ترتيب الأمالي المجلد 3

هویة الکتاب

سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر

عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي

تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.

مواصفات المظهر: ج 10

فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)

حالة الفهرسة: فهرسة سابقة

لسان : العربية

ملحوظة: کتابنامه

عنوان آخر: الامالی

موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4

أحاديث الشيعة -- قرن ق 5

معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي

معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي

معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي

معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي

تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998

ص: 1

اشارة

محمودي، محمّد جواد، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.

ترتيب الأمالي: ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة، الصدوق، والمفيد، والطوسي / تأليف محمّد جواد المحمودی - قم: بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388

10ج - (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

ISBN - (دوره): 2- 51- 6289 - 964: ISBN

(ج2) 3- 54 - 6289 - 964 - 978 : ISBN (ج1) 6 - 53- 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج4) 7 - 56 - 6289 - 964 - 978 : ISBN (ج3) 3- 55 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج6) 1- 58 - 6289 - 964 - 978 : ISBN (ج5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج8) 4 - 60 - 6289 - 964 - 978 : ISBN(ج7) 8 - 59 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج10) 1- 97 - 7777 - 964 - 978 : ISBN (ج9) 4 - 96 - 7777 - 964 - 978 : ISBN

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا.عربی- کتابنامه.

1- احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 5 ق. الف. ابن بابويه، محمّد بن علی، 311- 381 ق. الامالي. ب. مفيد. محمّد بن محمّد.، 336 - 413 ق. الامالي. ج. طوسی، محمّد بن حسن، 385 - 460 ق. الامالی. د. بنیاد معارف اسلامی. ه- عنوان. وعنوان: الامالى.

8 الف 2 الف / 129 BP 212/297 1378

کتابخانه ملی ایران 6998 - 78 م

هويّة الكتاب:

اسم الكتاب: ... ترتيب الأمالي / ج 3

تأليف: ... محمّد جواد المحمودي

نشر: ... مؤسسة المعارف الإسلامية

الطبعة: ... الثانية 1430 ه-. ق

المطبعة: ... عترت

العدد: ... 110 نسخة

رقم الايداع الدولي: ... 978-964-6289-55-3

ISBN: ... 978-964-6289-55-3

حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية

قم المقدسة - تلفون: 09127488298 - 7732009 ص ب 768 / 37185

www.maaref islami.com

E-mail :info@maarefislami.com

ص: 2

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

كتاب الإمامة (1)

اشارة

ص: 5

ص: 6

باب 1- الاضطرار إلى الحجّة

(1077)1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين [بن موسى بن بابویه](2) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعد(3)، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد النخعي:

عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث) قال: «اللّهم بلى لا تخلو(4) الأرض من قائم بحجّة، ظاهر مشهور، أو مستتر مغمور(5)، لئلّا تبطل حجج اللّه و بيّناته، فإنّ اولئك الأقلّون عدداً، الأعظمون خطراً، بهم يحفظ اللّه حججه حتّى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، فباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون (6)، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى، اولئك خلفاء اللّه في أرضه، والدعاة إلى دينه، هاه هاه شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر اللّه لي ولكم».

(أمالي المفيد: المجلس 29، الحديث 3)

ص: 7


1- ورواه أيضاً في الباب الثالث - ومن كلامه (علیه السلام) في مدح العلماء... - من الإرشاد: ج 1 ص 227 - 228 فصل 63. وأورده عمّي العلّامة المحمودي دامت بركاته في باب كلمات أمير المؤمنين (علیه السلام) من نهج السعادة: ج 1 ص 505 طبع 1 برقم 152 نقلاً عن الشيخ المفيد في الأمالي، وأشار في هامشه إلى موارد الاختلاف بينه وبين الإرشاد، وذكر للكلام أسانيد ومصادر عديدة، فليراجع. وللحديث - مع اختلاف - مصادر وأسانيد عديدة ذكرتها في كتاب العقل والعلم والجهل: في الباب 7 من أبواب العلم، فلاحظ هناك.
2- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي.
3- كذا في أمالي المفيد، وفي أمالي الطوسي: «عمر بن سعد» والظاهر أنّه عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي الذي يروي عنه نصر في كتاب «وقعة صفّين».
4- كذا في أمالي الطوسي ومثله في سائر المصادر، وفي جميع نسخ أمالي المفيد: «لا تخلي».
5- في أمالي الطوسي: «ظاهراً مشهوراً، أو مستتراً مغموراً».
6- الوعر: ضدّ السهل. والمترف: المتنعّم، أي استسهلوا ما استصعبه المتنعّمون مِن رفض الشهوات وقطع التعلّقات.

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد،مثله، إلّا أنّ فيه: «وأين اولئك؟ واللّه الأقلّون عدداً...». وفيه: «فباشروا أرواح اليقين»، وفيه: «متعلّقة بالمحلّ الأعلى». وفيه: «آه آه».

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 24)

تقدّم تمامه في الباب السابع من كتاب العلم.

(1078) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدّثنا أبو معاوية [محمّد بن خازم الضرير]، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ: عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال: «نحن أئمّة المسلمين، وحجج اللّه على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغُرّ المحجّلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الّذين بنا يُمسِك اللّه السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبنا يُمسِك الأرض أن تميد بأهلها، وبنا ينزل الغيث، وبنا ينشر الرحمة ويُخرج بركات الأرض، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها».

قال (علیه السلام): «ولم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجة اللّه فيها، ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة اللّه فيها، ولولا ذلك لم يُعبد اللّه».

ص: 8


1- ورواه أيضاً فى كمال الدين: 1: 207 الباب 21 الحديث 22، وعنه الحمّويي في آخر الباب 2 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 45 - 46 ح 11. وأخرجه الطبرسي في الاحتجاج: 2: 151 برقم 187 إلى قوله: «لم يعبد اللّه».

قال سليمان: فقلت للصادق (علیه السلام): فكيف ينتفع النّاس بالحجّة الغائب المستور؟ قال: «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السَّحاب».

(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 15)

(1079) 3-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا إسماعيل بن مرار قال: حدّثني يونس بن عبدالرحمان:

عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) جماعة من أصحابه، فيهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيّار(2)،

ص: 9


1- ورواه أيضاً في الباب 152 من علل الشرائع ص 193- 196 برقم 2، وفي الباب 21 من كمال الدين: 1: 207 برقم 21. ورواه الكشي في ترجمة هشام بن الحكم من رجاله: ص 271- 273 برقم 490 وفي ط: 5: 549. ورواه الكليني في الحديث 3 من الباب الأوّل من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 169 - 171 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن يعقوب. ورواه الشريف المرتضى في أماليه: 1: 176 - 177، والطبرسي في الاحتجاج: 2: 283- 285 برقم 242.
2- حمران بن أعين الشيباني: من وجوه أصحاب الباقر والصادق(علیهما السلام)، قال التستري في ترجمة حمران من قاموس الرجال 14:4: عدّه الكشّي في حواري الباقر والصادق (علیهما السلام)، وروى الكشي عن حمدويه، عن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن حجر بن زائدة، عن حمران بن أعين قال: قلت: لأبي جعفر (علیه السلام): إني أعطيت اللّه عهداً ألّا أخرج من المدينة حتّى تخبرني عمّا أسألك. فقال: سل. قال: قلت: أمن شيعتك أنا؟ قال: نعم في الدنيا والآخرة. وعن محمّد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان قال: روي عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، عنه (علیه السلام) كان يقول: «حمران بن أعين مؤمن لا يرتدّ واللّه أبداً». مؤمن الطاق: لقب لأبي جعفر محمّد بن النعمان الكوفي الصيرفي، قال المحدّث القمي (قدّس سرّه) في الكنى والألقاب: ج 2 ص 398 من أصحاب أبي محمّد و أبي جعفر وأبي عبد اللّه (علیهم السلام) وكان يلقب بالأحول، والمخالفون يلقبونه: «شيطان الطاق»، كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة يرجع إليه في النقد فيخرج كما ينقد، فيقال «الشيطان الطاق»، وكان كثير العلم، حسن الخاطر... وللطاقي مع أبي حنيفة حكايات كثيرة، فمن ذلك ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد قال: كان أبو حنيفة يتهم شيطان الطاق بالرجعة، وكان شيطان الطاق يتهم أبا حنيفة بالتناسخ، قال: فخرج أبو حنيفة يوماً إلى السوق، فاستقبله شيطان الطاق ومعه ثوب يريد بيعه، فقال أبو حنيفة: أتبيع هذا الثوب إلى رجوع عليّ؟ ! فقال: إن أعطيتني كفيلاً أن لا تمسخ قرداً بعتك ! فبهت أبو حنيفة. وقال: ولما مات جعفر بن محمّد (علیهما السلام) التقی هو وأبو حنيفة فقال له أبو حنيفة: أمّا إمامك فقد مات. فقال له شيطان الطاق: أمّا إمامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم. هشام بن سالم: قال النجاشي في ترجمته من رجاله: 434 / 1165: هشام بن سالم الجواليقي مولى بشر بن مروان أبو الحكم، كان من سبي الجوزجان، روى عن أبي عبداللّه وأبي الحسن(علیهما السلام) ثقة ثقة، له كتاب يرويه جماعة... وعده الشيخ في رسالته العدديّة من الرؤساء والأعلام المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين لا يطعن عليهم بشيء، ولا طريق إلى ذم واحد منهم. حمزة بن محمّد: كوفي من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (علیهما السلام)، وروى الكشي في ترجمته روايات تدلّ على حسن الطيّار وجلالته، منها ما رواه في ص 349 تحت الرقم 651 عن حمدويه وإبراهيم قالا: حدّثنا محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم قال: قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «ما فعل ابن الطيّار»؟ قال: قلت: مات. قال: «رحمه اللّه، ولقّاه نضرة و سرورا، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت». و في ح 652 بالسند المتقدم عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جعفر الأحول، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) فقال: ما فعل ابن الطيار؟ فقلت: توفّي. فقال: «رحمه اللّه، ادخل اللّه عليه الرحمة ونضّره، فإنّه كان يخاصم عنا».

وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم(1) وهو شاب، فقال أبو عبد (علیه السلام):

ص: 10


1- هو من أكبر أصحاب أبي عبد اللّه (علیه السلام) وكان فقيهاً، وروى حديثاً كثيراً، وصحب أبي عبد اللّه (علیه السلام) وبعده أبا الحسن موسى (علیهم السلام) وكان يكنّى أبا محمّد وأبا الحكم، وكان مولى بنى شيبان، وكان مقيما بالكوفة، وروى الكشي في أوّل ترجمته في رجاله: 255 / 475 عن الفضل بن شاذان: أن أصله كوفي، ومولده ومنشأه بواسط، وقد رأيت داره بواسط، وتجارته ببغداد في الكرخ... مات سنة تسع وسبعين ومئة بالكوفة في أيام الرشيد - انتهى. وبلغ من مرتبته وعلوّه عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) أنّه دخل عليه بمنى وهو غلام أوّل ما اختط عارضاه، وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الأحول وغيرهم، فرفعه على جماعتهم وليس فيهم إلّا من هو أكبر منه سنّاً منه، فلما رأى أبو عبد اللّه (علیه السلام) أن ذلك الفعل قد كبر على أصحابه قال: «هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده». وقال له أبو عبد اللّه (علیه السلام) وقد سأله عن أسماء اللّه عزّ وجلّ واشتقاقها، فأجابه ثمّ قال له: «أفهمت يا هشام، فهماً تدفع به أعداءنا الملحدين مع اللّه عزّ وجلّ»؟ قال هشام: نعم. قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «نفعك اللّه به وثبتك عليه». قال:هشام فواللّه ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا. ورويت له مدائح جليلة عن الإمامين (علیهما السلام) وكان ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذب المذهب بالنظر، وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب، سئل يوماً عن معاوية، هل شهد بدرا؟ قال: نعم من ذلك الجانب. وذكره ابن النديم في الفنّ الثاني من المقالة الخامسة من فهرسه وقال: هو من متكلّمي الشيعة الامامية وبطانتهم وممن دعا له الصادق (علیه السلام) فقال: «أقول لك ما قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لحسان: لاتزال مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك».

«یا هشام».

قال: لبّيك يا ابن رسول اللّه.

قال: «ألا تحدّثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد(1) وكيف سألته»؟

ص: 11


1- هو عمرو بن عبيد التميمي، أبو عثمان البصري مولى بني تميم، من أبناء فارس، شيخ القدريّة والمعتزلة، قال الخطيب في تاريخ بغداد: 12: 166: عمرو بن عبيد بن باب أبو عثمان، و باب من سبي فارس، مولى لأل عرادة قوم من بلعدويه حنظلة من تميم، كان عمرو يسكن البصرة وجالس الحسن البصري وحفظ عنه، واشتهر بصحبته، ثمّ أزاله واصل بن عطاء عن مذهب أهل السنّة فقال بالقَدَر، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمعة ! وإظهار زهد... لاحظ ترجمته في: طبقات ابن سعد: 7: 273 تاريخ الدوري: 2: 499، علل أحمد: 1: 132 و 152 و 384، تاريخ البخاري الكبير: 6: 352، الجرح والتعديل: 6: 246، أخبار القضاة لوكيع: 2: 91 و 92 و 123، الضعفاء الكبير: 3: 277، تاریخ بغداد: 12: 166 - 188، المنتظم: ج 8 في وفيات سنة 144ه-، الثقات لابن حبّان: 8: 489، تاريخ الإسلام: وفيات سنة 1441- 160 ص 238، تهذيب الكمال: 22: 123.

قال هشام: جُعِلتُ فداك يا ابن رسول اللّه، إني أُجلّك و أستحييك، ولا يعمل لسانى بين يديك.

فقال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «إذا أمرتكم بشيء فافعلوه».

قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، و عظُم ذلك عَلَيّ، فخرجتُ إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة، فأتيتُ مسجد البصرة فإذاً أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف وشملة مُرتَدٍ بها، والنّاس يسألونه، فاستفرجت النّاس فأفرجوا لي، ثمّ قعدتُ في آخر القوم على رُكبتي، ثمّ قلت: أيّها العالم، أنا رجل غريب، تأذن لي فأسألك عن مسألة؟

قال: فقال: نعم.

قال: قلت له: ألك عين؟

قال: يا بُنَىّ، أيّ شيء هذا من السؤال؟

فقلت: هكذا مسألتي.

فقال: يا بُنيّ، سَل، وإن كانت مسألتك حمقاء.

فقلت: أجبني فيها.

قال: فقال لي: سل.

فقلت: ألك عين؟

قال: نعم.

قال: قلت: فماتری بها؟

قال: الألوان والأشخاص.

ص: 12

قال: قلت: ألك أنف؟

قال: نعم.

قال: قلت: فما تصنع به؟

قال: أتشمّم به الرائحة.

قال: قلت: ألك فم؟

قال: نعم.

قلت: وما تصنع به؟

قال: أعرف به طَعم الأشياء.

قال: قلت: ألك لسان؟

قال: نعم.

قلت: وما تصنع به؟

قال: أتكلّم به.

قال: قلت: ألك أذُن؟

قال: نعم.

قلت: وما تصنع بها؟

قال: أسمع بها الأصوات.

قال: قلت: ألك يد؟

قال: نعم.

قلت: وما تصنع بها؟

قال: أبطش بها.

قال: قلت: ألك قلب؟

قال: نعم.

قلت: وما تصنع به؟

قال: أميّز به كلّ ما ورد على هذه الجوارح.

قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟

قال: لا.

ص: 13

قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟

قال: يا بُنَيّ، إنّ الجوارح إذا شكَّت في شيء شمَّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته، ردّته إلى القلب، فيیقّن اليقين ويبطل الشكّ.

قال: فقلت: إنما أقام اللّه القلب لشكّ الجوارح؟

قال: نعم.

قال: قلت: فلابّد من القلب؟ وإلّا لم تستقم الجوارح؟

قال: نعم.

قال: فقلت: یا أبا مروان! إنّ اللّه تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماماً يصحّح لها الصحيح، ويیقّن ماتشکّ فيه، ويترك هذا الخلق كلّهم(1) في حيرتهم وشكّهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم، ويقيم لك إماماً لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك؟!

قال: فسكت ولم يقل شيئاً، قال: ثمّ التفت إلىّ فقال: أنت هشام؟

فقلت: لا.

فقال لي: أَجالسته؟

فقلت: لا.

قال: فمِن أين أنت؟

قلت: من أهل الكوفة؟

قال: فأنت إذن هو.

قال: ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه، وما نطق حتّى قمتُ.

فضحك أبو عبد اللّه (علیه السلام) ثمّ قال: «يا هشام مَن علّمك هذا»؟

قال: فقلت: يا ابن رسول اللّه، جرى على لساني.

قال: «یا هشام، هذا واللّه مكتوبٌ في صُحف إبراهيم وموسى».(2)

(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 15)

ص: 14


1- في نسخة: «كلّه».
2- في الكافي: شيء أخذته منك وألّفته.

باب 2- في اتّصال الوصيّة وذكر الأوصياء من لدن آدم اللّه (علیه السلام) إلى آخر الدهر

(1080) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن أبيه عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر (علیهم السلام) قال:

قال: الصادق (علیه السلام) [في قوله تعالى]: (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ)(2)، قال: «إمام بعد إمام».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 23)

(1081) 2- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا

ص: 15


1- ورواه عليّ بن إبراهيم القمي في تفسير الآية 51 من سورة القصص في تفسيره: 2: 141 عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمّد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). ورواه محمّد بن العباس - كما في تفسير الآية الكريمة في كتاب تأويل الآيات الظاهرة: ص 413 وعنه الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي في تفسير الآية الكريمة في تفسير كنز الدقائق: 10: 81 عن الحسين بن أحمد، عن يعقوب بن يزید، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن حمران، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وقريباً منه رواه الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 415 ح 18 عن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن حمّاد بن عيسى، عن عبداللّه بن جندب قال: سألت أبا الحسن (علیه السلام) عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)؟ قال: «إمام إلى إمام».
2- سورة القصص: 28: 51.

أبو سعيد البصرى قال: حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال: حدّثنا موسی بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ (علیهم السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّ اللّه خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 39)

يأتي تمامه في فضائل أهل البيت (علیهم السلام).

(1082) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعلي (علیه السلام): «مثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)

يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1083) 4-(2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر

ص: 16


1- ورواه أيضاً في الباب 22 من كمال الدين: 1: 241 برقم 65. ورواه ابن شاذان في المنقبة 18 من «مئة منقبة»: ص 64 - 65. وروى يحيى بن الحسين الشجري في عنوان: «الحديث السابع: في فضل أهل البيت (علیهم السلام)...» من الأمالي الخميسيّة: 1: 153 بإسناده عن عباية، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «مثل أهل بيتي مثل النجوم، كلما مر نجم طلع نجم».
2- ورواه أيضاً في الباب 22 من كمال الدين: 1: 211- 213 ح 1 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الصفار وسعد بن عبداللّه وعبد اللّه بن جعفر الحميري جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي وإبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب. ورواه عليّ بن الحسين بن بابويه - والد الصدوق - في أول كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطّاب و الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 82 عن أبي محمّد الحسن بن بابويه، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين بن عليّ، عن عمّه أبي جعفر الصدوق، وفي ص 83 عن أبي محمّد الحسن بن بابويه وأبي عليّ الحسن بن محمّد الطوسي وأبي عبد اللّه محمّد بن شهريار الخازن، جميعاً عن الشيخ الطوسي، عن الشيخ المفيد، عن الشيخ الصدوق.

الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد النبييّن، و سيّد الوصييّن، وأوصياؤه سادة الأوصياء، إنّ آدم (علیه السلام) سأل اللّه عزّ وجلّ أن يجعل له وصيّاً صالحاً، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: (1) أني أكرمت الأنبياء بالنبوّة، ثمّ اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء».

ثمّ أوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: يا آدم، أوص إلى شيث (2) فأوصى آدم إلى شيث، وهو هبة اللّه بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبان (3) وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها اللّه على آدم من الجنّة فزو،جها ابنه شيثاً، وأوصى شبان إلى مجلث (4). وأوصى مجلث إلى محوق، وأوصى محوق إلى غثميشا (5)، وأوصى غثميشا إلى

ص: 17


1- في أمالي الطوسي: «فأوحى اللّه إليه».
2- في أمالي الطوسي: «شيث النبي».
3- في نسخة: «شتبان».
4- في نسخة: «محلث»، وفي الإمامة والتبصرة: «مخلث».
5- في نسخة: «عثميشا»، ومثله في الإمامة والتبصرة.

أخنوخ (1)، وهو إدريس النبيّ(علیه السلام) (2)، وأوصى إدريس إلى ناحور (3)، ودفعها (2) ناحور إلى نوح النبيّ(علیه السلام)، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام إلى عثامر، وأوصى عثامر إلى برعيثاشا (4)، وأوصى برعيثاشا إلى يافث، وأوصى يافث إلى برة، وأوصى برة إلى جفسية (5)، وأوصى جنيسه إلى عمران، ودفعها عمران إلى إبراهيم خليل الرحمان (علیه السلام)(6) وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، و أوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى بثرياء (7)، وأوصى بثرياء إلى شعيب (علیه السلام)، ودفعها (8) شعيب إلى موسى بن عمران (علیه السلام)، وأوصى موسى بن عمران (علیه السلام) إلى (9) يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى (10) داوود (علیه السلام) وأوصى داوود (علیه السلام) إلى سليمان (علیه السلام)، وأوصى سليمان (علیه السلام) إلى آصف بن برخيا، وأوصى آصف بن برخيا إلى (11) زكريا (علیه السلام)، ودفعها زكريا (علیه السلام) إلى عيسى بن مريم (علیه السلام) (12) وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا،

ص: 18


1- في أمالي الطوسي: «وأوصى مجلت إلى محوت، وأوصى محوت إلى علميشا، وأوصى علميشا إلى أخنوخ».
2- في أمالي الطوسي: «صلى اللّه عليه».
3- في نسخة: «ناخور»، ومثله في كمال الدين.
4- في نسخة: «برعيثاثا»، وفي أمالي الطوسي: «برغيشاشا»، وكذا الّذي بعده، وفي الإمامة والتبصرة: «برعثباشا».
5- في نسخة: «جفيسه»، ومثله في كمال الدين، وفي أخرى «خفيسه»، وفي أخرى «حفيسه»، وفي الإمامة والتبصرة: «حفسه».
6- في أمالي الطوسي: «إبراهيم الخليل (علیه السلام)».
7- في نسخة: «يثريا».
8- في أمالي الطوسي: «وأوصى».
9- في أمالي الطوسي: «وأوصى موسى إلى...».
10- في أمالي الطوسي: «وأوصى يوشع إلى...»
11- في أمالي الطوسي: «وأوصى آصف إلى...»
12- في أمالي الطوسي: «ودفعها زكريا (علیه السلام) إلى عيسى (علیه السلام)».

وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا (1) وأوصى يحيى بن زكريا إلى(2) منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، و أوصى سليمة إلى بردة».

ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « ودفعها إلىّ بردة، وأنا أدفعها إليك يا عليّ، وأنت تدفعها إلى وصيّك، ويدفعها وصيّك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد، حتّى تُدفع إلى خير أهل الأرض بعدك، ولتكفرنّ بك الاُمّة، ولتختلفنّ عليك اختلافاً شديداً، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار، والنار مثوى الكافرين».

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 48)

ص: 19


1- هذه الفقرة تدلّ على بقاء يحيى (علیه السلام) بعد أبيه زكريا (علیه السلام) خلافاً للمشهور.
2- في أمالي الطوسي: «وأوصى يحيى إلى...».

باب 3- وجوب معرفة الإمام (علیه السلام)

(1084) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عبداللّه [بن] أحمد بن مستورد قال: حدّثنا عبداللّه بن يحيى، عن عليّ بن عاصم(2):

عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا عليّ بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام): «أيّ البقاع أفضل»؟

فقلت: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

فقال: «إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه: ألف سنة إلا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع، ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا، لم ينفعه ذلك شيئاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 22)

(1085) 2-(3) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن بزيع

ص: 20


1- ورواه البرقي في الباب 16 - عقاب من أنكر آل محمّد (علیهم السلام) حقهم وجهل أمرهم - من كتاب عقاب الأعمال من المحاسن: ص 91 ح 43 عن محمّد بن عليّ، عن ابن أبي نجران، عن عاصم، عن أبي حمزة. ورواه الصدوق في الباب 4 من عقاب الأعمال: ص 204 ح 2 عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الرحمان بن أبي نجران.
2- الظاهر زيادة «على بن»، كما يظهر ذلك من المحاسن وثواب الأعمال، ومن ترجمة عاصم بن حميد، وعبد الرحمان بن أبي نجران، وأبي حمزة الثمالي.
3- لاحظ الباب 10 - الولاية - من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن - للبرقي -: ص 142 ح 35، والحديث 6 من الباب 10 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات: ص 78، و ما رواه القمّي في تفسير الأية 82 من سورة (طه) في تفسيره: 1: 392، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 491494 ح 518 - 523.

قال: حدّثنا قاسم بن الضحاك قال: حدّثني شهر بن حوشب أخو العوّام، عن أبي سعيد الهمداني:

عن أبي جعفر (علیه السلام)[في قوله تعالى:] (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) (1)، قال: «واللّه لو أنّه تاب وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومودّتنا ومعرفة فضلنا، ما أغنى عنه ذلك شيئاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 6)

(1086) 3- أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن فضال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي كهمس.

وعن الحسين بن عبيد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن أخيه، عن زرعة (2):

عن أبي عبداللّه (علیه السلام) قال: قلت له: أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟

قال: «ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحجّ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا، وخاتمته معرفتنا» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 39، الحديث 21)

أقول: يأتي تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر، وستأتي في الباب 9 - أنّه لا تقبل الأعمال إلّا بالولاية - روايات عديدة ترتبط بهذا الباب.

ص: 21


1- سورة مريم: 19: 60.
2- السند الثاني موافق للحديث 8 من المجلس 39، وفي الأصل: وبالإسناد الأوّل عن زرعة، وليس في الروايات المتقدمة سند يذكر فيه زرعة.

باب 4- نوادر الاحتجاج في الإمامة

(1087)1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (علیه السلام) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد الشامي قال:

حدّثنا إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: سألت أباعبد اللّه الصادق (علیه السلام) عن موسى بن عمران (علیه السلام) لما رأى حِبالهم وعصيّهم كيف أوجس في نفسه خِيفةً ولم يُوجسها إبراهيم (علیه السلام)حين وضع في المنجنيق وقُذف به في النّار؟

فقال: «إنّ إبراهيم (علیه السلام) حين وُضع في المَنجنيق كان مستندا إلى ما في صُلبه لها من أنوار حجج اللّه عزّ وجلّ، ولم يكن موسى (علیه السلام) كذلك، فلهذا أوجس في نفسه خِيفة ولم يوجسها إبراهيم (علیه السلام)».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 2)

(1088) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا حفص بن عمر الفرّاء قال: أخبرنا أبو معاذ الخزّاز:

عن عبيد اللّه بن أحمد الربعي قال: بينا ابن عبّاس يخطب النّاس بالبصرة، إذ أقبل عليهم بوجهه فقال: أيّها الاُمّة المتحيّرة في دينها، أمّا لو قدّمتم من قدّم اللّه، و أخرّتم من أخّر اللّه، وجعلتم الوراثة والولاية حيث جعلها اللّه، لما عال (1) سهم من فرائض اللّه، ولاعال وليّ اللّه (2)، ولا اختلف اثنان في حكم اللّه، ولا تنازعت

ص: 22


1- العول عبارة عن قصور التركة عن سهام ذوي الفرائض، ولن تقصر إلا بدخول الزوج و الزوجة، وهو في الشرع ضدّ التعصيب الذي هو توريث العصبة ما فضل عن ذوي السهام، وهما باطلان عند الإمامية، والمراد هنا أنّه ليؤتى كلّ ذي حق حقه ولم ينقص من نصيبه شيء.
2- إلى هنا رواه الطبري في الحديث 73 من المسترشد ص 259 ونسبه إلى سلمان وأبي ذرّ، وفيه: «ولاطاش سهم عن فرائض اللّه».

الاُمّة في شيء من كتاب اللّه، فذوقوا وبال ما فرّطتم [فيه] بما قدّمت أيديكم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(1)

(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 7)

(1089) 3-(2) أخبرني أبو [الجيش] المظفّر [بن] محمّد بن أحمد البلخي(3) قال حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد [بن الحسين](4) الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا حفص بن عمر الفرّاء قال: حدّثنا أبو معاذ الخزّاز قال:

حدّثني يونس بن عبدالوارث، عن أبيه قال: بينا ابن عبّاس يخطب عندنا على منبر البصرة إذ أقبل على النّاس بوجهه ثمّ قال: أيَّتها الاُمّة المتحيّرة في دينها، أم (5) واللّه لو قدّمتم من قدّم اللّه وأخّرتم من أخّر اللّه وجعلتم الوراثة والولاية حيث جعلها اللّه ما عال سهم من فرائض اللّه، ولا عال ولى اللّه (6)، ولا اختلف اثنان في حكم اللّه، فذوقوا وبال ما فرّطتم فيه بما قدّمت أيديكم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

(أمالي المفيد: المجلس 34، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفید مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 2، والمجلس 4، الحديث 8)

ص: 23


1- سورة الشعراء: 26: 227.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 254.
3- ما أثبتناه موافق لترجمة الرجل في رجال النجاشي وغيره من كتب الرجال، وفي أمالي الطوسي: «مظفّر بن أحمد البلخي».
4- من المجلس 2 من أمالي الطوسي.
5- في أمالي الطوسي: «أمّا».
6- في المجلس 3 من أمالي الطوسي: «وليّ اللّه»

(1090) 4- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن كليب بن معاوية الصيداوي قال:

قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «ما يمنعكم إذا كلّمكم النّاس أن تقولوا لهم: ذهبنا من حيث ذهب اللّه، واخترنا من حيث اختار اللّه، إن اللّه سبحانه اختار محمدا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) واخترنا آل محمّد، فنحن متمسّكون بالخِيَرة من اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 51)

ص: 24

أبواب علامات الإمام وصفاته (علیه السلام)

باب 1- صفات الإمام وشرائط الإمامة

(1091) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (علیه السلام) قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا أبو محمّد القاسم بن العلاء:

عن عبدالعزيز بن مسلم قال: كنّا في أيّام عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) بمرو، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم جمعة في بدء مقدمنا، فأدار الناس أمر

ص: 25


1- رواه الكليني (قدّس سرّه) في عنوان «باب نادر في فضل الإمام وصفاته» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 198 - 203 ح 1 عن أبي محمّد القاسم بن العلاء، رفعه عن عبدالعزيز بن مسلم. ورواه الصدوق (قدّس سرّه) في الباب 58 من كمال الدين: 2: 675 - 681 برقم 31 بالسند المذكور في الأمالي عن القاسم بن العلاء، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبدالعزيز بن مسلم. ورواه أيضاً عن أبي العباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أبي أحمد القاسم بن محمّد بن عليّ المروزي، عن أبي حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن القاسم الرقام، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز. ورواه أيضاً في باب معنى الإمام المبين من معاني الأخبار: ص 96 - 101 برقم 2، وفي الباب 20 من العيون: 1: 195 - 200 برقم 1 كلاهما بالسند الثاني من كمال الدين. ورواه أيضاً في ص 200 من العيون برقم 2 عن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني، وعلي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، وعلي بن عبداللّه الورّاق، والحسن بن أحمد المؤدّب، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، عن القاسم بن العلاء، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبدالعزيز بن مسلم. وأورده الحرّاني في تحف العقول ص 436 - 442 إلى قوله (علیه السلام): «فيكون مختارهم بهذه الصفة»، والطبرسي في عنوان «احتجاجه (علیه السلام) فيما يتعلق بالإمامة وصفات من خصه اللّه بها»، من احتجاجات الإمام الرضا (علیه السلام) من كتاب الاحتجاج: 2: 439 - 447 مرسلاً عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم. ورواه محمّد بن إبراهيم النعماني في الباب 13 من كتاب الغيبة ص 216 - 224 ح 6.

الإمامة(1) وذكروا كثرة اختلاف النّاس فيها، فدخلت على سيّدي ومولاي الرضاء (علیه السلام) فأعلمته بما خاض النّاس فيه (2)، فتبسّم (علیه السلام) ثمّ قال: «يا عبد العزيز، جهل القوم وخُدِعوا عن آرائهم (3)، إن اللّه عزّ وجلّ لم يقبض نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى أكمل له الدّين، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل (4) كلّ شيء، بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج النّاس إليه كملاً، فقال عزّ وجلّ: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(5)، وأنزل في حجّة الوداع، وهي آخر عُمره (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (6)، وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى بيّن لأُمَّته معالم دينهم(7)، وأوضح لهم سُبله (8)، و تَركهم على قصد الحق(9)، وأقام لهم عليّاً (علیه السلام) عَلَما وإماماً، وما ترك شيئاً تحتاج إليه الاُمّة إلّا بيّنه، فمَن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ لم يُكمِل دينه فقد ردّ كتاب اللّه عزّ و جلٌ، ومَن ردّ كتاب اللّه عزّ وجلّ فهو كافر.

هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الاُمّة، فيجوز فيها اختيارهم؟! إنّ الإمامة أجلّ قدراً، وأعظم شأناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غَوراً من أن يبلُغها النّاس بعقولهم، أو ينالوها بأرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم، إنّ الإمامة خصّ

ص: 26


1- في الكافي: «فأداروا أمر الإمامة».
2- في الكافي: «فأعلمته خوض النّاس فيه».
3- في نسخة: «عن أديانهم».
4- في الكافي: «تبيان».
5- سورة الأنعام: 6: 38.
6- سورة المائدة: 5: 3.
7- في نسخة: «دينه».
8- في الكافي: «سبيلهم».
9- فى الكافى: «سبيل الحق».

اللّه عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل صلى اللّه عليه بعد النبوّة والخلّة مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه اللّه بها فأشاد (1) بها ذكره، فقال عزّ وجلّ: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، فقال الخليل (علیه السلام) سروراً بها: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟ قال اللّه تبارك وتعالى: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(2)، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة و صارت في الصفوة، ثمّ أكرمه اللّه بأن جعلها في ذرّيّته أهل الصفوة والطهارة، فقال عزّ وجلّ:( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ* وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)(3).

فلم تزل في ذرّيته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرنا (4) حتى ورثها النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(5) فقال جلّ جلاله: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النبيّوَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(6)، فكانت له خاصّة، فقلّدها النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليا (علیه السلام) (7) بأمر اللّه عزّ وجلّ على رسم ما فرض اللّه، فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم و الإيمان بقوله عزّ وجلّ: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ)(8)، فهي في ولد عليّ (علیه السلام) خاصّة إلى يوم القيامة، إذ لانبيّبعد محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فمن أين يختار هؤلاء الجهّال؟!

إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء، إنّ الإمامة خلافة اللّه عزّ وجلّ وخلافة الرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومقام أمير المؤمنين (علیه السلام)، وميراث الحسن والحسين (علیه السلام)، إنّ

ص: 27


1- في نسخة: «وأشار»، وفي الكافى: «شرّفه بها وأشاد».
2- سورة البقرة: 2: 124.
3- سورة الأنبياء: 21: 72- 73.
4- في نسخة: «قرنا عن قرن».
5- في الكافي: «حتى ورّثها اللّه النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
6- سورة آل عمران: 3: 68.
7- في الكافي: «فقلّدها عليّاً (علیه السلام)».
8- سورة الروم: 30: 56.

الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعزّ المؤمنين، إنّ الإمامة أسّ الإسلام النامي وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحجّ والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف.

الإمام يُحلّ حلال اللّه ويحرّم حرام اللّه، ويقيم حدود اللّه، ويذبّ عن دين اللّه، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجّة البالغة.

الإمام كالشمس الطالعة للعالم (1)، وهي في الأفق بحيث لاتنالها الأيدي والأبصار.

الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى والبلد القفار (2) ولجج البحار.

الإمام الماء العذب على الظمأ، والدالّ على الهدى، والمنجي من الردى.

الإمام النّار على اليفاع(3) الحارّ لمن اصطلى به، والدليل على المهالك(4)، من فارقه فهالك.

الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة.

الإمام الأمين الرفيق، والوالد الرقيق، والأخ الشقيق(5)، ومفزع العباد في الداهية(6).

الإمام أمين اللّه في أرضه(7)، وحجّته على عباده، وخليفته في بلاده والداعي

ص: 28


1- في الكافي: «كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم».
2- في الكافي: «وأجواز البلدان والقفار».
3- اليفاع: ما ارتفع من الأرض.
4- في نسخة: «والدليل على المسالك».
5- في الكافي: «والوالد الشفيق، والأخ الشقيق».
6- في الكافي: «في الداهية الناد».
7- في الكافي: «خلقه».

إلى اللّه، والذابّ عن حرم اللّه.

الإمام المطهّر من الذنوب، المبرّأ من العيوب مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم(1)، نظام الدين، وعزّ المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين.

الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد عنه(2) بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه له(3) ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضّل الوهّاب.

فمن ذا الذي يبلُغ معرفة الإمام أو يُمكنه اختیاره؟ هيهات هيهات، ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وحسرت(4) العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيّرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألبّاء، وكلّت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، فأقرّت(5) بالعجز والتقصير، وكيف يوصف [بكلّه](6) أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناءه؟! لا، كيف وأنّى(7) وهو بحيث النجم من أيدي(8) المتناولين ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!

أظنّوا(9) أنّ ذلك يوجد في غير آل الرّسول [محمّد](10)؟! كذّبتهم واللّه

ص: 29


1- في الكافي: «المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم».
2- في نسخة: «لا يوجد به»، وفي الكافي: «لا يوجد منه».
3- في نسخة: «طلب منزلة».
4- في الكافي: «خسئت»، أي أكلت.
5- في الكافي: «وأقرّت».
6- من الكافي.
7- في نسخة: «وأين».
8- في الكافي: «يد».
9- في الكافي: «أتظنّون».
10- من الكافي.

أنفسهم و منّتهم الأباطيل، وارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً، تزلّ عنه إلى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة، وآراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلا بعداً، قاتلهم اللّه أنى يؤفكون، لقد راموا صعباً، وقالوا إفكاً، وضلّوا ضلالاً بعيداً، ووقعوا في الحيرة، إذ تركوا الإمام عن بصيرة، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل وكانوا مستبصرين.

رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسوله(1) إلى اختيارهم، والقرآن يناديهم: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (2)، وقال عزّ وجلّ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾(3)، وقال عزّ وجلّ: (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (4)، وقال عزّ وجلّ: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (5)، أم طبع اللّه على قلوبهم فهم لا يفقهون (6)، أم (قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (7)، و(8) (قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) (9)، بل هو (فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ

ص: 30


1- في الكافي: «رسول اللّه».
2- سورة القصص: 28: 68.
3- سورة الأحزاب 33: 36، وزاد بعده في الكافي: «الآية».
4- سورة القلم: 68: 36 - 41.
5- سورة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): 47: 24.
6- تضمين من قوله تعالى في الآية 93 من سورة التوبة: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).
7- سورة الأنفال: 8: 21- 23.
8- في الكافي: «أم».
9- سورة البقرة: 2: 93.

وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(1).

فكيف لهم باختيار الإمام والإمام عالم لا يجهل [و] (2) راع لا ينكل، معدن القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول، وهو نسل (3) المطهّرة البتول، لامغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذوحسب، في البيت من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسول (4)، والرضا من اللّه [عزّ وجلّ]، شرف الأشراف، والفَرع من عبد مناف، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر اللّه، ناصح لعباد اللّه، حافظ لدين اللّه.

إنّ الأنبياء والأئمّة يوفّقهم اللّه عزّ وجلّ ويؤتيهم من مخزون علمه وحلمه (5) ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق كل (6) علم أهل زمانهم في قوله عزّ وجلّ (7): (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (8)، وقوله عزّ وجلّ: ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (9)، وقوله عزّ وجلّ في طالوت: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(10)، وقال عزّ وجلّ لنبيه اللّه: ﴿ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)(11)، وقال عزّ وجلّ في الأئمّة من أهل بيته وعترته وذريته صلوات

ص: 31


1- سورة الحديد: 57: 21.
2- ما بين المعقوفين من الكافي، وكذا في المورد التالي.
3- في الكافي: «ونسل».
4- فى نسخة: «من الرسول»، ومثله في الكافي.
5- في الكافي: «حكمه».
6- كلمة «كلّ» غير موجودة في الكافي.
7- في الكافي: «قوله تعالى»، وكذا الّذي بعده.
8- سورة يونس: 10: 35.
9- سورة البقرة: 2: 269.
10- سورة البقرة: 2: 247.
11- سورة النساء: 4: 113.

اللّه عليهم: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) (1).

وإنّ العبد إذا اختاره اللّه عزّ وجلّ لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يَعْيَ بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، وهو معصوم مؤيّد موفّق مسدّد، قد أمن الخطايا والزلل والعثار وخصه (2) اللّه بذلك ليكون حجّته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم.

فهل يقدِرون على مثل هذا فيختاروه (3)، أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدّموه (4)، تعدّوا - وبيت اللّه - الحقّ، ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، وفي كتاب اللّه الهدى والشفاء، فنبذوه واتّبعوا أهواءهم، فذمّهم اللّه و مَقَتَهم وأتعسهم، فقال عزّ وجلّ: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (5)، وقال عزّ وجلّ: (فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ (6)، و قال عزّ وجلّ: (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ).(7)

(أمالي الصدوق: المجلس 97، الحديث 1)

ص: 32


1- سورة النساء: 4: 54 - 55.
2- في الكافي: «والعثار، يخصّه...».
3- في الكافي: «فيختارونه».
4- في الكافي: «فيقدّمونه».
5- سورة القصص: 28: 50.
6- سورة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): 47: 8.
7- سورة غافر: 40: 35.

باب 2- عصمة الإمام (علیه السلام)

(1092) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم اسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قالا: حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا أبي، عن مينا مولى عبدالرحمان بن عوف، عن عبداللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا دعوة أبي إبراهيم».

فقلنا: يا رسول اللّه، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟

قال: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى إبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، فاستخف إبراهيم الفرح، فقال: يا ربّ، (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) (2) أئّمة مثلي؟

فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: أن يا إبراهيم، إنّي لا أعطيك عهداً لا أفي لك به.

قال: يا ربّ، وما العهد الذي لاتفي به؟

قال: لا أعطيك لظالم من ذريّتك.

قال: يا ربّ، ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟

قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً، ولا يصحّ أن يكون إماماً.

قال إبراهيم: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ)(3).

قال النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فانتهت الدعوة إليّ وإلي أخي عليّ، لم يسجد أحد منّا لصنمٍ قطّ فاتّخذني اللّه نبيّاً و عليّاً وصيّاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 62)

ص: 33


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 35 من سورة إبراهيم من شواهد التنزيل: ج 1 ص 411 قال: أخبرنا أبونصر عبدالرحمان بن عليّ بن محمّد بن البزاز من أصل سماعه، قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر ببغداد قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعي... إلى آخر ما هنا. ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث 322 من كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) ص 276، و قال محقق الكتاب فى الهامش: ورواه الحميدي من حديث ابن مسعود على ما في المناقب المرتضوي 41 ط بمبئي. وروى الكليني (قدّس سرّه) في الحديث 1 من باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة من كتاب الحجّة ص 174 - 175 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم، و درست بن أبي منصور، عنه قال: قال: الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات (وساق الحديث إلى أن قال:) وقد كان إبراهيم (علیه السلام) نبياً وليس بإمام حتى قال اللّه: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) فقال اللّه تعالى: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صناً أو وثناً لا يكون إماماً. ورواه عنه المفيد في الاختصاص: ص 22 - 23.
2- سورة البقرة: 2: 124.
3- سورة إبراهيم: 14: 35 - 36.

(1093) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) اللّه قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قُتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شُعيب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح:

عن علقمة قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، وقد قلت له: يا ابن رسول اللّه ، أخبرني مَن تُقبل شهادته، ومَن لا تُقبل شهادته؟

فقال: «يا علقمة، كلّ من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته».

قال: فقلت له: تُقبل شهادة المُقترف للذُّنوب؟

فقال: «يا علقمة، لولم تُقبل شهادة المُقترفين للذُّنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات اللّه عليهم، لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 22، الحديث 3)

تقدّم تمامه في باب عصمة الأنبياء (علیهم السلام) من كتاب النبوّة.

ص: 34


1- ورواه الراوندي في الفصل 2 من الباب 11 من قصص الأنبياء: ص 203 ح 364.

(1094) 3-(1) حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ التميمي قال: حدّثني سيدي عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):

عن النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «من سرّه أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه اللّه بيده ويكون متمسّكاً به فليَتَوَلّ عليّاً والأئمّة من ولده، فإنهم خيرة اللّه عزّ وجلّ وصفوته، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة».

(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 27)

ص: 35


1- ورواه أيضاً في الباب 31- فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضاء (علیه السلام): 2: 62 برقم 211. ولصدر الرواية شاهد من حديث زيد بن أرقم، رواه أحمد في فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب الفضائل: ص 181 برقم 235 قال: حدّثنا أحمد بن جعفر قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن راشد قال: حدّثنا شريك قال: حدّثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل: عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللّه عزّ وجلّ في جنّة عدن بيمينه، فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب». ورواه سبط ابن الجوزي في عنوان «حديث في القضيب الأحمر» من تذكرة الخواصّ نقلًا عن أحمد في الفضائل. ورواية الحسن بن عليّ بن راشد، رواها الكنجي في الباب 91 من كفاية الطالب ص 323، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق برقم 609 ط 2، و ابن المغازلي في المناقب ص 217 ح 263، وابن الجوزي في الموضوعات: 1: 290، والسيوطي في اللآلي: 1: 369 نقلاً عن الدارقطني، والخوارزمي في الفصل 6 من المناقب برقم 58، وأبو نعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 86. ورواه عن شريك، الحسن بن عليّ الواسطي، كما في الباب 14 من أربعين أبي الخير الطالقاني، والحمويي في آخر الباب 38 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 187 ح 149. ورواه زیاد بن مطرف عن زيد بن أرقم بمعناه كما في المستدرك: 3: 128، وترجمة أبي إسحاق السبيعي من حلية الأولياء: 4: 349، وترجمة قاسم بن محمّد بن أبي شيبة من ميزان الاعتدال. ورواه عمار بن مطرف عن زيد بن أرقم، كما في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 99 رقم 605. ورواه السدّي عن زيد بن أرقم، كما في حلية الأولياء: 1: 86، وترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 100 رقم 606، واللآلي: 1: 369 نقلًا عن ابن حبّان والشيرازي في الألقاب. وورد أيضاً من طريق البراء بن عازب وحذيفة وابن عباس وأبي هريرة: حلية الأولياء: 1: 86، وترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 1: 98 رقم 604 وص 100 - 101 رقم 607 - 608، واللآلي: 1: 368، والموضوعات: 1: 290 ح 38 نقلًا عن الأزدي، والمناقب - لابن المغازلي - ص 215 - 219 ح 260 - 264، والباب 9 من كفاية الطالب -للكنجي -: ص 82.

(1095) 4-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير قال: ما سمعت ولا استفدتُ من هشام بن الحكم في طول صحبتي إيّاه شيئاً أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الإمام، فإني سألته يوماً عن الإمام، أهو معصوم؟

قال: نعم.

فقلت: وما صفة العصمة فيه وبأي شيء تُعرف؟

قال: إنّ جميع الذنوب لها أربعة أوجه لاخامس لها: الحرص، والحسد، والغضب، والشهوة، فهذه منفيّة عنه، فلا يجوز أن يكون حريصاً على هذه الدنيا وهى تحت خاتمه، لأنّه خازن المسلمين، فعلى ماذا يحرص؟!

ولا يجوز أن يكون حسوداً، لأنّ الإنسان إنما يحسد من هو فوقه، وليس فوقه أحد، فكيف يحسد مَن هو دونه؟

ص: 36


1- ورواه أيضاً في الباب 155 من علل الشرائع ص 204 - 205 برقم 2 وباب «معنى عصمة الإمام(علیه السلام)» من معاني الأخبار ص 133 ح 3 وباب الأربعة من الخصال: 1: 215 ح 36.

ولا يجوز أن يغضب لشيء من أمور الدنيا، إلّا أن يكون غضبه للّه عزّ وجلّ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد فرض عليه إقامة الحدود، وأن لا تأخذه في اللّه لومة لائم، ولارأفة في دينه حتى يقيم حدود اللّه عزّ وجلّ.

ولا يجوز أن يتّبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة، لأنّ اللّه عزّ وجلّ حبّب إليه الآخرة كما حبّب إلينا الدنيا، فهو ينظُر إلى الآخرة كما نَنظُر إلى الدنيا، فهل رأيت أحداً ترك وجهاً حسناً لوجه قبيح؟! وطعاماً طيّباً لطعام مُرّ؟! وثوباً ليناً لثوب خشن؟! ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية؟!(1)

(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 5)

ص: 37


1- تكملة قال العلامة المجلسي رفع اللّه مقامه في بحار الأنوار: 25: 209: اعلم أنّ الإمامية رضي اللّه عنهم اتفقوا على عصمة الأئمّة (علیهم السلام) من الذنوب صغيرها وكبيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلاً، لا عمداً ولانسياناً ولا لخطأ في التأويل، ولا للإسهاء من اللّه سبحانه ولم يخالف فيه إلا الصدوق محمّد بن بابويه وشيخه ابن الوليد رحمة اللّه عليهما، فإنّهما جوّزا الإسهاء من اللّه تعالى لمصلحة في غير ما يتعلّق بالتبليغ وبيان الأحكام، لا السهو الذي يكون من الشيطان...، فأما ما يوهم خلاف ذلك من الأخبار والأدعية فهي مأوّلة بوجوه: الأوّل: أنّ ترك المستحبّ وفعل المكروه قد يسمّى ذنباً وعصياناً، بل ارتكاب بعض المباحات أيضاً بالنسبة إلى رفعة شأنهم وجلالتهم ربما عبّروا عنه بالذنب، لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم. الثاني: أنهم بعد انصرافهم عن بعض الطاعات التي أُمروا بها من معاشرة الخلق وتكميلهم وهدايتهم ورجوعهم عنها إلى مقام القرب والوصال ومناجاة ذي الجلال، ربما وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمى مقصّرين، فيتضرّعون لذلك وإن كان بأمره تعالى، كما أن أحداً من ملوك الدنيا إذا بعث واحداً من مقرّبي حضرته إلى خدمة من خدماته التي يحرم بها من مجلس الحضور والوصال، فهو بعد رجوعه يبكي ويتضرّع وينسب نفسه إلى الجرم والتقصير، لحرمانه عن هذا المقام الخطير. الثالث: أنّ كمالاتهم وعلومهم وفضائلهم لما كانت من فضله تعالى، ولولا ذلك لأمكن أن يصدر منهم أنواع المعاصي، فإذا نظروا إلى أنفسهم وإلى تلك الحال أقرّوا بفضل ربّهم وعجز أنفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيئات، فمفادها أني أذنبت لولا توفيقك، وأخطأت لولا هدايتك. الرابع: أنهم لمّا كانوا في مقام الترقّي في الكمالات والصعود على مدارج الترقّيات في كلّ آن من الأنات من معرفة الربّ تعالى وما يتبعها من السعادات، فإذا نظروا إلى معرفتهم السابقة وعملهم معها اعترفوا بالتقصير وتابوا منه، ويمكن أن ينزّل عليه قول النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وإنّي لأستغفر اللّه في كل يوم سبعين مرّة ». الخامس: أنّه (علیهم السلام) لمّا كانوا في غاية المعرفة لمعبودهم، فكل ما أتوا به من الأعمال بغاية جهدهم ثمّ نظروا إلى قصورها عن أن يليق بجناب ربّهم، عدّوا طاعاتهم من المعاصي، و استغفروا منها كما يستغفر المذنب العاصي، ومن ذاق كأس المحبّة جرعة شائقة لا يأبى عن قبول تلك الوجوه الرائقة، والعارف المحبّ الكامل إذا نظر إلى غير محبوبه أو توجه إلى غير مطلوبه، يرى نفسه من أعظم الخاطئين، رزقنا اللّه الوصول إلى درجات المحبّين.

باب 3- معنى آل محمّد وأهل بيته وعترته ورهطه (علیهم السلام)

(1096) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن أبي حمزة:

عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): مَن آل محمّد؟

قال: «ذريّته».

فقلت: مَن أهل بيته؟

قال: «الأئمّة الأوصياء».

فقلت: مَن عترته؟

قال: «أصحاب العباء».

فقلت: مَن اُمّته؟

قال: «المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ وجلّ، المتمسّكون

ص: 38


1- ورواه أيضاً في باب معنى الاٰل والأهل والعترة والأمّة» من معاني الأخبار: 94/3.

بالثقلين الذين أمروا بالتمسّك بهما: كتاب اللّه، وعترته أهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهما الخليفتان على الاُمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 10)

(1097) 2-(1) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه:

عن الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا (علیه السلام) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: (ثمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)(2)؟

فقالت العلماء: أراد اللّه بذلك الاُمّة كلّها.

فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال الرضا (علیه السلام): «لا أقول كما قالوا، ولكنّي أقول: أراد اللّه العترة الطاهرة». فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الاُمّة؟

فقال له الرضا (علیه السلام): «أنّه لو أراد الاُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة، لقول اللّه تبارك وتعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)(3)، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ)(4) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم».

فقال المأمون: مَن العترة الطاهرة؟

ص: 39


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 23 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 1 ص 207- 217 و في ط: ص 446 - 462 ح 184 وعنه القندوزي في ينابيع المودّة: 1: 131 الباب 5 الحديث12. وأورده الحرّاني في عنوان «ومن كلامه (علیه السلام) في الاصطفاء» مما روى عن الإمام الرضا (علیه السلام) من تحف العقول ص 313- 322، وفي ط: ص 425 - 436.
2- سورة فاطر: 35: 32.
3- سورة فاطر: 35: 32.
4- سورة فاطر: 35: 33.

فقال الرضا (علیه السلام): «الّذين وصفهم اللّه في كتابه، فقال جلّ وعزّ: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، وهم الذين قال رسول اللّه اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض، وانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيّها النّاس لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم».

قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة، أهم الاٰل أو غير الاٰل؟

فقال الرضا (علیه السلام): «هم الاٰل».

فقالت العلماء: فهذا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يؤثر عنه أنّه قال: «أُمّتي آلي»، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الّذى لا يمكن دفعه: «آل محمّد أمّته».

فقال أبو الحسن (علیه السلام): «أخبروني هل تحرم الصدقة على الاٰل»؟

قالوا: نعم.

قال: «فتحرم على الاُمّة»؟

قالوا: لا.

قال: «هذا فرق ما بين الاٰل والأمّة، ويحكم أين يذهب بكم؟ أضربتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون؟! أمّا علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم»؟

قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟

قال: «من قول اللّه عزّ وجلّ: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)(2)، فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، أمّا علمتم أنّ نوحاً حين سأل ربِّه (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)(3) وذلك إن اللّه عزّ وجلّ وعده أن ينجيه وأهله، فقال له ربّه: (أنّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أنّه عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ

ص: 40


1- سورة الأحزاب: 33: 33.
2- سورة الحديد: 57: 26.
3- سورة هود: 11: 45.

لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)(1).

فقال المأمون: هل فضّل اللّه العترة على سائر النّاس؟

فقال أبو الحسن (علیه السلام): «إنّ اللّه عزّ وجلّ أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه».

فقال له المأمون: أين ذلك من كتاب اللّه؟

فقال له الرضا (علیه السلام): «في قوله عزّ وجلّ: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(2)، وقال عزّ وجلّ في موضع آخر: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)(3)، ثمّ ردّ المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(4) يعني الذين قَرَنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما، فقوله: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.

قالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّ وجلّ الاصطفاء في الكتاب؟

فقال الرضا (علیه السلام): «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً وموطناً: فأوّل ذلك قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(5) ورهطك المخلصين، هكذا في قراءة أبيّ بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبداللّه بن مسعود، وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى اللّه عزّ وجلّ بذلك الاٰل، فذكره لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فهذه واحدة.

ص: 41


1- سورة هود: 11: 46.
2- سورة آل عمران: 3: 33 و 34. والاٰيتان بتمامهما مذكورتان فى العيون.
3- سورة النساء: 4: 54.
4- سورة النساء: 4: 59.
5- سورة الشعراء: 26: 214.

والآية الثانية في الاصطفاء قوله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلاً لأنه فضل(2) بعد طهارة تنتظر، فهذه الثانية.

وأما الثالثة: فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: قُل يا محمّد (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(3) فأبرز النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّا والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)؟

قالت العلماء: عنى به نفسهم.

فقال أبو الحسن (علیه السلام): (غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وممّا يدلّ على ذلك قول النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين (علیهما السلام)، وعنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)](4) فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل(5) نفس عليّ كنفسه، فهذه الثالثة.

وأمّا الرابعة: فإخراجه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلّم النّاس في ذلك وتكلّم العبّاس فقال: يا رسول اللّه، تركت عليّاً واخرجتنا؟ فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا تركته واخرجتكم، ولكن اللّه تركه واخرجكم»، وفي هذا تبيان قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي (علیه السلام): «أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى».

قالت العلماء: فأين هذا من القرآن؟

قال أبو الحسن (علیه السلام): «أوجدكم في ذلك قرآناً أقرؤه عليكم».

ص: 42


1- سورة الأحزاب: 33: 33.
2- في العيون: «لا يجهله أحد إلا معاند ضال لأنه فضل...»
3- سورة آل عمران: 3: 61. وذكر في العيون الآية بتمامها.
4- ما بين المعقوفين أخذناه من العيون.
5- في عيون أخبار الرضا (علیه السلام): «إذ جعل».

قالوا: هات.

قال: «قول اللّه عزّ وجلّ: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)(1)، ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضاً منزلة عليّ (علیه السلام) من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلا لمحمّد و آله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

فقالت العلماء: يا أبا الحسن، هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

فقال: «ومن ينكر لنا ذلك، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»، ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل و الشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند(2)، وللّه عزّ وجلّ الحمد على ذلك، فهذه الرابعة.

والآية الخامسة: قول اللّه عزّ وجلّ: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)(3) خصوصيّة خصّهم اللّه العزيز الجبّار بها واصطفاهم على الاُمّة، فلمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «ادعوا إليّ فاطمة»، فدعيت له، فقال: «يا فاطمة». قالت: لبّيك يا رسول اللّه. فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «هذه فدك، هي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولاركاب، وهي لي خاصّة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني اللّه به، فخذيها لك و لولدك». فهذه الخامسة.

والآية السادسة: قول اللّه جلّ جلاله: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المودّة فِي الْقُرْبَى)(4)، وهذه خصوصيّة للنبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى يوم القيامة، وخصوصيّة للاٰل دون غيرهم، وذلك إنّ اللّه حكى في ذكر نوح (علیه السلام) في كتابه: (يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا

ص: 43


1- سورة يونس: 10: 87.
2- في العيون: «إلاّ معاند».
3- سورة الإسراء: 17: 26.
4- سورة الشورى: 42: 23.

تَجْهَلُونَ)(1)، وحكى عزّ وجلّ عن هود (علیه السلام) أنّه قال: (لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ)(2)، وقال عزّ وجلّ لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (قُلْ) يا محمّد، (لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، ولم يفرض اللّه مودّتهم إلا وقد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلى ضلال أبداً، وأخرى أن يكون الرجل وادّاً للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوّاً له، فلا يسلم قلب الرجل له، فأحبّ اللّه عزّ وجلّ أن لا يكون في قلب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على المؤمنين شيء، ففرض عليهم مودّة ذوي القربي، فمن أخذ بها وأحبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأحبّ أهل بيته لم يستطع رسول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يبغضه، لأنه قد ترك فريضة من فرائض اللّه، فأيّ فضيلة وأيّ شرف يتقدّم هذا أو يدانيه، فأنزل اللّه هذه الآية على نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أصحابه فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: «أيها النّاس إنّ اللّه قد فرض لي عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدّوه»؟ فلم يجبه أحد.

فقال: «أيّها النّاس، أنّه ليس بذهب ولا فضّة، ولا مأكول ولا مشروب».

فقالوا: هات إذاً. فتلا عليهم هذه الآية.

فقالوا: أمّا هذا فنعم. فما وفى بها أكثرهم.

وما بعث اللّه عزّ وجلّ نبيّاً إلّا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً، لأنّ اللّه عزّ وجلّ يوفي(3) أجر الأنبياء، ومحمد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(4)فرض اللّه عزّ وجلّ مودّة قرابته على أمّته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الّذي أوجب اللّه عزّ و جلّ لهم، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل.

فلمّا أوجب اللّه ذلك ثقل [ذلك] لثقل(5) وجوب الطاعة، فتمسّك بها قوم أخذ

ص: 44


1- سورة هود: 11: 29.
2- سورة هود: 11: 51.
3- في نسخة: «يوفّيه».
4- في نسخة: «يوفّيه أجره إلا نبيّنا محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
5- في نسخة: « كثقل».

اللّه ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق، وألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حدّه الذي حدّه اللّه فقالوا: القرابة هم العرب كلّها وأهل دعوته، فعلى أيّ الحالتين كان فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة، فأقربهم من النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أولاهم بالمودّة، كلّما قريت القرابة كانت المودّة على قدرها، وما أنصفوا نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حيطته ورأفته، وما منّ اللّه به على أمتّه ممّا تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤدّوه(1) في ذريّته وأهل بيته، وأن يجعلوهم(2) منهم كمنزلة العين من الرأس، حفظاً لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحباًّ لنبيّه(3)، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه، و الأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة والذين فرض اللّه مودّتهم، ووعد الجزاء عليها أنّه ما وفى أحد بهذه المودّة مؤمناً مخلصاً إلّا استوجب الجنّة، لقول اللّه عزّ وجلّ في هذه الآية: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ* ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(4) مفسّراً ومبيّناً». ثمّ قال أبو الحسن (علیه السلام): حدّثني أبي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: «اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: إنّ لك يا رسول اللّه مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج.

قال: «فأنزل اللّه عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال: يا محمّد: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا على قرابته من بعده، إن هو إلّا شيء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً، فأنزل اللّه عزّ وجلّ جبرئيل بهذه الآية: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ

ص: 45


1- في نسخة من المطبوعة: «لا يؤذوه».
2- في نسخة: «وأن لا يجعلوهم».
3- في نسخة: «لبنيه».
4- سورة الشورى: 42: 22 و 23.

شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(1)، فبعث إليهم النبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: هل من حدث؟ قالوا: إي واللّه يا رسول اللّه، لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الآية، فبكوا واشتدّ بكاؤهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)(2)، فهذه السادسة.

وأمّا الآية السابعة فقول اللّه تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(3)، وقد علم المعاندون منهم أنّه لمّا نزلت هذه الآية، قيل: يا رسول اللّه، قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال: «تقولون: اللّهم صل على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم و آل(4) إبراهيم إنك حميد مجيد»، فهل بينكم معاشر النّاس في هذا خلاف؟

قالوا: لا.

قال المأمون: هذا ما(5) لا خلاف فيه أصلاً وعليه الإجماع، وهل عندك في الاٰل شيء أوضح من هذا في القرآن؟

قال أبو الحسن (علیه السلام): «نعم، أخبروني عن قول اللّه عزّ وجلّ: ﴿يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ*إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ*عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(6)، فمن عنى بقوله (يس)»؟

قالت العلماء: يس محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يشكّ فيه أحد.

قال أبو الحسن (علیه السلام): «فإنّ اللّه أعطى محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و آل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، و ذلك أنّ اللّه لم يسلّم على أحد إلّا على

ص: 46


1- سورة الأحقاف: 46: 8.
2- سورة الشورى: 42: 25.
3- سورة الأحزاب: 33: 56.
4- في نسخة: «وعلى آل».
5- في نسخة: «ممّا».
6- سورة يس: 36: 1 - 4.

الأنبياء صلوات اللّه عليهم، فقال تبارك وتعالى: (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)(1) وقال: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)(2)، وقال: (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ)(3)، ولم يقل: «سلام على آل نوح»، ولم يقل: «سلام على آل موسى»، ولا: «على آل إبراهيم»، وقال: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)(4) يعني آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

فقال المأمون: قد علمت أنّ في معدن النبوّة شرح هذا وبيانه، فهذه السابعة.

وأمّا الثامنة فقول اللّه عزّ وجلّ: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)(5)، فقرن سهم ذي القربى مع سهمه(6) وسهم رسوله، فهذا فصل أيضاً بين الاٰل والاُمّة، لأنّ اللّه جعلهم في حيّز وجعل النّاس في حيّز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بذي القربى، بكلّ ما كان من الفيء والغنيمة وغير ذلك ممّا رضيه عزّ وجلّ لنفسه ورضيه لهم، فقال -وقوله الحقّ-: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)، فهذا تأكيد مؤكّد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب اللّه الناطق الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(7)، وأمّا قوله: (وَالْيَتامى والمساكين) فإنّ اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحلّ له أخذه، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم للغنيّ والفقير

ص: 47


1- سورة الصافات: 37: 79.
2- سورة الصافات: 37: 109.
3- سورة الصافات: 37: 120.
4- سورة الصافات: 37: 130. وهذه القراءة هي قراءة نافع وابن عامر من القراء السبع. (الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2: 227).
5- سورة الأنفال: 8: 41.
6- في العيون: «بسهمه».
7- سورة فصّلت: 42:41.

منهم، لأنه لا أحد أغنى من اللّه عزّ وجلّ ولا من رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فجعل لنفسه معهما سهماً ولرسوله سهماً، فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم، وكذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه ولنبيّه رضيه لذي القربي كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جلّ جلاله ثمّ برسوله ثمّ بهم، وقرن سهمهم بسهم اللّه وسهم رسوله.

وكذلك في الطاعة، قال: (یَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(1)، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بأهل بيته، وكذلك آية الولاية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2)، فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفيء، فتبارك اللّه وتعالى، ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت.

فلمّا جاءت قصّة الصدقة نزّه نفسه ونزّه رسوله ونزّه أهل بيته فقال: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ)(3)، فهل تجد في شيء من ذلك أنّه جعل عزّ وجلّ سهماً لنفسه أو لرسوله أو لذي القربي، لأنّه لمّا نزّه نفسه عن الصدقة ونزّه رسوله، نزّه أهل بيته، لا بل حرّم عليهم، لأنّ الصدقة محرّمة على محمّد وآله وهي أوساخ أيدي النّاس، لاتحلّ لهم لأنّهم طهّروا من كلّ دنس ووسخ، فلمّا طهرهم اللّه واصطفاهم رضي اللّه لهم ما رضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه عزّ وجلّ، فهذه الثامنة.

وأمّا التاسعة: فنحن أهل الذكر الّذين قال اللّه في محكم كتابه: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(4).

فقالت العلماء: إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى.

ص: 48


1- سورة النساء: 4: 59.
2- سورة المائدة: 5: 55. والآية بتمامها مذكورة في العيون.
3- سورة التوبة: 9: 60.
4- سورة النحل: 16: 43، وسورة الأنبياء: 21: 7.

فقال أبو الحسن (علیه السلام): «سبحان اللّه، وهل يجوز ذلك؟! إذا يدعونا إلى دينهم و يقولون: أنّه أفضل من دين الإسلام».

فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال (علیه السلام): «نعم، الذكر رسول اللّه ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب اللّه عزّ وجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا* رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ)(1)، فالذكر رسول اللّه، ونحن أهله، فهذه التاسعة.

وأما العاشرة فقول اللّه عزّ وجلّ في آية التحريم: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ) الآية إلى آخرها(2)، فأخبروني، هل تصلح ابنتي وابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يتزوّجها لو كان حيّاً»؟

قالوا: لا.

قال: «فأخبروني، هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوّجها لوكان حياً»؟

قالوا بلى.

قال: «ففي هذا بيان، لأنّي أنا من آله، ولستم من آله، ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم، كما حرم عليه بناتي، لأنّي(3) من آله وأنتم من اُمّته، فهذا فرق ما بين الاٰل والاُمّة، لأنّ الاٰل منه، والاُمّة إذا لم تكن من الاٰل ليست منه، فهذه العاشرة.

وأمّا الحادي عشر فقول اللّه عزّ وجلّ في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)(4) [إلى] تمام الآية، فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه، وكذلك خصّصنا نحن إذ كنّا

ص: 49


1- سورة الطلاق: 65: 10 - 11.
2- سورة النساء: 4: 23.
3- فى نسخة: «لأنّا».
4- سورة غافر: 40: 28.

من آل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بولادتنا منه، وعمّمنا النّاس بالدّين، فهذا فرق ما بين الاٰل و الاُمّة، فهذه الحادية عشرة.

وأمّا الثانية عشرة: فقول اللّه عزّ وجلّ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)(1) فخصّنا اللّه تعالى بهذه الخصوصيّة أن أمرنا(2) مع الاُمّة بإقامة الصلاة، ثمّ خصّنا من دون الاُمّة، فكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يجيء إلى باب عليّ وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر، كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرّات فيقول: «الصلاة رحمكم اللّه». وما أكرم اللّه أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة الّتي أكرمنا بها وخصّنا من دون جميع أهل بيته».

فقال المأمون والعلماء: جزاكم اللّه أهل بيت نبيّكم عن الاُمّة خيراً، فما نجد الشرح والبيان فيها اشتبه علينا إلّا عندكم.

(أمالي الصدوق: المجلس: 79، الحديث 1)

(1098) 3- حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر:

عن ليث بن سعد قال: قلت لكعب - وهو عند معاوية -: كيف تجدون صِفة مولد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهل تجدون لِعترته فضلاً؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى اللّه عزّ وجلّ على لسانه، فقال: هات يا أبا إسحاق رحمك اللّه ما عندك؟

فقال كعب: إنّي قد قرأت اثنين وسبعين كتاباً كلّها أنزلت من السماء، وقرأتُ صُحُف دانيال كلّها، ووجدت فى كلّها ذكر مولده ومولد عترته. (إلى أن قال:)

فقال معاوية: يا أبا إسحاق، ومن عَترته؟

قال كعب: ولد فاطمة.

فعبّس وجهه، وعضّ على شفتيه، وأخذ يعبث بلحيته، فقال كعب: وإنّا لنجد

ص: 50


1- سورة طه: 20: 132.
2- في العيون: «إذ أمرنا».

صفة الفَرْخين المستشهدين، وهما فرخا فاطمة، يقتلهما شرّ البريّة.

قال: ومَن يقتلهما؟

قال: رجل من قريش.

فقام معاوية وقال: قوموا إن شئتم. فقُمنا.

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 1)

تقدّم تمامه في تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.

(1099) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبداللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة قال: أخبرني حيدر بن محمّد السمرقندي قال: حدّثني محمّد بن عمر الكشّي قال: حدّثني محمّد بن مسعود العيّاشي قال: حدّثني جعفر بن معروف قال: حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن عذافر: عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «يا ابن يزيد، أنت واللّه منّا أهل البيت».

قلت: جُعِلتُ فداك، مِن آل محمّد؟

قال: «إي واللّه من أنفسهم».

قلت: مِن أنفسهم، جعلتُ فداك؟

قال: «إي واللّه من أنفسهم، يا عمر أمّا تقرأ كتاب اللّه عزّ وجلّ: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾(2)، وما تقرأ قول اللّه عزّ اسمه: (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(3).

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 22)

ص: 51


1- رواه الكشّي في ترجمة عمر بن يزيد من رجاله كما في اختيار معرفة الرجال: 2: 623 رقم 605. ورواه الطبري في الجزء 2 من بشارة المصطفى: ص 68.
2- سورة آل عمران: 3: 68.
3- سورة إبراهيم: 14: 36.

باب 4- في أنّ كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلّا نسب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسببه

(1100) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن حاتم(2) قال: حدّثني محمّد بن معاذ قال: حدّثني زكريّا بن عديّ قال: حدّثنا عبيداللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول على المنبر: «ما بال أقوام يقولون إنّ رحم رسول اللّه لا ينفع(3) يوم القيامة؟ بلى واللّه إنّ رحمي لموصولة(4) في الدنيا والآخرة» الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 38 الحديث 11)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 53)

سيأتي تمامه في الباب الأول من أبواب الفتن.

(1101) 2- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أتزعمون أنّ رحم نبيّ اللّه لا تنفع قومه يوم القيامة؟ بلى

ص: 52


1- سيأتي تخريجه في الباب الأوّل من أبواب الحوادث والفتن.
2- في نسخة من أمالي الطوسي: «محمّد خالد».
3- في نسخة من أمالي الطوسي: «لا تنفع»، وفي أخرى: «لا تشفع».
4- في أمالي الطوسي: «لموصلة».

واللّه إنّ رحمي الموصولة في الدنيا والآخرة»الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 38)

(1102) 3-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: أخبرنا عليّ بن محمّد بن عليّ العلوي قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «كلّ نسبٍ وصهرٍ منقطع يوم القيامة الّانسبي وسببي».

(أمالي الطوسي: المجلس: 12، الحديث 34)

ص: 53


1- تقدّم تخريج الحديث في كتاب المعاد.

باب 5- وجوب طاعة الأئمّة (علیهم السلام)

(1103) 1-(1) حدّثني أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثني إسحاق بن محمّد قال: حدّثنا زيد بن المعدّل، عن سيف بن عمر [التميمي البُرجُمي الكوفي]، عن محمّد بن كريب، عن أبيه، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اسمعوا وأطيعوا لمَن ولّاه اللّه الأمر، فإنّه نظام الإسلام».

(أمالى المفيد: المجلس 2، الحديث 2)

(1104) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة بن أعين:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیه السلام) قال: «ذروة الأمر(3) وسنامه

ص: 54


1- ونحوه رواه الطبراني في المعجم الكبير: 18: 248247 ح 621، والحاكم في كتاب العلم من المستدرك: 1: 94 بإسنادهما عن عرباض بن سارية قال: خرج علينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً فقام ووعظ النّاس ورغّبهم وحذّرهم وقال ما شاء اللّه أن يقول، ثمّ قال: «اعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئاً و أطيعوا مَن ولاه اللّه أمركم...».
2- رواه الكليني (قدّس سرّه) في باب فرض طاعة الأئمّة من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 185 ح1. ورواه أيضاً في باب دعائم الإسلام من كتاب الإيمان والكفر: ج 2 ص 19 ح 5 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه وعبداللّه بن الصلت جميعاً، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السلام) (في حديث طويل) وزاد بعد الآية الكريمة: «أمّا لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية وليّ اللّه فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على اللّه جلّ و عزّ، حقّ في ثوابه، ولا كان من أهل الإيمان»، ثمّ قال: «أولئك المحسن منهم يدخله اللّه الجنّة بفضل رحمته».
3- الذروة - بالكسر والضمّ -: المكان المرتفع والعلوّ، وأعلى الشيء، ذروة الأمر: أي أمر الدين، أو كلّ الأمور.

ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمان: طاعة الإمام بعد معرفته»(1).

ثمّ قال: «إنّ اللّه تعالى يقول: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْناكَ عَلَيهِمْ حَفِيظاً)(2)».

(أمالي المفيد: المجلس 8، الحديث 4)

ص: 55


1- في الكافي: «... ورضا الرحمان تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته» ثمّ قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول... قال العلامة المجلسي في البحار: 23: 294 - 295: بعد معرفته: أي الإمام، إرجاع الضمير إلى اللّه بعيد، و الاستشهاد بالآية بانضمام الآيات الدالّة على مقارنة طاعة الرسول لأولي الأمر، أو بانضمام ما أوصى به الرسول من طاعتهم، فطاعتهم طاعة الرسول، أو مبنيّ على أنّ الآية نزلت في ولايتهم كما يدلّ عليه بعض الأخبار، أو على أنّهم نوّابه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فحكمهم حكمه.
2- سورة النساء: 4: 80.

باب 6- نفي الغلوّ في النبيّ و الأئمّة (علیهم السلام)

(1105) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عامر بن معقل:

عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قال لي: «يا أباحمزة، لاتَضَعُوا عليّاً دون ما وضعه اللّه، ولا ترفعوا عليّاً فوق ما رفعه اللّه، كن بعليّ أن يقاتل أهل الكرّة وأن يزوّج أهل الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 4)

(1106) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبري (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مروك بن عبيد الكوفي:

عن محمّد بن زيد الطبري(3) قال: كنت قائماً على رأس الرضا عليّ بن

ص: 56


1- ورواه الصفّار في الباب 18 من الجزء 8 من بصائر الدرجات: ص 415 ح 5 عن أحمد بن محمّد بن عيسى.
2- ورواه الكليني (قدّس سرّه) في باب «فرض طاعة الأئمّة» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 187 ح10.
3- ومثله في الكافي: 1: 187 باب فرض طاعة الأئمّة من كتاب الحجّة الحديث 10 وباب الفيء والأنفال من كتاب الحجّة: ص 547 ح 25، وذكره الشيخ في رجاله (16) وقال: أصله كوفيّ، من أصحاب الرضاء (علیه السلام). وفي أمالي الطوسي: «محمّد بن يزيد الطبري»، ومثله في باب الزيادات من الأنفال من التهذيب: ج 4 ص 139 و 140 ح 395 و 396 وباب ما أباحوه لشيعتهم (علیهم السلام) من الخمس من الاستبصار: ج 2 ص 9 و 10 ح 195 و 196، والظاهر اتّحادهما.

موسی (علیهما السلام) بخراسان وعنده جماعة من بني هاشم، منهم إسحاق بن العبّاس بن موسی(1) فقال له: «يا إسحاق، بلغني أنّكم تقولون: أنّا نقول(2): إنّ النّاس عبيد لنا! لا وقرابتي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما قلته قطّ، ولا سمعته من أحد من آبائي ولا بلغني عن أحد منهم قاله، لكنّا نقول: النّاس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين، فليبلّغ الشاهد الغائب».

(أمالي المفيد: المجلس 30، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 28)

(1107) 3-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا الحسين بن عبیداللّه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن یحیی العطّار قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن العبّاس بن معروف، عن عبد الرحمان بن مسلم، عن فضيل بن يسار قال:

قال الصادق (علیه السلام): «احذروا على شبابكم الغُلاة لا يفسدونهم، فإنّ الغلاة شرّ خلق اللّه، يصغّرون عظمة اللّه ويدّعون الربوبيّة لعباد اللّه، واللّه إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والّذين أشركوا».

ثمّ قال (علیه السلام): «إلينا يرجع الغالي فلانقبله، وبنا يلحق المقصّر فنقبله».

فقيل له: كيف ذلك، يا ابن رسول اللّه؟

قال: «لأنّ الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة و الصيام والحجّ، فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى طاعة اللّه عزّ وجلّ أبداً، وإنّ المقصّر إذا عرف عمل وأطاع».

(أمالي الطوسي: المجلس 33، الحديث 12)

ص: 57


1- في الكافي: «إسحاق بن موسى بن عيسى».
2- قوله: «أنّا نقول» غير موجود في أمالي الطوسي.
3- وروى ابن شهر آشوب في عنوان «الردّ على الغلاة» من مناقب آل أبي طالب: 1: 324 من قوله (علیه السلام): «إنّ الغلاة شرّ خلق اللّه» إلى قوله: «والّذين أشركوا».

(1108) 4-(1) وعن الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمّد العلوي، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جدّه إبراهيم بن هاشم، عن أبي أحمد الأزدي، عن عبد الصمد بن بشير، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «اللّهم إنّي بريء من الغُلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللّهم اخذهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً».

(أمالي الطوسي: المجلس 33، الحديث 13)

ص: 58


1- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «الردّ على الغلاة» من مناقب آل أبي طالب: 1: 324.

أبواب النصوص على الأئمّة (علیهم السلام)

باب 1- الأئمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر؛ عدة نقباء بني إسرائيل

(1109) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أبو يزيد محمّد بن يحيى بن خالد بن يزيد [بن متى المديني الخالدي] المروزي [الميرماهاني](2) بالريّ في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وثلاث مئة، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومئتين، وهو المعروف باسحاق بن راهويه، قال حدّثنا يحيى بن يحيى [بن بكر عبد الرحمان أبو زكريّا النيسابوري]، قال: حدّثنا هشيم(3)، عن مجالد [بن سعيد]، عن الشعبي:

ص: 59


1- ورواه أيضاً في الباب 6 - النصوص على الإمام الرضا ء (علیه السلام) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني عشر (علیهم السلام) من العيون: ج 1 ص 54 ح 10، وفي الباب 24 من كمال الدين: 1: 270 - 271 ح 16، وفي أبواب 12 من الخصال: 2: 466 - 467 ح 6. ورواه أحمد في مسند عبداللّه بن مسعود من مسنده: 1: 398 ح 3772 قال: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا جلوساً ليلة عند عبد اللّه وهو يقرؤنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمان، هل سألتم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كم تملك هذه الاُمّة من خليفة؟ فقال عبداللّه بن مسعود: ما سألني عن هذا منذ قدمت العراق قبلك ثمّ قال: نعم، ولقد سألنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «اثنا عشر، كعدّة نقباء بني إسرائيل». وأخرجه أبويعلى الموصلي في مسند عبداللّه بن مسعود من مسنده: 8: 444 برقم 65- (5031) عن شيبان بن فروخ، عن شيبان بن فروخ عن حمّاد بن زيد، وفيه: «اثنا عشر، مثل نقباء بني إسرائيل». وأخرجه أيضاً في ج9 ص 222 تحت الرقم: 356(5322) عن أبي خيثمة، عن يونس بن محمّد، عن حمّاد بن زيد، وفيه: «اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل». وقال محقّق الكتاب في هامش الحديث الأوّل: وأخرجه البزّار: 2: 231 برقم 1586 من طريق أحمد بن عبدة، عن حمّاد. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 10: 195 برقم 10310. ورواه الحاكم في كتاب الفتن والملاحم من المستدرك: 4: 501 عن محمّد بن صالح بن هانئ، عن الحسين بن الفضل، عن عفان، عن حمّاد بن زيد، وفيه: «اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل». وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: 5: 190 نقلًا عن أحمد وأبي يعلى والبزّار. ورواه النعماني في عنوان «فصل: ما روي أنّ الأئمّة اثناعشر إماماً» من كتاب الغيبة: ص 106 - 107 ح 37. وأورده الفتّال في روضة الواعظين ص 261.
2- انظر ترجمة الرجل في: عنوان «المديني» و«الميرماهاني» من الأنساب -لابن لسمعاني-، وسير أعلام النبلاء: 14: 531 رقم 305، ووفيات سنة 313 من تاريخ الإسلام ص 469.
3- هذا هو الظاهر الموافق لترجمته وترجمة مجالد بن سعيد ويحيى بن يحيى بن الوليد من تهذيب الكمال: 27: 221 و 30: 272 و 32: 32 وغيره من كتب الرجال، وفي نسخة صحفت ب «ميثم»، وفي أخرى ب-«هشام».

عن مسروق قال: بينا نحن عند عبداللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه، إذ يقول له فتىً شابّ: هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟

قال: إنّك لحَدَث السنّ وإنّ هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة، بعدّة نقباء بني إسرائيل.

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 4)

(1110) 2-(1) حدّثنا أبو عليّ أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبدويه قال: حدّثنا أبو عبداللّه أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي قال: حدّثنا محمّد بن عبدوس الحرّاني قال: حدّثنا عبدالغفّار بن الحكم، قال: حدّثنا منصور بن أبي

ص: 60


1- ورواه أيضاً في الباب 6 - النصوص على الإمام الرضا (علیه السلام) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني عشر (علیهم السلام) من العيون: ج 1 ص 53 ح 9، وفي الباب 24 من كمال الدين: 1: 271 ح 17، وفى أبواب 12 من الخصال: 2: 467 ح 7. وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم.

الأسود، عن مطرِّف [بن طَريف]، عن الشعبي:

عن عمّه قيس بن عبد قال: كنّا جلوساً في حلقة فيها عبداللّه بن مسعود، فجاء أعرابيّ [ف]قال: أيّكم عبداللّه؟

قال عبداللّه بن مسعود: أنا عبد اللّه.

قال: هل حدّثكم نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كَم يكون بعده من الخلفاء؟

قال: نعم، اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل.

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 5)

(1111) 3-(1) حدّثنا عتّاب بن محمّد بن عتّاب الورامِيني قال: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحمان بن المفضّل ومحمّد بن عبیداللّه سوّار قالا: حدّثنا عبد الغفّار بن الحكم قال: حدّثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف، عن الشعبي.

وحدّثنا عتاب بن محمّد قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد الأنماطي، عن يوسف بن موسى، قال: حدّثني جرير، عن أشعث بن سوّار، عن الشعبي.

وحدّثنا عتّاب بن محمّد قال: حدّثنا الحسين بن محمّد الحرّاني قال: حدّثنا أيّوب بن محمّد الوزّان قال: حدّثنا سعيد بن مسلمة قال: حدّثنا أشعث بن سوّار، عن الشعبي، كلّهم قالوا:

ص: 61


1- ورواه أيضاً في الباب 6 - النصوص على الإمام الرضا (علیه السلام) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني عشر (علیهم السلام) من العيون: 1: 54 ح 11، وفي الباب 24 من كمال الدين: 1: 271 ح 18، في أبواب 12 من الخصال: 2: 467 ح 8. ولاحظ تخريج الحديث 1 من هذا الباب.

عن عمّه قيس بن عبد، قال عتّاب: وهذا حديث مطرف، قال: كنّا جلوساً في المسجد ومعنا عبداللّه بن مسعود، فجاء أعرابيّ فقال: أفيكم عبداللّه؟

قال: نعم، أنا عبداللّه، فما حاجتك؟

قال: يا عبداللّه، أخبركم نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كم يكون فيكم من خليفة؟

قال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ قدمتُ العراق، نعم، اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل.

قال أبو عروبة في حديثة: قال: نعم، عدّة نقباء بني إسرائيل.

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 6)

(1112) 4-(1) وبالسند المتقدّم عن يوسف بن موسى، عن جرير، عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر، كعدّة نقباء بني إسرائيل».

(أمالي الصدوق: المجلس 51 الحديث 7)

ص: 62


1- ورواه أيضاً في الباب 6 - النصوص على الإمام الرضا (علیه السلام) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني (علیهم السلام) من العيون: ج 1 ص 11 ذيل الحديث 11، وفي الباب 24 من كمال الدين: 1: 271 ح 18، وفي باب 12 من الخصال: 2: 467 ح 8.

باب 2- الأئمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثناعشر؛ كلّهم من قريش

(1113) 1-(1) أبو جعفر الصدوق: قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن عبدة النيسابوري قال: حدّثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق قال: حدّثني عمّي إبراهيم بن محمّد، عن زياد بن علاقة، وعبدالملك بن عُمير:

عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسمعته يقول: «يكون بعدي اثنا عشر أميراً». ثمّ أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الّذي أخفى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قال: قال: «كلّهم من قريش».

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 8)

ص: 63


1- ورواه أيضاً في أبواب 12 من الخصال: 2: 469 ح 12 وص 471 ح 20 مقارناً بزياد بن علاقة وص 473 ح 27، وفي الباب 6 - النصوص على الرضا (علیه السلام) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني عشر (علیهم السلام) - من العيون: 1: 54 ح 12، وفي الباب 24 من كمال الدين: 1: 272 ح 19. ورواه أحمد في مسنده: 5: 93، والطبراني في المعجم الكبير: 2: 214 برقم 1875. وحديث جابر هذا، رواه عنه جماعة - مع مغايرة جزئيّة في بعض الألفاظ-، منهم أبو بكر بن موسى، والأسود بن سعيد الهمداني، وحصين بن عبد الرحمان، وزياد بن علاقة، و سعيد بن خالد، وسماك بن حرب، وعامر الشعبي، وعبداللّه بن عمير، وابن سيرين، والنضر بن صالح. وأمّا حديث أبي بكر بن أبي موسى، فرواه الترمذي في باب ما جاء في الخلفاء من کتاب الفتن من صحيحه: 4: 501 برقم 2223 مقارنا بسماك بن حرب. وأمّا حديث الأسود بن سعيد، فرواه أيضاً أحمد في المسند: ج 5 ص 92، والطبراني في المعجم الكبير: 2: 253 برقم 2059، و العاصمي في الفصل الرابع من زين الفتى: 1: 112 ح 19، والصدوق فى أبواب 12 من الخصال: ص 472 ح 26 وفي الباب 6 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 55 ح 13 و 14. وأمّا حديث حصين بن عبد الرحمان، فرواه أيضاً الطبراني في المعجم الكبير: ج 2 ص 255 برقم 2068 وص 254 برقم 2063 مقارناً بسماك وزياد بن علاقة، والصدوق في أبواب 12 من الخصال: ص 471 ح 19 مقارناً بسماك وعبد اللّه بن عمير. وأمّا حديث زياد بن علاقة، فرواه الطبراني في المعجم الكبير: 2: 254 برقم 2063، والصدوق في أبواب 12 من الخصال: ص 471 ح 21. كلاهما مقارناً بسماك وحصين. وأمّا حديث سعد بن قيس الهمداني، فرواه الصدوق في أبواب 12 من الخصال: ص 470 - 471 ح 18. وأمّا حديث سماك، فرواه أحمد في مسند جابر بن سمرة من مسنده: 5: 90 و 92 و 94 و 108، والترمذي في باب ما جاء في الخلفاء من كتاب الفتن من صحيحه: 4: 501 برقم 2223 مقارناً بأبي بكر بن أبي موسى، ثمّ قال: وفي الباب عن ابن مسعود وعبداللّه بن عمرو، والطبراني في المعجم الكبير: 2: 223 برقم 1923 وص 226 برقم 1936، و ص 254 ح 2063 مقارناً بحصين وزياد بن علاقة، والصدوق في أبواب 12 من الخصال: ص 469 و 780 ح 14 و 15 و 16 وص 471 ح 19 مقارناً بعبداللّه بن عمير وحصين بن عبد الرحمان، وفي ص 475 ح 36 وفي كمال الدين: ص 273 باب 23 ح 23 وفي عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 55 باب 6 ح 13. وأمّا حديث عامر الشعبي، فرواه أيضاً أحمد في المسند: ج ص 93 و 96، والعاصمي في الفصل الرابع من زين الفتى: ح 22، والصدوق في أبواب 12 من الخصال: ص 469 ح 13 و ص 470 ح 17 وص 471 ح 22 وص 472 ح 23 و 24 و 25 وفي كمال الدين: ص 272 باب 23 ح 20 وص 273 - 274 ح 24. وأمّا حديث عبداللّه بن عمير، فرواه الصدوق في أبواب 12 من الخصال: ص 471 ح 20 مقارنا بسماك وحصين بن عبد الرحمان. وأمّا حديث محمّد بن سيرين، فرواه الصدوق في أبواب 12 من الخصال: ص 473 ح 29، وفي كمال الدين: ص 272- 273 باب 23 ح 21. وأمّا حديث النضر بن صالح فرواه الطبراني في المعجم الكبير: 2: 253 برقم 2060 ورواه النعماني في عنوان «فصل: فيما روي أنّ الأئمّة اثناعشر، من طريق العامة...» من كتاب الغيبة ص 102 - 104 ح 31 - 33، وفي ص 106 ح 36، وص 107 ح 38.

(1114) 2-(1)

حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الصائغ قال: حدّثنا [أبو الحسين] أحمد بن

ص: 64


1- ورواه في الباب 12 من الخصال: 2: 475 برقم 37، والباب 24 من كمال الدين: 1: 273 - 274 برقم 24. وقريباً منه أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 1: 474 برقم 863 قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا سليمان، عن عمرو، عن فرات القزاز، عن عبيداللّه بن عبّاد: عن جابر بن سمرة قال: دخلت أنا وأبي على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فصلّى بنا، فلمّا سلّم أومأ النّاس بأيديهم يميناً وشمالاً، فأبصرهم، (إلى أن قال): وجلسنا معه فقال: «لا يزال الإسلام ظاهراً حتّى يكون اثنا عشر أميراً - أو خليفة - كلّهم من قريش». ورواه - ونحوه - في مسند جابر بن سمرة من المعجم الكبير: 20: 195 - 197 برقم 1791 و 1794 - 1798 عن عامر الشعبي، عن جابر بن سمرة. وقريباً منه رواه أحمد في مسند جابر بن سمرة من مسنده: 5: 90 برقم 20327 قال: حدّثنا بهز، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا سماك قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لايزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة»، فقال كلمة خفيّة لم أفهمها. قال: قلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: «كلّهم من قريش». ورواه برقم 20330 عن عامر، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول في حجّة الوداع: «لايزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه، لا يضرّه مخالف ولامفارق حتّى يمضي من اُمّتي اثنا عشر أميراً من قريش». قال: ثمّ خفي عليّ قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، منّي، فقلت: يا أبتاه، ما الّذي خفي عَلَيّ من قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ قال: يقول: «كلّهم من قريش». قال: فأشهد على إفهام أبي إيَّاي، قال: «كلهم من قريش». ورواه في ص 98 برقم 20417 - 20418، وص 107 برقم 20534 عن عبدالملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، ونحوه برقم 20528 عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة. ورواه - ونحوه - مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه: 3: 34 - 35 باب: النّاس تبع لقريش والخلافة في قريش برقم (1821) 5 - 9 عن حصين، وعبد الملك بن عمير، وسماك بن حرب، والشعبي، عن جابر بن سمرة، وفي الحديث 10(1822) عن عامر بن سعد، عن جابر بن سمرة. وأخرجه أبو داوود في كتاب المهدي من سننه: 4: 106 الحديث 4279 - 4280، والبغوي في كتاب المناقب من مصابيح السنّة: 4: 137 باب مناقب قريش برقم 4680. وأورده الديلمي في الفردوس: 5: 229 ح 7705، وص 238 ح 7740.

محمّد بن يحيى الغضراني(1) قال: حدّثنا أبو عليّ الحسين بن الكميت(2) بن بهلول

ص: 65


1- كذا في الأمالي، وفي الخصال وكمال الدين: «القصراني»، قال السمعاني في الأنساب: 511:4: القَصراني - بفتح القاف وسكون الصاد والراء المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها النون: هذه النسبة إلى القَصران، وهما قصران الداخل والخارج، وصلتُ إلى الخارج منهما وأقمت بها ليلة، وهي بنواحي الريّ. وقال ياقوت في معجم البلدان: 4: 353: وهما ناحيتان كبيرتان بالري في جبالها... وأكثر فواكه الريّ من نواحيه... والقصران أيضاً مدينة السيرجان بكرمان كانت تسمّى القصرين.
2- هذا هو الصحيح الموافق لكمال الدين والخصال، ولترجمة الرجل في تاريخ بغداد: 8: 87 رقم 4183 و تاريخ الإسلام: وفيات 291- 300 ص 140 والمنتظم: 13 وفيات 294، وفي نسخ الأمالي: الحسين بن الليث.

الموصلي قال: حدّثنا غسّان بن الربيع قال: حدّثنا سليم بن عبداللّه مولى عامر الشعبي، عن عامر [عن جابر بن سمرة](1) أنّه قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يزال أمر اُمّتي ظاهراً حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش».

(أمالي الصدوق: المجلس 51، الحديث 9)

ص: 66


1- ما بين المعقوفين أخذناه من سائر الروايات، كما في تخريج الحديث.

باب 3- الأئمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر أوّلهم عليّ (علیه السلام) وآخرهم القائمة (عجل اللّه تعالی فرجه الشریف)

(1115) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي(2)، عن أبان بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « الأئمّة من بعدي اثنا عشر، أوّلهم أنت يا عليّ، وآخرهم القائم الّذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها».

(أمالي الصدوق: المجلس 23، الحديث 11)

(1116) 2- حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد الأنباري، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن فضّال، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه

ص: 67


1- ورواه أيضاً في الباب 24 من كمال الدين: 1: 282 ح 35، وفي باب النصوص على الرضا (علیه السلام) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني عشر (علیهم السلام) من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 66 - 67 ح 34، وفي طبع: ص 196 باب 27 ح 79. ورواه الطبرسي في الفصل 2 من إعلام الورى: ص 370، والفتّال مرسلاً في روضة الواعظين: ص 102، وابن شهر آشوب في المناقب: 1: 298. وقريباً منه رواه البرسي في مشارق أنوار اليقين: ص 57 مرسلاً عن ابن عبّاس.
2- هو محمّد بن أبي عمير الّذي قد عدّه الرجاليون من أصحاب الإجماع، وقالوا في حقّه: أنّه لايروي و لايرسل إلّا عن ثقة، ولهذا قال بعض بأنّ مراسيله تكون بحكم المسانيد، وإن خالف ذلك المحقّقون، وقد صنّف كتباً كثيرة، مات سنة 217 ه- (رجال العلّامة: 140: 17، رجال ابن داوود: 1599/ 1272، الفهرست - للشيخ الطوسي -: 265 / 591).

محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قلت لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):

أخبرني بعدد الأئمّة بعدك؟

فقال: «يا عليّ هم اثنا عشر، أوّلهم أنت، وآخرهم القائم».

(أمالي الصدوق: المجلس 91، الحديث 10)

ص: 68

باب 4- الأئمّة (علیهم السلام) من صلب عليّ (علیه السلام)

(1117) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أخبرني جبرئيل، عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال: «عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي وديّان ديني، أخرج من صلبه أئمّة يقومون بأمري، ويدعون إلى سبيلي، بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي، وبهم أنزل رحمتي».

(أمالي الصدوق: المجلس 81، الحدیث 7)

أقول: سيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ.

ص: 69


1- ورواه أيضاً في الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 61، وفي ط: ص 56، ح 208. ورواه الحرّ العاملي في الباب 12 من الجواهر السنيّة: ص 181 نقلا عن العيون ومحاسن البرقي.

باب 5- الأئمّة من ولد الحسين (علیه السلام)

(1118) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام): «اكتب ما أملي عليك».

فقال: «يا نبيّ اللّه، أتخاف عَلَيّ النسيان»؟

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت اللّه لك أن(2) يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك».

قال:(3) قلت: «ومن شركائي، يا نبيّ اللّه»؟

قال: «الأئمّة من ولدك، بهم تُسقی أُمّتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف اللّه عنهم عنهم البلاء، وبهم ينزل(4) الرحمة من السماء، وهذا أوّلهم». وأومى بيده إلى الحسن بن عليّ (علیه السلام)، ثمّ أومى بيده إلى الحسين (علیه السلام) ثمّ قال: «الأئمّة من ولده».

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «و أومأ إلى الحسن (علیه السلام) وقال: هذا أوّلهم، و أومأ إلى الحسين (علیه السلام) وقال: الأئمّة من ولده».

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 46)

ص: 70


1- ورواه أيضاً في الباب 21 من كمال الدين: ص 206 - 207 برقم 21. ورواه الصفّار في الباب 1 من الجزء 4 من بصائر الدرجات: ص 167 ح 22، والطبري في الجزء 2: من بشارة المصطفى: ص 79 - 80 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، عن أبي جعفر الطوسي.
2- كلمة «أن» غير موجودة في أمالي الطوسي.
3- كلمة «قال» غير موجودة في أمالي الطوسي.
4- في أمالي الطوسي: «تنزل».

(1119) 2- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا و عليب وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه، أعداؤنا أعداء اللّه، وأولياؤنا أولياء اللّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 8)

سيأتي تمامه مسنداً في باب نصوص الرسول على الأئمّة (علیهم السلام)، وفيه روايات أخرى ترتبط بهذا الباب، فلاحظ هناك.

(1120) 3- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «يا عليّ، أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام، من تبعنا نجا، ومن تخلّف عنا فإلى النّار».

(أمالي المفيد: المجلس 25، الحديث 4)

ص: 71

باب 6- نصوص اللّه عليهم من خبر اللوح والخواتيم

(1121) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحسين الكناني، عن جدّه:

عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ(2)أنزل على نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كتاباً قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمّد، هذا الكتاب(3) وصيّتك إلى النجيب من أهلك.

فقال: ومَن(4) النجيب من أهلي يا جبرئيل؟

فقال: عليّ بن أبي طالب.

وكان على الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) وأمره أن

ص: 72


1- ورواه أيضاً فى الباب 58 من كمال الدين: ج 2 ص 669 ح 15. ورواه الكليني (قدّس سرّه) في باب «أنّ الأئمّة (علیهم السلام) لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلّا بعهد من اللّه عزّ وجلّ وأمر منه» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 280، ح 2 عن أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الكناني، عن جعفر بن نجيح الكندي، عن محمّد بن أحمد بن عبيداللّه العمري، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) مثله بمغايرة ما في بعض الكلمات. وروى نحوه في الحديث 1 من الباب ص 279 عن محمّد بن يحيى والحسين بن محمّد، عن جعفر بن محمّد،، عن عليّ بن الحسين بن عليّ، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وروى ابن بابويه - والد الصدوق - نحوه في كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة: ص 38- 39 ح 20 بإسناده عن جعفر بن سماعة، عن أبي عبد اللّه (علیهم السلام).
2- في أمالي الطوسي: «جلّ اسمه».
3- في أمالي الطوسي: «هذا كتاب».
4- في أمالي الطوسي: «وما».

يفكّ خاتماً منها، ويعمل بما فيه، ففكّ [عليّ](1) (علیه السلام) خاتماً وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن (علیه السلام) ففكّ خاتماً وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى [أخيه](2) الحسين (علیه السلام) ففكّ خاتماً، فوجد فيه أن: «اخرج بقوم(3) إلى الشهادة، فلاشهادة(4) لهم إلّا معك، واشتر نفسك للّه عزّ وجلّ»، ففعل.

ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين (علیه السلام) ففكّ خاتماً فوجد فيه: «اصمت، والزم منزلك، واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين»، ففعل.

ثمّ دفعه إلى محمّد بن عليّ [الباقر](5) (علیهما السلام) ففكّ خاتماً فوجد فيه: «حدّث النّاس وأفتهم، ولا تخافنّ إلا اللّه، فإنّه لا سبيل لأحد عليك»، [ففعل].

ثمّ دفعه إليّ، ففككت خاتماً فوجدت فيه: «حدّث النّاس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك، وصدّق آبائك الصالحين، ولا تخافنّ أحداً إلا اللّه، وأنت(6) في حرز وأمان»، ففعلت، ثمّ أدفعه إلى موسى بن جعفر، وكذلك يدفعه موسى إلى(7) الّذي من بعده، ثمّ كذلك أبداً إلى قيام المهدي (علیه السلام)»(8).

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 47)

ص: 73


1- من أمالي الطوسي.
2- من أمالي الطوسي.
3- في كمال الدين: «بقومك».
4- في أمالي الطوسي: «ولا شهادة».
5- من أمالي الطوسي.
6- في أمالي الطوسي: «فأنت».
7- في أمالي الطوسي: «وكذلك يدفعه إلى من بعده».
8- في نسخة من أمالي الطوسي: «إلى القائم المهدي (علیه السلام)».

(1122) 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أبي، عن الحسين بن عبيداللّه، عن محمّد بن عبداللّه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال:

سمعت أبا جعفر الباقر (علیه السلام) يقول: «أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا محمّد، إنِّي خلقتك ولم تك شيئاً، ونفخت فيك من روحي كرامةً منّي أكرمتك بها، حتّى أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعاً، فمن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني، وأوجبت ذلك في عليّ وفي نسله من اختصصت منهم لنفسي».

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 5)

(1123) 3- حدّثنا عليّ بن عيسى القمي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني عليّ بن محمّد ماجيلويه قال: حدّثني أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، أنت أخي، ووارثي، ووصيّي، وخليفتي في أهلي و اُمّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي.

يا عليّ، أنا وأنت أبوا هذه الاُمّة.

يا عليّ أنا وأنت والأئمّة من ولدك سادة في الدنيا وملوك في الآخرة، من عرفنا فقد عرف اللّه، ومن أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 6)

(1124) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

ص: 74


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 39 عن ابن الشيخ، عن أبيه.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما قبض اللّه نبيّاً حتى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أوصي، فقلت: إلى مَن يا ربّ؟

فقال: «أوص يا محمّد، إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فإنّي قد أثبته في الكتب السالفة، وكتبت فيها أنّه وصيّك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي و رسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة، ولك يا محمّد بالنبوّة، ولعليّ بالولاية».

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 14)

(1125) 5-(1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى الفحّام قال: حدّثني أبو العبّاس أحمد بن عبداللّه بن عليّ الرآس(2) قال: حدّثنا أبو عبد اللّه عبد الرحمان بن عبد اللّه العمري قال: حدّثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة قال: حدّثني أخي محمّد بن المغيرة، عن محمّد بن سنان:

عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: قال أبي لجابر بن عبداللّه: «لي إليك حاجة، أريد أخلو بك فيها». فلمّا خلا به في بعض الأيّام، قال له: «أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أُمّي فاطمة (علیها السلام)».

ص: 75


1- وروى الكليني (قدّس سرّه) نحوه في باب «ما جاء في الاثني عشر والنص علیهم (علیهم السلام)» من أبواب التاريخ من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 527 - 528 ح 3 عن محمّد بن يحيى ومحمد بن عبداللّه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن الحسين بن ظريف وعليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). ورواه الصدوق (قدّس سرّه) في الباب 28 -ذكر النص على القائم (علیه السلام) في اللوح... - من كمال الدين: 1: 308 - 311 ح 1 عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبداللّه وعبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد والحسن بن طريف، عن بكر بن صالح. و عن أبيه ومحمّد بن موسى بن المتوكّل ومحمّد بن عليّ ماجيلويه وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم والحسن بن إبراهيم بن ناتانة وأحمد بن زياد الهمداني، جميعاً عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح. ورواه في الباب 6 - النصوص على الرضا (علیه السلام) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني عشر (علیهم السلام) - من عيون أخبار الرضا: 1: 48 - 50 ح 2، وفي طبع ص 156 ح 47، ورواه بإسناده عنه الحمّويي في الباب 32 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 136 ح 432 - 435. ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة ص 165 في أحوال الإمام الحسين (علیه السلام)، و ص 261 في أحوال صاحب الزمان (علیه السلام)، ورواه أيضاً في ص 258 باختصار. ورواه النعماني في الباب 4 من كتاب الغيبة: 62 ح 5، والمفيد في الاختصاص: 210، والحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين: 103، و الطبرسي في الاحتجاج: 1: 162 - 166 عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه، عن أبيه، عن جابر. ورواه في ألقاب الرسول وعترته (علیهم السلام) المطبوع ضمن مجموعة نفيسة: ص 216(14)، والسبزواري في جامع الأخبار: ص 65، وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب: 1: 359 نقلا عن كتاب مولد فاطمة (علیها السلام). ورواه الطوسي في كتاب الغيبة: ص 143 - 148 ح 108، والطبرسي في إعلام الورى: ص 371. ولاحظ باب ما جاء عن فاطمة صلوات اللّه عليها عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في النصوص على الأئمّة الاثني عشر (علیهم السلام) من كتاب كفاية الأثر - لأبي القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزاز القمّي -ص 196، وكتاب الفضائل - لشاذان -: 113.
2- الرآس - بفتح الراء المهملة وتشديد الألف وفي اٰخرها السين المهملة -: هذه النسبة إلى بيع الرؤوس المشوية، ويقال بالواو الرواس. (الأنساب للسمعاني: 3: 25-26).

قال جابر: أشهد باللّه لقد دخلتُ على فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأهنّئها بولدها الحسين (علیه السلام)، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء، فيه كتاب أنور من الشمس، وأطيب من رائحة المسك الأذفر، فقلت: ما هذا، يا بنت رسول اللّه؟

فقالت: «هذا لوح أهداه اللّه عزّ وجلّ إلى أبي، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي». فسألتها أن تدفعه إلَيّ لأنسخه، ففعلت.

فقال له: «فهل لك أن تعارضني به»؟

قال: نعم.

فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفةٍ من كاغدٍ، فقال له: انظر في صحيفتك حتّى

ص: 76

أقرأها عليك، وكان في صحيفته مكتوب:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

هذا كتاب من اللّه العزيز العليم، أنزله الروح الأمين على محمّد خاتم النبيين، يا محمّد، عظّم اسمائي، واشكر نعمائي، ولاتجحد آلائي، ولاترج سواي، ولا تخش غيري، فإنّه من يرجو سواي ويخشى غيري أعذّبه عذاباً أليماً لا أعذّبه أحداً من العالمين.

يا محمّد، إنّي اصطفيتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك على الأوصياء، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدّة أبيه، والحسين خير أولاد الأوّلين والآخرين، فيه تثبت الإمامة، ومنه تعقب عليّ زين العابدين، ومحمّد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحقّ، وجعفر الصادق في العقل والعمل، تنشب من بعده فتنة صمّاء، فالويل كلّ الويل للمكذّب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى، وعليّ الرضا يقتله عفريت كافر، يدفن بالمدينة الّتي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلق اللّه، ومحمّد الهادي إلى سبيلي الذابّ عن حريمي والقيّم في رعيّته حَسَنُ أغَرّ، يخرج منه ذو الإسمين عليّ [والحسن]، والخلف محمّد، يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظلّه من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين، وهو المهديّ من آل محمّد، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 13)

ص: 77

باب 7- نصوص الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الأئمّة (علیهم السلام)

أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الثالث والرابع.

(1126) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري قال: حدّثنا أبو جعفر ابن السريّ، وأبو نصر بن موسى بن أيّوب الخلّال قالا(2): حدّثنا عليّ بن سعيد قال: حدّثنا ضمرة [بن ربيعة، عن عبد اللّه](3) بن شَوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب:

عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة، كتب اللّه له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمّ، لمّا أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقال: «يا أيّها النّاس، ألست أولى بالمؤمنين»؟

قالوا: نعم يا رسول اللّه.

قال: «مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه».

فقال له عمر: بخ بخ يا ابن أبي طالبّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(4).

(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 2)

ص: 78


1- ورواه الخطيب في ترجمة حبشون بن موسى الخلّال برقم 4392 من تاريخ بغداد: 8: 290 عن الدارقطني، عن حبشون عن عليّ بن سعيد، وبسند آخر عن أحمد بن عبداللّه بن أحمد، عن عليّ بن سعيد. ورواه الحاكم الحسكاني في الحديث 210 من شواهد التنزيل: 1: 200 عن أبيه، عن ابن شاهين، عن أحمد بن عبد اللّه، عن عليّ بن سعيد، وفي ص 202 ح 213 بسنده عن حبشون بن موسى، عن عليّ بن سعيد. ورواه ابن عساكر في الحديث 577 و 580 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 75 و 77 - 78 عن محمّد بن عبداللّه الدقّاق، عن أحمد بن عبداللّه، عن عليّ بن سعيد. ورواه المرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 42 في عنوان «الحديث الثاني: في العلم وفضله...»، وفي ص 259 في عنوان «الحديث الثاني عشر: في فضل الصوم وفضل صيام شهر رمضان». وفي ج 2 ص 73 في عنوان «الحديث السادس عشر: في ذكر الأيّام العشر وعيد النحر...». ورواه العاصمي في زين الفتى: 2: 265 ح 474، وابن المغازلي في الحديث 24 من المناقب: ص 18 - 19، وحميد بن أحمد المحلّي في محاسن الأزهار: ص 93، ط 1. ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 156 ح 184، ولم يتعرض للآية الكريمة. ورواه الحمّويي في أوّل الباب 13 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 77 ح 44، وفي ط 2: ح 57. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 350.
2- هذا هو الظاهر، وفى الأصل: «قال».
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجلين، ولسائر المصادر.
4- سورة المائدة: 5: 3.

(1127) 2- حدّثنا محمّد بن عليّ(رحمه اللّه) ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (في حديث في فضل أمير المؤمنين(علیه السلام)) قال: «فهو سيّد الأوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصدّيقة الكبرى ابنتي، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي،وهو وهما والأئمّة من بعدهم حجج اللّه على خلقه بعد النبيّين، وهم أبواب العلم في اُمّتي، من تبعهم نجا من النّار، ومن اقتدى بهم هُدي إلى صراطٍ مستقيم، لم يهب اللّه عزّ وجلّ محبّتهم لعبد إلّا أدخله اللّه الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 6، الحديث 5)

يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 79

(1128) 3-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن جابر بن يزيد عن سعيد بن المسيّب:

عن عبدالرحمان بن سمرة قال: قلت: يا رسول اللّه، أرشِدني إلى النجاة فقال: «يا ابن سمرة، إذا اختلفت الأهواء وتفرّقت الاٰراء، فعليك بعليّ بن أبي طالب، فإنّه إمام اُمّتي وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الّذي يُميّز بين الحقّ والباطل، من سأله أجابه، ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحقّ من عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه آمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدی به هداه.

يا ابن سمرة، سلم من سلّم له و والاه، وهلك من ردّ عليه وعاداه.

يا ابن سمرة، إنّ عليّاً منّي، روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، إنّ منه إمامَي اُمّتي وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم اُمّتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».

(أمالي الصدوق: المجلس 7، الحديث 3)

(1129) 4-(2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن

ص: 80


1- ورواه أيضاً في أوّل الباب 24 من كمال الدين: 1: 256 - 257 ح 1 بالسند المذكور عن عبدالرحمان بن سمرة قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لعن المجادلون في دين اللّه على لسان سبعين نبيّاً ومن جادل في آيات اللّه فقد كفر، قال اللّه عزّ وجلّ: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) [سورة غافر: 4]، ومن فسّر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه الكذب، ومن افتى النّاس بغير علم فلعنته ملائكة السماوات والأرض، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النّار». قال عبدالرحمان بن سمرة: فقلت: يا رسول اللّه، أرشدني إلى النجاة. وذكر الحديث.
2- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الإمامة...» من روضة الواعظين: ص 101. وأخرجه - بتفاوت - أبو نعيم في آخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب حلية الأولياء: 1: 86، وابن عساكر في الحديث 599 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 94، والحمّويي في الباب 5 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 53:1 ح 18، والسيّد المرشد باللّه الشجري في عنوان: «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(علیه السلام) » من الأمالي الخميسيّة: 1: 136، والكنجي في كفاية الطالب في الباب 56 كلّهم عن عكرمة، عن ابن عبّاس. ورواه المتّقي في كنز العمّال: ج 12 ص 104 ح 34198 نقلاً عن الطبراني والرافعي. وقريباً منه رواه الصفّار فى بصائر الدرجات: ص 48 الحديث 1 و 2 من الباب 22 من الجزء الأول - باب في الأئمّة (علیهم السلام) وما قال فيهم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأنّ اللّه أعطاهم فهمي وعلمي - بسندين عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وفي الحديث 4 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السلام). ورواه أيضاً في الحديث 5 من الباب المذكور بإسناده عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وفي الحديث 10 و 17 بسندين عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). ورواه أيضاً فى الحديث 7 منه بإسناده عن محمّد بن عليّ بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). ورواه ابن قولويه في الباب 22 من كامل الزيارات: ص 69 ح 3 عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد. وروی نحوه الكليني (قدّس سرّه) في باب «ما فرض اللّه عزّ وجلّ ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الكون مع الأئمّة (علیهم السلام)» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 209، ح 5 بإسناده عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وانظر أيضاً سائر أحاديث الباب المذكور من بصائر الدرجات، ولاحظ تخريج الحديث 3 من الباب 2 من أبواب علامات الإمام وصفاته.

عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان قال: حدّثنا أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي، ويدخل جنّة عدن منزلي، ويُمسك قضيباً غرسه ربّي عزّ وجلّ ثمّ قال له: كُن، فيكون(1)، فليتولّ عليّ

ص: 81


1- في نسخة: «فكان».

بن أبي طالب، وليأتمّ بالأوصياء من ولده، فإنّهم عترتي، خُلِقوا من طينتي، إلى اللّه أشكو أعداءهم من اُمّتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم اللّه ليقتلنّ بعدي ابني الحسين، لا أنالهم اللّه شفاعتي».

(أمالي الصدوق: المجلس 9، الحديث 11)

(1130) 5- حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس (في حديث):

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي و شفاعتي، وهو مولى كلّ مسلم، وإمام كلّ مؤمن، وقائد كلّ تقيّ، وهو وصيّي وخليفتي على أهلي و اُمّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، و بولايته صارت اُمّتي مرحومة، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة» (إلى أن قال:)

وأمّا الحسن، فإنّه ابني وولدي ومنّي، وقرّة عيني، وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة اللّه على الاُمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي». (إلى أن قال:)

وأمّا الحسين فإنّه منّي، وهو ابني وولدي، وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وغياث المستغيثين، وكَهْف المستجيرين، وحجّة اللّه على خلقه أجمعين، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وباب نجاة الاُمّة، أمره أمري، وطاعته طاعتي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 24، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب «إخبار اللّه نبيّه، وإخبار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اُمّته بما جرى على أهل بيته السلام(علیهم السلام)» من أبواب الحوادث والفتن.

ص: 82

(1131) 6-(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه:

عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم، أنّه جاء إليه رجل، فقال له: يا أبا الحسن،

إنّك تُدعى أمير المؤمنين، فمَن أمّرك عليهم؟

قال(علیه السلام) «اللّه جلّ جلاله أمّرني عليهم».

فجاء الرجل الى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: يا رسول اللّه، أيصدق عليّ فيما يقول:

إنّ اللّه أمّره على خلقه؟

فغضب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «إنّ عليّاً أمير المؤمنين بولاية من اللّه عزّ وجلّ، عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته، إنّ عليّاً خليفة اللّه، وحجّة اللّه، وأنّه لَإمام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة اللّه، و معصيته مقرونة بمعصية اللّه، فمن جهله فقد جهلني، ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبّه فقد سبّني، لأنّه منّي، خُلق من طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي، وأبو ولدي الحسن والحسين».

ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه، أعداؤنا أعداء اللّه، وأولياؤنا أولياء اللّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 27، الحديث 8)

(1132) 7-(2) حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن (رحمهما اللّه) قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن جعفر بن محمّد بن

ص: 83


1- ورواه الجاوابي في كتاب نور الهدى بعين السند، كما في الباب 1 من كتاب التحصين -لابن طاوس-. وأورده الطبري في بشارة المصطفى: ص 24 بإسناده إلى الصدوق.
2- ورواه الصفّار في الباب 23- أمر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالإيمان بعليّ (علیه السلام) والأئمّة من بعده...» من الجزء 1 من بصائر الدرجات، ح 2.

سماعة، عن عبداللّه بن مسكان، عن الحكم بن الصلت، عن أبي جعفر [محمّد بن عليّ](1) الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «خُذوا بحُجْزة هذا الأنزع - يعني عليّاً - فإنّه الصدّيق الأكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحقّ والباطل، مَن أحبّه هداه اللّه، ومَن أبغضه أبغضه اللّه، ومَن تخلّف عنه محقه اللّه، ومنه سبطا اُمّتي الحسن والحسين، وهما ابناي، ومن الحسين أئمّة هداة(2) أعطاهم اللّه علمي وفهمي، فتولّوهم ولا تتّخذوا وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضبٌ من ربّكم، ومن يحلل عليه غضبٌ من ربّه فقد هوى، وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور».

(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 7)

ورواه أيضاً في (المجلس 96، الحديث 8) عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه.

(1133) 8- حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول، عن إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل [عامر بن واثلة]، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد النبيّين، وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، والأئمّة بعدهما سادات المتّقين وليّنا وليّ اللّه، وعدوّنا عدوّ اللّه، وطاعتنا طاعة اللّه، ومعصيتنا معصية اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحديث 16)

(1134) 9- حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن

ص: 84


1- من المجلس 96.
2- في الحديث 8 من المجلس 96: «أئمّة الهدى».

عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن محمّد عبداللّه بن زرارة، عن عيسى بن عبداللّه الهاشمي، عن أبیه، عن جدّه، عن عمر بن أبي سلمة، عن اُمّه اُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده سادة أهل الأرض، وقادة الغرّ المحجّلين يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 25)

أقول: يأتي كثير ممّا يرتبط بهذا الباب في أبواب النصوص الدالة على خصوص إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 85

باب 8- ما ورد عن الإمام الهادي (علیه السلام) من النصّ على الأئمّة (علیهم السلام)

(1135) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق(رضی اللّه عنه)، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق، جميعاً قالا: حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال: حدّثنا أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني:

عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فلمّا بصر بي قال لي: «مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليّنا حقّاً».

قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه، إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيّاً ثَبَتُّ عليه حتّى ألقى اللّه عزّ وجلّ.

فقال: «هات يا أبا القاسم».

فقلت: إنّي أقول: إنّ اللّه تعالى واحدٌ ليس كمثله شيء، (إلى أن قال:) إنّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، ثمّ الحسن ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ أنت يا مولاي.

فقال عليّ (علیه السلام): «ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للنّاس بالخلف من بعده»؟

قال: فقلت: وكيف ذاك، يا مولاى؟

قال: «لأنّه لا يُرى شخصه، ولا يحلّ ذِكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظُلماً وجَوراً».

ص: 86


1- ورواه أيضاً في كمال الدين: ص 379 باب 37 ح 1، والتوحيد: ص 81 باب 2 ح 37، وصفات الشيعة: ص 127 ح 68، ورواه أيضاً في كتاب النصوص كما عنه كتاب الانصاف: ص 221 باب العين ح 212. ورواه الخزّاز في كفاية الأثر: ص 282، والطبرسي في إعلام الورى: ص 409، والفتّال في روضة الواعظين: ص 39.

قال: فقلت: أقررت. (إلى أن قال:)

فقال عليّ بن محمّد (علیهما السلام): «يا أبا القاسم، هذا واللّه دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده، فاثبُت عليه، ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 24)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الهادي (علیه السلام)، و في كتاب الإيمان والكفر.

ص: 87

أبواب علوم أهل البيت (علیهم السلام)

باب 1- جهات علومهم (علیهم السلام) من النكت والنقر والسماع

(1136) 1- أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور ببادرايا، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، عن أحمد بن محمّد بن عیسی و عبداللّه بن الصلت ومحمّد بن خالد، عن عليّ بن النعمان، عن يزيد بن إسحاق الملّقب ب-«شعر»، عن أبي حمزة قال:

سمعت أبا عبد اللّه (علیه السلام) يقول: «إنّ منّا لمن ينكت في قلبه، وإنّ منّا لمن يؤتى في منامه، وإنّ منّا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطست، وإنّ منّا لمن تأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 63)

(1137) 2- وبالسند المتقدّم عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «منّا من ينكت في قلبه، ومنّا من يقذف في قلبه، ومنّا من يخاطب».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 64)

(1138) 3- وبالسند المتقدّم عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «وإنّ منّا لمن يعاين معاينةً، و إنّ منّا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وإنّ منّا لمن يسمع كما تقع السلسلة في الطست».

قال: قلت: والّذي تعاينون ما هو؟

قال: «خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 65)

ص: 88

(1139) 4-(1) وعن إبراهيم الأحمري قال: حدّثني إبراهيم بن مهزيار وجماعة من رجاله وغيرهم، عن داوود بن فرقد:

عن الحارث [بن المغيرة] النصري قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): الّذي يُسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شيء، مِن أين يعلمه؟

قال: «ينكت في القلب نكتاً، أو ينقر في الأذن نقراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 66)

(1140) 5-(2) وقيل لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إذا سئلت كيف تجيب؟ قال: «إلهام و سماع، وربما كانا جميعاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 67)

ص: 89


1- ورواه الصفّار في الباب 3 من الجزء 7 من بصائر الدرجات: ص 316 ح 1 عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن داوود بن فرقد، وفي ص 317 ح 7 عن الحسن بن موسى الخشاب، عن إبراهيم بن أبي سماك، عن داوود، عن الحارث بن المغيرة. ورواه أيضاً في الحديث 7 من الباب عن الحسن بن موسى الخشاب، عن إبراهيم بن أبي سماك عن الحارث النضري. ورواه أيضاً في الحديث 2 من الباب عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير. وروى الكليني في باب «جهات علوم الأئمّة (علیهم السلام)» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 264 ح 3 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن حدّثه، عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي الحسن (علیه السلام): روينا عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) أنّه قال: «إنّ علمنا غابر ومزبور ونكتٌ في القلوب ونقر في الأسماع». فقال: «أمّا الغابر: فما تقدّم من علمنا، وأمّا المزبور: فما يأتينا، وأمّا النكت في القلوب: فإلهام، وأمّا النقر في الأسماع: فأمر الملك».
2- وروى الصفّار مثله في الباب 3 من الجزء السابع من بصائر الدرجات: ص 316 - 317 ح 5 عن سلمة بن الخطّاب، عن علىّ بن ميسر المدائني، عن الحسن بن يحيى المدائني، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن الإمام، إذا سئل كيف يجيب؟ فقال: «إلهام أو سماع، وربما كانا جميعاً».

باب 2- أنهم (علیهم السلام) محدَّثون

(1141) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد البزّاز قال: حدّثني أبو القاسم زكريّا بن يحيى الكتنجي(2) ببغداد في شهر ربیع الأوّل سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، وكان يذكر أنّ سنّه في ذلك الوقت أربع وثمانون سنة، قال: حدّثني أبوهاشم داوود بن القاسم بن إسحاق الجعفري قال:

سمعت الرضا (علیه السلام) يقول: «الأئمّة علماء حلماء صادقون مفهمون محدّثون»(3).

(أمالي الطوسي: المجلس 9 الحديث 18)

ص: 90


1- ورواه الصفّار في الباب 5 من الجزء 7 من بصائر الدرجات: ص 319 ح 1 عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا (علیه السلام)، ومثله الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 271 باب أنّ الأئمّة (علیهم السلام) المحدَّثون مفهّمون ح 3 عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، وليس فيهما «حلماء». ورواه الإربلي في ترجمة الإمام الرضا (علیه السلام) من كشف الغمة: 2: 301 نقلا عن الحميري في دلائل الإمامة بإسناده عن صفوان بن يحيى، عن الإمام الرضا (علیه السلام). قال العلّامة المجلسي (رحمه اللّه): «علماء» أي هم العلماء المذكورون في قوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) الآية وغيرها، «صادقون» إشارة إلى قوله سبحانه: (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، «مفهّمون» من جهة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فهَّمَهم القرآن وتفسيره وتأويله وغير ذلك العلوم والمعارف، «محدَّثون» من الملك. (مرآة العقول: 3: 164)
2- كذا هنا، وفي باب من لم يرو عنهم من رجال الشيخ: يحيى بن زكرياّ الكنجي (الكتنجي) يكنّى أبا القاسم، روى عنه التلعكبري. ومثله في الحديث 9 من المجلس 33 من أمالي المفيد.
3- قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول: 3: 164: «علماء » أي هم العلماء المذكورون في قوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، و«صادقون» إشارة إلى قوله سبحانه: (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، و (مفهمون) من جهة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فهّمهم القرآن وتفسيره وتأويله وغير ذلك من العلوم والمعارف، «محدّثون» من الملك.

(1142) 2- وعن داوود بن القاسم قال: سمعت الرضا (علیه السلام) يقول: «لنا أعين لا تشبه أعين النّاس، وفيها نورٌ ليس للشيطان فيه نصيب».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 19)

(1143) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني العبّاس بن معروف و أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن بن عیسی، عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير:

ص: 91


1- ورواه الصفّار في الباب 6 من الجزء السابع من بصائر الدرجات ص 322 برقم 4، والراوندي في الخرائج و الجرائح: 2: 830 ح 46، والكشي في ترجمة سلمان من رجاله: 1: 63 - 64 ح 36، وفيه: «يبعث اللّه إليه ملكاً ينقر فى أذنه يقول كيت وكيت». ورواه أيضاً الكشّي في الحديث 27 عن جبريل بن أحمد، عن الحسن بن خرّزاذ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) محدّثاً، وكان سلمان محدّثاً». وروى الكليني في باب «أنّ الأئمّة (علیهم السلام) محدثون مفهمون» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 270 - 271 روايات تدلّ على أن جميع الأئمّة (علیهم السلام) كانوا محدّثين، وروى في الحديث 4 من الباب عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن محمّد بن مسلم قال: ذكر المحدَّث عند أبي عبد اللّه (علیه السلام) فقال: «أنّه يسمع الصوت ولا يرى الشخص». فقلت له: جعلتُ فداك، كيف يعلم أنّه كلام الملك؟ قال: «أنّه يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك». وروى في الحديث 5 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران بن أعين قال: قال أبو جعفر (علیه السلام): «إنّ عليّاً كان محدّثاً». فخرجت إلى أصحابي فقلت: جئتكم بعجيبة ! فقالوا: وما هي؟ فقلت: سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول: «كان عليّ محدّثاً». فقالوا: ما صنعت شيئاً إلّا سألته من كان يحدّثه، فرجعت إليه فقلت: إنّي حدّثت أصحابي بما حدّثتني، فقالوا: ما صنعت شيئاً إلّا سألته من كان يحدّثه؟ فقال لي: « يحدّثه ملك». قلت: تقول أنّه نبيّ؟! قال: فحرّك يده -هكذا- «أو كصاحب سليمان، أو کصاحب موسى، أو كذي القرنين، أو ما بلغكم أنّه قال: وفيكم مثله». وروى أيضاً الصفّار في الجزء السابع من بصائر الدرجات ص 319 - 324 روايات عديدة تدلّ على ذلك.

عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «كان عليّ (علیه السلام) محدَّثاً، وكان سلمان محدَّثاً».

قال: قلت: فما آية المحدَّث؟

قال: «يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 62)

ص: 92

باب 3- أنّهم (علیهم السلام) ورثوا علم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

أقول: ورد في روايات عديدة أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المدينة العلم، أو مدينة الحكمة، وأنّ عليّاً بابها، أذكرها إن شاء اللّه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)، وأذكر هنا رواية واحدة من هذه الروايات.

(1144) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلاني قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة عبداللّه بن زيد الجرمي:

عن ابن عبّاس (في حديث طويل في ارتحال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)) قال: ثمّ مدّ يده إلى عليّ فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الّذي كان عليه، ووضع فاه على فيه، وجعل يُناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيّبة (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فانسلّ عليّ (علیه السلام) من تحت ثيابه وقال: «أعظم اللّه أجوركم في نبيّكم، فقد قبضه اللّه إليه». فارتفعت الأصوات بالضجّة والبكاء.

فقيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): ما الّذي ناجاك به رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين أدخلك تحت ثيابه؟

فقال: «علّمني ألف باب علم، يفتح لي كلّ باب ألف باب».

(أمالي الصدوق: المجلس 92، الحديث 6)

ص: 93


1- لاحظ ما رواه الصفّار في الباب 16 من الجزء 6 من بصائر الدرجات: ص 302- 307 ح 1-17، والباب 1 من الجزء 1: ص 313- 315 ح 1- 5، والصدوق في أبواب ما بعد الألف من الخصال ص 642 - 652 رقم 21 - 53، والشيخ المفيد في الفصل 52 من الإرشاد ص 186، وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب: 1: 294 في عنوان «فصل في وفاته (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، والخزاعي في الحديث 34 من أربعينه ص 78، وابن عديّ في ترجمة حُييّ بن عبداللّه المصري من الكامل: 1: 300 ط 1، والحمّويي في الباب 19 من السمط الأوّل من فرائد السمطين:101:1 ح 70، وأبونعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 65، والكلابي في الحديث 8 من مناقبه المطبوع في آخر مناقب ابن المغازلي ص 430 ط 1، والخوارزمي في الفصل 7 من المناقب ح 73، وابن الجوزي في الحديث 347 من العلل، وابن حبّان في ترجمة عبداللّه بن لهيعة من كتاب المجروحين: 1: 14، وابن عساكر في الحديث 1012 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: 2: 484 والذهبي في ترجمة عبد اللّه بن لهيعة من ميزان الاعتدال: 2: 483 / 4530، والسيوطي في اللآلي: 1: 375.

(1145) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الحسين بن أحمد بن المغيرة قال: أخبرني أبو محمّد حيدر بن محمّد السمرقندي قال: أخبرني أبوعمر و محمّد بن عمر الكشّي قال: حدّثنا حمدويه بن نصير قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير:

عن ابن المغيرة قال: كنت أنا ويحيى بن عبداللّه بن الحسن عند أبي الحسن (علیه السلام) فقال له يحيى: جعلت فداك، إنّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب؟

فقال: «سبحان اللّه، ضع يدك على رأسي، فواللّه ما بقيت شعرة فيه وفي جسدي إلّا قامت».

ثمّ قال: «لا واللّه، ما هي إلّا وراثة عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي المفيد: المجلس 3، الحديث 5)

(1146) 3-(1) أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد القمّي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن

ص: 94


1- وقريباً من الذيل رواه البرقي في الباب 15 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن: 1: 227 ح 157 عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، وفيه: «يا جابر، واللّه لحديث تصيبه من صادق في حلال وحرام خير لك ممّا طلعت عليه الشمس حتّى تغرب». ورواه أيضاً في الحديث 156 عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر، بتفاوت وزيادة. وقريباً منه في الباب 15 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن: ص 229 ح 166 عن محمّد بن عبد الحميد العطّار، عن عمّه عبد السلام بن سالم، عن رجل، عن أبي عبداللّه (علیه السلام) قال: «حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضّة». ولاحظ الحديث 14 من باب رواية الكتب والحديث من كتاب فضل العلم من الكافي: 1: 53.

عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثني هارون بن مسلم، عن عليّ بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام): إذا حدّثتني بحديث فأسنده لي.

فقال: «حدّثني أبي، عن جدّي(1)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل (علیه السلام)، عن اللّه عزّ وجلّ، وكلّ ما أحدّثك بهذا الإسناد».

وقال: «يا جابر، لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها».

(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 10)

(1147) 4-(2) أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا محمّد بن همام الإسكافي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن محمّد بن شريح قال:

سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «إنّ اللّه فرض ولايتنا، وأوجب مودّتنا، واللّه ما نقول بأهوائنا، ولا نعمل باٰرائنا ولا نقول إلّا ما قال ربّنا عزّ و جلّ».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 4)

ص: 95


1- فى البحار: «عن جدّه».
2- ورواه الصفّار في الباب 14 من الجزء 6 من بصائر الدرجات: ص 300 ح 5، وفيه: «واللّه لولا أنّ اللّه فرض ولايتنا ومودّتنا وقرابتنا، ما أدخلناكم بيوتنا ولا أوقفناكم على أبوابنا، واللّه...». ورواه أيضاً في الحديث 7 عن محمّد بن هارون، عن أبي الحسن موسى بن القاسم، عن عليّ بن النعمان، عن محمّد بن شريح، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام).

(1148) 5-(1) أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن الحسن قال:

سمعت جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول - وعنده ناس من أهل الكوفة -: «عجباً للنّاس يقولون: أخذوا علمهم كلّه عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فعملوا به واهتدوا، ويرون أنّا أهل البيت لم نأخذ علمه، ولم نهتد به ونحن أهله وذريّته، في منازلنا أنزل الوحي، ومن عندنا خرج إلى النّاس العلم، أفتراهم علموا واهتدوا وجهلنا وضللنا؟! إنّ هذا محال».

(أمالي المفيد: المجلس 14، الحديث 6)

ص: 96


1- ورواه الصفّار في الباب 7 من الجزء 1 من بصائر الدرجات: ص 12 ح 3 عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب بتفاوت يسير. ورواه الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 398 باب أنّ مستسقی العلم من بيت آل محمّد (علیهم السلام) ح 1.

باب 4- أنّه يزداد علمهم (علیهم السلام)

(1149) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبومنصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني عبداللّه بن حمّاد:

عن عبداللّه بن بكير قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): أخبرني أبو بصير أنّه سمعك تقول: «لولا أنّا نزاد لأنفدنا»؟

قال: «نعم».

قال: قلت: تزدادون شيئاً ليس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

فقال: «لا، إذا كان ذلك كان إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحياً وإلينا حديثاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 14 ، الحديث 70)

(1150) 2-(2) وعن إبراهيم الأحمري قال: حدّثنا جماعة، عن ابن فضّال، عن محمّد بن الربيع، عن عبد اللّه بن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقول: «لولا أنّا نزاد لأنفدنا».

ص: 97


1- لاحظ تخريج الحديث التالي.
2- ورواه الصفّار في الباب 9 من الجزء 8 من بصائر الدرجات: ص 392 - 393 ح 3، و المفيد في الاختصاص: ص 312 - 313. وقريباً منه رواه أيضاً الصفّار في الحديث 8 من الباب المذكور، والكليني في باب «لولا أنّ الأئمّة (علیهم السلام) يزدادون لنفد ما عندهم» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 255 ح 3 عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السلام). وخصوص صدر الحديث رواه الكليني في الحديث 1 من الباب المذكور بإسناده عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن (علیه السلام) قال: كان جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول، وذكر الحديث، وفي الحديث 2 من الباب بإسناده عن ذريح المحاربي قال: قال لي أبو عبد اللّه (علیه السلام)، وذكر الحديث، وفيهما: «نزداد».

قال: قلت: جعلتُ فداك، تزدادون شيئاً ليس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قال: «أنّه إذا كان ذلك أتى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأخبر، ثمّ إلى عليّ (علیه السلام)، ثمّ إلى واحد بعد واحد حتّى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 71)

ص: 98

باب 5- أنهم (علیهم السلام) يعرفون النّاس بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق

(1151) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبومنصور، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثني أبو جعفر الطالبي قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن خالد التميمي الخراساني، عن عليّ بن أبان:

عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين (علیه السلام) فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي لأحبّك في السرّ كما أحبّك في العلانية.

قال: فنكت أمير المؤمنين (علیه السلام) الأرض بعود كان في يده ساعة، ثمّ رفع رأسه فقال: «كذبت واللّه، ما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء».

قال الأصبغ: فعجبت من ذلك عجباً شديداً، فلم أبرح حتّى أتاه رجل آخر فقال: واللّه يا أمير المؤمنين، إنّي لأحبّك في السرّ كما أحبّك في العلانية.

قال: فنكت بعوده ذلك في الأرض طويلاً ثمّ رفع رأسه فقال: «صدقت، إنّ طينتنا طينة مرحومة، أخذ اللّه ميثاقها أخذ الميثاق، فلايشذّ منها شاذّ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة، أمّا أنّه فاتّخذ للفاقة جلباباً(2)، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «الفاقة إلى محبّك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 72)

ص: 99


1- وقريباً منه رواه الصفّار في الباب 8 من الجزء 8 من بصائر الدرجات: ص 391 ح 1 عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبداللّه البرقي، عن خلف بن حمّاد، عن سعد الاسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، وفي ح 2 عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة.
2- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: قوله: «فاتّخذ للفاقة جلباباً» أي ليزهد في الدنيا و ليصبر على الفقر، والجلباب: الإزار والرداء، وقيل: هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها، وجمعها: جلابيب، کنی به عن الصبر لأنّه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن. وقيل: إنّما كنّى بالجلباب عن اشتماله بالفقر، أي فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمّه وتشمله، لأنّ الغنى من أحوال الدنيا ولا يتهيّأ الجمع بين حبّ الدنيا وحبّ أهل البيت (علیهم السلام).

باب 6- أنّه لا يحجب عنهم (علیهم السلام) شيء

(1152) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد أحمد السناني رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال: حدّثنا أحمد بن عبداللّه بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني:

عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا جلس عليّ (علیه السلام) في الخلافة وبايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، لابساً بردة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متنعّلاً نعل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متقلّداً سيف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فصعد المنبر فجلس عليه متمكّناً، ثمّ شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال: «يا معشر الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، هذا ما زقّني(2) رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) زقّاً زقّاً، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين، أما واللّه لو ثنيت لي وسادة(3) فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة فتقول:

ص: 100


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 43 من كتاب التوحيد ص 304 - 308. ورواه الشيخ المفيد (قدّس سرّه) في كتاب الاختصاص ص 236، وفي الفصل 1- ما جاء في فضله (علیه السلام) على الكافّة في العلم - من الإرشاد: ص 34 - 35 بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة، عن عليّ (علیه السلام). ورواه الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 44 بإسناده عن أبي البختري، إلى قوله: «صدق عليّ»، وصدره في المناقب: ص 91 ح 85، ومثله في المناقب -لابن شهر آشوب-: 2: 47 في عنوان المسابقة بالعلم والحلّي في كشف اليقين: ص 62 ح 42. وقريباً منه رواه الحموئي في فرائد السمطين: 1: 340 - 341 ح 263. وروى صدر الحديث - مختصراً - السيد الرضي (قدّس سرّه) في الخطبة 179 من نهج البلاغة، و الطبرسي في كتاب الاحتجاج: 1: 209 عند ذكر احتجاجه (علیه السلام) في التوحيد. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 118. وأمّا قوله (علیه السلام): «ولولا آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، فقريباً منه رواه العيّاشي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 215 ح 59 عن زرارة، عن أبي جعفر، عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، والحميري في قرب الإسناد: 353 ح 1266 عن أبي عبداللّه وأبي جعفر وعليّ بن الحسين والحسين بن عليّ والحسن بن عليّ وعليّ بن أبي طالب (علیهم السلام).
2- زقّ الطائر فرخه يزقّه: أي أطعمه بفيه.
3- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: ثنى الوسادة: جعل بعضها على بعض لترفع فيجلس عليها كما يصنع للأكابر والملوك، وهاهنا كناية عن التمكّن في الأمر والاستيلاء على الحكم، وأمّا إفتاء أهل الكتاب بكتبهم فيحتمل أن يكون المراد به بيان أنّه في كتابهم هكذا، لا الحكم بالعمل به، أو أريد به الإفتاء فيما وافق شرع الإسلام وإلزام الحجّة عليهم فيما ينكرونه من أصول دين الإسلام وفروعه.

صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الإنجيل فيقول: صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، و أفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول: صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه، ولولا آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، و هي هذه الآية: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)(1).

ثمّ قال (علیه السلام): «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لو سألتموني عن أيّة آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت، مكّيها ومدنيّها، وسفريها و حضريها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها إلّا

ص: 101


1- سورة الرعد: 13: 39.

أخبرتكم».

(أمالي الصدوق: المجلس 55، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(1153) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثني أبي قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن معبد(2):

عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) بمنىً عن خمس مئة حرف من الكلام. قال: فأقبلت أقول: يقولون كذا. قال: فيقول: يقال لهم كذا.

فقلت: هذا الحلال والحرام والقرآن أعلم أنّك صاحبه وأعلم النّاس به في هذا الكلام.

قال: قال لي: «وتشكّ يا هشام! يحتجّ اللّه تعالى على خلقه بحجّة لا يكون عالماً بكلّ ما يحتاج النّاس إليه».

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 24)

(1154) 3-(3) أخبرنا أبو عبداللّه الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي محمّد هارون بن موسى

ص: 102


1- رواه الصفّار في بصائر الدرجات: ص 123 ج 3 باب 4 ح 3 عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن هشام بن الحكم، وفيه: «... وتشكّ يا هشام، من شك أنّ اللّه يحتجّ على خلقه بحجّة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه، فقد افترى على اللّه». ورواه الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 262/ 5 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، إلى قوله (علیه السلام): «ما يحتاجون إليه».
2- هذا هو الصحيح الموافق للبصائر والكافي، ولترجمته وترجمة هشام بن الحكم، وصحّف في المطبوعة ب-«سعيد».
3- ورواه الصفّار في الباب 4 من الجزء 3 من بصائر الدرجات: ص 122 ح 2 عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن خالد الكيّال. وروى أيضاً قريباً منه في الحديث 4 بإسناده عن سعد بن أبي الأصبغ، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، وفي ص 123 ح 1 من عنوان «نادر من الباب» بإسناده عن عليّ بن إسماعيل الأزرق، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، وانظر أيضاً ح 2 - 4 منه.

التلعكبري قال: حدّثنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم بن قتيبة قال: حدّثنا عليّ بن الحكم قال: حدّثنا سليمان بن جعفر، عن خالد الكيّال عن عبدالعزيز الصائغ قال:

قال أبو عبداللّه (علیه السلام): «أترى أنّ اللّه استرعى راعياً واستخلف خليفة ثمّ يحجب عنهم شيئاً من أمورهم»؟!

(أمالي الطوسي: المجلس 15 الحديث 52)

(1155) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني الشريف أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن طاهر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثني أحمد بن الحسين بن سعيد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني ظريف بن ناصح، عن محمّد بن عبداللّه الأصمّ الأعلم:

عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: سمعت أبي (علیه السلام) يقول لجماعة من أصحابه: «واللّه لو أنّ على أفواهكم أوكية لأخبرت كلّ رجل منكم ما لا يستوحش معه إلى شيء، ولكن قد سبقت فيكم الإذاعة، واللّه بالغ أمره».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 38)

(1156) 5- أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه اللّه) قال:

ص: 103


1- وروى نحوه الصفّار في الباب 2 من الجزء 9 من بصائر الدرجات: ص 422 ح 1 - 3، و الكليني في باب «أنّ الأئمّة (علیهم السلام) ما لو ستر عليهم لأخبروا كلّ امرئ بماله وعليه» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 264 ح 1 بإسنادهما عن عبدالواحد بن مختار، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «لو كان لألسنتكم أوكية لحدّثت كلّ امرئ بما له»، وزاد الكليني: «وعليه».

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار،عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أعطيتُ تسعاً لم يعط أحد قبلي سوى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لقد فتحت لي السُبُل، وعلمت المنايا، والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي، و إنّ بولايتي أكمل اللّه لهذه الاُمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي لهم إسلامهم، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا محمّد، أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، وأتممت عليهم النعم، ورضيت إسلامهم»، كلّ ذلك مَنَّ اللّه به عَلَيَّ، فله الحمد».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 ، الحديث 1)

ص: 104

باب 7- أنّهم (علیهم السلام) مستقی العلم وشجرته وخزّان علم اللّه

أقول: تقدّم في الباب الثالث ما يتعلّق بهذا الباب(1).

(1157) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا عليّ بن أسباط قال: حدّثنا عليّ بن أبي حمزة:

عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال: «يا أبا بصير، نحن شجرة العلم، ونحن أهل بيت النبيّ، وفي دارنا مهبط جبرئيل، ونحن خُزّان علم اللّه، ونحن معادن وحي اللّه، مَن تبعنا نجا، ومن تخلّف عنّا هلك، حقّاً على اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 50، الحديث 15)

(1158) 2-(3) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم:

ص: 105


1- لاحظ الحديث 5 منه.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى ص 54، والفتّال في روضة الواعظين: 299. ولاحظ الباب 19 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات: ص 103 - 106.
3- ورواه البرقي في الباب 15 من كتاب الصفوة من المحاسن: 1: 243 ح 448 عن ابن محبوب. ورواه الصفّار في الجزء 10 من بصائر الدرجات: ص 519 الباب 19 الحديث 4 عن عبداللّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن محمّد بن مسلم بتفاوت، ونحوه فى الحديث 2 عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمّد بن مسلم، وفي الحديث 3 عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ، عن محمّد بن مسلم. ورواه الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 399 ح 1 عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن محمّد بن مسلم بتفاوت.

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) قال: «أما أنّه ليس عند أحد من النّاس حقّ ولا صواب إلّا شيء أخذوه منّا أهل البيت، ولا أحد من النّاس يقضي بحقّ ولا عدل إلّا ومفتاح ذلك القضاء وبابه و أوّله وسننه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأ من قِبَلهم إذا أخطأوا، والصواب من قِبَل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إذا أصابوا».

(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 6)

ص: 106

باب 8- أنّ جميع علوم الملائكة والأنبياء عندهم (علیهم السلام)

(1159) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن ربعي، عن الفضيل:

عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «إنّ للّه علمًا لم يعلمه إلّا هو، وعلمًا أعلمه ملائكته وأنبياءه ورسله، وما أعلمه ملائكته وأنبياءه ورسله فنحن نعلمه».

(أمالي الطوسى: المجلس 8، الحدیث 27)

ص: 107


1- رواه الصفّار في الباب 21 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات:. ص 112 ح 16 عن عبداللّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، وفيه: «إنّ للّه علماً يعلمه ملائكته وأنبياؤه ورسله، ألا ونحن نعلمه، وللّه علم لايعلم ملائكته وأنبياؤه ورسله». و في الحديث 14 عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي وفيه: «إنّ للّه علمين: علم علّمه ملائكته ورسله، وعلم عنده لا يعلمه إلّا هو، فما كانت الملائكة والرسل تعلمه نحن نعلمه أو ما شاء اللّه من ذلك». وقريباً منه رواه في ص 110 ح 7 عن عبداللّه بن هلال، وفي الحديث 8 عن بشير الدهان، وفي ص 111 ح 10 عن أبي بصير، وفي الحديث 13 عن سماعة، كلّهم عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وانظر أيضاً الحديث 2 من الباب المذكور ص 109. والحديث ورد أيضاً عن أبي جعفر (علیه السلام)، رواه الكليني في الحديث 4 من باب «أنّ الأئمّة (علیهم السلام) يعلمون جميع العلوم...» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 256 عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن النعمان، عن سويد القلاء، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السلام)، وذكر مثل رواية الأمالي. وقريباً منه رواه الصدوق في الحديث 15 من الباب 11 من كتاب التوحيد: ص 138 بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام)، ونحوه في الحديث 14.

باب 9- في أنّ حديثهم (علیهم السلام) صعب مستصعب

(1160) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن الحسين بن شقير(2) بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال: حدّثنا علي بن بزرج الخيّاط قال: حدّثنا عمرو بن اليسع، عن شعيب الحدّاد قال:

سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «إنّ حديثنا صعب مستصعب، لايحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان، أو مدينة حصينة».

قال عمرو: فقلت لشعيب: يا أبا الحسن، وأيّ شيء المدينة الحصينة؟

قال: فقال: سألت الصادق (علیه السلام) عنها، فقال لي: «القلب المجتمع».

(أمالي الصدوق: المجلس 1، الحديث 6)

ص: 108


1- ورواه أيضاً في الخصال: باب الأربعة: الحديث 27، وفي الحديث 1 من «باب معنى المدينة الحصينة» من معاني الأخبار: ص 189. وأورده الفتّال في المجلس 24 من روضة الواعظين: 1: 211 في فضائل الإمام الصادق (علیه السلام). وانظر ما رواه الكليني (قدّس سرّه) في باب «ما جاء أن حديثهم صعب مستصعب» من كتاب الحجّة من الكافي: ج 1 ص 401 ح 1-3. وروى الصفّار في الباب 11 من الجزء الأوّل من بصائر الدرجات ص 20 - 25 أحاديث عديدة في هذا المعنى عن أمير المؤمنين والإمام السجّاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق (علیهم السلام). ورواه ابن شهر آشوب عن الإمام الباقر (علیه السلام) في ترجمته (علیه السلام) من المناقب: 207:4 في عنوان: «فصل في معالي أموره» إلى قوله (علیه السلام): « أو عبد امتحن اللّه قلبه للإيمان».
2- كذا في الأمالي، وفي الخصال: علي بن الحسين بن سفيان...

أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام)

باب 1- جوامع مناقبهم وفضائلهم (علیهم السلام)

(1161) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبيداللّه بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق، وكانت عمّتي، قالت: حدثتني صفيّة بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانيّة، وكانت عمّتي، قالت: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبداللّه التغلبي، عن خالها عبداللّه بن منصور، وكان رضيعاً لبعض ولد زيد بن عليّ (علیه السلام):

عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیه السلام) (في حديث طويل)، عن أبيه الحسين بن عليّ (علیهما السلام) أنّه قال لعتبة بن أبي سفيان: «يا عتبة، قد علمت أنّا أهل بيت الكرامة، ومعدن الرسالة، وأعلام الحقّ الّذي أودعه اللّه عزّ وجلّ قلوبنا، وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 30، الحديث 1)

يأتي تمامه في تاريخ الإمام الحسين (علیه السلام).

(1162) 2-(1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه:

ص: 109


1- ورواه أيضاً «في باب ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة» من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 62 ح 210.

عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) أنّه قال: «نحن سادة في الدنيا وملوك في الآخرة».

(أمالي الصدوق: المجلس 82، الحدیث 17)

(1163) 3- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا هارون بن حاتم قال: حدّثنا إسماعيل بن توبة ومصعب بن سلّام، عن أبي إسحاق [السبيعي]:

عن ربيعة [بن شيبان أبي الحوراء] السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان (رحمه اللّه) فقلت له: حدّثني بما سمعت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أو رأيته، لأعمل به.

قال: فقال لي: عليك بالقرآن.

فقلت له: قد قرأت القرآن، وإنّما جئتك لتحدّثني بما لم أره ولم أسمعه، اللّهم(1) إنّي أشهدك على حذيفة أنّي أتيته ليحدّثني بما لم أره ولم أسمعه(2) من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنّه قد منعنيه وكتمنيه.

فقال حذيفة: يا هذا، قد أبلغت في الشدّة، ثمّ قال [لي](3): خذها قصيرة من طويلة، و جماعة (4) لكلّ أمرك، إنّ آية الجنّة فى هذه الاُمّة لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه يأكل الطعام(5) ويمشي في الأسواق.

فقلت له: بيّن لي آية الجنّة أتّبعها، وبيّن لي آية النّار فأتّقيها.

فقال لي: والّذي نفسي بيده، إنّ آية الجنّة والهداة إليها إلى يوم القيامة وأئمّة

ص: 110


1- في أمالي الطوسي: «إنّما جئتك لتحدّثني، اللّهم».
2- في أمالي الطوسي: «بما لم أسمعه ولم أره». ومن قوله «اللّهم إنّي أشهدك» إلى هنا موجود في نسخة مطبوعة من أمالي المفيد، وساقط من النسخ الخطية.
3- من أمالي الطوسي.
4- في أمالي الطوسي: «جامعة ».
5- في أمالي الطوسي: «لبيّنة، أنّه ليأكل الطعام».

الحقّ لآل محمّد (علیهم السلام)، وإنّ آية النّار وأئمّة الكفر(1) والدعاة إلى النّار إلى يوم القيامة لغيرهم.

(أمالي المفيد: المجلس 39، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله مع مغايرة ما ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 25)

(1164) 4- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا خالد بن يزيد بن كثير الثقفي قال: حدّثني أبو خالد، عن حنّان بن سدير، عن أبي إسحاق:

عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له: حدّثني بما سمعت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ورأيته يعمل به.

فقال: عليك بالقرآن.

فقلت له: قد قرأت القرآن وإنّما جئتك لتحدّثني بما لم أره ولم أسمعه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، اللّهمّ إنّي أُشهدك على حذيفة أنّي أتيته ليحدّثني، فإنّه قد سمع وكتم.

قال: فقال حذيفة: قد أبلغت في الشدّة، فقال لي: خُذها قصيرة من طويلة و جامعة لكلّ أمرك، إنّ آية الجنّة في هذه الاُمّة لتأكل الطعام وتمشي في الأسواق.

فقلت له: فبيّن لى آية الجنّة فأتبعها، وآية النّار فأتّقيها.

فقال لي: والّذي نفس حذيفة بيده، إنّ آية الجنّة والهداة إلى يوم القيامة لأئمّة آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وإنّ آية النّار والدعاة إليها إلى يوم القيامة لأعدائهم.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 41)

ص: 111


1- في أمالي الطوسي: «...يوم القيامة وآية الحقِّ إلى يوم القيامة لاٰل محمّد (علیهم السلام)، وإن آية النّار وآية الكفر...».

(1165) 5- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي يوم الإثنين لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: حدّثني الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، بكم يفتح هذا الأمر، وبكم يختم، عليكم بالصبر، فإنّ العاقبة للمتّقين، أنتم حزب اللّه، وأعداؤكم حزب الشيطان، طوبى لمن أطاعكم، وويل لمن عصاكم، أنتم حجّة اللّه على خلقه، والعروة الوثقی، من تمسّك بها اهتدى ومن تركها ضلّ، أسأل اللّه لكم الجنّة، لا يسبقكم أحد إلى طاعة اللّه، فأنتم أولى بها».

(أمالي المفيد: المجلس 12، الحديث 9)

(1166) 6- وعن أبي بكر الجعابي قال: حدّثني عليّ بن إسحاق المخرمي(1) قال: حدّثنا عثمان بن عبداللّه الشاميّ قال: حدّثنا [عبداللّه] ابن لهيعة، عن أبي زرعة الحضرمي، عن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(2): «يا عليّ، إنّ بنا ختم اللّه(3) الدين، كما بنا فتحه، وبنا يؤلّف اللّه بين قلوبكم بعد العداوة والبغضاء».

(أمالى المفيد: المجلس 29، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 25)

(1167) 7- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال:

ص: 112


1- في أمالي الطوسي: «النحوي» بدل «المخرمي».
2- في أمالي الطوسي: «قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
3- في أمالي الطوسي: «يا عليّ بنا يختم اللّه».

حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن الحسين البغدادي قال: حدّثنا الحسين بن عمر المقرئ، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:

عن جدّه (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: قلت: يا رسول اللّه، العدل منّا أم من غيرنا؟

فقال: «بل منّا، بنا يفتح(1) اللّه، وبنا يختم، وبنا ألّف اللّه بين القلوب بعد الشرك، وبنا يؤلّف بين القلوب بعد الفتنة».

فقلت: «الحمد للّه على ما وهب لنا من فضله».

(أمالي المفيد: المجلس 34، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 5)

تقدّم تمامه في الباب 3 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان من أبواب الحوادث والفتن.

(1168) 8- أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عمر بن عيسى بن عثمان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا خالد بن عامر بن عبّاس:

عن محمّد بن سويد الأشعري قال: دخلت أنا وفطر بن خليفة على جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، فقرّب إلينا تمراً فأكلنا وجعل يناول فطراً منه، ثمّ قال له: «كيف الحدیث الّذي حدّثتني عن أبي الطفيل (رحمه اللّه) في الأبدال»؟

فقال فطر: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «الأبدال(2) من أهل الشام والنجباء من أهل الكوفة، يجمعهم اللّه لشرّ يوم لعدوّنا»(3).

ص: 113


1- في أمالي الطوسي: «فتح».
2- قال ابن الأثير في النهاية: 1: 107: في حديث عليّ (رضی اللّه عنه): «الأبدال بالشام» هم الأولياء و العُبّاد، الواحد بِدل كحِمل وأحمال، وبَدل كجَمَل، سُمّوا بذلك لأنّهم كلّما مات واحد، منهم أبدِل باٰخر.
3- ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 1: 296 باب ما جاء أنّ بالشام يكون الأبدال بإسناده عن وكيع، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن عليّ (علیه السلام) قال: «الأبدال بالشام، والنجباء بالكوفة». وفي ص 297 بإسناده عن إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن عليّ (علیه السلام) قال: «إذا قام قائم آل محمّد جمع اللّه له أهل المشرق وأهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قَزَع الخريف، فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأمّا الأبدال فمن أهل الشام».

فقال جعفر الصادق(علیه السلام): «رحمكم اللّه، بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم، رحم اللّه من حبّبنا إلى النّاس ولم يكرّهنا إليهم».

(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 4)

(1169) 9-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبد اللّه قال: حدّثنا سعدان بن سعيد قال: حدّثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي(2) القاضي قال:

سمعت جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم، والّذي يحلف به ليتنصرن اللّه بكم كما انتصر بالحجارة».

(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 18)

ص: 114


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 8 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه.
2- في نسخة من أمالي الطوسي: «الفايدي»، وفي أخرى: «العابدي»، والظاهر أنّهما مصحّفان عن «الغامدي» أو الغائدي»، وهو سفيان بن إبراهيم بن مزيد الأزدي الجريري، عدّه الشيخ الطوسي في رجاله (170) من أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام). قال السيوطي في لبّ اللباب: 2: 127/ 2847: الغامدي - بكسر الميم ومهملة -: بطن من الأزد. وقال القلقشندي في نهاية الأرب: 346/ 1417: بنو غائد: بطن من شنؤة من الأزد من القحطانيّة، وهم بنو غائد، واسمه عمر و بن عبد اللّه بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر، وهو شنؤة.

(1170) 10-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سليمان أبوالفضل قال: حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل:

قال: سمعت جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «نحن خيرة اللّه من خلقه، وشيعتنا خيرة اللّه من اُمّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 22)

(1171) 11-(2) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا نصير بن زياد، عن جابر:

عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «إنّا وُلد فاطمة مغفور لنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 8)

ص: 115


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 11 - 12 عن أبي عليّ بن الشيخ الطوسي، عن أبيه.
2- وروى الطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 33 ح 2625، و الحاكم في المستدرك: 3: 152، وأبونعيم في ترجمة زرّ بن حبيش من حلية الأولياء: 4: 188، و ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 196 ح 174 و 175، و الحمّويي في الباب 14 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 64 ح 389، جميعاً بأسانيدهم عن زرّ بن حبيش، عن ابن مسعود قال: قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريّتها من النّار». وفي بعض الروايات: «... فحرّمها اللّه وذرّيتها على النّار». ورواه الصدوق في الحديث 264 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 68.

(1172) 12-(1) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن [أبي القاسم] عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي المغرا [حميد بن المثنّى العجلي]، عن أبي بصير، عن خيثمة [بن عبدالرحمان الجعفي الكوفي] قال:

سمعت الباقر (علیه السلام) يقول: «نحن جنب اللّه، ونحن صفوة اللّه، ونحن خيرة اللّه، و نحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن أمناء اللّه عزّ وجلّ، ونحن حجج اللّه، ونحن حبل اللّه، ونحن رحمة اللّه على خلقه، ونحن الّذين بنا يفتح اللّه وبنا يختم، ونحن أئمّة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن العلم المرفوع لأهل الدنيا، ونحن السابقون، ونحن الآخرون، مَن تمسّك بنا لحق، ومَن تخلّف عنّا غرق، ونحن قادة الغرّ المحجّلين، ونحن حرم اللّه، ونحن الطريق، والصراط المستقيم إلى اللّه عزّ وجلّ، ونحن موضع الرسالة، ونحن أصول الدين، وإلينا تختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنّة، و نحن عرى الإسلام، ونحن الجسور، ونحن القناطر، من مضى علينا سبق ومن تخلّف عنّا محق، ونحن السنام الأعظم، ونحن الّذين بنا تنزل الرحمة، وبنا تسقون الغيث، و نحن الّذين بنا يصرف اللّه عزّ وجلّ عنكم العذاب، فمن أبصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا».

(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 4)

ص: 116


1- ورواه أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار في الباب 3 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات ص 62 - 63 ح 10 عن عبداللّه بن عامر، عن العبّاس بن معروف، عن عبدالرحمان بن أبي عبد اللّه البصري، عن أبي المغرا. و رواه الصدوق في الباب 21 من كمال الدين: 1: 305 - 206، ح 20 عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن أبي المغزا. ورواه الحمّويي في الباب 48 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 253 - 254 ح 523 بإسناده عن الصدوق. وأورده ابن شهر آشوب في ترجمة الإمام الباقر(علیه السلام) من مناقب آل أبي طالب: 4: 223، وفي ط: ص 206 في عنوان «فصل في معالي أموره (علیه السلام)». وروى نحوه الكليني في باب «أنّ الأئمّة معدن العلم وشجرة النبوّة ومختلف الملائكة» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 221 ح 3 بإسناده عن خيثمة، عن الصادق (علیه السلام).

باب 2- مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام)

أقول: سيأتى بعض ما يرتبط بهذا الباب فى أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام).

(1173) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن زياد قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ومحرز بن هشام قالا: حدّثنا مطلب بن زیاد:

عن ليث بن أبي سليم قال: أتى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) كلّهم يقول: «أنا أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». فأخذ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة ممّا يلى بطنه، وعليّاً ممّا يلي ظهره، والحسن عن يمينه، والحسين عن يساره ثمّ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنتم منّي وأنا منكم».

(أمالي الصدوق: المجلس 4، الحديث 2)

(1174) 2-(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلّى بن محمّد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن عبد اللّه بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ عليّاً وصيّي وخليفتي، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ولداي، مَن والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن ناوأهم فقد ناوأني(2)، ومن جفاهم فقد جفاني،

ص: 117


1- ورواه الطبري في الجزء الأوّل من بشارة المصطفى: ص 16 بإسناده عن الصدوق.
2- ناوَأَ مناوأَةً ونواءً: فاخره وعارضه، عاداه.

ومَن برّهم فقد برّني، وصل اللّه من وصلهم، وقطع من قطعهم، ونصر من [نصرهم، وأعان من](1) من أعانهم، وخذل من خذلهم، اللّهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت، فعليّ وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الصدوق: المجلس 13، الحديث 10)

ورواه أيضاً الصدوق، عن أبيه، عن الحسين بن محمّد بن عامر مثله.

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 6)

(1175) 3-(2) حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي قال: قرأت على أحمد بن محمّد بن سليمان بن الحارث قلت: حدّثكم محمّد بن عليّ بن خلف العطّار قال: حدّثنا حسين [بن الحسن الفزاري الكوفي] الأشقر قال: حدّثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير:

ص: 118


1- ما بين المعقوفين من المجلس 72.
2- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 60 - باب معنى الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربِّه فتاب عليه - من معاني الأخبار: ص 125، وفي الحديث 8 من باب الخمسة من الخصال: ص 270. ورواه أيضاً أبو محمّد عبد الرحمان بن أحمد بن الحسين الخُزاعي النيسابوري في الحديث 17 من أربعينه ص س 59 عن أبي القاسم محمّد بن الحسين [بن] عبدوس البغدادي، عن أبي عليّ الحسن بن خلف الكرخي، عن القاضي أبي عليّ الحسن بن عليّ الخزاعي الجرّاحي، عن أبي ذر أحمد بن محمّد بن أبي بكر العطّار، عن محمّد بن عليّ بن خلف. وأخرجه السيوطي في تفسير الآية 37 من سورة البقرة من الدرّ المنثور: ج 1 ص 147 عن ابن النجار. وأخرجه ابن المغازلي في الحديث 89 من كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 63 عن أحمد بن محمّد بن عبدالوهّاب، عن أبي أحمد عمر بن عبیداللّه ابن شوذب، عن محمّد بن عثمان، عن محمّد بن سليمان بن الحارث، عن محمّد بن عليّ بن خلف العطّار... مثله . ورواه أيضاً أبو صالح، عن ابن عبّاس - مع تفصيل-، رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 37 من سورة البقرة في تفسيره: ص 57 تحت الرقم 16 / 38، ومحمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 487 من المناقب: ج 1 ص 547.

عن ابن عبّاس قال: سألت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن الكلمات الّتي تلقّى آدم من ربِّه فتاب عليه؟

قال: «سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ، فتاب

عليه».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 2)

(1176) 4-(1) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبي الحسن عليّ بن الحسين البرقي، عن عبداللّه بن جبلة، عن معاوية بن عمّار، عن الحسن بن عبد اللّه، عن أبيه:

عن جدّه الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام)، عن جدّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في احتجاجه مع اليهود) قال: قال اليهودي: فأخبرني عن السادسة: عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة أمر اللّه بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده؟

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فأنشدتك بك اللّه إن أنا أخبرتك تقرّ لي».

قال اليهودي: نعم يا محمّد.

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أوّل ما في التوراة مكتوب: محمّد رسول اللّه، وهي بالعبرانيّة طاب». ثمّ تلا رسول اللّه هذه الآية: (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ)(2) و (مُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)(3)، وفي السطر الثاني: اسم وصيّي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، والثالث والرابع: سبطي الحسن و الحسين، وفي الخامس: اُمّهما فاطمة سيّدة نساء العالمين، وفي التوراة اسم وصيّي «اليا»

ص: 119


1- تقدّم تخريجه في باب احتجاج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مع اليهود، من كتاب الاحتجاج، ح 1.
2- سورة الأعراف: 7: 157.
3- سورة الصف: 61: 6.

واسم سبطيّ «شبر وشبير» وهما نورا فاطمة (علیها السلام)».

فقال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن فضلكم أهل البيت؟

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لي فضل على النبيّين، فما من نبيّ إلّا دعا على قومه بدعوة و أنا أخّرت دعوتي لأمّتي لأشفع لهم يوم القيامة، وأمّا فضل أهل بيتي وذرّيتي على غيرهم كفضل الماء على كلّ شيء، وبه حياة كلّ شيء، وحبّ أهل بيتي وذرّيتي استكمال الدين». وتلا رسول اللّه هذه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) إلى آخر الآية(1).

(أمالي الصدوق: المجلس 35، الحديث 1)

تقدّم تمام الخبر في كتاب الاحتجاج.

(1177) 5-(2) حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال: حدّثنا محمّد بن منصور بن أبي الجهم وأبويزيد القرشي قالا: حدّثنا نصر بن عليّ الجهضمي قال: حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه:

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد الحسن و الحسين (علیهما السلام) فقال: من أحبّ هذين وأباهما وأمّهما، كان معي في درجتي يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 40، الحديث 11)

ص: 120


1- سورة المائدة: 5: 3.
2- ورواه أحمد في فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب الفضائل: 2: 693 - 694 ح 1185، وفي مسند عليّ (علیه السلام) من كتاب المسند: 1: 77، والترمذي في باب مناقب أهل البيت من كتاب المناقب من سننه: 5: 641 - 642 برقم 3733، والطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 50 برقم 2654، وفي المعجم الصغير: 2: 70، وأبو الشيخ في ترجمة إبراهيم بن محمّد بن بزرج من كتاب طبقات المحدثين بإصبهان: 4: 80 برقم 848، والحمّويي في الباب الخامس من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 25 - 26 ح 366، وابن المغازلي في الحديث 417 من مناقبه ص 370، وأبو نعيم في تاريخ إصبهان: 1: 191، والخطيب البغدادي في ترجمة نصر بن عليّ الجهضمي من تاريخ بغداد: 13: 287 - 288، ثمّ قال: قال أبو عبد الرحمان عبد اللّه: لمّا حدّث بهذا الحديث نصر بن عليّ، أمر المتوكّل بضربه ألف سوط. ورواه ابن عساكر بطرق في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 52 -53 ح 95 - 96، وابن الفندق في لباب الأنساب: 1: 219 - 220، وابن قولويه في الباب 14 من كامل الزيارات: ح 13عن موسى بن جعفر (علیه السلام)، والكنجي الشافعي في الباب الثامن من كفاية الطالب: ص 81، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 3: 255 نقلاً عن الترمذي. وأورده ابن شهر آشوب في المناقب: 3: 432 في فضائل الحسن والحسين (علیه السلام)، في عنوان «محبّة النبيّ إيّاهما» نقلا عن جامع الترمذي وفضائل أحمد وشرف المصطفى وفضائل السمعاني وأمالي ابن شريح وإبانة ابن بطّة.

(1178) 6-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد أحمد السناني وعبداللّه بن محمّد الصائغ رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا أبو محمّد بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثني عليّ بن محمّد قال: حدّثنا الفضل بن العبّاس قال: حدّثنا عبد القدّوس الورّاق قال: حدّثنا محمّد بن كثير عن الأعمش.

وحدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد ابن باطويه قال: حدّثنا محمّد بن كثير عن الأعمش.

ص: 121


1- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 1100 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 2 ص 589 - 597 عن أبي أحمد، عن عبداللّه بن عبدالصمد، عن عبداللّه بن سوار، عن عبّاس بن خليفة، عن الأعمش. ورواه ابن شاذان في الفضائل ص 116 عن أبي طالب أحمد بن الفرج بن الأزهر، رفعه عن رجاله إلى سلمان بن سالم، عن الأعمش. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 372 - 379 ح 734، وانظر أيضاً: ج 1 ص 119 - 120 ح 46. ورواه عبدالرحمان بن أحمد الخزاعي في الحديث 25 من كتاب «الأربعين عن الأربعين في فضائل عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام)» ص 64 - 68 عن المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري، عن أبي الحسن عبد الجبّار بن أحمد، عن الزبير بن عبد الواحد، عن راجح بن الحسين بن غياث، عن محمّد بن خلف بن صالح، عن الأعمش. ورواه الخوارزمي في أوّل الفصل 19 من المناقب بإسناده عن جرير بن عبد الحميد الضبّي، عن سليمان الأعمش. وأخرجه ابن المغازلي في الحديث 118 من كتاب «مناقب الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام)» ص 143 بأسانيد إلى الأعمش مع زيادات في المتن. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 120 - 124، وابن حمزة في الثاقب في المناقب: ص 233 ح 201/2، والطبري في بشارة المصطفى: ص 170 - 175. وأورد الديلمي في إرشاد القلوب: 427 - 431 نقلًا عن كتاب الأربعين للخطيب الخوارزمي، وابن شهر آشوب بعض فقراته في عنوان «فصل: في من غيّر اللّه حالهم وأهلكهم ببغضه (علیه السلام) أو سبّه» من المناقب: 2: 384. وأمّا خصوص قصّة حديقة بني النجّار فقد رواه الحمّويي في فرائد السمطين: 2: 90 ح 406، والخوارزمي في مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 111- 113 بسنده عن أبي جعفر المنصور، وأشار إلى حديث الحنوط والكفن. وروى الطبراني في المعجم الكبير: 3: 67 برقم 2682 خطبة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ولم يذكر قصّة الحديقة. ولاحظ ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاریخ دمشق: ص 121 ح 195، وترجمة الإمام الحسين (علیه السلام): ص 193 - 194 ح 173، ومناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) -لمحمّد بن سليمان الكوفي-: 2: 410 ح 892، وص 420 - 422 ح 904.

وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي فيما كتب إلينا من أصبهان، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ستّ وثمانين ومئتين، قال: حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش.

وحدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني أبوسعيد

ص: 122

الحسن بن عليّ العدوي قال: حدّثنا عليّ بن عيسى الكوفي قال: حدّثنا جرير بن عبدالحميد، عن الأعمش. وزاد بعضهم على بعض في اللفظ، وقال بعضهم ما لم يقل بعض، وسياق الحديث لمندل بن عليّ العنزي:

عن الأعمش قال: بعث إليّ أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل أن أجب. قال: فبقيت متفكّراً فيها بيني وبين نفسي، وقلت: ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلّا ليسألني عن فضائل عليّ (علیه السلام) ولعَلّي أخبرته قتلني.

قال: فكتبت وصيّتي، و لبست كفني، ودخلتُ عليه، و فقال: ادن، فدنوت وعنده عمرو بن عبيد، فلمّا رأيته طابت نفسي شيئاً، ثمّ قال: ادنُ. فدنوت حتّى

كادت تمسّ رُكبتي رُكبته.

قال: فوجد منّي رائحة الحنوط، فقال: واللّه لتصدقني أو لأصلبنّك.

قلت: ما حاجتك يا أمير المؤمنين؟

قال: ما شأنك متحنّطاً؟

قلت: أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب، فقلت: عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلَيّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل عليّ (علیه السلام)، فلعَلِّي إن أخبرته قتلني، فكتبت وصيّتي، ولبست كفني.

قال: وكان متّكئاً، فاستوى قاعداً فقال: لاحول ولا قوّة إلّا باللّه، سألتك باللّه يا سليمان، كم حديثاً ترويه في فضائل عليّ؟

قال: فقلت: يسيراً، يا أمير المؤمنين.

قال: كَم؟

قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد.

فقال: يا سليمان، واللّه لأُحدّثنّك بحديث في فضائل عليّ (علیه السلام) تنسى كلّ حديث سمعته.

قال: قلت: حدّثني يا أمير المؤمنين.

قال: نعم، كنت هارباً من بني أميّة، و كنت أتردّد في البلدان، فأتقرّب إلى النّاس بفضائل عليّ، وكانوا يطعموني و يزوّدوني حتّى وردتُ بلاد الشام، وإنّي لفي كساءٍ خَلَق ما عَلَيّ غيره، فسمعت الإقامة وأنا جائع، فدخلتُ المسجد

ص: 123

لأصلّي، وفي نفسي أن أكلّم النّاس في عشاء يُعشّوني، فلمّا سلّم الإمام دخل المسجد صبيّان، فالتفت الإمام إليهما، وقال: مرحباً بكما، ومرحباً بمن اسمكما على اسمهما. فكان إلى جنبي شابّ، فقلت: يا شابّ، ما الصبيان من الشيخ؟

قال: هو جدّهما، وليس بالمدينة أحد يحبّ عليّاً غير هذا الشيخ، فلذلك سمّي أحدهما الحسن، والآخر الحسين.

فقمت فرحاً، فقلت للشيخ: هل لك في حديث أقرّ به عينك؟

قال: إن أقررت عيني أقررت عينك.

قال: فقلت: حدّثني والدي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ جاءت فاطمة (علیها السلام) تبكي، فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يُبكيك، يا فاطمة؟»

قالت: «يا أبه، خرج الحسن والحسين، فما أدري أين باتا؟»

فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا فاطمة، لا تبكي، فاللّه الّذي خلقهما هو ألطف بهما منك». ورفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده إلى السماء، فقال: «اللّهم إن كانا أخذا بَرّاً أو بَحراً فاحفظهما و سلّمهما».

فنزل جبرئيل (علیه السلام) من السماء فقال: «يا محمّد، إنّ اللّه يقرؤك السلام وهو يقول: لا تحزن ولا تغتمّ لهما، فإنّهما فاضلان في الدنيا، فاضلان في الآخرة، و أبوهما أفضل منهما، هما نائمان في حضيرة بني النجّار، وقد وكّل اللّه بهما ملكاً».

قال: فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فرحاً ومعه أصحابه حتّى أتوا حظيرة بني النجّار، فإذا هم بالحسن معانقاً للحسين (علیهما السلام) وإذا الملك الموكّل بها قد افترش أحد جناحيه تحتهما وغطّاهما بالآخر، قال: فمكث النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يُقبّلهما حتّى انتبها، فلمّا استيقظا حمل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الحسن، وحمل جبرئيل الحسين، فخرج من الحظيرة وهو يقول: «واللّه لأشرّفنّكما كما شرّفكم اللّه عزّ وجلّ».

فقال له أبوبكر: ناولني أحد الصبيّين أخفّف عنك.

فقال: «يا أبا بكر، نعم الحاملان، ونعم الراكبان، وأبوهما أفضل منهما».

فخرج حتّى أتى باب المسجد، فقال: «يا بلال، هلمّ عَلَيّ بالنّاس».

فنادى منادي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المدينة، فاجتمع النّاس عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المسجد، فقام على قدميه فقال: «يا معشر النّاس، ألا أدلّكم على خير النّاس جدّاً

ص: 124

وجدّة»؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: «الحسن والحسين، فإنّ جدّهما محمّد، وجدّتهما خديجة بنت خويلد، يا معشر النّاس، ألا أدلّكم على خير النّاس أباً وأمّاً»؟

فقالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: «الحسن والحسين، فإنّ أباهما عليّ، يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه و رسوله، وأمّهما فاطمة بنت رسول اللّه، يا معشر النّاس، ألا أدلّكم على خير الناس عمّا وعمّة»؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: «الحسن والحسين، فإنّ عمّهما جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنّة الملائكة، وعمّتهما أمّ هانى بنت أبي طالب، يا معشر النّاس ألا أدلّكم على خير النّاس خالاً وخالةً»؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: «الحسن والحسين، فإنّ خالهما القاسم بن رسول اللّه، وخالتهما زينب بنت رسول اللّه». ثمّ قال(1) بيده: «هكذا، يحشرنا اللّه».

ثمّ قال: «اللّهم إنّك تعلم أنّ الحسن في الجنّة، والحسين في الجنّة، وجدّهما في الجنّة، وجدّتهما في الجنّة، وأباهما في الجنّة، وأمّهما في الجنّة، وعمّهما في الجنّة، و عمّتهما في الجنّة، وخالهما في الجنّة، وخالتهما في الجنّة، اللّهم إنّك تعلم أنّ مَن يحبّهما في الجنّة، ومن يبغضهما في النّار».

قال: فلمّا قلت ذلك للشيخ، قال: مَن أنت يا فتى؟

قلت: مِن أهل الكوفة.

قال: أعَرَبيّ أنت، أم مولى؟

قال: قلت: بل عربيّ.

قال: فأنت تحدّث بهذا الحديث و أنت في هذا الكساء؟! فكساني خلعته،

ص: 125


1- في نسخة: «ثمّ أشار».

وحملني على بغلته - فبعتهما بمئة دينار - فقال: يا شابّ، أقررت عيني، فواللّه لأقرّنّ عينك، ولأرشدنّك إلى شابّ يقرّعينك اليوم.

قال: فقلت: أرشدني.

قال: لي أخوان، أحدهما إمام والآخر مؤذّن، أمّا الإمام فإنّه يحبّ عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه، وأمّا المؤذّن فإنّه يبغض عليّاً (علیه السلام) منذ خرج من بطن أمّه.

قال: قلت: أرشدني.

فأخذ بيدي حتّى أتى باب الإمام، فإذا برجل قد خرج إليّ، فقال: أمّا البغلة والكسوة فأعرفهما، واللّه ما كان فلان يحملك ويكسوك إلّا أنّك تحبّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فحدّثني بحديث في فضائل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

قال: فقلت: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ جاءت فاطمة (علیها السلام) تبكي بكاءاً شديداً، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما يُبكيك يا فاطمة»؟

قالت: «يا أبه، عيّرتني نساء قريش وقلن: إنّ أباك زوّجك من مُعدِم لامال له»!

فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تبكي، فواللّه ما زوّجتك حتّى زوّجك اللّه من فوق عرشه، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل، وإنّ اللّه عزّ وجلّ اطّلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع الثانية فاختار من الخلائق عليّاً فزوّجك إيَّاه، واتّخذه وصيّاً، فعليّ أشجع النّاس قلباً، وأحلم النّاس حلمًا، وأسمح النّاس كفّاً، وأقدم النّاس سلمًا، وأعلم النّاس علمًا، والحسن والحسين ابناه، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، واسمهما في التوراة شبّر وشبير لكرامتهما على اللّه عزّ وجلّ.

يا فاطمة لاتبكينّ، فواللّه أنّه إذا كان يوم القيامة يُكسى أبوك حُلّتين، وعليّ حُلّتين، ولواء الحمد بيدي، فأناوله عليّاً لكرامته على اللّه عزّ وجلّ.

يا فاطمة لاتبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي، وإذا شفّعني اللّه عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي.

يا فاطمة، لاتبكينّ إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ في أهوال ذلك اليوم: «يا محمّد، نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرحمان، ونعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب».

ص: 126

يا فاطمة، عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».

فلمّا قلت ذلك، قال: يا بُنيّ، ممّن أنت؟

قلت: من أهل الكوفة.

قال: أعربيّ أنت، أم مولى؟

قلت: بل عربيّ.

قال: فكساني ثلاثين ثوباً، وأعطاني عشرة آلاف درهم، ثمّ قال: يا شابّ، قد أقررت عيني، ولي إليك حاجة.

قلت: قضيت إن شاء اللّه.

قال: فإذا كان غداً فأتِ مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعليّ (علیه السلام).

قال: فطالت عَلَيّ تلك الليلة، فلمّا أصبحت أتيت المسجد الّذي وصف لي، فقمت في الصفّ، فإذا إلى جانبي شابّ متعمّم، فذهب ليركع، فسقطت عمامته، فنظرت في وجهه، فإذا رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزیر، فواللّه ما علمتُ ما تكلّمت به في صلاتي حتّى سلّم الإمام، فقلت: يا ويحك، ما الّذي أرى بك؟ فبكى وقال لي: انظر إلى هذه الدار. فنظرتُ، فقال لي: ادخُل، فدخلتُ، فقال لي: كنتُ مؤذّناً لاٰل فلان، كلّما أصبحت لعنتُ عليّاً ألف مرّة بين الأذان والإقامة، وكلّما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرّة، فخرجتُ من منزلي فأتيت داري، فاتّكأت على هذا الدكّان الّذي ترى، فرأيت في منامي كأنّي بالجنّة وفيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و عليّ (علیه السلام) فرحين، ورأيت كأنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن يمينه الحسن، وعن يساره الحسين، ومعه كأس، فقال: «يا حسن، اسقني». فسقاه، ثمّ قال: «أسق الجماعة». فشربوا، ثمّ رأيته كأنّه قال: «أسق المتّكئ على هذا الدكّان». فقال له الحسن (علیه السلام): «يا جدّ، أتأمرني أن أسقي هذا، وهو يلعن والدي في كلّ يوم ألف مرّة بين الأذان والإقامة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة بين الأذان والإقامة؟!

فأتاني النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لي: «ما لك - عليك لعنة اللّه - تلعن عليّاً وعليّ منّي، وتشتم عليّاً وعليّ منّي». فرأيته كأنّه تفل في وجهي، وضربني برجله وقال: «قُم غيّر اللّه ما بك من نعمة». فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير، ووجهي

ص: 127

وجه خنزير.

ثمّ قال لي أبو جعفر أمير المؤمنين: أهذان الحديثان في يدك؟

فقلت: لا.

فقال: يا سليمان، حبّ عليّ إيمان، وبغضه نفاق، واللّه لا يحبّه إلّا مؤمن و لا يبغضه إلّا منافق.

قال: قلت: الأمان يا أمير المؤمنين.

قال: لك الأمان.

قلت(1): فما تقول في قاتل الحسين (علیه السلام)؟

قال: إلى النّار وفى النّار.

قلت: وكذلك مَن يقتل ولد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى النّار وفي النّار.

قال: الملك عقيم يا سليمان، أخرُج فحدّث بما سمعت.

(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 2)

(1179) 7-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: أخبرنا محمّد بن إدريس قال: حدّثنا الحسن بن عطيّة قال: حدّثنا رجل يقال [له] إسرائيل(3)، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال، عن زرّ بن حبيش:

عن حذيفة قال: قال لي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما رأيت الشخص الّذي اعترض لي»؟ قلت: بلى يا رسول اللّه.

ص: 128


1- في أربعين الخزاعي: قلت: يا أمير المؤمنين، فما تقول في قتل ولد هذين؟ قال: فمكث طويلاً ينكت في الأرض باصبعه ثمّ قال: يا سليمان، ويحك، الملك عقيم. قال سليمان رحمة اللّه عليه: فقمت وأنا أقول في نفسي: بئس الحجّة أعددت للوقوف بين يدي اللّه عزّ وجلّ.
2- لاحظ تخريج الحديث التالي.
3- هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، روى عن أبي حازم ميسرة بن حبیب النهدي الكوفي، وروى عنه أبو عليّ الحسن بن عطيّة بن نجيح البزّاز الكوفي.

قال: «ذاك ملك لم يهبط قطّ إلى الأرض قبل الساعة، استأذن اللّه عزّ وجلّ في السلام عَلى عليّ(1)، فأذن له فسلّم عليه، وبشّرني أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة».

(أمالى المفيد: المجلس 3، الحديث 4)

(1180) 8-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابيّ قال: حدّثنا عمرو بن سعيد السجستاني قال: حدّثنا محمّد بن يزيد الفريابي قال: حدّثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش:

ص: 129


1- كذا هنا، وفي سائر المصادر: «في السلام عَلَيّ»، أو: «أن يسلّم عَلَيّ».
2- ورواه أحمد في مسند حذيفة بن اليمان من مسنده: 5: 391 بزيادة في صدر الحديث قال: حدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش: عن حذيفة قال: سألتني أُمّي: منذ متى عهدك بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ قال: فقلت: منذ كذا وكذا. قال: فنالت منّي وسبّتني، قال: فقلت لها: دعيني، فإنّي آتي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأصلّي معه المغرب، المغرب، ثمّ لا أدعه حتّى يستغفر لي ولك: قال: فأتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فصلّيت معه المغرب، فصلّى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) العشاء، ثمّ انفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثمّ ذهب فاتبعته، فسمع صوتي، فقال: «مَن هذا»؟ فقلت: حذيفة. قال: «ما لَك»؟ فحدّثته بالأمر، فقال: «غفر اللّه لك ولأمّك». ثمّ قال: «أما رأيت العارض الّذي عرض لي قبيل»؟ قال: قلت: بلى. قال: «فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة، فاستأذن ربّه أن يسلّم عَلَيَّ ويبشّرني أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة». ورواه الترمذي في باب 31- مناقب الحسن والحسين (علیهما السلام)- من كتاب المناقب من سننه: 5: 660 - 661 ح 3781، والنسائي في السنن الكبرى: 5: 95 ح 8365 وص 80 ح 8298، و الحاكم في المستدرك: 3: 151 وصحّحه ووافقه الذهبي، وأبو نعيم في الحلية: 4: 190 في ترجمة زِرّ بن حبيش، والبغوي في شرح السنّة: 4: 196 ح 4835، وابن عساكر في ترجمة حذيفة من تاریخ دمشق: 12: 268 - 269 وفي تهذيبه: 4: 95 وفي مختصر ابن منظور: ج 4 ص 250، وأيضاً في ترجمة الإمام الحسين(علیه السلام) ص 73 - 75 برقم 73 - 74، وترجمة الإمام الحسن (علیه السلام): ص 73 ح 130، وروی نحوه تحت الرقم 131 و 132 عن قيس بن أبي حازم، عن حذيفة، ولم يرد فيه فاطمة (علیها السلام). ورواه الحمّويي في الباب 4 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 20 ح 363. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف: 6: 391 ح 3261 وص 381 ح 32167، وابن حبّان في صحيحه: 15: 413 ح 6960، والطبراني في الكبير: 3: 37 ح 2606 و 2607، وج 22: 403 ح 1005. وانظر أيضاً ترجمة إسحاق بن عبد اللّه القطربلي من تاریخ بغداد: 6: 372(3397).

عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أتاني ملك لم يهبط إلى الأرض قبل وقته، فعرّفني أنّه استأذن اللّه عزّ وجلّ في السلام عَلَيّ، فأذن له، فسلّم عَلَيّ وبشّرني أنّ ابنتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وأنّ الحسن و الحسين (علیهما السلام) سيّدا شباب أهل الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 36)

(1181) 9-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري قال: حدّثنا عليّ بن بن الصباح قال: حدّثنا إبراهيم بن عبداللّه ابن أخي عبدالرزّاق قال: حدّثني عمّي عبد الرزّاق بن همّام بن نافع قال: أخبرني أبي همّام بن نافع قال:

ص: 130


1- ورواه ابن العديم في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ حلب: 6: 2581 - 2582، و الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 24 - 25 من سورة إبراهيم في شواهد التنزيل: 1: 407 ح 429 بإسناده عن إبراهيم بن عبداللّه، عن عبد الرزّاق. وله شاهد من حديث ابن عبّاس، رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 179 ح 163 بإسناده عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأذني وإلّا فصمتا، وهو يقول: «أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، والمحبّون أهل البيت ورقها من الجنّة حقّاً حقّاً». ورواه الحمّويي في الباب 6 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 30 ح 369، وابن الجوزي في عنوان «باب في فضل أهل البيت» من الموضوعات: ص 321 ح 6، والخفاجي في تفسير آية المودّة: ص 157.

أخبرني مينا مولى عبد الرحمان بن عوف الزهري قال: قال لي عبد الرحمان: يا مينا، ألا أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قلت: بلی.

قال: سمعته يقول: «أنا شجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، و الحسن والحسين ثمرتها، ومحبّوهم من اُمّتي ورقها».

(أمالي المفيد: المجلس 28، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «والحسن والحسين ثمرها». (أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 21)

(1182) 10-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن سعيد بن محمّد بن شرحبيل أبو بكر الترخُمي بحمص، وعبد الرزّاق بن

ص: 131


1- ورواه ابن عدي في ترجمة الحسن بن عليّ بن عيسى الأزدي من الكامل: 2: 336 و في ترجمة مينا: 6: 459 عن عمر بن سنان، عن الحسن بن على الأزدي، عن عبد الرزّاق، و بإسناده عنه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 180 ح 164، والخوارزمي في الفصل 5- مناقب فاطمة (علیها السلام)- من مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 61 ح 113 ثمّ قال: ولأحد الشعراء في هذا المعنى قوله: يا حبّذا دوحة في الخلد نابتة المصطفى أصلها و الفرع فاطمة و الهاشمیّان سبطاه لها ثمر إني بحبّهم أرجو النجاة غدا هذا مقال رسول اللّه جاء به ما مثلها نبتت في الخلد من شجر ثمّ اللقاح عليّ سيّد البشر و الشيعة الورق الملتف بالثمر والفوز في زمرة من أفضل الزمر أهل الرواية في العالي من الخبر والحديث رواه الحاكم الحسكاني في تفسير الاٰية 24 - 25 من سورة إبراهيم في شواهد التنزيل: 1: 430 بإسناده عن مؤمّل بن يهاب، عن عبد الرزّاق بن همّام، وفي الحديث 431 بإسناده عن إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد، عن عبد الرزّاق. ورواه الحاكم النيسابوري في مناقب فاطمة (علیها السلام) من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 160 بسنده عن إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد، عن عبد الرزّاق، وعنه المحلى في الحدائق الورديّة: ص 16. ورواه الطبرسي في الفصل 2 من ترجمة سيّدة النساء (علیها السلام) من إعلام الورى: 1: 296.

سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح، واللفظ له، قالا: حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ الأزدي المعاني بمعان(1)، قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرني أبي، عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمان بن عوف قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرها».

وزاد عبد الرزّاق: «وشيعتنا ورقها، الشجرة أصلها في جنّة عدن، والفرع والورق والثمر في الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 10)

(1183) 11- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا صهيب بن عبّاد بن صهيب قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، وأغصان الشجرة ذاهبة على ساقها، فأيّ رجل تعلّق بغصن من

ص: 132


1- قال الحموي في معجم البلدان: 5: 153: مَعان بالفتح وآخره نون، والمحدّثون يقولونه بالضمّ، وإيَّاه عنى أهل اللغة، منهم الحسن بن عليّ بن عيسى أبو عبيد المعني الأزدي المعاني من أهل معان البلقاء، روى عن عبد الرزّاق بن همّام، وروى عنه محمّد وعامر ابنا خُزيم وعمرو بن سعيد بن سنان المنبجي وغيرهم، وكان ضعيفاً، والمعان: المنزل، يقال: الكوفة معاني: أي منزلي، قال الأزهري: وميمه ميم مَفعَل: وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء... .

أغصانها أدخله اللّه الجنّة برحمته».

قیل: یا رسول اللّه، قد عرفنا الشجرة وفرعها، فمن أغصانها؟

قال: «عترتي، فما من عبد أحبّنا أهل البيت، وعمل بأعمالنا، وحاسب نفسه قبل أن يُحاسب، إلّا أدخله اللّه عزّ وجلّ الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 12)

(1184) 12-(1) أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الواسطي قال: حدّثنا عبد اللّه بن زيدان البجلي بالكوفة قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا يحيى بن بشّار مولى لكندة، عن محمّد بن إسماعيل الهمداني، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ (علیه السلام)، وعن الحارث، عن عليّ (علیه السلام):

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «مثلي مثل شجرة، أنا أصلها وعليّ فرعها والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها، فأبى أن يخرج من الطيّب إلّا الطيّب».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 71)

ص: 133


1- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 3: 455 ح 1334 وفيه: «وهل يخرج من الطيّب إِلّا الطيّب». وروی نحوه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 24 - 25 من سورة إبراهيم (علیه السلام) في شواهد التنزيل: 1: 406 ح 428 قال: أخبرنا أبو عبداللّه الشيرازي قال: أخبرنا أبوبكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثني المغيرة بن محمّد قال: حدّثني جابر بن سلمة قال: حدّثني حسين بن حسن، عن عامر السراج: عن سلام الخثعمي قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام) فقلت: يا ابن رسول اللّه، قول اللّه تعالى: (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)؟ قال: «يا سلام، الشجرة محمّد، والفرع عليّ أمير المؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئّمة من ولد فاطمة (علیها السلام)، والورق شيعتنا ومحبّونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة، وإذا ولد لمحبّينا مولود اخضرّ مكان تلك الورقة ورقة». وانظر تخريج الحديث المتقدّم والتالي.

(1185) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد الخطيب المدائني قال: حدّثنا عثمان بن عبداللّه بن عمرو بن عثمان قال: حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الزبير قال:

سمعت جابر بن عبداللّه يقول: بينا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعَرَفات وعليّ (علیه السلام) تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى عليّ (علیه السلام) فقال: «ادن منّي يا عليّ». فدنا منه، فقال: «ضع خمسك - يعني كفّك - في كفّي». فأخذ بكفّه فقال: «يا عليّ، خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلّق بغصن من أغصانها أدخله اللّه الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 28، الحديث 11)

(1186) 14- حدّثنا محمّد بن محمّد (رحمه اللّه) قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن النعمان:

عن بشير الدهّان قال: قلت لأبي جعفر (علیه السلام): جُعلت فداك، أيّ الفصوص أفضل أُركبه على خاتمى؟ فقال: «يا بشير، أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض؟ فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة: فأمّا الأحمر فمطلّ على دار

ص: 134


1- ورواه ابن المغازلي في الحديث 133 و 340 من المناقب: ص 90 و 297 بسندين إلى عثمان بن عبداللّه. وأخرجه ابن عساكر في أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 144 ح 179، وعنه الكنجي في الباب 87 من كفایة الطالب. ورواه ابن عديّ في ترجمة عثمان بن عبداللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان العثماني من الكامل: : 178 / 368 / 1336. ورواه الخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين: ص 108 بسنده إلى عثمان بن عبداللّه. ورواه الحمّويي في الباب 4 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 51 ح 16 بإسناده عن أحمد بن زنجويه بن موسى، عن عثمان بن عبد اللّه. هذا وللحديث شواهد من طرق أخرى.

رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأمّا الأصفر فمطلّ على دار فاطمة (علیها السلام)، وأمّا الأبيض فمطلّ على دار أمير المؤمنين (علیه السلام)، والدّور كلّها واحدة، يخرج منها ثلاثة أنهار، من تحت كلّ جبل نهر أشدّ برداً من الثلج، وأحلى من العسل، وأشدّ بياضاً من اللبن، لا يشرب منها إلّا محمّد وآله (علیهم السلام) وشيعتهم، ومصبّها كلّها واحد ومخرجها من الكوثر، وإنّ هذه الجبال تسبّح اللّه وتُقدّسه وتمجّده، وتستغفر لمحبّي آل محمّد (علیهم السلام)، فمن تختّم بشيءٍ منها من شيعة آل محمّد (علیهم السلام) لم ير إلّا الخير، والحُسنى، والسَعَة في رزقه، والسلامة من جميع أنواع البلاء، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كلّ ما يخافه الإنسان ويحذره».

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 10)

(1187) 15-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا هوذة بن خليفة [بن عبداللّه أبو أشهب الثقفي] قال: حدّثنا عوف [الأعرابي]، عن عطيّة الطفاوي عن أبيه: عن اُمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت: بينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بيتي إذ قالت الخادم: يا رسول اللّه، إنّ عليّاً وفاطمة (علیهما السلام) فى السدّة.

ص: 135


1- رواه أحمد في فضائل عليّ من كتاب فضائل الصحابة: 2: 583 برقم 986، وفي مسند اُمّ سلمة من مسنده: 6: 296 برقم 26000. ورواه ابن عساكر الدمشقى في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 101- 102 ح 103 بإسناده عن أحمد بن جعفر، عن عبد اللّه، عن أبيه، عن عبدالوهاب بن عطاء، عن عوف. وأشار إليه الدارقطني في عنوان «المعدّل والمعذّل» من المؤتلف والمختلف: 4: 2135 قال: عطيّة الطفاوي يكنّى أبا المعذّل، يروي عن أبيه عن اُمّ سلمة فضيلة أهل البيت، روى عنه عوف بن أبي جميلة الأعرابي. وعلى ما قاله محقّق الكتاب في هامشه: أخرجه ابن راهويه في مسنده: 21 / أ، والدولابي في الكنى: 2: 121- 122 والأربعين في مناقب اُمّهات المؤمنين: 41 / أ.

فقال: «قومي فتنحّي عن أهل بيتي».

قالت: فقمت فتنحّيت فى البيت قريباً، فدخل عليّ وفاطمة والحسن و الحسين (علیهم السلام) وهما صبيّان صغيران، فوضعهما النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجره وقبّلهما، و اعتنق عليّاً بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى، وقبّل فاطمة (علیها السلام) وقال: «اللّهم إليك أنا وأهل بيتى لا إلى النّار».

فقلت: يا رسول اللّه، وأنا معكم؟

فقال: «وأنتِ».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 34)

(1188) 16-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحيى العبسي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الضراري قال: حدّثني عبدالسلام بن صالح الهروي قال: حدّثنا الحسين بن

ص: 136


1- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 118 - 119 ح 43 بتفاوت. وأورده ابن المغازلي في المناقب ص 101 ح 144 بزيادة في المتن وتفاوت يسير، ورواه عنه ابن بطريق في الفصل 33 من العمدة: ص 267 ح 423. وأمّا ذيل الحديث فرواه الطبري الإمامي في المسترشد ص 613 ح 279 عن يحيى بن عبد الحميد، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن أبي أيّوب الأنصاري: أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لفاطمة: «إنّا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحداً من الأوّلين قبلنا و لا يدركها أحد من الاٰخرين غيرنا: نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمّك، ومن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر بن أبي طالب ابن عمّك، ومنّا سبطا هذه الاُمّة، ومهديّهم ولدك». ورواه الطبراني في المعجم الصغير: 1: 37 عن أحمد بن محمّد بن العبّاس المريّ القنطري، عن حرب بن الحسن الطحّان، عن حسين بن الحسن الأشقر... عن أبي أيّوب قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لفاطمة: «نبيّنا خير الأنبياء... ومنّا المهدي». وأخرج نحوه في المعجم الكبير: 3: 57 - 58 برقم 2675، والمعجم الأوسط 7: 276 - 277 برقم 6536 عن عليّ بن عليّ الهلالي، عن أبيه قال: دخلت على رسول اللّه في شكاته الّتي قبض فيها فإذا فاطمة رضي اللّه عنها عند رأسه. قال: فبكت حتّى ارتفع صوتها، فرفع رسول اللّه طرفه إليها فقال: «حبيبتى فاطمة، ما الّذي يبكيك»؟ فقالت: أُخشى الضيعة من بعدك. فقال: «يا حبيبتي، أما علمت أنّ اللّه اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلك، وأوحى إليّ أن أنكحك إيّاه، يا فاطمة، و نحن أهل بيت فقد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ولم يعط أحد بعدنا...» و ذكر نحوه. وأخرجه الكنجي في الباب الثاني من البيان في أخبار صاحب الزمان (علیه السلام) من كفاية الطالب ص 486، والحموئي في فرائد السمطين: 2: 84 ح 403 مثل ما في المعجم الكبير، ونحوه في كفاية الأثر - للخزاز القميّ - ص 62. وأخرجه المحبّ الطبري في مناقب الحسنين (علیهما السلام) من ذخائر العقبى ص 135 - 136، ثمّ قال: خرّجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني في أربعين حديثاً في المهدي. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 122 - 123 ح 51، والكنجي في الباب 9 من ترجمة صاحب الزمان (علیه السلام) من كفاية الطالب ص 502، و الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 166 نقلاً عن الطبراني في المعجم الصغير. وانظر ما رواه سليم بن قيس في الحديث 1 من كتابه.

الحسن الأشقر قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي الأسدى:

عن أبي أيّوب الأنصاري قال: مرض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مرضة، فأتته فاطمة (علیها السلام) تعوده، فلمّا رأت ما برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من المرض والجهد استعبرت و بكت حتّى سالت دموعها على خدّيها، فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا فاطمة، إنّي لكرامة اللّه إيّاك زوّجتك أقدمهم سِلمًا، وأكثرهم علمًا، وأعظمهم حلمًا، إنّ اللّه تعالى اطّلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني فبعثني نبيّاً، واطّلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيّاً».

فسرّت فاطمة (علیها السلام) فاستبشرت، فأراد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يزيدها مزيد الخير، فقال: «يا فاطمة، إنّا أهل بيت أعطينا سبعاً لم يعطها أحد قبلنا ولا يعطاها أحد

ص: 137

بعدنا: نبيّنا أفضل الأنبياء وهو أبوك، ووصيّنا أفضل الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا أفضل الشهداء وهو عمّك، ومنّا مَن جعل اللّه له جناحين يطير بهما مع الملائكة، وهو ابن عمّك، ومنّا سبطا هذه الاُمّة وهما ابناك، والّذي نفسي بيده لابّد لهذه الاُمّة من مهديّ، وهو واللّه من ولدك».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 8)

(1189) 17- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا الحسين بن بشر الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن سليمان قال: حدّثنا حنّان بن سدير الصيرفي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين (علیهم السلام): «كان النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جالساً في مسجده، فجاء عليّ (علیه السلام) فسلّم وجلس، ثمّ جاء الحسن بن عليّ (علیه السلام) فأخذه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأجلسه في حجره وضمّه إليه وقبّله، ثمّ قال له: اذهب فاجلس مع أبيك. ثمّ جاء الحسين (علیه السلام) ففعل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مثل ذلك وقال له: اجلس مع أبيك. إذ دخل رجل المسجد فسلّم على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خاصّة، وأعرض عن عليّ والحسن والحسين (علیهم السلام)، فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ما منعك أن تسلّم على عليّ وولديه؟ فوالّذي بعثني بالهدى و دين الحقّ، لقد رأيت الرحمة تنزل عليه وعلى ولديه».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 41)

(1190) 18- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أبو الفضل بن يوسف الجعفي قال: حدّثنا محمّد عكاشة قال: حدّثنا أبو المغرا حميد بن المثنى، عن يحيى بن طلحة النهدي، عن أيّوب بن الحرّ، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث:

عن عليّ صلوات اللّه عليه قال: إنّ فاطمة شكت إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «ألا ترضين أنّي زوّجتك أقدم اُمّتي سلمًا، وأحلمهم حلمًا، وأكثرهم علمًا، أما ترضين

ص: 138

أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة، إلّا ما جعل اللّه لمريم بنت عمران(1)، وأنّ ابنيك سيّدا شباب أهل الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 29)

أخبرنا،جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثني أسد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفري، عن محمّد بن عكاشة مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 8)

(1191) 19-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا عبّاد بن ثابث قال: حدّثنا عليّ بن صالح، عن أبي إسحاق الشيباني.

ص: 139


1- في الحديث 8 من المجلس 31: «ما جعله اللّه... ». قال العلّامة المجلسي في البحار: الاستثناء موافق لروايات العامّة، والأخبار متواترة عندنا أنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، ويمكن أن يكون المعنى: أن سيادة النساء منحصرة فيها إلّا مريم، فإنّها سيّدة نساء عالمها.
2- ورواه أبو عيسى الترمذي في باب فضل فاطمة (علیها السلام) من كتاب المناقب من صحيحه: ج 5 ص 701 تحت الرقم 3874، وأبويعلى الموصلي في مسنده: ج 8 ص 270 تحت الرقم: 501 (4857)، وفي معجم شيوخه: ص 178 تحت الرقم 135، والنسائي في الحديث 111 - 112 من خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام)، والطبراني في باب مناقب فاطمة (علیها السلام) من المعجم الكبير: ج 22 ص 403 - 404 تحت الرقم 1008 - 1009، والحاكم في المستدرك: ج 3 ص 154. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2 ص 165 تحت الرقم 652 - 656 بأسانيد عديدة إلى أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمير، إلّا أنّ في بعضها: «مع أُمّي»، وفي بعضها: «مع عمّتي»، قال ابن عساكر: أحسب أن يكون عمّته وأمّه جميعاً سألتا عائشة. ورواه الخوارزمي في أواخر الفصل 6 من المناقب: ص 79 ح 63، وفي الفصل 5 من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 57 ح 104. ثمّ أنّه قد ورد الحديث عن جميع بن عمير بأسانيد كثيرة وعبارات مختلفة، في مصادر جمّة، ذكرت بعضها في كتاب النبوّة، فلاحظ هناك.

قال: وحدّثني يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، وعبّاد بن الربيع، وعبداللّه بن

أبي غنية، عن أبي إسحاق الشيباني:

عن جميع بن عمير قال: دخلت مع اُمّى على عائشة، فذكرت لها عليّا (علیه السلام) فقالت: ما رأيت رجلاً كان أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه، وما رأيت امرأة كانت أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من امرأته.

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 32)

(1192) 20-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبّي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى قال: حدّثنا جعفر الأحمر، عن [أبي إسحاق] الشيباني:

عن جميع بن عمير قال: قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع: أرأيت مسيرك إلى عليّ (علیه السلام) ما كان؟

قالت: دعينا منك، أنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من عليّ (علیه السلام)، ولا من النساء أحبّ إليه من فاطمة (علیها السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 3)

ص: 140


1- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 140 ح 72 بتفاوت يسير. وروى في ص 141 ذيل الحديث 73: فقيل لها: فكيف خرجت عليه مع علمك هذا فيه؟ قالت: دعوني من هذا، فلو قدرت أن أفتدي منه بما على الأرض لفعلت. ورواه ابن شهر آشوب في مناقب فاطمة (علیها السلام) من المناقب: 3: 331 نقلاً عن جامع الترمذي، وإبانة العكبري، وأخبار فاطمة عن أبي عليّ الصولي، وتاريخ خراسان عن السلامي مسنداً، إنّ جميعاً التيمي قال... وذكر الحديث. وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة.

(1193) 21-(1) وعن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان قال: حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب قال: حدّثنا ناصح، عن زكريّا:

عن أنس قال: اتّكأ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على عليّ (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك، وتكون ولیّي ووصيّي ووارثي؟ تدخل رابع أربعة الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذريّتنا خلف ظهورنا، ومن تبعنا من أمّتنا عن أيمانهم وشمائلهم»؟

قال: «بلی، یا رسول اللّه».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 6)

ص: 141


1- روى قريباً منه أحمد في الحديث 190 من فضائل عليّ (علیه السلام) من فضائل الصحابة: 2: 624 / 1068 قال: حدّثنا محمّد بن يونس، حدّثنا عبيداللّه ابن عائشة قال: أخبرنا إسماعيل بن عمرو، عن عمر بن موسى، عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه: عن عليّ بن أبي طالب قال: شكوت إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حسد النّاس إيّاي، فقال: «أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا، وذريّاتنا خلف أزواجنا، وشيعتنا من ورائنا». وأورده سبط ابن الجوزي في عنوان «ذكر الأئمّة الإثني عشر» من تذكرة الخواص: ص 323 نقلاً عن أحمد في الفضائل، وفيه: «...والحسن والحسين وأمّهما وذريّتنا من خلفنا وشيعتنا من ورائنا». وقريباً منه رواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 123 عن عليّ (علیه السلام)، وفي الفصل 8 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 160 - 161 من طريق عبداللّه، وقال: أخرجه أحمد في المناقب، وأبوسعد في شرف النبوّة. ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 181- 182 ح 165 بأسانيد إلى زيد بن عليّ بن الحسين، إلى قوله: «وأزواجنا خلف ذرارينا»، وزاد بعده: قال عليّ: قلت: یا رسول اللّه، فأين شيعتنا؟ قال: شيعتكم من ورائكم. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 332 ح 259 عن محمّد بن منصور، عن الحكم بن سليمان، عن شريك، عن مسروق، عن أبي خالد، عن زيد بن عليّ، عن آبائه قال: قال عليّ: شكوت إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسلّم حسد بني أميّة والنّاس إيّاي، فقال: «أما ترضى يا عليّ أنّك أخي ووزيري وأوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت و الحسن والحسين وذريّتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريّتنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا». وأخرجه الطبراني في مسند أبي رافع من المعجم الكبير: 1: 319 - 320 برقم 950، وفي ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام): 3: 41 برقم 2624 عن عبيداللّه بن أبي رافع، عن بن أبي رافع، عن أبيه أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ: «إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا». ورواه الخوارزمي في الفصل 6 - في فضائل الحسن والحسين (علیهما السلام) - من مقتل الحسين (علیه السلام) ص 109 بإسناده عن الطبراني. وروى عليّ بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار: ص 313 - 315، ح 184 عن أبي رافع - في حديث - أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعلي (علیه السلام): «أما ترضى أن تكون أخي، وأن يكون أوّل أربعة يدخلون الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا، وأنّك يا عليّ وشيعتك تردون رواء، وأنّ أعداءك يردون ظماءً». وروى الحاكم في فضائل فاطمة الزهراء: ص 63، ح 59 بإسناده عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ (علیه السلام)، قال: أخبرني رسول اللّه «أنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وفاطمة والحسن والحسين». قلت: يا رسول اللّه، فمحبّونا؟ قال: «من ورائكم». وروى الطبراني في مسند مسند أبي رافع من المعجم الكبير: 1: 319 ح 949 بإسناده عن أبي رافع أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ: «أما ترضى أنّك أخي وأنا أخوك».

(1194) 22-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد قال: حدّثنا صبّاح، عن السدّي، عن صبيح [مولى اُمّ سلمة]:

ص: 142


1- ورواه ابن ماجة القزويني في سننه: 1: 65، وفي ط ص 52 ح 145 عن الحسن بن عليّ الخلال وعليّ بن المنذر، عن أبي غسّان، عن أسباط بن نصر، عن السدي. ورواه عنه الحمّويي في أوّل الباب 8 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 37 - 38 الحديث 372. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 156 ح 634 وص 169 ح 648 وص 178 ح 655، والطبراني في المعجم الصغير: 2: 3، وفي مسند زيد بن أرقم من المعجم الكبير: 3: 40 ح 2619، و 5: 184 برقم 5030 و 5031، والترمذي في باب مناقب فاطمة (علیها السلام) من سننه: 5: 699 ح3870، وعنه المحبّ الطبري في عنوان «ذكر اختصاصه زوجه و بنيه بأنّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم» من الفصل 6 من الرياض النضرة: 2: 136. ورواه ابن جميع الصيداوي في ترجمة أبي بكر الغزّال من معجم الشيوخ: ص 380، والحاكم في باب مناقب أهل البيت من المستدرك: 3: 149، وفي فضائل فاطمة الزهراء: ص 64 -65، ح 61 - 63، والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب: ص 149 - 150 ح 177 وفي الفصل 5 من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 61 ح 112، وابن العديم في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ حلب: 6: 2576، وابن حبّان في صحيحه: 434:15 برقم 6977، وابن أبي شيبة فى المصنّف: 6: 381 ح 32172، وابن الأثير في أسد الغابة: 5: 523، و أبوبكر اللفتواني في أربعينه على ما في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كشف الغمة: 1: 94 في عنوان: «ما جاء في محبّته (علیه السلام)». ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 98 ح 164 بإسناده عن أسباط بن نصر، عن السدّي، عن صبيح مولى اُمّ سلمة، عن زيد بن أرقم: أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم». وفي الحديث 165 بإسناده عن أبي الجحّاف، عن إبراهيم بن عبدالرحمان بن صبيح، عن جدّه، عن زيد بن أرقم قال: وقف النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على بيت فيه عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال: «أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم». وفي الحديث 163 بإسناده عن الحسين بن سعيد بن الجهم، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: إنّي لعند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ مرّ عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم»، وفي ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) ص 143 - 147 ح 143 بإسناده عن أبي الجحّاف، عن مسلم بن صبيح، عن زيد بن أرقم قال: حنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي قبض فيه على عليّ وفاطمة حسن و حسين فقال: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم»، وفي ح 135 و 137 بإسناده عن أسباط بن نصر، عن السدي، عن صبيح مولى اُمّ سلمة، عن زيد بن أرقم، في الأوّل: «قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ وفاطمة والحسن والحسين: «أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم»، وفي الثاني: «...أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم». وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أحمد في أواخر مسند أبي هريرة من مسنده: 2: 442 وفي الحديث 3 من باب فضائل الحسن والحسين من فضائل الصحابة: رقم 1350، والحاكم في المستدرك: 3: 149، وفي فضائل فاطمة الزهراء: ص 65 - 66، ح 65، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 97 ح 162 وفي ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) ص 147ح 136، والخطيب في ترجمة تليد بن سليمان من تاريخ بغداد: 7: 136 (3582)، والطبراني في الكبير: 3: 40 ح 2621، والسيّد أبوطالب في أماليه كما في أوّل الباب 8 من تيسير المطالب ح 162، وابن المغازلي في المناقب: ص 63 - 64 ح 90، والكنجي في كفاية الطالب: 331، وابن كثير في البداية والنهاية: 8: 205، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 169 نقلًا عن أحمد والطبراني. ومن حديث أبي سعيد: مناقب فاطمة (علیها السلام) لابن شاهين: ح 16. وورد أيضاً في تفسير الآية 98 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام): ص 457 ح 299.

ص: 143

عن زيد بن أرقم قال: خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فإذا عليّ وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) فقال: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 20)

(1195) 23- قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل ببغداد، وأنا أسمع، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال: حدّثنا عبداللّه بن حمّاد الأنصاري، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة قال:

سمعت الأشعث بن قيس الكندي وجويبراً الجبلي قالا لعليّ: يا أميرالمؤمنين، حدّثنا في خلواتك أنت وفاطمة.

قال: «نعم، بينا أنا وفاطمة في كساء، إذ أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نصف الليل وكان يأتيها بالتمر واللبن ليعينها على الغلامين، فدخل فوضع رجلاً بحيالي ورجلاً

ص: 144

بحيالها، ثمّ إنّ فاطمة بكت، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): ما يبكيك يا بنيّة محمّد؟

فقالت: حالنا كما ترى في كساء نصفه تحتنا و نصفه فوقنا.

فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا فاطمة، أما تعلمين أنّ اللّه تعالى اطّلع اطّلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها أباك فاتّخذه صفيّاً وابتعثه برسالته، وائتمنه على وحيه.

يا فاطمة، أما تعلمين أنّ اللّه اطّلع اطّلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها بعلك وأمرني أن أزوّجكه وأن اتّخذه وصيّاً.

يا فاطمة، أما تعلمين أنّ العرش شاك ربِّه أن يزيّنه بزينة لم يزيّن بها بشراً من خلقه، فزيّنه بالحسن والحسين، بركنين من أركان الجنّة».

وروي «ركن من أركان العرش».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 58)

(1196) 24- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم قال: حدّثني أبي، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن زيد بن عليّ، عن آبائه:

عن عليّ صلوات اللّه عليهم قال: «أتى رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، أيّ الخلق أحبّ إليك؟

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا إلى جنبه: هذا وابناه وأمّهما، هم منّي وأنا منهم، وهم معي في الجنّة هكذا. - وجمع بين إصبعيه-).

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 13)

(1197) 25- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو أحمد عبيداللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن زيد بن عليّ قال: سألت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (علیهما السلام) عن سنّ جدّنا عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، فقال: أخبرني أبي:

عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال: «كنت أمشي خلف عمّي الحسن وأبي الحسين (علیهما السلام) في بعض طرقات المدينة في العام الّذي قبض فيه عمّي الحسن (علیه السلام) وأنا

ص: 145

يومئذ غلام لم أراهق أو كدت(1) فلقيهما جابر بن عبد اللّه وأنس بن مالك الأنصاريّان في جماعة من قريش والأنصار، فما تمالك جابر بن عبداللّه حتّى أكبّ على أيديهما وأرجلهما يقبّلهما، فقال رجل من قريش - كان نسيباً(2) لمروان-: أتصنع هذا يا أبا عبداللّه، وأنت في سنّك هذا، وموضعك من صحبة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟! وكان جابر قد شهد بدراً، فقال له: إليك عنّي، فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبّلت ما تحت أقدامهما من التراب.

ثمّ أقبل جابر على أنس بن مالك، فقال: يا أبا حمزة، أخبرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيهما بأمر ما ظننته أنّه يكون في بشر».

قال له أنس: وبماذا أخبرك، يا أبا عبداللّه؟

قال عليّ بن الحسين (علیهما السلام): «فانطلق الحسن والحسين (علیهما السلام)، ووقفت أنا أسمع محاورة القوم، فأنشأ جابر يحدّث، قال: بينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم في المسجد وقد خفّ من حوله، إذ قال لي: «يا جابر، ادع لي حسناً وحسيناً». وكان (صلی اللّه علیه و آله و سلم) شديد الكلف بهما، فانطلقت فدعوتهما، وأقبلت أحمل هذا مرّة وهذا أخرى حتّى جئته بهما، فقال لي وأنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من محبّتي لهما وتكريمي إيَّاهما: «أتحبّهما يا جابر»؟

فقلت: وما يمنعني من ذلك، فداك أبي واُمّي و أنا أعرف مكانهما منك.

قال: «ألا أخبرك عن فضلها»؟

قلت: بلى بأبي أنت واُمّي.

قال: «إنّ اللّه تعالى لمّا أحبّ أن يخلقني، خلقني نطفة بيضاء طيّبة، فأودعها صُلب أبي آدم (علیه السلام)، فلم يزل ينقلها من صُلب طاهر إلى رَحِم طاهر إلى نوح وإبراهيم (علیهما السلام)، ثمّ كذلك

ص: 146


1- في البحار: «غلام قد ناهزت الحلم أو كدت»، قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه): ناهزت الحلم أو كدت: أي قربت من البلوغ أو كدت أن أكون بالغاً، وترديده (علیه السلام) إمّا للمصلحة، أو المعنى أنّي كنت في سنّ لوكان غيري في مثله لكان الأمران فيه محتملين، فإنّ بلوغهم وحلمهم ليس كسائر النّاس، وعلى المشهور من تاريخهم (علیهم السلام) كان للسجاد (علیه السلام) في تلك السنة إحدى عشرة سنة، وقيل: ثلاثة عشرة سنة، ويمكن أن يكون وجه المصلحة في التبهيم، الاختلاف في سنّ البلوغ.
2- النسيب: ذو نسب، القريب.

إلى عبد المطلب، فلم يصبني من دَنَس الجاهليّة، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين إلى عبداللّه وأبي طالب، فولدني أبي فختم اللّه بي النبوّة، وولد عليّ فختم به الوصيّة، ثمّ اجتمعت النُطفتان مِنّي ومن عليّ، فولدنا الجهر والجهير(1) الحسنين، فختم اللّه بهما أسباط النبوّة، وجعل ذريّتي منهما، والّذي يفتح مدينة - أو قال: مدائن - الكفر، فمن ذريّة هذا -وأشار إلى الحسين (علیه السلام) - رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فهما طاهران مطهّران، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، طوبى لمن أحبّهما وأباهما وأمّهما، وويل لمن حاربهم وأبغضهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 2)

(1198) 26-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبوزيد محمّد بن أحمد بن سلام الأسدي بمراغة قال: حدّثنا السري بن خزيمة بالري، قال: حدّثنا يزيد بن هاشم العبدي، عن مسمع بن عبدالملك، عن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جدّته اُمّ نجيد امرأة عمران بن حصين:

عن ميمونة واُمّ سلمة زوجي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قالتا: استسقی الحسن (علیه السلام)، فقام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فجدح له في غُمر كان لهم -يعني قدحاً يشرب فيه - ثمّ أتاه به، فقام الحسين (علیه السلام)، فقال: «اسقنيه يا أبه»، فأعطاه الحسن (علیه السلام) ثمّ جدح للحسين (علیه السلام) فسقاه، فقالت فاطمة (علیها السلام): «كأنّ الحسن أحبّهما إليك»؟

قال: «أنّه استسقی قبله، وإنّي وإيّاك وهما وهذا الراقد في مكان واحد في الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 2)

ص: 147


1- قال ابن الأثير في مادة «جهر» من النهاية: في صفته (صلی اللّه علیه و آله و سلم) «من رآه جهره»، أي عظم في عينه، يقال: جهرت الرجل واجتهرته: إذا رأيته عظيم المنظر، ورجل جهير: أي ذو منظر. وقال في البحار: 22: 112: الجهر والجهير، كأنّهما من ألقابهما، أو أسمائهما في الكتب السالفة.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 166 ح 153 عن أبي القاسم هبة اللّه بن عبداللّه بن أحمد، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي، عن أبي المفضّل الشيباني. ورواه الخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 3 ح 198 عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمداني، عن محمود بن إسماعيل الإصبهاني، عن أحمد بن محمّد بن الحسين، عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن محمّد بن حيّان المازني، عن كثير بن يحيى، عن سعيد بن عبدالكريم بن سليط الجعفي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي فاختة، عن عليّ (علیه السلام). ورواه أيضاً في الفصل 5: ص 57 بإسناده عن أبي فاخته، عن عليّ (علیه السلام) ولم يذكر الاستسقاء. ورواه الحاكم في فضائل فاطمة الزهراء: ص 146، ح 222 بإسناده عن هشام، عن محمّد بن عمارة، عن عمرو بن ثابت. وروى نحوه أحمد في مسند عليّ (علیه السلام) من مسنده: 1: 101 قال: حدّثنا عفّان، حدّثنا معاذ بن معاذ، حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عبدالرحمان الأزرق: عن عليّ قال: «دخل عَلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و أنا نائم على المنامة، فاستسقي الحسن أو الحسين، قال: فقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى شاة لنا بَكِيءٍ فحلبها فدرّت، فجاء الحسن، فنحّاه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت فاطمة: يا رسول اللّه، كأنّه أحبّهما إليك؟ قال: لا، ولكنّه استسقى قبله، ثمّ قال: إنّي وإيّاك و هذين وهذا الراقد، في مكان واحد يوم القيامة». ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 161 - 163 ح 150 - 151 عن عبد الرحمان الأزرق، عن عليّ (علیه السلام). وأخرجه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 41 ح 2622 عن عبدالرحمان بن سلم الرازي، عن عبداللّه بن عمران، عن أبي داوود، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، عن عليّ (علیه السلام) قال: زارنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح، ثمّ جاء يسقيه، فناول الحسن، فتناول الحسين ليشرب فمنعه وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة: كأنّه أحبّهما إليك؟ قال: أنّه استسقى أوّل مرّة. ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): إنّي وهذين - و أحسبه قال-: وهذا الراقد -يعني عليّاً -يوم القيامة في مكان واحد». ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 117 - 118 ح 191 ومختصراً في الحديث 192، و في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) ص 160 - 160 ح 149. وأخرجه أبويعلى في مسند عليّ(علیه السلام) من مسنده ح 250 (510)مختصراً. وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك: 3: 137، وابن عساكر في الحديث 182 من ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 110، وفي الحديث 152 من ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 164 - 645، عن أبي سعيد أبي سعيد الخدري.

ص: 148

باب 3- لزوم تفضيلهم (علیهم السلام) على جميع الاُمّة، وأنّ مثلهم (علیهم السلام) في هذه الاُمّة مثل باب حطّة في بني إسرائيل، ومثل سفينة نوح

(1199) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من دان بديني وسلك منهاجي واتّبع سنّتي، فليَدِن بتفضيل الأئمّة من أهل بيتي على جميع اُمّتي، فإنّ مثلهم في هذه الاُمّة مثل باب حطّة في بني إسرائيل».

(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحدیث 11)

(1200) 2-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

ص: 149


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 156.
2- ورواه أيضاً في الباب 22 من كمال الدين: 1: 241 برقم 65. ورواه الجاوابي في نور الهدى، كما في الباب 17 من التحصين لابن طاوس، ورواه أيضاً في الباب 18 عن الجاوابي بسند آخر عن عمر بن ثابت، عن سعد بن طريف. ورواه ابن شاذان في المنقبة 18 من «مئة منقبة »: ص 64 - 65، والكراجكي في التفضيل: ص 30، والحمّويي في فرائد السمطين: 2: 242 ح 516، والطبري في بشارة المصطفى:ص 32. ونحوه رواه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 46 ح 2638، وفي مسند ابن عبّاس: 12: 27 ح 12388. ورواه القاضي القضاعي في مسند الشهاب: 2: 273 ح 1342، وأبونعيم في أواخر ترجمة سعيد بن جبير من حلية الأولياء: 4: 306 بإسنادهما عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق». ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 134 ح 176، والعاصمي في ذكر مشابه نوح (علیه السلام) من مشابه أمير المؤمنين (علیه السلام) من زين الفتى: 1: 450 ح 272 مثل رواية أبي نعيم.

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حديث أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)

يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1201) 3- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا الصباح بن يحيى المزني، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبداللّه:

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «واللّه ما مثلنا في هذه الاُمّة إلّا كمثل سفينة نوح، وكباب حطّة في بني إسرائيل».

(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 5)

يأتي تمامه في أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1202) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن

ص: 150


1- ورواه الحمّويي في الباب 48 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 246 ح 519 ط 1، والطبري في بشارة المصطفى: ص 88. وروی نحوه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 45 - 2636، والمرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 151 في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة»، بإسنادهما عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذرّ. ورواه الخوارزمي في الفصل 6 - في فضائل الحسن والحسين (علیهما السلام) - من مقتل الحسين: ص 104 بإسناده عن الطبراني. وأخرجه أيضاً ابن المغازلي في الحديث 177 من مناقبه ص 134، والذهبي في ترجمة الحسن بن جعفر أبي سعيد السمسار الحربي من ميزان الاعتدال: 1: 482 (18226) عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذرّ. وانظر كنز الفوائد: 2: 67 - 68.

عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبدالكريم قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال أخبرني عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا: الحكم بن زهير، عن أبي إسحاق:

عن رافع مولى أبي ذرّ قال: رأيت أباذر (رحمه اللّه) آخذاً بحلقة باب الكعبة، مستقبل النّاس بوجهه وهو يقول: من عرفني فأنا جندب الغفاري، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ الغفاري، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشرة اللّه تعالى في الثالثة مع الدجّال، إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثل باب حطّة، من دخله نجا ومن لم يدخله هلك».

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 57)

(1203) 5-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثني عيسى بن مهران قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم قال: أخبرنا عبدالرحمان بن الأسود، عن عليّ بن الحزوَّر، عن أبي عمر البزّاز:

ص: 151


1- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 512 ح 903 بزيادة، ونحوه في ص 479 ح 840 عن أبي غسان، بإسناده عن أبي ذرّ. والفقرة الثانية من الحديث رواها عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز القمّي في باب ما جاء عن واثلة بن الأسقع، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في النصوص على عدد الأئمّة (علیهم السلام) من كتاب كفاية الأثر: ص 11 عن واثلة بن الأسقع. وروى الطبراني في المعجم الكبير: 3: 47 ح 2460 بإسناده عن سلمان أنّه قال: «انزلوا آل محمّد بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس، فإنّ الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، وإنّ الرأس لا يهتدي إلّا بالعينين». ومثله في الأمالي الخميسيّة - للمرشد باللّه الشجري -: 1: 155 في عنوان الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة».

عن رافع مولى أبي ذرّ قال: صعد أبو ذرّ (رحمه اللّه) على درجة الكعبة حتّى أخذ بحلقة الباب، ثمّ أسند ظهره إليه فقال: أيّها النّاس، مَن عرفني فقد عرفني، ومَن أنكرني فأنا أبوذرّ، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّما مثل أهل بيتي في هذه الاُمّة كمثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومن تركها هلك».

وسمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإنّ الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين».

(أمالي الطوسي: المجلس 17 الحديث 24)

(1204) 6-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي بأسوان، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمان الذهلي قال: حدّثنا أبوحفص الأعشى الكاهلي قال: حدّثني فضيل الرسان، عن أبي عمر مولى ابن الحنفيّة، عن أبي عمر زاذان:

عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد [الغفاري الصحابي] قال: رأيت أباذرّ (رضی اللّه عنه)

ص: 152


1- ورواه الكشي في ترجمة أبي ذرّ من رجاله: 1: 27، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 501 ح 887 باختصار. ورواه القاضي القضاعي في الجزء العاشر من مسند الشهاب: 2: 273 ح 1343 بإسناده عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذرّ، بتفاوت. وانظر المؤتلف والمختلف - للدارقطني -: 2: 1046.

متعلّقاً بحلقة باب الكعبة، فسمعته يقول: أنا جندب لمن عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ(1)، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية فهو من شيعة الدجّال، إنّما مثل أهل بيتي في اُمّتي كمثل سفينة نوح في لجّة البحر، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. ألا هل بلّغت»؟ - قالها ثلاثاً-.

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 32)

(1205) 7-(2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثني أبوسليمان محمّد بن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: أخبرنا عليّ بن محمّد البزّاز قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن السلولي قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبان بن تغلب، عن حنش بن المعتمر، عن أبي ذرّ:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح (علیه السلام)، من دخلها نجا، ومن تخلّف عنها غرق».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 61)

(1206) 8-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا سويد بن سعيد الحدثاني قال: حدّثنا المفضل بن عبداللّه، عن أبي إسحاق الهمداني، عن حنش بن المعتمر قال:

ص: 153


1- في الطبعة الحجريّة: «أنا جندب، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي، أنا أبوذرّ....».
2- لاحظ تخريج الحديث التالي.
3- ورواه ابن قتيبة في كتاب المعارف: ص 252، وكتاب الحرب من عيون الأخبار: 1: 211 إلى قوله: «نجا». ورواه أحمد في الحديث 55 من باب فضائل الحسن والحسين (علیهما السلام) من كتاب فضائل الصحابة. وأخرجه الحاكم في تفسير سورة هود في كتاب التفسير من المستدرك: 2: 343، وفي مناقب أهل البيت من كتاب معرفة الصحابة: 3: 150 - 151، ثمّ قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ورواه الشيخ الصدوق في كمال الدين: 1: 239 ح 59، وابن المغازلي في المناقب ص 133 ح 175، والمرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في أماليه: ج 1 ص 156 مع زيادة: «ومثل باب حطّة في بني إسرائيل». ومثله الطبرسي في الاحتجاج: 1: 361 - 362 رقم 58. وأخرجه الطبراني في باب من اسمه الحسين من المعجم الصغير: 1: 139، 140، وفي ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 45 - 46 ح 2637، بزيادة: «ومثل باب حطّة في بني إسرائيل». وعنه السيوطي في إحياء الميت في فضائل أهل البيت ص 41 ح 26. ورواه القاضي القضاعي في الجزء العاشر من مسند الشهاب: 2: 274 - 275 ح 1345 بإسناده عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذرّ بتفاوت في بعض الألفاظ. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب: ص 136 الباب 8 الحديث 221 بتفاوت. وأورده ابن حجر في المطالب العالية: 4: 75 ح 4003 و 4004 نقلاً عن البزّار وأبي يعلى، بزيادة: «وإنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة». وأخرج نحوه العاصمي في زين الفتى: 1: 435 ح 270 في مشابه أمير المؤمنين (علیه السلام) بنوح (علیه السلام)، بإسناده عن عليّ بن عابس، عن أبي إسحاق، عن حنش، بزيادة:«...بني إسرائيل، ومثل سفينة نوح». وأورده الخطيب التبريزي في باب مناقب أهل بيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب المناقب من المصابيح: 3: 1742 برقم 6174(49)، والقاضي النعمان في أوّل باب فضائل أهل البيت (علیهم السلام) من شرح الأخبار: 2: 479 ح 840. ورواه سبط ابن الجوزي في الباب 12 من تذكرة الخواص نقلاً عن أبي الفرج الإصبهاني في كتاب «مرج البحرين». وانظر الأمالي الخميسيّة - ليحيى بن الحسين الشجري -: 1: 154 في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة».

سمعت أباذرّ الغفاري (رضی اللّه عنه) يقول: أيّها النّاس من عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي، أنا أبوذرّ جندب بن جنادة الغفاري، سمعت رسول

ص: 154

اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من دخلها نجا، ومَن تخلّف عنها هلك».

(أمالى الطوسى: المجلس 18، الحديث 30)

(1207) 9-(1) وعن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا عبداللّه بن عبدالقدّوس قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حنش(2)، عن أبي ذرّ قال:

سمعت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، وكمثل باب حطّة في بني إسرائيل».

(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 7)

(1208) 10-(3) أخبرنا محمّد [بن محمّد بن النعمان](4) قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا عليّ بن العبّاس بن الوليد قال: حدّثنا ابن عثمان الحضرمي، عن الأعمش:

عن مورّق العجلي قال: رأيت أباذرّ آخذاً بحلقة باب الكعبة وهو يقول: مَن عرفني فأنا جندب، وإلّا فأنا أبوذرّ الغفاري، برح الخفاء(5) سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غرق، ومثل باب حطّة، يحطّ اللّه به الخطايا».

(أمالي الطوسي: المجلس 45، الحديث 2)

ص: 155


1- انظر تخريج الحديث المتقدّم.
2- هذا هو الظاهر الموافق لحديثي 7 و 8، وفي المطبوعة: «خنيس».
3- وقريباً منه رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 146:2 ح 624 عن عثمان، عن محمّد بن عبداللّه، عن عبدالرحمان، عن عبدالكريم بن هلال، عن أسلم المكّي، عن أبي الطفيل، عن أبي ذرّ. ورواه ابن حجر في المطالب العالية: 4: 75 ح 4004 عن أبي الطفيل عامر بن واثلة.
4- ما بين المعقوفين مأخوذ من المكتوب الّذي في أوّل المجلس 45 من أنّ فيه أحاديث الشيخ المفيد.
5- بَرِحَ بَرَحاً وبَراحاً وبُرُوحاً: زال، يقال: بَرِحَ الخفاءُ: وضح الأمر وزالت خفيته.

باب 4- حديث الثقلين

أقول: حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة بين العامّة والخاصّة، وصنّف بعض العلماء كتاباً مستقلاً في أسانيده، وحيث انّ التعرّض لذلك خارج عن غرض الكتاب من عدم التطويل في بيان الأسانيد، نكتفي بذكر أسامي الصحابة الّذين رووا الحديث، وهم 37 صحابيّاً وصحابيّة، و هم: 1- أبو أيّوب الأنصاري 2- أبو ذرّ الغفاري 3- أبو رافع مولى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) 4- أبو سعيد الخدري 5- أبو شريح الخزاعي 6- أبو قدامة الأنصارى 7- أبوليلى الأنصارى 8- أبو الهيثم بن التيّهان 9- أبو هريرة الدوسي 10- أُمّ سلمة 11- أنس بن مالك 12- البراء بن عازب 13- جابر بن عبد اللّه الأنصاري 14- جبير بن مطعم 15- حذيفة بن أسيد 16- حذيفة بن اليمان 17- الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) 18- الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) 19- خزيمة بن ثابت 20- زيد بن أرقم 21- زيد بن ثابت 22- سعد بن أبي وقّاص 23- سلمان الفارسي 24- سهل بن سعد 25- ضمرة الأسلمي 26- طلحة بن عبيداللّه 27- عامر بن ليلى 28- عبد الرحمان بن عوف 29- عبداللّه بن حنطب 30- عبداللّه بن العبّاس 31- عديّ بن حاتم 32- عقبة بن عامر 33- أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) 34- عمر بن الخطّاب 35- عمرو بن العاص 36- اُمّ الأئمّة فاطمة الزهراء (علیها السلام) 37- اُمّ هانئ بنت أبي طالب.

ومن أراد تحقيق ذلك فليراجع: صحيح مسلم: 4: 36 و 37، وسنن الترمذي: 5: 662 ح 3786 و 3788، ومسند أحمد بن حنبل: 3: 14 و 17 و 26 و 59، والكافي: 2: 415، و مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي-: ج 2 ص 98 ح 586 و ص 114 ح 605 وص 140 ح 662، ومعاني الأخبار - للصدوق

ص: 156

-ص 91 باب معنى الثقلين والعترة ح 5، و عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 57 ح 25، وكمال الدين: 1: 234 - 241 الباب 22، وخصائص أمير المؤمنين (علیه السلام) - للنسائي - ص 150 ح 79، و تاریخ بغداد: 8: 442، والمعجم الصغير: 1: 131 والمعجم الأوسط: 4: 262 ح 3436، والمعجم الكبير: 3: 65 و 67 ح 2678 - 2681 و 2683، وج 5 ح 4923 و 4969 و 4980 و 4981 و 5025 و 5028 و 5040، و الطبقات الكبرى - لابن سعد: 2: 196، وكفاية الأثر - للخزّاز القمّى-: 92 و 128 و 137 و 162، والمسترشد - للطبري - ص 559 و 562 و 578 ح 237 و 238 و 250، والإرشاد - للشيخ المفيد-: 1: 233، والأمالي الخميسيّة - للمرشد باللّه الشجري-: 1: 152، وزين الفتى –للعاصمي-: 1: 435 - 449، وروضة الواعظين ص 300، وجامع الأصول: 9: 158، والخصال: 1: 65 باب الاثنين ح 97 وص 459 باب الاثني عشر ح 2، و المناقب - لابن شهر آشوب-: 4 67، ومجمع الزوائد: 9: 257، وجواهر العقدين: 2: 173 - 175، و الصواعق المحرقة: 226، وأسد الغابة: 3: 136 (2739) و 219 (2907) وحديث الثقلين من موسوعة العبقات، والغدير، ونفحات الأزهار: 2: 227 و 236، وينابيع المودّة: 1: 113 - 126.

(1209) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه قال: حدّثنا عميّ محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي اللّه جلّ جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم، فإنّه لابد سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي كتاب اللّه وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أمّا الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 47، الحديث 9)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

ص: 157

(1210) 2-(1)

حدّثنا الحسن بن عليّ بن شُعيب الجوهري (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال: حدّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال: حدّثنا بن موسى، عن شريك، عن رُكين بن الربيع، عن القاسم بن حسّان، عن زید بن ثابت قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي، ألا وهما الخليفتان من بعدي، ولن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

(أمالي الصدوق: المجلس 64، الحديث 15)

(1211) 3-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص الصيرفي قال: أخبرنا جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا يونس بن محمّد قال: حدّثنا عبدالرحمان بن الغسيل قال: أخبرني عبدالرحمان بن خلّاد الأنصاري، عن عكرمة:

عن عبداللّه بن عبّاس قال: إنّ عليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبدالمطلب

ص: 158


1- ورواه أيضاً في كمال الدين: 1: 239 الباب 22 ح 60. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 5: 154 ح 4923. ورواه أحمد في مسند زيد بن ثابت من مسنده: 5: 129 عن الأسود بن عامر، عن شريك وفيه: «إنّى تارك فيكم خليفتين، كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض – أو: ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض». ورواه أيضاً في ص 190 عن أبي أحمد الزبيري، عن شريك. ونحو ما في المسند رواه الطبراني في المعجم الكبير: 5: 153 - 154 ح 4921 - 4922. ورواه عبد بن حميد في أوّل مسند زید بن ثابت من مسنده: 17 - 18 ح 240 عن يحيى بن عبد الحميد، عن ركين، وفيه: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض». وانظر أيضاً تخريج الحديث التالي.
2- وأخرجه ابن سعد في عنوان «ذكر ما قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي مات فيه، للأنصار رحمهم اللّه» من كتاب الطبقات الكبرى: 2: 252 بمغايرة في بعض الألفاظ.

والفضل بن العبّاس دخلوا على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي قُبض فيه فقالوا: يا رسول اللّه، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك.

فقال: «وما يبكيهم»؟

قالوا: يخافون أن تموت.

فقال: «أعطوني أيديكم». فخرج في ملحفة و عصابة حتّى جلس على المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:

«أمّا بعد، أيّها النّاس فماتنكرون من موت نبيّكم؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟ لوخلّد أحد قبلي ثمّ بعث إليه لخلّدت فيكم، ألا إنّي لاحِقٌ بربّي، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب اللّه تعالى بين أظهركم، تقرؤونه صباحاً و مساءً، فلا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً كما أمركم اللّه، وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي، وأنا أوصيكم بهم، ثمّ اُوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار، فقد عرفتم بلاهم عند اللّه عزّ وجلّ، وعند رسوله، وعند المؤمنين، ألم يوسّعوا في الديار ويشاطروا(1) الثِّمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟ فمن ولي منكم أمراً يضرّ فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن مسيئهم». وكان آخر مجلس جلسه حتّى لق اللّه عزّ وجلّ.

(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 6)

(1212) 4- أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبو عمرو حفص بن الفرّاء قال: حدّثنا زيد بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خرّبوذ قال:

سمعت أبا عبيد اللّه(2)مولى العبّاس يحدّث أبا جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) قال:

سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إنّ آخر خطبة خطبنا بها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لخطبة خطبنا في مرضه الّذي توفّي فيه، خرج متوكّئًا على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وميمونة

ص: 159


1- يشاطروا: أي يقاسموا.
2- في نسخة مطبوعة: «أبا عبد اللّه».

مولاته، فجلس على المنبر، ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، إنّي تارك فيكم الثقلين». وسكت.

فقام رجل فقال: يا رسول اللّه، ما هذان الثقلان؟

فغضب حتّى احمرّ وجهه ثمّ سكن، وقال: «ما ذكرتهما إلّا وأنا أريد أن أخبركم بهما، ولكن ربوت(1) فلم أستطع، سببٌ طرفه بيد اللّه وطرف بأيديكم، تعملون فيه كذا وكذا، ألا وهو القرآن، والثقل الأصغر أهل بيتي».

ثمّ قال: «وأيم اللّه، إنّي لأقول لكم هذا و رجال في أصلاب أهل الشرك أرجي عندي من كثير منكم».

ثمّ قال: «واللّه لا يحبّهم عبد إلّا أعطاه اللّه نوراً يوم القيامة حتّى يرد عليّ الحوض، ولا يبغضهم عبد إلّا احتجب اللّه عنه(2). يوم القيامة».

فقال أبو جعفر (علیه السلام): «إنّ أبا عبيد اللّه يأتينا بما يعرف(3)».

(أمالي المفيد: المجلس 16، الحديث 3)

(1213) 5- أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب الزرّاد، عن أبي محمّد الأنصاري، عن معاوية بن وهب:

عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث) قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب اللّه المنزل، وعترتي أهل بيتي».

(أمالي الطوسى: المجلس 6، الحديث 20)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام).

ص: 160


1- الربو: التهيّج وتواتر النفس الّذي يعرض للمسرع في مشيه وحركته.
2- في بعض النسخ: «احتجبه اللّه عنه».
3- في هامش البحار: «بما نعرف - خ ل».

(1214) 6-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن المستورد قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا سفيان - وهو ابن إبراهيم -، عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم - عن الحسن بن عطيّة العوفي، عن أبيه:

ص: 161


1- رواه عن عطيّة جماعة، منهم: كثير النواء، وأبو مريم الأنصاري، وعبدالملك بن أبي سليمان، والأعمش، وأبي إسرائيل الملائي، وفضيل بن مرزوق، وزكريّا بن أبي زائدة. أمّا رواية كثير النواء وأبي مريم الأنصاري، فقد رواها محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 167 ح 646، والطبراني في المعجم الأوسط: 4: 328 ح 3566، وفي المعجم الصغير: 1: 131 باب من اسمه الحسن. وأمّا رواية عبدالملك بن أبي سليمان ففي المناقب - لمحمّد بن سليمان: 2: 140 ح 622، و مسند أبي سعيد من مسند أحمد 3: 26 و 59، وفضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة: ج: ص 585 وفي ط قم: ص 76 ح 114، والأمالي الخميسيّة - ليحيى بن الحسين الشجري -: 1: 155 في عنوان «الحديث السابع: في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة وما يتصل بذلك». وأمّا رواية الأعمش، ففي مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان -: 2: 98 ح 584، و مسند أبي سعيد من مسند أحمد: 3: 17، وباب 32 - مناقب أهل البيت - من كتاب المناقب من الجامع الصحيح - للترمذي -: 5: 663 ح 3788، ومعاني الأخبار: ص 90 باب معنى الثقلين ح 2، وكمال الدين: 1: 234 الباب 22 ح 46. وأمّا رواية أبي إسرائيل الملائي، ففي مسند أبي سعيد الخدري من مسند أحمد: 3: 14، ومصنّف ابن أبي شيبة: 10/506، والسنّة لابن أبي عاصم: (1554). وأمّا رواية فضيل بن مرزوق، ففي باب معنى الثقلين والعترة من معاني الأخبار ص 90ح 1، وباب الاثنين من الخصال: 1: 65 ح 97، والباب 22 من كمال الدين: 1: 235. وأمّا رواية زكريّا ففي الباب 22 من كمال الدين: 1: 235 ح 48 و 61، ومسند أبي يعلى (1027). وأمّا ذيل الحديث فقد تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة: باب فضل المهاجرين والأنصار من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم): الحديث 5. ورواه الثعلبي في تفسيره في ذيل الآية 103 من سورة آل عمران، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 2: 250 في ترجمة عبداللّه بن داهر الرازي (804) و 4: 362 في ترجمة هارون بن سعد (1974)، ويحيى بن الحسين الشجري في أماليه: 1: 143 و 155، والبغوي في شرح السنّة: 14: 118 ح 3914، والديلمي في الفردوس: 1: 98 ح 197.

عن أبي سعيد الخدري أنّه سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّي تارك فيكم الثقلين، ألا إنّ أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

وقال: «ألا إنّ أهل بيتي عيبتي الّتي آوي إليها، وإنّ الأنصار كرشي(1)فاعفوا عن مسيئهم وأعينوا محسنهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 53)

(1215) 7-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي قال: حدّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسى القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثنا هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التميمي قال: سمعت أبا ثابت مولى أبي ذرّ (رحمه اللّه) يقول: سمعت اُمّ سلمة رضي اللّه عنها

ص: 162


1- قال ابن الأثير في مادة «كرش» من النهاية: 4: 163: فيه: «الأنصار كَرِشي وعَيبَتي» أراد أنّهم بطانته وموضع سرّه وأمانته، والّذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكَرِش والعَيبة لذلك، لأنّ المجترّ يجمع علفه في كَرِشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته. وقيل أراد بالكَرِش: الجماعة، أي جماعتي وصحابتي، ويقال: عليه كَرِش من النّاس: أي جماعة.
2- ورواه السمهودي في الفصل الرابع من القسم الثاني من جواهر العقدين: ص 240، وفي ط: 2: 174 وقال: أخرجه محمّد بن جعفر الرزّاز. وأخرجه ابن عقدة، كما في الباب 4 من ينابيع المودّة: 1: 124 ح 56، وأرجح المطالب: ص 340 و 598 كما عنه في إحقاق الحقّ: 646:5. وفي الصواعق المحرقة: ص 126: وفي رواية أنّه قال في مرض موته: «أيّها النّاس...».

تقول:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي قُبض فيه يقول، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: «أيّها النّاس، يوشك أن أقبَض قبضاً سريعاً فيُنطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي».

ثمّ أخذ بيد عليّ (علیه السلام) فرفعها فقال: «هذا عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، خليفتان بصيران لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض، فأسألهما ماذا خلّفت فيهما».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 14)

ص: 163

باب 5- أهل البيت (علیهم السلام) أمان للأمّة، ومثلهم كمثل النجوم

(1216) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السّناني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبیب، قال: حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ:

عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام) قال: «نحن أئمّة المسلمين، وحجج اللّه على العالمين، وسادة المؤمنين وقادة الغُرّ المحجّلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 34 الحديث 15)

تقدّم تمامه في الباب الأوّل من كتاب الإمامة.

(1217) 2-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

ص: 164


1- ورواه أيضاً في كمال الدین: 1: 207، باب 21 برقم 22، وعنه الحمّويي في آخر الباب 2 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 45 ح 22. وأخرجه الطبرسي في الاحتجاج: 2: 151 برقم 187 إلى قوله: «لم يعبد اللّه». وانظر ما ورد في تفسير الآية 113 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام) ص 546 ضمن الحديث 326.
2- ورواه أيضاً في الباب 22 من كمال الدين: 1: 241 برقم 65. ورواه ابن شاذان في المنقبة 18 من «مئة منقبة»: ص 64 - 65، والكراجكي في التفضيل: ص 30، والحمّويي في فرائد السمطين: 2: 243، والطبري في بشارة المصطفى: 32. ورواه الجاوابي في نور الهدى، كما في الباب 17 من التحصين - لابن طاوس-، ورواه أيضاً في الباب 18 بسند آخر عن عمر بن ثابت، عن سعد بن طريف. وقريباً منه رواه السيّد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب: ص 129 ح 207 بإسناده عن شعبة قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ... . وروى يحيى بن الحسين الشجري في عنوان: «الحديث السابع: في فضل أهل البيت (علیهم السلام)...» من الأمالي الخميسيّة: 1: 153 بإسناده عن عباية، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «مثل أهل بيتي مثل النجوم، كلّما مرّ نجم طلع نجم».

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ: «مثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1218) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال: حدّثنا جناب بن نسطاس(2) [الجنبي أبو عليّ العزرمي]، عن موسى بن عبيدة قال: حدّثني إياس بن سلمة، عن أبيه قال:

ص: 165


1- ورواه الطبراني في مسند إياس بن سلمة من المعجم الكبير: 7: 22 ح 6220 عن حفص بن عمر الرقىّ، عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة. وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 174. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 133 ح 618 عن عثمان بن سعید، عن محمّد بن عبداللّه، عن عبدالرحمان بن صالح، عن روح بن عبداللّه، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، وفي ص 142 ح 623 بالسند المتقدّم عن عبدالرحمان بن صالح، عن أبي تمام قران بن تمام الوالبي، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، وفي ص 174 ح 651 عن أبي أحمد، عن عبداللّه بن عبدالوهّاب، عن أبي عاصم، عن موسى بن عبيدة، عن إياس. ورواه أيضاً في ص 142 ح 623 عن عثمان بن سعيد، عن محمّد بن عبداللّه، عن عبدالرحمان بن صالح، عن أبي تمام قران بن تمام الوالبي، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه بزيادة: «فإذا ذهب النجوم جاء أهل السماء ما يوعدون، وإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض ما يوعدون». ورواه المرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة» من الأمالي الخميسيّة: 1: 155. ورواه الحمّويي في أوّل الباب 47 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 241 ح 515 بإسناده عن بهلول بن موزون، عن موسى بن عبيدة، وفي ص 252 ح 521 بإسناده عن عبیداللّه بن موسى، عن موسى بن عبيدة. ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي في جامع الأحاديث: ص 125 - 126. ورواه أيضاً محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: ج 2 ص 175 ح 653 عن أبي أحمد، عن عليّ بن مسلم، عن أبي عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في المؤتلف والمختلف: 1: 436، وتهذيب الكمال: 3: 110 ترجمة إسماعيل بن صبيح، ولسان الميزان: 2: 248 رقم 2139، ومعجم رجال الحديث، وفي النسخ تصحيف.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمّتي».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 8)

(1219) 4-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الخزاعي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أخي دعبل قال: حدّثنا حفص بن غياث، عن أبيه، عن جابر وأبي موسى الأشعري وابن عبّاس قالوا:

ص: 166


1- أمّا حديث جابر فرواه الحاكم في تفسير سورة الزخرف من كتاب التفسير من المستدرك: 2: 448 بزيادة. وأما حديث ابن عبّاس فقد روى نحوه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 149 قال: حدّثنا مكرم بن أحمد القاضي، حدّثنا أحمد بن عليّ الأبّار، حدّثنا إسحاق بن سعيد بن أركون الدمشقي، حدّثنا خليد بن دعلج أبو عمرو السدوسي، أظنّه عن قتادة، عن عطاء، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف، فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس». وله شاهد من حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، رواه أحمد في مناقب عليّ (علیه السلام) من فضائل الصحابة: 2: 671 برقم 1145 وفي ط قم: ص 189 برقم 267، وأبو محمّد جعفر بن أحمد القمّي في الحديث 26 من المسلسلات، والديلمي في فردوس الأخبار: 5: 56 ح 7166، والحمّويي في الباب 48 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 252 - 253 بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 152 - 153 في عنوان: «الحديث السابع: في فضل أهل البيت (علیهم السلام)...».

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمّتي، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض».

(أمالي الطوسى: المجلس 13، الحديث 63)

(1220) 5- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا أبو سعيد البصري قال: حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال: حدّثنا موسی بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ (علیهم السلام):

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «إنّ اللّه تعالى خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء، كلّما غاب نجم طلع نجم».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 39)

سيأتي تمامه في الباب 5 من أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)، وسيأتي هناك ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ.

ص: 167

باب 6- أنّهم (علیهم السلام) حرمات اللّه

(1221) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال: حدّثني يونس بن عبدالرحمان، عن عبد اللّه بن سنان:

عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) أنّه قال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ حُرُمات ثلاثاً ليس مثلهنّ شيء: كتابه وهو حكمته ونوره، وبيته الّذي جعله قبلة للنّاس لا يقبل من أحد توجّهاً إلى غيره، وعِترة نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الصدوق: المجلس 48، الحديث 13)

ص: 168


1- ورواه أيضاً في باب «معنى الحرمات الثلاث» من معاني الأخبار: ص 117. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد (علیهم السلام) » من روضة الواعظين: ص 271. وورد أيضاً من طريق ابن عبّاس، رواه أيضاً الصدوق في باب الثلاثة من الخصال: 146:1 ح 174 عن أبيه،، عن سعد بن عبداللّه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حُمَيد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، مع مغايرة جزئيّة. وورد نحوه من طريق أبي سعيد، رواه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 126 ح 2881 قال: حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح ومطلب بن شعيب الأزدي و أحمد بن محمّد بن رشدين المصريّون، حدّثنا إبراهيم بن حمّاد بن أبي حازم المديني، حدّثنا عمران بن محمّد بن سعيد بن المسيّب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي سعيد الخدري (رضی اللّه عنه) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إن للّه حرمات ثلاثاً، مَن حفظهنّ حفظ اللّه له أمر دينه ودنياه، ومَن لم يحفظهنّ لم يحفظ اللّه له شيئاً: حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحِمي». وأخرجه أيضاً في الأوسط: 1: 162 ح 205 عن أحمد بن محمّد بن رشدين، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 168. ورواه المرشد باللّه في الأمالي الخميسيّة: 1: 152 في عنوان «الحديث السابع في فضائل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة» مثل رواية المعجم الكبير.

باب 7- أنّ النّاس لا يهتدون إلّا بهم (علیهم السلام) وأنّهم الوسائل بين الخلق وبين اللّه

(1222) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد [ابن أبي عمير] الأزدي، عن المفضّل بن عمر قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): «بليّة النّاس عظيمة، إن دعوناهم لم يُجيبونا، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا».

(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 4)

(1223) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن أبي أيّوب بساحل الشام، قال: حدّثنا جعفر بن هارون المصيصي: قال: حدّثنا خالد بن يزيد القسريّ قال: حدّثني أُمَيّ [بن ربيعة المرادي أبو عبد الرحمان الكوفي] الصيرفي قال:

سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) يقول: «بَرِئ اللّه ممّن تبّرأ منّا(2)، لعن

ص: 169


1- ورواه أيضاً في المواعظ: ص 99 في وصايا الإمام الصادق (علیه السلام)، و في الفقيه: 4: 289 ح 51 من باب النوادر: رقم 871. ورواه الكراجكي في كنز الفوائد: 2: 37 عن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّي، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جعفر بن البحتري، عن الصادق (علیه السلام). وورد ايضاً عن الإمام الباقر (علیه السلام): رواه المفيد في الإرشاد: 2: 167 - 168، وابن شهر آشوب في ترجمة الإمام الباقر (علیه السلام) من المناقب: 206:4 في عنوان: «فصل في معالي أموره (علیه السلام)».
2- في نسخة والبحار: «ممّن يبرأ منّا».

اللّه من لعننا، أهلك اللّه من عادانا، اللّهم إنّك تعلم أنّا سبب الهدى لهم، وإنّما يعادونا [لك]، فكُن أنت المنفرد بعذابهم».

(أمالي المفيد: المجلس 37، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «وإنّما يُعادوننا لك، فكُن أنت المتفرّد بعداوتهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 28)

(1224) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عبيد قال: حدّثنا الحسن بن محمّد قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن المثنى الأزدي:

أنّه سمع أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «نحن السبب بينكم وبين اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 12)

(1225) 4-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال: حدّثني عيسى بن مهران قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم قال: أخبرنا عبدالرحمان بن الأسود، عن عليّ بن الحزوَّر، عن أبي عمر البزّاز، عن رافع مولى أبي ذرّ، عن أبي ذرّ (في حديث) قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «اجعلوا أهل بيتى منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإنّ الجسد لايهتدي إلّا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 24)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الثالث.

ص: 170


1- تقدم تخريجه في الباب الثالث.

باب 8- أنهم (علیهم السلام) شفعاء الخلق

(1226) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبيه (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن العبّاس بن عامر [القصباني](2) عن أحمد [الغمشاني]، عن يحيى بن أبي العلاء، عن جابر:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: «إنّ عبداً مكث في النّار سبعين خريفاً، و الخريف سبعون سنة»(3).

قال: «ثمّ أنّه سأل اللّه عزّ وجلّ بحقّ محمّد وأهل بيته [(علیهم السلام)](4) لما رحمتني».

قال: «فأوحى اللّه جلّ جلاله إلى جبرئيل [(علیه السلام)] أن أهبط إلى عبدي فأخرجه [إليّ].

قال: يا ربّ، وكيف لي بالهبوط في النّار؟

قال: إنّي قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً.

قال: يا ربّ، فما علمي موضعه؟

ص: 171


1- ورواه أيضاً في الباب 230 «باب معنى الخريف» من معاني الأخبار ص 226، وفي أبواب السبعين وما فوقه من الخصال: ص 584 ح 9، وفي ثواب الأعمال: ص 185 الباب 331 ح 1 وفي ط ص 154. وأورده السبزواري في الفصل 103 من جامع الأخبار: ص 399 ح 1104، والطبري في بشارة المصطفى: ص 210، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 82، والفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص 271.
2- ما بين المعقوفين من أمالي المفيد، والمورد الثاني منه ومن أمالي الطوسي.
3- في أمالي الطوسي: «إنّ عبداً مكث في النّار يناشد اللّه سبعين خريفاً، والخريف سبعون سنة وسبعون سنة وسبعون سنة».
4- من أمالي الطوسي، وكذا في الموارد التالية.

فقال عزّ وجلّ: إنّه في جبّ من سجّين».

قال: «فهبط في النّار فوجده وهو معقول على وجهه، فأخرجه(1)، فقال عزّ وجلّ: يا عبدي كم لبثت تناشدني في النّار؟

قال: ما أحصيه(2) يا ربّ.

قال: أما وعزتي [وجلالي](3)، لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتمت(4) على نفسي أن لا يسألني عبدٌ بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له(5) ما كان بيني وبينه وقد غفرت لك اليوم».

(أمالي الصدوق: المجلس 96، الحديث 4)

أبو عبداللّه المفيد، عن الصدوق بالسند المتقدّم عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنّه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، مكث عبدٌ في النّار سبعين خريفاً - والخريف سبعون سنة-. ثمّ إنّه يسأل اللّه عزّ وجلّ ويناديه فيقول: يا ربّ أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته لما رحمتني. فيوحي اللّه جلّ جلاله إلى جبرئيل (علیه السلام) [أن] اهبط إلى عبدي فأخرجه.

فيقول جبرئيل: وكيف لي بالهبوط في النّار؟

فيقول اللّه تبارك وتعالى: أنّه قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً».

قال: «فيقول: يا ربّ، فما علمي بموضعه؟

فيقول: إنّه في جبّ من سجّين.

فيهبط جبرئيل (علیه السلام) إلى النّار فيجده معقولاً على وجهه فيخرجه، فيقف بين

ص: 172


1- في أمالي الطوسي: «فهبط إليه وهو معقول على وجهه بقدمه. قال: كم لبثت في النّار؟ قال: ما أحصي كم بُدّلت فيها خلقاً. فأخرجه إليه، قال: فقال له: يا عبدي...».
2- في أمالي الطوسي: «ما أحصى».
3- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسى والمفيد.
4- في أمالي الطوسي: «حتم حتمته».
5- في أمالي الطوسي: «إلّا ما غفرت له».

يدي اللّه عزّ وجلّ، فيقول اللّه تعالى: يا عبدي كم لبثت في النّار تناشدني؟

فيقول: يا ربّ ما أحصيته.

فيقول اللّه عزّ وجلّ له: أما وعزّتي وجلالي، لولا ما سألتني بحقّهم عندي لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له ما كان بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم. ثمّ يؤمر به إلى الجنّة».

(أمالي المفيد: المجلس 25، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن أحمد بن عبدون ابن الحاشر، عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر مثل ما في أمالي الصدوق، مع مغايرات ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 37، الحديث 5)

أقول: تقدّم في باب الشفاعة من كتاب المعاد ما يرتبط بهذا الباب.

ص: 173

باب 9- باب ما نزل لهم صلوات اللّه عليهم من السماء

(1227) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدّثني الحسن بن الحسين بن محمّد قال: أخبرني عليّ بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطّان قال: حدّثنا الحسن بن جبرئيل الهمداني(2) قال: أخبرنا إبراهيم بن جبرئيل [الأردبيلي] قال: حدّثنا أبو عبداللّه الجرجاني، عن نعيم النّخعي، عن الضحاك [بن مزاحم الهلالي الخراساني]:

عن ابن عبّاس قال: كنت جالساً بين يدي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم، وبين يديه عليّ بن أبي طالب و فاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام)، إذ هبط عليه جبرئيل (علیه السلام) وبيده تُفّاحة، فتحيّا(3)بها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وحیّى بها النبيّ عليّاً (علیه السلام)، فتحيّا بها عليّ (علیه السلام)

ص: 174


1- ورواه ابن شاذان في المنقبة 8 من «مئة منقبة» عن المعافى بن زكريّا، عن عبد اللّه بن محمّد بن عبدالعزيز البغوي، عن يحيى الحماني، عن محمّد بن فضيل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس. ورواه عنه الخوارزمي في الفصل السادس - في فضائل الحسن والحسين (علیهما السلام)- من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 95 ح 175.
2- كذا في النسخ، وفي تاريخ جرجان -للسهمي - ص 524 رقم 1095: الحسين بن جبريل الاسترآبادي، وأمّا إبراهيم بن جبرئيل، فله ترجمة في التدوين - للرافعي -: 2: 104/ 746. وأمّا أبو عبد اللّه الجرجاني، فله ذكر في تاريخ جرجان: ص 304 ترجمة 523 في ترجمة أبي الحسن عليّ بن عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي الجرجاني. وأمّا نعيم النخعي، فلم أجد له ترجمة فيما بأيدينا من كتب التراجم.
3- قال في البحار: قال الفيروزآبادي في القاموس: التحيّة: السلام، وحيّاه تحيّة، والبقاء والملك، وحيّاك اللّه: أبقاك أو ملّكك. وكأنّ المراد بالتحيّة هنا الإتحاف والإهداء، وبالتحیّي قبولها.

وردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فتحيّا بها النبيّ وحيّى بها الحسن (علیه السلام)، فقبّلها و ردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فتحيّا بها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحیّى بها الحسين، فتحيّا بها الحسين وقبّلها وردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فتحيّا بها النبيّ وحيّى بها فاطمة، فقبّلتها وردّتها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وتحيّا بها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثانية، وحیّى بها عليّاً (علیه السلام)، فتحيّا بها عليّ ثانية، فلمّا همّ أن يردّها إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سقطت التُفّاحة من أطراف أنامله، فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتّى بلغ سماء الدنيا، وإذا عليه سَطران مكتوبان: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذه تحيّة من اللّه عزّ وجلّ إلى محمّد المصطفى وعليّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأمان لمحبّيهم يوم القيامة من النّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 87، الحديث 3)

(1228) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الحلواني قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن القاسم المقرئ قال: حدّثنا الفضل بن حباب الجمحي قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن أبي العالية:

عن ابن عبّاس قال: كنّا جلوساً مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا هبط عليه الأمين جبرئيل (علیه السلام) ومعه جام من البلّور الأحمر مملوءة مسكاً وعنبراً، وكان إلى جنب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وولداه الحسن والحسين (علیهما السلام)، فقال له: «السلام عليك، اللّه يقرأ عليك السلام ويحيّيك بهذه التحيّة، ويأمرك أن تُحيّى بها عليّاً وولديه».

قال ابن عبّاس: فلمّا صارت في كفّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) هلّل ثلاثاً وكبّر ثلاثاً، ثمّ قال بلسان ذرب طلق: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (طٰهٰ * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)(2)، فاشتمّها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحیّى بها عليّا (علیه السلام)، فلمّا صارت في كفّ عليّ (علیه السلام):قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ

ص: 175


1- رواه عنه: البحار: 37: 100 ح 2، ونور الثقلين: 3: 367 ح 11، والبرهان: 3: 29 ح 8، ومدينة المعاجر: 1: 152 ح 90.
2- سورة طه: 20: 1-2.

الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(1)، فاشتمّها عليّ (علیه السلام) وحیّى بها الحسن (علیه السلام)، فلمّا صارت في كفّ الحسن قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)(2)، فاشتمّها الحسن (علیه السلام) و حيّى بها الحسين (علیه السلام)، فلمّا أن صارت في كفّ الحسين (علیه السلام) قالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)(3)، ثمّ ردّت إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)(4).

قال ابن عبّاس: فلا أدري إلى السماء صعدت، أم في الأرض توارت بقدرة اللّه عزّ وجلّ.

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 78)

(1229) 3-(5) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي ب-«أرتاح»(6)، قال: حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ الأزدي المعاني(7) قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن همام الحميري قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي البصري، قدم علينا اليمن، قال: حدّثنا أبوهارون العبدي، عن ربيعة السعدي قال:

حدّثني حذيفة بن اليمان قال: لمّا خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قدم جعفر والنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأرض خيبر، فأتاه بالفرع من الغالية

ص: 176


1- سورة المائدة: 5: 55.
2- سورة النبأ: 78: 1 - 3.
3- سورة الشورى: 42: 23.
4- سورة النّور: 24: 35.
5- ورواه أبو جعفر الطبري في مناقب فاطمة الزهراء (علیها السلام) من دلائل الإمامة: ص 143 - 145 ح 51، وابن طاوس في سعد السعود: ص 90.
6- قال في معجم البلدان: 1: 140: أرتاح: مدينة من أعمال حلب.
7- نسبة إلى «معان» مدينة في طرف بادية الشام (معجم البلدان: 5: 153).

والقطيفة(1) فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأدفعنّ هذه القطيفة إلى رجل يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله».

فمّد أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعناقهم إليها، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أين عليّ»؟

فوثب عمّار بن ياسر، فدعا عليّا (علیه السلام)، فلمّا جاء قال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، خذ القطيفة إليك».

فأخذها عليّ (علیه السلام) وأمهل حتّى قدم المدينة، فانطلق إلى البقيع، وهو سوق المدينة، فأمر صائغاً ففصل القطيفة سلكاً سلكاً، فباع الذهب، وكان ألف مثقال، ففرّقه عليّ (علیه السلام) في فقراء المهاجرين والأنصار، ثمّ رجع إلى منزله، و لم يترك له من الذهب قليلاً ولا كثيراً، فلقيه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من غدٍ في نفر من أصحابه، فيهم حذيفة وعمّار، فقال: «يا عليّ، إنّك أخذت بالأمس ألف مثقال، فاجعل غدائي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك». ولم يكن عليّ (علیه السلام) يرجع يومئذ إلى شيءٍ من العروض ذهب أو فضّة، فقال حياءً منه وتكرّماً: «نعم يا رسول اللّه، وفي الرحب والسعة، ادخل يا نبيّ اللّه أنت ومَن معك».

قال: فدخل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال لنا: «ادخلوا».

قال حذيفة: وكنّا خمسة نفر: أنا وعمّار وسلمان وأبوذرّ والمقداد رضي اللّه عنهم، فدخلنا ودخل عليّ على فاطمة (علیها السلام) يبتغي عندها شيئاً من زادٍ، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور، وعليها عراق كثير، كأنّ رائحتها المسك، فحملها عليّ (علیه السلام) حتّى وضعها بين يدي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن حضر معه، فأكلنا منها حتّى تملّأنا ولا ينقص منها قليل ولا كثير، وقام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى دخل على فاطمة (علیها السلام) وقال: «أنّى لك هذا الطعام، يا فاطمة»؟ فردّت عليه - ونحن نسمع قولها - فقالت: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(2).

ص: 177


1- في البحار: «بالفرع من العالية والقطيفة»، قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه): أي بالنفيس العالي منهما، وفي بعض النسخ: «والغالية»، قال فى القاموس: فرع كلّ شيء : أعلاه، والمال الطائل المعدّ.
2- سورة آل عمران: 3: 37.

فخرج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلينا مستعبراً، وهو يقول: «الحمد لله الّذي لم يمتنى حتّى رأيت لابنتي ما رأى زكريّا (علیه السلام) لمريم، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً، فيقول لها: (يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا)؟ فتقول: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)».

(أمالي الطوسي: المجلس: 29، الحديث 7)

(1230) 4-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن قيس بن مسكان أبو عمر المصيصي الفقيه من أصل كتابه، قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسين بن جابر أبو محمّد إمام جامع المصيصة قال: حدّثني عبد الحميد بن عبدالرحمان بن بشير الحمّاني قال: حدّثني عبد اللّه بن قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي:

عن أبي سعيد الخدري قال: أصبح عليّ (علیه السلام) ذات يوم ساغباً فقال: «يا فاطمة، هل عندك شيء تطعميني»؟

قالت: «والّذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة، ما أصبح عندي شيء يطعمه بشر، وما كان من شيء أطعمك منذ يومين إلّا شيء كنتُ اُؤثرك به على نفسي وعلى الحسن والحسين».

قال: «أعلى الصبيّين؟! ألا أعلمتني فاٰتيكم بشيء»؟

قالت: «يا أبا الحسن، إنّي لأستحيي من إلهي أن أكلّفك ما لا تقدر».

ص: 178


1- ورواه أيضاً في مصباح الأنوار (مخطوط)، وعنه تأويل الآيات الظاهرة: 1: 108 ح 15 في تفسير الآية 38 من سورة آل عمران. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 37 من سورة آل عمران في تفسيره ص 83- 85 ح 60(29)، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 201 - 4 20 ح 124، وابن شاهين في الحديث 10 من كتاب فضائل فاطمة (علیها السلام). ورواه الإسكافي في المعيار والموازنة: ص 236 - 237 ط 1 مختصراً. ورواه ابن عساكر في «الأربعين الطوال» كما رواه عنه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 45، والكنجي في كفاية الطالب: ص 367 - 369. ورواه الإربلي في فضائل فاطمة (علیها السلام) من كشف الغمّة نقلاً عن كتاب أبي إسحاق الثعلبي.

فخرج واثقاً باللّه حسن الظنّ به، فاستقرض ديناراً، فبينا الدينار في يد عليّ (علیه السلام) إذا عرض له المقداد (علیه السلام) في يوم شديد الحرّ، قد لوّحته الشمس من فوقه تحته، فأنكر عليّ (علیه السلام) شأنه، فقال: «يا مقداد، ما أزعجك هذه الساعة»؟

قال: خلّ سبيلي يا أبا الحسن، ولا تكشفني عمّا ورائي.

قال: «إنّه لا يسعني أن تجاوزني حتّى أعلم علمك».

قال: إلى اللّه ثمّ إليك أن تخلّي سبيلي، ولا تكشفني عن حالي.

فقال عليّ (علیه السلام): «إنّه لا يسعك أن تكتمني حالك».

فقال: إذا أبيت، فو الّذي أكرم محمّداً بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة، ما أزعجني إلّا الجهد، ولقد تركت عيالي بحالٍ لم تحملني لها الأرض فخرجت مهموماً وركبت رأسي، فهذه حالي.

فهملت عينا عليّ (علیه السلام) بالدّموع حتّى اخضلت دموعه لحيته، ثمّ قال: «أحلف بالّذي حلفت به، ما أزعجني من أهلي إلّا الّذي أزعجك، ولقد استقرضت ديناراً، فخذه». فدفع الدينار إليه، وآثره به على نفسه، وانطلق إلى أن دخل مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فصلّى فيه الظهر والعصر والمغرب.

فلمّا قضى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المغرب مرّ بعليّ بن أبي طالب وهو في الصفّ الأوّل، فغمزه برجله، فقام عليّ (علیه السلام) مستعقباً خلف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى لحقه على باب من أبواب المسجد، فسلّم عليه، فردّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) [عليه السلام] فقال: «يا أبا الحسن، هل عندك شيء نتعشّاه فنميل معك»؟ فمكث مطرقاً لا يحير جواباً، حياءً من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهو يعلم ما كان من أمر الدينار، ومن أين أخذه، وأين وجّهه، وقد كان أوحى اللّه تعالى إلى نبيّه محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يتعشّى الليلة عند عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

فلمّا نظر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى سكوته فقال: «يا أبا الحسن، ما لك لا تقول: «لا»، فأنصرف، أو تقول «نعم»، فأمضي معك»؟

قال حياءً وتكرّماً: «فاذهب بنا».

فأخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فانطلقا حتّى دخلا على فاطمة الزهراء (علیها السلام) وهي في مصلّاها، قد قضت صلاتها، وخلفها جفنة تفور دخاناً، فلمّا

ص: 179

سمعت كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في رحلها خرجت من مصلّاها، فسلّمت عليه، وكانت أعزّ النّاس عليه، فردّ عليها السلام، ومسح بيده على رأسها، وقال لها: «يا بنتاه، كيف أمسيت رحمك اللّه»؟

قالت: «بخير».

قال: «غفر اللّه لك، وقد فعل».

فأخذت الجفنة، فوضعتها بين يدي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا نظر عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى الطعام وشمّ رائحته، رمى فاطمة (علیها السلام) ببصره رمياً شحيحاً، فقالت له فاطمة (علیها السلام): «سبحان اللّه، ما أشحّ نظرك وأشدّه! هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنباً استوجبت به السخطة»؟

قال: «وأيّ ذنب أعظم من ذنب أصبته؟! أليس عهدي بك اليوم الماضي، وأنت تحلفين باللّه مجتهدة: ما طعمت طعاماً منذ يومين»؟

قال: فنظرت إلى السماء فقالت: «إلهي يعلم في سمائه، ويعلم في أرضه أنّي لم أقل إلّا حقّاً».

فقال لها: «يا فاطمة، أنّى لكِ هذا الطعام الّذي لم أنظر إلى مثل لونه قطّ ولم أشمّ مثل ريحه قطّ، وما أكلت أطيب منه قطّ»؟!

قال: فوضع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كفّه الطيّبة المباركة بين كتفي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فغمزها، ثمّ قال: «يا عليّ، هذا بدل دينارك، وهذا جزاء دينارك من عند اللّه، (إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(1).

ثمّ استعبر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) باكياً، ثمّ قال: «الحمد لله الّذي أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتّى يجزيكما، ويجزيك يا عليّ بمنزلة زكريّا، ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران، (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا).

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 8)

ص: 180


1- سورة آل عمران: 3: 37.

باب 10- أنّ أسماءهم (علیهم السلام) المكتوبة على العرش وعلى باب الجنّة

(1231) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي شیخ لأصحاب الحديث قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبّي التمتامي، وأبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قالا: حدّثنا يحيى بن سالم ابن عمّ الحسن بن صالح، وكان يُفضّل على الحسن بن صالح، قال: حدّثنا مِسعَر، عن عطيّة، عن جابر قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مكتوب على باب الجنّة: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أخو رسول اللّه»، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 1)

ص: 181


1- ورواه أيضاً في باب ما بعد الألف من الخصال: 638 ح 11. ورواه أحمد فى فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الفضائل ص 186 برقم 262 و في الحديث 254 ص 181، وفي ط: ج 2 ص 665 ح 254 (1134) وص 668 - 669 ح 262 (1140)، وعنه سبط ابن الجوزي في عنوان «أخبار الرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام) » من تذكرة الخواص. وأخرجه الخطيب في ترجمة أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجّاد من موضح أوهام الجمع والتفريق: ج 1 ص 441، وفي ترجمة الحسن بن عليّ الورّاق من تاريخه: 7: 387 برقم 3919 وبإسناده عنه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 133 - 134 ح 162، والعقيلي في ترجمة الأشعث ابن عمّ الحسن بن صالح من كتاب الضعفاء: ج 1 ص 33 برقم 15 وبإسناده عنه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: في ج 2: 355 ج: 355-356ح 865 وفيه: «... لا إله إلا اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ»، وابن عدي في ترجمة كادح بن رحمة العرني من الكامل: ج 6 ص 83 برقم 18 / 1616 بإسناده عن كادح بن رحمة، عن مسعر، إلى قوله: « عليّ أخو رسول اللّه»، وبإسناده عنه ابن عساكر في الحديث 171 من ترجمة: أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 1 ص 137، والذهبي في ترجمة كادح من ميزان الاعتدال: 3: 399/6927، وابن حجر في ترجمة زكريّا بن يحيى الكسائي من لسان الميزان: 5: 540 / 6778. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ح 5494، والخوارزمي في الحديث 168 من الفصل 14 من المناقب ص 144 وفي الفصل 4 من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 38 ح 7، وأبونعيم في ترجمة مسعر بن کدام تحت رقم 397 من حلية الأولياء: ج 7 ص 256، والديلمي في الحديث 3018 من فردوس الأخبار: 2: 381 وج 4 ص 410 ح 6710، وابن المغازلي في الحديث 134 من المناقب ص 91، والمحب الطبري في مناقب على (علیه السلام) من ذخائر العقبي: ص 66 في عنوان: «ذكر إخاءه للنبيّ»، وفي الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 112 نقلًا عن أبي أحمد في المناقب، وابن جميع الصيداوي في ترجمة محمّد بن موسى بن حبشون المراغي الطرسوسي من كتاب معجم الشيوخ: 1: 143 - 144 تحت الرقم 97، والحسكاني في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال في شواهد التنزيل: 1: 295 ح 302 إلى قوله: «أيدته بعليّ». ورواه ابن حمزة في الثاقب في المناقب: ص 118 في عنوان فصل: في ذكر آدم ح 1، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 1: 238 ح 379، والهيثمي في باب «منزلته ومؤاخاته» من مجمع الزوائد: ج 9 ص 111، والمحب الطبري في عنوان «ذكر إخاءه للنبيّ» من ذخائر العقبى: ص 66، وابن البطريق في الفصل 29 من العمدة ص 220 برقم 354. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 357 ح 282 وفيه: «... محمّد رسول اللّه، عليّ أخو رسول اللّه... بألفي ألف عام». وله شاهد من حديث ابن عبّاس: في تاريخ بغداد: ج 1 ص 259 رقم 88، وترجمة عليّ بن أحمد المؤدّب من لسان الميزان: ج 4 ص 194 تحت رقم 515، والحديث 297 من الفصل 19 من المناقب - للخوارزمي - ص 302. و من حديث أبي هريرة: شواهد التنزيل: ج 1 ص 223 برقم 299 في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال، والحديث 926 من ترجمة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2: ص 419، وترجمة العبّاس بن بكّار الضبّي من لسان الميزان: ج 3 ص 238 برقم 1052، والباب 62 من كفاية الطالب ص 234، والدر المنثور ذيل الآية 62 من سورة الأنفال. ومن حديث أنس بن مالك: ترجمة أبي موسى عيسى بن محمّد من تاريخ بغداد: ج 11 ص 173 برقم 5876، والحديث 300 من شواهد التنزيل: ج 1 ص 24 في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال. ومن حديث أبي الحمراء: حلية الأولياء: ج 3 ص 27 ترجمة يونس بن عبيد، والحديث 303 و 304 من شواهد التنزيل: ج 2 ص 27، والحديث 864 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخ دمشق: ج: 2 ص 353، وباب مناقب عليّ (علیه السلام) من ذخائر العقبي: ص 69 في عنوان «ذکر تأييد اللّه عزّ وجلّ نبيّه بعليّ»، والحديث 183 من فرائد السمطين للحموئي: ج 1 ص 236، والحديث 61 من المناقب لابن المغازلي: ص 39، والفصل 19 من المناقب للخوارزمي: ص 320 برقم 326، وباب مناقب عليّ (علیه السلام) من مجمع الزوائد للهيثمي: ج 1 ص 121 نقلاً عن الطبراني، وفضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من العلل المتناهية لابن الجوزي: ص 237 برقم 738، ومئة منقبة لابن شاذان: ص 76. وأورده الفتّال فى عنوان: «فيما ورد من الأخبار في العدل والتوحيد» من روضة الواعظين: ص 42، وفي عنوان «مجلس في ذكر الإمامة.... »: ص 110 مرسلاً.

ص: 182

(1232) 2-(1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا العبّاس بن بكّار قال: حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «مكتوب على العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا، وَحْدي لاشريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي، أيّدته بعليّ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (هُوَ الَّذِي

ص: 183


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال في شواهد التنزيل: 1: 92 ح 299، وأبونعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ» كما في الفصل 14 من كتاب خصائص الوحي المبين: ص 178 - 179 ح 132. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 419 ح 926، والذهبي في ترجمة العبّاس بن بكّار الضبّي (4160) من ميزان الاعتدال: 2: 382 و تابعه الذهبي في لسان الميزان: 3: 684 / 4454، والكنجي في الباب 62 من كفاية الطالب: ص 234، والسيوطي في الدر المنثور ذيل الآية 62 من سورة الأنفال، والفتّال في عنوان: «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين: ص 42.

أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)(1)، فكان النصر عليّاً (علیه السلام)، ودخل مع المؤمنين، فدخل في الوجهين جميعاً صلى اللّه عليه.(2)

(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 3)

(1233) 3-(3) حدّثنا أبى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبداللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي شيخ من الأنصار، قال: حدّثنا أبوقتادة الحرّاني، عن عبدالرحمان بن العلاء (2) الحضرمي، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي الحمراء(4) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «رأيت ليلة الإسراء مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا اللّه، لا إله إلّا أنا، خلقتُ جنّة عدن بيدي محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ».

(أمالي الصدوق: المجلس 38، الحديث 5)

ص: 184


1- سورة الأنفال: 8: 62.
2- لعبد الرحمان بن العلاء الحضرمي ترجمة في التاريخ الكبير: 276:5، والجرح والتعديل: 5: 304، والثقات: 5: 100، روى عن رجل من أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وعنه عطاء بن السائب. وفي نسخة من أمالي الصدوق: «عبد الرحمان بن أبي العلاء».
3- ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 12: 200 ح 526 عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عبد اللّه بن زياد الأسدي، عن عمرو بن ثابت، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت في ساق العرش مكتوباً: لا إله إلا اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ ونصرته [به]». وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين (علیهم السلام)» من روضة الواعظين: ص116. والحديث مع مغايرة جزئية رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 240 ح 155، وفي ص 244 ح 159 بإسناده إلى أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال في شواهد التنزيل: 1: 297 ح 303 بإسناده إلى يونس بن عبيد، عن سعيد بن جبير، وفي ح 304 بإسناده إلى عمرو بن ثابت عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 353 ح 864 بإسناده عن عمرو بن ثابت، وأيضاً في ترجمة الخطاب بن سعد الخير بسند آخر عن عمرو بن ثابت. ورواه الخوارزمي في الحديث 49 من الفصل 19 من المناقب، وأبونعيم في ترجمة يونس بن عبيد من حلية الأولياء: 3: 27، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 1: 237 ح 378، وابن المغازلي في المناقب: ص 39 ح 61، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 235 - 236 ح 185، والمزّي في ترجمة أبي الحمراء من تهذيب الكمال: 33: 260، والمحبّ الطبري فى الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 117 نقلاً عن الملّا في سيرته، وابن حمزة في الثاقب في المناقب: ص 118 في عنوان «فصل في ذكر آدم»: ح 3، ورواه أيضاً في الحديث 2 قال: وروي أيضاً في المشهور من الأثر أنّه كتب على قائمة من قوائم عرشه قبل خلق آدم (علیه السلام) بألفي عام، وذكر الحديث. وله شاهد من حديث أنس بن مالك، رواه الخطيب في ترجمة أبي موسى عيسى بن محمّد بن عبیداللّه من تاریخ بغداد: 11: 173 رقم 5876، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال في شواهد التنزيل: 1: 293 ح 300.
4- الراوي عن أبي الحمراء هنا، سعيد بن المسيّب، لكن في عامّة المصادر سعيد بن جبير، لاحظ تخريج الحديث.

(1234) 4-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا بوالحسن عليّ بن أحمد الحلواني قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق المقرئ قال: حدّثنا عليّ بن حمّاد الخشّاب قال: حدّثنا عليّ بن المديني قال: حدّثنا وكيع بن الجرّاح قال: حدّثنا سليمان بن مهران قال: حدّثنا جابر، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

ص: 185


1- ورواه الخطيب في ترجمة محمّد بن إسحاق بن مهران من تاريخ بغداد: 1: 258 - 259 رقم 88، والخوارزمي في الفصل 19 من المناقب 302 ح 297، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 186 ح 168، والذهبي في ترجمة عليّ بن أحمد المؤدّب الحلواني من ميزان الاعتدال: 3: 111 رقم 5770، وابن حجر في لسان الميزان: 4: 716 رقم 4766، والحمّويي في فرائد السمطين: 2: 73 باب 16 ح 396، والمحلّى في الحدائق الورديّة: ص: 14، وابن طاوس في الطرائف: 1: 64 ح 65. وله شاهد من حديث أمير المؤمنين (علیه السلام)، رواه الخزاعي في الحديث 6 من أربعينه: ص 47،: والخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 108، والشيخ الصدوق في باب الستّة من الخصال: 1: 323 ح 9. ومن حديث الحسين بن عليّ (علیه السلام) رواه ابن شاذان في المنقبة 54 من مئة منقبة: ص 109، و الكراجكي في كنز الفوائد: 1: 149.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « لمّا عُرِج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ حبيب اللّه، الحسن والحسين صفوة اللّه، فاطمة أمة اللّه، على باغضهم لعنة اللّه».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 77)

(1235) 5-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عبد اللّه الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، قال: حدّ مؤدّبي عبداللّه بن أحمد بن نهيك الكوفى قال: حدّثنا محمّد بن زياد ابن أبى عمير قال: حدّثنا عليّ بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (علیه السلام):

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: يا عليّ، إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن، فأنست بالنظر إليه: إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء، وجدت على صخرتها: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بوزيره ونصرته به».

فقلت: يا جبرئيل، ومَن وزيري؟

ص: 186


1- ورواه أيضاً في كتاب المواعظ: ص 47 - 48، في وصايا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام).

قال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى، وجدت مكتوباً عليها: «لا إله إلا اللّه أنا وحدي، ومحمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره ونصرته به».

فقلت: يا جبرئيل، ومَن وزيري؟

فقال: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

فلمّا جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش ربّ العالمين، وجدت مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا اللّه لا إله إلّا أنا وحدي، محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره وأخيه ونصرته به».

(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحديث 21)

تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.

ص: 187

باب 11- ما كتب على جناح الهدهد من فضلهم (علیهم السلام)

(1236) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد قال: حدّثني أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكّل على اللّه قال: أخبرني أبو عبداللّه بن نصير قال: حدّثني محمّد بن عيسى المقرئ قال: حدّثنا سعيد بن أحمد بن محمّد البزّاز قال: حدّثنا المنذر بن محمّد بن محمّد: أنّ أباه أخبره عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علىّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما من هدهد إلّا وفي جناحه مكتوب بالسريانيّة: آل محمّد خير البريّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 62)

ص: 188


1- ورواه الصدوق (رحمه اللّه) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) كما في الباب 48 - ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار النادرة في فنون شتّى - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام) ح 213 وفي طبع: ص 236 باب 26 ح 20 قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب قال: أخبرنا أبو نصر منصور بن عبداللّه قال: حدّثنا المنذر بن محمّد قال: حدّثنا الحسين بن محمّد قال: حدّثنا سليمان بن جعفر، عن الرضا قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «في جناح كلّ هدهد خلقه اللّه عزّ وجلّ مكتوب بالسريانيّة: آل محمّد خير البريّة». ورواه الكليني عن الإمام الرضا (علیه السلام) كما في الحديث 1 من باب الهدهد والصرد من كتاب الصيد من الكافي: 6: 224 عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن عليّ بن محمّد بن سليمان، عن أبي أيّوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (علیه السلام) قال: «في كلّ جناح هدهد مكتوب بالسريانيّة: آل محمّد خير البريّة».

باب 12- أنّ الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم (علیهم السلام)

(1237) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: حدّثنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل [بن إبراهيم](2) الأشعري قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا نصر بن قابوس اللخمي عن جابر، عن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال ابن عبّاس: «ما وطئت الملائكة فرش أحد من النّاس إلا فرشنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 59)

أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد مثله، إلّا أنّ فيه: «غیر فرشنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 17)

ص: 189


1- لاحظ ما رواه الكليني في كتاب الحجة من الكافي: 1: 393، والصفّار في الباب 17 - باب في الأئمّة وأنّ الملائكة تدخل منازلهم ويطوف بسطهم و يأتيهم عليهم الصلوات والسلام بالأخبار - من بصائر الدرجات، فروى الكليني 4 حديثاً، والصفار 22 حديثاً عن السجاد و الباقر والصادق والكاظم (علیهم السلام) تدّل على أنّ الملائكة تأتيهم وتسلّم عليهم وتصافحهم وتمسح رؤوس صبيانهم.
2- من المجلس 12.

باب 13- أنّهم (علیهم السلام) أركان الأرض وجرى لهم (علیهم السلام) من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنّهم (علیهم السلام) فى العلم والشجاعة والفضل سواء

(1238) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثني أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام): «اكتُب ما أملي عليك».

فقال: «يا نبي اللّه، أتخاف عَلَيّ النسيان»؟

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت اللّه لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك».

قال(2): قلت: «ومن شركائي، يا نبيّ اللّه»؟

قال: «الأئمّة من ولدك، بهم تُسقي اُمّتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف اللّه عنهم البلاء، وبهم ينزل(3) الرحمة من السماء، وهذا أوّلهم». و أومى بيده إلى الحسن بن عليّ (علیه السلام)، ثمّ أومى بيده إلى الحسين (علیه السلام)، ثمّ قال: «الأئمّة من ولده».

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «وأومأ إلى

ص: 190


1- ورواه أيضاً في الباب 21 من كمال الدين: ص 206 - 207 برقم 21. ورواه الصفّار في الباب 1 من الجزء 4 من بصائر الدرجات: ص 167 ح 22.
2- كلمة «قال» غير موجودة في أمالي الطوسي.
3- في أمالي الطوسي: «تنزل».

الحسن (علیه السلام) وقال: هذا أوّلهم، وأومأ إلى الحسين (علیه السلام) وقال: الأئمّة من ولده».

(أمالي الطوسى: المجلس 15، الحديث 46)

(1239) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري، عن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن الحسن بن عليّ، عن زكريّا، عن محمّد بن سنان، ويونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى بن أعين قال:

سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقول: «أوّلنا دليل على آخرنا، وآخرنا مصدّق لأوّلنا، و السنّة فينا سواء، إنّ اللّه تعالى إذا حكم حكماً أجراه».

(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 5)

(1240) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال: حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الاٰدمي قال: حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي مولى بني هاشم قال:

حدّثنا سعيد الأعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) فابتدأني فقال: «يا سليمان، ما جاء عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) لا يُؤخذ به، وما نهى عنه يُنتهى عنه، جرى له من الفضل ماجرى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ولرسوله الفضل على جميع مَن خلق اللّه، العائب(2) على أمير المؤمنين في شيء كالعائب على اللّه وعلى رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والرادّ عليه في صغير أو كبير(3) على حد الشرك باللّه».

ص: 191


1- ورواه الكليني (قدّس سرّه) في باب «أنّ الأئمّة هم أركان الأرض» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 197.
2- في الكافي في الموردين: «المعيب».
3- في الكافي: «في صغيرة أو كبيرة». قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول: 2: 366: صفتان للكلمة أو الخصلة أو المسألة أو نحو ذلك. «على حد الشرك باللّه» أي في حكمه إذ لا واسطة بين الإيمان والشرك، والكائن عليه مشرف على الدخول في الشرك كما ترى في كثير منهم كالمجسّمة والمصوّرة والصفاتية وأضرابهم، فإنّهم أشركوا من حيث لا يعلمون.

كان أميرالمؤمنين (علیه السلام) باب اللّه [الّذي](1) لا يؤتى إلّا منه، وسبيله الّذي من تمسّك بغيره هلك، كذلك جرى حكم الأئمّة بعده واحداً بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الأرض، وهم الحجّة(2) البالغة على مَن فوق الأرض ومَن تحت الثرى.

أما علمت أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كان يقول(3): أنا قسيم اللّه بين الجنّة والنّار، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا والميسم(4)، ولقد أقرّ لي جميع الملائكة

ص: 192


1- ما بين المعقوفين موجود في الكافي.
2- في الكافي: «وسبيله الّذي من سلك بغيره هلك، وبذلك جرت الأئمّة (علیهم السلام) واحد بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الأرض أن تميد بهم، والحجّة...».
3- في الكافي: «كان أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه كثيراً ما يقول».
4- قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول: 2: 368: «وأنا الفاروق» الّذي فرّق بين الحقّ والباطل كما ذكره الفيروز آبادي، أو الفارق بين أهل الجنّة وأهل النّار. «وأنا صاحب العصا والميسم» قال في النهاية: الميسم هي الحديدة الّتي يوسم بها، وأصله موسم فقلبت الواو ياءً لكسرة الميم، انتهى. وهذا إشارة إلى أنّه (علیه السلام) الدابّة الّتي أخبر بها القرآن بقوله: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) [النمل: 82]، وروي عن ابن عبّاس وابن جبير وغيرهما قراءة تكلمهم بالتخفيف وفتح الياء وسكون الكاف من الكلم بمعنى الجراحة. وقال الطبرسي روّح اللّه روحه: هي دابّة تخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنّه مؤمن والكافر بأنّه كافر، وعند ذلك يرتفع التكليف ولا تقبل التوبة، وهو علم من أعلام الساعة، وروى محمّد بن كعب القرظي قال: سئِل عليّ (علیه السلام) عن الدابّة؟ فقال: «أما واللّه ما لها ذَنَب وإنّ لها اللحية»، وفي هذا إشارة إلى أنّها من الإنس، وعن حذيفة عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «دابّة الأرض طولها ستّون ذراعاً لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب، فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان (علیهما السلام)، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم، حتّى يقال: يا مؤمن ويا کافر»، انتهى. وروى عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «انتهى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) وهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه، فحرّكه برجله ثمّ قال له: قم يا دابّة اللّه. فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللّه، أيسمّي بعضنا بعضاً بهذا الاسم؟ فقال: لا، واللّه ما هو الّا له خاصة، وهو الدابّة الّتي ذكرها اللّه في كتابه: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ) الآية، ثمّ قال: يا عليّ، إذا كان آخر الزمان أخرجك اللّه في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك». فقال رجل لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إنّ العامّة يقولون: إنّ هذه الدابّة إنّما تكلمهم؟ فقال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «كلمهم اللّه في نار جهنّم إنّما هو يكلّهم من الكلام». (ثمّ روى روايات أخرى في ذلك، إلى أن قال:) وقيل: «أنا صاحب العصا والميسم» أي الراعي لكلّ الاُمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومميّز من يطيعه ويكون من قطيعه بالميسم الّذي يعرفون به عن المتخلّف عنه والخارج عنهم، ولا يخفى ما فيه.

والروح بمثل ما أقرّوا لمحمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ولقد حملت [على](1) مثل حمولة محمّد، وهي

ص: 193


1- ما بين المعقوفين موجود في الكافي. قال المجلسي في مرآة العقول: 2: 370: «ولقد حملت على مثل حمولته» على بناء المجهول، والحَمولة بالفتح: ما يحمل عليه من الدوابّ، أي حملني اللّه على ما حمل عليه نبيّه من التبليغ والهداية والخلافة، أو يكون خبراً عن المستقبل أتى بالماضي لتحقّق وقوعه، أي يحملني اللّه في القيامة على مثل مراكبه من فوق الجنّة وخيولها، فتناسب الفقرة التالية لها، وشهد كثير من الأخبار بها، أو في الرجعة كما رواه الراوندي في الخرائج بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قال الحسين بن عليّ (علیه السلام) لأصحابه قبل أن يُقتل: إن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لي: «يا بُنيّ، إنّك لتساق إلى العراق وهي أرض قد التقی فيها النبيّون وأوصياء النبيّين، وعلى أرض تُدعى غمورا، وانّك لتشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك، لايجدون ألم مسّ الحديد، وتلا: (يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا) [سورة الأنبياء: 69]، يكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً، فأبشروا فواللّه لئن قتلونا فإنّا نردّ إلى نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ أمكث ما شاء اللّه فأكون أوّل من تنشقّ الأرض عنه، فأخرج خرجة توافق ذلك خرجة أمير المؤمنين وقيام قائمنا وحياة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ لينزلنّ عَلَيَّ وفد من السماء من عند اللّه لم ينزلوا إلى الأرض قطّ، ولينزلنّ عَلَيّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة، ولينزلنّ محمّد وعليّ وأنا وأخي وجميع من مَنّ اللّه عليه في حمولات من حمولات الربّ، خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق، ثمّ ليبرزنّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لواءه، وليدفعنّه إلى قائمنا (علیه السلام) مع سيفه، ثمّ أنا أمكث بعد ذلك ما شاء اللّه» الخبر. ويمكن أن يقرأ على بناء المعلوم، أي حملت أحمالي على مثل ما حمل (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أحماله عليه في ولاية الأمر الجاري على وفق أحكام اللّه وحكمه، أو حملت أتباعي وشيعتي على ما حمل (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أصحابه عليه من أحكام القرآن. ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول الغائب وعليّ بالتشديد والقائم مقام الفاعل مثل حمولته، والتأنيث باعتبار المضاف إليه، فالحمولة بمعنى الحمل لا المحمول عليه، أي حمل اللّه عليّ من أعباء الإمامة وأسرار الخلافة مثل ما حمل عليه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

حمولة الربّ، وإنّ محمّداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يدعى فيُكسى، ويُستنطق فينطق، وأدعى فأُكسى، واُستنطق فأنطق(1)، ولقد أعطيت خصالاً لم يعطها أحد قبلي: علمت البلايا والقضايا وفصل الخطاب»؟(2)

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 2)

ص: 194


1- في الكافي: «فأنطق على حدّ منطقه».
2- في الكافي: «ولقد أعطيت خصالاً لم يعطهنّ أحد قبلي: علمت علم المنايا والبلايا، و الأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عنّي ما غاب عنِّي، أبشّر بإذن اللّه و أؤدّي عن اللّه عزّ وجلّ، كلّ ذلك مكّنني اللّه فيه بإذنه».

باب 14- النظر إليهم (علیهم السلام) عبادة

(1241) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد:

عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) قال: «النظر إلى ذريّتنا عبادة».

فقيل له: يا ابن رسول اللّه، النظر إلى الأئمّة منكم عبادة؟ أم النظر إلى جميع ذريّة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

فقال: «بل النظر إلى جميع ذريّة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عبادة».

(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 2)

ص: 195


1- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 55 الباب 31 - فيا جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - ح 196 بزيادة: «ما لم يفارقوا منهاجه ولم يتلوّثوا بالمعاصي».

أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)

باب 1- أنّ مَن اصطفاه اللّه تعالى مِن عباده هم أهل البيت (علیهم السلام)

(1242) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون قال: حدّثني أبو عبدالصمد إبراهيم، عن أبيه، عن جدّه - وهو إبراهيم بن عبدالصمد بن محمّد بن إبراهيم - قال:

سمعت جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: كان يقرأ: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ) وَ آلَ مُحَمَّدٍ (عَلَى الْعَالَمِينَ)(2) قال: «هكذا أنزلت».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 39)

ص: 196


1- وروى القمّي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: قال: قال العالم (علیه السلام): «نزل (وَآلَ عِمْرَانَ) وَ آلَ مُحَمَّدٍ (عَلَى الْعَالَمِينَ)...». وفي تفسير العيّاشي: 1: 168 ح 30: عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبداللّه (علیه السلام) عن قول اللّه: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا)؟ فقال: «هو، آلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَى الْعَالَمِينَ، فوضعوا اسماً مكان اسم». ونحوه في الحديث 34 عن أيّوب، عن أبي عبداللّه (علیه السلام). وفي مجمع البيان: وفي قراءة أهل البيت: «وَ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَى الْعَالَمِينَ». وفي شواهد التنزيل: 1: 152 ح 165 - 166 بأسانيد عن شقيق أنّه قرأ في مصحف عبداللّه بن مسعود: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَ نُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ) وَ آلَ مُحَمَّدٍ (عَلَى الْعَالَمِينَ). وفي الحديث 167: عن نمير بن عريب: أنّ ابن مسعود كان يقرأ: (...وَآلَ عِمْرَانَ) وآلَ أَحْمَدَ (عَلَى الْعَالَمِينَ). قال الحسكاني: إن لم تثبت هذه القراءة، لاشكّ في دخولهم في الآية لأنّهم آل إبراهيم.
2- سورة آل عمران: 3: 33.

(1243) 2- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التُستري من كتابه، قال حدّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمّتي، قالت: حدثتني صفيّة بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانيّة وكانت عمّتي، قالت: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد اللّه التغلبي، عن خالها عبداللّه بن منصور وكان رضيعاً لبعض ولد زيد بن عليّ (علیه السلام):

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) (في حديث طويل ذكر فيه قصّة يوم عاشوراء) قال: ثمّ أقبل رجل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له: محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي، فقال: يا حُسين بن فاطمة، أيّة حُرمة لك من رسول اللّه ليس لغيرك؟! فتلا الحسين (علیه السلام) هذه الآية: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ)(1) الآية، ثمّ قال: «واللّه إنّ محمّداً لمن آل إبراهيم، وإنّ العترة الهادية لمن آل محمّد) الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 30، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 197


1- آل عمران: 3: 33 - 34.

باب 2- في نزول آية المباهلة

(1244) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرورقالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:

عن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) (في احتجاجها (علیه السلام) في مجلس المأمون في فضل العترة) قال: «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً و موطناً، (إلى أن قال:) وأمّا الثالثة: فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عزّ وجلّ: قُل يا محمّد: (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(2)، فأبرز النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجلّ: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)»؟

قالت العلماء: عنى به نفسهم.

فقال أبو الحسن (علیه السلام): «غلطتم، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وممّا يدّل على ذلك قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين (علیهما السلام)، وعنى بالنساء فاطمة (علیها السلام)](3)، فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر،

ص: 198


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 23 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 1 ص 207 - 217، وفي ط: ص 450 الباب 45 ح 184. وأورده الحرّاني في عنوان «ومن كلامه (علیه السلام) في الاصطفاء» ممّا روى عن الإمام الرضا (علیه السلام) من تحف العقول: ص 313 - 322.
2- سورة آل عمران: 3: 61. وذكر في العيون الآية بتمامها.
3- بين المعقوفين أخذناه من العيون.

وشرف لايسبقه إليه خلق أن جعل(1) نفس عليّ كنفسه، فهذه الثالثة.

(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(1245) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيداللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ وجلّ فيه وفى زوجته وولديه آية المباهلة، وجعل اللّه عزّ وجلّ نفسه نفس رسوله، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسى: المجلس 20، الحديث 4)

سيأتي تمامه في باب الشورى واحتجاج أميرالمؤمنين (علیه السلام) مع القوم، من أبواب الحوادث والفتن.

ص: 199


1- في عيون أخبار الرضا (علیه السلام): «إذ جعل ».

باب 3- أنّهم (علیهم السلام) حبل اللّه

(1246) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عليّ بن نجيح الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ - قال أبو العبّاس: هو عمر بن راشد أبو سليمان -:

عن جعفر بن محمّد (علیه السلام) في قوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا)(2) قال: «نحن الحبل».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 50)

ص: 200


1- ورواه أبو نعيم في تفسير الآية الكريمة في «ما نزل من القرآن في عليّ» كما في الفصل 15 من كتاب «خصائص الوحي المبين» - لابن البطريق-: ص 184 ح 136. ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 169 ح 180، وروى في الحديث 178 بإسناده عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمّد أنّه قال: «نحن حبل اللّه الّذي قال اللّه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا)...». ومثل الأخير رواه فرات بن إبراهيم في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 91ح 73 وفي ص 90 ح 70 - 72 أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أنا نبيّ اللّه وعليّ حبله»، ولاحظ أيضاً ح 72 و 74 من تفسير فرات. وروى العيّاشي في تفسيره: 1: 194 ح 122 عن أبي الحسن (علیه السلام) قال: «عليّ بن أبي طالب حبل اللّه المتين»، وفي ح 123 عن أبي جعفر (علیه السلام): « آل محمّد (علیهم السلام) هم حبل اللّه الّذي أمرنا بالاعتصام به». وروى النعماني في الباب 2 من كتاب الغيبة: ص 41 ح 2 عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) (في حديث) أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أشار إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقال: «هذا حبل اللّه الّذي من تمسّك به عصم في دنياه، ولم يضلّ في أخراه».
2- سورة آل عمران: 3: 103.

باب 4- أنّهم (علیهم السلام) المحسودون

(1247) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أبو غسّان قال: حدّثنا مسعود بن سعد، عن جابر:

عن أبي جعفر (علیه السلام) [في قوله تعالى:] (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)(2) قال: «نحن النّاس».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 51)

ص: 201


1- ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 267 ح 314 عن أبي الحسن عليّ بن الحسين بن الطيّب الواسطي، عن أبي القاسم الصفّار، عن عمر بن أحمد بن هارون، عن أحمد بن محمّد بن سعيد. وأورده ابن حجر في الصواعق: ص 150 نقلاً عن ابن المغازلي. وروى نحوه فرات الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 106 ح 100 - 4 - عن بريد، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: سألته عن قول اللّه تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال: «فنحن النّاس ونحن المحسودون على ما آتانا اللّه من الإمامة دون خلق اللّه جميعاً». وقريباً منه رواه ابن بابويه - والد الصدوق - في الباب 4 من كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة: ص 40 ح 1. وفي شرح الأخبار - للقاضي النعمان -: 1: 248 ح 275 عن أبي جعفر (علیه السلام): «نحن النّاس المحسودون على ما آتانا اللّه من فضله، وهي الإمامة والخلافة، دون خلق اللّه جميعاً». ورواه العيّاشي في تفسيره: 1: 246 ح 153، وفي الحديث 155 عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبداللّه (علیه السلام) (في حديث) قال: «نحن المحسودون الّذين قال اللّه في كتابه...»، ونحوه في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 206 ح 4. وفي الحديث 99 - 3 - من تفسير فرات ص 106 عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «نحن المحسودون». ورواه الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 206 ح 2 في تفسير الآية الكريمة بإسناده عن أبي الحسن (علیه السلام).
2- سورة النساء: 4: 54.

(1248) 2-(1) وعن ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن موسى بن إسحاق، ومحمّد بن عبداللّه بن سليمان قالا: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا قيس [بن الربيع]، عن السدّي، عن عطاء:

عن ابن عبّاس [في قوله تعالى:] (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)(2) قال: «نحن النّاس دون النّاس».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 52)

ص: 202


1- ورواه الطبراني في مسند ابن عبّاس من المعجم الكبير: 11: 118 ح 11312. وروى العيّاشي نحوه في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 1: 248 ح 157 عن أبي سعيد المؤدّب، عن ابن عبّاس في قوله: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال: «نحن النّاس وفضلة النبّوة».
2- سورة النساء: 4: 54.

باب 5- عرض الأعمال عليهم (علیهم السلام)

(1249) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرِئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل: حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، عن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد وعبد اللّه بن الصلت والعبّاس بن معروف ومنصور و أيّوب والقاسم ومحمّد بن عیسی و محمّد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي عمير:

عن ابن أذينة قال: كنت عند أبي عبد اللّه (علیه السلام) فقلت له: جُعِلتُ فداك، أخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(2) قال: «إيّانا عنى».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 69)

ص: 203


1- ورواه ابن طاوس في الباب الثالث من كتاب محاسبة النفس: ص 17 - 18 نقلاً عن أبي العبّاس ابن عقدة في كتاب «تفسير القرآن» ومحمّد بن العبّاس بن مروان في كتاب «ما نزل من القرآن في النبيّ والأئمّة (علیهم السلام)» ورواه الصفّار في الباب 5 - عرض الأعمال على الأئمّة الأحياء والأموات - من الجزء التاسع من بصائر الدرجات ص 427 ح 1 عن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير. الاُمّة وروى الكليني في باب عرض الأعمال على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و الأئمّة (علیهم السلام) من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 219 ح 2 بإسناده عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد اللّه (علیه السلام) عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ قال: «هم الأئمّة». ورواه الصفّار في الباب 5 من الجزء 9 من البصائر: ص 427 ح 5 عن الميثمي، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام).
2- سورة التوبة: 9: 105.

(1250) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي قال: حدّثنا عليّ بن سليمان قال: حدّثنا أحمد بن القاسم الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري قال: حدّثنا محمّد بن خالد البرقي قال: حدّثنا سعيد بن مسلم: عن داوود بن كثير الرقّي قال: كنت جالساً عند أبي عبداللّه (علیه السلام) إذ قال مبتدئاً من قبل نفسه: «يا داوود، لقد عُرضت عَلَيّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيها عُرِض عَلَيّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان، فسرّني ذلك، إنّي علمت صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله».

قال داوود: وكان لي ابن عمّ معانداً ناصباً خبيثاً، بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكّة، فلمّا صرت في المدينة أخبرني

أبو عبد اللّه (علیه السلام) بذلك.

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 80)

أقول: تقدّم في باب عرض الأعمال على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة ما يرتبط بهذا الباب.

ص: 204


1- ورواه الصفّار في الباب 6 - في عرض الأعمال على الأئمّة الأحياء من آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)- من الجزء التاسع من بصائر الدرجات: ص 429 ح 3.

باب 6- أنّهم (علیهم السلام) النجوم والعلامات

أقول: تقدّم في الباب 5 من أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام) ما يرتبط بهذا الباب.

(1251) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن عبداللّه قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن منصور بن بزرج، عن أبي بصير:

عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)(2) قال: «النجم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والعلامات الأئمّة من بعده (علیهم السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 23)

ص: 205


1- والحديث بمغايرة ما في التعبير، رواه عن الإمام الصادق (علیه السلام) كلّ من أبي بصير و داوود الجصّاص وأسباط بن سالم و معلّى بن خنيس. أمّا رواية أبي بصير، فرواها الطوسي في الأمالي، والعيّاشي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 256 ح 11 وفيه: قال: «هم الائمّة». أمّا رواية داوود الجصّاص وأسباط بن سالم، فرواها الكليني في باب «أنّ الأئمّة (علیهم السلام) هم العلامات الّتي ذكرها اللّه عزّوجل في كتابه» من كتاب الحجّة من الكافي: 206:1 - 207 ح 1-2. وأما رواية معلّى بن خنيس، فرواها عليّ بن إبراهيم في تفسير الآية 16 من سورة النحل في تفسيره: 1: 383، والعيّاشي في تفسيره: 2: 255 ح 8، وفرات الكوفي في تفسيره: ص 234 ح 311 وفيه: «والعلامات الوصيّ، به يهتدون». وروي الحديث عن الإمام الباقر (علیه السلام)، كما في تفسير الآية الكريمة في تفسير فرات الكوفي: ص 234 ح 312، وتفسير العيّاشي: 2: 256 ح 10، وشواهد التنزيل: 1: 425 ح 454. و عن أبي الحسن (علیه السلام)، كما في تفسير العيّاشي: 2: 256 ح 10. وعن الإمام الرضا (علیه السلام)، كما في الحديث 3 من باب «أنّ الأئمّة (علیهم السلام) هم العلامات الّتي ذكرها اللّه عزّوجلّ في كتابه» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 207 ح 3، وفي تفسير سورة النجم من تفسير القمّي: 2: 343.
2- سورة النحل: 16: 16.

(1252) 2-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا أبو سعيد البصري قال: حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال: حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ (علیهم السلام):

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: صلّى بنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوماً صلاة الفجر، ثمّ انفتل وأقبل علينا يحدّثنا، فقال: «أيّها النّاس، من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسّك بالفرقَدَين».

قال: فقمتُ أنا وأبو أيّوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك، فقلنا: يا رسول اللّه مَن الشمس؟

قال: «أنا». فإذا هو (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضرب لنا مثلاً، فقال: «إنّ اللّه تعالى خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء، كلّما غاب نجم طلع نجم، فأنا الشمس، فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر».

قلنا: فمَن القمر؟

قال: «أخي ووصيّي ووزيري وقاضي دَيني وأبوولدي وخليفتي في أهلي عليّ بن أبي طالب».

قلنا: فمَن الفرقدان؟

قال: «الحسن والحسين». ثمّ مكث مليّاً وقال: «فاطمة هي الزهرة، وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيَّ الحوض».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 39)

ص: 206


1- وروى نحوه الخوارزمي في الفصل السادس - في فضائل الحسن والحسين (علیهما السلام)- من مقتل الحسين (علیه السلام): ج 1 ص 110 بإسناده عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبداللّه. وروى أيضاً نحوه الحمّويي في الباب الثالث من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 16 - 17 ح 361 بإسناده عن أبي عبدالرحمان السلمي، عن أنس بن مالك.

(1253) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) أنّه قال لعليّ (علیه السلام): «مثلكم مثل النجوم، كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 19)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 207


1- تقدّم تخريجه في باب (5) «أنّ أهل البيت (علیهم السلام) أمان للاُمّة، ومثلهم كمثل النجوم» ، من أبواب فضائلهم (علیهم السلام).

باب 7- أنّهم (علیهم السلام) أهل الذكر

(1254) 1- أبو جعفر الصدوق: قال: حدّثنا على بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:

عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (في احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون بمرو، فى فضل العترة الطاهرة) قال: «وأمّا التاسعة: فنحن أهل الذكر الّذين قال اللّه فى محكم كتابه: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(1)».

فقالت العلماء: إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى.

فقال أبو الحسن (علیه السلام): «سبحان اللّه، وهل يجوز ذلك؟! إذن يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنّه أفضل من دين الإسلام».

فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟

فقال: «نعم، الذكر رسول اللّه ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب اللّه عزّ وجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ)(2)، فالذكر رسول اللّه، ونحن أهله، فهذه التاسعة».

(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(1255) 2-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن احمد، عن الحسن بن عليّ بن

ص: 208


1- سورة النحل: 16: 43، وسورة الأنبياء: 21: 7.
2- سورة الطلاق: 65: 10 - 11.
3- ورواه الصفّار في الباب 19 «في أئمّة اٰل محمّد (علیهم السلام) أنّهم أهل الذكر...» من الجزء الأوّل من بصائر الدرجات: ص 39 ح 4، ورواه في الحديث 6 من الباب عن هشام بن سالم، عن زرارة. والحديث مرويّ أيضاً عن أبي جعفر (علیه السلام)، كما في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 211 باب «إنّ أهل الذكر الّذين أمر اللّه الخلق بسؤالهم هم الأئمّة (علیهم السلام)» ح 6، وقريب منه في الحديث 1 و 5 و 16 و 25 من الباب المتقدّم من بصائر الدرجات. وورد نحوه عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام): رواه الكليني في الحديث 8 من الباب المتقدّم من الكافي: 1: 212، والصفّار في الحديث 2 من الباب 19 من الجزء 1 من بصائر الدرجات. وعن الإمام الرضا (علیه السلام)، رواه الكليني في الحديث 2 من الباب المذكور من الكافي: 1: 210، والصفّار في الحديث 20 من الباب 19 من الجزء 1 من بصائر الدرجات: ص 42. وانظر أيضاً ما رواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 43 من سورة النحل في شواهد التنزيل: 1: 432 - 37 4 ح 459 - 466.

عبد الكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال:

سألت أبا عبد اللّه (علیه السلام) عن قول اللّه تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(1) من هم؟

قال: «نحن».

قلت: علينا أن نسألكم؟

قال: «نعم».

قال: قلت: فعليكم أن تجيبونا؟

قال: «ذاك إلينا».

(أمالي الطوسي: المجلس 35، الحديث 34)

ص: 209


1- سورة النحل: 16: 43، وسورة الأنبياء: 21: 7.

باب 8- أنّهم (علیهم السلام) المستضعفون

(1256) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا محمّد بن الحسين قال حدّثنا أحمد بن غنم بن حكيم قال: حدّثنا شريح بن مسلمة [التنوخي الكوفي] قال: حدّثنا إبراهيم بن يوسف [بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي]، عن عبد الجبّار [بن العبّاس الشبامي الهمْداني]، عن [عثمان بن أبي زرعة المغيرة الكوفي أبي المغيرة] الأعشى الثقفي:

عن أبي صادق قال: قال لي عليّ (علیه السلام): «هي لنا - أو: فينا(2) - هذه الآية: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(3)».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 26)

ص: 210


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 5 من سورة القصص في شواهد التنزيل: 1: 557 ح 593 عن أبي بكر المعمري، عن الصدوق. وانظر الحديث 419 - 1 من تفسير فرات الكوفي: ص 313، والحديث 590 و 594 و 595 من شواهد التنزيل: 1: 556 و 558.
2- الترديد من الراوي.
3- سورة القصص: 28: 5.

باب 9- أنّهم (علیهم السلام) مطهّرون من كلّ ذنب وخطأ، ونزول آية التطهير في شأنهم (علیهم السلام)

(1257) 1-(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن ابن عبّاس، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «اللّهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل، فعليّ وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الصدوق: المجلس 13، الحديث 10)

ورواه أيضاً الصدوق، عن أبيه، عن الحسين بن محمّد بن عامر مثله.

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 6)

تقدّم تمامه مسنداً في باب مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام).

(1258) 2-(2) حدّثنا أبي (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

ص: 211


1- ورواه الطبري في الجزء الأوّل من بشارة المصطفى: ص 16 بإسناده عن الصدوق.
2- مجيء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند طلوع الفجر عند بيت عليّ وفاطمة (علیهما السلام) وقراءته آية التطهير، رواه جمع من الأصحاب، منهم أنس بن مالك كما في مسنده من مسند أحمد: 3: 285 ح 13262 قال: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد، أنبأنا عليّ بن زيد، عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان يمرّ بباب فاطمة ستّة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: «الصلاة يا أهل البيت، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)». ورواه البلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 18 ح 38، والحاكم الحسكاني في الحديث 637 - 644 من شواهد التنزيل: 2: 18 - 25، والطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 56 برقم 2671، والترمذي في تفسير سورة الأحزاب من كتاب التفسير من سننه: 5: 352 برقم 3206 وقال: وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأُمّ سلمة. ورواه أيضاً ابن عديّ في كتاب الكامل: 5: 198/383/1351، والحاكم في مناقب فاطمة (علیها السلام) من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 158. ورواه أيضاً أبو الحمراء، كما في الحديث 2672 من المعجم الكبير: 3: 56، وترجمة يونس بن خباب من الكامل - لابن عدي-: 7: 174 / 27 / 2080، والحديث 321 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 273 عن أبي الحمراء قال: أقمت بالمدينة سبعة أشهر كيوم واحد، كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يجيء كلّ غداة فيقوم على باب فاطمة يقول: «الصلاة، إنّما...»، وفي الحديث274: صحبت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تسعة أشهر فكان إذا أصبح أتى باب عليّ وفاطمة وهو يقول: [الصلاة] يرحمكم اللّه، إنّما... . ورواه أيضاً أبو سعيد الخدري، كما في الحديث 320 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 272 عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: حين نزلت: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه: 20: 132] كان يجيء نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول: (الصلاة رحمكم اللّه، إنّما...). ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير في شواهد التنزيل: 2: 46 ح 667. ورواه أيضاً في الحديث 668، وفيه: «كان يجيء إلى باب عليّ تسعة أشهر...». ورواه أيضاً في الحديث 666 وفيه: «أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جاء إلى باب على أربعين صباحاً بعد ما دخل على فاطمة فقال: «السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته، الصلاة يرحمكم اللّه، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)». ولاحظ الحديث 4 من الباب وتخريجه.

كان النبيّ يقف عند طلوع كلّ فجرٍ على باب عليّ وفاطمة (علیهما السلام) فيقول: «الحمد للّٰه المُحسن المُجمل المُنعم المُفضل، الّذي بنعمته تتمّ الصالحات، سمع سامع بحمد اللّه ونعمته وحسن بلائه عندنا(1) نعوذ باللّه من النّار، نعوذ باللّه من صباح النّار، نعوذ باللّه من مساء

ص: 212


1- قال ابن الأثير في النهاية: 2: 401: «سمع سامع بحمد اللّه وحسن بلائه علينا»، أي ليَسمَع السامع، وليشهد الشاهد حَمدَنا للّه على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه. وحُسن البلاء: النعمة، والاختيار بالخير ليتبيّن الشُّكر، وبالشرّ ليظهر الصبر. وقال العلّامة المجلسي في البحار: قال بعضهم: الذهاب إلى الخبر أولى، أي مَن كان له سمع فقد سمع بحمدنا للّه وإفضاله علينا.

النّار، الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)».

(أمالي الصدوق: المجلس 29، الحديث 14)

(1259) 3-(2) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عیسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن أبي حمزة:

عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): مَن آل محمّد؟

قال: «ذريّته».

فقلت: مَن أهل بيته؟

قال: «الأئمّة الأوصياء».

فقلت: مَن عترته:

قال: «أصحاب العباء».

فقلت: مَن اُمّته؟

قال: «المؤمنون الّذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ وجلّ، المتمسّكون بالثقلين الّذين أمِروا بالتمسّك بهما: كتاب اللّه، وعترته أهل بيته الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهما الخليفتان على الاُمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الصدوق: المجلس 42، الحديث 10)

(1260) 4-(3) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن

ص: 213


1- سورة الأحزاب 33: 33.
2- ورواه أيضاً في باب «معنى الاٰل والأهل والعترة والاُمّة» من معاني الأخبار: ص 94 ح 2.
3- ورواه أيضاً في باب السبعة من الخصال: ص 403 ح 113 ثمّ قال: هذا حديث غريب لا أعرفه إلّا بهذا الطريق، والمعروف أنّ أهل البيت الّذين نزلت فيهم آية التطهير خمسة و سادسهم جبرئيل (علیه السلام). ورواه محمّد بن سلمان الكوفى في الحديث 73 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 132 عن محمّد بن منصور المرادي، عن مخوّل بن إبراهيم، عن عبد الجبّار بن العبّاس. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير في شواهد التنزيل: 2: 124 ح 757 عن القاضي أبي القاسم عليّ بن الحسن الداوودي، عن أبي تراب محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أبي محمّد القاسم بن محمّد بن حمّاد الدلّال، عن مخوّل بن إبراهيم، عن عبد الجبّار بن العبّاس. وأخرج محقّقه في الهامش عن كتاب معجم الشيوخ: - لابن الأعرابي-: الجزء 2 الورق 7، وفي نسخة: الورق 146 / أ / عن الحسين بن حميد بن الربيع، عن مخوّل بن إبراهيم، عن عبد الجبّار بن العبّاس. ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 99 ح 100 بإسناده عن سليمان بن قرم، عن عبدالجبّار بن العبّاس، عن عمّار الدهني، عن عقرب، عن أُمّ سلمة. ثمّ قال: كذا في الأصل «عقرب»، وهو وهم، وإنّما هي عمرة. ورواه أيضاً في الحديث 101. ورواه أيضاً في الحديث 102 بإسناده عن أبي سعيد بن الأعرابي. ورواه السيوطي في الدر المنثور: 6: 604 عن ابن مردويه. ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: ج 2 ص 131 الحديث 762 بإسناده عن سليمان بن قرم، عن عبدالجبّار بن العبّاس، عن عمّار الدهني، عن عقرب، عن أُمّ سلمة قالت: في بيتي نزلت: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) وفي البيت سبعة: جبرئيل وميكائيل ومحمّد و عليّ وفاطمة وحسن وحسين، وجبرئيل يملي على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يملي على عليّ (علیه السلام). وروى أيضاً في ص 132 الحديث 764 بإسناده عن أبي معاوية البجلي، عن عمرة الهمدانيّة أنّها دخلت على أُمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقالت: يا أمّتاه، ألا تخبريني عن هذا الرجل الّذي قتل بين أظهرنا فمحبّ ومبغض [له]؟ قالت لها أُمّ سلمة: أتحبّينه؟ قالت: لا أحبّه ولا أبغضه - تريد عليّ بن أبي طالب - فقالت لها أُمّ سلمة: أنزل اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وما في البيت جبرئيل ورسول اللّه وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وأنا، فقلت: يا رسول اللّه، أنا من أهل البيت؟ فقال رسول اللّه: «أنت من صالح نسائي». فلوكان قال: «نعم» كان أحبّ إليّ ممّا تطلع عليه الشمس وتغرب. ورواه في الحديث 763 بإسناده عن أبي معاوية البجلي عمّار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء، عن عمرة الهمدانية قالت: قالت أُمّ سلمة: أنت عمرة؟ قلت: نعم يا أمّاه، ألا تخبريني... . وأخرجه أبونعيم في كتابه «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» كما في الفصل الرابع من كتاب خصائص الوحي المبين - لابن البطريق - ص 71 ط 2. ولمتن الحديث - من غير التعرّض لميكائيل وجبرئيل (علیهما السلام) - مصادر وأسانيد جمّة، روى كثيراً منها الحافظ الحسكاني في تفسير آية التطهير في شواهد التنزيل: 2: 85 - 133 برقم 706 - 764 بإسناده عن أبي سعيد، وعطاء بن يسار، وعبد اللّه بن وهب، وعبداللّه بن ربيعة مولى أُمّ سلمة، وشهر بن حوشب، وأبي هريرة، وعمر بن أبي سلمة، وحكيم بن سعد، وأبي ليلى الكندي، كلّهم عن أُمّ سلمة. ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق ص 64 وما بعده ح 115 - 123، وح 126 و 127، وفي ترجمة الإمام الحسين(علیه السلام) ص 87 - 98 ح 83 - 98 بأسانيد عن أُمّ سلمة. ورواه الطبراني في مسند اُمّ سلمة من المعجم الكبير: 23: 249 برقم 503، والمرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 151، والسيّد أبوطالب في أماليه: ص 209 الباب 8 الحديث 211 بتفاوت، وانظر ص 112 منه ح 168.

ص: 214

عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس الهمداني، عن عمّار بن أبي معاوية الدهني، عن عمرة بنت أفعي قالت:

سمعت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها تقول: نزلت هذه الآية في بيتي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، قالت: وفي البيت سبعة: رسول اللّه، وجبرئيل، وميكائيل، وعليّ، وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه

ص: 215


1- سورة الأحزاب 33: 33.

عليهم. قالت: وأنا على الباب، فقلت: يا رسول اللّه، ألستُ من أهل البيت؟

قال: «إنّك من أزواج النبيّ». وما قال: «إنّك من أهل البيت».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 4)

(1261) 5- وبالسند المتقدّم عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان الأزدي قال: حدّثنا عبد اللّه بن خراش الشيباني، عن العوّام بن حوشب:

عن [جميع بن عمير] التّيمي قال: دخلت على عائشة فحدّثتنا أنّها رأت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهِب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 5)

(1262) 6-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي (رحمه اللّه) قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى بالكوفة، قال: حدّثنا عبدوس بن محمّد الحضرمي قال: حدّثنا محمّد بن فرات، عن أبي إسحاق، عن الحارث:

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يأتينا كلّ غداة فيقول:

ص: 216


1- ورواه هشيم عن العوّام، رواه الحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير - 33 من سورة الأحزاب: 33 - في شواهد التنزيل: 2: 61 ح 682 و 683، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 163 برقم 650. ورواه أيضاً يزيد بن هارون، عن العوّام، رواه محمّد بن سليمان في الحديث 617 من أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 132، والحسكاني في الحديث 684 من شواهد التنزيل: 2: 64، والحمّويي في أوّل الباب 68 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 367 ح 296، وفيهما «مجمع» بدل «جميع». ورواه الثعلبي في تفسير آية التطهير في تفسيره: ج3: الورق 139 / ب /، وعنه ابن البطريق في الفصل 4 من خصائص الوحي المبين، والطبرسي مرسلاً في تفسير الآية الكريمة في مجمع البيان.

الصلاة رحمكم اللّه، الصَّلاة، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1).

(أمالي المفيد: المجلس 38، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 47)

(1263) 7-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن عمّار قال: حدّثنا هلال أبو أيّوب الصيرفي(3) قال:

سمعت عطيّة العوفي يذكر أنّه سأل أبا سعيد الخدري عن قول اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(4)، فأخبره أنّها نزلت في رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 30)

ص: 217


1- سورة الأحزاب 33: 33.
2- وروى الحديث عن عطيّة جماعة، منهم الأعمش، وأبو الجحّاف داوود بن أبي عوف، و عمران بن مسلم، وكثير النواء، وهارون بن سعد العجلي، وأبو أيّوب هلال الصيرفي. أمّا رواية الأعمش، فرواها أبونعيم كما في الحديث 49 من النور المشتعل: ص 180 - 181، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 43 - 44 ح 664، وص 136 - 137 ح 769 - 770، وابن جرير الطبري في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 12: 6، والبزّار في مسنده كما في مجمع الزوائد: 9: 167 و في أوّل مناقب أهل البيت (علیهم السلام) من كشف الأستار: 3: 221. وأمّا رواية أبي الجحّاف، فرواها أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 41 ح 661، وص 43 - 44 - 664، ولاحظ الحديث 665 - 667، والطبراني في المعجم الصغير: 1: 134 - 135 عند ذكر شيخه الحسن بن أحمد بن حبيب، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 109 ح 109، وابن العديم في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ حلب: 6: 2581 ح 58، والواحدي في بيان نزول الآية الكريمة من كتاب أسباب النزول: ص 267 وفي تفسيره «الوسيط»: 3: 470. وأمّا رواية عمران بن مسلم، فرواها الخطيب في ترجمة عبد الرحمان بن عليّ بن خشرم من تاریخ بغداد: 10: 278 برقم 5396، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 37 - 39 ح 657 - 659 وص 135 ح 767 و 768، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 106 - 108 ح 107، وابن المغازلي في عنوان آية التطهير من المناقب: ص 304 - 305 ح 349. وأمّا رواية كثير النواء، فرواها أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 39 - 40 ح 660 وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 69 ح 124، وأبونعيم في «ما نزل من القرآن في عليّا (علیه السلام)» كما في الحديث 51 من النور المشتعل. ولاحظ تخريج الحديث 2 من الباب. وأمّا رواية هارون بن سعد العجلي، فرواها الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 42 - 43 ح 663، وابن عدي في ترجمة أبي هشام عبدالرحيم بن هارون الغسّاني الواسطي من كتاب الكامل: 5: 1921 وفي ط: ص 283 رقم 453: 1421، وأبونعيم في تفسير آية التطهير من کتاب «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)» كما في النور المشتعل: ص 181 ح 50، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 108 ح 108. وأمّا رواية أبي أيّوب هلال الصيرفي فرواها الشيخ الطوسي كما في المتن، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 69 ح 125. ورواه الحبري في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 306 ح 55 بإسناده عن أبي هارون عن أبي سعيد. وأشار إليه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 47 ذيل الحديث 667. ورواه السيوطي في الدر المنثور:6: 604 نقلاً عن ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني، ولم يذكر الراوي عن أبي سعيد.
3- كذا هنا ومثله في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 69 ح 125، ولم أجد فيما بأيدينا من كتب التراجم رجلاً باسم هلال الصيرفي المكنّاة بأبي أيّوب، والموجود في ترجمة أبي سعيد الخدري من تهذيب الكمال: «هلال بن عياض»، وفي ترجمة عياض بن هلال: «وقيل: هلال بن عياض، وقيل عياض بن عبداللّه، وقيل عياض بن زهير الأنصاري، روى عن أبي سعيد الخدري، روى عنه يحيى بن أبي كثير». والموجود في الحديث 667 و 668 من شواهد التنزيل: 2: 46 - 47: سالم بن عبداللّه أبو حمّاد الصيرفي، عن عطيّة العوفي. نعم، ورد في التاريخ الكبير - للبخاري: 8: 207، والجرح والتعديل - لابن أبي حاتم-: 9: 75 هلال بن أيّوب الصيرفي وليس بالوزّان، روى عن أبي كثير، روى عنه جعفر بن زياد الأحمر.
4- سورة الأحزاب 33: 33.

ص: 218

(1264) 8-(1) وبالسند المتقدّم عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمّد الأزدي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد النّور بن عبد اللّه بن سنان(2) قال: حدّثنا سليمان بن قرم قال: حدّثني أبو الجحّاف [داوود بن أبي عوف] وسالم بن أبي حفصة، عن نفيع أبي داوود [السبيعي]:

ص: 219


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير في شواهد التنزيل: 2: 81 ح 700 بإسناده عن عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي الحمراء. وانظر الحديث 461 و 463 من تفسير فرات الكوفي: ص 338، 339. وأمّا رواية أبي داوود السبيعي عن أبي الحمراء، فقد وردت بأسانيد عديدة مع اختلاف في ذكر المدّة، منها ما لم يذكر فيها مدّة خاصة، بل ورد فيها: «كان يجيء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند كلّ صلاة فجر...»، رواها الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 74ح 694 وص 79ح 697، والخرگوشي في الحديث 57 من الباب 27 من شرف المصطفى: ص 270. ومنها ما ورد فيها «ستّة أشهر»، رواها أيضاً الحسكاني في الحديث 695 - 696 من شواهد التنزيل: 2: 75 - 78، والذهبي في آخر ترجمة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (علیها السلام) من سير أعلام النبلاء: 2: 134، والسيوطي في الدرّ المنثور: 6: 607 عن الطبراني. ومنها ما ورد فيها «سبعة أشهر»، رواها أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 78 ذيل الحديث 696. ومنها ما ورد فيها «ثمانية أشهر»، رواها أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: ح 699 و 701، ومحمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 2: 19 ح 508، وابن عدّي في ترجمة يونس بن خباب (27 / 2080) من الكامل: 7: 174، والسيوطي في الدر المنثور: 6: 606 عن ابن جریر و ابن مردویه. ومنها ما ورد فيها بنحو الترديد بين ثمانية أو العشرة، أو بين تسعة وعشرة أشهر، رواها أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 80 ح 698، وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: ص 339 ح 462 وفيه: «... تسعة أشهر أو عشرة أشهر، فأمّا التسعة فلست أشكّ فيها...»، ورواها الحبري في تفسيره: ص 311 ح 59. ومنها ما ورد فيها «نحواً من تسعة أشهر»، رواها أيضاً الحسكاني في الحديث 702 من شواهد التنزيل، وعبد بن حميد في مسند عليّ (علیه السلام): ص 173 من منتخبه رقم 475، والبخاري في عنوان «أبي الحمراء» من التاريخ الكبير: 6: 25 تحت الرقم 205، والحبري في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 308 - 309 ح 57.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل في التاريخ الكبير - للبخاري-: 6: 134 و الثقات -لابن حبّان-: 8: 423 وعنوان «المسمعي» من أنساب السمعاني وغيرها من كتب الرجال، وفي النسخ: عبد النور بن عبداللّه بن شيبان.

عن أبي الحمراء قال: شهدت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أربعين صباحاً يجيء إلى باب عليّ وفاطمة (علیهما السلام) فيأخذ بعضادتي الباب، ثمّ يقول: «السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه وبركاته، الصلاة يرحمكم اللّه (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 39)

(1265) 9-(2) وعن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن عبداللّه بن مغيرة(3)مولى أُمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم):

ص: 220


1- سورة الاحزاب: 33: 33.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ص 97 - 98 ح 97 عن أبي القاسم السمرقندي، عن عاصم بن الحسن، عن أبي عمر بن مهدي، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد. ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 95 ح 720 عن أبي سعد بن عليّ، عن أبي الحسين الكهيلي، عن أبي جعفر الحضرمي، عن أحمد بن يحيى. ورواه الخزاعي في الحديث 33 من كتابه «الأربعين في فضائل أميرالمؤمنين» عن القاضي أبي الحسن إسماعيل بن صاعد بن محمّد، عن أبي عمر عبدالواحد بن محمّد، عن أبي العبّاس ابن عقدة. ورواه عن أُمّ سلمة جماعة، منهم: أبو سعيد الخدري، وعطاء بن يسار، وعبداللّه بن وهب بن زمعة، وشهر بن حوشب، وأبوهريرة، وعمر بن أبي سلمة، وحكيم بن سعد، وعمرة بنت أفعي، وأبوليلى الكندي، رواه كلّه الحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير من شواهد التنزيل: 2: 85 - 134 ح 706 - 765، وفي هامشه مصادر أخرى. وانظر ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ص 87 - 104 ح 83 - 104.
3- في نسخة: «عبد اللّه بن معين» ومثله في تاريخ دمشق، وفي شواهد التنزيل: «عبداللّه بن ربيعة مولى أُمّ سلمة»، ولم أعثر على هذا الاسم فيما بأيدينا من كتب الرجال، وأمّا ابن المغيرة أو ابن ربيعة، فلم أجد من يروي عن أُمّ سلمة بهذا الاسم، نعم في ترجمة اُمّ سلمة من تهذيب الكمال: 35: 318/7941 عند ذكر الرواة عنها: عبداللّه بن رافع مولاها. ولعبد اللّه بن رافع ترجمة في طبقات ابن سعد: 5: 297، والتاريخ الكبير 5: 90، والجرح والتعديل: 5: 53، والثقات: 5: 30، وتاريخ الإسلام في وفيات سنة 101 - 120 ص 120 ص 513، وتهذيب الكمال: 14: 485 رقم 3255.

[عن أُمّ سلمة] أنّها قالت: نزلت هذه الآية في بيتها (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن أرسل إلى عليّ رسول وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام)، فلمّا أتوه اعتنق عليّاً بيمينه، والحسن بشماله، والحسين على بطنه، وفاطمة عند رجله، فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً». قالها ثلاث مرّات.

قلت: فأنا، يا رسول اللّه.

فقال: «إنّك على خير إن شاء اللّه».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 20)

ص: 221


1- سورة الاحزاب: 33: 33.

(1266) 10- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة، عن،معروف عن أبي الطفيل:

عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) (في خطبة له (علیه السلام)) قال: «أنا من أهل البيت الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 40)

يأتي تمامه في تاريخ الإمام الحسن (علیه السلام).

(1267) 11- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الدعبليّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن أُمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي، كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عندي فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام)، وجاء جبرئيل (علیه السلام) فمدّ عليهم كساءً فدكيّاً، ثمّ قال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، اللّهم أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

قال جبرئيل: وأنا منكم يا محمّد.

فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وأنت منّا يا جبرئيل».

قالت أُمّ سلمة: فقلت: يا رسول اللّه، وأنا من أهل بيتك، وجئت لأدخل معهم، فقال: «كوني مكانك يا أُمّ سلمة، إنّك إلى خير، أنت من أزواج نبي اللّه».

فقال جبرئيل: اقرأ يا محمّد: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(علیهم السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 34)

ص: 222


1- سورة الاحزاب: 33: 33.

(1268) 12- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير حيث يقول اللّه تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، غيري وزوجتي وابنَيّ»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

سيأتي تمامه في باب الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم، من أبواب الحوادث والفتن.

(1269) 13-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن عبیداللّه العرزمي، عن أبيه، عن عثمان [بن عمير] أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان:

عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) (في حديث) قال: «ولمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في كساء لأُمّ سلمة رضي اللّه عنها خيبري، ثمّ قال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وأُمّي». (أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 9)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).

(1270) 14- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمان الهمْداني بالكوفة وسألته، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن كثير:

ص: 223


1- سورة الاحزاب: 33: 33.
2- ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 302 - 346، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 30 ح 649 إلى قوله «تطهيراً».

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن الحسن بن عليّ (علیه السلام) (في حديث) قال: «وقد قال اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1). فلمّا نزلت آية التطهير، جمعنا رسول اللّه أنا وأخى وأُمّى وأبي، فجلّلنا ونفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري، وذلك في حجرتها وفي يومها، فقال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، وهؤلاء أهلي وعترتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

فقالت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها: أدخل معهم يا رسول اللّه؟

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لها: يرحمك اللّه، أنت على خير وإلى خير، وما أرضاني عنك ! ولكنّها خاصة لي ولهم.

ثمّ مكث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد ذلك بقيّة عمره حتّى قبضه اللّه إليه، يأتينا كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول: «الصلاة يرحمكم اللّه، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)».

(أمالي الطوسي: المجلس 21، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج، وسيأتي أيضاً في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام).

(1271) 15- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس قال: كنت عند معاوية - وقد نزل بذى طوى - فجاءه سعد بن أبي وقّاص فسلّم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقّاص، و هو صديق لعليّ. قال: فطأطأ القوم رؤوسهم وسبّوا عليّاً (علیه السلام)، فبكى سعد، فقال معاوية: ما الّذى أبكاك؟

قال: و لم لا أبكى لرجل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يُسبّ عندك ولا أستطيع أن أغيّر، وقد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم أحبّ [إليّ] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال:) والخامسة: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ

ص: 224


1- سورة الأحزاب: 33: 33.

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، فدعا النبيّ عليّاً وحسناً و حسيناً وفاطمة (علیهم السلام) فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 18)

يأتي تمامه في باب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 225


1- سورة الأحزاب: 33: 33.

باب 10- الحسنة ولايتهم، والسيّئة عداوتهم (علیهم السلام)

(1272) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عبيد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلّام بن أبي عمرة، عن معروف، عن أبي الطفيل:

عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) (في حديث) قال: «أنا من أهل البيت الّذين افترض اللّه مودّتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل على محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً)(2) و اقتراف الحسنة مودّتنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 40)

يأتي تمامه في تاريخ الإمام الحسن (علیه السلام).

(1273) 2-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري

ص: 226


1- ورواه الطبراني في الحديث 2176 من المعجم الأوسط: 3: 86 - 89، والكنجي في الباب 11 من كفاية الطالب: ص 92. وأخرجه الدولابي في مسند الحسن بن عليّ (علیهما السلام) من الذريّة الطاهرة: ص 109 - 110 ح 114 بإسناده عن الحسن بن زيد بن حسن بن عليّ، عن أبيه. ورواه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 172 في مناقب الحسن و الحسين (علیهما السلام)، بإسناده عن الحسين بن زيد، عن عمر بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين. ورواه الطبرسي في تفسير الآية الكريمة في مجمع البيان: 5: 29 قال: وصحّ عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) أنّه خطب الناس فقال في خطبته: «أنا من أهل بيت... ».
2- سورة الشورى: 42: 23.
3- ورواية أبي أُميّة عن الإمام الصادق (علیه السلام) رواها البرقي في الباب 34 من كتاب الصفوة و النور والرحمة، من المحاسن: ص 166 ح 123 وفي ط: 1: 268 /520/125 عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، وعبد اللّه بن بكير، عن يوسف بن ثابت، بزيادة: ثمّ قال: «ألا ترى أنّه قال تبارك وتعالى: (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلّا أنّهم كفروا باللّه وبرسوله وماتوا وهم كافرون). ورواه الكليني في باب «أنّ الإيمان لا يضرّ معه سيّئة... » من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: 2: 464 ح 3 عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن بكير، عن أبي أُميّة يوسف بن ثابت، وفي ح 4 بإسناده عن ثعلبة، عن أبي أُميّة، باختصار. ولا يخفى أنّ الآية في الحديث تلفيق من آيتين من سورة براءة، فإنّ صدرها إلى قوله تعالى: (كفروا باللّه وبرسوله) من الآية 54، وذيلها من الآية 125. قال العلّامة المجلسي في البحار: 68: 103: فلمّا كانت الآيات كلّها في شأن المنافقين، يمكن أن يكون (علیه السلام) نقلها بالمعنى إشارة إلى أنّ كلّها في شأنهم، وأنّ عدم القبول مشروط بالموت على النفاق والكفر، ويحتمل كونها من تحريف النسّاخ.

قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم:

عن عمّار بن موسى الساباطي قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إنّ أبا أُميّة يوسف بن ثابت حدّث عنك أنّك قلت: «لا يضرّ مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل»؟

فقال (علیه السلام): «إنّه لم يسألني أبوأُميّة عن تفسيرها، إنّما عنيت بهذا: أنّه مَن عرف الإمام من آل محمّد (علیهم السلام) و تولّاه، ثمّ عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قُبل منه ذلك، وضوعف له أضعافاً كثيرة، فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة، فهذا ما عنيت بذلك، وكذلك لا يقبل اللّه من العباد الأعمال الصالحة الّتي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الّذي ليس من اللّه تعالى».

فقال له عبداللّه بن أبي يعفور: أليس اللّه تعالى قال: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)(1)، فكيف لا ينفع العمل الصالح ممّن تولّى أئمّة الجور؟

فقال له أبو عبد (علیه السلام): «وهل تدري ما الحسنة الّتي عناها اللّه تعالى في هذه

ص: 227


1- سورة النمل: 27: 89.

الآية؟ هي واللّه معرفة الإمام وطاعته، وقال عزّوجلّ: (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(1)، وإنّما أراد بالسيّئة إنكار الإمام الّذي هو من اللّه تعالى».

ثمّ قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من اللّه وجاء منكراً لحقّنا جاحداً بولايتنا، أكبّه اللّه تعالى يوم القيامة في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 90)

ص: 228


1- سورة النمل: 27: 90.

باب 11- أنّ آل ياسين، آل محمّد (علیهم السلام)

(1274) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري قال: حدّثنا محمّد بن سهل قال: حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي قال: حدّثنا وُهَيب بن نافع قال: حدّثني كادح، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه:

عن عليّ (علیهم السلام) في قوله عزّ وجلّ: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)(2) قال: «ياسين محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ونحن آل ياسين».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 1)

(1275) 2-(3) حدّثنا محمّد بن إبراهيم قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدّثني الحسين بن معاذ قال: حدّثنا سليمان بن داوود قال: حدّثنا الحكم بن ظهير، عن السدّي:

عن أبي مالك، في قوله عزّ وجلّ: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، قال: ياسين، محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 2)

(1276) 3-(4) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن

ص: 229


1- ورواه أيضاً في باب «معنى آل ياسين» من معاني الأخبار ص 122 ح 2. ورواه محمّد بن العبّاس، كما في تفسير الآية الكريمة في تأويل الآيات الظاهرة: 2: 499 ح 14.
2- سورة الصافات: 37: 130.
3- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 122 ح 3.
4- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 122 ح 4. ورواه الاسترآبادي في الحديث 17 من تفسير سورة الصافات في تأويل الآيات الظاهرة: 2: 500 نقلاً عن محمّد بن العبّاس، عن عليّ بن عبد اللّه بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن رزيق بن مرزوق البجلي، عن داوود بن عليّة، عن الكلبي، عن أبي صالح. ورواه فرات الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره ص 356 ح 485 - 2 وفيه: «هم آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، والفتّال في روضة الواعظين: ص 268. ورواه الطبراني في مسند ابن عبّاس من المعجم الكبير: 11: 56 ح 11064 بإسناده عن مجاهد عن ابن عبّاس، وفيه: «نحن آل محمّد». ورواه المرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 148 و 151 في أوائل عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة» ح 3 بإسناده عن مجاهد، عن ابن عبّاس.

عليّ الإصبهاني قال: أخبرني محمّد بن أبي عمر النهدي قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن مروان، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح:

عن ابن عبّاس في قوله عزّوجلّ: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، قال: على آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 3)

(1277) 4- حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:

عن الرضا عليّ بن موسى (علیهما السلام) (في احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون بمرو، في فضل العترة الطاهرة) قال: «أخبروني عن قول اللّه عزّ وجلّ: (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(1)، فمن عنى بقوله (يس)»؟

قالت العلماء: يس محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يشكّ فيه أحد.

قال أبو الحسن (علیه السلام): «فإنّ اللّه أعطى محمّداً وآل محمّد (علیهم السلام) من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، وذلك أنّ اللّه لم يسلّم على أحد إلّا على

ص: 230


1- سورة يس: 36: 1 - 4.

الأنبياء صلوات اللّه عليهم، فقال تبارك وتعالى: (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾(1) وقال: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)(2)، وقال: (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ)(3)، ولم يقل: «سلام علی آل نوح»، ولم يقل: «سلام على آل موسى»، ولا «على آل إبراهيم»، وقال: (سَلَامٌ عَلَى آل يَاسِينَ)(4) يعني آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ».

(أمالي الصدوق: المجلس 79، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

ص: 231


1- سورة الصافات: 37: 79.
2- سورة الصافات: 37: 109.
3- سورة الصافات: 37: 120.
4- سورة الصافات: 37: 130. وهذه القراءة هي قراءة نافع وابن عامر من القراء السبع. (الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2: 227).

باب 12- أنّ ولايتهم (علیهم السلام) الصدق

(1278) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن رزين بن عثمان قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه (علیهم السلام):

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في قوله: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ)(2)، قال: «الصدق ولايتنا أهل البيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحدیث 17)

أقول: ومن الآيات النازلة في شأنهم (علیهم السلام)، آيات سورة الإنسان، أذكرها في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 232


1- وأورده ابن شهر آشوب في باب «أنّ عليّاً (علیه السلام) الصديق والفارق والصدق والصادق» من مناقب آل أبي طالب: 3: 111. وروى أبو نعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ» على ما في الفصل 15 من كتاب خصائص الوحي المبين ص 177 - 178 ح 130 - 131، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية 32 من الزمر في شواهد التنزيل: 2 - 178 - 181 ح 810 - 515 بأسانيد عن مجاهد وابن عبّاس و عليّ (علیه السلام): (الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ) رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و (صَدَّقَ بِهِ): عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). وقال الطبرسي في تفسير الآية الكريمة في مجمع البيان: 8: 498: إنّ الّذي جاء بالصدق محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وصدّق به: على بن أبي طالب (علیه السلام)، عن مجاهد، ورواه الضحاك عن ابن عبّاس، وهو المروي عن أئمّة الهدى من آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
2- سورة الزمر: 39: 32.

باب 13- أنّهم (علیهم السلام) النعيم الّذي يسأل عنه النّاس

(1279) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي:قال أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عليّ بن نجيح الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبوحفص الصائغ -قال أبو العبّاس: هو عمر بن راشد، أبو سليمان -:

عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) في قوله: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)(2) قال: «نحن من النعيم».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 49)

ص: 233


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 8 من سورة التكاثر في شواهد التنزيل: 2: 476 ح 1150 عن أبي بكر السبيعي، عن عليّ بن العبّاس المقانعي، عن جعفر بن محمّد بن الحسين، عن حسن بن حسين، وفيه: «نحن النعيم»، وقرأ: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ﴾ [سورة الأحزاب: 33: 37]. ورواه فرات الكوفي في تفسيره: ص 605 ح 762، وعنه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 476 ح 1151. ورواه أيضاً محمّد بن العبّاس، كما في تأويل الآيات الظاهرة: ص 850. وروى أبو نعيم في «ما نزل من القرآن في عليّ (علیه السلام)»، كما في الفصل 10 من خصائص الوحي أبونعيم المبين ص 147 ح 112 عن محمّد بن عمر بن سالم، عن عبداللّه بن محمّد بن زياد، عن جعفر بن عليّ بن نجيح... عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام)... قال: «عن ولاية عليّ بن أبي طالب». وللحديث شواهد.
2- سورة التكاثر: 102: 8.

أبواب ولايتهم وحبّهم وبغضهم (علیهم السلام)

باب 1- وجوب موالاتهم (علیهم السلام) وموالاة أوليائهم وبغض أعدائهم

أقول: سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الخامس والثاني عشر.

(1280) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبداللّه بن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن أبي أيّوب سليمان بن مُقبل المديني، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «مَن جالَسَ لنا عائباً، أو مَدَح لنا قالياً أو واصَلَ لنا قاطِعاً، أو قَطَعَ لنا واصِلاً، أو والى لنا عَدُوّاً، أو عادى لنا وَلِيّاً، فقد كفر بالّذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم».

(أمالي الصدوق: المجلس 13، الحديث 7)

(1281) 2-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ قال: حدّثنا محمّد بن أيّوب قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام بن يوسف، عن عبداللّه بن سليمان النوفلي، عن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال:

ص: 234


1- وأورده الفتّال في عنوان: «في ذكر محبّة اللّه والحبّ في اللّه والبغض في اللّه» من روضة الواعظين: ص 417.
2- ورواه أيضاً في الباب 117 من علل الشرائع: ص 139 ح 1 عن أبي سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوري، عن أحمد بن العبّاس بن حمزة، عن أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي، عن يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف. ورواه المرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 152 في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة» بإسناده إلى يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف. ورواه الترمذي في باب مناقب أهل البيت (علیهم السلام) من سننه: 5: 664 ح 3789 عن سليمان بن الأشعث، عن يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف، وفيه: «وأحبّوني بحبّ اللّه». ورواه ابن المغازلي في الحديث 179 - 180 من المناقب: ص 136 - 137 بسندين إلى يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف. ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة أحمد بن رزقويه من تاريخ بغداد: 4: 160 رقم 1833، والطبراني في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المعجم الكبير: 3: 46 ح 2639 وفي مسند ابن عبّاس: ج 10 ص 281 ح 10664، وأبو نعيم في ترجمة عليّ بن عبداللّه بن العبّاس - رقم 243 وأبونعيم - من حلية الأوّلياء: 3: 211، وابن الجوزي في عنوان «حديث في محبّة أهل البيت» من العلل المتناهية: 1: 267 ح 430، والبيهقي في الباب 10 من شعب الإيمان: 1: 366 ح 408، والحاكم في باب مناقب أهل البيت من المستدرك: 3: 150، وصححه هو والذهبي. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 153 - 154 ح 655، والقاضي النعمان في باب فضائل أهل البيت (علیهم السلام) من شرح الأخبار: 3: 4 ح 917، والسيّد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون في أماليه: ص 332 في الباب 35 ح 724، والحمّويي في أوّل الباب 51 من السمط الثاني من فرائد السمطين: 2: 292 ح550، و الشجري في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة... » من أماليه: ص 152 ح 23، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 1: 223 في عنوان: «بيان الحبّ للّه ولرسوله».

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّوا اللّه لما يغذوكم به من نِعَمه، وأحبّوني لحُبّ اللّه عزّ وجلّ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 7)

(1282) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى

ص: 235


1- وروى مثله الصدوق في الباب 385 - نوادر العلل - من علل الشرائع: ص 599 - 600 ح 52 بإسناده عن الإمام الباقر (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وفيه «وأحبّوا قرابتي لي». وروى نحوه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أميرالمؤمنين (علیه السلام): 2: 160 ح 637 بإسناده عن الإمام الباقر (علیه السلام). وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم.

الفحّام قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال: حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين (علیه السلام) قال:

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أحبّوا اللّه بما يغدوكم به من نِعَمه، وأحبّوني لحبّ اللّه، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 70)

(1283) 4-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عمر بن إسحاق بن أبي حمّاد بن حفص القاضي بحلب، قال: حدّثنا محمّد بن المغيرة بن عبدالرحمان الحرّاني بحرّان، قال: حدّثنا أبو قتادة عبداللّه بن واقد التميمي قال: حدّثني شدّاد بن سعيد أبو طلحة الراسبي عن عيينة بن عبدالرحمان، عن رافع بن سحبان قال: حدّثني عبداللّه بن الصامت ابن أخي أبي ذرّ قال:

حدّثني أبوذرّ - وكان صغوه(2) وانقطاعه إلى عليّ (علیه السلام) وأهل هذا البيت - قال: قلت: يا نبيّ اللّه، إنّي أحبّ أقواماً ما أبلغ أعمالهم؟

قال: فقال: «يا أباذرّ، المرء مع مَن أحبّ، وله ما اكتسب».

قلت: فإنّي أحبّ اللّه ورسوله وأهل بيت نبيّه.

قال: «فإنّك مع مَن أحببت».

(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 5)

(1284) 5- وبالسند المتقدّم عن أبي ذرّ [قال:] كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في ملأ من

ص: 236


1- ورواه - بمغايرة ما - ابن جميع الصيداوي في ترجمة 266 - عبد اللّه بن سليمان الفامي - من معجم شيوخه: ص 302 - 303.
2- صغا صَغواً: مال. يقال: صَغا إلى القوم: كان هواه معهم.

أصحابه، فقال رجال منهم: فإنّا نحبّ اللّه ورسوله، ولم يذكروا أهل بيته، فغضب (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «أيّها النّاس، أحبّوا اللّه عزّ وجلّ لما يغذوكم من نعمه وأحبّوني بحبّ ربّي، وأحبّوا أهل بيتي بحبّي، فوالّذي نفسي بيده، لو أنّ رجلاً صفن(1) بين الركن والمقام صائماً و راكعاً وساجداً ثمّ لقي اللّه عزّ وجلّ غير محبّ لأهل بيتي لم ينفعه ذلك».

قالوا: ومَن أهل بيتك يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - أو: أيّ أهل بيتك هؤلاء -؟

قال: «مَن أجاب منهم دعوتي، واستقبل قبلتي، ومن خلقه اللّه منّي ومن لحمي ودمي».

قال: فقال القوم: فإنّا نحبّ اللّه ورسوله وأهل بيت رسوله.

قال: «بخ بخ، فأنتم إذن منهم، أنتم إذن منهم ومعهم، والمرء مع من أحبّ، وله ما اكتسب».

(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 6)

(1285) 6- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « مَن سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّاً بعدي، وليوال أولياءه، وليعاد أعداءه».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 7)

(1286) 7-(2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم

ص: 237


1- صفن الرجل: صفّ قدميه.
2- وروى الفتّال بعض فقرات الحديث في روضة الواعظين: 1: 149 - 150 في عنوان «مجلس في ذكر مناقب فاطمة (علیها السلام)».

بن هاشم، قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي، قال: حدّثنا أبو قتادة الحرّاني عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيّب:

عن ابن عبّاس قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان جالساً ذات يوم وعنده عليّ و فاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) فقال: «اللّهم إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بيتى وأكرم النّاس عَلَيّ، فأحبب من أحبّهم، وأبغض من أبغضهم، ووال من والاهم، وعاد من عاداهم، وأعن من أعانهم، واجعلهم مطهّرين من كلّ رجس، معصومين من كلّ ذنب، وأيّدهم بروح القدس».

(إلى أن قال:) ثمّ رفع (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يده إلى السماء فقال: «اللّهم إنّي أشهدك أنّي محبّ لمن أحبّهم، ومبغض لمن أبغضهم، وسلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم، وعدوّ لمن عاداهم، ووليّ لمن والاهم».

(أمالي الصدوق: المجلس 73، الحديث 18)

يأتي تمامه في مناقب سيّدة النساء (علیها السلام).

(1287) 8-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عمر الزيّات قال: حدّثني عليّ بن إسماعيل قال: حدّثنا محمّد بن خلف قال حدّثنا الحسين [بن الحسن] الأشقر، قال: حدّثنا قيس [بن الربيع]، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام) قال:

ص: 238


1- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 587 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 100 بإسناده عن شريك، عن ليث بن أبي سليم. ورواه البرقي في كتاب ثواب الأعمال، من المحاسن الباب 81 ح 105 عن خلّاد المقرئ، عن قيس بن الربيع، عن ليث، عن ابن أبي ليلى، عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام). ورواه ابن حجر الهيتمي المكّي في الباب الحادي عشر - الفصل الأوّل، المقصد الثاني - من الصواعق: ص 173 وعنه القندوزي في الحديث 274 من الفصل 59 من ينابيع المودّة: ج 2 ص 459. ورواه الطبراني في الحديث 2251 من المعجم الأوسط: ج 3 ص 122 عن أحمد بن محمّد المُرّي البغدادي، عن حرب بن الحسن الطحّان، عن حسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن ليث، عن ابن أبي ليلى، عن الحسن بن عليّ. ورواه عنه الهيثمي في باب فضل أهل البيت (علیهم السلام) من مجمع الزوائد: ج 9 ص 172والقندوزي في الحديث 41 من الباب 58 من ينابيع المودّة: ج 2 ص 365 وفي الحديث 22 من الباب 85 إلّا أنّ فيه: عن الحسين بن عليّ، والسيوطي في الحديث 18 من «إحياء الميت»: ص 35. وروى نحوه القندوزي في الحديث 775 في الباب 56 من ينابيع المودّة: ج 2 ص 272 نقلًا عن موّدة القربى.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي اللّه وهو يحبّنا، دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفتنا».

(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 1)

وعن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، عن عليّ بن إسماعيل، مثله، إلّا أنّ فيه: «إلّا بمعرفته بحقّنا».

(أمالى المفيد: المجلس 6، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز، قال: حدّثنا الحسين الأشقر مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّه من لقي اللّه يوم القيامة وهو يودّنا». وفيه: «لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفة حقّنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 16)

(1288) 9- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبداللّه الحسين بن محمّد البزّاز قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن عبداللّه

ص: 239

العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني، عن معمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أيّها النّاس الزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي اللّه بودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، فوالّذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفتنا وولايتنا».

(أمالى المفيد: المجلس 17، الحديث 4)

(1289) 10- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبوعبداللّه محمّد بن الحسن الجواني قال: أخبرني أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، [عن أبيه] قال: حدّثنا نصر بن أحمد قال: حدّثنا عليّ بن حفص(1) قال: حدّثنا خالد [بن مخلد أبو الهيثم البجلي] القطواني قال: حدّثنا يونس بن أرقم قال: حدّثنا عبد الحميد بن أبي الخنساء، عن زياد بن يزيد، عن أبيه، عن جدّه فروة الظفاري قال: سمعت سلمان يقول:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تفترق أُمّتي ثلاث فرق: فرقة على الحقّ لا ينقص الباطل منه شيئاً، يحبّوني ويحبّون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهب الجيّد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليهم لم يزده إلّا جودة» الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 3)

سيأتي تمامه في أبواب الحوادث والفتن.

(1290) 11-(2) أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا محمّد بن همّام

ص: 240


1- في بعض النسخ: «عليّ بن جعفر»، وبكلا العنوانين مشترك والتمييز مشكل.
2- ورواه الصفّار في الباب 14 من الجزء 6 من بصائر الدرجات: ص 300 ح 5 وفيه: «واللّه لولا أنّ اللّه فرض ولايتنا ومودّتنا وقرابتنا، ما أدخلناكم بيوتنا ولا أوقفناكم على أبوابنا، واللّه...». ورواه أيضاً في الحديث 7 عن محمّد بن هارون، عن أبي الحسن موسى بن القاسم، عن عليّ بن النعمان، عن محمّد بن شريح، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام).

الإسكافي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن محمّد بن شريح قال:

سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «إنّ اللّه فرض ولايتنا، وأوجب مودّتنا، واللّه ما نقول بأهوائنا، ولا نعمل باٰرائنا، ولا نقول إلّا ما قال ربّنا عزّ و جلّ».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 4)

(1291) 12-(1) أبو جعفر الطوسي قال: قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل، في صفر سنة عشر و أربع مئة، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور، ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند، فى شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومئتين، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن عمرو بن شمر:

عن يعقوب بن ميثم التمّار مولى عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: دخلت على أبي جعفر (علیه السلام) فقلت له: جعلت فداك يا ابن رسول اللّه، إنّي وجدت في كتب أبي:

ص: 241


1- وروى نحوه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 488 ح 862. وانظر ما رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 473 ح 970. ورواه السيّد شرف الدّين الاسترآبادي في تفسير الآية 7 من سورة البيّنة في تأويل الظاهرة، عن محمّد بن العبّاس، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق بالسند المذكور فى المتن عن يعقوب بن ميثم أنّه وجد في كتب أبيه أنّ عليّاً (علیه السلام) قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثمّ التفت إلَيّ فقال: «هم أنت و شيعتك...» إلى آخر ما هنا بتفاوت يسير.

أنّ عليّاً (علیه السلام) قال لأبي ميثم: «أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانياً، وابغض مبغض آل محمّد وإن كان صوّاماً قوّاماً، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(1)، ثمّ التفت إليّ وقال: هُم واللّه أنت وشيعتك يا عليّ، وميعادك وميعادهم الحوض غداً، غرّاً محجّلين، مكتحلين متوّجين».

فقال أبو جعفر (علیه السلام): «هكذا هو عياناً في كتاب عليّ (علیه السلام)».

(أمالي الطوسي: الجلس 14، الحديث 57)

(1292) 13-(2) أخبرنا جماعة،عن أبي المفضّل قال: حدّثنا رجاء بن يحيى بن [سامان أبو] الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة وثلاث مئة وفيها مات، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال: حدّثني عبداللّه بن عبدالرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبداللّه بن أبي دبيّ الهنائي قال: حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه:

عن أبي ذرّ، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في وصيّته له) قال: «يا أباذرّ، اعبد اللّه كأنّك تراه، فإن كنت لاتراه فإنّه عزّ وجلّ يراك، واعلم أنّ أوّل عبادته المعرفة به بأنّه الأوّل قبل كلّ شيء، فلاشيء قبله، والفرد فلاثاني معه، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء وهو اللّه اللطيف الخبير، وهو على كلّ شيء قدير، ثمّ الإيمان بي والإقرار بأنّ اللّه عزّ وجلّ أرسلني إلى كافّة النّاس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى اللّه بإذنه وسراجاً منيراً، ثمّ حبّ أهل بيتي الّذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 19، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 242


1- سورة البيّنة: 98: 7.
2- وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق: ص 458 وفي طبع: 2: 363 ح 2661، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 51، و الديلمي في أعلام الدين: ص 189.

باب 2- ما أمر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من النصيحة لأئمّة المسلمين واللزوم لجماعتهم

(1293) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجى قال: حدّثنا بندار بن عبدالرحمان قال: حدّثنا سفيان، عن سهل بن الجرّاح(2)، عن عطاء بن يزيد [الليثي]، عن تميم الداري قال:

ص: 243


1- والحديث - أو مع مغايرة ما في اللفظ - أخرجه أحمد في المسند: 4: 102، ومسلم في صحيحه: 1: 74 كتاب الإيمان: باب بيان أنّ الدّين نصيحة: ح 55، وابن حبّان في صحيحه: 10: 436 ح 4575، والحميدي في مسنده ح 837، والنسائي في السنن: 7: 156 - 157 في باب النصيحة للإمام من البيعة، والطبراني في المعجم الكبير: 2: 52 - 54 ح 1260 - 1268، والبيهقي في شعب الإيمان: 4: 323 خ 5265 وفي ج 6 ص 26 ح 7401، و أبو عوانة في المسند: 1: 36 - 37، والبغوي في المصابيح: 3: 3863، والديلمي في الفردوس: 2: 350 ح 2918. وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أحمد في مسنده: 2: 297، والترمذي في الباب 17 - ما جاء في النصيحة - من كتاب البرّ والصلة: ح 1926 من سننه: 5: 324 ثمّ قال: وفي الباب عن ابن عمر، وتميم الداري، وجرير، وحكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، وثوبان. ومن حديث ابن عبّاس: مسند أحمد: 1: 351، والمعجم الكبير - للطبراني - 11: 89 ح 11198، والمسند - لأبي يعلى -: ح 2372، وكشف الأستار: 1: 50 ح 61. ومن حديث ابن عمر: كشف الأستار: 1: 50 ح 62، وسنن الدارمي: 2: 311 باب «الدين نصيحة».
2- كذا في الأمالي، ولم أجد له ترجمة، وفي سائر المصادر: سهيل بن أبي صالح السمّان، و هو مترجم في تاريخ الإسلام، وفيات سنة 121، ص 449، وسير أعلام النبلاء: 5: 458 رقم 205 والتاريخ الكبير: 4: 104، وتهذيب التهذيب: 4: 263، وميزان الاعتدال: 2: 243 و غيرها من كتب التراجم.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الدين نصيحة».

قيل: لِمَن يا رسول اللّه؟

قال: «للّه ولرسوله ولكتابه، وللأئمّة في الدين، والجماعة المسلمين».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 34)

(1294) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا عبد الصمد بن محمّد قال: حدّثنا حنّان بن سدير قال: حدّثنا سديف المكّي قال: حدّثني محمّد بن عليّ الباقر قال: حدّثنا جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن فارق جماعة المسلمين فقد خَلَع رِبقة الإسلام من عُنُقه».

قيل: يا رسول اللّه، وما جماعة المسلمين؟

قال: «جماعة أهل الحقّ وإن قلّوا».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 3)

ص: 244


1- وأورده الفتّال فى عنوان «فضل الجمعة وأعمالها» من روضة الواعظين: ص 334. وروى الكليني صدر الحديث في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 404 - 405 ح 4 بإسناده عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وقريباً منه رواه البرقي في الباب 8 من كتاب عقاب الأعمال من المحاسن: 1: 84 - 85 ح 21 وفي الباب 10 - فضيلة الجماعة - من كتاب مصابيح الظلم: ص 219 ح 121 عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن عليّ الحلبي، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه الطبراني في المعجم الكبير: 10: 336 ح 13604، و الحاكم في كتاب العلم من المستدرك: 1: 117. ومن حديث ابن عبّاس، رواه الطبراني في المعجم الكبير: 10: 289 ح 10687، وفي المعجم الأوسط: 4: 243 ح 3429، والبخاري في كتاب الفتن من صحيحه: 9: 59 ح 5. ومن حديث الحارث الأشعري، رواه البيهقي في الباب 50 من شعب الإيمان: 6: 59 ح 7494، والحاكم في كتاب العلم من المستدرك: 1: 117 - 118. ومن حديث أبي ذرّ، رواه أحمد في مسند أبي ذرّ من مسنده 5: 180، وأبوداوود باب قتل الخوارج من كتاب السنّة من سننه: 4: 241 ح 4758، وعنه ابن الأثير في جامع الأصول: 1: 290 ح 76. ونحوه من حديث حذيفة، وأبي هريرة، وفضالة بن عبيد، ومعاوية، رواه الحاكم في كتاب العلم من المستدرك: 1: 118 - 119. وأمّا ذيل الحديث، فرواه البرقي في الحديث 123 من الباب 10 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن: 1: 220 عن أبيه،، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه (علیهم السلام) قال: سئل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن جماعة أمّته؟ فقال: «جماعة أُمّتي أهل الحقّ وإن قلّوا». وانظر أيضاً الحديث 124 و 125 منه. وأورده الحرّاني في باب مواعظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحكمه من تحف العقول: ص 48 وفي مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) ص 211: «... وأمّا الفرقة فأهل الباطل وإن كثروا، وأمّا الجماعة فأهل الحقّ وإن قلّوا». وفي تيسير المطالب: ص 59 ح 64 بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال: «والجماعة واللّه أهل الحقّ وإن قلّوا والفرقة واللّه متابعة أهل الباطل وإن كثروا».

(1295) 3-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حمّاد بن عثمان، عن عبداللّه بن أبي يعفور، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال:

ص: 245


1- ورواه أبان بن عثمان الأحمر - المتوفّى حوالي سنة 170 - في عنوان حجة الوداع من كتاب «المبعث والمغازي» ص 117 عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، ورواه أيضاً بنقص الفقرة الأخيرة من الحديث. ورواه الكليني (قدّس سرّه) في الحديث 1 من باب ما أمر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالنصيحة لأئمّة المسلمين واللزوم لجماعتهم من كتاب الحجّة من الكافي: ج 1 ص 403 عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) مثل ما في كتاب المبعث والمغازي. ورواه أيضاً عن حمّاد بن عثمان، عن أبان، عن ابن أبي يعفور. وانظر أيضاً الحديث 2 من الباب المذكور. ورواه أيضاً الصدوق في الحديث 182 من باب الثلاثة من الخصال، عن أبيه (رضی اللّه عنه)، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي. وأورده الحرّاني - بمغايرة طفيفة - في باب مواعظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحكمه من تحف العقول: ص 42 - 43. والحديث رواه عبداللّه بن الزبير الحُميدي في مسند عبداللّه بن مسعود من مسنده: ج 1 ص 48 تحت الرقم 88 بمغايرة. وورد أيضاً من طريق جبير بن مطعم: مسند أحمد: 1: 74 و 4: 80 و 82، والحديث 1541 - 1544 من المعجم الكبير – للطبراني-: ج 2 ص 126، والمستدرك - للحاكم النيسابوري -: 1: 88 - 87. ومن طريق زید بن ثابت: مسند زید بن ثابت من مسند أحمد: 5: 183، وباب 18 - من بلّغ علمًا - من سنن ابن ماجة: 1: 85، وفي طبع: 102 ح 231، والحديث رقم 2656 من صحيح الترمذي: 5: 33 - 34، وباب 10 - فضل نشر العلم - ح 3660 من كتاب العلم من سنن أبي داوود: 3: 323، والحديث 4890 من المعجم الكبير: ج 2 ص 143، ورواه أيضاً في الحديث 4925 ص 154 بنحو أبسط. ومن طريق معاذ بن جبل: الحديث 155 من المعجم الكبير: ج 20 ص 82، و الحدیث 6777 و 7949 من المعجم الأوسط، وحلية الأوّلياء: ج 9 ص 308 في ترجمة محمّد بن المبارك رقم 458. ومن طريق أبي سعيد: ترجمة عمرو بن قيس الملائي - رقم 307 - من حلية الأوّلياء: ج 5 ص 105، وحرف النون من فردوس الأخبار - للديلمي -: 5: 30 رقم 7081. ومن طريق أنس بن مالك: مسند أحمد: 3: 225، والمعجم الأوسط - للطبراني -ح 9440. ومن طريق ابن مسعود: ترجمة عليّ والحسن ابني صالح بن حي - رقم 400 - من حلية الأوّلياء: ج 7 ص 331، وفي المعجم الأوسط - للطبراني - ح 5175، والفردوس - للديلمي -: ج 2 ص 147 - 148 ح 2320 من قوله: «ثلاث لا يغلّ...». ومن طريق النعمان بن بشير، المستدرك - للحاكم -: 1: 88. ومن طريق جابر: الحديث 5288 من المعجم الأوسط –للطبراني-. ومن طريق أبي قرصافة: الحديث 3096 من المعجم الأوسط. ومن طريق سعد: الحديث 7016 من المعجم الأوسط. ومن طريق عمر: الحديث 7000 من المعجم الأوسط. وأخرجه الهيثمي في باب «سماع الحديث وتبليغه» من كتاب العلم من مجمع الزوائد: ج 1 ص137 - 139 نقلًا عن البزّار بإسناده عن أبي سعيد الخدري، وعن الطبراني في الكبير بإسناده عن أبي الدرداء، وعن جبير بن مطعم، ومعاذ بن جبل، والنعمان بن بشير، وأبي قرصافة حيدرة بن خيثمة، وجابر، وسعد بن أبي وقّاص، وأنس بن مالك، وعبادة بن الصامت، ووابصة. ورواه الطبري في المسترشد: ص 570 ح 242 مرسلًا. وروى أبو عبيد القاسم بن سلّام في الحديث 545 من كتاب الأموال: ص 228 عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عبّاد، عن عليّ بن أبي طالب، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم، وهم يدٌ على من سواهم». وانظر أيضاً كنز العمّال: ج 10 ح 29165 و 29163 و 29164 و 29166 و 29193 و 29194 - 29198 و 29200 و 29201 و 29466 وج 16 ح 44294.

ص: 246

خطب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) النّاس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «نضّر اللّه عبداً سمع مقالتي فوعاها(1)، ثمّ بلغها(2) من

ص: 247


1- قال فى البحار: نضره ونضّره وأنضره: أي نعّمه، ويروى بالتخفيف والتشديد، من النضارة، وإنّما أراد حسن خاتمته، وقيل: المراد البهجة والسرور، وفي بعض الروايات: «فأدّاها كما سمعها» إمّا بعدم التغيير أصلاً، أو بعدم التغيير المخلّ بالمعنى، وقوله: «فكم من حامل فقه» بهذه الرواية أنسب، أي ينبغي أن ينقل اللفظ، فربّ حامل رواية لم يعرف معناها أصلاً، وربّ حامل رواية يعرف بعض معناها وينقلها إلى من هو أعرف بمعناها منه.
2- في كتاب المبعث والمغازي: «فوعاها وحفظها وبلغها».

لم يسمعها فرُبّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاث لا يغلّ(1) عليهنّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل للّه، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون إخوة تتكافاً دماؤهم، يسعى(2) بذمّتهم أدناهم، هم يد على من سواهم».

(أمالي الصدوق: المجلس 56، الحديث 3)

ص: 248


1- قال ابن الأثير فى مادة «غلل» من النهاية: «ثلاث لا يُغِلُّ عليهنّ قلب مؤمن» هو من الإغلال: الخيانة في كلّ شيء، ويُروى «يَغِلُّ» - بفتح الياء - من الغِلَّ، وهو الحقد والشَّحناء أي لا يَدخُله حِقد يُزيلُه عن الحقّ، وروي «يَغِلُ» - بالتخفيف - من الوغول: الدخول في الشرّ، والمعنى: أنّ هذه الخلال الثلاث تُستَصْلَح بها القلوب، فمن تمسّك بها طَهُر قلبه من الخيانة والدَغَل والشرّ، و«عليهنّ» في موضع الحال، تقديره: لا يَغِلّ كائناً عليهنّ قلب مؤمن.
2- في كتاب المبعث والمغازي: «ويسعى». بیان قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في كتاب العلم من البحار، ذيل الحديث: إخلاص العمل هو أن يجعل عمله خالصاً عن الشرك الجليّ: من عبادة الأوثان وكلّ معبود دون اللّه، واتّباع الأديان الباطلة، والشرك الخفيّ من الرياء بأنواعه، والعجب. والنصيحة لأئمّة المسلمين: متابعتهم، وبذل الأموال والأنفس في نصرتهم. قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «واللزوم لجماعتهم» المراد جماعة أهل الحقّ وإن قلّوا، كما وردت به الأخبار الكثيرة. قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم»، لعلّ المراد أنّ الدعاء الّذي دعا لهم الرسول محيط بالمسلمين من ورائهم، بأن يكون بالإضافة إلى المفعول، ويحتمل أن يكون من قبيل الإضافة إلى الفاعل، أي دعاء المسلمين بعضهم لبعض، يحيط بجميعهم، وعلى التقديرين هو تحريض على لزوم جماعتهم وعدم المفارقة عنهم، ويحتمل أن يكون المراد بالدعوة: دعوة الرسول إيّاهم إلى دين الحقّ، ويكون «من» - بفتح الميم - اسم موصول، أي لا تختصّ دعوة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بمن كان في زمانه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، بل أحاطت بمن بعدهم. قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تتكافأ دماؤهم»: أي يقاد لكلّ من المسلمين من كلّ منهم، ولا يترك قصاص الشريف لشرفه إذا قتل أو جرح وضيعاً. قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وهم يد على من سواهم» قال الجزري: فيه: «المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم»: أي هم مجتمعون على أعدائهم لايسع التخاذل، بل يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والملل، كأنّه جعل أيديهم يداً واحدة، وفعلهم فعلاً واحداً. قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يسعى بذّمتهم أدناهم»: أي في ذمّتهم، والسعي فيه كناية عن تقريره وعقده، أي يعقد الذمّة على جميع المسلمين أدناهم. قال الجزري: أي إذا أعطى أحد الجيش العدوّ أماناً جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس لهم أن يخفروه، ولا أن ينقضوا عليه عهده.

باب 3- ولايتهم (علیهم السلام) ولاية اللّه عزّ وجلّ

(1296) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي قال: حدّثنا بكّار بن بشر قال: حدّثنا عليّ بن القاسم أبو الحسن الكندي، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي عبيدة، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عمّار بن ياسر قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أوصي من آمن بي وصدّقني بالولاية لعليّ، فإنّه من تولّاه تولّاني، ومن تولّاني تولّى اللّه، ومن أحبّه أحبّني، ومن أحبّني أحبّ اللّه، ومن أبغضه أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسى: المجلس 9، الحديث 29)

ص: 249


1- ورواه محمّد بن سليمان في المناقب: 1: 428 ح 333، والمرشد باللّه الشجري في أماليه: 1: 134، وابن المغازلي في المناقب: ص 230-231 ح 177 - 279 من طرق عن عمّار، والخزاعي في الأربعين: ح 39، والكنجي في كفاية الطالب: باب 5 ص 74، وأحمد بن إسماعيل الطالقاني في الأربعين المنتقى: ح 10 (المطبوع في مجلّة تراثنا: العدد الأوّل)، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 232:1 ح 223، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام): 91:2-94 ح 564 - 598، والطبري في بشارة المصطفى: ص 107 و 151 و 157 بطرق، والشيخ منتجب الدين في الأربعين: ص 38 ح 14، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 291 ح 229 باب 54، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 65، والهيثمي في مجمع الزوائد: 108:9 نقلاً عن الطبراني. وأورده المتّقي في كنز العمّال: 11: 610 ح 32953 نقلًا عن الطبراني وابن عساكر. ورواه الديلمي في الفردوس: 1: 522 ح 1756 باختصار.

(1297) 2- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدّثنا أحمد بن حمدان الهمداني قال: حدّثنا مختار [بن نافع التيميّ] التمّار(1)، عن أبي حيّان [يحيى بن سعيد بن حيّان التيميّ الكوفي](2)، عن أبيه، عن عليّ (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من تولّى عليّاً فقد تولّاني، ومَن تولّاني فقد تولّى اللّه عزّ وجلٌ».

(أمالي الطوسى: المجلس 12، الحديث 19)

(129) 3-(3) حدّثنا أبو عبداللّه أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن محمّد بن

ص: 250


1- لاحظ ترجمة مختار بن نافع التيمي في تهذيب الكمال: 27: 321 رقم 5828، و تهذيب التهذيب: 10: 69، والتاريخ الكبير: 7 رقم 1679 وغيرها من كتب الرجال.
2- انظر ترجمة أبي حيّان التيمي في تهذيب الكمال: 31: 323 رقم 9832، وطبقات ابن سعد: 6: 353 وتهذيب التهذيب: 11: 214 وغيرها من كتب الرجال.
3- ورواه الصفّار في آخر الباب 9 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات: ص 75 ح 9 عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن سيف بن عميرة، عن العبّاس بن عامر. ورواه الكليني (قدّس سرّه) في عنوان «باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 437 ح 3 عن محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن سيف، عن العبّاس بن عامر. ورواه أيضاً الصفّار في الحديث 6 - 8 بإسناده عن جابر، وأبي بصير، وأبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر(علیه السلام).

عبدالرحمان الضبّي قال:

سمعت أبا عبداللّه (علیه السلام) يقول: «ولايتنا ولاية اللّه الّتي لم يبعث نبيّ قطّ إلّا بها».

(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 19)

(1299) 4-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عبيد اللّه القصبانيّ، عن أبي بصير قال:

سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «إنّ ولا يتنا ولاية اللّه عزّ وجلّ الّتي لم يبعث نبيّ قطّ إلّا بها، إنّ اللّه عزّ اسمه عرض ولايتنا على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فلم يقبلها قبول أهل الكوفة، وإنّ إلى جانبهم لقبراً ما لقاه مكروب إلّا نفّس اللّه كربته، وأجاب دعوته، وقلّبه إلى أهله مسروراً».

(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 9)

ص: 251


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

باب 4- بني الإسلام على ولايتهم ومحبّتهم (علیهم السلام) وأنّها شرط الإيمان

(1300) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن يوسف بن عقيل:

عن إسحاق بن راهويه قال: لمّا وافى أبو الحسن الرضا (علیه السلام) نيسابور وأراد أن یرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول اللّه، ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك، وقد كان قعد في العماريّة، فأطلع رأسه وقال:

سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّد بن عليّ يقول: سمعت أبي عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: سمعت جبرئيل (علیه السلام) يقول:

سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: «لا إله إلّا اللّه حصني، فمن دخل حصني أمن من

عذابي».

فلمّا مرّت الراحلة نادانا: «بشروطها، وأنا من (2) شروطها».

(أمالي الصدوق: المجلس 41، الحديث 8)

ص: 252


1- ورواه أيضاً في الحديث 23 من باب ثواب الموحّدين من كتاب التوحيد: ص 25 وفي باب «ثواب من قال لا إله إلّا اللّه بشروطها» من ثواب الأعمال: ص 6 عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي، عن محمّد بن الحسين الصوفي، عن يوسف بن عقيل مثله. وانظر أيضاً الحديث 21 و 22 من الباب المذكور. ورواه أيضاً في معاني الأخبار ص 370 - 371 ح 1، وفي ثواب الأعمال: ص 6- 7، وفي الحديث 4، من الباب 37، من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 2 ص 144. وأورده الفتّال في عنوان: «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين ص 42، والطبري في بشارة المصطفى: ص 269.
2- في نسخة: «في».

(1301) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو نصر الليث بن محمّد بن الليث العنبري، إملاءً من أصل كتابه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستّين ومئتين، قال:

حدّثنا خالي أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: كنت مع الرضا (علیه السلام) لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلمّا سار إلى المرتعة(2) تعلّقوا بلجام بغلته وقالوا: يا ابن رسول اللّه، حدِّثنا بحقّ آبائك الطاهرين، حدّثنا عن آبائك صلوات اللّه عليهم أجمعين.

فأخرج رأسه من الهودج و عليه مطرف(3) خزّ، فقال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة، عن أبيه أمير المؤمنين، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: أخبرني جبرئيل الروح الأمين: عن اللّه تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه قال: «إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا وحدي،

ص: 253


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 74 - 75، والديلمي في أعلام الدين: ص 214. ورواه الصدوق في باب ثواب الموحّدين من كتاب التوحيد: ص 24 - 25 ح 22، وفي الباب 37 - ما حدّث به الرضا (علیه السلام) في مربعة نيسابور وهو يريد قصد المأمون - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 143 عن أبي سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوري، عن أبي عليّ الحسن بن عليّ الخزرجي الأنصاري، عن أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي، إلى قوله: «أمن من عذابي».
2- كذا فى الأمالي، وفي التوحيد: «المربعة»، وقال القاضي سعيد في شرحه: «المربعة» بفتح الميم والباء: الموضع الّذي يتربّعون فيه في الربيع، أو موضع بنيسابور.
3- المطرف - بكسر الميم عند بني تميم، وبضمّها عند قيس، والراء مفتوحة على اللغتين-: وهو رداء من خزّ مربّع له أعلام. (شرح التوحيد - للقاضي سعيد - 1: 49).

عبادي فاعبدوني، وليعلم مَن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه مخلصاً بها، أنّه قد دخل حصني، ومَن دخل حصني أمن عذابي».

قالوا: يا ابن رسول اللّه، وما إخلاص الشهادة للّه؟

قال: «طاعة اللّه ورسوله، وولاية أهل بيته (علیهم السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 25، الحديث 9)

(1302) 3-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثني عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر:

عن الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام) قال: «بني الإسلام على خمس دعائم: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، وولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده صلوات اللّه عليهم».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 14)

(1303) 4-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن عليّ بن معبد، عن عبداللّه

ص: 254


1- رواه البرقي في الباب 64 - باب الشرائع - من كتاب المصابيح والظلم من المحاسن: ص 286 ح 430 وفي ط: ج 1 ص 446 ح 1034/436 عن زرارة، عن أبي عبداللّه (علیه السلام)، مع مغايرة وزيادات في آخره، وانظر أيضاً الحديث 435 و 443 منه. وأورده الفتّال في أواخر المجلس 2 - في فضل التوحيد - من روضة الواعظين: ص 42. وهذا المعنى مروي عن أبي جعفر (علیه السلام) أيضاً، رواه الكليني في الكافي: 2: 18 و 21 باب دعائم الإسلام ح 1 و 3 و 5 و 7 و 8.
2- ورواه أيضاً في وصايا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأميرالمؤمنين (علیه السلام) من كتاب المواعظ: ص 29. ورواه الكليني في باب نسبة الإسلام من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: 2: 46 ح 2، والبرقي في أوّل الباب 64 - باب الشرائع - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن: ص 286 ح 427 وفي ط: 1: 445/1031/433، والقاضي النعمان في باب فضائل أهل البيت (علیهم السلام) من شرح الأخبار: 3: 8 ح 927، و السيّد أبو طالب في أماليه: ص 378 الباب 46 الحديث 830، والفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الحياء» من روضة الواعظين: ص 460. والفقرة الأخيرة من الحديث، رواها البرقي في الباب 20 من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: ص 150 ح 66 وفي ط: 1: 247/462/ 66 بإسناده عن الإمام الصادق (علیه السلام).

بن القاسم، عن مدرك(1) بن عبدالرحمان، عن أبي عبداللّه الصادق، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الإسلام عریان، فلباسه الحياء، وزينته الوفاء(2)، و مروءته العمل الصالح، وعِماده الوَرَع، ولكلّ شيء أساس وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت».

(أمالي الصدوق: المجلس 45 الحديث 17)

(1304) 5-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين البصير قال: حدّثنا أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدّثنا عبداللّه بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: «لمّا قضى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مناسكه من حجّة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول: «لا يدخل الجنّة إلّا مَن كان مسلماً».

فقام إليه أبو ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) فقال: يا رسول اللّه، وما الإسلام؟

ص: 255


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل، ولسائر المصادر، وفي الأصل: مبارك.
2- في المواعظ وشرح الأخبار ونسخة من الكافي: «الوقار».
3- وأورده الحرّاني في باب مواعظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من تحف العقول: ص 52. وخصوص كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) رواه الصدوق في الباب 176 - باب النوادر - من كتاب الفرائض و المواريث من الفقيه: ج 4 ص 263 ح 4، وفي طبع ص 364 ص 364 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه، جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیهم السلام)، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في وصيّته له، مع مغايرة. وانظر أيضاً الحديث المتقدّم وتخريجه.

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الإسلام عریان، لباسه التقوى، وزينته الحياء، وملاكه الورع، و جماله(1) الدين، وثمره العمل الصالح، ولكلّ شيء أساس، وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 35)

(1305) 6-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي:

ص: 256


1- فى نسخة: «وكماله»، ومثله فى تحف العقول.
2- والحديث - مع مغايرة في بعض الألفاظ - رواه عن أبي جعفر (علیه السلام) جماعة، منهم أبو حمزة، وفضيل بن يسار، وزرارة، وعبد اللّه بن عجلان. أمّا رواية أبي حمزة، فرواها المفيد والطوسي في أماليها، كما في المتن، والكليني في باب دعائم الإسلام من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: 2: 18 ح 1 بإسناده عن فضيل، عن أبي حمزة، بزيادة: «ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير»، ورواه الصدوق في باب الخمسة من الخصال: 1: 277 - 278 ح 21 بإسناده عن العلاء بن رزين، عن أبي حمزة، وفيه بعده: «فجعل في أربع منها رخصة، ولم يجعل في الولاية رخصة، مَن لم يكن له مال لم يكن عليه الزكاة، ومن لم يكن عنده مال فليس عليه حجّ، ومن كان مريضاً صلّى قاعداً وأفطر شهر رمضان، والولاية صحيحاً كان أو مريضاً أو ذا مال أو لا مال له فهي لازمة». ورواه البرقي في الباب 46 - باب الشرائع - من كتاب المصابيح والظلم من المحاسن: ص 286 ح 429 عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (علیه السلام) بزيادة: «ولم تناد بشيء ما نودي بالولاية». وأمّا رواية فضيل، ففي الحديث 3 من الباب المتقدّم من الكافي: 2: 18. وأمّا رواية زرارة، ففي الحديث 5 من الباب المذكور من الكافي: 2: 18. وأمّا حديث عبداللّه بن عجلان، ففي الحديث 7 من الباب المتقدّم من الكافي: 2: 21. ورواه الصدوق مرسلاً في أوّل الباب 2 من كتاب الصوم - باب فضل الصيام - من الفقيه: ج 2 ص 74 ح 1870.

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) قال: «بني الإسلام على خمسة(1)دعائم: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت الحرام(2)، والولاية لنا أهل البيت».

(أمالي المفيد: المجلس 42، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، مع مغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 5)

(1306) 7-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوالطيّب محمّد بن أحمد الثقفي قال: قرأت على أبي الحسين عليّ بن الحجّاج(4)، و هو ينظر في كتابه، قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان عبد اللّه بن عليّ بن إبراهيم العمري(5):قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حرب الطائي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبداللّه بن الحارث:

عن العبّاس بن عبد المطّلب قال: قلت: يا رسول اللّه، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا

تلاقوا بوجوه مستبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟!

ص: 257


1- في أمالي الطوسي: «خمس».
2- كلمة «الحرام» غير موجودة في أمالي الطوسي.
3- ورواه العاصمي في الفصل الرابع من زين الفتى: 1: 118 ح 24 وفي هامشه عن مسند العبّاس من الأحاديث المختارة – للمقدسي-: ج 8 ص 382 ط 1. ورواه ابن عساكر في ترجمة العبّاس من تاريخ دمشق كما في مختصره - لابن منظور -: ج 11 ص 333. وروى نحوه الذهبي في ترجمة العبّاس من سير أعلام النبلاء: 2: 88: عن محمّد بن كعب القرظي، عن العبّاس.
4- في نسخة: «الحسين بن عليّ بن الحجّاج» ولم أجد له ترجمة على كلا الاحتمالين، ولعل الصحيح: «الحسن بن عليّ بن الحجّاج» المترجم في تاريخ بغداد: 7: 373/3859، و تاریخ الإسلام: وفيات 281 - 290 ص 154.
5- في الطبعة الحجريّة: «أبو عبدالرحمان، عن عبداللّه بن عليّ بن إبراهيم العمري».

فغضب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، لايدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبّكم للّه ولرسوله».

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 29)

(1307) 8- حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا عمّي قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر بن يزيد:

عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) (في حديث) قال: «حبّنا أهل البيت نظام الدّين».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 29)

يأتي تمامه في تاريخ الإمام الباقر (علیه السلام).

(1308) 9- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعراني بجرجان، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد اللّه.

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد (علیهم السلام)، وقالا جميعاً: عن آبائهما، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «بُني الإسلام على خمس خصال: على الشهادتين والقرينتين».

قيل له: أمّا الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟

قال: «الصلاة والزكاة، فإنّه لا يقبل أحدهما إلّا بالأخرى، والصيام، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، وختم ذلك بالولاية، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(1)».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 42)

أقول: سيأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الخامس.

ص: 258


1- المائدة: 5: 3.

باب 5- ثواب حبّهم ونصرهم وولايتهم (علیهم السلام) وأنّ مودّتهم أجر الرسالة وعلامة محبّتهم

أقول: تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل، ويأتي أيضاً في باب حبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخه.

(1309) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن النضر بن شُعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن القَندي(2)، عن جابر بن يزيد الجعفي:

عن أبي جعفر، عن آبائه (علیهم السلام) قال: جاء رجل إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، أكُلّ من قال لا إله إلّا اللّه، مؤمن؟

قال: إنّ عداوتنا تُلحِق باليهود والنصارى، إنّكم لا تدخلون الجنّة حتى تحبّونى، وكذب من زَعَم أنّه يحبّني ويبغض هذا، - يعني عليّاً (علیه السلام)-».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 18)

(1310) 2-(3) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي قال: حدّثنا محمّد بن تميم، عن الحسن بن عبدالرحمان، عن محمّد بن عبدالرحمان، عن الحكم بن عُتَيبة، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه قال:

ص: 259


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 120 بإسناده إلى الصدوق. وأورده الفتّال في عنوان: «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين: ص 42.
2- الظاهر أنّه زياد بن مروان القندي الواقفي، من أصحاب الصادق والكاظم (علیهما السلام) ووقف في الرضا (علیه السلام).
3- ورواه أيضاً في الباب 117 من علل الشرائع: ص 140 ح 3 عن عبداللّه بن محمّد بن عبد الوهاب القرشي، عن أبي نصر منصور بن عبداللّه بن إبراهيم الإصبهاني، عن عليّ بن عبداللّه، عن عثمان بن خرذاذ، عن محمّد بن عمران، عن سعد بن عمرو، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، وفيه: «... وتكون عترتي أعزّ إليه من عترته، ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله، وتكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته». ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 134:2 ح 619 بإسناده عن سعيد بن عمرو، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبي ذرّ. ورواه الطبراني في المعجم الأوسط: 6: 369 ح 5786 وفي مسند عبدالرحمان بن أبي ليلى من المعجم الكبير: 7: 75 ح 6416 وليس في الثاني: «وعترتي أحبّ إليه من عترته». ورواه يحيى بن الحسين الشجري في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة» من الأمالي الخميسيّة: ص 155 ح 38، والطبري في بشارة المصطفى: ص 52. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 271، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 1: 223 في عنوان: «بيان الحبّ للّه ولرسوله» نحوه. وانظر ما رواه الديلمي في الفردوس: 5: 301 ح 7961.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحبّ إليه من أهله، وعترتي أحبّ إليه من عترته، وذاتي أحبّ إليه من ذاته».

قال: فقال رجل من القوم: يا أبا عبدالرحمان، ما تزال تجيء بالحديث يُحيى اللّه به القلوب.

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 9)

(1311) 3-(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال:

ص: 260


1- وأورده الديلمي في الفردوس، كما عنه السمهودي في جواهر العقدين: ص 359، و ابن حجر المكّي في الباب 11- الفصل الأوّل، المقصد الرابع - من الصواعق المحرقة ص 176، و القندوزي في ينابيع المودّة: ج 2 ص 379 باب 58 ح 75. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات اللّه عليهم» من روضة الواعظين 273، والخفاجي في المقصد الخامس من تفسير آية المودّة: ص 179. وأورده السيّد محمّد سبط ميرداماد في فضائل السادات: ص 236 نقلًا عن كتاب تحفة النجباء من مناقب أهل العباء، وعن الصواعق.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أراد التوسّل إليّ وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم».

(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 4)

(1312) 4-(1) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد، عن عمّه محمّد بن عمر، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من وصل أحداً من أهل بيتي في دار هذه الدنيا بقيراط، كافيته يوم القيامة بقِنطار».

(أمالي الصدوق: المجلس 62، الحديث 14)

ص: 261


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات اللّه عليهم» من روضة الواعظين: ص 273. وروى البرقي نحوه في ثواب 87 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن: 1: 63 ح 111 عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن عيسى بن عبداللّه العلوي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً، كافيته يوم القيامة». القيراط: نصف الدائق، وقيل: ربع سدس الدينار، وقيل: نصف عشر الدينار، وأصل القيراط من قولهم قرّط عليه إذا أعطاه قليلاً قليلاً. وفي النهاية لابن الأثير: 4: 113: قال أبو عبيدة: القناطير: واحدها قنطار، ولاتجد العرب تعرف وَزنه، ولا واحد للقنطار من لفظه. وقال ثعلب: المعمول عليه عند العرب الأكثر أنّه أربعة الاف دينار، فإذا قالوا: «قناطير مقنطرة» فهي اثنا عشر ألف دينار. وقيل: إنّ القنطار ملء جِلد الثور ذهباً. وقيل: ثمانون ألفاً. وقيل: هو جملة كثيرة مجهولة من المال.

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق، مثله، إلّا أنّ فيه: «في دار الدنيا».

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 41)

(1313) 5- أبو جعفر الصدوق بأسانيده عن الأعمش، عن أبي جعفر المنصور قال: حدّثني والدي، عن أبيه، عن جدّه (في حديث) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهمّ إنّكَ تعلم أنّ الحسن في الجنّة، والحسين في الجنّة، وجدّهما في الجنّة، وجدّتهما في الجنّة، وأباهما في الجنّة، وأمّهما في الجنّة، وعمّهما في الجنّة، وعمّتهما في الجنّة، وخالهما في الجنّة، وخالتهما في الجنّة، اللّهم إنّك تعلم أنّ مَن يحبّهما في الجنّة، ومَن يبغضهما في النّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 67، الحديث 2)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب 2 - مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام) - من أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام).

(1314) 6-(1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل قال: حدّثنا أبو زُرعة قال: حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة العَبَسي قال: حدّثنا عبداللّه بن نمير، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي سليمان زيد بن وهب، عن عبداللّه بن عبّاس قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النّار».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 8)

(1315) 7-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد الفزاري، عن عبّاد بن يعقوب، عن منصور بن أبي نويرة، عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي قدامة الفدّاني قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن مَنّ اللّه عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم، فقد جمع اللّه

ص: 262


1- ورواه الطبري في الجزء الخامس من بشارة المصطفى: ص 176.
2- ورواه الطبري في الجزء الخامس من بشارة المصطفى: ص 176.

له الخير كلّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 9)

(1316) 8-(1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیه السلام): «من أقام فرائض اللّه، واجتنب محارم اللّه، وأحسن الولاية لأهل بيت نبيّ اللّه، وتبرّأ من أعداء اللّه عزّ وجلّ، فليدخل من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 10)

(1317) 9- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه بن أبي خلف الأشعري قال: حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (علیه السلام):

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أنا سيّد وُلد آدم، وأنت يا عليّ و الأئمّة من بعدك سادة أُمّتي، من أحبّنا فقد أحبّ اللّه، ومن أبغضنا فقد أبغض اللّه، ومن والانا فقد والى اللّه، ومن عادانا فقد عادى اللّه، ومن أطاعنا فقد أطاع اللّه، ومَن عصانا فقد عصى اللّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 16)

(1318) 10-(2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المِنقَري، عن

ص: 263


1- ورواه الطبري في الجزء 5 من بشارة المصطفى: ص 176.
2- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة.

حَفص بن غياث النَخَعي القاضي:

عن أبي عبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث) قال: «كان فيما ناجاه اللّه تعالى به أن قال له: «يا موسى، لا أقبَلُ الصلاة إلّا ممّن(1) تواضَعَ لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذِكري، ولم يَبِت مُصرّاً على الخطيئة، وعرف حقّ أوليائي وأحبّائى».

فقال موسى: ربّ تعني بأحبّائك وأوليائك، إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟

فقال عزّ وجلّ: «هم كذلك يا موسى، إلّا أنّني أردتُ مَن مِن أجله خَلَقتُ آدم وحوّاء، ومَن مِن أجله خلقتُ الجنّة والنّار».

فقال موسى: ومَن هو يا ربّ؟

قال: «محمّد أحمد شَقَقتُ اسمه من اسمي، لأنّي أنا المحمود».

فقال موسى: يا ربّ اجعلني من أُمّته.

قال: «أنت يا موسى من أُمّته إذا عرفتَه وعرفتَ منزلته ومنزلة أهل بيته، إنّ مَثَله ومَثَل أهل بيته فيمن خلقتُ، كَمَثَل الفَردَوس في الجنان، لا يَيْبس ورقها ولا يتغيّر طعمها، فمن عرفهم وعرف حقّهم جعلت له عند الجهل حِلمًا، وعند الظلمة نُوراً، أجيبه قبل أن يَدعُوني، وأعطيه قبل أن يسألني» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 95، الحديث 2)

تقدّم تمامه في قصّة موسى وهارون (علیهما السلام).

(1319) 11- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن أحمد بن علويّة، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا توبة بن الخليل قال: أخبرنا عثمان بن عيسى قال: حدّثنا أبو عبد الرحمان:

عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «بينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلمّا ركب قال له بعض أصحابه: رأيناك يا رسول اللّه صنعت ما لم تكن

ص: 264


1- في نسخة: «لمن».

تصنعه؟!

قال: نعم، أتاني جبرئيل (علیه السلام) فبشّرني أنّ عليّاً في الجنّة، فسجدت شكراً للّه تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: وفاطمة في الجنّة، فسجدت شكراً للّه تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، فسجدت شكراً لله تعالى، فلمّا رفعت رأسي قال: ومن يحبّهم في الجنّة، فسجدت للّه تعالى شكراً، فلمّا رفعت رأسي قال: ومَن يحبّ مَن يحبّهم في الجنّة، [فسجدت شكرا للّه تعالى].

(أمالى المفيد: المجلس 3، الحديث 2)

(1320) 12-(1) أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عمر بن أسلم قال: حدّثنا سعيد بن يوسف البصري، عن خالد بن عبدالرحمان المدائني، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى:

عن بن أبي ذرّ الغفاري (رضی اللّه عنه) قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده وقال: «يا عليّ، من أحبّنا فهو العربيّ، ومن أبغضنا فهو العلج، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف، ومن كان مولده صحيحاً، وما على ملّة إبراهيم (علیه السلام) إلّا نحن وشيعتنا، وسائر النّاس منها برآء، و(2) إنّ للّه ملائكة يهدمون سيّئات شيعتنا كما يهدم القَدوم البنيان».

(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 4)

ص: 265


1- ورواه الصدوق في الحديث 9 من فضائل الشيعة. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه: ص 74ح 98 إلى قوله: «فهو العلج». وروى نحوه ابن إدريس في السرائر: 3: 565 نقلاً عن كتاب أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (علیه السلام)، وفي ص 571 نقلاً عن كتاب السيّاري بإسناده عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وأمّا قوله: «ما على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا وسائر النّاس منها برآء»، رواه البرقي في الباب 16 من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: ص 147 ح 54 و 55 وفي ط: 1: 243 بإسناده عن الحبابة الوالبيّة، عن الإمام الحسين (علیه السلام).
2- حرف «و» غير موجود في أمالي الطوسي.

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «كما يهدم القوم البنيان». (أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 24)

(1321) 13-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا أبو الحسن التميمي، عن سبرة بن زياد، عن الحكم بن عتيبة [الكندي مولاهم الكوفي]:

عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقلت: السلام عليّك يا أمير المؤمنين، ورحمة اللّه وبركاته، كيف أمسيت؟

قال: «أمسيت محبّاً لمحبّنا، مبغضاً(2) لمبغضنا، وأمسى محبّنا مغتبطاً برحمة من اللّه كان ينتظرها، وأمسى عدوّنا يرمس(3) بنيانه على شفا جُرُف هار، فكأنّ(4) ذلك الشّفا قد انهار به في نار جهنّم، وكأنّ أبواب الجنّة(5) قد فتحت لأهلها، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، والتعس لأهل النّار والنّار لهم.

يا حنش، من سرّه أن يعلم أمحبّ لنا أم مبغض، فليمتحن قلبه، فإن كان يحبّ وليّنا(6) فليس بمبغض لنا، وإن كان يبغض وليّنا فليس بمحبّ لنا، إنّ اللّه تعالى أخذ

ص: 266


1- ورواه عماد الطبري في بشارة المصطفى: ص 45 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي،عن أبيه. ورواه الثقفي في أواخر عنوان «من فارق عليّاً وعاداه» من الغارات: ص 399 - 400 مع مغايرة وإضافات. ورواه الديلمي في أعلام الدين: ص 448 بنقيصة.
2- في أمالي الطوسى: ومبغضاً.
3- في أمالي الطوسي: «يؤسّس».
4- في أمالي الطوسي: «وكأنّ».
5- في أمالي الطوسي: «أبواب الرحمة».
6- في أمالي الطوسي: «وليّاً لنا».

ميثاقاً(1) لمحبّنا بمودّتنا، وكتب في الذكر اسم مبغضنا، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء».

(أمالي المفيد: المجلس 39، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسى: المجلس 4 الحديث 26)

(1322) 14-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ [بن الحسن](3)الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مسيح(4) بن محمّد قال: حدّثني أبو عليّ بن أبي عمرة(5) الخراساني، عن إسحاق بن إبراهيم:

عن أبي إسحاق السبيعي قال: دخلنا على مسروق بن الأجدع فإذا عنده ضيف له لانعرفه، وهما يطعمان من طعام لهما، فقال الضيف: كنت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بحنين(6)، فلمّا قالها عرفنا أنّه كانت له صحبة مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قال: فجاءت صفيّة بنت حُييّ بن أخطب(7) إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): فقالت: يا رسول اللّه إنّي لست

ص: 267


1- في أمالي الطوسي: «الميثاق».
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 48 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ الطوسي. وروى نحوه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: ج 1 ص 385 تحت الرقم 303.
3- من أمالي الطوسي.
4- في نسخة من أمالي الطوسي: «مسبّح»، وفي نسخة منه: «شيح»، ولم أجد له ترجمة على جميع الاحتمالات.
5- في نسخة من أمالي الطوسي: «أبي عمر».
6- المثبت من أمالي الطوسي، وفي نسخة منه وجميع نسخ أمالي المفيد: «بخيبر».
7- صفيّة أُمّ المؤمنين بنت حييّ بن أخطب من أولاد هارون بن عمران (علیه السلام)، سباها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عام خيبر، فأعتقها ثمّ تزوّجها، ماتت في خلافة معاوية. قال البلاذري في الحديث 12 من ترجمة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف ص:9 عن روح بن عبد المؤمن المقرئ، عن أبي عوانة، عن أبي بلج بن عمرو بن جواب، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) [يوم خيبر]: « لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله، و يحبّه اللّه ورسوله». فأتي بعليّ فدفعها إليه، فجاء بصفيّة بنت حييّ بن أخطب.

كأحد من نسائك، قتلت الأب والأخ والعمّ، فإن حدث بك حدث(1) فإلى من؟

فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « إلى هذا». وأشار إلى عليّ بن أبي طالب.

قال:(2) ألا أحدّثكم بما حدّثني به الحارث الأعور؟

قال: قلنا: بلى.

قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ(3) بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك يا أعور»؟

قال: قلت: حبّك يا أمير المؤمنين.

قال: «اللّه»؟

قلت: اللّه.

فناشدني ثلاثاً، ثمّ قال: أمّا إنّه ليس عبد من عباد اللّه ممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان إلّا وهو يجد مودّتنا على قلبه فهو يحبّنا، وليس عبد من عباد اللّه ممّن سخط اللّه عليه إلّا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبّنا ينتظر الرّحمة، وكان(4) أبواب الرّحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شرف جرف هار فانهار به في نار جهنّم، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النّار مثواهم».

(أمالي المفيد: المجلس 32، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 3)

ص: 268


1- فى أمالي الطوسي: «بك شيء».
2- في أمالي الطوسي: «ثمّ قال».
3- في أمالي الطوسي: «على عليّ...».
4- في أمالي الطوسي: «كأنّ».

(1323) 15-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوالقاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب:

عن صالح بن ميثم التمّار (رحمه اللّه) قال: وجدت في كتاب ميثم (رضی اللّه عنه) يقول: تمسّينا ليلة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال لنا: «ليس من عبد امتحن اللّه قلبه بالإيمان إلّا أصبح يجد مودّتنا على قلبه، ولا أصبح عبد ممّن سخط اللّه عليه إلّا يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحبّ المؤمن لنا، ونعرف بغض المبغض لنا، و أصبح محبّنا مغتبطاً بحبّنا برحمة من اللّه ينتظرها كلّ يوم، وأصبح مبغضنا يؤسّس بنيانه على شرف جرف هار، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنّم، وكأنّ أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئاً لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النّار مثواهم، إنّ عبداً لن يقصر في حبّنا لخير جعله اللّه في قلبه، ولن يحبّنا من يحبّ مبغضنا، إنّ ذلك لا يجتمع في قلب واحد، و (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)(2)، يحبّ بهذا قوماً، ويحبّ بالآخر عدوّهم، والّذي يحبّنا فهو

ص: 269


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 86 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. ورواه محمّد بن سليمان في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 106 ح 549 عن أحمد بن السري، عن أحمد بن حمّاد، عن الحسن بن سابق، عن عمرو بن مقدام، عن شريك بن عبداللّه، عن أبي إسحاق السبيعي، عن قثم، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) بتفاوت يسير. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 3: 499 ح430 عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، و في دعائم الإسلام: 1: 63 في عنوان «ذكر وصايا الأئمّة (علیهم السلام) » بمغايرة. ورواه الاسترآباذي في تأويل الاٰيات الظاهرة: 446:2 وفي طبع ص 439 نقلًا عن محمّد بن العبّاس بإسناده عن أبي الجارود، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) في تفسير قوله تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) مع مغايرة. وروى نحوه القمّي في تفسير الاٰية الكريمة في تفسيره: 2: 171- 172 عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علیه السلام)، عن أمير المؤمنين (علیه السلام).
2- سورة الأحزاب: 33: 4.

يخلص حبّنا كما يخلص الذهب لاغشّ فيه.

نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصيّ الأوصياء(1)، وأنا حزب اللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحبّ أن يعلم حاله في حبّنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حبّ من أَلَب(2) علينا فليعلم أنّ اللّه عدوّه وجبرئيل وميكائيل، واللّه عدوّ للكافرين».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 56)

(1324) 16-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا موسى بن زياد، عن يحيى بن يعلى، عن أبي خالد الواسطي، عن أبي هاشم الخولاني، عن زاذان قال:

سمعت سلمان رحمة اللّه عليه يقول: لا أزال أحبّ عليّاً (علیه السلام)، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يضرب فخذه ويقول: «محبّك لي محبّ، ومحبّي للّه محبّ، ومبغضك لي مبغض، ومبغضي للّه تعالى مبغض».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 26)

(1325) 17-(4) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا ابن الجعابي قال: حدّثني محمّد بن أحمد الكاتب قال: حدّثني أحمد بن يحيى الأودي قال: حدّثنا

ص: 270


1- من قوله (علیه السلام): «نحن النجباء» إلى هنا، رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 126 ح 60.
2- الأَلْب والإِلْب: القوم يجتمعون على عداوة إنسان، يقال: هم عليه أَلْبٌ واحد.
3- ورواه الطبري فى بشارة المصطفى: ص 74 و 126. وكلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 187 ح 677.
4- انظر تخريج الحديث المتقدّم.

حسن بن حسين الأنصاري قال: حدّثنا يحيى بن يعلى، عن عبيد اللّه بن موسى، عن أبي هاشم الرمّاني، عن أبي البختري:

عن زاذان قال: قال لي سلمان: يا زاذان، أحبّ عليّاً، فإنّي رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضرب فخذه وقال: «محبّك محبّي ومحبّي محبّ اللّه، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض اللّه عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 68)

(1326) 18- حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال: حدّثنا عمّي قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن المثنىّ، عن أبيه، عن عثمان بن زید:

عن جابر بن يزيد الجعفي قال: خدمت سيّدنا الإمام أبا جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) ثماني عشرة سنة، فلمّا أردت الخروج ودّعته وقلت: أفدني.

فقال: «بعد ثماني عشر سنة يا جابر»؟!

قلت: نعم، إنّكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره.

فقال: «یا جابر، بلّغ شيعتى عنّى السلام وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين اللّه عزّ وجلّ، ولا يُتقرّب إليه إلّا بالطاعة له.

یا جابر، من أطاع اللّه وأحبّنا فهو وليّنا، ومن عصى اللّه لم ينفعه حبّنا» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 29)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(1327) 19-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوالحسین زید بن محمّد بن جعفر

ص: 271


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 89 عن أبي عليّ ابن الشيخ، عن أبيه. وانظر الأمالي الخميسيّة - للمرشد باللّه الشجري -: 1: 158 - 159 في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت (علیهم السلام) كافّة».

السلمي إجازة، قال: حدّثنا أبو عبداللّه الحسين بن الحكم الكندي(1) قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري قال: حدّثنا خالد بن العلاء:

عن المنهال بن عمرو قال: كنت جالساً مع محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) إذ جاءه رجل فسلّم عليه فردّ عليه السلام (إلى أن قال:) فقال له الرجل: واللّه إنّي لأحبّكم أهل البيت. قال: «فاتّخذ للبلاء جلباباً، فواللّه إنّه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدأ البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 7)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الباقر (علیه السلام).

(1328) 20-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قال:

ص: 272


1- الظاهر أنّ الكندي تصحيف عن الحبري أو الكوفي، فإنّ الحسين بن الحكم الحبري يروي عن إسماعيل بن صبيح اليشكري كما في ترجمة إسماعيل من تهذيب الكمال.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 95 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. ورواه أحمد في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة: ص 200 ط قم ح 279 وفي طبع مصر: ج 2 ص 677 ح 1157 عن عبّاد بن يعقوب، عن عليّ بن عابس، عن عبداللّه، عن أبي حرب بن أبي الأسود، وفيه «لأذودنّ بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) رايات الكفّار والمنافقين، كما تذاد غريبة الإبل عن حياضها». وخرّج محقّق الكتاب السيّد الطباطبائي(قدّس سرّه) في هامشه عن سمط النجوم - للعصامي: 2: 495. ورواه المحبّ الطبري من ترجمة عليّ (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 163، وفي ط: ص 280 في ختام الفصل 8 بحديث نقلاً عن أحمد فى المناقب. وقريباً منه أخرجه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع الزوائد: 9: 135. وانظر الحديث 578 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي-: 2: 92.

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «واللّه لأذودنّ بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعداءنا، ولأوردنّه(1) أحبّاءنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 40)

(1329) 21-(2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الحارثي قال: حدّثنا أحمد بن صبيح قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهمداني، عن الحسين بن مصعب قال:

سمعت جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «مَن أحبّنا للّه، وأحبّ محبّنا لالغرض دنيا يصيبها منه، وعادى عدوّنا لا لإحنة(3) كانت بينه وبينه، ثمّ جاء يوم القيامة عليه من الذنوب مثل رمل عالج وزَبَد البحر، غفرها اللّه تعالى له».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 11)

(1330) 22- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسين البصري البزّاز قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهدي، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإنّ اللّه تعالى ليتحمّل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلّا ما كان

ص: 273


1- وفى نسخة: «ليردنّه».
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 89 - 90، والديلمي في أوائل باب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) من طريق أهل البيت (علیهم السلام) من إرشاد القلوب: ص 253. وانظر أيضاً أعلام الدين: ص 448.
3- الإحنة: الحقد والعداوة.

منهم فيها على إصرار وظُلم للمؤمنين، فيقول للسيّئات: كوني حسنات».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 26)

(1331) 23-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: أخبرنا عليّ بن صالح قال: حدّثنا سفيان بيّاع الحرير قال: حدّثنا عبدالمؤمن الأنصاري، عن أبيه، عن أنس بن مالك (في حديث) قال:

لقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «يا أنس، تحبّ عليّاً»؟

قلت: يا رسول اللّه، واللّه إنّي لأحبّه لحبّك إيّاه.

فقال: «أما إنّك إن أحببته أحبّك اللّه، وإن أبغضته أبغضك اللّه، وإن أبغضك اللّه أولجك في النّار».

(أمالي الطوسي المجلس 9، الحديث 3)

يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1332) 24-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي قال: حدّثنا بكّار بن بشر قال: حدّثنا حمزة الزيّات، عن عبداللّه بن شريك، عن بشر بن غالب [بن جنادة الأسدي الكوفي]:

عن الحسين بن عليّ (علیه السلام) قال: «مَن أحبّنا للّه، وردنا نحن وهو على نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

ص: 274


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 118.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 123 عن ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. ورواه البرقي في الباب 80 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن: 1: 61 ح 104 بمغايرة. وقريباً منه رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 488 - 489 ح 862 عن الحسن بن عليّ (علیه السلام).

هكذا - وضمّ إصبعيه - ومن أحبّنا للدنيا، فإنّ الدنيا تسع البرّ والفاجر».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 47)

(1333) 25-(1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآئي قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عبداللّه بن أحمد بن عامر، قال: حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المحبّ لأهل بيتي، والموالي لهم والمعادي فيهم، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم فيا ينوبهم من أمورهم».

(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 74)

ص: 275


1- وأخرجه المحبّ الطبري في «ذكر الحث على حفظهم» من كتاب «ذخائر العقبی» ص 18 إلّا أنّ فيه: «والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه». ورواه السيوطي في الحديث 48 من إحياء الميت: ص 52 نقلاً عن الديلمي، وقال محقّق الكتاب في هامشه: الحديث أورده الإمام السيوطي في جمع الجوامع حديث رقم 2920 العدد الثامن من الجزء الأوّل، في السنن القوليّة، إصدار مجمع البحوث الإسلاميّة، وعزاه إلى الديلمي من طريق عبد اللّه بن أحمد بن عامر، عن أبيه، عن على بن موسى الرضا، عن آبائه، عن عليّ. وأخرجه الهندي في الحديث 34180 من كنز العمّال: ج 12 ص 100 عن الديلمي، وفيه: «والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطرّوا إليه». ورواه القندوزي في الحديث 325 من الفصل 56 من ينابيع الموّدة: ج 2 ص 115، وفي الحديث 769 من الباب ص 270 والحديث 79 من الباب 85 ص380 نقلاً عن جواهر العقدين: 2: 247، وقال: وللديلمي مرفوعاً وذكر الحديث. وأخرجه أيضاً ابن حجر الهيتمي المكّي في الباب 11- الفصل الأوّل، المقصد الرابع - من الصواعق: ص 176 وعنه القندوزي في الحديث 297 من الباب 59 من ينابيع المودّة: ج 2 ص 464. وانظر أيضاً تخريج الحديث التالي.

(1334) 26-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الدعبليّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:

ص: 276


1- هذا هو الحديث الثاني من صحيفة الرضا (علیه السلام) ص 40، إلّا أنّه ليس فيه: «من بعدي» وفيه: «عند ما اضطرّوا إليه». ورواه أيضاً الصدوق في الحديث 2 من الباب 26 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام) قال: حدّثنا عليّ بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة، قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّ بن رزين أخي دعبل بن عليّ الخزاعي، قال: حدّثنا دعبل بن عليّ، قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام)... وذكر الحديث. ورواه أيضاً في الحديث 4 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام) بإسناده إلى داوود بن سليمان الفرّاء، و أحمد بن عبداللّه الهروي الشيباني، عن الإمام الرضا (علیه السلام)، مثل ما في صحيفة الرضا (علیه السلام). ورواه السيّد أبو المكارم ابن زهرة الحسيني (قدّس سرّه) في النقل الثاني من الحديث الأوّل من أربعينه: 43 - 44، ونحوه في النقل الأوّل من الحديث. وروى الصدوق في الحديث 17 من الباب 26 من العيون، والحديث 1 من باب الأربعة من الخصال ج 196 بإسناده إلى داوود بن سليمان الفرّاء، عن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « أربعة أنا شفيعهم يوم القيامة ولو آتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عند ما اضطرّوا إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده». وأخرجه أبو جعفر الطبري في أوّل الجزء الثاني من بشارة المصطفى: ص 36 عن أبي طالب يحيى بن محمّد بن الحسين بن عبداللّه الجواني الطبري الحسيني، عن أبي عليّ جامع بن أحمد الهشاني، عن أبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي، عن أبي القاسم يعقوب بن أحمد بن السري الفروضي، عن أبي بكر محمّد بن عبداللّه بن أحمد بن عقدة بن العبّاس بن حمزة، عن أبي القاسم عبداللّه بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الإمام عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام). ورواه الحمّويي في فرائد السمطين: ج 2 ص 276 - 277 تحت الرقم 540 و 541. وأخرجه السيوطي في إحياء الميت ص 52 ح 48 نقلاً عن الديلمي، عن عليّ. ورواه الخرگوشي في الباب 27 من شرف النبيّ: ص 274 ط طهران. وأخرجه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 18 وقال: أخرجه عليّ بن موسى الرضا. وأورده ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص 239 باب مكافأته (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لمن أحسن إليهم، والهندي في منتخب كنز العمّال المطبوع بهامش مسند أحمد: 5: 93. وروی نحوه الخوارزمي في مقتل الحسين: ج 2 ص 25 - 26. وانظر ما رواه السيّد أبو طالب في أماليه: ص 443 الباب 63، ولاحظ أيضاً تخريج الحديث المتقدّم.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريّتي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 30)

(1335) 27- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآئي قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدّثني الإمام عليّ بن محمّد (علیهما السلام) قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر (علیه السلام) قال:

إنّ رجلاً جاء إلى سيّدنا الصادق (علیه السلام) فشكا إليه الفقر، فقال: «ليس الأمر كما ذكرت، وما أعرفك فقيراً».

قال: واللّه يا سيّدي ما استبيت(1)، وذكر من الفقر قطعة، والصادق يُكذِّبه، إلى أن قال له: «خبِّرني لو أُعطيتَ بالبراءة منّا مئة دينار، أنت تأخذ»؟

قال: لا. إلى أن ذكر ألوف دنانير، والرجل يحلف أنه لا يفعل، فقال له: «مَن

ص: 277


1- استبات: هيّأ قوت ليله. وفلان لا يستبيت: أي ليس له قوت ليلة.

معه سلعة يُعطى بها هذا المال لا يبيعها، هو فقير»؟!

(أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 31)

(1336) 28-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن الصوّاف قال: حدّثنا إسحاق بن عبداللّه بن سلمة قال: حدّثنا زيد بن عبدالغفّار الطيالسي قال: حدّثنا حسين بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن عمّه عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن أخيه موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن عليّ بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):

عن عليّ بن أبي طالب زوج فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أيّما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة، فلم يُكافئه عليها، فأنا المكافئ له عليها».

(أمالي الطوسي: المجلس: 12، الحديث 76)

(1337) 29-(2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه محمّد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي الكوفي نزيل أسوان بها، سنة ثماني عشرة وثلاث مئة، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحمان أبو جعفر الذهلي الكوفي بمصر، قال: حدّثنا

ص: 278


1- وروى البرقي نحوه في ثواب 87 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن: 1: 63 ح 111 عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن عيسى بن عبداللّه العلوي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً، كافيته يوم القيامة».
2- وقريباً منه رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 489 ح 865 عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «بحبّكم إيّانا تغفر ذنوبكم».

عبدالرحمان بن أبي حمّاد المقرئ قال: حدّثنا أبو العلاء الخفّاف يعني خالد بن طهمان:

عن شجرة قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام): «يا شجرة، بحبّنا تُغفر لكم الذنوب».

(أمالي الطوسى: المجلس 16، الحديث 16)

(1338) 30-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن أبي معشر الحرّاني إجازة، قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدّي الفزاري الكوفي قال: حدّثنا عاصم بن حميد الحنّاط(2)، عن فضيل الرسّان، عن نفيع أبي داوود السبيعي قال:

حدّثنا أبو عبداللّه الجدلي قال: قال لي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «ألا أحدّثك - يا أبا عبداللّه - بالحسنة الّتي مَن جاء بها أمن من فزع يوم القيامة، والسيّئة الّتي مَن جاء بها أكبّ اللّه وجهه في النّار»؟

ص: 279


1- ورواه البرقي في الباب 20 - باب الحبّ - من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: 1: 150 ح 69. ورواه الاسترآبادي ذيل الآية 90 من سورة النمل في تأويل الآيات الظاهرة: 1: 410 ح 16 نقلاً عن محمّد بن العبّاس في تفسيره، وقريباً منه رواه في الحديث 17 عن محمّد بن العبّاس بإسناده عن سلام بن أبي عمرة، عن أبي الجارود، عن أبي عبداللّه الجدلي. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 158 ح 106، ورواه أيضاً في ج: 2 ص 512 - 513 ح 904، وفيه: أنّه قال لرجل. ورواه الكليني في الكافي: 1: 185 ح 14 بإسناده عن أبي جعفر (علیه السلام) أنّه قال: دخل أبو عبد اللّه الجدلي، وذكر الحديث مع مغايرة وزيادة. ورواه القاضي النعمان في عنوان: «ذكر مودّة الأئمّة من آل محمّد...» من دعائم الإسلام: 1: 71 عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «ألا أخبركم...» وذكره بتفاوت يسير. ورواه الديلمي في أعلام الدين: ص 448 عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) أنّه قال لداوود الرقي.
2- في الحجريّة: «الخيّاط»، وهو موافق لترجمته في الجرح والتعديل، وفي سائر المصادر: «الحنّاط».

قلت: بلى يا أمير المؤمنين.

قال: «الحسنة حبّنا، والسيّئة بغضنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 51)

(1339) 31- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو نصر بشر بن محمّد بن نصر بن الليث البلخى العنبري قال: حدّثنا أحمد بن عبدالصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستّين ومئتين، قال: حدّثنا خالي عبد السلام بن صالح أبو الصلت قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه تعالى تكفّل لي في أهل بيتي لمن لقيه منهم لا يشرك به شيئاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 18 الحديث 38)

(1340) 32-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن إسحاق بن العبّاس بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد العلوي ب-«ديبل»(2)، قال: حدّثنا محمّد بن

ص: 280


1- والحديث ورد في تفسير الاٰية 113 من تفسير سورة البقرة، في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السلام): ص 546 ذيل الرقم 326 من طريق أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بتفاوت يسير. وروی نحوه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 107: ح 596 باسناده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وفي ص 475 ح 972 عن أحمد بن عبدان، عن سهل، عن موسى بن عبد ربّه، عن عمران بن الحصين، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نحوه. وله شاهد من حديث ابن عبّاس، رواه أبو نعيم في اٰخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 86، وابن عساكر في الحديث 599 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 94، والكنجي في الباب 56 من كفاية الطالب، والحموئي في أوّل الباب 5 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 53 ح 18، والمتّقي في كنز العمّال: 12: 104 ح 34198 نقلاً عن الطبراني والرافعي. وقريب منه في مناشدة أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم يوم الشورى، كما في الحديث 31 من أبواب الأربعين وما فوقه من كتاب الخصال: 2: 558، وسيأتي في تاريخ أمير المؤمنين (علیه السلام). وقريباً منه رواه الكليني في كتاب الحجّة من الكافي: 1: 209 ح 5 بإسناده عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وانظر ما رواه ابن بابويه - والد الصدوق - في الباب 4 من کتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة ص 4542 ح 23 - 27، والصفّار في الباب 22 من الجزء الأوّل من بصائر الدرجات:ص 48 - 50 ح 1- 7، والمفيد في عنوان «في إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر(علیهم السلام)» من الاختصاص: 208، والمرشد باللّه الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 144، والخوارزمي في الفصل 6 من المناقب: ص 75 ح 55، و أبونعيم في حلية الأولياء: 1: 86، والحاكم في المستدرك: 3: 128.
2- قال في معجم البلدان: الدّيبُل - بفتح أوّله وسكون ثانيه وباء موحّدة مضمومة ولام -: مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند.

الحسن بن بيان، عن حمران المدائني قاضي تفليس، قال: حدّثني جدّي لأُمّي شريف بن سابق التفليسي قال: حدّثنا الفضل بن أبي قرّة التميمي، عن جابر الجعفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدنٍ الّتي غرسها ربّي، فليتولّ عليّاً بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالأئمّة من بعده، فإنّهم عترتي، خلقهم اللّه من لحمي ودمي، وحباهم فهمي وعلمي، ويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي، لا أنالهم اللّه شفاعتي».

(أمالي الطوسي: المجلس 23، الحديث 9)

(1341) 33- وعن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن عيسى بن محمّد بن الفرّاء

ص: 281

الكبير سنة عشر وثلاث مئة، قال: حدّثنا القاسم بن إسماعيل الأنباري قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد قال: حدّثنا معتب مولى عبداللّه بن مسلم(1)، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام):

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: جاء أعرابي إلى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللّه، هل للجنّة من ثمن؟

قال: «نعم».

قال: ما ثمنها؟

قال: «لا إله إلّا اللّه، يقولها العبد الصالح مخلصاً بها»(2).

قال: وما إخلاصها؟

قال: «العمل بما بُعثتُ به في حقّه، وحبّ أهل بيتي».

قال: وحبّ أهل بيتك لمن حقّها؟

قال: «أجل، إنّ حبّهم لأعظم حقّها».

(أمالي الطوسي: المجلس 24، الحديث 12)

(1342) 34- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة الطبري قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حاتم القزويني قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر المخزومي قال: حدّثنا محمّد بن شمون البصري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان قال: حدّثنا الحسين بن زيد:

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام) قال: «مَن أعاننا بلسانه على عدوّنا أنطقه اللّه بحجّته يوم موقفه بين يديه عزّ وجلّ».

(أمالي المفيد: المجلس 4 الحديث 7)

ص: 282


1- في رجال الكشي والطوسي: معتب مولى أبي عبد اللّه (علیه السلام).
2- لاحظ ثواب الأعمال - للشيخ الصدوق-: ص 4 الحديث 13 من الباب الأوّل وص 5 الحديث 3 من الباب 4. وانظر أيضاً ما رواه البرقي في الباب 19 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن: ج 1 ص 32 - 33 ح 23.

(1343) 35-(1) أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة قال: حدّثنا أحمد بن عبداللّه، عن جدّه أحمد بن [أبي] عبداللّه قال: حدّثني أبي، عن داوود بن النعمان، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه:

عن الحسن بن عليّ (علیهما السلام) أنّه قال: «مَن أحبّنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة الّتي نحن فيها، ومن أحبّنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة، ومَن أحبّنا بقلبه وكفّ بيده ولسانه فهو في الجنّة».

(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 8)

(1344) 36-(2) أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا أبو عبداللّه

ص: 283


1- ورواه القاضي النعمان - بتفاوت - في شرح الأخبار: 1: 165 ح 120 عن الحسين بن عليّ (علیهما السلام) وزاد بعده: «ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده، فهو في الدرك الأسفل من النّار، ومن أبغضنا بقلبه ولسانه وكفّ عنّا يده فهو في النّار فوق ذلك، ومن أبغضنا بقلبه وكفّ عنّا لسانه ويده فهو في النّار فوق ذلك». وأورده السبزواري في الفصل 141 - في النوادر - من جامع الأخبار: 506 ح 1400 عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ، وقريباً منه في الفصل 137 ص 494 ح 1377. وقريباً منه رواه الصدوق فى أبواب المئة فما فوقه من الخصال: 2: 629 ح 10 - علم أمير المؤمنين (علیه السلام) أصحابه في مجلس واحد أربع مئة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه - بإسناده عن أبي عبد اللّه، عن آبائه عن أمير المؤمنين (علیه السلام) في حديث طويل. وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 118 - 119 في عنوان «آدابه (علیه السلام) لأصحابه، وهي أربع مئة باب للدين والدنيا» من كلمات أمير المؤمنين (علیه السلام). وروى نحوه البرقي في كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: ص 153 الباب 21 الحديث 76 بإسناده عن عليّ بن الحسين (علیهما السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
2- وروى نحوه أبو نعيم في ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) (242) من حلية الأولياء: 3: 201، والكنجي في كفاية الطالب: 90، كلاهما عن جابر. وصدر الحديث رواه البخاري في باب علامة حبّ اللّه عزّ وجلّ من كتاب الأدب من صحيحه: 8: 49، ومسلم في باب «المرء مع من أحبّ» من كتاب البر والصلة من صحيحه 2034:4 ح 2460. ونحو صدر الحديث رواه ابن جميع الصيداوي في ترجمة عبداللّه بن سليمان الفامي من معجم شيوخه: ص 302 رقم 266 بإسناده عن أبي ذرّ أنّه قال لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وأيضاً نحوه - مع أسئلة أخرى - رواه أحمد في المسند: 4: 239 - 241، والطبراني في المعجم الكبير: 8: 56 - 57 ح 7353 وص 58 ح 7353 - 7361 وص 60 - 61 ح 7365 - 7367، وص 62 - 63 ح 7371، و ص 66 - 67 ح 7388 عن صفوان العسّال. وانظر ما رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 477 ح 975.

الحسين بن محمّد الأسدي قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني قال: حدّثني أبو المقوم يحيى بن ثعلبة الأنصاري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زِرّ بن حُبَيش:

عن عبداللّه بن مسعود قال: كُنّا مع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بعض أسفاره، إذ هتف بنا أعرابيّ بصوت جهوريّ فقال: يا محمّد ! فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما تشاء»؟

فقال: المرء يحبّ القوم ولا يعمل بأعمالهم؟

فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «المرء مع مَن أحبّ».

فقال: يا محمّد، اعرض عَلَىّ الإسلام.

فقال: «اشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّي رسول اللّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحجّ البيت».

فقال: يا محمّد، تأخذ على هذا أجراً؟

فقال: «لا، إلّا المودّة في القربي».

قال: قرباي أو قرباك؟

قال: «بل قرباي».

قال: هلمّ يدك حتّى أبايعك، لاخير فيمن لا يودّك، ولا يودّ قرباك.

(أمالى المفيد: المجلس 19، الحديث 2)

ص: 284

(1345) 37- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال أخبرنا محمّد بن أحمد بن نصر أبو عبد اللّه التيملي التمّار [الكوفي] قال: حدّثني أبي قال:

حدّثني موسى بن عبد اللّه بن الحسن، عن أبيه، عن آبائه قال: أتى رجل النبيّ (علیه السلام) فقال: يا رسول اللّه، رجل يحبّ مَن يصلّي ولا يصلّي إلّا الفريضة، ويحبّ من يتصدّق ولا يتصدّق إلّا بالواجب، ويحبّ مَن يصوم ولا يصوم إلّا شهر رمضان؟

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «المرء مع من أحبّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 17)

ص: 285

باب 6- أنّ حبّهم (علیهم السلام) علامة طيب الولادة، وبغضهم (علیهم السلام) علامة خبث الولادة

(1346) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن السِّندي، عن عليّ بن الحكم، عن فُضيل بن عثمان:

عن أبي الزبير المكّي قال: رأيت جابراً متوكئاً على عصاه وهو يدور في سِكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: «عليّ خير البَشَر، فمَن أبى فقد كَفَر، يا معشر الأنصار أدِّبوا أولادكم على حُبّ عليّ، فَمَن أبى فانظُروا في شأن أُمّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 18، الحديث 6)

(1347) 2-(2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن زياد الأزدي، عن إبراهيم بن زياد الكرخي:

عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «علامات ولد الزنا ثلاث: سوء

ص: 286


1- ورواه أيضاً في الباب 120 من علل الشرائع: ص 142 ح 4. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في أنّه خير الخلق بعد النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من المناقب: 3: 82، وفي ط: ص 67 عن أبي الزبير وعطيّة العوفي وجواب، عن جابر.
2- وروى نحوه أيضاً الصدوق في معاني الأخبار: ص 400 باب نوادر المعاني ص 400 وفي الخصال: ص 216 - 217 باب الأربعة ح 40 عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن محمّد بن زياد، عن سيف بن عميرة، عن الصادق (علیه السلام) (في حديث) قال: «إنّ لولد الزنا علامات: أحدها بغضنا أهل البيت، وثانيها أنّه يحنّ إلى الحرام الّذي خلق منه، وثالثها الاستخفاف بالدين، ورابعها سوء المحضر للنّاس، ولا يسيء محضر إخوانه إلّا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت به أُمّه في حيضها».

المحضر، والحنين(1) إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 22)

(1348) 3- حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر، عن سعد الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبداللّه بن عبّاس

قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، أنت خليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد موتي (إلى أن قال:) يا عليّ، إنّ اللّه طهّرنا واصطفانا، لم يلتقِ لنا أبوان على سفاح قطّ من لدُن آدم، فلا يحبّنا إلّا من طابت ولادته».

(أمالي الصدوق: المجلس 58، الحديث 19)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1349) 4-(2) حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد قال: حدّثنا أبو القاسم عبدالرحمان الكوفي و أبويوسف يعقوب بن يزيد الأنباري الكاتب، عن أبي محمّد عبداللّه الغفاري، عن الحسين بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن

ص: 287


1- الحنين: الاشتياق والميل.
2- رواه البرقي في الباب -9 - طيب المولد - من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: 1: 138 ح 24 إلّا أنّ فيه: «أولى النعم». وقريب منه في الحديث 25. و رواه أيضاً الصدوق في الحديث 1 من الباب 120 من علل الشرائع: ص 141 وفي الحديث 1 من باب «معنى أوّل النعم» من معاني الأخبار: ص 160 - 161، والطبري في بشارة المصطفى: ص 176 ح 337. وأورده القاضي النعمان في شرح الأخبار: 3: 8 ح 928، والفتّال في روضة الواعظين: ص 271.

آبائهم (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّنا أهل البيت فليحمد اللّه على أوّل النعم».

قيل: وما أوّل النعم؟

قال: «طيب الولادة، ولا يحبّنا إلّا من طابت ولادته».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 12)

(1350) 5-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم بن عليّ العلوي النصيبي العبد الصالح (رحمه اللّه) قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن حمزة العلوي العبّاسي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني الحسين بن زيد وعبد اللّه بن إبراهيم الجعفري، جميعاً عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ (علیهم السلام) قال:

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أباذرّ، من أحبّنا أهل البيت فليحمد اللّه على أوّل النعم».

قال: یا رسول اللّه، وما أوّل النعم؟

قال: «طيب الولادة، إنّه لا يحبّنا أهل البيت إلّا من طاب مولده».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 24)

(1351) 6-(2) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن أبي محمّد الأنصاري، عن غير واحد:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: «مَن أصبح يجد بَرد حبّنا على قلبه، فليحمد اللّه على بادئ النعم».

قيل: وما بادئ النعم؟

فقال: «طيب المولد».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 13)

ص: 288


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- ورواه أيضاً في الحديث 2 من الباب 120 من علل الشرائع: ص 141، وفي الحديث 2 من باب «معنى أوّل النعم» من معاني الأخبار: ص 161. وأورده الطبري في بشارة المصطفى: ص 176 - 177 ح 338، والفعتّال في روضة الواعظين: ص 271. وقريباً منه رواه البرقي فى الباب 9 - طيب المولد - من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: 1: 138 ح 26 عن أبيه، عن حمزة بن عبد اللّه، عن إسحاق بن عمّار، عمّن ذكره، عن إسحاق، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). ورواه الطوسي في التهذيب: 4: 143 كتاب الزكاة باب 39 «باب الزيادات»: ح 23 /401 بإسناده عن القاسم بن بريد، عن الفضيل، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام).

(1352) 7-(1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم،عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبیداللّه بن صالح، عن زيد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، من أحبّني وأحبّك وأحبّ الأئمّة مِن وُلدك فليحمد اللّه على طيب مولده، فإنّه لا يحبّنا إلّا من طابت ولادته، ولا يبغضنا إلّا مَن خبثت ولادته».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحديث 14)

(1353) 8-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه اللّه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر قال: حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن المفضّل بن عمر قال:

ص: 289


1- ورواه أيضاً في الحديث 3 من الباب 120 من علل الشرائع: ص 141، وفي الحديث 3 من باب «معنى أوّل النعم» من معاني الأخبار: ص 161. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 177.
2- ورواه أيضاً في معاني الأخبار: ص 161 ح 4، والباب 120 من علل الشرائع: ص 142 ح 5. ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى: ص 9 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ الصدوق، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر.

سمعت الصادق (علیه السلام) يقول لأصحابه: «من وجد برد حبّنا على قلبه، فليكثر الدعاء لأمّه، فإنّها لم تخن أباه».

(أمالي الصدوق: المجلس 89، الحديث 5)

(1354) 9-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عمر بن أسلم قال: حدّثنا سعيد بن يوسف البصري، عن خالد بن عبدالرحمان المدائني، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى:

عن أبي ذرّ الغفاري (رحمه اللّه) قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده وقال: «يا عليّ، من أحبّنا فهو العربيّ، ومن أبغضنا فهو العلج، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف، ومن كان مولده صحيحاً» الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 24)

تقدّم تمامه في الباب الخامس.

(1355) 10- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثني أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام).

ص: 290


1- ورواه الصدوق في الحديث 9 من فضائل الشيعة. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب: ص 74ح 98 إلى قوله: «فهو العلج». وروى نحوه في السرائر ص 471 عن أبي جعفر (علیه السلام)، كما في البحار: 27: 149 ح 14.

وقال [أبوبكر الجعّابي]: حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «ألا أبشّرك؟ ألا أمنحك»؟

قال: «بلى يا رسول اللّه».

قال: «فإنّني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فُضلة فخلق منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأُمّهاتهم إلّا شيعتك، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».

(أمالي المفيد: المجلس 37، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّي خُلِقت...».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 27)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم الصيداوي قال: حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن جابر بن عبداللّه.

قال أحمد بن عبد المنعم: وحدّثنا عبيد اللّه(1) بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن عليّ (علیهم السلام)، عن أبيه، عن جابر بن عبداللّه قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعليّ (علیه السلام): «ألا أسرّك؟ ألا أمنحك؟ ألا أبشّرك»؟

قال: «بلى يا رسول اللّه».

قال: «إنّي خُلقت أنا وأنت من طينة واحدة وفضلت فضلة فخلق اللّه منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعى النّاس بأسماء أُمّهاتهم سوى شيعتنا، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 25)

ص: 291


1- في المجلس 37 وأمالي المفيد: «عبد اللّه».

باب 7- ما ينفع حبّهم من المواطن وأنّهم (علیهم السلام) يحضرون عند الموت وغيره

أقول: تقدّم في باب الوسيلة وباب اللواء وباب الجنّة من كتاب المعاد روايات عديدة ترتبط بهذا الباب، ومضى بعضها في باب ثواب حبّهم (علیهم السلام)، ويأتي بعضها في باب حبّ أميرالمؤمنين (علیه السلام) من تاريخه.

(1356) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن عبداللّه بن سعيد قال: أخبرنا محمّد(2) بن أحمد بن حمدان [بن المغيرة] القشيري قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب قال: حدّثنا عبدالغفّار بن محمّد بن كثير الكلابي الكوفي، عن عمرو بن ثابت، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حُبّي وحُبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهنّ عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، و عند الميزان، وعند الصراط».

(أمالي الصدوق: المجلس، الحديث 3)

(1357) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن

ص: 292


1- ورواه أيضاً في باب السبعة من الخصال: ص 360 ح 49، وفي فضائل الشيعة: ح 2. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد (علیهم السلام)» من روضة الواعظين: ص 271. وقريباً منه رواه البرقي في الباب 20 من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن: ص 152 ح 75 وفي ط: ج 1 ص 250 ح 471 / 76 بإسناده عن الحسن بن محمّد بن الفضل الهاشمي، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام).
2- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر ولترجمة الرجل في ميزان الاعتدال: 3: 363 / 7169 ولسان الميزان: 5: 2674 / 7025، وفي النسخ: «عمر بن أحمد».

عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن صالح السبيعي قال: حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل [يونس الهروي القيراطي] البزّاز قال: حدّثني عثمان(1) بن عبدالرحمان الكوفي الخزّاز قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا يحيى بن عليّ، عن أبان بن تغلب، عن أبي داوود الأنصاري:

عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «ما جاء بك»؟

قال: فقلت: حُبّي لك يا أمير المؤمنين.

فقال: «يا حارث أتُحبّني»؟

فقلت: نعم واللّه يا أمير المؤمنين.

قال: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل(2) لرأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لرأيتني حيث تحبّ».(3).

(أمالي الطوسي: المجلس 2 الحديث 30)

ص: 293


1- في الطبعة الحجرية: «عيسى»، ولم أجد له ترجمة.
2- هذه الفقرة من الحديث رواها الهيثمي في مجمع الزوائد: ج 9 ص 135 في عنوان «باب حالته في الآخرة» قال: عن عبداللّه بن إجارة بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين على بن أبي طالب وهو على المنبر يقول: «أنا أذود عن حوض رسول اللّه صلی اللّه علیه [و آله] و سلم بيدي هاتين القصيرتين، الكفّار والمنافقين، كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم». رواه الطبراني في الأوسط.
3- قد أورد الشاعر مضمون الحديث في سبيكة النظم وحكاه أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم محمّد بن عليّ الطبري في كتاب «بشارة المصطفى»: ص 112 بإسناده عن أحمد بن زياد الهمداني قال: رأيت صبيّاً صغيراً يكون سباعيّاً أو ثمانياً بالمدينة - على ساكنها أفضل السلام - ينشد: لنحن على الحوض ذوّاده وما فاز من فاز إلّا بنا ومن سرّنا نال منّا السرور ومن كان ظالمنا حقّنا نذود وتسعد ورّاده وما خاب من حبّنا زاده ومن ساءنا ساء ميلاده فإنّ القيامة میعاد فقلت: يا فتى لمَن هذه الأبيات: فقال: لمُنشدها. فقلت: مَن الفتى؟ فقال: علوي فاطمي إيهاً عنك.

(1358) 3-(1) أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني عبيد اللّه بن الحسن قال: حدّثني أبو سعيد محمّد بن رشید قال:

آخر شعر قاله السيّد بن محمّد (رحمه اللّه) قبل وفاته بساعة، وذلك أنه أغمي عليه واسودّ لونه، ثمّ أفاق وقد ابيضّ وجهه، وهو يقول:

أحبّ الّذي مَن مات من أهل ودّه

ومَن مات يهوى غيره من عدوّه

أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي

أبا حسن إنّي بفضلك عارف

وأنت وصيّ المصطفى وابن عمّه

مُواليك ناجٍ مؤمن ببيّن الهدى

ولاح لحانًي في عليّ وحزبه

تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحك

فليس له إلّا إلى النّار مسلك

ومالي وما أصبحت في الأرض أملك

وإنّي بحبل من هواك لممسك

وإنّا نُعادي مبغضيك ونترك

وقاليك معروف الضلالة مشرك

وقلت لحاك اللّه إنّك أعفك

معنى أعفك: أحمق.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 32)

ص: 294


1- ورواه الكشّي في رجاله: ج 2 ص 570 وما بعده تحت الرقم 505 قال: حدّثني أبو سعيد بن رشيد الهروي قال: حدّثني السيّد، وسمّاه و ذكر أنه خيّر، قال: سألته عن الخبر الّذي يروى: أنّ السيّد اسودّ وجهه عند موته؟ فقال ذلك الشعر الّذي يروى له في ذلك ما حدّثني أبو الحسين بن أيّوب المروزي قال: روي أنّ السيّد ابن محمّد الشاعر اسودّ وجهه عند الموت فقال: هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين؟! قال: فابيض وجهه كأنّه القمر ليلة البدر فأنشأ يقول... وذكر الأبيات. وقال أيضاً: وحدّثني نصر بن الصباح قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن عبد اللّه بن بكير، عن محمّد بن النعمان قال: دخلت على السيّد بن محمّد وهو لما به قد اسودّ وجهه وازرقت عيناه وعطش كبده [وسلب الكلام] وهو يومئذ يقول بمحمّد ابن الحنفيّة وهو من حشمه، وكان ممّن يشرب المسكر، فجئت وكان قد قدم أبو عبد اللّه (علیه السلام) الكوفة لأنّه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور، فدخلت على أبي عبد اللّه [علیه السلام] فقلت: جعلت فداك، انّي فارقت السيّد بن محمّد الحميري وهو لما به قد اسودّ وجهه وازرقت عيناه وعطش كبده وسلب الكلام، فإنّه كان يشرب المسكر. فقال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «اسرجوا حماري». فأُسرج له فركب ومضى ومضيت معه حتّى دخلنا على السيّد وإنّ جماعة محدقون به، فجلس أبو عبد اللّه (علیه السلام) عند رأسه وقال: «يا سيّد». ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد اللّه (علیه السلام) ولا يمكنه الكلام وقد اسودّ وجهه فجعل يبكي، وعينه إلى أبي عبد اللّه (علیه السلام) ولا يمكنه الكلام، وإنّا لنتبيّن فيه أنّه يريد الكلام ولا يمكنه، فرأينا أبا عبد اللّه (علیه السلام) حرّك شفتيه فنطق السيّد فقال: جعلني اللّه فداك أبأوليائك يفعل هذا؟! فقال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «يا سيّد، قل بالحقّ يكشف اللّه ما بك ويرحمك ويدخلك جنّته الّتي وعد أولياءه». فقال في ذلك: تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر وأيقنت أنّ اللّه يعفو ويغفر فلم يبرح أبو عبد اللّه (علیه السلام) حتّى قعد السيّد على استه.

(1359) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة:

عن عبد اللّه بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبداللّه (علیه السلام) في زمن بني مروان، فقال: «ممّ أنتم»؟

ص: 295


1- ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي: 8: 81 ح 38، وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 216 - 217 ح 291. ورواه محمّد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفي: ص 81- 82 عن أبي عليّ ابن الشيخ عن أبيه، وفي ص 134 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ الطوسي. ورواه السيّد شرف الدين الاسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة، عن الشيخ الطوسي. وفي تفسير العيّاشي: 2: 214 ح 53:... عن عليّ بن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «أشهد على أبي أنّه كان يقول: ما بين أحدكم...» إلى آخر الحديث. وأورده القاضي النعمان في عنوان «ذكر مودّة الأئمّة (علیهم السلام)» من دعائم الإسلام: 1: 73 مختصراً، وفي ص 74 - 75 بتفاوت وزيادة.

قلنا: من أهل الكوفة.

قال: «ما من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة، لاسيّما هذه العصابة، إنّ اللّه هداكم لأمر جهله النّاس، فأحببتمونا و أبغضنا النّاس، وبايعتمونا وخالفنا النّاس، وصدّقتمونا وكذَّبنا النّاس، فأحياكم اللّه محيانا، وأماتكم مماتنا، فأشهد على أبي كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه أو تغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هكذا - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)(1)، فنحن ذريّة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالى الطوسى: المجلس 5، الحديث 49)

(1360) 5-(2) أخبرنا أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن عبداللّه بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبداللّه (علیه السلام) فسلّمنا عليه، وجلسنا بين يديه فسألنا: «مَن أنتم»؟

قلنا: مِن أهل الكوفة.

فقال: «أما إنّه ليس من بلد من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة، ثمّ هذه العصابة خاصّة، إنّ اللّه هداكم لأمر جهله النّاس، أحببتمونا وأبغضنا النّاس، و صدّقتمونا وكذَّبنا النّاس، واتّبعتمونا وخالفنا النّاس، فجعل اللّه محياكم محيانا، و مماتكم مماتنا، فأشهد على أبي (علیه السلام) أنّه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه ويغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا - ثمّ أهوى بيده إلى حلقه، ثمّ قال:- و قد قال اللّه في كتابه: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)، فنحن ذريّة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الطوسي: المجلس 37 الحديث 19)

ص: 296


1- سورة الرعد: 13: 38.
2- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

(1361) 6-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد قال: حدّثنا عليّ بن حكيم الأودي قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن فضيل بن غزوان، عن الشعبي، عن الحارث:

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «مَن أحبّني رآني يوم القيامة حيث يُحبّ، و من أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره».

(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 3)

ص: 297


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 98 عن أبي عليّ الحسن بن محمّد الطوسي، عن أبيه الشيخ الطوسي. وقريباً منه رواه الثقفي في أواخر عنوان «من فارق عليّاً وعاداه» من الغارات: ص 400 عن أبي الجحّاف، عن رجل قد سمّاه. ورواه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 56 من نهج البلاغة: 4: 104 عن أبي غسّان النهدي.

باب 8- ما يجب من حفظ حرمة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيهم (علیهم السلام)

(1362) 1-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن عليّ الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا [إبراهيم] ابن هراسة الشيباني قال: حدّثنا جعفر بن زياد الأحمر:

عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ (علیهم السلام) أنّه قرأ: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا)(2)، ثمّ قال زيد: حفظهما اللّه بصلاح أبيهما، فمن أولى بحسن الحفظ منّا، رسول اللّه جدّنا، وابنته أمّنا، وسيّدة نسائه جدّتنا، و أوّل مَن آمن به وصلّى معه أبونا.

(أمالي الصدوق: المجلس: 92، الحديث 2)

ص: 298


1- وقريباً منه رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 82 من سورة الكهف في تفسيره: ص 264 ح 332 عن أبي الجارود، عن زيد، وفي الحديث 331 و 333 بمغايرة وزيادة. وقد ورد نحوه في موضعين من كتاب الصفوة - لزيد الشهيد - ص 61 و ... . ورواه السمهودي في جواهر العقدين: ص 351 عن الزرندي في نظم درر السمطين، و الإربلي في كشف الغمّة: 1: 52 في عنوان «معنى العترة» عن عليّ بن الحسين (علیه السلام). وروى ابن العديم في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ حلب: 6: 2586 بإسناده عن عكرمة، عن ابن عبّاس أنّه بينما هو يحدّث النّاس إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له: يا ابن عبّاس، تفتي النّاس في النملة والقملة، صف لي إلٰهك الّذي تعبد، فأطرق ابن عبّاس اعظاماً لقوله وكان الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنهما جالساً ناحية، فقال: إلَيّ يا ابن الأزرق. قال: لست إيّاك أسأل. قال ابن عبّاس: يا ابن الأزرق إنّه من أهل بيت النبوّة، وهم ورثة العلم. فأقبل نافع نحو الحسين (وساق الحديث إلى أن قال): فقال الحسين: إنّي سائلك عن مسألة. فقال: سَل. فسأله عن هذه الآية: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ)، يا ابن الأزرق، من حفظ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق أبوهما. قال الحسين: فأبوهما خير أم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟... وروى الزمخشري في تفسير الآية الكريمة في الكشاف: 2: 742 عن الحسين بن على (علیهما السلام) أنّه قال لبعض الخوارج - في كلام جرى بينهما -: «بم حفظ اللّه الغلامين»؟ قال: بصلاح أبيهما. قال: «فأبي وجدّي خير منه».
2- سورة الكهف: 18: 82.

(1363) 2-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني محمّد بن عليّ قال: حدّثنا إبراهيم بن هراسة(2) قال: حدّثنا جعفر بن زياد الأحمر:

عن زيد بن عليّ بن الحسين (علیهما السلام) قال: قرأ (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا)(3) ثمّ قال: حفظها ربّهما لصلاح أبيهما، فمن أولى بحسن الحفظ منّا، رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جدّنا، وابنته سيّدة نساء الجنّة أُمّنا، و أوّل من آمن باللّه ووَحَّدَه و صلّى أبونا.

(أمالى المفيد: المجلس 13، الحديث 9)

(1364) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا أبو غسّان [مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي] قال: حدّثنا جعفر بن حبيب النهدي - قال أبو العبّاس: يقال له البرذون بن شبيب-:

أنّه سمع جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في

ص: 299


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- هو إبراهيم بن رجاء، وهراسة أُمّه، لاحظ: التاريخ الكبير للبخاري: 1: 333، والضعفاء الكبير للعقيلي: 1: 69، والكامل لابن عدي: 12: 345 / 75 وميزان الاعتدال للذهبي: 1: 72 /243 ولسان الميزان لابن حجر: 1: 82/142 و 178 / 375، ومعجم رجال الحديث للخوئى: 1: 353 / 333 و ص 222. وفي بعض النسخ: «إبراهيم بن أبي هراسة».
3- سورة الكهف: 18: 82.

اليتيمين، وكان أبوهما صالحاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 10 الحديث 54)

(1365) 4- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال: «يا عباد اللّه، إن اتقيتم اللّه، وحفظتم(1) نبيّكم في أهل بيته، فقد عبدتموه بأفضل ما عبد، وذكرتموه بأفضل ما ذكر، وشكرتموه بأفضل ما شكر، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر، واجتهدتم بأفضل الاجتهاد(2)، وإن كان غيركم أطول منكم صلاة، وأكثر منكم صياماً، فأنتم أتقی اللّه عزّ وجلّ منهم(3)، وأنصح لأولي الأمر».

(أمالى المفيد: المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بمغايرة ما ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 31)

يأتي تمامه في جوامع كلمات أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1366) 5- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن زيد بن عليّ، عن أبيه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال عمر بن الخطّاب: أيّها النّاس، سمعت نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «احفظوني في عترتي وذريّتي، فمن حفظني فيهم حفظه اللّه، ألا لعنة اللّه على من آذاني فيهم» -ثلاثاً-.

(أمالي الطوسي: المجلس 40، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في الباب 8 - ما قاله الحسنان (علیهما السلام) فيمن تولّى الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) -من أبواب الحوادث والفتن.

ص: 300


1- في أمالي الطوسي: «إن اتّقيتم وحفظتم».
2- في أمالي الطوسي: «أفضل الاجتهاد».
3- في أمالي الطوسي: «فأنتم أتقى اللّه منه».

باب 9- الحثّ على تحبيبهم (علیهم السلام) إلى النّاس

(1367) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز(2) قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «يا مدرك، رحم اللّه عبداً اجترّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون».

(أمالي الصدوق: المجلس 21، الحدیث 7)

(1368) 2-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه قال: حدّثنا أبو على محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال: حدّثنا عليّ بن حديد، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز(4) قال:

ص: 301


1- ورواه أيضاً في الخصال: ص 25 باب الواحد، تحت الرقم 89، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أيّوب بن نوح، عن ابن أبي عمير.
2- سيأتي في الحديث التالي، باسم «مدرك بن زهير» ولم أجد له ترجمة.
3- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 3: 507 ح 1456، وفي عنوان «ذكر وصايا الأئمّة (علیهم السلام)) من دعائم الإسلام: 1: 61 بزيادة في آخره، والطبري في بشارة المصطفى: ص 15 و 97. وقريباً منه رواه الكليني في باب الكتمان من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: 2: 222 - 223 ح 5 بإسناده عن عبد الأعلى، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، مع زيادات في آخره.
4- كذا في البحار ومثله في أمالي الصدوق كما تقدّم، وفي النسخ: «مدرك بن زهير».

قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «يا مدرك، إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة اللّه وبركاته وقل لهم: رحم اللّه امرءاً اجترّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 40)

ص: 302

باب 10- يسأل يوم القيامة عن محبّتهم وولايتهم (علیهم السلام)

(1369) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي البردعي قال: حدثتنا رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيها، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت».

(أمالي الصدوق: المجلس 10، الحديث 10)

ص: 303


1- ورواه أيضاً في الحديث 125 من باب الأربعة من كتاب الخصال: ج 1 ص 253. وقريباً منه أورده الحرّاني في باب مواعظ النبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من تحف العقول: ص 56. وأورده السبزواري في جامع الأخبار: ص 499 الفصل 139 الحديث 1384 من طريق الإمام الرضا (علیه السلام). والحديث - مع مغايرة - رواه جمع من الصحابة، منهم ابن عبّاس وأبو برزة الأسلمي وأبو ذرّ الغفاري وأبو سعيد الخدري وابن مسعود. أمّا حديث ابن عبّاس، فرواه الطبراني في الحديث 11177 من المعجم الكبير: ج 11 ص 83 - 84 وفي المعجم الأوسط: 185:10 ح 9402، وابن المغازلي في الحديث 157 من كتاب المناقب ص 119. وأمّا حديث أبي برزة الأسلمي، فسيأتي في الحديث 3 من الباب. وأمّا حديث أبي ذرّ، فرواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 2 ص 159 - 161 ح 467، والكنجي في الباب 91 من كفاية الطالب. وأمّا حديث أبي سعيد الخدري، فرواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 508 ح 898. وأمّا حديث ابن مسعود، فرواه ابن عساكر في ترجمة حنش بن عليّ الصنعاني من تاریخ دمشق: ج 15 ص 315-316. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في القيامة والصراط ونصب الموازين» من روضة الواعظين: ص 498. وانظر أيضاً سنن الترمذي: 4: 61 كتاب صفة القيامة (38)، باب فى القيامة (1) الحديث 2614، والمعجم الكبير - للطبراني - 10: 8 - 9 ح 9772، و 20: 60 - 61 ح 11، ومصابيح السنّة - للبغوي - كتاب الرقاق: باب 1 ح 4039، وترجمة الحسين بن قيس الرحبي من الكامل -لابن عدي-: 2: 763. وانظر أيضاً تخريج الحديث 3 من الباب.

(1370) 2-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبّنا أهل البيت».

فقال رجل من القوم: وما علامة حبّكم يا رسول اللّه؟

فقال: «محبّة هذا». ووضع يده على رأس عليّ بن أبي طالب (علیه السلام).

(أمالى المفيد: المجلس 42، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي عن أبي عبد اللّه المفيد مثله، إلّا أن فيه: «لاتزول قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك... » والباقي سواء.

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 6)

ص: 304


1- ورواه القمّي في تفسير الآية 36 من سورة الإسراء من تفسيره: ج 2 ص 20 عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السلام). وقريباً منه رواه السيّد أبو طالب في أماليه، كما في الباب الثالث من «تيسير المطالب»: ص 73ح 96 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ (علیه السلام)، وفيه: فقال أبو برزة: وما علامة حبّكم يا رسول اللّه؟ قال: «حبّ هذا»، ووضع يده على رأس عليّ (علیه السلام). وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم.

(1371) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال: حدّثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن معروف بن خرّبوذ المكّي، عن عامر بن واثلة، عن أبي برزة(2) الأسلمي قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 1)

(1372) 4- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار بن موسى الساباطي:

عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) (في حديث) قال: «إنّ أوّل ما يُسأل عنه العبد إذا

ص: 305


1- ورواه الطبراني في الحديث 2212 من المعجم الأوسط: ج 3 ص 104 عن أحمد بن زهير، عن أبي يوسف القلوسي، عن الحارث بن محمّد الكوفي، عن أبي بكر بن عيّاش، عن معروف بن خَرّبوذ، عن أبي الطفيل عامر، عن أبي برزة قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): « لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة: عن جسده فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّ أهل البيت». فقيل: يا رسول اللّه، فما علامة حبّكم؟ فضرب بيده على منكب عليّ (علیه السلام). ورواه الخوارزمي في الباب 6 من المناقب ص 76 - 77 ح 59، وفي الفصل الرابع من مقتل الحسين (علیه السلام): 1: 42 ح 19، وفيهما: فقال له عمر: فما آية حبّكم؟ قال: فوضع يده على رأس عليّ - وهو إلى جانبه - وقال: «إنّ حبّي من بعدي حبّ هذا». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 75، والديلمي في أعلام الدين: ص 214 - 215. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل، وفى الأصل: بردة.

وقف بين يدي اللّه جلّ جلاله الصلوات(1) المفروضات، وعن الزكاة المفروضة، وعن الصيام المفروض، وعن الحجّ المفروض، وعن ولايتنا أهل البيت، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه، و إن لم يقرّ بولايتنا بين يدي اللّه جلّ جلاله لم يقبل اللّه عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله».

(أمالي الصدوق: المجلس 44، الحديث 11)

يأتي تمامه في كتاب الصلاة.

ص: 306


1- خ: «عن الصلوات».

باب 11- أنّه لا تقبل الأعمال إلّا بولايتهم (علیهم السلام) وأنّ بغضهم يوجب الدخول في النّار

أقول: تقدّم في الباب الأوّل روايات عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ورد فيهنّ: «لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفتنا»، وتقدّم في الباب 5 والباب المتقدّم ما يرتبط بهذا الباب(1).

(1373) 1-(2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الحيري (الحميري) قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العُرني، عن عمرو بن جميع، عن [عمرو بن](3) أبي المقدام قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «نزلت هاتان الاٰيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ) يعني في قبره، (وَجَنَّتُ نَعِيمٍ)(4) يعني في الآخرة، (وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) يعني في قبره، (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ)(5) يعني في الآخرة».

(أمالي الصدوق: المجلس 72، الحدیث 11)

ص: 307


1- لاحظ الحديث 5 و 8 و 9 من الباب الأوّل، والحديث 39 من الباب 5، والحديث 4 من الباب المتقدّم.
2- ورواه القمّي في تفسير الآية 89 من سورة الواقعة في تفسيره: ج 2 ص 350 عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن أبي عمير، عن إسحاق بن عبدالعزيز، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) مثله، بتفاوت يسير. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات اللّه عليهم» من روضة الواعظين: ص 273.
3- من كمال الدين: 236 / 53.
4- سورة الواقعة: 56: 88-89.
5- سورة الواقعة: 56: 92 - 94.

(1374) 2-(1) حدّثنا عليّ بن عيسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد ماجيلويه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد خالد بن البرقي، عن محمّد بن حسّان السلمي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

عن آبائه (علیهم السلام) قال: «نزل جبرئيل (علیه السلام) على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: يا محمّد، السلام يُقرؤك السلام ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهنّ، والأرضين السبع ومَن(2) عليهنّ، وما خلقتُ موضعاً(3) أعظم من الرُّكن والمقام، ولو أنّ عبداً دعاني هناك منذ خلقتُ السماوات والأرضين ثمّ لقيني جاحداً لولاية عليّ لأكببته في سَقَر».

(أمالي الصدوق: المجلس 73، الحديث 12)

(1375) 3-(4) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبداللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال:

سمعت أبا عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق (علیه السلام) يقول: «لو أنّ عدوّ عليّ جاء إلى

ص: 308


1- رواه البرقي في الباب 15 من كتاب عقاب الأعمال من المحاسن: ص 90 ح 38 وفي ط: 1: 172/ 265 / 48. ورواه أيضاً الصدوق في أوائل كتاب عقاب الأعمال: ص 209 - 210 عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن أبي عبداللّه، عن محمّد بن حسان السلمي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: «نزل جبرئيل...» وذكر الحديث.
2- فى المحاسن: «وما».
3- في المحاسن: «خلقاً».
4- ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي: 8: 161 ح 163 عن عدة من أصحابه، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن مرازم، ويزيد بن حمّاد، جميعاً عن عبداللّه بن سنان - قال الكليني: فيما أظنّ-، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، بتفاوت يسير.

الفرات، وهو يزخّ زخيخاً(1)، قد أشرف ماؤه على جنبتيه، فتناول منه شربة وقال: بسم اللّه، فإذا شربها قال: الحمد للّه، ما كان ذلك إلّا مَيتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير»(2).

(أمالي الصدوق: المجلس 94، الحديث 8)

(1376) 4-(3) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المِنقَري، عن حَفص بن غياث النَخَعي القاضي:

عن أبي عبداللّه الصادق (علیهما السلام) (في حديث) قال: «إنّ عليّاً (علیه السلام) كان يقول: «لاخَير في الدنيا إلّا لأحد رجلين: رجل يزداد كلّ يوم إحساناً، ورجل يتدارك سيّئته(4) بالتوبة». وأنّى له بالتوبة؟ واللّه لو سَجَد حتّى ينقطع عُنُقه ما قَبِل اللّه منه إلّا بولايتنا أهل البيت».

(أمالي الصدوق: المجلس 95، الحديث 2)

تقدّم تمامه في باب مناجاة موسى (علیه السلام) من كتاب النبوّة.

(1377) 5- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير الكوفي إجازة، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا عليّ بن أسباط، عن محمّد بن يحيى أخي مغلّس، العلاء بن رزین:

عن محمّد بن مسلم عن أحدهما (علیهما السلام) قال: قلت له: إنّا نرى الرجل من

ص: 309


1- زَخَّ الجمرُ ونحوُه يزِخُّ زَخّاً و زخيخاً: اشتدَّ وَهَجُه.
2- قال العلّامة المجلسي في البحار: 27: 219: الغرض بيان أنّ مثل هذا الماء مع وفوره و كثرته وعدم توهّم إسراف وغصب وتضييق على الغير، إذا شرب منه رعاية الاٰداب المستحبّة كان عليه حراماً لكفره، وإنّما أبيح نعم الدنيا للمؤمنين.
3- ورواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسير الآية 157 من سورة الأعراف في تفسيره: ج 1 ص 243.
4- في تفسير القمّي: «منيّته».

المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع، فهل ينفعه ذلك شيئاً؟

فقال: «يا محمّد إنّما مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل، وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلّا دعا فأجيب، وإنّ رجلاً منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له، فأتى عيسى بن مريم (علیه السلام) يشكو إليه ما هو فيه، ويسأله الدعاء له، فتطهّر عيسى وصلّى ثمّ دعا، فأوحى اللّه إليه: «يا عيسى، إنّ عبدي أتاني من غير الباب الّذي أؤتى منه، إنّه دعاني وفي قلبه شكّ منك، فلودعاني حتّى ينقطع عنقه و تنتثر أنامله، ما استجبت له».

فالتفت عيسى (علیه السلام) فقال: تدعو ربّك(1) وفى قلبك شكّ من نبيّه؟!

فقال: يا روح اللّه وكلمته، قد كان واللّه ما قلت، فاسأل اللّه أن يذهب به عنّي، فدعا له عيسى (علیه السلام)، فتقبّل اللّه منه وصار في حدّ أهل بيته، كذلك نحن أهل البيت، لا يقبل اللّه عمل عبد وهو يشكّ فينا».

(أمالي المفيد: المجلس 1، الحديث 2)

(1378) 6-(2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام، عن مرازم [بن حكيم الأزدي]، عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما بال أقوام من أُمّتي إذا ذكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم استبشرت قلوبهم وتهلّلت وجوههم، وإذا ذكرت وأهل بيتي اشمأزّت قلوبهم وكلحت وجوههم(3)؟! والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لو أنّ رجلاً لقي اللّه بعمل سبعين نبيّاً ثمّ لم يأت(4) بولاية أولى الأمر منّا أهل البيت(5)، ما قبل اللّه منه صرفاً ولا

ص: 310


1- في بعض النسخ: «تدعو اللّه».
2- لاحظ تخريج الحديث التالي.
3- كَلَحَ فلانٌ كُلُوحاً: عبس وزاد عُبوسه.
4- في بعض النسخ: «لم يلقه».
5- في نسخة مطبوعة: «أولى الأمر من أهل البيت».

عدلاً»(1).

(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 8)

(1379) 7-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن الحسن الكوفي قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني قال: حدّثنا سلّام بن أبي عمرة الخراساني، عن سعد بن سعيد، عن يونس بن الخبّاب [الأسيّدي مولاهم الكوفي](3)، عن عليّ بن

ص: 311


1- قال الجزري في النهاية: 3: 24: قد تكرّرت هاتان اللفظتان في الحديث، فالصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة.
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 81 عن ابن الشيخ، عن أبيه، وفي ص 133 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ الطوسي. والحديث - مع اختلاف - رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 495 ح 880، ومحمد بن جرير الطبري في المسترشد: ص 615 ح 280، والعلّامة المجلسي في الباب 11 من کتاب الإمامة من بحار الأنوار: 23: 221 ح 23 عن كنز جامع الفوائد، كلّهم عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیهم السلام). ورواه الاسترآبادي في تفسير الآية 33 من سورة آل عمران عن الشيخ... عن أبي جعفر محمّد بن على الباقر (علیهم السلام). ورواه في مصباح الأنوار ص 158 (مخطوط)، كما في هامش تأويل الآيات الظاهرة: 1: 106. وقال البحراني في البرهان: 1: 279: والروايات في أنّ الأعمال قبولها تتوقّف على موالاة أهل البيت (علیهم السلام) أكثر من أن تُحصى.
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في التاريخ الكبير: 8: 404، والجرح و التعديل: 9: 238، والضعفاء الكبير: 4: 458، والمجروحين - لابن حبّان -: 3: 139، والمؤتلف والمختلف - للدارقطني: 1: 471 والكامل في الضعفاء - لابن عدي - 7: 172، وتهذيب الكمال: 32: 504/7174 ، وتهذيب التهذيب: 11: 382/ 8225، وميزان الاعتدال: 4: 479 / 9903، ولسان المیزان: 9: 330/ 14992، وتاريخ الإسلام - وفيات سنة 121 - 140 -: ص 571، وفي الأصل: «الحباب».

الحسين زين العابدين (علیه السلام)(1) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا و استبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اشمأزّت قلوبهم؟! والّذي نفس محمّد بیده، لو أنّ عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيّاً ما قبل اللّه ذلك منه حتّى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 43)

(1380) 8- حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثني العبّاس بن يوسف الشكلي قال: حدّثنا عبد اللّه بن هشام قال: حدّثنا محمّد بن مصعب القرقساني قال: حدّثنا الهيثم بن جمّار، عن يزيد الرقاشي:

عن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قافلين من تبوك، فقال لي في بعض الطريق: «ألقوا لي الأحلاس والأقتاب»(2). ففعلوا، فصعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فخطب، فحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثمّ قال: «معاشر النّاس، ما لي إذا ذُكر آل إبراهيم (علیه السلام) تهلّلت وجوهكم، وإذا ذكر آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كأنّما يُفقأ في وجوهكم حبّ الرمّان، فوالّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية عليّ بن أبي طالب، لأكبّه اللّه عزّ وجلّ في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 11، حديث 66)

ص: 312


1- في شرح الأخبار والمسترشد وكنز جامع الفوائد - على ما في البحار: 23: 221- و تأويل الآيات الظاهرة نقلاً عن أمالي الشيخ: «عن محمّد بن عليّ بن الحسين (علیه السلام)» و هذا هو الظاهر، لأنّ يونس بن خباب من أصحاب الباقر (علیه السلام) كما في رجال البرقي ورجال الشيخ (18)، وترجمة يونس بن الخباب من تهذيب الكمال: 32: 504/7174.
2- الحِلْس: كلّ ما ولي ظَهر الدابّة تحت الرَّحل والقَتَب والسرج، وما يُبسَطُ في البيت من حصير ونحوه تحت كريم المتاع، والمراد هنا الأوّل. والقَتَبُ: الرَّحلُ الصغير على قدر سنام البعير، جمعه أقتاب.

(1381) 9-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا عليّ بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن الحسن النهاوندي قال: حدّثنا أبو الخزرج الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل قال: حدّثنا أبان بن أبي عيّاش قال: حدّثنا جعفر بن إياس، عن أبي سعيد الخدري:

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «والّذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلّا أكبّه اللّه على وجهه في نار جهنّم».

(أمالي المفيد: المجلس 25، الحديث 3)

يأتي تمامه في كتاب العشرة.

(1382) 10-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عبد الكريم بن محمّد قال: حدّثنا سهل بن زَنجلة الرازي قال: حدّثنا ابن أبي أويس قال: حدّثني أبي، عن حميد بن قيس، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:

ص: 313


1- ورواه الهندي في كنز العمّال: 15: 34 ح 39955 نقلاً عن ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والضياء المقدسي في المختارة.
2- ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 11: 142 ح 11412 عن العبّاس بن الفضل الأسفاطي، عن إسماعيل بن أبي أويس، لكن متنه مثل الحديث التالي، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 171. وأخرجه الحاكم في باب مناقب أهل البيت (علیهم السلام) من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 148 - 149، وصحّحه هو والذهبي. ورواه أبو بكر اللفتواني في الأربعين، كما في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كشف الغمّة: 1: 96 في عنوان «ما جاء في محبّته (علیه السلام)». ورواه العماد الطبري في بشارة المصطفى: ص 260 ح 515. ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 15 وقال: أخرجه الملا في سيرته. وروى الديلمي صدره في الفردوس: 5: 391 ح 8256. وروى نحوه الطبراني في الأوسط: ج 8 ح 7757، والسيوطي في إحياء الميت: ص 36 ح 20 عن عبداللّه بن جعفر.

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا بني عبد المطّلب، إنّي سألت اللّه لكم أن يعلّم جاهلكم وأن يثبّت قائمكم، وأن يهدي ضالّكم، وأن يجعلكم نجداء جوداء رحماء، أما واللّه لو أنّ رجلاً صفّ قدميه بين الركن والمقام مصلّياً ولقي اللّه ببغضكم أهل البيت لدخل النّار».

(أمالي المفيد: المجلس 30، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فلقي اللّه ببغضكم أهل البيت دخل النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 27)

وعن المفيد، عن أبي الطيّب الحسين بن محمّد التمّار، عن ابن أبي أويس مثله، إلّا أنّ فيه: «... رحماء، ولو أنّ رجلاً صلّى وصفّ قدميه بين الركن والمقام ولقي اللّه ببغضكم أهل البيت دخل النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 38)

(1383) 11-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن مستورد قال: حدّثنا نصر بن مزاحم قال: حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم، وعن أبي الطفيل، عن بشر بن غالب، وعن سالم بن عبداللّه، كلّهم ذكروا عن ابن عبّاس:

أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «يا بني عبد المطّلب، إنّي سألت اللّه عزّ وجلّ ثلاثاً: أن يثبّت قائلكم(2)، وأن يهدي ضالّكم، وأن يعلّم جاهلكم، وسألت اللّه تعالى أن يجعلكم جوداء نُجباء رحماء، فلو أنّ امرءاً صفن بين الركن والمقام فصلّى وصام، ثمّ

ص: 314


1- ورواه الحاكم في باب مناقب أهل البيت (علیهم السلام) من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 148 - 149، وفي طبع: ص 161 ح 4712. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.
2- في المعجم الكبير: «قائمكم»، وهو الظاهر الموافق للحديث المتقدّم.

لقي اللّه عزّ وجلّ وهو لأهل بيت محمّد مبغض دخل النّار».

(أماليالطوسي: المجلس 9، الحديث 27)

(1384) 12-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا عبد اللّه [بن] أحمد بن مستورد قال: حدّثنا عبداللّه بن يحيى، عن عليّ بن عاصم (2):

عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا عليّ بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام): «أيّ البقاع أفضل»؟

فقلت: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

فقال: «إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع، ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا، لم ينفعه ذلك شيئاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 22)

(1385) 13-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) عن محمّد بن يعقوب الكلينى، عن عدّة من أصحابه، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن أبي طلحة:

عن معاذ بن كثيرقال: نظرتُ إلى الموقف والنّاس فيه كثير، فدنوت إلى أبي عبد اللّه (علیه السلام) فقلت: إنّ أهل الموقف لكثير.

قال: فصوّب ببصره فأداره فيهم، ثمّ قال: «ادنُ منّي يا أبا عبداللّه». فدنوت

ص: 315


1- تقدّم تخريجه في باب وجوب معرفة الإمام (3).
2- الظاهر زيادة «عليّ بن»، كما يظهر ذلك من المحاسن وثواب الأعمال، ومن ترجمة عاصم بن حميد، وعبد الرحمان بن أبي نجران، وأبي حمزة الثمالي.
3- رواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي: 8: 237 ح 318.

منه فقال: «غثاء(1) يأتي به الموج من كلّ مكان، لا واللّه ما الحجّ إلّا لكم، ولا واللّه ما يتقبّل اللّه إلّا منكم».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 12)

(1386) 14-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا قاسم بن الضحاك قال: حدّثني شهر بن حوشب أخو العوّام، عن أبي سعيد الهمداني:

عن أبي جعفر (علیه السلام) [في قوله تعالى:] (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)(3)، قال: «واللّه لو أنّه تاب وآمن وعمل صالحاً، ولم يهتد إلى ولايتنا ومودّتنا ومعرفة فضلنا، ما أغنى عنه ذلك شيئاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 6)

ص: 316


1- قال في النهاية: الغثاء - بالضمّ والمد - ما يجيء فوق السيل ممّا يحمله من الزبد والوسخ.
2- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: ص 258 ح 352. وروى الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 82 من سورة (طه) في شواهد التنزيل: 1: 493 ح 521 بإسناده عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم فقال: إن اللّه تعالى يقول: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب: «إلى ولايتك». ولاحظ الباب 10 - الولاية - من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن - للبرقي -: ص 142 ح 35 وفي ط: 1: 237، والحديث 6 من الباب 10 من الجزء الثاني من بصائر الدرجات: ص 78، والحديث 5 من عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت كافّة...» من الأمالي الخميسيّة: 1: 148 و 149، وتفسير القمّي: 1: 392 تفسير الآية 82 من سورة (طه)، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: 1: 491494 ح 518 - 523.
3- سورة مريم: 19: 60.

(1387) 15-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال: حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم:

عن عمّار بن موسى الساباطي قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): إن أبا أُميّة يوسف بن ثابت حدّث عنك أنّك قلت: «لا يضرّ مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل»؟

فقال (علیه السلام): «إنّه لم يسألني أبوأُميّة عن تفسيرها، إنما عنيت بهذا: أنّه مَن عرف الإمام من آل محمّد (علیهم السلام) وتولّاه، ثمّ عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قُبل منه ذلك، وضوعف له أضعافاً كثيرة، فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة، فهذا ما عنيت بذلك، وكذلك لا يقبل اللّه من العباد الأعمال الصالحة الّتي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الّذي ليس من اللّه تعالى».

فقال له عبداللّه بن أبي يعفور: أليس اللّه تعالى قال: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)(2)، فكيف لا ينفع العمل الصالح ممّن تولّى أئمّة الجور؟

فقال له أبو عبد اللّه (علیه السلام): «وهَل تدري ما الحسنة الّتي عناها اللّه تعالى في هذه الآية؟ هي واللّه معرفة الإمام وطاعته، وقال عزّ وجلّ: (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(3)، وإنّما أراد بالسيّئة إنكار الإمام الّذي هو من اللّه تعالى».

ثمّ قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من اللّه

ص: 317


1- ورواية أبي أُميّة عن الإمام الصادق (علیه السلام) رواه الكليني في باب «أنّ الإيمان لا يضرّ معه سيّئة...» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: 2: 464 ج 3 عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن بكير، عن أبي أُميّة يوسف بن ثابت، بزيادة في آخره.
2- سورة النمل: 27: 89.
3- سورة النمل: 27: 90.

وجاء منكراً لحقّنا جاحداً بولايتنا، أكبّه اللّه تعالى يوم القيامة في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 90)

(1388) 16-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض بن فياض العجلي الساوي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام)، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عن جبرئيل (علیه السلام):

عن اللّه تعالى قال: «وعزّتي وجلالي لأعذّبنّ كلّ رعيّة في الإسلام دانت بولاية إمام جائر(2) ليس من اللّه عزّ وجلّ، وإن كانت الرعيّة في أعمالها برّة تقيّة، و لأعفونّ عن كلّ رعيّة دانت لولاية إمام عادل من اللّه تعالى(3)، وإن كانت الرعيّة في أعمالها طالحة مسيئة»(4).

(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 11)

ص: 318


1- ورواه الصدوق في أوائل كتاب عقاب الأعمال: ص 206، وفضائل الشيعة: ح 12 عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني. ورواه الكليني في باب «فيمن دان اللّه عزّ وجلّ بغير إمام من اللّه جلّ جلاله» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 376 ح 4 بإسناده عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قال اللّه تبارك وتعالى: «لاعذّبنّ كلّ رعية...» وذكر الحديث. ورواه البرقي في الباب 18 من كتاب عقاب الأعمال من المحاسن: ص 94 ح 51 مثل رواية الكافي.
2- في عقاب الأعمال: «أطاعت إماماً جائراً...».
3- في عقاب الأعمال: «في الإسلام أطاعت إماماً هادياً من اللّه عزّ وجلّ وإن كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة».
4- في الكافي: «... بولاية كلّ إمام عادل من اللّه، وإن كانت الرعيّة في أنفسها ظالمة مسيئة».

(1389) 17-(1) قال عبد اللّه بن أبي يعفور(2): سألت أبا عبداللّه الصادق (علیه السلام): ما العلّة أن لا دين لهؤلاء، ولا عتب على هؤلاء؟

قال: «لأنّ سيّئات الإمام الجائر تغمر حسنات أوليائه، وحسنات الإمام العادل تغمر سيّئات أوليائه».

(أمالي الطوسي: المجلس 31، الحديث 12)

(1390) 18-(3) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمّد العلوي قال: حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري قال:

حدّثنا الحسن بن على صلوات اللّه عليه(4): «أنّ اللّه عزّ وجلّ بمنّه ورحمته لمّا فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه، لا إله إلّا هو، ليميز الخبيث من الطيّب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحّص ما في

ص: 319


1- وروى نحوه الكليني في الحديث 3 من باب «من دان اللّه عزّ وجلّ بغير إمام من اللّه جلّ جلاله» من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 375 عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبديّ، عن عبداللّه بن أبي يعفور مع زيادات.
2- هذه الرواية وردت بعد الرواية المتقدّمة، ولم يذكر لها سند.
3- ورواه الصدوق (قدّس سرّه) في الحديث 6 من الباب 182 من علل الشرائع: ص 249 إلى قوله (علیه السلام): «والعاقبة للمتّقين» وبعده زيادة «والحمد للّه ربّ العالمين». والشطر الأخير من الحديث أعني قوله (علیه السلام): «سمعت جدّي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» إلى آخره، ينبغي أن يكون جزءاً من حديث آخر.
4- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، فإنّه من أصحاب أبي محمّد العسكري كما في رجال الطوسي (6)، ويدلّ على ذلك: الحديث 6 من الباب 182 من علل الشرائع: ص 249 حيث ورد فيه: «...عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري أنّ العالم كتب إليه - يعني الحسن بن على (علیهما السلام)-...». وفي الأصل: «...إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن على (علیهم السلام)».

قلوبكم، ولتتسابقوا الى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنّته، ففرض عليكم الحجّ والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحاً إلى سبله، ولولا محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والأوصياء من ولده (علیهم السلام) كنتم حيارى كالبهائم، لاتعرفون فرضاً من الفرائض، وهل تدخل قرية إلّا من بابها.

فلمّا منّ عليكم بإقامة الأوّلياء بعد نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(1)، وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً وأمركم بأدائها إليهم، ليحلّ لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب، ثمّ قال عزّ وجلّ: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(2).

فاعلموا أنّ من يبخل فإنّما يبخل عن نفسه، إنّ اللّه هو الغني وأنتم الفقراء إليه، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون(3)، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظالمين.

سمعت جدّي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «خلقت من نور اللّه عزّ وجلّ، وخلق أهل بيتي من نوري، وخلق محبّوهم من نورهم، وسائر الخلق في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 34، الحديث 5)

(1391) 19- أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا عن الحسن بن فضال، عن عليّ بن عقبة:

عن أبي كهمس، و عن زرعة(4)، عن أبي عبد اللّه قال: قلت له: أي الأعمال

ص: 320


1- سورة المائدة: 5: 3.
2- سورة الشورى: 42: 23.
3- تضمين من الآية 94 من سورة التوبة.
4- هذا هو الظاهر، وفي الأصل: وبالإسناد الأوّل عن زرعة، وليس في الروايات المتقدّمة زرعة.

هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: «ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحجّ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا، وخاتمته معرفتنا» الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 39 الحديث 21)

يأتي تمامه في باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.

ص: 321

باب 12- ذمّ مبغضهم (علیهم السلام) وأنّه كافر (مضافاً على ما تقدّم في الباب السابق)

أقول: يأتي كثير من الروايات الواردة في هذا المعنى في ترجمة أمير المؤمنين (علیهم السلام).

(1392) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه قال: حدّثنا عبد الصمد بن محمّد قال: حدّثنا حنان بن سدير قال: حدّثنا سديف المكّي قال: حدّثني محمّد بن عليّ الباقر (علیه السلام) - و ما رأيت محمّديّاً قطّ يعدله - قال: حدّثنا جابر بن عبداللّه الأنصارى قال:

خطبنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: «أيّها النّاس، مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه القيامة يهوديّاً».

قال: قلت: يا رسول اللّه، وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم؟

فقال: «وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم».

(أمالي الصدوق: المجلس 54، الحديث 2)

(1393) 2-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسين محمّد بن المظفّر البزّاز قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا إدريس بن زياد الكفرثوثي قال: حدّثنا حنّان بن سدير، عن سديف المكّي قال: حدّثني محمّد بن عليّ (علیهما السلام)

ص: 322


1- ورواه الطبراني في المعجم الأوسط: 5: 13 - 14 ح 4014 عن عليّ بن سعيد الرازي، عن حرب بن حسن الطحّان، عن حنّان بن سدير، وزاد بعده: «أيّها النّاس، احتجز بذلك من سفك دمه، وأن يؤدّي الجزية عن يد وهم صاغرون، مثّل لي أُمّتي في الطين فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعليّ وشيعته». وأورده القاضي النعمان في عنوان «ذكر مودّة الأئمّة من آل محمّد...» من دعائم الإسلام 1: 75 بزيادة، والفتّال فى روضة الواعظين: ص 271.
2- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم، والحديث 4 من الباب.

-وما رأيت محمّديّاً قطّ يعدله - قال: حدّثني جابر بن عبداللّه الأنصاري قال:

نادى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المهاجرين والأنصار، فحضروا بالسلاح، وصعد النبيّ المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «يا معاشر المسلمين، مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً».

قال جابر فقمت إليه فقلت: يا رسول، وإن شهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه؟

قال: «وإن شهد أن لا إله إلّا اللّه، فإنّما احتجز [بذلك] من سفك دمه أو يؤديّ الجزية عن يد وهو صاغر».

ثمّ قال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً، فإن أدرك الدجّال كان معه، وإن هو لم يدركه بعث في قبره فاٰمن به، إنّ ربّي عزّ وجلّ مثّل لي أُمّتي في الطين، و علّمني أسماءهم كما علّم آدم الأسماء كلّها، فمرّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت اللّه لعليّ وشيعته».

قال حنان بن سدير: فعرضت هذا الحديث على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) فقال لي: «أنت سمعت هذا من سديف»؟

فقلت: الليلة سبع منذ سمعته منه.

فقال: «إنّ هذا الحديث ما ظننت أنّه خرج من في أبي إلى أحد».

(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 4)

(1394) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا الحسين بن عبيداللّه، عن هارون بن موسى قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عليّ الخمري قال: حدّثنا حنّان بن سدير قال: مررت أنا وأبي برجل من ولد أبي لهب يقال له: عبيد اللّه بن إبراهيم، فناداني: يا أبا الفضل، هذا الرجل يحدّثك - وذكر اسم المحدّث، وهو سديف في آخر الحديث، ولم يذكره هاهنا - عن أبي جعفر.

ص: 323


1- لاحظ تخريج الحديث 1 و 4 من الباب.

فقربنا منهم وسلّمنا عليهم فقال له: حدّثه. فقال: حدّثني محمّد بن عليّ الباقر -وما رأيت محمّديّاً قطّ يعدله - عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى صعد المنبر واجتمع المهاجرون والأنصار في الصلاة(1)، فقال: «أيّها النّاس، مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديّاً».

قال جابر فقمت إليه فقلت: يا رسول اللّه، وإن شهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّك رسول اللّه؟

قال: «نعم وإن شهد، إنّما احتجز بذلك من أن يسفك دمه أو يؤديّ الجزية عن يد وهو صاغر».

ثمّ قال: «أيّها النّاس، من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً، وإن أدرك الدجّال آمن به، وإن لم يدركه بعث من قبره حتّى يؤمن به، إنّ ربّي عزّ و جلّ مثّل لي أُمّتي في الطين، و علّمني أسماء أٌمّتي كما علّم آدم الأسماء كلّها، فمرّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعليّ وشيعته».

قال:حنان وقال لي أبي: اكتب هذا الحديث. فكتبته، وخرجنا من غد إلى المدينة، فقدمنا فدخلنا على أبى عبد اللّه (علیه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، إنّ رجلاً من المكّيين يقال له سديف، حدّثني عن أبيك بحديث.

فقال: «وتحفظه»؟

فقلت: كتبته

قال: «فهاته».

فعرضته عليه، فلمّا انتهى إلى: «مثّل لي أُمّتي في الطين، وعلّمني أسماء أُمّتي كما علّم آدم الأسماء كلّها»، قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «يا سدير، متى حدّثك بهذا عن أبي»؟

قلت: اليوم السابع منذ سمعناه منه يرويه عن أبيك.

فقال: «قد كنت أرى أنّ هذا الحديث لا يخرج عن أبي إلى أحد».

(أمالي الطوسي: المجلس 33، الحديث 10)

ص: 324


1- في الحديث المتقدّم عن أمالي المفيد: «السلاح».

(1395) 4-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثني محمّد بن عليّ الكوفي، عن المفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبداللّه الصادق، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه: «مَن أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّاً».

قيل: يا رسول اللّه، وإن شهد الشهادتين؟

قال: «نعم، فإنّما احتجز بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدّي الجزية عن يد وهو صاغر».

ثمّ قال: «من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديّاً».

قيل: فكيف يارسول اللّه؟

قال: «إن أدرك الدجّال آمن به».

(أمالي الصدوق: المجلس 86، الحديث 2)

(1396) 5-(2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي:

عن عليّ بن موسى الرضا (علیه السلام) (في حديث) قال: قلت له: يا ابن رسول اللّه، فما

ص: 325


1- ورواه أيضاً في الحديث 3 من عقاب الأعمال: ص 203 - 204، وفي ط: ص 263. ورواه البرقي في الباب 16 من كتاب عقاب الأعمال من المحاسن: ص 90 ح 39 وفي ط: 1: 173 ح 266/ 49 عن محمّد بن عليّ، عن المفضّل بن صالح. وأورده القاضي النعمان في دعائم الإسلام: 1: 75 إلى قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّما حجز بذلك سفك دمه».
2- ورواه أيضاً في الحديث 21 من الباب 8 من كتاب التوحيد: ص 117، و في الحديث 3 من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 105:1. ورواه الطبرسي (قدّس سرّه) في احتجاجات الإمام الرضا (علیه السلام) من كتاب الاحتجاج: 1: 380 - 382 رقم 286.

معنى الخبر الّذي رووه: «أنّ ثواب لا إله إلّا اللّه النظر إلى وجه اللّه»؟ فقال (علیه السلام): «يا أبا الصلت، من وصف اللّه بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه اللّه أنبياؤه و رسله وحججه - صلوات اللّه عليهم - هم الّذين بهم يتوجّه إلى اللّه وإلى دينه و معرفته، وقال اللّه عزّ وجلّ: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ)(1)، وقال عزّ و جلّ: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(2)، فالنظر إلى أنبياء اللّه ورسله و حججه (علیهم السلام) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة»، وقال (علیه السلام): «إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني»، يا أبا الصلت إنّ اللّه تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدرك بالأبصار والأوهام».

(أمالي الصدوق: المجلس 70، الحديث 7)

تقدّم تمامه في كتاب التوحيد.

(1397) 6- أبو عبد اللّه المفيد بإسناده عن سلمان، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «تفترق أُمّتي ثلاث فرق: فرقة على الحقّ». (إلى أن قال:) «وفرقة على الباطل لا ينقص الحقّ منه شيئاً، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي، مثلهم مثل الحديد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليه لم يزده إلّا شرّاً».

(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 3)

تقدّم إسناده في الباب الأوّل(3)، وسيأتي تمامه في أبواب الحوادث والفتن.

(1398) 7-(4) أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عمر بن أسلم قال: حدّثنا سعيد بن يوسف

ص: 326


1- سورة الرحمان: 55: 26 - 27.
2- سورة القصص: 28: 88.
3- تقدّم في ص 240 ح 10.
4- ورواه الصدوق في الحديث 9 من فضائل الشيعة، والسيّد أبو طالب في أماليه: ص 74 ح 98.

البصري، عن خالد بن عبدالرحمان المدائني، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى:

عن أبي ذرّ الغفاري (رضی اللّه عنه) قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد ضرب كتف عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بيده وقال: «يا عليّ، مَن أحبّنا فهو العربيّ، ومن أبغضنا فهو العلج» الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 24)

تقدّم تمامه في الباب الأوّل.

(1399) 8- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن أبي أيّوب بساحل الشام، قال: حدّثنا جعفر بن هارون المصيصي قال: حدّثنا خالد بن يزيد القسريّ قال: حدّثني أُمّي [بن ربيعة المرادي أبو عبد الرحمان الكوفي] الصيرفي قال:

سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر (علیهما السلام) يقول: «برئ اللّه ممّن تبرّأ منّا(1)، لعن اللّه مَن لعننا، أهلك اللّه مَن عادانا، اللّهمّ إنّك تعلم أنّا سبب الهدى لهم، وإنّما يعادونا [لك]، فكُن أنت المنفرد بعذابهم».

(أمالى المفيد: المجلس 37، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «وإنّما يُعادوننا لك، فكُن أنت المتفرد بعداوتهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 28)

(1400) 9-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال: حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قال:

ص: 327


1- في نسخة والبحار: «ممّن يبرأ منّا».
2- تقدّم تخريجه في الباب الخامس: الحديث 20.

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «واللّه لأذودنّ بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعداءنا، ولأوردنّه(1) أحبّاءنا».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 40)

(1401) 10-(2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال: حدّثنا عمرو بن إبراهيم قال: حدّثنا سوار بن مصعب الهمداني، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مَن زعم أنّه آمن بي وبما جئت به، وهو يبغض عليّاً فهو كاذب ليس بمؤمن».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 33)

(1402) 11- وعن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، عن جعفر بن محمّد بن هشام قال: حدّثنا الحسين بن نصر قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا غضاض بن الصلت الثوري(3)، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه قال:

سمعت محمّد بن الحنفيّة يحدّث عن أبيه (علیه السلام) قال: «ما خلق اللّه عزّ وجلّ شيئاً شرّاً من الكلب، والناصب شرٌّ منه».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 55)

ص: 328


1- وفى نسخة: «ليردنّه».
2- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 153، والخوارزمي في الفصل 6 من المناقب: ص 76 ح 57، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 210 ح 712. وانظر الحديث 974 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمد بن سليمان الكوفي-: 2: 476.
3- لم أجد له ترجمة، وفي الرواة عن الربيع بن المنذر: «محمّد بن الصلت» كما في الجرح والتعديل: 3: 470، ولعله هو.

باب 13- عقاب من آذاهم وظلمهم (علیهم السلام)

(1403) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: حدّثنا النضر بن شعيب، عن خالد القلانسي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من اُمّتي فيشفّعني اللّه فيهم، واللّه لا تشفّعت فيمن آذى ذريّتي».

(أمالي الصدوق: المجلس 49، الحديث 3)

(1404) 2-(1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن رزمة القزويني قال: حدّثنا أحمد بن عيسى بن العلوي الحسيني قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: حدّثنا أرطاة بن حبيب، عن محمّد بن ذكوان(2)، عن [أبي خالد](3) عمرو بن خالد [الواسطي] قال:

حدّثني زيد بن عليّ (علیه السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين (علیهما السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني الحسين بن عليّ (علیهما السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدّثني [أمير المؤمنين] عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو آخذ بشعره:

ص: 329


1- ورواه أيضاً في الباب 25 - ما جاء عن الرضا (علیه السلام) في زيد بن عليّ - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 226 ح 3، وفي ط ص 478 - 479 ح 189. ورواه الجنابذي في معالم العترة النبويّة، كما في ترجمة الإمام الباقر (علیه السلام) من كشف الغمّة: 2: 332. ورواه الخوارزمي في الفصل 19 - فضائل له شتّى - من المناقب: ص 328 ح 344، وفي الفصل 12 من مقتل الحسين: 2: 97 رقم 415، وأبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في الحديث 7 من كتاب المسلسلات المطبوع في آخر كتاب جامع الأحاديث ص 245، و السخاوي في الحديث 73 من المسلسلات، والطبري في دلائل الإمامة: ص 135 ح 44، وابن عساكر في ترجمة محمّد بن عليّ بن الحسين المعروف بابن الخياط من تاريخ دمشق: 54: 308، وابن الجوزي في مسلسلاته ح 30. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات اللّه عليهم» من روضة الواعظين: ص 273. وأشار إليه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2: 142.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة أرطاة بن حبيب ومحمّد بن ذكوان في كتب التراجم، وفي أمالي الصدوق: «حيب بن أرطاة، عن محمّد بن ذكوان»، وفي أمالي الطوسي: «أرطاة بن حبيب، عن عبيد بن ذكوان».
3- ما بين المعقوفين هنا وفي الموارد التالية من أمالي الطوسي.

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو آخذ بشعره(1) قال: «من آذى شعرة منّي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللّه [عزّ وجلّ]، ومن آذى اللّه [عزّ وجلّ] لَعَنه اللّه ملء السماء وملء الأرض».

(أمالي الصدوق: المجلس 53، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، عن عبّاد بن يعقوب الأسدي مثله، إلّا أنّ فيه: «ومن آذى اللّه لعنه ملء السماوات وملء الأرض»، وتلا: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 12)

(1405) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا

ص: 330


1- في أمالي الطوسي: «سمعت أبي الحسين بن عليّ وهو آخذ بشعره، قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وهو آخذ بشعره، قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو آخذ بشعره».
2- سورة الأحزاب: 33: 57.

الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ هذه الشعرات فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه تعالى، ومَن أبغضها وآذاها فقد أبغضني وآذاني، ومَن آذاني فقد آذى اللّه تعالى، ومَن آذى اللّه تعالى لعنه اللّه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيرا» فقال أصحابه: وما شعراتك هذه يا رسول اللّه؟ قال: «عليّ وفاطمة والحسن و الحسين»، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

سيأتي تمامه فى حديث الشورى من أبواب الملاحم والفتن.

(1406) 4-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: أخبرني محمّد بن يحيى الخزّاز قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):

قال عليّ (علیه السلام): «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دخل على ابنته فاطمة (علیها السلام)، وإذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها ورمت بها، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي يا فاطمة»، ثمّ جاء سائل فناولته القلادة، ثمّ قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اشتدّ غضب اللّه و غضي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي».

(أمالي الصدوق: المجلس 71، الحديث 8)

ص: 331


1- ورواه الحميري في الجعفريّات: ص 183، إلّا أنّه جعله حديثين. ورواه ابن شهر آشوب في سيرة فاطمة (علیها السلام) من المناقب: 3: 343 عن أبي صالح المؤذّن في كتابه. وذيل الحديث - اشتدّ غضب اللّه...- رواه الصدوق في الباب 31- فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من العيون: 2: 30 ح 11، والخوارزمي في الفصل 12 - في بيان عقوبة قاتل الحسين (علیه السلام) - من مقتل الحسين: 2: 84 عن أحمد بن عامر الطائي، عن الإمام الرضا (علیه السلام). و رواه ابن المغازلي في الحديث 64 من المناقب: ص 41 - 42 عن أبي الحسن أحمد بن المظفّر، عن عبداللّه بن محمّد ابن السقّاء، عن محمّد بن محمّد، عن موسى بن إسماعيل. وفي الحديث 98 من صحيفة الإمام الرضا (علیه السلام): «اشتدّ غضب اللّه وغضب رسوله على من أهرق دم ذريّتي أو آذاني في عترتي». ونحوه رواه الطبري في مناقب فاطمة (علیها السلام) من ذخائر العقبي: 39.

(1407) 5-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن المظفّر البزّاز قال: حدّثنا أحمد بن عبيد العطاردى قال: حدّثنا أبو بشر بن بكير قال: حدّثنا زياد بن المنذر قال: حدّثني أبو عبداللّه مولى بني هاشم قال:

حدّثنا أبوسعيد الخدري قال: لمّا كان يوم أُحُد شجّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في وجهه، وكسرت رباعيته، فقام (علیه السلام) رافعاً يديه يقول: «إنّ اللّه اشتدّ غضبه على اليهود أن قالوا: عُزير بن اللّه، واشتدّ غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح بن اللّه، وإنّ اللّه اشتدّ غضبه على مَن أراق دمي وآذاني في عترتي».

(أمالى الطوسى: المجلس 5 الحديث 44)

(1408) 6-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو حفص

ص: 332


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 280 - 281 ح 577 عن أبي سعيد الخدري. وكلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) رواه العيّاشي في تفسير سورة براءة في تفسيره: 2: 86 عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، مع مغايرة جزئيّة. ورواه الهندي في كنز العمّال: 10: 435 ح 30050 نقلاً عن ابن النجّار. وانظر عنوان «باب شدّة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في البأس...» من دلائل النبوّة – للبيهقي-: ج 3 ص 258 وما بعده.
2- هذا هو الحديث 38 من صحيفة الإمام الرضا (علیه السلام): ص 49، وفيه: «... وقاتلهم، و المعين عليهم ، ومَن سبّهم...». ورواه في مصباح الأنوار: 30 (مخطوط) على ما في هامش تأويل الآيات الظاهرة: 1: 115 ح 26. ورواه السيّد أبوطالب في أماليه: ص 121 ح 187 عن أبي الحسين يحيى بن الحسين بن محمّد بن عبيد اللّه الحسني، عن عليّ بن محمّد بن مهرويه. واه الخركوشي في الباب 27 من شرف النبيّ: ص 274 - 275. ورواه الصدوق في الباب 31- فيما جاء عن الرضا (علیه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 37 ح 65 بسندين إلى الإمام الرضا (علیه السلام)، إلا أنّ فيه: «... وعلى مَن قاتلهم وعلى المعين عليهم، وعلى من سبّهم...»، وقريباً من رواية العيون أورده السبزواري في الفصل 125 من جامع الأخبار: ص 456 - 457 ح 1284: 4. وروى نحوه الحمّويي في فرائد السمطين: 2: 279 ح 543 بإسناده عن أحمد بن عامر الطائي، عن الرضا، عن آبائه (علیهم السلام). وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 273 في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات اللّه عليهم» بتفاوت.

عمر بن محمّد قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني قال: حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «حُرّمت الجنّة على مَن ظلم أهل بيتي وقاتلهم، وعلى المعترض عليهم ، والسابّ لهم، (أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(1)».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 24)

(1409) 7- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي

ص: 333


1- سورة آل عمران: 3: 77.

قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلّام الضرير قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا المكّي قال: حدّثني كثير بن طارق(1):

عن زيد بن عليّ، عن أبيه (علیه السلام) (في حديث) قال: قال عمر بن الخطّاب: «أيّها النّاس، سمعت نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «احفظوني في عترتي وذريّتي، فمن حفظني فيهم حفظه اللّه، ألا لعنة اللّه على من آذاني فيهم» - ثلاثاً -».

(أمالي الطوسى: المجلس 40، الحديث 7)

تقدّم تمامه في الباب 8- ما يجب من حفظ حرمة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عترته-.

ص: 334


1- ما ذكرته من السند إلى كثير بن طارق موجود في أوّل المجلس 41، وفي الأصل هنا: كثير، عن زيد بن عليّ، وليس في الروايات المتقدّمة عليها رواية في سندها كثير.

باب 14- الصلاة عليهم (علیهم السلام)

(1410) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: محمّد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم (رحمه اللّه) قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال:

قال الرضا (علیه السلام): «مَن لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمّد وآله، فإنّها تهدم الذُّنوب هَدْماً».

(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحديث 9)

(1411) 2-(2) وبالسند المتقدّم عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: قال الرضا (علیه السلام): «الصلاة على محمّد وآله تعدل عند اللّه عزّ وجلّ التسبيح والتهليل والتكبير».

(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحديث 9)

(1412) 3-(3) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع، عن أبيه قال: حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن

ص: 335


1- ورواه أيضاً في الباب 28 - فيما جاء عن الإمام الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا: 1: 265 ح 52، وفي طبع: ص 549 ح 273. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص 322.
2- ورواه أيضاً في الباب 28 - فيا جاء عن الإمام الرضا (علیه السلام) من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 1: 265 ح 52، وفي طبع: ص 549 ح 274. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 322.
3- وأورده الفتّال في أوائل عنوان - مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) - من روضة الواعظين: ص 323. وروى ابن حجر المكّي في باب الاٰيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام) الآية الثانية: الأحزاب: 56 من الصواعق: ص 146 عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء» فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: «تقولون: اللهمّ صلّ على محمّد، وتمسكون، بل قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد واٰل محمّد». وروى السهمي في ترجمة الحسن بن الحسين الجرجاني الشاعر من تاريخ جرجان: ص 189 تحت الرقم 263 بإسناده إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «إنّ اللّه فرض على العالم الصلاة على رسول اللّه وقرننا به، فمن صلّى على رسول اللّه ولم يصلّ علينا لقي اللّه تعالى وقد بتر الصلاة عليه وترك أوامره». ورواه القندوزي في الحديث 14 من المقدّمة نقلاً عن الصواعق وعن جواهر العقدين: 2: 155.

أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ سيّد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من صلّى عَلَيّ ولم يصلّ على آلي لم يجد ريح الجنّة، وأنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمس مئة عام».

(أمالي الصدوق: المجلس 36، الحديث 13)

(1413) 4-(1) حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي (رحمه اللّه) قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير:

عن مالك الجهني قال: ناولتُ أبا عبد اللّه (علیه السلام) شيئاً من الرياحين، فأخذه فشمّه و وضعه على عينيه، ثمّ قال: «من تناول ريحانةً فشمّها ووضعها على عينيه، ثمّ قال: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، لم تقع على الأرض حتّى يغفر له».

(أمالي الصدوق: المجلس 45، الحديث 7)

ص: 336


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الدعاء في حوائج المؤمنين» من روضة الواعظين: ص 327.

(1414) 5- حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثني أبي قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من قال: صلى اللّه على محمّد وآله، قال اللّه جلّ جلاله: صلى اللّه عليك فليكثر من ذلك. ومن قال: صلى اللّه على محمّد، ولم يصلّ على آله لم يجد ريح الجنّة، وريحها توجد من مسيرة خمس مئة عام».

(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن الصدوق مثله، من قوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من قال: صلى اللّه على محمّد ولم يصلّ على آله» إلى آخر الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 5)

(1415) 6-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه:

عن معاوية بن عمّار قال: ذكرت عند أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) بعض الأنبياء فصلّيت عليه، فقال: «إذا ذكر أحد من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمّد، ثمّ عليه، صلى اللّه على محمّد وآله وعلى جميع الأنبياء».

(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله، إلّا أنّ فيه: «إذا ذكرت

أحداً من الأنبياء».

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 8)

ص: 337


1- وأورده الفتّال في أوائل عنوان - مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)- من روضة الواعظين: ص 322.

(1416) 7 -(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي قال: حدّثنا عليّ بن الجعد قال: أخبرنا شعبة قال: حدّثنا الحكم قال:

سمعت ابن أبي ليلى يقول: لقيت كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خرج علينا فقلنا: يا رسول اللّه، قد علّمتنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟

قال: قولوا: «اللّهم صلّ على محمّد كما صلّيت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد، وبارك على آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد».

(أمالي الصدوق: المجلس 61، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 15)

ص: 338


1- لحديث كعب بن عجرة روايتان، أحدهما مثل ما في المتن، وثانيهما: أنّه قال: لمّا نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما)، قلنا: يا رسول اللّه، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ وذكر مثل ما هنا، والحديث - مع اختلاف في اللفظ - رواه جمع كثير من المؤلّفين في كتبهم، فمنهم: عبد الرزّاق الصنعاني باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب الصلاة من المصنّف: ج 2 ص 212 عن عبد اللّه بن محرّر، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن كعب بن عجزة. و عن الثوري، عن الأعمش، عن الحكم. ورواه أيضاً في الحديث:3106: عن ابن جريج قال: حدّثني ابن أبي ليلى. ورواه ابن ماجة في باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب الصلاة من سننه قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، حدّثنا وكيع، حدّثنا شعبة. وحدّثنا محمّد بن بشار، حدّثنا عبدالرحمان بن مهدي و محمّد بن جعفر قالا: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى. ورواه أبوداوود في باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب الصلاة من سننه: ج 1 ص 257 برقم 976 عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى. وانظر أيضاً الحديث 977 و 978 منه. ورواه أحمد في المسند: 5: 290 عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلي. وعن محمّد جعفر، عن شعبة. ورواه أيضاً في ص 290 عن عبدالرزّاق، عن سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في ص 295 عن محمّد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه مسلم في الباب 17 - باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب الصلاة - من صحيحه: ج 1: 305/406- وهو الحديث 65 من كتاب الصلاة - عن محمّد بن المثنّى ومحمد بن بشّار قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث الّذي بعده: عن زُهير بن حرب وأبي كُريب قالا: حدّثنا وكيع، عن شُعبة ومِسعَر، عن الحكم. وقال بعده: حدّثنا محمّد بن بكّار، حدّثنا إسماعيل بن زكريّا، عن الأعمش. وعن مِسعَر، و مالك بن مَغوَل، كلّهم عن الحكم، بهذا الإسناد مثله. ورواه الطحاوي في الباب 354 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلّم في كيفيّة الصلاة عليه - من كتاب مشكل الآثار: ج 3 ص 52 تحت الرقم 2374 عن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي عامر العقدي، وحدّثنا بكار بن قتيبة، حدّثنا وهب بن جرير،قالا: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 2375 عن أبي أُميّة، عن عبد اللّه بن محمّد بن حفص التيمي، عن عبدالواحد بن زيد، عن فروة، عن عبداللّه بن عيسى بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً تحت الرقم 2373 ص 51 عن أُميّة، عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 2373 عن أبي أُميّة، عن قبيصة، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: ج 19 ص 124 برقم 270 بإسناده عن آدم بن أبي إياس وعثمان وسليمان بن حرب وعاصم بن عليّ وعمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 272 بإسناده عن أبي نعيم والربيع بن يحيى الأشناني قالا: حدّثنا مالك بن مغول، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً فى الحديث 266 و 267 و 268 بإسناده عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 269 بإسناده عن عمرو بن قيس، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 271 بإسناده عن فطر بن خليفة، عن الحكم بن عتيبة. ورواه أيضاً فى الحديث 273 بإسناده عن قيس بن سعد، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 274: عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمّد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 275: بإسناده عن عبد اللّه بن محرر، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلي. ورواه أيضاً في الحديث 276: بأسانيد عن مسعر، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً فى الحديث:277: بإسناده عن مسعر بن كدام وحمزة الزيّات، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 278: بإسناده عن الأجلح، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلي. ورواه أيضاً في الحديث 279: بإسناده عن مجاعة بن الزبير، عن الحكم، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 280: بإسناده عن مجاهد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث281: بإسناده عن مجاهد، عن كعب بن عجرة، ولم يذكر في الحديث عبدالرحمان بن أبي ليلى. ورواه البيهقي في الحديث الثالث من باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في التشهد من كتاب الصلاة من السنن الكبرى: ج 2 ص 147 بإسناده عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في باب الصلاة على أهل بيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، بإسناده عن عبداللّه بن عيسى بن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 4 من باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في التشهد، بإسناده عن سعد بن إسحاق، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أبوبكر بن أبي شيبة في باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب الصلاة من المصنّف: ج 2 ص - 247 - 248 برقم 8631 قال: حدّثنا وكيع، عن مسعر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث8632: عن ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. ورواه البخاري في أواخر الباب 12 من كتاب الأنبياء من صحيحه: ج 4 ص 178 عن قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا: حدّثنا عبدالواحد بن زياد، عن أبي قُرّة مسلم بن سالم الهَمْداني، عن عبداللّه بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه أيضاً في الحديث 2 من تفسير الآية من سورة الأحزاب من كتاب التفسير من صحيحه: ج 6 ص 151 عن سعيد بن يحيى، عن أبيه، عن مسعر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى. ورواه أبو نعيم في ترجمة عبد الرحمان بن أبي ليلى - رقم 285 - من حلية الأولياء: ج 4 ص 356 بسندين عن الأعمش ومالك بن مغول، عن الحكم بن سعيد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. ثمّ قال: صحيح متفق عليه، رواه عن الحكم شعبة، وقيس بن سعد، ومنصور، وإدريس الأودي، وعمرو الملائي، وزيد بن أبي أنيسة، ومسعر، وحمزة الزيّات، وعمر بن بشر بن هانئ، والأجلح، وشيبان، وفطر بن خليفة، ومحمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى، وعبداللّه بن محرز، و مجاعة بن الزبير. ورواه الثوري وعليّ بن صالح، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن عبدالرحمان، عن كعب. ورواه عن ابن أبي ليلى، عبد اللّه بن عيسى، وعبداللّه بن عبد اللّه الرازي، وزبير بن عدي، و يزيد بن أبي زياد، وإسماعيل السدّي، وأبو سعد البقّال. ورواه المرشد باللّه الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 125 في عنوان «الحديث الخامس في فضل النبيّ و فضل الصلاة عليه» بإسناده عن فطر بن خليفة، عن الحكم بن عيينة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه ابن الجوزي في الباب 43 من أبواب مرضه ووفاته (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 823 - 824 ح 1556 -1556. ورواه الحمّويي في الحديث 10 من فرائد السمطين بإسناده عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى. والحديث ورد أيضاً من طريق أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، رواه أبوبكر بن أبي شيبة في الحديث 3108 من باب الصلاة على النبيّ من المصنّف: 2: 2448، وأبو داوود في سننه: 1: 257 الحديث،980، وأحمد في المسند: 4: 118، ومسلم في الباب 17 من كتاب الصلاة من صحیحه: 1: 305 ح 407، والطحاوي في الباب 354 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم في كيفيّة الصلاة عليه - من كتاب مشكل الآثار: ج 3 ص 51، الحديث2370، والبيهقي في الحديث الثالث من باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في التشهد من كتاب الصلاة من السنن الكبرى: ج 2 ص 147، وفي باب تعظيم النبيّ وإجلاله وتوقيره من كتاب شعب الإيمان: ج 2 ص 207 ح 1547، والحمّويي في الحديث 7 و 9 من فرائد السمطين: ج 1 ص 29 و 31. ومن طريق أبي سعيد الخدري، رواه البخاري في الحديث 3 من تفسير سورة الأحزاب من كتاب التفسير من صحيحه: 6 151، وأحمد في مسند أبى سعيد من مسنده: 3 47، والطحاوي في الباب 354 من كتاب مشكل الآثار: ج 3 الحديث 2376، والبيهقي في الحديث الثالث من باب الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في التشهد من كتاب الصلاة من السنن الكبرى: ج 2 ص 147. ومن طريق أبي حميد الساعدي، رواه أبو داوود في سننه: 1: 257 الحديث 979، ومسلم في الباب 17 من كتاب الصلاة من صحيحه: 1: 305 ح 407، والطحاوي في مشكل الآثار: ج 3 ح 2378. ومن طريق أبي هريرة، رواه البخاري في الباب 280 من كتاب «الأدب المفرد»: ص 192 - 193 ح 641، والطحاوي في مشكل الآثار: ج 3 ص 53 ح 2380. ومن طريق طلحة، رواه الطحاوي في الباب 354 من كتاب مشكل الآثار: ج 3 ص 50 تحت الرقم 2369. ومن طريق زيد بن ثابت، رواه الطحاوي في الباب 354 من کتاب مشكل الآثار: ج3 ص 51 ح 2371. ومن طريق زيد بن خارجة، رواه الطحاوي في مشكل الآثار: ج 3 ص 52 ح 2377، و النسائي في المجتبى من سننه: 3: 48، وفي الكبرى: 1: 383: 1215، و 6: 19: 9881، والبخاري في ترجمة زيد بن خارجة من التاريخ الكبير بأسانيد، وأحمد في مسند زيد بن خارجة من مسنده: ح 1714، والفسوي في المعرفة والتاريخ: 1: 301، وابن أبي عاصم في الاٰحاد والمثاني: 2000، وأبونعيم في حلية الأولياء: 4: 373 في ترجمة موسى بن طلحة التيمي، والحمّويي في فاتحة فرائد السمطين: 1: 25 ح 2. ومن طريق أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن رجل من أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، رواه في مشكل الآثار: ج 3 ح 7379. ورواه القاضي النعمان في أوّل عنوان: «ذكر إيجاب الصلاة على محمّد وعلى آل محمّد صلى اللّه عليه وعليهم أجمعين...» من دعائم الإسلام: 1: 28 - 29 مرسلاً. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص322 - 323.

ص: 339

ص: 340

ص: 341

ص: 342

(1417) 8-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت:

ص: 343


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 23 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 1 ص 207 - 217 وفي ط ص 446 باب 45 ح 184، وعنه القندوزي في ينابيع المودّة: 1: 131 الحديث 12 من الباب الخامس. وأورده الحرّاني في تحف العقول ص 313 - 322 في عنوان «ومن كلامه (علیه السلام) في الاصطفاء» ممّا روي عن الإمام الرضا (علیه السلام).

عن الرضا (علیه السلام) (في احتجاجه مع جماعة من علماء أهل العراق وخراسان بمرو في فضل العترة) قال: «وأمّا الآية السابعة فقول اللّه تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(1)، وقد علم المعاندون منهم أنّه لمّا نزلت هذه الآية، قيل: يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال: «تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم(2)، إنّك حميد مجيد»، فهل بينكم معاشر النّاس في هذا خلاف»؟

قالوا: لا، الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس: 79، الحدیث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(1418) 9-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد اللّه محمّد بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «لايزال الدعاء محجوباً عن السماء حتّى يصلّى على محمّد وآل محمّد (علیهم السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 35، الحديث 23)

ص: 344


1- سورة الأحزاب: 33: 56.
2- في نسخة: «وعلى آل إبراهيم».
3- وقريباً منه رواه الكليني في كتاب الدعاء من الكافي: 2: 492 باب الصلاة على النبيّ و آله: ح 10 بإسناده عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «كلّ دعاء يدعى اللّه عزّ وجلّ به محجوب عن السماء حتّى يصلّى على محمّد وآل محمّد».

(1419) 10-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبداللّه الصادق (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذات يوم لعليّ (علیه السلام): «ألا أبشّرك»؟

فقال: «بلى بأبي أنت وأُمّى، فإنّك لم تزل مبشّراً بكلّ خير».

فقال: «أخبرني جبرئيل آنفاً بالعجب».

فقال له عليّ (علیه السلام): «وما الّذي أخبرك يا رسول اللّه»؟

قال: «أخبرني أنّ الرجل من أُمّتي إذا صلّى عليّ وأتبع بالصلاة على أهل بيتي، فُتِحَت له أبواب السماء وصلّت عليه الملائكة سبعين صلاة، وإن كان مذنباً خطّاءً، ثمّ تتحاتّ عنه الذنوب كما يتحاتّ الورق من الشجر، ويقول اللّه تبارك وتعالى: «لبيّك يا عبدي وسعديك». ويقول اللّه لملائكته: «يا ملائكتي، أنتم تصلّون عليه سبعين صلاة، وأنا أصلّي عليه مئة صلاة».

وإذا صلّى عليّ ولم يُتبع بالصلاة على أهل بيتي، كان بينها وبين السماء سبعون حجاباً، ويقول اللّه جلّ جلاله: «لا لبّيك ولا سعديك، يا ملائكتي لا تصعدوا دُعاءه إلّا أن يلحق بنبيّي عترته». فلايزال محجوباً حتّى يلحق بي أهل بيتي».

(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 18)

(1420) 11-(2) وبالسند المتقدّم عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن صالح

ص: 345


1- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال: ص 157 عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن على بن معبد، عن واصل بن عبداللّه، عن عبد اللّه بن سنان. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص 323.
2- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص 324. وقريباً منه رواه الصدوق فى عقاب الأعمال: ص 206 عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن المفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن هارون، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) قال: «إذا صلّى أحدكم ولم يصلّ على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خطئ به طريق الجنّة». وفي الأشعثيّات: ص 215 كتاب الدعاء، باب ذكر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الدعاء: «من ذكرت عنده ولم يصلّ عَلَيّ خطئ طريق الجنّة»، ومثله في الكافي: 459:2 / ذيل الحديث 19، وقريباً منه في تيسير المطالب: ص 354 الباب 40. وانظر تخريج الحديث التالي.

الأسدي، عن محمّد بن هارون، عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: «إذا صلّى أحدكم ولم يذكر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، يسلك بصلاته غير سبيل الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 19)

(1421) 12-(1) وبالسند المتقدّم عن أبي عبد اللّه الصادق (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من ذُكرتُ عنده فلم يصلّ عليّ فدخل النّار فأبعده اللّه عزّ وجلّ من رحمته».

(أمالي الصدوق: المجلس 85، الحديث 20)

ص: 346


1- ورواه البرقي في الباب 20 من كتاب عقاب الأعمال من المحاسن: ص 95 ح 53، و الكليني في باب «الصلاة على النبيّ محمّد وأهل بيته (علیهم السلام)» من كتاب الدعاء من الكافي: 2: 495 ح 19. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من روضة الواعظين: ص 324. وفي الحديث 368 من جامع الأخبار: ص 157، الفصل 28: «من ذكرت عنده فلم يصلّ عَلَيّ أخطأ طريق الجنّة». وروى الديلمي في الفردوس: 4: 290 ح 6402 من طريق أبي أمامة: «من ذُكرت عنده فلم يصلّ عَلَيّ [خُطِئ به] من الجنّة إلى النّار يوم القيامة». وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

(1422) 13-(1) حدّثنا أبي (رحمه اللّه) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن سيف بن عَمِيرة، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عمّن سمع أبا جعفر الباقر (علیه السلام):

عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (في حديث) قال: «من ذُكرتُ عنده فلم يُصلّ عَلَيّ فلم يُغفر له فأبعده اللّه».

(أمالي الصدوق: المجلس 14، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الصوم باب فضل شهر رمضان.

(1423) 14-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الوليد (رحمه اللّه)، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار قال:

سمعت أبا عبد اللّه (علیه السلام) يقول - وهو قائم عند قبر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)-: «أسأل [اللّه](3) الّذي انتجبك واصطفاك وأصفاك وهداك وهدى بك، أن يصلّي عليك، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(4)».

(أمالي المفيد: المجلس 17، الحديث 5)

ص: 347


1- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال: ص 66- 67، وفي فضائل الأشهر الثلاثة: 74 /55. ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب: 4: 192 ح 549.
2- ورواه الكليني في باب «دخول المدينة وزيارة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند قبره» من كتاب الحجّ من الكافي: 4: 552 ح 4 عن أبي عليّ الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن مهزیار، عن حمّاد بن عيسى، عن محمّد بن مسعود قال: رأيت أبا عبد اللّه (علیه السلام) انتهى إلى قبر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فوضع يده عليه وقال... . ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات: ص 17 باب 3 ح 4 عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران والحسين بن سعيد وغير واحد، عن حمّاد بن عيسى، عن محمّد بن مسعود.
3- من الكافى.
4- سورة الأحزاب: 33: 56.

عمر

(1424) 15-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني محمّد بن الصيرفي قال: حدّثنا الحسين بن إسماعيل الضبّي قال: حدّثنا عبداللّه بن شبيب قال: حدّثني هارون بن عبدالرحمان بن حاطب بن أبي بلتعة قال: حدّثني زكريّا بن إسماعيل الزيدي مِن وُلد زيد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن عمّه سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري:

عن زيد بن ثابت قال: خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى وقفنا في مجمع طرق، فطلع أعرابي بخطام بعير حتّى وقف على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: السلام عليك يا رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته.

فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «وعليك السلام».

قال: كيف أصبحت، بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه؟

قال له: «أحمد اللّه إليك كيف أصبحت».

قال: وكان وراء البعير الّذي يقوده الأعرابي رجل فقال: يا رسول اللّه، إنّ هذا الأعرابي سرق البعير. فرغا البعير ساعة، فأنصت له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يسمع رغاءه.

قال: ثمّ أقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الرجل فقال: «انصرف عنه، فإنّ البعير يشهد عليك أنّك كاذب».

قال: فانصرف الرجل، وأقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الأعرابي فقال: «أيّ شيء قلت حين جئتني»؟

قال: قلت: «اللهمّ صلّ على محمّد حتّى لاتبقى صلاة، اللّهم بارك على محمّد حتّى لاتبقی بركة، اللهمّ سلّم على محمّد حتّى لا يبقى سلام، اللهمّ ارحم محمّداً حتّى لاتبقی رحمة».

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي أقول: ما لي أرى البعير ينطق بعذره، وأرى الملائكة قد سدّوا الأفق»!

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 13)

ص: 348


1- ورواه الطبراني في كتاب الدعاء: 321 - 322 / 1054 بإسناده عن هارون بن يحيى الحاطبي، عن زكريّا بن إسماعيل. وروى الراوندي نحوه في الخرائج والجرائح: 1: 41 ح 48 من معجزات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، في نفس العنوان من قصص الأنبياء: ص 311 في الفصل 18 ح 386.

(1425) 16-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عبيد بن حمدون قال: حدّثنا محمّد بن حسّان بن سهيل قال: حدّثنا عامر بن الفضل(2)، عن بشر بن سالم البجلي ومحمّد بن عمران الذهلي، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن نسي الصلاة عَلَيّ أخطأ طريق الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 50)

(1426) 17-(3) وعن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يحيى، عن أسيد بن زيد

ص: 349


1- ورواه الصدوق (قدّس سرّه) في باب «مواعظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام)» من كتاب المواعظ: ص 45، والسبزواري في الفصل 28 من جامع الأخبار: ص 156 ح 362. وقريباً منه رواه البرقي في الباب 20 من كتاب عقاب الأعمال من المحاسن: ص 95 ح 53 وفي ط: 1: 179 / 280 / 63 عن محمّد بن عليّ، عن مفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن هارون، عن أبي عبداللّه (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من ذكرت عنده فنسي الصلاة عَلَيّ خطّئ به طريق الجنّة». ورواه الكليني في باب «الصلاة على النبيّ محمّد وأهل بيته (علیهم السلام)» من كتاب الدعاء من الكافي: 2: 459 ح 19 عن عليّ بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، ورواه في الحديث 20 بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، وفيه: «من ذكرت عنده فنسي أن يصلّي عَلَيّ خطّأ اللّه به طريق الجنّة». ورواه الصدوق في عقاب الأعمال: ص 206 عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ.
2- في نسخة: «عامر بن المفضّل».
3- لاحظ الحديث 1 و 2 و 4 و 5 و 10 و 12 و 16 من باب «الصلاة على النبيّ محمّد وأهل بيته (علیهم السلام)» من كتاب الدعاء من الكافي: 2: 491 - 494. وروى يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 1: 222 في الحديث 5 من عنوان «الحديث الحادي عشر في الدعاء...» بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «الدعاء محجوب عن السماء حتّى يصلّى على محمّد وعلى آل محمّد». وروى الديلمي في الفردوس: 4: 343 ح 6533 من الطریق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام): «ما من دعاء إلّا بينه وبين السماء حِجاب، حتّى يصلّى على النبيّ وعلى آله، فإذا فعل ذلك انخرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، وإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء». وروى ابن الجوزي في الباب 60 من تاريخ عمر بن الخطاب: ص 183 عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: «الدعاء يحجب دون السماء حتّى يصلّي على محمّد، فإذا صلّى على محمّد صعد الدعاء إلى اللّه عزّ وجلّ».

القرشي، عن محمّد بن مروان، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «صلاتكم عَلَيّ إجابة لدُعائكم، وزكاة لأعمالكم».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 27)

(1427) 18- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان بن عثمان الأحمر:

عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: «إذا دعا أحدكم فليبدأ بالصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإنّ الصلاة على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مقبولة، ولم يكن اللّه ليقبل بعض الدعاء و يردّ بعضاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 42)

ص: 350

باب 15- في أنّ دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم (علیهم السلام)

(1428) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دُكين، عن معمر بن راشد قال:

سمعت أبا عبداللّه الصادق (علیه السلام) يقول: أتى يهودي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقام بين يديه يَحُدّ النظر إليه، فقال: «يا يهودي، ما حاجتك»؟

قال: أنت أفضل أم موسى بن عِمران النبيّ الّذي كلّمه اللّه، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البَحر، وأظلّه بالغَمام؟

فقال له النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه يُكْرَه للعبد أن يزكّي نفسه، ولكنّي أقول: إنّ آدم (علیه السلام) لمّا أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما غفرت لي. فغفرها اللّه له، وإنّ نوحاً (علیه السلام) لمّا ركب في السفينة وخاف الغرق قال: اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني من الغرق. فنجّاه اللّه منه، وإنّ إبراهيم (علیه السلام) لمّا ألقي في النّار قال: اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني منها. فجعلها اللّه عليه برداً وسلاماً، وإنّ موسى (علیه السلام) لمّا ألقی عصاه و أوجس في نفسه خيفة قال: اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أمنتني منها. فقال اللّه جلّ جلاله: (لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى)(2).

يا يهودي، إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي، ما نفعه إيمانه شيئاً، ولا نفعته النبوّة.

يا يهودي، ومِن ذريّتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، فقدّمه وصلّى خلفه».

(أمالي الصدوق: المجلس 39، الحديث 4)

ص: 351


1- ورواه الطبرسي في الباب 28 - ذكر استشفاع أهل البيت صلوات اللّه عليهم أجمعين في دعوى الأنبياء (علیهم السلام) من الاحتجاج: ج 1 ص 106، بتفاوت يسير. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 272، والسبزواري في الفصل 4 من جامع الأخبار: ص 44 - 45 ح 48/ 9.
2- سورة طه: 20: 68.

باب بركات ولادتهم (علیهم السلام)

(1429) 1- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:

سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد (علیه السلام) يقول: «إنّ في الليلة الّتي يولد فيها الإمام لا يولد مولود إلّا كان مؤمناً، وإن وُلد في أرض الشرك نقله اللّه إلى الإيمان ببركة الإمام».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 76)

ص: 352

أبواب الحوادث و الفتن

اشارة

ص: 353

ص: 354

باب 1- افتراق الاُمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

(1430) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الجواني قال: أخبرني أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، [عن أبيه] قال: حدّثنا نصر بن أحمد قال: حدّثنا عليّ بن حفص(1) قال: حدّثنا خالد [بن مخلد أبو الهيثم البجلي] القطواني قال: حدّثنا يونس بن أرقم:(2) قال: حدّثنا عبد الحميد بن أبي الخنساء، عن زياد بن يزيد، عن أبيه، عن جدّه فروة الظفارى قال: سمعت سلمان (رحمه اللّه) يقول:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تفترق اُمّتي ثلاث فرق: فرقة على الحقّ لا ينقص الباطل منه شيئاً، يحبّوني ويحبّون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهب الجيّد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليهم لم يزده إلّاجودة، وفرقة على الباطل لا ينقص الحقّ منه شيئاً، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي، مثلهم مثل الحديد، كلّما أدخلته النّار فأوقدت عليه لم يزده إلّا شرّاً، وفرقة مدهدهة(3) على ملّة السامري، لا يقولون: «لامساس»، ولكنّهم يقولون: «لا قتال»، إمامهم عبد اللّه بن قيس الأشعري»(4).

(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 3)

ص: 355


1- في بعض النسخ: «عليّ بن جعفر»، وبكلا العنوانين مشترك والتمييز صعب.
2- قال ابن حبّان في الثقات: 9: 287: يونس بن أرقم أبو أرقم الكندي، من أهل البصرة، يروي عن يزيد بن أبي زياد، وكان يتشيّع، روى عنه محمّد بن عقبة. ولاحظ: التاريخ الكبير للبخاري: 4 / 2 / 410 ترجمة 3518، والجرح والتعديل للرازي: 4/2/236 ترجمة 994، ميزان الاعتدال للذهبي: 4: 477 ترجمة 9898، لسان الميزان لابن حجر: 7: 553 ترجمة 9501.
3- دهدهت الحجر: دحرجته، لعلّه كناية عن اضطرابهم في الدين.
4- هو أبو موسى الأشعري أحد الحكمين في قضيّة صفّين، وقد ورد في ذمّه روايات عديدة عن أئمّة أهل البيت (علیهم السلام)، منها ما رواه الصدوق في الحديث 2 من أبواب الاثني عشر من الخصال بإسناده عن أبي ذرّ، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «شرّ الأوّلين والآخرين اثنا عشر، ستّة من الأوّلين وستّة من الآخرين»، وعدّ أبا موسى من الستّة الآخرين. وروى في الحديث 1 من أبواب السبعين وما فوقه، بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنّه قال: «لي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم - إلى أنّ قال: - وأمّا الثلاثون فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: تحشر اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات: فأوّل راية ترد عليّ راية فرعون هذه الاُمّة وهو معاوية، والثانية مع سامري هذه الاُمّة وهو عمرو بن العاص، والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة وهو أبو موسى الأشعري...». وروى في الباب 35 من العيون: ج 2 ص ح 1 عن الرضا (علیه السلام): «أنّ البراءة من أبي موسى الأشعري من محض الإسلام». قال السيّد الخوئي (قدّس سرّه) في ترجمة أبي موسى من معجم رجال الحديث: 10: 287 بعد ذكر الروايات: وهذه الروايات وجملة من غيرها ممّا ورد في ذمّ أبي موسى الأشعري وإن كانت ضعيفة الاسناد، إلّا أنّ خبث الرجل وعداءه لأمير المؤمنين (علیه السلام) أظهر من أن يخفى، ويكفيه خزياً خلعه أمير المؤمنين (علیه السلام) عن الخلافة عند تحكيمه.

(1431) 2-(1) أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعابي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثنا أبو موسى عيسى بن مهران المستعطف قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا وهيب [بن خالد بن عجلان] قال: حدّثنا عبداللّه بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت:

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّي على الحوض أنظر من يرد عليّ منكم، و ليقطعنّ برجال دوني، فأقول: يا ربّ أصحابي أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما عملوا بعدك، أنّهم ما زالوا يرجعون على أعقابهم القهقرى».

(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 4)

ص: 356


1- ورواه أحمد في مسند عائشة من مسنده: 6: 121، وفيه: «أنتظر من يرده عليّ منكم... يا ربّ اُمّتى اُمّتى، فليقالنّ لي...». وليس فيه: «القهقرى». وقريباً منه رواه البخاري فى أوّل كتاب الفتن من صحيحه: 9: 58، والطبراني في المعجم الكبير: 24: 94 ح 251 بإسنادهما عن أسماء بنت أبي بكر، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وله شاهد من حديث ابن مسعود، رواه البخاري في كتاب الفتن من صحيحه: 9: 58، و أحمد في مسند عبداللّه بن مسعود من مسنده: 1: 384 و 406 و 425 و 439 و 455، وابن طاووس في الطرائف: ص 378. ومن حديث سهل بن سعد، رواه أحمد في المسند: 5: 339، والبخاري في كتاب الفتن من صحيحه: 9: 58 - 59. ومن حديث حذيفة، رواه أحمد في المسند: 5: 393. ورواه الكراجكي في كنز الفوائد: 1: 144 - 145 مرسلاً.

(1432) 3-(1) وعن عيسى بن مهران قال: أخبرنا أبو معاوية [محمّد بن خازم] الضرير قال: حدّثنا الأعمش، عن شقيق [بن سلمة أبي وائل، عن مسروق](2): عن اُمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: دخل عليها عبدالرحمان بن عوف فقال: يا اُمّه، قد خفت أن تهلكني كثرة مالي، وأنا أكثر قريش مالاً.

قالت: يا بُنيّ، فأنفق، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «مِن أصحابي مَن لايراني بعد أن أفارقه».

قال: فخرج عبدالرحمان، فلقي عمر بن الخطّاب فأخبره بالّذى قالت اُمّ سلمة فجاء يشتدّ حتّى دخل عليها، فقال: يا اُمّه، أنا منهم؟

فقالت: لا أعلم ولن أبرئ بعدك أحداً.

(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 5)

(1433) 4-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال:

ص: 357


1- والحديث - مع مغايرة ما - رواه أحمد في مسند اُمّ سلمة من مسنده: 6: 298، و الطبراني في المعجم الكبير: 23: 317 ح 719 - 721، والهيثمي في مجمع الزوائد: 112 نقلاً عن أحمد وأبي يعلى والطبراني في المعجم الكبير. وكلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، رواه الطبراني في المعجم الكبير: 23: 329 ح 755 بإسناده عن زرّ، عن اُمّ سلمة.
2- ما بين المعقوفين من مسند أحمد والمعجم الكبير.
3- ونحوه رواه الثقفي في أواخر عنوان «مَن فارق عليّاً وعاداه» من كتاب الغارات ص 585 وفي ط: ص 399 عن أبي عقيل. ثمّ إنّ حديث «افتراق الاُمّة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على ثلاث وسبعين فرقة، وضلالة الكلّ إلّا واحدة منها» من المتواترات، رواه جمع من الأصحاب، منهم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وأنس بن مالك، ومعاوية و أبو هريرة وعبداللّه بن عمرو، وعمرو بن عوف المزني، وعوف بن مالك وأبو أمامة وعبداللّه بن عمر. أمّا رواية أمير المؤمنين (علیه السلام)، فرواها الشيخ الطوسي في الأمالي، والصدوق في الحديث 11 من باب السبعين وما فوقه من الخصال: ص 585، والخوارزمي في الفصل 19 من المناقب: ص 317 ح 318. أمّا رواية أنس، فرواها أبوداوود في أوّل كتاب السنّة من سننه: 4: 197 - 198 ح 4596، وابن ماجة في الحديث 3993 من سننه: 2: 1322، والطبراني في المعجم الأوسط: 5: 460 ح 4883، وج 8 ص 409 ح 7836، والعيّاشي في تفسير الآية 66 من سورة المائدة في تفسيره: 1: 331، والصدوق في أبواب السبعين وما فوقه من الخصال: ص 584 ح 10، والخطيب في الحديث 40 - 41 من شرف أصحاب الحديث: ص 24. وأمّا رواية معاوية، فرواها أيضاً الطبراني في المعجم الكبير: 19: 377 ح 885، والحاكم في أواخر كتاب العلم من المستدرك: 1: 128، والدارمي في سننه: 1: 241 في عنوان «باب في افتراق هذه الاُمّة». وأمّا رواية أبي هريرة، فرواها أحمد في مسنده: 2: 332، و 3: 120 - 145، والترمذي في كتاب الإيمان من سننه: 5: 25 ح 2640، ثمّ قال: وفي الباب عن سعد وعبداللّه بن عمرو وعوف بن مالك. ورواها أيضاً أبو داوود في كتاب السنّة من سننه: 4: 197 - 198، وابن ماجة في سننه: 2: 1321 ح 3991 وص 1322 ح 3994، والحاكم في أواخر كتاب العلم من المستدرك: 1: 128، والديلمي في الفردوس: 2: 99 ح 2180. وأمّا رواية عبداللّه بن عمرو، فرواها الترمذي في سننه: 5: 26 ح 2641، والحاكم في المستدرك: 1: 128 - 129. وأمّا رواية عمرو بن عوف، فرواها أيضاً الحاكم في المستدرك: 1: 128. وأمّا رواية عوف بن مالك، فرواها ابن ماجة في سننه: 2: 1322 ح 3992، والطبراني في مسند عوف من المعجم الكبير: 18: 51 ح 91، والحاكم في المستدرك: 3: 547 وفيه: «تفترق اُمّتي على بضع وسبعين فرقة». وأمّا رواية أبي أمامة، ففي المعجم الكبير: 8: 273 - 274 ح 8053 -5054، وفي الأخيرة منها: 72 فرقة. وأمّا رواية عبد اللّه بن عمر، فرواها الصدوق في معاني الأخبار: ص 323.

ص: 358

حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن البهلول قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن الضرير قال: حدّثنا أحمد بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثني يونس بن أرقم قال: حدّثني أبو هارون العبدي:

عن أبي عقيل قال: كنّا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فقال: «لتفرقنّ(1) هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة، والّذي نفسي بيده أنّ الفرق كلّها ضالّة إلّا من اتّبعني وكان من شيعتي».

(أمالي المفيد: المجلس 24، الحديث 3)

(1434) 5-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (علیهم السلام) قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه (علیه السلام).

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى (علیه السلام)، عن أبيه

ص: 359


1- في بعض النسخ المطبوعة: «لتفترقنّ».
2- ورواه سليم بن قيس في كتابه: ص 803 ح 32، وقريباً منه في ص 913 - 914 الحديث 75. وانظر أيضاً ص 605 و 663 منه. ورواه الطبرسي في أواخر احتجاجات أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الاحتجاج: 1: 625 برقم 145، والطبري في بشارة المصطفى: ص 216، وبعض فقراتها عليّ بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار: ص 54. وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم.

أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه قال:

سمعت عليّاً صلوات اللّه عليه يقول لرأس اليهود: «على كم افترقتم»؟

فقال: على كذا وكذا فرقة.

فقال عليّ (علیه السلام): «كذبت يا أخا اليهود»، ثمّ أقبل على النّاس فقال: «واللّه لو ثنيت لي الوسادة(1) لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.

أيّها النّاس، افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النّار وواحدة ناجية في الجنّة، وهي الّتي اتّبعت يوشع بن نون وصي موسى (علیه السلام)، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعين في النّار، وواحدة في الجنّة ، و هي الّتي اتّبعت شمعون وصي عيسى (علیه السلام)، وستفترق هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النّار، وفرقة في الجنّة، وهي الّتي اتّبعت وصيّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) -وضرب بيده على صدره، ثمّ قال-: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و السبعين كلّها تنتحل مودّتي وحبّي، واحدة في الجنّة وهم النمط الأوسط، واثنتا عشرة في النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 67)

(1435) 6-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني جعفر بن محمّد (رحمه اللّه) قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن حاتم قال: حدّثني محمّد بن معاذ قال: حدّثني زكريّا بن عديّ قال: حدّثنا عبيداللّه بن عمرو، عن عبداللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال:

ص: 360


1- قال في البحار: «ثنى الوسادة»: كناية عن التمكّن في الأمر، لأنّ النّاس يثنون الوسائد للأمراء والسلاطين ليجلسوا عليها.
2- ورواه أحمد في مسند أبي سعيد الخدري من مسنده: 3: 18 قال: حدّثنا أبو عامر، حدّثنا زهير، عن عبداللّه بن محمّد، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، مع مغايرة في بعض الكلمات. ورواه الحاكم في باب «ذكر فضائل قريش» من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: ج 4 ص 74 عن أبي الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ، عن أبي قلابة الرقاشي، عن أبي حذيفة، عن زهير بن محمّد، وصحّحه هو والذهبي. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 483 - 484 - 852. وله شاهد من حديث عبداللّه بن مسعود، رواه ابن الجوزي في الباب 6 من أبواب بعثه و حشره، من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 834 - 835 ح 1586 من قوله: «أنا فرطكم....». وروى الديلمي صدره في الفردوس: 4: 399 ح 6683.

سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول على المنبر: «ما بال أقوام يقولون: أنّ رحم رسول اللّه لا ينفع يوم القيامة؟ بلى واللّه أنّ رحمي لموصولة(1) في الدنيا والآخرة، وإنّي أيّها النّاس فرطكم(2) يوم القيامة على الحوض، فإذا جئتم قال الرجل: يا رسول اللّه أنا فلان بن فلان. فأقول: أمّا النسب فقد عرفته، لكنّكم أخذتم بعدي ذات الشمال وارتددتم على أعقابكم القهقرى».

(أمالي المفيد: المجلس 38، الحديث 11)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 53)

(1436) 7-(3) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبداللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه:

ص: 361


1- في أمالي الطوسي: «لموصلة».
2- قال ابن الأثير في مادة «فرط» من النهاية: ج 3 ص 434: في الحديث: «أنا فرطكم على الحوض» أي متقدّمكم إليه. يقال: فَرَطَ يَفرِطُ، فهو فارِطٌ وفَرَطٌ إذا تقدّم وسبق القوم ليَرتادَ لهم الماء و يُهَيِّئ لهم الدِّلاء والأَرشية.
3- انظر تخريج الحديث المتقدّم.

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «أتزعمون أنّ رحم نبيّ اللّه لا تنفع قومه يوم القيامة؟ بلى واللّه أنّ رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة».

ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، أنا فرطكم على الحوض، فإذا جئت وقام رجال يقولون: يا نبيّ اللّه، أنا فلان بن فلان، وقال آخر: يا نبيّ اللّه، أنا فلان بن فلان، و قال آخر: يا نبيّ اللّه، أنا فلان بن فلان(1)، فأقول: أمّا النسب فقد عرفته، و لكنّكم أحدثتم بعدي، وارتددتم القهقرى».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 39)

(1437) 8-(2) وبالسند المتقدّم عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه قال: حدّثنا إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم [النخعى] قال: ارتدّ الأشعث بن قيس وأناس من العرب لمّا مات النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: نصلّي ولا نؤدّي الزكاة، فأبى عليهم أبوبكر

ص: 362


1- كما قال في البحار: الظاهر أنّ المراد بالثلاثة في الحديث الثلاثة.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة الأشعث من تاريخ دمشق: ج 9 ص 134 بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عقبة، عن أحمد بن يحيى الصوفي. ثمّ إنّ قصّة ارتداد الأشعث بن قيس في ناس من كندة، ثمّ مصالحته مع أبي بكر باستعانته عنه وتزويج اخته إيّاه، رواها جمع من المؤلّفين في كتبهم، منهم: ابن سعد في ترجمة الأشعث من الطبقات الكبرى: 6: 22، والطبراني في المعجم الكبير: 1: 237 ح 649، وابن الجوزي في وفيات سنة 40 من المنتظم: 5: 168 رقم 312، وابن العديم في بغية الطلب: 4: 1093، وابن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق، كما في مختصره - لابن منظور - ص 411، والذهبي في وفيات سنة 39 من تاريخ الإسلام: ص 609 - 610 وفي سير أعلام النبلاء: 2: 39 نقلًا عن كتاب الأموال - لأبي عبيد -، وابن حجر في ترجمة الأشعث بن قيس من الإصابة: 1: 88. وروى المسعودي في عنوان «كلام لأبي بكر» من مروج الذهب: 2: 301- 302، و الجوهري في كتاب السقيفة -كما في شرح خطبة 26 من نهج البلاغة - لابن أبي الحديد-: 2: 46،- واللفظ للمسعودي - قال: لمّا احتضر [أبو بكر] قال: «ما آسى على شيء إلّا على ثلاث فعلتها وددت أنّي تركتها، وثلاث تركتها وددت أنّي فعلتها (إلى أن قال:) وددت أنّي يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً ضربت عنقه، فإنّه قد خيّل لي أنّه لا يرى شرّاً إلّا أعأنه».

ذلك وقال: لا أحلّ عقدة عقدها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ولا أنقصكم شيئاً ممّا أخذ منكم نبيّ اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و لأجاهدنّكم، ولو منعتموني عقالاً ممّا أخذ منكم نبيّ اللّه لجاهدتكم عليه، ثمّ قرأ: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)(1) حتّى فرغ من الآية.

فتحصّن الأشعث بن قيس هو وأناس من قومه في حصن، وقال الأشعث: اجعلوا السبعين منّا أماناً، فجعل لهم، ونزل بعد سبعين ولم يدخل نفسه فيهم. فقال له أبو بكر: إنّه لا أمان لك، إنّا قاتلوك. قال: أفلا أدلّك على خير من ذلك؟ تستعين بي على عدوّك، وتزوّجني أختك؟! ففعل.

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 18)

(1438) 9-(2) وبالسند المتقدّم عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه قال: حدّثنا أبو معشر عن سعيد [المقبري]، عن أبي هريرة:

عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «تؤخذون كما أخذت الأمم من قبلكم، ذراعاً بذراع، و شبراً بشبر، وباعاً بباع، حتّى لو أنّ أحداً من أولئك دخل جحر ضبّ لدخلتموه».

ص: 363


1- سورة آل عمران: 3: 144.
2- ورواه - مع مغايرة - أحمد في مسند أبي هريرة من مسنده: 2: 325 عن روح، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، وفي ص 336 عن عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، وفي ص 367 عن سريج، عن عبداللّه بن نافع، عن ابن أبي ذئب. ورواه البخاري في باب «قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لتتبعنّ سنن من كان قبلكم» من كتاب الاعتصام من صحيحه: 9: 126 عن أحمد بن يونس، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، وروى عنه ابن الأثير في جامع الأصول: 10: 36 ح 7494. وقريباً منه منه رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن أبي هريرة، كما في الطرائف - لابن طاوس -: ص 379. وقال الطبرسي ذيل الآية 69 من سورة التوبة في مجمع البيان: 5: 74: وردت الرواية عن ابن عبّاس قال: ما أشبه الليلة البارحة (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم، لا أعلم إلّا أنّه قال: والّذي نفسي بيده لنتبعنّهم حتّى لو دخل رجل جُحر ضبّ لدخلتموه. ثمّ قال: وروي مثل ذلك عن أبي هريرة وعن أبي سعيد، عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وذكر مثل رواية الأمالي، إلّا أنّ فيه: قالوا: يا رسول اللّه، كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب؟ قال: «فهل النّاس إلّا هم». ثمّ قال: وقال عبداللّه بن مسعود: أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتاً وهدياً تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أنّي لا أدري أتعبدون العجل أم لا. ثمّ حكى كلاماً عن حذيفة، ثمّ قال: أورد ذلك جميعاً الثعلبي في تفسيره، انتهى. وقريباً من رواية ابن عبّاس رواه السيوطي ذيل الآية 69 من سورة براءة في الدر المنثور: 4: 233 عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوالشيخ. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، رواه البخاري في كتاب الاعتصام من صحيحه: 9: 126، ومسلم في كتاب العلم من صحيحه: 4: 2054 ح 2669، والبغوي في باب تغيّر النّاس من كتاب الرقاق من مصابيح السنّة: 3: 458 ح 4126. ومن حديث حذيفة، رواه الزمخشري في تفسير الآية 44 من سورة المائدة في تفسير الكشاف: 1: 638. ومن حديث عمرو بن عوف، رواه الحاكم في آخر كتاب العلم من المستدرك: 1: 129. وقريباً منه رواه الكراجكي في كنز الفوائد: 1: 144، والقاضي النعمان في أوّل دعائم الإسلام، مرسلاً.

قال: قال أبو هريرة: وإن شئتم فاقرءوا القرآن: (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ)، قال أبو هريرة: والخلاق: الدين(1): (فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ)(2) حتّى فرغ من الآية.

ص: 364


1- قال العلّامة المجلسي في البحار: الخلاق: النصيب، فتفسيره بالدين غريب، لعلّ المعنى أنّهم جعلوا ما أصابهم من الدين وسيلة لتحصيل اللذّات الدنيويّة. وقال الطبرسي في تفسير الاٰية الكريمة في مجمع البيان: 5: 74: (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ) أي بنصيبهم وحظّهم من الدنيا، أي صرفوها في شهواتهم المحرّمة عليهم، وفيا نهاهم اللّه عنه، ثمّ أهلكوا (وَخُضْتُمْ) أي وخضتم في الكفر والاستهزاء بالمؤمنين مثل الإنفاق بالمؤمنين كما خاض الأوّلون.
2- سورة التوبة: 9: 69.

قالوا: يا نبيّ اللّه، فما صنعت اليهود والنصارى؟

قال: «وما النّاس إلّا هُم».

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 31)

(1439) 10-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد العطشي قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام [بن سهيل الكاتب] الإسكافي قال: حدّثنا حمزة بن أبي جمّة؟ الجرجرائي(2) الكاتب قال: حدّثنا أبو الحارث شريح [بن يونس المروروذي](3) قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبدالعزيز بن [إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر](4)، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة الباهلي قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لتنقضنّ عُرى الإسلام عروة عروة(5)، كلّما نقضت عُروة تشبّث النّاس بالّتي تليها، فأوّلهنّ نقض الحكم، وآخرهنّ الصلاة».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 13)

ص: 365


1- ورواه أحمد في مسند أبي أمامة من مسنده: 5: 251 عن الوليد بن مسلم، عن عبدالعزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن سليمان بن حبيب. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 8: 98 ح 7486، والحاكم في كتاب الأحكام من المستدرك: 4: 92، والبيهقي في الباب 35 من شعب الإيمان: 4: 326 ح 5277، وابن حبّان في صحیحه: 15: 111 ح 6715، و الهيثمي في مجمع الزوائد: 7: 281 نقلًا عن أحمد والطبراني. وأخرجه الديلمي في الفردوس: 3: 492 ح 5404. ولصدره شاهد من حديث حذيفة، رواه البخاري في ترجمة يزيد بن زيد الحضرمي من التاريخ الكبير: 8: 333 برقم 3214. ومن حديث فيروز الديلمي، رواه أحمد في المسند: ج 4 ص 232.
2- الجَرجَرائي: بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين وراء أخرى بعدها، هذه النسبة إلى جرجرايا، وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب للسمعانى: 2: 42)
3- له ترجمة فى الطبقات الكبرى لابن سعد: 7: 357.
4- في النسخ: «عبدالعزيز بن سليمان»، والتصحيح من مسند أحمد وصحيح ابن حبّان. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 7: 281، بعد نقل الرواية عن أحمد والطبراني: رجالهما رجال الصحيح، إلّا أنّ في الأصل: عن حبيب بن سليمان، عن أبي أمامة، وصوابه سليمان بن حبيب المحاربي، فإنّه روى عن أبي أمامة، وروى عنه عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيداللّه.
5- قوله «لتنقضنّ عرى الإسلام»: نقض العروة بمعنى فكّ العقدة، أي سوف تخالف أصول الإسلام وأحكامه وتترك واحداً بعد واحد.

(1440) 11-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن بشّار بن أبي العجوز السمسار قال: حدّثنا مجاهد بن موسى الختلي قال: حدّثنا عباد بن عباد، عن مجالد بن سعيد:

عن جبر بن نوف أبي الوداك قال: قلت لأبي سعيد الخدري: واللّه ما يأتي علينا عام إلّا وهو شرّ من الماضي، ولا أمير إلّا وهو شرّ ممّن كان قبله. فقال أبو سعيد: سمعته! من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول ما تقول، ولكن سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لايزال بكم الأمر حتّى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها حتّى يملأ الأرض جوراً، فلا يقدر أحد يقول اللّه، ثمّ يبعث اللّه عزّ وجلّ رجلاً منّي ومن عترتي، فيملأ الأرض عدلاً كما ملأها مَن كان قبله جوراً، وتُخرج له الأرض أفلاذ كبدها، ويحثو المال حثواً ولا يعدّه عدّاً، وذلك حين يضرب الإسلام بجِرانه»(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 29)

ص: 366


1- ورواه أحمد - مع مغايرة - في مسند أبي سعيد الخدري من مسنده: 3: 98 عن خلف بن الوليد، عن عباد بن عباد، وفيه: «لولا شيء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لقلت مثل ما يقول، و لكن سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ من أمرائكم أميراً يحثي المال حثياً ولا يعده عدّاً، يأتيه الرجل فيسأله فيقول: خذ، فيبسط الرجل ثوبه فيحثى فيه». وبسط رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ملحفة غليظة كانت عليه يحكي صنيع الرجل ثمّ جمع إليه أكنافها، قال: «فيأخذه ثمّ ينطلق». وانظر أيضاً ص 5 و 38 و 48 - 49 و 60 من المسند.
2- قال في البحار: الحثو: رمي التراب ونحوه، كناية عن كثرة العطاء، قوله: «حتّى يضرب الإسلام بجِرانه»: أي يقرّ قراره ويستقيم، كما أنّ البعير إذا برك واستراح مدّ عنقه على الأرض.

(1441) 12-(1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي قال: حدّثني ابن الخال أبو أحمد عبد العزيز بن جعفر بن قولويه قال: حدّثني محمّد بن عیسى قال: حدّثنا محمّد بن خلف قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي قال:

حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه (علیهما السلام) قال: «أري رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بني اُميّة يصعدون على منبره من بعده ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى، فأصبح حزيناً».

قال: «فهبط عليه جبرئيل فقال: يا رسول اللّه، ما لي أراك كئيباً حزيناً؟

قال: يا جبرئيل، رأيت بني اُميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي، ويضلّون النّاس عن الصراط القهقرى!

قال: والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً، إنّي ما اطّلعت عليه. وعرج إلى السماء، فلم يلبث أن نزل عليه باٰية من القرآن يؤنسه بها: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ)(2)، وأنزل عليه: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(3).

جعل اللّه ليلة القدر لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خيراً من ألف شهر ملك بني اُميّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 39، الحديث 7)

أقول: سيأتي في الباب 2 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان، ما يرتبط بهذا الباب.

ص: 367


1- ورواه الكليني في الكافي: 4: 159 كتاب الصيام باب في ليلة القدر: ح 10 عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن الوليد، ومحمّد بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن عليّ بن عيسى القمّاط، عن عمّه، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام).
2- سورة الشعراء: 26: 205 - 207.
3- سورة القدر: 97: 1-3.

باب 2- إخبار اللّه تعالى نبيّه وإخبار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اُمّته بما جرى على أهل بيته (علیهم السلام) من الظلم والعدوان

(1442) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق (رحمه اللّه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس قال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن (علیه السلام)، فلمّا رآه بكى ثمّ قال: «إلَيّ(2) يا بُنيّ». فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى، ثمّ أقبل الحسين (علیه السلام) فلمّا رآه بكي، ثمّ قال: «إلَيّ يا بُنيّ»، فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى، ثمّ أقبلت فاطمة (علیها السلام) فلمّا رآها بكى، ثمّ قال: «إلَيّ يا بُنيّة»، فأجلسها بين يديه، ثمّ أقبل أمير المؤمنين (علیه السلام) فلمّا رآه بكي، ثمّ قال «إلَيّ يا أخي»، فما زال يدنيه حتّى أجلسه إلى جنبه الأيمن.

فقال له أصحابه: يا رسول اللّه، ما ترى واحداً من هؤلاء إلّا بكيت، أوَ ما فيهم مَن تسرّ برؤيته؟!

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «والّذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة إنّي وإيَّاهم لأكرم الخلق على اللّه عزّ وجلّ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليَّ منهم.

ص: 368


1- رواه عنه الطبري في بشارة المصطفى: ص 197 - 200، والديلمي في باب فضائل أهل البيت من إرشاد القلوب ص 295 - 296، والشيخ الحر العاملي في إثبات الهداة: 1: 280 - 281 ح 150، والمجلسي في البحار: 28: 37 - 40 ح 1. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين: 2: 34 - 36 ح 371 عن أبي طالب عليّ بن أنجب بن عبید اللّه بن الخازن، عن كتاب الإمام برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي، عن أبي المؤيّد ابن الموفق، عن عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق.
2- في الطبعة الحجريّة والبحار: 28: 37: «إليّ إليّ».

أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو مولى كلّ مسلم، وإمام كلّ مؤمن، وقائد كلّ تقيّ، وهو وصيّي وخليفتي على أهلي واُمّتي في حياتي وبعد مماتي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وبولايته صارت اُمّتي مرحومة، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة، وإنّي بكيت حين أقبل لأنّي ذكرتُ غدر الاُمّة به بعدي حتّى إنّه ليُزال عن مقعدي، وقد جعله اللّه له بعدي، ثمّ لايزال الأمر به حتّى يُضرب على قرنه ضربة تُخضب منها لحيته في أفضل الشهور شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن، هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان.

وأمّا ابنتي فاطمة، فأنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي الّتي بين جَنبيّ، وهي الحوراء الإنسيّة، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زَهَر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول اللّه عزّ وجلّ لملائكته: «يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة إمائي، قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أنّي قد أمنتُ شيعتها من النّار». وإنّي لمّا رأيتها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقّها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها(1)، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: «يا محمّداه» فلاتجاب، وتستغيث فلاتُغاث، فلاتزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكّر انقطاع الوحي عن بيتها مرّة، وتتذكّر فراقي أخرى، وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي الّذي كانت تستمع إليه إذا تهجّدت بالقرآن، ثمّ ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيّام أبيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها اللّه تعالى ذكره بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)، يا فاطمة (اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)(2).

ص: 369


1- في نسخة: «جبينها»، وفي أخرى: «جنبتها».
2- سورة آل عمران: 3: 42 - 43.

ثمّ يبتدئ بها الوَجَع فتمرض، فيبعث اللّه عزّ وجلّ إليها مريم بنت عِمران، تُمَرّضها وتُؤنسها في علّتها، فتقول عند ذلك: «يا ربّ إنّي قد سَئمتُ الحياة، وتبرّمت بأهل الدنيا، فالحقني بأبي». فيلحقها اللّه عزّ وجلّ بي، فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم عَلَيّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك: «اللّهم العن من ظلمها، وعاقِب من غصبها، وأذِلّ من أذلّها، وخلّد في نارك مَن ضرب جنبها، حتّى ألقت ولدها». فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.

وأمّا الحسن، فإنّه ابني وولدي ومنّي، وقرّة عيني، وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة اللّه على الاُمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي، وإنّي لمّا نظرتُ إليه تذكّرتُ ما يجري عليه من الذلّ بعدي، فلايزال الأمر به حتّى يُقتل بالسمّ ظلماً وعدواناً، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كلّ شيء حتّى الطير في جوّ السماء، و الحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تَعْمَ عينه يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام.

وأمّا الحسين فأنّه منّي، وهو ابني وولدي، وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وغياث المستغيثين، وكَهْف المستجيرين، وحجّة اللّه على خلقه أجمعين، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وباب نجاة الاُمّة، أمرهأمري، وطاعته طاعتي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي، وإنّي لمّا رأيته تذكّرت ما يُصنع به بعدي، كأنّي به وقد استجار بحرمي و قبري(1) فلايُجار، فأضمّه في منامه إلى صدري، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي، وأبشّره بالشهادة، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مَصرعه أرض كرب و بلاءٍ، وقتلٍ وفناءٍ، تنصره عصابة من المسلمين، أولئك من سادة شهداء اُمّتي يوم القيامة، كأنّي أنظر إليه وقد رُمي بسهم فخرّ عن فرسه صريعاً، ثمّ يُذبح كما يُذبح الكَبش، مظلوماً».

ص: 370


1- في نسخة: «وقربي».

ثمّ بكى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبكى مَن حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثمّ قام (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقول: «اللّهم إنّي أشكو إليك ما يَلقي أهل بيتي بعدي»، ثمّ دخل منزله.

(أمالي الصدوق: المجلس 24، الحديث 2)

(1443) 2-(1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدّثنا أبو عبداللّه الرازي عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن محمّد بن عتبة، عن محمّد بن عبدالرحمان، عن أبيه:

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إذ التفت إلينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول اللّه؟ فقال: أبكي ممّا يُصنع بكم بعدي. فقلت: وما ذاك يا رسول اللّه؟ قال: أبكى من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدّها، وطعنة الحسن في الفخذ، والسمّ الّذي يُسقي، وقتل الحسين».

قال: «فبكى أهل البيت جميعاً، فقلت: يا رسول اللّه، ما خلقنا ربّنا إلّا للبلاء! قال: أبشر يا عليّ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد عهد إليّ أنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق».

(أمالي الصدوق: المجلس 28، الحديث 2)

(1444) 3-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال: حدّثنا عبد الكريم بن محمّد البجليّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا زيد بن

ص: 371


1- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في مصائب أهل البيت (علیهم السلام)» من المناقب: 2: 238، إلى قوله: «وقتل الحسين»، وعنه البحار: 27: 209 ح 8. ورواه الحرّ العاملي في إثبات الهداة: 1: 281 ح 152 نقلاً عن أمالي الصدوق.
2- وروى الطبرسي قريباً منه في أواخر الباب 4 من إعلام الورى: 1: 226. ولاحظ تخريج الحديث التالي.

المعدّل، عن أبان بن عثمان الأجلح:

عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه (علیهما السلام) قال: «وضع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي توفّي فيه رأسه في حجر اُمّ الفضل وأغمي عليه، فقطرت قطرة من دموعها على خدّه، ففتح عينيه وقال لها: ما لك يا اُمّ الفضل؟

قالت: نعيت إلينا نفسك، وأخبرتنا إنّك ميّت، فإن يكن الأمر لنا(1) فبشّرنا، وإن يكن في غيرنا فأوص بنا».

قال: فقال لها النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنتم المقهورون المستضعفون بعدي».

(أمالي المفيد: المجلس 24، الحديث 2)

(1445) 4-(2) أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني أحمد بن محمّد الجوهري قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزي قال: حدّثنا عبدالكريم بن محمّد [قال: حدّثنا محمّد بن عليّ](3) بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن منقر، عن زياد بن المنذر قال: حدّثنا شرحبيل:

عن اُمّ الفضل بن العبّاس قالت: لمّا ثقل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في مرضه الّذي توفّي

ص: 372


1- فى نسخة مطبوعة: «فينا».
2- وروى نحوه أحمد في مسند اُمّ الفضل من مسنده: 6: 339 عن أبي معمر، عن عبد اللّه بن إدريس، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبداللّه بن الحارث، عن اُمّ الفضل. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 25: 23 ح 32 عن عليّ بن عبدالعزيز، عن عمرو بن عون الواسطي، عن خالد بن عبداللّه، عن يزيد بن أبي زياد. ورواه عنهما الهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 34. وأخرجه الديلمي في الفردوس: 1: 478، ح 1590. وانظر ما رواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر التعازي والصبر وما رُخّص فيه من البكاء» من دعائم الإسلام: 1: 225 عن جعفر بن محمّد (علیه السلام).
3- ما بين المعقوفين موجود في بعض النسخ، وفي أمالي الطوسي: حدّثنا محمّد بن عليّ قال... .

فيه أفاق إفاقة ونحن نبكي حوله، فقال: «ما الّذي يبكيكم»؟

قلنا: يا رسول اللّه، نبكي لغير خصلة، نبكي لفراقك إيّانا، ولانقطاع خبر السماء عنّا، ونبكي للاُمّة(1) من بعدك.

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أما إنّكم المقهورون المستضعفون بعدي».

(أمالي المفيد: المجلس 42 الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «والمستضعفون من بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 5 الحديث 3)

(1446) 5- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة:

عن عبد اللّه بن العبّاس قال: لمّا حضرت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الوفاة بكى حتّى بلّت دموعه لحيته، فقيل له: يا رسول اللّه، ما يبكيك؟ فقال: «أبكي لذريّتي وما تصنع بهم شرار اُمّتي من بعدي، كأنّي بفاطمة ابنتي وقد ظُلمت بعدي وهي تنادي: «يا أبتاه، يا أبتاه»، فلا يعينها أحد من اُمّتي».

فسمعت ذلك فاطمة (علیها السلام) فبكت، فقال لها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لا تبكين، يا بنية».

فقالت: «لست أبكي لما صنع بي من بعدك، ولكن أبكي لفراقك يا رسول اللّه».

فقال لها: «أبشري يا بنت محمّد بسرعة اللحاق بي، فإنّك أوّل من يلحق بي من أهل بيتي».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 18)

ص: 373


1- في أمالي الطوسي: «ونبكي الاُمّة».

(1447) 6-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة الجوهري قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي:

عن خالد بن خالد اليشكري قال: خرجت سنة فتح تستر حتّى قدمت الكوفة فدخلت المسجد، فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم(2) من الرجال، فقلت: مَن هذا؟

فقال القوم: أما تعرفه؟

قلت: لا.

قالوا: هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

قال: فقعدت إليه فحدّث القوم فقال: إنّ النّاس كانوا يسألون رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن الخير، وكنت أسأله عن الشرّ، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال: سأحدّثكم بما أنكرتم أنّه جاء أمر الإسلام، فجاء أمر ليس كأمر الجاهليّة، وكنت أعطيت من القرآن فقهاً، وكانوا يجيئون فيسألون النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقلت أنا: يا رسول اللّه، أيكون بعد هذا الخير شرّ؟

قال: «نعم».

قلت: فما العصمة منه؟

قال: «السيف».

قال: قلت: وهل بعد السيف بقيّة؟

قال: «نعم، تكون إمارة على إقذاء وهُدنة على دخن».

قال: قلت: ثمّ ماذا؟

قال: «ثمّ تفشو دعاة الضلالة، فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه، وإلّا فمُت

ص: 374


1- ورواه الحاكم في كتاب العلم من المستدرك: 1: 113 بإسناده عن بسر بن عبيد اللّه لحضرمي، عن أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة بن اليمان، بتفاوت. وفي ص 121 بإسناده عن حميد بن هلال، عن عبد الرحمان بن قرط، عن حذيفة.
2- الجهم: العاجز الضعيف.

عاضّاً على جِذل شجرة».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 36)

(1448) 7-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي الحافظ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الخزّاز من كتابه، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الهاشمي قال حدّثنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا أبو مريم، عن ثُوَير بن أبي فاخته:

عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب ففتح اللّه عليه (إلى أن قال:) وقال له: «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل»، (إلى أن قال:) وقال له: «اتّق الضغائن الّتي لك في صدر مَن لا يظهرها إلّا بعد موتي، أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون».

ثمّ بكى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقيل: ممّ بكاؤك، يا رسول اللّه؟

قال: «أخبرني جبرئيل (علیه السلام) أنّهم يظلمونه ويمنعونه حقّه، ويقاتلونه ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل (علیه السلام) عن اللّه عزّ وجلّ أنّ ذلك يزول إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الاُمّة على محبّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد، وضعف العباد، والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم منهم».

فقيل له: ما اسمه؟

قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، وهو من ولد ابنتي، يظهر اللّه الحقّ بهم ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم النّاس، بين راغب إليهم وخائف منهم».

قال: وسكن البكاء عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: «معاشر المؤمنين، ابشروا بالفرج، فإنّ وعد اللّه لا يخلف، وقضاءه لا يردّ، وهو الحكيم الخبير، فإنّ فتح اللّه

ص: 375


1- ورواه الخوارزمي في الفصل الخامس من المناقب: ص 61 ح 31 بإسناده عن أبي الفتح الحفّار، وابن طاووس في الطرائف: ص 521 نقلًا نقلًا عن مناقب الخوارزمي.

قريب، اللّهمّ إنّهم أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللّهم اكلأهم وارعهم وكن لهم، وانصرهم وأعنهم، وأعزّهم ولا تذلّهم، واخلفني فيهم، إنّك على كلّ شيء قدير».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 66)

يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام)، ويأتي بيانه في تاريخ الإمام المهدي (علیه السلام).

(1449) 8- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة، قال: حدّثني عبّاد بن سعيد الجعفي، وهو جدّه لاُمّه، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن أبي الجارود، عن حكيم بن جبير، عن سالم الجعفي قال:

قال عليّ صلوات اللّه عليه - وهو في الرحبة جالس-: «انتدبوا». وهو على المسير من السواد فانتدبوا نحو من مئة، فقال: «وربّ السماء وربّ الأرض، لقد حدّثني خليلي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنّ الاُمّة ستغدر بي من بعده عهداً معهوداً وقضاءً مقضيّاً، وقد خاب من افترى».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 8)

(1450) 9- وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا مسدّد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي البصري قاضي تنيس(1)، قال: حدّثنا إسحاق بن سيّار النصيبي قال: حدّثني أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا فطر بن خليفة قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت ثعلبة بن يزيد(2) الحمّاني قال:

ص: 376


1- تِنّيس - بكسر تين وتشديد النون وياء ساكنة - جزيرة فى بحر مصر قريبة من البرّ ما بين الفرما ودمياط، وفرما في شرقيّها». (معجم البلدان: 2: 51)
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب الرجال، كتهذيب الكمال: 4: 399، وتهذيب التهذيب، وفي الأصل: ثعلبة بن مرثد.

سمعت عليّاً صلوات اللّه عليه قال: «واللّه إنّه لعهد عهده إليّ النبيّ الاُمّي أنّ الاُمّة ستغدر بك بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 9)

(1451) 10-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن الحفص الخثعمي أبو جعفر قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدّي الفزاري، قال: أخبرنا عمر بن شاكر من أهل المصيصة، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر»(2).

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 31)

(1452) 11-(3) وبالسند المتقدّم عن أنس قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس زمان الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم».

قالوا: يا رسول اللّه أجر خمسين منّا؟ قال: «نعم، أجر خمسين منكم»، قالها ثلاثاً.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 32)

ص: 377


1- ورواه الترمذي في الباب 73 من جامعه: 4: 526 ح 2260، والبغوي في باب تغيّر النّاس من كتاب الرقاق من مصابيح السنّة: 3: 460 ح 4132، والسيّد أبوطالب في أماليه: ص 434 الباب 60. وله شاهد من حديث أبي هريرة، رواه أحمد في مسند أبي هريرة من مسنده: 2: 390، والديلمي في الفردوس: 4: 395 ح 7143، وعنه وعن ابن النجّار السيوطي في جمع الجوامع: 1: 874، والمتّقي في كنز العمّال: 11: 158 ح 31022.
2- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: الجمر - بالفتح - جمع الجمرة، وهي النّار المتّقدة، يعني كما لا يمكن القبض على الجمرة إلّا بصبر شديد وتحمّل المشقّة، كذلك فى ذلك الزمان لا يتصوّر حفظ دينه ونور إيمانه إلّا بصبر عظيم وتعب جسيم، ومن المعلوم أنّ المشبّه به يكون أقوى، فالمراد به المبالغة، فلاينافي ذلك عدم صبر أحد على قبض الجمر.
3- ورواه أبو الحسن القطّان في منتخباته، كما في الحديث 30976 من كنز العمّال: 11: 147.

(1453) 12-(1) أخبرنا،جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عبيداللّه بن محمّد بن عمّار أبو العبّاس الثقفي قال: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدّثنا جعفر بن أبي سليمان - يعني الضبعي - قال: حدّثنا أبوهارون العبدي:

عن أبي سعيد الخدري قال: أخبر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليّاً بما يلقى بعده، فبكى (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «يا رسول اللّه، أسألك بحقّي عليك وقرابتي منك، وحقّ صحبتي إيّاك، لما دعوت اللّه عزّ وجل أنّ يقبضني إليه».

فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أتسألني أن أدعو ربّي لأجل مؤجّل».

قال: «فعلى ما أقاتلهم»؟

قال: «على الإحداث في الدين».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 5)

(1454) 13-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري قال: حدّثنا أبو السائب سلم بن جنادة قال: حدّثنا وكيع بن الجراح قال: حدّثنا

ص: 378


1- ورواه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 4: 108 في شرح الخطبة 56. ورواه الخوارزمي في أوّل الفصل الثاني من المناقب: ص 175 ح 211. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في مصائب أهل البيت (علیهم السلام)» من المناقب: 2: 237 نقلاً عن عبدوس الهمداني وابن فورك الأصفهاني وابن شيرويه الديلمي، إلى قوله: «لأجل مؤجّل».
2- ورواه الهندي في الحديث 29414 من كنز العمّال: 10: 270 نقلاً عن ابن أبي شيبة، وأبي يعلى، وأحمد في المسند، والدورقي. وله شاهد من حديث أبي ذرّ، رواه أحمد في مسند أبي ذرّ من مسنده: 5: 145 إلى قوله: «الأئمّة المضلّون». و عنه الهندي في كنز العمّال: 10: 191 ح 29008 وص 198 ح 29043. وأورده الغزّالي في أواخر الباب 6 - في آفات العلم وبيان علامات علماء الآخرة والعلماء السوء - من إحياء علوم الدين: 1: 73. وأورد الديلمي صدر الحديث في الفردوس: 3: 131 ح 4163 بتفاوت.

سفيان بن سعيد الثوري، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبداللّه بن نُجَي(1) الحضرمي قال:

سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: كنّا جلوساً عند النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو نائم ورأسه في حِجري، فتذاكرنا الدجّال فاستيقظ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) محمرّاً وجهه فقال: «لغير الدجّال أخوف عليكم من الدجّال، الأئمّة المضلّون، وسفك دماء عترتي من بعدي، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 28)

(1455) 14-(2) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، عن أبيه أبي عبد اللّه (علیه السلام).

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على النّاس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الاٰنُك في النّار - يعني الرصاص - وما ذاك إلّا لما يرى من البلاء والاحداث في دينهم لا يستطيع له غيراً».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 44)

(1456) 15-(3) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن

ص: 379


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل وسائر المصادر، وفي النسخ: عبداللّه بن يحيى.
2- رواه عنه: الشيخ الحرّ العاملي في الوسائل: 11: 410 - 411 ح 8، والعلّامة المجلسي في البحار: 28: 48 ح 13.
3- ورواه ابن قولويه في الباب 16 من كامل الزيارات: ص 58 ح 7 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن عبيد بن يحيى الثوري، عن محمّد بن الحسين بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام). ورواه المفيد في الإرشاد ص 251، والإربلي في كشف الغمّة: 2: 8 بتفاوت يسير. وأورده الطبرسي في معجزات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من إعلام الورى: 1: 94 - 95، والديلمي في إرشاد القلوب: 441.

وهبان قال: حدّثنا أبو القاسم عليّ بن حبشي قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أبى قال: حدّثنا صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «زارنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد أهدت لنا اُمّ أيمن لبناً و زبداً وتمراً، فقدّمناه فأكل منه، ثمّ قام النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى زاوية البيت فصلّى ركعات، فلمّا كان في آخر سجوده بكى بكاءً شديداً، فلم يسأله أحد منّا إجلالاً له، فقام الحسين (علیه السلام) فقعد في حجره وقال له: يا أبت، لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء کسرورنا بدخولك، ثمّ بكيت بكاءً غمّنا، فلِمَ بكيتَ؟

فقال: يا بُنيّ، أتاني جبرئيل آنفاً فأخبرني أنّكم قتلى، وأنّ مصارعكم شتّى.

فقال: يا أبت، فما لمن يزور قبورنا على تشتّتها؟

فقال: يا بُنيّ، أولئك طوائف من اُمّتي، يزورونكم يلتمسون بذلك البركة، وحقيق علَيّ أن آتيهم يوم القيامة حتّى أخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم، ويسكنهم اللّه الجنّة».

(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 11)

(1457) 16- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين [بن عبّاد السمسار] البغدادي قال: حدّثنا الحسين بن عمر المقرئ، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:

ص: 380

عن جدّه (علیه السلام) قال: «لمّا نزلت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)(1)، قال لي: يا عليّ، إنّه قد(2) جاء نصر اللّه والفتح، فإذا رأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنّه كان توّاباً.

يا عليّ، إنّ اللّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي.

فقلت: يا رسول اللّه، وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأنّي رسول اللّه، [وهم](3) مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني.

فقلت: فعلى مَ نقاتلهم يا رسول اللّه، وهم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه؟!

فقال: على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي» الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 34 الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 5)

سيأتي تمامه في الباب 3 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان.

ص: 381


1- سورة النصر: 110: 1.
2- في أمالي الطوسي: «يا عليّ، قد جاء».
3- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.

باب 3- غصب الخلافة وما جرى فيه من الظلم والطغيان

(1458) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا سعيد بن [كثير بن] عفير قال: حدّثني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال:

عن مروان بن عثمان قال: لمّا بايع النّاس أبا بكر دخل عليّ (علیه السلام) والزبير و المقداد بيت فاطمة (علیها السلام)، وأبوا أن يخرجوا، فقال عمر بن الخطّاب: اضرموا عليهم البيت ناراً! فخرج الزبير ومعه سيفه، فقال أبوبكر: عليكم بالكلب. فقصدوا نحوه، فزلّت قدمه وسقط إلى الأرض ووقع السيف من يده، فقال أبوبكر: اضربوا به الحجر، فضرب بسيفه الحجر حتّى انكسر.

وخرج عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) نحو العالية، فلقيه ثابت بن قيس بن شمّاس فقال: ما شأنك يا أبا الحسن؟

فقال: «أرادوا أن يحرقوا عَلَيّ بيتي وأبوبكر على المنبر يبايع له ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره».

فقال له ثابت: ولا تفارق كفّ يیدك حتّى أقتل دونك، فانطلقا جميعاً حتّى عادا إلى المدينة، وإذا فاطمة (علیها السلام) واقفة على بابها، وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول: «لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم، تركتم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا(2) وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقّاً».

(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 9)

ص: 382


1- الروايات الّتي تدلّ على همّ عمر بإحراق بيت فاطمة (علیها السلام) بأمر أبي بكر أو برضاه، وقد كان فيه أمير المؤمنين وفاطمة والحسنان صلوات اللّه عليهم، وهدّدهم وآذاهم ممّا لا ينكر، وفي بعضها أنّه أحرقها، رواها جمع من المؤرخين، منهم: سليم بن قيس الهلالي في الحديث 4 من كتابه: 2: 584 - 585 عن سلمان قال: فلمّا رأى عليّ (علیه السلام) خِذلان النّاس إيّاه وتركهم نصرته و اجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم إيّاه لزم بيته، فقال عمر لأبي بكر: ما يَمنعُك أن تبعث إليه فيبايع، فإنّه لم يبق أحد إلّا وقد بايع، غيره وغير هؤلاء الأربعة. فقال أبو بكر: مَن نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذاً، وهو رجل فظّ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عديّ بن كعب. فأرسله وأرسل معه أعواناً وانطلق، فاستأذن على عليّ (علیه السلام) فأبى أن يأذن لهم، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر - وهما جالسان في المسجد والنّاس حولهما - فقالوا: لم يُؤذن لنا. فقال عمر: اذهبوا، فإذا أذن لكم، وإلّا فادخلوا عليه بغير إذن. فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة (علیها السلام): «أحرّج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن». فرجعوا وثبت قنفذ الملعون، فقالوا: إنّ فاطمة قالت كذا وكذا، فتحرّجنا أن ندخل عليها بغير إذن. فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء! ثمّ أمر أناساً أن يحملوا الحطب، فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل عليّ و فاطمة وابناهما (علیهم السلام)، ثمّ نادى عمر حتّى أسمع عليّاً وفاطمة (علیهما السلام): واللّه لتخرجن يا عليّ و لتبايعنّ خليفة رسول اللّه، وإلّا أضرمت عليك بيتك النّار. فقالت فاطمة (علیها السلام): «يا عمر، ما لنا ولك»؟ فقال: افتحي الباب، وإلّا أحرقنا عليكم بيتكم. فقالت: «يا عمر، أما تتّقي اللّه تدخل على بيتي»؟! فأبى أن ينصرف. ودعا عمر بالنّار فأضرمها في الباب، ثمّ دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة (علیها السلام) وصاحت: «يا أبتاه يا رسول اللّه». فرفع عمر السيف وهو في غمده، فوجأ به جنبها فصرخت: «يا أبتاه». فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت: «يا رسول اللّه، لبئس ما خلّفك أبو بكر وعمر»!. ... قال: قلت لسلمان: أَ دَخَلوا على فاطمة (علیها السلام) بغير إذن؟! قال: إي واللّه، وما عليها من خمار، فنادت: «وا أبتاه، وا رسول اللّه، يا أبتاه فلبئس ما خلّفك أبو بكر وعمر وعيناك لم تتفقّأ في قبرك»، تنادي بأعلى صوتها. أقول: قد نظم العلّامة الفقيد السيّد محمّد بن السيّد مهدي القزويني - المتوفّى سنة 1335 ه- - هذا الموضع من كلام سليم في أرجوزته حيث يقول: يا عَجَباً يَستأذن الأمين قال سُليم: قلتُ: يا سلمان فقال : إي وعزّة الجبّار لكنّها لاذَت وَراء الباب فمد رأوها عصروها عصرة تصیح یا فضّة سنّديني فأسقطت بنت الهُدى واحُزنا عليهم وَيَهْجِم الخؤون هل هَجَموا وَلَمْ يَكُ استيذان وَما عَلى الزَّهراء من خِمار رعاية للسّتر و الحجاب كادت بنفسي أن تموت حسرة فقد وَرَبِّي قَتَلوا جنيني جنينها ذاك المسمّى مُحسنا ورواه ابن قتيبة في عنوان «كيف كانت بيعة عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه» من كتاب الإمامة والسياسة: ص 19 قال: إنّ أبا بكر (رض) تفقد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم اللّه وجهه، فبعث إليهم بعمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب و قال: «والّذي نفس عمر بيده، لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها». فقيل له: يا أباحفص، إنّ فيها فاطمة؟ فقال: «وإن »! ! ! فخرجوا فبايعوا إلّا عليّاً فإنّه زعم أنّه قال: «حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتّى أجمع القرآن»، فوقفت فاطمة رضي اللّه عنها على بابها فقالت:...». ورواه الطبري في حوادث سنة 11 من الهجرة من تاريخه: 3: 202 في عنوان «ذكر الأخبار الواردة باليوم الّذي توفّي فيه رسول اللّه» عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطّاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه. ورواه البلاذري في أنساب الأشراف: 1: 586 عن المدائني، عن مسلمة بن محارب، عن سليمان التيمي، عن ابن عون: أنّ أبا بكر أرسل عمر إلى عليّ (علیه السلام) يريده إلى البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه قبس فتلقّته فاطمة (علیها السلام) على الباب فقالت: يا ابن الخطّاب أتراك محرقاً عَلَيّ بابي؟؟ قال: نعم ! وذلك أقوى فيما جاء به أبوك. وجاء عليّ (علیه السلام) فبايع. وقال الصدوق في معاني الأخبار: ص 206 في ذيل حديث النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعليّ (علیه السلام): «يا عليّ، إنّ لك كنزاً في الجنّة وأنت ذو قرنيها»: وقد سمعت بعض المشايخ يذكر أنّ هذا الكنز هو ولده المحسِّن (علیه السلام)، وهو السقط الّذي ألقته فاطمة (علیها السلام) لمّا ضغطت بين البابين، واحتجّ في ذلك بما روي في السقط... . وروى المفيد في كتاب الجمل: ص 117 قال: ولمّا اجتمع مَن اجتمع إلى دار فاطمة (علیها السلام) من بني هاشم وغيرهم للتحيّز عن أبي بكر وإظهار الخلاف عليه، أنفذ عمر بن الخطّاب قنفذاً وقال له: «أخرجهم مِن البيت، فإن خرجوا وإلّا فاجمع الأحطاب على بابه، وأعلمهم أنّهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم ناراً»! ثمّ قام بنفسه في جماعة منهم المغيرة بن شعبة الثقفي وسالم مولى أبي حذيفة، حتّى صاروا إلى باب عليّ (علیه السلام)، فنادى: «يا فاطمة بنت رسول اللّه، أخرجي مَن اعتصم ببيتك ليبايع ويدخل فيما دخل فيه المسلمون، وإلّا واللّه أضرمت عليهم ناراً» في حديث مشهور. ورواه ابن عبدربّه في عنوان «الّذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر» من العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم وأيّامهم - من العقد الفريد: 5: 13 وفي ط: 6: 242 قال: الّذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: عليّ والعبّاس والزبير وسعد بن عبادة، فأمّا عليّ والعبّاس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتّى بعث إليهم أبو بكر عمرَ بن الخطّاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: «إن أبوا فقاتلهم». فأقبل بقبس من نار على أنّ يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطّاب، أجئت لتحرق دارنا؟! قال: نعم! أو تدخلوا فيما دخلت فيه الاُمّة. ورواه أبوالفداء في عنوان «ذكر أخبار أبي بكر وخلافته» من تاريخه: 1: 219 وقال: كذا نقله القاضي جمال الدين بن واصل، وأسنده إلى ابن عبدربّه المغربي. وروى المسعودي في عنوان «كلام لأبي بكر» من مروج الذهب: 2: 301، والجوهري في كتاب السقيفة - كما في شرح خطبة 26 من نهج البلاغة - لابن أبي الحديد -: 2: 46، واللفظ للمسعودي قال: لمّا احتضر [أبوبكر] قال: «ما آسى على شيء إلّا على ثلاث فعلتها وددت أنّي تركتها... فوددت أنّي لم أكن فتشت بيت فاطمة». وقال أبو الفتح أحمد بن عبد الكريم الشهرستاني في الملل والنحل: 1: 57: وقال النظام: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: «احرقوا دارها بمن فيها». وما كان في الدار غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين. ورواه أيضاً الصفدي في ترجمة النظّام من الوافي بالوفيات: 6: 17 تحت الرقم 2444، وفيه: «ألقت المحسن من بطنها». وقال العلّامة المجلسي في آخر الباب 4 من كتاب الفتن من بحار الأنوار: 28: 408:... تبيّن بالمتّفق عليه من أخبارهم وأخبارنا أنّ عمر همّ بإحراق بيت فاطمة (علیها السلام) بأمر أبي بكر أو برضاه، وقد كان فيه أمير المؤمنين وفاطمة والحسنان صلوات اللّه عليهم، وهدّدهم وآذاهم، مع أنّ رفعة شأنهم عند اللّه وعند رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ممّا لا ينكره إلّا من خرج عن الإسلام، وقد استفاض في رواياتنا بل رواياتهم أيضاً أنّه روّع فاطمة حتّى ألقت ما في بطنها، وقد سبق في الروايات المتواترة وسيأتي أنّ إيذاءها صلوات اللّه عليها ايذاء للرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وآذيا عليّاً (علیه السلام) وقد تواتر في روايات الفريقين قول النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم):«من آذى عليّاً فقد آذانى»، وقد قال اللّه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ [سورة الأحزاب: 33: 57]. وقال العلّامة البياضي - م 877 - في الصراط المستقيم: 3: 12: منها ما رواه البلاذري واشتهر في الشيعة أنّه حصر فاطمة في الباب حتّى أسقطت مُحسِّناً، مع علم كلّ أحد بقول أبيها لها: «فاطمة بضعة منّي، مَن آذاها فقد آذاني». قال الحميري: ضربت واهتضمت من حقّها قطع اللّه يدي ضاربها لا عفا اللّه له عنه ولا وأذيقت بعده طعم السلع وید الراضي بذاك المتّبع كفّ عنه هول يوم المُطّلع وفي الخلافة والإمامة - لمقاتل بن عطيّة (م 505) -: إنّ أبا بكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من النّاس بالارهاب والسيف والقوّة أرسل عمر وقُنفُذاً وجماعة إلى دار عليّ وفاطمة (علیهما السلام)، وجمع عمر الحطب إلى دار فاطمة وأحرق الدار، ولمّا جاءت فاطمة خلف الباب لتردّ عمر وأصحابه عصر عمر فاطمة خلف الباب حتّى أسقطت جنينها ونبتت مسمار الباب في صدرها وسقطت مريضة حتّى ماتت سلام اللّه عليها. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 14: 193 بعد ذِكر زينب بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في خروجها من مكّة للحوق بأبيها (صلی اللّه علیه و آله و سلم): فخرجوا في طلبها سراعاً حتّى أدركوها بذي طُوى، فكان أوّل من سبق إليها هبّار بن الأسود فروّعها هبّار بالرُّمح وهي في الهودج وكانت حاملاً، ولمّا رجعت طرحت ما في بطنها، وقد كانت من خوفها رأت دماً وهي في الهودج، ولذلك أباح رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم فتح مكّة دم هبّار بن الأسود. قلت: وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر (رحمه اللّه)، فقال: إذا كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها، فظهر الحال فألقت ذا بطنها، فظهر الحال أنّه لو كان حيّاً لأباح دم من روّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها. فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم أنّ فاطمة روّعت فألقت المُحسِّن؟ فقال: لا ترو عنّي، ولا ترو عنّي بطلانه، فإنّي متوقّف في هذا الموضع لتعارض الأخبار. وفي كتاب ألقاب الرسول وعترته - لبعض قدماء المحدّثين والمؤرخين من أصحابنا-: ص 245 من مجموعة نفيسة: [ومن ألقابها:] شهيدة إذ ضربوا باب دارها على بطنها حتّى هلك ابنها الجنين الّذي سمّاه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) المُحسِّن.
2- في بعض النسخ والبحار: «لم تستأمروه»، وفي بعضها: «لمن تستأمروه».

ص: 383

ص: 384

ص: 385

ص: 386

(1459) 2-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرني إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: أخبرنا أبو إسماعيل العطّار قال: أخبرنا [عبداللّه] بن لهيعة، عن أبي الأسود:

عن عروة بن الزبير قال: لمّا بايع النّاس أبا بكر خرجت فاطمة بنت محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فوقفت على بابها وقالت: «ما رأيت كاليوم قطّ حضروا أسوأ محضر، تركوا نبيّهم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جنازة بين أظهرنا واستبدّوا بالأمر دوننا».

(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 5)

(1460) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبداللّه بن أبي رافع الكاتب قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن جعفر الحسيني قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال: حدّثنا أبو المقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري:

عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: تمثّل إبليس لعنه اللّه في أربع صور (إلى أن قال:) وتصوّر يوم قُبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في صورة المغيرة بن شعبة فقال: أيّها النّاس، لاتجعلوها كسروانيّة ولا قيصرانيّة، وسعوها تتسع، فلاتردّوها في

ص: 387


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

بني هاشم فتُنتظر بها الحبالى».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 5)

يأتي تمامه في باب «إبليس» من كتاب السماء والعالم.

(1461) 4- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهدي بن صدقة البرقي(1) أملاه عَلَيّ إملاءً من كتابه، قال حدّثنا الرضا أبو الحسن عليّ بن موسى قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال:

حدّثني أبي الحسين بن عليّ (علیهم السلام) قال: لمّا أتى أبوبكر وعمر إلى منزل أمير المؤمنين (علیه السلام) وخاطباه في البيعة وخرجا من عنده، خرج أمير المؤمنين إلى المسجد، فحمد اللّه وأثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت، إذ بعث فيهم رسولاً منهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

ثمّ قال: «إنّ فلاناً وفلاناً أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني، أنا ابن عمّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأبو ابنيه، والصديق الأكبر، وأخو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لا يقولها أحد غيري إلّا كاذب، وأسلمت وصلّيت، وأنا وصيّه وزوج ابنته سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأبوحسن وحسين سبطي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و نحن أهل بيت الرحمة، بنا هداكم اللّه، وبنا استنقذكم من الضلالة، وأنا صاحب يوم الدوح(2)، وفيّ نزلت سورة من القرآن، وأنا الوصي على الأموات من أهل

ص: 388


1- في رجال الشيخ: الرقي (البرقي)، والظاهر صحّة «الرقّي» كما في ترجمة الرجل في ميزان الاعتدال ولسانه والحديث 489 من شواهد التنزيل. قال ابن حجر في لسان الميزان: 1: 334/701: أحمد بن عليّ بن صدقة، عن أبيه، عن عليّ بن موسى الرضا... وقال: أحمد بن عليّ بن مهدي الرقّي، عن عليّ الرضا... وهو أحمد بن عليّ بن مهدي بن صدقة.
2- المراد بيوم الدَوح: يوم غدير خمّ، حيث أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بدوحات فقممن، ومنه قول الكميت الأسدي في قصيدة الهاشميّات: ويوم الدّوح دوح غدير خمّ أبان له الولاية لو أطيعا وقال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: 2: 193: روي عن الكميت قال: رأيت أمير المؤمنين (علیه السلام) في المنام فقال: أنشدني قصيدتك العينيّة، فأنشدته حتّى انتهيت إلى قولي فيها: «ويوم الدوح...»، فقال صلوات اللّه عليه: صدقت، ثمّ أنشد (علیه السلام): ولم أر مثل ذاك اليوم يوماً ولم أر مثله حقّاً أضيعا وروى الكراجكي في كنز الفوائد: 1: 333 بإسناده عن هناد بن السري قال: رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في المنام فقال لي: يا هناد. قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: أنشدني قول الكميت... وذكر مثل ما رواه الرازي بتفاوت يسير. ولاحظ شرح الأخبار: 1: 99 ح 21، وعنوان «شعراء الغدير في القرن الثاني» من كتاب «الغدير»: 2: 180 وما بعده.

بيته (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنا بقيّته على الأحياء من اُمّته، فاتّقوا اللّه يثبّت أقدامكم ويتمّ نعمته عليكم»، ثمّ رجع (علیه السلام) إلى بيته.

(أمالي الطوسي: المجلس 22، الحديث 1)

(1462) 5-(1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن عليّ بن الفضل بن تمام(2) الكوفى قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن معمر الكوفي قال: حدّثني محمّد بن الحسين الزيّات الكوفي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد قال: حدّثني أبان بن عثمان قال: حدّثني أبان بن تغلب:

ص: 389


1- وأورده الطبرسي - مع مغايرة في بعض الكلمات - في عنوان «احتجاج فاطمة الزهراء (علیها السلام) على القوم لمّا منعوها فدك وقولها لهم عند الوفاة في الإمامة» من كتاب الاحتجاج: 1: 280 - 283 رقم 49، فإنّه جعلها ذيل الخطبة. وأورده ابن شهر آشوب في عنوان: «فصل: في ظلامة أهل البيت (علیهم السلام)» من كتاب المناقب: 236:2 - 237. وفي هامش نسخة خطيّة من كشف الغمّة: ص 146 /أ / (وهي موجودة في المكتبة الرضويّة): وُجد بخطّ السيّد المرتضى عَلَم الهدى الموسوي قدّس اللّه روحه: أنّه لمّا خرجت سيّدة النساء فاطمة (علیها السلام) من عند أبي بكر حين ردّها عن فدك، استقبلها أمير المؤمنين (علیه السلام)، فجعلت تعنّفه ثمّ قالت: «اشتملت مشيمة الجنين» إلى آخر ما هنا بتفاوت. قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في بحار الأنوار: 29: 324: ولندفع الإشكال الّذي قلّما يخطر بالبال عند سماع هذا الجواب والسؤال، وهو: أنّ اعتراض فاطمة (علیها السلام) على أمير المؤمنين (علیه السلام) في ترك التعرّض للخلافة، وعدم نصرتها، وتخطئته فيهما - مع علمها بإمامته، ووجوب اتّباعه و عصمته وأنّه لم يفعل شيئاً إلّا بأمره تعالى ووصيّة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم)- ممّا ينافي عصمتها وجلالتها. فأقول: يمكن أن يجاب عنه بأنّ هذه الكلمات صدرت منها (علیها السلام) لبعض المصالح، ولم تكن واقعاً منكرة لما فعله، بل كانت راضية، وإنّما كان غرضها أن يتبيّن للنّاس قبح أعمالهم وشناعة أفعالهم، وأنّ سكوته (علیه السلام) ليس لرضاه بما أتوا به. ومثل هذا كثيراً ما يقع في العادات والمحاورات، كما أنّ ملكاً يعاتب بعض خواصّه في أمر بعض الرعايا، مع علمه ببراءته من جنايتهم، ليظهر لهم عظم جرمهم، وأنّه ممّا استوجب به أخصّ النّاس بالملك منه المعاتبة. ونظير ذلك ما فعله موسی (علیه السلام) -لمّا رجع إلى قومه غضبان أسفاً من إلقائه الألواح، وأخذه برأس أخيه يجرّه إليه - ولم يكن غرضه الإنكار على هارون، بل أراد بذلك أن يعرّف القوم عظم جنايتهم، وشدّة جرمهم. أمّا حمله على أنّ شدّة الغضب والأسف والغيظ حملتها على ذلك -مع علمها بحقّية ما ارتكبه (علیه السلام)- فلا ينفع في دفع الفساد، وينافي عصمتها وجلالتها الّتي عجزت عن إدراكها أحلام العباد.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل، وفي الأصل: المفضّل بن همام.

عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال: لمّا انصرفت فاطمة (علیها السلام)من عند أبي بكر، أقبلت على أمير المؤمنين (علیه السلام) فقالت: «يا ابن أبي طالب، اشتملت مشيمة(1) الجنين، وقعدت حُجرة الظنين(2)، نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل(3)، هذا

ص: 390


1- في الاحتجاج: «شملة».
2- الظنين: المتّهم، أي: اختفيت عن النّاس كالجنين، وقعدت عن طلب الحقّ، ونزلت منزلة الخائف المتّهم.
3- الأجدل: الصقر، وقادمة الأجدل: مقاديم ريشه، قال الجوهري في صحاح اللغة: 1: 248: خات البازي واختات: أي انقضّ على الصيد ليأخذه. على هذا فالأظهر أنّه كان في الأصل «خاتك» بالتاء المثناة الفوقانية كما في مناقب ابن شهر آشوب، فصحّف.

ابن أبي قحافة قد ابتزّني نحيلة أبي وبليغة(1) ابنَيّ، واللّه لقد أجدّ في ظلامتي، وألدّ في خصامي، حتّى منعتني قيلة(2) نصرها، والمهاجرة وصلها، وغضّت الجماعة دوني طرفها، فلا مانع ولا دافع، خرجت واللّه كاظمة، وعدت راغمة، فليتني - ولا خيار لي - متّ قبل ذلّتي، وتوفّيت قبل منيّتي، عذيري فيك اللّه حامياً، ومنك عادياً، ويلاه في كلّ شارق، ويلاه مات المعتمد ووهن العضد، شكواي إلى ربّي، و عَدواي إلى أبي، اللّهم أنت أشدّ قوّة».

فأجابها أمير المؤمنين (علیه السلام): «لاويل لك، بل الويل لشانئك، نهنهي من غَرْبك، يا بنت الصفوة، وبقيّة النبوّة، فواللّه ما ونيت في ديني، ولا أخطأت مقدوري، فإن كنت ترزئين البلغة فرزقك مضمون، ولعيلتك مأمون، وما أعدّ لك خير ممّا قطع عنك، فاحتسبي».

فقالت: «حسبي اللّه ونعم الوكيل».

(أمالي الطوسي: المجلس 38 الحديث 8)

ص: 391


1- بزّ ثيابه: سلبه، والبلغة - بالضمّ -: الكفاية، وهو ما يكتفى به في العيش. (مجمع البحرين).
2- «قيلة» - بالفتح - بنت كاهل، أُمّ قبيلة الأوس من الأنصار.

باب 4- العلّة الّتي من أجلها ترك النّاس عليّاً (علیه السلام)

(1463) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن يحيى المكتّب قال: حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن محمّد الورّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي العماني قال: حدّثنا العبّاس بن فرج الرياشي قال:

حدّثني أبوزيد النحوي الأنصاري قال: سألت الخليل بن أحمد العَروضي، فقلت: لِمَ هَجَر النّاس عليّاً (علیه السلام) و قرباه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قرباه، وموضعه من المسلمين موضعه، وعناؤه(2) في الإسلام عناؤه؟!

فقال: بَهَر(3) واللّه نوره أنوارهم، وغلبهم على صَفو كلّ منهل(4)، والنّاس إلى أشكالهم أميل، أما سمعت الأوّل حيث يقول:

وكلّ شكل لشكله آلِف

أما ترى الفِيل يألف الفيلا

قال: وأنشدنا الرياشي في معناه، عن العبّاس بن الأحنف:

وقائل كيف تهاجرتما

لم يك من شَكلي فهاجرته

فقلت قولاً فيه إنصاف

والنّاس أشكال وآلاف

(أمالي الصدوق: المجلس 40 الحديث 15)

ص: 392


1- ورواه أيضاً في الباب 121 من علل الشرائع: ص 145 ح 1. وأورده ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في حسّاده (علیه السلام)» من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 3: 246، والفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 116.
2- العناء: التعب.
3- بهر: غلب.
4- قال في البحار: المنهل عين ماء ترده الإبل في المراعي، أي أخذ منهم من كلّ منهل من مناهل الخيرات والسعادات صفوه وخالصه.

(1464) 2-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا جماعة، عن أبى المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي النحوى أبو عبداللّه قال: حدّثنا أبو الأسود الخليل بن أسد النوشجاني قال: حدّثني محمّد بن سلام الجمحي قال:

حدّثني يونس بن حبيب [أبو عبدالرحمان الضبّي] النحوي - وكان عثمانياًّ- قال: قلت للخليل بن أحمد: أريد أن أسألك عن مسألة فتكتمها عَلَيّ؟

قال: إنّ قولك يدلّ على أنّ الجواب أغلظ من السؤال، فتكتمه أنت أيضاً؟ قال: قلت: نعم، أيّام حياتك.

قال: سل.

قال: قلت: ما بال أصحاب رسول اللّه صلىّ اللّه عليه وآله ورحمهم كأنّهم كلّهم بنو اُمّ واحدة وعليّ بن أبي طالب من بينهم كأنّه ابن عَلَّة(2)؟!

قال: مِن أين لك هذا السؤال؟

قال: قلت: قد وعدتني الجواب.

قال: وقد ضمنت الكتمان.

قال: قلت: أيّام حياتك.

فقال: إنّ عليّاً (علیه السلام) تقدّمهم إسلاماً، وفاقهم علماً، وبذّهم شرفاً، ورجحهم زهداً، وطالهم جهاداً، فحسدوه، والنّاس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم إلى مَن بان منهم، فافهم.

(أمالي الطوسي: الملس 28، الحديث 4)

(1465) 3-(3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسن بن عبداللّه بن سعيد العسكري

ص: 393


1- ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في حسّاده (علیه السلام)» من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 3: 246، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 77، والديلمي في أعلام الدين: ص 216، وفيها في اخره: «...ممّن بان منهم وفاقهم».
2- العَلَّة: الضَرَّة.
3- ورواه أيضاً في الباب 121 من علل الشرائع: ص 145 ح 2 بالسند المذكور هنا إلى أبي الأحوص، عمّن حدّثه، عن آبائه، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ (علیهما السلام). ورواه الآبي في نثر الدر: 1: 287. ورواه المفيد في الفصل 102 من الإرشاد: 1: 296 - 295، والسيّد الرضي في الخطبة 162 من خطب نهج البلاغة، بتفاوت وزيادة. ورواه الطبري في المسترشد: ص 371 ح 122 بتفاوت واختصار.

قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن رعل الأبشمى(1) قال: حدّثنا ثُبيت بن محمّد قال: حدّثنا أبو الأحوص المصري قال: حدّثنا جماعة من أهل العلم:

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: بينما أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه في أصعب موقف بصفّين، إذ قام اليه رجل من بني دودان فقال: ما بال قومكم دفعوكم عن هذا الأمر، وأنتم الأعلون نَسَباً، وأشدّ نَوطاً(2) بالرّسول وفَهماً بالكتاب والسنّة؟

فقال: «سألت - يا أخي بني دودان - ولك حقّ المسألة، وذَمام الصِّهر(3)

ص: 394


1- ومثله في علل الشرائع، وفي نسخة من الأمالي: «إبراهيم بن رعد». ولم أجد له ترجمة، وأمّا شيخه، فقال النجاشي في رجاله: ثبيت بن محمّد أبو محمّد العسكري، صاحب أبي عيسى الورّاق، متكلّم حاذق، من أصحاب العسكريين، وكان أيضاً له اطّلاع بالحديث والرواية، و الفقه، له كتب، منها: كتاب توليدات بني أُميّة في الحديث، وذكر الأحاديث الموضوعة، و الكتاب الّذي يعزى إلى أبي عيسى الورّاق في نقض العثمانيّة له، وكتاب الأسفار، ودلائل الإمامة. وعدّه العلّامة وابن داوود في القسم الأوّل، ولعلّه مبني على أصالة العدالة. (معجم رجال الحديث: 3: 402 - 403 رقم 1980).
2- نوطاً: أي تعلّقاً وارتباطاً.
3- في نهج البلاغة: «ذمامة الصِّهر»، والذمام: الحقّ والحرمة، وقال ابن ميثم في شرحه على نهج البلاغة: 3: 293: ويروى: «ماتّة الصهر»: أي وسيلته، وهي المصاهرة... فأمّا كونه صهراً، فلأنّ زينب بنت جحش زوجة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كانت أسديّة، وهي زينت بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كثير بن غنم بن ذودان بن أسد بن خزيمة، وأمّها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، فهي بنت عمّة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، قالوا: والمصاهرة المشار إليها هي هذه، ونقل القطب الراوندي أنّ عليّاً (علیه السلام) كان متزوّجاً في بني أسد، وإنّكره الشارح ابن أبي الحديد، معتمداً على أنّه لم يبلغنا ذلك. والإنكار لا معنى له، إذ ليس كلّ ما لم يبلغنا من حالهم لا يكون حقّاً ويلزم أن لا يصل إلى غيرنا.

وإنّك لقلق الوضين، تُرسل عن ذي مسد(1)، إنّها إمرة شحّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نُفوس آخرين، ونعم الحكم اللّه.

فدع عنك نَهباً صيح في حَجَراته(2)، وهلمّ الخَطْب في ابن أبي سفيان، فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه(3):

لاغَرْوَ إلّا جارتي وسؤالها

ألا هل لنا أهلٌ سألت كذلك

بئس القوم من خَفَضني، وحاولوا الإدهان في دين اللّه، فإن تُرفع عنّا مِحَن البَلوى أحمِلهم من الحقّ على محضه، وإن تكن الأخرى (فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)(4)، إليك عنّي يا أخا بني دودان».

(أمالي الصدوق: المجلس 90، الحديث 5)

ص: 395


1- ومثله في نثر الدرّ، وفي نسخة من الأمالي: «غير ذي سدّ»، وفي المسترشد: «وتسأل عن غير ذي مسألة»، وفي العلل: «ترسل في غير سدد»، ومثله في النهج وفي الإرشاد: «ترسل غير ذي مسدّ». المسدّ: الحبل المفتول، والمراد: ترسل عن عقل غير محكم الرأي.
2- هذه الجملة مثل، ذكره الميداني في مجمع الأمثال: 1: 267 برقم 1403 وقال: «النهب: المال المنهوب، وكذلك النهبي، والحجرات: النواحي، يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثمّ ذهب بعده ما هو أجلّ منه»، ثمّ ذكر قصّة المثل، وهو شطر من بيت لامرئ القيس يقول فيه: ودع عنك نهباً صيح في حجراته ولكن حديثاً ما حديث الرواحل
3- في نسخة: «بعد بكائه».
4- سورة المائدة: 5: 26.

باب 5- علّة قعود أمير المؤمنين (علیه السلام) عن قتال مَن ولي الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقتاله مع الناكثين والقاسطين والمارقين

(1466) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر:

عن أبي عبد اللّه الصادق، عن أبيه،، عن جدّه (علیهم السلام) قال: «بلغ أُمّ سلمة زوجة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّ مولى لها يتنقّص(2) عليّاً (علیه السلام) ويتناوله، فأرسلت إليه، فلمّا أن صار إليها(3) قالت له: يا بُنيّ، بلغني أنّك تتنقّص(4) عليّاً وتتناوله؟!

قال لها: نعم يا أمّاه.

قالت: اقعد - ثكلتك أُمّك - حتّى أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ اختر لنفسك، إنّا كنّا عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تسع نسوة(5) وكانت ليلتي ويومي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فدخل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو متهلّل(6)، أصابعه في أصابع عليّ، واضعاً

ص: 396


1- رواه الصدوق في معاني الأخبار ص 204 باب معنى الناكثين والقاسطين والمارقين، و عنه الطبري في الحديث 94 من الجزء الثاني من كتاب «بشارة المصطفى» ص 58. وأخرجه ابن طاوس في كتاب اليقين ص 606 نقلا عن كتاب نور الهدى، والطبرسي في الاحتجاج: 1: 461 - 462 برقم 106، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين: ص 459 ح 560. وروى نحوه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب ص 146 - 147 ح 171، والحمّويي في فرائد السمطين: 1: 270 ح 211، والسيّد ابن طاوس في كتاب الطرائف ص 24 ح 22. ولاحظ ما رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 206 - 207 ح 170.
2- في أمالي الطوسي: «ينتقص».
3- في أمالي الطوسي: «فلمّا صار إليها».
4- في أمالي الطوسي: «تنتقص».
5- في أمالي الطوسي: «ليلة تسع نسوة».
6- في البحار: 94: 48: «مخلّل».

يده عليه، فقال: يا اُمّ سلمة، اخرجي من البيت وأخليه لنا. فخرجت و اقبلا يتناجيان، اسمع الكلام وما أدري ما يقولان، حتّى إذا انتصف النّهار(1) أتيت الباب، فقلت: أدخل يا رسول اللّه؟(2)

قال: لا.

فكَبوتُ(3) كَبوة شديدة، مخافة أن يكون ردّني من سخطة، أو نزل فيّ شيء من السماء، ثمّ لم ألبث(4) أن أتيت الباب الثانية فقلت: ادخل يا رسول اللّه؟

فقال: لا.

فكبوت كبوة أشدّ من الأولى، ثمّ لم ألبث حتّى أتيت الباب الثالثة، فقلت: أدخل يا رسول اللّه؟

فقال: ادخلي يا أُمّ سلمة.

فدخلت وعليّ (علیه السلام)(5) جاث بين يديه، وهو يقول: فِداك أبي وأُمّي يا رسول اللّه، إذا كان كذا وكذا فما تأمرني؟(6)

قال: آمرك بالصبر.

ثمّ أعاد عليه القول الثانية(7) فأمر بالصبر، فأعاد عليه القول الثالثة، فقال: يا عليّ يا أخي، إذا كان ذاك(8) منهم فسلّ سيفك وضعه على عاتقك، واضرب

ص: 397


1- في أمالي الطوسي: «وكانت ليلتي ويومي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأتيت الباب و قلت...»، فمن قوله: «فدخل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...» إلى قوله: «إذا انتصف النهار»، غير موجود في أمالي الشيخ الطوسي، و الظاهر أنّه من سهو النسّاخ، لوجوده في نقل الإربلي في كشف الغمّة عن أمالي شيخ الطائفة.
2- في أمالي الطوسي: «أدخل يا رسول اللّه عليك».
3- في أمالي الطوسي: «قالت: فكبوت...».
4- في أمالي الطوسي: «فلم ألبث».
5- في أمالي الطوسي: «فإذا عليّ (علیه السلام)...».
6- في أمالي الطوسي: «فما تأمرني به».
7- في أمالي الطوسي: «ثانية»، وفي المورد التالي: «ثالثة».
8- في أمالي الطوسي: «لك ذلك».

به(1) قُدُماً قُدُماً، حتّى تلقاني وسيفك شاهر يقطُر من دمائهم.

ثمّ التفت (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إليّ فقال لي: ما هذه الكآبة يا أُمّ سلمة؟

قلت: للّذي كان من ردّك لي(2) يا رسول اللّه.

فقال لي: «واللّه ما رددتُك من موجدة(3)، وإنّك لعلى خير من اللّه و رسوله، لکن اتيتنى(4) وجبرئيل عن يميني، وعليّ عن يساري، وجبرئيل يخبرني بالأحداث الّتي تكون من بعدي(5)، وأمرني أن أوصى بذلك عليّاً.

يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، أخي في الدنيا وأخي في الآخرة.

يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، وزيري في الدنيا و وزيري في الآخرة.

يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائى(6) غداً في القيامة.

يا أمّ سلمة، اسمعي واشهدي هذا عليّ بن أبي طالب، وصيّي وخليفتي من بعدي، و قاضی عداتي، والذائد(7) عن حوضي.

يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».

ص: 398


1- كلمة «به» غير موجودة في أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي: «وقال: تاللّه ما هذه الكاٰبة يا أمّ سلمة؟ قلت: الّذي كان من ردّك إيّاي...».
3- الموجدة: الغضب.
4- في أمالي الطوسي: «ولكن أتاني جبرئيل يُخبرني بالأحداث الّتي تكون بعدي...»، ليس فيه: «لكن أتيتني وجبرئيل عن يميني، وعليّ عن يساري».
5- أمالي الطوسي: «تكون بعدي».
6- في أمالي الطوسي: «حامل لوائي وحامل لواء الحمد...».
7- في أمالي الطوسي: «والذابّ...».

قلت: یا رسول اللّه، مَن الناكثون؟

قال: «الّذين يبايعونه بالمدينة، وينكثون بالبصرة».

قلت: مَن(1) القاسطون؟

قال: «معاوية وأصحابه من أهل الشام».

قلت: مَن المارقون؟

قال: «أصحاب النهروان».

فقال مولى أمّ سلمة: فرّجت عنّي، فرّج اللّه عنكِ، واللّه لا سببتُ عليّاً أبداً(2).

(أمالي الصدوق: المجلس 60، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بمغايرة في بعض العبارات ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 15، الحديث 9)

(1467) 2-(3) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا المسعودى قال: حدّثنا محمّد بن كثير، عن يحيى بن حمّاد القطّان قال: حدّثنا أبو محمّد الحضرمي:

عن أبي عليّ الهمداني: أنّ عبد الرحمان بن أبي ليلى قام إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال(4): يا أمير المؤمنين، إنّي سائلك لاٰخذ عنك، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئاً فلم تقله، ألا تحدّثنا عن أمرك هذا، أكان بعهد [من](5) رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أو(6) شيء رأيته؟ فإنّا قد أكثرنا فيك الأقاويل، وأوثقه عندنا ما

ص: 399


1- في أمالي الطوسي: «ومن...»، وكذا في المورد التالي.
2- في أمالي الطوسي: «واللّه لا عدت إلى سبّ عليّ أبداً».
3- وأورده القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 260.
4- في أمالي الطوسي: «إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال».
5- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.
6- في أمالي الطوسي: «أم».

قبلناه(1) عنك، وسمعناه من فيك، إنّا كنّا نقول: لو رجعت إليكم بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم ينازعكم فيها أحد، واللّه ما أدري إذا سئلت ما أقول؟! [ءَ](2) أزعم أنّ القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك؟ فإن قلت ذلك، فعلى مَ نصبك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد حجّة الوداع فقال: «أيّها النّاس مَن كنت مولاه فعليّ مولاه»، وإن تك(3) أولى منهم بما كانوا فيه فعلى مَ نتولّاهم؟!

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا عبد الرحمان، إنّ اللّه تعالى قبض نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا يوم قبضه أولى بالنّاس منّي بقميصي هذا، وقد كان من نبيّ اللّه إلَيّ عهد لو خزمتموني بأنفي لأقررت سمعاً للّه وطاعة، وإنّ أوّل ما انتقصنا بعده إبطال حقّنا في الخمس، فلمّا رقّ أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا(4)، وقد كان لي على النّاس حقّ لو ردّوه إليّ عفواً قبلته وقمت به وكان إلى أجل معلوم، وكنت كرجل له على النّاس حقّ إلى أجل، فإن عجّلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه، وإن أخّروه أخذه غير محمودين، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند النّاس محزون.

وإنّما يعرف الهدى بقلّة من يأخذه من النّاس، فإذا سكتّ فاعفوني، فإنّه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم، فكفّوا عنّي ما كففت عنكم». فقال عبد الرحمان: يا أمير المؤمنين، فأنت لعمرك كما قال الأوّل:

لعمرك(5) لقد أيقظت من كان نائماً

و أسمعت من كانت له اُذُنان

(أمالي المفيد: المجلس 26، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت ما ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 10)

ص: 400


1- في أمالي الطوسي: «ما قلناه».
2- من أمالي الطوسي.
3- في أمالي الطوسي: «وإن كنت».
4- في أمالي الطوسي: «فلمّا دقّ أمرنا طمعت رعيان قريش فينا».
5- في أمالي الطوسي: «لعمري».

(1468) 3- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حاتم، عن الحسن بن عبداللّه، الحسن بن موسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، ومحمّد بن عمر بن يزيد، جميعاً عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي:

عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): لمن كان الأمر حين قُبض رسول اللّه؟

قال: «لنا أهل البيت».

فقلت: فكيف صار في تَيم وعدي؟

قال: «إنّك سألت فافهم الجواب، إنّ اللّه تعالى لمّا كتب أن يفسد في الأرض، وتُنكح الفروج الحرام، ويُحكم بغير ما أنزل اللّه، خلّا بين أعدائنا وبين مرادهم من الدنيا حتّى دفعونا عن حقّنا، وجرى الظلم على أيديهم دوننا».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 49)

(1469) 4- وعن محمّد بن محمّد قال: أخبرني المظفّر بن محمّد قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن [أحمد بن] أبي الثلج قال: حدّثنا أحمد بن موسى الهاشمي قال: حدّثنا محمّد بن حمّاد الشاشي قال: حدّثنا الحسن بن راشد البصري قال: حدّثنا على بن الحسن الميثمي، عن ربعي:

عن زرارة قال: قلت لأبي عبد اللّه (علیه السلام): ما منع أمير المؤمنين (علیه السلام) أن يدعو النّاس إلى نفسه، ويجرّد في عدوّه سيفه؟

فقال: «تخوّف أن يرتدّوا ولا يشهدوا أنّ محمّداً رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 60)

(1470) 5-(1) وعن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال: أخبرني عيسى بن مهران قال:

ص: 401


1- ورواه الشيخ المفيد في الفصل 69 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الإرشاد: 1: 241 - 243. وقريباً من كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) هذا، رواه الطبري في حوادث سنة 23 من الهجرة - في قصّة شورى عمر - من تاريخه: 4: 233: قال: قال عليّ: «إنّ النّاس ينظرون إلى قريش، وقريش تنظر إلى بيتها فتقول: إن ولي عليكم بنوهاشم لم تخرج منهم أبداً، وما كانت في غيرهم من قريش تداولتموها بينكم». ورواه عن الطبري، ابن أبي الحديد في شرح الخطبة الشقشقيّة من شرحه على نهج البلاغة: 1: 194، وابن الأثير في حوادث سنة 23 - في قصّة شورى عمر - من الكامل: 3: 72.

أخبرني الحسن بن الحسين قال: حدّثنا الحسين بن عبدالكريم، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن عبد الرحمان بن جندب:

عن أبيه جندب بن عبد اللّه قال: دخلت على أمير المؤمنين (علیه السلام) وقد بويع لعثمان بن عفّان، فوجدته مطرقاً كئيباً، فقلت له: ما أصابك - جعلت فداك - من قومك؟

فقال: «صبر جميل».

فقلت: سبحان اللّه، إنّك لصبور.

قال: «فأصنع ما ذا»؟

قلت: تقوم في النّاس وتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنّك أولى بالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبالفضل والسابقة، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك، فإن أجابك عشرة من مئة شددت بالعشر على المئة، فإن دانوا لك كان ذلك ما أحببت، وإن أبوا قاتلهم، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان اللّه الّذي أتاه نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكنت أولى به منهم، وإن قتلت في طلبه قتلت إن شاء اللّه شهيداً، وكنت أولى بالعُذر عند اللّه، لأنّك أحقّ بميراث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتراه - يا جندب - كان يبايعني عشرة من مئة»؟ قلت: أرجو ذلك. فقال: «لكنّي لا أرجو، ولا من كلّ مئة اثنان، وسأخبرك من أين ذلك: إنّما ينظر النّاس إلى قريش، وإنّ قريشاً تقول: إنّ آل محمّد يرون لهم فضلاً على سائر قريش وأنّهم أولياء هذا الأمر دون غيرهم من قريش، وأنّهم إن ولّوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبداً، ومتى كان في غيرهم تداولوه

ص: 402

بينهم، ولا واللّه لا يدفع إلينا هذا السلطان قريش أبداً طائعين».

قال: فقلت: أفلا أرجع وأخبر النّاس مقالتك هذه، وأدعوهم إلى نصرك؟

فقال: «يا جندب، ليس ذا زمان ذلك».

قال جندب: فرجعت بعد ذلك إلى العراق، فكنت كلّما ذكرت من فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) شيئاً زبروني ونهروني حتّى رُفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبة، فبعث إليّ فحبسني حتّى كلّم فيّ، فخلّى سبيلي.

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 7)

ص: 403

باب 6-كلام أبي قحافة حين سمع خلافة ابنه أبي بكر

(1471) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد البصري البزّاز قال: حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال: حدّثنا عبد الجبّار قال: حدّثنا سفيان [بن عيينة]، عن الوليد بن كثير عن [أبي أيوب عمارة بن عبد اللّه] بن الصيّاد [الأنصاري المدني](2):

عن سعيد بن المسيّب قال: لمّا قبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ارتجّت مكّة بنعيه، فقال أبو قحافة: ما هذا؟

قالوا: قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

قال: فمن ولي النّاس بعده؟

قالوا: ابنك.

قال: فهل رضيت بنو عبد شمس وبنو المغيرة؟

قالوا: نعم.

قال: لا مانع لما أعطى اللّه، ولا معطي لما منع اللّه، ما أعجب هذا الأمر، تنازعون النبوّة، وتسلمون الخلافة، إنّ هذا لشيء يراد.

(أمالي المفيد: المجلس 10، الحديث 7)

ص: 404


1- ورواه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة الشقشقيّة في شرحه على نهج البلاغة: 1: 156 بتفاوت يسير.
2- ما بين المعقوفين مأخوذ من ترجمة الرجل في تهذيب الكمال: 21: 249 / 4188.

باب 7- تظلّم اُمّ الأئمّة (علیهم السلام) ممّن ظلمها، وفيه ذکر لفدك

(1472) 1- أبو جعفر الطوسي قال: هذا حديث وجدته بخطّ بعض المشايخ - رحمهم اللّه- ذکر أنّه وجده في كتاب لأبي غانم المعلّم الأعرج، وكان مسكنه بباب الشعير، وجد بخطّه على ظهر كتاب له حين مات، وهو:

أنّ عائشة بنت طلحة دخلت على فاطمة (علیها السلام) فرأتها باكية، فقالت لها: بأبي أنت و أُمّي، ما الّذي يُبكيك؟

فقالت لها صلوات اللّه عليها: «أسائلتي عن هنّة حلّق بها الطائر، وحفي بها السائر، ورفع إلى السماء أثراً، ورزئت في الأرض خبراً، أنّ قحيف تيم وأحيوك عديّ جاريا أبا الحسن في السباق، حتّى إذا تقرّبا بالخناق، أسرّا له الشنان، وطوياه الاعلان، فلمّا خبا نُور الدين، وقُبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الأمين، نطقا بفورهما، ونفثا بسورهما، وأدلا بفدك، فيا لها لمن ملك، تلك أنّها عطيّة الربّ الأعلى للنجيّ الأوفى، ولقد نحلنيها للصبية الصواغب من نجله ونسلي، وأنّها ليعلم اللّه وشهادة أمينه، فإن انتزعا منّي البُلغة، ومنعاني اللُمظة، واحتسبتها يوم الحشر زُلفة، وليجدنّها أكلوها ساعرة حميم في لظى جحيم».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 53)

(1473) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال:

عرض في نفس عمر بن عبد العزيز شيء من فَدَك، فكتب إلى أبي بكر(2) وهو

ص: 405


1- قال البلاذري في عنوان «فدك» من كتاب فتوح البلدان ص 45: حدّثني الحجّاج بن أبي منيع الرّصافي، عن أبيه، عن أبي بُرقان: أنّ عمر بن عبدالعزيز لمّا ولي الخلافة خطب فقال: أنّ فدك كانت ممّا أفاء اللّه على رسوله ولم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فسألته إيّاها، فقال: ما كان لك أن تسأليني، وما كان لي أن أعطيك، فكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل. وانظر أيضاً عنوان « فدك» من باب الفاء والدال وما يليهما من كتاب معجم البلدان - لياقوت الحموي-: ج4 ص 239. وقال ابن هشام في عنوان «أمر فدك في خبر خيبر» من كتاب «السيرة النبويّة»: ج 3 ص: 368 قال ابن إسحاق: فلمّا فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم من خيبر قذف اللّه الرعب في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع اللّه تعالى بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول اللّه يصالحونه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطائف، أو بعد ما قدم المدينة، فقبل ذلك منهم، فكانت فدك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم خالصة، لأنّه لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب. وقال الشيخ الطوسي له في تفسير الآية 26 من سورة الإسراء في تفسيره: وروي أنّه لمّا نزلت هذه الآية استدعى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة (علیها السلام) وأعطاها فدكاً وسلّمه إليها، وكان وكلاؤها فيها طول حياة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلمّا مضى النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أخذها أبوبكر ودفعها عن النحلة. والقصّة في ذلك مشهورة، فلمّا لم يقبل بيّنتها ولا قبل دعواها طالبت بالميراث، لأنّ من له الحقّ إذا منع منه من وجه، جاز له أن يتوصّل له بوجه اٰخر، فقال [أبوبكر] لها: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «نحن معاشر الأنبياء لانورث، ما تركناه صدقة»، فمنعها الميراث أيضاً، وكلامها في ذلك مشهور. أقول: إعطاء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة (علیها السلام) فدكاً أشهر من أن ينكر، وقد رواه العامة والخاصّة: فمنهم الطبراني كما في تفسير سورة الإسراء في مجمع الزوائد: ج 7 ص 49 قال: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة فأعطاها فدك. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في كتاب مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 159 تحت الرقم 95 قال: حدّثنا عثمان بن محمّد الألثغ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الرمّاني قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني، عن إسماعيل بن زياد السلمي: عن جعفر بن محمّد قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) أمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لفاطمة وابنيها بفدك. فقالوا: يارسول اللّه، أمرت لهم بفدك؟! فقال: واللّه ما أنا أمرت لهم بها، ولكنّ اللّه أمر لهم بها، ثمّ تلا هذه الأية: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ). ورواه أيضاً في ج 2 ص 202 تحت الرقم 674 قال: حدّثنا عثمان بن محمّد الألثغ قال: حدّثنا جعفر بن مسلم قال: حدّثنا يحيى بن الحسن قال: حدّثنا أبان بن عثمان، عن أبي مريم الأنصاري وأبان بن تغلب: عن جعفر بن محمّد قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) قال: دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة فأعطاها فدك. قال أبان بن تغلب: قلت لجعفر بن محمّد: من رسول اللّه أعطاها؟ قال: بل اللّه أعطاها. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: ج 1 ص 438 - 441، بأسانيد عديدة عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة فأعطاها فدكاً. ورواه في الحديث 473 بإسناده إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام). ورواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور: ج 5 ص 273 - 274 قال: وأخرج البزّار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري (رحمه اللّه) قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة فأعطاها فدك. وأخرج ابن مردويه، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: لمّا نزلت: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) أقطع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة فدكاً. ورواه أبوالمؤيّد موفّق بن أحمد المكّي أخطب خوارزم في باب فضائل فاطمة (علیها السلام) في الفصل 5 من كتاب مقتل الحسين (علیه السلام): ج 1 ص 70 بإسناده إلى أبي سعيد الخدري. وانظر أيضاً الحديث 56 و 59 من مسند أبي بكر من مسند أحمد بن حنبل، وعنوان «فتح فدك» من فتوح البلدان - للبلاذري - ص 41، وكتاب «السقيفة وفدك» - لأبي بكر الجوهري - ص 97 وما بعده، وشرح المختار 45 من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 16 ص 209، وعنوان: «فيما جرى على فاطمة (علیها السلام) من الأذى والظلم، ومنعها من فدك» من كتاب الطرائف - لابن طاوس -: ج 1 ص 247 وما بعده، والباب 11 من القسم الأوّل من سيرة أمير المؤمنين (علیه السلام) من بحار الأنوار، وكتاب الغدير: ج 7 ص 190، وج 8 ص 137 - 138.
2- أبوبكر هذا، هو ابن عمرو بن حزم، عامل عمر بن عبدالعزيز على المدينة.

ص: 406

على المدينة: انظر ستّة آلاف دينار، فزد عليها غلّة فدك أربعة آلاف دينار، فاقسمها في ولد فاطمة (علیها السلام) من بني هاشم.

ص: 407

قال: وكانت فدك للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خاصّة، فكانت ممّا لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.

قال: وكانت للنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أموال سمّاها، منها: «العواف»(1)، و«یرقط»(2) و«المبيث»(3) و«الكلا)»(4) و «الحُسنى»(5) و «الصائفة» و«بيت أُمّ إبراهيم»، فأمّا العواف فهو سهم من بني قريظة(6).

(أمالي الطوسي: المجلس 10، الحديث 28)

ص: 408


1- قال في البحار: العواف صحيح مذكور في تاريخ المدينة، لكن في أكثر رواياته: «الأعواف». أقول: وفي «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 809: «الأعراف».
2- كذا في النسخ، وفي البحار: «برقط». وفي الحديث 1498 من «الوفا بأحوال المصطفى» - لابن الجوزي -: ص 809: «بُرقة». وقال ابن الأثير في النهاية: 1: 120: «برقة»: هو بضمّ الباء وسكون الراء، وروي أيضاً بالفتح: موضع بالمدينة به مال كانت صدقات رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه.
3- كذا في الأمالي، وفي سائر المصادر: «الميثب»، وروى الكشّي في ترجمة سلمان من رجاله: 1: 70 ح 41 بإسناده عن أبي عبد اللّه (علیه السلام): «الميثب هو الّذي كاتب عليه سلمان، فأفاءه اللّه على رسوله فهو في صدقتها». يعني صدقة فاطمة (علیها السلام).
4- قال في البحار: الكلا غير مذكور، والكلاب - بالضمّ والتخفيف -: اسم ماء بالمدينة، و كأنّه تصحيف الدلال.
5- كذا في البحار، وفي الأصل: «حيسيا». قال في البحار: «الحُسنى» - بضم الحاء و سكون السين - مقصوراً بلاحرف التعريف، كما في وفاء الوفاء، وفي بعض الكتب: حسناء - بالمدّ -.
6- قال ابن الجوزي في الحديث 1498 من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 809: وقد روی محمّد بن سعد، عن محمّد بن سهل بن أبي حثمة قال: كانت صدقة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من أموال بني النضير [وهي] سبعة: الأعراف، والدلال، والميثَب، وبُرقة، وحُسنى، ومشربة أُمّ إبراهيم، [وإنّما سمّيت مشربة أمّ إبراهيم لأنّ أمّ إبراهيم مارية] كانت تنزلها، وكان ذلك المال لسلّام بن مِشكم النضيري. وروى الكليني في باب «صدقات النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة والأئمّة (علیهم السلام) ووصاياهم» عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الثاني (علیه السلام) قال: سألته عن الحيطان السبعة الّتي كانت ميراث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لفاطمة، فقال: «لا إنّما كانت وقفاً وكان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يأخذ إليه منها ما ينفق على أضيافه والتابعة يلزمه فيها، فلمّا قبض جاء العبّاس يخاصم فاطمة (علیها السلام) فيها فشهد عليّ (علیه السلام) وغيره أنّها وقف على فاطمة (علیها السلام) وهى: الدلال، والعواف، والحسنى، و الصافية، ومالاً لأمّ إبراهيم، والميثب، والبرقة». وروى الصدوق نحوه في الحديث 5579 من الفقيه: 4: 245 كتاب الوصيّة: باب الوقف و الصدقة والنُّحل عن أبي جعفر (علیه السلام)، والطوسي في نفس العنوان من التهذيب: 9: 144 ح 603.

(1474) 3-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: أخبرنا أبو عبداللّه [جعفر بن] محمّد بن جعفر الحسني قال: حدّثنا عيسى بن مهران، عن يونس، عن عبد اللّه بن محمّد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن جدّه: عن زينب بنت عليّ بن أبي طالب (علیها السلام) قالت: لمّا اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة (علیها السلام) فدك والعوالي، وأيست من إجابته لها، عدلت إلى قبر أبيها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فألقت نفسها عليه وشكت إليه ما فعله القوم بها، وبكت حتّى بلّت تربته (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بدموعها وندبته، ثمّ قالت في آخر ندبتها:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة(2)

لوكنت شاهدها لم تكثر(3) الخطب

إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختلّ قومك فاشهدهم فقد نكبوا

قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا

فغبت عنّا فكلّ الخير محتجب

فكنت بدراً ونوراً يستضاء به

عليك ينزل من ذي العزّة الكتب

ص: 409


1- ورواه القمّي في تفسير الآية 30 من سورة الروم في تفسيره: 2: 157، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عثمان بن عيسى وحمّاد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، بعد ذكر احتجاجها على أبي بكر في غصب فدك قال: ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول: إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها قد كان بعدك أنباء وهنبثة قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا وكنت بدراً يستضاء به فقمصتنا رجال واستخفّ بنا فكلّ أهل له قرب ومنزلة أبدت رجال لنا فحوى صدورهم فقد رزینا بما لم يرزأه أحد وقد رزینا به محضاً خليقته فأنت خير عباد اللّه كلّهم فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت سيعلم المتولّي ظلم خامتنا واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب فغاب عنّا وكلّ الخير محتجب عليك تنزل من ذي العزّة الكتب إذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتصب عند الإله على الأدنين يقترب لمّا مضيت وحالت دونك الكثب من البريّة لا عجم ولا عرب صافي الضرائب والأعراق والنسب وأصدق النّاس حين الصدق والكذب منّا العيون بهمال لها سكب يوم القيامة أنّي كيف ينقلب ورواه الطبرسي في عنوان: [47] «احتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) على أبي بكر وعمر لمّا منع فاطمة الزهراء (علیها السلام) فدك بالكتاب والسنّة» من كتاب الاحتجاج: 1: 239 مرسلاً عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، وفيه ستة أبيات بتفاوت في بعضها، ورواه أيضاً ذيل خطبة أُمّ الأئمّة فاطمة الزهراء (علیها السلام) واحتجاجها على القوم لمّا منعوها فدك، تحت الرقم 49 ص 279، وفيه تسعة أبيات بتفاوت في بعضها. ورواه أبوبكر محمّد بن داوود الإصبهاني في أوّل الباب 98 من كتاب الزهرة: 2: 838 قال: أنشدني بعض أهل الأدب لفاطمة بنت رسول اللّه صلوات اللّه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها: قد كان بعدك أنباء وهنبثة إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها أبدى رجال لنا فحوى صدورهم تَجَهَّمَتْنا رجال فاستخفّ بنا سيعلم المتولّي ظلم جانبنا لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب فَاحْتَل لقومك فاشهدهم ولا تغِب لمّا حجبت وحالت دونك الكتب مذ غِبت عنّا وكلّ الخير قد غصبوا يوم القيامة أنّي كيف أنقلب ورواه الجوهري في كتاب السقيفة، كما في سيرة فاطمة (علیها السلام) من كشف الغمّة: 2: 113 بعد خطبتها (علیها السلام) في المسجد، قال: ثمّ التفتت إلى قبر أبيها (صلی اللّه علیه و آله و سلم) متمثّلة بقول هند بنت أثاثة: قد كان بعدك أنباء وهنبثة إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها أبدت رجال لنا فحوى صدورهم لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب واختلّ قومك لمّا غبت وانقلبوا لمّا قضيت وحالت دونك الترب وزاد في بعض الروايات هنا: ضاقت عَلَيّ بلادي بعد ما رحبت فليت قبلك كان الموت صادَفَنا تجهّمتنا رجال واستخفّ بنا وسیم سبطاك خسفاً فيه لي نصب قوم تمنّوا فأعطوا كلّهم طلبوا وارغبت عنّا فنحن اليوم نغتصب وقال المسعودي في آخر ترجمة أبي بكر من مروج الذهب: 2: 304: وما كان من فاطمة و كلامها، متمثّلة حين عدلت إلى قبر أبيها (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من قول صفيّة بنت عبد المطلب: قد كان بعدك أنباء وهينَمة لوكنت شاهداً لم تكثر الخطب إلى آخر الأبيات. ورواه المقدسي في ترجمة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في آخر الفصل 17 من كتاب البدء والتاريخ: 5: 68 قال: وروى أصحاب الأخبار شيئاً كثيراً من الشعر في مراثيه، فمن ذلك قول عربيّ إلى فاطمة رضى اللّه عنها، وذكر البيتين الأوّلين، إلّا أنّ فيه: «لو كنت شاهدتَها»، وفيه: «واختلّ قومك فارجع ثمّ لا تغب». ورواه ابن عبد ربّه في فرش كتاب الدرّة في النوادب والتعازي والمراثي من العقد الفريد: 3: 236، في عنوان «الوقوف على القبور وتأبين الموتى»، قال وقفت فاطمة (علیها السلام) على قبر أبيها (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالت: إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها فليت قبلك كان الموت صادفنا وغاب مُذ غِبتَ عنّا الوحي والكتب لما نعيت و حالت دونك الكتب وأوردها سبط ابن الجوزي في أواخر ترجمة فاطمة الزهراء (علیها السلام) من تذكرة الخواصّ: 2: 353، ذيل الخطبة الّتي خطبها (علیها السلام) في المسجد. وروى ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 26 من نهج البلاغة: ج 2 ص 50، وفي شرح الخطبة 66: ج 6 ص 43 عن الجوهري في كتاب السقيفة، وفيه: خرجت أمّ مسطح بنت أثاثة، فوقفت عند قبر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونادته: يا رسول اللّه، وذكر البيتين الأوّلين. وقال ابن سعد في آخر ترجمة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الطبقات الكبرى: 2: 332 - في الأبيات الّتي ذكرها في ارتحال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)-: وقالت هند بنت أثاثة، وذكر خمسة أبيات، أوّلها ما ذكرتها هنا. وروى أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن إسحاق الوشّاء في كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل: ص213 بيتين منها بعد ذكر خطبتها (علیها السلام) في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). ومثله الخوارزمي في الفصل 5 من مقتل الحسين (علیه السلام): ص 78. ولا يخفى أنّ ما رواه المفيد هنا جزء من خطبة طويلة خطبتها (علیها السلام) في مسجد أبيها (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد أن اغتصبت الخلافة ومنعت حقّها، وللخطبة أسانيد ومصادر عديدة، وقد أفردت خُطَب سيّدة النساء (علیها السلام) في كتاب منفرد ذكرت فيه مصادرها وأسانيدها، وأذكر هنا بعض مصادرها: 1- أحمد بن أبي طاهر ابن طيفور (م 280) في بلاغات النساء: ص 23. 2- أبوبكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري (م 323) في كتاب السقيفة، كما عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 11: 211، والإربلي في ترجمة فاطمة (علیها السلام) من كشف الغمّة. 3- أبو الطيّب محمّد بن إسحاق الوشّاء (م 325) في الفاضل ص 210 - 213. 4- الطبري في دلائل الإمامة: ص 109 ح 36 بأسانيد متعدّدة. 5- أبو الفرج الأصفهاني (م 356) في مقاتل الطالبيين: ص 95، ترجمة عون بن عبداللّه. 6- القاضي النعمان (م 363) في شرح الأخبار: 3: 34 - 40. 7- الشيخ الصدوق (م 381) بعض فقراته المتعلّقة بالعلل في علل الشرائع: ص 248 باب 182 ح 2 - 4 بأسانيد، وبعضها في الفقيه: ج 3، ص 567، ح 4940. 8- أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه (410) كما في مقتل الحسين للخوارزمي: 1: 77. 9- ورواه مختصراً المفيد (م 413) في أماليه: م 5 ح 8 كما في المتن. 10- أبو سعد منصور بن الحسين الآبي (م 421) في نثر الدرّ: 8:4. 11- السيّد المرتضى (م 436) في الشافي: 4: 69. 12- الشيخ الطوسي (م 460) في تلخيص الشافي: 3: 139 قال: بعد ذكر رواية المرتضى: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد اللّه محمّد بن عمران المرزباني... . 13- محمّد بن جرير بن رستم الطبري (من أعلام القرن الخامس) في دلائل الإمامة: ص 109 - 125، ح 36. 14- الخوارزمي (م 568) في مقتل الحسين: 1: 77 - 79، الفصل السابع في فضائل فاطمة الزهراء (علیها السلام). 15- ابن شهر آشوب (م 588) في المناقب: ج 2، ص 235 - 236. 16- السيّد عليّ بن طاوس (م 664) في الطرائف: ص 263 نقلاً عن الشيخ أسعد بن سقرة في كتاب الفائق عن الأربعين. 17- محمّد بن الحسن ابن حمدون (م562) في تذكرته: 6: 255 رقم 628. 18- أبو منصور أحمد بن عليّ الطبرسي (قرن 6) في الاحتجاج: 1: 256. 19- مبارك بن محمّد ابن الأثير (م 606) في منال الطالب: ص 501-507. 20- سبط ابن الجوزي (م 654) مختصرا في تذكرة الخواصّ: ص 317 عن الشعبي. 21- المنصور باللّه اليمني الحسن بن محمّد (670) في أنوار اليقين: ج 2، ق 82 - 85. 22- ابن ميثم البحراني (م 679) في شرح نهج البلاغة: 105:5 وقال: وجدت هذه الخطبة عنها (علیها السلام) في المجلّد الخامس من كتاب «المنظوم والمنثور في كلام نسوان العرب من الخطب و الشعر» وكان مؤلّفه من متقدّمي علماء العامّة، والكتاب عن خزانة المتوكّل العبّاسي. 24- جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي (من أعلام القرن السابع) في الدرّ النظيم: ص465 - 467. 25- محمّد بن أحمد الباعوني الدمشقي (م 871) في جواهر المطالب: 1: 155 - 156. وقد أشار إلى هذه الخطبة جماعة، منهم: 26- الخليل بن أحمد (م 175) في كتاب العين في مادة «لمم». 27- عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (276) في غريب الحديث: 1: 266 - 267. 28- يحيى بن الحسين بن القاسم (298) في تثبيت الإمامة: ص 30. 29- عبدالرحمان بن عيسى بن حمّاد الهمداني (320) في الألفاظ الكتابيّة. 30- أبوبكر محمّد بن الحسن ابن دريد (م 321) في كتاب جمهرة اللغة: 604:1 في مادة «خلص». 31- حسين بن حمدان الخصيبي (م 334) في الهداية الكبرى: ص 406. 32- عليّ بن الحسين المسعودي (م 346) في مروج الذهب: 2: 304. 33- محمّد بن أحمد الأزهري (م 370) في كتاب تذهيب اللغة: 401:15 في مادة «لمي». 34- أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري (م 382) في تصحيفات المحدّثين: ص 99. 35- أبو عبيد أحمد بن محمّد الهروي صاحب الأزهري (401) في الغريبين «لمم». 36- محمود بن عمر الزمخشري (م 538) في الفائق: 3: 331 في مادة «لمه». 37- أبو الفرج عبدالرحمان ابن الجوزي (597) في غريب الحديث: 2: 333. 38- السيّد المرتضى الرازي (القرن السادس) في تبصرة العوام ص 222. 39- ابن الأثير (م 606) في النهاية: 4: 273. 40- ابن منظور في لسان العرب: 15: 257.
2- الهنبثة: واحدة الهنابث، وهي الأمور الشدائد المختلفة والمختلطة، والنون زائدة. (مجمع البحرين، ولسان العرب: 2: 199).
3- في بعض النسخ: «لم يكثر»، وفي بعضها: «لم يكبر».

ص: 410

ص: 411

ص: 412

ص: 413

تجهّمتنا(1) رجال واستخفّ بنا

سيعلم المتولّي ظلم حامّتنا(2)

فقد لقينا الّذي لم يلقه أحد

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت

بعد النبيّ وكلّ الخير مغتصب

يوم القيامة أنّى سوف ينقلب

من البريّة لاعجم ولا عرب

لنا العيون بتهمال له سكب(3)

(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 8)

ص: 414


1- تجهّمتنا رجال: أي لقونا بالغلظة والوجه الكريه.
2- الحامّة: خاصة الإنسان، قال ابن الأثير في النهاية: في الحديث: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي و حامّتي إذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»، حامّة الإنسان: خاصّته ومن يقرب منه، وهو الحميم أيضاً.
3- التهمال من الهمل، هملت عينه تهمل هملاً و هملاناً: أي فاضت وانهملت مثله والسكب: التقاطر الدائم والسقوط المتتابع.

باب 8- ما قال الحسنان (علیهما السلام) فيمن تولّى الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)

(1475) 1- أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا مخول قال: حدّثنا الربيع بن المنذر، عن أبيه قال:

سمعت الحسن بن عليّ (علیهما السلام) يقول: «إنّ أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر وهو لنا كلّه، فأخذاه دوننا وجعلا لنا فيه سهماً كسهم الجدّة(1)، أما واللّه لتُهِمَّنَّهما أنفسهما يوم يطلب النّاس فيه شفاعتنا».

(أمالي المفيد: المجلس 6، الحديث 8)

(1476) 2-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلّام الضرير قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا المكّي قال: حدّثني كثير بن طارق(3):

ص: 415


1- سهم الجدّة من الميراث السدس، مراده (علیه السلام) أنّ أبا بكر وعمر جعلا سهمنا كسهم الجدّة، وهو لنا كلّه، أو التشبيه يكون لعدم اللزوم مع وجود الوالدين، أو إشارة إلى الشورى، فإنّ عمر جعل أمير المؤمنين (علیه السلام) أحد الستّة.
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 88. وكلام الإمام الحسين (علیه السلام) لعمر، واعتراف عمر بأنّ المنبر منبر أبيه، رواه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من الطبقات الكبرى - من القسم غير المطبوع - ص 31 رقم 219، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 256 ح 722، والبلاذري في أنساب الأشراف 4: 3: 26 / ق 41، وابن الأعرابي في معجم الشيوخ: 2: 142 ح 830، والخطيب في أوّل ترجمته (علیه السلام) من تاريخ بغداد: 1: 141، وابن شبة في تاريخ المدينة: 3: 799، والعجلي في تاريخ الثقات: ص 119 في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام)، و ابن العديم في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من «بغية الطلب في تاريخ حلب»: 6: 2584 - 2585، وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ص 202 - 204 ح 179 - 181 بأسانيد عديدة وعبارات مختلفة، و ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 66 من نهج البلاغة: 6: 42 - 43، و - والذهبي في ترجمته (علیه السلام) من سير أعلام النبلاء: 3: 285 تحت الرقم 48 وصحّحه، وابن حجر في الإصابة:2: 77 رقم 1726، والكنجي في الحديث 11 من ترجمة الإمام الحسين من كفاية الطالب: ص 424، والمتّقي في الحديث 37662 من كنز العمّال: 13: 654 نقلاً عن ابن سعد وابن راهويه و الجوهري. لكن ورد في بعضها: أنّ عمر بن الخطاب قال للإمام الحسين (علیه السلام): «منبر أبيك واللّه، وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلّا أنتم»، وفي بعضها: «هل أنبت الشعر على رؤوسنا إلّا أبوك»، وفي بعضها: «إنّ أبي لم يكن له منبر» أو نحو ذلك، وليس فيهم كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في عترته. والقضيّة جرت بين الإمام الحسن (علیه السلام) وأبي بكر أيضاً، كما في ترجمته (علیه السلام)من أنساب الأشراف: ص 28 ح 41، وفي الطبقات الكبرى - لابن سعد-: ص 68 من القسم غير المطبوع، و معجم الشيوخ - لأبي سعيد ابن الأعرابي-: 5: 141 ح 830، وفي أواسط ترجمة أبي بكر من تاریخ دمشق: 307:30، ثمّ رواه بطرق عن الحسين بن عليّ (علیهما السلام) مع أبي بكر وعمر. ورواه أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في باب «ما يوجب الصبر» من كتاب الجنائز من الأشعثيات: ص 212 - 213 بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، وفي ص 214 بإسناده عن عبد الرحمان بن الإصبهاني، وفيهما أنّ الحسين (علیه السلام) قال لأبي بكر. وانظر أيضاً ما رواه الطبرسي في عنوان «احتجاج الحسين بن عليّ (علیهما السلام) على عمر...» من كتاب الاحتجاج: 2: 292.
3- ماذكرته من السند إلى كثير بن طارق موجود في أوّل المجلس 41، وفي الأصل هنا: كثير عن زيد بن عليّ، وليست في الروايات المتقدّمة عليها رواية في سندها كثير.

عن زيد بن عليّ، عن أبيه (علیه السلام): «أنّ الحسين بن عليّ (علیه السلام) أتى عمر بن الخطّاب وهو على المنبر يوم الجمعة، فقال له: «انزل عن منبر أبي»، فبكى عمر، ثمّ قال: صدقت يا بنيّ، منبر أبيك لا منبر أبي.

فقال عليّ (علیه السلام): ما هو واللّه عن رأيي.

ص: 416

قال: صدقت واللّه، ما اتّهمتك يا أبا الحسن.

ثمّ نزل عن المنبر، فأخذه فأجلسه إلى جانبه على المنبر وخطب النّاس وهو جالس معه على المنبر، ثمّ قال: أيّها النّاس، سمعت نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «احفظوني في عترتي وذريّتي، فمن حفظني فيهم حفظه اللّه، ألا لعنة اللّه على من آذاني فيهم -ثلاثاً-».

(أمالي الطوسي: المجلس 40، الحديث 8)

ص: 417

باب 9- جهل عمر بحكم اللّه تعالى

(1477) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا القاضي أبوعبداللّه الحسين بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو سعيد عبداللّه بن شبيب قال: حدّثنا [إسماعيل] ابن أبي أويس قال: حدّثني أخي [عبد الحميد](2)، عن سليمان بن بلال، عن محمّد بن يوسف:

عن السائب بن يزيد: أنّ عمر بن الخطّاب بينما هو يمشي في أزقّة المدينة إذا هو بأصوات في بيت، فأطلع عليهم فإذا هم على شراب، فقالوا له حين رأوه: ما هذا يا ابن الخطّاب؟ أليس اللّه يقول: (وَلَا تَجَسَّسُوا)(3)؟ قال: فأعرض عمر عنهم و انصرف مبادراً.

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 18)

ص: 418


1- ورواه أكمل ممّا هنا ابن أبي الحديد في شرح الخطبة الشقشقيّة في شرحه على نهج البلاغة: 1: 182 قال: إنّ عمر كان يعسّ بالليل، فسمع صوت رجل وامرأة في بيت، فارتاب فتسوّر الحائط، فوجد امرأة ورجلاً وعندهما زقّ خمر، فقال: يا عدو اللّه، أكنت ترى أنّ اللّه يسترك وأنت على معصيته؟! قال: يا أمير المؤمنين، إن كنت أخطأت في واحدة، فقد أخطأت في ثلاث: قال اللّه تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا)، وقد تجسّست. وقال: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) [سورة البقرة: 189]، وقد تسوّرت. وقال: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا) [سورة النور: 61]، وما سلّمت. ورواه أيضاً زيني دحلان في الفتوحات الإسلاميّة: 2: 447.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة إسماعيل وعبد الحميد ابني أبي أويس، وترجمة سليمان بن بلال في كتب التراجم كتهذيب الكمال، وصحّفت في بعض النسخ كلمة «أخي» ب- «أبي».
3- سورة الحجرات: 49: 12.

(1478) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن الحسين بن صالح العدل السبيعي بحلب، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن زيد بن إسماعيل الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن تسنيم الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الخثعمي، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة العبدي، عن أبيه، عن جدّه قال:

أتى عمر بن الخطّاب رجلان يسألان عن طلاق الاَمَة، فالتفت إلى خلفه فنظر إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أصلع، ما ترى في طلاق الاَمَة؟

فقال له بإصبعه هكذا - وأشار بالسبابة والّتي تليها-، فالتفت إليهما عمر وقال: «ثنتان».

فقال [له أحدهما](2): سبحان اللّه ! جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك

فجئت إلى رجل سألته، واللّه ما كلّمك!

فقال عمر: تدريان مَن هذا؟

ص: 419


1- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 364 - 365 ح 871 - 872 بإسناده إلى محمّد بن تسنيم الورّاق، ثمّ قال: كذا رواه العتيقي: عن الدارقطني في كتاب فضائل الصحابة. ورواه الخوارزمي في الفصل 13 من المناقب: ص 78، وفي طبع ص 130 - 131 ح 145. ورواه ابن المغازلي في المناقب: ص 289 ح 330، والكنجي في الباب 62 من كفاية الطالب: ص 258. وخصوص ذيل الحديث أخرجه الديلمي في الفردوس: 3: 408 ح 5138، والخوارزمي في المناقب: ص 131 ح 146، والذهبي في ترجمة محمّد بن تسنيم من ميزان الاعتدال، والذهبي في لسان الميزان، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص 100، وفي عنوان «ذكر رسوخ قدمه في الإيمان» من الفصل التاسع من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2 ص 181 وقال: خرّجه ابن السمان في الموافقة و الحافظ السلفى في المشيخة البغدادية. وانظر أيضاً الحديث 914 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - لمحمّد بن سليمان الكوفي-: 2: 431، والحديث 31 من شرح الأخبار - للقاضي النعمان-: 1: 110.
2- ما بين المعقوفين مأخوذ من الرواية التالية.

قالا: لا

قال: هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات السبع والأرضين السبع وضعتا في كفّة ميزان، ووضع إيمان عليّ في كفّة ميزان لرجح إيمان عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 14)

(1479) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي، ومحمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي الورّاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خوتعة بن صبرة العبدي، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن خوتعة، قال: قدمنا وفد عبد القيس في إمارة عمر بن الخطّاب، فسأله رجلان منّا عن طلاق الاَمَة، فقام معهما قال: انطلقا. فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع، فقال: يا أصلع، ما طلاق الاَمَة؟

قال: فأشار له بإصبعيه هكذا - يعني اثنتين-، قال: فالتفت عمر إلى الرجلين فقال: «طلاقها اثنتان».

فقال له أحدهما: سبحان اللّه، جئناك وأنت أمير المؤمنين، فسألناك، فجئت إلى رجل، فواللّه ما كلّمك!

فقال له عمر: ويلك، أتدري من هذا؟ هذا عليّ بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة، ووضع إيمان عليّ في كفّة، لرجح إيمان عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 23، الحديث 2)

أقول: يأتي في كتاب الحجّ كلام عمر في الحجر الأسود بأنّه لا يضر ولا ينفع، وكلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في حقيقة الحَجَر وعلّة استلامه، وكلام عمر حيث قال: «لا عشت في اُمّة لست فيها يا أبا الحسن».

ص: 420


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

باب 10- ما ظهر من عمر من الندامة حين موته

(1480) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عاصم بن عبید اللّه، عن عبد الرحمان بن أبان بن عثمان، عن أبيه:

عن عثمان بن عفّان قال: أنا آخر النّاس عهداً بعمر بن الخطّاب، دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبداللّه وهو ملول(2)، فقال له: ضع خدّي بالأرض. فأبى عبداللّه، فقال له: ضع خدّي بالأرض، لا اُمّ لك، فوضع خدّه على الأرض، فجعل يقول: «ويل اُمّي، ويل اُمّي إن لم تغفر لي». فلم يزل يقولها حتّى خرجت نفسه.

(أمالى المفيد: المجلس 6، الحديث 10)

ص: 421


1- ورواه ابن شبّة في ترجمة عمر من تاريخ المدينة المنوّرة: ج 3 ص 918 - 919. ورواه ابن الجوزي في الباب 67 من تاريخ عمر بن الخطّاب: ص 203، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن سالم، عن ابن عمر، ورواه أيضاً عن عثمان. وقريباً منه رواه أيضاً ابن الجوزي في الباب 65 ص 198 عن قيس بن أبي حازم. ورواه ابن عبدربّه في «فرش كتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم - من كتاب العقد الفريد: 4: 254 - 255.
2- في بعض النسخ: «وهو يولول».

باب 11- الشورى، واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم

(1481) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة، قال: أخبرنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني، عن أبي إسحاق:

عن أبي الطفيل قال: كنت في البيت يوم الشورى، وسمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «أنشدكم باللّه جميعاً، أفيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «أنشدكم باللّه جميعاً، هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «أنشدكم باللّه جميعاً، هل فيكم أحد أخو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء

أهل الجنّة»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن والحسين ابني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سيّدي شباب أهل الجنّة»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد ناجى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقدّم بين يدي نجواه

ص: 422


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 243 ح 479. ولاحظ تخريج الحديث الثالث من هذا الباب.

صدقة غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه» غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد أتي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بطير فقال: «اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فدخلت عليه فقال: «اللّهم و إلَيَّ»، فلم يأكل معه أحد غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «اللّهم اشهد».

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 7)

(1482) 2-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ (رضی اللّه عنه):

أنّ عليّاً (علیه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقّاص، أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتاً ويغلقوا عليهم بابه، ويتشاوروا في أمرهم، وأجّلهم ثلاثة أيّام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قُتِل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلمّا

ص: 423


1- ورواه الديلمي في إرشاد القلوب: 2: 51 - 57. ولاحظ ما رواه الطبري في عنوان: «قصّة الشورى» فى حوادث سنة 23 من تاريخه: ص 227 وما بعده، وانظر أيضاً تخريج الحديث التالي.

توافقوا جميعاً على رأي واحد، قال لهم عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «إنّي أحبّ أنّ تسمعوا منّي ما أقول، فإن يكن حقّاً فاقبلوه، وإن يكن باطلاً فانكروه».

قالوا: قُل.

قال: «أنشدكم باللّه - أو قال: أسألكم باللّه - الّذي يعلم سرائركم، ويعلم صدقكم إن صدقتم ويعلم كذبكم إن كذبتم، هل فيكم أحد آمن باللّه ورسوله وصلّى القبلتين قبلي»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم من يقول اللّه عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(1) سواي»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد نصر أبوه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكفّله، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد زُيِّن أخوه بجناحين في الجنّة، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي، ولم يشرك باللّه شيئاً»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد عمّه حمزة سيّد الشهداء، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد زوجته سيّدة نساء أهل الجنّة، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد أعلم بناسخ القرآن ومنسوخه والسنّة منّي»؟

قالوا: اللّهم لا.

ص: 424


1- سورة مریم: 4: 59.

قال: «فهل فيكم أحد سمّاه اللّه عزّ وجلّ في عشر آيات من القرآن مؤمناً غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد ناجی رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عشر مرّات، يقدّم بين يدي نجواه صدقة، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، ليبلغ الشاهد الغائب ذلك»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم رجل قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأعطينّ الراية رجلاً غداً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله، كرّاراً غير فرّار لا يولّي الدبر، يفتح اللّه على يديه» وذلك حيث رجع أبو بكر وعمر منهزمين، فدعاني وأنا أرمد، فتفل في عينيّ وقال: «اللّهم أذهب عنه الحرّ والبرد»، فما وجدت بعدها حرّاً ولا برداً يؤذياني، ثمّ أعطاني الراية فخرجت بها، ففتح اللّه على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب و سبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك و إليّ وأشدّهم لي ولك حبّاً يأكل معي من هذا الطائر»، فأتيت فأكلت معه، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لتنتهنّ يا بني وليعة أو لأبعثنّ عليكم رجلاً كنفسي، طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي، يعصاكم - أو: يقصعكم - بالسيف»، غيري»؟

قالوا: لا(1).

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض

ص: 425


1- لاحظ شرح الأخبار: 1: 110 ح 32 - 33.

عليّاً»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم مَن سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ليلة القليب لمّا جئت بالماء إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له جبرئيل (علیه السلام): «هذه هي المواساة» وذلك يوم أحد، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنّه منّي وأنا منه» فقال جبرئيل: «وأنا منكما»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد نودي به من السماء: «لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم مَن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّي قاتلت على تنزيل القرآن، وستقاتل أنت على تأويله»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد غسّل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مع الملائكة المقرّبين بالروح والريحان، تقلّبه لي الملائكة، وأنا أسمع قولهم وهم يقولون: «استروا عورة نبيّكم ستركم اللّه» غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم من كفّن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووضعه في حفرته غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد بعث اللّه عزّ وجلّ إليه بالتعزية حيث قُبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة (علیها السلام) تبكيه، إذ سمعنا حسّاً على الباب وقائلاً يقول، نسمع صوته ولانرى

ص: 426

شخصه: «السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته، ربّكم عزّ وجلّ يقرئكم السلام ويقول لكم: إنّ في اللّه خلفاً من كلّ مُصيبة، وعزاءً من كلّ هالك، ودَرَكاً من كلّ فوت، فتعزّوا بعزاء اللّه، واعلموا أنّ أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لا يبقون والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته»، وأنا فى البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لاخامس لنا إلّا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مسجّى بيننا، غيرنا»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد ردّت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت، حتّى صلّى العصر في وقتها، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد أمره رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يأخذ براءة بعد ما انطلق أبوبكر بها، فقبضها منه، فقال أبوبكر بعد ما رجع: «يا رسول اللّه، أنزل فِيّ شيء»؟ فقال له: «لا، إنّه لا يؤدّي عنّي إلّا عليّ»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم من قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، ولوكان بعدي نبيّ لكنته يا عليّ»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّه لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا كافر»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «أتعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه، بل اللّه سدّ أبوابكم وفتح بابه»؟

قالوا: نعم.

قال: «أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ناجاني يوم الطائف دون النّاس، فأطال ذلك فقال بعضكم: يا رسول اللّه، إنّك انتجيت عليّاً دوننا، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنا انتجيته بل اللّه عزّ وجلّ انتجاه»؟

قالوا: نعم.

ص: 427

قال: «أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «الحقّ بعدي مع عليّ، وعليّ مع الحقّ يزول الحقّ معه حيثما زال»؟

قالوا: نعم.

قال: «فهل تعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض، وإنّكم لن تضلّوا ما اتّبعتموهما واستمسكتم بهما»؟

قالوا: نعم.

قال: «فهل فيكم أحد وقى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بنفسه، وردّ مكر المشركين به واضطجع في مضجعه، وشرى بذلك من اللّه نفسه، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم حيث آخى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أصحابه أحد كان له أخاً غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد ذكره اللّه عزّ وجلّ بما ذكرني إذ قال: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(1)، غيري؟ فهل سبقتي منكم أحد إلى اللّه و رسوله»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2)، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبدودّ حيث عبر خندقكم وحده ودعا جمعكم إلى البراز فنكصتم عنه، وخرجت إليه فقتلته وفتّ اللّه بذلك في أعضاد المشركين والأحزاب، غيري»؟

ص: 428


1- سورة الواقعة: 56: 10 - 11.
2- سورة المائدة: 5: 55.

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد ترك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بابه مفتوحاً في المسجد، يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ويحرم عليه ما يحرم على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيه، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير، حيث يقول اللّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(1)، غيري وزوجتي و ابنيّ»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنا سيّد وُلد آدم وعليّ سيّد العرب»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما سألت اللّه عزّ وجلّ لى شيئاً إلّا سألت لك مثله»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد كان صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في المواطن كلّها، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد ناول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبضة من تراب من تحت قدمه فرمى به في وجوه الكفّار فانهزموا، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قضى دَين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنجز عداته، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد اشتاقت الملائكة إلى رؤيته، فاستأذنت اللّه تعالى في زيارته، غيري»؟

قالوا: لا.

ص: 429


1- سورة الأحزاب: 33: 33.

قال: «فهل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأداته، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد استخلفه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أهله، وجعل أمر أزواجه إليه من بعده، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد حمله رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على كتفه حتّى كسر الأصنام الّتي كانت على الكعبة، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد اضطجع هو ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في لحاف واحد إذ كفّلني، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت صاحب رايتي ولوائي في الدنيا والآخرة»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد كان أوّل داخل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وآخر خارج من عنده، لا يحجب عنه، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: فهل فيكم أحد نزلت فيه وفي زوجته وولديه: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)(1) إلى سائر ما اقتصّ اللّه تعالى فيه من ذكرنا في هذه السورة، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)(2) إلى آخرها (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ)(3) إلى آخر ما

ص: 430


1- سورة الإنسان: 76: 8.
2- سورة التوبة: 9: 19.
3- سورة السجدة: 32: 18.

اقتصّ اللّه تعالى من خبر المؤمنين، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ وجلّ فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة(1)، وجعل اللّه عزّ وجلّ نفسه نفس رسوله، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ)(2) لمّا وقيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليلة الفراش، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد سقی رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من المِهراس(3)، لمّا اشتدّ ظمأه، وأحجم عن ذلك أصحابه، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «اللّهم إنّي أقول كما قال موسى: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)(4)» إلى آخر دعوة موسى إلّا النبوّة، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد هو أدنى الخلائق لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(5) يوم القيامة، وأقرب

ص: 431


1- وهي الآية 61 من سورة آل عمران: 3.
2- سورة البقرة: 2: 207.
3- قال ياقوت في معجم البلدان 5: 232: المِهراس فيما ذكره المبرّد: ماء بجبل أحد، و روي أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عطش يوم أحد، فجاءه عليّ (علیه السلام) وفي درقته ماء من المهراس، فعافه وغسل به الدم عن وجهه.
4- سورة طه: 20: 25- 31.
5- في نسخة: «برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».

إليه منّي، كما أخبركم بذلك (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ من شيعتك رجلاً يدخل في شفاعته الجنّة مثل ربيعة ومضر»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت وشيعتك هم الفائزون، تردون يوم القيامة رواء مرويّين، وعدوّك ظماء مظمّئين»(1)، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن أحبّ هذه الشعرات فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه تعالى، ومن أبغضها وآذاها فقد أبغضني وآذاني، ومن آذاني فقد آذى اللّه تعالى، ومَن آذى اللّه تعالى لعنه اللّه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيرا» فقال أصحابه: وما شعراتك هذه يا رسول اللّه؟ قال: «عليّ وفاطمة والحسن و الحسين»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين، وأنت الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم الّذي يفرق بين الحقّ و الباطل»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد طرح عليه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثوبه وأنا تحت الثوب وفاطمة والحسن والحسين، ثمّ قال: «اللّهم أنا وأهل بيتي هؤلاء إليك لا إلى النّار»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بالجحفة بالشجيرات من خُمّ: «مَن أطاعك فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع اللّه، ومَن عصاك فقد عصاني، ومَن

ص: 432


1- في نسخة: «مقمحين».

عصاني فقد عصى اللّه تعالى»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بينه وبين زوجته، وجلس بين رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبين زوجته، وقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لاستر دونك يا عليّ»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد احتمل باب خيبر يوم فتحت حصنها، ثمّ مشى به ساعة ثمّ ألقاه، فعالجه بعد ذلك أربعون رجلاً فلم يقلّوه من الأرض، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت معي في قصري، ومنزلك تجاه منزلي في الجنّة»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت أولى النّاس باُمّتي من بعدي، والى اللّه مَن والاك، وعادى اللّه مَن عاداك، وقاتل اللّه من قاتلك بعدي»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد صلّى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل النّاس سبع وستّين شهراً، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّك عن يمين العرش يا عليّ يوم القيامة، يكسوك اللّه عزّ وجلّ بُردين: أحدهما أحمر، والآخر أخضر»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من فاكهة الجنّة لمّا هبط بها جبرئيل (علیه السلام) وقال: «لا ينبغي أن يأكلها في الدنيا إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت أقومهم بأمر اللّه، وأوفاهم بعهد اللّه، وأعلمهم بالقضيّة، وأقسمهم بالسويّة، وأرأفهم بالرعيّة»، غيري»؟

ص: 433

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت قسيم النّار، تُخرِج منها من آمن وأقرّ وتدع فيها من كفر»، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد قال للعين وقد غاصت: «انفجري» فانفجرت فشرب منها القوم، وأقبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والمسلمون معه فشرب وشربوا وشربت خيلهم وملأوا رواياهم، غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد أعطاه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حنوطاً من حنوط الجنّة فقال: «اقسم هذا أثلاثاً: ثلثاً لي حنّطني به وثلثاً لابنتي وثلثاً لك» غيري»؟

قالوا: لا(1).

قال: فما زال يناشدهم ويذكّرهم ما أكرمه اللّه تعالى وأنعم عليه به، حتّى قام قائم الظهيرة ودنت الصلاة، ثمّ أقبل عليهم فقال: «أمّا إذا أقررتم على أنفسكم، وبان لكم من سببي الّذي ذكرت، فعليكم بتقوى اللّه وحده، [و] أنهاكم عن سخط اللّه، فلا تعرضوا ولا تضيّعوا أمري، وردّوا الحقّ إلى أهله، واتّبعوا سنّة

ص: 434


1- روى ابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 373 رقم 1430 بإسناده عن حسن بن صالح، عن هارون بن سعد قال: كان عند عليّ مسك أوصى أن يحنط به، وقال: «فضل من حنوط رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)». وروى أبو نعيم في ترجمة عبداللّه بن محمّد بن عبدالرحمان المخزومي من تاريخ إصبهان: 2: 21 برقم 972، بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال: حضرت أمير المؤمنين عليّاً عند وفاته، فدعا بالحسن والحسين، ومحمّد بن الحنفيّة عنهما ناحية، فقال لهما: إذا رأيتماني قد شخصت وخرج روحي من جسدي فأسدلا عليّ ثوباً ثمّ خذا في جهازي، وعند أختكما أمّ كلثوم حنوط هبط به جبرئيل (علیه السلام) على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال [لي النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم]: «حنّطني بثلث، وفاطمة ابنتي بعدي بثلث، وادّخر الثلث الباقي لنفسك»، فحنّطاني به و لا تزيدان عليه شيئاً...

نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسنّتي من بعده، فإنّكم إن خالفتموني خالفتم نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقد سمع ذلك منه جميعكم، وسلّموها إلى من هو لها أهل وهي له أهل، أما واللّه ما أنا بالراغب في دنياكم، ولاقلت ما قلت لكم افتخاراً ولا تزكية لنفسي، ولكن حدّثت بنعمة ربّي و أخذت عليكم بالحجّة». ثمّ نهض إلى الصلاة.

قال: فتآمر القوم فيما بينهم وتشاوروا، فقالوا: قد فضّل اللّه عليّ بن أبي طالب بما ذكر لكم، ولكنّه رجل لا يفضّل أحداً على أحد، ويجعلكم ومواليكم سواء، و إن ولّيتموه إيَّاها ساوى بين أسودكم وأبيضكم، ولو وضع السيف على أعناقكم، لكن ولّوها عثمان، فهو أقدمكم ميلاً، وألينكم عريكة، وأجدر أن يتبع مسرّتكم، واللّه غفور رحيم.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 4)

(1483) 3-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا حسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري، ومحمّد بن جعفر بن رميس الهبيري بالقصر(2)، وعليّ بن الحسين بن كاس النخعي بالرملة(3)، وأحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قالوا: حدّثنا أحمد بن زكريّا الأزدي الصوفي قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثنا

ص: 435


1- حديث المناشدة برواية أبي الطفيل عامر بن واثلة -مع اختلاف في عدد المناشدات - أخرجه جمع من الحفّاظ والمؤلّفين أذكر بعضهم: رواه الصدوق في الحديث 31 من أبواب الأربعين وما فوقه من كتاب الخصال: 2: 553 عن أبي الجارود وأبي ساسان التميمي وأبي طارق السرّاج، عن أبي الطفيل. ورواه ابن عساكر في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 113 - 117 تحت الرقم 1140 بإسناده عن عبّاد بن عبداللّه الأسدي، عن أبي الطفيل، وفي ص 117 - 122 بسندين عن الحارث بن محمّد، عن أبي الطفيل. ورواه محمّد بن جرير الطبري الإمامي مرسلاً في عنوان «مناشدته (علیه السلام) يوم الشورى» من كتاب المسترشد ص 332 - 365 وفيه أكثر من ستّين مناشدة. وأورده الخوارزمي في كتاب المناقب ص 313 ح 314، بإسناده عن الحارث بن محمّد، عن عامر بن واثلة. ورواه الحمّويي في الباب الثامن والخمسين من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 319 ح 251 بإسناده عن الخوارزمي. وأخرجه ابن المغازلي في عنوان المناشدة من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) ص 112 - 118 ح 155 عن أبي الجارود وأبي طارق وأبي إسحاق، عن أبي الطفيل. ورواه العقيلي في ترجمة الحارث بن محمّد من ضعفائه: 1: 211 برقم 258، وعنه ابن الجوزي في الموضوعات ح 30 من باب فضائل عليّ (علیه السلام) في أنّه (علیه السلام) أحقّ بالخلافة، والذهبي في ترجمة الحارث بن محمّد من ميزان الاعتدال، وتبعه ابن حجر في لسان الميزان، والسيوطي في باب فضائل عليّ (علیه السلام) من اللآلي المصنوعة: 1: 187. ورواه ابن حاتم الشامي في الدر النظيم بإسناده عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة. وروى فقرة منها الحاكم في فضائل فاطمة الزهراء: ص 42 - 43، ح 13 بإسناده عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة. ورواه الطبرسي في الاحتجاج: 1: 320 - 336 برقم 55 بإسناده عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام). وأورده الطبري في بشارة المصطفى: ص 243 ح 479. وأشار إلى الحديث ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 6: 167.
2- قصر ابن هبيرة: يُنسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق لمروان بن محمّد، بناه من قرب من جسر سورا، أنزله السفّاح لما ملك واستتمّ تسقيف مقاصير فيه، وزاد في بنائه وسمّاه «الهاشميّة»، ولم يزل اسم ابن هبيرة عنه، فرفضه وبنى حياله مدينة ونزلها أيضاً المنصور واستتمّ بناء كان قد بقي فيها وزاد فيها أشياء وجعلها على ما أراد، ثمّ تحوّل منها إلى بغداد فبنى مدينة وسمّاها مدينة السلام. (معجم البلدان: 4: 365، مراصد الاطّلاع: 3: 1101)
3- الرملة واحدة الرمل: مدينة بفلسطين، كانت قصبتها، وكانت رباطاً للمسلمين، وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا، وهي كورة منها. (مراصد الاطّلاع: 2: 633)

إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خرّبوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمّد الأسلمي:

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال: لمّا احتضر عمر بن الخطّاب،

ص: 436

جعلها شورى بين ستة: بين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعثمان بن عفّان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبدالرحمان بن عوف، وعبداللّه بن عمر فيمن يشاور ولا يولّى.

قال أبو الطفيل: فلمّا اجتمعوا أجلسوني على الباب أردّ عنهم النّاس، فقال عليّ (علیه السلام): «إنّكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له، فانصتوا فأتكلّم، فإن قلت حقّاً صدّقتموني، وإن قلت باطلاً ردّوا عَلَيّ ولا تهابوني، إنّما أنا رجل كأحدكم، أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له مثل ابن عمّى (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأقرب إليه رحماً منّي»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له مثل عمّي حمزة أسد اللّه وأسد رسوله»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين مضرّج بالدماء، الطيّار في الجنّة»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه (علیها السلام) سيّدة نساء عالمها في الجنّة»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبلي»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له سهمان في كتاب اللّه في الخاصّ والعام غيرى»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد ترك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بابه مفتوحاً يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه ويحرم عليه ما يحرم على رسول اللّه، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم رجل ناجي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عشر مرّات يقدّم

ص: 437

بين يدي نجواه صدقة، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما قال في غزاة تبوك: «إنّما أنت منّى بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي»، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مقالته يوم غدير خمّ: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا(1).

قال: «فأنشدكم باللّه، فهل فيكم أحد وصّى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أهله وماله غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد قتل المشركين كقتلي»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد غسّل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منّي»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فأنشدكم باللّه، هل فيكم مَن نزل في حفرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «فاصنعوا ما أنتم صانعون».

فقال طلحة والزبير عند ذلك: نصيبنا لك يا عليّ، فقال عبدالرحمان بن عوف: قلّدوني هذا الأمر على أن أجعلها لأحدكم. قالوا: قد فعلنا.

فقال عبدالرحمان: هلمّ يدك يا عليّ تأخذها بما فيها، على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر.

ص: 438


1- هذه الفقرة رواها القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 117 ح 39.

فقال (علیه السلام): «آخذها بما فيها على أن أسير فيكم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه جهدي».

فخلّى عن يد عليّ، وقال: هلمّ يدك يا عثمان، خذها بما فيها، على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر .

فقال: نعم. ثمّ تفرّقوا.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 5)

وروى أبورافع مولى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن أمير المؤمنين (علیه السلام) حديث المناشدة:

(1484) 4-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسني، وأبو عبيد اللّه محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي قالا: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبداللّه(2)، عن عبيد اللّه بن أبي رافع:

عن أبيه أبي رافع قال: لمّا اجتمع أصحاب الشورى وهم ستّة نفر وهم: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعد بن مالك، وعبدالرحمان بن عوف، أقبل عليهم عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: «أنشدكم اللّه أيّها النفر، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «منزلتك منّي يا عليّ منزلة هارون من موسى»، أتعلمون قال ذلك لأحد غيري»؟

قالوا: اللّهم لا.

قال: «أيّها النفر، هل فيكم من أحد له سهمان: سهم في الخاصّ، وسهم في العام، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا. -وذكر الحديث نحوه-.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 6)

ص: 439


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
2- له ترجمة في رجال الشيخ، في أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام)، وقال ابن حبّان في الثقات: معاوية بن عبداللّه بن أبي رافع، يروي عن أبيه، روى عنه محمّد بن عيسى المخزومي. هذا، وفي الطبعة الحجريّة: معاوية بن عبداللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه أبي رافع.

طريق أبي الأسود الدؤلي عن أمير المؤمنين (علیه السلام):

(1485) 5-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن أبي معشر السلمي الحرّاني بحرّان(2)، قال: حدّثنا أحمد بن الأسود أبو عليّ الحنفي القاضي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص العائشي التيمي قال: حدّثنا أبي، عن عمر بن أُذينة العبدي، عن وهب بن عبداللّه بن أبي دُبَيّ الهُنائي قال: حدّثنا أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي:

عن أبيه أبى الأسود قال: لمّا طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب، جعل الأمر بين ستّة نفر: عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعثمان بن عفّان، وعبدالرحمان بن عوف، و طلحة، والزبير، وسعد بن مالك، وعبد اللّه بن عمر معهم يشهد النجوى وليس له في الأمر نصيب، وأمرهم أن يدخلوا لذلك بيتاً ويغلقوا عليهم بابه.

قال أبو الأسود: فكنتُ على الباب أنا ونفر معي، حاجتهم أن يسمعوا الحوار الّذي يجري بينهم، فابتدر الكلام عبدالرحمان بن عوف فقال: ليذكر كلّ رجل منكم رجلاً أن أخطأه هذا الأمر كانت الخيرة لصاحبه. فقال الزبير: قد اخترت عليّاً. وقال طلحة: قد اخترت عثمان. وقال سعد: قد اخترت عبدالرحمان بن عوف.

قال عبدالرحمان بن عوف: قد رضي القوم بنا، وقد جُعِل الأمر فينا ولنا أيّها الثلاثة، فأيّكم يُخرج من هذا الأمر نفسه، ويختار للمسلمين رجلاً رِضا في الاُمّة؟

فأمسك الشيخان، فعاد عبدالرحمان لكلامه، فقال له عليّ (علیه السلام): «كُن أنت ذلك الرجل».

قال: فإنّه لم يبق إلّا أنت وعثمان، فأيّكما يتقلّد هذا الأمر على أن يسير في الاُمّة بسيرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبسيرة صاحبيه أبي بكر وعمر فلا يعدوهما؟

ص: 440


1- لاحظ تخريج الحديث 3 من الباب.
2- حرّان -بتشديد الراء وآخره نون -: مدينة قديمة قصبة ديار مضر، بينها وبين الرها يوم، وبين الرقّة يومان... وحرّان أيضاً: من قرى حَلَب، وحرّان الكبرى وحرّان الصغرى: قريتان بالبَحرين لبني عامر، وحرّان أيضاً: قرية بغوطة دمشق. (مراصد الاطّلاع: 1: 389)

قال عليّ (علیه السلام): «إنّي آخذها على أنّ أسير في الاُمّة بسيرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جهدي وطوقي، واستعين على ذلك بربّي».

قال: فما عندك أنت يا عثمان؟

قال: أسير في الاُمّة بسيرة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسيرة أبي بكر وعمر.

قال: قرّرها على عليّ (علیه السلام) ثلاثاً، وعلى عثمان ثلاثاً، كلّ رجل منهما يقول مثل قوله الأوّل.

فلمّا توافقوا على رأي واحد قال لهم عليّ (علیه السلام): «إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي قولاً أقول لكم».

قالوا: قُل يا أبا الحسن.

قال: «إنّي أسألكم اللّه الّذي يعلم سرّكم وجهركم، هل فيكم من رجل قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي»، غيري»؟

قالوا: اللّهم لا. وذكر المناشدة نحوه.

(أمالي الطوسي: المجلس 20، الحديث 7)

(1486) 6-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبد اللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه:

أنّ القوم حين اجتمعوا للشورى فقالوا فيها، وناجي عبدالرحمان رجل منهم على حدة، ثمّ قال لعليّ (علیه السلام): عليك عهد اللّه وميثاقه، لئن وليت لتعملنّ بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر.

فقال عليّ (علیه السلام): «عَلَيّ عهد اللّه وميثاقه، لئن وليت أمركم لأعملنّ بكتاب اللّه

ص: 441


1- وأورده ابن عبدربّه في «فرش كتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم و أخبارهم -من كتاب العقد الفريد-: 4: 257 - 259.

وسنّة رسوله».

فقال عبدالرحمان لعثمان كقوله لعليّ (علیه السلام)، فأجابه أن نعم، فردّ عليهما القول ثلاثاً، كلّ ذلك يقول عليّ (علیه السلام) كقوله ويجيبه عثمان أن نعم، فبايع عثمان عبدالرحمان عند ذلك.

(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 2)

(1487) 7-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي: قال حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن المغيرة الجوهري قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي أبوبكر قال: حدّثني أحمد بن صالح قال: حدّثنا عنبسة قال: حدّثنا یونس، عن ابن شهاب:

عن [مسور] ابن مخرمة الكندي قال: إنّ عمر بن الخطّاب خرج ذات يوم فإذا هو بمجلس فيه عليّ (علیه السلام) وعثمان وعبد الرحمان وطلحة والزبير، فقال عمر: أكلّكم يحدّث نفسه بالإمارة بعدي؟ فقال الزبير: كلّنا يحدّث نفسه بالإمارة بعدك ويراها له أهلاً(2)، فما الّذى أنكرت؟

فقال عمر: أفلا أحدّثكم بما عندي فيكم؟

فسكتوا، فقال عمر: ألا أحدّثكم عنكم؟

فسكتوا، فقال له الزبير: حدّثنا وإن سكتنا.

ص: 442


1- وروى نحوه اليعقوبي في عنوان «أيّام عمر بن الخطّاب» من تاريخه: 2: 158 مرسلاً عن ابن عبّاس، عن عمر بن الخطّاب. وكلامه هذا ونحوه يدلّ على أنّه كان بصدد انتقال الحكومة إلى عثمان وعدم وصول عليّ (علیه السلام) إليها، ويشهد له ما رواه ابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 106 - 107 ح 1136 بإسناده عن عمرو بن میمون قال: شهدت عمر بن الخطّاب يوم طعن، قال: ادعوا لي عليّاً وعثمان وطلحة والزبير وابن عوف وسعد بن أبي وقّاص. فلم يكلّم أحداً منهم غير عليّ و عثمان، فقال: يا عليّ، لعلّ هؤلاء القوم يعرفون لك حقّك وقرابتك من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وصهرك وما آتاك اللّه من الفقه والعلم، فإن وليت هذا الأمر فاتّق اللّه فيه. ثمّ دعا عثمان فقال: لعلّ هؤلاء القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسنّك وشرفك، فإن وليت هذا الأمر فاتّق اللّه فيه. ثمّ قال: ادعوا لي صهيباً. فدعي له فقال: صلّ بالنّاس ثلاثاً، وليحل هؤلاء القوم في بيت، فإذا اجتمعوا على رجل، فمن خالف فاضربوا رقبته! فلمّا خرجوا من عنده قال: إن يولّوها الأجيلح يسلك بهم الطريق. فقال له ابنه عبداللّه بن عمر: فما يمنعك منه يا أمير المؤمنين؟! قال: أكره أن أتحمّلها حيّاً وميّتاً!
2- في بعض النسخ: «لأنّا لا نراها له أهلا»!

فقال: أمّا أنت يا زبير، فمؤمن الرضا كافر الغضب، تكون يوماً شيطاناً ويوماً إنساناً، أفرأيت اليوم الّذى تكون فيه شيطاناً مَن يكون الخليفة يومئذ؟!

وأمّا أنت يا طلحة، فواللّه لقد توفّي رسول اللّه وإنّه عليك لعاتب (1).

وأمّا أنت يا عليّ، فإنّك صاحب بطالة ومزاح(2).

وأمّا أنت يا عبد الرحمان، فواللّه إنّك لما جاءك من خير أهل.

وإنّ منكم لرجلاً لو قسّم إيمانه بين جند من الأجناد لوسعهم وهو عثمان!(3).

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 8)

ص: 443


1- ما قاله في طلحة، لعلّه إشارة إلى ما قال طلحة - على ما ذكره المفسّرون-: «أينكح محمّد نساؤنا ولا تنكح نساؤه! واللّه لئن مات لنكحنا نساءه!»، وهذا الكلام - على ما قالوا - صار سبباً لنزول قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) الآية: 53 من سورة الأحزاب: 33.
2- تبع ابن الخطّاب في ذلك القول، عمرو بن العاص، وأجاب أمير المؤمنين (علیه السلام) -كما في النهج – بقوله (علیه السلام): «عجباً لابن النابغة! يزعم لأهل الشام أنّ في دعابة، وأنّي امرؤٌ تِلعابة، أعافس وأمارس! لقد قال باطلا، ونطق آثماً (إلى أن قال:) أما واللّه إنّي ليمنعني من اللعب ذكر الموت، وإنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة. (نهج البلاغة: خطبة 84).
3- ما قاله فى عثمان، يدلّ على شدة حبّه إلى حكومة عثمان بعده، وأمّا إيمان عثمان وكثرته! فيكفينا في ذلك ما صدر منه زمن خلافته من ضرب عمّار وعبداللّه بن مسعود ونفيه أباذرّ، و توليته الفسّاق على المسلمين، واختصاصه إيّاهم بغارة بيت مال المسلمين وفيئهم، وسيأتي بعضها فى الباب التالى.

(1488) 8-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا يوسف بن سعيد الأرحبي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى العبسي، عن كامل:

عن حبيب بن أبي ثابت قال: لمّا حضر القوم الدّار للشورى، جاء المقداد بن الأسود الكندي (رحمه اللّه) فقال: أدخلوني معكم، فإنّ اللّه عندي نصحاً ولي بكم خيراً، فأبوا.

فقال: أدخلوا رأسي واسمعوا منّي، فأبوا عليه ذلك.

فقال: أما إذا أبيتم فلاتبايعوا رجلاً لم يشهد بدراً، ولم يبايع بيعة الرضوان، وانهزم يوم أحد يوم التقی الجمعان(2).

فقال عثمان: أم واللّه لئن ولّيتها لأردّنّك إلى ربّك الأوّل.

فلمّا نزل بالمقداد الموت قال: أخبروا عثمان إنّي قد رددت إلى ربّي الأوّل والآخر.

ص: 444


1- أورد ذيله ابن سعد في الطبقات الكبرى: 3: 163 قال: أخبرنا روح بن عبادة - أو نبّئت عنه-، عن شعبة، عن الحكم: أنّ عثمان بن عفّان جعل يُثنى على المقداد بعد ما مات، فقال الزبير: لا ألفينّك بعد الموت تندُبُني وفي حياتي ما زوّدتَني زادي ورواه أيضاً ابن عساكر في آخر ترجمة المقداد من تاريخ دمشق كما في مختصره -لابن منظور-: 25: 222، وقال محقّق الكتاب في الهامش: البيت لعبيد بن الأبرص من قصيدة له، وهو في ديوانه ص 48، وروايته: «لا أعرفنّك» وهو من الأمثال يضرب فيمن يضيّع حقّ أخيه في حياته، ثمّ يبكيه بعد موته. وذكر ابن أبي الحديد هذا البيت في قضيّة عثمان مع عبد اللّه بن مسعود مع مغايرة جزئيّة.
2- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: المراد بالرجل عثمان بن عفّان، فإنّه لم يكن من البدريّين، ولم يبع بيعة الرضوان، لأنّه كان يوم البيعة بمكّة، وانهزم يوم أحد مع المنهزمين.

فلمّا بلغ عثمان مته جاء حتّى قام(1) على قبره فقال: رحمك اللّه، كنت وإن كنت، يثنى عليه خيراً، فقال له الزبير:

لأعرفنّك بعد الموت تندبني

وفي حياتي ما زوّدتني زادي

فقال: يا زبير، تقول هذا، أتراني أحبّ أن يموت مثل هذا من أصحاب محمّد (علیه السلام) وهو عَلَيّ ساخط؟!

(أمالى المفيد: المجلس 13، الحديث 7)

(1489) 9-(2) أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه قال: حدّثنا لوط بن يحيى قال:

حدّثني عبدالرحمان بن جندب، عن أبيه قال: لمّا بويع عثمان سمعت المقداد بن الأسود الكندى (رحمه اللّه) يقول لعبد الرحمان بن عوف: واللّه يا عبد الرحمان، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيّهم!

فقال له عبد الرحمان: وما أنت وذاك يا مقداد؟!

قال: إنّي واللّه أحبّهم لحبّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لهم(3)، ويعتريني واللّه وجدٌ لا

ص: 445


1- في نسخة مطبوعة: «حتّى وقف»، وفي البحار: «حتّى أتى».
2- ورواه المسعودي في عنوان «عمّار بن ياسر» عند ذكر خلافة عثمان بن عفّان، من كتاب مروج الذهب: 2: 342 - 343، إلى قوله: «يوم بدر وأحد» ثمّ قال: وجرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابنا «أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار». ورواه - بمغايرة يسيرة - الطبري في حوادث سنة 23 من الهجرة في تاريخه: 4: 233، وابن عبدربّه في «فرش كتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم - من كتاب العقد الفريد: 4: 259، وابن أبي الحديد في شرح الخطبة الشقشقيّة، من شرحه على نهج البلاغة: 1: 194 بمغايرة، وابن الأثير في الكامل: 3: 71 في قصّة شورى عمر.
3- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي، وكلمة «لهم» غير موجودة فيه.

أبثّه بثّة، لتشرّف قريش على النّاس بشرفهم(1) واجتماعهم على نزع سلطان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من أيديهم.

فقال له عبد الرحمان: ويحك واللّه لقد اجتهدت نفسي لكم.

فقال له المقداد: أما واللّه لقد تركت رجلاً من الّذين يأمرون بالحقّ وبه يعدلون، أما واللّه لو أنّ لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إيّاهم يوم بدر وأحد.

فقال له عبدالرحمان: ثكلتك أمّك يامقداد، لا يسمعنّ هذا الكلام منك النّاس، أما واللّه إنّي لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة.

قالجندب: فأتيته بعد ما انصرف من مقامه، وقلت له: يامقداد، أنا من أعوانك.

فقال: رحمك اللّه، إنّ الّذي نريد لا يغني(2) فيه الرجلان والثلاثة. فخرجت من عنده، فدخلت على عليّ(3) بن أبي طالب (علیه السلام) فذكرت له ما قال وما قلت(4). قال: فدعا لنا بالخير.

(أمالي المفيد: المجلس 21، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 25)

ص: 446


1- أي بشرف أهل البيت، ومع ذلك اجتمعوا على نزع الخلافة عنهم.
2- في بعض النسخ: «لا يكفي».
3- في أمالي الطوسي: «وأتيت عليّ...».
4- في أمالي الطوسي: «ما قال وقلت».

باب 12- بعض ما فعله عثمان، وما جرى بين أمير المؤمنين (علیه السلام) وبين عثمان بن عفّان

(1490) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن أبي الجهضم الأزدي، عن أبيه - وكان من أهل الشام - قال:

لمّا سيّر عثمان أباذرّ من المدينة إلى الشام كان يقصّ علينا، فيحمد اللّه ويشهد شهادة الحقّ، ويصلّي على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ويقول: أمّا بعد، فإنّا كنّا في جاهليّتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب، ويبعث فينا الرّسول ونحن نوفي بالعهد، ونصدّق الحديث، ونحسن الجوار، ونقري الضيف، ونواسي الفقير [ونبغض المتكبّر].

فلمّا بعث اللّه تعالى فينا رسول اللّه(2)، وأنزل علينا كتابه، كانت تلك الأخلاق يرضاها اللّه ورسوله، وكان أحقّ بها أهل الإسلام، وأولى أن يحفظوها، فلبثوا بذلك ما شاء اللّه أن يلبثوا. ثمّ إنّ الولاة قد أحدثوا أعمالاً قباحاً ما نعرفها: من سنّة تطفی، وبدعة تحيى(3) وقائل بحقّ مكذّب، وأثرة بغير تقی، وأمين مستأثر عليه من الصالحين، اللّهم إن كان ما عندك خيراً لي فاقبضني إليك غير مبدّل و لا مغيّر.

وكان يعيد هذا الكلام ويبديه، فأتى حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان، فقال: إنّ أباذر يفسد عليك النّاس بقوله كيت وكيت، فكتب معاوية إلى عثمان بذلك، فكتب عثمان: أخرجه إليّ. فلمّا صار إلى المدينة نفاه إلى الربذة.

(أمالي المفيد: المجلس 14، الحديث 5)

ص: 447


1- تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة فى الحديث 18 من الباب 8 من أبواب ما يتعلق برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
2- في نسخة: «رسوله».
3- في بعض النسخ: «ما يزال سنة تطفى وبدعة تحيى».

(1491) 2-(1) وعن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن أبي جهضم الأزدي:

عن أبيه قال: لمّا أخرج عثمان أباذرّ الغفاري (رحمه اللّه) من المدينة إلى الشام كان يقوم في كلّ يوم، فيعظ النّاس ويأمرهم بالتمسّك بطاعة اللّه، ويحذّرهم من ارتكاب معاصيه، ويروي عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم السلام، ويحضّهم على التمسّك بعترته.

فكتب معاوية إلى عثمان: أمّا بعد فإنّ أباذر يصبح إذا أصبح، ويمسي إذا أمسى وجماعة من النّاس كثيرة عنده، فيقول كيت وكيت، فإن كان لك حاجة في النّاس قبلي فأقدم أباذرّ إليك، فإنّي أخاف أن يفسد النّاس عليك، والسلام.

فكتب إليه عثمان: أمّا بعد، فأشخص إليَّ أباذرّ حين تنظر في كتابي هذا، والسلام.

فبعث معاوية إلى أبي ذرّ فدعاه، وأقرأه كتاب عثمان، وقال له: النّجا الساعة.

فخرج أبو ذرّ إلى راحلته، فشدّ بكورها، وأنساعها(2)، فاجتمع إليه النّاس فقالوا له يا أباذرّ، رحمك اللّه، أين تريد؟

قال: أخرجوني إليكم غضباً عَلَيّ، وأخرجوني منكم إليهم الأن عبثاً بي، و لا يزال هذا الأمر فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم حتّى يستريح برّ، أو يستراح من فاجر. ومضى.

وسمع النّاس بمخرجه فأتبعوه حتّى خرج من دمشق، فساروا معه حتّى انتهى

ص: 448


1- أشار إليها الطبري في حوادث سنة 30 من تاريخه: 4: 283، والمسعودي في عنوان «بين عثمان وأبي ذرّ» من مروج الذهب: 2: 340 - 341. وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة في الباب 8 من أبواب ما يتعلّق برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
2- الكُور -بالضمّ - والمكوَر: رحل البعير أو الرحل بأداته، وهو ممّا يذلّل به البعير ويوطّأ. و الأنساع جمع النسع - بالكسر: وهو سير ينسج عريضاً على هيئة أعنة البغال، تشدّ به الرحال.

إلى دير مرّان(1) فنزل، ونزل معه النّاس، فاستقدم فصلّى بهم، ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّي موصيكم بما ينفعكم، وتارك الخطب والتشقيق، أحمدوا اللّه عزّ وجلّ.

قالوا: الحمد لله.

قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله. فأجابوه بمثل ما قال. فقال: أشهد أنّ البعث حقّ، وأنّ الجنّة حقّ، وأنّ النّار حقّ، وأقرّ بما جاء من عند اللّه، فاشهدوا عَلَيّ بذلك.

قالوا: نحن على ذلك من الشاهدين.

قال: ليبشّر من مات منكم على هذه الخصال برحمة اللّه وكرامته، ما لم يكن للمجرمين ظهيراً، ولا لأعمال الظلمة مصلحاً، ولا لهم معيناً.

أيّها النّاس، أجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضباً للّه عزّ وجلّ إِذا عُصي في الأرض، ولا ترضوا أئمّتكم بسخط اللّه، وإن(2) أحدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم، وأزرَأُوا عليهم، وإن عذّبتم وحرمتم وسيّرتم حتّى يرضى اللّه عزّ وجلّ، فإنّ اللّه أعلا وأجلّ لا ينبغي أنّ يسخط برضا المخلوقين، غفر اللّه لي ولكم، أستودعكم اللّه، وأقرأ عليكم السلام ورحمة اللّه.

فناداه النّاس أن سلّم اللّه عليك ورحمك يا أباذرّ، يا صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ألا نردّك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك، ألا نمنعك؟(3)

فقال لهم: ارجعوا - رحمكم اللّه - فإنّي أصبر منكم على البلوى، وإيّاكم و الفرقة والاختلاف.

فمضى حتّى قدم على عثمان، فلمّا دخل عليه قال له: «لاقرّب اللّه بعمرو عيناً».

فقال أبوذر واللّه ما سمّاني أبواي عمراً، ولكن لاقرّب اللّه من عصاه وخالف أمره، وارتكب هواه.

ص: 449


1- دير مُرّان - بضمّ أوّله - تثنية مرّ: بالقرب من دمشق على تلّ مشرف على مزارع الزعفران. (مراصد الاطّلاع: 2: 579).
2- في نسخة: «وإذا».
3- في نسخة: «إنّا لا نردّك أنّ كان هؤلاء القوم أخرجوك ولا نمنعك».

فقام إليه كعب الأحبار فقال له: ألا تتّقي اللّه يا شيخ، تجيب(1) أمير المؤمنين بهذا الكلام؟!

فرفع أبوذرّ عصاً كانت في يده فضرب بها رأس كعب، ثمّ قال له: يا ابن اليهوديّين، ما كلامك مع المسلمين؟! فواللّه ما خرجت اليهوديّة من قلبك بعد!

فقال عثمان: واللّه لاجمعتني وإيّاك دار، قد خرفت وذهب عقلك، أخرجوه من بين يديّ حتّى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء، ثمّ انخسوا(2) به الناقة وتعتعوه حتّى توصلوه الرّبذة، فنزّلوه بها من غير أنيس حتّى يقضي اللّه فيه ما هو قاض، فأخرجوه متعتعاً ملهوزاً بالعصيّ(3).

وتقدّم أنّ لا يشيّعه أحد من النّاس، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، فبكى حتّى بلّ لحيته بدموعه، ثمّ قال: «أهكذا يُصنع بصاحب رسول اللّه؟! إنّا للّه وإنّا إليه راجعون».

ثمّ نهض ومعه الحسن والحسين (علیهما السلام)، و عبد اللّه بن العبّاس، والفضل، وقثم، و عبيد اللّه(4)، حتّى لحقوا أباذرّ فشيّعوه، فلمّا بصر بهم أبوذرّ حنّ إليهم، وبكى عليهم وقال: بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرتُ بها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وشملتني البركة برؤيتها.

ثمّ رفع يديه إلى السماء وقال: اللّهم إنّي أحبّهم، ولو قطّعت إرباً إرباً في محبّتهم مازلت عنها ابتغاء وجهك والدّار الآخرة، فارجعوا رحمكم اللّه، واللّه أسأل أن

ص: 450


1- في نسخة: «وتجيب».
2- نخسوا بفلان: نخسوا دابّته وطردوه. وفي البحار: «ثمّ انجوا»، قال العلّامة المجلسي (رحمه اللّه): ثمّ انجوا: أي أسرعوا.
3- لهزه بالرُّمح: طعنه في صدره، واللهز: الضرب بجميع اليد في الصدر. والعصيّ -الكسر-: العظام الّتي في الجناح. وفي نسخة: «موهوناً بالعصا».
4- في أسماء المشيّعين غير عليّ والحسنين (علیهم السلام) وعمّار (رضی اللّه عنه) خلاف، في تاريخ اليعقوبي: هم و عبد اللّه بن جعفر، وفي الفتوح: هم والمقداد بن الأسود وعيينة بن عبّاس!، وفي مروج الذهب: هم وعقيل وعبد اللّه بن جعفر، وفي الكافي: هم وعقيل.

يخلفني فيكم أحسن الخلافة.

فودّعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه.

(أمالي المفيد: المجلس 20، الحديث 4)

(1492) 3-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبى بكر بن عمرو بن حزم، [عن يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير](2)، بن أسعد بن زرارة:

عن عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال: لمّا قدم أبوذرّ على عثمان، قال: أخبرني أيّ البلاد أحبّ إليك؟

قال: مهاجري.

فقال: لستَ بمجاوري.

قال: فالحقّ بحرم اللّه، فأكون فيه.

قال: لا.

قال: فالكوفة أرض بها أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

قال: لا.

ص: 451


1- من قوله: «ثمّ أتى المدينة فدخل على عثمان» إلى آخر الحديث، أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 93. ورواه ابن أعثم في الفتوح: 2: 156 - 158 مع مغايرة. وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة في الباب 8 من أبواب ما يتعلق برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).
2- ما بين المعقوفين أخذناه من ترجمة عبدالرحمان بن أسعد بن زرارة من الإصابة، و ترجمة يحيى بن عبّاد من تهذيب الكمال.

قال: فلست بمختار غيرهنّ. فأمره بالمسير إلى الربذة، فقال: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال لي: «اسمع وأطع، وانفذ حيث قادوك، ولو لعبد حبشي مجدّع»(1).

فخرج إلى الربذة وأقام مدّة، ثمّ أتى المدينة، فدخل على عثمان، والنّاس عنده سماطين، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّك أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ولا ضرع إلّا شويهات(2) وليس لي خادم إلّا محرّرة، ولا ظلّ يظلّني إلّا ظلّ شجرة، فأعطني خادماً وغنيمات أعش فيها. فحوّل [عثمان] وجهه عنه، فتحوّل عنه إلى السماط الآخر فقال مثل ذلك، فقال له حبيب بن سلمة(3): لك عندي يا أباذرّ ألف درهم وخادم وخمس مئة شاة.

قال أبوذرّ: أعط خادمك وألفك و شويهاتك من هو أحوج إلى ذلك منّي، فإنّي أسأل حقّي في كتاب اللّه.

فجاء عليّ (علیه السلام) فقال له عثمان: إلا تغني عنّا سفيهك هذا!

قال: «أيّ سفيه»؟

قال: أبوذرّ.

قال عليّ (علیه السلام): «ليس بسفيه، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «ما أظلّت الخضراء

ص: 452


1- الجدع: قطع الأنف، أو الأُذُن، أواليد، أو الشفة، وحمار مجدع -كمعظم-: مقطوع: الأذنين. والحديث أخرجه أحمد في حديث أسماء ابنة يزيد من مسنده: 6: 457، وابن سعد في ترجمة أبي ذرّ من الطبقات الكبرى: 4: 226، والذهبي في السير: 2: 41، وابن عساكر في ترجمة أبي ذرّ من تاريخ دمشق: (مختصره لابن منظور: ج 28 ص 293).
2- شويهات: تصغير الشاة.
3- لعلّه مصحّف «مسلمة»، وحبيب بن مسلمة مترجم في التاريخ الكبير: 2: 310، و الطبقات الكبرى - لابن سعد-: 7: 409، والثقات -لابن حبّان-: 3: 81، والجرح والتعديل -لابن أبي حاتم-: 3: 108، والأنساب - لابن السمعاني-: في «الفهري» و«الوائلي»، وتاريخ دمشق: 12: 69، ووفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء: 3: 188، وتاريخ الإسلام: 2: 215، والإصابة، وتهذيب الكمال: 5: 396 / 1099 وتهذيبه.

ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذرّ»(1) أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون، إن يك كاذباً فعليه كذبه، وإن يك صادقاً يصبكم بعض الّذي يعدكم».

قال عثمان: التراب في فيك!

قال عليّ (علیه السلام): «بل التراب في فيك، أنشد باللّه من سمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول ذلك لأبي ذرّ»؟

فقام أبوهريرة وعشرة، فشهدوا بذلك، فولّى عليّ (علیه السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 4)

(1493) 4-(2) قال ابن عبّاس: كنت عند أبي على العشاء بعد المغرب إذ جاء الخادم، فقال: هذا أمير المؤمنين بالباب، فدخل عثمان فجلس، فقال له العبّاس: تعشّ. قال: تعشّيت فوضع يده، فلمّا فرغنا من العشاء قام مَن كان عنده وجلست و تكلّم عثمان فقال: يا خال، أشكو إليك ابن أخيك -يعني عليّاً (علیه السلام)- فإنّه أكثر في شتمي، ونطق في عرضي، وأنا أعوذ باللّه من ظلمكم بني عبد المطلب، إن يكن هذا الأمر لكم فقد سلّمتموه إلى مَن هو أبعد منّى، وإن لا يكن لكم فحقّي أخذت.

فتكلّم العبّاس، فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وذكر ما خصّ اللّه به قريشاً منه، وما خصّ به بني عبد المطّلب خاصّة، ثمّ قال: أمّا بعد، فما حمدتك لابن أخي ولا حمدت ابن أخي فيك، وما هو وحده ولقد نطق غيره، فلو أنّك هبطت ممّا صعدت وصعدوا ممّا هبطوا لكان ذلك أقرب.

فقال: أنت وذلك يا خال.

قال: فلم تكلّم بذلك عنك؟(3)

ص: 453


1- تقدّم تخريج هذه الفقرة من الحديث في الباب 8 من أبواب ما يتعلّق برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب النبوّة.
2- ورواه الزبير بن بكّار في أخبار الموفّقيّات: 610 - 612 برقم 394.
3- كذا في النسخ، ولعلّ الصحيح: «فأتكلّم بذلك عنك». وفي الموفّقيّات: «أفأذكر لهم ذلك عنك».

قال: نعم أعطهم عنّي ما شئت، وقام عثمان فخرج، فلم يلبث أن رجع إليه فسلّم وهو قائم، ثمّ قال: يا خال، لا تعجل بشيء حتّى أعود إليك، فرفع العبّاس يديه واستقبل القبلة، فقال: اللّهم استبق بي ما لا خير لي في إدراكه. فما مضت الجمعة حتّى مات.

(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 5)

(1494) 5-(1) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبي بكر بن عبيد اللّه بن عبد اللّه(2) بن عمر:

ص: 454


1- وروى عمر ابن شبّة في تاريخ المدينة المنوّرة: ج 3 ص 1119 عن أحمد بن عيسى، عن عبداللّه بن وهب، عن ابن لهيعة، عن ابن حبيبة، عن ربيعة بن لقيط، عن سلمة بن مخرمة قال: لمّا انترى ابن أبي حذيفة بمصر فخلع عثمان، دعا النّاس إلى أعطياتهم... . وفي ص 1120: عن عليّ بن محمّد، عن عليّ بن مجاهد، عن يزيد بن قحيف، عن رجل من قومه، عن رجاء بن حيوة، وحباب بن موسى، عن محمّد بن إسحاق، عن مخلد بن خفاف، عن عروة بن الزبير قالا: كتب أهل مصر إلى عثمان: «من الملأ المسلمين إلى الخليفة المبتلى، أمّا بعد، فالحمد للّه الّذي أنعم علينا وعليك، واتّخذ علينا فيما آتاك الحجّة، وإنّا نذكّرك اللّه في مواقع السحاب! فإنّ اللّه قال في كتابه: (أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ) [سورة يونس: 59] أن تحلّ ما شئت منه بقولك وتُحرم ما شئت منه بقولك، ونذكّرك اللّه في الحدود أنّ تعطّلها في القريب وتُقيمها في البعيد، فإنّ سنّة اللّه واحدة، ونذكّرك في أقوام أخذ اللّه ميثاقهم على طاعته من ديارهم وأموالهم، وقال اللّه في كتابه: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) [سورة البقرة: 84]، فنذكّرك اللّه وننهاك عن المعصية، فإنّك تدّعي علينا الطاعة وكتاب اللّه ينطق: «لا طاعة لمن عصى اللّه»، فإن تُعط اللّه الطاعة نؤازرك ونوقّرك، وإن تأبَ فقد علمنا أنّك تريد هلكتنا وهلكتك، فمن يمنعنا من اللّه إن أطعناك وعصيناه وأنت العبد الميّت المحاسب، واللّه الخالق البارئ المصوّر الّذي لا يموت.
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل في كتب الرجال كتهذيب الكمال وتهذيبه، وفي بعض النسخ: «أبي بكر بن عبداللّه بن عبيداللّه»، وفي نسخة: «أبي بكر بن عبداللّه بن عبداللّه».

عن عبداللّه بن عمر أنّه نزل على خالد بن أسيد بمكّة، فقال له: لو أتيت ابن عمّك فوصلك، فأتى عثمان فكتب له إلى عبد اللّه بن عامر: أن صله بستّ مئة ألف فنزل به من قابل فسأله، فقال له: قد بارك اللّه لي في مشورتك، فأتيته فأمر لي بستّ مئة ألف.

فقال له ابن عمر: ستّين ألفاً؟!

قال: مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف -ستّ مرات-.

فقال له ابن عمر: اسكت، فما أسود عثمان! وبايعه أهل مصر، فكتب أهل مصر إلى عثمان، وذكر الكتاب بطوله.

(أمالي الطوسي: المجلس 42، الحديث 6)

ص: 455

باب 13- ما ورد في ذمّ بني اُميّة

(1495) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدّثنا الحسين بن عبداللّه(2) الأبلّي قال: حدّثنا أبو خالد الأسدي، عن أبي بكر بن عيّاش، عن صدقة بن سعيد الحنفى عن جميع بن عمير قال:

سمعت عبداللّه بن عمر بن الخطّاب يقول: انتهى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى العقبة فقال: «لا يجاوزها أحد». فعوّج الحكم بن أبي العاص فيه مستهزئاً به (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

وقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «مَن اشترى شاة مصرّاة(3) فهو بالخيار». فعوّج الحكم فمه، فبصر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فدعا عليه، فصُرع شهرين ثمّ أفاق، فأخرجه النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن المدينة طريداً ونفاه عنها.

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 47)

ص: 456


1- حكى المؤرّخون وأصحاب التراجم أنّ الحكم بن أبي العاص كان يستهزئ برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فنفاه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى الطائف، قال ابن عبدربّه في «فرش كتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم - من كتاب العقد الفريد: 4: 263: وممّا نقم النّاس على عثمان أنّه آوى طريد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الحكم بن أبي العاص، ولم يؤوه أبو بكر ولا عمر، وأعطاه مئة ألف. وقال الزبير بن بكّار في الموفّقيّات: ص 257 برقم 142: قال الكلبي: كان النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا مشى يتكفأ وكان الحكم بن أبي العاص يحكيه، فالتفت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فرآه يفعل ذلك، فقال (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «فكذلك فلتكن». فكان الحكم مختلجاً. وقال الذهبي في ترجمة الحكم بن أبي العاص من تاريخ الإسلام وفيات سنة 31 ص 344:... وقيل: إنّما نفاه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى الطائف لأنّه كان يُحكيه في مشيته وبعض حركاته. وحكى ابن أبي الحديد في شرحه على الخطبة 56 من نهج البلاغة: 4: 71 عن شيخه أبي جعفر الاسكافي أنّه قال: فأمّا مروان بن الحكم فأحقر وأقلّ من أن يذكر في الصحابة الّذين قد غمصناهم وأوضحنا سوء رأينا فيهم، لأنّه كان مجاهراً بالإلحاد هو وأبوه الحكم بن أبي العاص، وهما الطريدان اللعينان، كان أبوه عدوّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يحكيه في مشيه ويغمز عليه عينه، ويُدلع له لسانه ويتهكم به، ويتهافت عليه، ومستحكم العداوة، حتّى أفضى أمره إلى أن طرده رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن المدينة وسيّره إلى الطائف. وقال في شرحه على خطبة الشقشقيّة: 1: 198: إنّ عثمان أعاد الحكم بن أبي العاص بعد أن كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد سيّره ثمّ لم يردّه أبو بكر ولا عمر، وأعطاه مئة ألف درهم. و في ج 2 ص 335 في شرح الخطبة 25: إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لمّا طرد الحكم بن أبي العاص إلى الطائف لأمور نقمها عليه، أقام بالطائف في حُبلة ابتاعها - وهي الكَرمة - وكان يرعى غُنَيمات اتّخذها يشرب من لبنها، فلما ولي أبو بكر شفع إليه عثمان في أن يردّه فلم يفعل، فلمّا ولي عمر شفع إليه أيضاً فلم يفعل، فلمّا ولي هو الأمر ردّه. وفي ج 3: 29 في ذكر مطاعن عثمان: الطعن الثاني: كونه ردّ الحكم بن أبي العاص إلى المدينة وقد كان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ردّه وامتنع أبوبكر من ردّه، فصار بذلك مخالفاً للسنّة ولسيرة من تقدّمه... .
2- في نسخة: «عبيداللّه».
3- قوله: «مصرّاة» اسم مفعول من التصرية، كمُزكّاة من التزكية، والتصرية: حبس اللبن في ضروع الإبل والغنم تغريراً للمشتري.

(1496) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان قال: أخبرني عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا العبّاس بن الوليد قال: حدّثنا القنّاد، عن الحسين بن سعيد، عن أبيه:

عن هارون بن سعيد قال: صلّى بنا الوليد بن عقبة بالكوفة صلاة الغداة - و كان سكراناً - فتغنّى في الثانية منهما وزادنا ركعة أخرى ونام في آخرها، فأخذ رجل من بكر بن وائل خاتمه من يده، فقال فيه علباء السدوسي:

ص: 457


1- قصّة شرب الوليد بن عقبة الخمر وهو حاكم الكوفة لعثمان، من القضايا المشهورة، وقد رواها جمع من أصحاب السير، منهم المسعودي في أوائل ذكر خلافة عثمان من مروج الذهب: 2: 334 - 335 قال: وكان السبب في صرف الوليد بن عقبة وولاية سعيد - على ما روي - أنّ الوليد بن عقبة كان يشرب مع أوّل الليل إلى الصباح، فلمّا آذنه المؤذّنون بالصلاة خرج متفضّلاً في غلائله، فتقدّم إلى المحراب في صلاة الصبح، فصلّى بهم أربعاً، وقال أتريدون أن أزيدكم؟! وقيل: إنّه قال في سجوده وقد أطال: «اشرب واسقني»، فقال له بعض من كان خلفه في الصفّ الأوّل: ما تزيد لا زادك اللّه من الخير، واللّه لا أعجب إلّا ممّن بعثك إلينا والياً وعلينا أميراً، وكان هذا القائل عتّاب بن عيلان الثقفي... . ورواه أيضاً البلاذري في أنساب الأشراف: 5: 33، وأبوالفرج في الأغاني: 5: 125 - 127، وابن أبي الحديد في شرحه على الكتاب 60 من نهج البلاغة: 17: 230 ونسبا الشعر إلى الحطيئة. وانظر أيضاً ما رواه الطبري في حوادث سنة 33 من الهجرة من تاريخه: 4: 322. وروى أبو الفرج في الأغاني: 5: 129 بإسناده عن أبي الضحى أنّه قال: كان أبو زينب الأزدي وأبو مورّع يطلبان عثرة الوليد بن عقبة، فجاءا يوماً فلم يحضر الصلاة، فسألا عنه وتلطّفا حتّى علما أنّه يشرب، فاقتحما عليه الدارَ فوجداه يقيء، فاحتملاه وهو سكران فوضعاه على سريره وأخذا خاتمه من يده... . وحكاه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 17: 231 نقلاً عن أبي الفرج.

تكلّم في الصلاة وزاد فيها

وفاح(1) الخمر من سنن المصلّي

أزيديكم على أن تحمدوني

مُجاهرة و عالن بالنفاق

و نادی و الجميع إلى افتراق

فما لكم وما لي من خلاق

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 48)

(1497) 3- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد ابن المجدّر قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس قال: كنت عند معاوية وقد نزل بذي طوى، فجاءه سعد بن أبي وقّاص فسلّم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقّاص وهو صديق لعليّ.

قال: فطأطأ القوم رؤوسهم وسبّوا عليّاً (علیه السلام)، فبكى سعد، فقال له معاوية: ما الّذي أبكاك؟

قال: ولِمَ لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يُسَبّ عندك و لا أستطيع

ص: 458


1- وفي الأغاني: «ومجّ».

أن أغيّر، وقد كان في عليّ خصال لأن تكون فيّ واحدة منهم(1) أحبّ [إلَيَّ] من الدنيا وما فيها - الحديث.

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 19)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(1498) 4-(2) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن القاسم قال: أخبرنا عبّاد قال: حدّثنا عليّ بن عابس، عن الحصين، عن عبد اللّه بن معقل:

عن عليّ (علیه السلام): أنّه قنت في الصبح فلعن معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى و أبا الأعور وأصحابهم.

(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 9)

ص: 459


1- فى نسخة مطبوعة: «منهنّ».
2- وقريباً منه رواه الطبري في حوادث سنة 37 من الهجرة في تاريخه: 5: 71 عن أبي مخنف (في حديث في قصّة الحكمين) قال: ثمّ انصرف عمرو وأهل الشام إلى معاوية، وسلموا عليه بالخلافة، ورجع ابن عبّاس وشريح بن هانئ إلى عليّ، وكان إذا صلّى الغداة يقنت فيقول: «اللّهم العن معاوية وعَمراً وأبا الأعور السُلمى وحبيباً وعبدالرحمان بن خالد والضحاك بن قيس والوليد». ورواه نصر بن مزاحم في آخر كتاب صفّين ص 552، وفي ط ص 625، وفيه: وكان عليّ (علیه السلام) إذا صلّى الغداة والمغرب وفرغ من الصلاة يقول، وذكره بتقديم وتأخير في بعض الأسماء. ورواه البلاذري في أنساب الأشراف: 2: 352. ونحوه رواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 2 ص 319 ح 791 بإسناده عن يوسف بن أبي روق قال: إنّ عليّ بن أبي طالب بعد ماحكم الحكمان قال: «اللّهم العن معاوية بن أبي سفيان بادئاً، وعمرو بن العاص ثانياً، وأبا الأعور السلمي ثالثاً، وعبداللّه بن قیس رابعاً» يمدّ بها صوته. وروى نحوه الطبراني - إشارة - في ذيل الحديث 7479 المعجم الأوسط: ج 8 ص 235 عن محمّد بن شعيب، عن يعقوب الدشتكي، عن هشام بن عبيد اللّه البستي، عن محمّد بن جابر، عن حمّاد بن إبراهيم، عن علقمة والأسود قالا: قال عبداللّه: «ما قنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في شيء من الصلوات إلّا في الوتر، وإنّه كان إذا حارب يقنت في الصلوات كلّهن يدعو على المشركين، وما قنت أبوبكر ولا عمر ولا عثمان حتّى ماتوا، ولاقنت عليّ حتّى حارب أهل الشام، وكان يقنت في الصلوات كلّهن، وكان معاوية يدعو أيضاً يدعو كلّ واحد منهم على الآخر».

باب 14- شكاية أمير المؤمنين (علیه السلام) عمّن تقدّمه من متصدّي أمر الحكومة

(1499) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني المسعودي قال: حدّثنا الحسن بن حمّاد، عن أبيه قال: حدّثني رزين بيّاع الأنماط قال: سمعت زيد بن عليّ بن الحسين (علیه السلام) يقول: حدّثني أبي، عن أبيه قال:

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يخطب النّاس فقال في خطبته: «واللّه لقد بايع النّاس أبابكر وأنا أولى النّاس بهم منّي بقميصي هذا، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي، وألصقت كلكلي(2) بالأرض.

ثمّ إنّ أبابكر هلك واستخلف عمر، وقد علم واللّه أنّي أولى النّاس بهم منّي بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربّي.

ثمّ إنّ عمر هلك وقد جعلها شوری، فجعلني سادس ستّة كسهم الجدّة، وقال: «اقتلوا الأقلّ»، وما أراد غيري، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي، وألصقت كلكلي بالأرض.

ص: 460


1- وقريباً من ذيله رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 220 ح 1222 و 1223 بسندين عن مارق العبدي والأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (علیه السلام).
2- الكلكل: الصدر.

ثمّ كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان، ثمّ لم أجد إلّا قتالهم أو الكفر باللّه».

(أمالي المفيد: المجلس 19، الحديث 5)

(1500) 2-(1) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه اللّه)، عن أبيه، عن سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن علويّة، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرنا محمّد بن عمرو الرازي قال: حدّثنا الحسين بن المبارك قال:

حدّثنا الحسن بن سلمة قال: لمّا بلغ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مكّة إلى البصرة نادى: «الصلاة جامعة»، فلمّا اجتمع النّاس حمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:

«أمّا بعد، فإنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا قبض نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قلنا: نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأولياؤه وأحقّ خلائق اللّه به، لاننازع حقّه وسلطانه، فبينما نحن على ذلك إذ نفر المنافقون، فانتزعوا سلطان نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منّا وولّوه غيرنا، فبكت لذلك واللّه العيون والقلوب منّا جميعاً، وخشّنت واللّه الصدور، وأيم اللّه لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعودوا إلى الكفر، ويعوّر الدّين(2)، لكنّا قد غيّرنا ذلك ما استطعنا.

وقد ولي ذلك ولاة ومضوا لسبيلهم، وردّ اللّه الأمر إليّ، وقد بايعني هذان الرجلان طلحة والزبير فيمن بايعني وقد نهضا إلى البصرة ليفرّقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم، اللّهم فخذهما بغشّهما لهذه الاُمّة وسوء نظرهما للعامّة».

فقام أبو الهيثم بن التيّهان (رحمه اللّه) وقال: يا أمير المؤمنين، إنّ حسد قريش إيّاك على وجهين: أمّا خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل وارتفاعاً في الدرجة، و أمّا

ص: 461


1- ورواه أيضاً في الفصل 72 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الإرشاد: 1: 245 - 246 بدون الذيل، وأورده أيضاً في كتاب «الجمل»: ص 233 مختصراً. ورواه ابن أبي الحديد في شرح المختار 22 من باب الخطب من نهج البلاغة في شرحه: 1: 307 عن أبي المدائني، عن عبداللّه بن جنادة، بتفاوت.
2- في بعض نسخ الحديث: «وأن يعود الكفر ويبور الدين»، وفي بعضها: «ويعود الدين».

أشرار هم فحسدوك حسداً أحبط اللّه به أعمالهم وأثقل به أوزارهم، وما رضوا أن يساووك حتّى أرادوا أن يتقدّموك، فقعدت عليهم الغاية وأسقطهم المضمار، وكنت أحقّ قريش بقريش، نصرت نبيّهم حيّاً وقضيت عنه الحقوق ميّتاً، واللّه ما بغيهم إلّا على أنفسهم ونحن أنصارك وأعوانك، فمرنا بأمرك، ثمّ أنشأ يقول:

إنّ قوماً بغوا عليك وكادوك

ليس من عيبها جناح بعوض

أبصروا نعمة عليك من اللّه و

وإماماً تأوي الأمور إليه

حاكما تجمع الإمامة فيه

حسداً للّذي أتاك من اللّه

وعابوك بالأمور القباح

فيك حقّاً ولا كعشر جناح

قرماً(1) يدقّ قرن النطاح

ولجاماً يلين غرب الجماح

هاشميّاً له عراض البطاح

وعادوا إلى قلوب قراح

ونفوس هناك أوعية البغ-

من مسرّ يكنّه حجب الغيب

يا وصيّ النبيّ نحن من الح-

فخّذ الأوس والقبيل من الخز

ليس منّا من لم يكن لك في الل-ّ

-ض على الخير للشقاء(2) شحاح

ومن مظهر العداوة لاح

-قّ على مثل بهجة الإصباح

رج بالطّعن في الوغى والكفاح

-ه وليّاً على الهدى والفلاح

فجزّاه أمير المؤمنين (علیه السلام) خيراً، ثمّ قام النّاس بعده فتكلّم كلّ واحد بمثل مقاله.

(أمالي المفيد: المجلس 19، الحديث 6)

(1501) 3-(3) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أخي دعبل قال: حدّثنا محمّد بن سلامة الشامي، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام)، عن ابن عبّاس.

ص: 462


1- في بعض النسخ: «قرناً» بالنون.
2- في بعض النسخ: «للشفاء».
3- هذه الخطبة - مع اختلاف النقل في بعض فقراتها - من مشاهير خطبه (علیه السلام) معروفة بالمقمصة والشقشقيّة، وإنّما سمّيت بهما لقوله (علیه السلام): «لقد تقمّصها»، ولقوله (علیه السلام) في آخرها «تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت»، والشقشقة: لهاة البعير، وقيل شئ يخرجه البعير من فيه إذا هاج، ذكرها السيّد الرضي (قدّس سرّه) في باب الخطب من نهج البلاغة تحت الرقم 3، وقال ابن أبي الحديد في شرحه عليها: 1: 205: قرأت على الشيخ أبي محمّد عبداللّه بن أحمد المعروف بابن الخشّاب هذه الخطبة، فقلت: إنّ كثيراً من النّاس يقولون إنّها من كلام الرضي، فقال: أنّى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب؟! قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقه وفنّه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خلّ ولا خمر، ثمّ قال: واللّه لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنّفت قبل أن يخلق الرضى بمأتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي. ثمّ قال ابن أبي الحديد: وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديّين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة، ووجدت أيضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة - أحد متكلّمي الإماميّة - وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب الإنصاف، وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه اللّه موجوداً - انتهى. ورواها الشيخ الصدوق (قدّس سرّه) في الحديث 12 و 13 من الباب 122 - العلّة الّتي من أجلها ترك أمير المؤمنين مجاهدة أهل الخلاف - من علل الشرائع: ص 150 - 153، وفي الباب 221 من معاني الأخبار: ص 360 في عنوان: «باب معاني خطبة لأمير المؤمنين»، والشيخ المفيد في الفصل 102 من الإرشاد: 1: 287، وفي الجمل: ص 126، والطبرسي في كتاب الاحتجاج: 1 451 برقم 105، والراوندي في شرح الخطبة من شرحه على نهج البلاغة: 1: 132 من طريق الطبراني وابن مردويه. ورواه ابن ميثم في شرحه على النهج عن نسخة قديمة عليها خطّ الوزير ابن الفرات قبل مولد الرضي، وعن كتاب الإنصاف لابن قبة. ورواه سبط ابن الجوزي في الباب السادس - المختار من كلامه (علیه السلام) - من تذكرة الخواصّ، والآبي في نثر الدرّ: 1: 274 - 276. وروى فقرة منها عليّ بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار: ص 255، ح 153. وقال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: ومن أهل الخلاف رواها ابن الجوزي في مناقبه، وابن عبد ربّه في الجزء الرابع من كتاب العقد، وأبو عليّ الجبائي في كتابه، وابن الخشّاب في درسه - على ما حكاه بعض الأصحاب-، والحسن بن عبداللّه بن سعيد العسكري في كتاب المواعظ والزواجر - على ما ذكره صاحب الطرائف - انتهى. ونقل كثيراً منها الأدباء وأهل اللغة فى موارد عديدة من كتبهم، فذكر قطعاً منها في حرف الشين من مجمع الأمثال: 1: 369 رقم 1987، وفي مادة: «جذذ» و«ربض» و «زبرج» و «شنق» و«عفط» و«شقشق» و«حذذ» و «خضم» و «سفف» و «نفج» و «نفخ» و«نثل» من النهاية والقاموس ولسان العرب وتاج العروس.

ص: 463

وعن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (علیهم السلام) قال: ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال:

«واللّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، وأنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرُحى ينحدر عنّي السيل، ولا يرقى إلَيّ الطير، ولكنّي سدلت(1) دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً(2)، وقد طفقنا عنها بُرهة بين أن أصول بيدٍ جذّاء أو أصبر على طخيةٍ(3) عمياء يرضع فيها الصغير ويدبّ فيها الكبير(4).

فرأيت الصبر على هاتا أحجى(5)، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى(6)، بين أن أرى تراث(7) محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نهباً، إلى أن حضرته الوفاة فأدلى بها(8)

ص: 464


1- سدل الثوب: أرخاه.
2- طوى عنها كشحاً: مال عنها.
3- الجذّاء - بالجيم والذال المعجمة -: المقطوعة. طَخية: ظلمة.
4- وفي نسخة: «أو أصبر على طخية عميّة، ضيع فيها الصغير و...»، وفي نهج البلاغة: «أو أصبر على طخيّة (ظلمة) عمياء، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه».
5- أحجى: ألزم، من حَجِيَ به –كرضي-: أولع به ولزمه.
6- الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.
7- التراث: الميراث.
8- أدلى بها: ألقى بها.

إلى عمر، فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عهد بها وعقدها لاٰخر بعد وفاته! لشدّ ما شاطرا ضرعيها»، ثمّ تمثّل:

شتّان ما يومي على كورها(1)

ويوم حيّان أخي جابر(2)

فعقدها واللّه في ناحية خشناء(3)، يخشن مسّها ويغلظ كلمها(4)، ويكثر العثار والاعتذار فيها(5)، صاحبها منها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم(6)، وإن أسلس لها عسفت به(7)، فمُني النّاس - لعمر اللّه - بخباط وشماس، وتلوّن واعتراس(8)، إلى أن مضى لسبيله، فجعلها شورى بين ستّة، زعم أنّي أحدهم، فيا للشورى واللّه! متى اعترض الريب فيّ مع الأوّلين، فأنا الاٰن أقرن إلى هذه النظائر! ولكنّي أسففت(9) مع القوم حيث أسفّوا، وطرت مع القوم حيث طاروا، صبراً لطول

ص: 465


1- الكُور - بالضمّ -: الرَّحل أو هو مع أداته.
2- قال ابن أبي الحديد: إنّ البيت للأعشى الكبير، أعشى قيس، وهو أبوبصير ميمون بن قيس بن جندل، من القصيدة الّتي قالها في منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الفضل وأوّلها: علقم ما أنت إلى عامر الناقض الأوتار والواتر أقول: وفي الهامش: ديوانه: 104 - 108، ويقع هذا البيت الخامس عشر منها، وأوّلها: شاقتك من قتلة أطلالها بالشط فالوتر إلى حاجر
3- في النهج: «فيا عجبا! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لاٰخر بعد وفاته - لشدّ ما تشطّرا ضَرعيها، فصيّرها في حوزة خشناء».
4- كَلمها: جرحها، كأنّه يقول: خشونتها تجرح جرحاً غليظاً.
5- في النهج: «ويكثر العثار فيها والاعتذار منها». والعثار: السقوط والكبوة.
6- الصعبة من الإبل: ما ليست بذلول. وأشنق البعير وشنقه: كفه بزمامه حتّى ألصق ذِفراه (:العظم النائي خلف الأذن) بقادمة الرحل. وخرم: قطع.
7- في النهج: «وإن أسلس لها تقحّم». أسلس: أرخى.
8- مُني النّاس: ابتلوا وأصيبوا. خَبط: سير على غير هدى. الشِماس: إباء ظَهر الفَرَس عن الركوب. عرس عن الشيء عَرساً: عدل. وفي النهج: «تلوّن واعتراض». والاعتراض: السير على غير خطّ مستقيم.
9- أسَف الطائر: دنا من الأرض.

المحنة وانقضاء المدّة، فمال رجل لضغنه وأصغى آخر إلى صهره مع هنٍ وهنٍ(1) إلى أن قام الثالث نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه(2) منها، وأسرع معه بنو أبيه في مال اللّه يخضمونه خضم الإبل نبتة(3) الربيع، حتّى انتكثت به بطانته(4)، وأجهز عليه عمله(5).

فما راعني من النّاس إلّا وهم رسل كعُرف الضبع(6)، يسألوني أن أبايعهم وآبي ذلك، وانثالوا(7) عَلَيّ حتّى لقد وطئ الحسنان وشقّ عِطافي(8)، فلمّا نهضت بها وبالأمر فيها نكثت طائفة(9)، ومرقت طائفة(10)، وقسط آخرون(11)، كأنّهم لم يسمعوا اللّه يقول: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا

ص: 466


1- في النهج: «فصغا رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن». الضِّغن: الحقد. مع هن وهن: أي أغراض أخرى أكره ذكرها.
2- نافجاً حِضنَيه: رافعاً لهما، والحِضن: ما بين الإبط والكَشح، يقال للمتكبّر: جاء نافجاً حِضنيه. والنثيل: الروث وقذر الدوابّ. والمعتلف: موضع العَلَف.
3- الخَضم: أكل الشيء الرَّطب، والخِضمة: مصدر هيئة. والنِّبتة: كالنبات في معناه.
4- انتكث: انتقض. والبطانة: السريرة.
5- أجهز عليه عمله: تمّم قتله. وفي النهج: «إلى أن انتكث عليه قتله وأجهز عليه عمله وكَبَت به بِطنته».
6- عُرفُ الضبع: ما كثر على عنقها من الشعر، وهو ثخين يُضرب به المثل في الكثرة و الازدحام.
7- تناثل القوم إلى فلان: اجتمعوا إليه من كلّ صوب.
8- العِطاف: الرداء. وفي النهج: «عطفاي»، شُقّ عطفاه: خُدش جانباه من الاصطكاك. وزاد بعده في النهج: «مجتمعين حولي كربيضة الغنم».
9- نكثت طائفة: نقضت عهدها، أراد بتلك الطائفة الناكثة أصحاب الجمل وطلحة والزبير.
10- مَرَقت: خَرَجَت، أراد بتلك الطائفة المارقة الخوارج أصحاب النهروان.
11- قَسَط آخرون: جاروا، وأراد بالجائرين أصحاب صفّين معاوية وأصحابه.

فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(1)، بلى واللّه لقد سمعوها، ولكن راقتهم دنياهم وأعجبهم زبرجها(2).

أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة(3)، لولا حضور الناصر، ولزوم الحجّة وما أخذ اللّه من أولياء الأمر(4) أن لا يقارّوا على كظّة ظالم وسغب(5) مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها(6)، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفوا دنياهم أزهد عندي عفطة عنز»(7).

فناوله رجل من أهل السواد(8) كتاباً، فانقطع كلامه، فما أسفت على شيء كأسفي على ما فات من كلامه، فلمّا فرغ من قراءته قلت له: يا أمير المؤمنين، لو اطّردت(9) مقالتك من حيث أفضيت إليه منها. فقال: «هيهات يا ابن عبّاس، تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت»(10).

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 56)

ص: 467


1- سورة القصص: 28: 83.
2- الزِرِج: الزينة مِن وَشي أو جوهر. وفي النهج: «ولكنّهم حَلِيت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها».
3- النَسَمَة: الروح وهي في البشر أرجح، وبرأها: خلقها.
4- في النهج: «لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر، وما أخذ اللّه على العلماء...».
5- ألّا يقارّوا: ألّا يوافقوا مقرّين. والكظّة: ما يعتري الاٰكل من الثقل والكَرب عند امتلاء البطن من الطعام، والمراد استئثار الظالم بالحقوق. والسَّغَب: شدّة الجوع، والمراد منه هضم حقوقه.
6- الغارب: الكاهل، والكلام تمثيل للتَّرك وإرسال الأمر.
7- عَفطة العنز: ما تنثره من أنفها.
8- السواد: العراق، وسمّي سواداً لخضرته بالزرع والأشجار، والعرب تسمّي الأخضر أسود.
9- اطّردتَ خطبتك: اُتبِعت بخطبة أخرى، من اطّراد النهر: إذا تتابع جَریُه.
10- الشقشقة - بكسر فسكون فكسر -: شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج. هَدَرَت: أطلقت صوتاً كصوت البعير عند إخراج الشقشقة من فيه. قرّت: سكنت وهدأت.

(1502) 4-(1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن القاسم، عن عبّاد، عن عبداللّه بن الزبير، عن عبداللّه بن شريك، عن أبيه قال:

صعد عليّ (علیه السلام) المنبر يوم جمعة، فقال: «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذَّاب، ما زلت مظلوماً منذ قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، بقتال الناكثين: طلحة والزبير، والقاسطين: معاوية وأهل الشام، والمارقين: و هم أهل النهروان ولو أمرني بقتال الرابعة لقاتلتهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 1)

ص: 468


1- صدر الحديث من المتواترات، وقد قاله (علیه السلام) مراراً، ويشهد له مارواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين: 1: 328 ح 252 بإسناده عن حكيم بن سعد قال: سمعت عليّا على هذا المنبر يقول أكثر من ألف مرّة: «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كاذب». وللحديث أسانيد مختلفة وشواهد كثيرة، انظر مثلاً ما رواه أيضاً محمّد بن سليمان في الحديث 224 عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ (علیه السلام)، وفي الحديث 227 عن الحارث بن حصيرة، عن رجل من الأزد، عن عليّ (علیه السلام)، وفي الحديث 172 و 230 و 237 و 257 عن عبّاد الأسدي، عن عليّ (علیه السلام)، وفي الحديث 231 عن عمر بن عليّ، عن أبيه، وفي الحديث 234 و 238 عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن عليّ (علیه السلام)، وفي الحديث 245 عن أبي تحيى حكيم بن سعد، عن عليّ (علیه السلام)، وفي الحديث 250 عن أبي البختري، عن عليّ (علیه السلام)، وفي الحديث 254 و 273 عن زيد بن وهب الجهني، عن عليّ (علیه السلام)، وفي الحديث 261 عن أبي رافع، عن عليّ (علیه السلام)، و، في الحديث 2758 عن حبّة، عن عليّ (علیه السلام). ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف: ح 32070، والنسائي في الحديث 7 و 67 من الخصائص، وابن عساكر في الحديث 168 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق، وابن عدي في ترجمة الحارث بن حصيرة من الكامل: 2: 187، كلّهم من طريق زيد بن وهب، عن عليّ (علیه السلام). وانظر الفصل الثانى من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 95-96. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 192 ح 154، وانظر الحديث 37 ص 114. ورواه الحمّويي في الحديث 177 من فرائد السمطين: 226:1 عن زيد بن وهب، عن عليّ (علیه السلام)، وفي ص 311 ح 249 في الباب 57 عن عليّ بن نزار بن حيّان، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام). ورواه زيد الشهيد في مسنده: ص 364 عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (علیه السلام). وأمّا قوله (علیه السلام): «مازلت مظلوماً منذ قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، فرواه المفيد في عنوان «الشورى...» من كتاب الجمل: ص 123، والسيّد المرتضى في الشافي: 3: 223، وابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في حلمه وشفقته» من المناقب: 2: 115، وسليم بن قيس في الحديث 12 من كتابه: 2: 663، و ح 25 ص 750، وح 83 ص 883. وأمّا أمر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إيّاه (علیه السلام) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقد رواه جمع من المؤلّفين بأسانيد عديدة عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، منهم المسعودي في ترجمته (علیه السلام) من مروج الذهب: 2: 100، وأبو يعلى في الحديث 519 من مسنده، والصدوق في باب الثلاثة من الخصال: ص 145 ح 171، وفي الباب 160 من علل الشرائع: ص 222 ح 1، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب 171 أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 2 ص 323 ح 795 و 796، وص 338 ح 813، وص 341 ح 817، و ص 544 ح 1051، وص 552 ح 1063 ب، والعقيلي في ترجمة الربيع بن سهل من الضعفاء، و الطبراني في المعجم الأوسط: 9: 198 ح 8428، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1: 386، والسيّد أبو طالب في أماليه: ص 72 الباب 3 الحديث 92، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 3: 186، والطالقاني في الباب 37 من الأربعين المنتقی ح48، و الخوارزمي في الفصل 16 من المناقب ح 212 و 233، وابن عساكر في الحديث 1207 - 1211 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق، والحمّويي في الحديث 217 و 224 من فرائد السمطين: ج 1 ص 279 - 279 و 284 - 285، والمتّقي في كنز العمّال: 11: 298 ح 31565 نقلًا عن ابن أبي شيبة والدورقي.

ص: 469

باب 15- قتل عثمان بن عفّان

أقول: مضى بعض ما يرتبط بهذا الباب في ترجمة عمّار بن ياسر من باب «أقرباء النبيّ وأصحابه» من كتاب النبوّة، وسيأتي أيضاً في الباب الأوّل من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان.

(1503) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدّثنا سفيان، عن فضيل بن الزبير قال: حدّثني فروة بن مجاشع:

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام) قال: «جاءت عائشة إلى عثمان فقالت له: أعطني ماكان يعطيني أبي وعمر بن الخطّاب، فقال لها: لا أجد لك(1) موضعاً في الكتاب ولا في السنّة، وإنّما كان أبوك وعمر بن الخطّاب يعطيانك بطيبة من أنفسهما، وأنا لا أفعل.

قالت له: فأعطنى ميراثي من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

فقال لها: أو لم تجئني أنت ومالك بن أوس النصري فشهدتما أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لا يورّث، حتّى منعتما فاطمة ميراثها، وأبطلتما حقّها، فكيف تطلبين اليوم ميراثاً من النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟! فتركته وانصرفت.

وكان عثمان إذا خرج إلى الصلاة أخذت قميص رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على قصبة فرفعته عليها، ثمّ قالت: إنّ عثمان قد خالف صاحب هذا القميص وترك سنّته»(2).

(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 3)

ص: 470


1- في نسخة مطبوعة: «لم أجد له».
2- كانت عائشة من أشدّ النّاس على عثمان، وكانت تحرّض النّاس عليه، روى الطبري في حوادث سنة 36 من الهجرة في تاريخه: 4: 458 باب قول عائشة «واللّه لأطلبنّ بدم عثمان»: أنّ عائشة لمّا انتهت إلى سرف، راجعة في طريقها إلى مكّة، لقيها عبد بن أُمّ كلاب - وهو عبد بن أبي سلمة، ينسب إلى أُمّه - فقالت له: مهيم؟ قال: قتلوا عثمان، فمكثوا ثمانياً، قالت: ثمّ صنعوا ماذا؟ قالت: أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز، اجتمعوا على عليّ بن أبي طالب، فقالت: «واللّه ليت أنّ هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك، ردّوني ردّوني». فانصرفت إلى مكّة وهي تقول: «قُتل واللّه عثمان مظلوماً، واللّه لأطلبنّ بدمه». فقال لها ابن أُمّ كلاب: ولِمَ؟ فواللّه إنّ أوّل من أمال حرفه لأنت! ولقد كنت تقولين: «اقتلوا نعثلاً فقد كفر». قالت: «إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل، فقال لها ابن أمّ كلاب: فمِنكِ البَداء ومنكِ الغِير وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام فهبنا أطعناكِ في قتله ولم يسقط السقف من فوقنا وقد بايع النّاس ذا تُدرأ ويلبس للحرب أثوابها ومنكِ الرّياح ومنكِ المطر وقلتِ لنا إنّه قد كفر وقاتله عندنا مَن أمر ولم تنكسف شمسنا والقمر يُزيل الشّبا ويقيم الصعر وما مَن وفى مثل مَن قد غدر فانصرفت إلى مكّة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحِجر، فستّرت واجتمع إليها النّاس، فقالت: «يا أيّها النّاس، إنّ عثمان قُتل مظلوماً، وواللّه لأطلبنّ بدمه». وقريباً منه رواه ابن الأعثم في الفتوح: 2: 248 - 249، وابن الأثير في الكامل: 3: 206 - 207. وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1: 51: وذكروا أنّ عائشة لمّا أتاها أنّه بويع لعليّ، وكانت خارجة عن المدينة، فقيل لها: قتل عثمان وبايع النّاس عليّاً فقالت: ما كنت أبالي أن تقع السماء على الأرض، قتل واللّه مظلوماً وأنا طالب بدمه! فقال لها عبيد: إنّ أوّل مَن طعن عليه وأطمع النّاس فيه لأنت، ولقد قلت: «اقتلوا نعثلاً فقد فجر»! فقالت عائشة: قد واللّه قلت وقال النّاس، وآخر قولى خير من أوّله. فقال عبيد: عذر واللّه ضعيف يا أُمّ المؤمنين، ثمّ قال...، وذكر ثلاثة الأبيات من الأبيات المذكورات في تاريخ الطبري. ونحوه - من غير التعرض للأبيات - في تاريخ اليعقوبي: 2: 180، والجمل - للمفيد: ص 429 - 430. وروى ابن شبّة في تاريخ المدينة المنوّرة: ج 4 ص 1174 بإسناده عن الحارث بن خليف قال: سألت سعداً عن قتل عثمان؟ فقال: قُتِل بسيف سلّته عائشة... . وروى بسنده عن غياث البكري أنّه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن قتل عثمان، هل شهده أحد من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ قال: نعم، لقد شهده ثمان مئة. وروى في ص 1271 عن محمّد بن سيرين أنّه قال: لقد قتل عثمان وبالمدينة عشرة آلاف، أو قال: أكثر من عشرة آلاف من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وروى في ص 1172 بإسناده عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمّه قال: بينما أنا عند عائشة وعثمان محصور، والنّاس مجهّزون للحجّ، إذ جاء مروان فقال: يا أمّ المؤمنين، إنّ أمير المؤمنين يقرئ عليك السلام ورحمة اللّه ويقول: ردّي عنّي النّاس، فإنّي فاعل وفاعل. فلم تجبه، فانصرف وهو يتمثّل ببيت الربيع بن زياد العبسي: وَحَرِّق قيس عَلَيّ البلا دَ حتّى إذا اشتَعَلَت أجذما فقالت: ردّوا عَلَيّ هذا المتمثّل، فرددناه فقالت - وفي يدها غرارة لها تعالجها -: «واللّه لوددت أنّ صاحبك الّذي جئت من عنده في غرارتي هذه، فأوكيت عليها فألقيتها في البحر». وقريباً منه رواه ابن سعد في ترجمة مروان من الطبقات الكبرى: 3: 36 - 37، والحميري في قرب الإسناد: ص 26 - 27 ح 89. وقال ابن أبي الحديد في شرح المختار 79 - وهو كلامه (علیه السلام) في ذمّ النساء - من نهج البلاغة: قال كلّ من صنّف في السير والأخبار: إنّ عائشة كانت من أشدّ النّاس على عثمان حتّى أنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين إليها: «هذا ثوب رسول اللّه لم يبل وعثمان قد أبلى سنّته»! قالوا: أوّل مَن سمّى عثمان،نعثلاً، عائشة... وكانت تقول: «اقتلوا نعثلاً، قتل اللّه نعثلاً». وقال ابن أعثم الكوفي في ترجمة عثمان من الفتوح: 2: 225: وكانت عائشة تحرض على قتل عثمان جهدها وطاقتها وتقول: «أيّها النّاس، هذا قميص رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يبل وبليت سنّته، اقتلوا نعثلاً، قتل اللّه نعثلاً». وقال في ص 226:... ثمّ إنّها خرجت تريد مكّة، فلقيها ابن عبّاس فقالت له: «يا ابن عبّاس إنّك قد أوتيت عقلاً وبياناً، فإيّاك أن ترد النّاس عن قتل هذا الطاغي عثمان، فإنّي أعلم أنّه سيشأم قومه كما شأم أبو سفيان قومه يوم بدر»، ثمّ إنّه مضت إلى مكّة وتركت عثمان على ما هو فيه من ذلك الحصار. وقال ابن الأثير في النهاية: 5: 80: النعثل: الشيخ الأحمق، وذكر الضباع، ومنه حديث عائشة: «اقتلوا نعثلاً، قتل اللّه نعثلاً»، تعني عثمان. ومثله كلام ابن منظور في لسان العرب: 11: 670، والزبيدي في تاج العروس: 8: 141. ولمزيد الاطّلاع على سبب قتل عثمان وتحريض عائشة عليه، يراجع عنوان «موقف عائشة من عثمان» من كتاب الجمل - للشيخ المفيد -: ص 147 - 150، وص 429 - 430، والغدير للعلّامة الأميني -: 9: 80 - 81 و 84 و 215 و 229، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 2: 126- 161 في شرح قوله (علیه السلام): «لو أمرت به لكنت قاتلاً، أو نهيت عنه لكنت ناصراً...»، وكتاب «عائشة أمّ المؤمنين» للعلّامة العسكري.

ص: 471

ص: 472

(1504) 2-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا محمّد بن أحمد البزّاز الفلسطيني قال: حدّثنا أحمد بن الصلت الحمّاني قال: حدّثنا صالح بن أبي النجم قال: حدّثنا الهيثم بن عدي، عن عبداللّه بن اليسع، عن الشعبي:

عن صعصعة بن صوحان العبدي قال: دخلت على عثمان بن عفّان فى نفر من المصريّين، فقال عثمان: قدّموا رجلاً منكم يكلّمني فقدّموني، فقال عثمان: هذا! وكأنّه استحدّثني، فقلت له: إنّ العلم لو كان بالسنّ لم يكن لي ولا لك فيه سهم، و لكنّه بالتعلّم.

فقال عثمان: هات.

فقلت: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)(2)، فقال عثمان: فيما

ص: 473


1- لاحظ ما رواه الزبير بن بكّار في الموفّقيات: ص 155 برقم 78.
2- سورة الحجّ: 41:22.

نزلت هذه الآية؟

فقلت له: فمُر بالمعروف، وانه عن المنكر.

فقال عثمان: دَع هذا وهات ما معك.

فقلت: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)(1)، إلى آخر الآية.

فقال عثمان: و هذه أيضاً نزلت فينا.

فقلت له: فأعطنا بما أخذت من اللّه.

فقال عثمان: يا أيّها النّاس، عليكم بالسمع والطاعة، فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إنّ الشيطان مع الفذّ، فلا تستمعوا إلى قول هذا، وإنّ هذا لا يدري مَن اللّه ولا أين اللّه.

فقلت له: أمّا قولك: «عليكم بالسمع والطاعة»، فإنّك تريد منّا أن نقول غداً: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)(2)، وأمّا قولك: «إنّا لا أدري مَن اللّه»، فإنّ اللّه ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين، وأمّا قولك: «إنّي لا أدري أين اللّه»، فإنّ اللّه تعالى بالمرصاد.

قال: فغضب وأمر بصرفنا وغلق الأبواب دوننا.

(أمالي الطوسي: المجلس 9، الحديث 10)

(1505) 3-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال:

ص: 474


1- سورة الحجّ: 22: 40.
2- سورة الأحزاب: 33: 67.
3- والقصّة - بتفاوت - رواها ابن الأعثم في حوادث سنة 35 في الفتوح: ج 3. وكتاب عثمان إلى عليّ (علیه السلام)، وشعره، رواه المعافى بن زكريّا في كتاب الجليس الصالح: 3: 72. وانظر أيضاً ما رواه ابن شبّة النميري في أواخر الجزء الثالث من تاريخ المدينة المنوّرة: ص 1139 - 1140، وفي أوّل الجزء الرابع: ص 1149 - 1166، وص 1198 - 1199، والطبري فى حوادث سنة 35 من الهجرة في تاريخه: 4: 354 وما بعده، والمفيد في عنوان: «فصل [في أسباب الخروج على عثمان]» من كتاب الجمل: ص 137 وما بعده، وابن عبدربّه في «فرش كتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم - من كتاب العقد الفريد: 4: 266 - 271، وابن أبي الحديد ذيل الخطبة 30 من نهج البلاغة في شرحه: 2: 129 - 161. وانظر ما أورده الكراجكي في عنوان: «خبر المعمّر المغربي» من كنز الفوائد: 2: 152.

حدّثني عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال: لمّا نزل المصريّون بعثمان بن عفّان في مرّتهم الثانية، دعا مروان بن الحكم فاستشاره، فقال له: إنّ القوم ليس هم لأحد أطوع منهم لعليّ بن أبي طالب، وهو أطوع النّاس في النّاس، فابعثه إليهم فليعطهم الرضا، وليأخذ لك عليهم الطاعة ويحذّرهم الفتنة، فكتب عثمان إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام): «سلام عليكم، أمّا بعد، فإنّه قد جاز السيل الزبا، و بلغ الحزام الطِبيين، وارتفع أمر النّاس بي فوق قدره، وطمع فِيّ مَن كان يعجز عن نفسه، فاقبل عَلَيّ أولى، وتمثّل:

فإن كنت مأكولاً فكُن خير آكل

و إلّا فأدركني و لمّا أمزّق

والسلام»(1).

فجاءه عليّ (علیه السلام)، فقال: يا أبا الحسن، ائتِ هؤلاء القوم، فادعهم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

فقال: «نعم، إن أعطيتني عهد اللّه وميثاقه على أن تفي لهم بكلّ شيء أعطيته عنك لهم».

ص: 475


1- وأورده المامطيري في نزهة الأبصار: ص 412 - 413، برقم 333 مرسلاً، وابن شبّة في تاريخ المدينة المنوّرة: 4: 1199 قال: حدّثنا الحزامي قال: حدّثنا عبداللّه بن وهب قال: أخبرني يونس، عن أبي شهاب قال: أرسل عثمان (رض) إلى عليّ (علیه السلام) وهو محصور: إن كنت مأكولاً فكُن خير آكل، ولا تُخَلّ بينها وبين ابن فلانة - يريد طلحة. ورواه أيضاً ابن الأعثم في الفتوح: 2: 229.

فقال: نعم. فأخذ عليه عهداً غليظاً ومشى إلى القوم، فلمّا دنا منهم، قالوا: وراءك.

قال: «لا».

قالوا وراءك.

قال: «لا».

فجاء بعضهم ليدفعه في صدره حين قال ذلك، فقال القوم بعضهم لبعض: سُبحان اللّه، أتاكم ابن عمّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يعرض كتاب اللّه، اسمعوا منه واقبلوا. قالوا: تضمن لنا كذلك؟

قال: «نعم».

فأقبل معه أشرافهم ووجوههم حتّى دخلوا على عثمان فعاتبوه، فأجابهم إلى ما أحبّوا، فقالوا: اكتب لنا على هذا كتاب، وليضمن عليّ عنك ما في الكتاب.

قال: اكتبوا أنّى شئتم.

فكتبوا: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما كتب عبداللّه عثمان بن عفّان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين، أنّ لكم عَلَيّ أن أعمل بكتاب اللّه وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنّ المحروم يُعطى، وأنّ الخائف يؤمن، وأنّ المنفيّ يردّ، وأنّ المبعوث لا يُجمّر(1)، وأنّ الفيء لا يكون دولة بين الأغنياء، وعليّ بن أبي طالب ضامن للمؤمنين والمسلمين على عثمان الوفاء لهم على ما في هذا الكتاب، شهد الزبير بن العوّام وطلحة بن عبيد اللّه وسعد بن مالك وعبداللّه بن عمر وأبو أيّوب بن زيد، وكتب في ذي القعدة سنة خمس وعشرين».

فأخذوا الكتاب ثمّ انصرفوا، فلمّا نزلوا أيلة(2) إذا هم براكب فأخذوه، فقالوا: مَن أنت؟

ص: 476


1- جِمّر الأمير الجيش: جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهليهم.
2- أَيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم ممّا يلى الشام، قيل: هي آخر الحجاز وأوّل الشام، وهي مدينة اليهود الّذين اعتَدَوا في السبت، وإليها يجتاز حجّاج مصر . (مراصد الاطّلاع: 1: 138)

قال: أنا رسول عثمان إلى عبد اللّه بن سعد.

قال بعضهم لبعض: لو فتّشناه لئلّا يكون قد كتب فينا، ففتشوه فلم يجدوا معه شيئاً، فقال كنانة بن بشر التجيبي: انظروا إلى إداوته(1)، فإنّ للنّاس حيلاً، فإذا قارورة مختومة بموم، فإذا فيها كتاب إلى عبد اللّه بن سعد: «إذا جاءك كتابي هذا، فاقطع أيدي الثلاثة مع أرجلهم».

فلمّا قرءوا الكتاب رجعوا حتّى أتوا عليّاً (علیه السلام)، فأتاه فدخل عليه فقال: «استعتبك القوم فأعتبتهم، ثمّ كتبت كتابك هذا، نعرفه الخطّ الخطّ والخاتم الخاتم»؟! فخرج عليّ (علیه السلام) مغضباً وأقبل النّاس عليه.

فخرج سعد من المدينة فلقيه رجل فقال: يا أبا إسحاق، أين تريد؟

قال: إنّي قد فررت بديني من مكّة إلى المدينة، وأنا اليوم أهرب بديني من المدينة إلى مكّة(2).

وقال الحسن بن عليّ (علیهما السلام) لعليّ (علیه السلام) حين أحاط النّاس بعثمان: «اخرج من المدينة واعتزل، فإنّ النّاس لابدّ لهم منك، وإن هم ليأتونك ولوكنت بصنعاء اليمن وأخاف أن يقتل هذا الرجل وأنت حاضره».

فقال: «يا بُنيّ، أخرج عن دار هجرتي وما أظنّ(3) أحداً يجترئ على هذا القول كلّه».

وقام كنانة بن بشر فقال: يا عبد اللّه، أقم لنا كتاب اللّه، فإنّا لا نرضى بالقول دون الفعل، قد كتبت وأشهدت لنا شهوداً، وأعطيتنا عهد اللّه وميثاقه.

فقال: ما كتبت بينكم كتاباً!

ص: 477


1- هذا هو الظاهر، وصحّفت في المطبوعة ب- «إدواة»، والإداوة: إناء صغير يحمل فيه الماء.
2- وقريباً من هذه الفقرة رواه ابن شبّة في ترجمة عثمان من تاريخ المدينة المنوّرة: 3: 1130 بإسناده إلى أبي سعيد مولى أبي أسيد (في حديث) قال: وخرج سعد يدعو ويقول: «اللّهم إنّي فررت بديني من مكّة إلى المدينة، وأنا أفرّ به من المدينة إلى مكّة». ورواه أيضاً بإسناده عن سليمان بن عبد الملك، عن رجل من تدمُر - وهي قبيلة من اليمن -.
3- في الطبعة الحجريّة: «ما أجد».

فقام إليه المغيرة بن الأخنس، فضرب بكتابه وجهه، وخرج إليهم عثمان ليكلّمهم، فصعد المنبر، فرفعت عائشة قميص رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونادت: «أيّها النّاس، هذا قميص رسول اللّه لم يبل، وقد غيّرت سنّته»!(1) فنهض النّاس، وكثر اللغط، وحصبوا عثمان حتّى نزل من المنبر فدخل بيته، فكتب نسخة واحدة إلى معاوية وعبداللّه بن عامر: «أمّا بعد، فإنّ أهل السفه والبغي والعدوان من أهل العراق ومصر والمدينة أحاطوا بداري، ولن يرضيهم منّي دون خلعي أو قتلي، وأنا ملاق اللّه قبل أن أتابعهم على شيء من ذلك، فأعينوني».

فلمّا بلغ كتابه ابن عامر قام وقال: أيّها النّاس، إنّ أمير المؤمنين عثمان ذكر أنّ شرذمة من أهل المصر والعراق نزلوا بساحته، فدعاهم إلى الحقّ فلم يجيبوا، فكتب إلَيّ أن أبعث إليه منكم ذوي الرأي والدين والصلاح، لعلّ اللّه أن يدفع عنه ظلم الظالمين وعدوان المعتدين. فلم يجيبوه إلى الخروج، ثمّ إنّه نزل.

فقدموا من كلّ فجّ حتّى حضروا المدينة، وقيل لعليّ (علیه السلام): إنّ عثمان قد مُنع الماء، فأمر بالروايا فعكمت، وجاء للنّاس عليّ (علیه السلام) فصاح بهم صيحة فانفرجوا، فدخلت الروايا، فلمّا رأى عليّ (علیه السلام) اجتماع النّاس ووجوههم دخل على طلحة بن عبيد اللّه، وهو متّكئ على وسائد، فقال: «إنّ هذا الرجل مقتول، فامنعوه».

فقال: أما واللّه دون أن تعطي بنو أميّة الحقّ من أنفسها.

(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 1)

(1506) 4- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن صالح الهمداني أبو عليّ من كتابه، في ربيع الأوّل سنة ثمان و سبعين وأحمد بن يحيى قالا: حدّثنا محمّد بن عمرو قال: حدّثنا عبد الكريم قال: حدّثنا القاسم بن أحمد قال: حدّثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي.

قال أبو العبّاس أحمد بن محمّد: وحدّثنا القاسم بن الحسن العلوي الحسني قال: حدّثنا أبو الصلت قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن النعجة قال: حدّثنا أبوسهيل بن

ص: 478


1- لاحظ تخريج الحديث الأوّل من هذا الباب.

مالك، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال:

لمّا ولي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أسرع النّاس إلى بيعته المهاجرون والأنصار و جماعة النّاس، لم يتخلّف عنه أحد من أهل الفضل إلّا نفر يسير خُذلوا وبايع النّاس.

وكان عثمان قد عوّد قريشاً والصحابة كلّهم، وصبّت عليهم الدنيا صبّاً، وآثر بعضهم على بعض، وخصّ أهل بيته من بني أُميّة، وجعل لهم البلاد وخوّلهم العباد، فأظهروا في الأرض الفساد، وحمل أهل الجاهليّة والمؤلّفة قلوبهم على رقاب النّاس حتّى غلبوه على أمره، فأنكر النّاس ما رأوا من ذلك فعاتبوه فلم يعتبهم، وراجعوه فلم يسمع منهم، وحملهم على رقاب النّاس حتّى انتهى إلى أن ضرب بعضاً ونفى بعضاً وحرم بعضاً، فرأى أصحاب رسول اللّه أن يدفعوه بالبيعة، وما عقدوا له في رقابهم فقالوا: إنّما بايعناه على كتاب اللّه وسنّة نبيّه و العمل بهما، فحيث لم يفعل ذلك لم تكن له علينا طاعة.

فافترق النّاس في أمره على خاذل وقاتل، فأمّا مَن قاتل فرأى أنّه حيث خالف الكتاب والسنّة واستأثر بالفيء واستعمل من لا يستأهل، رأوا أنّ جهاده جهاد، وأمّا مَن خذله فإنّه رأى أنّه يستحقّ الخذلان ولم يستوجب النصرة بترك أمر اللّه حتّى قتل -الحديث-.

(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 5)

سيأتي تمامه في الباب الأوّل من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان.

ص: 479

باب 16- تبرّؤ أمير المؤمنين (علیه السلام) من دم عثمان

(1507) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبداللّه النخعي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أحمد بن أبي العالية، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عبّاس:

ص: 480


1- وروی نحوه ابن شبّة في تاريخ المدينة المنوّرة: 4: 1262 بإسناده عن سريّة بنت زيد بن أرقم (في حديث) قالت: قال زيد لأمير المؤمنين (علیه السلام): نشدتك باللّه، أنت قَتَلتَ عثمان؟ فنكّس رأسه ثمّ رفعه فقال: «لا والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله». ورواه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 106 بإسناده عن حصين الحارثي، عن عليّ (علیه السلام). وقال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في آخر الباب 30 - تبرّي أمير المؤمنين (علیه السلام) من دم عثمان - من كتاب الفتن من بحار الأنوار: 31: 506: لا يخفى على أحد أنّ أقواله وأفعاله (علیه السلام) في تلك الواقعة تدلّ على أنّه (علیه السلام) كان منكراً لأفعاله وخلافته، راضياً بدفعه، لكن لم يأمر صريحاً بقتله لعلمه بما يترتّب عليه من المفاسد، أو تقيّة، و لم ينه القاتلين أيضاً لأنّهم كانوا محقّين، وكان (علیه السلام) يتكلّم في الاحتجاج على الخصوم على وجه لا يخالف الواقع ولا يكون للجهّال وأهل الضلال أيضاً عليه حجّة، وكان هذا ممّا يخصّه من فصل الخطاب وممّا يدلّ على وفور علمه في كلّ باب - انتهى. أقول: ويشهد له ما رواه ابن شبّة في تاريخ المدينة المنوّرة: 4: 1263 قال: حدّثنا سلم بن إبراهيم قال: حدّثنا جميل بن عبيد الطائي قال: سمعت أبا خلدة الحنفي يقول: سمعت عليّاً (علیه السلام) على المنبر يقول: «ما أمرت ولا نهيت، ولا سرّني ولا ساءني قتل عثمان». وقريباً منه رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ص 48 قال: دخل عليه الوليد بن عقبة فسأله عن قتله، فقال: «ما أمرت ولا نهيت، ولا سرّني ولا ساءني». وروى البلاذري في ترجمة عثمان من أنساب الأشراف: 5: 98 ط 1 قال: حدّثني محمّد بن سعد، حدّثني عفّان، حدّثنا جويرية بن بشير، حدّثني أبوجادة أنّه سمع عليّاً (علیه السلام) يقول وهو يخطب: «واللّه الّذي لا إله إلّا هو، ما قتلته ولا مالأتُ على قتله، ولا ساءَني». وقريباً منه رواه المفيد فى عنوان «موقف أمير المؤمنين (علیه السلام) من قتل عثمان» من كتاب الجمل 201، وروى في ص 202: «واللّه ما غاظني قتل عثمان ولا سرّني، ولا أحببت ذلك ولا کرهته». وفي نزهة الأبصار: ص 402، ح 323: «واللّه ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله، ولكنّ اللّه قتله وأنا معه». ويشهد له أيضاً الخطبة 30 من نهج البلاغة قال (علیه السلام): «لو أمرتُ به لكنتُ قاتلاً، أو نهيت عنه لكنت ناصراً، غير أنّ من نصره لا يستطيع أن يقول: خَذَلَه مَن أنا خيرٌ منه، ومَن خذله لا يستطيع أن يقول: نَصَرَه مَن هو خيرٌ منّي، وأنا جامع لكم أمره، استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، و للّه حكم واقع في المستأثر والجازع». قال ابن أبي الحديد في شرحه: 2: 126: هذا الكلام بظاهره يقتضي أنّه ما أمر بقتله، ولانهى عنه، فيكون دمه عنده في حكم الأمور المباحة الّتي لا يؤمر بها ولا ينهى عنها. وقال في ص 128: فأمّا قوله: «غير أنّ من نصره...»، فكلام معناه أنّ خاذليه كانوا خيراً من ناصريه، لأنّ الّذين نصروه كان أكثرهم فسّاقاً، كمروان بن الحكم وأضرابه، وخذله المهاجرون والأنصار.

عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: «إن شاء النّاس قمت لهم خلف مقام إبراهيم (علیه السلام) فحلفت لهم باللّه ما قتلت عثمان، ولا أمرت بقتله، ولقد نهيتهم فعصوني».

(أمالي الطوسى: المجلس 10، الحديث 37)

ص: 481

أبواب ما جرى بعد قتل عثمان

باب 1- باب بيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) و ما جرى بعدها إلى وقعة الجمل

(1508) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رحمه اللّه) قال: حدّثنا اللّه محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن إبراهيم النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن عبیداللّه بن موسى، عن سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى العبسي قال: لمّا قتل عثمان(2) أتوا حذيفة، فقالوا: يا أبا عبد اللّه، قُتِل هذا الرجل، وقد اختلف النّاس فما تقول؟

قال: أمّا إذا أبيتم فأجلسوني.

قال: فأسندوه إلى صدر رجل منهم، فقال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أبو اليقظان على الفطرة - ثلاث مرّات - لن يدعها حتّى يموت».

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 8)

ص: 482


1- ورواه ابن عساكر في ترجمة عمّار من تاريخ دمشق: ج 43 ص 455 بإسناده عن محمّد بن سعد، عن عبيد اللّه بن موسى والفضل بن دكين، عن سعد بن أوس. ورواه أيضاً في ص 408 وفي مختصر تاريخ دمشق - لابن منظور-: ج 18 ص 215 - 216 و 224 بسندين عن أبي نعيم، عن سعد بن أوس. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 286. وروى أيضاً ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: ج 3 ص 178 ح 1196 عن أبي عليّ الحداد، عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن عليّ بن عبد العزيز، عن سيّار أبي الحكم، عن رجل قد سمّاه قال: قال بنو عبس لحذيفة: إنّ أمير المؤمنين عثمان قد قُتل، فما تأمرنا؟ قال: آمركم أن تلزموا عمّاراً. قالوا: إنّ عمّاراً لا يفارق عليّاً! قال: إنّ الحسد هو أهلك الحُسَّد، وإنّما ينفّركم من عمّار قربه من عليّ؟! فواللّه لعليّ أفضل من عمّار أبعد ما بين التراب والسحاب، وإنّ عمّاراً لمن الأخيار. ورواه أيضاً في ترجمة عمّار: 455:43 - 456 بإسناده عن الفضل بن دكين، عن عيسى بن عبد الرحمان السلمي، عن سيّار أبي الحكم. ورواه الذهبي في ترجمة عمّار من سير أعلام النبلاء: 1: 417، والهيثمي في مجمع الزوائد: 7: 243 نقلا عن الطبراني. وأخرجه أيضاً في ج 9 ص 295 وقال: أخرجه البزّار والطبراني في الأوسط باختصار ورجاله ثقات.
2- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر، وصحّفت في النسخ ب- «عمّار»، والدليل على التصحيف أنّ حذيفة توفّي قبل شهادة عمّار نحواً من سنة، فإنّه كان مريضاً حينما بايع النّاس أمير المؤمنين (علیه السلام) بعد مهلك عثمان، ولمّا بلغه كتاب أمير المؤمنين أمر فحمل إلى المسجد فخطب النّاس وأخذ بيعة الإمام منهم، وأكّد عليهم اللحوق به ونصرته وبقي إلى أيّام خروج طلحة و الزبير إلى البصرة وتوفّي بعده بقليل. فانظر تخريج الحديث.

(1509) 2- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن رياح الأشجعي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن موسى بن عبد اللّه بن يزيد - يعني الخطمي-:

عن صلة بن زفر [العبسي الكوفي] أنّه أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجّى على حذيفة، قال: فقال له: إنّ هذه الفتنة قد وقعت، فما تأمرني؟

قال: إذا أنت فرغت من دفني فشدّ على راحلتك وألحق بعليّ (علیه السلام)، فإنّه على الحقّ والحقّ لا يفارقه.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 27)

(1510) 3-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن الحسني قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم بن نصر أبو نصر الصيداوي قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الصباح بن يحيى، عن يعقوب بن زياد العبسي:

ص: 483


1- وروى ابن طاوس نحوه في الباب 11 من كتاب اليقين: ص 142 عن ابن مردويه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق العطّار قال: حدّثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل قال: حدّثنا جعفر الأحمر قال: حدّثنا مهلهل العبدي: عن كديرة الهجري قال: لمّا أمّر عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قام حذيفة بن اليمان فتعصّب مريضاً، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس، من سرّه أن يلحق بأمير المؤمنين حقّاً حقّاً، فليلحق بعليّ بن أبي طالب». فأخذ النّاس برّاً وبحراً، فما جاءت الجمعة حتّى مات حذيفة.

عن عليّ بن علقمة الأنماري قال: لمّا قدم الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليهما وعمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) [الكوفة] يستنفران النّاس، خرج حذيفة (رحمه اللّه) وهو مريض مرضه الّذي قُبض فيه، فخرج يُهادي بين رجلين، فحرّض النّاس وحثّهم على اتّباع عليّ (علیه السلام) وطاعته ونصرته، ثمّ قال: ألا مَن أراد - والّذي لا إله غيره - أن ينظر إلى أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب، فوازروه واتّبعوه وانصروه.

قال يعقوب: أنا واللّه سمعته من عليّ بن علقمة، ومن عمومتي يذكرونه عن حذيفة.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 36)

(1511) 4- وبالسند المتقدّم عن يحيى بن يعلى قال: حدّثنا العلاء بن صالح الأسدي، عن عديّ بن ثابت، عن أبي راشد قال: لمّا أتى حذيفة بيعة عليّ (علیه السلام) ضرب بيده واحدة على الأخرى وبايع له، وقال: هذه بيعة أمير المؤمنين حقّاً، فواللّه لا يبايع بعده لواحد من قريش إلّا أصغر أو أبتر يولي الحقّ استه.

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 37)

(1512) 5-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال:

ص: 484


1- ورواه العيّاشي في تفسير الآية 12 من سورة التوبة في تفسيره: 2: 79 ح 28 وفيه: «عذرني اللّه من طلحة... ثمّ نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، واللّه ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتّى قاتلتهم...». ورواه الحسكانى فى شواهد التنزيل: 1: 276/ 281 بإسناده عن عليّ بن عابس، عن أبي الجحّاف، مع مغايرة في العبارة. وأورده الهندي في كنز العمّال: 2: 379 ح 4303 وص 417 ح 4390 عن أبي الحسن البكّالي: وفيه: عثمان مؤذّن بني قُصي. وانظر أيضاً تخريج الحديث التالي.

حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد قال: حدّثنا سليمان بن قرم، عن أبي الجحّاف، عن عمّار الدهني قال: حدّثنا أبو عثمان(1) مؤذّن بني أفصى قال:

سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) حين خرج طلحة والزبير لقتاله يقول: «عذيري طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين، ثمّ نكثا بيعتي من غير حدث». ثمّ تلا هذه الآية: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)(2).

(أمالي المفيد: المجلس 8، الحديث 7)

(1513) 6-(3) أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، عن عليّ بن خالد المراغي، عن الحسن بن عليّ بن الحسن الكوفي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا يحيى بن إسماعيل المزني قال: حدّثنا جعفر بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن بكير بن عبداللّه الطويل، وعمّار بن أبى معاوية قالا: حدّثنا أبو عثمان(4) البجلي مؤذّن بني أفصى - قال بكير: أذّن لنا أربعين سنة - قال:

ص: 485


1- في الضعفاء للعقيلي: 3: 216 وشواهد التنزيل وميزان الاعتدال 3: 60/5582 و لسان الميزان: 4: 638 / 5616 وكنز العمّال: «عثمان».
2- سورة براءة: 9: 12.
3- ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير: 3: 216 في ترجمة عثمان مؤذّن بني أفصى (1218)، وعنه الذهبي في ميزان الاعتدال: 3: 60 ترجمة 5582، وتابعه ابن حجر في لسان الميزان: 4: 638 / 5616. ورواه الحسكاني في تفسير الآية الكريمة، في شواهد التنزيل: ج 1 ح 281. وقريباً منه رواه العيّاشي في تفسير الآية 12 من سورة التوبة في تفسيره: 2: 78 عن حنّان بن سدير، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام)، ذيل الحديث 23، ونحوه تحت الرقم 25 عن الحسن البصري، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، وفي الحديث 27 عن الشعبي، عن عبد اللّه، عن عليّ (علیه السلام). ونحوه في تفسير القمّي: 1: 283 ذيل الآية الكريمة. وانظر الحديث 327 من قرب الإسناد - للحميري -: ص 96 - 97، ولاحظ تخريج الحديث المتقدّم.
4- لاحظ ما علّقناه على كلمة: «أبي عثمان» في الحديث المتقدّم.

سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول يوم الجمل: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)(1)، ثمّ حلف حين قرأها أنّه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتّى اليوم.

قال بكير: فسألت عنها أبا جعفر (علیه السلام) فقال: «صدق الشيخ، هكذا قال عليّ (علیه السلام)، وهكذا كان».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 20)

(1514) 7-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبداللّه محمّد بن داوود الحتمي إجازةً، قال: حدّثنا أبو بكر عبداللّه بن سليمان بن الأشعث قال: حدّثنا أحمد بن

ص: 486


1- سورة براءة: 9: 12.
2- ورواه ابن عساكر في ترجمة المغيرة بن شعبة من تاريخ دمشق: ج 60 ص 43 - 44 بإسناده عن يعقوب بن شيبة، عن سعيد بن داوود الزنبري، وفيه: واطلع عليهما عليّ فقال: «ما يقول لك الأعور؟ إنّه واللّه على عمدٍ يلبس عزله، ولن يأخذ من الدِّين إلّا ما خلطته الدنيا» فانتجاه عمر فقال عليّ: «ويحك يا مغيرة، إنّ هذه الدعوة المودِية، تؤدّي مَن دخل فيها إلى الجنّة، وأنا أجتاز إليهما بوَهَلٍ من وَهَل، فإذا غشيناك فالزَم بيتك». فقال له المغيرة: أنت أعلم منّي وأوقر، أما إذ لم أعنك فلم أعن عليك. ورواه ابن قتيبة في أوائل خلافة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الإمامة والسياسة: ص 49 - 50 مع مغايرة وزيادة.

محمّد بن عبدان قال: حدّثنا إبراهيم الحربي قال: حدّثنا [أبو عثمان] سعيد بن داوود بن [أبي] زنبر قال: حدّثنا مالك بن أنس:

عن عمّه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه قال: إنّي لواقف مع المغيرة بن شعبة عند نهوض عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من المدينة إلى البصرة، إذ أقبل عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) فقال له: هل لك فى اللّه عزّ وجلّ يا مغيرة؟

فقال: وأين هو [لى] يا عمّار؟!

قال: تدخل في هذه الدعوة فتلحق بمَن سبقك وتسود من خلفك.

فقال له المغيرة: أو خير من ذلك يا أبا اليقظان؟!

قال عمّار: وما هو؟

قال: ندخل بيوتنا، ونغلق علينا أبوابنا حتّى يضيء لنا الأمر فنخرج ونحن مبصرون، ولانكون كقاطع السلسلة أراد الضحك فوقع في الغمّ.

فقال له عمّار: هيهات، هيهات، أجهل بعد علم، وعمى بعد استبصار؟! و لكن اسمع قولي، فواللّه لن تراني إلّا في الرعيل الأوّل.

قال: فطلع عليهما أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه فقال: «يا أبا اليقظان، ما يقول لك الأعور؟ فإنّه واللّه دائباً يلبس الحقّ بالباطل، ويموّه فيه، ولن يتعلّق من الدين إلّا بما يوافق الدنيا، ويحك يا مغيرة، إنّها دعوة تسوق من يدخل فيها إلى الجنّة».

فقال له المغيرة: صدقت يا أمير المؤمنين، إن لم أكن معك فلن أكون عليك.

(أمالى المفيد: المجلس 25، الحديث 5)

(1515) 8-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفى قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان قال: حدّثنا عمرو بن شمر قال: سمعت جابر بن یزید [الجعفي](2) يقول:

ص: 487


1- ورواه الطبري في حوادث سنة 36 من الهجرة في تاريخه: 4: 478 مختصراً. وقريباً منه فى أوائل وقعة الجمل من كتاب الدرّ النظيم: ص 113.
2- من أمالي الطوسي.

سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ (علیه السلام) یقول: حدّثني أبي، عن جدّي (علیهما السلام) قال: «لمّا توجّه أمير المؤمنين (علیه السلام) من المدينة إلى الناكثين بالبصرة نزل الرّبذة(1)، فلمّا ارتحل منها لقيه عبداللّه بن خليفة الطائي - وقد نزل بمنزل يقال له فائد(2) - فقرّبه أمير المؤمنين (علیه السلام)، فقال له عبد اللّه: الحمد لله الّذي ردّ الحقّ إلى أهله و وضعه في موضعه، كره ذلك قوم أو سرّوا به(3)، فقد واللّه كرهوا محمّدا (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونابذوه وقاتلوه، فردّ اللّه كيدهم في نحورهم وجعل دائرة السوء عليهم، وواللّه لنجاهدنّ معك في كلّ موطن حفظاً لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

فرحّب به أمير المؤمنين (علیه السلام) وأجلسه إلى جنبه - وكان له حبيباً ووليّاً - وأخذ يسائله عن النّاس إلى أن سأله عن أبي موسى الأشعري فقال: واللّه ما أنا أثق به، ولا آمن(4) عليك خلافه إن وجد مساعداً على ذلك.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «واللّه(5) ما كان عندي مؤتمناً ولا ناصحاً، ولقد كان الّذين تقدّموني استولوا على مودّته، وولّوه وسلّطوه بالإمرة(6) على النّاس، ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن أقرّه فأقررته على كُره منّي له، وتحمّلت(7) على صرفه من بعد»(8).

ص: 488


1- في أمالي الطوسي: «بالربذة».
2- قال ياقوت في معجم البلدان: 4: 234: فائد: اسم جبل في طريق مكّة، سمّي باسم رجل يقال له فائد. وفي نسخة مطبوعة من أمالي المفيد: «قديد» وهو اسم موضع قرب مكّة.
3- في أمالي الطوسي: «أو استبشروا به».
4- في أمالي الطوسي: «واثق به، وما آمن».
5- كلمة «واللّه» غير موجودة في أمالي الطوسي.
6- في أمالي الطوسي: «بالأمر».
7- في أمالي الطوسي: «وعملت».
8- وكلام أمير المؤمنين (علیه السلام) هذا، رواه الطبري في تاريخه: 4: 499 في عنوان «بعثة عليّ بن أبي طالب من ذي قار ابنه الحسن وعمّار بن ياسر ليستنفرا له أهل الكوفة»، باختصار.

قال: فهو مع عبد اللّه في هذا ونحوه، إذ أقبل سواد كبير(1) من قبل جبال طيء، فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «انظروا ما هذا [السواد]»؟

فذهبت(2) الخيل تركض فلم تلبث أن رجعت، فقيل [له](3): هذه طيء قد جاءتك تسوق الغنم والإبل والخيل، فمنهم مَن جاءك بهداياه وكرامته، ومنهم مَن يريد النفور معك إلى عدوّك.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «جزى اللّه طيّاً خيراً، (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)(4)».

فلمّا انتهوا إليه سلّموا عليه، قال عبد اللّه بن خليفة: فسرّني واللّه ما رأيت من جماعتهم وحسن هيئتهم، وتكلّموا فأقرّوا، واللّه [ما رأيت] بعيني خطيباً(5) أبلغ من خطيبهم، وقام عديّ بن حاتم الطائي، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي كنت أسلمت على عهد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأدّيت الزكاة على عهده، وقاتلت أهل الردّة من بعده، أردت بذلك ما عند اللّه، وعلى اللّه ثواب من أحسن واتّقی، وقد بلغنا أنّ رجالاً من أهل مكّة نكثوا بيعتك، وخالفوا عليك ظالمين، فأتيناك لننصرك(6) بالحقّ، فنحن بين يديك، فمُرنا بما أحببت(7)، ثمّ أنشأ يقول:

ونحن نصرنا(8) اللّه من قبل ذاكم

سنكفيك دون النّاس طرّاً بأسرتنا(9)

و أنت بحقّ جئتنا فستنصر

وأنت به من سائر النّاس أجدر

ص: 489


1- في أمالي الطوسي: «كثير».
2- في أمالي الطوسي: «وذهبت».
3- من أمالي الطوسي.
4- سورة النساء: 4: 95.
5- في أمالي الطوسي: «فأقرّوا واللّه عيني، ما رأيت خطيباً».
6- في أمالي الطوسي: «فأتينا لنصرك».
7- حكى المفيد (قدّس سرّه) كلام عديّ بن حاتم في كتاب الجمل: ص 270 بتفاوت.
8- في أمالي الطوسي: «بحقّ نصرنا».
9- في أمالي الطوسي: «بنصرنا».

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «جزاكم اللّه من حَيّ عن الإسلام وأهله(1) خيراً، فقد أسلمتم طائعين، وقاتلتم(2) المرتدّين، ونويتم نصر المسلمين».

وقام سعيد بن عبيد البحتري - من بني بحتر - فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ من النّاس من يقدر أن يعبّر بلسانه عمّا في قلبه، ومنهم من لا يقدر أن يبيّن ما يجده في نفسه بلسانه فإن تكلّف ذلك شقّ عليه، وإن سكت عمّا في قلبه برّح به الهمّ والبرم وإنّي واللّه ما كلّ ما في نفسي أقدر أن أؤدّيه إليك بلساني، ولكن واللّه لأجهدنّ على أن أبيّن لك، واللّه ولي التوفيق.

أمّا أنا فإنّي ناصح لك في السرّ والعلانية، ومقاتل معك الأعداء في كلّ موطن، وأرى لك من الحقّ ما لم أكن أراء لمن كان قبلك ولا لأحد اليوم من أهل زمانك، لفضيلتك في الإسلام وقرابتك من الرّسول [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)](3)، ولن أفارقك أبداً حتّى تظفر(4) أو أموت بين يديك.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «يرحمك اللّه، فقد أدّى لسانك ما يجنّ(5) ضميرك لنا، ونسأل اللّه أن يرزقك العافية ويثيبك الجنّة».

وتكلّم نفر منهم، فما حفظت غير كلام هذين الرجلين، ثمّ ارتحل أمير المؤمنين (علیه السلام)، فأتبعه(6) منهم ستّ مئة رجل حتّى نزل ذاقار، فنزلها في ألف وثلاث مئة رجل(7).

(أمالي المفيد: المجلس 35، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 12)

ص: 490


1- في أمالي الطوسي: «عن أهله».
2- في أمالي الطوسي: «قتلتم».
3- من أمالي الطوسي.
4- في بعض النسخ: «تظهر».
5- في أمالي الطوسي: «ما يكنّ».
6- في أمالي الطوسي: «وأتبعه».
7- قال اليعقوبي في أوائل عنوان: «خلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب» من تاريخه: 2: 181: وخرج من المدينة ومعه أربع مئة راكب من أصحاب رسول اللّه، فلمّا صاروا إلى أرض أسد وطيء تبعه منهم ست مئة، ثمّ صار إلى ذي قار... .

(1516)9 -(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد قال: حدّثنا عبد السلام بن عاصم قال: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل [بن يزيد ابو يزيد] حمويه(2) [الرازي] قال: حدّثنا عمرو بن أبي قيس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو قال:

أخبرني رجل من بني تميم قال: كنّا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)(3) بذي قار ونحن نرى أنّا سنختطف في يومنا، فسمعته يقول: «واللّه لنظهرنّ على هذه الفرقة، ولنقتلنّ هذين الرجلين - يعني طلحة والزبير - ولنستبيحنّ عسكرهما».

ص: 491


1- ورواه ابن شاذان في الإيضاح: ص 452، والطبري في بشارة المصطفى: ص 247. وروی ذيله الطبراني في ترجمة محمّد بن سهل من المعجم الصغير: 2: 69، وعنه أبو نعيم في ترجمة محمّد بن سهل بن الصباح من تاريخ إصبهان: 2: 225 رقم 1525، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 2: 139، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 449 ح 1029. ورواه أيضاً أبو نعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 68 عن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، عن أحمد بن محمّد الحمّال، عن أبي مسعود، عن سهل بن عبدربّه، عن عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن المنهال بن عمرو، عن التميمي: عن ابن عبّاس قال: «كنّا نتحدّث أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهد إلى عليّ سبعين عهداً، لم يعهد [ها] إلى غيره». ورواه الحمّويي في أوّل الباب 67 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 360 - 361 ح 286 - 287، والكنجي في الباب 73 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كفاية الطالب: ص 291. وانظر أيضاً ما رواه المفيد في عنوان «إخبار أمير المؤمنين (علیه السلام) بعدد مَن يأتيه من أهل الكوفة» من كتاب الجمل: ص 293.
2- في نسخة من أمالي الطوسى: «حيويه»، ومثله في طبقات ابن سعد: 7: 381.
3- في أمالي الطوسي: «كنّا مع عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)».

قال التميمي: فأتيت عبد اللّه(1) بن العبّاس فقلت له: أما ترى إلى ابن عمّك وما يقول؟

فقال: لا تعجل حتّى ننظر(2) ما يكون.

فلمّا كان من أمر البصرة ما كان، أتيته فقلت: لا أرى ابن عمّك إلّا قد صدق.

فقال: ويحك! إنّا كنّا نتحدّث أصحاب محمّد: أنّ النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهد إليه ثمانين عهداً لم يعهد شيئاً منها إلى أحد غيره، فلعلّ هذا ممّا عهده(3) إليه.

(أمالي المفيد: المجلس 39 الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 4، الحديث 27)

(1517) 10-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا أبو عاصم، عن قيس بن مسلم قال:

ص: 492


1- في أمالي الطوسي: «فأتيت إلى عبد اللّه...».
2- في أمالي الطوسي: «تنظر».
3- في أمالي الطوسي: «عهد».
4- ورواه الطبري - بتفاوت - في حوادث سنة 36 في تاريخه: 4: 456، وابن الأثير في الكامل: 3: 22 - 223. وروى نحوه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ص 49. وقريباً منه رواه المحبّ الطبري في الفصل 10 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 203 عن مالك بن الجون، وقال: أخرجه أبو الجهم. ونحو بعض فقرات الحديث رواه الخطيب في ترجمة الحسن بن عليّ الأشناني من تاريخ بغداد: 7: 368 تحت الرقم 3888، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: 3: 174 - 176 ح 1192 - 1195. وكلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في ذيل الحديث، رواه الرضي في الخطبة 6 من خطب نهج البلاغة. وأورده الآبي في نثر الدرّ: 307:1 باختصار.

سمعت طارق بن شهاب يقول: لمّا نزل عليّ (علیه السلام) بالربذة سألت عن قدومه إليها، فقيل: خالف عليه طلحة والزبير وعائشة، وصاروا إلى البصرة فخرج يريدهم، فصرت إليه فجلست حتّى صلّى الظهر والعصر، فلمّا فرغ من صلاته قام إليه ابنه الحسن بن عليّ (علیهما السلام) فجلس بين يديه، ثمّ بكى وقال: «يا أمير المؤمنين، إنّي لا أستطيع أن أكلّمك» وبكى.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «لاتبك يا بنيّ، وتكلّم، ولا تحنّ حنين الجارية».

فقال: «يا أمير المؤمنين، إنّ القوم حصروا عثمان يطلبونه بما يطلبونه، إمّا ظالمون أو مظلومون، فسألتك أن تعتزل النّاس وتلحق بمكّة حتّى تؤوب العرب وتعود إليها أحلامها وتأتيك وفودها، فواللّه لو كنتَ في جُحر ضبّ لضربت إليك العرب آباط الإبل حتّى تستخرجك منه، ثمّ خالفك طلحة والزبير، فسألتك أن لا تتبعهما وتدعهما، فإن اجتمعت الاُمّة فذاك، وإن اختلفت رضيت بما قضى اللّه، وأنا اليوم أسألك ألّا تقدم العراق، وأذكّرك باللّه أن لا تقتل بمضيعة».

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أمّا قولك: «إنّ عثمان حُصر»، فما ذاك وما عَلَيّ منه، و قد كنت بمعزل عن حصره. وأمّا قولك «ائت مكّة»، فواللّه ما كنت لأكون الرجل الّذي تستحلّ به مكّة. وأمّا قولك: «اعتزل العراق ودع طلحة والزبير»، فواللّه ماكنتُ لأكون كالضبع تنتظر حتّى يدخل عليها طالبها، فيضع الحبل في رجلها حتّى يقطع عُرقُوبها، ثمّ يُخرجها فيمزقها إربا إرباً، ولكنّ أباك - يا بُنيّ - يضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصي المخالف أبداً حتّى يأتي عَلَيّ يومي، فواللّه ما زال أبوك مدفوعاً عن حقّه، مستأثراً عليه(1) منذ قبض اللّه نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى

ص: 493


1- وفي نهج البلاغة: «فواللّه ما زلت مدفوعاً عن حقّي، مستأثراً عَلَيّ».

يوم النّاس هذا»(1).

فكان طارق بن شهاب أيّ وقت حدّث بهذا الحديث بكى.

(أمالي الطوسي: المجلس 2، الحديث 37)

(1518) 11-(2) وبالسند المتقدّم عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن إسحاق الضبّي، عن حمزة بن نصر، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي قال: لمّا رجعت رسل امير المؤمنين (علیه السلام) من عند طلحة والزبير وعائشة يؤذنونه بالحرب، قام فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على محمّد وآله، ثمّ قال:

«يا أيّها النّاس، إنّي قد راقبت هؤلاء القوم كیما يرعووا أو يرجعوا، وقد وبختهم بنكثهم وعرّفتهم بغيهم، فليسوا يستجيبون، ألا وقد بعثوا إليّ أن أبرز للطعان و اصبر للجِلاد، فإنّما منّتك نفسك من أبنائنا الأباطيل، هبلتهم الهبول، قد كنت وما أهدّد بالحرب، ولا أرهب بالضرب، وأنا على ما وعدني ربّي من النصر والتأييد والظفر، وإنّي لعلى يقين من ربّي وفي غير شبهة من أمري.

أيّها النّاس، إنّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيص، مَن لم يمت يُقتل، إنّ أفضل الموت القتل، والّذي نفس ابن أبي طالب بيده،

ص: 494


1- في الإمامة والسياسة: «وايم اللّه يا بُنيّ ما زلت مبغياً عَلَيّ منذ هلك جدّك».
2- ورواه الكليني في الباب 25 - باب فضل الشهادة - من كتاب الجهاد من الكافي: 5: 53 ح 4 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، رفعه عن أمير المؤمنين (علیه السلام) بتفاوت يسير. ورواه محمّد بن طلحة في الفصل الثامن - في شجاعته (علیه السلام) - من مطالب السؤول: ص 116، و الخوارزمي في الفصل الثاني - في قتال أهل الجمل - من المناقب: ص 184 – 185. وفقرات من الخطبة - بتفاوت - أوردها الرضي (قدّس سرّه) في الخطبة 123 من خطب نهج البلاغة، وقال: قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفّين، واليعقوبي في أواخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاریخه 2: 209 وقال: خطبها في حرب الجمل. وسيأتي نحوه في الباب 14 من أبواب الفتن الواقعة بعد قتل عثمان.

لألف ضربة بالسيف أهون عَلَيّ من موت على فراش(1).

يا عجباً لطلحة، ألّبَ على ابن عفّان حتّى إذا قُتل أعطاني صفقة يمينه طائعاً ثمّ نکث بيعتي، وطفق ينعى ابن عفّان ظالماً، وجاء يطلبني يزعم بدمه، واللّه ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث: لئن كان ابن عفّان ظالماً، كما كان يزعم حين حصره وألّب عليه(2)، إنّه لينبغي أن يؤازر قاتليه وأن ينابذ ناصريه، وإن كان في تلك الحال مظلوماً، إنّه لينبغي أن يكون معه، وإن كان في شكّ من الخصلتين، لقد كان ينبغي أن يعتزله ويلزم بيته ويَدَع النّاس جانباً، فما فعل من هذه الخصال واحدة، وها هو ذا قد أعطاني صفقة يمينه غير مرّة ثمّ نكث بيعته، اللّهم فخذه ولا تمهله.

ألا وإنّ الزبير قطع رحمي وقرابتي، ونكث بيعتي، ونصب لي الحرب، وهو يعلم أنّه ظالم لي، اللّهم فاكفنيه بما شئت».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 36)

(1519) 12-(3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي قال: حدّثنا أبو عبداللّه جعفر بن محمّد الحسني قال: حدّثني عيسى بن مهران المستعطف قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدّثنا شريك، عن عمران بن طفیل:

عن أبي تحيى قال: سمعت عمّار بن ياسر (رحمه اللّه) يعاتب أبا موسى الأشعري، ويوبخه على تأخّره عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وقعوده عن الدخول في بيعته، ويقول له: يا أبا،موسى، ما الّذي أخّرك عن أمير المؤمنين؟! فواللّه لئن شككت فيه لتخرجنّ عن الإسلام. وأبو موسى يقول له: لا تفعل ودَع عتابك لي، فإنّما أنا أخوك. فقال له عمّار: ما أنا لك بأخ، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يلعنك ليلة العقبة، وقد هممتَ مع القوم بما هممت.

ص: 495


1- وروى قريباً من هذه الفقرات في المجلس 8 الحديث 30 أذكره في كتاب الجهاد.
2- ألّب فلان النّاس على فلان: أي أغراهم عليه.
3- لاحظ ما رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 83.

فقال له أبو موسى: أفليس قد استغفر لي؟

قال عمّار: قد سمعت اللعن ولم أسمع الاستغفار.

(أمالي الطوسى: المجلس 7، الحديث 6)

(1520) 13-(1) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي عليّ أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري، عن حميد بن زياد عن العبّاس بن عبيد اللّه بن أحمد الدهقان، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي رفعه قال:(2)

لمّا أصبح عليّ (علیه السلام) بعد البيعة، دخل بيت المال، فدعا بمال كان قد اجتمع، فقسّمه ثلاثة دنانير ثلاثة دنانير بين من حضر من النّاس كلّهم، فقام سهل بن حنيف فقال: يا أمير المؤمنين، قد اعتقت هذا الغلام. فأعطاه ثلاثة دنانير، مثل ما أعطى سهل بن حنيف.

(أمالي الطوسي: المجلس 38 الحديث 10)

(1521) 14-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس

ص: 496


1- ورواه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 7: 37 - 38 ذيل الخطبة 91. وأورده ابن شهر آشوب في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب «مناقب آل أبي طالب»: 2: 128 في عنوان «فصل في المسابقة بالعدل والأمانة» نقلا عن كتاب ابن الحاشر بإسناده إلى مالك بن أوس بن الحدثان.
2- ما أثبتناه هنا موافق لبحار الأنوار: 32: 38 باب 24 - بيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) وما جرى بعده - ح 24، وفي النسخ تشويش حيث ورد فيها: «عن إبراهيم بن صالح الأنماطي قال: أخبرني محمّد بن الحسين بن ملوما عشر لنوردن إيّاك ثمّ لا تنصره وأخرجه من المسجد فأرسل عليّ (علیه السلام) أن رسولاً أن دعوه ولا تخرجوه، فلمّا أصبح عليّ (علیه السلام) نزل إلى المدينة ودعا بمال قد اجتمع...».
3- ورواه الإسكافي - بتفاوت - في المعيار والموازنة: ص 115. وكتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى أهل الكوفة، وخطب الإمام الحسن (علیه السلام) وعمّار وقيس بن سعد رواها المفيد في كتاب الجمل: ص 244 - 246، وابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة: 1: 63 - 64. وكتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) هذا رواه أيضاً السيّد الرضي (قدّس سرّه) في باب الكتب من نهج البلاغة: رقم 1. وأورده ابن شهر آشوب في عنوان «فصل: في حرب الجمل» من كتاب المناقب: 3: 177 - 178 ملخّصاً مع الإشارة إلى بعض الفقرات.

أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه العلوي قال: حدّثنا عمّي القاسم بن جعفر بن عبداللّه بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب أبو محمّد قال: حدّثني عبداللّه بن محمّد بن عبداللّه بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبداللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام) قال:

حدّثني عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال: سمّاني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عبدالرحمان، قال: لمّا بلغ عليّاً (علیه السلام) مسير طلحة والزبير، خطب النّاس فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى علي النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثمّ قال:

«أمّا بعد، فقد بلغني مسير هذين الرجلين، واستخفافهما حبيس رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، واستفزازهما أبناء الطلقاء، وتلبيسهما على النّاس بدم عثمان، وهما ألّبا عليه وفعلا به الأفاعيل، وخرجا ليضربا بالنّاس بعضهم ببعض، اللّهم فاكف المسلمين مؤونتهما، واجزهما الجوازي». وحضّ النّاس على الخروج في طلبهما.

فقام إليه أبو مسعود عقبة بن عمرو وقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الّذى يفوتك من الصلاة في مسجد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومجلسك فيما بين قبره ومنبره، أعظم ممّا ترجو من الشام والعراق! فإن كنت إنّما تسير لحرب فقد أقام عمر وكفاه سعد زحف القادسيّة، وكفاه حذيفة بن اليمان زحف نهاوند، وكفاه أبو موسى زحف تستر، و كفاه خالد بن الوليد زحف الشام، فإن كنت سائراً فخلّف عندنا شقّة منك نرعاه فيك ونذكرك به! ثمّ قال أبو مسعود:

بكت الأرض والسماء على الشا

خص منّا يريد أهل العراق

ص: 497

يا وزير النبيّ قد عظم الخطب

وإذا القوم خاصموك فقوم

لا يقولون إذ تقول وإن

فعيون الحجاز تذرف بالدمع

فعليك السلام ما ذرت الشمس

وطعم الفراق مرّ المذاق

ناكسوا الطرف خاضعوا الأعناق

قلت فقول المبرّز السبّاق

وتلك القلوب عند التراقي

و لاح السراب بالرقراق

فقال قيس بن سعد: يا أمير المؤمنين، ما على الأرض أحد أحبّ إلينا أن يقيم فينا منك، لأنّك نجمنا الّذي نهتدي به، ومفزعنا الّذي نصير إليه، وإن فقدناك لتظلمنّ أرضنا وسماؤنا، ولكن واللّه لو خلّيت معاوية للمكر ليرومنّ مصر و ليفسدنّ اليمن وليطمعنّ في العراق، ومعه قوم يمانيّون قد أشربوا قتل عثمان، وقد اكتفوا بالظنّ عن العلم، وبالشكّ عن اليقين وبالهوى عن الخير، فسر بأهل الحجاز وأهل العراق، ثمّ ارمه بأمر يضيق فيه خناقه، ويقصر له من نفسه.

فقال: «أحسنت واللّه يا قيس وأجملت».

وكتبت أمّ الفضل بنت الحارث إلى عليّ (علیه السلام) تخبره بمسير عائشة وطلحة والزبير، فأزمع المسير، فبلغه تثاقل سعد وأسامة بن زيد ومحمّد بن مسلمة، فقال سعد: لا أشهر سيفاً حتّى يعرف المؤمن من الكافر.

وقال أسامة: لا أقاتل رجلاً يقول: لا إله إلّا اللّه، ولو كنت في فم أسد لدخلت فيه معك.

وقال محمّد بن مسلمة: أعطاني رسول اللّه (علیه السلام) سيفاً وقال: «إذا اختلف المسلمون فاضرب به عرض أحد، والزم بيتك». وتخلّف عنه عبداللّه بن عمر.

فقال عمّار بن ياسر: دع القوم، أمّا عبد اللّه فضعيف، وأمّا سعد فحسود، وأمّا محمّد بن مسلمة فذنبك إليه أنّك قتلت قاتل أخيه مرحباً.

ثمّ قال عمّار لمحمّد بن مسلمة: أما تقاتل المحاربين؟ فواللّه لو مال عليّ جانبا لملت مع عليّ.

وقال كعب بن مالك: يا أمير المؤمنين، إنّه بلغك عنّا معشر الأنصار ما لو كان غيرنا لم يقم معك، واللّه ما كلّ ما رأينا حلالاً حلال، ولا كلّ ما رأينا حراماً حرام وفي النّاس مَن هو أعلم بعذر عثمان ممّن قتله، وأنت أعلم بحالنا منّا، فإن كان قتل

ص: 498

ظالماً قبلنا، وإن كان قتل مظلوماً فاقبل قولنا، فإن وكلتنا فيه إلى شبهة فعجب ليقيننا وشكّك، وقد قلت لنا: «عندي نقض ما اجتمعوا عليه، وفصل ما اختلفوا فيه».

وقال:

كان أولى أهل المدينة بالنص-

للّذي في يديه من حرم الل-

-ر عليّاً وآل عبد مناف

-ه وقرب الولاء بعد التصافي

وكان كعب بن مالك شيعة لعثمان.

وقام الأشتر إلى عليّ (علیه السلام) فكلّمه بكلام يحضّه على أهل الوقوف، فكره ذلك عليّ (علیه السلام) حتّى شكاه، وكان من رأي عليّ (علیه السلام) ألّا يذكرهم بشيء.

فقال الأشتر: يا أمير المؤمنين، إنّا وإن لم نكن من المهاجرين والأنصار، فإنّا فيهم، وهذه بيعة عامّة، والخارج منها عاص، والمبطئ عنها مقصّر، فإنّ أدبهم اليوم باللسان وغداً بالسيف، وما من ثقل عنك كمن خفّ معك، وإنّما أرادك القوم لأنفسهم فأردهم لنفسك.

فقال عليّ (علیه السلام): «يا مالك دعني». وأقبل عليّ (علیه السلام) عليهم فقال: «أرأيتم لو أنّ من بايع أبابكر أو عمر أو عثمان ثمّ نكث بيعته، أكنتم تستحلّون قتالهم»؟

قالوا: نعم.

قال: «فكيف تحرّجون من القتال معي وقد بايعتموني»؟

قالوا: إنّا لا نزعم أنّك مخطئ، وأنّه لا يحلّ لك قتال مَن بايعك ثمّ نكث بيعتك، ولكن نشكّ في قتال أهل الصلاة.

فقال الأشتر: دعني يا أمير المؤمنين، أوقع بهؤلاء الّذين يتخلّفون عنك.

فقال له عليّ (علیه السلام): «كفّ عنّي». فانصرف الأشتر وهو مغضب.

ثمّ إنّ قيس بن سعد لقى مالكاً الأشتر في نفر من المهاجرين والأنصار، فقال قيس للأشتر: يا مالك، كلّما ضاق صدرك بشيء أخرجته، وكلّما استبطأت أمراً استعجلته، إنّ أدب الصبر التسليم، وأدب العجلة الأناة، وإن شرّ القول ما ضاهى العيب، وشرّ الرأي ما ضاهى التهمة، وإذا ابتليت فاسأل، وإذا أمرت قأطع، و لا تسأل قبل البلاء، ولا تكلّف قبل أن ينزل الأمر، فإنّ في أنفسنا ما في نفسك، فلا تشقّ على صاحبك. فغضب الأشتر، ثمّ إنّ الأنصار مشوا إلى الأشتر في ذلك

ص: 499

فرضّوه عن غضبه، فرضي.

فلمّا همّ عليّ (علیه السلام) بالنهوض، قام إليه أبو أيّوب خالد بن زيد صاحب منزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: يا أمير المؤمنين، لو أقمت بهذه البلدة، فإنّها مهاجر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبها قبره ومنبره، فإن استقامت لك العرب كنت كمن كان قبلك، وإن وكلت إلى المسير فقد أعذرت. فأجابه عليّ (علیه السلام) بعذره في المسير.

ثمّ خرج لمّا سمع توجّه طلحة والزبير إلى البصرة وتمكّث حتّى عظم جيشه، و أغذّ(1) السير في طلبهم، فجعلوا لا يرتحلون من منزل إلّا نزله حتّى نزل بذي قار، فقال: «واللّه إنّه ليحزنني أن أدخل على هؤلاء في قلّة مَن معي»، فأرسل إلى الكوفة الحسن بن عليّ (علیه السلام)، وعمّار بن ياسر، وقيس بن سعد، وكتب إليهم كتابا فقدموا الكوفة، فخطب النّاس الحسن بن عليّ (علیهما السلام)، فحمد اللّه وأثنى عليه، وذكر عليّاً (علیه السلام) وسابقته في الإسلام، وبيعة النّاس له، وخلاف مَن خالفه، ثمّ أمر بكتاب عليّ (علیه السلام) فقرى عليهم:

«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، أمّا بعد، فإنّي أخبركم عن أمر عثمان، حتّى يكون سمعه عيانه، إنّ النّاس طعنوا عليه، وكنت رجلاً من المهاجرين أكثر استعتابه و أقلّ عيبه، وكان هذان الرجلان أهون سيرهما فيه الوجيف، وقد كان من أمر عائشة فلتة على غضب، فأتيح له قوم فقتلوه، ثمّ إنّ النّاس بايعوني غير مستكرهين، وكان هذان الرجلان أوّل من فعل على ما بويع عليه من كان قبلي، ثمّ إنّهما استأذناني في العمرة، وليسا يريدانها، فنقضا العهد وآذنا بحرب، وأخرجا عائشة من بيتها ليتّخذانها فئة. وقد سارا إلى البصرة اختياراً لها، وقد سرت إليكم اختياراً لكم، ولعمري ما إيّاي تجيبون، ما تجيبون إلّا اللّه ورسوله، ولن أقاتلهم وفي نفسي منهم حاجة(2)، وقد بعثت إليكم بالحسن بن عليّ وعمّار بن ياسر وقيس بن سعد مستنفرين، فكونوا عند ظنّي بكم، ولاحول ولاقوّة إلّا

ص: 500


1- أغذّ: أسرع.
2- قال في البحار: قوله (علیه السلام): «وفي نفسي منهم حاجة»: أي لا أعلمهم مسلمين ولا أنتظر رجوعهم.

باللّه».

فلمّا قرئ الكتاب على النّاس، قام خطباء الكوفة شريح بن هانئ وغيره، فقالوا: واللّه لقد أردنا أن نركب إلى المدينة حتّى نعلم علم عثمان، فقد أنبأنا اللّه به في بيوتنا، ثمّ بذلوا السمع والطاعة، وقالوا: رضينا بأمير المؤمنين ونطيع أمره و لا نتخلّف عن دعوته، واللّه لو لم يستنصرنا لنصرناه سمعاً وطاعةً.

فلمّا سمع الحسن بن عليّ (علیهما السلام) ذلك قام خطيباً فقال: «أيّها النّاس، إنّه قد كان من أمير المؤمنين عليّ ما تكفيكم جملته، وقد أتيناكم مستنفرين لكم، لأنّكم جبهة الأمصار و رؤساء العرب، وقد كان من نقض طلحة والزبير بيعتهما وخروجهما بعائشة ما قد بلغكم و هو ضعف النساء وضعف رأيهنّ، وقد قال اللّه تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)(1) وأيم اللّه لو لم ينصره أحد لرجوت أن يكون له فيمن أقبل معه من المهاجرين والأنصار، ومَن يبعث اللّه له من نجباء النّاس كفاية، فانصروا اللّه ينصركم»، ثمّ جلس.

وقام عمّار بن ياسر، فقال: «يا أهل الكوفة، إن كانت غابت عنكم أبداننا، فقد انتهت إليكم أمورنا، إنّ قاتلي عثمان لا يعتذرون إلى النّاس، وقد جعلوا كتاب اللّه بينهم وبين محاجّيهم [فبه] أحيا اللّه من أحيا، وقتل من قتل، وإنّ طلحة والزبير أوّل من طعن، وآخر من أمر، ثمّ بايعا أوّل من بايع، فلمّا أخطأهما ما أمّلا نكثا بيعتهما على غير حدث كان، وهذا ابن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يستنفركم، وقد أظلّكم(2) في المهاجرين والأنصار، فانصروه ينصركم اللّه».

وقام قيس بن سعد، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ هذا الأمر لو استقبلنا به الشورى لكان عليّ أحقّ النّاس به في سابقته وهجرته وعلمه، وكان قتال من أبى ذلك حلالاً، فكيف والحجّة قامت على طلحة والزبير، وقد بايعاه وخلعاه حسدا»!

فقام خطباؤهم فأسرع الردّ بالإجابة، فقال النجاشي(3) في ذلك:

ص: 501


1- سورة النساء: 4: 34.
2- في كتاب الجمل: «واصطفاكم».
3- حكى المفيد (قدّس سرّه) هذه الأبيات في كتاب الجمل ص 246 - 247 بتفاوت وزيادة بيتين، ونسبه إلى قيس بن سعد وقال: إنّه أنشأه بعد خطبته.

رضينا بقسم اللّه إذ كان قسمنا

وقلنا له أهلاً وسهلاً ومرحباً

فمرنا بما ترضى نجبك إلى الرضا

و تسويد مَن سوّدت غير مدافع

فإن نلت ما تهوى فذاك نريده

عليّ و أبناء النبيّ محمّد

نمدّ يدينا من هوى وتودّد

بصمّ العوالي والصفيح المهنّد

وإن كان من سوّدت غير مسوّد

وإن تخط ما تهوى فغير تعمّد

وقال قيس بن سعد حين أجاب أهل الكوفة:

جزى اللّه أهل الكوفة اليوم نصرة

وقالوا عليّ خير حاف وناعل

هما أبرزا زوج النبيّ تعمّدا

فما هكذا كانت وصاة نبيّكم

فهل بعد هذا من مقال لقائل

أجابوا ولم يأتوا بخذلان من خذل

رضينا به من ناقض العهد من بدل

يسوق بها الحادي المنيخ على جمل

وما هكذا الإنصاف أعظم بذا المثل

ألا قبّح اللّه الأماني والع

قال: فلمّا فرغ الخطباء وأجاب النّاس، قام أبو موسى فخطب النّاس، وأمرهم بوضع السلاح والكفّ عن القتال، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّ اللّه حرّم علينا دماءنا و أموالنا، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)(1)، وقال: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)(2)، يا أهل الكوفة...(3).

(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 2)

(1522) 15-(4) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن

ص: 502


1- سورة النساء: 4: 29.
2- سورة النساء: 4: 93.
3- كذا فى الأصل، وخطبة أبي موسى أوردها المفيد في كتاب الجمل: ص 247 - 248.
4- ورواه أبو جعفر الإسكافي في المعيار والموازنة: ص 109 - 114، وابن أبي الحديد في شرحه على خطبة 91 من نهج البلاغة: 7: 36 - 42. وخطبة أمير المؤمنين (علیه السلام) أوردها الحرّاني في تحف العقول: ص 183 - 185 بتفاوت وزيادة.

سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن صالح الهمداني أبو عليّ من كتابه، في ربيع الأوّل سنة ثمان وسبعين، وأحمد بن يحيى قالا: حدّثنا محمّد بن عمرو قال: حدّثنا عبدالكريم قال: حدّثنا القاسم بن أحمد قال: حدّثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي.

قال أبو العبّاس أحمد بن محمّد: وحدّثنا القاسم بن الحسن العلوي الحسني قال: حدّثنا أبو الصلت قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن النعجة قال: حدّثنا أبوسهيل بن مالك بن أوس بن الحدثان قال:

لمّا ولي عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أسرع النّاس إلى بيعته المهاجرون والأنصار و جماعة النّاس، لم يتخلّف عنه أحد من أهل الفضل إلّا نفر يسير خُذلوا وبايع النّاس.

وكان عثمان قد عوّد قريشاً والصحابة كلّهم، وصبّت عليهم الدنيا صبّاً، وآثر بعضهم على بعض، وخصّ أهل بيته من بني أُميّة، وجعل لهم البلاد وخوّلهم العباد، فأظهروا في الأرض الفساد، وحمل أهل الجاهليّة والمؤلّفة قلوبهم على رقاب النّاس حتّى غلبوه على أمره، فأنكر النّاس ما رأوا من ذلك فعاتبوه فلم يعتبهم، وراجعوه فلم يسمع منهم، وحملهم على رقاب النّاس حتّى انتهى إلى أن ضرب بعضاً ونفى بعضاً وحرم بعضاً، فرأى أصحاب رسول اللّه أن يدفعوه بالبيعة، وما عقدوا له في رقابهم، فقالوا: إنّما بايعناه على كتاب اللّه وسنّة نبيّه و العمل بهما، فحيث لم يفعل ذلك لم تكن له علينا طاعة.

فافترق النّاس فى أمره على خاذل وقاتل، فأمّا مَن قاتل فرأى أنّه خالف الكتاب والسنّة واستأثر بالفيء واستعمل من لا يستأهل، رأوا أنّ جهاده جهاد، وأمّا مَن خذله فإنّه رأى أنّه يستحقّ الخذلان ولم يستوجب النصرة بترك أمر اللّه حتّى قتل، واجتمعوا على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فبايعوه، فقام وحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، وصلّى على النبيّ وآله، ثمّ قال:

«أمّا بعد، فإنّي قد كنت كارهاً لهذه الولاية، يعلم اللّه في سماواته وفوق عرشه

ص: 503

على اُمّة محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، حتّى اجتمعتم على ذلك فدخلت فيه، وذلك أنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «أيّما والٍ ولي أمر أُمّتي من بعدي أقيم يوم القيامة على حدّ الصراط و نشرت الملائكة صحيفته، فإن نجا فبعدله، وإن جار انتقض به الصراط انتقاضة تزيل ما بين مفاصله حتّى يكون بين كلّ عضوٍ وعضوٍ من أعضائة مسيرة مئة عام، يخرق به الصراط، فأوّل ما يلقى به النّار أنفه وحرّ وجهه»، ولكنّي لمّا اجتمعم عَلَيّ نظرت، فلم يسعني ردّكم حيث اجتمعتم، أقول ما سمعتم، وأستغفر اللّه لي ولكم».

فقام إليه النّاس فبايعوه، فأوّل من قام فبايعه طلحة والزبير، ثمّ قام المهاجرون والأنصار وسائر النّاس حتّى بايعه النّاس، وكان الّذي يأخذ عليهم البيعة عمّار بن ياسر وأبو الهيثم بن التيّهان، وهما يقولان: «نبايعكم على طاعة اللّه و سنّة رسوله، وإن لم نفِ لكم فلاطاعة لنا عليكم ولابيعة في أعناقكم، والقرآن إمامنا و إمامكم».

ثمّ التفت عليّ (علیه السلام) عن يمينه وعن شماله، وهو على المنبر، وهو يقول: «ألا يقولنّ رجال منكم غداً قد غمرتهم الدنيا، فاتّخذوا العقار، وفجروا الأنهار، و ركبوا الخيول الفارهة، واتّخذوا الوصائف الروقة، فصار ذلك عليهم عاراً وشناراً إن لم يغفر لهم الغفّار إذا منعوا ما كانوا فيه وصيّروا إلى حقوقهم الّتي يعلمون، يقولون: حرّمنا ابن أبي طالب وظلمنا حقوقنا، ونستعين باللّه ونستغفره.

وأمّا مَن كان له فضل وسابقة منكم، فإنّما أجره فيه على اللّه، فمن استجاب للّه ولرسوله ودخل في ديننا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده.

فأنتم أيّها النّاس، عباد اللّه المسلمون، والمال مال اللّه يقسم بينكم بالسويّة، وليس لأحد على أحد فضل إلّا بالتقوى، وللمتّقين عند اللّه خير الجزاء وأفضل الثواب، لم يجعل اللّه الدنيا للمتّقين جزاء، وما عند اللّه خير للأبرار، إذا كان غداً فاغدوا، فإنّ عندنا مالاً اجتمع، فلايتخلّفنّ أحد كان في عطاء، أو لم يكن إذا كان مسلماً حرّاً، احضروا رحمكم اللّه».

فاجتمعوا من الغد ولم يتخلّف عنه أحد، فقسّم بينهم ثلاثة دنانير لكلّ إنسان الشريف والوضيع، والأحمر والأسود، لم يفضّل أحداً، ولم يتخلّف عنه أحد إلاّ

ص: 504

هؤلاء الرهط: طلحة والزبير وعبد اللّه بن عمر وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم وناس معهم.

فسمع عبيد اللّه بن أبي رافع - وهو كاتب عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) - عبداللّه بن الزبير وهو يقول للزبير وطلحة وسعيد بن العاص: لقد التفتّ إلى زيد بن ثابت فقلت له: إيّاك أعني واسمعي يا جارة، فقال له عبيد اللّه: يا سعيد بن العاص و عبد اللّه بن الزبير، إنّ اللّه يقول في كتابه: (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)(1).

قال عبيد اللّه: فأخبرت عليّاً (علیه السلام) فقال: «لئن سلمت لأحملنّهم على الطريق، قاتل اللّه ابن العاص، لقد علم في كلامي أنّي أريده وأصحابه بكلامي، واللّه المستعان».

قال مالك بن أوس: وكان عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أكثر ما يسكن القناة(2)، فبينا نحن في المسجد بعد الصبح إذ طلع الزبير وطلحة، فجلسا في ناحية عن عليّ (علیه السلام)، ثمّ طلع مروان وسعيد وعبد اللّه بن الزبير والمسوّر بن مخرمة فجلسوا، و كان عليّ جعل عمّار بن ياسر على الخيل، فقال لأبي الهيثم بن التيّهان ولخالد بن زيد أبي أيّوب ولأبي حيّة ولرفاعة بن رافع في رجال من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «قوموا إلى هؤلاء القوم، فإنّه بلغنا عنهم ما نكره من خلاف أمير المؤمنين إمامهم، والطعن عليه، وقد دخل معهم قوم من أهل الجفاء والعداوة، وإنّهم سيحملونهم على ما ليس من رأيهم».

قال: فقاموا وقمنا معهم حتّى جلسوا إليهم، فتكلّم أبو الهيثم بن التيّهان، فقال: «إنّ لكما لقدماً في الإسلام وسابقة وقرابة من أمير المؤمنين، وقد بلغنا عنكما طعن وسخط لأمير المؤمنين، فإن يكن أمر لكما خاصّة فعاتبا ابن عمّتكما وإمامكما، وإن كان نصيحة للمسلمين فلا تؤخّراه عنه ونحن عون لكما، فقد علمتما أنّ بني أُميّة لن تنصحكما أبداً، وقد عرفتما - وقال أحمد: عرفتم - عداوتهم لكما، وقد شركتما في دم عثمان ومالأتما».

ص: 505


1- سورة المؤمنون: 23: 70.
2- القناة: واد من أودية المدينة.

فسكت الزبير وتكلّم طلحة فقال: افرغوا جميعاً ممّا تقولون، فإنّي قد عرفت أنّ في كلّ واحد منكم خبطة.

فتكلّم عمّار بن ياسر (رحمه اللّه) فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: «أنتما صاحبا رسول اللّه، وقد أعطيتما إمامكما الطاعة والمناصحة والعهد والميثاق على العمل بطاعة اللّه وطاعة رسوله، وأن يجعل كتاب اللّه إمامنا - قال أحمد: وجعل كتاب اللّه إماماً - وهو عليّ بن أبي طالب طلّق النفس عن الدنيا، وقدّم كتاب اللّه، ففيم السخط والغضب على عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)! فغضب الرجال في الحقّ، انصرا نصركما اللّه».

فتكلّم عبد اللّه بن الزبير فقال: «لقد تهذّرت يا أبا اليقظان».

فقال له عمّار: ما لك تتعلّق فى مثل هذا يا أعبس»، ثمّ أمر به فأخرج، فقام الزبير فالتفت إلى عمّار (رحمه اللّه) فقال: «عجّلت يا أبا اليقظان على ابن أخيك رحمك اللّه».

فقال عمّار بن ياسر: يا أبا عبد اللّه، أنشدك اللّه أن تسمع قول من رأيت، فإنّكم معشر المهاجرين لم يهلك من هلك منكم حتّى استدخل في أمره المؤلّفة قلوبهم».

فقال الزبير: «معاذ اللّه أن نسمع منهم». فقال عمّار: «واللّه يا أبا عبد اللّه، لو لم يبق أحد إلاّ خالف عليّ بن أبي طالب لما خالفته، ولا زالت يدي مع يده، وذلك لأنّ عليّاً لم يزل مع الحقّ منذ بعث اللّه نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإنّي أشهد أنّه لا ينبغي لأحد أن يفضّل عليه أحداً».

فاجتمع عمّار بن ياسر وأبوالهيثم ورفاعة وأبوأيّوب وسهل بن حنيف، فتشاوروا أن يركبوا إلى عليّ (علیه السلام) بالقناة فيخبروه بخبر القوم، فركبوا إليه فأخبروه باجتماع القوم وما هم فيه من إظهار الشكوى والتعظيم لقتل عثمان، وقال له أبوالهيثم: يا أمير المؤمنين، انظر في هذا الأمر. فركب بغلة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ودخل المدينة، وصعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، واجتمع أهل الخير والفضل من الصحابة والمهاجرين، فقالوا لعليّ (علیه السلام): إنّهم قد كرهوا الأُسوة، وطلبوا الأثرة، وسخطوا لذلك.

ص: 506

فقال عليّ (علیه السلام): «ليس لأحد فضل في هذا المال، وهذا كتاب اللّه بيننا وبينكم، ونبيّكم محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وسيرته»، - ثمّ صاح بأعلى صوته-: (يا معشر الأنصار، أتمنّون عَلَيّ بإسلامكم - قال أحمد: على اللّه بإسلامكم-؟! بل اللّه ورسوله المنّ عليكم إن كنتم صادقين، أنا أبو الحسن القَرم»(1).

ونزل عن المنبر وجلس ناحية المسجد، وبعث إلى طلحة والزبير فدعاهما، ثمّ قال لهما: «ألم تأتياني وتبايعاني طائعين غير مكرهين(2)، فما أنكرتم، أجور في

ص: 507


1- قال الجوهري في مادة «قرم» من صحاح اللغة: 5: 209، وابن الأثير في النهاية: في حديث عليّ: «أنا أبو الحسن القرم»: أي المقدّم في الرأي، والقرم: فحل الإبل، أي أنا فيهم بمنزلة الفحل في الإبل. وفي لسان العرب: 12: 473:... والقرم من الرجال: السيّد من الرجال: السيّد المعظم، على المثل بذلك، وفي حديث عليّ: «أنا أبو حسن القرم»، أي المُقْرَم في الرأي، والقَرم: فحل الابل... . وفي تاج العروس: 9: 22:... والقرم – بالفتح-: الفحل الّذي ينزل من الركوب والعمل ويدع للفحلة، أو هو الفحل ما لم يمسه حبل، ومنه حديث عليّ رضي اللّه تعالى عنه: «أنا أبو حسن القرم»، أي أنا فيهم بمنزلة الفحل في الإبل... .
2- الظاهر وقوع السقط في العبارة، ويشهد له ما يأتي في جواب أمير المؤمنين (علیه السلام) من ذكر الاستشارة، فأستدركه من رواية ابن أبي الحديد في شرح النهج: 7: 40 - 41: «فقال لهما: نشدتكما اللّه، هل جئتماني طائعين للبيعة ودعوتماني إليها، وأنا كاره لها؟ قالا: نعم. فقال: غير مجبرين ولا مقسورين، فأسلمتما لي بيعتكما وأعطيتماني عهدكما؟ قالا: نعم. قال: فما دعا كما بعد إلى ما أرى؟ قالا: أعطيناك بيعتنا على ألّا تقضي الأمور ولا تقطعها دوننا، وأن تستشيرنا في كلّ أمر ولا تستبدّ بذلك علينا، ولنا من الفضل على غيرنا ما قد علمت، وأنت تقسم القسم وتقطع الأمر وتمضي الحكم بغير مشاورتنا ولا علمنا. فقال: لقد نقمتا يسيراً وأرجأتما كثيراً، فاستغفرا اللّه يغفر لكما، ألا تخبراني أَدَفعتكما عن حقّ وجب لكما فظلمتكما إيّاه؟ قالا: معاذ اللّه. قال: فهل استأثرتُ من هذا المال لنفسي بشيء؟ قالا: معاذ اللّه. قال: أفوقع حُكم أو حقّ لأحد من المسلمين فجهلته أو ضعفت عنه؟ قالا: معاذ اللّه. قال: فما الّذي كرهتما من أمري حتّى رأيتما خلافي؟ قالا: خلافك عمر بن الخطّاب... .

حكم، أو استئثار في فيء»؟

قالا: لا.

قال (علیه السلام): «أو في أمر دعوتماني إليه من أمر المسلمين فقصرت عنه»؟

قالا: معاذ اللّه.

قال (علیه السلام): «فما الّذي كرهتما من أمري حتّى رأيتما خلافي»؟

قالا: خلافك عمر بن الخطّاب في القسم، وانتقاصنا حقّنا من الفيء، جعلت حظّنا في الإسلام كحظّ غيرنا ممّا أفاء اللّه علينا بسيوفنا ممّن هولنا فيء، فسوّيت بيننا وبينهم.

فقال عليّ (علیه السلام): «اللّه أكبر، اللّهم إنّي أُشهدك وأُشهد مَن حضر عليهما، أمّا ما ذكرتما من الاستشارة، فواللّه ما كانت لي في الولاية رغبة، ولا لي فيها محبّة، ولكنّكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها، فكرهت خلافكم، فلمّا أفضت إليّ نظرت إلى كتاب اللّه وما وضع وأمر فيه بالحكم وقسّم وسنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأمضيته، ولم أحتج فيه إلى رأيكما ودخولكما معى ولا غيركما، ولم يقع أمر جهلته فأتقوّى فيه برأيكما ومشورتكما، ولو كان ذلك لم أرغب عنكما ولا عن غيركما إذا لم يكن في كتاب اللّه ولا في سنّة نبيّنا (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فأمّا ما كان فلا يحتاج فيه إلى أحد.

وأمّا ما ذكرتما من أمر الأسوة، فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه، ووجدت أنا وأنتما ما قد جاء به محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من كتاب اللّه، فلم أحتج فيه إليكما، قد فرغ من قسمه كتاب اللّه الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.

وأمّا قولكما: «جعلتنا فيه كمَن ضربناه بأسيافنا وأفاء اللّه علينا»، فقد سبق رجال رجالاً فلم يفضّلهم [رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)]، ولم يستأثر عليهم من سبقهم، ولم يضرّهم حين استجابوا لربّهم، واللّه ما لكم ولا لغيركم إلّا ذلك، ألهمنا اللّه وإيّاكم الصبر عليه».

فذهب عبداللّه بن الزبير يتكلّم، فأمر به فوجئت عنقه وأخرج من المسجد،

ص: 508

فخرج وهو يصيح ويقول: «اردد عليه بيعته»، فقال عليّ (علیه السلام): «لست مخرجكما من أمر دخلتما فيه، ولا مدخلكما في أمر خرجتما منه».

فقاما عنه فقالا: أما إنّه ليس عندنا أمر إلّا الوفاء.

قال: فقال عليّ (علیه السلام): «رحم اللّه عبداً رأى حقّاً فأعان عليه، أو رأى جوراً فردّه، وكان عوناً للحقّ على من خالفه».

(أمالي الطوسى: المجلس 44، الحديث 5)

ص: 509

باب 2- أمر اللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وما ورد في ذمّهم.

أقول: تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب فى الباب الخامس من أبواب الحوادث والفتن - علّة قعود أمير المؤمنين (علیه السلام) عن قتال من ولي الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقتاله مع الناكثين والقاسطين والمارقين-، فلاحظ هناك.

(1523) 1- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی اللّه عنه) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: أخبرنا المنذر بن محمّد قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن عبد اللّه بن الفضل، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في بعض خطبه: «أيّها النّاس، اسمعوا قولي واعقلوه عنّي، (إلى أن قال:) والّذي خلقني ولم أك شيئاً، لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّ الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبيّ الأمّي وقد خاب من افترى».

(أمالي الصدوق: المجلس 88، الحديث 9)

يأتي تمامه في باب ما بيّن أمير المؤمنين (علیه السلام) من مناقب نفسه القدسيّة، من أبواب فضائله (علیه السلام).

(1524) 2- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن أبان بن تغلب:

عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: «بلغ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن قوم من قريش أنّهم قالوا: «أيرى محمّد أنّه قد أحكم الأمر في أهل بيته، ولئن مات لنعزلنّها عنهم ولنجعلها في سواهم». فخرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتّى قام في مجمعهم، ثمّ قال: يا معشر قريش، كيف بكم وقد كفرتم بعدي ثمّ رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف؟

ص: 510

فنزل جبرئيل (علیه السلام) في الحال فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: قل: «إن شاء اللّه [أ] وعليّ بن أبي طالب».

فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إن شاء اللّه [أ] و عليّ بن أبي طالب يتولّى ذلك منكم».

(أمالي المفيد: المجلس 13، الحديث 4)

(1525) 3-(1) أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين(2) البغدادي قال: حدّثنا الحسين بن عمر المقرى، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:

عن جدّه (علیه السلام) قال: لمّا نزلت على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)(3)، قال لي: «يا عليّ، إنّه قد جاء(4) نصر اللّه والفتح، فإذا رأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً فسبّح بحمد ربِّك واستغفره إنّه كان توّاباً.

ص: 511


1- وروی نحوه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة الفتح في تفسيره: ص 614 ح 772 عن زيد - رجل قد أدرك ستّة أو سبعة من أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم). ورواه - مع زيادات ومغايرات - أحمد بن محمّد بن عليّ العاصمي في زين الفتى: 1: 394 ح 259 بإسناده عن زيد بن رفيع، عن مكحول. ورواه الطبراني في المعجم الكبير: 11: 372 ح 12042 بإسناده عن عكرمة، عن ابن عبّاس، وعنه السيوطي في الدر المنثور: 8: 660 والهيثمي في مجمع الزوائد: 1: 179. وأخرجه ابن مردويه مع الاقتصار على الشطر الأوّل، كما في تفسير سورة الفتح من الدر المنثور. وقريباً من صدر الحديث رواه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب: 1: 154 ح 88. وقريباً منه رواه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 157 من نهج البلاغة في شرحه: 206:9 قال: قد رواه كثير من المحدّثين عن عليّ (علیه السلام)، أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال له... . ورواه أيضاً ابن ميثم البحراني في شرح الخطبة 155 في شرحه: 3: 265. وأورد الطبرسي فقرات من الحديث في الاحتجاج: 1: 463 - 464 برقم 107 بتفاوت.
2- في أمالي الطوسي: «الحسن».
3- سورة النصر: 110: 1.
4- في أمالي الطوسي «يا عليّ، لقد جاء».

يا عليّ، إنّ اللّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم

جهاد المشركين معي.

فقلت: يا رسول اللّه، وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد؟

قال: فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه، وأنّى رسول اللّه [وهم](1) مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني.

فقلت: فعلى مَ نقاتلهم يا رسول اللّه، وهم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأنّك رسول اللّه؟!

فقال: «على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي».

قال: «فقلت: يا رسول اللّه، إنّك كنت وعدتني الشهادة، فسل اللّه تعالى أن يعجّلها [لى](2).

فقال: أجل، قد كنت وعدتك الشهادة، فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا»؟ -وأومى إلى رأسي ولحيتي-.

فقلت: يا رسول اللّه، أما إذا بينّت لي ما بيّنت فليس [هذا](3) بموطن صبر، لكنّه موطن بشرى وشكر.

فقال: أجل فأعدّ للخصومة، فإنّك مخاصم(4) اُمتّي.

قلت: يا رسول اللّه، أرشدني الفلج(5).

ص: 512


1- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي: «فسل اللّه تعجيلها لي».
3- من أمالي الطوسي. وفي البحار: «أما إذا ثبت لي ما ثبت...».
4- في أمالي الطوسي: «تخاصم».
5- الفَلْج والفُلْج والفُلجة: الفوز والظفر، فلج الرجل: ظفر بما طلب، غلب على خصمه، وأفلج اللّه برهانه: أظهره وقدّمه.

قال: إذا رأيت قوماً(1) قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم، فإنّ الهدى من اللّه، والضلال من الشيطان.

يا عليّ، إنّ الهدى هو اتّباع أمر اللّه دون الهوى والرأي، وكأنّك بقوم قد تأوّلوا القرآن، وأخذوا بالشبهات، واستحلّوا الخمر بالنبيذ(2)، والبخس بالزكاة، و السحت بالهدية».

قلت: یا رسول اللّه، فما هم إذا فعلوا ذلك، أهم أهل ردّة، أم أهل فتنة؟(3)

قال: هم أهل فتنة، يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل».

قلت: يا رسول اللّه، العدل منّا أم من غيرنا؟

فقال: بل منّا، بنا يفتح(4) اللّه و بنا يختم، وبنا ألّف اللّه بين القلوب بعد الشرك، وبنا يؤلّف بين القلوب بعد الفتنة.

فقلت: الحمد للّه على ما وهب لنا من فضله».

(أمالي المفيد: المجلس 34 الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 5)

(1526) 4- أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبداللّه، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا عليّ، إنّ اللّه تعالى أمرني أن أتّخذك أخاً و وصيّاً،

ص: 513


1- في نسخة مطبوعة وفي أمالي الطوسي: «قومك»، ومثله في البحار.
2- في أمالي الطوسي: «فاستحلّوا الخمر والنبيذ».
3- في أمالي الطوسي: «فقلت: فما هم إذا فعلوا ذلك؟ أهم أهل فتنة، أو أهل ردّة؟ فقال: هم...». وفيه في المورد التالي: «فقلت».
4- في أمالي الطوسي: «فتح».

فأنت أخي ووصیّي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، مَن تبعك فقد تبعني، ومَن تخلّف عنك فقد تخلّف عنّي، ومَن كفر بك فقد كفر بي، ومَن ظلمك فقد ظلمني، يا عليّ، أنت منّي وأنا منك، يا عليّ، لولا أنت لما قوتل أهل النهر».

قال: فقلت: «يا رسول اللّه، ومَن أهل النهر»؟

قال: «قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»(1).

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 43)

(1527) 5 -(2) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي بن عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد

ص: 514


1- قال ابن الأثير في مادّة «مرق» من النهاية: في حديث الخوارج: «يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية»: أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدّونه، كما يخرق السّهم الشيء المرميّ به ويخرج منه، وقد تكرّر في الحديث. ومنه حديث عليّ: «أمرت بقتال المارقين»، يعني الخوارج. أقول: وقد ورد في روايات عديدة عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنّه قال: «إنّ قوماً يقرءون القرآن لايجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية». انظر عنوان «ماذكر في الخوارج» من مصنّف ابن أبي شيبة: 7: 552 - 563 ح 37870 - 37930.
2- ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام) ح 155، وابن أبي شيبة في فضائل عليّ (علیه السلام) من كتاب المصنّف: 6: 370 ح 32073، والبيهقي في دلائل النبوّة: 6: 436، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 10 ح 500، وقريباً منه رواه أيضاً في ص 16 - 17 ح 506 بإسناده عن ربعي بن حراش، عن أمير المؤمنين (علیه السلام). ورواه الحاكم في المستدرك: 3: 122، والبغوي في الرقم 2557 من شرح السنّة، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 1: 242 ح 386، والحمّويي في فرائد السمطين: ج 1 ص 160 - 162 و 280 ح 121 - 124 و 219، وابن كثير في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من البداية والنهاية: 6 217، وابن عساكر في ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 164 ح 1179 و 1180، و قريباً منه رواه في الحديث 163 بإسناده عن عمر بن عليّ بن أبي طالب، ومثله في الأشعثيّات: ص 198. وأخرجه أحمد في مسند أبي سعيد من مسنده: 3: 31، 33 و 82، والقطيعي في الحديث 1071 من زوائده، والحاكم في المستدرك 3: 122 - 123 من طريق فطر بن خليفة، عن إسماعيل بن رجاء. ورواه القطيعي في زوائده على الفضائل: ح 193 و 205، وأبو نعيم في ترجمة عليّ (علیه السلام) من حلية الأولياء: 1: 67، وأبو يعلى في الحديث 112 من مسند أبي سعيد من مسنده: 2: 341 و عنه ابن حبّان في صحيحه: الإحسان: 15: 385 ح 6937 ، والخزاعي في الحديث 11 من الأربعين، والكلابي في الحديث 33 من مختصر مسنده المطبوع مع مناقب ابن المغازلي، وابن عدي في ترجمة سلمة بن تمام من الكامل: 3: 337 / 66 / 887، والخوارزمي في المناقب: ص 260 ح 243، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 321 ح 287 وانظر أيضاً ص 112 ح 34. ورواه ابن أبي الحديد ذيل الخطبة 48 من نهج البلاغة في شرحه: 3: 206 - 207 نقلًا عن كتاب صفّين - لإبراهيم بن ديزيل-. وقال في شرحه على خطبة 36: 2: 277: وقد روى كثير من المحدّثين أنّ النبيّ قال لأصحابه يوماً... وذكر الحديث. ورواه المحبّ الطبري في عنوان «ذكر اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن كما قاتل النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على تنزيله» من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 138، ثمّ قال: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح. وروى أيضاً نحوه في عنوان «ذكر اختصاصه يوم الحديبيّة بتهديد قريش ببعثه عليهم» عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، وقال: أخرجه أبو حاتم.

قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد الهمداني قال: حدّثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه:

عن أبي سعيد الخدري قال: خرج إلينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد انقطع شسع نعله، فدفعها إلى عليّ (علیه السلام) يصلحها، ثمّ جلس وجلسنا حوله كأنّما على رؤوسنا الطير، فقال: «إنّ منكم مَن يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت النّاس على تنزيله».

فقال أبو بكر: أنا هو. يا رسول اللّه؟

ص: 515

قال: «لا».

فقال عمر: أنا هو، يا رسول اللّه؟

فقال: «لا، ولكنّه خاصف النعل».

قال: فأتينا عليّاً نبشّره بذلك، فكأنّه لم يرفع به رأساً، وكأنّه قد سمعه قبل.

(أمالي الطوسي: المجلس: 9، الحديث 50)

(1528) 6- وبالسند المتقدّم عن إسماعيل بن رجاء قال: حدّثني أبي، عن جدّي أبي أُمّي حزام بن زهير أنّه كان عند عليّ (علیه السلام) في الرحبة، فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين، هل كان في النعل حديث؟ فقال: «اللّهم إنّك تعلم أنّه ممّا كان يسرّه إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، وأشار بيديه ورفعهما.

(أمالي الطوسى: المجلس: 9، الحديث 51)

(1529) 7-(1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ (علیهم السلام):

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: إنّي لأدناهم من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع بمنى، فقال: «لأعر فنّكم ترجعون بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم اللّه لئن فعلتموها لتعرفنّي في الكتيبة الّتي تضاربكم». ثمّ التفت إلى خلفه فقال: «أو عليّ، أو عليّ» ثلاثاً، فرأينا أنّ جبرئيل (علیه السلام) غمزه، وأنزل اللّه عزّ وجلّ: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)(2) بعليّ (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا

ص: 516


1- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 42 - 45 من سورة الزخرف في شواهد التنزيل: 2: 216 ح 851 عن عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد البزّاز، عن هلال بن محمّد. وأورده الطبرسي في الاحتجاج: 1: 465 - 466 برقم 109.
2- سورة الزخرف: 43: 41.

عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ)(1).

ثمّ نزلت: (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ * ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(2).

ثمّ نزلت: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من أمر عليّ بن أبي طالب (إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(3) وإن عليّاً لعلم للساعة و (لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)(4) عن محبّة عليّ بن أبي طالب.

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 11)

(1530) 8-(5) وبالسند المتقدّم عن محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين (علیهم السلام)، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمّ سلمة: «اشهدي عَلَيّ، أنّ عليّاً يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 24)

ص: 517


1- سورة الزخرف: 43: 42.
2- سورة المؤمنون: 23: 93 - 96.
3- سورة الزخرف: 43: 43.
4- سورة الزخرف: 43: 44.
5- ورواه ابن مردويه كما فى كتاب «ألقاب الرسول وعترته»: مجموعة نفيسة: ص 227(25). وقريباً منه رواه الخوارزمي في أوائل الفصل الثالث من المناقب ح 225، وابن عساكر في الحديث 1214 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 205 - 206، والحمّويي في الحديث 223 من فرائد السمطين: 1: 282 - 283، والسيوطي في اللآلي: 1: 410 نقلاً عن أربعين الحاكم، كلّهم بأسانيدهم عن عبداللّه بن مسعود قال: خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من بيت زينب فأتى منزل أمّ سلمة، فجاء عليّ فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا أُمّ سلمة، هذا واللّه قاتل القاسطين والناكثين والمارقين». وله شاهد من حديث ابن عبّاس، رواه محمّد بن سليمان في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 1: 355 ح 281 بإسناده عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في حديث طويل، وفيه: «يا أمّ سلمة، عليّ يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي» وقريباً منه في الحديث 293 ص 369 بإسناده عن أبان بن أبي عيّاش، عن سعيد بن جبير.

(1531) 9- أخبرنا جماعة، عن أبى المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: حدّثنا منذر بن جفير(1) العبدي قال:

حدّثنا عليّ بن أبي فاطمة الغنوي(2) قال: كنت عند أبي بردة بن أبي موسى و عنده العيزار بن جرول التميمي، قال أبو بردة: إنّ أهل الكوفة كانوا يدعون اللّه عزّ وجلّ أن ينصر المظلوم، فنصر اللّه عليّاً (علیه السلام) على أهل الجمل.

فقال له العيزار بن جرول التميمي: ألا أحدّثك بحديث سمعته من ابن عبّاس؟

قال أبو بردة: بلى.

قال: سمعت ابن عبّاس يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «كيف أنتم يا معشر قريش، إذا كفرتم وضرب بعضكم وجه بعض بالسيف، ثمّ تعرفوني أضربكم في كتيبة من الملائكة». فأتاه جبرئيل فقال: «أنت إن شاء اللّه، أو عليّ».

فقال أبو بردة: سمعت ابن عبّاس يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قال: نعم.

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 33)

(1532) 10-(3) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي

ص: 518


1- في الطبعة الحجريّة: «جيفر»، قال النجاشي: منذر بن جفير بن الحكيم العبدي، عربي صميم، روى أبوه عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) له كتاب... . وقال الشيخ في الفهرست (766): منذر بن جفير (جيفر) العبدي، له كتاب... . وقال في رجاله (590): منذر بن جيفر العبدي كوفي.
2- هو عليّ بن الحزوَّر الغنوي الكوفي، المترجم في الجرح والتعديل: 6 ترجمة 999، و تاريخ الإسلام: 6: 521، وتهذيب الكمال: 20: 366 ترجمة 4039، وتهذيبه، وغيرها من كتب الرجال.
3- ورواه الحبري في تفسير الآية 23 من سورة المؤمنون في تفسيره: ص 316 - 317 عن سعيد بن عثمان، عن أبي مريم، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح مولى أمّ هانى، عن عبد اللّه بن عبّاس وجابر بن عبد اللّه الأنصاري، بتفاوت. ورواه فرات في تفسير الآية 93 - 95 من سورة المؤمنون في تفسيره: ص 102 ح 378 - 380، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية 23 من سورة المؤمنون في شواهد التنزيل: 1: 526 - 527 ح 559. ورواه أيضاً الحسكاني في شواهد التنزيل: 1: 528 ح 560 عن الحسن بن صالح، عن المنذر بن محمّد بن المنذر القابوسي، عن أبيه، عن عبّاد بن ثابت، عن سليمان بن قرم، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر، بتفاوت. وقريباً منه رواه في الحديث 561 نقلا عن التفسير العتيق، عن عبيداللّه بن موسى، عن رجل، عن محمّد بن السائب، وفي الحديث 563 عن فرات بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد الفزاري، عن عباد، عن نصر، عن محمّد بن مروان، عن الكلبي.

قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الرواجني قال: أخبرنا نوح بن درّاج القاضي، عن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح - يعني الحنفي -:

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري (رضی اللّه عنه) قال: قام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم الفتح خطيباً فقال: «أيّها النّاس، إنّي لأعرف أنّكم ترجعون بعدي كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض، ولئن فعلتم ذلك لتعرفنّي في كتيبة أضربكم بالسيف». ثمّ التفت عن يمينه، فقال النّاس: لقنّه جبرئيل (علیه السلام) شيئاً، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «هذا جبرئيل يقول: أو عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 8)

(1533) 11-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا محمّد بن جرير الطبري، قراءةً، وعليّ بن محمّد بن الحسن بن كاس النخعي - واللفظ له - قالا: حدّثنا أحمد بن يحيى بن

ص: 519


1- وصدر الحديث - بتفاوت يسير - رواه جمع من الصحابة، منهم جرير بن عبداللّه و أبوبكرة الثقفي وابن عمر وابن مسعود وابن عبّاس وأبو الغادية والصنابجي و وابصة بن معبد. وأما رواية جرير، فرواها البخاري في كتاب العلم من صحيحه: فتح الباري: 1: 121 باب 43 الإنصات للعلماء ح 121، ومسلم في كتاب الإيمان من صحيحه: 1: 81- 82 باب 29 ح 65، وابن ماجة في كتاب الفتن من سننه: 2: 1300 باب 5 ح 3942، والدارمي في كتاب المناسك من سننه: 2: 69 باب 76 - في حرمة المسلم -، وأحمد في مسند جرير بن عبداللّه من مسنده: 4: 358 و 363 و 366. وأمّا رواية أبي بكرة، فرواها أيضاً البخاري في كتاب الحجّ من صحيحه: فتح الباري: الباب 132 - الخطبة أيّام منى - ح 1741: ج 3 ص 574، وفي كتاب المغازي: الباب 77 - حجّة الوداع - ح 4406: ج 8 ص 108، وأحمد في مسند أبي بكرة نفيع بن الحارث من مسنده: 5: 39، 44، 45، 49. وأمّا رواية ابن عمر، فرواها أيضاً البخاري في كتاب الأدب من صحيحه: فتح الباري: ج 10 ص 553 الباب 95 - ما جاء في قول الرجل ويلك - ح 6166، وأبوداود في كتاب السنّة من سننه: 4: 221، باب 15 - الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه - ح 4686، وابن ماجة في كتاب الفتن من سننه: 2: 1300 باب 5 ح 3943، وأحمد في مسند عبد اللّه بن عمر من مسنده: 2: 85 و 87 و 104. وأمّا رواية ابن عبّاس، فرواها أحمد في مسند ابن عبّاس من مسنده: 1: 230، والترمذي في كتاب الفتن من جامعه: 4: 486، باب 28 ح 2193 ثمّ قال: وفي الباب عن عبداللّه بن مسعود وجرير وابن عمر وكرز بن علقمة وواثلة و الصنابجي. وأمّا رواية ابن مسعود، فرواها أحمد في مسند ابن مسعود من مسنده: 1: 402، وأبو يعلى في مسنده (5326)، والشاشي (297)، والنسائي في المجتبى من سننه: 7: 127، والطبراني في المعجم الكبير: (10301). وأمّا رواية أبي الغادية، فرواها أيضاً أحمد في مسنده: 4: 76، و 5: 68، وفي ص 73 من طريق أبي حرّة الرقاشي، عن عمّه، عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وأمّا رواية الصنابجي فرواها أيضاً أحمد في مسنده: 4: 351. وأمّا رواية وابصة، فرواها المرشد باللّه يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة: 2: 56 في عنوان «الحديث الخامس عشر: في ذكر الحجّ وفضله»، وفي ص 65 من طريق عبداللّه. ولاحظ الحديث 853 و 854 من شواهد التنزيل: 2: 218، والحديث 366 من المناقب - لابن المغازلي - ص 320، وترجمة مبارك أبي سحيم من الضعفاء - للعقيلي. وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم.

زكريّا الأودي الصوفي قال: حدّثنا حسن بن حسين - يعني العرني - قال: حدّثني

ص: 520

يحيى بن يعلى، عن عبد اللّه بن موسى التيمي، عن أبي الزبير:

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجّة الوداع، ورُكبتي تمسّ رُكبته، يقول: «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، أما إن فعلتم لتعرفنّي في ناحية الصفّ». قال: وأشار إليه جبرئيل (علیه السلام)، فالتفت إليه وقال: قُل: إن شاء اللّه، أو عليّ. قال: «إن شاء اللّه، أو عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 9)

(1534) 12-(1) وعن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري قراءةً، قال: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء، وحدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي بالريّ، قال: حدّثني أبوزرعة عبيد اللّه بن عبدالكريم قالا: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثنا أسباط بن نصر، عن سماك - يعني ابن حرب- عن عكرمة، عن ابن عبّاس:

أنّ عليّاً (علیه السلام) كان يقول في حياة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(2)، واللّه لا ننقلب على

ص: 521


1- رواه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2: 75ب. وأخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام): ح 65، والمحاملي في أماليه 2/86 ب، و محمّد بن سليمان في المناقب: ح 265 و 287 ط 1، وابن الأعرابي في معجم شيوخه: (734)، و الطبراني في المعجم الكبير: 1: 107 ح 176، والقطيعي في زيادات الفضائل ح 232، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: 1: 23 ب، والحاكم في المستدرك: 3: 126، و ابن عساكر في الحديث 153 من ترجمة عليّ (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 1: 126 - 128 بأسانيد، والحمّويي في فرائد السمطين: 224:1 - 225 ح 175 باب 44 كلّهم من طريق عمرو بن حمّاد. وأورده القاضي النعمان في أواسط فضائل عليّ (علیه السلام) من شرح الأخبار: 1: 123 - 154 ح 52، وفرات الكوفي في تفسيره ح 80، والطبرسي في الاحتجاج: ح 110، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2: 181 نقلاً عن أحمد في المناقب، والعماد الطبري في بشارة المصطفى: ص 208 ح 7 من الجزء السابع.
2- سورة آل عمران: 3: 144.

أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه، واللّه لئن مات أو قُتل لأُقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، واللّه إنّي لأخوه وابن عمّه ووارثه، فمَن أحقّ به منّي».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 6)

(1535) 13-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدّثنا حسين بن الحسن الفزاري قال: حدّثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن مجاهد:

عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ)(2)، قال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لأجاهدنّ العمالقة». يعني الكفّار والمنافقين، فأتاه جبرئيل (علیه السلام) وقال: «أنت أو عليّ».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 7)

(1536) 14-(3) أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن القاسم، عن عبّاد، عن عبداللّه بن الزبير، عن عبد اللّه بن شريك، عن أبيه قال:

صعد عليّ (علیه السلام) المنبر يوم جمعة، فقال: «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب، ما زلت مظلوماً منذ قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بقتال الناكثين: طلحة والزبير، والقاسطين: معاوية وأهل الشام، والمارقين: وهم أهل النهروان، ولو أمرني بقتال الرابعة لقاتلتهم».

(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 1)

ص: 522


1- ورواه الطبرسي في الاحتجاج: 1: 465 برقم 108. وقريباً منه رواه الطبراني في مسند عبد اللّه بن العبّاس من المعجم الكبير: 11: 61 - 62 ح 11088، والحاكم في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب فضائل الصحابة من المستدرك: 3: 126، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 3: 162 ح 1177، و سبط ابن الجوزي في عنوان «حديث قتل العمالقة» من تذكرة الخواصّ.
2- سورة التوبة: 9: 73.
3- تقدّم تخريجه في الحديث الأخير من الباب 14 من أبواب الفتن.

(1537) 15-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن ملّاس النميري المعدّل بدمشق، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي قال: و حدّثني ابو عيسى جبير بن محمّد الدقّاق قال: حدّثنا عمّار بن خالد الواسطى التمّار قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: حدّثنا الأعمش، عن عبداللّه بن أبي أوفى قال:

قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «الخوارج كلاب أهل النّار».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 39)

ص: 523


1- ورواه ابن أبي شيبة في عنوان «ماذكر في الخوارج» من كتاب المصنّف: 7: 552 ح 37873، وأحمد في المسند: 4: 355 وفيه: «الخوارج هم كلاب أهل النّار». وله شاهد من حديث أبي أمامة، رواه الطبراني في المعجم الكبير: 8: 270 ح 8042، وفي المعجم الأوسط: ج 10 ح 6081، وفي عنوان «من اسمه مسلمة» من المعجم الصغير: 2: 117 والسيّد أبو طالب في أماليه: تيسير المطالب: ص 77 ح 108 في أواخر الباب 3، والديلمي في فردوس الأخبار: 2: 324 ح 2836. و في اٰخر كتاب السنّة - لعبد اللّه بن أحمد بن حنبل-: ص 286، ح 1481 قال: حدّثني أبي، حدّثنا هشام بن القاسم، حدّثنا حشرج بن نباتة العبسي، حدّثني سعيد بن جمهان، عن عبداللّه بن أبي أو فى قال: حدّثنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنّهم كلاب النّار. قال: قلت: الأزارقة وحدهم؟ أم الخوارج كلّها؟ قال: لا، بل الخوارج كلّها. وروى محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 330 ح 802 عن أحمد بن عليّ، عن الحسن بن عليّ، عن عليّ، عن محمّد، عن أبان، عن أبي غالب: عن أبي أمامة قال: جيء برؤوس من رؤوس الحروريّة قال: فبكى أبو أمامة، ثمّ قال: «كلاب النّار». فقلنا له: أنت تقوله، أو سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلّم يقوله؟ قال: بل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلّم يقوله. وقريباً منه رواه أحمد بن حنبل في مسنده: 5: 250 و 253 و 256 و 269، وعبد اللّه بن أحمد في أواخر كتاب السنّة: ص 283 ح 1471.

باب 3- حكم مَن حارب أمير المؤمنين (علیه السلام)

(1538) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي (رحمه اللّه) يوم الجمعة لليلتين بقيتا(2) من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللّخمي قال: حدّثنا سليمان بن الربيع النهدي، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلميّ، عن عليّ بن الحزوّر:

عن الأصبغ بن نباتة (رحمه اللّه) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب (علیه السلام) بالبصرة فقال(3): يا أمير المؤمنين، هؤلاء القوم الّذين نقاتلهم(4)، الدعوة واحدة، والرّسول واحد، والصلاة واحدة، والحجّ واحد، فبِمَ نسمّيهم؟

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «سمّهم بما سمّاهم اللّه عزّ وجلّ(5) في كتابه».

[فقال: ما كلّ ما في كتاب اللّه أعلمه.](6).

ص: 524


1- رواه نصر بن مزاحم في وقعة صفّين: ص 322، وعنه ابن أبي الحديد في شرحه: 5: 258. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 106 عن ابن الشيخ، عن أبيه. وأورده الفتّال في روضة الواعظين: ص 111 م 10، والطبرسي في الاحتجاج: 1: 398 برقم 84 وزاد بعده: فقال الرجل: كفر القوم و ربّ الكعبة. ثمّ حمل فقاتل حتّى قُتل رضوان اللّه عليه.
2- في نسخة: «مضتا».
3- في أمالي الطوسي: «جاء رجل إلى عليّ (علیه السلام) فقال».
4- في أمالي الطوسي: «تقاتلهم».
5- أمالي الطوسي: «... اللّه تعالى».
6- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي.

قال: «أما سمعته تعالى يقول(1): (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ)(2)، فلمّا وقع الاختلاف كنّا أولى باللّه وبدينه وبالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)(3) وبالكتاب وبالحقّ، فنحن الّذين آمنوا، وهم الّذين كفروا، وشاء اللّه منّا قتالهم، فقاتلناهم بمشيئته و أمره وإرادته»(4).

(أمالى المفيد: المجلس 12، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد بالسند المتقدّم عن نصر بن مزاحم، وزاد بعده: قال أبو الحسن عليّ بن بلال: وحدثني عليّ بن عبداللّه بن أسد بن منصور الأصبهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن هلال الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عليّ قال حدّثنا نصر بن مزاحم مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 39)

(1539) 2-(5) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: وجدت بخطّ محمّد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني الحمدوني الشاعر قال: سمعت الرياشي(6) ينشد للسيّد بن محمّد الحميري:

ص: 525


1- في أمالي الطوسي: «قال: أما سمعت اللّه تعالى يقول في كتابه».
2- سورة البقرة: 2: 253.
3- في أمالي الطوسي: « كنّا نحن أولى باللّه عزّوجلّ وبالنبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)».
4- في أمالي الطوسي: «وشاء اللّه قتالهم بمشيئته وإرادته».
5- ورواه ابن شهر آشوب في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 3: 237 في عنوان «فصل في طاعته وعصيانه».
6- الرياشي هو عبّاس بن الفَرَج أبو الفضل البصري صاحب النحو والعربيّة، مات سنة سبع وخمسين ومئتين بالبصرة قتله الزنج. (تهذيب الكمال: 14: 234 - 238، تاریخ بغداد: 12: 138، سير أعلام النبلاء: 12: 372، تهذيب التهذيب: 5: 124، أنساب السمعاني: 6: 209، الجرح والتعديل: 6: 213 ترجمة 1170، الثقات لابن حبّان: 8: 513).

إنّ امرءاً خصمه أبو حسن

لا يقبل اللّه منه معذرة

لعازب الرأي داحض الحجج

ولا يلقّيه(1) حجّة الفَلَج

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 59)

(1540) 3- أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):

عن عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام): أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) تلا هذه الآية: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)(2)، فقال: «أصحاب الجنّة من أطاعني، وسلّم لعليّ بن أبي طالب بعدي وأقرّ بولايته».

فقيل: وأصحاب النّار؟

قال: «من سخط الولاية، ونقض العهد، وقاتله بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 13)

(1541) 4- وبالسند المتقدّم عن عليّ (علیه السلام) عن النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنّه تلا هذه الآية: (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(3)، قيل: يا رسول اللّه، مَن أصحاب

ص: 526


1- فى المناقب: «ولا تلاقيه».
2- سورة الحشر: 59: 20.
3- سورة البقرة:2: 81 و 275، والمناسب للمقام الآية الأولى، وقد ورد عن أئمّة أهل البيت (علیهم السلام) أنّ المراد منهم، الجاحدون لإمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)، منها: ما رواه الكليني في الكافي: 1: 429 ح 82 بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) قال: «إذا جحد إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام) (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

النّار؟

قال: «مَن قاتل عليّاً بعدي، أولئك أصحاب النّار مع الكفّار، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم، ألا وإنّ عليّاً مِنّي، فمَن حاربه فقد حاربني وأسخط ربّي».

ثمّ دعا عليّاً (علیه السلام) فقال: «يا عليّ، حربك حربي وسلمك سلمي، وأنت العَلَم فيما بيني وبين أُمّتي بعدي».

(أمالي الطوسي: المجلس 13، الحديث 14)

(1542) 5-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشي بالكوفة سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، قال: حدّثني جدّي أبو أُمّي محمّد بن عيسى أبو جعفر القيسي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدّثني عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، عن عمران بن ظبيان، عن عبّاد بن عبداللّه الأسدي:

عن زيد بن صوحان: أنّه حدّثهم عن البصرة، عن حذيفة بن اليمان أنّه أنذرهم فتناً مشبهة يرتكس فيها أقوام على وجوههم، قال: ارقبوها.

قال: فقلنا: كيف النجاة يا أبا عبد اللّه؟

قال: انظروا الفئة الّتي فيها عليّ (علیه السلام) فأتوها ولو زحفاً على ركبكم، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله إلى يوم القيامة».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 25)

ص: 527


1- ونحوه رواه الخوارزمي في المناقب: ص 177 ح 215 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا أن أصيب زيد بن صوحان يوم الجمل، أتاه عليّ وبه رمق، فوقف عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فهو لما به، فقال: «رحمك اللّه يا زيد، فو اللّه ما عرفناك إلّا خفيف المؤنة، كثير المعونة». قال: فرفع رأسه فقال: وأنت يرحمك اللّه، فواللّه ما عرفتك إلّا باللّه عالماً وبأياته عارفاً، واللّه ما قاتلت معك من جهل، ولكنّي سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ألا وإنّ الحقّ معه، ألا وإنّه الحقّ معه يتبعه، ألا فميلوا معه».

(1543) 6-(1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي، وعليّ بن أحمد بن مروان بن نقيش المقرئ بسرّ من رأى، و أبوذرّ أحمد بن محمّد بن سليمان الباغندي، قالوا: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الحنفي المؤدّب قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن همّام قال: أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمان بن بهمان:

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري قال: رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) آخذاً بيد عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) وهو يقول: «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، ثمّ رفع بها صوته: «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب».

(أمالي الطوسي: المجلس 17، الحديث 26)

ص: 528


1- ورواه الجاوابي في نور الهدى، كما في الباب 23 من التحصين - لابن طاوس -. ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة محمّد بن عبد الصمد الدقاق البغوي برقم 887 من تاريخ بغداد: 2: 377، وابن عدي في ترجمة أحمد بن عبد اللّه بن يزيد من الكامل: 192:1، و عنه ابن عساكر في الحديث 1004 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 476، و ابن المغازلي في الحديث 120 و 125 من المناقب: ص 80 و 84، والذهبي وابن حجر في ترجمة أحمد بن عبداللّه بن يزيد المؤدّب من ميزان الاعتدال: 1: 109 / 429 ولسان الميزان: 1: 297 / 627 وفيها: «مدينة العلم» بدل مدينة الحكمة، والكنجي في كفاية الطالب: ص 221 في الباب 58 مثل رواية ميزان الاعتدال. والحديث بدون الذيل رواه أيضاً الخطيب في ترجمة أحمد بن عبداللّه بن يزيد المكتب الهشيمي من تاريخ بغداد 4: 219 برقم 1915، والحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: 3: 129. ورواه الحمّويي في الباب 32 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 157 ح 119، و السيوطي في اللآلي: 1: 171. وأورده ابن شهر آشوب في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 1: 68 في عنوان «فصل في أنّه أمير المؤمنين...» نقلا عن الخطيب في تاريخ بغداد.

باب 4- وقعة الجمل و ورود البصرة

أقول: تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب(1).

(1544) 1-(2) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي القلانسي قال: حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ بن الحسن قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد قال: حدّثنا خالد بن مختار قال: حدّثنا الأعمش، عن حبّة العرني قال:

سمعت حذيفة بن اليمان قبل أن يقتل عثمان بن عفّان بسنة وهو يقول: «كأنّي بأُمّكم الحميراء قد سارت يساق بها على جمل، وأنتم آخذون بالشّوى والذَّنب، معها الأزد أدخلهم اللّه النّار، وأنصارها بنوضبّة - جدّ اللّه أقدامهم-»(3).

قال: فلمّا كان يوم الجمل وبرز النّاس بعضهم لبعض، نادى منادي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: لا يبدأنّ أحد منكم بقتال حتّى آمركم. قال: فرموا فينا فقلنا: يا أمير المؤمنين، قد رمينا.

فقال: «كفّوا».

ثمّ رمونا فقتلوا منّا، قلنا: يا أمير المؤمنين، قد قتلونا.

فقال: «احملوا على بركة اللّه».

قال: فحملنا عليهم، فأنشب بعضنا في بعض الرماح حتّى لو مشي ماش لمشي

ص: 529


1- لاحظ الحديث 1 من الباب المتقدّم.
2- وروى نحوه، الشيخ المفيد في كتاب الجمل: ص 352 - 353 عن بشر العامري، عن حذيفة. وانظر ما رواه الطبري في حوادث سنة 36 - وقعة الجمل - من تاريخه، وابن أبي الحديد في شرح الخطبة 13 من نهج البلاغة: 1: 265 - 266.
3- الشوى: اليدان والرجلان والرأس من الأدمييّن، وشوى الفرس: قوائمه، ذكره الجوهري، وقال: جددت الشيء أجده جدّاً: قطعته.

عليها، ثمّ نادى منادي عليّ (علیه السلام): «عليكم بالسيوف»، فجعلنا نضرب بها البيض فتنبو لنا، فنادى منادي أمير المؤمنين (علیه السلام): «عليكم بالأقدام».

قال: فما رأينا يوماً كان أكثر قطع أقدام منه.

قال: فذكرت حديث حذيفة: «أنصارها بنو ضبّة - جدّ اللّه أقدامهم-»، فعلمت أنها دعوة مستجابة، ثمّ نادى منادي أمير المؤمنين (علیه السلام): «عليكم بالبعير، فإنّه شيطان».

قال: فعقره رجل برمحه وقطع إحدى يديه رجل آخر فبرك ورغا(1)، وصاحت عائشة صيحة شديدة، فولّى النّاس منهزمين(2)، فنادى منادي أمير المؤمنين (علیه السلام): «لا تجيزوا(3) على جريح، و لا تتبعوا مدبراً، ومَن أغلق بابه فهو آمن، ومَن ألقی سلاحه فهو آمن».

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 3)

(1545) 2-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو سعيد

ص: 530


1- برك البعير: ألصق صدره بالأرض. ورغا البعير ضجّ.
2- وروى ابن أبي الحديد في آخر شرحه على خطبة 13 من نهج البلاغة: 1: 266: ...فما هو إلّا أن صُرع الجمل حتّى فرّت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب، واحتملت عائشة بهودجها، فحُمِلت إلى دار عبد اللّه بن خلف، وأمر عليّ (علیه السلام) بالجمل أن يُحرَق ثمّ يذرّى في الريح، وقال (علیه السلام): «لعنه اللّه من دابّة، فما أشبهه بعجل بني إسرائيل»، ثمّ قرأ: (وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) [طه: 97].
3- أجاز على الجريح، لغة في أجهز، يقال: جهّز على الجريح: إذا أسرع في قتله وتمّم عليه. وهذه الفقرة رواها اليعقوبي في تاريخه:2: 183، وأبو حنيفة الدينوري في وقعة الجمل من الأخبار الطوال: ص 151. ورواه الطبري في وقعة الجمل من تاريخه: 4: 507، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 331 ح 805 وابن الأثير في الكامل: 3: 253 - 254 بتفاوت.
4- وروى وكيع في أخبار القضاة: 1: 275 - 276 صدر الحديث، وفي ص 282 ذيله. ورواه ابن سعد في ترجمة كعب بن سور من الطبقات الكبرى: 7: 91- 93 وقال: قال بعض أهل العلم: إنّ كعب بن سور لمّا قدم طلحة والزبير وعائشة البصرة دخل في بيت وطيّن عليه و جعل فيه كوّة يناول منها طعامه وشرابه اعتزالاً للفتنة، فقيل لعائشة: إنّ كعب بن سور إن خرج معك لم يتخلّف من الأزد أحد، فركبت إليه فنادته وكلّمته فلم يُجبها، فقالت: يا كعب، ألستُ اُمّك و لي عليك حقّ؟ فكلّمها فقالت: إنّما أريد أن أصلح بين النّاس، فذلك حين خرج و أخذ المصحف فنشره... . ورواه ابن الجوزي في حوادث سنة 36 من المنتظم: 5: 115 - 116 رقم 293. وقال الدارقطني في باب «سور وسود وشور» من المؤتلف والمختلف: 3: 1297: أمّا سور، فهو كعب بن سور، ولي قضاء البصرة لعمر، وقتل يوم الجمل مع عائشة وفي عنقه المُصحف. وروى ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 1: 258 ذيل الخطبة 13 - خطبته (علیه السلام) في ذمّ أهل البصرة - عن أبي مخنف قال: قُتل كعب بن سور قاضي البصرة، جاءه سهم غَرب فقتله وخطام الجمل في يده. وروى المفيد في عنوان: «ومن كلامه (علیه السلام) عند تطوافه على القتلى» من كتاب الإرشاد: 1: 256: ...ثمّ مشى قليلاً فمرّ بكعب بن سور، فقال: «هذا الّذي خرج علينا في عنقه المصحف، تزعم أنّه ناصر أُمّه، يدعو النّاس إلى ما فيه وهو لا يعلم ما فيه، ثمّ استفتح وخاب كلّ جبّار عنيد، أما إنّه دعا اللّه أن يقتلني فقتله اللّه، اجلسوا كعب بن سور». فأجلس فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا كعب، قد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً، فهل وجدت ما وعدك ربّك حقّاً». ثمّ قال: «أضجعوا كعباً».

الحسن بن عبداللّه المرزباني قال: حدّثنا ابن دريد قال: حدّثنا إسحاق بن عبداللّه الطلحي قال:

قال الأصمعي: ولّى عمر بن الخطّاب كعب بن سور قضاء البصرة، وكان سبب ذلك: أن حضر مجلس عمر، فجاءت امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين، إنّ زوجي صوّام قوّام.

فقال عمر: إنّ هذا الرجل صالح، ليتني كنت كذا. فردّت عليه الكلام، فقال عمر كما قال.

فقال كعب بن سور الأزدي: يا أمير المؤمنين، إنّها تشكو زوجها، تخبر أنّها لا

ص: 531

حظّ لها منه.

قال: عَلَيّ بزوجها. فأتي به، فقال له: ما بالها تشكوك، وما رأيت أكرم شكوى منها!

قال له: يا أمير المؤمنين، إنّي امرؤ أفزعني ما قد نزل في الحِجر والنَّحل وفي السبع الطوال.

فقال له كعب: إنّ لها عليك حقّاً، فابعُل واوفها الحقّ، فصُم ثَمَّ وصَلِّ.

فقال عمر لكعب: اقض بينهما.

قال: نعم، أحلّ اللّه للرجال أربعاً، فأوجب لكلّ واحدة ليلة، فلها من كلّ أربع ليال ليلة، ويصنع بنفسه في الثلاثة ما شاء، فألزمه ذلك.

وقال لكعب: اخرج قاضياً على البصرة. فلم يزل عليها حتّى قُتل عثمان، فلمّا كان يوم الجمل خرج مع أهل البصرة وفي عُنقه مصحف، فقُتل هو يومئذ وثلاثة اخوة له أو أربعة، فجاءت أُمّهم فوجدتهم في القتلى فحملتهم، وجعلت تقول:

أيا عين ابكي بدمع سرب

فما ضرّهم غير حين النفو

على فتية من خيار العرب

س أيّ أميري قريش غلب

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 19)

(1546) 3-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الكوفي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد الدلّال قال: حدّثنا يحيى بن إسماعيل المزني قال: حدّثنا جعفر بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن بكير بن عبد اللّه الطويل، وعمّار بن أبي معاوية قالا: حدّثنا أبو عثمان البجلي مؤذّن بني أفصى - قال بكير: أذّن لنا أربعين سنة - قال:

سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول يوم الجمل: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)(2)، ثمّ حلف حين قرأها أنّه

ص: 532


1- تقدّم تخريجه في الباب الأوّل.
2- سورة براءة: 9: 12.

ماقوتل أهلها منذ نزلت حتّى اليوم.

قال بكير: فسألت عنها أبا جعفر (علیه السلام) فقال: «صدق الشيخ، هكذا قال عليّ (علیه السلام)، وهكذا كان».

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 20)

أقول: تقدّم ما يقرب من هذه الرواية في الباب الأوّل، فلاحظ.

(1547) 4-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إبراهيم بن عمر قال: حدّثني أبي، عن أخيه:

عن بكر بن عيسى قال: لمّا اصطفّ النّاس للحرب بالبصرة، خرج طلحة و الزبير في صفّ أصحابهما، فنادى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) الزبير بن

ص: 533


1- ورواه - بتفاوت ومن غير التعرّض للأشعار - الطبري في حوادث سنة 36 من تاريخه: 502:4 و 509، واليعقوبي في أوائل خلافة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخه: 2: 182 - 183، وأبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال: ص 147 في وقعة الجمل، وابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 1: 233 - 234 ذيل الخطبة 8، وابن عساكر في ترجمة الزبير من تاريخ دمشق: ج 9 من مختصره - لابن منظور - ص 24 و 25، والطبرسي في الاحتجاج: 1: 377 - 379 برقم 71، وسبط ابن الجوزي في وقعة الجمل من تذكرة الخواص. ورواه مختصراً ابن عبدربّه في فرش كتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم و أخبارهم - من العقد الفريد: 4: 297، وأبونعيم في ترجمة الزبير من حلية الأولياء: 1: 91 والسيّد أبوطالب في أماليه: تيسير المطالب: ص 70 ح 87، وابن شهر آشوب في عنوان «حرب الجمل» من المناقب: 3: 181 نقلا عن ابن مردويه في الفضائل و في ص 182 نقلا عن أبي نعيم في حلية الأولياء، والذهبي في ترجمة الزبير من سير أعلام النبلاء: 1: 59 - 60. ورواه الخوارزمي في الفصل 16 من المناقب: ص 179 - 180 ح 216 ضمن حديث طويل. ورواه اليعقوبي في تاريخه: 2: 182 باختصار. وانظر ما رواه المفيد في كتاب الجمل: ص 288 - 289، وابن شهر آشوب في المناقب: 1: 149 في معجزاته (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

العوّام فقال له: «يا أبا عبد اللّه، ادن منّي لأفضي إليك بسرّ عندي».

فدنا منه حتّى اختلفت أعناق فرسيهما، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «نشدتك اللّه إن ذكّرتك شيئاً فذكرته، أما تعترف به».

فقال: نعم.

فقال: «أما تذكر يوماً كنت مقبلاً عَلَيّ بالمدينة تُحدّثني إذ خرج رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فرآك معي وأنت تبسّم إلَيّ، فقال لك: «يا زبير، أتحبّ عليّاً»؟ فقلت: وكيف لا أحبّه وبيني وبينه من النسب والمودّة في اللّه ما ليس لغيره؟ فقال: «إنّك ستقاتله وأنت له ظالم». فقلت: أعوذ باللّه من ذلك»!

فنكس الزبير رأسه، ثمّ قال: إنّي أنسيت هذا المقام.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «دع هذا، أفلست بايعتني طائعاً»؟

قال: بلى.

قال: «فوجدت منّي حَدَثاً يُوجب مفارقتي»؟

فسكت، ثمّ قال: لاجرم واللّه لا قاتلتك. ورجع متوجّهاً نحو البصرة، فقال له طلحة: ما لَكَ يا زبير تنصرف عنّا، سحرك ابن أبي طالب؟!

فقال: لا، ولكنّي ذكّرني ما كان أنسانيه الدهر، واحتجّ عَلَيّ ببيعتي له.

فقال طلحة: لا، ولكن جبنت وانتفخ سَحرك(1).

فقال الزبير: لم أجبن، لكن أذكرت فذكرت.

فقال له عبد اللّه: يا أبه، جئت بهذين العسكرين العظيمين حتّى إذا اصطفّا للحرب، قلت: أتركهما وأنصرف، فما تقول قريش غداً بالمدينة؟ اللّه اللّه يا أبه لا تُشمت الأعداء، ولا تشين نفسك بالهزيمة قبل القتال.

قال: يا بُنيّ ما أصنع، وقد حلفت له باللّه ألّا أقاتله.

قال له: فكفِّر عن يمينك، ولا تفسد أمرنا.

فقال الزبير: عبدي مكحول حرّ لوجه اللّه كفّارة يميني. ثمّ عاد للقتال.

ص: 534


1- السَّحر والسُّحر: الرئة، يقال: انتفخ سُّحره: أي جبن كأنّ الخوف ملأ جوفه فانتفخ سُّحره.

فقال همّام الثقفي في فعل الزبير وما فعل، وعتقه عبده في قتال عليّ (علیه السلام):

أيعتق مكحولاً ويعصي نبیّه

أينوي بهذا الصدق والبرّ والتقى

لشتّان ما بين الضلالة و الهدى

ومَن هو في ذات الإله مشمّر

أفي الحقّ أن يعصى النبيّ سفاهة

كدافق ماء للسراب يؤمّه

لقدتاه عن قصد الهدى ثمّ عوّق

سيعلم يوماً من يبرّ ويصدق

وشتّان من يعصي النبيّ ويعتق

يكبّر برّاً ربّه ويصدّق

ويعتق عن عصيانه ويطلق

ألا فى ضلال ما يصبّ ويدفق

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 36)

(1548) 5- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن محمّد بن عبيد اللّه قال: حدّثنا جعفر بن عبداللّه بن جعفر المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن الحسن بن فرات التميمي قال: حدّثنا [أبو عبد الرحمان عبداللّه بن عبدالملك أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود](1) المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي محمّد العنزي قال:

حدّثني ابن عمّي أبو عبداللّه العنزي قال: إنّا لجلوس مع عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)یوم الجمل إذ جاءه النّاس يهتفون به: يا أمير المؤمنين، لقد نالنا النبل و النشّاب(2). فسكت، ثمّ جاء آخرون فذاكروا مثل ذلك فقالوا: قد جُرحنا، فقال عليّ (علیه السلام): «يا قوم، مَن يعذرني من قوم يأمروني بالقتال ولم تنزل بعد الملائكة».

فقال: إنّا لجلوس ما نرى ريحاً ولا نحسّها إذ هبّت ريح طيّبة من خلفنا، واللّه لوجدت بردها بين كتفي من تحت الدرع والثياب، قال: فلمّا هبت صبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) درعه ثمّ قام إلى القوم، فما رأيت فتحاً كان أسرع منه.

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 10)

ص: 535


1- ما بين المعقوفين من ترجمة الحارث بن حصيرة من تهذيب الكمال.
2- النُشّاب، الواحدة النُشّابة: السهام.

(1549) 6-(1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مخلد أبو الطيّب الجعفي الدهّان بالكوفة، قال: حدّثني عبّاد بن سعيد الجعفي - وهو جدّه لأمّه - قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيمي:

عن أبي ثابت(2) مولى أبي ذرّ قال: شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني من الشكّ بعض ما يدخل النّاس، فلمّا زالت الشمس كشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ أتيت بعد ذلك أمّ سلمة زوج النبيّ صلى اللّه عليه وآله ورحمها، فقصصت عليها قصّتي، فقالت: كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال: قلت: إلى أحسن ذلك والحمد للّه، كشف اللّه عزّ وجلّ ذلك عنّي عند زوال الشمس، فقاتلت مع أمير المؤمنين (علیه السلام) قتالاً شديداً.

قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

(أمالي الطوسي: المجلس 16، الحديث 34)

ص: 536


1- ورواه الشيخ المفيد في أواخر حرب الجمل من كتاب الجمل: ص 417 عن المسعودي، عن هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيمي. وأخرجه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: ج 3 ص 124 ثمّ قال: حديث صحيح الإسناد، وأبوسعيد التميمي هو عقيصاء، ثقة مأمون، ولم يخرجاه. وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح. ورواه الحمّويي في الباب 36 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 177 ح 140 بإسناده عن شهر بن حوشب قال: كنت عند أُمّ سلمة إذ استأذن رجل فقالت له: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت، وذكر الحديث بتفاوت يسير. ورواه الخوارزمي في عنوان « في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون» من الفصل 16 من المناقب: ص 176 ح 214 نقلاً عن ابن مردويه، مع زيادة في كلام أُمّ سلمة، وهي: «ولقد بعثت ابني عمر، وابن أخي عبد اللّه - أبي أُميّة - وأمرتهما أن يقاتلا مع عليّ مَن قاتله، ولولا أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أمرنا أن نقرّ في حجالنا أو في بيوتنا، لخرجت حتّى أقف في صفّ عليّ». ورواه أيضاً الإربلي في كشف الغمّة: 146:1 «في أنّ عليّاً مع الحقّ والحقّ مع عليّ» نقلاً عن ابن مردويه. ورواه ابن شهر آشوب في المناقب: 3: 77 « في أنّه أحبّ الخلق إلى اللّه تعالى و إلى رسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» نقلاً عن الخطيب في تاريخه. والحديث - من غير التعرّض للقصّة - أخرجه الخطيب البغدادي في ترجمة يوسف بن محمّد بن عليّ المؤدّب من تاريخ بغداد: ج 14 ص 321 تحت الرقم 7643 ومن طريقه ابن عساكر في الحدیث 1172 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)، والزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار: 1: 828، والطبراني فيمن اسمه «عبّاد» من المعجم الأوسط: ج 5 ص 455 تحت الرقم 4877 وفي نفس العنوان من المعجم الصغير: ج 1 ص 255، وعنه الهيثمي في باب «الحقّ مع عليّ» من مجمع الزوائد: ج 9 ص 134. وأخرج نحوه الحمّويي في فرائد السمطين: ج 1 ص 177 ح 140، والسيّد أبوطالب في الباب الثالث من تيسير المطالب تحت الرقم 15. وروى الديلمي في الفردوس: 3: 282 ح 4713 من طريق أُمّ سلمة: «القرآن مع عليّ و عليّ مع القرآن».
2- كذا في نسخة، ومثله في المستدرك وفرائد السمطين، وفي نسخة: «ثابت»، وهو موافق للمعجم الأوسط والصغير - للطبراني-.

(1550) 7-(1) وعن أبي المفضّل قال: أخبرنا محمّد بن جرير أبو جعفر الطبري قراءةً، قال: حدّثني محمّد بن عمارة الأسدي قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدّثني عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال: حدّثني أبو سعيد التيمي:

عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ:قال شهدت مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل النّاس، حتّى إذا كان عند الظهر فكشف اللّه ذلك عنّي، فقاتلت قتالاً شديداً.

قال: ثمّ بعد ذلك أتيت المدينة، فأتيت أُمّ سلمة زوج النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فسلّمت واستأذنت، فقيل: مَن ذا؟

ص: 537


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم.

فقلت: سائل.

فقالت: أطعموا السائل.

فقلت: إنّي واللّه لا أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكنّي أبو ثابت مولى أبي ذرّ.

فقالت: مرحباً، فقصصت عليها قصّتي.

قالت: فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال: فقلت: إلى أحسن ذلك، كشف اللّه ذلك عنّي حين زوال الشمس، فقاتلت قتالاً شديداً مع أمير المؤمنين (علیه السلام) حتّى فرغ.

قالت: أحسنت، سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «إنّ عليّاً مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوض».

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 15)

(1551) 8-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن مستورد قال: حدّثنا محمّد بن منير قال: حدّثني إسحاق بن وزير قال: حدّثنا محمّد بن الفضيل بن عطاء مولى مزينة قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام):

عن محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة قال: كان اللواء معي يوم الجمل، وكان أكثر القتلى في بني ضبّة، فلمّا انهزم النّاس أقبل أمير المؤمنين (علیه السلام) ومعه عمّار بن ياسر ومحمّد بن أبي بكر رضي اللّه عنهما، فانتهى إلى الهودج وكأنّه شوك القنفذ ممّا فيه من النبل، فضربه بعصاً ثمّ قال: «هيه يا حميراء، أردت أن تقتليني كما قتلت ابن عفّان، أبهذا أمرك اللّه، أو عهد به إليك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»؟!

قالت: ملکت فاسجح.

فقال (علیه السلام) لمحمّد بن أبي بكر: «انظر هل نالها شيء من السلاح»؟

ص: 538


1- لاحظ ما رواه الطبري في أواخر وقعة الجمل من تاريخه: 4: 532 - 534، وأبو حنيفة الدينوري في وقعة الجمل من الأخبار الطوال: ص 151، وابن الأثير في الكامل: 3: 253 وما بعده.

فوجدها قد سلمت، لم يصل إليها إلّا سهم خرق في ثوبها خرقاً وخدشها خدشاً ليس بشيء، فقال ابن أبي بكر: يا أمير المؤمنين، قد سلمت من السلاح إلّا سهماً قد خلص إلى ثوبها فخدش منه شيئاً.

فقال عليّ (علیه السلام): «احتملها فأنزلها دار ابني خلف الخزاعي»(1)، ثمّ أمر مناديه فنادى: «لا يدفف على جريح، ولا يتبع مدبر، ومَن أغلق بابه فهو آمن».

(أمالي المفيد: المجلس، الحديث 8)

(1552) 9-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن جبارة، عن سعاد بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد:

عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال: شهد مع عليّ (علیه السلام) يوم الجمل ثمانون من أهل بدر، وألف وخمس مئة من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

(أمالي الطوسي: المجلس 44، الحديث 2)

ص: 539


1- قال الطبري في أواخر وقعة الجمل من تاريخه: 4: 533: إنّ محمّداً بن أبي بكر وعمّار بن ياسر أتيا عائشة وقد عُقر الجمل، فقطعا عُرضة الرحل، واحتملا الهودج، فنَحَّياه حتّى أمرهما عليّ فيه أمره بعد، قال: «ادخلاها البصرة». فأدخلاها دار عبداللّه بن خلف الخزاعي. وقال في ص 534: ولمّا كان من آخر الليل خرج محمّد بعائشة حتّى أدخلها البصرة، فأنزلها في دار عبداللّه بن خلف الخزاعي على صفيّة ابنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبدالعزّى بن عثمان بن عبدالدار، وهي أمّ طلحة الطلحات بن عبداللّه بن خلف.
2- وفي الحديث 28 من كتاب سلیم بن قیس: ص 796: شهدت يوم الجمل عليّاً (علیه السلام)، و كنّا اثني عشر ألفاً، وكان أصحاب الجمل زيادة على عشرين ومئة ألف، وكان مع عليّ (علیه السلام) من المهاجرين والأنصار نحو من أربعة آلاف ممّن شهد مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بدراً والحديبيّة و مشاهده، وسائر النّاس من الكوفة، إلّا من تبعه من أهل البصرة والحجاز ليست له هجرة ممّن أسلم بعد الفتح، وجلّ الأربعة آلاف من الأنصار. ولم يكره أحداً على البيعة ولا على القتال، إنّما ندبهم فانتدب من أهل بدر سبعون ومئة رجل، وجلّهم من الأنصار ممّن شاهد أحداً والحديبيّة ولم يتخلّف عنه أحد.

(1553) 10-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني أبو الوليد الضبّي قال: حدّثنا أبوبكر الهذلي قال: دخل الحارث بن حَوط الليثي على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، ما أرى طلحة والزبير وعائشة احتجّوا إلّا على حقّ؟!

فقال: «يا حارث، إنّك إن نظرت تحتك ولم تنظر فوقك(2) جزت عن الحقّ، إنّ الحقّ و الباطل لا يعرفان بالنّاس، ولكن اعرف الحقّ باتّباع مَن اتّبعه، والباطل باجتناب مَن اجتنبه».

قال: فهلّا أكون كعبد اللّه بن عمر وسعد بن مالك؟

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنّ عبد اللّه بن عمر وسعد أخذلا الحقّ ولم ينصرا الباطل، متى كانا إمامين في الخير فيتّبعان»؟!

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 29)

(1554) 11-(3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن

ص: 540


1- وأورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة تحت الرقم 262 بتفاوت. وصدر الحديث رواه اليعقوبي في آخر سيرة عليّ (علیه السلام) من تاريخه: ج 2 ص 210 بمغايرة، و الجاحظ في البيان والتبيين: 3: 211، والبلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 183، وابن الجوزي في أواخر كتاب «آفة أصحاب الحديث»: ص 123 باختصار ومغايرة، والراغب الأصفهاني في الباب 19 من كتاب «الذريعة إلى مكارم الشريعة» ص112، وأبو سعد الآبى فى الباب الثالث من كتاب نثر الدرّ: 1: 246 - 247. وذيل الحديث رواه يحيى بن الحسين بن هارون في أماليه، كما في الباب 3 من تيسير المطالب: ص 72 ح 93 باختصار وزيادة بيت في آخره.
2- قال العلّامة المجلسي في البحار: قوله (علیه السلام): «إنّك نظرت تحتك»، لعلّه كناية عن الغفلة عن معالي الأمور، أو أنّه اقتصر على النظر إلى أمثاله ومن هو أدون منه ولم يتبع من يجب اتّباعه ممن هو فوقه.
3- ورواه الشيخ المفيد في أواخر حرب الجمل من كتاب الجمل: ص 416 - 417 عن أبي مخنف والمسعودي، عن هاشم بن البريد، بتفاوت يسير، ونحوه في ص 413 عن الواقدي. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 392 - 393 ح 333. ولاحظ الخطبة 73 من نهج البلاغة.

الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن عبداللّه بن مخارق:

عن هاشم بن مساحق، عن أبيه: أنّه شهد يوم الجمل، وأنّ النّاس لمّا انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش فيهم مروان، فقال بعضهم لبعض: واللّه لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته على غير حدث كان منه، ثمّ لقد ظهر علينا، فما رأينا رجلاً كان أكرم سيرة ولا أحسن عفواً بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) منه، فتعالوا فندخل عليه ولنعتذرنّ ممّا صنعنا.

قال: فدخلنا عليه، فلمّا ذهب متكلّمنا يتكلّم قال: «انصتوا أكفكم، إنّما أنا رجل منكم، فإن قلت حقّاً فصدّقوني، وإن قلت غير ذلك فردّوه عليّ، أنشدكم باللّه، أتعلمون أنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قُبِض وأنا أولى النّاس به وبالنّاس»؟

قالوا: اللّهم نعم.

قال: «فبايعتم أبا بكر وعدلتم عنّي، فبايعت أبابكر كما بايعتموه، وكرهت أن أشقّ عصا المسلمين وأن أفرّق بين جماعتهم، ثمّ إنّ أبابكر جعلها لعمر من بعده، وأنتم تعلمون أنّي أولى النّاس برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبالنّاس من بعده، فبايعت عمر كما بايعتموه، فوفيت له ببيعته حتّى لمّا قُتِل جعلني سادس ستّة، فدخلت حيث أدخلني، وكرهت أن أفرّق جماعة المسلمين وأشقّ عصاهم.

فبايعتم عثمان فبايعته، ثمّ طعنتم على عثمان فقتلتموه وأنا جالس في بيتي، ثمّ أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم، فبايعتموني كما بايعتم أبابكر وعمر وعثمان، فما جعلكم أحقّ أن تفوا لأبي بكر وعمر وعثمان بيعتهم منكم بيعتي»؟

قالوا: يا أمير المؤمنين، كُن كما قال العبد الصالح: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ

ص: 541

لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(1).

فقال: «كذلك أقول: «يَغْفِرُ اللّه لكم وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ»، مع أنّ فيكم رجلاً لو بايعني بيده لنكث باسته». يعني مروان.

(أمالي الطوسي: المجلس 18، الحديث 16)

(1555) 12-(2) أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسی قال: حدّثني أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسين الهمداني قال: حدّثني محمّد بن خالد البرقي قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن موسى بن بكر(3):

ص: 542


1- سورة یوسف: 12: 92.
2- للحديث أسانيد عديدة وروايات مختلفة، رواه جمع من المؤلّفين وأصحاب السير، منهم: ابن قتيبة في كتاب الحرب من عيون الأخبار: 1: 216 - 217 في عنوان «ذكر الأمصار»، وأبو حنيفة الدينوري في وقعة الجمل من كتاب «الأخبار الطوال»: ص 151 - 152، والشيخ المفيد في كتاب الجمل: ص 407، والشريف الرضي في الخطبة 13 من نهج البلاغة، و ابن عبدالبرّ في آخر خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) من فرش كتاب الخطب من العقد الفريد: 4: 81 وفي فرش كتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم -: ص 302 والمسعودي في عنوان «دخول على البصرة » عند ذكر وقعة الجمل من مروج الذهب: 2: 368، والقمّي في تفسير آية (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى) من سورة النجم في تفسيره: 2: 339، والطبرسي في الاحتجاج: 1: 402 - 403 رقم 86، والخوارزمي في الفصل 16 من المناقب: ص 189 في آخر الحديث 223.
3- هو موسى بن بكر الواسطي الراوي عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن (علیهما السلام)، وقد روى عن عدّة من الأصحاب، وروى عنه جماعة من الأصحاب منهم محمّد بن سنان. وما ذكرته من السند إلى محمّد بن سنان موجود في الحديث 2 من المجلس 40، وكان في ابتداء الحديث 3 و 4 من المجلس المذكور: وعن موسى بن بكر، عن العبد الصالح (علیه السلام)، فرواية الشيخ عن موسى بن بكر إمّا يكون بواسطة محمّد بن سنان، على النحو المذكور، وإمّا رواه من كتابه، لأنّه كان له كتاب، كما قال الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) في رجاله (716).

عن العبد الصالح (علیه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) بالبصرة فقال: «يا جند المرأة، يا أصحاب البهيمة، رغا فأجبتم، وعقر فانهزمتم، اللّه أمركم بجهادي؟ أم على اللّه تفترون»؟!

ثمّ قال: «يا بصرة، أيّ يوم لك لو تعلمين، وأيّ قوم لك لو تعلمين! إنّ لك من الماء يوماً عظياً بلاؤه»! وذكر كلاماً كثيراً.

(أمالي الطوسي: المجلس 40، الحديث 7)

(1556) 13-(1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفراني قال: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه(2) الأسلمي:

عن موسى بن عبداللّه الأسدي قال: لمّا انهزم أهل البصرة، أمر عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) أن تنزل عائشة قصر أبي خلف(3)، فلمّا نزلت جاءها عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) فقال لها: «يا أمّتَ، كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف»؟

فقالت: استبصرت یا عمّار من أجل أنّك غلبت.

قال: «أنّا أشدّ استبصاراً من ذلك، أما واللّه لو ضربتمونا حتّى تبلغونا سعفات هَجَر لعلمنا أنّا على الحقّ و أنّكم على الباطل»(4).

فقالت له عائشة: هكذا يُخَيَّل إليك، اتّق اللّه يا عمّار، فإنّ سنّك قد كبرت، و دقّ عظمك، وفنى أجلك، وأذهبت دينك لابن أبي طالب.

ص: 543


1- فقرات منه رواها الطبري في أواخر حرب الجمل من تاريخه: 4: 533، وابن الأثير في الكامل: 3: 254.
2- في نسخة: «أبي عبيد اللّه».
3- كذا في النسخ، ولعلّ الصحيح: «قصر بني خلف» وهو بالبصرة، ينسب إلى خلف آل طلحة الطلحات بن عبد اللّه بن خلف بن أسعد بن عامر. (معجم البلدان: 356:4)
4- كلام عمّار هذا رواه ابن عساكر في ترجمة عمّار من تاريخ دمشق: 43: 362، وابن الأثير في ترجمة عمّار من أسد الغابة: 46:4 بتفاوت، وقال: أنّه قال بذلك في صفّين.

فقال عمّار (رحمه اللّه): «إنّي واللّه اخترت لنفسي في أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فرأيت عليّاً أقرأهم لكتاب اللّه عزّ وجلّ، وأعلمهم بتأويله، وأشدّهم تعظيماً لحرمته، وأعرفهم بالسنّة، مع قرابته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعظم عنائه وبلائه في الإسلام». فسكتت.

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 47)

(1557) 14-(1) وبالسند المتقدّم عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا أبو الوليد العبّاس بن بكّار الضبّي قال: حدّثنا أبو بكر الهذلي قال: حدّثنا محمّد بن سيرين قال:

سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون: لمّا فرغ عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من الجمل عرض له مرض، وحضرت الجمعة فتأخّر عنها وقال لابنه الحسن (علیه السلام)(2): «انطلق يا بني فجمّع بالنّاس». فأقبل الحسن (علیه السلام) إلى المسجد، فلمّا استقلّ على المنبر حمد اللّه وأثنى عليه وتشهّد وصلّى على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال(3):

«أيّها النّاس، إنّ اللّه اختارنا بالنبوّة، واصطفانا على خلقه، وأنزل علينا كتابه

ص: 544


1- وأورده ابن شهر آشوب في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من المناقب: 11:4 وفي ط: ص 15 في عنوان «فصل في علمه وفصاحته». ولاحظ ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 34 من سورة آل عمران في تفسيره: ص 79 ح 55: 26، والآبي في نثر الدرّ: 1: 328، والحلواني في نزهة الناظر: ص 72-73، وابن سعد في ترجمة الإمام (علیه السلام): (74)، و ابن عساكر في ترجمته (علیه السلام): (243)، والصدوق في التوحيد: ص 307 باب 43 ح 1، والمفيد في الاختصاص: ص 238، والسيوطي فى الدرّ المنثور ذيل الآية الشريفة نقلاً عن ابن سعد وابن أبي حاتم.
2- وفي الحديث 13 من المجلس 4: «لمّا فرغ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من حرب أصحاب الجمل لحقه مرض وحضرت الجمعة، فقال لابنه الحسن (علیه السلام)».
3- في المجلس 4: «ثمّ قال».

ووحيه، وأيم اللّه لا ينتقصنا أحد من حقّنا شيئاً إلّا تنقّصه اللّه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلّا كانت لنا العاقبة، ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)(1)».

ثمّ جمّع بالنّاس، وبلغ أباه كلامه، فلمّا انصرف إلى أبيه (علیه السلام) نظر إليه و ما ملك(2) عبرته أن سالت على خدّيه، ثمّ استدناه إليه فقبّل بين عينيه(3) وقال: «بأبي أنت و أُمّي، (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾(4)».

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 30)

ورواه أيضاً في المجلس 4 الحديث 13، إلّا أنّ فيه: ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّ اللّه اختارنا لنبوّته، واصطفانا على خلقه وبريّته». وفيه: «إلّا انتقصه اللّه».

(1558) 15-(5) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبّي قال: حدّثنا عبيداللّه بن موسى قال: حدّثنا جعفر الأحمر، عن [أبي إسحاق] الشيباني:

ص: 545


1- سورة ص: 38: 88.
2- فى الحديث 13 من المجلس 4: «فما ملك».
3- في المجلس 4: «ثمّ استدناه فقبّل بين عينيه».
4- سورة آل عمران: 3: 34.
5- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار: 1: 140 ح 72 بتفاوت يسير. وروى ذيل الحديث 73 ص 141: فقيل لها: فكيف خرجت عليه مع علمك هذا فيه؟ قالت: دعوني من هذا، فلو قدرت أن أفتدي منه بما على الأرض لفعلت. وفي أوّل الباب 68 من السمط الأوّل من فرائد السمطين: 1: 367 ح 296 ط 1 عن العوام بن حوشب قال: حدّثني ابن عمّ لي من بني الحارث بن تيم اللّه يقال له: مجمع قال: دخلت مع اُمّي على عائشة فسألتها أمّي قالت: أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت: إنّه كان قدراً من اللّه سبحانه وتعالى، فسألتها عن عليّ؟ قالت: تسأليني عن أحبّ النّاس كان إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...». ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 617 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 132 بإسناده عن العوّام، عن جميع بن عمير أنّه قال: دخلت مع أمّي إلى عائشة فسألتها عن عليّ... . ورواه ابن عساكر في الحديث 650 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق: 2: 164 مثل رواية فرائد السمطين، إلّا أنّ فيه: «عمير بن جميع»، ثمّ قال الحسكاني في آخر الحديث: كذا قال وقلته، وإنّما هو جميع بن عمير. وفي عنوان «اختصاصه بأحبيّة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم)» من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الرياض النضرة: 2: 104: عن مجمع قال: دخلت مع أبي على عائشة، فسألتها عن مسراها يوم الجمل؟ فقالت: كانت قدراً من اللّه. وسألتها عن عليّ؟ فقالت: سألت عن أحبّ النّاس إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وزوج ابنة أحبّ النّاس كان إليه.

عن جميع بن عمير قال: قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع: أرأيت مسيرك إلى عليّ (علیه السلام) ما كان؟

قالت: دعينا منك، إنّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من عليّ (علیه السلام)، ولا من النساء أحبّ إليه من فاطمة (علیها السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 12، الحديث 3)

ص: 546

باب 5- خروج أمير المؤمنين (علیه السلام) من البصرة ودخوله الكوفة

(1559) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني محمّد بن موسى بن حمّاد قال: حدّثنا محمّد بن سهل قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن الحارث بن حصيرة:

عن عبدالرحمان بن عبيد بن الكنود(2) قال: قدم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) من البصرة إلى الكوفة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب [سنة ستّ وثلاثين]، فأقبل حتّى صعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: «أمّا بعد، فالحمد لله الّذي نصر وليّه وخذل عدوّه، وأعزّ الصادق المحقّ وأذلّ الكاذب المبطل(3)، عليكم يا أهل هذا المصر بتقوى اللّه، وطاعة مَن أطاع اللّه من أهل بيت نبیّكم الّذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا اللّه فيه من المنتحلين المدّعين المقابلين إلينا(4)، يتفضّلون بفضلنا و يجاحدونا أمرنا(5)، وينازعونا حقّنا، ويدفعونا عنه(6)، وقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيّاً، إنّه قد قعد عن نصرتي رجال منكم فأنا عليهم عاتب زار(7)، فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتّى

ص: 547


1- وقطعة منه رواها أيضاً في الفصل 81 من كتاب الإرشاد: 1: 259 - 260. ورواه ابن الأعثم في أوائل عنوان «ابتداء خبر وقعة صفّين» من كتاب الفتوح: 2: 347 - 349، ونصر بن مزاحم في كتاب وقعة صفّين: ص 3 - 5 وعنه ابن أبي الحديد في شرحه على المختار 43 من خطب نهج البلاغة: 3: 102 - 104.
2- في وقعة صفين: عبيد بن أبي الكنود.
3- في بعض النسخ: «أذلّ الناكث المبطل».
4- في نسخة: «القائلين إلينا».
5- ومثله في الارشاد، وفي بعض النسخ: «يجاحدوناه».
6- في نسخة: «يباعدوننا عنه».
7- زَرَى عليه زَرياً و زِرايةً: عابه وعتب عليه.

يعتبوا(1) أو نرى منهم ما نرضى»(2).

فقام إليه مالك بن حبيب التميمي اليربوعي - وكان صاحب شرطته - فقال:

واللّه إنّي لأرى الهجر وإسماع المكروه(3) لهم قليلاً، واللّه لئن أمرتنا لنقتلنّهم.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا مال، جزت المدى، وعدوت الحدّ(4) وأغرقت في النزع».

فقال: يا أمير المؤمنين.

لبعض الغشم أبلغ في أمور

تنوبك من مهادنة الأعادي

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «ليس هكذا قضى اللّه يا مال، قال اللّه تعالى: (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)، فما بال بعض الغشم(5)؟ وقال اللّه سبحانه: (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(6)».

فقام إليه أبو بردة بن عوف الأزدي - وكان عثمانيّاً تخلّف عنه يوم الجمل و حضر معه صفّين على ضعف نيّة في نصرته - فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيت القتلى حول عائشة وطلحة والزبير بِمَ قتلوا؟

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «بما قَتَلوا شيعتي وعمّالي، وبقتلهم أخا ربيعة العبدي (رحمه اللّه) في عصابة من المسلمين قالوا: «لا ننكث البيعة [كما نكثتم]، ولا نغدر كما غدرتم»، فوثبوا عليهم فقتلوهم ظلماً وعدواناً، فسألتهم أن يدفعوا إليّ قتلة إخواني منهم أقتلهم بهم(7)، ثمّ كتاب اللّه حكم بيني و بينهم، فأبوا عَلَيّ وقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ودماء نحو ألف من شيعتي، فقتلتهم بذلك، أفي شكّ أنت من ذلك»؟

ص: 548


1- في الإرشاد: «يعتبونا». أعتبه: أرضاه بعد العتاب، وأعتب عن الشيء: انصرف.
2- في الإرشاد: «يعتبونا ونرى منهم ما نحبّ».
3- في بعض النسخ: «سماع الكره».
4- في بعض النسخ: «الحقّ».
5- في بعض نسخ الحديث: «فما بال ذكر الغشم».
6- سورة الإسراء: 33.
7- في بعض النسخ: «لنقتلهم بهم».

فقال: قد كنت في شكٍّ، فأمّا الأن فقد عرفت و استبان لي خطأ القوم، فإنّك أنت المهتدي المصيب.

ثمّ إنّ عليّاً تهيّأ لينزل، فقام رجال ليتكلّموا، فلمّا رأوه قد نزل جلسوا ولم يتكلّموا.

قال أبو الكنود: وكان أبو بردة مع حضوره صفّين ينافق أمير المؤمنين (علیه السلام) ويكاتب معاوية سرّاً، فلمّا ظهر معاوية أقطعه قطيعة بالفلّوجة(1)، وكان عليه كريماً.

(أمالي المفيد: المجلس 15، الحديث 5)

ص: 549


1- قال ياقوت في معجم البلدان: 4: 275: الفلّوجة - بالفتح ثمّ التشديد، وواو ساكنة، قال الليث: فلاليج السواد، قراها، وإحداها الفلّوجة، والفلّوجة الكبرى والفلّوجة الصغرى: قريتان كبيرتان من سواد بغداد والكوفة قرب عين التمر، ويقال: الفلّوجة العليا والفلّوجة السفلى أيضاً، وفي الصحاح: الفلّوجة: الأرض المصلحة للزرع، والجمع فلاليج وقد نسب إليها قوم.

باب 6- بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين (علیه السلام) عن تأميره وكتابه (علیه السلام) إلى معاوية وعمرو بن العاص

(1560) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبدالكريم قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: أخبرني عبيد اللّه بن القاسم(2) قال: حدّثنا عمرو بن ثابت:

عن جبلة بن سحيم، عن أبيه قال: لمّا بويع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) بلغه أنّ معاوية قد توقّف عن إظهار البيعة له، وقال: إن أقرّني على الشام وأعمالي الّتي ولّانيها عُثمان بايعته. فجاء المغيرة إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين، إنّ مُعاوية مَن قد عرفت، وقد ولّاه الشام مَن قد كان قبلك، فولّه أنت كیما تتسق عُرى الأمور ثمّ اعزله إن بدا لك.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتضمن لي عمري يامغيرة فيما بين توليته إلى خلعه»؟

قال: لا.

قال: «لا يسألني اللّه عزّ وجلّ عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء

ص: 550


1- ورواه ابن الأعثم في الفتوح: 2: 266 - 267 قُبيل عنوان «ذكر وقعة الجمل» إلى آخر شعر المغيرة، بتفاوت. ورواه ابن عبدالبرّ في ترجمة المغيرة بن شعبة من الاستيعاب: 4: 1447 بتفاوت، و أبو الفرج في ترجمة المغيرة من الأغاني: 16: 91 مع اختصار في كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) ومن غير التعرض للأشعار. وأورد نحوه المسعودي في عنوان: «المغيرة بن شعبة ينصح عليّاً ثمّ يرجع» من مروج الذهب: 354 - 355، وأبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال: ص 142.
2- في نسخة: «عبد اللّه بن أبي هاشم».

أبداً، ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)(1)، لكن أبعث إليه و أدعوه إلى ما في يدي من الحقّ، فإن أجاب فرجل من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، وإن أبي حاكمته إلى اللّه».

فولّى المغيرة(2) وهو يقول: فحاكمه إذن. فأنشأ يقول:

نصحتُ عليّاً فى ابن حرب نصيحة

ولم يقبل النُّصح الّذي جئته به

وقالوا له ما أخلص النُّصح كلّه

فردّ فما منى له الدهر ثانيه

وكانت له تلك النصيحة كافيه(3)

فقلت له إنّ النصيحة غاليه

فقام قيس بن سعد (رحمه اللّه) فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ المغيرة أشار عليك بأمرٍ لم يرد اللّه به، فقدّم فيه رجلاً وأخّر فيه أخرى، فإن كان لك الغلبة تقرّب إليك بالنصيحة، وإن كانت لمعاوية تقرّب إليه بالمشورة، ثمّ أنشأ يقول:

کاد ومن أرسى ثبيراً مكانه

وكنت بحمد اللّه فينا موفّقا

فسُبحان من علّا السماء مكانها

مغيرة أن يقوى عليك معاوية

وتلك الّتي أراكها غير كافيه

وأرضاً دحاها فاستقرّت كما هيه

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 42)

(1561) 2-(4) أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثنا هشام قال: حدّثنا أبو مخنف

ص: 551


1- سورة الكهف: 18: 51.
2- وزاد بعده في الأغاني: فلمّا كان من غد جاءه، فقال: إنّي فكّرت فيا أشرتُ به عليك أمس، فوجدته خطأ ووجدت رأيك أصوب. فقال له عليّ: «لم يَخْفَ عَلَيّ ما أردت، قد نصحتني في الأولى وغششتني في الآخرة، ولكنّي لا آتي أمراً فساداً لديني، طلباً لصلاح دنياي». فانصرف المغيرة.
3- في نسخة «عافية».
4- ورواه نصر بن مزاحم في «وقعة صفين»: ص 149 - 151 عن عمر بن سعد، عن رجل، عن أبي الودّاك. ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار 48 من خطب نهج البلاغة: 3: 209-211. وروى البلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 207 ح 381 جواب معاوية مع الإشارة إلى كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام).

لوط بن يحيى قال: حدّثنا عبد اللّه بن عاصم قال:

حدّثنا جبر بن نوف قال: لمّا أراد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه المسير إلى الشام، اجتمع إليه وجوه أصحابه فقالوا: لو كتبت يا أمير المؤمنين، إلى معاوية و أصحابه قبل مسيرنا إليهم كتاباً تدعوهم إلى الحقّ، وتأمرهم بما لهم فيه الحظّ، كانت الحجّة تزداد عليهم قوّة.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) لعبيد اللّه بن أبي رافع -كاتبه-: «اكتب:

بسم اللّه الرّحمن الرّحیم

من عبداللّه عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ومَن قبله من النّاس، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الّذي لا إله إلّا هو.

أمّا بعد، فإنّ اللّه عباداً آمنوا بالتنزيل وعرفوا التأويل وفقهوا في الدين وبيّن اللّه فضلهم في القرآن الحكيم، وأنت يا معاوية وأبوك وأهلك في ذلك الزمان أعداء الرسول، مكذِّبون بالكتاب، مُجمعون على حرب المسلمين، من لقيتم منهم حبستموه وعذّبتموه وقتلتموه، حتّى إذا أراد اللّه تعالى إعزاز دينه وإظهار رسوله، دخلت العرب في دينه أفواجاً، وأسلمت هذه الاُمّة طوعاً وكرهاً، وكنتم ممّن دخل في هذا الدين إمّا رغبة وإمّا رهبة، فليس ينبغي لكم أن تنازعوا أهل السبق ومَن فاز بالفضل، فإنّه مَن نازعه منكم فبحوب وظُلم، فلا ينبغي لمَن كان له قلب أن يجهل قدره، ولا يعدوا طوره، ولا يشقي نفسه بالتماس ما ليس له.

إنّ أولى النّاس بهذا الأمر قديماً وحديثاً، أقربهم برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأعلمهم بالكتاب، وأقدمهم في الدين، وأفضلهم جهاداً، وأوّلهم إيماناً، وأشدّهم اضطلاعاً بما تجهله الرعيّة من أمرها، فاتّقوا اللّه الّذي إليه ترجعون، ولا تلبسوا الحقّ

ص: 552

بالباطل لتدحضوا به الحقّ.

واعلموا أنّ خيار عباد اللّه الّذين يعملون بما يعلمون، وأنّ شرّهم الجهلاء الّذين ينازعون بالجهل أهل العلم به، ألا وإنّي أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و حقن دماء هذه الاُمّة، فإن قبلتم أصبتم رشدكم وهديتم لحظّكم، وإن أبيتم إلّا الفرقة وشقّ عصا هذه الاُمّة، لم تزدادوا من اللّه إلّا بُعداً، ولم يزدد عليكم إلّا سخطاً، والسلام».

قال: فكتب معاوية إليه: أمّا بعد:

إنّه ليس بيني وبين قيس عتاب

غير طعن الكلى وجزّ الرقاب

فلمّا وقف أمير المؤمنين (علیه السلام) على جوابه بذلك، قال: «إنّك لاتهدي مَن أحببت ولكن اللّه يهدي مَن يشاء إلى صراط مُستقيم»(1).

(أمالي الطوسي: المجلس، الحديث 10)

(1562) 3- أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحمّاني قال:

كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى معاوية بن أبي سفيان: «أمّا بعد، فإنّ اللّه تعالى أنزل إلينا كتابه، ولم يَدَعَنا في شبهة، ولا عُذر لِمن ركب ذنباً بجهالة والتوبة مبسوطة، (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(2)، وأنت ممن شرع الخلاف متمادياً في غرّة الأمل، مختلف السرّ والعلانية، رغبة في العاجل وتكذيباً بعد بالآجل، و كأنّك قد تذكّرت ما مضى منك فلم تجد إلى الرجوع سبيلاً».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 33)

ص: 553


1- تضمين من سورة القصص: 28: 56، وفى آخر الآية: (...من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)، والآية بتمامها مذكورة في «وقعة صفين».
2- سورة الأنعام: 6: 164.

(1563) 4-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الطيّب الحسين بن [عليّ بن](2) محمّد النحوي التمّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسن(3) قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا صالح بن عبداللّه قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي:

عن الأصبغ بن نباتة [(رحمه اللّه)](4) قال: إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) خطب ذات يوم، فحمد اللّه و أثنى عليه وصلّى على النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال: «أيّها النّاس، اسمعوا مقالتي، و عوا(5) كلامي، إنّ الخيلاء(6) من التجبّر، والنخوة(7) من التكبّر، وإنّ الشيطان عدوّ حاضر يعدكم الباطل، ألا إنّ المسلم أخو المسلم، فلا تنابزوا ولا تخاذلوا(8)، فإنّ شرائع الدين واحدة، وسبله قاصدة، مَن أخذ بها لحق، ومن تركها مرق(9)، ومَن فارقها محق.

ص: 554


1- ورواه نصر بن مزاحم في «وقعة صفّين»: ص 223 - 225 عن عمر بن سعد، عن أبي يحيى، عن محمّد بن طلحة، عن أبي سنان الأسلمي، بتفاوت يسير، وعنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 65 من نهج البلاغة: 5: 181 - 182. وصدر الحديث أورده الحرّاني في الحديث 17 ممّا روي عن أمير المؤمنين (علیه السلام) من قصار الحكم والمواعظ من تحف العقول: ص 203.
2- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي، وهو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تاریخ بغداد 8: 70 /4148 ولسان الميزان: 2: 558 / 2793 وبغية الوعاة: 1: 356 / 1114 وبغية الطلب في تاريخ حلب: 10: 4375 وإنباه الرواة.
3- الظاهر أنّه محمّد بن الحسن بن موسى بن سماعة، الّذي يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كما في ترجمة أبي نعيم من تهذيب الكمال، وفي أمالي الطوسي: محمّد بن الحسين.
4- من أمالي الطوسي.
5- «عوا»: أي احفظوا، والمفرد «عه» بهاء السكت.
6- الخيلاء: العُجب.
7- في نسخة: «والتموّه» بمعنى التلبيس، و«النخوة»: الافتخار والتعظيم.
8- في نسخة: «ولا تجادلوا».
9- في نسخة: «غرق».

ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن، ولا بالمخلف إذا وعد، ولا بالكذوب إذا نطق، نحن أهل بيت الرحمة، وقولنا الحقّ، وفعلنا القسط، ومنّا خاتم النبيّين، وفينا قادة الإسلام وأمناء الكتاب، ندعوكم إلى اللّه ورسوله وإلى جهاد عدوّه، والشدّة في أمره، وابتغاء رضوانه(1)، وإلى إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت، وصيام شهر رمضان، وتوفير الفيء لأهله.

ألا وإنّ أعجب العجب أنّ معاوية بن أبي سفيان الأمويّ وعمرو بن العاص السهمي يحرّضان النّاس على طلب دم ابن عمّهما، وإنّي واللّه لم أخالف رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قطّ ولم أعصه في أمر قطّ، أقيه بنفسي في المواطن الّتي تنكص(2)فيها الأبطال، وترعد منها الفرائص(3) بقوّة أكرمني اللّه بها، فله الحمد، ولقد قبض النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وإنّ رأسه لفي(4) حجري، ولقد ولّيت غسله بيدي، تقلّبه الملائكة المقربون معي، وأيم اللّه ما اختلفت أُمّة بعد نبيّها إلّا ظهر باطلها على حقّها، إلّا ما شاء اللّه».

قال: فقام عمّار بن ياسر (رضی اللّه عنه) فقال: أمّا أمير المؤمنين، فقد أعلمكم أنّ الاُمّة لم تستقم عليه. فتفرّق النّاس وقد نفذت بصائرهم.

(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «وإقامة الصلاة»، وفيه: «يحرّضان النّاس على طلب الدين بزعمهما»(5). وفيه: «وترعد فيها الفرائص».

(أمالي الطوسي: المجلس 1 الحديث 14)

ص: 555


1- في نسخة: «مرضاته».
2- في الصحاح: النُكوص: الإحجام عن الشيء، يقال: نَكَصَ على عقِبه ينكُصُ، ويَنكِص: أي رجع.
3- في القاموس: الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف الّتي لاتزال تُرعد من الدابّة، و جمعها فريص وفرائص.
4- في أمالي الطوسي: «في».
5- ومثله في وقعة صفّين.

باب 7- ما وقع بصفّين من المحاربات وغيرها إلى قصّة التحكيم

(1564) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه (رحمه اللّه) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني أبو الصلت عبدالسلام بن صالح قال: حدّثني محمّد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير:

عن حبيب بن أبي الجهم قال: لمّا رحل بنا عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى بلاد صفّين نزل بقرية يقال لها «صندوداء»(2)، ثمّ أمرنا فعبرنا عنها، ثمّ عَرَّس بنا في أرض بَلْقَع(3)، فقام إليه مالك بن الحارث الأشتر، فقال: يا أمير المؤمنين، أتُنزِل النّاس على غير ماء؟!

فقال: «يا مالك، إنّ اللّه عزّ وجلّ سيسقينا في هذا المكان ماءً أعذب من الشَّهد، وألين من الزّبد الزلال، وأبرد من الثلج، وأصفی من الياقوت». فتعجّبنا، ولا عجب من قول أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 556


1- ورواه ابن حمزة في الفصل 7 من الثاقب: ص 258 - 260 ح 225: 4، والفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)» من روضة الواعظين: ص 114 - 115. ورواه القاضي النعمان في فضائل عليّ (علیه السلام) من شرح الأخبار: 2: 365 ح 730 بتفاوت. ورواه نصر بن مزاحم في «وقعة صفّين»: ص 144 - 145 عن عبدالعزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي سعيد التميمي المعروف بعقيصا بتفاوت، ولم يتعرّض لإسلام الراهب وشهادته بصفّين، ثمّ ذكر قصّة أخرى لراهب آخر على شاطئ نهر البليخ على جانب الفرات عند الرقّة، أنّه نظر إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) فنزل من صومعته وأقبل إليه فأسلم على يده، ثمّ أتاه بكتاب توارثه عن آبائه، فقرأه على أمير المؤمنين (علیه السلام)، ثمّ تابعه حتّى صار إلى صفّين فقاتل فقتل، فلمّا خرج النّاس يدفنون قتلاهم قال عليّ (علیه السلام) لأصحابه: «اطلبوه». فطلبوه فوجدوه، فصلّى عليه عليّاً ودفنه واستغفر له، ثمّ قال: «هذا منّا أهل البيت». ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرحه على المختار 48 من خطب نهج البلاغة 2: 204 - 205. ورواه ابن الأعثم في عنوان «خبر الراهب والعين» من الفتوح: 2: 468 - 470 ونسب كلام أمير المؤمنين (علیه السلام): «هذا عين راحوما...» - بتفاوت - إلى الراهب، ولم يتعرض لقصّة إسلام الراهب وشهادته، ثمّ حكى قصّة الراهب الآخر كما في وقعة صفّين. ورواه الخوارزمي في المناقب: 242 في عنوان «قتاله (علیه السلام) أهل الشام» عن حبّة العرني بتفاوت. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «نواقض العادات منه» من تاريخ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المناقب: 2: 326 - 327 قال: أهل السير عن حبيب بن الجهم وأبي سعيد التميمي، و النطنزي في الخصائص، والأعثم في الفتوح، والطبري في كتاب الولاية بإسناد له عن محمّد بن القاسم الهمداني، وأبو عبد اللّه البلخي عن شيوخه، عن جماعة من أصحاب عليّ، وذكره بتفاوت. ورواه الطبرسي في الباب الثالث - في ذكر طرف من آيات اللّه سبحانه الظاهرة على أمير المؤمنين (علیه السلام)- من الركن الثاني - في ذكر الإمام الأوّل... - من إعلام الورى: ص 178 - 179 بتفاوت.
2- صندوداء: قرية كانت في غربيّ الفرات فوق الأنبار،خربت، وبها مشهد لعليّ بن أبي طالب. (مراصد الاطّلاع: 853:2).
3- البلقع والبلقعة: الأرض القفر الّتي لا ماء بها.

ثمّ أقبل يَجُرّ رداءه، وبيده سيفه، حتّى وقف على أرض بلقع، فقال: «يا مالك، احتفر أنت وأصحابك».

فقال مالك: احتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة، فيها حلقة تَبرق كاللُّجَين(1)، فقال لنا: «روموها». فرمناها بأجمعنا، ونحن مئة رجل، فلم نستطع أن نُزيلها عن موضعها، فدنا أمير المؤمنين (علیه السلام) رافعاً يده إلى السماء يدعو، وهو يقول: «طاب طاب، مريا عالم طيبو ثابوثة شمثيا(2) كوبا حاحانوثا توديثا برحوثا، آمين آمين ربّ العالمين، ربّ موسى وهارون». ثمّ اجتذبها فرماها عن العين اربعين ذراعاً.

ص: 557


1- اللُجين: الفضّة.
2- في نسخة: «شتميا»، وفي أخرى: «شميتا»، وفي الثاقب: «شميا».

قال مالك بن الحارث الأشتر: فظهر لنا ماءٌ أعذب من الشهد، وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت، فشربنا وسقينا، ثمّ ردّ الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب ثمّ ارتحل، فما سرنا إلّا غير بعيد، قال: «مَن منكم يعرف موضع العين»؟

فقلنا: كلّنا، يا أمير المؤمنين. فرجعنا فطلبنا العين، فخفي مكانها علينا أشدّ خفاء، فظننّا أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) قد رهقه العطش، فأومأنا بأطرافنا، فإذا نحن بصومعة راهب، فدنونا منها، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، فقلنا يا راهب، عندك ماء نسقي منه صاحبنا.

قال: عندي ماء قد استعذبته منذ يومين. فأنزل إلينا ماءً مرّاً خشنا(1).

فقلنا: هذا قد استعذبته منذ يومين؟! فكيف لو شربت من الماء الّذي سَقانا منه صاحبنا؟ وحدّثناه بالأمر.

فقال: صاحبكم هذا نبيّ؟

قلنا: لا، ولكنّه وصيّ نبيّ.

فنزل إلينا بعد وحشته منّا، وقال: انطلقوا بي إلى صاحبكم. فانطلقنا به، فلمّا بصر به أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: «شمعون»؟

قال الراهب: نعم، شمعون، هذا اسم سمّتني به اُمّي، ما اطّلع عليه أحد إلّا اللّه تبارك وتعالى، ثمّ أنت، فكيف عرفته؟ فأتمّ حتّى أتمّه لك؟

قال: «وما تشاء يا شمعون»؟

قال: هذا العين واسمه؟ قال: «هذا عين راحوما وهو من الجنّة، شرب منه ثلاث مئة وثلاثة عشر وصيّاً، وأنا آخر الوصيّين شربت منه».

قال الراهب: هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّك وصىّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم).

ثمّ رحل أمير المؤمنين (علیه السلام) والراهب يقدمه حتّى نزل صفّين، ونزل معه بعابدين(2)، والتقى الصفّان، فكان أوّل مَن أصابته الشهادة الراهب، فنزل أمير

ص: 558


1- في نسخة: «خشيناً».
2- في نسخة: «بعاندين»، قال ياقوت في معجم البلدان: 4: 64: عابدَين: موضع بثَور، وقيل: هو واد، وأنشد: «شَبّت بأعلى عابدَين من إضَم»، كذا رواه ابن القطّاع، ورويناه عن غيره بالنون، والنون أصحّ وأكثر.

المؤمنين (علیه السلام) وعيناه تهملان وهو يقول: «المرء مع مَن أحبّ، الراهب معنا يوم القيامة ورفيقي في الجنّة».

(أمالي الصدوق: المجلس 34، الحديث 14)

(1565) 2-(1) حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عبدالعزيز بن الجعد قال: حدّثنا عبدالرحمان بن صالح قال: حدّثنا شعيب بن راشد، عن جابر:

عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قام عليّ (علیه السلام) يخطب النّاس بصفّين يوم جمعة، وذلك قبل الهَرير بخمسة أيّام، فقال: «الحمد للّه على نِعَمِه الفاضلة على جميع خَلقه البرّ و الفاجر، وعلى حججه البالغة على خلقه مَن عصاه وأطاعه، إن يَعْفُ فبفضل منه، وإن يُعذِّب فبما قدّمت أيديهم، وما اللّه بظلّام للعبيد.

أحمده على حُسن البلاء، وتظاهر النعماء، واستعينه على ما نابنا من أمر ديننا، وأؤمن به، وأتوكّل عليه، وكفى باللّه وكيلاً.

ثمّ إنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهُدى ودينه الّذي ارتضاه، وكان أهله، واصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خَلقه، وكان كعلمه فيه رؤوفاً رحيماً، أكرم خَلق اللّه حسباً، و أجملهم منظراً، وأشجعهم نفساً، وأبرّهم بوالد، وآمنهم على عقد، لم يتعلّق عليه مسلم ولا كافر بمظلمة قطّ، بل كان يُظلَم فيَغفِر، ويقدِر فيَصفَح ويَعفو، حتّى مضى مطيعا للّه، صابراً على ما أصابه، مجاهداً في اللّه حقّ جهاده، عابداً للّه حتّى أتاه اليقين، فكان ذهابه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أعظم المصيبة على جميع أهل الأرض البرّ والفاجر، ثمّ ترك فيكم كتاب اللّه، يأمركم بطاعة اللّه، وينهاكم عن معصيته.

ص: 559


1- ورواه نصر بن مزاحم في كتاب «وقعة صفّين»: ص 313 - 315 عن عمر بن سعد وعمرو بن شمر، عن جابر، إلى قوله: «ما كانت صلاة القوم إلّا تكبيراً»، بتفاوت يسير.

وقد عهد إلَيّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهداً لن أخرُج عنه، وقد حضركم عدوّكم، و قد عرفتم مَن رئيسهم يدعوهم إلى باطل، وابن عمّ نبيّكم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بين أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربّكم، والعمل بسنّة نبيّكم، ولاسواء مَن صلّى قبل كلّ ذكر، لم يسبقني بالصلاة غير نبيّ اللّه، وأنا واللّه من أهل بدر(1)، واللّه إنّكم لعلى الحقّ و إنّ القوم لعلى الباطل، فلايصبِر القوم على باطلهم ويجتمعوا عليه وتتفرّقوا عن حقّكم، قاتلوهم يعذّبكم اللّه بأيديكم، فإن لم تفعلوا ليُعذّبنّهم اللّه بأيدي غيركم».

فأجابه أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين، انهض إلى القوم إذا شئت، فواللّه ما نبغي بك بدلاً، نموت معك ونحيا.

فقال لهم مجيباً لهم: «والّذي نفسي بيده، ينظُر إلَيَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا أضرِب قُدّامه بسيفي، فقال: «لاسيف إلّا ذو الفقار، ولافتى إلّا عليّ». ثمّ قال لي: «يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، وحياتك يا عليّ وموتك معي». فواللّه ما كَذَبت ولا كُذِّبت، ولا ضَلَلتُ ولا ضُلّ بي، ولا نسيتُ ما عهد إِلَيَّ، إنّي إذن لنَسِيّ، وإنّي لعلى بيّنة من ربّي بيّنها لنبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فبيّنها لي، وإنِّي لعلى الطريق الواضح، ألقُطه لَقْطاً»(2).

ثمّ نهض إلى القوم يوم الخميس، فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتّى غاب الشّفق، ما كانت صلاة القوم يومئذ إلّا تكبيراً عند مواقيت الصلاة، فقَتَل عليّ (علیه السلام) يومئذ خمس مئة وستة نفر من جماعة القوم، فأصبح أهل الشام يُنادونه: يا عليّ، اتّق اللّه في البقيّة، ورفعوا المَصاحف على أطراف القَنا(3).

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 10)

ص: 560


1- وبعده في «وقعة صفّين»: «و معاوية طليق ابن طليق».
2- قوله (علیه السلام): «ألقطه لقطاً»: أي كنت أخذت منه أخذاً كأخذ الفرخ من أمّه، أي علّمنيه إلّا بعناية وحرص، وأخذت منه برغبة وولع وحرص.
3- القنا: جمع قناة، وهي الرُّمح، ويجمع على قنوات.

(1566) 3-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إسماعيل بن يسار قال: حدّثنا عبداللّه بن ملح(2)، عن عبدالوهّاب بن إبراهيم الأزدي، عن أبي صادق، عن مزاحم بن عبدالوارث، عن محمّد بن زكريّا، عن شعيب بن واقد المزني، عن محمّد بن سهل مولى سليمان بن عليّ بن عبداللّه بن العبّاس، عن أبيه:

عن قيس(3) مولى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) قال: إن عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) كان قريباً من الجبل بصفّين، فحضرت صلاة المغرب، فأمعن(4) بعيداً، ثمّ أذّن، فلمّا فرغ من أذانه إذا رجل مقبل نحو الجبل، أبيض الرأس واللّحية والوجه، فقال: «السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، مرحباً بوصيّ خاتم النبييّن، وقائد الغرّ المحجّلين، والأغرّ المأمون، والفاضل الفائز بثواب الصدّيقين، وسيّد الوصييّن».

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «وعليك السلام، كيف حالك»؟

فقال: «بخير، أنا منتظر روح القدس، ولا أعلم أحداً أعظم في اللّه عزّ وجلّ اسمه بلاءً،

ص: 561


1- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): ج 1 ص 172 - 173 ح 102 عن محمّد بن زكريّا الغلّابي، عن شعيب بن واقد، عن محمّد بن سهل مولى سليمان بن عليّ، عن سليمان بن عليّ، عن أبيه، عن قنبر مولى عليّ (علیه السلام). ورواه الصفّار في الباب 5 من الجزء 6 من بصائر الدرجات: ص 280 ح 16 عن الحسن بن عليّ بن عبداللّه، عن عليّ بن حسان، عن عمّه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي مولى محمّد بن عليّ، عن أبي عبد اللّه (علیه السلام). وأورده الراوندي في الخرائج والجرائح: 2: 743 ح 62، وابن شهر آشوب في المناقب: 2: 246 في عنوان «فصل في مقاماته مع الأنبياء و الأوصياء (علیهم السلام)»، وابن حمزة في أوّل الباب 3 من الثاقب في المناقب: ص 225 ح 1 عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، عن الصادق (علیه السلام) بتفاوت يسير.
2- كذا في النسخ، ولعلّ الصحيح «عبد اللّه بن بلج» الّذي يروي عنه الثقفي في الغارات.
3- كذا، وفي المناقب - لمحمّد بن سليمان -: «قنبر». وفي السند هنا تشويش.
4- أمعن: أبعد.

ولا أحسن ثواباً منك ولا أرفع عند اللّه مكاناً، اصبر يا أخي على ما أنت فيه حتّى تلقی الحبيب، فقد رأيت أصحابنا ما لقوا بالأمس من بني إسرائيل، نشروهم بالمناشير، و حملوهم على الخشب، و لو يعلم هذه الوجوه التربة الشائهة(1) - وأومأ بيده إلى أهل الشام - ما أعدّ لهم في قتالك من عذاب وسوء نكال لأقصروا، ولو تعلموا هذه الوجوه المبيضّة - وأومأ بيده إلى أهل العراق - ما ذا لهم من الثواب في طاعتك لودّت أنّها قرضت بالمقاريض، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته». ثمّ غاب من موضعه.

فقام عمّار بن ياسر وأبوالهيثم بن التيّهان وأبو أيّوب الأنصاري وعبادة بن الصامت وخزيمة بن الثابت وهاشم [بن عتبة بن أبي وقّاص] المرقال(2) في جماعة من شيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) - وقد كانوا سمعوا كلام الرجل - فقالوا: يا أمير المؤمنين، مَن هذا الرجل؟ فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «هذا شمعون وصيّ عيسى (علیه السلام)، بعثه اللّه يصبّرني على قتال أعدائه».

فقالوا له: فداك آباؤنا وأمّهاتنا، واللّه لننصرنّك نصرنا لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و لا يتخلّف عنك من المهاجرين والأنصار إلّا شقيّ. فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام) معروفاً(3).

(أمالي المفيد: المجلس 12، الحديث 5)

(1567) 4-(4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو نصر

ص: 562


1- التربة: الفقيرة، كأنّها لصقت بالتراب، والشائهة: القبيحة المتنكّرة.
2- المِرقال: السريع أو الكثير المرقال، يقال: هو مرقال في النوازل والحروب وغيرهما، قال المحدّث القمّي في الكنى والألقاب: 3: 149: هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص حامل الراية العظمى بصفّين، لقّب المرقال لأنّه كان يرقل في الحرب أي يسرع، كان من أفاضل أصحاب النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقتل (رضی اللّه عنه) في نصرة مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام) بصفّين يوم شهادة عمّار رضي اللّه تعالى عنه.
3- في المناقب: «خيراً».
4- ورواه ابن سعد في ترجمة عمّار من الطبقات الكبرى: 3: 257 - 258 قال: أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني يعقوب بن عبداللّه القُمّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن عبدالرحمان بن أبزى، عن أبيه، عن عمّار بن ياسر: أنّه قال وهو يسير إلى صفّين على شطّ الفرات: «اللّهم إنّه لو أعلم أنّه أرضى لك عنّي...». وروی نحوه نصر بن مزاحم في كتاب «وقعة صفّين» ص 320 قال: ثمّ قال عمّار: «اللّهم إنّك تعلم أنّي لو أعلم أنّ رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللّهم إنّك تعلم أنّي لو أعلم أنّ رضاك في أن أضع ظُبَة سيفي في صدري ثمّ انحني عليها حتّى تخرج من ظهري لفعلت، وإنّي لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم أنّ عملاً من الأعمال هو أرضى لك منه لفعلته». ورواه الطبري في حوادث سنة 37 في تاريخه: 5: 38 في أوّل عنوان «مقتل عمّار بن یاسر» قال: قال أبو مخنف: حدّثني عبد الملك بن أبي حرّة الحنفي: أنّ عمّار بن ياسر خرج إلى النّاس فقال: «اللّهمّ إنّك تعلم...». ورواه ابن أعثم في أوّل ذكر مقتل عمّار بن ياسر من كتاب الفتوح: 3: 265.

محمّد بن الحسين المقرئ البصير قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عبداللّه البغدادي ب-«واسط»، قال: حدّثنا عيسى بن مهران قال: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدّثنا موسى بن قيس قال: حدّثنا الحسين بن أسباط العبدي قال:

سمعت عمّار بن ياسر (رحمه اللّه) يقول عند توجّهه إلى صفّين: «اللّهم لو أعلم أنّه أرضى لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها، ولو أعلم أنّه أرضى لك أن أوقد لنفسي ناراً فأقع فيها لفعلت، وإنّي لا أقاتل أهل الشام إلّا وأنا أريد بذلك وجهك، وأنا أرجو أن لا تُخيِّنى وأنا أريد وجهك الكريم».

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 49)

(1568) 5-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رضی اللّه عنه) قال:

ص: 563


1- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام): 2: 354 ح 831، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين: 286. وروی نحوه ابن سعد في ترجمة عمّار بن ياسر من الطبقات الكبرى: ج 3 ص 259، وفيه: فقال عمرو بن العاص: «واللّه إن يختصمان إلّا في النّار». ورواه أيضاً في ص 253 - قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن العوّام بن حوشب قال: حدّثني أسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد العنزي قال: بينا نحن عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمّار، يقول كلّ واحد منهما أنا قتلته، فقال عبد اللّه بن عمرو: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه، فإنّي سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «تقتله الفئة الباغية». قال: فقال معاوية: ألا تغني عنّا مجنونك يا عمرو، فما بالك معنا؟ قال: إنّ أبي شكاني إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقال: «أطع أباك حيّاً ولا تعصه». فأنا معكم ولستُ أقاتل. ومثله في العقد الفريد: 4: 313 في أخبار يوم صفّين، إلى قوله: «تقتلك الفئة الباغية»، وروى في ص:315: فلمّا قتل [عمّار] بصفّين وروى هذا الحديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال معاوية: هم قتلوه لأنّهم أخرجوه إلى القتل! فلمّا بلغ ذلك عليّاً قال: ونحن قتلنا حمزة أيضاً لأنّا أخرجناه! ورواه أيضاً ابن سعد فى الطبقات الكبرى: ص 253 عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عبدالرحمان بن زياد، عن عبداللّه بن الحارث قال: إنّني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفّين بينه وبين عمرو بن العاص، قال: فقال عبداللّه بن عمرو: يا أبت سمعتَ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعمّار: «ويحك يا ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية»؟! قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال: فقال معاوية: ما تزال تأتينا بهنةٍ تدحَضُ بها في بَولِك، أنحن قتلناه؟ إنّما قتله الّذين جاءوا به! ورواه أيضاً الدينوري في عنوان «قتل عمّار بن ياسر» من كتاب الإمامة والسياسة: 1: 110، وأحمد في المسند: 2: 164 و 206، والطبري في تاريخه: 5: 41، والبلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 220 - 223 برقم 394، والنسائي في ح 165 و 166 من الخصائص إلى آخر كلام رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وانظر أيضاً المصنّف لابن أبي شيبة: 7: 547 ح 37834 باب ما ذكر في صفّين، والتاريخ الكبير للبخاري: 3: 39 ترجمة حنظلة بن سوید، و تهذيب الكمال: 7 437 ترجمة حنظلة، و مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) - للخوارزمي - ص 191- 192 ح 229 وص 234 رقم 240، و کتاب قتال أهل البغي من المستدرك - للحاكم -: 2: 155، وترجمة عمّار من كتاب معرفة الصحابه من المستدرك: 3: 385 - 386، ترجمة عمّار من تلخيص تاريخ دمشق: ج 18 ص 219، والاحتجاج - للطبرسي -: 1: 430 - 431 رقم 94.

ص: 564

حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن محمّد بن فضيل [بن غزوان]، عن مسلم(1) [بن كيسان] الملائي:

عن حبّة العرني قال: أبصر عبداللّه بن عمرو(2) رجلين يختصمان في رأس عمّار (رضی اللّه عنه) يقول هذا: أنا قتلته. ويقول هذا: أنا قتلته. فقال ابن عمرو(3): يختصمان أيّهما يدخل النّار أوّلاً! ثمّ قال: سمعتُ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «قاتله وسالبه في النّار».

فبلغ ذلك معاوية فقال: ما نحن قتلناه، وإنّما قتله من جاء به.

قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه (رضی اللّه عنه): على هذا [يلزم] أن يكون النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قاتل حمزة (رضی اللّه عنه) وقاتل الشهداء معه، لأنّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) هو الّذي جاء بهم.

(أمالي الصدوق: المجلس 63، الحديث 7)

ص: 565


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمته وترجمة محمّد بن فضيل بن غزوان، وفي النسخ: «مسعود».
2- هذا هو الظاهر الموافق للبحار: 33: 8 ولسائر الكتب، وفي الأصل «عبد اللّه بن عمر»، فإنّه لم يحضر صفّين.
3- هذا هو الظاهر، وفي الأصل: «ابن عمر».

باب 8- قصّة التحكيم

(1569) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحمّانى قال: كتب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه إلى عمرو بن العاص: «من عبداللّه أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص، أمّا بعد فإنّ الّذي أعجبك ممّا تلوّيت من الدنيا ووثقت به منها منقلب عنك، فلا تطمئنّ إلى الدنيا فإنّها غرّارة، ولو اعتبرت بما مضى حذرت ما بقي وانتفعت منها بما وعظت به، ولكنّك تبعت هواك وأثرته، لولا ذلك لم تؤثر على ما دعوناك إليه غيره، لأنّا أعظم رجاءً وأولى بالحجّة، والسلام».

(أمالي الطوسي: المجلس 8 الحديث 34)

ص: 566


1- ورواه نصر بن مزاحم في أوائل عنوان «قصّة الحكمين» من كتاب «وقعة صفّين»: ص 498 قال: وكتب عليّ إلى عمرو بن العاص: «أمّا بعد، فإنّ الدنيا مشغلة عن غيرها، ولم يصب صاحبها منها شيئاً إلّا فتحت له حرصاً يزيده فيها رغبة، ولن يستغني صاحبها بما نال عمّا لم يبلغه، ومِن وراء ذلك فراق ما جمع، والسعيد من وعظ بغيره، فلا تُحبط أباعبداللّه أجرك، ولاتجار معاوية في باطله». فأجابه عمرو بن العاص: «أمّا بعد، فإنّ ما فيه صلاحنا وألفتنا الإنابة إلى الحقّ، وقد جعلنا القرآن حكماً بيننا، فأجبنا إليه، وصبر الرّجل منّا نفسه على ما حكم عليه القرآن، وعذره النّاس بعد المحاجزة». فكتب إليه عليّ: «أمّا بعد، فإنّ الّذي أعجبك من الدنيا ممّا نازعتك إليه نفسك ووثقت به منها لمُنقلب عنك، ومفارق لك، فلا تطمئنّ إلى الدنيا فإنّها غرّارة، ولو اعتبرت بما مضى لحفظت ما بقي، وانتفعت بما وعظت به، والسلام».

(1570) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف.

عن عبدالرحمان بن جندب، عن أبيه قال: لمّا وقع الاتّفاق على كتب القضيّة بين أمير المؤمنين (علیه السلام) وبين معاوية بن أبي سفيان، حضر عمرو بن العاص في رجال من أهل الشام، وعبداللّه بن عبّاس في رجال من أهل العراق، فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) للكاتب: اكتب: «هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان».

فقال عمرو بن العاص: اكتب اسمه واسم أبيه، ولا تسمّه بإمرة المؤمنين، فإنّما هو أمير هؤلاء وليس بأميرنا.

فقال الأحنف بن قيس: لا تمح هذا الاسم، فإنّي أتخوّف إن محوته لا يرجع إليك أبداً. فامتنع أمير المؤمنين (علیه السلام) من محوه، فتراجع الخطاب فيه مليّاً من النهار، فقال الأشعث بن قيس: امح هذا الاسم تَرَحَه اللّه.

فقال أمير المؤمنين: «اللّه أكبر، سنّة بسُنّة، ومثل بمثل، واللّه إنّي لكاتب رسول اللّه يوم الحديبيّة، وقد أملى عَلَيّ: «هذا ما قاضى عليه محمّد رسول اللّه سهيل بن عمرو»، فقال له سهيل: امحُ رسول اللّه، فإنّا لا نقرّ لك بذلك، ولا نشهد لك به

ص: 567


1- ورواه نصر بن مزاحم في عنوان قصّة التحكيم من كتاب «وقعة صفّين»: ص 508 - 509 بتفاوت يسير، وفيه: أنّ معاوية امتنع عن ذلك وقال بئس الرجل أنا إن أقررت أنّه أمير المؤمنين ثمّ قاتلته، وقال عمرو: اكتب اسمه واسم أبيه... . ورواه اليعقوبي في تاريخه: 2: 189 بتفاوت، والطبري في حوادث سنة 37 من تاريخه: 5: 52، ونحوه في ص 53. ورواه سبط ابن الجوزي في عنوان «قضيّة التحكيم» من تذكرة الخواص، وابن كثير في البداية والنهاية: 7: 287 - 288. وانظر تفصيل قضيّة التحكيم في وقعة صفّين: 504 - 510، وتاريخ الطبري: 5: 52 - 53، وعنوان «أمر الحكمين وما كان بينهما» من كتاب أنساب الأشراف: ص 251 - 260.

اكتب اسمك واسم أبيك. فامتنعت من محوه، فقال النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم): امحه يا عليّ، وستُدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على مضض».

فقال عمرو بن العاص: سُبحان اللّه! ومثل هذا يشبّه بذلك، ونحن مؤمنون و أولئك كانوا كفّاراً؟!

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «يا ابن النابغة، ومتى لم تكن للفاسقين وليّاً، وللمسلمين عدوّاً، وهل تشبه إلّا أُمّك الّتي دفعت بك؟

فقال عمرو: لاجرم لا يجمع بيني وبينك مجلس أبداً.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «واللّه إنّي لأرجو أن يطهّر اللّه مجلسي منك ومن أشباهك». ثمّ كتب الكتاب وانصرف النّاس.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 17)

(1571) 3-(1) أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن القاسم قال: أخبرنا عبّاد قال: حدّثنا عليّ بن عابس، عن الحصين، عن عبد اللّه بن معقل:

عن عليّ (علیه السلام): أنّه قنت في الصبح فلعن معاوية وعمرو بن العاص وأباموسى و أبا الأعور وأصحابهم.

(أمالي الطوسي: المجلس 43، الحديث 9)

ص: 568


1- تقدّم تخريج الحديث في الباب 13 من أبواب الفتن: ح 4.

باب 9- ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في التحامل على عليّ (علیه السلام)

(1572) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبداللّه بن حبيب قال: حدّثنا عليّ بن زياد قال: حدّثنا الهيثم بن عديّ، عن الأعمش، عن يونس بن أبي إسحاق قال: حدّثنا أبو الصقر:

عن عديّ بن أرطاة قال: قال معاوية يوماً لعمرو بن العاص: يا أبا عبداللّه، أيّنا أدهى؟

قال عمرو: أنا للبديهة وأنت للرويّة.

قال معاوية: قضيت لي على نفسك، وأنا أدهى منك في البديهة.

قال عمرو: فأين كان دهاؤك يوم رُفِعت المصاحف؟

قال: بها غلبتني يا أبا عبداللّه، أفلا أسألك عن شيء تُصدّقني فيه؟

قال: واللّه إنّ الكذب لقبيح، فسَل عمّا بدا لك أصدّقك.

فقال: هَل غششتني منذ نصحتني؟

قال: لا.

قال: بلى واللّه، لقد غششتني، أما إنّي لا أقول في كلّ المواطن، ولكن في موطن واحد. قال: في أيّ موطن هذا؟

قال: يوم دعاني عليّ بن أبي طالب للمبارزة فاستشرتك، فقلتُ: ما ترى يا أبا عبداللّه؟ فقلتَ: كُفؤ كريم، فأشرت عَلَيّ بمبارزته وأنت تعلم مَن هو، فعلمت أنّك غششتني.

قال: يا أمير المؤمنين، دعاك رجل إلى مبارزته عظيم الشرف، جليل الخطر، فكنت من مبارزته على إحدى الحُسنَيين: إمّا أن تقتله فتكون قد قتلتَ قتّال

ص: 569


1- انظر ما رواه ابن قتيبة في «أخبار الجبناء» من كتاب الحرب من عيون الأخبار: 1: 169.

الأقران، وتزداد به شرفاً إلى شرفك وتخلو بملكك، وإمّا أن تُعجّل إلى مرافقة الشُّهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً!

قال معاوية: هذه شرّ من الأوّل، واللّه إنّي لأعلم أنّي لو قتلته دخلتُ النّار، و لو قتلني دخلتُ النّار.

قال له عمرو: فما حملك على قتاله؟!

قال: المُلكُ عَقِيم، ولن يسمعها منّي أحد بعدك.

(أمالي الصدوق: المجلس 17، الحديث 10)

(1573) 2-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني محمّد بن إسحاق الأشعري النحوي قال:

حدّثني الوليد بن محمّد بن إسحاق الحضرمي، عن أبيه قال: استأذن عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان، فلمّا دخل عليه استضحك(2) معاوية، فقال له عمرو: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ أدام اللّه سرورك.

قال: ذكرت ابن أبي طالب وقد غشيك بسيفه فاتّقيته وولّيت.

فقال: أتشمت بي يا معاوية؟ وأعجب من هذا يوم دعاك إلى البِراز فالتمع لونك، وأطّت(3) أضلاعك، وانتفخ منخرك، واللّه لو بارزته لأوجع قذالك، وأيتم عيالك، وبزّك(4) سلطانك. وأنشأ عمرو يقول:

معاوي لا تشمت بفارس بُهمة(5)

لقی فارساً لا تعتليه الفوارس

ص: 570


1- ورواه ابن قتيبة في عنوان: «أخبار الجبناء» من كتاب الحرب من عيون الأخبار: 1: 169، وابن عبد ربّه في العقد الفريد: 4: 312 في عنوان أخبار يوم صفّين، كلاهما عن المدائني بتفاوت يسير ولم يذكرا الأبيات.
2- قال في البحار: «استضحك»: لعلّه مبالغة في الضحك، أو أراد أن يضحك عمراً.
3- أطّ الرجل: صوّت.
4- بزّه: سلبه.
5- قال الجوهري: المُهمة: الفارس الّذي لا يدري من أين يؤتى من شدّة بأسه.

معاوي لو أبصرت في الحرب مقبلاً

أبا حسن يهوي دهتك الوساوس

وأيقنت أنّ الموت حقّ وأنّه

لنفسك إن لم تُمعن الركض خالس

دعاك فصُمّت دونه الأُذن أذرعاً

ونفسك قد ضاقت عليها الأمالس

أتشمت بي إذ نالني حدّ رُمحه

وغضّضني نابٌ من الحرب ناهس

فأيّ امرئ لاقاه لم يُلقَ شِلوه

بمعترك تسفي عليه الروامس

أبى اللّه إلّا أنّه ليث غابة

أبو أشبُلٍ تُهدى إليه الفرائس

فإن كنت في شكّ فأرهج عجاجةً

وإلّا فتلك التُّرّهات البَسابس

فقال معاوية: مَهلاً يا أبا عبد اللّه، ولا كلّ هذا.

قال: أنت استدعيته.

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 30)

ص: 571

باب 10- كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) مع منجّم حين أراد المسير إلى النهروان

(1574) 1-(1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رضی اللّه عنه) قال: حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد:

عن عبد اللّه بن عوف بن الأحمر قال: لمّا أراد أمير المؤمنين (علیه السلام) المسير إلى النهروان أتاه منجّم(2)، فقال له: يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «ولِمَ ذاك»؟

قال: لأنّك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذىً وضرّ

ص: 572


1- والحديث - مع تفاوت - رواه ابن ديزيل في كتاب صفين، كما في شرح المختار 36 من نهج البلاغة - لابن أبي الحديد-: 2: 269. ورواه الطبري في حوادث سنة 37 من الهجرة في تاريخه: 5: 83 عن أبي مخنف، عن عطاء، عن حميد بن هلال. ورواه البلاذري في ترجمته (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 275 برقم 459 بسنده إلى أبي مجلز. ورواه الشريف الرضيّ في المختار 79 من باب الخطب من نهج البلاغة، وابن طاوس في کتاب فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم: ص 56، وابن الأثير في حوادث سنة 37 من الهجرة من الكامل: 3: 343 في عنوان «ذكر قتال الخوارج»، والطبرسي في كتاب الاحتجاج: في «احتجاجه مع علماء النجوم» برقم 136، وسبط ابن الجوزي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تذكرة الخواصّ في عنوان: «فصل: ومن كلامه (علیه السلام) في النجوم».
2- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: روي أنّ هذا القائل كان عفيف بن قيس أخا الأشعث، وكان يتعاطى علم النجوم. وفي رواية البلاذري أنّه كان مسافر بن عفيف الكندي، وفي رواية سبط ابن الجوزي: أنّه كان مسافر بن عوف بن الأحمر.

شديد، وإن سرت في الساعة الّتي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلّ ما طلبت!

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «تدري ما في بطن هذه الدابّة، أذكر أم أنثى»؟

قال: إن حسبت علمت!

قال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «مَن صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن(1): (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(2)، ما كان محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يدّعي ما ادّعيت، أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة الّتي من سار فيها صُرف عنه السوء، والساعة الّتى من سار فيها حاق به الضُرّ؟ من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة باللّه عزّ وجلّ في ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه، فينبغي له أن يوليك الحمد دون ربّه عزّ وجلّ، فمن آمن لك بهذا فقد اتّخذك من دون اللّه نداً وضدّاً».

ثمّ قال (علیه السلام): «اللّهم لا طير إلّا طيرك، ولا ضير إلّاضيرك، ولا خير إلّا خيرك ولا إله غيرك».

ثمّ التفت إلى المنجّم، فقال: «بل نكذّبك ونخالفك، ونسير في الساعة الّتي نهيتَ عنها».

(أمالي الصدوق: المجلس 64، الحديث 16)

ص: 573


1- قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار قوله: «من صدّقك على هذا القول فقد كذّب بالقرآن» لادّعائه العلم الّذي أخبر اللّه سبحانه أنّه مختصّ به، إذ ظاهر قوله تعالى: «عنده» الاختصاص. فإن قيل: فقد أخبر النبيّ والأئمّة (علیهم السلام) بالخمسة المذكورة في الآية في مواطن كثيرة فكيف ذلك؟ قلنا: المراد أنّه لا يعلمها أحد بغير تعليمه سبحانه، وما أخبروه من ذلك فإنّما كان بالوحي و الإلهام، أو التعلّم من النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الّذي علمه بالوحي.
2- سورة لقمان: 31: 34.

باب 11- ما ظهر من معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام) بعد الرجوع من قتال الخوارج

(1575) 1-(1) أبو جعفر الطوسى قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثني إسماعيل بن عليّ بن عبدالرحمان البربري الخُزاعي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عيسى بن حُميد الطائي قال: حدّثنا أبي حميد بن قيس قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي يقول:

سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (علیه السلام) يقول: إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) لمّا رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء(2)، فقال للنّاس: «إنّها الزّوراء، فسيروا وجنّبوا عنها، فإنّ الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة»(3).

ص: 574


1- وروى أيضاً الشيخ الطوسي نحوه في التهذيب: 3: 264 الباب 25 - باب فضل المساجد... - ح 67، والصدوق في الفقيه: 1: 232 ح 698 بإسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «إخباره بالغيب» من تاريخ أمير المؤمنين (علیه السلام) من المناقب: 2: 299 - 300 بتفاوت.
2- قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: ج 3 ص155: زَوْراء: تأنيث الأزور، وهو المائل. والازورار عن الشيء: العدول عنه والانحراف، وبه سمّيت القوس الزوراء لميلها، وبه سمّيت دجلة بغداد الزَوراء... وقال الأزهري: ومدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي، سمّيت الزوراء لازورار في قبلتها، وقال غيره: مدينة أبي جعفر المنصور، وهي في الجانب الغربي، وهو أصحّ ممّا ذهب إليه الأزهري بإجماع أهل السير، قالوا: إنّما سمّيت الزوراء لأنّه لمّا عمّرها جعل الأبواب الداخلة مُزْوَرَة عن الأبواب الخارجة، أي ليست على سمتها... والزوراء دار بناها النعمان بن المنذر بالحيرة... .
3- النخالة: ما بقي من النخل من القشر ونحوه.

فلمّا أتى موضعاً من أرضها قال: «ما هذه الأرض»؟

قيل: أرض بحرا.

فقال: «أرض سباخ(1) جنّبوا و يمّنوا».

فلمّا أتى يمنة السواد فإذا هو براهب في صومعة له فقال له: «يا راهب، أنزلُ ها هنا»؟

فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك.

قال: «ولِمَ»؟

قال: لأنّه لا ينزلها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ بجيشه، يقاتل في سبيل اللّه عزّ وجلّ، هكذا نجد في كتبنا.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «فأنا وصيّ سيّد الأنبياء، وسيّد الأوصياء».

فقال له الراهب: فأنت إذن أصلع قُريش ووصيّ محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟

قال له أمير المؤمنين (علیه السلام): «أنا ذلك».

فنزل الراهب إليه، فقال: خُذ عَلَيّ شرائع الإسلام، إنّي وجدت في الإنجيل نعتك، وأنّك تنزل أرض براثا(2) بيت مريم، وأرض عيسى (علیه السلام).

ص: 575


1- السَبخة - محرّكة ومسكّنة -: أرض ذات نزّ وملح، ج: سباخ. (القاموس).
2- قال ياقوت في معجم البلدان: ج 1 ص 363: بَراثا - بالثاء المثلّثة والقصر: محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكَرْخ وجنوبي باب محوّل، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره، وكذلك المحلّة لم يبق لها أثَر، فأمّا الجامع فأدركتُ أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستُعملت في الأبنية، وفي سنة 329 فُرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة، وكان قبل مسجداً يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبّون الصحابة، فكبَسَه الراضي باللّه وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتّى سوّى به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلى بَجْكم الماكاني أمير الأمراء ببغداء فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه، وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربع مئة، ثمّ تعطّلت إلى الاٰن. وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أنّ عليّاً مرّ بها لمّا خرج لقتال الحروريّة بالنهروان وصلّى في موضع من الجامع المذكور، وذُكر أنّه دخل حمّاماً كان في هذه القرية، وقيل: بل الحمّام الّتي دخلها كانت بالعتيقة محلّة ببغداد خربت أيضاً.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «قف ولا تُخبرنا بشيء».

ثمّ أتى موضعاً فقال: «الكزوا(1) هذه». فلكزه برجله (علیه السلام) فانبجست عين خرّارة(2)، فقال: «هذه عين مريم الّتي انبعقت(3) لها».

ثمّ قال: «اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعاً».

فكُشف فإذا بصخرةٍ بيضاء، فقال عليّ (علیه السلام): «على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلّت هاهنا».

فنصب أمير المؤمنين (علیه السلام) الصخرة وصلّى إليها، وأقام هناك أربعة أيّام يتمّ الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة، ثمّ قال: «أرض براثا، هذا بيت مريم (علیها السلام)، هذا الموضع المقدّس صلّى فيه الأنبياء».

قال أبو جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السلام): «ولقد وجدنا أنّه صلّى فيه إبراهيم (علیه السلام) قبل عيسى (علیه السلام)».

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 42)

(1576) 2-(4) أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا العبّاس بن عامر قال: حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي قال:

سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول: «لمّا خرج أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى النهروان وظعنوا في أوّل أرض بابل حين دخل وقت العصر، فلم يقطعوها حتّى غابت الشمس، فنزل النّاس يميناً وشمالاً يصلّون، إلّا الأشتر وحده، فإنّه قال: لا أصلّي حتّى أرى أمير المؤمنين قد نزل يصلّي».

ص: 576


1- اللكز: الدفع بالكفّ، واستعمل هاهنا مجازاً في الضرب بالرجل.
2- عين خرّارة: أي كثير الجريان، والخرير: صوت الماء إذا جرى.
3- بعق البئر: حفرها. وبعق المطر الأرض: نزل عليها بغزارة فشقّها.
4- وورد الحديث من طريق جويرية بن مسهر، أخرجه الصدوق في العلل: ص 352 ح 4، والطبرسي في إعلام الورى: ص 178 وفي ط: 1: 351 في الباب 3، والصفّار في بصائر الدرجات: ص 237، وابن حمزة في الفصل 6 من مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) من الثاقب في المناقب ص 253، والفتّال في روضة الواعظين: ص 129، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين: 134 ح 127. ورواه المفيد في أواخر المجلّد الأوّل من الإرشاد: ص 346، ثمّ قال: وسار خبر ذلك في الآفاق وانتشر ذكره في النّاس، وفي ذلك يقول السيّد بن محمّد الحميري (رحمه اللّه): رُدَّت عليه الشمس لمّا فاته حتّى تبلّج نورها في وقتها وعليه قد رُدَّت ببابِل مرّة إلّا ليوشع أَوْلَهُ من بعده وقت الصلاة وقد دنت للمغرب للعصر ثمّ هَوَت هَوِيّ الكوكب أُخرى وما رُدَّت لخَلق مُعرِب ولِرَدِّها تأويل أمر مُعجِب

قال: «فلمّا نزل قال: يا مالك، هذه أرض سبخة و لا تحلّ الصلاة فيها، فمن كان صلّى فليعد الصلاة».

ثمّ قال: «استقبل القبلة، فتكلّم بثلاث كلمات، ما هنّ بالعربيّة ولا بالفارسيّة، فإذا هو بالشمس بيضاء نقيّة، حتّى إذا صلّى بنا سمعنا لها حين انقضت خريراً كخرير المنشار».

(أمالي الطوسي: المجلس 36، الحديث 22)

أقول: لحديث ردّ الشمس طرق وأسانيد يأتي بعضها في الباب 1 من أبواب معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام).

ص: 577

باب 12- احتجاج ابن عبّاس على الّذي أنكر على أمير المؤمنين (علیه السلام) حروبه

(1577) 1- أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال: حدّثنا زید بن الحسين الكوفي قال: حدّثنا جعفر بن نجيح قال: حدّثنا جندل بن والق التغلبي قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن أبي زيد الأنصاري، عن سعيد بن بشير، عن قتادة عن سعيد بن المسيّب قال:

سمعت رجلاً يسأل ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) فقال له ابن عبّاس: إنّ عليّ بن أبي طالب [(علیه السلام)](1) صلّى القبلتين، وبايع البيعتين، ولم يعبد صنماً ولا وثناً، ولم يضرب على رأسه بزلم ولا قدح(2)، ولد على الفطرة، ولم يشرك باللّه طرفة عين.

فقال الرجل: إنّي لم أسألك عن هذا، وإنّما سألتك(3) عن حمله سيفه على عاتقه يختال به حتّى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفاً، ثمّ سار إلى الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتّى قتلهم، ثمّ أتى النهروان وهم مسلمون فقتلهم عن آخرهم!

فقال له ابن عبّاس: أعليّ أعلم عندك(4) أم أنا؟

فقال: لو كان عليّ أعلم عندي منك لما سألتك!

ص: 578


1- من أمالي الطوسي.
2- الزلم: واحد الأزلام، وهي سهام كانوا يستقسمون بها في الجاهلية، وأشار إليها القرآن: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ)، والقدح – بالكسر-: السهم قبل أن ينصل ويراش، وسهم الميسر.
3- في أمالي الطوسي: «أسألك».
4- في نسخة: «عندكم».

قال: فغضب ابن عبّاس حتّى اشتدّ غضبه ثمّ قال: ثكلتك أُمّك، عليّ [(علیه السلام)](1) علّمني، كان علمه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) علّمه اللّه من فوق عرشه، فعلم النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من اللّه، و علم عليّ [(علیه السلام)](2) من النبيّ [(صلی اللّه علیه و آله و سلم)]، وعلمي من علم عليّ، وعلم أصحاب محمّد كلّهم في علم عليّ (علیه السلام) كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر.

(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي: المجلس 1، الحديث 15)

ص: 579


1- من أمالي الطوسي.
2- من أمالي الطوسي، وكذا في المورد التالي.

باب 13- كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى أمراء الأجناد وأصحاب المسالح

(1578) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: حدّثنا الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحمّاني قال:

كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) إلى أمراء الأجناد:

«من عبد اللّه أمير المؤمنين إلى أصحاب المسالح(2):

أمّا بعد، فإنّ حقّاً على المولى ألّا يغيّره عن رعيّته(3) فضل ناله، ولا مرتبة اختصّ بها، وأن يزيده ما قسم اللّه له دنوّاً من عباده وعطفاً عليهم، ألا وإنّ لكم عندي ألّا احتجبنّ دونكم سرّاً إلّا في حرب، ولا أطوي دونكم أمراً إلّا في حكم، ولا أؤخّر لكم حقّاً عن محلّه، وأن تكونوا في الحقّ عندي سواء، فإذا فعلت ذلك وجبت لي عليكم البيعة، ولزمتكم الطاعة، وألّا تنكصوا عن دعوة، ولا تفرّطوا في صلاح، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحقّ، فإن أنتم لم تسمعوا لي على ذلك لم يكن أحد أهون عَلَيّ ممّا خالفني فيه، ثمّ أحلّ بكم فيه عقوبته، ولا تجدوا عندي فيها رُخصة، فخذوا هذا من أمرائكم، وأعطوا من أنفسكم هذا يصلح أمركم، والسلام».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 34)

ص: 580


1- ورواه نصر بن مزاحم في الجزء الثاني من كتاب «وقعة صفّين»: ص 107 بتفاوت.
2- قال ابن الأثير في مادّة «سلح» من النهاية: 2: 388: في حديث الدعاء: «بعث اللّه له مسلحة يحفظونه من الشيطان»، المسلحة: القوم الّذين يحفظون الثغور من العدوّ، وسمّوا مسلحة، لأنّهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنّهم يسكنون المسلحة، وهي كالثغر والمَرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدوّ لئلّا يطرقهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهّبوا له، وجمع المسلح: مسالح.
3- قوله (علیه السلام): «أن لا يغيّره عن رعيّته»: أي لا يصير الولاية سبباً لتغيّره على رعيّته عن العدل والجفاء عليهم.

باب 14- الفتن الحادثة بمصر

(1579) 1-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن زكريّا، عن عبداللّه بن الضحاك:

عن هشام بن محمّد قال: لمّا ورد الخبر على أمير المؤمنين (علیه السلام) بمقتل محمّد بن أبي بكر (رضی اللّه عنه)، كتب إلى مالك بن الحارث الأشتر (رحمه اللّه) - وكان مقيماً بنصيبين(2)-: «أمّا بعد، فإنّك ممّن أستظهر به على إقامة الدين، و أقمع به نخوة الأثيم، وأسدّ به الثغر المخوف، وقد كنت ولّيت محمّد بن أبي بكر (رحمه اللّه) مصر، فخرج عليه خوارج، وكان

ص: 581


1- رواه الثقفي في عنوان «قصّة محمّد بن أبي بكر» من الغارات: ص 164 - 170، وعنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 67 من نهج البلاغة: 6: 74 - 77. ورواه أيضاً المفيد في ترجمة مالك الأشتر من الاختصاص: ص 79 - 81 عن أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد العلوي المحمّدي وأحمد بن عليّ بن الحسين بن زنجويه، جميعاً عن أبي القاسم حمزة بن القاسم العلوي، عن بكر بن عبداللّه بن حبيب، عن سمرة بن عليّ، عن أبي معاوية الضرير، عن مجالد، عن الشعبي، عن عبداللّه بن جعفر، بتفاوت. ورواه عليّ بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار: ص 282 - 285، ح 159 - 160. ورواه اليعقوبي في تاريخه: 2: 194 باختصار والطبري في أوائل حوادث سنة 38 من الهجرة في تاريخه: 5: 95 - 96، وابن عساكر في ترجمة مالك الأشتر من تاريخ دمشق: 56: 390 وفي مختصره - لابن منظور -: 1: 24، وابن الأثير في أوّل حوادث سنة 38 من الكامل: 3: 352 - 353 باختصار. وكتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى أهل مصر، رواه النجاشي في ترجمة صعصعة بن صوحان من رجاله: 1: 449 رقم 540. وكلام أمير المؤمنين (علیه السلام) لمّا جاءه نعي الأشتر، رواه الزبير بن بكّار في الموفقيّات: ص 194 برقم 107، ونحوه كلمة 443 من قصار نهج البلاغة.
2- نَصِيبِين: مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من موصل إلى الشام... ونصيبين أيضاً: مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم. (مراصد الاطّلاع: 3: 1374).

حدثاً لا علم له بالحروب، فاستشهد (رحمه اللّه)، فاقدم عَلَيّ لننظر في أمر مصر، و استخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة من أصحابك»(1).

فاستخلف مالك (رضی اللّه عنه) على عمله شبيب بن عامر الأزدي(2)، وأقبل حتّى ورد على أمير المؤمنين (علیه السلام) فحدّثه حديث مصر وأخبره عن أهلها، وقال له: «ليس لهذا الوجه غيرك، فاخرج [إليها](3) فإنّي إن لم أوصك اكتفيت برأيك، واستعن باللّه على ما أهمّك، واخلط الشدّة باللين، وارفق ما كان الرفق أبلغ، و اعتزم(4) على الشدّة متى لم تغن عنك إلّا الشدّة».

قال: فخرج مالك الأشتر (رضی اللّه عنه) فأتى رحله وتهيّأ للخروج إلى مصر، وقدّم أمير المؤمنين (علیه السلام) أمامه كتاباً إلى أهل مصر:

«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللّه الّذي لا إله إلّا هو وأسأله الصلاة على نبيّه محمّد وآله، وإنّي قد بعثت إليكم عبداً من عباد اللّه،

ص: 582


1- وفي الغارات: «... وقد كنت ولّيت محمّد بن أبي بكر مصر فخرجت عليه خوارج، و هو غلام حدث السنّ، ليس بذي تجربة للحروب ولا مجرّباً للأشياء، فاقدم عَلَيّ للنظر فيما ينبغي، واستخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة، والسلام». قال العلّامة المجلسي (قدّس سرّه) في البحار: 33: 554: وفي رواية الثقفي، في كتابه (علیه السلام) إلى الأشتر: «وهو غلام حدث السنّ»، وليس فيه ذكر شهادة محمّد، فلاينافي ما يظهر من روايته أنّ بعث الأشتر كان قبل شهادته، وما أورده السيّد من الاعتذار من محمّد لبعث الأشتر يدلّ على ذلك، و هو أشهر عند أرباب التواريخ، ولكن رواية الاختصاص أيضاً مؤيّدة لذلك.
2- وبعده في الغارات: «وهو جدّ الكرماني الّذي كان بخراسان، صاحب نصر بن سيّار، فلمّا دخل مالك على عليّ (علیه السلام) حدّثه حديث مصر، وخبّره خبر أهلها».
3- ما بين المعقوفين موجود في الغارات.
4- في نسخة: «واعترم».

لا ينام أيّام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر(1)، من أشدّ عباد اللّه(2) بأساً، وأكرمهم حسباً، أضرّ على الفجّار من حريق النّار، وأبعد النّاس من دنس أو عار، وهو مالك بن الحارث الأشتر، لا نابي الضرس، ولاكليل الحدّ، حليم في الحذر(3)، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، فاسمعوا له وأطيعوا أمره، فإن أمَرَكم بالنفير(4) فانفروا، وإن أَمَرَكم أن تقيموا(5) فأقيموا، فإنّه لا يقدم ولا يحجم إلّا بأمري، فقد آثرتكم به على نفسي نصيحةً لكم، وشدّة شكيمة على عدوّكم، عصمكم اللّه بالهدى، وثبّتكم بالتّقوى(6)، ووفّقنا وإيّاكم لما يحبّ ويرضى، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».

ولمّا تهيّأ مالك الأشتر للرّحيل إلى مصر كتب عيون معاوية بالعراق إليه يرفعون خبره، فعظم ذلك على معاوية - وقد كان طمع في مصر - فعلم أنّ الأشتر إن قدمها فاتته، وكان أشدّ عليه من ابن أبي بكر، فبعث إلى دهقان من أهل الخراج بالقلزم(7) أنّ عليّاً قد بعث بالأشتر إلى مصر وإن كفيتنيه سوّغتك خراج ناحيتك ما بقيت، فاحتل فى قتله بما قدرت عليه.

ثمّ جمع معاوية أهل الشام وقال لهم: إنّ عليّاً قد بعث بالأشتر إلى مصر، فهلمّوا ندعو اللّه عليه يكفينا أمره، ثمّ دعا ودعوا معه.

ص: 583


1- قال العلّامة المجلسي في البحار: في أكثر النسخ: «حراز الدوائر» أي الحارس في الدوائر أو جلابها، من قولهم: أحرز الأجر، إذا حازه، انتهى. وزاد في الغارات: «ولا ناكلٌ عن قدم ولا واءهٍ في عزم».
2- في بعض النسخ: «عبيد اللّه».
3- في الغارات: «لا نابي الضريبة، ولا كليل الحدّ، حليم في الجدّ».
4- في الغارات: «بالنفر».
5- في الغارات: «بالمقام».
6- فى الغارات: «بالتقى».
7- القُلزُم: مدينة على ساحل بحر اليمن من جهة مصر ينسب البحر إليها وهي على آخره... بينها وبين مصر ثلاثة أيّام. (مراصد الاطّلاع: 3: 1117)

وخرج الأشتر حتّى أتى القلزم، فاستقبله ذلك الدهقان فسلّم عليه وقال [له]: أنا رجل من أهل الخراج، ولك ولأصحابك عَلَيّ حقّ في ارتفاع أرضي، فانزل عَلَيّ أقم بأمرك، وأمر أصحابك، وعلف دوابّك، واحتسب بذلك لي من الخراج.

فنزل عليه الأشتر، فأقام له ولأصحابه بما احتاجوا إليه، وحمل إليه طعاماً دسٌ في جملته عسلاً جعل فيه سماً، فلمّا شربه الأشتر قتله ومات من ذلك، وبلغ معاوية خبره، فجمع أهل الشام وقال لهم: أبشروا، فإنّ اللّه تعالى قد أجاب دعاءكم، وكفاكم الأشتر وأماته. فسرّوا بذلك واستبشروا به(1).

ولمّا بلغ أمير المؤمنين (علیه السلام) وفاة الأشتر جعل يتلهّف ويتأسّف عليه ويقول: «للّه درّ مالك، لو كان من جبل لكان أعظم أركانه، ولو كان من حجر [ل-] كان صلداً، أما واللّه ليهدّنّ موتك عالماً، فعلى مثلك فلتَبك البواكي». ثمّ قال: «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، والحمد للّه ربّ العالمين، إنّي أحتسبه عندك، فإنّ موته من مصائب الدهر، فرحم اللّه مالكاً، فقد وفى بعهده، وقضى نحبه، ولقي ربّه، مع أنّا قد وطنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فإنّها أعظم المصيبة».

(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 4)

ص: 584


1- في الغارات: ... وأقبل الّذي سقاه السمّ إلى معاوية، فأخبره بهلاك الأشتر، فقام معاوية في النّاس خطيباً، فقال: «أمّا بعد، فإنّه كان لعليّ بن أبي طالب يدان يمينان، فقطعت إحداهما يوم صفّين وهو عمّار بن ياسر، وقد قطعت الأخرى اليوم وهو مالك الأشتر».

باب 15- سائر ما جرى من الفتن، من غارات أصحاب معاوية على أعمال أمير المؤمنين (علیه السلام) وشكايته عن ذلك

(1580) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني أبو عبداللّه محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبدالكريم قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن زيد بن المعدّل، عن يحيى بن صالح الطيالسي، عن إسماعيل بن زياد:

عن ربيعة بن ناجذ قال: لمّا وجّه معاوية بن أبي سفيان، سفيان بن عوف الغامدي إلى الأنبار(2) للغارة، بعثه في ستّة آلاف فارس، فأغار على هيت(3) والأنبار، وقتل المسلمين وسبى الحريم وعرض النّاس على البراءة من أمير المؤمنين (علیه السلام)، استنفر أمير المؤمنين (علیه السلام) النّاس، وقد كانوا تقاعدوا عنه واجتمعوا على خذلانه، وأمر مناديه في النّاس فاجتمعوا، فقام خطيباً، فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثمّ قال:

«أمّا بعد، أيّها النّاس، فواللّه لأهل مصركم في الأمصار أكثر في العرب من الأنصار، وما كانوا يوم عاهدوا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يمنعوه ومَن معه من المهاجرين حتّى يبلغ رسالات اللّه، إلّا قبيلتين صغير مولدهما، ما هما بأقدم العرب ميلاداً، ولا بأكثره عدداً، فلمّا آووا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأصحابه ونصروا اللّه ودينه رمتهم

ص: 585


1- رواه الثقفي في عنوان «غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار» من الغارات: ص 330 - 332.
2- الأنبار: مدينة على الفرات غربي بغداد، كانت الفرس تسمّيها فيروز سابور، أوّل من عمرها سابور ذو الأكتاف، سمّيت بذلك لأنّه كان يجمع بها أنابير الحنطة والشعير، وأقام بها أبو العبّاس السفّاح إلى أن مات، وجدّد بها قصور وأبنية. (مراصد الاطّلاع: 1: 120).
3- هِیت: بلدة على الفرات فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة، على جهة البرّية في غربي الفرات، وبها قبر عبد اللّه بن المبارك. (مراصد الاطّلاع: 3: 1468).

العرب عن قوس واحدة، وتحالفت عليهم اليهود، وغزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة، فتجرّدوا للدّين وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل وما بينهم وبين اليهود من العهود، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكّة واليمامة وأهل الحزن و أهل السهل قناة الدين وتصبروا(1) تحت حماس الجلاد، حتّى دانت لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) العرب، فرأى فيهم قرّة العين قبل أن يقبضه اللّه إليه، فأنتم في النّاس أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب».

فقام إليه رجل آدِم طُوال فقال: ما أنت كمحمّد، ولا نحن كأولئك الّذين ذكرت فلا تكلّفنا ما لا طاقة لنا به.

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «أحسن مسمعاً تحسن إجابة، ثكلتكم الثواكل، ما تزيدونني إلّا غمّاً، هل أخبرتكم أنّي مثل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنّكم مثل أنصاره، وإنّما ضربت لكم مثلاً، وأنا أرجو أن تأسوا بهم».

ثمّ قام رجل آخر فقال: ما أحوج أمير المؤمنين ومن معه إلى أصحاب النهروان!

ثمّ تكلّم النّاس من كلّ ناحية ولغطوا، فقام رجل فقال بأعلى صوته: استبان فقد الأشتر على أهل العراق، ولو كان حيّاً لقلّ اللغط، ولعلم كلّ امرئ ما يقول.

فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «هبلتكم الهوابل، لأنا أوجب عليكم حقّاً من الأشتر، وهل للأشتر عليكم من الحقّ إلّا حقّ المسلم على المسلم»؟ فغضب فنزل.

فقام حجر بن عديّ وسعيد(2) بن قيس فقالا: لا يسوؤك اللّه يا أمير المؤمنين، مُرنا بأمرك نتبعه، فواللّه العظيم ما يعظم جزعنا على أموالنا أن نفرّق، ولا على عشائرنا أن تُقتل في طاعتك.

فقال لهم: «تجهّزوا للسير إلى عدوّنا».

ثمّ دخل منزله (علیه السلام) ودخل عليه وجوه أصحابه، فقال لهم: «أشيروا عَلَيّ برجل صليب ناصح يحشر النّاس من السواد».

ص: 586


1- كذا في الغارات، وفي الأصل: «والصبر».
2- كذا في الغارات، وفي الأصل: «سعد».

فقال سعيد بن قيس: عليك يا أمير المؤمنين بالنصاح الأريب الشجاع الصليب معقل بن قيس التميمي.

قال: «نعم».

ثمّ دعاه فوجّهه وسار، ولم يعد حتّى اُصيب أمير المؤمنين (علیه السلام).

(أمالي الطوسي: المجلس 6، الحديث 45)

(1581) 2-(1) أخبرني جماعة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن موسى قال: حدّثنا محمّد بن سهل قال: أخبرنا هشام قال: حدّثني أبو مخنف قال: حدّثني الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق:

عن جندب بن عبداللّه الأزدي قال: قام عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) في النّاس ليستنفرهم إلى أهل الشام، وذلك بعد انقضاء المدّة الّتي كانت بينه وبينهم، وقد شنّ معاوية على بلاد المسلمين الغارات، فاستنفرهم بالرغبة في الجهاد والرهبة، فلم ينفروا، فأضجره ذلك فقال:

«أيّها النّاس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، ما عزّت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم، كلامكم يوهن الصمّ الصلاب، وتثاقلكم عن طاعتي يطمع فيكم عدوّكم، إذا أمرتكم قلتم: كيت وكيت، وليت وعسى، أعاليل أباطيل، وتسألوني التأخير دفاع ذي الدين المطول، هيهات هيهات، لا يدفع الضيم(2) الذليل، ولا يُدرك الحقّ إلّا بالجدّ والصبر.

ص: 587


1- ورواه الثقفي في عنوان: «غارة سفيان بن عوف الغامدي...» من الغارات: ص 333 عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي بتفاوت، وفقرات منه في ص 337 - 338 عن جندب بن عبداللّه. ورواه المفيد في الاختصاص: ص 153 - 154 باختصار ومغايرة. ورواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ص 130 في خطبة له (علیه السلام) بتفاوت. وقريباً منه الخطبة 29 من نهج البلاغة، وانظر أيضاً الخطبة 97 منه.
2- الضَّيم: الظُّلم أو الإذلال ونحوهما.

أيّ دار بعد داركم تمتّعون، ومع أيّ إمام بعدي تقاتلون؟! المغرور - واللّه - مَن غررتموه، ومَن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، أصبحت لا أطمع في نصرتكم، ولا أصدّق قولكم، فرّق اللّه بيني وبينكم، وأعقبني بكم مَن هو خير لي منكم.

أما إنّكم ستلقون بعدي ذُلّاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً، وأثرة يتّخذها الظالمون فيكم سنّة، تُفرّق جماعتكم، وتبكي عيونكم، وتمنّون عمّا قليل أنّكم رأيتموني فنصرتموني، وستعرفون ما أقول لكم عمّا قليل، ولا يبعد اللّه إلّا مَن ظلم».

قال: فكان جندب لا يذكر هذا الحديث إلّا بكى، وقال: صدق واللّه أمير المؤمنين (علیه السلام)، قد شملنا الذلّ، ورأينا الأثرة، ولا يبعد اللّه إلّا من ظلم.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 4)

(1582) 3-(1) قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «الموت طالب ومطلوب، لا يعجزه المقيم، ولا يفوته الهارب، فقدّموا ولا تتكلّموا، فإنّه ليس عن الموت محيص، إنّكم إن لم تُقتلوا تموتوا، والّذي نفس عليّ بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من الموت على فراش».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 30)

ص: 588


1- ورواه المفيد فى الارشاد: ص 238 فصل 67 قال: ما استفاض عنه من قوله: «الموت طالب ومطلوب حثيث، لا يعجزه المقيم، ولا يفوته الهارب، فأقدموا ولا تنكُلوا» وفي آخره: «أيسر من الموت على فراش». ورواه الصدوق في صفات الشيعة: ص 89 ح 20 وباختصار في ص 95 ح 30. ورواه اليعقوبي في أواخر ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخه: 2: 209 وفيه: قال يوم الجمل: الموت طالب حثيث لا يعجزه المقيم... إلى آخر ما هنا مع تفاوت. وقريباً منه رواه ابن عبدربّه في العقد الفريد: 4: 311 في عنوان يوم صفّين من فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم. وأورد نحوه الشريف الرضي في الخطبة 123 من نهج البلاغة مع فقرات أخرى وقال: قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفّين. وروى شيخ الطائفة في التهذيب: 6: 123 / 215 بإسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا (علیه السلام)، قال: سألته عن قول أمير المؤمنين (علیه السلام): «لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش»؟ فقال: «في سبيل اللّه». ورواه الكليني في الكافي: 5: 53/1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد مثله. وأورده الفتّال في المجلس 53 من روضة الواعظين: ص 363. وانظر تخريج الحديث المتقدّم.

(1583) 4-(1) أبو عبداللّه المفيد قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا عليّ بن عبداللّه بن أسد الأصفهاني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثني محمّد بن عبداللّه بن عثمان قال: حدّثني عليّ بن أبي سيف، عن أبي حباب(2):

ص: 589


1- رواه الثقفي في عنوان: «سيرة عليّ (علیه السلام) في المال...» من الغارات: ص 48 - 49. ورواه الكليني في باب «وضع المعروف موضعه» من كتاب الزكاة من الكافي: 4: 31 - 32 ح 2 بإسناده عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف الأزدي، بتفاوت. وأورده الحرّاني في المختار 17 - في وضع المال مواضعه - من كلمه (علیه السلام) في تحف العقول: 185 - 186، والشريف الرضي في الخطبة 126 من نهج البلاغة بتفاوت، وابن حمدون في تذكرته: 1: 100 - 101 / 183، والآبي في نثر الدرّ: 1: 318 - 319. ورواه ابن أبي الحديد في آخر شرحه على المختار 34 من خطب نهج البلاغة: 2: 203 عن المدائني، إلى قوله (علیه السلام): «وإنّما هي أموالهم»، وزاد بعد: ثمّ سكت طويلاً واجماً، ثمّ قال: «الأمر أسرع من ذلك»، قالها ثلاثاً. ورواه أيضاً ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ص 132 إلى قوله (علیه السلام): «وإنّما هي أموالكم». وأورده ابن إدريس في مستطرفات السرائر: 3: 564 فيما رواه عن كتاب أبان بن تغلب إلى قوله (علیه السلام): «شرّ خليل» مع تفاوت في بعض الألفاظ.
2- في بعض النسخ: «عليّ بن أبي حباب»، وفي أمالي الطوسي: «عليّ بن حباب». ولعلّ الصحيح: «عن أبي جناب» وهو يحيى بن أبي حيّة الكلبي الّذي يروي عن ربيعة كما في شرح ابن أبي الحديد: 2: 236. هذا وفي الرجال: سعيد بن يسار أبو الحباب المدني، فانظر ترجمته في طبقات ابن سعد: 5: 284، وتهذيب الكمال: 11: 120 / 2385، وتهذيب التهذيب: 4: 102، وتاريخ الإسلام: 4: 253، وسير أعلام النبلاء: 5: 93 وغيرها من كتب الرجال.

عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أنّ طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) مشوا إليه عند تفرّق النّاس عنه وفرار كثير منهم(1) إلى معاوية طلباً لما فى يديه من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، أعط هذه الأموال، وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف(2) خلافه عليك من النّاس وفراره إلى معاوية.

فقال لهم أمير المؤمنين (علیه السلام): «أتأمرونّي أن أطلب النصر بالجور؟! لا واللّه لا أفعل(3)، ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم، [واللّه] لو كان ما لهم(4) لي لواسيت بينهم، فكيف وإنّما هى(5) أموالهم»؟!

قال: ثمّ أرمّ(6) أمير المؤمنين (علیه السلام) طويلاً ساكتاً، ثمّ قال: «مَن كان له مال فإيَّاه والفساد، فإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو وإن كان ذكراً لصاحبه في الدنيا فهو يضيّعه عند اللّه عزّ وجلّ، ولم يضع رجل ماله في غير حقّه و عند غير أهله إلّا حرمه اللّه شكرهم وكان لغيره ودّهم، فإن بقي معه من يودّه و يظهر له الشكر فإنّما هو ملق وكذب، يريد التقرّب به إليه لينال منه مثل الّذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلّت بصاحبه النَّعل واحتاج إلى معونته أو مكافأته فشرّ خليل وألأم خدين(7).

ص: 590


1- في أمالي الطوسي: «كثيرهم».
2- كذا في الغارات، وفي النسخ وأمالي الطوسي: «يخاف».
3- في أمالي الطوسي: «لا أفعلنّ»، وفي البحار: «لا أضلّ».
4- مثله في الغارات، وفي نسخة: «لو كانت أموالهم»، وفي أمالي الطوسي: «لو كان مالي».
5- في أمالي الطوسي: «هو».
6- في الغارات: «أزم»، وكلاهما بمعنى وهو الامساك عن الكلام كما يمسك الصائم من الطعام.
7- في الكافي: «فألأم خليل وشرّ خدين، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقّه وعند غير أهله إلّا لم يكن له من الحظّ فيما أتي إلّا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام عليه منعماً مفضلاً، ومقالة الجاهل ما أجوده وهو عند اللّه بخيل، فأيّ حظّ أبور وأخسر من هذا الحظّ، وأيّ فائدة معروف أقلّ من هذا المعروف، فمن كان منكم له مال فليصل...». وفي تحف العقول: «فأشرّ خليل وألأم خدين، مقالة جهّال ما دام عليهم مُنعماً، وهو عن ذات اللّه بخيل، فأيّ حظّ أبور وأخسّ من هذا الحظّ؟! وأيّ معروف أضيَع وأقلّ عائدة من هذا المعروف؟! فمن أتاه مال فليصل...».

ومَن صنع المعروف فيما آتاه [اللّه] فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة، و ليفكّ به العاني(1)، وليعن به الغارم وابن السبيل والفقراء والمجاهدين في سبيل اللّه، وليصبر نفسه على النوائب والخطوب(2)، فإنّ الفوز بهذه الخصال أشرف(3) مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة».

(أمالي المفيد: المجلس 22، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 7، الحديث 33)

(1584) 5-(4) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال: حدّثنا الحسن بن [عليّ بن] عبد الكريم الزعفراني قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن زيد بن المعدّل، عن يحيى بن صالح، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن جندب بن عبد اللّه الأزدي قال:

سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) يقول لأصحابه - وقد استنفرهم

ص: 591


1- العاني: أي مَن أخذ عنوة، أي الأسير.
2- في أمالي الطوسي: «والحقوق».
3- في أمالي الطوسي: «شرف».
4- رواه الثقفي في الغارات: ص 338 - 340 في عنوان «غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار...». ورواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ص 130 - 131 بزيادة ومغايرة. ونحوه رواه الشريف الرضي في الخطبة 97 من خطب نهج البلاغة.

أيّاماً إلى الجهاد فلم ينفروا -: «أيّها النّاس، إنّي قد استنفرتكم فلم تنفروا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، فأنتم شهود كأغياب(1)، وصمّ ذوو أسماع، أتلو عليكم الحكمة، وأعظكم بالموعظة الحسنة، وأحثّكم على جهاد عدوّكم الباغين، فما آتي على آخر منطقي حتّى أراكم متفرّقين، أيادي سبأ(2)، فإذا أنا كففت عنكم عدتم إلى مجالسكم حلقاً عزين(3)، تضربون الأمثال وتتناشدون الأشعار، وتسألون عن الأخبار، قد نسيتم الاستعداد للحرب، وشغلتم قلوبكم بالأباطيل، تربت أيديكم، اغزوا القوم قبل أن يغزوكم، فواللّه ما غزي قوم في عقر ديارهم(4) إلّا ذلّوا.

وأيم اللّه ما أراكم تفعلون حتّى يفعلوا، ولوددت أنّي لقيتهم على نيّتي وبصيرتي فاسترحت من مقاساتكم، فما أنتم إلّا كابل جمّة ضلّت(5) راعيها فكلّما ضمّت من جانب انتشرت من جانب آخر، واللّه لكأنّي بكم(6) لو حمس الوغى(7) وأحمّ البأس قد انفرجتم عن عليّ بن أبي طالب [انفراج الرأس و] انفراج المرأة عن قبلها»(8).

فقام إليه الأشعث بن قيس الكندي فقال له: يا أمير المؤمنين، فهلّا فعلت كما فعل ابن عفّان؟

فقال (علیه السلام) له: «يا عرف النّار! ويلك إنّ فعل ابن عفّان لمخزاة على مَن لادين له

ص: 592


1- في الغارات: «كغيّاب»، وفي نهج البلاغة: «شهود كغيّاب وعبيد كأرباب أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرّقون عنها».
2- إنّ سبأ هو أبو عرب اليمن، كان له عشرة أولاد، جعل منهم سنّة يميناً، وأربعة شمالاً، تشبيهاً لهم باليدين، ثمّ تفرّق أولئك الأولاد أشدّ التفرّق.
3- الحلق - بفتح الحاء وكسرها وفتح اللام-: جمع حلقة، والعزة: الفرقة من النّاس.
4- العُقرُ من الدار: وسطها.
5- في نسخة: «أضلّ».
6- وبعده في النهج: «فيما أخالكم».
7- حمس الوغى: اشتدّ الحرب.
8- قوله (علیه السلام): «انفراج المرأة عن قبلها»، أي وقت الولادة، أو عند ما يسرع عليها سلاح، وفيه كناية عن العجز والدناءة في العمل.

ولا حجّة معه، فكيف وأنا على بيّنة من ربّي [و] الحقّ في يدي، واللّه إنّ امرءاً يمكّن عدوّه من نفسه، يخذع(1) لحمه ويهشم عظمه ويفري(2) جلده ويسفك دمه لضعيف ما ضمّت عليه جوانح(3) صدره، أنت فكُن كذلك إن أحببت، فأمّا أنا فدون أن أعطى ذلك ضرباً بالمشرفيّ(4) يطير منه فراش الهام وتطيح منه الأكفّ والمعاصم، ويفعل اللّه بعد ما يشاء».

فقام أبو أيّوب الأنصاري خالد بن زيد صاحب منزل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: أيّها النّاس، إنّ أمير المؤمنين قد أسمع مَن كانت له أذن واعية وقلب حفيظ، إنّ اللّه قد أكرمكم بكرامة لم تقبلوها حقّ قبولها، إنّه ترك بين أظهركم ابن عمّ نبيّكم و سيّد المسلمين من بعده، يفقّهكم في الدين ويدعوكم إلى جهاد المحليّن، فكأنّكم صمّ لا تسمعون، أو على قلوبكم غلف مطبوع عليها فأنتم لا تعقلون، أفلا تستحيون؟!

عباد اللّه، أليس إنّما عهدكم بالجور والعدوان الأمس؟ وقد شمل البلاء وشاع في البلاد، فذو حقّ محروم، وملطوم وجهه، وموطوء(5) بطنه، وملقى بالعراء تسفى عليه الأعاصير(6)، لا يكنّه من الحرّ والقرّ وصهر الشمس والضحّ(7) إلّا الأثواب الهامدة(8)، وبيوت الشعر البالية، حتّى جاءكم(9) اللّه بأمير المؤمنين (علیه السلام)، فصدع بالحقّ ونشر العدل، وعمل بما في الكتاب؟!

ص: 593


1- خَذَع اللحم خَذْعاً: حَزَّزَه وقطَّعه في مواضع ولم يفصل بعضه عن بعض.
2- هشم الشيء: كسره. وفَرَى الشيء فَرياً: شقّه.
3- في نسخة: «جوارح».
4- المَشرَفِيّ: سيفٌ يجلب من المشارف، منسوب إليها.
5- في البحار: «موطأ».
6- الإعصار: ريحٌ تهبّ بشدّة وتثير الغُبارَ وترتفع كالعمود إلى السماء.
7- صَحَر الشمس فلاناً: آلمت دِماغه. والضِحّ: الشمس وضوءه.
8- هَمَد الثوب: بَلِيَ من طول طيّه.
9- في الغارات: «حبا لكم».

يا قوم، فاشكروا نعمة اللّه عليكم ولا تولّوا مدبرين، (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)(1)، اشحذوا السيوف، واستعدّوا الجهاد عدوّكم، فإذا دعيتم فأجيبوا، وإذا أمرتم فاسمعوا وأطيعوا، وما قلتم فليكن، وما أمرتم [فأطيعوا](2)، فكونوا بذلك من الصادقين(3).

(أمالي المفيد: المجلس 18، الحديث 6)

(1585) 6-(4) وعن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الورّاق قال: حدّثنا عبداللّه بن الأزرق الشيباني قال: حدّثنا أبو الجحّاف [داوود بن أبي عوف]:

عن معاوية بن ثعلبة قال: لمّا استوسق الأمر لمعاوية بن أبي سفيان، أنفذ بسر بن أرطاة إلى الحجاز في طلب شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(5)(علیه السلام)، وكان على مكّة عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، فطلبه فلم يقدر عليه، فأخبر أنّ له ولدين صبيّين، فبحث عنهما فوجدهما وأخذهما، فأخرجهما من الموضع الّذي كانا فيه، ولهما ذؤابتان كأنّهما درّتان(6)، فأمر بذبحهما [فذبحا](7) وبلغ أمّهما الخبر، فكادت نفسها تخرج، ثمّ أنشأت تقول:

ص: 594


1- سورة الأنفال: 8: 21.
2- ما بين المعقوفين موجود في الإمامة والسياسة.
3- في الغارات: «وما قلتم فليكن ما أضمرتم عليه تكونوا بذلك من الصادقين».
4- وروى الثقفي صدر الحديث في عنوان «مسير بسر بن أبي أرطاة وغاراته على المسلمين و أهل الذمّة...» من الغارات: ص 420 عن سنان بن أبي سنان، وذيله في آخر الكتاب ص 452 - 453 بتفاوت. ورواه البلاذري في عنوان «غارة بسر بن أبي أرطاة القرشي» من أنساب الأشراف - ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) -: ص 354 - 355 ح 523 عن الهيثم بن عديّ، عن يعقوب بن داوود، إلى آخر الأبيات، وروى ذيله في ص 357 ح 527 بتفاوت. ورواه ابن أبي الحديد في شرح المختار 25 من خطب نهج البلاغة: 1: 340 باختصار وفيه أنّه قتلهما بيمن، وفي أوائل المجلد الثاني: ص 13 إلى آخر الأبيات، وذيله في ص17 نقلاً عن المدائني بتفاوت. ورواه ابن عساكر في ترجمة عبيد اللّه بن العبّاس من تاريخ دمشق: مختصره - لابن منظور-: 15: 324 - 326 بمغايرة، وورد فيه أنّه قتلهما بيمن، ورواه أيضاً في ترجمة بسر منه: 5: 186 إلى آخر الأبيات. ورواه ابن الأثير في أوائل حوادث سنة 40 من الكامل: 3: 385. وقصّة قتل الولدين والأبيات أوردها اليعقوبي في تاريخه: 2: 199 في خلافة أمير المؤمنين (علیه السلام)، والمبرّد في الكامل: 2: 319 - 320 في عنوان: 53 - باب في اختصار الخطب والتحميد والمواعظ.
5- جملة «عليّ بن أبي طالب» غير موجودة في أمالي الطوسي.
6- قوله: «كأنّهما درّتان» غير موجود في أمالي الطوسي.
7- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.

ها مَن أحسّ بنييّ(1) الّذَين هما

ها من أحسّ بنيّ الّذَين هما

[ها من أحسّ بني الّذين هما

نبّئت بسراً وما صدّقت ما زعموا

أضحت(2) على ودجى طفليّ مرهفة

من دلّ والهة عبرى مفجّعة

كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف

سمعي وعيني فقلبي اليوم مختطف(3)

مخّ العظام فمخّي اليوم مزدهف](4)

من قولهم ومن الإفك الّذي اقترفوا

مشحوذة وكذاك الظلم و السرف

على صبيّين فاتا إذ مضى السّلف

قال: ثمّ اجتمع عبيد اللّه بن العبّاس من بعد وبسر(5) بن أرطاة عند معاوية، فقال معاوية لعبيد اللّه: أتعرف هذا الشيخ قاتل الصبيّين؟

فقال بسر: نعم، أنا قاتلهما فَمَه؟

ص: 595


1- في نسخة مطبوعة والبحار هنا وفيما يأتي: «بابنيّ».
2- في أمالي الطوسي: «أحنى».
3- في أمالي الطوسي: «يختطف».
4- ما بين المعقوفين موجود في الغارات.
5- في أمالي الطوسي: «ببسر...».

فقال عبيد اللّه: لو أنّ لي سيفاً!

قال بسر: فهاك سيفي - وأومأ بيده إلى سيفه(1)-.

فزبره معاوية وانتهره وقال: أفّ(2) لك من شيخ، ما أحمقك! تعمد إلى رجل قد قتلت ابنيه، وتعطيه(3) سيفك؟ كأنّك لا تعرف أكباد بني هاشم! واللّه لو دفعته إليه لبدأ بك وثنّى بي.

فقال عبیداللّه: بل واللّه كنت أبدأ بك، ثمّ أثنّي به(4).

(أمالي المفيد: المجلس 36، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي: المجلس 3، الحديث 20)

ص: 596


1- في أمالي الطوسي: «وأومأ إلى سيفه».
2- في أمالي الطوسي: «أنّى».
3- في أمالي الطوسي: «فتعطيه».
4- ذيل الحديث في الغارات مغاير لما في الأمالي، حيث ورد فيه:... اجتمع ذات يوم هو و عبيد اللّه بن العبّاس [عند معاوية بعد صلح الحسن (علیه السلام)]، فقال ابن عبّاس لمعاوية: أنت أمرت هذا القاطع البعيد الرّحم القليل الرُّحم بقتل ابنَيّ؟ فقال معاوية: ما أمرته بذلك ولا هویت. فغضب بسر ورمی بسيفه وقال: قلّدتني هذا السيف وقلت: «اخبط به النّاس» حتّى إذا بلغت ما بلغت، قلت: «ما هویت، ولا أمرت»؟! فقال معاوية: خذ سيفك، فلعمري إنّك لعاجز حين تلقي سيفك بين يدي رجل من بني عبد مناف، وقد قتلت ابنيه أمس. فقال عبيد اللّه بن عبّاس: أتراني كنت قاتله بهما؟ فقال ابن لعبيد اللّه: ما كنّا نقتل بهما إلّا يزيد وعبد اللّه ابنى معاوية. فضحك معاوية وقال: وما ذنب يزيد وعبد اللّه؟! وقريباً منه في أنساب الأشراف، ومروج الذهب، وشرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة: 2: 17 - 18، وفي الجميع نسب الكلام الأخير في قتل يزيد وعبداللّه، إلى عبيد اللّه.

باب 16- كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في عمرو بن العاص

(1586) 1-(1) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن سعيد قال: حدّثني الزبير بن بكّار قال: حدّثنا عليّ بن محمّد قال:

كان عمرو بن العاص يقول: إنّ في عليّ دُعابة(2). فبلغ ذلك أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «زعم ابن النابغة(3) أنّي تِلعابة(4)، مزّاحة ذو دعابة، أعافس وأمارس(5)، هيهات يمنع من العفاس والمراس ذكر الموت وخوف البعث والحساب، ومَن كان له قلب، ففي هذا له واعظ و زاجر، أما وشرّ القول الكذب، إنّه ليحدّث فيكذب،

ص: 597


1- ورواه السيّد الرضي في الخطبة 83 من نهج البلاغة بتفاوت. ورواه ابن قتيبة في عنوان «أخبار الجبناء» من كتاب الحرب من عيون الأخبار: 1: 164، والثقفى في أوّل عنوان «فيمن انتقض عليّاً (علیه السلام) و عاداه» من الغارات: ص 352 - 353 بتفاوت، وأبو حيّان التوحيدي في الامتاع والمؤانسة: 3: 183 في الليلة 35، وابن عبد ربّه في كتاب العسجدة الثانية في أخبار يوم صفّين من كتاب العقد الفريد: 312:4، والبيهقي في باب مساوئ مَن عادى عليّ بن أبي طالب من كتاب المحاسن والمساوئ: ص 76، والبلاذري في الحديث 157 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من أنساب الأشراف: ص 60 وفي ص 39 و 55 ح 101 و 149 بتفاوت، والطبرسي في الاحتجاج: 1: 433 - 434 برقم 96. و روی ابن الأثير بعض فقراته في مادة «عفس» من النهاية: 2: 243، ومادة «مرس»: 4: 319.
2- الدُعابة - بالضمّ -: المزاح.
3- قال الزمخشري في باب «القرابات والأنساب، وذكر حقوق الأباء والأمّهات...» من ربيع الأبرار: 3: 548: كانت النابغة أمّ عمرو بن العاص أمة رجل من عنزة، فسُبيت فاشتراها عبداللّه بن جدعان، فكانت بغيّاً ثمّ عتقت، ووقع عليها أبو لهب، وأميّة بن خلف، و هشام بن المغيرة، وأبو سفيان بن حرب، والعاص بن وائل، في طهر واحد، فولدت عَمراً، فادّعاه كلّهم، فحكمت فيه أُمّه فقالت: «هو للعاص»، لأنّ العاص كان ينفق عليها، وقالوا: كان أشبه بأبي سفيان، وفي ذلك يقول أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب: أبوك أبوسفيان لا شكّ قد بدت لنا فيك منه بينات الشمائل
4- التِلعابة: كثير اللعب.
5- «أعافس»: أعالج النّاس وأضاربهم مزاحاً، ويقال: المعافسة: معالجة النساء بالمغازلة. والممارسة: كالمعافسة.

ويَعِد فيخلف، فإذا كان يوم البأس فأيّب زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف هام الرجال، فإذا كان ذلك فأعظم مكيدته في نفسه أن يمنح القوم استه»(1).

(أمالي الطوسي: المجلس 5، الحديث 21)

ص: 598


1- الاست: العَجُز.

الباب 17- نوادر الاحتجاج على معاوية

(1587) 1-(1) أبو عبد اللّه المفيد قال: أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الجوهري قال: حدّثنا عليّ بن سليمان قال: أخبرنا الزبير بن بكّار قال: أخبرني عليّ بن صالح قال: حدّثني عبداللّه بن مصعب، عن أبيه قال:

حضر عبداللّه بن العبّاس مجلس معاوية بن أبي سفيان، فأقبل عليه معاوية فقال: يا ابن عبّاس، إنّكم تريدون أن تحرزوا الإمامة كما اختصصتم بالنبوّة؟! واللّه لا يجتمعان أبداً! إنّ حجّتكم في الخلافة مشتبهة على النّاس، إنّكم تقولون: نحن أهل بيت النبيّ، فما بال خلافة النبوّة في غيرنا؟ وهذه شُبهة لأنّها تشبه الحقّ و بها مسحة من العدل، وليس الأمر كما تظنّون، إنّ الخلافة تتقلّب(2) في أحياء قريش برضا العامّة وشورى الخاصّة، ولسنا نجد النّاس يقولون: ليت بني هاشم ولّونا، و لو ولّونا كان خيراً لنا في دنيانا وأخرانا، ولو كنتم زهدتم فيها أمس كما تقولون ما قاتلتم عليها اليوم، وواللّه لو ملكتموها يا بني هاشم، لما كانت ريح عاد ولا صاعقة ثمود بأهلك للنّاس منكم!

فقال ابن عبّاس (رحمه اللّه): أمّا قولك - يا معاوية -: «إنّا نحتجّ بالنبوّة في استحقاق الخلافة»، فهو واللّه كذلك، فإن لم يُستحَقّ الخلافة بالنبوّة، فبِمَ يُستَحَقّ(3)؟!

وأمّا قولك: «إنّ الخلافة والنبوّة لا يجتمعان لأحد»، فأين قول اللّه عزّ وجلّ: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَ

ص: 599


1- رواه الزبير بن بكّار في الموفقّيات، كما في عنوان «ذكر مناقب شتّى» من كشف الغمّة - للإربلي -: 2: 51 - 53.
2- في غالب النسخ: «ينقلب».
3- في بعض النسخ في الموضعين: «نستحقّ».

آتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)(1)، فالكتاب هو النبوّة، والحكمة هي السنّة، والملك هو الخلافة، فنحن آل إبراهيم، والحكم بذلك جارٍ فينا إلى يوم القيامة.

وأمّا دعواك على حجّتنا أنّها مشتبهة، فليس كذلك، وحجّتنا أضوء من الشمس وأنور من القمر، كتاب اللّه معنا وسنّة نبيّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فينا، وإنّك لتعلم ذلك، ولكن ثنى عِطفك وصعّرك(2)، قتلنا أخاك وجدّك وخالك وعمّك، فلاتبك على أعظم حائلة، وأرواح فى النّار هالكة، ولا تغضبوا لدماء أراقها الشرك، وأحلّها الكفر، ووضعها الدّين.

وأمّا ترك تقديم النّاس لنا فيما خلا، وعدولهم عن الإجماع(3) علينا، فما حرموا منّا أعظم ممّا حرمنا منهم، وكلّ أمر إذا حصل حاصله ثبت حقّه وزال باطله.

وأمّا افتخارك بالملك الزائل الّذي توصّلت إليه بالمحال الباطل، فقد ملك فرعون من قبلك فأهلكه اللّه، وما تملكون يوماً يا بنى اُميّة، إلّا ونملك بعدكم يومين ولا شهراً إلّا ملكنا شهرين، ولا حولاً إلّا ملكنا حولين.

وأمّا قولك: «إنّا لو ملكنا كان ملكنا أهلك للنّاس من ريح عاد وصاعقة ثمود»، فقول اللّه يكذّبك في ذلك، قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(4). فنحن أهل بيته الأدنون، ورحمة اللّه خلقه كرحمته بنبيّه خلقه ظاهر(5)، والعذاب بتملّكك رقاب المسلمين ظاهر للعيان، وسيكون من بعدك تملّك ولدك و ولد أبيك أهلك للخلق من الرّيح العقيم، ثمّ ينتقم اللّه بأوليائه ويكون العاقبة للمتّقين.

(أمالي المفيد: المجلس 2، الحديث 4)

(1588) 2- حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن محمّد التمّار، بجامع المنصور في المحرّم سنة

ص: 600


1- سورة النساء: 4: 54.
2- يقال: «ثنى فلان عنّي عطفه»: إذا أعرض عنك. وصعر خدّه: أي أماله من الكبر.
3- في نسخة: «الاجتماع».
4- سورة الأنبياء: 21: 107.
5- من قوله: «ورحمة اللّه» إلى هنا ليس فى البحار.

سبع وأربعين وثلاث مئة، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن القاسم الأنباري قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا ابن الأعرابي، عن حبيب بن بشّار، عن أبيه قال: حدّثني عليّ بن عاصم:

عن الشعبي قال: لمّا قدم وفد شدّاد بن أوس(1) على معاوية بن أبي سفيان أكرمه وأحسن قبوله ولم يعتبه على شيء كان منه ووعده ومنّاه، ثمّ إنّه أحضره في يوم حفل(2) فقال له: يا شدّاد، قُم في النّاس واذكر عليّاً و عبه لأعرف بذلك نيّتك في مودّتي.

فقال له شدّاد: أعفني من ذلك، فإنّ عليّاً قد لحق بربّه وجوزي بعمله، وكفيت ما كان يهمّك منه، وانقادت لك الأمور على إيثارك، فلا تلتمس من النّاس ما لا يليق بحلمك.

فقال له معاوية: لتقومنّ بما أمرتك به وإلّا فالريب فيك واقع. فقام شدّاد فقال: الحمد للّه الّذي فرض طاعته على عباده، وجعل رضاه عند أهل التقوى آثر من رضا خلقه، على ذلك مضى أوّلهم، وعليه يمضي آخرهم.

أيّها النّاس، إنّ الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر، وإنّ الدنيا أجل حاضر يأكل منها البرّ والفاجر، وإنّ السامع المطيع للّه لا حجّة عليه، وإنّ السامع العاصى لا حجّة له، وإنّ اللّه إذا أراد بالعباد خيراً عمّل عليهم صلحاءَهُم، وقضّى بينهم فقهاءَهُم، وجعل المال في أسخيائهم، وإذا أراد بهم شرّاً عمّل عليهم

ص: 601


1- هو شدّاد بن أوس بن ثابت الأنصاري النجاري، ابن أخي حسان بن ثابت شاعر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، له ولأبيه صحبة، تحوّل إلى فلسطين ومات بها سنة ثمان وخمسين فى آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، وكان يوم مات ابن خمس وتسعين سنة. لاحظ الطبقات الكبرى - لابن سعد-: 7: 401، تهذيب الكمال: 12: 389 رقم 2704، والوافي بالوفيات: 16: 123، الثقات: 3: 185، الجرح والتعديل: 4: 328، التاريخ الكبير: 4: 224، سير أعلام النبلاء: 2: 460 رقم 89 وغيرها من كتب الرجال.
2- «في يوم حفل»: أي في يوم اجتمع فيه النّاس عنده، يقال: حفل القوم حفلاً: اجتمعوا، والمجلس: كثر أهله.

سفهاءَهُم، وقضّى بينهم جهلاءَهُم، وجعل المال عند بُخلائهم، وإنّ من صلاح الولاة أن يصلح قرناؤها، ونصحك يا معاوية مَن أسخطك بالحقّ، وغشّك مَن أرضاك بالباطل، وقد نصحتك بما قدّمت وما كنت أغشّك بخلافه.

فقال له معاوية: اجلس يا شدّاد.

فجلس، فقال له: إنّي قد أمرت لك بمال يغنيك ألستُ من السمحاء الّذين جعل اللّه المال عندهم لصلاح خلقه؟!

فقال له شدّاد: إن كان ما عندك من المال هو لك دون ما للمسلمين فعمدت لجمعه مخافة تفرّقه فأصبته حلالاً وأنفقته حلالاً، فنعم، وإن كان ممّا شاركك فيه المسلمون فاحتجبته دونهم فأصبته اقترافاً وأنفقته إسرافاً، فإنّ اللّه جلّ اسمه يقول: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)(1).

فقال معاوية: أظنّك قد خولطت يا شدّاد، أعطوه ما أطلقناه له ليخرج إلى أهله قبل أن يغلبه مرضه.

فنهض شدّاد وهو يقول: المغلوب على عقله بهواه سواي. وارتحل ولم يأخذ من معاوية شيئاً.

(أمالي المفيد: المجلس 11، الحديث 7)

(1589) 3-(2) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: حدّثني أبي، عن ربعي بن عبداللّه بن الجارود، عن أبيه قال:

قال معاوية لخالد بن معمر: على مَ أحببتَ عليّاً؟

قال: على ثلاث خصال: على حلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال، وعلى عدله إذا ولي.

(أمالي الطوسي: المجلس 26، الحديث 3)

ص: 602


1- سورة الإسراء: 17: 27.
2- وأورده ابن عبد ربّه في العقد الفريد: 2: 264، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 75، والديلمي في أعلام الدين: ص 215.

فهرس الكتاب

باب 1- الاضطرار إلى الحجّة...7

باب 2- في اتّصال الوصيّة وذكر الأوصياء من لدن آدم (علیه السلام) إلى آخر الدهر...15

باب 3- وجوب معرفة الإمام (علیه السلام)...20

باب 4- نوادر الاحتجاج في الإمامة...22

أبواب علامات الإمام وصفاته (علیه السلام)

باب 1- صفات الإمام (علیه السلام) وشرائط الإمامة...25

باب 2- عصمة الإمام (علیه السلام)...33

باب 3- معنى آل محمّد وأهل بيته وعترته ورهطه (علیه السلام)...38

باب 4- في أنّ كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)وسببه...52

باب 5- وجوب طاعة الأئّمة (علیهم السلام)...54

باب 6- نفي الغلوّ في النبيّ والأئّمة (علیهم السلام)...56

أبواب النصوص على الأئّمة (علیهم السلام)

باب 1- الأئّمة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر؛ عدّة نقباء بني إسرائيل...59

باب 2- الأئّمة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر؛ كلّهم من قريش...63

باب 3- الأئّمة بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) اثنا عشر؛ أوّلهم عليّ (علیه السلام) وآخرهم القائم (علیه السلام)...67

ص: 603

باب 4- الأئّمة (علیهم السلام) من صلب عليّ (علیه السلام)...69

باب 5- الأئّمة (علیهم السلام) من ولد الحسين (علیه السلام)...70

باب 6- نصوص اللّه تعالى عليهم من خبر اللوح والخواتيم...72

باب 7- نصوص الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الأئّمة (علیهم السلام)...78

باب 8- ما ورد عن الإمام الهادي (علیه السلام) من النصّ على الأئّمة (علیهم السلام)...86

أبواب علوم أهل البيت (علیهم السلام)

باب 1- جهات علومهم (علیهم السلام) من النكت والنقر والسماع...88

باب 2- أنهم (علیهم السلام) محدَّثون...90

باب 3- أنهم (علیهم السلام) ورثوا علم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...93

باب 4- أنّه يزداد علمهم (علیهم السلام)...97

باب 5- أنهم (علیهم السلام) يعرفون النّاس بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق...99

باب 6- أنّه لا يحجب عنهم (علیهم السلام) شيء...100

باب 7- أنهم (علیهم السلام) مستقى العلم وشجرتها وخزّان علم اللّه...105

باب 8- أنّ جميع علوم الملائكة والأنبياء عندهم (علیهم السلام)...107

باب 9- أن حديثهم (علیهم السلام) الصعب مستصعب...108

أبواب فضائل أهل البيت (علیهم السلام)

باب 1- جوامع مناقبهم وفضائلهم (علیهم السلام)...109

باب 2- مناقب أصحاب الكساء (علیهم السلام)...117

باب 3- لزوم تفضيلهم (علیهم السلام) على جميع الاُمّة؛ وأنّ مثلهم في هذه الاُمّة مثل باب حطّة في بني إسرائيل، ومثل سفينة نوح (علیه السلام)...149

باب 4- حديث الثقلين...156

باب 5- أهل البيت (علیهم السلام) أمان للأمّة؛ ومثلهم كمثل النجوم...164

ص: 604

باب 6- أنهم (علیهم السلام) حرمات اللّه تعالى...168

باب 7- أن النّاس لا يهتدون إلا بهم (علیهم السلام)؛ وأنهم الوسائل بين الخلق وبين اللّه...169

باب 8- أنهم (علیهم السلام) شفعاء الخلق...171

باب 9- ما نزل لهم صلوات اللّه عليهم من السماء...174

باب 10- أن أسماءهم (علیهم السلام) مكتوبة على العرش وعلى باب الجنّة...181

باب 11- ما كتب على جناح الهدهد من فضلهم (علیهم السلام)...188

باب 12- أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم (علیهم السلام)...189

باب 13- أنهم (علیهم السلام) أركان الأرض؛ وجرى لهم (علیهم السلام) من الفضل و الطاعة مثل ما جرى لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنهم (علیهم السلام) في العلم و الشجاعة والفضل سواء...190

باب 14- النظر إليهم (علیهم السلام) عبادة...195

أبواب الآيات النازلة في أهل البيت (علیهم السلام)

باب 1- أنّ من اصطفاه اللّه تعالى من عباده هم أهل البيت (علیهم السلام)...196

باب 2- في نزول آية المباهلة...198

باب 3- أنهم (علیهم السلام) حبل اللّه...200

باب 4- أنهم (علیهم السلام) هم المحسودون...201

باب 5- عرض الأعمال علیهم (علیهم السلام)...203

باب 6- أنهم (علیهم السلام) النجوم والعلامات...205

باب 7- أنهم (علیهم السلام) أهل الذكر...208

باب 8- أنهم (علیهم السلام) المستضعفون...210

باب 9- أنهم (علیهم السلام) مطهّرون من كلّ ذنب وخطأ؛ ونزول آية التطهير في شأنهم (علیهم السلام)...211

باب 10- الحسنة ولايتهم؛ والسيئة عداوتهم (علیهم السلام)...226

ص: 605

باب 11- أنّ آل ياسين، آل محمّد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...229

باب 12- أنّ ولايتهم (علیهم السلام) الصدق...232

باب 13- أنهم (علیهم السلام) النعيم الّذي يسأل عنه النّاس...233

أبواب ولايتهم وحبّهم وبغضهم (علیهم السلام)

باب 1- وجوب موالاتهم وموالاة أوليائهم؛ وبغض أعدائهم (علیهم السلام)...234

باب 2- ما أمر به النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من النصيحة لأئّمة المسلمين واللزوم لجماعتهم...243

باب 3- ولايتهم (علیهم السلام) ولاية اللّه...249

باب 4- بني الإسلام على ولايتهم ومحبّتهم (علیهم السلام)، وأنها شرط الإيمان...252

باب 5- ثواب حبّهم ونصرهم وولايتهم (علیهم السلام)؛ وأن مودّتهم أجر الرسالة وعلامة محبّتهم...259

باب 6- أنّ حبّهم علامة طيب الولادة وبغضهم علامة بغض الولادة...286

باب 7- ما ينفع حبّهم من المواطن؛ وأنهم (علیهم السلام) يحضرون عند الموت وغيره...292

باب 8- ما يجب من حفظ حرمة النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيهم (علیهم السلام)...298

باب 9- الحثّ على تحبيبهم (علیهم السلام) إلى النّاس...301

باب 10- يسأل يوم القيامة عن محبّتهم وولايتهم (علیهم السلام)...303

باب 11- أنّه لا تقبل الأعمال إلا بولايتهم (علیهم السلام)؛ وأن بغضهم يوجب الدخول في النّار...307

باب 12- ذمّ مبغضهم (علیهم السلام) وأنّه كافر...322

باب 13- عقاب من آذاهم وظلمهم (علیهم السلام)...329

باب 14- الصلاة عليهم (علیهم السلام)...335

باب 15- أنّ دعاء الأنبياء استجيب بالتوسّل والاستشفاع بهم (علیهم السلام)...351

باب 16- بركات ولادتهم (علیهم السلام)...352

ص: 606

أبواب الحوادث والفتن

باب 1- افتراق الاُمّة بعد رسول اللّه اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...355

باب 2- إخبار اللّه تعالى نبيّه وإخبار النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أمّته بما جرى على أهل بيته (علیهم السلام) من الظلم والعدوان...368

باب 3- غصب الخلافة وما جرى فيه من الظلم والطغيان...382

باب 4- العلّة التي من أجلها ترك النّاس عليّا (علیه السلام)...392

باب 5 - علّة قعود أمير المؤمنين (علیه السلام) عن قتال مَن ولي الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقتاله مع الناكثين والقاسطين والمارقين...396

باب 6- كلام أبي قحافة حين سمع خلافة ابنه أبي بكر...404

باب 7- تظلّم اُمّ الأئّمة (علیها السلام) عمّن ظلمها؛ وفيه ذكر لفدك...405

باب 8- ما قال الحسنان (علیهما السلام) فيمن تولّى الأمر بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)...415

باب 9- جهل عمر بحكم اللّه تعالى...418

باب 10- ما ظهر من عمر من الندامة حين موته...421

باب 11- الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (علیه السلام) مع القوم...422

باب 12- بعض ما فعله عثمان؛ وما جرى بين أمير المؤمنين (علیه السلام) وبين عثمان بن عفّان...447

باب 13- ما ورد في ذمّ بني اُميّة...456

باب 14- شكاية أمير المؤمنين (علیه السلام) عمّن تقدّمه من متصدّى أمر الحكومة...460

باب 15- قتل عثمان بن عفّان...470

باب 16- تبرّؤ أمير المؤمنين (علیه السلام) من دم عثمان...480

أبواب ما جرى بعد قتل عثمان

باب 1- بيعة أمير المؤمنين (علیه السلام) وما جرى بعدها إلى وقعة الجمل...482

ص: 607

باب 2- أمر اللّه ورسوله اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وما ورد في ذمّهم...510

باب 3- حكم من حارب أمير المؤمنين (علیه السلام)...524

باب 4- وقعة الجمل و ورود البصرة...529

باب 5- خروج أمير المؤمنين (علیه السلام) من البصرة ودخوله الكوفة...547

باب 6- بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين (علیه السلام) عن تأميره؛ وكتابه إلى معاوية وعمرو بن العاص...550

باب 7- ما وقع بصفّين من المحاربات وغيرها إلى قصّة التحكيم...556

باب 8- قصّة التحكيم...566

باب 9- ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في التحامل على عليّ (علیه السلام)...569

باب 10- كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) مع منجّم حين أراد المسير إلى النهروان...572

باب 11- ما ظهر من معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام) بعد الرجوع من قتال الخوارج...574

باب 12- احتجاج ابن عبّاس على الّذي أنكر على أمير المؤمنين (علیه السلام) حروبه...578

باب 13- كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى أمراء الأجناد وأصحاب المسالح...580

باب 14- الفتن الحادثة بمصر...581

باب 15- سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعمال أمير المؤمنين (علیه السلام) وشكايته من ذلك...585

باب 16- كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في عمرو بن العاص...597

باب 17- نوادر الاحتجاج على معاوية...599

ص: 608

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.