سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر
عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي
تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.
مواصفات المظهر: ج 10
فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)
حالة الفهرسة: فهرسة سابقة
لسان : العربية
ملحوظة: کتابنامه
عنوان آخر: الامالی
موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4
أحاديث الشيعة -- قرن ق 5
معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي
معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي
معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي
معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي
تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998
ص: 1
محمودي، محمد جواد ، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.
ترتيب الأمالي : ترتیب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة ، الصدوق ، والمفيد، والطوسی/ تأليف محمد جواد المحمودی - قم : بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1630 ق = 1388
10ج - (بنیاد معارف اسلامی ؛ 95 ، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
ISBN • (دوره): 2. 51 - 6289 - 964 : ISBN
(ج1) 6- 53 - 6289 - 964 - 978 :ISBN
(ج2)3- 54 - 6289 - 964 - 978 :ISBN
(ج3) 3 . 55 - 6289 . 964 - 978 : ISBN
(ج4)ISBN: 978 - 964 - 6289 - 56 -7
(ج 5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج6) 1 - 58 - 6289 - 964 - 978 :ISBN
(ج7) 8-59 - 6289 - 964- 978 :ISBN
(ج9) 4 - 96 - 7777-964 - 978 :ISBN
(ج10) 1-97-7777-964-978:ISBN
فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا. عربی کتابنامه
1- احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 4 ق . الف . ابن بابویه ، محمد بن علی ، 311 -381 ق . الأمالي . ب . مفید . محمد بن محمد .، 336 - 413 ق . الامالي . ج . طوسی، محمد بن حسن ، 385 -460 ق . الامالی . د . بنیاد معارف اسلامی . ه عنوان. و عنوان : الامالی.
8 الف 2 الف / 129 MP 297/212 1378
کتابخانه ملی ایران 6998 – 78 م
هوية الكتاب :
اسم الكتاب : ...ترتيب الأمالي/ج 2
تأليف ... محمد جواد المحمودي
نشر : ...مؤسسة المعارف الإسلامية
الطبعة :...الثانية 1630 ه. ق
المطبعة :... عترت
العدد : ... 1100 نسخة
رقم الايداع الدولي : ...978 – 996 - 9289 -64 - 3.
978 - 964 - 6289 - 54 .3 ...:ISBN
حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية
قم المقدسة . تلفون : 09127688298 - 32009 ص ب 78 / 37180
www.maaref islami.com
E-mail :info@maarefislami.com
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
(595) 1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن زیاد(رضی الله عنه)قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا القاسم بن محمد البرمكي قال :
حدثنا أبو الصلت الهروي قال : لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا(عليه السلام)أهل
المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه قد ألقم حجراً، فقام (2) إليه على بن محمد بن الجهم فقال له: يا ابن رسول الله، أتقول بعصمة الأنبياء؟
قال : «بلى».
قال : فما تعمل في قول الله عز وجل : ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾(3)؟وقوله عزوجل: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾(4)؟ وقوله في يوسف :﴿«وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾(5)؛ وقوله عز وجل في داوود: ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ﴾(6)؟وقوله في نبيه محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) : ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ
ص: 7
تَخْشَاهُ﴾ (1)؟
فقال مولانا الرضا(عليه السلام): «ويحك يا علي، اتق الله ، ولاتنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولاتتأول كتاب الله عز وجل برأيك، فإن الله عز وجل يقول :﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾(2)، أما قوله عز وجل في آدم لا : ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم في الجنة(3) لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل، فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة، عصم بقوله عز وجل :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾(4).
وأما قوله عز وجل: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾، إنما ظن(5) أن الله عز وجل لايضيق عليه رزقه ، ألا تسمع قول الله عز وجل: ﴿وَأَمَّا
ص: 8
إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾(1) ، أي ضيق عليه، ولوظن أن الله تبارك وتعالى لا يقدر عليه لكان قد كفر.
وأما قوله عز وجل في يوسف : ولقد هممت به وهم بها، فإنها همت بالمصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله :﴿وكذلك ينصرف عنه الشوء﴾ يعني القتل ، ﴿والفحشاء﴾ يعني الزنا.
وأما داوود، فما يقول من قبلكم فيه»؟
فقال علي بن الجهم : يقولون: إن داوود كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره، فطار الطير إلى السطح، فصعد في طلبه ، فسقط الطير في دار اوریا بن حنان(2)، فاطلع داوود في أثر الطير، فإذا بامرأة اوریا تغتسل، فلا نظر إليها هواها، وكان أوريا قد أخرجه في بعض غزواته ،
فكتب إلى صاحبه أن قدم اوريا أمام الحرب، فقدم فظفر اوريا بالمشركين، فصعب ذلك على داوود فكتب إليه ثانية أن قدمه أمام التابوت، فقتل اوریا(رحمه الله)وتزوج داوود بامرأته.
قال : فضرب الرضا(عليه السلام) بيده على جبهته وقال : «إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير، ثم بالفاحشة، ثم بالقتل» ؟!
فقال : يا ابن رسول الله، فما كانت خطيئته ؟
فقال : «ويحك، إن داوود إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلق هو أعلم منه، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب ، فقالا :﴿ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى
ص: 9
بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ*إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴾ (1)، فعجل داوود *على المدعى عليه فقال : ﴿ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ﴾ (2)، ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم يقبل على المدعى عليه فيقول : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة حكمه، لا ما ذهبت إليه(3)، ألا تسمع قول الله عز وجل يقول :﴿ «يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾إلى آخر الآية (4).
فقلت (5): يا ابن رسول الله ، فما قصته مع اوريا؟
فقال الرضا (عليه السلام): «إن المرأة في أيام داوود إذا مات بعلها أو قتل، لاتتزوج بعده
أبدأ، وأول من أباح الله عز وجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها، رکان)
داوود الثلا، فتزوج بامرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها منه ، فذلك الذي شق
على الناس من قبل(6) أوريا.
وأما محمد نبيه(صلی الله علیه وآله وسلم) وقول الله عز وجل له: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ
ص: 10
تَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ ، فإن الله عز وجل عرف نبيه (صلی الله علیه وآله وسلم) أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في الآخرة، وأنهن أمهات المؤمنين ، و أحد(1) من سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زید بن حارثة، فأخفي (صلی الله علیه وآله وسلم)اسمها في نفسه ولم يبده له(2) لكيلا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين ، وخشي قول المنافقين ، قال الله عز وجل : والله أحق أن تخشاهم في نفسك، وإن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم، وزينب من رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ، وبقوله :﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾ الآية(3) وفاطمة من علي (عليه السلام)»..
قال : فبكى علي بن الجهم وقال : يا ابن رسول الله ، أنا تائب إلى الله عز وجل أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا ما ذكرته.
(أمالي الصدوق : المجلس 20، الحديث 3)
(566) 2(4)- حدثنا أبيپ(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليان، عن نوح بن شعيب ، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح :
عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)، وقد قلت له: يا ابن رسول
الله ، أخبرني من قبل شهادته ، ومن لا تقبل شهادته؟
فقال : «یاعلقمة، كل من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته».
قال : فقلت له : تقبل شهادة المقترف للذنوب؟
فقال : «یاعلقمة، لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم، لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق،
ص: 11
فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان، فهو من أهل العدالة والستر، وشهادته مقبولة، وإن كان في نفسه مذنبة، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عز وجل داخل في ولاية الشيطان.
ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عنه أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال : «من اغتاب مؤمنة بما فيه الم يجمع الله بينهما في الجنة ، ومن اغتاب مؤمنة بما ليس فيه ، فقد انقطعت العصمة بينها، وكان المغتاب في التار خالدا فيها وبئس المصير» .
قال علقمة : فقلت للصادق(عليه السلام): يا ابن رسول الله، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور، وقد ضاقت بذلك صدورنا.
فقال(عليه السلام): «یا علقمة، إن رضا الناس لايملك، وألسنتهم لاثضبط، فكيف
تسلمون ما لم يسلم منه أنبياء الله وسله وحججه(عليهم السلام) ؟! ألم ينسبوا يوسف(عليه السلام) إلى أنه هم بالزنا ؟! ألم ينسبوا أيوب الا إلى أنه ابتلي بذنوبه ؟! ألم ينسبوا داوود(عليه السلام) إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوریا فهواها ؟! وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها؟! ألم ينسبوا موسي(عليه السلام) إلى أنه عين وآذوه حتى بأه الله مما قالوا، وكان عند الله وجها؟! ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم
سحرة طلبة الدنيا ؟! ألم ينسبوا مريم بنت عمران(عليها السلام)إلى أنها ملت بعیسی من رجل نجار اسمه يوسف ؟!
ألم ينسبوا نبينا محمد (صلی الله علیه وآله وسلم)إلى أنه شاعر مجنون ؟! ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زید بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه ؟! ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة مراء ؟! حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبیّه (صلی الله علیه وآله وسلم)من الخيانة، وأنزل بذلك في كتابه : ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (1)، ألم ينسبوه إلى أنه (صلی الله علیه وآله وسلم)ينطق عن الهوى في ابن عمه علي(عليه السلام)؟! حتى كذبهم الله عز وجل، فقال سبحانه :﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾(2)، ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله : إنه رسول من الله إليهم ؟!
ص: 12
حتى أنزل الله عز وجل عليه :﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ﴾(1)، ولقد قال يومة: «عرج بي البارحة إلى السماء» ، فقيل :والله ما فارق فراشه طول ليلته؟
وما قالوا في الأوصياء أكثر من ذلك، ألم ينسبوا سيد الأوصياء ليلا إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك ؟! وأنه كان يؤثر الفتنة على الشكون ؟! وأنه يسفك دماء المسلمین بغير لها ؟! وأنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضرب عنقه؟! ألم ينسبوه إلى أنه(عليه السلام) أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة(عليها السلام)؟! وأن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)شکاه على المنبر إلى المسلمين ، فقال : إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ! ألا إن فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن سرها فقد سرني، ومن غاظها فقد غاظني» ؟!
ثم قال الصادق(عليه السلام): «یا علقمة، ما أعجب أقاويل الناس في علي(عليه السلام)! كم بين من يقول : إنه رب معبود، وبين من يقول : إنه عبد عاص للمعبود! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية.
یاعلقمة، ألم يقولوا الله عز وجل : إنه ثالث ثلاثة ؟! ألم يشبهوه بخلقه ؟! ألم يقولوا: إنه الدهر ؟! ألم يقولوا : إنه الفلك ؟! ألم يقولوا إنه جسم ؟! ألم يقولوا : إته صورة ؟! تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً.
ياعلقمة، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته ، كيف تُحبس عن تناولكم بما تكرهونه ؟ ! فاستعينوا بالله واصبروا، ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ ، فإن بني إسرائيل قالوا لموسى :﴿ أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ﴾، فقال الله عز وجل : قل لهم يا موسی :﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾(2)».
(أمالی الصدوق : المجلس 22، الحديث 3)
ص: 13
(567) 1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رضوان الله) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ،عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي :
عن الحسين بن خالد الصيرفي قال:قلت لأبي الحسن علي بن موسی الرضا(عليه السلام) :الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه ونقشه «لا إله إلا الله»؟
فقال : «أكره ذلك له» .
فقلت: جعلت فداك، أوليس کان رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) وكل واحد من آبائك (عليهم السلام) يفعل ذلك وخاتمه في إصبعه؟
قال: «بلى، ولكن اولئك كانوا يتختمون في اليد اليمني ، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم». .
قلت : ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين(عليه السلام)؟
فقال : «ولم لاتسألني عمن كان قبله»؟
قلت : فإني أسألك .
قال: «كان نقش خاتم آدم(عليه السلام):«لا إله إلا الله ، محمد رسول الله» هبط به معه ،وإن نوحا(عليه السلام)ما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه : يا نوح إن خفت الغرق
ص: 14
فهللني ألفا ثم سلني النجاة، أنجك من الغرق ومن آمن معك».
قال : «فلما استوی نوح(عليه السلام)ومن معه في السفينة ورفع القلس ، عصفت الريح عليهم، فلم يأمن نوح الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرة، فقال بالسريانية : «هلولیا ألفا ألفا، یا ماریا اتقن»(1).
قال : «فاستوى القلس(2)واستمرت السفينة، فقال نوح(عليه السلام) : إن كلامأ نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني». قال : «فنقش في خاتمه: «لا إله إلا الله ألف مرة ، يا رب أصلحني» .
قال : «وإن إبراهيم(عليه السلام)لما وضع في كقة المنجنيق ، غضب جبرائیل فأوحى الله عز وجل إليه : ما يغضبك یا جبرائيل ؟
قال : يا رب خليلك، ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه.
فأوحى الله عز وجل: اسكت، إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك ، فأما أنا فإنه عبدي آخذه إذا شئت».
قال «فطابت نفس جبرئیل(عليه السلام)فالتفت إلى إبراهيم(عليه السلام) فقال : هل لك من حاجة ؟
فقال : أما إليك فلا.
فأهبط الله عز وجل عندها خاتمأ فيه ستة أحرف : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، فوضت أمري إلى الله ، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله»، فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم، فإني أجعل النار عليك برداً وسلاماً».
قال : «وکان نقش خاتم موسی(عليه السلام)حرفين اشتقهما من التوراة : «ادبر تؤجر ،اصدق تنج».
قال : «وكان نقش خاتم سليمان(عليه السلام): «سبحان من ألجم الجن بكلماته» .
ص: 15
قال : «وكان نقش خاتم عیسی(عليه السلام)حرفين اشتقها من الإنجيل : «طوبى لعبد ذکر الله من أجله، وويل لعبد نسي الله من أجله».
وكان نقش خاتم محمد (صلی الله علیه وآله وسلم): «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله»، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين(عليه السلام): «الملك لله»، وكان نقش خاتم الحسن
(عليه السلام): «العزة لله»، وكان نقش خاتم الحسين(عليه السلام): «إن الله بالغ أمره»، وكان علي بن الحسين(عليه السلام) يتختم بخاتم أبيه الحسين(عليه السلام)، وكان محمد بن علي(عليه السلام)يتختم بخاتم الحسين(عليه السلام) ، وكان نقش خاتم جعفر بن محمد(عليه السلام): «الله ولي وعصمتي من خلقه»، وكان نقش خاتم أبي الحسن موسی بن جعفر علي(عليه السلام) : «حسبي الله» .
قال الحسين بن خالد: وبسط أبو الحسن الرضا(عليه السلام)كفّه، وخاتم أبيه(عليه السلام) في إصبعه حتى أراني النقش.
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)
(528) 2 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال :حدثنا يحیی بن زکریا بن شیبان قال : حدثنا محمد بن سنان قال : أخبرني أحمد بن سلمان القتي الكوفي قال :
سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام) يقول: «إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى
بالجوع حتى يموت جوعا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعطش حتى يموت عطشا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعراء(1) حتى يموت عريانة، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالسقم والأمراض حتى تتلفه، وإن كان النبي من الأنبياء ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة الله ويدعوهم إلى توحيد الله، وما معه
ص: 16
مبيت ليلة، فما يتركونه يفرغ من كلامه ولايستمعون إليه حتى يقتلوه ، وإنما يبتلي
الله تبارك وتعالى عباده على قدر منازلهم عنده».
(أمالي المفيد : المجلس 5، الحديث 6)
(569) 3(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:
ص: 17
عن أبي عبدالله قال : «إن أشد الناس بلاء الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل».
(أمالی الطوسی: المجلس 35، الحديث 7)
(570) 4(1)- حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد
ص: 18
ابن عقدة قال : أخبرنا علي بن محمد الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبيد الله بن علي قال : حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه:عن علي(علیه السلام) قال : «رؤيا الأنبياء وحي».
(أمالی الطوسی: المجلس 12، الحدیث 29)
ص: 19
(021) 1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل ك قال :
حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه:
عن معاوية بن عمار قال : ذكرت عند أبي عبدالله في بعض الأنبياء فصليت عليه ، فقال : «إذا ذكر أحد من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمد، ثم عليه ، صلى الله على محمد وآله وعلى جميع الأنبياء».
(أمالي الصدوق : المجلس 60، الحديث 9)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا أن فيه : «إذا ذكرت أحدا من الأنبياء» والباقي سواء.
(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 8)
أقول: يأتي ما ورد في الصلاة على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) به في باب الصلاة على أهل البيت علي(علیهم السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 20
(572)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدثنا إبراهيم بن المختار قال : حدثنا النضر بن حميد ، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ بن نباتة :
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)قال : «ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله عزوجل إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي».
(أمالی الطوسی: المجلس 19، الحديث 18)
(573 - 574) 2(2) - 3 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن سهل بن فیروزان أبو -العباس الاشناني المقرئ سنة ست وثلاث مئة، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا إبراهيم بن المختار قال : حدثنا النضر بن حميد، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ ، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال:
إن رسول الله ؟ قال : «ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله عز وجل إليهم ملكة يقدسهم من صلاة الغداة إلى العشاء».
قال أبو إسحاق : وذكر مثل ذلك في ليلهم.
قال أبو إسحاق : قال الأصبغ ورفعه: «وما من قوم ولد فهم مولود ذكر إلا حدث فيهم ع لم يكن».
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 24 و 25)
ص: 21
(575 - 579) 1(1) - 2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن
يوسف البغدادي الوراق قال : حدثنا علي بن محمد بن عنبسة مولى الرشيد قال :حدثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني قال : حدثنا علي بن موسی الرضا (عليه السلام) قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) :
عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال : «خلق الله عز وجل مئة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي، أنا أكرمهم على الله ولافخر، وخلق الله عز وجل مئة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف رصي، فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم».
وحدثني بهذا الحديث محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال : حدثنا علي بن محمد مولى الرشيد قال : حدثني دارم بن قبيصة قال : حدثني عبدالله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن حسن ، عن أبيه، عن جده، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).
(أمالي الصدوق ، المجلس 41، الحديث 11 و 12)
ص: 22
(577)3(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق إملاء، قال : حدثنا الحسن بن سلام السواق قال : حدثنا زکریا بن عدي قال : حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن زياد بن سعد، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم ، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : بعثت على إثر ثمانية آلاف نبي، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل»(2).
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 28)
ص: 23
(578) 1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي له قال : حدثنا سعد بن عبد الله
قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا علي بن أسباط قال :
سمعت علي بن موسی الرضا يحدث عن أبيه، عن آبائه عال:
أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال : «لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس : إذا لم تستح فاصنع ما شئت» .
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 1)
ص: 24
ص: 25
(579) 1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال :
حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : حدثنا العباس بن معروف :عن محمد بن سهل البحراني(2)، رفعه إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «البکّاءون خمسة : آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين علي(عليه السلام) .
فأما آدم، فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأردية» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 29، الحديث 5)
يأتي تمامه في الباب 6 من ترجمة سيدة النساء(عليه السلام)، وفي ترجمة الإمام السجاد.
(580) 2(3) - حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي قال : قرأت على أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث قلت : حدثكم محمد بن علي بن خلف العطار قال : حدثنا حسين [بن الحسن الفزاري الكوفي] ، الأشقر قال : حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير:
ص: 26
عن ابن عباس قال : سألت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه ؟
قال : «سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب عليه» .
(أمالي الصدوق : المجلس 18، الحديث 2)
(581)3(1)- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال : حدثنا أبي، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبيب، عن فضيل الرسان :
عن جبلة المكية : عن ميثم التمار(رحمه الله) (في حديث في يوم عاشوراء) قالت: فقلت
له: یا میثم ، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي (عليه السلام)يوم
ص: 27
بركة ؟!
فبکی میثم(رضوان الله)ثم قال : «سيزعمون بحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم(عليه السلام)، وإنما تاب الله على آدم علا في ذي الحجة» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) ، من ترجمته(عليه السلام).
(182) 4(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبدالله، عن أبيه:عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول
ص: 28
الله (صلی الله علیه وآله وسلم) (وسألوه عن مسائل فكان فيها سألوه) : أخبرني عن الله عز و جل، لأي شيء وقت هذه الخمس الصلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟
قال النبي (صلی الله علیه وآله وسلم): «إن الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس ، فیسبح كل شيء دون العرش لوجه ربي، وهي الساعة التي يصلي على فيها ربي، ففرض الله عز وجل على وعلى أمتي فيها الصلاة وقال :«أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ »(1)، وهي الساعة التي يؤتي فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوق تلك الساعة أن يكون ساجدة أو راكعا أو قائماً إلا حرم الله عز وجل جسده على التار.
وأما صلاة العصر، فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه الله من الجنة، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لأنتي، فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات.
وأما صلاة المغرب، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم، وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه ثلاث مئة سنة من أيام الدنيا، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة، من وقت صلاة العصر إلى العشاء، فصلی آدم ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حواء، وركعة لتويته، فافترض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات على أمتي ».
إلى أن قال :) رفيقال راليهودي ]: صدقت یامحمد، فأخبرني لأي شيء توضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد؟
قال النبي له :«لا أن وسوس الشيطان إلى آدم ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه، ثم قام وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة، ثم تناول بيده ثم مسها فأكل منها قطار الحلي والحلل عن جسده، ثم وضع يده على أم رأسه ویکی، فلا تاب الله عز وجل عليه فرض الله عز وجل عليه وعلى ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع وأمره أن يغسل الوجه لمانظر إلى الشجرة، وأمره بغسل
ص: 29
الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها، و أمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه، وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة» .
(إلى أن قال) : قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني لأي شيء فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الأمم أكثر من ذلك ؟
قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): «إن آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزّوجلّ عليهم، وكذلك كان على آدم ففرض الله عز وجل على أمتي ذلك». ثم تلا
رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) هذه الآية : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*«أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾(1) الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)
تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .
(183) 5 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله)قال : حدثني عمي محمد بن أبي
القاسم، عن أحمد بن هلال ، عن الفضل بن دكين ، عن معمر بن راشد قال :
سمعت أبا عبدالله الصادق(علیه السلام)يقول : أتي بيهودي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)، فقام بين يديه يتم النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك» ؟
قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالعام؟
فقال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): «إنه يكره للعبد أن يزگي نفسه، ولكني أقول : إن آدم(علیه السلام)لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي. فغفرها الله له» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 39، الحديث 4)
يأتي تمامه في تاريخ نبينا (صلی الله علیه وآله وسلم).
ص: 30
(086)6(1) - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل قال : حدثنا عبد الله بن جعفرالحميري قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سلمان، عن أبي عبدالله الصادق(علیه السلام)قال :
قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):«أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصيائه سادة الأوصياء ، إن آدم(علیه السلام)سأل الله عزّ وجلّ أن يجعل له وصية صالحة،فأوحى الله عزّ وجلّ : إني أكرمت الأبياء بالنبوة ، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء، ثم أوحى الله عزّ وجلّ : يا آدم، أوص إلى شيث. فأرصي آدم إلى شيث وهو هبة الله بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبان(2)، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها على آدم من الجنة، فزوجها ابنه شيثأ» الحديث .
(أمالی صدوق : المجلس 13، الحديث 3)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة .
(585) 7 (3)- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضوان الله)قال : حدثنا محمد بن
ص: 31
الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام)قال:
قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): «إنّ آدم شكا إلى الله عز وجل ما يلق من حديث النفس والحزن ، فنزل علیه جبرائیل فقال له: يا آدم، قل : «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فقالها فذهب عنه الوسوسة والحزن» .
(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 5)
(086) 8(1) - حدثنا أبي(رضوان الله )قال : حدثنا علي بن موسی بن جعفر بن أبي جعفر
الكمنداني قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال : حدثنا عبد الرحمان
بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس:
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیه السلام) قال: «أوحى الله تبارك وتعالى إلى
ص: 32
آدم(علیه السلام): يا آدم إنتي أجمع لك الخير كله في أربع کلمات، واحدة منهن لي ، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس، فأما التي لي :
فتعبدني ولا تشرك بي ، وأما التي لك: فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما
التي بيني وبينك : فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي فيها بينك وبين الناس :
فترضى للناس ما ترضى لنفسك». (أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 1)
(587) 9 - وبإسناده عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا(علیه السلام)(في حديث ) قال :كان نقش خاتم آدم(علیه السلام): «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله»، هبط به معه».
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)
تقدم تمامه مسندة في الباب الثاني .
(588) 10(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبدالله(علیه السلام)قال :«إن الله لما خلق آدم ونفخ فيه من روحه، وثب ليقوم
قبل أن يتم فيه الروح فسقط ، فقال الله عز وجل : خلق الإنسان عجولاً»(2).
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 5)
ص: 33
(589)1(1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن جبلة المكية، عن ميثم التمار(رحمه الله) (في حديث في يوم عاشوراء) قالت : فقلت له : يا ميثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(علیه السلام)يوم بركة؟!
فبکی میثم (رضوان الله)، ثم قال : سيزعمون بحديث يضعونه( إلى أن قال :) ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح(علیه السلام)على الجودي، وإنما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 27،الحديث 1)
تقدم إسناده في الباب السابق، ويأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين
(علیه السلام)من كتاب الإمامة.
(590) 2(2) -وبإسناده عن أبي عبدالله الصادق
(علیه السلام)( في حديث ) قال : قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): «إن نوحاً (علیه السلام) لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني من الغرق. فنجاه الله منه» الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)
تقدم إسناده في الباب السابق ، ويأتي تمامه في الباب9 و من تاريخ نبينا (صلی الله علیه وآله وسلم) .
ص: 34
(191) 3(1) - وبإسناده عن الرضا(عليه السلام)( في حديث) قال : «إن نوح(عليه السلام) لمّا ركب السفينة أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا نوح إن خفت الغرق فهلني ألفا ثم سلني النجاة، أنجك من الغرق ومن آمن معك».
قال : «فلمّا استوی نوح(عليه السلام)ومن معه في السفينة ورفع القلس ، عصفت الريح عليهم، فلم يأمن نوع الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهتل ألف مرة، فقال بالسريانية : «هلوليا ألفا ألفا، یا ماریا اتقن»(2).
قال: «فاستوى القلس(3) واستمرت السفينة، فقال نوح(عليه السلام) : إنّ كلامأ نجّاني الله به من الغرق لحقيق أن لايفارقني». قال : «فنقش في خاتمه: «لا إله إلّا الله ألف مرة ، ياربّ أصلحني».
(آمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)
تقدم تمامه مسندة في الباب الثاني.
(192) 4(4) - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم :
عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال :«عاش نوح(عليه السلام)ألفي سنة وخمس مئة
ص: 35
سنة، منها ثمان مئة وخمسون سنة قبل أن يبعث، وألف سنة إلّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، ومئتا سنة في عمل السفينة، وخمس مئة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء، نصر الأمصار وأسكن ولده البلدان، ثمّ إن ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال : السلام عليك .
فردّ عليه نوح وقال له : ما جاء بك يا ملك الموت ؟ فقال : جئت لأقبض روحك.
فقال له: تدعني أدخل من الشمس إلى الظلّ.
فقال : نعم . فتحوّل نوح (عليه السلام)ثم قال : ياملك الموت فكأن ما مر بي في الدنيا مثل تحوّلي من الشمس إلى الظل، فامض ما أمرت به».
قال : «فقبض روحه(عليه السلام) ». (أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 7)
(593) 5(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد(رحمه الله) قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن مت المجوهري، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن كثير النواء:
عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد(عليه السّلام)قال : «إنّ نوحاَ(عليه السلام)ركب السفينة في أوّل يوم من رجب ، فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 21)
يأتي تمامه في كتاب الصوم .
ص: 36
(594)(1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله)قال :حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن یزید و محمد بن أبي الصهبان، جميعا عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان :
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليه السلام) قال : «إن أعرابية أتى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ، فخرج إليه في رداء ممشق(2) فقال : يا محمد، لقد خرجت إلى كائك فتى ؟!
فقال (صلی الله علیه وآله وسلم): نعم يا أعرابي ، أنا الفتى بن الفتى أخوالفتي.
فقال : يا محمد، أما الفتى فنعم، فكيف ابن الفتي، وأخو الفتى ؟!
فقال (صلی الله علیه وآله وسلم): أما سمعت الله عز وجل يقول :«قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ»(3) فأنا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتي: فإن منادية نادي من السماء يوم أحد: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، فعلي أخي وأنا أخوه».
(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 14)
ص: 37
(595) 2(1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)( في حديث)قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): «إن إبراهيم(عليه السلام)لما ألقي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها. فجعلها الله عليه بردة وسلاماَ» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)
تقدم إسناده في الباب السابع ، يأتي تمامه في الباب 9 من تاريخ نبينا(صلی الله علیه وآله وسلم) .
(596) 3(2) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رضی الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني محمد بن عمران ، عن أبيه عمران بن إسماعيل قال : حدثني أبو علي الأنصاري، عن محمد بن جعفر التميمي قال :
قال الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام): «بينا إبراهيم خليل الرحمان(عليه السلام) في جبل بيت المقدس يطلب مرعى الغنمه، إذ سمع صوتا، فإذا هو برجل قائم يصلي طوله اثنا عشر شبرة، فقال له: يا عبدالله ان تصلي؟
قال : لإله السماء.
فقال له إبراهيم(عليه السلام) : هل بقي أحد من قومك غيرك ؟
قال : لا.
قال : فمن أين تأكل ؟
قال : أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء .
قال له : فأين منزلك ؟»
قال : «فأومأ بيده إلى جبل ، فقال له إبراهيم(عليه السلام) : هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة؟
ص: 38
فقال : إن قدامي ماء لايخاض.
قال : كيف تصنع ؟
قال : أمشي عليه.
قال : فاذهب بي معك، فلعل الله أن يرزقني ما رزقك».
قال : «فأخذ العابد بیده نضيا جميعة حتى انتهيا إلى الماء، فمشى ومشى إبراهيم (عليه السلام) معه حتى انتهيا إلى منزله، فقال له إبراهيم(عليه السلام): أي الأيام أعظم؟
فقال له العابد : یوم الدین ، يوم يدان الناس بعضهم من بعض.
قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فتدعو الله عز وجل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم؟
فقال : وما تصنع بدعوتي ؟! فوالله إن لي لدعوة منذ ثلاثين سنة(1)ما أجبت فيها بشيء.
فقال له إبراهيم(عليه السلام): أولا أخبرك لأي شيء احتبست دعوتك ؟
قال : بلى.
قال له : إن الله عز وجل إذا أحب عبدة احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه ، وإذا أبغض عبدة عجل له دعوته، أو ألقي في قلبه اليأس منها.
ثم قال له : وما كانت دعوتك ؟
قال : مر بي غنم ومعه غلام له ذؤابة ، فقلت : يا غلام، لمن هذا الغنم ؟ فقال :لإبراهيم خليل الرحمان. فقلت : اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه.
فقال له إبراهيم(عليه السلام): فقد استجاب الله لك، أنا إبراهيم خليل الرحمان ، فعانقه ،
فلا بعث الله محمدا(صلی الله علیه وآله وسلم)جاءت المصافحة». .
(أمالي الصدوق : المجلس 69، الحديث 11)
(197) 4(2) - وبإسناده عن أبي الحسن علي بن موسی الرضا(عليه السلام)( في حديث ) قال :
ص: 39
وإن إبراهيم(عليه السلام)لما وضع في كقة المنجنيق ، غضب جبرائيل فأوحى الله عز وجل إليه : ما يغضبك یا جبرائیل ؟
قال : يا رب، خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه .
فأوحى الله عز وجل : اسكت، إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأما أنا فإنه عبدي آخذه إذا شئت».
قال «فطابت نفس جبرئیل(عليه السلام)فالتفت إلى إبراهيم(عليه السلام)فقال : هل لك من حاجة؟
فقال : أما إليك فلا.
فأهبط الله عز وجل عندها خامة فيه ستة أحرف : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، فوضت أمري إلى الله ، أسندت ظهري إلى الله ، حسبي الله»، فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم ، فإني أجعل النار عليك برد وسلاماً» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)
تقدم تمامه مسندة في الباب الثاني .
(598) 5(1) - حدثنا علي بن أحمد الدقاق(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري قال : حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال : حدثنا محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان قال :حدثني الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن
أمير المؤمنين(عليه السلام)قال : «لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم(عليه السلام)هبط إليه
ص: 40
ملك الموت فقال : السلام عليك يا إبراهيم.
قال : وعليك السلام يا ملك الموت، أداع أم ناع ؟(1)
قال : بل داع يا إبراهيم فأجب.
قال إبراهيم(عليه السلام): فهل رأيت خليلا ميت خليله ؟!
فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال : إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم.
فقال الله جل جلاله : يا ملك الموت اذهب إليه وقل له : هل رأيت حبيبة يكره لقاء حبيبه ، إن الحبيب يحب لقاء حبيبه» .
(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 3)
(599)6(2)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی الله)قال :حدثنا أبوسعید الحسن بن علي العدوي سنة سبع عشرة و ثلاث مئة - وهو ابن مئة
و سبع سنين ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال : حدثنا قيس بن الربيع قال : حدثنا سعد الخقاف، عن عطية العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي [قال : ]
ص: 41
إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) آخا بين المسلمين ثم قال : «يا علي، أنت أخي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي، أما علمت ياعلي أنه أول من يدعى به يوم القيامة، يدعى بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بأبينا إبراهيم(عليه السلام)فيقوم عن يمين العرش في ظله فيکسي حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين(1) عن يمين العرش في ظله ويکسون حلة خضراء من حلل الجنة.
ألا وإني أخبرك يا علي، إن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أبشرك یا علي، إن أول من يدعي بك يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك متي ومنزلتك عندي ، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، وإن آدم وجميع من خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه یاقوتة حمراء، قصبه(2) فضة بيضاء ، زجه درة خضراء ، له ثلاث ذرائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، وذؤابة في وسط الدنيا، مكتوب عليها ثلاث أسطر: الأول :بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، والأخر : الحمد لله رب العالمين ، والثالث: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله، طول كل سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة ، فتسير باللواء، والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك حتى تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش، فتكسي حلة خضراء من حلل الجنة، ثم ينادي مناد من عند العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، ألا
ص: 42
وإني أبشرك ياعلي أنك تدعي إذا دعيت ، وتكسي إذا کسیت، وتحيي إذا حييت
(أحييت).
(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 14)
(600) 7(1)- حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم
بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدثنا أبوجرير قال : حدثنا عطاء الخراساني رفعه :
عن عبدالرحمان بن غنم (في حديث المعراج) قال : فمر النبي صلى الله علیه و آله وسلم على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من هذا الشيخ يا جبرئیل»؟
قال : «هذا أبوك إبراهيم».
قال : «فما هؤلاء الأطفال حوله»؟
قال : «هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 69، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب المعراج من تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(601) 8- حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن جعفر
الأسدي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد الشامي قال :حدثنا إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : سألت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام)عن موسی بن عمران(عليه السلام)لما رأى جبالهم وعصيهم، كيف أوجس في نفسه خيفة ولم وجسها إبراهيم(عليه السلام)حين وضع في المنجنيق وقذف به في التار؟
فقال(عليه السلام) : «إن إبراهيم(عليه السلام)حين وضع في المنجنيق كان مستندة إلى ما في صلبه
ص: 43
من أنوار حجج الله عز وجل، ولم يكن موسی(عليه السلام)كذلك، فلهذا أوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها إبراهيم (عليه السلام)».
(أمالي الصدوق : المجلس 96، الحديث 2)
(602) (1)9 - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن يعقوب
قال : حدثنا أبو محمد القاسم بن العلاء:
عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا في أيام علي بن موسی(عليه السلام)بمرو، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم جمعة في بدء مقدمنا، فأدار الناس أمر الإمامة(2)،و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على ميدي ومولاي الرضا لا فأعلمته بما خاض الناس فيه(3)، فتبسم(عليه السلام)ثم قال : «یا عبدالعزيز، جهل القوم ودعوا عن أديانهم(4)، (إلى أن قال :) هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة ، فيجوز فيها اختيارهم ؟! إن الإمامة أجل قدرة، وأعظم شأنا، وأعلى مكانة، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بأرائهم، أو يقيموا إماماً
ص: 44
باختيارهم، إن الإمامة خير الله عز وجل بها إبراهيم الخليل صلى الله عليه بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه الله بها وأشاد (1)بها ذكره، فقال عزوجل: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾، فقال الخليل(عليه السلام)سرورة بها:﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾؟ قال الله تبارك وتعالى :﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾(2)، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة، ثم أكرمه الله بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة، فقال
عز وجل :﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ *وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾(3)، فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرناً حتى ورثها النبي ، فقال جل جلاله (4):﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (5).
(أمالي الصدوق : المجلس 97، الحديث 1)
يأتي تمامه في الباب 1 من أبواب علامات الإمام وصفاته ، من كتاب الإمامة.
(603) 10- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن أحمهم جحرج عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سلیمان، عن أبي حمزة الثمالي :
عن أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)قال : «أول اثنين تصافحا على وجه الأرض
ذوالقرنين وإبراهيم الخليل ، استقبله إبراهيم ال فصافحه، وأول شجرة على وجه الأرض النخلة».
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 25)
ص: 45
(604)11(1) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرنا جعفر بن عنبسة بن عمرو قال : حدثنا سلیمان بن يزيد قال :حدثنا علي بن موسى قال : حدثني أبي، عن أبيه أبي عبدالله ،عن أبيه، عن آبائه : عن علي(عليه السلام) قال : «الذبيح إسماعيل» .
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 30)
ص: 46
ص: 47
(605) 12 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثني
محمد بن جعفر بن محمد بن ریاح الأشجعي قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا أرطاة بن حبيب، عن زياد بن المنذر:
عن أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)( في حديث) قال : فلما كان من أمر إخوة
یوسف ما كان ، كتب يعقوب إلى يوسف(عليه السلام)وهو لا يعلم أنه يوسف: «بسم الله
الرحمن الرحيم، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله عز وجل إلى عزيز آل فرعون.
ص: 48
سلام عليك ، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلاهو، أما بعد : فإنا أهل بيتي تولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيم لا ألقي في النار في طاعة ربه ، فجعلها الله عليه بردا وسلاماً، أمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به» الحديث.
قال أبوالمفضل: اختلف الناس في الذبيح، وقول النبي :«أنا ابن الذبيحين»يعني إسماعيل وعبد الله أباه فولاد ، والعرب بجمعة أن الذبيح هو إسماعيل.
وأنا أقول : اختلفت روايات العامة والخاصة في الذبيح من هو ، والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر، ولاجماع علماء أهل البيت على أنه إسماعيل.
(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 29)
سيأتي تمامه في باب قصص يعقوب ويوسف على نبينا وآله و عليهما السلام.
(606)13(1) - وعن ابن عقدة قال : أخبرني علي بن محمد الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال :حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسی، عن أبيه، عن جده، عن آبائه :عن علي(عليه السلام)قال:«كان إبراهيم أول من أضاف الضيف، وأول من شاب، فقال : ما هذا ؟ قيل : وقار في الدنيا ونور في الآخرة» .
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 31)
ص: 49
(107) 14(1) - أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعکبري، عن محمد بن همام بن سهيل، عن عبدالله بن جعفر الحميري،عن محمد بن خالد الطيالسي، عن أبي العباس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :
سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : «ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى
المؤمن ، وإنه وقار للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة ، به وقر الله تعالى خليله إبراهيم(عليه السلام) ، فقال : ما هذا يا رب ؟ قال له : هذا وقار. فقال : يا رب زدني
وقارا» .
قال أبو عبدالله(عليه السلام) : «فمن إجلال الله إجلال الشيبة المسلم».|
(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 35)
ص: 50
(108) (1)15 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحقار قال : حدثنا أبوالقاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قال : حدثنا عبدالرزاق قال : حدثنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف، عن عبدالله بن مسعود قال :
ص: 51
قال رسول الله : «أنا دعوة أبي إبراهيم»(1).
فقلنا : يا رسول الله، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟
قال : «أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم :﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾، فاستخفت إبراهيم الفرح ، فقال : يارب، ومن ذري،﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾(2)ائمة مثلي؟ فأوحى الله عز وجل إليه: أن ياإبراهيم، إني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به.
قال : يا رب، وما العهد الذي لاتفي به ؟
قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك . قال : يا رب، ومن الظالم من ولدي الذي لاينال عهدك ؟
قال : من سجد لصنم من دوني لا أجعله إمامة أبدأ، ولا يصح أن يكون إماماً.
قال إبراهيم:﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ*«رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ
ص: 52
النَّاسِ﴾(1)»
قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : «فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي لم يسجد أحد منا لصنم قطً فاتخذني الله نيا، وعليا وصياً».
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 12)
(109)16(2) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا رجاء بن يحيى بن سامان أبو الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة و ثلاث مئة وفيها مات، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن شتون قال : حدثني عبد الله بن عبدالرحمان الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي ، قال : حدثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه أبي الأسود:
عن أبي ذر ( في حديث ) قال : قلت: يا رسول الله ، فما كانت صحف إبراهيم؟
قال : «كانت أمثالأ كلها، وكان فيها: أيها الملك المسلط المبتلى ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عتي دعوة المظلوم، فإني لاأردها وإن كانت من کافر أو فاجر فجوره على نفسه.
وكان فيها أمثال : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبة على عقله أن يكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يتفكر في صنع الله تعالى ، وساعة يحاسب فيها نفسه فيا قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال في المطعم
ص: 53
والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنة إلا في ثلاث : تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه».
(إلى أن قال :) قلت: يا رسول الله ، فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم و موس (عليهم السلام)غير ما أنزل الله عليك ؟
قال : «اقرأ يا أباذر :﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى *وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى*بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى*إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾(1)»
(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)
يأتي تمامه في كتاب الروضة .
(610) (2)17 - أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا
ص: 54
أبوعبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد
قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد
بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن
هشام بن سالم :
عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : «كان لقرود مجلس يشرف منه على النار، فلا كان
بعد ثلاثة أشرف على النار هو وآزر، وإذا إبراهيم(عليه السلام)مع شيخ يحدثه في روضة
خضراء».
قال : «فالتفت نمرود إلى آذر فقال : يا آزر، ما أكرم ابنك على ربه» !
قال : «ثم قال نمرود لإبراهيم : اخرج عني ولا تساكني» .
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 6)
ص: 55
أقول: مضى في الباب المتقدم أن أول اثنين تصافحا على وجه الأرض إبراهيم الخليل (عليه السلام) وذو القرنين(1).
(611)(2)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن هارون [أبو الحسين الثقفي] الزنجاني (3) قال : حدثنا معاذ بن المثنى العنبري قال : حدثنا عبد الله بن [محمد بن ]أسماء قال: حدثنا جويرية بن أسماء الضبعي ]، عن شفیان، عن منصور، عن أبي وائل:
عن وهب [بن منبه] قال : وجدت في بعض كتب الله عز وجل : أن ذا القرنين لما فرغ من عمل السد انطلق على وجهه ، فبينا هو يسير وجنوده إذ مر على شيخ يصلي، فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من صلاته ، فقال له ذوالقرنين : كيف لم یروعك ما حضرك من جنودي ؟!
قال : كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك، وأعز سلطاناً، وأشد قوة، ولو صرفت وجهي إليك لم أدرك حاجتي قبله.
فقال له ذوالقرنين : هل لك في أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي، وأستعين بك على بعض أمري؟
فقال : نعم إن ضمنت لي أربع خصال : نعيماً لايزول، وصحة لاسقم فيها،وشباباً لا هرم فيه ، وحياةً لاموت فيها .
ص: 56
فقال له ذوالقرنین : وأي مخلوق يقدر على هذه الخصال ؟!
فقال الشيخ : فإني مع من يقدر عليها وملكها وإياك.
ثم مر برجل عالم، فقال لذي القرنين :أخبرني عن شيئين منذ خلقها الله عز وجل قائمين ؟ وعن شيئين جاريين ؟ وعن شيئين مختلفين ؟ وشيئين متباغضين ؟
فقال له ذوالقرنين : أما الشيئان القائمان: فالسماوات والأرض، وأما الشيئانالمجاریان : فالشمس والقمر، وأما الشيئان المختلفان : فالليل والنهار، وأما الشيئان المتباغضان : فالموت والحياة.
فقال : انطلق فإنك عالم.
فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلب جماجم الموتى، فوقف عليه بجنوده فقال له : أخبرني - أيها الشيخ - لأي شيء قلب هذه الجماجم؟
قال : لأعرف الشريف من الوضيع ، والغني من الفقير، فما عرفت ، وإني لأقلبها منذ عشرين سنة.
فانطلق و القرنين وترکه وقال : ما عنيت بهذا أحدا غيري .
فبينا هو يسير إذ وقع على الأمة العالمة من قوم موسى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، فلما رآهم قال لهم : أيها القوم، أخبروني بخبركم، فإني قد درت الأرض شرقها وغربها، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها، ونورها وظلمتها، فلم ألق مثلكم، فأخبروني ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم؟!
قالوا: فعلنا ذلك لئلا ننسى الموت، ولا يخرج ذكره من قلوبنا.
قال : فما بال بیوتكم ليس عليها أبواب ؟
قالوا : ليس فينا لص ولاظنين(1)، وليس فينا إلا أمين .
قال : فما بالكم ليس عليكم أمراء؟
قالوا: لانتظالم.
قال : فما بالكم لیس بینکم حکام؟
قالوا: لا تختصم
ص: 57
قال : فما بالكم ليس فيكم ملوك ؟
قالوا: لانتكاثر.
قال : فما بالكم لاتتفاضلون ولاتتفاوتون ؟
قالوا: من قبل آنا متواسون متراحمون.
قال : فما بالكم لاتتنازعون ولا تختلفون؟
قالوا: من قبل ألفة قلوبنا و صلاح ذات بيننا.
قال : فما بالكم لاتستبون ولاتقتتلون؟
قالوا: من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم، وشسنا أنفسنا بالحلم.
قال : فما بالكم كلمتكم واحدة، وطريقتكم مستقيمة ؟
قالوا: من قبل آنا لانتكاذب و لانتخادع، ولا يغتاب بعضنا بعضاً.
قال : فأخبروني لم ليس فیکم مسكين ولا فقير؟
قالوا: من قبل أنا نقسم بالسوية.
قال : فما بالكم ليس فيكم فظ ولاغليظ؟
قالوا: من قبل الذل والتواضع.
قال : فلم جعلكم الله عز وجل أطول الناس أعماراً؟
قالوا: من قبل أنا نتعاطى الحق و نحكم بالعدل .
قال : فما بالكم لاتقحطون؟
قالوا: من قبل أنا لاتغفل عن الإستغفار.
قال : فما بالكم لاتحزنون؟
قالوا: من قبل انا وطنا أنفسنا على البلاء فعزينا أنفسنا .
قال : فما بالكم لاتصيبكم الأفات؟
قالوا: من قبل أنا لانتوكل على غير الله عز وجل، ولانستمطر بالأنواء و النجوم.
قال : فحدثوني أيها القوم، هكذا وجدتم آباءكم يفعلون؟
قالوا: وجدنا آباءنا يرحمون مسکینهم، ويواسون فقيرهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويستغفرون لمسيئهم، ويصلون أرحامهم.
ص: 58
ويؤدون أمانتهم، و يصدقون ولا يكذبون، فأصلح الله لهم بذلك أمرهم.
فأقام عندهم ذوالقرنين حتى قبض، وكان له خمس مئة عام.
(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحديث7 )
(612) 2(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله)و قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن عیسی بن محمد ، عن علي بن مهزیار، عن عبدالله بن عمر ، عن عبدالله بن حماد:
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إن ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه فدخل في الظلمات ، فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمس مئة ذراع، فقال له الملك : يا ذا القرنين ، أما كان خلفك مسلك ؟ فقال له ذوالقرنين: من أنت؟
قال : أنا ملك من ملائكة الرحمان، موکل بهذا الجبل ، فليس من جبل خلقه الله
عز وجل إلا وله عرق إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله عز وجل أن يزلزل مدينة أوحي إلى فزلزلتها».
(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 2)
ص: 59
مضافة على ما تقدم في الباب الأول.
(613)1(1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن محمد بن سهل البحراني(2)، رفعه إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «البکاءون خمسة : آدم، ويعقوب، ویوسف، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين(عليه السلام) .
فأما آدم، فبكي على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية.
وأما يعقوب فبكي على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له : ﴿تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾(3).
وأما يوسف، فبكي على يعقوب حتى تأدی به أهل السجن ، فقالوا: إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل، وإما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار.فصالحهم على واحد منها»الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 29، الحديث 5)
تقدم إسناده في الباب 7، ويأتي تمامه في ترجمة سيدة النساء(عليها السلام) ، وترجمة الإمام السجاد(عليه السلام) .
ص: 60
(614)2(1)- حدثنا أحمد بن زیاد الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،عن أبيه:
عن الريان بن الصلت قال : دخلت على علي بن موسى الرضا(عليه السلام)فقلت له : يا
ابن رسول الله، إن الناس يقولون: إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا !
فقال (عليه السلام): «قد علم الله کراهتي لذلك، فلا خیرت بين قبول ذلك وبين القتل
اخترت القبول على القتل، ريحهم أما علموا أن يوسف (عليه السلام)كان نبيا رسولاً، فلما
دفعته الضرورة إلى توتي خزائن العزيز قال له: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾(2)، ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك، على أني ما دخلت في هذا الأمر إلا خول خارج منه، فإلى الله المشتكي وهو المستعان».
(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 3)
(615) 3(3) - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم(رحمه الله)قال: حدثنا أبي، عن ياسر قال : لما ولي الرضا(عليه السلام) العهد سمعته . وقد رفع يديه إلى السماء-وقال: «اللهم إنك تعلم أني مکره مضطر، فلاتؤاخذني کما لم تؤاخذ عبدك ونبيك يوسف حين دفع إلى ولاية مصر». (أمالي الصدوق : المجلس 14، الحديث 13)
ص: 61
(616)4(1) - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله) قال: أخبرنا أحمد بن محمد الكوفي الهمداني البزاز(2) قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال : حدثنا جعفر بن سلیمان، عن عبدالله بن الفضل، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب ، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس قال : لما أصاب آل يعقوب ما أصاب الناس من ضيق الطعام، جمع يعقوب(عليه السلام) بنیه فقال لهم : يا بني، إنه بلغني أنه يباع بمصر طعام طیب، وأن
صاحبه رجل صالح لايحبس الناس، فاذهبوا إليه واشتروا منه طعاما ، فإنه سيحسن إليكم إن شاء الله .
فتجهزوا وساروا حتى وردوا مصر فأدخلوا على يوسف علي فعرفهم وهم له منکرون، فقال لهم : من أنتم؟
قالوا: نحن أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمان ، ونحن من جبل كنعان.
قال يوسف : ولدكم إذن ثلاثة أنبياء، وما أنتم بحكماء(3)، ولا فيكم وقار ولاخشوع، فلعلكم جواسيس لبعض الملوك جئتم إلى بلادي ؟
فقالوا: أيها الملك ، لسنا بجواسيس، ولا أصحاب حرب، ولو تعلم بأبينا إذن لكرمناعليك ، فإنه نبي الله وابن أنبيائه ، وإنه لمحزون.
قال لهم يوسف(عليه السلام) : فما لحزنه وهو نبي الله وابن انبيائه ، والجنة مأواه، وهو
ينظر إليكم في مثل عددكم وقوتكم ؟ فلعل حزنه إنما هو من قبل فهكم وجهلكم
وكذبكم وكیدكم ومکرکم ؟!
فقالوا : أيها الملك ، لسنا بجهال ولا سفهاء، ولا أتاه الحزن من قبلنا ، ولكن كان
ص: 62
له ابن كان أصغرنا سناً يقال له يوسف، فخرج معنا إلى الصيد فأكله الذئب ، فلم يزل بعده كئيباً حزينة باكياً.
فقال لهم يوسف(عليه السلام): كلّكم من أب واحد؟
فقالوا : أبونا واحد، وأمّهاتنا شتّى.
قال : فما حمل أباكم على أن سرّ حكم كلّكم، ألاحبس منكم واحد يأنس به ويستريح إليه ؟
قالوا: قد فعل، قد حبس منّا واحداً، وهو أصغرنا سنّاً.
قال : ولم اختاره لنفسه من بینکم؟
قالوا: لأنّه أحبّ أولاده إليه بعد يوسف.
فقال لهم يوسف (عليه السلام): إنّي أحبس منکم واحداً يكون عندي، وارجعوا إلى أبيكم واقرءوه منّي السلام وقولوا له : يرسل إلىّ بابنه الّذي زعمتم أنّه حبسه عنده ، ليخبرني عن حزنه، وعن سرعة الشيب إليه قبل أوان مشيبه ، وعن بكائه وذهاب بصره.
فلمّا قال هذا، اقترعوا بينهم، فخرجت القرعة على شمعون، فأمر به فحبس، فلمّا ودعوا شمعون، قال لهم : يااخوتاه، انظروا ماذا وقعت فيه ، واقرؤوا والدي منّي السلام. فودّعوه وساروا حتّى وردوا الشام ودخلوا على يعقوب(عليه السلام)وسلّموا علیه سلاماً ضعيفاً، فقال لهم: يابنّي، ما لكم تسلّمون سلاماً ضعيفاً؟ وما لي لا أسمع فيكم صوت خليلي شمعون؟
قالوا: يا أبانا، إنا جئناك من عند أعظم النّاس مُلكاً، لم ير النّاس مثله حكماً و علماً وخشوعاً وسكينة ووقاراً ، ولئن كان لك شبيه فإنّه لشبيهك، ولكنّا أهل بیت خلقنا للبلاء، اتّهمنا الملك وزعم أنّه لايصدّقنا حتى ترسل معنا ابن يامين برسالة منك ، يخبره عن حزنك وعن سرعة الشيب إليك قبل أوان المشيب ، وعن بكائك وذهاب بصرك.
فظّن يعقوب(عليه السلام)أنّ ذلك مكرّ منهم، فقال لهم : يا بنّي، بئس العادة عادتكم، كلّما خرجتم في وجه نقص منكم واحد، لاأرسله معكم.
فلمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم بغير علم منهم، فأقبلوا إلى
ص: 63
أبيهم فرحين ، قالوا : يا أبانا، ما رأى الناس مثل هذا الملك أشد اتقاء للإثم منه ، رد علينا بضاعتنا مخافة الإثم، وهي﴿بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ﴾(1).
قال يعقوب : قد علمتم أن ابن یامین أحبكم إلي بعد أخيكم يوسف ، وبه أنسي وإليه سكوني من بين جماعتكم، ف﴿ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ﴾(2) فضمنه يهودا، فخرجوا حتى وردوا مصر، فدخلوا على يوسف(عليه السلام) فقال لهم : هل بلغتم رسالتي؟
قالوا: نعم، وقد جئناك بجوابها مع هذا الغلام فسله عما بدا لك.
قال له يوسف : بما أرسلك أبوك إلي يا غلام؟
قال : أرسلني إليك يقرؤك السلام ويقول : إنك أرسلت إلى تسألني عن حزني، وعن سرعة الشيب إلى قبل أوان المشيب ، وعن بكائي وذهاب بصري ، فإن أشد الناس حزناً وخوفاً أذكرهم للمعاد، وإنًما أسرع الشيب إلي قبل أوان المشيب لذكر يوم القيامة، وأبكاني وبيض عيني الحزن على حبيبي يوسف، وقد بلغني حزنك بحزني واهتمامك بأمري، فكان الله لك جازياً ومثيباً، وإنك لن تصلني بشيء أنا أشد فرحة به من أن تعجل علي ولدي ابن یامین ، فإنه أحب أولادي إلى بعد يوسف، فأونس به وحشتي، وأصل به وحدتي، وتعجل علي بما استعين به على عيالي.
فلما قال هذا خنقت یوسف(عليه السلام)العبرة، ولم يصبر حتى قام فدخل البيت فبکی
ساعة، ثم خرج إليهم وأمر لهم بطعام، وقال : ليجلس كل بني آم على مائدة.
فجلسوا وبقي ابن یامین قائما، فقال له يوسف : ما لك لا تجلس؟
فقال له : ليس لي فيهم ابن أم.
فقال له يوسف(عليه السلام) : أفما كان لك ابن أم؟
فقال له ابن یامین : بلى.
ص: 64
فقال له يوسف(عليه السلام) : فما فعل؟
قال : زعم هؤلاء أن الذئب أكله.
قال : فما بلغ من حزنك عليه ؟
قال : ولد لي اثنا عشر ابناً كلهم اشتق لهم اسماً من اسمه .
فقال له يوسف (عليه السلام): أراك قد عانقت النساء، وشمت الولد من بعده !
فقال له ابن یامین : إن لي أبا صالحاً، وإنه قال لي: تزوج، لعل الله عز وجل يخرج منك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح.
فقال له يوسف(عليه السلام): تعال فاجلس على مائدتي.
فقال إخوة يوسف : لقد فضل الله يوسف وأخاه حتى إن الملك قد أجلسه معه على مائدته(1).
فأمر يوسف(عليه السلام) أن يجعل صواع(2) الملك في رحل ابن یامین ، فلما تجهزوا ﴿ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ*قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ *قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ*قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾.
ص: 65
وكان الرسم فيهم والحكم أن السارق يسترق ولا يقطع،﴿قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ *«قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ*«فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ﴾ فحبسه (1).
فقال إخوته لما أصابوا الصراع في وعاء ابن یامین : ﴿ إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ *قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ *قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ *فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ*ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ *وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾.
فلا رجعوا إلى أبيهم قالوا ذلك له ، قال : إن ابني لايسرق﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾(2).
ص: 66
ثم أمر بنيه بالتجهيز إلى مصر، فساروا حتى أتوا مصر، فدخلوا على یوسف(عليه السلام)و دفعوا إليه كتاباً من يعقوب يستعطفه فيه ويسأله رد ولده عليه ، فلما نظر فيه خنقته العبرة، ولم يصبر حتى قام ودخل البيت فبکی ساعة، ثم خرج إليهم فقالوا له :﴿ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾.
فقال لهم يوسف : ﴿عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ*قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ*قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ*قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾(1).
ثم أمرهم بالانصراف إلى يعقوب(عليه السلام)وقال لهم :﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾(2).
فهبط جبرئیل(عليه السلام)على يعقوب(عليه السلام)فقال : يايعقوب، ألا أعلمك دعاء يرد الله عليك بصرك ، ويرد عليك ابنيك ؟
قال : بلى.
قال : قل ما قاله أبوك آدم فتاب الله عليه، وما قاله نوح فاستوت به سفينته على الجودي ونجا من الغرق، وما قاله أبوك إبراهيم خليل الرحمان حين ألقي في النار فجعلها الله علیه بردا وسلاما.
فقال يعقوب(عليه السلام): وما ذاك يا جبرئيل ؟
فقال : قل : «یا رب ، أسألك بحق محمد و علي وفاطمة والحسن والحسين ، أن تأتيني
بيوسف وابن یامین جميعا، وترد على عيني».
فما استتم يعقوب(عليه السلام) هذا الدعاء حتى جاء البشير، فألق قميص يوسف عليه ،
فارتد بصيراً، فقال لهم : ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ*قَالُوا يَا أَبَانَا
ص: 67
اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ*قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
(1).
فروي في خبر عن الصادق(عليه السلام)أنه قال :«أخرهم إلی السحر»(2).
فأقبل يعقوب إلى مصر وخرج يوسف ليستقبله، فهم بأن يترجل ليعقوب، ثم ذكر ما هو فيه من الملك فلم يفعل ، فنزل عليه جبرئيل(عليه السلام) فقال له: يا يوسف، إن
الله عز وجل يقول لك : ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ؟! ما كنت فيه ؟ أبسط
يدك . فبسطها فخرج من بين أصابعه نور.
فقال له : ما هذا يا جبرئيل ؟
فقال : هذا إنه لايخرج من صلبك نبي أبدأ عقوبة بما صنعت بیعقوب إذ لم تنزل
ص: 68
إليه.
فقال يوسف :﴿َ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ *وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ فَقَالَيوسف لیعقوب:﴿َ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا-إلی قوله- تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾(1).
(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 7)
(617) 5(2) - وروي في خبر عن الصادق(عليه السلام)أنه قال : «دخل يوسف السجن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ومكث فيه ثمان عشرة سنة، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة،فذلك مئة سنة وعشر سنين».
(أمالي الصدوق : المجلس 43، الحديث 8)
(618)6(3) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثني محمد بن عبدالجبار قال : حدثني الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه : عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السلام): ما كان دعاء يوسف(عليه السلام) في الجب؟ فإنا قد اختلفنا فيه .
ص: 69
فقال : «إن يوسف(عليه السلام)لما صار في الحب وأيس من الحياة قال : «اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتا، ولن تستجيب لي دعوة ، فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب، فارحم ضعفه، واجمع بيني وبينه، فقد علمت رقته علي وشوقي إليه».
قال : ثم بكى أبو عبدالله الصادق(عليه السلام) ثم قال : «وأنا أقول : «اللهم إن كانت
الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتاً، فإني أسألك بك،
فليس كمثلك شيء، وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة ، یا الله ، یا الله، یا الله ، یا الله ، یاالله» .
قال : ثم قال أبو عبدالله(عليه السلام): «قولوا هذا، وأكثروا منه، فإني كثيراً ما أقوله عند الكرب العظام».
(أمالي الصدوق : المجلس 13، الحديث )
(619) 7(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله) قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه، عن أبيه، عن سعد
بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير،
عن علي بن أبي حمزة:
عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام)عن دعاء يوسف (عليه السلام)ما كان ؟ فقال :«إن دعاء يوسف(عليه السلام)كان كثيراً، لكن لما اشتد عليه الحبس خر الله ساجداً وقال :«اللهم إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتاً، فأنا أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب».
ص: 70
قال : ثم بكى أبو عبدالله (عليه السلام)وقال :«صلى الله على يعقوب وعلى يوسف، وأنا
أقول: اللهم بالله ورسوله(عليه السلام)».
(أمالي الصدوق : المجلس 14، الحديث 81)
(120) 8(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال :
حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان ، عمن
سمع أبا سيار يقول:
ص: 71
سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام)يقول : «جاء جبرئيل(عليه السلام)إلى يوسف(عليه السلام) وهو في السجن ، فقال : قل في دبر كل صلاة مفروضة : «اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا، و ارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب» - ثلاث مرات - ».
(أمالي الصدوق : المجلس 85، الحديث 4)
(621) (1)9 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون [الثقفي] ، الزنجاني(2) قال : حدثنا
معاذ بن المثنى العنبري قال : حدثنا عبد الله بن [ محمد بن] أسماء قال : حدثنا جويرية [بن أسماء الضبعي] ، عن سفیان الثوري ، عن منصور، عن أبي وائل:
عن وهب بن منبه قال : وجدت في بعض كتب الله عز وجل: أن يوسف (عليه السلام) مر في موكبه على امرأة العزيز وهي جالسة على مزبلة، فقالت: الحمد لله الذي جعل
الملوك بمعصيتهم عبيداً، وجعل العبيد بطاعتهم مملوكاً، أصابتنا فاقة فتصدق علينا .
فقال يوسف : غموط النعم(3) سقم دوامها، فراجعي ما يمحص عنك دنس الخطيئة فإن محل الاستجابة قدس القلوب وطهارة الأعمال.
فقالت: ما اشتملت بعد على هيئة التأثم، وإني لأستحيي أن يرى الله لي موقف استعطاف ولما تهريق العين عبرتها، ويؤدي الجسد ندامته.
فقال لها يوسف: فجدي، فالسبيل هدف الإمكان قبل مزاحمة العدة ، ونفاد المدة (4)
ص: 72
فقالت : هو عقیدتی، وسيغلبك إن بقيت بعدی(1).
فأمر لها بقنطار من ذهب ، فقالت : القوت بتة (2)، ما كنت لأرجع إلى الخفض وأنا مأسورة في السخط.
فقال بعض ولد يوسف ليوسف : يا أبه ، من هذه التي قد تفتت (3) لها كبدي، ورق لها قلبي ؟!
قال : هذة دابة الترح(4) في حبال الانتقام.
فتزوجها يوسف (عليه السلام) فوجدها بكراً، فقال : أنى وقد كان لك بعل ؟!
فقالت : كان محصوراً بفقد الحركة وصرد (5)المجاري.
(أمالي الصدوق : المجلس 1، الحديث 7)
ص: 73
(622) (1)10 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی الفحام قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال: حدثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه(عليهم السلام):
عن الصادق(عليه السلام) في قوله عز وجل في قول يعقوب:﴿ فَصَبَرٌ جَميلٌ﴾(2)، قال :
«بلا شكوى».
( أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 20)
(23) (3)11- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن ریاح الأشجعي قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا أرطاة بن حبیب ، عن زياد بن المنذر:
ص: 74
عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)قال : «لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف(عليه السلام)، فشاورت في ذلك ، فقيل لها : إنا نخافه عليك. قالت : كلا إني لاأخاف من يخاف الله ، فدخلت عليه فرأته في ملكه ، قالت: الحمد لله الذي جعل
ص: 75
العبيد ملوكاً بطاعته، وجعل الملوك عبيداً بمعصيته (1).
فتزوجها فوجدها بكراً ، فقال : أليس هذا أحسن؟ أليس هذا أجمل؟
فقالت: إني كنت بلیت بأربع خصال : كنت أجمل أهل زماني، وكنت أجمل أهل زمانك، وكنت بكراً، وكان زوجي عيناً.
فلما كان من أمر إخوة يوسف ماكان ، كتب يعقوب إلى يوسف(عليه السلام)وهو لا يعلم
أنه يوسف : «بسم الله الرحمن الرحيم، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله عز
وجل إلى عزيز آل فرعون . سلام عليك ، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلاهو، أما بعد: فإنا أهل بيتي تولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيم (عليه السلام)ألقي في النار في طاعة ربه ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن وكان من أعز الناس عندي ففقدته فأذهب حزني عليه نور بصري ، وكان له أخ من أمه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري فيذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فإني أشهدك أني لم أسرق ولم ألد سارقا» .
فلما قرأ يوسف الكتاب بکی وصاح وقال : ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾(2)».
قال أبو المفضل : اختلف الناس في الذبيح، وقول النبي (صلی الله علیه وآله وسلم): «أنا ابن الذبيحين» يعني إسماعيل وعبد الله أباه(عليه السلام)، والعرب مجمعة أن الذبيح هو إسماعيل.
وأنا أقول : اختلفت روايات العامة والخاصة في الذبيح من هو ، والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر، ولاجماع علماء أهل البيت على أنه إسماعيل.
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 26)
(624) 12 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالخالق قال :
حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني قال : حدثنا مخلد بن الحسين
ص: 76
بالمصيصة (1).
عن موسى بن سعيد الراسبي قال : لما قدم يعقوب على يوسف(عليه السلام)خرج یوسف (عليه السلام) فاستقبله في موكبه ، فمر بامرأة العزيز وهي تعبد في غرفة لها، فلما رأته
عرفته فنادته بصوت حزين: «أيها الراكب ، طالما أحزنتني، ما أحسن التقوى كيف حررت (2) العبيد، وما أقبح الخطيئة كيف عبدت الأحرار». .
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 27)
(125) (3)13 - أبو عبد الله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال :
حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثني إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا
إسماعيل بن أبان قال : حدثنا الفضل بن الزبير، عن عمران بن میثم، عن عباية الأسدي قال :سمعت عليا(عليه السلام)يقول: «أنا سيد الشيب، وفي سنة من أيوب، [و] والله
ليجمع الله في أهلي کما جمعوا ليعقوب». (أمالي المفيد : المجلس 18، الحديث 4)
ص: 77
أقول : تقدم في الباب الأول ما يرتبط بهذا الباب ، وانظر أيضا الحديث الأخير من الباب المتقدم.
(926) (1)1- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : «قال أيوب النبي(عليه السلام)حين دعا ربه: یا رب، کیف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحداً؟! فوعزتك إنك لتعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا عملت بأشدهما على بدني».
قال : «فنودي : ومن فعل ذلك بك يا أيوب»؟
قال : «فأخذ التراب ووضعه على رأسه، ثم قال : أنت یارب».
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 24)
ص: 78
أقول : تقدم في الباب الأول ما يرتبط بهذا الباب.
(627) (1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا عبد الله بن الحسن
المؤدب ، عن أحمد بن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا
مخول بن إبراهيم قال : حدثنا عبد الرحمان بن الأسود اليشكري، عن محمد بن
عبید الله :
ص: 79
عن سلمان الفارسي قال : سألت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) : من وصيك من أمتك ؟ فإنه لم یبعث نبي إلا كان له وصي من امته .
فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) : «لم يبين لي بعد». فمكثت ما شاء الله أن أمکث، ثم دخلت المسجد ، فناداني رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال : «یا سلمان ، سألتني عن وصیي من أمتي ، فهل تدري من كان وصي موسى من أمته»؟
فقلت : كان وصيه يوشع بن نون فتاه.
قال : «فهل تدري لم كان أوصى إليه»؟
عبدالله ، عن سماك بن حرب ، عن أبي سعيد الخدري ، عن سلمان ، بتفاوت يسير . ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 114:10 ، والمتقي في كنز العمال : 610:11 ح 32952.ورواه محمد بن سلیمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام): 1: 387 ح 307 بإسناده عن قیس بن ميناء ، عن سلمان ، وفي ص 385 - 386ح 304 عن عباد بن
ص: 80
فقلت : الله ورسوله أعلم.
قال : «أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده، و وصيی أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب».
(أمالي الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 1)
(628) (1)2 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان :
عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «بینا موسی بن عمران(عليه السلام) يناجي ربه عز وجل إذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله عز وجل، فقال : يارب، من هذا الذي قد أظله عرشك ؟ فقال : هذا كان باراً بوالديه ، ولم يمش بالنميمة».
(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 2)
(629) 3(2) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبدالله، عن أبيه:
عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول
الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقالوا : يا محمد ، أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، وأنك الذي يوحى إليك كما أوحي إلى موسی بن عمران(عليه السلام)؟!
فسكت النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)ساعة ثم قال : «نعم، أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين» (إلى أن قال :)
ص: 81
قال اليهودي : فأخبرني عن السادسة : عن خمسة أشياء مکتوبات في التوراة أمر الله بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده ؟
قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): «فأنشدتك بالله إن أنا أخبرتك تقر لي».
قال اليهودي : نعم يا محمد.
قال : فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : «أول ما في التوراة مكتوب : محمد رسول الله، وهي بالعبرانية : طاب». ثم تلا رسول الله هذه الآية :﴿ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾(1)و﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾(2)، وفي السطر الثاني : اسم وصيي علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، و الثالث والرابع : سبطی الحسن والحسين، وفي السطر الخامس : أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين ، وفي التوراة اسم وصيي «اليا» واسم سبطي «شبر و شبير» وهما نورا فاطمة».فقال اليهودي : صدقت یا محمد
(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)
تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(630) 4(3) - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن یزید الجعفي: عن أبي جعفر محمد بن علي الباق(عليه السلام)قال :«إن موسی بن عمرا(عليه السلام) قال : يا رب، رضيت بما قضيت، تميت الكبير وبقي الطفل الصغير ؟!
فقال الله جل جلاله: يا موسى، أما ترضاني لهم رازقا وكفيلاً؟
قال : بلى يارب، فنعم الوكيل أنت، و نعم الكفيل».
(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحدیث 5)
ص: 82
(131) 5(1) - حدثنا علي بن أحمد (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني:
عن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب (عليه السلام)قال : «لما كلم الله عز وجل موسی بن عمران (عليه السلام) قال موسی :
إلهي، ما جزاء من شهد أني رسولك ونبيك، وأنك كلمتني ؟
قال : يا موسی، تأتيه ملائكتي فبشره بجنتي.
قال موسى(عليه السلام): إلهي فما جزاء من قام بين يديك يصلي ؟
قال : يا موسى، أباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً، وقائماً وقاعداً، ومن باهیت به ملائكتي لم أعذبه.
قال موسى (عليه السلام): إلهي، فما جزاء من أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك ؟
قال : يا موسی آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق : إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار.
قال موسى (عليه السلام) : إلهي، فما جزاء من وصل رحمه ؟
قال : يا موسى، أنسأ(2) له أجله وأهون عليه سكرات الموت، وينادیه خزنة الجنة : هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت». .
قال موسى(عليه السلام) : إلهي فما جزاء من كف أذاه عن الناس ویذل معروفه لهم؟
قال : يا موسی، تناديه النار يوم القيامة : لا سبيل لي عليك.
قال : إلهي ، فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه ؟
قال : يا موسى، أظله يوم القيامة بظل عرشي، وأجعله في كنفي .
قال : إلهي ، فما جزاء من تلا حکمتك سرا وجهرا؟
ص: 83
قال : يا موسى ، يمر على الصراط كالبرق.
قال : إلهي، فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك ؟
قال : أعينه على أهوال يوم القيامة.
قال : إلهي، فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك ؟
قال : يا موسى، أتي وجهه من حر النار، وأؤمنه يوم الفزع الأكبر.
قال : إلهي، فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك ؟
قال : يا موسی، له الأمان يوم القيامة.
قال : إلهي، فما جزاء من أحب أهل طاعتك ؟
قال : يا موسي ، أحرمه على ناري.
قال : إلهي، فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا ؟
قال : لا أنظر إليه يوم القيامة، ولا أقيل عثرته.
قال : إلهي، فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام؟
قال : يا موسی، آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد .
قال : إلهي، فما جزاء من صلى الصلوات لوقتها؟
قال: أعطيه سوله ، وأبيحه جنتي.
قال : إلهي، فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك ؟
قال : أبعثه يوم القيامة وله نور بين عينيه يتلالا.
قال : إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسباً؟
قال : يا موسى، أقيمه يوم القيامة مقامة لايخاف فيه.
قال : إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟
قال : يا موسى، ثوابه كثواب من لم يصمة». .
(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)
(132) 6 (1)- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله) قال : حدثني عمي محمد بن أبي
ص: 84
القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين ، عن معمر بن راشد قال : سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام) يقول : أتي بيهودي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقام بين يديه يحد النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك»؟
قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟
فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه يكره للعبد أن يزگي نفسه، ولكني أقول : (إلى أن قال :) إن موسی(عليه السلام) لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أمنتني منها. فقال الله جل جلاله :﴿ لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى﴾(1).
یا یهودي ، إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوني ، ما نفعه إيمانه شيئا، ولا
نفعته النبوة.
یا یهودي، ومن ذريتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، فقدمه وصلى خلفه» .(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)
يأتي تمامه في الباب 9 من تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(633) 7 (2)- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي السكري
ص: 85
قال : حدثنا محمد بن زکریا البصري قال : حدثنا محمد بن عمارة(1):
عن أبيه قال : قلت للصادق جعفر بن محمد(عليه السلام): أخبرني بوفاة موسی بن
عمران (عليه السلام)؟
فقال : «إنه لما أتاه أجله واستوف مدته وانقطع أكله، أتاه ملك الموت، فقال له : السلام عليك يا كليم الله.
فقال موسى : وعليك السلام، من أنت ؟
فقال : أنا ملك الموت.
قال : ما الذي جاء بك ؟
قال : جئت لأقبض روحك.
فقال له موسي(عليه السلام): من أين تقبض روحي؟
قال : من فمك.
قال له موسي(عليه السلام) : كيف و قد كلمت به ربي جل جلاله !
قال : فمن يديك.
قال : كيف وقد حملت بها التوراة ؟
ص: 86
قال : فمن رجليك.
قال : كيف وقد وطئت بها طور سيناء؟
قال : فمن عينك .
قال : كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة !
قال : فمن أذنيك.
قال : كيف وقد سمعت بها كلام ربي جل وعز» !
قال: «فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت : لاتقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك.
وخرج ملك الموت، فمكث موسی(عليه السلام) ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك، ودعا
یوشع بن نون، فأوصى إليه وأمره بکتمان أمره، وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر، وغاب موسی(عليه السلام) عن قومه، فمر في غيبته برجل وهو يحفر قبرة، فقال له:
ألا أعينك على كفر هذا القبر ؟ فقال له الرجل : بلى. فأعانه حتى حفر القبر وسوی
اللحد، ثم اضطجع فيه موسی بن عمران(عليه السلام) لينظر كيف هو فكشف له عن الغطاء، فرأى مكانه من الجنة ، فقال : يا رب، اقبضني إليك. فقبض ملك الموت روحه
مكانه، ودفنه في القبر، وسوى عليه التراب، وكان الذي يحفر القبر ملكاً في صورة آدمي ، وكان ذلك في التيه، فصاح صائح من السماء : مات موسی کلیم الله، فأي نفس لاتموت»؟
فحدثني أبي، عن جدي ، عن أبيه (عليه السلام) : أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سئل عن قبر موسی بن عمران(عليه السلام)أين هو ؟ فقال :«هو عند الطريق الأعظم، عند الكثيب (1)الأحمر».
(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 2)
(136) 8(2)- حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي ا في رجب تسع وثلاثين وثلاث مئة ، قال : أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيا كتب إلى سنة سبع وثلاث
ص: 87
مئة، قال :حدثنا أبي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبیب السجستاني:عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال : في التوراة مكتوب فيها ناجي الله عز وجل به موسی بن عمران (عليه السلام): «یا موسی، خفني في سر أمرك أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلواتك وعند شرور لذاتك أذكرك عند غفلاتك، واملك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي ، واكتم مکنون سري في سريرتك، وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي، ولا تستسب لي عندهم بإظهارك مکنون سري ، فتشرك عدوك وعدي في سبي» .
(أمالي الصدوق : المجلس 44، الحديث 7)
أبو عبدالله المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن الحسن بن محبوب ، مثله إلا أن فيه : «إن في التوراة مكتوبة فيا ناجي الله تعالی به موسی(عليه السلام) أن قال له: يا موسی، خفني في سر أمرك أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلوتك وعند سرور لذتك أذكرك عند غفلتك ...»، وفيه : «فتشرك عدوي وعدوك في سبي».
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 46)
ص: 88
(135) 9(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(عليه السلام) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالرحمان بن أبي نجران ، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني:
عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال: «إن في التوراة مكتوبة : يا موسى، إني خلقتك
واصطنعتك(2) وقویتك، وأمرتك بطاعتي، ونهيتك عن معصيتي، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي ، وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي، ياموسى، ولي المنة عليك في طاعتك لي، ولي الحجة عليك في معصيتك لي». .
(أمالي الصدوق : المجلس 51، الحديث 3)
(636) 10- حدثنا أبي(رضوان الله) قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضير الخزاز، عن عمرو بن
شمر، عن جابر بن یزید الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن حبیب بن عمرو:
عن الحسن بن علي (عليه السلام) (في خطبة خطبها بعد وفاة أبيه(عليه السلام) ) قال : «أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رفع عیسی بن مريم ، وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون» الحديث.
(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث4 )
يأتي تمامه في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 89
(637)11(1) - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي(رحمه الله) قال : حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن أبان بن عبدالملك :
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «إن موسی بن عمران(عليه السلام) حين أراد أن يفارق الخضر(عليه السلام) قال له : أوصني . فكان مما أوصاه أن قال له : إياك واللجاجة، أو أن تمشي في غير حاجة، أو أن تضحك من غير عجب ، واذكر خطيئتك، وإياك وخطايا الناس».
(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحدیث 11)
(638) 12 - حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال :
سمعت مولاي الصادق(عليه السلام)يقول: «كان فيما ناجي الله عز وجل موسی بن
عمران(عليه السلام)به أن قال له: يا ابن عمران ، کذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه ، ها أنا ذا - یا ابن عمران - مطلع على أحبائي إذا جهنم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم(2)، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلموني عن الحضور، یا ابن عمران ، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني فإنك تجدني قريباً مجيباً» .
(أمالي الصدوق : المجلس 57، الحديث 1)
ص: 90
(639)(1)13 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سلیمان قال :
قال أبو عبد الله(عليه السلام): «لما صعد موسى(عليه السلام) إلى الطور فناجي ربه
عز وجل قال : یا رب أرني خزائنك.
قال : يا موسى، إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون».
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 4)
(640) (2)14 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رضی الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسن بن الحسين بن أبان، عن محمد بن أورمة ، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام) قال : «قال موسی بن عمران : یا رب
أوصني . قال : أوصيك بي.
فقال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بي - ثلاثا -.
قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأمك.
ص: 91
قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأمك.
قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأبيك»..
قال : «فكان يقال لأجل ذلك إن للأم ثلثي البر، وللأب الثلث».
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 5)
(641) 15 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي(رضی الله)
قال : حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أبي
عبدالله الخياط ، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن سنان :
عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال : «كان فيما أوحى الله عز وجل إلى موسی بن عمران(عليه السلام) : یا موسی، کن خلق الثوب، نقي القلب ، حلس البيت(1)، مصباح الليل، تعرف في أهل السماء وتخفی على أهل الأرض.
یا موسى، إياك واللجاجة، ولا تكن من المشائين في غير حاجة، ولاتضحك من غير عجب، وابك على خطيئتك يا ابن عمران». .
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 6)
(642) 16(2) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن
ص: 92
حفص بن غیاث النخعي القاضي قال :
سمعت أبا عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول : «جاء ابليس إلى موسی بن عمران(عليه السلام) وهو يناجي ربه ، فقال له ملك من الملائكة : ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربه ؟
فقال : أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة!
وكان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له: «یا موسى، لا أقبل الصلاة إلا ممن(1) تواضع لعظمتي ، و ألزم قلبه خوفي ، وقطع نهاره بذكري ، ولم يبت مصرا على الخطيئة، وعرف حق أوليائي وأحبائي» .
فقال موسى : رب تعني بأحبائك وأوليائك ، إبراهيم وإسحاق ويعقوب ؟
فقال عز وجل: «هم كذلك يا موسى، إلا أنني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء،
ومن من أجله خلقت الجنة والنار» .
فقال موسى : ومن هو یا رب؟
قال : «محمد أحمد شقفت اسمه من اسمي، لأني أنا المحمود».
فقال موسى : يارب اجعلني من أمته.
قال : «أنت یا موسى من أمته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته ، إن مثله
ومثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان، لايبس ورقها ولايتغير طعمها،
فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل حلماً، وعند الظلمة ثوراً، أجيبه قبل أن
يدعوني، وأعطيه قبل أن يسألني.
یا موسى ، إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحباً بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغني مقبلا
فقل : ذنب عجلت عقوبته (2)، إن الدنيا دار عقوبة ، عاقبت فيها آدم عند خطيئته ،وجعلتها ملعونة وملعوناً ما فيها إلا ما كان منها لي.
ياموسى ، إن عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بي ، وسائرهم من خلقي رغبوا
ص: 93
فيها بقدر جهلهم بي، وما من خلقي أحد عظمها فقرت عينه ، ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها».
ثم قال الصادق(عليه السلام): «إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يثن
عليك الناس، وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت عند الله محموداً،
إن علياً كان يقول: «لاخير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل يزداد كل يوم إحساناً،
ورجل يتدارك سيئته بالتوبة»(1)، وأنى له بالتوبة ؟ والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت». (أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 2)
(643)17 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعاً، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان ،عن أبي حمزة الثمالي :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال : «قال موسی بن عمران علی نبینا
[و آله و] عليه السلام: إلهي من أصفياؤك من خلقك ؟
قال : الري الكفين، الري القدمين(2)، يقول صادقاً، ويمشي هوناً، فأولئك يزول الجبال ولايزولون.
قال : إلهي فن ينزل دار القدس عندك ؟
ص: 94
قال : الذين لا ينظر أعينهم إلى الدنيا، ولايذيعون أسرارهم في الدين، و لا يأخذون على الحكومة الرشا، الحق في قلوبهم، والصدق على ألسنتهم، فأولئك في ستري في الدنيا وفي دار القدس عندي في الآخرة» .
(أمالي المفيد : المجلس 10، الحديث 1)
(644)(1)18 - أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثني أبي، عن محمد بن الحسن الصقفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية ، عن داوود بن فرقد :
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إن فيما ناجي الله به موسی بن عمران(عليه السلام)أن یاموسی ، ما خلقت خلقأ هو أحب إلي من عبدي المؤمن، وإني إنما أبتليه لما هو خير له وأزوي عنه ما يشتهيه لما هو خير له، وأعطيه لما هو خير له(2) ، وأنا أعلم بما يصلح عبدي ، فليصبر على بلائي، ولیشکر نعمائي، وليرض بقضائي ، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل بما يرضيني وأطاع أمري».
(أمالي المفيد : المجلس 11، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ص: 95
الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية، عن داوود بن فرقد:
عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال : «فیما أوحى الله عز وجل إلى موسی بن عمران : یا
موسی ، ما خلقت خلقاً أحب إلي من عبدي المؤمن ، وإني إنما ابتليته لما هو خير له، و
أعافيه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه، فليصبر على بلائي، و ليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي و أطاع أمري» .
(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 13)
(645) 19 - أبو عبدالله المفيد قال : حدثني أبوحفص عمر بن محمد الصيرفي قال:
حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي قال : حدثنا عبدالله بن مطيع قال : حدثنا خالد بن عبدالله ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطية :
عن کعب الأحبار قال : مكتوب في التوراة : «من صنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة تكتب عليه». .( أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 7)
(646) 20(1) - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه(رحمه الله)قال : حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمان، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال :قال رسول الله : «بینا موسی بن عمران(عليه السلام)جالس إذ أقبل عليها إليس
ص: 96
وعلیه برنس ذو ألوان ، فلما دنا من موسى خلع البرنس وأقبل عليه فسلم عليه ، فقال موسی : من أنت؟
قال : أنا إبليس.
قال موسى : فلا قرب الله دارك، في جئت؟
قال : إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من الله عز وجل.
فقال له موسي : فما هذا البرنس ؟
قال : أختطف (1) به قلوب بني آدم.
قال له موسي : أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟(2)
فقال : إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه. ثم قال له : أوصيك بثلاث خصال یا موسي : لا تخل بامرأة ولاتخل بك، فإنه لايخلو رجل بامرأة و لا تخلو به إلاكنت صاحبه دون أصحابي، وإياك أن تعاهد الله عهدا، فإنه ما عاهد الله أحد إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء به، وإذا هممت بصدقة فامضها، فإنه إذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي، أحول بينه وبينها.
ثم ولي إبليس ويقول : يا ويلة ويا عولة، علمت موسى ما يعلمه بني آدم».
(أمالي المفيد : المجلس 19، الحديث7 )
(647) 21(3) - حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القتي ، عن
ص: 97
محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن رفاعة (1)
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما أنه قال : «أربع في التوراة وأربع إلى جنبهن: من أصبح على الدنيا حزيناً [فقد] (2)أصبح ساخطاً على ربه ، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإما يشكو ربه، ومن أتي غنيا فتضعضع له[ليصيب من دنياه] ، ذهب ثلثا دينه، ومن دخل النار من هذه الأمة من قرأ القرآن فإنما هو ممن اتخذ آيات الله هزراً ولعباً.
والأربع الأخر : من ملك استأثر، ومن يستشر لایندم، وكما تدين تدان(3) والفقر الموت الأكبر».
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 15)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن محمد بن زياد، عن رفاعة بن موسی مثله، إلا أن فيه : «أربع في التوراة، و إلى جنهن أربع». وفيه : «ممن كان
ص: 98
يتخذ آيات الله هزواً، والأربع التي إلى جنبهن : كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والفقر هو الموت الأكبر».
(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 57)
(648) 22(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني محمد بن محمد قال: أخبرني أبوالحسن المظفر بن محمد الخراساني قال : حدثنا محمد بن جعفر العلوي الحسيني قال : حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور العمي قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ،عن جميل بن دراج:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام) قال: «أوحى الله إلى موسی بن عمران(عليه السلام): أتدري يا موسى، لم انتجبتك من خلقي، واصطفيتك لكلامي ؟
فقال: لا، یا رب.
ص: 99
فأوحى الله إليه : أني اطلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أشد تواضعة لي منك.
فخر موسی ساجداً وعفر خديه في التراب تذللاً منه لريه عز وجل، فأوحى الله إليه : ارفع رأسك يا موسى، وأمر يدك موضع سجودك، وامسح بها وجهك و ما نالته من بدنك، فإنه أمان من كل سقم وداء وآفة وعاهة».
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 27)
(649)(1)23 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي أبو العباس بالكوفة ، قال : حدثنا أيوب بن نوح بن دراج قال : حدثنا علي بن موسی الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه موسی بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام):
عن رسول الله ؟ قال : «أوحى الله عز وجل إلى نجیه موسی بن عمران(عليه السلام): يا
موسي ، أحببتني وحببني إلى خلقي.
قال : يارب إني أحبك ، فكيف أحببك إلى خلقك ؟
قال : اذكر لهم نعمائي عليهم، وبلائي عندهم ، فإنهم لايذكرون إذ لا يعرفون مني
ص: 100
إلا كل خير».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحدیث 29)
(650) (1)24 - وبالإسناد المتقدم في قصة إبراهيم(عليه السلام)عن أبي الأسود الدؤلي ، عن
أبي ذر ( في حديث طويل) قال : قلت : يا رسول الله ، فيما كانت صحف موسى(عليه السلام)؟قال : «كانت عبرأ كلها، وفيها: عجب لمن أيقن بالنار ثم ضحك ، عجب لمن
أيقن بالموت كيف يفرح، عجب من أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالاً بعد حال ثم هو يطمئن إليها، عجب لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل»!
قلت: يا رسول الله ، فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم و موسی (عليهم السلام)ما أنزل الله عليك ؟
قال : «اقرأ يا أباذر:﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى *بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى*إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*«صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾(2)»
(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(951) (3)25 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني(رحمه الله)قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى الأنصاري قال : حدثنا الحسن بن عبد الله، عن خالد بن عيسى الأنصاري ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى رفعه قال :
قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): «الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي
ص: 101
ص: 102
يقول :﴿ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ*اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾(1)، وحزقیل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم».
(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 17)
(52) 26(2)- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله)قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبیب ، عن فضيل الرسان :
عن جبلة المكية ، عن ميثم التمار(رحمه الله) ( في حديث في يوم عاشوراء) فقلت له : يا
میثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(عليه السلام)يوم
بركة ؟؟
فبکی میثم(رضوان الله)ثم قال : «سيزعمون بحديث يضعونه( إلى أن قال :) ويزعمون
آنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل، وإنما كان ذلك في ربيع الأول» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام)من ترجمته(عليه السلام) .
ص: 103
(653)1(1) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال :حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن زكريا قال : حدثنا عثمان بن عيسى، عن أحمد بن سلمان وعمران بن مروان، عن سماعة بن مهران قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول: «إن الذي قال الله في كتابه :﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ (2) سلط الله عليه قومه، فكشطوا(3) وجهه وفروة (4)رأسه، فبعث الله إليه ملكة فقال له : إن رب العالمين يقرؤك السلام ويقول : [إنه] قد رأيت ما صنع بك قومك، فسلني ما شئت.
ص: 104
فقال : يا رب العالمين، لي بالحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)أسوة».
قال أبو عبدالله(عليه السلام):«وليس هو إسماعيل بن إبراهيم على نبينا وعليهما السلام» .
(أمالي المفيد : المجلس 5، الحديث 7)
ص: 105
(654)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضوان الله) قال :حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدثنا علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حماد بن عیسی :
عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : كان فيها أوصى به لقان ابنه ناتان(1) أن قال له : «یابني، ليكن مما تتسلح به على عدوك فتصرعه المماسحة(2) وإعلان الرضا عنه، ولا تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك.
يابني، خف الله خوفا لو وافيته ببر الثقلين خفت أن يعذبك الله ، وارج الله رجاء لو وافيته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك(3).
ص: 106
یا بني، ملك الجندل والحديد وكل حمل ثقيل، لم أحمل شيئا أثقل من جار السوء ، وذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر»(1).
(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 5)
(655) 2 - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا أبي(2) الحسين بن موسى ، عن محمد بن الحسن الصفار - ولم يحفظ الحسين الإسناد - قال :قال لقمان لابنه: «یا بني، اتخذ ألف صديق وألف قليل، ولاتتخذ عدواً واحدا والواحد كثير».
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
تكثر من الإخوان ما اسطعت إنهم*** عاد إذا ما استجدوا وظهور
وليس كثيراً ألف خل وصاحب*** وإن عدواً واحدً لكثير(3)
(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 6)
ص: 107
(656)(1)3 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه(رحمه الله)قال : حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سلیمان بن داوود المنقري، عن حماد بن عیسی:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : «كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له:يا بني، اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد
له تضييعة مثل ترکه».
(أمالي المفيد : المجلس 35، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلا أن فيه : «لن تجد لك تضييعة...»..
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 8)
ص: 108
أقول : تقدم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأول .
(657)1(1)
- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «إن داوود (عليه السلام)خرج ذات يوم يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لایبقی جبل ولاحجر ولاطائر ولاسبع إلا جاویه، فما
زال يمر حتى انتهى إلى جبل ، فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له «حزقیل»، فلما
سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير، علم أنه داوود(عليه السلام) ، فقال داوود : یا
حزقیل ، أتأذن لي فأصعد إليك.
قال : لا.
فبکی داوود(عليه السلام)، فأوحى الله جل جلاله إليه : ياحزقیل ، لاتعير داوود ، وسلني
العافية.
فقام حزقیل فأخذ بيد داوود فرفعه إليه ، فقال داوود : ياحزقيل، هل هممت بخطيئة قط؟
قال : لا.
قال : فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عز و جل ؟
قال : لا.
قال : فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها؟
قال : بلى ، ربما عرض بقلبي.
ص: 109
قال : فما ذا تصنع إذا كان كذلك ؟
قال : ادخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه».
قال : «فدخل داوود (عليه السلام)ذلك الشعب ، فإذا سریر من حديد ، عليه جمجمة بالية وعظام فانية، وإذا لوح من حديد فيه كتابة، فقرأها داوود(عليه السلام) فإذا هي : أنا أروى شلم(1)، ملكت ألف سنة، وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي ، والحجارة وسادتي ، والديدان والحيات جيراني ، فمن رآني فلايغتر بالدنيا». (أمالي الصدوق : المجلس 21، الحديث 8)
(658) 2(2) - وبإسناده عن جبلة المكية، عن ميثم التمار(رحمه الله) (في حديث في يوم عاشوراء) قال : فقلت له : یا میثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(عليه السلام)يوم بركة ؟!
فبکی میثم(رضی الله عنه)ثم قال : «سيزعمون بحديث يضعونه (إلى أن قال :) ويزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داوود(عليه السلام) ، وإنما قبل الله توبته في ذي الحجة» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)
تقدم إسناده في باب قصص موسى وهارون(عليه السلام)(3)، ويأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.
(659) 3(4) - حدثنا علي بن أحمد الدقاق(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي
ص: 110
قال : حدثنا عبیدالله بن موسى الحبال الطبري قال : حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال : حدثنا محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان:
عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى
داوود(عليه السلام) : ما لي أراك وحداناً ؟
قال : هجرت الناس وهجروني فيك.
قال : فما لي أراك ساكتا؟
قال : خشيتك أسكتتني.
قال : فما لي أراك تصباً (1)؟
قال : حبك أنصبني.
قال : فما لي أراك فقيراً وقد أفدتك ؟
قال : القيام بحقك أفقرني.
قال : فما لي أراك متذللاً؟
قال : عظيم جلالك الذي لايوصف ذللني، وحق ذلك لك يا سيدي.
قال الله جل جلاله : فأبشر بالفضل مني ، فلك ماتحب يوم تلقاني ، خالط الناس وخالقهم بأخلاقهم، وزايلهم في أعمالهم، تثل ما تريد مني يوم القيامة».
(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 1)
(660) 4(2)- وبالسند المتقدم عن يونس بن ظبيان قال : قال الصادق(عليه السلام) : «أوحى الله عز وجل إلى داوود(عليه السلام): يا داوود، بي فافرح، وبذكري فتلذذ، وبمناجاتي فتنعم، فعن قريب أخلي الدار من الفاسقين ، وأجعل لعنتي على الظالمين».
(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 2)
ص: 111
(661) 5(1) - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي(رضی الله عنه)قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام)قال : قال النبي : «أوحى الله عز وجل إلى داوود(عليه السلام) : يا داوود، كما لاتضيق الشمس على من جلس فيها، كذلك لاتضيق رحمتي على من دخل فيها، وكما لاتضر الطيرة من لايتطير منها، كذلك لا ينجو من الفتنة المتطیرون، وكما أن أقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس متي يوم القيامة المتكبرون».
(أمالي الصدوق : المجلس 50، الحديث 12)
(662)6 (2)- حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثني سعد بن عبدالله قال : حدثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان :
ص: 112
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال: «أوحى الله عز وجل إلى
داوود(عليه السلام): أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي».
قال : «فقال داوود(عليه السلام) : يارب، و ما تلك الحسنة ؟ قال : يدخل على عبدي
المؤمن شروراً ولو بتمره».
قال : «فقال داوود(عليه السلام) : حق لمن عرفك أن لا يقطع(1) رجاءه منك».
(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحدیث 3)
(663) 7(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : حدثني محمد بن القاسم الأنباري قال : حدثني أبي، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول: سمعت وهب بن منبه يقول : قرأت في زبور داوود أسطراً، منها ما حفظت ومنها ما نسيت، فما حفظت قوله : «یا داوود، اسمع مني ما أقول والحق أقول: من
ص: 113
أتاني وهو يحبني أدخلته الجنة، يا داوود اسمع مني ما أقول والحق أقول : من أتاني
وهو مستحي من المعاصي التي عصاني بها، غفرتها له وأنسيتها حافظیه . یاداوود ، اسمع مني ما أقول والحق أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنة».
قال داوود: یا رب ما هذه الحسنة؟
قال : «من فرج عن عبد مسلم».
فقال داوود : إلهي كذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك.
(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 16)
(664)8(1)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن یزید الثقفي ب-« حديثة الفرات»(2) قال: حدثنا محمد بن سلمة الأموي ب-«هیت»(3)، قال : حدثني أحمد بن القاسم الأموي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد(عليه السلام) ، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال:
سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود(عليه السلام): يا داوود، إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة.
قال داوود:یا رب، وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال : عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحب قضاءها، قضيت له أم لم تقض».
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 35)
ص: 114
(665) 9(1)- أبوعبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا الحسين بن محمد البزاز قال : حدثني أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمدي قال : حدثنا يحيى بن هاشم الغساني ، عن أبي عاصم النبيل [الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري] ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق، عن علقة بن قيس ، عن نوف البكالي:عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)(في حديث) قال : «فإن استطعت یا نوف أن لاتكون عريفاً (2)، ولا شاعراً(3)، ولاصاحب کوبة، ولاصاحب عرطبة (4) فافعل، فإن داوود (عليه السلام) رسول رب العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ثم قال : والله رب داوود، إن هذه الساعة الساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه ، إلا أن يكون عريفاً، أو شاعراً (5)، أو صاحب کوية ، أو صاحب عرطبة».
(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر.
ص: 115
(666) 10(1)- حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابویه(رحمه الله) قال : حدثني أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن یحیی، عن أبان بن عثمان:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد من
بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم داوود النبي(عليه السلام) ، فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لسنا إياك أردنا وإن كنت لله خليفة» الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 34، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث ، والمجلس 4، الحديث 7)
تقدم تمامه في كتاب المعاد ويأتي في كتاب الإمامة .
(667) 11 - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد(2) العبدي قال :
حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه(عليه السلام)قال: «في حكمة آل داوود: یا ابن آدم،
كيف تتكلم بالهدى وأنت لا تفيق عن الردی ! يا ابن آدم، أصبح قلبك قاسياً وأنت لعظمة الله ناسياً، فلو كنت بالله عالماً، وبعظمته عارفاً، لم تزل منه خائفاً ، ولوعده راجياُ، ويحك كيف لاتذكر لحدك ، وانفرادك فيه وحدك».
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 49)
ص: 116
(668) 1 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال :«إن سليمان * لما سلب ملکه خرج على وجهه، فضاف رجلاً عظياً فأضافه وأحسن إليه» . قال : «ونزل سليمان(عليه السلام)منه منزلاً عظيماً لما رأى من صلاته وفضله» . قال : «فزوجه بنته».
قال : «فقالت له بنت الرجل حين رأت منه ما رأت : بأبي أنت وأمي، ما أطيب ريحك، وأكمل خصالك، لا أعلم فيك خصلة أكرهها إلا أنك في مؤونة أبي».
قال : «فخرج حتى أتى الساحل ، فأعان صياداً على ساحل البحر، فأعطاه السمكة التي وجد في بطنها خاتمه».
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 3)
(699) 2(1) - أبو جعفر الصدوق قال :حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضی الله عنه)قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار(رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عمرو بن مفلس(2) عن خلف، عن عطية العوفي:
عن أبي سعيد الخدري قال : سألت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عن قول الله جل ثناؤه: ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ﴾ (3)؟
ص: 117
ص: 118
قال : «ذاك وصي أخي سليمان بن داوود».
فقلت له : یا رسول الله ، فقول الله عز وجل : ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾(1)؟
قال : «ذاك أخي علي بن أبي طالب». (أمالي الصدوق : المجلس 83، الحديث 3)
ص: 119
(670)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله)قال : حدثنا
علي بن إبراهيم ، عن أبيه : عن الريان بن شبيب قال : دخلت على الرضا(عليه السلام) في أول يوم من المحرم فقال لي: «یا این شبيب ، أصائم أنت»؟
فقلت : لا.
فقال : «إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زکریا(عليه السلام)ربه عز وجل، فقال :
﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾(1)فاستجاب الله له، وأمر الملائكة فنادت زکریا وهو قائم يصلي في المحراب : ﴿ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى﴾ (2) ، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزکریا(عليه السلام)» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 5)
يأتي تمامه في الباب 6 من تاريخ الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .
(671) 2 (3)- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا محمد بن سعيد بن أبي
ص: 120
شحمة قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن سعيد بن هاشم القناني البغدادي سنة خمس
وثمانين ومئتين ، قال : حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا حسان بن عبدالله الواسطي قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبدالله بن عمر قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «كان من زهد یحیی بن زکریا (عليه السلام)أنه أتي بيت المقدس ، فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان ، عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف، وإذا هم قد خرقوا تراقيهم، وسلكوا فيها السلاسل، وشدوها إلى سواري المسجد، فلما نظر إلى ذلك أتى أمه فقال : يا أماه ، انسجي لي مدرعة من شعر وبرنسا (1)من صوف حتى آتي بيت المقدس ، فاعبد الله مع الأحبار والرهبان ، فقالت له أمه: يأتي نبي الله وأوامره(2) في ذلك.
فلا دخل زكريا(عليه السلام)أخبرته بمقالة يحيى، فقال له زکریا: یا بني، ما يدعوك إلى
هذا وإنما أنت صبي صغير ؟؟
فقال له: يا أبه، أما رأيت من هو أصغر سنا مني وقد ذاق الموت ؟
قال : بلى، ثم قال لأمه : انسجي له مدرعة من شعر وبرنسا من صوف. ففعلت .
فتدرع المدرعة على بدنه، ووضع البرنس على رأسه، ثم أتي بيت المقدس ، فأقبل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى أكلت مدرعة الشعر لحمه، فنظر ذات يوم إلى ما قد نحل من جسمه فبكى، فأوحى الله عز وجل إليه : يا يحيى ، أتبكي مما قد نحل من جسمك ؟ وعزتي وجلالي لو اطلعت على النار اطلاعة لتدعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج(3)! فبكى حتى أكلت الدموع لحم خديه، وبدا
ص: 121
للناظرين أضراسه.
فبلغ ذلك أمه، فدخلت عليه، وأقبل زکریا واجتمع الأحبار والرهبان، فأخبروه بذهاب لحم خديه، فقال : ما شعرت بذلك !
فقال زکریا: یا بني، ما يدعوك إلى هذا ؟ إنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني.
قال : أنت أمرتني بذلك يا أبه!
قال : ومتى ذلك يا بني ؟
قال : ألست القائل : إن بين الجنة والنار لعقبة لايجوزها إلا البكاءون من خشية الله ؟
قال : بلى ، فجد واجتهد، وشأنك غير شأني(1).
فقام يحيى، فنقض مدرعته، فأخذته أمه فقالت : أتأذن لي يا بني أن أتخذ لك قطعتي لبود تواريان أضراسك ، وتنشفان دموعك ؟
فقال لها: شأنك.
فاتخذت له قطعتي لبود تواريان أضراسه ، وتنشفان دموعه، فبکی حتی ابتلتا من دموع عينيه، فحسر عن ذراعيه ، ثم أخذهما فعصرهما، فتحدرت الدموع من بين أصابعه، فنظر زكريا إلى ابنه وإلى دموع عينيه، فرفع رأسه إلى السماء فقال : اللهم إن هذا ابني، وهذه دموع عينيه ، وأنت أرحم الراحمين.
وكان زکریا(عليه السلام)إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا وشمالا، فإن رأى يحيى (عليه السلام) لم يذكر جنة ولا نارا، فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل، وأقبل يحيى
ص: 122
قد لف رأسه بعباءة ، فجلس في غمار الناس(1)، والتفت زكريا يمينا وشمالا فلم یر يحيى، فأنشأ يقول : حدثني حبيبي جبرئيل (عليه السلام)غير عن الله تبارك وتعالى : «أن في جهنم جبلاً يقال له السكران في أصل ذلك الجبل وادٍ يقال له الغضبان ، يغضب لغضب الرحمان تبارك و تعالى ، في ذلك الوادي جب قامته مئة عام، في ذلك الجب توابيت من نار، في تلك التوابيت صناديق من نار، وثياب من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار».
فرفع يحیی(عليه السلام) رأسه فقال : واغفلتاه من السكران ، ثم أقبل هائماً على وجهه ،
فقام زکریا(عليه السلام)من مجلسه فدخل على أم يحيى ، فقال لها: یا أم يحيى ، قومي فاطلبي يحيى ، فإني قد تخوفت أن لانراه إلا وقد ذاق الموت.
فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت بفتيان من بني إسرائيل، فقالوا لها: يا أم يحيى، أين تريدين ؟
قالت : أريد أن أطلب ولدي يحيي، ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه .
فمضت أم يحيى والفتية معها حتى مرت براعي غنم، فقالت له : يا راعي ، هل رأيت شابا من صفته كذا وكذا؟
فقال لها : لعلك تطلبين يحيى بن زكريا؟
قالت : نعم ، ذاك ولدي، ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه.
فقال : إني تركته الساعة على عقبة ثتية كذا وكذا، ناقعاً قدميه في الماء، رافعاً بصره إلى السماء ، يقول : وعزتك مولاي، لا ذقت بارد الشراب حتى أنظر إلى
منزلتي منك.
وأقبلت أمه ، فلما رأته أم يحيی دنت منه، فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها وهي تناشده بالله أن ينطلق معها إلى المنزل، فانطلق معها حتى أتي المنزل، فقالت له أم يحيى: هل لك أن تخلع مدرعة الشعر وتلبس مدرعة الصوف؟ فإنه ألين . ففعل، وطبخ له عدس، فأكل واستوفي ونام، فذهب به النوم فلم يقم لصلاته ، فنودي في منامه : يا يحيى بن زكريا، أردت دارا خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري ؟!
ص: 123
فاستيقظ فقام فقال : يا رب أقلني عثرتي، إلهي فوعزتك لااستظل بظل سوی بیت المقدس. وقال لأمه : ناوليني مدرعة الشعر، فقد علمت أنكما ستورداني المهالك. فتقدمت أمه فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به.
فقال لها زكريا: یا أم يحيي، دعيه فإن ولدي قد کشف له عن قناع قلبه ، ولن ينتفع بالعيش.
فقام بحیی فلبس مدرعته، ووضع البرنس على رأسه، ثم أتي بيت المقدس ،فجعل يعبد الله عز وجل مع الأحبار، حتى كان من أمره ما كان»(1).
(أمالی الصدوق : المجلس 8، الحدیث 3)
(672)3 -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبوالعباس ابن عقدة قال : حدثني الحسن بن القاسم قال : حدثنا ثبير بن إبراهيم(2) قال : حدثنا سلمیان بن بلال المدني قال :
حدثني علي بن موسی الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليه السلام) «إن إبليس كان يأتي الأنبياء(عليهم السلام)من لدن آدم (عليه السلام) إلى أن بعث الله المسيح (عليه السلام)، يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسأ منه بیحیی بن زکریا، فقال له يحيى : يا أبامرة ، إن لي إليك حاجة.
فقال له : أنت أعظم قدراً من أن أردك بمسألة، فسلني ما شئت، فإني غير مخالفك في أمر تريده.
فقال يحيى : يا أبا مرة، أحب أن تعرض على مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم.فقال له إبليس : حباً وكرامةً، وواعده لغد.
فلما أصبح بيحیي(عليه السلام)قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فما
ص: 124
شعر حتى ساواه من خوخة(1)كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد(2)، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً، وفمه مشقوق طولًا ،وإذا أسنانه وفمه عظماً واحداً بلاذقن ولالحية، وله أربعة أيد: يدان في صدره ویدان في منكبه، وإذا عراقيبه (3) قوادمه وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد شد وسطه بمنطقة، فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بیضة، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب(4).
فلما تأمله يحيي (عليه السلام) قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك ؟
فقال : هذه المجوسية ، أنا الذي سنتها وزينتها لهم.
فقال له : ما هذه الخيوط الألوان ؟
قال : هذه جميع أصباغ النساء(5)، لاتزال المرأة تصبغ حتى يقع مع لونها،
ص: 125
فافتتن الناس بها.
فقال له : فما هذا الجرس الذي بيدك ؟
قال : هذامجمع كل لذة من طنبور وبريط و معزفة وطبل وناي وصرناي، وإن القوم ليجلسون على شرابهم فلايستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم، فإذا سمعوه استخفهم الطرب ، فمن بين من يرقص ، ومن بين من يفرقع أصابعه ، ومن بين من يشق ثيابه .
فقال له : وأي الأشياء أقر لعينك ؟
قال : النساء، هن فخوخي ومصائدي ، فإني إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن.
فقال له يحيى : فما هذه البيضة على رأسك ؟
قال : بها أتوقى دعوة المؤمنين.
قال : فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟
قال : بهذه أقلب قلوب الصالحين .
قال يحيى(عليه السلام): فهل ظفرت بي ساعة قط ؟
قال : لا ، ولكن فيك خصلة تعجبني.
قال يحيى: فما هي؟
قال : أنت رجل أكول ، فإذا أفطرت أكلت ويشمت فيمنعك ذلك من بعض
صلاتك وقيامك بالليل.
قال يحيى(عليه السلام): فإني أعطي الله عهدا أني لا أشبع من الطعام حتى ألقاه .
فقال له إبليس : وأنا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلماً حتى ألقاه . ثم خرج فما
عاد إليه بعد ذلك»..
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 32)
ص: 126
(673)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال : حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبيب، عن فضيل الرسان :
عن جبلة المكية ، عن ميثم التمار (رحمه الله)(في حديث في يوم عاشوراء) فقلت له : يا
میثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(عليه السلام)يوم بركة ؟!
فبکی میثم(رضی الله عنه) ، ثم قال : سيزعمون بحديث يضعونه (إلى أن قال :) «و يزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس(عليه السلام)من بطن الحوت، وإنما أخرجه الله تعالى من بطن الحوت في ذي القعدة» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .
ص: 127
(674)1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى التميمي وقال : [حدثنا الحسن بن بهرام] قال :حدثني الحسن بن يحيى قال : حدثني الحسن بن حمدون ، عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله قال :حدثني سدير الصيرفي قال : كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) وعنده جماعة من أهل الكوفة، فأقبل عليهم وقال لهم : «حجوا قبل أن لاتحجوا، حجوا قبل أن يمنع البر جانبه، حجوا قبل هدم مسجد بالعراق بين نخل وأنهار(1)، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء نبتت على عسل عروق النخلة التي اجتثت منها مريم(عليه السلام) رطبا جنيا، فعند ذلك تمنعون الحج» الحديث.
(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 10)
يأتي تمامه في الباب 3 من ترجمة الإمام الصادق (عليه السلام).
(675) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن
شاذان قال : حدثني أحمد بن محمد بن أيوب قال : حدثنا عمر بن الحسن القاضي قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثني أبو حبيبة قال : حدثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عائشة.
قال محمد بن أحمد بن شاذان: وحدثني سهل بن أحمد قال : حدثنا أحمد بن عمر الربيعي قال : حدثنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبوداوود قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن العباس بن عبد المطلب.
قال ابن شاذان: وحدثني إبراهيم بن علي، بإسناده عن أبي عبدالله جعفر بن
ص: 128
محمد(عليهم السلام)عن آبائه(عليه السلام)(في حديث طويل في ولادة أمير المؤمنين
(عليه السلام)في الكعبة) قال : فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه ،فخرجت فاطمة وعلي(عليهم السلام)على يديها، ثم قالت: «معاشر الناس، إن الله عز و جل اختارني من خلقه ، وفضلني على المختارات ممن مضى قبلي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سراً في موضع لايحب أن يعبد الله فيه إلآ اضطراراً، ومريم بنت عمران حيث اختارها الله ، ويسر عليها ولادة عيسى ، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطبا جنيا، وإن الله تعالى اختارني وفضلني عليهما، و على كل من مضى قبلي من نساء العالمين، لأني ولدت في بيته العتيق ، وبقيت فيه ثلاثة أيام أكل من ثمار الجنة وأوراقها».
(أمالي الطوسي : المجلس 42، الحديث 1)
يأتي تمامة في تاريخ أمير المؤمنين(عليه السلام).
(676)3(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال :
حدثني إسماعيل بن علي بن عبد الرحمان البربري الخزاعي قال : حدثني أبي قال :حدثني عیسی بن محمد الطائي قال : حدثنا أبي حميد بن قيس قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين يقول : سمعت أبي يقول:
سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين(عليه السلام)يقول : «إن أميرالمؤمنين(عليه السلام)لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء(2)، فقال للناس : إنها الزوراء، فسيروا
ص: 129
وجبوا عنها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة . فلما أتى موضعاً من أرضها قال : ما هذه الأرض ؟
قيل : أرض بحرا.
فقال : أرض سباخ جنبوا ویمنوا.
فلما أتي يمنة السواد فإذا هو براهب في صومعة له فقال له: يا راهب ، أنزل ها هنا ؟
فقال له الراهب : لاتنزل هذه الأرض بجيشك .
قال : ولم؟
قال : لأنه لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه ، يقاتل في سبيل الله عز وجل، هكذا نجد في كتبنا.
فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): فأنا وصي سيد الأنبياء، وسيد الأوصياء.
فقال له الراهب : فأنت إذن أصلع قریش ووصي محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟
قال له أميرالمؤمنين : أنا ذلك.
فنزل الراهب إليه ، فقال : خذ على شرائع الإسلام، إني وجدت في الإنجيل نعتك، وأنك تنزل أرض براثا(1) بيت مريم وأرض عیسی(عليه السلام).
ص: 130
فقال أمير المؤمنين(عليه السلام) : قف ولاتخبرنا بشيء. ثم أتي موضعاً فقال : الكزوا
هذه. فلكزه(1) برجله(عليه السلام) فانبجست عين خرارة(2)، فقال : هذه عين مريم التي انبعقت(3)لها.
ثم قال : اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعاً، فكشف فإذا بصخرة بيضاء ، فقال علي
(عليه السلام) : على هذه وضعت مریم عیسی من عاتقها وصلت هاهنا.
فنصب أمير المؤمنين(عليه السلام)الصخرة وصلى إليها، وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة، ثم قال : أرض براثا، هذا بيت مريم(عليها السلام)، هذا الموضع المقدس صلي فيه الأنبياء».
قال أبو جعفر محمد بن علي(عليه السلام): «ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم(عليه السلام) قبل عیسی(عليه السلام)» .
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 42)
(677) 4(4) - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد قال : حدثنا العباس بن الوليد قال : حدثنا محمد بن عمرو الكندي قال : حدثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي قال : حدثنا محمد بن يزداد، عن سعيد بن خالد ،
ص: 131
عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمان بن قيس البصري قال : حدثنا زاذان ، عن سلمان الفارسي:عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في احتجاجه مع الجائليق) فقال الجاثليق : فخبرني الأن عما قاله نبيكم في المسيح، وإنه مخلوق، من أين أثبت له الخلق ونفى عنه الإلهية ، وأوجب فيه النقص ؟ وقد عرفت ما يعتقد فيه كثير من المتدينين ؟
فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «أثبت له الخلق بالتقدير الذي لزمه، والتصوير والتغيير من حال إلى حال، والزيادة التي لم ينفك منها والنقصان، ولم أنف عنه النبوة، ولا أخرجته من العصمة والكمال والتأیید، وقد جاءنا عن الله تعالى بأنه مثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له : کن فیکون».
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 36)
تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(678) 5(1) - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمان بن محمد الأزدي قال : حدثنا أبي، وعثمان بن سعيد الأحول قالا : حدثنا عمرو بن ثابت ،عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ :
ص: 132
عن علي(عليه السلام)قال : دعاني رسول الله ؟ فقال : «يا علي، إن فيك شبهاً من عیسی بن مريم، أحبته النصارى حتى أنزلوه بمنزله ليس بها، وأبغضته اليهود حتى بهتوا امه».
(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 55)
ص: 133
أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي سنة عشر
وأربع مئة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة ابن مهدي قال: أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان بن عقدة الحافظ قال : حدثني الحسين قال : حدثنا حسن بن حسين قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن الحارث بن حصيرة ، مثله، ولم يذكر صباح.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 1)(1)
(679)6(2) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدثنا علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبيد الله بن علي قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه، عن جده، عن آبائه:
عن علي(عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، إن فيك مثلا من عیسی بن مريم، أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 49)
(680)7 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن محمد بن
قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل، عن
صالح، عن علقمة :
ص: 134
عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)( في حديث طويل) قال : «ألم ينسبوا مريم بنت عمران(عليه السلام) إلى أنها حملت بعیسی من رجل نجار اسمه يوسف» ؟!
(أمالی الصدوق، المجلس 22، الحدیث 3)
تقدم تمامه في الباب الأول من كتاب النبوة .
(681)8(1)- حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي قال : حدثنا موسی بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن یزید النو فلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث طويل في أهل بيته(عليه السلام)وما يقع عليهم من الظلم والعدوان) قال : «وأما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين و
الأخرين (إلى أن قال :) ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مریم بنت عمران، فتقول : يا فاطمة :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾(1)،یا فاطمه﴿ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾(2) ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ،فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران ، تمرضها وتؤنسها في علتها».
(أمالي الصدوق : المجلس 24، الحديث 2)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة .
ص: 135
(682) 9(1) - حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه قال : حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة :عن ابن عباس قال : لما مضى لعيسى(عليه السلام)ثلاثون سنة ، بعثه الله عزّ وجلّ إلى بني إسرائيل، فلقيه إبليس لعنه الله على عقبة بیت المقدس، وهي عقبة أفيق(2)
فقال له : يا عيسى ، أنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أن تكوّنت من غير أب ؟
قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للّذي كوّنني ، وكذلك كوّن آدم وحواء» .
قال إبليس : یا عیسی، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تكلّمت في المهد صبيّا؟
قال عيسى(عليه السلام): «يا إبليس ، بل العظمة للّذي أنطقني في صغري ولو شاء لأبكمني» .
قال إبليس: فأنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تخلق من الطّين كهيئة الطّير
فتنفخ فيه فيصير طيرا؟
قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للّذي خلقني وخلق ما سخّر لي». .
قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تشفي المرضى؟
قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم، وإذا شاء أمرضني» .
قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى؟
قال عيسی(عليه السلام): «بل العظمة للذي بإذنه أحيهم، ولابد من أن يميت ما أحييت،
ویميتني» .
قال إبليس: یا عیسی، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعبر البحر فلا تبتل قدماك ولاترسخ فيه؟
ص: 136
قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للذي لله لي، ولو شاء أغرقني» .
قال إبليس: یا عیسی، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنه سيأتي عليك يوم تكون السماوات والأرض ومن فيهن دونك، وأنت فوق ذلك كله تدبر الأمر، وتقسيم الأرزاق ؟! فأعظم عیسی(عليه السلام ذلك من قول إبليس الكافر اللعين ، فقال عيسى(عليه السلام):
«سبحان الله ملء سماواته وأرضه ، ومداد كلماته ، وزنة عرشه، ورضا نفسه» .
قال : فلما سمع إبليس لعنه الله ذلك ذهب على وجهه لايملك من نفسه شيئا حتى وقع في اللجة الخضراء.
قال ابن عباس : فخرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر ، فإذا هي بابلیس ساجداً على صخرة صماء تسيل دموعه على خديه، فقامت تنظر إليه تعجباً، ثم قالت له : ويحك يا إبليس، ما ترجو بطول السجود؟!
فقال لها : أيتها المرأة الصالحة، ابنة الرجل الصالح، أرجو إذا أبر ربي عز وجل قسمه، وأدخلني نار جهنم، أن يخرجني من النار برحمته.
(امالی الصدوق : المجلس 37، الحدیث 1)
(683) 10(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله) قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين ،عن معمر بن راشد قال :
سمعت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام)يقول : أتي یهودي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقام بين يديه حد النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك»؟
قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟
ص: 137
فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه يكره للعبد أن يزگي نفسه، ولكني أقول: (إلى أن قال (صلی الله عليه وآله وسلم) ) «يا يهودي ، ومن ذريتي المهدي ، إذا خرج نزل عیسی بن مریم لنصرته، فقدمه وصلى خلفه».
(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)
يأتي تمامه في الباب9 من تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب النبؤة .
(684) 11 - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال :
حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الحزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن حبیب بن عمرو:عن الحسن بن علي(عليه السلام)( في خطبة خطبها بعد وفاة أبيه(عليه السلام)) قال : «أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رفع عیسی بن مریم » الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 4)
يأتي تمامه في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.
(685) 12(1) - حدثنا علي بن عيسى(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن محمد[ بن بندار ] ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه، عن محمد بن سنان المجاور، عن أحمد بن نصير الطحان، عن أبي بصير قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد علی(عليه السلام) [ يقول: «إن عیسی روح الله مر بقوم مجلبين ، فقال : ما لهؤلاء؟
قيل : يا روح الله ، إن فلانة بنت فلان تهدي إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه .
قال : يجلبون اليوم ويبكون غداً.
فقال قائل منهم : ولم یا رسول الله ؟
ص: 138
قال : لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه.
فقال القائلون بمقالته: صدق الله وصدق رسوله. وقال أهل النفاق : ما أقرب غداً!
فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء، فقالوا: يا روح الله ، إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت؟!
فقال عيسی(عليه السلام): يفعل الله ما يشاء ، فاذهبوا بنا إليها.
فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زوجها، فقال له عیسی(عليه السلام): استأذن
لي على صاحبتك» .
قال : «فدخل عليها فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة» .
قال : «فتخدرت، فدخل عليها، فقال لها : ما صنعت ليلتك هذه؟
قالت: لم أصنع شيئا إلا وقد كنت أصنعه فيا مضى، إنه كان يعترینا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثلها، وإنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل ، فهتف فلم يجبه أحد، ثم هتف فلم يجب حتى هتف مراراً ، فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته کما کنا ننيله. .
فقال [ عیسی(عليه السلام)] لها: تنحي عن مجلسك . فإذا تحت ثيابها أفعی مثل جذعة
عاض على ذنبه ، فقال(عليه السلام) : بما صنعت صرف الله عنك هذا» .
(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحديث 13)
(686)13 - حدثنا محمد بن أحمد السناني(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تمیم بن بهلول
قال : حدثنا علي بن عاصم ، عن الحصين بن عبد الرحمان ، عن مجاهد :
عن ابن عباس قال : كنت مع أمير المؤمنين(عليه السلام)في خروجه إلى صفين ، فلما نزل بنينوى، وهو شط الفرات، قال بأعلى صوته: «یا ابن عباس ، أتعرف هذا الموضع»؟ (إلى أن قال :)ثم قال : «یا ابن عباس ، اطلب لي حولها بعر الظباء ، فوالله ما كذبت ولا كذبت، وهي مصفرة، لونها لون الزعفران» .
ص: 139
قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته: يا أمير المؤمنين ، قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي.
فقال علي(عليه السلام) : «صدق الله ورسوله». ثم قام(عليه السلام)يهرول إليها، فحملها وشمها وقال: «هي هي بعينها، أتعلم يا ابن عباس ، ما هذه الأبعار؟ هذه قد شمها عیسی
بن مريم(عليها السلام) ، وذلك أنه مر بها ومعه الحواریون فرأى هاهنا الظباء مجتمعة وهي تبكي ، فجلس عیسی(عليه السلام) وجلس الحواریون معه، فبکی ویکی الحواريون وهم لا يدرون لمجلس ولم یکی ؟!
فقالوا : يا روح الله وكلمته، ما يبكيك ؟
قال : أتعلمون أي أرض هذه؟
قالوا: لا.
قال : هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد، وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، طينة أطيب من المسك لأنها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، فهذا الظباء تكلمني وتقول : إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض.
ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران(1) فشمها وقال : هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشیشها، اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة» .
قال : «فبقيت إلى يوم الناس هذا، وقد اصفرت لطول زمنها، وهذه أرض کرب و بلاء» .
(أمالي الصدوق : المجلس 87، الحديث 5)
تمامه في باب ما أخبر به أمير المؤمنين(عليه السلام) بشهادة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 140
(687) 14 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :
حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :حدثني جعفر بن عبد الله الناونجي (1)،عن عبد الجبار بن محمد ، عن داوودالشعيري: عن الربيع صاحب المنصور قال :بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يستقدمه لشيء بلغه عنه ، فلما وافي بابه خرج إليه الحاجب فقال : أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار، فإني رأيت حرده(2) عليك شديدا؛
فقال الصادق (عليه السلام): «على من الله جنة واقية تعينني عليه إن شاء الله ، استأذن لي عليه» .
فاستأذن فأذن له، فلما دخل سلم فرد عليه السلام ثم قال له: يا جعفر، قد علمت أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لأبيك علي بن أبي طالب: «لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولاً لاتمر بملا إلا أخذر من تراب قدميك يستشفون به» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 10)
يأتي تمامه في الباب 4 من ترجمة الإمام الصادق (عليه السلام).
ص: 141
(688)1(1) -أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن طلحة وإسماعيل بن جابر و عمار بن مروان:
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) [قال ]: «إن عیسی بن مريم(عليها السلام) توجه في بعض حوائجه، ومعه ثلاثة نفر من أصحابه ، فمر بلبنات ثلاث من ذهب على ظهرالطريق ، فقال عيسى(عليه السلام)لأصحابه : إن هذا يقتل الناس. ثم مضى.
فقال أحدهم إن لي حاجة». قال : «فانصرف ، ثم قال آخر: إن لي حاجة . فانصرف ، ثم قال الآخر: لي حاجة . فانصرف، فوافوا عند الذهب ثلاثتهم، فقال اثنان لواحد: اشتر لنا طعاما. فذهب ليشتري لهما طعاما ، فجعل فيه سما ليقتلهما كي لا يشاركاه في الذهب، وقال الإثنان : إذا جاء قتلناه كي لايشاركنا. فلما جاء قاما إليه فقتلاه، ثم تغذيا فماتا، فرجع إليهم عیسی(عليه السلام)وهم موتی حوله، فأحياهم بإذن الله تعالى ذكره، ثم قال : ألم أقل لكم: إن هذا يقتل الناس».
(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 5)
(689) 2(2)- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رحمه الله) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيی
ص: 142
الجلودي قال : حدثنا[ محمد بن عطية قال : حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعید البصري قال حدثنا ](1) هشام بن جعفر، عن حماد:عن عبدالله بن سليمان (2) - وكان قارئا للكتب – قال : قرأت في الإنجيل: «يا عیسی، جد في أمري ولاتهزل ، واسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول، أتيت (3) من غير فحل ، أنا خلقتك آية للعالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوکل، خذ الكتاب بقوة، فسر لأهل سوريا السريانية، وبلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج - وهي العمامة - والنعلين والهراوة - وهي القضيب - الأنجل العينين(4)، الصلت الجبين (5)،
ص: 143
الواضح الخدين، الأقني الأنف، المفلج الثنايا(1)، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون ، دقيق المشرية(2)، شئن(3) الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع (4)من الصخرة وينحدر من صبب ، وإذا جاء مع القوم بذهم (5)، عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفع منه، لم ير قبله مثله ولابعده، طيب الريح، نكاح النساء ، ذو النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه ولانصب(ة) (6)، يكفلها في آخر الزمان كما كقل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان ، کلامه القرآن، ودينه الإسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه، وشهد أيامه، وسمع كلامه».
قال عيسی(عليه السلام): یا رب، وما طوبي؟
قال : «شجرة في الجنة أنا غرستها، تظل الجنان، أصلها من رضوان ، ماؤها من تسنیم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لايظمأ بعدها أبدا».
فقال عيسى : اللهم اسقني منها.
قال : «حرام یا عیسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، و حرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي، أرفعك إلى ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على اللعين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم، إنهم أمة مرحومة». .
(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 8)
ص: 144
(690)3 (1)- حدثنا علي بن عبدالله الوراق قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزیار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جمیل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)قال:عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال : «إن عيسى بن مريم(عليه السلام)قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لاتحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولاينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم» .
(أمالي الصدوق : المجلس 50، الحديث 11)
يأتي تمامه في باب شرار الناس من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر.
(1991) 4(2)- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدثنا أحمد بن محمد
ص: 145
الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدثنا جعفر بن عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب [أبو عبدالله ] قال : حدثنا كثير بن عياش القطان ، عن أبي الجارود زیاد بن المنذر :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال: «لما ولد عیسی بن مريم (عليه السلام) ، كان ابن يوم كأنه ابن شهرين ، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب و أقعدته بين يدي المؤدب ، فقال له المؤدب : قل بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال عيسى : بسم الله الرحمن الرحيم
فقال له المؤدب : قل أبجد.
فرفع عیسی(عليه السلام) رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد؟
فعلاه بالدرة ليضربه ، فقال : يا مؤدب، لا تضربني إن كنت تدري ، وإلا فسلني حتى أفسر لك.
فقال : فسرلي.
فقال عيسی(عليه السلام): الألف آلاء الله ، والباء بهجة الله ، والجيم جمال الله ، والدال
دين الله، «هوز»: الهاء هول جهنم، والواو ويل لأهل التار، والزاء زفير جهنم، «حطي»: حطت الخطايا عن المستغفرین، «کلمن» : كلام الله ، لا مبدل لكلماته ، «سعفص»: صاع بصاع، والجزاء بالجزاء، «قرشت»: قرشهم فحشرهم.
فقال المؤدب : أيتها المرأة، خذي بيد ابنك، فقد علم ولاحاجة له في المؤدب».
(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 1)
(692) 5 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور(رضی الله عنه)؛ قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن
ص: 146
جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم :
عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : قال عيسى بن مريم(عليه السلام)لبعض أصحابه :«ما لاتحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد، وإن لطم أحد خدك الأيمن فأعط
الأيسر».
(أمالي الصدوق : المجلس 58، الحديث 13)
(693)(1)6 - حدثنا أبي(عليه السلام)قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد : عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «مر عیسی بن مریم(عليه السلام) على قوم يبكون ، فقال : على ما يبكي هؤلاء؟ فقيل : يبكون على ذنوبهم.
قال : فليدعوها يغفر لهم».
(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحدیث 1)
(694) 7(2)- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن علي [بن زیاد ] الخزاز قال :سمعت أبالحسن الرضا(عليه السلام)يقول : قال عیسی بن مریم(عليه السلام)للحواريين: «یا بني إسرائيل، لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم، إذا سلم دینکم، كما لا يأسي أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم» .
(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحديث 2)
ص: 147
(695 و 696) 8(1)-9- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله عنه) قال : حدثني أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام)قال :قال رسول الله : «متر عیسی بن مريم(عليه السلام)بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من
قابل فإذا هو ليس يعذب ، فقال : يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب ؟! فأوحى الله عز وجل إليه: يا روح الله ، إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقة وآوی يتيما فغفرت له بما عمل ابنه» .
قال : وقال عيسى بن مريم(عليه السلام)ليحیی بن زکریا(عليه السلام) : «إذا قيل فيك ما فيك، فاعلم أنه ذنب ذکرته فاستغفر الله منه، وإن قيل فيك ما ليس فيك، فاعلم أنه
حسنة کتبت لك لم تتعب فيها».
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 8 و 9)
(697) 10(2)- حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله) قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن علي بن
ص: 148
أبي حمزة، عن أبي بصير:
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : «كان فيا وعظ الله تبارك
وتعالی به عیسی بن مریم(عليه السلام) أن قال له: يا عيسى أنا ربك ورب آبائك، اسمي
واحد، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شيء، وكل شيء من صنعي، وكل خلقي إلى راجعون.
يا عيسى، أنت المسيح بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي، فكن إلى راغبا، ومني راهبا، فإنك لن تجد مني ملجأ إلا إلي.
يا عيسي، أوصيك وصية المتحن(1) عليك بالرحمة حين حقت لك مني الولاية بتحريك مني المسرة، فبوركت كبيرا، وبوركت(2) صغيرا حيثما کنت، أشهد أنك عبدي ابن أمتي.
يا عيسى، أنزلني من نفسك کهمك(3)، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إلى بالنوافل وتوکل على أكفك ، ولاتول غيري(4) فأخذلك.یا عیسی، اصبر على البلاء، وازض بالقضاء، ركن كمسرتي فيك ، فإن مسرتي أن أطاع فلاأعصى.
يا عيسى، أحي ذكري بلسانك، وليكن ودي في قلبك .
ص: 149
یا عیسی، تيقظ في ساعات الغفلة، واخكم لي بلطيف الحكمة(1).
یا عیسی، کن راغبا راهبا، وأمت قلبك بالخشية.
یا عیسی، راع الليل لتحري مسرتي، واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي.
یا عیسی، نافس في الخير جهدك، لتعرف بالخير حيثما توجهت.
يا عيسى، أحكم في عبادي بنصحي(2)، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان.
یا عیسی، لاتكن جليسا لكل مفتون.
یا عیسی ، حقا أقول : ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي، وما خشعت لي إلا رجت ثوابي ، فأشهدك أنها آمنة من عقابي ما لم تغير أو تبدل سنتي.
یا عیسی، ابن البكر البتول(3)، إبك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل ، وقلي الدنيا (4) وتركها لأهلها، وصارت رغبته فيما عند الله.
یا عیسی ، كن مع ذلك تلين الكلام، وتفشي السلام، يقظان إذا نامت عيون الأبرار ، حذارا للمعاد، والزلازل الشداد، وأهوال يوم القيامة، حيث لاينفع أهل ولا ولد ولا مال.
یا عیسی ، اكحل عينيك جميل الحزن إذا ضحك البطالون .
یا عیسی، کن خاشعة صابرا، فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون.
یا عیسی، رح من الدنيا يوما فيوم (5)، وذق ما قد ذهب طعمه، فحقا أقول :
ص: 150
ما أنت إلا بساعتك ويومك، فرح من الدنيا بالبلغة(1)، وليكفك الخشن الجشب، فقد رأيت إلى ما تصير، ومكتوب ما أخذت وكيف أتلفت.
یا عیسی ، إنك مسؤول، فارحم الضعيف کرحمتي(2)، إياك ، ولا تقهر اليتيم.
یا عیسی، ابك على نفسك في الصلاة ، وانقل قدميك إلى مواضع الصلوات ، واسمعني لذاذة نطقك بذكري ، فإن صنيعي إليك حسن .
یا عیسی، کم من أمة قد أهلكتها بسالف ذنب قد عصمتك منه.
یا عیسی، ارفق بالضعيف ، رارفع طرفك الكليل(3)إلى السماء ، وادعني فإني منك قريب، ولا تدعني إلا متضرعا إلي وهمك هم واحد، فإنك متى تدعني كذلك أجبك.
یا عیسی، اني لم أرض بالدنيا ثوابا لمن كان قبلك، ولاعقابا لمن(4) انتقمت منه.
یا عیسی ، إنك تفنى وأنا أبق، ومني رزقك، وعندي ميقات أجلك، وإلى إيابك، وعلى حسابك ، فسلني ولاتسأل غيري، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة.
یا عیسی، ما أكثر البشر وأقل عدد من صبر، الأشجار كثيرة، وطيبها قليل، فلايغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرتها.
یا عیسی، لايغرنك المتمرد على بالعصيان ، يأكل رزقي، ويعبد غيري، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى ما كان عليه ، أفعلي يتمرد، أم لسخطي يتعرض ؟! في حلفت لآخذه أخذه ليس له منها منجی، ولادوني ملتجأ، أين
ص: 151
یهرب من سمائي وأرضي ؟!
یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل : لاتدعوني والسحت تحت أحضانكم(1)، والأصنام في بيوتكم، فإني وأيت(2)أن أجيب من دعاني، وأن أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا(3).
یا عیسی ، كم أجمل النظر، وأحسن الطلب، والقوم في غفلة لايرجعون ، تخرج الكلمة من أفواههم لاتعیها قلوبهم، يتعرضون لمقتي، ويتحببون بي إلى المؤمنين .
یا عیسی، لیکن لسانك في السر والعلانية واحدا، ولكذلك فليكن قلبك وبصرك، واطو قلبك ولسانك عن المحارم، وغض طرفك عما لا خير فيه، فكم ناظر نظرة زرعت في قلبه شهوة، ووردت به موارد الهلكة.
یا عیسی، کن رحیما مترحما، وكن للعباد کما تشاء أن يكون العباد لك، وأكثر ذكر الموت ومفارقة الأهلين ، ولاتلة فإن اللهو يفسد صاحبه ، ولا تغفل فإن الغافل مني بعيد، واذكرني بالصالحات حتى أذكرك.
یا عیسی، تب إلي بعد الذنب، وذکر بي الأوابين، وآمن بي، وتقرب إلي المؤمنين ، ومرهم يدعوني معك، وإياك ودعوة المظلوم، فإني وأيت على نفسي أن أفتح لها بابا من السماء، وأن أجيبه ولو بعد حين.
یا عیسی ، اعلم أن صاحب السوء يغوي، وأن قرين الشوء یردي، فاعلم من تقارن، واختر لنفسك إخوانا من المؤمنين.
یا عیسی، تب إلي فإنه لا يتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الراحمين .
ص: 152
یا عیسی، اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لا يعمل لها غيرك ، واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون، فإني أجزي بالحسنة أضعافها، وإن السيئة تويق صاحبها، فامهد لنفسك في مهلة، وتنافس(1) في العمل الصالح، فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون من النار.
یا عیسی، ازهد في الفاني المنقطع، وطأ رسوم منازل من كان قبلك ، فادعهم و ناجهم، هل تحس منهم من أحد، فخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين.
یا عیسی، قل لمن تمرد بالعصيان، وعمل بالادهان، ليتوقع عقوبتي، وينتظر إهلاكي إياه ، سيصطلم(2) مع الهالكين.
طوبى لك يا ابن مريم، ثم طوبى لك أن(3)أخذت بأدب إلهك الذي يتحنن عليك ترحما، وبدأك بالنعم منه تكرمة، وكان لك في الشدائد، لاتعصه - یا عیسی-فإنه لا يحل لك عصيانه، قد عهدت إليك كما عهدت إلى من كان قبلك ، وأنا على ذلك من الشاهدين.
یا عیسی، ما أكرمت خليقة مثل ديني، ولا أنعمت عليها مثل رحمتي.
يا عيسى ، اغسل بالماء منك ما ظهر، وداو بالحسنات ما بطن، فإنك إلى راجع.
یا عیسی، شمر، فكل ما هو آت قریب(4)، واقرأ كتابي وأنت طاهر، وأسمعني منك صوت حزينا(5).
(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 1)
ص: 153
(698)11 - وبالإسناد المتقدم عن الصادق(عليه السلام)قال: «وكان فيما وعظ الله عزوجل به عیسی بن مريم(عليه السلام) أيضا أن قال له: يا عيسي، لاتأمن إذا مکرت مكري ،ولا تنس عند خلوتك بالذنب ذكري.
یا عیسی، تيقظ ولا تيأس من روحي، وسبحني مع من يسبحني ، وبطيب الكلام فقدستي.
يا عيسى، إن الدنيا سجن ضيق منتن الريح وحش، وفيها(1) ما قد ترى مما قد ألح عليه الجبارون، فإياك والدنيا فكل نعيمها یزول، وما نعيمها إلا قليل.
يا عيسى، إن الملك لي وبيدي وأنا الملك ، فإن تطعني أدخلتك جتني في جوارالصالحين.
یا عیسی، اذعني دعاء الغريق الذي ليس له مغيث.
یا عیسی، لاتحلف باسمي كاذبا فیهتز عرشي غضبا.
يا عيسى، الدنيا قصيرة العمر، طويلة الأمل، وعندي دار خير مما يجمعون.
یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل: كيف أنتم صانعون إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق، فتنكشف سرائر قد كتمتموها.
یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل : غسلتم وجوهكم ودنستم قلوبكم، أبي تغترون ؟ أم علي تجترئون ؟ تتطيبون بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة ، كأنكم أقوام ميتون.
یا عیسی ، قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام، وأصموا أسماعكم عن ذكر الخنا، وأقبلوا علي بقلوبكم ، فإني لست أريد صورکم.
یا عیسی، افرح بالحسنة فإنها لي رضا، وابک على السيئة فإنها لي سخط، وما
لاتحب أن يصنع بك فلاتصنعه بغيرك، وإن لطم خدك الأیمن فاعط الأيسر، وتقرب إلى بالمودة جهدك، وأعرض عن الجاهلين .
ص: 154
یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل، الحكمة تبكي(1) فرقا مني، وأنتم بالضحك تجهرون (2)، أتتكم براءتي؟! أم لديكم أمان من عذابي ؟! أم تتعرضون لعقوبتي؟! فبي حلفک لأتركنكم مثلا للغابرين(3).
ثم إني أوصيك - يا ابن مريم البكر البتول - بسید المرسلين، وحبيبي منهم أحمد، صاحب الجمل الأحمر، والوجه الأقمر المشرق بالنور، الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيي المتكرم ، فإنه رحمة للعالمين، وسيد ولد آدم عندي، يوم يلقاني،
أكرم السابقين علي، وأقرب المرسلين مني، العربي الأمي، الديان بديني، الصابر في ذاتي ، المجاهد للمشركين ببدنه عن ديني.
یا عیسی، آمرك أن تخبر به بني إسرائيل، وتأمرهم أن يصدقوا ويؤمنوا به و يتبعوه وينصروه.
قال عيسى : إلهي ، من هو؟
قال : يا عيسى، أرضه فلك الرضا.
قال : اللهم رضيت، فمن هو؟
قال : محمد رسول الله إلى الناس كافة، أقربهم مني منزلة، و أوجبهم عندي شفاعة، طوباه من نبی، وطوبى لأمته إن هم لقوني على سبيله، يحمده أهل الأرض، ويستغفر له أهل السماء ، أمين ميمون مطیب ، خير الماضين و الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت السماء عزاليها، وأخرجت الأرض زهرتها، وأبارك فيما وضع يده عليه ، كثير الأزواج، قليل الأولاد، يسكن بکة موضع أساس إبراهيم.
یاعیسی ، دینه الحنيفية ، وقبلته مكية، وهو من حزبي وأنا معه ، فطوباه طوباه،
له الكوثر والمقام الأكبر من جنات عدن، يعيش أكرم معاش، ويقبض شهيدا، له
ص: 155
حوض أبعد من مكة إلى مطلع الشمس من رحیق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء ، ماؤه عذب فيه من كل شراب وطعم كل ثمار في الجنة ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أبعثه على فترة بينك وبينه، يوافق سره علانيته، و قوله فعله، لا يأمر الناس إلا ما يبدأهم به ، دینه الجهاد في عسر ويسر، تنقاد له البلاد ،ويخضع له صاحب الروم على دينه ودين أبيه إبراهيم ، یسمي عند الطعام، ويفشي السلام، ويص ي والناس نيام، له كل يوم خمس صلوات متواليات، يفتح بالتكبير، ويختتم بالتسليم، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامهاء ويخشع لي قلبه ، النور في صدره، والحق في لسانه، وهو مع الحق حيثما كان، تنام عيناه ولاينام قلبه ، له الشفاعة، وعلى أمته تقوم الساعة، ويدي فوق أيديهم إذا بايعوه، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفی وفيت له بالجنة، فمر ظلمة بني إسرائيل لايدرسوا(1) کتبه، ولانحرفوا سنته، وأن يقرئوه السلام، فإن له في المقام شأنا من الشأن.
یا عیسی ، كل ما يقربك مني فقد دللتك عليه، وكل ما يباعدك مني قد نهيتك عنه ، فارتد لنفسك(2).
یا عیسی ، إن الدنيا حلوة، وإنما استعملك فيها لتطيعني، فجانب منها ما حزرتك، وخذ منها ما أعطيتك عفوا، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، ولا تنظر في عمل غيرك نظر الرب، وكن فيها زاهدا، ولا ترغب فيها فتعطب .
یا عیسی، اعقل وتفکر، وانظر في تواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين .
یا عیسی ، كل وصيتي نصيحة لك، وكل قولي حق، وأنا الحق المبين، وحقا أقول : لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتک(3)، ما لك من دوني ولي ولا نصير.
یا عیسی، ذلل قلبك بالخشية، وانظر إلى من هو أسفل منك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، واعلم أن رأس كل خطيئة وذنب حب الدنيا، فلا تحبها فإني لا أحبها.
ص: 156
يا عيسى، أطب بي قلبك ، وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أن سروري أن تبصيص (1)إلي، وكن في ذلك حيا ولاتكن ميتا.یا عیسی، لاتشرك بي شيئا، وكن مني على حذر، ولاتغتر بالصحة، و لاتغبط(2) نفسك، فإن الدنيا كفيء زائل ، وما أقبل منها كما أدبر، فنافس في الصالحات جهدك، وكن مع الحق حیثما كان، وإن قطعت وأحرقت بالنار فلاتكفر بي بعد المعرفة، ولا تكن مع الجاهلين (3).
یا عیسی، صب لي الدموع من عينيك ، واخشع لي بقلبك.
یا عیسی، استغفرني في حالات الشدة، فإني أغيث المكروبين ، وأجيب المضطرين، وأنا أرحم الراحمين» .
(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 2)
(699) 12(4) - حدثنا أبي(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن
سنان ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال:كان المسيح(عليه السلام)يقول: «من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه ،ومن كثر كلامه كثر سقطه(5)، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه، ومن لاحى الرجال
ص: 157
ذهبت مروءته».
(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 4)
(700)13(1) - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله) قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن
منصور بن حازم:
عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)قال : كان عیسی بن مریم(عليه السلام)يقول لأصحابه: «یا بني آدم ، اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم عنها، فإنكم لاتصلحون لها و لاتصلح لكم، ولاتبقون فيها ولاتبقی لكم، هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن إليها، الهالك من أحبها وأرادها، فتوبوا إلى بارئكم ، واتقوا ربكم، واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ، ولامولود هو جاز عن والده شيئا.
أين آباؤكم ؟ أين أمهاتكم ؟ أين إخوتكم ؟ أين أخواتكم ؟ أين أولادكم؟دعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكي، وخرجوا عن الدنيا، وفارقوا الأحبة، واحتاجوا إلى ما قدموا، واستغنوا عما خلفوا، فكم توعظون، وكم تزجرون، وأنتم لاهون ساهون!
مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم(2) بطونكم وفروجکم، أما تستحيون ممن خلقكم ؟ ! قد وعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى على النار، ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى، فتنافسوا فيه وكونوا من أهله، وأنصفوا من أنفسكم، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم، وتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وكونوا عبيدا أبرارا، ولا تكونوا ملوكا جبابرة، ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت، جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرضين، وإله الأولين والآخرين ، مالك يوم الدين، شديد العقاب، أليم العذاب ، لا ينجو
ص: 158
منه ظالم، ولا يفوته شيء، ولا يغزب عنه شيء، ولايتواری منه شيء، أحصى كل شيء علمه، وأنزله منزلته في جنة أو نار.ابن آدم الضعيف ، أين تهرب من يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفي كل حال من حالاتك، قد أبلغ من وعظ، وأفلح من اتعظ».
(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 12)
(701) 14(1) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبدالرحمان، عن علي بن أسباط، عن عل بن أبي حمزة ، عن أبي بصير:
عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)قال : «إن الله عز وجل أوحي إلى عيسى بن مريم
(عليه السلام): یا عیسی، ما أكرمت خليقة يمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي،
اغسل بالماء منك ما ظهر، ودار بالحسنات ما بطن، فإنك إلى راجع، شمر فكل ما هو آت قريب، وأسمعني منك صوتا حزينا».
(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 7)
(702) 15(2) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي حمزة الثمالي(رحمه الله) :
عن علي بن الحسین زین العابدين(عليه السلام)أنه قال يوما لأصحابه : «إخواني ،
أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا فإنكم عليها حريصون وبها
ص: 159
متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم(عليه السلام)للحواريين ؟ قال لهم : الدنيا قنطرة فاعبروها ولاتعمروها»(1).
وقال: «أيكم يبني على موج البحر دارا ؟ تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا».
(أمالي المفيد : المجلس 6، الحديث 1)
(703)16(2) - أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا الحسين بن محمد البزاز قال : حدثني أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمدي قال : حدثنا یحیی بن هاشم الغساني ، عن أبي عاصم النبيل [ الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري ] ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق، عن علقة بن قيس ، عن نوف البکالي : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)(في حديث ) قال : «إن الله تعالى أوحی إلى عيسى(عليه السلام): یا عیسی ، عليك بالمنهاج الأول تلحق ملاحق المرسلين ، قل لقومك- يا أخا المنذرين - أن لايدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأيد نقية وأبصار خاشعة ، فإني لا أسمع من داع دعاني ولأحد من عبادي عنده مظلمة، ولااستجيب له دعوة ولي قبله حق لم يرده إلي».
(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر .
ص: 160
(704)17(1)- حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن واصل بن سلیمان، عن ابن سنان قال :
سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : كان المسيح(عليه السلام)يقول لأصحابه : «إن کنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس ، فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني ، إنما أعلمكم لتعملوا(2)، ولا أعلمكم لتعجبوا، إنكم لن تنالوا ما تریدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ما تكرهون.
وإياكم والنظرة، فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة.
یا طوبى لمن يرى بعينيه (3) الشهوات، ولم يعمل بقلبه المعاصي، ما أبعد ما قد فات، وأدني ما هو آت ! ويل للمغترین لو قد أزفهم(4) ما يكرهون، وفارقهم ما يحبون، وجاءهم ما يوعدون، [و] في خلق هذا الليل والنهار معتبر.
ويل لمن كانت الدنيا همه، والخطايا عمله ، كيف يفتضح غدا عند ربه ؟!
ولاتكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون(5)
لاتنظروا إلى عيوب الناس كأنكم رئايا عليهم(6)، ولكن انظروا في خلاص أنفسكم، فإنما أنتم عبيد مملوکون.
ص: 161
إلى كم يسيل الماء على الجبل لايلين ؟! إلى كم تدرسون الحكمة لايلين عليها قلوبكم ؟! عبيد السوء فلاعبيد أتقياء، ولا أحرار کرام، إنما مثلكم مثل الدفلى(1) يعجب بزهرها من يراها ، ويقتل من طعمها، والسلام».
(أمالی المفید : المجلس 23، الحديث 43)
(705)18(2)- أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابویه (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم (عليه السلام): «يا عيسى، هب لي من عينيك الدموع، ومن قلبك الخشوع، واكحل عينيك (3) بميل الحزن إذا ضحك البطالون، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع لعلك تأخذ موعظتك منهم، وقل : إني لاحق بهم(4) في اللاحقين».
(أمالي المفيد : المجلس 27، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 16)
(706) 19(5) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالحسن
ص: 162
أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سلیمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غیاث قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) يقول : قال عيسى بن مريم لأصحابه :
«تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لاترزقون فيها إلا بعمل، ويلكم علماء السوء، الأجرة تأخذون، والعمل لاتصنعون !يوشك رب العمل أن يطلب عمله، ويوشك أن يخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته، وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه» ؟!
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 6)
(707) 20 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى[ بن سامان أبو] الحسين العبر تائي، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه:
ص: 163
عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث طویل) قال: «إن الله تعالى بعث عیسی بن مريم بالرهبانية وبعثت بالحنيفية السمحة».
وفيه: «یا أباذر، إن الله تعالى أوحي إلى أخي عیسی(عليه السلام): يا عيسى ، لا تحب
الدنيا فإني لست أحبها، وأحب الآخرة فإنها دار المعاد».
(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(708) 21(1) -وعن أبي المفضل قال :حدثنا غیاث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدثنا محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصم، عن شقیق بن إبراهيم البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل لعیسی بن مریم (عليه السلام) : كيف أصبحت ، یا روح الله ؟
قال : «أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي ، والموت في
طلبي، لا أملك ما أرجو، و لا أطيق دفع ما أكره، فأي فقير أفقر مني»؟
(أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 8)
ص: 164
(709)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی السر من رأيي الفحام قال: حدثني محمد بن عيسى بن هارون قال : حدثني إبراهيم بن عبد الصمد ، عن أبيه، عن جده قال: قال سيدنا الصادق (عليه السلام): «من اهتم لرزقه کتب عليه خطيئة(2)، إن دانیال كان في زمن ملك جبار عات ، أخذه فطرحه في جب وطرح معه السباع، فلم تدن منه، ولم تجرحه، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه أن ائت دانیال بطعام.
فقال : يا رب، و أین دانيال ؟
قال : تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه ، فإنه يدلك عليه(3).
فأتت به الضبع إلى ذلك الجب، فإذا فيه دانیال، فأدلى إليه الطعام، فقال دانیال : الحمد لله الذي لاينسى من ذكره ، والحمد لله الذي لايخيب من دعاه، الحمد الله الذي من توكل عليه كفاه ، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره ، الحمد الله الذي يجزي بالإحسان إحسانا وبالصبر نجاةً».
ثم قال الصادق (عليه السلام): «إن الله أبي إلا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث
لايحتسبون، وألا تقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين».
أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 40)
ص: 165
(710)2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله) قال :
حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن سنان، عن زیاد
بن المنذر :
عن ليث بن سعد قال : قلت لكعب - وهو عند معاوية - : كيف تجدون صفة مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وهل تجدون ليترته فضلاً؟؟
فالتفت کعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى الله عز وجل على لسانه ، فقال : هات - يا أبا إسحاق رحمك الله - ما عندك؟
فقال كعب : إني قد قرأت اثنين وسبعين كتاباً كلها أنزلت من السماء ، وقرأت صحف دانيال كلها، ووجدت في كلها ذکر مولده ومولد عترته، الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 88، الحديث 1)
سيأتي تمامه في تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) .
ص: 166
(711 )(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيی بن زکریا القطان قال : حدثنا محمد بن العباس قال: حدثني محمد بن أبي السري قال : حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن سعد بن طريف الكناني، عن الأصبغ بن نباتة :
عن أمير المؤمنين(عليه السلام)(في حديث طویل ) قال : «سلوني قبل أن تفقدوني».
فقام إليه الأشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم کتاب ولم يبعث إليهم نبي؟
فقال :« بلى يا أشعث، قد أنزل الله عليهم كتاباً وبعث إليهم نبياً، وكان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلا أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه فقالوا: أيها الملك، دنست علينا ديننا فأهلكته، فاخرج نطهرك و نقم عليك الحد. فقال لهم : اجتمعوا واسمعوا كلامي، فإن يكن لي مخرج ما ارتكبت وإلا فشأنكم. فاجتمعوا فقال لهم : هل علمتم أن الله عز وجل لم يخلق خلقة أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء ؟ قالوا: صدقت أيها الملك. قال : أفليس قد زوج بنیه من بناته، وبناته من بنیه ؟ قالوا: صدقت، هذا هو الدين. فتعاقدوا على ذلك ، فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب ، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب ، والمنافقون أشد حالا منهم»(2).
ص: 167
فقال الأشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عدت إلى مثلها أبدا.
(أمالي الصدوق : المجلس 55، الحديث 1)
تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج.
(712) 2(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار
قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبلي قال : حدثني أبي أبوالحسن علي بن علي بن رزين الخزاعي، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسی بن جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي(عليه السلام)، عن علي بن الحسين(عليه السلام):
أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «سنوا بهم سنة أهل الكتاب». يعني المجوس.
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 21)
(713)3 - وبإسناده عن علي بن موسی الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه (عليه السلام): «أن إبليس كان يأتي الأنبياء(عليه السلام)من لدن آدم(عليه السلام)إلى أن بعث الله
ص: 168
المسيح(عليه السلام)، يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسأ منه بیحیی بن زکریا، فقال له يحيى: يا أبامرة، إن لي إليك حاجة.
فقال له : أنت أعظم قدراً من أن أردك بمسألة، فسلني ما شئت، فإني غير مخالفك في أمر تريده.
فقال يحيى : يا أبا مرة، أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم.
فقال له إبليس : حباً وكرامةً، وواعده لغد.
فلما أصبح يحيى(عليه السلام)قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فما
شعر حتى ساواه من خوخةم(1)كانت فيه بيته، فإذا وجهه صورة وجه القرد(2)، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وفمه مشقوق طولا ، وإذا أسنانه رفه عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية، وله أربعة أيد : يدان في صدره ویدان في منكبه ، وإذا عراقيبه (3)قوادمه وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد شد وسطه بمنطقة، فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب(4).
فلا تأمله يحيي(عليه السلام)قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك ؟
فقال : هذه المجوسية، أنا الذي سننتها وزينتها لهم» الحديث .
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 32)
تقدم تمامه مسندا في قصة زكريا ويحيى(عليهم السلام) .
ص: 169
(714)4(1) - أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعکبري قال : حدثنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني عبدالله بن إبراهيم بن قتيبة قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي قال : حدثنا زکریا المؤمن - وهو ابن آدم القمي الأشعري -، عن إسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك الأشعري قال :
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)يقول : «لا تستعن بالمجوس ولو على أخذ قوائم شاتك
وأنت تريد ذبحها».
(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 51)
ص: 170
(715)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي قال : حدثنا عبدالله بن محمد قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا أبي، عن صالح بن کیسان قال : حدثنا نافع، أن عبدالله بن عمر قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «بينها ثلاثة رهط يتماشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبل، فبينا هم فيه انحطت صخرة فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض : انظروا أفضل أعمال عملتموها فسلوه بها لعله يفرج عنكم.
ص: 171
قال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان كبيران، وكانت لي امرأة وأولاد صغار، فكنت أرعى عليهم(1)، فإذا أرحت عليهم غنمي بدأت بوالدي فسقيتها، فلم آت حتی نام أبواي ، فطیبت الإناء ثم حلبت ثم قمت بحلابي عند رأس أبوي، والصبية يتضاغون(2) عند رجلي، أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي، وأكره أن أوقظهما من نومهما ، فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء. ففرج لهم فرجة فرأوا منها السماء.
وقال الآخر : اللهم إنه كانت لي بنت عم فأحببتها حبأ كانت أعز الناس إلي،
ص: 172
فسألتها نفسها، فقالت : لا، حتى تأتيني بمئة دينار. فسعيت حتى جمعت مئة دينار فأتيتها بها، فلما كنت بين رجليها، قالت : اتق الله ولاتفتح الخاتم إلا بحقه. فقمت عنها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فيها فرجة. ففرج الله لهم فيها فرجة.
وقال الثالث: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا يفرق ذرة(1)، فلما قضى عمله عرضت عليه فأبى أن يأخذه ورغب عنه، فلم أزل اعتمل به حتى جمعت منه بقرا ورعاءها، فجاءني فقال: اتق الله ، واعطني حقي ولاتظلمني. فقلت له: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها. فذهب فاستاقها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي منها. ففرج الله عنهم ، فخرجوا يتماشون».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 26)
ص: 173
أقول : يأتي كثير مما يرتبط بهذا الباب في الباب الأول من تاريخ أمير المؤمنين(عليه السلام).
(716)(1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن الحسن البصري قال : حدثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم العمي قال : حدثنا أبو الطيب محمد بن علي الأحمر الناقد قال : حدثني نصر بن علي قال : حدثنا عبدالوهاب بن عبدالحميد قال : حدثنا حميد، عن أنس بن مالك قال :
سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «كنت أنا وعلي عن يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ، ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى طلب عبد المطلب، فقسمنا قسمين : فجعل في عبدالله نصفا، وفي أبي طالب نصفا، وجعل النبوة والرسالة في، وجعل الوصية والقضية في علي، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه ، فالله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، فأنا للنبوة والرسالة ، وعلي للوصية و القضية».
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 9)
ص: 174
(717)2 -أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی الفحام قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدثني عم أبي أبو موسی عیسی بن أحمد بن عیسی بن منصور قال : حدثني الإمام علي بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي موسی بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : قال لي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم، وأفرغ ذلك النور في صلبه ، فأفضى به إلى عبد المطلب، ثم افترقا من عبدالمطلب ، أنا في عبدالله وأنت في أبي طالب، لاتصلح النبوة إلا لي، ولا تصلح الوصية إلا لك، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار».
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 24)
(718)3 - حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن يعقوب بن عیسی بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخراز - إملاء في منزله - قال : حدثنا أبوزيد محمد بن الحسين بن مطاع المسلي إملاء، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن جبر القواس خال ابن الكردي، قال : حدثنا محمد بن مسلمة(1) الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك :
عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال : «إن الله عز وجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله، ثم نقله إلى صلب شیث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في طلب عبد المطلب، ثم شقه الله عز وجل بنصفين ، فصار نصفه في أبي
ص: 175
عبدالله بن عبدالمطلب، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، وعلي من النصف الآخر، فعلي أخي في الدنيا والآخرة».
ثم قرأ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 84)
يأتي تمام الخبر في الباب الأول من أبواب معجزات النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(719) 4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرني المنذر بن محمد - قراءة - قال : حدثنا أحمد بن يحيى الضبي قال : حدثنا موسی بن القاسم، عن علي بن جعفر ، عن علي بن موسی بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام) قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله أخرجني ورجلا معي من طهر إلى طهر، من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا، فسبقته بفضل هذه على هذه - وضم بين السبابة والوسطى - وهو النبوة».
فقيل له : ومن هو ، یا رسول الله ؟
قال : «علي بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 33)
(720) 5(2) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال : حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي قال : حدثني أبي قال : حدثني الحسين بن زید بن علي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه ، عن أبيه علي بن الحسين(عليه السلام) ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري :
ص: 176
عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال : «إن الله تعالى لما أحب أن يخلقني ، خلقني نطفة بيضاء طيبة، فأودعها صلب أبي آدم(عليه السلام) ، فلم يزل ينقلها من لب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وإبراهيم(عليه السلام)، ثم كذلك إلى عبد المطلب ، فلم يصبني من دنس الجاهلية، ثم افترقت تلك النطفة شطرين : إلى عبدالله وأبی طالب، فولدني أبي فختم الله في النبوة، وولد علي فختم به الوصية، ثم اجتمعت النطفتان مني ومن علي، فولدنا الجهر والجهير الحسنين ، فختم الله بهما أسباط النبوة» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء(عليهم السلام)من كتاب الإمامة .
(721) 6(1)-وعن أبي المفضل قال : أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسن العبر تائي الكاتب قال: حدثنا أبوهاشم داوود بن القاسم بن المفضل قال: حدثنا عبيد الله بن الفضل أبو عيسى النبهاني ب-«القسطاس»، قال : حدثنا هارون بن عیسی بن بهلول المصري الدهان قال : حدثنا بكار بن محمد بن شعبة المیامي قال : حدثني محمد بن شعبة الذهلي قاضي اليمامة ، قال : حدثني بكر بن الملك الأعتق البصري، عن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن جده أمير المؤمنين(عليه السلام)قال :
ص: 177
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، خلق الله الناس من أشجار شتى، وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها، فطوبى لعبد تمسك بأصلها وأكل من فرعها».
(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 9)
(722) 7(1)-وعن أبي المفضل قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن حماد الخطيب المدائني قال : حدثنا عثمان بن عبدالله بن عمرو بن عثمان قال : حدثنا عبدالله بن لهيعة، عن أبي الزبير قال :
سمعت جابر بن عبدالله يقول : بينا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بعرفات وعلي(عليه السلام)تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى علي(عليه السلام)فقال : «ادن مني ياعلي». فدنا منه ، فقال :
ص: 178
«ضع خمسك - يعني كفك - في كفي». فأخذ بکفه فقال : «يا علي، خلقت أنا وأنت
من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة». (أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 11)
(723)8 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الحسن بن علي(عليه السلام) (1)( في حديث ) قال : سمعت جدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «خلقت من نور الله عز وجل، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبوهم من نورهم، وسائر الخلق في النار».
(أمالي الطوسي :المجلس 36، الحديث 5)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة.
(724) 9(2)- حدثنا أبومنصور السكري قال : حدثني جدي علي بن عمر قال : حدثنا أبو العباس إسحاق بن [ محمد بن] مروان القطان(3) قال : حدثنا أبي قال :
ص: 179
حدثنا عبيد بن يحيى العطار(1)قال : حدثنا يحيى بن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه وعن جعفر بن محمد الايد ، عن أبيه، عن جدهما قالا:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد وألين من الزيد ، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله عز وجل منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عز وجل عليه ولاية علي بن أبي طالب».
قال عبيد : فذكرت لمحمد بن الحسين بن علي(2) هذا الحديث ، فقال : صدقك يحیی بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي عن جدي ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 67)
ص: 180
(720) 10 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا عبدالله بن محمد قال: أخبرنا الحسين قال : حدثنا أبو عبدالله بن أسباط ، عن أحمد بن محمد بن زیاد العطار، عن محمد بن مروان الغزال ، عن عبيد بن يحيى، عن یحیی بن عبدالله بن الحسن ، عن جده الحسن بن علي (عليه السلام)قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«إن في الفردوس...» وذكر مثل الحديث المتقدم، إلا أن فيه :«وهي الميثاق الذي أخذ الله عز وجل عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)».
قال عبيد : فذكرت لمحمد بن الحسين هذا الحديث، فقال : صدقك يحیی بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
قال عبيد : قلت : أشتهي أن تفسره لنا إن كان عندك تفسير.
قال: نعم، أخبرني أبي، عن جدي ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «إن الله تعالى ملكا رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى ، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد الله عز وجل أن يخلق خلقا على ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة ، فرمى بها في النطفة حتى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق».
(أمالي الطوسي : المجلس 34، الحديث 6)
(726) 11 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن وهبان قال : حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال :حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسين قال : حدثنا أبي قال : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن المفضل :عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «ما بعث الله نبيا أكرم من محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ولا خلق الله قبله أحدة، ولاأنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فذلك قوله تعالى :«هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى »(1)، وقال :َ« إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»(2)، فلم يكن
ص: 181
قبله مطاع في الخلق ، ولا يكون بعده إلى أن تقوم الساعة في كل قرن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».
(أمالي الطوسي : المجلس 36، الحديث 13)
(727)12(1) -أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن محمد بن الزبير قال : حدثنا محمد بن علي بن مهدي[ الكندي العطار]قال : حدثنا محمد بن علي بن عمرو [بن طريف الحجري ] قال : حدثنا أبي، عن جمیل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة ( في حديث) قال :قال أمير المؤمنين(عليه السلام): «ألا إني عبدالله وأخو رسوله، وصديقه الأول ، صدقته و آدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقأ».
(أمالي المفيد : المجلس 1، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي العطار بالكوفة، وغيره، قال : حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن طريف الحجري مثله ، إلا أن فيه : «قد صدقته».
(امالی الطوسی : المجلس 30، الحديث 5)
تقدم تمامه في الحديث 1 من الباب 5 من أبواب الموت من كتاب العدل والمعاد .
ص: 182
(728 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل رحمه الله قال :
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه :
عن الريان بن الصلت قال : أنشدني الرضا(عليه السلام)لعبدالمطلب :
يعيب الناس كلهم زمانا*** وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا*** ولو نطق الزمان بنا هجانا
وإن الذئب يترك لحم ذئب*** ويأكل بعضنا بعضا عيانا
(أمالي الصدوق : المجلس 33، الحديث 8)
(729) 2(2) - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان الواسطي ، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي قال :
سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام) یقول :«نزل جبرئيل على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يامحمد، إن الله جل جلاله يقرؤك السلام ويقول : إني قد حرم النار على صلب أنزلك، وبطن ملك ، وحجر کفلك.
ص: 183
فقال : يا جبرئیل، بين لي ذلك ؟
فقال : أما الصلب الذي أنزلك فعبد الله بن عبدالمطلب، وأما البطن الذي حملك فأمنة بنت وهب ، وأما الحجر الذي كفلك فأبوطالب بن عبدالمطلب وفاطمة بنت أسد».
(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 12)
(730)3 (1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدثنا عبد الواحد بن عبدالله بن يونس الربعي قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري قال : حدثنا محمد بن جمهور العمي قال : حدثنا جعفر بن بشير قال : حدثني سلیمان بن سماعة ، عن عبدالله بن القاسم، عن
ص: 184
عبدالله بن سنان:عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن جده (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «لما قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة مكة لهدم البيت، تسعرت الحبشة فأغاروا عليها وأخذوا سرحا لعبدالمطلب بن هاشم ، فجاء عبدالمطلب إلى الملك فاستأذن عليه، فأذن له -وهو في قبة دیباج على سرير له . فسلم عليه ، فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه ، فراقه حسنه وجماله وهيئته، فقال له الملك(1): هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال ؟
قال : نعم أيها الملك ، كل آبائي كان لهم هذا النور و الجمال والبهاء (2).
فقال له أبرهة : لقد فقتم الملوك فخرا وشرفا، ويحق لك أن تكون سيد قومك.
ثم أجلسه معه على سريره وقال لسائس فيله الأعظم - وكان فيلا أبيض عظیم الخلق له (3)نابان مرصعان بأنواع الدر والجوهر (4)، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض -: ائتني به . فجاء به سائسه ، وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل وجه عبدالمطلب سجد له ولم يك يسجد لملكه، وأطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبدالمطلب .فلما رأى الملك ذلك ارتاع له (5) وظنه سحرا ، فقال : ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد المطلب : فيم جئت ؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك، ورأيت من هیئتك (6)وجمالك وجلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك، فسلني ما شئت، وهو يرى أنه يسأله في الرجوع عن مكة.
فقال له عبد المطلب : إن أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به، فرهم برده
ص: 185
علی.
قال : فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب : لقد سقطت من عيني ، جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جيل، وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض ، فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك ؟!
فقال له عبدالمطلب : لست برب البيت الذي قصدت لهدمه، وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك ، فجئت أسألك فیما أنا ربه، وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم، وأولى به منهم.
فقال الملك : ردوا عليه سرحه، وازحفوا إلى البيت فانقضوه حجرا حجرا.
فأخذ عبدالمطلب سرحه (1)وانصرف إلى مكة، وأتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ، وإذا تركوه رجع مهرولا.
فقال عبدالمطلب لغلمانه: أدعوا لي ابني ، فجاؤا(2) بالعباس ، فقال : ليس هذا أريد، أدعوا لي ابني، فجاؤا بأبي طالب، فقال : ليس هذا أريد، أدعوا لي ابني ، فجاؤا بعبدالله أبي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فلما أقبل إليه قال : اذهب یا بني حتى تصعد أبا قبیس، ثم اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أي شيء يجيء من هناك وخبرني به.
قال : فصعد عبدالله أبا قبيس، فما لبث أن جاء طير أبابيل(3) مثل السيل والليل فسقط على أبي قبيس، ثم صار إلى البيت فطاف به سبعا، ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبدالله(رضی الله عنه)(4) إلى أبيه فأخبره الخبره(5)، فقال : انظر
ص: 186
يا بني ما يكون من أمر هؤلاء (1)بعد فأخبرني به.
فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة، فأخبر عبدالمطلب بذلك، فخرج عبدالمطلب وهو يقول : يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائكم.
قال : فأتوا العسكر - وهم أمثال الخشب النخرة(2) - وليس من الطير إلا [و ] معه ثلاثة أحجار في منقاره ویدیه(3)، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلا أتوا على جميعهم انصرف الطير ولم ير قبل ذلك الوقت(4) ولابعده ، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبدالمطلب إلى البيت فتعلق بأستاره وقال :
ياحابس الفيل بذي المغمس*** حبسته كاته مكركس(5)
في محبس تزهق فيه الأنفس وانصرف وهو يقول في فرار قریش وجزعهم من الحبشة:
طارت قريش إذ رأت خميسا*** فظلت فردا لارأى أنيسا
ولا أحس منهم حسيسا*** إلا أخالي ماجدا نفيسا
مسودا في أهله رئيسا
(أمالي المفيد : المجلس 37، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغایرات طفيفة في بعض الألفاظ ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 29)
(731) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن [ ابن شاذان ] قال : حدثنا
ص: 187
إبراهيم بن محمد المذاري قال : حدثني محمد بن جعفر قال : حدثني محمد بن عیسی
قال : حدثني يونس بن عبدالرحمان ، عن عبدالله بن مسکان:
عن جعفر بن محمد (عليه السلام)قال : سألته عن القائم المائل في طريق الغري؟ فقال: «نعم، إنه لما جاوز سرير أمير المؤمنين علي (عليه السلام) انحنى أسفا وحزنا على
أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكذلك سرير أبرهة لما دخل عليه عبد المطلب انحنى ومال».
(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 4)
ص: 188
(732)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال :
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي
بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير:عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال«كان فيها وعظ الله تبارك وتعالی به عیسی بن مریم(عليه السلام) (إلى أن قال :) ثم إني أوصيك - یا ابن مريم البكر البتول - بسيد المرسلين ، وحبيبي منهم أحمد، صاحب الجمل الأحمر، والوجه الأقمر المشرق بالنور، الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيى المتكرم، فإنه رحمة للعالمين، وسيد ولد آدم عندي يوم يلقاني، أكرم السابقين علي، وأقرب المرسلين مني، العربي الأمي ، الديان بديني، الصابر في ذاتي ، المجاهد للمشركين ببدنه عن ديني .
یا عیسی، آمرك أن تخبر به بني إسرائيل، وتأمرهم أن يصدقوا ويؤمنوا به و يتبعوه وينشروه.
قال عيسى : إلهي ، من هو؟
قال : يا عيسى، أرضه فلك الرضا.
قال : اللهم رضیث، فمن هو؟
قال : محمد رسول الله إلى الناس كافة، أقربهم مني منزلة، و أوجبهم عندي شفاعة، طوباه من نبي، وطوبي لأمته إن هم لقوني على سبيله ، یحمده أهل الأرض، ويستغفر له أهل السماء ، أمين ميمون مطیب ، خير الماضين و الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت السماء عزاليها، وأخرجت الأرض
ص: 189
زهرتها، وأبارك في وضع يده عليه ، كثير الأزواج، قليل الأولاد، يسكن بکة موضع أساس إبراهيم.
یاعیسی، دینه الحنيفية، وقبلته مكية ، وهو من حزبي وأنا معه ، فطوباه طوباه، له الكوثر والمقام الأكبر من جنات عدن، يعيش أكرم معاش، ويقبض شهيدا، له حوض أبعد من مكة إلى مطلع الشمس من رحیق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء ، ماؤه عذب فيه من كل شراب وطعم كل ثمار في الجنة ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أبعثه على فترة بينك وبينه، يوافق يره علانيته، و قوله فعله، لا يأمر الناس إلا بما يبدأهم به ، دینه الجهاد في عسر ويسر، تنقاد له البلاد، ويخضع له صاحب الروم على دينه ودين أبيه إبراهيم ، يسمي عند الطعام، ويفشي السلام، ويصلي والناس نيام، له كل يوم خمس صلوات متواليات، يفتتح بالتكبير، ويختتم بالتسليم ،، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها، ويخشع لي قلبه ، النور في صدره، والحق في لسانه، وهو مع الحق حيثما كان ، تنام عيناه ولاينام قلبه ، له الشفاعة، وعلى أمته تقوم الساعة، ويدي فوق أيديهم إذا بايعوه ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفی وفيت له بالجنة ، فمر ظلمة بني إسرائيل لايدرسوا(1) کتبه ، ولايحرفوا سنته ، وأن يقرئوه السلام، فإن له في المقام شأنا من الشأن الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 2)
تقدم تمامه في ترجمة عیسی بن مريم على نبينا وآله وعليهما السلام.
(733) 2(2) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال :حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال : حدثنا أبو الحسن حميد بن محمد بن حمید التميمي (3) قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن نعيم العبدي قال : حدثنا أبوعلي
ص: 190
الرواسي بن عبدالله قال : حدثني أبو مسعود عبيد بن سميع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال : لما قدم على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وفد أياد، قال لهم : «ما فعل قس بن ساعدة) ؟(1)
ص: 191
[قالوا: مات يا رسول الله .
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رحم الله قس بن ساعدة ] كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل أورق وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة ما أجدني أحفظه»(1).
فقال رجل من القوم : أنا أحفظه یا رسول الله ، سمعته وهو يقول بسوق عكاظ :أيها الناس اسمعوا، وعوا، واحفظوا : من عاش مات، ومن مات فات، وكل ماهو آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحار ترجرج، ونجوم تزهر، ومطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، وضوء وظلام، وبر و آثام، ولباس و ریاش و مرکب، ومطعم ومشرب، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام هناك فأقاموا؟ أم تركوا فناموا؟ يقسم بالله قس بن ساعدة قسما برا لا إثم فيه، ما لله على الأرض دین أحب إليه من دين قد أظلكم زمانه، وأدرككم أوانه، طوبى لمن أدرك صاحبه
ص: 192
فتابعه (1) و ويل لمن أدركه ففارقه . ثم أنشأ يقول :
في الذاهبين الأولي- ***-ن من القرون لنا بصائر
ما رأيت مواردا*** للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها*** تمضي الأصاغر والأكابر(2)
لايرجع الماضي إليك*** ولا من الماضين غابر(3)
أيقنت أني لا محا*** لة حيث صار القوم صائر
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يرحم الله قس بن ساعدة، إني لأرجو أن يأتي يوم القيامة أمة وحده».
فقال رجل من القوم : یا رسول الله ، لقد رأيت من قست عجبا !
قال : «وما الذي رأیت»؟
قال : بينما أنا يوما بجبل في ناحيتنا يقال له «سمعان» في يوم قائظ شديد الحر، إذ أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة عندها عين ماء، وإذا حوله سباع كثيرة، وقد وردت حتى تشرب من الماء، وإذا زار سبع (4) منها على صاحبه، ضربه بيده وقال : كف حتى تشرب الذي ورد قبلك . فلما رأيته و ما حوله من السباع هالني ذلك ودخلني رعب شديد ، فقال لي : لابأس عليك ، لاتخف إن شاء الله ، وإذا أنا بقبرين بينهما مسجد ، فلما آنست به قلت : ما هذان القبران ؟ قال : قبر أخوين كانا لي يعبدان الله في هذا الموضع معي، فماتا، فدفنتها في هذا الموضع واتخذت فيما بينهما مسجدا، أعبدالله فيه حتى ألحق بها، ثم ذكر أيامهما وفعالهما، فبكى ثم قال :
ص: 193
خليلي هبا طال ما قد رقدتما ***أجدكما لا تقضیان کراکما(1)
ألم تعلما أني بسمعان مفرد ***وما لي بها من حببت سواكما(2)
أقيم على قبریکما لست بارحا*** طوال الليالي أو يجيب صداكما (3)
أبكيكما طول الحياة وما الذي*** يرد على ذي عولة إن بكاكما
كأنكما والموت أقرب غاية ***بروحی(4) في قبريكما قد أتاكما
فلو جعلت نفس النفس وقاية*** لجدت بنفسي أن أكون فداكما(5)
(أمالي المفيد : المجلس 40، الحديث7 )
ص: 194
(734)(1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد الدقاق(رحمه الله) قال : حدثنا
أحمد بن یحیی بن زکریا القطان قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبدالله بن محمد قال : حدثنا أبي، عن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي جهم قال : حدثني أبي، عن جدي قال :سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال : بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤية هالتني ، فأتیت کاهنة قريش وعلي مطرف(2) خر، وجمتي(3) تضرب منكبي، فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير، فاستوت ، وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما شأن سيد العرب متغير اللون ! هل را به من حدثان الدهر ریب ؟(4) فقلت لها : بلى ، إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر، كأن شجرة قد نبتت على ظهري ، قد نال رأسها السماء، وضربت بأغصانها الشرق والغرب، ورأيت نورا یزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا، ورأيت العرب والعجم ساجدة لها، هي كل يوم تزداد عظ ونورة، ورأیت رهطا من قریش بریدون قطعها ، فإذا دنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها، وأنظفهم ثيابا ، فيأخذهم و يكسر ظهورهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول من أغصانها غصنا ، فصاح
ص: 195
بي الشاب : مهلا، ليس لك منها نصيب .
فقلت : لمن النصيب والشجرة مني؟
فقال : النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها، وستعود إليها(1)، فانتبهت مذعورا فزعا متغير اللون.
فرأيت لون الكاهنة قد تغير، ثم قالت : لئن صدقت (2) ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب، وينبا في الناس - فتسری عني غمي - فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت .وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث ، والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قد خرج، ويقول : كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين.
(أمالى الصدوق : المجلس 45، الحديث 1)
(735)2(3) - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيی بن زکریا قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا
ص: 196
أبي، عن سعيد بن مسلم مولى لبني مخزوم(1)، عن سعيد بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عباس قال :
سمعت أبي العباس يحدث قال : ولد لأبي عبد المطلب عبد الله ، فرأينا في وجهه نورا يزهر کنور الشمس ، فقال أبي : إن هذا الغلام شأنا عظيما.
قال : فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض، فطار فبلغ المشرق والمغرب، ثم رجع راجعا حتى سقط على بيت الكعبة، فسجدت له قريش كلها، فبينما الناس يتأملونه إذ صار نورة بين السماء والأرض، وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب.
فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم فقالت : يا عباس ، لئت صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له.
قال أبي : فهتني أمر عبدالله إلى أن تزوج بأمنة، وكانت من أجمل نساء قریش وأتمها خلقا، فلما مات عبدالله وولدت آمنة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أتيته ، فرأيت النور بين عينيه يزهر، فحملته وتفرست في وجهه ، فوجدت منه ريح المسك ، وصرت كأني قطعة مسك من شدة ريحي ، فحدثتني آمنة وقالت لي : إنه لما أخذني الطلق و اشتد بي الأمر سمعت جلبة (2) وكلام لا يشبه كلام الأدميين ، ورأيت علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والأرض ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء، ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة نار نورا، ورأيت حولي من القطاة أمرأ عظيما، قد نشرت أجنحتها حولي، ورأيت شعيرة الأسدية قد مرت وهي تقول : آمنة ، ما لقيت الكهان والأصنام من ولدك !
ص: 197
ورأيت رجلا شابا من أتم الناس طولا، وأشدهم بیاضا، وأحسنهم ثيابا ، ما ظننته إلا عبدالمطلب ، قد دنا مني فأخذ المولود ، فتفل في فيه ، ومعه طست من ذهب مضروب بالزمرد، ومشط من ذهب ، فشق بطنه شقا، ثم أخرج قلبه فشقه، فأخرج منه نكتة سوداء فرمی بها، ثم أخرج صرة من حریرة خضراء ففتحها، فإذا فيها كالذريرة (1) البيضاء فحشاه، ثم رده إلى ما كان، ومسح على بطنه ، واستنطقه فتطق، فلم أفهم ما قال ، إلا أنه قال : في أمان الله وحفظه وكلاء ته، قد حشوت قلبك إيمانا وعلمأ وحلما ويقينا وعقلا وشجاعة، أنت خير البشر، طوبي لمن اتبعك، وويل لمن تخلف عنك. ثم أخرج ممرة أخرى من حريرة بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم، فضرب على كتفيه ، ثم قال : أمرني ربي أن أنفخ فيك من روح القدس. فنفخ فيه، وألبسه قميصا ، وقال : هذا أمانك من آفات الدنيا . فهذا ما رأيت - يا عباس - بعيني.
قال العباس : وأنا يومئذ أقرأ ، فكشف عن ثوبه ، فإذا خاتم النبوة بين كتفيه ، فلم أزل أكتم شأنه، وأنسيت الحديت فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتى ذكرني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ».
(امالی الصدوق : المجلس 45، الحدیث 2)
(736)3 (2)- حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان:
عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)قال : «كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات
ص: 198
السبع، فلما ولد عیسی(عليه السلام) حجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات، فلا ولد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم، و قالت قریش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن أمية - وكان من أزجر(1) أهل الجاهلية -: انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها، ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث.
وأصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وارتجس(2) في تلك الليلة إيوان كسرى، وسقطت منه أربعة عشر شرفة، وغاضت بحيرة سارة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبذان(3) في تلك الليلة في المنام إيلا صعابا تقود خيلا عرابا، وقد قطعت دجلة، وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك
ص: 199
کسری من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء(1)، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز، ثم استطار حتى بلغ المشرق، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، والملك مخرسا لايتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة، وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلآ حجبت عن صاحبها، وعظمت قریش في العرب، وسموا آل الله عز وجل».
قال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): «إنما سموا آل الله عزوجل لأنهم في بيت الله الحرام .وقالت آمنة : إن ابني والله سقط فاتق الأرض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس ، فسميه محمدا، وأتي به عبد المطلب لینظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه، فأخذه فوضعه في حجره، ثم قال :
الحمد لله الذي أعطاني ***هذا الغلام الطيب الأردان
و قد ساد في المهد على الغلمان (2)
ثم عوذه بأركان الكعبة، وقال فيه أشعار» (3).
قال : «وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته ، فاجتمعوا إليه ، فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟
فقال لهم : ويلكم قد أنكرت السماء والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عیسی بن مريم، فاخرجوا و انظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث.
ص: 200
فافترقوا ثم اجتمعوا إليه ، فقالوا : ما وجدنا شيئا.
فقال إبليس : أنا لهذا الأمر. ثم انغمس في الدنيا، فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفا (1)بالملائكة، فذهب ليدخل ، فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصر - وهو العصفور - فدخل من قبل حراء ، فقال له جبرئیل : وراءك لعنك الله.
فقال له: حرف أسألك عنه یا جبرئیل ، ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض؟
فقال له: ولد محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) .
فقال له: هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا.
قال : ففي أتته ؟ قال : نعم .
قال : رضيت».
(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 1)
(737) 4 - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر:
عن ليث بن سعد قال : قلت لكعب - وهو عند معاوية - : كيف تجدون صفة مولد النبي ، وهل تجدون لعترته فضلا؟ فالتفت کعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى الله عز وجل على لسانه ، فقال : هات - يا أبا إسحاق رحمك الله - ما عندك؟
فقال كعب : إني قد قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها أنزلت من السماء ، وقرأت صحف دانيال كلها، ووجدت في كلها ذكر مولده و مولد عترته ، وأن اسمه لمعروف وأنه لم يولد نبي قط فنزلت عليه الملائكة ما خلا عيسى وأحمد صلوات الله عليها، وما ضرب على آدمية حجب الجنة غير مریم و آمنة أم أحمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وما وكلت الملائكة بأنثي حملت غير مريم أم المسيح وآمنة أم أحمد، وكان من علامة حمله أنه لما كان الليلة التي حملت آمنة به (صلی الله عليه وآله وسلم) نادی منا في السماوات السبع : أبشروا فقد
ص: 201
حمل الليلة بأحمد، وفي الأرضين كذلك حتى في البحور، وما بقي يومئذ في الأرض دابة تدب ولاطائر يطير إلا علم بمولده، ولقد بني في الجنة ليلة مولده سبعون ألف قصر من ياقوت أحمر، وسبعون ألف قصر من لؤلؤ رطب، فقيل : هذه قصور الولادة، نجدت(1) الجنان، وقيل لها : اهتري و تزيني ، فإن نبي أوليائك قد ولد.
فضحكت الجنة يومئذ وهي ضاحكة إلى يوم القيامة.
وبلغني أن حوتا من حیتان البحر يقال له طمسوسا(2) - وهو سيد الحيتان - له سبع مئة ألف ذنب، يمشي على ظهره سبع مئة ألف ثور، الواحد منها أكبر من الدنيا، لكل ثور سبع مئة ألف قرن من زمرد أخضر، لا يشعر بهن، اضطرب فرحا بمولده، ولولا أن الله تبارك وتعالى ثبته لجعل عالیها سافلها.
ولقد بلغني أن يومئذ ما بقي جبل إلا نادى صاحبه بالبشارة ويقول : لا إله إلا الله، ولقد خضعت الجبال كلها لأبي قبيس كرامة لمحمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ولقد قدست الأشجار أربعين يوما بأنواع أفنانها(3) وثمارها فرح بمولده، ولقد ضرب بين السماء والأرض سبعون عمودا من أنواع الأنوار لايشبه كل واحد صاحبه، وقد بشر آدم بمولده فزيد في حسنه سبعين ضعفا، وكان قد وجد مرارة الموت، وكان قد مسه ذلك فسري عنه ذلك.
ولقد بلغني أن الكوثر اضطرب في الجنة واهتز، فرمی بسبع مئة ألف قصر من قصور الدر والياقوت نثارة لمولد محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ولقد زم إبليس وكبل(4)، وألقي في الحصن أربعين يوما، وغرق عرشه أربعين يوما، ولقد تنکست الأصنام كلها وصاحت و ولولت، ولقد سمعوا صوتا من الكعبة : يا آل قریش، لقد جاءكم(5) (5) البشير، جاءكم النذير معه عز الأبد والربح الأكبر، وهو خاتم الأنبياء.
ص: 202
ونجد في الكتب أن عترته خير الناس بعده ، وأنه لايزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في دار الدنيا خلق يمشي.
فقال معاوية : يا أبا إسحاق، ومن عترته ؟
قال كعب : ولد فاطمة .
فعبس وجهه ، وعض على شفتيه، وأخذ يعبث بلحيته .
فقال كعب : وإنا لنجد صفة الفرخين المستشهدين، وهما فرخا فاطمة، يقتلهما شر البرية.
قال : ومن يقتلهما؟
قال : رجل من قريش.
فقام معاوية وقال : قوموا إن شئتم . فقمنا.
(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 1)
(738) 5 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثني أحمد بن يوسف الجعفي قال : حدثنا محمد بن حسان قال : حدثنا حفص بن راشد الهلالي قال : حدثنا محمد بن عباد بن سريع البارقي قال :
ص: 203
سمعت جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول : «لا ولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ولد ليلا، فأتى رجل من أهل الكتاب إلى الملأ من قريش وهم مجتمعون : هشام بن المغيرة، ووليد بن المغيرة ، وعتبة ، وشيبة ، فقال : أولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا : لا، وما ذاك ؟
قال : لقد ولد فيكم الليلة أو بفلسطين مولود اسمه أحمد، به شامة، يكون هلاك أهل الكتاب على يديه ، فاسألوا فأخبروا.
فطلبوه فقالوا : لقد ولد فينا غلام.
فقال : قبل أن آتيكم أو بعد؟
قالوا : قبل.
قال : فانطلقوا معي أنظر إليه، فأتوا أنه وهو معهم، فأخبرتهم كيف سقط، وما رأت من النور؟
قال اليهودي : فأخرجيه، فنظر إليه ونظر إلى الشامة، فخر مغشيا عليه ، فأدخلته أمه ، فلما أفاق قالوا له : ويلك ما لك؟
قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة، هذا والله مبيرهم. ففرحت قریش لذلك، فلما رأى فرحهم قال : والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق وأهل المغرب».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 52)
أقول : مضى بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب البشارة بمولده (صلی الله عليه وآله وسلم) .
ص: 204
(739)(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت القمي قال : حدثنا يونس بن عبدالرحمان ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس : عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال : «إن اسم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في صحف إبراهيم: «الماحي»، وفي توراة موسى: «الحاد»، وفي إنجيل عيسى: «أحمد»، وفي الفرقان: «محمد».
قيل : فما تأویل الماحي؟
فقال : «الماحي صورة الأصنام، وماحي الأوثان و الأزلام وكل معبود دون الرحمان».
قيل: فما تأويل الحاد؟
ص: 205
قال : «یحاة من حاد الله ودينه، قریبأ كان أو بعيدا».
قيل : فما تأويل أحمد؟
قال : «حسن ثناء الله عز وجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله».
قيل : فما تأويل محمد ؟
قال : «إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم یحمدونه ويصلون عليه ، وإن اسمه المكتوب على العرش : محمد رسول الله» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 2)
سيأتي تمام الخبر في باب ما يتعلق به (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(740) 2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبد الله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبدالله ، عن ابیه:
عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (فسأله أعلمهم فيما سأله): لأي شيء سمیت محمدا وأحمد و أبا القاسم وبشيرا ونذيرا و داعيا؟
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما محمد فإني محمود في الأرض، وأما أحمد فإني محمود في السماء ، وأما أبوالقاسم فإن الله عز وجل يقسم يوم القيامة قسمة النار، فمن كفر بي من الأولين والآخرين في النار، ويقسم قسمة الجنة ، فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة، وأما الداعي فإني أدعو إلى دين ربي، وأما النذير فإني أنذر بالنار من عصاني ، وأما البشير فإني أبشر بالجنة من أطاعني».
(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)
تقدم تمامه في باب احتجاج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مع اليهود، من کتاب الاحتجاج .
ص: 206
(741) 3(1)- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غیاث النخعي القاضي:
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد علي (عليه السلام)( في حديث) قال: «كان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له : «یا موسى، لا أقبل الصلاة إلا ممن(2) تواضع لعظمتي ، و ألزم قلبه خوني، وقطع نهاره بذكري، ولم يبت مصرا على الخطيئة، وعرف حق أوليائي أحبائي».
فقال موسى : رب تعني بأحبائك وأوليائك ، إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟
فقال الله عز وجل : «هم كذلك يا موسى، إلا إنني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء ، و من من أجله خلق الجنة والنار».
فقال موسى : ومن هو یا رب؟
قال : «محمد أحمد شققت اسمه من اسمي، لأني أنا المحمود» الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 2)
تقدم تمامه في قصة موسى وهارون(عليه السلام).
(742) 4(3) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا محمد بن محمد قال : حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد ابن قولویه (رحمه الله)قال : حدثني أبي قال : حدثني سعد بن عبد الله قال :
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن منصور [بن يونس أبي يحيى ) بزرج، عن أبي بصير:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام)، في قول الله عز وجل : ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾(4). قال : «النجم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، والعلامات الأئمة من بعده» .
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحدیث 22)
ص: 207
(743)1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد الأسدي قال : حدثنا عبدالله بن زيدان، وعلي بن العباس البجليان قالا: حدثنا أبوکريب قال : حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا شيبان[ بن عبدالرحمان التميمي، عن أبي إسحاق السبيعي ](2) ،عن عكرمة: عن ابن عباس قال : قال رجل : یا رسول الله ، أشرع إليك الشيب!
قال : «شيبتني ﴿هود﴾ و﴿ الواقعة﴾ و﴿والمرسلات﴾ و﴿وعم يتساءلون﴾».
(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 4)
ص: 208
(744) 2(1)- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رحمه الله) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيی الجلودي قال : حدثنا [محمد بن عطية قال : حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعید البصري قال : حدثنا ](2)هشام بن جعفر، عن حماد: عن عبدالله بن سليمان (3) - وكان قارئا للكتب – قال : قرأت في الإنجيل : «یا عیسی جد في أمري ولاتهزل، وأسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول، أتيت(4) من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين ، فإياي فاعبد، وعلي فتوکل ، خذ الكتاب بقوة، فسر لأهل سوريا السريانية، وبلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم
ص: 209
الذي لا أزول، صدقوا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج - وهي العمامة والنعلين والهراوة - وهي القضيب - الأنجل العينين(1)، الصلت الجبين(2) الواضح الخدين، الأقني الأنف، المفلج الثنايا(3)، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقیه، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون ، دقيق المسربة(4)، شئن (5) الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع (6)من الصخرة وينحدر من صبب، وإذا جاء مع القوم بذهم(7)، عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه، لم ير قبله مثله ولابعده، طيب الريح، نكاح النساء ، ذو النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه ولانصب(8) ، يكفلها في آخر الزمان کما کفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان ، كلامه القرآن، ودينه الإسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه ، وشهد أيامه، وسمع كلامه» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 10)
تقدم تمامه في ترجمة عيسى(علیه السلام) .
(745)3(9) -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبوالعباس ابن عقدة قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدالرحمان بن قسي - قراءة -قال : حدثنا محمد بن عيسى المعبدي قال : حدثنا مولى علي بن موسى ، عن علي
ص: 210
بن موسى ، عن أبيه موسى، عن جعفر ، عن أبيه، عن جده :
عن علي(علیه السلام) أنهم قالوا : يا علي صف لنا نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) كأننا نراه ، فإنا مشتاقون إليه . قال : «كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أبيض اللون مشربا حمرة(1)أدعج العين(2) سبط الشعر (3)كث اللحية(4) ذا وفرة(5)دقيق المسربة ، كأنما عنقه إبريق فضة، يجري في تراقيه الذهب ، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن(6) الكفين والقدمين، شثن الكعبين، إذا مشى كأنما
ص: 211
ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب ، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله، ليس بالقصير المتردد(1) ولا بالطويل الممعط(2) وكان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم (3)كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز ولاباللئيم، أكرم الناس عشرة، وألينهم عريكة(4) و أجودهم كفا، من خالطه بمعرفة أحبه، ومن رآه بديهة هابه (5) غرة(6) بين عينيه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولابعده مثله ، صلى الله عليه وآله وسلم تسليا».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 35)
(746) 4 (7)- أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله الدقاق ابن السماك قال : حدثنا حماد بن سهل الثوري قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان، عن ربيعة قال :
سمعت أنسا يقول: ما كان في رأس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ولحيته عشرون طاقة بيضاء.
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 94)
ص: 212
(747) (1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله)
قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال :حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت القمي قال : حدثنا يونس بن عبدالرحمان، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قیس :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال : «إن اسم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في صحف إبراهيم :«الماحي»، وفي توراة موسى: «الحاد»، وفي إنجيل عيسى: «أحمد»، وفي الفرقان:
«محمد».
قيل : فما تأويل الماحى؟
فقال : «الماحي صورة الأصنام، وماحي الأوثان و الأزلام وكل معبود دون
ص: 213
الرحمان».
قيل : فما تأويل الحاد؟
قال : «یحاد من حاد الله ودينه ، قریبأ كان أو بعيدا» .
قيل : فما تأويل أحمد؟
قال : «حسن ثناء الله عز وجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله» .
قيل : فما تأویل محمد ؟
قال : «إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أمهم يحمدونه ويصلون عليه، وإن اسمه لمكتوب على العرش : محمد رسول الله .
وكان (صلی الله عليه وآله وسلم) يلبس من القلانس اليمنية والبيضاء والمضربة(1) ذات الأذنين في الحرب، وكانت له عنزة(2) يتكيء عليها ويخرجها في العيدين ، فيخطب بها، وكان له قضيب يقال له الممشوق، وكان له فسطاط يسمى اللکن(3)، وكانت له قصعة تسمی المنبعة (4)، وكان له قعب (5)يسمي الري ، وكان له فرسان يقال لأحدهما: المرتجز، وللأخر : السكب(6)، وكانت له بغلتان يقال لأحدهما : دلدل ، وللأخرى : الشهباء (7)، وكانت له ناقتان يقال لأحدهما : العضباء(8) ، وللأخرى : الجذعاء(9)،
ص: 214
وكان له سيفان يقال لأحدهما : والفقار، وللأخر : العون، وكان له سيفان آخران يقال لأحدهما: المخذم، وللأخر الرسوم(1)، وكان له حمار يسمی يغفور، وكانت له عمامة تسمى السحاب، وكانت له درع تسمي ذات الفضول(2)، لها ثلاث حلقات فضة: حلقة بين يديها، وحلقتان خلفها، وكانت له راية تسمى العقاب ، وكان له بعير يحمل عليه يقال له الديباج، وكان له لواء يسمى المعلوم، وكان له مغفر يقال له الأسعد. فسلم ذلك كله إلى علي(عليه السلام)عند موته، وأخرج خاتمه وجعله في إصبعه، فذكر علي(عليه السلام)أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه (صلی الله عليه وآله وسلم) صحيفة فيها ثلاثة أحرف : صل من قطعك، وقل الحق ولو على نفسك، وأحسن إلى من أساء إليك».
(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 2)
(748) 2(3) - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن يحيی العطار قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد :
عن أحمد بن عبد الله قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)عن
ص: 215
ذي الفقار سیف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أين هو؟
فقال : «هبط به جبرئيل من السماء، و كانت حليته من فضة، وهو عندي».
(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحدیث 10)
(749)3 - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي، عن الحسين بن خالد الصيرفي : عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا(علیه السلام) : (في حديث) قال : وكان نقش خاتم محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله».
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)
تقدم تمامه في الحديث 1 من الباب 2 - نقش خواتيم الأنبياء على نبينا وآله وعليهم
السلام - من كتاب النبوة.
(750) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان الحافظ قال : حدثني محمد بن عیسی بن هارون بن سلام الضرير أبو بكر قال : حدثنا محمد بن زكريا المكي قال: حدثني كثير بن طارق - من ولد قنبر مولى علي بن أبي طالب(علیه السلام)- قال : حدثني زید بن علي (علیه السلام)في جارسوج(1) کندة بالكوفة: أن أباه حدثه، عن أبيه (علیه السلام): عن ابن عباس قال : أعطى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا(علیه السلام) خاتما فقال : «يا علي، أعط (2) هذا الخاتم للنقاش، لينقش عليه «محمد بن عبدالله».
فأخذه أمير المؤمنين(علیه السلام)فأعطاه النقاش وقال له : «انقش عليه محمد بن
عبدالله».
ص: 216
فنقش النقاش وأخطأت يده، فنقش عليه «محمد رسول الله»، فجاء أمير المؤمنين(علیه السلام)فقال : «ما فعل الخاتم»؟
فقال : هو ذا.
فأخذه ونظر إلى نقشه ، فقال : «ما أمرتك بهذا».
قال : صدقت، ولكن يدي أخطأت.
فجاء به إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «یا رسول الله ، ما نقش النقاش ما أمرت به، ذكر أن يده أخطأت».
فأخذه النبي(علیه السلام)نظر إليه فقال : «يا علي، أنا محمد بن عبدالله، وأنا محمد رسول الله». وتختم به ، فلما أصبح النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نظر إلى خاتمه ، فإذا تحته منقوش :«علي ولي الله»، فتعجب من ذلك النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فجاء جبرئیل ، فقال : «یا جبرئیل، كان كذا وكذا».
فقال : يا محمد ، كتبت ما أردت ، وكتبنا ما أردنا.
(أمالي الطوسي : المجلس 41، الحدیث 2)
ص: 217
(751)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله) .قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت القمي قال: حدثنا يونس بن عبد الرحمان، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس:
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «خمس لا أدعهن حتى الممات : الأكل على الحضيض(2) مع العبيد، ورکوبي الحمار موكفا(3)، و حلبي العنز بیدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي» .
(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 3)
ص: 218
(752)2(1) - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر:
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «جاء رجل إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثني عشر درهما ،فقال : يا علي ، خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثويا ألبسة».
قال علي(عليه السلام) : «فجئت إلى السوق فاشتريت له قيصا باثني عشر درهما و جئت
به إلى رسول الله ، فنظر إليه فقال : يا علي، قمیض دونه يكفيني(2)، أترى صاحبه يقيلنا ؟(3)قلت : لا أدري.
فقال : انظر.
فجئت إلى صاحبه فقلت : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قد كره هذا، يريد ثوبا دونه، فأقلنا فيه، فرد علي الدراهم، و جئت بها إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فمشى معي إلى السوق ليبتاع قيصا، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي ، فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ما شأنك ؟
قالت : يا رسول الله ، إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت ، فلا أجسر أن أرجع إليهم. فأعطاها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أربعة دراهم وقال : ارجعي إلى أهلك.
ومضى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى السوق، فاشترى قميصا بأربعة دراهم ، ولبسه و حمد الله ، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول : من كساني كساه الله من ثياب الجنة ، فخلع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قيصه الذي اشتراه وكساه السائل، ثم رجع إلى السوق فاشتری
ص: 219
بالأربعة التي بقيت قيصا آخر، فلبسه وحمد الله .
ورجع إلى منزله فإذا الجارية قاعدة على الطريق ، فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : مالك لاتأتين أهلك ؟
قالت : يا رسول الله، إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني.
فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : مري بين يدي ودليني على أهلك.
فجاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) رحتى وقف على باب دارهم، ثم قال : السلام عليكم يا أهل الدار . فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فلم يجيبوه ، فأعاد السلام، فقالوا : عليك السلام یا رسول الله، ورحمة الله وبركاته.
فقال لهم : ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام و الثاني ؟
قالوا : یا رسول الله ، سمعنا سلامك فأحببنا أن نستكثر منه.
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلاتؤاخذوها.
فقالوا: يا رسول الله، هي حرة لممشاك.
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : الحمد لله ، ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه ، كسا الله بها عريانين ، وأعتق بها نسمة».
(أمالي الصدوق : المجلس 42، الحديث 5)
قال : حدثنا أبي، عن أحمد
(753 )3(1)- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله عنه) قال: بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن یحیی.
ص: 220
عن العيص بن القاسم قال : قلت للصادق جعفر بن محمد(عليه السلام): حدیث روی عن أبيك(عليه السلام) أنه قال: «ما شبع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من بز بر قط»(1) أهو صحيح ؟
فقال : «لا، ما أكل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط».
(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 6)
(784) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم : عن أبي أسامة ، عن أبي عبدالله(علیه السلام)قال : قلت : بلغنا أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام قط؟
قال : فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : «ما أكله قط»..
قلت : فأي شيء كان يأكل؟
قال : «كان طعام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الشعير إذا وجده، وحلواه التمر، ووقوده السعف).
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 27)
(755) 5(2) - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الأزدي قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زکریا ، عن الحسن بن [علي بن ]فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي:
ص: 221
عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر(عليه السلام) ذات يوم وهو يأكل متكئا
قال : وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه، فلما فرغ قال : «یا محمد، لعلك ترى أن رسول الله له رأته عين وهو يأكل متكئأ منذ بعثه الله إلى أن قبضه ؟»
ثم رد على نفسه فقال : لا والله ، ما رأته عين يأكل وهو متكىء منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه».
ثم قال : «یا محمد، لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه»؟
ثم إنه رد على نفسه، ثم قال: «لا والله ، ماشبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله، أما إني لا أقول إنه لم يجد، لقد كان يجيز (1) الرجل الواحد بالمئة من الإبل، ولو أراد أن يأكل لأكل، ولقد أتاه جبرئیل(عليه السلام)مفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرار يخيره(2) من غير أن ينقصه الله ما أعد له يوم القيامة شيئا، فيختار التواضع لربه، وما سئل شيئا قط، فقال : لا، إن كان أعطى وإن لم يكن قال :
يكون إن شاء الله تعالى ، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم الله له ذلك ، حتى إن
كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم الله ذلك له».
ثم تناولني بيده فقال : «وإن كان صاحبكم(عليه السلام)ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكل العبد، ويطعم التاس خبز البر واللحم، ويرجع إلى رحله فيأكل الخبز (3) و الزيت، و إن كان ليشتري القميصين السنبلانيين، ثم يخير غلامه خبرهما، ثم يلبس الأخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإن جاز کعبیه حذفه، وما ورد عليه أمران
ص: 222
قط كلاهما الله فيه رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد ولى الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولالبنة على لبنة، ولا اقتطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، إلآ سبع مئة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها لأهله خادما، وما أطاق عمله منا أحد، وإنه كان علي بن الحسين(عليه السلام) لينظر في كتاب من كتب علي(عليه السلام) فيضرب به الأرض ويقول : من يطيق هذا».
(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 13)
(756)1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن
أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار،
[وعن الحسن بن محبوب] ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس :
عن عمرو بن سعید بن هلال قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : أوصني . فقال :
«أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد (إلى أن قال :)«فإن نازعتك نفسك إلى شيء من ذلك ، فاعلم أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كان قوته الشعير، وحلواه التمر إذا وجده ،و وقوده السعف» الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 25)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن أبي عبد الله محمد بن وهبان الأزدي، عن أبي علي محمد بن أحمد بن زکریا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة مثله، إلا أن فيه : «وحلواه التمر ووقوده السعف».
(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر.
(757)7(1) - حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أحمد قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني - بإصبهان - قال : حدثنا عمرو بن ثور الجذامي قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عبد الرحمان بن القاسم،
ص: 223
عن أبيه :
عن عائشة قالت : ما شيع آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عزوجل.
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحدیث 76)
(758)8(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي
ص: 224
الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي الشامي ، عن أبيه قال : حدثنا أبوجرير قال : حدثنا عطاء الخراساني، رفعه: عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث يذكر فيه قصة المعراج) قال : وهبط مع جبرئیل(عليه السلام) ملك لم يطأ الأرض قط ، معه مفاتيح خزائن الأرض ، فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : هذه مفاتيح خزائن الأرض، فإن شئت فكن عبدا نبيا، وإن شئت فكن ملكا.
فأشار إليه جبرئیل(عليه السلام)أن تواضع یا محمد، فقال: «بل أكون نبيا عبدا» الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 69، الحديث 2)
سيأتي تمامه في باب المعراج .
(759) 9(1) - أبو عبد الله المفيد قال : حدثني أبوحفص عمر بن محمد قال : حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدثنا الرضا علي بن موسى قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال:
ص: 225
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أتاني ملك فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا».
قال : «فرفعت رأسي إلى السماء و قلت : يا رب، أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك» .
(أمالی المفيد : المجلس 15، الحديث 1)
(760) 10 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى [بن سامان أبو] الحسين العبر تائي، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه:
عن أبي ذر الغفاري ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث طويل)قال: «يا أباذر، إن جبرئیل (عليه السلام) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء ، فقال : يا محمد ، إن هذه خزائن الأرض ولا تنقصك من حظك عند ربك تعالى . فقلت : حبيبي جبرئيل ، لا حاجة لي
ص: 226
فيها، إذا شبعت شكرت ربي، وإذا جعت سألته».
وفيه: «یا أباذر، إن الله تعالى لم يوح إلى أن أجمع المال ، لكن أوحي إلى أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين(1).یا أباذر ، إلتي ألبس الغليظ ، وأجلس على الأرض، وأركب الحمار بغیر سرج، وأردف خلفي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(761) 11 (2)- أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الأزدي، عن محمد بن أحمد بن زکریا ، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال :
قال رسول الله (عليه السلام): «عرضت على بطحاء مكه ذهبا ، فقلت : يا رب، لا ولكن
أشبع يوما وأجوع يوما، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك، وإذا جعت دعوتك وذكرتك».
(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 15)
ص: 227
(762 - 763 )12- 13 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس
(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : أخبرني
محمد بن يحيى الخراز قال : حدثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسی بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه (عليه السلام):
عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال :«إن يهوديا كان له على رسول الله عه دناني فتقاضاه ، فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا يهودي، ما عندي ما أعطيك.
قال : فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني.
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : إذن أجلس معك.
فجلس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة ، وكان أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إليهم فقال : ما الذي تصنعون به؟
فقالوا: يا رسول الله ، يهودي بحبسك!
فقال : لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدأ ولاغيره.
فلما علا النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فإني قرأت نعتك في التوراة : «محمد بن عبدالله ، مولده مكة، و مهاجره بطيبة ، وليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب(1)، ولامتزین (2) بالفحش، ولا قول الحنا». وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله . وكان اليهودي كثير المال».ثم قال علي (عليه السلام): «کان فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عباءة، وكانت مرفقته أدم(3)
ص: 228
حشوها ليف(1)، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال : لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يجعل بطاق واحد»(2).
(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 6 - 7)
(764) (3)14 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه(رحمه الله) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن أحمد بن علوية، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : أخبرنا توبة بن الخليل قال : أخبرنا عثمان بن عيسى قال : حدثنا أبو عبد الرحمان: عن جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : «بينا رسول الله له في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فلما ركب قال له بعض أصحابه : رأيناك يا رسول الله صنعت ما لم تكن تصنعه ؟
قال: نعم، أتاني جبرئيل(عليه السلام) فبشرني أن عليا في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال :وفاطمة في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : ومن يحبهم في الجنة ، فسجدت لله تعالی شکرا، فلما رفعت رأسي قال : ومن يحب من يحبهم في الجنة [فسجدت شكرا لله تعالى] ».
(أمالي المفيد : المجلس 3، الحديث 2)
ص: 229
(765) 15(1)- حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزیار، [عن محمد بن إسماعيل] ، عن منصور بن أبي يحيى قال :
سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : صعد رسول الله ع المنبر فتغيرت وجنتاه و التمع لونه، ثم أقبل [على الناس ] بوجهه فقال : «يا معشر المسلمين، إني إنما بعثت أنا والساعة كهاتين».
قال : ثم ضم السباحتين، ثم قال : «يا معشر المسلمين، إن أفضل الهدى هدى محمد، وخير الحديث كتاب الله ، وشر الأمور محدثاتها، ألا وكل بدعة ضلالة ، ألا وكل ضلالة ففي النار، أيها الناس من ترك مالا فلأهله ولورثته، ومن ترك كلا أو ضياع فعلي وإلي».
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 14)
(766)16 (2)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوغالب أحمد بن محمد الزراري قال : حدثني أبو طاهر محمد بن سليمان الزراري قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم:
ص: 230
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليه السلام)قال: «كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»،ويرفع صوته، وتحمار وجنتاه، ويذكر الساعة و قيامها حتى كأنه منذر جیش، يقول : «صبحتكم الساعة، مستكم الساعة». ثم يقول : «بعثت أنا والساعةکهاتين - ويجمع بين سبابتیه -، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا [أو ضياعا] فعلي وإلي».
(أمالي المفيد : المجلس 24، الحديث 1)
(767)17 (1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك قال : حدثنا هارون بن عيسى قال : حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي قال : أخبرني علي بن موسى، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عنه ، عن جابر بن عبدالله :أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؛ قال في خطبته : «إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».
ص: 231
وكان إذا خطب قال في خطبته : «أما بعد». فإذا ذكر الساعة، اشتد صوته واحمرت وجنتاه، ثم يقول:« صبحتكم الساعة - أو مستکم -». ثم يقول: «بعثت أنا والساعة كهذه من هذه». ويشير باصبعيه.
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 26)
(768)18(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي قال : حدثنا أبو الحسن [علي] بن مهرويه القزويني قال : حدثني سليمان بن داوود الغازي قال : حدثنا علي بن موسى الرضا(عليه السلام)قال : حدثني أبي موسى بن جعفر العبد الصالح قال : حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال : حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال : حدثني أبي الحسين بن علي الشهيد قال :
ص: 232
حدثني أبي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : كان رسول الله تم إذا أتاه أمر يسره قال : «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات».
وإذا أتاه أمر يكرهه قال : «الحمد لله على كل حال».
(أمالي الطوسي : المجلس 2، لحديث 33)
(769) 19(1)- حدثنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : حدثنا محمد بن إشكاب قال : حدثنا مصعب بن مقدام بن شریح، عن أبيه:
عن عائشة : أن النبي كان إذا رأى ناشئا(2) ترك كل شيء وإن كان في صلاة ، وقال : «اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه». فإن ذهب حمد الله ، وإن أمطر قال : «اللهم ناشئا نافعأ».
الناشئ: السحاب، والمخيلة : أيضا السحابة .
ويروى أن عبيد بن الأبرص الأسدي قال للمنذر بن ماء السماء (3) حين خيره
ص: 233
وأراد قتله : إن شئت من الأكحل، وإن شئت من الأبجل، وإن شئت من الورید .فقال : أبيت اللعن، ثلاث خصال کسحائب عاد، ولا خير فيها لمرتاد.
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 14)
(770) 20(1) - أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال : حدثنا الحسن بن علي القطان قال : حدثنا عباد بن موسی الختلي قال : حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب ، عن عبدالله بن مسلم، عن سعيد بن جبير :
عن ابن عباس قال : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 14)
(771)21(2)- أخبرنا أبو عبد الله حمویه بن علي بن حمويه البصري قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب
ص: 234
الجمحي قال : حدثنا مسلم قال : حدثنا أبوهلال قال :
حدثنا بكر بن عبدالله : أن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو
ص: 235
موقوذ(1) - أو قال : محموم - فقال له عمر : یا رسول الله ، ما أشد وعكك !(2) - أو حماك (3)
فقال : «ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال».
فقال عمر : یا رسول الله ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت تجهد هذا الاجتهاد؟!
فقال : «یا عمر، أفلا أكون عبدا شكورا».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 51)
(772) 22 (4)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن الحسن العلوي الحسني قال : حدثنا أبونصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداوي قال : حدثنا حسين بن شداد الجعفي، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي:عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)(في حديث) عن أبيه(عليه السلام) قال : «إن جدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد - بأبي هو وأمي . حتى انتفخ الساق و ورم القدم، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال : أفلا أكون عبدا شكورا».
(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 18)
يأتي تمامه في باب فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وبعض أكابر أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
ص: 236
(773) 23 (1)- وعن أبي المفضل قال : حدثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة من أصل كتابه ، قال : حدثنا عبد الله بن الهيثم بن عبدالله الأنماطي البغدادي من ساكني حلب ، سنة ست وخمسين ومئتين ، قال : حدثنا الحسين بن علوان الكلبي ببغداد سنة مئتين ، قال : حدثني عمرو بن خالد الواسطي ، عن محمد وزيد ابني علي:عن أبيهما علي بن الحسين (عليه السلام)قال : «كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كمن يستطعم» (2).
(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحديث 16)
(774) 24 (3)- أخبرنا حموية بن علي بن حموية قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا عبد الوارث، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة :
ص: 237
عن جدته فاطمة(عليها السلام)قالت: «كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إذا دخل المسجد صلى على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال : اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك. و إذا خرج صلى على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال : اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 42)
(775) 25(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جریر بن يزيد الطبري قال : حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال : حدثنا صالح بن موسی الطلحي ، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين :
عن علي(عليه السلام): أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كان إذا دخل المسجد قال: «اللهم افتح لي أبواب رحمتك». فإذا خرج قال : «اللهم افتح لي أبواب رزقك».
(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 11)
(776) 26(2) - وعن أبي المفضل قال : حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي
ص: 238
الموسوي في منزله بمكة ، قال : حدثنا عبیدالله بن أحمد بن نهيك قال : حدثنا محمد بن أبي عمير، عن سبرة بن يعقوب بن شعيب ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يحدث عن آبائه: عن علي(عليه السلام) قال : كان النبي في كل يوم إذا أصبح وطلعت الشمس يقول:«الحمد لله رب العالمين كثيرا طيبا على كل حال». يقول ثلاث مئة وستين مرة شكرا .
(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 15)
(777)27- وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى البجلي الحاسب قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال : حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت :
عن ابن عباس قال : قيل للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : كيف أصبحت؟
قال : «بخير من قوم لم يشهدوا جنازة، ولم يعودوا مریضأ».
(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحدیث 7)
(778) 28 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا غیاث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدثنا محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصم، عن شقیق بن إبراهيم البلخي:
ص: 239
عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : كيف أصبحت؟
قال : «بخير من رجل لم يصبح صائما، ولم يعد مريضا، ولم يشهد جنازة».
(أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 9)
(779) 29 (1)- أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدثنا العباس بن عامر قال : حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني: عن الفضيل بن يسار قال :
سمعت أبا جعفر(عليه السلام)يقول: «خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يريد حاجة فإذا هو بالفضل بن العباس». قال : «فقال : احملوا هذا الغلام خلفی».
قال : «فاعتنق رسول الله له بيده من خلفه على الغلام» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 3)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
ص: 240
(780 )(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن الله قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي أنه سمع أبا جعفر(عليه السلام) يقول:
قال رسول الله : «أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحل لي المغنم، ونصرت بالرعب، وأعطیت جوامع الكلم(2) وأعطيت الشفاعة».
(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 6)
ص: 241
(781)2 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن محمد بن سلیمان الباغندي قال : حدثني عبد السلام بن عبدالحميد إمام حران قال : حدثنا موسی بن أعين.
قال أبو المفضل : وحدثني نصر بن الجهم أبوالقاسم المفيد ب-«أردبيل»، قال : حدثنا محمد بن مسلم بن زرارة قال : حدثنا محمد بن موسی بن أعين قال : حدثني أبي، عن عطاء بن السائب ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه :
عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن نبي كان قبلي : أرسلت إلى الأبيض والأسود والأحمر، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، ونصرت بالرعب، وأحلت في الغنائم ولم تحل لأحد - أو قال : لنبي -قبلي، وأعطيت جوامع الكلم» .
قال عطاء : فسألت أبا جعفر ، قلت : وما جوامع الكلم؟
قال : «القرآن».
قال أبو المفضل : هذا حديث حران، ولم يحدث به من هذا الطريق إلا موسی بن
ص: 242
أعين الحراني.
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 30)
(782)3(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله) قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين ، عن معمر بن راشد قال :
سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام)يقول : أتي يهودي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقام بين يديه يجد النظر إليه ، فقال : يا يهودي، ما حاجتك ؟
قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟
فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه يكره للعبد أن يزکي نفسه، ولكني أقول : إن آدم(عليه السلام) لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي. فغفرها الله له، وإن نوحا(عليه السلام) لما ركب في السفينة وخان الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق. فنجاه الله منه، وإن إبراهيم(عليه السلام) لما ألقي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها. فجعلها الله عليه بردا وسلاما، وإن موسی(عليه السلام) لما ألقى عصاه و أوجس في نفسه خيفة قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أمنتني منها. فقال الله جل جلاله : « لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى »(2).
یا یهودي ، إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي، ما نفعه إيمانه شيئا، ولا نفعته النبوة.
ص: 243
یا یهودي ، ومن ذريتي المهدي ، إذا خرج نزل عیسی بن مريم لنصرته، فقدمه وصلى خلفه».
(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)
(783) 4 - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أحمد بن النضر الخراز، عن عمرو بن شمر، عن جابر:
عن أبي جعفر علي(عليه السلام) ( في حديث في رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال : كان [له(عليه السلام)](1) بركة
لايكاد يكلم أحدا إلا أجابه».
(أمالي الصدوق : المجلس 62، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبیدالله الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 37)
سيأتي تمامه في باب نوادر أخباره (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(784) 5(2) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رضی الله عنه)
ص: 244
قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي قال : حدثنا موسی بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي إسحاق:
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه (عليه السلام)قال : سئل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أين كنت و آدم في الجنة ؟ قال : «كنت في صلبه ، وهبط بي إلى الأرض في صلبه، وركبت السفينة في صلب أبي نوح، وقذف بي في النار في صلب أبي إبراهيم لم يلتق لي أبوان على سفاح قط، ولم يزل الله عز وجل ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة هاديا مهديا، حتى أخذ الله بالنبوة عهدي وبالإسلام میثاقي وبين كل شيء من صفتي ، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري ، ورقی بي(1) إلى سمائه وشق لي اسما من أسمائه الحسنى، أمتي الحمادون، فذو العرش محمود وأنا محمد».
(أمالي الصدوق : المجلس 91، الحديث 1)
(785)6(2)- حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رضی الله عنه) قال : حدثنا أبو أحمد
ص: 245
عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري بالبصرة سنة سبع عشرة وثلاث مئة ، قال : حدثنا الحسين بن حميد قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن ابن عباس قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله عز وجل في ذكر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، وأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرها ثلثا، وذلك قوله عز وجل :﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ *وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ*وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾(1)، وأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة، و ذلك قوله عز وجل: ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾(2)
فأنا أتقي ولد آدم وأكرمهم على الله جل ثناؤه ولافخر، ثم جعل القبائل بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قوله عز وجل : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ (3).
(أمالي الصدوق : المجلس 92، الحديث 1)
(786)7 -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن فیروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب ، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني، ويعرف بفضلان صاحب المجار، قال : حدثني أبي الفضل بن مختار، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي ، عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي )
قال : حدثني أبوعامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : حدثني سلمان الفارسي(رضی الله عنه) :
عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) أنه قال لابنته فاطمة(علیها السلام) : «إن الله تعالى خلق
ص: 246
الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعلي في خيرهما قسما، وذلك قوله عز وجل:﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾(1)، ثم جعل القسمين قبائل ، فجعلنا في خيرها قبيلة، وذلك قوله عز وجل : ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾(2)، ثم جعل القبائل بیوتا، فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه : ﴿و إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (3)».
ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي، واختار عليا والحسن والحسين واختارك، فأنا سيد ولد آدم، وعلى سيد العرب، وأنت سيدة النساء ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ومن ذريتكما المهدي ، يملا الله عز وجل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا».
(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 2)
سيأتي تمامه في الباب الأول من أبواب ما يتعلق بارتحال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(787) 8(4)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا عبد الكريم بن محمد البجلي قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا محمد بن مصعب القرقساني قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثنا شداد أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله اصطفی من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من
ص: 247
إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفی من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». .
(أمالي المفيد : المجلس 25، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الزيات قال : حدثني علي بن العباس قال : حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثني محمد بن مصعب القرقساني قال : حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله اصطفی إسماعيل من ولد إبراهيم، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفی قریشأ من بني كنانة، واصطفى هاشما من قریش، واصطفاني من هاشم».
(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 22)
(788)9 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي - إجازة ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد قال : حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير:
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين(عليه السلام)قال : «إن أباذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقيل لها : إنه توجه إلى ناحية قبا، فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم، فأهويا ليوقظاه، فرفع رأسه إليهما ثم قال : قد رأيت مكانكما، وسمعت مقالكما، ولم أكن راقدا، إن الله بعث كل نبي كان قبلي إلى أمته بلسان قومه، وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية ، و أعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي : نصرني بالرعب ، يسمع بي القوم بيني و بينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي، وأحل في المغنم، وجعل في الأرض مسجدا و طهورا، أينما كنت منها أتيتم من تربتها وأصلي عليها، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا، وأعطاني مسألة، فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي إلى يوم القيامة ففعل ذلك، وأعطاني جوامع العلم ومفاتيح
ص: 248
الكلام، ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقي الله لايشرك به شيئا، مؤمنا بي، مواليا لوصيي ، محبا لأهل بيتي».
(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 50)
(789) 10(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله بن موسی(2) قال :[ حدثنا عبد الله بن هارون قال : ](3)حدثنا محمد بن عبدالرحمان العرزمي قال: حدثني المعلى بن هلال، عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن عبدالله بن العباس قال :
سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله(4) وصیا، وأعطاني الكوثر وأعطاها(5) السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، وأسري بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي فنظرت إليه»(6) الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 15)
وبالسند المتقدم مثله ، بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 19)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامة أميرالمؤمنين(علیه السلام)من كتاب
ص: 249
الإمامة.
(790)(1)11- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار الطنافسي قال : حدثنا عمي طاهر بن مدرار قال : حدثنا الحسن بن عمار، عن عمرو بن مرة، عن عبدالله بن الحارث، عن علي(علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولافخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه ولافخر، وأنا أول شافع وأول مشفع».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 45)
ص: 250
(791)12 (1)- أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل ، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار - قراءة عليه - قال : حدثنا أبوعلي الحسن بن عرفة العبدي، يوم الثلاثاء في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين، قال : حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : أنا محمد. فيقول : بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحدیث 23)
ص: 251
(792 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رضی الله عنه) و قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال : حدثنا محمد بن تميم ، عن الحسن بن عبد الرحمان، عن محمد بن عبدالرحمان ، عن الحكم بن عتيبة ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته»(2).
قال : فقال رجل من القوم : يا أبا عبد الرحمان، ما تزال تجيء بالحديث یحيي الله به القلوب.
(أمالي الصدوق : المجلس 54، الحديث 9)
(793) 2(3) - حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ قال : حدثنا محمد بن أيوب قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى قال : أخبرنا هشام بن يوسف، عن عبدالله بن سليمان النوفلي ، عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه، عن ابن عباس قال :
ص: 252
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله عزوجل، وأحبوا أهل بيتي لحبي».
(أمالي الصدوق : المجلس 58، الحديث )
أبو جعفر الطوسي، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، عن عم أبيه أبي موسی عیسی بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام علي بن محمد الهادي ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مثله، إلا أن فيه : «ما يغذوكم».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 70)
(794)3 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن العلاء بن الحسين بن عبدالله بن المغيرة بن العلاء بن أبي ربيعة بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف في منزله بمدينة الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال : حدثنا أبوطاهر أحمد بن عمرو(2)
المديني قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى [بن ميسرة أبو موسى] الصدفي قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري:
عن أنس بن مالك : أن رجلا سأل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عن الساعة ، فقال : «ما أعددت لها» ؟
قال : حب الله ورسوله.
قال : «أنت مع من أحبيت». (أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 82)
ص: 253
(795) 4 (1)- أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا محمد بن علي بن إبراهيم قال : حدثنا داوود بن سليمان أبو محمد المروزي قال : حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي قال : حدثنا نوح بن أبي مريم، عن إبراهيم الصائغ، عن سلمة بن کهیل، عن عيسى، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن
عبدالله بن مسعود قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا يكون العبد مؤمنا حتى أكون أحب إليه من نفسه ومن
ص: 254
ولده وماله وأهله».
قال : فقال بعض القوم : یا رسول الله، إنا لنجد ذلك بأنفسنا.
فقال لئلا : «بل أنا أحب إلى المؤمنين من أنفسهم».
ثم قال : «أرأيتم لو أن رجلا سطا على واحد منكم فنال منه باللسان واليد، كان العفو منه أفضل أم السطوة عليه والانتقام منه»؟
قالوا: بل العفو، یا رسول الله.
قال : «أفرأيتم لو أن رجلا ذكرني عند أحد منكم بسوء وتناولني بيده كان الانتقام منه والسطوة عليه أفضل أم العفو عنه»؟
قالوا : بل الانتقام منه أفضل.
قال: «فأنا إذن أحب إليكم من أنفسكم».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحدیث 88)
(796) 5(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسني (رضی الله عنه) قال : حدثنا موسی بن عبدالله بن الحسن قال : حدثني أبي، عن جدي ، عن أبيه عبدالله بن حسن ، عن أبيه وخاله علي بن الحسين ، عن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب :
عن أبيهما علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : «جاء رجل من الأنصار إلى النبي فقال : يا رسول الله، ما استطيع فراقك، وإني لأدخل منزلي فأذكرك، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة فرفعت في أعلى عليين ، فكيف لي بك يا نبي الله ؟ فنزلت :﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾(2)، فدعا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الرجل فقرأها عليه، وبشره بذلك».
(أمالي الطوسي : المجلس 29، الحديث 16)
ص: 255
(797)1(1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن الحسن ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال :سمعته (2)يقول : «ما لكم تسوؤن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) »؟
فقال رجل : جعلت فداك، وكيف نسوؤه؟
فقال : «أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية الله ساءه ذلك ، فلاتسووا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وسروه».
(أمالی المفيد: المجلس 23، الحديث 29)
(789)2 (3)- أبو جعفر الطوسي قال : قرئ على أبي القاسم(4) علي بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، في منزله ببغداد في الربض بباب المحول، في صفر سنة عشر و
ص: 256
أربع مئة ، حدثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادراني أبو منصور ببادرایا ، في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال : حدثني محمد بن عبد الحميد وعبدالله بن الصلت، عن حنان بن سدير ، عن أبيه، قال إبراهيم: وحدثني عبد الله بن حماد، عن سدير ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو في نفر من أصحابه: «إن مقامي بين أظهركم خير لكم وإن مفارقتي إياكم خير لكم». .
فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري وقال : يا رسول الله، أما مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا، فكيف تكون مفارقتك إيانا خيرا لنا ؟!
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما مقامی بين أظهركم خير لكم، لأن الله عز وجل يقول :﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾(1)يعني يعذبهم بالسيف، فأما مفارقتي إياكم فهو خير لكم، لأن أعمالكم تعرض على كل اثنين و خميس، فما كان من حسن حمدت الله تعالى عليه، وما كان من سيئ استغفرت لكم».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 68)
ص: 257
(799 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أحمد بن النضر الخراز، عن عمرو بن شمر، عن جابر :عن أبي جعفر ؟ قال : «کان غلام من اليهود يأتي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كثيرا حتى استحبه(2) ، وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم، فافتقده أياما فسأل عنه ؟ فقال له قائل : تركته في آخر يوم من أيام الدنيا.
فأتاه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في ناس من أصحابه، وكان [له ](3) لا بركة لايكاد يكلم أحدا إلا أجابه ، فقال : يا فلان . ففتح عينيه وقال : لبيك يا أبا القاسم.
قال : أشهد أن لا إله إلا الله و أتي [محمد] رسول الله .
فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثم ناداه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الثانية وقال له مثل قوله الأول، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثم ناداه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه فقال أبوه : إن شئت فقل وإن شئت فلا.
فقال الغلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ومات مكانه.
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : لأبيه: أخرج عنا، ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: غسلوه وكفنوه وائتوني به أصلي عليه. ثم خرج وهو يقول : الحمد لله الذي أنجي بي اليوم نسمة من النار».
(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله إلا أن فيه : «فقال : يا غلام». وفيه : «ثانية ... ثالثة...». وفيه : «وأنك رسول الله».
وفيه : «و آتوني به لأصلي عليه».
(امالی الطوسی: المجلس 15، الحديث 37)
ص: 258
(800)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني (رضی الله عنه) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا محمد بن عبدالله الكوفي قال : حدثنا همام قال : حدثنا علي بن جميل الرقي قال : حدثنا ليث، عن مجاهد:
عن عبدالله بن عباس قال : كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ورسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فينا، فرأينا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وقد أشار بطرفه إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت ، فقال لها: «أقبلي». فأقبلت، ثم قال لها : «أقبلي» .
فأقبلت، ثم قال لها : «أقبلي». فأقبلت، فرأينا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد قام قائما على قدميه ، فأدخل يديه في السحاب حتى استبان لنا بیاض إبطي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوءة رطبا، فأكل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من الجام، وسبح الجمام في كفت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فناوله علي بن أبي طالب، فأكل علي(عليه السلام) من الجام، فسبح الجام في كفت علي (عليه السلام).
فقال رجل: يا رسول الله ، أكلت من الجام وناولته علي بن أبي طالب ! فأنطق الله عز وجل الجام وهو يقول : «أشهد أن لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور، اعلموا معاشر الناس أني هدية الصادق إلى نبيه الناطق ، ولا يأكل مني إلا نبي أو وصي نبي» .
(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 13)
ص: 259
(801) 2(1)- حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أبويوسف يعقوب بن محمد البصري قال : حدثنا ابن عمارة قال : حدثنا علي بن أبي الزعزاع البرقي قال : حدثنا أبو ثابت عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير:
عن عبدالله بن عباس قال : جاع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) جوعا شديدا، فأتى الكعبة فتعلق بأستارها فقال: «رب محمد، لاتجع محمدا أكثر مما أجعته».
قال : فهبط جبرئیل(علیه السلام) ومعه لوزة، فقال: «يا محمد، إن الله جل جلاله يقرئ عليك السلام».
فقال: «يا جبرئيل ، الله السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام».
فقال : «إن الله يأمرك أن تفك عن هذه اللوزة». .
ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها: «لا إله إلا الله ، محمد
رسول الله ، أيدت محمدأ بعلي، ونصرته به، ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه ، واستبطأه في رزقه».
(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 9)
(802 )3(2)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن یحیی الفحام قال : حدثني عمي عمر بن يحيى قال : حدثنا أبو بكر محمد بن سلیمان بن
ص: 260
عاصم قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال : حدثنا علي بن الحسن الأموي(1) قال : حدثنا محمد بن جرير قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء بمكة ، قال : حدثني يوسف بن عطية الصفار، عن ثابت : عن أنس بن مالك قال : أمرني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن أسرج بغلته «الذلول» وحماره «اليعفور»، ففعلت ما أمرني به رسول الله ، فاستوى على بغلته واستوى على(عليه السلام)حماره، وسارا وسر معهما، فأتينا سطح جبل فنزلا وصعدا حتى صارا إلى ذروة الجبل، ثم رأيت غمامة بيضاء کدارة (2) الكرسي وقد أظلتهما، ورأيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد مد يده إلى شيء يأكل، وأطعم عليا(عليه السلام)حتى توهمت آنهما قد شبعا، ثم رأيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد مد يده إلى شيء وقد شرب وسقی عليا (عليه السلام)حتى قدرت آنهما قد شربا ريا، ثم رأيت الغمامة وقد ارتفعت، ونزلا فركبا وسارا و سرت معهما، فالتفت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فرأى في وجهي تغيرا، فقال: «ما لي أرى وجهك متغيرا» ؟
فقلت : ذهلت (3) مما رأيت .
فقال : «فرأيت ما كان» ؟
فقلت : نعم ، فداك أبي وأمي يا رسول الله .
قال : «يا أنس، والذي خلق ما يشاء، لقد أكل من تلك الغمامة ثلاث مئة وثلاثة عشر نیية وثلاث مئة وثلاثة عشر وصيا، ما فيهم أكرم على الله مني، ولافيهم وصي أكرم على الله من علي». .
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 87)
ص: 261
(803) 4(1)- حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن يعقوب بن عیسی بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخراز - إملاء في منزله - قال : حدثنا أبو زيد محمد بن الحسين بن مطاع المسلي، إملاء، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن جبر القواس خال ابن الكردي ، قال : حدثنا محمد بن مسلمة (2) الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا ثابت:عن أنس بن مالك قال : ركب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ذات يوم بغلته ، فانطلق إلى جبل آل فلان وقال : «يا أنس ، خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا، تجد عليا يسبح بالحصى، فاقرأه مني السلام واحمله على البغلة وآت به إلى».
قال أنس : فذهبت فوجدت عليا (عليه السلام)كما قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فحملته على البغلة فأتيت به إليه ، فلا أن بصر به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «السلام عليك يا رسول الله».
قال : «وعليك السلام يا أبا الحسن، فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا
ص: 262
مرسلا، ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الأخوة أحد إلا وأنت خير منه».
قال أنس : فنظرت إلى سحابة قد أظلتها ودنت من رؤوسها، فمد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يده إلى السحابة ، فتناول عنقود عنب فجعله بينه وبين على، وقال: «كل يا أخي، فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك».
قال أنس : فقلت: يا رسول الله ، على أخوك ؟
قال : «نعم، علي أخي».
فقلت : يا رسول الله ، صف لي كيف علي أخوك ؟
قال : «إن الله عز وجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ، ثم نقله إلى لب شیث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في طلب عبد المطلب ، ثم شقه الله عز وجل بنصفين ، فصار نصفه في أبي عبدالله بن عبدالمطلب ، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، وعلي من النصف الآخر، فعلي أخي في الدنيا والآخرة».
ثم قرأ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾(1)
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 84)
(804) 5(2) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عیسی قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه، عن جده، عن آبائه :
ص: 263
عن علي(عليه السلام) قال : «انشق القمر بمكة فلقتين ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : اشهدوا
ص: 264
اشهدوا بهذا» .
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 37)
(805)6 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا نصر بن القاسم بن نصر أبو الليث الفرائضي ، وعمرو بن أبي حسان الزيادي قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : حدثنا ديلم بن غزوان العبدي وعلي بن أبي سارة الشيباني قالا: حدثنا ثابت البناني :
عن أنس بن مالك : أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عز وجل، فقال لرسول النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : أخبرني عن هذا الذي تدعوني إليه ، أين فضة هو؟ أم من ذهب ؟ أم من حديد ؟ فرجع إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) و أخبره بقوله ، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ارجع إليه فادعه» .
قال : يا نبي الله ، إنه أعتى من ذلك.
قال : «ارجع إليه».
فرجع إليه فقال كقوله، فبينما هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة ، فألقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف (1) رأسه، فأنزل الله عز و جل:﴿ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾(2).
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 33)
ص: 265
(806)(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا علي بن حماد البغدادي، عن بشر بن غیاث المريسي قال : حدثني أبويوسف يعقوب بن إبراهيم، عن أبي حنيفة، عن عبد الرحمان السلماني، عن حنش بن المعتمر :
عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : «دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فرجهني إلى اليمن لأصلح بينهم، فقلت : يا رسول الله، إنهم قوم كثير، ولهم ، وأنا شاب حدث.
فقال : يا علي، إذا صدرت بأعلى عقبة أفيق، فناد بأعلى صوتك : یا شجر، یا مدر ، یا ثری ، محمد رسول الله يقرؤكم السلام».
قال : «فذهبت، فلا صرت بأعلى العقبة أشرف على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم، وون استتهم، متكبون سهم، شاهرون سلاحهم، فنادیت بأعلى صوتي : يا شجر، یا مدر، یاثری، محمد
رسول الله يقرؤكم السلام».
قال : «فلم تبق شجرة ولامرة ولاثرى إلا ارج بصوت واحد : وعلى محمد
ص: 266
رسول الله وعليك السلام. فاضطريت قوائم القوم، و ارتعدت رکبهم، ووقع السلاح من أيديهم، وأقبلوا إلى مسرعين ، فأصلحث بينهم وانصرفت».
(أمالي الصدوق : المجلس 40، الحديث 1)
(807) 2(1)- وعن سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس ، عن أبيه قال :
قال أبو طالب للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا ابن أخي، الله أرسلك ؟
قال : «نعم».
قال : فأرني آية . قال : أدع لي تلك الشجرة.
فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه، ثم انصرفت. فقال أبو طالب : أشهد أنك صادق ، یا على صل جناح ابن عمك.
(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 11)
(808) 3 (2)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی الفحام قال : حدثني عمي عمر بن يحيى قال : حدثنا أبو بكر محمد بن سلیمان بن عاصم قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال : حدثنا علي بن الحسن الأموي، عن جعفر الأموي، عن العباس بن عبدالله ، عن سعد بن طریف، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي مريم:
عن سلمان قال : كنا جلوسا عند النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
ص: 267
فناوله النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حصاة، فما استقرت الحصاة في كفت علي(عليه السلام)حتى نطقت، وهي تقول: «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، رضيت بالله ربا، وبمحمد نبيا، وبعلي بن أبي طالب وليا».
ثم قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من أصبح منكم راضيا بالله وبولاية علي بن أبي طالب، فقد أمن خوف الله وعقابه».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 88)
(809) 4(1) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عیسی قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه، عن جده، عن آبائه(عليهم السلام):عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «إني لأعرف حجرة كان يسلم علي بمكة قبل أن أبعث ، إني الأعرفه الآن».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 36)
ص: 268
(810)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أحمد بن النصر قال : حدثني أبوجميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة:
عن علي قال : إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها عبدة ، فقالوا: يا عبدة ، قد علمت أن محمدا قد هد رکن بني إسرائيل، وهدم اليهودية، وقد غالى الملأ من بني إسرائيل(2) بهذا السم له، وهم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه الشاة. فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها، ثم جمعت الرؤساء في بيتها، وأتت
ص: 269
رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالت : يا محمد ، قد علمت ما توجب لي [من حق الجوار](1)، وقد حضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك.
فقام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ومعه علي الا وأبودجانة وأبوأيوب وسهل بن حنیف وجماعة من المهاجرين، فلا دخلوا وأخرجت الشاة ، سدت اليهود آنافها بالصوف وقاموا على أرجلهم وتوگاوا على عصيهم ، فقال لهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «اقعدرا».
فقالوا : إنا إذا زارنا نبي لم يقعد ما أحد وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به. وكذبت اليهود عليها لعنة الله ، إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه ، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلمت كيفها فقالت : مه یا محمد، لا تأكلني فإني مسمومة.
فدعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عبدة فقال لها: «ما حملك على ما صنعت» ؟!
فقالت : قلت : إن كان نبيا لم يضره، وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه.
فهبط جبرئیل (علیه السلام): فقال : السلام يقرؤك السلام ويقول قل : «بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن، وبه ع كل مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض ، و بقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد، وانتكس كل شيطان مريد، من شر السم و السحر واللمم، بسم العلي (2) الملك الفرد الذي لا إله إلا هو ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾(3)
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ذلك ، وأمر أصحابه فتكلموا به، ثم قال : «کلوا»، ثم أمرهم أن يحتجموا(4).
(أمالي الصدوق : المجلس 40، الحديث 2)
ص: 270
(811)2(1) - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهم قالوا : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن أبي بصير قال:قال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام)لرجل من أصحابه : «ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر رحمة الله عليهما»؟
فقال الرجل - وأخطأ -: أما إسلام سلمان فقد علمت، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر.
فقال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): «إن أباذر رحمة الله عليه كان في بطن مر(2) يرعی غنما له، إذ جاء ذئب عن يمين غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه، فجاء الذئب عن يسار غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه، ثم قال له : والله مارأيت ذئبا أخبث منك ولاشرا. فقال الذئب : شر - والله - مني أهل مكة، بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 1)
يأتي تمامه في الباب 8 من أبواب مايتعلق برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أزواجه و عشائره وأصحابه .
ص: 271
(812)3 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان(رحمه الله) قال : حدثنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدثنا أبو عمر محمد بن عبدالواحد الزاهد قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدثنا يونس بن بکیر، عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري قال : حدثني شهر بن حوشب : عن أبي سعيد الخدري أنه قال : بینا رجل من أسلم في غنيمة له یهش عليها ببیداء ذي الحليفة، إذ عدا عليه الذئب، فانتزع شاة من غنمه، فهجهج به(2) الرجل و رماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته.
قال : فأقبل الذئب حتى أقعی مستثفرا(3) بذنبه مقابلا للرجل، ثم قال له : أما اتقیت الله عز وجل، حلت بيني وبين شاة رزقنيها الله ؟
فقال الرجل : بالله ما سمعت کالیوم قط.
فقال الذئب : مم تعجب؟
قال : أعجب من مخاطبتك إياي .
ص: 272
فقال الذئب : أعجب من ذلك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا(1) ويحدثهم بما هو آت ، وأنت هاهنا تتبع غنمك.
فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى إذا أدخلها قباء قرية الأنصار سأل عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فصادفه في بيت أبي أيوب، فأخبره خبرالذئب.
فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «صدقت، أحضير العشية، فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا فأخبرهم ذلك».
فلما صلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الظهر واجتمع الناس إليه أخبرهم الأسلمي خبر الذئب ، فقال لهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «صدق صدق صدق، فتلك الأعاجيب بين يدي الساعة، أما والذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أرالغدرة فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله ما أحدث أهله من بعده».
(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 17)
(813) 4(2)- أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني محمد بن عمر الصيرفي قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبي قال : حدثنا عبدالله بن شبيب قال : حدثني هارون بن عبدالرحمان بن حاطب بن أبي بلتعة قال : حدثني زکریا بن إسماعيل الزيدي من ولد زید بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن عمه سلیمان بن زید بن ثابت الأنصاري: عن زيد بن ثابت قال : خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى وقفنا في مجمع طرق، فطلع أعرابي بخطام بعير حتى وقف على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته .
فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «وعليك السلام».
ص: 273
قال : كيف أصبحت ، بأبي أنت وأمي ، یا رسول الله ؟
قال له : «أحمد الله إليك كيف أصبحت».
قال : وكان وراء البعير الذي يقوده الأعرابي رجل فقال : يا رسول الله، إن هذا الأعرابي سرق البعير. فرغا البعير ساعة ، فأنصت له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يسمع رغاءه.
قال : ثم أقبل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على الرجل فقال : «انصرف عنه، فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب».
قال : فانصرف الرجل ، وأقبل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على الأعرابي فقال : «أي شيء قلت حين جئتني» ؟
قال : قلت : «اللهم صل على محمد حتى لاتبقي صلاة، اللهم بارك على محمد حتى لاتبقى بركة ، اللهم سلم على محمد حتى لايبقی سلام، اللهم ارحم محمدا حتى لاتبقی رحمة» .فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إني أقول : مالي أرى البعير ينطق بعذره، وأری الملائكة قد سدوا الأفق» !
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 13)
(814) 5(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثني أحمد بن عبیدالله بن عمار الثقفي الكاتب قال : حدثنا علي بن محمد بن سلیمان النوفلي قال : حدثنا محمد بن الحارث بن بشیر الزينبي(2) قال : حدثني القاسم بن الفضل بن عميرة العبسي، عن عباد [بن سالم بن كثير] المنقري ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : «مر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بظبية مربوطة بطنب
ص: 274
فسطاط ، فلما رأته أطلق الله عز وجل لسانها فكلمته فقالت : يا رسول الله، إني أم خشفين عطشانين، وهذا ضرعي قد امتلا لبنا، فخلني لانطلق فأرضعها ثم أعود فتربطنی کما کنت.
فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : وكيف وأنت ربيطة قوم و صيدهم ؟
قالت : بلى يا رسول الله ، أنا أجيء فتربطني أنت بيدك كما كنت.
فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن وخلى سبيلها، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت، وقد أفرغت مافي ضرعها، فربطها رسول الله كما كانت، ثم سأل : لمن هذا الصيد ؟ فقيل له : هذه لبني فلان.فأتاهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وكان الذي أقنصها منهم منافقة، فرجع عن تفاقه وحسن إسلامه ، فكلمه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في بيعها ليشتريها منه.
قال : بل أخلي سبيلها فداك أبي وأتي يا نبي الله .
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«لوأن البهائم يعلمن من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا »(1)
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 17)
ص: 275
(815)1(1) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني علي بن بلال المهلبي قال : حدثنا النعمان بن أحمد القاضي الواسطي ببغداد، قال : وأخبرنا إبراهيم بن عرفة النحوي قالا: حدثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي قال : حدثنا عمي سعيد بن خثيم قال: حدثنا مسلم الملائي [وعن أنس بن مالك ](2)قال : جاء أعرابي إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال : فقال : والله يا رسول الله لقد أتيناك ومالنا بعير يئط، ولاغنم يغط(3)، ثم أنشأ يقول:
ص: 276
أتيناك يا خير البرية كلها***لترحمنا ما لقينا من الأزل(1)
أتيناك و العذراء يدمی لبانها***وقد شغلت أم الصبي عن الطفل (2)
وألقي بكقيه الفتي استكانة***من الجوع ضعفا منا يمر ومايحلي (3)
ولاشيء مما يأكل الناس عندنا***سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل (4).
ص: 277
وليس لنا إلا إليك فرارنا*** وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لأصحابه : «إن هذا الأعرابي يشكو قلة المطر وقحطا شدیدا » .
ثم قام يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وكان مما حمد ربه(1)أن قال : «الحمد لله الذي علا في السماء فكان عاليا، وفي الأرض قريبا دانيا، أقرب إلينا من حبل الورید». ورفع يديه إلى السماء وقال: «اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا، مريعا، غدقا، طبقا، عاجلا غير رائث، نافعا غير ضائر، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع(2) وتحيي به الأرض بعد موتها». فما رد يديه(3)حتى أحدق السحاب بالمدينة كالاكليل، والتقت السماء بأردافها(4)، وجاء أهل البطاح يضجون: یا رسول الله ، الغرق الغرق.
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «اللهم حوالينا ولا علينا».
فانجاب السحاب عن السماء، فضحك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال: «لله در أبي طالب لوكان حي لقرت عيناه ، من ينشدنا قوله»؟
فقام عمر بن الخطاب فقال : عسى أردت یا رسول الله :
وما حملت من ناقة فوق رحلها(5)*** أبر و أوفي ذمة من محمد
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ليس هذا من قول أبي طالب ، بل من قول حسان بن ثابت(6) ».
ص: 278
فقام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : كانك أردت یا رسول الله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه*** ربيع (1)اليتامی عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم*** فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله نبزي محمدا (2) ***ولما نماصع دونه ونقاتل
ونسمله حتى نصرع حوله*** ونذهل عن أبنائنا والحلائل(3)
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أجل». فقام رجل من بني كنانة فقال :
لك الحمد والحمد من شكر*** سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة ***وأشخص منه إليه البصر
ولم يك إلا كقلب الرداء (4)*** وأسرع حتى أتانا المطر (5)
دفاق العزائل وجم البعاق(6)*** أغاث به الله عليا مضر
فكان كما قاله عمه*** أبو طالب ذا رواء غزر
به الله يسقي صیوب الغمام*** فهذا العيان وذاك الخبر
ص: 279
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «بوأك الله ياكناني (1)بكل بيت قلته بيتا في الجنة».
(أمالي المفيد : المجلس 36، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغایرات جزئية ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 19)
(816)2(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعکبري قال : حدثنا محمد بن همام بن سهيل قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن خالد الطيالسي الخراز قال : حدثنا أبو العباس رزیق بن الزبير الخلقاني:
عن أبي عبد الله ؟ قال : «إن قوما أتوا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالوا : یا رسول الله، إن بلادنا قد قحطت، وتأخر عنا المطر، وتوالت علينا السنون، فاسأل الله عز وجل أن يرسل السماء علينا. فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بالمنبر، فأخرج واجتمع الناس ، فصعد المنبر ودعا، وأمر الناس أن يؤمنوا، فلم يلبث أن هبط جبرئيل ؟ فقال : يا محمد ، أخبر الناس أن ربك قد وعدهم أنهم ظرون يوم كذا وكذا».
قال : «فلم يزل الناس يتبعون ذلك اليوم وتلك الساعة حتى إذا كانت الساعة أهاج الله ريحة، فأثارت سحابة، وجلت السماء، وأرخت عزاليها، فجاء أولئك النفر بأعيانهم إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله ، ادع الله أن يكف عنا السماء ، فإنا قد كدنا أن نغرق، فاجتمع الناس ، ودعا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأمرهم أن يؤمنوا، فقال له رجل : يا رسول الله ، أسمعنا، فإن كل ما تقول ليس نسمع.
فقال : قولوا «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم صبها في بطون الأودية ، وفي منابت الشجر، وحيث يرعى أهل الوبر ، اللهم اجعله رحمة، ولا تجعله عذابا».
(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 31)
ص: 280
(817)3 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن صقر الصائغ قال : حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال : حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم قال : حدثنا سويد بن عبدالعزيز الدمشقي، عن عبدالله بن لهيعة، عن أبي قبيل:
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه فرجع منهزما، فدفعها إلى آخر فرجع يحبن أصحابه و يجبنونه، قد رد الراية منهزما، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه».
فلما أصبح قال : «ادعوا لي عليا» .
فقيل له : يا رسول الله ، هو رمد.
فقال : «ادعوه».
فلما جاء تفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في عينيه وقال : «اللهم ادفع عنه الحر والبرد». ثم دفع الرايه إليه ومضى، فما رجع إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلا بفتح خيبر، الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 10)
سيأتي تمامه في باب غزوة خيبر.
(818) 4(1) - أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثني الحسن بن حماد بن حمزة أبوعلي - من أصل كتابه - قال : حدثنا الحسن
ص: 281
بن عبدالرحمان بن [محمد بن عبدالرحمان بن ]أبي ليلى قال: حدثنا محمد بن سلیمان[ بن عبدالله ابن ]الأصفهاني(1) [أبوعلي الكوفي] ، عن [عمه] عبدالرحمان [بن عبدالله ابن] الأصفهاني(2)، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى:
ص: 282
عن علي بن أبي طالب قال : «دعاني النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وأنا أرمد [العين ](1)، فتفل في عيني ، و شد العمامة على رأسي وقال : «اللهم أذهب عنه الحر والبرد». فما وجدت بعدها حرا ولابردا».
(أمالي المفيد : المجلس 38، الحدیث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 46)
(819) 5 - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال :حدثنا أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : حدثنا محمد بن القاسم قال : حدثنا أبوعمران موسی بن محمد الخياط قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الخراساني- وهو ابن أبي إسرائيل - قال : حدثنا شريك [ بن عبدالله النخعي] ، عن عبدالله
بن عمر (2)، عن أبي سلمة [بن عبد الرحمان بن عوف ]:
عن أبي هريرة قال : أصابنا عطش في الحديبية ، فجهشنا إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فبسط يديه بالدعاء ، فتألف السحاب وجاء الغيث ، فروينا منه.
قال أبو الطيب : قال الأصمعي : الجهش : أن يفزع الإنسان إلى الإنسان. قال أبو عبيدة : هي مع فزعه كأنه يريد البكاء. وفي لغة أخرى : أجهشت إجهاشا فأنا مجهش ، ومنه قول لبيد :
قالت تشكي إلى النفس مجهشة*** وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا ***وفي الثلاث وفاء للثمانينا
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 16)
ص: 283
(820 )6- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر:
عن علي (عليه السلام)(في حديث شوری عمر) أنه قال : «فهل فيكم رجل قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطين الراية رجلا غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غیر فرار، لايوتي الدبر ، يفتح الله على يديه». وذلك حيث رجع أبو بكر وعمر منهزمين، فدعاني وأنا أرمد، فتفل في عيني وقال : «اللهم اذهب عنه الحر والبرد» فما وجدت بعدها حرا ولابردا يؤذياني ، ثم أعطاني الراية ، فخرجت بها، ففتح الله على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب، وسبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
يأتي تمامه في كتاب الملاحم والفتن.
(821)7 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني ، وأبو عبيد الله محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي قالا: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن عبدالله بن ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبدالله(1)، عن عبيد الله بن أبي رافع :
عن أبیه أبي رافع قال : لما اجتمع أصحاب الشوری وهم ستة نفر وهم : علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعد بن مالك، وعبدالرحمان بن عوف، أقبل عليهم علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال : «أنشدكم الله أيها النفر، هل فيكم من أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «منزلتك متي يا علي منزلة هارون من موسی» ،
ص: 284
أتعلمون قال ذلك لأحد غيري»؟
قالوا: اللهم لا ، الحديث.
(أمالي الطوسي :المجلس 20، الحديث 1)
تقدم تمامه في باب الشورى من أبواب الفتن.
(822 )8- وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جوریه الجنديسابوري من أصل كتابه ، قال : حدثنا علي بن منصور الترجماني قال : أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال : حدثنا شريك بن عبدالله النخعي القاضي ، عن أبي إسحاق:
عن عمرو بن میمون الأودي(1)، أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال : إن قوما ينالون منه، أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) منهم حذيفة بن اليمان وکعب بن عجرة يقول كل رجل منهم: «لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر» (إلى أن قال :) وهو صاحب باب خیبر، وهو صاحب الراية يوم خیبر، وتفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يومئذ في عينيه وهو أرمد، فما اشتكاهما من بعد، ولا وجد حرا أو برد بعد يوم ذلك.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 8)
يأتي تمامه في باب فضائل أميرالمؤمنين الا من كتاب الإمامة.
ص: 285
(823)(1)1- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عاصم ، عن عبد الرحمان بن أبي عمرة(2):
عن أبيه قال : كنا بأرض الروم، فأصاب الناس جوع، فجاءت الأنصار إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فاستأذنوه في نحر الإبل، فأرسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى عمر بن الخطاب فقال : «ما تري» ؟ قال : «الأنصار قد جاءوا يستأذنوني في نحر الإبل».
فقال : يا نبي الله ، فكيف لنا إذا لقينا العدو غدا رجلا جياعا.
فقال : «ما ترى»؟
قال : مر أبا طلحة فليناد في الناس بعزمة منك : لايبق أحد عنده طعام إلا جاء به ، وبسط الأنطاع فجعل الرجل يجيء بالمد ونصف المد وثلث المد، فنظرت إلى جميع ما جاءوا به ، فقلت :سبع وعشرون صاعا أو ثمانية وعشرون صاعة لايجاوز الثلاثين ،واجتمع الناس يومئذ إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم يومئذ أربعة آلاف رجل، فدعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بأكثر دعاء سمعته قط، ثم أدخل يده في الطعام، ثم قال للقوم :
ص: 286
لايبادرن أحدكم صاحبه ، ولا يأخذن أحدكم حتى يذكر اسم الله».فقامت أول دفعة فقال : «اذکروا اسم الله ثم خذوا».
فأخذوا فملأوا كل وعاء وكل شيء، ثم قام الناس فأخذوا فملا واكل وعاء وكل شيء، ثم بقي طعام كثير ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، والذي نفسي بيده لايقولها أحد إلا حرمه الله على النار».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 9)
(824)2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)( في حديث ) قال : دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال لي : يا علي، إن الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين» (إلى أن قال :) فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا(1) من لبن، ثم اجمع بني عبدالمطلب حتى أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا یزیدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس و أبولهب.
فلما اجتمعوا له (صلی الله عليه وآله وسلم) و دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) جذمة (2)من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال : خذوا بسم الله. فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشيء من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.
فلما أراد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يكلمهم بدره أبولهب إلى الكلام فقال : لشد ما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول،
ص: 287
فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم أجمعهم لي».
قال : «ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقريته لهم، ففعل کما فعل بالأمس ، وأكلوا حتى ما هم به من حاجة ، ثم قال : اسقهم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحدیث 11)
سيأتي تمامه مسندا في الباب الأول من أبواب أحواله (صلی الله عليه وآله وسلم) من البعثة إلى الهجرة .
ص: 288
(825)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو بكر الجعابي قال : حدثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا الحسين بن عبد الله (2)الأبلي قال : حدثنا أبو خالد الأسدي، عن أبي بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد الحنفي، عن جميع بن عمير قال:
سمعت عبدالله بن عمر بن الخطاب يقول : انتهى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى العقبة فقال:«لايجاوزها أحد». فعوج الحكم بن أبي العاص فيه مستهزئا به (صلی الله عليه وآله وسلم) .
وقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من اشتری شاة مصراة فهو بالخيار».
فعوج الحكم فمه، فبصر به النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فدعا عليه، فصرع شهرين ثم أفاق، فأخرجه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عن المدينة طريدا ونفاه عنها.
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 47
ص: 289
(826)1(1)-أبو جعفر الطوسي قال :أخبرنا حمویه بن علي بن حمويه قال : أخبرنا أبوالحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي قال : حدثنا مكي بن مروك الأهوازي قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا وهب بن جریر بن حازم (2) قال : حدثنا أبي[قال :] سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان:
عن أم سلمة :أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أوصى عند وفاته : «يخرج (3) اليهود من جزيرة العرب».
وقال : «الله الله في القبط(4) فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة و أعوان في سبيل الله».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 53)
(827 )2- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبوسعد داوود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول النحوي ب-«الأنبار»، قال : حدثني جدي إسحاق بن البهلول التنوخي قال : حدثني أبي البهلول بن حسان قال : حدثني طلحة بن زید الرقي، عن الوضين بن عطاء ، عن عمیر بن هاني العبسي، عن جنادة بن أبي أمية ،
ص: 290
عن عبادة بن الصامت :
عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال : «ستكون فتن لايستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد ولا لسان».
فقال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: «یا رسول الله، وفيهم يومئذ مؤمنون» ؟
قال : «نعم».
قال : «فينقص من إيمانهم شيئا» ؟
قال : «لا، إلأ كما ينقص القطر من الصفا، إنهم يكرهونه بقلوبهم».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 3)
أقول : يأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في أبواب الفتن من كتاب الإمامة .
ص: 291
(828)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد(رحمه الله) قال : حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري، عن محمد بن
أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن
أبان بن عثمان، عن كثير النواء:
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) (في حديث في فضيلة شهر رجب) قال :«في اليوم السابع و العشرين منه نزلت النبوة فيه على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ومن صام هذا اليوم كان ثوابه ثواب من صام ستين شهرا».
(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 21)
يأتي تمامه في كتاب الصوم .
(829)2(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جریر الطبري سنة ثمان وثلاث مئة ، قال :حدثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدثنا سلمة بن الأبرش قال : حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم.
ص: 292
قال أبو المفضل : وحدثنا محمد بن محمد بن سلیمان الباغندي - واللفظ له - قال :
حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال : حدثني سلمة بن صالح الجعفي، عن سلیمان الأعمش وأبي مريم جميعا، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل، عن عبدالله بن عباس :
عن علي بن أبي طالب قال : «لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾(1) دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال لي : يا علي، إن الله تعالى أمرني
ص: 293
أن أنذر عشيرتي الأقربين».
قال : «فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت على ذلك، وجاءني جبرئيل(عليه السلام) فقال : يا محمد، إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك عز وجل، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملا لنا عسا(1) من لبن ، ثم اجمع بني عبدالمطلب حتى أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا یزیدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبوطالب وحمزة والعباس وأبولهب.
فلما اجتمعوا له (صلی الله عليه وآله وسلم) دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) جذمة (2)من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال : خذوا بسم الله . فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشيء من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس على بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك المح فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلا أراد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يكلمهم بدره أبولهب إلى الكلام فقال : لشد ماسحركم صاحبكم ! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم أجمعهم لي».
قال : «ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى ما هم به من حاجة، ثم قال : اسقهم ، فجئتهم بذلك العش فشربوا حتى رووا منه جميعا.
ثم تكلم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري،
ص: 294
فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي ؟».
قال : «فأمسك القوم وأحجموا عنها جميعا».
قال : «فقمت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم(1) عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم (2) ساقا، فقلت : أنا يا نبي الله أكون وزیرك على ما بعثك الله به».
قال : «فأخذ بيدي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي و وزیري وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا».
قال : «فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع».
(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحديث 11)
(830)3(3) - وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن صالح(4)، عن زيد بن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رقدت بالأبطح على ساعدي ،وعلي عن يميني ، وجعفر عن يساري، وحمزة عند رجلي».
قال : «فنزل جبرئیل و میکائیل وإسرافيل، ففزعت لخفق أجنحتهم».
قال : «فرفعت رأسي، فإذا إسرافيل يقول لجبرئيل : إلى أي الأربعة بعثت
ص: 295
وبعثنا معك».
قال : «فركض برجله فقال : إلى هذا، وهو محمد سيد النبيين.
ثم قال : من هذا الأخر؟
قال : هذا أخوه ووصيه وابن عمه، وهو سيد الوصيين.
ثم قال : فمن الأخر؟
قال : جعفر بن أبي طالب، له جناحان خضیبان ، يطير بهما في الجنة».
قال : «ثم قال : فمن الأخر؟
قال : عمه حمزة وهو سيد الشهداء يوم القيامة».
(أمالي الطوسي : المجلس 43، الحديث 7)
(831) 4 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن عمر المحافظ البغدادي قال :حدثنا أحمد بن عبدالعزيز بن الجعد قال : حدثنا عبد الرحمان بن صالح قال : حدثنا شعیب بن راشد، عن جابر:عن أبي جعفر(عليه السلام)قال : قام علي(عليه السلام)يخطب الناس بصقين يوم جمعة، وذلك قبل الهرير بخمسة أيام، فقال: (إلى أن قال :) «ولا سواء من صلى قبل كل ذکر،لم يسبقني بالصلاة غير نبي الله».
(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 10)
يأتي تمامه في الباب 7 - ما وقع بصفين - من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان ، من کتاب الفتن .
ص: 296
(832)(1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :
أخبرنا أبوعمر محمد بن عبد الواحد النحوي قال : حدثنا محمد بن عمار العبسي قال : حدثنا أحمد بن طارق الوابشي قال : حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبیدالله ، عن عون بن[ عبیدالله بن] أبي رافع ، عن أبيه :
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : «دخلت على نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيته من الخلق ، والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نائم، فلما دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمك، فأنت أحق به مني. فدنوت منهما، فقام الرجل و جلست مكانه ووضعت رأس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في حجري كما كان في حجر الرجل، فمكثت ساعة، ثم إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) استيقط فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره ؟
فقلت : لما دخلت عليك دعاني إليك ثم قال : ادن إلى ابن عمك، فأنت أحق به مني، ثم قام فجلست مکانه.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : فهل تدري من الرجل ؟ قلت : لا بأبي وأتي.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : ذاك جبرئیل (صلی الله عليه وآله وسلم) ، كان يحدثني حتى خف عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره».
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 87)
(833) 2(2) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا عبد الله بن سلیمان بن
ص: 297
الأشعث السجستاني قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زید النهشلي شاذان قال : حدثنا زكريا بن يحيى الحزاز قال : حدثنا مندل بن علي العنزي ، عن الأعمش ، عن سعید بن جبير: عن ابن عباس قال : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في بيته ، فغدا إليه علي في الغداة، وكان يجب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في صحن الدار، و إذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال : «السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) »؟.
قال : بخير، يا أخا رسول الله.
فقال علي(عليه السلام): «جزاك الله عنا أهل البيت خيرا».
قال له دحية : إني أحبك، و إن لك عندي مديحة أهديها إليك : «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين ، وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) وحزبه إلى الجنان، قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلاك، محبو محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) محبوك ، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) » ادن من صفوة الله.
فأخذ رأس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فوضعه في حجره، فانتبه النبي ؟ فقال : ما هذه الهمهمة ؟ فأخبره الحديث ، فقال : «لم يكن دحية، كان جبرئیل(عليه السلام)، سماك باسم سماك الله تعالى به، وهو الذي ألقى محبتك في قلوب المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين».
قال أبو المفضل : سمعت عبد الله بن أبي داوود قبل أن يبني له المنبر، يعتذر إلى أبي عبدالله المستملي من النصب، ثم أملي ذلك المجلس كله من حفظه في فضائل
أمير المؤمنين ، وهذا الحديث أول ما بدأ به.
(أمالي الطوسي : المجلس 27، الحديث 7)
ص: 298
(834 )3(1)سبت سبتا: نام. وفي بعض النسخ : «السنة» .(2)- أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال :أخبرني أبومحمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير:
عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال : قال بعض أصحابنا - أصلحك
الله : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) [إذا أتاه الوحي من الله وبينها جبرئیل (عليه السلام)يقول : هو ذا جبرئيل، ](3) ويقول جبرئيل ، وهذا جبرئيل يأمرني (4) ثم يكون في حال أخرى يغمى عليه؟
قال : فقال أبو عبد الله(عليه السلام): «إنه إذا كان الوحي من الله إليه ليس بينهما
جبرئیل (عليه السلام)، أصابه ذلك لثقل الوحي من الله، وإذا كان بينهما جبرئیل(عليه السلام)لم يصبه ذلك ، فيقول : قال لي جبرئيل ، وهذا جبرئيل يأمرني».
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحدیث 29)
ص: 299
(835 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن[ محمد بن سنان ] السناني قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه: عن ثابت بن دینار قال : سألت زین العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟
فقال : «تعالى الله عن ذلك».
قلت : فلم أسرى بنبيه محمد ه إلى السماء؟
قال : «ليريه ملكوت السماء وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه» .
قلت : فقول الله عز وجل : ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾(2)؟
قال : «ذاك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات، ثم تدلی (صلی الله عليه وآله وسلم) فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدني».
(أمالي الصدوق : المجلس : 29، الحديث 22)
(836) 2(3)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب قال :
ص: 300
حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالرحمان الصفار قال : حدثنا محمد بن عیسی الدامغاني قال : حدثنا يحيى بن المغيرة قال : حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرئیل بیدي، فأدخلني الجنة، وأجلسني على درنوك(1) من درانيك الجنة، فناولني سفرجلة، فانفلقت بنصفين ، فخرجت منها حوراء كأن أشفار عينها مقاديم النسور، فقالت : السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا محمد.
فقلت : من أنت يرحمك الله ؟
قالت : أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أنواع: أسفلي من المسك، وأعلاي من الكافور، ووسطي من العنبر، وعجنت بماء الحيوان، قال الجليل :
ص: 301
كوني ، فكنت، خلقت لابن عمك ووصيك ووزيرك علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 12)
(837 )3(1)- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي العسكري قال : حدثنا محمد بن زکریا الجوهري قال : حدثنا محمد بن عمارة(2)، عن أبيه قال : قال الصادق (عليه السلام): «من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا: المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة».
(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 5)
(838)4 (3)- حدثنا أبي (رحمه الله)قال : حدثنا عبدالله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا إبراهيم بن موسی ابن أخت الواقدي شيخ من الأنصار، قال : حدثنا أبو قتادة الحراني ، عن عبد الرحمان بن أبي العلاء الحضرمي ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي الحمراء قال:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رأيت ليلة الإسراء مكتوبا على قائمة من قوائم العرش :
ص: 302
«أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت جنة عدن بيدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بعلي و
ص: 303
نصرته بعلي» .
(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 5)
(839) 5 - حدثنا محمد بن أحمد السناني(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الأسدي الكوفي قال : حدثنا موسی بن عمران التخعي ، عن عمه الحسين بن یزید، عن علي بن سالم ، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : «يا علي، أنت إمام المسلمين ، وأميرالمؤمنين ،
وقائد الغر المحجلين ، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين، وسيد الوصيين و وصي
سيد النبيين.
يا علي، إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهي، ومنها إلى حجب النور، وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته، قال لي : يا محمد . قلت: لبيك ربي وسعديك، تباركت وتعاليت. قال: «إن عليا إمام أوليائي ، ونور لمن أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فبشره بذلك» .
فقال علي(عليه السلام) : «یا رسول الله ، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك»!
قال : «نعم ياعلي، فاشكر ربك».
فخر علي(عليه السلام) ساجد شكرا على ما أنعم به عليه ، فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ارفع رأسك يا علي، فإن الله قد باهي بك ملائكته».
(أمالی الصدوق : المجلس 49، الحديث 16)
(840)6 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثني جعفر بن عبد الله الناونجي ، عن عبد الجبار بن محمد ، عن داوود الشعيري:عن الربيع صاحب المنصور (في حديث) قال : قال المنصور لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): حدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب(عليه السلام)حديثة لم تؤثره العامة .
ص: 304
فقال الصادق(عليه السلام) : حدثني أبي، عن أبيه، عن جده [عليهم السلام]قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء عهد إلى ربي جل جلاله في علي(عليه السلام) ثلاث كلمات، فقال : يا محمد.
قلت: لبيك ربي وسعديك.
فقال عز وجل: إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، فبشره بذلك» .
فبشره النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بذلك، فخر علي(عليه السلام) ساجدا شكرا لله عز وجل، ثم رفع رأسه فقال : «یا رسول الله ، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك» ؟!
قال : «نعم، وإن الله يعرفك، وإنك لتذكر في الرفيق الأعلى».
فقال المنصور: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
(أمالی الصدوق : المجلس 89، الحديث 10)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الصادق(عليه السلام).
(841 )7- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال : حدثني هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدثني عبدة بن سليمان قال : حدثنا كامل بن العلاء قال : حدثنا حبیب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) : «يا علي، أنت صاحب حوضي، و صاحب لوائي (إلى أن قال :) وما عرج بي ربي عز وجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي : يا محمد اقرأ عليا مني السلام، وعرفه أنه إمام أوليائي ، ونور أهل طاعتي ، فهنيئا لك يا علي على هذه الكرامة».
(أمالي الصدوق : المجلس 50، الحديث 14)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .
ص: 305
(842)8(1) - حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس قال :
إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لما أسري به إلى السماء انتهی به جبرئيل إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عز وجل :﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾(2)، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئیل (عليه السلام): «یا محمد، اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لاملك مقرب، ولانبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ، ثم أخرج منه، فأنفض اجنحتي ، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لايفقهها اللسان الأخر».
فعبر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى انتهى إلى الحجب ، والحجب خمس مئة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمس مئة عام، ثم قال : تقدم یا محمد.
فقال له: «یا جبرئيل ، ولم لا تكون معي»؟
قال : ليس لي أن أجوز هذا المكان.
فتقدم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: «أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ، ومن قطعك بتلت (3)، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزیرك» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 56، الحديث 10)
يأتي تمامه في الباب 1 من أبواب النصوص الدالة على إمامة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
ص: 306
(843) 9(1) - حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان:عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) قال : «لا أسري برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى بیت المقدس حمله جبرئیل على البراق ، فأتیا بیت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء، وصلى بها، ورده فمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في رجوعه بعير لقريش، و إذا لهم ماء في آنية، وقد أضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه، فشرب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من ذلك الماء وأهرق باقيه.
فلا أصبح رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لقريش : إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم، وإني مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم، فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك.
فقال أبوجهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ، فسلوه كم الأساطين فيها والقناديل؟ فقالوا: يا محمد، إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس، فصف لنا گم أساطينه وقناديله ومحاريبه . فجاء جبرئیل(عليه السلام) فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه ، فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه، فلا أخبرهم قالوا : حتى تجيء العير ونسألهم عما قلت.
فقال لهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق.
فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون : هذه الشمس تطلع الساعة، فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أورق، فسألوهم عما قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فقالوا: لقد كان هذا، ضل جمل لنا في موضع كذا وكذا، ووضعنا ماء فأصبحنا وقد أهريق الماء. فلم يزدهم ذلك إلا عتوا».
(أمالي الصدوق : المجلس 69، الحديث 1)
ص: 307
(844)10(1) - حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدثنا أبو جرير قال : حدثنا عطاء الخراساني، رفعه:
عن عبد الرحمان بن غنم قال : جاء جبرئيل(عليه السلام)إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بدابة دون البغل وفوق الحمار، رجلاها أطول من يديها، خطوها مد البصر، فلا أراد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يركب امتنعت، فقال جبرئیل(عليه السلام) : إنه محمد. فتواضعت حتى لصقت بالأرض.
قال : فرکب، فكلما هبطت ارتفعت يداها وقصرت رجلاها، وإذا صعدت ارتفعت رجلاها وقصرت يداها، فمرت به في ظلمة الليل على عير محملة ، فنفرت العير من دفيف البراق، فنادى رجل في آخر العير غلاما له في أول العير: یا فلان، إن الإبل قد نفرت، وإن فلانة ألقت حملها وانكسرت يدها، وكانت العير لأبي سفيان.
قال : ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء قال : «يا جبرئیل، قد عطشت» .
فتناول جبرئیل قصعة فيها ماء فناوله فشرب، ثم مضى فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلاليب من نار، فقال : «ما هؤلاء یا جبرئیل»؟
فقال : هؤلاء الذين أغناهم الله بالحلال فيبتغون الحرام.
قال : ثم مر على قوم تخاط جلودهم بمخائط من نار، فقال: «ما هؤلاء یا جبرئیل»؟
ص: 308
فقال : هؤلاء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل.
ثم مضى فمر على رجل يرفع حزمة من حطب ،كلها لم يستطع أن يرفعها زاد فيها فقال : «من هذا يا جبرئیل» ؟
قال : هذا صاحب الدين يريد أن يقضي، فإذا لم يستطع زاد عليه.
ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحة حارة وسمع صوتا، قال : «ما هذه الريح يا جبرئيل التي أجدها، وهذا الصوت الذي أسمع»؟
قال : هذه جهنم.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أعوذ بالله من جهنم».
ثم وجد ريحا عن يمينة طيبة وسمع صوتا، فقال: «ما هذه الريح التي أجدها، وهذا الصوت الذي أسمع»؟
قال : هذه الجنة.
فقال : «أسأل الله الجنة».
قال : ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس ، وفيها هرقل، وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة، ويؤتى بالمفاتيح توضع عند رأسه ، فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق ، فأخبروه فقال : ضاعفوا عليها من الحرس.
قال : فجاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فدخل بيت المقدس، فجاء جبرئیل(عليه السلام) إلى الصخرة فرفعها ، فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح : قدحا من لبن ، وقدحا من عسل ، وقدحا من خمر، فناوله قدح اللبن ، فشرب، ثم ناوله قدح العسل فشرب، ثم ناوله قدح الخمر ، فقال : «قد رویت یا جبرئيل».
قال : أما إنك لو شربته ضلت أمتك و تفرقت عنك.
قال : ثم أم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مسجد بیت المقدس بسبعين نبيا.
قال : وهبط مع جبرئیل(عليه السلام) ملك لم يطأ الأرض قط ، معه مفاتيح خزائن الأرض، فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : هذه مفاتيح خزائن الأرض، فإن شئت فگن عبدا نبيا، وإن شئت فكن ملكا.
فأشار إليه جبرئیل(عليه السلام) أن تواضع یا محمد ، فقال : «بل أكون نبيا عبدا» .
ثم صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئیل(عليه السلام) ، فقالوا: من
ص: 309
هذا؟
قال : محمد .
قالوا : نعم المجيء جاء. فدخل فمامر على ملأ من الملائكة إلا سلموا عليه ودعوا له، وشيعه مقربوها، فمر على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«من هذا الشيخ يا جبرئیل» ؟
قال : هذا أبوك إبراهيم
قال : «فا هؤلاء الأطفال حوله»؟
قال : هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم.
ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي ، إذا نظر عن يمينه ضحك وفرح، وإذا نظر عن يساره حزن ویکی ، فقال : «من هذا يا جبرئیل»؟
قال : هذا أبوك آدم، إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك وفرح، وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبکی.
ثم مضى فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه ، فلم ير منه من البشر ما رأى من الملائكة ، فقال : «يا جبرئیل، ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا، فمن هذا الملك»؟
قال : هذا مالك خازن النار، أما إنه قد كان من أحسن الملائكة بشرا وأطلقهم وجها، فلما جعل خازن النار اطلع فيها اطلاعة فرأى ما أعد الله فيها لأهلها ، فلم يضحك بعد ذلك.
ثم مضى حتى انتهى حيث انتهى فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة ، قال : فأقبل فمر على موسى(عليه السلام)فقال : يا محمد ، کم فرض على أمتك ؟
قال : «خمسون صلاة».
قال : ارجع إلى ربك فسله أن يخقف عن أمتك .
قال : فرجع ثم مر على موسى(عليه السلام)فقال :كم فرض على أمتك ؟ قال : كذا وكذا.
قال : فإن أمتك أضعف الأمم، ارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك ، فإني كنت في بني إسرائيل، فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا. فلم يزل يرجع إلى ربه حتى جعلها خمس صلوات .
ص: 310
قال : ثم مر على موسى(عليه السلام)فقال : كم فرض على أمتك ؟
قال : «خمس صلوات».
قال : ارجع إلى ربك فسله أن يخقف عن أمتك .
قال : «قد استحييت من ربي ما أرجع إليه»(1).
قال : ثم مر على إبراهيم خليل الرحمان ، فناداه من خلفه ، فقال : «یا محمد اقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة ماؤها عذب وتربتها طيبة فيها قيعان بيض ،غرسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولاحول ولا قوة إلا بالله ، فمر أمتك فليكثروا من غرسها».
ثم مضى حتى مر بعير يقدمها جمل أورق، ثم أتى أهل مكة فأخبرهم بمسيره، وقد كان بمكة قوم من قريش قد أتوا بیت المقدس فأخبرهم، ثم قال : «آية ذلك أنها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس، يقدمها جمل أورق».
قال: فنظر فإذا هي قد طلعت، وأخبرهم أنه قد مر بأبي سفيان، وأن إبله نفرت في بعض الليل، وأنه نادي غلاما له في أول العير : يا فلان، إن الإبل قد نفرت، وإن فلانة قد ألقت حملها، وانكسرت يدها. فسألوا عن الخبر، فوجدوه كما قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(أمالی الصدوق : المجلس 69، الحدیث 2)
(845)11(2) - حدثنا محمد بن محمد بن عصام (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن يعقوب
الكليني قال : حدثنا علي بن محمد ، عن محمد بن سلیمان، عن إسماعيل بن إبراهيم،
عن جعفر بن محمد التميمي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد :
عن زيد بن علي قال : سألت أبي سید العابدين(عليه السلام)، فقلت له: يا أبه ، أخبرني
ص: 311
عن جدنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عزوجل بخمسين صلاة ،كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسی بن عمران (عليه السلام): ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك لاتطیق ذلك ؟
فقال : «یا بني، إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لايقترح (1)على ربه عز وجل ولا يراجعه في شيء يأمره به ، فلما سأله موسى(عليه السلام) ذلك وصار شفيعا لأمته إليه، لم يجز له رد شفاعة أخيه موسی(عليه السلام)، فرجع إلى ربه يسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات».
قال : فقلت له: يا أبه ، فلم لم يرجع إلى ربه عز وجل ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف ؟
فقال :«یا بني أراد (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة، لقول الله عزوجل :﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(2)، ألا ترى أنه(عليه السلام) لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئیل(عليه السلام)فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إنها خمس بخمسين﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (3).
قال : فقلت له : يا أبه، أليس الله تعالى ذكره لايوصف بمكان ؟
فقال : «بلی ، تعالى الله عن ذلك».
فقلت: فما معنى قول موسى(عليه السلام) لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ارجع إلى ربك ؟
فقال : «معناه معنى قول ابراهیم(عليه السلام):﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (4)ومعنى
ص: 312
قول موسی(عليه السلام) :﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾(1)؟ ومعنى قوله عز وجل: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾(2)، يعني : حجوا إلى بيت الله ، يابني، إن الكعبة بيت الله ، فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله، والمساجد بيوت الله، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله و قصد إليه، والمصلي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله عز وجل، وأهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عز وجل، وإن لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته ، فمن عرج به إلى بقعة منها، فقد عرج به إليه ، ألا تسمع الله عز وجل يقول : ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ﴾ (3)، ويقول عز وجل - في قصة عيسی(عليه السلام) -:﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾(4)، ويقول عز وجل:﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (5).
(أمالي الصدوق: المجلس 70، الحديث 6)
(846) 12(6) - حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبد السلام بن صالح الهروي:
عن الرضا علي بن موسى (في حديث ) قال : قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرائيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلمااشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة».
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 7)
تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .
ص: 313
(847)13 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور(رحمه الله) قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر قال : حدثني أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) ذات يوم وهو في مسجد قباء و الأنصار مجتمعون : «يا علي، أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت وصيي ، وخليفتي ، وإمام أمتي بعدي، والى الله من والاك، وعادي الله من عاداك ، وأبغض الله من أبغضك، ونصر الله من نصرك ، وخذل الله من خذلك.
يا علي، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي يا علي، إنه لما عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد.
قلت : لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت.
فقال : إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين».
(أمالي الصدوق : المجلس 56، الحديث 7)
(848) 14(1) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن
ص: 314
محمد بن عيسى ، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن منصور الصيقل، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه(عليهم السلام)قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«لما أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي في علي ثلاث كلمات ، فقال: يا محمد.
فقلت : لبيك ربي.
فقال : إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين».
(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحدیث 17)
(849) 15 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و قال : حدثنا محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي مالك
الحضرمي، عن إسماعيل بن جابر :عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)- في حديث طويل (1)(1)- يقول فيه : إن الله تبارك و
تعالى لما أسرى بنبيه (صلی الله عليه وآله وسلم) قال له : «یا محمد، إنه قد انقضت نبوتك، وانقطع أكلك، فن لأمتك من بعدك ؟
[وقال :]فقلت: يا رب، إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي بن أبي طالب.
فقال عز وجل : و لي يا محمد، فن لأمتك ؟
فقلت : يا رب، إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أشد حبا لي من علي بن أبي طالب.
فقال عزوجل : و لي يا محمد، فأبلغه أنه راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور لمن أطاعني».
(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 24)
ص: 315
(850)16 -حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا جعفر بن محمد الكوفي قال : حدثنا محمد بن الحسين بن زید، عن عبد الله بن الفضل، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام)قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ليلة أسري بي إلى السماء كلمني ربي جل جلاله فقال : يا محمد.
فقلت : لبيك ربي.
فقال : إن عليا حتي بعدك على خلقي، وإمام أهل طاعتي من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فانصبه علما لأمتك يهتدون به بعدك».
(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 27)
(851) 17(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله)، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصير، عن أبان، عن زرارة وإسماعيل بن عباد القصري، عن سليمان الجعفي :
عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)قال : «لما أسري بالنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وانتهى إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى ، ناجاه ربه جل جلاله ، فلما أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه: یا محمد.
قال : لبيك ربي.
قال له : من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة؟
قال : اختر لي ذلك، فتكون أنت اختار لي.
فقال : اخترث لك خيرتك علي بن أبي طالب(عليه السلام)».
(أمالي الصدوق : المجلس 86، الحديث 16)
(852) 18(2) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن
ص: 316
عيسى، عن الحسن بن علي بن فال ، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة :
عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال : «إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حيث أسري به إلى السماء لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور به، حتى مربخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه ولم يقل شيئا فوجده قاطبا عابسا، فقال : يا جبرئیل ، ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلا هذا، فمن هذا ؟!
قال : هذا مالك خازن النار، وهكذا خلقه ربه.
قال : فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار.
فقال له جبرئیل : إن هذا محمد رسول الله وقد سألني أن أطلب إليك أن تریه النار.
قال : فأخرج له عنقا منها فرآها ، فلا أبصرها لم يكن ضاحكا(1) حتى قبضه الله عز وجل».
(أمالي الصدوق : المجلس 87، الحديث 1)
(853 )- حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال :حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال: حدثني جعفر بن عبدالله
ص: 317
الناونجي(1)، عن عبدالجبار بن محمد، عن داوود الشعيري، عن الربيع صاحب المنصور عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) (في حديث طويل) قال : حدثني أبي، عن أبيه ،عن جده قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء عهد إلى ربي عز وجل في علي(عليه السلام)ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد.
فقلت : لبيك ربي وسعديك.
فقال عز وجل: إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، فبشره بذلك» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 10)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الصادق(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
(854)20 - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسی بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعد الحقاف، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبدالله بن عباس قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب الثور، ناداني ربي جل جلاله : يا محمد ، أنت عبدي وأنا ربك، فلي فاخضع، وإياي فاعبد، وعلي فتوكل ، وبي فثق ، فإني قد رضيت بك عبدة وحبيبة ورسولا ونبيا، وبأخيك علي خليفة ربابة، فهو حجتي على عبادي ، وإمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي ، وبه يميز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني، وتحفظ حدودي، وتنقذ أحكامي، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي، وبالقائم منكم أعتر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذي
ص: 318
كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي، وله(1) أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني، ذلك وليي حقا، ومهدي عبادي صدقا».
(أمالي الصدوق : المجلس 92، الحديث 4)
(855) 21(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله بن موسی(3) قال : [حدثنا عبدالله بن هارون قال : ](4) حدثنا محمد بن عبد الرحمان العرزمي قال : حدثني المعلى بن هلال، عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن عبدالله بن العباس قال :
سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «أعطاني الله تبارك وتعالى خمسة وأعطى عليا خمسة: (إلى أن قال): وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلى فنظرت إليه».
قال : ثم بکی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقلت له : ما يبكيك فداك أمي وأبي ؟
فقال : «یا ابن عباس ، إن أول ما كلمني به أن قال : يا محمد ، انظر تحتك.
ص: 319
فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد فتحت، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي، فكلمني وكلمته، وكلمني ربي عز وجل».
فقلت : يا رسول الله، بم كلمك ربك ؟
قال : «قال لي : يا محمد ، إلي جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ،فأعلمه، فها هو يسمع كلامك. فأعلمته و أنا بين يدي ربي عز وجل، فقال لي :قد قبلت وأطعت . فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ، ففعلت، فرد عليهم السلام، ورأيت الملائكة يتباشرون به، و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنأوني وقالوا: يا محمد، والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك. ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت : يا جبرئیل ، لم نکس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يا محمد ،ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش، فإنهم استأذنوا الله عز و جل في هذه الساعة، فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب، فنظروا إليه ، فلا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو خبرني به، فعلمت أني لم أطأ موطئة إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 15)
وبالسند المتقدم عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا( إلى أن قال :) «و أسري بي إليه وفتحت له أبواب السماء حتى رأي ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه».
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 19)
أقول : هذا متحد مع المتقدم فلم أفرده بالذكر، ويأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامة أمير المؤمنين علي من كتاب الإمامة.
(856) 22 - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا موسی بن إبراهيم المروزي قال : حدثنا موسی بن جعفر، عن أبيه ،
ص: 320
عن جده(عليهم السلام) :
عن جابر بن عبد الله قال : لما زوج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة(عليها السلام) من علي(عليه السلام) أتاه ناس من قريش فقالوا: إنك زوجت عليا بمهر خسیس ! فقال: «ما أنا زوجت
عليا، ولكن الله عز وجل زوجه، ليلة أسري بي عند سدرة المنتهي، أوحى الله إلى السدرة: أن انثري ما عليك ، ونثرت الدر والجواهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادینه ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد(عليهم السلام) » الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب تزويج فاطمة(عليه السلام) من ترجمتها.
(857 )23- حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الفحام قال : حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال : حدثني عم أبي أبو موسی عیسی بن أحمد بن عیسی بن منصور قال : حدثني الإمام علي بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن موسی الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا أسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحي إلي ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمد، اقرأ علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين(عليه السلام) ، فما سميت بهذا أحد قبله ، ولا أستي بهذا أحدأ بعده».
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 25)
(858 - 859) 24(1) - 25 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن
ص: 321
محمد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي - قراءة عليه - قال :
أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعي قال : حدثنا محمد بن فضیل بن غزوان الضبي قال : حدثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال :
ص: 322
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى السماء ، ثم(1) إلى سدرة المنتهى، أوقفت (2) بين يدي ربي عز وجل فقال لي : يا محمد.
فقلت: لبيك ربي(3) وسعديك.
قال : قد بلوت خلق، فأیهم وجدت(4) أطوع لك»؟
قال : «قلت: رب عليا».
قال : صدقت يا محمد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون»؟
قال : «قلت : اختر لي ، فإن خيرتك خير لي».
قال: «قد اخترت لك عليا، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، فإني قد نحلته علمي و حلمي ، وهو أميرالمؤمنين حقا، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده (5).
یا محمد، علي راية الهدى ، وإمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتها
المتقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمد».
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رب (6)فقد بشرته».
فقال علي(عليه السلام):«أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعذبني(7) فبذنوبي، لم يظلمني شيئا، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي».
فقال : «اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك» (8).
ص: 323
قال: «قد فعلت (1) ذلك به يا محمد ، غير أني مختصه بشيء من البلاءلم أختص به أحد من أوليائي».
قال : «قلت : رب، أخي وصاحبي.
قال : إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به ، لولا(2) علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي».
قال محمد بن مالك : فلقيت نصر بن مزاحم المنقري، فحدثني عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن علي علي قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء...»وذكر مثله سواء.
قال محمد بن مالك : فلقيت علي بن موسی بن جعفر ، فذكرت له هذا الحديث ، فقال : حدثني به أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي عليه قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهی ...» وذكر الحديث بطوله.
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 46-45 )
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحقار قال حدثنا أبو بكر محمد بن
ص: 324
عمرالجعابي قال : حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي قال : حدثنا محمد بن
زياد الثقفي قال : حدثنا محمد بن فضیل بن غزوان، عن غالب الجهني مثله مع مغایرات طفيفة ذكرتها في الهامش. (أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 73)
(860 )26- أخبرنا الحفار قال : حدثنا ابن الجعابي قال : حدثنا أبو عثمان سعید بن عبدالله بن عجب الأنباري قال : حدثنا خلف بن درست قال : حدثنا القاسم بن هارون قال : حدثنا سهل بن سقير(1)، عن همام، عن قتادة ، عن أنس قال :
قال رسول الله : «لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي عز وجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى.
فقال : يا محمد ، من تجب من الخلق ؟
قلت : يا رب عليا.
قال : التفت یا محمد. فالتفت عن يساري ، فإذا علي بن أبي طالب علي».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 67)
(861 )27(2)- أخبرنا الحفار قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلواني قال : حدثنا محمد بن إسحاق المقرئ قال : حدثنا علي بن حماد الخشاب قال : حدثنا
ص: 325
علي بن المديني قال : حدثنا وكيع بن الجراح قال : حدثنا سليمان بن مهران قال : حدثنا جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله : «لا عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على باغضهم لعنة الله».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 77)
(862) 28 (1)- أخبرنا جماعة قالوا: حدثنا أبو المفضل قال : حدثني إسحاق بن محمد بن مروان [بن زیاد] (2) الكوفي ببغداد، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا يحيى بن سالم الفراء، عن حماد بن عثمان ، عن جعفر بن محمد، عن آبائه(عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر(3) ایرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبتان من در وزبرجد ، فقلت : يا جبرئیل، لمن هذا القصر؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، و أطعم الطعام، وتهجد بالليل والناس نيام».
قال علي(عليه السلام) : فقلت: «یا رسول الله ، وفي أمتك من يطيق هذا»؟
ص: 326
قال : «أتدري ما إطابة الكلام»؟
فقلت: «الله ورسوله أعلم».
قال : «من قال : سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر، أتدري ما إدامة الصيام» ؟
قلت: «الله ورسوله أعلم».
قال : «من صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوما، أتدري ما إطعام الطعام ؟ قلت: «الله ورسوله أعلم».
قال : «من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس ، أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام؟
قلت : «الله ورسوله أعلم».
قال : «من لم يتم حتى يصلي العشاء الآخرة، والناس من اليهود والنصاری وغيرهم من المشركين نيام بينهما» .
(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 30)
(863)29(1) - وبالسند المتقدم عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قيعانا يققا (2)من مسك، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما لكم ريما بنيتم ورما أمسكتم ؟ !(3) قالوا : حتى تأتينا النفقة.
قلت : وما نفقتكم ؟
قالوا: قول المؤمن : «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الا الله، والله أكبر»، فإذا قالهن بنینا، وإذا سكت وأمسك أمسكنا».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 4)
ص: 327
(864) 30 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد بن عبدالله الموسوي في داره بمكة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة ، قال :حدثني مؤدبي عبدالله بن أحمد بن نهيك الكوفي قال : حدثنا محمد بن زیاد[ا] بن أبي عمير قال : حدثنا علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد علي ، عن آبائه [ (عليه السلام)] :
عن علي(عليه السلام) قال : قال لي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، إنه لما أسري بي إلى السماء تلقتني الملائكة بالبشارات في كل سماء حتى لقيني جبرئیل (عليه السلام)في محفل من الملائكة، فقال : يا محمد لو اجتمعت أمتك على حب علي ما خلق الله عز وجل النار.
يا علي، إن الله تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتى آنست بك:
أما أول ذلك : فليلة أسري بي إلى السماء قال لي جبرئیل(عليه السلام) : أين أخوك يا
محمد؟
فقلت : يا جبرئیل، خلفته ورائي.
فقال : ادع الله عز وجل فليأتك به.
فدعوت الله ، فإذا مثالك معي، وإذا الملائكة وقوف صفوفا، فقلت: يا جبرئیل، من هؤلاء؟
قال : هؤلاء الذين يباهي الله عز وجل بهم يوم القيامة. فدنوت فنطقت بما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
والثاني : حين أسري بي إلى ذي العرش عز وجل، فقال لي جبرئيل : أين أخوك یا محمد؟
فقلت : خلفته ورائي .
قال : ادع الله عز وجل فليأتك به.
فدعوت الله عز وجل فإذا مثالك معي، وكشط لي عن سبع سماوات حتى رأيت
30 - ومن قوله : «يا علي ، إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني» إلى آخر الحديث ، رواه أيضا في وصايا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب المواعظ : ص 47 - 49 بتفاوت يسير.
ص: 328
سكانها و عمارها، وموضع كل ملك منها.
والثالث : حيث بعثت للجن، فقال لي جبرئيل(عليه السلام) : أين أخوك ؟
فقلت : خلفته من ورائي.
فقال : ادع الله عز وجل فليأتك به.
فدعوت الله عز وجل، فإذا أنت معي، فما قلت لهم شيئ ولاردوا علي شيئا إلا سمعته ووعيته.
والرابع : خصصنا بليلة القدر، وأنت معي فيها، وليست لأحد غيرنا.
والخامس : ناجيت الله عز وجل، ومثالك معي، فسألت فيك خصالا أجابني إليها إلا النبوة، فإنه قال : خصصتها بك، وختمتها بك.
والسادس : لما طفت بالبيت المعمور، كان مثالك معي.
والسابع : هلاك الأحزاب على يدي ، وأنت معي.
يا علي، إن الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثم اطلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمة من ولدهما على رجال العالمين.
يا علي، إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن ، فأنست بالنظر إليه : إني لما بلغت بیت المقدس في معارجي إلى السماء ، وجدت على صخرتها: «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بوزيره ونصرته به».
فقلت : يا جبرئيل، ومن وزيري ؟
قال : علي بن أبي طالب(عليه السلام) .
فلما انتهيت إلى سدرة المنتهي، وجدت مكتوبا عليها: «لا إله إلا الله أنا وحدي، و محمد صفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره ونصرته به».
فقلت یا جبرئيل، ومن وزيري ؟
فقال : علي بن أبي طالب(عليه السلام).
فلما جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش رب العالمين، وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش : «أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد حبيبي وصفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره وأخيه ونصرته به».
ص: 329
يا علي، إن الله عز رجل أعطاني فيك سبع خصال : أنت أول من ينشق القبر عنه معي، وأنت أول من يقف معي على الصراط ، فتقول(1) للنار : خذي هذا فهو لك، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أول من يكسي إذا کسیت ويحيى إذا حييت ، وأنت أول من يقف معي عن يمين العرش، وأول من يقرع معي باب الجنة، وأول من يسكن معي عليين، وأول من يشرب معي من الرحیق المختوم الذي ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».
(أمالی الطوسی :المجلس 32، الحديث 21)
(865 )31(2)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بکر بن صالح، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم قال : حدثني الحسين بن زید، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده(عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء [و](3) انتهيت إلى سدرة المنتهی نودیت : يا محمد ، استوص بعلي خيرة، فإنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين يوم القيامة». (أمالي المفيد : المجلس 22، الحديث 3)
أبوجعفر الطوسي، عن المفيد مثله. (أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 30)
ص: 330
ص: 331
(866) (1)1 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري إجازة ، قال : حدثنا عبیدالله بن محمد الواسطي قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى قال : حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان قال : حدثنا مسعدة بن صدقة قال :
حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه(عليه السلام) أنه قال : «أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان(2) الثياب».
قال : فقال جعفر بن أبي طالب(عليه السلام)(3): «فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصير محمدأ (صلی الله عليه وآله وسلم) وأقر
ص: 332
عيني به، ألا أبشركم ؟
فقلت : بلى أيها الملك.
فقال : إنه جاء في الساعة(1)من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا (صلی الله عليه وآله وسلم) وأهلك عدوه، وأسر فلان وفلان وفلان، وقتل فلان وفلان وفلان، التقوا بواد يقال له «بدر»، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعی لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة.
فقال له جعفر : أيها الملك الصالح، فما لي(2)أراك جالسة على التراب وعليك هذه الخلقان ؟! فقال : يا جعفر، انا نجد فیما أنزل الله على عيسى صلى الله عليه: «إن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا(3) عند ما يحدث لهم من النعمة»، فلما أحدث الله لي نعمة نبيه محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) أحدثت الله هذا التواضع».
قال : «فلما بلغ النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ذلك قال لأصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله، وإن التواضع يزيد صاحبه رفع(4)، فتواضعوا يرفعكم الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزة(5) فاعفوا يعزكم الله».
(أمالي المفيد : المجلس 28، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة في بعض الكلمات ذكرتها في
الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس : 1، الحديث 19)
ص: 333
على فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)
(1897 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو عبد الله بن أبي رافع الكاتب قال :حدثني جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال : حدثنا عیسی بن مهران قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال : حدثنا أبوالمقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري:
عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : تمثل إبليس لعنه الله في أربع صور (إلى أن قال :) وتصور يوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد و أشار عليهم في النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بما أشار، فأنزل الله تعالى : ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 50)
يأتي تمامه في باب «ابلیس» من كتاب السماء والعالم .
(868) 2(2) - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال :
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمد الأزدي قال : حدثنا أبي قال: حدثنا عبد النور بن عبدالله بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبدالله بن معبد:
ص: 334
عن ابن عباس قال : بات علي(عليه السلام)ليلة خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش ، وفيه نزلت هذه الآية : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
ص: 335
ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾ (1).
(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 43)
(869 )3(2)-أخبرنا جماعة منهم: الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون، وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصفار، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس قالوا: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني قال : حدثنا أحمد بن سفیان بن العباس النحوي قال :حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال : حدثنا محمد بن عمرو بن واقدالأسلمي قاضي الشرقية ، قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة - يعني الأشهلي -، عن داوود بن الحصين [القرشي الأموي] ، عن أبي غطفان [بن طریف :
عن ابن عباس قال : اجتمع المشركون في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأتى جبرئیل(عليه السلام)رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأخبره الخبر وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فلا أراد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) المبيت، أمر عليا(عليه السلام)أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات علي(عليه السلام)وتغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ينام فيه، وجعل السيف إلى جنبه، فلا اجتمع أولئك النفر من قریش يطوفون ويرصدونه ويريدون قتله، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم جلوس على الباب، عددهم خمسة وعشرون رجلا، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذها على رؤوسهم وهو يقرأ : ﴿یس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ حتى بلغ ﴿فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ
ص: 336
لَا يُبْصِرُونَ ﴾(1)، فقال لهم قائل : ما تنظرون، قد والله خبتم و خسرتم، والله لقد مر بكم وما منكم رجل إلا وقد جعل على رأسه ترابا .
فقالوا: والله ما أبصرناه .
قال فأنزل الله عز وجل : ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾(2).
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 1)
(870) 4(3)- وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الإمام بإنطاكية ، قال : حدثنا محفوظ بن بحر قال : حدثنا الهيثم بن جميل قال : حدثنا قیس بن الربيع ، عن حکیم بن جبير:
عن علي بن الحسين صلوات الله عليه في قول الله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾(4) قال : «نزلت في علي(عليه السلام) حين بات على فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ».
(أمالی الطوسی: المجلس 16، الحديث 2)
ص: 337
ص: 338
(871) 5 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن العباس اليزيدي النحوي قال : حدثنا الخليل بن أسد أبو الأسود النوشجاني قال : حدثنا أبوزيد سعيد بن أوس يعني الأنصاري النحوي قال : كان أبوعمرو بن العلاء إذا قرأ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ قال : «کرم الله عليا ، فيه نزلت هذه الآية».
(أمالي الطوسي : المجلس 196، الحديث 3)
(872) 6(1)-وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال :حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال : حدثنا محمد بن كثير الملائي ، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة ، عن الحسن بن أبي الحسن :
عن أنس بن مالك قال : لما توجه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى الغار ومعه أبو بكر، أمر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام)أن ينام على فراشه ويتوشح ببردته ، فبات علي(عليه السلام) موطنا نفسه على القتل، وجاءت رجال قریش من بطونها يريدون قتل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لايشکون انه محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالوا: أيقظوه ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلا أيقظوه ورأوه عليا (عليه السلام) تركوه وتفرقوا في طلب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأنزل الله عز وجل : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ
ص: 339
مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 4)
(873)7-وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال :حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال : حدثنا أبويحيي التيمي، عن عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه :
عن مجاهد قال : فخرت عائشة بأبيها ومكانه من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في الغار، فقال عبدالله بن شداد بن الهاد : وأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنه يقتل ؟! فسكتت ولم تحر جوابا .
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 5)
(874)8- وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال : حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي قال : حدثني أبي قال : حدثنا الحسين بن زید، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة، عن أبيه :
عن أم هانیء بنت أبي طالب قالت : لما أمر الله تعالى نبيه (صلی الله عليه وآله وسلم) بالهجرة وأنام عليا(عليه السلام)في فراشه ورشحه ببرد له حضرمي ثم خرج، فإذا وجوه قریش على بابه ، فأخذ حفنة من تراب فذها على رؤوسهم، فلم يشعر به أحد منهم، ودخل على بيتي ، فلما أصبح أقبل علي وقال : «أبشري يا أم هانئ، فهذا جبرئیل(عليه السلام) يخبرني أن الله عز وجل قد أنجي عليا من عدوه».
قالت : وخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مع جناح الصبح إلى غار ثور، وكان فيه ثلاثا، حتى سكن عنه الطلب، ثم أرسل إلى علي(عليه السلام)وأمره بأمره وأداء أمانته.
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 6)
ص: 340
(875) 9(1) - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن سلیمان النوفلي سنة خمسين ومئتين ، قال : حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي قال : حدثني أبي وخالي يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمان بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب ، عن الزبير بن سعيد الهاشمي قال : حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن یاسر (رضی الله عنه)بين القبر والروضة، عن أبيه وعبيد الله بن أبي رافع جميعا، عن عمار بن یاسر(رضی الله عنه)وأبي رافع مولى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
قال أبو عبيدة : وحدثنيه سنان بن أبي سنان : أن هند بن هند بن أبي هالة الأسدي حدثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و أمه خديجة زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أخته لأمه فاطمة صلوات الله عليها.
قال أبو عبيدة : وكان هؤلاء الثلاثة : هند بن أبي هالة وأبو رافع وعمار بن یاسر جميع يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه.
ص: 341
قال : وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة ، واقتصاصه عن الثلاثة : هند و عمار وأبي رافع ، وقد دخل حدیث بعضهم في بعض ، قالوا: كان الله عز وجل مما يمنع نبيه ا بعمه أبي طالب ، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوه مدة حياته ،فلما مات أبوطالب نالت قریش من رسول الله لي بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقي، فقال له : «لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم ! وصلتك رحم، فجزيت خيرا يا عم». ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر، فاجتمع بذلك على رسول الله له حزنان حتى عرف ذلك فيه.
قال هند: ثم انطلق ذوو الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة ليأتمروا في رسول الله ، وأسروا ذلك بينهم، فقال بعضهم : نبني له علما، وينزل برجا نستودعه فيه، فلايخلص من الصباة(1) إليه أحد، ولا يزال في رنق (2) من العيش حتى يتضيفه ريب المنون(3) وصاحب هذه المشورة العاص بن وائل وأمية وأبي ابنا خلف.
وقال قائل : بئس الرأي ما رأيتم، ولئن صنعتم ذلك ليتنترن له الحدب(4) الحميم(5) والمولى الحليف، ثم ليأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أنشوطتكم (6)قولوا قولكم (7).
قال عتبة وشيبة وشركهما أبو سفيان، قالوا : فإنا نرى أن نرحل بعيرا صعبا،
ص: 342
ونوثق محمدا عليه كتافا(1) وشدا، ثم نقصع البعير بأطراف الرماح، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك(2) إربا إربا. فقال صاحب رأيهم : إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا، أرأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق(3) فأخذ بقلوبهم بسحره وبيانه وطلاوة(4)لسانه ، فصبا القوم إليه، فاستجابت القبائل له قبيلة فقبيلة، فليسيرن حينئذ إليكم بالكتائب والمقانب(5)فلتهلكن كما هلكت إياد ومن كان قبلكم؟! قولوا قولكم.
فقال له أبوجهل : لكن أرى لكم أن تعمدوا(6)إلى قبائلكم العشرة، فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجد(7) ثم تستحوه حسامة عضبا(8)و تمهل (9) الفتية حتى إذا غسق الليل وغور بيتوا بابن أبي كبيشة بياتا، فيذهب دمه(10) في قبائل قریش جميعا، فلا يستطع بنوهاشم وبنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم، فيرضون حينئذ بالعقل (11) منهم.
فقال صاحب رأيهم : أصبت يا أبا الحكم.
ثم أقبل عليهم فقال : هذا الرأي فلا تعدلوا به رأيا، وأوكثوا في ذلك أفواهكم حتى يستتب أمركم، فخرج القوم عزین(12)، وسبقهم بالوحي بما كان من کیدهم
ص: 343
جبرئیل(عليه السلام)، فتلا هذه الآية على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾(1).
فلما أخبره جبرئیل(عليه السلام) بأمر الله في ذلك ووحيه، وما عزم له من الهجرة ، دعا
رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا(عليه السلام)وقال له : «ياعلي ، إن الروح هبط علي هذه الآية آنفا، يخبرني أن قريشأ اجتمعوا على المكر بي وقتلي، وأنه أوحي إلي ربي عز وجل أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي، وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي - أو قال : مضجعي - ليخفي بيتك عليه أثري، فما أنت قائل وما صانع ؟».
فقال علي(عليه السلام) : «أو تسلم بمييتي هناك ، يانبي الله»؟
قال : «نعم». .
فتبسم على (عليه السلام)ضاحكا، وأهوى إلى الأرض ساجدا، شكرا ما (2) أنبأه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من سلامته، وكان علي صلوات الله عليه أول من سجد لله شكرا ، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فلما رفع رأسه قال له : «امض لما(3) أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي، و مرني بما شئت أكن فيه كمسرتك(4) واقع منه بحيث مرادك ، وإن توفيقي(5) إلا بالله».
قال : «وإن ألقی عليك شبه مني - أو قال : شبهي -» .
قال : «إن». بمعني نعم -
قال : «فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي، ثم إني أخبرك يا علي أن
ص: 344
الله تعالى يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء، ثم الأمثل فالأمثل، وقد امتحنك يا ابن عم وامتحنني فيك مثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل ، فصبرا صبرأ، فإن رحمة الله قريب من المحسنين». ثم ضمه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى صدره وبكى إليه وجدا به، وبکی علي(عليه السلام) جشعا (1)الفراق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .واستتبع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أبابکر بن أبي قحافة و هند بن أبي هالة، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار، ولبث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بمكانه مع علي(عليه السلام) يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين.ثم خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في فحمة العشاء الآخرة، والرصد من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون أن(2)ينتصف الليل و تنام الأعين، فخرج وهو يقرأ هذه الآية :﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ (3) .وأخذ بيده قبضة من تراب، فرمی بها على رؤوسهم، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم، ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر، فنهضا معه(4) حتى وصلوا إلى الغار، ثم رجع هند إلى مكة بما(5) أمره به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ودخل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر إلى الغار.
فلما غلق الليل أبوابه وأسدل ستاره وانقطع الأثر، أقبل القوم على علي(عليه السلام) يقذفونه بالحجارة والحلم (6)، ولا يشكون أنه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، حتى إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحهم الصبح، هجموا على علي صلوات الله عليه ، و كانت دور
ص: 345
مكة يومئذ سوائب(1) لاأبواب لها، فلما بصر بهم على (عليه السلام)قد انتضوا السيوف(2)وأقبلوا عليه بها، وكان يقدمهم(3) خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب له علي(عليه السلام) فختله (4) وهمز(5) يده، فجعل خالد يقمص قماص البكر (6)، ويرغو رغاء (7) الجمل ويذعر ويصيح ، وهم في عرج الدار من خلفه ، وشد عليهم علي(عليه السلام)بسيفه -يعني سيف خالد - (8) فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار، فتبصروه، فإذا هو علي (عليه السلام) ، فقالوا : إنك لعلي؟؟
قال : «أنا على».
قالوا: فإنا لم نردك ، فما فعل صاحبك ؟
قال: «لاعلم لي به». وقد كان علم - يعني علي(عليه السلام)- أن الله تعالى قد أنجي
نبيه (صلی الله عليه وآله وسلم) بما كان أخبره من مضيه إلى الغار واختبائه فيه، فأذكت(9) قریش عليه العيون، وركبت في طلبه الصعب والذلول، وأمهل علي صلوات الله عليه حتى إذا اعتم من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في الغار، فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) هندا أن يبتاع له و لصاحبه بعيرين، فقال أبو بكر: قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين نرتحلها إلى يثرب.
فقال : «إني لا آخذهما ولا أحدهما إلا بالثمن». قال : فهي لك بذلك. فأمر (صلی الله عليه وآله وسلم)
ص: 346
عليا(عليه السلام)فأقبضه الثمن، ثم أوصاه بحفظ ذمته وأداء أمانته.
وكانت قريش تدعو محمدا (صلی الله عليه وآله وسلم) في الجاهلية «الأمين»، وكانت تستودعه(1) وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم، وجاءته النبوة والرسالة والأمر كذلك ، فأمر عليا(عليه السلام) أن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة وعشيا : «ألا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته».
قال : وقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنهم لن يصلوا من الأن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، ثم إلي مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربتي عليكما ومستحفظه فیکما»، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم و من أزمع للهجرة معه من بني هاشم.
قال أبو عبيدة : فقلت : لعبیدالله - يعني ابن أبي رافع -: أو كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجد ما ينفقه هكذا؟
فقال : إني سألت أبي عما سألتني، وكان يحدث بهذا الحديث، فقال : فأين يذهب بك عن مال خديجة ؟ وقال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة(عليها السلام)؟ ، وكان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يفك من مالها الغارم والعاني ويحمل الكل(2)ويعطي في النائية (3) ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين - يعني رحلة الشتاء والصيف - كانت طائفة من العير لخديجة، وكانت أكثر قریش مالا، وكان ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو وولدها بعد مماتها.
قال : وقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي وهو يوصیه : «وإذا أبرمت(4)ما أمرتك فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله، وسر إلى لقدوم كتابي (5)إليك، ولا تلبث بعده» .
ص: 347
وانطلق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لوجهه يؤم المدينة، وكان مقامه في الغار ثلاثا، و مبیت علي صلوات الله عليه على الفراش أول ليلة.
قال عبيدالله بن أبي رافع : وقد قال علي بن أبي طالب(عليه السلام)شعرا يذكر فيه مبيته
على الفراش ومقام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في الغار ثلاثا.(1)
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا ***ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
محمد لما خاف أن يمكروا به*** فوقاه ربي ذو الجلال من المكر
ويت أراعيهم متى ينشرونني*** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
وبات رسول الله في الغار آمنا*** هناك وفي حفظ الإله وفي ستر
أقام ثلاثا ثم زمت قلائص***قلائص يفرين الحصا أينما تفري(2)
ولما ورد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف بقباء»(3)
فأراده أبو بكر على دخوله المدينة وألاصه(4) في ذلك ، فقال : ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي» . يعني عليا وفاطمة (عليهم السلام).
قال : قال أبو اليقظان : فحدثنا رسول الله ونحن معه بقباء عن أرادت قریش به
ص: 348
من المكر به ومبيت علي(عليه السلام)على فراشه ، قال : «أوحى الله عز وجل إلى جبرئیل و میکائیل(عليهم السلام) : أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما : عبدي ألا كنتما مثل وليی علي بن أبي طالب ؟! آخيت بينه وبين نبيی ، فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل- أو قال : رقد - على فراشه يفديه بهجته، اهبطا إلى الأرض کلاكما فاحفظاه من عدوه.
فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، و جعل جبرئیل يقول : بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب، والله عز وجل يباهي بك الملائكة !».
قال : فأنزل الله عز وجل في علي(عليه السلام) :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾(1).
قال أبو عبيدة : قال أبي وابن أبي رافع : ثم كتب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى علي بن أبي طالب عن كتابة بأمره فيه بالمسير إليه وقلة التلوم، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي(2)، فلما أتاه کتاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تهيأ للخروج والهجرة، فأذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين ، فأمرهم أن يتسللوا ويتخقفوا(3) إذا ملأ الليل بطن كل واد
ص: 349
إلى ذي طوى ، وخرج على(عليه السلام)بفاطمة بنت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأمه فاطمة بنت أسد
بن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب - وقد قيل هي ضباعة - وتبعهم أيمن
بن أم أين مولى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأبو واقد رسول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فقال علي(عليه السلام) : «ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنهن من الضعائف».
قال : إني أخاف أن يدركنا الطالب - أو قال : الطلب -
فقال علي(عليه السلام): «أربع عليك، فإن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لي، يا علي، إنهم لن يصلوا من الأن إليك ما تكرهه» .
ثم جعل - يعني عليا(عليه السلام)- يسوق به سوقا رفيقا وهو يرتجز ويقول:
ليس إلا الله فارفع ظنكا ***يكفيك رب الناس ما أهمکا
وسار فلما شارف ضجنان(1) أدركه الطلب، وعددهم سبعة فوارس من قریش مستلئمين(2)، وثامنهم مولى لحرب بن أمية يدعى جناحا، فأقبل علي(عليه السلام) على أيمن وأبي واقد، وقد تراءى القوم فقال لها : «أنيخا الإبل و اعقلاهما». وتقدم حتى أنزل(3) النسوة ، ودنا القوم، فاستقبلهم (عليه السلام)منتضيا سيفه ، فأقبلوا عليه فقالوا: أظننت أنك يا غدر(4)ناج بالنسوة؟! ارجع لاأبا لك.
قال : «فإن لم أفعل»؟
قالوا: لترجع راغما ، أو لنرجع بأكثرك شعرا، وأهون بك من هالك.
ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها، فحال علي(عليه السلام)بينهم و بينها، فأهوى له جناح بسيفه ، فراغ علي(عليه السلام)عن ضربته وتختله علي (عليه السلام) فضربه على(5)
ص: 350
عاتقه، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس کاثبة فرسه ، فكان(عليه السلام)يشد على قدمه شد الفرس، أو الفارس على فرسه ، فشد عليهم بسيفه وهو يقول(1):
خلوا سبيل المجاهد المجاهد*** آليت لا أعبد غير الواحد
فتصدع عنه القوم وقالوا له : اغن عنا نفسك (2) يا ابن أبي طالب.
قال : «فإني منطلق إلى ابن عمي (3) رسول الله
(عليه السلام) بيثرب، فمن سره أن أفري لحمه وأريق دمه فليتعقبني ، أو فليدن مني».
ثم أقبل على صاحبيه أيمن وأبي واقد فقال لهما : «اطلقا مطایاکما».
ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان، فتلوم بها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين وفيهم أم أيمن مولاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فظل ليلته تلك هو والفواطم - أمه فاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وفاطمة بنت الزبير - طورا يصلون وطورا يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر ، فصلى (عليه السلام)بهم صلاة الفجر، ثم سار لوجهه يجوب منزلا بعد منزل لا يفتر عن ذكر الله، والفواطم كذلك وغيرهم ممن صحبه حتى قدموا المدينة، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى :﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ إلى قوله : ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ ، الذكر: علي، والأنثى : الفواطم المتقدم ذكره، وهن فاطمة بنت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت الزبير،﴿ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ يقول : علي من فاطمة - أو قال : الفواطم - وهن من علي، ﴿ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
ص: 351
ثوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾ (1).
وتلا (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾(2).
قال : وقال:«يا علي، أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله ورسوله، وأولهم هجرة إلى الله ورسوله، وآخرهم عهدة برسوله، لايحبك - والذي نفسي بيده - إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، ولايبغضك إلا منافق أو كافر».
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 39)
(876 )10-أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال :حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضی الله عنه): عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) ( في حديث المناشدة يوم الشوری) قال : «فهل فيكم أحد وقی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بنفسه، ورد مكر المشركين به واضطجع في مضجعه، و شری بذلك من الله نفسه، غيري» ؟
قالوا: لا.
وفيه : «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ لما وقیت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ليلة الفراش، غيري»؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
ص: 352
(877 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن محمد بن موسی(رضی الله عنه)قال :حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال : حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال :حدثنا الحسن بن نصر الخراز قال : حدثنا عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب :عن سعید بن جبير قال : أتيت عبد الله بن عباس فقلت له : يا ابن عم رسول الله إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه ؟
فقال ابن عباس: «یا ابن جبير ، جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد
نبي الله ، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة
القرية»(2) الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 15)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام).
ص: 353
(878) 2(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو عبیدالله محمد بن عمران المرزباني قال : أخبرنا محمد بن يحيى قال : حدثنا جبلة بن محمد بن جبلة الكوفي قال :
حدثني أبي قال : اجتمع عندنا السيد بن محمد الحميري وجعفر بن عفان الطائي ، فقال له السيد : ويحك ، أتقول في آل محمد(عليه السلام)شرا؟!:
ما بال بیتكم يخرب سقفه*** وثیابکم من أرذل الأثواب
ص: 354
فقال جعفر : فما أنكرت من ذلك ؟
فقال له السيد: إذا لم تحسن المدح فاسكت، أيوصف آل محمد بمثل هذا؟! ولكني أعذرك ، هذا طبعك وعلمك ومنتهاك ، وقد قلت أمحو عنهم عار مدحك :
أقسم بالله وآلائه*** والمرء عما قال مسؤول
(إلى أن قال :)
ذاك الذي سلم في ليلة*** عليه ميکال و جبریل
میکال في ألف وجبريل في*** ألف و يتلوهم سرافیل
ليلة بدر مددا أنزلوا*** كأنهم طير أبابيل
فسلموا لما أتوا حذوه*** و ذاك إعظام و تبجيل
كذا يقال فيه يا جعفر، وشعرك يقال مثله لأهل الخصاصة والضعف. فقبل جعفر رأسه وقال : أنت والله الرأس يا أبا هاشم، ونحن الأذناب.
(أمالی الطوسی: المجلس 7، الحدیث 41)
يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام).
308791 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا
العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :
حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :
عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرئیل و میکائیل وإسرافيل، ليلة القليب، لما جئت بالماء إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، غيري» ؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث4 )
(880) 4 - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو عبد الله بن أبي رافع الكاتب قال : حدثني جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال: حدثنا عيسى بن مهران قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال : حدثنا أبوالمقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري قال :
ص: 355
سمعت جابر بن عبدالله بن [عمرو بن ]حرام الأنصاري يقول: تمثل إبليس لعنه الله في أربع صور: تمثل يوم بدر في صورة سراقة بن جعشم المدلجي ، فقال لقریش : ﴿ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ ﴾(1) الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 50)
يأتي تمامه في باب «إبليس» من كتاب السماء والعالم.
(881) 5 (2)- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة[ بن عبدالله بن مسعود ]:عن [أبيه] عبدالله بن مسعود، أنه قال : لما كان يوم بدر وأسرت الأسري ، قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما ترون في هؤلاء القوم»؟
فقال عمر بن الخطاب : یا رسول الله هم الذين كذبوك وأخرجوك، فاقتلهم.
ثم قال أبو بكر: یا رسول الله، هم قومك وعشيرتك، ولعل الله يستنقذهم بك من النار.
ثم قال عبد الله بن رواحة: أنت بوار كثير الحطب، فاجمع حطبة فانصب فيه نارا وألقهم فيه. فقال العباس بن عبدالمطلب : قطعك رحمك.
ص: 356
قال : ثم إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قام فدخل، وأكثر الناس في قول أبي بكر وعمر، فقال بعضهم: القول ما قال أبو بكر. وقال بعضهم : القول ما قال عمر. فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «ما اختلافكم - يا أيها الناس - في قول هذين الرجلين ، إنما مثلهما مثل إخوة لهما ممن كان قبلهما، نوح وإبراهيم، وموسى وعيسى، قال نوح:
﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾(1)، وقال إبراهيم :﴿ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (2)، وقال موسى : ﴿ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾(3)، وقال عيسى :﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾(4).
ثم قال : «يا أيها الناس إن بكم عيلة، فلاينفلت منكم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق».
فقلت : يا رسول الله ، إلا سهيل بن بیضاء، وقد كنت سمعته يذكر الإسلام بمكة . فسكت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فلم يجر.
قال : فلقد جعلت أنظر إلى السماء متى تقع علي الحجارة ، فإني قدمت بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
قال : ثم إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «إلا سهيل بن بیضاء».
قال : ففرحت فرحا ما فرحت مثله قط .
قال الأعمش : وكان فداؤهم ستين أوقية.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 34)
(882)6(5)- حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا محمد بن أحمد بن [علي
ص: 357
بن ]عبدالوهاب الإسفراييني قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين قال : حدثنا علي بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن إسحاق الضبي قال : حدثنا نصر بن حماد قال : حدثنا شعبة، عن السدي ، عن مقسم:
عن ابن عباس قال : وقف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على قتلى بدر فقال : «جزاكم الله من عصابة شرة، لقد كذبتموني صادقة وخونتم أمينا».
ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال : «إن هذا أعتى على الله من فرعون، إن فرعون لها أيقن بالهلاك وحد الله ، وإن هذا ما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى» .
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 73)
(883) 7(1)- أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثني علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال : حدثنا علي بن موسي ، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه(عليه السلام)قال : إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال يوم بدر : «لا تأسروا أحدا من بني عبدالمطلب ، فإنما أخرجوا کرهأ».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 38)
ص: 358
(884)8(1)- وعن ابن عقدة قال : حدثنا عبدالملك الطحان قال : حدثنا هارون بن عيسى قال : حدثنا عبدالله بن إبراهيم، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبدالله ، عن آبائه :
عن علي(عليه السلام)«أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سار إلى بدر في شهر رمضان، وافتتح مكة في شهر رمضان».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 41)
(885)9(2) - أبو عبدالله المفيد بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه(عليه السلام) أنه قال :
«آرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، فدخلوا عليه وهو
ص: 359
في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان(1) الثياب».
قال : فقال جعفر بن أبي طالب [رضی الله عنه] 7(2): «فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصر محمدأ (صلی الله عليه وآله وسلم) وأقر عيني به، ألا أبشركم؟
فقلت : بلى أیها الملك.
فقال : إنه جاء في الساعة(3) من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا (صلی الله عليه وآله وسلم) وأهلك عدوه، وأسر فلان وفلان وفلان، وقتل فلان وفلان وفلان، التقوا بواد يقال له «بدر»، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعی لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة» الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس 28، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة في بعض الكلمات ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس : 1، الحديث 19)
تقدم تمامه مسندا في باب الهجرة إلى الحبشة .
(889)10 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي السکري قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال : حدثنا عبد الله بن الضحاك قال : حدثني هشام بن محمد، عن أبيه . قال هشام: وأخبرني ببعضه أبو مخنف لوط بن يحيى وغير واحد من العلماء، في كلام كان بين الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)وبين الوليد بن عقبة، فقال له الحسن(عليه السلام) : «لا ألومك أن تست عليا (عليه السلام)وقد جلدك في الخمر ثمانين سوطا، وقتل أباك صبرا بأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في يوم بدر » الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 7)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام).
ص: 360
(887)11(1) - قال الفضل بن شاذان : وروی محمد بن رافع ، وأحمد بن نصر، وحميد بن زنجویه، زاد بعضهم على بعض - عن علي بن عاصم ، والنضر بن شميل ، عن عوف، عن أبي القموص قال : شرب إنسان الخمر قبل أن تحرم، فأقبل ينوح على قتلى المشركين الذين قتلهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم بدر، فقال(2):
نحيي بالسلامة أم بكر*** وهل لك بعد رهط من سلام(3)
ذريني أصطبح یا بكر إني*** رأيت الموت رحب عن هشام
يود بنو المغيرة لو فدوه*** بألف من رجال أو سوام
يحدثني النبي بأن سنحيا*** وكيف حياة أصداء وهام
ألا من مبلغ الرحمان عني*** بأني تارك شهر الصيام
إذا ما الرأس فارق منكبيه*** فقد شبع الانس من الطعام
أيقتلني إذا ما كنت حيا*** ويحييني إذا رمت عظامي
وقال بعض الشعراء (4) في ذلك:
لولا فلان وسوء سكرته*** كانت حلا كسائغ العسل
(أمالي الطوسي : المجلس 46، الحديث 3)
ص: 361
ص: 362
ص: 363
ص: 364
(888 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال :
حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن أبي الصهبان، جميعا عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان:
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال : «إن أعرابيا أتي
رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فخرج إليه في رداء شق فقال : يا محمد، لقد خرجت إلى كانك فتى ؟!
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : نعم يا أعرابي ، أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتي.
فقال : يا محمد ، أما الفتي فنعم، فكيف ابن الفتي، وأخو الفتى ؟!
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : أما سمعت الله عز وجل يقول : ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾(2) فأنا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتى : فإن مناديا نادي من السماء يوم أحد:لا سيف إلا ذوالفقار، ولا فتى الا علي، فعلي أخي وأنا أخوه».
(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 14)
(889 )2- حدثنا أبوعلي أحمد بن زیاد الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم
بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن يونس بن عبد الرحمان، عن
ابن أسباط ، عن علي بن سالم ، عن أبيه :
عن أبي حمزة الثمالي ، ثابت بن أبي صفية قال : نظر سید العابدين علي بن
ص: 365
الحسين(عليه السلام)إلى عبیدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) فاستعبر، ثم قال :«ما من يوم أشد على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد، قيل فيه عه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 10)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
(890) 3(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر البزاز قال : حدثنا أحمد بن عبيد العطاردي قال : حدثنا أبو بشر بن بكير قال : حدثنا زياد بن المنذر قال : حدثني أبو عبدالله مولى بني هاشم قال :
حدثنا أبو سعيد الخدري قال : لما كان يوم أحد شج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في وجهه ، وكسرت رباعيته، فقام(عليه السلام) رافعا يديه يقول : «إن الله اشتد غضبه على اليهود أن قالوا : عزير بن الله، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا : المسيح بن الله، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 44)
(891 )4(2)- أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدثنا بشر بن بكر ، عن محمد بن إسحاق، عن مشیخته قال :
ص: 366
لما رجع علي بن أبي طالب(عليه السلام)من أحد ناول فاطمة سيفه وقال :
أفاطم هاك السيف غير ذميم*** فلست برعديد ولا بلئيم(1)
العمري لقد أعذرت في نصر أحمد*** ومرضاة رب العباد رحیم؟(2)
قال : وسمع يوم أحد، وقد هاجت ريح عاصف، کلام هاتف يهتف، وهو يقول(3)
ص: 367
لاسيف إلا ذو الفقار***ولا فتى الا علي
فإذا ندیتم هالكا***فابكوا الوفي أخا الوفي
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 45)
(892) 5 -أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :
ص: 368
حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضوان الله) :
عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم
أحد قال له جبرئیل(عليه السلام): «هذه هي المواساة» وذلك يوم أحد، فقال رسول
الله له : «إنه مني وأنا منه» فقال جبرئیل(عليه السلام): وأنا منكما(1)، غيري»؟
قالوا: لا.
قال : «فهل فيكم أحد نودي به من السماء : «لاسيف إلا ذوالفقار، ولافتى إلا علي»، غيري» ؟
قالوا : لا.
وفيه: «فهل فيكم أحد سق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المهراس(2)، لما اشتد ظمأه، وأحجم عن ذلك أصحابه، غيري»؟
قالوا : لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
(893)6 (3)- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمدقال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد
ص: 369
بن محمد بن خالد البرقي أبوجعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال :سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : «بینا حمزة بن عبدالمطلب وأصحاب له على شراب لهم يقال له «السكركة»(1).
قال : فتذاكروا السديف(2).
قال : فقال لهم حمزة : كيف لنا به؟
قال : فقالوا له : هذه ناقة ابن أخيك علي. فخرج إليها فنحرها، ثم أخذ من كبدها وسنامها فأدخله عليهم.
قال : فأقبل على(عليه السلام)فأبصر ناقته فدخله من ذلك ، فقالوا له : عمك حمزة صنع هذا.
قال : فذهب إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فشكا ذلك إليه .
قال : فأقبل معه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقيل لحمزة: هذا رسول الله ، قد أقبل بالباب.
قال : فخرج وهو مغضب.
قال : فلما رأى رسول الله ة الغضب في وجهه انصرف.
قال : فأنزل الله عز وجل تحريم الخمر.
قال : فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بأنيتهم فكفئت، ونودي في الناس بالخروج إلى أحد، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وخرج حمزة فوقف ناحية من النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
قال : فلا تصافوا حمل حمزة في الناس حتى غاب فيهم ثم رجع إلى موقفه، فقال له الناس : الله الله يا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شيء.
ص: 370
قال : ثم حمل الثانية حتى غاب في الناس ثم رجع إلى موقفه فقالوا له : الله الله یا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شيء.
قال : فأقبل إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآه مقبلا نحوه، أقبل إليه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعانقه وقبل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مابين عينيه، ثم حمل على الناس ، فاستشهد حمزة، فكفنه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في نمرة (1) .
ثم قال أبو عبدالله علئلا : نحو من ستر بابي هذا - فكان إذا غطى بها وجهه انكشفت رجلاه ، وإذا غطى رجليه انكشف وجهه. قال : فغطى بها وجهه، وجعل على رجليه إذخر؟(2).
قال : وانهزم الناس وبقي علي ؟ فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ما صنعت يا علي؟
فقال : يا رسول الله ، لزمت الأرض . فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ذلك الظن بك.
قال : فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنشدك يا [ا] لله (3) ما وعدتني، فإنك إن شئت لم تعبد»(4)
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 1)
ص: 371
(894)(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله بن الفرج الشروطي قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن المهلب قال : حدثنا أبو أسامة قال : حدثني عوف، عن ميمون [أبي عبدالله مولى عبد الرحمان بن سمرة] قال:
أخبرني البراء بن عازب قال : لا أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بحفر الخندق، عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق، لا تأخذ فيها المعاول، فجاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآها وضع ثوبه وأخذ المعول وقال : «بسم الله» وضرب ضربة فکسر ثلثها وقال : «الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة».
ثم ضرب الثانية فقال : «بسم الله»، ففلق ثلث آخر، فقال : «الله أكبر، أعطيت
ص: 372
مفاتيح فارس ، والله إني لأبصر قصير المدائن الأبيض» .
ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر وقال : «الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء [من ] مكاني هذا».
(أمالي الصدوق : المجلس 51، الحديث 13)
(895)2(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي، عن هشام بن عروة:
عن أبيه قال : كان رجلا نماما، فذكر له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حديثا فقال: «لاتذكره لأحد»، وكان النبي يحب أن يذكره، فلما أدبر قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «الحرب خدعة» .
فانطلق الرجل فأفشاه، وكاد الله لنبيه في بني قريظة .
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 12)
ص: 373
ص: 374
(896)3 (1)- وعن عبد الرحمان بن شريك ، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن یحیی بن عباد، عن ابن الزبير، عن أبيه : عن صفية بنت عبد المطلب آنها قالت: كنا مع حسان بن ثابت في حصن فارع (2) والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بالخندق، فإذا یهودي يطوف بالحصن ، فخفنا أن يدل على عورتنا، فقلت لحسان : لو نزلت إلى هذا اليهودي، فإني أخاف أن يدل على عورتنا.
قال : يا بنت عبد المطلب ، لقد علمت ما أنا بصاحب هذا !
قال : فتحزمت ثم نزلت و أخذت عمودا فقتلته به، ثم قالت لحسان : أخرج فاسلبه.
قال : لا حاجة لي في سلبه؛
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 14)
ص: 375
(897)4(1) - أخبرنا أبوالحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم الخلدي قال : حدثنا الحسين بن الكميت الموصلي قال : حدثنا المعلى بن مهدي قال : حدثنا أبوشهاب، عن الحجاج بن أرطاة ،عن عبدالملك بن عمير:
ص: 376
عن عطية - رجل من بني قريظة - قال : عرضنا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فمن كانت له عانة قتله ، ومن لم تكن له عانة تركه، فلم تكن لي عانة فتركني.
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 5)
(898) 5 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبیدالله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :
عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبدود، حيث عبر خندقكم وحده ودعا جمعكم إلى البراز فنکصتم عنه، وخرجت إليه فقتلته، وفت الله بذلك في أعضاد المشركين والأحزاب، غيري» ؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة.
ص: 377
(899 )1(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أملى علينا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله) قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد التمار قال : حدثنا علي بن ماهان قال : حدثني عمي قال : حدثنا محمد بن عمر قال : حدثنا ثور بن یزید :عن مكحول قال : لما كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له «مرحب» وكان طويل القامة عظيم الهامة ، وكانت اليهود تقدمه لشجاعته ويساره.
قال : فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فما وافقه قرن(2) إلا قال : أنا مرحب، ثم حمل عليه فلم يثبت له . قال : وكانت له ظئر (3) وكانت کاهنة ، وكانت تعجب بشبابه وعظم خلقته ، وكانت تقول له : قاتل كل من قاتلك وغالب كل من غالبك إلا من تسمی عليك ب-«حيدرة»، فإنك إن وقفت له هلكت .
قال : فلما كثر مناوشته وبعل الناس بمقامه شكوا ذلك إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وسألوه أن يخرج إليه عليا(عليه السلام) ، فدعا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) وقال له: «يا علي، اكفني مرحبا».
فخرج إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به ، فأنكر ذلك وأحجم عنه، ثم أقدم وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي مرحبا
ص: 378
فأقبل علي(عليه السلام)بالسيف وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
فل سمعها منه مرحب هرب ولم يقف خوفا مما حذرته منه ظئره، فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود فقال : إلى أين يا مرحب؟
فقال : قد تسمى على هذا القرن بحيدرة.
فقال له إبليس : فما حیدرة؟
فقال : إن فلانة ظنري كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة، وتقول : إنه قاتلك.
فقال له إبليس : شوها لك، لو لم يكن حیدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله، تأخذ بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصين، وحیدرة في الدنيا كثير، فارجع فلعلك تقتله ، فإن قتلته شدت قومك وأنا في ظهرك استصرخ اليهود لك.
فرده، فوالله ما كان إلا كفواق ناقة حتى ضربه علي ال ضربة سقط منها لوجهه وانهزم اليهود وهم يقولون : قيل مرحب ، قتل مرحب.
قال : وفي ذلك يقول الكميت بن زيد الأسدي اه في مدحه لعلي(عليه السلام) :
سقى جرع الموت ابن عثمان بعدما تعاورها(1) منه وليد و مرحب(2)
فالوليد هو ابن عتبة [بن ربيعة ]خال معاوية بن أبي سفيان، وعثمان بن طلحة من قريش ، ومرحب من اليهود. (أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 2)
ص: 379
(900)2(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: أخبرني أبو الحسن (2) أحمد بن علي المعدل ب-«حلب» قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا محمد بن سلیمان الأصفهاني قال : حدثنا عمر بن قيس المكي، عن عكرمة صاحب ابن عباس :
عن سعد بن أبي وقاص ( في حديث ) قال : غزونا خیبر فانهزم عنها من انهزم فقال نبي الله له : «لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله و رسوله». فدعاه وهو أرمد، فتفل في عينه وأعطاه الراية ففتح الله له.
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 39)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.
(901)3 (3)- حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال :حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال : سمعت رسول الله يقول لعلي(عليه السلام) ثلاثا، فلأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم (إلى أن قال: )وسمعته يقول يوم خيبر : «لأعطيت الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله».
ص: 380
قال : فتطاولنا لها(1) رفيقال : «ادعوا لي عليا» . فأتى علي أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه.
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 63)
يأتي تمامه في باب فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
(902)4 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن هارون بن حمید بن المجر قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير :
عن ابن عباس قال : كنت عند معاوية - وقد نزل بذي طوى - فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه ، فقال معاوية : يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقاص، وهو صديق لعلي. قال : فطأطأ القوم رؤوسهم وسبوا عليا(عليه السلام)، فبکی سعد، فقال معاوية : ما الذي أبكاك ؟
قال : ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يسب عندك ولا أستطيع أن أغير، وقد كان في علي خصال لأن تكون في واحدة منهم أحب [إلي] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال :)
والثانية : أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) بعث يوم خيبر عمر بن الخطاب إلى القتال فهزم وأصحابه ،
ص: 381
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطيت الراية غدا إنسانا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» .
فقعد المسلمون وعلي عل أرمد ، فدعاه فقال : «خذ الراية». فقال : يا رسول الله ،إن عيني كما ترى. فتفل فيها ، فقام فأخذ الراية ، ثم مضى بها حتى فتح الله عليه .
(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 19)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.
(903)5 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال :حدثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزال قال :حدثنا أبي قال : حدثنا عبيد بن خنیس العبدي قال : حدثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبدالله بن شريك ، عن الحارث بن ثعلبة:
عن سعد بن أبي وقاص (في حديث ) قال : بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردها، فبعث بها مع عمر فردها، فغضب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و قال:«لأعطيني الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، کرارة غيرفرار، لايرجع حتى يفتح الله على يديه».
قال : فلما أصبحنا جثونا على الركب فلم نره يدعو أحدا ما، ثم نادي : «این علي بن أبي طالب» ؟ فجيء به وهو أرمد ، فتفل في عينه، وأعطاه الراية ، ففتح الله على يده.
(أمالی المفيد : المجلس7، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .
(904) 6(1)- حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثني الحسن بن حماد بن حمزة أبو علي - من أصل كتابه - قال : حدثنا الحسن بن عبدالرحمان بن [محمد بن عبد الرحمان بن] أبي ليلى قال: حدثنا محمد بن سلیمان [بن عبدالله ابن ]
ص: 382
الأصفهاني(1) [أبوعلي الكوفي] ، عن [عمه] عبدالرحمان [بن عبدالله ابن ] الأصفهاني(2)، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى: عن علي بن أبي طالب قال : «دعاني النبي وأنا أرمد [العين](3)، فتفل في عيني ، و شد العمامة على رأسي وقال :«اللهم أذهب عنه الحر والبرد». فما وجدت بعدها حرا ولا بردا».
( أمالي المفيد : المجلس 38، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 46)
(905)7 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال : حدثنا
أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسی الحزاز من كتابه ، قال : حدثنا الحسن بن علي الهاشمي قال : حدثنا إسماعیل بن أبان قال : حدثنا أبو مريم، عن ثوير بن أبي فاختة:
عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال : قال أبي : دفع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله عليه - الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 66)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.
(906) 8-أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :
عن علي(عليه السلام)(في حديث المناشدة) أنه قال : «فهل فيكم رجل قال له
ص: 383
رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطين الراية رجلا غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غیر فرار، لايوتي الدبر، يفتح الله على يديه». وذلك حيث رجع أبوبكر وعمر منهزمين فدعاني وأنا أرمد، فتفل في عيني وقال : «اللهم أذهب عنه الحر والبرد» ،فما وجدت بعدها حرا ولا بردا يؤذياني، ثم أعطاني الراية، فخرجت بها، ففتح الله على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب، وسبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري»؟
قالوا: لا.
وفيه : «فهل فيكم أحد احتمل باب خیبر يوم فتحت حصنها، ثم مشى به ساعة ثم ألقاه ، فعالجه بعد ذلك أربعون رجلا فلم يقلوه من الأرض، غيري»(1)؟
قالوا: لا. (أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
يأتي تمامه في باب حديث الشورى من أبواب الملاحم والفتن ، من كتاب الإمامة .
(907)9(2) – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه قراءة عليه قال : حدثنا معاذ بن المثنى قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سهيل [بن أبي صالح] ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
ص: 384
ص: 385
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) [يوم خيبر ]: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله، ويحبه الله ورسوله لايرجع حتى يفتح الله عليه».
قال عمر : ما أحببت الامارة قبل يومئذ ، فدعا عليا(عليه السلام)فبعثه ، فقال : «اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ولاتلتفت». فمشي ساعة - أو قال : قليلا- ثم وقف ولم يلتفت ، فقال : «یا رسول الله ، على ما أقاتل الناس»؟
قال :«قاتلهم حتى يشهدوا «أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله»، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزوجل».
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 68)
(908)10- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جوريه الجنديسابوري من أصل كتابه ، قال : حدثنا علي بن منصور الترجماني قال :أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال :حدثنا شريك بن عبدالله النخعي القاضي،عن أبي إسحاق: عن عمرو بن میمون الأودي، أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب(عليه السلام) فقال : إن قوما ينالون منه، أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم: «لقد أعطي على ما لم يعطه بشر» (إلى أن قال :) وهو صاحب باب خیبر، وهو صاحب الراية يوم
ص: 386
خیبر، وتفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يومئذ في عينيه وهو أرمد، فما اشتكاهما من بعد ،ولا وجد حرا أو بردا بعد يوم ذلك.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 8)
يأتي تمامه في باب فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
1091)11(1) - أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري:عن عروة بن الزبير، ومسور بن مخرمة : أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لما افتتح خیبر وقسمها على ثمانية عشر سهما، كانت الرجال ألفا وأربع مئة رجل، والخيل مئتي فرس، أربع مئة سهم للخيل ، كل سهم من الثمانية عشر سه مئة سهم، لكل مئة منهم رأس، فكان عمر بن الخطاب رأسا، وعلي رأسة، وطلحة رأسا، والزبير رأسا، وعاصم بن عدي رأسا، وكان سهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مع عاصم بن عدي.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 15)
(910)12 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني الحسن بن القاسم(2) قال : حدثني ثبین بن إبراهيم بن شيبان قال :حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ،
عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام):
«أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دفع خيبر إلى أهلها بالشطر، فلا كان عند الصرام بعث عبدالله بن رواحة فخرصها عليهم، ثم قال : إن شئتم أخذتم بخرصنا، وإن شئتم
ص: 387
أخذنا واحتسبنا لكم».
فقالوا : هذا الحق ، بهذا قامت السماوات والأرض».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 39)
(911)13(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رضی الله عنه)قال :حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن أبي حمزة، عن علي بن الحزور، عن القاسم، عن أبي سعيد الخدري قال :
أتت فاطمة(عليه السلام) النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فذكرت عنده ضعف الحال ، فقال لها: «أما تدرين ما منزلة علي عندي»؟ (إلى أن قال :) «ورفع باب خيبر وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وكان لايرفعه خمسون رجلا».
(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحدیث 13)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا
أن فيه «أتت فاطمة صلوات الله عليها ذات يوم أبيها ». وفيه: «وقلع باب خیبر ... وكان لايقلعه خمسون رجلا».
(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 40)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام).
(912) (2)14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن صقر الصائغ قال :حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال : حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم قال :
ص: 388
حدثنا سويد بن عبدالعزيز الدمشقي، عن عبدالله بن لهيعة، عن أبي قبيل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه فرجع منهزما، فدفعها إلى آخر فرجع يحن أصحابه و يجنونه، قد رد الراية منهزما (1)، فقال رسول الله له : «لأعطين الراية غدا رجلا
ص: 389
يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لايرجع حتى يفتح الله على يديه» .
فلما أصبح قال : «ادعوا لي عليا».
فقيل له : یا رسول الله ، هو رمد .
فقال : «ادعوه». .
فلما جاء تفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في عينيه وقال : «اللهم ادفع عنه الحر والبرد». ثم دفع الرايه إليه ومضى، فما رجع إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلا بفتح خیبر.
ثم قال : إنه لما دنا من القموص أقبل أعداء الله من اليهود يرمونه بالتبل
ص: 390
والحجارة، فحمل عليهم علي(عليه السلام)حتى دنا من الباب، فثنى رجله(1)، ثم نزل مغضبة إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه، ثم رمی به خلف ظهره أربعين ذراعا.
قال ابن عمرو :(2) وما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي علي(عليه السلام) ، ولكنا عجبنا من قلعة الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا، ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه (3)، فأخبر النبي بذلك ، فقال : «والذي نفسي بيده ، لقد أعانه عليه أربعون ملكة».
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 10)
(913) 15(4) - فروي أن أمير المؤمنين(عليه السلام)قال في رسالته إلى سهل بن حنیف
(رحمه الله) : والله ما قلعت باب خیبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية، و لاحركة غذائية، لكتي أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضية، وأنا من أحمد كالضوء من الضوء، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت، ولو أمكنتني الفرصة من رقابها لما بقيت ، ومن لم يبال متى حتفه علیه ساقط فجنانه في الملمات رابط».
ص: 391
حدثني بذلك وبجميع الرسالة التي فيها هذا الفصل : علي بن أحمد بن موسی الدقاق(رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي، عن أبي بكر عبيد الله بن موسی الحبال الطبري قال : حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال : حدثنا محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام) .
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحدیث 11)
ص: 392
(914)(1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا علي بن سليمان قال : حدثنا محمد بن حميد قال : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال : حدثنا محمد بن فليح، عن موسی بن عقبة:عن محمد بن شهاب الزهري قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب(رضوان الله) من بلاد الحبشة(2) ، بعثه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى مؤتة، واستعمل على الجيش معه زید بن حارثة وعبدالله بن رواحة، فمضى الناس معهم حتى كانوا بخوم البلقاء، فلقيهم جموع هرقل من الروم والعرب، فانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها واقتتلوا قتالاشديدا، وكان اللواء يومئذ مع زید بن حارثة ، فقاتل به حتى
ص: 393
شاط في رماح القوم، ثم أخذه جعفر فقاتل به قتالا شديدا، ثم اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وقاتل حتى قتل.
قال : وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر فرسه في الإسلام(1).
ثم أخذ اللواء عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قتل، فأعطى المسلمون اللواء بعدهم خالد بن الوليد، فناوش القوم وراوغهم حتى انحاز بالمسلمين منهزما ونجا بهم من الروم، وأنفذ رجلا من المسلمين يقال له «عبدالرحمان بن سمرة» إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بالخبر. فقال عبد الرحمان: فصرت إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما وصلت إلى المسجد قال لي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «على رسلك يا عبد الرحمان». ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أخذ اللواء زيد فقاتل به فقتل، رحم الله زيدا، ثم أخذ اللواء جعفر وقاتل وقتل، رحم الله جعفرة، ثم أخذ اللواء عبدالله بن رواحة وقاتل وقتل ، فرحم الله عبدالله».
قال : فبكى أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم حوله، فقال لهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) «و ما يبكيكم»؟
فقالوا : وما لنا لانبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا، وأهل الفضل منا.
فقال عل لهم : «لا تبكوا، فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فأصلح رواكبها، وبنى مساكنها، وحلق سعفها، فأطعمت عاما فوجا، ثم عاما فرجا، ثم عاما فوجا، فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا، وأطولها شمراخا، أما والذي بعثني بالحق نبيا، ليجدن عیسی بن مريم في أمتي خلقا من حواريه».
قال : وقال كعب بن مالك يرثي جعفر بن أبي طالب ، وعن المستشهدين
ص: 394
معه(1)
هدت العيون ودمع عينك يهمل***سحا کما وكف الضباب المخضل
وكأنما بين الجوانع والحشا***مما تأوبني شهاب مدخل
وجدة على النفر الذي تتابعوا***يوما بمؤتة أسيدوا لم يقفلوا
فتغير القمر المنير لفقدهم***والشمس قد كسفت وكادت تأفل
قوم علا بنيانهم من هاشم***فرع أشم وسؤدد ما ينقل
قوم هم نصر الإله عباده***وعليهم نزل الكتاب المنزل
وبهديهم رضي الإله لخلقه***وبجدهم صبر النبي المرسل
بيض الوجوه ري بطون أكفهم***تندي إذا اغبر الزمان الممحل
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 44)
(915) 2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمان، عن ابن أسباط ، عن علي بن سالم ، عن أبيه :
عن [أبي حمزة الثمالي] ثابت بن أبي صفية قال : نظر سید العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) إلى عبیدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاستعبر، ثم قال :«ما من يوم أشد على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد، بل فيه عته حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 10)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .
ص: 395
(916) 3(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم : عن أبي عبد الله(عليه السلام )قال : «لما مات(2) جعفر بن أبي طالب(عليه السلام )أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة(عليها السلام )أن تتخذ طعامة لأسماء بنت عمیس ، ويأتيها نساؤها ثلاثة أيام(3)، فجرت بذلك الستة من أن يصنع لأهل الميت ثلاثة أيام [طعام] »(4) .
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 4)
ص: 396
(917) (1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا عبد الملك الطحان قال : حدثنا هارون بن عيسى قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم، عن علي بن موسى، عن أبيه ، عن أبي عبد الله، عن آبائه:
عن علي(عليه السلام )«أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سار إلى بدر في شهر رمضان، وافتتح مكة في شهر رمضان».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 41)
(118)2(2)- وعن ابن عقدة قال : حدثني الحسن بن القاسم قال : حدثنا بشیر بن إبراهيم قال : حدثنا سلمان بن بلال قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه [موسی
ص: 397
بن جعفر] ، عن [أبيه] جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام )قال:
«دخل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم فتح مكة والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاث مئة وستين صنة، فجعل يطقها مخصرة(1) في يده، ويقول : «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد» . فجعلت تكبب لوجوهها» .
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 23)
(919) 3(2)- قرئ على أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحقار وأنا أسمع ، قيل له :
حدثكم أبوالقاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزین بن عثمان بن عبدالرحمان الخزاعي ابن أخي دعبل، فأقر به ، قال : حدثني أبي علي بن علي قال : حدثنا أبي علي بن رزین ، عن أبيه رزین بن عثمان ، عن أبيه عثمان بن عبدالرحمان ، عن أبيه عبدالرحمان بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله بن بدیل بن ورقاء قال :سمعت أبي بديل بن ورقاء الخزاعي يقول : لما كان يوم الفتح أوقفني العباس بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله ، هذا يوم قد شرفت فيه قوم، فما بال خالك بديل بن ورقاء وهو قعيد حيه؟
قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «احسر عن حاجبيك يا بديل».
فحسرت عنها وحدرت قثامي فرأى سواد بعارضي، فقال : «کم سنوك یا بديل» ؟
فقلت : سبع وتسعون یا رسول الله.
فتبسم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال: «زادك الله جمالا وسوادة وأمتعك وولدك، لكن رسول الله قد نيف على الستين وقد أسرع الشيب فيه ، اركب جملك هذا الأورق،
ص: 398
فناد في الناس : إنها أيام أكل وشرب». وكنت جهيرا فرأيتني بين خيامهم وأنا أقول : أنا رسول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لكم: «إنها أيام أكل وشرب». وهي لغة خزاعة ، يعني الاجتماع، ومن هاهنا قرأ أبو عمرو :﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 56)
(920)4 -أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :
عن أمير المؤمنين(عليه السلام )(في حديث المناشدة يوم الشوری) قال : «فهل فيكم أحد حمله رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على كتفه حتی کسر الأصنام التي كانت على الكعبة، غيري» ؟
قالوا : لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
ص: 399
(921)1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم: عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام )قال : «بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم «بنو المصطلق» من بني جذيمة، وكان بينهم وبين بني مخزوم إخنة(2)في الجاهلية، فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأخذوا منه كتابا، فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة، فصلى وصلوا، فلما كانت صلاة الفجرأمر منادیه قنادی فصلی وصلوا، ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة، فقتل وأصاب ،فطلبوا کتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد،
ص: 400
فاستقبل القبلة ثم قال : «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد».
قال : «ثم قدم على رسول الله تبر ومتاع ، فقال لعلي(عليه السلام ): «يا علي، ائت بني جذيمة من بني المصطلق ، فأرضهم مما صنع خالد». ثم رفع (صلی الله عليه وآله وسلم) قدميه فقال: «يا علي ، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك».
فأتاهم علي(عليه السلام ) ، فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله ، فلما رجع إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «يا علي ، أخبرني بما صنعت».
فقال : يا رسول الله عمدث فأعطيت لكل دم دية، ولكل جنين غرة(1)، ولكل مال مالا ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة(2) کلابهم وحبلة(3) رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك یا رسول الله.
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي ، أعطيتهم ليرضوا عني ؟! رضي الله عنك يا علي ، إنما أنت بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي».
(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحديث 8)
(922) 2 (4)- أبوجعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا
ص: 401
محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال : حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي قال: حدثنا عمرو بن معمر قال : حدثنا علي بن جعفر، عن أخيه موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي: عن جابر بن عبد الله قال : بعث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد واليا على صدقات بني المصطلق حي من خزاعة، وكان بينه وبينهم في الجاهليه ذحل، فأوقع بهمخالد، فقتل منهم واستاق أموالهم، فبلغ النبي له ما فعل، فقال : «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» ! وبعث إليهم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بجمال، وأمره أن يؤدي إليهم ديات من قتل من رجالهم.
فانطلق علي(عليه السلام )فأدى إليهم ديات رجالهم وما ذهب لهم من أموالهم، وبقي معه من المال زعبة(1)، فقال لهم : «هل تفقدون شيئا من أموالكم وأمتعتكم» ؟
فقالوا : ما نفقد شيئا إلا میلغة كلابنا. فدفع إليهم ما بقي من المال.
فقال : «هذا المبلغة كلابكم وما أنسيتم(2) من متاعكم». وأقبل إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «ما صنعت»؟
فأخبره حتى أتى على حديثهم(3)، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) :«أرضيتني رضي الله عنك،ياعلي، أنت هادي أنتي، ألا إن السعيد كل السعيد من أحبك وأخذ بطريقتك، ألا إن الشقي كل الشقي من خالفك ورغب عن طريقك إلى يوم القيامة».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 16)
ص: 402
(923)1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : أخبرني سلیمان بن أحمد اللخمي فيا كتب إلي، قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن رماحس بن محمد بن خالد بن حبيب بن قیس بن عمرو (2)بن غزية بن جشم بن بكر بن هوازن بر مادة القيسيين، رمادة العليا ،وكان فيما ذكر ابن مئة و عشرين سنة ، قال : حدثنا زياد بن طارق الجشمي، وكان ابن تسعين سنة ، قال :حدثنا جدي أبوجرول زهير، وكان رئیس قومه قال:
أشرنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم فتح حنين(3) فينا هو يميز الرجال من النساء إذوثبت حتى جلست بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فأسمعته شعرأ أذكره حين شب فينا ونشأ في هوازن، وحين أرضعوه، فأنشأت أقول:
ص: 403
امن علينا رسول الله في كرم*** فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة(1) قد عاقها قدر*** مفرق شملها في دهرها غير(2)
أبقت لنا الحرب هتافأ على حزن*** على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم نعاء تنشرها ***یا أرجح الناس حلا حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها*** إذ فوك يملؤه من مخضها(3) الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها*** وإذ يرينك(4) ما تأتي وما تذر
ص: 404
يا خير من مرحت مت الجياد به*** عند الهياج إذا ما استوقد الشرر
لاتتركتا كمن شالت نعامته (1)*** واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعمى وقد کفرت ***وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه*** من أمهاتك إن العفو مشتهر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه*** هادي البرية أن تعفو وتنتصر
فاعف عفا الله عما أنت راهبه*** يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لله ولكم». وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو لله ولرسوله، فردت الأنصار ما كان في أيديها من الذراري والأموال.
(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحدیث 18)
يأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 7 من أبواب فضائل أمير المؤمنين *.
(924) 2(2) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار الثقفي قال : حدثني علي بن محمد بن سلیمان النوفلي سنة خمس وأربعين ومئتين ، قال : حدثني أبي، عن يزيد بن عبدالملك النوفلي ، عن أبيه، عن المغيرة بن الحارث بن نوفل بن الحارث، عن أبيه:
عن جده نوفل، أنه كان يحدث عن يوم حنين، قال: فز الناس جميعا وأعروا (3) رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلم يبق معه إلا سبعة نفر من بني عبد المطلب : العباس، وابنه الفضل، وعلي، وأخوه عقيل، وأبو سفيان، وربيعة، ونوفل بنو الحارث بن عبد المطلب (4)، ورسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مصلت سيفه(5) في المجتلده(6)، وهو على بغلته
ص: 405
الدلدل ، وهو يقول :
ص: 406
أنا النبي لاكذب*** أنا ابن عبد المطلب(1)
قال الحارث بن نوفل : فحدثني الفضل بن العباس قال : التفت العباس يومئذ وقد أقشع (2) الناس عن بكرة أبيهم (3) فلم ير عليا(عليه السلام) في من ثبت ، فقال : شوهة بوهة(4)، أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو صاحب ما هو صاحبه! - يعني المواطن المشهورة له -.
قلت : نقص قولك لابن أخيك يا أبه .
قال : ما ذاك ، یا فضل؟
قلت : أما تراه في الرعيل الأول ، أما تراه في الرهج ؟(5)
قال : أشعره لي يابني.
ص: 407
قلت : ذو كذا ذو كذا، ذو البردة .
قال : فما تلك البرقة؟
قلت : سيفه يزيل به بين الأقران .
قال : بر بن بر، فداه عم وخال.
قال : فضرب علي(عليه السلام)يومئذ أربعين مبارزا كلهم يقده حتى أنفه وذكره!
قال : و كانت ضرباته مبتكرة (1)
(أمالي الطوسي : المجلس 23، الحديث 1)
(925 و 926)3 (2)- 4 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن موسی بن خلف الراسبي الفقيه ب«رأس العين»(3)، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الراسبي قال : حدثنا عبیدالله بن موسى العبسي قال : أخبرنا طلحة بن جبر المكي، عن المطلب بن عبدالله - يعني بن حنطب -، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف: عن أبيه قال : لما افتتح النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مكة انصرف إلى الطائف - يعني من حنين - فحاصرهم ثماني عشرة أو تسع عشرة، فلم يفتتحها، ثم أوغل روحة أو غدوة،
ص: 408
ثم نزل، ثم هجر فقال: «أيها الناس، إني لكم فرط وإن موعدكم الحوض،فأوصيكم بعترتي خيرا» . ثم قال : «والذي نفسي بيده، لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعث إليكم رجلا مني - أو كنفسي - فليضربن أعناق مقاتليكم، و ليسبين ذراریکم » . فرأى أناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، وأخذ بيد علي(عليه السلام) فقال :«هو هذا».
قال المطلب بن عبد الله : فقلت لمصعب بن عبدالرحمان: فما حمل أباك على ما صنع؟
قال : أنا والله أعجب من ذلك! (أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 11)
وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن فروخ المزني المقرئ الفقيه بربض الرافقة»(1) قال : حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة في مسند(2) عبيد الله بن
ص: 409
موسی . قال : وحدثني محمد بن أحمد بن عبدالله بن صفوة الضرير ب-«المصيصة» وكتبته من أصل كتابه ، قال حدثنا يوسف بن سعید بن مسلم المصيصي قال : حدثنا عبیدالله بن موسى قال: أخبرنا طلحة بن جبر(1)، عن المطلب بن عبدالله بن حنطب ، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف، عن أبيه، و ذكر نحوه.
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 12)
(927) 5(2) - وعن أبي المفضل قال: أخبرنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة(3) من أصل كتابه ، قال : حدثنا عبيد الله بن الهيثم بن عبيد الله أبو محمد الأنماطي ب-«حلب» قال : حدثنا عباد بن صهيب أبو محمد الكليبي ، عن جعفر بن
ص: 410
محمد ، عن أبيه (عليهم السلام):
عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : لما أوقع - وربما قال : فرغ - رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من هوازن سار حتى نزل بالطائف ، فحصر أهل وج(1)أياما، فسأله القوم أن ينتزح(2) عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ویشترطون لأنفسهم، فسار(عليه السلام) حتى نزل مكة ، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم ، ولم يبخع(3) القوم بالصلاة ولاالزكاة ، فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة وليؤت الزكاة، أو لأبعث إليهم رجلا هو مني كنفسي ،فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم، هو هذا». وأخذ بيد علي (عليه السلام) فأشاها.
فلما صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فأقروا له بالصلاة، وأقروا له بما شرط عليهم، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما استعصى علي أهل محلكة ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله عز وجل».
قالوا: يا رسول الله ، وما سهم الله ؟
قال : «علي بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكة أمامه، وسحابة تظله حتى يعطي الله حبيبي النصر والظفر».
(أمالی الطوسی:المجلس 18، الحديث 13)
(928) 6(4)- وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن معاذ بن سعيد الحضرمي
ص: 411
ب-«الجار»(1)، قال حدثنا محمد بن زکریا بن سارية المكي القرشي ب-«جدة» ، قال : حدثني أبي، عن كثير بن طارق مولى بني هاشم، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) -وقد قدم عليه وفد أهل الطائف :«يا أهل الطائف ، والله لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يقطعكم بالسيف». فتطاول لها أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ،فأخذ بيد على(عليه السلام) فأشالها ، ثم قال : «هو هذا».
فقال أبو بكر وعمر : ما رأينا کاليوم في الفضل قط.
(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحديث 1)
(929) 7(2)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا
ص: 412
القاسم بن عباس قال : حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدثنا أبو قتادة الحراني، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن زاذان :
عن ابن عباس قال : لما فتح الله عز وجل مكة، خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل ، فلما أمسينا صبرنا عشرة آلاف من المسلمين، فرفع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الهجرة فقال: «لا هجرة بعد فتح مكة»(1).
ص: 413
قال: ثم انتهينا إلى هوازن ، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام): «يا علي قم
فانظر كرامتك على الله عز وجل، كلم الشمس إذا طلعت».
قال ابن عباس : والله ما حسد أحدة إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام)في ذلك اليوم، و قلت للفضل : قم ننظر كيف يكلم علي بن أبي طالب الشمس، فلما طلعت الشمس قام علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال : «السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة الله ربه». فأجابته الشمس وهي تقول: «وعليك السلام یا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه».
قال : فانكب علي(عليه السلام)ساجد شكر الله عز وجل، قال : فوالله لقد رأيت رسول
الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قام فأخذ برأس علي(عليه السلام)يقيمه ويمسح وجهه ويقول : «ثم حبيبي فقد
أبكيت أهل السماء من بكائك ، وباهي الله عز وجل بك مملة عرشه».
(أمالي الصدوق : المجلس 86، الحديث 14)
ص: 414
(930)1- أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: أخبرني أبو الحسن(1)أحمد بن علي المعدل ب-«حلب» قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا محمد بن سلیمان الأصفهاني قال : حدثنا عمر بن قيس المكي، عن عكرمة صاحب ابن عباس:
عن سعد بن أبي وقاص (في حديث ) قال : وغزونا تبوك مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فودع علي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) على ثنية الوداع(2) ویکی ، فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «مايبكيك»؟
فقال : «كيف لا أبكي ولم أتخلف عنك في غزاة منذ بعثك الله تعالى، فما بالك تخلفني في هذه الغزاة» ؟!
فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما ترضي يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لانبي بعدي» ؟
فقال علي : «بل رضيت».
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 39)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.
(931) 2(3) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله
ص: 415
بن محمد بن مهدي قال :حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال :حدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي قال :حدثنا الأعمش، عن عطية العوفي : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام)في غزوة تبوك: «أخلفني في أهلي».
فقال علي : «یا رسول الله، إني أكره أن يقول العرب: خذل ابن عمه وتخلف عنه».
فقال : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»؟
قال : بلى».
قال : «فاخلفني».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 13)
ص: 416
(932) 3(1) - حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام)ثلاثا، فلأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام)وخلفه في بعض مغازيه ، فقال : «یا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان» ؟!
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدي» ؟ الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحدیث 63)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام).
(933) 4(2) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرني علي بن محمد بن على قراءة عليه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال : حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه :
ص: 417
عن علي(عليه السلام) قال : خلف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا في غزوة تبوك ، فقال : «یا رسول الله، تخلفني بعدك» ؟
قال : «ألا ترضى أن تكون متي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدي» ؟
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 42)
(934) 5 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن خالد المراغي قال :حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزال قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبيد بن خنیس العبدي قال : حدثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبدالله بن شريك ، عن الحارث بن ثعلبة:
عن سعد بن أبي وقاص(في حديث)قال :إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خرج غازية إلى تبوك واستخلف علي على الناس، فحسدته قريش ، وقالوا : إنما خلفه لكراهية صحبته .
قال : فانطلق في أثره حتى لحقه فأخذ بغرز ناقته ، ثم قال : «إني لتابعك» .
قال : «ما شأنك» ؟
فبكى وقال: «إن قريشا تزعم أنك إنما خلفتني لبغضك لي و كراهيتك صحبتي» !
قال : فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، منادیه فنادى في الناس، ثم قال : «أيها الناس ، أفيكم أحد إلا وله من أهله خاصة»؟
قالوا : أجل.
قال : «فإن علي بن أبي طالب خاصة أهلي وحبيبي إلى قلبي».
ثم أقبل على أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال له : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»؟
فقال علي(عليه السلام): «رضيت عن الله ورسوله».
(أمالی المفيد : المجلس 7، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .
ص: 418
(935) 1(1) - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقاص (في حديث ) قال : بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أبا بكر ببراءة لينين إلى المشركين ، فلما سار ليلة أو بعض ليلة ، بعث بعلي بن أبي طالب نحوه ، فقال : «اقبض ببراءة منه واردده إلي».
فمضى إليه أمير المؤمنين(عليه السلام)فقبض براءة منه و رده إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما مثل بين يديه(عليه السلام)بکی [أبوبكر] وقال : يا رسول الله ، أحدث في شيء، أم أنزل في قرآن؟
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لم ينزل فيك قرآن، لكن جبرئیل عل جاءني عن الله عزوجل فقال: «لايؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك»،وعلي مني وأنا من علي،ولا يؤدي عني إلا علي».
(أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 2)
تقدم إسناده في الباب السابق، ويأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .
ص: 419
(936) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :
عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في حديث المناشدة) قال : «فهل فيكم أحد أمره رسول
الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يأخذ براءة بعد ما انطلق أبوبكر بها، فقبضها منه، فقال أبو بكر بعد ما رجع : یا رسول الله ، أنزل في شيء ؟ فقال له : «لا، إنه لايؤدي عتي إلا علي»، غيري» ؟
قالوا: لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة.
ص: 420
(937) (1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور قالا : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه، عن الريان بن الصلت :
عن علي بن موسى الرضا(عليه السلام)( في احتجاجه علا في مجلس المأمون في فضل العترة) قال : «فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وموطنا، (إلى أن قال:) وأما الثالثة: فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمرنبیه (صلی الله عليه وآله وسلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عز وجل: قل یا محمد﴿ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(2) فأبرز النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل :﴿ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ﴾» ؟
قالت العلماء: عنى به نفسهم.
فقال أبو الحسن(عليه السلام): «غلطتم ، إنما عنى بها علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ومما يدل على ذلك قول النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حين قال : «لينتهين بنو ولیعة أو لأبعث إليهم رج كنفسي» يعني علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، زرعني بالأبناء الحسن والحسين عيد ، وعن بالنساء فاطمة(عليها السلام)(3) فهذه خصوصية لايتقدمه فيها أحد، وفضل لايلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل (4) نفس على نفسه، فهذه الثالثة».
(أمالي الصدوق : المجلس 79، الحديث 1)
تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .
ص: 421
(938) (1)2 - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا أبي قال : حدثنا هاشم بن المنذر ، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ: عن علي(عليه السلام) قال : «خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حين خرج لمباهلة النصاری بي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 7)
(939)3 - وعن ابن عقدة قال : قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال :حدثنا محمد بن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : حدثنا هلال بن أيوب الصيرفي، عن عبد الكريم أبي أمية (2):عن مجاهد قال : قلت لابن عباس : من الذين أراد رسول الله (3)أن يباهل بهم؟
قال : علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، والأنفس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وعلي(عليه السلام) .
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 46)
ص: 422
أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ، مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 10)
(940) 4(1) - حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حاتم، عن بکیر بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال :
سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام) ثلاثا، فلأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم (إلى أن قال :) ولما نزلت هذه الآية﴿نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾، دعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا(عليهم السلام)وقال : «اللهم هؤلاء أهلي».
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 63)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)من كتاب الإمامة .
ص: 423
(941)(1)1 -أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا علي بن حماد البغدادي، عن بشر بن غیاث المريسي قال : حدثني أبويوسف يعقوب بن إبراهيم، عن أبي حنيفة، عن عبد الرحمان السلماني، عن حنش بن المعتمر: عن علي بن أبي طالب قال: «دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله ، إنهم قوم كثير ولهم سن ، وأنا شاب حدث.
فقال : يا علي، إذا صدرت بأعلى عقبة أفيق، فناد بأعلى صوتك: «یا شجر ، یامدر، یا ثری ، محمد رسول الله يقرؤكم السلام».
ص: 424
قال : «فذهبت، فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم، مسوون استتهم، متنکبون قسیهم، شاهرون سلاحهم ، فناديت بأعلى صوتي : «یا شجر ، یا مدر، یا ثرى ، محمد رسول الله يقرؤكم السلام».
قال : «فلم تبق شجرة ولامدرة ولاثرى إلا ارتج بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله وعليك السلام. فاضطربت قوائم القوم، وارتعدت رکبهم ووقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا إلى مسرعين، فأصلحت بينهم وانصرفت».
(أمالي الصدوق : المجلس 40، الحديث 1)
(942) 2(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا أبو صالح محمد بن فيض العجلي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى قال : حدثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدثني أبي موسى بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي جعفر قال : حدثي أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي:
عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال: «بعثني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على اليمن فقال - وهو يوصيني -: يا علي، ما حار من استخار، ولا ندم من استشار، یا
ص: 425
علي، عليك بالدلجة(1) فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، يا علي، اغد؛ على اسم الله ، فإن الله تعالى بارك لأمتي في بكورها».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 33)
(943) 3 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا عبد الرزاق بن سلیمان بن غالب الأزدي ب-«أرتاح» (2) قال : حدثني الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري(3) سنة أربع وخمسين ومئتين وفيها مات، قال : حدثنا الرضا علي بن موسى قال : حدثني أبي، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام): أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بعث عليا(عليه السلام)إلى اليمن فقال له وهو يوصیه : ياعلي، أوصيك بالدعاء فإن معه الإجابة، وبالشكر فإن معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر(4)عهدا أو تغير عليه، وأنهاك عن المكر فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، وأنهاك عن البغي فإنه من بغي عليه لينصرنه الله».
(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 14)
ص: 426
(944)1(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله بن يزيد الدقاق ابن السماك قال : حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال :حدثنا عمرو بن عون قال :حدثنا أبو بكر عبدالله بن حكيم الداهري، عن سفيان بن سعيد الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن حبة العرني:
عن جفينة : أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كتب إليه كتابا فرقع به دلوه ، فقالت له ابنته : عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك ليصيبك بلاء.
قال : فأغارت عليه خيل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فهرب وأخذ كل قليل وكثير هو له، ثم جاء بعد مسلم ، فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام فخذه».
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 99)
ص: 427
(945)1(1) -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال : عرض في نفس عمر بن عبد العزيز شيء من قدك، فكتب إلى أبي بكر(2) وهوعلى المدينة : انظر ستة آلاف دينار، فزد عليها غلة فدك أربعة آلاف دينار، فاقسمها في ولد فاطمة(عليها السلام)من بني هاشم.
قال : وكانت فدك للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) خاصة، فكانت مما لم يوجف عليها بخيل ولا رکاب.
ص: 428
ص: 429
قال : وكانت للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أموال سماها، منها: «العواف»(1)، و«ير قط»(2)و«المبيث»(3) و«الكلا»(4) و «الحسنى»(5) و «الصائفة» و«بيت أم إبراهيم»، فأما
ص: 430
(946) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ(رحمه الله) قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زیاد التستري من كتابه ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسی بن يونس بن أبي إسحاق الشيعي قاضي بلخ، قال :حدثتني مريسة بنت موسی بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي، قالت: حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الحمدانية وكانت عمتي، قالت : حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبد الله بن منصور - و كان رضيعا لبعض ولد زید بن علي(عليه السلام)- عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه ، عن جده(عليه السلام):عن الحسين بن علي(عليه السلام)( في احتجاجه مع عسكر الكوفة) قال: «أنشدكم الله ، هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما»؟ قالوا: اللهم نعم. (أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .
(947) 2(1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الحسين بن عبدالكريم - وهو أبو هلال
ص: 432
ص: 433
الجعفي قال : حدثنا جابر بن الحر النخعي قال: حدثني عبد الرحمان بن میمون أبو عبد الله ، عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول : «أول من آمن برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الرجال علي، ومن النساء خديجة رضي الله عنها». (أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 5)
(948) 3 (1)- أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن عامر القصباني، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن بريد العجلي قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول: «لا توئیت خديجة رضي الله عنها جعلت فاطمة صلوات الله عليها تلوذ برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وتدور حوله، وتقول: يا أبه، أين أتي»؟
قال : «فنزل جبرئیل(عليه السلام)فقال له : ربك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام وتقول
لها: إن أمك في بيت من قصب(2)کعابه من ذهب، وعمده یاقوت أحمر، بين آسية
ص: 434
ومريم بنت عمران.
فقالت فاطمة(عليها السلام): إن الله هو السلام، ومنه السلام، وإليه السلام.
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 46)
(949) 4- وبإسناده عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن یاسر ، عن أبيه وعبيد الله بن أبي رافع ، جميعا عن عمار بن یاسر وأبي رافع مولى النبي ، وعن أبي عبيدة عن سنان بن أبي سنان، عن هند بن هند بن أبي هالة ، عن أبيه (في حديث طويل يذكر فيه قصة الهجرة) أن رسول الله أمر عليا(عليه السلام)أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أزمع للهجرة معه من بني هاشم. قال أبو عبيدة : فقلت لعبیدالله -يعني ابن أبي رافع : أو كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجد ما ينفقه هكذا؟
فقال : إني سألت أبي عما سألتني، وكان يحدث بهذا الحديث، فقال : فأين يذهب بك عن مال خديجة(عليها السلام)؟ وقال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال: «ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة(عليها السلام) »، وكان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يفك من مالها الغارم والعاني
ويحمل الكل(1) ويعطي في النائبة (2)ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين - يعني رحلة الشتاء والصيف - كانت طائفة من العير لخديجة، وكانت أكثر قریش مالا، وكان له ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو وولدها بعد مماتها، الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحدیث 39)
تقدم تمامه مسندا في باب الهجرة ومبيت علي(عليه السلام)على فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(950) 5 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن فیروز بن غیاث
ص: 435
الجلاب بباب الأبواب(1)، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني ويعرف بفضلان صاحب الجار، قال : حدثني أبي الفضل بن مختار ، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي، عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة قال : حدثني أبو عامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : حدثني سلمان الفارسي (رضی الله عنه): عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث في مرضه الذي قبض فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) أنه قال لابنته فاطمة : «إن عليا أول من آمن بالله عز وجل، ورسوله من هذه الأمة، هو وخديجة أمك ، وأول من وازرني على ما جئت».
(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 2)
سيأتي تمامه في الباب الأول ما يتعلق بارتحال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(951)6- أبو جعفر الصدوق قال :حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رضی الله عنه) قال:حدثنا محمد بن حمدان الصيدلاني قال : حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عبدالله بن زید الجرمي:
عن ابن عباس (في حديث طويل في ارتحال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال: فقالت فاطمة * [لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ] : «فاین والدتي خديجة»؟
قال : «في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة».
(أمالی الصدوق : المجلس 92، الحديث 1)
سيأتي تمامه في باب ارتحاله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
ص: 436
(952) 1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمدبن سنان، عن المفضل بن عمر:عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جده (عليه السلام)قال : «بلغ أم سلمة زوجة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أن مولى لها يتنقص(2) عليا لا ويتناوله، فأرسلت إليه، فلما أن صار إليها (3) قالت له: يا بني، بلغني أنك تتنقص(4) عليا وتتناوله؟!
قال لها: نعم يا أماه.
قالت : اقعد - ثكلتك أمك - حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ثم اختر لنفسك، إنا كنا عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تسع نسوة(5) وكانت ليلتي ويومي من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فدخل النبي ل وهو متهلل(6)، أصابعه في أصابع علي، واضعا يده عليه ، فقال : يا أم سلمة، اخرجي من البيت وأخليه لنا. فخرجت واقبلا
ص: 437
يتناجيان، اسمع الكلام وما أدري ما يقولان، حتى إذا انتصف النهار(1) أتيت الباب ، فقلت : أدخل يا رسول الله ؟ (2).
قال : لا. فكبوت(3) كبوة شديدة، مخافة أن يكون ردني من سخطة، أو نزل في شيء من السماء، ثم لم ألبث (4) أن أتيت الباب الثانية فقلت : أدخل يا رسول الله ؟
فقال : لا.
نكبوت كبوة أشد من الأولى، ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة، فقلت: أدخل يا رسول الله ؟ فقال : ادخلي يا أم سلمة. فدخلت وعلي(عليه السلام)(5)جاث بين يديه ، وهو يقول : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، إذا كان كذا وكذا فما تأمرني ؟(6)
قال : آمرك بالصبر.
ثم أعاد عليه القول الثانية(7) فأمر بالصبر، فأعاد عليه القول الثالثة ، فقال : يا علي يا أخي ، إذا كان ذاك(8)منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك ، واضرب به (9)
ص: 438
قدما قدما، حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم.
ثم التفت(عليه السلام)إلى فقال لي(1) : ما هذه الكأبة يا أم سلمة ؟
قلت : للذي كان من ردك لي يا رسول الله.
فقال لي: «والله ما رددك من موجدة(2)، وإنك لعلى خير من الله ورسوله، لكن أتيتني(3) وجبرئيل عن يميني ، وعلي عن يساري ، وجبرئيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي (4)، وأمرني أن أوصي بذلك عليا.
يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبي طالب، أخي في الدنيا وأخي في الآخرة.
یا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب، وزیري في الدنيا و وزیري في
الآخرة. يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا و حامل لوائي(5) غدا في القيامة.
يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب، وصيي وخليفتي من بعدي ،
وقاضي عداني ، والذائد (6)عن حوضي.
يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب ، سيد المسلمين ، وإمام المتقين ،
وقائد الغر المحجلين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين» .
قلت : يا رسول الله ، من الناكثون ؟
ص: 439
قال : «الذين يبايعونه بالمدينة ، وينكثون بالبصيرة».
قلت : من (1) القاسطون؟
قال : «معاوية وأصحابه من أهل الشام» .
قلت : من(2) المارقون ؟
قال : «أصحاب النهروان».
فقال مولى أم سلمة: فرجت عني، فرج الله عني ، والله لاسببث عليا أبدا (3) .
(أمالي الصدوق : المجلس 60، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بمغايرة في بعض العبارات ذكرتها في الهامش. (أمالي الطوسي : المجلس 15، الحدیث 9)
(953)2- (4)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا علي بن محمد بن مخلد أبو الطيب الجعفي الدهان بالكوفة ، قال : حدثني عباد بن سعید الجعفي - وهو جده لأمه - قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول قال :حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي:
ص: 440
عن أبي ثابت(1) مولى أبي ذر قال : شهدت مع علي(عليه السلام)يوم الجمل، فلما رأیت عائشة واقفة دخلني من الشك بعض ما يدخل الناس، فلما زالت الشمس کشف الله ذلك عتي، فقاتلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم أتيت بعد ذلك أم سلمة زوج النبي صلى الله علیه و آله ورحمها، فقصصت عليها قضتي، فقالت : كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟
قال : قلت : إلى أحسن ذلك والحمد لله ، کشف الله عز وجل ذلك عني عند
ص: 441
زوال الشمس، فقاتلت مع أميرالمؤمنين (عليه السلام) قتالا شديدا.
قالت : أحسنت، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «علي مع القرآن والقرآن معه ،لايفترقان حتى يردا على الحوض». (أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 34)
(954)3(1) - وعن أبي المفضل قال: أخبرنا محمد بن جریر أبو جعفر الطبري قراءة قال : حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال : حدثني علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه قال : حدثني أبو سعيد التيمي: عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : شهدت مع علي (عليه السلام)يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، حتى إذا كان عند الظهر فكشف الله ذلك عني، فقاتلت قتالا شديدا.
قال: ثم بعد ذلك أتيت المدينة، فأتيت أم سلمة زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فسلمت و استأذنت ، فقيل : من ذا؟
فقلت : سائل.
فقالت : أطعموا السائل.
فقلت : إني والله لاأسأل طعاما ولاشرابا، ولكني أبوثابت مولى أبي ذر .
فقالت: مرحبا، فقصصت عليها قصتي.
قالت : فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟
قال : فقلت: إلى أحسن ذلك، کشف الله ذلك عني حين زوال الشمس،فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين (عليه السلام)حتى فرغ.
قالت : أحسنت، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«إن عليا مع القرآن والقرآن مع علي، لايفترقان حتى يردا على الحوض».
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 15)
أقول: يأتي في تاريخ الإمام الحسين (عليه السلام)من كتاب الإمامة، رؤية أم سلمة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في المنام وإخباره بشهادة الإمام الحسين (عليه السلام).
ص: 442
(955) 1(1) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن خالد المراغي قال :حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي [بن الحسن] (2) الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مروان قال : حدثنا أبي قال : حدثنا مسیح (3) بن محمد قال: حدثني أبوعلي بن أبي عمرة (4) الخراساني، عن إسحاق بن إبراهيم:عن أبي إسحاق السبيعي قال : دخلنا على مسروق بن الأجدع فإذا عنده ضيف له لانعرفه، وهما يطعان من طعام لها، فقال الضيف: كنت مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بحنين(5) فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة مع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال :فجاءت صفية بنت حيي بن أخطب(6) إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالت : يا رسول الله، إني لست كأحد
ص: 443
من نسائك ، قتلت الأب والأخ والعم، فإن حدث بك حدث (1) فإلى من؟
فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إلى هذا». وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس 32، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 3)
يأتي تمامه في مناقب أهل البيت(عليه السلام).
(956) (2)2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا حمویه بن علي بن حمویه قال : حدثنا أبو -الحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبوخليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا شاذ بن الفياض(3) قال : حدثنا هاشم بن سعيد، عن كنانة :
ص: 444
عن صفية قالت: «أعتقني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وجعل عتقي صداقي».
(أمالي الطوسي : المجس 14، الحديث 54)
(957)3(1) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي شبح(2)أبو الحسن الرافقي الصوفي ب-«حران» ، قال : حدثني أبوالمعتمر عبد العزيز بن محمد بن معاذ العامري ب-«الرقة»، قال : حدثني أبي قال : حدثني جدي عبدالله بن معاذ، عن أبيه وعمه معاذ وعبيد الله ابني عبد الله :
عن عمهما يزيد الأصم قال : قدم شقير(3) بن شجرة العامري المدينة ، فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث (4) زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وكنت عندها، فقالت : ائذن
ص: 445
للرجل ، فدخل فقالت : من أين أقبل الرجل ؟
قال : من الكوفة.
قالت : فمن أي القبائل أنت؟
قال : من بني عامر.
قالت : حبيت ازدد قربا، فما أقدمك ؟
قال : يا أم المؤمنين، رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت.
قالت : فهل كنت بايعت عليا(عليه السلام) ؟
قال : نعم.
قالت : فارجع فلاتزولن عن صفه، فوالله ماض ولا ضل به .
قال : يا أماه ، فهل أنت محدثتي(1) في علي بحديث سمعته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟
قالت : اللهم نعم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «علي آية الحق وراية الهدى، علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين ، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه، ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي الله عز وجل ولا حجة له».
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 14)
ص: 446
(958)(1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثني أحمد بن یحیی بن زکریا القطان قال : حدثنا بكر بن عبدالله قال : حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبدالله بن صالح بن أبي سلمة النصيبيني قال : حدثنا أبو عوانة ،عن أبي بشر [جعفر بن أبي وحشية اياس الواسطي اليشكري] (2) عن سعيد بن جبير:
عن عائشة قالت : كنت عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأقبل علي بن أبي طالب، فقال :«هذا سيد العرب».
فقلت : يا رسول الله، ألست سيد العرب؟
قال : «أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب».
فقلت : وما السيد ؟
قال : «من افترضت طاعته کما افترضت طاعتي».
(أمالي الصدوق : المجلس 10، الحديث 11)
ص: 447
ص: 448
(959)2(1) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان(رحمه الله) قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الله بن شبيب قال : حدثني محمد بن محمد بن عبدالعزيز قال : وجدت في كتاب أبي : عن الزهري، عن عبيد الله بن عبدالله :
عن ابن عباس قال : وجدت حفصة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مع أم إبراهيم في يوم عائشة ، فقالت: لأخبرها. فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «اكتمي ذلك وهي علي حرام».
فأخبرت حفصة عائشة بذلك، فأعلم الله نبيه علي فعرف حفصة أنها أفشت سره فقالت له : من أنبأك هذا؟
قال : «نبأني العليم الخبير».
فإلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من نسائه شهرة، فأنزل الله عز اسمه : ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾(2)
ص: 449
ص: 450
قال ابن عباس : فسألت عمر بن الخطاب : من اللتان تظاهرتا على رسول
ص: 451
الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟
فقال : حفصة وعائشة . (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 1)
(960) 3(1) - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد قال: أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن التطواني قال : حدثنا عباد بن ثابث قال :حدثنا علي بن صالح، عن أبي إسحاق الشيباني.
قال : وحدثني يحيى بن عبدالملك بن أبي غنية، وعباد بن الربيع ، وعبد الله بن أبي غنية، عن أبي إسحاق الشيباني :
ص: 452
عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة، فذكرت لها علیا(عليه السلام)فقالت : ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) منه ، وما رأيت امرأة كانت أحب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من امرأته.
(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 32)
(961) 4(1) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال : حدثنا عبیدالله بن موسى قال : حدثنا جعفر الأحمر، عن أبي إسحاق الشيباني :
عن جميع بن عمير قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع : أرأيت مسيرك إلى على (عليه السلام) ما كان؟
ص: 453
قالت : دعينا منك، إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من علي(عليه السلام)، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة (عليها السلام).
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 3)
(962) 5(1) - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص، المعروف بابن الحسامي المقرئ، قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمي قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أبوغسان مالك بن إسماعيل قال : حدثني أبو بكر بن عياش قال : حدثنا صدقة بن سعيد الحنفي قال:
ص: 454
حدثني جميع بن عمير التيمي قال : دخلت مع أمي وخالتي على عائشة ،فسألناها: كيف كان منزلة علي (عليه السلام)فيكم؟
قالت: شبحان الله ، كيف تسألان عن رجل لما مات رسول الله له وقال
الرقم 577 قال : حدثنا عبدالله بن محمد و موسی بن عیسی قالا : حدثنا محمد بن زکریا الغلابي قال : حدثنا الحكم وفضیل بن عبد الوهاب قالا : حدثنا أبو بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد: عن جميع بن عمير قال : دخلت على عائشة أنا وأمي وخالتي ، فسألتاها : كيف كان علي عند رسول الله صلى الله علیه و آله وسلم ؟ قالت : تسألوني عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم موضع لم يضعها فيه أحد، وسالت نفسه في يده ، فمسح بها وجهه ،ومات فقيل : أين تدفنونه ؟ فقال علي: «ما في الأرض بقعة أحب إلى الله من بقعة قبض فيها نبيه«صلى الله علیه و آله وسلم» ،فدفتاه.
وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ج 3 ص 18 تحت الرقم1037، وزاد بعده : قالت [أم جميع بن عمير، أو خالته لعائشة ] : فلم خرجت عليه ؟ قالت : أمر قضى ، ولوددت أن أفديه بما على الأرض.
ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 0:1 14 - 141 ح 73 و 2 : 69 - 70ح 432 مع زيادة ، وهي : فقيل لها : فكيف خرجت عليه مع علمك هذا فيه ؟ قالت : دعوني من هذا، فلو قدرت أن أفتدي منه بما على الأرض لفعلت .
ورواه ابن الجوزي في الباب 32 من أبواب مرضه ووفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) ، من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 813 ح 1518 من قولها : «لما قبض النبي...».
وروى الزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار : 1: 820 عن جميع بن عمير
قال : دخلت على عائشة (رض) فقلت : من كان أحب الناس إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟
فقالت : فاطمة .
قلت : إنما أسألك عن الرجال ؟
قالت : زوجها، وما يمنعه ؟ فوالله إن كان لصواما قواما، وقد سالت نفس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في يديه فردها إلى فيه .
قلت : فما حملك على ما كان ؟
فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت : أمر قضى على!
ص: 455
الناس : أين تدفنونه ؟ فقال علي(عليه السلام) : «ليس في أرضكم بقعة أحب إلى الله من بقعة ض فيها رسول الله ه »، وكيف تسألاني عن رجل وضع يده على موضع لم يطمع فيه أحد. (أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 72)
سيأتي في الباب الأول ما يتعلق بارتحاله (صلی الله عليه وآله وسلم) ما يقرب من ذيل الحديث عن عائشة .
(993)6 (1)- أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدثني عمي عمرو بن يحيى الفحام قال : حدثني إسحاق بن عبدوس قال : حدثني محمد بن نهار بن عمار [بن أبي الحياة يحیی بن يعلى أبوالحسن التيمي] قال : حدثنا زکریا بن يحيى (2)، عن جابر ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث [بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبويعقوب ] ، عن أبيه:
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: «أتيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وعنده أبوبكروعمر، فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلآ فخذي، أو فخذ رسول الله !
ص: 456
فقال : مه یا عائشة، لاتؤذيني في علي، فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، و هو أمير المؤمنين، يجعله الله يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار».
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحدیث 9)
(964) 7(1)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز أبو العباس قال : حدثنا أبوأمي محمد بن عيسى أبوجعفر القيسي قال : حدثنا إسحاق بن یزید الطائي ، عن عبد الغقار بن القاسم، عن عبدالله بن شريك العامري، عن جندب بن عبدالله البجلي:
عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : «دخلت على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة ، فجلست بينه وبينها، فقالت: يا ابن أبي طالب ،
ص: 457
ما وجدت لإستك مكانا غير فخذي، أمط عني. فضرب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بين كتفيها ثم قال لها: ويل لك، ما تريدين من أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين».
(أمالي الطوسي : المجلس 27، الحدیث 3)
(965) 8- وعن أبي الفضل قال : حدثنا محمد بن محمود ابن بنت الأشج الكندي
ب-«أسوان»(1)، قال: حدثنا أحمد بن عبدالرحمان أبو جعفر الذهلي قال : حدثنا عمار بن الصباح قال : حدثني عبد الغفور أبو الصباح الواسطي ، عن عبد العزيز بن سعيد الأنصاري ، عن أبيه، عن جده - وكانت له صحبة -:عن أم سلمة زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قالت: حج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع بأزواجه ،فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهن وهو حرام(2) يبتغي بذلك العدل بینه .
قالت : فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه يناجيه وهما يسيران، فأطال مناجاته ، فشق ذلك على عائشة ، فقالت : إني أريد أن أذهب إلى علي فأناله - أو قالت : أتناوله - بلساني في حبسه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عني، فنهيتها، فنضت ناقتها(3) في السير، ثم إنها رجعت إلى وهي تبكي ، فقلت : ما لك ؟
قالت : إني أتيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقلت: يا ابن أبي طالب ، ما تزال تحبس عني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ! فقال رسول الله : «لا تحولي بيني وبين علي، إنه لايحاقه في أحد، وإنه لايبغضه - والذي نفسي بيده - مؤمن، ولايحبه کافر، ألا إن الحق بعدي مع علي، يميل معه حيث مال، لا يفترقان جميعا حتى يردا علي الحوض».
قالت أم سلمة : فقلت لها: قد نهيتك فأبيت إلا ما صنعت.
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث7 )
ص: 458
(966) 9(1)- حدثنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا العباس بن بكار قال : حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة ، عن ابن عباس :قال الغلابي : وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي قال : حدثنا محمد بن صالح بن النطاح، ومحمد بن الصلت الواسطي قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
قال : وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : حدثني محمد بن سلام الكوفي قال : حدثنا أحمد بن محمد الواسطي قال :حدثنا محمد بن صالح، ومحمد بن الصلت قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي ، عن أبي صالح: عن ابن عباس (في حديث في دفن الإمام الحسن (عليه السلام) لما منعوا عن دفنه (عليه السلام)
ص: 459
عند جده رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال : فحملناه ، فأتينا به قبر أمه فاطمة(عليها السلام)فدفناه إلى جنبها رضي الله عنه و أرضاه .
قال ابن عباس : وكنت أول من انصرف فسمعت اللغط ، وخفت أن يعجل الحسين(عليه السلام)على من قد أقبل، ورأيت شخصا علمت الشر فيه، فأقبل مبادرا فإذا أنا بعائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلما رأتني قالت : إلى إلى يا ابن عباس ، لقد اجترأتم علي في الدنيا تؤذونني مرة بعد أخرى، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب!
فقلت: وا سوأتاه ! يوم على بغل، ويوم على جمل، تريدين أن تطفئي فيه نور الله، وتقاتلي أولياء الله ، وتحولي بين رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وبين حبيبه أن يدفن معه ،ارجعي فقد كفى الله المؤنة، ودفن الحسن إلى جنب أمه، فلم يزدد من الله إلا قربا ،وما ازددتم منه والله إلا بعدا ، یا سوأتاه ! انصرفي فقد رأيت ما سرك ؟
قال : فقطبت في وجهي، ونادت بأعلى صوتها : أما نسيتم الجمل يا ابن عباس، إنكم لذوو أحقاد.فقلت : أما والله ما نسيه أهل السماء ، فكيف ينساه أهل الأرض.
فانصرفت وهي تقول:
فألقت عصاه فاستقرت بها النوى ***کما قر عينا بالإياب المسافر(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 19)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسن(عليه السلام)من كتاب الإمامة .
ص: 460
أقول : تقدم في باب غزوة مؤتة ما يرتبط بهذا الباب .
(967)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة قال : حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع قال : حدثنا نصر قال : حدثنا شريك ، عن إسماعيل المكي، عن سليمان الأحول:عن أبي رافع قال : بعث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عمر ساعيا على الصدقة، فأتى العباس يطلب صدقة ماله ، فأتى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وذكر له ذلك ، فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «یا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه(2) إن العباس أسلفنا صدقته للعام عام أول».
(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 31)
ص: 461
(968) 2(1)- حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يوسف المعني قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا الحسن بن محمد الليثي قال : حدثني أبو جعفرأمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 57)
(969)3 (2)-حدثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال :حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي ، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى ، عن آبائه ،
ص: 462
عن علي بن الحسين(عليه السلام) ، عن النزال بن سبرة(1)، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «احفظوني في عمي العباس ، فإنه بقية آبائي».
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 5)
(970) 4(2) - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل قال : أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري قال: أخبرنا سعدان بن نصر قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو:
أنه سمع جابر بن عبدالله الأنصاري يقول : لما كان العباس بالمدينة فطلبت الأنصار ثوبا يکسونه، فلم يجدوا قميصا يصلح عليه إلا قميص عبدالله بن أبي!فكسوه إياه.
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 22)
(971) 5(3) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحر (4) بن محمد بن
ص: 463
إشكاب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن حفص المدائني قال : حدثني أيوب بن سیار، عن محمد بن المنكدر:
عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : أقبل العباس(عليه السلام) ذات يوم إلى رسول الله وكان العباس طوالا حسن الجسم، فلما رآه النبيه تبسم إليه فقال :«إنك يا عم لجميل».
فقال العباس : ما الجمال بالرجال، یا رسول الله ؟
قال : «ثواب القول بالحق».
قال : فما الكمال ؟
قال : «تقوى الله عز وجل، وحسن الخلق».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 64)
(972)6(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحيى العبسي قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الضراري قال: حدثني عبد السلام بن صالح الهروي قال : حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر قال : حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي الأسدي ، عن أبي أيوب الأنصاري (في حديث ) قال :
ص: 464
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام) : «شهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك، ومنا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة، وهو ابن عمك».
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 8)
يأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء (عليه السلام).
(973)7(1)-أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي قال : أخبرناأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال:
ص: 465
ص: 466
ص: 467
لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم، وذلك لمكانهما من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ومنزلتها و قرابتهما منه ، وصلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.
(أمالي الطوسي : المجلس 21، الحديث 1)
تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .
(977) 11 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر:
عن علي (عليه السلام) (في حديث شوری عمر) أنه قال : «فهل فيكم أحد زين أخوه بالجناحين في الجنة غيري»؟
قالوا: اللهم لا.
وفيه : قال : «فهل فيكم أحد عمه حمزة سيد الشهداء غيري» ؟
قالوا : اللهم لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
(978) 12 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، و محمد بن جعفر بن رمیس الهبيري ب-«القصر»، وعلي بن الحسين بن كاس النخعي ب-«الرملة»، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قالوا : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، و سعید بن محمد الأسلمي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني:عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)( في حديث شوری عمر) أنه قال : «فأنشدكم بالله ، هل فيكم أحد له مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله»؟
قالوا: اللهم لا.
قال : «فأنشدكم بالله ، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين ،
ص: 468
مضج بالدماء الطيار في الجنة»؟
قالوا: اللهم لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 5)
(979)13(1) - وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن صالح(2)، عن زيد بن الحسن، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله : «رقدت بالأبطح على ساعدي ، و على عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي».
قال: «فنزل جبرئیل و میکائیل وإسرافيل ، ففزعت لخفق أجنحتهم».
قال : «فرفعت رأسي ، فإذا إسرافيل يقول لجبرئيل : إلى أي الأربعة بعثت وبعثنا معك ؟». قال : «فركض برجله فقال : إلى هذا، وهو محمد سيد النبيين ، ثم قال : من هذا الأخر؟ قال : هذا أخوه ووصيه وابن عمه، وهو سيد الوصيين . ثم قال : فمن الأخر؟ قال : جعفر بن أبي طالب، له جناحان خضیبان، يطير بهما في الجنة».
قال : «ثم قال : فمن الأخر؟ قال : عمه حمزة وهو سيد الشهداء يوم القيامة».
(أمالي الطوسي : المجلس 43، الحديث 7)
ص: 469
(980) (1)14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ، عن عمه عبدالله بن الصلت، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي :عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال: «أوحى الله عز وجل إلى رسوله (صلی الله عليه وآله وسلم) :
«أني شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال». فدعاه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فأخبره، فقال : لولا أن الله أخبرك ما أخبرتك : ما شربت خمرة قط، لأني علمت أن لو شربتها زال عقلي ، وماكذبت قط ، لأن الكذب ينقص(2)المروءة، وما زنیت قط، لأني خفت أني إذا عملت عمل بي، وما عبدت صنا قط، لأني علمت أنه لايضر و لا ينفع».
قال : «فضرب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يده على عاتقه ، فقال : حق الله عز وجل أن يجعل لك جناحين تطير بها مع الملائكة في الجنة».
(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 12)
(981) 15 -حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ(رحمه الله) قال: حدثنا أبو سعید الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسی بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال : حدثتني مريسة بنت موسی بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي، قالت : حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي، قال: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور - و كان رضيعا لبعض ولد زید بن
ص: 470
علي(عليه السلام)-، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده: عن الحسين بن علي(عليه السلام)( في احتجاجه مع عسكر الكوفة ) قال : «أنشدكم الله ، هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي»؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: «فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي»؟
قالوا: اللهم نعم.
(أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.
(982)16 - حدثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عیسی بن عبيد اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمان، عن ابن أسباط ، عن علي بن سالم ، عن أبيه :
عن [أبي حمزة الثمالي] ثابت بن أبي صفية قال : نظر سید العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)إلى عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) فاستعبر، ثم قال: «ما من يوم أشد على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ، وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحدیث 10)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .
(983) 17(1) -حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال : أخبرني إسماعيل بن إبراهيم الحلواني قال: حدثنا أحمد بن منصور بزرج قال : حدثنا هدية بن عبد الوهاب قال : حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر قال : حدثنا عبد الله بن زياد اليمامي،
ص: 471
عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «نحن بنو عبدالمطلب سادة أهل الجنة : رسول الله ، وحمزة سید الشهداء، وجعفر ذوالجناحين ، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، والمهدي».
(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 15)
(984) 18(1) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رحمه الله علیه) قال : حدثني أبي،
ص: 472
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن جعفر ، عن محمد
بن عمر الجرجاني قال :
قال الصادق جعفر بن محمد عويد : «أول جماعة كانت إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كان يصلي وأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام )معه، إذ مر أبوطالب به وجعفر معه ، فقال : يا بني صل جناح ابن عمك. فلا أحته رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تقدمهما و انصرف أبوطالب مسرورة وهو يقول:
إن عليا وجعفرا، ثقتي*** عند ملم الزمان والكرب
والله لا أخذل النبي ولا*** يخذله من بني ذوحسب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما ***أخي لأمي من بينهم وأبي
قال : «فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم».
(أمالي الصدوق : المجلس 76، الحديث 4)
(985) 19(1) - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي (رضی الله عنه)، قال : حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن
ص: 473
إسماعيل بن مسلم السكوني،عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام)قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أحب إخواني إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام )، وأحب أعمامي إلى حمزة» .
(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 7)
ص: 474
(986)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسی(رضی الله عنه) قال :
حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي، عن أبيه ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين، وذريتي أفضل ذریات النبيين والمرسلين، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 12)
تقدم تمامه في باب الحوض من كتاب المعاد ، ويأتي أيضا في كتاب الإمامة باب مناقب
أمير المؤمنين(عليه السلام ) .
(987) 2(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله علیه)، ومحمد بن موسی بن المتوكل، ومحمد بن علي ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه رضي الله عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي هدية [إبراهيم بن هدبة الفارسي] ، عن أنس بن مالك قال :
ص: 475
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «طوبى لمن رآني ، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني».
وقد أخرج علي بن إبراهيم هذا الحديث ، وحديث الطير، بهذا الإسناد، في کتاب «قرب الإسناد». ( أمالي الصدوق : المجلس 62، الحديث 18)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.
( أمالي ألطوسی: المجلس 15، الحديث 45)
ص: 476
(988)3(1)-أبو عبدالله المفيد قال : حدثني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن محمد بن سنان ، عن أبي معاذ السدي :
عن أبي أراكة قال : صليت خلف أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الفجر في مسجدكم هذا، فانفتل(2)على يمينه ، وكان عليه كأبة، ومكث حتى طلعت الشمس على حائط مسجدكم هذا قيد رمح، وليس هو على ما هو[ عليه ]اليوم، ثم أقبل على الناس فقال :«أما والله لقد كان أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم يكابدون هذا الليل (3)يراوحون بين جباههم وركبهم(4)كان زفير النار في آذانهم، فإذا أصبحوا أصبحوا غبرأ طفرة، بين أعينهم شبه ركب المعزى ، فإذا ذكر الله تعالى مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح ، وانهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم».
قال : ثم نهض وهو يقول : «والله لكأنما بات القوم غافلین». ثم لم ير مفترا(5)
حتى كان من أمر ابن ملجم - لعنه الله - ما كان.
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 30)
ص: 477
(989)4 (1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي(رحمه الله)قال : حدثني أبي قال : حدثنا سعد بن عبدالله ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن معروف بن خربوذ:
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام )قال : صلى أميرالمؤمنين (عليه السلام )بالناس الصبح بالعراق(2) ، فلما انصرف وعظهم، فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى ، ثم قال :« أما(3)والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وإنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خصاء(4)بين أعينهم کركب المعزي(5) يبيتون لربهم سجدا وقيامة، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون».
(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 11)
ص: 478
(990) 5 (1)- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید ابن عقدة قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح قال : حدثا سفیان - وهو ابن إبراهيم -، عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم -عن الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري :
عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال :«إن الأنصار كرشي(2) فاعفوا عن
ص: 479
مسيئهم وأعينوا محسنهم». (أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 53)
(991)6(1)- وعن أحمد بن محمد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن إسحاق. قال : وحدثنا أحمد قال : حدثنا محمد بن عبيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبدالله :
عن أبي عبد الرحمان الجهني قال : بينما نحن عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إذ طلع راكبان، فلما رآهما نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال :«کندیان مذحجيان». فإذا رجلان من مذحج ، فأتي أحدهما إليه ليبايعه، فلما أخذ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بيده ليبايعه ، قال : يا رسول الله ، أرأيت من رآك فأمن بك ، وصدقك واتبعك، ما ذا له ؟
قال : «طوبي له».
قال : فمسح على يده وانصرف.
قال : وأقبل الأخر حتى أخذ بيده ليبايعه ، قال : يا رسول الله ، أرأيت من آمن بك ، فصدقك واتبعك ولم يرك، ما ذا له ؟
قال : «طوبي له، ثم طوبى له».
قال : ثم مسح على يده، ثم انصرف.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 25)
ص: 480
(992 و 993)7(1)-8(2)- وعن عبد الرحمان بن شريك ، عن أبيه قال : حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل [شقیق بن سلمة الأسدي] ، عن جرير بن عبد الله :
عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة». وعن شريك قال :حدثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمان بن هلال العبسي ، عن جرير بن عبدالله البجلي ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 35 و 36)
(994) 9(3) - أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدثنا
ص: 481
أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز إملاء، في السنة المقدم ذكرها: [وهي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة](1) ، قال : حدثنا سعدان بن نصر قال : حدثنا محمد
ص: 482
بن مصعب القرقساني قال : حدثنا الأوزاعي، عن أسيد بن [عبدالرحمان الخثعمي الرملي الفلسطيني، عن] خالد بن دريك:عن عبدالله بن محيريز قال : قلت لرجل من أصحاب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - قال الأوزاعي : حسبت أنا أنه يكنى أبا جمعة (1): حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . قال : لأحدثك حديثة جيدا : تغدينا يوما مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقلنا : یا رسول الله، هل أحد خير منا؟ ! أسلمنا معك، وجاهدنا معك ؟
قال : «بلی ، قوم من أمتي يأتون من بعدكم، فيؤمنون بي».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 6)
(995) 10- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد البيهقي الشعراني قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : حدثنا أبي أبو عبدالله (عليه السلام).
قال المجاشعي : وحدثناه الرضا علي بن موسی ال ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن آبائه(عليهم السلام):
عن أمير المؤمنين(عليه السلام)(في حديث) قال: «أوصيكم بأصحاب نبيكم، لاتسبوهم، وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثة، ولم يأتوا محدثة، فإن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أوصى بهم».
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 65)
يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الروضة .
ص: 483
(996) (1)1 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن محمد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، عن[أبي إسحاق](2) إبراهيم بن محمد الثقفي، عن يوسف بن کلیب، عن معاوية بن هشام، عن الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة قال:
حدثني جماعة من أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام)أنه قال يوم: «ادعوا [لي] (3) غنيا وباهلة(4) - وحيا آخر قد سماهم(5) - فليأخذوا عطاياهم(6)فوالذي فلق الحية وبرأ النسمة، ما لهم في الإسلام نصیب، وإني شاهد(7)، ومنزلي عند الحوض وعند المقام المحمود (8) أنهم أعداء [لي](9) في الدنيا والآخرة، و(10)لآخذن غنيا
ص: 484
أخذة تضرط(1) باهلة ولئن ثبتت قدماي لأردن قبائل إلى قبائل، وقبائل إلى قبائل، و لأبهرجن(2) ستين قبيلة ما لها في الإسلام نصيب».
(أمالي المفيد : الحديث 40، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 34)
ص: 485
(997)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا عبدالله بن الحسن
المؤدب ، عن أحمد بن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا
أبوغسان النهدي قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن کهیل ، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة:عن علي (عليه السلام)أنه قيل له : حدثنا عن أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ،حدثنا عن أبي ذرالغفاري.
قال : «عليم العلم ثم أوكاه ، وربط عليه رباطا شديدا»(2).
قالوا : فعن حذيفة؟قال : «تعلم أسماء المنافقين»(3).
قالوا : فعن عمار بن یاسر ؟
ص: 486
قال : «مؤمن ملى مشاشه إهانة، نسي، إذا ذكر ذكر»(1).
ص: 487
قيل : فعن عبد الله بن مسعود؟
قال : «قرأ القرآن فنزل عنده»(1).قالوا: فحدثنا عن سلمان الفارسي؟
قال : «أدرك العلم الأول والأخر، وهو بحر لائنزح، وهو ما أهل البيت»(2).
قالوا : فحدثنا عنك، يا أمير المؤمنين ؟ قال : «كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت»(3).
(أمالي الصدوق : المجلس 43، الحديث 9)
(998)2(4)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثني الحسين بن الحسن قال : حدثنا شريك ، عن أبي ربيعة الأيادي - ورأينا معمرة يسمع منه - عن ابن بريدة ، عن أبيه قال:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه یحبهم».
قلنا : من هم یا رسول الله ؟وليس منا أحد إلا يحب أن يكون منهم.
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ألا إن عليا منهم - يقولها ثلاثا - والمقداد بن الأسود، وأبوذر الغفاري، وسلمان الفارسي».
(أمالي المفید : المجلس 15، الحديث 2)
ص: 488
ص: 489
(999) 3(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال : حدثني أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعیب ، عن أبي بصير قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد يحدث عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام) قال :
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يوما لأصحابه : «أيكم يصوم الدهر»؟
فقال سلمان رحمة الله عليه : أنا يا رسول الله.
ص: 490
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «فأيكم بحيي الليل»؟ فقال سلمان: أنا يا رسول الله. قال : «فأيكم يختم القرآن في كل يوم»؟
فقال سلمان : أنا يا رسول الله.
فغضب بعض أصحابه ، فقال : يا رسول الله، إن سلمان رجل من الفرس ، یرید أن يفتخر علينا معاشر قریش ، قلت : «أيكم يصوم الدهر» ؟ فقال : أنا، وهو أكثرأيامه يأكل، وقلت : «أيكم يحيي الليل» ؟ فقال : أنا، وهو أكثر ليله نائم، وقلت :«أيكم يختم القرآن في كل يوم» ؟ فقال : أنا، وهو أكثر نهاره صامت.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «مه یا فلان، أتى لك بمثل لقمان الحكيم، سله فإنه ينبك» .
فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبد الله ، أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟!
فقال : نعم.
فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل!
فقال : ليس حيث تذهب ، إني أصوم الثلاثة في الشهر، وقال الله عز وجل:
﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(1)، و أصل شعبان بشهر رمضان، فذلك صوم الدهر.
فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل؟
فقال : نعم.
فقال : أنت أكثر ليلك نائم!
فقال : ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «من بات على طهر فكأنما أحيى الليل كله»، فأنا أبيث على طهر.
فقال : أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟
قال : نعم.
قال : فأنت أكثر أيامك صامت!
فقال : ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام) :
ص: 491
«يا أبا الحسن ، مثلك في أمتي مثل سورة التوحيد: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾فن قرأها مرة
فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان، و من أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه و نصرك بيده فقد استكمل الإيمان(1)، والذي بعثني بالحق يا علي، لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك، لما عذب أحد بالنار». وأنا أقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾في كل يوم ثلاث مرات.
فقام [الرجل] وكأنه قد ألقم حجرا. (أمالي الصدوق : المجلس 9، الحديث 5)
(1000)4(2) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رحمه الله) قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود، عن رجل من عبد القيس:
عن سلمان رحمة الله عليه أنه مر على المقابر فقال: «السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين ، يا أهل الديار، هل علمتم أن اليوم جمعة». فلما أنصرف إلى منزله ونام وملكته عيناه ، أتاه آت فقال : وعليك السلام يا أبا عبد الله، تكلمت فسمعنا، وسلمت فرددنا، وقلت : «هل تعلمون أن اليوم جمعة» ؟ وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة.
قال : وما تقول الطير في يوم الجمعة ؟ قال : تقول : «قدوس قدوس ، ربنا الرحمان
الملك ، ما يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه کاذبأ».
(أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 5)
ص: 492
(1001) 5(1) - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثني المسعودي قال : حدثني يحيى بن سالم العبدي ، عن إسرائيل، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو:عن زر بن حبيش قال : مر علي(عليه السلام)على بغلة رسول الله ، وسلمان في ملأ، فقال سلمان رحمة الله عليه: «ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه ؟ فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه(2) لايخبركم بسر نبيكم نه أحد غيره، وإنه لعالم الأرض وربانیها(3) وإليه تسكن ، لو فقدتموه لفقد تم العلم وأنكرتم الناس».
(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 19)
أبوعبدالله المفيد، عن أبي الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي المفيد : المجلس 17، الحديث 2)
ص: 493
(1002)6 (1)- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا القاسم بن محمد الدلآل قال : حدثنا إسماعيل بن محمد المزني قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا علي بن غراب، عن موسی بن قیس الحضرمي، عن سلمة بن کهیل، عن عياض بن عياض: عن أبيه قال : مر علي بن أبي طالب(عليه السلام) بملأ فيهم سلمان رحمة الله عليه فقال لهم سلمان: «قوموا، فخذوا بحجزة(2) هذا، فوالله لا يخبركم بسر نبيكم مع غيره».
(أمالي المفيد : المجلس 42، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلا أن فيه : «بسر نبيكم صلوات الله عليه أحدغيره».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 7)
(1003) 7(3)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زید بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري: عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال : «وقع بين سلمان
ص: 494
الفارسي(رحمه الله)وبين رجل كلام وخصومة، فقال له الرجل : من أنت يا سلمان؟
فقال سلمان : أما أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة وضعت الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، ومن خف میزانه فهو اللئيم».
(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 8)
(1004) 8(1)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد(رحمه الله) ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن یزید: عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال: «مر سلمان(رضی الله عنه) على الحدادين بالكوفة، فرأى شابا صعق والناس قد اجتمعوا حوله، فقالوا له: يا أبا عبد الله ، هذا الشاب قد صرع، فلو قرأت في أذنه».
قال : «فدنا منه سلمان ، فلما رآه الشاب أفاق وقال : يا أباعبدالله ، ليس بي مايقول هؤلاء القوم، ولكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرزبات(2)فذكرت قوله تعالى :﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾ (3)فذهب عقلي خوفا من عقاب الله تعالی.
فاتخذه سلمان أخا، ودخل قلبه حلاوة محبته في الله تعالى، فلم يزل معه حتى مرض الشاب ، فجاءه سلمان فجلس عند رأسه . وهو يجود بنفسه . فقال : يا ملك الموت، ارفق بأخي. فقال : يا أبا عبد الله، إني بكل مؤمن رفیق».
(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 4)
ص: 495
(1005) 9 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال :حدثنا أحمد بن سلمة، عن إبراهيم بن محمد، عن الحسن بن حذيفة : عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال: «مرض رجل من أصحاب سلمان (رحمه الله) فافتقده فقال : أين صاحبكم ؟
فقالوا: مريض.
قال : امشوا بنا نعوده، فقاموا معه، فلما دخلوا على الرجل إذا هو يجود بنفسه،فقال سلمان : يا ملك الموت ارفق بولي الله . قال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر: يا أبا عبد الله، إني أرفق بالمؤمنين ، ولو ظهرت لأحد لظهرت لك».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 15)
(1006)(1)10- حدثنا محمد بن محمد قال : حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه (رحمه الله)قال : حدثني أبي، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، جميعا عن علي بن محمد بن علي الأشعري قال : حدثنا محمد بن مسلم بن أبي سلمة الكندي
السجستاني الأصم، عن أبيه مسلم بن أبي سلمة ، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن يوسف :عن منصور[بن یونس] بزرج قال : قلت لأبي عبدالله الصادق(عليه السلام): ما أكثر ما أسمع منك يا سيدي ، ذکر سلمان الفارسي ؟!
فقال : «لا تقل الفارسي ، ولكن قل سلمان المحمدي، أتدري ما كثرة ذكري له»؟
قلت : لا.
قال : «لثلاث خصال : أحدها : إيثاره هوى أمير المؤمنين علي على هوى نفسه، والثانية : حبه للفقراء واختياره إياهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة : حبه للعلم والعلماء ، إن سلمان كان عبدا صالحا حنيفا مسلما وما كان من المشركين».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 27)
ص: 496
(1007) (1)11 - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله) قال: حدثني محمد بن يعقوب الكليني(رحمه الله) ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حنان بن سدير الصيرفي، عن أبيه :عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام) قال : «جلس جماعة من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ينتسبون ويفتخرون، وفيهم سلمان(رحمه الله)فقال له عمر: ما نسبتك أنت یاسلمان، وما أصلك ؟
فقال : أنا سلمان بن عبدالله ، كنت ضالا فهداني الله بمحمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وكنت عائلا فأغناني الله محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وكنت مملوكة فأعتقني الله محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فهذا حسبي ونسبي یا عمر.
ثم خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فذكر له سلمان(رحمه الله) قال عمر، وما أجابه ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا معشر قریش، إن حسب المرء دينه، ومروءته خلقه، وأصله عقله،قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾(2)، ثم أقبل على سلمان (رحمه الله)فقال له: يا سلمان إنه ليس لأحد من هؤلاء فضل عليك إلا بتقوى الله، فمن کنت أتق منه فأنت أفضل منه».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 55)
(1008) 12(3)- قرئ على أبي القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل ، وأنا أسمع ، حدثنا
ص: 497
ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال : حدثني العباس بن معروف وأحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير:عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال :«كان علي(عليه السلام)محدثة، وكان سلمان محدثا».
قال : قلت : فما آية المحدث ؟
قال : «يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت».
(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 62)
(1009)13 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه (رحمه الله)، عن أبيه قال : حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن ادریس ، جميعا عن علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري ، عن الحسين بن نصر بن مزاحم العطار، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي :عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال : سمعت جابر بن عبدالله بن حرام الأنصاري
ص: 498
يقول : «لونشر سلمان وأبوذر رحمها الله لهؤلاء الذين ينتحلون مودتكم أهل البيت لقالوا : هؤلاء الكذابون . ولو رأي هؤلاء اولئك لقالوا : مجانين».
(أمالي المفيد : المجلس 24، الحديث 5)
(1010)(1)14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسی(رحمه الله)قال :
حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن موسي الروياني قال :حدثنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن الإمام محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسی بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده(عليه السلام) قال :«دعا سلمان أباذر رحمة الله عليهما إلى منزله، فقدم إليه رغيفين ، فأخذ أبوذر الرغيفين يقلبها، فقال له سلمان : يا أباذر، لأي شيء تقلب هذين الرغيفين ؟
قال : خفت أن لا يكونا نضيجين.
فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا، ثم قال : ما أجرأك حيث تقلب هذين الرغيفين ! فوالله لقد عمل في هذا الخبز: الماء الذي تحت العرش وعملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح، وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب، وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض، وعمل فيه الرعد و الملائكة حتى وضعوه مواضعه ، وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم و التار والخطب والملح، وما لا أحصيه أكثر، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟!
فقال أبوذر : إلى الله أتوب، وأستغفر الله ما أحدثت، وإليك أعتذر مما كرهت».
(أمالي الصدوق : المجلس 68، الحديث 6)
(1011) 15(2) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا
ص: 499
جعفر بن سلمة قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفی قال : حدثنا عبیدالله بن موسی
العبسي قال : حدثنا مهلهل[ بن عبدالعزيز] العبدي قال : حدثنا کدیرة بن صالح الهجري:
عن أبي ذر جندب بن جنادة ، قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام) کلمات ثلاث، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: «اللهم أعنه واستون به، اللهم انصره وانتصر به، فإنه عبدك وأخو رسولك».
ثم قال أبو ذر(رحمه الله) : أشهد لعلي بالولاء والإخاء والوصية .
وقال کديرة بن صالح : وكان يشهد له بمثل ذلك : سلمان الفارسي، والمقداد ، وعمار، وجابر بن عبدالله الأنصاري ، وأبو الهيثم بن التيهان، وتخزيمة بن ثابت
ص: 500
ذو الشهادتين، وأبو أيوب صاحب منزل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وهاشم بن عتبة المرقال ، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
(أمالي الصدوق : المجلس 12، الحديث 3)
(1012) (1)16 - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم له قال : حدثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن يحيى الخثعمي :
عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)قال : «إن أبا ذر(رحمه الله)مر برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعنده جبرئیل (عليه السلام) في صورة دحية الكلبي(2)، وقد استخلاه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآها انصرف عنها ولم يقطع كلامهما، فقال جبرئیل(عليه السلام): يا محمد ، هذا أبوذر قد مر بنا ولم يسلم علينا، أما لو سلم علينا لرددنا عليه، یا محمد، إن له دعاء يدعو به معروفة عند أهل السماء ، فسله عنه إذا عرجت إلى السماء .
فلا ارتفع جبرئیل(عليه السلام)جاء أبوذر إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ما منعك يا أبا ذر أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا؟
فقال : ظننت يا رسول الله ، أن الذي كان معك دحية الكلبي ، قد استخليته
البعض شأنك.
ص: 501
فقال : ذاك جبرئيل(عليه السلام)يا أبا ذر، وقد قال : أما لو سلم علينا لرددنا عليه.
فلما علم أبو ذر أنه كان جبرئیل (عليه السلام)دخله من الندامة ماشاء الله حيث لم يسلم.
فقال له رسول الله : ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟ فقد أخبرني أن لك دعاء معروفة في السماء .
قال : نعم يارسول الله، أقول: «اللهم إني أسألك الإيمان بك ، و التصديق بنبيك ،
والعافية من جميع البلاء، والشكر على العافية ، و الغني عن شرار الناس».
(أمالی الصدوق : المجلس 55، الحدیث 3)
(1013) 17(1) - حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، و جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهم قالوا: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لرجل من أصحابه : «ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر رحمة الله عليها؟»
فقال الرجل - وأخطأ - : أما إسلام سلمان فقد علم، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر.
ص: 502
فقال أبو عبد الله الصادق(عليه السلام): «إن أبا ذر رحمة الله عليه كان في بطن متر(1)يرعى غنة له، إذ جاء ذئب عن يمين غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه ، فجاء الذئب عن يسار غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه، ثم قال له: والله ما رأيت ذئبا أخبث منك ولاشرا.
فقال الذئب : شر - والله - مني أهل مكة، بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه .
فوقع كلام الذئب في أذن أبي ذر، فقال لأخته : هلمي مزودي وإداوتي(2) عصاي، ثم خرج يركض حتى دخل مكة ، فإذا هو بحلقة مجتمعين ، فجلس إليهم، فإذا هم يشتمون النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ويسبونه كما قال الذئب، فقال أبوذر : هذا والله ما أخبرني به الذئب، فما زالت هذه حالتهم، حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبوطالب، قال بعضهم لبعض : تقوا فقد جاء عمه ، فلما دنا منهم أكرموه وعظموه، فلم يزل أبوطالب متکلمهم وخطيبهم إلى أن تفرقوا، فلا قام أبوطالب تبعته، فالتفت إلى فقال : ما حاجتك ؟
فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم.
قال : وما حاجتك إليه ؟
فقال له أبوذر : أؤمن به وأصدقه، و لا يأمرني بشيء إلا أطعته .
فقال أبوطالب : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟
قال : فقلت: نعم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله .
قال : فقال : إذا كان غدا في هذه الساعة فائتني».
قال : «فلما كان من الغد جاء أبوذر، فإذا الحلقة مجتمعون، وإذا هم يسبون النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ويشتمونه كما قال الذئب، فجلس معهم حتى أقبل أبوطالب، فقال بعضهم لبعض : کفوا فقد جاء عمه. فكقوا، فجاء أبوطالب فجلس، فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام، فلما قام تبعه أبوذر، فالتفت إليه أبوطالب فقال : ما حاجتك ؟
ص: 503
فقال : هذا النبي المبعوث فيكم.
قال : وما حاجتك إليه ؟»
قال : «فقال له : أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته .
فقال أبوطالب : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟
فقال : نعم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
قال : فرفعني إلى بيت فيه جعفر بن أبي طالب. قال : فلما دخلت سلمت، فرد على السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟
قال : فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم.
قال : و ما حاجتك إليه ؟
قلت: أؤمن به وأصدقه ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته.
قال : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟
قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله .
فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبدالمطلب ، فلا دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟
فقلت : هذا النبي المبعوث فیکم.
قال : وما حاجتك إليه ؟
قلت: أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته .
قال : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟
قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
قال : فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟
قلت : هذا النبي المبعوث فيكم.
قال : وما حاجتك إليه ؟
قلت: أؤمن به وأصدقه ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته .
قال : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟
قال : فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله .
ص: 504
قال : فرفعني إلى بيت فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وإذا هو نور على(1) نور، فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟
قلت : هذا النبي المبعوث فيكم.
قال : وما حاجتك إليه ؟
فقلت : أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته.
قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمدا رسول الله ؟
قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمدا رسول الله .
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : أنا رسول الله ، يا أبا ذر انطلق إلى بلادك ، فإنك تجد ابن عم لك قد مات ، فخذ ماله، وكن بها حتى يظهر أمري.
قال أبوذر : فانطلقت إلى بلادي ، فإذا ابن عم لي قد مات ، وخلف مالا كثيرا في ذلك الوقت الذي أخبرني فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فاحتوت على ماله، ويقيه ببلادي حتى ظهر أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فأتيته».
(أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 1)
(1014) 18(2) - أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال :
ص: 505
حدثنا علي بن عبدالله بن أسد الأصفهاني قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
الثقفي قال: أخبرنا محمد بن علي قال : حدثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن
ص: 506
أبي الجهضم الأزدي ، عن أبيه - وكان من أهل الشام - قال:لما سیر عثمان أباذر من المدينة إلى الشام كان يقص علينا، فيحمد الله ويشهد شهادة الحق، ويصلي على النبي ويقول : أما بعد ، فإنا كنا في جاهليتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب ، ويبعث فينا الرسول ونحن نوفي بالعهد، ونصدق الحديث ، وتحسن الجوار، ونقري الضيف ، ونواسي الفقير، [ونبغض المتكبر] .فلما بعث الله تعالى فينا رسول الله (1)، وأنزل علينا كتابه ، كانت تلك الأخلاق يرضاها الله ورسوله، وكان أحق بها أهل الإسلام، وأولى أن يحفظوها، فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا. ثم إن الولاة قد أحدثوا أعمالا قباحا ما نعرفها : من سنة تطفي، وبدعة تحيى(2) وقائل بحق مكذب، وأثرة بغير تقي، وأمين مستأثر عليه من الصالحين، اللهم إن كان ما عندك خيرا لي فاقبضني إليك غير مبدل ولامغير.
وكان يعيد هذا الكلام ويبديه، فأتي حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان، فقال : إن أباذر یفسد عليك الناس بقوله كيت وكيت، فكتب معاوية إلى عثمان بذلك، فكتب عثمان : أخرجه إلي. فلما صار إلى المدينة نفاه إلى الربذة.
(أمالي المفيد : المجلس 14، الحديث 5)
(1015) 19(3) - وعن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثني محمد بن علي قال : حدثنا الحسين بن سفيان ، عن أبيه، عن أبي جهضم الأزدي :عن أبيه قال : لما أخرج عثمان أباذر الغفاري له من المدينة إلى الشام كان يقوم في كل يوم، فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك بطاعة الله، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه، ويروي عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم السلام، ويحضهم على التمسك بعترته.
ص: 507
ص: 508
فكتب معاوية إلى عثمان: أما بعد فإن أبا ذر يصبح إذا أصبح ، ويسي إذا أمسى وجماعة من الناس كثيرة عنده ، فيقول کیت وکیت ، فإن كان لك حاجة في الناس قبلي فأقدم أبا ذر إليك ، فإني أخاف أن يفسد الناس عليك ، والسلام.
فكتب إليه عثمان: أما بعد، فأشخص إلي أباذر حين تنظر في كتابي هذا، والسلام.
فبعث معاوية إلى أبي ذر فدعاه ، وأقرأه كتاب عثمان ، وقال له : النجا الساعة .
ص: 509
فخرج أبو ذر إلى راحلته ، فشد بكورها ، وأنساعها(1)، فاجتمع إليه الناس فقالوا له: يا أبا ذر، رحمك الله ، أين تريد؟
قال : أخرجوني إليكم غضبا علي، وأخرجوني منكم إليهم الأن عبثا بي، و لا يزال هذا الأمر فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم حتى يستريع بر، أو يستراح من فاجر. ومضى.
وسمع الناس بمخرجه فاتبعوه حتى خرج من دمشق ، فساروا معه حتى انتهى إلى دير مران (2) فنزل، ونزل معه التاس، فاستقدم فصلى بهم، ثم قال : أيها الناس، إنتي موصیکم بما ينفعكم، وتارك الخطب والتشقيق ، احمدوا الله عز وجل.
قالوا: الحمد لله.
قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله . فأجابوه بمثل ما قال .
فقال : أشهد أن البعث حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأقر بما جاء من عند الله ، فاشهدوا علي بذلك.
قالوا: نحن على ذلك من الشاهدين.
قال : ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله وكرامته ، ما لم يكن للمجرمين ظهيرة، ولا لأعمال الظلمة مصلحا، ولالهم معينا.
أيها الناس، أجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضب الله عز وجل إذا عصي في الأرض، ولاترضوا أئمتكم بسخط الله ، وإن(3) أحدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم ، وأزرأوا عليهم، وإن عذبتم و حرمتم وسيرتم حتى يرضى الله عز وجل، فإن الله أعلا وأجل لا ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين ، غفر الله لي ولكم، أستودعكم
ص: 510
الله، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله.
فناداه الناس أن سلم الله عليك ورحمك يا أبا ذر، یا صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ،ألا نرك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك، ألا نمنعك ؟(1)
فقال لهم :ارجعوا -رحمكم الله -فإني أصبر منكم على البلوى، وإياكم و الفرقة والاختلاف.
فضي حتى قدم على عثمان ، فلما دخل عليه قال له : «لا قرب الله بعمرو عینا» .
فقال أبو ذر والله ما سماني أبواي عمرا، ولكن لا قرب الله من عصاه وخالف أمره، وارتكب هواه.فقام إليه كعب الأحبار فقال له : ألا تتقي الله يا شيخ، تجيب (2) أمير المؤمنين بهذا الكلام ؟!
فرفع أبوذر عصا كانت في يده فضرب بها رأس كعب، ثم قال له: يا ابن اليهوديين ، ما كلامك مع المسلمين ؟! فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد!
فقال عثمان : والله لاجمعتني وإياك دار، قد خرفت وذهب عقلك ، أخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء، ثم انخسوا(3) به الناقة و تعتعوه حتى توصلوه الربذة، فنزلوه بها من غير أنيس حتى يقضي الله فيه ما هو قاض، فأخرجوه متعتعا ملهوزا بالعصي(4).
وتقدم أن لايشيعه أحد من الناس، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علة ، فبكى حتى بل لحيته بدموعه، ثم قال : «أهكذا يصنع بصاحب رسول الله ؟! إنا لله وإنا إليه راجعون».
ص: 511
ثم نهض ومعه الحسن والحسين(عليهم السلام)، و عبدالله بن العباس ، والفضل، وقثم، و
عبيد الله(1)، حتى لحقوا أباذر فشیعوه ، فلا بصر بهم أبوذر(رحمه الله) حن إليهم، وبکی عليهم وقال : بأبي وجوه إذا رأيتها ذكر بها رسول الله ؟ وشملتني البركة برؤيتها. ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إني أحبهم، ولو قطعت إربا إربا في محبتهم مازلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة، فارجعوا رحمكم الله، والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة.
فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه.
(أمالي المفيد : المجلس 20، الحديث 4)
(1016) 20(2) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة قال : حدثنا جعفر بن عبدالله العلوي قال : حدثنا عمي القاسم بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو محمد قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، [عن يحیی بن عباد بن عبد الله بن الزبير ](3)، عن عبدالرحمان بن أسعد بن زرارة :
عن عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال : لما قدم أبو ذر على عثمان ، قال :
ص: 512
أخبرني أي البلاد أحب إليك؟
قال : مهاجري.
فقال : لست بمجاوري.
قال : فألحق بحرم الله ، فأكون فيه .
قال : لا.
قال : فالكوفة أرض بها أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
قال : لا.
قال : فلست بمختار غيره. فأمره بالمسير إلى الربذة، فقال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لي : «اسمع وأطع، وانفذ حيث قادوك ، ولو لعبد حبشي مجدع»(1).
فخرج إلى الربذة وأقام مدة، ثم أتي المدينة، فدخل على عثمان، والناس عنده سماطين ، فقال : يا أمير المؤمنين، إنك أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ولاضرع إلا شويهات(2) وليس لي خادم إلا محررة، ولاظل يظلني إلا ظل شجرة، فأعطني خادمة وغنيات أعش فيها. فحول (عثمان ) وجهه عنه ، فتحول عنه إلى السماط الأخر فقال مثل ذلك ، فقال له حبيب بن سلمة(3): لك عندي یا أباذر ألف درهم وخادم وخمس مئة شاة.
ص: 513
قال أبوذر : أعط خادمك وألفك و شويهاتك من هو أحوج إلى ذلك مني، فإني أسأل حق في كتاب الله.
فجاء علي(عليه السلام) فقال له عثمان : ألا تغني عتا سفيهك هذا؟
قال : «أي سفيه»؟
قال : أبوذر.
قال علي : «ليس بسفيه ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذر»(1) أنزله منزلة مؤمن آل فرعون، إن يك كاذبا فعليه كذبه، وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم».
قال عثان : التراب في فيك !
قال علي : «بل التراب في فيك، أنشد بالله من سمع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول ذلك لأبي ذر»؟
فقام أبوهريرة وعشرة، فشهدوا بذلك، فولى على(عليه السلام)(2).
(أمالي الطوسي : المجلس 42، الحديث 4)
ص: 514
(1017 )21(1)- حدثنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد التمار قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبو نصر البزاز قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء(2) على ذي لهجة أصدق من أبي ذر».
(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 39)
ص: 515
ص: 516
(1018) 22(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة موسی بن يوسف بن راشد الكوفي قال : حدثنا محمد بن يحيى الأودي قال : حدثنا إسماعيل بن أبان قال : حدثنا فضيل بن الزبير قال : حدثنا أبو عبدالله مولى بني هاشم:
ص: 517
ص: 518
عن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان الفارسي(رحمه الله) ، فمررنا بالربذة، وجلسنا
إلى أبي ذر الغفاري(رحمه الله)فقال لنا: إنه ستكون بعدي فتنة، ولابد منها، فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب فألزموهما، فأشهد على رسول الله بي أني سمعته وهو يقول : «علي أول من آمن بي ، وأول من صدقني ، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 55)
(1019) 23(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا عباد بن سليمان، عن محمد بن سلیمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن عمیر بن الحارث، عن عمران بن میثم:
عن أبي سخيلة قال : أتيت أبا ذر(رحمه الله) فقلت : يا أبا ذر ، إني قد رأيت اختلافا ،
ص: 519
فیما ذا تأمرني؟
قال : عليك بهاتين الخصلتين : كتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فإني
سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل».
(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 5)
(1020) 24 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا غیاث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدثنا محمد بن حماد الشاشي ، عن حاتم الأصم، عن شقیق بن إبراهيم البلخي:عن أخبره من أهل العلم قال : قيل لأبي ذر(رضی الله عنه) : كيف أصبحت یا صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟
قال : أصبحت بين نعمتين : بين ذنب مستور، وثناء من اغتر به فهو المغرور.
(أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 12)
(1021) 25(1) - أخبرنا الحسين بن عبیدالله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى قال : حدثني أبوعلي محمد بن همام قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين الهمداني قال: حدثني محمد بن خالد البرقي قال : حدثنا محمد بن سنان، عن موسی بن بكر(2).
ص: 520
عن العبد الصالح(عليه السلام)قال: «بکی ابوذر من خشية الله تعالى حتى اشتكى بصره، فقيل له : لو دعوت الله يشفي بصرك.
فقال : إني عن ذلك مشغول، وما هو بأكبر همي.
قالوا: وما يشغلك عنه ؟
قال : العظيمتان : الجنة والنار». (أمالي الطوسي : المجلس 40، الحديث 4)
(1022) 26 (1)- وعن موسى بن بكر، عن العبد الصالح(عليه السلام)قال : «سئل أبوذر: ما مالك؟
قال : عملي.
قيل له: إنا نسألك عن الذهب والفضة ؟
فقال : ما أصبح فلا أمسي، وما أمسى فلا أصبح، لنا کندوج نرفع فيه خيرمتاعنا، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «کندوج المؤمن قبره».
أمالي الطوسي : المجلس 90، الحديث 5)
(1023) 27 (2)- وعن موسی بن بکر : عن العبد الصالح لا قال : قال أبوذر(رحمه الله) : جزی الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفي الشعير، اتغدى بأحدهما، وأتعشى بالأخر، ويعد شملتي الصوف، أتزر بإحداهما وأرتدي بالأخرى.
(أمالي الطوسي : المجلس 40، الحديث 6)
ص: 521
(1024) 28 (1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن الحسن بن علي، عن يونس بن يعقوب:
عن شعيب العقر قوفي قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: سمعت من يروي عن أبي ذر أنه كان يقول : «ثلاثة يبغضها الناس وأنا أحبها:أحب الموت، وأحب الفقر، وأحب البلاء».
فقال(عليه السلام): «إن هذا ليس على ما يذهب ، إنما عنى بقوله: «أحب الموت» أن
الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله ، والبلاء في طاعة الله أحب إلى من الصحة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغني في معصية الله».
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 17)
(1025) 29(2) - أبو عبد الله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن
بن الوليد(رحمه الله) قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا
أحمد بن محمد بن خالد قال : حدثني أبي قال : حدثنا أحمد بن النضير الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید : عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين(عليه السلام) قال : «قام أبو ذر الغفاري(رضی الله عنه) عندالكعبة فنادى: «أنا جندب بن السكن». فاكتنفه الناس ، فقال : «معاشر الناس ، لو أن أحدكم أراد السفر لأعد ما يصلحه ، أما تريدون لسفر يوم القيامة ما يصلحكم» ؟!
فقام إليه رجل وقال له : أرشدنا رحمك الله .
ص: 522
فقال أبوذر(رحمه الله) : «صوم يوم شديد الحر للنشور(1)، وحج البيت الحرام الله تعالى العظائم الأمور، وصلاة ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، اجعلوا الكلام كلمتين :كلمة خير تقولونها، وكلمة شر تسكتون عنها، وصدقة منك على مسكين لعلك تنجو بها یا مسكين من يوم عسير.
اجعل الدنيا در همين اكتسبتها : درهما تنفقه على عيالك ، ودرهما تقدمه لآخرتك ،والثالث يضر ولاينفع فلاترده، اجعل الدنيا كلمتين : كلمة في طلب الحلال، وكلمة للأخرة ، والثالثة تضر ولاتنفع ، فلاتردها»، ثم قال: «قتلني هم يوم لاأدركه».
(أمالي المفيد : المجلس 25، الحديث 1)
(1026)30(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : حدثنا أبو علي بشر بن موسی بن صالح الأسدي قال : حدثنا أبو عبد الرحمان المقرئ قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه :
عن أبي ذر: أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال [له] : «یا أباذر، إني أحب لك ما أحب لنفسي، إني أراك ضعيفة، فلاتؤمرن على اثنين ، ولاتولين مال يتيم»(3).
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 85)
ص: 523
(1027)31(1) -أخبرنا أبو عبدالله حمویه بن علي بن حمويه البصري قال : أخبرنا أبوالحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم أبو عمرو، عن قرة قال : حدثنا عون بن عبدالله بن عتبة قال : کسي آبوذر بردین، فازر بأحدهما و ارتدی بشملة وكسا غلامه أحدهما، ثم خرج إلى القوم فقالوا له: يا أباذر لو لبستهما جميعا كان أجمل!
قال : أجل، ولكني سمعت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 50)
10281) 32 (2)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن محمد بن حبیش الكاتب قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا الحسن بن علي اللؤلؤي قال : حدثنا يحيى بن المغيرة، عن سلمة بن
ص: 524
الفضل، عن علي بن صبيح الكندي:
عن أبي يحيي مولى معاذ بن عفراء الأنصاري(1) ، قال : إن عثمان بن عفان بعث
ص: 525
إلى الأرقم بن عبدالله - وكان خازن بيت مال المسلمين - فقال له : أسلفني (1) مئة ألف درهم.
فقال له الأرقم : أكتب عليها بها صکا(2)للمسلمين .
قال : وما أنت وذاك لا أم لك ، إنما أنت خازن لنا؟
قال : فلما سمع الأرقم ذلك خرج مبادرا إلى الناس، فقال : أيها الناس عليكم بما لكم، فإني ظننت أبي خازنكم، ولم أعلم أني خازن عثمان بن عفان حتى اليوم.ومضى فدخل بيته. فبلغ ذلك عثمان ، فخرج إلى الناس حتى دخل المسجد ثم رقى المنبر وقال : أیها الناس، إن أبا بكر كان يؤثر بني تيم على الناس، وإن عمر كان يؤثر بني عدي على كل الناس ، وإني أوثر - والله - بني أمية على من سواهم، و لوكنت جالسا بباب الجنة ثم استطعت أن أدخل بني أمية جميعا الجنة لفعلت، وإن هذا المال لنا، فإن احتجنا إليه أخذناه وإن رغم أنف أقوام (3).
فقال عمار بن یاسر(رحمه الله) : معاشر المسلمين ، اشهدوا أن ذلك مرغم لي.
فقال عثمان : وأنت هيهنا . ثم نزل من المنبر فجعل يتوطاه برجله حتى غشي على عمار، واحتمل - وهو لا يعقل - إلى بيت ام سلمة، فأعظم الناس ذلك ، وبقي عمار مغمى عليه لم يصل يومئذ الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق، قال : الحمد الله ، فقديما أوذيت في الله، وأنا أحتسب ما أصابني في جنب الله ، بيني وبين عثمان
ص: 526
العدل الكريم يوم القيامة .
قال : وبلغ عثمان أن عمارا عند أم سلمة، فأرسل إليها فقال : ما هذه الجماعة في بيتك مع هذا الفاجر؟ أخرجيهم من عندك !
فقالت: والله ما عندنا مع عار إلا بنتاه، فاجتنبنا یا عثمان، واجعل سطوتك حيث شئت، وهذا صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجود بنفسه من فعالك به .
قال : فندم عثمان : على ما صنع، فبعث إلى طلحة والزبير فسألهما أن يأتيا عمارا فيسألاه أن يستغفر له. فأتياه فأبي عليهما، فرجعا اليه فأخبراه ، فقال عثمان : من حكم الله يا بني أمية ، يا فراش النار وذباب الطمع شنعتم علي وألبتم على أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟(1)
ثم إن عمارا (رحمه الله)به صلح من مرضه، فخرج إلى مسجد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فبينما هو كذلك إذ دخل ناعي أبي ذر على عثمان من الزبدة ، فقال : إن أباذر مات بالربذة وحيدا، ودفنه قوم سفر(2). فاسترجع عثمان وقال : رحمه الله.
فقال عمار: رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا .
فقال له عثمان : وإنك لهناك بعد، یا عاض أير أبيه ، أتراني ندمت على تسييري إياه؟
[ف] قال له عمار: لا والله ، ما أظن ذاك.
قال : وأنت أيضا فالحق بالمكان الذي كان فيه أبوذر فلا تبرحه ما حيينا.
قال عمار: أفعل ، والله لمجاورة السباع أحب إلي من مجاورتك.
قال : فتهيأ عمار للخروج، وجاءت بنو مخزوم إلى أمير المؤمنين علي بن
ص: 527
أبي طالب(عليه السلام)فسألوه أن يقوم معهم إلى عثمان يستنزله عن تسيير عمار، فقام
فسأله فيهم، ورفق به حتى أجابه إلى ذلك.
(أمالي المفيد : المجلس 8، الحديث 5)
(1029) 33(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسی(رضی الله عنه)قال :حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن محمد بن فضیل[بن غزوان] ، عن مسلم(2) [بن کیسان الضبي] الملائي: عن حبة العرني قال: أبصر عبدالله بن عمرو(3) رجلين يختصمان في رأس عمار(رضی الله عنه)يقول هذا: أنا قتلته. ويقول هذا: أنا قتلته . فقال ابن عمرو(4). يختصمان أبيها يدخل النار أولا ؛ ثم قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «قاتله وسالبه في النار».
ص: 528
فبلغ ذلك معاوية فقال : ما نحن قتلناه ، وإنما قتله من جاء به.
قال الشيخ أبوجعفر بن بابویه(رضی الله عنه): على هذا[يلزم] أن يكون النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قاتل حمزة (رضی الله عنه)، وقاتل الشهداء معه، لأنه (صلی الله عليه وآله وسلم) هو الذي جاء بهم.
(أمالی صدوق : المجلس 63، الحديث 7)
(1030)34 (1)- وعن إبراهيم بن الحكم، عن عبيد الله بن موسى ، عن سعد بن أوس،
ص: 529
عن بلال بن يحيى العبسي قال : لما قتل عثمان(1)أتوا حذيفة ، فقالوا: يا أبا عبد الله ، قتل هذا الرجل، وقد اختلف الناس فما تقول؟قال : أما إذا أبيتم فأجلسوني.قال : فأسندوه إلى صدر رجل منهم، فقال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«أبو اليقظان على الفطرة - ثلاث مرات - لن يدعها حتى يموت».
(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 8)
ص: 530
(1031) 35(1)-وعن عبيد الله بن موسى ، عن عبد العزیز بن سیاه ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما خیر عمار بن یاسر بين أمرين إلا اختار أشدهما».
(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 9)
(1032) 36(2) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو نصرمحمد بن الحسين المقرئ البصير قال : حدثنا الحسن بن علي بن عبدالله البغدادي ب-«واسط»، قال : حدثنا عیسی بن مهران قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا موسی بن قيس قال : حدثنا الحسين بن أسباط العبدي قال:
ص: 531
سمعت عمار بن یاسر(رحمه الله) يقول عند توجهه إلى صفين : «اللهم لو أعلم أنه أرضي
لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها، ولو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد لنفسي نارا فأقع فيها لفعلت، وإني لا أقاتل أهل الشام إلا وأنا أريد بذلك وجهك، وأنا أرجو أن لا تخيبني وأنا أريد وجهك الكريم».
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 49)
(1033) 37(1) - أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو عبدالله محمد بن داوود الحتمي إجازة، قال : حدثنا أبو بكر عبدالله بن سلیمان بن الأشعث قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبدان قال : حدثنا إبراهيم [بن إسحاق] الحربي قال : حدثنا سعید بن داوود بن سعيد بن أبي زنبر قال : حدثنا مالك بن أنس : عن عمه أبي سهيل بن مالك ، عن أبيه قال : إني لواقف مع المغيرة بن شعبة عند نهوض علي بن أبي طالب(عليه السلام)من المدينة إلى البصرة، إذ أقبل عمار بن یاسر(رضی الله عنه) فقال له : هل لك في الله عز وجل يا مغيرة ؟ فقال : وأين هو یا عمار؟!
قال : تدخل في هذه الدعوة فتلحق بمن سبقك وتسود من خلفك.
ص: 532
فقال له المغيرة: أو خير من ذلك يا أبا اليقظان ؟!
قال عمار: وما هو؟
قال : ندخل بيوتنا، ونغلق علينا أبوابنا حتى يضيء لنا الأمر فنخرج ونحن مبصرون، ولانكون كقاطع السلسلة أراد الضحك فوقع في الغم.
فقال له عمار: هیهات، هیهات، أجهل بعد علم، وعمى بعد استبصار ؟! و لكن اسمع قولي، فوالله لن تراني إلا في الرعيل الأول.
قال : فطلع عليهما أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : «يا أبا اليقظان، ما يقول لك الأعور ؟ فإنه والله دائبا يلبس الحق بالباطل، ويموه فيه، ولن يتعلق من الدين إلا بما يوافق الدنيا، ويحك يا مغيرة، إنها دعوة تسوق من يدخل فيها إلى الجنة» .
فقال له المغيرة : صدقت يا أمير المؤمنين ، إن لم أكن معك، فلن أكون عليك.
(أمالي المفيد : المجلس 25، الحديث 5)
(1034) 38 (1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني قال : حدثني عیسی بن مهران المستعطف قال :حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال :حدثنا شريك ، عن عمران بن طفيل :
عن أبي تحیی [حكيم بن سعد الحنفي الكوفي ] قال : سمعت عمار بن یاسر يعاتب أبا موسى الأشعري، ويوبخه على تأخره عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)وقعوده عن الدخول في بيعته، ويقول له: يا أبا موسى، ما الذي أخرك عن أمير المؤمنين ؟! فوالله لئن شككت فيه لتخرج عن الإسلام. وأبو موسى يقول له : لا تفعل ودع عتابك لي، فإنما أنا أخوك .
فقال له عمار : ما أنا لك بأخ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يلعنك ليلة العقبة، وقد هممت مع القوم ما هممت.
فقال له أبو موسى: أفليس قد استغفر لي؟
ص: 533
قال عمار: قد سمعت اللعن ولم أسمع الاستغفار.
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 6)
أقول: يأتي في الباب 1 من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان ، من أبواب الحوادث والفتن
من كتاب الإمامة روايات أخرى تدل على نفاق أبي موسى وانحرافه عن الحق.
(1035) 39(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدثني أبوإسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا محمد بن عثمان ، عن أبي عبد الله (2)الأسلمي : عن موسى بن عبدالله الأسدي قال : لما انهزم أهل البصرة، أمر علي بن أبي طالب(عليه السلام)أن تنزل عائشة قصر أبي خلف (3)، فلما نزلت جاءها عمار بن ياسر(رضی الله عنه) فقال لها : «يا أمت، كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف»؟ فقالت : استبصيرت یا عمار من أجل أنك غلبت .
قال : «اتا أشد استبصارا من ذلك ، أما والله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنكم على الباطل» (4).
فقالت له عائشة : هكذا يخيل إليك ، اتق الله يا عمار، فإن سنك قد كبرت، ودق عظمك، وفني أجلك، وأذهبت دينك لابن أبي طالب.
فقال عمار(رحمه الله) : «إني والله ، اخترت لنفسي في أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فرأيت عليا أقرأهم لكتاب الله عز وجل، وأعلمهم بتأويله، وأشدهم تعظيا لحرمته ،
ص: 534
وأعرفهم بالسنة، مع قرابته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعظم عنائه وبلائه في الإسلام» .فسكتت .
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 47)
(1036) (1)40 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن بلال المهلبي قال :
حدثنا علي بن عبدالله الأصفهاني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا يوسف بن سعيد الأرحبي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي، عن كامل:
عن حبيب بن أبي ثابت قال :لما حضر القوم الدار للشوری ، جاء المقداد بن الأسود الكندي له فقال : أدخلوني معكم، فإن الله عندي نصحا ولي بكم خيرا فأبوا، فقال : أدخلوا رأسي واسمعوا مني، فأبوا عليه ذلك ، فقال : أما إذا أبيتم فلاتبایعوا رجلا لم يشهد بدرا، ولم يبايع بيعة الرضوان ، وانهزم يوم أحد يوم التقي المجمعان(2). فقال عثمان : أم والله لئن وليتها الأردنك إلى ربك الأول.
فلما نزل بالمقداد الموت قال : أخبروا عثمان أني قد رددت إلى ربي الأول و الأخر.
ص: 535
فلما بلغ عثمان موته جاء حتى قام(1) على قبره فقال : رحمك الله ، كنت وإن کنت ، يثني عليه خيرا ، فقال له الزبير:
الأعرفتك بعد الموت تندبني*** وفي حياتي ما زودتني زادي
فقال : يا زبير، تقول هذا، أتراني أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو على ساخط ؟!
(أمالي المفيد : المجلس 13، الحديث 7)
(1037) 41(2)- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال : أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا الحسين بن سفيان ، عن أبيه قال : حدثنا لوط بن يحيى قال :
حدثني عبد الرحمان بن جندب ، عن أبيه قال : لما بویع عثمان ، سمعت المقداد بن
الأسود الكندي (رحمه الله) يقول لعبد الرحمان بن عوف : والله يا عبد الرحمان، ما رأيت
مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم!
فقال له عبدالرحمان : وما أنت وذاك يا مقداد ؟!
قال : إني والله أحبهم لحب رسول الله[ (صلی الله عليه وآله وسلم) ] لهم (3)، ويعتريني والله وجد لا
ص: 536
أبثه بثة، لتشرف قریش على الناس بشرفهم(1) واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ من أيديهم.
فقال له عبدالرحمان : ويحك والله لقد اجتهدت نفسي لكم.
فقال له المقداد: أما (2) والله لقد ترکت رجلا من الذين يأمرون بالحق و به يعدلون، أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر و أحد.
فقال له عبد الرحمان : ثكلتك أمك يا مقداد، لا يسمع هذا الكلام من الناس، أما والله إني لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة .
قال جندب : فأتيته بعد ما انصرف من مقامه ، وقلت (3) له : يا مقداد ، أنا من أعوانك .
فقال : رحمك الله ، إن الذي نريد لايغني(4) فيه الرجلان والثلاثة .
فخرجت من عنده ، فدخلت (5)على علي بن أبي طالب(عليه السلام)فذكرت له ما قال وما قلت(6). قال : فدعا لنا بالخير.
(أمالي المفيد : المجلس 21، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 25)
(1038) 42(7) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :
ص: 537
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله بن يزيد الدقاق ابن السماك قال :حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال : حدثنا قبيصة بن عقبة قال : حدثنا
سفيان ، عن أبي إسحاق، عن حمزة (1)بن مالك قال :قال عبد الله : لقد قرأت من في رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سبعين سورة، وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الصبيان. (أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 98)
ص: 538
(1039) 43 (1)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني
قال : حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال : حدثنا عباد بن یعقوب قال :أخبرنا مطر بن أرقم، عن الحسن بن عمرو الفقيمي(2) [التميمي الكوفي] ، عن أبي قبيصة صفوان بن قبيصة ، عن الحارث بن سويد، أنه حدثه :أن عبدالله بن مسعود أخبرهم قال : قرأت على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) سبعين سورة من القرآن، أخذتها من فيه وزيد ذو ذؤابتين يلعب مع الصبيان، وقرأت سائر - أو قال : بقية - القرآن على خير هذه الأمة وأقضاهم بعد نبيهم (صلی الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 1)
(1040) 44(3) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن شقير
ص: 539
بن يعقوب(1) بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال : حدثنا علي بن بزرج الحناط (2) قال : حدثنا عمرو بن اليسع، عن عبد الله(3) بن اليسع ، عن عبدالله بن
ص: 540
سنان :
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال :«أتي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقيل له :
إن سعد بن معاذ قد مات، فقام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقام أصحابه معه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب ، فلما أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بلاحذاء ولارداء ، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة و يسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى لحده وسوى اللبن عليه وجعل يقول : ناولوني حجرا، ناولوني ترابا رطبا يسد به ما بين اللبن ، فلما أن فرغ وحثا التراب علیه وسوى قبره قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إني لأعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن الله [عز وجل] (1)يحب عبدة إذا عمل عملا أحكمه».
فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد: يا سعد، هنيئا لك الجنة .
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «یا أم سعد مه، لاتجزمي على ربك، فإن سعدا قد أصابته (2)ضمة».
قال : «فرجع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ورجع الناس فقالوا له: يا رسول الله، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنك تبعت جنازته بلارداء ولا حذاء (3) ؟!
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها» (4)
قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة ؟
قال : «كانت يدي في يد جبرئیل(عليه السلام)آخذ حيث يأخذ» .
ص: 541
قالوا: [و] (1) آمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ثم قلت: «إن سعدا قد (2)أصابته ضمة» ؟!
قال : فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «نعم، إنه كان في خلقه مع أهله سوء».
(أمالي الصدوق : المجلس 61، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا أن فيه : «أتى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) آت فقال له : سعد بن معاذ قد مات». وفيه : «فلما حنط...». وفيه: «ثم كان يأخذ السرير مرة يمنة ومرة يسرة حتى..». وفيه : «وسوی عليه اللبن». وفيه :«ناولوني ترابا، فسدد ما بين اللبن». وفيه: «قالت أم سعد من جانب القبر: یا سعد...». وفيه : «وكنت تأخذ يمنة ويسرة السرير»..
(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 12)
(1041) 45 (3)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثني سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعیل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه علي :أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) صلى على سعد بن معاذ، فقال (4): «لقد وافي من الملائكة للصلاة عليه تسعون ألف ملك، وفيهم جبرئيل يصلون عليه ، فقلت: يا جبرئیل ، بما
ص: 542
استحق صلاتكم عليه ؟ قال : بقراءة(1) وقل هو الله أحده قائة وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا رجائيا».
(أمالي الصدوق : المجلس 22، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق، مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 32)
(1042)46(2)-أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن الحسن العلوي الحسني قال : حدثنا أبونصر أحمد بن عبدالمنعم بن نصير الصيداوي قال : حدثنا حسين(3) بن شداد الجعفي [الكوفي] ،عن أبیه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي: عن أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)[قال]: «إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى مايفعل أبن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري ، فقالت له : يا صاحب رسول الله ،إن لنا عليكم حقوقا، ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا على بن الحسين بقية أبيه الحسين ،قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأبا منه لنفسه في العبادة.
فأتى جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين(عليه السلام)، وبالباب أبوجعفر محمد بن علي علي (عليه السلام)في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مقبلا فقال :هذه مشية رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وسجيته ، فن أنت يا غلام» ؟
قال : «فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين .
ص: 543
فبکی جابر بن عبد الله(رضی الله عنه) ، ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا، أدث مني بأبي أنت وأمي.
فدنا منه ، فحل جابر أزراره، ووضع يده في صدره فقبله، وجعل عليه خده ووجهه، وقال له : أقرؤك عن جدك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) السلام، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال لي:
«يوشك أن تعيش و تبقى حتى تلق من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرأ»، وقال لي : «إنك تبقي حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك».
ثم قال لي : ائذن لي على أبيك.
فدخل أبوجعفر على أبيه فأخبره الخبر، وقال : إن شیخا بالباب ، وقد فعل بي كيت وكيت.
فقال : يا بني، ذلك جابر بن عبدالله، ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال، وفعل بك ما فعل ؟
قال : نعم .
[قال :] (1)إنا لله ، إنه لم يقصدك فيه بسوء، ولقد أشاط بدمك.
ثم أذن لجابر، فدخل عليه ، فوجده في محرابه، قد أنضته العبادة، فنهض علي الا فسأله عن حاله سؤالا حفيا، ثم أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول : يا ابن رسول الله، أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟!
قال له علي بن الحسین علید : «یا صاحب رسول الله، أما علمت أن جدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق و ورم القدم، وقيل له : أتفعل هذا وقد
ص: 544
غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : أفلا أكون عبدا شكورا».
فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين(عليه السلام)وليس يغني فيه من قول يستميله من
الجهد والتعب إلى القصد، قال له: يا ابن رسول الله ، البقيا على نفسك، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ، وتستكشف اللأواء(1)، وهم تستمطر السماء.
فقال : يا جابر، لا أزال على منهاج أبوي مؤنسيا بها صلوات الله عليهما حتى ألقاهما.
فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن
الحسين إلا يوسف بن يعقوب اليد ، والله لذرية علي بن الحسين(عليه السلام)أفضل من
ذرية يوسف بن يعقوب، إن منهم من يملأ الأرض عدلا ، كما ملئت جورا» .
(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 18)
أقول : يأتي نحوه في ترجمة الإمام الباقر(عليه السلام)من كتاب الإمامة.
(1043) 47 (2)- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن العباس والعباس بن عمرو الفقيمي قالا : هشام بن الحكم، عن ثابت بن هرمز، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أحمد بن عبد الحميد :
عن عبد الله بن علي قال : حملت متاعة من البصرة إلى مصر، فقدمتها، فبينما أنا في بعض الطريق إذا أنا بشیخ طوال شديد الأدمة (3) أصلع، أبيض الرأس
ص: 545
واللحية ، عليه طمران(1)أحدهما أسود، والأخر أبيض، فقلت من هذا؟
فقالوا: هذا بلال مؤذن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
فأخذت ألواحي وأتيته، فسلمت عليه، ثم قلت له : السلام عليك أيها الشيخ .
فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .
قلت : رحمك الله ، حدثني بما سمعت من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
قال : وما يدريك من أنا ؟
فقلت : أنت بلال مؤن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
قال : فبکی و بکیت ، حتى اجتمع الناس علينا ونحن نبكي .
قال : ثم قال لي : يا غلام، من أي البلاد أنت؟
قلت : من أهل العراق.
فقال لي :بخ بخ. فمكث ساعة، ثم قال :اكتب يا أخا أهل العراق : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «المؤذنون أمناء المؤمنين على صلواتهم وصومهم، ولحومهم ودمائهم، لا يسألون الله عز وجل شيئا إلا أعطاهم، ولا يشفعون في شيء إلا شعفوا» .
قلت : زدني رحمك الله .
قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «من أذن أربعين عاما محتسبا، بعثه الله يوم القيامة، وله عمل أربعين صديقة، عملا مبرورا متقبلا».
قلت : زدني رحمك الله.
قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله ته يقول : «من أن
عشرين عاما بعثه الله عز وجل يوم القيامة وله من النور مثل نور سماء الدنيا».
قلت : زدني رحمك الله.
قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «من أذن عشر سنين أسكنه الله عز وجل مع إبراهيم في قبته -أو في درجته -».
ص: 546
قلت : زدني رحمك الله .
قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «من أذن سنة واحدة بعثه الله عز وجل يوم القيامة وقد غفرت ذنوبه كلها بالغة ما بلغت ولو كانت مثل زنة جبل أحد».
قلت : زدني رحمك الله .
قال: نعم، فاحفظ واعمل واحتسب ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «من أذن في سبيل الله صلاة واحدة إيمانا واحتسابا وتقربة إلى الله عز وجل، غفر له ما سلف من ذنوبه، وم عليه بالعصمة فيما بقي من عمره، و جمع بينه وبين الشهداء في الجنة».
قلت : رحمك الله ، حدثني بأحسن ما سمعت.
قال : ويحك يا غلام، قطعت أنياط قلبي. وبکی وبكيت حتى أني والله لرحمته ،ثم قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «إذا كان يوم القيامة وجمع الله الناس في صعيد واحد ، بعث الله عز وجل إلى المؤذنين ملائكة من نور معهم ألوية وأعلام من نور، يقودون نجائب أزمتها زبرجد أخضر، وحقائبها المسك الأذفر، ويركبها المؤذنون، فيقومون عليها قياما تقودهم الملائكة ، ينادون بأعلى أصواتهم بالأذان».
ثم بکی بكاء شديدا حتى انتحب وبكيت ، فلا سكت ، قلت : يم بكاؤك؟
قال : ويحك ذكرتني أشياء، سمعت حبيبي وصفتي (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «والذي بعثني بالحق نبيا، إنهم ليمرون على الخلق قياما على النجائب، فيقولون : الله أكبر، الله أكبر، فإذا قالوا ذلك سمعت لأمتي ضجيجا». فسأله أسامة بن زيد عن ذلك الضجيج ما هو؟
قال : «الضجيج : التسبيح و التحميد والتهليل ، فإذا قالوا : أشهد أن لا إله إلا الله ، قالت أمتي : إياه كتا نعبد في الدنيا، فيقال : صدقتم فإذا قالوا : أشهد أن محمدا رسول الله ، قالت أمتي : هذا الذي أتانا برسالة ربنا جل جلاله، آمنا به ولم نره . فيقال لهم : صدقت، هذا الذي أدى إليكم الرسالة من ربكم وكنتم به مؤمنين، فحقيق على الله أن يجمع بينكم وبين نبيكم. فينتهي بهم
ص: 547
إلى منازلهم ، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر».
ثم نظر إلي فقال لي : إن استطعت - ولا قوة إلا بالله - أن لا تموت إلآ مؤذنا ، فافعل.
فقلت : رحمك الله ، تفضل علي و أخبرني فإني فقير محتاج، وأد إلى ما سمعت من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فإنك قد رأيته ولم أره، و صف لي كيف وصف لك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بناء الجنة؟
قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «إن سور الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة، ولبنة من ياقوت، وملاطها(1)المسك الأذفر، و شرفها الياقوت الأحمروالأخضر والأصفر».
قلت : فما أبوابها؟
قال : أبوابها مختلفة : باب الرحمة من ياقوتة حمراء.
قلت : فما حلقته ؟
قال : ويحك ، كفت عني فقد كلفتني شططا (2).
قلت : ما أنا بكاف عنك حتى تؤدي إلى ما سمعت من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في ذلك .
قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، أما باب الصبر فباب صغير له مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له، وأما باب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان، مسيرة ما بينهما خمس مئة عام، له ضجيج وحنين يقول : اللهم جئني بأهلي.
قلت : هل يتكلم الباب ؟!
قال : نعم ينطقه ذوالجلال والإكرام، و أما باب البلاء.
قلت : أليس باب البلاء هو باب الصبر؟
قال : لا.
قلت : فيها البلاء؟
ص: 548
قال : المصائب والأسقام والأمراض والجذام، وهو باب من یاقوتة صفراء له مصراع واحد، ما أقل من يدخل منه.
قلت : رحمك الله ، زدني وتفضل علي فإني فقير.
قال : يا غلام، كلفتني شططا، أما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون ، وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عز وجل، المستأنسون به.
قلت : رحمك الله ، فإذا دخلوا الجنة ما ذا يصنعون؟
قال : يسيرون على نهرين في مصاف(1)في سفن الياقوت مجاذيفها(2) اللؤلؤ، فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها.
قلت : رحمك الله ، هل يكون من النور أخضر؟
قال : إن الثياب هي خضر و لكن فيها نور من نور رب العالمین جل جلاله ، يسيرون على حافتي(3)النهر.
قلت: فما اسم ذلك النهر؟
قال : جنة المأوى .
قلت : هل وسطها غير هذا ؟
قال : نعم جنة عدن، وهي في وسط الجنان، فأما جنة عدن فسورها ياقوت أحمر، وحصباؤها اللؤلؤ.
قلت : فهل فيها غيرها؟
قال : نعم جنة الفردوس.
قلت : وكيف سورها؟
قال : ويحك ، كف عني ، قد حيرت على قلبي.
ص: 549
قلت: بل أنت الفاعل بي ذلك، ما أنا بكاف عنك حتى تتم لي الصفة، و تخبرني عن سورها.
قال : سورها نور.
قلت : والغرف التي هي فيها؟
قال : هي من نور رب العالمين .
قلت : زدني رحمك الله .
قال : ويحك ، إلى هذا انتهى إلي نبأ(1) رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة، وطوبى لمن يؤمن بهذا.
قلت : يرحمك الله ، انا والله من المؤمنين بهذا.
قال :ویحک، إنه من يؤمن أو يصدق بهذا الحق والمنهاج، لم يرغب في الدنياولا في زهرتها، وحاسب نفسه.
قلت: أنا مؤمن بهذا.
قال: صدقت، ولكن قارب وسدد ولا تياس، واعمل و لاتفرط ، وارج وخف واحذر. ثم بکی وشهق ثلاث شهقات ، فظنا أنه قد مات.
ثم قال: فداكم ابي وامي ، لو راکم محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) لقرت عينه حين تسألون عن هذه الصفه ثم قال : النجا النجا، الوحا الوحا ، الحیل الرحيل ، العمل العمل، و إياكم والتفريط.
ثم قال : ويحكم، اجعلوني في حل مما فرطت.
فقلت له: أنت في حل منا فاطت ، جزاك الله الجنة كما أديت وفعلت الذي يجب عليك.
ثم ودعني ، وقال لي : اتق الله، وأد إلى أمة محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ما أدیت الیک.
فقلت : أفعل إن شاء الله.
قال: استودع الله دينك وأمانتك، وزودك التقوى، وأعانك على طاعته بمشيئته .
(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 1)
ص: 550
(1044)48 (1)- أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال : حدثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبان قال : حدثنا الثوري، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت عبدالله بن شداد قال :
سمعت عليا صلوات الله عليه يقول : «ما سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يفدي رجلا بأبويه إلا سعدا، سمعته يقول : ارم سعد، فداك أبي وأمي».
(أمالی الطوسی: المجلس 14، الحديث 2)
(1045) 49(2) - حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل في منزله ببغداد في رجب سنة إحدى عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، قراءة عليه ، قال : حدثنا سعيد بن أبي النضر بن منصور أبو عثمان البزاز قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو[ بن دینار]:
ص: 551
أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: «أتى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قبر عبدالله بن أبي بعد ما أدخل حفرته ، فأمر به فأخرج، فوضعه على ركبته أو: فخذه - فنفث فيه من ريقه وألبسه قمیصه!»الله اعلم.
(أمالی الطوسی: المجلس14، الحدیث 21)
ص: 552
(1046)1 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا أبوعبدالله جعفر بن محمد بن جعفر الحسني قال : حدثنا أبوموسی عیسی بن مهران قال : حدثنا أبو یشکر(1) البلخي قال : حدثنا موسى بن عبيدة [بن نشيط أبو عبد العزيز الربذي] ، عن محمد بن کعب القرظي ، عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا ليتني قد لقيت إخواني».
فقال أبو بكر وعمر : أو لسنا إخوانك ؟! آما بك وهاجرنا معك ؟
قال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «قد آمنتم وهاجرتم، ويا ليتني قد لقيت إخواني».
فأعادا القول، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنتم أصحابي، لكن إخواني الذين يأتون من بعدكم يؤمنون بي ويحبوني وينصروني ويصدقوني وما رأوني ، فيا ليتني قد لقيت إخواني».
(أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 9)
(1047) 2(2) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثني محمد بن محمد قال : حدثني أبوحفص عمر بن محمد الصيرفي قال : حدثني علي بن مهرويه القزويني قال : حدثني سليمان بن داوود الغازي قال : حدثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسی بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه
ص: 553
الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال :
قال رسول الله : «ثلاثة أخافهن على أمتي : الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج».
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 15)
(1048) 3(1) -أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني قال:حدثنا علي بن بحر قال : حدثنا قتادة بن الفضل (2)قال : سمعت هشام بن الغاز [بن ربيعة الجرشي الصيداوي] يحدث عن أبيه، عن جده ربيعة قال : سمعت أبا مالك صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال :
ص: 554
سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «یکون في أمتي الخسف والمسخ والقذف» .
قال : قلنا : يا رسول الله، بم؟
قال : «باتخاذهم القينات (1)وشربهم الخمور».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 30)
ص: 555
(1049)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر قال : حدثني يوسف بن الحكم الخياط قال : حدثنا داوود بن رشيد قال : حدثنا سلمة بن صالح أبو إسحاق الجعفي الكوفي ، الأحمر، عن عبد الملك بن عبدالرحمان ، عن الأشعث (2)بن طليق قال : سمعت الحسن [بن الحسين] العرني، يحدث عن مرة:عن عبدالله بن مسعود قال : نعى إلينا حبيبنا ونبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) نفسه - بأبي وأمي ونفسي له الفداء - قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت، فنظر إلينا، فدمعت عيناه ، ثم قال : «مرحبا بكم، حياكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، نفعكم الله، هداكم الله، وفقكم الله ، سلمكم الله، قبلكم الله، رزقكم الله، رفعكم الله ،
ص: 556
أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم، إني لكم نذير مبين ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإن الله تعالى قال لي ولكم:﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾(1)، وقال سبحانه : ﴿ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾(2).
قلنا : متى يا نبي الله أجلك؟
قال : «دنا الأجل والمنقلب إلى الله، وإلى سدرة المنتهى، وجئة المأوى ، والعرش الأعلى ، والكأس الأوفي، والعيش المهني».
قلنا : فمن يغسلك ؟
قال : «أخي وأهل بيتي الأدنى فالأدني».
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 4)
(1050) 2(3) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال :حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع قال : حدثنا إسماعيل بن أبان قال :
ص: 557
حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه، عن إبراهيم[النخعي] ، عن (1) علقمة [بن قيس ]، والأسود، عن عائشة قالت:
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لما حضره الموت: «ادعوا لي حبيبي».
فقلت لهم: ادعوا له ابن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلما جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه .
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 5)
(1051) 3 (2)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن رياح الأشجعي قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد الرواسي الخثعمي قال: حدثني عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد
ص: 558
الواسطي . قال إبراهيم بن محمد : ولقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدثني عن زید بن علي، عن أبيه، عن جده:
عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : «كنت عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه، فكان رأسه في حجري، والعباس يذب عن وجه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ،فأغمي عليه إغماءة ثم فتح عينيه ، فقال : يا عباس، یا عم رسول الله ، اقبل وصيتي واضمن ديني وحداتي .
فقال : يا رسول الله ، أنت أجود من الريح المرسلة، وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ذلك ثلاثة يعيده عليه، والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : لأقولها لمن يقبلها ، ولا يقول - يا عباس - مثل مقالتك» .
قال : «فقال : يا علي، اقبل وصيتي ، واضمن ديني وعداتي».
قال : «فخنقتني العبرة، وارتج جسدي ، ونظرت إلى رأس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يذهب ويجيء في حجري ، فقطرت دموعي على وجهه، ولم أقدر أن أجيبه، ثم ثنى فقال : يا علي، اقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي».
قال: «قلت: نعم بأبي وأمي.
قال : أجلسني ، فأجلسته ، فكان ظهره في صدري ، فقال : يا علي، أنت أخي في الدنيا
والآخرة ، و وصيي وخليفتي في أهلي .
ثم قال : يا بلال ، هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها ومنطقتي التي أشدها على درعي.
فجاء بلال بهذه الأشياء، فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : ثم یا على فاقبض».
قال : «فقمت وقام العباس فجلس مكاني، فقمت فقبضت ذلك، فقال : انطلق
ص: 559
به إلى منزلك.
فانطلقت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلى فقال : هاك يا علي هذا في الدنيا والآخرة. والبيت غاض من بني هاشم والمسلمين ، فقال : يا بني هاشم ، یا معشر المسلمين ، لا تخالفوا عليا فتضلوا،ولا تحسدوه فتكفروا، يا عباس قم من مكان علي.
فقال : تقيم الشيخ و تجلس الغلام ؟!
فأعادها عليه ثلاث مرات، فقام العباس فنهض مغضبا وجلست مكاني، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا عباس، یا عم رسول الله ، لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك ، فيدخلك سخطي عليك التار. فرجع فجلس».
(أمالي الطوسي : المجلس 22، الحديث 12)
(1052) (1)4 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس
القرشي قال : حدثنا أيوب بن نوح بن دراج قال : حدثنا محمد بن سعید بن زائدة ،عن أبي الجارود زیاد بن المنذر، عن محمد بن علي ، وعن زید بن علي، كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي:
عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال : «لا تقل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه ، كان رأسه في حجري والبيت مملوء من أصحابه من المهاجرين والأنصار، والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه، فجعل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يغمى عليه ساعة ويفيق ساعة، ثم وجد خقة، فأقبل على العباس فقال : يا عباس يا عم النبي، اقبل وصيتي في أهلي وفي أزواجي ، واقض ديني ، وانجز عداتي ، و ابرأ ذمتي .
ص: 560
فقال العباس : يا نبي الله ، أنا شیخ ذو عيال كثير، غير ذي مال محدود، و أنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة، فلوصرفت ذلك عتي إلى من هو أطوق له مني.
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها، ومن لايقول مثل ما تقول، يا علي، هاکها خالصة لايحاقك فيها أحد، يا علي، اقبل وصيتي وأنجز مواعيدي وأد ديني ، يا علي اخلفني في أهلي ، وبلغ عني من بعدي.
قال علي : «فلما نعى إلى نفسه، رجف فؤادي والتي على لقوله البكاء، فلم أقدر أن أجيبه بشيء، ثم عاد لقوله فقال : يا علي، أوتقبل وصيتي»؟
قال : «فقلت . وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين -: نعم، یا رسول الله .
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا بلال، ائتني بسوادي(1)، ائتني بذي الفقار، ودرعي ذات الفضول، ائتني بمغفري ذي الجبين ، ورايتي العقاب ، وائتني بالغيرة والممشوق(2). فأتي بلال بذلك كله إلآ درعه كانت يومئذ مرتهنة.
ثم قال : ائتني بالمرتجز ، والعضباء ، ائتني باليعفور والدلدل(3). فأتي بها، فأوقفها بالباب .
ثم قال : ائتني بالأتحمة والسحاب (4). فأتاه بها، فلم يزل يدعو بشيء شيء، فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب، فطلبها فأتي بها، والبيت غاض يومئذ بمن فيه من المهاجرين والأنصار.
ثم قال : يا علي، قم فاقبض هذا. ومد اصبعه وقال : في حياة متي، وشهادة من في
ص: 561
البيت ، لكيلا ينازعتك أحد من بعدي.
فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي [ثم رجعت]، فقال : يا علي، اجلسني . فأجلسته و أسندته إلى صدري».
قال علي(عليه السلام) : «فلقد رأيت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وإن رأسه ليثقل ضعفة، وهو يقول يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم : إن أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب ، يقضي ديني، وينجز موعدي، یا بني هاشم، یا بني عبد المطلب ، لا تبغضوا علي ، ولاتخالفوا أمره فتضلوا، ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا، أضجعني يا علي .
فأضجعته، فقال : يا بلال ائتني بولدي الحسن و الحسين . فانطلق فجاء بهما، فأسندهما إلى صدره ، فجعل (صلی الله عليه وآله وسلم) يشمهما».
قال علي(عليه السلام) : «فظننت أنها قد غماه - قال أبوالجارود: يعني أكرباه - فذهبت
الآخذهما عنه، فقال : دعهما يا علي، يشماني وأشتهما، ويتزودا متي وأتزود منهما،
فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا، فلعن الله من يخيفهما ، اللهم إني أستودعكهما وصالح
المؤمنين»(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 27، الحديث 1)
(1053) 5(2) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن فيروز بن غیاث الجلاب بباب الأبواب، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني، ويعرف بفضلان صاحب الجار، قال: حدثني أبي الفضل بن مختار، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي، عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة قال : حدثني أبو عامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال :
ص: 562
حدثني سلمان الفارسي(رضی الله عنه)قال : دخلت على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه ، فجلست بين يديه وسألته عما يجد، وقمت لأخرج ، فقال لي : «اجلس یا سلمان، فسيشهدك الله عز وجل أمر، إنه لمن خير الأمور».
فجلست، فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته، ورجال من أصحابه ، ودخلت فاطمة (عليها السلام) ابنته فيمن دخل، فلما رأت ما برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها، فأبصر ذلك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «ما يبكيك يا بنية، أقر الله عينك، ولا أبكاها»؟
قالت : «وكيف لا أبكي، وأنا أرى ما بك من الضعف».
قال لها: «يا فاطمة، توكلي على الله، واصبري کا صبر آباؤك من الأنبياء، وأمهاتك من أزواجهم ، ألا أبشرك يا فاطمة»؟
قالت: «بلی ، یا نبي الله أو قالت : يا أبه -» .
قال : «أما علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا، وبعثه إلى كافة الخلق رسولا، ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا.
یا فاطمة، إن عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا، وأقدمهم سلما، و
أعلمهم علما، وأحلمهم حلما، وأثبتهم في الميزان قدرا».
فاستبشرت فاطمة(عليها السلام)، فأقبل عليها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال: «هل سررتك یا
فاطمة» ؟
قالت: «نعم، يا أيه».
ص: 563
قال : «أفلا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله» ؟
قالت : «بلی یا نبي الله».
قال :«إن عليا أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من هذه الأمة، هو وخديجة أمك، وأول من وازرني على ما جئت.
یا فاطمة، إن عليا أخي وصفي، وأبوولدي، إن عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله ولايعطاها أحد بعده ، فأحسني عزاك، واعلمي أن أباك لاحق بالله عز وجل».
قالت: «يا أبتاه فرحتني وأحزنتني».
قال : «كذلك يا بنية أمور الدنيا، يشوب سرورها حزنها، وصفوها کدرها، أفلا أزيدك يا بنية»؟
قالت: «بلی یا رسول الله».
قال : «إن الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعليا في خيرهما قسما ، وذلك قوله عز وجل:﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾(1)، ثم جعل القسمين قبائل، فجعلنا في خيرها قبيلة، وذلك قوله عز وجل:﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ (2)، ثم جعل القبائل بیوتا، فجعلنا في خيرها بيتافي قوله سبحانه : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾(3).
ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي، واختار عليا والحسن والحسين واختارك ، فأنا سيد ولد آدم، وعلى سيد العرب، وأنت سيدة النساء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ومن ذريتكما الهدي ، يملا الله عز وجل به الأرض عدلا ، كما ملئت من قبله جورا».
(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 2)
ص: 564
(1054)6(1) -أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي قال: حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة الجوهري قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثنا أحمد بن صالح قال : حدثنا عنبسة[ بن خالد بن یزید] قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب، عن عبيد الل بن عبدالله بن عتبة:
عن عبدالله بن العباس قال : لما حضرت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الوفاة و في البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «هلموا أكتب لكم كتابة لن تضلوا بعدا أبدا».
فقال عمر: لا تأتوه بشيء، فإنه قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا کتاب الله.
فاختلف أهل البيت واختصموا(2)، فمنهم من يقول : قوموا(3) يكتب لكم رسول الله، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما كثر اللغط(4) والاختلاف، قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «قوموا عني».
قال عبيد الله بن عبدالله بن عتبة : وكان ابن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بین رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم.
(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 3)
ص: 565
ص: 566
(1055) 7(1)- وعن أبي حفص الصيرفي قال: أخبرنا جعفر بن محمد الحسني قال : حدثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا يونس بن محمد قال : حدثنا عبد الرحمان بن الغسيل قال : أخبرني عبد الرحمان بن خلاد الأنصاري ، عن عكرمة :
عن عبدالله بن عباس قال : إن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه ، فقالوا: یا رسول الله ، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك.
فقال: «وما يبكيهم»؟
قالوا: يخافون أن تموت.
فقال : «أعطوني أيديكم». فخرج في ملحفة و عصابة حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :«أما بعد، أيها الناس فما تنكرون من موت نبيكم؟ أم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟ لوخلد أحد قبلي ثم بعث إليه لخلدت فيكم، ألا إني لايق بربي، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : کتاب الله تعالى بين أظهركم، تقرءونه صباحا ومساء، فلاتنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله ، وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي ، وأنا أوصيكم بهم، ثم أوصيكم بهذا الحي من الأنصار، فقد عرفتم بلاهم عند الله عز وجل، وعند رسوله، وعند المؤمنين ، ألم يوسعوا في الديار ويشاطروا(2) الثمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة ؟ فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن
ص: 567
مسيئهم». وكان آخر مجلس جلسه حتى لقي الله عز وجل.
(أمالی المفید: المجلس 6، الحديث 6)
(1056) 8(1)- أخبرني أبو جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، عنإبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن مروان، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبي بصير:
عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال : «لما حضر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الوفاة نزل جبرئیل(عليه السلام)فقال له جبرئیل : یا رسول الله ، هل لك في الرجوع؟
قال : لا ، قد بلغت رسالات ربي.
ثم قال له: [یا رسول الله] أتريد الرجوع إلى الدنيا ؟
قال : لا ، بل الرفيق الأعلى.
ثم قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) للمسلمين وهم مجتمعون حوله: «أيها الناس، لانبي بعدي ،ولاسنة بعد سنتي، فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في التار، ومن ادعى ذلك فاقتلوه ،ومن اتبعه فإنهم في النار، أيها الناس أحيوا القصاص، وأحيوا الحق، ولا تفرقوا وأسلموا وسلموا تسلموا ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(2).
(أمالي المفيد: المجلس 6 ، الحديث 15)
(1057) 9 - أخبرني أبوالحسن علي بن محمد الكاتب قال : حدثنا الحسن بن علي
الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أبو عمرو حفص بن عمر الفراء قال : حدثنا زید بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خربوذ قال : سمعت أبا عبيد الله مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي(عليه السلام)قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لخطبة
ص: 568
خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوا على علي بن أبي طالب(عليه السلام)و میمونة مولاته ، فجلس على المنبر، ثم قال : «يا أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين».
وسکت.
فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ما هذان الثقلان؟
فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن ، وقال : «ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما، ولكن ربوت (1) فلم أستطع، سبب طرفه بيد الله وطرف بایدیکم، تعملون فيه كذا وكذا، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي».
ثم قال : «وأيم الله، إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجی عندي من كثير منكم». ثم قال : «والله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه(2) يوم القيامة».
فقال أبو جعفر(عليه السلام) : «إن أبا عبيد الله يأتينا بما يعرف(3)».
(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 3)
(1058)10(4)- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد النحوي التمار قال : حدثنا محمد بن الحسن (5) قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا صالح بن عبدالله قال : حدثنا هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق
ص: 569
السبيعي:
عن الأصبغ بن نباتة(رحمه الله) ، عن أمير المؤمنين (صلی الله عليه وآله وسلم) (في خطبة له (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال : «ولقدقبض النبي وإن رأسه لفي(1) حجري، ولقد وليت غسله بيدي، تقلبه الملائكة المقربون معي».
(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 14)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة ، في الباب من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان .
ص: 570
(1059)1(1) - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه)قال : حدثنا أحمد بن علوية الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا زکریا بن أبي زائدة قال : حدثنا فراس [بن يحيى]، عن الشعبي، عن مسروق:
عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة(عليها السلام)تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «مرحبا بابنتي». فأجلسها عن يمينه ، أو عن شماله ، ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت ، فقلت لها : حدثك رسول الله بحديث فبکیت ، ثم حدثك بحديث فضحكت ، فما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن من فرحك ؟! وسألتها عما قال.
ص: 571
فقالت: «ما كنت لأفشى سر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » .
حتى إذا قبض سألتها، فقالت: «إنه أسر إلى فقال : إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة واحدة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراني إلا وق حضر أجلي، وإليك أول أهل بيتي حوقا بي، ونعم الشلف أنا لك. فبكيت لذلك ، ثم قال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة ؟ أو: نساء المؤمنين ؟فضحك لذلك».
(أمالي الصدوق : المجلس 87، الحديث 2)
ص: 572
(1060) 2 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : حدثنا زكريا، عن فراس ، عن مسروق:عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة (عليها السلام)تمشي، لا والله الذي لا إله إلا هو ما مشيتها تخرم من مشية رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآها قال «مرحبا بابنتي» - مرتين -.قالت فاطمة(عليها السلام) : فقال لي: «أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين - أو: سيدة نساء هذه الأمة -»؟
(أمالي الطوسي : المجلس : 12، الحديث 9)
(1061) 3(2)2 - أخبرنا أبو عبد الله حمویه بن علي بن حمويه قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي قال : حدثنا عثمان بن عمر، عن إسرائيل ، عن ميسرة بن حبیب ، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة:
عن عائشة قالت: ما رأيت من الناس أحدا أشبه كلاما وحديثا برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من فاطمة ، كانت إذا دخلت عليه رحب بها، وقبل يدها، و أجلسها في
مجلسه ، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به ، وقبلت يديه، و دخلت عليه في مرضه فساژها فبكت، ثم ساها فضحكت ، فقلت : كنت أرى لهذه فضلا على النساء، فإذا هي امرأة من النساء، فبينما هي تبكي إذ ضحكت ! فسألتها فقالت : «إني [إذن] لبذرة (3)».
فلما توفي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سألتها فقالت: «إنه أخبرني أنه يموت، فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به ، فضحكت».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 40)
ص: 573
(1062) 1(1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :
أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي قال : حدثنا محمد بن عمار العبسي قال : حدثنا أحمد بن طارق الوابشي قال : حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبیدالله ، عن عون بن [عبیدالله بن] أبي رافع ، عن أبيه : :
عن علي بن أبي طالب عل؟ قال : «دخلت على نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نائم ، فلما دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمك ، فأنت أحق به متي. فدنوت منهما، فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في حجري كما كان في حجر الرجل، فكنت ساعة، ثم إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) استيقط فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره ؟
فقلت : لما دخلت عليك دعاني إليك ثم قال : ادن إلى ابن عمك، فأنت أحق به
ص: 574
مني، ثم قام فجلست مكانه.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : فهل تدري من الرجل ؟
قلت : لا بأبي وأتي.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : ذاك جبرئیل(عليه السلام)، كان يحدثني حتى خفت عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره».
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 88)
(1063) 2(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)قال : حدثنا أبو أحمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن عيسى قال : حدثنا علي بن سعيد بن بشير قال : حدثنا ابن كايب قال : حدثنا عبد الله بن میمون المكي قال :
ص: 575
حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن علي بن الحسين(عليه السلام): أنه دخل عليه
رجلان من قريش ، فقال : «ألا أحدثكما عن رسول الله» ؟فقالا: بلى ، حدثنا عن أبي القاسم.
ص: 576
قال : سمعت أبي يقول: «لما كان قبل وفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام هبط عليه جبرئیل ، فقال : يا أحمد، إن الله أرسلني إليك إكرامة وتفضيلا لك و خاصة، يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك يا محمد؟
قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : أجدني يا جبرئیل مغمومة، وأجدني يا جبرئیل مکروبا.
فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت، ومعهما ملك يقاله له:«إسماعيل» في الهواء على سبعين ألف ملك، فسبقهم جبرئیل(علیه السلام) فقال : يا أحمد، إن الله
عز وجل أرسلني إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك، فقال : كيف تجدك يا محمد؟
قال : أجدني يا جبرئيل مغموما، وأجدني يا جبرئيل مكروبا.
فاستأذن ملك الموت، فقال جبرئیل(علیه السلام): يا أحمد، هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك.
قال : ائذن له.
فأذن له جبرئيل (علیه السلام)، فأقبل حتى وقف بين يديه ، فقال : يا أحمد، إن الله
أرسلني إليك، و أمرني أن أطيعك فما تأمرني ، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، و
إن كرهت تركتها.
فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : أتفعل ذلك يا ملك الموت ؟
قال : نعم ، بذلك أمرت أن أطيعك فما تأمرني.
فقال له جبرئیل عا : یا أحمد، إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك.
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا ملك الموت ، امض لما أمرت به.
فقال جبرئیل (علیه السلام): هذا آخر وطني الأرض(1)، إنما كنت حاجتي من الدنيا .
فلا توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب جاءت التعزية، جاءهم آت يسمعون حسه و لایرون شخصه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،﴿كُلُّ
ص: 577
نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾(1)، إن في الله عز وجل(2) عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال علي بن أبي طالب(علیه السلام): هل تدرون من هذا ؟ هذا الخضر(علیه السلام) ».
(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 11)
(1064) 3(3) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الجنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبد الله لا قال: «لما قبض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، سمعوا صوتا من جانب البيت ولم يروا شخصا، يقول :﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ (4)، ثم قال : في الله خلق من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودرك لما فات».
ص: 578
قال : «فبالله فتقووا، وإياه فارجوا، فإن المحروم من يحرم الثواب ، واسترعوا عورة نبيكم» (1).
ولما وضعه على(علیه السلام)على سريره نودي : يا علي، لا تخلع القميص».
قال : «فغسله في قمیصه».
ثم قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، إذا أنا مت فغسلني ، فإنه لايرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه» (2).
قال : فقال علي(علیه السلام) : «یا رسول الله ، إنك رجل ثقيل، ولابد لي من يعينني»؟
قال : فقال له:«إن جبرئيل معك يعينك، ولينار لك الفضل بن عباس الماء، ومره فليعصب عينيه ، فإنه لايرى أحد عورتي غيرك إلا انفقات عيناه»(3).
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 9)
(1065) 4 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا
العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر:عن أمير المؤمنين(علیه السلام) ( في احتجاجه(علیه السلام) يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد
ص: 579
غسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مع الملائكة المقربين بالروح والريحان، تقلبه لي الملائكة ، وأنا أسمع قولهم وهم يقولون: «استروا عورة نبيكم ستركم الله» غيري» ؟ قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم من كقن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ووضعه في حفرته غيري»؟
قالوا: لا.
قال: «فهل فيكم أحد بعث الله عز وجل إليه بالتعزية حيث قبض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وفاطمة علی تبكيه، إذ سمعنا حتنا على الباب ، وقائلا يقول، نسمع صوته ولانرى شخصه :«السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، ربکم عز وجل يقرئكم السلام ويقول لكم: إن في الله عز وجل خلفا من كل مصيبة ، وعزاء من كل هالك ، ودركا من كل فوت ، فتعوا بعزاء الله ، واعلموا أن أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لايبقون والسلام عليكم ورحمة الله وبرکاته»، وأنا في البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لاخامس لنا إلارسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مسجی بیننا، غيرنا»؟
قالوا: لا.
(إلى أن قال :) «فهل فيكم أحد أعطاه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حنوطا من حنوط الجنة فقال : اقسم هذا أثلاثا : ثلثا لي حطني به، وثلث لابنتي ، وثلث لك، غيري»؟
قالوا: لا(1)
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)
ص: 580
(1066) 5(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رضی الله عنه) قال :
حدثنا محمد بن حمدان الصيدلاني قال : حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عبدالله بن زید المجرمين عن ابن عباس قال : لما مرض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعنده أصحابه ، قام إليه عمار بن یاسرة فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، من يغسلك ما إذا كان ذلك منك ؟
قال : «ذاك علي بن أبي طالب، لأنه لانهم بعضو من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك».
فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، فمن يصلي عليك ما إذا كان ذلك منك؟
قال : «مه، رحمك الله».
ثم قال لعلي(عليه السلام) : «يا ابن أبي طالب ، إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني وأنق غسلي، وكفني في طمري هذين ، أو في بياض مصر وبرد يمان ، ولا تغال في كفني، واحملوني حتى تضعوني على شفير قبري، فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه، ثم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنود
ص: 581
من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل، ثم الحافون بالعرش، ثم سكان أهل سماء فسماء، ثم جل أهل بيتي ونسائي الأقربون فالأقربون، يومئون إيماء، ويسلمون تسلية، لاتؤذوني بصوت نادية ولارنة (1)».
ثم قال : «یا بلال، هلم علي بالناس».
فاجتمع الناس، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) متعصبة بعمامته، متوكأ على قوسه ،حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «معاشر أصحابي، أي نبي كنت
لكم ؟! أم أجاهد بين أظهركم؟ ألم تكسر رباعيتي ؟ ألم يعفر جييني ؟ ألم تسل الدماء على حر وجهي(2)حتى لثقت (3) لحيتي ؟ ألم أكابد الشدة والجهد مع جهال قومي ؟ ألم أربط حجر المجاعة على بطني»؟
قالوا: بلى، یا رسول الله، لقد كنت الله صابرا، وعن منكر بلاء الله ناهيا ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء. قال : «وأنتم فجزاكم الله».
ثم قال : «إن ربي عز وجل حكم وأقسم أن لايجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم بالله أي رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلا قام فليقتص منه ، فالقصاص في دار الدنيا أحب إلي من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء».
فقام إليه رجل من أقصى القوم ، يقال له سوادة بن قيس(4) فقال له : فداك أبي
ص: 582
ص: 583
وأمي يا رسول الله، إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة ، فأصاب بطني، فلا أدري عمدا أو خطأ.
فقال : «معاذ الله أن أكون تعمدت». ثم قال: «يا بلال، ثم إلى منزل فاطمة، فائتني بالقضيب الممشوق».
فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة : معاشر الناس، من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة ؟ فهذا محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة !
وطرق بلال الباب على فاطمة(عليها السلام) وهو يقول : يا فاطمة قومي، فوالدك يريد
القضيب الممشوق.
ص: 584
فأقبلت فاطمة(عليها السلام)وهي تقول: «يا بلال، وما يصنع والدي بالقضيب، وليس هذا يوم القضيب» ؟
فقال بلال : يا فاطمة، أما علمت أن والدك قد صعد المنبر وهو يودع أهل الدين والدنيا؟
فصاحت فاطمة(عليها السلام)وهي تقول : «واغاه لغمك يا أبتاه ، من للفقراء والمساكين وابن السبيل يا حبيب الله وحبيب القلوب» ؟
ثم ناولت بلا القضيب، فخرج حتى ناوله رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله : «أین الشيخ»؟
فقال الشيخ : ها أنا ذا یا رسول الله ، بأبي أنت وأمي .
فقال : «تعال فاقتص مني حتى ترضى»!
فقال الشيخ : فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله.
فكشف (صلی الله عليه وآله وسلم) عن بطنه، فقال الشيخ : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟
فأذن له ، فقال : أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار .
فقال رسول الله : «یا سوادة بن قيس ، أتعفو أم تقتص»؟
فقال : بل أعفو یا رسول الله.
فقال : «اللهم اعف عن سوادة بن قيس ، کما عفا عن نبيك محمد».
ثم قام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فدخل بيت أم سلمة وهو يقول : «رب سلم أمة محمد من النار، ويسر عليهم الحساب».
فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، مالي أراك مغموما متغير اللون ؟!
فقال : «نعيت إلى نفسي هذه الساعة ، فسلام لك مني في الدنيا، فلاتسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا».
فقالت أم سلمة : واحزناه ، حزنا لاتدركه الندامة عليك، يا محمداه .
ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ادعي لي حبيبة قلبي(1) وقرة عيني فاطمة تجيء» .
ص: 585
فجاءت فاطمة(عليها السلام)وهي تقول: «نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ، ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وأری عساکر الموت تغشاك شديدا».
فقال لها: «یا بنية ، إلي مفارقك ، فسلام عليك مني».
قالت : «يا أبتاه ، فأین الملتق يوم القيامة»؟
قال : «عند الحساب».
قالت: «فإن لم ألقك عند الحساب»؟
قال : «عند الشفاعة لأمتي».
قالت: «فإن لم ألقك عند الشفاعة لأمتك»؟
قال : «عند الصراط، جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن يساري ، والملائكة من خلفي وامي ينادون: رب سلم أمة محمد من النار، ويشر عليهم الحساب».
فقالت فاطمة(عليها السلام) : «فاین والدتي خديجة»؟
قال : «في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة».
ثم أغمي على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فدخل بلال وهو يقول: الصلاة رحمك الله ، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وصلى بالناس وخقف الصلاة.
ثم قال : «ادعوا لي علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد».
فجاءا، فوضع يده على عاتق علي لا والأخرى على أسامة، ثم قال :انطلقا بي إلى فاطمة».
فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين(عليها السلام)یبکیان
ويصطرخان (1)وهما يقولان : «أنفسنا لنفسك الفداء، ووجوهنا لوجهك الوقاء».
فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من هذان يا علي» ؟!
قال : «هذان ابناك الحسن و الحسين».
فعانقها وقبلها، وكان الحسن(عليه السلام)أشد بكاء، فقال له: «کف یا حسن، لقد
شققت على رسول الله».
ص: 586
فنزل ملك الموت(عليه السلام)فقال : السلام عليك يا رسول الله .
قال : «وعليك السلام يا ملك الموت، لي إليك حاجة».
قال : وما حاجتك يا نبي الله ؟
قال : «حاجتي أن لاتقبض روحي حتى يجيئني جبرئیل(عليه السلام)فیستم علي وأسلم
عليه».
فخرج ملك الموت وهو يقول : يا محمداه ، فاستقبله جبرئيل في الهواء، فقال : يا ملك الموت ، قبضت روح محمد ؟
قال : لا يا جبرئیل، سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك، فتسلم عليه ويسلم عليك.
فقال جبرئیل : يا ملك الموت، أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد، أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟
ثم نزل جبرئیل(عليه السلام)فقال : السلام عليك يا أبا القاسم.
فقال : «وعليك السلام یا جبرئیل، ادن مني حبيبي جبرئيل».
فدنا منه ، فنزل ملك الموت، فقال له جبرئیل : يا ملك الموت ، احفظ وصية الله
في روح محمد، وكان جبرئيل عن يمينه، و میکائیل عن يساره، وملك الموت آخذ بروحه (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلا كشف الثوب عن وجه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) نظر إلى جبرئيل(عليه السلام)فقال له: «عند الشدائد تخذلني» !
فقال : يا محمد ، إنك ميت وإنهم ميتون، كل نفس ذائقة الموت.
فروي عن ابن عباس : أن رسول الله له في ذلك المرض كان يقول : «ادعوا لي
حبيبي». فجعل يدعى له رجل بعد رجل، فيعرض عنه ، فقيل لفاطمة(عليها السلام): امضي إلى علي، فما نرى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يريد غير علي(عليه السلام) .
فبعثت فاطمة إلى علي(عليه السلام) فلما دخل فتح رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عينيه وتهلل وجهه ،ثم قال : «إلي يا علي، إلي يا علي». فما زال (صلی الله عليه وآله وسلم) يدنيه حتى أخذه بيده ، و أجلسه عند رأسه، ثم أغمي عليه (1)، فجاء الحسن والحسين(عليه السلام) يصيحان و یبکیان حتى
ص: 587
وقعا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأراد عليه أن يتخيها عنه، فأفاق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ثم قال : «يا علي، دعني أشمهما ويشماني، وأتزود منهما ويتزودان مني، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما، فلعنة الله على من يظلمهما». يقول ذلك ثلاثا.
ثم مد يده إلى علي(عليه السلام) فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ،ووضع فاه على فيه، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فانسل علي(عليه السلام)من تحت ثيابه وقال: «أعظم الله أجوركم في نبيكم، فقد قبضه الله إليه». فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء.
فقيل لأميرالمؤمنين(عليه السلام) : ما الذي ناجاك به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حين أدخلك تحت ثيابه؟
فقال : «علمني ألف باب علم، يفتح لي كل باب ألف باب»(1).
(أمالي الصدوق : المجلس 92، الحديث 6)
(1067) 6(2)- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني علي بن محمد القرشي إجازة، قال :
ص: 588
حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال قال : حدثنا الحسين بن نصر [بن مزاحم] قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن عبدالله بن عبدالملك قال : حدثنا أبو[ عبدالله] عبدالرحمان المسعودي، عن عمرو بن حریث الأنصاري، عن الحسين بن سلمة البناني ، عن أبي خالد الكابلي:
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال :«لما فرغ أمیرالمؤمنین(عليه السلام) من تغسيل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وتكفينه وتحنيطه، أذن للناس وقال : ليدخل منكم عشرة عشرة ليصلوا عليه . فدخلوا وقام أمير المؤمنين(عليه السلام) بينه وبينهم وقال ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾(1). وكان الناس يقولون كما يقول».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «وهكذا كانت الصلاة عليه صلى الله عليه و آله و سلم».
(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 5)
(1068) 7(2)- أخبرني أبونصر محمد بن الحسين المقرئ البصير قال : حدثنا عبد الله
ص: 589
بن يحيى القطان قال : حدثنا أحمد بن الحسين(1)بن سعيد القرشي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الحسين بن مخارق، عن عبد الصمد بن علي ، عن أبيه :عن عبدالله بن العباس(رضی الله عنه) ، قال : لما توفي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تولى غسله علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والعباس معه والفضل بن العباس، فلما فرغ علي من غسله کشف الإزار عن وجهه ثم قال : «بأبي أنت وأتي، طبت حيا وطبت میتا، انقطع
ص: 590
يموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من النبوة والإباء، خصصت حتى صرت
مسليا عمن سواك ، وعممت حتى صار الناس فيك سواء(1)، ولولا أنك أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع، لأنفذنا عليك ماء الشؤون (2) ولكن ما لا يرفع کمد(3) وغصص مخالفان (4) وهما داء الأجل، وقلا(5) لك بأبي أنت وأمي ، اذكرنا عند ربك، واجعلنا من همك». ثم أكت عليه فقبل وجهه ، ومد الإزار عليه.
(أمالي المفيد : المجلس 12، الحديث4 )
(1069) 8(6) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد قال :أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق:
ص: 591
عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: توفي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في شهر ربيع الأول، في اثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول ، يوم الإثنين ، ودفن ليلة الأربعاء.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 30)
(1070) (1)9 - وبالسند المتقدم عن عبد الرحمان بن شريك ، عن أبيه قال : حدثنا
ص: 592
عثمان بن أبي زرعة، عن حمران:
عن محمد بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)أنه قال : إن أعظم الناس أجرا في الآخرة
أعظمهم مصيبة في الدنيا، وإن أهل البيت أعظم الناس مصيبة، مصيبتنا برسول الله من قبل، ثم يشركنا(1) فيه الناس.
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 38)
(1071) 10(2) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال :حدثنا أحمد بن عبدالعزیز بن الجعد قال : حدثنا عبد الرحمان بن صالح قال :حدثنا شعیب بن راشد، عن جابر :عن أبي جعفر(عليه السلام)قال : قال علي(عليه السلام)( في خطبة خطبها بصقين يوم جمعة، و ذلك قبل الهرير بخمسة أيام ) : «ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودينه الذي ارتضاه ، وكان أهله ، واصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خلقه، وكان كعلمه فيه رؤوف رحيان أكرم خلق الله حسبة، و أجملهم منظر، وأشجعهم نفسة، وأبرهم بوالد، وآمنهم على عقد، لم يتعلق عليه مسلم ولا کافر بظلمة قط، بل كان يظلم فيغفر، ويقدر فيصفح ويعفو، حتى مضى مطيعا لله، صابرة على ما أصابه ، مجاهدة في الله حق جهاده ، عابدة لله حتى أتاه اليقين، فكان ذهابه (صلی الله عليه وآله وسلم) أعظم المصيبة على جميع أهل الأرض البر والفاجر، ثم ترك فيكم كتاب الله، يأمركم بطاعة الله، و ينهاكم عن معصيته».
( أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 10)
يأتي تمامه في الباب 7 - ما وقع بصفين - من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان ، من کتاب الفتن .
ص: 593
(1072) 11(1) - أبو عبدالله المفيد ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، [عن الحسن بن علي بن فضال](2) ، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن عمرو بن سعید بن هلال :عن أبي عبدالله لة (في حديث ) قال : «إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فإن الناس لم يصابوا بمثله أبدأ».
(أمالي المفيد: المجلس 23، الحديث 25)
أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الأزدي قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زکریا قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، مثله، إلا أنه زاد في آخره: «ولن يصابوا بمثله أبدأ».
( أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر.
(1073) 12- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن حبیش الكاتب قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن زکریا، عن عبدالله بن الضحاك، عن هشام بن محمد (في
ص: 594
حدیث) قال : لما بلغ أميرالمؤمنين (عليه السلام)وفاة الأشتر جعل يتلهف ويتأسف عليه
ويقول: «لله در مالك، لوكان من جبل لكان أعظم أركانه» (إلى أن قال : «مع أنا قد وطنا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فإنها أعظم المصيبة».
(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 4)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة: باب الفتن الحادثة بمصر من أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج.
(1074) 13 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، ومحمد بن جعفر بن رمیس الهبيري بالقصر، وعلي بن الحسين بن كاس النخعي بالرملة، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القتاد قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمد الأسلمي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني:
عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فأنشدكم بالله، فهل فيكم أحد رصي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في أهله وماله غيري»؟
قالوا: اللهم لا.
وفيه : قال : «فأنشدكم بالله هل فيكم أحد غسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) غيري» ؟
قالوا: اللهم لا.
قال : «فأنشدكم بالله ، فهل فيكم أحد أقرب عهدة برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) منتي»؟
قالوا: اللهم لا.
قال : «فأنشدكم بالله ، هل فيكم من نزل في حفرة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) غيري» ؟
قالوا: اللهم لا.
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 5)
(1075) 14(1) - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المعروف بابن
ص: 595
الحامي المقرئ ، قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الأدمي قال : حدثنا محمد
بن الحسين قال : حدثنا أبوغسان مالك بن إسماعيل قال :حدثني أبو بكر بن عياش قال : حدثنا صدقة بن سعيد الحنفي قال:
حدثني جميع بن عمير قال : دخلت مع امي وخالتي على عائشة ، فسألناها : کیف کان منزلة علي(عليه السلام)فيكم؟
قالت: شبحان الله، كيف تسألان عن رجل لما مات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال الناس: أين تدفنونه ؟ فقال علي(عليه السلام): «ليس في أرضكم بقعة أحب إلى الله من بقعة قبض فيها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) »، وكيف تسألاني عن رجل وضع يده على موضع لم يطمع فيه أحد (1).
(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 72)
(1076) 15 - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو عبد الله بن أبي رافع الكاتب
قال : حدثني جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال : حدثنا عیسی بن مهران قال :
حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال : حدثنا أبوالمقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري قال :
سمعت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري(رحمه الله) يقول : تمثل إيليس لعنه الله في أربع صور (إلى أن قال :) و تصور يوم قبض النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في صورة المغيرة بن شعبة فقال : أيها الناس، لا تجعلوها كسروانية ولا قیصرانية، وسعوها تتسع ، فلاتردوها في بني هاشم فتنتظر بها الحبالى»(2).
(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 50)
يأتي تمامه في باب «ابلیس» من كتاب السماء والعالم.
ص: 596
باب 1- عصمة الأنبياء (عليهم السلام)و تأويل ما يوهم خطأهم وسهوهم ...7
باب 2- نقش خواتيمهم وأحوالهم(عليهم السلام) ...14
باب 3- الصلاة على الأنبياء (عليهم السلام) ...20
باب 4- التسمية باسم الأنبياء(عليهم السلام) ...21
باب 5- تعداد الأنبياء (عليهم السلام)...22
باب 6- ما ذكر من أمثال الأنبياء(عليهم السلام)...24
باب 7- قصة أبي البشر آدم وأم البشر حواء(عليهم السلام)...26
باب 8- قصة نوح(عليه السلام)...34
باب 9- قصة إبراهيم وإسماعيل(عليه السلام)....37
باب 10- قصة ذي القرنين ...56
باب 11- قصص يعقوب ويوسف (عليهم السلام)...60
باب 12 - ما ورد في أيوب(عليه السلام)...78
باب 13- فضائل موسى وهارون وأحوالهما(عليهم السلام)... 79
باب 14 - قصة إسماعيل صادق الوعد(عليه السلام)...104
باب 15- ما ورد من حكم لقمان(عليه السلام)...106
باب 16 - ما ورد في داوود (عليه السلام)....109
باب 17 - ما ورد في سليمان بن داوود(عليه السلام)...117
باب 18 - قصص زكريا ويحيى(عليهم السلام).... 120
باب 19 - ما ورد في يونس (عليه السلام)....127
باب 20 - ما ورد في عيسى وأمه(عليه السلام)...128
باب 21 – مواعظ عیسی(عليه السلام)وما أوحي إليه من الحكم ... 142
باب 22 - قصة دانيال(عليه السلام)...165
ص: 597
باب 23- نبي المجوس (عليه السلام)وما ورد فيهم ...177
باب 24- قصة أصحاب الرقيم ....171
تاریخ نبينا سید المرسلين وخاتم النبيين محمد (صلی الله عليه وآله وسلم)
باب 1- بدء خلقه (صلی الله عليه وآله وسلم) وما يتعلق بذلك ... 174
باب 2- أجداد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وما يتعلق بوالديه، وقصة الفيل... 183
باب 3- البشارة مولد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .... 189
باب 4- تاريخ ولادة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وما يتعلق بها....195
باب 5- أسماء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وألقابه ............205
باب 6- أوصاف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في خلقته وشمائله...208
باب 7- فيما يتعلق برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ونقش خاتمه...213
باب 8- مکارم أخلاق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وسيره وسننه....218
باب 9- فضائل وخصائص رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وما امتن الله به على عباده ...241
باب 10- ما ورد في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ...252
باب 11- في عرض الأعمال على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ....256
باب 12- في نوادر أخبار رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ... 258
أبواب معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)
باب 1- ما ظهر له (صلی الله عليه وآله وسلم) من المعجزات السماوية ... 259
باب 2- معجزاته (صلی الله عليه وآله وسلم) في إطاعة الأرضيات له ...266
باب 3- ما ظهر من إعجازه نه في الحيوانات .... 269
باب 4- معجزاته ن في استجابة دعائه ... 276
باب 5- ما ظهر من إعجازه (صلی الله عليه وآله وسلم) في بركة أعضائه الشريفة، وتكثيرالطعام والشراب ...286
باب 6- معجزة له (صلی الله عليه وآله وسلم) في كفاية شر الأعداء ...289
باب 7- فيما أخبر بوقوعه بعده (صلی الله عليه وآله وسلم) ...290
ص: 598
أبواب أحوال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من البعثة إلى الهجرة
باب 1 - المبعث وظهور الدعوة ....292
باب 2 - كيفية الوحي ونزول جبرئيل (صلی الله عليه وآله وسلم) ....297
باب 3- ما ورد في المعراج ومعناه وكيفيته ...300
باب 4- الهجرة إلى الحبشة وبعض أحوال جعفر بن أبي طالب والنجاشي...332
باب 5- الهجرة ومباديها، ومبيت أمير المؤمنين(علیه السلام)على فراش رسول الله...334
أبواب غزوات رسول الله له
باب 1- غزوة بدر الكبرى ...353
باب 2- غزوة أحد...365
باب 3- غزوة الأحزاب وبني قريظة ....372
باب 4- غزوة خيبر ...378
باب 5- غزوة مؤتة ...393
باب 6- فتح مكة ...397
باب 7- بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ...400
باب 8۔ غزوة حنين والطائف ...403
باب 9- غزوة تبوك .... 415
باب 10- بعث أمير المؤمنين(علیه السلام)لإبلاغ البراءة عن المشركين ...419
11 - المباهلة وما ظهر فيها من الدلائل ....421
باب 12- بعث أمير المؤمنين(علیه السلام)إلى اليمن ....424
باب 13- نوادر غزواته (صلی الله عليه وآله وسلم) ....427
باب في صدقات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ....428
أبواب ما ينتسب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أزواجه وعشائره وأصحابه
باب 1- ما ورد في أم المؤمنين خديجة(علیها السلام).... 432
ص: 599
باب 2- ما ورد في أم المؤمنين أم سلمة... 437
باب 3- أحوال صفية وميمونة ...443
باب 4- أحوال عائشة وحفصة ...447
باب 5- أحوال أقرباء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لاسيما حمزة وجعفر وعباس .......461
باب 6- فضل أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المهاجرين والأنصار ...... 475
باب 7- في بعض القبائل المبغوضة ....484
باب 8- فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعار وبعض أكابر الصحابة... 486
باب 9- ما أخبر النبي بوقوعه في أمته ...553
أبواب ما يتعلق بارتحال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)
باب 1- وصيته (صلی الله عليه وآله وسلم) عند قرب وفاته ...556
باب 2- ما قاله (صلی الله عليه وآله وسلم) لسیدة النساء(علیها السلام).... 571
باب 3- وفاته وغسله والصلاة عليه ودفنه (صلی الله عليه وآله وسلم) ... 576
ص: 600