّثنا جعفر الأحمر، عن [أبي إسحاق] الشيباني:
ص: 545
عن جميع بن عمير قال: قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع: أرأيت مسيرك إلى عليّ (علیه السلام) ما كان؟
قالت: دعينا منك، إنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من عليّ (علیه السلام)، ولا من النساء أحبّ إليه من فاطمة (علیها السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 3)
ص: 546
(1559) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني محمّد بن موسى بن حمّاد قال: حدّثنا محمّد بن سهل قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن الحارث بن حصيرة:
عن عبدالرحمان بن عبيد بن الكنود(2) قال: قدم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من البصرة إلى الكوفة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب [سنة ستّ وثلاثين]، فأقبل حتّى صعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «أمّا بعد، فالحمد لله الّذي نصر وليّه وخذل عدوّه، وأعزّ الصادق المحقّ وأذلّ الكاذب المبطل(3)، عليكم يا أهل هذا المصر بتقوى اللّه، وطاعة مَن أطاع اللّه من أهل بيت نبیّكم الّذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا اللّه فيه من المنتحلين المدّعين المقابلين إلينا(4)، يتفضّلون بفضلنا و يجاحدونا أمرنا(5)، وينازعونا حقّنا، ويدفعونا عنه(6)، وقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيّاً، إنّه قد قعد عن نصرتي رجال منكم فأنا عليهم عاتب زار(7)، فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتّى
ص: 547
يعتبوا(1) أو نرى منهم ما نرضى»(2).
فقام إليه مالك بن حبيب التميمي اليربوعي - وكان صاحب شرطته - فقال:
واللّه إنّي لأرى الهجر وإسماع المكروه(3) لهم قليلاً، واللّه لئن أمرتنا لنقتلنّهم.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا مال، جزت المدى، وعدوت الحدّ(4) وأغرقت في النزع».
فقال: يا أمير المؤمنين.
لبعض الغشم أبلغ في أمور
تنوبك من مهادنة الأعادي
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «ليس هكذا قضى اللّه يا مال، قال اللّه تعالى: (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)، فما بال بعض الغشم(5)؟ وقال اللّه سبحانه: (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(6)».
فقام إليه أبو بردة بن عوف الأزدي - وكان عثمانيّاً تخلّف عنه يوم الجمل و حضر معه صفّين على ضعف نيّة في نصرته - فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيت القتلى حول عائشة وطلحة والزبير بِمَ قتلوا؟
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «بما قَتَلوا شيعتي وعمّالي، وبقتلهم أخا ربيعة العبدي (رحمه اللّه) في عصابة من المسلمين قالوا: «لا ننكث البيعة [كما نكثتم]، ولا نغدر كما غدرتم»، فوثبوا عليهم فقتلوهم ظلماً وعدواناً، فسألتهم أن يدفعوا إليّ قتلة إخواني منهم أقتلهم بهم(7)، ثمّ كتاب اللّه حكم بيني و بينهم، فأبوا عَلَيّ وقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ودماء نحو ألف من شيعتي، فقتلتهم بذلك، أفي شكّ أنت من ذلك»؟
ص: 548
فقال: قد كنت في شكٍّ، فأمّا الأن فقد عرفت و استبان لي خطأ القوم، فإنّك أنت المهتدي المصيب.
ثمّ إنّ عليّاً تهيّأ لينزل، فقام رجال ليتكلّموا، فلمّا رأوه قد نزل جلسوا ولم يتكلّموا.
قال أبو الكنود: وكان أبو بردة مع حضوره صفّين ينافق أمير المؤمنين (علیه السلام) ويكاتب معاوية سرّاً، فلمّا ظهر معاوية أقطعه قطيعة بالفلّوجة(1)، وكان عليه كريماً.
(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 5)
ص: 549
(1560) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبدالكريم قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني عبيد اللّه بن القاسم(2) قال: حدّثنا عمرو بن ثابت:
عن جبلة بن سحيم، عن أبيه قال: لمّا بويع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بلغه أنّ معاوية قد توقّف عن إظهار البيعة له، وقال: إن أقرّني على الشام وأعمالي الّتي ولّانيها عُثمان بايعته. فجاء المغيرة إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين، إنّ مُعاوية مَن قد عرفت، وقد ولّاه الشام مَن قد كان قبلك، فولّه أنت كیما تتسق عُرى الأمور ثمّ اعزله إن بدا لك.
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتضمن لي عمري يامغيرة فيما بين توليته إلى خلعه»؟
قال: لا.
قال: «لا يسألني اللّه عزّ وجلّ عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء
ص: 550
أبداً، ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)(1)، لكن أبعث إليه و أدعوه إلى ما في يدي من الحقّ، فإن أجاب فرجل من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، وإن أبي حاكمته إلى اللّه».
فولّى المغيرة(2) وهو يقول: فحاكمه إذن. فأنشأ يقول:
نصحتُ عليّاً فى ابن حرب نصيحة
ولم يقبل النُّصح الّذي جئته به
وقالوا له ما أخلص النُّصح كلّه
فردّ فما منى له الدهر ثانيه
وكانت له تلك النصيحة كافيه(3)
فقلت له إنّ النصيحة غاليه
فقام قيس بن سعد (رحمه اللّه) فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ المغيرة أشار عليك بأمرٍ لم يرد اللّه به، فقدّم فيه رجلاً وأخّر فيه أخرى، فإن كان لك الغلبة تقرّب إليك بالنصيحة، وإن كانت لمعاوية تقرّب إليه بالمشورة، ثمّ أنشأ يقول:
کاد ومن أرسى ثبيراً مكانه
وكنت بحمد اللّه فينا موفّقا
فسُبحان من علّا السماء مكانها
مغيرة أن يقوى عليك معاوية
وتلك الّتي أراكها غير كافيه
وأرضاً دحاها فاستقرّت كما هيه
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 42)
(1561) 2-(4) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثنا هشام قال: حدّثنا أبو مخنف
ص: 551
لوط بن يحيى قال: حدّثنا عبد اللّه بن عاصم قال:
حدّثنا جبر بن نوف قال: لمّا أراد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه المسير إلى الشام، اجتمع إليه وجوه أصحابه فقالوا: لو كتبت يا أمير المؤمنين، إلى معاوية و أصحابه قبل مسيرنا إليهم كتاباً تدعوهم إلى الحقّ، وتأمرهم بما لهم فيه الحظّ، كانت الحجّة تزداد عليهم قوّة.
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) لعبيد اللّه بن أبي رافع -كاتبه-: «اكتب:
بسم اللّه الرّحمن الرّحیم
من عبداللّه عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ومَن قبله من النّاس، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الّذي لا إله إلّا هو.
أمّا بعد، فإنّ اللّه عباداً آمنوا بالتنزيل وعرفوا التأويل وفقهوا في الدين وبيّن اللّه فضلهم في القرآن الحكيم، وأنت يا معاوية وأبوك وأهلك في ذلك الزمان أعداء الرسول، مكذِّبون بالكتاب، مُجمعون على حرب المسلمين، من لقيتم منهم حبستموه وعذّبتموه وقتلتموه، حتّى إذا أراد اللّه تعالى إعزاز دينه وإظهار رسوله، دخلت العرب في دينه أفواجاً، وأسلمت هذه الاُمّة طوعاً وكرهاً، وكنتم ممّن دخل في هذا الدين إمّا رغبة وإمّا رهبة، فليس ينبغي لكم أن تنازعوا أهل السبق ومَن فاز بالفضل، فإنّه مَن نازعه منكم فبحوب وظُلم، فلا ينبغي لمَن كان له قلب أن يجهل قدره، ولا يعدوا طوره، ولا يشقي نفسه بالتماس ما ليس له.
إنّ أولى النّاس بهذا الأمر قديماً وحديثاً، أقربهم برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأعلمهم بالكتاب، وأقدمهم في الدين، وأفضلهم جهاداً، وأوّلهم إيماناً، وأشدّهم اضطلاعاً بما تجهله الرعيّة من أمرها، فاتّقوا اللّه الّذي إليه ترجعون، ولا تلبسوا الحقّ
ص: 552
بالباطل لتدحضوا به الحقّ.
واعلموا أنّ خيار عباد اللّه الّذين يعملون بما يعلمون، وأنّ شرّهم الجهلاء الّذين ينازعون بالجهل أهل العلم به، ألا وإنّي أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و حقن دماء هذه الاُمّة، فإن قبلتم أصبتم رشدكم وهديتم لحظّكم، وإن أبيتم إلّا الفرقة وشقّ عصا هذه الاُمّة، لم تزدادوا من اللّه إلّا بُعداً، ولم يزدد عليكم إلّا سخطاً، والسلام».
قال: فكتب معاوية إليه: أمّا بعد:
إنّه ليس بيني وبين قيس عتاب
غير طعن الكلى وجزّ الرقاب
فلمّا وقف أمير المؤمنين (علیه السلام) على جوابه بذلك، قال: «إنّك لاتهدي مَن أحببت ولكن اللّه يهدي مَن يشاء إلى صراط مُستقيم»(1).
(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 10)
(1562) 3- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحمّاني قال:
كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى معاوية بن أبي سفيان: «أمّا بعد، فإنّ اللّه تعالى أنزل إلينا كتابه، ولم يَدَعَنا في شبهة، ولا عُذر لِمن ركب ذنباً بجهالة والتوبة مبسوطة، (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(2)، وأنت ممن شرع الخلاف متمادياً في غرّة الأمل، مختلف السرّ والعلانية، رغبة في العاجل وتكذيباً بعد بالآجل، و كأنّك قد تذكّرت ما مضى منك فلم تجد إلى الرجوع سبيلاً».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 33)
ص: 553
(1563) 4-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الطيّب الحسين بن [عليّ بن](2) محمّد النحوي التمّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسن(3) قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا صالح بن عبداللّه قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي:
عن الأصبغ بن نباتة [(رحمه اللّه)](4) قال: إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) خطب ذات يوم، فحمد اللّه و أثنى عليه وصلّى على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «أيّها النّاس، اسمعوا مقالتي، و عوا(5) كلامي، إنّ الخيلاء(6) من التجبّر، والنخوة(7) من التكبّر، وإنّ الشيطان عدوّ حاضر يعدكم الباطل، ألا إنّ المسلم أخو المسلم، فلا تنابزوا ولا تخاذلوا(8)، فإنّ شرائع الدين واحدة، وسبله قاصدة، مَن أخذ بها لحق، ومن تركها مرق(9)، ومَن فارقها محق.
ص: 554
ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن، ولا بالمخلف إذا وعد، ولا بالكذوب إذا نطق، نحن أهل بيت الرحمة، وقولنا الحقّ، وفعلنا القسط، ومنّا خاتم النبيّين، وفينا قادة الإسلام وأمناء الكتاب، ندعوكم إلى اللّه ورسوله وإلى جهاد عدوّه، والشدّة في أمره، وابتغاء رضوانه(1)، وإلى إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت، وصيام شهر رمضان، وتوفير الفيء لأهله.
ألا وإنّ أعجب العجب أنّ معاوية بن أبي سفيان الأمويّ وعمرو بن العاص السهمي يحرّضان النّاس على طلب دم ابن عمّهما، وإنّي واللّه لم أخالف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قطّ ولم أعصه في أمر قطّ، أقيه بنفسي في المواطن الّتي تنكص(2)فيها الأبطال، وترعد منها الفرائص(3) بقوّة أكرمني اللّه بها، فله الحمد، ولقد قبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وإنّ رأسه لفي(4) حجري، ولقد ولّيت غسله بيدي، تقلّبه الملائكة المقربون معي، وأيم اللّه ما اختلفت أُمّة بعد نبيّها إلّا ظهر باطلها على حقّها، إلّا ما شاء اللّه».
قال: فقام عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) فقال: أمّا أمير المؤمنين، فقد أعلمكم أنّ الاُمّة لم تستقم عليه. فتفرّق النّاس وقد نفذت بصائرهم.
(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «وإقامة الصلاة»، وفيه: «يحرّضان النّاس على طلب الدين بزعمهما»(5). وفيه: «وترعد فيها الفرائص».
(أمالي الطوسي: المجلس 1 الحديث 14)
ص: 555
(1564) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني أبو الصلت عبدالسلام بن صالح قال: حدّثني محمّد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير:
عن حبيب بن أبي الجهم قال: لمّا رحل بنا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى بلاد صفّين نزل بقرية يقال لها «صندوداء»(2)، ثمّ أمرنا فعبرنا عنها، ثمّ عَرَّس بنا في أرض بَلْقَع(3)، فقام إليه مالك بن الحارث الأشتر، فقال: يا أمير المؤمنين، أتُنزِل النّاس على غير ماء؟!
فقال: «يا مالك، إنّ اللّه عزّ وجلّ سيسقينا في هذا المكان ماءً أعذب من الشَّهد، وألين من الزّبد الزلال، وأبرد من الثلج، وأصفی من الياقوت». فتعجّبنا، ولا عجب من قول أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 556
ثمّ أقبل يَجُرّ رداءه، وبيده سيفه، حتّى وقف على أرض بلقع، فقال: «يا مالك، احتفر أنت وأصحابك».
فقال مالك: احتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة، فيها حلقة تَبرق كاللُّجَين(1)، فقال لنا: «روموها». فرمناها بأجمعنا، ونحن مئة رجل، فلم نستطع أن نُزيلها عن موضعها، فدنا أمير المؤمنين (علیه السلام) رافعاً يده إلى السماء يدعو، وهو يقول: «طاب طاب، مريا عالم طيبو ثابوثة شمثيا(2) كوبا حاحانوثا توديثا برحوثا، آمين آمين ربّ العالمين، ربّ موسى وهارون». ثمّ اجتذبها فرماها عن العين اربعين ذراعاً.
ص: 557
قال مالك بن الحارث الأشتر: فظهر لنا ماءٌ أعذب من الشهد، وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت، فشربنا وسقينا، ثمّ ردّ الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب ثمّ ارتحل، فما سرنا إلّا غير بعيد، قال: «مَن منكم يعرف موضع العين»؟
فقلنا: كلّنا، يا أمير المؤمنين. فرجعنا فطلبنا العين، فخفي مكانها علينا أشدّ خفاء، فظننّا أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) قد رهقه العطش، فأومأنا بأطرافنا، فإذا نحن بصومعة راهب، فدنونا منها، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، فقلنا يا راهب، عندك ماء نسقي منه صاحبنا.
قال: عندي ماء قد استعذبته منذ يومين. فأنزل إلينا ماءً مرّاً خشنا(1).
فقلنا: هذا قد استعذبته منذ يومين؟! فكيف لو شربت من الماء الّذي سَقانا منه صاحبنا؟ وحدّثناه بالأمر.
فقال: صاحبكم هذا نبيّ؟
قلنا: لا، ولكنّه وصيّ نبيّ.
فنزل إلينا بعد وحشته منّا، وقال: انطلقوا بي إلى صاحبكم. فانطلقنا به، فلمّا بصر به أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «شمعون»؟
قال الراهب: نعم، شمعون، هذا اسم سمّتني به اُمّي، ما اطّلع عليه أحد إلّا اللّه تبارك وتعالى، ثمّ أنت، فكيف عرفته؟ فأتمّ حتّى أتمّه لك؟
قال: «وما تشاء يا شمعون»؟
قال: هذا العين واسمه؟ قال: «هذا عين راحوما وهو من الجنّة، شرب منه ثلاث مئة وثلاثة عشر وصيّاً، وأنا آخر الوصيّين شربت منه».
قال الراهب: هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّك وصىّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
ثمّ رحل أمير المؤمنين (علیه السلام) والراهب يقدمه حتّى نزل صفّين، ونزل معه بعابدين(2)، والتقى الصفّان، فكان أوّل مَن أصابته الشهادة الراهب، فنزل أمير
ص: 558
المؤمنين (علیه السلام) وعيناه تهملان وهو يقول: «المرء مع مَن أحبّ، الراهب معنا يوم القيامة ورفيقي في الجنّة».
(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 14)
(1565) 2-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبدالعزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبدالرحمان بن صالح قال: حدّثنا شعيب بن راشد، عن جابر:
عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قام عليّ (علیه السلام) يخطب النّاس بصفّين يوم جمعة، وذلك قبل الهَرير بخمسة أيّام، فقال: «الحمد للّه على نِعَمِه الفاضلة على جميع خَلقه البرّ و الفاجر، وعلى حججه البالغة على خلقه مَن عصاه وأطاعه، إن يَعْفُ فبفضل منه، وإن يُعذِّب فبما قدّمت أيديهم، وما اللّه بظلّام للعبيد.
أحمده على حُسن البلاء، وتظاهر النعماء، واستعينه على ما نابنا من أمر ديننا، وأؤمن به، وأتوكّل عليه، وكفى باللّه وكيلاً.
ثمّ إنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهُدى ودينه الّذي ارتضاه، وكان أهله، واصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خَلقه، وكان كعلمه فيه رؤوفاً رحيماً، أكرم خَلق اللّه حسباً، و أجملهم منظراً، وأشجعهم نفساً، وأبرّهم بوالد، وآمنهم على عقد، لم يتعلّق عليه مسلم ولا كافر بمظلمة قطّ، بل كان يُظلَم فيَغفِر، ويقدِر فيَصفَح ويَعفو، حتّى مضى مطيعا للّه، صابراً على ما أصابه، مجاهداً في اللّه حقّ جهاده، عابداً للّه حتّى أتاه اليقين، فكان ذهابه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعظم المصيبة على جميع أهل الأرض البرّ والفاجر، ثمّ ترك فيكم كتاب اللّه، يأمركم بطاعة اللّه، وينهاكم عن معصيته.
ص: 559
وقد عهد إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهداً لن أخرُج عنه، وقد حضركم عدوّكم، و قد عرفتم مَن رئيسهم يدعوهم إلى باطل، وابن عمّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربّكم، والعمل بسنّة نبيّكم، ولاسواء مَن صلّى قبل كلّ ذكر، لم يسبقني بالصلاة غير نبيّ اللّه، وأنا واللّه من أهل بدر(1)، واللّه إنّكم لعلى الحقّ و إنّ القوم لعلى الباطل، فلايصبِر القوم على باطلهم ويجتمعوا عليه وتتفرّقوا عن حقّكم، قاتلوهم يعذّبكم اللّه بأيديكم، فإن لم تفعلوا ليُعذّبنّهم اللّه بأيدي غيركم».
فأجابه أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين، انهض إلى القوم إذا شئت، فواللّه ما نبغي بك بدلاً، نموت معك ونحيا.
فقال لهم مجيباً لهم: «والّذي نفسي بيده، ينظُر إلَيَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا أضرِب قُدّامه بسيفي، فقال: «لاسيف إلّا ذو الفقار، ولافتى إلّا عليّ». ثمّ قال لي: «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، وحياتك يا عليّ وموتك معي». فواللّه ما كَذَبت ولا كُذِّبت، ولا ضَلَلتُ ولا ضُلّ بي، ولا نسيتُ ما عهد إِلَيَّ، إنّي إذن لنَسِيّ، وإنّي لعلى بيّنة من ربّي بيّنها لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فبيّنها لي، وإنِّي لعلى الطريق الواضح، ألقُطه لَقْطاً»(2).
ثمّ نهض إلى القوم يوم الخميس، فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتّى غاب الشّفق، ما كانت صلاة القوم يومئذ إلّا تكبيراً عند مواقيت الصلاة، فقَتَل عليّ (علیه السلام) يومئذ خمس مئة وستة نفر من جماعة القوم، فأصبح أهل الشام يُنادونه: يا عليّ، اتّق اللّه في البقيّة، ورفعوا المَصاحف على أطراف القَنا(3).
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)
ص: 560
(1566) 3-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إسماعيل بن يسار قال: حدّثنا عبداللّه بن ملح(2)، عن عبدالوهّاب بن إبراهيم الأزدي، عن أبي صادق، عن مزاحم بن عبدالوارث، عن محمّد بن زكريّا، عن شعيب بن واقد المزني، عن محمّد بن سهل مولى سليمان بن عليّ بن عبداللّه بن العبّاس، عن أبيه:
عن قيس(3) مولى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: إن عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) كان قريباً من الجبل بصفّين، فحضرت صلاة المغرب، فأمعن(4) بعيداً، ثمّ أذّن، فلمّا فرغ من أذانه إذا رجل مقبل نحو الجبل، أبيض الرأس واللّحية والوجه، فقال: «السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، مرحباً بوصيّ خاتم النبييّن، وقائد الغرّ المحجّلين، والأغرّ المأمون، والفاضل الفائز بثواب الصدّيقين، وسيّد الوصييّن».
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «وعليك السلام، كيف حالك»؟
فقال: «بخير، أنا منتظر روح القدس، ولا أعلم أحداً أعظم في اللّه عزّ وجلّ اسمه بلاءً،
ص: 561
ولا أحسن ثواباً منك ولا أرفع عند اللّه مكاناً، اصبر يا أخي على ما أنت فيه حتّى تلقی الحبيب، فقد رأيت أصحابنا ما لقوا بالأمس من بني إسرائيل، نشروهم بالمناشير، و حملوهم على الخشب، و لو يعلم هذه الوجوه التربة الشائهة(1) - وأومأ بيده إلى أهل الشام - ما أعدّ لهم في قتالك من عذاب وسوء نكال لأقصروا، ولو تعلموا هذه الوجوه المبيضّة - وأومأ بيده إلى أهل العراق - ما ذا لهم من الثواب في طاعتك لودّت أنّها قرضت بالمقاريض، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته». ثمّ غاب من موضعه.
فقام عمّار بن ياسر وأبوالهيثم بن التيّهان وأبو أيّوب الأنصاري وعبادة بن الصامت وخزيمة بن الثابت وهاشم [بن عتبة بن أبي وقّاص] المرقال(2) في جماعة من شيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) - وقد كانوا سمعوا كلام الرجل - فقالوا: يا أمير المؤمنين، مَن هذا الرجل؟ فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «هذا شمعون وصيّ عيسى (علیه السلام)، بعثه اللّه يصبّرني على قتال أعدائه».
فقالوا له: فداك آباؤنا وأمّهاتنا، واللّه لننصرنّك نصرنا لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و لا يتخلّف عنك من المهاجرين والأنصار إلّا شقيّ. فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام) معروفاً(3).
(أمالي المفيد: المجلس 12، الحديث 5)
(1567) 4-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو نصر
ص: 562
محمّد بن الحسين المقرئ البصير قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عبداللّه البغدادي ب-«واسط»، قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا موسى بن قيس قال: حدّثنا الحسين بن أسباط العبدي قال:
سمعت عمّار بن ياسر (رحمه اللّه) يقول عند توجّهه إلى صفّين: «اللّهم لو أعلم أنّه أرضى لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها، ولو أعلم أنّه أرضى لك أن أوقد لنفسي ناراً فأقع فيها لفعلت، وإنّي لا أقاتل أهل الشام إلّا وأنا أريد بذلك وجهك، وأنا أرجو أن لا تُخيِّنى وأنا أريد وجهك الكريم».
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 49)
(1568) 5-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال:
ص: 563
ص: 564
حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن محمّد بن فضيل [بن غزوان]، عن مسلم(1) [بن كيسان] الملائي:
عن حبّة العرني قال: أبصر عبداللّه بن عمرو(2) رجلين يختصمان في رأس عمّار (رضی اللّه عنه) يقول هذا: أنا قتلته. ويقول هذا: أنا قتلته. فقال ابن عمرو(3): يختصمان أيّهما يدخل النّار أوّلاً! ثمّ قال: سمعتُ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «قاتله وسالبه في النّار».
فبلغ ذلك معاوية فقال: ما نحن قتلناه، وإنّما قتله من جاء به.
قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه (رضی اللّه عنه): على هذا [يلزم] أن يكون النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قاتل حمزة (رضی اللّه عنه) وقاتل الشهداء معه، لأنّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) هو الّذي جاء بهم.
(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 7)
ص: 565
(1569) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحمّانى قال: كتب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه إلى عمرو بن العاص: «من عبداللّه أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص، أمّا بعد فإنّ الّذي أعجبك ممّا تلوّيت من الدنيا ووثقت به منها منقلب عنك، فلا تطمئنّ إلى الدنيا فإنّها غرّارة، ولو اعتبرت بما مضى حذرت ما بقي وانتفعت منها بما وعظت به، ولكنّك تبعت هواك وأثرته، لولا ذلك لم تؤثر على ما دعوناك إليه غيره، لأنّا أعظم رجاءً وأولى بالحجّة، والسلام».
(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 34)
ص: 566
(1570) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف.
عن عبدالرحمان بن جندب، عن أبيه قال: لمّا وقع الاتّفاق على كتب القضيّة بين أمير المؤمنين (علیه السلام) وبين معاوية بن أبي سفيان، حضر عمرو بن العاص في رجال من أهل الشام، وعبداللّه بن عبّاس في رجال من أهل العراق، فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) للكاتب: اكتب: «هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان».
فقال عمرو بن العاص: اكتب اسمه واسم أبيه، ولا تسمّه بإمرة المؤمنين، فإنّما هو أمير هؤلاء وليس بأميرنا.
فقال الأحنف بن قيس: لا تمح هذا الاسم، فإنّي أتخوّف إن محوته لا يرجع إليك أبداً. فامتنع أمير المؤمنين (علیه السلام) من محوه، فتراجع الخطاب فيه مليّاً من النهار، فقال الأشعث بن قيس: امح هذا الاسم تَرَحَه اللّه.
فقال أمير المؤمنين: «اللّه أكبر، سنّة بسُنّة، ومثل بمثل، واللّه إنّي لكاتب رسول اللّه يوم الحديبيّة، وقد أملى عَلَيّ: «هذا ما قاضى عليه محمّد رسول اللّه سهيل بن عمرو»، فقال له سهيل: امحُ رسول اللّه، فإنّا لا نقرّ لك بذلك، ولا نشهد لك به
ص: 567
اكتب اسمك واسم أبيك. فامتنعت من محوه، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): امحه يا عليّ، وستُدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على مضض».
فقال عمرو بن العاص: سُبحان اللّه! ومثل هذا يشبّه بذلك، ونحن مؤمنون و أولئك كانوا كفّاراً؟!
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا ابن النابغة، ومتى لم تكن للفاسقين وليّاً، وللمسلمين عدوّاً، وهل تشبه إلّا أُمّك الّتي دفعت بك؟
فقال عمرو: لاجرم لا يجمع بيني وبينك مجلس أبداً.
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «واللّه إنّي لأرجو أن يطهّر اللّه مجلسي منك ومن أشباهك». ثمّ كتب الكتاب وانصرف النّاس.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 17)
(1571) 3-(1) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن القاسم قال: أخبرنا عبّاد قال: حدّثنا عليّ بن عابس، عن الحصين، عن عبد اللّه بن معقل:
عن عليّ (علیه السلام): أنّه قنت في الصبح فلعن معاوية وعمرو بن العاص وأباموسى و أبا الأعور وأصحابهم.
(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 9)
ص: 568
(1572) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا عليّ بن زياد قال: حدّثنا الهيثم بن عديّ، عن الأعمش، عن يونس بن أبي إسحاق قال: حدّثنا أبو الصقر:
عن عديّ بن أرطاة قال: قال معاوية يوماً لعمرو بن العاص: يا أبا عبداللّه، أيّنا أدهى؟
قال عمرو: أنا للبديهة وأنت للرويّة.
قال معاوية: قضيت لي على نفسك، وأنا أدهى منك في البديهة.
قال عمرو: فأين كان دهاؤك يوم رُفِعت المصاحف؟
قال: بها غلبتني يا أبا عبداللّه، أفلا أسألك عن شيء تُصدّقني فيه؟
قال: واللّه إنّ الكذب لقبيح، فسَل عمّا بدا لك أصدّقك.
فقال: هَل غششتني منذ نصحتني؟
قال: لا.
قال: بلى واللّه، لقد غششتني، أما إنّي لا أقول في كلّ المواطن، ولكن في موطن واحد. قال: في أيّ موطن هذا؟
قال: يوم دعاني عليّ بن أبي طالب للمبارزة فاستشرتك، فقلتُ: ما ترى يا أبا عبداللّه؟ فقلتَ: كُفؤ كريم، فأشرت عَلَيّ بمبارزته وأنت تعلم مَن هو، فعلمت أنّك غششتني.
قال: يا أمير المؤمنين، دعاك رجل إلى مبارزته عظيم الشرف، جليل الخطر، فكنت من مبارزته على إحدى الحُسنَيين: إمّا أن تقتله فتكون قد قتلتَ قتّال
ص: 569
الأقران، وتزداد به شرفاً إلى شرفك وتخلو بملكك، وإمّا أن تُعجّل إلى مرافقة الشُّهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً!
قال معاوية: هذه شرّ من الأوّل، واللّه إنّي لأعلم أنّي لو قتلته دخلتُ النّار، و لو قتلني دخلتُ النّار.
قال له عمرو: فما حملك على قتاله؟!
قال: المُلكُ عَقِيم، ولن يسمعها منّي أحد بعدك.
(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحديث 10)
(1573) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني محمّد بن إسحاق الأشعري النحوي قال:
حدّثني الوليد بن محمّد بن إسحاق الحضرمي، عن أبيه قال: استأذن عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان، فلمّا دخل عليه استضحك(2) معاوية، فقال له عمرو: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ أدام اللّه سرورك.
قال: ذكرت ابن أبي طالب وقد غشيك بسيفه فاتّقيته وولّيت.
فقال: أتشمت بي يا معاوية؟ وأعجب من هذا يوم دعاك إلى البِراز فالتمع لونك، وأطّت(3) أضلاعك، وانتفخ منخرك، واللّه لو بارزته لأوجع قذالك، وأيتم عيالك، وبزّك(4) سلطانك. وأنشأ عمرو يقول:
معاوي لا تشمت بفارس بُهمة(5)
لقی فارساً لا تعتليه الفوارس
ص: 570
معاوي لو أبصرت في الحرب مقبلاً
أبا حسن يهوي دهتك الوساوس
وأيقنت أنّ الموت حقّ وأنّه
لنفسك إن لم تُمعن الركض خالس
دعاك فصُمّت دونه الأُذن أذرعاً
ونفسك قد ضاقت عليها الأمالس
أتشمت بي إذ نالني حدّ رُمحه
وغضّضني نابٌ من الحرب ناهس
فأيّ امرئ لاقاه لم يُلقَ شِلوه
بمعترك تسفي عليه الروامس
أبى اللّه إلّا أنّه ليث غابة
أبو أشبُلٍ تُهدى إليه الفرائس
فإن كنت في شكّ فأرهج عجاجةً
وإلّا فتلك التُّرّهات البَسابس
فقال معاوية: مَهلاً يا أبا عبد اللّه، ولا كلّ هذا.
قال: أنت استدعيته.
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 30)
ص: 571
(1574) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد:
عن عبد اللّه بن عوف بن الأحمر قال: لمّا أراد أمير المؤمنين (علیه السلام) المسير إلى النهروان أتاه منجّم(2)، فقال له: يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «ولِمَ ذاك»؟
قال: لأنّك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذىً وضرّ
ص: 572
شديد، وإن سرت في الساعة الّتي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلّ ما طلبت!
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «تدري ما في بطن هذه الدابّة، أذكر أم أنثى»؟
قال: إن حسبت علمت!
قال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «مَن صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن(1): (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(2)، ما كان محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يدّعي ما ادّعيت، أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة الّتي من سار فيها صُرف عنه السوء، والساعة الّتى من سار فيها حاق به الضُرّ؟ من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة باللّه عزّ وجلّ في ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه، فينبغي له أن يوليك الحمد دون ربّه عزّ وجلّ، فمن آمن لك بهذا فقد اتّخذك من دون اللّه نداً وضدّاً».
ثمّ قال (علیه السلام): «اللّهم لا طير إلّا طيرك، ولا ضير إلّاضيرك، ولا خير إلّا خيرك ولا إله غيرك».
ثمّ التفت إلى المنجّم، فقال: «بل نكذّبك ونخالفك، ونسير في الساعة الّتي نهيتَ عنها».
(أمالي الصدوق: المجلس 64، الحديث 16)
ص: 573
(1575) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثني إسماعيل بن عليّ بن عبدالرحمان البربري الخُزاعي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عيسى بن حُميد الطائي قال: حدّثنا أبي حميد بن قيس قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي يقول:
سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیه السلام) يقول: إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) لمّا رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء(2)، فقال للنّاس: «إنّها الزّوراء، فسيروا وجنّبوا عنها، فإنّ الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة»(3).
ص: 574
فلمّا أتى موضعاً من أرضها قال: «ما هذه الأرض»؟
قيل: أرض بحرا.
فقال: «أرض سباخ(1) جنّبوا و يمّنوا».
فلمّا أتى يمنة السواد فإذا هو براهب في صومعة له فقال له: «يا راهب، أنزلُ ها هنا»؟
فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك.
قال: «ولِمَ»؟
قال: لأنّه لا ينزلها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ بجيشه، يقاتل في سبيل اللّه عزّ وجلّ، هكذا نجد في كتبنا.
فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «فأنا وصيّ سيّد الأنبياء، وسيّد الأوصياء».
فقال له الراهب: فأنت إذن أصلع قُريش ووصيّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟
قال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «أنا ذلك».
فنزل الراهب إليه، فقال: خُذ عَلَيّ شرائع الإسلام، إنّي وجدت في الإنجيل نعتك، وأنّك تنزل أرض براثا(2) بيت مريم، وأرض عيسى (علیه السلام).
ص: 575
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «قف ولا تُخبرنا بشيء».
ثمّ أتى موضعاً فقال: «الكزوا(1) هذه». فلكزه برجله (علیه السلام) فانبجست عين خرّارة(2)، فقال: «هذه عين مريم الّتي انبعقت(3) لها».
ثمّ قال: «اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعاً».
فكُشف فإذا بصخرةٍ بيضاء، فقال عليّ (علیه السلام): «على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلّت هاهنا».
فنصب أمير المؤمنين (علیه السلام) الصخرة وصلّى إليها، وأقام هناك أربعة أيّام يتمّ الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة، ثمّ قال: «أرض براثا، هذا بيت مريم (علیها السلام)، هذا الموضع المقدّس صلّى فيه الأنبياء».
قال أبو جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام): «ولقد وجدنا أنّه صلّى فيه إبراهيم (علیه السلام) قبل عيسى (علیه السلام)».
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 42)
(1576) 2-(4) أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي قال:
سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول: «لمّا خرج أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى النهروان وظعنوا في أوّل أرض بابل حين دخل وقت العصر، فلم يقطعوها حتّى غابت الشمس، فنزل النّاس يميناً وشمالاً يصلّون، إلّا الأشتر وحده، فإنّه قال: لا أصلّي حتّى أرى أمير المؤمنين قد نزل يصلّي».
ص: 576
قال: «فلمّا نزل قال: يا مالك، هذه أرض سبخة و لا تحلّ الصلاة فيها، فمن كان صلّى فليعد الصلاة».
ثمّ قال: «استقبل القبلة، فتكلّم بثلاث كلمات، ما هنّ بالعربيّة ولا بالفارسيّة، فإذا هو بالشمس بيضاء نقيّة، حتّى إذا صلّى بنا سمعنا لها حين انقضت خريراً كخرير المنشار».
(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 22)
أقول: لحديث ردّ الشمس طرق وأسانيد يأتي بعضها في الباب 1 من أبواب معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام).
ص: 577
(1577) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا زید بن الحسين الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن نجيح قال: حدّثنا جندل بن والق التغلبي قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن أبي زيد الأنصاري، عن سعيد بن بشير، عن قتادة عن سعيد بن المسيّب قال:
سمعت رجلاً يسأل ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال له ابن عبّاس: إنّ عليّ بن أبي طالب [(علیه السلام)](1) صلّى القبلتين، وبايع البيعتين، ولم يعبد صنماً ولا وثناً، ولم يضرب على رأسه بزلم ولا قدح(2)، ولد على الفطرة، ولم يشرك باللّه طرفة عين.
فقال الرجل: إنّي لم أسألك عن هذا، وإنّما سألتك(3) عن حمله سيفه على عاتقه يختال به حتّى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفاً، ثمّ سار إلى الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتّى قتلهم، ثمّ أتى النهروان وهم مسلمون فقتلهم عن آخرهم!
فقال له ابن عبّاس: أعليّ أعلم عندك(4) أم أنا؟
فقال: لو كان عليّ أعلم عندي منك لما سألتك!
ص: 578
قال: فغضب ابن عبّاس حتّى اشتدّ غضبه ثمّ قال: ثكلتك أُمّك، عليّ [(علیه السلام)](1) علّمني، كان علمه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) علّمه اللّه من فوق عرشه، فعلم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من اللّه، و علم عليّ [(علیه السلام)](2) من النبيّ [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)]، وعلمي من علم عليّ، وعلم أصحاب محمّد كلّهم في علم عليّ (علیه السلام) كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر.
(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 15)
ص: 579
(1578) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحمّاني قال:
كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى أمراء الأجناد:
«من عبد اللّه أمير المؤمنين إلى أصحاب المسالح(2):
أمّا بعد، فإنّ حقّاً على المولى ألّا يغيّره عن رعيّته(3) فضل ناله، ولا مرتبة اختصّ بها، وأن يزيده ما قسم اللّه له دنوّاً من عباده وعطفاً عليهم، ألا وإنّ لكم عندي ألّا احتجبنّ دونكم سرّاً إلّا في حرب، ولا أطوي دونكم أمراً إلّا في حكم، ولا أؤخّر لكم حقّاً عن محلّه، وأن تكونوا في الحقّ عندي سواء، فإذا فعلت ذلك وجبت لي عليكم البيعة، ولزمتكم الطاعة، وألّا تنكصوا عن دعوة، ولا تفرّطوا في صلاح، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحقّ، فإن أنتم لم تسمعوا لي على ذلك لم يكن أحد أهون عَلَيّ ممّا خالفني فيه، ثمّ أحلّ بكم فيه عقوبته، ولا تجدوا عندي فيها رُخصة، فخذوا هذا من أمرائكم، وأعطوا من أنفسكم هذا يصلح أمركم، والسلام».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 34)
ص: 580
(1579) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن زكريّا، عن عبداللّه بن الضحاك:
عن هشام بن محمّد قال: لمّا ورد الخبر على أمير المؤمنين (علیه السلام) بمقتل محمّد بن أبي بكر (رضی اللّه عنه)، كتب إلى مالك بن الحارث الأشتر (رحمه اللّه) - وكان مقيماً بنصيبين(2)-: «أمّا بعد، فإنّك ممّن أستظهر به على إقامة الدين، و أقمع به نخوة الأثيم، وأسدّ به الثغر المخوف، وقد كنت ولّيت محمّد بن أبي بكر (رحمه اللّه) مصر، فخرج عليه خوارج، وكان
ص: 581
حدثاً لا علم له بالحروب، فاستشهد (رحمه اللّه)، فاقدم عَلَيّ لننظر في أمر مصر، و استخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة من أصحابك»(1).
فاستخلف مالك (رضی اللّه عنه) على عمله شبيب بن عامر الأزدي(2)، وأقبل حتّى ورد على أمير المؤمنين (علیه السلام) فحدّثه حديث مصر وأخبره عن أهلها، وقال له: «ليس لهذا الوجه غيرك، فاخرج [إليها](3) فإنّي إن لم أوصك اكتفيت برأيك، واستعن باللّه على ما أهمّك، واخلط الشدّة باللين، وارفق ما كان الرفق أبلغ، و اعتزم(4) على الشدّة متى لم تغن عنك إلّا الشدّة».
قال: فخرج مالك الأشتر (رضی اللّه عنه) فأتى رحله وتهيّأ للخروج إلى مصر، وقدّم أمير المؤمنين (علیه السلام) أمامه كتاباً إلى أهل مصر:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الّذي لا إله إلّا هو وأسأله الصلاة على نبيّه محمّد وآله، وإنّي قد بعثت إليكم عبداً من عباد اللّه،
ص: 582
لا ينام أيّام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر(1)، من أشدّ عباد اللّه(2) بأساً، وأكرمهم حسباً، أضرّ على الفجّار من حريق النّار، وأبعد النّاس من دنس أو عار، وهو مالك بن الحارث الأشتر، لا نابي الضرس، ولاكليل الحدّ، حليم في الحذر(3)، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، فاسمعوا له وأطيعوا أمره، فإن أمَرَكم بالنفير(4) فانفروا، وإن أَمَرَكم أن تقيموا(5) فأقيموا، فإنّه لا يقدم ولا يحجم إلّا بأمري، فقد آثرتكم به على نفسي نصيحةً لكم، وشدّة شكيمة على عدوّكم، عصمكم اللّه بالهدى، وثبّتكم بالتّقوى(6)، ووفّقنا وإيّاكم لما يحبّ ويرضى، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».
ولمّا تهيّأ مالك الأشتر للرّحيل إلى مصر كتب عيون معاوية بالعراق إليه يرفعون خبره، فعظم ذلك على معاوية - وقد كان طمع في مصر - فعلم أنّ الأشتر إن قدمها فاتته، وكان أشدّ عليه من ابن أبي بكر، فبعث إلى دهقان من أهل الخراج بالقلزم(7) أنّ عليّاً قد بعث بالأشتر إلى مصر وإن كفيتنيه سوّغتك خراج ناحيتك ما بقيت، فاحتل فى قتله بما قدرت عليه.
ثمّ جمع معاوية أهل الشام وقال لهم: إنّ عليّاً قد بعث بالأشتر إلى مصر، فهلمّوا ندعو اللّه عليه يكفينا أمره، ثمّ دعا ودعوا معه.
ص: 583
وخرج الأشتر حتّى أتى القلزم، فاستقبله ذلك الدهقان فسلّم عليه وقال [له]: أنا رجل من أهل الخراج، ولك ولأصحابك عَلَيّ حقّ في ارتفاع أرضي، فانزل عَلَيّ أقم بأمرك، وأمر أصحابك، وعلف دوابّك، واحتسب بذلك لي من الخراج.
فنزل عليه الأشتر، فأقام له ولأصحابه بما احتاجوا إليه، وحمل إليه طعاماً دسٌ في جملته عسلاً جعل فيه سماً، فلمّا شربه الأشتر قتله ومات من ذلك، وبلغ معاوية خبره، فجمع أهل الشام وقال لهم: أبشروا، فإنّ اللّه تعالى قد أجاب دعاءكم، وكفاكم الأشتر وأماته. فسرّوا بذلك واستبشروا به(1).
ولمّا بلغ أمير المؤمنين (علیه السلام) وفاة الأشتر جعل يتلهّف ويتأسّف عليه ويقول: «للّه درّ مالك، لو كان من جبل لكان أعظم أركانه، ولو كان من حجر [ل-] كان صلداً، أما واللّه ليهدّنّ موتك عالماً، فعلى مثلك فلتَبك البواكي». ثمّ قال: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، والحمد للّه ربّ العالمين، إنّي أحتسبه عندك، فإنّ موته من مصائب الدهر، فرحم اللّه مالكاً، فقد وفى بعهده، وقضى نحبه، ولقي ربّه، مع أنّا قد وطنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فإنّها أعظم المصيبة».
(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 4)
ص: 584
(1580) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني أبو عبداللّه محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبدالكريم قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن زيد بن المعدّل، عن يحيى بن صالح الطيالسي، عن إسماعيل بن زياد:
عن ربيعة بن ناجذ قال: لمّا وجّه معاوية بن أبي سفيان، سفيان بن عوف الغامدي إلى الأنبار(2) للغارة، بعثه في ستّة آلاف فارس، فأغار على هيت(3) والأنبار، وقتل المسلمين وسبى الحريم وعرض النّاس على البراءة من أمير المؤمنين (علیه السلام)، استنفر أمير المؤمنين (علیه السلام) النّاس، وقد كانوا تقاعدوا عنه واجتمعوا على خذلانه، وأمر مناديه في النّاس فاجتمعوا، فقام خطيباً، فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال:
«أمّا بعد، أيّها النّاس، فواللّه لأهل مصركم في الأمصار أكثر في العرب من الأنصار، وما كانوا يوم عاهدوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يمنعوه ومَن معه من المهاجرين حتّى يبلغ رسالات اللّه، إلّا قبيلتين صغير مولدهما، ما هما بأقدم العرب ميلاداً، ولا بأكثره عدداً، فلمّا آووا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأصحابه ونصروا اللّه ودينه رمتهم
ص: 585
العرب عن قوس واحدة، وتحالفت عليهم اليهود، وغزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة، فتجرّدوا للدّين وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل وما بينهم وبين اليهود من العهود، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكّة واليمامة وأهل الحزن و أهل السهل قناة الدين وتصبروا(1) تحت حماس الجلاد، حتّى دانت لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) العرب، فرأى فيهم قرّة العين قبل أن يقبضه اللّه إليه، فأنتم في النّاس أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب».
فقام إليه رجل آدِم طُوال فقال: ما أنت كمحمّد، ولا نحن كأولئك الّذين ذكرت فلا تكلّفنا ما لا طاقة لنا به.
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أحسن مسمعاً تحسن إجابة، ثكلتكم الثواكل، ما تزيدونني إلّا غمّاً، هل أخبرتكم أنّي مثل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنّكم مثل أنصاره، وإنّما ضربت لكم مثلاً، وأنا أرجو أن تأسوا بهم».
ثمّ قام رجل آخر فقال: ما أحوج أمير المؤمنين ومن معه إلى أصحاب النهروان!
ثمّ تكلّم النّاس من كلّ ناحية ولغطوا، فقام رجل فقال بأعلى صوته: استبان فقد الأشتر على أهل العراق، ولو كان حيّاً لقلّ اللغط، ولعلم كلّ امرئ ما يقول.
فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «هبلتكم الهوابل، لأنا أوجب عليكم حقّاً من الأشتر، وهل للأشتر عليكم من الحقّ إلّا حقّ المسلم على المسلم»؟ فغضب فنزل.
فقام حجر بن عديّ وسعيد(2) بن قيس فقالا: لا يسوؤك اللّه يا أمير المؤمنين، مُرنا بأمرك نتبعه، فواللّه العظيم ما يعظم جزعنا على أموالنا أن نفرّق، ولا على عشائرنا أن تُقتل في طاعتك.
فقال لهم: «تجهّزوا للسير إلى عدوّنا».
ثمّ دخل منزله (علیه السلام) ودخل عليه وجوه أصحابه، فقال لهم: «أشيروا عَلَيّ برجل صليب ناصح يحشر النّاس من السواد».
ص: 586
فقال سعيد بن قيس: عليك يا أمير المؤمنين بالنصاح الأريب الشجاع الصليب معقل بن قيس التميمي.
قال: «نعم».
ثمّ دعاه فوجّهه وسار، ولم يعد حتّى اُصيب أمير المؤمنين (علیه السلام).
(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 45)
(1581) 2-(1) أخبرني جماعة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثنا محمّد بن سهل قال: أخبرنا هشام قال: حدّثني أبو مخنف قال: حدّثني الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق:
عن جندب بن عبداللّه الأزدي قال: قام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في النّاس ليستنفرهم إلى أهل الشام، وذلك بعد انقضاء المدّة الّتي كانت بينه وبينهم، وقد شنّ معاوية على بلاد المسلمين الغارات، فاستنفرهم بالرغبة في الجهاد والرهبة، فلم ينفروا، فأضجره ذلك فقال:
«أيّها النّاس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، ما عزّت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم، كلامكم يوهن الصمّ الصلاب، وتثاقلكم عن طاعتي يطمع فيكم عدوّكم، إذا أمرتكم قلتم: كيت وكيت، وليت وعسى، أعاليل أباطيل، وتسألوني التأخير دفاع ذي الدين المطول، هيهات هيهات، لا يدفع الضيم(2) الذليل، ولا يُدرك الحقّ إلّا بالجدّ والصبر.
ص: 587
أيّ دار بعد داركم تمتّعون، ومع أيّ إمام بعدي تقاتلون؟! المغرور - واللّه - مَن غررتموه، ومَن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، أصبحت لا أطمع في نصرتكم، ولا أصدّق قولكم، فرّق اللّه بيني وبينكم، وأعقبني بكم مَن هو خير لي منكم.
أما إنّكم ستلقون بعدي ذُلّاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً، وأثرة يتّخذها الظالمون فيكم سنّة، تُفرّق جماعتكم، وتبكي عيونكم، وتمنّون عمّا قليل أنّكم رأيتموني فنصرتموني، وستعرفون ما أقول لكم عمّا قليل، ولا يبعد اللّه إلّا مَن ظلم».
قال: فكان جندب لا يذكر هذا الحديث إلّا بكى، وقال: صدق واللّه أمير المؤمنين (علیه السلام)، قد شملنا الذلّ، ورأينا الأثرة، ولا يبعد اللّه إلّا من ظلم.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 4)
(1582) 3-(1) قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «الموت طالب ومطلوب، لا يعجزه المقيم، ولا يفوته الهارب، فقدّموا ولا تتكلّموا، فإنّه ليس عن الموت محيص، إنّكم إن لم تُقتلوا تموتوا، والّذي نفس عليّ بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من الموت على فراش».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 30)
ص: 588
(1583) 4-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عبداللّه بن عثمان قال: حدّثني عليّ بن أبي سيف، عن أبي حباب(2):
ص: 589
عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أنّ طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) مشوا إليه عند تفرّق النّاس عنه وفرار كثير منهم(1) إلى معاوية طلباً لما فى يديه من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، أعط هذه الأموال، وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف(2) خلافه عليك من النّاس وفراره إلى معاوية.
فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتأمرونّي أن أطلب النصر بالجور؟! لا واللّه لا أفعل(3)، ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم، [واللّه] لو كان ما لهم(4) لي لواسيت بينهم، فكيف وإنّما هى(5) أموالهم»؟!
قال: ثمّ أرمّ(6) أمير المؤمنين (علیه السلام) طويلاً ساكتاً، ثمّ قال: «مَن كان له مال فإيَّاه والفساد، فإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو وإن كان ذكراً لصاحبه في الدنيا فهو يضيّعه عند اللّه عزّ وجلّ، ولم يضع رجل ماله في غير حقّه و عند غير أهله إلّا حرمه اللّه شكرهم وكان لغيره ودّهم، فإن بقي معه من يودّه و يظهر له الشكر فإنّما هو ملق وكذب، يريد التقرّب به إليه لينال منه مثل الّذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلّت بصاحبه النَّعل واحتاج إلى معونته أو مكافأته فشرّ خليل وألأم خدين(7).
ص: 590
ومَن صنع المعروف فيما آتاه [اللّه] فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة، و ليفكّ به العاني(1)، وليعن به الغارم وابن السبيل والفقراء والمجاهدين في سبيل اللّه، وليصبر نفسه على النوائب والخطوب(2)، فإنّ الفوز بهذه الخصال أشرف(3) مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة».
(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 33)
(1584) 5-(4) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال: حدّثنا الحسن بن [عليّ بن] عبد الكريم الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن زيد بن المعدّل، عن يحيى بن صالح، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن جندب بن عبد اللّه الأزدي قال:
سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول لأصحابه - وقد استنفرهم
ص: 591
أيّاماً إلى الجهاد فلم ينفروا -: «أيّها النّاس، إنّي قد استنفرتكم فلم تنفروا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، فأنتم شهود كأغياب(1)، وصمّ ذوو أسماع، أتلو عليكم الحكمة، وأعظكم بالموعظة الحسنة، وأحثّكم على جهاد عدوّكم الباغين، فما آتي على آخر منطقي حتّى أراكم متفرّقين، أيادي سبأ(2)، فإذا أنا كففت عنكم عدتم إلى مجالسكم حلقاً عزين(3)، تضربون الأمثال وتتناشدون الأشعار، وتسألون عن الأخبار، قد نسيتم الاستعداد للحرب، وشغلتم قلوبكم بالأباطيل، تربت أيديكم، اغزوا القوم قبل أن يغزوكم، فواللّه ما غزي قوم في عقر ديارهم(4) إلّا ذلّوا.
وأيم اللّه ما أراكم تفعلون حتّى يفعلوا، ولوددت أنّي لقيتهم على نيّتي وبصيرتي فاسترحت من مقاساتكم، فما أنتم إلّا كابل جمّة ضلّت(5) راعيها فكلّما ضمّت من جانب انتشرت من جانب آخر، واللّه لكأنّي بكم(6) لو حمس الوغى(7) وأحمّ البأس قد انفرجتم عن عليّ بن أبي طالب [انفراج الرأس و] انفراج المرأة عن قبلها»(8).
فقام إليه الأشعث بن قيس الكندي فقال له: يا أمير المؤمنين، فهلّا فعلت كما فعل ابن عفّان؟
فقال (علیه السلام) له: «يا عرف النّار! ويلك إنّ فعل ابن عفّان لمخزاة على مَن لادين له
ص: 592
ولا حجّة معه، فكيف وأنا على بيّنة من ربّي [و] الحقّ في يدي، واللّه إنّ امرءاً يمكّن عدوّه من نفسه، يخذع(1) لحمه ويهشم عظمه ويفري(2) جلده ويسفك دمه لضعيف ما ضمّت عليه جوانح(3) صدره، أنت فكُن كذلك إن أحببت، فأمّا أنا فدون أن أعطى ذلك ضرباً بالمشرفيّ(4) يطير منه فراش الهام وتطيح منه الأكفّ والمعاصم، ويفعل اللّه بعد ما يشاء».
فقام أبو أيّوب الأنصاري خالد بن زيد صاحب منزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: أيّها النّاس، إنّ أمير المؤمنين قد أسمع مَن كانت له أذن واعية وقلب حفيظ، إنّ اللّه قد أكرمكم بكرامة لم تقبلوها حقّ قبولها، إنّه ترك بين أظهركم ابن عمّ نبيّكم و سيّد المسلمين من بعده، يفقّهكم في الدين ويدعوكم إلى جهاد المحليّن، فكأنّكم صمّ لا تسمعون، أو على قلوبكم غلف مطبوع عليها فأنتم لا تعقلون، أفلا تستحيون؟!
عباد اللّه، أليس إنّما عهدكم بالجور والعدوان الأمس؟ وقد شمل البلاء وشاع في البلاد، فذو حقّ محروم، وملطوم وجهه، وموطوء(5) بطنه، وملقى بالعراء تسفى عليه الأعاصير(6)، لا يكنّه من الحرّ والقرّ وصهر الشمس والضحّ(7) إلّا الأثواب الهامدة(8)، وبيوت الشعر البالية، حتّى جاءكم(9) اللّه بأمير المؤمنين (علیه السلام)، فصدع بالحقّ ونشر العدل، وعمل بما في الكتاب؟!
ص: 593
يا قوم، فاشكروا نعمة اللّه عليكم ولا تولّوا مدبرين، (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)(1)، اشحذوا السيوف، واستعدّوا الجهاد عدوّكم، فإذا دعيتم فأجيبوا، وإذا أمرتم فاسمعوا وأطيعوا، وما قلتم فليكن، وما أمرتم [فأطيعوا](2)، فكونوا بذلك من الصادقين(3).
(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 6)
(1585) 6-(4) وعن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الورّاق قال: حدّثنا عبداللّه بن الأزرق الشيباني قال: حدّثنا أبو الجحّاف [داوود بن أبي عوف]:
عن معاوية بن ثعلبة قال: لمّا استوسق الأمر لمعاوية بن أبي سفيان، أنفذ بسر بن أرطاة إلى الحجاز في طلب شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(5)(علیه السلام)، وكان على مكّة عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، فطلبه فلم يقدر عليه، فأخبر أنّ له ولدين صبيّين، فبحث عنهما فوجدهما وأخذهما، فأخرجهما من الموضع الّذي كانا فيه، ولهما ذؤابتان كأنّهما درّتان(6)، فأمر بذبحهما [فذبحا](7) وبلغ أمّهما الخبر، فكادت نفسها تخرج، ثمّ أنشأت تقول:
ص: 594
ها مَن أحسّ بنييّ(1) الّذَين هما
ها من أحسّ بنيّ الّذَين هما
[ها من أحسّ بني الّذين هما
نبّئت بسراً وما صدّقت ما زعموا
أضحت(2) على ودجى طفليّ مرهفة
من دلّ والهة عبرى مفجّعة
كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف
سمعي وعيني فقلبي اليوم مختطف(3)
مخّ العظام فمخّي اليوم مزدهف](4)
من قولهم ومن الإفك الّذي اقترفوا
مشحوذة وكذاك الظلم و السرف
على صبيّين فاتا إذ مضى السّلف
قال: ثمّ اجتمع عبيد اللّه بن العبّاس من بعد وبسر(5) بن أرطاة عند معاوية، فقال معاوية لعبيد اللّه: أتعرف هذا الشيخ قاتل الصبيّين؟
فقال بسر: نعم، أنا قاتلهما فَمَه؟
ص: 595
فقال عبيد اللّه: لو أنّ لي سيفاً!
قال بسر: فهاك سيفي - وأومأ بيده إلى سيفه(1)-.
فزبره معاوية وانتهره وقال: أفّ(2) لك من شيخ، ما أحمقك! تعمد إلى رجل قد قتلت ابنيه، وتعطيه(3) سيفك؟ كأنّك لا تعرف أكباد بني هاشم! واللّه لو دفعته إليه لبدأ بك وثنّى بي.
فقال عبیداللّه: بل واللّه كنت أبدأ بك، ثمّ أثنّي به(4).
(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 20)
ص: 596
(1586) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن سعيد قال: حدّثني الزبير بن بكّار قال: حدّثنا عليّ بن محمّد قال:
كان عمرو بن العاص يقول: إنّ في عليّ دُعابة(2). فبلغ ذلك أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «زعم ابن النابغة(3) أنّي تِلعابة(4)، مزّاحة ذو دعابة، أعافس وأمارس(5)، هيهات يمنع من العفاس والمراس ذكر الموت وخوف البعث والحساب، ومَن كان له قلب، ففي هذا له واعظ و زاجر، أما وشرّ القول الكذب، إنّه ليحدّث فيكذب،
ص: 597
ويَعِد فيخلف، فإذا كان يوم البأس فأيّب زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف هام الرجال، فإذا كان ذلك فأعظم مكيدته في نفسه أن يمنح القوم استه»(1).
(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 21)
ص: 598
(1587) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الجوهري قال: حدّثنا عليّ بن سليمان قال: أخبرنا الزبير بن بكّار قال: أخبرني عليّ بن صالح قال: حدّثني عبداللّه بن مصعب، عن أبيه قال:
حضر عبداللّه بن العبّاس مجلس معاوية بن أبي سفيان، فأقبل عليه معاوية فقال: يا ابن عبّاس، إنّكم تريدون أن تحرزوا الإمامة كما اختصصتم بالنبوّة؟! واللّه لا يجتمعان أبداً! إنّ حجّتكم في الخلافة مشتبهة على النّاس، إنّكم تقولون: نحن أهل بيت النبيّ، فما بال خلافة النبوّة في غيرنا؟ وهذه شُبهة لأنّها تشبه الحقّ و بها مسحة من العدل، وليس الأمر كما تظنّون، إنّ الخلافة تتقلّب(2) في أحياء قريش برضا العامّة وشورى الخاصّة، ولسنا نجد النّاس يقولون: ليت بني هاشم ولّونا، و لو ولّونا كان خيراً لنا في دنيانا وأخرانا، ولو كنتم زهدتم فيها أمس كما تقولون ما قاتلتم عليها اليوم، وواللّه لو ملكتموها يا بني هاشم، لما كانت ريح عاد ولا صاعقة ثمود بأهلك للنّاس منكم!
فقال ابن عبّاس (رحمه اللّه): أمّا قولك - يا معاوية -: «إنّا نحتجّ بالنبوّة في استحقاق الخلافة»، فهو واللّه كذلك، فإن لم يُستحَقّ الخلافة بالنبوّة، فبِمَ يُستَحَقّ(3)؟!
وأمّا قولك: «إنّ الخلافة والنبوّة لا يجتمعان لأحد»، فأين قول اللّه عزّ وجلّ: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَ
ص: 599
آتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)(1)، فالكتاب هو النبوّة، والحكمة هي السنّة، والملك هو الخلافة، فنحن آل إبراهيم، والحكم بذلك جارٍ فينا إلى يوم القيامة.
وأمّا دعواك على حجّتنا أنّها مشتبهة، فليس كذلك، وحجّتنا أضوء من الشمس وأنور من القمر، كتاب اللّه معنا وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فينا، وإنّك لتعلم ذلك، ولكن ثنى عِطفك وصعّرك(2)، قتلنا أخاك وجدّك وخالك وعمّك، فلاتبك على أعظم حائلة، وأرواح فى النّار هالكة، ولا تغضبوا لدماء أراقها الشرك، وأحلّها الكفر، ووضعها الدّين.
وأمّا ترك تقديم النّاس لنا فيما خلا، وعدولهم عن الإجماع(3) علينا، فما حرموا منّا أعظم ممّا حرمنا منهم، وكلّ أمر إذا حصل حاصله ثبت حقّه وزال باطله.
وأمّا افتخارك بالملك الزائل الّذي توصّلت إليه بالمحال الباطل، فقد ملك فرعون من قبلك فأهلكه اللّه، وما تملكون يوماً يا بنى اُميّة، إلّا ونملك بعدكم يومين ولا شهراً إلّا ملكنا شهرين، ولا حولاً إلّا ملكنا حولين.
وأمّا قولك: «إنّا لو ملكنا كان ملكنا أهلك للنّاس من ريح عاد وصاعقة ثمود»، فقول اللّه يكذّبك في ذلك، قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(4). فنحن أهل بيته الأدنون، ورحمة اللّه خلقه كرحمته بنبيّه خلقه ظاهر(5)، والعذاب بتملّكك رقاب المسلمين ظاهر للعيان، وسيكون من بعدك تملّك ولدك و ولد أبيك أهلك للخلق من الرّيح العقيم، ثمّ ينتقم اللّه بأوليائه ويكون العاقبة للمتّقين.
(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 4)
(1588) 2- حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن محمّد التمّار، بجامع المنصور في المحرّم سنة
ص: 600
سبع وأربعين وثلاث مئة، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن القاسم الأنباري قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا ابن الأعرابي، عن حبيب بن بشّار، عن أبيه قال: حدّثني عليّ بن عاصم:
عن الشعبي قال: لمّا قدم وفد شدّاد بن أوس(1) على معاوية بن أبي سفيان أكرمه وأحسن قبوله ولم يعتبه على شيء كان منه ووعده ومنّاه، ثمّ إنّه أحضره في يوم حفل(2) فقال له: يا شدّاد، قُم في النّاس واذكر عليّاً و عبه لأعرف بذلك نيّتك في مودّتي.
فقال له شدّاد: أعفني من ذلك، فإنّ عليّاً قد لحق بربّه وجوزي بعمله، وكفيت ما كان يهمّك منه، وانقادت لك الأمور على إيثارك، فلا تلتمس من النّاس ما لا يليق بحلمك.
فقال له معاوية: لتقومنّ بما أمرتك به وإلّا فالريب فيك واقع. فقام شدّاد فقال: الحمد للّه الّذي فرض طاعته على عباده، وجعل رضاه عند أهل التقوى آثر من رضا خلقه، على ذلك مضى أوّلهم، وعليه يمضي آخرهم.
أيّها النّاس، إنّ الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر، وإنّ الدنيا أجل حاضر يأكل منها البرّ والفاجر، وإنّ السامع المطيع للّه لا حجّة عليه، وإنّ السامع العاصى لا حجّة له، وإنّ اللّه إذا أراد بالعباد خيراً عمّل عليهم صلحاءَهُم، وقضّى بينهم فقهاءَهُم، وجعل المال في أسخيائهم، وإذا أراد بهم شرّاً عمّل عليهم
ص: 601
سفهاءَهُم، وقضّى بينهم جهلاءَهُم، وجعل المال عند بُخلائهم، وإنّ من صلاح الولاة أن يصلح قرناؤها، ونصحك يا معاوية مَن أسخطك بالحقّ، وغشّك مَن أرضاك بالباطل، وقد نصحتك بما قدّمت وما كنت أغشّك بخلافه.
فقال له معاوية: اجلس يا شدّاد.
فجلس، فقال له: إنّي قد أمرت لك بمال يغنيك ألستُ من السمحاء الّذين جعل اللّه المال عندهم لصلاح خلقه؟!
فقال له شدّاد: إن كان ما عندك من المال هو لك دون ما للمسلمين فعمدت لجمعه مخافة تفرّقه فأصبته حلالاً وأنفقته حلالاً، فنعم، وإن كان ممّا شاركك فيه المسلمون فاحتجبته دونهم فأصبته اقترافاً وأنفقته إسرافاً، فإنّ اللّه جلّ اسمه يقول: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)(1).
فقال معاوية: أظنّك قد خولطت يا شدّاد، أعطوه ما أطلقناه له ليخرج إلى أهله قبل أن يغلبه مرضه.
فنهض شدّاد وهو يقول: المغلوب على عقله بهواه سواي. وارتحل ولم يأخذ من معاوية شيئاً.
(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 7)
(1589) 3-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثني أبي، عن ربعي بن عبداللّه بن الجارود، عن أبيه قال:
قال معاوية لخالد بن معمر: على مَ أحببتَ عليّاً؟
قال: على ثلاث خصال: على حلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال، وعلى عدله إذا ولي.
(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 3)
ص: 602
باب 1- الاضطرار إلى الحجّة...7
باب 2- في اتّصال الوصيّة وذكر الأوصياء من لدن آدم (علیه السلام) إلى آخر الدهر...15
باب 3- وجوب معرفة الإمام (علیه السلام)...20
باب 4- نوادر الاحتجاج في الإمامة...22
أبواب علامات الإمام وصفاته (علیه السلام)
باب 1- صفات الإمام (علیه السلام) وشرائط الإمامة...25
باب 2- عصمة الإمام (علیه السلام)...33
باب 3- معنى آل محمّد وأهل بيته وعترته ورهطه (علیه السلام)...38
باب 4- في أنّ كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)وسببه...52
باب 5- وجوب طاعة الأئّمة (علیهم السلام)...54
باب 6- نفي الغلوّ في النبيّ والأئّمة (علیهم السلام)...56
أبواب النصوص على الأئّمة (علیهم السلام)
باب 1- الأئّمة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر؛ عدّة نقباء بني إسرائيل...59
باب 2- الأئّمة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر؛ كلّهم من قريش...63
باب 3- الأئّمة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر؛ أوّلهم عليّ (علیه السلام) وآخرهم القائم (علیه السلام)...67
ص: 603
باب 4- الأئّمة (علیهم السلام) من صلب عليّ (علیه السلام)...69
باب 5- الأئّمة (علیهم السلام) من ولد الحسين (علیه السلام)...70
باب 6- نصوص اللّه تعالى عليهم من خبر اللوح والخواتيم...72
باب 7- نصوص الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الأئّمة (علیهم السلام)...78
باب 8- ما ورد عن الإمام الهادي (علیه السلام) من النصّ على الأئّمة (علیهم السلام)...86
أبواب علوم أهل البيت (علیهم السلام)
باب 1- جهات علومهم (علیهم السلام) من النكت والنقر والسماع...88
باب 2- أنهم (علیهم السلام) محدَّثون...90
باب 3- أنهم (علیهم السلام) ورثوا علم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...93
باب 4- أنّه يزداد علمهم (علیهم السلام)...97
باب 5- أنهم (علیهم السلام) يعرفون النّاس بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق...99
باب 6- أنّه لا يحجب عنهم (علیهم السلام) شيء...100
باب 7- أنهم (علیهم السلام) مستقى العلم وشجرتها وخزّان علم اللّه...105
باب 8- أنّ جميع علوم الملائكة والأنبياء عندهم (علیهم السلام)...107
باب 9- أن حديثهم (علیهم السلام) الصعب مستصعب...108
أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام)
باب 1- جوامع مناقبهم وفضائلهم (علیهم السلام)...109
باب 2- مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام)...117
باب 3- لزوم تفضيلهم (علیهم السلام) على جميع الاُمّة؛ وأنّ مثلهم في هذه الاُمّة مثل باب حطّة في بني إسرائيل، ومثل سفينة نوح (علیه السلام)...149
باب 4- حديث الثقلين...156
باب 5- أهل البيت (علیهم السلام) أمان للأمّة؛ ومثلهم كمثل النجوم...164
ص: 604
باب 6- أنهم (علیهم السلام) حرمات اللّه تعالى...168
باب 7- أن النّاس لا يهتدون إلا بهم (علیهم السلام)؛ وأنهم الوسائل بين الخلق وبين اللّه...169
باب 8- أنهم (علیهم السلام) شفعاء الخلق...171
باب 9- ما نزل لهم صلوات اللّه عليهم من السماء...174
باب 10- أن أسماءهم (علیهم السلام) مكتوبة على العرش وعلى باب الجنّة...181
باب 11- ما كتب على جناح الهدهد من فضلهم (علیهم السلام)...188
باب 12- أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم (علیهم السلام)...189
باب 13- أنهم (علیهم السلام) أركان الأرض؛ وجرى لهم (علیهم السلام) من الفضل و الطاعة مثل ما جرى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنهم (علیهم السلام) في العلم و الشجاعة والفضل سواء...190
باب 14- النظر إليهم (علیهم السلام) عبادة...195
أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)
باب 1- أنّ من اصطفاه اللّه تعالى من عباده هم أهل البيت (علیهم السلام)...196
باب 2- في نزول آية المباهلة...198
باب 3- أنهم (علیهم السلام) حبل اللّه...200
باب 4- أنهم (علیهم السلام) هم المحسودون...201
باب 5- عرض الأعمال علیهم (علیهم السلام)...203
باب 6- أنهم (علیهم السلام) النجوم والعلامات...205
باب 7- أنهم (علیهم السلام) أهل الذكر...208
باب 8- أنهم (علیهم السلام) المستضعفون...210
باب 9- أنهم (علیهم السلام) مطهّرون من كلّ ذنب وخطأ؛ ونزول آية التطهير في شأنهم (علیهم السلام)...211
باب 10- الحسنة ولايتهم؛ والسيئة عداوتهم (علیهم السلام)...226
ص: 605
باب 11- أنّ آل ياسين، آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...229
باب 12- أنّ ولايتهم (علیهم السلام) الصدق...232
باب 13- أنهم (علیهم السلام) النعيم الّذي يسأل عنه النّاس...233
أبواب ولايتهم وحبّهم وبغضهم (علیهم السلام)
باب 1- وجوب موالاتهم وموالاة أوليائهم؛ وبغض أعدائهم (علیهم السلام)...234
باب 2- ما أمر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من النصيحة لأئّمة المسلمين واللزوم لجماعتهم...243
باب 3- ولايتهم (علیهم السلام) ولاية اللّه...249
باب 4- بني الإسلام على ولايتهم ومحبّتهم (علیهم السلام)، وأنها شرط الإيمان...252
باب 5- ثواب حبّهم ونصرهم وولايتهم (علیهم السلام)؛ وأن مودّتهم أجر الرسالة وعلامة محبّتهم...259
باب 6- أنّ حبّهم علامة طيب الولادة وبغضهم علامة بغض الولادة...286
باب 7- ما ينفع حبّهم من المواطن؛ وأنهم (علیهم السلام) يحضرون عند الموت وغيره...292
باب 8- ما يجب من حفظ حرمة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيهم (علیهم السلام)...298
باب 9- الحثّ على تحبيبهم (علیهم السلام) إلى النّاس...301
باب 10- يسأل يوم القيامة عن محبّتهم وولايتهم (علیهم السلام)...303
باب 11- أنّه لا تقبل الأعمال إلا بولايتهم (علیهم السلام)؛ وأن بغضهم يوجب الدخول في النّار...307
باب 12- ذمّ مبغضهم (علیهم السلام) وأنّه كافر...322
باب 13- عقاب من آذاهم وظلمهم (علیهم السلام)...329
باب 14- الصلاة عليهم (علیهم السلام)...335
باب 15- أنّ دعاء الأنبياء استجيب بالتوسّل والاستشفاع بهم (علیهم السلام)...351
باب 16- بركات ولادتهم (علیهم السلام)...352
ص: 606
أبواب الحوادث والفتن
باب 1- افتراق الاُمّة بعد رسول اللّه اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...355
باب 2- إخبار اللّه تعالى نبيّه وإخبار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أمّته بما جرى على أهل بيته (علیهم السلام) من الظلم والعدوان...368
باب 3- غصب الخلافة وما جرى فيه من الظلم والطغيان...382
باب 4- العلّة التي من أجلها ترك النّاس عليّا (علیه السلام)...392
باب 5 - علّة قعود أمير المؤمنين (علیه السلام) عن قتال مَن ولي الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقتاله مع الناكثين والقاسطين والمارقين...396
باب 6- كلام أبي قحافة حين سمع خلافة ابنه أبي بكر...404
باب 7- تظلّم اُمّ الأئّمة (علیها السلام) عمّن ظلمها؛ وفيه ذكر لفدك...405
باب 8- ما قال الحسنان (علیهما السلام) فيمن تولّى الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...415
باب 9- جهل عمر بحكم اللّه تعالى...418
باب 10- ما ظهر من عمر من الندامة حين موته...421
باب 11- الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم...422
باب 12- بعض ما فعله عثمان؛ وما جرى بين أمير المؤمنين (علیه السلام) وبين عثمان بن عفّان...447
باب 13- ما ورد في ذمّ بني اُميّة...456
باب 14- شكاية أمير المؤمنين (علیه السلام) عمّن تقدّمه من متصدّى أمر الحكومة...460
باب 15- قتل عثمان بن عفّان...470
باب 16- تبرّؤ أمير المؤمنين (علیه السلام) من دم عثمان...480
أبواب ما جرى بعد قتل عثمان
باب 1- بيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) وما جرى بعدها إلى وقعة الجمل...482
ص: 607
باب 2- أمر اللّه ورسوله اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وما ورد في ذمّهم...510
باب 3- حكم من حارب أمير المؤمنين (علیه السلام)...524
باب 4- وقعة الجمل و ورود البصرة...529
باب 5- خروج أمير المؤمنين (علیه السلام) من البصرة ودخوله الكوفة...547
باب 6- بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين (علیه السلام) عن تأميره؛ وكتابه إلى معاوية وعمرو بن العاص...550
باب 7- ما وقع بصفّين من المحاربات وغيرها إلى قصّة التحكيم...556
باب 8- قصّة التحكيم...566
باب 9- ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في التحامل على عليّ (علیه السلام)...569
باب 10- كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) مع منجّم حين أراد المسير إلى النهروان...572
باب 11- ما ظهر من معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام) بعد الرجوع من قتال الخوارج...574
باب 12- احتجاج ابن عبّاس على الّذي أنكر على أمير المؤمنين (علیه السلام) حروبه...578
باب 13- كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى أمراء الأجناد وأصحاب المسالح...580
باب 14- الفتن الحادثة بمصر...581
باب 15- سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعمال أمير المؤمنين (علیه السلام) وشكايته من ذلك...585
باب 16- كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في عمرو بن العاص...597
باب 17- نوادر الاحتجاج على معاوية...599
ص: 608