تتيب الأمالي المجلد 2

هوية الكتاب

سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر

عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي

تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.

مواصفات المظهر: ج 10

فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)

حالة الفهرسة: فهرسة سابقة

لسان : العربية

ملحوظة: کتابنامه

عنوان آخر: الامالی

موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4

أحاديث الشيعة -- قرن ق 5

معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي

معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي

معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي

معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي

تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998

ص: 1

اشارة

محمودي، محمد جواد ، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.

ترتيب الأمالي : ترتیب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة ، الصدوق ، والمفيد، والطوسی/ تأليف محمد جواد المحمودی - قم : بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1630 ق = 1388

10ج - (بنیاد معارف اسلامی ؛ 95 ، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

ISBN • (دوره): 2. 51 - 6289 - 964 : ISBN

(ج1) 6- 53 - 6289 - 964 - 978 :ISBN

(ج2)3- 54 - 6289 - 964 - 978 :ISBN

(ج3) 3 . 55 - 6289 . 964 - 978 : ISBN

(ج4)ISBN: 978 - 964 - 6289 - 56 -7

(ج 5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج6) 1 - 58 - 6289 - 964 - 978 :ISBN

(ج7) 8-59 - 6289 - 964- 978 :ISBN

(ج9) 4 - 96 - 7777-964 - 978 :ISBN

(ج10) 1-97-7777-964-978:ISBN

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا. عربی کتابنامه

1- احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 4 ق . الف . ابن بابویه ، محمد بن علی ، 311 -381 ق . الأمالي . ب . مفید . محمد بن محمد .، 336 - 413 ق . الامالي . ج . طوسی، محمد بن حسن ، 385 -460 ق . الامالی . د . بنیاد معارف اسلامی . ه عنوان. و عنوان : الامالی.

8 الف 2 الف / 129 MP 297/212 1378

کتابخانه ملی ایران 6998 – 78 م

هوية الكتاب :

اسم الكتاب : ...ترتيب الأمالي/ج 2

تأليف ... محمد جواد المحمودي

نشر : ...مؤسسة المعارف الإسلامية

الطبعة :...الثانية 1630 ه. ق

المطبعة :... عترت

العدد : ... 1100 نسخة

رقم الايداع الدولي : ...978 – 996 - 9289 -64 - 3.

978 - 964 - 6289 - 54 .3 ...:ISBN

حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية

قم المقدسة . تلفون : 09127688298 - 32009 ص ب 78 / 37180

www.maaref islami.com

E-mail :info@maarefislami.com

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

كتاب النبوة

اشارة

ص: 5

ص: 6

باب 1- عصمة الأنبياء (عليهم السلام)عالي و تأويل ما يوهم خطأهم وسهوهم

(595) 1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن زیاد(رضی الله عنه)قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا القاسم بن محمد البرمكي قال :

حدثنا أبو الصلت الهروي قال : لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا(عليه السلام)أهل

المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه قد ألقم حجراً، فقام (2) إليه على بن محمد بن الجهم فقال له: يا ابن رسول الله، أتقول بعصمة الأنبياء؟

قال : «بلى».

قال : فما تعمل في قول الله عز وجل : ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾(3)؟وقوله عزوجل: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾(4)؟ وقوله في يوسف :﴿«وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾(5)؛ وقوله عز وجل في داوود: ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ﴾(6)؟وقوله في نبيه محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) : ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ

ص: 7


1- 1- ورواه أيضا في الباب 14 من عيون أخبار الرضا(عليه السلام) : ج 1 ص 170 - 173 عن أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني(رضی الله عنه) من والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبدالله الوراق، عن علي بن إبراهيم بن هاشم.
2- في نسخة : «قام».
3- سورة طه : 20:121
4- سورة الأنبياء : 21 : 87.
5- سورة يوسف 12 : 26.
6- سورة ص : 28 : 26.

تَخْشَاهُ﴾ (1)؟

فقال مولانا الرضا(عليه السلام): «ويحك يا علي، اتق الله ، ولاتنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولاتتأول كتاب الله عز وجل برأيك، فإن الله عز وجل يقول :﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾(2)، أما قوله عز وجل في آدم لا : ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم في الجنة(3) لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل، فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة، عصم بقوله عز وجل :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾(4).

وأما قوله عز وجل: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾، إنما ظن(5) أن الله عز وجل لايضيق عليه رزقه ، ألا تسمع قول الله عز وجل: ﴿وَأَمَّا

ص: 8


1- سورة الأحزاب : 33 : 37.
2- سورة آل عمران : 7
3- قال العلامة المجلسي بي في ذيل الحديث : قوله(عليه السلام) : «وكانت المعصية من آدم في الجنة» ، ظاهره يوهم تجویز الخطيئة عليه على بعض الجهات ، إما لأنها كانت في الجنة وإنما تجب عصمتهم في الدنيا ، أو لأنها كانت قبل البعثة وإنما تجب عصمتهم بعد النبوة ، وكلاهما خلاف ما أجمعت عليه الإمامية رضوان الله عليهم من وجوب عصمتهم على جميع الأحوال ،ودلت عليه الأخبار المستفيضة على ما سيأتي في هذا الكتاب وكتاب الإمامة وغيرهما ، فيمكن أن يحمل كلامه(عليه السلام) على أن المراد بالخطيئة ارتكاب المكروه ويكونون بعد البعثة معصومين عن مثلها أيضا، ويكون ذكر الجنة لبيان کون النهي تنزيهية وإرشادا إذ لم تكن دار تکلیف حتى يتصور فيها النهي التحريمي. ويحتمل أن يكون إيراد الكلام على هذا النحو لنوع من التقية ماشا مع العامة لموافقة بعض أقوالهم كما سنشير إليه ، أو على سبيل التنزل والاستظهار ردا على من جوز الذنب مطلقا عليهم صلوات الله عليهم. (بحار الأنوار : ج 11 ص 76)
4- سورة آل عمران : 3: 33.
5- في العيون : «إنما ظن بمعنی استیقن أن الله لن يضيق عليه رزقه» . قال العلامة المجلسي في البحار: 11: 75: في تفسير الظن بالیقین فائدتان : إحداهما آنه لو لم يستيقن ذلك لما خرج من بين القوم وإن كان مغاضبا لهم، الثانية أن لا يتوهم فيه نسبة خطأ ومنقصة على هذا التفسير أيضا بأنه لم يستيقن رزاقيته تعالى لاسيما بالنسبة إلى أوليائه .

إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾(1) ، أي ضيق عليه، ولوظن أن الله تبارك وتعالى لا يقدر عليه لكان قد كفر.

وأما قوله عز وجل في يوسف : ولقد هممت به وهم بها، فإنها همت بالمصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله :﴿وكذلك ينصرف عنه الشوء﴾ يعني القتل ، ﴿والفحشاء﴾ يعني الزنا.

وأما داوود، فما يقول من قبلكم فيه»؟

فقال علي بن الجهم : يقولون: إن داوود كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره، فطار الطير إلى السطح، فصعد في طلبه ، فسقط الطير في دار اوریا بن حنان(2)، فاطلع داوود في أثر الطير، فإذا بامرأة اوریا تغتسل، فلا نظر إليها هواها، وكان أوريا قد أخرجه في بعض غزواته ،

فكتب إلى صاحبه أن قدم اوريا أمام الحرب، فقدم فظفر اوريا بالمشركين، فصعب ذلك على داوود فكتب إليه ثانية أن قدمه أمام التابوت، فقتل اوریا(رحمه الله)وتزوج داوود بامرأته.

قال : فضرب الرضا(عليه السلام) بيده على جبهته وقال : «إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير، ثم بالفاحشة، ثم بالقتل» ؟!

فقال : يا ابن رسول الله، فما كانت خطيئته ؟

فقال : «ويحك، إن داوود إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلق هو أعلم منه، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب ، فقالا :﴿ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى

ص: 9


1- سورة الفجر: 89: 19.
2- في نسخة : «حیان» ، وفي أخرى : «جنان» .

بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ*إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴾ (1)، فعجل داوود *على المدعى عليه فقال : ﴿ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ﴾ (2)، ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم يقبل على المدعى عليه فيقول : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة حكمه، لا ما ذهبت إليه(3)، ألا تسمع قول الله عز وجل يقول :﴿ «يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾إلى آخر الآية (4).

فقلت (5): يا ابن رسول الله ، فما قصته مع اوريا؟

فقال الرضا (عليه السلام): «إن المرأة في أيام داوود إذا مات بعلها أو قتل، لاتتزوج بعده

أبدأ، وأول من أباح الله عز وجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها، رکان)

داوود الثلا، فتزوج بامرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها منه ، فذلك الذي شق

على الناس من قبل(6) أوريا.

وأما محمد نبيه(صلی الله علیه وآله وسلم) وقول الله عز وجل له: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ

ص: 10


1- سورة ص: 38 : 22 و 23.
2- سورة ص: 38 : 26.
3- قال العلامة المجلسي(قدس سره) و في البحار: وأما ظن داوود (عليه السلام)، فيحتمل أن يكون(عليه السلام)ظن أنه أعلم أهل زمانه ، وهذا وإن كان صادقا إلا أنه لما كان مصادفة لنوع من العجب نتهه الله تعالى بإرسال الملكين ، وعلى تقدير أن يكون المراد ظن أنه أعلم من السابقين أيضا، فيحتمل أن يكون المراد التجویز والاحتمال ، بأن يقال : لم يكن ظهر عليه بعد أعلمتهم بالنسبة إليه ، أو يخص بعلم المحاكمة ، أو يكون ذلك الظن كناية عن نهاية الإعجاب بعلمه. وأما تعجيله (عليه السلام)في حال الترافع فليس المراد أنه حكم بظلم المدعى عليه قبل البينة إذ المراد بقوله : «لقد ظلمک» إنه لوكان كما تقول فقد ظلمك ، بل كان الأصوب والأولى أن لا يقول ذلك أيضا إلا بعد وضوح الحكم. (بحار الأنوار : 75)
4- سورة ص : 38:26
5- كذا في الأمالي ، على هذا يكون السائل أبو الصلت الهروي ، وفي العيون : «فقال :» يعني علي بن الجهم.
6- ما بين المعقوفين من العيون .

تَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ ، فإن الله عز وجل عرف نبيه (صلی الله علیه وآله وسلم) أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في الآخرة، وأنهن أمهات المؤمنين ، و أحد(1) من سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زید بن حارثة، فأخفي (صلی الله علیه وآله وسلم)اسمها في نفسه ولم يبده له(2) لكيلا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين ، وخشي قول المنافقين ، قال الله عز وجل : والله أحق أن تخشاهم في نفسك، وإن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم، وزينب من رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ، وبقوله :﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾ الآية(3) وفاطمة من علي (عليه السلام)»..

قال : فبكى علي بن الجهم وقال : يا ابن رسول الله ، أنا تائب إلى الله عز وجل أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا ما ذكرته.

(أمالي الصدوق : المجلس 20، الحديث 3)

(566) 2(4)- حدثنا أبيپ(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليان، عن نوح بن شعيب ، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح :

عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)، وقد قلت له: يا ابن رسول

الله ، أخبرني من قبل شهادته ، ومن لا تقبل شهادته؟

فقال : «یاعلقمة، كل من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته».

قال : فقلت له : تقبل شهادة المقترف للذنوب؟

فقال : «یاعلقمة، لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم، لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق،

ص: 11


1- في العيون : «وإحداهن ...».
2- كلمة «له» موجودة في بعض النسخ دون بعض.
3- سورة الأحزاب : 33 : 37. وما ذكرته بين المعقوفين موجود في العيون .
4- 2- ورواه الراوندي في الفصل 2 من الباب 11 من قصص الأنبياء : ص 203 ح 264 إلى قوله(عليه السلام): «ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه» ،بتفاوت .

فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان، فهو من أهل العدالة والستر، وشهادته مقبولة، وإن كان في نفسه مذنبة، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عز وجل داخل في ولاية الشيطان.

ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عنه أن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)قال : «من اغتاب مؤمنة بما فيه الم يجمع الله بينهما في الجنة ، ومن اغتاب مؤمنة بما ليس فيه ، فقد انقطعت العصمة بينها، وكان المغتاب في التار خالدا فيها وبئس المصير» .

قال علقمة : فقلت للصادق(عليه السلام): يا ابن رسول الله، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور، وقد ضاقت بذلك صدورنا.

فقال(عليه السلام): «یا علقمة، إن رضا الناس لايملك، وألسنتهم لاثضبط، فكيف

تسلمون ما لم يسلم منه أنبياء الله وسله وحججه(عليهم السلام) ؟! ألم ينسبوا يوسف(عليه السلام) إلى أنه هم بالزنا ؟! ألم ينسبوا أيوب الا إلى أنه ابتلي بذنوبه ؟! ألم ينسبوا داوود(عليه السلام) إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوریا فهواها ؟! وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها؟! ألم ينسبوا موسي(عليه السلام) إلى أنه عين وآذوه حتى بأه الله مما قالوا، وكان عند الله وجها؟! ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم

سحرة طلبة الدنيا ؟! ألم ينسبوا مريم بنت عمران(عليها السلام)إلى أنها ملت بعیسی من رجل نجار اسمه يوسف ؟!

ألم ينسبوا نبينا محمد (صلی الله علیه وآله وسلم)إلى أنه شاعر مجنون ؟! ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زید بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه ؟! ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة مراء ؟! حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبیّه (صلی الله علیه وآله وسلم)من الخيانة، وأنزل بذلك في كتابه : ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (1)، ألم ينسبوه إلى أنه (صلی الله علیه وآله وسلم)ينطق عن الهوى في ابن عمه علي(عليه السلام)؟! حتى كذبهم الله عز وجل، فقال سبحانه :﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾(2)، ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله : إنه رسول من الله إليهم ؟!

ص: 12


1- سورة آل عمران : 3:161
2- سورة النجم :53: 3-4

حتى أنزل الله عز وجل عليه :﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ﴾(1)، ولقد قال يومة: «عرج بي البارحة إلى السماء» ، فقيل :والله ما فارق فراشه طول ليلته؟

وما قالوا في الأوصياء أكثر من ذلك، ألم ينسبوا سيد الأوصياء ليلا إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك ؟! وأنه كان يؤثر الفتنة على الشكون ؟! وأنه يسفك دماء المسلمین بغير لها ؟! وأنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضرب عنقه؟! ألم ينسبوه إلى أنه(عليه السلام) أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة(عليها السلام)؟! وأن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)شکاه على المنبر إلى المسلمين ، فقال : إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ! ألا إن فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن سرها فقد سرني، ومن غاظها فقد غاظني» ؟!

ثم قال الصادق(عليه السلام): «یا علقمة، ما أعجب أقاويل الناس في علي(عليه السلام)! كم بين من يقول : إنه رب معبود، وبين من يقول : إنه عبد عاص للمعبود! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية.

یاعلقمة، ألم يقولوا الله عز وجل : إنه ثالث ثلاثة ؟! ألم يشبهوه بخلقه ؟! ألم يقولوا: إنه الدهر ؟! ألم يقولوا : إنه الفلك ؟! ألم يقولوا إنه جسم ؟! ألم يقولوا : إته صورة ؟! تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً.

ياعلقمة، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته ، كيف تُحبس عن تناولكم بما تكرهونه ؟ ! فاستعينوا بالله واصبروا، ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ ، فإن بني إسرائيل قالوا لموسى :﴿ أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ﴾، فقال الله عز وجل : قل لهم يا موسی :﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾(2)».

(أمالی الصدوق : المجلس 22، الحديث 3)

ص: 13


1- سورة الأنعام : 6: 34.
2- سورة الأعراف : 7: 128 - 129.

باب 2 - نقش خواتيمهم وأحوالهم(عليهم السلام)

(567) 1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رضوان الله) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ،عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي :

عن الحسين بن خالد الصيرفي قال:قلت لأبي الحسن علي بن موسی الرضا(عليه السلام) :الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه ونقشه «لا إله إلا الله»؟

فقال : «أكره ذلك له» .

فقلت: جعلت فداك، أوليس کان رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) وكل واحد من آبائك (عليهم السلام) يفعل ذلك وخاتمه في إصبعه؟

قال: «بلى، ولكن اولئك كانوا يتختمون في اليد اليمني ، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم». .

قلت : ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين(عليه السلام)؟

فقال : «ولم لاتسألني عمن كان قبله»؟

قلت : فإني أسألك .

قال: «كان نقش خاتم آدم(عليه السلام):«لا إله إلا الله ، محمد رسول الله» هبط به معه ،وإن نوحا(عليه السلام)ما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه : يا نوح إن خفت الغرق

ص: 14


1- 1- ورواه أيضا في الحديث 209 من الباب 31- فيما جاء عن الرضا(عليه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 2: 59. وروى في الحديث 36 من باب الستة من الخصال : ج 1 ص 335 عن أبيه(رضوان الله) ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن أحمد ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن موسی بن جعفر(عليه السلام): ما كان نقش خاتم آدم ؟ فقال : «لا إله إلا الله محمد رسول الله» إلى قوله : «فإني أجعل النار عليك بردا وسلاما». وذكر قبله نقش خاتم سلیمان بن داوود(عليه السلام).

فهللني ألفا ثم سلني النجاة، أنجك من الغرق ومن آمن معك».

قال : «فلما استوی نوح(عليه السلام)ومن معه في السفينة ورفع القلس ، عصفت الريح عليهم، فلم يأمن نوح الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرة، فقال بالسريانية : «هلولیا ألفا ألفا، یا ماریا اتقن»(1).

قال : «فاستوى القلس(2)واستمرت السفينة، فقال نوح(عليه السلام) : إن كلامأ نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني». قال : «فنقش في خاتمه: «لا إله إلا الله ألف مرة ، يا رب أصلحني» .

قال : «وإن إبراهيم(عليه السلام)لما وضع في كقة المنجنيق ، غضب جبرائیل فأوحى الله عز وجل إليه : ما يغضبك یا جبرائيل ؟

قال : يا رب خليلك، ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه.

فأوحى الله عز وجل: اسكت، إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك ، فأما أنا فإنه عبدي آخذه إذا شئت».

قال «فطابت نفس جبرئیل(عليه السلام)فالتفت إلى إبراهيم(عليه السلام) فقال : هل لك من حاجة ؟

فقال : أما إليك فلا.

فأهبط الله عز وجل عندها خاتمأ فيه ستة أحرف : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، فوضت أمري إلى الله ، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله»، فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم، فإني أجعل النار عليك برداً وسلاماً».

قال : «وکان نقش خاتم موسی(عليه السلام)حرفين اشتقهما من التوراة : «ادبر تؤجر ،اصدق تنج».

قال : «وكان نقش خاتم سليمان(عليه السلام): «سبحان من ألجم الجن بكلماته» .

ص: 15


1- في العيون : «یا ماریا یا ماريا أيقن».
2- القلس : حبل غليظ من حبال السفن .

قال : «وكان نقش خاتم عیسی(عليه السلام)حرفين اشتقها من الإنجيل : «طوبى لعبد ذکر الله من أجله، وويل لعبد نسي الله من أجله».

وكان نقش خاتم محمد (صلی الله علیه وآله وسلم): «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله»، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين(عليه السلام): «الملك لله»، وكان نقش خاتم الحسن

(عليه السلام): «العزة لله»، وكان نقش خاتم الحسين(عليه السلام): «إن الله بالغ أمره»، وكان علي بن الحسين(عليه السلام) يتختم بخاتم أبيه الحسين(عليه السلام)، وكان محمد بن علي(عليه السلام)يتختم بخاتم الحسين(عليه السلام) ، وكان نقش خاتم جعفر بن محمد(عليه السلام): «الله ولي وعصمتي من خلقه»، وكان نقش خاتم أبي الحسن موسی بن جعفر علي(عليه السلام) : «حسبي الله» .

قال الحسين بن خالد: وبسط أبو الحسن الرضا(عليه السلام)كفّه، وخاتم أبيه(عليه السلام) في إصبعه حتى أراني النقش.

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)

(528) 2 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال :حدثنا يحیی بن زکریا بن شیبان قال : حدثنا محمد بن سنان قال : أخبرني أحمد بن سلمان القتي الكوفي قال :

سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام) يقول: «إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى

بالجوع حتى يموت جوعا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعطش حتى يموت عطشا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعراء(1) حتى يموت عريانة، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالسقم والأمراض حتى تتلفه، وإن كان النبي من الأنبياء ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة الله ويدعوهم إلى توحيد الله، وما معه

ص: 16


1- قال الراغب في المفردات : ص 232 : العراء: مكان الاسترة به، والعرى مقصور: الناحية، وعراه واعتراه : قصد عراه . وقال الطبرسي في مجمع البيان : ج 8 ص 715، ذیل قوله تعالى في سورة الصافات : الآية 140:« فنبذناه بالعراء وهو سقيم» : العراء : الفضاء الذي لايواريه شجر ولا غيره ، وقيل : العراء : وجه الأرض الخالي.

مبيت ليلة، فما يتركونه يفرغ من كلامه ولايستمعون إليه حتى يقتلوه ، وإنما يبتلي

الله تبارك وتعالى عباده على قدر منازلهم عنده».

(أمالي المفيد : المجلس 5، الحديث 6)

(569) 3(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

ص: 17


1- 3- ورواه الكليني و في الحديث 1 من باب شدة ابتلاء المؤمن من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 252 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير. ورواه أبو علي محمد بن همام الإسكافي في الباب 1 من كتاب «التمحيص» : ص 35-39ح30، إلا أن فيه كترت الفقرة الثانية ، بدل الفقرة الأخيرة. وروى الكليني نحوه في الحديث 4 من الباب المتقدم بإسناده عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر ؟ قال : «أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأوصياء، ثم الأماثل فالأمثل» . وفي الحديث 2 من الباب عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرحمان بن الحجاج قال : ذکر عند أبي عبد الله لاالبلاء وما يخص الله عز وجل به المؤمن ، فقال : سئل رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم):من أشد الناس بلاء في الدنيا ؟ فقال : «النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلي المؤمن بعد علی قدر إيمانه وحسن أعماله، فمن صة إيمانه وحسن عمله، اشتد بلاؤه ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله ، قل بلاؤه»، ورواه الإسكافي في الباب 1 من التمحيص : ص 39 ح 39. وانظر أيضا الحديث 29 من الباب المذكور من الكافي ، والحديث 1 من باب 40 من علل الشرائع : ج 1 ص 44. وقريبا منه أورده الحراني في باب قصار مواعظ النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) من تحف العقول : ص 39. ورواه الطحاوي في الباب 369 من مشکل الآثار : 3: 44 - 45 ح 2261 - 2369 من طريق سعد بن أبي وقاص عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)، مع مغايرة. وروی نحوه الطبراني في المعجم الكبير : ج 24 ص 244 - 245 الحديث 626 عن علي بن عبد العزيز ، عن الحسن بن الربيع الكوفي ، عن عبدالله بن إدريس ، عن حصين بن عبدالرحمان ، عن أبي عبيدة بن حذيفة : عن عمته قالت : دخلت على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) وقد حم فاشتدت به الحمى ، فقلت : أنت يا رسول الله قد اشتدت بك الحمى، فلو دعوت الله فكشفها عنك. فقال : «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم» . قالت : وقد علق له سقاء على شجرة واضطجع تحته والماء يقطر على فؤاده . ومثله في الحديث 627 و 128 و 630 إلا أن في الأول والأخير : «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». ورواه أيضا في الحديث 629 إلا أن فيه : «أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل». ومثله رواه أحمد في كتاب الزهد : ص 91 ح 294 من طريق سعد بن أبي وقاص . ورواه أيضا الحاكم في كتاب الطب من المستدرك : ج 4 ص 404. وروی نحوه أحمد في المسند : 6 : 369، وأبونعيم في ترجمة رقم 73 - زید بن الخطاب - من حلية الأولياء : 1 : 368، وابن الجوزي في الحديث 1449 من «الوفا بأحوال المصطف» : ص.787-786 ورواه المتقي في الحديث 6778 من كنز العمال : ج 3 ص 326 نقلا عن أحمد في المسند والبخاري وابن ماجة والترمذي من طريق سعد عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم). وقريبا منه في دعائم الإسلام : 46:1 ، وفي الحديث 23 من التمحيص - لأبي علي محمد بن همام الإسكافي - ص 34، وجامع الأخبار : ص 311ح 859 الفصل 70 عن رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم). وانظر أيضا الحديث 6779 - 6784 من كنز العمال .

عن أبي عبدالله قال : «إن أشد الناس بلاء الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل».

(أمالی الطوسی: المجلس 35، الحديث 7)

(570) 4(1)- حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد

ص: 18


1- 4 - ورواه الطبراني في مسند ابن عباس من المعجم الكبير : 12 : 5ح 12302 عن عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله . وروى عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 7:176. ورواه الحاكم في تفسير سورة الصافات من كتاب التفسير من المستدرك : 2: 431 عن ابن عباس . ورواه الديلمي في الفردوس : 2: 399ح 3083 من طريق ابن عمر. وروى الكليني في الحديث 3 من «باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث» من كتاب الحجة من الكافي: ج 1 ص 176 عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب، عن الأحول قال : سألت أبا جعفر عن الرسول والنبي والمحدث ؟ قال : «الرسول الذي يأتيه جبرئیل قبلا فيراه ويكلمه، فهذا الرسول، وأما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ، ونحو ما كان رأي رسول الله من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئیل علی من عند الله بالرسالة ، وكان محمد و حین جمع له النبوة وجاء به الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قب"، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة ، وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع، ولا يعاين ولايرى في منامه». وانظر أيضا الحديث 1 و 2 و 4 من الباب المذكور، والباب 343 من مشکل الآثار - لأبي جعفر الطحاوي -: 3: 33 - 34ح 2302 - 2311.

ابن عقدة قال : أخبرنا علي بن محمد الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبيد الله بن علي قال : حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه:عن علي(علیه السلام) قال : «رؤيا الأنبياء وحي».

(أمالی الطوسی: المجلس 12، الحدیث 29)

ص: 19

باب 3 الصلاة على الأنبياء على نبينا وآله وعليهم السلام

(021) 1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل ك قال :

حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه:

عن معاوية بن عمار قال : ذكرت عند أبي عبدالله في بعض الأنبياء فصليت عليه ، فقال : «إذا ذكر أحد من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمد، ثم عليه ، صلى الله على محمد وآله وعلى جميع الأنبياء».

(أمالي الصدوق : المجلس 60، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا أن فيه : «إذا ذكرت أحدا من الأنبياء» والباقي سواء.

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 8)

أقول: يأتي ما ورد في الصلاة على رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) به في باب الصلاة على أهل البيت علي(علیهم السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 20


1- 1- وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر الصلاة على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)من روضة الواعظين: ص 322.

باب 4- التسمية باسم الأنبياء على نبينا وآله وعليهم السلام

(572)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدثنا إبراهيم بن المختار قال : حدثنا النضر بن حميد ، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ بن نباتة :

عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)قال : «ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله عزوجل إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي».

(أمالی الطوسی: المجلس 19، الحديث 18)

(573 - 574) 2(2) - 3 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن سهل بن فیروزان أبو -العباس الاشناني المقرئ سنة ست وثلاث مئة، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا إبراهيم بن المختار قال : حدثنا النضر بن حميد، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ ، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال:

إن رسول الله ؟ قال : «ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله عز وجل إليهم ملكة يقدسهم من صلاة الغداة إلى العشاء».

قال أبو إسحاق : وذكر مثل ذلك في ليلهم.

قال أبو إسحاق : قال الأصبغ ورفعه: «وما من قوم ولد فهم مولود ذكر إلا حدث فيهم ع لم يكن».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 24 و 25)

ص: 21


1- 1- لاحظ تخريج الحديث التالي.
2- 2- والحديث الأول رواه الديلمي في الفردوس : 4: 351ح 6553 بتفاوت يسير. وأما الحديث الثاني ، فرواه الطبراني في المعجم الأوسط : 8: 193ح 7391، والديلمي في الفردوس : 405:4ح6698 والبيهقي في شعب الإيمان : ح 8692 من طريق ابن عمر مع تفاوت في اللفظ .ورواه أيضا البيهقي في الحديث 8693 من الشعب من طريق ابن عباس .

باب 5- تعداد الأنبياء على نبينا وآله وعليهم السلام

(575 - 579) 1(1) - 2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن

يوسف البغدادي الوراق قال : حدثنا علي بن محمد بن عنبسة مولى الرشيد قال :حدثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني قال : حدثنا علي بن موسی الرضا (عليه السلام) قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) :

عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال : «خلق الله عز وجل مئة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي، أنا أكرمهم على الله ولافخر، وخلق الله عز وجل مئة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف رصي، فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم».

وحدثني بهذا الحديث محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال : حدثنا علي بن محمد مولى الرشيد قال : حدثني دارم بن قبيصة قال : حدثني عبدالله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن حسن ، عن أبيه، عن جده، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).

(أمالي الصدوق ، المجلس 41، الحديث 11 و 12)

ص: 22


1- ا- ورواه أيضا في الحديث 18 من باب ما بعد الألف من الخصال : ج 2 ص 641. وقريبا منه رواه في الحديث 6 من باب الوصية من لدن آدم(عليه السلام)، من كتاب الوصية من الفقيه : 4 : 180 رقم 5407. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر الإمامة ...» من روضة الواعظين : ص 110. وروى الحاكم في كتاب التاريخ من المستدرك : ج 2 ص 579 بإسناده إلى أبي ذر ، عن رسول الله صلى الله علیه و آله وسلم (في حديث) قال : فقلت : يا رسول الله ، كم النبيون ؟ قال : «مئة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي». قلت : كم المرسلون ؟ قال : «ثلاث مئة وثلاثة عشر». . وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ص 509 ج 1062 عن أبي ذر . ورواه الهندي في الحديث 32276 من کنز العمال : ج 11 ص 482 نقلا عن الطبراني في المعجم الكبير بإسناده إلى أبي ذر، وفي الحديث 32277 نقلا عن أحمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير وابن حبان في صحيحه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء كلهم عن أبي أمامة قال : قلت : يا رسول الله ، كم عدة الأنبياء ؟ قال : «مئة ألف وأربعة وعشرون ألفة ، الرسل من ذلك ثلاث مئة وخمسة عشر جما غفيرة». ورواه أيضا الصدوق في الحديث 19 من باب ما بعد الألف من الخصال : ج 2 ص 641 بالاسناد الثاني .

(577)3(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق إملاء، قال : حدثنا الحسن بن سلام السواق قال : حدثنا زکریا بن عدي قال : حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن زياد بن سعد، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) : بعثت على إثر ثمانية آلاف نبي، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل»(2).

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 28)

ص: 23


1- 3 - ورواه ابن سعد كما في الحديث 32280 من کنز العمال : ج 11 ص 483. وذكره أيضا تحت الرقم 32278. وأخرجه الديلمي في الفردوس : 14:2 ، ح 1923. وروى الحاكم في كتاب التاريخ من المستدرك : ج 2 ص 597 قال : حدثنا أبوعون محمد بن أحمد بن ماهان الجاز بمكة ، حدثنا علي الصقار ، حدثنا أبوعبدالله محمد بن علي بن زید، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم ، عن يزيد الرقاشي: عن أنس بن مالك (رض) قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل. وقال الذهبي في تلخيص المستدرك المطبوع بهامش الأصل : إبراهيم ویزید واهیان . وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط : ج 2 ح 778.
2- قال المجلسي في البحار : لعل المراد عظماء الأنبياء لئلا ينافي ما قبله .

باب 6 - ما ذكر من أمثال الأنبياء على نبينا وآله وعليهم السلام

(578) 1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي له قال : حدثنا سعد بن عبد الله

قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا علي بن أسباط قال :

سمعت علي بن موسی الرضا يحدث عن أبيه، عن آبائه عال:

أن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)قال : «لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس : إذا لم تستح فاصنع ما شئت» .

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 1)

ص: 24


1- 1- ورواه أيضا في الباب 31 من عيون أخبار الرضا : 61: 2 ح 207،والراوندي في الفصل 10 من الباب 18 من قصص الأنبياء ص 278 برقم 238. وروى في الحديث 69 من باب الواحد من الخصال : ج 1 ص 20 نحوه عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم ، عن أبي الحسن الأول قال : «ما بقي من أمثال الأنبياء إلا كلمة : إذا لم تستح فاعمل ما شئت». وقال : «أما انها في بني أمية» . وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 460 في عنوان «مجلس في ذکر قتل النفس و الحياء».وله شاهد من حديث أبي مسعود ، وحذيفة .و أما حديث أبي مسعود ، فرواه أبو داوود في باب الحياء من كتاب الأدب من سننه : ج 4 ص252 رقم 4797، و ابن ماجة في الحديث ع من باب الحياء من سننه ، والبخاري في باب 76-إذا لم تستح فاصنع ما شئت - من كتاب الأدب من صحيحه : 8: 35، وفي الباب 271 - باب الحياء - من الأدب المفرد : ص 181 ح 597 وفي ص 380 الباب 639 - باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت - ح 1316 ، والطحاوي في مشكل الآثار: 1: 327 - 328 الباب 164 الحديث1141 - 1144 و 1146 بأسانید ، و أحمد في مسند أبي مسعود الأنصاري من مسنده : ج 4 ص121 وج 5 ص 273 ، والمرشد بالله یحیی بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 2: 196 في الحديث 3 من عنوان «الحديث الثامن و العشرون». وأخرجه الطبراني في عنوان من اسمه إسحاق من المعجم الأوسط : ج 4 ص 11ح 3010، وابن عساكر في ترجمة أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري من تاريخ دمشق: 40:508 و 509 ترجمة 4729. وأما حديث حذيفة ، فأخرجه أحمد في مسنده : ج 5 ص 383 و 405، والطحاوي في الباب164 من مشکل الآثار: 1: 328ح 1145، والشجري في الأمالي الخميسية : 2 :196. وأورده الماوردي في «أدب الدنيا والدين» : ص 241 في الفصل الثالث من أدب الرياضة والاستصلاح من طريق شعبة ، عن منصور بن ربعي ، عن أبي منصور ! البدري قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)، وذكره بتفاوت يسير .

ص: 25

باب 7 - قصة أبي البشر آدم ، وأم البشر حواء على نبينا وآله وعليهما السلام

(579) 1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال :

حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : حدثنا العباس بن معروف :عن محمد بن سهل البحراني(2)، رفعه إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «البکّاءون خمسة : آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين علي(عليه السلام) .

فأما آدم، فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأردية» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 29، الحديث 5)

يأتي تمامه في الباب 6 من ترجمة سيدة النساء(عليه السلام)، وفي ترجمة الإمام السجاد.

(580) 2(3) - حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي قال : قرأت على أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث قلت : حدثكم محمد بن علي بن خلف العطار قال : حدثنا حسين [بن الحسن الفزاري الكوفي] ، الأشقر قال : حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير:

ص: 26


1- ا- ورواه أيضا في باب الخمسة من الخصال : ص 272ح 15.ورواه الإربلي في ترجمة فاطمة (عليها السلام)من کشف الغمة : 2: 120 في عنوان «ذکر حالها بعد أبيها (عليه السلام)»
2- هذا هو الظاهر الموافق للخصال وبحار الأنوار : 11 : 204ح 2، و 82: 86ح 33، والترجمة الرجل في قاموس الرجال :8: 208، وفي النسخ : «النجراني»، وفي نسخة : «محمد بن سهيل النجراني» .
3- 2- ورواه أيضا في الحديث 1 من الباب 60 - باب معنى الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه - من معاني الأخبار ص 125 . وفي الحديث 8 من باب الخمسة من الخصال : ج1 ص 270. ورواه أيضا أبو محمد عبدالرحمان بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري في الحديث 17من أربعينه ص 59 عن أبي القاسم محمد بن الحسين بن عبدوس البغدادي ، عن أبي علي الحسن بن خلف الكرخي ، عن القاضي أبي علي الحسن بن علي الخزاعي الجراحي، عن أبي ذرأحمد بن محمد بن أبي بكر العطار، عن محمد بن علي بن خلف . وأخرجه السيوطي في تفسير الآية 37 من سورة البقرة من الدر المنثور : ج 1 ص 167 نقلاً عن ابن النجار . وأخرجه ابن المغازلي في الحديث 89 من کتاب مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام): ص 63 عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي أحمد عمر بن عبيد الله ابن شوذب ، عن محمد بن عثمان ، عن محمد بن سلمان بن الحارث ، عن محمد بن علي بن خلف العطار ... مثله . ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي بوجه أبسط بإسناده إلى أبي صالح، عن ابن عباس، في تفسير الآية 37 من سورة البقرة من تفسيره ص 57 تحت الرقم 16 ، ومثله رواه محمد بن سليمان الكوفي الصنعاني في الحديث 487 من المناقب : ج 1 ص 547.

عن ابن عباس قال : سألت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه ؟

قال : «سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب عليه» .

(أمالي الصدوق : المجلس 18، الحديث 2)

(581)3(1)- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال : حدثنا أبي، عن محمد بن

الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبيب، عن فضيل الرسان :

عن جبلة المكية : عن ميثم التمار(رحمه الله) (في حديث في يوم عاشوراء) قالت: فقلت

له: یا میثم ، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي (عليه السلام)يوم

ص: 27


1- 3- ورواه أيضا في الباب 191 من علل الشرائع : ص 227 - 228 ح 3.

بركة ؟!

فبکی میثم(رضوان الله)ثم قال : «سيزعمون بحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم(عليه السلام)، وإنما تاب الله على آدم علا في ذي الحجة» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) ، من ترجمته(عليه السلام).

(182) 4(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبدالله، عن أبيه:عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول

ص: 28


1- 4- ورواه الشيخ المفيد بإسناده إلى الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، كما في عنوان «مسائل اليهودي التي ألقاها على النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) » من كتاب الاختصاص : ص 33 - 40 بأدني تفاوت في اللفظ ونقيصة. وروى الشيخ الصدوق(قدس سره) بعض فقراته في الحديث 36 من باب السبعة من الخصال ص355 قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله له فسأله أعلمهم عن أشياء فكان فيها سأله :أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين ... إلى آخر الخبر. وروى في الحديث 6 من أبواب الثلاثين وما فوقه من قوله : لأي شيء فرض الله الصوم - إلى قوله : ثم تلا رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)هذه الآية : «وكتب عليكم الصيام ...» قال اليهودي : صدقت يامحمد . وروى أيضا فقرات أخرى من الرواية في سائر الأبواب. ورواه أيضا في مطاوي العلل ، منها في الحديث ( من الباب 106 : ج 1 ص 126 من قوله: لأي شيء سمیت محمد ... - إلى قوله - وأما البشير فإني أبشر بالجنة من أطاعني، وروى في الحديث 1من الباب 191 : ج 1 ص 280 بإسناده عن أبي عبدالله(عليه السلام) من قوله : لأي علة توضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع - إلى قوله : - وأمره بمسح القدمين لما مشى بها إلى الخطيئة . وفي ص 282 الحديث 2 من الباب 195 من قوله : لأي شيء أمر الله بالاغتسال من الجنابة - إلى آخر الفقرة : - قال اليهودي : صدقت يا محمد. وذكر فقرات أخرى منه في سائرالأبواب .

الله (صلی الله علیه وآله وسلم) (وسألوه عن مسائل فكان فيها سألوه) : أخبرني عن الله عز و جل، لأي شيء وقت هذه الخمس الصلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟

قال النبي (صلی الله علیه وآله وسلم): «إن الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس ، فیسبح كل شيء دون العرش لوجه ربي، وهي الساعة التي يصلي على فيها ربي، ففرض الله عز وجل على وعلى أمتي فيها الصلاة وقال :«أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ »(1)، وهي الساعة التي يؤتي فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوق تلك الساعة أن يكون ساجدة أو راكعا أو قائماً إلا حرم الله عز وجل جسده على التار.

وأما صلاة العصر، فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه الله من الجنة، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لأنتي، فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات.

وأما صلاة المغرب، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم، وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه ثلاث مئة سنة من أيام الدنيا، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة، من وقت صلاة العصر إلى العشاء، فصلی آدم ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حواء، وركعة لتويته، فافترض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات على أمتي ».

إلى أن قال :) رفيقال راليهودي ]: صدقت یامحمد، فأخبرني لأي شيء توضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد؟

قال النبي له :«لا أن وسوس الشيطان إلى آدم ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه، ثم قام وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة، ثم تناول بيده ثم مسها فأكل منها قطار الحلي والحلل عن جسده، ثم وضع يده على أم رأسه ویکی، فلا تاب الله عز وجل عليه فرض الله عز وجل عليه وعلى ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع وأمره أن يغسل الوجه لمانظر إلى الشجرة، وأمره بغسل

ص: 29


1- سورة الإسراء : 17 : 78.

الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها، و أمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه، وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة» .

(إلى أن قال) : قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني لأي شيء فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الأمم أكثر من ذلك ؟

قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): «إن آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزّوجلّ عليهم، وكذلك كان على آدم ففرض الله عز وجل على أمتي ذلك». ثم تلا

رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) هذه الآية : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*«أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾(1) الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)

تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .

(183) 5 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله)قال : حدثني عمي محمد بن أبي

القاسم، عن أحمد بن هلال ، عن الفضل بن دكين ، عن معمر بن راشد قال :

سمعت أبا عبدالله الصادق(علیه السلام)يقول : أتي بيهودي النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)، فقام بين يديه يتم النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك» ؟

قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالعام؟

فقال له النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): «إنه يكره للعبد أن يزگي نفسه، ولكني أقول : إن آدم(علیه السلام)لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي. فغفرها الله له» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 39، الحديث 4)

يأتي تمامه في تاريخ نبينا (صلی الله علیه وآله وسلم).

ص: 30


1- سورة البقرة : 2: 183-186

(086)6(1) - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل قال : حدثنا عبد الله بن جعفرالحميري قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سلمان، عن أبي عبدالله الصادق(علیه السلام)قال :

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):«أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصيائه سادة الأوصياء ، إن آدم(علیه السلام)سأل الله عزّ وجلّ أن يجعل له وصية صالحة،فأوحى الله عزّ وجلّ : إني أكرمت الأبياء بالنبوة ، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء، ثم أوحى الله عزّ وجلّ : يا آدم، أوص إلى شيث. فأرصي آدم إلى شيث وهو هبة الله بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبان(2)، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها على آدم من الجنة، فزوجها ابنه شيثأ» الحديث .

(أمالی صدوق : المجلس 13، الحديث 3)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة .

(585) 7 (3)- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضوان الله)قال : حدثنا محمد بن

ص: 31


1- 6- ورواه أيضا في الباب 22 من كمال الدين : 1: 211 - 213ح 1 عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن الصقار وسعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري جميعة، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي وإبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن محبوب. ورواه علي بن الحسين بن بابویه - والد الصدوق - في أول كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب و الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب. ورواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 82 بسنده إلى الصدوق، وفي ص 83 بسنده عن الشيخ الطوسي .
2- في نسخة : «شتبان».
3- 7- وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر الدعاء على حوائج المؤمنين» من روضة الواعظين : ص 328.وقريبة منه رواه الراوندي في قصص الأنبياء: ص 49 ح 18 بإسناده عن الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن البزنطي ، عن أبان بن عيسى، عن الصادق (علیه السلام)قال :«كان آدم إذا لم يأته جبرئیل اغتم وحزن، فشكا ذلك إلى جبرئيل ، فقال : إذا وجدت شيئا من الحزن فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله» .

الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام)قال:

قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): «إنّ آدم شكا إلى الله عز وجل ما يلق من حديث النفس والحزن ، فنزل علیه جبرائیل فقال له: يا آدم، قل : «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فقالها فذهب عنه الوسوسة والحزن» .

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 5)

(086) 8(1) - حدثنا أبي(رضوان الله )قال : حدثنا علي بن موسی بن جعفر بن أبي جعفر

الكمنداني قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال : حدثنا عبد الرحمان

بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس:

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیه السلام) قال: «أوحى الله تبارك وتعالى إلى

ص: 32


1- 8- ورواه أيضا في الفقيه : 4: 290 / 873 باب النوادر ح 53. وروي نحوه عن أبي عبدالله(علیه السلام)، رواه الكليني في الحديث 13 من باب الانصاف والعدل من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 146 عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان ، عن يوسف بن عمران بن میثم ، عن يعقوب بن شعيب :عن أبي عبدالله(علیه السلام)قال : أوحى الله عز وجل إلى آدم(علیه السلام): إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات . قال : يا رب وما هن ؟ قال : واحدة لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين الناس . قال : يارب بينه لي حتى أعلمهن. قال : أنا التي لي : فتعبدني ولاتشرك بي شيئا، وأما التي لك : فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه ، وأما التي بيني وبينك :فعليك الدعاء وعلي الإجابة ، وأما التي بينك وبين الناس : فترضى للناس ما ترضى لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك. . ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث 98 من باب الأربعة من الخصال : ج 1 ص 243.

آدم(علیه السلام): يا آدم إنتي أجمع لك الخير كله في أربع کلمات، واحدة منهن لي ، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس، فأما التي لي :

فتعبدني ولا تشرك بي ، وأما التي لك: فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما

التي بيني وبينك : فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي فيها بينك وبين الناس :

فترضى للناس ما ترضى لنفسك». (أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 1)

(587) 9 - وبإسناده عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا(علیه السلام)(في حديث ) قال :كان نقش خاتم آدم(علیه السلام): «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله»، هبط به معه».

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)

تقدم تمامه مسندة في الباب الثاني .

(588) 10(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبدالله(علیه السلام)قال :«إن الله لما خلق آدم ونفخ فيه من روحه، وثب ليقوم

قبل أن يتم فيه الروح فسقط ، فقال الله عز وجل : خلق الإنسان عجولاً»(2).

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 5)

ص: 33


1- 10 - ورواه العياشي في تفسير الآية 11 من سورة الإسراء في تفسيره: 2: 283 / 27. و روی نحوه عن سلمان تحت الرقم 26 قال : عن سلمان الفارسي قال : إن الله لما خلق آدم وكان أول ما خلق عيناه ، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق ، فلا حانت أن يتبالغ الخلق في رجليه ،فأراد القيام فلم يقدر ، وهو قول الله : خلق الإنسان عجولاً، وأن الله لما خلق آدم و نفخ فيه لم يلبث أن تناول عنقود العنب فأكله. وروى الطبرسي نحوه في تفسير الآية 11 من سورة الإسراء من مجمع البيان : ج 6 ص 618 عن ابن عباس : قال : روي عنه أنه أراد به آدم(علیه السلام)لما انتهت النفخة إلى سرته أراد أن ينهض فلم يقدر ، فشبه الله سبحانه ابن آدم بأبيه في الاستعجال وطلب الشيء قبل وقته.
2- في سورة الإسراء : 17 : 11:« وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا »، وفي سورة الأنبياء : 37:21 :«خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ » .

باب 8- قصة نوح على نبينا وآله وعليه السلام

(589)1(1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن جبلة المكية، عن ميثم التمار(رحمه الله) (في حديث في يوم عاشوراء) قالت : فقلت له : يا ميثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(علیه السلام)يوم بركة؟!

فبکی میثم (رضوان الله)، ثم قال : سيزعمون بحديث يضعونه( إلى أن قال :) ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح(علیه السلام)على الجودي، وإنما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 27،الحديث 1)

تقدم إسناده في الباب السابق، ويأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين

(علیه السلام)من كتاب الإمامة.

(590) 2(2) -وبإسناده عن أبي عبدالله الصادق

(علیه السلام)( في حديث ) قال : قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): «إن نوحاً (علیه السلام) لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني من الغرق. فنجاه الله منه» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)

تقدم إسناده في الباب السابق ، ويأتي تمامه في الباب9 و من تاريخ نبينا (صلی الله علیه وآله وسلم) .

ص: 34


1- 1- ورواه أيضا في الباب 161 من علل الشرائع : ص 227 - 228 ح 3.
2- 2- تقدم تخريجه في الباب السابق .

(191) 3(1) - وبإسناده عن الرضا(عليه السلام)( في حديث) قال : «إن نوح(عليه السلام) لمّا ركب السفينة أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا نوح إن خفت الغرق فهلني ألفا ثم سلني النجاة، أنجك من الغرق ومن آمن معك».

قال : «فلمّا استوی نوح(عليه السلام)ومن معه في السفينة ورفع القلس ، عصفت الريح عليهم، فلم يأمن نوع الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهتل ألف مرة، فقال بالسريانية : «هلوليا ألفا ألفا، یا ماریا اتقن»(2).

قال: «فاستوى القلس(3) واستمرت السفينة، فقال نوح(عليه السلام) : إنّ كلامأ نجّاني الله به من الغرق لحقيق أن لايفارقني». قال : «فنقش في خاتمه: «لا إله إلّا الله ألف مرة ، ياربّ أصلحني».

(آمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)

تقدم تمامه مسندة في الباب الثاني.

(192) 4(4) - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم :

عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال :«عاش نوح(عليه السلام)ألفي سنة وخمس مئة

ص: 35


1- 3- تقدم تخريجه في الباب 2، الحديث 1.
2- في العيون : «یا ماریا یا ماريا أيقن» .
3- القلس : حبل غليظ من حبال السفن .
4- 4 - ورواه أيضا في الحديث 1 من الباب 46 - ماجاء في التعمير - من كمال الدين : ج 2 ص523. ورواه الراوندي في الفصل 5 من الباب - في ذكر إدريس ونوح(عليه السلام) - من قصص الأنبياء :80/ 87 ، والفتال في روضة الواعظين : 2: 445 في عنوان «مجلس في ذكر الدنيا». ورواه الطبرسي في تفسير الآية 59 - 64 من سورة الأعراف من مجمع البیان : ج 4ص 671 قال : روى ابراهيم بن هاشم ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله(عليه السلام) وذكر الحديث .

سنة، منها ثمان مئة وخمسون سنة قبل أن يبعث، وألف سنة إلّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، ومئتا سنة في عمل السفينة، وخمس مئة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء، نصر الأمصار وأسكن ولده البلدان، ثمّ إن ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال : السلام عليك .

فردّ عليه نوح وقال له : ما جاء بك يا ملك الموت ؟ فقال : جئت لأقبض روحك.

فقال له: تدعني أدخل من الشمس إلى الظلّ.

فقال : نعم . فتحوّل نوح (عليه السلام)ثم قال : ياملك الموت فكأن ما مر بي في الدنيا مثل تحوّلي من الشمس إلى الظل، فامض ما أمرت به».

قال : «فقبض روحه(عليه السلام) ». (أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 7)

(593) 5(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد(رحمه الله) قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن مت المجوهري، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن كثير النواء:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد(عليه السّلام)قال : «إنّ نوحاَ(عليه السلام)ركب السفينة في أوّل يوم من رجب ، فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 21)

يأتي تمامه في كتاب الصوم .

ص: 36


1- 5- ورواه الصدوق و في الحديث 6 من أبواب الخمسة عشر من الخصال: ص 503 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ... ورواه أيضا عن محمّد بن الحسن(رضی الله) ، عن الحسن بن الحسين بن عبدالعزيز بن المهتدي ، عن سيف بن المبارك بن یزید مولى أبي الحسن موسى(عليه السلام) ، عن أبيه المبارك ، عن أبي الحسن(عليه السلام)مثله . ورواه في فضائل شهر رجب من کتاب فضائل الأشهر الثلاثة : 8/21 بالسند الثاني بتامه ،وفي 22 - 9/23 بالسند الأول إلى قوله(عليه السلام) : «مسيرة سنة». ورواه الطبرسي(قدس سره)في تفسير الآية 41 من سورة هود من مجمع البيان : ج 5 ص 249 قال: وروى أصحابنا عن أبي عبد الله ، وذكر الحديث إلى قوله «مسيرة سنة».

باب 9- قصة إبراهيم وإسماعيل على نبينا وآله وعليها السلام

(594)(1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله)قال :حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن یزید و محمد بن أبي الصهبان، جميعا عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان :

عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليه السلام) قال : «إن أعرابية أتى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ، فخرج إليه في رداء ممشق(2) فقال : يا محمد، لقد خرجت إلى كائك فتى ؟!

فقال (صلی الله علیه وآله وسلم): نعم يا أعرابي ، أنا الفتى بن الفتى أخوالفتي.

فقال : يا محمد، أما الفتى فنعم، فكيف ابن الفتي، وأخو الفتى ؟!

فقال (صلی الله علیه وآله وسلم): أما سمعت الله عز وجل يقول :«قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ»(3) فأنا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتي: فإن منادية نادي من السماء يوم أحد: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، فعلي أخي وأنا أخوه».

(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 14)

ص: 37


1- 1- ورواه أيضا في معاني الأخبار ص 119. ورواه العلامة الحلى(قدس سره)في عنوان «حديث الفتوة» من کشف اليقين : ص 469 تحت الرقم 569 نقلا عن أبي عمر الزاهد بإسناده عن ابن عباس .
2- المشق: المغرة وهي الطين الأحمر، ثوب مشق و مشق وأمشاق : مصبوغ بالمشق .
3- سورة الأنبياء : 21: 60

(595) 2(1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)( في حديث)قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم): «إن إبراهيم(عليه السلام)لما ألقي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها. فجعلها الله عليه بردة وسلاماَ» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)

تقدم إسناده في الباب السابع ، يأتي تمامه في الباب 9 من تاريخ نبينا(صلی الله علیه وآله وسلم) .

(596) 3(2) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رضی الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني محمد بن عمران ، عن أبيه عمران بن إسماعيل قال : حدثني أبو علي الأنصاري، عن محمد بن جعفر التميمي قال :

قال الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام): «بينا إبراهيم خليل الرحمان(عليه السلام) في جبل بيت المقدس يطلب مرعى الغنمه، إذ سمع صوتا، فإذا هو برجل قائم يصلي طوله اثنا عشر شبرة، فقال له: يا عبدالله ان تصلي؟

قال : لإله السماء.

فقال له إبراهيم(عليه السلام) : هل بقي أحد من قومك غيرك ؟

قال : لا.

قال : فمن أين تأكل ؟

قال : أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء .

قال له : فأين منزلك ؟»

قال : «فأومأ بيده إلى جبل ، فقال له إبراهيم(عليه السلام) : هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة؟

ص: 38


1- 2- تقدم تخريجه في الباب السابع .
2- 3- وأورده الفتال في المجلس 44 من روضة الواعظين : ص 330. وروى الراوندي نحوه في الفصل 3 من الباب الرابع - في نبوة إبراهيم(عليه السلام)- من قصص الأنبياء ص 115، تحت الرقم 116.

فقال : إن قدامي ماء لايخاض.

قال : كيف تصنع ؟

قال : أمشي عليه.

قال : فاذهب بي معك، فلعل الله أن يرزقني ما رزقك».

قال : «فأخذ العابد بیده نضيا جميعة حتى انتهيا إلى الماء، فمشى ومشى إبراهيم (عليه السلام) معه حتى انتهيا إلى منزله، فقال له إبراهيم(عليه السلام): أي الأيام أعظم؟

فقال له العابد : یوم الدین ، يوم يدان الناس بعضهم من بعض.

قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فتدعو الله عز وجل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم؟

فقال : وما تصنع بدعوتي ؟! فوالله إن لي لدعوة منذ ثلاثين سنة(1)ما أجبت فيها بشيء.

فقال له إبراهيم(عليه السلام): أولا أخبرك لأي شيء احتبست دعوتك ؟

قال : بلى.

قال له : إن الله عز وجل إذا أحب عبدة احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه ، وإذا أبغض عبدة عجل له دعوته، أو ألقي في قلبه اليأس منها.

ثم قال له : وما كانت دعوتك ؟

قال : مر بي غنم ومعه غلام له ذؤابة ، فقلت : يا غلام، لمن هذا الغنم ؟ فقال :لإبراهيم خليل الرحمان. فقلت : اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه.

فقال له إبراهيم(عليه السلام): فقد استجاب الله لك، أنا إبراهيم خليل الرحمان ، فعانقه ،

فلا بعث الله محمدا(صلی الله علیه وآله وسلم)جاءت المصافحة». .

(أمالي الصدوق : المجلس 69، الحديث 11)

(197) 4(2) - وبإسناده عن أبي الحسن علي بن موسی الرضا(عليه السلام)( في حديث ) قال :

ص: 39


1- في نسخة : «ثلاث سنين».
2- 4 - تقدم تخريجه في الباب الثاني .

وإن إبراهيم(عليه السلام)لما وضع في كقة المنجنيق ، غضب جبرائيل فأوحى الله عز وجل إليه : ما يغضبك یا جبرائیل ؟

قال : يا رب، خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه .

فأوحى الله عز وجل : اسكت، إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأما أنا فإنه عبدي آخذه إذا شئت».

قال «فطابت نفس جبرئیل(عليه السلام)فالتفت إلى إبراهيم(عليه السلام)فقال : هل لك من حاجة؟

فقال : أما إليك فلا.

فأهبط الله عز وجل عندها خامة فيه ستة أحرف : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، فوضت أمري إلى الله ، أسندت ظهري إلى الله ، حسبي الله»، فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم ، فإني أجعل النار عليك برد وسلاماً» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)

تقدم تمامه مسندة في الباب الثاني .

(598) 5(1) - حدثنا علي بن أحمد الدقاق(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري قال : حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال : حدثنا محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان قال :حدثني الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن

أمير المؤمنين(عليه السلام)قال : «لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم(عليه السلام)هبط إليه

ص: 40


1- 5- ورواه أيضا في الحديث9من الباب 31 - العلة التي من أجلها سمي إبراهيم(عليه السلام) إبراهيم من علل الشرائع ص 34. ورواه الراوندي في الفصل 3 من الباب الرابع - في نبوة إبراهيم(عليه السلام) - من قصص الأنبياء ص114 تحت الرقم 115.

ملك الموت فقال : السلام عليك يا إبراهيم.

قال : وعليك السلام يا ملك الموت، أداع أم ناع ؟(1)

قال : بل داع يا إبراهيم فأجب.

قال إبراهيم(عليه السلام): فهل رأيت خليلا ميت خليله ؟!

فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال : إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم.

فقال الله جل جلاله : يا ملك الموت اذهب إليه وقل له : هل رأيت حبيبة يكره لقاء حبيبه ، إن الحبيب يحب لقاء حبيبه» .

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 3)

(599)6(2)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی الله)قال :حدثنا أبوسعید الحسن بن علي العدوي سنة سبع عشرة و ثلاث مئة - وهو ابن مئة

و سبع سنين ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال : حدثنا قيس بن الربيع قال : حدثنا سعد الخقاف، عن عطية العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي [قال : ]

ص: 41


1- قال العلامة المجلسي(قدس سره)في البحار : 12: 79: المراد بالداعي أن يكون طلبه على سبيل التخيير و الرضا كما هو المتعارف فيمن يدعو ضيف لكرامته ، و بالناعي أن يكون قاهرة طالبة على الجزم والختم، وكان غرض إبراهيم (عليه السلام) الشفاعة والدعاء لطلب البقاء ليكثر من عبادة ربه إن علم الله صلاحه في ذلك.
2- 6- وأخرجه أحمد في الحديث 252 من فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الفضائل : ص179 ، وعنه سبط ابن الجوزي في الباب الثاني - باب فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام)من التذكرة : ص20، وابن أبي الحديد في شرح المختار 154 من نهج البلاغة : ج 9 ص 169 نقلا عن الفضائل والمسند . ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب : 301:1 ح 221، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : 1: 124 ح 150 ، وابن المغازلي في المناقب : ص 42ح 65، والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب : ص 140 ح 159 وفي الفصل 4 من مقتل الحسين(عليه السلام) :48:1 ، وابن الأثير في ترجمة محدوج بن زيد الذهلي من أسد الغابة : 306:4 إشارة ، وقال : أخرجه أبو نعيم وأبوموسی. وأورده المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 75 والرياض النضرة : ج 2 ص 266، و القندوزي في الباب 9 من ينابيع المودة ص 57 نقلا عن عبدالله بن أحمد في زوائد المسند .

إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) آخا بين المسلمين ثم قال : «يا علي، أنت أخي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي، أما علمت ياعلي أنه أول من يدعى به يوم القيامة، يدعى بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بأبينا إبراهيم(عليه السلام)فيقوم عن يمين العرش في ظله فيکسي حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين(1) عن يمين العرش في ظله ويکسون حلة خضراء من حلل الجنة.

ألا وإني أخبرك يا علي، إن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أبشرك یا علي، إن أول من يدعي بك يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك متي ومنزلتك عندي ، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، وإن آدم وجميع من خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه یاقوتة حمراء، قصبه(2) فضة بيضاء ، زجه درة خضراء ، له ثلاث ذرائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، وذؤابة في وسط الدنيا، مكتوب عليها ثلاث أسطر: الأول :بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، والأخر : الحمد لله رب العالمين ، والثالث: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله، طول كل سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة ، فتسير باللواء، والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك حتى تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش، فتكسي حلة خضراء من حلل الجنة، ثم ينادي مناد من عند العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، ألا

ص: 42


1- قال الجزري في مادة «سمط» من النهاية : ج 2 ص 401 : السماط : الجماعة من الناس ، والنخل . وقال الزبيدي في تاج العروس : ج 5 ص 162 : سماط القوم - بالكسر : صفهم ، ومنه يقال : قام بين السماطين ،ويقال : قام القوم حوله سماطين ، أي صفين.
2- في نسخة : «قضيبه»، والقضيب : ما كان مستطيلاً أجوف من الذهب والفضة ونحوهما.

وإني أبشرك ياعلي أنك تدعي إذا دعيت ، وتكسي إذا کسیت، وتحيي إذا حييت

(أحييت).

(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 14)

(600) 7(1)- حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم

بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدثنا أبوجرير قال : حدثنا عطاء الخراساني رفعه :

عن عبدالرحمان بن غنم (في حديث المعراج) قال : فمر النبي صلى الله علیه و آله وسلم على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من هذا الشيخ يا جبرئیل»؟

قال : «هذا أبوك إبراهيم».

قال : «فما هؤلاء الأطفال حوله»؟

قال : «هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 69، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب المعراج من تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(601) 8- حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن جعفر

الأسدي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد الشامي قال :حدثنا إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : سألت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام)عن موسی بن عمران(عليه السلام)لما رأى جبالهم وعصيهم، كيف أوجس في نفسه خيفة ولم وجسها إبراهيم(عليه السلام)حين وضع في المنجنيق وقذف به في التار؟

فقال(عليه السلام) : «إن إبراهيم(عليه السلام)حين وضع في المنجنيق كان مستندة إلى ما في صلبه

ص: 43


1- 7- انظر المنقبة 97 من «مئة منقبة»: ص 151 - 152.

من أنوار حجج الله عز وجل، ولم يكن موسی(عليه السلام)كذلك، فلهذا أوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها إبراهيم (عليه السلام)».

(أمالي الصدوق : المجلس 96، الحديث 2)

(602) (1)9 - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن يعقوب

قال : حدثنا أبو محمد القاسم بن العلاء:

عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا في أيام علي بن موسی(عليه السلام)بمرو، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم جمعة في بدء مقدمنا، فأدار الناس أمر الإمامة(2)،و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على ميدي ومولاي الرضا لا فأعلمته بما خاض الناس فيه(3)، فتبسم(عليه السلام)ثم قال : «یا عبدالعزيز، جهل القوم ودعوا عن أديانهم(4)، (إلى أن قال :) هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة ، فيجوز فيها اختيارهم ؟! إن الإمامة أجل قدرة، وأعظم شأنا، وأعلى مكانة، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بأرائهم، أو يقيموا إماماً

ص: 44


1- 9- رواه الكليني(قدس سره)في عنوان «باب نادر في فضل الإمام وصفاته» من كتاب الحجة من الكافي: 198:1 - 203 ح 1، عن أبي محمد القاسم بن العلاء، رفعه عن عبد العزيز بن مسلم. ورواه الصدوق(قدس سره)في الباب 58 من كمال الدين : 2: 675 - 681 برقم 31، وفي باب معنی الإمام المبين من معاني الأخبار ص 96 - 101 برقم 2، وفي الباب 20 من العيون : 1: 195 -200 برقم 1، وفي ص 200 من العيون برقم 2. وأورده الحراني في تحف العقول ص 436 - 442 إلى قوله(عليه السلام) : «فيكون مختارهم بهذه الصفة»، والطبرسي في عنوان «احتجاجه(عليه السلام) فيما يتعلق بالإمامة وصفات من خصه الله بها»من احتجاجات الإمام الرضا علا من كتاب الاحتجاج : 2: 439 - 447 مرسلا عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم . ورواه محمد بن إبراهيم النعماني في الباب 13 من كتاب الغيبة ص 216 - 224 ح 6.
2- في الكافي : «فأداروا أمر الإمامة».
3- في الكافي : «فأعلمته خوض الناس فيه» .
4- في نسخة : «عن آرائهم» ، ومثله في الكافي .

باختيارهم، إن الإمامة خير الله عز وجل بها إبراهيم الخليل صلى الله عليه بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه الله بها وأشاد (1)بها ذكره، فقال عزوجل: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾، فقال الخليل(عليه السلام)سرورة بها:﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾؟ قال الله تبارك وتعالى :﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾(2)، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة، ثم أكرمه الله بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة، فقال

عز وجل :﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ *وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾(3)، فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرناً حتى ورثها النبي ، فقال جل جلاله (4):﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (5).

(أمالي الصدوق : المجلس 97، الحديث 1)

يأتي تمامه في الباب 1 من أبواب علامات الإمام وصفاته ، من كتاب الإمامة.

(603) 10- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن أحمهم جحرج عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سلیمان، عن أبي حمزة الثمالي :

عن أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)قال : «أول اثنين تصافحا على وجه الأرض

ذوالقرنين وإبراهيم الخليل ، استقبله إبراهيم ال فصافحه، وأول شجرة على وجه الأرض النخلة».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 25)

ص: 45


1- في نسخة : «أشار» ، وفي الكافي : «شرفه بها وأشاد» .
2- سورة البقرة : 2: 124.
3- سورة الأنبياء : 21 : 72 - 73.( ) في نسخة : «قرنة عن قرن» .
4- في الكافي : «حتى ورثها الله النبي ؟ ، فقال جل وتعالى» .
5- سورة آل عمران : 3: 68.

(604)11(1) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرنا جعفر بن عنبسة بن عمرو قال : حدثنا سلیمان بن يزيد قال :حدثنا علي بن موسى قال : حدثني أبي، عن أبيه أبي عبدالله ،عن أبيه، عن آبائه : عن علي(عليه السلام) قال : «الذبيح إسماعيل» .

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 30)

ص: 46


1- 11- وروى أيضا الصدوق في الحديث 34 من باب نوادر المعاني من معاني الأخبار ص391 عن محمد بن موسی بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب : عن داود بن كثير الرقي قال : قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : أيهما كان أكبر ؟ إسماعيل أو إسحاق ؟ وأيهما كان الذبيح ؟ فقال : «كان إسماعيل أكبر من إسحاق بخمس سنين ، وكان الذبيح إسماعيل ، وكانت مكة منزل إسماعيل ، وإنما أراد إبراهيم أن يذبح إسماعيل أيام الموسم مني». قال : «وكان بين بشارة الله لإبراهيم باسماعیل وبين بشارته باسحاق خمس سنين ، أما تسمع لقول إبراهيم(عليه السلام)حيث يقول :﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ ، إنما سأل الله عز وجل أن يرزقه غلاما من الصالحين، وقال في سورة الصافات : ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾يعني إسماعيل من هاجر». قال : «ففدى إسماعيل بكبش عظيم» . فقال أبو عبد الله(عليه السلام): «ثم قال :﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ *وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ ﴾ يعني بذلك إسماعيل قبل البشارة بإسحاق، فمن زعم أن إسحاق أكبر من إسماعيل وأن الذبيح إسحاق فقد كذب بما أنزل الله عز وجل في القرآن من نبأهما» . وروى عنه الراوندي في الفصل الأول من الباب الرابع - في نبوة إبراهيم (عليه السلام)- من قصص الأنبياء ص 108ح 101. وأورده الحراني في قصار مواعظ الإمام الصادق(عليه السلام)من تحف العقول : ص 375 وروی نحوه القمي في تفسير الآية 102 - 106 من سورة الصافات من تفسيره : ج 2 ص226 قال: حدثني أبي ، عن صفوان بن يحيى ، وحماد، عن عبدالله بن المغيرة ، عن ابن سنان:عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : سألناه عن صاحب الذبح ؟ فقال : «إسماعيل» . ثم قال : وقدروي عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أنه قال : « أنا ابن الذبيحين». يعني إسماعيل وعبد الله بن عبدالمطلب،وهذان الخبران عن الخاصة في الذبيح ، قد اختلفوا في إسحاق وإسماعيل وعبد الله ! وقد روت العامة خبرين مختلفين في إسماعيل وإسحاق. وقال الطبرسي في مجمع البيان : ج 8 ص 707 في ذيل الآيات المذكورات : اختلف العلماء في الذبيح على قولين : أحدهما : أنه إسحاق ، وروي ذلك عن علي(عليه السلام) وابن مسعود وقتادة وسعيد بن جبير ومسروق وعكرمة وعطاء والزهري والسدي والجبائي. والقول الأخر : أنه إسماعيل ، عن ابن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيب والحسن والشعبي ومجاهد والربيع بن أنس والكلبي ومحمد بن کعب القرظي ، وكلا القولين رواهما أصحابنا عن أئمتنا(عليهم السلام) إله إلا أن الأظهر في الروايات أنه إسماعيل، ويعضده قوله بعد قصة الذبح:﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ، ومن قال إنه بشر بنبوة إسحاق فقد ترك الظاهر ، ولأنه قال ف موضع آخر :﴿ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ ، فبشره بإسحاق وبأنه سيولد له يعقوب ، فكيف يبشره بذرية إسحاق ثم يأمره بذبح إسحاق مع ذلك. وقد صح عن النبي صلى الله علیه و آله وسلم أنه قال : «أنا ابن الذبيحين»، ولا خلاف أنه من ولد إسماعيل ، والذبيح الأخر هو عبدالله أبوه . وحجة من قال إنه إسحاق : أن أهل الكتابين أجمعوا على ذلك. وجوابه : إن إجماعهم ليس بحجة ، وقولهم غير مقبول، وروی محمد بن إسحاق عن محمد بن کعب القرظي قال : كنت عند عمر بن عبدالعزيز فسألني عن الذبيح ؟ فقلت : إسماعيل، واستدللت بقوله : ﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ، فأرسل إلى رجل بالشام كان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه ، وكان يرى أنه من علماء اليهود ، فسأله عمر بن عبدالعزيز عن ذلك – وأنا عنده - فقال : إسماعيل، ثم قال : والله يا أمير المؤمنين ، إن اليهود لتعلم ذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أبوكم الذي كان من أمر الله فيه ما كان ، فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق ، لأن إسحاق أبوهم. وقال الأصمعي : سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح، إسحاق أم إسماعيل ؟ فقال : يا أصمعي ، أين ذهب عنك عقلك ، ومتى كان إسحاق بمكة، وإنما كان بمكة إسماعيل، وهو بني البيت مع أبيه ، والمنحر بمكة لاشك فيه . وقال(قدس سره) في ص 710 : وروى العياشي بإسناده عن برید بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كم كان بين بشارة إبراهيم(عليه السلام)بإسماعيل(عليه السلام)، وبين بشارته بإسحاق ؟ قال : «كان بين البشارتين خمس سنين ، قال الله سبحانه :﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾يعني إسماعيل ، و هي أول بشارة بشرالله بها إبراهيم في الولد ، ولما ولد لإبراهيم إسحاق من سارة وبلغ إسحاق ثلاث سنين أقبل إسماعيل(عليه السلام)إلى إسحاق وهو في حجر إبراهيم ، فنحاه وجلس في مجلسه فبصرت به سارة فقالت : يا إبراهيم ينحي ابن هاجر ابني من حجرك ويجلس هو في مكانه ؟! لا والله لا تجاورني هاجر وابنها في بلاد أبدا، فنحهما عني . وكان إبراهيم مكرما لسارة يعزها و يعرف حقها ، وذلك لأنها كانت من ولد الأنبياء وبنت خالته ، فشق ذلك على إبراهيم واغتم لفراق إسماعيل(عليه السلام)، فلما كان في الليل أتى إبراهيم آت من ربه فأراه الرؤيا في ذبح إسماعيل بموسم مكة ، فأصبح إبراهيم حزينة للرؤيا التي رآها ، فلما حضر موسم ذلك العام حمل إبراهيم هاجر وإسماعيل في ذي الحجة من أرض الشام فانطلق بها إلى مكة ليذبحه في الموسم، فبدأ بقواعد البيت الحرام ، فلما رفع قواعده خرج إلى منى حاجة وقضی نسکه بمنى ورجع إلى مكة ، فطافا بالبيت أسبوعا ثم انطلقا إلى السعي فلا صارا في المسعى قال إبراهيم الإسماعيل ال : ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾ في موسم عامي هذا، فماذا ترى ؟ قال : ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾ ، فلما فرغ من سعيهما انطلق به إبراهيم إلى منى وذلك يوم النحر ، فلما انتهى به إلى الجمرة الوسطى و أضجعه جنبه الأيسر وأخذ الشفرة ليذبحه نودي : ﴿ «یا إبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾إلى آخره، وفدي إسماعيل بكبش عظيم فذبحه وتصدق بلحمه على المساكين . وقال بعد جملات : وعن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)أنه سئل عن صاحب الذبح؟ قال : «هو إسماعيل». وعن زياد بن سوقة ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : سألته عن صاحب الذبح ؟ فقال : «إسماعيل(عليه السلام)». وانظر الحديث 1397 من قرب الإسناد – للحميري - : ص 389 - 390.

ص: 47

(605) 12 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثني

محمد بن جعفر بن محمد بن ریاح الأشجعي قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا أرطاة بن حبيب، عن زياد بن المنذر:

عن أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)( في حديث) قال : فلما كان من أمر إخوة

یوسف ما كان ، كتب يعقوب إلى يوسف(عليه السلام)وهو لا يعلم أنه يوسف: «بسم الله

الرحمن الرحيم، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله عز وجل إلى عزيز آل فرعون.

ص: 48

سلام عليك ، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلاهو، أما بعد : فإنا أهل بيتي تولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيم لا ألقي في النار في طاعة ربه ، فجعلها الله عليه بردا وسلاماً، أمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به» الحديث.

قال أبوالمفضل: اختلف الناس في الذبيح، وقول النبي :«أنا ابن الذبيحين»يعني إسماعيل وعبد الله أباه فولاد ، والعرب بجمعة أن الذبيح هو إسماعيل.

وأنا أقول : اختلفت روايات العامة والخاصة في الذبيح من هو ، والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر، ولاجماع علماء أهل البيت على أنه إسماعيل.

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 29)

سيأتي تمامه في باب قصص يعقوب ويوسف على نبينا وآله و عليهما السلام.

(606)13(1) - وعن ابن عقدة قال : أخبرني علي بن محمد الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال :حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسی، عن أبيه، عن جده، عن آبائه :عن علي(عليه السلام)قال:«كان إبراهيم أول من أضاف الضيف، وأول من شاب، فقال : ما هذا ؟ قيل : وقار في الدنيا ونور في الآخرة» .

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 31)

ص: 49


1- 13 - ورواه البيهقي في الباب 40 من شعب الإيمان : 211:5ح6392 عن سعيد بن المسيب بتفاوت وزيادة فقرات أخرى. والفقرة الأولى منها، رواها أبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 10 ح 18 من طريق أبي هريرة ، إلا أن فيه : «... ضيف الضيف ...»، وبهامشه عن أوائل الطبراني : 10. ورواه الديلمي في فردوس الأخبار : 1: 57ح 43 من طريق نبيط بن شريط. وفي هامشه عن الأوائل للطبراني - ص 35، وأوائل السيوطي : ص 91. وروى أبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 12 - 13 ح 24 نحو الفقرة الثانية بإسناده عن کعب ، ونقل في هامشه عن أوائل الطبراني : 40. وروى مالك نحوه في الموطأ : 2: 922 کتاب صفة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) ، الباب 3، الحديث : عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب . وانظر تخريج الحديث التالي.

(107) 14(1) - أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعکبري، عن محمد بن همام بن سهيل، عن عبدالله بن جعفر الحميري،عن محمد بن خالد الطيالسي، عن أبي العباس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :

سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : «ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى

المؤمن ، وإنه وقار للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة ، به وقر الله تعالى خليله إبراهيم(عليه السلام) ، فقال : ما هذا يا رب ؟ قال له : هذا وقار. فقال : يا رب زدني

وقارا» .

قال أبو عبدالله(عليه السلام) : «فمن إجلال الله إجلال الشيبة المسلم».|

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 35)

ص: 50


1- 14-وروی نحوه في الحديث 1 من الباب 95 - علة الشيب وابتدائه - من علل الشرائع : ج1ص 104 قال(عليه السلام) : حدثنا أبي له قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري : عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال :«كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيم( عليه السلام) شيباً في لحيته ، فقال: يا رب ، ما هذا ؟ فقال : هذا وقار . فقال : رب زدني وقارا» . وفي الحديث 2 من الباب : حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزیار ، عن الحسين بن عمار، عن نعيم: عن أبي جعفر(عليه السلام)قال : «أصبح إبراهيم(عليه السلام)فرأى في لحيته شیبا شعرة بيضاء ، فقال : الحمد الله رب العالمين ، الذي بلغني هذا المبلغ ، ولم أعص الله طرفة عين» .وفي الحديث 3 من الباب : أخبرني علي بن حاتم قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن عثمان ، عن جعفر بن الريان، عن الحسن بن الحسين ، عن خالد بن إسماعيل بن أيوب المخزومي : عن جعفر بن محمد (عليه السلام)أنه سمع أبا الطفيل يحدث أن عليا(عليه السلام)يقول : « كان الرجل يموت وقد بلغ الهرم ولم يشب ، فكان الرجل يأتي النادي فيه الرجل وبنوه فلايعرف الأب من الابن، فيقول : أيكم أبوكم ؟ فل كان زمان إبراهيم ، فقال : اللهم اجعل لي شيبة أعرف به . فشاب و ابيض رأسه ولحيته» . وروی نحوه الراوندي في الفصل 1 من الباب 4 من قصص الأنبياء ص 109 تحت الرقم 103 قال : عن ابن بابویه ، عن أبيه ، حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمان بن الحجاج : عن أبي عبدالله صلوات الله عليه في قوله تعالى : ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾[هود:71] يعني : حاضت ، وهي يومئذ ابنة تسعين سنة ، وإبراهيم ابن مئة وعشرين سنه» . قال : « ..إبراهيم على نظروا إلى إسحاق ؟ رفع قالوا : ما أعجب هذا وهذه - يعنون إبراهيم (عليه السلام) سارة - أخذا صبا وقالا : هذا ابننا - يعنون إسحاق -، فلا كبر لم يعرف هذا وهذا لتشابههم حتى صار إبراهيم يعرف بالشيب». . قال : «فثني إبراهيم(عليه السلام) لحيته ، فرأى فيها طاقة بيضاء فقال إبراهيم : اللهم ما هذا ؟ فقال : وقار . فقال : اللهم زدني وقارا».. ورواه البخاري في الباب 601 من الأدب المفرد : ص 365ح 1250 من طریق سعید بن المسيب ، بتفاوت. والفقرة الأخيرة من الرواية رواها الكليني (قدس سره)في الحديث 1 من باب «إجلال الكبير» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 195 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله الا ، عن رسول الله . وانظر تخريج الحديث المتقدم.

(108) (1)15 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحقار قال : حدثنا أبوالقاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قال : حدثنا عبدالرزاق قال : حدثنا أبي، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف، عن عبدالله بن مسعود قال :

ص: 51


1- 15 - ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 35 من سورة إبراهيم من شواهد التنزيل : ج1ص411؛ عن أبي نصر عبدالرحمان بن علي بن محمد البراز ، عن أبي الفتح هلال بن محمد بنجعفر ، عن أبي القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي. ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث 322 من کتاب مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) ص 279، وقال محقق الكتاب في الهامش : ورواه الحميدي من حديث ابن مسعود على ما في المناقب المرتضوي : ص 41 ط بمبني . وروى الكليني(قدس سره) في الحديث 1 من باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة من كتاب الحجة من الكافي: 1: 174 - 175 عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ، و درست بن أبي منصور عنه قال : قال أبو عبد الله : «الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات (وساق الحديث إلى أن قال:) وقد كان إبراهيم(عليه السلام) نبيا وليس بإمام حتى قال الله : ﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًاقَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ قال ومن ذريتيه فقال الله تعالى :﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾من عبد صن أو وثنا لا يكون إماماً. وروى عنه المفيد في الاختصاص : ص 22 - 23.

قال رسول الله : «أنا دعوة أبي إبراهيم»(1).

فقلنا : يا رسول الله، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟

قال : «أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم :﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾، فاستخفت إبراهيم الفرح ، فقال : يارب، ومن ذري،﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾(2)ائمة مثلي؟ فأوحى الله عز وجل إليه: أن ياإبراهيم، إني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به.

قال : يا رب، وما العهد الذي لاتفي به ؟

قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك . قال : يا رب، ومن الظالم من ولدي الذي لاينال عهدك ؟

قال : من سجد لصنم من دوني لا أجعله إمامة أبدأ، ولا يصح أن يكون إماماً.

قال إبراهيم:﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ*«رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ

ص: 52


1- ورواه الصدوق في باب وصايا النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام)، من کتاب المواعظ : ص 38، والديلمي في الفردوس: 1: 78ح 116 من طريق أبي أمامة ، والقاضي النعمان في دعائم الإسلام : 1: 36 في عنوان «ذكر إيجاب الصلاة على محمد وعلى آل محمد ...».
2- سورة البقرة : 2: 126.

النَّاسِ﴾(1)»

قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : «فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي لم يسجد أحد منا لصنم قطً فاتخذني الله نيا، وعليا وصياً».

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 12)

(109)16(2) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا رجاء بن يحيى بن سامان أبو الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة و ثلاث مئة وفيها مات، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن شتون قال : حدثني عبد الله بن عبدالرحمان الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي ، قال : حدثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه أبي الأسود:

عن أبي ذر ( في حديث ) قال : قلت: يا رسول الله ، فما كانت صحف إبراهيم؟

قال : «كانت أمثالأ كلها، وكان فيها: أيها الملك المسلط المبتلى ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عتي دعوة المظلوم، فإني لاأردها وإن كانت من کافر أو فاجر فجوره على نفسه.

وكان فيها أمثال : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبة على عقله أن يكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يتفكر في صنع الله تعالى ، وساعة يحاسب فيها نفسه فيا قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال في المطعم

ص: 53


1- سورة إبراهيم : 14 : 35 - 36.
2- 19 - ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 1: 204 - 205 في عنوان «الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجد وما يتصل بذلك» عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم ، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، عن أبي جعفر محمد بن العباس بن أيوب ، عن محمد بن مرزوق بن بكير ، عن يحيى بن سعد العبشمي من بني سعد بن تميم ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير الثقفي ، عن أبي ذر. وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 66:2 - 69، والطبرسي في مكارم الأخلاق :ص 472 .

والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنة إلا في ثلاث : تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه».

(إلى أن قال :) قلت: يا رسول الله ، فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم و موس (عليهم السلام)غير ما أنزل الله عليك ؟

قال : «اقرأ يا أباذر :﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى *وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى*بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى*إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾(1)»

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(610) (2)17 - أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا

ص: 54


1- الأعلى : 87: 14 - 19.
2- 17- وروی نحوه الراوندي في الباب الرابع من قصص الأنبياء ص 105 تحت الرقم 98 نقلاً عن ابن بابویه، عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصير، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مروان : عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : «كان دعاء إبراهيم (عليه السلام) يومئذ : «یا أحد یا صمد ، یا من لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد» ثم «توكلت على الله» ، فقال : کفیت . وقال : «لما قال الله تعالى للنار :﴿كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ لم تعمل يومئذ نار على وجه الأرض، ولا انتفع بها أحد ثلاثة أيام». قال : «ونزل جبرئيل يحدثه وسط النار، قال نمرود: من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم». فقال عظيم من عظمائهم : إني عزمت على النيران أن لاتحرقه ، قال : فخرجت عنق من النار فأحرقته ، وكان نمرود ينظر بشرفة على النار . فلما كان بعد ثلاثة أيام قال نمرود لازر : اصعد بنا حتى ننظر ، فصعدا فإذا إبراهيم في روضة خضراء ومعه شيخ يحدثه»، قال : «فالتفت نمرود إلى آزر فقال : ما أكرم ابنك على الله ،والعرب تسمي العم أبا -، قال الله تعالى - في قصة يعقوب - :﴿ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ﴾، وإسماعيل كان عم يعقوب(عليهم السلام) وقد سماه أباً في هذه الآية».

أبوعبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد

قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد

بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن

هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : «كان لقرود مجلس يشرف منه على النار، فلا كان

بعد ثلاثة أشرف على النار هو وآزر، وإذا إبراهيم(عليه السلام)مع شيخ يحدثه في روضة

خضراء».

قال : «فالتفت نمرود إلى آذر فقال : يا آزر، ما أكرم ابنك على ربه» !

قال : «ثم قال نمرود لإبراهيم : اخرج عني ولا تساكني» .

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 6)

ص: 55

باب 10- قصة ذي القرنين

أقول: مضى في الباب المتقدم أن أول اثنين تصافحا على وجه الأرض إبراهيم الخليل (عليه السلام) وذو القرنين(1).

(611)(2)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن هارون [أبو الحسين الثقفي] الزنجاني (3) قال : حدثنا معاذ بن المثنى العنبري قال : حدثنا عبد الله بن [محمد بن ]أسماء قال: حدثنا جويرية بن أسماء الضبعي ]، عن شفیان، عن منصور، عن أبي وائل:

عن وهب [بن منبه] قال : وجدت في بعض كتب الله عز وجل : أن ذا القرنين لما فرغ من عمل السد انطلق على وجهه ، فبينا هو يسير وجنوده إذ مر على شيخ يصلي، فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من صلاته ، فقال له ذوالقرنين : كيف لم یروعك ما حضرك من جنودي ؟!

قال : كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك، وأعز سلطاناً، وأشد قوة، ولو صرفت وجهي إليك لم أدرك حاجتي قبله.

فقال له ذوالقرنين : هل لك في أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي، وأستعين بك على بعض أمري؟

فقال : نعم إن ضمنت لي أربع خصال : نعيماً لايزول، وصحة لاسقم فيها،وشباباً لا هرم فيه ، وحياةً لاموت فيها .

ص: 56


1- تقدم في الحديث 10 من الباب المتقدم.
2- 1- ورواه أيضا في الحديث 34 من الباب 222 - النوادر - من علل الشرائع ص 472.وأورده الفتال في روضة الواعظين : 2: 436 في عنوان «مجلس في الزهد والتقوى» .وروی نحوه الراوندي في الفصل 3 من الباب 5 من قصص الأنبياء ص 123، تحت الرقم126 عن عبدالله بن سليمان - وكان رجل قرأ الكتب ..
3- لمحمد بن هارون الزنجاني ترجمة في تاريخ الإسلام وفيات 351 - 380، ص 239.

فقال له ذوالقرنین : وأي مخلوق يقدر على هذه الخصال ؟!

فقال الشيخ : فإني مع من يقدر عليها وملكها وإياك.

ثم مر برجل عالم، فقال لذي القرنين :أخبرني عن شيئين منذ خلقها الله عز وجل قائمين ؟ وعن شيئين جاريين ؟ وعن شيئين مختلفين ؟ وشيئين متباغضين ؟

فقال له ذوالقرنين : أما الشيئان القائمان: فالسماوات والأرض، وأما الشيئانالمجاریان : فالشمس والقمر، وأما الشيئان المختلفان : فالليل والنهار، وأما الشيئان المتباغضان : فالموت والحياة.

فقال : انطلق فإنك عالم.

فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلب جماجم الموتى، فوقف عليه بجنوده فقال له : أخبرني - أيها الشيخ - لأي شيء قلب هذه الجماجم؟

قال : لأعرف الشريف من الوضيع ، والغني من الفقير، فما عرفت ، وإني لأقلبها منذ عشرين سنة.

فانطلق و القرنين وترکه وقال : ما عنيت بهذا أحدا غيري .

فبينا هو يسير إذ وقع على الأمة العالمة من قوم موسى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، فلما رآهم قال لهم : أيها القوم، أخبروني بخبركم، فإني قد درت الأرض شرقها وغربها، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها، ونورها وظلمتها، فلم ألق مثلكم، فأخبروني ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم؟!

قالوا: فعلنا ذلك لئلا ننسى الموت، ولا يخرج ذكره من قلوبنا.

قال : فما بال بیوتكم ليس عليها أبواب ؟

قالوا : ليس فينا لص ولاظنين(1)، وليس فينا إلا أمين .

قال : فما بالكم ليس عليكم أمراء؟

قالوا: لانتظالم.

قال : فما بالكم لیس بینکم حکام؟

قالوا: لا تختصم

ص: 57


1- الظنين : المتهم.

قال : فما بالكم ليس فيكم ملوك ؟

قالوا: لانتكاثر.

قال : فما بالكم لاتتفاضلون ولاتتفاوتون ؟

قالوا: من قبل آنا متواسون متراحمون.

قال : فما بالكم لاتتنازعون ولا تختلفون؟

قالوا: من قبل ألفة قلوبنا و صلاح ذات بيننا.

قال : فما بالكم لاتستبون ولاتقتتلون؟

قالوا: من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم، وشسنا أنفسنا بالحلم.

قال : فما بالكم كلمتكم واحدة، وطريقتكم مستقيمة ؟

قالوا: من قبل آنا لانتكاذب و لانتخادع، ولا يغتاب بعضنا بعضاً.

قال : فأخبروني لم ليس فیکم مسكين ولا فقير؟

قالوا: من قبل أنا نقسم بالسوية.

قال : فما بالكم ليس فيكم فظ ولاغليظ؟

قالوا: من قبل الذل والتواضع.

قال : فلم جعلكم الله عز وجل أطول الناس أعماراً؟

قالوا: من قبل أنا نتعاطى الحق و نحكم بالعدل .

قال : فما بالكم لاتقحطون؟

قالوا: من قبل أنا لاتغفل عن الإستغفار.

قال : فما بالكم لاتحزنون؟

قالوا: من قبل انا وطنا أنفسنا على البلاء فعزينا أنفسنا .

قال : فما بالكم لاتصيبكم الأفات؟

قالوا: من قبل أنا لانتوكل على غير الله عز وجل، ولانستمطر بالأنواء و النجوم.

قال : فحدثوني أيها القوم، هكذا وجدتم آباءكم يفعلون؟

قالوا: وجدنا آباءنا يرحمون مسکینهم، ويواسون فقيرهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويستغفرون لمسيئهم، ويصلون أرحامهم.

ص: 58

ويؤدون أمانتهم، و يصدقون ولا يكذبون، فأصلح الله لهم بذلك أمرهم.

فأقام عندهم ذوالقرنين حتى قبض، وكان له خمس مئة عام.

(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحديث7 )

(612) 2(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله)و قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن عیسی بن محمد ، عن علي بن مهزیار، عن عبدالله بن عمر ، عن عبدالله بن حماد:

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إن ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه فدخل في الظلمات ، فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمس مئة ذراع، فقال له الملك : يا ذا القرنين ، أما كان خلفك مسلك ؟ فقال له ذوالقرنين: من أنت؟

قال : أنا ملك من ملائكة الرحمان، موکل بهذا الجبل ، فليس من جبل خلقه الله

عز وجل إلا وله عرق إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله عز وجل أن يزلزل مدينة أوحي إلى فزلزلتها».

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 2)

ص: 59


1- 2- ورواه أيضا في باب صلاة الآيات من كتاب الصلاة من الفقيه : ج 1 ص 542 تحت الرقم 1511. وفي الحديث 2 من الباب 343 - علة الزلزلة - من علل الشرائع : ج 2 ص 554. ورواه أيضا العياشي في تفسير الآية 83 من سورة الكهف في تفسيره: ج 2 ص 350ح 82 عن جمیل بن دراج ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) . ورواه أيضا الشيخ الطوسي(قدس سره)في الحديث1من الباب 27 - باب صلاة الكسوف - من کتاب الصلاة من تهذیب الأحکام : ج 3 ص 290 ح 874 عن محمد بن علي بن محبوب ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزیار ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن عمرو، عن حماد بن عثمان : عن جمیل ، عن أبي عبدالله ؟ قال : سألته عن الزلزلة ؟ فقال : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه(عليهم السلام)قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)... وذكر الحديث.

باب 11- قصص يعقوب ويوسف على نبينا وآله وعليها السلام

مضافة على ما تقدم في الباب الأول.

(613)1(1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن محمد بن سهل البحراني(2)، رفعه إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «البکاءون خمسة : آدم، ويعقوب، ویوسف، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين(عليه السلام) .

فأما آدم، فبكي على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية.

وأما يعقوب فبكي على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له : ﴿تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾(3).

وأما يوسف، فبكي على يعقوب حتى تأدی به أهل السجن ، فقالوا: إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل، وإما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار.فصالحهم على واحد منها»الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 29، الحديث 5)

تقدم إسناده في الباب 7، ويأتي تمامه في ترجمة سيدة النساء(عليها السلام) ، وترجمة الإمام السجاد(عليه السلام) .

ص: 60


1- 1- ورواه أيضا في باب الخمسة من الخصال : ص 272ح 15. ورواه الإربلي في ترجمة فاطمة(عليها السلام)من کشف الغمة : 2: 120 في عنوان «ذکر حالها بعد أبيها(عليه السلام)» .
2- هذا هو الظاهر الموافق للخصال وبحار الأنوار : 11 : 204ح 2، و 82: 86ح 33 ولترجمة الرجل في قاموس الرجال : 8: 208، وفي النسخ : «النجراني»، وفي نسخة: «محمد بن سهيل النجراني».
3- یوسف : 12 : 85.

(614)2(1)- حدثنا أحمد بن زیاد الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،عن أبيه:

عن الريان بن الصلت قال : دخلت على علي بن موسى الرضا(عليه السلام)فقلت له : يا

ابن رسول الله، إن الناس يقولون: إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا !

فقال (عليه السلام): «قد علم الله کراهتي لذلك، فلا خیرت بين قبول ذلك وبين القتل

اخترت القبول على القتل، ريحهم أما علموا أن يوسف (عليه السلام)كان نبيا رسولاً، فلما

دفعته الضرورة إلى توتي خزائن العزيز قال له: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾(2)، ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك، على أني ما دخلت في هذا الأمر إلا خول خارج منه، فإلى الله المشتكي وهو المستعان».

(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 3)

(615) 3(3) - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم(رحمه الله)قال: حدثنا أبي، عن ياسر قال : لما ولي الرضا(عليه السلام) العهد سمعته . وقد رفع يديه إلى السماء-وقال: «اللهم إنك تعلم أني مکره مضطر، فلاتؤاخذني کما لم تؤاخذ عبدك ونبيك يوسف حين دفع إلى ولاية مصر». (أمالي الصدوق : المجلس 14، الحديث 13)

ص: 61


1- 2 - ورواه أيضا في الباب 40 - السبب الذي من أجله قبل علي بن موسى الرضا(عليه السلام) ولاية العهد من المأمون - من عيون أخبار الرضا(عليه السلام) : 150:1 ح 2، وفي الباب 173 من علل الشرائع : ص 239 ح 3. وأورده الفتال في المجلس 25 من روضة الواعظين : ص 224.
2- سورة يوسف 12: 55.
3- 3 - وأورده الفتال في المجلس 25 من روضة الواعظين : ص 229.

(616)4(1) - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله) قال: أخبرنا أحمد بن محمد الكوفي الهمداني البزاز(2) قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال : حدثنا جعفر بن سلیمان، عن عبدالله بن الفضل، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب ، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس قال : لما أصاب آل يعقوب ما أصاب الناس من ضيق الطعام، جمع يعقوب(عليه السلام) بنیه فقال لهم : يا بني، إنه بلغني أنه يباع بمصر طعام طیب، وأن

صاحبه رجل صالح لايحبس الناس، فاذهبوا إليه واشتروا منه طعاما ، فإنه سيحسن إليكم إن شاء الله .

فتجهزوا وساروا حتى وردوا مصر فأدخلوا على يوسف علي فعرفهم وهم له منکرون، فقال لهم : من أنتم؟

قالوا: نحن أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمان ، ونحن من جبل كنعان.

قال يوسف : ولدكم إذن ثلاثة أنبياء، وما أنتم بحكماء(3)، ولا فيكم وقار ولاخشوع، فلعلكم جواسيس لبعض الملوك جئتم إلى بلادي ؟

فقالوا: أيها الملك ، لسنا بجواسيس، ولا أصحاب حرب، ولو تعلم بأبينا إذن لكرمناعليك ، فإنه نبي الله وابن أنبيائه ، وإنه لمحزون.

قال لهم يوسف(عليه السلام) : فما لحزنه وهو نبي الله وابن انبيائه ، والجنة مأواه، وهو

ينظر إليكم في مثل عددكم وقوتكم ؟ فلعل حزنه إنما هو من قبل فهكم وجهلكم

وكذبكم وكیدكم ومکرکم ؟!

فقالوا : أيها الملك ، لسنا بجهال ولا سفهاء، ولا أتاه الحزن من قبلنا ، ولكن كان

ص: 62


1- 4 - وروی نحوه الراوندي في الفصل 2 من الباب السادس - في نبوة يعقوب ويوسف (عليهم السلام) من قصص الأنبياء ص 126 - 128، تحت الرقم 134 عن أبي عبدالله (عليه السلام). وانظر قصص الأنبياء - للثعلبي - : ص 114.
2- في نسخة :«البزار» .
3- في نسخة : «بحلماء» .

له ابن كان أصغرنا سناً يقال له يوسف، فخرج معنا إلى الصيد فأكله الذئب ، فلم يزل بعده كئيباً حزينة باكياً.

فقال لهم يوسف(عليه السلام): كلّكم من أب واحد؟

فقالوا : أبونا واحد، وأمّهاتنا شتّى.

قال : فما حمل أباكم على أن سرّ حكم كلّكم، ألاحبس منكم واحد يأنس به ويستريح إليه ؟

قالوا: قد فعل، قد حبس منّا واحداً، وهو أصغرنا سنّاً.

قال : ولم اختاره لنفسه من بینکم؟

قالوا: لأنّه أحبّ أولاده إليه بعد يوسف.

فقال لهم يوسف (عليه السلام): إنّي أحبس منکم واحداً يكون عندي، وارجعوا إلى أبيكم واقرءوه منّي السلام وقولوا له : يرسل إلىّ بابنه الّذي زعمتم أنّه حبسه عنده ، ليخبرني عن حزنه، وعن سرعة الشيب إليه قبل أوان مشيبه ، وعن بكائه وذهاب بصره.

فلمّا قال هذا، اقترعوا بينهم، فخرجت القرعة على شمعون، فأمر به فحبس، فلمّا ودعوا شمعون، قال لهم : يااخوتاه، انظروا ماذا وقعت فيه ، واقرؤوا والدي منّي السلام. فودّعوه وساروا حتّى وردوا الشام ودخلوا على يعقوب(عليه السلام)وسلّموا علیه سلاماً ضعيفاً، فقال لهم: يابنّي، ما لكم تسلّمون سلاماً ضعيفاً؟ وما لي لا أسمع فيكم صوت خليلي شمعون؟

قالوا: يا أبانا، إنا جئناك من عند أعظم النّاس مُلكاً، لم ير النّاس مثله حكماً و علماً وخشوعاً وسكينة ووقاراً ، ولئن كان لك شبيه فإنّه لشبيهك، ولكنّا أهل بیت خلقنا للبلاء، اتّهمنا الملك وزعم أنّه لايصدّقنا حتى ترسل معنا ابن يامين برسالة منك ، يخبره عن حزنك وعن سرعة الشيب إليك قبل أوان المشيب ، وعن بكائك وذهاب بصرك.

فظّن يعقوب(عليه السلام)أنّ ذلك مكرّ منهم، فقال لهم : يا بنّي، بئس العادة عادتكم، كلّما خرجتم في وجه نقص منكم واحد، لاأرسله معكم.

فلمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم بغير علم منهم، فأقبلوا إلى

ص: 63

أبيهم فرحين ، قالوا : يا أبانا، ما رأى الناس مثل هذا الملك أشد اتقاء للإثم منه ، رد علينا بضاعتنا مخافة الإثم، وهي﴿بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ﴾(1).

قال يعقوب : قد علمتم أن ابن یامین أحبكم إلي بعد أخيكم يوسف ، وبه أنسي وإليه سكوني من بين جماعتكم، ف﴿ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ﴾(2) فضمنه يهودا، فخرجوا حتى وردوا مصر، فدخلوا على يوسف(عليه السلام) فقال لهم : هل بلغتم رسالتي؟

قالوا: نعم، وقد جئناك بجوابها مع هذا الغلام فسله عما بدا لك.

قال له يوسف : بما أرسلك أبوك إلي يا غلام؟

قال : أرسلني إليك يقرؤك السلام ويقول : إنك أرسلت إلى تسألني عن حزني، وعن سرعة الشيب إلى قبل أوان المشيب ، وعن بكائي وذهاب بصري ، فإن أشد الناس حزناً وخوفاً أذكرهم للمعاد، وإنًما أسرع الشيب إلي قبل أوان المشيب لذكر يوم القيامة، وأبكاني وبيض عيني الحزن على حبيبي يوسف، وقد بلغني حزنك بحزني واهتمامك بأمري، فكان الله لك جازياً ومثيباً، وإنك لن تصلني بشيء أنا أشد فرحة به من أن تعجل علي ولدي ابن یامین ، فإنه أحب أولادي إلى بعد يوسف، فأونس به وحشتي، وأصل به وحدتي، وتعجل علي بما استعين به على عيالي.

فلما قال هذا خنقت یوسف(عليه السلام)العبرة، ولم يصبر حتى قام فدخل البيت فبکی

ساعة، ثم خرج إليهم وأمر لهم بطعام، وقال : ليجلس كل بني آم على مائدة.

فجلسوا وبقي ابن یامین قائما، فقال له يوسف : ما لك لا تجلس؟

فقال له : ليس لي فيهم ابن أم.

فقال له يوسف(عليه السلام) : أفما كان لك ابن أم؟

فقال له ابن یامین : بلى.

ص: 64


1- سورة يوسف : 12: 61.
2- سورة يوسف :12: 66 .

فقال له يوسف(عليه السلام) : فما فعل؟

قال : زعم هؤلاء أن الذئب أكله.

قال : فما بلغ من حزنك عليه ؟

قال : ولد لي اثنا عشر ابناً كلهم اشتق لهم اسماً من اسمه .

فقال له يوسف (عليه السلام): أراك قد عانقت النساء، وشمت الولد من بعده !

فقال له ابن یامین : إن لي أبا صالحاً، وإنه قال لي: تزوج، لعل الله عز وجل يخرج منك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح.

فقال له يوسف(عليه السلام): تعال فاجلس على مائدتي.

فقال إخوة يوسف : لقد فضل الله يوسف وأخاه حتى إن الملك قد أجلسه معه على مائدته(1).

فأمر يوسف(عليه السلام) أن يجعل صواع(2) الملك في رحل ابن یامین ، فلما تجهزوا ﴿ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ*قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ *قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ*قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾.

ص: 65


1- وروى العياشي في الحديث 44 من تفسير سورة يوسف في تفسيره: ج 2 ص 183 من طريق أبان الأحمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:«لما دخل إخوة يوسف عليه وقد جاءوا بأخيهم معهم وضع لهم الموائد ثم قال : يمتار كل واحد منكم مع أخيه لأمه على الخوان ، فجلسوا وبقی أخوه قائما، فقال له : ما لك لاتجلس مع إخوتك ؟ قال : ليس لي منهم أخ من أمي . قال : فلك أخ من أمك زعم هؤلاء أن الذئب أكله ؟ ! قال : نعم . قال : فاقعد وكل معي. قال : فترك إخوته الأكل وقالوا : إنا نريد أمر ويأبى الله إلا أن يرفع ولد يامين علينا. (وساق الحديث إلى أن قال): فلما فرغ من غدائه ، قال : ما بلغ من حزنك على أخيك ؟ قال : ولد لي عشرة أولاد فكلهم شققت لهم اسم من اسمه . قال : فقال له : ما أراك حزنت عليه حيث اتخذت النساء من بعده ! قال: أيها العزيز إن لي أب شيخا كبيراً صالحاً فقال : يابني، تزوج لعلك [أن] تصيب ولد يثقل الأرض بشهادة أن لا إله إلا الله» .
2- اصواع : مكيال يكال به .

وكان الرسم فيهم والحكم أن السارق يسترق ولا يقطع،﴿قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ *«قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ*«فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ﴾ فحبسه (1).

فقال إخوته لما أصابوا الصراع في وعاء ابن یامین : ﴿ إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ *قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ *قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ *فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ*ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ *وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾.

فلا رجعوا إلى أبيهم قالوا ذلك له ، قال : إن ابني لايسرق﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾(2).

ص: 66


1- قال السيد المرتضی رفع الله مقامه في تنزية الأنبیاء ص 57 : فإن قيل : ما الوجه في طلب يوسف (عليه السلام) أخاه من إخوته ثم حبسه له عن الرجوع إلى أبيه مع علمه بما يلحقه عليه من الحزن ؟ وهل هذا إلا إضرار به وبأبيه ؟ ! قلنا : الوجه في ذلك ظاهر، لأن يوسف(عليه السلام) لم يفعل ذلك إلا بوحي من الله تعالى إليه ، وذلك امتحان منه لنبيه يعقوب(عليه السلام)، وابتلاء لصبره وتعريض للعالي من منزلة الثواب ، ونظير ذلك امتحانه(عليه السلام) بأن صرف عنه خبر یوسف طول تلك المدة حتى ذهب بصره بالبكاء عليه ، وإنما أمرهم يوسف(عليه السلام)بأن يلطفوا بأبيهم في إرساله من غير أن يكذبوه أويخدعوه . وقال أيضا : فإن قيل : فما بال يوسف، لم يعلم أباه (عليه السلام) بخبره ليسكن نفسه ويزول وجده مع علمه بشدة تحرقه و عظم قلقه ؟ ! قلنا : في ذلك وجهان : أحدهما : أن ذلك كان له ممكناً وكان عليه قادرة فأوحى الله تعالى إليه بأن يعدل عن اطلاعه على خبره، تشديدة للمحنة عليه ،وتعريضأ للمنزلة الرفيعة في البلوي ، وله تعالى أن يصعب التكليف وأن يسهله . والجواب الأخرأنه جائز أن يكون(عليه السلام) لم يتمكن من ذلك ولاقدر عليه ، فلذلك عدل عنه .
2- سورة يوسف : 12: 70- 83.

ثم أمر بنيه بالتجهيز إلى مصر، فساروا حتى أتوا مصر، فدخلوا على یوسف(عليه السلام)و دفعوا إليه كتاباً من يعقوب يستعطفه فيه ويسأله رد ولده عليه ، فلما نظر فيه خنقته العبرة، ولم يصبر حتى قام ودخل البيت فبکی ساعة، ثم خرج إليهم فقالوا له :﴿ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾.

فقال لهم يوسف : ﴿عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ*قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ*قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ*قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾(1).

ثم أمرهم بالانصراف إلى يعقوب(عليه السلام)وقال لهم :﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾(2).

فهبط جبرئیل(عليه السلام)على يعقوب(عليه السلام)فقال : يايعقوب، ألا أعلمك دعاء يرد الله عليك بصرك ، ويرد عليك ابنيك ؟

قال : بلى.

قال : قل ما قاله أبوك آدم فتاب الله عليه، وما قاله نوح فاستوت به سفينته على الجودي ونجا من الغرق، وما قاله أبوك إبراهيم خليل الرحمان حين ألقي في النار فجعلها الله علیه بردا وسلاما.

فقال يعقوب(عليه السلام): وما ذاك يا جبرئيل ؟

فقال : قل : «یا رب ، أسألك بحق محمد و علي وفاطمة والحسن والحسين ، أن تأتيني

بيوسف وابن یامین جميعا، وترد على عيني».

فما استتم يعقوب(عليه السلام) هذا الدعاء حتى جاء البشير، فألق قميص يوسف عليه ،

فارتد بصيراً، فقال لهم : ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ*قَالُوا يَا أَبَانَا

ص: 67


1- سورة يوسف : 12 : 88 - 92.
2- سورة يوسف : 12 : 93.

اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ*قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

(1).

فروي في خبر عن الصادق(عليه السلام)أنه قال :«أخرهم إلی السحر»(2).

فأقبل يعقوب إلى مصر وخرج يوسف ليستقبله، فهم بأن يترجل ليعقوب، ثم ذكر ما هو فيه من الملك فلم يفعل ، فنزل عليه جبرئيل(عليه السلام) فقال له: يا يوسف، إن

الله عز وجل يقول لك : ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ؟! ما كنت فيه ؟ أبسط

يدك . فبسطها فخرج من بين أصابعه نور.

فقال له : ما هذا يا جبرئيل ؟

فقال : هذا إنه لايخرج من صلبك نبي أبدأ عقوبة بما صنعت بیعقوب إذ لم تنزل

ص: 68


1- سورة يوسف : 12: 97 – 98.
2- وروى الصدوق في الحديث 1 من الباب 46 - العلة التي من أجلها قال يوسف لإخوته:﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ﴾للوقت ، ويعقوب قال لهم :﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ - من علل الشرائع : ج 1 ص 56 عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رضی الله) ، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم ، عن المنذر بن محمد ، عن إسماعيل بن إبراهيم الحزاز :عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : قلت لجعفر بن محمد(عليه السلام): أخبرني عن يعقوب(عليه السلام) لما قال له بنوه :«قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ *َقالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ ، فأخرالاستغفار لهم، ويوسف (عليه السلام)لما قالوا له :﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ* قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ ؟ ! قال : «لأن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف ، وجنايتهم على يعقوب إنما كانت بجنايتهم على يوسف ، فبادر یوسف إلى العفو عن حقه، وأخر يعقوب العفو، لأن عفوه إنما كان عن حق غيره ، فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة». وروى العياشي في الحديث 80 من تفسير سورة يوسف من تفسير : ج 2 ص 196 من طريق محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عل في قوله ﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ فقال : «إنما أخرهم إلى السحر ، قال : يا رب إنما ذنبهم فيا بيني وبينهم ، فأوحى الله : إني قد غفرت لهم». وفي الحديث 81 من طريق محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله(عليه السلام)في قوله : ﴿أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ قال : أخرها إلى السحر ليلة الجمعة.

إليه.

فقال يوسف :﴿َ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ *وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ فَقَالَيوسف لیعقوب:﴿َ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا-إلی قوله- تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾(1).

(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 7)

(617) 5(2) - وروي في خبر عن الصادق(عليه السلام)أنه قال : «دخل يوسف السجن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ومكث فيه ثمان عشرة سنة، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة،فذلك مئة سنة وعشر سنين».

(أمالي الصدوق : المجلس 43، الحديث 8)

(618)6(3) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثني محمد بن عبدالجبار قال : حدثني الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه : عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السلام): ما كان دعاء يوسف(عليه السلام) في الجب؟ فإنا قد اختلفنا فيه .

ص: 69


1- سورة يوسف : 12 : 99 - 101.
2- 5- ورواه الراوندي في آخر الفصل السادس من الباب السادس من قصص الأنبياء ص138، تحت الرقم 146 نقلا عن ابن بابویه ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد ، حدثنا موسی بن جعفر البغدادي ، عن ابن معبد ، عن عبدالله الدهقان ، عن درست ، عن أبي خالد ، عن أبي عبد الله(عليه السلام).
3- 6- وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر الدعاء على حوائج المؤمنين» من روضة الواعظين: ص 327 - 328. وروى العياشي نحوه في الحديث 29 من تفسير سورة يوسف من تفسيره : ج 2 ص 178عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي عبدالله5- ورواه الراوندي في آخر الفصل السادس من الباب السادس من قصص الأنبياء ص138، تحت الرقم 146 نقلا عن ابن بابویه ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد ، حدثنا موسی بن جعفر البغدادي ، عن ابن معبد ، عن عبدالله الدهقان ، عن درست ، عن أبي خالد ، عن أبي عبد الله(عليه السلام). قال : إن يوسف أتاه جبرئیل (إلى أن قال) : فلما انقضت المدة أذن له في دعاء الفرج ، ووضع خده على الأرض ثم قال : «اللهم إن كانت ذنوبي قدأخلقت وجهي عندك ، فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل و إسحاق و يعقوب». قال : ففرج الله عنه . قال : فقلت له : جعلت فداك، أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ قال : «ادع بمثله : اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة صلى الله عليه و آله ، وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة(عليهم السلام)»

فقال : «إن يوسف(عليه السلام)لما صار في الحب وأيس من الحياة قال : «اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتا، ولن تستجيب لي دعوة ، فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب، فارحم ضعفه، واجمع بيني وبينه، فقد علمت رقته علي وشوقي إليه».

قال : ثم بكى أبو عبدالله الصادق(عليه السلام) ثم قال : «وأنا أقول : «اللهم إن كانت

الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتاً، فإني أسألك بك،

فليس كمثلك شيء، وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة ، یا الله ، یا الله، یا الله ، یا الله ، یاالله» .

قال : ثم قال أبو عبدالله(عليه السلام): «قولوا هذا، وأكثروا منه، فإني كثيراً ما أقوله عند الكرب العظام».

(أمالي الصدوق : المجلس 13، الحديث )

(619) 7(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله) قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه، عن أبيه، عن سعد

بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير،

عن علي بن أبي حمزة:

عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام)عن دعاء يوسف (عليه السلام)ما كان ؟ فقال :«إن دعاء يوسف(عليه السلام)كان كثيراً، لكن لما اشتد عليه الحبس خر الله ساجداً وقال :«اللهم إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتاً، فأنا أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب».

ص: 70


1- 7- انظر تخريج الحديث المتقدم.

قال : ثم بكى أبو عبدالله (عليه السلام)وقال :«صلى الله على يعقوب وعلى يوسف، وأنا

أقول: اللهم بالله ورسوله(عليه السلام)».

(أمالي الصدوق : المجلس 14، الحديث 81)

(120) 8(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال :

حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان ، عمن

سمع أبا سيار يقول:

ص: 71


1- 8- ورواه العياشي في الحديث 22 من تفسير سورة يوسف من تفسيره: ج 2 ص 176 عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) . ورواه الكليني في كتاب الدعاء من الكافي: 2: 549 باب الدعاء في أدبار الصلوات الحديث عن علي بن إبراهيم. ورواه الصدوق في الحديث الثالث من باب التعقيب من کتاب الصلاة من الفقيه : 1: 324ح950، و في طبع : ص 213 ح 950. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في الدعاء على حوائج المؤمنين» من روضة الواعظين : ص328، والطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 283 في عنوان «في الأدعيةالمخصوصة بأعقاب الفرائض» . وروى القتي نحوه في تفسير سورة يوسف في تفسير ه ج 1 ص 354 قال : وحدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبي سیار (ظ): عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : لما طرح اخوة يوسف ، يوسف في الحب دخل عليه جبرئيل و هو في الجب فقال : يا غلام، من طرحك في هذا الجب؟ فقال له يوسف : إخوتي لمنزلتي من أبي وحسدوني ، لذلك في الجبت طرحوني . قال : فتحب أن تخرج منها ؟ فقال له يوسف : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب . قال : فإن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب يقول لك : قل «اللهم إني أسألك فإن لك الحمد لله لا إله إلا أنت ، الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ، ذوالجلال و الإكرام، صل على محمد و آل محمد ، واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب»، فدعا ربه فجعل الله له من الجب فرجا ومن كيد المرأة مخرجاًو آتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب . ورواه أيضا الراوندي في الفصل 1 من الباب السادس - في نبوة يعقوب ويوسف(عليه السلام) - من قصص الأنبياء : ص 128 تحت الرقم 128.

سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام)يقول : «جاء جبرئيل(عليه السلام)إلى يوسف(عليه السلام) وهو في السجن ، فقال : قل في دبر كل صلاة مفروضة : «اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا، و ارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب» - ثلاث مرات - ».

(أمالي الصدوق : المجلس 85، الحديث 4)

(621) (1)9 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون [الثقفي] ، الزنجاني(2) قال : حدثنا

معاذ بن المثنى العنبري قال : حدثنا عبد الله بن [ محمد بن] أسماء قال : حدثنا جويرية [بن أسماء الضبعي] ، عن سفیان الثوري ، عن منصور، عن أبي وائل:

عن وهب بن منبه قال : وجدت في بعض كتب الله عز وجل: أن يوسف (عليه السلام) مر في موكبه على امرأة العزيز وهي جالسة على مزبلة، فقالت: الحمد لله الذي جعل

الملوك بمعصيتهم عبيداً، وجعل العبيد بطاعتهم مملوكاً، أصابتنا فاقة فتصدق علينا .

فقال يوسف : غموط النعم(3) سقم دوامها، فراجعي ما يمحص عنك دنس الخطيئة فإن محل الاستجابة قدس القلوب وطهارة الأعمال.

فقالت: ما اشتملت بعد على هيئة التأثم، وإني لأستحيي أن يرى الله لي موقف استعطاف ولما تهريق العين عبرتها، ويؤدي الجسد ندامته.

فقال لها يوسف: فجدي، فالسبيل هدف الإمكان قبل مزاحمة العدة ، ونفاد المدة (4)

ص: 72


1- 9- وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 22.
2- انظر ترجمة محمد بن هارون الزنجاني في تاريخ الإسلام وفيات 351 - 380، ص 239.
3- غمط النعمة : تحقيرها والبطر بها وترك شكرها.
4- قال العلامة المجلسي(قدس سره) : أي لما كفرت بأنعم الله وقابلتها بالمعاصي قطعها الله عنك فارجعي إلى ما يزيل عنك دنس الخطيئة ، أي التوبة والندم والاستغفار وتدارك ما قد مضى حتى يرد الله نعمه عليك ، فإنه لايستجاب الدعاء بالمغفرة أو برجوع النعمة إلا بعد قدس القلوب من دنس الخطايا وآثارها وطهارة الأعمال وخلوصها عما يشوبها من الأغراض الفاسدة والسيئات الماحية، فأجابته بما يؤيد ما أفاده(عليه السلام)حيث قالت : «ما اشتملت بعد على هيئة التأثم» أي لما لم أقم بعد ما يوجب تدارك ما فات لم أطلب من الله المغفرة حياء ما صنعت . قال الفيروز آبادي : يقال : تأثم فلان ، إذا فعل فعلا خرج به عن الإثم . انتهى . فأجابها (عليه السلام) بالأمر بالاجتهاد والسعي في العمل ، وبالحث على الرجاء من رحمة الله ، وعلل بأن سبيل الطاعة والقرب هدف لسهام إمكان المقاصد. «قبل مزاحمة العدة»- بالكسر- أي قبل انتهاء الأجل وعدد أيام العمر وساعاته ،ويحتمل الضم أيضاً، من الاستعداد ، أي قبل نفاد القوى والجوارح والأدوات التي بها يتيسر العمل.

فقالت : هو عقیدتی، وسيغلبك إن بقيت بعدی(1).

فأمر لها بقنطار من ذهب ، فقالت : القوت بتة (2)، ما كنت لأرجع إلى الخفض وأنا مأسورة في السخط.

فقال بعض ولد يوسف ليوسف : يا أبه ، من هذه التي قد تفتت (3) لها كبدي، ورق لها قلبي ؟!

قال : هذة دابة الترح(4) في حبال الانتقام.

فتزوجها يوسف (عليه السلام) فوجدها بكراً، فقال : أنى وقد كان لك بعل ؟!

فقالت : كان محصوراً بفقد الحركة وصرد (5)المجاري.

(أمالي الصدوق : المجلس 1، الحديث 7)

ص: 73


1- قال في البحار : «إن بقيت بعدي» بصيغة المتكلم ، أي إن بقيت أنا بعد زماني هذا، أو بصيغة الخطاب ، أي إن بقيت أنت بعد هذا الزمان أو بعد وفاتي لتطلع على جميع أحوال عمري .
2- القوت بتة : أي على قدر الحاجة.
3- تفتت الشيء: تکسر.
4- الترح : ضد الفرح ، والهلاك ، والانقطاع.
5- الصرد : البرد، أي كان عنيناً بسبب البرودة المستولية على مزاجه، وكان لا يتأتى منه تلك الحركة المعهودة .

(622) (1)10 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی الفحام قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال: حدثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه(عليهم السلام):

عن الصادق(عليه السلام) في قوله عز وجل في قول يعقوب:﴿ فَصَبَرٌ جَميلٌ﴾(2)، قال :

«بلا شكوى».

( أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 20)

(23) (3)11- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن ریاح الأشجعي قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا أرطاة بن حبیب ، عن زياد بن المنذر:

ص: 74


1- 10- وروی ما بمعناه ابن عقدة عن الصادق(عليه السلام)كما في تفسير الآية 18 من سورة يوسف في تفسیر کنز الدقائق : 6: 287. ورواه العياشي في تفسير الآية 83 من سورة يوسف في تفسيره: 2: 188 ح 57 عن الباقر(عليه السلام). وهذا المعنى مروي عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)أيضا، أخرجه السيوطي في الدر المنثور: 4: 51 ذيل الآية 18 من سورة يوسف نقلا عن ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
2- یوسف : 12 : 18 و 83.
3- 11- وروى الصدوق نحوه في الحديث 1 من الباب 48 - العلة التي من أجلها تزوج يوسف زلیخا - من علل الشرائع : ج 1 ص 55 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبدالله بن المغيرة، عمن ذكره: عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : استأذنت زليخا على يوسف ، فقيل لها : إنا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه ! قالت : إني لا أخاف من يخاف الله ، فلما دخلت قال لها : یا زلیخا ما لي أراك قد تغير لونك ؟ قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً ، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً . قال لها : ما الذي دعاك يا زليخا إلى ما كان منك ؟ قالت : حسن وجهك يا يوسف . فقال :كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن مني وجها، وأحسن مني خلقاً، أسمح مني كفاً ؟ ! قالت : صدقت . قال : وكيف علمت أني صدقت ؟ قالت : لأنك حين ذكرتها وقع حبه في قلبي. فأوحى الله عز وجل إلى يوسف أنها قد صدقت وإنى قد أحببتها لحبها محمداً. فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها . وروى عنه الراوندي في الحديث الأول من الفصل 6 من الباب 6 من قصص الأنبياء ص136 عن هبة الله بن دعویدار ، عن أبي عبدالله الدوريستي ، عن جعفر بن أحمد المريسي، عن ابن بابویه ، عن جعفر بن علي، عن أبيه، عن جده عبدالله بن المغيرة. وروى الراوندي فقرة من الحديث - مرفوعاً - في الفصل 5 من الباب 6 من قصص الأنبياءص 136 برقم 142 قال : عن ابن بابویه ، عن أبيه ، حدثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا يرفعه قال : إن امرأة العزيز احتاجت ، فقيل لها : لو تعرضت ليوسف صلوات الله عليه ؟ فقعدت على الطريق ، فلما مر بها قالت : الحمد لله الذي جعل العبيد بطاعتهم لربهم ملوكاً ، والحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً . فقال : من أنت ؟ قالت : أنا زلیخا. فتزوجها . وروى أيضا الراوندي نحو فقرة أخرى من الحديث تحت الرقم 141 قال : عن بعض أصحابنا، عن زرارة، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال : «إن يوسف لما تزوج امرأة العزيز وجدها عذراء ، فقال لها : ما حملك على الذي صنعت ؟ قال : ثلاث خصال : الشباب ، والمال ، وإني كنت لازوج لي ، يعني كان الملك عنينا». وأما كتاب يعقوب(عليه السلام)إلى عزیز مصر فرواه العياشي في الحديث 65 من تفسير سورة يوسف من تفسيره : ج 2 ص 190، وفي الحديث 67 ص 192-193 بتفاوت ، والراوندي في الدعوات: 53 - 54/ 135 ، وأخرجه السيوطي في الدر المنثور : 4: 567 ذیل الآية 83 من سورة يوسف نقلا عن ابن أبي حاتم عن أبي روق .

عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)قال : «لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف(عليه السلام)، فشاورت في ذلك ، فقيل لها : إنا نخافه عليك. قالت : كلا إني لاأخاف من يخاف الله ، فدخلت عليه فرأته في ملكه ، قالت: الحمد لله الذي جعل

ص: 75

العبيد ملوكاً بطاعته، وجعل الملوك عبيداً بمعصيته (1).

فتزوجها فوجدها بكراً ، فقال : أليس هذا أحسن؟ أليس هذا أجمل؟

فقالت: إني كنت بلیت بأربع خصال : كنت أجمل أهل زماني، وكنت أجمل أهل زمانك، وكنت بكراً، وكان زوجي عيناً.

فلما كان من أمر إخوة يوسف ماكان ، كتب يعقوب إلى يوسف(عليه السلام)وهو لا يعلم

أنه يوسف : «بسم الله الرحمن الرحيم، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله عز

وجل إلى عزيز آل فرعون . سلام عليك ، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلاهو، أما بعد: فإنا أهل بيتي تولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيم (عليه السلام)ألقي في النار في طاعة ربه ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن وكان من أعز الناس عندي ففقدته فأذهب حزني عليه نور بصري ، وكان له أخ من أمه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري فيذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فإني أشهدك أني لم أسرق ولم ألد سارقا» .

فلما قرأ يوسف الكتاب بکی وصاح وقال : ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾(2)».

قال أبو المفضل : اختلف الناس في الذبيح، وقول النبي (صلی الله علیه وآله وسلم): «أنا ابن الذبيحين» يعني إسماعيل وعبد الله أباه(عليه السلام)، والعرب مجمعة أن الذبيح هو إسماعيل.

وأنا أقول : اختلفت روايات العامة والخاصة في الذبيح من هو ، والصحيح أنه إسماعيل لمكان الخبر، ولاجماع علماء أهل البيت على أنه إسماعيل.

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 26)

(624) 12 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالخالق قال :

حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني قال : حدثنا مخلد بن الحسين

ص: 76


1- هذه الفقرة ، رواها الكراجكي في كنز الفوائد : 314:1
2- سورة يوسف : 93:12 .

بالمصيصة (1).

عن موسى بن سعيد الراسبي قال : لما قدم يعقوب على يوسف(عليه السلام)خرج یوسف (عليه السلام) فاستقبله في موكبه ، فمر بامرأة العزيز وهي تعبد في غرفة لها، فلما رأته

عرفته فنادته بصوت حزين: «أيها الراكب ، طالما أحزنتني، ما أحسن التقوى كيف حررت (2) العبيد، وما أقبح الخطيئة كيف عبدت الأحرار». .

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 27)

(125) (3)13 - أبو عبد الله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال :

حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثني إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا

إسماعيل بن أبان قال : حدثنا الفضل بن الزبير، عن عمران بن میثم، عن عباية الأسدي قال :سمعت عليا(عليه السلام)يقول: «أنا سيد الشيب، وفي سنة من أيوب، [و] والله

ليجمع الله في أهلي کما جمعوا ليعقوب». (أمالي المفيد : المجلس 18، الحديث 4)

ص: 77


1- المصيصة - بالفتح ثم الكسر والتشديد و ياء ساكنة وصاد أخرى - كذا ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه ، وتفرد الجوهري وخالد الفارابي بأن قالا: المصيصة بتخفيف الصادين ، والأول أصح... وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس. (معجم البلدان : 5: 144 - 145)
2- في نسخة : «أحررت».
3- 13 - ورواه أيضا في كلمات أميرالمؤمنين(عليه السلام) من الإرشاد : 1: 290 عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول : خطب أمير المؤمنين(عليه السلام)الناس بالكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أنا سید الشيب وفي سنة من أيوب ، وسيجمع الله لي أهلي كما جمع ليعقوب، وذلك إذا استدار الفلك وقلتم ضل أو هلك...». ورواه الكشي في رجاله : 2: 487 في ترجمة محمد بن فرات (396) بإسناده عن جعفر بن فضيل قال: قلت لمحمد بن فرات : لقيت أنت الأصبغ ؟ قال : نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخ أبيض الرأس واللحية طولا ، قال له أبي : حدثنا بحديث سمعته من أمير المؤمنين(عليه السلام) ، قال : سمعته يقول على المنبر : «أنا سيد الشيب وفي سنة من أيوب وليجمع الله لي شملي كما جمعه لأيوب» .

باب 12- ما ورد في أيوب على نبينا وآله وعليه السلام

أقول : تقدم في الباب الأول ما يرتبط بهذا الباب ، وانظر أيضا الحديث الأخير من الباب المتقدم.

(926) (1)1- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : «قال أيوب النبي(عليه السلام)حين دعا ربه: یا رب، کیف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحداً؟! فوعزتك إنك لتعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا عملت بأشدهما على بدني».

قال : «فنودي : ومن فعل ذلك بك يا أيوب»؟

قال : «فأخذ التراب ووضعه على رأسه، ثم قال : أنت یارب».

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 24)

ص: 78


1- 1- وروی نحوه علي بن إبراهيم القمي في تفسير الآية 41 من سورة (ص) عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن عبدالله بن بحر ، عن ابن مسکان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) (في حديث طويل) قال : «فقال أيوب : یا رب لو جلست مجلس الحكم منك لأدليت بحجتي ، فبعث الله إليه غمامة فقال : يا أيوب، أدلني بحجتك ، فقد أقعدتك مقعد الحكم، وها أنا ذا قريب ولم أزل. فقال : يارب إنك لتعلم أنه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا أخذت بأشدهما على نفسي ، ألم أحمدك ؟ ألم أشكرك ؟ أم أسبحك ؟». قال : «فنودي من الغمامة بعشرة ألف لسان : يا أيوب ، من صيرك تعبدالله والناس غافلون ؟ وتحمده و تسبحه وتكبره والناس عنه غافلون ؟ أتمن على الله بما لله فيه المنة عليك ؟ !» قال : «فأخذ أيوب التراب فوضعه في فيه ،ثم قال : لك العتبی یا رب أنت فعلت ذلك بي...». وروى أيضأ نحوه الشيخ الصدوق في الحديث : من الباب 65 - العلة التي من أجلها ابتلى أيوب النبي(عليه السلام) - من علل الشرائع : ج 41 ص 76 قال : حدثنا أبي (رضوان الله)، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه، عن عبدالله بن يحيى البصري ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا الحسن الماضي(عليه السلام)عن بلية أيوب التي ابتلي بها في الدنيا لأي علة كانت ؟ قال : «لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا فأدی شکرها (وساق الحديث إلى أن قال :) فلما اشتد به البلاء وكان في آخر بليته جاءه أصحابه فقالوا له : يا أيوب، ما نعلم أحداً ابتلى بمثل هذه البلية إلا لسريرة سوء في الذي تبدي لنا»! قال : «فعند ذلك ناجي أيوب ربه عز وجل ، فقال : رب ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا لزمت أخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلة قط إلا وعلى خواني يتيم »، فلو أن لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجتي». قال : «فعرضت له سحابة فنطق فيها ناطق فقال : يا أيوب ، ادل بحجتك» . قال : «فشد عليه مئزره وجثا على ركبتيه فقال : ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا لزمت أخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلة من طعام إلا وعلى خواني يتيم» . قال : «فقيل له : يا أيوب ، من حبب إليك الطاعة»؟ قال : «فأخذ كفا من تراب فوضعه في فيه ثم قال : أنت یا رب».

باب 13- فضائل موسى وهارون وأحوالها على نبينا وآله وعليهما السلام

أقول : تقدم في الباب الأول ما يرتبط بهذا الباب.

(627) (1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا عبد الله بن الحسن

المؤدب ، عن أحمد بن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا

مخول بن إبراهيم قال : حدثنا عبد الرحمان بن الأسود اليشكري، عن محمد بن

عبید الله :

ص: 79


1- 1- ورواه الطبراني في مسند سلمان الفارسي من المعجم الكبير :6: 221 ح 6063 عن محمد بن عبدالله الحضرمي، عن إبراهيم بن الحسن الثعلبي ، عن يحيى بن يعلى ، عن ناصح بن عبدالله ، عن سلمان ، وفي ص 387 - 388ح 308 من طريق أبي سعيد الخدري ، عن سلمان ، وفي ص 389ح 311 من طریق برذعة بن عبد الرحمان رفعه عن سلمان ، وفي ص 437 ح 338 من طریق برذعة ، عن أبي الخليل ، عن سلمان ، بتفاوت. ورواه الكنجي في الباب 74 من كفاية الطالب : ص 292 من طريق أبي سعيد ، عن سلمان. ثم إن سؤال سلمان ، رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) عن وصيه ، وجوابه (صلی الله علیه وآله وسلم) - مع اختلاف من التفصيل والاختصار - رواه جمع من المؤلفين في كتبهم، فمنهم : أحمد في الحديث 174 من فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب الفضائل : ص 118، وعنه سبط ابن الجوزي في عنوان «حديث في النجوى والوصية» من تذكرة الخواص : ص 43، وابن مردويه في المناقب کما عنه الاربلي في کشف الغمة : 155:1 - 156 في عنوان «في بيان أنه(عليه السلام)أفضل الأصحاب». . ورواه أيضا محمد بن سلمان الكوفي في المناقب : 1: 384ح 302 عن أشياخ من كندة عن سلمان ، وص 386 - 287 ح 306 عن أنس ، عن سلمان. ورواه ابن حجر في ترجمة قيس بن میناء من لسان المیزان : 4: 480، والسيوطي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) من اللآلى : 1: 358. ورواه المحب الطبري في عنوان «ذكر اختصاصه بالولاية والارث» من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 123 بتفاوت يسير .

عن سلمان الفارسي قال : سألت رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) : من وصيك من أمتك ؟ فإنه لم یبعث نبي إلا كان له وصي من امته .

فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) : «لم يبين لي بعد». فمكثت ما شاء الله أن أمکث، ثم دخلت المسجد ، فناداني رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم)فقال : «یا سلمان ، سألتني عن وصیي من أمتي ، فهل تدري من كان وصي موسى من أمته»؟

فقلت : كان وصيه يوشع بن نون فتاه.

قال : «فهل تدري لم كان أوصى إليه»؟

عبدالله ، عن سماك بن حرب ، عن أبي سعيد الخدري ، عن سلمان ، بتفاوت يسير . ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 114:10 ، والمتقي في كنز العمال : 610:11 ح 32952.ورواه محمد بن سلیمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام): 1: 387 ح 307 بإسناده عن قیس بن ميناء ، عن سلمان ، وفي ص 385 - 386ح 304 عن عباد بن

ص: 80

فقلت : الله ورسوله أعلم.

قال : «أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده، و وصيی أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب».

(أمالي الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 1)

(628) (1)2 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان :

عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «بینا موسی بن عمران(عليه السلام) يناجي ربه عز وجل إذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله عز وجل، فقال : يارب، من هذا الذي قد أظله عرشك ؟ فقال : هذا كان باراً بوالديه ، ولم يمش بالنميمة».

(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 2)

(629) 3(2) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبدالله، عن أبيه:

عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول

الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقالوا : يا محمد ، أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، وأنك الذي يوحى إليك كما أوحي إلى موسی بن عمران(عليه السلام)؟!

فسكت النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)ساعة ثم قال : «نعم، أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين» (إلى أن قال :)

ص: 81


1- 2- وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 163 ، والفتال في عنوان «مجلس في ذکر وجوب بر الوالدين» من روضة الواعظين : ص 367.
2- 3- ورواه الشيخ المفيد بإسناده إلى الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، كما في عنوان «مسائل اليهودي التي ألقاها على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)» من كتاب الاختصاص : ص 33 - 040 بتفاوت يسير في اللفظ ونقيصة .

قال اليهودي : فأخبرني عن السادسة : عن خمسة أشياء مکتوبات في التوراة أمر الله بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده ؟

قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): «فأنشدتك بالله إن أنا أخبرتك تقر لي».

قال اليهودي : نعم يا محمد.

قال : فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) : «أول ما في التوراة مكتوب : محمد رسول الله، وهي بالعبرانية : طاب». ثم تلا رسول الله هذه الآية :﴿ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾(1)و﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾(2)، وفي السطر الثاني : اسم وصيي علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، و الثالث والرابع : سبطی الحسن والحسين، وفي السطر الخامس : أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين ، وفي التوراة اسم وصيي «اليا» واسم سبطي «شبر و شبير» وهما نورا فاطمة».فقال اليهودي : صدقت یا محمد

(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)

تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(630) 4(3) - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن یزید الجعفي: عن أبي جعفر محمد بن علي الباق(عليه السلام)قال :«إن موسی بن عمرا(عليه السلام) قال : يا رب، رضيت بما قضيت، تميت الكبير وبقي الطفل الصغير ؟!

فقال الله جل جلاله: يا موسى، أما ترضاني لهم رازقا وكفيلاً؟

قال : بلى يارب، فنعم الوكيل أنت، و نعم الكفيل».

(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحدیث 5)

ص: 82


1- سورة الأعراف : 7: 157.
2- سورة الصف : 6:61 .
3- 4 - ورواه أيضا في كتاب التوحید ص 402 باب 62 - باب أن الله تعالى لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم - ح 7، وفي الحديث 18 من الباب 60 - باب القضاء والقدر ... - ص 374.

(131) 5(1) - حدثنا علي بن أحمد (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني:

عن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن

علي بن أبي طالب (عليه السلام)قال : «لما كلم الله عز وجل موسی بن عمران (عليه السلام) قال موسی :

إلهي، ما جزاء من شهد أني رسولك ونبيك، وأنك كلمتني ؟

قال : يا موسی، تأتيه ملائكتي فبشره بجنتي.

قال موسى(عليه السلام): إلهي فما جزاء من قام بين يديك يصلي ؟

قال : يا موسى، أباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً، وقائماً وقاعداً، ومن باهیت به ملائكتي لم أعذبه.

قال موسى (عليه السلام): إلهي، فما جزاء من أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك ؟

قال : يا موسی آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق : إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار.

قال موسى (عليه السلام) : إلهي، فما جزاء من وصل رحمه ؟

قال : يا موسى، أنسأ(2) له أجله وأهون عليه سكرات الموت، وينادیه خزنة الجنة : هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت». .

قال موسى(عليه السلام) : إلهي فما جزاء من كف أذاه عن الناس ویذل معروفه لهم؟

قال : يا موسی، تناديه النار يوم القيامة : لا سبيل لي عليك.

قال : إلهي ، فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه ؟

قال : يا موسى، أظله يوم القيامة بظل عرشي، وأجعله في كنفي .

قال : إلهي ، فما جزاء من تلا حکمتك سرا وجهرا؟

ص: 83


1- 5- ورواه أيضا في فضائل الأشهر الثلاثة : ص 87 ح 68 باب فضائل شهر رمضان، عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن محمد بن علي القرشي ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)، مع فقرات أخرى .
2- أنسأ الشيء: أخره.

قال : يا موسى ، يمر على الصراط كالبرق.

قال : إلهي، فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك ؟

قال : أعينه على أهوال يوم القيامة.

قال : إلهي، فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك ؟

قال : يا موسى، أتي وجهه من حر النار، وأؤمنه يوم الفزع الأكبر.

قال : إلهي، فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك ؟

قال : يا موسی، له الأمان يوم القيامة.

قال : إلهي، فما جزاء من أحب أهل طاعتك ؟

قال : يا موسي ، أحرمه على ناري.

قال : إلهي، فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا ؟

قال : لا أنظر إليه يوم القيامة، ولا أقيل عثرته.

قال : إلهي، فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام؟

قال : يا موسی، آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد .

قال : إلهي، فما جزاء من صلى الصلوات لوقتها؟

قال: أعطيه سوله ، وأبيحه جنتي.

قال : إلهي، فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك ؟

قال : أبعثه يوم القيامة وله نور بين عينيه يتلالا.

قال : إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسباً؟

قال : يا موسى، أقيمه يوم القيامة مقامة لايخاف فيه.

قال : إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟

قال : يا موسى، ثوابه كثواب من لم يصمة». .

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)

(132) 6 (1)- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله) قال : حدثني عمي محمد بن أبي

ص: 84


1- 6- ورواه الطبرسي في الباب 28 - ذکر استشفاع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين في دعوى الأنبياء (عليهم السلام)من الاحتجاج : ج 1 ص 106 بتفاوت يسير .وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 272، والسبزواري في الفصل 4 من جامع الأخبار: ص 44 - 45 ح 9/48.

القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين ، عن معمر بن راشد قال : سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام) يقول : أتي بيهودي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقام بين يديه يحد النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك»؟

قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟

فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه يكره للعبد أن يزگي نفسه، ولكني أقول : (إلى أن قال :) إن موسی(عليه السلام) لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أمنتني منها. فقال الله جل جلاله :﴿ لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى﴾(1).

یا یهودي ، إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوني ، ما نفعه إيمانه شيئا، ولا

نفعته النبوة.

یا یهودي، ومن ذريتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، فقدمه وصلى خلفه» .(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)

يأتي تمامه في الباب 9 من تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(633) 7 (2)- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي السكري

ص: 85


1- سورة طه : 2: 68.
2- 7- ورواه أيضا في الحديث 1 من الباب 7 من كمال الدين و تمام النعمة : ج 1 ص 153 -154 برقم 17 مع زيادة في آخره. ورواه أيضا في الباب 61 - العلة التي من أجلها تمنى موسى(عليه السلام) الموت، والعلة التي من أجلها لايعرف قبره - من علل الشرائع: ج 1 ص 70 عن أبيه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)مع مغايرة طفيفة . وروی نحوه الراوندي في الفصل 14 من الباب 8 من قصص الأبياء ص 175 برقم 204 نقلاً عن ابن بابویه ، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام). وروى الديلمي في فردوس الأخبار : 4: 456 ح 6820 من طريق أنس : «مررت على موسی(عليه السلام)وهو عند الكثيب الأحمر ....»

قال : حدثنا محمد بن زکریا البصري قال : حدثنا محمد بن عمارة(1):

عن أبيه قال : قلت للصادق جعفر بن محمد(عليه السلام): أخبرني بوفاة موسی بن

عمران (عليه السلام)؟

فقال : «إنه لما أتاه أجله واستوف مدته وانقطع أكله، أتاه ملك الموت، فقال له : السلام عليك يا كليم الله.

فقال موسى : وعليك السلام، من أنت ؟

فقال : أنا ملك الموت.

قال : ما الذي جاء بك ؟

قال : جئت لأقبض روحك.

فقال له موسي(عليه السلام): من أين تقبض روحي؟

قال : من فمك.

قال له موسي(عليه السلام) : كيف و قد كلمت به ربي جل جلاله !

قال : فمن يديك.

قال : كيف وقد حملت بها التوراة ؟

ص: 86


1- لعله محمد بن عمارة بن ذكوان الكلابي الجعفري الكوفي أبوشداد ، الذي ترجمة الشيخ في الرجال برقم 257 وقال : مات سنة إحدى وسبعين (تسعين) ومئة ، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة ، من أصحاب الصادق(عليه السلام). وفي رقم 524 : عمارة بن ذكوان الكلابي الجعفري البزاز، أبو العلاء الكوفي، من أصحاب الصادق (عليه السلام). وفي كمال الدين : «جعفر بن محمد بن عمارة» .

قال : فمن رجليك.

قال : كيف وقد وطئت بها طور سيناء؟

قال : فمن عينك .

قال : كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة !

قال : فمن أذنيك.

قال : كيف وقد سمعت بها كلام ربي جل وعز» !

قال: «فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت : لاتقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك.

وخرج ملك الموت، فمكث موسی(عليه السلام) ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك، ودعا

یوشع بن نون، فأوصى إليه وأمره بکتمان أمره، وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر، وغاب موسی(عليه السلام) عن قومه، فمر في غيبته برجل وهو يحفر قبرة، فقال له:

ألا أعينك على كفر هذا القبر ؟ فقال له الرجل : بلى. فأعانه حتى حفر القبر وسوی

اللحد، ثم اضطجع فيه موسی بن عمران(عليه السلام) لينظر كيف هو فكشف له عن الغطاء، فرأى مكانه من الجنة ، فقال : يا رب، اقبضني إليك. فقبض ملك الموت روحه

مكانه، ودفنه في القبر، وسوى عليه التراب، وكان الذي يحفر القبر ملكاً في صورة آدمي ، وكان ذلك في التيه، فصاح صائح من السماء : مات موسی کلیم الله، فأي نفس لاتموت»؟

فحدثني أبي، عن جدي ، عن أبيه (عليه السلام) : أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سئل عن قبر موسی بن عمران(عليه السلام)أين هو ؟ فقال :«هو عند الطريق الأعظم، عند الكثيب (1)الأحمر».

(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 2)

(136) 8(2)- حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي ا في رجب تسع وثلاثين وثلاث مئة ، قال : أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيا كتب إلى سنة سبع وثلاث

ص: 87


1- الكثيب : الرمل المستطيل المحدودب .
2- 8- ورواه الراوندي في أول الفصل 6 من الباب 8- في نبوة موسی بن عمران(عليه السلام) - من قصص الأنبياء ص 164 برقم 186 عن ابن بابویه، عن محمد بن موسی بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب، إلى قوله : «و أظهر في علانيتك المداراة عتي لعدوك وعدوي من خلقي». وزاد بعده : «یا موسى، إني خلقتك واصطفيتك وقويتك و أمرتك بطاعتي ونهيتك عن معصيتي ، فإن أنت أطعتني أعنتك على طاعتي ، وإن أنت عصيتني لم أعنك على معصيتي ولي عليك المنة في طاعتك، ولي عليك الحجة في معصيتك إياي» . وقال : قال موسی : یارب من يسكن حظيرة القدس ؟ قال : «الذين لم تر أعينهم الزنا، ولم يخالط أموالهم الربا ، ولم يأخذوا في حكمهم الرشا». وقال : قال : «یا موسی ، لاتستذل الفقير ولا تغبط الغني بالشيء اليسير». وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 165 إلى قوله : «أكف عنك غضبي» .

مئة، قال :حدثنا أبي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبیب السجستاني:عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال : في التوراة مكتوب فيها ناجي الله عز وجل به موسی بن عمران (عليه السلام): «یا موسی، خفني في سر أمرك أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلواتك وعند شرور لذاتك أذكرك عند غفلاتك، واملك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي ، واكتم مکنون سري في سريرتك، وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي، ولا تستسب لي عندهم بإظهارك مکنون سري ، فتشرك عدوك وعدي في سبي» .

(أمالي الصدوق : المجلس 44، الحديث 7)

أبو عبدالله المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن الحسن بن محبوب ، مثله إلا أن فيه : «إن في التوراة مكتوبة فيا ناجي الله تعالی به موسی(عليه السلام) أن قال له: يا موسی، خفني في سر أمرك أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلوتك وعند سرور لذتك أذكرك عند غفلتك ...»، وفيه : «فتشرك عدوي وعدوك في سبي».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 46)

ص: 88

(135) 9(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(عليه السلام) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالرحمان بن أبي نجران ، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني:

عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال: «إن في التوراة مكتوبة : يا موسى، إني خلقتك

واصطنعتك(2) وقویتك، وأمرتك بطاعتي، ونهيتك عن معصيتي، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي ، وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي، ياموسى، ولي المنة عليك في طاعتك لي، ولي الحجة عليك في معصيتك لي». .

(أمالي الصدوق : المجلس 51، الحديث 3)

(636) 10- حدثنا أبي(رضوان الله) قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضير الخزاز، عن عمرو بن

شمر، عن جابر بن یزید الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن حبیب بن عمرو:

عن الحسن بن علي (عليه السلام) (في خطبة خطبها بعد وفاة أبيه(عليه السلام) ) قال : «أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رفع عیسی بن مريم ، وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون» الحديث.

(أمالي الصدوق: المجلس 52، الحديث4 )

يأتي تمامه في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 89


1- 9- ورواه أيضا في الحديث 2 من الباب 63 - باب الأمر والنهي والوعد والوعيد - من کتاب التوحيد ص 406. وأورده الفتال في عنوان : «في الحث على مخالفة النفس والهوى» من روضة الواعظين : ص421. ورواه الراوندي في الفصل 6 من الباب 8 من قصص الأنبياء ص 164 ذيل الحديث 186 وقد ذكرته في تخريج الحديث المتقدم .
2- في التوحيد : «واصطفيتك» .

(637)11(1) - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي(رحمه الله) قال : حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن أبان بن عبدالملك :

عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «إن موسی بن عمران(عليه السلام) حين أراد أن يفارق الخضر(عليه السلام) قال له : أوصني . فكان مما أوصاه أن قال له : إياك واللجاجة، أو أن تمشي في غير حاجة، أو أن تضحك من غير عجب ، واذكر خطيئتك، وإياك وخطايا الناس».

(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحدیث 11)

(638) 12 - حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال :

سمعت مولاي الصادق(عليه السلام)يقول: «كان فيما ناجي الله عز وجل موسی بن

عمران(عليه السلام)به أن قال له: يا ابن عمران ، کذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه ، ها أنا ذا - یا ابن عمران - مطلع على أحبائي إذا جهنم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم(2)، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلموني عن الحضور، یا ابن عمران ، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني فإنك تجدني قريباً مجيباً» .

(أمالي الصدوق : المجلس 57، الحديث 1)

ص: 90


1- 11- ورواه الراوندي في الفصل 3 من الباب 8 من قصص الأنبياء : ص 157 ذیل الحديث 171 بإسناده إلى أبي جعفر(عليه السلام)، بتفاوت .
2- قال العلامة المجلسي(رحمه الله) : حولت أبصارهم من قلوبهم، أي جعلت قلوبهم مشغولة بذكري بحيث لا تشتغل بما رأته الأبصار، أو لاتنظر أبصارهم إلى ما تشتهيه قلوبهم. ويحتمل أن يكون «من قلوبهم» صفة أو حالا لقوله «أبصارهم»، أي حولت أبصار قلوبهم عن النظر إلى غيري ، ويؤيده الفقرة الثانية .

(639)(1)13 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سلیمان قال :

قال أبو عبد الله(عليه السلام): «لما صعد موسى(عليه السلام) إلى الطور فناجي ربه

عز وجل قال : یا رب أرني خزائنك.

قال : يا موسى، إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون».

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 4)

(640) (2)14 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رضی الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسن بن الحسين بن أبان، عن محمد بن أورمة ، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام) قال : «قال موسی بن عمران : یا رب

أوصني . قال : أوصيك بي.

فقال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بي - ثلاثا -.

قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأمك.

ص: 91


1- 13 - ورواه أيضا في الحديث 17 من الباب 9 من كتاب التوحید ص 133، و في الحديث 65 من باب نوادر المعاني من معاني الأخبار ص 402. ورواه الراوندي في الفصل 6 من الباب 8- في نبؤة موسی بن عمران(عليه السلام)- من قصص الأنبياء ص 165 برقم 190.
2- 14 - وأورده الفتال في المجلس 55 من روضة الواعظين : ص 368 و روی نحوه الكليني في الكافي : 2: 159 کتاب الإيمان والكفر: باب البر بالوالدين ح 9، والحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه کما عنه المجلسي في البحار : 74: 83 ح 92 بإسنادهما عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال : «جاء رجل إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله من أبر ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أقك. قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أباك» . ولاحظ الكافي : ج 2 ص 162 ح 17.

قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأمك.

قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأبيك»..

قال : «فكان يقال لأجل ذلك إن للأم ثلثي البر، وللأب الثلث».

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 5)

(641) 15 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي(رضی الله)

قال : حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أبي

عبدالله الخياط ، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن سنان :

عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال : «كان فيما أوحى الله عز وجل إلى موسی بن عمران(عليه السلام) : یا موسی، کن خلق الثوب، نقي القلب ، حلس البيت(1)، مصباح الليل، تعرف في أهل السماء وتخفی على أهل الأرض.

یا موسى، إياك واللجاجة، ولا تكن من المشائين في غير حاجة، ولاتضحك من غير عجب، وابك على خطيئتك يا ابن عمران». .

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 6)

(642) 16(2) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن

ص: 92


1- قال ابن الأثير في مادة حلس من النهاية : ج 1 ص 423 : «حلس» في حديث الفتن «عد منها فتنة الأحلاس» جمع جلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهها به للزومها ودوامها . ومنه حديث أبي موسى : قالوا : یارسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال : «کونوا أحلاس بيوتكم» أي ألزموها.
2- 16- ورواه أيضا في الحديث 1 من الباب 28 - معاني أسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن و الحسين والأئمة(عليهم السلام) - من معاني الأخبار ص 54 إلى قوله : «وأعطيه قبل أن يسألني».. ورواه علي بن إبراهيم القمي في تفسير الآية 157 من سورة الأعراف في تفسيره: ج 1 ص242 - 244 مع مغايرة وزيادة .

حفص بن غیاث النخعي القاضي قال :

سمعت أبا عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول : «جاء ابليس إلى موسی بن عمران(عليه السلام) وهو يناجي ربه ، فقال له ملك من الملائكة : ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربه ؟

فقال : أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة!

وكان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له: «یا موسى، لا أقبل الصلاة إلا ممن(1) تواضع لعظمتي ، و ألزم قلبه خوفي ، وقطع نهاره بذكري ، ولم يبت مصرا على الخطيئة، وعرف حق أوليائي وأحبائي» .

فقال موسى : رب تعني بأحبائك وأوليائك ، إبراهيم وإسحاق ويعقوب ؟

فقال عز وجل: «هم كذلك يا موسى، إلا أنني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء،

ومن من أجله خلقت الجنة والنار» .

فقال موسى : ومن هو یا رب؟

قال : «محمد أحمد شقفت اسمه من اسمي، لأني أنا المحمود».

فقال موسى : يارب اجعلني من أمته.

قال : «أنت یا موسى من أمته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته ، إن مثله

ومثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان، لايبس ورقها ولايتغير طعمها،

فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل حلماً، وعند الظلمة ثوراً، أجيبه قبل أن

يدعوني، وأعطيه قبل أن يسألني.

یا موسى ، إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحباً بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغني مقبلا

فقل : ذنب عجلت عقوبته (2)، إن الدنيا دار عقوبة ، عاقبت فيها آدم عند خطيئته ،وجعلتها ملعونة وملعوناً ما فيها إلا ما كان منها لي.

ياموسى ، إن عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بي ، وسائرهم من خلقي رغبوا

ص: 93


1- في نسخة : «لمن» .
2- هذه الفقرة رواها الكليني في الكافي : 2: 263 باب فضل فقراء المسلمين : ح 12. وأوردها ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 46:2.

فيها بقدر جهلهم بي، وما من خلقي أحد عظمها فقرت عينه ، ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها».

ثم قال الصادق(عليه السلام): «إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يثن

عليك الناس، وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت عند الله محموداً،

إن علياً كان يقول: «لاخير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل يزداد كل يوم إحساناً،

ورجل يتدارك سيئته بالتوبة»(1)، وأنى له بالتوبة ؟ والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت». (أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 2)

(643)17 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعاً، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان ،عن أبي حمزة الثمالي :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال : «قال موسی بن عمران علی نبینا

[و آله و] عليه السلام: إلهي من أصفياؤك من خلقك ؟

قال : الري الكفين، الري القدمين(2)، يقول صادقاً، ويمشي هوناً، فأولئك يزول الجبال ولايزولون.

قال : إلهي فن ينزل دار القدس عندك ؟

ص: 94


1- وفي غرر الحكم - للأمدي -: 1740 : «لاخير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة ، ورجل يجاهد نفسه على طاعة الله سبحانه»..
2- الري من «روی» بمعنى السقي، عين رية : كثيرة الماء ، كناية عن بركتهما، وفي البحار :69: 278: «الندي الكفين ، البري القدمين»، وقال العلامة المجلسي(قدس سره) في شرحه : الندي الكفين : أي كثير السخاء، قال الجوهري : فلان ندي الكفين إذا كان سخياً، وقال الفيروزآبادي : تندی: تسخي وأفضل كاندي فهو ندي الكف ، وأندى : كثر عطاياه - انتهی -.وفي بعض النسخ «الندي القدمين» كناية عن برکتها وسعيهما في نفع الناس ، وفي بعضها : «البري القدمين» أي أنهما بريئان من الخطأ ، ويحتمل الرسي أي الثابت القدمين في الخير، في القاموس :رسا رسواً : ثبت ، وكغنى : العمود الثابت وسط الخباء ، والراسخ في الخير والشر» .

قال : الذين لا ينظر أعينهم إلى الدنيا، ولايذيعون أسرارهم في الدين، و لا يأخذون على الحكومة الرشا، الحق في قلوبهم، والصدق على ألسنتهم، فأولئك في ستري في الدنيا وفي دار القدس عندي في الآخرة» .

(أمالي المفيد : المجلس 10، الحديث 1)

(644)(1)18 - أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثني أبي، عن محمد بن الحسن الصقفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية ، عن داوود بن فرقد :

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إن فيما ناجي الله به موسی بن عمران(عليه السلام)أن یاموسی ، ما خلقت خلقأ هو أحب إلي من عبدي المؤمن، وإني إنما أبتليه لما هو خير له وأزوي عنه ما يشتهيه لما هو خير له، وأعطيه لما هو خير له(2) ، وأنا أعلم بما يصلح عبدي ، فليصبر على بلائي، ولیشکر نعمائي، وليرض بقضائي ، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل بما يرضيني وأطاع أمري».

(أمالي المفيد : المجلس 11، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن

ص: 95


1- 18 - ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في باب «شدة ابتلاء المؤمن» من كتاب «المؤمن»:ص 17 ح 9، ومحمد بن همام الإسكافي في الباب 7 من كتاب التمحيص : ص 55 ح 108، و أورد محققه في الهامش عن عدة الداعي ص 31 مرسلا مثله . ورواه الصدوق في الحديث 13 من الباب 62 من كتاب التوحيد ص405. ورواه الكليني في الحديث 7 من باب الرضا بالقضاء من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج2 ص 61 عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عیسی. وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 170.
2- من قوله : «و أزوي» إلى هنا موجود في نسختان من النسخ الخطية ، وهذا موافق للكافي والتوحيد والتمحيص .

الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية، عن داوود بن فرقد:

عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال : «فیما أوحى الله عز وجل إلى موسی بن عمران : یا

موسی ، ما خلقت خلقاً أحب إلي من عبدي المؤمن ، وإني إنما ابتليته لما هو خير له، و

أعافيه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه، فليصبر على بلائي، و ليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي و أطاع أمري» .

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 13)

(645) 19 - أبو عبدالله المفيد قال : حدثني أبوحفص عمر بن محمد الصيرفي قال:

حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي قال : حدثنا عبدالله بن مطيع قال : حدثنا خالد بن عبدالله ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطية :

عن کعب الأحبار قال : مكتوب في التوراة : «من صنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة تكتب عليه». .( أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 7)

(646) 20(1) - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه(رحمه الله)قال : حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمان، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال :قال رسول الله : «بینا موسی بن عمران(عليه السلام)جالس إذ أقبل عليها إليس

ص: 96


1- 20- رواه الكليني في الكافي : 2: 314 کتاب الإيمان والكفر : باب العجب ح 8، إلى قوله :«و صغر في عينه ذنبه» .ورواه الراوندي في الفصل 1 من الباب 8- في نبؤة موسی بن عمران (عليه السلام) - من قصص الأنبياء : ص 153 برقم 163 نقلا عن ابن بابویه، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عمن ذكره ، عن درست ، عمن ذكره عنهم(عليه السلام) قال : «بینما موسی جالس... » إلى آخر ما هنا مع مغایرات طفيفة .

وعلیه برنس ذو ألوان ، فلما دنا من موسى خلع البرنس وأقبل عليه فسلم عليه ، فقال موسی : من أنت؟

قال : أنا إبليس.

قال موسى : فلا قرب الله دارك، في جئت؟

قال : إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من الله عز وجل.

فقال له موسي : فما هذا البرنس ؟

قال : أختطف (1) به قلوب بني آدم.

قال له موسي : أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟(2)

فقال : إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه. ثم قال له : أوصيك بثلاث خصال یا موسي : لا تخل بامرأة ولاتخل بك، فإنه لايخلو رجل بامرأة و لا تخلو به إلاكنت صاحبه دون أصحابي، وإياك أن تعاهد الله عهدا، فإنه ما عاهد الله أحد إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء به، وإذا هممت بصدقة فامضها، فإنه إذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي، أحول بينه وبينها.

ثم ولي إبليس ويقول : يا ويلة ويا عولة، علمت موسى ما يعلمه بني آدم».

(أمالي المفيد : المجلس 19، الحديث7 )

(647) 21(3) - حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القتي ، عن

ص: 97


1- اختطف : استلب .
2- استحواذ الشيطان على العبد : غلبته واستالته إلى ما يريد منه .
3- 21 - وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 170، والشيخ المفيد في الاختصاص : ص 226 بتفاوت يسير . وقريبا منه أورده الحراني في حكم ومواعظ أمير المؤمنين(عليه السلام)من تحف العقول ص217. وروى أحمد بعض فقراته في كتاب «الزهد»: ص 456 ح 1917 عن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن سيارة عن جعفر قال : سمعت فرقد السبخي يقول : قرأت في التوراة ، وذكرثلاث فقرات من الحديث . والفقرات الأربعة الأولى - بتفاوت - رواه الطبراني في ترجمة عيسى بن سلیمان الفزاري من المعجم الصغير : 1: 257، والديلمي في الفردوس : 4: 229 ح 6226 ، والمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 2: 162 في عنوان «الحديث الخامس و العشرون في ذم الاقتصار على الدنيا»، وفي ص 188 - 189 في عنوان «الحديث السابع و العشرون في الصبر على الشدائد وفضله»، كلهم من طريق أنس ، عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قال : «من أصبح...».و ثلاثة من الفقرات الأولى أوردها ابن حمدون في تذكرته: 79:1 : 118 عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) .

محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن رفاعة (1)

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما أنه قال : «أربع في التوراة وأربع إلى جنبهن: من أصبح على الدنيا حزيناً [فقد] (2)أصبح ساخطاً على ربه ، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإما يشكو ربه، ومن أتي غنيا فتضعضع له[ليصيب من دنياه] ، ذهب ثلثا دينه، ومن دخل النار من هذه الأمة من قرأ القرآن فإنما هو ممن اتخذ آيات الله هزراً ولعباً.

والأربع الأخر : من ملك استأثر، ومن يستشر لایندم، وكما تدين تدان(3) والفقر الموت الأكبر».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 15)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن محمد بن زياد، عن رفاعة بن موسی مثله، إلا أن فيه : «أربع في التوراة، و إلى جنهن أربع». وفيه : «ممن كان

ص: 98


1- في السند سقط ، لأن علي بن مهزیار لم يدرك رفاعة ، أو رواه ابن مهزیار مرسلاً.
2- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي ، وكذا في المورد الثاني.
3- هذه الفقرة أوردها الديلمي في الفردوس : 4: 412 ح 6715 من طریق فضالة بن عبید .

يتخذ آيات الله هزواً، والأربع التي إلى جنبهن : كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والفقر هو الموت الأكبر».

(أمالي الطوسي: المجلس 8، الحديث 57)

(648) 22(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرني محمد بن محمد قال: أخبرني أبوالحسن المظفر بن محمد الخراساني قال : حدثنا محمد بن جعفر العلوي الحسيني قال : حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور العمي قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ،عن جميل بن دراج:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام) قال: «أوحى الله إلى موسی بن عمران(عليه السلام): أتدري يا موسى، لم انتجبتك من خلقي، واصطفيتك لكلامي ؟

فقال: لا، یا رب.

ص: 99


1- 22 - وأورده الراوندي في الدعوات : 78/ 188. وروی نحوه الكليني في الحديث7من باب التواضع من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج2 ص 123 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عمن رواه :عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال: «أوحى الله عز وجل إلى موسى(عليه السلام) أن ياموسى ، أتدري لم اصطفيك بكلامي دون خلقي ؟ قال : يارب ولم ذاك ؟» قال : «فأوحى الله تبارك وتعالى إليه أن یا موسی ، إني قلبت عبادي ظهراً لبطن ، فلم أجد فيهم أحداً أذل لي نفسا منك ، یا موسی إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب - أو قال : على الأرض - » . ورواه الشيخ الصدوق(قدس سره)في الحديث 1 من الباب 50 - العلة التي من أجلها اصطفى الله عزوجل موسى لكلامه دون خلقه . من علل الشرائع : ج 1 ص 56 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، مثل رواية الكافي . وروى عنه الراوندي في أول الفصل 5 من الباب 8- في نبؤة موسی بن عمران(عليه السلام) - من قصص الأنبياء ص 160 - 161 برقم177، و ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 191. وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق: ص 286 في عنوان «سجدة الشكر» مثل رواية الكافي.وروى أيضا الصدوق نحوه في الحديث 2 من الباب المتقدم قال : حدثنا محمد بن الحسن(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : «إن موسى(عليه السلام)احتبس عنه الوحي أربعين - أو ثلاثين -صباحاً» . قال : «فصعد على جبل بالشام يقال له : أريحا ، فقال : يارب ، إن كنت حبست عني وحیك و كلامك لذنوب بني إسرائيل ، فغفرانك القديم». قال :«فأوحى الله عز وجل إليه : يا موسی بن عمران ، أتدري لم اصطفيتك لوحيي وكلامي دون خلقي ؟ فقال : لاعلم لي يارب . فقال : يا موسى ، إني اطلعت إلى خلقی اطلاعة فلم أجد في خلقي أشد تواضعاً لي منك، فمن ثم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي». قال : «وكان موسى(عليه السلام)إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض والأيسر».

فأوحى الله إليه : أني اطلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أشد تواضعة لي منك.

فخر موسی ساجداً وعفر خديه في التراب تذللاً منه لريه عز وجل، فأوحى الله إليه : ارفع رأسك يا موسى، وأمر يدك موضع سجودك، وامسح بها وجهك و ما نالته من بدنك، فإنه أمان من كل سقم وداء وآفة وعاهة».

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 27)

(649)(1)23 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي أبو العباس بالكوفة ، قال : حدثنا أيوب بن نوح بن دراج قال : حدثنا علي بن موسی الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه موسی بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام):

عن رسول الله ؟ قال : «أوحى الله عز وجل إلى نجیه موسی بن عمران(عليه السلام): يا

موسي ، أحببتني وحببني إلى خلقي.

قال : يارب إني أحبك ، فكيف أحببك إلى خلقك ؟

قال : اذكر لهم نعمائي عليهم، وبلائي عندهم ، فإنهم لايذكرون إذ لا يعرفون مني

ص: 100


1- 23 - وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 176. وقريبا منه في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري(عليه السلام): ص 342 ح 219 عن علي بن الحسين(عليه السلام)بزيادة في آخره.

إلا كل خير».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحدیث 29)

(650) (1)24 - وبالإسناد المتقدم في قصة إبراهيم(عليه السلام)عن أبي الأسود الدؤلي ، عن

أبي ذر ( في حديث طويل) قال : قلت : يا رسول الله ، فيما كانت صحف موسى(عليه السلام)؟قال : «كانت عبرأ كلها، وفيها: عجب لمن أيقن بالنار ثم ضحك ، عجب لمن

أيقن بالموت كيف يفرح، عجب من أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالاً بعد حال ثم هو يطمئن إليها، عجب لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل»!

قلت: يا رسول الله ، فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم و موسی (عليهم السلام)ما أنزل الله عليك ؟

قال : «اقرأ يا أباذر:﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى *بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى*إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*«صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾(2)»

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(951) (3)25 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني(رحمه الله)قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى الأنصاري قال : حدثنا الحسن بن عبد الله، عن خالد بن عيسى الأنصاري ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى رفعه قال :

قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم): «الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي

ص: 101


1- 24 - تقدم تخريجه في قصة إبراهيم(عليه السلام).
2- سورة الأعلى : 14:87 - 19.
3- 25 - ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة يس في تفسيره: ص 354 ح 480،وقريبا منه في الحديث 481 من طريق أبي أيوب. وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة : 627:2 ح 1072 و ص 655 ح 1117، وفي طبع قم :ص 131 ح 627 و ص 169 - 170 ح 239، وعنه المحب الطبري في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 94 وفي ط 202 في الفصل 2 - في اسمه وكنيته -ورواه السيد المرشد بالله الشجري في عنوان : «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)» من الأمالي الخميسية : 1: 139 بتفاوت يسير. ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل : 2: 306 رقم 939 ذیل الأية 19 من سورة الحديد ، وابن بطريق في الفصل 27 من العمدة : ص 222 رقم 352 وما قبله ، والخوارزمي في الفصل 19-في فضائل له شتى - من المناقب : ص 310ح 307 ولم يذكرالآية الكريمة، ونحوه في الفصل 4- في بيان سبقه إلى الإسلام - : ص 55 ح 20. وأخرجه الديلمي في الفردوس : 2: 581، ح 3681، وابن المغازلي في المناقب : ص 245،والمحب الطبري في ذخائر العقبی : ص 56 في عنوان «ذكر اسمه وكنيته» نقلا عن أحمد في المناقب . ورواه ابن عساكر في الحديث 126 من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)من تاريخ دمشق : 91:1- 92ح 126 بإسناده عن محمد بن أبي ليلى ، عن عیسی بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ،عن أبي ليلى ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلا أن فيه : «... وحزقیل مؤمن آل فرعون الذي قال :﴿ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾[يس : 20:36] ...» . وأخرجه الكنجي في كفاية الطالب : 123 - 126 في الباب 26 وقال : رواه أبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة على(عليه السلام). وأخرجه الثعلبي في أخر قصة عيسى(عليه السلام)من قصص الأنبياء : ص 366 عن أبي بكر الخمشاوي بإسناده ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبيه قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : حزقیل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار مؤمن آل يس ، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو أفضلهم». وأخرجه الفخر الرازي في تفسير الآية 37 من سورة المؤمن في التفسير الكبير : ج 27 ص57. وروى أيضا الصدوق (قدس سره)في باب الثلاثة من الخصال : ص 184 ح 254 عن محمد بن علي بن إسماعيل ، عن النعمان بن أبي الدلهاث البلدي ، عن الحسين بن عبدالرحمان ، عن عبيد الله بن موسى ، عن محمد بن أبي ليلى قال : قال رسول الله : «الصديقون ثلاثة : علي بن أبي طالب ، وحبيب النجار، ومؤمن آل فرعون».. وروى السيوطي في تفسير الآية 10 من سورة الواقعة في تفسيره: 8: 7 عن ابن مردويه أنه روي عن ابن عباس قال : نزلت في حزقیل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار الذي ذكر في يس، وعلي بن أبي طالب ، وكل رجل منهم سبق أمته ، وعلي أفضلهم سبقا» . وانظر ما رواه الخوارزمي في الفصل 4 من المناقب : ص 55 ح 20، وابن المغازلي في المناقب : ص 320ح 365، والهيثمي في مجمع الزوائد : 9: 102، وابن كثير في البداية والنهاية :1: 231، وفي تفسيره: 4: 283 ذیل الأية 10 من سورة الواقعة، والذهبي في ميزان الاعتدال:1: 536، رقم 2003، والعلامة الحلي في كشف اليقين : ص 207 رقم 210 ص 391 رقم489.

ص: 102

يقول :﴿ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ*اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾(1)، وحزقیل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 17)

(52) 26(2)- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله)قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن

الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبیب ، عن فضيل الرسان :

عن جبلة المكية ، عن ميثم التمار(رحمه الله) ( في حديث في يوم عاشوراء) فقلت له : يا

میثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(عليه السلام)يوم

بركة ؟؟

فبکی میثم(رضوان الله)ثم قال : «سيزعمون بحديث يضعونه( إلى أن قال :) ويزعمون

آنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل، وإنما كان ذلك في ربيع الأول» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام)من ترجمته(عليه السلام) .

ص: 103


1- سورة يس : 20:36 - 21.
2- 26 - ورواه أيضا في الباب 161 من علل الشرائع : ص 227 - 228 ح 3.

باب 14 - قصة إسماعيل صادق الوعد على نبينا وآله وعليه السلام

(653)1(1) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال :حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن زكريا قال : حدثنا عثمان بن عيسى، عن أحمد بن سلمان وعمران بن مروان، عن سماعة بن مهران قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول: «إن الذي قال الله في كتابه :﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ (2) سلط الله عليه قومه، فكشطوا(3) وجهه وفروة (4)رأسه، فبعث الله إليه ملكة فقال له : إن رب العالمين يقرؤك السلام ويقول : [إنه] قد رأيت ما صنع بك قومك، فسلني ما شئت.

ص: 104


1- 1- وروی قريبة منه الشيخ الصدوق(قدس سره)في الحديث 3 من الباب 67 - العلة التي من أجلها سمي إسماعيل بن حزقیل(عليه السلام) صادق الوعد - من علل الشرائع : ج 1 ص 78 قال : حدثنا أبي(رضوان الله) ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان ، عن سماعة ، عن أبي بصير:عن أبي عبد الله (عليه السلام)وقال :« إن إسماعيل كان رسولا نبيا، سلط عليه قومه، فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه ، فأتاه رسول من رب العالمين فقال له : ربك يقرؤك السلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك وقد أمرني بطاعتك ، فمرني بما شئت . فقال : يكون لي بالحسين بن على(عليه السلام)أسوة». ورواه أيضا ابن قولويه في الحديث الثاني من الباب التاسع عشر - علم الأنبياء بقتل الحسين بن علي(عليه السلام)- من کامل الزيارات : ص 64 - 65. وروى أيضا الصدوق نحوه في الحديث 2 من الباب المذكور ص 77 - 78 عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله)، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن یزید ، عن محمد بن أبي عمير، ومحمد بن سنان ، عمن ذكره : عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال : «إن إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه :﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ ، لم يكن إسماعيل بن إبراهيم ، بل كان نبيا من الأنبياء بعثه الله عز وجل إلى قومه، فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه ، فأتاه ملك فقال :إن الله جل جلاله بعثني إليك، فمرني بما شئت . فقال : لي أسوة بما يصنع [ب-]الحسين(عليه السلام)». ورواه أيضا ابن قولويه في كامل الزيارات : ص 64 عن أبيه(رحمه الله) ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ويعقوب بن یزید ، جميعا عن محمد بن سنان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله (عليه السلام).ورواه أيضا في الحديث 4 من الباب بإسناده عن محمد بن سنان ، عمن ذكره، عن أبي عبد الله(عليه السلام). وروى الراوندي نحوه في الباب 10 - في نبوة إسماعيل وحديث لقمان(عليه السلام)- من قصص الأنبياء: ص 189 برقم 237 قال : وبإسناده (يعني الصدوق ] في رواية أخرى قال : «إن إسماعيل الذي شتي صادق الوعد ليس هو إسماعيل بن إبراهيم خليل الله (عليه السلام) ، أخذه قومه فسلخوا جلده فبعث الله إليه ملكة فقال له : قد أمرت بالسمع والطاعة لك فمر فيهم بما أحببت . فقال : لا ، يكون لي بالحسين(عليه السلام)أسوة».
2- سورة مريم : 19 : 54.
3- الكشط : النزع والقلع .
4- الفروة : جلدة الرأس .

فقال : يا رب العالمين، لي بالحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)أسوة».

قال أبو عبدالله(عليه السلام):«وليس هو إسماعيل بن إبراهيم على نبينا وعليهما السلام» .

(أمالي المفيد : المجلس 5، الحديث 7)

ص: 105

باب 15- ما ورد من حكم لقمان(عليه السلام)

(654)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضوان الله) قال :حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدثنا علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حماد بن عیسی :

عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : كان فيها أوصى به لقان ابنه ناتان(1) أن قال له : «یابني، ليكن مما تتسلح به على عدوك فتصرعه المماسحة(2) وإعلان الرضا عنه، ولا تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك.

يابني، خف الله خوفا لو وافيته ببر الثقلين خفت أن يعذبك الله ، وارج الله رجاء لو وافيته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك(3).

ص: 106


1- في نسخة : «نانان»، وفي أخرى : «ناثان» .
2- المماسحة : الملاينة في القول والمعاشرة والقلوب غير صافية .
3- هذه الفقرة من الحديث ، رواها علي بن إبراهيم القمي في تفسير الآية 12 من سورة لقمان في تفسيره: ج 2 ص 164 عن أبيه، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داوود المنقري ،عن حماد: عن أبي عبد الله(عليه السلام) : قال : «فوعظ لقمان لابنه (وساق الحديث إلى أن قال) : «یا بنی ، خف الله خوفا لو أتيت القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك، وارج الله رجاء لو وافيت القيامة باثم التقلين رجوت أن يغفر لك». وروی نحوها الكليني في الحديث 1 من باب الخوف والرجاء من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 67 عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن الحارث بن المغيرة - أو أبيه- عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : قلت له : ما كان في وصية لقمان ؟ قال : «كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما فيها أن قال لابنه : خف الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب التقلين لرحمك». ثم قال أبو عبد الله(عليه السلام): كان أبي يقول : «إنه ليس من عبد مؤمن إلا [و ] في قلبه نوران :نور خيفة، ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا». وأوردها الحراني في مواعظ الإمام الصادق(عليه السلام)من تحف العقول : ص375، وفيه : قيل له : ما كان في وصية لقمان ؟ فقال(عليه السلام) : «كان فيها الأعاجيب ...»، وذكر مثل رواية الكافي . وروى الراوندي في أول الفصل 2 من الباب العاشر من قصص الأنبياء ص 191 برقم 240نقلا عن ابن بابویه ، عن أبيه ، حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس ، عن الحارث ، عن المغيرة قال : قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): أصلحك الله ، ما كان في وصية لقمان ؟ قال : «كان فيها الأعاجيب ...» وذكر الحديث مثل رواية الكليني.

یا بني، ملك الجندل والحديد وكل حمل ثقيل، لم أحمل شيئا أثقل من جار السوء ، وذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر»(1).

(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 5)

(655) 2 - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا أبي(2) الحسين بن موسى ، عن محمد بن الحسن الصفار - ولم يحفظ الحسين الإسناد - قال :قال لقمان لابنه: «یا بني، اتخذ ألف صديق وألف قليل، ولاتتخذ عدواً واحدا والواحد كثير».

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):

تكثر من الإخوان ما اسطعت إنهم*** عاد إذا ما استجدوا وظهور

وليس كثيراً ألف خل وصاحب*** وإن عدواً واحدً لكثير(3)

(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 6)

ص: 107


1- هذه الفقرة رواها الراوندي في الفصل 6 من الباب 10 من قصص الأنبياء : ص 196ح 247 عن سليمان بن داوود ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن الصادق(عليه السلام)، بتفاوت
2- كلمة «أبي» موجودة في بعض النسخ.
3- في هامش البحار : 13 :414 : وقال المصنف في الهامش : في الديوان المنسوب إليه (عليه السلام) هكذا: عليك بإخوان الصفا فإنهم*** عماد إذا استنجدتهم وظهور وما بكثير ألف خل وصاحب*** وان عدواً واحداً لكثير

(656)(1)3 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه(رحمه الله)قال : حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سلیمان بن داوود المنقري، عن حماد بن عیسی:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : «كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له:يا بني، اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد

له تضييعة مثل ترکه».

(أمالي المفيد : المجلس 35، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلا أن فيه : «لن تجد لك تضييعة...»..

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 8)

ص: 108


1- 3 - ورواه علي بن إبراهيم القمي في تفسير الآية 12 من تفسير سورة لقمان في تفسيره: ج 2 ص 164 عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داوود المنقري ، عن حماد: عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال : «... فوعظ لقمان لابنه (إلى أن قال :) واجعل في أيامك ولياليك وساعاتك لنفسك نصيبا في طلب العلم ، فإنك لن تجد له تضييعاً أشد من ترکه».

باب 16- ما ورد في داوود على نبينا وآله وعليه السلام

أقول : تقدم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأول .

(657)1(1)

- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «إن داوود (عليه السلام)خرج ذات يوم يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لایبقی جبل ولاحجر ولاطائر ولاسبع إلا جاویه، فما

زال يمر حتى انتهى إلى جبل ، فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له «حزقیل»، فلما

سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير، علم أنه داوود(عليه السلام) ، فقال داوود : یا

حزقیل ، أتأذن لي فأصعد إليك.

قال : لا.

فبکی داوود(عليه السلام)، فأوحى الله جل جلاله إليه : ياحزقیل ، لاتعير داوود ، وسلني

العافية.

فقام حزقیل فأخذ بيد داوود فرفعه إليه ، فقال داوود : ياحزقيل، هل هممت بخطيئة قط؟

قال : لا.

قال : فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عز و جل ؟

قال : لا.

قال : فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها؟

قال : بلى ، ربما عرض بقلبي.

ص: 109


1- 1- ورواه أيضا في الحديث 6 من الباب 47 - ما جاء في التعمير - من كمال الدين : ج 2 ص524. ورواه علي بن إبراهيم القمي في تفسير سورة(ص)في تفسيره: ج 2 ص 231، والفتال في عنوان «مجلس في ذكر الدنيا» من روضة الواعظين : ص 442.

قال : فما ذا تصنع إذا كان كذلك ؟

قال : ادخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه».

قال : «فدخل داوود (عليه السلام)ذلك الشعب ، فإذا سریر من حديد ، عليه جمجمة بالية وعظام فانية، وإذا لوح من حديد فيه كتابة، فقرأها داوود(عليه السلام) فإذا هي : أنا أروى شلم(1)، ملكت ألف سنة، وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي ، والحجارة وسادتي ، والديدان والحيات جيراني ، فمن رآني فلايغتر بالدنيا». (أمالي الصدوق : المجلس 21، الحديث 8)

(658) 2(2) - وبإسناده عن جبلة المكية، عن ميثم التمار(رحمه الله) (في حديث في يوم عاشوراء) قال : فقلت له : یا میثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(عليه السلام)يوم بركة ؟!

فبکی میثم(رضی الله عنه)ثم قال : «سيزعمون بحديث يضعونه (إلى أن قال :) ويزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داوود(عليه السلام) ، وإنما قبل الله توبته في ذي الحجة» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)

تقدم إسناده في باب قصص موسى وهارون(عليه السلام)(3)، ويأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

(659) 3(4) - حدثنا علي بن أحمد الدقاق(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي

ص: 110


1- في نسخة : «سلم»، وفي أخرى : «بن أسلم» ، وفي كمال الدين : «أروى بن سلم» .
2- 2- ورواه أيضا في الباب 161 من علل الشرائع : ص 227 - 228 ح 3.
3- تقدم في الحديث 27 من الباب المذكور.
4- 3- ورواه الراوندي في الباب الحادي عشر - في نبؤة داوود(عليه السلام)-من قصص الأنبياء : ص199 تحت الرقم 254. وأورد الفتال الفقرة الأخيرة منه في عنوان «مجلس في ذكر الخلق والحلم وكظم الغيظ» من روضة الواعظين : ص 376 - 377.

قال : حدثنا عبیدالله بن موسى الحبال الطبري قال : حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال : حدثنا محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان:

عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى

داوود(عليه السلام) : ما لي أراك وحداناً ؟

قال : هجرت الناس وهجروني فيك.

قال : فما لي أراك ساكتا؟

قال : خشيتك أسكتتني.

قال : فما لي أراك تصباً (1)؟

قال : حبك أنصبني.

قال : فما لي أراك فقيراً وقد أفدتك ؟

قال : القيام بحقك أفقرني.

قال : فما لي أراك متذللاً؟

قال : عظيم جلالك الذي لايوصف ذللني، وحق ذلك لك يا سيدي.

قال الله جل جلاله : فأبشر بالفضل مني ، فلك ماتحب يوم تلقاني ، خالط الناس وخالقهم بأخلاقهم، وزايلهم في أعمالهم، تثل ما تريد مني يوم القيامة».

(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 1)

(660) 4(2)- وبالسند المتقدم عن يونس بن ظبيان قال : قال الصادق(عليه السلام) : «أوحى الله عز وجل إلى داوود(عليه السلام): يا داوود، بي فافرح، وبذكري فتلذذ، وبمناجاتي فتنعم، فعن قريب أخلي الدار من الفاسقين ، وأجعل لعنتي على الظالمين».

(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 2)

ص: 111


1- النصب : التعب .
2- 4 - ورواه الراوندي في الباب الحادي عشر من قصص الأنبياء ص 199 برقم 254، و الفتال في عنوان «مجلس في ذکر قتل النفس والزنا» من روضة الواعظين : ص 461.

(661) 5(1) - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي(رضی الله عنه)قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام)قال : قال النبي : «أوحى الله عز وجل إلى داوود(عليه السلام) : يا داوود، كما لاتضيق الشمس على من جلس فيها، كذلك لاتضيق رحمتي على من دخل فيها، وكما لاتضر الطيرة من لايتطير منها، كذلك لا ينجو من الفتنة المتطیرون، وكما أن أقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس متي يوم القيامة المتكبرون».

(أمالي الصدوق : المجلس 50، الحديث 12)

(662)6 (2)- حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثني سعد بن عبدالله قال : حدثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان :

ص: 112


1- 5 - وأورده الفتال في عنوان «مجلس في التواضع والتكبر» من روضة الواعظين : ص 382. وروى الكليني(قدس سره)في الحديث 11 من باب التواضع من كتاب الإيمان و الكفر من الكافي : ج2 ص 123 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام : عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال : «فيما أوحى الله عز وجل إلى داوود (عليه السلام): يا داوود ، كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون ، كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون».
2- 6- هذا هو الحديث 37 من صحيفة الرضا(عليه السلام) : ص 288. ورواه أيضا الصدوق(رضوان الله)في الباب 282 من ثواب الأعمال : ص 134 - 135 عن محمد بن على ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن داوود بن سلیمان ، عن علي بن موسی الرضا،[عن أبيه] ، عن الصادق(عليه السلام). ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : 143: 56 ، ونحوه في ص 50ح 123.ورواه الكليني (قدس سره) في الحديث 5 من باب إدخال السرور على المؤمنين من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 189 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب . ورواه الراوندي في الحديث الأول من الباب الحادي عشر من قصص الأنبياء ص 198 تحت الرقم 250. ورواه السيد ابن طاووس في النقل الثاني من الحديث 7 من أربعينه : ص 57، وقريبة منه في النقل الأول منه. وأخرجه الديلمي في عنوان «ما أوحى الله إلى الأنبياء» من الفردوس : 1: 176 ح 498 بتفاوت يسير.وانظر تخريج الحديث التالي .

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال: «أوحى الله عز وجل إلى

داوود(عليه السلام): أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي».

قال : «فقال داوود(عليه السلام) : يارب، و ما تلك الحسنة ؟ قال : يدخل على عبدي

المؤمن شروراً ولو بتمره».

قال : «فقال داوود(عليه السلام) : حق لمن عرفك أن لا يقطع(1) رجاءه منك».

(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحدیث 3)

(663) 7(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : حدثني محمد بن القاسم الأنباري قال : حدثني أبي، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول: سمعت وهب بن منبه يقول : قرأت في زبور داوود أسطراً، منها ما حفظت ومنها ما نسيت، فما حفظت قوله : «یا داوود، اسمع مني ما أقول والحق أقول: من

ص: 113


1- في نسخة : «لا ينقطع» .
2- 7- وروی قريبة من ذيله الحميري في قرب الإسناد : ص 119 ح 417 عن الحسين بن علوان ، عن جعفر، عن أبيه. ورواه الصدوق (قدس سره) في الباب 282 من ثواب الأعمال ص 134 - 135، وفي باب «معنی الحسنة التي تدخل العبد الجنة» من معاني الأخبار : ص 374، وفي الباب 28 من عيون أخبار الرضا(عليه السلام) ح 84 عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن داوود بن سليمان ، عن علي بن موسی الرضا، [عن أبيه] ، عن الصادق(عليه السلام) .

أتاني وهو يحبني أدخلته الجنة، يا داوود اسمع مني ما أقول والحق أقول : من أتاني

وهو مستحي من المعاصي التي عصاني بها، غفرتها له وأنسيتها حافظیه . یاداوود ، اسمع مني ما أقول والحق أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنة».

قال داوود: یا رب ما هذه الحسنة؟

قال : «من فرج عن عبد مسلم».

فقال داوود : إلهي كذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك.

(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 16)

(664)8(1)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن یزید الثقفي ب-« حديثة الفرات»(2) قال: حدثنا محمد بن سلمة الأموي ب-«هیت»(3)، قال : حدثني أحمد بن القاسم الأموي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد(عليه السلام) ، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال:

سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود(عليه السلام): يا داوود، إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة.

قال داوود:یا رب، وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال : عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحب قضاءها، قضيت له أم لم تقض».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 35)

ص: 114


1- 8- وقريباً منه رواه الصدوق(قدس سره)في مصادقة الإخوان : ص 66 باب السعي في حوائج الإخوان ح 2 عن أبي جعفر(عليه السلام)قال : أوحى الله تعالى إلى موسى(عليه السلام)، وذكر الحديث بتفاوت . وانظر تخريج الحديث 6 و7 من هذا الباب .
2- قال ياقوت في معجم البلدان : ج 2 ص 230 : حديثة الفرات وتعرف بحديثة النورة :وهي على فراسخ من الأنبار، وبها قلعة حصينة في وسط الفرات والماء محيط بها.
3- هیت - بالكسر : بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار.

(665) 9(1)- أبوعبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا الحسين بن محمد البزاز قال : حدثني أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمدي قال : حدثنا يحيى بن هاشم الغساني ، عن أبي عاصم النبيل [الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري] ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق، عن علقة بن قيس ، عن نوف البكالي:عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)(في حديث) قال : «فإن استطعت یا نوف أن لاتكون عريفاً (2)، ولا شاعراً(3)، ولاصاحب کوبة، ولاصاحب عرطبة (4) فافعل، فإن داوود (عليه السلام) رسول رب العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ثم قال : والله رب داوود، إن هذه الساعة الساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه ، إلا أن يكون عريفاً، أو شاعراً (5)، أو صاحب کوية ، أو صاحب عرطبة».

(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر.

ص: 115


1- 9. ورواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من حلية الأولياء : 1: 79، وفي ترجمة نوف البكالي : 6: 53. ورواه الصدوق(قدس سره)في باب الستة من الخصال : 1: 337 - 338، إلا أن فيه : «فإن نبي الله خرج ذات ليلة ...» ولم يصح فيه باسم داوود(عليه السلام) . وأورده الشريف الرضي في حكم نهج البلاغة: برقم 104 باختصار، وفيه : «یانوف، إن داوود(عليه السلام)قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال : إنها لساعة لايدعو فيها عبد إلا استجيب له، إلا أن يكون عشاراً، أو عريفة، أو شرطياً، أو صاحب عرطبة ، أو صاحب كؤبة».
2- العريف : القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم.
3- في نهج البلاغة : «ولا شُرطياً» .
4- الكوبة - بالفتح ثم السكون -: الطبل . والعرطبة : الطنبور، وقد قيل إن العرطبة: الطبل، والكوبة : الطنبور .
5- لعله مصحف عن «عشاراً» ، كما في نهج البلاغة .

(666) 10(1)- حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابویه(رحمه الله) قال : حدثني أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن یحیی، عن أبان بن عثمان:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : «إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد من

بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم داوود النبي(عليه السلام) ، فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لسنا إياك أردنا وإن كنت لله خليفة» الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 34، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث ، والمجلس 4، الحديث 7)

تقدم تمامه في كتاب المعاد ويأتي في كتاب الإمامة .

(667) 11 - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد(2) العبدي قال :

حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه(عليه السلام)قال: «في حكمة آل داوود: یا ابن آدم،

كيف تتكلم بالهدى وأنت لا تفيق عن الردی ! يا ابن آدم، أصبح قلبك قاسياً وأنت لعظمة الله ناسياً، فلو كنت بالله عالماً، وبعظمته عارفاً، لم تزل منه خائفاً ، ولوعده راجياُ، ويحك كيف لاتذكر لحدك ، وانفرادك فيه وحدك».

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 49)

ص: 116


1- 10- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفي : ص 2 عن أبي علي بن الشيخ الطوسي ،عن أبيه.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب التراجم، وفي النسخ: «سعد بن زیاد».

باب 17- ما ورد في سليمان بن داوود على نبينا وآله وعليهما السلام

(668) 1 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال :«إن سليمان * لما سلب ملکه خرج على وجهه، فضاف رجلاً عظياً فأضافه وأحسن إليه» . قال : «ونزل سليمان(عليه السلام)منه منزلاً عظيماً لما رأى من صلاته وفضله» . قال : «فزوجه بنته».

قال : «فقالت له بنت الرجل حين رأت منه ما رأت : بأبي أنت وأمي، ما أطيب ريحك، وأكمل خصالك، لا أعلم فيك خصلة أكرهها إلا أنك في مؤونة أبي».

قال : «فخرج حتى أتى الساحل ، فأعان صياداً على ساحل البحر، فأعطاه السمكة التي وجد في بطنها خاتمه».

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 3)

(699) 2(1) - أبو جعفر الصدوق قال :حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضی الله عنه)قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار(رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عمرو بن مفلس(2) عن خلف، عن عطية العوفي:

عن أبي سعيد الخدري قال : سألت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عن قول الله جل ثناؤه: ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ﴾ (3)؟

ص: 117


1- 2- ورواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية 43 من سورة الرعد من كتابه «شواهد التنزيل : ج 1 ص 400 تحت الرقم 422 قال : حدثني أبو الحسن الفارسي وأبو بكر المعمري قالا : حدثنا أبوجعفر محمد بن علي الفقيه إملاء (بالسند المذكور في الأمالي) عن أبي سعيد الخدري قال : سألت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عن قول الله تعالى:﴿ ومِنَ عِنْدَهُ عِلْمٌ الْكِتَابِ﴾ ؟ قال : «ذاك أخي علي بن أبي طالب». وزاد المعمري. أقول : الظاهر أن زيادة المعمري هي ما ذكره الشيخ الصدوق في الأمالي. ورواه أيضاً القندوزي في الباب الثلاثين من ينابيع المودة : ج 1 ص 307 برقم 7. وأما ما يرتبط بالآية الأخيرة من سورة الرعد وشأن نزولها: فقد روى الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الشريفة من شواهد التنزيل : ج 1 ص 601 برقم 423 بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى:﴿ ومِنَ عِنْدَهُ عِلْمٌ الْكِتَابِ﴾ قال : [ هو ] علي بن أبي طالب. وروى أيضا في الحديث 424 بإسناده عن ابن الحنفية أنه قال : «هو علي بن أبي طالب». وروى الحسين بن الحكم الحبري في تفسير الآية الأخيرة من سورة الرعد في تفسيره برقم41 عن سعید بن عثمان ، عن أبي مريم، عن عبدالله بن عطاء قال : كنت جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابناً لعبدالله بن سلام جالسا في ناحية ، فقلت لأبي جعفر : زعموا أن أبا هذا الذي عنده علم الكتاب ؟ قال : «لا، [ إنما] ذلك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين». وروى عنه الحاكم الحسكاني في الحديث 425 من شواهد التنزيل : ج 1 ص 402، و فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 67 من سورة المائدة في تفسيره ص 130 برقم 150 إلا أن فيه : «علم من الكتاب»، والثعلبي في تفسيره على ما في كتاب «خصائص الوحي المبين» - لابن البطريق - ص 210 رقم 158 وفي أواسط الفصل35 من کتاب «العمدة»: ص 52 وفي أول عنوان «فصل: في المسابقة بالعلم» من مناقب ابن شهر آشوب : ج 2 ص 29. ورواه أيضاً فرات في تفسير الآية 55 من سورة المائدة برقم 134. والعياشي في تفسير الآية برقم 77 في تفسيره: ج 2 ص 220. ورواه أيضاً ابن المغازلي في المناقب ص 313 و 314 ذیل قوله تعالى في سورة المائدة : 55:﴿وإنما ولیکم الله ....﴾ وروى العياشي في الحديث 76 من تفسيره عن أبي جعفر أنه قال : «إيانا عني ، وعلي أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ». . وفي الحديث 78 عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)أنه قال : «نزلت في علي بعد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وفي الأئمة بعده ، وعلي عنده علم الكتاب». وفي الحديث 79 عن أبي جعفر(عليه السلام) : «نزلت في علي ، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله علیه و آله». وروى محمد بن سلمان الكوفي في الجزء الثاني من المناقب : ج 1 ص 191 برقم 115 بإسناده عن ابن الحنفية أنه قال : « [ هو] علي». وأخرجه أيضا ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ص 210 برقم 159 عن الثعلبي في تفسيره أنه قال : عن السبيعي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن منصور، عن الجنيد الرازي ، حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب ، حدثنا أحمد بن المفضل ، حدثنا جندل بن علي، عن إسماعیل بن سمعان ، عن أبي عمر زاذان :عن ابن الحنفية : [ في قوله تعالى : ] ﴿ ومِنَ عِنْدَهُ عِلْمٌ الْكِتَابِ﴾ قال : «هو علي بن أبي طالب(عليه السلام)». وقال ابن شهر آشوب في أول عنوان «فصل : في المسابقة بالعلم» من المناقب : ج 2 ص 29:محمد بن مسلم، وأبو حمزة الثمالي ، وجابر بن یزید ، عن الباقر(عليه السلام) ، وعلي بن فضال ، والفضيل بن يسار، وأبو بصير، عن الصادق(عليه السلام)، وأحمد بن محمد الحلبي، ومحمد بن الفضيل، عن الرضا(عليه السلام) ، وقد روي عن موسى بن جعفر (عليه السلام) ، وعن زيد بن علي، وعن محمد ابن الحنفية ، وعن سلمان(رضی الله عنه) ، وعن أبي سعيد الخدري ، وعن إسماعيل السدي ، أنهم قالوا في قوله تعالى :﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ : «هو علي بن أبي طالب»
2- ومثله في شواهد التنزيل، وفي نسخة : «مغلس»..
3- سورة النمل : 27 : 60.

ص: 118

قال : «ذاك وصي أخي سليمان بن داوود».

فقلت له : یا رسول الله ، فقول الله عز وجل : ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾(1)؟

قال : «ذاك أخي علي بن أبي طالب». (أمالي الصدوق : المجلس 83، الحديث 3)

ص: 119


1- سورة الرعد : 13 : 63.

باب 18- قصص زكريا ويحيى على نبينا وآله وعليهما السلام

(670)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله)قال : حدثنا

علي بن إبراهيم ، عن أبيه : عن الريان بن شبيب قال : دخلت على الرضا(عليه السلام) في أول يوم من المحرم فقال لي: «یا این شبيب ، أصائم أنت»؟

فقلت : لا.

فقال : «إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زکریا(عليه السلام)ربه عز وجل، فقال :

﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾(1)فاستجاب الله له، وأمر الملائكة فنادت زکریا وهو قائم يصلي في المحراب : ﴿ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى﴾ (2) ، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزکریا(عليه السلام)» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 5)

يأتي تمامه في الباب 6 من تاريخ الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .

(671) 2 (3)- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا محمد بن سعيد بن أبي

ص: 120


1- سورة آل عمران : 3: 38.
2- سورة آل عمران : 3: 39.
3- 2 - وأورده وام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : ج 2 ص 158، والفتال في روضة الواعظين : ص 434 في عنوان «مجلس في الزهد والتقوى». وروى الراوندي بعض فقراته في الفصل 2 من من الباب الرابع عشر من قصص الأنبياء: ص 218- 219 برقم 287. ورواه الثعلبي في عنوان «باب في صفته وحليته (عليه السلام)» من قصة يحيى(عليه السلام)من قصص الأنبياء : ص 338 - 340 مرسلا عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .ورواه ابن قتيبة في كتاب الزهد من عيون الأخبار : 2: 294 - 295 من طريق الليث بن سعد، عن أبيه ، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، بتفاوت ، و لم ينسبه إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

شحمة قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن سعيد بن هاشم القناني البغدادي سنة خمس

وثمانين ومئتين ، قال : حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا حسان بن عبدالله الواسطي قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبدالله بن عمر قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «كان من زهد یحیی بن زکریا (عليه السلام)أنه أتي بيت المقدس ، فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان ، عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف، وإذا هم قد خرقوا تراقيهم، وسلكوا فيها السلاسل، وشدوها إلى سواري المسجد، فلما نظر إلى ذلك أتى أمه فقال : يا أماه ، انسجي لي مدرعة من شعر وبرنسا (1)من صوف حتى آتي بيت المقدس ، فاعبد الله مع الأحبار والرهبان ، فقالت له أمه: يأتي نبي الله وأوامره(2) في ذلك.

فلا دخل زكريا(عليه السلام)أخبرته بمقالة يحيى، فقال له زکریا: یا بني، ما يدعوك إلى

هذا وإنما أنت صبي صغير ؟؟

فقال له: يا أبه، أما رأيت من هو أصغر سنا مني وقد ذاق الموت ؟

قال : بلى، ثم قال لأمه : انسجي له مدرعة من شعر وبرنسا من صوف. ففعلت .

فتدرع المدرعة على بدنه، ووضع البرنس على رأسه، ثم أتي بيت المقدس ، فأقبل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى أكلت مدرعة الشعر لحمه، فنظر ذات يوم إلى ما قد نحل من جسمه فبكى، فأوحى الله عز وجل إليه : يا يحيى ، أتبكي مما قد نحل من جسمك ؟ وعزتي وجلالي لو اطلعت على النار اطلاعة لتدعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج(3)! فبكى حتى أكلت الدموع لحم خديه، وبدا

ص: 121


1- المدرعة - بكسر الميم - : القميص . والبرنس : قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها.
2- أوامره : أشاوره.
3- في نسخة : «المسوح» .

للناظرين أضراسه.

فبلغ ذلك أمه، فدخلت عليه، وأقبل زکریا واجتمع الأحبار والرهبان، فأخبروه بذهاب لحم خديه، فقال : ما شعرت بذلك !

فقال زکریا: یا بني، ما يدعوك إلى هذا ؟ إنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني.

قال : أنت أمرتني بذلك يا أبه!

قال : ومتى ذلك يا بني ؟

قال : ألست القائل : إن بين الجنة والنار لعقبة لايجوزها إلا البكاءون من خشية الله ؟

قال : بلى ، فجد واجتهد، وشأنك غير شأني(1).

فقام يحيى، فنقض مدرعته، فأخذته أمه فقالت : أتأذن لي يا بني أن أتخذ لك قطعتي لبود تواريان أضراسك ، وتنشفان دموعك ؟

فقال لها: شأنك.

فاتخذت له قطعتي لبود تواريان أضراسه ، وتنشفان دموعه، فبکی حتی ابتلتا من دموع عينيه، فحسر عن ذراعيه ، ثم أخذهما فعصرهما، فتحدرت الدموع من بين أصابعه، فنظر زكريا إلى ابنه وإلى دموع عينيه، فرفع رأسه إلى السماء فقال : اللهم إن هذا ابني، وهذه دموع عينيه ، وأنت أرحم الراحمين.

وكان زکریا(عليه السلام)إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا وشمالا، فإن رأى يحيى (عليه السلام) لم يذكر جنة ولا نارا، فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل، وأقبل يحيى

ص: 122


1- وروي نحو هذه الفقرة من الحديث ، الراوندي في الباب الرابع عشر من قصص الأنبياء : ص 216 برقم 283 عن ابن بابویه بإسناده عن سعد بن عبدالله رفعه قال : كان يحيی بن زکريا يصلي ويبكي حتى ذهب لحم خده ، وجعل لبدأ وألزقه بخده حتى تجري الدموع عليه ،وكان لا ينام ، فقال أبوه : یا بني، إني سألت الله أن يرزقنيك لأفرح بك وتقر عيني ، قم فصل» . قال : «فقال له يحيى : إن جبرئیل حدثني أبي أمام النار مفازة لايجوزها إلا البكاءون . فقال : يا بني فابك وحق لك أن تبكي» .

قد لف رأسه بعباءة ، فجلس في غمار الناس(1)، والتفت زكريا يمينا وشمالا فلم یر يحيى، فأنشأ يقول : حدثني حبيبي جبرئيل (عليه السلام)غير عن الله تبارك وتعالى : «أن في جهنم جبلاً يقال له السكران في أصل ذلك الجبل وادٍ يقال له الغضبان ، يغضب لغضب الرحمان تبارك و تعالى ، في ذلك الوادي جب قامته مئة عام، في ذلك الجب توابيت من نار، في تلك التوابيت صناديق من نار، وثياب من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار».

فرفع يحیی(عليه السلام) رأسه فقال : واغفلتاه من السكران ، ثم أقبل هائماً على وجهه ،

فقام زکریا(عليه السلام)من مجلسه فدخل على أم يحيى ، فقال لها: یا أم يحيى ، قومي فاطلبي يحيى ، فإني قد تخوفت أن لانراه إلا وقد ذاق الموت.

فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت بفتيان من بني إسرائيل، فقالوا لها: يا أم يحيى، أين تريدين ؟

قالت : أريد أن أطلب ولدي يحيي، ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه .

فمضت أم يحيى والفتية معها حتى مرت براعي غنم، فقالت له : يا راعي ، هل رأيت شابا من صفته كذا وكذا؟

فقال لها : لعلك تطلبين يحيى بن زكريا؟

قالت : نعم ، ذاك ولدي، ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه.

فقال : إني تركته الساعة على عقبة ثتية كذا وكذا، ناقعاً قدميه في الماء، رافعاً بصره إلى السماء ، يقول : وعزتك مولاي، لا ذقت بارد الشراب حتى أنظر إلى

منزلتي منك.

وأقبلت أمه ، فلما رأته أم يحيی دنت منه، فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها وهي تناشده بالله أن ينطلق معها إلى المنزل، فانطلق معها حتى أتي المنزل، فقالت له أم يحيى: هل لك أن تخلع مدرعة الشعر وتلبس مدرعة الصوف؟ فإنه ألين . ففعل، وطبخ له عدس، فأكل واستوفي ونام، فذهب به النوم فلم يقم لصلاته ، فنودي في منامه : يا يحيى بن زكريا، أردت دارا خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري ؟!

ص: 123


1- غمار الناس - بالضم والفتح - : زحمتهم وكثرتهم.

فاستيقظ فقام فقال : يا رب أقلني عثرتي، إلهي فوعزتك لااستظل بظل سوی بیت المقدس. وقال لأمه : ناوليني مدرعة الشعر، فقد علمت أنكما ستورداني المهالك. فتقدمت أمه فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به.

فقال لها زكريا: یا أم يحيي، دعيه فإن ولدي قد کشف له عن قناع قلبه ، ولن ينتفع بالعيش.

فقام بحیی فلبس مدرعته، ووضع البرنس على رأسه، ثم أتي بيت المقدس ،فجعل يعبد الله عز وجل مع الأحبار، حتى كان من أمره ما كان»(1).

(أمالی الصدوق : المجلس 8، الحدیث 3)

(672)3 -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبوالعباس ابن عقدة قال : حدثني الحسن بن القاسم قال : حدثنا ثبير بن إبراهيم(2) قال : حدثنا سلمیان بن بلال المدني قال :

حدثني علي بن موسی الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليه السلام) «إن إبليس كان يأتي الأنبياء(عليهم السلام)من لدن آدم (عليه السلام) إلى أن بعث الله المسيح (عليه السلام)، يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسأ منه بیحیی بن زکریا، فقال له يحيى : يا أبامرة ، إن لي إليك حاجة.

فقال له : أنت أعظم قدراً من أن أردك بمسألة، فسلني ما شئت، فإني غير مخالفك في أمر تريده.

فقال يحيى : يا أبا مرة، أحب أن تعرض على مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم.فقال له إبليس : حباً وكرامةً، وواعده لغد.

فلما أصبح بيحیي(عليه السلام)قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فما

ص: 124


1- في تنبيه الخواطر : «حتى ما كان من أمره ما كان مع اليهود لعنهم الله» .
2- كذا في النسخ، وقال ابن حجر في لسان المیزان : ج 2 ص 82: ثبين بن إبراهيم بن شیبان، روى عن جعفر الصادق ، وعنه الحسين بن القاسم، ذكره ابن عقدة ....

شعر حتى ساواه من خوخة(1)كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد(2)، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً، وفمه مشقوق طولًا ،وإذا أسنانه وفمه عظماً واحداً بلاذقن ولالحية، وله أربعة أيد: يدان في صدره ویدان في منكبه، وإذا عراقيبه (3) قوادمه وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد شد وسطه بمنطقة، فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بیضة، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب(4).

فلما تأمله يحيي (عليه السلام) قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك ؟

فقال : هذه المجوسية ، أنا الذي سنتها وزينتها لهم.

فقال له : ما هذه الخيوط الألوان ؟

قال : هذه جميع أصباغ النساء(5)، لاتزال المرأة تصبغ حتى يقع مع لونها،

ص: 125


1- الخوخة : كوة تؤدي الضوء إلى البيت .
2- في نسخة : «القردة».
3- العراقيب ، جمع العرقوب ، وهو عصب غليظ فوق عقب الانسان .
4- الكلاب والكلوب : الحديدة التي على خف الخيل أو راكبها، حديدة معطوفة الرأس يجر بها الجمر ، خشبة في رأسها عقافة منها أو من حديد.
5- قال العلامة المجلسي(رحمه الله) في البحار : 63: 225: «أصناع النساء»، في أكثر النسخ بالصاد والعين المهملتين والنون ، وفي بعضها بالصاد والباء والغين المعجمة ، وبعده «لا تزال المرأة تصنع الصنيع» على الأول ، و«تصبغ الصبغ» على الثاني، ولعله أظهر، أي تتبع الأصباغ و الألوان في ثيابها وبدنها حتى يوافق لونها، وعلى الأول أيضا يؤول إليه. قال الفيروز آبادي : صنع الشيء صنعا - بالفتح وبالضم - : عمله، وما أحسن صنع الله - بالضم - وصنيع الله عندك . وقال أيضا: وصنعة الفرس : حسن القيام عليه، صنعت فرسي صنعا وصنعة . والصنيع: ذلك الفرس ... والإحسان . وهو صنيعي وصنيعتي : أي اصطنعته وربيته وخرجته . وصنعت الجارية - كعني - : أحسن إليها حتى سمنت ... وضع الجارية - بالتشديد - : أي أحسن إليها وسمنها ... ورجل صنع اليدين - بالكسر وبالتحريك - وصنيع اليدين وصناعها : حاذق في الصنعة من قوم صنعي الأيدي - بضمة ، وبضمتين ، وبفتحتين ، وبكسرة -، وأصناع الأيدي ... والصنع - بالكسر : الثوب والعمامة ، والجمع أصناع، والتصنع : التزين .

فافتتن الناس بها.

فقال له : فما هذا الجرس الذي بيدك ؟

قال : هذامجمع كل لذة من طنبور وبريط و معزفة وطبل وناي وصرناي، وإن القوم ليجلسون على شرابهم فلايستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم، فإذا سمعوه استخفهم الطرب ، فمن بين من يرقص ، ومن بين من يفرقع أصابعه ، ومن بين من يشق ثيابه .

فقال له : وأي الأشياء أقر لعينك ؟

قال : النساء، هن فخوخي ومصائدي ، فإني إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن.

فقال له يحيى : فما هذه البيضة على رأسك ؟

قال : بها أتوقى دعوة المؤمنين.

قال : فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟

قال : بهذه أقلب قلوب الصالحين .

قال يحيى(عليه السلام): فهل ظفرت بي ساعة قط ؟

قال : لا ، ولكن فيك خصلة تعجبني.

قال يحيى: فما هي؟

قال : أنت رجل أكول ، فإذا أفطرت أكلت ويشمت فيمنعك ذلك من بعض

صلاتك وقيامك بالليل.

قال يحيى(عليه السلام): فإني أعطي الله عهدا أني لا أشبع من الطعام حتى ألقاه .

فقال له إبليس : وأنا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلماً حتى ألقاه . ثم خرج فما

عاد إليه بعد ذلك»..

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 32)

ص: 126

باب 19- ما ورد في يونس على نبينا وآله وعليه السلام

(673)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال : حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن أرطاة بن حبيب، عن فضيل الرسان :

عن جبلة المكية ، عن ميثم التمار (رحمه الله)(في حديث في يوم عاشوراء) فقلت له : يا

میثم، وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي(عليه السلام)يوم بركة ؟!

فبکی میثم(رضی الله عنه) ، ثم قال : سيزعمون بحديث يضعونه (إلى أن قال :) «و يزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس(عليه السلام)من بطن الحوت، وإنما أخرجه الله تعالى من بطن الحوت في ذي القعدة» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 27، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب ما ظهر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .

ص: 127


1- 1- ورواه أيضا في الباب 161 من علل الشرائع : ص 227 - 228 ح 3.

باب 20- ما ورد في عيسى وأمه على نبينا وآله وعليهما السلام

(674)1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى التميمي وقال : [حدثنا الحسن بن بهرام] قال :حدثني الحسن بن يحيى قال : حدثني الحسن بن حمدون ، عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله قال :حدثني سدير الصيرفي قال : كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) وعنده جماعة من أهل الكوفة، فأقبل عليهم وقال لهم : «حجوا قبل أن لاتحجوا، حجوا قبل أن يمنع البر جانبه، حجوا قبل هدم مسجد بالعراق بين نخل وأنهار(1)، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء نبتت على عسل عروق النخلة التي اجتثت منها مريم(عليه السلام) رطبا جنيا، فعند ذلك تمنعون الحج» الحديث.

(أمالي المفيد: المجلس 7، الحديث 10)

يأتي تمامه في الباب 3 من ترجمة الإمام الصادق (عليه السلام).

(675) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن

شاذان قال : حدثني أحمد بن محمد بن أيوب قال : حدثنا عمر بن الحسن القاضي قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثني أبو حبيبة قال : حدثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عائشة.

قال محمد بن أحمد بن شاذان: وحدثني سهل بن أحمد قال : حدثنا أحمد بن عمر الربيعي قال : حدثنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبوداوود قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن العباس بن عبد المطلب.

قال ابن شاذان: وحدثني إبراهيم بن علي، بإسناده عن أبي عبدالله جعفر بن

ص: 128


1- المراد بمسجد العراق : مسجد براثا، ويأتي في تاريخ أمير المؤمنين(عليه السلام)أنه أقام في براثا- الواقع في طرف بغداد من جانب الكرخ - مع جيشه عند منصرفه من قتال الخوارج.

محمد(عليهم السلام)عن آبائه(عليه السلام)(في حديث طويل في ولادة أمير المؤمنين

(عليه السلام)في الكعبة) قال : فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه ،فخرجت فاطمة وعلي(عليهم السلام)على يديها، ثم قالت: «معاشر الناس، إن الله عز و جل اختارني من خلقه ، وفضلني على المختارات ممن مضى قبلي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سراً في موضع لايحب أن يعبد الله فيه إلآ اضطراراً، ومريم بنت عمران حيث اختارها الله ، ويسر عليها ولادة عيسى ، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطبا جنيا، وإن الله تعالى اختارني وفضلني عليهما، و على كل من مضى قبلي من نساء العالمين، لأني ولدت في بيته العتيق ، وبقيت فيه ثلاثة أيام أكل من ثمار الجنة وأوراقها».

(أمالي الطوسي : المجلس 42، الحديث 1)

يأتي تمامة في تاريخ أمير المؤمنين(عليه السلام).

(676)3(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال :

حدثني إسماعيل بن علي بن عبد الرحمان البربري الخزاعي قال : حدثني أبي قال :حدثني عیسی بن محمد الطائي قال : حدثنا أبي حميد بن قيس قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين يقول : سمعت أبي يقول:

سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين(عليه السلام)يقول : «إن أميرالمؤمنين(عليه السلام)لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء(2)، فقال للناس : إنها الزوراء، فسيروا

ص: 129


1- 3-وروی نحوه الصدوق في الفقيه : 1 : 232 ح 698 بإسناده إلى جابر بن یزید الجعفي ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري. ورواه الطوسي في التهذيب : 3: 264 الباب 25 - باب فضل المساجد ...-ح 67. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «إخباره بالغيب» من تاريخ أمير المؤمنين(عليه السلام) من المناقب :2: 299 - 300 بتفاوت .
2- قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : ج 3 ص 155 : زوراء : تأنيث الأزور ، وهو المائل . والازورار عن الشيء : العدول عنه والانحراف ، وبه سميت القوس الزوراء لميلها ، وبه سمیت دجلة بغداد الزوراء ... وقال الأزهري : ومدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي ، سمیت الزوراء لازورار في قبلتها،وقال غيره : مدينة أبي جعفر المنصور، وهي في الجانب الغربي، وهو أصح ما ذهب إليه الأزهري بإجماع أهل السير ، قالوا : إنما سميت الزوراء لأنه لما عمرها جعل الأبواب الداخلة مزورة عن الأبواب الخارجة ، أي ليست على سمتها ... والزوراء دار بناها النعمان بن المنذر بالحيرة ...

وجبوا عنها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة . فلما أتى موضعاً من أرضها قال : ما هذه الأرض ؟

قيل : أرض بحرا.

فقال : أرض سباخ جنبوا ویمنوا.

فلما أتي يمنة السواد فإذا هو براهب في صومعة له فقال له: يا راهب ، أنزل ها هنا ؟

فقال له الراهب : لاتنزل هذه الأرض بجيشك .

قال : ولم؟

قال : لأنه لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه ، يقاتل في سبيل الله عز وجل، هكذا نجد في كتبنا.

فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): فأنا وصي سيد الأنبياء، وسيد الأوصياء.

فقال له الراهب : فأنت إذن أصلع قریش ووصي محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟

قال له أميرالمؤمنين : أنا ذلك.

فنزل الراهب إليه ، فقال : خذ على شرائع الإسلام، إني وجدت في الإنجيل نعتك، وأنك تنزل أرض براثا(1) بيت مريم وأرض عیسی(عليه السلام).

ص: 130


1- قال ياقوت في معجم البلدان : ج 1 ص 363 : براثا - بالثاء المثلثة والقصر : محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول ، وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره ، وكذلك المحلة لم يبق لها أثر، فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية ، وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة ،وكان قبل مسجداً يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة ، فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوی به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أميرالأمراء ببغداء فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه ، وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربع مئة ، ثم تعطلت إلى الأن. وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن علياً مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور، وذكر أنه دخل حماماً كان في هذه القرية ، وقيل : بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا.

فقال أمير المؤمنين(عليه السلام) : قف ولاتخبرنا بشيء. ثم أتي موضعاً فقال : الكزوا

هذه. فلكزه(1) برجله(عليه السلام) فانبجست عين خرارة(2)، فقال : هذه عين مريم التي انبعقت(3)لها.

ثم قال : اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعاً، فكشف فإذا بصخرة بيضاء ، فقال علي

(عليه السلام) : على هذه وضعت مریم عیسی من عاتقها وصلت هاهنا.

فنصب أمير المؤمنين(عليه السلام)الصخرة وصلى إليها، وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة، ثم قال : أرض براثا، هذا بيت مريم(عليها السلام)، هذا الموضع المقدس صلي فيه الأنبياء».

قال أبو جعفر محمد بن علي(عليه السلام): «ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم(عليه السلام) قبل عیسی(عليه السلام)» .

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 42)

(677) 4(4) - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد قال : حدثنا العباس بن الوليد قال : حدثنا محمد بن عمرو الكندي قال : حدثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي قال : حدثنا محمد بن يزداد، عن سعيد بن خالد ،

ص: 131


1- لكزه : ضربه بجمع كفه.
2- الخرارة : عين الماء الجارية .
3- انبعق: انشق.
4- 4 - وروى العاصمي نحوه في زين الفتى : ج 1 ص 306 - 309ح 219.

عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمان بن قيس البصري قال : حدثنا زاذان ، عن سلمان الفارسي:عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في احتجاجه مع الجائليق) فقال الجاثليق : فخبرني الأن عما قاله نبيكم في المسيح، وإنه مخلوق، من أين أثبت له الخلق ونفى عنه الإلهية ، وأوجب فيه النقص ؟ وقد عرفت ما يعتقد فيه كثير من المتدينين ؟

فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «أثبت له الخلق بالتقدير الذي لزمه، والتصوير والتغيير من حال إلى حال، والزيادة التي لم ينفك منها والنقصان، ولم أنف عنه النبوة، ولا أخرجته من العصمة والكمال والتأیید، وقد جاءنا عن الله تعالى بأنه مثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له : کن فیکون».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 36)

تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(678) 5(1) - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمان بن محمد الأزدي قال : حدثنا أبي، وعثمان بن سعيد الأحول قالا : حدثنا عمرو بن ثابت ،عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ :

ص: 132


1- 5 - وللحديث أسانید ومصادر كثيرة جدا، روى ابن عساکر كثيراً منها تحت الرقم: 747 وما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق: ج 2 ص 234 - 139 ط .ورواه عبدالله بن أحمد بن حنبل في زيادات المسند : 1: 160 في مسند على(عليه السلام) قبل ختامه بثلاثة أحاديث ، عن أبي عبدالرحمان ، عن سريج بن يونس ، عن أبي حفص الأبار ، عن الحكم بن عبد الملك ، عن الحارث بن حصيرة . ورواه أيضا عن أبي محمد سفیان بن وكيع بن الجراح ، عن خالد بن مخلد ، عن أبي غيلان الشيباني ، عن الحكم بن عبدالملك ، عن الحارث بن حصيرة. ورواه أيضا عبدالله بن أحمد في الحديث 1191 و 1192 من كتاب السنة ص 219 ط 1 عن سريج بن يونس عن الأبار، عن الحكم بن عبدالملك . وعن سفيان بن وكيع ، عن خالد بن مخلد عن أبي غيلان، عن الحكم. ورواه أيضا في الحديث 209 و 343 من باب فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب فضائل الصحابة : ج 2 ص 639 - 640 ح 1087، ص 713ح 1221 وفي ط قم : ص 144.ورواه البخاري في ترجمة ربيعة بن ناجذ تحت الرقم 966 من التاريخ الكبير: ج 3 ص 281.ورواه النسائي تحت الرقم 103 من كتاب الخصائص : ص 196. ورواه البزار (758) من طريق محمد بن كثير الملائي ، عن الحارث ، ورواه عنه في كشف الأستار : 3: 202. ورواه أبويعلى في الحديث 274 من مسند علي(عليه السلام)من مسنده : ج 1 ص 406 ط 1 تحت الرقم: 534. ورواه عنه وعن عبدالله والبزار، الهيثمي في عنوان «باب فيمن يفرط في محبته و بغضه» من مجمع الزوائد : ج 9 ص 133. ورواه الحاكم في المستدرك : 3: 123، وابن الأعرابي في معجم شيوخه : 2: 19 ق. ورواه الحمويي في الباب 35 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 172ح 132 ، وفي ط 2: ح 144 وفي ص 173 ح 134 ط1 وفي ط 2: ح 146. ورواه السيد المرشد بالله الشجري في عنوان : «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)» من الأمالي الخميسية : 1: 137. ورواه ابن أبي عاصم في الباب 180 من كتاب الستة ص 470 تحت الرقم 1004 عن محمد بن إدريس أبي غسان ، عن الحكم بن عبدالملك ، عن الحارث بن حصيرة . وأخرجه الديلمي في فردوس الأخبار : 408:5 ح 8315. ورواه العاصمي في زين الفتى : ج 1 ص 126 طاح 33. ورواه الحسكاني في تفسير آية 57 من سورة الزخرف من شواهد التنزيل : ج 2 ص 229 برقم 862، وذكر محققه في الهامش مصادر كثيرة. ورواه ابن المغازلي - مع ذيل طويل - في المناقب ص 71 تحت الرقم 104.

عن علي(عليه السلام)قال : دعاني رسول الله ؟ فقال : «يا علي، إن فيك شبهاً من عیسی بن مريم، أحبته النصارى حتى أنزلوه بمنزله ليس بها، وأبغضته اليهود حتى بهتوا امه».

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 55)

ص: 133

أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي سنة عشر

وأربع مئة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة ابن مهدي قال: أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان بن عقدة الحافظ قال : حدثني الحسين قال : حدثنا حسن بن حسين قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن الحارث بن حصيرة ، مثله، ولم يذكر صباح.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 1)(1)

(679)6(2) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدثنا علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبيد الله بن علي قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه، عن جده، عن آبائه:

عن علي(عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، إن فيك مثلا من عیسی بن مريم، أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 49)

(680)7 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن محمد بن

قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل، عن

صالح، عن علقمة :

ص: 134


1- كذا في النسخ، والحق إتيانه آخر المجلس التاسع ، لأنه سند آخر للحديث الأخير من المجلس 9، ولعله من سهو النساخ.
2- 6- وقريباً منه رواه الخوارزمي في الفصل 19 - فضائل له شتى - من المناقب : ص 324 -325ح 333 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين(عليه السلام). وانظر تفسير الآية 57 من سورة الزخرف في تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي : ص 403 ح539 وما بعده ، و في شواهد التنزيل : ج 2 ص 226 - 236 ح 859-870 ولاحظ مجمع الزوائد للهيثمي : ج 9 ص 133 : باب «في من يفرط في محبته وبغضه» . وانظر أيضا النور المشتعل ، وخصائص الوحي المبين ، ولاحظ تخريج الحديث المتقدم .

عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)( في حديث طويل) قال : «ألم ينسبوا مريم بنت عمران(عليه السلام) إلى أنها حملت بعیسی من رجل نجار اسمه يوسف» ؟!

(أمالی الصدوق، المجلس 22، الحدیث 3)

تقدم تمامه في الباب الأول من كتاب النبوة .

(681)8(1)- حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي قال : حدثنا موسی بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن یزید النو فلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث طويل في أهل بيته(عليه السلام)وما يقع عليهم من الظلم والعدوان) قال : «وأما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين و

الأخرين (إلى أن قال :) ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مریم بنت عمران، فتقول : يا فاطمة :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾(1)،یا فاطمه﴿ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾(2) ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ،فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران ، تمرضها وتؤنسها في علتها».

(أمالي الصدوق : المجلس 24، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة .

ص: 135


1- 8- ورواه عنه الطبري في بشارة المصطفي : ص 197 - 200 ، والديلمي في باب فضائل أهل البيت من إرشاد القلوب ص 295 - 296، والشيخ الحر العاملي في إثبات الهداة : 1: 280 -281 ح 150 ، والمجلسي في البحار : 28 : 37 -40 ح 1. ورواه الحمويي في فرائد السمطين : 2: 36-34 ح 371 عن أبي طالب علي بن أنجب بن عبيد الله بن الخازن، عن كتاب برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي ، عن أبي المؤيد ابن الموفق ، عن علي بن أحمد بن موسى الدقاق .
2- سورة آل عمران : 3: 42 - 43.

(682) 9(1) - حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه قال : حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة :عن ابن عباس قال : لما مضى لعيسى(عليه السلام)ثلاثون سنة ، بعثه الله عزّ وجلّ إلى بني إسرائيل، فلقيه إبليس لعنه الله على عقبة بیت المقدس، وهي عقبة أفيق(2)

فقال له : يا عيسى ، أنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أن تكوّنت من غير أب ؟

قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للّذي كوّنني ، وكذلك كوّن آدم وحواء» .

قال إبليس : یا عیسی، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تكلّمت في المهد صبيّا؟

قال عيسى(عليه السلام): «يا إبليس ، بل العظمة للّذي أنطقني في صغري ولو شاء لأبكمني» .

قال إبليس: فأنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تخلق من الطّين كهيئة الطّير

فتنفخ فيه فيصير طيرا؟

قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للّذي خلقني وخلق ما سخّر لي». .

قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تشفي المرضى؟

قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم، وإذا شاء أمرضني» .

قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى؟

قال عيسی(عليه السلام): «بل العظمة للذي بإذنه أحيهم، ولابد من أن يميت ما أحييت،

ویميتني» .

قال إبليس: یا عیسی، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعبر البحر فلا تبتل قدماك ولاترسخ فيه؟

ص: 136


1- 9- وأورد الراوندي بعض فقراته في الفصل 3 من الباب 18 من قصص الأنبياء : ص 270تحت الرقم 313. وروى ابن کثیر نحوه في قصص الأنبياء : ص 407 بإسناده عن سفيان بن عيينة .
2- قال ياقوت في معجم البلدان : 1: 233 : أفيق : قرية من حوران في طريق العور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق ، والعامة تقول : «فیق».

قال عيسى(عليه السلام): «بل العظمة للذي لله لي، ولو شاء أغرقني» .

قال إبليس: یا عیسی، فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنه سيأتي عليك يوم تكون السماوات والأرض ومن فيهن دونك، وأنت فوق ذلك كله تدبر الأمر، وتقسيم الأرزاق ؟! فأعظم عیسی(عليه السلام ذلك من قول إبليس الكافر اللعين ، فقال عيسى(عليه السلام):

«سبحان الله ملء سماواته وأرضه ، ومداد كلماته ، وزنة عرشه، ورضا نفسه» .

قال : فلما سمع إبليس لعنه الله ذلك ذهب على وجهه لايملك من نفسه شيئا حتى وقع في اللجة الخضراء.

قال ابن عباس : فخرجت امرأة من الجن تمشي على شاطئ البحر ، فإذا هي بابلیس ساجداً على صخرة صماء تسيل دموعه على خديه، فقامت تنظر إليه تعجباً، ثم قالت له : ويحك يا إبليس، ما ترجو بطول السجود؟!

فقال لها : أيتها المرأة الصالحة، ابنة الرجل الصالح، أرجو إذا أبر ربي عز وجل قسمه، وأدخلني نار جهنم، أن يخرجني من النار برحمته.

(امالی الصدوق : المجلس 37، الحدیث 1)

(683) 10(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله) قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين ،عن معمر بن راشد قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام)يقول : أتي یهودي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقام بين يديه حد النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك»؟

قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟

ص: 137


1- 10 - ورواه الطبرسي - بتفاوت يسير - في الباب 28 - ذکر استشفاع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين في دعوى الأنبياء (عليهم السلام)من الاحتجاج - : ج 1 ص 106. وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 272، والسبزواري في الفصل 4 من جامع الأخبار :ص 44 - 45 ح 9/48.

فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه يكره للعبد أن يزگي نفسه، ولكني أقول: (إلى أن قال (صلی الله عليه وآله وسلم) ) «يا يهودي ، ومن ذريتي المهدي ، إذا خرج نزل عیسی بن مریم لنصرته، فقدمه وصلى خلفه».

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)

يأتي تمامه في الباب9 من تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب النبؤة .

(684) 11 - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال :

حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الحزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن حبیب بن عمرو:عن الحسن بن علي(عليه السلام)( في خطبة خطبها بعد وفاة أبيه(عليه السلام)) قال : «أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رفع عیسی بن مریم » الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 4)

يأتي تمامه في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

(685) 12(1) - حدثنا علي بن عيسى(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن محمد[ بن بندار ] ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه، عن محمد بن سنان المجاور، عن أحمد بن نصير الطحان، عن أبي بصير قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد علی(عليه السلام) [ يقول: «إن عیسی روح الله مر بقوم مجلبين ، فقال : ما لهؤلاء؟

قيل : يا روح الله ، إن فلانة بنت فلان تهدي إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه .

قال : يجلبون اليوم ويبكون غداً.

فقال قائل منهم : ولم یا رسول الله ؟

ص: 138


1- 12 - ورواه الراوندي في الفصل 4 من الباب 18 - في نبوة عيسى(عليه السلام) - من قصص الأنبياء ص 271 برقم 317 باختصار ومغايرة طفيفة في بعض العبارات . وأورده الفتال في المجلس 51 من روضة الواعظين : ص 358.

قال : لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه.

فقال القائلون بمقالته: صدق الله وصدق رسوله. وقال أهل النفاق : ما أقرب غداً!

فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء، فقالوا: يا روح الله ، إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت؟!

فقال عيسی(عليه السلام): يفعل الله ما يشاء ، فاذهبوا بنا إليها.

فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زوجها، فقال له عیسی(عليه السلام): استأذن

لي على صاحبتك» .

قال : «فدخل عليها فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة» .

قال : «فتخدرت، فدخل عليها، فقال لها : ما صنعت ليلتك هذه؟

قالت: لم أصنع شيئا إلا وقد كنت أصنعه فيا مضى، إنه كان يعترینا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثلها، وإنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل ، فهتف فلم يجبه أحد، ثم هتف فلم يجب حتى هتف مراراً ، فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته کما کنا ننيله. .

فقال [ عیسی(عليه السلام)] لها: تنحي عن مجلسك . فإذا تحت ثيابها أفعی مثل جذعة

عاض على ذنبه ، فقال(عليه السلام) : بما صنعت صرف الله عنك هذا» .

(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحديث 13)

(686)13 - حدثنا محمد بن أحمد السناني(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تمیم بن بهلول

قال : حدثنا علي بن عاصم ، عن الحصين بن عبد الرحمان ، عن مجاهد :

عن ابن عباس قال : كنت مع أمير المؤمنين(عليه السلام)في خروجه إلى صفين ، فلما نزل بنينوى، وهو شط الفرات، قال بأعلى صوته: «یا ابن عباس ، أتعرف هذا الموضع»؟ (إلى أن قال :)ثم قال : «یا ابن عباس ، اطلب لي حولها بعر الظباء ، فوالله ما كذبت ولا كذبت، وهي مصفرة، لونها لون الزعفران» .

ص: 139

قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته: يا أمير المؤمنين ، قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي.

فقال علي(عليه السلام) : «صدق الله ورسوله». ثم قام(عليه السلام)يهرول إليها، فحملها وشمها وقال: «هي هي بعينها، أتعلم يا ابن عباس ، ما هذه الأبعار؟ هذه قد شمها عیسی

بن مريم(عليها السلام) ، وذلك أنه مر بها ومعه الحواریون فرأى هاهنا الظباء مجتمعة وهي تبكي ، فجلس عیسی(عليه السلام) وجلس الحواریون معه، فبکی ویکی الحواريون وهم لا يدرون لمجلس ولم یکی ؟!

فقالوا : يا روح الله وكلمته، ما يبكيك ؟

قال : أتعلمون أي أرض هذه؟

قالوا: لا.

قال : هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد، وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، طينة أطيب من المسك لأنها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، فهذا الظباء تكلمني وتقول : إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض.

ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران(1) فشمها وقال : هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشیشها، اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة» .

قال : «فبقيت إلى يوم الناس هذا، وقد اصفرت لطول زمنها، وهذه أرض کرب و بلاء» .

(أمالي الصدوق : المجلس 87، الحديث 5)

تمامه في باب ما أخبر به أمير المؤمنين(عليه السلام) بشهادة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 140


1- الصيران : جمع صوار : قطيع البقر، الرائحة الطيبة ، القليل من المسلك ، وعاء المسك ،كأنه أراد تشبيه البعر بنافجة المسك لطيبها.

(687) 14 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :

حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :حدثني جعفر بن عبد الله الناونجي (1)،عن عبد الجبار بن محمد ، عن داوودالشعيري: عن الربيع صاحب المنصور قال :بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يستقدمه لشيء بلغه عنه ، فلما وافي بابه خرج إليه الحاجب فقال : أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار، فإني رأيت حرده(2) عليك شديدا؛

فقال الصادق (عليه السلام): «على من الله جنة واقية تعينني عليه إن شاء الله ، استأذن لي عليه» .

فاستأذن فأذن له، فلما دخل سلم فرد عليه السلام ثم قال له: يا جعفر، قد علمت أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لأبيك علي بن أبي طالب: «لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولاً لاتمر بملا إلا أخذر من تراب قدميك يستشفون به» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 10)

يأتي تمامه في الباب 4 من ترجمة الإمام الصادق (عليه السلام).

ص: 141


1- في نسخة : «النماو نجي» .
2- الحرد : الغضب.

باب 21- مواعظ عيسى على نبينا وآله وعليه السلام وما أوحي إليه من الحكم

(688)1(1) -أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن طلحة وإسماعيل بن جابر و عمار بن مروان:

عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) [قال ]: «إن عیسی بن مريم(عليها السلام) توجه في بعض حوائجه، ومعه ثلاثة نفر من أصحابه ، فمر بلبنات ثلاث من ذهب على ظهرالطريق ، فقال عيسى(عليه السلام)لأصحابه : إن هذا يقتل الناس. ثم مضى.

فقال أحدهم إن لي حاجة». قال : «فانصرف ، ثم قال آخر: إن لي حاجة . فانصرف ، ثم قال الآخر: لي حاجة . فانصرف، فوافوا عند الذهب ثلاثتهم، فقال اثنان لواحد: اشتر لنا طعاما. فذهب ليشتري لهما طعاما ، فجعل فيه سما ليقتلهما كي لا يشاركاه في الذهب، وقال الإثنان : إذا جاء قتلناه كي لايشاركنا. فلما جاء قاما إليه فقتلاه، ثم تغذيا فماتا، فرجع إليهم عیسی(عليه السلام)وهم موتی حوله، فأحياهم بإذن الله تعالى ذكره، ثم قال : ألم أقل لكم: إن هذا يقتل الناس».

(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 5)

(689) 2(2)- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رحمه الله) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيی

ص: 142


1- 1- وأورده الفتال في المجلس 75 من روضة الواعظين : ص 428. ورواه الثعلبي في قصة عيسى(عليه السلام)من قصص الأنبياء : ص 356 - 357 عن وهب بن منبه ،بتفاوت.
2- 2- ورواه أيضا في الحديث الأول من الباب 8- بشارة عيسى بن مريم(عليها السلام)بالنبي محمد المصطفى (صلی الله عليه وآله وسلم) -من كمال الدين : ج 1 ص 159 ، وروى عنه الطبرسي في إعلام الوری : ص21- 22 بعض فقراته. وروى بعض فقراته الراوندي في الفصل 5 من الباب 18 من قصص الأنبياء : ص 271 برقم318 نقلا عن ابن بابویه بإسناده عن ابن أورمة، عن عيسى بن العباس ، عن محمد بن عبدالكريم التفليسي ، عن عبد المؤمن بن محمد رفعه قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أوحى الله إلى عیسی ع : جد في أمري...». ورواه أيضا الشيخ الحر العاملي في الفصل 17 من إثبات الهداة : ج 1 ص 197 تحت الرقم111. ورواه ابن كثير في عنوان «بیان نزول کتب الأربعة ومواقيتها» من قصص الأنبياء : ج 2 ص402 - 404 بإسناده عن أبي هريرة، بتفاوت يسير.

الجلودي قال : حدثنا[ محمد بن عطية قال : حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعید البصري قال حدثنا ](1) هشام بن جعفر، عن حماد:عن عبدالله بن سليمان (2) - وكان قارئا للكتب – قال : قرأت في الإنجيل: «يا عیسی، جد في أمري ولاتهزل ، واسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول، أتيت (3) من غير فحل ، أنا خلقتك آية للعالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوکل، خذ الكتاب بقوة، فسر لأهل سوريا السريانية، وبلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج - وهي العمامة - والنعلين والهراوة - وهي القضيب - الأنجل العينين(4)، الصلت الجبين (5)،

ص: 143


1- ما بين المعقوفين أخذناه من كمال الدين ، وللسند نظائر في الخصال : 59 / 80 وکمال الدين : 1/385 و 394 /5.
2- كذا في بعض النسخ ، وهذا موافق لكمال الدين : ج 2 ص 385 باب 38 والخصال ص59 باب الاثنين الحديث 80. وفي نسخة من الأمالي : «حماد بن عبدالله بن سلیمان»، وفي کمال الدين : ج 2 ص 394: «هشام بن جعفر بن حماد، عن عبدالله بن سلیمان» .
3- في نسخة : «أنت».
4- العين النجلاء : الواسعة الحسنة .
5- جبين صلت : واضح في سعة وبريق .

الواضح الخدين، الأقني الأنف، المفلج الثنايا(1)، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون ، دقيق المشرية(2)، شئن(3) الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع (4)من الصخرة وينحدر من صبب ، وإذا جاء مع القوم بذهم (5)، عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفع منه، لم ير قبله مثله ولابعده، طيب الريح، نكاح النساء ، ذو النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه ولانصب(ة) (6)، يكفلها في آخر الزمان كما كقل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان ، کلامه القرآن، ودينه الإسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه، وشهد أيامه، وسمع كلامه».

قال عيسی(عليه السلام): یا رب، وما طوبي؟

قال : «شجرة في الجنة أنا غرستها، تظل الجنان، أصلها من رضوان ، ماؤها من تسنیم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لايظمأ بعدها أبدا».

فقال عيسى : اللهم اسقني منها.

قال : «حرام یا عیسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، و حرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي، أرفعك إلى ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على اللعين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم، إنهم أمة مرحومة». .

(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 8)

ص: 144


1- قني الأنف : ارتفاع وسط قضبته وضيق منخريه . وفلج الأسنان : تباعدها .
2- المسربة : الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة .
3- الشئن : الغليظ الخشن.
4- في نسخة : « ينقلع» ، والمراد قوة مشيه ، أي كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعاً قوياً .
5- بذهم : غلبهم وسبقهم.
6- الصخب : اختلاط الأصوات . والنصب : البلاء، الداء .

(690)3 (1)- حدثنا علي بن عبدالله الوراق قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزیار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جمیل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)قال:عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال : «إن عيسى بن مريم(عليه السلام)قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لاتحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولاينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم» .

(أمالي الصدوق : المجلس 50، الحديث 11)

يأتي تمامه في باب شرار الناس من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر.

(1991) 4(2)- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدثنا أحمد بن محمد

ص: 145


1- 3 - ورواه أيضا في الحديث 2 من الباب 184 - وهو باب الغايات - من معاني الأخبار ص196، وفي الفقيه : 4: 285 : 854ح 34 من باب النوادر . وأورده الحراني في مواعظ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من تحف العقول : ص 27، والفتال في عنوان مجلس في ذکر وبال الظلم» من روضة الواعظين : ص 466. ورواه الكليني في الكافي : 1: 24 کتاب فضل العلم : باب بذل العلم الحديث 4 بإسناده عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال : «قام عیسی ...»، وذكر الحديث إلى قوله : «فتظلموهم». ورواه أبو طالب المكي في قوت القلوب : 1: 279 في عنوان «باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا والآخرة» بتفاوت يسير. ورواه ابن كثير في قصص الأنبياء : ص 431 عن ابن عساکر بإسناده عن ابن عباس ، بتفاوت. وقريبا منه أورده الحراني في عنوان «وصية الإمام الكاظم(عليه السلام) هشام» من تحف العقول : ص389، وفيه : «یا هشام، لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها...». وأخرجه الديلمي في الفردوس : 3: 270 ح 4668 من طريق ابن عباس ، بتفاوت يسير و زیادة بعده .
2- 4 - ورواه أيضا في الحديث1 من الباب 33 من کتاب التوحيد : ص 236 ، وفي الحديث 1من «باب معنى حروف الجمل» من كتاب معاني الأخبار : ص 45. ورواه الراوندي في الفصل 2 من الباب 18 من قصص الأنبياء : ص 267 برقم 308. ورواه الثعلبي في عنوان «باب في ذكر خروج مريم وعیسی(عليه السلام)إلى مصر» من قصة عیسی(عليه السلام)من قصص الأنبياء : ص 347 - 348 مرسلا عن الإمام الباقر (عليه السلام) .

الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدثنا جعفر بن عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب [أبو عبدالله ] قال : حدثنا كثير بن عياش القطان ، عن أبي الجارود زیاد بن المنذر :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال: «لما ولد عیسی بن مريم (عليه السلام) ، كان ابن يوم كأنه ابن شهرين ، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب و أقعدته بين يدي المؤدب ، فقال له المؤدب : قل بسم الله الرحمن الرحيم.

فقال عيسى : بسم الله الرحمن الرحيم

فقال له المؤدب : قل أبجد.

فرفع عیسی(عليه السلام) رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد؟

فعلاه بالدرة ليضربه ، فقال : يا مؤدب، لا تضربني إن كنت تدري ، وإلا فسلني حتى أفسر لك.

فقال : فسرلي.

فقال عيسی(عليه السلام): الألف آلاء الله ، والباء بهجة الله ، والجيم جمال الله ، والدال

دين الله، «هوز»: الهاء هول جهنم، والواو ويل لأهل التار، والزاء زفير جهنم، «حطي»: حطت الخطايا عن المستغفرین، «کلمن» : كلام الله ، لا مبدل لكلماته ، «سعفص»: صاع بصاع، والجزاء بالجزاء، «قرشت»: قرشهم فحشرهم.

فقال المؤدب : أيتها المرأة، خذي بيد ابنك، فقد علم ولاحاجة له في المؤدب».

(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 1)

(692) 5 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور(رضی الله عنه)؛ قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن

ص: 146

جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم :

عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : قال عيسى بن مريم(عليه السلام)لبعض أصحابه :«ما لاتحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد، وإن لطم أحد خدك الأيمن فأعط

الأيسر».

(أمالي الصدوق : المجلس 58، الحديث 13)

(693)(1)6 - حدثنا أبي(عليه السلام)قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد : عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «مر عیسی بن مریم(عليه السلام) على قوم يبكون ، فقال : على ما يبكي هؤلاء؟ فقيل : يبكون على ذنوبهم.

قال : فليدعوها يغفر لهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحدیث 1)

(694) 7(2)- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن علي [بن زیاد ] الخزاز قال :سمعت أبالحسن الرضا(عليه السلام)يقول : قال عیسی بن مریم(عليه السلام)للحواريين: «یا بني إسرائيل، لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم، إذا سلم دینکم، كما لا يأسي أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم» .

(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحديث 2)

ص: 147


1- 6- ورواه أيضا في ثواب الأعمال : ج 1 ص 134 باب ثواب من ترك الذنوب . وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 328، في عنوان : «مجلس في الدعاء على حوائج المؤمنين»، و ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 114، وفيه : «فليتركوها يغفر لهم» .
2- 7- و أورده الفتال في روضة الواعظين : 2: 445 في عنوان «مجلس في ذكر الدنيا» .

(695 و 696) 8(1)-9- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله عنه) قال : حدثني أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام)قال :قال رسول الله : «متر عیسی بن مريم(عليه السلام)بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من

قابل فإذا هو ليس يعذب ، فقال : يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب ؟! فأوحى الله عز وجل إليه: يا روح الله ، إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقة وآوی يتيما فغفرت له بما عمل ابنه» .

قال : وقال عيسى بن مريم(عليه السلام)ليحیی بن زکریا(عليه السلام) : «إذا قيل فيك ما فيك، فاعلم أنه ذنب ذکرته فاستغفر الله منه، وإن قيل فيك ما ليس فيك، فاعلم أنه

حسنة کتبت لك لم تتعب فيها».

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 8 و 9)

(697) 10(2)- حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله) قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن علي بن

ص: 148


1- 8- ورواه الكليني في الكافي :6 :12:3 عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال : قال رسول الله ، وذكر مثله مع زيادة في آخره . وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر المال والولد» (75) من روضة الواعظين : ص 429.
2- 10 - ورواه الكليني في الكافي : ج 8- کتاب الروضة - ص 141 ح103 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن علي بن أسباط ، عنهم (عليه السلام)، مع مغایرات . ورواه أيضا الحراني في عنوان «مناجاة الله جل ثناؤه لعيسى بن مريم صلوات الله علیها» من تحف العقول : ص 368 - 372، وفي ط: ص 496 - 501 بتفاوت . وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 138 - 145.

أبي حمزة، عن أبي بصير:

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : «كان فيا وعظ الله تبارك

وتعالی به عیسی بن مریم(عليه السلام) أن قال له: يا عيسى أنا ربك ورب آبائك، اسمي

واحد، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شيء، وكل شيء من صنعي، وكل خلقي إلى راجعون.

يا عيسى، أنت المسيح بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي، فكن إلى راغبا، ومني راهبا، فإنك لن تجد مني ملجأ إلا إلي.

يا عيسي، أوصيك وصية المتحن(1) عليك بالرحمة حين حقت لك مني الولاية بتحريك مني المسرة، فبوركت كبيرا، وبوركت(2) صغيرا حيثما کنت، أشهد أنك عبدي ابن أمتي.

يا عيسى، أنزلني من نفسك کهمك(3)، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إلى بالنوافل وتوکل على أكفك ، ولاتول غيري(4) فأخذلك.یا عیسی، اصبر على البلاء، وازض بالقضاء، ركن كمسرتي فيك ، فإن مسرتي أن أطاع فلاأعصى.

يا عيسى، أحي ذكري بلسانك، وليكن ودي في قلبك .

ص: 149


1- قال في البحار : 14 : 299 : قوله تعالى : «وصية المتحن» : أي أوصيك وقد أحسنت إليك برحمتي وربيتك في درجات الكمال بلطفي حين حقت .
2- قال في البحار : «فبوركت»: البركة : النمو والزيادة ، أي زيد في علمك وقربك ، وکمالك في صغرك وكبرك ، أو جعلتك ذا بركة في اليد واللسان بإحياء الموتى وإبراء ذوي العاهات ، و تكثير القليل من الطعام والشراب.
3- قال في البحار : 14 : 299 : «کهمك» : أي اجعلني واتخذني قريبا منك كقرب همك وما يخطر ببالك منك ، أو اهتم بأوامري کما تهتم بأمور نفسك.
4- قال في البحار : «ولاتول غيري» : أي لا تتخذ غيري ولي أمرك، أو لا تجعل حبك لغيري.

یا عیسی، تيقظ في ساعات الغفلة، واخكم لي بلطيف الحكمة(1).

یا عیسی، کن راغبا راهبا، وأمت قلبك بالخشية.

یا عیسی، راع الليل لتحري مسرتي، واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي.

یا عیسی، نافس في الخير جهدك، لتعرف بالخير حيثما توجهت.

يا عيسى، أحكم في عبادي بنصحي(2)، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان.

یا عیسی، لاتكن جليسا لكل مفتون.

یا عیسی ، حقا أقول : ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي، وما خشعت لي إلا رجت ثوابي ، فأشهدك أنها آمنة من عقابي ما لم تغير أو تبدل سنتي.

یا عیسی، ابن البكر البتول(3)، إبك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل ، وقلي الدنيا (4) وتركها لأهلها، وصارت رغبته فيما عند الله.

یا عیسی ، كن مع ذلك تلين الكلام، وتفشي السلام، يقظان إذا نامت عيون الأبرار ، حذارا للمعاد، والزلازل الشداد، وأهوال يوم القيامة، حيث لاينفع أهل ولا ولد ولا مال.

یا عیسی ، اكحل عينيك جميل الحزن إذا ضحك البطالون .

یا عیسی، کن خاشعة صابرا، فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون.

یا عیسی، رح من الدنيا يوما فيوم (5)، وذق ما قد ذهب طعمه، فحقا أقول :

ص: 150


1- قال في البحار : «واحكم» : أي اقض بين الناس بما علمتك من لطائف الحكمة .
2- قال في البحار : «بنصحي» : أي بما علمتك للحكم بينهم لنصحي لهم، أو كما أني لك ناصح فكن أنت ناصحا لهم.
3- قال في البحار : «البتول» : المقطعة، أي عن الرجال وعن الدنيا إلى الله.
4- قلى الدنيا : أبغضها.
5- قال في البحار : 300:14 : «رح من الدنيا يوما فيوما » : أي اقطع عنك كل يوم شيئا من علائق الدنيا لكيلا يصعب عليك مفارقتها عند حلول أجلك .

ما أنت إلا بساعتك ويومك، فرح من الدنيا بالبلغة(1)، وليكفك الخشن الجشب، فقد رأيت إلى ما تصير، ومكتوب ما أخذت وكيف أتلفت.

یا عیسی ، إنك مسؤول، فارحم الضعيف کرحمتي(2)، إياك ، ولا تقهر اليتيم.

یا عیسی، ابك على نفسك في الصلاة ، وانقل قدميك إلى مواضع الصلوات ، واسمعني لذاذة نطقك بذكري ، فإن صنيعي إليك حسن .

یا عیسی، کم من أمة قد أهلكتها بسالف ذنب قد عصمتك منه.

یا عیسی، ارفق بالضعيف ، رارفع طرفك الكليل(3)إلى السماء ، وادعني فإني منك قريب، ولا تدعني إلا متضرعا إلي وهمك هم واحد، فإنك متى تدعني كذلك أجبك.

یا عیسی، اني لم أرض بالدنيا ثوابا لمن كان قبلك، ولاعقابا لمن(4) انتقمت منه.

یا عیسی ، إنك تفنى وأنا أبق، ومني رزقك، وعندي ميقات أجلك، وإلى إيابك، وعلى حسابك ، فسلني ولاتسأل غيري، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة.

یا عیسی، ما أكثر البشر وأقل عدد من صبر، الأشجار كثيرة، وطيبها قليل، فلايغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرتها.

یا عیسی، لايغرنك المتمرد على بالعصيان ، يأكل رزقي، ويعبد غيري، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى ما كان عليه ، أفعلي يتمرد، أم لسخطي يتعرض ؟! في حلفت لآخذه أخذه ليس له منها منجی، ولادوني ملتجأ، أين

ص: 151


1- قال في البحار: «فرح من الدنيا باللغة» : أي اترك الدنيا واكتف منها بالبلاغ والكفاف. ويحتمل أن يكون المراد بالبلغة ما يبلغ الإنسان من زاد الآخرة إلى درجاتها الرفيعة .
2- قال في البحار : «کرحمتي» الكاف إما للتشبيه في أصل الرحمة لافي كيفيتها وقدرها، أو للتعليل ، أي لرحمتي إياك .
3- في نسخة : «الذليل». طرف کليل : إذا لم يحقق المنظور به ، أي لا تحدق النظر إلى السماء حیاء ، بل انظر بتخشع.
4- زاد في نسخة : «عقابا كان قبلك، ولاعقابا لمن ....»

یهرب من سمائي وأرضي ؟!

یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل : لاتدعوني والسحت تحت أحضانكم(1)، والأصنام في بيوتكم، فإني وأيت(2)أن أجيب من دعاني، وأن أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا(3).

یا عیسی ، كم أجمل النظر، وأحسن الطلب، والقوم في غفلة لايرجعون ، تخرج الكلمة من أفواههم لاتعیها قلوبهم، يتعرضون لمقتي، ويتحببون بي إلى المؤمنين .

یا عیسی، لیکن لسانك في السر والعلانية واحدا، ولكذلك فليكن قلبك وبصرك، واطو قلبك ولسانك عن المحارم، وغض طرفك عما لا خير فيه، فكم ناظر نظرة زرعت في قلبه شهوة، ووردت به موارد الهلكة.

یا عیسی، کن رحیما مترحما، وكن للعباد کما تشاء أن يكون العباد لك، وأكثر ذكر الموت ومفارقة الأهلين ، ولاتلة فإن اللهو يفسد صاحبه ، ولا تغفل فإن الغافل مني بعيد، واذكرني بالصالحات حتى أذكرك.

یا عیسی، تب إلي بعد الذنب، وذکر بي الأوابين، وآمن بي، وتقرب إلي المؤمنين ، ومرهم يدعوني معك، وإياك ودعوة المظلوم، فإني وأيت على نفسي أن أفتح لها بابا من السماء، وأن أجيبه ولو بعد حين.

یا عیسی ، اعلم أن صاحب السوء يغوي، وأن قرين الشوء یردي، فاعلم من تقارن، واختر لنفسك إخوانا من المؤمنين.

یا عیسی، تب إلي فإنه لا يتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الراحمين .

ص: 152


1- قال في البحار : «تحت أحضانكم» جمع الحضن، وهو ما دون الإبط إلى الكشح، وهوكناية عن ضبط الحرام بحفظه وعدم رده إلى أهله ، ولعل المراد بالأصنام : الدراهم والدنانير و الذخائر التي كانوا يحرزونها في بيوتهم ولا يؤدون حق الله منها ، كما ورد في الخبر : «ملعون من عبد الدينار والدرهم».
2- وأيت : وعدت .
3- قال في البحار : «لعنا عليهم» : أي إجابتي للظالمين فيما يطلبون من دنیاهم موجب لبعدهم عن رحمتي واستدراج مني لهم، والتفرق إما عن الدعاء أو بالموت .

یا عیسی، اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لا يعمل لها غيرك ، واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون، فإني أجزي بالحسنة أضعافها، وإن السيئة تويق صاحبها، فامهد لنفسك في مهلة، وتنافس(1) في العمل الصالح، فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون من النار.

یا عیسی، ازهد في الفاني المنقطع، وطأ رسوم منازل من كان قبلك ، فادعهم و ناجهم، هل تحس منهم من أحد، فخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين.

یا عیسی، قل لمن تمرد بالعصيان، وعمل بالادهان، ليتوقع عقوبتي، وينتظر إهلاكي إياه ، سيصطلم(2) مع الهالكين.

طوبى لك يا ابن مريم، ثم طوبى لك أن(3)أخذت بأدب إلهك الذي يتحنن عليك ترحما، وبدأك بالنعم منه تكرمة، وكان لك في الشدائد، لاتعصه - یا عیسی-فإنه لا يحل لك عصيانه، قد عهدت إليك كما عهدت إلى من كان قبلك ، وأنا على ذلك من الشاهدين.

یا عیسی، ما أكرمت خليقة مثل ديني، ولا أنعمت عليها مثل رحمتي.

يا عيسى ، اغسل بالماء منك ما ظهر، وداو بالحسنات ما بطن، فإنك إلى راجع.

یا عیسی، شمر، فكل ما هو آت قریب(4)، واقرأ كتابي وأنت طاهر، وأسمعني منك صوت حزينا(5).

(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 1)

ص: 153


1- في نسخة : «ونافس» .
2- الاصطلام : الإبادة والاستئصال .
3- في نسخة : «إذا».
4- قال في البحار: 301:14 : «شمر»: أي جد في العبادة فإن الموت آت ، وكل ما هو آت قريب.
5- من قوله : «یا عیسی، ما أكرمت خليقة بمثل ديني» إلى آخر الحديث، رواه أيضا الصدوق في أماليه : م 88 ح 7 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن علي بن أسباط ، سيأتي في الحديث 14من هذا الباب .

(698)11 - وبالإسناد المتقدم عن الصادق(عليه السلام)قال: «وكان فيما وعظ الله عزوجل به عیسی بن مريم(عليه السلام) أيضا أن قال له: يا عيسي، لاتأمن إذا مکرت مكري ،ولا تنس عند خلوتك بالذنب ذكري.

یا عیسی، تيقظ ولا تيأس من روحي، وسبحني مع من يسبحني ، وبطيب الكلام فقدستي.

يا عيسى، إن الدنيا سجن ضيق منتن الريح وحش، وفيها(1) ما قد ترى مما قد ألح عليه الجبارون، فإياك والدنيا فكل نعيمها یزول، وما نعيمها إلا قليل.

يا عيسى، إن الملك لي وبيدي وأنا الملك ، فإن تطعني أدخلتك جتني في جوارالصالحين.

یا عیسی، اذعني دعاء الغريق الذي ليس له مغيث.

یا عیسی، لاتحلف باسمي كاذبا فیهتز عرشي غضبا.

يا عيسى، الدنيا قصيرة العمر، طويلة الأمل، وعندي دار خير مما يجمعون.

یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل: كيف أنتم صانعون إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق، فتنكشف سرائر قد كتمتموها.

یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل : غسلتم وجوهكم ودنستم قلوبكم، أبي تغترون ؟ أم علي تجترئون ؟ تتطيبون بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة ، كأنكم أقوام ميتون.

یا عیسی ، قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام، وأصموا أسماعكم عن ذكر الخنا، وأقبلوا علي بقلوبكم ، فإني لست أريد صورکم.

یا عیسی، افرح بالحسنة فإنها لي رضا، وابک على السيئة فإنها لي سخط، وما

لاتحب أن يصنع بك فلاتصنعه بغيرك، وإن لطم خدك الأیمن فاعط الأيسر، وتقرب إلى بالمودة جهدك، وأعرض عن الجاهلين .

ص: 154


1- في نسخة : «وخشن فيها»، وفي أخرى: «وحسن فيها» .

یا عیسی، قل لظلمة بني إسرائيل، الحكمة تبكي(1) فرقا مني، وأنتم بالضحك تجهرون (2)، أتتكم براءتي؟! أم لديكم أمان من عذابي ؟! أم تتعرضون لعقوبتي؟! فبي حلفک لأتركنكم مثلا للغابرين(3).

ثم إني أوصيك - يا ابن مريم البكر البتول - بسید المرسلين، وحبيبي منهم أحمد، صاحب الجمل الأحمر، والوجه الأقمر المشرق بالنور، الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيي المتكرم ، فإنه رحمة للعالمين، وسيد ولد آدم عندي، يوم يلقاني،

أكرم السابقين علي، وأقرب المرسلين مني، العربي الأمي، الديان بديني، الصابر في ذاتي ، المجاهد للمشركين ببدنه عن ديني.

یا عیسی، آمرك أن تخبر به بني إسرائيل، وتأمرهم أن يصدقوا ويؤمنوا به و يتبعوه وينصروه.

قال عيسى : إلهي ، من هو؟

قال : يا عيسى، أرضه فلك الرضا.

قال : اللهم رضيت، فمن هو؟

قال : محمد رسول الله إلى الناس كافة، أقربهم مني منزلة، و أوجبهم عندي شفاعة، طوباه من نبی، وطوبى لأمته إن هم لقوني على سبيله، يحمده أهل الأرض، ويستغفر له أهل السماء ، أمين ميمون مطیب ، خير الماضين و الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت السماء عزاليها، وأخرجت الأرض زهرتها، وأبارك فيما وضع يده عليه ، كثير الأزواج، قليل الأولاد، يسكن بکة موضع أساس إبراهيم.

یاعیسی ، دینه الحنيفية ، وقبلته مكية، وهو من حزبي وأنا معه ، فطوباه طوباه،

له الكوثر والمقام الأكبر من جنات عدن، يعيش أكرم معاش، ويقبض شهيدا، له

ص: 155


1- قال في البحار : 14 : 303 : «الحكمة تبكي» : إسناد البكاء إلى الحكمة مجازي لأنها سببية ، ويمكن أن يقدر مضاف، أي أهل الحكمة، ويحتمل على بعد أن يقرأ على باب الأفعال .
2- الهجر : قبيح الكلام .
3- للغابرين : للباقين .

حوض أبعد من مكة إلى مطلع الشمس من رحیق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء ، ماؤه عذب فيه من كل شراب وطعم كل ثمار في الجنة ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أبعثه على فترة بينك وبينه، يوافق سره علانيته، و قوله فعله، لا يأمر الناس إلا ما يبدأهم به ، دینه الجهاد في عسر ويسر، تنقاد له البلاد ،ويخضع له صاحب الروم على دينه ودين أبيه إبراهيم ، یسمي عند الطعام، ويفشي السلام، ويص ي والناس نيام، له كل يوم خمس صلوات متواليات، يفتح بالتكبير، ويختتم بالتسليم، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامهاء ويخشع لي قلبه ، النور في صدره، والحق في لسانه، وهو مع الحق حيثما كان، تنام عيناه ولاينام قلبه ، له الشفاعة، وعلى أمته تقوم الساعة، ويدي فوق أيديهم إذا بايعوه، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفی وفيت له بالجنة، فمر ظلمة بني إسرائيل لايدرسوا(1) کتبه، ولانحرفوا سنته، وأن يقرئوه السلام، فإن له في المقام شأنا من الشأن.

یا عیسی ، كل ما يقربك مني فقد دللتك عليه، وكل ما يباعدك مني قد نهيتك عنه ، فارتد لنفسك(2).

یا عیسی ، إن الدنيا حلوة، وإنما استعملك فيها لتطيعني، فجانب منها ما حزرتك، وخذ منها ما أعطيتك عفوا، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، ولا تنظر في عمل غيرك نظر الرب، وكن فيها زاهدا، ولا ترغب فيها فتعطب .

یا عیسی، اعقل وتفکر، وانظر في تواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين .

یا عیسی ، كل وصيتي نصيحة لك، وكل قولي حق، وأنا الحق المبين، وحقا أقول : لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتک(3)، ما لك من دوني ولي ولا نصير.

یا عیسی، ذلل قلبك بالخشية، وانظر إلى من هو أسفل منك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، واعلم أن رأس كل خطيئة وذنب حب الدنيا، فلا تحبها فإني لا أحبها.

ص: 156


1- في نسخة «ألا يدرسوا» .
2- فارتد لنفسك : اطلب لنفسك ما هو خير لك .
3- في نسخة : «نباتك» .

يا عيسى، أطب بي قلبك ، وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أن سروري أن تبصيص (1)إلي، وكن في ذلك حيا ولاتكن ميتا.یا عیسی، لاتشرك بي شيئا، وكن مني على حذر، ولاتغتر بالصحة، و لاتغبط(2) نفسك، فإن الدنيا كفيء زائل ، وما أقبل منها كما أدبر، فنافس في الصالحات جهدك، وكن مع الحق حیثما كان، وإن قطعت وأحرقت بالنار فلاتكفر بي بعد المعرفة، ولا تكن مع الجاهلين (3).

یا عیسی، صب لي الدموع من عينيك ، واخشع لي بقلبك.

یا عیسی، استغفرني في حالات الشدة، فإني أغيث المكروبين ، وأجيب المضطرين، وأنا أرحم الراحمين» .

(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 2)

(699) 12(4) - حدثنا أبي(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن

سنان ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال:كان المسيح(عليه السلام)يقول: «من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه ،ومن كثر كلامه كثر سقطه(5)، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه، ومن لاحى الرجال

ص: 157


1- بصبص في دعائه : رفع سبابته إلى السماء وحرکهما.
2- قال في البحار : 14 : 303: «و لاتغبط نفسك» الظاهر أنه على بناء التفعيل، يقال : غبطهم أي حملهم على الغبطة، أي لا تجعل نفسك في أمور الدنيا بحيث يغبطها الناس ، أو لا تجعل نفسك بحيث تغبط الناس على ما في أيديهم ، والأول أظهر .
3- في نسخة : «و لا من الجاهلين».
4- 12 - ورواه الراوندي في الفصل 6 من الباب 18 من قصص الأنبياء : ص 274 برقم 329.وأورده الحراني في باب مواعظ النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من تحف العقول : ص 58 عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بتفاوت.
5- السقط : الخطأ في القول والفعل .

ذهبت مروءته».

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 4)

(700)13(1) - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله) قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن

منصور بن حازم:

عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)قال : كان عیسی بن مریم(عليه السلام)يقول لأصحابه: «یا بني آدم ، اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم عنها، فإنكم لاتصلحون لها و لاتصلح لكم، ولاتبقون فيها ولاتبقی لكم، هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن إليها، الهالك من أحبها وأرادها، فتوبوا إلى بارئكم ، واتقوا ربكم، واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ، ولامولود هو جاز عن والده شيئا.

أين آباؤكم ؟ أين أمهاتكم ؟ أين إخوتكم ؟ أين أخواتكم ؟ أين أولادكم؟دعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكي، وخرجوا عن الدنيا، وفارقوا الأحبة، واحتاجوا إلى ما قدموا، واستغنوا عما خلفوا، فكم توعظون، وكم تزجرون، وأنتم لاهون ساهون!

مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم(2) بطونكم وفروجکم، أما تستحيون ممن خلقكم ؟ ! قد وعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى على النار، ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى، فتنافسوا فيه وكونوا من أهله، وأنصفوا من أنفسكم، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم، وتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وكونوا عبيدا أبرارا، ولا تكونوا ملوكا جبابرة، ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت، جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرضين، وإله الأولين والآخرين ، مالك يوم الدين، شديد العقاب، أليم العذاب ، لا ينجو

ص: 158


1- 13 - وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 447 في عنوان «مجلس في ذكر الدنيا» .
2- في نسخة : «همكم» .

منه ظالم، ولا يفوته شيء، ولا يغزب عنه شيء، ولايتواری منه شيء، أحصى كل شيء علمه، وأنزله منزلته في جنة أو نار.ابن آدم الضعيف ، أين تهرب من يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفي كل حال من حالاتك، قد أبلغ من وعظ، وأفلح من اتعظ».

(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 12)

(701) 14(1) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبدالرحمان، عن علي بن أسباط، عن عل بن أبي حمزة ، عن أبي بصير:

عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)قال : «إن الله عز وجل أوحي إلى عيسى بن مريم

(عليه السلام): یا عیسی، ما أكرمت خليقة يمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي،

اغسل بالماء منك ما ظهر، ودار بالحسنات ما بطن، فإنك إلى راجع، شمر فكل ما هو آت قريب، وأسمعني منك صوتا حزينا».

(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 7)

(702) 15(2) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي حمزة الثمالي(رحمه الله) :

عن علي بن الحسین زین العابدين(عليه السلام)أنه قال يوما لأصحابه : «إخواني ،

أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا فإنكم عليها حريصون وبها

ص: 159


1- 14- تقدم مثله في ضمن الحديث 10 من الباب عن محمد بن موسی بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط.
2- 15 - روى أحمد بعض فقراته في كتاب «الزهد» : ص 98، ح 325 عن مكحول قال : قال عيسي للحواريين ، وذكره ، وفي ص 144 ح 479 عن إبراهيم قال : كان عیسی بن مریم(عليه السلام) يقول ، وذكر نحوه.

متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم(عليه السلام)للحواريين ؟ قال لهم : الدنيا قنطرة فاعبروها ولاتعمروها»(1).

وقال: «أيكم يبني على موج البحر دارا ؟ تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا».

(أمالي المفيد : المجلس 6، الحديث 1)

(703)16(2) - أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا الحسين بن محمد البزاز قال : حدثني أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمدي قال : حدثنا یحیی بن هاشم الغساني ، عن أبي عاصم النبيل [ الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري ] ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق، عن علقة بن قيس ، عن نوف البکالي : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)(في حديث ) قال : «إن الله تعالى أوحی إلى عيسى(عليه السلام): یا عیسی ، عليك بالمنهاج الأول تلحق ملاحق المرسلين ، قل لقومك- يا أخا المنذرين - أن لايدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأيد نقية وأبصار خاشعة ، فإني لا أسمع من داع دعاني ولأحد من عبادي عنده مظلمة، ولااستجيب له دعوة ولي قبله حق لم يرده إلي».

(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر .

ص: 160


1- کلام المسيح(عليه السلام) هذا رواه ابن قتيبة في كتاب الزهد من عيون الأخبار : 2: 328 في عنوان : «الدنيا» .
2- 16 - ورواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)من حلية الأولياء : 1: 79، وفي ترجمة نوف البكالي : 6 : 53. ورواه الصدوق (قدس سره)في باب الستة من الخصال : 337 - 338، والمسعودي في مروج الذهب :4 : 193 في عنوان «ذكر أيام المهتدي بالله»، والخطيب البغدادي في ترجمة جعفر بن مبشر من تاریخ بغداد : 7: 162 برقم3608

(704)17(1)- حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن واصل بن سلیمان، عن ابن سنان قال :

سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : كان المسيح(عليه السلام)يقول لأصحابه : «إن کنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس ، فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني ، إنما أعلمكم لتعملوا(2)، ولا أعلمكم لتعجبوا، إنكم لن تنالوا ما تریدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ما تكرهون.

وإياكم والنظرة، فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة.

یا طوبى لمن يرى بعينيه (3) الشهوات، ولم يعمل بقلبه المعاصي، ما أبعد ما قد فات، وأدني ما هو آت ! ويل للمغترین لو قد أزفهم(4) ما يكرهون، وفارقهم ما يحبون، وجاءهم ما يوعدون، [و] في خلق هذا الليل والنهار معتبر.

ويل لمن كانت الدنيا همه، والخطايا عمله ، كيف يفتضح غدا عند ربه ؟!

ولاتكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون(5)

لاتنظروا إلى عيوب الناس كأنكم رئايا عليهم(6)، ولكن انظروا في خلاص أنفسكم، فإنما أنتم عبيد مملوکون.

ص: 161


1- 17- روی أحمد بعض فقراته في كتاب الزهد : ص 95، ح 311 عن هاشم، عن صالح ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد، أن عيسى بن مريم أوصى الحواريين : «لا تكثروا الكلام بغیر ذكر الله ...»، بتفاوت.
2- في بعض النسخ : «لتعلموا» .
3- في نسخة : «بعينه».
4- في نسخة : «لزمهم». وأزفهم : أعجلهم.
5- هذه الفقرة رواها الكليني في الكافي : 2: 114 باب الصمت وحفظ اللسان : ح 11، وأوردها ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 189.
6- رئايا عليهم : عيونا وجواسيس عليهم. وفي كتاب الزهد - لأحمد -: «كأنكم أرباب» .

إلى كم يسيل الماء على الجبل لايلين ؟! إلى كم تدرسون الحكمة لايلين عليها قلوبكم ؟! عبيد السوء فلاعبيد أتقياء، ولا أحرار کرام، إنما مثلكم مثل الدفلى(1) يعجب بزهرها من يراها ، ويقتل من طعمها، والسلام».

(أمالی المفید : المجلس 23، الحديث 43)

(705)18(2)- أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابویه (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم (عليه السلام): «يا عيسى، هب لي من عينيك الدموع، ومن قلبك الخشوع، واكحل عينيك (3) بميل الحزن إذا ضحك البطالون، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع لعلك تأخذ موعظتك منهم، وقل : إني لاحق بهم(4) في اللاحقين».

(أمالي المفيد : المجلس 27، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 16)

(706) 19(5) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالحسن

ص: 162


1- قال الفيروز أبادي في القاموس : الدفل - بالكسر - وكذکری : تبت مر ، فارسیته «خرزهرة» قتال ، زهره کالورد الأحمر ، وحمله کالخرنوب .
2- 18 - ورواه الراوندي في الفصل 5 من الباب 18 من قصص الأنبياء : ص 272 برقم 320.
3- في بعض النسخ في الموضعين «عينك».
4- كلمة «بهم» غير موجودة في أمالي الطوسي.
5- 19 - ورواه الكليني في باب «حب الدنيا والحرص عليها» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2: 319، وورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 169 بتفاوت يسير. ورواه أحمد في عنوان «حكمة عيسی (عليه السلام)» من كتاب الزهد : ص 121 ح 390 عن سيار، عن جعفر ، عن هشام الدستوائي قال : إن في حكمة عيسى بن مريم (عليه السلام) ، وذكر الحديث بتفاوت وزيادة في آخره. ورواه الدارمي في سننه: 1: 103، والبيهقي في الباب 18 - في نشر العلم - من شعب الإيمان :314:2 ح 1917 عن أبي بكر أحمد بن الحسين ، وأبي سعيد محمد بن موسى ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب ، عن محمد بن إسحاق الصغاني ، عن سعيد بن عامر ، عن هشام الدستوائي قال: قرأت في كتاب بلغني أنه من كلام عیسی بن مریم صلوات الله عليه-وذكر الحديث بتفاوت و زيادة في آخره . والفقرة الأولى من الحديث ، رواها الكراجكي في عنوان : «فصل : في الوعظ والزهد» من كنز الفوائد : 1: 305.

أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سلیمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غیاث قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) يقول : قال عيسى بن مريم لأصحابه :

«تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لاترزقون فيها إلا بعمل، ويلكم علماء السوء، الأجرة تأخذون، والعمل لاتصنعون !يوشك رب العمل أن يطلب عمله، ويوشك أن يخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته، وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه» ؟!

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 6)

(707) 20 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى[ بن سامان أبو] الحسين العبر تائي، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه:

ص: 163

عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث طویل) قال: «إن الله تعالى بعث عیسی بن مريم بالرهبانية وبعثت بالحنيفية السمحة».

وفيه: «یا أباذر، إن الله تعالى أوحي إلى أخي عیسی(عليه السلام): يا عيسى ، لا تحب

الدنيا فإني لست أحبها، وأحب الآخرة فإنها دار المعاد».

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(708) 21(1) -وعن أبي المفضل قال :حدثنا غیاث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدثنا محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصم، عن شقیق بن إبراهيم البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل لعیسی بن مریم (عليه السلام) : كيف أصبحت ، یا روح الله ؟

قال : «أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي ، والموت في

طلبي، لا أملك ما أرجو، و لا أطيق دفع ما أكره، فأي فقير أفقر مني»؟

(أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 8)

ص: 164


1- 21 - وروي نحوه عن الإمام الحسين(عليه السلام)، رواه الصدوق في الباب 8 - وصايا للإمام الصادق(عليه السلام)- من كتاب المواعظ قال : وروى المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن جده(عليه السلام)قال : قيل للحسين بن علي(عليه السلام): كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟ قال : أصبحت ولي ربي فوقي، والنار أمامي ، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، لا آخذ ما أحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذبني ، و إن شاء عفا عني ، فأي فقير أفقر مني»؟. ويأتي الحديث في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة نقلا عن أمالي الصدوق.

باب 22- قصة دانیال على نبينا وآله وعليه السلام

(709)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی السر من رأيي الفحام قال: حدثني محمد بن عيسى بن هارون قال : حدثني إبراهيم بن عبد الصمد ، عن أبيه، عن جده قال: قال سيدنا الصادق (عليه السلام): «من اهتم لرزقه کتب عليه خطيئة(2)، إن دانیال كان في زمن ملك جبار عات ، أخذه فطرحه في جب وطرح معه السباع، فلم تدن منه، ولم تجرحه، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه أن ائت دانیال بطعام.

فقال : يا رب، و أین دانيال ؟

قال : تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه ، فإنه يدلك عليه(3).

فأتت به الضبع إلى ذلك الجب، فإذا فيه دانیال، فأدلى إليه الطعام، فقال دانیال : الحمد لله الذي لاينسى من ذكره ، والحمد لله الذي لايخيب من دعاه، الحمد الله الذي من توكل عليه كفاه ، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره ، الحمد الله الذي يجزي بالإحسان إحسانا وبالصبر نجاةً».

ثم قال الصادق (عليه السلام): «إن الله أبي إلا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث

لايحتسبون، وألا تقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين».

أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 40)

ص: 165


1- 1- ورواه الراوندي في الفصل 4 من الباب 15 من قصص الأنبياء : ص 230 برقم 273 ،عن ابن بابویه، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني ، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داوود المنقري ، عن حفص بن غياث النخعي ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)مثله ، بمغايرة طفيفة . وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 171 - 172 . وروى ابن كثير قريباً منه في أول عنوان «ذكر شيء من خبر دانیال(عليه السلام)» من قصص الأنبياء : ص 315 بإسناده عن عبدالله بن أبي الهذيل .
2- ورويت هذه الفقرة من الحديث عن الإمام السجاد ، رواها الشيخ الصدوق في الحديث 95 من باب الإثنين من الخصال : ج 1 ص 65 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني ، عن سليمان بن داوود المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري :عن علي بن الحسين (عليه السلام)( في حديث) قال : «ألا ومن اهتم لرزقه کتب عليه خطيئة».
3- في الطبعة الحجرية : «إليه».

(710)2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله) قال :

حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن سنان، عن زیاد

بن المنذر :

عن ليث بن سعد قال : قلت لكعب - وهو عند معاوية - : كيف تجدون صفة مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وهل تجدون ليترته فضلاً؟؟

فالتفت کعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى الله عز وجل على لسانه ، فقال : هات - يا أبا إسحاق رحمك الله - ما عندك؟

فقال كعب : إني قد قرأت اثنين وسبعين كتاباً كلها أنزلت من السماء ، وقرأت صحف دانيال كلها، ووجدت في كلها ذکر مولده ومولد عترته، الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 88، الحديث 1)

سيأتي تمامه في تاريخ نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) .

ص: 166

باب 23 - نبي المجوس ، وما ورد فيهم

(711 )(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيی بن زکریا القطان قال : حدثنا محمد بن العباس قال: حدثني محمد بن أبي السري قال : حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن سعد بن طريف الكناني، عن الأصبغ بن نباتة :

عن أمير المؤمنين(عليه السلام)(في حديث طویل ) قال : «سلوني قبل أن تفقدوني».

فقام إليه الأشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم کتاب ولم يبعث إليهم نبي؟

فقال :« بلى يا أشعث، قد أنزل الله عليهم كتاباً وبعث إليهم نبياً، وكان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلا أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه فقالوا: أيها الملك، دنست علينا ديننا فأهلكته، فاخرج نطهرك و نقم عليك الحد. فقال لهم : اجتمعوا واسمعوا كلامي، فإن يكن لي مخرج ما ارتكبت وإلا فشأنكم. فاجتمعوا فقال لهم : هل علمتم أن الله عز وجل لم يخلق خلقة أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء ؟ قالوا: صدقت أيها الملك. قال : أفليس قد زوج بنیه من بناته، وبناته من بنیه ؟ قالوا: صدقت، هذا هو الدين. فتعاقدوا على ذلك ، فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب ، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب ، والمنافقون أشد حالا منهم»(2).

ص: 167


1- 1- ورواه أيضا في الحديث 1 من الباب 43 من كتاب التوحید ص 306. ورواه أيضا الشيخ المفيد(قدس سره) في كتاب الاختصاص ص 236 بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة ،عن علي(عليه السلام) .
2- قال العلامة المجلسي (قدس سره)في البحار : قولهعليه السلام) : «والمنافقون أشد حالا منهم»، تعریض بالسائل لانه كان منهم .

فقال الأشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عدت إلى مثلها أبدا.

(أمالي الصدوق : المجلس 55، الحديث 1)

تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج.

(712) 2(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار

قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبلي قال : حدثني أبي أبوالحسن علي بن علي بن رزين الخزاعي، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسی بن جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي(عليه السلام)، عن علي بن الحسين(عليه السلام):

أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «سنوا بهم سنة أهل الكتاب». يعني المجوس.

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 21)

(713)3 - وبإسناده عن علي بن موسی الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه (عليه السلام): «أن إبليس كان يأتي الأنبياء(عليه السلام)من لدن آدم(عليه السلام)إلى أن بعث الله

ص: 168


1- 2- ورواه الصدوق في باب الخراج والجزية من الفقيه : 2: 53 ح 1678 مرسلاً؟. ورواه مالك في الموطأ : 1: 278 کتاب الزكاة : باب جزية أهل الكتاب والمجوس (24) ح 42 عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس فقال : ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟ فقال عبد الرحمان بن عوف : أشهد لسمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«سنوا بهم سنة أهل الكتاب». ورواه عنه ابن الأثير في جامع الأصول : 2: 660ح 1151. وقريبا منه رواه الطبراني في المعجم الكبير : 19: 437 ح 1059 بإسناده عن مسلم بن العلاء الحضرمي ، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) [ أنه ] كتب للعلاء: «أن ستوا بالمجوس سنة أهل الكتاب». ورواه عبدالرزاق الصنعاني في كتاب «أهل الكتاب من المصنف : 68:6 - 69ح 10025، وفي كتاب «أهل الكتابين»: 10: 325ح 19253 من طريق عبدالرحمان بن عوف. ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الباقر(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ص 126ح 2، والذهبي في ترجمته(عليه السلام)من سير أعلام النبلاء : 4: 403. ورواه ابن حجر في ترجمة مسلم بن العلاء من الإصابة : 416:3 برقم 7977.

المسيح(عليه السلام)، يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسأ منه بیحیی بن زکریا، فقال له يحيى: يا أبامرة، إن لي إليك حاجة.

فقال له : أنت أعظم قدراً من أن أردك بمسألة، فسلني ما شئت، فإني غير مخالفك في أمر تريده.

فقال يحيى : يا أبا مرة، أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم.

فقال له إبليس : حباً وكرامةً، وواعده لغد.

فلما أصبح يحيى(عليه السلام)قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فما

شعر حتى ساواه من خوخةم(1)كانت فيه بيته، فإذا وجهه صورة وجه القرد(2)، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وفمه مشقوق طولا ، وإذا أسنانه رفه عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية، وله أربعة أيد : يدان في صدره ویدان في منكبه ، وإذا عراقيبه (3)قوادمه وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد شد وسطه بمنطقة، فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب(4).

فلا تأمله يحيي(عليه السلام)قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك ؟

فقال : هذه المجوسية، أنا الذي سننتها وزينتها لهم» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 32)

تقدم تمامه مسندا في قصة زكريا ويحيى(عليهم السلام) .

ص: 169


1- الخوخة : كوة تؤدي الضوء إلى البيت .
2- في نسخة : «القردة»
3- العراقيب، جمع العرقوب ، وهو عصب غليظ فوق عقب الإنسان .
4- الكلاب :المهماز، وهو الحديدة التي على خف الرائض يهمز بها جنب الفرس. و حديدة معوجة الرأس ينشل بها الشيء أو يعلق.

(714)4(1) - أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعکبري قال : حدثنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني عبدالله بن إبراهيم بن قتيبة قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي قال : حدثنا زکریا المؤمن - وهو ابن آدم القمي الأشعري -، عن إسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك الأشعري قال :

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)يقول : «لا تستعن بالمجوس ولو على أخذ قوائم شاتك

وأنت تريد ذبحها».

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 51)

ص: 170


1- 4 - ورواه الشيخ الصدوق(قدس سره)في كتاب المعيشة من الفقيه : 3: 164 ح 3106، إلا أن فيه :«ولا تستعن بمجوسی ....»

باب 24 - قصة أصحاب الرقيم

(715)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي قال : حدثنا عبدالله بن محمد قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا أبي، عن صالح بن کیسان قال : حدثنا نافع، أن عبدالله بن عمر قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «بينها ثلاثة رهط يتماشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبل، فبينا هم فيه انحطت صخرة فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض : انظروا أفضل أعمال عملتموها فسلوه بها لعله يفرج عنكم.

ص: 171


1- 1- ورواه أيضا في باب الثلاثة من الخصال : 184 / 255 عن الخليل بن أحمد ، عن محمد بن إسحاق السراج ، عن الوليد بن شجاع السكوني، عن علي بن مسهر ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع ، عن ابن عمر بتفاوت. وأخرجه السيوطي في تفسير الآية 9 من سورة الكهف في الدر المنثور : ج 5 ص 365 قال :وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن المنذر ، عن ابن عمر أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «بينما ثلاثة نفر...» وذكر مثله. وقال في ص 363: وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردویه، عن النعمان بن بشير أنه سمع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يحدث عن أصحاب الرقیم : «أن ثلاثة نفر دخلوا إلى الكهف ، فوقع من الجبل حجر على الكهف فأوصد عليهم...» وذكر نحوه .وقال في ص 364: وأخرج أحمد وابن المنذر ، عن أنس ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ... وذكر نحوه . وروى الراوندي نحوه في الفصل 9 من الباب 17 من قصص الأنبياء : ص 262 - 263 برقم301 عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزیار ، عن أخيه علي بن مهزیار ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر بن يزيد، عن عبد الرحمان بن الحارث البرادي ، عن ابن أبي أوفي قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عنه : «خرج ثلاثة نفر يسيحون في الأرض ...» وذكر نحوه . ورواه أيضا في الدعوات : ص 43 - 44 ح 104. ورواه البرقي في الباب 30 - باب الإخلاص - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1:253 ح 277 عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، رفعه عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، بتفاوت . وأشار الطبرسي إلى هذه القصة في تفسير الآية 9 من سورة الكهف من تفسيره قال : اختلف في معنى الرقيم ، فقيل : إنه اسم الوادي الذي كان فيه الكهف ، عن ابن عباس والضحاك . وقيل :الكهف غار في الجبل، والرقيم الجبل نفسه ، عن الحسن . وقيل : الرقيم القرية التي خرج منها أصحاب الكهف ، عن كعب والسدي. وقيل : هو لوح من حجارة كتبوا فيه قصة أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف ، عن سعيد بن جبير، واختاره البلخي والجبائي . وقيل : جعل ذلك اللوح في خزائن الملوك لأنه من عجائب الأمور ، وقيل : الرقیم کتاب ولذلك خبر فلم يخبر الله تعالى عما فيه ، عن ابن زید . وقيل : إن أصحاب القيم هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار فانسد عليهم فقالوا : ليدعوا الله تعالى كل واحد منا بعمله حتى يفرج الله عنا. ففعلوا، فنجاهم الله ، ورواه النعمان بن بشير مرفوعة. والقصة - مع تفصيل - وردت في تفسير الآية 89 من تفسير سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري(عليه السلام) : ص 398 - 401ح 271 عن أمير المؤمنين (عليه السلام) .

قال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان كبيران، وكانت لي امرأة وأولاد صغار، فكنت أرعى عليهم(1)، فإذا أرحت عليهم غنمي بدأت بوالدي فسقيتها، فلم آت حتی نام أبواي ، فطیبت الإناء ثم حلبت ثم قمت بحلابي عند رأس أبوي، والصبية يتضاغون(2) عند رجلي، أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي، وأكره أن أوقظهما من نومهما ، فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء. ففرج لهم فرجة فرأوا منها السماء.

وقال الآخر : اللهم إنه كانت لي بنت عم فأحببتها حبأ كانت أعز الناس إلي،

ص: 172


1- أراح إبله : ردها إلى المراح . وأرحت على الرجل حقه ، إذا رددته عليه . قاله الجوهري في الصحاح.
2- يتضاغون : يتضورون من الجوع.

فسألتها نفسها، فقالت : لا، حتى تأتيني بمئة دينار. فسعيت حتى جمعت مئة دينار فأتيتها بها، فلما كنت بين رجليها، قالت : اتق الله ولاتفتح الخاتم إلا بحقه. فقمت عنها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فيها فرجة. ففرج الله لهم فيها فرجة.

وقال الثالث: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا يفرق ذرة(1)، فلما قضى عمله عرضت عليه فأبى أن يأخذه ورغب عنه، فلم أزل اعتمل به حتى جمعت منه بقرا ورعاءها، فجاءني فقال: اتق الله ، واعطني حقي ولاتظلمني. فقلت له: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها. فذهب فاستاقها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي منها. ففرج الله عنهم ، فخرجوا يتماشون».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 26)

ص: 173


1- قال في لسان العرب : الفرق والفرق : مكيال ضخم لأهل المدينة معروف. وقيل : هو أربعة أرباع ، وقيل : هو ستة عشر رطا. والذرة : ضرب من الحب معروف.

تاریخ نبينا سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم

باب 1- بدء خلقه (صلی الله عليه وآله وسلم) وما يتعلق بذلك

أقول : يأتي كثير مما يرتبط بهذا الباب في الباب الأول من تاريخ أمير المؤمنين(عليه السلام).

(716)(1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن الحسن البصري قال : حدثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم العمي قال : حدثنا أبو الطيب محمد بن علي الأحمر الناقد قال : حدثني نصر بن علي قال : حدثنا عبدالوهاب بن عبدالحميد قال : حدثنا حميد، عن أنس بن مالك قال :

سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «كنت أنا وعلي عن يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ، ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى طلب عبد المطلب، فقسمنا قسمين : فجعل في عبدالله نصفا، وفي أبي طالب نصفا، وجعل النبوة والرسالة في، وجعل الوصية والقضية في علي، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه ، فالله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، فأنا للنبوة والرسالة ، وعلي للوصية و القضية».

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 9)

ص: 174


1- 1- ورواه ابن الجوزي في باب فضائل على(عليه السلام)من الموضوعات : ص 254، والسيوطي في مناقب الخلفاء الأربعة من اللآلي : 320:1 ، والشوكاني في الحديث 41 من باب المناقب من الفوائد المجموعة: ص 368. وأورده الفتال في عنوان : «مجلس في فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام).» من روضة الواعظين : ص129 بتفاوت.

(717)2 -أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی الفحام قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدثني عم أبي أبو موسی عیسی بن أحمد بن عیسی بن منصور قال : حدثني الإمام علي بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي موسی بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : قال لي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم، وأفرغ ذلك النور في صلبه ، فأفضى به إلى عبد المطلب، ثم افترقا من عبدالمطلب ، أنا في عبدالله وأنت في أبي طالب، لاتصلح النبوة إلا لي، ولا تصلح الوصية إلا لك، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 24)

(718)3 - حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن يعقوب بن عیسی بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخراز - إملاء في منزله - قال : حدثنا أبوزيد محمد بن الحسين بن مطاع المسلي إملاء، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن جبر القواس خال ابن الكردي، قال : حدثنا محمد بن مسلمة(1) الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك :

عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال : «إن الله عز وجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله، ثم نقله إلى صلب شیث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في طلب عبد المطلب، ثم شقه الله عز وجل بنصفين ، فصار نصفه في أبي

ص: 175


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل ، وفي النسخ : «سلمة» .

عبدالله بن عبدالمطلب، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، وعلي من النصف الآخر، فعلي أخي في الدنيا والآخرة».

ثم قرأ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 84)

يأتي تمام الخبر في الباب الأول من أبواب معجزات النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(719) 4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرني المنذر بن محمد - قراءة - قال : حدثنا أحمد بن يحيى الضبي قال : حدثنا موسی بن القاسم، عن علي بن جعفر ، عن علي بن موسی بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام) قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله أخرجني ورجلا معي من طهر إلى طهر، من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا، فسبقته بفضل هذه على هذه - وضم بين السبابة والوسطى - وهو النبوة».

فقيل له : ومن هو ، یا رسول الله ؟

قال : «علي بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 33)

(720) 5(2) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال : حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي قال : حدثني أبي قال : حدثني الحسين بن زید بن علي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه ، عن أبيه علي بن الحسين(عليه السلام) ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري :

ص: 176


1- سورة الفرقان : 25: 54.
2- 5- لاحظ ما أورده الفتال في آخر عنوان : «مجلس في مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 71.

عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال : «إن الله تعالى لما أحب أن يخلقني ، خلقني نطفة بيضاء طيبة، فأودعها صلب أبي آدم(عليه السلام) ، فلم يزل ينقلها من لب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وإبراهيم(عليه السلام)، ثم كذلك إلى عبد المطلب ، فلم يصبني من دنس الجاهلية، ثم افترقت تلك النطفة شطرين : إلى عبدالله وأبی طالب، فولدني أبي فختم الله في النبوة، وولد علي فختم به الوصية، ثم اجتمعت النطفتان مني ومن علي، فولدنا الجهر والجهير الحسنين ، فختم الله بهما أسباط النبوة» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء(عليهم السلام)من كتاب الإمامة .

(721) 6(1)-وعن أبي المفضل قال : أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسن العبر تائي الكاتب قال: حدثنا أبوهاشم داوود بن القاسم بن المفضل قال: حدثنا عبيد الله بن الفضل أبو عيسى النبهاني ب-«القسطاس»، قال : حدثنا هارون بن عیسی بن بهلول المصري الدهان قال : حدثنا بكار بن محمد بن شعبة المیامي قال : حدثني محمد بن شعبة الذهلي قاضي اليمامة ، قال : حدثني بكر بن الملك الأعتق البصري، عن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن جده أمير المؤمنين(عليه السلام)قال :

ص: 177


1- 6- وقريبا منه رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)من تاريخ دمشق : 1: 147ح181 بإسناده عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ونحوه في الحديث 182. وروى أيضأ نحوه في : ج 2 ص 478 - 479 ح 1006 بإسناده عن الحارث وعاصم بن ضمرة ، عن علي(عليه السلام)، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . وروی محمد بن سلیمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : 2: 230 ح 694 عن محمد بن منصور ، عن محمد بن عمر المازني ، عن أبي بكر عباد بن صهيب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده، عن رسول الله و نحوه . ولصدر الحديث شاهد من حديث ابن عباس ، وابن عمر ، رواهما الديلمي في الفردوس : 1: 77ح 112 ، وفي الحديث 7139ج 5 ص 49.ومن حديث جابر ، رواه الحاكم في المستدرك : 2: 241، والخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق : 1: 41، والخوارزمي في الفصل 14 من المناقب : ص 143 ح 165 ، و الحسكاني في تفسير الآية 4 من سورة الرعد في شواهد التنزيل : ح 395، وأبونعيم الأصبهاني کما في الحديث 190 و 191 من خصائص الوحي المبين - لابن البطريق -. ورواه الخزاعي في الحديث 31 من أربعينه ، وابن عساكر في الحديث 178 من ترجمة أميرالمؤمنين و من تاريخ دمشق : 1: 127، والكنجي في الباب 86 من كفاية الطالب : ص 317۔318، والحمويي في الباب 5 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 52ح 17 ، وفي ط 2:ح .28 .ومن حديث أبي أمامة ، رواه الكنجي في الباب 86 من كفاية الطالب : ص 317- 318.

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، خلق الله الناس من أشجار شتى، وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها، فطوبى لعبد تمسك بأصلها وأكل من فرعها».

(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 9)

(722) 7(1)-وعن أبي المفضل قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن حماد الخطيب المدائني قال : حدثنا عثمان بن عبدالله بن عمرو بن عثمان قال : حدثنا عبدالله بن لهيعة، عن أبي الزبير قال :

سمعت جابر بن عبدالله يقول : بينا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بعرفات وعلي(عليه السلام)تجاهه ونحن معه، إذ أومأ النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى علي(عليه السلام)فقال : «ادن مني ياعلي». فدنا منه ، فقال :

ص: 178


1- 7- ورواه ابن المغازلي في الحديث 133 و 340 من المناقب : ص 90 و 297 بسندين إلى عثمان بن عبدالله . وأخرجه ابن عساكر في أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : 1: 144 ح 179، وعنه الكنجي في الباب 87 من كفاية الطالب .ورواه ابن عدي في ترجمة عثمان بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عقان العثماني من الكامل .ورواه الخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين : ص 108 بسنده إلى عثمان بن عبدالله . ورواه الحمويي في الباب 4 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1 : 51ح 16 ط 1، وفي ط 2: ح 27.

«ضع خمسك - يعني كفك - في كفي». فأخذ بکفه فقال : «يا علي، خلقت أنا وأنت

من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة». (أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 11)

(723)8 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الحسن بن علي(عليه السلام) (1)( في حديث ) قال : سمعت جدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «خلقت من نور الله عز وجل، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبوهم من نورهم، وسائر الخلق في النار».

(أمالي الطوسي :المجلس 36، الحديث 5)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة.

(724) 9(2)- حدثنا أبومنصور السكري قال : حدثني جدي علي بن عمر قال : حدثنا أبو العباس إسحاق بن [ محمد بن] مروان القطان(3) قال : حدثنا أبي قال :

ص: 179


1- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، فإنه من أصحاب أبي محمد العسكري كما في رجال الطوسي (6) ، ويدل على ذلك : الحديث 6 من الباب 182 من علل الشرائع : ص 249 حيث ورد فيه : «... عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري أن العالم كتب إليه - يعني الحسن بن علي(عليه السلام)...» وفي الأصل : «... إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسن بن علي(عليه السلام)». وعلى أي حال ففي سنده إشكال ، ولعل هذا الذيل حديث آخر سقط إسناده .
2- 9-ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علي من تاريخ دمشق : 1: 145 - 151 ح180، والكنجي الشافعي في الباب 87 من كفاية الطالب ص 318.
3- قال الخطيب في ترجمة الرجل برقم 3438 من تاريخ بغداد : ج 6 ص 393 : إسحاق بن محمد بن مروان أبو العباس الغزال ، من أهل الكوفة ، قدم بغداد وحدث بها عن أبيه . روى عنه : محمد بن جعفر زوج الحرة، وعبدالله بن موسی الهاشمي، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبوعمر بن حيوية ، ومحمد بن عبدالله بن الشخير ، وعلي بن عمر السكري وغيرهم ... وانظر أيضا ترجمته في المنتظم : ج 13 في وفيات سنة 318ه- ، و میزان الاعتدال : 1: 200/790، ولسان المیزان : 1 572/ 1180.

حدثنا عبيد بن يحيى العطار(1)قال : حدثنا يحيى بن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه وعن جعفر بن محمد الايد ، عن أبيه، عن جدهما قالا:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد وألين من الزيد ، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله عز وجل منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عز وجل عليه ولاية علي بن أبي طالب».

قال عبيد : فذكرت لمحمد بن الحسين بن علي(2) هذا الحديث ، فقال : صدقك يحیی بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي عن جدي ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 67)

ص: 180


1- هذا هو الصحيح الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي ولترجمة الرجل في الكتب ، فإنه يروي عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين (عليه السلام) ، ويروي عنه محمد بن علي الكوفي ، كما في الحديث 1 من باب الجزع اليماني والبلور - باب 25 - من كتاب الزي والتجمل من الكافي ، وفي الحديث 277 من کتاب الروضة، وفي الحديث 7 من الباب 16 من کامل الزيارات. وروي عنه محمد بن مروان ، كما في تفسير قوله تعالى في سورة ق :«أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» في تفسير القمي : 2: 324. وفي النسخ المطبوعة : عبيد بن مهران.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل وترجمة عبيد بن يحيى العطار، الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي ، وفي النسخ : «محمد بن علي بن الحسين بن علي» .

(720) 10 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا عبدالله بن محمد قال: أخبرنا الحسين قال : حدثنا أبو عبدالله بن أسباط ، عن أحمد بن محمد بن زیاد العطار، عن محمد بن مروان الغزال ، عن عبيد بن يحيى، عن یحیی بن عبدالله بن الحسن ، عن جده الحسن بن علي (عليه السلام)قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«إن في الفردوس...» وذكر مثل الحديث المتقدم، إلا أن فيه :«وهي الميثاق الذي أخذ الله عز وجل عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)».

قال عبيد : فذكرت لمحمد بن الحسين هذا الحديث، فقال : صدقك يحیی بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

قال عبيد : قلت : أشتهي أن تفسره لنا إن كان عندك تفسير.

قال: نعم، أخبرني أبي، عن جدي ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «إن الله تعالى ملكا رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى ، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد الله عز وجل أن يخلق خلقا على ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة ، فرمى بها في النطفة حتى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق».

(أمالي الطوسي : المجلس 34، الحديث 6)

(726) 11 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن وهبان قال : حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال :حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسين قال : حدثنا أبي قال : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن المفضل :عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «ما بعث الله نبيا أكرم من محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ولا خلق الله قبله أحدة، ولاأنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فذلك قوله تعالى :«هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى »(1)، وقال :َ« إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»(2)، فلم يكن

ص: 181


1- سورة النجم : 56:53
2- سورة الرعد : 7:13.

قبله مطاع في الخلق ، ولا يكون بعده إلى أن تقوم الساعة في كل قرن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».

(أمالي الطوسي : المجلس 36، الحديث 13)

(727)12(1) -أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن محمد بن الزبير قال : حدثنا محمد بن علي بن مهدي[ الكندي العطار]قال : حدثنا محمد بن علي بن عمرو [بن طريف الحجري ] قال : حدثنا أبي، عن جمیل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة ( في حديث) قال :قال أمير المؤمنين(عليه السلام): «ألا إني عبدالله وأخو رسوله، وصديقه الأول ، صدقته و آدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقأ».

(أمالي المفيد : المجلس 1، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي العطار بالكوفة، وغيره، قال : حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن طريف الحجري مثله ، إلا أن فيه : «قد صدقته».

(امالی الطوسی : المجلس 30، الحديث 5)

تقدم تمامه في الحديث 1 من الباب 5 من أبواب الموت من كتاب العدل والمعاد .

ص: 182


1- 12 - ورواه أبو جعفر محمد بن علي بن أبي القاسم الطبري في الحديث 4 من كتاب «بشارة المصطفي» ص 4-6 عن أبي البقا إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري ، عن أبي طالب محمد بن الحسين بن عتبة ، عن أبي الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه ، عن حمويه أبي عبد الله بن علي بن حمويه ، عن محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، عن محمد بن علي بن مهدي . ورواه الإربلي مرسلا في كتابه «کشف الغمة» : ج 2 ص 39 - 37.

باب 2- أجداد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وما يتعلق بوالديه ، وقصة الفيل

(728 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل رحمه الله قال :

حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه :

عن الريان بن الصلت قال : أنشدني الرضا(عليه السلام)لعبدالمطلب :

يعيب الناس كلهم زمانا*** وما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا والعيب فينا*** ولو نطق الزمان بنا هجانا

وإن الذئب يترك لحم ذئب*** ويأكل بعضنا بعضا عيانا

(أمالي الصدوق : المجلس 33، الحديث 8)

(729) 2(2) - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان الواسطي ، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي قال :

سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام) یقول :«نزل جبرئيل على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يامحمد، إن الله جل جلاله يقرؤك السلام ويقول : إني قد حرم النار على صلب أنزلك، وبطن ملك ، وحجر کفلك.

ص: 183


1- 1- ورواه أيضا في الحديث 5 من الباب 43 من عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، وزاد بعد الأبيات الثلاثة : لبسنا للخداع مسوك طيب ***وويل للغريب إذا أتانا ورواه الطبرسي في الفصل 4 من ترجمة الإمام الرضا (عليه السلام)من إعلام الوری : ص 318 وفي ط: ج 2 ص 69، وعنه الإربلي في كشف الغمة : 2: 329.
2- 2- ورواه أيضا في الباب 65 من معاني الأخبار - باب معنى تحريم النار على صلب أنزل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وبطن حمله وحجر كفله -.ورواه الكليني و في الحديث 21 من باب 1 من كتاب التاريخ من كتاب الحجة من الكافي : ج 1 ص 446 مع مغايرة طفيفة . ورواه الكراجکي مرسلاً في عنوان «فصل : في ذكر مولد سيدنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ووصف شيء من فضله» من كنز الفوائد : 1: 164، وفيه : «... صلب أنزلك ، وبطن حملك، وثدي أرضعك»، وليس بعده شيء. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 67، وصدره في عنوان : «مجلس : في ذكر ما يدل على إيمان أبي طالب و فاطمة بنت أسد» : ص 139.

فقال : يا جبرئیل، بين لي ذلك ؟

فقال : أما الصلب الذي أنزلك فعبد الله بن عبدالمطلب، وأما البطن الذي حملك فأمنة بنت وهب ، وأما الحجر الذي كفلك فأبوطالب بن عبدالمطلب وفاطمة بنت أسد».

(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 12)

(730)3 (1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدثنا عبد الواحد بن عبدالله بن يونس الربعي قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري قال : حدثنا محمد بن جمهور العمي قال : حدثنا جعفر بن بشير قال : حدثني سلیمان بن سماعة ، عن عبدالله بن القاسم، عن

ص: 184


1- 3 - انظر عنوان «أمر الفيل ...» من السيرة النبوية لابن هشام، وعنوان : «باب في قصة أصحاب الفيل ...» من قصص الأنبياء - للثعلبي - : ص 396 - 399، وعنوان «ذكر سبب قصد أبرهة بالفيل مكة ليخرب الكعبة ... » من السيرة النبوية لابن كثير : ج 1 ص 29 و ما بعده . وانظر ما رواه أبوسعد واعظ الخرگوشي في الباب الأول من شرف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) المترجم -:ص 19 - 23. وانظر أيضا حديث 25 من باب 1 من أبواب التاريخ من كتاب الحجة من الكافي : ج 1 ص447 - 448، وما رواه الكراجكي في عنوان «فصل : من أخبار عبد المطلب(رضی الله عنه) » من كنز الفوائد : 1: 184 - 187.

عبدالله بن سنان:عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن جده (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «لما قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة مكة لهدم البيت، تسعرت الحبشة فأغاروا عليها وأخذوا سرحا لعبدالمطلب بن هاشم ، فجاء عبدالمطلب إلى الملك فاستأذن عليه، فأذن له -وهو في قبة دیباج على سرير له . فسلم عليه ، فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه ، فراقه حسنه وجماله وهيئته، فقال له الملك(1): هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال ؟

قال : نعم أيها الملك ، كل آبائي كان لهم هذا النور و الجمال والبهاء (2).

فقال له أبرهة : لقد فقتم الملوك فخرا وشرفا، ويحق لك أن تكون سيد قومك.

ثم أجلسه معه على سريره وقال لسائس فيله الأعظم - وكان فيلا أبيض عظیم الخلق له (3)نابان مرصعان بأنواع الدر والجوهر (4)، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض -: ائتني به . فجاء به سائسه ، وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل وجه عبدالمطلب سجد له ولم يك يسجد لملكه، وأطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبدالمطلب .فلما رأى الملك ذلك ارتاع له (5) وظنه سحرا ، فقال : ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد المطلب : فيم جئت ؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك، ورأيت من هیئتك (6)وجمالك وجلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك، فسلني ما شئت، وهو يرى أنه يسأله في الرجوع عن مكة.

فقال له عبد المطلب : إن أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به، فرهم برده

ص: 185


1- كلمة «الملك» غير موجودة في أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي : «هذا الجمال والنور والبهاء» .
3- في بعض النسخ : «وكان فيلا أعظم أبيض له ...» .
4- في أمالي الطوسي : «الدرر والجواهر» .
5- في أمالي الطوسي : «ولما رأى ...». وارتاع له : فزع منه .
6- في أمالي الطوسي : «هيبتك» .

علی.

قال : فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب : لقد سقطت من عيني ، جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جيل، وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض ، فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك ؟!

فقال له عبدالمطلب : لست برب البيت الذي قصدت لهدمه، وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك ، فجئت أسألك فیما أنا ربه، وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم، وأولى به منهم.

فقال الملك : ردوا عليه سرحه، وازحفوا إلى البيت فانقضوه حجرا حجرا.

فأخذ عبدالمطلب سرحه (1)وانصرف إلى مكة، وأتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ، وإذا تركوه رجع مهرولا.

فقال عبدالمطلب لغلمانه: أدعوا لي ابني ، فجاؤا(2) بالعباس ، فقال : ليس هذا أريد، أدعوا لي ابني، فجاؤا بأبي طالب، فقال : ليس هذا أريد، أدعوا لي ابني ، فجاؤا بعبدالله أبي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فلما أقبل إليه قال : اذهب یا بني حتى تصعد أبا قبیس، ثم اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أي شيء يجيء من هناك وخبرني به.

قال : فصعد عبدالله أبا قبيس، فما لبث أن جاء طير أبابيل(3) مثل السيل والليل فسقط على أبي قبيس، ثم صار إلى البيت فطاف به سبعا، ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبدالله(رضی الله عنه)(4) إلى أبيه فأخبره الخبره(5)، فقال : انظر

ص: 186


1- من قوله : «وازحفوا إلى البيت» إلى قوله : «سرحه» غير موجود في أمالي الطوسي .
2- في أمالي الطوسي : «فجيء به» وكذا في الموردين الذين بعده.
3- أبابيل اسم جمع بمعنى جماعات.
4- جملة : «رضی الله عنه » غير موجودة في أمالي الطوسي.
5- في نسخة : «فأخبره به».

يا بني ما يكون من أمر هؤلاء (1)بعد فأخبرني به.

فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة، فأخبر عبدالمطلب بذلك، فخرج عبدالمطلب وهو يقول : يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائكم.

قال : فأتوا العسكر - وهم أمثال الخشب النخرة(2) - وليس من الطير إلا [و ] معه ثلاثة أحجار في منقاره ویدیه(3)، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلا أتوا على جميعهم انصرف الطير ولم ير قبل ذلك الوقت(4) ولابعده ، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبدالمطلب إلى البيت فتعلق بأستاره وقال :

ياحابس الفيل بذي المغمس*** حبسته كاته مكركس(5)

في محبس تزهق فيه الأنفس وانصرف وهو يقول في فرار قریش وجزعهم من الحبشة:

طارت قريش إذ رأت خميسا*** فظلت فردا لارأى أنيسا

ولا أحس منهم حسيسا*** إلا أخالي ماجدا نفيسا

مسودا في أهله رئيسا

(أمالي المفيد : المجلس 37، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغایرات طفيفة في بعض الألفاظ ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 29)

(731) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن [ ابن شاذان ] قال : حدثنا

ص: 187


1- في أمالي الطوسي : «من أمرها».
2- في بعض النسخ : «النجرة».
3- في أمالي الطوسي: «إلا ما معه ثلاثة أحجار في منقاره ورجليه» .
4- كلمة «الوقت» غير موجودة في أمالي الطوسي.
5- في أمالي الطوسي :« مکوکس». وفي حاشية المطبوعة من أمالي المفيد : «مکوس» بشد الواو ، وهو بمعناه . قال في القاموس : المغمس - كمعظم ومحدث -: موضع بطريق الطائف ، فيه قبر أبي رغال دليل أبرهة ويرجم . ومکر کس : المنكس الذي قلب على رأسه.

إبراهيم بن محمد المذاري قال : حدثني محمد بن جعفر قال : حدثني محمد بن عیسی

قال : حدثني يونس بن عبدالرحمان ، عن عبدالله بن مسکان:

عن جعفر بن محمد (عليه السلام)قال : سألته عن القائم المائل في طريق الغري؟ فقال: «نعم، إنه لما جاوز سرير أمير المؤمنين علي (عليه السلام) انحنى أسفا وحزنا على

أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكذلك سرير أبرهة لما دخل عليه عبد المطلب انحنى ومال».

(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 4)

ص: 188

باب 3- البشارة بمولده (صلی الله عليه وآله وسلم)

(732)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال :

حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي

بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير:عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال«كان فيها وعظ الله تبارك وتعالی به عیسی بن مریم(عليه السلام) (إلى أن قال :) ثم إني أوصيك - یا ابن مريم البكر البتول - بسيد المرسلين ، وحبيبي منهم أحمد، صاحب الجمل الأحمر، والوجه الأقمر المشرق بالنور، الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيى المتكرم، فإنه رحمة للعالمين، وسيد ولد آدم عندي يوم يلقاني، أكرم السابقين علي، وأقرب المرسلين مني، العربي الأمي ، الديان بديني، الصابر في ذاتي ، المجاهد للمشركين ببدنه عن ديني .

یا عیسی، آمرك أن تخبر به بني إسرائيل، وتأمرهم أن يصدقوا ويؤمنوا به و يتبعوه وينشروه.

قال عيسى : إلهي ، من هو؟

قال : يا عيسى، أرضه فلك الرضا.

قال : اللهم رضیث، فمن هو؟

قال : محمد رسول الله إلى الناس كافة، أقربهم مني منزلة، و أوجبهم عندي شفاعة، طوباه من نبي، وطوبي لأمته إن هم لقوني على سبيله ، یحمده أهل الأرض، ويستغفر له أهل السماء ، أمين ميمون مطیب ، خير الماضين و الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت السماء عزاليها، وأخرجت الأرض

ص: 189


1- 1- ورواه الكليني في الكافي : ج 8- کتاب الروضة - ص 131 ح 103 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عنهم(عليه السلام)، مع مغایرات. وأورده الحراني في عنوان «مناجاة الله جل ثناؤه لعيسى بن مريم صلوات الله علیها» من تحف العقول : ص 368 - 372.

زهرتها، وأبارك في وضع يده عليه ، كثير الأزواج، قليل الأولاد، يسكن بکة موضع أساس إبراهيم.

یاعیسی، دینه الحنيفية، وقبلته مكية ، وهو من حزبي وأنا معه ، فطوباه طوباه، له الكوثر والمقام الأكبر من جنات عدن، يعيش أكرم معاش، ويقبض شهيدا، له حوض أبعد من مكة إلى مطلع الشمس من رحیق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء ، ماؤه عذب فيه من كل شراب وطعم كل ثمار في الجنة ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أبعثه على فترة بينك وبينه، يوافق يره علانيته، و قوله فعله، لا يأمر الناس إلا بما يبدأهم به ، دینه الجهاد في عسر ويسر، تنقاد له البلاد، ويخضع له صاحب الروم على دينه ودين أبيه إبراهيم ، يسمي عند الطعام، ويفشي السلام، ويصلي والناس نيام، له كل يوم خمس صلوات متواليات، يفتتح بالتكبير، ويختتم بالتسليم ،، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها، ويخشع لي قلبه ، النور في صدره، والحق في لسانه، وهو مع الحق حيثما كان ، تنام عيناه ولاينام قلبه ، له الشفاعة، وعلى أمته تقوم الساعة، ويدي فوق أيديهم إذا بايعوه ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفی وفيت له بالجنة ، فمر ظلمة بني إسرائيل لايدرسوا(1) کتبه ، ولايحرفوا سنته ، وأن يقرئوه السلام، فإن له في المقام شأنا من الشأن الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 2)

تقدم تمامه في ترجمة عیسی بن مريم على نبينا وآله وعليهما السلام.

(733) 2(2) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال :حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال : حدثنا أبو الحسن حميد بن محمد بن حمید التميمي (3) قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن نعيم العبدي قال : حدثنا أبوعلي

ص: 190


1- في نسخة «ألا يدرسوا» .
2- 2- ورواه أبو الفرج في الأغاني : 15: 246 - 248 بإسناده عن الحسن بن عبد الله ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح، عن ابن عباس . وأورده المسعودي إلى أخر كلام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في عنوان «ذكر أهل الفترة ممن كان بين المسيح ومحمد صلى الله عليها وسلم» : ج 1 ص 83. وأخرجه البزار في مسنده : (کشف الأستار: 3: 2759/286 )، والطبراني في الحديث 12561 من المعجم الكبير : ج 12 ص 69 - 70 بإسناده عن الشعبي عن ابن عباس ، إلى قوله :«حيث صار القوم صائر»، ومثله في كتابه «الأحاديث الطوال» المطبوع في أخر المجلد 25 من المعجم الكبير ص 230 - 232 . وأخرج محققه في الهامش عن أبي نعيم في دلائل النبوة : 1:1/142 - 2، والبزار : 2/261 - 1/162 . ورواه البيهقي في دلائل النبوة : 2: 102 من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وفي ص 101 بإسناده عن أنس بن مالك . وذكره أيضا ابن عبدربه - بمغايرة ونقيصة - في عنوان : «خطبة قس بن ساعدة الأيادي» من کتاب الواسطة في الخطب من العقد الفريد : ج 4 ص 214 - 215. ورواه البيهقي في كتاب «الزهد الكبير»: ص 264 - 266، ح 689 بتفاوت. وأورده أيضا ابن كثير في عنوان «ذکر قس بن ساعدة الإيادي» من كتابه «السيرةالنبوية»: ج 1 ص 141.ورواه الكراجكي في عنوان «خبر قس وما قاله بسوق عكاظ» من كنز الفوائد 2: 134 بإسناده عن الشعبي ، عن ابن عباس. انظر أيضا الموضوعات : 1: 213 - 213، واللالی المصنوعة : 1: 183 - 192.
3- لم أجد له ترجمة بهذا العنوان ، ويحتمل كونه حمید بن فيد بن حميد التميمي الخشاب المترجم في تاريخ بغداد : ج 8 ص 167 تحت الرقم4272.

الرواسي بن عبدالله قال : حدثني أبو مسعود عبيد بن سميع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح: عن ابن عباس قال : لما قدم على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وفد أياد، قال لهم : «ما فعل قس بن ساعدة) ؟(1)

ص: 191


1- قال أبو الفرج في الأغاني : 246:15 : هو قس بن ساعدة بن عمرو - وقيل مكان عمرو شمر - خطيب العرب وشاعرها، وحليمها وحكيمها في عصره ، يقال : إنه أول من علا على شرفي وخطب عليه ، وأول من قال في كلامه :«أما بعد» ، وأول من اتكأ عند خطبته على سيف أو عصا، وأدركة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قبل النبوة ورآه بعكاظ ، فكان يؤثر عنه كلاما سمعه منه ، وسئل عنه فقال : «يحشر أمة وحده». وعده المسعودي في أهل الفترة ممن كان بين المسيح ومحمد صلى الله علیه و آله وسلم في كتابه «مروج الذهب» : ج 1 ص 82 وقال : قس بن ساعدة الأيادي من أياد بن أد بن معد ، وكان حكيم العرب ، وكان مقرا بالبعث ، وهو الذي يقول : «من عاش مات ، ومن مات فات، و كل ما هو آت آت» وقد ضرب العرب بحكمته وعقله الأمثال.

[قالوا: مات يا رسول الله .

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رحم الله قس بن ساعدة ] كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل أورق وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة ما أجدني أحفظه»(1).

فقال رجل من القوم : أنا أحفظه یا رسول الله ، سمعته وهو يقول بسوق عكاظ :أيها الناس اسمعوا، وعوا، واحفظوا : من عاش مات، ومن مات فات، وكل ماهو آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحار ترجرج، ونجوم تزهر، ومطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، وضوء وظلام، وبر و آثام، ولباس و ریاش و مرکب، ومطعم ومشرب، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام هناك فأقاموا؟ أم تركوا فناموا؟ يقسم بالله قس بن ساعدة قسما برا لا إثم فيه، ما لله على الأرض دین أحب إليه من دين قد أظلكم زمانه، وأدرككم أوانه، طوبى لمن أدرك صاحبه

ص: 192


1- في نسخة مطبوعة : «ما أجدني حفظه». قال العلامة المجلسي(قدس سره) في البحار : قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما أجدني حفظه» لعله كان في الأصل «ما أجودني» فصحف ، ويحتمل أن يكون قال ذلك على جهة المصلحة ليسمع الناس من القوم، و يحتمل أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) لم يحفظه لاشتماله على الشعر لمصلحة ، ولذا قيل إنه إذا تمثل ببيت شعر یکسره ، أو كان يجري على لسانه منكسرا، كما روي أنه كان يتمثل بقول الشاعر : ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا*** ويأتيك بالأخبار من لم تزود فجعل يقول : «يأتيك من لم تزود بالأخبار» ، فقيل له : ليس هكذا يا رسول الله ، فيقول: إني لست بشاعر وما ينبغي لي .

فتابعه (1) و ويل لمن أدركه ففارقه . ثم أنشأ يقول :

في الذاهبين الأولي- ***-ن من القرون لنا بصائر

ما رأيت مواردا*** للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها*** تمضي الأصاغر والأكابر(2)

لايرجع الماضي إليك*** ولا من الماضين غابر(3)

أيقنت أني لا محا*** لة حيث صار القوم صائر

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يرحم الله قس بن ساعدة، إني لأرجو أن يأتي يوم القيامة أمة وحده».

فقال رجل من القوم : یا رسول الله ، لقد رأيت من قست عجبا !

قال : «وما الذي رأیت»؟

قال : بينما أنا يوما بجبل في ناحيتنا يقال له «سمعان» في يوم قائظ شديد الحر، إذ أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة عندها عين ماء، وإذا حوله سباع كثيرة، وقد وردت حتى تشرب من الماء، وإذا زار سبع (4) منها على صاحبه، ضربه بيده وقال : كف حتى تشرب الذي ورد قبلك . فلما رأيته و ما حوله من السباع هالني ذلك ودخلني رعب شديد ، فقال لي : لابأس عليك ، لاتخف إن شاء الله ، وإذا أنا بقبرين بينهما مسجد ، فلما آنست به قلت : ما هذان القبران ؟ قال : قبر أخوين كانا لي يعبدان الله في هذا الموضع معي، فماتا، فدفنتها في هذا الموضع واتخذت فيما بينهما مسجدا، أعبدالله فيه حتى ألحق بها، ثم ذكر أيامهما وفعالهما، فبكى ثم قال :

ص: 193


1- في نسخة والبحار : «فبايعه» .
2- في مروج الذهب وعقد الفريد : «تمضي الأوائل والأواخر» .
3- في مروج الذهب والعقد الفريد : لايرجع الماضي ولا*** يبقى من الباقين غابر
4- في نسخة : «وإذا زأر سبع منها على صاحبه فضربه بيده وقال له :... ». والزئير :صوت الأسد من صدره .

خليلي هبا طال ما قد رقدتما ***أجدكما لا تقضیان کراکما(1)

ألم تعلما أني بسمعان مفرد ***وما لي بها من حببت سواكما(2)

أقيم على قبریکما لست بارحا*** طوال الليالي أو يجيب صداكما (3)

أبكيكما طول الحياة وما الذي*** يرد على ذي عولة إن بكاكما

كأنكما والموت أقرب غاية ***بروحی(4) في قبريكما قد أتاكما

فلو جعلت نفس النفس وقاية*** لجدت بنفسي أن أكون فداكما(5)

(أمالي المفيد : المجلس 40، الحديث7 )

ص: 194


1- الهب : الانتباه من النوم، ونشاط كل سائر وسرعته . والكرى : النوم.
2- في الأغاني : «وما لي فيه من حبيب سوا کما» .
3- الصدى : الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها ، كذا في الصحاح ، وفي القاموس : الصدى : الجسد من الأدمي بعد موته ، وطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلی، بزعم الجاهلية .
4- في الأغاني : «بجسمي».
5- في الأغاني : «لجدت بنفسي أن تكون فداكما»، وزاد بعده : فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يرحم الله قسا» .

باب 4- تاریخ ولادته (صلی الله عليه وآله وسلم) وما يتعلق بها

(734)(1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد الدقاق(رحمه الله) قال : حدثنا

أحمد بن یحیی بن زکریا القطان قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبدالله بن محمد قال : حدثنا أبي، عن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي جهم قال : حدثني أبي، عن جدي قال :سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال : بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤية هالتني ، فأتیت کاهنة قريش وعلي مطرف(2) خر، وجمتي(3) تضرب منكبي، فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير، فاستوت ، وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما شأن سيد العرب متغير اللون ! هل را به من حدثان الدهر ریب ؟(4) فقلت لها : بلى ، إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر، كأن شجرة قد نبتت على ظهري ، قد نال رأسها السماء، وضربت بأغصانها الشرق والغرب، ورأيت نورا یزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا، ورأيت العرب والعجم ساجدة لها، هي كل يوم تزداد عظ ونورة، ورأیت رهطا من قریش بریدون قطعها ، فإذا دنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها، وأنظفهم ثيابا ، فيأخذهم و يكسر ظهورهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول من أغصانها غصنا ، فصاح

ص: 195


1- 1- ورواه أيضا في الحديث 30 من الباب 12 من كمال الدين : ج 1 ص 173. وأخرجه أبو نعيم في الفصل السادس من دلائل النبوة : ج 1 ص 99۔ 100 تحت الرقم51. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 64، وابن شهر آشوب في أول عنوان «فصل في المنامات والآيات» من ترجمة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كل من كتاب المناقب : 1: 48 نقلا عن الواعظ الخرگوشي في شرف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، باختصار .
2- المطرف - بكسر الميم وفتحها وضمها - : الثوب الذي في طرفه علمان .
3- الجمة من شعر الرأس : ما سقط على المنكبين.
4- راب الأمر فلانا : نابه وأصابه . والريب : صرف الدهر، وريب المنون: حوادث الدهر .

بي الشاب : مهلا، ليس لك منها نصيب .

فقلت : لمن النصيب والشجرة مني؟

فقال : النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها، وستعود إليها(1)، فانتبهت مذعورا فزعا متغير اللون.

فرأيت لون الكاهنة قد تغير، ثم قالت : لئن صدقت (2) ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب، وينبا في الناس - فتسری عني غمي - فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت .وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث ، والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قد خرج، ويقول : كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين.

(أمالى الصدوق : المجلس 45، الحديث 1)

(735)2(3) - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيی بن زکریا قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا

ص: 196


1- في بعض النسخ المطبوعة وفي البحار: 15: 255: «وسيعود إليها»، قال العلامة المجلسي(قدس سره) : يحتمل أن يكون المراد بالذين تعلقوا بها الذين يريدون قلعها ، ويحتمل أن يكون بالتاء : أي ستعود تلك الجماعة بعد منازعتهم ومحاربتهم إلى هذه الشجرة ويؤمنون بها، فيكون لهم النصيب منها ، أو بالياء فيكون المستتر راجعا إلى الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) والبارز منها إلى الجماعة ، أي سيعود النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إليهم بعد إخراجهم له فيؤمنون به فيكون إشارة إلى فتح مكة، أو يكون المستتر راجع إلى الشاب والبارز إلى الشجرة، أي سيرجع هذا الشاب إلى الشجرة في اليقظة كما تعلق بها في النوم ، وعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بالذين تعلقوا بها أبا طالب وأضرابه ممن لم يذكروا قبل ، ويحتمل أن يكون المستتر راجع إلى النصيب والبارز إلى الشجرة ، أي يكون له (صلی الله عليه وآله وسلم) ما ثواب إسلامهم ، ويحتمل أن يكون «ستعود» بصيغة الخطاب ، أي ستعود یا عبدالمطلب إليه (صلی الله عليه وآله وسلم) عند ولادته لكن لا تبلغ و لاتدرك نبوته
2- أي الرؤيا.
3- 2- ورواه أيضا في باب 12 - في خبر عبد المطلب وأبي طالب - من كمال الدين : ج 1 ص 170 - 179 ح 33. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 65.

أبي، عن سعيد بن مسلم مولى لبني مخزوم(1)، عن سعيد بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عباس قال :

سمعت أبي العباس يحدث قال : ولد لأبي عبد المطلب عبد الله ، فرأينا في وجهه نورا يزهر کنور الشمس ، فقال أبي : إن هذا الغلام شأنا عظيما.

قال : فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض، فطار فبلغ المشرق والمغرب، ثم رجع راجعا حتى سقط على بيت الكعبة، فسجدت له قريش كلها، فبينما الناس يتأملونه إذ صار نورة بين السماء والأرض، وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب.

فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم فقالت : يا عباس ، لئت صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له.

قال أبي : فهتني أمر عبدالله إلى أن تزوج بأمنة، وكانت من أجمل نساء قریش وأتمها خلقا، فلما مات عبدالله وولدت آمنة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أتيته ، فرأيت النور بين عينيه يزهر، فحملته وتفرست في وجهه ، فوجدت منه ريح المسك ، وصرت كأني قطعة مسك من شدة ريحي ، فحدثتني آمنة وقالت لي : إنه لما أخذني الطلق و اشتد بي الأمر سمعت جلبة (2) وكلام لا يشبه كلام الأدميين ، ورأيت علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والأرض ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء، ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة نار نورا، ورأيت حولي من القطاة أمرأ عظيما، قد نشرت أجنحتها حولي، ورأيت شعيرة الأسدية قد مرت وهي تقول : آمنة ، ما لقيت الكهان والأصنام من ولدك !

ص: 197


1- في كمال الدين : عن سعید بن مسلم، عن قمار مولى لبني مخزوم. وليس في التراجم رجل بهذا الاسم، نعم في لسان الميزان رقم 6756 : «قنار بن أبي أيوب بن عمر المخزومي » و لم يذكر له ترجمة.
2- الجلبة : اختلاط الأصوات .

ورأيت رجلا شابا من أتم الناس طولا، وأشدهم بیاضا، وأحسنهم ثيابا ، ما ظننته إلا عبدالمطلب ، قد دنا مني فأخذ المولود ، فتفل في فيه ، ومعه طست من ذهب مضروب بالزمرد، ومشط من ذهب ، فشق بطنه شقا، ثم أخرج قلبه فشقه، فأخرج منه نكتة سوداء فرمی بها، ثم أخرج صرة من حریرة خضراء ففتحها، فإذا فيها كالذريرة (1) البيضاء فحشاه، ثم رده إلى ما كان، ومسح على بطنه ، واستنطقه فتطق، فلم أفهم ما قال ، إلا أنه قال : في أمان الله وحفظه وكلاء ته، قد حشوت قلبك إيمانا وعلمأ وحلما ويقينا وعقلا وشجاعة، أنت خير البشر، طوبي لمن اتبعك، وويل لمن تخلف عنك. ثم أخرج ممرة أخرى من حريرة بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم، فضرب على كتفيه ، ثم قال : أمرني ربي أن أنفخ فيك من روح القدس. فنفخ فيه، وألبسه قميصا ، وقال : هذا أمانك من آفات الدنيا . فهذا ما رأيت - يا عباس - بعيني.

قال العباس : وأنا يومئذ أقرأ ، فكشف عن ثوبه ، فإذا خاتم النبوة بين كتفيه ، فلم أزل أكتم شأنه، وأنسيت الحديت فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتى ذكرني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ».

(امالی الصدوق : المجلس 45، الحدیث 2)

(736)3 (2)- حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان:

عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)قال : «كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات

ص: 198


1- الذريرة : ما يذر في العين وعلى الجرح من دواء يابس وعلى الطعام من ملح مسحوق .
2- 3- وأورده الفتال في عنوان «مجلس في مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 65-66. وروى ابن شهر آشوب صدر الحديث في عنوان «فصل في مولده (صلی الله عليه وآله وسلم) » من المناقب : ج 1 ص 56، وذيله في ص 57 ، وفقرة منه في ص 55. وروى الراوندي في معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الخرائج والجرائح : 1: 70 ذيل الحديث129 کلام أمه أمنة : إن ابني ...، وفي ص 69 - 70ح 129 من قوله : وصاح إبليس ، إلى أخر الحديث. و ورد كثير من فقرات الحديث في كتب مختلفة ، فقد روى ما جاء في ارتجاس إيوان كسرى و سقوط شرفه ، ورؤيا المؤبذان ، وخمود النيران، البيهقي في دلائل النبوة : ج 1 ص 126 - 127، والصدوق : في الباب 17 من كمال الدين : ج 1 ص 191، والطبرسي في الباب 2 من أعلام الوری ص 19، وفي ط : ص 56 نقلا عن الواعظ الخركوشي، والراوندي في عنوان «اعلام النبوة» من الخرائج والجرائح : ج 2 ص 510 تحت الرقم 24.

السبع، فلما ولد عیسی(عليه السلام) حجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات، فلا ولد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم، و قالت قریش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن أمية - وكان من أزجر(1) أهل الجاهلية -: انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها، ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث.

وأصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وارتجس(2) في تلك الليلة إيوان كسرى، وسقطت منه أربعة عشر شرفة، وغاضت بحيرة سارة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبذان(3) في تلك الليلة في المنام إيلا صعابا تقود خيلا عرابا، وقد قطعت دجلة، وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك

ص: 199


1- زجر الطير: أطاره فتفأل به ، إن كان طيرانه عن اليمين أو تطير منه إن كان عن اليسار .وزجر الرجل : تكهن.
2- الارتجاس : الاضطراب والتزلزل.
3- الموبذان - بضم الميم وفتح الباء - : فقيه المجوس وعظيم علمائهم ، كقاضي القضاة للمسلمين .

کسری من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء(1)، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز، ثم استطار حتى بلغ المشرق، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، والملك مخرسا لايتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة، وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلآ حجبت عن صاحبها، وعظمت قریش في العرب، وسموا آل الله عز وجل».

قال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): «إنما سموا آل الله عزوجل لأنهم في بيت الله الحرام .وقالت آمنة : إن ابني والله سقط فاتق الأرض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس ، فسميه محمدا، وأتي به عبد المطلب لینظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه، فأخذه فوضعه في حجره، ثم قال :

الحمد لله الذي أعطاني ***هذا الغلام الطيب الأردان

و قد ساد في المهد على الغلمان (2)

ثم عوذه بأركان الكعبة، وقال فيه أشعار» (3).

قال : «وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته ، فاجتمعوا إليه ، فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟

فقال لهم : ويلكم قد أنكرت السماء والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عیسی بن مريم، فاخرجوا و انظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث.

ص: 200


1- دجلة العوراء : إنما سميت بذلك لأن كسری جعل لها سدأ فعورها وطم بعضها، فانخرقت عليه وانهدم بنيانه .
2- وزاد في المناقب - لابن شهر آشوب - : 55 :1 في عنوان «مولده (صلی الله عليه وآله وسلم) » بعده : «عوذه الإله بالأركان».
3- انظر : الطبقات الکبری : ج 1 ص 103 في عنوان «ذكر مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) »، ودلائل النبوة - للبيهقي - : ج 1 ص 112، وتهذیب تاریخ دمشق - لابن عساکر - : ج 1 ص 284، والبداية والنهاية : ج 2 ص 264 - 265.

فافترقوا ثم اجتمعوا إليه ، فقالوا : ما وجدنا شيئا.

فقال إبليس : أنا لهذا الأمر. ثم انغمس في الدنيا، فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفا (1)بالملائكة، فذهب ليدخل ، فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصر - وهو العصفور - فدخل من قبل حراء ، فقال له جبرئیل : وراءك لعنك الله.

فقال له: حرف أسألك عنه یا جبرئیل ، ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض؟

فقال له: ولد محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) .

فقال له: هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا.

قال : ففي أتته ؟ قال : نعم .

قال : رضيت».

(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 1)

(737) 4 - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر:

عن ليث بن سعد قال : قلت لكعب - وهو عند معاوية - : كيف تجدون صفة مولد النبي ، وهل تجدون لعترته فضلا؟ فالتفت کعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى الله عز وجل على لسانه ، فقال : هات - يا أبا إسحاق رحمك الله - ما عندك؟

فقال كعب : إني قد قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها أنزلت من السماء ، وقرأت صحف دانيال كلها، ووجدت في كلها ذكر مولده و مولد عترته ، وأن اسمه لمعروف وأنه لم يولد نبي قط فنزلت عليه الملائكة ما خلا عيسى وأحمد صلوات الله عليها، وما ضرب على آدمية حجب الجنة غير مریم و آمنة أم أحمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وما وكلت الملائكة بأنثي حملت غير مريم أم المسيح وآمنة أم أحمد، وكان من علامة حمله أنه لما كان الليلة التي حملت آمنة به (صلی الله عليه وآله وسلم) نادی منا في السماوات السبع : أبشروا فقد

ص: 201


1- في نسخة : «محفوظا» .

حمل الليلة بأحمد، وفي الأرضين كذلك حتى في البحور، وما بقي يومئذ في الأرض دابة تدب ولاطائر يطير إلا علم بمولده، ولقد بني في الجنة ليلة مولده سبعون ألف قصر من ياقوت أحمر، وسبعون ألف قصر من لؤلؤ رطب، فقيل : هذه قصور الولادة، نجدت(1) الجنان، وقيل لها : اهتري و تزيني ، فإن نبي أوليائك قد ولد.

فضحكت الجنة يومئذ وهي ضاحكة إلى يوم القيامة.

وبلغني أن حوتا من حیتان البحر يقال له طمسوسا(2) - وهو سيد الحيتان - له سبع مئة ألف ذنب، يمشي على ظهره سبع مئة ألف ثور، الواحد منها أكبر من الدنيا، لكل ثور سبع مئة ألف قرن من زمرد أخضر، لا يشعر بهن، اضطرب فرحا بمولده، ولولا أن الله تبارك وتعالى ثبته لجعل عالیها سافلها.

ولقد بلغني أن يومئذ ما بقي جبل إلا نادى صاحبه بالبشارة ويقول : لا إله إلا الله، ولقد خضعت الجبال كلها لأبي قبيس كرامة لمحمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ولقد قدست الأشجار أربعين يوما بأنواع أفنانها(3) وثمارها فرح بمولده، ولقد ضرب بين السماء والأرض سبعون عمودا من أنواع الأنوار لايشبه كل واحد صاحبه، وقد بشر آدم بمولده فزيد في حسنه سبعين ضعفا، وكان قد وجد مرارة الموت، وكان قد مسه ذلك فسري عنه ذلك.

ولقد بلغني أن الكوثر اضطرب في الجنة واهتز، فرمی بسبع مئة ألف قصر من قصور الدر والياقوت نثارة لمولد محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ولقد زم إبليس وكبل(4)، وألقي في الحصن أربعين يوما، وغرق عرشه أربعين يوما، ولقد تنکست الأصنام كلها وصاحت و ولولت، ولقد سمعوا صوتا من الكعبة : يا آل قریش، لقد جاءكم(5) (5) البشير، جاءكم النذير معه عز الأبد والربح الأكبر، وهو خاتم الأنبياء.

ص: 202


1- نجدت : زینت.
2- في نسخة : «طموسا» .
3- الأفنان : الأغصان.
4- الزم : الشدة، والتكبيل : التقييد والسجن .
5- في نسخة : « یا لقريش ، جاءكم» .

ونجد في الكتب أن عترته خير الناس بعده ، وأنه لايزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في دار الدنيا خلق يمشي.

فقال معاوية : يا أبا إسحاق، ومن عترته ؟

قال كعب : ولد فاطمة .

فعبس وجهه ، وعض على شفتيه، وأخذ يعبث بلحيته .

فقال كعب : وإنا لنجد صفة الفرخين المستشهدين، وهما فرخا فاطمة، يقتلهما شر البرية.

قال : ومن يقتلهما؟

قال : رجل من قريش.

فقام معاوية وقال : قوموا إن شئتم . فقمنا.

(أمالي الصدوق : المجلس 88، الحديث 1)

(738) 5 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثني أحمد بن يوسف الجعفي قال : حدثنا محمد بن حسان قال : حدثنا حفص بن راشد الهلالي قال : حدثنا محمد بن عباد بن سريع البارقي قال :

ص: 203


1- 5 - وروى الطبرسي قريبا منه في الباب الثاني من تاريخ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من إعلام الوری : ص 20 - 21 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن رجاله. وذكره ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في مولده (صلی الله عليه وآله وسلم) » من المناقب : 1 : 56 عن علي بن إبراهيم ، عن رجاله ، باختصار. وروى البيهقي نحوه باسناده عن عائشة ، في باب تزوج عبدالله بن عبدالمطلب بأمنة بنت وهب من كتابه دلائل النبوة : ج 1 ص 108 - 109. ورواه الحاكم في الحديث4من باب «ذكر أخبار سيد المرسلین صلی الله علیه و آله وسلم» من كتاب التاريخ من المستدرك : ج 2 ص 601. وروى الراوندي نحوه في معجزات النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من الخرائج والجرائح : 1: 70 ذيل الحديث 129 باختصار . ورواه الصدوق في الباب 18 من كمال الدين : 1: 197، والقتي في تفسير سورة الحجر في تفسيره: 1: 373. ورواه ابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفي : ص 92 برقم 89 باختصار .

سمعت جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول : «لا ولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ولد ليلا، فأتى رجل من أهل الكتاب إلى الملأ من قريش وهم مجتمعون : هشام بن المغيرة، ووليد بن المغيرة ، وعتبة ، وشيبة ، فقال : أولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا : لا، وما ذاك ؟

قال : لقد ولد فيكم الليلة أو بفلسطين مولود اسمه أحمد، به شامة، يكون هلاك أهل الكتاب على يديه ، فاسألوا فأخبروا.

فطلبوه فقالوا : لقد ولد فينا غلام.

فقال : قبل أن آتيكم أو بعد؟

قالوا : قبل.

قال : فانطلقوا معي أنظر إليه، فأتوا أنه وهو معهم، فأخبرتهم كيف سقط، وما رأت من النور؟

قال اليهودي : فأخرجيه، فنظر إليه ونظر إلى الشامة، فخر مغشيا عليه ، فأدخلته أمه ، فلما أفاق قالوا له : ويلك ما لك؟

قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة، هذا والله مبيرهم. ففرحت قریش لذلك، فلما رأى فرحهم قال : والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق وأهل المغرب».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 52)

أقول : مضى بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب البشارة بمولده (صلی الله عليه وآله وسلم) .

ص: 204

باب 5- في أسمائه و ألقابه (صلی الله عليه وآله وسلم)

(739)(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت القمي قال : حدثنا يونس بن عبدالرحمان ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس : عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال : «إن اسم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في صحف إبراهيم: «الماحي»، وفي توراة موسى: «الحاد»، وفي إنجيل عيسى: «أحمد»، وفي الفرقان: «محمد».

قيل : فما تأویل الماحي؟

فقال : «الماحي صورة الأصنام، وماحي الأوثان و الأزلام وكل معبود دون الرحمان».

قيل: فما تأويل الحاد؟

ص: 205


1- 1- ورواه أيضا في حديث 2 من باب «الوصية من لدن آدم» من كتاب الوصية ، من الفقيه :ج 4 ص 177 - 179 ، وفي ط: ص 130 ح 454. وانظر ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى : 1: 105 في عنوان ذكر أسماء الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) ،والبخاري في صحيحه: 4: 225 في كتاب المناقب (43)، باب ما جاء في أسماء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) برقم 1662 ، ومالك في الموطأ : 2: 1004، ومسلم في كتاب الفضائل من صحيحه: 4: 1828الباب 34 في أسمائه (صلی الله عليه وآله وسلم) برقم: 2354 / 124 و 125، والترمذي في سننه : 5: 135 في كتاب الأدب (44) باب ما جاء في أسماء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) (67) برقم 2840، وأحمد في مسنده: 4: 80، 81،84، وفي ص 395 و 404 و 407، وفي ج 5 ص 405، و ج 6 ص 25، والبيهقي في دلائل النبوة : 1: 152 و تواليه باب ذكر أسماء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، والبغوي في مصابیح السنة : 4: 42 باب أسماء النبي (عليه السلام) وصفاته برقم 4493، والسيوطي في الخصائص الکبری : 1: 77، والطبرسي في إعلام الوری : ص 16، وابن سيد الناس في السيرة النبوية : 45:1 ، والذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإسلام : ص 29.

قال : «یحاة من حاد الله ودينه، قریبأ كان أو بعيدا».

قيل : فما تأويل أحمد؟

قال : «حسن ثناء الله عز وجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله».

قيل : فما تأويل محمد ؟

قال : «إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم یحمدونه ويصلون عليه ، وإن اسمه المكتوب على العرش : محمد رسول الله» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 2)

سيأتي تمام الخبر في باب ما يتعلق به (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(740) 2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبد الله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبدالله ، عن ابیه:

عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (فسأله أعلمهم فيما سأله): لأي شيء سمیت محمدا وأحمد و أبا القاسم وبشيرا ونذيرا و داعيا؟

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما محمد فإني محمود في الأرض، وأما أحمد فإني محمود في السماء ، وأما أبوالقاسم فإن الله عز وجل يقسم يوم القيامة قسمة النار، فمن كفر بي من الأولين والآخرين في النار، ويقسم قسمة الجنة ، فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة، وأما الداعي فإني أدعو إلى دين ربي، وأما النذير فإني أنذر بالنار من عصاني ، وأما البشير فإني أبشر بالجنة من أطاعني».

(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)

تقدم تمامه في باب احتجاج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مع اليهود، من کتاب الاحتجاج .

ص: 206

(741) 3(1)- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غیاث النخعي القاضي:

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد علي (عليه السلام)( في حديث) قال: «كان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له : «یا موسى، لا أقبل الصلاة إلا ممن(2) تواضع لعظمتي ، و ألزم قلبه خوني، وقطع نهاره بذكري، ولم يبت مصرا على الخطيئة، وعرف حق أوليائي أحبائي».

فقال موسى : رب تعني بأحبائك وأوليائك ، إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟

فقال الله عز وجل : «هم كذلك يا موسى، إلا إنني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء ، و من من أجله خلق الجنة والنار».

فقال موسى : ومن هو یا رب؟

قال : «محمد أحمد شققت اسمه من اسمي، لأني أنا المحمود» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 2)

تقدم تمامه في قصة موسى وهارون(عليه السلام).

(742) 4(3) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا محمد بن محمد قال : حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد ابن قولویه (رحمه الله)قال : حدثني أبي قال : حدثني سعد بن عبد الله قال :

حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن منصور [بن يونس أبي يحيى ) بزرج، عن أبي بصير:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام)، في قول الله عز وجل : ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾(4). قال : «النجم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، والعلامات الأئمة من بعده» .

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحدیث 22)

ص: 207


1- 3- تقدم تخريجه في قصة موسى وهارون(عليه السلام).
2- في نسخة : «لمن».
3- 4-روى الكليني(قدس سره)في باب «أن الأئمة (عليه السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه».من كتاب الحجة من الكافي : ج 1 ص 206 ح 1 بإسناده عن داوود الجصاص، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : «النجم رسول الله ، والعلامات هم الأئمة (عليه السلام)». وفي ص 207ح 2 بإسناده عن أسباط بن سالم ، عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال : «رسول الله بن النجم، والعلامات هم الأئمة». وبهذا المعنى روايات عديدة عن الباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)تجدها في الكافي : ج1 ص 207، و تفسیر فرات ص 233 - 234، وشواهد التنزيل : ج 1 ص -425 426- ، والبرهان ذيل الآية 16 من سورة النحل وغيرها من كتب التفسير ، ويأتي تخريج الحديث بنحو أتم في كتاب الإمامة.
4- سورة النحل : 16:16 .

باب 6- أوصافه (صلی الله عليه وآله وسلم) في خلقته وشمائله

(743)1 (1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد الأسدي قال : حدثنا عبدالله بن زيدان، وعلي بن العباس البجليان قالا: حدثنا أبوکريب قال : حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا شيبان[ بن عبدالرحمان التميمي، عن أبي إسحاق السبيعي ](2) ،عن عكرمة: عن ابن عباس قال : قال رجل : یا رسول الله ، أشرع إليك الشيب!

قال : «شيبتني ﴿هود﴾ و﴿ الواقعة﴾ و﴿والمرسلات﴾ و﴿وعم يتساءلون﴾».

(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 4)

ص: 208


1- 1- ورواه أيضا في الحديث 10 من باب الأربعة من الخصال : ج 1 ص 10. وأخرجه ابن سعد في عنوان «ذکر شیب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من الطبقات الکبری : ج 1 ص435، والترمذي في تفسير سورة «الواقعة» من كتاب التفسير من جامعه ، تحت الرقم 3297باسناده عن ابن عباس ، إلا أن فيهما: «قال أبو بكر : یا رسول الله ...» و زادا في آخره: ﴿و إذا الشمس كورته ». وأخرجه أيضا في باب ما جاء في شيب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب أوصاف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) تحت الرقم 40، والحاكم في المستدرك : 2: 343. ورواه المرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسية : 240:2 - 241 بأسانيد إلى شيبان ، عن أبي إسحاق، عن عكرمة ، مثل رواية ابن سعد والترمذي ، وزيادة «وإذا الشمس کورت» في آخره ، وروى أيضا من طريق سعد بن أبي وقاص وعبدالله ، نحوه . وأخرجه الديلمي في الفردوس : 2: 498 ح 3399 من طريق سعد بن أبي وقاص . وروى البيهقي في آخر باب «ذکر اجتهاد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في طاعة ربه عز وجل» من دلائل النبوة: ج 1 ص 358 بإسناده إلى أبي سعيد أنه قال: قال عمر بن الخطاب: یا رسول الله ، أسرع إليك الشيب ؟! فقال : «شيبتني هود وأخواتها : الواقعة، وعم يتساءلون، وإذا الشمس کورت». وروى الطبراني في المعجم الكبير : 17 : 286 رقم 790 بإسناده عن عقبة بن عامر : أن رجلا قال : يا رسول الله ، شبت ! قال : «شيبتني هود وأخواتها».
2- ما بين المعقوفين موافق لترجمة شيبان وأبي إسحاق وعكرمة من تهذيب الكمال ، وهو الظاهر الموافق للحديث 10من باب الأربعة من كتاب الخصال:ج 1 ص 199، ولرواية الأمالي الخميسية.

(744) 2(1)- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رحمه الله) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيی الجلودي قال : حدثنا [محمد بن عطية قال : حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعید البصري قال : حدثنا ](2)هشام بن جعفر، عن حماد: عن عبدالله بن سليمان (3) - وكان قارئا للكتب – قال : قرأت في الإنجيل : «یا عیسی جد في أمري ولاتهزل، وأسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول، أتيت(4) من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين ، فإياي فاعبد، وعلي فتوکل ، خذ الكتاب بقوة، فسر لأهل سوريا السريانية، وبلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم

ص: 209


1- 2- تقدم تخريجه في باب مواعظ عيسى وما أوحي إليه من الحكم.
2- ما بين المعقوفين أخذناه من كمال الدين ، وللسند نظائر في الخصال : 59 / 80 وكمال الدين : 1/385 و 5 /394.
3- كذا في بعض النسخ ، وهذا موافق لكمال الدين : ج 2 ص 385 باب 38 والخصال ص59 باب الإثنين الحديث 80. وفي نسخة من الأمالي«حماد بن عبدالله بن سلیمان» ، وفي كمال الدين : ج 2 ص 394: «هشام بن جعفر بن حماد، عن عبدالله بن سلیمان» .
4- في نسخة : «أنت».

الذي لا أزول، صدقوا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج - وهي العمامة والنعلين والهراوة - وهي القضيب - الأنجل العينين(1)، الصلت الجبين(2) الواضح الخدين، الأقني الأنف، المفلج الثنايا(3)، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقیه، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون ، دقيق المسربة(4)، شئن (5) الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع (6)من الصخرة وينحدر من صبب، وإذا جاء مع القوم بذهم(7)، عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه، لم ير قبله مثله ولابعده، طيب الريح، نكاح النساء ، ذو النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه ولانصب(8) ، يكفلها في آخر الزمان کما کفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان ، كلامه القرآن، ودينه الإسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه ، وشهد أيامه، وسمع كلامه» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 10)

تقدم تمامه في ترجمة عيسى(علیه السلام) .

(745)3(9) -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبوالعباس ابن عقدة قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدالرحمان بن قسي - قراءة -قال : حدثنا محمد بن عيسى المعبدي قال : حدثنا مولى علي بن موسى ، عن علي

ص: 210


1- العين النجلاء : الواسعة الحسنة.
2- جبين صلت : واضح في سعة وبريق.
3- قني الأنف : ارتفاع وسط قضبته وضيق منخريه . وقلج الأسنان : تباعدها .
4- المسربة : الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة.
5- الشئن : الغليظ الخشن.
6- في نسخة : « ينقلع» ، والمراد قوة مشيه ، أي كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا .
7- بذهم : غلبهم وسبقهم.
8- الصخب : اختلاط الأصوات . والنصب : البلاء، الداء .
9- 3 - للكلام صور مختلفة من حيث التفصيل والاختصار ، وله مصادر وأسانید ، وقد أخرجه ابن سعد بأسانيد عديدة في عنوان «ذكر صفة خلق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من كتاب الطبقات : ج 1ص 410 - 413، وأبو علي القالي في أماليه : ج 2 ص 69، والثقفي في الحديث 86 من الغارات: ص 96، والخطيب البغدادي في ترجمة أبي الأزهر عبدالوهاب بن عبدالرحمان من کتاب تاریخ بغداد : ج 11 ص 30 تحت الرقم 5699، والترمذي في باب 8 من أبواب مناقب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من کتاب المناقب من جامعه : ج 5 ص 599 تحت الرقم 3638، وفي حديث 6 من باب ما جاء في خلق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب الشمائل ، والبيهقي في حديث 1 من باب «جامع صفة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من دلائل النبوة : ج 1 ص 268 و 269 و 270 وفي شعب الإيمان : 2: 149 ح 1414و 1415، وأبو سعد الواعظ الخرگوشي في أول الباب 3 من شرف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : ص 57 من المترجم ، وابن عساكر بطرق كثيرة في تاريخ دمشق : ج 1 ص 98، والفتال في عنوان «فصل: في ذکر وصف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 76. وورد أيضا في مسند زيد الشهيد : ص 381 - 382 قبل ختامه بحديث.

بن موسى ، عن أبيه موسى، عن جعفر ، عن أبيه، عن جده :

عن علي(علیه السلام) أنهم قالوا : يا علي صف لنا نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) كأننا نراه ، فإنا مشتاقون إليه . قال : «كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أبيض اللون مشربا حمرة(1)أدعج العين(2) سبط الشعر (3)كث اللحية(4) ذا وفرة(5)دقيق المسربة ، كأنما عنقه إبريق فضة، يجري في تراقيه الذهب ، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن(6) الكفين والقدمين، شثن الكعبين، إذا مشى كأنما

ص: 211


1- الإشراب : خلط لون بلون ، كأن أحدهما سقى الأخر، وإذا شدد يكون للتكثير والمبالغة ، ويقال : أشرب الأبيض حمرة : أي علاه ذلك ، قاله الجوهري .
2- أدعج العين : أسود العين ، يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد. وقيل : الدعج : سواد العين في شدة بياضها.
3- السبط من الشعر : المنبسط المسترسل.
4- كث اللحية : أي كانت لحيته غير دقيقة و لاطويلة ، ولكن فيها كثافة من غير عظم و لاطول.
5- الوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن .
6- شثن بمعنی شثل ، وشثلت أصابعه : خشنت و غلظت .

ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب ، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله، ليس بالقصير المتردد(1) ولا بالطويل الممعط(2) وكان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم (3)كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز ولاباللئيم، أكرم الناس عشرة، وألينهم عريكة(4) و أجودهم كفا، من خالطه بمعرفة أحبه، ومن رآه بديهة هابه (5) غرة(6) بين عينيه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولابعده مثله ، صلى الله عليه وآله وسلم تسليا».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 35)

(746) 4 (7)- أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله الدقاق ابن السماك قال : حدثنا حماد بن سهل الثوري قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان، عن ربيعة قال :

سمعت أنسا يقول: ما كان في رأس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ولحيته عشرون طاقة بيضاء.

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 94)

ص: 212


1- القصير المتردد : المتناهي في القصر.
2- قال ابن الأثير في النهاية : في صفته : «لم يكن بالطويل الممغط» هو بتشديد الميم الثانية : المتناهي في الطول ، وأمغط النهار : إذا امتد، ومغطت الحبل وغيره ، إذا مددته ، وأصله منمغط، والنون للمطاوعة فقلبت ميما وادغمت في الميم ، ويقال بالعين المهملة بمعناه .
3- غمرهم : أي كان فوق كل من كان معه .
4- العريكة : الطبيعة.
5- قال في البحار : «من رآه بديهة هابه»: أي مفاجأة وبغتة ، يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه ، وإذا جالسه وخالطه بان له حسن خلقه.
6- قال في البحار : «عزة بين عينيه» تأكيد للسابق ويفسره اللاحق، أي يظهر العز في وجهه أولا قبل أن يعرف ، وفي بعض النسخ «غرة» بالغين المعجمة والراء المهملة ، لعله من الغر بالفتح بمعنى حد السيف ، فيرجع إلى الأول ، أو هو بالضم بمعنى الغرة وهي البياض في الجبهة، و في بعض النسخ «ناعته» بالنون والعين المهملة
7- 4 - وأخرجه الترمذي في الحديث 1 من كتاب الشمائل عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان ، عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ليس بالطويل البائن ، ولا بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط ، ولابالسبط ، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، و توفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء . وأخرجه أيضا في باب «مبعث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من کتاب المناقب من جامعه: ج 5 ص592 حدیث 3623. وأخرجه أيضا البيهقي في باب «ذكر شيب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وما ورد في خضابه» من كتابه «دلائل النبوة» ص 229، والبخاري في باب صفة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من کتاب المناقب من صحيحه كما في فتح الباري : ج 6 ص 564، وفي كتاب اللباس : باب الجعد : (فتح الباري : ج 10 ص 356)، ومسلم في باب صفة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ومبعثه وسنه من كتاب الفضائل من صحيحه تحت الرقم 113، و مالك في الحديث 1 من باب ماجاء من صفة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب صفة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من الموطأ : ص919.

باب 7- فيما يتعلق به ونقش خاتمه (صلی الله عليه وآله وسلم)

(747) (1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله)

قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال :حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت القمي قال : حدثنا يونس بن عبدالرحمان، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قیس :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال : «إن اسم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في صحف إبراهيم :«الماحي»، وفي توراة موسى: «الحاد»، وفي إنجيل عيسى: «أحمد»، وفي الفرقان:

«محمد».

قيل : فما تأويل الماحى؟

فقال : «الماحي صورة الأصنام، وماحي الأوثان و الأزلام وكل معبود دون

ص: 213


1- 1- ورواه أيضا في حديث 2 من باب «الوصية من لدن آدم» من كتاب الوصية من الفقيه :ج 4 ص 177 - 179 وفي ط: ص 130 - 131. وانظر ما تقدم في تخريج الحديث 1 من الباب 5 «في أسمائه وألقابه (صلی الله عليه وآله وسلم) » .

الرحمان».

قيل : فما تأويل الحاد؟

قال : «یحاد من حاد الله ودينه ، قریبأ كان أو بعيدا» .

قيل : فما تأويل أحمد؟

قال : «حسن ثناء الله عز وجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله» .

قيل : فما تأویل محمد ؟

قال : «إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أمهم يحمدونه ويصلون عليه، وإن اسمه لمكتوب على العرش : محمد رسول الله .

وكان (صلی الله عليه وآله وسلم) يلبس من القلانس اليمنية والبيضاء والمضربة(1) ذات الأذنين في الحرب، وكانت له عنزة(2) يتكيء عليها ويخرجها في العيدين ، فيخطب بها، وكان له قضيب يقال له الممشوق، وكان له فسطاط يسمى اللکن(3)، وكانت له قصعة تسمی المنبعة (4)، وكان له قعب (5)يسمي الري ، وكان له فرسان يقال لأحدهما: المرتجز، وللأخر : السكب(6)، وكانت له بغلتان يقال لأحدهما : دلدل ، وللأخرى : الشهباء (7)، وكانت له ناقتان يقال لأحدهما : العضباء(8) ، وللأخرى : الجذعاء(9)،

ص: 214


1- في نسخة : «المضرية». قال الجوهري في الصحاح : 1: 168: ضرب النجاد المضربة : إذا خاطها.
2- العنزة : أطول من العصا وأقصر من الرع، في أسفلها زج کزج الرع، يتوكأ عليها .
3- الکن - بالكسر -: وقاء كل شيء وستره.
4- في نسخة : «السعة»، وفي أخرى : «المنيعة» .
5- القعب : قدح من خشب مقعر.
6- قال في النهاية : فيه: «كان لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فرس يقال له المرتجز»، سمي به لحسن صهيله . وقال : فرس سكب ، أي كثير الجري ، كأنما يصب جريه صبا، وأصله من سكب الماء يسكبه .
7- قال في صحاح اللغة : الشهبة في الألوان : البياض الذي غلب على السواد .
8- قال ابن الأثير في مادة «عضب» من النهاية : فيه «كان اسم ناقته العضباء» هو علم لها منقول من قولهم :ناقة عضباء : أي مشقوقة الأذن، ولم تكن مشقوقة الأذن. وقال بعضهم: إنها كانت مشقوقة الأذن ، والأول أكثر.
9- قال ابن الأثير في مادة «جدع» من النهاية : ومنه الحديث «أنه خطب على ناقته الجدعاء» هي المقطوعة الأذن ، وقيل : لم تكن ناقته مقطوعة الأذن ، وإنما كان هذا اسما

وكان له سيفان يقال لأحدهما : والفقار، وللأخر : العون، وكان له سيفان آخران يقال لأحدهما: المخذم، وللأخر الرسوم(1)، وكان له حمار يسمی يغفور، وكانت له عمامة تسمى السحاب، وكانت له درع تسمي ذات الفضول(2)، لها ثلاث حلقات فضة: حلقة بين يديها، وحلقتان خلفها، وكانت له راية تسمى العقاب ، وكان له بعير يحمل عليه يقال له الديباج، وكان له لواء يسمى المعلوم، وكان له مغفر يقال له الأسعد. فسلم ذلك كله إلى علي(عليه السلام)عند موته، وأخرج خاتمه وجعله في إصبعه، فذكر علي(عليه السلام)أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه (صلی الله عليه وآله وسلم) صحيفة فيها ثلاثة أحرف : صل من قطعك، وقل الحق ولو على نفسك، وأحسن إلى من أساء إليك».

(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 2)

(748) 2(3) - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن يحيی العطار قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد :

عن أحمد بن عبد الله قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)عن

ص: 215


1- كذا في النسخ، وقال الجزري في مادة «رسب» من النهاية : ج 2 ص 220 : كان الرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سيف يقال له «الرسوب»، أي يمضي في الضريبة ويغيب فيها.
2- قال في النهاية : «إنه كان اسم درعه ذات الفضول ، وقيل : ذو الفضول» لفضلة كان فيها وسعة .
3- 2- ورواه أيضا في الحديث 195 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا (عليه السلام)من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 55. ورواه محمد بن الحسن الصفار في الحديث 21 من الباب من الجزء 4 من بصائر الدرجات ص 200.

ذي الفقار سیف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أين هو؟

فقال : «هبط به جبرئيل من السماء، و كانت حليته من فضة، وهو عندي».

(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحدیث 10)

(749)3 - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي، عن الحسين بن خالد الصيرفي : عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا(علیه السلام) : (في حديث) قال : وكان نقش خاتم محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله».

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)

تقدم تمامه في الحديث 1 من الباب 2 - نقش خواتيم الأنبياء على نبينا وآله وعليهم

السلام - من كتاب النبوة.

(750) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان الحافظ قال : حدثني محمد بن عیسی بن هارون بن سلام الضرير أبو بكر قال : حدثنا محمد بن زكريا المكي قال: حدثني كثير بن طارق - من ولد قنبر مولى علي بن أبي طالب(علیه السلام)- قال : حدثني زید بن علي (علیه السلام)في جارسوج(1) کندة بالكوفة: أن أباه حدثه، عن أبيه (علیه السلام): عن ابن عباس قال : أعطى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا(علیه السلام) خاتما فقال : «يا علي، أعط (2) هذا الخاتم للنقاش، لينقش عليه «محمد بن عبدالله».

فأخذه أمير المؤمنين(علیه السلام)فأعطاه النقاش وقال له : «انقش عليه محمد بن

عبدالله».

ص: 216


1- في الطبعة الحجرية : «جهار سوج». وهي معرب «چهار سوق»، وهي كلمة فارسية معناها المربعة.
2- في بعض النسخ : «خذ» .

فنقش النقاش وأخطأت يده، فنقش عليه «محمد رسول الله»، فجاء أمير المؤمنين(علیه السلام)فقال : «ما فعل الخاتم»؟

فقال : هو ذا.

فأخذه ونظر إلى نقشه ، فقال : «ما أمرتك بهذا».

قال : صدقت، ولكن يدي أخطأت.

فجاء به إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «یا رسول الله ، ما نقش النقاش ما أمرت به، ذكر أن يده أخطأت».

فأخذه النبي(علیه السلام)نظر إليه فقال : «يا علي، أنا محمد بن عبدالله، وأنا محمد رسول الله». وتختم به ، فلما أصبح النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نظر إلى خاتمه ، فإذا تحته منقوش :«علي ولي الله»، فتعجب من ذلك النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فجاء جبرئیل ، فقال : «یا جبرئیل، كان كذا وكذا».

فقال : يا محمد ، كتبت ما أردت ، وكتبنا ما أردنا.

(أمالي الطوسي : المجلس 41، الحدیث 2)

ص: 217

باب 8- مکارم أخلاقه وسيره وسننه (صلی الله عليه وآله وسلم)

(751)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رحمه الله) .قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت القمي قال: حدثنا يونس بن عبد الرحمان، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس:

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «خمس لا أدعهن حتى الممات : الأكل على الحضيض(2) مع العبيد، ورکوبي الحمار موكفا(3)، و حلبي العنز بیدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي» .

(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 3)

ص: 218


1- 1- ورواه أيضا في الباب 108 من علل الشرائع : ص 130ح 1 ، وفي الباب 32 - في ذكر ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من العلل - من عيون أخبار الرضا(علیه السلام) : 2: 87ح 14 عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي ، عن جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن محمد بن الوليد ، عن العباس بن هلال ، عن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه(علیه السلام) ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . ورواه أيضا في باب الخمسة من الخصال: ص 271ح 12 عن محمد بن موسی بن المتوكل ،عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، جميعا عن الحسين بن مصعب ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه (علیه السلام)، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . ونحوه في الحديث 13 من الباب المذكور.وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 156.
2- الأكل على الحضيض : الأكل على الأرض من غير أن يكون خوان .
3- إكاف : ما يلقي على ظهر الدابة .

(752)2(1) - حدثنا أبي(رضی الله عنه)قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر:

عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : «جاء رجل إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثني عشر درهما ،فقال : يا علي ، خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثويا ألبسة».

قال علي(عليه السلام) : «فجئت إلى السوق فاشتريت له قيصا باثني عشر درهما و جئت

به إلى رسول الله ، فنظر إليه فقال : يا علي، قمیض دونه يكفيني(2)، أترى صاحبه يقيلنا ؟(3)قلت : لا أدري.

فقال : انظر.

فجئت إلى صاحبه فقلت : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قد كره هذا، يريد ثوبا دونه، فأقلنا فيه، فرد علي الدراهم، و جئت بها إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فمشى معي إلى السوق ليبتاع قيصا، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي ، فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ما شأنك ؟

قالت : يا رسول الله ، إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت ، فلا أجسر أن أرجع إليهم. فأعطاها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أربعة دراهم وقال : ارجعي إلى أهلك.

ومضى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى السوق، فاشترى قميصا بأربعة دراهم ، ولبسه و حمد الله ، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول : من كساني كساه الله من ثياب الجنة ، فخلع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قيصه الذي اشتراه وكساه السائل، ثم رجع إلى السوق فاشتری

ص: 219


1- 2 - ورواه أيضا في الحديث 69 من باب الاثني عشر من الخصال ص 490. ورواه السيد أبو طالب في أماليه : ح 24 بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن زید ، عن الصادق(عليه السلام) .
2- في نسخة «يا علي، غير هذا أحب إلى» .
3- إقالة البيع : فسخه .

بالأربعة التي بقيت قيصا آخر، فلبسه وحمد الله .

ورجع إلى منزله فإذا الجارية قاعدة على الطريق ، فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : مالك لاتأتين أهلك ؟

قالت : يا رسول الله، إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني.

فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : مري بين يدي ودليني على أهلك.

فجاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) رحتى وقف على باب دارهم، ثم قال : السلام عليكم يا أهل الدار . فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فلم يجيبوه ، فأعاد السلام، فقالوا : عليك السلام یا رسول الله، ورحمة الله وبركاته.

فقال لهم : ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام و الثاني ؟

قالوا : یا رسول الله ، سمعنا سلامك فأحببنا أن نستكثر منه.

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلاتؤاخذوها.

فقالوا: يا رسول الله، هي حرة لممشاك.

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : الحمد لله ، ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه ، كسا الله بها عريانين ، وأعتق بها نسمة».

(أمالي الصدوق : المجلس 42، الحديث 5)

قال : حدثنا أبي، عن أحمد

(753 )3(1)- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رضی الله عنه) قال: بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن یحیی.

ص: 220


1- 3- وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر فضل الفقر والقوت» من روضة الواعظين : ص456 ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 28. وروى الترمذي نحوه في عنوان «ما جاء في صفة خبز رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من كتاب أوصاف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ص 124 تحت الرقم 146 قال : عن عائشة قالت : «ما شبع آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ». وقريب منه تحت الرقم 152، وفي : ج 5 ص 25 ح 5638 : «ما شبع آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) من خبز البر ثلاثا حتى مضى لسبیله» .وانظر أيضا تخريج الحديث 7.

عن العيص بن القاسم قال : قلت للصادق جعفر بن محمد(عليه السلام): حدیث روی عن أبيك(عليه السلام) أنه قال: «ما شبع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من بز بر قط»(1) أهو صحيح ؟

فقال : «لا، ما أكل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط».

(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 6)

(784) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم : عن أبي أسامة ، عن أبي عبدالله(علیه السلام)قال : قلت : بلغنا أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام قط؟

قال : فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : «ما أكله قط»..

قلت : فأي شيء كان يأكل؟

قال : «كان طعام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الشعير إذا وجده، وحلواه التمر، ووقوده السعف).

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 27)

(755) 5(2) - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الأزدي قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زکریا ، عن الحسن بن [علي بن ]فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي:

ص: 221


1- روی نحوه في الحديث 281 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا(عليه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا(عليه السلام): ح 2 ص 70 بإسناده عن علي (عليه السلام)قال : «ما شبع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من خبز بر ثلاثة أيام حتى مضى لسبیله ».
2- 5 - ورواه الكليني في عنوان حديث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 129 - 130 تحت الرقم 100. وروى البرقي قريبا من صدر الحديث في الحديث 391 من کتاب المأكل من المحاسن : 2: 457 - 458 عن أبيه ، عن صفوان ، عن معاوية بن وهب، عن أبي أسامة ، عن أبي عبدالله(عليه السلام).

عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر(عليه السلام) ذات يوم وهو يأكل متكئا

قال : وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه، فلما فرغ قال : «یا محمد، لعلك ترى أن رسول الله له رأته عين وهو يأكل متكئأ منذ بعثه الله إلى أن قبضه ؟»

ثم رد على نفسه فقال : لا والله ، ما رأته عين يأكل وهو متكىء منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه».

ثم قال : «یا محمد، لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه»؟

ثم إنه رد على نفسه، ثم قال: «لا والله ، ماشبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله، أما إني لا أقول إنه لم يجد، لقد كان يجيز (1) الرجل الواحد بالمئة من الإبل، ولو أراد أن يأكل لأكل، ولقد أتاه جبرئیل(عليه السلام)مفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرار يخيره(2) من غير أن ينقصه الله ما أعد له يوم القيامة شيئا، فيختار التواضع لربه، وما سئل شيئا قط، فقال : لا، إن كان أعطى وإن لم يكن قال :

يكون إن شاء الله تعالى ، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم الله له ذلك ، حتى إن

كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم الله ذلك له».

ثم تناولني بيده فقال : «وإن كان صاحبكم(عليه السلام)ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكل العبد، ويطعم التاس خبز البر واللحم، ويرجع إلى رحله فيأكل الخبز (3) و الزيت، و إن كان ليشتري القميصين السنبلانيين، ثم يخير غلامه خبرهما، ثم يلبس الأخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإن جاز کعبیه حذفه، وما ورد عليه أمران

ص: 222


1- أي يعطيه جائزة .
2- في نسخة مطبوعة : «فخيره» .
3- في نسخة : «الخل».

قط كلاهما الله فيه رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد ولى الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولالبنة على لبنة، ولا اقتطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، إلآ سبع مئة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها لأهله خادما، وما أطاق عمله منا أحد، وإنه كان علي بن الحسين(عليه السلام) لينظر في كتاب من كتب علي(عليه السلام) فيضرب به الأرض ويقول : من يطيق هذا».

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 13)

(756)1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن

أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار،

[وعن الحسن بن محبوب] ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس :

عن عمرو بن سعید بن هلال قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : أوصني . فقال :

«أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد (إلى أن قال :)«فإن نازعتك نفسك إلى شيء من ذلك ، فاعلم أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كان قوته الشعير، وحلواه التمر إذا وجده ،و وقوده السعف» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 25)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن أبي عبد الله محمد بن وهبان الأزدي، عن أبي علي محمد بن أحمد بن زکریا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة مثله، إلا أن فيه : «وحلواه التمر ووقوده السعف».

(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر.

(757)7(1) - حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أحمد قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني - بإصبهان - قال : حدثنا عمرو بن ثور الجذامي قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عبد الرحمان بن القاسم،

ص: 223


1- 7- الحديث - أو ما يقرب منه - رواه الطبراني في المعجم الصغير تحت الرقم 5094. 5109، 4023، 6351، والبيهقي في الحديث 1455 من باب 14 - في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - من شعب الإيمان : ج 2 ص 168، وأحمد في كتاب الزهد : ص 240 ح 906، والفتال في روضة الواعظين : ص 456. وروى السيد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 2: 201 في عنوان «الحديث التاسع والعشرون في مدح القناعة» بإسناده عن الأسود، عن عائشة قالت :«والله ما شبع أل محمد من خبز البر ثلاث ليال حتى قبضه الله إليه ، فلما قبضه صب علينا الدنيا صبا». وفي الحديث 1594 من شعب الإيمان للبيهقي -: 2: 225 : عن عائشة قالت : «ما شبع آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) منذ قدم المدينة من طعام البرز ثلاث ليال تباعا حتى قبض». وفي الحديث 5637:ج ص 25 عن عائشة قالت : «ما شبع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ثلاثة أيام تباعا حتى مضى لسبیله» . وانظر صحيح البخاري : 8: 174 کتاب الايمان والنذور (22) باب إذا حلف أن لايأتدم فأكل تمرا بخبز ، وج 7 ص 97 کتاب الأطعمة (23) باب ما كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وأصحابه يأكلون ، وكتاب الرقاق (17) باب كيف كان عيش النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وأصحابه وتخليهم عن الدنيا ، وصحيح مسلم : ج 4 ص 2281 کتاب الزهد و الرقائق حديث 20 وما بعده ، وصحيح النسائي - کتاب الضحايا - ، وسنن ابن ماجة - كتاب الأطعمة - ومسند أحمد ط 6:1: 42، 98، 128، 209،277.وانظر أيضا الحديث 281 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 64، وكتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 130 الحديث 100 من الباب 30.

عن أبيه :

عن عائشة قالت : ما شيع آل محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عزوجل.

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحدیث 76)

(758)8(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي

ص: 224


1- 8- وأورده الفتال النيسابوري في عنوان «الكلام في معراج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين: ص 57 - 58، وورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 200:1 .

الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي الشامي ، عن أبيه قال : حدثنا أبوجرير قال : حدثنا عطاء الخراساني، رفعه: عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث يذكر فيه قصة المعراج) قال : وهبط مع جبرئیل(عليه السلام) ملك لم يطأ الأرض قط ، معه مفاتيح خزائن الأرض ، فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : هذه مفاتيح خزائن الأرض، فإن شئت فكن عبدا نبيا، وإن شئت فكن ملكا.

فأشار إليه جبرئیل(عليه السلام)أن تواضع یا محمد، فقال: «بل أكون نبيا عبدا» الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 69، الحديث 2)

سيأتي تمامه في باب المعراج .

(759) 9(1) - أبو عبد الله المفيد قال : حدثني أبوحفص عمر بن محمد قال : حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدثنا الرضا علي بن موسى قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال:

ص: 225


1- 9 - هذا هو الحديث 75 من صحيفة الإمام الرضا(عليه السلام) : ص 57، وفي ط: ص 116.ورواه الصدوق (قدس سره)في الحديث 36 من الباب 31 - ما روي عن الرضا(عليه السلام) من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا(عليه السلام) . وأورده السبزواري في أول الفصل 66 من جامع الأخبار : ص 295، ح 804، وفيه : «أتاني جبرائیل (عليه السلام) ...» وذكر الحديث بتفاوت يسير. وروى الكليني(قدس سره) نحوه في الحديث 102 من کتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 131 عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبد الله التي قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «عرضت على بطحاء مكة ذهبا فقلت : يا رب لا، ولكن أشبع يوما و أجوع يوما، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ، وإذا جعت دعوتك وذكر تك». وانظر أيضا الحديث101 منه . ورواه أيضا السيد أبو طالب في الباب الثاني من تيسير المطالب : ص 42 تحت الرقم 29، وانظر أيضا الحديث 30 منه. ورواه الترمذي في الباب 35 - ما جاء في الكفاف والصبر عليه - من كتاب الزهد من صحيحه : 4: 575 ح 2348 بإسناده عن أبي أمامة ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وعنه الجزري في جامع الأصول : 10: 137 ح 7614. ورواه الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 24 في عنوان «في جمل من أحواله وأخلاقه (صلی الله عليه وآله وسلم) ». عن الإمام الصادق(عليه السلام)أنه قال : «نزل جبرئیل علی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ...»، وذكر الحديث . وانظر أيضا ما رواه البيهقي في باب 14 - في حب النبي - من شعب الإيمان : ج 2 ص 172 تحت الرقم 1467 ، ومحمد بن سلیمان الكوفي في مناقب أميرالمؤمنين (عليه السلام): 1: 33ح 5.

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أتاني ملك فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا».

قال : «فرفعت رأسي إلى السماء و قلت : يا رب، أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك» .

(أمالی المفيد : المجلس 15، الحديث 1)

(760) 10 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى [بن سامان أبو] الحسين العبر تائي، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه:

عن أبي ذر الغفاري ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث طويل)قال: «يا أباذر، إن جبرئیل (عليه السلام) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء ، فقال : يا محمد ، إن هذه خزائن الأرض ولا تنقصك من حظك عند ربك تعالى . فقلت : حبيبي جبرئيل ، لا حاجة لي

ص: 226

فيها، إذا شبعت شكرت ربي، وإذا جعت سألته».

وفيه: «یا أباذر، إن الله تعالى لم يوح إلى أن أجمع المال ، لكن أوحي إلى أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين(1).یا أباذر ، إلتي ألبس الغليظ ، وأجلس على الأرض، وأركب الحمار بغیر سرج، وأردف خلفي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني».

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(761) 11 (2)- أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الأزدي، عن محمد بن أحمد بن زکریا ، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال :

قال رسول الله (عليه السلام): «عرضت على بطحاء مكه ذهبا ، فقلت : يا رب، لا ولكن

أشبع يوما وأجوع يوما، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك، وإذا جعت دعوتك وذكرتك».

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 15)

ص: 227


1- تضمين من سورة الحجر : 98:15 - 99.
2- 11- ورواه الكليني(قدس سره) في كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 131، تحت الرقم 102. وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 84. ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 2: 172 ح 1467، والديلمي في حرف العين من فردوس الأخبار : 3: 91ح 4002 من طريق أبي أمامة بتفاوت يسير. وقريبا منه ، رواه الترمذي في الباب 35 من کتاب الزهد من سننه : 4: 575 برقم 2347، وأحمد في المسند : 5: 254 برقم 21686، والروياني في مسند أبي أمامة الباهلي من كتاب مسند الصحابة : ج 2 ص 193 تحت الرقم 1222 ، والطبراني في المعجم الكبير : 8: 207 تحت الرقم 8735، والبغوي في شرح السنة : 246:14 ، وابن الجوزي في «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 479 ح 860، والمرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسية : 2: 208 في عنوان: «الحديث التاسع والعشرون : في مدح القناعة ...».

(762 - 763 )12- 13 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس

(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : أخبرني

محمد بن يحيى الخراز قال : حدثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسی بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه (عليه السلام):

عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال :«إن يهوديا كان له على رسول الله عه دناني فتقاضاه ، فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا يهودي، ما عندي ما أعطيك.

قال : فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني.

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : إذن أجلس معك.

فجلس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة ، وكان أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إليهم فقال : ما الذي تصنعون به؟

فقالوا: يا رسول الله ، يهودي بحبسك!

فقال : لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدأ ولاغيره.

فلما علا النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فإني قرأت نعتك في التوراة : «محمد بن عبدالله ، مولده مكة، و مهاجره بطيبة ، وليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب(1)، ولامتزین (2) بالفحش، ولا قول الحنا». وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله . وكان اليهودي كثير المال».ثم قال علي (عليه السلام): «کان فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عباءة، وكانت مرفقته أدم(3)

ص: 228


1- الصخب - بالصاد والسين - : الضجة ، واضطراب الأصوات للخصام.
2- في نسخة : «مترین»، قال في البحار : متزين : في بعض النسخ بالزاء المعجمة ، أي لم يجعل الفحش زينة كما يتخذه اللئام ، وفي بعضها بالراء أي لايدنس نفسه بذلك . والحناء أيضا الفحش.
3- المرفقة - بالكسر -: الوسادة .و أدم - بفتح أوله ووسطه - جمع أديم، وهو الجلدالمدبوغ.

حشوها ليف(1)، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال : لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يجعل بطاق واحد»(2).

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 6 - 7)

(764) (3)14 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولویه(رحمه الله) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن أحمد بن علوية، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : أخبرنا توبة بن الخليل قال : أخبرنا عثمان بن عيسى قال : حدثنا أبو عبد الرحمان: عن جعفر بن محمد(عليه السلام) قال : «بينا رسول الله له في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فلما ركب قال له بعض أصحابه : رأيناك يا رسول الله صنعت ما لم تكن تصنعه ؟

قال: نعم، أتاني جبرئيل(عليه السلام) فبشرني أن عليا في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال :وفاطمة في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : ومن يحبهم في الجنة ، فسجدت لله تعالی شکرا، فلما رفعت رأسي قال : ومن يحب من يحبهم في الجنة [فسجدت شكرا لله تعالى] ».

(أمالي المفيد : المجلس 3، الحديث 2)

ص: 229


1- الليف : قشر النخيل .
2- انظر باب ما جاء في فراش رسول الله من كتاب أوصاف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - للترمذي -:ص 262.
3- 14- ورواه الكليني في باب الشكر من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2: 98، ح 24 عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسکان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، باختصار.

(765) 15(1)- حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزیار، [عن محمد بن إسماعيل] ، عن منصور بن أبي يحيى قال :

سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : صعد رسول الله ع المنبر فتغيرت وجنتاه و التمع لونه، ثم أقبل [على الناس ] بوجهه فقال : «يا معشر المسلمين، إني إنما بعثت أنا والساعة كهاتين».

قال : ثم ضم السباحتين، ثم قال : «يا معشر المسلمين، إن أفضل الهدى هدى محمد، وخير الحديث كتاب الله ، وشر الأمور محدثاتها، ألا وكل بدعة ضلالة ، ألا وكل ضلالة ففي النار، أيها الناس من ترك مالا فلأهله ولورثته، ومن ترك كلا أو ضياع فعلي وإلي».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 14)

(766)16 (2)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوغالب أحمد بن محمد الزراري قال : حدثني أبو طاهر محمد بن سليمان الزراري قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم:

ص: 230


1- 15 - الفقرة الأولى من الرواية رواها الترمذي في الباب 39 من کتاب الفتن من صحيحه :4 : 496 برقم 2214 عن أنس ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، و نحوه برقم 2213 عن المستورد بن شداد الفهري ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم). ورواه البغوي في الباب 7 من كتاب الفتن من مصابيح الستة : 3: 517 برقم 4263 عن أنس ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .وقريبا من الفقرة الأخيرة ، رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال : ص 227 - 228ح542 - 544، وفي ص 242 - 243 ح 581 - 582 من طريق أبي هريرة والمقدام بن معدي کرب وأنس بن مالك. وانظر تخريج الحديث 17 من هذا الباب .
2- 16 - انظر تخريج الحديث التالي .

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليه السلام)قال: «كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»،ويرفع صوته، وتحمار وجنتاه، ويذكر الساعة و قيامها حتى كأنه منذر جیش، يقول : «صبحتكم الساعة، مستكم الساعة». ثم يقول : «بعثت أنا والساعةکهاتين - ويجمع بين سبابتیه -، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا [أو ضياعا] فعلي وإلي».

(أمالي المفيد : المجلس 24، الحديث 1)

(767)17 (1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك قال : حدثنا هارون بن عيسى قال : حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي قال : أخبرني علي بن موسى، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عنه ، عن جابر بن عبدالله :أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؛ قال في خطبته : «إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».

ص: 231


1- 17 - وأخرجه ابن سعد في عنوان «ذکر صفته (صلی الله عليه وآله وسلم) في خطبته» من الطبقات الكبرى : ج 1ص 376 - 377، وأحمد في مسند جابر بن عبدالله من مسنده : 3: 310- 311 و 338 و 371، و مسلم في صحيحه : 2: 592 کتاب الجمعة (7) باب تخفيف الصلاة والخطبة (13) الحديث (43 - 45/ 867)، وابن ماجة في سننه : 1: 17 في المقدمة (45) وفي ج 2 ص 807 کتاب الصدقات باب 13، والنسائي في السنن الکبری : 3: 449- 450ح 5892 کتاب العلم باب 35ح 2 و في المجتبى : 188:3 کتاب الصلاة باب کیف الخطبة ، وأبو يعلى في مسنده : 4: 85ح 2111، وابن حبان في صحيحه : 186:1 ح 10، والبيهقي في السنن الكبرى : 206:3 - 207کتاب الجمعة باب رفع الصوت بالخطبة، والبغوي في باب الخطبة وصلاة الجمعة من كتاب الصلاة من مصابيح الستة : 1: 476 برقم 987 وفي شرح الستة : 15: 99 ح 4295، و السهمي في تاريخ جرجان : ص 365. وخصوص الذيل ورد أيضا من طريق جابر بن سمرة ، رواه أحمد في «الزهد» : ص 47ح 135 ، والطبراني في المعجم الكبير : ج 2، ح 1843 - 1848 و 1998، وفي المعجم الأوسط: ج5 ح 4964.ومن طريق سهل بن سعد ، كما في الحديث 5797 من المعجم الأوسط ، والحديث 5912 و 5953 من المعجم الكبير : ج 6. ومن طريق وهب السوائي ، كما في الحديث 326 من المعجم الكبير : ج 22، وفي الحديث1920 من فردوس الأخبار - للديلمي - : 2: 13 بزيادة : «إن كادت لتسبقني». وانظر تخريج الحديث 15 من هذا الباب .

وكان إذا خطب قال في خطبته : «أما بعد». فإذا ذكر الساعة، اشتد صوته واحمرت وجنتاه، ثم يقول:« صبحتكم الساعة - أو مستکم -». ثم يقول: «بعثت أنا والساعة كهذه من هذه». ويشير باصبعيه.

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 26)

(768)18(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي قال : حدثنا أبو الحسن [علي] بن مهرويه القزويني قال : حدثني سليمان بن داوود الغازي قال : حدثنا علي بن موسى الرضا(عليه السلام)قال : حدثني أبي موسى بن جعفر العبد الصالح قال : حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال : حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال : حدثني أبي الحسين بن علي الشهيد قال :

ص: 232


1- 18 - ورواه الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 19 في وصف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) «في علامة رضاه وغضبه (صلی الله عليه وآله وسلم) ». وروى الديلمي في الفردوس : 1: 542ح 1824 من طريق ابن عباس : «اللهم بنعمتك تتم الصالحات». وروى الكليني في باب الشكر من كتاب الإيمان والكفر : 2: 97ح 19 عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المثنى الحناط : عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان رسول الله إذا ورد عليه أمر يسره قال : «الحمد لله على هذه النعمة»، وإذا ورد عليه أمر يغتم به قال : «الحمد لله على كل حال».

حدثني أبي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : كان رسول الله تم إذا أتاه أمر يسره قال : «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات».

وإذا أتاه أمر يكرهه قال : «الحمد لله على كل حال».

(أمالي الطوسي : المجلس 2، لحديث 33)

(769) 19(1)- حدثنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : حدثنا محمد بن إشكاب قال : حدثنا مصعب بن مقدام بن شریح، عن أبيه:

عن عائشة : أن النبي كان إذا رأى ناشئا(2) ترك كل شيء وإن كان في صلاة ، وقال : «اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه». فإن ذهب حمد الله ، وإن أمطر قال : «اللهم ناشئا نافعأ».

الناشئ: السحاب، والمخيلة : أيضا السحابة .

ويروى أن عبيد بن الأبرص الأسدي قال للمنذر بن ماء السماء (3) حين خيره

ص: 233


1- 19 - ورواه البخاري في الباب 289 - باب الدعاء عند الغيث والمطر - من كتاب «الأدب المفرد» : ص 205، ح 686 عن خلاد بن يحيى، عن سفيان ، عن المقدام بن شریح بن هانئ، عن أبيه ، عن عائشة ، بتفاوت . وأخرجه ابن ماجة في سننه : 2: 1280 کتاب الدعاء الباب 21 الحدیث 3889 بتفاوت.
2- قال ابن الأثير : فيه « كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء»، أي سحابا لم يتكامل اجتماعه و اصطحابه .
3- ماء السماء لقب لعامر بن حارثة بن امرىء القيس القحطاني ، كان من ملوك العرب و أجوادهم ، وإنما سمي ماء السماء لأنه كان غياث لقومه مثل المطر للأرض ، وأما المنذر فهو منذر بن الحارث بن جبلة بن الحارث بن عمرو بن جفنة بن عمرو بن مزيقاء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس ، هو أيضا من الملوك . (جمهرة النسب - للكلبي - ص 625 - 618، مجمع الآداب في معجم الألقاب : ج 4 ص 309 رقم الترجمة : 3892).

وأراد قتله : إن شئت من الأكحل، وإن شئت من الأبجل، وإن شئت من الورید .فقال : أبيت اللعن، ثلاث خصال کسحائب عاد، ولا خير فيها لمرتاد.

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 14)

(770) 20(1) - أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال : حدثنا الحسن بن علي القطان قال : حدثنا عباد بن موسی الختلي قال : حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب ، عن عبدالله بن مسلم، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 14)

(771)21(2)- أخبرنا أبو عبد الله حمویه بن علي بن حمويه البصري قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب

ص: 234


1- 20 - وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ج 12 ص 52 تحت الرقم 12494، ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 20:9. وأخرجه ابن الجوزي في الباب 1 من أبواب أكله و مأكولاته (صلی الله عليه وآله وسلم) من «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 615 ح 1194 إلى قوله : «ويأكل على الأرض»، ونقل محققه في الهامش عن البغوي في شرح السنة : 1: 288، وأبي الشيخ في أخلاق النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : 64، 197 ، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين : 5: 213 و 7: 101 و 9: 351.
2- 21- قیام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى تورمت قدماه ، وقوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أفلا أكون عبدا شكورا» ، رواه جمع من الصحابة، منهم المغيرة بن شعبة ، وأبو هريرة، وأنس ، وأبوسعيد، وعائشة ، وأبوسلمة. أما رواية المغيرة ، فرواه ابن سعد في عنوان «ذکر صلاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من الطبقات الكبرى : ج 1 ص 384، والطبراني في الحديث 109 - 1011 من المعجم الكبير : ج 20 ص419 - 420، والترمذي في باب 3094 من أبواب الصلاة من سننه : ج 2 ص 268 تحت الرقم 412، وفي كتاب أوصاف النبي باب« ما جاء في عبادة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » تحت الرقم 259 - 261 وقال محققه : أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن خزيمة وأحمد في المسند وأبو الشيخ وابن سعد. ورواه ابن قتيبة في باب التهجد من كتاب الزهد من عيون الأخبار : 2: 298، وأحمد في المسند: 4: 251 و 255، والبخاري في صحيحه : 2: 63، و6 : 169، و 8: 124، ومسلم في الباب 18 من كتاب صفات المنافقين من صحيحه : 4: 2171 - 2172 ح 79- 80(2819)، والبيهقي في الباب 33 من شعب الإيمان : 4: 124 ح 4523، وابن الجوزي في الباب 9 من أبواب صلاته (صلی الله عليه وآله وسلم) ، من «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 511 ح 931. وأما رواية أبي هريرة ، فرواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 7: 205 في أواخر ترجمة شعبة بن الحجاج ، والبيهقي في الباب 14 - في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - من شعب الإيمان : 2: 185 تحت الرقم 1495. وأما رواية أنس وأبي سعيد ، فرواهما السيد أبو طالب في أماليه : ص 43 - 44 ح 32 وفي ص 46 ح 41. وأما رواية عائشة فرواه مسلم في صحيحه : 4: 2172 ح 2820 في الباب 18 من كتاب صفات المنافقين : ح 18، وأحمد في مسنده : 6: 115، وأبو نعيم في ترجمة أبي مسعود الموصلي من حلية الأولياء : 8: 289 ، و ابن الجوزي في «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 511ح 930. وأما رواية أبي سلمة ، فرواه البيهقي في الباب 14 من شعب الإيمان : 2: 186 تحت الرقم 1496.وروی نحوه أحمد في «الزهد» : ص 35ح 92 عن وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح .

الجمحي قال : حدثنا مسلم قال : حدثنا أبوهلال قال :

حدثنا بكر بن عبدالله : أن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو

ص: 235

موقوذ(1) - أو قال : محموم - فقال له عمر : یا رسول الله ، ما أشد وعكك !(2) - أو حماك (3)

فقال : «ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال».

فقال عمر : یا رسول الله ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت تجهد هذا الاجتهاد؟!

فقال : «یا عمر، أفلا أكون عبدا شكورا».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 51)

(772) 22 (4)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن الحسن العلوي الحسني قال : حدثنا أبونصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداوي قال : حدثنا حسين بن شداد الجعفي، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي:عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)(في حديث) عن أبيه(عليه السلام) قال : «إن جدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد - بأبي هو وأمي . حتى انتفخ الساق و ورم القدم، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال : أفلا أكون عبدا شكورا».

(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 18)

يأتي تمامه في باب فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وبعض أكابر أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

ص: 236


1- الموقوذ : الشديد المرض، ووقذه : صرعه ، وسكنه، وغلبه ، وتركه عليلا؟ .
2- الوعك : أدنى الحمى ووجعها، وألم من شدة التعب .
3- كلمتا : «أو حماك» موجودتان في بعض النسخ .
4- 22 - انظر تخريج الحديث المتقدم

(773) 23 (1)- وعن أبي المفضل قال : حدثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة من أصل كتابه ، قال : حدثنا عبد الله بن الهيثم بن عبدالله الأنماطي البغدادي من ساكني حلب ، سنة ست وخمسين ومئتين ، قال : حدثنا الحسين بن علوان الكلبي ببغداد سنة مئتين ، قال : حدثني عمرو بن خالد الواسطي ، عن محمد وزيد ابني علي:عن أبيهما علي بن الحسين (عليه السلام)قال : «كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كمن يستطعم» (2).

(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحديث 16)

(774) 24 (3)- أخبرنا حموية بن علي بن حموية قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا عبد الوارث، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة :

ص: 237


1- 23 - وأورده و رام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 74، والديلمي في أعلام الدين : ص213، كلاهما مرسلا عن الإمام الحسين (عليه السلام). ورواه الخطيب في ترجمة الحسين بن علوان بن قدامة من تاريخ بغداد : 8: 63 برقم4138، وابن الجوزي في الباب 1 من أبواب دعائه (صلی الله عليه وآله وسلم) من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 557 ح 1032.
2- في البحار : 16 : 287: «کما یستطعم المسكين»، ومثله في «الوفا بأحوال المصطفى».
3- 24 - وأخرجه - مع مغايرة طفيفة - عبد الرزاق في المصنف : 425 :1 ح 1664، وابن أبي شيبة : 6: 97 ح 2975، وأحمد في المسند : 6: 282 - 283 و 283 ، وابن ماجة في السنن : في المساجد : (771)، و الترمذي : (314 و 315)، وأبو يعلى في مسنده : 1: 378 ح 486 و121:12 ح 6754 و ص 199 ع 6822 و 6823 وفي معجم شيوخه: (24)، والطبري في المنتخب من کتاب ذیل المذيل المطبوع مع تاريخه : ج 11 ص 618 و 618 - 619 و 619 و667 ، والطبراني في الكبير : 23:423 ح 1043 و 1044 وفي کتاب الدعاء : (423 و 424)، و الدارقطني في المؤتلف والمختلف : 3: 1176، ويحیی بن الحسين الشجري في أماليه :1: 249، و أبو طاهر السلفي في معجم السفر : ص 225 ح 732 في ترجمة أبي القاسم عبيد الله بن محمد ، و ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق: 27:366-365 ، و المزي في ترجمة فاطمة بنت الحسين من تهذيب الكمال : 7901/256 :35 .

عن جدته فاطمة(عليها السلام)قالت: «كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إذا دخل المسجد صلى على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال : اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك. و إذا خرج صلى على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال : اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 42)

(775) 25(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جریر بن يزيد الطبري قال : حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال : حدثنا صالح بن موسی الطلحي ، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين :

عن علي(عليه السلام): أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كان إذا دخل المسجد قال: «اللهم افتح لي أبواب رحمتك». فإذا خرج قال : «اللهم افتح لي أبواب رزقك».

(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 11)

(776) 26(2) - وعن أبي المفضل قال : حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي

ص: 238


1- 25 - وقريبا منه رواه عبد الرزاق في باب «ما يقول إذا دخل المسجد وخرج منه» من المصنف : 1: 425 - 426 ح 1664 عن قيس بن الربيع ، عن عبد الله بن الحسن ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى رضي الله عنها قالت : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إذا دخل المسجد قال : «اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك». وإذا خرج قال مثلها، إلا أنه يقول : «أبواب فضلك» . ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 22: 423 ح 1043 ، وفي الباب 47 من كتاب الدعاء :ص 150 ح 423 عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق.
2- 26- ورواه الكليني في الباب 27 - باب التحميد والتمجيد - من كتاب الدعاء من الكافي : 2: 503 ذيل الحديث 4عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وحميد بن زیاد ، عن الحسن بن محمد ، جميعا ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن يعقوب بن شعیب بتفاوت يسير ، وزيادة : وإذا أمسى قال مثل ذلك. وروی قريبا منه في ح 3 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي الحسن الأنباري ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حمد الله في كل يوم ثلاث مئة وستين مرة، عدد عروق الجسد ، يقول : «الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال».وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 76.

الموسوي في منزله بمكة ، قال : حدثنا عبیدالله بن أحمد بن نهيك قال : حدثنا محمد بن أبي عمير، عن سبرة بن يعقوب بن شعيب ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يحدث عن آبائه: عن علي(عليه السلام) قال : كان النبي في كل يوم إذا أصبح وطلعت الشمس يقول:«الحمد لله رب العالمين كثيرا طيبا على كل حال». يقول ثلاث مئة وستين مرة شكرا .

(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 15)

(777)27- وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى البجلي الحاسب قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال : حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت :

عن ابن عباس قال : قيل للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : كيف أصبحت؟

قال : «بخير من قوم لم يشهدوا جنازة، ولم يعودوا مریضأ».

(أمالي الطوسي: المجلس 32، الحدیث 7)

(778) 28 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا غیاث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدثنا محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصم، عن شقیق بن إبراهيم البلخي:

ص: 239

عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : كيف أصبحت؟

قال : «بخير من رجل لم يصبح صائما، ولم يعد مريضا، ولم يشهد جنازة».

(أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 9)

(779) 29 (1)- أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدثنا العباس بن عامر قال : حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني: عن الفضيل بن يسار قال :

سمعت أبا جعفر(عليه السلام)يقول: «خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يريد حاجة فإذا هو بالفضل بن العباس». قال : «فقال : احملوا هذا الغلام خلفی».

قال : «فاعتنق رسول الله له بيده من خلفه على الغلام» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 3)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 240


1- 29- وروی نحوه أحمد في مسنده : 1: 293 و 303، والترمذي في الحديث 2019 من سننه :4 : 167، والطبراني في كتاب الدعاء : ص 34ح 42. وانظر مسند الفضل بن العباس من مسند أحمد: 210:1 .

باب 9- فضائله وخصائصه (صلی الله عليه وآله وسلم) وما امتن الله به على عباده

(780 )(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن الله قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي أنه سمع أبا جعفر(عليه السلام) يقول:

قال رسول الله : «أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحل لي المغنم، ونصرت بالرعب، وأعطیت جوامع الكلم(2) وأعطيت الشفاعة».

(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 6)

ص: 241


1- ا- ورواه في الحديث 56 من باب الخمسة من الخصال : ج 2 ص 292 عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبدالله ، جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عیسی ، وأحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر أبي الجارود، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال
2- قال في البحار : قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «مسجدا» أي مصلى، بخلاف الأمم السابقة فإنهم كانوا لا يجوز لهم الصلاة اختيار إلا في بيعهم وكنائسهم، أو المراد منه مايصح السجود عليه ، والأول أظهر . قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «طهورا» أي ما يتطهر به من الأحداث بالتيمم ومن الأخباث لبعض الأشياء کباطن القدم والخفت ومخرج الغائط في الاستنجاء بالاحجار والمدر.و«المغنم» بالفتح : ما يصاب من أموال المشركين في الحرب، والمشهور أن حل المغنم من خصائصه وخصائص أمته (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وأن الأمم المتقدمة : منهم من لم يبح لهم جهاد الكفار، ومنهم من أبيح لهم لكن لم يبح لهم الغنائم وأباحها الله لهذه الأمة.قوله : «ونصرت بالرعب» : كان مما خصه الله تعالى به أنه كان يخافه العدو وبينه وبينه مسيرة شهر . والمراد بجوامع الكلم القرآن حيث جمع الله فيه معاني كثيرة بألفاظ يسيرة ، وقيل : سائر كلماته الموجزة المشتملة على حكم عظيمة ومعاني كثيرة قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا ، ونصرت بالرعب ، وأحل لي المغنم، و أعطيت جوامع الكلم ، وأعطيت الشفاعة». وقريبا منه رواه الطبراني في الحديث 11047 من المعجم الكبير : ج 11 ص 51 بإسناده إلى ابن عباس ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وفي الحديث 11085 ص 61 بسند آخر إلى ابن عباس ، و في الحديث 13522 في : ج 12 ص 315 بإسناده إلى ابن عمر ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بمغايرة و زيادة ، وفي الجميع ذکر بدل «أعطیت جوامع الكلم» : «بعثت إلى الناس كافة ، الأحمر و الأسود...»، ورواه أيضا في الحديث 7435 من المعجم الأوسط : ج 8 ص 211 - 212 عن أبي سعيد ، وفي الحديث 7467 ص 229 عن أبي هريرة. وروى الديلمي نحوه في الفردوس : 5: 31ح 7082 من طريق أبي هريرة. وانظر الأحاديث 32066 - 32058 من کنز العمل : ج 11 ص . 440 - 437، والحديث 1479 من الباب 14 - في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - من شعب الإيمان : ج 2 ص 177. وانظر أيضا مسند زيد الشهيد : ص 68 في عنوان «باب السواك وفضل الوضوء».

(781)2 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن محمد بن سلیمان الباغندي قال : حدثني عبد السلام بن عبدالحميد إمام حران قال : حدثنا موسی بن أعين.

قال أبو المفضل : وحدثني نصر بن الجهم أبوالقاسم المفيد ب-«أردبيل»، قال : حدثنا محمد بن مسلم بن زرارة قال : حدثنا محمد بن موسی بن أعين قال : حدثني أبي، عن عطاء بن السائب ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه :

عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن نبي كان قبلي : أرسلت إلى الأبيض والأسود والأحمر، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، ونصرت بالرعب، وأحلت في الغنائم ولم تحل لأحد - أو قال : لنبي -قبلي، وأعطيت جوامع الكلم» .

قال عطاء : فسألت أبا جعفر ، قلت : وما جوامع الكلم؟

قال : «القرآن».

قال أبو المفضل : هذا حديث حران، ولم يحدث به من هذا الطريق إلا موسی بن

ص: 242


1- 2 - انظر تخريج الحديث المتقدم .

أعين الحراني.

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 30)

(782)3(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله) قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين ، عن معمر بن راشد قال :

سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام)يقول : أتي يهودي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقام بين يديه يجد النظر إليه ، فقال : يا يهودي، ما حاجتك ؟

قال : أنت أفضل أم موسی بن عمران النبي الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟

فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه يكره للعبد أن يزکي نفسه، ولكني أقول : إن آدم(عليه السلام) لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي. فغفرها الله له، وإن نوحا(عليه السلام) لما ركب في السفينة وخان الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق. فنجاه الله منه، وإن إبراهيم(عليه السلام) لما ألقي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها. فجعلها الله عليه بردا وسلاما، وإن موسی(عليه السلام) لما ألقى عصاه و أوجس في نفسه خيفة قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أمنتني منها. فقال الله جل جلاله : « لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى »(2).

یا یهودي ، إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي، ما نفعه إيمانه شيئا، ولا نفعته النبوة.

ص: 243


1- 3- ورواه الطبرسي في الباب 28 - ذکر استشفاع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين في دعوى الأنبياء (عليه السلام) من الاحتجاج : ج 1 ص 106، بتفاوت يسير .وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 272، والسبزواري في الفصل 4 من جامع الأخبار :ص 44 - 45 ح 9/48.
2- سورة طه : 2: 68.

یا یهودي ، ومن ذريتي المهدي ، إذا خرج نزل عیسی بن مريم لنصرته، فقدمه وصلى خلفه».

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 4)

(783) 4 - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أحمد بن النضر الخراز، عن عمرو بن شمر، عن جابر:

عن أبي جعفر علي(عليه السلام) ( في حديث في رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال : كان [له(عليه السلام)](1) بركة

لايكاد يكلم أحدا إلا أجابه».

(أمالي الصدوق : المجلس 62، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبیدالله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 37)

سيأتي تمامه في باب نوادر أخباره (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(784) 5(2) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رضی الله عنه)

ص: 244


1- مابين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.
2- 5- وأورده الفتال في عنوان «مجلس في مولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 66. ورواه أيضا الصدوق في الحديث 2 من الباب 28 من معاني الأخبار ص 55 بإسناده إلى جابر بن عبدالله الأنصاري ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ثم قال : وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة. ورواه ابن الجوزي في آخر الباب 2 من أبواب بداية نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 28 ح 9، و في أوائل کتاب الفضائل والمثالب من الموضوعات : 1: 207 - 208 عن ابن عباس ، بتفاوت يسير. ورواه السيوطي في أول كتاب المناقب من اللآلي : 1: 264 بإسناده عن ابن عباس . وأورده الهندي في كنز العمال : 12: 427 - 428ح 35489 نقلا عن ابن عساکر .

قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي قال : حدثنا موسی بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي إسحاق:

عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه (عليه السلام)قال : سئل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أين كنت و آدم في الجنة ؟ قال : «كنت في صلبه ، وهبط بي إلى الأرض في صلبه، وركبت السفينة في صلب أبي نوح، وقذف بي في النار في صلب أبي إبراهيم لم يلتق لي أبوان على سفاح قط، ولم يزل الله عز وجل ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة هاديا مهديا، حتى أخذ الله بالنبوة عهدي وبالإسلام میثاقي وبين كل شيء من صفتي ، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري ، ورقی بي(1) إلى سمائه وشق لي اسما من أسمائه الحسنى، أمتي الحمادون، فذو العرش محمود وأنا محمد».

(أمالي الصدوق : المجلس 91، الحديث 1)

(785)6(2)- حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رضی الله عنه) قال : حدثنا أبو أحمد

ص: 245


1- في نسخة : «ورقاني» .
2- 6- ورواه البيهقي في عنوان «ذکر شرف أصل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ونسبه» من کتاب دلائل النبوة: ج 1 ص 170 - 170 ، والطبراني في الحديث 146 من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام)من المعجم الكبير : ج 3 ص 56 تحت الرقم 2674، وابن كثير في البداية والنهاية : 2: 239، ومحمد بن سليمان الكوفي في الباب 18 من مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : ج 1 ص 127 - 128 تحت الرقم 70، والحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير في كتاب شواهد التنزيل : ج 2 ص 48 - 49 تحت الرقم 669. ورواه أيضا - ملخصا - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية 13 من سورة الحجرات من تفسيره ص 433 تحت الرقم 571 ، وعن حذيفة بن اليمان تحت الرقم 570 و 572. ورواه أيضا علي بن إبراهيم القمي - باسناده إلى حذيفة بن اليمان - كما في تفسير الآية 8-10 من سورة الواقعة في تفسيره: ج 2 ص 347-346 مع زيادات . وانظر أيضا تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور وتفسير الثعلبي ، والحديث 15 من فضائل أهل البيت (عليه السلام) من الأمالي الخميسية - للسيد المرشد بالله الشجري -: ص 151.

عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري بالبصرة سنة سبع عشرة وثلاث مئة ، قال : حدثنا الحسين بن حميد قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله عز وجل في ذكر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، وأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرها ثلثا، وذلك قوله عز وجل :﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ *وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ*وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾(1)، وأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة، و ذلك قوله عز وجل: ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾(2)

فأنا أتقي ولد آدم وأكرمهم على الله جل ثناؤه ولافخر، ثم جعل القبائل بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قوله عز وجل : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ (3).

(أمالي الصدوق : المجلس 92، الحديث 1)

(786)7 -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن فیروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب ، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني، ويعرف بفضلان صاحب المجار، قال : حدثني أبي الفضل بن مختار، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي ، عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي )

قال : حدثني أبوعامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : حدثني سلمان الفارسي(رضی الله عنه) :

عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) أنه قال لابنته فاطمة(علیها السلام) : «إن الله تعالى خلق

ص: 246


1- سورة الواقعة : 56 : 8. 10.
2- سورة الحجرات : 13:49 .
3- سورة الأحزاب : 33:33.

الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعلي في خيرهما قسما، وذلك قوله عز وجل:﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾(1)، ثم جعل القسمين قبائل ، فجعلنا في خيرها قبيلة، وذلك قوله عز وجل : ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾(2)، ثم جعل القبائل بیوتا، فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه : ﴿و إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (3)».

ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي، واختار عليا والحسن والحسين واختارك، فأنا سيد ولد آدم، وعلى سيد العرب، وأنت سيدة النساء ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ومن ذريتكما المهدي ، يملا الله عز وجل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا».

(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 2)

سيأتي تمامه في الباب الأول من أبواب ما يتعلق بارتحال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(787) 8(4)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا عبد الكريم بن محمد البجلي قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا محمد بن مصعب القرقساني قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثنا شداد أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله اصطفی من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من

ص: 247


1- سورة الواقعة : 56: 27 .
2- سورة الحجرات : 49: 13.
3- سورة الأحزاب : 33: 33.
4- 8- وأخرجه مسلم في أول كتاب الفضائل - باب فضل نسب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - الحديث 1 ص 1782 ، والترمذي في أول كتاب المناقب ، ج 5 ص 583، وأحمد في مسنده : 4: 107، والبيهقي في باب ذکر شرف أصل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ونسبه من دلائل النبوة : ج 1 ص 165 - 167، وفي شعب الإيمان : 2 : 139 ح 1391 ، وابن كثير في البداية والنهاية : ج 2 ص 239، و الطبراني في المعجم الكبير : ج 22 ص 66 – 67 تحت الرقم 161.

إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفی من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». .

(أمالي المفيد : المجلس 25، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الزيات قال : حدثني علي بن العباس قال : حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثني محمد بن مصعب القرقساني قال : حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله اصطفی إسماعيل من ولد إبراهيم، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفی قریشأ من بني كنانة، واصطفى هاشما من قریش، واصطفاني من هاشم».

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 22)

(788)9 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي - إجازة ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد قال : حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير:

عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين(عليه السلام)قال : «إن أباذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقيل لها : إنه توجه إلى ناحية قبا، فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم، فأهويا ليوقظاه، فرفع رأسه إليهما ثم قال : قد رأيت مكانكما، وسمعت مقالكما، ولم أكن راقدا، إن الله بعث كل نبي كان قبلي إلى أمته بلسان قومه، وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية ، و أعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي : نصرني بالرعب ، يسمع بي القوم بيني و بينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي، وأحل في المغنم، وجعل في الأرض مسجدا و طهورا، أينما كنت منها أتيتم من تربتها وأصلي عليها، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا، وأعطاني مسألة، فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي إلى يوم القيامة ففعل ذلك، وأعطاني جوامع العلم ومفاتيح

ص: 248

الكلام، ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقي الله لايشرك به شيئا، مؤمنا بي، مواليا لوصيي ، محبا لأهل بيتي».

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 50)

(789) 10(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله بن موسی(2) قال :[ حدثنا عبد الله بن هارون قال : ](3)حدثنا محمد بن عبدالرحمان العرزمي قال: حدثني المعلى بن هلال، عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن عبدالله بن العباس قال :

سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله(4) وصیا، وأعطاني الكوثر وأعطاها(5) السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، وأسري بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي فنظرت إليه»(6) الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 15)

وبالسند المتقدم مثله ، بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 19)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامة أميرالمؤمنين(علیه السلام)من كتاب

ص: 249


1- 10 - ورواه الشيخ الصدوق(قدس سره) في الحديث 57 من باب الخمسة من الخصال : ج 1 ص 293، والطبري في بشارة المصطفي : ص 41، وشاذان في الفضائل : ص 5 و 168، والحلي في کشف اليقين : ص 453 ح 555، وابن شهر آشوب في المناقب : 3: 303.
2- الظاهر أنه سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمي أبوالقاسم، شیخ القميين وفقيههم ، روى عنه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، توفي سنة 301، وقيل : 299.
3- ما بين المعقوفين من الحديث 19 من المجلس 7.
4- في المجلس 7: «وجعل عليا».
5- في المجلس 7: «وأعطى عليا»، وكذا في المورد التالي .
6- في المجلس 7: «وفتحت له أبواب السماء حتى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه» .

الإمامة.

(790)(1)11- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار الطنافسي قال : حدثنا عمي طاهر بن مدرار قال : حدثنا الحسن بن عمار، عن عمرو بن مرة، عن عبدالله بن الحارث، عن علي(علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولافخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه ولافخر، وأنا أول شافع وأول مشفع».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 45)

ص: 250


1- 11- وأخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 32 - 33 ح 78 وفي السنة : 793 من طریق عبدالله بن سلام. وورد أيضا من طريق أبي هريرة، أخرجه أحمد في مسند أبي هريرة من مسنده : ج 2 ص540، وابن خزيمة في عنوان «ذكر البيان أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أول شافع وأول مشفع يوم القيامة» من کتاب التوحید : ص 255، وأبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 9ح 13 وفي السنة : 792، و مسلم في كتاب الفضائل من صحيحه : 2278 باب تفضيل نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) على جميع الخلائق ، و أبوداوود في السنة : 4673 باب في التخيير بين الأنبياء ، والترمذي في المناقب : 3690 باب 21، وابن ماجة في الزهد 4308 باب ذكر الشفاعة ، والدارمي في المقدمة باب 8. وورد أيضا من طريق أبي سعيد ، رواه أحمد في الحديث 3 من مسند أبي سعيد الخدري -:ج 3 ص 2، وابن ماجة في الحديث 2 من باب الشفاعة من سننه ، و ابن الجوزي في الباب 1 من أبواب بعثه وحشره ، من كتاب «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 831 ح 1572 وفي ص 840ح 1599. وورد نحوه من طريق جابر، رواه الدارمي وابن عساكر - كما في الحديث 31883، و 32055 من کنزالعمال : ج 11 ص 404 و 436 -، ورواه أبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص36ح 87، و في هامشه عن الطبراني في الأوائل : 7. والفقرة الثانية ، رواها أبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 8ح 9 من طريق ابن عباس ،ورواه الديلمي في الفردوس : 1: 80ح 122 من طريق ابن عباس بزیادة ، وابن الجوزي في الحديث 1573 من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 831 من طريق عبدالله بن سلام . وروى البيهقي في شعب الإيمان : 1: 284 ح 307 من طريق أنس قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .«أنا أكثر الأنبياء يوم القيامة تبعا ، يجيء النبي وليس معه مصدق غیر رجل واحد، وأنا أول شافع وأول مشفع».

(791)12 (1)- أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل ، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار - قراءة عليه - قال : حدثنا أبوعلي الحسن بن عرفة العبدي، يوم الثلاثاء في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومئتين، قال : حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : أنا محمد. فيقول : بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحدیث 23)

ص: 251


1- 12 - وأخرجه مسلم في الحديث 333 من كتاب الإيمان من صحيحه : 1: 188، والبيهقي في دلائل النبوة : 5: 480.

باب 10- ما ورد في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)

(792 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رضی الله عنه) و قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال : حدثنا محمد بن تميم ، عن الحسن بن عبد الرحمان، عن محمد بن عبدالرحمان ، عن الحكم بن عتيبة ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته»(2).

قال : فقال رجل من القوم : يا أبا عبد الرحمان، ما تزال تجيء بالحديث یحيي الله به القلوب.

(أمالي الصدوق : المجلس 54، الحديث 9)

(793) 2(3) - حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ قال : حدثنا محمد بن أيوب قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى قال : أخبرنا هشام بن يوسف، عن عبدالله بن سليمان النوفلي ، عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه، عن ابن عباس قال :

ص: 252


1- 1- وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 7: 6416/75 ، وفيه بدل «ذاتي أحب إليه من ذاته» : «وذريتي أحب إليه من ذريته». وأخرجه البيهقي في الباب 14 - باب في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - من شعب الإيمان : ج 2 ص 189ح 1505.
2- قال في البحار : قوله : « وذاتي أحب إليه من ذاته» أي كل ما ينسب إلى سوى ما ذكر.
3- - وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب من سننه تحت الرقم 3789، والبيهقي في شعب الإيمان : 2: 130، تحت الرقم 1378، والحاكم في المستدرك : 3: 149 - 150 ، وابن المغازلي في المناقب ص 136 تحت الرقم 179 - 180، والطبراني في المعجم الكبير : ج 2 ص 46 تحت الرقم 2639، وفي ج:10 ص 281 تحت الرقم 10664، والخطيب في تاريخ بغداد : ج 4 ص160، و ابن الجوزي في العلل المتناهية : 1: 265 - 266، وأبو نعيم في حلية الأولياء : 211:3 .

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله عزوجل، وأحبوا أهل بيتي لحبي».

(أمالي الصدوق : المجلس 58، الحديث )

أبو جعفر الطوسي، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، عن عم أبيه أبي موسی عیسی بن أحمد بن عيسى بن المنصور، عن الإمام علي بن محمد الهادي ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مثله، إلا أن فيه : «ما يغذوكم».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 70)

(794)3 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن العلاء بن الحسين بن عبدالله بن المغيرة بن العلاء بن أبي ربيعة بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف في منزله بمدينة الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال : حدثنا أبوطاهر أحمد بن عمرو(2)

المديني قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى [بن ميسرة أبو موسى] الصدفي قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري:

عن أنس بن مالك : أن رجلا سأل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عن الساعة ، فقال : «ما أعددت لها» ؟

قال : حب الله ورسوله.

قال : «أنت مع من أحبيت». (أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 82)

ص: 253


1- 3- ورواه أيضا عن أنس كل من الزهري، وثابت البناني، وحميد الطويل ، وسالم بن أبي الجعد ، وقتادة . أما من طريق الزهري ، فرواه شیخ الطائفة في أماليه ( كما في المتن)، والبيهقي في شعب الإيمان : 1: 380/ 462 بإسناده عن عبد الرزاق ، عن معمر، عن الزهري، ثم قال : ورواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وعبد بن حميد ، عن عبد الرزاق .وأما من طریق ثابت ، فرواه ابن حبان في صحيحه : 2: 324-325/ 565، والبيهقي في شعب الإيمان : 191:2- 1512/192 .وأما من طريق حمید، فرواه ابن حبان في صحيحه : 1: 308- 105/309 .وأما من طريق سالم بن أبي الجعد ، فأخرجه البخاري في صحيحه : 8: 49، ومسلم في صحيحه : 4: 2033 /2639 / 64، والبيهقي في الباب 14 - في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - من شعب الإيمان : 2: 1379/131 .وأما من طریق قتادة ، فأخرجه البخاري في صحيحه : 8: 48، ومسلم في صحيحه : 4 :64/2639 /2033. ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 3: 183 بإسناده عن أبي سريحة. وانظر أيضأ مسند أبي ذر من مسند أحمد: 5: 156 و 166. وقريب منه في تفسير الآية 86 من سورة البقرة، في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): ص 370ح 259 بزيادة ، وصرح فيه بأن ثوبان مولى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سأله عن الساعة.
2- في نسخة مطبوعة : «عمر» .

(795) 4 (1)- أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا محمد بن علي بن إبراهيم قال : حدثنا داوود بن سليمان أبو محمد المروزي قال : حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي قال : حدثنا نوح بن أبي مريم، عن إبراهيم الصائغ، عن سلمة بن کهیل، عن عيسى، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن

عبدالله بن مسعود قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا يكون العبد مؤمنا حتى أكون أحب إليه من نفسه ومن

ص: 254


1- 4 - وروى البخاري قريبا من صدر الرواية في صحيحه : 10:1 عن أنس ، ونحوه عن أبي هريرة. ورواه مسلم في صحيحه: 1: 67 ح 69 و 70، والبيهقي في أول باب 14 - في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) -من شعب الإيمان : 2: 129 ح 1374 - 1375 وفي ص 132 ح 1383.

ولده وماله وأهله».

قال : فقال بعض القوم : یا رسول الله، إنا لنجد ذلك بأنفسنا.

فقال لئلا : «بل أنا أحب إلى المؤمنين من أنفسهم».

ثم قال : «أرأيتم لو أن رجلا سطا على واحد منكم فنال منه باللسان واليد، كان العفو منه أفضل أم السطوة عليه والانتقام منه»؟

قالوا: بل العفو، یا رسول الله.

قال : «أفرأيتم لو أن رجلا ذكرني عند أحد منكم بسوء وتناولني بيده كان الانتقام منه والسطوة عليه أفضل أم العفو عنه»؟

قالوا : بل الانتقام منه أفضل.

قال: «فأنا إذن أحب إليكم من أنفسكم».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحدیث 88)

(796) 5(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسني (رضی الله عنه) قال : حدثنا موسی بن عبدالله بن الحسن قال : حدثني أبي، عن جدي ، عن أبيه عبدالله بن حسن ، عن أبيه وخاله علي بن الحسين ، عن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب :

عن أبيهما علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : «جاء رجل من الأنصار إلى النبي فقال : يا رسول الله، ما استطيع فراقك، وإني لأدخل منزلي فأذكرك، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة فرفعت في أعلى عليين ، فكيف لي بك يا نبي الله ؟ فنزلت :﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾(2)، فدعا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الرجل فقرأها عليه، وبشره بذلك».

(أمالي الطوسي : المجلس 29، الحديث 16)

ص: 255


1- 5 - روى البيهقي قريبا منه في باب 14 - في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - من شعب الإيمان : 2: 131،تحت الرقم 1380.
2- سورة النساء : 4: 69.

باب 11 - في عرض الأعمال على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)

(797)1(1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن الحسن ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال :سمعته (2)يقول : «ما لكم تسوؤن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) »؟

فقال رجل : جعلت فداك، وكيف نسوؤه؟

فقال : «أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية الله ساءه ذلك ، فلاتسووا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وسروه».

(أمالی المفيد: المجلس 23، الحديث 29)

(789)2 (3)- أبو جعفر الطوسي قال : قرئ على أبي القاسم(4) علي بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، في منزله ببغداد في الربض بباب المحول، في صفر سنة عشر و

ص: 256


1- 1- رواه الصفار في الباب 4 - الأعمال تعرض على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، والأئمة صلوات الله عليهم - من الجزء التاسع من بصائر الدرجات : ص 426 ح 17. ورواه الكليني ني في الحديث 3 من باب «عرض الأعمال على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليه السلام)» من کتاب الحجة من الكافي : ج 1 ص 219 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله(عليه السلام). وانظر أيضأ سائر روایات الباب ، وما رواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1: 307 في عنوان :«فصل: في الوعظ والزهد» .
2- كذا مضمرا ، وفي الكافي : «عن سماعة ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)».
3- 2- ورواه القمي في تفسير الآية 33 من سورة الأنفال في تفسيره: 1: 277 وقريبا منه رواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 254 ح 361 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة وغير واحد، عن أبي عبد الله(عليه السلام) .وأخرجه الديلمي في الفردوس : 2: 219 - 220، ح 2523 من طريق أنس بن مالك ، مع تفاوت في اللفظ . وروى السيد ابن طاوس في سعد السعود ص 98 أن محمد بن العباس روی من اثني عشر طريقا أن الأعمال تعرض على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته ، وفي عدة روايات منها أن المؤمنين المذكورين في الأية الذين تعرض الأعمال عليهم هم الأئمة من ال محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) . ثم روی رواية واحدة من الروايات الاثني عشر عن أبي سعيد الخدري نحو ما في المتن. وورد أيضا من طريق أنس بن مالك وبكر بن عبد الله ، رواه ابن الجوزي في الباب 47 من أبواب «ماجری بعد رجوعه (صلی الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع» من «الوفا بأحوال المصطفى» : ص 826ح 1564 - 1565 ، وبهامشه عن ابن عدي في الكامل : 3: 945.
4- في نسخة : «قرأ على أبوالقاسم ....».

أربع مئة ، حدثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادراني أبو منصور ببادرایا ، في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال : حدثني محمد بن عبد الحميد وعبدالله بن الصلت، عن حنان بن سدير ، عن أبيه، قال إبراهيم: وحدثني عبد الله بن حماد، عن سدير ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو في نفر من أصحابه: «إن مقامي بين أظهركم خير لكم وإن مفارقتي إياكم خير لكم». .

فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري وقال : يا رسول الله، أما مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا، فكيف تكون مفارقتك إيانا خيرا لنا ؟!

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما مقامی بين أظهركم خير لكم، لأن الله عز وجل يقول :﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾(1)يعني يعذبهم بالسيف، فأما مفارقتي إياكم فهو خير لكم، لأن أعمالكم تعرض على كل اثنين و خميس، فما كان من حسن حمدت الله تعالى عليه، وما كان من سيئ استغفرت لكم».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 68)

ص: 257


1- سورة الأنفال : 8: 33.

باب 12- في نوادر أخباره (صلی الله عليه وآله وسلم)

(799 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أحمد بن النضر الخراز، عن عمرو بن شمر، عن جابر :عن أبي جعفر ؟ قال : «کان غلام من اليهود يأتي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كثيرا حتى استحبه(2) ، وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم، فافتقده أياما فسأل عنه ؟ فقال له قائل : تركته في آخر يوم من أيام الدنيا.

فأتاه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في ناس من أصحابه، وكان [له ](3) لا بركة لايكاد يكلم أحدا إلا أجابه ، فقال : يا فلان . ففتح عينيه وقال : لبيك يا أبا القاسم.

قال : أشهد أن لا إله إلا الله و أتي [محمد] رسول الله .

فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثم ناداه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الثانية وقال له مثل قوله الأول، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا، ثم ناداه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه فقال أبوه : إن شئت فقل وإن شئت فلا.

فقال الغلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ومات مكانه.

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : لأبيه: أخرج عنا، ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: غسلوه وكفنوه وائتوني به أصلي عليه. ثم خرج وهو يقول : الحمد لله الذي أنجي بي اليوم نسمة من النار».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله إلا أن فيه : «فقال : يا غلام». وفيه : «ثانية ... ثالثة...». وفيه : «وأنك رسول الله».

وفيه : «و آتوني به لأصلي عليه».

(امالی الطوسی: المجلس 15، الحديث 37)

ص: 258


1- 1- ورواه أحمد في مسنده : 3: 260، والحاكم في كتاب الجنائز من المستدرك: 1: 363، و ابن الجوزي في «الوفا بأحوال المصطفى»: 737/440 كلهم عن أنس ، باختصار .
2- في نسخة : «استخقه»، ومثله في أمالي الطوسي.
3- بين المعقوفين من أمالي الطوسي، وكذا في المورد التالي .

أبواب معجزاته (صلی الله عليه وآله وسلم)

باب 1- ما ظهر له (صلی الله عليه وآله وسلم) من المعجزات السماویه

(800)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني (رضی الله عنه) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا محمد بن عبدالله الكوفي قال : حدثنا همام قال : حدثنا علي بن جميل الرقي قال : حدثنا ليث، عن مجاهد:

عن عبدالله بن عباس قال : كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ورسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فينا، فرأينا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وقد أشار بطرفه إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت ، فقال لها: «أقبلي». فأقبلت، ثم قال لها : «أقبلي» .

فأقبلت، ثم قال لها : «أقبلي». فأقبلت، فرأينا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد قام قائما على قدميه ، فأدخل يديه في السحاب حتى استبان لنا بیاض إبطي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوءة رطبا، فأكل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من الجام، وسبح الجمام في كفت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فناوله علي بن أبي طالب، فأكل علي(عليه السلام) من الجام، فسبح الجام في كفت علي (عليه السلام).

فقال رجل: يا رسول الله ، أكلت من الجام وناولته علي بن أبي طالب ! فأنطق الله عز وجل الجام وهو يقول : «أشهد أن لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور، اعلموا معاشر الناس أني هدية الصادق إلى نبيه الناطق ، ولا يأكل مني إلا نبي أو وصي نبي» .

(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 13)

ص: 259

(801) 2(1)- حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أبويوسف يعقوب بن محمد البصري قال : حدثنا ابن عمارة قال : حدثنا علي بن أبي الزعزاع البرقي قال : حدثنا أبو ثابت عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير:

عن عبدالله بن عباس قال : جاع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) جوعا شديدا، فأتى الكعبة فتعلق بأستارها فقال: «رب محمد، لاتجع محمدا أكثر مما أجعته».

قال : فهبط جبرئیل(علیه السلام) ومعه لوزة، فقال: «يا محمد، إن الله جل جلاله يقرئ عليك السلام».

فقال: «يا جبرئيل ، الله السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام».

فقال : «إن الله يأمرك أن تفك عن هذه اللوزة». .

ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها: «لا إله إلا الله ، محمد

رسول الله ، أيدت محمدأ بعلي، ونصرته به، ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه ، واستبطأه في رزقه».

(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 9)

(802 )3(2)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن یحیی الفحام قال : حدثني عمي عمر بن يحيى قال : حدثنا أبو بكر محمد بن سلیمان بن

ص: 260


1- 2 - وأخرجه ابن المغازلي في المناقب ص 201 برقم 239. وأورده ابن شهر آشوب في عنوان «فصل : في تحف الله عز وجل» من المناقب : 2: 262 عن ابن عباس .وقريبا منه رواه الحمويي في الباب 46 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 236 ح184 ط 1 عن ابن عباس .
2- 3- ورواه ابن شاذان في المنقبة 62 من «مئة منقبة» : ص 117 بسند آخر إلى أنس بن مالك، بتفاوت . ورواه ابن حمزة في الفصل 4 من الثاقب في المناقب : ص 60 - 61ح 11:31 .

عاصم قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال : حدثنا علي بن الحسن الأموي(1) قال : حدثنا محمد بن جرير قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء بمكة ، قال : حدثني يوسف بن عطية الصفار، عن ثابت : عن أنس بن مالك قال : أمرني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن أسرج بغلته «الذلول» وحماره «اليعفور»، ففعلت ما أمرني به رسول الله ، فاستوى على بغلته واستوى على(عليه السلام)حماره، وسارا وسر معهما، فأتينا سطح جبل فنزلا وصعدا حتى صارا إلى ذروة الجبل، ثم رأيت غمامة بيضاء کدارة (2) الكرسي وقد أظلتهما، ورأيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد مد يده إلى شيء يأكل، وأطعم عليا(عليه السلام)حتى توهمت آنهما قد شبعا، ثم رأيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد مد يده إلى شيء وقد شرب وسقی عليا (عليه السلام)حتى قدرت آنهما قد شربا ريا، ثم رأيت الغمامة وقد ارتفعت، ونزلا فركبا وسارا و سرت معهما، فالتفت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فرأى في وجهي تغيرا، فقال: «ما لي أرى وجهك متغيرا» ؟

فقلت : ذهلت (3) مما رأيت .

فقال : «فرأيت ما كان» ؟

فقلت : نعم ، فداك أبي وأمي يا رسول الله .

قال : «يا أنس، والذي خلق ما يشاء، لقد أكل من تلك الغمامة ثلاث مئة وثلاثة عشر نیية وثلاث مئة وثلاثة عشر وصيا، ما فيهم أكرم على الله مني، ولافيهم وصي أكرم على الله من علي». .

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 87)

ص: 261


1- لعله أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني، فإنه يروي عن محمد بن جریر الطبري ، فالصواب فيه : علي بن الحسين الأموي.
2- الدارة : ما أحاط بالشيء.
3- ذهلت : غفلت عن كل شيء لدهشة ما رأيت، قال في البحار : في بعض النسخ : «وهلت» : أي فزعت ، وهو أظهر .

(803) 4(1)- حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن يعقوب بن عیسی بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخراز - إملاء في منزله - قال : حدثنا أبو زيد محمد بن الحسين بن مطاع المسلي، إملاء، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن جبر القواس خال ابن الكردي ، قال : حدثنا محمد بن مسلمة (2) الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا ثابت:عن أنس بن مالك قال : ركب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ذات يوم بغلته ، فانطلق إلى جبل آل فلان وقال : «يا أنس ، خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا، تجد عليا يسبح بالحصى، فاقرأه مني السلام واحمله على البغلة وآت به إلى».

قال أنس : فذهبت فوجدت عليا (عليه السلام)كما قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فحملته على البغلة فأتيت به إليه ، فلا أن بصر به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «السلام عليك يا رسول الله».

قال : «وعليك السلام يا أبا الحسن، فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا

ص: 262


1- 4 - ورواه ابن شهر آشوب مختصرة في مناقب آل أبي طالب : 2: 231، وفي طبع : ص 264 في عنوان «تحف الله عز وجل». وأما نزول الآية في النبي وعلي صلى الله عليهما و آلهما فرواه جمع من المفسرين في تفسير الآية54 من سورة الفرقان في تفاسيرهم، منهم : القرطبي في أحكام القرآن : 13 : 60 عن زید بن حارثة. ورواه أبو حيان التوحيدي في تفسيره: 9: 507، والحسكاني في شواهد التنزيل : 1: 538 ح 574، وابن البطريق في خصائص الوحي المبين: ص 230 الفصل 22 ح 174 و في العمدة : الفصل 35 ص 288 ح 469، و الحمويي في الباب 68 من السمط الأول من فرائد السمطين :1: 370ح 310 كلهم عن ابن سیرین. ورواه فرات الكوفي في تفسيره: ص 292 ح 394 عن ابن عباس . ورواه الطبرسي في مجمع البيان: 7: 273، والرازي في منهج الصادقين : 5 - 6: 393، و الحسكاني في شواهد التنزيل : 1 : 538 ح 573 كلهم عن السدي.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب الرجال ، وفي النسخ : «سلمة» .

مرسلا، ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الأخوة أحد إلا وأنت خير منه».

قال أنس : فنظرت إلى سحابة قد أظلتها ودنت من رؤوسها، فمد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يده إلى السحابة ، فتناول عنقود عنب فجعله بينه وبين على، وقال: «كل يا أخي، فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك».

قال أنس : فقلت: يا رسول الله ، على أخوك ؟

قال : «نعم، علي أخي».

فقلت : يا رسول الله ، صف لي كيف علي أخوك ؟

قال : «إن الله عز وجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ، ثم نقله إلى لب شیث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في طلب عبد المطلب ، ثم شقه الله عز وجل بنصفين ، فصار نصفه في أبي عبدالله بن عبدالمطلب ، ونصف في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، وعلي من النصف الآخر، فعلي أخي في الدنيا والآخرة».

ثم قرأ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾(1)

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 84)

(804) 5(2) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عیسی قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه، عن جده، عن آبائه :

ص: 263


1- سورة الفرقان : 25 : 54.
2- 5 - نقل البحراني في البرهان : 4: 259 عن ابن شهر آشوب أنه قال : أجمع المفسرون و المحدثون سوی عطا و الحسن والبلخي في قوله تعالى : ﴿واقتربت الساعة وانشق القمر﴾ ، أنه اجتمع المشركون ليلة بدر إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالوا : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين . فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : إن فعلت تؤمنون ؟ قالوا : نعم . فأشار إليه بإصبعيه فانشق القمر شقتين ، وفي رواية : نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعیقعان . وفي رواية : نصفا على الصفا ونصفا على المروة ، فقال علي : «اشهدوا اشهدوا» . فقال ناس: سحرنا محمد . فقال رجل : إن كان سحركم فلم سحر الناس كلهم. وذلك قبل الهجرة، وبقي قدر ما بين العصر إلى الليل وهم ينظرون إليه ويقولون : هذا سحر مستمر، فنزل : ﴿وإن يروا آية يقولوا سحر مستمر﴾ الآيات. وفي رواية أنه قدم السفار من كل وجه فما من أحد قدم إلا أخبرهم أنهم رأوا مثل ما رأوا.أقول : كما قال الحافظ السروي(رحمه الله) ، الحدیث متواتر رواه علماء الفريقين وشهدوا بصحته لاحظ : مسند أحمد : 1: 377، 413، 447، و 3: 275، 278، و 4: 82، و عيون الأثر - لابن سيد الناس - : ج 1 ص 149 ، ومصابيح السنة للبغوي - : ج 4 ص 71 رقم 4568 - 4569، وصحيح مسلم : ج 4 ص 2158 - 2159 رقم: 2800 - 2803 (63-68) باب انشقاق القمر (8)، وفتح الباري في شرح صحيح البخاري : ج 6 ص 631 کتاب المناقب (61) باب سؤال المشركين أن يريهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) آية (27) الحديث 3636 - 3638، وفي ج 7 ص 182 کتاب مناقب الأنصار (63) باب انشقاق القمر (36) ح 3868-3871، وفي ج 8 ص 617 کتاب التفسير (65) سورة «اقتربت الساعة» (54) باب «وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا» (1) الحديث 4864 - 4868، ودلائل النبوة - لأبي نعيم -: 1: 279 ح 207 - 208 في الفصل 16، ودلائل النبوة للبيهقي -: 2: 262 - 268 باب «سؤال المشركين رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بمكة أن يراه آية ، فأراهم انشقاق القمر»، وبحار الأنوار : ج 17 ص 347 - 357، وإعلام الوری - للطبرسي- ص 38، وفي ط: 1: 84، وصفة الصفوة : 1: 91 والوفا بأحوال المصطفى - لابن الجوزي -: ص 273. ورواه الراوندي في معجزات النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من الخرائج والجرائح : 1: 31ح 26 وقال : روی ذلك خمسة نفر : ابن مسعود، وابن عباس ، وابن جبير ، وابن مطعم عن أبيه ، وحذيفة ، و غيرهم. ورواه أيضا الراوندي في الفصل 8 من معجزات النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من قصص الأنبياء : ص 294ح366. ص: 265

عن علي(عليه السلام) قال : «انشق القمر بمكة فلقتين ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : اشهدوا

ص: 264

اشهدوا بهذا» .

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 37)

(805)6 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا نصر بن القاسم بن نصر أبو الليث الفرائضي ، وعمرو بن أبي حسان الزيادي قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : حدثنا ديلم بن غزوان العبدي وعلي بن أبي سارة الشيباني قالا: حدثنا ثابت البناني :

عن أنس بن مالك : أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عز وجل، فقال لرسول النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : أخبرني عن هذا الذي تدعوني إليه ، أين فضة هو؟ أم من ذهب ؟ أم من حديد ؟ فرجع إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) و أخبره بقوله ، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ارجع إليه فادعه» .

قال : يا نبي الله ، إنه أعتى من ذلك.

قال : «ارجع إليه».

فرجع إليه فقال كقوله، فبينما هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة ، فألقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف (1) رأسه، فأنزل الله عز و جل:﴿ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾(2).

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 33)

ص: 265


1- القحف : العظم الذي فوق الدماغ، ما انفلق من الجمجمة فانفصل .
2- سورة الرعد : 13 : 13.

باب 2- معجزاته (صلی الله عليه وآله وسلم) في إطاعة الأرضيات له

(806)(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا علي بن حماد البغدادي، عن بشر بن غیاث المريسي قال : حدثني أبويوسف يعقوب بن إبراهيم، عن أبي حنيفة، عن عبد الرحمان السلماني، عن حنش بن المعتمر :

عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : «دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فرجهني إلى اليمن لأصلح بينهم، فقلت : يا رسول الله، إنهم قوم كثير، ولهم ، وأنا شاب حدث.

فقال : يا علي، إذا صدرت بأعلى عقبة أفيق، فناد بأعلى صوتك : یا شجر، یا مدر ، یا ثری ، محمد رسول الله يقرؤكم السلام».

قال : «فذهبت، فلا صرت بأعلى العقبة أشرف على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم، وون استتهم، متكبون سهم، شاهرون سلاحهم، فنادیت بأعلى صوتي : يا شجر، یا مدر، یاثری، محمد

رسول الله يقرؤكم السلام».

قال : «فلم تبق شجرة ولامرة ولاثرى إلا ارج بصوت واحد : وعلى محمد

ص: 266


1- 1- ورواه الصقار في الباب 17 من الجزء العاشر من بصائر الدرجات ص 501ح 2 عن أحمد بن موسى ، عن أحمد بن محمد المعروف بغزال ، عن محمد بن عمر الجرجاني يرفعه إلى عبدالرحمان بن أحمد السلماني ، وفي ص 503ح 7 عن أحمد بن موسى ، عن محمد بن أحمد مولى حریز ، عن محمد بن عمير الجرجاني ، عن رجل من أصحاب بشر المريسي، عن أبي يوسف ،عن أبي حنيفة ، عن عبد الرحمان ، باختلاف. ورواه ابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 68 في الفصل 6 الحديث 5 عن حنش بن المعتمر، عن علي علي ، والراوندي في الخرائج : 49202 ح 6 وفي الفصل 3 من معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من قصص الأنبياء : ص 285 ح 351. وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 116.

رسول الله وعليك السلام. فاضطريت قوائم القوم، و ارتعدت رکبهم، ووقع السلاح من أيديهم، وأقبلوا إلى مسرعين ، فأصلحث بينهم وانصرفت».

(أمالي الصدوق : المجلس 40، الحديث 1)

(807) 2(1)- وعن سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس ، عن أبيه قال :

قال أبو طالب للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا ابن أخي، الله أرسلك ؟

قال : «نعم».

قال : فأرني آية . قال : أدع لي تلك الشجرة.

فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه، ثم انصرفت. فقال أبو طالب : أشهد أنك صادق ، یا على صل جناح ابن عمك.

(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 11)

(808) 3 (2)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيی الفحام قال : حدثني عمي عمر بن يحيى قال : حدثنا أبو بكر محمد بن سلیمان بن عاصم قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال : حدثنا علي بن الحسن الأموي، عن جعفر الأموي، عن العباس بن عبدالله ، عن سعد بن طریف، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي مريم:

عن سلمان قال : كنا جلوسا عند النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام)،

ص: 267


1- 2- وأورده الفتال في عنوان : «مجلس : في ذكر ما يدل على إيمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد» من روضة الواعظين : ص 139، والسيد فخار بن معد الموسوي في الفصل الأول من كتاب إيمان أبي طالب : ص 150 - 151 مع زيادة .
2- 3- وروى الراوندي في معجزات رسول الله عنه من الخرائج والجرائح : 1: 47 ح 61 عن أنس نحوه .

فناوله النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حصاة، فما استقرت الحصاة في كفت علي(عليه السلام)حتى نطقت، وهي تقول: «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، رضيت بالله ربا، وبمحمد نبيا، وبعلي بن أبي طالب وليا».

ثم قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من أصبح منكم راضيا بالله وبولاية علي بن أبي طالب، فقد أمن خوف الله وعقابه».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 88)

(809) 4(1) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عیسی قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه، عن جده، عن آبائه(عليهم السلام):عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «إني لأعرف حجرة كان يسلم علي بمكة قبل أن أبعث ، إني الأعرفه الآن».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 36)

ص: 268


1- 4 -ورواه أيضا في تفسير الآية 74 من سورة البقرة، في تفسير التبيان : 1: 310 مرسلا بتفاوت يسير في اللفظ . ورواه الراوندي في الحديث 8 من أعلام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من كتاب الخرائج والجرائح : ح 2 ص 494 مرسلا. وله شاهد من حديث جابر بن سمرة، أخرجه الطيالسي في مسنده : (1907)، وأحمد في مسند جابر بن سمرة من مسنده : 5: 95، ومسلم في كتاب الفضائل من صحيحه : 7: 58، و الدارمي في سننه برقم 20، والترمذي في المناقب برقم 3628، وابن أبي شيبة برقم 11751، والبيهقي في دلائل النبوة : ج 2 ص 153، والطبراني في ترجمة جابر بن سمرة من المعجم الكبير: 2: 220 برقم 1907 و 1961 وفي الأوسط : (2033) وفي الصغير : (197)، ومحمد بن سلیمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام): 1: 36 ح 9، وابن حبان في صحيحه: 4: 402 کتاب التاريخ باب المعجزات (5) ، والبغوي في شرح الستة : (3709)، و الديلمي في الفردوس : 1: 91 ح 164.

باب 3- ما ظهر من إعجازه (صلی الله عليه وآله وسلم) في الحيوانات

(810)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رحمه الله)قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أحمد بن النصر قال : حدثني أبوجميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة:

عن علي قال : إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها عبدة ، فقالوا: يا عبدة ، قد علمت أن محمدا قد هد رکن بني إسرائيل، وهدم اليهودية، وقد غالى الملأ من بني إسرائيل(2) بهذا السم له، وهم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه الشاة. فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها، ثم جمعت الرؤساء في بيتها، وأتت

ص: 269


1- ا- قصة الشاة المسمومة ، رواها جمع من المؤلفين في كتبهم، فقد وردت القصة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري(عليه السلام) : ص 177 ح 85، ورواها الصفار في بصائر الدرجات : بسنده عن ابن القداح عن أبي عبد الله (عليه السلام)كما في البحار 17: 405، والكليني في الكافي :3: 169 بسند آخر عن ابن القداح ، والسيد أبوطالب في ح 6 من أماليه عن الإمام الباقر(عليه السلام) . وأخرجه ابن إسحاق في السيرة كما في سيرة ابن هشام : 3: 352 وتاريخ الطبري : 3: 15،وأحمد في مسنده : 2: 451 وفي الطبعة الحديثة : 513:15 ح 9827 عن أبي هريرة ، وأبوداوود في باب فیمن سقى رجلا سما من كتاب الديات من سننه : ج 4 ص 173 تحت الرقم 4508 -4511 عن أنس وأبي هريرة وجابر بن عبدالله و أبي سلمة. وأخرجه الدارمي في المقدمة - باب ما أكرم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من كلام الموتى - من السنن : ج 1 ص33، والبغوي في فصل المعجزات من كتاب الفضائل والشمائل من مصابيح الستة : ج 4 ص 12تحت الرقم 4647 عن جابر . وأوردها الواعظ الخرگوشي في الباب 13 - في معجزاته (صلی الله عليه وآله وسلم) - من شرف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : ص157 من المترجم، باختصار.
2- قوله : «قد غالى الملأ من بني إسرائيل» : أي أخذوه بالثمن الغالي .

رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالت : يا محمد ، قد علمت ما توجب لي [من حق الجوار](1)، وقد حضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك.

فقام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ومعه علي الا وأبودجانة وأبوأيوب وسهل بن حنیف وجماعة من المهاجرين، فلا دخلوا وأخرجت الشاة ، سدت اليهود آنافها بالصوف وقاموا على أرجلهم وتوگاوا على عصيهم ، فقال لهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «اقعدرا».

فقالوا : إنا إذا زارنا نبي لم يقعد ما أحد وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به. وكذبت اليهود عليها لعنة الله ، إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه ، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلمت كيفها فقالت : مه یا محمد، لا تأكلني فإني مسمومة.

فدعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عبدة فقال لها: «ما حملك على ما صنعت» ؟!

فقالت : قلت : إن كان نبيا لم يضره، وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه.

فهبط جبرئیل (علیه السلام): فقال : السلام يقرؤك السلام ويقول قل : «بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن، وبه ع كل مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض ، و بقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد، وانتكس كل شيطان مريد، من شر السم و السحر واللمم، بسم العلي (2) الملك الفرد الذي لا إله إلا هو ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾(3)

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ذلك ، وأمر أصحابه فتكلموا به، ثم قال : «کلوا»، ثم أمرهم أن يحتجموا(4).

(أمالي الصدوق : المجلس 40، الحديث 2)

ص: 270


1- ما بين المعقوفين موجود في البحار .
2- في نسخة : «بسم الله العلي».
3- سورة الإسراء : 17 : 082
4- وزاد في نسخة : «فما يضرهم» .

(811)2(1) - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهم قالوا : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن أبي بصير قال:قال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام)لرجل من أصحابه : «ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر رحمة الله عليهما»؟

فقال الرجل - وأخطأ -: أما إسلام سلمان فقد علمت، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر.

فقال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): «إن أباذر رحمة الله عليه كان في بطن مر(2) يرعی غنما له، إذ جاء ذئب عن يمين غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه، فجاء الذئب عن يسار غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه، ثم قال له : والله مارأيت ذئبا أخبث منك ولاشرا. فقال الذئب : شر - والله - مني أهل مكة، بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 1)

يأتي تمامه في الباب 8 من أبواب مايتعلق برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أزواجه و عشائره وأصحابه .

ص: 271


1- 2 - وأورده الفتال النيسابوري في عنوان «مجلس في ذکر سبب إسلام أبي ذرة» من كتاب روضة الواعظين : ص 278 - 280. ورواه الراوندي في الفصل 13 من معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من قصص الأنبياء : ص 304-306 ح 374. وأورده ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في كلام الحيوانات» من أبواب معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المناقب : 1: 136 باختصار . وروی نحوه الكليني في عنوان «حديث أبي ذر » من كتاب الروضة من الكافي : 8: 297 - 298 برقم 457 عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار، عن عبدالله بن محمد، عن سلمة اللؤلؤي ، عن رجل ، عن أبي عبد الله .
2- بطن مر : موضع إلى مرحلة من مكة .

(812)3 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان(رحمه الله) قال : حدثنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدثنا أبو عمر محمد بن عبدالواحد الزاهد قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدثنا يونس بن بکیر، عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري قال : حدثني شهر بن حوشب : عن أبي سعيد الخدري أنه قال : بینا رجل من أسلم في غنيمة له یهش عليها ببیداء ذي الحليفة، إذ عدا عليه الذئب، فانتزع شاة من غنمه، فهجهج به(2) الرجل و رماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته.

قال : فأقبل الذئب حتى أقعی مستثفرا(3) بذنبه مقابلا للرجل، ثم قال له : أما اتقیت الله عز وجل، حلت بيني وبين شاة رزقنيها الله ؟

فقال الرجل : بالله ما سمعت کالیوم قط.

فقال الذئب : مم تعجب؟

قال : أعجب من مخاطبتك إياي .

ص: 272


1- 3- وأخرجه أحمد في المسند : 3: 84-83، والبيهقي في الفصل 18 من دلائل النبوة : ج 2ص 373 - 376 تحت الرقم 270 و 271، والترمذي في الباب 19 من كتاب الفتن من صحيحه : 4: 476 ح 2181، والحاكم في المستدرك : 4 : 467، وابن حبان في صحيحه كما في زوائد ابن حبان رقم 2109، وأبونعيم في باب «مافي كلام الذئب وشهادته لنبينا عنه بالرسالة وما ظهر في ذلك من دلالات النبوة» من كتاب دلائل النبوة : ج 6 ص 41 - 43 بأسانید. وأخرجه السيوطي في الخصائص الکبری : 2: 61 نقلا عن أحمد وابن سعد والبزار والحاكم والبيهقي وصححاه وأبي نعيم من طرق عن أبي سعيد الخدري . ورواه ابن حمزة في الفصل 7 من الثاقب : ص 71ح 1/54 ، والراوندي في الحرائج: 1: 36 ح 38 بتفاوت ، ورواه أيضا في : ج 2 ص 27ح 12 باختصار ، وفي ص 36 ح 38 وفيه : إن عمير الطائي كان يرعى بالحرة غنا له ، وذكر نحوه. ورواه أهبان بن أوس، رواه السيوطي في الخصائص : 61:2 وقال : أخرجه البخاري في التاريخ والبيهقي وأبونعيم.
2- هجهج بالسبع : صاح به.
3- الاستنفار : إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه .

فقال الذئب : أعجب من ذلك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا(1) ويحدثهم بما هو آت ، وأنت هاهنا تتبع غنمك.

فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى إذا أدخلها قباء قرية الأنصار سأل عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فصادفه في بيت أبي أيوب، فأخبره خبرالذئب.

فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «صدقت، أحضير العشية، فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا فأخبرهم ذلك».

فلما صلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الظهر واجتمع الناس إليه أخبرهم الأسلمي خبر الذئب ، فقال لهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «صدق صدق صدق، فتلك الأعاجيب بين يدي الساعة، أما والذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أرالغدرة فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله ما أحدث أهله من بعده».

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 17)

(813) 4(2)- أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني محمد بن عمر الصيرفي قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبي قال : حدثنا عبدالله بن شبيب قال : حدثني هارون بن عبدالرحمان بن حاطب بن أبي بلتعة قال : حدثني زکریا بن إسماعيل الزيدي من ولد زید بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن عمه سلیمان بن زید بن ثابت الأنصاري: عن زيد بن ثابت قال : خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى وقفنا في مجمع طرق، فطلع أعرابي بخطام بعير حتى وقف على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته .

فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «وعليك السلام».

ص: 273


1- قوله «بما خلا» : أي بمامضى .
2- 4 - وروى الراوندي نحوه في الخرائج والجرائح : 1:1 ح 48 من معجزات رسول الله عنه (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وفي نفس العنوان من قصص الأنبياء : ص 311 في الفصل 18 ح 386.

قال : كيف أصبحت ، بأبي أنت وأمي ، یا رسول الله ؟

قال له : «أحمد الله إليك كيف أصبحت».

قال : وكان وراء البعير الذي يقوده الأعرابي رجل فقال : يا رسول الله، إن هذا الأعرابي سرق البعير. فرغا البعير ساعة ، فأنصت له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يسمع رغاءه.

قال : ثم أقبل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على الرجل فقال : «انصرف عنه، فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب».

قال : فانصرف الرجل ، وأقبل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على الأعرابي فقال : «أي شيء قلت حين جئتني» ؟

قال : قلت : «اللهم صل على محمد حتى لاتبقي صلاة، اللهم بارك على محمد حتى لاتبقى بركة ، اللهم سلم على محمد حتى لايبقی سلام، اللهم ارحم محمدا حتى لاتبقی رحمة» .فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إني أقول : مالي أرى البعير ينطق بعذره، وأری الملائكة قد سدوا الأفق» !

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 13)

(814) 5(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثني أحمد بن عبیدالله بن عمار الثقفي الكاتب قال : حدثنا علي بن محمد بن سلیمان النوفلي قال : حدثنا محمد بن الحارث بن بشیر الزينبي(2) قال : حدثني القاسم بن الفضل بن عميرة العبسي، عن عباد [بن سالم بن كثير] المنقري ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : «مر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بظبية مربوطة بطنب

ص: 274


1- 5 - وأخرج نحوه أبو نعيم في الفصل 18 من دلائل النبوة : ج 2 ص 375 - 276 تحت الرقم -273 - 274 بإسناده عن زيد بن أرقم وأنس بن مالك ، والطبراني في الأوسط تحت الرقم 5543 عن أنس بن مالك.
2- في الطبعة الحجرية : «محمد بن الحرب بن بشير الرحبي»، ولم أجد له ترجمة .

فسطاط ، فلما رأته أطلق الله عز وجل لسانها فكلمته فقالت : يا رسول الله، إني أم خشفين عطشانين، وهذا ضرعي قد امتلا لبنا، فخلني لانطلق فأرضعها ثم أعود فتربطنی کما کنت.

فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : وكيف وأنت ربيطة قوم و صيدهم ؟

قالت : بلى يا رسول الله ، أنا أجيء فتربطني أنت بيدك كما كنت.

فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن وخلى سبيلها، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت، وقد أفرغت مافي ضرعها، فربطها رسول الله كما كانت، ثم سأل : لمن هذا الصيد ؟ فقيل له : هذه لبني فلان.فأتاهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وكان الذي أقنصها منهم منافقة، فرجع عن تفاقه وحسن إسلامه ، فكلمه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في بيعها ليشتريها منه.

قال : بل أخلي سبيلها فداك أبي وأتي يا نبي الله .

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«لوأن البهائم يعلمن من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا »(1)

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 17)

ص: 275


1- هذه الفقرة من الحديث أوردها ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1: 268، في عنوان «بيان ذكرالموت». وفي الأشعثيات : ص 237 : «لو علمت البهائم ما تصنعون بها ماسمنت لكم». وفي الحديث 5129 من الفردوس - للديلمي - : 3: 405 من طريق أنس : «لو أن البهائم التي تأكلون لحومها عرفت ما تريدون بها، ماسمنت ، وكيف تسمن أنت يا ابن آدم والموت أمامك». بیان : قال العلامة المجلسين(قدس الله) في البحار : 6: 133: لاينافي هذا الخبر ما سيأتي من الأخبار في أن الموت مما لم تبهم عنه البهائم، إذ المعنى فيه : لو علموا كما تعلمون من خصوصيات الموت وشدائده ، فلاينافي علمهم بأصل الموت . أو المراد : أنهم لو كانوا مكلفين وعلموا ما أوعد الله من العقاب لا كانوا غافلين كغفلتكم، ولذا قال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من الموت».

باب 4- معجزاته (صلی الله عليه وآله وسلم) في استجابة دعائه

(815)1(1) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني علي بن بلال المهلبي قال : حدثنا النعمان بن أحمد القاضي الواسطي ببغداد، قال : وأخبرنا إبراهيم بن عرفة النحوي قالا: حدثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي قال : حدثنا عمي سعيد بن خثيم قال: حدثنا مسلم الملائي [وعن أنس بن مالك ](2)قال : جاء أعرابي إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال : فقال : والله يا رسول الله لقد أتيناك ومالنا بعير يئط، ولاغنم يغط(3)، ثم أنشأ يقول:

ص: 276


1- 1- ورواه الطبراني في آخر کتاب الدعاء : ص 597 - 598 ح 2180، والبيهقي في باب «استسقاء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ...» من أبواب دعوات نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) المستجابة...» من دلائل النبوة : ج 6 ص141 - 142، وفي السنن : 3: 353، وعنه ابن كثير في البداية والنهاية : 6: 90-91. وأورده أيضا أبو الحسن الماوردي علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي في آخر کتاب الصلاة من كتابه الأحكام السلطانية ص 106 في صلاة الاستسقاء ، والعاصمي في الحديث419 - 422 من زين الفتي : ج 2 ص 184 - 188 ، وأبو نعيم في دلائل النبوة : 2: 448 رقم370 و توالیه . ورواه أيضا فخار بن معد الموسوي في كتاب إيمان أبي طالب ص 344 - 350 بإسناده عن هشام بن عروة بن الزبير ، عن عائشة . ورواه الراوندي في معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الخرائج والجرائح: 29:1 ح 21، وفي ص 58 ح 99 باختصار . وأورده الطبرسي في إعلام الوری : ص 37، وفي ط : 1: 82، والزمخشري في ربيع الأبرار :1: 132 باب السحاب والمطر والثلج والرعد والبرق ...، وابن حمزة في الثاقب : ص 88 في الفصل 10ح 71. وانظر أيضا سيرة ابن هشام : 1: 300، وفتح الباري : 2: 494، والباب 3 من أبواب ذکرالوفود عليه (صلی الله عليه وآله وسلم) ، من «الوفا بأحوال المصطفى» - لابن الجوزي - : ص 763 ح 1420،وصحيح البخاري : 2: 35، وصحیح مسلم : 2: 612 رقم 897، وسنن أبي داوود: 1: 304رقم 1174 ، وتاريخ الخميس - للديار بكري - : 1: 253.
2- مابين المعقوفين ، أخذناه من سائر المصادر .
3- في أمالي الطوسي : «ولاغنم تغط». قوله : «ما لنا بعير يئط»: أي يحن ويصيح ، یرید مالنا بعير أصلا، لأن البعير لابد أن يعط . و الغطيط : الصوت الذي يخرج مع نفس النائم، ومنه الحديث : «والله ما يغط لنا بعير». غط البعير: إذا هدر في الشقشقة، فإن لم يكن في الشقشقة فهو هدير. قاله ابن الأثير في النهاية : 1 : 54 و 2: 372.

أتيناك يا خير البرية كلها***لترحمنا ما لقينا من الأزل(1)

أتيناك و العذراء يدمی لبانها***وقد شغلت أم الصبي عن الطفل (2)

وألقي بكقيه الفتي استكانة***من الجوع ضعفا منا يمر ومايحلي (3)

ولاشيء مما يأكل الناس عندنا***سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل (4).

ص: 277


1- الأزل : الشدة والضيق.
2- في أمالي الطوسي : «وقد شغلت أم البنين عن الطفل» .
3- قوله : «مايمر ومايحلي»: أي ما ینطق بخير ولاشر من الجوع والضعف .
4- «الحنظل العامي»: منسوب إلى العام ، لأنه يتخذ في عام الجدب . والعلهز - بکسر العين وسكون اللام وكسر الهاء -: قال ابن الأثير في النهاية : 3: 293: هو شيء يتخذونه في سني المجاعة يخلطون الدم بأوبار الإبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه ، وقيل : كانوا يخلطون فيه القردان ، ويقال للقراد الضخم : علهز ، وقيل : هو شيء ينبت ببلاد سليم . والفسل : هو الردي الرذل من كل شيء... ويروى بالشين المعجمة : أي الضعيف ، يعني الفشل مدخره وآكله، فصرف الوصف إلى العلهز، وهو في الحقيقة لأكله . (النهاية :446:3 :447 و 449) .

وليس لنا إلا إليك فرارنا*** وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لأصحابه : «إن هذا الأعرابي يشكو قلة المطر وقحطا شدیدا » .

ثم قام يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وكان مما حمد ربه(1)أن قال : «الحمد لله الذي علا في السماء فكان عاليا، وفي الأرض قريبا دانيا، أقرب إلينا من حبل الورید». ورفع يديه إلى السماء وقال: «اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا، مريعا، غدقا، طبقا، عاجلا غير رائث، نافعا غير ضائر، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع(2) وتحيي به الأرض بعد موتها». فما رد يديه(3)حتى أحدق السحاب بالمدينة كالاكليل، والتقت السماء بأردافها(4)، وجاء أهل البطاح يضجون: یا رسول الله ، الغرق الغرق.

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «اللهم حوالينا ولا علينا».

فانجاب السحاب عن السماء، فضحك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال: «لله در أبي طالب لوكان حي لقرت عيناه ، من ينشدنا قوله»؟

فقام عمر بن الخطاب فقال : عسى أردت یا رسول الله :

وما حملت من ناقة فوق رحلها(5)*** أبر و أوفي ذمة من محمد

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ليس هذا من قول أبي طالب ، بل من قول حسان بن ثابت(6) ».

ص: 278


1- في أمالي الطوسي : «وكان فيما حمده به ...» .
2- في أمالي الطوسي : «و تنبت الزرع» .
3- في أمالي الطوسي: «یده».
4- في أمالي الطوسي : «والتقت السماء بأرواقها» .
5- في أمالي الطوسي : «فوق ظهرها» .
6- في نسخة : «هو من قول حسان بن ثابت» .

فقام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : كانك أردت یا رسول الله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه*** ربيع (1)اليتامی عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم*** فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله نبزي محمدا (2) ***ولما نماصع دونه ونقاتل

ونسمله حتى نصرع حوله*** ونذهل عن أبنائنا والحلائل(3)

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أجل». فقام رجل من بني كنانة فقال :

لك الحمد والحمد من شكر*** سقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوة ***وأشخص منه إليه البصر

ولم يك إلا كقلب الرداء (4)*** وأسرع حتى أتانا المطر (5)

دفاق العزائل وجم البعاق(6)*** أغاث به الله عليا مضر

فكان كما قاله عمه*** أبو طالب ذا رواء غزر

به الله يسقي صیوب الغمام*** فهذا العيان وذاك الخبر

ص: 279


1- في بعض المصادر : «ثمال اليتامی» ، ویثمال - بالكسر - : الغياث ، يقال : فلان ثمال قومه: أي غياث لهم (صحاح اللغة).
2- في أمالي الطوسي : «یبزی محمد».
3- قال الدیاربکري في تاريخ الخميس : 1 : 253 : وفي المواهب اللدنية : وقد أخرج ابن عساکر، عن جلهمة بن عرفة قال : قدمت مكة وهم في قحط فقالت قریش : يا أبا طالب ، أقحط الوادي وأجدب العيال، وهلكت المواشي، فهلم استسق. فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجن تجلت عنه سحابة قتماء، فمازال يسعى والغلام معه، فلما صار بإزاء الكعبة وحوله أغيلمة ، فألصق الغلام ظهره بالكعبة ولازال يشير باصبعه وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا، واغدق واغدودق وانفجر الوادي وأخصب النادي والبادي ، وفي ذلك يقول أبو طالب : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه*** ثمال اليتامي عصمة للأرامل
4- في أمالي الطوسي : «كإلقا الرداء».
5- في أمالي الطوسي : «أتانا الدرر» .
6- في أمالي الطوسي : «دفاق العزالي جم البعاق» .

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «بوأك الله ياكناني (1)بكل بيت قلته بيتا في الجنة».

(أمالي المفيد : المجلس 36، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغایرات جزئية ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 19)

(816)2(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعکبري قال : حدثنا محمد بن همام بن سهيل قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن خالد الطيالسي الخراز قال : حدثنا أبو العباس رزیق بن الزبير الخلقاني:

عن أبي عبد الله ؟ قال : «إن قوما أتوا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالوا : یا رسول الله، إن بلادنا قد قحطت، وتأخر عنا المطر، وتوالت علينا السنون، فاسأل الله عز وجل أن يرسل السماء علينا. فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بالمنبر، فأخرج واجتمع الناس ، فصعد المنبر ودعا، وأمر الناس أن يؤمنوا، فلم يلبث أن هبط جبرئيل ؟ فقال : يا محمد ، أخبر الناس أن ربك قد وعدهم أنهم ظرون يوم كذا وكذا».

قال : «فلم يزل الناس يتبعون ذلك اليوم وتلك الساعة حتى إذا كانت الساعة أهاج الله ريحة، فأثارت سحابة، وجلت السماء، وأرخت عزاليها، فجاء أولئك النفر بأعيانهم إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله ، ادع الله أن يكف عنا السماء ، فإنا قد كدنا أن نغرق، فاجتمع الناس ، ودعا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأمرهم أن يؤمنوا، فقال له رجل : يا رسول الله ، أسمعنا، فإن كل ما تقول ليس نسمع.

فقال : قولوا «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم صبها في بطون الأودية ، وفي منابت الشجر، وحيث يرعى أهل الوبر ، اللهم اجعله رحمة، ولا تجعله عذابا».

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 31)

ص: 280


1- في أمالي الطوسي : «یا کناني ، بوأك الله ...» .
2- 2- لاحظ تخريج الحديث المتقدم .

(817)3 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن صقر الصائغ قال : حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال : حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم قال : حدثنا سويد بن عبدالعزيز الدمشقي، عن عبدالله بن لهيعة، عن أبي قبيل:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه فرجع منهزما، فدفعها إلى آخر فرجع يحبن أصحابه و يجبنونه، قد رد الراية منهزما، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه».

فلما أصبح قال : «ادعوا لي عليا» .

فقيل له : يا رسول الله ، هو رمد.

فقال : «ادعوه».

فلما جاء تفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في عينيه وقال : «اللهم ادفع عنه الحر والبرد». ثم دفع الرايه إليه ومضى، فما رجع إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلا بفتح خيبر، الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 10)

سيأتي تمامه في باب غزوة خيبر.

(818) 4(1) - أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثني الحسن بن حماد بن حمزة أبوعلي - من أصل كتابه - قال : حدثنا الحسن

ص: 281


1- 4 - والحديث - مفضلا أو مختصرا - أخرجه ابن ماجة في الحديث 117 من سننه عن عثمان بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم، عن عبد الرحمان . وأخرجه النسائي في الحديث 14 من كتاب الخصائص عن أحمد بن سلیمان ، عن عبيد الله بن موسى ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم والمنهال ، عن عبد الرحمان . ورواه في الحديث 151 بسند أخر عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى. ورواه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 37بسنده عن علي بن هاشم ، عن ابن أبي ليلى. ورواه أبو نعيم في الحديث 391 من دلائل النبوة : ص 463 بسنده عن محمد بن عمران ، عن محمد بن عبد الرحمان] بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن جده، عن أخيه عیسی بن عبدالرحمان ، عن أبيه . ورواه ابن عساکر تحت الرقم 258 و 261 - 262 من ترجمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق : ج 1 ص 215 وما بعده ، وفي بعض طرقه عن الحكم والمنهال. ورواه أحمد في المسند: 1: 99 و 133 ط1، وفي الحديث 73 من الفضائل ، وعنه المحب الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الرياض النضرة: 2: 136 ، ورواه القطيعي في الحديث 206 من الفضائل. ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة في الحديث 16 من فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الفضائل برقم 32071 و 36872 من المصنف : ج 6 ص 369 - 370، وفي ط : ج 7 ص 497 و 500، عن علي بن هاشم ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم والمنهال وعيسى ، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، وأخرجه أيضا في التاريخ : ق 68. ورواه محمد بن سلیمان في الحديث 575 و 999 من مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : ج 2 ص 88 و 497 بأسانيد عن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، ورواه أيضا في ص 15 ح 504 عن الأصبغ بن نباتة. ورواه البزار في مسنده : ق 104، وعنه الهيثمي في كشف الأستار الحديث 2546، ومجمع الزوائد : ج 9 ص 124 عن يوسف بن موسى ، عن عبيد الله . وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط : 3: 151 ح 2307 ، وابن المغازلي في المناقب : ص74، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ص 29. ورواه الراوندي في معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الخرائج والجرائح : 1: 57ح 94 مرسلا. ورواه الحموني في الباب 51 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 263 - 264ح 205وروى في تاليه بإسناده عن سويد بن غفلة ، عن علي(عليه السلام) نحوه.

بن عبدالرحمان بن [محمد بن عبدالرحمان بن ]أبي ليلى قال: حدثنا محمد بن سلیمان[ بن عبدالله ابن ]الأصفهاني(1) [أبوعلي الكوفي] ، عن [عمه] عبدالرحمان [بن عبدالله ابن] الأصفهاني(2)، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى:

ص: 282


1- كلمة «الأصفهاني» غير موجودة في أمالي الطوسي.
2- انظر ترجمة محمد بن سلیمان، وعبد الرحمان بن عبدالله من تهذيب الكمال : ج 17 ص 242، رقم 3879، و ج: 25 ص 308 رقم 5262.

عن علي بن أبي طالب قال : «دعاني النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وأنا أرمد [العين ](1)، فتفل في عيني ، و شد العمامة على رأسي وقال : «اللهم أذهب عنه الحر والبرد». فما وجدت بعدها حرا ولابردا».

(أمالي المفيد : المجلس 38، الحدیث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 46)

(819) 5 - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال :حدثنا أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : حدثنا محمد بن القاسم قال : حدثنا أبوعمران موسی بن محمد الخياط قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الخراساني- وهو ابن أبي إسرائيل - قال : حدثنا شريك [ بن عبدالله النخعي] ، عن عبدالله

بن عمر (2)، عن أبي سلمة [بن عبد الرحمان بن عوف ]:

عن أبي هريرة قال : أصابنا عطش في الحديبية ، فجهشنا إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فبسط يديه بالدعاء ، فتألف السحاب وجاء الغيث ، فروينا منه.

قال أبو الطيب : قال الأصمعي : الجهش : أن يفزع الإنسان إلى الإنسان. قال أبو عبيدة : هي مع فزعه كأنه يريد البكاء. وفي لغة أخرى : أجهشت إجهاشا فأنا مجهش ، ومنه قول لبيد :

قالت تشكي إلى النفس مجهشة*** وقد حملتك سبعا بعد سبعينا

فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا ***وفي الثلاث وفاء للثمانينا

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 16)

ص: 283


1- من أمالي الطوسي.
2- في نسخة : «عمير»، وفي مشایخ شريك : «عبد الملك بن عمير»، وكذا في الرواة عن أبي سلمة.

(820 )6- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر:

عن علي (عليه السلام)(في حديث شوری عمر) أنه قال : «فهل فيكم رجل قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطين الراية رجلا غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غیر فرار، لايوتي الدبر ، يفتح الله على يديه». وذلك حيث رجع أبو بكر وعمر منهزمين، فدعاني وأنا أرمد، فتفل في عيني وقال : «اللهم اذهب عنه الحر والبرد» فما وجدت بعدها حرا ولابردا يؤذياني ، ثم أعطاني الراية ، فخرجت بها، ففتح الله على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب، وسبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الملاحم والفتن.

(821)7 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني ، وأبو عبيد الله محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي قالا: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن عبدالله بن ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبدالله(1)، عن عبيد الله بن أبي رافع :

عن أبیه أبي رافع قال : لما اجتمع أصحاب الشوری وهم ستة نفر وهم : علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعد بن مالك، وعبدالرحمان بن عوف، أقبل عليهم علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال : «أنشدكم الله أيها النفر، هل فيكم من أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «منزلتك متي يا علي منزلة هارون من موسی» ،

ص: 284


1- له ترجمة في رجال الشيخ، في أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال ابن حبان في الثقات : معاوية بن عبدالله بن أبي رافع ، يروي عن أبيه ، روى عنه محمد بن عيسى المخزومي. هذا، وفي الطبعة الحجرية : معاوية بن عبدالله بن عبیدالله بن أبي رافع ، عن أبيه، عن جده أبي رافع .

أتعلمون قال ذلك لأحد غيري»؟

قالوا: اللهم لا ، الحديث.

(أمالي الطوسي :المجلس 20، الحديث 1)

تقدم تمامه في باب الشورى من أبواب الفتن.

(822 )8- وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جوریه الجنديسابوري من أصل كتابه ، قال : حدثنا علي بن منصور الترجماني قال : أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال : حدثنا شريك بن عبدالله النخعي القاضي ، عن أبي إسحاق:

عن عمرو بن میمون الأودي(1)، أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال : إن قوما ينالون منه، أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) منهم حذيفة بن اليمان وکعب بن عجرة يقول كل رجل منهم: «لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر» (إلى أن قال :) وهو صاحب باب خیبر، وهو صاحب الراية يوم خیبر، وتفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يومئذ في عينيه وهو أرمد، فما اشتكاهما من بعد، ولا وجد حرا أو برد بعد يوم ذلك.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 8)

يأتي تمامه في باب فضائل أميرالمؤمنين الا من كتاب الإمامة.

ص: 285


1- عمرو بن میمون الأودي الكوفي المذحجي، من التابعين، أدرك الجاهلية ولم يلق النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقدم الشام مع معاذ بن جبل ثم نزل الكوفة، توفي سنة أربع وسبعين ، وقيل : سنة خمس وسبعين . (تاریخ الاسلام : وفیات سنة 11- 80 ص 696-498 رقم 227). وانظر أيضا التاريخ الكبير للبخاري :367:6، الطبقات الكبرى لابن سعد : 6: 117،الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : 6: 258، الثقات لابن حبان : 166:5 ، تاریخ دمشق لابن عساکر : 4: 406 /5409 ، المنتظم : ج 6 وفيات سنة 74 ه- ، تهذيب الكمال للمزي : 22:261 / 4458، سير أعلام النبلاء للذهبي: 4: 158، تهذيب التهذيب لابن حجر: 8: 109.

باب 5- ما ظهر من إعجازه (صلی الله عليه وآله وسلم) في بركة أعضائه الشريفة و تكثير الطعام والشراب

(823)(1)1- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عاصم ، عن عبد الرحمان بن أبي عمرة(2):

عن أبيه قال : كنا بأرض الروم، فأصاب الناس جوع، فجاءت الأنصار إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فاستأذنوه في نحر الإبل، فأرسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى عمر بن الخطاب فقال : «ما تري» ؟ قال : «الأنصار قد جاءوا يستأذنوني في نحر الإبل».

فقال : يا نبي الله ، فكيف لنا إذا لقينا العدو غدا رجلا جياعا.

فقال : «ما ترى»؟

قال : مر أبا طلحة فليناد في الناس بعزمة منك : لايبق أحد عنده طعام إلا جاء به ، وبسط الأنطاع فجعل الرجل يجيء بالمد ونصف المد وثلث المد، فنظرت إلى جميع ما جاءوا به ، فقلت :سبع وعشرون صاعا أو ثمانية وعشرون صاعة لايجاوز الثلاثين ،واجتمع الناس يومئذ إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم يومئذ أربعة آلاف رجل، فدعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بأكثر دعاء سمعته قط، ثم أدخل يده في الطعام، ثم قال للقوم :

ص: 286


1- 1- وأخرجه النسائي في كتاب السير من السنن الكبرى : ج 5 ص 244 - 245 تحت الرقم 8792، و في أعمال اليوم والليلة : ج 6 ص 279 - 280 تحت الرقم 10979، والبيهقي في باب «ما ظهر في بقية أزواد القوم ببركة دعاء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من الزيادة وآثار النبوة» من أبواب دعوات نبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) المستجابة في الأطعمة والأشربة من دلائل النبوة : ج 6 ص 120.
2- هذا هو الظاهر، وفي الأصل : «عاصم بن عبدالرحمان بن أبي عمرة»، وفي نسخة : عاصم بن عبدالله بن عاصم بن عبدالرحمان». ولم أجد له ترجمة. وفي السنن الكبرى بإسناده إلى المطلب بن حنطب ، عن عبد الرحمان بن أبي عمرة ، عن أبيه قال : «کنا...».

لايبادرن أحدكم صاحبه ، ولا يأخذن أحدكم حتى يذكر اسم الله».فقامت أول دفعة فقال : «اذکروا اسم الله ثم خذوا».

فأخذوا فملأوا كل وعاء وكل شيء، ثم قام الناس فأخذوا فملا واكل وعاء وكل شيء، ثم بقي طعام كثير ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، والذي نفسي بيده لايقولها أحد إلا حرمه الله على النار».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 9)

(824)2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)( في حديث ) قال : دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال لي : يا علي، إن الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين» (إلى أن قال :) فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا(1) من لبن، ثم اجمع بني عبدالمطلب حتى أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا یزیدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس و أبولهب.

فلما اجتمعوا له (صلی الله عليه وآله وسلم) و دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) جذمة (2)من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال : خذوا بسم الله. فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشيء من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.

فلما أراد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يكلمهم بدره أبولهب إلى الكلام فقال : لشد ما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول،

ص: 287


1- العس : القدح الكبير .
2- الجذمة - بالكسر -: القطعة .

فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم أجمعهم لي».

قال : «ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقريته لهم، ففعل کما فعل بالأمس ، وأكلوا حتى ما هم به من حاجة ، ثم قال : اسقهم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحدیث 11)

سيأتي تمامه مسندا في الباب الأول من أبواب أحواله (صلی الله عليه وآله وسلم) من البعثة إلى الهجرة .

ص: 288

باب 6- معجزه له (صلی الله عليه وآله وسلم) في كفاية شر الأعداء

(825)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو بكر الجعابي قال : حدثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا الحسين بن عبد الله (2)الأبلي قال : حدثنا أبو خالد الأسدي، عن أبي بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد الحنفي، عن جميع بن عمير قال:

سمعت عبدالله بن عمر بن الخطاب يقول : انتهى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى العقبة فقال:«لايجاوزها أحد». فعوج الحكم بن أبي العاص فيه مستهزئا به (صلی الله عليه وآله وسلم) .

وقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من اشتری شاة مصراة فهو بالخيار».

فعوج الحكم فمه، فبصر به النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فدعا عليه، فصرع شهرين ثم أفاق، فأخرجه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عن المدينة طريدا ونفاه عنها.

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 47

ص: 289


1- 1- حکی أصحاب التراجم أن الحكم بن أبي العاص كان يستهزئ برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ،فنفاه (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى الطائف ، قال ابن عبدربه في «فرش کتاب العسجدة الثانية -في الخلفاء و تواريخهم وأخبارهم - من کتاب العقد الفرید: 4: 263: ومما نقم الناس على عثمان أنه آوی طرید رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الحكم بن أبي العاص ، ولم يؤوه أبو بكر ولا عمر ، وأعطاه مئة ألف. وقال الزبير بن بكار في المرفقات : ص 257 برقم 142 : قال الكلبي : كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إذا مشي يتكفأ ، وكان الحكم بن أبي العاص يحكيه ، فالتفت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فرآه يفعل ذلك ، فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «فكذلك فلتكن». فكان الحكم مختلجا . وقال الذهبي في ترجمة الحكم بن أبي العاص من تاريخ الإسلام: وفیات سنة 31 ص 344:..وقيل : إنما نفاه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى الطائف لأنه كان يحكيه في مشيته وبعض حركاته . ويأتي تخريج كلامه (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار» في كتاب العقود والإيقاعات : باب الخيار.
2- في نسخة : «عبيد الله» .

باب 7- فيما أخبر بوقوعه بعده (صلی الله عليه وآله وسلم)

(826)1(1)-أبو جعفر الطوسي قال :أخبرنا حمویه بن علي بن حمويه قال : أخبرنا أبوالحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي قال : حدثنا مكي بن مروك الأهوازي قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا وهب بن جریر بن حازم (2) قال : حدثنا أبي[قال :] سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان:

عن أم سلمة :أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أوصى عند وفاته : «يخرج (3) اليهود من جزيرة العرب».

وقال : «الله الله في القبط(4) فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة و أعوان في سبيل الله».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 53)

(827 )2- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبوسعد داوود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول النحوي ب-«الأنبار»، قال : حدثني جدي إسحاق بن البهلول التنوخي قال : حدثني أبي البهلول بن حسان قال : حدثني طلحة بن زید الرقي، عن الوضين بن عطاء ، عن عمیر بن هاني العبسي، عن جنادة بن أبي أمية ،

ص: 290


1- 1- وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 23 : 265 - 266 ح 560 - 561 عن زکریا بن يحيى الساجي ، عن بندار ، وعن محمد بن صالح النرسي ، عن محمد بن المثنى ، جميعا عن وهب بن جریر .
2- هذا هو الصحيح الموافق للمعجم الكبير وترجمة الرجل في كتب الرجال ، وفي النسخ : وهب بن حزم
3- في البحار : 65:100 : «بخروج».
4- قال في البحار : القبط - بالكسر -: أهل مصر.

عن عبادة بن الصامت :

عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال : «ستكون فتن لايستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد ولا لسان».

فقال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: «یا رسول الله، وفيهم يومئذ مؤمنون» ؟

قال : «نعم».

قال : «فينقص من إيمانهم شيئا» ؟

قال : «لا، إلأ كما ينقص القطر من الصفا، إنهم يكرهونه بقلوبهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 3)

أقول : يأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في أبواب الفتن من كتاب الإمامة .

ص: 291

أبواب أحواله (صلی الله عليه وآله وسلم) من البعثة إلى الهجرة

باب 1- المبعث وظهور الدعوة

(828)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد(رحمه الله) قال : حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري، عن محمد بن

أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن

أبان بن عثمان، عن كثير النواء:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) (في حديث في فضيلة شهر رجب) قال :«في اليوم السابع و العشرين منه نزلت النبوة فيه على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ومن صام هذا اليوم كان ثوابه ثواب من صام ستين شهرا».

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 21)

يأتي تمامه في كتاب الصوم .

(829)2(1) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جریر الطبري سنة ثمان وثلاث مئة ، قال :حدثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدثنا سلمة بن الأبرش قال : حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم.

ص: 292


1- 2- رواه الطبري في تفسيره - تفسير الآية 214 من سورة الشعراء - : ج 11 ص 121 وفي تاريخه : ج 2 ص 319 - 321 في عنوان «ذكر الخبر عما كان من أمر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عند ابتداء الله تعالى ذكره إياه باکرامه بإرسال جبرئیل عث إليه بوحيه». وأخرجه أيضا ابن إسحاق في عنوان «قوله عز وجل(عليه السلام) : ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ من السيرة ص 145 - 146 إلى قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة»، وابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين عل من تاريخ دمشق : ج 1 ص 97 تحت الرقم 138. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره : ص 299 - 301ح 404 و ص 301 - 302ح 406 عن أمير المؤمنين ، وفي ص 303 - 304 ح 408 عن أبي رافع .ثم إن للحديث أسانيد وطرق متعددة ، ورواه الحفاظ والمحدثون بألفاظ مختلفة ، منهم : أحمد في المسند : ج 1 ص 111 ط 1، والنسائي في الخصائص : ص 133 تحت الرقم 66، والقمي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 124، والشيخ الصدوق في باب 133 من علل الشرائع : ج1 ص 170 ، والشيخ المفيد في الباب الثاني من الفصل السابع من الإرشاد ص 41 تحت الرقم 1، و القاضي النعمان في عنوان «ذكر ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عطلة» من دعائم الإسلام : 1: 15 - 16، وفي شرح الأخبار : 106:1 - 107 ح 27، والحمويي في فرائد السمطين : ج 1 ص 85-86/ 65، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل : ج 1 ص 542 - 53 برقم 580، وابن الأثير في الكامل: ج 2 ص 62، وابن أبي الحديد في شرح المختار 238 من نهج البلاغة : ج 13 ص 210، والكنجي الشافعي في الباب 51 من كفاية الطالب ص 204 ، والراوندي في معجزات رسول الله من الخرائج والجرائح :92:1 ح 153 باختصار، والمحب الطبري في الفصل 6 من الرياض النضرة : 2: 111 - 112، والعلامة الحلي في الباب الأول من الفصل الثالث من کشف اليقين تحت الرقم 25، وفي عنوان نص النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بالخلافة تحت الرقم 325، والطبرسي في تفسير الآية في تفسير «مجمع البيان» : ج 7 ص 206 وقال : أورده الثعلبي في تفسيره .

قال أبو المفضل : وحدثنا محمد بن محمد بن سلیمان الباغندي - واللفظ له - قال :

حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال : حدثني سلمة بن صالح الجعفي، عن سلیمان الأعمش وأبي مريم جميعا، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل، عن عبدالله بن عباس :

عن علي بن أبي طالب قال : «لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾(1) دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال لي : يا علي، إن الله تعالى أمرني

ص: 293


1- سورة الشعراء : 214:29 .

أن أنذر عشيرتي الأقربين».

قال : «فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت على ذلك، وجاءني جبرئيل(عليه السلام) فقال : يا محمد، إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك عز وجل، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملا لنا عسا(1) من لبن ، ثم اجمع بني عبدالمطلب حتى أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا یزیدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبوطالب وحمزة والعباس وأبولهب.

فلما اجتمعوا له (صلی الله عليه وآله وسلم) دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) جذمة (2)من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال : خذوا بسم الله . فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشيء من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس على بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك المح فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلا أراد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يكلمهم بدره أبولهب إلى الكلام فقال : لشد ماسحركم صاحبكم ! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم أجمعهم لي».

قال : «ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى ما هم به من حاجة، ثم قال : اسقهم ، فجئتهم بذلك العش فشربوا حتى رووا منه جميعا.

ثم تكلم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري،

ص: 294


1- العس : القدح الكبير .
2- الجذمة - بالكسر -: القطعة .

فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي ؟».

قال : «فأمسك القوم وأحجموا عنها جميعا».

قال : «فقمت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم(1) عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم (2) ساقا، فقلت : أنا يا نبي الله أكون وزیرك على ما بعثك الله به».

قال : «فأخذ بيدي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي و وزیري وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا».

قال : «فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع».

(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحديث 11)

(830)3(3) - وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن صالح(4)، عن زيد بن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رقدت بالأبطح على ساعدي ،وعلي عن يميني ، وجعفر عن يساري، وحمزة عند رجلي».

قال : «فنزل جبرئیل و میکائیل وإسرافيل، ففزعت لخفق أجنحتهم».

قال : «فرفعت رأسي، فإذا إسرافيل يقول لجبرئيل : إلى أي الأربعة بعثت

ص: 295


1- قال العلامة المجلسي(قدس سره) في البحار : الرمص : الوسخ يجتمع في مجرى الدمع من العين ، و لما كان الغالب أن ذلك يكون في الأطفال کنی(عليه السلام)عن صغر السن بأرمد العين ، وكذا عظم البطن .
2- رجل أحمش الساقين : دقيقهما.
3- 3- وروى المرشد بالله یحیی بن الحسين الشجري نحوه في الأمالي الخميسية : 1: 151 في عنوان «الحديث السابع في فضل أهل البيت(عليه السلام)كافة» بإسناده عن ابن عباس ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .
4- لم يذكر هنا سنده إلى إبراهيم بن صالح ، وذكره في الفهرست : ص 30 قال :إبراهيم بن صالح الأنماطي كوفي يكنى أبا إسحاق ثقة ، ذكر أصحابنا أن كتبه انقرضت ، والذي أعرف من كتبه كتاب الغيبة ، أخبرنا به الحسين بن عبیدالله قال : حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا حميد بن زیاد قال : حدثنا عبدالله بن أحمد بن نهيك عنه. وذكره ثانية تحت الرقم 26 وقال : له کتاب رويناه بالإسناد الأول عن ابن نهيك عنه .

وبعثنا معك».

قال : «فركض برجله فقال : إلى هذا، وهو محمد سيد النبيين.

ثم قال : من هذا الأخر؟

قال : هذا أخوه ووصيه وابن عمه، وهو سيد الوصيين.

ثم قال : فمن الأخر؟

قال : جعفر بن أبي طالب، له جناحان خضیبان ، يطير بهما في الجنة».

قال : «ثم قال : فمن الأخر؟

قال : عمه حمزة وهو سيد الشهداء يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 43، الحديث 7)

(831) 4 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن عمر المحافظ البغدادي قال :حدثنا أحمد بن عبدالعزيز بن الجعد قال : حدثنا عبد الرحمان بن صالح قال : حدثنا شعیب بن راشد، عن جابر:عن أبي جعفر(عليه السلام)قال : قام علي(عليه السلام)يخطب الناس بصقين يوم جمعة، وذلك قبل الهرير بخمسة أيام، فقال: (إلى أن قال :) «ولا سواء من صلى قبل كل ذکر،لم يسبقني بالصلاة غير نبي الله».

(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 10)

يأتي تمامه في الباب 7 - ما وقع بصفين - من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان ، من کتاب الفتن .

ص: 296

باب 2- كيفية الوحي ونزول جبرئیل (عليه السلام)

(832)(1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :

أخبرنا أبوعمر محمد بن عبد الواحد النحوي قال : حدثنا محمد بن عمار العبسي قال : حدثنا أحمد بن طارق الوابشي قال : حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبیدالله ، عن عون بن[ عبیدالله بن] أبي رافع ، عن أبيه :

عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : «دخلت على نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيته من الخلق ، والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نائم، فلما دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمك، فأنت أحق به مني. فدنوت منهما، فقام الرجل و جلست مكانه ووضعت رأس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في حجري كما كان في حجر الرجل، فمكثت ساعة، ثم إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) استيقط فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره ؟

فقلت : لما دخلت عليك دعاني إليك ثم قال : ادن إلى ابن عمك، فأنت أحق به مني، ثم قام فجلست مکانه.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : فهل تدري من الرجل ؟ قلت : لا بأبي وأتي.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : ذاك جبرئیل (صلی الله عليه وآله وسلم) ، كان يحدثني حتى خف عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره».

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 87)

(833) 2(2) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا عبد الله بن سلیمان بن

ص: 297


1- 1- ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب : ص 139 ح 158. ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبی : ص 94 في عنوان «ذکر رؤية على جبرئیل (عليه السلام) وكلام جبرئیل له»، وفي نفس العنوان من الفصل 9 من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 182 ، وقال : أخرجه أبوعمر محمد النحوي.
2- 2- ورواه الخوارزمي في الفصل 19 - فضائل له شتى - من المناقب ص 322 - 323 ح 329، وفي طبع : ص 231، و العلامة الحلي في البحث العاشر من الباب الثاني من الفصل الثالث من کشف اليقين : ص 289 تحت الرقم 335.

الأشعث السجستاني قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زید النهشلي شاذان قال : حدثنا زكريا بن يحيى الحزاز قال : حدثنا مندل بن علي العنزي ، عن الأعمش ، عن سعید بن جبير: عن ابن عباس قال : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في بيته ، فغدا إليه علي في الغداة، وكان يجب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في صحن الدار، و إذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال : «السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) »؟.

قال : بخير، يا أخا رسول الله.

فقال علي(عليه السلام): «جزاك الله عنا أهل البيت خيرا».

قال له دحية : إني أحبك، و إن لك عندي مديحة أهديها إليك : «أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين ، وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) وحزبه إلى الجنان، قد أفلح من والاك، وخاب وخسر من خلاك، محبو محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) محبوك ، ومبغضوه مبغضوك، لا تنالهم شفاعة محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) » ادن من صفوة الله.

فأخذ رأس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فوضعه في حجره، فانتبه النبي ؟ فقال : ما هذه الهمهمة ؟ فأخبره الحديث ، فقال : «لم يكن دحية، كان جبرئیل(عليه السلام)، سماك باسم سماك الله تعالى به، وهو الذي ألقى محبتك في قلوب المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين».

قال أبو المفضل : سمعت عبد الله بن أبي داوود قبل أن يبني له المنبر، يعتذر إلى أبي عبدالله المستملي من النصب، ثم أملي ذلك المجلس كله من حفظه في فضائل

أمير المؤمنين ، وهذا الحديث أول ما بدأ به.

(أمالي الطوسي : المجلس 27، الحديث 7)

ص: 298

(834 )3(1)سبت سبتا: نام. وفي بعض النسخ : «السنة» .(2)- أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال :أخبرني أبومحمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير:

عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال : قال بعض أصحابنا - أصلحك

الله : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) [إذا أتاه الوحي من الله وبينها جبرئیل (عليه السلام)يقول : هو ذا جبرئيل، ](3) ويقول جبرئيل ، وهذا جبرئيل يأمرني (4) ثم يكون في حال أخرى يغمى عليه؟

قال : فقال أبو عبد الله(عليه السلام): «إنه إذا كان الوحي من الله إليه ليس بينهما

جبرئیل (عليه السلام)، أصابه ذلك لثقل الوحي من الله، وإذا كان بينهما جبرئیل(عليه السلام)لم يصبه ذلك ، فيقول : قال لي جبرئيل ، وهذا جبرئيل يأمرني».

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحدیث 29)

ص: 299


1- 3- رواه البرقي في كتاب العلل من المحاسن : 69:2 وفي ط ص 338 ح 121 عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال : قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) قال : كان رسول الله له إذا أتاه الوحي من الله وبينها جبرئیل(عليه السلام)يقول : «هو ذا جبرئیل ، وقال لي جبرئيل»، وإذا أتاه الوحي وليس بينها جبرئیل ، تصيبه تلك السبته
2- ، ويغشاه منه ، لثقل الوحي عليه من الله تعالى .
3- ما بين المعقوفين موجود في المحاسن .
4- في نسخة : «كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال جبرئیل(عليه السلام)وهذا يأمرني»

باب 3- ما ورد في المعراج ومعناه وكيفيته

(835 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن[ محمد بن سنان ] السناني قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه: عن ثابت بن دینار قال : سألت زین العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟

فقال : «تعالى الله عن ذلك».

قلت : فلم أسرى بنبيه محمد ه إلى السماء؟

قال : «ليريه ملكوت السماء وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه» .

قلت : فقول الله عز وجل : ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾(2)؟

قال : «ذاك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات، ثم تدلی (صلی الله عليه وآله وسلم) فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدني».

(أمالي الصدوق : المجلس : 29، الحديث 22)

(836) 2(3)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب قال :

ص: 300


1- 1- ورواه أيضا في الباب 112 من علل الشرائع : 131 - 132 ح 1 عن محمد بن أحمد السناني ، وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب ، وعلي بن عبدالله الوراق ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي. وأورده القتال في عنوان «الكلام في معراج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 60 بزيادة : «وكان معراجه بعد النبوة بسنين».
2- سورة النجم : 8:53 -9.
3- 2- وأخرجه محمد بن سلیمان الكوفي في المناقب ح 145 : ج 1 ص 232 ط1، ورواه ثانية باختصار في الحديث 271. وقد ورد هذا الحديث من طريق أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ، أخرجه في صحيفة الرضا لا تحت الرقم 30، وعنه المحب الطبري في الرياض النضرة : ج 2 ص 162 وفيه وقع خطأ عن أنس ، وفي ذخائر العقبي : ص 90. ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث 7 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 29، والحمويي في فرائد السمطين : ج 1 ص 88 تحت الرقم 67 ط1، والباعوني في جواهر المطالب في الباب 37، والخوارزمي في المناقب ص 295 ح 288، والعاصمي في زین الفتي : ج2ح 409، وابن المغازلي في المناقب ص 401، والسبزواري في الفصل 137 من جامع الأخبار : ص 493 - 494 ح 1370 ، والزمخشري في ربيع الأبرار : ج 1 ص 286 ، وعنه ابن أبي الحديد وغيره . وله شاهد من حديث أنس ، رواه الحب الطبري في الرياض النضرة : 2: 162. ولذيل الحديث أيضا شواهد كثيرة جدا، يجد الباحث كثيرا منها في تفسير الآية 67 من سورة المائدة في كتاب شواهد التنزيل : ج 1 ص 249 - 258 ط 2. وليراجع أيضا الباب : (37) من كتاب غاية المرام - للسيد البحراني - ص 334.

حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالرحمان الصفار قال : حدثنا محمد بن عیسی الدامغاني قال : حدثنا يحيى بن المغيرة قال : حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرئیل بیدي، فأدخلني الجنة، وأجلسني على درنوك(1) من درانيك الجنة، فناولني سفرجلة، فانفلقت بنصفين ، فخرجت منها حوراء كأن أشفار عينها مقاديم النسور، فقالت : السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا محمد.

فقلت : من أنت يرحمك الله ؟

قالت : أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أنواع: أسفلي من المسك، وأعلاي من الكافور، ووسطي من العنبر، وعجنت بماء الحيوان، قال الجليل :

ص: 301


1- الدرنوك - بالضم - والدرنيك - بالكسر - : جمعه درانيك نوع من البسط أو الثياب له خمل.

كوني ، فكنت، خلقت لابن عمك ووصيك ووزيرك علي بن أبي طالب (عليه السلام)».

(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 12)

(837 )3(1)- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي العسكري قال : حدثنا محمد بن زکریا الجوهري قال : حدثنا محمد بن عمارة(2)، عن أبيه قال : قال الصادق (عليه السلام): «من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا: المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة».

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 5)

(838)4 (3)- حدثنا أبي (رحمه الله)قال : حدثنا عبدالله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا إبراهيم بن موسی ابن أخت الواقدي شيخ من الأنصار، قال : حدثنا أبو قتادة الحراني ، عن عبد الرحمان بن أبي العلاء الحضرمي ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي الحمراء قال:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رأيت ليلة الإسراء مكتوبا على قائمة من قوائم العرش :

ص: 302


1- 3- ورواه أيضا في صفات الشيعة : ص 129 ح 69. وأورده الفتال في عنوان «ذكر الشفاعة والحوض» من روضة الواعظين : ص 501.
2- ومثله في الحديث 2 من المجلس 41 والحديث 4 من المجلس 71.وفي رجال الشيخ (257) : محمد بن عمارة بن ذكوان الكلابي الجعفري البراد الكوفي أبوشداد، مات سنة إحدى وسبعين (تسعين) ومئة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة ، من أصحاب الصادق. وأيضا في رجال الشيخ (238): محمد بن عمارة الذهلي الكوفي من أصحاب الصادق(عليه السلام) . وفي نوابغ الرواة : ص 271، والجامع في الرجال : 402: جعفر بن محمد بن عمارة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وفي كمال الدين : ص 153 باب 7ح 17 و شواهد التنزيل : 2: 182 ح816 و 300 ح 936: محمد بن زکریا ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه.
3- 4 - و الراوي عن أبي الحمراء هنا، سعید بن المسيب ، لكن في عامة المصادر رواه عنه سعید بن جبیر کمارواه الطبراني في المعجم الكبير : 200:12 ح 526 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عبدالله بن زياد الأسدي ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت في ساق العرش مکتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بعلي ونصرته [به ]». والحديث مع مغايرة جزئية رواه محمد بن سلیمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : 1:240 ح 155، وفي ص 244 ح 159 بإسناده إلى أبي حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال في شواهد التنزيل : 1: 297 ح 303 بإسناده إلى يونس بن عبيد ، عن سعيد بن جبير ، وفي ح 304 بإسناده إلى عمرو بن ثابت ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء. ورواه ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من تاريخ دمشق : 2: 353ح 864 بإسناده عن عمرو بن ثابت ، وأيضا في ترجمة الخطاب بن سعد الخير بسند آخر عن عمرو بن ثابت ، و أيضا في أماليه : ق 99. ورواه الخوارزمي في الحديث 49 من الفصل 19 من المناقب : ص 320، برقم 326، و أبونعيم في ترجمة يونس بن عبيد من حلية الأولياء : 3: 27، وابن المغازلي في المناقب ح 61، و الحموئي في فرائد السمطين : ج 1 ص 235 - 236 و 237 ح 183 و 185 ط1، والمزي في ترجمة أبي الحمراء من تهذيب الكمال : 33: 260. ورواه المحب الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 117 بتفاوت نقلا عن الملا في سيرته . ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 210:1 ح 179 من طريق الحسين بن الحكم، عن أبي الحمراء. وله شاهد من حديث أنس بن مالك ، رواه الخطيب في ترجمة أبي موسی عیسی بن محمد بن عبیدالله من تاريخ بغداد : 11: 173 رقم 5876، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية 62 من سورة الأنفال في شواهد التنزيل : 1 : 293 ح 300. وأورده الفتال في عنوان : «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين : ص 42 مرسلا.

«أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت جنة عدن بيدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بعلي و

ص: 303

نصرته بعلي» .

(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 5)

(839) 5 - حدثنا محمد بن أحمد السناني(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الأسدي الكوفي قال : حدثنا موسی بن عمران التخعي ، عن عمه الحسين بن یزید، عن علي بن سالم ، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : «يا علي، أنت إمام المسلمين ، وأميرالمؤمنين ،

وقائد الغر المحجلين ، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين، وسيد الوصيين و وصي

سيد النبيين.

يا علي، إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهي، ومنها إلى حجب النور، وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته، قال لي : يا محمد . قلت: لبيك ربي وسعديك، تباركت وتعاليت. قال: «إن عليا إمام أوليائي ، ونور لمن أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فبشره بذلك» .

فقال علي(عليه السلام) : «یا رسول الله ، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك»!

قال : «نعم ياعلي، فاشكر ربك».

فخر علي(عليه السلام) ساجد شكرا على ما أنعم به عليه ، فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ارفع رأسك يا علي، فإن الله قد باهي بك ملائكته».

(أمالی الصدوق : المجلس 49، الحديث 16)

(840)6 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثني جعفر بن عبد الله الناونجي ، عن عبد الجبار بن محمد ، عن داوود الشعيري:عن الربيع صاحب المنصور (في حديث) قال : قال المنصور لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): حدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب(عليه السلام)حديثة لم تؤثره العامة .

ص: 304

فقال الصادق(عليه السلام) : حدثني أبي، عن أبيه، عن جده [عليهم السلام]قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء عهد إلى ربي جل جلاله في علي(عليه السلام) ثلاث كلمات، فقال : يا محمد.

قلت: لبيك ربي وسعديك.

فقال عز وجل: إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، فبشره بذلك» .

فبشره النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بذلك، فخر علي(عليه السلام) ساجدا شكرا لله عز وجل، ثم رفع رأسه فقال : «یا رسول الله ، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك» ؟!

قال : «نعم، وإن الله يعرفك، وإنك لتذكر في الرفيق الأعلى».

فقال المنصور: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

(أمالی الصدوق : المجلس 89، الحديث 10)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الصادق(عليه السلام).

(841 )7- حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال : حدثني هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدثني عبدة بن سليمان قال : حدثنا كامل بن العلاء قال : حدثنا حبیب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) : «يا علي، أنت صاحب حوضي، و صاحب لوائي (إلى أن قال :) وما عرج بي ربي عز وجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي : يا محمد اقرأ عليا مني السلام، وعرفه أنه إمام أوليائي ، ونور أهل طاعتي ، فهنيئا لك يا علي على هذه الكرامة».

(أمالي الصدوق : المجلس 50، الحديث 14)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .

ص: 305

(842)8(1) - حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس قال :

إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لما أسري به إلى السماء انتهی به جبرئيل إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عز وجل :﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾(2)، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئیل (عليه السلام): «یا محمد، اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لاملك مقرب، ولانبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ، ثم أخرج منه، فأنفض اجنحتي ، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لايفقهها اللسان الأخر».

فعبر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى انتهى إلى الحجب ، والحجب خمس مئة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمس مئة عام، ثم قال : تقدم یا محمد.

فقال له: «یا جبرئيل ، ولم لا تكون معي»؟

قال : ليس لي أن أجوز هذا المكان.

فتقدم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: «أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ، ومن قطعك بتلت (3)، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزیرك» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 56، الحديث 10)

يأتي تمامه في الباب 1 من أبواب النصوص الدالة على إمامة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

ص: 306


1- 8- وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 55، باب الكلام في معراج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .
2- سورة الأنعام : 6 : 1. وفي النسخ : «خلق الظلمات والنور» .
3- في نسخة : «بتکته»، وكلاهما بمعنى قطعته .

(843) 9(1) - حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان:عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) قال : «لا أسري برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى بیت المقدس حمله جبرئیل على البراق ، فأتیا بیت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء، وصلى بها، ورده فمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في رجوعه بعير لقريش، و إذا لهم ماء في آنية، وقد أضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه، فشرب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من ذلك الماء وأهرق باقيه.

فلا أصبح رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لقريش : إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم، وإني مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم، فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك.

فقال أبوجهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ، فسلوه كم الأساطين فيها والقناديل؟ فقالوا: يا محمد، إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس، فصف لنا گم أساطينه وقناديله ومحاريبه . فجاء جبرئیل(عليه السلام) فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه ، فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه، فلا أخبرهم قالوا : حتى تجيء العير ونسألهم عما قلت.

فقال لهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق.

فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون : هذه الشمس تطلع الساعة، فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أورق، فسألوهم عما قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فقالوا: لقد كان هذا، ضل جمل لنا في موضع كذا وكذا، ووضعنا ماء فأصبحنا وقد أهريق الماء. فلم يزدهم ذلك إلا عتوا».

(أمالي الصدوق : المجلس 69، الحديث 1)

ص: 307


1- 9- وأورده الفتال في عنوان «الكلام في معراج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 56.وانظر ما رواه البيهقي في باب «الإسراء برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وما ظهر في ذلك من الآيات» من دلائل النبوة : ج 2 ص 354.

(844)10(1) - حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدثنا أبو جرير قال : حدثنا عطاء الخراساني، رفعه:

عن عبد الرحمان بن غنم قال : جاء جبرئيل(عليه السلام)إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بدابة دون البغل وفوق الحمار، رجلاها أطول من يديها، خطوها مد البصر، فلا أراد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يركب امتنعت، فقال جبرئیل(عليه السلام) : إنه محمد. فتواضعت حتى لصقت بالأرض.

قال : فرکب، فكلما هبطت ارتفعت يداها وقصرت رجلاها، وإذا صعدت ارتفعت رجلاها وقصرت يداها، فمرت به في ظلمة الليل على عير محملة ، فنفرت العير من دفيف البراق، فنادى رجل في آخر العير غلاما له في أول العير: یا فلان، إن الإبل قد نفرت، وإن فلانة ألقت حملها وانكسرت يدها، وكانت العير لأبي سفيان.

قال : ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء قال : «يا جبرئیل، قد عطشت» .

فتناول جبرئیل قصعة فيها ماء فناوله فشرب، ثم مضى فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلاليب من نار، فقال : «ما هؤلاء یا جبرئیل»؟

فقال : هؤلاء الذين أغناهم الله بالحلال فيبتغون الحرام.

قال : ثم مر على قوم تخاط جلودهم بمخائط من نار، فقال: «ما هؤلاء یا جبرئیل»؟

ص: 308


1- 10 - وأورده الفتال النيسابوري في عنوان «الكلام في معراج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين: ص 57 - 58. وروى بعض فقراته الراوندي في الدعوات : ص 46 ح 113، والترمذي في الباب 59 من کتاب الدعوات من سننه : 510:5 ح 3462، والديلمي في الفردوس : 2: 379 - 380ح 3012 من طريق ابن مسعود. وروى البيهقي بعض فقراته في شعب الإيمان : 1: 443 ح 457 من طريق أبي أيوب .

فقال : هؤلاء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل.

ثم مضى فمر على رجل يرفع حزمة من حطب ،كلها لم يستطع أن يرفعها زاد فيها فقال : «من هذا يا جبرئیل» ؟

قال : هذا صاحب الدين يريد أن يقضي، فإذا لم يستطع زاد عليه.

ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحة حارة وسمع صوتا، قال : «ما هذه الريح يا جبرئيل التي أجدها، وهذا الصوت الذي أسمع»؟

قال : هذه جهنم.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أعوذ بالله من جهنم».

ثم وجد ريحا عن يمينة طيبة وسمع صوتا، فقال: «ما هذه الريح التي أجدها، وهذا الصوت الذي أسمع»؟

قال : هذه الجنة.

فقال : «أسأل الله الجنة».

قال : ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس ، وفيها هرقل، وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة، ويؤتى بالمفاتيح توضع عند رأسه ، فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق ، فأخبروه فقال : ضاعفوا عليها من الحرس.

قال : فجاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فدخل بيت المقدس، فجاء جبرئیل(عليه السلام) إلى الصخرة فرفعها ، فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح : قدحا من لبن ، وقدحا من عسل ، وقدحا من خمر، فناوله قدح اللبن ، فشرب، ثم ناوله قدح العسل فشرب، ثم ناوله قدح الخمر ، فقال : «قد رویت یا جبرئيل».

قال : أما إنك لو شربته ضلت أمتك و تفرقت عنك.

قال : ثم أم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مسجد بیت المقدس بسبعين نبيا.

قال : وهبط مع جبرئیل(عليه السلام) ملك لم يطأ الأرض قط ، معه مفاتيح خزائن الأرض، فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : هذه مفاتيح خزائن الأرض، فإن شئت فگن عبدا نبيا، وإن شئت فكن ملكا.

فأشار إليه جبرئیل(عليه السلام) أن تواضع یا محمد ، فقال : «بل أكون نبيا عبدا» .

ثم صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئیل(عليه السلام) ، فقالوا: من

ص: 309

هذا؟

قال : محمد .

قالوا : نعم المجيء جاء. فدخل فمامر على ملأ من الملائكة إلا سلموا عليه ودعوا له، وشيعه مقربوها، فمر على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«من هذا الشيخ يا جبرئیل» ؟

قال : هذا أبوك إبراهيم

قال : «فا هؤلاء الأطفال حوله»؟

قال : هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم.

ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي ، إذا نظر عن يمينه ضحك وفرح، وإذا نظر عن يساره حزن ویکی ، فقال : «من هذا يا جبرئیل»؟

قال : هذا أبوك آدم، إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك وفرح، وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبکی.

ثم مضى فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه ، فلم ير منه من البشر ما رأى من الملائكة ، فقال : «يا جبرئیل، ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا، فمن هذا الملك»؟

قال : هذا مالك خازن النار، أما إنه قد كان من أحسن الملائكة بشرا وأطلقهم وجها، فلما جعل خازن النار اطلع فيها اطلاعة فرأى ما أعد الله فيها لأهلها ، فلم يضحك بعد ذلك.

ثم مضى حتى انتهى حيث انتهى فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة ، قال : فأقبل فمر على موسى(عليه السلام)فقال : يا محمد ، کم فرض على أمتك ؟

قال : «خمسون صلاة».

قال : ارجع إلى ربك فسله أن يخقف عن أمتك .

قال : فرجع ثم مر على موسى(عليه السلام)فقال :كم فرض على أمتك ؟ قال : كذا وكذا.

قال : فإن أمتك أضعف الأمم، ارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك ، فإني كنت في بني إسرائيل، فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا. فلم يزل يرجع إلى ربه حتى جعلها خمس صلوات .

ص: 310

قال : ثم مر على موسى(عليه السلام)فقال : كم فرض على أمتك ؟

قال : «خمس صلوات».

قال : ارجع إلى ربك فسله أن يخقف عن أمتك .

قال : «قد استحييت من ربي ما أرجع إليه»(1).

قال : ثم مر على إبراهيم خليل الرحمان ، فناداه من خلفه ، فقال : «یا محمد اقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة ماؤها عذب وتربتها طيبة فيها قيعان بيض ،غرسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولاحول ولا قوة إلا بالله ، فمر أمتك فليكثروا من غرسها».

ثم مضى حتى مر بعير يقدمها جمل أورق، ثم أتى أهل مكة فأخبرهم بمسيره، وقد كان بمكة قوم من قريش قد أتوا بیت المقدس فأخبرهم، ثم قال : «آية ذلك أنها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس، يقدمها جمل أورق».

قال: فنظر فإذا هي قد طلعت، وأخبرهم أنه قد مر بأبي سفيان، وأن إبله نفرت في بعض الليل، وأنه نادي غلاما له في أول العير : يا فلان، إن الإبل قد نفرت، وإن فلانة قد ألقت حملها، وانكسرت يدها. فسألوا عن الخبر، فوجدوه كما قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(أمالی الصدوق : المجلس 69، الحدیث 2)

(845)11(2) - حدثنا محمد بن محمد بن عصام (رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن يعقوب

الكليني قال : حدثنا علي بن محمد ، عن محمد بن سلیمان، عن إسماعيل بن إبراهيم،

عن جعفر بن محمد التميمي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد :

عن زيد بن علي قال : سألت أبي سید العابدين(عليه السلام)، فقلت له: يا أبه ، أخبرني

ص: 311


1- انظر ما رواه البيهقي في عنوان : «باب : الدليل على أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عرج به إلى السماء...» .من دلائل النبوة : ج 2 ص 384، وابن هشام في قصة المعراج من كتابه السيرة النبوية : ج 2 ص50 - 49.
2- 11- ورواه أيضا في الحديث 8 من الباب 28 من كتاب التوحید : ص 176 - 177.

عن جدنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عزوجل بخمسين صلاة ،كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسی بن عمران (عليه السلام): ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك لاتطیق ذلك ؟

فقال : «یا بني، إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لايقترح (1)على ربه عز وجل ولا يراجعه في شيء يأمره به ، فلما سأله موسى(عليه السلام) ذلك وصار شفيعا لأمته إليه، لم يجز له رد شفاعة أخيه موسی(عليه السلام)، فرجع إلى ربه يسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات».

قال : فقلت له: يا أبه ، فلم لم يرجع إلى ربه عز وجل ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف ؟

فقال :«یا بني أراد (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة، لقول الله عزوجل :﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(2)، ألا ترى أنه(عليه السلام) لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئیل(عليه السلام)فقال : يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إنها خمس بخمسين﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (3).

قال : فقلت له : يا أبه، أليس الله تعالى ذكره لايوصف بمكان ؟

فقال : «بلی ، تعالى الله عن ذلك».

فقلت: فما معنى قول موسى(عليه السلام) لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ارجع إلى ربك ؟

فقال : «معناه معنى قول ابراهیم(عليه السلام):﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (4)ومعنى

ص: 312


1- الاقتراح : السؤال من غير روية .
2- سورة الأنعام : 6: 160.
3- سورة ق: 50: 29. قال المجلسي في البحار : 18 : 349: لعل المعنى أنه كان مرادي بالخمسين أن أعطيهم ثواب الخمسين ، أو أنه تعالى لما قرر لهم خمسين صلاة ، فلو بتها ولم يعطهم هذا الثواب لكان ظلما في جنب عظمته وقدرته وعجز خلقه وافتقارهم إليه ، ثم الغرض من هذه الاستشهادات أن هذا المعنى شائع في الاستعمالات.
4- سورة الصافات: 37: 99.

قول موسی(عليه السلام) :﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾(1)؟ ومعنى قوله عز وجل: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾(2)، يعني : حجوا إلى بيت الله ، يابني، إن الكعبة بيت الله ، فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله، والمساجد بيوت الله، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله و قصد إليه، والمصلي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله عز وجل، وأهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عز وجل، وإن لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته ، فمن عرج به إلى بقعة منها، فقد عرج به إليه ، ألا تسمع الله عز وجل يقول : ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ﴾ (3)، ويقول عز وجل - في قصة عيسی(عليه السلام) -:﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾(4)، ويقول عز وجل:﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (5).

(أمالي الصدوق: المجلس 70، الحديث 6)

(846) 12(6) - حدثنا أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبد السلام بن صالح الهروي:

عن الرضا علي بن موسى (في حديث ) قال : قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرائيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلمااشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة».

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 7)

تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .

ص: 313


1- سورة طه : 20 : 84.
2- سورة الذاريات: 51: 50 .
3- سورة المعارج : 70: 4.
4- سورة النساء : 4: 158.
5- سورة فاطر: 10:35 .
6- 12 - ورواه أيضا في الحديث 3 من الباب 11 من عيون أخبار الرضا(عليه السلام) : ج 1 ص 107- 105، والحديث 21 من الباب 8 من كتاب التوحيد ص 118 - 117. ورواه الطبرسي في أجوبة الإمام الرضا(عليه السلام) لأسئلة أبي الصلت من أبواب احتجاجاته(عليه السلام) من كتاب الاحتجاج ص 409 -408.

(847)13 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور(رحمه الله) قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر قال : حدثني أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) ذات يوم وهو في مسجد قباء و الأنصار مجتمعون : «يا علي، أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت وصيي ، وخليفتي ، وإمام أمتي بعدي، والى الله من والاك، وعادي الله من عاداك ، وأبغض الله من أبغضك، ونصر الله من نصرك ، وخذل الله من خذلك.

يا علي، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي يا علي، إنه لما عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد.

قلت : لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت.

فقال : إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين».

(أمالي الصدوق : المجلس 56، الحديث 7)

(848) 14(1) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن

ص: 314


1- 14 - وقريبة منه رواه الخوارزمي في الفصل 19 من المناقب : ص 328 ح 340 عن معجم الطبراني بإسناده عن عبدالله بن عليم الجهني ، وفيه : «سيد المؤمنين» بدل « یعسوب المؤمنين» . ورواه الحاكم في المستدرك : 3: 137 ، وابن الأثير في ترجمة أسعد بن زرارة الأنصاري ، من أسد الغابة : 1: 69، و في ترجمة عبدالله بن أسعد بن زرارة : 3: 116، وابن المغازلي في المناقب : ص 104 و 105 ح 146 و 147 بإسناده عن أسعد بن زرارة ، وفي الجميع : «سيد المسلمين» بدل : « یعسوب المؤمنين». ورواه المحب الطبري في عنوان «ذکر اختصاصه بسيادة العرب ...» من الفصل 6 من الرياض النضرة : 2: 122 عن عبدالله بن أسعد بن زرارة ، وقال : أخرجه المحاملي . ثم رواه عن علي(عليه السلام)بزيادة «ويعسوب الدين» ، ثم قال : خرجه علي بن موسی الرضا . ورواه أيضا في ذخائر العقبي : ص 70.

محمد بن عيسى ، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن منصور الصيقل، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه(عليهم السلام)قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«لما أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي في علي ثلاث كلمات ، فقال: يا محمد.

فقلت : لبيك ربي.

فقال : إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين».

(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحدیث 17)

(849) 15 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و قال : حدثنا محمد بن

الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي مالك

الحضرمي، عن إسماعيل بن جابر :عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)- في حديث طويل (1)(1)- يقول فيه : إن الله تبارك و

تعالى لما أسرى بنبيه (صلی الله عليه وآله وسلم) قال له : «یا محمد، إنه قد انقضت نبوتك، وانقطع أكلك، فن لأمتك من بعدك ؟

[وقال :]فقلت: يا رب، إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي بن أبي طالب.

فقال عز وجل : و لي يا محمد، فن لأمتك ؟

فقلت : يا رب، إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أشد حبا لي من علي بن أبي طالب.

فقال عزوجل : و لي يا محمد، فأبلغه أنه راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور لمن أطاعني».

(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 24)

ص: 315


1- تقطيع الحديث من الشيخ الصدوق(قدس سره) .

(850)16 -حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا جعفر بن محمد الكوفي قال : حدثنا محمد بن الحسين بن زید، عن عبد الله بن الفضل، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام)قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ليلة أسري بي إلى السماء كلمني ربي جل جلاله فقال : يا محمد.

فقلت : لبيك ربي.

فقال : إن عليا حتي بعدك على خلقي، وإمام أهل طاعتي من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فانصبه علما لأمتك يهتدون به بعدك».

(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 27)

(851) 17(1) - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله)، عن عمه محمد بن أبي القاسم،

عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصير، عن أبان، عن زرارة وإسماعيل بن عباد القصري، عن سليمان الجعفي :

عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)قال : «لما أسري بالنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وانتهى إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى ، ناجاه ربه جل جلاله ، فلما أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه: یا محمد.

قال : لبيك ربي.

قال له : من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة؟

قال : اختر لي ذلك، فتكون أنت اختار لي.

فقال : اخترث لك خيرتك علي بن أبي طالب(عليه السلام)».

(أمالي الصدوق : المجلس 86، الحديث 16)

(852) 18(2) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن

ص: 316


1- 17- لاحظ مسند زيد الشهيد(رضی الله): ص 362 .
2- 18 - وروی قريبا منه العياشي في تفسير سورة بني إسرائيل من تفسيره: ج 2 ص 277ح عن ابن بكير ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : «لما أسري برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر به إلا مالك خازن جهنم ، فقال لجبرئیل : يا جبرئیل ، ما مررت بملك من الملائكة إلا استبشرني إلا هذا الملك فمن هذا ؟ قال : هذا مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله» . قال : «فقال له النبي : يا جبرئیل : سله أن يرينها ، فقال جبرئیل : یا مالك هذا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد شكا إلي وقال: ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشرني وسلم على إلا هذا، فأخبرته أن الله هكذا جعله ، وقد سألني أن أسألك أن تریه جهنم» . قال : «فکشف له عن طبق من أطباقها ، فما رئی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ضاحكا حتی قبض (صلی الله عليه وآله وسلم) ». وروی نحوه القمي في أوائل تفسير سورة الإسراء في تفسيره : ج 2 ص 5.

عيسى، عن الحسن بن علي بن فال ، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة :

عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال : «إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حيث أسري به إلى السماء لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور به، حتى مربخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه ولم يقل شيئا فوجده قاطبا عابسا، فقال : يا جبرئیل ، ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلا هذا، فمن هذا ؟!

قال : هذا مالك خازن النار، وهكذا خلقه ربه.

قال : فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار.

فقال له جبرئیل : إن هذا محمد رسول الله وقد سألني أن أطلب إليك أن تریه النار.

قال : فأخرج له عنقا منها فرآها ، فلا أبصرها لم يكن ضاحكا(1) حتى قبضه الله عز وجل».

(أمالي الصدوق : المجلس 87، الحديث 1)

(853 )- حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال :حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال: حدثني جعفر بن عبدالله

ص: 317


1- في نسخة : «فرآها فما افتر ضاحكا» .

الناونجي(1)، عن عبدالجبار بن محمد، عن داوود الشعيري، عن الربيع صاحب المنصور عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) (في حديث طويل) قال : حدثني أبي، عن أبيه ،عن جده قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء عهد إلى ربي عز وجل في علي(عليه السلام)ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد.

فقلت : لبيك ربي وسعديك.

فقال عز وجل: إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، فبشره بذلك» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 10)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الصادق(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

(854)20 - حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل(رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسی بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعد الحقاف، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبدالله بن عباس قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب الثور، ناداني ربي جل جلاله : يا محمد ، أنت عبدي وأنا ربك، فلي فاخضع، وإياي فاعبد، وعلي فتوكل ، وبي فثق ، فإني قد رضيت بك عبدة وحبيبة ورسولا ونبيا، وبأخيك علي خليفة ربابة، فهو حجتي على عبادي ، وإمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي ، وبه يميز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني، وتحفظ حدودي، وتنقذ أحكامي، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي، وبالقائم منكم أعتر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذي

ص: 318


1- في نسخة «النما ونجي» .

كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي، وله(1) أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني، ذلك وليي حقا، ومهدي عبادي صدقا».

(أمالي الصدوق : المجلس 92، الحديث 4)

(855) 21(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله بن موسی(3) قال : [حدثنا عبدالله بن هارون قال : ](4) حدثنا محمد بن عبد الرحمان العرزمي قال : حدثني المعلى بن هلال، عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن عبدالله بن العباس قال :

سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «أعطاني الله تبارك وتعالى خمسة وأعطى عليا خمسة: (إلى أن قال): وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلى فنظرت إليه».

قال : ثم بکی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقلت له : ما يبكيك فداك أمي وأبي ؟

فقال : «یا ابن عباس ، إن أول ما كلمني به أن قال : يا محمد ، انظر تحتك.

ص: 319


1- في نسخة : «و به».
2- 21 - ورواه الشيخ الصدوق لا في الحديث 57 من باب الخمسة من الخصال : ج 1 ص 293 باختصار . ورواه شاذان في الفضائل ص 5 - 7 و 168، والطبري في بشارة المصطفي : ص 41، وابن حمزة في الثاقب : ص 142 ح 135 /7. وروى صدره ابن شهر آشوب في المناقب : 3: 303، والفتال في روضة الواعظين: ص 109.
3- الظاهر أنه سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم، شیخ القميين و فقيههم ، روى عنه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، توفي سنة 301، وقيل : 299.
4- ما بين المعقوفين موافق لما في الحديث 19 من المجلس 7.

فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد فتحت، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي، فكلمني وكلمته، وكلمني ربي عز وجل».

فقلت : يا رسول الله، بم كلمك ربك ؟

قال : «قال لي : يا محمد ، إلي جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ،فأعلمه، فها هو يسمع كلامك. فأعلمته و أنا بين يدي ربي عز وجل، فقال لي :قد قبلت وأطعت . فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ، ففعلت، فرد عليهم السلام، ورأيت الملائكة يتباشرون به، و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنأوني وقالوا: يا محمد، والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك. ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت : يا جبرئیل ، لم نکس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يا محمد ،ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش، فإنهم استأذنوا الله عز و جل في هذه الساعة، فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب، فنظروا إليه ، فلا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو خبرني به، فعلمت أني لم أطأ موطئة إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 15)

وبالسند المتقدم عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا( إلى أن قال :) «و أسري بي إليه وفتحت له أبواب السماء حتى رأي ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه».

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 19)

أقول : هذا متحد مع المتقدم فلم أفرده بالذكر، ويأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالة على إمامة أمير المؤمنين علي من كتاب الإمامة.

(856) 22 - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا موسی بن إبراهيم المروزي قال : حدثنا موسی بن جعفر، عن أبيه ،

ص: 320

عن جده(عليهم السلام) :

عن جابر بن عبد الله قال : لما زوج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة(عليها السلام) من علي(عليه السلام) أتاه ناس من قريش فقالوا: إنك زوجت عليا بمهر خسیس ! فقال: «ما أنا زوجت

عليا، ولكن الله عز وجل زوجه، ليلة أسري بي عند سدرة المنتهي، أوحى الله إلى السدرة: أن انثري ما عليك ، ونثرت الدر والجواهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادینه ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد(عليهم السلام) » الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب تزويج فاطمة(عليه السلام) من ترجمتها.

(857 )23- حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الفحام قال : حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال : حدثني عم أبي أبو موسی عیسی بن أحمد بن عیسی بن منصور قال : حدثني الإمام علي بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن موسی الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لا أسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحي إلي ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمد، اقرأ علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين(عليه السلام) ، فما سميت بهذا أحد قبله ، ولا أستي بهذا أحدأ بعده».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 25)

(858 - 859) 24(1) - 25 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن

ص: 321


1- 24 - ورواه الخوارزمي في ح 299 من المناقب : ص 303-304 في الفصل 19،والحمويي في الباب 52 من السمط الأول من فرائد السمطين : ج 1 ص 268 - 269 ح 210. ورواه الجاوابي في كتابه «نور الهدى» عن الحقار کا نقله عنه السيد ابن طاووس في الباب 7 من كتاب التحصين : المطبوع ذیل «اليقين»: ص 544. ورواه أيضا الجاوابي في نور الهدى عن ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن هارون الهاشمي ، عن محمد بن مالك بن إبراهيم النخعي ، عن محمد بن فضيل ، ونصر بن مزاحم، عن غالب الجهني ، وعن الرضا، عن أبيه، عن جده ... كما رواه عنه السيد ابن طاووس في اليقين : في الباب 6 من ذيله «التحصين» : ص 542. ورواه العلامة المجلسي في البحار : 18 : 372 نقلا عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان نقلا عن كتاب المعراج عن الصدوق ، عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، عن محمد بن هارون .ورواه أبو جعفر الكوفي في المناقب : ج 1 ص 410 ح 326، وأبو نعيم في حلية الأولياء : 1: 66 بسندهما عن سلام الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين .ورواه العلامة الحلي في كشف اليقين : ص 295 - 296 ح 341 في عنوان «مخاطبته بأميرالمؤمنین» نقلا عن مناقب الخوارزمي. وله شاهد من حديث أبي برزة ، رواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين من حلية الأولياء : 1: 66، وعنه ابن عساكر في الحديث 742 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من تاريخ دمشق ، 2: 230ط 2، وابن الجوزي في الحديث 381 من العلل : ص 239 ، وابن المغازلي في الحديث 69 من المناقب : ص 46، والكنجي في الباب 4 من كفاية الطالب: ص 72 - 73، والحمويي في أول الباب الثلاثين من فرائد السمطين : 1 : 151 ح 114، وفي ط 2: ح 126، وفي بعض المصادر :«ومن أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني فبشره بذلك ...» ومن حديث أنس ، رواه الخطيب في ترجمة لاهز بن عبدالله من تاريخ بغداد : 14 : 98 - 99 برقم 7441، وأبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من حلية الأولياء : 1: 66 وعنه الحمويي في فرائد السمطين : 1: 144 ح 108، وابن عساكر في الحديث 849 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق: 2: 339 نقلا عن الخطيب وأبي نعيم.

محمد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي - قراءة عليه - قال :

أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعي قال : حدثنا محمد بن فضیل بن غزوان الضبي قال : حدثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال :

ص: 322

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى السماء ، ثم(1) إلى سدرة المنتهى، أوقفت (2) بين يدي ربي عز وجل فقال لي : يا محمد.

فقلت: لبيك ربي(3) وسعديك.

قال : قد بلوت خلق، فأیهم وجدت(4) أطوع لك»؟

قال : «قلت: رب عليا».

قال : صدقت يا محمد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون»؟

قال : «قلت : اختر لي ، فإن خيرتك خير لي».

قال: «قد اخترت لك عليا، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، فإني قد نحلته علمي و حلمي ، وهو أميرالمؤمنين حقا، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده (5).

یا محمد، علي راية الهدى ، وإمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتها

المتقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمد».

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «رب (6)فقد بشرته».

فقال علي(عليه السلام):«أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعذبني(7) فبذنوبي، لم يظلمني شيئا، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي».

فقال : «اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك» (8).

ص: 323


1- كلمة «ثم» غير موجودة في ح 73.
2- في ح 73 : «وقفت».
3- كلمة «ربي» غير موجودة في ح 73.
4- في ح 73: «فأیهم رأيت ...».
5- في الحديث 73: «لم ينلها أحد قبله ، وليست لأحد بعده» .
6- في الحديث 73: «قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : قلت : رب».
7- في الحديث 73: «يعاقبني» .
8- في الحديث 73 : «وإن يتمم لي وعدي فالله مولاي . قال : أجل ، واجعل ربيعه الإيمان بك». قال العلامة المجلسي(رحمه الله)في البحار: 37: 292: «أجل قلبه» بالتخفيف ، من الجلاء ، أو بالتشديد : أي اجعل قلبه جليلا عظية بما تجعل فيه من المعارف الإلهية والأخلاق البهية ، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ، أي أخل قلبه عن الصفات الذميمة والشبهات الرديئة.قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «واجعل ربيعه الإيمان بك» أي اجعل صفاء قلبه ونموه في الكمالات بسبب الإيمان بك، فإن صفاء النباتات ونموها إنما يكون في الربيع، أو اجعل قلبه مائة إلى الإيمان مشتاقة إليه كما يميل الإنسان إلى الربيع ، قال ابن الأثير : في حديث الدعاء : «اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي» جعله ربيعة، لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان ويميل إليه .

قال: «قد فعلت (1) ذلك به يا محمد ، غير أني مختصه بشيء من البلاءلم أختص به أحد من أوليائي».

قال : «قلت : رب، أخي وصاحبي.

قال : إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به ، لولا(2) علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي».

قال محمد بن مالك : فلقيت نصر بن مزاحم المنقري، فحدثني عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن علي علي قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء...»وذكر مثله سواء.

قال محمد بن مالك : فلقيت علي بن موسی بن جعفر ، فذكرت له هذا الحديث ، فقال : حدثني به أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي عليه قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهی ...» وذكر الحديث بطوله.

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 46-45 )

أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحقار قال حدثنا أبو بكر محمد بن

ص: 324


1- في فرائد السمطين : «قد جعلت به» .
2- في ح 73: «قال : قد سبق في علمي أنه مبتلی ، لولا ...»

عمرالجعابي قال : حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي قال : حدثنا محمد بن

زياد الثقفي قال : حدثنا محمد بن فضیل بن غزوان، عن غالب الجهني مثله مع مغایرات طفيفة ذكرتها في الهامش. (أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 73)

(860 )26- أخبرنا الحفار قال : حدثنا ابن الجعابي قال : حدثنا أبو عثمان سعید بن عبدالله بن عجب الأنباري قال : حدثنا خلف بن درست قال : حدثنا القاسم بن هارون قال : حدثنا سهل بن سقير(1)، عن همام، عن قتادة ، عن أنس قال :

قال رسول الله : «لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي عز وجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى.

فقال : يا محمد ، من تجب من الخلق ؟

قلت : يا رب عليا.

قال : التفت یا محمد. فالتفت عن يساري ، فإذا علي بن أبي طالب علي».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 67)

(861 )27(2)- أخبرنا الحفار قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلواني قال : حدثنا محمد بن إسحاق المقرئ قال : حدثنا علي بن حماد الخشاب قال : حدثنا

ص: 325


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب التراجم، وفي أصلي : «سهل بن صقين»، وفي بعض النسخ : «سهل بن سفیان»، وكلاهما مصحفان ، لعدم وجود رجل اسمه سهل وأبوه سفيان أو صقين في كتب الرجال ، ويشهد لما قلنا أن سقير يقال فيه أيضا «صقير» بالصاد .راجع تهذيب الكمال : ج 12 ص 193.
2- 27 - ورواه الخطيب في ترجمة محمد بن إسحاق بن مهران من تاريخ بغداد : 1: 258 - 259رقم 88، و الخوارزمي في الفصل 19 من المناقب ص 302ح 297، والذهبي في ترجمة علي بن أحمد المؤدب الحلواني من ميزان الاعتدال ، وابن حجر في لسان الميزان، وابن طاوس في الطرائف : 64: 1 . وله شاهد من حديث أمير المؤمنين(عليه السلام)، رواه الخزاعي في الحديث : من أربعينه ص 47، و الخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين(عليه السلام) : 1: 108، والشيخ الصدوق في باب الستة من الخصال : 1: 323 ح 9. ومن حديث الحسين بن علي(عليه السلام) ، رواه ابن شاذان في المنقبة 54 من مئة منقبة : 109، و الكراجكي في كنز الفوائد : 149: 1 .

علي بن المديني قال : حدثنا وكيع بن الجراح قال : حدثنا سليمان بن مهران قال : حدثنا جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله : «لا عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على باغضهم لعنة الله».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 77)

(862) 28 (1)- أخبرنا جماعة قالوا: حدثنا أبو المفضل قال : حدثني إسحاق بن محمد بن مروان [بن زیاد] (2) الكوفي ببغداد، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا يحيى بن سالم الفراء، عن حماد بن عثمان ، عن جعفر بن محمد، عن آبائه(عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر(3) ایرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبتان من در وزبرجد ، فقلت : يا جبرئیل، لمن هذا القصر؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، و أطعم الطعام، وتهجد بالليل والناس نيام».

قال علي(عليه السلام) : فقلت: «یا رسول الله ، وفي أمتك من يطيق هذا»؟

ص: 326


1- 28 - ورواه السيد أبو طالب في الباب 64 من تيسير المطالب : ص 445 - 446 ح 994 بإسناده عن محمد بن أبي عمير، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)...
2- ما بين المعقوفين من الحديث التالي .
3- في نسخة : «یاقوتة حمراء».

قال : «أتدري ما إطابة الكلام»؟

فقلت: «الله ورسوله أعلم».

قال : «من قال : سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر، أتدري ما إدامة الصيام» ؟

قلت: «الله ورسوله أعلم».

قال : «من صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوما، أتدري ما إطعام الطعام ؟ قلت: «الله ورسوله أعلم».

قال : «من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس ، أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام؟

قلت : «الله ورسوله أعلم».

قال : «من لم يتم حتى يصلي العشاء الآخرة، والناس من اليهود والنصاری وغيرهم من المشركين نيام بينهما» .

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 30)

(863)29(1) - وبالسند المتقدم عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قيعانا يققا (2)من مسك، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما لكم ريما بنيتم ورما أمسكتم ؟ !(3) قالوا : حتى تأتينا النفقة.

قلت : وما نفقتكم ؟

قالوا: قول المؤمن : «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الا الله، والله أكبر»، فإذا قالهن بنینا، وإذا سكت وأمسك أمسكنا».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 4)

ص: 327


1- 29 - ورواه القمي في تفسير الآية 56 من سورة مريم من تفسيره : ج 2 ص 53.
2- القاع : المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض . واليقق : المتناهي البياض .
3- في الطبعة الحجرية : «ما لكم ولأي شيء تبنون مرة وتمسكون أخرى»؟

(864) 30 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد بن عبدالله الموسوي في داره بمكة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة ، قال :حدثني مؤدبي عبدالله بن أحمد بن نهيك الكوفي قال : حدثنا محمد بن زیاد[ا] بن أبي عمير قال : حدثنا علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد علي ، عن آبائه [ (عليه السلام)] :

عن علي(عليه السلام) قال : قال لي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، إنه لما أسري بي إلى السماء تلقتني الملائكة بالبشارات في كل سماء حتى لقيني جبرئیل (عليه السلام)في محفل من الملائكة، فقال : يا محمد لو اجتمعت أمتك على حب علي ما خلق الله عز وجل النار.

يا علي، إن الله تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتى آنست بك:

أما أول ذلك : فليلة أسري بي إلى السماء قال لي جبرئیل(عليه السلام) : أين أخوك يا

محمد؟

فقلت : يا جبرئیل، خلفته ورائي.

فقال : ادع الله عز وجل فليأتك به.

فدعوت الله ، فإذا مثالك معي، وإذا الملائكة وقوف صفوفا، فقلت: يا جبرئیل، من هؤلاء؟

قال : هؤلاء الذين يباهي الله عز وجل بهم يوم القيامة. فدنوت فنطقت بما كان وما يكون إلى يوم القيامة.

والثاني : حين أسري بي إلى ذي العرش عز وجل، فقال لي جبرئيل : أين أخوك یا محمد؟

فقلت : خلفته ورائي .

قال : ادع الله عز وجل فليأتك به.

فدعوت الله عز وجل فإذا مثالك معي، وكشط لي عن سبع سماوات حتى رأيت

30 - ومن قوله : «يا علي ، إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني» إلى آخر الحديث ، رواه أيضا في وصايا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب المواعظ : ص 47 - 49 بتفاوت يسير.

ص: 328

سكانها و عمارها، وموضع كل ملك منها.

والثالث : حيث بعثت للجن، فقال لي جبرئيل(عليه السلام) : أين أخوك ؟

فقلت : خلفته من ورائي.

فقال : ادع الله عز وجل فليأتك به.

فدعوت الله عز وجل، فإذا أنت معي، فما قلت لهم شيئ ولاردوا علي شيئا إلا سمعته ووعيته.

والرابع : خصصنا بليلة القدر، وأنت معي فيها، وليست لأحد غيرنا.

والخامس : ناجيت الله عز وجل، ومثالك معي، فسألت فيك خصالا أجابني إليها إلا النبوة، فإنه قال : خصصتها بك، وختمتها بك.

والسادس : لما طفت بالبيت المعمور، كان مثالك معي.

والسابع : هلاك الأحزاب على يدي ، وأنت معي.

يا علي، إن الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثم اطلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمة من ولدهما على رجال العالمين.

يا علي، إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن ، فأنست بالنظر إليه : إني لما بلغت بیت المقدس في معارجي إلى السماء ، وجدت على صخرتها: «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بوزيره ونصرته به».

فقلت : يا جبرئيل، ومن وزيري ؟

قال : علي بن أبي طالب(عليه السلام) .

فلما انتهيت إلى سدرة المنتهي، وجدت مكتوبا عليها: «لا إله إلا الله أنا وحدي، و محمد صفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره ونصرته به».

فقلت یا جبرئيل، ومن وزيري ؟

فقال : علي بن أبي طالب(عليه السلام).

فلما جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش رب العالمين، وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش : «أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد حبيبي وصفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره وأخيه ونصرته به».

ص: 329

يا علي، إن الله عز رجل أعطاني فيك سبع خصال : أنت أول من ينشق القبر عنه معي، وأنت أول من يقف معي على الصراط ، فتقول(1) للنار : خذي هذا فهو لك، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أول من يكسي إذا کسیت ويحيى إذا حييت ، وأنت أول من يقف معي عن يمين العرش، وأول من يقرع معي باب الجنة، وأول من يسكن معي عليين، وأول من يشرب معي من الرحیق المختوم الذي ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».

(أمالی الطوسی :المجلس 32، الحديث 21)

(865 )31(2)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بکر بن صالح، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم قال : حدثني الحسين بن زید، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده(عليهم السلام) قال:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لما أسري بي إلى السماء [و](3) انتهيت إلى سدرة المنتهی نودیت : يا محمد ، استوص بعلي خيرة، فإنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين يوم القيامة». (أمالي المفيد : المجلس 22، الحديث 3)

أبوجعفر الطوسي، عن المفيد مثله. (أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 30)

ص: 330


1- هذا هو الظاهر، وفي النسخة : «فيقول» .
2- 31 - ورواه الحسن بن أبي طاهر الجاوابي عن المفيد، في كتاب «نور الهدى والمنجي من الردى» كما في الباب 3 من كتاب التحصين - لابن طاووس -. ورواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 102 عن ابن الشيخ ، عن أبيه . وفي الباب عن الرضا، عن آبائه(عليه السلام)، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : رواه الرضا(عليه السلام) في صحيفته : ص 48ح 28، وابن مردویه کما عنه في ألقاب الرسول وعترته (مجموعة نفیسه : ص 228)، وابن المغازلي في المناقب : ص 65 ح 93، والسيد فضل الله الراوندي في سنة الأربعين ، كما عنه في
3- كلمة «و» موجودة في أمالي الطوسي. اليقين : ص 467 باب 179 ، والجاوابي في نور الهدی کما عنه في اليقين : ص 595 - 596. وعن منصور الصيقل ، عن الصادق ، عن آبائه(عليهم السلام)، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، رواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 164. وعن عبد الله بن حكيم الجهني، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، رواه الطبراني في المعجم الصغير : 2: 88، و أبو نعيم في تاريخ إصبهان : 2: 200 کلاهما في ترجمة محمد بن مسلم الأشعري، والخطيب في موضح الأوهام : 190:1 - 191، والحمويي في فرائد السمطين : 1: 143 ح 107 بسنده عن الطبراني. وعن عبد الله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، رواه الصدوق في باب الثلاثة من الخصال : ص 115 - 116 ح 94، والحاكم في المستدرك: 3: 137 - 138،والخطيب في موضح الأوهام : 188:1 -189، ص 190، والنطنزي في الخصائص العلوية ، كما عنه في اليقين : ص 469 باب 180 و 181، وابن مردويه في المناقب کما عنه في ألقاب الرسول وعترته : (مجموعة نفيسة : ص 228)، والطبري في بشارة المصطفي : ص 166، وابن عساكر في ترجمة علي : 2: 27 ح 779-781 و بسنده عنه الكنجي في الباب 45 من كفاية الطالب : 189 -190، وابن الأثير في أسد الغابة : 69:1 ، 116:30 ، والشيخ منتجب الدين في الأربعين : ص 58ح 29، وابن المغازلي في المناقب : ص 105 ح 147، والحسن بن أبي طاهر الجاوا بي في نور الهدی کما عنه في اليقين : ص 608، والباوردي وابن قانع والبزار وابن النجار ، كما عنهم في كنز العمال : 619:11 ح 33010 و 33011. وعن محمد بن عبد الرحمان بن أسعد بن زرارة، عن أبيه ، رواه ابن المغازلي في المناقب : ص104 ح 146. وأورده في روضة الواعظين : ص 108، ومحاضرات الأدباء : 2: 478، وكشف اليقين : ص456 ح 557، والریاض النضرة : 2: 122 وقال : خرجه الحاملي وعلي بن موسى الرضا.وللحديث مصادر وشواهد كثيرة، لاحظ إحقاق الحق : 4: 11- 25، و 5:15 - 25،وفضائل الخمسة : 2: 113 وما بعده . قال الجزري في النهاية : 3: 354، و1: 369: ومنه الحديث : «غر محجلون من آثار الوضوء» :الغر الجمع الأغر، من الغره : بياض الوجه ، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة .وقال في مادة «حجل»: في صفة الخيل : «خير الخيل الأقرح المحجل»: هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد[ القيد : حبل ونحوه يجعل في رجل الدابة وغيرها فيمسكها ]، ويجاوز الأرساغ [الرسغ - بالضم وضمتين -: الموضع المستدق بين الحافر موصل الوظيف من اليد والرجل، ومفصل ما بين الصاعد والكف والساق والقدم، ومثل ذلك في كل دابة ، ج : أرساغ وأرسغ (القاموس)]، ولا يجاوز الركبتين ، ومنه الحديث : «أمتي الغر المحجلون»: أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه.

ص: 331

باب 4- الهجرة إلى الحبشة وبعض أحوال جعفر بن أبي طالب والنجاشي

(866) (1)1 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري إجازة ، قال : حدثنا عبیدالله بن محمد الواسطي قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى قال : حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان قال : حدثنا مسعدة بن صدقة قال :

حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه(عليه السلام) أنه قال : «أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان(2) الثياب».

قال : فقال جعفر بن أبي طالب(عليه السلام)(3): «فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصير محمدأ (صلی الله عليه وآله وسلم) وأقر

ص: 332


1- 1- ورواه الكليني(قدس سره) من في أول باب التواضع من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2: 121. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ج 3 ص 134 بإسناده عن عبد الرحمان رجل من أهل صنعاء.ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : 308:3 .
2- خلقان : جمع خلق ، وهو الثوب البالي .
3- من أمالي الطوسي.

عيني به، ألا أبشركم ؟

فقلت : بلى أيها الملك.

فقال : إنه جاء في الساعة(1)من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا (صلی الله عليه وآله وسلم) وأهلك عدوه، وأسر فلان وفلان وفلان، وقتل فلان وفلان وفلان، التقوا بواد يقال له «بدر»، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعی لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة.

فقال له جعفر : أيها الملك الصالح، فما لي(2)أراك جالسة على التراب وعليك هذه الخلقان ؟! فقال : يا جعفر، انا نجد فیما أنزل الله على عيسى صلى الله عليه: «إن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا(3) عند ما يحدث لهم من النعمة»، فلما أحدث الله لي نعمة نبيه محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) أحدثت الله هذا التواضع».

قال : «فلما بلغ النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ذلك قال لأصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله، وإن التواضع يزيد صاحبه رفع(4)، فتواضعوا يرفعكم الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزة(5) فاعفوا يعزكم الله».

(أمالي المفيد : المجلس 28، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة في بعض الكلمات ذكرتها في

الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس : 1، الحديث 19)

ص: 333


1- في أمالي الطوسي : «جاءني الساعة ...» .
2- في أمالي الطوسي : «ما لي».
3- في أمالي الطوسي : «لله تواضعا» .
4- في نسخة : «منزلة رفيعة» .
5- في أمالي الطوسي : «عزا».

باب 5 - الهجرة ومباديها، ومبيت أميرالمؤمنين (عليه السلام)

على فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)

(1897 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو عبد الله بن أبي رافع الكاتب قال :حدثني جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال : حدثنا عیسی بن مهران قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال : حدثنا أبوالمقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري:

عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : تمثل إبليس لعنه الله في أربع صور (إلى أن قال :) وتصور يوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد و أشار عليهم في النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بما أشار، فأنزل الله تعالى : ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 50)

يأتي تمامه في باب «ابلیس» من كتاب السماء والعالم .

(868) 2(2) - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال :

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا الحسين بن عبدالرحمان بن محمد الأزدي قال : حدثنا أبي قال: حدثنا عبد النور بن عبدالله بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبدالله بن معبد:

ص: 334


1- سورة الأنفال : 8: 30.
2- 2- ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره : ص 65 - 66ح 31- 33 بأسانید عن أبي صالح وأبي مالك ، وعمرو بن میمون ، عن ابن عباس بتفاوت في اللفظ . ورواه الطبرسي في تفسير الآية الكريمة في مجمع البيان : 1: 535 عن السدي ، عن ابن عباس . وروى أحمد في مسند ابن عباس من مسنده : 1: 331 وفي الفضائل : ص 211 ح 291 عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة ، عن أبي بلج، عن عمرو بن میمون ، عن ابن عباس (في حديث طويل) قال : وشرى على نفسه ، لبس ثوب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ثم نام مكانه . قال : وكان المشركون يرمون رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فجاء أبو بكر وعلي نائم ، قال : وأبوبكر يحسب أنه نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال : فقال : يا نبي الله . قال : فقال له علي : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر میمون ، فأدركه . قال : فانطلق أبوبكر ودخل معه الغار . قال : وجعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمی نبی الله ، وهو يتضور ، قد لفت رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه ، فقالوا : إنك للئيم ! كان صاحبك نرميه فلا يتضور، وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك. ومثل حديث أحمد ، رواه الطبراني في مسند عبدالله بن العباس من المعجم الكبير: 12: 77رقم 12593، والنسائي في خصائص على(عليه السلام): ص 72 رقم 23، والبلاذري في أنساب الأشراف: 2: 106 رقم 43، والحاكم في المستدرك : 3: 133، وفرات الكوفي في الحديث 33من تفسيره : ص 65، والحبري في الحديث 9 من تفسيره : ص 242، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية 207 من سورة البقرة في شواهد التنزيل : 98:1 ح 134 - 136، والكنجي في الباب 62 من كفاية الطالب : ص 242 نقلا عن مسند أحمد والأربعين الطوال ، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : 1: 203 ح 249 - 251، والحمويي في الحديث 255 من فرائد السمطين : 1: 329، وابن كثير في البداية والنهاية : 7: 351 في حوادث سنة 40 من الهجرة عند ذكر فضائل علي(عليه السلام) ، وابن حجر في ترجمة علي(عليه السلام)من الإصابة : 2: 509، والهيثمي في باب مناقب أمير المؤمنين علي(عليه السلام)من مجمع الزوائد : 119:9، والمحب الطبري في عنوان «ذکر اختصاص علي(عليه السلام)بعشر» من ذخائر العقبی : ص 87 وفي نفس العنوان من الرياض النضرة : 2: 154 ، والخوارزمي في الفصل 12 من المناقب : ص 126 ح 140، وابن البطريق في الفصل 30 من العمدة : ص 238. وانظر تخريج الحديث 4 من الباب .

عن ابن عباس قال : بات علي(عليه السلام)ليلة خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش ، وفيه نزلت هذه الآية : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ

ص: 335

ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾ (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 43)

(869 )3(2)-أخبرنا جماعة منهم: الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون، وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصفار، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس قالوا: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني قال : حدثنا أحمد بن سفیان بن العباس النحوي قال :حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال : حدثنا محمد بن عمرو بن واقدالأسلمي قاضي الشرقية ، قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة - يعني الأشهلي -، عن داوود بن الحصين [القرشي الأموي] ، عن أبي غطفان [بن طریف :

عن ابن عباس قال : اجتمع المشركون في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأتى جبرئیل(عليه السلام)رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأخبره الخبر وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فلا أراد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) المبيت، أمر عليا(عليه السلام)أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات علي(عليه السلام)وتغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ينام فيه، وجعل السيف إلى جنبه، فلا اجتمع أولئك النفر من قریش يطوفون ويرصدونه ويريدون قتله، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم جلوس على الباب، عددهم خمسة وعشرون رجلا، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذها على رؤوسهم وهو يقرأ : ﴿یس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ حتى بلغ ﴿فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ

ص: 336


1- سورة البقرة : 2: 207.
2- 3- وأخرجه ابن سعد في عنوان «ذکر خروج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأبي بكر إلى المدينة للهجرة»من الطبقات الکبری : ج 1 ص 228. ورواه ابن هشام في عنوان «هجرة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ومقام علي(عليه السلام) في فراشه» من السيرة النبوية :1: 334، وذكر القصة بتفصيل. ورواه البيهقي في آخر عنوان «باب مكر المشركين برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعصمة الله رسوله ...» من دلائل النبوة : 2: 469 - 670 إلى آخر الآيات من سورة يس .

لَا يُبْصِرُونَ ﴾(1)، فقال لهم قائل : ما تنظرون، قد والله خبتم و خسرتم، والله لقد مر بكم وما منكم رجل إلا وقد جعل على رأسه ترابا .

فقالوا: والله ما أبصرناه .

قال فأنزل الله عز وجل : ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾(2).

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 1)

(870) 4(3)- وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الإمام بإنطاكية ، قال : حدثنا محفوظ بن بحر قال : حدثنا الهيثم بن جميل قال : حدثنا قیس بن الربيع ، عن حکیم بن جبير:

عن علي بن الحسين صلوات الله عليه في قول الله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾(4) قال : «نزلت في علي(عليه السلام) حين بات على فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ».

(أمالی الطوسی: المجلس 16، الحديث 2)

ص: 337


1- سورة يس : 1:36 - 9.
2- سورة الأنفال : 8: 30.
3- 4- و أخرجه محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام) : ج 1 ص 124 برقم 69. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل : 1: 130 ح 140 و 141 بتفاوت في اللفظ . ورواه أيضا الحسكاني في ص 131 ح 162 عن الإمام السجاد (عليه السلام)قال : «نزلت في علي بن أبي طالب لما توجه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى الغار وأنام علي على فراشه، وفي ذلك يقول علي بن أبي طالب(عليه السلام): وقيت بنفسی خیر من وطأ الحصا*** وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر وبت أراعي منهم ما ينوبني***وقد صبرت نفسي على القتل والأسر محمد لما خاف أن يمكروا به***فنجاه ذو الطول العظيم من المكر وبات رسول الله في الغار آمنا*** فما زال في حفظ الإله وفي ستر ورواه الحاكم النيسابوري في كتاب الهجرة من المستدرك : 3: 4، وعنه الحمويي في الباب60 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 330 ح 256 ط1، والخوارزمي في الفصل 12من المناقب : ص 127ح 141 مع الأبيات . وله شاهد من حديث الإمام الباقر(عليه السلام)، رواه الشيخ الطوسي(قدس سره) في تفسير الآية الكريمة في التبيان ، والعياشي في تفسيره : 101:1ح 292. وقال الفخر الرازي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 5: 204 : في سبب النزول روایات (إلى أن قال :) والرواية الثالثة : نزلت في علي بن أبي طالب ، بات على فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ليلة خروجه إلى الغار، ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبرئیل(عليه السلام) عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي : «بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله بك الملائكة»، و نزلت الآية. وقال الثعلبي في تفسيره - على ما رواه عنه السيد شرف الدين الاسترآبادي في تفسير الآية الكريمة في تأويل الآيات الظاهرة : 1: 89، وفي ط: ص 95، وسبط ابن الجوزي في عنوان حديث ليلة الهجرة» من تذكرة الخواص -: لما أراد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) و الهجرة خلف عليا (عليه السلام) لقضاء دیونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار -أن ينام علي على فراشه ، وقال له : «يا علي ، اتشح ببردي الحضرمي ، ثم نم على فراشي ، فإنه لايلحق إليك منهم مكروه إن شاء الله». ففعل ما أمره به. فأوحى الله عز وجل إلى جبرئیل و میکائیل : إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الأخر، فأكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختار كل منهما الحياة . فأوحى الله عز وجل إليهما : ألاكنتا مثل علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين محمد ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه. فنزلا، فكان جبرئیل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل يقول : «بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله بك ملائكته»! فأنزل الله عز وجل على رسوله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن أبي طالب (عليه السلام):﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ الآية . وحديث الثعلبي هذا، رواه الغزالي في كتاب ذم البخل وذم حب المال من كتاب إحياء علوم الدين : 3: 273 في عنوان «بيان الإيثار وفضله»، وعنه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة :ص 48 عند ذکر شجاعة علي(عليه السلام) ، والشبلنجي في نور الأبصار : ص 86 عند ذکر شجاعة على (عليه السلام). وانظر أيضا تفسير الآية الكريمة في تفسير القمي: 1: 71، ومجمع البيان : 1: 301، وفي ط535، و تفسیر فرات : ص 64 - 66 ح 30 - 33.
4- سورة البقرة : 2: 207.

ص: 338

(871) 5 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن العباس اليزيدي النحوي قال : حدثنا الخليل بن أسد أبو الأسود النوشجاني قال : حدثنا أبوزيد سعيد بن أوس يعني الأنصاري النحوي قال : كان أبوعمرو بن العلاء إذا قرأ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ قال : «کرم الله عليا ، فيه نزلت هذه الآية».

(أمالي الطوسي : المجلس 196، الحديث 3)

(872) 6(1)-وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال :حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال : حدثنا محمد بن كثير الملائي ، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة ، عن الحسن بن أبي الحسن :

عن أنس بن مالك قال : لما توجه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى الغار ومعه أبو بكر، أمر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام)أن ينام على فراشه ويتوشح ببردته ، فبات علي(عليه السلام) موطنا نفسه على القتل، وجاءت رجال قریش من بطونها يريدون قتل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لايشکون انه محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالوا: أيقظوه ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلا أيقظوه ورأوه عليا (عليه السلام) تركوه وتفرقوا في طلب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأنزل الله عز وجل : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ

ص: 339


1- 6- انظر ما ورد في تفسير الآية 100 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري(عليه السلام): ص 469.

مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 4)

(873)7-وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال :حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال : حدثنا أبويحيي التيمي، عن عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه :

عن مجاهد قال : فخرت عائشة بأبيها ومكانه من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في الغار، فقال عبدالله بن شداد بن الهاد : وأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنه يقتل ؟! فسكتت ولم تحر جوابا .

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 5)

(874)8- وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال : حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي قال : حدثني أبي قال : حدثنا الحسين بن زید، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة، عن أبيه :

عن أم هانیء بنت أبي طالب قالت : لما أمر الله تعالى نبيه (صلی الله عليه وآله وسلم) بالهجرة وأنام عليا(عليه السلام)في فراشه ورشحه ببرد له حضرمي ثم خرج، فإذا وجوه قریش على بابه ، فأخذ حفنة من تراب فذها على رؤوسهم، فلم يشعر به أحد منهم، ودخل على بيتي ، فلما أصبح أقبل علي وقال : «أبشري يا أم هانئ، فهذا جبرئیل(عليه السلام) يخبرني أن الله عز وجل قد أنجي عليا من عدوه».

قالت : وخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مع جناح الصبح إلى غار ثور، وكان فيه ثلاثا، حتى سكن عنه الطلب، ثم أرسل إلى علي(عليه السلام)وأمره بأمره وأداء أمانته.

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 6)

ص: 340


1- سورة البقرة :2: 207

(875) 9(1) - وعن أبي المفضل قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن سلیمان النوفلي سنة خمسين ومئتين ، قال : حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي قال : حدثني أبي وخالي يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمان بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب ، عن الزبير بن سعيد الهاشمي قال : حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن یاسر (رضی الله عنه)بين القبر والروضة، عن أبيه وعبيد الله بن أبي رافع جميعا، عن عمار بن یاسر(رضی الله عنه)وأبي رافع مولى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

قال أبو عبيدة : وحدثنيه سنان بن أبي سنان : أن هند بن هند بن أبي هالة الأسدي حدثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و أمه خديجة زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أخته لأمه فاطمة صلوات الله عليها.

قال أبو عبيدة : وكان هؤلاء الثلاثة : هند بن أبي هالة وأبو رافع وعمار بن یاسر جميع يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه.

ص: 341


1- 9- قصة مشاورة قريش في دار الندوة ، ومشاركة إبليس معهم في صورة شيخ نجدي، و حديث ليلة الهجرة وتفدية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الا نفسه للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من المتواترات ، وقد ذكرها أرباب التواريخ في كتبهم مثل سيرة ابن إسحاق : 1: 290 - 291، وتاريخ الطبري :ج 2 قبیل حوادث سنة 1 من الهجرة ، وغيرهما من كتب السير. ورواه ابن هشام في عنوان «هجرة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ومقام علي (صلی الله عليه وآله وسلم) في فراشه» من السيرة النبوية :332:1 - 335 عن ابن عباس . ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 24 : 432 - 434 ح 1059 بأسانيد عن أم هاني. ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة : 2: 456 باب مكر المشركين برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعصمة الله رسوله وإخباره إياه بذلك» عن ابن شهاب الزهري. وأورده الطبرسي في الفصل 8 من إعلام الوری : 1: 143. ورواه المحب الطبري في عنوان «ذكر قصة لبس علي ثوب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ونومه مكانه ...» من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من الرياض النضرة : 2: 154 - 156 نقلا عن ابن إسحاق .

قال : وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة ، واقتصاصه عن الثلاثة : هند و عمار وأبي رافع ، وقد دخل حدیث بعضهم في بعض ، قالوا: كان الله عز وجل مما يمنع نبيه ا بعمه أبي طالب ، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوه مدة حياته ،فلما مات أبوطالب نالت قریش من رسول الله لي بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقي، فقال له : «لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم ! وصلتك رحم، فجزيت خيرا يا عم». ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر، فاجتمع بذلك على رسول الله له حزنان حتى عرف ذلك فيه.

قال هند: ثم انطلق ذوو الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة ليأتمروا في رسول الله ، وأسروا ذلك بينهم، فقال بعضهم : نبني له علما، وينزل برجا نستودعه فيه، فلايخلص من الصباة(1) إليه أحد، ولا يزال في رنق (2) من العيش حتى يتضيفه ريب المنون(3) وصاحب هذه المشورة العاص بن وائل وأمية وأبي ابنا خلف.

وقال قائل : بئس الرأي ما رأيتم، ولئن صنعتم ذلك ليتنترن له الحدب(4) الحميم(5) والمولى الحليف، ثم ليأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أنشوطتكم (6)قولوا قولكم (7).

قال عتبة وشيبة وشركهما أبو سفيان، قالوا : فإنا نرى أن نرحل بعيرا صعبا،

ص: 342


1- الصباة : جمع صابي ، الذي خرج من دين إلى دين غيره .
2- الرتق : الكدورة.
3- في نسخة : «نبني له علما ونترك رخاء نستودعه فيه ، فلايخلص من الصباة فيه إليه أحد ولا يزال في رنق من العيش حتى يذوق طعم المنون».
4- تنمر : تمدد في الصوت عند الوعيد وتشبه بالنمر ، وتنمر له : تنكر وتغير . والحدب :الشفيق ، العطوف .
5- في نسخة : «ولئن صنعتم ذلك لتسمعن هذا الحديث الحميم» .
6- الأنشوطة : عقدة يسهل انحلاها كعقد التكة.
7- في نسخة : «فلينزعن من انشوطتكم إلى خلاصه، قولوا قولكم» .

ونوثق محمدا عليه كتافا(1) وشدا، ثم نقصع البعير بأطراف الرماح، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك(2) إربا إربا. فقال صاحب رأيهم : إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا، أرأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق(3) فأخذ بقلوبهم بسحره وبيانه وطلاوة(4)لسانه ، فصبا القوم إليه، فاستجابت القبائل له قبيلة فقبيلة، فليسيرن حينئذ إليكم بالكتائب والمقانب(5)فلتهلكن كما هلكت إياد ومن كان قبلكم؟! قولوا قولكم.

فقال له أبوجهل : لكن أرى لكم أن تعمدوا(6)إلى قبائلكم العشرة، فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجد(7) ثم تستحوه حسامة عضبا(8)و تمهل (9) الفتية حتى إذا غسق الليل وغور بيتوا بابن أبي كبيشة بياتا، فيذهب دمه(10) في قبائل قریش جميعا، فلا يستطع بنوهاشم وبنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم، فيرضون حينئذ بالعقل (11) منهم.

فقال صاحب رأيهم : أصبت يا أبا الحكم.

ثم أقبل عليهم فقال : هذا الرأي فلا تعدلوا به رأيا، وأوكثوا في ذلك أفواهكم حتى يستتب أمركم، فخرج القوم عزین(12)، وسبقهم بالوحي بما كان من کیدهم

ص: 343


1- كتف فلانا : شد يديه إلى خلفه بالكتاف ، وهو حبل يشد به .
2- الدكادك :الأرض التي فيها غلظ .
3- الأفاريق : جمع أفراق ، وهو جمع فرق، وهو جمع فرقة .
4- الطلاوة : الحسن والبهجة، والقبول . وفي نسخة : «طلاقة» .
5- المقانب : جمع مقنب ، وهو جماعة الخيل والفرسان .
6- في نسخة : «لكني أرى لكم رأيا سديدا وهو أن تعمدوا» .
7- النجد : الشجاع.
8- العضب : القاطع .
9- في نسخة : «و تمهد» .
10- في نسخة : «بيتوا بابن أبي كبيشة فاقتلوه من يد رجل يضربه فيذهب دمه ..»
11- العقل : الدية .
12- عزون : جمع عزة ، وهي الفرقة من الناس ، والجمع «عزون» ومنه قوله تعالى : ﴿وعن اليمين وعن الشمال عزین﴾ : سورة المعارج : 38.

جبرئیل(عليه السلام)، فتلا هذه الآية على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾(1).

فلما أخبره جبرئیل(عليه السلام) بأمر الله في ذلك ووحيه، وما عزم له من الهجرة ، دعا

رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا(عليه السلام)وقال له : «ياعلي ، إن الروح هبط علي هذه الآية آنفا، يخبرني أن قريشأ اجتمعوا على المكر بي وقتلي، وأنه أوحي إلي ربي عز وجل أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي، وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي - أو قال : مضجعي - ليخفي بيتك عليه أثري، فما أنت قائل وما صانع ؟».

فقال علي(عليه السلام) : «أو تسلم بمييتي هناك ، يانبي الله»؟

قال : «نعم». .

فتبسم على (عليه السلام)ضاحكا، وأهوى إلى الأرض ساجدا، شكرا ما (2) أنبأه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من سلامته، وكان علي صلوات الله عليه أول من سجد لله شكرا ، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فلما رفع رأسه قال له : «امض لما(3) أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي، و مرني بما شئت أكن فيه كمسرتك(4) واقع منه بحيث مرادك ، وإن توفيقي(5) إلا بالله».

قال : «وإن ألقی عليك شبه مني - أو قال : شبهي -» .

قال : «إن». بمعني نعم -

قال : «فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي، ثم إني أخبرك يا علي أن

ص: 344


1- سورة الأنفال : 8: 30.
2- في نسخة : «لما».
3- في نسخة : «فيما» .
4- في نسخة : «لمشيتك» .
5- في نسخة : «وما توفيقي» .

الله تعالى يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء، ثم الأمثل فالأمثل، وقد امتحنك يا ابن عم وامتحنني فيك مثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل ، فصبرا صبرأ، فإن رحمة الله قريب من المحسنين». ثم ضمه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى صدره وبكى إليه وجدا به، وبکی علي(عليه السلام) جشعا (1)الفراق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .واستتبع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أبابکر بن أبي قحافة و هند بن أبي هالة، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار، ولبث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بمكانه مع علي(عليه السلام) يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين.ثم خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في فحمة العشاء الآخرة، والرصد من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون أن(2)ينتصف الليل و تنام الأعين، فخرج وهو يقرأ هذه الآية :﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ (3) .وأخذ بيده قبضة من تراب، فرمی بها على رؤوسهم، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم، ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر، فنهضا معه(4) حتى وصلوا إلى الغار، ثم رجع هند إلى مكة بما(5) أمره به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ودخل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر إلى الغار.

فلما غلق الليل أبوابه وأسدل ستاره وانقطع الأثر، أقبل القوم على علي(عليه السلام) يقذفونه بالحجارة والحلم (6)، ولا يشكون أنه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، حتى إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحهم الصبح، هجموا على علي صلوات الله عليه ، و كانت دور

ص: 345


1- الجشع : أشد الحرص .
2- في نسخة : «ينتظرون إلى أن ...» .
3- سورة يس : 9: 36.
4- في نسخة : «فأنهضها فنهضا معه» .
5- في نسخة : «لما».
6- الحلم : جمع حلمة ، وهي شجرة السعدان .

مكة يومئذ سوائب(1) لاأبواب لها، فلما بصر بهم على (عليه السلام)قد انتضوا السيوف(2)وأقبلوا عليه بها، وكان يقدمهم(3) خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب له علي(عليه السلام) فختله (4) وهمز(5) يده، فجعل خالد يقمص قماص البكر (6)، ويرغو رغاء (7) الجمل ويذعر ويصيح ، وهم في عرج الدار من خلفه ، وشد عليهم علي(عليه السلام)بسيفه -يعني سيف خالد - (8) فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار، فتبصروه، فإذا هو علي (عليه السلام) ، فقالوا : إنك لعلي؟؟

قال : «أنا على».

قالوا: فإنا لم نردك ، فما فعل صاحبك ؟

قال: «لاعلم لي به». وقد كان علم - يعني علي(عليه السلام)- أن الله تعالى قد أنجي

نبيه (صلی الله عليه وآله وسلم) بما كان أخبره من مضيه إلى الغار واختبائه فيه، فأذكت(9) قریش عليه العيون، وركبت في طلبه الصعب والذلول، وأمهل علي صلوات الله عليه حتى إذا اعتم من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في الغار، فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) هندا أن يبتاع له و لصاحبه بعيرين، فقال أبو بكر: قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين نرتحلها إلى يثرب.

فقال : «إني لا آخذهما ولا أحدهما إلا بالثمن». قال : فهي لك بذلك. فأمر (صلی الله عليه وآله وسلم)

ص: 346


1- تسبيب الدواب : إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت، استعير هنا لعدم المنع من الدار وكونها بلا باب.
2- نضا السيف وانتضاه : سله من غمده.
3- في نسخة : «وكان قد تقدمهم» .
4- ختله - بالتاء - : خدعه . قال في البحار : وفي بعض النسخ بالباء الموحدة : أي حبسه و منعه .
5- الهمز : الغمز ، والضغط .
6- القماص : الضرب بالرجل ، والبكر : الفتى من الإبل .
7- رغا البعير : إذا ضج.
8- أجفل القوم : هربوا مسرعين .
9- أذكيت عليه العيون : إذا أرسلت عليه الطلائع ، وفي نسخة : «فأدركت» .

عليا(عليه السلام)فأقبضه الثمن، ثم أوصاه بحفظ ذمته وأداء أمانته.

وكانت قريش تدعو محمدا (صلی الله عليه وآله وسلم) في الجاهلية «الأمين»، وكانت تستودعه(1) وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم، وجاءته النبوة والرسالة والأمر كذلك ، فأمر عليا(عليه السلام) أن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة وعشيا : «ألا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته».

قال : وقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنهم لن يصلوا من الأن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، ثم إلي مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربتي عليكما ومستحفظه فیکما»، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم و من أزمع للهجرة معه من بني هاشم.

قال أبو عبيدة : فقلت : لعبیدالله - يعني ابن أبي رافع -: أو كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجد ما ينفقه هكذا؟

فقال : إني سألت أبي عما سألتني، وكان يحدث بهذا الحديث، فقال : فأين يذهب بك عن مال خديجة ؟ وقال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة(عليها السلام)؟ ، وكان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يفك من مالها الغارم والعاني ويحمل الكل(2)ويعطي في النائية (3) ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين - يعني رحلة الشتاء والصيف - كانت طائفة من العير لخديجة، وكانت أكثر قریش مالا، وكان ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو وولدها بعد مماتها.

قال : وقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي وهو يوصیه : «وإذا أبرمت(4)ما أمرتك فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله، وسر إلى لقدوم كتابي (5)إليك، ولا تلبث بعده» .

ص: 347


1- في نسخة : «تودعه» .
2- العاني : الأسير. والكل : العيال والثقل .
3- النائبة : المصيبة ، والنازلة ، وما يقع على القوم من الديات وغيرها .
4- في نسخة : «وإذا قضيت».
5- في نسخة : «وانتظر قدوم کتابي ..».

وانطلق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لوجهه يؤم المدينة، وكان مقامه في الغار ثلاثا، و مبیت علي صلوات الله عليه على الفراش أول ليلة.

قال عبيدالله بن أبي رافع : وقد قال علي بن أبي طالب(عليه السلام)شعرا يذكر فيه مبيته

على الفراش ومقام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في الغار ثلاثا.(1)

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا ***ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

محمد لما خاف أن يمكروا به*** فوقاه ربي ذو الجلال من المكر

ويت أراعيهم متى ينشرونني*** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

وبات رسول الله في الغار آمنا*** هناك وفي حفظ الإله وفي ستر

أقام ثلاثا ثم زمت قلائص***قلائص يفرين الحصا أينما تفري(2)

ولما ورد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف بقباء»(3)

فأراده أبو بكر على دخوله المدينة وألاصه(4) في ذلك ، فقال : ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي» . يعني عليا وفاطمة (عليهم السلام).

قال : قال أبو اليقظان : فحدثنا رسول الله ونحن معه بقباء عن أرادت قریش به

ص: 348


1- ذکر محمد بن سلیمان الكوفي في كتاب «مناقب أمیرالمؤمنین» : ج 1 ص 124 أربعة أبيات منها، وكذا سبط ابن الجوزي في آخر عنوان«حديث ليلة الهجرة» من كتابه«تذكرة الخواص». ولاحظ أيضا كتاب الهجرة من المستدرك : 3: 4، وشواهد التنزيل : 131:1 ح 141 - 142، والفصل 12 من مناقب الخوارزمي ص 127 برقم 141، والباب 60 من فرائد السمطين : 1: 330 ح 256، والباب 21 من ينابيع المودة ص 92، ونور الأبصار ص 86، والفصول المهمة ص 86 عند ذکر شجاعة علي عليه السلام.
2- القلائص : جمع القلوص ، وهي الناقة الشابة . وفرى الأرض : سارها وقطعها .
3- قال الياقوت في معجم البلدان : 4: 301 - 302: با - بالضم -: وأصله اسم بئر هناك عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار، وألفه واو يمد ويقصر، ويصرف ولا يصرف، قال عياض : وأنكر البكري فيه القصير ولم يحك فيه القصير ولم يحك فيه القالى سوى المدة ، قال الخليل : هو مقصور ..
4- ألاص إلاصة الشيء: بمعنى لاصه ، وفلانا عن كذا : راوده عنه .

من المكر به ومبيت علي(عليه السلام)على فراشه ، قال : «أوحى الله عز وجل إلى جبرئیل و میکائیل(عليهم السلام) : أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما : عبدي ألا كنتما مثل وليی علي بن أبي طالب ؟! آخيت بينه وبين نبيی ، فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل- أو قال : رقد - على فراشه يفديه بهجته، اهبطا إلى الأرض کلاكما فاحفظاه من عدوه.

فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، و جعل جبرئیل يقول : بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب، والله عز وجل يباهي بك الملائكة !».

قال : فأنزل الله عز وجل في علي(عليه السلام) :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ

مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾(1).

قال أبو عبيدة : قال أبي وابن أبي رافع : ثم كتب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى علي بن أبي طالب عن كتابة بأمره فيه بالمسير إليه وقلة التلوم، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي(2)، فلما أتاه کتاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تهيأ للخروج والهجرة، فأذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين ، فأمرهم أن يتسللوا ويتخقفوا(3) إذا ملأ الليل بطن كل واد

ص: 349


1- سورة البقرة : 2: 207. وللحديث مصادر وأسانيد قد ذكرها الكراجكي في كنز الفوائد : 2: 55، وسبط ابن الجوزي في عنوان «حديث ليلة الهجرة» من كتاب تذکرة الخواص، والغزالي في عنوان «بیان الإيثار و فضله» من كتاب «ذم البخل وذم حب المال» من كتاب «إحياء علوم الدين»: ج 3 ص273، و ابن الصباغ المالكي في عنوان «شجاعة أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب «الفصول المهمة» ص 48، والشبلنجي في نورالأبصار ص 86، وابن البطريق في الفصل 30 من العمدة برقم 367، وابن الأثير في ترجمة علي(عليه السلام) من أسد الغابة: 4: 25، والكنجي في الباب 92 من كفاية الطالب: ص 239، والقندوزي في ينابيع المودة ص 92، والعلامة الأميني(قدس سره) في الغدير: ج 2 ص 48. وانظر أيضأ تفسير الآية الكريمة في كتاب شواهد التنزيل : ج 1 ص 123 - 132.
2- انظر ترجمة أبي واقد الليثي في تاريخ دمشق: 67 : 266 / 8879، وتاريخ الإسلام : وفيات 61- 80: 299، والإصابة : 4: 216 وفي الطبعة الحديثة : 10695/455:7
3- في نسخة : «ويتحفظوا» .

إلى ذي طوى ، وخرج على(عليه السلام)بفاطمة بنت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأمه فاطمة بنت أسد

بن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب - وقد قيل هي ضباعة - وتبعهم أيمن

بن أم أين مولى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأبو واقد رسول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فقال علي(عليه السلام) : «ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنهن من الضعائف».

قال : إني أخاف أن يدركنا الطالب - أو قال : الطلب -

فقال علي(عليه السلام): «أربع عليك، فإن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لي، يا علي، إنهم لن يصلوا من الأن إليك ما تكرهه» .

ثم جعل - يعني عليا(عليه السلام)- يسوق به سوقا رفيقا وهو يرتجز ويقول:

ليس إلا الله فارفع ظنكا ***يكفيك رب الناس ما أهمکا

وسار فلما شارف ضجنان(1) أدركه الطلب، وعددهم سبعة فوارس من قریش مستلئمين(2)، وثامنهم مولى لحرب بن أمية يدعى جناحا، فأقبل علي(عليه السلام) على أيمن وأبي واقد، وقد تراءى القوم فقال لها : «أنيخا الإبل و اعقلاهما». وتقدم حتى أنزل(3) النسوة ، ودنا القوم، فاستقبلهم (عليه السلام)منتضيا سيفه ، فأقبلوا عليه فقالوا: أظننت أنك يا غدر(4)ناج بالنسوة؟! ارجع لاأبا لك.

قال : «فإن لم أفعل»؟

قالوا: لترجع راغما ، أو لنرجع بأكثرك شعرا، وأهون بك من هالك.

ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها، فحال علي(عليه السلام)بينهم و بينها، فأهوى له جناح بسيفه ، فراغ علي(عليه السلام)عن ضربته وتختله علي (عليه السلام) فضربه على(5)

ص: 350


1- ضجنان : جبل بناحية مكة .
2- استلام الرجل : لبس اللأمة ، وهي أداة الحرب وعدتها. وفي نسخة : «وعددهم سبعة فرسان متلثمين». والتلثم : شد الفم باللثام .
3- في نسخة : «و تقدم فأنزل».
4- في نسخة : «یا غدار».
5- في نسخة : «فضربه ضربة على ...»

عاتقه، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس کاثبة فرسه ، فكان(عليه السلام)يشد على قدمه شد الفرس، أو الفارس على فرسه ، فشد عليهم بسيفه وهو يقول(1):

خلوا سبيل المجاهد المجاهد*** آليت لا أعبد غير الواحد

فتصدع عنه القوم وقالوا له : اغن عنا نفسك (2) يا ابن أبي طالب.

قال : «فإني منطلق إلى ابن عمي (3) رسول الله

(عليه السلام) بيثرب، فمن سره أن أفري لحمه وأريق دمه فليتعقبني ، أو فليدن مني».

ثم أقبل على صاحبيه أيمن وأبي واقد فقال لهما : «اطلقا مطایاکما».

ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان، فتلوم بها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين وفيهم أم أيمن مولاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فظل ليلته تلك هو والفواطم - أمه فاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وفاطمة بنت الزبير - طورا يصلون وطورا يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر ، فصلى (عليه السلام)بهم صلاة الفجر، ثم سار لوجهه يجوب منزلا بعد منزل لا يفتر عن ذكر الله، والفواطم كذلك وغيرهم ممن صحبه حتى قدموا المدينة، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى :﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ إلى قوله : ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ ، الذكر: علي، والأنثى : الفواطم المتقدم ذكره، وهن فاطمة بنت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت الزبير،﴿ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ يقول : علي من فاطمة - أو قال : الفواطم - وهن من علي، ﴿ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

ص: 351


1- في نسخة : «أو الفارس على فرسه ففار على أصحابه فشد عليهم شد ضیغم وهو يرتجز ويقول» .
2- في نسخة : «احبس نفسك عنا» .
3- في نسخة : «إلى أخي وابن عمي» .

ثوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾ (1).

وتلا (صلی الله عليه وآله وسلم) :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾(2).

قال : وقال:«يا علي، أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله ورسوله، وأولهم هجرة إلى الله ورسوله، وآخرهم عهدة برسوله، لايحبك - والذي نفسي بيده - إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، ولايبغضك إلا منافق أو كافر».

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 39)

(876 )10-أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال :حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضی الله عنه): عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) ( في حديث المناشدة يوم الشوری) قال : «فهل فيكم أحد وقی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بنفسه، ورد مكر المشركين به واضطجع في مضجعه، و شری بذلك من الله نفسه، غيري» ؟

قالوا: لا.

وفيه : «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية :﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ لما وقیت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ليلة الفراش، غيري»؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

ص: 352


1- سورة آل عمران : 191:3 - 195.
2- سورة البقرة : 2: 207.

أبواب غزواته صلى الله عليه وآله وسلم

باب 1 - غزوة بدر الكبرى

(877 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن محمد بن موسی(رضی الله عنه)قال :حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال : حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال :حدثنا الحسن بن نصر الخراز قال : حدثنا عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب :عن سعید بن جبير قال : أتيت عبد الله بن عباس فقلت له : يا ابن عم رسول الله إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه ؟

فقال ابن عباس: «یا ابن جبير ، جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد

نبي الله ، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة

القرية»(2) الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 15)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام).

ص: 353


1- ا- وأورده الفتال في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)» من روضة الواعظين :ص 127. وقال ابن شهر آشوب في عنوان «في محبة الملائكة إياه(عليه السلام)» من مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب المناقب : 2: 242: محمد بن ثابت بإسناده عن ابن مسعود ، والفلكي المفتر بإسناده عن محمد بن الحنفية قال : بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سکت أصحابه عن إيراده ، فلما أتى القليب وملأ القربة الماء فأخرجها ، جاءت ريح فهرقته ، ثم عاد إلى القليب وملأ القربة فأخرجها فجاءت ريح فأهرقته ، وهكذا في الثالثة ، فلما كانت الرابعة ملاها فأتي بها النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فأخبر بخبره ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما الريح الأولى فجبرئيل في ألف من الملائكة سلموا عليك ، والريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلموا عليك ، والريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة ستمو اعليك» ، وفي رواية : «وما أتوك إلا ليحفظوك». ثم قال : وقد رواه عبدالرحمان بن صالح بإسناده عن الليث : كان يقول : كان لعلي(عليه السلام)في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة و ثلاث مناقب ، ثم يروي هذا الخبر. وانظر الحديث 179 من فرائد السمطين : ج 1 ص 230 - 231، والحديث 171 من الفضائل - لأحمد بن حنبل ، والحديث 25 من الفصل 19 من المناقب - للخوارزمي -، والحديث 868 من ترجمة علي(عليه السلام)من تاريخ دمشق -لابن عساکر، والحديث 515 من المناقب -لمحمد بن سلیمان -.
2- المراد بليلة القربة ليلة بدر ، حيث أخذ أمير المؤمنين(عليه السلام)قربة وذهب ليأتي بالماء، فسلم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرئیل و میکائیل وإسرافيل (عليه السلام) ، فكان كل سلام من الملائكة منقبة .

(878) 2(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو عبیدالله محمد بن عمران المرزباني قال : أخبرنا محمد بن يحيى قال : حدثنا جبلة بن محمد بن جبلة الكوفي قال :

حدثني أبي قال : اجتمع عندنا السيد بن محمد الحميري وجعفر بن عفان الطائي ، فقال له السيد : ويحك ، أتقول في آل محمد(عليه السلام)شرا؟!:

ما بال بیتكم يخرب سقفه*** وثیابکم من أرذل الأثواب

ص: 354


1- 2- ورواه الطبري في الحديث 29 من الجزء الثاني من بشارة المصطفي : ص 53 عن ابن الشيخ الطوسي ، عن الشيخ . وروى أبو الفرج الأصفهاني بيتين منها في ترجمة السيد من الأغاني : 7: 247 مع أبيات أخرى من القصيدة . وروى ابن شهر آشوب في عنوان «في محبة الملائكة إياه (عليه السلام)» من مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب المناقب : 2: 242 خمسة أبيات منها. ورواه سبط ابن الجوزي في أواخر ترجمة الإمام الرضا(عليه السلام)من تذكرة الخواص : ص 357وقال : أنشده المأمون ، وقيل للسيد الحميري .

فقال جعفر : فما أنكرت من ذلك ؟

فقال له السيد: إذا لم تحسن المدح فاسكت، أيوصف آل محمد بمثل هذا؟! ولكني أعذرك ، هذا طبعك وعلمك ومنتهاك ، وقد قلت أمحو عنهم عار مدحك :

أقسم بالله وآلائه*** والمرء عما قال مسؤول

(إلى أن قال :)

ذاك الذي سلم في ليلة*** عليه ميکال و جبریل

میکال في ألف وجبريل في*** ألف و يتلوهم سرافیل

ليلة بدر مددا أنزلوا*** كأنهم طير أبابيل

فسلموا لما أتوا حذوه*** و ذاك إعظام و تبجيل

كذا يقال فيه يا جعفر، وشعرك يقال مثله لأهل الخصاصة والضعف. فقبل جعفر رأسه وقال : أنت والله الرأس يا أبا هاشم، ونحن الأذناب.

(أمالی الطوسی: المجلس 7، الحدیث 41)

يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام).

308791 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا

العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :

حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :

عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرئیل و میکائیل وإسرافيل، ليلة القليب، لما جئت بالماء إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، غيري» ؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث4 )

(880) 4 - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو عبد الله بن أبي رافع الكاتب قال : حدثني جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال: حدثنا عيسى بن مهران قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال : حدثنا أبوالمقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري قال :

ص: 355

سمعت جابر بن عبدالله بن [عمرو بن ]حرام الأنصاري يقول: تمثل إبليس لعنه الله في أربع صور: تمثل يوم بدر في صورة سراقة بن جعشم المدلجي ، فقال لقریش : ﴿ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ ﴾(1) الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 50)

يأتي تمامه في باب «إبليس» من كتاب السماء والعالم.

(881) 5 (2)- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة[ بن عبدالله بن مسعود ]:عن [أبيه] عبدالله بن مسعود، أنه قال : لما كان يوم بدر وأسرت الأسري ، قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما ترون في هؤلاء القوم»؟

فقال عمر بن الخطاب : یا رسول الله هم الذين كذبوك وأخرجوك، فاقتلهم.

ثم قال أبو بكر: یا رسول الله، هم قومك وعشيرتك، ولعل الله يستنقذهم بك من النار.

ثم قال عبد الله بن رواحة: أنت بوار كثير الحطب، فاجمع حطبة فانصب فيه نارا وألقهم فيه. فقال العباس بن عبدالمطلب : قطعك رحمك.

ص: 356


1- سورة الأنفال : 8: 48.
2- 5 - وأخرجه الطبري في حوادث سنة 2 من الهجرة ، وأحمد في المسند : 1: 383، والحاكم في المستدرك : 3: 22، والبيهقي في دلائل النبوة : ج 3 ص 138 - 139. أقول : كما قال العلامة المجلسي(قدس سره) في البحار : الخبر من مرويات العامة ومجعولاتهم، وفي رواته من لا يعتمد على روايته ، وأثر الوضع في كثير من الأجزاء ظاهر، لاسيما في قوله : «مثل إخوة لهما»، وفي ذكر الآيات ، لأن الأنبياء(علیه السلام) لم يختلفوا في موضوع واحد، بل كل قال في موضوع ما يراه المقتضي له.

قال : ثم إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قام فدخل، وأكثر الناس في قول أبي بكر وعمر، فقال بعضهم: القول ما قال أبو بكر. وقال بعضهم : القول ما قال عمر. فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «ما اختلافكم - يا أيها الناس - في قول هذين الرجلين ، إنما مثلهما مثل إخوة لهما ممن كان قبلهما، نوح وإبراهيم، وموسى وعيسى، قال نوح:

﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾(1)، وقال إبراهيم :﴿ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (2)، وقال موسى : ﴿ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾(3)، وقال عيسى :﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾(4).

ثم قال : «يا أيها الناس إن بكم عيلة، فلاينفلت منكم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق».

فقلت : يا رسول الله ، إلا سهيل بن بیضاء، وقد كنت سمعته يذكر الإسلام بمكة . فسكت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فلم يجر.

قال : فلقد جعلت أنظر إلى السماء متى تقع علي الحجارة ، فإني قدمت بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

قال : ثم إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «إلا سهيل بن بیضاء».

قال : ففرحت فرحا ما فرحت مثله قط .

قال الأعمش : وكان فداؤهم ستين أوقية.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 34)

(882)6(5)- حدثنا محمد بن علي بن خشیش قال : حدثنا محمد بن أحمد بن [علي

ص: 357


1- سورة نوح : 71: 26.
2- سورة إبراهيم : 14 : 36.
3- سورة يونس : 10 : 88.
4- سورة المائدة : 5: 118.
5- 6- لاحظ ما رواه مسلم في الحديث 76 من الباب 17 کتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (51) من صحيحه: 4: 2202 - 2203، والبيهقي في عنوان «باب ما جاء في دعاء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) على المشركين ...» من دلائل النبوة : 3: 48، والطبرسي في عنوان «غزوة بدر الكبرى» من إعلام الوری : 1 : 171.

بن ]عبدالوهاب الإسفراييني قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين قال : حدثنا علي بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن إسحاق الضبي قال : حدثنا نصر بن حماد قال : حدثنا شعبة، عن السدي ، عن مقسم:

عن ابن عباس قال : وقف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على قتلى بدر فقال : «جزاكم الله من عصابة شرة، لقد كذبتموني صادقة وخونتم أمينا».

ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال : «إن هذا أعتى على الله من فرعون، إن فرعون لها أيقن بالهلاك وحد الله ، وإن هذا ما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى» .

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 73)

(883) 7(1)- أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثني علي بن محمد بن علي الحسيني قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال : حدثنا علي بن موسي ، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه(عليه السلام)قال : إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال يوم بدر : «لا تأسروا أحدا من بني عبدالمطلب ، فإنما أخرجوا کرهأ».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 38)

ص: 358


1- 7- وروی نحوه العياشي في تفسيره2: 69 في تفسير الآية 69 من سورة الأنفال ، والسيد أبو طالب في أماليه كما في تيسير المطالب : ص 27 في الباب الأول الحديث 3 عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه عالم ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل. أخرج ابن هشام في السيرة : 2: 269، وابن سعد في ترجمة العباس بن عبد المطلب من الطبقات الکبری : 10:4 - 11، والبيهقي في دلائل النبوة : 140:3 بأسانيدهم عن عبدالله بن عباس : أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عنه قال يوم بدر : «إني قد عرفت أن ناسا من بني هاشم و غيرهم قد أخرجوا گرها لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحدة من بني هاشم فلايقتله ، ومن لقي أبا البختري بن هشام فلايقتله ، ومن لقي العباس بن عبدالمطلب فلايقتله، فإنه إنما أخرج مستكرها». ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : 3: 284 عن ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس . وروى أيضا ابن سعد في الطبقات: 11:4 عن محمد بن كثير ، عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال : كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حين لقي المشركين يوم بدر قال : «من لقي أحدة من بني هاشم فلايقتله ، فإنهم أخرجوا کرها».

(884)8(1)- وعن ابن عقدة قال : حدثنا عبدالملك الطحان قال : حدثنا هارون بن عيسى قال : حدثنا عبدالله بن إبراهيم، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبدالله ، عن آبائه :

عن علي(عليه السلام)«أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سار إلى بدر في شهر رمضان، وافتتح مكة في شهر رمضان».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 41)

(885)9(2) - أبو عبدالله المفيد بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه(عليه السلام) أنه قال :

«آرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، فدخلوا عليه وهو

ص: 359


1- 8- قال ابن إسحاق في أول الجزء الثالث من كتاب السيرة ص 130 : حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين : أن رسول الله التقى هو والمشركون يوم بدر صبيحة الجمعة لسبع عشرة من شهر رمضان. وقال ابن هشام في عنوان «غزوة بدر الكبرى» من كتاب السيرة النبوية : ج 2 ص 263: قال ابن إسحاق : وخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه . قال ابن هشام : خرج يوم الإثنين لثمان لیال خلون من شهر رمضان . وقال الطبري في عنوان «ذكر اليوم الذي تم فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الشهر الذي نبی فيه و ما جاء في ذلك من تاريخه : ج 2 ص 296 : وقال آخرون : بل نزل [القرآن] لسبع عشرة خلت من شهر رمضان ، واستشهدوا لتحقيق ذلك بقول الله عز وجل :« وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ» [سورة الأنفال : 41]، وذلك ملتقى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) والمشركين ببدر ، وأن التقاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) والمشركين ببدر كان صبيحة سبع عشرة من رمضان .
2- 9- تقدم تخريجه في باب الهجرة إلى الحبشة .

في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان(1) الثياب».

قال : فقال جعفر بن أبي طالب [رضی الله عنه] 7(2): «فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصر محمدأ (صلی الله عليه وآله وسلم) وأقر عيني به، ألا أبشركم؟

فقلت : بلى أیها الملك.

فقال : إنه جاء في الساعة(3) من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا (صلی الله عليه وآله وسلم) وأهلك عدوه، وأسر فلان وفلان وفلان، وقتل فلان وفلان وفلان، التقوا بواد يقال له «بدر»، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعی لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 28، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة في بعض الكلمات ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس : 1، الحديث 19)

تقدم تمامه مسندا في باب الهجرة إلى الحبشة .

(889)10 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي السکري قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال : حدثنا عبد الله بن الضحاك قال : حدثني هشام بن محمد، عن أبيه . قال هشام: وأخبرني ببعضه أبو مخنف لوط بن يحيى وغير واحد من العلماء، في كلام كان بين الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)وبين الوليد بن عقبة، فقال له الحسن(عليه السلام) : «لا ألومك أن تست عليا (عليه السلام)وقد جلدك في الخمر ثمانين سوطا، وقتل أباك صبرا بأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في يوم بدر » الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 7)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام).

ص: 360


1- خلقان : جمع خلق ، وهو الثوب البالي .
2- من أمالي الطوسي.
3- في أمالي الطوسي : «جاءني الساعة ...» .

(887)11(1) - قال الفضل بن شاذان : وروی محمد بن رافع ، وأحمد بن نصر، وحميد بن زنجویه، زاد بعضهم على بعض - عن علي بن عاصم ، والنضر بن شميل ، عن عوف، عن أبي القموص قال : شرب إنسان الخمر قبل أن تحرم، فأقبل ينوح على قتلى المشركين الذين قتلهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم بدر، فقال(2):

نحيي بالسلامة أم بكر*** وهل لك بعد رهط من سلام(3)

ذريني أصطبح یا بكر إني*** رأيت الموت رحب عن هشام

يود بنو المغيرة لو فدوه*** بألف من رجال أو سوام

يحدثني النبي بأن سنحيا*** وكيف حياة أصداء وهام

ألا من مبلغ الرحمان عني*** بأني تارك شهر الصيام

إذا ما الرأس فارق منكبيه*** فقد شبع الانس من الطعام

أيقتلني إذا ما كنت حيا*** ويحييني إذا رمت عظامي

وقال بعض الشعراء (4) في ذلك:

لولا فلان وسوء سكرته*** كانت حلا كسائغ العسل

(أمالي الطوسي : المجلس 46، الحديث 3)

ص: 361


1- 11- حديث أبي القموص هذا أخرجه الطبري في تفسيره : ج 2 ص 362 في تفسير الآية219 من سورة البقرة ، و هي قوله تعالى : «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ...» ، مع زيادة ، قال : حدثنا محمد بن بشار، عن عبد الوهاب ، عن عوف ، عن أبي القموص زید بن علي قال : أنزل الله عز وجل في الحمر ثلاث مرات، فأول ما أنزل قال الله : «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ...» [سورة البقرة : 2: 219].قال : فشربها من المسلمين من شاء الله منهم على ذلك ؟ حتى شرب رجلان فدخلا في الصلاة فجعلا هجران كلام لا يدري عوف ما هو ؟ فأنزل الله عز وجل فيها:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ »(سورة النساء: 4: 43] فشربها من شربها منهم وجعلوا يتقونها عند الصلاة حتى شربها - فيما زعم أبو القموص - رجل فجعل ينوح على قتلى بدر : تحيي بالسلامة أم عمرو*** وهل لك بعد رهطك من سلام ذريني أصطبح بكرة فإني*** رأيت الموت نقب عن هشام وود بنو المغيرة لو فدوه*** بألف من رجال أو سوام كأني بالطوي طوي بدر*** من الشيزئ يكتل بالسنام كأني بالطوي طوي بدر*** من الفتيان والحلل الكرام قال : فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فزعأ يجر رداءه من الفزع حتى انتهى إليه ، فلما عاينه الرجل ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كان بيده ليضربه قال : أعوذ بالله من غضب الله ورسوله ، والله لا أطعمها أبدا. فأنزل الله :«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ-الی قوله- فهل انتم منتهون» [سورة المائدة : 91:5 ] فقال عمر بن الخطاب (رض) : انتهينا انتهينا. ورواه - بمغايرة - الزمخشري في باب «اللهو واللعب واللذات والقصف ...» وهو الباب 76 من كتاب ربيع الأبرار : ج 4 ص 51 قال : أنزل الله تعالى في الخمر ثلاث آيات : أولها : «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ» [سورة البقرة : 2: 219]، فكان المسلمون بين شارب وتارك ، إلى أن شرب رجل ودخل في الصلاة فهجر! فنزلت : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ »[سورة النساء : 4 :43]، فشربها من شرب من المسلمين حتى شربها عمر، فأخذ لحى بعير فشج رأس عبد الرحمان بن عوف ، ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن عبد يغوث : وكائن بالقليب قليب بدر*** من الفتيان والشرب الكرام و كائن بالقليب قليب بدر*** من الشيزئ المكلل بالسنام أبوعدنا ابن كبشة أن سنحیی*** وكيف حياة أصداء وهام أيعجز أن يرد الموت عني*** وينشرني إذا بليت عظامي ألا من مبلغ الرحمان عني*** بأني تارك شهر الصيام فقل له يمنعني شرابي*** وقل لله يمنعني طعامي فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مغضبا يجر رداءه فرفع شيئا كان في يده ليضربه فقال : أعوذ بالله من غضب الله ورسوله. فأنزل الله تعالى : انما یرید الشَّيْطَانِ-الی قوله- فهل انتم منتهون» [سورة المائدة: 5: 92]، فقال عمر : انتهينا. وذكره أيضا شهاب الدین بن محمد الأبشيهي في المستطرف. ولكن المعروف في روايات الحقاظ أن الذي شرب الخمر ثم ناح على قتلى بدر كان أبو بكر، قال البزار في مسنده : وجدت في كتابي بخطي عن أبي كريب ، عن يونس بن بكير ، عن مطر بن میمون : حدثنا أنس بن مالك قال : كنت ساقي القوم تينا وزبيبا خلطناهما جميعا ، وكان في القوم رجل يقال له أبو بكر ، فلم شرب قال : أحيي أم بكر بالسلام*** وهل لك بعد قومك من سلام يحدثنا الرسول بأن سنحيئ ***وكيف حياة أصداء وهام ؟ فبينا نحن كذلك والقوم يشربون إذ دخل علينا رجل من المسلمين فقال : ما تصنعون ؟ إن الله تبارك وتعالى قد نزل تحريم الخمر، الحديث . هكذا رواه الهيثمي في باب تحريم الخمر من کتاب کشف الأستار: ج 3 ص 352 رقم 2923. وأيضا رواه الهيثمي - بتحريف في الشطر الرابع من الأبيات - في أول باب تحريم الخمر من کتاب الاشربة من مجمع الزوائد : ج 5 ص 51. والقصة رواها العلامة الأميني(قدس سره)في عنوان : «ملکات و نفسيات أبي بكر» المأثورة في كتاب الغدير : ج 7 ص 95 ط 1 ، قال : وأخرج الفاكهي في كتاب [ تاريخ ] مكة بإسناده عن أبي القموص قال : شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية ؟ فأنشأ يقول : تحيي أم بكر بالسلام ***وهل لي بعد قومك من سلام الأبيات. فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يجر ازاره حتى دخل [ عليهم ] فتلقاه عمر وكان مع أبي بكر ، فلما نظر إلى وجهه محمرة قال : نعوذ بالله من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يلج لنا رأسا أبدأ؟ فكان أول من حرمها على نفسه. وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول : ج 4 ص 22 فقال : هو ما تنكره القلوب ! ثم قال العلامة الأميني : فكأن الحكيم الترمذي وجد الحديث دائرا سائرا في الألسن غير أنه رأى القلوب تنكره؟ وأيضا أورد العلامة الأميني(قدس سره) في الغدير : ج 7 ص 97 ط 1 ما لفظه : وقال ابن حجر في فتح الباري : ج 10 ص 30 والعيني في عمدة القاري : ج 10 ص 84: من المستغربات ما أورده ابن مردويه في تفسيره من طريق عيسى بن طهمان عن أنس أن أبا بكر وعمر كانا فيهم وهو منكر مع نظافة سنده وما أظنه إلا غلطا ...ثم قال ابن حجر : ويحتمل - إن كان [الحديث ] محفوظةا - أن يكون أبو بكر وعمر زارا أبا طلحة [زید بن سهل زوج أم أنس بن مالك ] في ذلك اليوم ولم يشربا معهم [ إلى هنا ينتهي كلام العيني في عمدة القاري وزاد عليه ابن حجر ما لفظه :] ثم وجدت عند البزار من وجه آخر عن أنس قال : كنت ساقي القوم وكان في القوم رجل يقال له أبو بكر ، فلا شرب قال : (تحي بالسلامة أم بکر ...). وذكره أيضا ابن حجر في[ ترجمة أبي بكر ابن شعوب من] الإصابة : ج 4 ص 22 و في ط ج 7ص 45، قال : واعتمد نفطويه على هذه الرواية فقال : شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحترم ورثي قتلى بدر من المشركين . وانظر أيضا ما رواه الخصيبي في ترجمة على (عليه السلام)من الهداية الكبرى : ص 106. ومن أراد استيفاء الكلام وتحقيق المقام فعليه بما حققه العلامة الأميني(قدس سره) به في عنوان: «ملكات أبي بكر ونفسياته» من الفضائل المأثورة له من كتاب الغدير: 102:7 ط1.
2- قيل الشاعر الذي أنشده هو الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن کلاب الزهري القرشي الذي كان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، وهو مترجم في كتاب الأغاني : ج 4 ص 34.
3- هذا البيت أورده العاصمي في زين الفتي: 2: 135 ، إلا أن فيه : تحيا بالسلامة أم بكر*** وما هي وثب آنك بالسلام
4- نسبه الخصيبي في ترجمة أمير المؤمنين لا من الهداية الكبرى : ص 110 إلى السيد بن محمد الحميري ، وفيه : «لولا عتیق ...» .

ص: 362

ص: 363

ص: 364

باب 2 - غزوة أحد

(888 )1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رحمه الله) قال :

حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن أبي الصهبان، جميعا عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان:

عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال : «إن أعرابيا أتي

رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فخرج إليه في رداء شق فقال : يا محمد، لقد خرجت إلى كانك فتى ؟!

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : نعم يا أعرابي ، أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتي.

فقال : يا محمد ، أما الفتي فنعم، فكيف ابن الفتي، وأخو الفتى ؟!

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : أما سمعت الله عز وجل يقول : ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾(2) فأنا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتى : فإن مناديا نادي من السماء يوم أحد:لا سيف إلا ذوالفقار، ولا فتى الا علي، فعلي أخي وأنا أخوه».

(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 14)

(889 )2- حدثنا أبوعلي أحمد بن زیاد الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم

بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن يونس بن عبد الرحمان، عن

ابن أسباط ، عن علي بن سالم ، عن أبيه :

عن أبي حمزة الثمالي ، ثابت بن أبي صفية قال : نظر سید العابدين علي بن

ص: 365


1- 1- وأخرجه أيضا في معاني الأخبار : ص 119.ورواه العلامة الحلي في عنوان «حديث الفتوة» من کشف اليقين : ص 469 تحت الرقم 569 نقلا عن أبي عمر الزاهد بإسناده عن ابن عباس . وأورده الفتال في المجلس 87 من روضة الواعظين : ص 475 - 476.
2- سورة الأنبياء : 60:21 .

الحسين(عليه السلام)إلى عبیدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) فاستعبر، ثم قال :«ما من يوم أشد على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد، قيل فيه عه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 10)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

(890) 3(1) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر البزاز قال : حدثنا أحمد بن عبيد العطاردي قال : حدثنا أبو بشر بن بكير قال : حدثنا زياد بن المنذر قال : حدثني أبو عبدالله مولى بني هاشم قال :

حدثنا أبو سعيد الخدري قال : لما كان يوم أحد شج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في وجهه ، وكسرت رباعيته، فقام(عليه السلام) رافعا يديه يقول : «إن الله اشتد غضبه على اليهود أن قالوا : عزير بن الله، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا : المسيح بن الله، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 44)

(891 )4(2)- أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدثنا بشر بن بكر ، عن محمد بن إسحاق، عن مشیخته قال :

ص: 366


1- 3- ورواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 280 - 281 ح 577 عن أبي سعيد الخدري . وكلام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) رواه العياشي في تفسير سورة براءة في تفسيره: 2: 89 عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، مع مغايرة جزئية. ورواه ابن النجار ، كما في كنز العمال : 10 : 635 ح 30050 وانظر عنوان «باب شدة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في البأس ...» من دلائل النبوة للبيهقي - : ج 3ص 258 وما بعده.
2- 4 - ورواه الخوارزمي في الفصل 16 من المناقب : ص 172 - 173 ح 208، والحمويي في الباب 48 من السمط الأول من فرائد السمطين : ج 1 ح 195 ط1، وعماد الدین الطبري في بشارة المصطفى ، قبل ختامه بحديثين : ص 281. وأورده ابن الصباغ في الفصول المهمة : ص 56 بتفاوت يسير. وإلى آخر البيتين الأولين أخرجه الطبري في حوادث سنة 3 من الهجرة في تاريخه : ج 2 ص533 وزاد بعده : وسيفی بكفی كالشهاب أهزه*** أجذ به من عاتق وصميم فما زلت حتى فض ربي جموعهم*** وحتى شفينا نفس كل حليم وانظر الإرشاد - للشيخ المفيد - ص 39 - 47. ولاحظ ما علقناه على كلام الهاتف يوم أحد.

لما رجع علي بن أبي طالب(عليه السلام)من أحد ناول فاطمة سيفه وقال :

أفاطم هاك السيف غير ذميم*** فلست برعديد ولا بلئيم(1)

العمري لقد أعذرت في نصر أحمد*** ومرضاة رب العباد رحیم؟(2)

قال : وسمع يوم أحد، وقد هاجت ريح عاصف، کلام هاتف يهتف، وهو يقول(3)

ص: 367


1- في تاريخ الطبري والفصول المهنة : «ولا بمليم» .
2- في الفصول المهمة : «وطاعة رب بالعباد عليم».
3- اختلف في تعيين المنادي بهذا الهاتف ، ففي بعض الأحاديث أنه جبرئیل(عليه السلام)، وفي آخر أنه رضوان خازن الجنة ، أو ملك من الملائكة ، وفي ثالث أنه النبي ، و في رابع على الإهمال کما ها هنا ، كما اختلف في وقته ففي بعض الروايات أنه كان في يوم أحد، وفي بعضها أنه كان يوم بدر . فانظر السيرة النبوية لابن هشام : 3: 106 في غزوة أحد، وتاريخ الطبري : 2: 514 عند ذکر غزوة أحد، ومناقب أميرالمؤمنين - لمحمد بن سلیمان الكوفي - : 491:1 تحت الرقم 398، وص 459 برقم 403، والفصل 16 من المناقب - للخوارزمي - ص 167 تحت الرقم 200، وص173 برقم 208، والمناقب - لابن المغازلي - ص 116 تحت الرقم 159، ص 179 - 199 برقم234 - 236 ، وعنوان «ذكر ملك كان ينوه اسمه يوم بدر» من ذخائر العقبى ص 74، وفرائد السمطين : 1: 252 تحت الرقم 194 - 195، وص 258 تحت الرقم 198 - 199، وبشارة المصطفى ص 281 قبل ختامه بثلاثة أحاديث ، والباب 69 من كفاية الطالب ص 277 -280، و عنوان «ذکر اختصاصه بتنويه الملك باسمه يوم بدر» من باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 137 ، ومعجم الألقاب - لابن الفوطي - تحت الرقم1887 في عنوان «الفتى أبو الحسن علي بن أبي طالب(عليه السلام)»، وعنوان «نسب ابن الزبعري وأخباره وقصة غزوة أحد» من الأغاني : 192:15 ، وشرح المختار 238 من الخطب من النهج من شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - : 1: 29، و 13 : 293، وج 14 ص 251 عند ذکر غزوة أحد في شرح المختار 9 من الكتب وقال في ذيله : قلت : وقد روي هذا الخبر جماعة من المحدثين وهو من الأخبار المشهورة ، ووقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن إسحاق ، ورأيت بعضها خاليا عنها ، وسألت شیخ عبدالوهاب بن سكينة(رحمه الله)عن هذا الخبر ؟ فقال : خبر صحيح . فقلت : فما بال الصحاح لم تشتمل عليه ؟ ! قال :أو كلما كان صحيحا تشتمل عليه كتب الصحاح ؟ كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة ! وانظر أيضا عنوان «شجاعة علي(عليه السلام)» من کشف اليقين - للعلامة الحلي - ص 83، وعنوان«غزوة أحد» ص 128، وترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : 1 : 158 برقم 97، والفصل 22 من الإرشاد - للشيخ المفيد - : 1: 75 عند ذكر غزوة أحد تحت الرقم 3، وص 78ح8-6 ، والاحتجاج للطبرسي ص 120 عند ذكر احتجاج أميرالمؤمنين على أبي بكر ، وص 138عند ذكر مناشدة أمير المؤمنين(عليه السلام) أصحاب الشورى ، و تذکرة الخواص - لسبط ابن الجوزي - في عنوان «حديث الراية»، وترجمة عیسی بن مهران المستعطف من الكامل لابن عدي : 5: 260 ترجمة 1405/437 ولسان المیزان : 5: 6501/389 ، وباب «غزوة أحد» من بحار الأنوار :ج 20 ص 54 و ما بعده .

لاسيف إلا ذو الفقار***ولا فتى الا علي

فإذا ندیتم هالكا***فابكوا الوفي أخا الوفي

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 45)

(892) 5 -أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :

ص: 368

حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضوان الله) :

عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم

أحد قال له جبرئیل(عليه السلام): «هذه هي المواساة» وذلك يوم أحد، فقال رسول

الله له : «إنه مني وأنا منه» فقال جبرئیل(عليه السلام): وأنا منكما(1)، غيري»؟

قالوا: لا.

قال : «فهل فيكم أحد نودي به من السماء : «لاسيف إلا ذوالفقار، ولافتى إلا علي»، غيري» ؟

قالوا : لا.

وفيه: «فهل فيكم أحد سق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المهراس(2)، لما اشتد ظمأه، وأحجم عن ذلك أصحابه، غيري»؟

قالوا : لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

(893)6 (3)- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمدقال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد

ص: 369


1- ورواه القاضي النعمان أوائل شرح الأخبار : 1 : 94 ح 12، وفي آخر عنوان «غزوة أحد و حمراء الأسد» ، ص 286 ح 280.
2- قال ياقوت في معجم البلدان :5: 232 : المهراس فيما ذكره المبرد : ماء بجبل أحد، و روي أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عطش يوم أحد ، فجاءه علي(رضوان الله) وفي درقته ماء من المهراس ، فعافه وغسل به الدم عن وجهه.
3- 6- ورواه العياشي في تفسير آية 90 من سورة المائدة ، في تفسيره: ج 1 ص 339 - 340تحت الرقم 183.وانظر أيضا «السيرة النبوية» لابن كثير : ج 2 ص 541 – 542 عنوان : «فصل: في دخول علي بن أبي طالب(عليه السلام)على زوجته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».

بن محمد بن خالد البرقي أبوجعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال :سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : «بینا حمزة بن عبدالمطلب وأصحاب له على شراب لهم يقال له «السكركة»(1).

قال : فتذاكروا السديف(2).

قال : فقال لهم حمزة : كيف لنا به؟

قال : فقالوا له : هذه ناقة ابن أخيك علي. فخرج إليها فنحرها، ثم أخذ من كبدها وسنامها فأدخله عليهم.

قال : فأقبل على(عليه السلام)فأبصر ناقته فدخله من ذلك ، فقالوا له : عمك حمزة صنع هذا.

قال : فذهب إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فشكا ذلك إليه .

قال : فأقبل معه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقيل لحمزة: هذا رسول الله ، قد أقبل بالباب.

قال : فخرج وهو مغضب.

قال : فلما رأى رسول الله ة الغضب في وجهه انصرف.

قال : فأنزل الله عز وجل تحريم الخمر.

قال : فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بأنيتهم فكفئت، ونودي في الناس بالخروج إلى أحد، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وخرج حمزة فوقف ناحية من النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

قال : فلا تصافوا حمل حمزة في الناس حتى غاب فيهم ثم رجع إلى موقفه، فقال له الناس : الله الله يا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شيء.

ص: 370


1- في النهاية - لابن الأثير -: 2: 281: «السكركة» - بضم السين والكاف وسكون الراء -: نوع من الخمر يتخذه من الذرة ، وقال الجوهري : هي خمر الحبش ، وهي لفظة حبشية قد عربت فقيل «السقرقع».
2- السديف : شحم السنام. وفي تفسير العياشي : «الشريف»، قال ابن الأثير : الشارف : الناقة المستة ، ومنه حديث علي وحمزة رضي الله عنهما: ألا يا حمز للشرف النواء***وهن معقلات بالفناء

قال : ثم حمل الثانية حتى غاب في الناس ثم رجع إلى موقفه فقالوا له : الله الله یا عم رسول الله أن تذهب وفي نفس رسول الله عليك شيء.

قال : فأقبل إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآه مقبلا نحوه، أقبل إليه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعانقه وقبل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مابين عينيه، ثم حمل على الناس ، فاستشهد حمزة، فكفنه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في نمرة (1) .

ثم قال أبو عبدالله علئلا : نحو من ستر بابي هذا - فكان إذا غطى بها وجهه انكشفت رجلاه ، وإذا غطى رجليه انكشف وجهه. قال : فغطى بها وجهه، وجعل على رجليه إذخر؟(2).

قال : وانهزم الناس وبقي علي ؟ فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ما صنعت يا علي؟

فقال : يا رسول الله ، لزمت الأرض . فقال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ذلك الظن بك.

قال : فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنشدك يا [ا] لله (3) ما وعدتني، فإنك إن شئت لم تعبد»(4)

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 1)

ص: 371


1- قال الفيروزآبادي في القاموس : النمرة - كفرحة -: الحبرة وشملة فيها خطوط بيض و سود، أو بردة تلبسها الأعراب.
2- الإذخر : الحشيش الأخضر، ونبات طيب الرائحة.
3- في تفسير العياشي: «أنشدك يا رب...».
4- قال العلامة المجلسي (قدس سره)في البحار: لعل المعنى : إن شئت مغلوبيتنا واستئصالنا، لم يعبدك أحد بعد . أو المعنى : إن شئت أن لاتعبد فالأمر إليك .

باب 3 - غزوة الأحزاب وبني قريظة

(894)(1)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله بن الفرج الشروطي قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن المهلب قال : حدثنا أبو أسامة قال : حدثني عوف، عن ميمون [أبي عبدالله مولى عبد الرحمان بن سمرة] قال:

أخبرني البراء بن عازب قال : لا أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بحفر الخندق، عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق، لا تأخذ فيها المعاول، فجاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآها وضع ثوبه وأخذ المعول وقال : «بسم الله» وضرب ضربة فکسر ثلثها وقال : «الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة».

ثم ضرب الثانية فقال : «بسم الله»، ففلق ثلث آخر، فقال : «الله أكبر، أعطيت

ص: 372


1- 1-ورواه أيضا في الخصال : ص 162 باب الثلاثة : ح 212 عن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي ، عن أبي عبد الله الشروطي. وأخرجه السيد أبو طالب في أماليه : ح 19 من تيسير المطالب ، والنسائي في كتاب السير من«السنن الكبرى»: 5: 269 ح 8858 وعنه المزي في تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف : ج 2 ص65 ، والبيهقي في عنوان «باب ما ظهر في حفر الخندق من دلائل النبوة وآثار الصدق» من كتاب «دلائل النبوة» : ج 3 ص 421، وروی نحوه في ص 419 - 620 عن عمرو بن عوف.وروى ابن هشام نحوه في عنوان غزوة الخندق من كتابه «السيرة النبوية» : ج 2 ص 703-704 عن ابن إسحاق عن سلمان الفارسي. وروی نحوه مفصلا الطبري في حوادث سنة 5 من الهجرة من تاريخه : ج 2 ص : 568 -569 في عنوان « ذكر الخبر عن غزوة الخندق» بإسناده عن عمرو بن عوف المزني. ورواه أيضا الواقدي عند ذكره لغزوة الخندق في كتاب المغازي : ج 2 ص 449 - 650 عن عمرو بن الحكم.

مفاتيح فارس ، والله إني لأبصر قصير المدائن الأبيض» .

ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر وقال : «الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء [من ] مكاني هذا».

(أمالي الصدوق : المجلس 51، الحديث 13)

(895)2(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي، عن هشام بن عروة:

عن أبيه قال : كان رجلا نماما، فذكر له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حديثا فقال: «لاتذكره لأحد»، وكان النبي يحب أن يذكره، فلما أدبر قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «الحرب خدعة» .

فانطلق الرجل فأفشاه، وكاد الله لنبيه في بني قريظة .

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 12)

ص: 373


1- 2- لم أجد الرواية على ما ها هنا، لكن قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) «الحرب خدعة» رواه جمع من أصحاب السير عند ذكرهم غزوة الأحزاب وبني قريظة، منهم ابن هشام في «السيرة النبوية» : ج 2 ص710 قال : ثم إن نعيم بن مسعود ... أتى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله ، إني قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت . فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عتا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة». ورواه الكراجكي في كنز الفوائد: 2: 153 من طريق ابن أبي الدنيا الأشج ،عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، في عنوان : «خبر المعمر المغربي». وأخرجه أحمد في مسنده : 1 : 81، 90، 113، 126، 131، 134 ، وج 2: 312، 314، و ج 3: 224، 297، 308، وج 6: 387 من طريق علي وأبي هريرة ، وأنس بن مالك ، و جابر ، وكعب بن مالك . ورواه أبو محمد جعفر بن أحمد القمي في حرف الحاء من جامع الأحاديث : ص 72. ورواه القاضي القضاعي في مسند الشهاب 1 :40 - 42 ح 8- 12 من طريق كعب وجابر . وأخرجه الديلمي في الفردوس : 2: 253، ح 2617 من طريق عائشة. ورواه الطبري في تهذيب الآثار: مسند علي(عليه السلام) :ح 193 إلى 221 من طریق جابر وعائشة وزید بن ثابت وكعب بن مالك وابن عباس وأبي الطفيل والنواس وشهر وأبي هريرة وأنس ونعیم بن مسعود وابن عمر وأم كلثوم بنت عقبة . وانظر أيضا كتاب الجهاد من صحيح البخاري (157) باب «الحرب خدعة»، وكتاب الجهاد من صحيح مسلم الحديث 18 ص 1362، ودلائل النبوة للبيهقي - : ج 2 ص 445 - 447، ومسند الحسن بن علي(عليه السلام)من المعجم الكبير للطبراني - : 3: 82 رقم 2728. وقصة نعيم بن مسعود ، رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 297 - 298 في عنوان غزوة الخندق مثل رواية ابن هشام، ثم قال ما حاصله : إن نعيم بن مسعود أتي بني قريظة وقال لهم : ألا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهائن من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم أن لاينصرفوا عنكم ويدعوكم. ثم أتى عيينة بن الحصن وأبا سفيان وقال لهم : إن بني قريظة ندموا على ما نقضوا من حلف محمد ، فأرسلوا إليه يرغبون في سلمه ويذكرون ندامتهم على ما كان منهم، وقالوا: نحن نرضيك بأن نأخذ من القبيلتين رجالا من أشرافهم ، ونسلمهم إليك ، فتضرب أعناقهم أو تفعل فيهم ما رأيت ، ثم نكون معك على من بقي منهم، فإياكما أن يخدعكما يهود، أو أن يظفروا بأحد منكم، فأرسل أبوسفيان وعيينة إليهم عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش وغطفان يستخبرونهم ذلك ويدعوهم إلى القتال معهم ويقولون : إنا لسنا بدار مقام وقد هلك الخفت والحافر ونفذ الزاد وأبي محمد وأصحابه إلا لزوم لخندقهم، وأنتم أعلم بعورة الموضع ، فاخرجوا إلينا بجماعتهم لنناجز محمد وأصحابه و نقتحم عليهم الخندق بجماعتنا. فلما جاء القوم بني قريظة بذلك قالوا : قدكنا مع محمد على حلف ولم نكن نرى منه إلا خيرا ،و نقضنا ما كان بيننا وبينه ونحن نخشی ونخاف أن ضرستکم الحرب أن تشمروا إلى بلادکم و تتركونا والرجل في بلادنا ولا طاقة لنا به ، ولسنا بالذي نقاتل معكم حتى تعطونا رهائن من وجوه رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا. فلما انصرف بذلك القوم إلى أبي سفيان وعيينة علما أن الأمر ما قاله نعيم بن مسعود ، وأبوا أن يدفعوا إليهم أحدا. وقالت بنو قریظة : هذا مصداق قول نعیم بن مسعود ، ولزموا معاقلهم ، واستوحش بعض القوم من بعض وتنافرت قلوبهم ولم يجد الأحزاب إلا الرحيل إلى بلادهم ، فرحلوا ، وافترقوا. وانصرف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على بني قريظة ، فقتلهم وسبی ذراريهم ..وروى الحميري في الحديث 466 من قرب الإسناد : ص 133 عن أبي البختري ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن على علي (في حديث) قال : وإذا حدثتكم عنى فإنما الحرب خدعة ، فإن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بلغه أن بني قريظة بعثوا إلى أبي سفيان : «إنكم إذا التقيتم أنتم ومحمد أمددنا کم وأعناكم». فقام النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فخطبنا فقال : «إن بني قريظة بعثوا إلينا : أنا إذا التقينا نحن و أبوسفيان أمدونا وأعانونا» ، فبلغ ذلك أبا سفيان فقال : «غدرت بیهود»، فارتحل عنهم. وفي باب ما رخص به الكذب من كتاب السير والأداب من الأشعثات : ص 171 بإسناده عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «لا يصلح الكذب إلا في ثلاثة مواطن : كذب الرجل لامرأته، وكذب الرجل يمشي بين الرجلين ليصلح بينهما، وكذب الإمام عدوه، فإن الحرب خدعة».

ص: 374

(896)3 (1)- وعن عبد الرحمان بن شريك ، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن یحیی بن عباد، عن ابن الزبير، عن أبيه : عن صفية بنت عبد المطلب آنها قالت: كنا مع حسان بن ثابت في حصن فارع (2) والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بالخندق، فإذا یهودي يطوف بالحصن ، فخفنا أن يدل على عورتنا، فقلت لحسان : لو نزلت إلى هذا اليهودي، فإني أخاف أن يدل على عورتنا.

قال : يا بنت عبد المطلب ، لقد علمت ما أنا بصاحب هذا !

قال : فتحزمت ثم نزلت و أخذت عمودا فقتلته به، ثم قالت لحسان : أخرج فاسلبه.

قال : لا حاجة لي في سلبه؛

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 14)

ص: 375


1- 3- ورواه ابن هشام في السيرة النبوية : ج 2 ص 709- 710 عند ذكره لغزوة الخندق قال :قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد قال : كانت صفية بنت عبدالمطلب في فارع، حصن حسان بن ثابت ، قالت : وكان حسان بن ثابت معنا فيه مع النساء والصبیان، قالت صفية : فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن ، قد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عتا، ورسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) والمسلمون في نحور عدوهم لايستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت . قالت : فقلت : يا حسان، إن هذا اليهودي شغل عنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأصحابه ، فأنزل إليه فاقتله ، قال : يغفر الله لك يابنة عبدالمطلب ، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت : فلما قال لى ذلك، ولم أر عنده شيئا احتجزت ثم أخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته. قالت : فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت : يا حسان ، انزل إليه فاسلبه ، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل . قال : ما لي بسلبه من حاجة يابنة عبدالمطلب . ورواه البيهقي في «دلائل النبوة» : ج 3 ص 442 - 443 بإسناده إلى ابن إسحاق. وروی نحوه الواقدي في عنوان «غزوة الخندق» من كتاب المغازي : 1: 492 قال : كان حسان بن ثابت رجلا جبانة ، فكان قد رفع مع النساء في الأطام ، فكانت صفية في أطم فارع ، ومعها جماعة وحسان معهم، فأقبل عشرة من اليهود ورأسهم غزال بن سؤال من بني قريظة نهارة، فجعلوا ينقمعون ويرمون الحصن ، فقالت صفية لحسان : دونك يا أبا الوليد . قال : لا والله ، لا أعرض نفسي لهؤلاء اليهود ! ودنا أحدهم إلى باب الحصن يريد أن يدخل ، فاحتجرت صفية بثوبها، ثم أخذت خشبة فنزلت إليه فضربته ضربة شدخت رأسه فقتلته ، فهرب من بقي منهم. ورواه الحاكم -بزیادة في آخره - في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : 4: 50 بإسناده إلى أم فروة بنت جعفر بن الزبير ، عن أبيه، عن جدها الزبير، عن أمه صفية بنت عبدالمطلب .
2- فارع : حصن بالمدينة.

(897)4(1) - أخبرنا أبوالحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم الخلدي قال : حدثنا الحسين بن الكميت الموصلي قال : حدثنا المعلى بن مهدي قال : حدثنا أبوشهاب، عن الحجاج بن أرطاة ،عن عبدالملك بن عمير:

ص: 376


1- 4- ورواه ابن هشام في السيرة النبوية : ج 2 ص 321 في عنوان «غزوة بني قريظة في سنة خمس»، وابن سعد في الطبقات الكبرى : ج 2 ص 76- 77، وقريب منه رواه أبو عبيد في كتاب الأموال : ص 144 ح 350 عن هشيم ، عن عبد الملك بن عمير. وأخرج نحوه الواقدي في عنوان «غزوة بني قريظة» من كتاب المغازي : ج 1 ص 517 قال : حدثني إبراهيم بن ثمامة ، عن المسور بن رفاعة ، عن محمد بن كعب القرظي قال : قتلوا إلى أن غاب الشفق، ثم رد عليهم التراب في الخندق ، وكان من شك فيه منهم أن يكون بلغ نظر إلى مؤتزره ، إن كان أنبت قتل ، وإن كان لم ينبت طرح في السبي. وأخرجه الترمذي في كتاب السير من صحيحه: 4: 145 رقم 1584، وأبو داوود في عنوان: «باب في الغلام يصيب الحد» من كتاب الحدود من صحيحه : 4: 141 رقم 440و4405، والنسائي في باب متى يقع طلاق الصبي من كتاب الطلاق من سننه : 6: 155، وعنهم الجزري في جامع الأصول : 8: 278 ح 6100. وأورده المزي في ترجمة عطية القرظي من تهذيب الكمال: 157:20 رقم 3962 بتفاوت. وانظر الحديث 467 من قرب الإسناد للحميري -: ص 133.

عن عطية - رجل من بني قريظة - قال : عرضنا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فمن كانت له عانة قتله ، ومن لم تكن له عانة تركه، فلم تكن لي عانة فتركني.

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 5)

(898) 5 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبیدالله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :

عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبدود، حيث عبر خندقكم وحده ودعا جمعكم إلى البراز فنکصتم عنه، وخرجت إليه فقتلته، وفت الله بذلك في أعضاد المشركين والأحزاب، غيري» ؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة.

ص: 377

باب 4 - غزوة خيبر

(899 )1(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أملى علينا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله) قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد التمار قال : حدثنا علي بن ماهان قال : حدثني عمي قال : حدثنا محمد بن عمر قال : حدثنا ثور بن یزید :عن مكحول قال : لما كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له «مرحب» وكان طويل القامة عظيم الهامة ، وكانت اليهود تقدمه لشجاعته ويساره.

قال : فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فما وافقه قرن(2) إلا قال : أنا مرحب، ثم حمل عليه فلم يثبت له . قال : وكانت له ظئر (3) وكانت کاهنة ، وكانت تعجب بشبابه وعظم خلقته ، وكانت تقول له : قاتل كل من قاتلك وغالب كل من غالبك إلا من تسمی عليك ب-«حيدرة»، فإنك إن وقفت له هلكت .

قال : فلما كثر مناوشته وبعل الناس بمقامه شكوا ذلك إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وسألوه أن يخرج إليه عليا(عليه السلام) ، فدعا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) وقال له: «يا علي، اكفني مرحبا».

فخرج إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به ، فأنكر ذلك وأحجم عنه، ثم أقدم وهو يقول :

أنا الذي سمتني أمي مرحبا

ص: 378


1- 1- ورواه الراوندي في الخرائج والجرائح : 1: 217 ح 61 مختصرا. وانظر ما رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 147 - 149 ح 86ولاحظ الفصل 16 من المناقب - للخوارزمي -: ص 167 - 169ح 201، والمناقب - لابن المغازلي - : ص 176 - 189ح 213 - 224، وعنوان «ذکر اختصاصه بإعطائه الراية يوم خيبر وبفتحها» من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 130 - 133 ، والفصل 31 -غزوة خيبر - من الإرشاد : 1: 124 - 129.
2- القرن : المثل في الشجاعة .
3- الظئر : المرضعة .

فأقبل علي(عليه السلام)بالسيف وهو يقول :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

فل سمعها منه مرحب هرب ولم يقف خوفا مما حذرته منه ظئره، فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود فقال : إلى أين يا مرحب؟

فقال : قد تسمى على هذا القرن بحيدرة.

فقال له إبليس : فما حیدرة؟

فقال : إن فلانة ظنري كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة، وتقول : إنه قاتلك.

فقال له إبليس : شوها لك، لو لم يكن حیدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله، تأخذ بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصين، وحیدرة في الدنيا كثير، فارجع فلعلك تقتله ، فإن قتلته شدت قومك وأنا في ظهرك استصرخ اليهود لك.

فرده، فوالله ما كان إلا كفواق ناقة حتى ضربه علي ال ضربة سقط منها لوجهه وانهزم اليهود وهم يقولون : قيل مرحب ، قتل مرحب.

قال : وفي ذلك يقول الكميت بن زيد الأسدي اه في مدحه لعلي(عليه السلام) :

سقى جرع الموت ابن عثمان بعدما تعاورها(1) منه وليد و مرحب(2)

فالوليد هو ابن عتبة [بن ربيعة ]خال معاوية بن أبي سفيان، وعثمان بن طلحة من قريش ، ومرحب من اليهود. (أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 2)

ص: 379


1- تعاورها: تداولها .
2- هذا البيت ، أحد أبيات القصيدة المعروفة بالهاشمية ، التي تتألف من مئة وأربعين بيتا ، مطلعه : طربت وما شوقا إلى البيض أط-*** -رب ولا لعبا مني وذو الشوق يلعب . لاحظ دیوان کمیت : ص 102 وما بعده. وابن عثمان : هو طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزي بن عثمان ، قتله علي(عليه السلام) يوم أحد، ومعه لواء المشركين، ووليد هو ابن عتبة بن ربيعة ، قتله علي(عليه السلام)أيضا في غزوة بدر .

(900)2(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: أخبرني أبو الحسن (2) أحمد بن علي المعدل ب-«حلب» قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا محمد بن سلیمان الأصفهاني قال : حدثنا عمر بن قيس المكي، عن عكرمة صاحب ابن عباس :

عن سعد بن أبي وقاص ( في حديث ) قال : غزونا خیبر فانهزم عنها من انهزم فقال نبي الله له : «لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله و رسوله». فدعاه وهو أرمد، فتفل في عينه وأعطاه الراية ففتح الله له.

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 39)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

(901)3 (3)- حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال :حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال : سمعت رسول الله يقول لعلي(عليه السلام) ثلاثا، فلأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم (إلى أن قال: )وسمعته يقول يوم خيبر : «لأعطيت الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله».

ص: 380


1- 2- انظر تخريج الحديث التالي .
2- في نسخة : «أبو الحسين».
3- 3- ورواه مسلم في باب فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام)من کتاب فضائل الصحابة من صحيحه :ج 4 ص 1871 تحت الرقم 32، و أحمد في مسند سعد بن أبي وقاض من مسنده : ج 1 ص185، والترمذي في كتاب المناقب من سننه : ج 5 ص 638 تحت الرقم 3726، ومحمد بن سليمان الكوفي في الحديث 474 من کتاب مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : ج 1 ص 573، وفي الحديث1004 : ج 2 ص 501، والنسائي في الحديث 55 من کتاب خصائص أمير المؤمنين(عليه السلام) ص119، والحاكم النيسابوري في مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام)من المستدرك : ج 3 ص 108، وابن الأثير في ترجمة الإمام عليلا من كتاب أسد الغابة : ج 4 ص 25 - 29، والحمويي في الباب 69من فرائد السمطين : ج 1 ص 377 برقم 307، وابن عساكر في الحديث 271 وتواليه من ترجمة الإمام أمير المؤمنين عال من تاريخ مدينة دمشق : ج 1 ص 220، وابن الأثير في ترجمة علي(عليه السلام)من کتاب جامع الأصول : ج 8 ص 605، والحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير تحت الرقم656 من کتاب شواهد التنزيل : ج 2 ص 35، والقندوزي في الباب 6 من ينابيع المودة ، وابن حجر في ترجمة الإمام(عليه السلام) من الإصابة : 2: 509، وابن كثير في فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام) عند ذکر حوادث سنة أربعين من الهجرة من كتاب البداية والنهاية : ج 7 ص 352، والمحب الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من الرياض النضرة : 2: 134.

قال : فتطاولنا لها(1) رفيقال : «ادعوا لي عليا» . فأتى علي أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه.

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 63)

يأتي تمامه في باب فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

(902)4 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن هارون بن حمید بن المجر قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : كنت عند معاوية - وقد نزل بذي طوى - فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه ، فقال معاوية : يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقاص، وهو صديق لعلي. قال : فطأطأ القوم رؤوسهم وسبوا عليا(عليه السلام)، فبکی سعد، فقال معاوية : ما الذي أبكاك ؟

قال : ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يسب عندك ولا أستطيع أن أغير، وقد كان في علي خصال لأن تكون في واحدة منهم أحب [إلي] من الدنيا وما فيها (إلى أن قال :)

والثانية : أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) بعث يوم خيبر عمر بن الخطاب إلى القتال فهزم وأصحابه ،

ص: 381


1- في نسخة : «فتطاولنا بهذا».

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطيت الراية غدا إنسانا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» .

فقعد المسلمون وعلي عل أرمد ، فدعاه فقال : «خذ الراية». فقال : يا رسول الله ،إن عيني كما ترى. فتفل فيها ، فقام فأخذ الراية ، ثم مضى بها حتى فتح الله عليه .

(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 19)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

(903)5 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال :حدثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزال قال :حدثنا أبي قال : حدثنا عبيد بن خنیس العبدي قال : حدثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبدالله بن شريك ، عن الحارث بن ثعلبة:

عن سعد بن أبي وقاص (في حديث ) قال : بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردها، فبعث بها مع عمر فردها، فغضب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و قال:«لأعطيني الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، کرارة غيرفرار، لايرجع حتى يفتح الله على يديه».

قال : فلما أصبحنا جثونا على الركب فلم نره يدعو أحدا ما، ثم نادي : «این علي بن أبي طالب» ؟ فجيء به وهو أرمد ، فتفل في عينه، وأعطاه الراية ، ففتح الله على يده.

(أمالی المفيد : المجلس7، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .

(904) 6(1)- حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثني الحسن بن حماد بن حمزة أبو علي - من أصل كتابه - قال : حدثنا الحسن بن عبدالرحمان بن [محمد بن عبد الرحمان بن] أبي ليلى قال: حدثنا محمد بن سلیمان [بن عبدالله ابن ]

ص: 382


1- 6- تقدم تخريجه في الباب 4 من أبواب معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، تحت الرقم 3.

الأصفهاني(1) [أبوعلي الكوفي] ، عن [عمه] عبدالرحمان [بن عبدالله ابن ] الأصفهاني(2)، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى: عن علي بن أبي طالب قال : «دعاني النبي وأنا أرمد [العين](3)، فتفل في عيني ، و شد العمامة على رأسي وقال :«اللهم أذهب عنه الحر والبرد». فما وجدت بعدها حرا ولا بردا».

( أمالي المفيد : المجلس 38، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 46)

(905)7 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال : حدثنا

أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسی الحزاز من كتابه ، قال : حدثنا الحسن بن علي الهاشمي قال : حدثنا إسماعیل بن أبان قال : حدثنا أبو مريم، عن ثوير بن أبي فاختة:

عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال : قال أبي : دفع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله عليه - الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 66)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

(906) 8-أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال :حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :

عن علي(عليه السلام)(في حديث المناشدة) أنه قال : «فهل فيكم رجل قال له

ص: 383


1- كلمة «الأصفهاني» غير موجودة في أمالي الطوسي.
2- انظر ترجمة محمد بن سليمان، وعبدالرحمان بن عبدالله من تهذيب الكمال : ج 17 ص242، رقم 3879، و ج : 25 ص 308 رقم 5262.
3- من أمالي الطوسي.

رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لأعطين الراية رجلا غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غیر فرار، لايوتي الدبر، يفتح الله على يديه». وذلك حيث رجع أبوبكر وعمر منهزمين فدعاني وأنا أرمد، فتفل في عيني وقال : «اللهم أذهب عنه الحر والبرد» ،فما وجدت بعدها حرا ولا بردا يؤذياني، ثم أعطاني الراية، فخرجت بها، ففتح الله على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب، وسبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري»؟

قالوا: لا.

وفيه : «فهل فيكم أحد احتمل باب خیبر يوم فتحت حصنها، ثم مشى به ساعة ثم ألقاه ، فعالجه بعد ذلك أربعون رجلا فلم يقلوه من الأرض، غيري»(1)؟

قالوا: لا. (أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

يأتي تمامه في باب حديث الشورى من أبواب الملاحم والفتن ، من كتاب الإمامة .

(907)9(2) – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه قراءة عليه قال : حدثنا معاذ بن المثنى قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سهيل [بن أبي صالح] ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

ص: 384


1- لاحظ تيسير المطالب : ص 66 - 67، الباب 3، الحدیث 79، ومناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) - للخوارزمي - : ص 172 ح 207، وتاريخ بغداد : 11 : 342، والباب 50 من فرائد السمطين: 261:1 ح 202، وفي ط 2: 214، والحديث 32130 من المصنف - لابن أبي شيبة، والمعجم الصغير للطبراني -: 10:1 ،والحديث 269 من ترجمةأميرالمؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق.
2- 9- ورواه أحمد في مسند أبي هريرة من المسند : ج 2 ص 386، وأيضا في الحديث 152 من فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب الفضائل ص 101، وكذا في الحديث 166 ص 113، والحديث 178 ص 121، والقطيعي في زوائد الفضائل : ح 244.ورواه مسلم في صحيحه : ج 4 ص 1871 تحت الرقم 2405: کتاب الفضائل : ح 4 من باب فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)،والنسائي في الحديث 19 - 20من الخصائص وفي كتاب السيرمن السنن الكبرى : 5: 179 ح 8603، وفي ح 18 من الخصائص من طريق أبي حازم عن أبي هريرة ، وابن سعد في الطبقات : ج 2 ص 110 في عنوان «غزوة خيبر»، ومحمد بن سلیمان الكوفي في الحديث 1005 و 1006 من کتاب مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : ج 2 ص 503، والبلاذري في أوائل ترجمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) من أنساب الأشراف ص 8-9 تحت الرقم 11، وابن عساكر في الحديث 219 و 221 - 226 من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من تاريخ دمشق : ج 1ص 175 - 181، والبيهقي في شعب الإيمان : 1: 88 ح 78 في أول عنوان «باب ألفاظ الإيمان»، وانظر أيضا ص 38۔ 39 ح 4 و 5. ورواه أبو داوود الطيالسي في مسند أبي هريرة من مسنده : ص 320 تحت الرقم 1441، وابن كثير في حوادث سنة سبع من الهجرة عند ذكر غزوة خيبر من البداية والنهاية : ج 4 ص187، وأيضا في حوادث سنة أربعين من الهجرة عند ذکر فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) : ص 349، وسبط ابن الجوزي في عنوان «حديث الراية» من كتاب تذکرة الخواص، والمحب الطبري في باب مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) من ذخائر العقبى ص 73، وابن حجر العسقلاني في ترجمة الإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام) من الإصابة : ج 2 ص 508، والقندوزي في الباب 6 من ينابيع المودة ص 49بأسانيدهم إلى أبي هريرة . وله شاهد من حديث جابر ، رواه الحاكم في المستدرك : 3: 38 وقال : اتفق الشيخان (البخاري ومسلم) على إخراج حديث الراية. ورواه الطبراني في ترجمة محمد بن الفضل بن جابر الثقفي من المعجم الصغير : 2: 10- 11.وانظر ما رواه الديلمي في الفردوس: 1: 4481 ح 1603، والسيد أبو طالب في أماليه : تيسير المطالب : ص 64 ح 72، والمرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسية : 1: 14 - 15 ح25 و 29 و 23 ح 73، والبيهقي في شعب الإيمان : 3: 186 ح 3293 و 3294 وج 4 ص338 ح 5318. وقريبا منه ورد من طريق عبدالله بن عکیم الجهني ، رواه الطبراني في ترجمة محمد بن مسلم بن عبدالعزيز الأشعري من المعجم الصغير : 2: 88، وأبو نعيم في ترجمة الرجل من تاريخ إصبهان 2: 198 برقم 1450 ، والحمويي في الباب 25 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 143 ح 1107 نقلا عن الطبراني . ورواه ابن عساكر في الحديث 779 وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق :256 :2 بأسانيد أخر. وقال الدارقطني في العلل : 3 ق ...: ويرويه سهيل بن أبي صالح واختلف عنه فرواه یعقوب بن عبد الرحمان و وهیب وجرير وإبراهيم بن طهمان وعلي بن عاصم وأبو عوانة . واختلف عن حماد بن سلمة فرواه حجاج بن المنهال وأبو سلمة السوديجي ... وخالفهم أسود بن عامر فرواه عن حماد، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة، عن عمر ، والصواب قول وهيب ومن تابعه .

ص: 385

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) [يوم خيبر ]: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله، ويحبه الله ورسوله لايرجع حتى يفتح الله عليه».

قال عمر : ما أحببت الامارة قبل يومئذ ، فدعا عليا(عليه السلام)فبعثه ، فقال : «اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ولاتلتفت». فمشي ساعة - أو قال : قليلا- ثم وقف ولم يلتفت ، فقال : «یا رسول الله ، على ما أقاتل الناس»؟

قال :«قاتلهم حتى يشهدوا «أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله»، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزوجل».

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 68)

(908)10- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جوريه الجنديسابوري من أصل كتابه ، قال : حدثنا علي بن منصور الترجماني قال :أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال :حدثنا شريك بن عبدالله النخعي القاضي،عن أبي إسحاق: عن عمرو بن میمون الأودي، أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب(عليه السلام) فقال : إن قوما ينالون منه، أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم: «لقد أعطي على ما لم يعطه بشر» (إلى أن قال :) وهو صاحب باب خیبر، وهو صاحب الراية يوم

ص: 386

خیبر، وتفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يومئذ في عينيه وهو أرمد، فما اشتكاهما من بعد ،ولا وجد حرا أو بردا بعد يوم ذلك.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 8)

يأتي تمامه في باب فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

1091)11(1) - أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري:عن عروة بن الزبير، ومسور بن مخرمة : أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لما افتتح خیبر وقسمها على ثمانية عشر سهما، كانت الرجال ألفا وأربع مئة رجل، والخيل مئتي فرس، أربع مئة سهم للخيل ، كل سهم من الثمانية عشر سه مئة سهم، لكل مئة منهم رأس، فكان عمر بن الخطاب رأسا، وعلي رأسة، وطلحة رأسا، والزبير رأسا، وعاصم بن عدي رأسا، وكان سهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مع عاصم بن عدي.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 15)

(910)12 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثني الحسن بن القاسم(2) قال : حدثني ثبین بن إبراهيم بن شيبان قال :حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ،

عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام):

«أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دفع خيبر إلى أهلها بالشطر، فلا كان عند الصرام بعث عبدالله بن رواحة فخرصها عليهم، ثم قال : إن شئتم أخذتم بخرصنا، وإن شئتم

ص: 387


1- 11 - انظر عنوان «ذکر مقاسم خيبر وأموالها» من السيرة النبوية - لابن هشام - : ج 2 ص811-810.
2- كذا في النسخ، وفي ترجمة تبين بن إبراهيم من لسان المیزان : الحسين بن القاسم، عن ثبين .

أخذنا واحتسبنا لكم».

فقالوا : هذا الحق ، بهذا قامت السماوات والأرض».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 39)

(911)13(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رضی الله عنه)قال :حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن أبي حمزة، عن علي بن الحزور، عن القاسم، عن أبي سعيد الخدري قال :

أتت فاطمة(عليه السلام) النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فذكرت عنده ضعف الحال ، فقال لها: «أما تدرين ما منزلة علي عندي»؟ (إلى أن قال :) «ورفع باب خيبر وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وكان لايرفعه خمسون رجلا».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحدیث 13)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا

أن فيه «أتت فاطمة صلوات الله عليها ذات يوم أبيها ». وفيه: «وقلع باب خیبر ... وكان لايقلعه خمسون رجلا».

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 40)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام).

(912) (2)14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن صقر الصائغ قال :حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال : حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم قال :

ص: 388


1- 13 - وأورده الفتال في عنوان : «فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)» من روضة الواعظين : ص 120.
2- 14 - وأورده الفتال في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) » من روضة الواعظين :ص 129 - 127. وانظر التعليق التالي .

حدثنا سويد بن عبدالعزيز الدمشقي، عن عبدالله بن لهيعة، عن أبي قبيل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) دفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه فرجع منهزما، فدفعها إلى آخر فرجع يحن أصحابه و يجنونه، قد رد الراية منهزما (1)، فقال رسول الله له : «لأعطين الراية غدا رجلا

ص: 389


1- الرجل الأول أبوبكر ، والثاني الذي كان يجبن أصحابه ويجبنونه عمر بن الخطاب ، إن لم يذكره عبدالله بن عمرو بن العاص - أو ذكره لكن لم يذكره بعض الرواة -، فقد ذكره كثير من الصحابة وذكر عنهم جمع من أصحاب السير والمغازي ، منهم الطبري في حوادث سنة 7 من تاريخه : ج 3 ص 11 - 12 قال : حدثنا ابن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله ، أن عبدالله بن بريدة حدث : عن بريدة الأسلمي قال : لما كان حين نزل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بحصن أهل خيبر ، أعطى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) اللواء عمر بن الخطاب ، ونهض من نهض معه من الناس ، فلقوا أهل خيبر ، فانكشف أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه ، فرجعوا إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجبنه أصحابه ويجبنهم، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : لأعطين اللواء غدأ رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ، فدعا عليا الا وهو أرمد ، فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ، ونهض معه من الناس من نهض . قال : فلقي أهل خيبر ، فإذا مرحب پر تجز ويقول : قد علمت خیبر أني مرحب*** شاكي السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينة أضرب*** إذا الليوث أقبلت تلهب فاختلف هو وعلي ضربتين ، فضربه علي على هامته ، حتى عض السيف منها بأضراسه ، و سمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تنام آخر الناس مع علي(عليه السلام) حتى فتح الله له ولهم. ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث 247 من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق: ج 1 ص 201 قال :أخبرنا أبو محمد عبدالكريم بن حمزة ، أنبأنا أبوالحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري ، أنبأنا أبومسلم محمد بن أحمد الكاتب ، أنبأنا أبو بكر عبدالله بن سلیمان بن الأشعث السجستاني ، أنبأنا محمد بن علي الثقفي ، أنبأنا المنجاب بن الحارث ، حدثني عبدالله بن حکیم بن جبير ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس قال : بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أبا بكر إلى خيبر ، فهزم فرجع، ثم بعث عمر فهزم فرجع يجين أصحابه ويجبنه أصحابه ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : لأدفع الراية إلى رجل يحب الله و رسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله عليه ، فدعا عليا ، فقيل له : إنه أرمد . قال : ادعوه. فدعوه فجاءه ، فدفع إليه الراية ففتح الله عليه. وانظر أيضا الحديث 261 و 262 من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق : ج 1ص 217 - 220. وأخرجه أيضا العقيلي في ترجمة عبدالله بن حكيم من ضعفائه : ج 6 : الورق 103 :، و الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 124 نقلا عن الطبراني. ورواه أيضا محمد بن سليمان الكوفي في الحديث 1001 من کتاب مناقب أمير المؤمنين علا :ج 2 ص 498 بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حين كان أرسل عمر إلى خیبر فانهزم هو ومن معه إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وهو يجين أصحابه ويجنونه ، فبلغ ذلك من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كل مبلغ فبات تلك الليلة وله من الهم غير قليل ، فلما أصبح خرج إلى الناس وبعث للراية فقال : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله رجلا ليس بفرار». فتعرض لها جميع المهاجرين والأنصار فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : أين علي - الحديث . وانظر أيضا عنوان «ذكر المسير إلى خيبر» من السيرة النبوية - لابن هشام -: ج 2 ص 798، والفصل 31 (غزوة خيبر) من كتاب الإرشاد - للشيخ المفيد - ص 125 - 126، والحديث 278 وما بعده من تهذيب زين الفتي : ج 1 ص 463 وما بعده ، والحديث 15 و16 من الخصائص للنسائي ، والحديث الأخير من مسند سلمة بن الأكوع من مسند الصحابة للروياني : ج 2 ص 172 - 173 رقم 1172.

يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لايرجع حتى يفتح الله على يديه» .

فلما أصبح قال : «ادعوا لي عليا».

فقيل له : یا رسول الله ، هو رمد .

فقال : «ادعوه». .

فلما جاء تفل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في عينيه وقال : «اللهم ادفع عنه الحر والبرد». ثم دفع الرايه إليه ومضى، فما رجع إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلا بفتح خیبر.

ثم قال : إنه لما دنا من القموص أقبل أعداء الله من اليهود يرمونه بالتبل

ص: 390

والحجارة، فحمل عليهم علي(عليه السلام)حتى دنا من الباب، فثنى رجله(1)، ثم نزل مغضبة إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه، ثم رمی به خلف ظهره أربعين ذراعا.

قال ابن عمرو :(2) وما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي علي(عليه السلام) ، ولكنا عجبنا من قلعة الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا، ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه (3)، فأخبر النبي بذلك ، فقال : «والذي نفسي بيده ، لقد أعانه عليه أربعون ملكة».

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 10)

(913) 15(4) - فروي أن أمير المؤمنين(عليه السلام)قال في رسالته إلى سهل بن حنیف

(رحمه الله) : والله ما قلعت باب خیبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية، و لاحركة غذائية، لكتي أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضية، وأنا من أحمد كالضوء من الضوء، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت، ولو أمكنتني الفرصة من رقابها لما بقيت ، ومن لم يبال متى حتفه علیه ساقط فجنانه في الملمات رابط».

ص: 391


1- في نسخة : «رجليه».
2- هذا هو الظاهر الموافق لرواية البحار : ج 21، ص 26 عن الأمالي ، وفي النسخ : «ابن عمر».
3- انظر الفصل 16 من كتاب المناقب - للخوارزمي - ص 172 رقم 207، وترجمة على بن أحمد غلام المصري تحت الرقم 6142 من تاريخ بغداد : 324: 11 ، والحديث 202 من فرائد السمطين : 261:1 ، والحديث 269 من ترجمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق - لابن عساكر -: ج 1 ص 225، وترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من تاريخ الخلفاء - للسيوطي - ص 156 وعنوان غزوة خيبر من دلائل النبوة للبيهقي : 4: 212، ونفس العنوان من السيرة النبوية -لابن كثير : 3: 359، وأواخر عنوان «حديث الراية» من التذكرة - لسبط ابن الجوزي -.
4- 15 - أورده عتي العلامة المحمودي في باب الكتب من نهج السعادة تحت الرقم 113، ثم قال : والمظنون أن هذه الرسالة نفس الرسالة التي كتبها(عليه السلام)إلى عثمان بن حنیف واليه على البصرة ، لا أنها تغایرها وأنها إلى سهل بن حنیف ، وأن هذه النسبة سهو من الرواة . أقول : الكتاب المذكور هو کتاب 45 من باب الكتب من نهج البلاغة ، ورواه أيضا -بنقص الجمل الأخيرة وزيادة يسيرة - العلامة المجلسي في بحارالأنوار : ج40 ص 318 في الحديث 2 من باب 98 من تاريخ أميرالمؤمنين(عليه السلام) نقلا عن كتاب الخرائج. ورواه أحمد بن محمد بن علي العاصمي في الفصل الخامس من مشابه أميرالمؤمنين(عليه السلام) من کتاب زين الفتى : ج 1 ص 208 ح 120. وهذه الفقرة رواها محمد بن أبي بكر التلمساني في فضائل على(عليه السلام) من كتاب الجوهرة : ج 1 ص 82، والسيد المرتضى في عيون المعجزات : ص 12، والفال في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)» من روضة الواعظين : ص 127.وفي نهج البلاغة : «أنا من رسول الله كالصنو من الصنو والذراع من العضد...».

حدثني بذلك وبجميع الرسالة التي فيها هذا الفصل : علي بن أحمد بن موسی الدقاق(رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي، عن أبي بكر عبيد الله بن موسی الحبال الطبري قال : حدثنا محمد بن الحسين الخشاب قال : حدثنا محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام) .

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحدیث 11)

ص: 392

باب 5 - غزوة مؤتة

(914)(1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا علي بن سليمان قال : حدثنا محمد بن حميد قال : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال : حدثنا محمد بن فليح، عن موسی بن عقبة:عن محمد بن شهاب الزهري قال : لما قدم جعفر بن أبي طالب(رضوان الله) من بلاد الحبشة(2) ، بعثه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى مؤتة، واستعمل على الجيش معه زید بن حارثة وعبدالله بن رواحة، فمضى الناس معهم حتى كانوا بخوم البلقاء، فلقيهم جموع هرقل من الروم والعرب، فانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها واقتتلوا قتالاشديدا، وكان اللواء يومئذ مع زید بن حارثة ، فقاتل به حتى

ص: 393


1- 1- ورواه أبو نعيم في باب ما جاء في غزوة مؤتة ، من دلائل النبوة : 4: 364 - 365 عن موسى بن عقبة مع مغايرة، وفي ص 366 عن أنس باختصار ، وانظر سائر روایات الباب من الدلائل. ورواه الراوندي في معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الخرائج والجرائح : 1: 166 ح 256 مرسلا ، وفي ص 121 ح 198 باختصار . والقصة - بتفاوت - رواها ابن سعد في عنوان «سرية مؤتة» من الطبقات الکبری : 2: 128- 130 ، وابن هشام في عنوان «ذکر غزوة مؤتة» من السيرة النبوية : 2: 828- 835، و في طبع:4: 15 - 22، والبخاري في صحيحه : 5: 182 باختصار، والطبري في حوادث سنة 8 من الهجرة ، من تاريخه : 3: 36 وما بعده ، وابن كثير في البداية والنهاية : 4: 241.
2- قدم جعفر من الحبشة بعد فتح خيبر ، فلما قدم تلقاه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقبل جبهته ثم قال : «والله ما أدري بأيتها أفرح ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر»؟! انظر : عنوان : «ذکر قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة» من كتاب «السيرة النبوية» - لابن هشام - : ج 2 ص 817، و دلائل النبوة للبيهقي - : ج 4 ص 246، ومقاتل الطالبيين - لأبي الفرج - ص 29 - 30، والطبقات الكبرى - لابن سعد - : ج 4 ص 23.

شاط في رماح القوم، ثم أخذه جعفر فقاتل به قتالا شديدا، ثم اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وقاتل حتى قتل.

قال : وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر فرسه في الإسلام(1).

ثم أخذ اللواء عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قتل، فأعطى المسلمون اللواء بعدهم خالد بن الوليد، فناوش القوم وراوغهم حتى انحاز بالمسلمين منهزما ونجا بهم من الروم، وأنفذ رجلا من المسلمين يقال له «عبدالرحمان بن سمرة» إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بالخبر. فقال عبد الرحمان: فصرت إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما وصلت إلى المسجد قال لي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «على رسلك يا عبد الرحمان». ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أخذ اللواء زيد فقاتل به فقتل، رحم الله زيدا، ثم أخذ اللواء جعفر وقاتل وقتل، رحم الله جعفرة، ثم أخذ اللواء عبدالله بن رواحة وقاتل وقتل ، فرحم الله عبدالله».

قال : فبكى أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم حوله، فقال لهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) «و ما يبكيكم»؟

فقالوا : وما لنا لانبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا، وأهل الفضل منا.

فقال عل لهم : «لا تبكوا، فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فأصلح رواكبها، وبنى مساكنها، وحلق سعفها، فأطعمت عاما فوجا، ثم عاما فرجا، ثم عاما فوجا، فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا، وأطولها شمراخا، أما والذي بعثني بالحق نبيا، ليجدن عیسی بن مريم في أمتي خلقا من حواريه».

قال : وقال كعب بن مالك يرثي جعفر بن أبي طالب ، وعن المستشهدين

ص: 394


1- إلى هنا ذكره ابن هشام في عنوان «غزوة مؤتة» من السيرة النبوية : ج 2 ص 832 مع مغايرة يسيرة . وانظر أيضأ طبقات ابن سعد : 4: 25، و عنوان : «ذکر مقتل جعفر بن أبي طالب» من مقاتل الطالبيين : ص 31، وأسد الغابة : 2: 288، والسيرة الحلبية : 3: 78، والكامل - لابن الأثير -:2: 236 ، والتنبيه والإشراف : 231.

معه(1)

هدت العيون ودمع عينك يهمل***سحا کما وكف الضباب المخضل

وكأنما بين الجوانع والحشا***مما تأوبني شهاب مدخل

وجدة على النفر الذي تتابعوا***يوما بمؤتة أسيدوا لم يقفلوا

فتغير القمر المنير لفقدهم***والشمس قد كسفت وكادت تأفل

قوم علا بنيانهم من هاشم***فرع أشم وسؤدد ما ينقل

قوم هم نصر الإله عباده***وعليهم نزل الكتاب المنزل

وبهديهم رضي الإله لخلقه***وبجدهم صبر النبي المرسل

بيض الوجوه ري بطون أكفهم***تندي إذا اغبر الزمان الممحل

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 44)

(915) 2 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمان، عن ابن أسباط ، عن علي بن سالم ، عن أبيه :

عن [أبي حمزة الثمالي] ثابت بن أبي صفية قال : نظر سید العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) إلى عبیدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاستعبر، ثم قال :«ما من يوم أشد على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد، بل فيه عته حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 10)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .

ص: 395


1- ما ذكر هنا بعض من الأبيات ، وقد ذكر ابن هشام في عنوان «بقية أمر غزوة زيد و جعفر» من السيرة النبوية : ج 2 ص 838 - 839 سبعة عشر بيتا.

(916) 3(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم : عن أبي عبد الله(عليه السلام )قال : «لما مات(2) جعفر بن أبي طالب(عليه السلام )أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة(عليها السلام )أن تتخذ طعامة لأسماء بنت عمیس ، ويأتيها نساؤها ثلاثة أيام(3)، فجرت بذلك الستة من أن يصنع لأهل الميت ثلاثة أيام [طعام] »(4) .

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 4)

ص: 396


1- 3- رواه البرقي(قدس سره) في الباب 25 من كتاب المأكل من المحاسن : 2: 419ح 191 بتفاوت يسير. ورواه الكليني في الحديث 1 من باب «ما يجب على الجيران لأهل المصيبة و اتخاذ المأتم» من کتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 217. وانظر ما ذكره الواقدي في عنوان «غزوة مؤتة» من كتاب المغازي : ج 2 ص 766، وابن هشام في نفس العنوان من كتاب «السيرة النبوية : ج 2 ص 834.
2- في المحاسن : «لما قتل».
3- في المحاسن : «و تأتيها و تسليها ثلاثة أيام».
4- وفي المحاسن : «أن يصنع لأهل المصيبة ثلاثة أيام طعام»، وفي الكافي : «أن يصنع لأهل المصيبة طعام ثلاثأ».

باب 6 - فتح مکة

(917) (1)1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا عبد الملك الطحان قال : حدثنا هارون بن عيسى قال : حدثنا عبد الله بن إبراهيم، عن علي بن موسى، عن أبيه ، عن أبي عبد الله، عن آبائه:

عن علي(عليه السلام )«أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سار إلى بدر في شهر رمضان، وافتتح مكة في شهر رمضان».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 41)

(118)2(2)- وعن ابن عقدة قال : حدثني الحسن بن القاسم قال : حدثنا بشیر بن إبراهيم قال : حدثنا سلمان بن بلال قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه [موسی

ص: 397


1- 1- تقدم تخريجه في الباب 1 من أبواب غزوات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . وانظر أيضأ قصة فتح مكة من : السيرة النبوية - لابن هشام - : ج 2 ص 851، ودلائل النبوة للبيهقي - : ج 5 ص 20- 24، والبداية والنهاية لابن كثير - : ج 4 ص 285.
2- 2- وقريبا منه رواه البيهقي في قصة فتح مكة من دلائل النبوة : ج 5 ص 71 بإسناده عن عبدالله بن مسعود قال : دخل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم الفتح وحول البيت ثلاث مئة وستون نصبأ ، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول:«وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا». ورواه في ص 72 من طريق ابن عمر، إلا أن فيه : فكان لا يشير إلى صنم إلا سقط من غير أن يمسه بعصا. ورواه مسلم في صحيحه : 3: 1781 في كتاب الجهاد والسير (32) باب إزالة الأصنام من حول الكعبة (32) ح 87. وانظر البداية والنهاية - لابن كثير - : ج 4 ص 300 و ص 306، والفصل 35 من کتاب الإرشاد - للشيخ المفيد - : ص 138.

بن جعفر] ، عن [أبيه] جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام )قال:

«دخل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم فتح مكة والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاث مئة وستين صنة، فجعل يطقها مخصرة(1) في يده، ويقول : «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد» . فجعلت تكبب لوجوهها» .

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 23)

(919) 3(2)- قرئ على أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحقار وأنا أسمع ، قيل له :

حدثكم أبوالقاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزین بن عثمان بن عبدالرحمان الخزاعي ابن أخي دعبل، فأقر به ، قال : حدثني أبي علي بن علي قال : حدثنا أبي علي بن رزین ، عن أبيه رزین بن عثمان ، عن أبيه عثمان بن عبدالرحمان ، عن أبيه عبدالرحمان بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله بن بدیل بن ورقاء قال :سمعت أبي بديل بن ورقاء الخزاعي يقول : لما كان يوم الفتح أوقفني العباس بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله ، هذا يوم قد شرفت فيه قوم، فما بال خالك بديل بن ورقاء وهو قعيد حيه؟

قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «احسر عن حاجبيك يا بديل».

فحسرت عنها وحدرت قثامي فرأى سواد بعارضي، فقال : «کم سنوك یا بديل» ؟

فقلت : سبع وتسعون یا رسول الله.

فتبسم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال: «زادك الله جمالا وسوادة وأمتعك وولدك، لكن رسول الله قد نيف على الستين وقد أسرع الشيب فيه ، اركب جملك هذا الأورق،

ص: 398


1- المخضرة :ما يتوكأ عليه کالعصا، وشيء كالسوط، وما يأخذه الملك بيده ليشير به إذا خاطب .
2- 3- ورواه ابن حجر في ترجمة بدیل بن ورقاء من الإصابة : 1: 141 ، وفي ط: ص 275 -277 برقم 114 باختصار. وروى ابن سعد في ترجمة بديل بن ورقاء من الطبقات الكبرى : 4: 294 ذیل الحديث .

فناد في الناس : إنها أيام أكل وشرب». وكنت جهيرا فرأيتني بين خيامهم وأنا أقول : أنا رسول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لكم: «إنها أيام أكل وشرب». وهي لغة خزاعة ، يعني الاجتماع، ومن هاهنا قرأ أبو عمرو :﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 56)

(920)4 -أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :

عن أمير المؤمنين(عليه السلام )(في حديث المناشدة يوم الشوری) قال : «فهل فيكم أحد حمله رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على كتفه حتی کسر الأصنام التي كانت على الكعبة، غيري» ؟

قالوا : لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

ص: 399


1- سورة الواقعة : 55: 59 .

باب 7 - بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة

(921)1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم: عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام )قال : «بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم «بنو المصطلق» من بني جذيمة، وكان بينهم وبين بني مخزوم إخنة(2)في الجاهلية، فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأخذوا منه كتابا، فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة، فصلى وصلوا، فلما كانت صلاة الفجرأمر منادیه قنادی فصلی وصلوا، ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة، فقتل وأصاب ،فطلبوا کتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد،

ص: 400


1- 1- والقصة بدون ذکر حديث المنزلة، رواه ابن هشام في السيرة النبوية : 4: 70- 73 بأسانيد ، وفي ص 72 عن حكيم بن حکیم ، عن أبي جعفر محمد بن علي. ورواه أيضا الطبري في حوادث سنة 8 من الهجرة من تاريخه : 67: 3 - 68 عن ابن حميد ، عن سلمة ، عن محمد بن إسحاق . ورواه ابن الأثير في حوادث سنة 8 من الكامل : 2: 255 - 256 في عنوان غزوة خالد بن الوليد بني جذيمة. ورواه البيهقي في دلائل النبوة : 5: 113 بإسناده عن ابن عمر ، وفي ص : 114 - 115 عن أبي عبدالله الحافظ ، عن أبي العباس محمد بن يعقوب ، عن أحمد بن عبدالجبار، عن يونس ، عن ابن إسحاق ، عن حكيم بن حكيم، عن عباد بن حنیف ، عن أبي جعفر محمد بن علي. ورواه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه : 5: 203 في عنوان «باب بعث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى بني جذيمة» ، باختصار . وأشار إليه ابن حجر في ترجمة خالد بن الوليد من الإصابة : 2 : 252 رقم 2203.
2- الإحنة : الحقد والضغن

فاستقبل القبلة ثم قال : «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد».

قال : «ثم قدم على رسول الله تبر ومتاع ، فقال لعلي(عليه السلام ): «يا علي، ائت بني جذيمة من بني المصطلق ، فأرضهم مما صنع خالد». ثم رفع (صلی الله عليه وآله وسلم) قدميه فقال: «يا علي ، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك».

فأتاهم علي(عليه السلام ) ، فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله ، فلما رجع إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «يا علي ، أخبرني بما صنعت».

فقال : يا رسول الله عمدث فأعطيت لكل دم دية، ولكل جنين غرة(1)، ولكل مال مالا ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة(2) کلابهم وحبلة(3) رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك یا رسول الله.

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي ، أعطيتهم ليرضوا عني ؟! رضي الله عنك يا علي ، إنما أنت بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي».

(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحديث 8)

(922) 2 (4)- أبوجعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا

ص: 401


1- قال ابن الأثير في النهاية : 3: 353: في الحديث : أنه «جعل في الجنين غزة عبدا أو أمة » الغنية : العبد نفسه أو الأمة ، وأصل الغرة : البياض الذي يكون في وجه الفرس ، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول : الغرة : عبد أبيض ، أو أمة بيضاء ، وسمي غزة لبياضه ، فلا يقبل في الدية عبد أسود، ولا جارية سوداء، وليس ذلك شرطة عند الفقهاء، وإنما الغرة عندهم ما بلغ ثمنه نصف عشر الدية من العبيد والإماء ، وإنما تجب الغرة في الجنين إذا سقط ميتا ، فإن سقط حيا ثم مات ففيه الدية كاملة.
2- المیلغة : الإناء الذي يلغ فيه الكلب .
3- الحبلة : الرسن ، وبالتحريك : الجنين الساقط من الدواب والمواشي .
4- 2- لاحظ تخريج الحديث المتقدم .

محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال : حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي قال: حدثنا عمرو بن معمر قال : حدثنا علي بن جعفر، عن أخيه موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي: عن جابر بن عبد الله قال : بعث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد واليا على صدقات بني المصطلق حي من خزاعة، وكان بينه وبينهم في الجاهليه ذحل، فأوقع بهمخالد، فقتل منهم واستاق أموالهم، فبلغ النبي له ما فعل، فقال : «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» ! وبعث إليهم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بجمال، وأمره أن يؤدي إليهم ديات من قتل من رجالهم.

فانطلق علي(عليه السلام )فأدى إليهم ديات رجالهم وما ذهب لهم من أموالهم، وبقي معه من المال زعبة(1)، فقال لهم : «هل تفقدون شيئا من أموالكم وأمتعتكم» ؟

فقالوا : ما نفقد شيئا إلا میلغة كلابنا. فدفع إليهم ما بقي من المال.

فقال : «هذا المبلغة كلابكم وما أنسيتم(2) من متاعكم». وأقبل إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «ما صنعت»؟

فأخبره حتى أتى على حديثهم(3)، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) :«أرضيتني رضي الله عنك،ياعلي، أنت هادي أنتي، ألا إن السعيد كل السعيد من أحبك وأخذ بطريقتك، ألا إن الشقي كل الشقي من خالفك ورغب عن طريقك إلى يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 16)

ص: 402


1- الزعبة : القطعة من المال
2- في الطبعة الحجرية : «ما نسيتم» .
3- في الطبعة الحجرية : «حدیثه» .

باب 8 - غزوة حنين ، وغزوة الطائف

(923)1(1)- أبو جعفر الصدوق قال : أخبرني سلیمان بن أحمد اللخمي فيا كتب إلي، قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن رماحس بن محمد بن خالد بن حبيب بن قیس بن عمرو (2)بن غزية بن جشم بن بكر بن هوازن بر مادة القيسيين، رمادة العليا ،وكان فيما ذكر ابن مئة و عشرين سنة ، قال : حدثنا زياد بن طارق الجشمي، وكان ابن تسعين سنة ، قال :حدثنا جدي أبوجرول زهير، وكان رئیس قومه قال:

أشرنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم فتح حنين(3) فينا هو يميز الرجال من النساء إذوثبت حتى جلست بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فأسمعته شعرأ أذكره حين شب فينا ونشأ في هوازن، وحين أرضعوه، فأنشأت أقول:

ص: 403


1- 1- قال ابن هشام في عنوان «أمر أموال هوازن وسباياها...» من السيرة النبوية : ج 4 ص131: قال ابن إسحاق : فحدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبدالله بن عمرو : أن وفد هوازن أتوا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد أسلموا فقالوا : يا رسول الله ، إنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك ، فامنن علينا من الله عليك . قال : وقام رجل من هوازن، ثم أحد بني سعد بن بكر ، يقال له زهير، يكنى أبا صرد ، فقال : يا رسول الله ، إنما في الحظائر عماتك و خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، ولو أنا ملحنا للحارث بن أبي شمر، أو للنعمان بن المنذر ، ثم نزل منا مثل الذي نزلت به ، رجونا عطفه وعائدته علينا، وأنت خير المكفولين. قال ابن هشام : ويروى : ولو أنا ماحنا الحارث بن أبي شمر أو النعمان بن المنذر. قال ابن إسحاق : فحدثني عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عبدالله بن عمرو قال : فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟ فقالوا : يا رسول الله ، خيرتنا بين أموالنا وأحسابنا ، بل ترد إلينا نساءنا وأبناءنا ، فهو أحب إلينا. فقال لهم : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس ، فقوموا فقولوا : إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين ، وبالمسلمين إلى رسول الله في أبنائنا ونسائنا ، فأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم. فلما صلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بالناس الظهر، قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به ، فقال رسول الله : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم . فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . فقال الأقرع بن حابس : أما أنا وبنو تميم فلا. وقال عيينة بن حصن : أما أنا وبنو فزارة فلا. وقال عباس بن مرداس : أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم : بلى ، ما كان لنا فهو لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . قال : يقول عباس بن مرداس لبني سليم : وونتموني. فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي، فله بكل إنسان ست فرائض من أول شبي أصيبه ، فردوا إلى الناس أبناءهم ونساءهم. وذكر الواقدي أيضا هذه القصة مع الأبيات في عنوان «ذکر وفد هوازن» من کتاب المغازي :ج 2 ص 949 - 952. ورواه الطبري في حوادث سنة 8 من الهجرة من تاريخه : ج 3 ص 86- 87، والبيهقي في باب «وفد هوازن على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من كتاب دلائل النبوة : ج 5 ص 194 - 195، وابن سعد في عنوان «غزوة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى حنين» من الطبقات الکبری : ج 2 ص 153 - 156، وابن الجوزي في الحديث 1393 من كتاب «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 723 - 724ح 1393.
2- زاد في بعض النسخ : «بن عبد».
3- هذا هو الظاهر الموافق لسائر المصادر ، وفي النسخ تصحفت «حنين» ب-«خیبر»، فانظر تخريج الحديث .

امن علينا رسول الله في كرم*** فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة(1) قد عاقها قدر*** مفرق شملها في دهرها غير(2)

أبقت لنا الحرب هتافأ على حزن*** على قلوبهم الغماء والغمر

إن لم تداركهم نعاء تنشرها ***یا أرجح الناس حلا حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها*** إذ فوك يملؤه من مخضها(3) الدرر

إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها*** وإذ يرينك(4) ما تأتي وما تذر

ص: 404


1- البيضة : الأصل والعشيرة، ومجتمع القوم ، وموضع سلطانهم.
2- في نسخة : «عبر».
3- في نسخة : «محضها» .
4- في نسخة : «یزینك» .

يا خير من مرحت مت الجياد به*** عند الهياج إذا ما استوقد الشرر

لاتتركتا كمن شالت نعامته (1)*** واستبق منا فإنا معشر زهر

إنا لنشكر للنعمى وقد کفرت ***وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

فألبس العفو من قد كنت ترضعه*** من أمهاتك إن العفو مشتهر

إنا نؤمل عفوا منك تلبسه*** هادي البرية أن تعفو وتنتصر

فاعف عفا الله عما أنت راهبه*** يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لله ولكم». وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو لله ولرسوله، فردت الأنصار ما كان في أيديها من الذراري والأموال.

(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحدیث 18)

يأتي بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 7 من أبواب فضائل أمير المؤمنين *.

(924) 2(2) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار الثقفي قال : حدثني علي بن محمد بن سلیمان النوفلي سنة خمس وأربعين ومئتين ، قال : حدثني أبي، عن يزيد بن عبدالملك النوفلي ، عن أبيه، عن المغيرة بن الحارث بن نوفل بن الحارث، عن أبيه:

عن جده نوفل، أنه كان يحدث عن يوم حنين، قال: فز الناس جميعا وأعروا (3) رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلم يبق معه إلا سبعة نفر من بني عبد المطلب : العباس، وابنه الفضل، وعلي، وأخوه عقيل، وأبو سفيان، وربيعة، ونوفل بنو الحارث بن عبد المطلب (4)، ورسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مصلت سيفه(5) في المجتلده(6)، وهو على بغلته

ص: 405


1- «شالت نعامتهم» : إذا ماتوا و تفرقوا كأنهم لم يبق منهم إلا بقية .
2- 2- لاحظ ما رواه المفيد(رحمه الله) في الفصل 38 من الإرشاد : ج 1 ص 140 - 149.
3- أعروا صاحبهم : ترکوه.
4- في الفصل 38 من الإرشاد - للشيخ المفيد -: ج 1 ص 140:... فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم ، فلم يبق منهم مع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إلا عشرة أنفس : تسعة من بني هاشم خاصة ، وعاشرهم أيمن بن أم أيمن، فقتل أين(رحمه الله) و ثبت تسعة النفر الهاشميون ،حتى ثاب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من كان انهزم ، فرجعوا أولا فأولا، حتى تلاحقوا ، وكانت الكرة لهم على المشركين . وفي ذلك أنزل الله تعالى ، وفي إعجاب أبي بكر بالكثرة :﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ*ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[سورة التوبة 9: 25 - 26] يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ومن ثبت من بني هاشم يومئذ، وهم ثمانية ، أمير المؤمنين تاسعهم : العباس بن عبدالمطلب عن يمين رسول الله ، والفضل بن العباس بن عبدالمطلب عن يساره، وأبوسفیان بن الحارث ، تمسك بسرجه عند ثفر بغلته، وأمير المؤمنين علي بين يديه بالسيف ، ونوفل بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وعبد الله بن الزبير بن عبدالمطلب ، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله. وقد ولت الكافة مدبرین سوى من ذكرناه ، وفي ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي : لم يواس النبي غير بني ها ***شم عند السيوف يوم حنين هرب الناس غير تسعة رهط*** فهم يهتفون بالناس أين ثم قاموا مع النبي على المو*** ت فأبوا زينا لنا غير شين وثوى أيمن الأمين من القو*** م شهيدا فاعتاض قرة عين وقال العباس بن عبدالمطلب(رضی الله عنه)في هذا المقام : تصرنا رسول الله في الحرب تسعة*** وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا وقولي إذا ما الفضل شد بسيفه*** على القوم أخرى -يا بني- ليرجعوا و عاشرنا لاقي الحمام بنفسه*** لما ناله في الله لا يتوجع يعني به أيمن بن أم أيمن .
5- قال في النهاية : 45:3 : أصلت السيف : إذا جرده من غمده .
6- محتلد القوم : موضع الجلاد، وهو الضرب بالسيف في القتال ، يقال : جلدته بالسيف والسوط ونحوه : إذا ضربته به .

الدلدل ، وهو يقول :

ص: 406

أنا النبي لاكذب*** أنا ابن عبد المطلب(1)

قال الحارث بن نوفل : فحدثني الفضل بن العباس قال : التفت العباس يومئذ وقد أقشع (2) الناس عن بكرة أبيهم (3) فلم ير عليا(عليه السلام) في من ثبت ، فقال : شوهة بوهة(4)، أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو صاحب ما هو صاحبه! - يعني المواطن المشهورة له -.

قلت : نقص قولك لابن أخيك يا أبه .

قال : ما ذاك ، یا فضل؟

قلت : أما تراه في الرعيل الأول ، أما تراه في الرهج ؟(5)

قال : أشعره لي يابني.

ص: 407


1- هذا البيت ، رواه أحمد في مسنده : 4 : 304، والبخاري في كتاب الجهاد من صحيحه : باب من صفت أصحابه عند الهزيمة (97) : 6: 105 من فتح الباري ، ح 2930، وفي 8: 27 -28، کتاب المغازي (64) باب قول الله ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ..﴾. ح 4310 -4317، ومسلم في صحيحه : 1400: 23 کتاب الجهاد (32) باب في غزوة حنين (28)، ح 78: 1776، والبغوي في المصابیح: 3: 339 ح 3803 باب المفاخرة والعصبية (13) من كتاب الأداب ، وفي ج 4: 95 ح 4604 کتاب الفضائل والشمائل ، وأبو نعيم في ترجمة سفيان الثوري من حلية الأولياء : 7: 132، وابن الجوزي في كتاب «الوفا بأحوال المصطفى »: ص 447ح 766، ص 461 ح 807، ص 723ح 1391 من طريق براء بن عازب. ورواه الطبراني في المعجم الكبير : ج6 ح 5437 من طريق أبي سعيد الخدري ، وفي ج 7ح7191 من طريق مصعب بن شيبة ، عن أبيه. ورواه المفيد في الإرشاد : 143:1 ، والطبرسي في إعلام الوری : 1: 232 في مغازیه (صلی الله عليه وآله وسلم) .
2- قشع القوم - كمنع - : فرقهم.
3- قوله : «عن بكرة أبيهم» : أي عن آخرهم.
4- قال الفيروز آبادي في مادة «شوه» من القاموس : شاه وجهه شاها و شوهة : قبح . وقال أيضا : البوهة - بالضم - : الصقر سقط ریشه، والرجل الطائش ، والأحمق. والبوه - بالفتح - :اللعن.
5- الرعيل : جماعة الخيل . والرهج : الغبار .

قلت : ذو كذا ذو كذا، ذو البردة .

قال : فما تلك البرقة؟

قلت : سيفه يزيل به بين الأقران .

قال : بر بن بر، فداه عم وخال.

قال : فضرب علي(عليه السلام)يومئذ أربعين مبارزا كلهم يقده حتى أنفه وذكره!

قال : و كانت ضرباته مبتكرة (1)

(أمالي الطوسي : المجلس 23، الحديث 1)

(925 و 926)3 (2)- 4 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن موسی بن خلف الراسبي الفقيه ب«رأس العين»(3)، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الراسبي قال : حدثنا عبیدالله بن موسى العبسي قال : أخبرنا طلحة بن جبر المكي، عن المطلب بن عبدالله - يعني بن حنطب -، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف: عن أبيه قال : لما افتتح النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مكة انصرف إلى الطائف - يعني من حنين - فحاصرهم ثماني عشرة أو تسع عشرة، فلم يفتتحها، ثم أوغل روحة أو غدوة،

ص: 408


1- قال ابن الأثير في مادة «بكر» من كتاب النهاية : في الحديث : «كانت ضربات على مبتکرات لا عوانا» : أي أن ضربته كانت بكر يقتل بواحدة منها لايحتاج أن يعيد الضربة ثانيا يقال : «ضربة بكر»: إذا كانت قاطعة لاتتى.
2- 3- ورواه محمد بن سليمان الكوفي في كتاب «مناقب أميرالمؤمنين علي » : ج 1 ص 465 تحت الرقم 368، والسيد المرشد بالله يحیی بن الحسين الشجري في الحديث 35 من باب فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)من الأمالي الخميسية : ص 141 باختصار، والحاكم في كتاب الجهاد من المستدرك : ج 2 ص 120، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق : ج 2 ص 368 تحت الرقم 874 - 876 بأسانيد عديدة إلى مطلب بن عبدالله بن حنطب ، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف ، عن أبيه. ورواه الهيثمي في عنوان «باب في قتاله ومن يقاتله» من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من بمجمع الزوائد ج 2 ص 136 نقلا عن أبي يعلى. و نحوه رواه عبدالرزاق في المصنف : 11 : 226 ح 20389 باب أصحاب النبي ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لوفد ثقيف ، وذكر نحوه . ورواه أحمد في فضائل على(عليه السلام)من فضائل الصحابة : 2: 593 ح 1008، وفي طبع قم : ص87 ح 130 عن عبد الرزاق . ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب : ص 136 ح 153. وللحديث طرق ومصادر عديدة يجد الباحث كثيرا منها فيما علقه عمى العلامة المحمودي دامت برکاته على الحديث 875 من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق : ج 2 ص376 - 399.
3- قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : 13:3 : رأس عين ، ويقال رأس العين ، والعامة تقوله هكذا، ووجدتهم قاطبة يمنعون من القول به ... وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنیسر، وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حران، وهي إلى دنیسر أقرب بينهما نحو عشرة فراسخ .

ثم نزل، ثم هجر فقال: «أيها الناس، إني لكم فرط وإن موعدكم الحوض،فأوصيكم بعترتي خيرا» . ثم قال : «والذي نفسي بيده، لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعث إليكم رجلا مني - أو كنفسي - فليضربن أعناق مقاتليكم، و ليسبين ذراریکم » . فرأى أناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، وأخذ بيد علي(عليه السلام) فقال :«هو هذا».

قال المطلب بن عبد الله : فقلت لمصعب بن عبدالرحمان: فما حمل أباك على ما صنع؟

قال : أنا والله أعجب من ذلك! (أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 11)

وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن فروخ المزني المقرئ الفقيه بربض الرافقة»(1) قال : حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة في مسند(2) عبيد الله بن

ص: 409


1- قال في معجم البلدان : ج 3 ص 25: ربض الرافقة - بتحريك الراء والباء - : هو الذي يسمى الرقة.
2- هذا هو الظاهر الموافق للطبعة الحجرية الترجمة محمد بن عثمان بن كرامة ، وفي النسخ تصحيف.

موسی . قال : وحدثني محمد بن أحمد بن عبدالله بن صفوة الضرير ب-«المصيصة» وكتبته من أصل كتابه ، قال حدثنا يوسف بن سعید بن مسلم المصيصي قال : حدثنا عبیدالله بن موسى قال: أخبرنا طلحة بن جبر(1)، عن المطلب بن عبدالله بن حنطب ، عن مصعب بن عبدالرحمان بن عوف، عن أبيه، و ذكر نحوه.

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 12)

(927) 5(2) - وعن أبي المفضل قال: أخبرنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة(3) من أصل كتابه ، قال : حدثنا عبيد الله بن الهيثم بن عبيد الله أبو محمد الأنماطي ب-«حلب» قال : حدثنا عباد بن صهيب أبو محمد الكليبي ، عن جعفر بن

ص: 410


1- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة عبیدالله بن موسى وللحديث المتقدم، وفي النسخ:«علي بن حسين».
2- 5- ورواه الحمويي في فرائد السمطين : 1: 222 ح 173 ط 1 بتفاوت . ومن قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما استعصى أهل مملكة» رواه محمد بن سلمان الكوفي في الحديث 289 من کتاب مناقب أمير المؤمنين(علیه السلام): ج 1 ص 359، وابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 121في عنوان «1 - فصل: في ذكر آدم» ح 6/ 117 ، و روی ذیله في ص 161ح 11/150 وفي الموردين من الثاقب : «و ملك الموت أمامه في سحابة ...» وروی ذیله الصدوق في باب الأربعة من الخصال : ص 217ح 42 عن أبي الزبير ، عن جابر ، ورواه الخزاعي في الحديث 22 من أربعينه : ص 63 نقلا عن أبي سعد الآبي ، عن الصدوق. ورواه ابن شهر آشوب في المناقب : 2: 258 في عنوان «فصل في الاختصاص» مرسلا عن جابر . ورواه الكنجي في الباب 28 من كفاية الطالب : ص 134 من طريق عبد الله بن مسعود ، وليس فيه : «ملكا عن أمامه».
3- المصيصة : مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس.

محمد ، عن أبيه (عليهم السلام):

عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : لما أوقع - وربما قال : فرغ - رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من هوازن سار حتى نزل بالطائف ، فحصر أهل وج(1)أياما، فسأله القوم أن ينتزح(2) عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ویشترطون لأنفسهم، فسار(عليه السلام) حتى نزل مكة ، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم ، ولم يبخع(3) القوم بالصلاة ولاالزكاة ، فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إنه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة وليؤت الزكاة، أو لأبعث إليهم رجلا هو مني كنفسي ،فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم، هو هذا». وأخذ بيد علي (عليه السلام) فأشاها.

فلما صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فأقروا له بالصلاة، وأقروا له بما شرط عليهم، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما استعصى علي أهل محلكة ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله عز وجل».

قالوا: يا رسول الله ، وما سهم الله ؟

قال : «علي بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكة أمامه، وسحابة تظله حتى يعطي الله حبيبي النصر والظفر».

(أمالی الطوسی:المجلس 18، الحديث 13)

(928) 6(4)- وعن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن معاذ بن سعيد الحضرمي

ص: 411


1- قال في البحار : وج : ناحية الطائف، أو اسم لحصونها.
2- في نسخة : « ينزاح»، أي يبعده عنهم .
3- البخوع : الإقرار والخضوع.
4- 6- ونحوه رواه محمد بن سلیمان في المناقب : ج 1 ص 461 تحت الرقم 363، وأحمد في الحديث 90 من الفضائل ص 59، وابن أبي شيبة في كتاب الفضائل من المصنف : ح 74 من فضائل على(عليه السلام)، والنسائي في الحديث 72 من کتاب خصائص أميرالمؤمنين(عليه السلام) ص 160، و ابن البطريق في الفصل 28 من العمدة ص 224 برقم 354 وفي الفصل 24 من خصائص الوحي المبين ص 242 برقم 184، وسبط ابن الجوزي في عنوان «حديث خصف النعل» من تذکرة الخواص، والمحب الطبري في باب مناقب علي(عليه السلام)من الرياض النضرة : ج 2 ص 107في عنوان «ذکر اختصاصه بأنه مثل النبي»، وابن أبي الحديد في شرح المختار 154 من نهج البلاغة : ج 9 ص 167 . والجميع مروي عن أبي ذر إلا أن القضية مرتبطة ببني لهيعة أو بني وليعة- وهم يمانيون -.

ب-«الجار»(1)، قال حدثنا محمد بن زکریا بن سارية المكي القرشي ب-«جدة» ، قال : حدثني أبي، عن كثير بن طارق مولى بني هاشم، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) -وقد قدم عليه وفد أهل الطائف :«يا أهل الطائف ، والله لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يقطعكم بالسيف». فتطاول لها أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ،فأخذ بيد على(عليه السلام) فأشالها ، ثم قال : «هو هذا».

فقال أبو بكر وعمر : ما رأينا کاليوم في الفضل قط.

(أمالي الطوسي : المجلس 24، الحديث 1)

(929) 7(2)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا

ص: 412


1- الجار - بتخفيف الراء : مدينة على ساحل بحر القلزم، بينها وبين المدينة يوم وليلة،وبينها وبين أيلة نحو من عشر مراحل، وإلى ساحل الجحفة نحو ثلاث مراحل. (معجم البلدان :93:2).
2- 7- و أورده الفتال النيسابوري في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) » من روضة الواعظين : ص 128. ورواه الراوندي في آخر الفصل 6 من معجزات النبي محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) من قصص الأنبياء : ص292ح 362 عن ابن بابویه ، عن أحمد بن علي بن موسى الدقاق ، عن أحمد بن جعفر بن نصير الجمال ، عن عمر بن خلاد ، عن الحسين بن علي، عن أبي قتادة الحراني ، بتفاوت . ورواه الخوارزمي في الفصل 9 - في بيان أنه أفضل الأصحاب - من المناقب : ص 113 ح123 عن شهردار بن شیرويه الديلمي ، عن عبدوس بن عبدالله ، عن أبي الفرج محمد بن سهل ،عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان ، عن أبي القاسم زکریا بن عثمان بن هاني، عن محمد بن زكريا الغلابي ، عن الحسن بن موسی بن محمد بن عباد الجزار ، عن عبد الرحمان بن القاسم الهمداني ، عن أبي حاتم محمد بن محمد الطالقاني ، عن الإمام الحسن بن علي العسكري(عليه السلام)،عن أبيه ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، بتفاوت. ورواه الحمويي في فرائد السمطين : 1: 184 - 175 ح 147 بإسناده إلى الديلمي. وأورده ابن حمزة في آخر الفصل 6 من الثاقب في المناقب : ص 255 ح 3/221 عن ابن مسعود بتفاوت ، وقال في آخره : وروي أن الشمس كلمته ثلاث مرات.

القاسم بن عباس قال : حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدثنا أبو قتادة الحراني، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن زاذان :

عن ابن عباس قال : لما فتح الله عز وجل مكة، خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل ، فلما أمسينا صبرنا عشرة آلاف من المسلمين، فرفع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الهجرة فقال: «لا هجرة بعد فتح مكة»(1).

ص: 413


1- حديث «لا هجرة بعد فتح مكة»، أو : «لا هجرة بعد الفتح» ، رواه أحمد في المسند : 1: 226 و 266 و 355، والترمذي في صحيحه : ح 1590 ، والطبراني في المعجم الأوسط : ج 11ح10944 وفي المعجم الكبير: ج 10 ح 10844، والطحاوي في مشکل الآثار: 3: 252، وأبو داود في سننه : ج 3ح 2480، والدارمي في عنوان «باب : لا هجرة بعد الفتح» من سننه :1: 239 كلهم من طريق ابن عباس . وورد أيضا من طريق أبي سعيد ، رواه أيضا أحمد في المسند : 3: 22 و5: 187.ومن طريق صفوان بن أمية ، رواه أحمد في المسند : 401:3 و 6 : 466، والطبراني في المعجم الأوسط : 431:7 ، ح 6837 ، والبيهقي في سننه : 5: 215ح 8705.ومن طريق عائشة ، رواه مسلم في صحيحه : 3: 1488 ح 1894. ومن طریق غزية بن الحارث أو الحارث بن غزية ، رواه أيضا الطبراني في المعجم الكبير : ج 18 ح 656 - 657 وج ح 3390 ومن طريق مجاشع بن مسعود ، رواه أحمد في مسنده : 3: 468 و 469 و 5: 71،والطبراني في المعجم الكبير : 20 : 324- 326ح 765 و 768- 769.

قال: ثم انتهينا إلى هوازن ، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام): «يا علي قم

فانظر كرامتك على الله عز وجل، كلم الشمس إذا طلعت».

قال ابن عباس : والله ما حسد أحدة إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام)في ذلك اليوم، و قلت للفضل : قم ننظر كيف يكلم علي بن أبي طالب الشمس، فلما طلعت الشمس قام علي بن أبي طالب(عليه السلام)فقال : «السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة الله ربه». فأجابته الشمس وهي تقول: «وعليك السلام یا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه».

قال : فانكب علي(عليه السلام)ساجد شكر الله عز وجل، قال : فوالله لقد رأيت رسول

الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قام فأخذ برأس علي(عليه السلام)يقيمه ويمسح وجهه ويقول : «ثم حبيبي فقد

أبكيت أهل السماء من بكائك ، وباهي الله عز وجل بك مملة عرشه».

(أمالي الصدوق : المجلس 86، الحديث 14)

ص: 414

باب 9 - غزوة تبوك

(930)1- أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: أخبرني أبو الحسن(1)أحمد بن علي المعدل ب-«حلب» قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا محمد بن سلیمان الأصفهاني قال : حدثنا عمر بن قيس المكي، عن عكرمة صاحب ابن عباس:

عن سعد بن أبي وقاص (في حديث ) قال : وغزونا تبوك مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فودع علي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) على ثنية الوداع(2) ویکی ، فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «مايبكيك»؟

فقال : «كيف لا أبكي ولم أتخلف عنك في غزاة منذ بعثك الله تعالى، فما بالك تخلفني في هذه الغزاة» ؟!

فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما ترضي يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لانبي بعدي» ؟

فقال علي : «بل رضيت».

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 39)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

(931) 2(3) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله

ص: 415


1- في نسخة : «أبو الحسين».
2- قال ياقوت في معجم البلدان : 2: 86: ثنية الوداع - بفتح الواو -: وهو اسم من التوديع عند الرحيل ، وهي ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة ، واختلف في تسميتها بذلك ، فقيل : لأنها موضع وداع المسافرين من المدينة إلى مكة ، وقيل : لأن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ودع بها بعض من خلفه بالمدينة في آخر خرجاته ، وقيل في بعض سراياه المبعوثة عنه ، وقيل : الوداع اسم واد بالمدينة ، والصحيح أنه اسم قديم جاهلي، ستي لتوديع المسافرين.
3- 2- ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ج 1 ص 371-376ح 416 - 426 بأسانيد إلى عطية عن أبي سعيد ، والحمويي في الباب 21 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 127 ح 89، وأبو القاسم بن بشران في الجزء 27 من أماليه بسنده عن أبي الربيع الزهراني ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، والقاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 97 ح 19 عن فضل ! عن عطية ، عن أبي سعيد . ورواه أيضا أحمد في مسند أبي سعيد من مسنده : 3: 32 و الحديث 77 من كتاب الفضائل عن وكيع ، عن فضيل ، عن عطية ، مقتصرا على حديث المنزلة . ورواه ابن سعد في الطبقات : 3: 24 عن الفضل بن دكين ، عن فضیل بن مرزوق ، عن عطية. ورواه البلاذري في الحديث 15 وتواليه من أنساب الأشراف : ج 2 ص 94 عن ابن سعد. ورواه ابن المغازلي بسندين في الحديث 47 من المناقب عن جرير، عن الأعمش ، وعن إبراهيم بن عبدالله الهروي ، عن أبي معاوية الضرير ، عن الأعمش. وانظر أيضا الحديث 418 و427 و 448 من کتاب مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) - محمد بن سليمان الكوفي -: ج 1 ص 501 و 509 و 519، والحديث 2525 من کشف الأستار ، وج 9 ص109 من مجمع الزوائد .

بن محمد بن مهدي قال :حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال :حدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي قال :حدثنا الأعمش، عن عطية العوفي : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب(عليه السلام)في غزوة تبوك: «أخلفني في أهلي».

فقال علي : «یا رسول الله، إني أكره أن يقول العرب: خذل ابن عمه وتخلف عنه».

فقال : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»؟

قال : بلى».

قال : «فاخلفني».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 13)

ص: 416

(932) 3(1) - حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام)ثلاثا، فلأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام)وخلفه في بعض مغازيه ، فقال : «یا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان» ؟!

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدي» ؟ الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحدیث 63)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام).

(933) 4(2) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرني علي بن محمد بن على قراءة عليه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبیدالله بن علي قال : حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه :

ص: 417


1- 3- تقدم تخريجه في الباب 4 - غزوة خيبر ..
2- 4 - حديث المنزلة من طريق أمير المؤمنين(عليه السلام)رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من تاريخ دمشق : 1: 362 - 363ح 402 -403 بسندين عن حجية بن عدي ، عن أميرالمؤمنين ، وفي الحديث404 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي(عليه السلام). ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة أبي الحسن أحمد بن جعفر بن محمد الصيدلاني من تاريخ بغداد : 4: 71 برقم 1693 من طریق حجية بن عدي. ورواه أبو نعيم في ترجمة شعبة بن الحجاج من حلية الأولياء : 7: 196 من طريق سعید بن المسيب . والحديث ورد في تفسير الآية 87 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام) : ص 380، وذيل الآية 104 ص 485، وفي تفسير الآية 114 ص 561ح331.

عن علي(عليه السلام) قال : خلف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا في غزوة تبوك ، فقال : «یا رسول الله، تخلفني بعدك» ؟

قال : «ألا ترضى أن تكون متي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدي» ؟

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 42)

(934) 5 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن خالد المراغي قال :حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزال قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبيد بن خنیس العبدي قال : حدثنا صباح بن يحيى المزني، عن عبدالله بن شريك ، عن الحارث بن ثعلبة:

عن سعد بن أبي وقاص(في حديث)قال :إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خرج غازية إلى تبوك واستخلف علي على الناس، فحسدته قريش ، وقالوا : إنما خلفه لكراهية صحبته .

قال : فانطلق في أثره حتى لحقه فأخذ بغرز ناقته ، ثم قال : «إني لتابعك» .

قال : «ما شأنك» ؟

فبكى وقال: «إن قريشا تزعم أنك إنما خلفتني لبغضك لي و كراهيتك صحبتي» !

قال : فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، منادیه فنادى في الناس، ثم قال : «أيها الناس ، أفيكم أحد إلا وله من أهله خاصة»؟

قالوا : أجل.

قال : «فإن علي بن أبي طالب خاصة أهلي وحبيبي إلى قلبي».

ثم أقبل على أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال له : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة

هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»؟

فقال علي(عليه السلام): «رضيت عن الله ورسوله».

(أمالی المفيد : المجلس 7، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .

ص: 418

باب 10 - بعث أميرالمؤمنين(عليه السلام)لإبلاغ البراءة عن المشركين

(935) 1(1) - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن سعد بن أبي وقاص (في حديث ) قال : بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أبا بكر ببراءة لينين إلى المشركين ، فلما سار ليلة أو بعض ليلة ، بعث بعلي بن أبي طالب نحوه ، فقال : «اقبض ببراءة منه واردده إلي».

فمضى إليه أمير المؤمنين(عليه السلام)فقبض براءة منه و رده إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما مثل بين يديه(عليه السلام)بکی [أبوبكر] وقال : يا رسول الله ، أحدث في شيء، أم أنزل في قرآن؟

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «لم ينزل فيك قرآن، لكن جبرئیل عل جاءني عن الله عزوجل فقال: «لايؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك»،وعلي مني وأنا من علي،ولا يؤدي عني إلا علي».

(أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 2)

تقدم إسناده في الباب السابق، ويأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .

ص: 419


1- 1- عزل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أبا بكر عن تبليغ البراءة عن المشركين ، ونصب على(عليه السلام) له من المتواترات ، وقد رواه كثير من الصحابة والتابعين ، وأخرجه كثير من المؤلفين في كتبهم، منهم: محمد بن سليمان الكوفي في مناقب الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): ج 1 ص 462 الحديث 364 وص472 الحديث 374 عن عبدالله بن عمر ، وص 473 - 474 الحديث 375۔ 379 عن حبشي بن جنادة والحسن البصري وأبي رافع وأبي جعفر ، وفي ج : 2 ص 22 - 23 تحت الرقم 511 عن عبدالله بن عمر، والطبري في تفسير الآية 9 من سورة التوبة من تفسيره بإسناده إلى ابن عباس ، والطبري الإمامي في المسترشد ص 319 برقم 11 عن ابن عباس ، والغساني في معجم شيوخه برقم 235، والترمذي في صحيحه : 275:5 ، وأحمد في الفضائل : 2: 640 ح 1088 وفي طبعة قم: ص 145 ح 210 عن أبي سعيد ، وفي ص 43 ح 69 و ص 146 ح 212 عن أنس ، والقاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 94 - 95ح 13، والحاكم النيسابوري في كتاب المغازي من المستدرك : ج 3 ص 51، والخوارزمي في الفصل 15 من المناقب : ص 164 - 165ح 195 - 196 عن ابن عباس وأنس ، والمحب الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من الرياض النضرة : 2: 118 - 119 من طريق أبي سعيد وجابر وأمير المؤمنين(عليه السلام) وحبشي بن جنادة ، وابن عساكر الدمشقي في الحديث 878-893 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق : ج 3 ص 376 -390بأسانید عديدة عن أنس بن مالك وابن عباس وحبشی بن جنادة وأبي سعيد الخدري وأبي بكر بن أبي قحافة وعلي بن أبي طالب وابن عمر وعمر بن الخطاب. وانظر تفسير الآية 114 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري(عليه السلام): ص 558 ح 330.

(936) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر(رضی الله عنه) :

عن أمير المؤمنين(عليه السلام)( في حديث المناشدة) قال : «فهل فيكم أحد أمره رسول

الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يأخذ براءة بعد ما انطلق أبوبكر بها، فقبضها منه، فقال أبو بكر بعد ما رجع : یا رسول الله ، أنزل في شيء ؟ فقال له : «لا، إنه لايؤدي عتي إلا علي»، غيري» ؟

قالوا: لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة.

ص: 420

باب 11 - المباهلة وما ظهر فيها من الدلائل

(937) (1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور قالا : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه، عن الريان بن الصلت :

عن علي بن موسى الرضا(عليه السلام)( في احتجاجه علا في مجلس المأمون في فضل العترة) قال : «فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وموطنا، (إلى أن قال:) وأما الثالثة: فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمرنبیه (صلی الله عليه وآله وسلم) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عز وجل: قل یا محمد﴿ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(2) فأبرز النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل :﴿ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ﴾» ؟

قالت العلماء: عنى به نفسهم.

فقال أبو الحسن(عليه السلام): «غلطتم ، إنما عنى بها علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ومما يدل على ذلك قول النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حين قال : «لينتهين بنو ولیعة أو لأبعث إليهم رج كنفسي» يعني علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، زرعني بالأبناء الحسن والحسين عيد ، وعن بالنساء فاطمة(عليها السلام)(3) فهذه خصوصية لايتقدمه فيها أحد، وفضل لايلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل (4) نفس على نفسه، فهذه الثالثة».

(أمالي الصدوق : المجلس 79، الحديث 1)

تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .

ص: 421


1- 1- ورواه أيضا في الحديث 1 من الباب 23 من عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج 1 ص 207 - 217 وفي ط: ص 450 الباب 45 ح 184. وأورده الحراني في عنوان «و من كلامه(عليه السلام)في الاصطفاء» ما روي عن الإمام الرضا(عليه السلام) من تحف العقول، ص 213- 322.
2- سورة آل عمران : 61:3 . وذكر في العيون الآية بتمامها .
3- ما بين المعقوفين أخذناه من العيون .
4- في عيون أخبار الرضا (عليه السلام): «إذ جعل».

(938) (1)2 - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا أبي قال : حدثنا هاشم بن المنذر ، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ: عن علي(عليه السلام) قال : «خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حين خرج لمباهلة النصاری بي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 7)

(939)3 - وعن ابن عقدة قال : قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال :حدثنا محمد بن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : حدثنا هلال بن أيوب الصيرفي، عن عبد الكريم أبي أمية (2):عن مجاهد قال : قلت لابن عباس : من الذين أراد رسول الله (3)أن يباهل بهم؟

قال : علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، والأنفس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وعلي(عليه السلام) .

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 46)

ص: 422


1- 2- حديث المباهلة رواه جمع من الصحابة ، أما من طريق أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فرواه العياشي في تفسير الآية 11 من سورة آل عمران في تفسيره: 1: 175 - 176 ح 54 عن حريز، عن أبي عبدالله علي، وفي ص 177 ح 58 عن المنذر ، عن علي (عليه السلام) .
2- هذا هو الصحيح الموافق للمجلس 12، وهو عبد الكريم بن أبي المخارق ، واسمه قيس ، ويقال : طارق المعلم ، أبوأمية البصري ، ذكره ابن سعد في الطبقات : 20207 والمزي في تهذیب الكمال : 3506 /259:18 والذهبي في تاريخ الإسلام : 5: 103وغيرها من كتب الرجال ، وفي المجلس 10: «عبد الكريم بن أبي أمية» .
3- في الحديث 10 من المجلس 12 : «النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » .

أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ، مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 10)

(940) 4(1) - حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حاتم، عن بکیر بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال :

سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام) ثلاثا، فلأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم (إلى أن قال :) ولما نزلت هذه الآية﴿نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾، دعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا(عليهم السلام)وقال : «اللهم هؤلاء أهلي».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 63)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام)من كتاب الإمامة .

ص: 423


1- 4- ورواه العياشي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره : 1: 177 ح 59، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 160: 1 - 161ح 172. وانظر الباب 4 - غزوة خيبر - من أبواب غزواته یه : ح 3، و سعد السعود : ص 91 عنوان «فصل ... في آية المباهلة» .

باب 12 - بعث أميرالمؤمنين(عليه السلام)إلى اليمن

(941)(1)1 -أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا علي بن حماد البغدادي، عن بشر بن غیاث المريسي قال : حدثني أبويوسف يعقوب بن إبراهيم، عن أبي حنيفة، عن عبد الرحمان السلماني، عن حنش بن المعتمر: عن علي بن أبي طالب قال: «دعاني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله ، إنهم قوم كثير ولهم سن ، وأنا شاب حدث.

فقال : يا علي، إذا صدرت بأعلى عقبة أفيق، فناد بأعلى صوتك: «یا شجر ، یامدر، یا ثری ، محمد رسول الله يقرؤكم السلام».

ص: 424


1- ا- ورواه الصقار في الباب 17 من الجزء العاشر من بصائر الدرجات ص 501ح2 بتفاوت، و ابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 68 في الفصل 6 الحديث5 عن حنش بن المعتمر ، عن علي ، والراوندي في الخرائج : 2: 492ح 6 ، والفتال في عنوان«مجلس في ذکر فضائل أمير المؤمنين علي» من روضة الواعظين : ص 116. ثم إن بعث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عليا(عليه السلام)إلى اليمن من المتواترات ، وقد روي بأسانید كثيرة ، وكثير من أسانیده مذكور في كتاب دلائل النبوة للبيهقي - : ج 5 ص 397، وسنن البيهقي : 10:86، والحديث 1020 وما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ج 2ص 490 -498، وعلق عليه عمي العلامة المحمودي دامت برکاته عن مصادر عديدة. وانظر أيضا الحديث 71 و 76 و 77 و 81 من تهذیب زین الفتى : ج 2، و کتاب معرفة الصحابة من المستدرك للحاكم النيسابوري - : 3: 122 ، ومسند أحمد : 3: 483، وتاريخ الطبري : 3: 132 في حوادث سنة 10 من الهجرة ، ومناقب الخوارزمي : ص 83 ح 71 فصل7، والطبقات الكبرى - لابن سعد : 2: 337 في عنوان «من كان يفتي على عهد رسول الله»، وأخبار القضاة - لوكيع -: 1: 84 و 85، والمنتخب من المسند - لعبد بن حميد -: ص 11ح 94، وسنن ابن ماجة : 2: 776 في كتاب الأحكام (13) باب ذكر القضاة : ح 2310، و الحلية - لأبي نعيم -: 4: 381، ومستدرك الحاكم : 3: 135 ومسند الطيالسي : ح 98، والاستيعاب- لابن عبد البر المطبوع بهامش الاصابة - : 3: 39، وكشف اليقين - للعلامة الحلي -: ص 53ح 29، وأسد الغابة - لابن الأثير : 4: 22، و فرائد السمطين – للحموئي -: 1: 167 ح 129و 130 باب 35، والریاض النضرة - للمحب الطبري -: 147، وكنز العال : 13: 124ح 39397 و تاليه نقلا عن ابن سعد وأحمد والعدني والمروزي.

قال : «فذهبت، فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم، مسوون استتهم، متنکبون قسیهم، شاهرون سلاحهم ، فناديت بأعلى صوتي : «یا شجر ، یا مدر، یا ثرى ، محمد رسول الله يقرؤكم السلام».

قال : «فلم تبق شجرة ولامدرة ولاثرى إلا ارتج بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله وعليك السلام. فاضطربت قوائم القوم، وارتعدت رکبهم ووقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا إلى مسرعين، فأصلحت بينهم وانصرفت».

(أمالي الصدوق : المجلس 40، الحديث 1)

(942) 2(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا أبو صالح محمد بن فيض العجلي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني(رضی الله عنه) ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى قال : حدثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدثني أبي موسى بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي جعفر قال : حدثي أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي:

عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال: «بعثني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على اليمن فقال - وهو يوصيني -: يا علي، ما حار من استخار، ولا ندم من استشار، یا

ص: 425


1- 2- ورواه أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي في أواخر حرف الميم من جامع الأحاديث :ص 122.ولبعض فقراته شاهد من حديث ابن عمر ، رواه الديلمي في الفردوس : 4: 364ح 6590.

علي، عليك بالدلجة(1) فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، يا علي، اغد؛ على اسم الله ، فإن الله تعالى بارك لأمتي في بكورها».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 33)

(943) 3 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا عبد الرزاق بن سلیمان بن غالب الأزدي ب-«أرتاح» (2) قال : حدثني الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري(3) سنة أربع وخمسين ومئتين وفيها مات، قال : حدثنا الرضا علي بن موسى قال : حدثني أبي، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام): أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بعث عليا(عليه السلام)إلى اليمن فقال له وهو يوصیه : ياعلي، أوصيك بالدعاء فإن معه الإجابة، وبالشكر فإن معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر(4)عهدا أو تغير عليه، وأنهاك عن المكر فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، وأنهاك عن البغي فإنه من بغي عليه لينصرنه الله».

(أمالي الطوسي : المجلس 26، الحديث 14)

ص: 426


1- قال ابن الأثير في باب الدال مع اللام من النهاية : 2: 129: فيه : «علیکم بالدلجة» هو سير الليل ، واد - بالتشديد -: إذا سار من آخره ، والاسم منها الدلجة والدلجة - بالضم و الفتح -، وقد تكرر ذكرهما في الحديث ، ومنهم من يجعل الإدلاج لليل كله ، وكانه المراد في هذا الحديث لأنه عقبه بقوله : «فإن الأرض تطوى بالليل»، ولم يفرق بين أوله وآخره. وأنشدوا لعلى(رضی الله عنه): اصبر على السير والإدلاج في السحر*** وفي الرواح على الحاجات والبكر فجعل الإدلاج في الحر.
2- قال في معجم البلدان : أرتاح : مدينة من أعمال حلب .
3- في نسخة : «الفضل بن قيس بن ربابة»، ولم أجد له ترجمة، ولا لعبدالرزاق الراوي عنه.
4- خفر العهد : نقضه. وفي نسخة : «وأنهاك عن تحقر عهد» .

باب 13 - نوادر غزواته صلى الله عليه و آله و سلم

(944)1(1)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله بن يزيد الدقاق ابن السماك قال : حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال :حدثنا عمرو بن عون قال :حدثنا أبو بكر عبدالله بن حكيم الداهري، عن سفيان بن سعيد الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن حبة العرني:

عن جفينة : أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كتب إليه كتابا فرقع به دلوه ، فقالت له ابنته : عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك ليصيبك بلاء.

قال : فأغارت عليه خيل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فهرب وأخذ كل قليل وكثير هو له، ثم جاء بعد مسلم ، فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام فخذه».

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 99)

ص: 427


1- ا- ورواه الطبراني في المعجم الكبير : ج 5 ص 79 تحت الرقم 4636 إلا أن فيه «رعية الجهني ثم السحيمي». ورواه أيضا ابن الأثير في باب الجيم والفاء من أسد الغابة : ج 1 ص 290،وابن حجر في ترجمة الرجل من كتاب الإصابة . ورواه ملخصا ابن أبي حاتم الرازي في ترجمة الرجل من كتاب الجرح والتعديل : ج 2 ص545 تحت الرقم 2263، وابن عبدالبر في ترجمته من الاستيعاب : ج 1 ص 274 تحت الرقم362، والصفدي في الوافي بالوفيات : ج 11 ص 172 تحت الرقم 255.

باب في صدقات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأوقافه

(945)1(1) -أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال : عرض في نفس عمر بن عبد العزيز شيء من قدك، فكتب إلى أبي بكر(2) وهوعلى المدينة : انظر ستة آلاف دينار، فزد عليها غلة فدك أربعة آلاف دينار، فاقسمها في ولد فاطمة(عليها السلام)من بني هاشم.

قال : وكانت فدك للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) خاصة، فكانت مما لم يوجف عليها بخيل ولا رکاب.

ص: 428


1- 1- قال البلاذري في عنوان «فدك» من کتاب فتوح البلدان ص 45: حدثني الحجاج بن أبي منيع الصافي ، عن أبيه، عن أبي برقان : أن عمر بن عبدالعزيز لما ولي الخلافة خطب فقال : إن فدك كانت مما أفاء الله على رسوله ولم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ، فسألته إياها ، فقال : ما كان لك أن تسألني ، وما كان لي أن أعطيك ، فكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل . وانظر أيضا عنوان «فدك» من باب الفاء والدال وما يليهما من كتاب معجم البلدان - لياقوت الحموي - : ج 4 ص 239. قال ابن هشام في عنوان «أمر فدك في خبر خیبر» من كتاب «السيرة النبوية» : ج 3 ص368: قال ابن إسحاق : فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله تعالى بأهل خيبر ، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصالحونه على النصف من فدك ، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطائف ، أو بعد ما قدم المدينة ، فقبل ذلك منهم ، فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. وقال الشيخ الطوسي(قدس سره) في تفسير الآية266 من سورة الإسراء في تفسيره: 6: 468: وروي أنه لما نزلت هذه الآية استدعى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة(عليها السلام)وأعطاها فدكا وسلمه إليها، وكان وكلاؤها فيها طول حياة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلا مضى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أخذها أبوبكر ودفعها عن النحلة. والقصة في ذلك مشهورة ، فلما لم يقبل بنتهما ولاقبل دعواها طالبت بالميراث، لأن من له الحق إذا منع منه من وجه ، جاز له أن يتوصل له بوجه آخر، فقال [أبوبكر] لها : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة» ، فمنعها الميراث أيضا، وكلامها في ذلك مشهور . أقول : إعطاء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليه السلام)فدكا أشهر من أن ينكر ، وقد رواه العامة والخاصة : فمنهم الطبراني كما في تفسير سورة الإسراء في مجمع الزوائد : ج 7 ص 49 قال :«وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ » دعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة فأعطاها فدكا . ورواه محمد بن سليمان الكوفي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عل : ج 1 ص 159 تحت الرقم 95 قال : حدثنا عثمان بن محمد الألثغ قال : حدثنا جعفر بن محمد الرماني قال : حدثنا الحسن بن الحسين العربي ، عن إسماعيل بن زياد السلمي : عن جعفر بن محمد قال : لما نزلت هذه الآية : «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ » أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الفاطمة وابنيها بفدك . فقالوا: يا رسول الله ، أمرت لهم بفدك ؟! فقال : والله ما أنا أمرت لهم بها، ولكن الله أمر لهم بها، ثم تلا هذه الآية : «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ » .ورواه أيضا في ج 2 ص 202 تحت الرقم 674 قال : حدثنا عثمان بن محمد الألثغ قال :حدثنا جعفر بن مسلم قال : حدثنا يحيى بن الحسن قال : حدثنا أبان بن عثمان ، عن أبي مريم الأنصاري وأبان بن تغلب : عن جعفر بن محمد قال : لما نزلت هذه الآية :«وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ » قال: دعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة فأعطاها فدكا . قال أبان بن تغلب : قلت لجعفر بن محمد:من رسول الله أعطاها ؟ قال : بل الله أعطاها. ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل : ج 1 ص 438 - 441، بأسانيد عديدة عن أبي سعيد الخدري أنه قال : لما نزلت هذه الآية :«وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ » دعا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة فأعطاها فدكا . ورواه في الحديث 473 بإسناده إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ورواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور : ج 5 ص 273 - 274 قال : وأخرج البزار وأبويعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري(رضی الله عنه) قال: لما نزلت هذه الآية : هو آت ذا القربي حقهه دعا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فاطمة فأعطاها فدك . وأخرج ابن مردویه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت :«وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» أقطع رسول الله(رحمه الله)فاطمة فدكا . ورواه أبوالمؤيد موفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم في باب فضائل فاطمة (عليها السلام) في الفصل5 من کتاب مقتل الحسين(عليه السلام): ج 1 ص 70 بإسناده إلى أبي سعيد الخدري . وانظر أيضا الحديث 56 و 59 من مسند أبي بكر من مسند أحمد بن حنبل ، وعنوان «فتح فدك» من فتوح البلدان - للبلاذري - ص 41، وكتاب «السقيفة وفدك» - لأبي بكر الجوهري -ص 97 وما بعده ، وشرح المختار 45 من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 16 ص 209، وعنوان : «فيما جرى على فاطمة(عليها السلام) من الأذى والظلم ، ومنعها من فدك» من كتاب الطرائف -لابن طاووس -: 1: 247 وما بعده ، والباب 11 من القسم الأول من سيرة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من بحار الأنوار ، وكتاب الغدير : ج 7 ص 190 وج 8 ص 137 - 138.
2- أبوبكر هذا ، هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عامل عمر بن عبد العزيز على المدينة.

ص: 429

قال : وكانت للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أموال سماها، منها: «العواف»(1)، و«ير قط»(2)و«المبيث»(3) و«الكلا»(4) و «الحسنى»(5) و «الصائفة» و«بيت أم إبراهيم»، فأما

ص: 430


1- قال في البحار : العواف صحيح مذكور في تاريخ المدينة، لكن في أكثر روایاته :«الأعواف». أقول : وفي «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 809: «الأعراف».
2- كذا في النسخ ، وفي البحار : «بر قط». وفي الحديث 1498 من «الوفا بأحوال المصطفي» - لابن الجوزي - : ص 809: «برقة». وقال ابن الأثير في النهاية : 1: 120: «برقة»: هو بضم الباء وسكون الراء ، وروي أيضا بالفتح : موضع بالمدينة به مال كانت صدقات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) منها.
3- كذا في الأمالي ، وفي سائر المصادر : «الميثب». وروى الكشي في ترجمة سلمان من رجاله : 1: 70ح 41 بإسناده عن أبي عبدالله(عليه السلام) :«الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان ، فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها». يعني صدقة فاطمة (عليها السلام) .
4- قال في البحار : الكلا غير مذكور ، والكلاب - بالضم والتخفيف . : اسم ماء بالمدينة ، وكأنه تصحيف الدلال.
5- كذا في البحار، وفي الأصل : «حيسيا». قال في البحار : «الحسنی» - بضم الحاء و سكون السين - مقصورة بلاحرف التعريف ، كما في وفاء الوفاء، وفي بعض الكتب : حسناء -بالمد.

العواف فهو سهم من بني قريظة(1) .

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 28)

ص: 431


1- قال ابن الجوزي في الحديث 1498 من «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 809: وقد روی محمد بن سعد، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة قال : كانت صدقة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أموال بني النضير (وهي ] سبعة : الأعراف ، والدلال، والميتب ، وبرقة، وحسنى، ومشربة أم إبراهيم، [وإنما سميت مشربة أم إبراهيم لأن أم إبراهيم مارية] كانت تنزلها، وكان ذلك المال لسلام بن مشکم النضيري. وروى الكليني في باب «صدقات النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وفاطمة والأئمة(عليهم السلام)ووصاياهم» عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الثاني(عليه السلام)قال : سألته عن الحيطان السبعة التي كانت میراث رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لفاطمة ، فقال : «لا إثما كانت وقفا وكان رسول الله و يأخذ إليه منها ما ينفق على أضيافه والتابعة يلزمه فيها ، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة(عليها السلام)فيها فشهد علي في وغيره أنها وقف على فاطمة(عليه السلام) وهي : الدلال ، والعواف، والحسنی، والصافية ، ومالأ لام إبراهيم، والميثب ، والبرقة». وروى الصدوق نحوه في الحديث 5579 من الفقيه : 4: 245 کتاب الوصية : باب الوقف و الصدقة والحل عن أبي جعفر علي ، والطوسي في نفس العنوان من التهذيب : 9: 144 ح 603.

أبواب ما ينتسب إليه صلى الله عليه وآله وسلم من أزواجه وعشائره وأصحابه

باب 1 - ما ورد في أم المؤمنين خديجة (عليها السلام)

(946) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ(رحمه الله) قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زیاد التستري من كتابه ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسی بن يونس بن أبي إسحاق الشيعي قاضي بلخ، قال :حدثتني مريسة بنت موسی بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي، قالت: حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الحمدانية وكانت عمتي، قالت : حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبد الله بن منصور - و كان رضيعا لبعض ولد زید بن علي(عليه السلام)- عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه ، عن جده(عليه السلام):عن الحسين بن علي(عليه السلام)( في احتجاجه مع عسكر الكوفة) قال: «أنشدكم الله ، هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما»؟ قالوا: اللهم نعم. (أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام)من كتاب الإمامة .

(947) 2(1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الحسين بن عبدالكريم - وهو أبو هلال

ص: 432


1- 2- لا شك في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) أول من آمن برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الرجال ، وأن خديجة(عليها السلام)أول من آمن به (صلی الله عليه وآله وسلم) من النساء ، فقد أخرج الطبري في عنوان :«ذكر الخبر عما كان من أمر نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عند ابتداء الله تعالى ذكره إياه بإكرامه بإرسال جبریل(عليه السلام) عليه» من تاريخه : ج 2 ص 307 : عن الحارث قال : حدثنا ابن سعد قال : قال الواقدي : أصحابنا مجمعون على أن أول أهل القبلة استجاب لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خديجة بنت خويلد رحمها الله . وروى أبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 32ح 74 و ص 41 ح 106 عن محمد بن مرزوق ، عن عبد العزيز بن الخطاب ، عن علي بن غراب ، عن يوسف بن صهيب ، عن ابن بريدة ، عن أبيه : «أن خديجة أول من أسلم مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعلي بن أبي طالب». ونقل محققه في الهامش عن أوائل الطبراني : 54. وروى أيضا ابن أبي عاصم في الحديث 135 من الأوائل : ص 49 - 50 عن أبي موسى ، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة ، عن أبي بلج يحيى بن سليم ، عن عمرو بن میمون ، عن ابن عباس قال : «وكان أول من أسلم من الناس مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، علي بعد خديجة». وروى الطبراني في مسند أبي رافع من المعجم الكبير : 1: 952/ 320 قال : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا يحيى الحاني ، حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه، عن جده قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم غداة الإثنين ، وصلت خديجة رضي الله عنها يوم الاثنين من آخر النهار ، وصلى علي يوم الثلاثاء، فمكث علي يصلي مستخفيا سبع سنين وأشهرا قبل أن يصلي أحد. ورواه الحب الطبري في الفصل 4 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 100 نقلا عن القلعي . وروى ابن عساكر في الحديث 70 من ترجمة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق بإسناده إلى أبي رافع أنه قال : صلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أول يوم الاثنين ،وصلت خديجة أخر يوم الاثنين، وصلى علي يوم الثلاثاء. وروى في الحديث 71 بسند أخر إلى أبي رافع أنه قال : صلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أول يوم الإثنين ، و صلت خديجة أخر يوم الإثنين ، وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد ، وصلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي أحد سبع سنين وأشهر. وروى الحموني في الباب 47 من السمط الأول من فرائد السمطين : 188/148:1 بإسناده عن أبي رافع أنه قال : صلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أول يوم الإثنين وصلت خديجة أخر يوم الاثنين وصلى على(عليه السلام) اليوم الثلاثاء من الغد من يوم صلى النبي صلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أحد سبع سنين وأشهر. وغيره قال : «أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب، وهو ابن خمس عشرة ، أو ست عشرة». وأما ما ورد في خصوص أولية أمير المؤمنين(عليه السلام)من الرجال في الإسلام والإيمان ، يأتي إن شاء الله في الباب 3 من أبواب فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

ص: 433

الجعفي قال : حدثنا جابر بن الحر النخعي قال: حدثني عبد الرحمان بن میمون أبو عبد الله ، عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول : «أول من آمن برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الرجال علي، ومن النساء خديجة رضي الله عنها». (أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 5)

(948) 3 (1)- أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن عامر القصباني، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن بريد العجلي قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)يقول: «لا توئیت خديجة رضي الله عنها جعلت فاطمة صلوات الله عليها تلوذ برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وتدور حوله، وتقول: يا أبه، أين أتي»؟

قال : «فنزل جبرئیل(عليه السلام)فقال له : ربك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام وتقول

لها: إن أمك في بيت من قصب(2)کعابه من ذهب، وعمده یاقوت أحمر، بين آسية

ص: 434


1- 3- وروى البخاري في باب تزويج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) خديجة وفضلها من كتاب المناقب من صحيحه : 5: 48، ومسلم في فضائل خديجة من کتاب فضائل الصحابة من صحيحه: 4:1887ح 2432، وابن أبي شيبة في فضائل خديجة من المصتف : 6: 369 ح 32277 أنت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بلغ خديجة السلام من ربها وبشرها بأن لها بيت في الجنة من قصب.
2- قال ابن الأثير في مادة «قصب» من النهاية : 4: 67 : وفي حديث خديجة : «بشر خديجة ببيت من قصب في الجنة»، القصب في هذا الحديث : لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف . والقصب من الجوهر : ما استطال منه في تجويف.

ومريم بنت عمران.

فقالت فاطمة(عليها السلام): إن الله هو السلام، ومنه السلام، وإليه السلام.

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 46)

(949) 4- وبإسناده عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن یاسر ، عن أبيه وعبيد الله بن أبي رافع ، جميعا عن عمار بن یاسر وأبي رافع مولى النبي ، وعن أبي عبيدة عن سنان بن أبي سنان، عن هند بن هند بن أبي هالة ، عن أبيه (في حديث طويل يذكر فيه قصة الهجرة) أن رسول الله أمر عليا(عليه السلام)أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أزمع للهجرة معه من بني هاشم. قال أبو عبيدة : فقلت لعبیدالله -يعني ابن أبي رافع : أو كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجد ما ينفقه هكذا؟

فقال : إني سألت أبي عما سألتني، وكان يحدث بهذا الحديث، فقال : فأين يذهب بك عن مال خديجة(عليها السلام)؟ وقال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال: «ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة(عليها السلام) »، وكان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يفك من مالها الغارم والعاني

ويحمل الكل(1) ويعطي في النائبة (2)ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين - يعني رحلة الشتاء والصيف - كانت طائفة من العير لخديجة، وكانت أكثر قریش مالا، وكان له ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو وولدها بعد مماتها، الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 16، الحدیث 39)

تقدم تمامه مسندا في باب الهجرة ومبيت علي(عليه السلام)على فراش رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(950) 5 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن فیروز بن غیاث

ص: 435


1- العاني : الأسير . والكل : العيال والثقل .
2- النائبة : المصيبة ، والنازلة ، وما يقع على القوم من الديات وغيرها .

الجلاب بباب الأبواب(1)، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني ويعرف بفضلان صاحب الجار، قال : حدثني أبي الفضل بن مختار ، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي، عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة قال : حدثني أبو عامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : حدثني سلمان الفارسي (رضی الله عنه): عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث في مرضه الذي قبض فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) أنه قال لابنته فاطمة : «إن عليا أول من آمن بالله عز وجل، ورسوله من هذه الأمة، هو وخديجة أمك ، وأول من وازرني على ما جئت».

(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 2)

سيأتي تمامه في الباب الأول ما يتعلق بارتحال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(951)6- أبو جعفر الصدوق قال :حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رضی الله عنه) قال:حدثنا محمد بن حمدان الصيدلاني قال : حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عبدالله بن زید الجرمي:

عن ابن عباس (في حديث طويل في ارتحال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال: فقالت فاطمة * [لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ] : «فاین والدتي خديجة»؟

قال : «في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة».

(أمالی الصدوق : المجلس 92، الحديث 1)

سيأتي تمامه في باب ارتحاله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

ص: 436


1- باب الأبواب : ويقال له الباب ، غير مضاف ، والباب والأبواب : وهو الدربند دربند شیروان ... باب الأبواب على بحر طبرستان، وهو بحر الخزر، وهي مدينة تكون أكبر من اردبیل نحو ميلين في ميلين ....

باب 2- ما ورد في أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها

(952) 1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضی الله عنه)قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمدبن سنان، عن المفضل بن عمر:عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جده (عليه السلام)قال : «بلغ أم سلمة زوجة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أن مولى لها يتنقص(2) عليا لا ويتناوله، فأرسلت إليه، فلما أن صار إليها (3) قالت له: يا بني، بلغني أنك تتنقص(4) عليا وتتناوله؟!

قال لها: نعم يا أماه.

قالت : اقعد - ثكلتك أمك - حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ثم اختر لنفسك، إنا كنا عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تسع نسوة(5) وكانت ليلتي ويومي من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فدخل النبي ل وهو متهلل(6)، أصابعه في أصابع علي، واضعا يده عليه ، فقال : يا أم سلمة، اخرجي من البيت وأخليه لنا. فخرجت واقبلا

ص: 437


1- 1- رواه الصدوق في معاني الأخبار ص 204 باب معنى الناكثين والقاسطين والمارقين ، و عنه الطبري في الحديث 94 من الجزء الثاني من كتاب «بشارة المصطفي» ص 58.وأخرجه ابن طاووس في كتاب اليقين ص 606 نقلا عن کتاب نور الهدى ، والطبرسي في الاحتجاج: 461:1 - 462 برقم 106، والعلامة الحلي في كشف اليقين : ص 459 ح 560. وروی نحوه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب ص 149 - 147ح 171، والحموني في فرائد السمطين : 1: 270 ح 211، والسيد ابن طاووس في كتاب الطرائف ص 24 ح 22. ولاحظ ما رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1 : 206 - 207 ح 170.
2- في أمالي الطوسي: «ينتقص» .
3- في أمالي الطوسي : «فلما صار إليها» .
4- في أمالي الطوسي: «تنتقص» .
5- في أمالي الطوسي : «ليلة تسع نسوة» .
6- في البحار : 94: 48: «مخلل».

يتناجيان، اسمع الكلام وما أدري ما يقولان، حتى إذا انتصف النهار(1) أتيت الباب ، فقلت : أدخل يا رسول الله ؟ (2).

قال : لا. فكبوت(3) كبوة شديدة، مخافة أن يكون ردني من سخطة، أو نزل في شيء من السماء، ثم لم ألبث (4) أن أتيت الباب الثانية فقلت : أدخل يا رسول الله ؟

فقال : لا.

نكبوت كبوة أشد من الأولى، ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة، فقلت: أدخل يا رسول الله ؟ فقال : ادخلي يا أم سلمة. فدخلت وعلي(عليه السلام)(5)جاث بين يديه ، وهو يقول : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، إذا كان كذا وكذا فما تأمرني ؟(6)

قال : آمرك بالصبر.

ثم أعاد عليه القول الثانية(7) فأمر بالصبر، فأعاد عليه القول الثالثة ، فقال : يا علي يا أخي ، إذا كان ذاك(8)منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك ، واضرب به (9)

ص: 438


1- في أمالي الطوسي: «وكانت ليلتي ويومي من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؛ فأتيت الباب وقلت ...»، فمن قوله : «فدخل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ...» إلى قوله : «إذا انتصف النهار»، غير موجود في أمالي الشيخ الطوسي ، و الظاهر أنه من سهو النساخ ، لوجوده في نقل الإربلي في كشف الغمة نقلا عن أمالي الشيخ الطوسي.
2- في أمالي الطوسي : «أدخل يا رسول الله عليك» .
3- في أمالي الطوسي : «قالت : فكبوت ...» .
4- في أمالي الطوسي : «فلم ألبث».
5- في أمالي الطوسي : «فإذا علي(عليه السلام) ...» .
6- في أمالي الطوسي : «فما تأمرني به».
7- في أمالي الطوسي : «ثانية»، وفي المورد التالي : «ثالثة» .
8- في أمالي الطوسي : «لك ذلك» .
9- كلمة «به» غير موجودة في أمالي الطوسي.

قدما قدما، حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم.

ثم التفت(عليه السلام)إلى فقال لي(1) : ما هذه الكأبة يا أم سلمة ؟

قلت : للذي كان من ردك لي يا رسول الله.

فقال لي: «والله ما رددك من موجدة(2)، وإنك لعلى خير من الله ورسوله، لكن أتيتني(3) وجبرئيل عن يميني ، وعلي عن يساري ، وجبرئيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي (4)، وأمرني أن أوصي بذلك عليا.

يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبي طالب، أخي في الدنيا وأخي في الآخرة.

یا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب، وزیري في الدنيا و وزیري في

الآخرة. يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا و حامل لوائي(5) غدا في القيامة.

يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب، وصيي وخليفتي من بعدي ،

وقاضي عداني ، والذائد (6)عن حوضي.

يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا علي بن أبي طالب ، سيد المسلمين ، وإمام المتقين ،

وقائد الغر المحجلين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين» .

قلت : يا رسول الله ، من الناكثون ؟

ص: 439


1- في أمالي الطوسي : «وقال : تالله ما هذه الكأبة يا أم سلمة ؟ قلت : الذي كان من ردك إياي ...» .
2- الموجدة : الغضب.
3- في أمالي الطوسي : «ولكن أتاني جبرئيل يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي ...»،وليس فيه : «لكن أتيتني وجبرئيل عن يميني ، وعلى عن يساري» .
4- أمالي الطوسي: «تكون بعدي» .
5- في أمالي الطوسي : «حامل لوائي وحامل لواء الحمد ...» .
6- في أمالي الطوسي : «و الذاب ...» .

قال : «الذين يبايعونه بالمدينة ، وينكثون بالبصيرة».

قلت : من (1) القاسطون؟

قال : «معاوية وأصحابه من أهل الشام» .

قلت : من(2) المارقون ؟

قال : «أصحاب النهروان».

فقال مولى أم سلمة: فرجت عني، فرج الله عني ، والله لاسببث عليا أبدا (3) .

(أمالي الصدوق : المجلس 60، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله بمغايرة في بعض العبارات ذكرتها في الهامش. (أمالي الطوسي : المجلس 15، الحدیث 9)

(953)2- (4)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا علي بن محمد بن مخلد أبو الطيب الجعفي الدهان بالكوفة ، قال : حدثني عباد بن سعید الجعفي - وهو جده لأمه - قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول قال :حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي:

ص: 440


1- في أمالي الطوسي : «و من ...».
2- في أمالي الطوسي : «و من ...».
3- في أمالي الطوسي : «والله لأعدت إلى سب علي أبدا» .
4- 2- ورواه الشيخ المفيد في أواخر حرب الجمل من كتاب الجمل: ص417 عن المسعودي ،عن هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي. وأخرجه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : ج 3 ص 124 ثم قال : حديث صحيح الإسناد، وأبو سعيد التميمي هو عقیصاء، ثقة مأمون، ولم يخرجاه . وقال الذهبي في تلخيصه : صحيح. ورواه الحمويي في الباب 36 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 177 ح 140 بإسناده عن شهر بن حوشب قال : كنت عند أم سلمة إذ استأذن رجل فقالت له : من أنت ؟ قال :أنا أبو ثابت ، وذكر الحديث بتفاوت يسير. ورواه الخوارزمي في عنوان «في بيان قتال أهل الجمل وهم النا كثون» من الفصل 16 من المناقب : ص 176 ح 214 نقلا عن ابن مردویه ، مع زيادة في كلام أم سلمة ، وهي : «و لقد بعثت ابني عمر، وابن أخي عبدالله - أبي أمية . وأمرتها أن يقاتلا مع علي من قاتله، ولولا أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أمرنا أن نقر في حجالنا أو في بيوتنا، لخرجت حتى أقف في صفت علي». ورواه أيضا الإربلي في كشف الغمة : 146:1 «في أن عليا مع الحق والحق مع علي» نقلا عن ابن مردویه . ورواه ابن شهر آشوب في المناقب : 3: 77 «في أنه أحب الخلق إلى الله تعالى وإلى رسوله (صلی الله عليه وآله وسلم) » نقلا عن الخطيب في تاريخه. والحديث - من غير التعرض للقصة - أخرجه الخطيب البغدادي في ترجمة يوسف بن محمد بن علي المؤدب من تاريخ بغداد : ج 14 ص 321 تحت الرقم 7643، وابن عساكر في الحديث 1172 من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)في نقلا عن الخطيب ، والزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار : 1: 828، والطبراني فيمن اسمه «عباد» من المعجم الأوسط : ج 5 ص 455 تحت الرقم 4877 و في نفس العنوان من المعجم الصغير : ج 1 ص 255 ، وعنه الهيثمي في باب «الحق مع علي» من مجمع الزوائد : ج 9 ص 134. وأخرج نحوه الحمويي في فرائد السمطين : ج 1 ص 177 ح 140، والسيد أبو طالب في الباب الثالث من تيسير المطالب تحت الرقم 15. وروى الديلمي في الفردوس : 3: 282 ح 4713 من طريق أم سلمة : «القرآن مع علي و علي مع القرآن».

عن أبي ثابت(1) مولى أبي ذر قال : شهدت مع علي(عليه السلام)يوم الجمل، فلما رأیت عائشة واقفة دخلني من الشك بعض ما يدخل الناس، فلما زالت الشمس کشف الله ذلك عتي، فقاتلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم أتيت بعد ذلك أم سلمة زوج النبي صلى الله علیه و آله ورحمها، فقصصت عليها قضتي، فقالت : كيف صنعت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال : قلت : إلى أحسن ذلك والحمد لله ، کشف الله عز وجل ذلك عني عند

ص: 441


1- كذا في نسخة ، ومثله في المستدرك وفرائد السمطين ، وفي نسخة : «ثابت»، وهو موافق المعجم الأوسط والصغير - للطبراني -

زوال الشمس، فقاتلت مع أميرالمؤمنين (عليه السلام) قتالا شديدا.

قالت : أحسنت، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «علي مع القرآن والقرآن معه ،لايفترقان حتى يردا على الحوض». (أمالي الطوسي : المجلس 16، الحديث 34)

(954)3(1) - وعن أبي المفضل قال: أخبرنا محمد بن جریر أبو جعفر الطبري قراءة قال : حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال : حدثني علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه قال : حدثني أبو سعيد التيمي: عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : شهدت مع علي (عليه السلام)يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، حتى إذا كان عند الظهر فكشف الله ذلك عني، فقاتلت قتالا شديدا.

قال: ثم بعد ذلك أتيت المدينة، فأتيت أم سلمة زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فسلمت و استأذنت ، فقيل : من ذا؟

فقلت : سائل.

فقالت : أطعموا السائل.

فقلت : إني والله لاأسأل طعاما ولاشرابا، ولكني أبوثابت مولى أبي ذر .

فقالت: مرحبا، فقصصت عليها قصتي.

قالت : فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال : فقلت: إلى أحسن ذلك، کشف الله ذلك عني حين زوال الشمس،فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين (عليه السلام)حتى فرغ.

قالت : أحسنت، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«إن عليا مع القرآن والقرآن مع علي، لايفترقان حتى يردا على الحوض».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 15)

أقول: يأتي في تاريخ الإمام الحسين (عليه السلام)من كتاب الإمامة، رؤية أم سلمة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في المنام وإخباره بشهادة الإمام الحسين (عليه السلام).

ص: 442


1- 3- لاحظ تخريج الحديث المتقدم .

باب 3 - أحوال صفية وميمونة

(955) 1(1) - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن خالد المراغي قال :حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي [بن الحسن] (2) الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مروان قال : حدثنا أبي قال : حدثنا مسیح (3) بن محمد قال: حدثني أبوعلي بن أبي عمرة (4) الخراساني، عن إسحاق بن إبراهيم:عن أبي إسحاق السبيعي قال : دخلنا على مسروق بن الأجدع فإذا عنده ضيف له لانعرفه، وهما يطعان من طعام لها، فقال الضيف: كنت مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بحنين(5) فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة مع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، قال :فجاءت صفية بنت حيي بن أخطب(6) إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالت : يا رسول الله، إني لست كأحد

ص: 443


1- 1- ورواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 48 عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابویه ،عن الشيخ الطوسي. وروی نحوه محمد بن سلمان الكوفي في المناقب : ج 1 ص 385 تحت الرقم 303.
2- من أمالي الطوسي.
3- في نسخة من أمالي الطوسي : «مسبح»، وفي نسخة منه : «شيح»، ولم أجد له ترجمة على جميع الاحتمالات.
4- في نسخة من أمالي الطوسي: «أبي عمر».
5- ما أثبتناه من أمالي الطوسي، وفي نسخة منه وجميع نسخ أمالي المفيد: «بخيبر» .
6- صفية أم المؤمنين بنت حيي بن أخطب من أولاد هارون بن عمران ، سباها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عام خيبر ، فأعتقها ثم تزوجها ، ماتت في خلافة معاوية. روى البلاذري في الحديث 12 من ترجمة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)من أنساب الأشراف : ص 9: عن روح بن عبد المؤمن المقرئ، عن أبي عوانة ، عن أبي بلج بن عمرو بن جواب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) [يوم خيبر ]: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، و يحبه الله ورسوله». فأتي بعلي فدفعها إليه ، فجاء بصفية بنت حيي بن أخطب .

من نسائك ، قتلت الأب والأخ والعم، فإن حدث بك حدث (1) فإلى من؟

فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إلى هذا». وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 32، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 3)

يأتي تمامه في مناقب أهل البيت(عليه السلام).

(956) (2)2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا حمویه بن علي بن حمویه قال : حدثنا أبو -الحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبوخليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا شاذ بن الفياض(3) قال : حدثنا هاشم بن سعيد، عن كنانة :

ص: 444


1- في أمالي الطوسي: «بك شيء».
2- 2- وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 24: 73 - 76: 194 والمعجم الأوسط : 5: 500/4950، وابن عدي في الكامل : 7: 2032/115 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 4: 282 من طرق عن شاذ بن الفياض. وأخرجه أبو يعلى في مسنده : 13 : 35/ 7118 عن زهير، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هاشم الكوفي ، عن كنانة. وله شاهد من حديث أنس ، رواه عبد الرزاق في المصنف (13107) وعنه أحمد في المسند :3: 165 والطبراني في المعجم الكبير : ج 24 ح 178 و 180، والطيالسي (1991) ، والدارمي(2243)، وأبو داوود (2054)، والترمذي (1115)، والنسائي : 6: 114، وابن حبان (4091) ، والطبراني في المعجم الكبير : ج 24 ح 179 و 181 و 182 والمعجم الأوسط : (3487و 5354 و 9393) والمعجم الصغير (386) ، والدارقطني: 3: 285 و 286 ، والبيهقي في السنن :7: 128، والبغوي (2273) من طرق عن قتادة ، عن أنس. ومن حديث ابن مسعود : رواه ابن عدي في الكامل : 4: 81.
3- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر الترجمة الرجل ، وشاذ لقب غلب عليه واسمه هلال ، كما في تهذيب الكمال : 12: 239 / 2682. وانظر أيضا ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري : 2750/211:8 وتاريخه الصغير : 229،وتاريخ الإسلام (وفيات 225 : ص 197 رقم 178)، وسير أعلام النبلاء : 10: 433/133 ، و الجرح والتعديل : 316/ 78:9 ، والمجروحين لابن حبان : 1: 363، وتاريخ جرجان للسهمي :92، وتهذيب التهذيب : 4: 299، و میزان الاعتدال : 2: 3649/260 وغيرها من المصادر . هذا وفي النسخ صحفت ب-«شاکر بن العياض».

عن صفية قالت: «أعتقني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وجعل عتقي صداقي».

(أمالي الطوسي : المجس 14، الحديث 54)

(957)3(1) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي شبح(2)أبو الحسن الرافقي الصوفي ب-«حران» ، قال : حدثني أبوالمعتمر عبد العزيز بن محمد بن معاذ العامري ب-«الرقة»، قال : حدثني أبي قال : حدثني جدي عبدالله بن معاذ، عن أبيه وعمه معاذ وعبيد الله ابني عبد الله :

عن عمهما يزيد الأصم قال : قدم شقير(3) بن شجرة العامري المدينة ، فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث (4) زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وكنت عندها، فقالت : ائذن

ص: 445


1- 3- ورواه الطبراني بإسناده عن جري بن سمرة قال : لما كان من أهل البصرة الذي كان بينهم وبين علي بن أبي طالب انطلقت حتى أتيت المدينة ، فأتيت ميمونة، و روى الحديث إلى قولها :«فوالله ما ضل ولا ضل به». رواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 9: 135.ورواه الحاكم في الحديث 111 من باب مناقب علي(عليه السلام)من كتاب المناقب من المستدرك :141:3 بإسناده عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق، عن جري بن كليب العامري قال : لما سار على إلى صقين كرهت القتال ، فأتيت المدينة فدخلت على ميمونة ، وذكر الحديث بتفاوت.
2- في نسخة : «مسیح»، ولم أجد له ترجمة على كلا الاحتمالين .
3- في نسخة : «صفير»، ولم أجد له ترجمة، وفي معجم الطبراني - على ما في مجمع الزوائد -: جري بن سمرة، ولم أجد له ترجمة ، وفي المستدرك للحاكم - : جري بن كليب العامري، وهو مترجم في التاريخ الكبير: 2: 224، والثقات: 4: 117، وميزان الاعتدال: 1: 379، والمؤتلف والمختلف: 1: 478.
4- ميمونة بنت الحارث العامرية الهلالية ، أم المؤمنين ، تزوجها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سنة سبع من الهجرة، توقيت بسرف» حيث بني بها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وهو مابين مكة والمدينة ،وذلك سنة إحدى وخمسين.

للرجل ، فدخل فقالت : من أين أقبل الرجل ؟

قال : من الكوفة.

قالت : فمن أي القبائل أنت؟

قال : من بني عامر.

قالت : حبيت ازدد قربا، فما أقدمك ؟

قال : يا أم المؤمنين، رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت.

قالت : فهل كنت بايعت عليا(عليه السلام) ؟

قال : نعم.

قالت : فارجع فلاتزولن عن صفه، فوالله ماض ولا ضل به .

قال : يا أماه ، فهل أنت محدثتي(1) في علي بحديث سمعته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟

قالت : اللهم نعم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «علي آية الحق وراية الهدى، علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين ، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه، ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي الله عز وجل ولا حجة له».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 14)

ص: 446


1- في نسخة : «يا أمه ، فهل أنت تحدثني ...» .

باب 4 - أحوال عائشة وحفصة

(958)(1)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثني أحمد بن یحیی بن زکریا القطان قال : حدثنا بكر بن عبدالله قال : حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبدالله بن صالح بن أبي سلمة النصيبيني قال : حدثنا أبو عوانة ،عن أبي بشر [جعفر بن أبي وحشية اياس الواسطي اليشكري] (2) عن سعيد بن جبير:

عن عائشة قالت : كنت عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأقبل علي بن أبي طالب، فقال :«هذا سيد العرب».

فقلت : يا رسول الله، ألست سيد العرب؟

قال : «أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب».

فقلت : وما السيد ؟

قال : «من افترضت طاعته کما افترضت طاعتي».

(أمالي الصدوق : المجلس 10، الحديث 11)

ص: 447


1- 1- ورواه أيضا في معاني الأخبار : 1/103 و 2. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر الإمامة ... » من روضة الواعظين : ص 101. ورواه محمد بن سلیمان الكوفي في المناقب : ج 2 ص 512 تحت الرقم 1011 إلا أن فيه: «أنا سید العالمين وهذا سيد العرب». وليس بعده شيء. ورواه أيضا ابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق : ج 2 ص211 - 262 بأسانيد عديدة عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير ، عن عائشة ، تحت الرقم 787- 789. والحديث مع مغايرة في اللفظ وزيادة ونقيصة ، رواه جمع من المؤلفين ، رواه الحاكم في باب مناقب علي(عليه السلام)من المستدرك : ج 3 ص 124، وابن المغازلي بسندين إلى أبي بشر مختصر ومفصلا في الحديث 258 و 259 من المناقب ، والحمويي في الحديث 154 من فرائد السمطين : 1:197 - 196. وله شاهد من حديث الإمام الحسن بن علي(عليه السلام)كما في الحديث 166 من فرائد السمطين ، وترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني - : ج 1 ص 63 وعنه المتقي في الحديث 363 من باب فضائل علي(عليه السلام)من كنز العال : ج 15 ص 126 ط 2 وابن أبي الحديد في شرح المختار 154 من نهج البلاغة : ج 9 ص 170 ، وابن شهر آشوب في المناقب عنه وعن فضائل السمعاني والنطنزي والطبراني . ورواه المحب لطبري في عنوان «ذکر اختصاصه بسيد العرب ...» من الفصل 6 من الرياض النضرة : 2: 122. ورواه الطبراني في الحديث 220 من ترجمة الإمام الحسن(عليه السلام) في عنوان «ما أسند الحسن بن عليه من المعجم الكبير : ج 3 ص 88، وعنه الكنجي الشافعي في الباب 53 من كفاية الطالب . ورواه الشيخ المفيد في الحديث 4 من المجلس 6 من الأمالي ، إلا أنه فيه : عن الحسين بن علي، ويأتي روايته في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) من كتاب الإمامة. ورواه محمد بن سلیمان الكوفي في الحديث 128 و 129 و 1010 و 1012 و 1019 بأسانید عن الإمام الحسن(عليه السلام). ورواه الهيثمي والمتقي في باب فضائل علي(عليه السلام)من مجمع الزوائد : ج 9 ص 132 وكنز العمال :ج 11 ص 619 تحت الرقم 33007. وورود ما بمعناه عن أبي سعيد الخدري كما في الحديث 792 من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق : ج 2 ص 265. ورواه الإمام زین العابدین (عليه السلام) كما في الحديث 205 من تفسير فرات ، والحديث 1014 من المناقب لمحمد بن سلیمان الكوفي : ج 2 ص 513. وورد مختصرا عن ابن عباس، رواه الدارقطني في الأفراد كما في الحديث 33006 من کنزالعمال والحديث 242 من العلل المتناهية ، وبتفصيل في بشارة المصطفى ص 180. ورواه سلمة بن كهيل، كما في الحديث 1015 و 1017 من المناقب - لمحمد بن سليمان الكوفي، وفي تاريخ بغداد : 11: 89، والمناقب - لابن المغازلي - تحت الرقم 257، والعلل المتناهية : ج 1 ص 215 تحت الرقم 341. ورواه أيضا أنس بن مالك ، كما في المعجم الأوسط للطبراني - ج 2 ص 279 تحت الرقم 1491 ، وابن مردويه على ما في كتاب اليقين - لابن طاووس - في الباب ، والحديث 1018من كتاب المناقب - لمحمد بن سلیمان الكوفي ط 1. وله شاهد من حديث حذيفة كما في ترجمة مسيب بن عبدالرحمان من میزان الاعتدال -للذهبي - ولسان المیزان - لابن حجر -. ومن حديث سلمان كما في الحديث 41 من الفصل 19 من المناقب - للخوارزمي -. ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 195 ح 156 عن السدي .
2- انظر ترجمته في : الطبقات الكبرى - لابن سعد : 7: 253، والجرح والتعديل - لابن أبي حاتم -، والثقات - لابن حبان - : ج 6 ص 133، وتاريخ دمشق : (مختصر ابن منظور : 6: 55- 25/56 )، والوافي بالوفيات : 11: 99، وميزان الاعتدال ولسانه ، والكامل - لابن عدي -: 2: 151، وسير أعلام النبلاء - للذهبي - وتهذيب الكمال - للمزي -، وتهذیب التهذيب - لابن حجر العسقلاني -، ومعجم رجال الحديث .

ص: 448

(959)2(1) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان(رحمه الله) قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الله بن شبيب قال : حدثني محمد بن محمد بن عبدالعزيز قال : وجدت في كتاب أبي : عن الزهري، عن عبيد الله بن عبدالله :

عن ابن عباس قال : وجدت حفصة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مع أم إبراهيم في يوم عائشة ، فقالت: لأخبرها. فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «اكتمي ذلك وهي علي حرام».

فأخبرت حفصة عائشة بذلك، فأعلم الله نبيه علي فعرف حفصة أنها أفشت سره فقالت له : من أنبأك هذا؟

قال : «نبأني العليم الخبير».

فإلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من نسائه شهرة، فأنزل الله عز اسمه : ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾(2)

ص: 449


1- 2- روى البخاري في باب «موعظة الرجل ابنته لحال زوجها» (83) من كتاب النكاح من صحيحه : 7: 36 عن أبي اليمان، عن شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبدالله بن أبي ثور ، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) اللتين قال الله تعالى :﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ ، حتى حج وحججت معه ، وعدل وعدلت معه باداوة فتبرز، ثم جاء فسكبه على يديه منها فتوضأ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، من المرأتان من أزواج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) اللتان قال الله تعالى :﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ ؟ قال : واعجبا لك يا ابن عباس ، هما عائشة و حفصة. ورواه أيضا مسلم في كتاب الطلاق من صحيحه تحت الرقم 1497/ 31 و 32 و 33 بإسناده إلى عبيد بن حنين - مولى ابن عباس - عن ابن عباس. ورواه النسائي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 2: 630/452 عن الحارث بن مسكين قراءة عليه ، عن ابن القاسم، قال مالك : حدثني أبوالنضير، عن علي بن حسين :عن ابن عباس ، انه سأل عمر عن اللتين تظاهرتا على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ فقال : عائشة وحفصة. وأخرجه أيضا الطبري في تفسير الآية الكريمة في تفسيره: 157:14 وفي ط: 101:28قال : حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كانت حفصة وعائشة متحابتين وكانتا زوجتي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فذهبت حفصة إلى أبيها فتحدثت عنده ، فأرسل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) جاريته ، فظلت معه في بيت حفصة ، وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة ، فرجعت حفصة ، فوجدتها في بيتها ، فجعلت تنتظر خروجها، وغارت غيرة شديدة ! فأخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) جاريته ، ودخلت حفصة فقالت : قد رأيت من كان عندك ، والله لقد شؤني ! فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : والله لأرضيتك ، فإني سر إليك سرا فاحفظيه . قالت : ما هو ؟ قال : إني أشهدك أن شريتي هذه على كرام رض لك . وكانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فانطلقت حفصة إلى عائشة ، فأسرت إليها أن أبشري ، إن النبي قد حرم عليه فتاته . فلم أخبرت بسر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أظهر الله عز وجل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأنزل على رسوله لما تظاهرتا عليه : ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ﴾ ...إلى قوله : ﴿وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾. وروى أيضأ الطبري ذيله في ص 158 قال : حدثنا سعید بن يحيى قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله ، عن ابن عباس قال : قلت لعمر بن الخطاب : من المرأتان ؟ قال : عائشة وحفصة. وأخرجه أيضا الطبراني في المعجم الأوسط : ج 9 ص 349 تحت الرقم 8795 بإسناده عن یزید بن رومان ، عن ابن عباس . وأخرجه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور : ج 8 ص 214 نقلا عن ابن جریر وابن المنذر عن ابن عباس . وقال أيضا : وأخرج ابن سعد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وذكر الحديث. وأخرجه أيضا ابن مردويه عن أنس كما في الدر المنثور: ج 8 ص 215، ثم قال : وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة قال : كان حرم فتاته القبطية أم إبراهيم(عليه السلام)في يوم حفصة، وأسر ذلك إليها، فأطلعت عائشة ، وكانتا تظاهرتا على نساء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأحل الله له ما حرم على نفسه ، و أمره أن يكفر عن يمينه ... وقال في ص 216 : وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده ، والضياء المقدسي في المختارة من طریق نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لحفصة : لاتحدثي أحدا وإن أم إبراهيم على حرام. فقالت : أتحرم ما أحل الله لك ؟ قال : فوالله لا أقربها . فلم يقر بها نفسه حتى أخبرت عائشة فأنزل الله :﴿ وقد فرض الله تحلة أيمانكم ﴾ . وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط : ج 3 ص 166 تحت الرقم 2337 بإسناده عن أبي هريرة.وانظر أيضا تحفة الأشراف : رقم 10512 - 10514، وتفسير الآية الكريمة في تفسير البيضاوي : ج 2 ص 505 - 506. وأخرج الحسكاني في تفسير الآية 4 من سورة التحريم في شواهد التنزيل : 2: 351 برقم995 بإسناده إلى الحسين بن الحكم الحبري ، عن حسن بن حسين ، عن حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى : ﴿ وإن تظاهرا عليه﴾ قال : نزلت في عائشة وحفصة . وروی محمد بن سلیمان في كتاب مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام): ج 2 ص 346 تحت الرقم 822 بإسناده عن حبة أنه قال : قال علي(عليه السلام)لعائشة: «أما إنك إحدى اللتين صغت قلوبكما، فما الذي برأك» ؟!
2- سورة التحريم : 66: 4.

ص: 450

قال ابن عباس : فسألت عمر بن الخطاب : من اللتان تظاهرتا على رسول

ص: 451

الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟

فقال : حفصة وعائشة . (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 1)

(960) 3(1) - أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد قال: أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن التطواني قال : حدثنا عباد بن ثابث قال :حدثنا علي بن صالح، عن أبي إسحاق الشيباني.

قال : وحدثني يحيى بن عبدالملك بن أبي غنية، وعباد بن الربيع ، وعبد الله بن أبي غنية، عن أبي إسحاق الشيباني :

ص: 452


1- 3- ورواه أبو عيسى الترمذي في باب فضل فاطمة(عليه السلام) من كتاب المناقب من صحيحه : ج 5 ص 701 تحت الرقم 3874، و أبويعلى الموصلي في مسنده : ج 8 ص 270 تحت الرقم: 501(4857)، وفي معجم شيوخه : ص 178 تحت الرقم 135 ، والنسائي في الحديث 111 - 112من خصائص أمير المؤمنين(عليه السلام) ، والطبراني في باب مناقب فاطمة(عليه السلام) من المعجم الكبير : ج 22ص 403- 404 برقم 1008 - 1009، والحاكم في المستدرك : ج 3 ص 154، وفي فضائل فاطمة الزهراء : ص 47 - 48، ح 25. ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ج 2 ص 165 برقم 652 -656 بأسانيد عديدة إلى أبي إسحاق الشيباني ، عن جميع بن عمير ، إلا أن في بعضها: «مع امي»، وفي بعضها: «مع عمتي»، قال ابن عساکر : أحسب أن يكون عمته وأمه جميعا سألتا عائشة. ورواه الخوارزمي في أواخر الفصل 6 من المناقب : ص 79ح 63، وفي الفصل 5 من مقتل الحسين علي : ص 57ح 104. ثم إنه قد ورد الحديث عن جميع بن عمير بأسانید كثيرة وعبارات مختلفة، في مصادر جمة ،فقد رواه أبان بن تغلب عن جميع بن عمير : فضائل فاطمة الزهراء للحاکم : ص 47، ح 23 ؛ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق : ج 2 ص 170 ح 661. ورواه الأعمش عن جميع بن عمير : ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق : ج 2ص 164 برقم 651 ، وص 194 برقم 666، وفي ص 470 برقم 964 بإسناده إلى الأعمش ،عن عمیر بن جميع ، أو جميع بن عمير ، عن عمته قالت : قلت لعائشة : من كان أحب الناس إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قالت : فاطمة . قلت : إنما أسألك عن الرجال ؟ قالت : زوجها . ومثله رواه الزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار: 1: 820 مع زيادة في آخره. ورواه أبو الجاف عن جميع بن عمير : فضائل فاطمة الزهراء للحاکم : ص 48، ح 26؛ ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق : ج 2 ص 168 - 169 ح 658 - 660. ورواه العوام عن جميع بن عمير: مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام)لمحمد بن سليمان الكوفي -: ج 2ص 132 تحت الرقم 617، وترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ مدينة دمشق - لابن عساکر :ج 2 ص 163 - 164 وفيه «عمیر بن جمیع»، والحاكم الحسكاني في تفسير الآية 33 من سورة الأحزاب : 33 في كتاب شواهد التنزيل : ج 2 ص 61 تحت الرقم 682 و 683. ورواه كثير النواء عن جميع بن عمير : ترجمة علي ع من تاريخ مدينة دمشق : ج 2 ص 167 تحت الرقم 657 وفيه عن عمير، عن عائشة قال : قلت لها: من كان أحب الناس إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : قالت : أما من الرجال فعلي، وأما من النساء ففاطمة. ورواه مرس؟ الطبري الإمامي في المسترشد ص 449 تحت الرقم 146، والقاضي النعمان فيشرح الأخبار : 1: 140 ح 70.

عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة، فذكرت لها علیا(عليه السلام)فقالت : ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) منه ، وما رأيت امرأة كانت أحب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من امرأته.

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 32)

(961) 4(1) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال : حدثنا عبیدالله بن موسى قال : حدثنا جعفر الأحمر، عن أبي إسحاق الشيباني :

عن جميع بن عمير قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع : أرأيت مسيرك إلى على (عليه السلام) ما كان؟

ص: 453


1- 4 - ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 14:1 ح 72، ولاحظ رواية شرح الأخبار في تخريج الحديث التالي . ورواه ابن شهر آشوب في مناقب فاطمة(عليه السلام)من المناقب : 3: 331 نقلا عن جامع الترمذي، وإبانة العكبري ، وأخبار فاطمة عن أبي علي الصولي ، وتاريخ خراسان عن السلامي مسندا، أن جميع التيمي قال ... وذكر الحديث . وفي أول الباب 68 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 367 ح 296 ط 1 عن العوام بن حوشب قال : حدثني ابن عم لي من بني الحارث بن تيم الله يقال له : مجمع قال : دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت : أرأيت خروجك يوم الجمل ؟ قالت : إنه كان قدرا من الله سبحانه وتعالى ، فسألتها عن علي؟ قالت : تسأليني عن أحب الناس كان إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ...».ورواه محمد بن سلیمان الكوفي في الحديث 617 من مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : 2: 132 عن العوام ، عن جميع بن عمير أنه قال : دخلت مع أمي إلى عائشة فسألتها عن علي....ورواه ابن عساكر في الحديث 650 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : 2: 164 مثل رواية فرائد السمطين ، إلا أن فيه : «عمير بن جمیع»، ثم قال ابن عساكر في آخر الحديث :كذا قال وقلته ، وإنما هو جميع بن عمير . وفي عنوان «اختصاصه بأحبة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 104: عن مجمع قال : دخلت مع أبي على عائشة ، فسألتها عن مسراها يوم الجمل ؟ فقالت : كانت قدرا من الله . وسألتها عن علي؟ فقالت : سألت عن أحب الناس إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وزوج ابنة أحب الناس كان إليه.

قالت : دعينا منك، إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من علي(عليه السلام)، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة (عليها السلام).

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 3)

(962) 5(1) - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص، المعروف بابن الحسامي المقرئ، قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمي قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أبوغسان مالك بن إسماعيل قال : حدثني أبو بكر بن عياش قال : حدثنا صدقة بن سعيد الحنفي قال:

ص: 454


1- 5 - ورواه محمد بن سلمان الكوفي في كتاب مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام): ج 2 ص 91 تحت

حدثني جميع بن عمير التيمي قال : دخلت مع أمي وخالتي على عائشة ،فسألناها: كيف كان منزلة علي (عليه السلام)فيكم؟

قالت: شبحان الله ، كيف تسألان عن رجل لما مات رسول الله له وقال

الرقم 577 قال : حدثنا عبدالله بن محمد و موسی بن عیسی قالا : حدثنا محمد بن زکریا الغلابي قال : حدثنا الحكم وفضیل بن عبد الوهاب قالا : حدثنا أبو بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد: عن جميع بن عمير قال : دخلت على عائشة أنا وأمي وخالتي ، فسألتاها : كيف كان علي عند رسول الله صلى الله علیه و آله وسلم ؟ قالت : تسألوني عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم موضع لم يضعها فيه أحد، وسالت نفسه في يده ، فمسح بها وجهه ،ومات فقيل : أين تدفنونه ؟ فقال علي: «ما في الأرض بقعة أحب إلى الله من بقعة قبض فيها نبيه«صلى الله علیه و آله وسلم» ،فدفتاه.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ج 3 ص 18 تحت الرقم1037، وزاد بعده : قالت [أم جميع بن عمير، أو خالته لعائشة ] : فلم خرجت عليه ؟ قالت : أمر قضى ، ولوددت أن أفديه بما على الأرض.

ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 0:1 14 - 141 ح 73 و 2 : 69 - 70ح 432 مع زيادة ، وهي : فقيل لها : فكيف خرجت عليه مع علمك هذا فيه ؟ قالت : دعوني من هذا، فلو قدرت أن أفتدي منه بما على الأرض لفعلت .

ورواه ابن الجوزي في الباب 32 من أبواب مرضه ووفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) ، من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 813 ح 1518 من قولها : «لما قبض النبي...».

وروى الزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار : 1: 820 عن جميع بن عمير

قال : دخلت على عائشة (رض) فقلت : من كان أحب الناس إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟

فقالت : فاطمة .

قلت : إنما أسألك عن الرجال ؟

قالت : زوجها، وما يمنعه ؟ فوالله إن كان لصواما قواما، وقد سالت نفس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في يديه فردها إلى فيه .

قلت : فما حملك على ما كان ؟

فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت : أمر قضى على!

ص: 455

الناس : أين تدفنونه ؟ فقال علي(عليه السلام) : «ليس في أرضكم بقعة أحب إلى الله من بقعة ض فيها رسول الله ه »، وكيف تسألاني عن رجل وضع يده على موضع لم يطمع فيه أحد. (أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 72)

سيأتي في الباب الأول ما يتعلق بارتحاله (صلی الله عليه وآله وسلم) ما يقرب من ذيل الحديث عن عائشة .

(993)6 (1)- أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدثني عمي عمرو بن يحيى الفحام قال : حدثني إسحاق بن عبدوس قال : حدثني محمد بن نهار بن عمار [بن أبي الحياة يحیی بن يعلى أبوالحسن التيمي] قال : حدثنا زکریا بن يحيى (2)، عن جابر ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث [بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبويعقوب ] ، عن أبيه:

عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: «أتيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وعنده أبوبكروعمر، فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلآ فخذي، أو فخذ رسول الله !

ص: 456


1- 6- ورواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 143 عن أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن ،عن أبيه الشيخ الطوسي. ورواه ابن مردويه من طريق ابن عباس ، كما في كشف اليقين - للعلامة الحلى -: ص 291ح337 في عنوان «مخاطبته بأمير المؤمنين» وفي نفس العنوان من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من کشف الغمة : 1: 342 واليقين - لابن طاووس - : ص 11 وفي ط: ص 134 في الباب الخامس و المناقب - لعبدالله الشافعي ص 30 من المخطوط - على ما في إحقاق الحق: 4: 18، وفي نقل ابن مردویه : «مه، لاتؤذيني في أخي ، فإنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين ، و قائد الغر المحجلين ، يوم القيامة يقعد على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنة، ويدخل أعداءه النار». ورواه أيضا ابن طاووس في الباب 45 من اليقين : ص 195 نقلا عن كتاب «المعرفة» الإبراهيم الثقفي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن صباح المزني ، عن جابر . ورواه أيضا ابن طاووس في الباب 51 من اليقين : ص 202 نقلا عن كتاب المعرفة بإسناده عن جابر الجعفي قال: أخبرني وصي الأوصياء قال : دخل علي(عليه السلام) على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وعنده عائشة ، وذكر الحديث مع مغايرة. والحديث روته أيضا ليلى الغفارية عن عائشة ، كما في ترجمة موسی بن القاسم التغلبي (1738) من الضعفاء - للعقيلي - :4: 166 ، وعنه ابن عساكر في الحديث 132 من ترجمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق : 1: 95 - 96. ورواه ابن حجر في ترجمة ليلى الغفارية من الإصابة : 8: 107 رقم 1727 ، وفي ط:4 : 402 من طريق ابن مندة .
2- كذا في النسخ، ولعله زكريا بن يحيى الواسطي الذي ذكره النجاشي في رجاله : ص173 رقم 456، والكشي في ترجمة المغيرة بن سیعد (103)، هذا، وفي رجال النجاشي :174 / 459: زکریا بن الحر الجعفي روي عن أبي عبد الله ، و في الكافي : ج 2 ص 253 کتاب الإيمان والكفر : باب شدة ابتلاء المؤمن ح 9: علي بن الحكم، عن زکریا بن الحر، عن جابر بن یزید.

فقال : مه یا عائشة، لاتؤذيني في علي، فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، و هو أمير المؤمنين، يجعله الله يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحدیث 9)

(964) 7(1)- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز أبو العباس قال : حدثنا أبوأمي محمد بن عيسى أبوجعفر القيسي قال : حدثنا إسحاق بن یزید الطائي ، عن عبد الغقار بن القاسم، عن عبدالله بن شريك العامري، عن جندب بن عبدالله البجلي:

عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : «دخلت على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة ، فجلست بينه وبينها، فقالت: يا ابن أبي طالب ،

ص: 457


1- 7- ورواه الشيخ المفيد(قدس سره)في الجمل : ص 411 في حديث طويل في أسباب بغض عائشة الأمير المؤمنين(عليه السلام). ولاحظ تخريج الحديث المتقدم

ما وجدت لإستك مكانا غير فخذي، أمط عني. فضرب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بين كتفيها ثم قال لها: ويل لك، ما تريدين من أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين».

(أمالي الطوسي : المجلس 27، الحدیث 3)

(965) 8- وعن أبي الفضل قال : حدثنا محمد بن محمود ابن بنت الأشج الكندي

ب-«أسوان»(1)، قال: حدثنا أحمد بن عبدالرحمان أبو جعفر الذهلي قال : حدثنا عمار بن الصباح قال : حدثني عبد الغفور أبو الصباح الواسطي ، عن عبد العزيز بن سعيد الأنصاري ، عن أبيه، عن جده - وكانت له صحبة -:عن أم سلمة زوج النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قالت: حج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع بأزواجه ،فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهن وهو حرام(2) يبتغي بذلك العدل بینه .

قالت : فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه يناجيه وهما يسيران، فأطال مناجاته ، فشق ذلك على عائشة ، فقالت : إني أريد أن أذهب إلى علي فأناله - أو قالت : أتناوله - بلساني في حبسه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عني، فنهيتها، فنضت ناقتها(3) في السير، ثم إنها رجعت إلى وهي تبكي ، فقلت : ما لك ؟

قالت : إني أتيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقلت: يا ابن أبي طالب ، ما تزال تحبس عني رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ! فقال رسول الله : «لا تحولي بيني وبين علي، إنه لايحاقه في أحد، وإنه لايبغضه - والذي نفسي بيده - مؤمن، ولايحبه کافر، ألا إن الحق بعدي مع علي، يميل معه حيث مال، لا يفترقان جميعا حتى يردا علي الحوض».

قالت أم سلمة : فقلت لها: قد نهيتك فأبيت إلا ما صنعت.

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث7 )

ص: 458


1- أسوان : مدينة كبيرة في مصر على ساحل النيل في شرقيه .
2- هو حرام : أي محرم بالإحرام.
3- نص ناقته : استحثها واستقصى آخر ما عندها من السير .

(966) 9(1)- حدثنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا العباس بن بكار قال : حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة ، عن ابن عباس :قال الغلابي : وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي قال : حدثنا محمد بن صالح بن النطاح، ومحمد بن الصلت الواسطي قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.

قال : وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال : حدثني محمد بن سلام الكوفي قال : حدثنا أحمد بن محمد الواسطي قال :حدثنا محمد بن صالح، ومحمد بن الصلت قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي ، عن أبي صالح: عن ابن عباس (في حديث في دفن الإمام الحسن (عليه السلام) لما منعوا عن دفنه (عليه السلام)

ص: 459


1- 9- وروی نحوه المفيد في الإرشاد : 17: 2 عن زياد المخارقي ، والطبري في دلائل الإمامة :ص 160 - 162 ، والإربلي في كشف الغمة : 2: 208 في عنوان وفاته (عليه السلام) ، وابن شهر آشوب في المناقب : 4: 50 باختصار . ثم إن منع عائشة عن دفن الإمام الحسن(عليه السلام)عند جده رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) رواه جماعة ، فمنهم :ابن سعد في الحديث 173 من ترجمة الإمام الحسن(عليه السلام)من الطبقات الکبری : ص 92 من القسم غير المطبوع، واليعقوبي في تاريخه : 2: 225 في عنوان «وفاة الحسن بن علي»، و البلاذري في ترجمته(عليه السلام) من أنساب الأشراف : ص 61 برقم 71، وأبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين : ص 82، وابن أبي الحديد في شرح المختار 31 من باب الكتب من نهج البلاغة :14:16 ، والقاضي النعمان في شرح الأخبار : 3: 125 ، والفتال في روضة الواعظين : ص 168،والراوندي في الحديث 7 من معجزات الإمام الحسن(عليه السلام) من الخرائج والجرائح : 1: 243. وروى الصدوق في الباب 161 من علل الشرائع : ص 225 بإسناده عن أبي عبدالله(عليه السلام)أنه قال : «أول امرأة ركبت البغل بعد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عائشة ، جاءت إلى المسجد فمنعت أن يدفن الحسن بن علي مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ».

عند جده رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال : فحملناه ، فأتينا به قبر أمه فاطمة(عليها السلام)فدفناه إلى جنبها رضي الله عنه و أرضاه .

قال ابن عباس : وكنت أول من انصرف فسمعت اللغط ، وخفت أن يعجل الحسين(عليه السلام)على من قد أقبل، ورأيت شخصا علمت الشر فيه، فأقبل مبادرا فإذا أنا بعائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلما رأتني قالت : إلى إلى يا ابن عباس ، لقد اجترأتم علي في الدنيا تؤذونني مرة بعد أخرى، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب!

فقلت: وا سوأتاه ! يوم على بغل، ويوم على جمل، تريدين أن تطفئي فيه نور الله، وتقاتلي أولياء الله ، وتحولي بين رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وبين حبيبه أن يدفن معه ،ارجعي فقد كفى الله المؤنة، ودفن الحسن إلى جنب أمه، فلم يزدد من الله إلا قربا ،وما ازددتم منه والله إلا بعدا ، یا سوأتاه ! انصرفي فقد رأيت ما سرك ؟

قال : فقطبت في وجهي، ونادت بأعلى صوتها : أما نسيتم الجمل يا ابن عباس، إنكم لذوو أحقاد.فقلت : أما والله ما نسيه أهل السماء ، فكيف ينساه أهل الأرض.

فانصرفت وهي تقول:

فألقت عصاه فاستقرت بها النوى ***کما قر عينا بالإياب المسافر(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 19)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسن(عليه السلام)من كتاب الإمامة .

ص: 460


1- في لسان العرب: 347:15 عن الجوهري : النية والنوى : الوجه الذي ينويه المسافر من قرب أو بعد ، وهي مؤنثة لا غير ... وشاهد النوى قول معقر بن حمار ، وذكر هذا البيت .

باب5 - أحوال أقربائه (صلی الله عليه وآله وسلم) لاسيما حمزة وجعفر و عباس

أقول : تقدم في باب غزوة مؤتة ما يرتبط بهذا الباب .

(967)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة قال : حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع قال : حدثنا نصر قال : حدثنا شريك ، عن إسماعيل المكي، عن سليمان الأحول:عن أبي رافع قال : بعث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عمر ساعيا على الصدقة، فأتى العباس يطلب صدقة ماله ، فأتى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وذكر له ذلك ، فقال له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «یا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه(2) إن العباس أسلفنا صدقته للعام عام أول».

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 31)

ص: 461


1- 1- ورواه ابن سعد في ترجمة العباس من الطبقات الکبری : 4: 26 عن الفضل بن دكين ،عن أبي إسرائيل ، عن الحكم، وقريبا منه رواه عن يزيد بن هارون ، عن الحجاج ، عن الحكم بن عتيبة . وقريبا منه رواه الديلمي في الفردوس : 5: 403 ح 8298 من طريق طلحة بن عبيد الله .ورواه - بتفاوت - البخاري في صحيحه : 2: 262/151 و 263 كتاب الزكاة : باب قول الله تعالى : ( وفي الرقاب والغارمين عليها) ، ومسلم في كتاب الزكاة من صحيحه : 2:676 ح983: باب تقديم الزكاة ومنعها (3) ، وأحمد في مسنده : 1: 94 و 2: 322، والترمذي في كتاب المناقب باب 28 مناقب العباس بن عبد المطلب : ج 5 ص 653 ح 3761،وأبوداوود في الزكاة باب في تعجيل الزكاة : ج 2 ص 115 تحت الرقم: 1623 ، والنسائي في الزكاة : باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق: ج 2 ص 16 و 17 تحت الرقم 2243 - 2244 وليس فيه ذیل الحديث ، وابن عساكر في ترجمة العباس من تاريخ دمشق، كلهم عن أبي هريرة . ولاحظ ترجمة العباس من سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 90.
2- قال ابن الأثير في النهاية : في حديث العباس : «فإن عم الرجل صنو أبيه»، وفي رواية :«العباس صنو أبي»، وفي رواية : «صنوي»، الصنو : المثل، وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد ، يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد ، وهو مثل أبي أو مثلي

(968) 2(1)- حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يوسف المعني قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا الحسن بن محمد الليثي قال : حدثني أبو جعفرأمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 57)

(969)3 (2)-حدثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال :حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي ، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى ، عن آبائه ،

ص: 462


1- 2- ورواه ابن عساكر في ترجمة العباس من تاريخ دمشق : ج 26 ص 318 بإسناده عن أحمد بن محمد بن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف الجعفي ، عن محمد بن إسحاق، عن الحسن بن محمد الليثي . وعن ابن عقدة ، عن عبد الله بن محمد بن أحمد بن نوح القراوي ، عن أبيه ، عن الحسن بن محمد الليثي . وأخرجه الترمذي في باب مناقب العباس من كتاب المناقب من صحيحه تحت الرقم 3758 عن علي ، وعن المطلب بن ربيعة ، وعن أبي هريرة. ورواه ابن سعد في ترجمة العباس من الطبقات الکبری : 4: 27 عن عبد الوهاب بن عطاء ،عن شعبة ، عن عمارة بن أبي حفصة ، عن أبي مجلز ، بتفاوت يسير. وانظر أيضأ ترجمة العباس من سير أعلام النبلاء : ج 2 ص 87، والحديث 247 من الباب31 من عيون أخبار الرضا، والحديث 876 من شرح الأخبار : 2: 493 ، والحديث 1859من فردوس الأخبار - للديلمي - : 1: 554.
2- 3- ورواه ابن عساكر في ترجمة العباس من تاريخ دمشق : ج 26 ص 301 بإسناده عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث قال : قال رسول الله(عليهم السلام): «احفظوني في العباس ، فإنه بقية أبائي ، وإن عم الرجل صنو أبيه». وفي ص 314 بإسناده عن الحسين بن عبد الله بن ضمرة ، عن أبيه ، عن جده، عن علي (عليه السلام) أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «احفظوني في العباس ، فإنه عمي وصنو أبي». وفي ص 319 بإسناده عن عبد الله بن أبي بكر أنه بلغه أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «احفظونی في عمي عباس ، فإن عم الرجل صنو أبيه».

عن علي بن الحسين(عليه السلام) ، عن النزال بن سبرة(1)، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «احفظوني في عمي العباس ، فإنه بقية آبائي».

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 5)

(970) 4(2) - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل قال : أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري قال: أخبرنا سعدان بن نصر قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو:

أنه سمع جابر بن عبدالله الأنصاري يقول : لما كان العباس بالمدينة فطلبت الأنصار ثوبا يکسونه، فلم يجدوا قميصا يصلح عليه إلا قميص عبدالله بن أبي!فكسوه إياه.

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 22)

(971) 5(3) - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحر (4) بن محمد بن

ص: 463


1- هذا الإسناد موجود في الحديث الأول من المجلس 13 ، وورد في الحديث 3 منه : وبهذا الإسناد عن علي بن الحسين ، عن عمه الحسن بن علي ...، وفي الحديث 4 إلى 7: وبهذا الإسناد عن علي بن أبي طالب، وفي الحديث 8: وبهذا الإسناد عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين(عليه السلام).
2- 4- ورواه ابن سعد في ترجمة العباس بن عبد المطلب من الطبقات الکبری : 13:4 عن محمد بن عمر ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دینار ، عن جابر بن عبدالله قال : لما أسر العباس لم يوجد له قمیص يقدر عليه إلا قميص ابن أبي.
3- 5 - ورواه ابن عساكر في ترجمة العباس من تاريخ دمشق : 26 : 345 بإسناده عن عمر بن عمر بن إبراهيم ، عن أيوب بن سیار، إلا أن فيه : «فما الكمال ؟ قال : حسن الفعال بالصدق» . وروى أيضا نحوه في ص 344- 345 وفي مختصر ابن منظور: 11: 243 بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : أقبل العباس بن عبدالمطلب ، وهو أبيض بض، وعليه حلة وله ضفيرتان ، فلما رآه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تبتم ، فقال له العباس : مم ضحكت يا رسول الله ،أضحك الله سنك ؟ قال : «أعجبني جمالك يا عم» . فقال العباس : یا رسول الله ، ما الجمال في الرجل ؟ قال : «اللسان».
4- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تاريخ بغداد وترجمة أبيه في تهذيب الكمال ،وفي النسخ : «الحسن».

إشكاب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن حفص المدائني قال : حدثني أيوب بن سیار، عن محمد بن المنكدر:

عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : أقبل العباس(عليه السلام) ذات يوم إلى رسول الله وكان العباس طوالا حسن الجسم، فلما رآه النبيه تبسم إليه فقال :«إنك يا عم لجميل».

فقال العباس : ما الجمال بالرجال، یا رسول الله ؟

قال : «ثواب القول بالحق».

قال : فما الكمال ؟

قال : «تقوى الله عز وجل، وحسن الخلق».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 64)

(972)6(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحيى العبسي قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الضراري قال: حدثني عبد السلام بن صالح الهروي قال : حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر قال : حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي الأسدي ، عن أبي أيوب الأنصاري (في حديث ) قال :

ص: 464


1- 6- والحديث - أو ما يقرب منه - رواه كثير من المؤلفين في كتبهم، فمنهم : القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 118 - 119 ح 43، وابن المغازلي في المناقب ص 101 ح 144، ورواه عنه ابن البطريق في الفصل 33 من العمدة : ص 267 ح 423. ورواه الطبري الإمامي في المسترشد ص 613 ح 279. ورواه الطبراني في المعجم الصغير : 1: 37 عن أحمد بن محمد بن العباس المري القنطري ، عن حرب بن الحسن الطحان ، عن حسين بن الحسن الأشقر. وأخرجه أيضا الطبراني في المعجم الكبير : 3: 57 - 58 برقم 2675، وفي الأوسط 7: 276- 277برقم 6536 بإسناده عن علي بن علي الهلالي ، عن أبيه ، عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .وأخرجه الكنجي في الباب الثاني من البيان في أخبار صاحب الزمان(عليه السلام)من كفاية الطالب ص 486، والحمويي في فرائد السمطين : 2: 84 ح 403، والحزاز القتي في كفاية الأثر : ص62. وأخرجه المحبت الطبري في مناقب الحسنين(عليه السلام)من ذخائر العقبى ص 135 - 136، ثم قال: خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني في أربعين حديثا في المهدي . وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري ، رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 122۔123 ح 51، والكنجي في الباب9 من ترجمة صاحب الزمان علي من كفاية الطالب ص 502، والهيثمي في مجمع الزوائد : 9: 166 نقلا عن الطبراني في المعجم الصغير .

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام) : «شهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك، ومنا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة، وهو ابن عمك».

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 8)

يأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء (عليه السلام).

(973)7(1)-أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي قال : أخبرناأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال:

ص: 465


1- 7- ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة المفضل بن سلم من «تاریخ بغداد» : ج 13 ص 122

ص: 466

ص: 467

لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم، وذلك لمكانهما من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ومنزلتها و قرابتهما منه ، وصلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.

(أمالي الطوسي : المجلس 21، الحديث 1)

تقدم تمامه في كتاب الاحتجاج .

(977) 11 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر:

عن علي (عليه السلام) (في حديث شوری عمر) أنه قال : «فهل فيكم أحد زين أخوه بالجناحين في الجنة غيري»؟

قالوا: اللهم لا.

وفيه : قال : «فهل فيكم أحد عمه حمزة سيد الشهداء غيري» ؟

قالوا : اللهم لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

(978) 12 - وعن أبي المفضل قال : حدثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، و محمد بن جعفر بن رمیس الهبيري ب-«القصر»، وعلي بن الحسين بن كاس النخعي ب-«الرملة»، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قالوا : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، و سعید بن محمد الأسلمي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني:عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)( في حديث شوری عمر) أنه قال : «فأنشدكم بالله ، هل فيكم أحد له مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله»؟

قالوا: اللهم لا.

قال : «فأنشدكم بالله ، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين ،

ص: 468

مضج بالدماء الطيار في الجنة»؟

قالوا: اللهم لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 5)

(979)13(1) - وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن صالح(2)، عن زيد بن الحسن، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله : «رقدت بالأبطح على ساعدي ، و على عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي».

قال: «فنزل جبرئیل و میکائیل وإسرافيل ، ففزعت لخفق أجنحتهم».

قال : «فرفعت رأسي ، فإذا إسرافيل يقول لجبرئيل : إلى أي الأربعة بعثت وبعثنا معك ؟». قال : «فركض برجله فقال : إلى هذا، وهو محمد سيد النبيين ، ثم قال : من هذا الأخر؟ قال : هذا أخوه ووصيه وابن عمه، وهو سيد الوصيين . ثم قال : فمن الأخر؟ قال : جعفر بن أبي طالب، له جناحان خضیبان، يطير بهما في الجنة».

قال : «ثم قال : فمن الأخر؟ قال : عمه حمزة وهو سيد الشهداء يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 43، الحديث 7)

ص: 469


1- 13 - وروى علي بن إبراهيم نحوه - في حديث طويل - في تفسير الآية 10 من سورة الواقعة في تفسيره : ج 2 ص 346 - 348 عن الحسن بن علي، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن الحسين بن علوان الكلبي ، عن علي بن الحسين العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة السعدي ، عن حذيفة بن اليمان . ورواه محمد بن سليمان الصنعاني في كتاب مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام): ج 1 ص 127 - 129 عن خضر بن أبان ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ،عن عباية بن ربعي ، عن ابن عباس ، في حديث طويل. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير آية التطهير - سورة الأحزاب : 33 - في تفسيره :ص 340 تحت الرقم 465 - 10 بإسناده عن ابن عباس .
2- لم يذكر هنا سنده إلى إبراهيم بن صالح ، وذكره في الفهرست : ص 30 قال : إبراهيم بن صالح الأنماطي كوفي يكنى أبا إسحاق ثقة ، ذكر أصحابنا أن كتبه انقرضت، والذي أعرف من كتبه كتاب الغيبة ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله قال : حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا حميد بن زیاد قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيك عنه. وذكره ثانية تحت الرقم 26 وقال : له کتاب رويناه بالاسناد الأول عن ابن نهيك عنه .

(980) (1)14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله)قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ، عن عمه عبدالله بن الصلت، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي :عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال: «أوحى الله عز وجل إلى رسوله (صلی الله عليه وآله وسلم) :

«أني شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال». فدعاه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فأخبره، فقال : لولا أن الله أخبرك ما أخبرتك : ما شربت خمرة قط، لأني علمت أن لو شربتها زال عقلي ، وماكذبت قط ، لأن الكذب ينقص(2)المروءة، وما زنیت قط، لأني خفت أني إذا عملت عمل بي، وما عبدت صنا قط، لأني علمت أنه لايضر و لا ينفع».

قال : «فضرب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يده على عاتقه ، فقال : حق الله عز وجل أن يجعل لك جناحين تطير بها مع الملائكة في الجنة».

(أمالي الصدوق : المجلس 17، الحديث 12)

(981) 15 -حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ(رحمه الله) قال: حدثنا أبو سعید الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسی بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال : حدثتني مريسة بنت موسی بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي، قالت : حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي، قال: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور - و كان رضيعا لبعض ولد زید بن

ص: 470


1- 14 - ورواه أيضا في علل الشرائع : ص 558 باب 348 ح 1.
2- في نسخة: «ينقض» .

علي(عليه السلام)-، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده: عن الحسين بن علي(عليه السلام)( في احتجاجه مع عسكر الكوفة ) قال : «أنشدكم الله ، هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي»؟

قالوا: اللهم نعم.

قال: «فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي»؟

قالوا: اللهم نعم.

(أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة.

(982)16 - حدثنا أبو علي أحمد بن زياد الهمداني(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عیسی بن عبيد اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمان، عن ابن أسباط ، عن علي بن سالم ، عن أبيه :

عن [أبي حمزة الثمالي] ثابت بن أبي صفية قال : نظر سید العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)إلى عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) فاستعبر، ثم قال: «ما من يوم أشد على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ، وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحدیث 10)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من كتاب الإمامة .

(983) 17(1) -حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال : أخبرني إسماعيل بن إبراهيم الحلواني قال: حدثنا أحمد بن منصور بزرج قال : حدثنا هدية بن عبد الوهاب قال : حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر قال : حدثنا عبد الله بن زياد اليمامي،

ص: 471


1- 17 - ورواه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : تحت الرقم 142 ، وابن ماجة في سننه : ج 2 ص 1368 ح 4087. وأخرجه ابن طلحة في مطالب السؤول : 2: 81، وابن بطريق في العمدة : ص 430 تحت الرقم 900، وابن طاوس في الطرائف : ص 176 تحت الرقم 275. ورواه الحموني في فرائد السمطين : 2: 32 تحت الرقم 370 بإسناده عن الثعلبي ، والبحراني في حلية الأبرار : 2: 691 وفي ط: ج 5 ص 427 - 428 في الفصل 53 مما ورد في المهدي(عليه السلام) نقلا عن تفسير الثعلبي في تفسير آية 32 من سورة الشورى بإسناده عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. ورواه الحاكم في المستدرك : 3: 211، وابن المغازلي في المناقب : ص 48ح 71، و السمهودي في «الإشراف على فضل الأشراف» : ص 10 من المخطوط على ما في إحقاق الحق: 418:18. ورواه أيضا قتادة ، عن أنس : تاریخ بغداد للخطيب البغدادي -: 9: 434 في ترجمة عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري (5050)، ومقتل الحسين(عليه السلام) - للخوارزمي -: 1: 108. ورواه سليم بن قيس في كتابه : 245. وأورده المحب الطبري في ذخائر العقبي: ص 15 و 89، وفي الفصل 8 من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام )من الرياض النضرة : 2: 190 نقلا عن ابن السري، والديلمي في الفردوس :86: 1 ح 145. وأورده الطبري في بشارة المصطفي : ص 212 إلا أن فيه «وفاطمة» بدل «والمهدي» .

عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «نحن بنو عبدالمطلب سادة أهل الجنة : رسول الله ، وحمزة سید الشهداء، وجعفر ذوالجناحين ، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، والمهدي».

(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحديث 15)

(984) 18(1) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رحمه الله علیه) قال : حدثني أبي،

ص: 472


1- 18 - وأخرجه أبو هلال العسكري في الأوائل : ص 75 إلا أن البيت الثاني مؤخر فيه . وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : ص 86-87، والشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسير الآية 57 من سورة القصص في تفسيره «روض الجنان» : ج 8 ص 472. وروی نحوه أبوهقان عبدالله بن أحمد المهزمي في أواخر کتاب «دیوان شيخ الأباطح أبي طالب»: ص 95 قال : حدثني أبوالعباس المبرد قال : حدثني ابن عائشة قال : مر أبوطالب برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو يصلي وعلي (عليه السلام )عن يمينه ، وجعفر مع أبي طالب يكتمه إسلامه، فضرب عضده وقال : اذهب فصل جناح ابن عمك ، وقال : إن عليا وجعفرا ثقتي*** عند احتدام الأمور والكرب أراهما عرضة اللقاء لذا ***ساميت أو أنتمي إلى حرب لاتخذلا وانصرا ابن عمكما ***أخي لأمي من بينهم وأبي وانظر أيضا شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - : ج 14 ص 76، والغدير - للعلامة الأميني -: ج 7 ص 394.

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن جعفر ، عن محمد

بن عمر الجرجاني قال :

قال الصادق جعفر بن محمد عويد : «أول جماعة كانت إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كان يصلي وأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام )معه، إذ مر أبوطالب به وجعفر معه ، فقال : يا بني صل جناح ابن عمك. فلا أحته رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تقدمهما و انصرف أبوطالب مسرورة وهو يقول:

إن عليا وجعفرا، ثقتي*** عند ملم الزمان والكرب

والله لا أخذل النبي ولا*** يخذله من بني ذوحسب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما ***أخي لأمي من بينهم وأبي

قال : «فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم».

(أمالي الصدوق : المجلس 76، الحديث 4)

(985) 19(1) - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي (رضی الله عنه)، قال : حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن

ص: 473


1- 19 - ورواه أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي في الأشعثيات : ص 198 - 199 عن موسی بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد. وأخرجه الديلمي في الفردوس ، عن عائشة ، كما في الباب التاسع من الصواعق المحرقة -لابن حجر الهيثمي - ص 124. وأخرج نحوه في الحديث 247 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا(عليه السلام) من الأخبار المجموعة -من عيون أخبار الرضا(عليه السلام )، وفيه : «خير إخواني علي ، وخير أعمامي حمزة ، والعباس صنو أبي». ورواه محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام ): ج 1 ص 340ح 266 و 350ح 277 عن خضر بن أبان ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن عمرو بن ثابت ، عن عبدالرحمان بن عابس، عن عمه [مخرمة] قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «خیر عمومتي حمزة ، وخبر إخوتي علي». ورواه أيضا في ص 306ح 226، ص 328 ح 251 الفقرة الثانية من الحديث . ورواه ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام ) من تاريخ دمشق: 1 : 138 ح 172 بإسناده عن عمرو بن ثابت ، وفيه : «خير إخوتي علي ، وخير أعمامي حمزة».

إسماعيل بن مسلم السكوني،عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه(عليه السلام)قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أحب إخواني إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام )، وأحب أعمامي إلى حمزة» .

(أمالي الصدوق : المجلس 82، الحديث 7)

ص: 474

باب 6 - فضل أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المهاجرين والأنصار

(986)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسی(رضی الله عنه) قال :

حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي، عن أبيه ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين، وذريتي أفضل ذریات النبيين والمرسلين، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 12)

تقدم تمامه في باب الحوض من كتاب المعاد ، ويأتي أيضا في كتاب الإمامة باب مناقب

أمير المؤمنين(عليه السلام ) .

(987) 2(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله علیه)، ومحمد بن موسی بن المتوكل، ومحمد بن علي ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه رضي الله عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي هدية [إبراهيم بن هدبة الفارسي] ، عن أنس بن مالك قال :

ص: 475


1- 2- ورواه الخطيب في ترجمة رقم 3258 - إبراهيم بن هدبة - من تاريخ بغداد :6 : 200عن علي بن محمد بن عبدالله المعدل ، عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن سعدان بن نصير، عن أبي هدية إبراهيم بن هدبة ، عن أنس بتفاوت يسير. ورواه أيضا في ترجمة رقم 1397 - محمد بن مسلمة الطيالسي - : 3: 306 بإسناده عن موسى الطويل، عن أنس ، وفي ترجمة رقم 4359 - حسان بن سنان - : 8: 259 بإسناده عن حسان ، عن أنس ، وفي ترجمة المظفر بن عاصم العجلي : 13 : 127 بإسناده عن حميد الطويل ،عن أنس. وأخرجه الديلمي في الفردوس : 20:3 ح 3739 ورواه محمد بن جعفر القتي في حرف الطاء من جامع الأخبار : ص 97. و روی نحوه أحمد في مسند أنس بن مالك من مسنده : 3: 155 قال : حدثنا هاشم بن القاسم قال : حدثنا حسن ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «طوبی لمن آمن بي ورآني مرة ، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرار». ورواه الطبراني في حرف الميم من المعجم الصغير : 2: 34 عن محمد بن أحمد بن یزید القصاص البصري، عن دینار بن عبدالله مولى أنس ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله علیه و آله وسلم : «طوبى لمن رآني ، ومن آمن بي ، ومن رآی من رآني». وله شاهد من حديث علي(عليه السلام ) ، رواه الخطيب في ترجمة محمد بن محمد بن يحيى النيسابوري من تاريخ بغداد : 3: 233، والكراجكي في كنز الفوائد : 2: 152. ومن حديث أبي أمامة الباهلي ، رواه أحمد في المسند : 5: 248 و 257 و 264 ، والطبراني في المعجم الكبير : 8: 260 تحت الرقم 8010، والحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : ج4 ص 86، والديلمي في الفردوس : 3: 20، ح 3740. ومن حديث أبي سعيد الخدري ، كما في مسند أحمد : 71:3، وترجمة أبي الفتح المالكي أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل من تاريخ بغداد : 91: 4 ، والجليس الصالح للقاضي المعافي : 3: 180 مجلس 65. وأخرجه الهيثمي في باب ما جاء فيمن آمن بالنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ولم يره» من مجمع الزوائد : 10: 66- 67 نقلا عن أحمد وأبي يعلى والطبراني .

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «طوبى لمن رآني ، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني».

وقد أخرج علي بن إبراهيم هذا الحديث ، وحديث الطير، بهذا الإسناد، في کتاب «قرب الإسناد». ( أمالي الصدوق : المجلس 62، الحديث 18)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

( أمالي ألطوسی: المجلس 15، الحديث 45)

ص: 476

(988)3(1)-أبو عبدالله المفيد قال : حدثني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن محمد بن سنان ، عن أبي معاذ السدي :

عن أبي أراكة قال : صليت خلف أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الفجر في مسجدكم هذا، فانفتل(2)على يمينه ، وكان عليه كأبة، ومكث حتى طلعت الشمس على حائط مسجدكم هذا قيد رمح، وليس هو على ما هو[ عليه ]اليوم، ثم أقبل على الناس فقال :«أما والله لقد كان أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم يكابدون هذا الليل (3)يراوحون بين جباههم وركبهم(4)كان زفير النار في آذانهم، فإذا أصبحوا أصبحوا غبرأ طفرة، بين أعينهم شبه ركب المعزى ، فإذا ذكر الله تعالى مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح ، وانهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم».

قال : ثم نهض وهو يقول : «والله لكأنما بات القوم غافلین». ثم لم ير مفترا(5)

حتى كان من أمر ابن ملجم - لعنه الله - ما كان.

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 30)

ص: 477


1- 3 - ورواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام )من حلية الأولياء : 1: 76 في عنوان «وثيق عباراته ودقيق إشاراته» بإسناده عن مالك بن مغول ، عن رجل من جعفي ، عن السدي ، عن أبي أراكة . ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه ، كما عنه في البحار : 69 : 276. وأورده الآبي في نثر الدر: 1: 324.
2- فتل وجهه عنهم : صرفه. وفي بعض النسخ : «فالتفت عن يمينه»، وفي بعضها :« فالتفت على يمينه» .
3- قوله(عليه السلام ) : « يكابدون هذا الليل»: أي يتحملون المشاق في إحياء الليل .
4- قوله (عليه السلام ): « يراوحون بين جباههم وركبهم» : أي يشتغلون بهذا مرة وبذاك أخرى، أي يسجدون مرة ويقومون أخرى في صلاتهم.
5- قوله : لم ير مفترا : أي لم ير ضاحكا .

(989)4 (1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي(رحمه الله)قال : حدثني أبي قال : حدثنا سعد بن عبدالله ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن معروف بن خربوذ:

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام )قال : صلى أميرالمؤمنين (عليه السلام )بالناس الصبح بالعراق(2) ، فلما انصرف وعظهم، فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى ، ثم قال :« أما(3)والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وإنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خصاء(4)بين أعينهم کركب المعزي(5) يبيتون لربهم سجدا وقيامة، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون».

(أمالي الطوسي : المجلس 4، الحديث 11)

ص: 478


1- 4 -ورواه الكليني في الكافي: 2: 235 - 236 كتاب الإيمان والكفر: باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح 21 عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب .وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 203:2 . وأورده الزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار : 1: 822 عن أبي رائحة . وقريب منه في آخر الخطبة 97 من نهج البلاغة.
2- المراد بالعراق هنا الكوفة.
3- في نسخة : «أم».
4- الشعث - بالضم - جمع الأشعث ، كالغبر - بالضم - جمع الأغبر، والشعث: تفرق الشعر، والشعث أيضا الوسخ. قوله : «خمصاء»: أي بطونهم خالية ، إما للصوم، أو للفقر، أو لايشبعون لئلا یکسلوا في العبادة.
5- قوله (عليه السلام ): «کرکب المعزى»: أي من أثر السجود لكثرته وطوله، ركب - کصرد-: جمع ركبة ، وهي ما بين أسافل أطراف الفخذ وأعالي الساق، أو موصل الوضيف والذراع، أو مرفق الذراع من كل شيء، والمعز - بالفتح والتحريك - والمعزى ، ويمد : خلاف الضأن من الغنم، والماعز واحد المعز، للذكر والأنثي

(990) 5 (1)- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعید ابن عقدة قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح قال : حدثا سفیان - وهو ابن إبراهيم -، عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم -عن الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري :

عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) (في حديث) قال :«إن الأنصار كرشي(2) فاعفوا عن

ص: 479


1- 5- وأخرجه البخاري : (3799 و 3801 من فتح الباري)، ومسلم في الحديث 2510 من صحيحه ، و الطبراني في المعجم الصغير : 2: 106 بتفاوت. وقريبا منه أخرجه ابن سعد في عنوان : «ذكر ما قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي مات فيه للأنصار رحمهم الله» من الطبقات الكبرى : 2: 251 - 252 عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن زکریا بن أبي زائدة ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله(رحمه الله): «إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي ، وإن الأنصار کرشي ، فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم» . وأخرج نحوه في ص 250 - 252 بإسناده عن عائشة ، وعبد الله بن کعب عن بعض أصحاب النبي ، وعن أبي سعيد الخدري ، والنعمان بن مرة ، وأنس بن مالك. وروی نحوه الحاكم في باب فضائل الأنصار من کتاب فضائل الصحابة من المستدرك : ج 4 ص 78 بإسناده عن كعب بن مالك قال : إن آخر خطبة خطبناها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال: «يا معشر المهاجرين ، إنكم قد أصبحتم تزيدون، وإن الأنصار قد انتهوا ، وإنهم عيبتي التي آوي إليها ، فأكرموا محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم». وأخرج نحوه أحمد في مسنده : 3: 162 و 176 و 152 عن أنس، وفي : 5: 224 عن رجل من أصحاب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وفي : 3: 213 عن بعض أصحاب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) . وأخرجه أبويعلى في مسند أنس بن مالك من مسنده : 5: 476 برقم 453 (3208) . ورواه القاضي القضاعي في الحديث 238 من مسند الشهاب : 1: 167 عن أنس . وأورده الديلمي في الفردوس : 1: 494، ح 1650 بتفاوت يسير. وانظر إعلام الوری : 1: 239.
2- قال ابن الأثير في مادة «كرش» من النهاية : 4: 163 : فيه : «الأنصار کرشي وعيبتي» أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته ، والذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكرش والعيبة لذلك، لأن المجتر يجمع علفه في کرشه ، والرجل يضع ثيابه في غيبته. وقيل أراد بالكرش : الجماعة ، أي جماعتي وصحابتي ، ويقال : علیه گرش من الناس : أي جماعة.

مسيئهم وأعينوا محسنهم». (أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 53)

(991)6(1)- وعن أحمد بن محمد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن إسحاق. قال : وحدثنا أحمد قال : حدثنا محمد بن عبيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبدالله :

عن أبي عبد الرحمان الجهني قال : بينما نحن عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إذ طلع راكبان، فلما رآهما نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال :«کندیان مذحجيان». فإذا رجلان من مذحج ، فأتي أحدهما إليه ليبايعه، فلما أخذ رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بيده ليبايعه ، قال : يا رسول الله ، أرأيت من رآك فأمن بك ، وصدقك واتبعك، ما ذا له ؟

قال : «طوبي له».

قال : فمسح على يده وانصرف.

قال : وأقبل الأخر حتى أخذ بيده ليبايعه ، قال : يا رسول الله ، أرأيت من آمن بك ، فصدقك واتبعك ولم يرك، ما ذا له ؟

قال : «طوبي له، ثم طوبى له».

قال : ثم مسح على يده، ثم انصرف.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 25)

ص: 480


1- 6- ورواه أحمد بن حنبل في مسند عقبة بن عامر الجهني من مسنده : 4: 152، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 67: 10 . ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 22: 289ح 742 بنقص الفقرة الأخيرة من الحديث ، وفي هامشه : عن البزار ( 1/163 کشف الأستار) .

(992 و 993)7(1)-8(2)- وعن عبد الرحمان بن شريك ، عن أبيه قال : حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل [شقیق بن سلمة الأسدي] ، عن جرير بن عبد الله :

عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : «المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة». وعن شريك قال :حدثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمان بن هلال العبسي ، عن جرير بن عبدالله البجلي ، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 35 و 36)

(994) 9(3) - أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدثنا

ص: 481


1- 7- وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 2: 313 تحت الرقم 2302 عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي حذيفة، عن سفيان ، عن سلمة بن کهیل ، عن أبي وائل، عن جرير. وفي ص314 تحت الرقم 2310 عن الحسين بن إسحاق التستري ، عن يحيى الحماني ، عن أبي بكر بن عیاش، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن جرير. وفي ص 315 تحت الرقم: 2311 عن عبدالله بن محمد بن العباس الأصبهاني ، عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، عن محمد بن سعيد بن سابق ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن جرير. ورواه أيضا في ص 309 تحت الرقم 2284 عن علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني ، عن أبي کریب ، عن الحسن بن عطية ، عن قيس بن الربيع ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن جریر . وأخرجه أحمد في مسند جریر بن عبدالله من مسنده : 4: 363 عن عبد الرزاق ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبدالله بن هلال العبسي، عن جرير. وروی نحوه الطبراني في المعجم الكبير: 10: 187 ح 10408 عن عبدالله بن مسعود.
2- 8- ورواه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : 4: 80 - 81، والطبراني في المعجم الكبير: 2: 343 تحت الرقم 2438 عن إبراهيم بن سويد الشبامي ، عن عبد الرزاق ،عن سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن موسی بن عبدالله بن يزيد ، عن عبدالرحمان بن هلال ،عن جرير.
3- 9- وأخرجه ابن هشام في ترجمة أبي جمعة من الطبقات الكبرى : 7: 508 - 509، وأحمد بن حنبل في حديث أبي جمعة حبيب بن سباع من مسنده : 4: 106. ورواه أيضا عن أسيد بن عبدالرحمان ، عن صالح بن محمد ، عن أبي جمعة . ورواه الطبراني في عنوان : 321 - حبیب بن سباع أبو جمعة الأنصاري ، ويقال : جنید بن سبع - من المعجم الكبير : 4: 22 تحت الرقم 3538. ورواه أيضا تحت الرقم 3537 عن الأوزاعي ، عن أسيد بن عبدالرحمان ، عن صالح بن جبير ، عن أبي جمعة . ورواه الحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : ج 4 ص 85. ورواه الطبراني في الحديث 3541 من المعجم الكبير : 4: 23 : عن علي بن سعيد الرازي، عن بشر بن عبدالوهاب، عن ضمرة بن ربيعة ، عن مرزوق بن نافع ، عن صالح بن جبير ، عن أبي جمعة الكناني قال : قلنا : یا رسول الله ، و ذكر الحديث. وفي الحديث 3539 من المعجم الكبير : حدثنا إبراهيم بن دحيم القرشي ، عن أبيه ، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي ، عن أبي عبيد ، عن صالح بن جبير ، عن أبي جمعة قال: غزونا مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وذكر نحوه . وقال في الحديث 3540 من المعجم الكبير : ج 4 ص 23 عن بکر بن سهل ، عن سهل ، عن عبدالله بن صالح ، عن معاوية بن صالح . عن جبير أنه قال : قدم علينا أبوجمعة الأنصاري صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ببيت المقدس ليصلي فيه ، ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ، فلم انصرف خرجنا معه لنشيعه ، فلما أردنا الانصراف قال : إن لكم على جائزة وحقا أن أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . قلنا : هات يرحمك الله . فقال : كنا مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، معنا معاذ بن جبل عاشر عشرة ، فقلنا : یا رسول الله ، هل من قوم أعظم ما أجرة، آمنا بك واتبعناك ؟ ! قال :«ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم، يأتيكم الوحي من السماء ، بلى قوم يأتيهم کتاب بين لوحين ، فيؤمنون به ويعملون بما فيه ، أولئك أعظم منكم أجرة، أولئك أعظم منكم أجرة، أولئك أعظم منكم أجرا». ورواه أيضا في مسند الشاميين : 3: 194 تحت الرقم 2066.

أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز إملاء، في السنة المقدم ذكرها: [وهي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة](1) ، قال : حدثنا سعدان بن نصر قال : حدثنا محمد

ص: 482


1- ما بين المعقوفين موجود في المجلس الأول، لكن ليس فيه أبو جعفر الرزاز ، بل يروي فيه ابن مخلد عن أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير المعروف بالخلدي .

بن مصعب القرقساني قال : حدثنا الأوزاعي، عن أسيد بن [عبدالرحمان الخثعمي الرملي الفلسطيني، عن] خالد بن دريك:عن عبدالله بن محيريز قال : قلت لرجل من أصحاب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - قال الأوزاعي : حسبت أنا أنه يكنى أبا جمعة (1): حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) . قال : لأحدثك حديثة جيدا : تغدينا يوما مع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقلنا : یا رسول الله، هل أحد خير منا؟ ! أسلمنا معك، وجاهدنا معك ؟

قال : «بلی ، قوم من أمتي يأتون من بعدكم، فيؤمنون بي».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 6)

(995) 10- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد البيهقي الشعراني قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد(عليه السلام)قال : حدثنا أبي أبو عبدالله (عليه السلام).

قال المجاشعي : وحدثناه الرضا علي بن موسی ال ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن آبائه(عليهم السلام):

عن أمير المؤمنين(عليه السلام)(في حديث) قال: «أوصيكم بأصحاب نبيكم، لاتسبوهم، وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثة، ولم يأتوا محدثة، فإن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أوصى بهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 65)

يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب الروضة .

ص: 483


1- لاحظ تخريج الحديث .

باب 7 - في بعض القبائل المبغوضة

(996) (1)1 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن محمد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، عن[أبي إسحاق](2) إبراهيم بن محمد الثقفي، عن يوسف بن کلیب، عن معاوية بن هشام، عن الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة قال:

حدثني جماعة من أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام)أنه قال يوم: «ادعوا [لي] (3) غنيا وباهلة(4) - وحيا آخر قد سماهم(5) - فليأخذوا عطاياهم(6)فوالذي فلق الحية وبرأ النسمة، ما لهم في الإسلام نصیب، وإني شاهد(7)، ومنزلي عند الحوض وعند المقام المحمود (8) أنهم أعداء [لي](9) في الدنيا والآخرة، و(10)لآخذن غنيا

ص: 484


1- 1- رواه الثقفي في عنوان «في غني وباهلة» في أوائل کتاب الغارات ص 12 - 13.ورواه أيضا عن يوسف بن کلیب ، عن يحيى بن سالم العبدي ، عن عمرو بن عمير ، عن أبيه ، عن علي(عليه السلام) ، وليس فيها : «وإني لشاهد لهم» إلى قوله : «تضرط منها باهلة» .
2- من أمالي الطوسي.
3- من الغارات.
4- غني - على وزن فعیل - : حي من غطفان . وباهلة : قبيلة من عيلان .
5- في أمالي الطوسي : «وقد سماها».
6- في أمالي الطوسي : «أعطياتهم»، ومثله في إحدى الروايتين من الغارات ، وفي رواية أخرى مثل المتن.
7- في الغارات : «وإني لشاهد لهم».
8- في أمالي الطوسي : «وأنا شاهد في منزلي عند الحوض وعند المقام المحمود» ، ومثله في إحدى الروايتين من الغارات.
9- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي. وفي الغارات : «أعدائي» .
10- كلمة «واو» غير موجودة في أمالي الطوسي.

أخذة تضرط(1) باهلة ولئن ثبتت قدماي لأردن قبائل إلى قبائل، وقبائل إلى قبائل، و لأبهرجن(2) ستين قبيلة ما لها في الإسلام نصيب».

(أمالي المفيد : الحديث 40، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 34)

ص: 485


1- قال في البحار : 22 : 314: «تضرط باهلة» : لعله كناية عن شدة الخوف ، كما هو المعروف ، أي تخاف من تلك الأخذة قبيلة باهلة ، ويمكن أن يقرأ «بأهله» - بإضافة الأهل إلى الضمير -.هذا، وفي الغارات : 13: «تضطرب». وقال في الهامش : ما في المتن عن البحار : م 9/458، وهو الأليق .
2- لأبهرجن : لأبطل، والبهرج : الباطل والرديء، والمراد : لأبطلت أنسابهم، وأظهر رداءتها.

باب 8 - فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار، وبعض أكابر الصحابة

(997)1(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا عبدالله بن الحسن

المؤدب ، عن أحمد بن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا

أبوغسان النهدي قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن کهیل ، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة:عن علي (عليه السلام)أنه قيل له : حدثنا عن أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ،حدثنا عن أبي ذرالغفاري.

قال : «عليم العلم ثم أوكاه ، وربط عليه رباطا شديدا»(2).

قالوا : فعن حذيفة؟قال : «تعلم أسماء المنافقين»(3).

قالوا : فعن عمار بن یاسر ؟

ص: 486


1- 1- رواه الثقفي في الغارات : 101 - 103 عن أبي عمرو الكندي قال : كنا ذات يوم عند علي(عليه السلام)فوافق الناس منه طيب نفس و مزاج ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ،حدثنا عن أصحابك ،قال : عن أي أصحابي تسألونني ؟ قالوا : عن أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ قال : كل أصحاب محمد أصحابي . فقالوا : عن الذين رأيناك تلطفهم بذكرك وبالصلاة عليهم دون القوم . فقال : عن أيهم؟قالوا: حدثنا ...، وفيه مغايرة في الترتيب المذكور بين الأصحاب ، وفي جواب أمير المؤمنين (عليه السلام) عنهم، ذكرتها في الهامش، وفيه ذيل طويل ذكر فيه أسئلة ابن الكواء و أجوبة أمير المؤمنين(عليه السلام) عنها .ورواه محمد بن سلمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام): 2: 46 ح 535 بتفاوت . ورواه السيد أبو طالب في أماليه ، كما في الحديث 65 من الباب 3 من تيسير المطالب : ص 76- 77ح 107 بتفاوت ، وابن عساكر في كتاب «تبیین کذب المفتري» : ص 080 وأورده الفتال النيسابوري في عنوان «مجلس في ذكر فضائل الصحابة» من کتاب روضة الواعظين : ص 281. ورواه الطبرسي في الاحتجاج : 1: 615 - 616 برقم 139 عن الأصبغ بن نباتة ، في أجوبة أمير المؤمنين(عليه السلام)لابن الكواء. وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ : 2: 540 من طريق عمر بن حفص بن غیاث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : سئل علي...، وعلي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 153 - 154، ح 59 بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد عن قیس بن أبي حازم وعامر الشعبي ، عن علي(عليه السلام) . وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ج 1 ص 213 - 214 تحت الرقم 6041 و 6062 بسندين عن قيس بن أبي حازم ، وزاذان الكندي ، وأبي الأسود الدؤلي . وأخرجه أبو نعيم في ترجمة سلمان من حلية الأولياء : 1: 187. ونحو هذه الفقرات في أسئلة ابن الكواء من أمير المؤمنين(عليه السلام)وأجوبة الإمام علي (عليه السلام)عنها، رواها العاصمي في زین الفتى : ج 1 ص 257 - 258 ح 186. وخصوص الفقرة التي في أميرالمؤمنين(عليه السلام)، رواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين بن أبي طالب(عليه السلام) ح 120 من طريق الأعمش ، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري ، عن علي(عليه السلام) . وأخرجه ابن عساكر الدمشقي في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق : 2: 454 تحت الرقم 984 - 987 من طريق الأعمش ومسعر بن کدام ، عن عمرو بن مرة ، عن الأعمش، عن أبي البختري ، ومن طريق داوود بن أبي هند ، عن أبي حرب بن أبي الأسود، ومن طريق عوف عن عبدالله بن عمرو بن هند . و في هامشه مصادر عديدة للحديث . وأخرجه أيضا في ترجمة حذيفة ، كما في مختصره - لابن منظور -: 6: 252.
2- في الغارات : «كان يكثر السؤال فيعطي ويمنع، وكان شحيحا حريصا على دينه ، حريصة على العلم الجزم، وقد ملئ في وعاء له حتى امتلأ وعاؤه علمأ عجز فيه». قالوا : فوالله ما درينا بقوله : «عجز فيه»، أعجز عن كشفه ما كان عنده ، أو عجز عن مسألته ؟
3- في الغارات : «علم أسماء المنافقين وسأل عن المعضلات حين غفل عنها، ولو سألوه لوجدوه بها عالم».

قال : «مؤمن ملى مشاشه إهانة، نسي، إذا ذكر ذكر»(1).

ص: 487


1- في الغارات : «ذلك امرؤ خالط الله الإيمان بلحمه ودمه وشعره وبشره ، حيث زال زال معه، ولا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا» .

قيل : فعن عبد الله بن مسعود؟

قال : «قرأ القرآن فنزل عنده»(1).قالوا: فحدثنا عن سلمان الفارسي؟

قال : «أدرك العلم الأول والأخر، وهو بحر لائنزح، وهو ما أهل البيت»(2).

قالوا : فحدثنا عنك، يا أمير المؤمنين ؟ قال : «كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت»(3).

(أمالي الصدوق : المجلس 43، الحديث 9)

(998)2(4)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثني الحسين بن الحسن قال : حدثنا شريك ، عن أبي ربيعة الأيادي - ورأينا معمرة يسمع منه - عن ابن بريدة ، عن أبيه قال:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه یحبهم».

قلنا : من هم یا رسول الله ؟وليس منا أحد إلا يحب أن يكون منهم.

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ألا إن عليا منهم - يقولها ثلاثا - والمقداد بن الأسود، وأبوذر الغفاري، وسلمان الفارسي».

(أمالي المفید : المجلس 15، الحديث 2)

ص: 488


1- في الغارات : «قرأ القرآن وعلم السنة، وكفى بذلك». قالوا : فوالله ما درينا بقوله :«وكفى بذلك»، كفي بقراءة القرآن وعلم السنة ، أم كفي بعبدالله
2- في الغارات : «من لكم بمثل لقمان الحكيم، وذلك امرؤ منا أهل البيت ، أدرك العلم الأول ، وأدرك العلم الأخر ، وقرأ الكتاب الأول ، وقرأ الكتاب الأخر، بحر لا يترف» .
3- في الغارات : قلنا حدثنا عن نفسك . قال :«مهلا، نهانا الله عن التركية». قال له رجل:فإن الله يقول : ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [والضحى : 11]. قال : «فإني أحدث بنعمة ربي ،کنت والله إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، وإن تحت الجوانح مني لعل جمة فاسألوني» .
4- 2- رواه عن شريك كل من أبي أحمد الزبيري ، وإسماعيل بن موسى ، وأسود بن عامر ، وسوید بن سعيد ، وعبد الله بن نمير ، وعبيد الله بن موسى ، وعلي بن حكيم، ومحمد بن سعيد الإصبهاني، ومحمد بن الطفيل ، ويحیی بن عبدالحميد الحماني ، ويزيد بن هارون . أما رواية أبي أحمد الزبيري، فرواها الروياني في مسنده : 29/21:2 وابن عساكر في ترجمة سلمان من تاريخ دمشق : 409:21 . وأما رواية إسماعيل بن موسی فرواه الترمذي في باب مناقب علي(عليه السلام)من كتاب المناقب من سننه : ج 5 ص 636 برقم 3718 ومن طريقه الحمويي في فرائد السمطين : 1: 294 ح232 ، وابن ماجة تحت الرقم: 66 :1 رقم 149 ، والعاصمي في زین الفتى : 2: 228 ح 451،والشيخ الصدوق في باب الأربعة من الخصال : ص 253 ح 126، وابن المغازلي في المناقب :ح333. ورواه المحبت الطبري في الفصل 9 من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)من الرياض النضرة : 2: 165 نقلا عن أحمد والترمذي. وأما رواية أسود بن عامر ، فرواها أيضا أحمد في الحديث 81 من مسند بريدة من كتاب المسند : ج 5 ص 356، وفي الحديث 299 في باب فضائل علي (عليه السلام)من كتاب الفضائل : ص221، و الحاكم في الحديث 80 من فضائل علي(عليه السلام)من کتاب فضائل الصحابة من المستدرك :ج 3 ص 130، والروياني في مسند بريدة من كتاب مسند الصحابه : ج 2 ص 20 - 21 تحت الرقم 28، وابن عساكر في ترجمة سلان من تاريخ دمشق: 409 :21 .وأما رواية سويد بن سعید ، فرواها البغوي في ترجمة المقداد في الجزء (23) من معجم الصحابة الورق 59 / ب /، وابن المغازلي في المناقب : ح 332. ورواه أيضا عبد الله بن أحمد، كما في الحديث : (225) من فضائل علي الا من كتاب الفضائل : ص 156 ط قم. وأما رواية عبد الله بن نمير ، فرواها أحمد بن حنبل في الحديث 35 من مسند بريدة من كتاب المسند : ج 5 ص 351، وابن المغازلي في المناقب : ح 331، وابن عساكر في ترجمة سلمان من تاريخ دمشق : 409:21 . وأما رواية عبيد الله بن موسئ، فرواها الروياني في مسنده : 2: 29/21 . وأما رواية علي بن حكيم ، فرواها القاضي القضاعي في الأربعين تحت الرقم 9. وأما رواية محمد بن سعيد ، فرواها الشيخ الصدوق في باب الأربعة من الخصال : ص 127ح256، والعاصمي في زین الفتي : 2: 231 - 232ح 452. وأما رواية محمد بن الطفيل ، فرواها أيضا البخاري في ترجمة أبي ربيعة الأيادي برقم 271من كتاب الكنى من رجاله الكبير : ج 9 ص 31. وأما رواية يحيى بن عبد الحميد ، فرواها القاضي القضاعي في الأربعين تحت الرقم 9، والكنجي في كفاية الطالب : ص 94 - 95 باب 12، وابن عساكر الدمشقي في الحديث 666 من ترجمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق : ج 2 ص 172 - 178، و في هامشه مصادر عديدة . وأما رواية يزيد بن هارون ، فرواها الخوارزمي في المناقب : ص 76ح 56. ورواها موسی بن عمير عن أبي ربيعة الأيادي : حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني -: 1: 190 في ترجمة سلمان. ورواها أيضا أبوالشعثاء عن بريدة ، كما في المعجم الأوسط للطبراني -: 71:8ح 7142. وأخرجها ابن عساكر في ترجمة أبي ذر من تاريخ دمشق : 66 : 189. وقد وردت أيضا من طريق أميرالمؤمنين(عليه السلام)وابن عباس وابن مسعود وحذيفة وأنس . وانظر باب الأربعة من الخصال - للصدوق - 253 / 126، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2: 32/ 53، وقرب الاسناد ص 56 - 57 رقم 184، والاختصاص – للمفيد - ص 9، وصحيفة الإمام الرضا (عليه السلام) : 100/155 .

ص: 489

(999) 3(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال : حدثني أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعیب ، عن أبي بصير قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد يحدث عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام) قال :

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يوما لأصحابه : «أيكم يصوم الدهر»؟

فقال سلمان رحمة الله عليه : أنا يا رسول الله.

ص: 490


1- 3 - ورواه أيضا في كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص 49 برقم 25، وفي معاني الأخبار ص234. وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : ص 280 - 281 .

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «فأيكم بحيي الليل»؟ فقال سلمان: أنا يا رسول الله. قال : «فأيكم يختم القرآن في كل يوم»؟

فقال سلمان : أنا يا رسول الله.

فغضب بعض أصحابه ، فقال : يا رسول الله، إن سلمان رجل من الفرس ، یرید أن يفتخر علينا معاشر قریش ، قلت : «أيكم يصوم الدهر» ؟ فقال : أنا، وهو أكثرأيامه يأكل، وقلت : «أيكم يحيي الليل» ؟ فقال : أنا، وهو أكثر ليله نائم، وقلت :«أيكم يختم القرآن في كل يوم» ؟ فقال : أنا، وهو أكثر نهاره صامت.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «مه یا فلان، أتى لك بمثل لقمان الحكيم، سله فإنه ينبك» .

فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبد الله ، أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟!

فقال : نعم.

فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل!

فقال : ليس حيث تذهب ، إني أصوم الثلاثة في الشهر، وقال الله عز وجل:

﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾(1)، و أصل شعبان بشهر رمضان، فذلك صوم الدهر.

فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل؟

فقال : نعم.

فقال : أنت أكثر ليلك نائم!

فقال : ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «من بات على طهر فكأنما أحيى الليل كله»، فأنا أبيث على طهر.

فقال : أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟

قال : نعم.

قال : فأنت أكثر أيامك صامت!

فقال : ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام) :

ص: 491


1- سورة الأنعام : 6: 160.

«يا أبا الحسن ، مثلك في أمتي مثل سورة التوحيد: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾فن قرأها مرة

فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان، و من أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه و نصرك بيده فقد استكمل الإيمان(1)، والذي بعثني بالحق يا علي، لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك، لما عذب أحد بالنار». وأنا أقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾في كل يوم ثلاث مرات.

فقام [الرجل] وكأنه قد ألقم حجرا. (أمالي الصدوق : المجلس 9، الحديث 5)

(1000)4(2) - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار(رحمه الله) قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود، عن رجل من عبد القيس:

عن سلمان رحمة الله عليه أنه مر على المقابر فقال: «السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين ، يا أهل الديار، هل علمتم أن اليوم جمعة». فلما أنصرف إلى منزله ونام وملكته عيناه ، أتاه آت فقال : وعليك السلام يا أبا عبد الله، تكلمت فسمعنا، وسلمت فرددنا، وقلت : «هل تعلمون أن اليوم جمعة» ؟ وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة.

قال : وما تقول الطير في يوم الجمعة ؟ قال : تقول : «قدوس قدوس ، ربنا الرحمان

الملك ، ما يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه کاذبأ».

(أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 5)

ص: 492


1- روى البرقي قريبا من هذه الفقرة من الحديث في الباب 21 من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن : 153 ح 77 بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبدالله (عليه السلام).
2- 4 . رواه البرقي في باب 61 من أبواب عقاب الأعمال من كتاب المحاسن : ص 119 تحت الرقم 129. ورواه أيضأ الصدوق في كتاب عقاب الأعمال : 227.

(1001) 5(1) - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثني المسعودي قال : حدثني يحيى بن سالم العبدي ، عن إسرائيل، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو:عن زر بن حبيش قال : مر علي(عليه السلام)على بغلة رسول الله ، وسلمان في ملأ، فقال سلمان رحمة الله عليه: «ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه ؟ فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه(2) لايخبركم بسر نبيكم نه أحد غيره، وإنه لعالم الأرض وربانیها(3) وإليه تسكن ، لو فقدتموه لفقد تم العلم وأنكرتم الناس».

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 19)

أبوعبدالله المفيد، عن أبي الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي المفيد : المجلس 17، الحديث 2)

ص: 493


1- 5 -وقريبا منه رواه محمد بن سلمان الصنعاني في كتاب مناقب أميرالمؤمنين(عليه السلام) : ج 2 ص532 ح 1032 قال : حدثنا خضر بن أبان قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق قال : بينا سلمان جالس في أناس من أصحابه إذ مر علي، فقال : ما يمنعكم تقومون إليه فتأخذون بحجزته ، فوالله ما أعلم أحدا هو أعلم بسر رسول الله به منه . وروی نحوه في ص 439ح 923.ورواه البلاذري في ترجمة علي الا من أنساب الأشراف : ص 91 – 92 تحت الرقم 220 عن الحسين بن علي بن الأسود، ومحمد بن سعد، عن عبيدالله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق قال : مر رجل على سلمان ، فقال : أرى عليا يمر بين ظهرانيكم فلاتقومون فتأخذون بحجزته ، فوالذي نفسي بيده لايخبركم أحد بسر نبيكم بعده .
2- كلمة «إنه» غير موجودة في أمالي المفيد.
3- في أمالي المفيد : «لعالم الأرض وزرها» . قال ابن الأثير في النهاية : 2: 300: في حديث أبي ذر قال - يصف عليا - : «وإنه لعالم الأرض وزرها الذي تسكن إليه»، أي قوامها ، وأصله من زر القلب ، وهو عظم صغير يكون قوام القلب به ، وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان.

(1002)6 (1)- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا القاسم بن محمد الدلآل قال : حدثنا إسماعيل بن محمد المزني قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا علي بن غراب، عن موسی بن قیس الحضرمي، عن سلمة بن کهیل، عن عياض بن عياض: عن أبيه قال : مر علي بن أبي طالب(عليه السلام) بملأ فيهم سلمان رحمة الله عليه فقال لهم سلمان: «قوموا، فخذوا بحجزة(2) هذا، فوالله لا يخبركم بسر نبيكم مع غيره».

(أمالي المفيد : المجلس 42، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلا أن فيه : «بسر نبيكم صلوات الله عليه أحدغيره».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 7)

(1003) 7(3)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زید بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري: عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال : «وقع بين سلمان

ص: 494


1- 6- ورواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 124 عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابویه القمي، عن الشيخ الطوسي. وانظر أيضأ تخريج الحديث المتقدم.
2- الحجزة - بضم الحاء -: معقد الإزار، ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة ، وقد استعير الأخذ بالحجزة للتمسك والاعتصام، يعني تمسكوا واعتصموا به . (مجمع البحرین)
3- 7- ورواه أيضا في المواعظ : ص 99 في وصايا الإمام الصادق(عليه السلام) ، وفي الفقيه : 4: 289 ح50 من باب النوادر : رقم 0870 وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 412 في عنوان «مجلس في ذكر صفة خلق الإنسان» .

الفارسي(رحمه الله)وبين رجل كلام وخصومة، فقال له الرجل : من أنت يا سلمان؟

فقال سلمان : أما أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة وضعت الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، ومن خف میزانه فهو اللئيم».

(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 8)

(1004) 8(1)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد(رحمه الله) ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن یزید: عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال: «مر سلمان(رضی الله عنه) على الحدادين بالكوفة، فرأى شابا صعق والناس قد اجتمعوا حوله، فقالوا له: يا أبا عبد الله ، هذا الشاب قد صرع، فلو قرأت في أذنه».

قال : «فدنا منه سلمان ، فلما رآه الشاب أفاق وقال : يا أباعبدالله ، ليس بي مايقول هؤلاء القوم، ولكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرزبات(2)فذكرت قوله تعالى :﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾ (3)فذهب عقلي خوفا من عقاب الله تعالی.

فاتخذه سلمان أخا، ودخل قلبه حلاوة محبته في الله تعالى، فلم يزل معه حتى مرض الشاب ، فجاءه سلمان فجلس عند رأسه . وهو يجود بنفسه . فقال : يا ملك الموت، ارفق بأخي. فقال : يا أبا عبد الله، إني بكل مؤمن رفیق».

(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 4)

ص: 495


1- 8- و قريبا منه رواه المرشد بالله الشجري في أماليه : 2 : 107 في عنوان الحديث 19 في فضل ليلة النصف من شعبان و صومه وما يتصل بذلك.
2- المرزبات ، مفردها : «مرزبة» : وهي المطرقة الكبيرة يستعملها الحداد .
3- سورة : الحج: 21:22 .

(1005) 9 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال :حدثنا أحمد بن سلمة، عن إبراهيم بن محمد، عن الحسن بن حذيفة : عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام)قال: «مرض رجل من أصحاب سلمان (رحمه الله) فافتقده فقال : أين صاحبكم ؟

فقالوا: مريض.

قال : امشوا بنا نعوده، فقاموا معه، فلما دخلوا على الرجل إذا هو يجود بنفسه،فقال سلمان : يا ملك الموت ارفق بولي الله . قال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر: يا أبا عبد الله، إني أرفق بالمؤمنين ، ولو ظهرت لأحد لظهرت لك».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 15)

(1006)(1)10- حدثنا محمد بن محمد قال : حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه (رحمه الله)قال : حدثني أبي، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، جميعا عن علي بن محمد بن علي الأشعري قال : حدثنا محمد بن مسلم بن أبي سلمة الكندي

السجستاني الأصم، عن أبيه مسلم بن أبي سلمة ، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن يوسف :عن منصور[بن یونس] بزرج قال : قلت لأبي عبدالله الصادق(عليه السلام): ما أكثر ما أسمع منك يا سيدي ، ذکر سلمان الفارسي ؟!

فقال : «لا تقل الفارسي ، ولكن قل سلمان المحمدي، أتدري ما كثرة ذكري له»؟

قلت : لا.

قال : «لثلاث خصال : أحدها : إيثاره هوى أمير المؤمنين علي على هوى نفسه، والثانية : حبه للفقراء واختياره إياهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة : حبه للعلم والعلماء ، إن سلمان كان عبدا صالحا حنيفا مسلما وما كان من المشركين».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 27)

ص: 496


1- 10- ورواه الطبري في أوائل الجزء 10 من کتاب بشارة المصطفي : ص 267 برقم 541.

(1007) (1)11 - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله) قال: حدثني محمد بن يعقوب الكليني(رحمه الله) ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حنان بن سدير الصيرفي، عن أبيه :عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام) قال : «جلس جماعة من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ينتسبون ويفتخرون، وفيهم سلمان(رحمه الله)فقال له عمر: ما نسبتك أنت یاسلمان، وما أصلك ؟

فقال : أنا سلمان بن عبدالله ، كنت ضالا فهداني الله بمحمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وكنت عائلا فأغناني الله محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وكنت مملوكة فأعتقني الله محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فهذا حسبي ونسبي یا عمر.

ثم خرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فذكر له سلمان(رحمه الله) قال عمر، وما أجابه ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا معشر قریش، إن حسب المرء دينه، ومروءته خلقه، وأصله عقله،قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾(2)، ثم أقبل على سلمان (رحمه الله)فقال له: يا سلمان إنه ليس لأحد من هؤلاء فضل عليك إلا بتقوى الله، فمن کنت أتق منه فأنت أفضل منه».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 55)

(1008) 12(3)- قرئ على أبي القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل ، وأنا أسمع ، حدثنا

ص: 497


1- 11- رواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 181 - 182 برقم 203، والكشي في رجاله : 1: 59ح 32 مع اختلاف في اللفظ . وأورده الفتال في المجلس 35 من روضة الواعظين : ص 283. وروی نحوه ابن عساكر في ترجمة سلمان من تاريخ دمشق : 21 :424 -425 وفيه : أن سعد بن أبي وقاص قال لسلمان: انتسب یا سلمان .
2- سورة الحجرات : 49: 13.
3- 12 - ورواه الصفار في الباب 6 من الجزء السابع من بصائر الدرجات ص 322 برقم 4، و الراوندي في الخرائج والجرائح : 2: 830 ح 46، والكشي في ترجمة سلمان من رجاله :63:1 - 64 ح 36 وفيه : « يبعث الله إليه ملكا ينقر في أذنه يقول كيت وكيت». ورواه أيضا الكشي في الحديث 27 عن جبريل بن أحمد ، عن الحسن بن خرزاذ ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن میمون ، عن زرارة، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : «كان علي(عليه السلام) محدثة، وكان سلمان محدث» . وروى الكليني في باب «أن الأئمة(عليه السلام) محدثون مفهمون» من كتاب الحجة من الكافي : 1: 270 - 271 روایات تدل على أن جميع الأئمة علي كانوا محدثين ، وروى في الحديث 4 من الباب عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن رجل ، عن محمد بن مسلم قال : ذکر المحدث عند أبي عبدالله(عليه السلام) فقال : «إنه يسمع الصوت ولايرى الشخص». فقلت له : جعلت فداك ، كيف يعلم أنه كلام الملك ؟ قال : «إنه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك» . وأيضا روى الصفار في الجزء السابع من بصائر الدرجات ص 319 - 324 روايات عديدة تدل على ذلك .

ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري قال : حدثني العباس بن معروف وأحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير:عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال :«كان علي(عليه السلام)محدثة، وكان سلمان محدثا».

قال : قلت : فما آية المحدث ؟

قال : «يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت».

(أمالي الطوسي: المجلس 14، الحديث 62)

(1009)13 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولویه (رحمه الله)، عن أبيه قال : حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن ادریس ، جميعا عن علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري ، عن الحسين بن نصر بن مزاحم العطار، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید الجعفي :عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال : سمعت جابر بن عبدالله بن حرام الأنصاري

ص: 498

يقول : «لونشر سلمان وأبوذر رحمها الله لهؤلاء الذين ينتحلون مودتكم أهل البيت لقالوا : هؤلاء الكذابون . ولو رأي هؤلاء اولئك لقالوا : مجانين».

(أمالي المفيد : المجلس 24، الحديث 5)

(1010)(1)14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسی(رحمه الله)قال :

حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن موسي الروياني قال :حدثنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن الإمام محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسی بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده(عليه السلام) قال :«دعا سلمان أباذر رحمة الله عليهما إلى منزله، فقدم إليه رغيفين ، فأخذ أبوذر الرغيفين يقلبها، فقال له سلمان : يا أباذر، لأي شيء تقلب هذين الرغيفين ؟

قال : خفت أن لا يكونا نضيجين.

فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا، ثم قال : ما أجرأك حيث تقلب هذين الرغيفين ! فوالله لقد عمل في هذا الخبز: الماء الذي تحت العرش وعملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح، وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب، وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض، وعمل فيه الرعد و الملائكة حتى وضعوه مواضعه ، وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم و التار والخطب والملح، وما لا أحصيه أكثر، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟!

فقال أبوذر : إلى الله أتوب، وأستغفر الله ما أحدثت، وإليك أعتذر مما كرهت».

(أمالي الصدوق : المجلس 68، الحديث 6)

(1011) 15(2) - حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا

ص: 499


1- 14 - ورواه أيضا في الباب 31 - فيما جاء عن الإمام الرضا(عليه السلام)من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا(عليه السلام): ج 2 ص 57 تحت الرقم 203.
2- 15 - ورواه الحمويي في الباب العاشر من السمط الأول من فرائد السمطين تحت الرقم 46 بإسناده إلى عبيد الله بن موسى قال : أنبأنا مهلهل العبدي ، عن كديرة الهجري : أن أباذر أسند ظهره إلى الكعبة فقال : أيها الناس هلموا أحدثكم عن نبيكم (صلی الله عليه وآله وسلم) ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي ... وذكر الحديث .ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب : ص 152 ح 179. ورواه محمد بن سلمان مختصرة في الحديث 256 و 258 من المناقب ط1 عن محمد بن منصور ، عن الحكم ، عن يحيى بن يعلى ، عن مهلهل ، وعن عثمان بن سعيد ، عن محمد بن عبدالله المروزي ، عن أحمد بن عبدالله بن ميسرة، عن عبیدالله بن موسى ، عن مهلهل. ورواه البخاري - مبتورا - في ترجمة كديرة من التاريخ الكبير : 7: 241 : 1032، وتابعه الدارقطني في المؤتلف والمختلف في ترجمة كديرة بسنده عن حميد ، عن عبيد الله بن موسی . ورواه الذهبي في ترجمة مهلهل من الميزان، وتابعه في ذلك ابن حجر في لسان الميزان . ورواه ابن عساکر بسند آخر في الحديث 151 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من تاريخ مدينةدمشق : 126:1 ط 2. وكلام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لأميرالمؤمنين(عليه السلام)كان يوم غدیر خم، روي ذلك عن أمير المؤمنين كما في الحديث 33 من فرائد السمطين – للحموني -: 1: 67، وفي هامشه مصادر عديدة وأسانید مختلفة . وروی نحوه الديلمي في الفردوس : 1: 554 عن ابن عباس .

جعفر بن سلمة قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفی قال : حدثنا عبیدالله بن موسی

العبسي قال : حدثنا مهلهل[ بن عبدالعزيز] العبدي قال : حدثنا کدیرة بن صالح الهجري:

عن أبي ذر جندب بن جنادة ، قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي(عليه السلام) کلمات ثلاث، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: «اللهم أعنه واستون به، اللهم انصره وانتصر به، فإنه عبدك وأخو رسولك».

ثم قال أبو ذر(رحمه الله) : أشهد لعلي بالولاء والإخاء والوصية .

وقال کديرة بن صالح : وكان يشهد له بمثل ذلك : سلمان الفارسي، والمقداد ، وعمار، وجابر بن عبدالله الأنصاري ، وأبو الهيثم بن التيهان، وتخزيمة بن ثابت

ص: 500

ذو الشهادتين، وأبو أيوب صاحب منزل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وهاشم بن عتبة المرقال ، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

(أمالي الصدوق : المجلس 12، الحديث 3)

(1012) (1)16 - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم له قال : حدثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن يحيى الخثعمي :

عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)قال : «إن أبا ذر(رحمه الله)مر برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعنده جبرئیل (عليه السلام) في صورة دحية الكلبي(2)، وقد استخلاه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآها انصرف عنها ولم يقطع كلامهما، فقال جبرئیل(عليه السلام): يا محمد ، هذا أبوذر قد مر بنا ولم يسلم علينا، أما لو سلم علينا لرددنا عليه، یا محمد، إن له دعاء يدعو به معروفة عند أهل السماء ، فسله عنه إذا عرجت إلى السماء .

فلا ارتفع جبرئیل(عليه السلام)جاء أبوذر إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : ما منعك يا أبا ذر أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا؟

فقال : ظننت يا رسول الله ، أن الذي كان معك دحية الكلبي ، قد استخليته

البعض شأنك.

ص: 501


1- 16 - ورواه الكليني في الحديث 25 من باب «دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة» من كتاب الدعاء من الكافي : ج 2 ص 587. وأورده الزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار : 1: 834 باختصار .
2- دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن امرئ القيس بن الخزرج، صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ورسوله إلى قيصر ملك الروم، وكان أجمل الناس وجها ، وكان جبرئیل(عليه السلام) يأتي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على صورته. لاحظ : طبقات ابن سعد : 4: 249 - 251، الثقات لابن حبان : 3: 117، تهذيب الكمال للمزي : 8: 1794/473 ، تهذيب التهذيب : 3: 206، تاریخ دمشق لابن عساکر : 201:17 ، المنتظم لابن الجوزي : ج5 في وفيات سنة 50ه-، الإصابة لابن حجر: 1: 473، الكامل في التاريخ لابن الأثير : 2: 207 و 210 و 212، تاريخ الإسلام للذهبي: 2: 222، سير الأعلام للذهبي : 2: 550.

فقال : ذاك جبرئيل(عليه السلام)يا أبا ذر، وقد قال : أما لو سلم علينا لرددنا عليه.

فلما علم أبو ذر أنه كان جبرئیل (عليه السلام)دخله من الندامة ماشاء الله حيث لم يسلم.

فقال له رسول الله : ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟ فقد أخبرني أن لك دعاء معروفة في السماء .

قال : نعم يارسول الله، أقول: «اللهم إني أسألك الإيمان بك ، و التصديق بنبيك ،

والعافية من جميع البلاء، والشكر على العافية ، و الغني عن شرار الناس».

(أمالی الصدوق : المجلس 55، الحدیث 3)

(1013) 17(1) - حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، و جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهم قالوا: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لرجل من أصحابه : «ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر رحمة الله عليها؟»

فقال الرجل - وأخطأ - : أما إسلام سلمان فقد علم، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر.

ص: 502


1- 17 - وأورده الفتال النيسابوري في عنوان «مجلس في ذكر سبب إسلام أبي ذر(رحمه الله) » من روضة الواعظين : ص 278 - 280. ورواه الراوندي في الفصل 13 من معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من قصص الأنبياء : ص 304-306 ح 374. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في كلام الحيوانات» من أبواب معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المناقب : 1: 136 باختصار . وروی نحوه الكليني في عنوان «حديث أبي ذر(رضی الله عنه) » من کتاب الروضة من الكافي : 8: 297- 298 برقم457 عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن عبدالله بن محمد ، عن سلمة اللؤلؤي ، عن رجل ، عن أبي عبد الله (عليه السلام).

فقال أبو عبد الله الصادق(عليه السلام): «إن أبا ذر رحمة الله عليه كان في بطن متر(1)يرعى غنة له، إذ جاء ذئب عن يمين غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه ، فجاء الذئب عن يسار غنمه، فهش أبوذر بعصاه عليه، ثم قال له: والله ما رأيت ذئبا أخبث منك ولاشرا.

فقال الذئب : شر - والله - مني أهل مكة، بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه .

فوقع كلام الذئب في أذن أبي ذر، فقال لأخته : هلمي مزودي وإداوتي(2) عصاي، ثم خرج يركض حتى دخل مكة ، فإذا هو بحلقة مجتمعين ، فجلس إليهم، فإذا هم يشتمون النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ويسبونه كما قال الذئب، فقال أبوذر : هذا والله ما أخبرني به الذئب، فما زالت هذه حالتهم، حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبوطالب، قال بعضهم لبعض : تقوا فقد جاء عمه ، فلما دنا منهم أكرموه وعظموه، فلم يزل أبوطالب متکلمهم وخطيبهم إلى أن تفرقوا، فلا قام أبوطالب تبعته، فالتفت إلى فقال : ما حاجتك ؟

فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم.

قال : وما حاجتك إليه ؟

فقال له أبوذر : أؤمن به وأصدقه، و لا يأمرني بشيء إلا أطعته .

فقال أبوطالب : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟

قال : فقلت: نعم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله .

قال : فقال : إذا كان غدا في هذه الساعة فائتني».

قال : «فلما كان من الغد جاء أبوذر، فإذا الحلقة مجتمعون، وإذا هم يسبون النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ويشتمونه كما قال الذئب، فجلس معهم حتى أقبل أبوطالب، فقال بعضهم لبعض : کفوا فقد جاء عمه. فكقوا، فجاء أبوطالب فجلس، فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام، فلما قام تبعه أبوذر، فالتفت إليه أبوطالب فقال : ما حاجتك ؟

ص: 503


1- بطن مر : موضع إلى مرحلة من مكة .
2- المزود : وعاء الزاد . والادارة : إناء صغير يحمل فيه الماء .

فقال : هذا النبي المبعوث فيكم.

قال : وما حاجتك إليه ؟»

قال : «فقال له : أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته .

فقال أبوطالب : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟

فقال : نعم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.

قال : فرفعني إلى بيت فيه جعفر بن أبي طالب. قال : فلما دخلت سلمت، فرد على السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟

قال : فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم.

قال : و ما حاجتك إليه ؟

قلت: أؤمن به وأصدقه ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته.

قال : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟

قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله .

فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبدالمطلب ، فلا دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟

فقلت : هذا النبي المبعوث فیکم.

قال : وما حاجتك إليه ؟

قلت: أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته .

قال : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟

قال : قلت : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.

قال : فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟

قلت : هذا النبي المبعوث فيكم.

قال : وما حاجتك إليه ؟

قلت: أؤمن به وأصدقه ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته .

قال : تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ؟

قال : فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله .

ص: 504

قال : فرفعني إلى بيت فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وإذا هو نور على(1) نور، فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال : ما حاجتك ؟

قلت : هذا النبي المبعوث فيكم.

قال : وما حاجتك إليه ؟

فقلت : أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته.

قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمدا رسول الله ؟

قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمدا رسول الله .

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : أنا رسول الله ، يا أبا ذر انطلق إلى بلادك ، فإنك تجد ابن عم لك قد مات ، فخذ ماله، وكن بها حتى يظهر أمري.

قال أبوذر : فانطلقت إلى بلادي ، فإذا ابن عم لي قد مات ، وخلف مالا كثيرا في ذلك الوقت الذي أخبرني فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فاحتوت على ماله، ويقيه ببلادي حتى ظهر أمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فأتيته».

(أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 1)

(1014) 18(2) - أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال :

ص: 505


1- في نسخة : «في».
2- 18- قال السيد المرتضی رفع الله مقامه في رده على ما أورده القاضي عبدالجبار من الدفاع عن عثمان في كتاب الشافي : 4: 293 : المعروف الظاهر، أنه [يعني عثمان ] نفاه [يعني أباذر] من المدينة إلى الشام ، فاستقدمه إلى المدينة لما شكا منه معاوية ، ثم نفاه من المدينة إلى الشام فاستقدمه إلى المدينة إلى الربذة ، وقد روي جميع أهل السيرة على اختلاف طرقهم وأسانيدهم أن عثان لما أعطى مروان بن الحكم ما أعطاه ، وأعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص ثلاث مئة ألف درهم ، وأعطی زید بن ثابت مئة ألف درهم، جعل أبوذر يقول : بشر الكافرين بعذاب أليم، ويتلو قول الله تعالى :﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [سورة التوبة : 36]، فرفع ذلك مروان إلى عثمان ، فأرسل إلى أبي ذر نائلا مولاه ، أن انته عما يبلغني عنك ، فقال : أينهاني عثان عن قراءة كتاب الله تعالى ، وعيب من ترك أمر الله، فوالله لأن أرضي الله بسخط عثمان أحب إلى وخير من أن أرضي عثمان بسخط الله فأغضب عثمان ذلك وأحفظه فتصابر. (وساق الكلام إلى أن قال):وبنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال أبوذر: یا معاوية ، إن كانت هذه من مال الله فهي الخيانة، وإن كان من مالك فهو الاسراف ، وكان أبو ذر(رحمه الله)يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولاسنة نبيه ، والله إني لأرى حقا يطفأ وباطلا يحيی و صادقا مكذبا ، وأثرة بغير تقي ، وصالح مستأثرأ عليه. فقال حبیب بن مسلمة الفهري لمعاوية : إن أباذر المفسد عليكم الشام ، فتدارك أهله ان كانت لكم فيه حاجة . فكتب معاوية إلى عثمان فيه ، فكتب عثمان إلى معاوية : أما بعد، فاحمل جندبا إلى على أغلظ مركب وأوعره، فوجه به مع من سار به الليل والنهار. وحمل على شارف ليس عليها إلا قتب حتى قدم المدينة ، وقد سقط لحم فخذيه من الجهد ، فلما قدم أبوذر المدينة بعث إليه عثمان بأن الحق بأي أرض شئت . قال : بمكة ؟ قال : لا. قال : فبیت المقدس ؟ قال : لا. قال : فبأحد المصرين [أي الكوفة والبصرة] ؟ قال : لا ، ولكنى مسيرك إلى الربذة، فسيره إليها، ولم يزل بها حتى مات (رحمه الله). وقال أيضا بعد نقل روایات عديدة في هذا الباب : والأخبار في هذا الباب أكثر من أن نحمرها، وأوسع من أن نذكرها ، وما يحمل نفسه على ادعاء أن أباذر خرج مختارا إلى الربذة إلا مكابر. وانظر عنوان : «الطعن التاسع [على عثمان ]» في شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - : ج 3ص 52 وما بعده . والقصة أوردها ابن الأعثم في الفتوح : 2: 155 قال : فبلغ ذلك [أي ضرب عثمان عمارا] أباذر وكان مقيما بالشام، فجعل يظهر عیب عثمان هناك ، ويذكر منه خصالا قبيحة ، فكتب معاوية بن أبي سفيان بذلك إلى عثمان ... وذكر نحوه . وانظر ما أورده المسعودي في عنوان «بين عثمان وأبي ذر» من کتاب مروج الذهب : 2: 339- 362، وما ذكره ابن شبة في تاريخ المدينة المنورة : ج 3 ص 1101 - 1012. وانظر أيضا التعليق على الحديثين : التالي وما بعده .

حدثنا علي بن عبدالله بن أسد الأصفهاني قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد

الثقفي قال: أخبرنا محمد بن علي قال : حدثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن

ص: 506

أبي الجهضم الأزدي ، عن أبيه - وكان من أهل الشام - قال:لما سیر عثمان أباذر من المدينة إلى الشام كان يقص علينا، فيحمد الله ويشهد شهادة الحق، ويصلي على النبي ويقول : أما بعد ، فإنا كنا في جاهليتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب ، ويبعث فينا الرسول ونحن نوفي بالعهد، ونصدق الحديث ، وتحسن الجوار، ونقري الضيف ، ونواسي الفقير، [ونبغض المتكبر] .فلما بعث الله تعالى فينا رسول الله (1)، وأنزل علينا كتابه ، كانت تلك الأخلاق يرضاها الله ورسوله، وكان أحق بها أهل الإسلام، وأولى أن يحفظوها، فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا. ثم إن الولاة قد أحدثوا أعمالا قباحا ما نعرفها : من سنة تطفي، وبدعة تحيى(2) وقائل بحق مكذب، وأثرة بغير تقي، وأمين مستأثر عليه من الصالحين، اللهم إن كان ما عندك خيرا لي فاقبضني إليك غير مبدل ولامغير.

وكان يعيد هذا الكلام ويبديه، فأتي حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان، فقال : إن أباذر یفسد عليك الناس بقوله كيت وكيت، فكتب معاوية إلى عثمان بذلك، فكتب عثمان : أخرجه إلي. فلما صار إلى المدينة نفاه إلى الربذة.

(أمالي المفيد : المجلس 14، الحديث 5)

(1015) 19(3) - وعن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثني محمد بن علي قال : حدثنا الحسين بن سفيان ، عن أبيه، عن أبي جهضم الأزدي :عن أبيه قال : لما أخرج عثمان أباذر الغفاري له من المدينة إلى الشام كان يقوم في كل يوم، فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك بطاعة الله، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه، ويروي عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم السلام، ويحضهم على التمسك بعترته.

ص: 507


1- في نسخة : «رسوله» .
2- في بعض النسخ : «ما يزال سنة تطفي وبدعة تحيي».
3- 19 - أشار إليها الطبري في حوادث سنة 30 من تاريخه : 4: 283 قال : وفي هذه السنة -أعني سنة ثلاثين - كان ما ذكر من أمر أبي ذر ومعاوية ، وإشخاص معاوية إياه من الشام إلى المدينة ، وقد ذكر في سبب إشخاصه إياه منها إليها أمور كثيرة ، كرهت ذكر أكثرها. وقال السيد المرتضی(قدس سره)في الشافي : 4: 294 : قال عثان يوما : أيجوز للإمام أن يأخذ من المال فإذا أيسر قضاه ؟ فقال كعب الأحبار : لابأس بذلك. فقال له أبوذر : يا ابن اليهوديين ،أتعلمنا ديننا ! فقال عثمان : قد كثر أذاك لي و تولعك بأصحابي ، ألحق بالشام، فأخرجه إليها، وكان أبوذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها فبعث إليه معاوية ثلاث مئة دينار ، فقال أبو ذر : إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها ، وإن كانت صلة فلاحاجة لي فيها ، وردها عليه . وروى الكليني في كتاب الروضة من الكافي : ح 251 عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن حفص التميمي قال : حدثني أبوجعفر الخثعمي قال : لما سیر عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين وعمار بن یاسر(رضی الله عنه) .فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين(عليه السلام): «یا أباذر ، إنك إنما غضبت لله عزوجل ، فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك، فارحلوك عن الفناء، وامتحنوك بالبلاء، ووالله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا، ثم اتقي الله عز وجل جعل له منها مخرجة ، فلايؤنسك إلا الحق ، ولايوحشك إلا الباطل». ثم روی کلام بقية المشيعين لأبي ذر، ثم قال : ثم تكلم أبوذر(رضی الله عنه) ، فقال : علیکم السلام ورحمة الله وبركاته ، بأبي وأمي هذه الوجوه ، فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول الله له بكم، وما لي بالمدينة شجن لأسكن غيركم ، وإنه لثقل على عثمان جواري بالمدينة ، كما ثقل على معاوية بالشام ، فالى أن يسيرني إلى بلدة ،فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة، فزعم أنه يخاف أن أفسد على أخيه [لأمه الوليد بن عقبة] الناس بالكوفة ، وآلي بالله ليسرني إلى بلدة لاأرى فيها أنيسا ولا أسمع بها حسيسا، وإني والله ما أريد إلا الله عز وجل صاحبة، ومالي مع الله وحشة، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد و آله الطيبين». وقريبا من رواية الكافي ، ما رواه البرقي في الباب 12 - باب التشييع - من كتاب السفر من المحاسن ص 353 برقم 45 عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن جرير الحريري ، وعن رجل من أهل بيته ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : لما شيع أمير المؤمنين(عليه السلام) أباذر ، وشيعه الحسن والحسين (عليهم السلام) وعقيل بن أبي طالب ، وعبد الله بن جعفر وعمار بن یاسر(رضی الله عنه) ... وذكر القصة ملخصأ ولم يذكر من كلام المشيعين إلا كلام الإمام الحسين(عليه السلام). وقال ابن اعثم في الفتوح : 2: 159 : ثم أمر [عثمان] مروان بن الحكم أن يخرج أبا ذر من المدينة على بعير بغير وطاء، وتبعه جماعة من الناس يشيعونه ويحزنون لحزنه ، منهم علي بن أبي طالب ، والحسن والحسين رضي الله عنهم، وعمار بن یاسر والمقداد بن الأسود وعيينة بن عباس ؛ قال : وتقدم عليه (رضی الله عنه)إلى أبي ذر فجعل يعزيه فيا قد نزل به ويأمره بالصبر والاحتساب إلى وقت الفرج. قال : وتقدم مروان بن الحكم إلى (رضی الله عنه) فقال : أليس قد أمر أميرالمؤمنين أن لا يخرج أحد مع هذا الشيخ ولايشیعه أحد من الصحابة ؟ ! قال : فرفع على(رضی الله عنه) قضيبا كان في يده فضرب به بين أذني بعير مروان ، ثم قال : إليك عنا يا ابن الزرقاء ! أمثلك يعترض علينا في الذي نصنع؟؟ قال : فرجع مروان إلى عثمان فأخبره بذلك ، ومضى أبوذر حتى صار إلى الربذة، ورجع علي(رضی الله عنه) ومن معه إلى المدينة ، فأرسل إليه عثمان فدعاه ، فقال : ألم آمر أن لاتشيع أباذر ؟! فلم شيعته أنت وغيرك ؟! فقال علي(رضی الله عنه) : «ليس كل ما تأمر به أنت يجب أن نقبل ، وإن كان غير صواب» . فقال عثمان : هذا مروان يذكر انك ضربت بين أذني بعيره وشتمته ، فارضه من حقه ! فقال علي(رضی الله عنه) : «هذا بعيري فليضرب بين أذنيه كما ضربت بين أذني بعيره ، وأما الشتيمة فوالله لئن شتمته مروان لا شتمته ، لأن مروان ليس لي بكفؤ فأشاتمه». ثم وثب (رضی الله عنه)من عند عثمان مغضبا حتى صار إلى منزله. والقصة أوردها أيضا المسعودي في عنوان «بين عثمان وأبي ذر» من کتاب مروج الذهب : 2: 340 - 341، واليعقوبي في تاريخه : 2: 171 : 173 مع مغايرة . وانظر أيضا تخريج الحديث المتقدم ، والحديث التالي .

ص: 508

فكتب معاوية إلى عثمان: أما بعد فإن أبا ذر يصبح إذا أصبح ، ويسي إذا أمسى وجماعة من الناس كثيرة عنده ، فيقول کیت وکیت ، فإن كان لك حاجة في الناس قبلي فأقدم أبا ذر إليك ، فإني أخاف أن يفسد الناس عليك ، والسلام.

فكتب إليه عثمان: أما بعد، فأشخص إلي أباذر حين تنظر في كتابي هذا، والسلام.

فبعث معاوية إلى أبي ذر فدعاه ، وأقرأه كتاب عثمان ، وقال له : النجا الساعة .

ص: 509

فخرج أبو ذر إلى راحلته ، فشد بكورها ، وأنساعها(1)، فاجتمع إليه الناس فقالوا له: يا أبا ذر، رحمك الله ، أين تريد؟

قال : أخرجوني إليكم غضبا علي، وأخرجوني منكم إليهم الأن عبثا بي، و لا يزال هذا الأمر فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم حتى يستريع بر، أو يستراح من فاجر. ومضى.

وسمع الناس بمخرجه فاتبعوه حتى خرج من دمشق ، فساروا معه حتى انتهى إلى دير مران (2) فنزل، ونزل معه التاس، فاستقدم فصلى بهم، ثم قال : أيها الناس، إنتي موصیکم بما ينفعكم، وتارك الخطب والتشقيق ، احمدوا الله عز وجل.

قالوا: الحمد لله.

قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله . فأجابوه بمثل ما قال .

فقال : أشهد أن البعث حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأقر بما جاء من عند الله ، فاشهدوا علي بذلك.

قالوا: نحن على ذلك من الشاهدين.

قال : ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله وكرامته ، ما لم يكن للمجرمين ظهيرة، ولا لأعمال الظلمة مصلحا، ولالهم معينا.

أيها الناس، أجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضب الله عز وجل إذا عصي في الأرض، ولاترضوا أئمتكم بسخط الله ، وإن(3) أحدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم ، وأزرأوا عليهم، وإن عذبتم و حرمتم وسيرتم حتى يرضى الله عز وجل، فإن الله أعلا وأجل لا ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين ، غفر الله لي ولكم، أستودعكم

ص: 510


1- الکور - بالضم - والمكور: رحل البعير أو الرحل بأداته ، وهو مما يذلل به البعير ويوطأ. و الأنساع جمع اليسع - بالكسر -: وهو سير ينسج عريضا على هيئة أعنة البغال ، تشد به الرجال .
2- دیر مران - بضم أوله - تثنية مر: بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران . (مراصد الاطلاع:2 : 579) .
3- في نسخة : «وإذا».

الله، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله.

فناداه الناس أن سلم الله عليك ورحمك يا أبا ذر، یا صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ،ألا نرك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك، ألا نمنعك ؟(1)

فقال لهم :ارجعوا -رحمكم الله -فإني أصبر منكم على البلوى، وإياكم و الفرقة والاختلاف.

فضي حتى قدم على عثمان ، فلما دخل عليه قال له : «لا قرب الله بعمرو عینا» .

فقال أبو ذر والله ما سماني أبواي عمرا، ولكن لا قرب الله من عصاه وخالف أمره، وارتكب هواه.فقام إليه كعب الأحبار فقال له : ألا تتقي الله يا شيخ، تجيب (2) أمير المؤمنين بهذا الكلام ؟!

فرفع أبوذر عصا كانت في يده فضرب بها رأس كعب، ثم قال له: يا ابن اليهوديين ، ما كلامك مع المسلمين ؟! فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد!

فقال عثمان : والله لاجمعتني وإياك دار، قد خرفت وذهب عقلك ، أخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء، ثم انخسوا(3) به الناقة و تعتعوه حتى توصلوه الربذة، فنزلوه بها من غير أنيس حتى يقضي الله فيه ما هو قاض، فأخرجوه متعتعا ملهوزا بالعصي(4).

وتقدم أن لايشيعه أحد من الناس، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علة ، فبكى حتى بل لحيته بدموعه، ثم قال : «أهكذا يصنع بصاحب رسول الله ؟! إنا لله وإنا إليه راجعون».

ص: 511


1- في نسخة : «إنا لانردك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك ولانمنعك» .
2- في نسخة : «و تجيب».
3- نخسوا بفلان : نخسوا دابته وطردوه . وفي البحار : «ثم انجوا» ، قال العلامة المجلسي (رحمه الله): ثم انجوا: أي أسرعوا.
4- لهزه بالزع : طعنه في صدره، واللهز : الضرب بجميع اليد في الصدر. والعصي- بالكسر -: العظام التي في الجناح. وفي نسخة : «موهونا بالعصا» .

ثم نهض ومعه الحسن والحسين(عليهم السلام)، و عبدالله بن العباس ، والفضل، وقثم، و

عبيد الله(1)، حتى لحقوا أباذر فشیعوه ، فلا بصر بهم أبوذر(رحمه الله) حن إليهم، وبکی عليهم وقال : بأبي وجوه إذا رأيتها ذكر بها رسول الله ؟ وشملتني البركة برؤيتها. ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إني أحبهم، ولو قطعت إربا إربا في محبتهم مازلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة، فارجعوا رحمكم الله، والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة.

فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه.

(أمالي المفيد : المجلس 20، الحديث 4)

(1016) 20(2) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعید بن عقدة قال : حدثنا جعفر بن عبدالله العلوي قال : حدثنا عمي القاسم بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو محمد قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، [عن يحیی بن عباد بن عبد الله بن الزبير ](3)، عن عبدالرحمان بن أسعد بن زرارة :

عن عبدالرحمان بن أبي عمرة الأنصاري قال : لما قدم أبو ذر على عثمان ، قال :

ص: 512


1- في أسماء المشيعين غير علي والحسنين(عليهم السلام)وعامر(رضی الله عنه) خلاف ، في تاريخ اليعقوبي : هم وعبد الله بن جعفر ، وفي الفتوح : هم والمقداد بن الأسود وعيينة بن عباس ! ، وفي مروج الذهب :هم وعقيل وعبد الله بن جعفر، وفي الكافي : هم وعقيل .
2- 20 - من قوله : «ثم أتى المدينة فدخل على عثمان» إلى آخر الحديث ، أورده وام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 93.
3- ما بين المعقوفين أخذناه من ترجمة عبدالرحمان بن أسعد بن زرارة من الإصابة، و ترجمة يحيى بن عباد من تهذيب الكمال .

أخبرني أي البلاد أحب إليك؟

قال : مهاجري.

فقال : لست بمجاوري.

قال : فألحق بحرم الله ، فأكون فيه .

قال : لا.

قال : فالكوفة أرض بها أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

قال : لا.

قال : فلست بمختار غيره. فأمره بالمسير إلى الربذة، فقال : إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال لي : «اسمع وأطع، وانفذ حيث قادوك ، ولو لعبد حبشي مجدع»(1).

فخرج إلى الربذة وأقام مدة، ثم أتي المدينة، فدخل على عثمان، والناس عنده سماطين ، فقال : يا أمير المؤمنين، إنك أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ولاضرع إلا شويهات(2) وليس لي خادم إلا محررة، ولاظل يظلني إلا ظل شجرة، فأعطني خادمة وغنيات أعش فيها. فحول (عثمان ) وجهه عنه ، فتحول عنه إلى السماط الأخر فقال مثل ذلك ، فقال له حبيب بن سلمة(3): لك عندي یا أباذر ألف درهم وخادم وخمس مئة شاة.

ص: 513


1- الجدع : قطع الأنف، أو الأذن، أو اليد، أو الشفة، وحمار مجدع - كمعظم -: مقطوع الأذنين . والحديث أخرجه أحمد في حديث أسماء ابنة يزيد من مسنده : 1: 457، وابن سعد في ترجمة أبي ذر من الطبقات الکبری : 4: 226، والذهبي في السير : 2: 41، وابن عساكر في ترجمة أبي ذر من تاريخ دمشق: (مختصره لابن منظور: ج 28 ص 293).
2- شويهات : تصغير الشاة.
3- لعله مصحف «مسلمة»، وحبیب بن مسلمة مترجم في التاريخ الكبير : 2: 310، والطبقات الكبرى - لابن سعد - : 7: 409، والثقات - لابن حبان -: 3: 81، والجرح والتعديل- لابن أبي حاتم -: 108:3 ، والأنساب - لابن السمعاني -: في «الفهري» و«الوائلي»، وتاريخ دمشق : 69:12 ، ووفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء : 3: 188، وتاريخ الإسلام : 2: 215،والإصابة ، وتهذيب الكمال : 5: 396 / 1099 وتهذيبه .

قال أبوذر : أعط خادمك وألفك و شويهاتك من هو أحوج إلى ذلك مني، فإني أسأل حق في كتاب الله.

فجاء علي(عليه السلام) فقال له عثمان : ألا تغني عتا سفيهك هذا؟

قال : «أي سفيه»؟

قال : أبوذر.

قال علي : «ليس بسفيه ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذر»(1) أنزله منزلة مؤمن آل فرعون، إن يك كاذبا فعليه كذبه، وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم».

قال عثان : التراب في فيك !

قال علي : «بل التراب في فيك، أنشد بالله من سمع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول ذلك لأبي ذر»؟

فقام أبوهريرة وعشرة، فشهدوا بذلك، فولى على(عليه السلام)(2).

(أمالي الطوسي : المجلس 42، الحديث 4)

ص: 514


1- انظر تخريج الحديث التالي .
2- قال السيد المرتضی رفع الله مقامه في الشافي : 4: 295 - 296: وفي رواية الواقدي : أن أبا ذر لما دخل على عثمان ، فقال له : لا أنعم الله عین یا جنیدب . فقال أبوذر : أنا جندب ، وسماني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عبدالله ، فاخترت اسم رسول الله الذي سماني به على اسمي . فقال عثمان : أنت الذي تزعم أنا نقول : إن يدالله مغلولة ، وإن الله فقير ونحن أغنياء ؟ فقال أبوذر : ولو کنتم لا تزعمون لأنفقتم مال الله على عباده ، ولكني أشهد لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول : «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا، جعلوا مال الله دولا وعبادالله خولا ، ودین الله دخلا، ثم يريح الله العباد منهم». فقال عثمان لمن حضره : أسمعوها من نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ فقالوا : ما سمعناه . فقال عثمان : ويلك يا أبا ذر، أتكذب على رسول الله ؟ فقال أبوذر لمن حضره : أما تظنون أني صدقت ؟ فقال عثمان : ادعوا لي عليا . فلما جاء قال عثمان لأبي ذر: اقصص عليك حديثك في بني أبي العاص . فحدثه ، فقال عثمان لعلي (عليه السلام) : هل سمعت هذا من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ فقال علي (عليه السلام): «لا، وقد صدق أبوذر». فقال عثمان : كيف عرفت صدقه ؟ قال : «لأني سمعت رسول الله صلى الله علیه و آله وسلم يقول : ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر». فقال من حضر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، جميعا: صدق أبوذر . فقال أبوذر : أحدثكم أني سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، ثم تتهموني ، ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد صلى الله عليه و آله وسلم ! وروى الواقدي في خبر آخر بإسناده عن صهبان مولى الأسلميين قال : رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان ، فقال له : أنت الذي فعلت وفعلت ؟ قال أبوذر: إني نصحتك ، فاستغششتني ، ونصحت صاحبك فاستغشني . فقال عثمان : كذبت ، ولكنك تريد الفتنة وتحتها، قد قلبت الشام علينا . فقال له أبو ذر : اتبع صاحبيك لا يكون لأحد عليك كلام. فقال له عثمان : ما لك ولذلك لا أم لك ! فقال أبوذر : والله ما وجدت لي عذرا إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فغضب عثمان وقال : اشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب ، إما أن أضربه ، أو أحبسه ، أو أقتله ، فإنه قد فرق جماعة المسلمين ! أو أنفيه من الأرض ؟! فتكتم علي لا وكان حاضرا ، فقال : «أشير عليك ما قال مؤمن آل فرعون﴿وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾. فأجابه عثمان بجواب غليظ لم أحب أن أذكره ، وأجابه علي(علیه السلام) بمثله.والقصة أوردها ابن اعثم في الفتوح : 2: 156 - 158. وانظر أيضأ تخريج الحديث المتقدم.

(1017 )21(1)- حدثنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد التمار قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبو نصر البزاز قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) :«ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء(2) على ذي لهجة أصدق من أبي ذر».

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 39)

ص: 515


1- 21 - وأخرجه ابن سعد في ترجمة أبي ذر من الطبقات الكبرى : ج 4 ص 228 بإسناده عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن بلال بن أبي الدرداء ، عن أبيه .ورواه ابن أبي شيبة في عنوان «ما جاء في أبي ذر الغفاري(رضی الله عنه) » من كتاب المصنف : 6: 390 تحت الرقم 32256، وأحمد بن حنبل في مسند أبي الدرداء من مسنده : 6: 442 برقم 2694، وفي كتاب «الزهد» : ص 215، ح 797، وأبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار : 1: 155ح523، والحاكم في کتاب معرفة الصحابة من المستدرك : ج 3 ص 342. وروى أحمد في مسند أبي الدرداء من مسنده : 5: 197 عن أبي النضر ، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمان بن غنم : أنه زار أبا الدرداء بحمص ، فمكث عنده ليالي وأمر بحماره فأوكف ، فقال أبو الدرداء : ما أراني إلا متبعك ، فأمر بحماره فأسرج فسارا جميعا على حماريهما، فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية، فعرفهما الرجل ولم يعرفاه ، فأخبرهما خبر الناس ، ثم إن الرجل قال : خبر آخر کرهت أن أخبركما، أراكا تکرهانه . فقال أبو الدرداء : فلعل أباذر نفي ؟ قال : نعم ، والله . فاسترجع أبوالدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات ، ثم قال أبو الدرداء : ارتقبهم واصطبر کما قيل لأصحاب الناقة ، اللهم إن كذبوا أباذر فإني لا أكذبه ، اللهم وإن اتهموه فإني لا أتهمه ، اللهم وإن استغشوه فإني لا أستغشه ، فإن رسول الله كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدة، ويسر إليه حين لايسر إلى أحد، أما والذي نفس أبي الدرداء بيده ، لو أن أباذر قطع يميني ما أبغضته ، بعد الذي سمعت رسول الله يقول :«ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة، أصدق من أبي ذر». ورواه الترمذي في الحديث 3801 و 3802 من صحيحه : 5: 669 - 670 من طريق عبدالله بن عمرو و أبي ذر. ورواه أبو نعيم في ترجمة زيد بن وهب من حلية الأولياء : 4: 172 من طريق علي ليلا. وله شاهد من حديث عبدالله بن عمرو: ترجمة أبي ذر من الطبقات الكبرى - لابن سعد - :ج4 ص 228، ومناقب أبي ذر من کتاب المناقب من سنن الترمذي : ح 3801، ومسند عبد الله بن عمرو من مسند أحمد 2: 175 و 223، وعنوان «باب في فضائل الصحابة» في مقدمة السنن -لابن ماجة - : 156 ، ومناقب أبي ذر من کتاب معرفة الصحابة من المستدرك للحاكم -: ج 3ص 342، وترجمة أبي ذر من أسد الغابة - لابن الأثير -وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 9: 329 نقلا عن البزار والطبراني . ومن حديث أبي هريرة : ترجمة أبي ذر من كتاب الطبقات الكبرى - لابن سعد : ج 4 ص 228، وعنوان «ما جاء في أبي ذر الغفاري » من كتاب المصنف - لابن أبي شيبة -: 6:390 تحت الرقم 32257. ومن حديث أبي ذر: رواه الترمذي في مناقب أبي ذر من كتاب المناقب من سننه : 5: 669 -96 قال : حدثنا العباس العنبري ، حدثنا النضر بن محمد ، حدثنا عكرمة بن عمار،حدثني أبوزمیل - هو سماك بن الوليد الحنفي -، عن مالك بن مرثد ، عن أبيه : عن أبي ذر قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفي من أبي ذر شبه عیسی بن مریم(عليها السلام)». فقال عمر بن الخطاب كالحاسد : یا رسول الله ، أفنعرف ذلك له ؟ قال : نعم ، فاعرفوه له». ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. ورواه أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار : 1: 155 - 156 ح 521 - 523 بأسانید من طريق أمير المؤمنين(عليه السلام)، وعبدالله بن عمرو، وأبي الدرداء. وأخرجه أيضا ابن حبان في الصحيح ، كما في الحديث 7132 و 7135 من الإحسان في تقریب صحیح ابن حبان : 16 : 76 و 84، والحاكم في كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : 3: 342، وابن عساكر في تاريخ دمشق : 66: 190. وانظر سير أعلام النبلاء - للذهبي -: 2: 59.
2- الغبراء : الأرض . والخضراء : السماء.

ص: 516

(1018) 22(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة موسی بن يوسف بن راشد الكوفي قال : حدثنا محمد بن يحيى الأودي قال : حدثنا إسماعيل بن أبان قال : حدثنا فضيل بن الزبير قال : حدثنا أبو عبدالله مولى بني هاشم:

ص: 517


1- 22 - ورواه الطبري في بشارة المصطفي : ص 84 عن ابن الشيخ ، عن أبيه ، ورواه الحمويي في الباب 1 من السمط الأول من فرائد السمطين : 1: 39 ح 3 ط 1 نقلا عن أمالي الطوسي. ورواه الكشي في ترجمة أبي ذر من رجاله : ص 26 ح 51، والبلاذري في ترجمة علي (عليه السلام) من أنساب الأشراف : ص 31 تحت الرقم 76 مع نقيصة في كلام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وابن عساكر في الحديث 120 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق: 1: 88، وابن سماك في كتاب فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)كما في اليقين - لابن طاووس - : ص 512 باب 215، ومحمد بن سلیمان الكوفي في المناقب : 2: 535ح 1037. ورواه الشيخ المفيد في الباب 2 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الإرشاد : 1: 31 بإسناده عن إبراهيم بن حيان ، عن أبي عبد الله مولى بني هاشم، عن أبي سخيلة قال : خرجت أنا وعمار حاجين فنزلنا عند أبي ذر ...ثم قال : والأخبار في هذا المعنى كثيرة وشواهدها جمة. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام)» من روضة الواعظين :ص 115 - 1166 إلى قوله : «بين الحق والباطل» بتفاوت يسير. وفي الباب عن أبي رافع عن أبي ذر، رواه محمد بن سلمان في المناقب : 1: 277 /191، و 284 / 200، والقاضي النعمان في شرح الأخبار: 2: 278 / 578، والطبري في المسترشد :ص 290 ح 106، ويحيى بن الحسين الشجري في أماليه : 1: 144، وابن مردویه کما عنه في اليقين : ص 501 باب 205، والطبري في بشارة المصطفي : ص 103، وأبو جعفر الإسكافي في کتاب النقض على عثمانية الجاحظ ، كما عنه ابن أبي الحديد في شرح خطبة 13: 228 : 228، وأبوالخير الطالقاني في الحديث 28 من الأربعين المنتقى (المطبوع في تراثنا - السنة الأولى - العدد الأول)، وابن طاووس في اليقين : ص 511 باب 214 نقلا عن فضل الله الراوندي في كتاب سنة الأربعين، والحمويي في فرائد السمطين : 1: 139 - 160 ح 102 - 103، والخزاعي في الحديث 30 من الأربعين ، وابن عساكر في ترجمة علي(عليه السلام) : 1: 121/88 ، وابن طاووس في اليقين : ص 513 باب 216 و 217 عن کتاب مناقب علي بن أبي طالب(عليه السلام).وعن ابن عباس : رواه الصدوق في معاني الأخبار : ص 402 باب نوادر المعاني : ح 64، والقاضي النعمان في شرح الأخبار : 2 : 266 / 572، وابن عساكر في ترجمة علي عالي : 1: 89/ 122 و 124، وابن مردویه کما عنه في اليقين : ص 204 باب 204 ، والكنجي في كفاية الطالب :ص 187 باب 44. ورواه البزار في مسنده على ما رواه السيوطي في الليالي المصنوعة : 1: 324 والهيثمي في باب إسلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)من مجمع الزوائد : ج 9 ص 102. ورواه المرشد بالله في أماليه : 1: 144 ط 1 في الحديث 55 من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) في عنوان «الحديث السادس» .وأخرجه الطبراني في مسند سلمان الفارسي من المعجم الكبير: 6: 269 تحت الرقم 6184، والكراجكي في كنز الفوائد : 1: 264 عن سلمان وأبي ذر. وأورده ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق : 1: 87 برقم 119 عن سلمان وأبي ذر، وليس فيه : «هذا أول من صدقني»، وفيه : «والمال يعسوب الظالمين»، وفي ص 88 ح 121 عن أبي ذر وحده ، وفيه : «والمال يعسوب الکفار». وروی نحوه محمد بن جرير الطبري الإمامي في المسترشد ص 290 - 291 برقم 106 قال :وروی سلیمان بن داوود المنقري قال : حدثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع قال : أتيت أبا ذر أودعه فقال : إنها ستكون فتنة ، ولا أراكم إلا ستدركونها ، فعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله ؟ يقول له : «أنت أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت أخي ووصيي ووزيري، وخليفتي في أهلي ، وخير من أخلف بعدي ، تقضي ديني و تنجز موعدي».

ص: 518

عن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان الفارسي(رحمه الله) ، فمررنا بالربذة، وجلسنا

إلى أبي ذر الغفاري(رحمه الله)فقال لنا: إنه ستكون بعدي فتنة، ولابد منها، فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب فألزموهما، فأشهد على رسول الله بي أني سمعته وهو يقول : «علي أول من آمن بي ، وأول من صدقني ، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 55)

(1019) 23(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا عباد بن سليمان، عن محمد بن سلیمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن عمیر بن الحارث، عن عمران بن میثم:

عن أبي سخيلة قال : أتيت أبا ذر(رحمه الله) فقلت : يا أبا ذر ، إني قد رأيت اختلافا ،

ص: 519


1- 23 - لاحظ تخريج الحديث المتقدم.

فیما ذا تأمرني؟

قال : عليك بهاتين الخصلتين : كتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فإني

سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل».

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 5)

(1020) 24 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا غیاث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدثنا محمد بن حماد الشاشي ، عن حاتم الأصم، عن شقیق بن إبراهيم البلخي:عن أخبره من أهل العلم قال : قيل لأبي ذر(رضی الله عنه) : كيف أصبحت یا صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟

قال : أصبحت بين نعمتين : بين ذنب مستور، وثناء من اغتر به فهو المغرور.

(أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 12)

(1021) 25(1) - أخبرنا الحسين بن عبیدالله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى قال : حدثني أبوعلي محمد بن همام قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين الهمداني قال: حدثني محمد بن خالد البرقي قال : حدثنا محمد بن سنان، عن موسی بن بكر(2).

ص: 520


1- 25 - وأورده الفتال النيسابوري في فضائل أبي ذر من کتاب روضة الواعظين : ج 2 ص285، و ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 19.
2- هو موسی بن بكر الواسطي الراوي عن أبي عبد الله وأبي الحسن(عليه السلام)، وعن عدة من الأصحاب ، وروى عنه جماعة من الأصحاب منهم محمد بن سنان . وما ذكرته من السند إلى محمد بن سنان موجود في الحديث 2 من المجلس 40، وكان في ابتداء الحديث 3 و 4 من المجلس المذكور : وعن موسی بن بکر ، عن العبد الصالح (عليه السلام)، فرواية الشيخ عن موسى بن بكر إما يكون بواسطة محمد بن سنان على النحو المذكور ، وإما رواه من كتابه ، لأنه كان له کتاب ، كما في رجال الشيخ الطوسي(قدس سره) : (716).

عن العبد الصالح(عليه السلام)قال: «بکی ابوذر من خشية الله تعالى حتى اشتكى بصره، فقيل له : لو دعوت الله يشفي بصرك.

فقال : إني عن ذلك مشغول، وما هو بأكبر همي.

قالوا: وما يشغلك عنه ؟

قال : العظيمتان : الجنة والنار». (أمالي الطوسي : المجلس 40، الحديث 4)

(1022) 26 (1)- وعن موسى بن بكر، عن العبد الصالح(عليه السلام)قال : «سئل أبوذر: ما مالك؟

قال : عملي.

قيل له: إنا نسألك عن الذهب والفضة ؟

فقال : ما أصبح فلا أمسي، وما أمسى فلا أصبح، لنا کندوج نرفع فيه خيرمتاعنا، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «کندوج المؤمن قبره».

أمالي الطوسي : المجلس 90، الحديث 5)

(1023) 27 (2)- وعن موسی بن بکر : عن العبد الصالح لا قال : قال أبوذر(رحمه الله) : جزی الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفي الشعير، اتغدى بأحدهما، وأتعشى بالأخر، ويعد شملتي الصوف، أتزر بإحداهما وأرتدي بالأخرى.

(أمالي الطوسي : المجلس 40، الحديث 6)

ص: 521


1- 26 - وأورده الفتال في فضائل أبي ذر من کتاب روضة الواعظين : ج 2 ص 285، و ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 20:2 .
2- 27 - وأورده و رام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 19:2 ، وفيه : «من جزى الله عنه الدنيا خيرة، فجزاها عني مذمة ...» .وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 285، وفيه : « من جزاه الله عنه الدنيا خيرا، فجزاه الله عني مذمة ... ».

(1024) 28 (1)- أبو عبدالله المفيد قال : حدثنا حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن الحسن بن علي، عن يونس بن يعقوب:

عن شعيب العقر قوفي قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: سمعت من يروي عن أبي ذر أنه كان يقول : «ثلاثة يبغضها الناس وأنا أحبها:أحب الموت، وأحب الفقر، وأحب البلاء».

فقال(عليه السلام): «إن هذا ليس على ما يذهب ، إنما عنى بقوله: «أحب الموت» أن

الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله ، والبلاء في طاعة الله أحب إلى من الصحة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغني في معصية الله».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 17)

(1025) 29(2) - أبو عبد الله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن

بن الوليد(رحمه الله) قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا

أحمد بن محمد بن خالد قال : حدثني أبي قال : حدثنا أحمد بن النضير الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن یزید : عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين(عليه السلام) قال : «قام أبو ذر الغفاري(رضی الله عنه) عندالكعبة فنادى: «أنا جندب بن السكن». فاكتنفه الناس ، فقال : «معاشر الناس ، لو أن أحدكم أراد السفر لأعد ما يصلحه ، أما تريدون لسفر يوم القيامة ما يصلحكم» ؟!

فقام إليه رجل وقال له : أرشدنا رحمك الله .

ص: 522


1- 28 - ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 279/222 ،والصدوق في باب معنی قول أبي ذر(رحمه الله) : ثلاثة يبغضها الناس وأنا أحبها» من معاني الأخبار : ص 165. وانظر ما أورده وام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 15.
2- 29 - ورواه الشيخ الصدوق في باب الإثنين من الخصال : ج 1 ص 40 برقم 26 .

فقال أبوذر(رحمه الله) : «صوم يوم شديد الحر للنشور(1)، وحج البيت الحرام الله تعالى العظائم الأمور، وصلاة ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، اجعلوا الكلام كلمتين :كلمة خير تقولونها، وكلمة شر تسكتون عنها، وصدقة منك على مسكين لعلك تنجو بها یا مسكين من يوم عسير.

اجعل الدنيا در همين اكتسبتها : درهما تنفقه على عيالك ، ودرهما تقدمه لآخرتك ،والثالث يضر ولاينفع فلاترده، اجعل الدنيا كلمتين : كلمة في طلب الحلال، وكلمة للأخرة ، والثالثة تضر ولاتنفع ، فلاتردها»، ثم قال: «قتلني هم يوم لاأدركه».

(أمالي المفيد : المجلس 25، الحديث 1)

(1026)30(2)- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن مهدي قال : حدثنا أبو علي بشر بن موسی بن صالح الأسدي قال : حدثنا أبو عبد الرحمان المقرئ قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه :

عن أبي ذر: أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال [له] : «یا أباذر، إني أحب لك ما أحب لنفسي، إني أراك ضعيفة، فلاتؤمرن على اثنين ، ولاتولين مال يتيم»(3).

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 85)

ص: 523


1- في الخصال : «صم يوما شديد الحر للنشور» .
2- 30 - وأخرجه ابن سعد في ترجمة أبي ذر من الطبقات الكبرى : ج 4 ص 231، وأحمد في مسند أبي ذر من مسنده : 180:5 ، ومسلم في كتاب الإمارة من صحيحه : ج 3 ص 1457 -1458: الباب في الحديث 1826، والبيهقي في شعب الإيمان : ج 6 ص 45 ح 7454، وابن عساكر في تاريخ دمشق كما في مختصره - لابن منظور -: ج 27 ص 312. وأورده وام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 172.
3- في نسخة : «مال اليتيم».

(1027)31(1) -أخبرنا أبو عبدالله حمویه بن علي بن حمويه البصري قال : أخبرنا أبوالحسين محمد بن محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم أبو عمرو، عن قرة قال : حدثنا عون بن عبدالله بن عتبة قال : کسي آبوذر بردین، فازر بأحدهما و ارتدی بشملة وكسا غلامه أحدهما، ثم خرج إلى القوم فقالوا له: يا أباذر لو لبستهما جميعا كان أجمل!

قال : أجل، ولكني سمعت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 50)

10281) 32 (2)- أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن محمد بن حبیش الكاتب قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا الحسن بن علي اللؤلؤي قال : حدثنا يحيى بن المغيرة، عن سلمة بن

ص: 524


1- 31 - وأخرجه ابن سعد في آخر ترجمة أبي ذر من الطبقات الکبری : 4: 236 - 237.وله شاهد من حديث أبي اليسر ، رواه الطبراني في المعجم الكبير : 19 : 169 ح 379.
2- 32 - قال السيد المرتضی رفع الله مقامه في رده على ما أورده القاضي عبدالجبار من الدفاع عن عثمان في كتاب الشافي : 4: 289: الدفع الضرب عمار فهو كالإنكار لوجود أحد يسمى عمارة، ولطلوع الشمس ظهورة وانتشارا، وكل من قرأ الأخبار وتصفح السير يعلم من هذا الأمر مالاتثنيه عنه مکابرة ولا مدافعة ، وهذا الفعل - يعني ضرب عمار - لم يختلف الرواة فيه ، وإنما اختلفوا في سببه ، فروى عباس عن هشام الكلبي ، عن أبي مخنف في إسناده قال : كان في بیت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر ، فأخذ منه عثمان ماحلى به بعض أهله ، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك ، وكلموه فيه بكل كلام شديد حتى أغضبوه ، فخطب فقال : لنأخذ حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت أنوف أقوام. فقال له على (عليه السلام): «إذا تمنع ذلك ويحال بينك وبينه». فقال عمار: أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك. فقال عثمان : أعلي يابن یاسر وسمية تجترئ؟ محذوه . فأخذوه ، فدخل عثمان فدعا به فضربه حتى غشي عليه ، ثم أخرج فحمل إلى منزل أم سلمة زوج النبي رحمة الله عليها، فلم يصل الظهر والعصر والمغرب ، فلما أفاق توضأ وصلى وقال : الحمد لله ، ليس هذا أول يوم اوذينا فيه في الله . فقال هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي - وكان عمار حليفا لبني مخزوم - : ياعثمان ، أما علي فاتقيته ، وأما نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى اشفيت به على التلف ، أما والله لئن مات الأقتلن به رجلا من بني أمية عظيم السيرة . فقال عثمان : وإنك لهاهنا ابن القسرية ! قال : فإنهما قسريتان ، وكانت أمه وجده قسريتين بجيل ، فشتمه عثمان وأمر به ، فأخرج ، فأتي به أم سلمة ، فإذا هي قد غضبت لعمار، وبلغ عائشة ماصنع بعمار فغضبت ، واخرجت شعرة من شعر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ونعلا من نعاله ، وثوبا من ثيابه ، وقالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره و ثوبه ونعله لم يبل بعد. وروى أخرون : أن السبب في ذلك أن عثان مر بقبر جدید ، فسأل عنه فقيل : عبدالله بن مسعود . فغضب على عمار لكتمانه إياه موته إذ كان المتولي للصلاة عليه والقيام بشأنه ، فعندها وطئ عثمان عمار حتى أصابه الفتق . وروى أخرون : أن المقداد وطلحة والزبير وعمارا وعدة من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان ، وخوفوه ربه ، وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع . فأخذ عمار الكتاب فأتاه به فقرأه منه صدرا ، فقال عثمان : أعلى تقدم من بينهم ؟ فقال : لأني أنصحهم لك . فقال : كذبت یابن سمية ! فقال : أنا والله ابن سمية ، وأنا ابن یاسر. فأمر غلمانه فدوا بيديه ورجليه فضربه عثمان برجليه - وهي في الخفين - على مذاكيره فأصابه الفتق ، وكان ضعيفا كبيرا، فغشي عليه . فضرب عمار على ما ترى غير مختلف فيه بين الرواة ، وإنما اختلفوا في سببه . وأورده ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة : 3: 49 - 50نقلا عن السيد المرتضی. وانظر ما أورده ابن اعثم الكوفي في كتاب الفتوح : 2: 153 - 155.

الفضل، عن علي بن صبيح الكندي:

عن أبي يحيي مولى معاذ بن عفراء الأنصاري(1) ، قال : إن عثمان بن عفان بعث

ص: 525


1- قال المري في تهذيب الكمال : 28 : 14/ 5977: مصدع أبويحيي الأعرج المعرقب ، مولى معاذ بن عفراء الأنصاري ، ويقال : مولى عبدالله بن عمرو بن العاص، أدرك عمر بن الخطاب ... إنما قيل له المعرقب لأن الحجاج ، أو بشر بن مروان - عرض عليه سبت علي فأبي فقطع عرقوبه . قال ابن المديني : قلت لسفيان : في أي شيء عرقب ؟ قال : في التشيع. و أقول : في بعض كتب التراجم : أبويحيي، وفي بعضها : أبويحيى ، كما في تاريخ الإسلام -للذهبي -: وفيات سنة 61 -80 ص 563، رقم 286. وانظر : طبقات ابن سعد : 5: 477، والجرح والتعديل : 8: 429 رقم 1962، والتاريخ الكبير : 8: 65 رقم 2176، والتاريخ الصغير : 97، والثقات - لابن حبان -: 5: 584 - 585 و تهذيب التهذيب : 157:10 - 158 رقم 299، وتقريب التهذيب : 2: 251 .

إلى الأرقم بن عبدالله - وكان خازن بيت مال المسلمين - فقال له : أسلفني (1) مئة ألف درهم.

فقال له الأرقم : أكتب عليها بها صکا(2)للمسلمين .

قال : وما أنت وذاك لا أم لك ، إنما أنت خازن لنا؟

قال : فلما سمع الأرقم ذلك خرج مبادرا إلى الناس، فقال : أيها الناس عليكم بما لكم، فإني ظننت أبي خازنكم، ولم أعلم أني خازن عثمان بن عفان حتى اليوم.ومضى فدخل بيته. فبلغ ذلك عثمان ، فخرج إلى الناس حتى دخل المسجد ثم رقى المنبر وقال : أیها الناس، إن أبا بكر كان يؤثر بني تيم على الناس، وإن عمر كان يؤثر بني عدي على كل الناس ، وإني أوثر - والله - بني أمية على من سواهم، و لوكنت جالسا بباب الجنة ثم استطعت أن أدخل بني أمية جميعا الجنة لفعلت، وإن هذا المال لنا، فإن احتجنا إليه أخذناه وإن رغم أنف أقوام (3).

فقال عمار بن یاسر(رحمه الله) : معاشر المسلمين ، اشهدوا أن ذلك مرغم لي.

فقال عثمان : وأنت هيهنا . ثم نزل من المنبر فجعل يتوطاه برجله حتى غشي على عمار، واحتمل - وهو لا يعقل - إلى بيت ام سلمة، فأعظم الناس ذلك ، وبقي عمار مغمى عليه لم يصل يومئذ الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق، قال : الحمد الله ، فقديما أوذيت في الله، وأنا أحتسب ما أصابني في جنب الله ، بيني وبين عثمان

ص: 526


1- أسلفني : أقرضني.
2- الصك: كتاب الإقرار بالمال أو غير ذلك ، معرب «چك» .
3- في نسخة : «وإني أرغم أنف أقوام».

العدل الكريم يوم القيامة .

قال : وبلغ عثمان أن عمارا عند أم سلمة، فأرسل إليها فقال : ما هذه الجماعة في بيتك مع هذا الفاجر؟ أخرجيهم من عندك !

فقالت: والله ما عندنا مع عار إلا بنتاه، فاجتنبنا یا عثمان، واجعل سطوتك حيث شئت، وهذا صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يجود بنفسه من فعالك به .

قال : فندم عثمان : على ما صنع، فبعث إلى طلحة والزبير فسألهما أن يأتيا عمارا فيسألاه أن يستغفر له. فأتياه فأبي عليهما، فرجعا اليه فأخبراه ، فقال عثمان : من حكم الله يا بني أمية ، يا فراش النار وذباب الطمع شنعتم علي وألبتم على أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟(1)

ثم إن عمارا (رحمه الله)به صلح من مرضه، فخرج إلى مسجد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فبينما هو كذلك إذ دخل ناعي أبي ذر على عثمان من الزبدة ، فقال : إن أباذر مات بالربذة وحيدا، ودفنه قوم سفر(2). فاسترجع عثمان وقال : رحمه الله.

فقال عمار: رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا .

فقال له عثمان : وإنك لهناك بعد، یا عاض أير أبيه ، أتراني ندمت على تسييري إياه؟

[ف] قال له عمار: لا والله ، ما أظن ذاك.

قال : وأنت أيضا فالحق بالمكان الذي كان فيه أبوذر فلا تبرحه ما حيينا.

قال عمار: أفعل ، والله لمجاورة السباع أحب إلي من مجاورتك.

قال : فتهيأ عمار للخروج، وجاءت بنو مخزوم إلى أمير المؤمنين علي بن

ص: 527


1- وروى ابن شبة في ترجمة عثمان من تاريخ المدينة المنورة : 3: 1098 - 1099 عن القاسم بن فضیل، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد قال : دعا عثمان ناسا من أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و فيهم عمار ، فقال : ... وذكر نحو ما هنا.
2- قوله : «دفنه قوم سفر» : أي ذوسفر، وهم مالك الأشتر النخعي ، والأحنف بن قیس، وصعصعة بن صوحان ، وجرير بن عبدالله البجلي ، وعلقمة بن قيس ، وأسود بن يزيد النخعي ، و هلال بن مالك المزني ، وخارجة بن الصلت التميمي.

أبي طالب(عليه السلام)فسألوه أن يقوم معهم إلى عثمان يستنزله عن تسيير عمار، فقام

فسأله فيهم، ورفق به حتى أجابه إلى ذلك.

(أمالي المفيد : المجلس 8، الحديث 5)

(1029) 33(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسی(رضی الله عنه)قال :حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن محمد بن فضیل[بن غزوان] ، عن مسلم(2) [بن کیسان الضبي] الملائي: عن حبة العرني قال: أبصر عبدالله بن عمرو(3) رجلين يختصمان في رأس عمار(رضی الله عنه)يقول هذا: أنا قتلته. ويقول هذا: أنا قتلته . فقال ابن عمرو(4). يختصمان أبيها يدخل النار أولا ؛ ثم قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «قاتله وسالبه في النار».

ص: 528


1- 33 -ورواه محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) : 2: 354ح 831، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين : 286. وروى مثله ابن سعد في ترجمة عمار بن یاسر من الطبقات الکبری : ج 3 ص 259، وفيه :فقال عمرو بن العاص : «والله إن يختصمان إلا في النار». ورواه أيضا في ص 253 قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن العوام بن حوشب قال : حدثني أسود بن مسعود ، عن حنظلة بن خویلد العنزي قال : بينا نحن عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار ، يقول كل واحد منهما أنا قتلته ، فقال عبد الله بن عمرو : ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : « تقتله الفئة الباغية» . قال : فقال معاوية : ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو، فما بالك معنا؟ قال : إن أبي شكاني إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فقال :«أطع أباك حيا ولاتعصه». فأنا معكم ولست أقاتل. ورواه أيضا عن أبي معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن عبد الرحمان بن زیاد ، عن عبدالله بن الحارث قال : إني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين بينه وبين عمرو بن العاص ، قال : فقال عبدالله بن عمرو : يا أبت ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول لعمار : «ويحك يا ابن سمية ، تقتلك الفئة الباغية» ؟ ! قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما يقول هذا ؟ قال : فقال معاوية : ما تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك ، أنحن قتلناه ؟ إنما قتله الذين جاؤوا به ! ورواه أيضا الدينوري في عنوان «قتل عمار بن یاسر» من كتاب الإمامة والسياسة : 1:110، وأحمد في المسند : 2: 206، والطبري في تاريخه : 5: 41، والبلاذري في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من أنساب الأشراف : 2: 394 برقم 220 - 222، وانظر أيضا الحديث 395و 396 منه. وانظر أيضا مناقب أمير المؤمنين علي _ للخوارزمي - ص 234 رقم 240 ، وكتاب قتال أهل البغي من المستدرك - للحاكم - : 2: 155، وترجمة عمار من کتاب معرفة الصحابة من المستدرك : 3: 385 - 386، وترجمة عمار من تلخيص تاریخ دمشق : ج 18 ص 219، وأواخر الحديث 20 من التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري(عليه السلام) : ص 46 في تفسير سورة الحمد.
2- ما أثبتناه هو الصحيح الموافق لترجمة محمد بن فضیل بن غزوان و مسلم الملائي من تهذيب الكمال : 26 : 293 / 5548 و 5939/530:27 وغيره من كتب الرجال ، وفي النسخ: «مسعود الملائي».
3- هذا هو الظاهر الموافق للبحار : 33: 8 ولسائر الكتب ، وفي الأصل «عبدالله بن عمر»،فإنه لم يحضر صفين .
4- هذا هو الظاهر، وفي الأصل : «ابن عمر».

فبلغ ذلك معاوية فقال : ما نحن قتلناه ، وإنما قتله من جاء به.

قال الشيخ أبوجعفر بن بابویه(رضی الله عنه): على هذا[يلزم] أن يكون النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قاتل حمزة (رضی الله عنه)، وقاتل الشهداء معه، لأنه (صلی الله عليه وآله وسلم) هو الذي جاء بهم.

(أمالی صدوق : المجلس 63، الحديث 7)

(1030)34 (1)- وعن إبراهيم بن الحكم، عن عبيد الله بن موسى ، عن سعد بن أوس،

ص: 529


1- 34 - ورواه ابن عساكر في ترجمة عمار من تاريخ دمشق : ج 43 ص 455 بإسناده عن محمد بن سعد ، عن عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين ، عن سعد بن أوس . ورواه أيضا في ص408 وفي مختصر تاریخ دمشق - لابن منظور -: ج 18 ص 215 - 216 بسندين عن أبي نعيم عن سعد بن أوس. وأورده الفتال في روضة الواعظين : ص 286. وروى أيضا ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ج 3 ص 178 ح1196 عن أبي علي الحداد عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة عن سليمان بن أحمد الطبراني عن علي بن عبد العزيز عن سيار أبي الحكم عن رجل قد سماه قال : قال بنو عبس لحذيفة : إن أمير المؤمنين عثان قد قتل ، فما تأمرنا؟ قال : آمركم أن تلزموا عمارا . قالوا : إن عمارا لايفارق عليا ؛ قال : إن الحسد هو أهلك الحسد ، وإنما ينقركم من عمار قربه من علي؟ ! فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب و السحاب ، وإن عمارا لمن الأخيار . ورواه أيضا في ترجمة عار: 455:43 - 456 بإسناده عن الفضل بن دكين عن عیسی بن عبد الرحمان السلمي ، عن سيار أبي الحكم. ورواه الذهبي في ترجمة عمار من سير أعلام النبلاء : 1: 417، والهيثمي في مجمع الزوائد : 7: 243 نقلا عن الطبراني . وأخرجه أيضا في ج 9 ص 295 وقال : أخرجه البزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهما ثقات.

عن بلال بن يحيى العبسي قال : لما قتل عثمان(1)أتوا حذيفة ، فقالوا: يا أبا عبد الله ، قتل هذا الرجل، وقد اختلف الناس فما تقول؟قال : أما إذا أبيتم فأجلسوني.قال : فأسندوه إلى صدر رجل منهم، فقال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول :«أبو اليقظان على الفطرة - ثلاث مرات - لن يدعها حتى يموت».

(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 8)

ص: 530


1- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر ، وصفت في النسخ ب-«عمار»، والدليل على التصحيف أن حذيفة توفي قبل شهادة عامر نحوا من سنة ، فإنه كان مريضا حينما بايع الناس أمير المؤمنين(عليه السلام) بعد مهلك عثمان ، ولما بلغه كتاب أمير المؤمنين أمر فحمل إلى المسجد فخطب الناس وأخذ بيعة الإمام منهم، وأكد عليهم اللحوق به ونصرته وبقي إلى أيام خروج طلحة و الزبير إلى البصرة وتوفي بعده بقليل . وانظر تخريج الحديث .

(1031) 35(1)-وعن عبيد الله بن موسى ، عن عبد العزیز بن سیاه ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما خیر عمار بن یاسر بين أمرين إلا اختار أشدهما».

(أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 9)

(1032) 36(2) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو نصرمحمد بن الحسين المقرئ البصير قال : حدثنا الحسن بن علي بن عبدالله البغدادي ب-«واسط»، قال : حدثنا عیسی بن مهران قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا موسی بن قيس قال : حدثنا الحسين بن أسباط العبدي قال:

ص: 531


1- 35 - وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : ص 286. ورواه الحاكم في مناقب عمار من کتاب معرفة الصحابة من المستدرك : ج 3 ص 328 بالسند المذكور هنا عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما». وروی نحوه بإسناده عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله علیه و آله و سلم :«ابن سمية ما عرض عليه أمران قط إلا أخذ بالأرشد منهما». وأخرجه أحمد في مسنده : 6: 113، والترمذي في الباب 35 من کتاب المناقب من سننه :5: 668 ح 3799، وابن ماجة في سننه : 1: 52 في المقدمة ح 148 كلهم عن عائشة . ورواه أيضا أحمد في مسند عبد الله بن مسعود من مسنده : 1: 389.
2- 36 - ورواه ابن سعد في ترجمة عار من الطبقات الكبرى : 3: 257 - 258 قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني يعقوب بن عبدالله القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن عبدالرحمان بن أبزي ، عن أبيه، عن عمار بن یاسر أنه قال وهو يسير إلى صفين على شط الفرات: «اللهم إنه لو أعلم أنه أرضى لك عني ...» . وروی نحوه نصر بن مزاحم في كتاب «وقعة صفين» ص 320 قال : ثم قال عمار : «اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته ، اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم انحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت ، وإني لا أعلم الیوم عملا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ، ولو أعلم أن عملا من الأعمال هو و أرضى لك منه لفعلته». ورواه الطبري في حوادث سنة 37 في تاريخه : 5: 38 في أول عنوان «مقتل عمار بن یاسر»، قال : قال أبو مخنف : حدثني عبد الملك بن أبي حرة الحنفي : أن عمار بن یاسر خرج إلى الناس فقال : «اللهم إنك تعلم...». ورواه ابن أعثم في أول ذکر مقتل عمار بن یاسر من کتاب الفتوح : 3: 265.

سمعت عمار بن یاسر(رحمه الله) يقول عند توجهه إلى صفين : «اللهم لو أعلم أنه أرضي

لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها، ولو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد لنفسي نارا فأقع فيها لفعلت، وإني لا أقاتل أهل الشام إلا وأنا أريد بذلك وجهك، وأنا أرجو أن لا تخيبني وأنا أريد وجهك الكريم».

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 49)

(1033) 37(1) - أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو عبدالله محمد بن داوود الحتمي إجازة، قال : حدثنا أبو بكر عبدالله بن سلیمان بن الأشعث قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبدان قال : حدثنا إبراهيم [بن إسحاق] الحربي قال : حدثنا سعید بن داوود بن سعيد بن أبي زنبر قال : حدثنا مالك بن أنس : عن عمه أبي سهيل بن مالك ، عن أبيه قال : إني لواقف مع المغيرة بن شعبة عند نهوض علي بن أبي طالب(عليه السلام)من المدينة إلى البصرة، إذ أقبل عمار بن یاسر(رضی الله عنه) فقال له : هل لك في الله عز وجل يا مغيرة ؟ فقال : وأين هو یا عمار؟!

قال : تدخل في هذه الدعوة فتلحق بمن سبقك وتسود من خلفك.

ص: 532


1- 37 - ورواه ابن عساكر في ترجمة المغيرة بن شعبة من تاريخ دمشق : 60: 43 - 44 وفيه : واطلع عليها علي فقال : «ما يقول لك الأعور ؟ إنه والله على عمد يلبس عزله ، ولن يأخذ من الدين إلا ما خلطته من الدنيا» فانتجاه عمر ! فقال علي : «ويحك يا مغيرة، إن هذه الدعوة المودية ، تودي من دخل فيها إلى الجنة ، وأنا أجتاز إليهما بوهل من وهل ، فإذا غشيناك فالزم بيتك». فقال له المغيرة : أنت أعلم منى وأوقر، أما إذ لم أعنك ، فلم أعن عليك.. ورواه ابن قتيبة في أوائل خلافة أمير المؤمنين(عليه السلام) من الإمامة والسياسة مع مغايرة وزيادة .

فقال له المغيرة: أو خير من ذلك يا أبا اليقظان ؟!

قال عمار: وما هو؟

قال : ندخل بيوتنا، ونغلق علينا أبوابنا حتى يضيء لنا الأمر فنخرج ونحن مبصرون، ولانكون كقاطع السلسلة أراد الضحك فوقع في الغم.

فقال له عمار: هیهات، هیهات، أجهل بعد علم، وعمى بعد استبصار ؟! و لكن اسمع قولي، فوالله لن تراني إلا في الرعيل الأول.

قال : فطلع عليهما أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : «يا أبا اليقظان، ما يقول لك الأعور ؟ فإنه والله دائبا يلبس الحق بالباطل، ويموه فيه، ولن يتعلق من الدين إلا بما يوافق الدنيا، ويحك يا مغيرة، إنها دعوة تسوق من يدخل فيها إلى الجنة» .

فقال له المغيرة : صدقت يا أمير المؤمنين ، إن لم أكن معك، فلن أكون عليك.

(أمالي المفيد : المجلس 25، الحديث 5)

(1034) 38 (1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني قال : حدثني عیسی بن مهران المستعطف قال :حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال :حدثنا شريك ، عن عمران بن طفيل :

عن أبي تحیی [حكيم بن سعد الحنفي الكوفي ] قال : سمعت عمار بن یاسر يعاتب أبا موسى الأشعري، ويوبخه على تأخره عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)وقعوده عن الدخول في بيعته، ويقول له: يا أبا موسى، ما الذي أخرك عن أمير المؤمنين ؟! فوالله لئن شككت فيه لتخرج عن الإسلام. وأبو موسى يقول له : لا تفعل ودع عتابك لي، فإنما أنا أخوك .

فقال له عمار : ما أنا لك بأخ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يلعنك ليلة العقبة، وقد هممت مع القوم ما هممت.

فقال له أبو موسى: أفليس قد استغفر لي؟

ص: 533


1- 38 - لاحظ ما رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 2: 83.

قال عمار: قد سمعت اللعن ولم أسمع الاستغفار.

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 6)

أقول: يأتي في الباب 1 من أبواب ما جرى بعد قتل عثمان ، من أبواب الحوادث والفتن

من كتاب الإمامة روايات أخرى تدل على نفاق أبي موسى وانحرافه عن الحق.

(1035) 39(1) - أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدثني أبوإسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا محمد بن عثمان ، عن أبي عبد الله (2)الأسلمي : عن موسى بن عبدالله الأسدي قال : لما انهزم أهل البصرة، أمر علي بن أبي طالب(عليه السلام)أن تنزل عائشة قصر أبي خلف (3)، فلما نزلت جاءها عمار بن ياسر(رضی الله عنه) فقال لها : «يا أمت، كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف»؟ فقالت : استبصيرت یا عمار من أجل أنك غلبت .

قال : «اتا أشد استبصارا من ذلك ، أما والله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنكم على الباطل» (4).

فقالت له عائشة : هكذا يخيل إليك ، اتق الله يا عمار، فإن سنك قد كبرت، ودق عظمك، وفني أجلك، وأذهبت دينك لابن أبي طالب.

فقال عمار(رحمه الله) : «إني والله ، اخترت لنفسي في أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فرأيت عليا أقرأهم لكتاب الله عز وجل، وأعلمهم بتأويله، وأشدهم تعظيا لحرمته ،

ص: 534


1- 39 - روى فقرات من الحديث الطبري في أواخر حرب الجمل من تاريخه : 4: 532، وابن الأثير في الكامل : 3: 254.
2- في نسخة : «أبي عبيد الله».
3- كذا في النسخ، ولعل الصحيح: «قصر بني خلف» وهو بالبصرة ، ينسب إلى خلف آل طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف بن أسعد بن عامر. (معجم البلدان : 356:4 )
4- کلام عمار هذا رواه ابن عساكر في ترجمة عمار من تاريخ دمشق : 43: 362، وابن الأثير في ترجمة عار من أسد الغابة : 4: 46 بتفاوت ، وقال : إنه قال بذلك في صفين .

وأعرفهم بالسنة، مع قرابته من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعظم عنائه وبلائه في الإسلام» .فسكتت .

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 47)

(1036) (1)40 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبوالحسن علي بن بلال المهلبي قال :

حدثنا علي بن عبدالله الأصفهاني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا يوسف بن سعيد الأرحبي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي، عن كامل:

عن حبيب بن أبي ثابت قال :لما حضر القوم الدار للشوری ، جاء المقداد بن الأسود الكندي له فقال : أدخلوني معكم، فإن الله عندي نصحا ولي بكم خيرا فأبوا، فقال : أدخلوا رأسي واسمعوا مني، فأبوا عليه ذلك ، فقال : أما إذا أبيتم فلاتبایعوا رجلا لم يشهد بدرا، ولم يبايع بيعة الرضوان ، وانهزم يوم أحد يوم التقي المجمعان(2). فقال عثمان : أم والله لئن وليتها الأردنك إلى ربك الأول.

فلما نزل بالمقداد الموت قال : أخبروا عثمان أني قد رددت إلى ربي الأول و الأخر.

ص: 535


1- 40 - أورد ذیله ابن سعد في الطبقات الکبری : 3: 163 قال : أخبرنا روح بن عبادة - أو نبنت عنه -، عن شعبة ، عن الحكم : أن عثمان بن عفان جعل يثني على المقداد بعد ما مات ، فقال الزبير : لا ألفيتك بعد الموت تندبني*** وفي حياتي ما زودتني زادي وأورده أيضا ابن عساكر في آخر ترجمة المقداد من تاريخ دمشق (مختصره - لابن منظور -:25: 222) ، وقال محقق الكتاب في الهامش : البيت لعبيد بن الأبرص من قصيدة له ، وهو في دیوانه : ص 48، وروايته: «لا أعرفنك» وهو من الأمثال يضرب فيمن يضيع حق أخيه في حياته ، ثم يبكيه بعد موته . وذكر ابن أبي الحديد هذا الشعر ، في قضية عثمان مع عبدالله بن مسعود مع مغايرة طفيفة
2- قال العلامة المجلسي(رحمه الله) في البحار: المراد بالرجل عثمان بن عفان ، فإنه لم يكن من البدريين ، ولم يبع بيعة الرضوان ، لأنه كان يوم البيعة بمكة ، وانهزم يوم أحد مع المنهزمين .

فلما بلغ عثمان موته جاء حتى قام(1) على قبره فقال : رحمك الله ، كنت وإن کنت ، يثني عليه خيرا ، فقال له الزبير:

الأعرفتك بعد الموت تندبني*** وفي حياتي ما زودتني زادي

فقال : يا زبير، تقول هذا، أتراني أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو على ساخط ؟!

(أمالي المفيد : المجلس 13، الحديث 7)

(1037) 41(2)- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال : أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا الحسين بن سفيان ، عن أبيه قال : حدثنا لوط بن يحيى قال :

حدثني عبد الرحمان بن جندب ، عن أبيه قال : لما بویع عثمان ، سمعت المقداد بن

الأسود الكندي (رحمه الله) يقول لعبد الرحمان بن عوف : والله يا عبد الرحمان، ما رأيت

مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم!

فقال له عبدالرحمان : وما أنت وذاك يا مقداد ؟!

قال : إني والله أحبهم لحب رسول الله[ (صلی الله عليه وآله وسلم) ] لهم (3)، ويعتريني والله وجد لا

ص: 536


1- في نسخة مطبوعة : «حتى وقف»، وفي البحار : «حتى أتي».
2- 41- ورواه المسعودي في عنوان «عمار بن یاسر» عند ذكر خلافة عثمان بن عفان ، من کتاب مروج الذهب : 2: 342 - 343، إلى قوله : «يوم بدر وأحد» ثم قال : وجرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابنا «أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار». ورواه - بمغايرة يسيرة - الطبري في حوادث سنة 23 من الهجرة في تاريخه : 4: 233، وابن عبد ربه في «فرش کتاب العسجدة الثانية - في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم -» من کتاب عقد الفريد : 4: 259، وابن أبي الحديد - بمغايرة - في شرح الخطبة الشقشقية من شرحه على نهج البلاغة : 1: 194، وابن الأثير في قصة شوری عمر من الكامل : 3: 71.
3- ما بین المعقوفین من أمالی الطوسی ،وکلمه «لهم»غیر موجوده فیه.

أبثه بثة، لتشرف قریش على الناس بشرفهم(1) واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ من أيديهم.

فقال له عبدالرحمان : ويحك والله لقد اجتهدت نفسي لكم.

فقال له المقداد: أما (2) والله لقد ترکت رجلا من الذين يأمرون بالحق و به يعدلون، أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر و أحد.

فقال له عبد الرحمان : ثكلتك أمك يا مقداد، لا يسمع هذا الكلام من الناس، أما والله إني لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة .

قال جندب : فأتيته بعد ما انصرف من مقامه ، وقلت (3) له : يا مقداد ، أنا من أعوانك .

فقال : رحمك الله ، إن الذي نريد لايغني(4) فيه الرجلان والثلاثة .

فخرجت من عنده ، فدخلت (5)على علي بن أبي طالب(عليه السلام)فذكرت له ما قال وما قلت(6). قال : فدعا لنا بالخير.

(أمالي المفيد : المجلس 21، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 25)

(1038) 42(7) - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :

ص: 537


1- أي بشرف أهل البيت ، ومع ذلك اجتمعوا على نزع الخلافة عنهم .
2- كلمة «أما» غير موجودة في أمالي الطوسي.
3- في أمالي الطوسي: «فقلت».
4- في بعض النسخ : «لا يكفي».
5- في أمالي الطوسي «وأتيت» بدل «فدخلت» .
6- في أمالي الطوسي: «ما قال وقلت » .
7- 42 - وأخرجه أحمد في مسند عبدالله بن مسعود من مسنده : 1: 389، ونحوه في ص 405 و 442. وأخرجه أيضا أبو نعيم في حلية الأولياء : 1: 125 ، والطيالسي في المسند : 151:2،والحاكم في كتاب التفسير من المستدرك : 2: 228. ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 9: 74 برقم 8436 وفيه : «ذو ذؤابة في الكتاب». وروی نحوه تحت الرقم 8435. وأيضا نحوه في ص 75 تحت الرقم 8437 عن أبي سعد يحيى بن منصور الهروي وموسی بن هارون ، عن إسحاق بن راهويه . وعن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن عبدالله بن عمرو بن أبان قالا: حدثنا عبد الله بن سليمان، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن عبدالله. وفي الحديث 8439 عن عبدان بن أحمد، عن الحسن بن مدرك ، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة ، عن أبي بشر، عن سلمان بن قيس ، عن أبي سعد الأزدي ، عن ابن مسعود. ورواه تحت الرقم 8440 بإسناده عن يحيى بن وثاب ، عن علقمة، عن عبدالله . وتحت الرقم8441 باسناده عن الأعمش، عن أبي رزين ، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود . وتحت الرقم8443 بإسناده عن شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبدالله . وتحت الرقم 8444 بإسناده عن الأعمش ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود وأخرجه النسائي في السنن : 8: 134 في الزينة : باب الذؤابة ، من طريق عبدة بن سليمان ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن ابن مسعود . ومن طريق أبي شهاب ،عن الأعمش ، عن أبي وائل .

أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله بن يزيد الدقاق ابن السماك قال :حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال : حدثنا قبيصة بن عقبة قال : حدثنا

سفيان ، عن أبي إسحاق، عن حمزة (1)بن مالك قال :قال عبد الله : لقد قرأت من في رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سبعين سورة، وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الصبيان. (أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 98)

ص: 538


1- كذا في الأمالي ومثله في المستدرك للحاكم -: 2: 228، وفي المعجم الكبير: 9: 74 ومسند أحمد: 1: 389 و 405 و 442 : خمير بن مالك . وانظر ترجمة خمير بن مالك في : طبقات ابن سعد : 6: 178 ، والتاريخ الكبير : 3: 221، والجرح والتعديل : 3:390، والثقات : 4: 214، والمؤتلف والمختلف : 2: 672.

(1039) 43 (1)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني

قال : حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال : حدثنا عباد بن یعقوب قال :أخبرنا مطر بن أرقم، عن الحسن بن عمرو الفقيمي(2) [التميمي الكوفي] ، عن أبي قبيصة صفوان بن قبيصة ، عن الحارث بن سويد، أنه حدثه :أن عبدالله بن مسعود أخبرهم قال : قرأت على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) سبعين سورة من القرآن، أخذتها من فيه وزيد ذو ذؤابتين يلعب مع الصبيان، وقرأت سائر - أو قال : بقية - القرآن على خير هذه الأمة وأقضاهم بعد نبيهم (صلی الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 1)

(1040) 44(3) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن شقير

ص: 539


1- 43 - وقريب منه رواه الطبراني في مسند عبدالله بن مسعود من المعجم الكبير : 76:9- 77 تحت الرقم 8446 و في الأوسط : 5: 398 - 399 تحت الرقم 4789 قال : حدثنا عبيد بن كثير التمار الكوفي ، حدثنا محمد بن الجنيد ، حدثنا يحيى بن سالم ، عن هاشم بن البريد ، عن بیان بن أبي بشر، عن زاذان ، عن عبد الله قال : قرأت على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سبعين سورة ، وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب(رضوان الله ) . ورواه محمد بن جرير الطبري الإمامي في الباب 3 - ثبت الفضل لمن له الفضل - من المسترشد ص 278 تحت الرقم 90. وروی نحوه ابن عساكر الدمشقي في ترجمة أمير المؤمنين ع من تاريخ دمشق : 3: 33 - 34تحت الرقم 100 بإسناده عن زاذان ، عن ابن مسعود قال : قرأت على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تسعين سورة، وختمت القرآن على خير الناس بعده . فقيل له : من هو ؟ قال : علي بن أبي طالب. ورواه الخوارزمي في المناقب : ص 93 ح90 فصل 7، والهيثمي في مجمع الزوائد : 09 288.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تهذيب الكمال وغيره، وفي النسخ:«النعيمي».
3- 44 - ورواه أيضا في الحديث 4 من الباب 262 من علل الشرائع : ج 1 ص 309. وأورده الفتال في عنوان «مجلس في ذكر الخلق والحلم وكظم الغيظ» من روضة الواعظين :ص 377 - 378. ورواه مختصر الكليني في الحديث 6 من باب «المسألة في القبر...» من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 236 عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عیسی، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ قال : فقال : «نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه وقال للناس : إني ذكرت هذه و ما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضمة القبر ، قال : فقال: «اللهم هب لي رقية من ضمة القبر» فوهبها الله له». قال : «و إن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك فرفع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) رأسه إلى السماء ثم قال : «مثل ضم يضم». قال [أبو بصير ] : قلت : جعلت فداك ، إنا نتحدث أنه كان يستخف بالبول ؟! فقال : «معاذ الله ، إنما كان من زعارة في خلقه مع أهله». ثم قال الإمام الصادق(عليه السلام) ]: «فقالت أم سعد: هنيئا لك يا سعد» . قال : فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «یا أم سعد لاتحتمي على الله». وانظر ترجمة سعد بن معاذ من الطبقات الكبرى - لابن سعد : 3: 428 - 436.

بن يعقوب(1) بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال : حدثنا علي بن بزرج الحناط (2) قال : حدثنا عمرو بن اليسع، عن عبد الله(3) بن اليسع ، عن عبدالله بن

ص: 540


1- كذا هنا ومثله في الحديث 6 من المجلس 1 من الأمالي . وفي الحديث 4 من الباب 262من علل الشرائع والحديث 27 من باب الأربعة من الخصال : «علي بن الحسين بن سفیان بن يعقوب». وذكره العلامة في الإيضاح باسم : «علي بن الحسن».
2- في أمالي الطوسي : «الخياط».
3- في أمالي الطوسي: «عمرو بن اليسع ، عن عبد الله بن سنان» .وعمرو بن الیسع مترجم في رجال الشيخ (496) قال : له کتاب رويناه بالاسناد الأول عن أحمد بن زید الخزاعي عنه . وأراد بالإسناد الأول : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن حمید . وذكره النجاشي وقال : له کتاب . (معجم رجال الحدیث :13: 133 / 9008) . وأما عبد الله بن اليسع ، فلم أجد له ترجمة.

سنان :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)قال :«أتي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقيل له :

إن سعد بن معاذ قد مات، فقام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقام أصحابه معه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب ، فلما أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بلاحذاء ولارداء ، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة و يسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى لحده وسوى اللبن عليه وجعل يقول : ناولوني حجرا، ناولوني ترابا رطبا يسد به ما بين اللبن ، فلما أن فرغ وحثا التراب علیه وسوى قبره قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إني لأعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن الله [عز وجل] (1)يحب عبدة إذا عمل عملا أحكمه».

فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد: يا سعد، هنيئا لك الجنة .

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «یا أم سعد مه، لاتجزمي على ربك، فإن سعدا قد أصابته (2)ضمة».

قال : «فرجع رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ورجع الناس فقالوا له: يا رسول الله، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنك تبعت جنازته بلارداء ولا حذاء (3) ؟!

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها» (4)

قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة ؟

قال : «كانت يدي في يد جبرئیل(عليه السلام)آخذ حيث يأخذ» .

ص: 541


1- من أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي: «فإن سعدا أصابته» .
3- في أمالي الطوسي: «بلا حذاء ولا رداء» .
4- هذه الفقرة رواها البرقي في كتاب العلل من المحاسن : ص 301ح 9.

قالوا: [و] (1) آمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ثم قلت: «إن سعدا قد (2)أصابته ضمة» ؟!

قال : فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «نعم، إنه كان في خلقه مع أهله سوء».

(أمالي الصدوق : المجلس 61، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا أن فيه : «أتى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) آت فقال له : سعد بن معاذ قد مات». وفيه : «فلما حنط...». وفيه: «ثم كان يأخذ السرير مرة يمنة ومرة يسرة حتى..». وفيه : «وسوی عليه اللبن». وفيه :«ناولوني ترابا، فسدد ما بين اللبن». وفيه: «قالت أم سعد من جانب القبر: یا سعد...». وفيه : «وكنت تأخذ يمنة ويسرة السرير»..

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 12)

(1041) 45 (3)- أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدثني سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعیل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه علي :أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) صلى على سعد بن معاذ، فقال (4): «لقد وافي من الملائكة للصلاة عليه تسعون ألف ملك، وفيهم جبرئيل يصلون عليه ، فقلت: يا جبرئیل ، بما

ص: 542


1- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي .
2- كلمة «قد» غير موجودة في أمالي الطوسي.
3- 45 - ورواه أيضا في كتاب التوحید : 13/95 ، وثواب الأعمال : ص 128 عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصقار، عن إبراهيم بن هاشم. ورواه الكليني في الكافي : 2: 622 کتاب فضل القرآن باب فضل القرآن ح 13، والراوندي في الدعوات : ص 216 ح 589، والطبرسي في مجمع البيان في تفسير سورة التوحيد، والسبزواري في جامع الأخبار : ص 123ح 20/232 .
4- في أمالي الطوسي: «وقال» .

استحق صلاتكم عليه ؟ قال : بقراءة(1) وقل هو الله أحده قائة وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا رجائيا».

(أمالي الصدوق : المجلس 22، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق، مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث 32)

(1042)46(2)-أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن الحسن العلوي الحسني قال : حدثنا أبونصر أحمد بن عبدالمنعم بن نصير الصيداوي قال : حدثنا حسين(3) بن شداد الجعفي [الكوفي] ،عن أبیه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي: عن أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)[قال]: «إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى مايفعل أبن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري ، فقالت له : يا صاحب رسول الله ،إن لنا عليكم حقوقا، ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا على بن الحسين بقية أبيه الحسين ،قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأبا منه لنفسه في العبادة.

فأتى جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين(عليه السلام)، وبالباب أبوجعفر محمد بن علي علي (عليه السلام)في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مقبلا فقال :هذه مشية رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وسجيته ، فن أنت يا غلام» ؟

قال : «فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين .

ص: 543


1- في نسخة : «بقراءته» .
2- 46 - ورواه ابن شهر آشوب في المناقب : 4: 148 باختصار . وانظر ما رواه الصدوق في الحديث ا من الباب 168 من علل الشرائع ص 233 والحديث3 من الباب 23 من كمال الدين ص 254 والحديث 9 من المجلس 56 من الأمالي. ولاحظ ما ذكره ابن عساكر في ترجمة الإمام السجاد(عليه السلام)من تاريخ دمشق : ص 25ح 34 وفي ترجمة الإمام الباقر(عليه السلام) : ص 136 - 137 ح 25 - 26.
3- الحسين بن شداد بن رشید ، ذكره الطوسي في رجاله : (170) وعنه ابن حجر في لسان الميزان : 2: 2743/530 . وفي نسخة من الأمالي : «حسن» ، وفي لسان المیزان : 2: 399/ 2488: الحسن بن شداد الجعفي ،عن أسباط بن نصير ، وقال أبو حاتم : مجهول.

فبکی جابر بن عبد الله(رضی الله عنه) ، ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا، أدث مني بأبي أنت وأمي.

فدنا منه ، فحل جابر أزراره، ووضع يده في صدره فقبله، وجعل عليه خده ووجهه، وقال له : أقرؤك عن جدك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) السلام، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال لي:

«يوشك أن تعيش و تبقى حتى تلق من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرأ»، وقال لي : «إنك تبقي حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك».

ثم قال لي : ائذن لي على أبيك.

فدخل أبوجعفر على أبيه فأخبره الخبر، وقال : إن شیخا بالباب ، وقد فعل بي كيت وكيت.

فقال : يا بني، ذلك جابر بن عبدالله، ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال، وفعل بك ما فعل ؟

قال : نعم .

[قال :] (1)إنا لله ، إنه لم يقصدك فيه بسوء، ولقد أشاط بدمك.

ثم أذن لجابر، فدخل عليه ، فوجده في محرابه، قد أنضته العبادة، فنهض علي الا فسأله عن حاله سؤالا حفيا، ثم أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول : يا ابن رسول الله، أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟!

قال له علي بن الحسین علید : «یا صاحب رسول الله، أما علمت أن جدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق و ورم القدم، وقيل له : أتفعل هذا وقد

ص: 544


1- من البحار .

غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : أفلا أكون عبدا شكورا».

فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين(عليه السلام)وليس يغني فيه من قول يستميله من

الجهد والتعب إلى القصد، قال له: يا ابن رسول الله ، البقيا على نفسك، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ، وتستكشف اللأواء(1)، وهم تستمطر السماء.

فقال : يا جابر، لا أزال على منهاج أبوي مؤنسيا بها صلوات الله عليهما حتى ألقاهما.

فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن

الحسين إلا يوسف بن يعقوب اليد ، والله لذرية علي بن الحسين(عليه السلام)أفضل من

ذرية يوسف بن يعقوب، إن منهم من يملأ الأرض عدلا ، كما ملئت جورا» .

(أمالي الطوسي : المجلس 31، الحديث 18)

أقول : يأتي نحوه في ترجمة الإمام الباقر(عليه السلام)من كتاب الإمامة.

(1043) 47 (2)- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن العباس والعباس بن عمرو الفقيمي قالا : هشام بن الحكم، عن ثابت بن هرمز، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أحمد بن عبد الحميد :

عن عبد الله بن علي قال : حملت متاعة من البصرة إلى مصر، فقدمتها، فبينما أنا في بعض الطريق إذا أنا بشیخ طوال شديد الأدمة (3) أصلع، أبيض الرأس

ص: 545


1- اللأواء : المشقة والشدة.
2- 46 - ورواه أيضا في الفقيه : 1: 189 - 905/193 ، وفي ط : ص 292-297. وروى الفتال النيسابوري بعض فقرات الحديث في عنوان «مجلس في ذكر الجنة و كيفيتها» من روضة الواعظين : ص 504 مرسلا. يأتي شرح بعض فقراتها في كتاب الصلاة .
3- قال الجوهري : الطوال - بالضم -: الطويل ، يقال : طويل وطوال ، فإذا أفرط في الطول قيل «طوال» بالتشديد ، والطوال - بالكسر : جمع طويل . والأدمة - بالضم -: السمرة .

واللحية ، عليه طمران(1)أحدهما أسود، والأخر أبيض، فقلت من هذا؟

فقالوا: هذا بلال مؤذن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

فأخذت ألواحي وأتيته، فسلمت عليه، ثم قلت له : السلام عليك أيها الشيخ .

فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .

قلت : رحمك الله ، حدثني بما سمعت من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

قال : وما يدريك من أنا ؟

فقلت : أنت بلال مؤن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .

قال : فبکی و بکیت ، حتى اجتمع الناس علينا ونحن نبكي .

قال : ثم قال لي : يا غلام، من أي البلاد أنت؟

قلت : من أهل العراق.

فقال لي :بخ بخ. فمكث ساعة، ثم قال :اكتب يا أخا أهل العراق : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «المؤذنون أمناء المؤمنين على صلواتهم وصومهم، ولحومهم ودمائهم، لا يسألون الله عز وجل شيئا إلا أعطاهم، ولا يشفعون في شيء إلا شعفوا» .

قلت : زدني رحمك الله .

قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «من أذن أربعين عاما محتسبا، بعثه الله يوم القيامة، وله عمل أربعين صديقة، عملا مبرورا متقبلا».

قلت : زدني رحمك الله.

قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله ته يقول : «من أن

عشرين عاما بعثه الله عز وجل يوم القيامة وله من النور مثل نور سماء الدنيا».

قلت : زدني رحمك الله.

قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «من أذن عشر سنين أسكنه الله عز وجل مع إبراهيم في قبته -أو في درجته -».

ص: 546


1- الطمر : الثوب البالي.

قلت : زدني رحمك الله .

قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «من أذن سنة واحدة بعثه الله عز وجل يوم القيامة وقد غفرت ذنوبه كلها بالغة ما بلغت ولو كانت مثل زنة جبل أحد».

قلت : زدني رحمك الله .

قال: نعم، فاحفظ واعمل واحتسب ، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «من أذن في سبيل الله صلاة واحدة إيمانا واحتسابا وتقربة إلى الله عز وجل، غفر له ما سلف من ذنوبه، وم عليه بالعصمة فيما بقي من عمره، و جمع بينه وبين الشهداء في الجنة».

قلت : رحمك الله ، حدثني بأحسن ما سمعت.

قال : ويحك يا غلام، قطعت أنياط قلبي. وبکی وبكيت حتى أني والله لرحمته ،ثم قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «إذا كان يوم القيامة وجمع الله الناس في صعيد واحد ، بعث الله عز وجل إلى المؤذنين ملائكة من نور معهم ألوية وأعلام من نور، يقودون نجائب أزمتها زبرجد أخضر، وحقائبها المسك الأذفر، ويركبها المؤذنون، فيقومون عليها قياما تقودهم الملائكة ، ينادون بأعلى أصواتهم بالأذان».

ثم بکی بكاء شديدا حتى انتحب وبكيت ، فلا سكت ، قلت : يم بكاؤك؟

قال : ويحك ذكرتني أشياء، سمعت حبيبي وصفتي (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «والذي بعثني بالحق نبيا، إنهم ليمرون على الخلق قياما على النجائب، فيقولون : الله أكبر، الله أكبر، فإذا قالوا ذلك سمعت لأمتي ضجيجا». فسأله أسامة بن زيد عن ذلك الضجيج ما هو؟

قال : «الضجيج : التسبيح و التحميد والتهليل ، فإذا قالوا : أشهد أن لا إله إلا الله ، قالت أمتي : إياه كتا نعبد في الدنيا، فيقال : صدقتم فإذا قالوا : أشهد أن محمدا رسول الله ، قالت أمتي : هذا الذي أتانا برسالة ربنا جل جلاله، آمنا به ولم نره . فيقال لهم : صدقت، هذا الذي أدى إليكم الرسالة من ربكم وكنتم به مؤمنين، فحقيق على الله أن يجمع بينكم وبين نبيكم. فينتهي بهم

ص: 547

إلى منازلهم ، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر».

ثم نظر إلي فقال لي : إن استطعت - ولا قوة إلا بالله - أن لا تموت إلآ مؤذنا ، فافعل.

فقلت : رحمك الله ، تفضل علي و أخبرني فإني فقير محتاج، وأد إلى ما سمعت من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فإنك قد رأيته ولم أره، و صف لي كيف وصف لك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بناء الجنة؟

قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول: «إن سور الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة، ولبنة من ياقوت، وملاطها(1)المسك الأذفر، و شرفها الياقوت الأحمروالأخضر والأصفر».

قلت : فما أبوابها؟

قال : أبوابها مختلفة : باب الرحمة من ياقوتة حمراء.

قلت : فما حلقته ؟

قال : ويحك ، كفت عني فقد كلفتني شططا (2).

قلت : ما أنا بكاف عنك حتى تؤدي إلى ما سمعت من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في ذلك .

قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، أما باب الصبر فباب صغير له مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له، وأما باب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان، مسيرة ما بينهما خمس مئة عام، له ضجيج وحنين يقول : اللهم جئني بأهلي.

قلت : هل يتكلم الباب ؟!

قال : نعم ينطقه ذوالجلال والإكرام، و أما باب البلاء.

قلت : أليس باب البلاء هو باب الصبر؟

قال : لا.

قلت : فيها البلاء؟

ص: 548


1- الملاط : طين يجعل بين كل لبنتين أو آجرتين أو حجرتين في البناء .
2- الشطط : التجاوز عن الحد ، والجور.

قال : المصائب والأسقام والأمراض والجذام، وهو باب من یاقوتة صفراء له مصراع واحد، ما أقل من يدخل منه.

قلت : رحمك الله ، زدني وتفضل علي فإني فقير.

قال : يا غلام، كلفتني شططا، أما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون ، وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عز وجل، المستأنسون به.

قلت : رحمك الله ، فإذا دخلوا الجنة ما ذا يصنعون؟

قال : يسيرون على نهرين في مصاف(1)في سفن الياقوت مجاذيفها(2) اللؤلؤ، فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها.

قلت : رحمك الله ، هل يكون من النور أخضر؟

قال : إن الثياب هي خضر و لكن فيها نور من نور رب العالمین جل جلاله ، يسيرون على حافتي(3)النهر.

قلت: فما اسم ذلك النهر؟

قال : جنة المأوى .

قلت : هل وسطها غير هذا ؟

قال : نعم جنة عدن، وهي في وسط الجنان، فأما جنة عدن فسورها ياقوت أحمر، وحصباؤها اللؤلؤ.

قلت : فهل فيها غيرها؟

قال : نعم جنة الفردوس.

قلت : وكيف سورها؟

قال : ويحك ، كف عني ، قد حيرت على قلبي.

ص: 549


1- قال في البحار : قوله : في مصاف : هو جمع المصف، أي موضع الصف، أي يسيرون مجتمعين مصطفين ، ويمكن أن يكون بالتخفيف ، من الصيف، أي في متسع يصلح للتنزه في الصيف ، وفي الفقيه : في «ماء صاف» وهو أظهر .
2- المجذاف : ما يجذف به السفينة .
3- حافة الوادي - بالتخفيف - : جانبه .

قلت: بل أنت الفاعل بي ذلك، ما أنا بكاف عنك حتى تتم لي الصفة، و تخبرني عن سورها.

قال : سورها نور.

قلت : والغرف التي هي فيها؟

قال : هي من نور رب العالمين .

قلت : زدني رحمك الله .

قال : ويحك ، إلى هذا انتهى إلي نبأ(1) رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة، وطوبى لمن يؤمن بهذا.

قلت : يرحمك الله ، انا والله من المؤمنين بهذا.

قال :ویحک، إنه من يؤمن أو يصدق بهذا الحق والمنهاج، لم يرغب في الدنياولا في زهرتها، وحاسب نفسه.

قلت: أنا مؤمن بهذا.

قال: صدقت، ولكن قارب وسدد ولا تياس، واعمل و لاتفرط ، وارج وخف واحذر. ثم بکی وشهق ثلاث شهقات ، فظنا أنه قد مات.

ثم قال: فداكم ابي وامي ، لو راکم محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) لقرت عينه حين تسألون عن هذه الصفه ثم قال : النجا النجا، الوحا الوحا ، الحیل الرحيل ، العمل العمل، و إياكم والتفريط.

ثم قال : ويحكم، اجعلوني في حل مما فرطت.

فقلت له: أنت في حل منا فاطت ، جزاك الله الجنة كما أديت وفعلت الذي يجب عليك.

ثم ودعني ، وقال لي : اتق الله، وأد إلى أمة محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) ما أدیت الیک.

فقلت : أفعل إن شاء الله.

قال: استودع الله دينك وأمانتك، وزودك التقوى، وأعانك على طاعته بمشيئته .

(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 1)

ص: 550


1- في نسخة : «انتهی بنا» .

(1044)48 (1)- أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال : حدثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبان قال : حدثنا الثوري، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت عبدالله بن شداد قال :

سمعت عليا صلوات الله عليه يقول : «ما سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يفدي رجلا بأبويه إلا سعدا، سمعته يقول : ارم سعد، فداك أبي وأمي».

(أمالی الطوسی: المجلس 14، الحديث 2)

(1045) 49(2) - حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل في منزله ببغداد في رجب سنة إحدى عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، قراءة عليه ، قال : حدثنا سعيد بن أبي النضر بن منصور أبو عثمان البزاز قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو[ بن دینار]:

ص: 551


1- 48 - وأخرجه ابن سعد في ترجمة سعد بن أبي وقاص من الطبقات الکبری : 3: 141، وأخرج أيضا عن عبدالله بن نمير ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن مسیب ، عن سعد نحوه . وأخرجه أحمد في مسند علي بن أبي طالب الا من مسنده : 1 : 124 عن وكيع ، عن سفيان ،عن سعد بن إبراهيم ، عن عبد الله بن شداد، وفي ص 137 عن محمد بن جعفر ، عن شعبة وحجاج ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عبدالله بن شداد. وأخرجه أيضا في ص 92 عن يعقوب وسعد ، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن شداد ، عن سعد بن الهاد، عن علي(عليه السلام). وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط : 6: 291 تحت الرقم 5623 عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن معمر بن بكار السعدي ، عن شريك ، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم ، عن عبدالله بن شداد . وأخرج في ص 389 تحت الرقم 5623 عن محمد بن الحسين القاضي، عن أحمد بن يونس ، عن نعيم بن يحيى ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص نحوه . وأخرج في الكبير : 1: 142 تحت الرقم 315 عن أبي يزيد القراطيسي، عن أسد بن موسى ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن بکیر بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه نحوه .
2- 49 - ورواه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، من صحيحه : 4: 2140ح 2 (2773) عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، وأحمد بن عبدة ، عن سفيان بن عيينة . ورواه أحمد في مسند جابر بن عبدالله من مسنده 3: 381 عن سفيان بن عيينة. ورواه أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار : 11:1 ح 18 عن عبد الغني بن رفاعة بن أبي عقيل اللخمي ، عن سفيان بن عيينة. ورواه أيضا في الحديث 19 عن الربيع المرادي ، عن أسد بن موسى ، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن عبدالملك بن أبي سليان ، عن أبي الزبير، عن جابر ، وفي الحديث 20 عن أحمد بن الحسين بن قاسم الكوفي ، عن أسباط بن محمد ، عن عبد الملك بتفاوت .

أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: «أتى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قبر عبدالله بن أبي بعد ما أدخل حفرته ، فأمر به فأخرج، فوضعه على ركبته أو: فخذه - فنفث فيه من ريقه وألبسه قمیصه!»الله اعلم.

(أمالی الطوسی: المجلس14، الحدیث 21)

ص: 552

باب 9 - ما أخبر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بوقوعه في أمته

(1046)1 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا أبوعبدالله جعفر بن محمد بن جعفر الحسني قال : حدثنا أبوموسی عیسی بن مهران قال : حدثنا أبو یشکر(1) البلخي قال : حدثنا موسى بن عبيدة [بن نشيط أبو عبد العزيز الربذي] ، عن محمد بن کعب القرظي ، عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا ليتني قد لقيت إخواني».

فقال أبو بكر وعمر : أو لسنا إخوانك ؟! آما بك وهاجرنا معك ؟

قال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «قد آمنتم وهاجرتم، ويا ليتني قد لقيت إخواني».

فأعادا القول، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أنتم أصحابي، لكن إخواني الذين يأتون من بعدكم يؤمنون بي ويحبوني وينصروني ويصدقوني وما رأوني ، فيا ليتني قد لقيت إخواني».

(أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 9)

(1047) 2(2) - أبو جعفر الطوسي قال : حدثني محمد بن محمد قال : حدثني أبوحفص عمر بن محمد الصيرفي قال : حدثني علي بن مهرويه القزويني قال : حدثني سليمان بن داوود الغازي قال : حدثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسی بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه

ص: 553


1- في بعض النسخ: «أبو الشكر»، وفي بعضها: «أبو شکر»، ولعله هو تصحیف «أبوالسكن » ، قال المزي في تهذيب الكمال : 28 : 6170/476 : مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد ، ويقال : مكي بن إبراهيم بن فرقد بن بشير التميمي الحنظلي البرجمي ، أبو السكن البلخي ، روی عن : ... وموسى بن عبيدة .
2- 2- وأخرجه الصدوق و في الحديث 28 من الباب 31 - ما روي عن الرضا (عليه السلام) من الأخبار المجموعة - من کتاب عیون أخبار الرضا(عليه السلام): 2: 32.

الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال :

قال رسول الله : «ثلاثة أخافهن على أمتي : الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج».

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 15)

(1048) 3(1) -أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني قال:حدثنا علي بن بحر قال : حدثنا قتادة بن الفضل (2)قال : سمعت هشام بن الغاز [بن ربيعة الجرشي الصيداوي] يحدث عن أبيه، عن جده ربيعة قال : سمعت أبا مالك صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) قال :

ص: 554


1- 3- وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 3: 279 تحت الرقم 3410. ورواه أيضا في ص 283 تحت الرقم 3419 قال : حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث ، عن مالك بن أبي مريم الحكمي : أن عبدالرحمان بن غنم الأشعري قدم دمشق، فاجتمع إليه عصابة متا، فذكرنا الطلاء، فما المرص فيه ، وما الكاره له ، فأتيته بعد ما خصنا فيه ، فقال : إني سمعت أبا مالك الأشعري صاحب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يحدث عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أنه قال : «ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات ، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير». ورواه أيضا الطبراني في مسند الشاميين : 3: 192 - 193 تحت الرقم 2061 بهذا الإسناد واللفظ . و روی نحوه عن أبي سعيد ، كما في المعجم الأوسط : 7: 459 تحت الرقم 6901 قال : حدثنا محمد بن المعافي بن أبي حنظلة الصيداوي قال : حدثنا محمد بن صدقة الخيلاني قال : حدثنا محمد بن خالد الوهبي، عن زياد بن أبي زياد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال: «یکون في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ في متخذي القينات، ولابسي الحرير، وشاربي الخمور. وروی نحوه أحمد في مسند عبدالله بن عمرو من مسنده : 2: 163 قال : حدثنا ابن نمير، حدثنا الحسين بن عمرو، عن أبي الزبير ، عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «یکون في أمتي خسف ، ومسخ ، وقذف». وروي نحوه عن عبدالله بن عمر قال : سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «یکون في أمتي خسف و مسخ وذلك في المكذبين بالقدر» ، رواه أحمد في مسند عبد الله بن عمر من مسنده : 2: 108، و أبوداوود في السنن: 5: 20 - 21 کتاب الستة (34) باب لزوم السنة (7) الحديث 4613، و الترمذي في السنن : 4: 456 كتاب القدر (33) باب 16 الحديث 2152، والبغوي في كتاب الإيمان من مصابيح الستة : 1: 142 - 143 باب الإيمان بالقدر الحديث 84
2- كذا في النسخ، وفي رواية الطبراني في المعجم الكبير : 3: 279 رقم 341: قتادة بن الفضيل، ذكره ابن حبان في الثقات : 7: 341 قال : قتادة بن الفضيل بن عبدالله بن قتادة الرهاوي ، كنيته أبوحمید ، يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة ، روى عنه علي بن بحر بن البري وأهل حران ، مات سنة مئتين ، وكان يخضب رأسه ولحيته ، وقد قيل : قتادة بن الفضل بن عبدالله . وفي الثقات 9: 22: قتادة بن الفضل بن عبدالله الرهاوي ، يروي عن أبيه ، روى عنه أحمد بن سلیمان ..لاحظ أيضا : التاريخ الكبير: 7: 187 وفيه : «قتادة بن الفضيل»، والجرح والتعدیل 7:135، والمؤتلف والمختلف : 2: 944 وفيهما «قتادة بن الفضل»، وتاريخ الإسلام وفيات 191 -200 ص 345، وتهذيب الكمال : 23: 518 - 520، وتهذيب التهذيب وفيهم: «قتادة بن الفضيل».

سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : «یکون في أمتي الخسف والمسخ والقذف» .

قال : قلنا : يا رسول الله، بم؟

قال : «باتخاذهم القينات (1)وشربهم الخمور».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 30)

ص: 555


1- القينات : جميع قينة : المغنية .

أبواب ما یتعلق بارتحاله (صلی الله عليه وآله وسلم)

باب 1- وصيته (صلی الله عليه وآله وسلم) عند قرب وفاته

(1049)1(1) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر قال : حدثني يوسف بن الحكم الخياط قال : حدثنا داوود بن رشيد قال : حدثنا سلمة بن صالح أبو إسحاق الجعفي الكوفي ، الأحمر، عن عبد الملك بن عبدالرحمان ، عن الأشعث (2)بن طليق قال : سمعت الحسن [بن الحسين] العرني، يحدث عن مرة:عن عبدالله بن مسعود قال : نعى إلينا حبيبنا ونبينا (صلی الله عليه وآله وسلم) نفسه - بأبي وأمي ونفسي له الفداء - قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت، فنظر إلينا، فدمعت عيناه ، ثم قال : «مرحبا بكم، حياكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، نفعكم الله، هداكم الله، وفقكم الله ، سلمكم الله، قبلكم الله، رزقكم الله، رفعكم الله ،

ص: 556


1- 1- ورواه البيهقي في دلائل النبوة : 7: 231 - 232 بإسناده عن سلام بن سليم الطويل ، عن عبد الملك بن عبد الرحمان ، عن الحسن العرني ، عن الأشعث بن طليق.وأخرجه ابن سعد في عنوان : «ذكر ما أوصى به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي مات فيه »من الطبقات الكبرى : 2: 256 - 257 عن محمد بن عمر، عن عبد الله بن جعفر ، عن ابن أبي عون ، عن ابن مسعود ، مع زيادات في آخر الحديث . ورواه الطبري في حوادث سنة 11 من الهجرة من تاريخه : 3: 192. وأورده ابن الجوزي في الحديث 1472 من «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 798، وبهامشه عن الزبيدي في الاتحاف : 10: 286. وأشار إليه الذهبي في ترجمة الأشعث بن طليق من میزان الاعتدال : 1: 265 / 998 ثم قال : رأيت ذلك في الجزء الثاني من حديث أحمد بن شبيب الحبطي ، فقال : حدثنا أبي عن عبد الرحمان بن شيبة ، حدثنا سعید بن عنبسة، حدثنا سلمة بن نبیط ، عن عبد الملك ، عن عبد الرحمان ، عن أشعث بن طليق أنه سمع الحسن العربي يحدث عن مرة ، عن ابن مسعود قال :«نعی لنا نبينا وحبيبنا نفسه ...» الحديث . وتابعه ابن حجر في لسان المیزان : 1: 704/ 1423، ثم ذكر الحديث عن البيهقي ، والسند المذكور فيه موافق للأمالي .
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل ولسائر المصادر ، وفي النسخ : «الأشقر» ، وفي نسخة منها : «الأسعد»، وكلاهما مصحفان. وانظر تخريج الحديث .

أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم، إني لكم نذير مبين ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإن الله تعالى قال لي ولكم:﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾(1)، وقال سبحانه : ﴿ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾(2).

قلنا : متى يا نبي الله أجلك؟

قال : «دنا الأجل والمنقلب إلى الله، وإلى سدرة المنتهى، وجئة المأوى ، والعرش الأعلى ، والكأس الأوفي، والعيش المهني».

قلنا : فمن يغسلك ؟

قال : «أخي وأهل بيتي الأدنى فالأدني».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 4)

(1050) 2(3) - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال :حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع قال : حدثنا إسماعيل بن أبان قال :

ص: 557


1- سورة القصص : 28 : 83.
2- سورة الزمر: 60: 39 .
3- 2 - وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام) من تاريخ دمشق : 3: 17 برقم 1036، والخوارزمي في أوائل الفصل الرابع من مقتل الحسين(عليه السلام)ص 38 وفي الفصل 6 من المناقب :ص 18ح 41 بإسناده إلى ابن مردويه ، عن عبد الرحمان بن محمد ، عن القاسم بن علي الطائي ، عن إسماعيل بن أبان . وفيه بعد كلام رسول الله له : «ادعوا لی حبیبی»: فدعوت أبابكر ، فنظر إليه رسول الله ، ووضع رأسه، ثم قال : «ادعوا لي حبيبي». فقلت : ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب فرأيته ما يريد غيره ، فلما رآه فرج الثوب ...، ورواه الديلمي في إرشاد القلوب: 2: 234 عن الخوارزمي. وأورده القاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 147 ح 85، والمحب الطبري في عنوان «ذکر أنه أدخله النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في ثوبه يوم توفي واحتضنه إلى أن قبص» من كتاب ذخائر العقبى ص 72، وفي الفصل 6 من الرياض النضرة : ج 1 ص 125، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص263. ورواه ابن الجوزي في باب فضائل علي(عليه السلام)من الموضوعات : ص 294 ح 44، والسيوطي في عنوان «مناقب الخلفاء الأربعة من اللالي : ص 374. ولاحظ ما رواه المفيد في الفصل 52 من كتاب الإرشاد ص 185 - 186.

حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه، عن إبراهيم[النخعي] ، عن (1) علقمة [بن قيس ]، والأسود، عن عائشة قالت:

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لما حضره الموت: «ادعوا لي حبيبي».

فقلت لهم: ادعوا له ابن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلما جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه .

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 5)

(1051) 3 (2)- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن رياح الأشجعي قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد الرواسي الخثعمي قال: حدثني عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد

ص: 558


1- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة إبراهيم بن سويد النخعي وعلقمة بن قيس ، و في النسخ : «إبراهيم بن علقمة».
2- 3- وروی نحوه الشيخ المفيد في الفصل 52 من الإرشاد : 1: 183 وما بعده . وأورد الطبرسي فقرات منه في أواخر الباب 4 من إعلام الوری : 1: 266. ولاحظ تخريج الحديث التالي .

الواسطي . قال إبراهيم بن محمد : ولقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدثني عن زید بن علي، عن أبيه، عن جده:

عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال : «كنت عند رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه، فكان رأسه في حجري، والعباس يذب عن وجه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ،فأغمي عليه إغماءة ثم فتح عينيه ، فقال : يا عباس، یا عم رسول الله ، اقبل وصيتي واضمن ديني وحداتي .

فقال : يا رسول الله ، أنت أجود من الريح المرسلة، وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ذلك ثلاثة يعيده عليه، والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : لأقولها لمن يقبلها ، ولا يقول - يا عباس - مثل مقالتك» .

قال : «فقال : يا علي، اقبل وصيتي ، واضمن ديني وعداتي».

قال : «فخنقتني العبرة، وارتج جسدي ، ونظرت إلى رأس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يذهب ويجيء في حجري ، فقطرت دموعي على وجهه، ولم أقدر أن أجيبه، ثم ثنى فقال : يا علي، اقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي».

قال: «قلت: نعم بأبي وأمي.

قال : أجلسني ، فأجلسته ، فكان ظهره في صدري ، فقال : يا علي، أنت أخي في الدنيا

والآخرة ، و وصيي وخليفتي في أهلي .

ثم قال : يا بلال ، هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها ومنطقتي التي أشدها على درعي.

فجاء بلال بهذه الأشياء، فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : ثم یا على فاقبض».

قال : «فقمت وقام العباس فجلس مكاني، فقمت فقبضت ذلك، فقال : انطلق

ص: 559

به إلى منزلك.

فانطلقت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلى فقال : هاك يا علي هذا في الدنيا والآخرة. والبيت غاض من بني هاشم والمسلمين ، فقال : يا بني هاشم ، یا معشر المسلمين ، لا تخالفوا عليا فتضلوا،ولا تحسدوه فتكفروا، يا عباس قم من مكان علي.

فقال : تقيم الشيخ و تجلس الغلام ؟!

فأعادها عليه ثلاث مرات، فقام العباس فنهض مغضبا وجلست مكاني، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا عباس، یا عم رسول الله ، لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك ، فيدخلك سخطي عليك التار. فرجع فجلس».

(أمالي الطوسي : المجلس 22، الحديث 12)

(1052) (1)4 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس

القرشي قال : حدثنا أيوب بن نوح بن دراج قال : حدثنا محمد بن سعید بن زائدة ،عن أبي الجارود زیاد بن المنذر، عن محمد بن علي ، وعن زید بن علي، كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي:

عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال : «لا تقل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه ، كان رأسه في حجري والبيت مملوء من أصحابه من المهاجرين والأنصار، والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه، فجعل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يغمى عليه ساعة ويفيق ساعة، ثم وجد خقة، فأقبل على العباس فقال : يا عباس يا عم النبي، اقبل وصيتي في أهلي وفي أزواجي ، واقض ديني ، وانجز عداتي ، و ابرأ ذمتي .

ص: 560


1- 4 - وروى الشيخ الصدوق (قدس سره) نحوه في باب 131 - العلة التي من أجلها أوصى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى على ل دون غيره - من علل الشرائع : 166 ح 1 بإسناده عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه، عن جده عليه ، وفي ص 168ح 2 بإسناده عن إبراهيم بن إسحاق الأزدي ، عن محمد بن عبدالله ، عن زيد بن علي، وفي ص 168 ح 3 بإسناده عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي.

فقال العباس : يا نبي الله ، أنا شیخ ذو عيال كثير، غير ذي مال محدود، و أنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة، فلوصرفت ذلك عتي إلى من هو أطوق له مني.

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها، ومن لايقول مثل ما تقول، يا علي، هاکها خالصة لايحاقك فيها أحد، يا علي، اقبل وصيتي وأنجز مواعيدي وأد ديني ، يا علي اخلفني في أهلي ، وبلغ عني من بعدي.

قال علي : «فلما نعى إلى نفسه، رجف فؤادي والتي على لقوله البكاء، فلم أقدر أن أجيبه بشيء، ثم عاد لقوله فقال : يا علي، أوتقبل وصيتي»؟

قال : «فقلت . وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين -: نعم، یا رسول الله .

فقال (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا بلال، ائتني بسوادي(1)، ائتني بذي الفقار، ودرعي ذات الفضول، ائتني بمغفري ذي الجبين ، ورايتي العقاب ، وائتني بالغيرة والممشوق(2). فأتي بلال بذلك كله إلآ درعه كانت يومئذ مرتهنة.

ثم قال : ائتني بالمرتجز ، والعضباء ، ائتني باليعفور والدلدل(3). فأتي بها، فأوقفها بالباب .

ثم قال : ائتني بالأتحمة والسحاب (4). فأتاه بها، فلم يزل يدعو بشيء شيء، فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب، فطلبها فأتي بها، والبيت غاض يومئذ بمن فيه من المهاجرين والأنصار.

ثم قال : يا علي، قم فاقبض هذا. ومد اصبعه وقال : في حياة متي، وشهادة من في

ص: 561


1- سواد الأمير : ثقله . يقال : لفلان سواد : أي مال كثير .
2- العنزة : شبه العكازة ، أطول من العصا وأقصر من الرع، ولها زجت من أسفلها . والممشوق من القضبان : الطويل الدقيق .
3- المرتجز : فرس رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، سمي به لحسن صهیله . والعضباء : ناقته (صلی الله عليه وآله وسلم) ، سميت به لنجابتها . و اليعفور حماره (صلی الله عليه وآله وسلم) ، والدلال : بغلة شهباء كانت له (صلی الله عليه وآله وسلم) .
4- الأتحمية : ضرب من البرود ينسج في بلاد العرب. والسحاب : عمامة كانت للنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) .

البيت ، لكيلا ينازعتك أحد من بعدي.

فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي [ثم رجعت]، فقال : يا علي، اجلسني . فأجلسته و أسندته إلى صدري».

قال علي(عليه السلام) : «فلقد رأيت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وإن رأسه ليثقل ضعفة، وهو يقول يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم : إن أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب ، يقضي ديني، وينجز موعدي، یا بني هاشم، یا بني عبد المطلب ، لا تبغضوا علي ، ولاتخالفوا أمره فتضلوا، ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا، أضجعني يا علي .

فأضجعته، فقال : يا بلال ائتني بولدي الحسن و الحسين . فانطلق فجاء بهما، فأسندهما إلى صدره ، فجعل (صلی الله عليه وآله وسلم) يشمهما».

قال علي(عليه السلام) : «فظننت أنها قد غماه - قال أبوالجارود: يعني أكرباه - فذهبت

الآخذهما عنه، فقال : دعهما يا علي، يشماني وأشتهما، ويتزودا متي وأتزود منهما،

فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا، فلعن الله من يخيفهما ، اللهم إني أستودعكهما وصالح

المؤمنين»(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 27، الحديث 1)

(1053) 5(2) - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن فيروز بن غیاث الجلاب بباب الأبواب، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني، ويعرف بفضلان صاحب الجار، قال: حدثني أبي الفضل بن مختار، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي، عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة قال : حدثني أبو عامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال :

ص: 562


1- لاحظ عنوان «فصل في وفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) » من مناقب آل أبي طالب - لابن شهر آشوب -293 :1.
2- 5. ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة الواقعة في تفسيره ص 464 - 465 ح 607(11) عن عبدالله بن العباس ، عن سلمان، مع مغايرة ونقيصة . و من قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «إن الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين» إلى آخر الآية الكريمة ، أخرجه محمد بن سلیمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) : 406:1 - 407ح 324 من طريق ابن عباس بزیادة في آخره. وأخرجه السيوطي في تفسير الآية 33 من سورة الأحزاب في الدر المنثور: 9: 605 نقلا عن الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه و أبي نعيم والبيهقي معين في الدلائل كلهم من طريق ابن عباس . وانظر ما رواه سليم بن قيس في الحديث 1 من كتابه : 2: 565، والقاضي النعمان في شرح الأخبار : 1: 118 - 119 ح 43.

حدثني سلمان الفارسي(رضی الله عنه)قال : دخلت على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه ، فجلست بين يديه وسألته عما يجد، وقمت لأخرج ، فقال لي : «اجلس یا سلمان، فسيشهدك الله عز وجل أمر، إنه لمن خير الأمور».

فجلست، فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته، ورجال من أصحابه ، ودخلت فاطمة (عليها السلام) ابنته فيمن دخل، فلما رأت ما برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها، فأبصر ذلك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : «ما يبكيك يا بنية، أقر الله عينك، ولا أبكاها»؟

قالت : «وكيف لا أبكي، وأنا أرى ما بك من الضعف».

قال لها: «يا فاطمة، توكلي على الله، واصبري کا صبر آباؤك من الأنبياء، وأمهاتك من أزواجهم ، ألا أبشرك يا فاطمة»؟

قالت: «بلی ، یا نبي الله أو قالت : يا أبه -» .

قال : «أما علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا، وبعثه إلى كافة الخلق رسولا، ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا.

یا فاطمة، إن عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا، وأقدمهم سلما، و

أعلمهم علما، وأحلمهم حلما، وأثبتهم في الميزان قدرا».

فاستبشرت فاطمة(عليها السلام)، فأقبل عليها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال: «هل سررتك یا

فاطمة» ؟

قالت: «نعم، يا أيه».

ص: 563

قال : «أفلا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله» ؟

قالت : «بلی یا نبي الله».

قال :«إن عليا أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من هذه الأمة، هو وخديجة أمك، وأول من وازرني على ما جئت.

یا فاطمة، إن عليا أخي وصفي، وأبوولدي، إن عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله ولايعطاها أحد بعده ، فأحسني عزاك، واعلمي أن أباك لاحق بالله عز وجل».

قالت: «يا أبتاه فرحتني وأحزنتني».

قال : «كذلك يا بنية أمور الدنيا، يشوب سرورها حزنها، وصفوها کدرها، أفلا أزيدك يا بنية»؟

قالت: «بلی یا رسول الله».

قال : «إن الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعليا في خيرهما قسما ، وذلك قوله عز وجل:﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾(1)، ثم جعل القسمين قبائل، فجعلنا في خيرها قبيلة، وذلك قوله عز وجل:﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ (2)، ثم جعل القبائل بیوتا، فجعلنا في خيرها بيتافي قوله سبحانه : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾(3).

ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي، واختار عليا والحسن والحسين واختارك ، فأنا سيد ولد آدم، وعلى سيد العرب، وأنت سيدة النساء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ومن ذريتكما الهدي ، يملا الله عز وجل به الأرض عدلا ، كما ملئت من قبله جورا».

(أمالي الطوسي : المجلس 28، الحديث 2)

ص: 564


1- سورة الواقعة : 56: 27.
2- سورة الحجرات : 49: 13 .
3- سورة الأحزاب : 33: 33.

(1054)6(1) -أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبوحفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي قال: حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة الجوهري قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثنا أحمد بن صالح قال : حدثنا عنبسة[ بن خالد بن یزید] قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب، عن عبيد الل بن عبدالله بن عتبة:

عن عبدالله بن العباس قال : لما حضرت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الوفاة و في البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «هلموا أكتب لكم كتابة لن تضلوا بعدا أبدا».

فقال عمر: لا تأتوه بشيء، فإنه قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا کتاب الله.

فاختلف أهل البيت واختصموا(2)، فمنهم من يقول : قوموا(3) يكتب لكم رسول الله، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما كثر اللغط(4) والاختلاف، قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «قوموا عني».

قال عبيد الله بن عبدالله بن عتبة : وكان ابن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بین رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم.

(أمالي المفيد: المجلس 5، الحديث 3)

ص: 565


1- 6- خبر طلب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) الدواة والكتف، ومنع عمر عن ذلك مع اختلاف ألفاظه متواتر بالمعنى، وله مصادر كثيرة ، أذكر بعضها: أخرجه البخاري في صحيحه : 1: 39 باب كتابة العلم من كتاب العلم، و4: 121 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب من كتاب الجزية، و 6:11 - 12 باب کتاب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إلى کسری وقيصر من کتاب المغازي ، و 7: 156 باب قول المريض : «قوموا عني» من كتاب المرضى ، و 9: 137 باب كراهية الخلاف من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة . ورواه ابن سعد في عنوان «ذكر الكتاب الذي أراد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أن يكتبه لأمته في مرضه الذي مات فيه» من كتاب الطبقات : 2: 244 ، وانظر أيضأ ص 242 - 243. وأخرجه أحمد في مسند عبد الله بن العباس من المسند : 1: 324 و 336 و 355، وفي مسند جابر : 3: 346، وعبد الرزاق في المصنف : 5: 438، ح 9757. وأخرجه الطبري في التاريخ : 3: 192 - 193 عند ذكر وفاة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من حوادث سنة 11من الهجرة. ورواه مسلم في صحيحه : 2: 1257 کتاب الوصية برقم 1637 وما بعده. وأخرجه النسائي في كتاب العلم من سننه : 3: 433 ح 5852 و 5854 باب كتابة العلم (11)، وانظر الحديث 1 من الباب 13 - كتابة الألواح في الألواح والأكتاف .. ورواه الشيخ المفيد في الفصل 52 من الإرشاد ص 184. وأورده الطبري الإمامي في المسترشد ص 680 - 681 تحت الرقم 350، وقال : روى ذلك عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ، عن ابن عباس . وأخرجه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في باب ما جاء في همه بأن يكتب لأصحابه کتاب حين اشتد به الوجع يوم الخميس ...» من دلائل النبوة : ج 7 ص 181 - 184. ورواه ابن الجوزي في الحديث 1464 من «ألوفا بأحوال المصطفي» : ص 794. وأخرجه سبط ابن الجوزي في الباب الرابع من كتاب تذکرة الخواص، قبل عنوان «حديث مسير علي (عليه السلام)إلى البصرة» بصفحة ، نقلا عن كتاب سر العالمين وكشف ما في الدارين - لأبي حامد الغزالي .. وأورده ابن شهر آشوب في عنوان «فصل في وفاة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) » من المناقب : 1: 234 - 236. وأخرجه الذهبي في تاريخ الإسلام - السيرة النبوية - ص 552 وقال : متفق عليه ، وأخرج نحوه في ص 55 من طريق سعید بن جبير عن ابن عباس ، وقال : متفق عليه. ولاحظ أيضا : المصتف - لعبدالرزاق -: 5: 438 ح 9758، ومسند الحميدي : 1: 241ح 526، ومسند أبي يعلى : 4: 298 ح 2409، والمعجم الكبير للطبراني -: 30:11 ح 10961- 10962 وص 352 ح 12261، والسنن الكبري - للبيهقي -: 9: 207، وشرح السنة - للبغوي -: ح 2755، وفتح الباري في شرح صحيح البخاري - لابن حجر العسقلاني -:208:1 برقم 114، و ج 8 ص 132 برقم 4431 - 4432، وعنوان «باب وصية النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عند قرب وفاته» من بحار الأنوار - للعلامة المجلسي -: 22: 468 برقم 19 ، وص 672 - 473برقم 21، وص 474 برقم 22، وص 498 برقم 44.
2- في نسخة : «فتخاصموا».
3- في البحار : «قربوا» ، وجعل «قوموا» نسخة أخرى .
4- اللغط : صوت لايفهم معناه.

ص: 566

(1055) 7(1)- وعن أبي حفص الصيرفي قال: أخبرنا جعفر بن محمد الحسني قال : حدثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا يونس بن محمد قال : حدثنا عبد الرحمان بن الغسيل قال : أخبرني عبد الرحمان بن خلاد الأنصاري ، عن عكرمة :

عن عبدالله بن عباس قال : إن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه ، فقالوا: یا رسول الله ، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك.

فقال: «وما يبكيهم»؟

قالوا: يخافون أن تموت.

فقال : «أعطوني أيديكم». فخرج في ملحفة و عصابة حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :«أما بعد، أيها الناس فما تنكرون من موت نبيكم؟ أم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟ لوخلد أحد قبلي ثم بعث إليه لخلدت فيكم، ألا إني لايق بربي، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : کتاب الله تعالى بين أظهركم، تقرءونه صباحا ومساء، فلاتنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله ، وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي ، وأنا أوصيكم بهم، ثم أوصيكم بهذا الحي من الأنصار، فقد عرفتم بلاهم عند الله عز وجل، وعند رسوله، وعند المؤمنين ، ألم يوسعوا في الديار ويشاطروا(2) الثمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة ؟ فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن

ص: 567


1- 7- وأخرجه ابن سعد في عنوان «ذكر ما قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي مات فيه ،للأنصار رحمهم الله» من كتاب الطبقات الکبری : 2: 252 بمغايرة في بعض الألفاظ .
2- يشاطروا : أي يقاسموا .

مسيئهم». وكان آخر مجلس جلسه حتى لقي الله عز وجل.

(أمالی المفید: المجلس 6، الحديث 6)

(1056) 8(1)- أخبرني أبو جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، عنإبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن مروان، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبي بصير:

عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)قال : «لما حضر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الوفاة نزل جبرئیل(عليه السلام)فقال له جبرئیل : یا رسول الله ، هل لك في الرجوع؟

قال : لا ، قد بلغت رسالات ربي.

ثم قال له: [یا رسول الله] أتريد الرجوع إلى الدنيا ؟

قال : لا ، بل الرفيق الأعلى.

ثم قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) للمسلمين وهم مجتمعون حوله: «أيها الناس، لانبي بعدي ،ولاسنة بعد سنتي، فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في التار، ومن ادعى ذلك فاقتلوه ،ومن اتبعه فإنهم في النار، أيها الناس أحيوا القصاص، وأحيوا الحق، ولا تفرقوا وأسلموا وسلموا تسلموا ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(2).

(أمالي المفيد: المجلس 6 ، الحديث 15)

(1057) 9 - أخبرني أبوالحسن علي بن محمد الكاتب قال : حدثنا الحسن بن علي

الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أبو عمرو حفص بن عمر الفراء قال : حدثنا زید بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خربوذ قال : سمعت أبا عبيد الله مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي(عليه السلام)قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لخطبة

ص: 568


1- 8- وروى صدر الحديث ابن شهر آشوب في باب وفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المناقب : 1: 237 وفي ط ص 294، والطبرسي في نفس العنوان من إعلام الوری : 1: 269.
2- سورة المجادلة : 21:58 .

خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوا على علي بن أبي طالب(عليه السلام)و میمونة مولاته ، فجلس على المنبر، ثم قال : «يا أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين».

وسکت.

فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ما هذان الثقلان؟

فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن ، وقال : «ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما، ولكن ربوت (1) فلم أستطع، سبب طرفه بيد الله وطرف بایدیکم، تعملون فيه كذا وكذا، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي».

ثم قال : «وأيم الله، إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجی عندي من كثير منكم». ثم قال : «والله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه(2) يوم القيامة».

فقال أبو جعفر(عليه السلام) : «إن أبا عبيد الله يأتينا بما يعرف(3)».

(أمالي المفيد : المجلس 16، الحديث 3)

(1058)10(4)- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد النحوي التمار قال : حدثنا محمد بن الحسن (5) قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا صالح بن عبدالله قال : حدثنا هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق

ص: 569


1- الربو: التهيج وتواتر النفس الذي يعرض للمسرع في مشيه وحركته .
2- في بعض النسخ : «احتجبه الله عنه».
3- في هامش البحار : «ما نعرف - خ ل».
4- 10 - ورواه نصر بن مزاحم في «وقعة صقين»: ص 223 - 225 عن عمر بن سعد ، عن أبي يحيى ، عن محمد بن طلحة ، عن أبي سنان الأسلمي ، بتفاوت يسير ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 65 من نهج البلاغة : 181:5.
5- الظاهر أنه محمد بن الحسن بن موسی بن سماعة ، الذي يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كما في ترجمة أبي نعيم من تهذيب الكمال ، وفي أمالي الطوسي : محمد بن الحسين .

السبيعي:

عن الأصبغ بن نباتة(رحمه الله) ، عن أمير المؤمنين (صلی الله عليه وآله وسلم) (في خطبة له (صلی الله عليه وآله وسلم) ) قال : «ولقدقبض النبي وإن رأسه لفي(1) حجري، ولقد وليت غسله بيدي، تقلبه الملائكة المقربون معي».

(أمالي المفيد: المجلس 27، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 14)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة ، في الباب من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان .

ص: 570


1- في أمالي الطوسي: «في».

باب 2 - ما قاله (صلی الله عليه وآله وسلم) لابنته سيدة النساء(عليها السلام)

(1059)1(1) - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه)قال : حدثنا أحمد بن علوية الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا زکریا بن أبي زائدة قال : حدثنا فراس [بن يحيى]، عن الشعبي، عن مسروق:

عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة(عليها السلام)تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «مرحبا بابنتي». فأجلسها عن يمينه ، أو عن شماله ، ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت ، فقلت لها : حدثك رسول الله بحديث فبکیت ، ثم حدثك بحديث فضحكت ، فما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن من فرحك ؟! وسألتها عما قال.

ص: 571


1- 1- ورواه عن أبي نعيم جماعة ، منهم : إبراهيم بن الحسن، وأحمد بن سليمان، وأحمد بن حنبل ، و عیسی بن عبدالله الطيالسي ، وعلي بن عبد العزيز، وفهد، ومحمد بن إسحاق الصغاني ،ومحمد بن سعد ، ومحمد بن إسماعيل البخاري. أما رواية إبراهيم بن الحسن ، فرواه محمد بن سلمان الكوفي في المناقب : 2: 208ح179. وأما رواية أحمد بن سلمان ، فرواه النسائي في الحديث 131 من الخصائص . وأما رواية أحمد بن حنبل ، ففي المسند : 6: 282 في أول مسند فاطمة (عليها السلام). وأما رواية الطيالسي، ففي ترجمة فاطمة (عليها السلام)من أسد الغابة : 5: 522. وأما رواية علي بن عبد العزيز ، فرواه الطبراني في المعجم الكبير : 22: 418ح 1032. وأما رواية فهد ، فرواه الطحاوي في الباب 16 من مشکل الآثار: 1: 35 ح 97. وأما رواية الصغاني ، فرواه الحاكم في فضائل فاطمة الزهراء : ص 120، ح 159 ، البيهقي في دلائل النبوة : 6: 364 باب ما جاء في إخبار ابنته بوفاته . وأما رواية البخاري ، ففي عنوان «باب علامات النبوة» من صحيحه : 4: 147 - 248: 3625. وأما رواية ابن سعد ، ففي الطبقات الکبری : 2: 268 باب ذكر ما قاله لفاطمة في مرضه، و 8: 26 في ذكر بنات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : فاطمة. ورواه ابن راهويه ، في مسنده : 4: 245 /ب، والبلاذري في أنساب الأشراف: 1: 552 من طريق أبي نعيم ورواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبدالله بن نمير ، وأبوه نمير أيضا، جميعهم عن زکریا ، كما في باب فضائل فاطمة علي من صحيح مسلم: 4: 1905. ورواه أيضأ خصوص عبدالله بن نمير ، عن زکریا ، كما في سنن ابن ماجة : 1: 518ح 1621 في كتاب الجنائز، باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، والأحاد والمثاني - لابن أبي عاصم -: 327/ أ. ورواه عبيد الله بن موسى ، عن زکریا ، كما في الحديث التالي. ورواه أبو عوانة ، عن فراس : الحديث 132 من خصائص النسائي ، صحيح البخاري : ج 8ص 79 کتاب الاستئذان : باب من ناجي بين يدي الناس : ح 1، صحیح مسلم : : 1904ع1904، باب فضائل فاطمة عليه من كتاب الفضائل، مسند الطيالسي : ح 1373، وعنه الطحاوي في مشكل الآثار: ح 95، وأبو نعيم في حلية الأولياء : 2: 39 ح 1 من ترجمة فاطمة علي ، فضائل فاطمة الزهراء للحاکم : ص 120 - 121، ح 161. ورواه جابر الجعفي ، عن الشعبي ، كما في حلية الأولياء : 2: 40 إشارة . ورواه سعدان بن يحيى عن زکریا ، كما في باب فضائل فاطمة لا من كتاب المناقب من السنن الكبرى - للنسائي -:96:5 ح 4. وللحديث شواهد كثيرة من رواية سائر الصحابة .

فقالت: «ما كنت لأفشى سر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » .

حتى إذا قبض سألتها، فقالت: «إنه أسر إلى فقال : إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة واحدة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراني إلا وق حضر أجلي، وإليك أول أهل بيتي حوقا بي، ونعم الشلف أنا لك. فبكيت لذلك ، ثم قال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة ؟ أو: نساء المؤمنين ؟فضحك لذلك».

(أمالي الصدوق : المجلس 87، الحديث 2)

ص: 572

(1060) 2 (1)- أبو جعفر الطوسي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : حدثنا زكريا، عن فراس ، عن مسروق:عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة (عليها السلام)تمشي، لا والله الذي لا إله إلا هو ما مشيتها تخرم من مشية رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلما رآها قال «مرحبا بابنتي» - مرتين -.قالت فاطمة(عليها السلام) : فقال لي: «أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين - أو: سيدة نساء هذه الأمة -»؟

(أمالي الطوسي : المجلس : 12، الحديث 9)

(1061) 3(2)2 - أخبرنا أبو عبد الله حمویه بن علي بن حمويه قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن بكر الهزاني قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي قال : حدثنا عثمان بن عمر، عن إسرائيل ، عن ميسرة بن حبیب ، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة:

عن عائشة قالت: ما رأيت من الناس أحدا أشبه كلاما وحديثا برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من فاطمة ، كانت إذا دخلت عليه رحب بها، وقبل يدها، و أجلسها في

مجلسه ، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به ، وقبلت يديه، و دخلت عليه في مرضه فساژها فبكت، ثم ساها فضحكت ، فقلت : كنت أرى لهذه فضلا على النساء، فإذا هي امرأة من النساء، فبينما هي تبكي إذ ضحكت ! فسألتها فقالت : «إني [إذن] لبذرة (3)».

فلما توفي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) سألتها فقالت: «إنه أخبرني أنه يموت، فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به ، فضحكت».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 40)

ص: 573


1- 2- لاحظ الحديث السابق وتخريجه.
2- 3- ورواه الدولابي في الذرية الطاهرة : ص 140 ح 175. وصدر الحديث رواه النسائي في الباب 74 من سننه : 5: 96 ح 8369، والبيهقي في سننه : 101:7 في باب ما جاء في قبلة الرجل ولده ، وابن حبان في صحيحه : (الإحسان : 09 53 رقم 6914)، وأبو داوود في سننه : 4: 355 باب ما جاء في القيام رقم 5217، والحاكم في المستدرك : 3: 159 - 160 ، وابن عبدالبر في الاستيعاب في القسم الرابع في ترجمة فاطمة(عليها السلام):ص 1896، والذهبي في ترجمتها(عليها السلام)من تاريخ الإسلام : وفیات سنة 11: ص 46 عن ابن السراج ، والمقدسي في «التبيين في أنساب القرشيين» ص 91، والزرندي في نظم درر السمطين :ص 180.
3- البذرة : التي تفشي السر وتظهر ما تسمعه .

باب 3 - وفاته وغسله والصلاة عليه ، ودفنه (صلی الله عليه وآله وسلم)

(1062) 1(1)- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال :

أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي قال : حدثنا محمد بن عمار العبسي قال : حدثنا أحمد بن طارق الوابشي قال : حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبیدالله ، عن عون بن [عبیدالله بن] أبي رافع ، عن أبيه : :

عن علي بن أبي طالب عل؟ قال : «دخلت على نبي الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبي (صلی الله عليه وآله وسلم) نائم ، فلما دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمك ، فأنت أحق به متي. فدنوت منهما، فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في حجري كما كان في حجر الرجل، فكنت ساعة، ثم إن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) استيقط فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره ؟

فقلت : لما دخلت عليك دعاني إليك ثم قال : ادن إلى ابن عمك، فأنت أحق به

ص: 574


1- 1- ورواه الخوارزمي في الفصل 14 من المناقب : ص 139 ح 108. ورواه الحب الطبري في ذخائر العقبی : ص 94 في عنوان «ذکر رؤية علي جبرئیل علم وکلام جبرئیل(عليه السلام)»، وفي نفس العنوان من الفصل 9 من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من الرياض النضرة : 2: 182 ، وقال : أخرجه أبو عمر محمد النحوي .

مني، ثم قام فجلست مكانه.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : فهل تدري من الرجل ؟

قلت : لا بأبي وأتي.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : ذاك جبرئیل(عليه السلام)، كان يحدثني حتى خفت عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره».

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 88)

(1063) 2(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)قال : حدثنا أبو أحمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن عيسى قال : حدثنا علي بن سعيد بن بشير قال : حدثنا ابن كايب قال : حدثنا عبد الله بن میمون المكي قال :

ص: 575


1- 2- وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 3: 128 - 129 تحت الرقم 2890 وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 35:9 والهندي في كنز العمال : 7: 263 - 264 ح 18825.وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة : 7: 267 - 268 في عنوان «ما جاء في عظم المصيبة التي نزلت بالمسلمين بوفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ». وأخرجه أيضا في «باب ما يؤثر عنه (صلی الله عليه وآله وسلم) من ألفاظه في مرض موته ، وما جاء في حاله عند وفاته» ص 210 بإسناده عن عبد الواحد بن سلیمان الحارثي ، عن الحسن بن علي، عن محمد بن علي ، إلى قوله في آخر الحديث : «فإن المصاب من حرم الثواب». ورواه ابن الجوزي في الحديث 1479 من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 802- 803 إلى آخر كلام جبرئیل عل : «إنما كنت حاجتي من الدنيا». وأورده السيوطي في باب «ما وقع عند احتضاره (صلی الله عليه وآله وسلم) من الآيات والخصائص» من كتاب الخصائص الکبری 2: 273 وعزاه إلى ابن سعد والبيهقي ، وقال أيضا: وأخرجه العدني في مسنده. وانظر ما رواه الطبرسي في «وفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » في إعلام الوری : 1: 269. ومن قوله : «فلما توفي» إلى قوله : «والسلام عليكم ورحمة الله» رواه في عنوان «ما روي من حديث خضر (عليه السلام)» من كمال الدين : 2: 392 تحت الرقم 7، ورواه أيضا في ص 391 برقم 5 عن الإمام الرضا(عليه السلام) ، و نحوه تحت الرقم 6. ورواه العياشي في تفسير الآية 185 من سورة آل عمران في تفسيره: 210:1 برقم 168، و نحوه في ص 209 برقم 166و 167. ورواه ابن سعد في عنوان «ذكر التعزية برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من كتاب الطبقات الكبرى : 2:270 بسند آخر عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليهم السلام) .ورواه أيضا أبو نعيم في أول الفصل 28 من دلائل النبوة : 2: 508 تحت الرقم 508. وقال محقق الكتاب في هامشه : أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير من طريق علي بن أبي علي الهاشمي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب ، ورواه محمد بن منصور الجزار، عن محمد بن جعفر بن محمد، وعبدالله بن میمون القداح ، جميعا عن جعفر بن محمد. ورواه محمد بن أبي عمر ، عن محمد بن جعفر. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان : «فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء(عليه السلام)» من المناقب : 2: 280. وأورده الفتال النيسابوري في عنوان : «مجلس في ذكر وفاة سيدنا ومولانا (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 71 - 72. وأخرج نحوه الحاكم في كتاب المغازي من المستدرك : 3: 56 - 57 عن أنس. ولاحظ ما رواه الكليني و في الحديث 19 من الباب 1 من أبواب التاريخ من كتاب الحجة من الكافي : 1 : 445-446 ، وباب التعزي من كتاب الجنائز من الكافي : 3: 220 - 221 ح 4-8 فإنه رواه - أو قريبا منه - بأسانيد عن هشام بن سالم ، والحسين بن المختار ، وزيد الشام، و أبي الجارود، وعبدالله بن الوليد ، كلهم عن أبي جعفر(عليه السلام) .وانظر أيضا ما أورده اليعقوبي في عنوان «الوفاة» من تاريخ النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) من تاريخه: 2: 112فإنه رواه بمغايرة ونقيصة وزاد في آخره: فقيل لجعفر بن محمد : من کنتم ترونه؟ فقال : جبریل .ولاحظ تخريج الحديث التالي.

حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن علي بن الحسين(عليه السلام): أنه دخل عليه

رجلان من قريش ، فقال : «ألا أحدثكما عن رسول الله» ؟فقالا: بلى ، حدثنا عن أبي القاسم.

ص: 576

قال : سمعت أبي يقول: «لما كان قبل وفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام هبط عليه جبرئیل ، فقال : يا أحمد، إن الله أرسلني إليك إكرامة وتفضيلا لك و خاصة، يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك يا محمد؟

قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : أجدني يا جبرئیل مغمومة، وأجدني يا جبرئیل مکروبا.

فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت، ومعهما ملك يقاله له:«إسماعيل» في الهواء على سبعين ألف ملك، فسبقهم جبرئیل(علیه السلام) فقال : يا أحمد، إن الله

عز وجل أرسلني إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك، فقال : كيف تجدك يا محمد؟

قال : أجدني يا جبرئيل مغموما، وأجدني يا جبرئيل مكروبا.

فاستأذن ملك الموت، فقال جبرئیل(علیه السلام): يا أحمد، هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك.

قال : ائذن له.

فأذن له جبرئيل (علیه السلام)، فأقبل حتى وقف بين يديه ، فقال : يا أحمد، إن الله

أرسلني إليك، و أمرني أن أطيعك فما تأمرني ، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، و

إن كرهت تركتها.

فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : أتفعل ذلك يا ملك الموت ؟

قال : نعم ، بذلك أمرت أن أطيعك فما تأمرني.

فقال له جبرئیل عا : یا أحمد، إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك.

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : يا ملك الموت ، امض لما أمرت به.

فقال جبرئیل (علیه السلام): هذا آخر وطني الأرض(1)، إنما كنت حاجتي من الدنيا .

فلا توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب جاءت التعزية، جاءهم آت يسمعون حسه و لایرون شخصه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،﴿كُلُّ

ص: 577


1- قال في البحار : لعل المراد آخر نزولي لتبليغ الرسالة، فلاينافي الأخبار الدالة على نزوله (علیه السلام)بعد ذلك ، أو مراده : اني لا أريد بعد ذلك نزولا إلا أن يشاء الله .

نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾(1)، إن في الله عز وجل(2) عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال علي بن أبي طالب(علیه السلام): هل تدرون من هذا ؟ هذا الخضر(علیه السلام) ».

(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 11)

(1064) 3(3) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الجنائي البصري قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله لا قال: «لما قبض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، سمعوا صوتا من جانب البيت ولم يروا شخصا، يقول :﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ (4)، ثم قال : في الله خلق من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودرك لما فات».

ص: 578


1- سورة آل عمران : 3: 185.
2- قال العلامة المجلسي(قدس سره): «إن في الله»: أي في ذاته تعالى ، فإنه تعالى أنفع للباقي من كل هالك ، أو في طاعة الله حيث أمر بالصبر، أو في التفكر في ثواب الله وما أعد للصابرين من عظيم الأجر.
3- 3- ورواه العياشي في تفسير الآية 185 من سورة آل عمران في تفسيره: 210:1 برقم168، ونحوه في ص 209 برقم 166 و 167. ورواه الكليني في باب التعزي من كتاب الجنائز من الكافي : 3: 221 ح 4 إلى قوله : «من حرم الثواب».ولاحظ تخريج الحديث المتقدم .
4- سورة آل عمران: 3: 185.

قال : «فبالله فتقووا، وإياه فارجوا، فإن المحروم من يحرم الثواب ، واسترعوا عورة نبيكم» (1).

ولما وضعه على(علیه السلام)على سريره نودي : يا علي، لا تخلع القميص».

قال : «فغسله في قمیصه».

ثم قال : قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «يا علي، إذا أنا مت فغسلني ، فإنه لايرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه» (2).

قال : فقال علي(علیه السلام) : «یا رسول الله ، إنك رجل ثقيل، ولابد لي من يعينني»؟

قال : فقال له:«إن جبرئيل معك يعينك، ولينار لك الفضل بن عباس الماء، ومره فليعصب عينيه ، فإنه لايرى أحد عورتي غيرك إلا انفقات عيناه»(3).

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 9)

(1065) 4 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زکریا

العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن يسار قال : حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر:عن أمير المؤمنين(علیه السلام) ( في احتجاجه(علیه السلام) يوم الشورى) قال: «فهل فيكم أحد

ص: 579


1- لاحظ تخريج الحديث 2.
2- هذه الفقرة رواها ابن سعد في عنوان «ذکر غسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من الطبقات الكبرى : 2: 278 قال : أخبرنا عبد الصمد بن النعمان البزاز قال : أخبرنا کیسان أبوعمر القصار ، عن مولاه یزید بن بلال قال : قال علي: «أوصى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ألا يغسله أحد غيري ، فإنه لایری أحد عورتي إلا طمست عيناه». ورواه البيهقي في دلائل الإمامة : 7: 266، والذهبي في «باب غسله وكفنه ودفنه (صلی الله عليه وآله وسلم) » من تاريخ الإسلام ص 579، والشيخ المفيد في الفصل 52 من الإرشاد ص 181 - 182.ونقله ابن شهر آشوب في فصل «وفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) » من كتاب المناقب : 1: 296 نقلا عن إبانة ابن بطة. ورواه الطبرسي في عنوان «وفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من أعلام الوری ص 140.
3- لاحظ أوائل الحديث 4 من كتاب سليم بن قيس : 2: ص 577 - 578.

غسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مع الملائكة المقربين بالروح والريحان، تقلبه لي الملائكة ، وأنا أسمع قولهم وهم يقولون: «استروا عورة نبيكم ستركم الله» غيري» ؟ قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم من كقن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ووضعه في حفرته غيري»؟

قالوا: لا.

قال: «فهل فيكم أحد بعث الله عز وجل إليه بالتعزية حيث قبض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وفاطمة علی تبكيه، إذ سمعنا حتنا على الباب ، وقائلا يقول، نسمع صوته ولانرى شخصه :«السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، ربکم عز وجل يقرئكم السلام ويقول لكم: إن في الله عز وجل خلفا من كل مصيبة ، وعزاء من كل هالك ، ودركا من كل فوت ، فتعوا بعزاء الله ، واعلموا أن أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لايبقون والسلام عليكم ورحمة الله وبرکاته»، وأنا في البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لاخامس لنا إلارسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) مسجی بیننا، غيرنا»؟

قالوا: لا.

(إلى أن قال :) «فهل فيكم أحد أعطاه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حنوطا من حنوط الجنة فقال : اقسم هذا أثلاثا : ثلثا لي حطني به، وثلث لابنتي ، وثلث لك، غيري»؟

قالوا: لا(1)

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 4)

ص: 580


1- روی ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين(علیه السلام) من تاريخ دمشق : 3: 373 رقم 1430بإسناده عن حسن بن صالح ، عن هارون بن سعد قال : كان عند علي مسك أوصى أن يحنط به ،وقال : «فضل من حنوط رسول الله واله » وروى أبو نعيم في ترجمة عبد الله بن محمد بن عبدالرحمان المخزومي من تاريخ إصبهان : 21:2برقم 972 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال : حضرت اميرالمؤمنين عليا عند وفاته ، فدعا بالحسن والحسين ، ومحمد بن الحنفية عنهما ناحية ، فقال لهما : إذا رأيتماني قد شخصت وخرج روحي من جسدي فأسدلا علي ثوبا ثم خذا في جهازي ، وعند أختكما أم كلثوم حنوط هبط به جبرئیل(علیه السلام) على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال [لى النبي صلى الله عليه و آله وسلم ]: «حنطني بثلث ، وفاطمة ابنتي بعدي بثلث ، واخر الثلث الباقي لنفسك»، فحنطاني به ولا تزيدان عليه شيئا ...

(1066) 5(1) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رضی الله عنه) قال :

حدثنا محمد بن حمدان الصيدلاني قال : حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عبدالله بن زید المجرمين عن ابن عباس قال : لما مرض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعنده أصحابه ، قام إليه عمار بن یاسرة فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، من يغسلك ما إذا كان ذلك منك ؟

قال : «ذاك علي بن أبي طالب، لأنه لانهم بعضو من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك».

فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، فمن يصلي عليك ما إذا كان ذلك منك؟

قال : «مه، رحمك الله».

ثم قال لعلي(عليه السلام) : «يا ابن أبي طالب ، إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني وأنق غسلي، وكفني في طمري هذين ، أو في بياض مصر وبرد يمان ، ولا تغال في كفني، واحملوني حتى تضعوني على شفير قبري، فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه، ثم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنود

ص: 581


1- 5- وأورده الفتال في عنوان «مجلس: في ذكر وفاة سيدنا ومولانا (صلی الله عليه وآله وسلم) » من روضة الواعظين : ص 72- 75. وروی نحوه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن(عليه السلام)من المعجم الكبير : 3: 58 وما بعده برقم1676 عن محمد بن أحمد بن البراء ، عن عبد المنعم بن إدريس بن سنان ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، عن جابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس . ورواه عنه أبو نعيم في ترجمة وهب بن منبه من حلية الأولياء : 4: 73. أما حديث كلامه (صلی الله عليه وآله وسلم) مع الناس ، وقصة سوادة بن قيس ، رواه ابن شهر آشوب في عنوان فصل في وفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) » من کتاب مناقب آل أبي طالب : 1: 291 - 292. وأورده الطبرسي(قدس سره)في أول فصل «وفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من إعلام الوری : ص 140 -140 مغایرة ونقيصة. ولاحظ أيضا ما علقناه على كلمة «سوادة» في الحديث .

من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل، ثم الحافون بالعرش، ثم سكان أهل سماء فسماء، ثم جل أهل بيتي ونسائي الأقربون فالأقربون، يومئون إيماء، ويسلمون تسلية، لاتؤذوني بصوت نادية ولارنة (1)».

ثم قال : «یا بلال، هلم علي بالناس».

فاجتمع الناس، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) متعصبة بعمامته، متوكأ على قوسه ،حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «معاشر أصحابي، أي نبي كنت

لكم ؟! أم أجاهد بين أظهركم؟ ألم تكسر رباعيتي ؟ ألم يعفر جييني ؟ ألم تسل الدماء على حر وجهي(2)حتى لثقت (3) لحيتي ؟ ألم أكابد الشدة والجهد مع جهال قومي ؟ ألم أربط حجر المجاعة على بطني»؟

قالوا: بلى، یا رسول الله، لقد كنت الله صابرا، وعن منكر بلاء الله ناهيا ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء. قال : «وأنتم فجزاكم الله».

ثم قال : «إن ربي عز وجل حكم وأقسم أن لايجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم بالله أي رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلا قام فليقتص منه ، فالقصاص في دار الدنيا أحب إلي من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء».

فقام إليه رجل من أقصى القوم ، يقال له سوادة بن قيس(4) فقال له : فداك أبي

ص: 582


1- الرنة : الصوت الحزين عند البكاء. وفي بعض النسخ : «نادية ولامرنة» .
2- حر الوجه - بالضم : ما بدا من الوجنة.
3- لثقت : اخضلت . وفي نسخة : «کنفت»، بمعنى أحاطت .
4- لم يذكر في الصحابة رجل باسم سوادة بن قيس ، نعم ذكروا فيهم : «سويد بن قيس»،لكن لم يذكروا فيه القصة. نعم روى الطبراني في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام)من المعجم الكبير : 3: 58 - 60 ح 2676قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ، حدثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، عن جابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس ، في قوله الله عز وجل : ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ قال : لما نزلت قال محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) : « یا جبریل نفسي قد نعیت» . قال جبریل (عليه السلام) : الآخرة خير لك من الأولى ، ولسوف يعطيك ربك فترضی۔ فأمر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصارإلى مسجد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، ثم صعد المنبر فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت العيون ثم قال : «أيها الناس ، أي نبي كنت لكم»؟ فقالوا : جزاك الله من نبي خيرة، فلقد كنت بنا کالأب الرحيم وكالأخ الناصح المشفق ، أديت رسالات الله عز وجل، وأبلغتنا وحيه، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فجزاك الله عنا أفضل ما جازی نبيا عن أمته. فقال لهم : «معاشر المسلمين ، أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم ، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني». فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثانية ، فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثالثة :« معاشر المسلمين ، أنشدكم بالله وبحقي عليكم ، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في القيامة». فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له «عكاشة»، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال : فداك أبي وأمي ، لولا أنك ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي يقدم على شيء من هذا، كنت معك في غزاة ، فلا فتح الله عز وجل علينا ونصر نبيه (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك ، فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك، فرفعت القضيب فضربت خاصرتي، ولا أدري أكان عمدأ منك ، أم أردت ضرب الناقة ؟ فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله بالضرب، یا بلال ، انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق» ... وساق الحديث نحو ما هنا مع زيادات. ورواه عنه أبو نعيم في ترجمة وهب بن منبه من حلية الأولياء : 4: 73. ورواه محمد بن الحسن بن محمد بن علي ابن حمدون في التذكرة الحمدونية : 9: 367 برقم367 في عنوان «وفاة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » وروى الطبري في حوادث سنة 2 من الهجرة من تاريخه 2: 446، وابن الأثير في ترجمة «سواد بن غزية الأنصاري» من أسد الغابة : 2: 375: أن النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) عدل الصفوف يوم بدر ، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعنه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بالقدح في بطنه وقال : «استو یا سواد» . فقال : أوجعتني وقد بعثك الله بالحق، فأقدني ، فكشف النبي عن بطنه ، وقال : «استقد» . فاعتنقه وقبل بطنه ، وقال : «ما حملك على هذا يا سواد» ؟ فقال : يا رسول الله ، حضر ما ترى ، ولا آمن القتل ، فإني أحب أن أكون آخر العهد بك ، وأن يمس جلدي جلدك . فدعا له النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بخير . ونقل ابن الأثير في ترجمة «سواد بن عمرو النجاري» من أسد الغابة : 2: 374: آنه كان يصيب من الخلوق ، فتلقاه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مرتين أو ثلاثا، فنهاه وأنه لقيه ذات يوم ومعه جريدة ،فطعن بها في بطنه ، فخدشه ، فقال : يا رسول الله ، أقصني - أو: أقدني -، فحسر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عن بطنه وقال : «اقتص». فلما رأى بطن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ؛ ألق الجريدة وعلق يقبلها . وروى ابن الجوزي في الحديث 1458 من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 790 عن ابن عمر قال : رب رسول الله في الجهاد ذات يوم، فاجتمعوا عليه حتى غموه وفي يده جريدة قد نزع سلاها وبقيت سلاة لم نرها ، فقال : «أقروا عني هذا فقد غممتموني». فأصاب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بطن رجل فأدماه ، فخرج الرجل وهو يقول : هذا فعل نبيك بي .فسمعه عمر ، فأتي به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فقال : «أحقا أنا أصيبك» ؟ قال : نعم. قال : «فما تريد» ؟ قال : أريد أن أستقيد منك. فأمكنه من الجريدة، فكشف عن بطنه ، فألقي الجريدة من يده وقبل سرته وقال : هذا أردت كما ينقمع الجبارون من بعدك !

ص: 583

وأمي يا رسول الله، إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة ، فأصاب بطني، فلا أدري عمدا أو خطأ.

فقال : «معاذ الله أن أكون تعمدت». ثم قال: «يا بلال، ثم إلى منزل فاطمة، فائتني بالقضيب الممشوق».

فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة : معاشر الناس، من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة ؟ فهذا محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة !

وطرق بلال الباب على فاطمة(عليها السلام) وهو يقول : يا فاطمة قومي، فوالدك يريد

القضيب الممشوق.

ص: 584

فأقبلت فاطمة(عليها السلام)وهي تقول: «يا بلال، وما يصنع والدي بالقضيب، وليس هذا يوم القضيب» ؟

فقال بلال : يا فاطمة، أما علمت أن والدك قد صعد المنبر وهو يودع أهل الدين والدنيا؟

فصاحت فاطمة(عليها السلام)وهي تقول : «واغاه لغمك يا أبتاه ، من للفقراء والمساكين وابن السبيل يا حبيب الله وحبيب القلوب» ؟

ثم ناولت بلا القضيب، فخرج حتى ناوله رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله : «أین الشيخ»؟

فقال الشيخ : ها أنا ذا یا رسول الله ، بأبي أنت وأمي .

فقال : «تعال فاقتص مني حتى ترضى»!

فقال الشيخ : فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله.

فكشف (صلی الله عليه وآله وسلم) عن بطنه، فقال الشيخ : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟

فأذن له ، فقال : أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار .

فقال رسول الله : «یا سوادة بن قيس ، أتعفو أم تقتص»؟

فقال : بل أعفو یا رسول الله.

فقال : «اللهم اعف عن سوادة بن قيس ، کما عفا عن نبيك محمد».

ثم قام رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فدخل بيت أم سلمة وهو يقول : «رب سلم أمة محمد من النار، ويسر عليهم الحساب».

فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، مالي أراك مغموما متغير اللون ؟!

فقال : «نعيت إلى نفسي هذه الساعة ، فسلام لك مني في الدنيا، فلاتسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا».

فقالت أم سلمة : واحزناه ، حزنا لاتدركه الندامة عليك، يا محمداه .

ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم) : «ادعي لي حبيبة قلبي(1) وقرة عيني فاطمة تجيء» .

ص: 585


1- في نسخة : «نفسي» .

فجاءت فاطمة(عليها السلام)وهي تقول: «نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ، ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وأری عساکر الموت تغشاك شديدا».

فقال لها: «یا بنية ، إلي مفارقك ، فسلام عليك مني».

قالت : «يا أبتاه ، فأین الملتق يوم القيامة»؟

قال : «عند الحساب».

قالت: «فإن لم ألقك عند الحساب»؟

قال : «عند الشفاعة لأمتي».

قالت: «فإن لم ألقك عند الشفاعة لأمتك»؟

قال : «عند الصراط، جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن يساري ، والملائكة من خلفي وامي ينادون: رب سلم أمة محمد من النار، ويشر عليهم الحساب».

فقالت فاطمة(عليها السلام) : «فاین والدتي خديجة»؟

قال : «في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة».

ثم أغمي على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فدخل بلال وهو يقول: الصلاة رحمك الله ، فخرج رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وصلى بالناس وخقف الصلاة.

ثم قال : «ادعوا لي علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد».

فجاءا، فوضع يده على عاتق علي لا والأخرى على أسامة، ثم قال :انطلقا بي إلى فاطمة».

فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين(عليها السلام)یبکیان

ويصطرخان (1)وهما يقولان : «أنفسنا لنفسك الفداء، ووجوهنا لوجهك الوقاء».

فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) : «من هذان يا علي» ؟!

قال : «هذان ابناك الحسن و الحسين».

فعانقها وقبلها، وكان الحسن(عليه السلام)أشد بكاء، فقال له: «کف یا حسن، لقد

شققت على رسول الله».

ص: 586


1- في نسخة : «يضطربان» .

فنزل ملك الموت(عليه السلام)فقال : السلام عليك يا رسول الله .

قال : «وعليك السلام يا ملك الموت، لي إليك حاجة».

قال : وما حاجتك يا نبي الله ؟

قال : «حاجتي أن لاتقبض روحي حتى يجيئني جبرئیل(عليه السلام)فیستم علي وأسلم

عليه».

فخرج ملك الموت وهو يقول : يا محمداه ، فاستقبله جبرئيل في الهواء، فقال : يا ملك الموت ، قبضت روح محمد ؟

قال : لا يا جبرئیل، سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك، فتسلم عليه ويسلم عليك.

فقال جبرئیل : يا ملك الموت، أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد، أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟

ثم نزل جبرئیل(عليه السلام)فقال : السلام عليك يا أبا القاسم.

فقال : «وعليك السلام یا جبرئیل، ادن مني حبيبي جبرئيل».

فدنا منه ، فنزل ملك الموت، فقال له جبرئیل : يا ملك الموت ، احفظ وصية الله

في روح محمد، وكان جبرئيل عن يمينه، و میکائیل عن يساره، وملك الموت آخذ بروحه (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلا كشف الثوب عن وجه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) نظر إلى جبرئيل(عليه السلام)فقال له: «عند الشدائد تخذلني» !

فقال : يا محمد ، إنك ميت وإنهم ميتون، كل نفس ذائقة الموت.

فروي عن ابن عباس : أن رسول الله له في ذلك المرض كان يقول : «ادعوا لي

حبيبي». فجعل يدعى له رجل بعد رجل، فيعرض عنه ، فقيل لفاطمة(عليها السلام): امضي إلى علي، فما نرى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) يريد غير علي(عليه السلام) .

فبعثت فاطمة إلى علي(عليه السلام) فلما دخل فتح رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) عينيه وتهلل وجهه ،ثم قال : «إلي يا علي، إلي يا علي». فما زال (صلی الله عليه وآله وسلم) يدنيه حتى أخذه بيده ، و أجلسه عند رأسه، ثم أغمي عليه (1)، فجاء الحسن والحسين(عليه السلام) يصيحان و یبکیان حتى

ص: 587


1- انظر ما رواه محمد بن سلمان في الحديث 293 من مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام): 1 : 336.

وقعا على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فأراد عليه أن يتخيها عنه، فأفاق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ثم قال : «يا علي، دعني أشمهما ويشماني، وأتزود منهما ويتزودان مني، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما، فلعنة الله على من يظلمهما». يقول ذلك ثلاثا.

ثم مد يده إلى علي(عليه السلام) فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ،ووضع فاه على فيه، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فانسل علي(عليه السلام)من تحت ثيابه وقال: «أعظم الله أجوركم في نبيكم، فقد قبضه الله إليه». فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء.

فقيل لأميرالمؤمنين(عليه السلام) : ما الذي ناجاك به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) حين أدخلك تحت ثيابه؟

فقال : «علمني ألف باب علم، يفتح لي كل باب ألف باب»(1).

(أمالي الصدوق : المجلس 92، الحديث 6)

(1067) 6(2)- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني علي بن محمد القرشي إجازة، قال :

ص: 588


1- (1) لاحظ ما رواه الشيخ الصدوق(قدس سره)في أبواب ما بعد الألف من الخصال ص 642 - 652 رقم 21 - 53، والشيخ المفيد(قدس سره) في الفصل 52 من الإرشاد ص 186 ، وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب : 1: 294 في عنوان «فصل في وفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) »، والخزاعي في الحديث 34 من أربعینه ص 78، وابن عدي في ترجمة حيي بن عبدالله المصري من الكامل : 1: 300 ط1،والحمويي في الباب 19 من السمط الأول من فرائد السمطين : ج 1 ص 101ح 70، وأبونعيم في ترجمة على(عليه السلام) من حلية الأولياء : 1: 65، والكلابي في الحديث 8 من مناقبه المطبوع في آخر مناقب ابن المغازلی ص 430، ط1، والخوارزمي في الفصل 7 من المناقب ح 73، وابن الجوزي في الحديث 347 من العلل ، وابن حبان في ترجمة عبدالله بن لهيعة من كتاب المجروحين :14:1 ، و ابن عساكر في الحديث 1012 من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام) من تاريخ دمشق : 2:484، و الذهبي في ترجمة عبد الله بن لهيعة من میزان الاعتدال ، والسيوطي في اللآلي : 1: 375.
2- 6- روی نحوه الكليني(قدس سره)في الحديث 35 من الباب 1 من أبواب التاريخ من كتاب الحجة من الكافي : ج 1 ص 450 عن محمد بن الحسين ، عن سهل بن زیاد ، عن ابن فضال ، عن علي بن النعمان ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : قلت له : كيف كانت الصلاة على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ قال : «لما غسله أميرالمؤمنين(عليه السلام)وكقنه سجاه ، ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ،ثم وقف أمير المؤمنين(عليه السلام)في وسطهم فقال :﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾، فيقول القوم كما يقول ، حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي». ولاحظ الحديث 37 و 38 من الباب المذكور ص 451، وما رواه الشيخ المفيد(قدس سره) في الفصل 52 من الإرشاد ص 188.

حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال قال : حدثنا الحسين بن نصر [بن مزاحم] قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن عبدالله بن عبدالملك قال : حدثنا أبو[ عبدالله] عبدالرحمان المسعودي، عن عمرو بن حریث الأنصاري، عن الحسين بن سلمة البناني ، عن أبي خالد الكابلي:

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام)قال :«لما فرغ أمیرالمؤمنین(عليه السلام) من تغسيل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وتكفينه وتحنيطه، أذن للناس وقال : ليدخل منكم عشرة عشرة ليصلوا عليه . فدخلوا وقام أمير المؤمنين(عليه السلام) بينه وبينهم وقال ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾(1). وكان الناس يقولون كما يقول».

قال أبو جعفر (عليه السلام): «وهكذا كانت الصلاة عليه صلى الله عليه و آله و سلم».

(أمالي المفيد: المجلس 4، الحديث 5)

(1068) 7(2)- أخبرني أبونصر محمد بن الحسين المقرئ البصير قال : حدثنا عبد الله

ص: 589


1- سورة الأحزاب : 33: 56.
2- 7- أورده الشريف الرضي(قدس سره)في قسم الحطب من نهج البلاغة، برقم 235وأخرجه عمي العلامة المحمودي دامت برکاته في باب الخطب من نهج السعادة تحت الرقم 6 نقلا عن أمالي المفيد وقال : وقريبا منه جدأ رواه محمد بن يزيد المبرد في كتاب التعازي والمراثي : ص 7 قال : ويروى عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) من وجوه - سمعنا ذلك - وبعضها يزيد على بعض ، أنه قال ...وأما صدر الحديث والفقرة الأولى من كلامه(عليه السلام)، فقد رواه أحمد بن حنبل في مسندابن عباس من مسنده : 1: 260 بإسناده عن عكرمة ، عن ابن عباس (في حديث ) قال : وجعل علي يغسله ، ولم ير من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) شيء مما يراه من الميت ، وهو يقول : «بأبي وأمي ، ما أطيبك حيا وميتا». وأخرجه الطبري في تاريخه : 3: 211 من طريق محمد بن إسحاق وغيره من أصحابه ، عمن يحدثه عن عبدالله بن عباس ، وفيه : «ما أطيبك حيا وميتا». وأخرجه ابن هشام في السيرة : 4: 312، وابن الجوزي في الباب 29 من أبواب مرضه و وفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) من «الوفا بأحوال المصطفي» : ص 810ح 1502. ورواه ابن سعد في الطبقات: 2: 277 ، والبيهقي في دلائل النبوة : 7: 243 من طريق إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي قال : غسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب،والفضل بن عباس وأسامة بن زيد ، وكان على يغسله ويقول : «بأبي أنت وأمي طبت مینا وحيا». وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 1: 229 برقم 629 بإسناده عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس(رضی الله عنه)أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لما ثقل وعنده عائشة وحفصة ، إذ دخل على(رضی الله عنه)، فلما راه رفع رأسه ثم قال : «ادن مني». فاستند إليه، فلم يزل عنده حتى توفي ، فلما قضى قام على(رضی الله عنه)وأغلق الباب ، فجاء العباس و ومعه بنوعبد المطلب ، فقاموا على الباب ، فجعل علي(رضی الله عنه) يقول : «بأبي أنت طيبا حيا وطيبا ميتا». ورواه المحب الطبري في عنوان «ذکر اختصاصه بغسل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لما توفي» من ترجمة أميرالمؤمنين(عليه السلام)، من الرياض النضرة : 2: 124 عن ابن إسحاق ، باختصار .

بن يحيى القطان قال : حدثنا أحمد بن الحسين(1)بن سعيد القرشي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الحسين بن مخارق، عن عبد الصمد بن علي ، عن أبيه :عن عبدالله بن العباس(رضی الله عنه) ، قال : لما توفي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تولى غسله علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والعباس معه والفضل بن العباس، فلما فرغ علي من غسله کشف الإزار عن وجهه ثم قال : «بأبي أنت وأتي، طبت حيا وطبت میتا، انقطع

ص: 590


1- في نسخة : «أحمد بن الحسن»، وكلاهما مترجمان في الرجال، لاحظ معجم رجال الحديث : 2: 74/ 488 و 518./93 .

يموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من النبوة والإباء، خصصت حتى صرت

مسليا عمن سواك ، وعممت حتى صار الناس فيك سواء(1)، ولولا أنك أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع، لأنفذنا عليك ماء الشؤون (2) ولكن ما لا يرفع کمد(3) وغصص مخالفان (4) وهما داء الأجل، وقلا(5) لك بأبي أنت وأمي ، اذكرنا عند ربك، واجعلنا من همك». ثم أكت عليه فقبل وجهه ، ومد الإزار عليه.

(أمالي المفيد : المجلس 12، الحديث4 )

(1069) 8(6) - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد قال :أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق:

ص: 591


1- في نسخة : «حتى صارت المصيبة فيك سواء» .
2- وفي النهج بعد كلمة : «الشؤون»: «ولكان الداء مماط، والكمد محالفا، وقلا لك ، ولكنه ما لا يملك رده ولايستطاع دفعه».
3- الكمد: الحزن الشديد .
4- المحالف : المعاهد والملازم . وفي بعض النسخ : «مخالقان»، والمخالق : المعاشر بالحسن .
5- «قلا» فعل ماض متصل بألف التثنية ، أي الكمد والغصص قليلان في جنب مصيبتك ،وأنه ينبغي لمصيبتك ما هو أعظم منهما.
6- 8- أقول : ما ورد في الحديث مشهور بين العامة ، ورواه الطبري في عنوان «ذكر الخبر عن اليوم والشهر اللذين توفي فيها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من تاريخه : 3: 217 من طريق عبدالله بن أبي بکر بن عمرو بن حزم ، عن أبيه. وأخرجه ابن سعد في الطبقات : 2: 272 عن الواقدي ،عن أبي معشر، عن محمد بن قيس. وقال الطبري في تاريخه : 3: 199 في عنوان «ذكر الأخبار الواردة باليوم الذي توفي فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ...» : أما اليوم الذي مات فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فلا خلاف بين أهل العلم بالأخبار فيه أنه كان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ، غير أنه اختلف في أي الأثانين كان موته (صلی الله عليه وآله وسلم) ؟ فقال بعضهم في ذلك ما حدثت عن هشام بن محمد بن السائب ، عن أبي مخنف قال : حدثنا الصقعب بن زهير، عن فقهاء أهل الحجاز قالوا : قبض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) نصف النهار يوم الاثنين، لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول ... وقال الواقدي : توفي يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، ودفن من الغد نصف النهار حين زاغت الشمس ، وذلك يوم الثلاثاء. لاحظ أيضا باب ما جاء في الوقت واليوم والشهر التي توفي فيها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) » من دلائل النبوة - للبيهق -: 7: 233 - 235، وعنوان «ذكر الوقت الذي توفي فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ...» من السيرة النبوية - لابن كثير : 4: 505 - 508، و عنوان «تاريخ وفاته (صلی الله عليه وآله وسلم) » من تاريخ الإسلام - للذهبي -: ص 568 - 571. وأما الإمامية : قال الكليني رفع الله مقامه في أول كتاب التاريخ من كتاب الحجة من الكافي :1: 439: ولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ، وروي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة (إلى أن قال : ثم قبض لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الاثنين وهو ابن ثلاث وستين سنة . هذا، لكن المشهور عند الإمامية أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) توفي في 28 من شهر صفر، قال الطبرسي في أواخر الباب الرابع من اعلام الوری ص 143: ومات لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته ، -وروي أيضا لاثني عشر من شهر ربيع الأول - يوم الإثنين . وقال الراوندي في قصص الأنبياء : قبض النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر إحدى عشرة من الهجرة. قال العلامة المجلسي(رحمه الله) في البحار : 22 : 514 بعد نقل كلام الراوندي : هذا موافق لما ذكره أكثر الأمامية ، قال الشيخ في التهذيب : قبض (صلی الله عليه وآله وسلم) مسموم يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة [إحدى] عشرة من الهجرة .

عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: توفي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في شهر ربيع الأول، في اثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول ، يوم الإثنين ، ودفن ليلة الأربعاء.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 30)

(1070) (1)9 - وبالسند المتقدم عن عبد الرحمان بن شريك ، عن أبيه قال : حدثنا

ص: 592


1- 9- لاحظ باب التعري من كتاب الجنائز من الكافي : 3: 220 - 221.

عثمان بن أبي زرعة، عن حمران:

عن محمد بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)أنه قال : إن أعظم الناس أجرا في الآخرة

أعظمهم مصيبة في الدنيا، وإن أهل البيت أعظم الناس مصيبة، مصيبتنا برسول الله من قبل، ثم يشركنا(1) فيه الناس.

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 38)

(1071) 10(2) - أبو جعفر الصدوق قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال :حدثنا أحمد بن عبدالعزیز بن الجعد قال : حدثنا عبد الرحمان بن صالح قال :حدثنا شعیب بن راشد، عن جابر :عن أبي جعفر(عليه السلام)قال : قال علي(عليه السلام)( في خطبة خطبها بصقين يوم جمعة، و ذلك قبل الهرير بخمسة أيام ) : «ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودينه الذي ارتضاه ، وكان أهله ، واصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خلقه، وكان كعلمه فيه رؤوف رحيان أكرم خلق الله حسبة، و أجملهم منظر، وأشجعهم نفسة، وأبرهم بوالد، وآمنهم على عقد، لم يتعلق عليه مسلم ولا کافر بظلمة قط، بل كان يظلم فيغفر، ويقدر فيصفح ويعفو، حتى مضى مطيعا لله، صابرة على ما أصابه ، مجاهدة في الله حق جهاده ، عابدة لله حتى أتاه اليقين، فكان ذهابه (صلی الله عليه وآله وسلم) أعظم المصيبة على جميع أهل الأرض البر والفاجر، ثم ترك فيكم كتاب الله، يأمركم بطاعة الله، و ينهاكم عن معصيته».

( أمالي الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 10)

يأتي تمامه في الباب 7 - ما وقع بصفين - من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان ، من کتاب الفتن .

ص: 593


1- في نسخة : «لم يشركنا» .
2- 10 - ورواه نصر بن مزاحم في كتاب «وقعة صفين»: ص 313 - 315 عن عمر بن سعد وعمرو بن شمر، عن جابر ، بتفاوت يسير.

(1072) 11(1) - أبو عبدالله المفيد ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن أبيه أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، [عن الحسن بن علي بن فضال](2) ، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن عمرو بن سعید بن هلال :عن أبي عبدالله لة (في حديث ) قال : «إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فإن الناس لم يصابوا بمثله أبدأ».

(أمالي المفيد: المجلس 23، الحديث 25)

أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الأزدي قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زکریا قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، مثله، إلا أنه زاد في آخره: «ولن يصابوا بمثله أبدأ».

( أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب الزهد من كتاب الإيمان والكفر.

(1073) 12- أبو عبدالله المفيد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن حبیش الكاتب قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن زکریا، عن عبدالله بن الضحاك، عن هشام بن محمد (في

ص: 594


1- 11 - ورواه و رام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 84. وروى الكليني(قدس سره) نحوه في أول باب التعزي من كتاب الجنائز من الكافي : 3: 220 ح 1 عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زیاد ، عن علي بن الحكم، عن سلیمان بن عمرو النخعي ، عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال: «من أصيب بمصيبة فليذكر مصابه بالنبي له فائه من أعظم المصائب» . وروى في الحديث 2 من الباب عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن زيد الشام ، عن عمرو بن سعيد الثقفي، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : «إن أصبت بمصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك ، فاذكر مصابك برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط».
2- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي.

حدیث) قال : لما بلغ أميرالمؤمنين (عليه السلام)وفاة الأشتر جعل يتلهف ويتأسف عليه

ويقول: «لله در مالك، لوكان من جبل لكان أعظم أركانه» (إلى أن قال : «مع أنا قد وطنا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، فإنها أعظم المصيبة».

(أمالي المفيد: المجلس 9، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة: باب الفتن الحادثة بمصر من أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج.

(1074) 13 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، ومحمد بن جعفر بن رمیس الهبيري بالقصر، وعلي بن الحسين بن كاس النخعي بالرملة، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القتاد قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمد الأسلمي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني:

عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ( في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فأنشدكم بالله، فهل فيكم أحد رصي رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في أهله وماله غيري»؟

قالوا: اللهم لا.

وفيه : قال : «فأنشدكم بالله هل فيكم أحد غسل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) غيري» ؟

قالوا: اللهم لا.

قال : «فأنشدكم بالله ، فهل فيكم أحد أقرب عهدة برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) منتي»؟

قالوا: اللهم لا.

قال : «فأنشدكم بالله ، هل فيكم من نزل في حفرة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) غيري» ؟

قالوا: اللهم لا.

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 5)

(1075) 14(1) - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المعروف بابن

ص: 595


1- 14 - تقدم تخريجه في ترجمة عائشة من أبواب ما ينتسب إليه (صلی الله عليه وآله وسلم) من أزواجه وعشائره و وأصحابه .

الحامي المقرئ ، قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الأدمي قال : حدثنا محمد

بن الحسين قال : حدثنا أبوغسان مالك بن إسماعيل قال :حدثني أبو بكر بن عياش قال : حدثنا صدقة بن سعيد الحنفي قال:

حدثني جميع بن عمير قال : دخلت مع امي وخالتي على عائشة ، فسألناها : کیف کان منزلة علي(عليه السلام)فيكم؟

قالت: شبحان الله، كيف تسألان عن رجل لما مات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال الناس: أين تدفنونه ؟ فقال علي(عليه السلام): «ليس في أرضكم بقعة أحب إلى الله من بقعة قبض فيها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) »، وكيف تسألاني عن رجل وضع يده على موضع لم يطمع فيه أحد (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 72)

(1076) 15 - أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو عبد الله بن أبي رافع الكاتب

قال : حدثني جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال : حدثنا عیسی بن مهران قال :

حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات قال : حدثنا أبوالمقوم ثعلبة بن زيد الأنصاري قال :

سمعت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري(رحمه الله) يقول : تمثل إيليس لعنه الله في أربع صور (إلى أن قال :) و تصور يوم قبض النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في صورة المغيرة بن شعبة فقال : أيها الناس، لا تجعلوها كسروانية ولا قیصرانية، وسعوها تتسع ، فلاتردوها في بني هاشم فتنتظر بها الحبالى»(2).

(أمالي الطوسي : المجلس 6، الحديث 50)

يأتي تمامه في باب «ابلیس» من كتاب السماء والعالم.

ص: 596


1- في شرح الأخبار : «لم يضع أحد يده عليه غيره». يعني على سوئه عند غسله .
2- قال في البحار : «فتنتظر بها الحبالى»: أي إذا كانت الخلافة مخصوصة ببني هاشم، صار الأمر بحيث ينتظر الناس أن تلد الحبالى أحدا منهم فيصير خليفة ، ولم يعطوها غيرهم.

فهرس الكتاب

باب 1- عصمة الأنبياء (عليهم السلام)و تأويل ما يوهم خطأهم وسهوهم ...7

باب 2- نقش خواتيمهم وأحوالهم(عليهم السلام) ...14

باب 3- الصلاة على الأنبياء (عليهم السلام) ...20

باب 4- التسمية باسم الأنبياء(عليهم السلام) ...21

باب 5- تعداد الأنبياء (عليهم السلام)...22

باب 6- ما ذكر من أمثال الأنبياء(عليهم السلام)...24

باب 7- قصة أبي البشر آدم وأم البشر حواء(عليهم السلام)...26

باب 8- قصة نوح(عليه السلام)...34

باب 9- قصة إبراهيم وإسماعيل(عليه السلام)....37

باب 10- قصة ذي القرنين ...56

باب 11- قصص يعقوب ويوسف (عليهم السلام)...60

باب 12 - ما ورد في أيوب(عليه السلام)...78

باب 13- فضائل موسى وهارون وأحوالهما(عليهم السلام)... 79

باب 14 - قصة إسماعيل صادق الوعد(عليه السلام)...104

باب 15- ما ورد من حكم لقمان(عليه السلام)...106

باب 16 - ما ورد في داوود (عليه السلام)....109

باب 17 - ما ورد في سليمان بن داوود(عليه السلام)...117

باب 18 - قصص زكريا ويحيى(عليهم السلام).... 120

باب 19 - ما ورد في يونس (عليه السلام)....127

باب 20 - ما ورد في عيسى وأمه(عليه السلام)...128

باب 21 – مواعظ عیسی(عليه السلام)وما أوحي إليه من الحكم ... 142

باب 22 - قصة دانيال(عليه السلام)...165

ص: 597

باب 23- نبي المجوس (عليه السلام)وما ورد فيهم ...177

باب 24- قصة أصحاب الرقيم ....171

تاریخ نبينا سید المرسلين وخاتم النبيين محمد (صلی الله عليه وآله وسلم)

باب 1- بدء خلقه (صلی الله عليه وآله وسلم) وما يتعلق بذلك ... 174

باب 2- أجداد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وما يتعلق بوالديه، وقصة الفيل... 183

باب 3- البشارة مولد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) .... 189

باب 4- تاريخ ولادة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وما يتعلق بها....195

باب 5- أسماء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وألقابه ............205

باب 6- أوصاف رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) في خلقته وشمائله...208

باب 7- فيما يتعلق برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ونقش خاتمه...213

باب 8- مکارم أخلاق رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وسيره وسننه....218

باب 9- فضائل وخصائص رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ، وما امتن الله به على عباده ...241

باب 10- ما ورد في حب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ...252

باب 11- في عرض الأعمال على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ....256

باب 12- في نوادر أخبار رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ... 258

أبواب معجزات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)

باب 1- ما ظهر له (صلی الله عليه وآله وسلم) من المعجزات السماوية ... 259

باب 2- معجزاته (صلی الله عليه وآله وسلم) في إطاعة الأرضيات له ...266

باب 3- ما ظهر من إعجازه نه في الحيوانات .... 269

باب 4- معجزاته ن في استجابة دعائه ... 276

باب 5- ما ظهر من إعجازه (صلی الله عليه وآله وسلم) في بركة أعضائه الشريفة، وتكثيرالطعام والشراب ...286

باب 6- معجزة له (صلی الله عليه وآله وسلم) في كفاية شر الأعداء ...289

باب 7- فيما أخبر بوقوعه بعده (صلی الله عليه وآله وسلم) ...290

ص: 598

أبواب أحوال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من البعثة إلى الهجرة

باب 1 - المبعث وظهور الدعوة ....292

باب 2 - كيفية الوحي ونزول جبرئيل (صلی الله عليه وآله وسلم) ....297

باب 3- ما ورد في المعراج ومعناه وكيفيته ...300

باب 4- الهجرة إلى الحبشة وبعض أحوال جعفر بن أبي طالب والنجاشي...332

باب 5- الهجرة ومباديها، ومبيت أمير المؤمنين(علیه السلام)على فراش رسول الله...334

أبواب غزوات رسول الله له

باب 1- غزوة بدر الكبرى ...353

باب 2- غزوة أحد...365

باب 3- غزوة الأحزاب وبني قريظة ....372

باب 4- غزوة خيبر ...378

باب 5- غزوة مؤتة ...393

باب 6- فتح مكة ...397

باب 7- بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ...400

باب 8۔ غزوة حنين والطائف ...403

باب 9- غزوة تبوك .... 415

باب 10- بعث أمير المؤمنين(علیه السلام)لإبلاغ البراءة عن المشركين ...419

11 - المباهلة وما ظهر فيها من الدلائل ....421

باب 12- بعث أمير المؤمنين(علیه السلام)إلى اليمن ....424

باب 13- نوادر غزواته (صلی الله عليه وآله وسلم) ....427

باب في صدقات رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ....428

أبواب ما ينتسب إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أزواجه وعشائره وأصحابه

باب 1- ما ورد في أم المؤمنين خديجة(علیها السلام).... 432

ص: 599

باب 2- ما ورد في أم المؤمنين أم سلمة... 437

باب 3- أحوال صفية وميمونة ...443

باب 4- أحوال عائشة وحفصة ...447

باب 5- أحوال أقرباء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لاسيما حمزة وجعفر وعباس .......461

باب 6- فضل أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من المهاجرين والأنصار ...... 475

باب 7- في بعض القبائل المبغوضة ....484

باب 8- فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعار وبعض أكابر الصحابة... 486

باب 9- ما أخبر النبي بوقوعه في أمته ...553

أبواب ما يتعلق بارتحال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)

باب 1- وصيته (صلی الله عليه وآله وسلم) عند قرب وفاته ...556

باب 2- ما قاله (صلی الله عليه وآله وسلم) لسیدة النساء(علیها السلام).... 571

باب 3- وفاته وغسله والصلاة عليه ودفنه (صلی الله عليه وآله وسلم) ... 576

ص: 600

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.