سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر
عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي
تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.
مواصفات المظهر: ج 10
فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)
حالة الفهرسة: فهرسة سابقة
لسان : العربية
ملحوظة: کتابنامه
عنوان آخر: الامالی
موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4
أحاديث الشيعة -- قرن ق 5
معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي
معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي
معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي
معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي
تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998
ص: 1
محمودي محمد جواد ، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.
ترتيب الأمالي : ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة ، الصدوق ، والمفيد ، والطوسي / تأليف محمد جواد المحمودی - قم: بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388
10ج – (بنیاد معارف اسلامی ؛ 95 ، 96 ، 97، 98 ، 99 ، 100 ، 101 ، 102 ، 103 ، 104)
ISBN : 964 - 6289 - 51-2 :(دوره) - ISBN
ISBN : 978-964 - 6289 - 53 - 6 (ج1)
ISBN: 978-964-6289-54-3 (ج2)
ISBN : 978-964-6289-55-3 (ج3)
ISBN:(ج4) 7 - 56 - 6289-964-978
ISBN : 978-964 - 6289-57-4 (ج5)
ISBN: 978-964-6289-58-1(ج6)
ISBN: 978-964-6289-59-8 (ج7)
ISBN: 978-964-6289-60-4 (ج8)
ISBN: 4 - 96 - 7777 - 964 - 978 (ج9)
ISBN: 1 - 97 - 7777 - 964 - 978 (ج10)
فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا. عربی - کتابنامه .
-1 احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 5 ق . الف . ابن بابويه ، محمد بن علی ، 311 - 381 ق . الامالي . ب . مفيد . محمد بن محمد . ، 336 - 413 ق . الامالي . ج . طوسی ، محمد بن . حسن ، 385 - 460 ق . الأمالي . د . بنياد معارف اسلامی . ه_ عنوان وعنوان : الامالى.
212/ 297 1387BP 129/ الف 2 الف 8
کتابخانه ملی ایران 78 - 6998 م
هويّة الكتاب :
اسم الكتاب: ... ترتيب الأمالي / ج 1
تأليف ... محمد جواد المحمودي
نشر: ... مؤسسة المعارف الإسلامية
الطبعة: ... الثانية 1430 ه_ . ق
المطبعة: ... عترت
العدد: ... 1100 نسخة
رقم الايداع الدولي: ... 978-964-6289-53-6
ISBN: ... 978-964-6289-53-6
حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية
قم المقدسة - تلفون : 09127488298 - 7732009 ص ب 168 / 37185
www.maaref islami .com
E-mail:info@maarefislami.com
ص: 2
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»
ص: 3
ص: 4
الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين .
وبعد :
فيسرّنا أن نتقدّم إلى المكتبة الاسلامية بنتاج جديد في ساحة التنظيم والتبويب والتحقيق طالما كانت تتوق نفوس المحقّقين إلى ذلك ألا وهو ترتيب أمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق (306 - 381) والمفيد (336 - 413) والطوسي (385 -460) ، ونظراً إلى تقارب المؤلّفين الثلاثة في العصر والمكانة العلميّة والعقيدة واقتباس بعضهم من بعض واشتراكهم في الخطوط العامّة كان من البديهي أن ينصبّ مشروعهم في إطار واحد وتنظيم لالىء كتبهم في عقد نضيد يتناسب مع متطلّبات العصر والتطوّرات العلمية الّتي يشهدها العالم ، وقد بذل الأستاذ المحقّق الشيخ محمد جواد المحمودي دام عزّه غاية جهده في تنظيم وتحقيق أحاديث الأمالي وتقويمها واستخراجها من سائر المصادر وذلك بعزم لا يلين في مدّة تزيد على عشرة أعوام ، نسأل الله تعالى أن يجعل عمله هذا بداية طيّبة لتأليف وتحقيقات أُخرى ، وأن يتقبّل منه ومنّا بأحسن القبول ، والحمد الله أوّلاً وآخراً .
ص: 5
ص: 6
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على سيّد ولد آدم، محمّد النبيّ الخاتم، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين المعصومين، الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين، آمين ربّ العالمين.
أمّا بعد ، الأمالي جمع أملية - كالأغاني جمع أغنية - وهي أيضاً جمع إملاء ، وهو أن يجلس عالم ومن حوله تلاميذه بالمحابر والقراطيس فيتكلّم بما فتح الله عليه من العلم، والطلبة يكتبون، فيصير من ثمّ كتاباً ويسمونه الإملاء والأمالي، أو المجالس، وكذلك كان السلف من الفقهاء والمحدّثين وأهل العربيّة وغيرهم في علومهم .
والطريقة في الإملاء كالطريقة في الحديث، يكتب المستملي أوّل القائمة : مجلس أملاه شيخنا فلان بمكان كذا في يوم كذا - ويذكر التاريخ - ثمّ يورد المملي بإسناده حديثاً عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أو عن أهل البيت علیهم السّلام ، أو عن الصحابة ، أو كلاماً عن العرب والفصحاء، فيه غريب يحتاج إلى التفسير ، ثمّ يفسّره ويورد من أشعار العرب وغيرها بأسانيده ، ومن الفوائد اللغوية بإسناد وغير إسناد ما يختاره، هذا هو المرسوم المتداول في غالب الكتب المشهورة باسم الأمالي أو المجالس.
وقد ألّف في هذا الموضوع جملة من العلماء - من الإمامية وغيرهم -، من ذلك :
1 - أمالي عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (126 - 211).
2 - أمالي أبي بكر الباغندي محمّد بن سليمان بن الحارث (283)
3 - أمالي ثعلب في النحو لأحمد بن يحيى المعروف بثعلب (200 - 291).
4 - أمالي الشريف أبي محمّد الناصر الكبير الأطروش الحسن بن عليّ بن
ص: 7
الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن الإمام السجّاد علیه السّلام (304) (1).
5 - أمالي اليزيدي محمّد بن العبّاس (317ه_)
6 - أمالي ابن دريد محمّد بن الحسن (321ه_).
7 - أمالي أبي إسحاق الهاشمي إبراهيم بن عبدالصمد بن موسى (325)
8 - أمالي الزجاج عبدالرحمان بن القاسم (337 ه_) .
9 - أمالي الزجاج إبراهيم بن السرى (340) في النحو .
10 - أمالي الزجاجي عبد الرحمان بن إسحاق (340ه_)
11 - مجالس العلماء أيضاً للزجاجي عبدالرحمان بن إسحاق.
12 - أمالي القالي إسماعيل بن القاسم (288 - 356) .
13 - أمالي يموت بن المزرّع (304)
14 - أمالي الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين (381ه_)
15 - أمالي أبي المفضّل الشيباني (387ه_) (2) .
16 - أمالي ابن سمعون محمّد بن أحمد بن إسماعيل البغدادي ( 300 - 387)
17 - أمالي أبي طاهر المخلّص محمّد بن عبد الرحمان بن العبّاس (305-393)
18 - أمالي العشيات للحاكم النيسابوري (405ه_) (3).
ص: 8
19 - أمالي أبي بكر أحمد بن موسی بن مردويه (323 - 410)
20 - أمالي السيّد أبي طالب (411ه_) .
21 - أمالي المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (413 ها ، ويسمّى بالمجالس أيضاً.
22 - أمالي أبي الفتح هلال بن محمّد بن جعفر بن سعدان الحفاّر (414 ه_) (1).
23 - أمالي أبي القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبدالله ابن بشران (339 - 430)
24 - أمالي المرتضى عليّ بن الحسين (439 ه_) .
25 - أمالي المرزوقي أحمد بن محمّد بن الحسن (421ه_) .
26 - أمالي أبي نعيم الأصفهاني أحمد بن عبد الله بن أحمد (336 – 430)
27 - أمالي الطوسي محمّد بن الحسن (460 ه_) .
28 - أمالي أبي بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي (2).
29 - الأمالي الخميسيّة للمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري (479 ه_).
30 - أمالي نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي (408 - 485) .
31 - أمالي ابن الشجري هبة الله بن عليّ (542ه_) .
32 - أمالي ابن الحاجب عثمان بن عمر (646 ه_) .
33 - أمالي ابن حجر أحمد بن عليّ (852 ه_)، ويعرف بالأمالي المطلقة.
إلى غير ذلك من الكتب باسم الأمالي أو المجالس.
ثمّ إنّ من بين الكتب الّتي باسم الأمالي ثلاثة منها لها قيمة خاصّة عند علمائنا الإماميّة -قدّس الله أسرارهم - وهم يهتمّون بها، ويستدلّون بأحاديثها في المباحث الفقهيّة ، وقد أورد الحرّ العاملي أحاديثها الفقهيّة في كتابه «وسائل الشيعة»، وهنّ : أمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق والمفيد والطوسي- قدّس الله أسرارهم -، وهم أشهر من أن يحتاجوا إلى التعريف ، ولذا أذكر هنا بنحو الاختصار نبذة من حياتهم وما
ص: 9
يرتبط بعملنا هذا ، ولا يخلو من فائدة إن شاء الله .
الشيخ الصدوق
لقد برز في تاريخ العلم والدين رجال كانوا كأنجم زاهرة في أُفق السماء، ومشاعل نور وهّاجة في دُنيا العلم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وضحوا بكلّ ما لديهم أملاً للوصول إلى ساحاته، فخلد بذلك ذكرهم وسما في رفيع المجد صيتهم، فكانوا مصابيح الدجى، منهم تقتبس الأنوار، وبهم تلتمس الهداية ، وفيهم تدرك السعادة.
ومن أُولئك الفقهاء السعداء النجباء، والعلماء الأزكياء، شيخ مشايخ الشيعة، وركن أركان الشريعة، أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي، الّذي اشتهر بالصدوق - على الإطلاق - فكان لقباً له مختصاً به. بلى قد يقال : «الصدوق الأوّل» فيراد منه والده المعظّم الفقيه الشيخ عليّ بن الحسين القمّي قدّس سرّه ، ويعبّر عنهما بالصدوقَين.
ولادته :
ولد في مدينة قم المقدّسة، حوالي سنة 306 ه_ بدعاء الإمام صاحب الزمان الحجّة بن الحسن العسكري علیهماالسّلام ، وذلك بعد أن كتب الشيخ علىّ والد الصدوق إلى الإمام علیه السّلام يسأله الدعاء في طلب الولد .
قال الصدوق قدّس سرّه في كتابه «كمال الدين وتمام النعمة» : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود رضي الله عنه قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابویه رضي الله عنه بعد موت محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان علیه السّلام أن يدعو الله عزّ وجلّ أن يرزقه ولداً ذكراً. قال: فسألته فأنهى عن ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعليّ بن الحسين وأنّه سيولد له ولد مبارك ينفع الله تعالى به وبعده أولاد.
قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود رضي الله عنه: فولد لعليّ بن الحسين رضي الله عنه محمّد بن عليّ
ص: 10
وبعده أولاد (1).
وروى مثله الشيخ الطوسي قدّس سرّه في كتاب «الغيبة» (2).
وروی أيضاً شيخ الطائفة في «الغيبة» عن ابن نوح وأبي عبد الله الحسين بن محمّد بن سورة القمّي ، عن عليّ بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي ومحمّد بن أحمد محمّد الصير في المعروف بابن الدلال، وغيرهما من مشايخ أهل قم : أنّ علي بن الحسين بن موسى بن بابویه، كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسى بن بابویه، فلم يرزق منها ولداً، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادً فقهاء، فجاء الجواب: «إنّك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلميّة، وترزق منها ولدين فقيهين» (3).
وفي رواية النجاشي: «قد دعونا الله لك بذلك، وستُرزق ولدين ذكرين خيّرين» (4).
وقال شيخ الطائفة : وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله : ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد محمّد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ، ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد، لا يختلط بالناس، ولا فقه له .
قال ابن سورة : كلّما روى أبو جعفر وأبو عبدالله ابنا عليّ بن الحسين شيئاً يتعجّب النّاس من حفظهما ويقولان لهما هذا الشأن خصوصيّة لكما بدعوة الإمام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (5).
وعلى هذا فإنّ مسألة ولادة الصدوق المباركة هذه كانت أمراً من الأمور
ص: 11
المشهورة والمستفيضة بين أهل قمّ، وكان أبو جعفر الصدوق نفسه يُعرب عن ذلك ، ويفتخر به ويقول: «أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر علیه السّلام» (1).
نشأته:
نشأ الشيخ الصدوق في بيت علم وتقوى، فقد كان أبوه عليّ بن الحسين شيخ القميّين في عصره ومتقدّمهم وفقيههم وثقتهم (2).
وقد عاش الصدوق في كنف أبيه وظلّ رعايته نيفاً وعشرين سنة، وأخذ منه ومن علماء بلده «قم»، وهي يومئذ من مراكز العلم ، وقد أكثر من مجالسة العلماء في قم والسماع منهم والرواية عنهم، أمثال الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وحمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد وغيرهما من الأعلام.
وقد كانت الفترة الّتي عاشها الشيخ الصدوق، هي فترة حكومة الديالمة «آل بويه» وأمرائهم المعروفين بحسن خدمتهم للعلم والعلماء.
أسفاره:
يستفاد من روايات الصدوق أنّه لم يقتصر على الأخذ من مشايخ «قم» فحسب، بل تحمّل وعثاء السفر وطاف البلاد ورحل إلى الأمصار ، وأخذ الحديث من العلماء في تلك البلاد، وهنا نشير إلى البلدان الّتي رحل إليها مختصراً، وهي :
1 - الريّ ، فإنّه انتقل إلى الري حيث استدعاه إليه ركن الدولة البويهي (المتوفّى سنة 366ه_) بطلب من أهالي البلد، فسافر إلى الريّ وأقام هناك.
2 - مشهد الرضاء علیه السّلام، فإنّه سافر إليه تارة في رجب سنة 352 ه_ - على ما في خاتمة كتابه عيون أخبار الرضا علیه السّلام - وأُخرى في شهر ذي الحجّة الحرام سنة 367 ه_ وأملى بها من مجالسه عدّة مجالس، وثالثة في شعبان سنة 368 ه_ وذلك عند خروجه إلى ديار ماوراء النهر وأملى بها أيضاً عدّة مجالس.
3 - نيسابور، وردها في شعبان سنة 352ه_ أي في سنة زيارته الأولى لمشهد
ص: 12
الرضا علیه السّلام بعد منصرفه منه (1).
4- سرخس، وردها في سنة 368ه_.
5 - مرو روذ، وردها فى سفره إلى خراسان.
6 - بغداد ، دخلها سنة 352 ه_ وحدّث بها وسمع منه الشيوخ كما أنّه سمع منهم، ودخلها مرّة ثانية بعد منصرفه من الحجّ سنة 355ه_.
7 و 8 - مكّة والمدينة، تشرّف بحجّ بيت الله الحرام سنة 354 ه_ وزار قبر النبي صلّی الله علیه و آله وقبور الأئمة علیهم السّلام .
9 - الكوفة، وردها في طريقه إلى الحجّ سنة 354ه_ وسمع في مسجدها الجامع من جماعة.
10 - فَيد - وهو مكان بين مكّة والكوفة في نصف الطريق تقريباً - سمع بها بعد منصرفه من مكّة من أبي علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي.
11 - هَمَدان، وردها سنة 354 ه_ عند ما توجّه حاجاً إلى بيت الله الحرام.
12 - إيلاق من بلاد ما وراء النهر.
13 - بلخ ، دخلها سنة 368 ه_، وسمع بها من جماعة.
14 - سمرقند، وردها سنة 368ه_.
15 - فرغانة من بلاد ما وراء النهر.
مشايخه :
قد مرّ أن الشيخ لم يقتصر على الأخذ من مشايخ «قم» فحسب، بل تحمّل وعثاء السفر وطاف البلاد ورحل إلى الأمصار ، وأخذ الحديث من العلماء في تلك البلاد، فقد أدرك الصدوق كثيراً من أعاظم الشيوخ من المحدّثين والمتكلّمين والفقهاء من الفريقين وسمع منهم وقرأ عليهم ، ذكرهم أصحاب التراجم والرجال، ونكتفي هنا بمشايخه الّذين روى عنهم في الأمالي :
1 - إبراهيم بن إسحاق الطالقاني.
ص: 13
2 - أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبدويه القطّان أبو علي .
3 - أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني أبو علي.
4 - أحمد بن علىّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي.
5 - أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري.
6 - أحمد بن محمّد بن رزمة القزويني.
7- أحمد بن محمّد بن حَمدان المكتّب.
8- أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ العدل.
9 - أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار .
10 - أحمد بن هارون الفامي.
11 - أحمد بن يحيى المكتّب .
12 - جعفر بن الحسين .
13 - جعفر بن عليّ بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي .
14 - جعفر بن محمّد بن مسرور .
15 - حسن بن عبد الله بن سعيد العسكري.
16 - حسن بن عليّ بن شعيب الجوهري.
17 - حسن بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل السكوني أبو القاسم .
18 - حسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي .
19 - حسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبع علیه السّلام .
20 - حسين بن إبراهيم العلوي من ولد محمّد ابن الحنفيّة.
21 - حسين بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني.
22 - حسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب .
23 - حسين بن إبراهيم بن ناتانة.
24 - حسين بن أحمد البيهقي .
ص: 14
25 - حسين بن أحمد بن إدريس.
26 - حسين بن عليّ الصوفي.
27 - حسين بن علي بن أحمد الصائغ .
28 - حسين بن يحيى بن ضريس البجلي.
29 - حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام.
30 - سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي أبو القاسم الطبراني.
31 - صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي.
32 - عبد الرحمان بن محمّد بن خالد .
33 - عبد الله بن محمّد الصائغ .
34 - عبد الله بن النضر بن السمعان التميمي.
35 - عبد الواحد بن محمّد العطّار .
36 - عتاب بن محمّد الوراميني .
37 - علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.
38 - علي بن أحمد بن موسى الدقّاق.
39 - علي بن حاتم القزويني.
40 - عليّ بن الحسين بن سفيان بن يعقوب الهمداني أبو الحسن.
41 - عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه والد الصدوق.
42 - على بن الحسين بن شاذويه المؤدّب.
43 - علي بن عبد الله الورّاق.
44 - علىّ بن عيسى القمّى أبو الحسن المجاور.
45 - علي بن الفضل بن العبّاس البغدادي.
46 - علىّ بن محمّد بن الحسن القزويني أبو الحسن ابن مقبرة.
47 - عليّ بن محمّد بن موسى .
48 - محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني المكتّب أبو العبّاس.
ص: 15
49 - محمّد بن أحمد السناني المكتّب.
50 - محمّد بن أحمد الصيرفي .
51 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي المعاذي (1).
52 - محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الورّاق.
53 - محمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد الأسدي البردعي .
54 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.
55 - محمّد بن بكران النقّاش.
56 - محمّد بن عليّ ما جيلويه .
57 - محمّد بن عليّ بن بشار .
58 - محمّد بن علي بن الفضل الكوفي.
59 - محمّد بن عمر بن محمّد بن سلمة بن البراء الحافظ البغدادي.
60 - محمّد بن القاسم الاستراباذي .
61 - محمّد بن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني.
62 - محمّد بن موسى بن المتوكّل .
63 - محمّد بن هارون الزنجاني أبو الحسين.
64 - يحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد البزّاز أبو ذرّ .
65 - يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه.
وفاته :
توفّي الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الريّ سنة 381 ه_، وقبره بها بالقرب من قبر السيّد المعظّم عبد العظيم بن عبد الله الحسني رحمه الله ، وقد جدّد عمارة مزاره السلطان فتحعلي شاه القاجار حدود سنة 1238 ه_ على أثر ماشاع في الناس من حصول كرامة منه ، وذلك ظهور بقاء جسده الشريف بحاله بعد مضي 857 سنة من دفنه لم يبل
ص: 16
ولم يتغيّر حتّى أثر الحناء الّذي كان على أظفاره، فإنّه كان باق لونه عليها (1).
مصنّفاته :
صنّف الشيخ الصدوق قدّس سرّه في شتّى فنون العلم وأنواعه، وكان غزير التأليف، حتى قال شيخ الطائفة قدّس سرّه في الفهرست: « له نحو من ثلاث مئة مصنّف، وفهرست كتبه معروف» (2) ، وعدّ منها 40 كتاباً، ومثله في معالم العلماء لابن شهر آشوب وعدّ منها 59 كتاباً (3) ، وعدّ النجاشي منها نحو 197 كتاباً (4).
وقال الشيخ الصدوق في مقدّمة الفقيه : لمّا ساقني القضاء إلى بلاد الغربة وحصلني القدر منها بأرض بلخ من قصبة إيلاق، وردها الشريف الدين أبو عبد الله المعروف ب_ «نعمة» وهو محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فدام بمجالسته سروري وانشرح بمذاكرته صدري وعظم بمودّته تشرّفي... وسألني أن أصنّف له كتاباً في الفقه والحلال والحرام، والشرايع والأحكام، موفياً على جميع ما صنّفت في معناه وأترجمه ب_«كتاب من لا يحضره الفقيه» ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده، وبه أخذه، ويشترك في أجره من ينظر فيه ، وينسخه ويعمل بمودعه، هذا مع نسخه لأكثر ما صحبني من مصنّفاتي وسماعه لها، وروايتها عنّي، ووقوفه على جملتها، وهي مئتا كتاب وخمسة وأربعون كتاباً (5).
لو أردنا استقصاء جميع كتبه، لطال بنا البحث وكتبه مذكورة في الفهارس ، ومع الأسف ما بقي من آثاره إلّا النزر اليسير ونكتفي هنا بذكر الأمالي وما ورد فيه :
ص: 17
كتاب الأمالي :
قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : كتاب الأمالي المعروف بالمجالس، أو عرض المجالس، للشيخ الصدوق، طبع بطهران سنة 1300 ه_، وهو في سبعة وتسعين مجلساً، والحديث الأوّل من المجلس الأوّل بالإسناد عن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام في فضل القول الحسَن ... والنسخة العتيقة منه بخطّ الشيخ الجليل المعروف بابن السكون وهو عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ السكون، رأيتها في المشهد الرضوي عند المحدّث الشيخ عبّاس القمّي، تاريخ كتابتها يوم الخميس الرابع عشر من ذي الحجّة سنة 563 ه_، وتوجد في كتب مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي نسخة من المجلس الحادي والخمسين إلى آخر الكتاب بخط الشيخ المحدث الحرّ العاملي (1).
وهذا الكتاب عبارة عن مجالس عقدها الشيخ الصدوق للإملاء على طلابه في الري ونيسابور ومشهد الإمام الرضاء علیه السّلام ، ويضمّ 97 مجلساً، أملاها في الفترة الواقعة بين 18 رجب سنة 367 ه_ و 19 شعبان سنة 368ه_،، والغالب على طريقة إملائه أنّه يملي مجلسين في كلّ أسبوع، الأوّل يوم الثلاثاء، والثاني في يوم الجمعة، ممّا يدلّ على تنظيمه للوقت، بل ونلمس مثل هذا التنظيم الرائع في أسفاره أيضاً، حيث يلتزم بالإملاء في الثلاثاء والجمعة، لا يعدل عنها إلّا لمناسبة مثل يوم الغدير أو تاسوعاء وعاشوراء وما إلى ذلك من مناسبات زمنيّة أو مكانيّة ينبغي الاهتمام بها .
ولم يكن إملاؤه للمجالس في بلد واحد، بل أملاه في بلاد مختلفة، وهذه الخصوصيّة مذكورة في أوّل كلّ مجلس، أذكر هنا تاريخ المجلس ومكانه وعدد أحاديث كلّ مجلس ، والظاهر أنّ المجلس الّذي لم يذكر فيه بلد خاص كان بالريّ:
المجلس 1: يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة 367 ، وفيه 7 أحاديث.
ص: 18
المجلس 2: يوم الثلاثاء لسبع بقين من رجب سنة 367، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 3: يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة 367 ، وفيه 10 أحاديث .
المجلس 4: يوم الثلاثاء سلخ رجب من سنة 367، وفيه 8 أحاديث.
المجلس 5: يوم الجمعة لليلتين خلتا من شعبان سنة 367، وفيه 5 أحاديث.
المجلس 6: يوم الثلاثاء لسبع ليال خلون من شعبان سنة 367 ، وفيه 5 أحاديث.
المجلس 7: يوم الجمعة لعشر ليال خلون من شعبان سنة 367، وفيه 3 أحاديث.
المجلس 8: يوم الثلاثاء الرابع عشر من شعبان سنة 367، وفيه 4 أحاديث.
المجلس 9: يوم الجمعة السابع عشر من شعبان سنة 367، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 10: يوم الثلاثاء لعشر بقين من شعبان سنة 367 ، وفيه 13 حديثاً .
المجلس 11: يوم الجمعة لست بقين من شعبان سنة 367، وفيه 4 أحاديث.
المجلس 12 : يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شعبان سنة 367، وفيه 3 أحاديث.
المجلس 13: يوم الجمعة غرّة شهر رمضان من سنة 367 ، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 14: يوم الثلاثاء الخامس من شهر رمضان سنة 367 ، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 15: يوم الجمعة الثامن من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 16: يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 3 أحاديث.
المجلس 17 : يوم الجمعة النصف من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 12 حديثاً .
المجلس 18: يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر رمضان سنّة 367، وفيه 15 حديثاً.
المجلس 19: يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه حديثان.
المجلس 20: يوم الثلاثاء لأم الثلاثاء لأربع بقين من شهر رمضان سنّة 367، وفيه 3
ص: 19
أحادیث .
المجلس 21: يوم الجمعة سلخ شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 11 حديثاً .
المجلس 22: يوم العيد غرّة شهر شوال سنّة 367، وفيه 4 أحاديث.
المجلس 23: يوم الاثنين لليتين خلتا من شوال 367 ، وفيه 12 حديثاً .
المجلس 24: يوم الأربعاء الرابع من شوال سنة 367 ، وفيه 4 أحاديث.
المجلس 25: أملاه بطوس بمشهد الرضا عليّ بن موسى صلوات الله عليه وعلى آبائه يوم الجمعة السابع عشر من ذي الحجّة سنة 367 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 26: بمشهد الرضا علیه السّلام يوم غدير خمّ، وهو يوم السبت الثامن عشر من ذي الحجّة سنة 367 ، وفيه 8 أحاديث.
المجلس 27: يوم الجمعة غُرّة المحرّم سنة 368، أملاه بعد رجوعه من مشهد الرضا علیه السّلام ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 28: يوم الثلاثاء الخامس من المحرّم سنة 368، بعد منصرفه من مشهد الرضا علیه السّلام ، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 29: يوم الجمعة الثامن من المحرّم سنة 368، وفيه 22 حديثاً .
المجلس 30: يوم السبت التاسع من المحرّم سنة 368 ، وفيه حديث واحد .
المجلس 31: يوم الأحد وهو يوم عاشوراء، لعشر خلون من المحرم سنة 368، وفيه 4 أحاديث.
المجلس 32: يوم الثلاثاء الثاني عشر من المحرّم سنة 368 ، وفيه 8 أحاديث.
المجلس 33: يوم الجمعة النصف من المحرّم سنة 368 : من المحرّم سنة 368 ، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 34 : يوم الثلاثاء التاسع عشر من المحرّم سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً .
المجلس 35: يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرّم سنة 368 ، وفيه حديث واحد.
المجلس 36: يوم الثلاثاء السادس والعشرين من المحرّم سنة 368 ، وفيه 20 حديثاً.
ص: 20
المجلس 37: يوم الجمعة سلخ المحرّم من سنة 368، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 38: يوم الثلاثاء الرابع من صفر سنة 368، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 39: يوم الجمعة السابع من صفر سنة 368، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 40 يوم الثلاثاء الحادي عشر من صفر سنة 368 ، وفيه 15 حديثاً .
المجلس 41: يوم الجمعة الرابع عشر من صفر سنة 368، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 42: يوم الثلاثاء الثامن عشر من صفر سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً .
المجلس 43: يوم الجمعة الحادي والعشرين من صفر سنة 368 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 44: يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر سنة 368 ، وفيه 13 حديثاً.
المجلس 45: يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة 368، وفيه 18 حديثاً .
المجلس 46: يوم الثلاثاء الثاني الثلاثاء الثاني من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 13 حديثاً.
المجلس 47: يوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 20 حديثاً.
المجلس 48: يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً .
المجلس 49: يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً.
المجلس 50 : يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 16 حدیثاً.
المجلس 51: يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 15 حديثاً.
المجلس 52: يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة 368 ،
ص: 21
وفيه 14 حديثاً .
المجلس 53 : يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 13 حديثاً.
المجلس 54: يوم الثلاثاء غرّة ربيع الآخر سنة 368، وفيه 26 حديثاً.
المجلس 55: يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الآخر سنة 368 ، وفيه 7 أحاديث .
المجلس 56: يوم أحاديث الثلاثاء الثامن من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 10
المجلس 57: يوم الجمعة الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة 368 ، وفيه 14 حديثاً.
المجلس 58: يوم الثلاثاء النصف من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 19 حديثاً .
المجلس 59: يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه حديث واحد .
المجلس 60: يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 61: يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 19 حديثاً.
المجلس 62: يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 18 حديثاً.
المجلس 63 : يوم الجمعة الثالث من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 13 حديثاً.
المجلس 64: يوم الثلاثاء السادس من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً.
المجلس 65: يوم الجمعة التاسع من جمادى الأولى سنة 368، وفيه 19 حديثا .
ص: 22
المجلس 66: يوم الثلاثاء الثالث عشر من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه حديث واحد .
المجلس 67: يوم الجمعة السادس عشر من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه حديثان.
المجلس 68: يوم الثلاثاء لعشر بقين من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 69: يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 3 أحاديث.
المجلس 70: يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة 368، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 71: يوم الجمعة غرّة جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 72: يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 27حديثاً.
المجلس 73: يوم الجمعة الثامن من الجمعة الثامن من جمادى الآخرة سنة 368 ، وفيه 18 حديثاً.
المجلس 74: يوم الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً.
المجلس 75: الجمعة النصف من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 18 يوم حديثاً.
المجلس 76: يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة 368 ، وفيه 8 أحاديث.
المجلس 77: يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 78: يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه
ص: 23
بحديثان.
المجلس 79: يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة 368، وفيه حديث واحد.
المجلس 80 : يوم الثلاثاء لأربع خلون من رجب سنة 368، وفيه 7 أحاديث .
المجلس 81: يوم الجمعة لسبع خلون من رجب سنة 368، وفيه 22 حديثاً.
المجلس 82: يوم الثلاثاء الحادي عشر من رجب سنة 368 ، وفيه 17 حديثاً .
المجلس 83: يوم الجمعة الرابع عشر من رجب سنة 368 ، وفيه 6 أحاديث.
المجلس 84: يوم الثلاثاء الثامن عشر من رجب سنة 368 ، وفيه 3 أحاديث.
المجلس 85: يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب سنة 368 ، وفيه 29 حديثاً .
المجلس 86: يوم الثلاثاء لخمس بقين من رجب سنة 368 ، وفيه 19 حديثاً .
المجلس 87: يوم الجمعة الثامن والعشرين من رجب سنة 368 ، وفيه 6 أحاديث.
المجلس 88: يوم السبت سلخ رجب سنة 368، وفيه 16 حديثاً .
المجلس 89: يوم الأحد غُرّة شعبان سنة 368 في دار السيّد أبي محمّد يحيى بن محمّد العلوي رضي الله عنه ، وفيه 13 حديثاً .
المجلس 90: يوم الثلاثاء الثالث من شعبان سنة 368، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 91: يوم الجمعة لستّ خلون من شعبان سنة 368 ، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 92: يوم الثلاثاء العاشر من شعبان سنة 368 ، وفيه 7 أحاديث .
المجلس 93: يوم الجمعة الثالث من شعبان سنة 368، وفيه 4 أحاديث.
المجلس 94: يوم الثلاثاء السابع عشر من شعبان سنة 368 في المشهد المقدّس على ساكنه السلام، عند خروجه إلى ديار ما وراء النهر ، وفيه 17 حديثاً .
المجلس 95: يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة 368 في مشهد الإمام الرضا صلوات الله عليه، وفيه 14 حديثاً.
المجلس 96: يوم الأربعاء أيضاً لاثني عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة 368
ص: 24
وقت العصر، وفيه 8 أحاديث.
المجلس 97: يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة 368 في مشهد مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى علیهماالسّلام ، وفيه حديث واحد.
تبلغ مجموع روايات أمالي الشيخ الصدوق 1044 حديثاً، وفيه بعض الأحاديث المكرّرة، ولا يخفى أنّ الترقيم الّذي ذكرناه مغاير للترقيم المذكور في المطبوعة، لأنّ فيها أدغم بعض الأحاديث مع أنّه حديثان، وجعل حديث واحد في بعض الموارد حديثان أو ثلاثة أحاديث ، ولذا اختلف العدد .
أسانيد وطرق رواية الأمالى (1):
هناك طرق كثيرة في رواية هذا الكتاب، متّصلة الاسناد إلى المصنّف رحمه الله يوجد بعض منها فى إجازات ومصنّفات علمائنا المتأخّرين عنه، أو فى مصادر ترجمة المؤلّف والكتاب، أو مثبتة على الصفحات الأول للنسخ المخطوطة من الكتاب، وفيما يلي خمسة أسانيد أثبتناها من النسخ المخطوطة وبعض التراجم :
1 - السند الّذي أثبته الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة، حيث قال : السند العالي إلى هذا الكتاب كما رأيته في صدر نسخة السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي هكذا : حدّثني أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس بن الفاخر الدوريستي ، عن جدّه محمّد بن موسى، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن أحمد، عن مؤلّفه الشيخ الصدوق . والشيخ عبد الله هذا ممّن أدرك أوائل المئة السابعة كما في عنوان «دوريست» في معجم البلدان، قال: أنّه توفّي بعد الستّ مئة بيسير . فروايته عن الصدوق المتوفّى سنة 381 ه_ بثلاث وسائط سند عال كما لا يخفى (2).
2 - السند المثبت في نسخة ابن السكون ونسخة الروضاتي ونسخة الشيخ رضا
ص: 25
الأستادي والأمالي المطبوع ، وهو : أخبرني سيّدنا الشيخ الجليل العالم أبو الحسن
عليّ بن محمّد بن الحسين القمّي أدام الله تأييده سنة سبع وخمس مئة ، قال : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي رحمه الله سنة أربع وسبعين وأربع مئة قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة والسيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الحسيني سنة ستٌ وعشرين وأربع مئة رضي الله عنهما قالا : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضي الله عنه.
3 - السند المثبت في بداية نسخة مكتبة مجلس الشورى ، وهو : أخبرنا الشيخ 3 الإمام الناقد عين الدين جمال الأئمّة فريد العصر، أبو القاسم أحمد بن حمزة النعيمي أطال الله بقاه أخبرنا الشيخ العالم الزاهد موفّق الدين ركن الإسلام أبو الحسن عليّ بن محمّد بن أبي الحسن بن عبد الصمد التميمي رضي الله عنه ، أخبرنا الشيخ الفقيه العالم زين الدين والدي ، أخبرنا الشيخ الفقيه العالم الوالد أبو الحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي، أخبرنا السيّد الجليل العالم أبو البركات عليّ بن الحسين العلوي الجوري نوّر الله ضريحه، والشيخ أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ رحمه الله قالا: أخبرنا الشيخ الفقيه السعيد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه القمّى رضي الله عنه وأرضاه .
4 - السند المثبت في بداية نسخة الحاج أفضل، وهو : يقول عليّ بن محمّد بن أبي الحسن [عليّ بن] عبد الصمد التميمي كاتب هذه النسخة، والشيخ أبوبكر [محمّد بن] أحمد بن عليّ رحمه الله : حدّثنا بجميع ما في هذا الكتاب الشيخ الفقيه العالم الزاهد المفيد والدي طيِب الله تربته ، قراءةً عليه ، وخطّه عندي حجّة، في شهور سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، قال : حدّثنا الشيخ الفقيه والدي قال : حدّثني السيّد العالم أبو البركات عليّ بن الحسين الجوري قال: حدّثنا الشيخ الفقيه الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي قدّس الله روحهم ونوّر ضريحهم.
ص: 26
5 - السند المثبت في ترجمة عليّ بن محمّد بن عليّ بن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي في كتاب «الثقات العيون»، قال: وقد كتب صاحب الترجمة نسخة «الأمالي» للصدوق، واستنسخ صاحب المعالم نسخة عن خطّه ونقل صورة خطّه في آخر النسخة بما لفظه : حدّثنا بجميع الكتاب والدي قدّس سرّه وخطّه شاهد عندي في [سنة] 533 ه_، قال: حدّثني والدي قال: حدّثني السيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الجوري والشيخ أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ رضي الله عنهم، [عن الشيخ الصدوق]. ونسخة صاحب المعالم بتصحيحه موجودة في المكتبة الملية بطهران (1).
6 - السند المثبت في ترجمة عبد الجبّار بن عليّ بن منصور النقّاش الرازي في الثقات العيون ، قال : بعد ذكر اسمه: المجاز من شيخه عليّ بن محمّد بن الحسين القمّي على ظهر «الأمالي» للصدوق الّذي كتبه صاحب الترجمة بخطّه، وفرغ منه في الاثنين 5 ذي القعدة 507، ثمّ قرأه على شيخه المذكور فكتب عليه الشيخ إجازة مختصرة تاريخها 15 محرّم 508 ، ولفظ الإجازة هكذا : سمع منّي هذا الكتاب من أوّله إلى آخره وهو أمالي الشيخ الفقيه أبي جعفر بن بابويه بقراءته عَلَيّ وعارضه بنسختي وصحّحه بجهده وطاقته صاحبه الشيخ الفقيه الجليل الزاهد أبو مسعود عبد الجبّار بن عليّ بن منصور النقّاش الرازي أيّده الله تعالى ومتعه به، كتبه عليّ بن محمّد بن الحسين القمّي بخطّه في منتصف المحرّم سنة 508.
ثمّ قال الشيخ الطهراني : والنسخة المنقولة عن خطّ المجيز موجودة في مكتبة البروجردي في النجف (2).
الشيخ المفيد
هو أعلم العلماء ورئيس المتكلّمين وأستاذ الأصوليين، شيخ المحدثين ، محيي الإسلام وحامي الدين أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي العكبري
ص: 27
البغدادي، المعروف بالشيخ المفي قدّس سرّه.
أوّل من ذكره من أرباب الفهارس، معاصره محمّد بن إسحاق النديم في موضعين من فهرسه، قال: ابن المعلّم أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان، في عصرنا انتهت إليه رئاسة متكلّمي الشيعة، مقدّم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر ، شاهدته فرأيته بارعاً (1) .
ثمّ ذكره تلميذه الشيخ الطوسي في كتابيه «الرجال» و«الفهرست»، واكتفى في الأوّل بذكره فيمن لم يرو عن الأئمّة علیهم السّلام تمّ توثيقه بجملة : «جليل ثقة»، وقال في الثاني : أبو عبد الله المعروف بابن المعلّم، ومن جملة (أجلّة) متكلّمي الإماميّة، انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته، وكان مقدّماً في العلم وصناعة الكلام وكان فقيهاً متقدّماً فيه حسن الخاطر ، دقيق الفطنة، حاضر الجواب.
وقال تلميذه الآخر النجاشي: محمّد بن محمّد بن النعمان... شيخنا وأُستاذنا رضي الله عنه، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم (2).
وقال العلّامة الحلّي : محمّد بن محمّد بن النعمان، يكنّى أبا عبد الله ، يلّقب بالمفيد، وله حكاية في سبب تسميته بالمفيد ذكرناها في كتابنا الكبير، ويعرف بابن المعلّم، من أجلّ مشايخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم، وكلّ من تأخّر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية، أوثق أهل زمانه وأعلمهم ، انتهت رئاسة الإمامية إليه في وقته، وكان حسن الخاطر ، دقيق الفطنة، حاضر الجواب له قريب من مئتي مصنّف كبار وصغار (3).
وقال الذهبي : عالم الرافضة ، صاحب التصانيف، الشيخ المفيد، واسمه محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي الشيعي ويعرف بابن المعلّم، كان صاحب فنون
ص: 28
وبحوث وكلام واعتزال وأدب ذكره ابن أبي طي في تاريخ الإمامية فأطنب وأسهب ، وقال : كان أوحد في جميع فنون العلم: الأصلين والفقه والأخبار ومعرفة الرجال والتفسير والنحو والشعر، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة مع العظمة في الدولة البويهيّة، والرتبة الجسيمة عند الخلفاء، وكان قوي النفس ، كثير البرّ، عظيم الخشوع، وكثير الصلاة والصوم يلبس الخشن من الثياب، وكان مديماً للمطالعة والتعليم، ومن أحفظ النّاس ، قيل : إنّه ما ترك للمخالفين كتاباً إلّا وحفظه، وبهذا قدر على حلّ شُبّه القوم، وكان من أحرص النّاس على التعليم، يدور على المكاتب وحوانيت الحاكة... وقيل: ربما زاره عضد الدولة ويقول له : اشفَع تُشَفّع، وكان ربعة نحيفاً أسمر، عاش ستّاً وسبعين سنة (1).
وقال ابن كثير: ابن النعمان شيخ الإمامية الروافض والمصنّف لهم والمحامي عنهم عن حوزتهم، كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف لميل الكثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيّع، وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف، وكان من جملة تلاميذه الشريف الرضي والمرتضى (2) .
مولده:
ولد رحمه الله في الحادي عشر من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وثلاث مئة، وقيل مولده: سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة(3).
واختار شيخ الطائفة قدّس سرّه التاريخ الأخير.
من لقّبه بالمفيد :
كان الشيخ محمّد بن النعمان رضي الله عنه من أهل عكبرى من موضع يعرف بسويقة ابن البصرى، وانحدر مع أبيه إلى بغداد وبدأ بقراءة العلم على أبي عبد الله المعروف
ص: 29
بالجُعَل بدرب رياح، ثمّ قرأ من بعده على أبي ياسر غلام أبي الجيش (1) بباب خراسان، فقال له أبو ياسر : لِمَ لا تقرأ على عليّ بن عيسى الرمّاني الكلام وتستفيد منه ؟ فقال : لا أعرفه ولا لي به أنس، فأرسل معي من يدلّني عليه .
قال : ففعل ذلك وأرسل معي من أوصلني إليه، فدخلت عليه والمجلس غاصّ بأهله وقعدت حيث انتهى بي المجلس، وكلّما خفّ النّاس قربت منه ، فدخل إليه داخل، فقال بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك ، وهو من أهل البصرة . فقال : أهو من أهل العلم ؟ فقال : غلام لا أعلم إلّا أنّه يؤثر الحضور بمجلسك . فأذن له فدخل عليه فأكرمه ، وطال الحديث بينهما ، فقال الرجل لعليّ بن عيسى : ما تقول في يوم الغدير والغار ؟ فقال : أمّا خبر الغار فدراية، وأمّا خبر الغدير فرواية، والرواية لا توجب ما توجب الدراية . قال : فانصرف البصري ولم يحر جواباً يورد إليه .
قال المفيد رضي الله عنه: فتقدّمت فقلت : أيّها الشيخ مسألة .
فقال : هات مسألتك .
فقلت: ما تقول فى من قاتل الإمام العادل ؟
فقال : يكون كافراً. ثمّ استدرك فقال : فاسقاً .
فقلت : ما تقول في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟
فقال : إمام .
قلت : فما تقول في يوم الجمل وطلحة والزبير ؟
قال : تابا !
قلت : أمّا خبر الجمل فدراية، وأمّا خبر التوبة فرواية . فقال لي : أكنت حاضراً وقد سألني البصري ؟
فقلت : نعم .
ص: 30
قال : رواية برواية ودراية بدراية . قال : بمَن تعرف وعلى من تقرأ ؟
قلت : أُعرَف بابن المعلّم، وأقرأ على الشيخ أبي عبد الله الجعلى.
فقال : موضعك . ودخل منزله وخرج ومعه رقعة قد كتبها والصقها وقال لي: أوصل هذه الرقعة إلى أبي عبد الله.
فجئت بها إليه، فقرأها ولم يزل يضحك هو ونفسه، ثمّ قال لي : أيّ شيء جرى لك في مجلسه ؟ فقد وصّاني بك ولقّبك «المفيد».
فذكرت المجلس بقصّته، فتبسّم (1) .
وورد في الاحتجاج - للطبرسي - توقيعان صدرا من الناحية المقدّسة إلى الشيخ المفيد، ، ورد في أوّلهما الّذي صدر في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربع مئة : للأخ السديد والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد، أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان أدام الله إعزازه... (2) .
مشايخه:
أدرك المفيد رحمه الله كثيراً من أعاظم الشيوخ من المحدّثين والمتكلّمين والفقهاء من الفريقين وسمع منهم وقرأ عليهم، وعدّ المحدّث النوري في خاتمة «مستدرك الوسائل» خمسين رجلاً من أساتذته ومشايخه، واستدرك عليه عشرة آخرون، فكانوا ستّين رجلاً، ونكتفي هنا بمشايخه الّذين روى عنهم في الأمالي :
1 - أحمد بن الحسين بن أسامة البصري.
2 - أحمد بن محمّد الجرجرائي.
3 - أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي.
4 - أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي .
-5أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري.
6 - إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب.
ص: 31
7 - جعفر بن محمّد بن قولويه .
8 - الحسن بن حمزة العلوي.
9 - الحسن بن عبد الله القطان.
10 - الحسن بن عليّ بن الفضل الرازي.
11 - الحسين بن أحمد بن المغيرة.
12 - الحسين بن عليّ بن محمّد التّمار النحوي.
13 - عبد الله بن محمّد الأبهري .
14 - عثمان بن أحمد الدقّاق.
15 - عليّ بن أحمد بن إبراهيم.
16 - عليّ بن بلال المهلّبي.
17 - عليّ بن خالد المراغي.
18 - عليّ بن مالك النحوي.
19 - عليّ بن محمّد البصري.
20 - على ّبن محمّد بن حبيش الكاتب.
21 - عليّ بن محمد بن خالد الميتمي.
22 - عليّ بن محمّد بن زبير الكوفي.
23 - عمر بن محمّد بن علي الصيرفي ابن الزيّات.
24 - محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفي النحوي.
25 - محمّد بن الحسن الجواني.
26 - محمّد بن الحسين البصير المقرئ .
27 - محمّد بن داوود الحتمي.
28 - محمّد بن علي بن الحسين الشيخ الصدوق.
29 - محمد بن عمر الزيّات.
30 - محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم ابن الجعابي.
ص: 32
31 - محمّد بن عمران المرزباني.
32 – محمّد بن محمّد بن طاهر.
33 - محمّد بن المظفّر البزاز .
34 - أبو محمّد بن عبد الله بن أبي شيخ .
35 - المظفر بن محمّد البلخي.
وفاته :
توفّي رحمه الله ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مئة، وصلّى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم عليّ بن الحسين بميدان الأشنان، وضاق على النّاس مع كبره، ودفن في داره سنين، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيّد أبي جعفر علیه السّلام (1) .
وقال شيخ الطائفة : توفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مئة ، وكان يوم وفاته يوماً لم ير أعظم منه من كثرة النّاس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف.
وقال الذهبي في السير نقلاً عن ابن أبي طي : مات سنة ثلاث عشرة وأربع مئة وشيّعه ثمانون ألفاً (2) .
رثاه الشريف المرتضى وعبد المحسن الصوري والمهيار الديلمي وغيرهم، ووجد على قبره مكتوب ينسب إلى الإمام الحجّة علیه السّلام ، ماصورته :
لا صَوَّتَ الناعي بفَقَدِكَ إِنَّه *** يومٌ على آلِ الرَّسولِ عَظيم
إِن كُنتَ قد غُيِّبتَ في جَدَثِ الثَرى *** فَالعَدلُ والتَوحيد فيك مُقيم
والقائم المهدي يَفْرَحُ كُلَّما *** تُلِيَت عليك من الدروسِ عُلوم (3)
ص: 33
مصنّفاته :
أشار شيخ الطائفة في فهرسه إلى أنّ فهرس كتب الشيخ المفيد معروف، ولكنّه لم يعدّ منها أكثر من عشرين كتاباً، وعدّ النجاشي له مئة وأربعاً وسبعين كتاباً ورسالة .
وقال الذهبي : محمّد بن محمّد النعمان الشيخ المفيد، عالم الرافضة أبو عبد الله ابن المعلّم، صاحب التصانيف البدعية ، وهي مئتا مصنّف (1).
لو أردنا استقصاء جميع كتبه ، لطال بنا البحث وكتبه مذكورة في الفهارس ، وعدّ منها المغفور له السيّد حسن الموسوي قدّس سرّه فى مقدّمة التهذيب 194 كتاباً، ولكن - وللأسف - قد ضاع أكثرها ولم يصل إلينا إلّا النادر ، ونكتفي بذكر الأمالي وما ورد فيه :
كتاب الأمالي :
قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : الأمالي للشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد الحارثى البغدادى المتوفى سنة 413، مرتّب على المجالس، وعبّر عنه و النجاشي بالأمالي المتفرّقات، ولعلّ وجهه أنّه أملاه في مجالس في سنين متفرّقة أوّلها سنة 404 وآخرها سنة 411، ومجموع مجالسه ثلاثة وأربعون مجلساً (2)، وهو ممّا ينقل عنه في البحار كما ذكره في الفصل الأوّل منه بعنوان المجالس، وقال في الفصل الثاني: وجدنا منه نسخاً عتيقة، والقرائن تدلّ على صحّته، ورأيت منه نسخة في خزانة كتب الشيخ ميرزا محمّد الطهراني وهي بخطّ محمّد هادي بن علي رضا التنكابني سنة 1101 وهو في خمسة آلاف خمسة آلاف بيت تقريباً، أوّل مجالسه مجلس
يوم السبت مستهل شهر رمضان سنة 404 بمدينة السلام ... (3)
ص: 34
وقد ذكر خصوصيات كلّ مجلس من الزمان والمكان في أوّله، وهي:
المجلس 1: يوم السبت مستهلّ شهر رمضان سنة 404، بمدينة السلام في الزيارين في درب رياح (1) ، منزل ضمرة أبي الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الرحمان الفارسي، وفيه 12 حديثاً .
المجلس 2: يوم الأربعاء لخمس خلون منه (2)، وفيه : 9 أحاديث.
المجلس 3: يوم السبت لثمان خلون منه ، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 4: يوم السبت النصف منه ، سمعه أبو الفوارس ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 5: يوم الاثنين السابع عشر منه ، وسمعه أبو الفوارس، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 6: يوم الأربعاء التاسع عشر منه ، سمعه أبو الفوارس ، وفيه 16 حديثاً.
المجلس 7: يوم السبت الثاني والعشرين منه، سمعه أبو الفوارس، وفيه 13 حديثاً .
المجلس 8: يوم الاثنين الرابع والعشرين منه، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 9: يوم السبت التاسع والعشرين منه، وفيه 6 أحاديث.
المجلس 10: يوم الأربعاء لليلتين خلتا من رجب سنة 407 في مسجده بدرب رياح ، وفيه 8 أحاديث.
المجلس 11: يوم الاثنين لسبع خلون من رجب سنة 407 في مسجده بدرب رياح، وفيه 8 أحاديث.
المجلس 12: يوم السبت الثاني عشر من رجب سنة 407، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 13 : يوم السبت التاسع عشر من رجب سنة 407، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 14 : يوم السبت السادس والعشرون من رجب سنة 407 ، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 15 : يوم السبت الثالث من شعبان سنة 407، وفيه 8 أحاديث.
ص: 35
المجلس 16 : يوم السبت العاشر من شعبان سنة 407، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 17 : يوم السبت السابع عشر من شعبان سنة 407، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 18: يوم السبت الرابع والعشرين من شعبان سنة 407، وفيه 8 أحاديث .
المجلس 19 : يوم السبت مستهلّ شهر رمضان سنة 407 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 20 : يوم السبت لثمان خلون من شهر رمضان سنة 407 ، وفيه 6 أحاديث .
المجلس 21: يوم السبت النصف من شهر رمضان سنة 407، و فيه 7 أحاديث.
المجلس 22: يوم السبت الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة 407 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 23 : فيه 47 حديثاً ، ولم يذكر فيه زمان المجلس ومكانه .
المجلس 24: يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة 408 وهو أوّل مجلس أملى فيه فى هذا الشهر، وفيه 6 أحاديث .
المجلس 25: يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 408 ، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 26: يوم الاثنين الثاني من شهر رمضان سنة 409، و فيه 6 أحاديث.
المجلس 27: يوم السبت السابع من شهر رمضان سنة 409، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 28: يوم الاثنين لتسع ليال خلون من شهر رمضان سنة 409 ، وفيه 5 أحاديث .
المجلس 29: يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر رمضان سنة 409 ، وفيه 5 أحاديث.
المجلس 30: يوم السبت الرابع عشر من شهر رمضان سنة 409، وفيه 5 أحاديث.
ص: 36
المجلس 31: يوم الاثنين السادس عشر من شهر رمضان سنة 409، وفيه 4 أحاديث.
المجلس 32: يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان سنة 409، وفيه 5 أحاديث .
المجلس 33: يوم السبت الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 409 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 34: يوم السبت السادس والعشرين من شعبان سنة 410 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 35: يوم السبت لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة 410، وفيه 12 حديثاً.
المجلس 36: يوم السبت العاشر من شهر رمضان سنة 410 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 37: يوم السبت السابع عشر من شهر رمضان سنة 410، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 38: يوم السبت لست ليال بقين من شهر رمضان سنة 410 ، وفيه 13 حديثا .
المجلس 39: يوم السبت الثالث عشر من شهر رمضان سنة 411، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 40: يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة 411، وفيه 8 أحاديث .
المجلس 41: يوم السبت لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة 411 ، وفيه 5 أحاديث.
المجلس 42: يوم السبت السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 411، وفيه 8 أحاديث .
تبلغ مجموع أحاديثه 391 حديثاً .
ص: 37
الشيخ الطوسي
هو محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن أبو جعفر الطوسي، يلقّب بشيخ الطائفة وبالشيخ على الإطلاق، ولد في شهر رمضان عام 385 ه_ في طوس وبها نشأ، وقدم بغداد من خراسان سنة 408 ه_ و هو ابن ثلاثة وعشرين عاماً، وحضر عند الشيخ المفيد قدّس سرّه نحواً من خمس سنين ولازمه إلى أن توفّي في سنة 413 ه_، فانتقلت المرجعية إلى علم الهدى السيد المرتضى ، فانحاز الشيخ إليه ولازم الحضور عنده، وعني به المرتضى وبالغ في توجيهه وتلقينه ، وبقي ملازما له طيلة ثلاث وعشرين عاماً إلى أن توفّي السيّد قدّس سرّه لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة 436 ه_.
وبعد وفاة السيّد المرتضى تفرّغ الشيخ للتدريس والتعليم، وتصدّى للزعامة العامة للإمامية، واستمرت زعامته في بغداد مدّة اثنتي عشرة سنة، وكان يتمتّع بالمكانة الّتي كان يتمتّع بها أستاذاه المفيد والمرتضى ، فأصبح الطوسي شيخ الطائفة وعمدتها والإمام المعظم عند الشيعة الإمامية، وتقاطر عليه العلماء لحضور مجلسه حتّى عدّ تلاميذه أكثر من ثلاث مئة من مختلف المذاهب الإسلامية، وقد منحه الخليفة العبّاسي القائم بأمر الله كرسيّ الكلام، وكان هذا الكرسي لا يُعطى إلّا للقليلين من كبار العلماء، ولرئيس علماء الوقت .
هجرته إلى النجف الأشرف :
الظاهر أنّ تقدير الخليفة العبّاسي للشيخ الطوسي أثار عليه حسد بعضهم فسعوا به لدى الخليفة القائم، واتّهموه بأنّه تناول الصحابة بما لا يليق بهم، وكان الشيخ المفيد أستاذ الشيخ الطوسي، واحداً من أولئك الّذين لفّقت حولهم مثل هذه التهمة، وكانت بغداد مسرحاً لأمثال هذه الفتن، وقد وجدت طريقها عام 447 ه_ عند دخول السلاجقة، واشتدّ عنفها عام 448 ه_ ، فقد بلغت الفتن فيها ذروتها من العنف والقتل والإحراق، وأغرى أوّل ملوك السلاجقة «طغرل بيك» العوام بالشرّ حتّى أدّى الأمر أوّل وصوله إلى بغداد سنة 447 إلى إحراق مكتبة الشيعة الّتى أنشأها أبو نصر سابور وزير بهاء الدولة البويهي، وكانت من دور العلم
ص: 38
المهمّة ببغداد، بناها هذا الوزير في محلّة بين السورين في الكرخ سنة 381 ه_ على مثال «بيت الحكمة» الّذي بناه هارون الرشيد، وقد جمع فيها ما تفرّق من كتب فارس والعراق، واستكتب تأليف أهل الهند والصين والروم، ونافت كتبها على عشرة آلاف من جلائل الآثار ومهام الأسفار ، وأكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلّفين، قال الياقوت وبها كانت خزانة الكتب الّتى أوقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة، ولم يكن في الدنيا أحسن كتباً منها ، كلّها بخطّ الأئّمة المعتبرة وأصولهم المحرّرة، وقد احترقت هذه المكتبة العظيمة فيما احترق من محال الكرخ عند مجيء طغرل بيك، وتوسعت الفتنة حتّى اتجهت إلى شيخ الطائفة وأصحابه، فأحرقوا كتبه وكرسيّه الّذي كان يجلس عليه للكلام (1).
قال ابن الجوزي في حوادث سنة 448 من المنتظم: وهرب أبو جعفر الطوسي، و نهبت داره (2).
وقال في حوادث سنة 449: وفي صفر هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلّم الشيعة بالكرخ ، وأخذ ما وجد من دفاتره، وكرسي كان يجلس عليه للكلام، وأخرج ذلك إلى الكرخ وأضيف إليه ثلاثة مجانيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديماً يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة ، فأحرق الجميع (3).
ونقل ابن حجر عن ابن النجار : أحرقت كتبه عدة نوب بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر، واستتر هو خوفاً على نفسه بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف (4).
ص: 39
ولمّا رأى الشيخ الخطر محدقاً به هاجر بنفسه إلى النجف الأشرف لائذاً بجوار أمير المؤمنين علیه السّلام وصيّرها مركزاً للعلم وجامعة كبرى للشيعة الإمامية، وأخذت تشدّ إليها الرحال وتعلّق بها الأمال، وأصبحت مهبط رجال العلم ومهوى افئدتهم .
وفاته :
لم يبرح شيخ الطائفة في النجف الأشرف مشغولاً بالتدريس والتأليف والهداية والإرشاد، مدّة اثنتي عشرة سنة، حتّى توفّي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة 460 سنة 460 ه_ عن خمس وسبعين سنة ودفن في داره بوصيّة منه، وتحوّلت الدار بعده مسجداً في موضعه اليوم حسب وصيّته، وهو مزار يتبرّك به النّاس من العوام والخواص، ومن أشهر مساجد النجف الأشرف ، وموقع مسجد الشيخ في محلّة المشراق من الجهة الشمالية للصحن المرتضوي الشريف وسمّي باب الصحن المنتهي إلى مرقده ب_«باب الطوسي» (1) .
مشايخه :
أدرك شيخ الطائفة رحمه الله كثيراً من أعاظم الشيوخ من المحدّثين والمتكلّمين و الفقهاء من الفريقين وسمع منهم وقرأ عليهم، ذكرهم أصحاب التراجم والرجال، ونكتفي هنا بمشايخه الّذين روى عنهم في الأمالي :
1 - أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز ابن عبدون، ويعرف أيضاً بابن الحاشر أبو عبد الله ، المتوفّى سنة 423ه_.
2 - أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت أبو الحسن الأهوازي، المتوفّى سنة 409 ه_.
3_ الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس أبو علي ، المتوفّى سنة 439ه_.
4 - الحسن بن محمّد بن يحيى أبو محمّد الفحّام السرّ من رأيي، المتوفّى سنة 408ه_.
ص: 40
5 - أبو الحسن الصفّار.
6 - الحسين بن إبراهيم أبو عبد الله القزويني، المتوفّى بعد سنة 408ه_.
7 - الحسين بن عبيد الله الغضائرى ، المتوفّى سنة 411ه_.
-8 حمويه بن عليّ بن حمويه أبو عبد الله البصري.
9 - أبو طالب بن غرور .
10 - عبدالواحد بن محمّد بن عبد الله أبو عمر ، المتوفى سنة 410ه_.
11 - عليۀ بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الفتح المقرئ ابن الحمّامي ، المتوفّى سنة 417ه_.
12 - علي بن أحمد بن محمّد بن أبي جيد القمّي أبو الحسين الأشعري ، المتوفّى بعد سنة 418ه_.
13 - عليّ بن شبل بن أسد أبو القاسم الوكيل ، المتوفّى بعد سنة 410ه_.
14 - عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران أبو الحسين المعدّل، المتوفّى سنة 415ه_.
15 - محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان أبو الحسن القمّي، المتوفّى نحو سنة 425ه_.
16 - محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس أبو الفتح ، المتوفّى سنة 412ه_.
17 - محمّد بن عليّ بن خشيش (1) .
18 - محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد أبو الحسن، المتوفّى سنة 419ه_.
19 – محمّد بن محمّد بن النعمان الشيخ المفيد، المتوفّى سنة 413ه_.
20 - أبو منصور السكّرى .
21 - هلال بن محمّد بن بن جعفر أبو الفتح الحفّار، المتوفّى سنة 414ه_.
مصنّفاته :
لشيخ الطائفة مؤلّفات كثيرة، وقد كانت مرجعاً للمجتهدين والباحثين مدى
ص: 41
القرون ، بل هي من عيون المؤلّفات النادرة التي من شأنها أن توضع في أعلى رفٌ المكتبة إذا وضعنا مؤلّفات النّاس في رفوف متصاعدة حسب قيمتها العلميّة، فإنّ له في كلّ فنّ ألّف فيه مؤلّف هو الأوّل من نوعه، وكل من جاء بعده كان عيالاً عليه، ففي الأخبار «التهذيب والاستبصار»، وفي الفقه «المبسوط»، وفي أصول الفقه «العدّة»، وفي التفسير «التبيان»، وفي الأدعية «مصباح المتهجّد»، وفي غير ذلك من كتب الرجال والكلام وغيرهما من فنون العلم، فإنّ للشيعة الإماميّة أربعة كتب في الحديث هي المرجع للمجتهدين لاستنباط الأحكام الشرعية مدى هذه العصور المتطاولة منذ القرن الرابع والخامس ، وقد جمعت هذه الكتب الأربعة من الأصول الأربع مئة المؤلّفة في زمن الأئمّة علیهم السّلام ومن غيرها من الأحاديث المدوّنة وغير المدوّنة، وتسمّى هذه الكتب ب_ «الكتب الأربعة»، وهى: أصول الكافي للكليني، والفقيه للصدوق، والتهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة، فله الحصّة الوافرة من هذه الأصول.
كتاب الأمالي (1) :
هاجر الشيخ إلى النجف سنة 448 ه_ بعد اضطراره للخروج من بغداد، وبقي فيها حتّى وفاته، واستمرّت أسرته فيها من بعده ، بيد أنّه حُوّل بيته إلى مسجد - يعرف اليوم بمسجد الشيخ الطوسي - وقد غدت مدينة النجف بعد فترة قصيرة من وصول الشيخ إليها حاضرة العلم والفكر ، وأخذ النّاس يهاجرون إليها من مختلف المناطق، وباشر الشيخ الطوسي بعد إقامته بها بالتدريس، فكان يُملي دروسه على تلاميذه بانتظام، وما كتاب «الأمالي» إلّا محاضرات ألقاها هناك، وهى تعطي دلالة على انتظام الوضع الدراسي وإعادة الحركة العلميۀة في النجف الأشرف ، بعد النكسة التۀي أصابتها في حوادث بغداد عام 448ه_.
قال الشيخ نفسه في الفهرست (713): محمّد الحسن الطوسى مصنّف هذا بن الفهرست، له مصنفات... وله كتاب المجالس في الأخبار .
ص: 42
قال ابن حجر : محمّد بن الحسن بن علي أبو جعفر الطوسي، فقيه الشيعة ، أخذ عن ابن النعمان أيضاً وطبقته له مصنّفات كثيرة في الكلام على مذهب الإماميّة، وجمع تفسير القرآن، وأملى أحاديث وحكايات في مجلس!
ثمّ إنّ أمالي الشيخ على قسمين :
الأوّل منه يشتمل على ثمانية عشر مجلساً، تبتدئ جميعها بالشيخ أبي عليّ الطوسي، وهي مؤرّخة بالشهر والسنة، عدا المجلس الرابع والثالث عشر والثامن عشر، والمجالس الثمانية عشر هذه لم يذكر فيها الشيخ الطوسي أيّام الإملاء من الأسبوع ، وإنّما يكتفي بذكر الشهر والسنة، عدا المجلس الخامس الّذي صرّح به بيومه أيضاً .
ومن الأمور الجديرة أنّ المجلس السادس أملاه في ذي القعدة سنة 455ه_، من أنّ المجلس الخامس الّذي سبقه قد أملاه في سنة 457ه_، ولعلّ هذا سهو من النسّاخ ، لأنّ المجلس السابع أملاه في المحرّم سنة 456 ه_، والمجالس التالية تأخذ بالتعاقب الزمني .
أمّا القسم الثاني من الأمالي فهو مرتّب على المجالس ، وقد ابتدأ المجلس الأول في يوم الجمعة المصادف لليوم الرابع من المحرّم من سنة 457ه_، وهكذا تستمرّ بقيّة المجالس بالانعقاد في أيّام الجمع، ويختم الأمالي بمجلس أطلق عليه مجلس يوم التروية من سنة 458 ه_، وتبلغ عدد مجالس القسم الثاني من الأمالي سبعة عشرين مجلساً يؤرّخ فيه اليوم والشهر والسنة ، فتبلغ مجموع أمالي القسمين ستّة وأربعين مجلساً ، وكان إملاء مجموع هذا الكتاب في خلال ثلاث سنوات من شهر الأوّل سنة 455 ه_ إلى السادس من صفر سنة 458ه_.
قال الشيخ آغا بزرك الطهراني عند التعرض للقسم الأوّل من الأمالي : يقال له أمالي ابن الشيخ في مقابل أمالي والده الشيخ الطوسي المرتب على المجالس ، ولذا يقال له المجالس أيضاً ، لكنّه ليس الأمر كما اشتهر بل هذا جزء من أمالي والده أيضاً إلّا أنه ليس مثل جزئه الآخر مرتّباً على المجالس، بل هو في ثمانية عشر
ص: 43
جزءاً، وفي كثير من نسخه قد بدأ في كلّ تلك الأجزاء باسم الشيخ أبي علي وهو يرويه عن والده الشيخ الطوسي في سنين بعضها سنة 455 وبعضها سنة 456 وبعضها سنة 457، ووجه البدأة باسمه أنّه أملاها الشيخ أبو علي على تلاميذه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علیه السّلام في سنة 509 كما ذكر التاريخ في أوّل الجزء التاسع النسخة المطبوعة ، فكتب السامعون عنه اسمه في أوّل النسخة على ما هو دَيدن الرواة والقدماء من ذكر اسم الشيخ في أوّل كلّ ما يسمعونه عنه، وتوجد جملة من النسخ من تلك الأجزاء الثمانية عشر ليس في أوائل الأجزاء منها اسم الشيخ أبي علي أبداً، بل يبتدأ في أكثر الأجزاء بقوله : حدّثنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، وفي بعضها : أخبرنا جماعة منهم ...، وهكذا سائر الأجزاء المبدوأة بذكر واحد من مشايخ الطوسي، فلاشكّ أنّ القائل «حدّثنا» في جميعها هو الشيخ الطوسي.
ثمّ ذكر عن ابن طاووس : إنّ أمالي الشيخ في مجلدين أحدهما الثمانية عشر جزءاً الّتى ظهرت للناس أولاً، وثانيهما بقيّة الأجزاء إلى تمام سبعة وعشرين جزءاً، وتمامها عندي بخط الشيخ حسين بن رطبة وخطّ غيره، أرويه عن والدي عن الحسين بن رطبة عن الشيخ أبي علي عن والده (1).
وأذكر هنا خصوصيّة كلّ مجلس مذكورة في أوّله، ونضيف إليه عدد أحاديث كلّ مجلس، وفي المجالس الّتي لم يذكر لها تاريخ، نكتفي بذكر عدد أحاديثه :
المجلس 1: أملاه في شهر ربيع الأوّل من سنة 455، وفيه 31 حديثاً.
المجلس 2: أملاه في شهر ربيع الأوّل من سنة 455 ، وفيه 60 حديثاً .
المجلس 3: أملاه في شعبان سنة 455، وفيه 55 حديثاً .
المجلس 4: فيه 41 حديثاً .
المجلس 5: يوم الخميس السادس والعشرين من شهر رمضان سنة 457، وفيه 61 حديثاً.
ص: 44
المجلس 6: أملاه في ذي القعدة من سنة 457 ، وفيه 50 حديثاً.
المجلس 7: أملاه في المحرّم من سنة 456 ، وفيه 53 حديثاً.
المجلس 8: أملاه في صفر سنة 456، وفيه 62 حديثاً.
المجلس 9: أملاه في صفر سنة 456 ، وفيه 56 حديثاً.
المجلس 10 : أملاه في شهر ربيع الآخر من سنة 456 ، وفيه 92 حديثاً.
المجلس 11: أملاه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام في جمادى الأولى من سنة 456 ، وفيه 107 حديثاً .
المجلس 12: أملاه في جمادى الآخرة من سنة 456 ، وفيه 89 حديثاً (1).
المجلس 13 : فيه 104 حديثاً (2) .
المجلس 14: أملاه في رجب من سنة 456 ، وفيه 94 حديثاً .
المجلس 15: أملاه في رجب من سنة 456 ، وفيه 52 حديثاً.
المجلس 16 : أملاه فى شعبان من سنة 456 ، وفيه 39 حديثاً
المجلس 17: أملاه في شعبان من سنة 450، وفيه 65 حديثاً.
المجلس 18 : فيه 69 حديثاً .
المجلس 19: يوم الجمعة الرابع من المحرّم سنة 457 ، وفيه 3 أحاديث.
المجلس 20: يوم الجمعة السادس والعشرين من المحرم سنة 457، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 21: يوم الجمعة الحادي عشر من صفر سنة 457، وفيه حديث واحد.
المجلس 22: يوم الجمعة السابع عشر من صفر سنة 457 ، وفيه 12 حديثاً.
المجلس 23: يوم الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة 457 ، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 24: يوم الجمعة التاسع من ربيع الأول سنة 457 ، وفيه 16 حديثاً.
المجلس 25: يوم الجمعة السادس عشر من ربيع الأول سنة 457 ، وفيه 16 حديثاً.
ص: 45
المجلس 26: يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأوّل سنة 457، وفيه 18 حديثاً .
المجلس 27: يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الأول سنة 457، وفيه 9 أحاديث.
المجلس 2:8 يوم الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة 457 وفيه : 12 حديثاً.
المجلس 29: يوم الجمعة الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة 457، وفيه 23 حديثاً.
المجلس 30: يوم الجمعة الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة 457، وفيه 11 حديثاً.
المجلس 31: يوم الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 457 ، وفيه 18 حديثاً .
المجلس 32: يوم الجمعة الثاني من رجب سنة 457 ، وفيه 23 حديثاً.
المجلس 33: يوم الجمعة التاسع من رجب سنة 457، وفيه 13 حديثاً.
المجلس 34: يوم الجمعة السادس عشر من رجب سنة 457، وفيه 7 أحاديث.
المجلس 35: يوم الجمعة الثالث والعشرين من رجب سنة 457 ، وفيه 37 حديثاً.
المجلس 36: يوم الجمعة سلخ رجب سنة 457 ، وفيه 28 حديثاً .
المجلس 37: يوم الجمعة السابع من شعبان سنة 457 ، وفيه 26 حديثاً .
المجلس 38: يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان سنة 457 ، وفيه 10 أحاديث.
المجلس 39: يوم الجمعة السابع عشر من شعبان سنة 457 ، وفيه 40 حديثاً.
المجلس 40: يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة 457، وفيه 12 حديثاً .
المجلس 41: يوم الجمعة السادس والعشرين من شوّال سنة 457 ، وفيه حديثان .
المجلس 42: يوم الجمعة الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة 457، وفيه 6
ص: 46
أحاديث .
المجلس 43: يوم الجمعة الثالث والعشرين من ذى الحجّة سنة 457، و فيه 9 أحاديث.
المجلس 44: يوم الجمعة الثالث من ذي القعدة (1) سنة 457 ، وفيه 5 أحاديث .
المجلس 45: يوم الجمعة السادس من صفر سنة 458 ، وفيه 4 أحاديث .
المجلس 46: يوم التروية من سنة 458، وفيه 3 أحاديث.
تبلغ مجموع أحاديثه 1562 حديثاً، وفيه الأحاديث المكرّرة.
ثمّ إنّ الشيخ كثيراً ما يروي عن جماعة عن أبي المفضّل ، وقد صرّح باسماء جمع منهم في أوّل المجلس 16 وأوّل المجلس 17 وهم : الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمّد بن عبدون، وأبو طالب بن غرور ، وأبو الحسن الصفّار، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس.
أهميّة الترتيب :
لا يخفى على طلبة العلم أهميّة النظم والترتيب لتيسير الوصول إلى الأهداف و معرفة ارتباط المواضيع بعضها ببعض، وتقديم الأهمّ فالأهمّ، ورسم معالم الفكر و الثقافة والتراث بصورة واضحة، ومازال البشر وإلى يومنا هذا يحاول أن يبوب ينظم ويرتب فيستنتج ويستخرج من المعاني واللآلي ما لم يكن متيسّراً قبل ذلك ، وها هي أمّهات الكتب الروائيّة والفقهيّة مثل الأصول الأربعة والصحاح الستّ و غيرها ممّا تقدّم عنها وما تأخّر وفرت للعلماء والباحثين والناشئين - بحسب حسن ترتيبها وتنظيمها للمواضيع - فرصاً لم تكن متاحة لهم من قبل ، ذلك أنّ الأصول الروائيّة الأولى لم يراع فيها الترتيب وإنّما كانت مجاميع روائيّة المواضيع شتّى دون نظم و ترتيب، وجاء علم الفهرسة والتنضيد وخاصّة في القرن الأخير مع تنوعاته ليعطي لدور الترتيب زخماً جديداً بحيث صار من ضروريات التأليف والتحقيق، وقد قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «الله الله في نظم أمركم».
ص: 47
ترتيب الأمالي وتوحيدها :
ومن الكتب الّتي وصلت بأيدينا من العهود السالفة دون نظم أو ترتيب يذكر سوى أنّها نظمت حسب مجالس معدودة وبترتيب زمني في الغالب هي أمالي الشيخ الصدوق وأمالي الشيخ المفيد وأمالي الشيخ الطوسي، حيث إنّها لم تراع الترتيب والتبويب العلمي والموضوعي عامّة سواء في مجلس واحد، أو مجالس متعدّدة، بل وحتّى قد يكون الحديث الواحد من بعض المجالس فيه مواضيع مختلفة ، وإضافة إلى ذلك ومع الأسف لم ترفق هذه الكتب بفهارس فنيّة متنوّعة حتّى تؤدّي دور أقل مراتب الترتيب رغم تعدّد طباعتها والعاملين عليها ، فكان لزاماً عَلَيّ أن أقدّم هذه الكتب مرتّبة ومبوّبة ومرفقة بفهارس متنوّعة، حتّى يجد الباحث ضالّته بسهولة وسرعة، وقد كان عزمي في البداية أن أرتّب كلّاً منها على حدة إلّا أنّه وبعد الإمعان في أحاديث هذه الكتب الثلاث قررت توحيدها، نظراً لكثرة مشتركاتها وتقارب منزلة كلّ منها من الناحية العلمية والشهرة.
ولم أك أوّل من رتّب الأحاديث أو وحّد بين المجاميع المختلفة، فها هو بحار الأنوار وكنز العمّال والوافي وجامع الأصول ووسائل الشيعة ومجمع الزوائد و غيرها من مئات الكتب الّتي ألّفت قديماً وحديثاً تصبّ في هذا المضمار، بل وفي خصوص الأمالي فقد رُتّب قديماً أمالي السيّد أبي طالب وسمّي بتيسير المطالب في أمالي السيد أبي طالب، ورُتّب أيضاً أمالي الشيخ الصدوق في ثلاثة أبواب كلّية الأوّل: ما يتعلّق بمناقب أهل البيت علیهم السّلام ، الثاني: ما يتعلّق بالعبادات و الأوراد والأذكار ، الثالث : ما يتعلّق بالمتفرّقات (1).
ص: 48
كيفية الترتيب :
المواضيع الّتي تطرقت إليها أحاديث هذه الكتب هي: العقل والعلم، والتوحيد، والعدل، والموت، والبرزخ، والمعاد، والجنّة والنار، والاحتجاج، والنبوّة العامّة، والخاصّة، وتاريخ الأنبياء والإسلام والأمم والملوك، والإمامة وتاريخ الأئمّة، ومكارم الأخلاق ومساوئها، ومختلف أبواب الفقه والأحكام مثل الصلاة والصوم والزكاة والجهاد والخمس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعقود والإيقاعات، وما يرتبط بالملائكة والشياطين والجنّ، والإيمان والكفر وغيرها من العناوين المختلفة.
وقد اقتفيت أُسلوب المجلسي في بحار الأنوار والحرّ العاملي في وسائل الشيعة تقريباً، إلّا أنّي لم أتقيّد حرفياً بذلك، إذ قد أضفت تارة باباً لم يذكراه، أو حذفت باباً أو أبواب لعدم وجود مادته في الأمالي، وقدمت من أحاديث الأمالي الأقدم فالأقدم، فروايات الصدوق أوّلاً ، ثمّ المفيد، ثمّ الطوسي، وما اتّفقت فيه الأمالي في السند والرواية ذكرت الأقدم حرفياً، ثمّ أشرت إلى تكرره في ذيله، وأمّا ما اتّفق في المتن واختلف في السند ذكرت الأقدم ، ثمّ عطفت عليه المتأخّر بذكر سنده دون متنه، وما كان فيه الاختلاف طفيفا أشرت إلى الاختلافات فى المتن الهامش، و في صورة كثرة الاختلاف ذكرته برمته سنداً ومتناً، وأعطيت لكلّ حديث رقمين، رقما للتسلسل العام ووضعته بين قوسين، ورقماً خاصاً للباب المذكور فيه، وقد بلغ عدد أحاديث مجموع الأمالي الثلاثة 2997 حديثاً وفيه بعض الأحاديث المكرّرة ، وذلك قبل التبويب والتفريق .
وأمّا الحديث المشتمل على أكثر من موضوع فقد وزعته وفرقته في أنحاء الكتاب بحسب تعدّد مواضيعه إلّا أنّني ذكرت ذلك الحديث مجتمعاً في أحد المواضع حتّى يبقى السياق الأوّل للحديث محفوظاً إتماماً للفائدة وحذراً من بعض عواقب التقطيع.
وأمّا ترقيم الأحاديث فلم أتابع فيه الترقيم الموجود في الأمالي المطبوعة
ص: 49
حرفياً لما فيه من إخلال طفيف من توحيد ما افترق أو تفريق ما اجتمع، لكنّ الاختلاف يسير.
وعند ما أذكر الحديث برمته أذكر سنده بتمام خصوصياته الواردة في الأمالي، أمّا في موار التقطيع والتكرار فأراعي جانب التلخيص في السند والاكتفاء بما يرتبط بالموضوع من المتن كما قدمنا .
ومن جملة مشاكل التقطيع والترتيب أنّ الكتب الثلاثة موضوعة على أساس مجالس معدودة يذكر في بداية المجلس والحديث الأوّل منه السند بصورة كاملة ثمّ تتعقّبها الأحاديث بأسانيد ملخصة ورمزية على سبيل الاشارة، ومع هذا الترتيب الجديد تفرقت أحاديث كلّ مجلس في أنحاء هذا الكتاب حسب موضوعه فلذلك اضطررت إلى ذكر سند كلّ حديث بصورته الّذي ورد في أوّل المجلس.
النسخ المعتمدة وأُسلوب التحقيق:
انتخبت من طبعات الأمالي الثلاثة أحسنها وأجودها مع ملاحظة الطبعات الأخرى لما فيها أحياناً من بعض الفوائد.
ففي أمالي الصدوق اعتمدت على طبعة مؤسسة البعثة المحققّة والمصحّحة على نسخ عديدة للكتاب ذكرت في مقدّمة التحقيق.
وفي أمالي المفيد اعتمدت على طبعة جماعة المدرسين بقم، بتحقيق فضيلة حسين أستاد ولي والشيخ علي أكبر الغفاري، وقد اعتمدا على أربع نسخ للكتاب.
وفي أمالي الطوسي اعتمدت على تحقيق مؤسّسة البعثة المعتمدة على نسخة خطيّة مؤرخة بسنة 580 ه_ ق مع عرضه على الطبعة الحجريّة للكتاب لسنة 1313 ه_ و الطبعة الحروفية بمطبعة النعمان لسنة 1384 ه_ بالنجف الأشرف .
ومع أنّ هذه الطبعات جيّدة، إلّا أنّها لا تخلو من أغلاط ، وقد حاولت جهد الإمكان التثبّت في ضبط النصوص والألفاظ بالمراجعة إلى المصادر المختلفة و خاصّة الأقدم منها ، لكنّي لم أغيّر شيئاً دون إشارة أو تنبيه أو استدلال، وتارة ربما
ص: 50
أضفت شيئاً لتكميل العبارة إلّا أنّ هذه الاضافات كلّها بين المعقوفين : [].
وبذلت ما في وسعي لتخريج الأحاديث من سائر المصادر - في الهامش - و توضيح ما أبهم من الألفاظ، مع الاستعانة بجهود العلماء السالفين في هذا المضمار مثل كتاب مرآة العقول وبحار الأنوار وغيرهما، وكلّ ما نقلت من كلام العلّامة المجلسي في هذا الكتاب دون ذكر موضعه من كتبه فهو من كتاب بحار الأنوار من الكتاب والباب المناسب للمقام .
وفي الختام ينبغي لي أن أتقدّم بالشكر إلى كلّ من فضيلة عمّي الأستاذ المحقّق العلّامة الشيخ محمّد باقر المحمودي (1) حيث كان اقتراح الترتيب منه مع حثّة علی ذلك، ومجمع إحياء الثقافة الإسلامية حيث تمّ تحقيق هذا الكتاب طيلة عشر سنوات مضت في ذلك المجمع مع الاستفادة التامة من مكتبته والفهارس الرجالية الموجودة فيه، وأخيراً من المشرفين على مؤسّسة المعارف الإسلاميّة حيث بذلوا جهدهم في سبيل طبع ونشر هذا الأثر القيّم، ووافق الفراغ من وضع اللمسات الأخيرة للمقدّمة والكتاب اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 1420 ه_ ق ، يوم ولادة رسول الله صلّی الله علیه و آله الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق علیه السّلام ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
قم المقدّسة - محمّد جواد المحمودي
17 / ربيع الأول / 1420
ص: 51
ص: 52
ص: 53
ص: 54
(1) 1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى:
عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهمالسّلام قال: «من قسّم له الخُرق (2)، حجب عنه الإيمان».
(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 4)
(2)2 - (3)
حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سلمة بن البراء الحافظ البغدادي
ص: 55
قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله الثقفي أبو العبّاس قال: حدّثنا عيسى بن محمّد الكاتب قال: حدّثني المدائني، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال علي بن أبي طالب علیه السّلام: «عقول النساء في جمالهن، وجمال الرجال في عقولهم» (1).
(أمالي الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 9)
ص: 56
(3)3 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن الصادق جعفر بن محمّد علیه السّلام قال :
كان أمير المؤمنين علیه السّلام يقول: «أصل الإنسان لبه وعقله دينه (2)، ومروءته حيث يجعل نفسه (3) ، والأيّام دول، والناس إلى آدم شرع سواء».
(أمالي الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 9)
(4) 4 - (4)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني حنظلة بن زكريّا القاضي التميمي بقزوين قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة
ص: 57
العلوي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «حسب المرء ماله، ومروءته عقله، وحلمه شرفه و کرمه تقواه».
(أمالي) الطوسي : المجلس 25، الحديث 13)
(5) 5 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان:
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «خمس مَن لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مُستَمتَع».
قيل : وما هنّ يا ابن رسول الله ؟
قال: «الدين، والعقل، والحياء، وحُسن الخُلق ، وحُسن الأدب» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 15)
يأتي تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر.
(6) 6 - (2) حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام ( عاصم) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر (3) قال: حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (4) ، عن الحسين بن النضر الفهري، عن [أبي] عمرو الأوزاعي ، عن عمرو
ص: 58
بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّى الله عليه وآله بتسعة أيّام، و ذلك حين فرغ من جمع القرآن) قال : «لا جمال أزين من العقل».
(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)
يأتي تمامها في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .
(7) 7- (1) حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن سعد (2) بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة :
عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «هبط جبرئيل على آدم علیه السّلام فقال : يا آدم إنّي
أمرت أن أخيّرك (3) واحدة من ثلاث ، فاختر واحدة ودع اثنين .
فقال له :آدم وما الثلاث يا جبرئيل ؟
ص: 59
فقال : العقل والحياء والدين.
قال آدم: فإنّي قد اخترت العقل .
فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه .
فقالا : يا جبرئيل، إنّا أُمرنا أن نكون مع العقل حيث كان .
قال : فشأنكما، وعرج».
(أمالي الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 3)
(8)8- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني بو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا علي بن ،مهرويه، عن داوود بن سليمان الغازي قال :
سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يقول : «ما استودع الله عبداً عقلاً، إلّا استنقذه به يوما».
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 48)
ص: 60
(9)9 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الطيّب الحسين بن محمّد التّمار قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري قال: حدّثنا أحمد بن عبيد قال: حدّثنا عبدالرحيم بن قيس الهلالي قال : حدّثنا [عبد الله بن عمر] العمري، عن أبي وجزة السعدي [يزيد بن عبيد] ، عن أبيه قال :
أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام إلى الحسن بن علي علیه السّلام فقال فيما أوصى به إليه : «يا بُنَي، لا فقر أشدّ من الجهل ، ولا عُدم أعدم من العقل» (1) .
ص: 61
وفيه: «يا بُنَي ، العقل خليل المرء والحلم ،وزيره والرفق والده والصبر من خیر جنوده » (1) .
(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54 )
ص: 62
(10)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزین، عن محمّد بن مسلم:
عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال: «لمّا خلق الله عزّ وجلّ العقل استنطقه، ثمّ قال له : أقبل ، فأقبل ، ثمّ قال له : أدبر ، فأدبر ، ثمّ قال له : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك ، ولا أكمّلك إلّا فيمن أحبّ أما إنّي إيّاك آمر، وإيّاك أنهى، وإيّاك أعاقب، وإيّاك أثيب».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 5)
ص: 63
(11) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : عن الصادق علیه السّلام عن آبائه، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ الله تبارك وتعالى خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الّذي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل ، ولاملك مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرأفة همّه، والرحمة قلبه، ثمّ حشاه (2) وقوّاه بعشرة أشياء : اليقين، والإيمان، والتصديق، والسكينة ، والإخلاص ، والرفق، والعطيّة، والقناعة، والتسليم ، والشكر ، ثمّ قال له : أدبر ، فأدبر، ثمّ قال له : أقبل، فأقبل، ثمّ قال : تكلّم . فقال : الحمد لله الّذي ليس له ضدّ ولا ندّ ، ولاشبة ولا شبيه ، ولا كُفوٌ ولا عديل ، ولامثل ولا مثيل الّذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل .
فقال الربّ تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ماخلقت خلقاً أحسن منك ، و لا أطوع منك ، ولا أرفع منك ، ولا أشرف منك ، ولا أعزّ منك، بك أوحَّد، وبك أحاسِب ، وبك أُدعى، وبك أُرتجى، وبك أُتُّقي ، وبك أُخاف، وبك أحذر، وبك الذنب، وبك العقاب.
فخّر العقل عند ذلك ساجداً، وكان في سجوده ألف عام، فقال الربّ تبارك
ص: 64
وتعالى بعد ذلك : ارفع رأسك، وسل تُعطَ، واشفع تشفّع . فرفع العقل رأسه فقال : إلهي أسألك أن تُشَفّعني فيم جعلتني فيه . فقال الله تبارك وتعالى للملائكة : اشهدوا أنّي شفّعته فيمن خلقته فيه».
(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 3)
ص: 65
(12)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدِثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثني محمّد بن يعقوب قال : حدّثني علي بن محمّد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال:
قلت لأبي عبدالله الصادق علی السّلام : فلان من عبادته ودينه وفضله، كذا وكذا. قال: فقال: «كيف عقله» ؟
فقلت : لا أدري.
فقال: «إنّ الثواب على قدر العقل، إنّ رجلاً من بني إسرائيل كان يعبد الله عزّ وجلّ في جزيرة من جزائر البحر ، خضراء نضرة كثيرة الشجر، طاهرة الماء، وإنّ ملكاً من الملائكة مرّ به ، فقال : ياربّ أرني ثواب عبدك هذا. فأراه الله عزّ وجلّ ذلك، فاستقلّه الملك ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أن أصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسي فقال له : من أنت ؟
قال: أنا رجل عابد، بلغنا مكانك وعبادتك بهذا المكان، فجئت لأعبد الله معك ، فكان معه يومه ذلك ، فلّما أصبح قال له الملك : إنّ مكانك لنزهة .
قال : ليت لربّنا بهيمة، فلوكان لربّنا حمار لرعيناه في هذا الموضع، فإنّ هذا الحشيش يضيع .
ص: 66
فقال له الملك : وما لربّك حمار ؟
فقال : لوكان له حمار ماكان يضيع مثل هذا الحشيش .
فأوحى الله عزّ وجلّ إلى الملك : إنّما أثيبه على قدر عقله».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 6)
(13) 2 - (1) وقال (2) الصادق علیه السّلام: «ماكلّم رسول الله صلّى الله عليه وآله العباد بكنه عقله». (أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 7)
(14) 3- (3) قال (4): وقال الصادق علیه السّلام : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّا معاشر الأنبياء
ص: 67
أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 8)
(15 - 16) 4 - 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة (2)، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض العجلي الساوي قال: حدّثني أبي قال : حدّثني عبد العظيم بن عبدالله الحسنى قال: حدّثنا محمّد بن على الرضا، عن آبائه علیهم السّلام ، عن محمّد بن علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّا أُمرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم الناس بقدر عقولهم».
ص: 68
قال : وقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: «أمرني ربّي بمداراة النّاس ، كما أمرني بإقامة الفرائض». (أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 20 و 21)
(17)6 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن الفضل بن محمدّ البيهقي، عن هارون بن عمرو المجاشعي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبدالله علیه السّلام.
قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام :
أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «إنّا أُمِرنا معاشر الأنبياء بمداراة النّاس كما أمرنا بإقامة الفرائض».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 58)
ص: 69
(18)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن جعفر الجوهري، عن إبراهيم بن عبدالله الكوفي، عن ابي سعيد عقيصا قال :
سئل الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام عن العقل، فقال: «التجرّع للغصّة، ومداهنة الأعداء».
(أمالي الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 2)
(19)2 - (2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد :
عن أبي الحسن الرضا علیه السّلام ، أنّه سئل : ما العقل ؟ فقال: «التجرّع للغصّة،
ص: 70
ومداهنة الأعداء، ومداراة الأصدقاء».
(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 18)
(20)3 - (1) أبوجعفر الطوسي بإسناده عن أبي وجزة [يزيد بن عبيد ] السعدي قال : أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام إلى الحسن بن علي علیه السّلام ، فقال فيما أوصى به إليه : «يابُنَيّ، إنّه لابد للعاقل من أن ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه ليعرف أهل زمانه» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 53)
تقدّم إسناده في الباب الأوّل، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .
(21) 4 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمدّ بن سعيد قال : حدّثنا الحسن بن جعفر [بن مدرار] قال : حدّثني عمّى طاهر بن مدرار (3) قال : حدّثني زرّ بن أنس قال :
ص: 71
سمعت جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : «لا يكون المؤمن مؤمناً، حتّى يكون كامل العقل، ولا يكون كامل العقل، حتّى تكون فيه عشر خصال : الخير منه مأمول، و الشرّ منه مأمون، يستقلّ كثير الخير من نفسه ويستكثر قليل الخير من غيره، ويستكثر قليل الشرّ من نفسه، ويستقلّ كثير الشرّ من غيره، ولا يتبرّم بطلب الحوائج قبله ، ولا يسأم من طلب العلم عمره، الذلّ أحبّ إليه من العزّ (1)، والفقر أحبّ إليه من الغنى، حسبه من الدنيا ،قوت، والعاشرة وما العاشرة لا يلق أحداً إلّا قال : هو خيرٌ منّي وأتقي .
إنّما النّاس رجلان : رجل خير منه وأتقى، وآخر شرّ منه وأدنى ، فإذا لقي البذي هو خير منه تواضع له ليلحق به، وإذا لقي الّذي هو شرّ منه وأدنى قال: لعلّ شرّ
ص: 72
هذا ظاهر وخيره ،باطن ، فإذا فعل ذلك علا وساد أهل زمانه» (1).
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 5)
ص: 73
(22) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، سنان عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان:
عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «وأعلم النّاس من جمع علم النّاس إلى علمه، وأشجع النّاس من غلب هواه ، وأكثر النّاس قيمة أكثرهم علماً، وأقلّ الناس قيمة أقلّهم علماً» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(23) 2 - (2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه
ص: 74
ص: 75
إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنّة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به (1)، وإنّه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتّى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر (2)، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء
ص: 76
لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورثوا العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر».
(أمالي الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 9)
(24)3 - (1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضّي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر قال : حدّثنا المعلى بن محمّد البصري، عن أحمد بن محمّد بن عبدالله ، عن عمرو (2) بن زياد عن مدرك بن عبدالرحمان:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام قال : «إذا كان يوم القيامة ، جمع الله عزّ وجلّ الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».
(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحدیث 1)
(25)4 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل، عن الفضل
ص: 77
بن محمّد البيهقي، عن هارون بن عمر و المجاشعي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبدالله علیه السّلام .
قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة، وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».
(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 57)
(26) 5 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي، عن
ص: 78
عمّه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه علیهماالسّلام:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة طويلة في صفات المتّقين) قال: «ومن علامة أحدهم أنّك ترى له قوّة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وحرصاً على العلم، وفهماً في فقه ، وعلماً في حلم».
وفيه أيضاً: «يمزج العلم بالحلم، ويمزج الحلم بالعقل».
(أمالي الصدوق : المجلس 84 ، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب صفات المؤمن من كتاب الإيمان والكفر .
(27)6 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمد قال : حدّثنا الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح، عن عبد الله بن غالب:
عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إنّ العلم خليل المؤمن ، و الحلم وزيره ، والصبر أمير جنوده ، والرّفق أخوه ، واللين والده ».
(أمالي الصدوق : المجلس 86 ، الحديث 17)
يأتي تمامه في باب صفات المؤمن من كتاب الإيمان والكفر .
(28) 7 - (2) حدّثنا أبي الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال : حدّثنا يونس بن عبد الرحمان قال : حدّثنا الحسن بن زياد العطّار قال : حدّثنا سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال :
ص: 79
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام : «تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه حسنة، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وهو عند الله لأهله قربة ، لأنّه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنّة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلّاء، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير أئمّة يقتدى بهم ، ترمق أعمالهم، وتقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم، لأنّ العلم حياة القلوب، ونور الأبصار من العمى، وقوّة الأبدان من الضعف ينزل الله حامله منازل الأبرار، ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة.
بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحّد، وبالعلم توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام والعلم إمام العقل والعقل تابعه، يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء».
(أمالي الصدوق : المجلس 90، الحديث 1)
(29 - 30) 8 - 9 – (1)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال :
ص: 80
حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن حسن الحسني رضّي الله عنه في رجب سنة سبع وثلاث مئة قال : حدّثني محمّد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام : قال : حدّثني الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :
سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، فاطلبوا العلم في مظانه (1) واقتبسوه من أهله ، فإنّ تعلّمه الله حسنة، وطلبه عبادة، و المذاكرة فيه تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى، لأنّه معالم الحلال والحرام ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة والدليل في السراء والضرّاء والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلّاء.
يرفع الله به أقواماً فجعلهم فى الخير القادة، تُقتَبَس آثارهم، ويُهتدى بفعالهم، ويُنتَهى إلى آرائهم، ترغب الملائكة في خلّتهم، وبأجنحتها ،تمسّهم وفي صلاتها تبارك عليهم، يستغفر لهم كلّ رطب ويابس ، حتّى حيتان البحر وهوامه، وسباع
ص: 81
البرّ وأنعامه .
إنّ العلم حياة القلوب من الجهل وضياء الأبصار من الظلمة، وقوّة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الربّ ويُعبَد ، و به توصَل الأرحام، ويُعرَف الحلال من الحرام، العلم إمام العمل، والعمل تابعه، يلهم به السعداء، ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه».
(أمالي الطوسي المجلس 17 ، الحديث 40)
ورواه أيضاً في المجلس 22 ، الحديث 2 ، إلى قوله : «فيجعلهم في الخير [قادة]»، إلّا أنّ فيه : «فاطلبوا العلم من مظانّه» وفيه : «فإنّ تعليمه الله حسنة» وفيه : «والدليل على السراء والضراء». وفيه : «ويجعلهم في الخير [قادة]».
قال أبو المفضّل : وحدّثناه جعفر بن محمّد بن عيسى بن مدرك التمّار ب_ «حلوان» قال : حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة الرازي قال : حدّثنا هشام بن عبيد الله السنّي، عن كنانة بن جبلة، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن غنم، عن معاذ بن جبل قال : «تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه الله حسنة (1)» و ذکر نحوه.
(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 41)
(31) 10 - قال : وحدّثناه محمّد بن علي بن شاذان الأزدي ب_ «الكوفة» قال: حدّثني أبو أنس كثير بن محمّد الحرامي قال : حدّثنا حسن بن حسين العربي قال: حدّثني يحيى بن يعلى، عن أسباط بن نصر، عن شيخ من أهل البصرة، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه حسنة» وذكر نحو حديث الرضا علیه السّلام.
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 42)
ص: 82
(32)11 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق رضّی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال: حدّثنا أبو تراب عبيدالله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الرضا علیهماالسّلام : يا ابن رسول الله حدّثني بحديث عن آبائك علیهم السّلام . فقال :
حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «قيمة كلّ امرئ ما يحسنه» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)
يأتى تمامه في كتاب الروضة .
ص: 83
ص: 84
(33) 12 - (1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس أبو عبد الله بن اليزيدي النحوي حفظاً قال : حدّثنا العبّاس بن الفرج الرياشي قال : حدّثنا أبوزيد سعيد بن أوس الأنصاري قال :
سمعت الخليل بن أحمد يقول : أحثٌ كلمة على طلب علم قول علي بن أبي طالب علیه السّلام: «قدر كلّ امرئ ما يحسن». (أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 55)
(34) 13 - (2) ». أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي قال : حدّثني أبي قال : حدّثني عبد العظيم بن عبدالله
ص: 85
الحسني الرازي في منزله بالريّ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا علیه السّلام عن آبائه ، عن علي بن الحسين، عن أبيه علیهم السّلام:
عن جدّه علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «قلت أربعاً أنزل الله تعالى تصديق بها في كتابه، قلت: «المرء مخبوء تحت لسانه فأنزل الله تعالى : «وَلَتَعرِفَنَّهُم فِي لَحَنِ الْقَولِ» (1) ، قلت : «من جهل شيئاً عاداه» فأنزل الله : «بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله» (2)، قلت : «قدر - أو قال : قيمة - كلّ امرئ ما يحسن» فأنزل الله في قصّة طالوت : «إنّ الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم و و الجسم» (3) ، قلت : «القتل يقلّ القتل» فأنزل الله «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب» (4).
(أمالي الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 54)
(35) 14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني رضّی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر (5) قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (6)، عن الحسين بن النضر الفهري ، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّی الله علیه و آله بتسعة أيّام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن) قال : «لا كنز أنفع من العلم».
(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 9)
يأتي تمامها في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .
ص: 86
(36) 15 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد قال:
سمعت جعفر بن محمّد علیهماالسّلام وقد سئل عن قوله تعالى: «فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ» (2) فقال : «إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي أكنت عالماً؟ فإن قال : نعم، قال له : أفلا عملت بما علمت ؟ وإن قال : كنت جاهلاً، قال له : أفلا تعلّمت حتّى تعمل ؟ فيخصمه، وذلك الحجّة البالغة». (أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 6)
ورواه أيضاً في (المجلس 35 الحديث 1) إلّا أن فيه : «إذا كان يوم القيامة قال الله ، تعالى للعبد» وفيه : «... أفلا تعلّمت، فيخصمه، فتلك الحجّة البالغة لله عزّ وجلّ على خلقه».
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثل الحديث الأوّل، إلّا أنّ فيه : «فتلك الحجّة البالغة».
(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 11)
(37)16 - (3) أبو عبد الله المفيد قال أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال: حدثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حمّاد بن عيسى :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له :
ص: 87
«يابني اجعل في أيّامك ولياليك وساعاتك نصيباً لك في طلب العلم، فإنّك لن تجد له تضييعاً مثل تركه». (أمالى المفيد : المجلس 35 ، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «فإنّك لن تجد لك».
(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 8)
(38) 17 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال :
ص: 88
حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي، عن جعفر بن محمّد بن مروان، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن عيسى قال : حدّثنا محمّد بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «خلّتان لا تجتمعان في منافق : فقه في الإسلام، وحسن سمت في الوجه» (1).
(أمالي المفيد : المجلس 32، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 6)
(39)18 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن حبيب بن نصر، عن أحمد بن بشير بن سليمان، عن هشام بن محمّد، عن أبيه محمّد بن السائب ، عن إبراهيم بن محمّد اليماني، عن عكرمة قال :
سمعت عبدالله بن عبّاس يقول : «ليكن كنزك الّذي تذخره (3) العلم، كن به أشدّ اغتباطاً منك بكنز (4) الذهب الأحمر» الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس 39، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 24)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
ص: 89
(40)19 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثني الشيخ الصالح عبدالله بن محمّد بن عبید الله بن ياسين قال : سمعت العبد الصالح علي بن محمّد بن علي الرضا علیهم السّلام بسرّ من رأى يذكر عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «العلم وراثة كريمة ، والأداب حلل حسان، و الفكرة مرآة صافية، والاعتبار منذر ناصح، وكق بك أدباً لنفسك تركك ما كرهته من غيرك».
(أمالي المفيد : المجلس 39، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «والاعتذار منذر ناصح، وكفى يك أدباً تركك ...».
(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 29)
(41 - 42) 20 - 21 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي
ص: 90
قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا أبو موسى هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات، وإنّ طالب العلم ليستغفر له كلّ شيء حتّى حيتان البحر، وهوامّ الأرض، وسباع البرّ وأنعامه فاطلبوا العلم، فإنّه السبب بينكم وبين الله عزّ وجلّ، وإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم».
(أمالي المفيد : المجلس 4 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني بجرجان قال : حدّثنا هارون بن عمرو
ص: 91
بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله علیه السّلام.
قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله، و ذكر الحديث، إلّا أنّ فيه : «وأنّ طالب العلم يستغفر له». و فيه: «حيتان البحر وهوامّه».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 56)
(43) 22 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا محمّد بن محمّد قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمهما الله قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، جميعاً عن عليّ بن محمّد بن عليّ الأشعري قال : حدّثنا محمّد بن مسلم بن أبي سلمة الكندي السجستاني الأصمّ، عن أبيه مسلم بن أبي سلمة، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمّد بن يوسف:
عن منصور بن بزرج قال : قلت لأبي عبدالله الصادق علیه السّلام : ما أكثر ما أسمع منك ياسيّدي، ذكر سلمان الفارسي ؟؟
فقال: «لاتقل الفارسي، ولكن قُل : «سلمان المحمّدي» أتدري ماكثرة ذكري له » ؟
قلت : لا .
قال : «لثلاث خصال : أحدها : إيثاره هوى أمير المؤمنين علیه السّلام على هوى نفسه ، والثانية : حبّه للفقراء واختياره إيّاهم على أهل الثروة والعدد ، والثالثة : حبّه للعلم والعلماء ، إنّ سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وماكان من المشركين».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 27)
ص: 92
(44) 23 - أبو جعفر الطوسى بإسناده عن زرّ بن أنس قال: سمعت جعفر بن محمّد يقول : «لا يكون المؤمن مؤمناً، حتى يكون كامل العقل، ولا يكون كامل العقل، حتى تكون فيه عشر خصال: إلى أن قال : ولايسأم من طلب العلم عمره». (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 5)
تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات العقل .
(45) 24 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين الخلّال قال: حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال : حدّثنا زافر بن سليمان، عن أشرس الخراساني، عن أيّوب السختياني، عن أبي قلابة قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «من خرج من بيته يطلب علماً شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 8)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(46) 25 - أخبرنا الشيخ أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي :
عن أبي عبدالله علیه السّلام أنّه قال : «لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلّا غادياً في حالين : إمّا عالماً أو متعلّماً ، فإن لم يفعل فرّط ، فإن فرّط ضيّع ، وإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النّار، والّذي بعث محمّداً صلّی الله علیه و آله بالحقّ».
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 51)
(47) 26 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، عن إسماعيل بن
ص: 93
ص: 94
علي بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى عن آبائه علیهم السّلام:
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام أنّه قال: «فقيه واحد أشدّ على إبليس من ألف عابد».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 25)
(48) 27 - (1) أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبدالله بن بشران المعدّل قال:
ص: 95
حدّثنا عثمان بن أحمد الدقّاق إملاءاً قال : حدّثنا جعفر الخيّاط صاحب أبي ثور قال: حدّثنا عبدالصمد بن يزيد [أبو عبدالله الصائغ] قال: سمعت فضيل بن عياض يقول :
سئل ابن المبارك مَن النّاس ؟ قال : «العلماء».
قال : من الملوك ؟ قال : «الزهاد».
قال : فمن السفلة ؟ قال : «الّذي يأكل بدينه».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 31)
(49) 28 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن
ص: 96
إبراهيم بن الفضل الدبيلي ب_ «مكّة» قال: حدّثنا عبدالحميد بن صبيح أبو يحيى العبدى ب_«عدن» قال : حدّثنا حمّاد بن زيد :
عن أبي هارون العبدي قال : كنّا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال : مرحباً بوصيّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «سيأتيكم قوم من أقطار الأرض يتفقّهون ، فإذا رأيتموهم فاستوصوا بهم خيراً» .
قال : ويقول : «أنتم وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وآله».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 13)
ص: 97
(50) 29 - (1)وعن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي الكاتب قال: حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب قال : حدّثني مسعدة بن زياد الربعي:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، أنّه قال : في خطبة أبي ذرّ رضّي الله علیه و آله: «يا مبتغي العلم ، لا تشغلك الدنيا ولا أهل ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بتّ فيهم ثمّ غدوت عنهم إلى غيرهم، الدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره، وما بين البعث والموت إلّا كنومة نمتها ثمّ استيقظت منها يا جاهل تعلّم فإنّ قلباً ليس فيه شيء من العلم، كالبيت الخراب الّذي لا عامر له».
(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 1)
(51) 30 - (2) وعن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد العلوي في منزله ب_ «مكّة» سنة ثماني عشرة وثلاث مئة ، قال : حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «طالب العلم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات».
(أمالي الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 5)
ص: 98
(52)31 - (1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا علي بن جعفر بن مسافر الهذلي ب_ «تنیس» (2) قال: حدثّنا أبى قال : حدّثنا محمّد بن يعلى، عن أبي نعيم عمر بن صبح الهروي، عن مقاتل بن حيّان، عن الضحّاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة ، عن على علیه السّلام و عبد الله بن مسعود:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «من خرج يطلب باباً من علم ليردّ به باطلاً إلى حقّ أو ظلالة إلى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاماً».
(أمالي الطوسى : المجلس 29 ، الحديث 11)
(53) 32 - (3) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ب_«بغداد» ، قال : حدّثني محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسى
ص: 99
الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالّة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحقّ بها وأهلها».
(أمالي الطوسي : المجلس 30 ، الحديث 3)
ص: 100
(54) 33- (1) روی معتب (2) ، عن جعفر بن محمّد مولاه، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال : قال على علیه السّلام :
صبرت على مرّ الأمور كراهة *** وأبقيت في ذاك الصواب من الأمر
إذا كنت لاتدري ولم تك سائلاً *** عن العلم من يدري جهلت ولاتدري
(أمالي الطوسي : المجلس 40 الحديث 12)
(55) 34 - أبو جعفر الصدوق لبعضهم :
العالم العاقل ابن نفسه *** أغناه جنس علمه عن جنسه
كم بين من تُكرمه لغيره *** وبين مَن تُكرمه لنفسه
(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 16)
ص: 101
(56) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي القاسم ، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمر العدني ب_ «مكة»، عن أبي العبّاس بن حمزة ، عن أحمد بن سوار، عن عبید الله (2) بن عاصم، عن سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم، تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات، وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم، إلّا ناداه ربّه عزّ وجلّ جلست إلى حبيبي، وعزّتي وجلالي لأسكننّك الجنّة معه، ولا أبالي» .
(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 4)
(57)2 - (3) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين
ص: 102
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا أبو عبدالله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة» (1) .
(أمالي الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 10)
(58)3 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال : حدّثنا أبو عبيد قال:
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول لأصحابه - وأنا حاضر -: «اتّقوا الله ، وكونوا إخوة بررة متحابّين في اللهّ متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا» (3).
(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 56)
(59) 4- (4) وبالسند المتقدّم عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بن عيسى، عن أحمد بن إسحاق،
ص: 103
عن بكر بن محمّد :
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : سمعته يقول لخيثمة : «يا خيثمة ، اقرئ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقياهم حياة أمرنا».
قال : ثمّ رفع يده علیه السّلام فقال : «رحم الله من أحيا أمرنا».
(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 31)
(60) 5 - (1)أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد
ص: 104
بن طاهر الموسوي رحمه الله قال : أخبرني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال : حدّثنا أبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : حدّثني إسحاق بن موسى، عن أبيه، جدّه ، عن محمّد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله و آله : «المتّفون سادة، والفقهاء قادة ، والجلوس إليهم عبادة».
(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 46)
(61) 6- (1) أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشي قال : حدّثنا أيّوب بن نوح بن دراج قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم، عن علي علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «النظر إلى العالم عبادة والنظر إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ تودّه في الله عزّ وجلّ عبادة».
(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 21)
ص: 105
(62) 7 - (1) أخبرنا جماعة، منهم الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمّد بن عبدون، والحسن بن إسماعيل بن أشناس، وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصفّار (2) قالوا : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله [ بن محمّد بن عبيدالله ] الشيباني قال :حدّثنا أحمد بن عبدالله بن سابور أبو العبّاس الدقّاق قال : حدّثنا أيّوب بن محمّد الرقّي الوزّان قال : حدّثنا سلام بن رزين الحرّاني قال : حدّثني إسرائيل بن يونس الكوفي، عن جدّه أبي إسحاق، عن الحارث الهمداني ، عن علي علیه السّلام:
ص: 106
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالستهم زيادة، وأنتم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتيكم بغتة، فمن يزرع خيراً يحصد غبطة ، ومن يزرع شراً يحصد ندامة».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 1)
(63)8 - قال الصدوق فيما بيّنه من مذهب الإماميّة ( في أعمال ليلتي إحدى وعشرين واثنتي وعشرين من شهر رمضان) : ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل».
(أمالي الصدوق : المجلس 93 ، الحديث 1)
يأتى تمامه في كتاب الاحتجاج.
ص: 107
(64)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمّد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن آبائه علیهم السّلام قال :
«دخل رسول الله صلّی الله علیه و آله المسجد فإذا جماعة قد طافوا برجل ، فقال : ما هذا ؟ فقيل: علّامة !
قال : وما العلّامة ؟
قالوا: أعلم النّاس بأنساب العرب ووقائعها وأيّام الجاهليّة، وبالأشعار والعربيّة.
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : ذاك علم لا يضرّ من جهله، ولا ينفع من علمه».
(أمالي الصدوق : المجلس 45، الحديث 13)
ص: 108
(66-65) 3-2- (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله،
ص: 109
عن أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله ، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا أراد الله بعبد خيراً فقّهه في الدّين».
(أمالي المفيد : المجلس 19 ، الحديث 9)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن
ص: 110
يحيى بن [ سامان أبو ] الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة وثلاث مئة وفيها مات ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال : حدّثني عبدالله بن عبدالرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دُبّي الهنائي قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود، عن أبي ذر عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ( في حديث طويل) مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(67) 4 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن عثمان بن نصر النريزي ببرديج! الحافظ قال : حدّثنا يحيى بن عمر بن فضلان التنّوخي قال : حدّثنا أحمد بن سليمان بن حميد الخفتاني (2) قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بالمدينة، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ علیهم السّلام ، عن جابر بن عبدالله قال:
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «ما عُبِدَ الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من فقه في دين - أو قال : في دينه-».
قال : الخفتاني : فذكرته لمالك بن أنس فقيه أهل دار الهجرة، فعرفه وأثبته لي عن جعفر بن محمّد علیهماالسلام .
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 2)
ص: 111
(68)5 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عاصم البزوفري قال : حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيّوب الشاذكوني المنقري قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال :
ص: 112
سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «وجدت علوم النّاس كلّها في أربع خلال (1): أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع [بك] (2)، والثالثة أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك».
(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 10)
أخبرنا الحسين بن عبدالله ، عن علي بن محمّد العلوي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن الفضل الجوهري قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري مثله ، إلّا أنّ فيه: «وجدت علم النّاس كلّهم ...».
(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 1)
(69) 6- (3) وبإسناده عن النزال بن سبرة ، عن علي علیه السّلام وعبدالله بن مسعود :
ص: 113
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «من خرج يطلب باباً من علم ليردّ به باطلاً إلى حقّ أو ضلالة إلى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاماً».
(أمالي الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 11)
تقدّم إسناده في باب فرض العلم .
(70) 7 - (1)أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر، عن عبدالله بن أبي يعفور :
عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «كمال المؤمن في ثلاث خصال : الفقه في دينه ، والصبر على النائبة (2) ، والتقدير في المعيشة».
(أمالي الطوسي : المجلس 36، الحديث 1)
ص: 114
(71)1 - أبوجعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضّي الله عنه قال: - حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار [أبي حمزة] الثمالي :
عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث طويل) قال : «وحقّ سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحُسن الاستماع إليه والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، ولا تُجيب أحداً يسأله عن شيء حتّى يكون هو الّذي يُجيب، ولا تُحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء، و وأن تستر عيوبه، وتُظهر مناقبه، ولا تجالس له عدوّاً ، ولا تعادي له وليّاً ، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنّك صدته وتعلّمت علمه الله جلّ اسمه لا للنّاس».
(أمالي الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)
يأتي تمامه في باب جوامع الحقوق من كتاب العشرة .
ص: 115
(72)2 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال : حدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثنا الحسن بن محبوب قال : حدّثنا معاوية بن وهب قال :
سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول: «اطلبوا العلم، وتزيّنوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبّارين، فيذهب باطلكم بحقّكم».
(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 9)
ص: 116
(73) 3 - (1) وبإسناده إلى أبي ذر ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال : «إنّ من إجلال الله، إكرام العلم والعلماء، وذي الشيبة المسلم، وإكرام حملة القرآن وأهله، وإكرام السلطان المقسط».
(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
تقدّم إسناده في الباب الثالث ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .
ص: 117
(74)4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا : محمّد بن محمّد بن معقل العجلي الترمساني القرميسيني نزيل «سهرورد»، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن بنت إلياس ، قال : حدّثني أبي قال : سمعت الرضاء علیه السّلام يحدّث عن أبيه، عن جدّه ، عن محمّد بن علي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن عليّ علیه السّلام قال :
ص: 118
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «غريبتان : كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سَفَه من حكيم فاغفروها ، فإنّه لا حكيم إلّا ذو عثرة، ولا سفيه إلّا ذو تجربة» (1).
(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 10)
ص: 119
(75)1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر قال : حدّثني أبي قال : حدّثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة صدقة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم».
(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 7)
ص: 120
(76) 2 - (1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثمالي :
عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال: «المؤمن خُلِط علمه بالحلم ، يجلس ليعلم، وينصٌت ليَسلَم، وينطق ليَفهَم» الحديث (2) .
(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 15)
يأتي تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته من كتاب الإيمان والكفر .
(77) 3 - (3) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن
ص: 121
جعفر بن جامع الحميري عن أبيه، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال:
سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول: «طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم صنف منهم يتعلّمون للمراء
ص: 122
والجدل (1) ، وصنف منهم يتعلّمون للاستطالة والختل، وصنف منهم يتعلّمون للفقه والعمل (2).
فأمّا صاحب المراء والجدل (الجهل)، تراه مؤذياً معمارياً للرجال في أندية المقال، قد تسربل بالتخشّع، وتخلّى من الورع، فدقّ الله من هذا حيزومه، وقطع منه خيشومه .
وأمّا صاحب الاستطالة والختل، فإنّه يستطيل على أشباهه من أشكاله ، ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى الله من هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره.
وأمّا صاحب الفقه والعمل ، تراه ذا كأبة وحزن، قد قام الليل في حندسه، وقد انحنى في برنسه، يعمل ويخشى خائفاً وجلاً من كلّ أحد ، إلّا من كلّ ثقة (3) من إخوانه، فشدّ الله من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه».
(أمالي الصدوق : المجلس : 91، الحديث 9)
(78) 4 - (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا علي بن مهرويه، عن داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي علیه السّلام قال :
ص: 123
سمعت أمير المؤمنين علیه السّلام يقول : «الملوك حكّام على النّاس، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله ، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك».
(أماني الطوسي : المجلس 2، الحديث 47)
(79) 5 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني محمّد بن عبدالرحمان العرزمي، عن أبيه :
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «من زيّ الإيمان الفقه، و من زيّ الفقه الحلم، ومن زيّ الحلم الرفق، ومن زيّ الرفق اللين، ومن زيّ اللين السهولة».
(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 20)
(80)6 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن
ص: 124
أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غیاث قال :
سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : قال عيسى بن مريم لأصحابه : «تعملون للدنيا وأنتم تُرزَقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا تُرزَقون فيها إلّا بعمل ويلكم علماء السوء، الأُجرة تأخذون والعمل لا تصنعون ! يوشك ربّ العمل أن يطلب عمله، ويوشك أن يخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته، وهو مقبلٌ على دنياه، وما يضرّه أشهى إليه ممّا ينفعه» ؟ !
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 6)
(81) 7 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي
ص: 125
ص: 126
قال : حدّثنا أحمد بن الصلت قال : حدّثنا حاجب بن الوليد قال : حدّثنا الوصّاف بن صالح قال : حدّثنا أبو إسحاق، عن خالد بن طليق (1) قال :
سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول : «ذمّتي بما أقول رهينة، وأنا به زعيم، أنّه لا يهيج على التقوى زرع قوم، ولايظماً على التقوى سنخ أصل ، ألا إنّ الخير كلّ الخير فيمن عرف قدره، وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره، إنّ أبغض خلق الله إلى الله رجل قمش علماً من أغمار غشوة وأوباش فتنة ، فهو في عمى عن الهدى الّذي أتى من عند ربّه ، وضالّ عن سنّة نبيّه صلّی الله علیه و آله ، يظنّ أنّ الحقّ في صُحُفه ، كلّا والّذي نفس ابن أبي طالب بيده، قد ضلّ وضلّ من افترى، سمّاه رعاع النّاس عالماً، ولم يكن في العلم يوماً سالماً ، بكر (2) فاستكثر ممّا قلّ منه خير ممّا كثر ، حتّى إذا ارتوى من غير حاصل، واستكثر من غير طائل، جلس للنّاس مفتياً ضامناً لتخليص ما اشتبه عليهم، فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشواً من رأيه، ثمّ قطع على الشبهات، خبّاط جهالات، ركّاب عشوات، فالنّاس من علمه في مثل غزل العنكبوت ، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم ولا يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم، تصرخ منه المواريث، وتبكي من قضائه الدماء، وتُستَحلّ به الفروج الحرام، غير مليّ والله بإصدار ما ورد عليه، ولانادم على ما فرط منه، وأولئك الّذين حلّت عليهم النياحة وهم أحياء».
ص: 127
فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، فمن نسأل بعدك ، وعلى ما نعتمد ؟
فقال: «استفتحوا بكتاب الله، فإنّه إمام مشفق، وهاد مرشد ، وواعظ ناصح، ودليل يؤدّي إلى جنّة الله عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 8)
(82)8 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى بن [سامان أبو ] الحسين العبرتائي الكاتب ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال : حدّثني عبدالله بن عبدالرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دُبّي الهنائي قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود، عن أبي ذر :
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال: «يا أباذر إنّ شرّ الناس عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف به وجوه النّاس إليه لم يجد ريح الجنّة .
يا أباذر ، إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا أعلمه، تنج من تبعته، ولاتفت النّاس بما لاعلم لك به ، تنج من عذاب يوم القيامة.
يا أباذر يطلع قوم من أهل الجنّة، إلى قوم من أهل النّار فيقولون: ما أدخلكم النّار، وإنّما أدخلنا الجنّة بفضل تأديبكم وتعليمكم ؟! فيقولون : إنّا كنّا نأمركم بالخير ولا نفعله».
وفيه أيضاً : «يا أباذر من أوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به ، لأنّ الله جلّ ثناؤه نعت العلماء فقال : «إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلم مِن قَبلِهِ إِذا يُتلَى عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلْأَذقانِ سُجَّداً» إلى قوله : «يَبكُونَ» (1) .
(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب الروضة .
ص: 128
(83) 9- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي ب_ «أرتاح» ، قال : حدّثنا الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمّانة الأشعري سنة أربع وخمسين ومئتين وفيها مات بالكوفة، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى الغريق قال : حدّثني عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس ، عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «من فقه الرّجل قلّة كلامه فيما لا يعنيه».
(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 19)
(84) 10- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن عيسى بن هارون بن سلام، عن محمّد بن زكريّا المكّي، عن كثير بن طارق (1)، عن زيد بن علي، عن أبيه علیه السّلام قال :
سئل علي بن أبي طالب علیه السّلام : من أفصح النّاس ؟ قال : «المجيب المسكت عند بديهة السؤال».
(أمالي الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 10)
(85)11 - (2) حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبدالله محمّد
ص: 129
بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابن أبي يعفور :
عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إنّ أعظم الناس [حسرة ] (1) يوم القيامة ، من وصف عدلاً، ثمّ خالفه إلى غيره».
(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 30)
(86) 12 - (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن
ص: 130
علي الدعبلي، عن أبيه، عن ، عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن ابيه جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام:
عن أبي جعفر علیه السّلام أنّه قال لخيثمة : «أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، وأبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أُمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 47)
(87)13- وبإسناده عن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ( في حديث) قال : «إنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلاً وخالفه إلى غيره».
(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 20)
سیأتی تمامه مسنداً، في الباب الثامن.
ص: 131
(88)1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة :
عن عبد الله أنّه قال: «تعلّموا ممّن علم فعمل».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 23)
(89)2- (2) أخبرنا أبو الحسين ابن بشران قال : أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج قال : حدّثنا أبو سعيد الهروي يحيى بن أبي نصر الشيخ الصالح قال : سمعت إبراهيم بن المنذر الحزامي مى يقول : سمعت مَعنا (3) و محمّد بن صدقة أحدهما أو كلاهما - قال :
ص: 132
و كلاهما ثقة - :
عن مالك بن أنس قال : «لا يُؤخذ العلم من أربعة ، وخذوا ممّا سوى ذلك ، لا يؤخذ من كذّاب يكذب في حديث النّاس، ولا من سفيه معلن السفه، ولا من صاحب هوىً يدعو إلى هواه، ولا من رجل له فضل وصلاح وعبادة إذا لم يحسن ما يحدّث» .
(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 37)
(90)3 - (1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبوأحمد عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ب_ «بغداد» قال : حدّثني محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام: «الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالّة المؤمن ، فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحقّ بها وأهلها».
(أمالي الطوسي : المجلس 30 ، الحديث 3)
(91) 4 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد العلوي الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم بن النضر أبو نصر الصيداوي قال : حدّثنا حمّاد بن عثمان ، عن حمران بن أعين قال :
ص: 133
سمعت علي بن الحسين علیهماالسّلام يقول : «لا تحقر اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكِبا الخسيسة، فإنّ أبي حدّثني قال : سمعت أمير المؤمنين علیه السّلام يقول : إنّ الكلمة من الحكمة تتلجلج في صدر المنافق نزوعاً إلى مظانّها حتّى يلفظ بها، فيسمعها المؤمن فيكون أحقّ بها وأهلها، فيلقفها». (أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 4)
(92) 5 - (1) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد عن الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير :
عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله علیه السّلام عن قول الله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهلَ الذُّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ» (2) من هم؟
قال: «نحن».
قلت : علينا أن نسألكم ؟
قال: «نعم».
قال : قلت : فعليكم أن تجيبونا ؟
قال : «ذاك إلينا». (أمالي) الطوسي : المجلس 35، الحديث 34)
ص: 134
(93) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ما جيلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد (2)، عن فضيل بن خديج :
عن كميل بن زياد النخعي قال : كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام في مسجد الكوفة ، وقد صلّينا العشاء الآخرة ، فأخذ بيدي حتّى خرجنا من المسجد، فمشى حتّى خرج إلى ظَهر الكوفة ، لا يكلّمني بكلمة، فلمّا أصحر (3) تنفّس ثمّ قال :
ص: 135
ص: 136
«ياكميل ، إنّ هذه القلوب أوعية، فخيرها ،أوعاها ، احفظ عنّي ما أقول : النّاس ثلاثة: عالم ربّاني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كلّ ناعق (1)، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤا بنور العلم، ولم يلجأوا الى ركن وثيق.
ياكميل ، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق (2).
ص: 137
ياكميل، محبّة العالم خير يدان الله به، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته.
يا كميل، منفعة المال تزول بزواله.
ياكميل، مات خزّان الأموال، والعلماء باقون مابقي الدهر أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة.
هاه هاه إنّ هاهنا - وأشار بيده إلى صدره - لعِلماً جمّاً لو أصبت له حملة ، بلى أصيب له لقناً غير مأمون (1)، يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج الله على خلقه وبنعمه على عباده، ليتّخذه الضعفاء (2) وليجة دون وليّ الحقّ، أو منقاداً للحكمة لابصيرة له في أحنائه (3) فقدح الشكّ في قلبه بأوّل عارض من شبهة، ألا لا ذا ولا ذاك .
فمنهوم باللذات ، سلس القياد للشهوات، أو مغرى (4) بالجمع والادّخار، ليس من رعاة الدين، أقرب شبهاً بهؤلاء الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه .
اللهمّ بلى لا تخلو (5) الأرض من قائم بحجّة ، ظاهر مشهور، أو مستتر مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيّناته، فإنّ اولئك الأقلّون عدداً، الأعظمون خطراً ، بهم
ص: 138
يحفظ الله حججه حتّى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، فباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون (1)، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه ، هاه هاه شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولكم».
ثمّ نزع يده من يدي وقال: «انصرف إذا شئت.
(أمالى المفيد : المجلس 29 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «ياكميل صحبة العالم دين يدان الله به ... وجميل الأحدوثة بعد وفاته». وفيه : يقدح الشكّ في قلبه بأوّل عارض لشبهة ، ألا لا ذا ولا ذاك ، أو منهوماً باللذات، سلس القياد بالشهوات». وفيه : «وأين اولئك ؟ والله الأقلّون عدداً...». وفيه : «فباشروا أرواح اليقين». وفيه : «متعلّقة بالمحلّ الأعلى». وفيه: «آه آه» .
(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 24)
ص: 139
(94)1 - (1) أبوجعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد رحمه الله قال: أخبرني أحمد بن محمّد قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غياث القاضي قال :
قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «من تعلّم لله عزّ وجلّ، وعمل لله، وعلم لله ، دُعي في ملكوت السماوات عظیماً ، وقيل : تعلّم لله ، وعمل لله ، وعلم لله».
(أمالي الطوسى : المجلس 2 ، الحدیث 27)
وعن محمّد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن قولویه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 32)
ص: 140
(95)2- (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن على الدعبليّ عن أبيه ، عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد الصادق علیهم السّلام :
عن أبي جعفر علیه السّلام أنّه قال الخيثمة : «أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، و أبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة». (أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 47)
(96)3 - وبإسناده عن أبي ذر عن النبيّ صلّی الله علیه و آله ( في حديث طويل) قال: «يا أباذر إنّ شرّ النّاس عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف به وجوه النّاس إليه لم يجد ريح الجنّة».
وفيه : «يا أباذر، من أوتي من العلم ما لا يعمل به، لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به، لأنّ الله جلّ ثناؤه نعت العلماء فقال : «إنّ الّذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرّون للأذقان سجداً - إلى قوله : يبكون» (2) ».
وفيه أيضاً : «طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله». (أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه في باب صفة العلماء وأصنافهم (5)، ويأتي تمامه في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من كتاب الروضة.
ص: 141
(97)4- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم الموسوي في منزله ب_«مكّة» قال : حدّثني عبيد الله بن أحمد بن نهيك الكوفي ب_«مكّة» قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الأشعري القمّي قال : حدّثني عبدالله بن ميمون القدّاح ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه :
عن علي علیهم السّلام قال : «جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ماحقّ العلم ؟ قال : الإنصات له (2).
قال : ثمّ مه ؟ قال : الإستماع له .
قال : ثمّ مه ؟ قال : ثمّ الحفظ.
ص: 142
قال : ثمّ مه يانبي الله ؟ قال : العمل به .
قال : ثم مه ؟ قال : ثمّ نشره».
(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 4)
(98) 5 - (1) وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّۀام قال : «إنّ أعظم النّاس [حسرة ] (2) یوم القيامة من وصف عدلاً، ثمّ خالفه إلى غيره».
(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 30)
تقدّم إسناده في باب صفة العلماء وأصنافهم.
(99)6 - (3) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو عيسى محمّد بن إسماعيل بن حيّان الورّاق في دكّانه بسكّة الموالي قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأسدي قال : حدّثنا أبو سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي:
قال: حدّثنا خلّاد أبو علي قال : قال لنا جعفر بن محمّد علیهماالسّلام وهو يوصينا: «اتّقوا الله ، وأحسنوا الركوع والسجود ، وكونوا أطوع عباد الله ، فإنّكم لن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع، ولن تنالوا ما عند الله تعالى إلّا بالعمل، وإنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلاً وخالفه إلى غيره».
(أمالي الطوسي : المجلس 37 الحديث 20)
ص: 143
(100) 7 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن أبي السريّ قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة :
عن علي علیه السّلام (في حديث) قال : «قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل علمه، ويغنيّ لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغنيّ، ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بَدئها ، أي إلى الكفر بعد الإيمان» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
(101) 8 - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن صفوان بن يحيى:
عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال) : «زينة العلم الاحسان» ؟
قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله » .
(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)
أقول : يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله من كتاب الروضة ، وتقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب ذمّ علماء السوء.
ص: 144
(103-102) 2-1- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض العجلي الساوي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : حدّثنا محمّد بن علي الرضا، عن آبائه علیهم السّلام، عن محمّد بن علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّا أمِرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم النّاس بقدر عقولهم».
قال : وقال النبي صلّى الله عليه وآله: «أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض».
(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 20 و 21)
(104) 3 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى العرّاد قال :
ص: 145
ص: 146
حدّثنا محمّد بن عبدالجبّار السدوسي قال : حدّثنا علي بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه أبي الأسود:
أنّ رجلاً سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام عن سؤال، فبادر فدخل منزله، ثمّ خرج فقال: «أين السائل» ؟
فقال الرجل : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين .
قال : «ما مسألتك» ؟
قال : كيت وكيت، فأجابه عن سؤاله .
فقيل: يا أمير المؤمنين، كنّا عهدناك إذا سُئِلت عن المسألة، كنت فيها كالسكّة المحماة جواباً (1)، فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل، حتّى دخلت الحجرة، ثم خرجت فأجبته ؟!
فقال: «كنت حاقناً، ولا رأي لثلاثة : الحاقن ولا حازق» (2)، ثمّ أنشأ يقول:
ص: 147
إذا المشكلات تصدّين لي *** کشفتُ حقائقها بالنظر
وإن برّقت في مخيل (1) الصواب *** عمياء لا يجتليها البصر
مقنّعة بغيوب الأمور *** وَضَعتُ عليها صحيح الفكر
لساناً كشقشقة (2) الأرحبي *** أو كالحسام البتار الذکر
وقلباً إذا استنطقته الهموم *** أربي عليها بواهٍ درر
و لست بإمّعة (3) في الرجال *** أسائل هذا و ذا ما الخبر
و لكنّنى (4) مدرب الأصغرين (5) *** أبيّن مع ما مضى ما غير
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 33)
(105) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ
ص: 148
بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث طويل) قال : « وأمّا حقّ رعيّتك بالعلم فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ إنّما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العِلم ، وفتح لك من خزانة الحكمة، فإن أحسنت في تعليم النّاس ولم تَخرَق بهم ولم تضجَر عليهم ، زادك الله من فضله، وإن أنت منعت النّاس علمك أو خرقتَ بهم عند طلبهم العلم منك ، كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يَسلبك العلم وبهاءه، ويُسقِط من القلوب محلّك».
(أمالي الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)
تقدّم إسناده في باب حق العالم (4)، ويأتي تمامه في باب جوامع الحقوق من كتاب العشرة .
ص: 149
أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق(1).
(106) 1 - (2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رضّی الله عنه قال : حدّثنا محمّد عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (3) قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «يا مدرك ، رحم الله عبداً اجتزٌ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ماينكرون».
(أمالي الصدوق : المجلس 21، الحديث 7)
(107)2- (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال : حدّثنا علي بن حديد
ص: 150
عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (1) قال :
قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «يا مدرك ، إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم: رحم الله امرءاً اجتزّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون».
(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 40)
(108)3 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد،
ص: 151
عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبدالله الصادق ، عن آبائه علیهم السّلام:
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «إنّ عيسى بن مريم علیه السّلام قام في بني إسرائيل فقال : يابني إسرائيل، لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم». (أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 11)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(109)4 - (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبدالرحمان، عن غير واحد:
عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال : «قام عيسى بن مريم علیه السّلام خطيباً في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لاتحدّثوا الجهّال بالحكمة فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 17)
(110) 5 - (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب ، عن أحمد بن
ص: 152
عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن عليّ بن هلال الأحمسي قال : حدّثنا شريك :
عن عبد الملك بن عمير قال : بعث الحجّاج إلى يحيى بن يعمر (1) ، فقال له : أنت الّذي تزعم أنّ ابني عليّ ابنا رسول الله ؟
قال : نعم ، وأتلو عليك بذلك قرآناً.
قال : هات.
قال : أعطنى الأمان .
قال : لك الأمان.
قال : أليس الله عزّ وجلّ يقول : «وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَ كَذَلِكَ نَجْزِى المحسِنِينَ» (2)، ثمّ قال: «وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى» (3)، أفكان لعيسى أب ؟
قال : لا .
قال: فقد نسبه الله عزّ وجلّ في الكتاب إلى إبراهيم.
قال : ما حملك على أن تروي مثل هذا الحديث؟
ص: 153
قال : ما أخذ الله على العلماء في علمهم أن لا يكتموا علماً علّموه.
(أمالي الصدوق : المجلس 92 ، الحديث 3)
(111)6 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد قال : حدّثنا أبو طاهر محمّد بن سلمان الزراري قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم قال : حدّثنا خارجة بن مصعب، عن محمّد بن أبي عمير العبدىّ قال :
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام : «ما أخذ الله ميثاقاً من أهل الجهل بطلب تبيان العلم ، حتّى أخذ ميثاقاً من أهل العلم ببيان العلم للجهّال ، لأنّ العلم كان قبل الجهل». (أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 12)
(112) 7 - (2) أخبرني جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ،
ص: 154
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا سليمان بن سلمة الكندي، عن محمّد بن سعيد بن غزوان وعيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب :
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله».
ثمّ قال أبو عبد الله علیه السّلام : «يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب».
(أمالى المفيد : المجلس 40 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله، إلّا أنّ في سنده : أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن سليمان بن مسلم الكندي، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن عيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 32)
(113) 8 - (1) أبو بوجعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد قال : حدّثنا
ص: 155
علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال : حدّثني القاسم بن محمّد بن حمّاد الدلّال قال : حدّثنا عبيد بن يعيش قال : حدّثنا مصعب بن سلّام، عن أبي سعيد (1)، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «تناصحوا في العلم ، فإنّ خيانة أحدكم في علمه أشدّ من خيانته في ماله ، وإنّ الله سائلكم يوم القيامة».
(أمالي الطوسى: المجلس 5، الحدیث 11)
(114) 9 - (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لاخير في علم إلّا لمستمعٍ واعٍ، وعالمٍ ناطقٍ».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 42)
ص: 156
(115) 10 - (1) أخبرنا أبو الفتح الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب التمتام قال : حدّثنا علي بن أبي طالب البزّاز بالبصرة، قال: حدّثني موسى بن عمير الكوفي، عن الحكم بن [عتيبة عن] (2) إبراهيم ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبدالله بن مسعود قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «أيّما رجل آتاه الله علماً فكتمه وهو يعلمه، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ملجماً بلجامٍ من نار».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 59)
ص: 157
ص: 158
ص: 159
(116)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد قال :
سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول : «العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، ولايزيده سرعة السير من الطريق إلّا بعداً».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 18)
ص: 160
(117) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان عن موسى بن بكر قال :
حدّثني من سمع أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «العامل على غير بصيرة كالسائر على سراب بقيعة ، لاتزيده سرعة سيره إلّا بعداً».
(أمالي المفيد : المجلس 5 ، الحديث 11)
(118) 3 - (2)حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن
ص: 161
محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسن بن زياد الصيقل قال :
سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول : «لا يقبل الله عزّ وجل عملاً إلّا بمعرفة، ولا معرفة إلّا بعمل، فمن عرف دلّته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له (1)، إنّ الإيمان بعضه من بعض». (أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 19)
(119) 4 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن عبدالله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق ، عن آبائه علیهمالسّلام:
ص: 162
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «الأمور ثلاثة : أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه، وأمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 11)
يأتي تمامه في كتاب الروضة .
(120) 5 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصير في المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين العامري قال : حدّثنا أبو معمر، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي علیهماالسّلام:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في وصيّته إلى ابنه الحسن علیه السّلام) قال: «أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها ، والصمت عند الشبهة» الحديث .
(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «والزكاة في أهلها عند محالّها».
(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(121)6- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب قال : حدثنا أبو القاسم يحيى بن زكريا الكتنجي (1) قال: حدثني أبوهاشم داوود بن القاسم الجعفريّ رحمه الله قال : سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يقول :
إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لكميل بن زياد فيما قال: «ياكميل،
ص: 163
أخوك دينك، فاحتط لدينك بما شئت». (أمالي المفيد : المجلس 33، الحديث 9)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 22)
(122) 7 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر عن جابر :
عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام (في حديث) قال : «وانظروا أمرنا وماجاءكم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شُرح لنا» الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 2)
سيأتي تمامه في باب اختلاف الأخبار .
(123) 8 - (1) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف
ص: 164
بابن الحمامي قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبدالله بن زياد القطاّن قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير القاضي أبو يعقوب الفسوي قال : أخبرنا مكّي بن إبراهيم قال : أخبرنا السري [بن إسماعيل(1)، عن] عامر [بن شراحيل الشعبي ] قال : صعد النعمان بن بشير على منبر الكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه وقال :
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «إنّ لكلّ ملك حِمىً ، وإنّ حِمى الله حلاله و حرامه والمشتبهات بين ذلك ، كما لو أنّ راعياً رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه ، فدعوا المشتبهات». (أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 69)
ص: 165
(124) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن عليّ علیهم السّلام : عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «أورع النّاس من ترك المراء وإن كان محقّاً».
(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه في كتاب الروضة .
(125) 2 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال :
ص: 166
سئل أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام عن الخمر فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ أوّل مانهاني عنه ربّي عزّ وجلّ، عن عبادة الأوثان، وشرب
ص: 167
الخمر، وملاحاة الرجال» (1) الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب المناهي.
(126) 3 - (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى(3)، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذّاء (4) قال :
قال أبو جعفر علیه السّلام : «يا زياد إيّاك والخصومات، فإنّها تورث الشكّ وتهبط العمل، وتردي صاحبها ، وعسى أن يتكلّم الرجل بالشيء لا يغفر له .
یا زياد، إنّه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكّلوا به وطلبوا علم ماكفّوه حتّى انتهى بهم الكلام (5) إلى الله عزّ وجلّ، فتحيّروا فإن كان الرجل ليدعى من بين
ص: 168
يديه فيجيب من خلفه ، أو يدعى (1) من خلفه فيجيب من بين يديه».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 2)
(127)4 - (2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة العابد :
عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال : «إيّاكم والخصومة في الدّين فإنّها تشغل القلب عن ذكر الله عزّ وجلّ، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن و تستجيز الكذب» (3) . (أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 4)
(128) 5 - (4) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم
ص: 169
عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله قال :
كان المسيح علیه السّلام يقول : «من كثر همّه سقم بدنه (إلى أن قال:) ومن لاحى الرجال ذهبت مروءته».
(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 4)
أقول : يأتي تمامه في ترجمة المسيح علیه السّلام من كتاب النبوّة .
(129)6 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن أبي حفص العطّار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام يحدّث عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم يكن يأتيني فيه (1)، فقلت له : يا جبرئيل، لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني فيهما ؟ ! لقد أرعبتني .
قال : وما يروعك يا محمّد، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟!
قال : [قلت :] بماذا بعثك ربّك ؟
قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان، وشرب الخمور، وملاحاة الرجال، وأُخرى هى للآخرة والاولى، يقول لك ربّك : يا محمّد، ما أبغضت وعاء قطّ كبغضي بطناً ملاناً».
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 21)
(130) 7 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا
ص: 170
أبو الطيّب النعمان بن أحمد بن نعيم القاضي الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان قال : حدّثنا حفص بن عمر بن ميمون القرشي الأُبلّي قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :
سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته .
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لم يزل جبرئيل علیه السّلام ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 27)
(131)8- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن محمّد بن معقل العجلي بسهرورد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ابن بنت إلياس قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علىّ علیهم السلّام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إيّاكم ومُشارة النّاس ، فإنّها تُظهِر العُرّة وتدفن الغرّة».
(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 23)
ص: 171
(132)1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أنس مالك قال : قال بن رسول الله صلّی الله علیه و آله : «المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم، تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النّار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات» الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في باب مذاكرة العلم ومجالسة العلماء والحضور في مجالسهم.
(133) 2 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن
ص: 172
أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن حسان الرازي، عن محمّد بن علي، عن عيسى بن عبدالله العلوي العمري، عن أبيه، عن آبائه، عن علي علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «اللهمّ ارحم خلفائي» ثلاثاً .
قيل : يارسول الله ، ومن خلفاؤك ؟
قال: «الّذين يبلّغون حديثي وسنّتي ، ثمّ يعلمونها أُمّتي».
(أمالي الصدوق : المجلس 34 الحديث 4)
ص: 173
(134)3 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال :
ص: 174
ص: 175
ص: 176
ص: 177
خطب رسول الله صلّی الله علیه و آله النّاس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخَيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها (1)، ثمّ بلّغها (2) من لم يسمعها ، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه .
ثلاث لا يغلّ (3) عليهنّ قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون إخوة تتكافأ ،دماؤهم ، يسعى (4) بذمّتهم أدناهم، هم يد على من سواهم» .
(أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 3)
ص: 178
(135) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد القمّاط، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنّه قال :
خطب رسول الله صلّی الله علیه و آله يوم منى فقال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلّغها من لم يسمعها ، فكم من حامل فقه غير فقيه ، وكم من حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
ثلاثة لا يغلّ عليهنّ قلب عبد مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمّتهم أدناهم».
(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 13)
(136) 5 - (2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد القمّي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثني هارون بن مسلم، عن
ص: 179
علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر :
عن جابر قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام : إذا حدّثتني بحديث فأسنده لي.
فقال : «حدثني أبي، عن جدّي ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، عن جبرئيل علیه السّلام ، عن الله عزّ وجلّ، وكلّ ما أحدّثك، بهذا الإسناد».
وقال: «يا جابر، الحديث واحد تأخذه عن صادق، خير لك من الدنيا وما فیها».
(أمالي المفيد : المجلس 5 ، الحديث 10)
(137) 6 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا حمويه بن علي بن حمويه قال : حدّثنا
ص: 180
أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا محمّد بن كثير قال : حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن سمرة قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من روى عنّي حديثاً وهو يرى أنّه كذب، فهو أحد الكاذبين. (أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 45)
(138) 7 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن مدرك بن الهزهاز قال : قال الصادق جعفر بن محمد علیهماالسّلام : «يا مدرك ، رحم الله عبداً اجترّ مودّة النّاس إلينا ، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون». (أمالي الصدوق : المجلس 21 ، الحديث 7)
تقدّم إسناده في باب النهي عن كتمان العلم (10).
(139)8 - (2) أبو جعفر الطوسى بإسناده عن مدرك بن الهزهاز (3) قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «يا مدرك ، إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءاً اجترّ مودّة النّاس إلينا ، فحدّثهم بما يعرفون وترك ماينكرون». (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 40)
تقدّم إسناده في باب النهي عن كتمان العلم (10).
ص: 181
(140) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن جمهور العمّي، عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم :
عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال : «من حفظ من شيعتنا أربعين حديثاً، بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً، ولم يعذّبه».
(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 13)
ص: 182
ص: 183
(141)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شقير (2) بن يعقوب - بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة ، قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال : حدّثنا علي بن بزرج الخيّاط قال : حدّثنا عمرو بن اليسع ، عن شعيب الحدّاد قال:
سمعت الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : «إنّ حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان، أو مدينة حصينة».
قال عمرو : فقلت لشعيب : يا أبا الحسن، وأيّ شيء المدينة الحصينة ؟
قال : فقال : سألت الصادق علیه السّلام عنها ، فقال لي: «القلب المجتمع».
(أمالي الصدوق : المجلس 1 ، الحديث 6)
ص: 184
(142)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جدّه علیهماالسّلام قال :
قال علي علیه السّلام: «إنّ على كلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وماخالف كتاب الله فدعوه».
(أمالي الصدوق : المجلس 58، الحديث 17)
(143) 2 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد قال : أخبرنا
ص: 185
أبوالقاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر :
عن جابر قال: دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ونحن جماعة، بعد ما قضينا نسكنا ، فودّعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله .
فقال: «ليعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيّكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا النّاس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وماجاءكم عنّا ، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شُرح لنا، وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره ، فمات منكم ميّت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدوّاً لنا كان له أجر عشرين شهيداً».
(أمالي الطوسي : المجلس : 9 ، الحديث 2)
ص: 186
(144) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رحمه الله عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى الخزّاز، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام : عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «إنّ المؤمن أخذ دينه عن ربّه، ولم يأخذه عن رأيه». (أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 4)
يأتي تمامه في باب نسبة الإسلام، من كتاب الإيمان والكفر .
(145)2 - (2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّى بن محمّد البصري، عن علي بن أسباط ، عن جعفر بن سماعة ، عن غير واحد :
عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر الباقر علیه السّلام : ما حقّ الله على العباد ؟
قال : «أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 14)
ص: 187
(146)3 - (1) حدّثنا أبي رحمه الله قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبدالله :
عن أبي عبدالله الصادق قال : «إنّ الله تبارك وتعالى عيّر عباده بايتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردّوا ما لم يعلموا قال الله عزّ وجلّ: «ألم يُؤْخَذ عَلَيهِم مِيثَاقُ الكِتابِ أَن لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقِّ» (2)، وقال : «بَل كَذَّبُوا بِما لم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَما يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ» (3)».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 15)
(147) 4 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال :
ص: 188
ص: 189
حدّثني عبدالله بن إسحاق قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي قال : حدّثنا أبو قَطَن قال : حدّثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عبدالله بن عمر [و] (1) قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من النّاس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، وإذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رؤساء جهالاً ، فسألوهم فقالوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا». (أمالي المفيد : المجلس 3، الحديث 1)
(148) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ( في حديث طويل) قال: «يا أباذر ، إذا سُئِلتَ عن علم لا تعلمه، فقل : لا أعلمه، ، تنج من تبعته ، ولاتفت النّاس بما لاعلم لك به ، تنج من عذاب يوم القيامة».
(أمالي الطوسى : المجلس 19، الحديث 1)
تقدّم تمامه في باب صفة العلماء وأصنافهم (5) ، ويأتي تمامه في باب مواعظ النبيّ صلّى الله عليه وآله من كتاب الروضة.
ص: 190
(149)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا أبي، عن الريان بن الصلت، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال:
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : قال الله عزّ وجلّ : «ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي، وماعرفني من شبّهني بخلق ، وماعلى ديني من استعمل القياس في ديني».
(أمالي الصدوق : المجلس 2 الحديث 3)
(150)2- (2) وعن علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمان، عن داوود بن فرقد، عن ابن شبرمة قال : ماذكرت حديثاً سمعته من جعفر بن محمّد علیهماالسّلام إلّا كاد أن يتصدّع له قلبي، سمعته يقول : حدّثني أبي، عن جدّي ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله.
قال ابن شبرمة : وأقسم بالله ماكذب على أبيه ، ولا كذب أبوه على جدّه ، ولا كذب جدّه على رسول الله صلّى الله عليه وآله قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك ، ومن أفتى النّاس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ، والمحكم من المتشابه، فقد هلك وأهلك».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 16)
ص: 191
(151)3 - (1) حدّثنا أبي رضّي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيي :
عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد صلّی الله علیه و آله : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال): «أحسن السنّة سنّة الأنبياء، وأحسن الهدى هدى محمّد صلّی الله علیه و آله» (إلى أن قال :) «وشرّ الأمور محدثاتها» ؟
قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله » .
(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 1)
يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله من كتاب الروضة .
(152) 4 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا یعقوب بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن حمّاد بن عثمان :
عن زرارة بن أعين قال : قال لي أبو جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام : «يازرارة ، إيّاك وأصحاب القياس في الدين، فإنّهم تركوا علم ما وكّلوا به ، وتكلّفوا ما قد كفوه ، يتأوّلون الأخبار، و يكذبون على الله عزّ وجلّ، وكأنّي بالرجل منهم ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه، قد تاهوا وتحيّروا في الأرض والدّين».
(أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 12)
(153) 5 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد
ص: 192
بن خالد، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد :
عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «لعن الله أصحاب القياس، فإنّهم غيّروا كلام الله وسنّة رسوله صلّی الله علیه و آله ، واتّهموا الصادقين في دين الله عزّ وجلّ».
(أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 13)
(154)6 - (1) حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، [عن محمّد بن إسماعيل]، عن منصور بن أبي يحيى قال :
سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول : «صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله المنبر فتغيّرت وجنتاه و التمع لونه، ثمّ أقبل [على النّاس] بوجهه فقال : يا معشر المسلمين، إنّي إنّما بعثت أنا والساعة كهاتين» (2).
قال: «ثمّ ضمّ السبّاحتين، ثمّ قال : يا معشر المسلمين، إنّ أفضل الهدى هدى محمّد، وخير الحديث كتاب الله ، وشرّ الأمور محدثاتها ، ألا وكلّ بدعة ضلالة، ألا وكلّ ضلالة في النار، أيّها النّاس من ترك مالاً فلأهله ولورثته، و من ترك كلاً أو ضياعاً فعليّ وإليّ».
(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 14)
(155) 7 - (3) أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال : حدّثني أبوطاهر محمّد بن سليمان الزراري قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن غياث بن إبراهيم :
ص: 193
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال : «كان رسول الله صلّی الله علیه و آله إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأفضل الهدى هدى محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة. ويرفع صوته وتحمارٌ وجنتاه، ويذكّر الساعة وقيامها حتّى كأنّه منذر جَيش ، يقول : صبّحتكم الساعة، مسّتكم الساعة، ثمّ يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين - ويجمع بين سبّابتيه -، مَن ترك مالاً فلأهله، و مَن ترك ديناً [أو ضياعاً (1) فعلىّ وإلي».
(أمالي المفيد : المجلس 24 ، الحديث 1)
(156) 8 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا
ص: 194
أبو العبّاس ابن عقدة قال : أخبرنا محمّد بن عبد الملك قال: حدّثنا هارون بن عیسی قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن علي بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي قال : أخبرني علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبدالله ، عن أبيه السلام علیهم السّلام، عن جابر بن عبدالله :
أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال في خطبته : «إنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة».
وكان إذا خطب قال في خطبته: «أمّا بعد». فإذا ذكر الساعة، اشتدّ صوته واحمرّت وجنتاه ، ثمّ يقول : «صبّحتكم الساعة - أو مسّتكم-» . ثمّ يقول: «بُعِثت أنا والساعة كهذه من هذه». ويشير بإصبعيه.
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 26)
(157)9 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين البغدادي قال : حدّثنا الحسين بن عمر المقرئ، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:
عن جدّه علیه السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (فى حديث) قال: قلت: يا رسول الله، أرشدني الفلج . قال : إذا رأيت قومك (2) قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم، فإنّ الهدى من الله ، والضلال من الشيطان .
ص: 195
يا عليّ، إنّ الهدى هو اتّباع أمر الله دون الهوى والرأي، وكأنّك بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات، واستحلّوا (1) الخمر بالنبيذ، والبخس بالزكاة، و السحت بالهدية.
قلت : يارسول الله ، فماهم إذا فعلوا ذلك، أهم أهل ردّة، أم أهل فتنة ؟(2)
قال: «هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل» الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس 34، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت ذكرناه في الهامش.
(أمالي الطوسى : المجلس ، الحديث 5)
تمامه في الباب 3 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان من كتاب الملاحم والفتن .
(158) 10 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن
ص: 196
عبدالله بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة :
عن عبدالله أنّه قال: «اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة».
(أمالي الطوسى : المجلس 10 ، الحديث 22)
(159)11 - (1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثني المنذر بن محمّد قراءةً قال : حدّثنا أحمد قراءةً قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الضبّي قال: حدّثنا موسی بن القاسم ، عن أبي الصلت، عن علي بن موسى، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لاقول إلّا بعمل، ولا قول وعمل إلّا بنيّة، ولا قول وعمل ونيّة (2) إلّا باصابة السنّة».
(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 25)
ص: 197
(160) 12 - أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : حدّثنا أبو عمر محمّد بن عبدالواحد النحوي المعروف بالزاهد قال : حدّثنا أبو جعفر المروزي محمّد بن هشام إملاءاً ، قال : حدّثني يحيى بن عثمان قال : حدّثنا بقيّة عن إسماعيل البصري - يعني ابن عليّة ، عن أبان ، عن أنس قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لا يُقبل قول إلّا بعمل، ولا يقبل قول وعمل إلّا بنيّة ، ولا يقبل قول وعمل ونيّة إلّا بإصابة السنّة».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 91)
(161)13- (1) وعن أبي . وعن أبي عمر النحوي قال : حدّثنا موسى بن سهل الوشّاء قال: أخبرنا إسماعيل بن عليّة ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «عمل قليل في سنّة ، خير من عمل كثير في بدعة».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 90)
ص: 198
(162)14- (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثنا أبي أبو عبدالله .
قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه ، عن على علیهم السّلام قال :
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «عليكم بسنّتي ، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 61)
(163)15- (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا علي بن بن أحمد بن نصر البندنيجي بالرقّة قال : حدّثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «السنّة سنّتان : سنّة في فريضة ، الأخذ بها هدى، وتركها ضلالة، وسنّة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة، وتركها إلى غيرها
ص: 199
خطيئة(1)». (أمالي الطوسي : المجلس 25 الحديث 11)
(164) 16 - (2) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال: حدّثنا حمدان بن المعافى قال : حدّثني العبّاس بن سليمان، عن الحارث بن التيّهان قال :
قال لي ابن شبرمة : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، فسلّمت عليه، وكنت له صديقاً، ثمّ أقبلت على جعفر علیه السّلام فقلت : أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل .
ص: 200
فقال له جعفر علیه السّلام : «لعلّه الّذي يقيس الدين برأيه» ؟!
ثمّ أقبل علىّ فقال : «هذا النعمان بن ثابت» ؟
فقال أبو حنيفة : نعم، أصلحك الله تعالى .
فقال علیه السّلام : «اتَّق الله ولا تقس الدين برأيك، فإنّ أوّل من قاس إبليس ، إذ أمره الله بالسجود فقال : «أَنَا خَيْرٌ مِنهُ خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ» (1)».
ثمّ قال له جعفر علیه السّلام: «هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك» ؟
قال : لا .
قال: «فأخبرني عن الملوحة في العينين، وعن المرارة في الأذنين وعن الماء في المنخرين، وعن العذوبة في الشفتين ، لأيّ شيء جعل ذلك» ؟
قال : لا أدري.
قال جعفر علیه السّلام: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق العينين فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيهما منّاً منه على ابن آدم، ولولا ذلك لذابتا، وجعل المرارة في الأذنين، مناًّ منه على ابن آدم، ولولا ذلك لقحمت الدوابّ فأكلت دماغه ، وجعل الماء في المنخرين، ليصعد النفس وينزل، ويجد منه الريح الطيّبة من الريح الرديّة، وجعل عزّ وجلّ العذوبة في الشفتين، ليجد ابن آدم لذّة طعمه وشربه».
ثمّ قال له جعفر علیه السّلام : «أخبرني عن كلمة أوّلها شرك، وآخرها إيمان».
قال : لا أدري.
قال: «لا إله إلّا الله».
ثمّ قال له : «أيّما أعظم عند الله عزّ وجلّ : قتل النفس، أو الزنا» ؟
قال : بل قتل النفس.
قال له جعفر علیه السّلام : «فإنّ الله تعالى قد رضي في قتل النفس بشاهد ، ولم يقبل في الزنا إلّا بأربعة».
ثمّ قال له : «أيما أعظم عند الله : الصّوم، أو الصلاة» ؟
ص: 201
قال : لا ، بل الصلاة .
قال: «فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة ؟! اتّق الله يا عبد الله ، فإنّا نحن وأنتم غداً ومن خالفنا بين يدي الله عزّ وجلّ، فنقول : قلنا : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وتقول أنت وأصحابك : حدّثنا وروينا، فيفعل بنا وبكم ما شاء الله عزّ وجلّ».
(أمالي الطوسي : المجلس 33، الحديث 1)
(165) 17 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا الشريف أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ بن القاسم العلوي العبّاسي في سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة في منزله بباب الشعير قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المكتّب قال : حدّثنا ابن محمّد الكوفي قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه :
عن أبي الحسن الرضا علیه السّلام قال : «من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه على دينه، فإنّ الله عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة النّاس».
ثمّ قال: «إنّ الله تعالى إنمّا فرض على النّاس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة ، من أتى بها لم يسأله الله عزّ وجلّ عما سواها، وإنّما أضاف رسول الله صلّى الله عليه وآله إليها مِثلَيها ليتمّ بالنوافل مع ما يقع فيها من النقصان، وإنّ الله عزّ وجلّ لا يعذّب على كثرة الصلاة والصوم، ولكنّه يعذّب على خلاف السنّة»(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 33، الحديث 11)
ص: 202
(166) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني عبد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز سنة ستّ وثلاث مئة ، قال : أخبرنا زكريّا بن يحيى بن صبيح الواسطي في كتابه إلينا قال : حدّثنا خلف بن خليفة ، عن سعيد بن عبيد الطائي، عن عليّ بن ربيعة الوالبي، عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّ الله تبارك وتعالى حدّ لكم حدوداً فلا تتعدّوها، و فرض عليكم فرائض فلا تضيّعوها، وسنّ لكم سنناً فاتّبعوها، وحرّم عليكم حرمات فلاتنتهكوها، وعفا لكم عن أشياء رحمة منه من غير نسيان فلا تكلّفوها».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 23)
أبو عبد الله المفيد ، عن الجعابي، عن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز مثله، إلّا أنّ فيه: «إنّ الله تعالى حدّ لكم حدوداً فلاتعتدوها». وفيه : «فلا تتكلّفوها».
(أمالي المفيد : المجلس 20 ، الحديث 1)
(167)2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال :
ص: 203
حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر (1).
عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي وكلّ شيء فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبدا ما لم تعرف الحرام منه فتدعه».
(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 12)
ص: 204
(168)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علىّ ماجيلويه رضّی الله عنه قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد :
عن عبد الله بن عوف بن الأحمر قال : لمّا أراد أمير المؤمنين علیه السّلام المسير إلى النهروان أتاه منجّم (2)، فقال له : يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار .
فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام: «ولِمَ ذاك» ؟
ص: 205
قال : لأنّك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذىً وضرّ شديد، وإن سرت في الساعة الّتي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلّ ما طلبت !
فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام : «تدري ما في بطن هذه الدابّة ، أذكر أم أنثى» ؟
قال : إن حسبت علمت !
قال له أمير المؤمنين علیه السّلام : «مَن صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن(1): «إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدرِي نَفْسٌ ماذا تَكسِبُ غَداً وَما تَدرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (2) ، ما كان محمّد صلّی الله علیه و آله يدّعي ما ادّعيت، أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة الّتي مَن سار فيها صُرف عنه السوء، والساعة الّتي من سار فيها حاق به الضُرّ ؟ من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله عزّ وجلّ في ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه، وينبغي له أن يوليك الحمد دون ربّه عزّ وجلّ، فمن آمن لك بهذا فقد اتّخذك من دون الله ندّاً وضدّاً».
ثمّ قال علیه السّلام : «اللهمّ لا طير إلّا طيرك، ولا ضير إلّا ضيرك، ولا خير إلّا خيرك ولا إله غيرك».
ثمّ التفت إلى المنجم ، فقال : «بل نكذبّك ونخالفك، ونسير في الساعة الّتي نهیتَ عنها». (أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 16)
ص: 206
(169)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن علي قال : حدّثنا أبو نصر الشعراني في مسجد حميد قال : حدّثنا سلمة بن الوضاح، عن أبيه ، عن أبي إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عاصم بن ضمرة، عن الحارث الأعور قال:
بينا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الحيرة، إذا نحن بديراني يضرب الناقوس.
قال : فقال علي بن أبي طالب علیه السّلام: «يا حارث، أتدري مايقول هذا الناقوس» ؟
قلت : الله ورسوله وابن عمّ رسوله أعلم .
ص: 207
قال: «إنّه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول : لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً، صدقاً صدقاً ، إنّ الدنيا قد غرّتنا وشغلتنا واستهوتنا ،واستغوتنا يا ابن الدنيا مهلاً مهلاً يا ابن الدنيا دقّاً دقّاً ، يا ابن الدنيا جمعاً جمعاً، تفنى الدنيا قرناً قرناً، مامن يوم يمضي عنّا، إلّا أوهى (1) منّا ركناً، قد ضيّعنا داراً تبق ، واستوطنّا داراً تفنى ، لسنا ندري ما فرّطنا فيها إلّا لو قد متنا».
قال الحارث : يا أمير المؤمنين ، النصارى يعلمون ذلك ؟
قال : «لو علموا ذلك لما اتّخذوا المسيح إلهاً من دون الله».
قال : فذهبت الى الديراني فقلت له: بحقّ المسيح عليك ، لمّا ضربت بالناقوس على الجهة الّتي تضربها .
قال: فأخذ يضرب، وأنا أقول حرفاً حرفاً حتّى بلغ إلى موضع «إلّا لو قد متنا»، فقال: بحقّ نبيّكم من أخبركم بهذا ؟
قلت : هذا الرجل الّذي كان معي أمس.
فقال : وهل بينه وبين النبيّ من قرابة ؟
قلت: هو ابن عمّه .
قال : بحقّ نبيّكم أسمع هذا من نبيّكم ؟
قال : قلت : نعم، فأسلم، ثمّ قال لي : والله إنّي وجدت في التوراة: إنّه يكون في آخر الأنبياء نبيّ، وهو يفسّر ما يقول الناقوس.
(أمالي الصدوق : المجلس 40 الحديث 3)
(170) 2 - (2) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد
ص: 208
الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدّثنا [أبو عبدالله ] جعفر بن عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمّد بن علي بن أبي طالب قال : حدّثنا كثير بن عيّاش القطّان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر :
عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام قال: «لمّا ولد عيسى بن مريم، كان ابن یوم كأنّه ابن شهرين، فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب و أقعدته بين يدي المؤدّب ، فقال له المؤدّب : قل بسم الله الرّحمن الرّحيم.
فقال عيسى : بسم الله الرّحمن الرّحيم.
فقال له المؤدّب : قل أبجد.
فرفع عيسى علیه السّلام رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد؟
فعلاه بالدرّة ليضربه فقال : يامؤدّب ، لا تضربني إن كنت تدري وإلّا فسلني حتّى أفسّر لك .
فقال : فسّرلي .
فقال عيسى علیه السّلام : الألف آلاء الله، والباء بهجة الله، والجيم جمال الله، والدال دین الله، «هوّز»: الهاء (هي) هول جهنّم ، والواو ويل لأهل النّار، والزاء زفير جهنّم، «حطّي»: حطّت الخطايا عن المستغفرين، «کلمن» : كلام الله، لا مبدّل لكلماته ، «سعفص» : صاع بصاع ، والجزاء بالجزاء ، «قرشت» : قرشهم فحشرهم.
فقال المؤدّب : أيّتها المرأة، خذي بيد ابنك، فقد علم ولاحاجة له في المؤدّب».
(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 1)
(171)3 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن
ص: 209
الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن زيد قال : حدّثني محمّد بن سالم، عن الأصبغ بن نباتة قال :
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : سأل عثمان بن عفّان، رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ما تفسير أبجد؟
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «فإنّ فيه الأعاجيب كلّها، ويل لعالم جهل تفسيره». فقيل : يارسول الله، ما تفسير أبجد؟
قال: «أمّا الألف فآلاء الله، حرف من أسمائه، وأمّا الباء فبهجة الله، وأمّا الجيم فجنّة الله وجلال الله وجماله، وأمّا الدال فدين الله .
وأمّا «هوّز»: فالهاء : هاء الهاوية فويل لمن هوى في النّار، وأمّا الواو : فويل لأهل النّار، وأمّا الزاء : فزاوية في النّار، فنعوذ بالله مّما في الزاوية، يعني زوايا جهنّم.
وأمّا «حطّى»: فالحاء : حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر ومانزل جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، وأمّا الطاء : فطوبى لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله عزّ وجلّ ونفخ فيها من روحه، وأنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة، تنبت بالحليّ والحلل متدلّية على أفواههم، وأمّا الياء: فيد الله فوق خلقه ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون .
وأمّا «كلمن»: فالكاف كلام الله ، لاتبديل لكلمات الله، ولن تجد من دونه ملتحداً، وأمّا اللام : فإلمام أهل الجنّة بينهم في الزيارة والتحيّة والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم، وأمّا الميم : فلك الله الّذي لا يزول ، ودوام الله الّذي لا يفنى وأمّا النون: فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور، وكتاب من نور، في لوح محفوظ ، يشهده المقرّبون، وكفى بالله شهيداً.
وأمّا «سعفص» : فالصاد : صاع بصاع، وفص بفص ، يعني الجزاء بالجزاء، وكما تدين تدان، إنّ الله لا يريد ظلماً للعباد.
ص: 210
وأمّا «قرشت» : يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة ، فقضى بينهم بالحقّ، وهم لا يظلمون».
(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 2)
(172)4 - (1) حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش بالكوفة قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه:
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا علیه السّلام قال: «إنّ أوّل ما خلق الله عزّ وجلّ ليعرف به خلقه الكتابة ، حروف المعجم، وأنّ الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنّه لا يفصح ببعض الكلام ، فالحكم فيه أن تعرض عيه حروف المعجم، ثمّ يعطى الدية بقدر ما لم يفصح منها ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام فى «ألف ب ت ث أنّه قال: الألف: آلاء الله (2)، والباء : بهجة الله ، والتاء : تمام الأمر بقائم آل محمّد صلّی الله علیه و آله ، والثاء: ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة.
«ج ، ح، خ» فالجيم : جمال الله وجلال الله، والحاء : حلم الله عن المذنبين، والخاء : خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عزّ وجلّ.
«د ، ذ» فالدال : دين الله ، والذال من ذي الجلال والإكرام.
«ر ، ز» فالراء : من الرؤوف الرحيم، والزاء : زلازل القيامة.
س، ش « فالسين : سناء الله، والشين : شاء الله ماشاء، وأراد ما أراد، وماتشاؤن إلّا أن يشاء الله .
ص: 211
«ص ، ض» فالصاد : من صادق الوعد في حمل النّاس على الصراط، وحبس الظالمين عند المرصاد، والضاد ضلّ من خالف محمّداً وآل محمّد .
«ط، ظ» فالطاء : طوبى للمؤمنين وحسن مآب ، والظاء ظنّ المؤمنين بالله خيراً، وظنّ الكافرين به سوءاً.
«ع ، غ» فالعين من العالم، والغين : من الغنى.
«ف ، ق» فالفاء : فوج من أفواج النّار، والقاف : قرآن، على الله جمعه وقرآنه .
«ك، ل» فالكاف: من الكافي واللام لغو الكافرين في افترائهم على الله الكذب.
«م، ن» فالميم ملك الله لامالك غيره ويقول الله عزّ وجلّ: «لَمَن المُلكُ اليَومَ»؟ ثمّ ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه، فيقولون: «لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَارِ» (1)، فيقول الله جل جلاله : «اليَومَ تُجزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَت لا ظُلْمَ الْيَومَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ» (2)، والنون : نوال الله للمؤمنين، ونكاله بالكافرين.
«و ، ه_» فالواو : ويل لمن عصى الله ، والهاء : هان على الله من عصاه .
«لاي! لام ، ألف » لا إله إلّا الله ، وهي كلمة الإخلاص، مامن عبد قالها مخلصاً إلّا وجبت له الجنّة .
«ى» : يد الله فوق خلقه، باسطة بالرزق ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون.
ثمّ قال علیه السّلام : «إنّ الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف الّتي يتداولها جميع العرب، ثمّ قال : «لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَو كانَ بَعْضُهُم لِبَعض ظَهِيراً» (3)».
(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 1)
ص: 212
ص: 213
ص: 214
(173) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمّار ، عن الحسن بن عبدالله، عن أبيه:
عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب علیهماالسّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في احتجاجه مع اليهود) قال : قال اليهودي : أخبرني عن تفسير «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر» ؟
[ف_]قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «علم الله عزّ وجلّ أنّ بني آدم يكذبون على الله، فقال: «سبحان الله»، تبرّياً ممۀا يقولون». (إلى أن قال:)
قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء قائلها ؟
[ف_] قال: «إذا قال العبد : «سبحان الله»، سبّح معه ما دون العرش، فيعطى قائلها عشر أمثالها». (إلى أن قال:) «وأمّا قوله: «لا إله إلّا الله»، فالجنّة جزاؤه، وذلك قوله عزّ وجلّ : «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلَّا الْإِحْسانِ» (2)، يقول : هل جزاء لا إله إلّا الله ، إلّا الجنّة».
(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)
أقول : سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
ص: 215
(174) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن راهويه قال:
لمّا وافى أبو الحسن الرضا علیه السّلام نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يا ابن رسول الله ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك ، وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول : سمعت أبي محمّد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : سمعت جبرئيل علیه السّلام يقول :
سمعت الله عزّ وجلّ يقول: «لا إله إلّا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي».
فلمّا مرّت الراحلة نادانا : «بشروطها، وأنا من (2) شروطها».
(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 8)
ص: 216
(175)3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو نصر الليث بن محمّد بن الليث العنبري، إملاءً من أصل كتابه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستّين ومائتين ، قال :
حدّثنا خالي أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال : كنت مع الرضا علیه السّلام لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلمّا سار إلى المرتعة (2) تعلّقوا بلجام بغلته وقالوا: يا ابن رسول الله ، حدّثنا بحقّ یا آبائك الطاهرين، حدّثنا عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين .
فأخرج رأسه من الهودج و عليه مطرف (3) خرّ ، فقال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، عن أبيه أمير المؤمنين، عن رسول الله صلّی الله علیه وآله قال : أخبرني جبرئيل الروح الأمين :
عن الله تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه قال: «إنّي أنا الله ، لا إله إلّا أنا وحدي ، عبادي فاعبدوني، وليعلم مَن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا الله مخلصاً بها، أنّه قد دخل
ص: 217
حصني، ومَن دخل حصني أمن عذابي».
قالوا: يا ابن رسول الله، وما إخلاص الشهادة لله ؟
قال : «طاعة الله ورسوله ، وولاية أهل بيته علیهم السّلام » .
(أمالي الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 9)
(176) 4 - (1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام، عن عمّه عمر بن يحيى الفحّام ، عن عبد الله بن أحمد بن عامر ، عن أبيه أحمد بن عامر الطائي، عن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال النبيّ صلّی الله علیه و آله:
يقول الله عزّ وجلّ: «لا إله إلّا الله ،حصني، من دخله أمن مِن عذابي».
(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 75)
(177) 5 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاري، عن الحسين بن يحيى بن الحسين، عن عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «والّذي بعثني بالحقّ بشيراً، لا يعذّب الله بالنّار موحّداً أبداً، وإنّ أهل التوحيد ليشفعون فيُشَقَّعون».
ثمّ قال علیه السّلام : «إنّه إذا كان يوم القيامة، أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النّار، فيقولون : ياربّنا كيف تدخلنا النّار وقد كنّا نوحّدك
ص: 218
في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق بالنّار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا إله إلّا أنت ؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفّرناها لك في التراب ؟ أم كيف تحرق أيدينا، وقد رفعناها بالدعاء إليك ؟
فيقول الله جلّ جلاله : عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا، فجزاؤكم نار جهنّم.
فيقولون : ياربّنا ، عفوك أعظم أم خطيئتنا ؟
فيقول عزّ وجل : بل عفوي .
فيقولون: رحمتك أوسع أم ذنوبنا ؟
فيقول عزّ وجلّ : بل رحمتي .
فيقولون : إقرارنا بتوحيدك أعظم، أم ذنوبنا ؟
فيقول عزّ وجلّ : بل إقراركم بتوحيدي أعظم.
فيقولون : يا ربّنا فليسعنا عفوك ورحمتك الّتي وسعت كلّ شيء .
فيقول الله جلّ جلاله: ملائكتي وعزّتي وجلالي ماخلقت خلقاً أحبّ إليّ من المُقِرّين بتوحيدي، وأن لا إله غيري، وحقّ عليّ أن لا أصلي(1) بالنار أهل
ص: 219
توحيدي ، ادخلوا عبادي الجنّة».
(أمالي الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 10)
(178)6 - (1) حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد سعيد قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيري قال : حدّثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام سنة خمسين ومئتين، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام:
عن علي بن أبي طالب علیه السّلام في قول الله عزّ و جل: «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلَّا الإحسان» (2) قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : إنّ الله عزّ وجل قال : «ماجزاء من
ص: 220
أنعمتُ عليه بالتوحيد (1) إلّا الجنّة».
(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق، مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 17)
(179) 7 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن الحسني رحمه الله ، في رجب سنة سبع وثلاث مئة ، قال : حدّثني محمّد بن علي بن الحسين [بن زيد بن علي بن الحسين] زيدبن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : حدّثني الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي علیهم السّلام :
عن أبيه علي بن أبي طالب علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلّا الْإِحْسانِ (3)، قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلّا الجنّة».
(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 3)
ص: 221
(180) 8 - (1) وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر قال : حدّثني محمّد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام ، منذ خمس و سبعين سنة، قال حدّثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :
سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «التوحيد ثمن الجنّة، والحمد لله وفاء شكر كلّ نعمة، وخشية الله مفتاح كلّ حكمة ، والإخلاص ملاك كلّ طاعة».
(أمالي الطوسي : المجلس 22، الحديث 4)
(181) 9 - (2) أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعني قال :
ص: 222
قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إنّ الله تعالى ضمن للمؤمن ضماناً».
قال : قلت: وما هو ؟
قال: «ضمن له إن أقرّ الله بالربوبيّة، و لمحمّد صلّی الله علیه و آله بالنبوّة، ولعليّ علیه السّلام بالإمامة ، وأدّى ما افترض عليه أن يسكنه في جواره».
قال : فقلت : هذه والله هي الكرامة الّتي لا يشبهها كرامة الآدميّين.
ثمّ قال أبو عبد الله علیه السّلام: «اعملوا قليلاً تنعموا كثيراً».
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 18)
(182) 10 - (1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا رجاء بن يحيى بن [سامان أبو] الحسين العبرتائي الكاتب، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال : حدّثني عبدالله بن عبد الرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دُبّي الهنائي قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود:
عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في وصيّته له) قال : «يا أباذرۀ ، اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لاتراه فإنّه عزّ وجلّ يراك، واعلم أنّ أوّل عبادته المعرفة به بأنه الأوّل قبل كلّ شيء فلاشيء قبله، والفرد فلاثاني معه، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض ومافيهما ومابينهما من شيء وهو الله اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير».
(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)
يأتي تمامه فى كتاب الروضة .
ص: 223
(183) 11 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عاصم البزوفري قال : حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيّوب الشاذكوني المنقري قال : حدّثنا سفيان بن عيینة قال :
سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «وجدت علوم الناس كلّها في أربع خلال (2): أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع [بك] (3)، و الثالثة أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك».
(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 10)
أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمّد العلوي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الفضل الجوهري قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 1)
(184) 12 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني أحمد بن عيسى بن محمّد بن الفراء الكبير سنة عشر وثلاث مئة ، قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل الأنباري قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد قال : حدّثنا معتب مولى عبد الله بن مسلم (4)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام:
عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: يارسول الله ، هل للجنّة من ثمن ؟
قال: «نعم».
ص: 224
قال : ما ثمنها ؟
قال : «لا إله إلّا الله ، يقولها العبد الصالح مخلصاً بها» (1).
قال : وما إخلاصها ؟
قال : «العمل بما بُعِثتُ به في حقّه ، وحبّ أهل بيتي».
قال : وحبّ أهل بيتك لمن حقّها ؟
قال : «أجل ، إنّ حبّهم لأعظم حقّها».
(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 12)
(185) 13 - (2) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمّي قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد بن عيسى قال : حدّثني علي بن بلال، عن محمّد بن بشر الدهان، عن محمّد بن سماعة قال:
سأل بعض أصحابنا الصادق علیه السّلام ، فقال له : أخبرني أيّ الأعمال أفضل ؟
قال: «توحيدك لربّك».
قال : فما أعظم الذنوب؟
قال : «تشبيهك لخالقك».
(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 1)
ص: 225
(186)1 - (1) أبوجعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم رضي الله عنه قال :حدّثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم قال :
دخل أبوشاكر الديصاني (2) على أبي عبد الله الصادق علیه السّلام فقال له : إنّك أحد النجوم الزواهر وكان آباؤك بدوراً بواهر، وأمّهاتك عقيلات عباهر، و عنصرك من أكرم العناصر ، وإذا ذكر العلماء فبك تثنى الخناصر، فخبّرني أيّها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدث العالم ؟
فقال الصادق علیه السّلام : «يستدلّ عليه بأقرب الأشياء».
ص: 226
قال : وماهو ؟
قال: فدعا الصادق علیه السّلام ببيضة فوضعها على راحته، ثمّ قال: «هذا حصن ملموم ، داخله غِرقِئ (1) رقيق ، تطيف به فضّة سائلة وذهبة مائعة، ثمّ تنفلق عن مثل الطاووس، أدخلها شيء» ؟(2)
قال : لا .
قال: «فهذا الدليل على حدث العالم».
قال : أخبرت فأوجزت، وقلت فأحسنت، وقد علمت أنّا لا نقبل إلّا ما أدركناه بأبصارنا ، أو سمعناه بآذاننا ، أو لمسناه بأكفّنا ، أو شممناه بمناخرنا ، أو ذقناه بأفواهنا، أو تصوّر في القلوب بياناً، واستنبطته الروايات إيقاناً.
فقال الصادق علیه السّلام : «ذكرت الحواس الخمس ، وهي لا تنفع شيئاً بغير دليل، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح» (3). (أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 5)
ص: 227
(187)2- (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علی بن موسی الرضا علیه السّلام ، أنّه دخل عليه رجل فقال يا ابن رسول الله، ما الدليل على حدث العالم ؟
قال: «أنت لم تكن، ثم كنت، وقد علمت أنّك لم تكوّن نفسك، ولاكوّنك من هو مثلك» .
(أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 6)
ص: 228
(188)3- (1) حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن الفضل بن یونس قال:
كان ابن أبي العوجاء (2) من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد،
ص: 229
فقيل له : تركت مذهب صاحبك ودخلت فما لا أصل له ولا حقيقة ؟ !
فقال : إنّ صاحبي كان مخلّطاً، كان يقول طوراً بالقدر، وطوراً بالجبر وما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه.
قال : ودخل مكّة تمرداً وإنكاراً على من يحجّ، وكان يكره العلماء مساءلته إيّاهم ومجالسته لهم، لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، فجلس إليه في جماعة من نظرائه، ثمّ قال له : يا أبا عبدالله ، إنّ المجالس أمانات، ولابدّ لكلّ من كان به سعال أن يسعل (1)، فتأذن لي في الكلام.
فقال الصادق علیه السّلام : «تكلّم بما شئت».
فقال ابن أبي العوجاء إلى كم تدوسون هذا البيدر (2)، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب (3) والمدر، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ، من فكّر في هذا أو قدّر ، علم أنّ هذا فعل أسّسه غير حكيم ولا ذي نظر، فقل، فإنّك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسّه ونظامه.
فقال الصادق علیه السّلام : «إنّ من أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم الحقّ، فلم يستعذبه وصار الشيطان وليّه ، يورده مناهل الهلكة ثمّ لا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثّهم على تعظيمه وزيارته، وقد جعله محلّ
ص: 230
الأنبياء، وقبلة للمصلّين له، وهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدّي إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال ومجتمع العظمة، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام، وأحقّ من أطيع فيما أمر وانتهي عمّا نهى عنه، وزجر الله المنشئ للأرواح والصور».
فقال ابن أبي العوجاء : ذكرت يا أباعبدالله فأحلت على غائب .
فقال: «ويلك وكيف يكون غائباً من هو مع خلقه شاهد وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ، ويرى أشخاصهم ، ويعلم أسرارهم، وإنّما المخلوق الّذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مکان، وخلا منه مكان، فلايدري في المكان الّذي صار إليه ماحدث في المكان الّذي كان فيه، فأمّا الله العظيم الشأن، الملك الديّان، فإنّه لا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، فلايكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان، والّذي بعثه بالآيات المحكمة، والبراهين الواضحة، وأيّده بنصره، واختاره لتبليغ رسالاته، صدّقنا قوله بأنّ ربّه بعثه وكلّمه».
فقام عنه ابن أبي العوجاء وقال لأصحابه: من ألقاني في بحر هذا ؟ سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فالقيتموني على جمرة!
قالوا: ماكنت فى مجلسه إلّا حقيراً.
قال : إنّه ابن من حلق رؤوس من ترون.
(أمالي الصدوق : المجلس 90، الحديث 4)
ص: 231
(189)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي صلّى الله عليه وآله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (2)، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن حمران ، عن أبي عبيدة الحذّاء (3) قال :
قال أبو جعفر علیه السّلام: «يا زياد، إيّاك والخصومات، فإنّها تورث الشكّ وتهبط العمل وتردي صاحبها ، وعسى أن يتكلّم الرجل بالشيء لا يغفر له، يازياد إنّه كان فيما مضى قوم تركوا علم ماوكّلوا به وطلبوا علم ماكفّوه حتّى انتهى بهم الكلام (4) إلى الله عزّ وجلّ، فتحيّروا، فإن كان الرجل ليدعى من بين يديه، فيجيب من خلفه ، أو يدعى (5) من خلفه ، فيجيب من بين يديه».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 2)
(190) 2 - (6) حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني أبي، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اليسع، عن سليمان بن خالد قال:
قال أبو عبد الله علیه السّلام: «إيّاكم والتفكّر في الله، فإنّ التفكّر في الله لا يزيد إلّا تيهاً، إنّ الله عزّ وجلّ لا تدركه الأبصار، ولا يوصف بمقدار».
(أمالي الصدوق المجلس 65 الحديث 3)
ص: 232
(191) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل ، عن ليث بن محمّد بن نصر بن الليث البلخي، عن أحمد بن عبدالصمد بن مزاحم الهروي، عن خاله أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن عبد العزيز بن عبدالصمد العمي البصري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في كلام له علیه السّلام مع عمر بن الخطّاب في فضل الحجر الأسود) قال : «قوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنا» (1)، وأخبرك أنّ الله تعالى لمّا خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذريّته من صلبه من هيئة الذرّ ، فألزمهم العقل ، وقرّرهم أنّه الربّ وأنّهم العبيد، فأقرّوا له بالربوبيّة، وشهدوا على أنفسهم بالعبودية» الحديث. (أمالي الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 10)
يأتي تمامه في كتاب الحجّ.
(192) 2 - (2) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا محمّد بن
ص: 233
وهبان قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة:
عن أبي جعفر علیه السّلام، قال : قلت له : «فِطرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيها» (1)، قال: «التوحيد».
(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 10)
ص: 234
(193)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الموصلي:
عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين (2) فقال : يا أمير المؤمنين ، متى كان ربّك ؟
فقال له : «ثكلتك أُمّك، ومتى لم يكن حتّى يقال متى كان، كان ربّي قبل القبل بلا قبل، ويكون بعد البعد بلا بعد ، و لاغاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنه ، فهو منتهى كلّ غاية».
(أمالي الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 1)
ص: 235
(194)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا أبي، عن الريان بن الصلت ، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :
صلى الله قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : قال الله عزّ وجلّ : «ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي، وما عرفني من شبّهني بخلقي، وما على ديني من استعمل القياس في ديني».
(أمالي الصدوق : المجلس 2، الحديث 3)
(195)2- (2) محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمّد المعروف ب_«علان:
عن محمّد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام، أسأله عمّا قال هشام بن الحكم في الجسم، وهشام بن سالم في الصورة؟
ص: 236
فكتب علیه السّلام : «دع عنك حيرة الحيران، واستعذ بالله من الشيطان، ليس القول ماقال الهشامان». (أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 1)
ص: 237
(196)3 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الصقر بن دلف (2) قال :
سألت أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا علیه السّلام عن التوحيد، وقلت له : إنّي أقول بقول هشام بن الحكم.
فغضب علیه السّلام ثمّ قال : «مالكم ولقول هشام إنّه ليس منّا ، من زعم أنّ الله جسم، ونحن منه براء في الدنيا والآخرة، يا ابن دلف إنّ الجسم محدث، والله محدثه ومجسّمه» .
(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 2)
(197)4 - (3) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار قال:
كتبت إلى أبي جعفر محمّد بن علي بن موسى الرضا علیه السّلام: جعلت فداك ، أصلّي
ص: 238
خلف من يقول بالجسم ، ومن يقول بقول يونس بن عبد الرحمان ؟ (1) فكتب علیه السّلام: «لا تصلّوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة، وابرؤوا منهم، برئ الله منهم».
(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 3)
(198) 5 - (2) وعن محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي،
ص: 239
عن أبي هاشم الجعفري قال:
سمعت علي بن موسى الرضاء علیه السّلام يقول : «إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيبة(1) فجهلوك وبه قدروك، والتقدير على غير ما به وصفوك ، فإنّي بريء يا إلهي من الّذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء ، إلهي ولن يدركوك، وظاهر مابهم من تعمك دليلهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك (2)، بل سوّوك بخلقك ، فمن ثمّ لم يعرفوك واتخّذوا بعض آياتك ربّاً، فبذلك وصفوك ، تعاليت ربّي عمّا به المشبهون نعتوك».
(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 2)
ص: 240
(199)6- (1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب رضي الله عنه قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال :
قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرك الأبصار» (2)، قال: «لاتدركه أوهام القلوب، فكيف تدركه أبصار العيون».
(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 2)
(200)7 - (3) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن محمّد بن سماعة قال: سأل بعض أصحابنا ، الصادق علیه السّلام ، فقال له : أخبرني أيّ الأعمال أفضل ؟
قال: «توحيدك لربّك».
قال : فما أعظم الذنوب؟
قال: «تشبيهك لخالقك». (أمالي الطوسي : المجلس 39 ، الحديث 1)
تقدّم إسناده في الباب الأوّل.
ص: 241
(201)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن [محمّد بن سنان] السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه :
عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام عن الله جلّ جلاله هل يوصف بمكان ؟
فقال: «تعالى الله عن ذلك».
قلت : فلِمَ أسرى بنبيه محمّد صلّی الله علیه و آله إلى السماء ؟
قال: «ليريه ملكوت السماء ومافيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه».
قلت: فقول الله عزّ وجلّ : «ثُمَّ دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قوسين أو أدنى» (2)؟ قال: «ذاك رسول الله صلّى الله عليه وآله دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ، ثمّ تدلّى صلّى الله عليه وآله فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتّى ظنّ أنّه في القرب من الأرض كتاب قوسين أو أدنى».
(أمالي الصدوق : المجلس : 29 ، الحديث 22)
ص: 242
(202)2- (1) وبالسند المتقدّم عن علي بن سالم، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ،ولامكان ولاحركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال تعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً». (أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 7)
(203)3 - (2) حدّثنا علي بن أحمد بن موسى بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى أبو تراب الروياني، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني:
عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا علیه السّلام : يا ابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الّذي يرويه النّاس عن رسول الله صلّی الله علیه و آله أنّه قال: «إنّ الله تبارك وتعالى ينزل كلّ ليلة إلى السماء الدنيا» ؟
فقال علیه السّلام : «لعن الله المحرّفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله صلّی الله علیه و آله كذلك ، إنّما قال صلّی الله علیه و آله : إنّ الله تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أوّل الليل فيأمره فينادي : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ ياطالب الخير أقبل يا
ص: 243
طالب الشرّ أقصر، فلايزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السماء ، حدّثني بذلك أبي، عن جدّي ، عن آبائه علیهم السّلام عن رسول الله صلّی الله علیه و آله»(1). (أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 5)
(204)4 - (2) حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني قال : حدّثنا علي بن محمّد، عن محمّد بن سليمان، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد التميمي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد:
عن زيد بن علي قال : سألت أبي سيّد العابدين علیه السّلام، فقلت له : يا أبه، أخبرني عن جدّنا رسول الله صلّی الله علیه و آله لمّا عرج به إلى السماء وأمره ربّه عزّ وجلّ بخمسين صلاة ، كيف لم يسأله التخفيف عن أُمّته حتّى قال له موسى بن عمران علیه السّلام : ارجع إلى ربّك فسله التخفيف ، فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ؟
فقال: «يا بني، إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله لا يقترح على ربّه عزّ وجلّ ولا يراجعه في شيء يأمره به ، فلمّا سأله موسى علیه السّلام ذلك وصار شفيعاً لأّمته إليه ، لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسى علیه السّلام ، فرجع إلى ربّه يسأله التخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات» .
قال فقلت له : يا أبه، فلِمَ لم يرجع إلى ربّه عزّ وجلّ ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع إلى ربّه ويسأله التخفيف ؟
فقال: «يابنيّ أراد صلّی الله علیه و آله أن يحصل لأمّته التخفيف مع أجر خمسين صلاة ، لقول الله عزّ وجلّ: «مَن جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالها» (3)، ألا ترى أنّه علیه السّلام لمّا هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل علیه السّلام فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول : إنّها
ص: 244
خمس بخمسين «ما يُبَدِّلُ الْقَولُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلام لِلعَبِيدِ» (1)».
قال : فقلت له : يا أبه، أليس الله تعالى ذكره لا يوصف بمكان ؟
فقال : «بلى، تعالى الله عن ذلك».
فقلت : فما معنى قول موسى علیه السّلام لرسول الله صلّى الله عليه وآله : ارجع إلى ربّك ؟
فقال : «معناه معنى قول إبراهيم علیه السّلام : «إنّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ»(2) ؟ ومعنى قول موسى علیه السّلام : «وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى» (3) ؟ ومعنى قوله عزّ وجلّ: «فَفِرُّوا إِلَى الله» (4)، يعني : حجّوا إلى بيت الله ، يا بنيّ، إنّ الكعبة بيت الله ، فمن حجّ بيت الله فقد قصد إلى الله ، والمساجد بيوت الله ، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله و قصد إليه، والمصلّي مادام في صلاته فهو واقف بين يدي الله عزّ وجلّ، وأهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عزّ وجلّ، وإنّ الله تبارك وتعالى بقاعاً في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها، فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عزّ وجلّ يقول : «تَعرُجُ الملائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ» (5)، ويقول عزّ وجلّ - في قصّة عيسى علیه السّلام -: «بَل رَفَعَهُ اللهُ إليه» (6)، ويقول عزّ وجلّ: «إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالح يَرفَعُهُ» (7) (أمالي الصدوق : المجلس 70 الحديث 6)
(205) 5 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال : حدّثنا العبّاس بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن عمرو الكندي
ص: 245
قال : حدّثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي قال : حدّثنا محمّد بن يزداد، عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمان بن قيس البصري قال: حدّثنا زاذان:
عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (في احتجاجه مع النصارى) قال : قال الجائليق : خبّرني عن الله تعالى، أين هو اليوم؟
فقال: «يا نصراني، إنّ الله تعالى يجلّ عن الأين ، ويتعالى عن المكان ، كان فيما لم يزل ولا مكان، وهو اليوم على ذلك لم يتغيّر من حال إلى حال».
فقال : أجل، أحسنت أيّها العالم وأوجزت في الجواب، فخبّرني عنه تعالى، أمدرك بالحواسّ عندك ، فيسلك المسترشد في طلبه استعمال الحواسّ ؟ أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك ؟
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «تعالى الملك الجبّار أن يوصف بمقدار، أو تُدركه الحواسّ، أو يقاس بالنّاس، والطريق إلى معرفته صنائعه الباهرة للعقول، الدالّة ذوي الاعتبار بما هو عنده مشهود ومعقول» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 36)
يأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
ص: 246
أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق.
(206) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد، عن واصل، عن عبدالله بن سنان:
عن أبيه قال: حضرت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام ودخل عليه رجل من الخوارج فقال : يا أبا جعفر ، أيّ شيء تعبد ؟
قال : «الله».
قال : رأيته ؟
قال: «لم تره العيون بمشاهدة العيان، ورأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يعرف بالقياس، ولايشبه بالناس ، موصوف بالآيات، معروف بالعلامات لايجور في حكمه ، ذلك الله لا إله إلّا هو».
قال : فخرج الرجل وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 4)
(207)2 - (2) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد
ص: 247
بن أحمد السناني قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن یونس، عن سعد بن طريف الكناني، عن الأصبغ بن نباته :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (فى حديث) قال: قام إليه رجل يقال له ذعلب فقال: يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك ؟
فقال : «ويلك يا ذعلب، لم أكن بالّذي أعبد ربّاً لم أره».
قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا
قال: «ويلك ، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان». (أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 1)
أقول : سيأتي فقرة أُخرى من الرواية في باب جوامع التوحيد، ويأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
(208)3 - (1) حدّثنا علي بن أحمد بن موسى رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي
ص: 248
قال : حدّثنا عبيدالله بن موسى الروياني قال: حدّثني عبد العظيم بن عبدالله بن الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:
قال علي بن موسى الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ : «وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلى ربها ناظِرَةٌ» (1): «يعني مشرقة تنتظر ثواب ربها». (أمالي الصدوق : المجلس 64، الحديث 1)
(209)4- (2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب رضي الله عنه قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال:
ص: 249
قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «لاتُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدركُ الأَبصار» (1)، قال: «لاتدركه أوهام القلوب، فكيف تدركه أبصار العيون».
(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 2)
(210)5- حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال : حدّثنا [أبو العبّاس ابن عقدة ] أحمد بن محمّد بن سعيد مولى بني هاشم قال : حدّثنا المنذر محمّد قال: حدّثنا علي بن إسماعيل الميثمي قال :
حدّثنا إسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام عن الله تبارك وتعالى هل يرى في المعاد ؟
فقال: «سبحان الله وتعالى علواً كبيراً ، يا ابن الفضل إنّ الأبصار لاتدرك إلّا ما له لون وكيفيّة، والله خالق الألوان والكيفيّة».
(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 3)
(211)6 - (2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهروي قال :
قلت لعلي بن موسى الرضا علیه السّلام : يا ابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث : «أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة»؟
فقال علیه السّلام: «يا أبا الصلت إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّة محمّداً صلّی الله علیه و آله على جميع
ص: 250
خلقه من النبيّين والملائكة، وبل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عزّ وجلّ: «مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطاعَ الله» (1) ، قال: «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوقَ أَيديهم» (2)، وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله جلۀ جلاله»، ودرجة النبيۀ صلّى الله عليه وآله في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله، فقد زاره تبارك وتعالى».
قال : فقلت له : يا ابن رسول الله، فما معنى الخبر الۀذي رووه : «إنّ ثواب لا إله إلّا الله النظر إلى وجه الله» ؟
فقال علیه السّلام : «يا أبا الصلت، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه - صلوات الله عليهم - هم الّذين بهم يتوجّه إلى الله و إلى دينه ومعرفته، وقال الله عزّ وجلّ : «كُلَّ مَن عَلَيها فانِ * وَيَبقَ وَجهُ رَبِّكَ»(3) قال عزّ وجلّ: «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ» (4)، فالنظر إلى أنبياء الله ورسله و حججه علیهم السّلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة»، وقال: «إنّ فيكم من لايراني بعد أن يفارقني»، يا أبا الصلت إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدرك بالأبصار والأوهام» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 7)
أقول : سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
ص: 251
(212)7 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالدّ عن أحمد بن النضر، عن محمّد بن مروان ، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح:
عن عبدالله بن عبّاس في قوله عزّ وجلّ: «فَلَمّا أَفاقَ قَالَ سُبحانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» (2)، قال : «يقول : سبحانك تبت إليك من أن أسألك رؤية، وأنا أوّل المؤمنين بأنّك لاترى».
(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 3)
ص: 252
(213) 8 - (1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير :
عن إبراهيم الكرخي قال : قلت للصادق علیه السّلام : إنّ رجلاً رأى ربّه عزّ وجلّ في منامه، فما يكون ذلك ؟
فقال : «ذلك رجل لادين له، إنّ الله تبارك وتعالى لا يُرى في اليقظة ولا في المنام، ولا في الدنيا ولا في الآخرة» (2).
(أمالي الصدوق : المجلس 89 ، الحديث 6)
ص: 253
(214) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا الفضل بن سلمان الكوفي ، عن الحسين بن خالد قال:
سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يقول: «لم يزل الله تبارك وتعالى عالماً قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً».
فقلت له : يا ابن رسول الله ، إنّ قوماً يقولون : إنّه عزّ وجلّ لم يزل عالماً بعلم، و قادراً بقدرة، وحيّاً بحياة، وقديماً بقدم، وسميعاً بسمع وبصيراً ببصر.
فقال علیه السّلام : «من قال بذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أُخرى وليس من ولايتنا على شيء».
ثمّ قال علیه السّلام : «لم يزل الله عزّ وجلّ عالماً قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً لذاته ، تعالى عمّا يقول المشركون والمشبهون علوّاً كبيراً».
(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 5)
(215)2 - (2) حدّثنا محمّد بن علي ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثني محمّد بن علي الصير في الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سنان،
ص: 254
عن أبان بن عثمان الأحمر قال:
قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعاً بصيراً عالماً قادراً ؟
قال: «نعم».
قلت له : فإنّ رجلاً ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول : إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل سميعاً بسمع، وبصيراً ببصر، وعلياً بعلم وقادراً بقدرة .
قال : فغضب علیه السّلام ثمّ قال : «من قال ذلك ودان به فهو مشرك وليس من ولايتنا على شيء ، إنّ الله تبارك وتعالى ذات علّامة، سميعة ، بصيرة، قادرة».
(أمالي الصدوق : المجلس 89 ، الحديث 7)
(216)3 - (1)حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن علي السكّري قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهري، عن محمّد بن عمارة(2):
عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمّد صلّى الله عليه وآله فقلت له : يا ابن رسول الله، أخبرني عن الله هل له رضا وسخط ؟
ص: 255
فقال: «نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكن غضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه.
(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 6)
(217) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «لم يزل الله جلّ اسمه عالماً بذاته ولا معلوم، ولم يزل قادراً بذاته ولا مقدور».
قلت له : جُعِلت فداك ، فلم يزل متكلّماً ؟
فقال: «الكلام مُحدَثُ ، كان الله عزّ وجلّ وليس بمتكلّم، ثمّ أحدث الكلام .
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 34)
ص: 256
(218) 5 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا أبو موسى هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد صلّى الله عليه وآله قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله علیه السّلام .
قال المجاشعي: وحدّثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام :
أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «قال الله تبارك وتعالى : «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ» (2)، فإنّ من شأنه أن يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 59)
ص: 257
(219)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان قال :
قال أبو عبد الله علیه السّلام: «لمّا صعد موسى علیه السّلام إلى الطور فناجي ربِّه عزّ وجلّ قال: ياربّ أرني خزائنك . قال : ياموسى ، إنّما خزائني أذا أردت شيئاً أن أقول له كن، فيكون.
(أمالي الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 4)
(220) 2 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن بن يعقوب الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار :
عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن علیه السّلام : أخبرني عن الإرادة من الله عزّ وجلّ ومن الخلق ؟
فقال: «الإرادة من الله تعالى إحداثه الفعل لاغير ذلك ، لأنّه جلّ اسمه لايهمّ ولا يتفكّر. (أمالي الطوسي : المجلس 8 الحديث 15)
ص: 258
(221) 1 - (1)أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله جعفر بن محمّد يقول: «لم يزل الله جلّ اسمه عالماً بذاته ولا معلوم، ولم يزل قادراً بذاته ولا مقدور».
قلت له : جُعلت فداك ، فلم يزل متكلّماً ؟
فقال: «الكلام مُحدَث، كان الله عزّ وجلّ وليس بمتكلّم، ثمّ أحدث الكلام. (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 34)
تقدّم إسناده في الباب 9 «نفي التركيب عنه تعالى، وأنه ليس محلاًّ للحوادث والتغييرات».
ص: 259
(222)1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم ) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر(2) قال : حدۀثنا محمّد بن علي بن عكاية (3)، عن الحسين بن النضر الفهري ، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
ص: 260
قال أمير المؤمنين علیه السّلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّى الله عليه وآله بتسعة أيّام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال: «الحمد لله الّذي أعجز الأوهام أن تنال إلّا وجوده، وحجب العقول عن أن تتخيّل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل، بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته، ولم يتبعّض بتجزية العدد في كماله ، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن، وتمكّن منها لا على الممازجة، وعلمها لا بأداة، - لا يكون العلم إلّا بها - وليس بينه وبين معلومه علم غيره، إن قيل : كان ، فعلى تأويله أزليّة الوجود ، وإن قيل : لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتّخذ إلهاً غيره علوّاً كبيراً، نحمده بالحمد الّذي ارتضاه لخلقه و أوجب قبوله على نفسه» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)
يأتي تمام الخطبة في مواعظ أمير المؤمنين الله من كتاب الروضة .
(223) 2 - (1)حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق رضي الله عنه، وعليّ بن عبد الله الورّاق،
ص: 261
جميعاً قالا : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني:
عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام، فلمّا بصر بي قال لي: «مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت وليّنا حقّاً».
قال : فقلت له : يا ابن رسول الله، إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيّاً ثَبَتُ عليه حتّى ألقى الله عزّ وجلّ .
فقال: «هات يا أبا القاسم».
فقلت : إنّي أقول: إنّ الله تعالى واحدٌ ليس كمثله شيء، خارج من الحديّن: حدّ الإبطال وحدّ التشبيه، وإنّه ليس بجسم ولا صورة ولا عَرَض ولا جوهر، بل هو مجسِّم الأجسام، ومصوّر الصُوَر، وخالق الأعراض والجواهر، وربّ كلّ شيء ومالكه وخالقه، وجاعله ومُحدِثه». (إلى أن قال :)
فقال عليّ بن محمّد علیهماالسّلام : «يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الّذي ارتضاه لعباده ، فاثبُت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».
(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 24)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الهادي الله من كتاب الإمامة، وفي كتاب الإيمان والكفر .
(224) 3 - (1) وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث)
ص: 262
ص: 263
قال : فقام إليه رجل يقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان بليغاً في الخطب ، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقي ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إيّاه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك ؟
قال : «ويلك ياذعلب، لم أكن بالذي أعبد ربّاً لم أره» .
قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا .
قال: «ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، ويلك ياذعلب، إنّ ربّي لا يوصف بالبُعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون، ولا بقيام - قيام انتصاب-، ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقّة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمِجَسَّة، قائل لابلفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء ولا يقال شيء ،فوقه أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل وخارج منها لا كشيء من شيء خارج».
فخرّ ذعلب مغشيّاً عليه ثمّ قال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها . الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 1)
تقدّم إسناده في باب «نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها» ، رسيأتي تمام الخبر في كتاب الاحتجاج .
ص: 264
(225)4- (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلويّ الحسيني الطبري رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي ، عن مروك بن عبيد الكوفي، عن محمّد بن زيد الطبرى (2) قال:
ص: 265
سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يتكلّم في توحيد الله سبحانه فقال: «أوّل عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله جلّ اسمه توحيده ، ونظام توحيده نفي التحديد عنه، لشهادة العقول أنّ كلّ محدود مخلوق وشهادة كلّ مخلوق أنّ له خالقاً ليس بمخلوق، الممتنع من الحدث هو القديم فى الأزل.
فليس الله عبد من نعت ذاته، ولا إيّاه وحّد من اكتنهه، ولا حقيقته أصاب من مثّله ، ولابه صدّق من نهّاه ، ولا صمد صمده من أشار إليه بشيء من الحواسّ، و لا إيّاه عنى من شبّهه، ولا له عرف من بعّضه، ولا إيّاه أراد من توهّمه، كلّ معروف بنفسه مصنوع، وكلّ قائم في سواه معلول، بصنع الله يستدلّ عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالفطرة تثبت حجّته .
خلقه تعالى الخلق (1) حجاب بينه وبينهم، ومباينته إيّاهم مفارقته لهم (2)، وابتداؤه لهم دليل على أن لا ابتداء ،له لعجز كلّ مبتدئ منهم عن ابتداء مثله ، فأسماؤه تعالى تعبير، وأفعاله سبحانه تفهيم.
قد جهل الله تعالى من حدّه، وقد تعدّاه من اشتمله، وقد أخطأه من اكتنهه، ومن قال: «كيف هو» ؟ فقد شبّهه، ومن قال فيه: «لِمَ» ؟ فقد علّله ، ومن قال : «متى» ؟ فقد وقّته، ومن قال: «فيم» ؟ فقد ضمّنه ، ومن قال : «إلى م» ؟ فقد نهّاه ، ومن قال: «حتّى م» ؟ فقد غيّاه، ومن غيّاه فقد حواه ، ومن حواه (3) فقد ألحد فيه .
لا يتغيّر الله بتغاير المخلوق (4)، ولا يتحدّد بتحدّد المحدود، واحد لا بتأويل عدد، ظاهرُ لا بتأويل المباشرة، متجلّ لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة، مباين لا
ص: 266
بمسافة قريب لابمداناة، لطيف لا بتجسّم، موجود لا عن عدم، فاعل لا باضطرار، مقدِّر لا بفكرة، مدبِّر لا بحركة مريد لا بعزيمة، شاءٍ لا بهمّة، مدرك لا بحاسّة، سميع لا بألة ، بصير لا بأداة.
لا تصحبه الأوقات ولاتضمّنه (1) الأماكن، ولا تأخذه السّنات، ولا تحدّه الصفات، ولا تفيده (2) الأدوات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بخلقه الأشباه عُلِم أن (3) لا شبه له، وبمضادّته بين الأشياء علم أن لا ضدّ له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له .
ضادّ النور بالظلمة، والصرّ بالحرور (4) ، مؤلّف بين متباعداتها، ومفرّق (5) بين متدانياتها، بتفريقها دلّ على مفرّقها، وبتأليفها [ دلّ] (6) على مؤلّفها ، قال الله عزّ وجلٌ (7): «وَمِن كُلِّ شَىءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ» (8).
له معنى الربوبيّة إذ لامربوب، وحقيقة الالهيّة إذ لا مألوه، ومعنى العالم و لا معلوم ليس منذ خلق استحقّ معنى الخالق، ولامن حيث أحدث استفاد معنى المحدث، لاتغيّبه «منذ» ، ولا تدنيه «قد» ، ولا تحجبه «لعلّ»، ولا توقته «متی»، ولا تشتمله (9) «حين» ، ولا تقارنه «مع» (10) ، كلّ ما في الخلق من أثر غير موجود
ص: 267
في خالقه، وكلّ ما أمكن فيه ممتنع من صانعه، لاتجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ماهو أجراه ؟ أو يعود فيه ما هو ابتدأه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته (1)، ولامتنع من الأزل معناه، ولما كان للبارئ معنى غير المبروء (2).
لو حُدّ له وراءٌ لَحُدّ له أمام، ولو التمس له التمام للزمه النقصان ، كيف يستحقّ الأزل من لا يمتنع من الحدث ؟ وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الإنشاء؟ لو تعلّقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع، ولتحوّل عن كونه دالاً إلى كونه مدلولاً عليه ، ليس في محال القول (3) حجّة ، ولا في المسألة عنه جواب ، لا إله إلّا الله العليّ العظيم».
(أمالي المفيد : المجلس 30، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله مع مغايرات طفيفة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 29)
(226) 5 - (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمان الحافظ قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلّام الضرير أبوبكر قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا المكّي قال : حدّثني كثير بن طارق قال : سمعت زيد بن علي مصلوب الظالمين يقول : حدّثني أبي علي بن الحسين بن علي علیهم السّلام قال :
خطب علي بن أبي طالب علیه السّلام بهذه الخطبة في يوم الجمعة، فقال: «الحمد لله المتوحّد بالقدم والأزليّة، الّذي ليس له غاية في دوامه ولا له أوّلية، أنشأ
ص: 268
صنوف البريّة لا من أصول كانت بديّة، وارتفع عن مشاركة الأنداد، وتعالى عن اتّخاذ صاحبة وأولاد، هو الباقي بغير مدّة، والمنشئ لا بأعوان، لا بآلة فطر، ولا بجوارح صرف ماخلق، لايحتاج إلى محاولة التفكير، ولا مزاولة مثال ولا تقدير، أحدثهم على صنوف من التخطيط والتصوير ، لابرويّة ولا ضمير، سبق علمه في كلّ الأمور، ونفذت مشيئته في كلّ ما يريد في الأزمنة والدهور، وانفرد بصنعة الأشياء فأتقنها بلطائف التدبير، سبحانه من لطيف خبير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير».
(أمالي الطوسي : المجلس 41 ، الحديث 1)
ص: 269
ص: 270
ص: 271
ص: 272
(227)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نَجران، عن المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجُعفى :
عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السّلام قال: «إنّ موسى بن عمران علیه السّلام قال : يا ربّ ، رضيت بما قضيت ، تُميت الكبير وتُبقي الطفل الصغير ؟!
فقال الله جلّ جلاله: ياموسى، أما تَرضاني لهم رازقاً وكفيلاً ؟
قال : بلى ياربّ ، فنِعْم الوكيل أنت، ونِعْم الكفيل».
(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 5)
(228) 2 - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن
ص: 273
محمّد بن أبي عمير، عن صباح بن عبد الحميد وهشام و حفص وغير واحد قالوا:
قال أبو عبد الله الصادق علیه السّلام : «إنّا لا نقول جبراً ولا تفويضاً»
(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 8)
(229)3 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد السناني المكتب رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد
ص: 274
بن أبي عبدالله الكوفي قال: حدّثنا سهل بن زياد الأدمي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى، عن الإمام على بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي :
عن أبيه الرضا علي بن موسى علیهم السّلام قال : خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق علیه السّلام فاستقبله موسی بن جعفر علیه السّلام فقال له : يا غلام ممّن المعصية ؟
فقال: «لا تخلو من ثلاثة، إمّا أن تكون من الله عزّ وجلّ وليست منه، فلا ينبغي للكريم أن يعذّب عبده بما لم يكتسبه ، وإمّا أن تكون من الله عزّ وجلّ ومن العبد، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف، وإمّا أن تكون من العبد وهي منه ، فإن عاقبه الله فبذنبه ، وإن عفا عنه فبكرمه وجوده».
(أمالي الصدوق: المجلس 64 ، الحديث 4)
(230) 4 - (1)أبو عبدالله المفيد قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: حدثنا محمّد بن الفضل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا يموت بن المزرع (2) قال : حدّثنا عيسى بن إسماعيل قال: حدّثنا
ص: 275
الأصمعي قال : حدّثنا عيسى بن عمرو قال :
كان ذو الرمة الشاعر (1) يذهب إلى النفي في الأفعال، وكان رؤبة بن العجاج (2)
ص: 276
يذهب إلى الإثبات فيها، فاجتمعا في يوم من أيّامهما عند بلال بن أبي بردة وهو والي البصرة، وبلال يعرف ما بينهما من الخلاف، فحضّهما على المناظرة، فقال رؤبة : والله ما يفحص طائر أفحوصاً ، ولا يُقرمص سبع قرموصاً إلّا كان ذلك بقضاء الله وقدره.
فقال له ذو الرمة : والله ما أذن الله للذّئب أن يأخذ حلوبة عالة عيائل ضرائك .
فقال له رؤبة : أفبمشيئته أخذها أم بمشيئة الله ؟
فقال ذو الرمة : بل مشيئته وإرادته .
فقال رؤبة : هذا والله الكذب على الذئب !
فقال ذو الرمة : والله الكذب على الذئب أهون من الكذب على ربِّ الذئب(1).
ص: 277
فقال: وأنشدني أبو الحسن عليّ بن مالك النحويّ في أثر هذا الحديث لمحمود الورّاق:
أعاذل لم آت الذُّنوب على جهل *** ولا أنّها من فعل غيري ولا فعلي
ولا جرأة منّي على الله جئتها *** ولا أنّ جهلي لا يحيط به عقلي
ولكن يحسن الظنّ منّي بعفو من *** تفرّد بالصنع الجميل وبالفضل
فإن صدق الظنّ الّذى قد ظننته *** ففي فضله ما صدق الظنّ من مثلي
وإن نالني منه العقاب فإنّما *** أتيت من الإنصاف في الحكم والعدل
(أمالي المفيد : المجلس 12 ، الحديث 7)
(231) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن فحّام السرّ من رآئي قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر علیهم السّلام قال:
قال سيّدنا الصادق علیه السّلام : سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه : أنّ يهودياً (2) جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام فقال : أخبرني عمّا ليس الله ، وعمّا ليس عند الله ، وعمّا لا يعلمه الله ؟ !
ص: 278
فقال [أمير المؤمنين علیه السّلام]: «أمّا ما لا يعلمه الله ، فلا يعلم أنّ له ولداً، تكذيباً لكم حيث قلتم : عزيزٌ ابن الله ، وأمّا قولك: «ما ليس الله» ، فليس الله شريك ، وأمّا قولك : «ما ليس عند الله» ، فليس عند الله ظلم للعباد».
فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد
ص: 279
أنّك الحقّ، ومن أهل الحقّ، وقلت الحقّ. وأسلم على يده.
(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 66)
(232) 6 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:
عن أبي عبد الله علیه السّلام قال في قول الله تعالى: «وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولةٌ»(2) فقال: «كانوا يقولون قد فرغ من الأمر».
(أمالي الطوسى : المجلس : 35 ، الحديث 18)
ص: 280
(233)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان ، عن عيسى النهريري ، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعنّى نفسه بالصيام والقيام».
قالوا: بأبائنا وأمّهاتنا يارسول الله ، هؤلاء أولياء الله ؟
قال: «إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم فكراً، وتكلّموا فكان كلامهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين النّاس بركة ، لولا الأجال الّتى قد كُتِبَت عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم، خوفاً من العذاب وشوقاً إلى الثواب».
(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 7)
وحدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي مثله، إلّا أنّ فيه: «إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً» . وليس فيه : «وتكلّموا فكان كلامهم ذكراً».
(أمالي الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 6)
(234 - 235) 2 - 3 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله الغضائري
ص: 281
قال : أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن همّام [بن سهيل أبو علي الكاتب الإسكافي ] قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني (1) قال : حدّثنا محمّد بن خالد البرقي قال : حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :
عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إنّ الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلاً في الموت، يُبقيه ما أحبّ البقاء ، فإذا علم منه أنّه سيأتى بما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرماً».
قال أبو علي [محمّد بن همّام]: فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيّين - وكان راوية للحديث - فحدّثني عن الحسين بن أسد الطفاوي، عن محمّد بن القاسم بن بن القاسم بن الفضيل بن يسار، عن يسار، عن أبيه :
عن أبي عبد الله أنّه (2) قال : «من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالأجال، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممّن يعيش بالأعمار(3)».
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 58 ، والمجلس 40 ، الحديث 1)
ص: 282
(236) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :
قال الله جلّ جلاله: «عبادي ، كلّكم ضالّ إلّا من هديته وكلّكم فقير إلّا من أغنيته ، وكلّكم مذنب إلّا من عصمته».
(أمالي الصدوق : المجلس 22 ، الحديث 1)
(237) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدثنا داوود بن سليمان قال : حدثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :
قال الله عزّ وجلّ: «يا ابن آدم، كلّكم ضالّ إلّا من هديت، وكلّكم عائل إلّا من أغنيت، وكلّكم هالك إلّا من أنجيت، فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل رشدكم» الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 30)
يأتي تمامه في باب التوكّل والرضا والتسليم من كتاب الإيمان والكفر .
ص: 283
(238) 3 - (1) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبدالله علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «وَهَدَيناهُ النَّجْدَينِ» (2) قال: «نجد الخير والشرّ».
(أمالي الطوسي : المجلس 35 الحديث 11)
ص: 284
(239) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني - أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد ، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ما قبض الله نبيّاً حتّى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أوصي ، فقلت : إلى مَن ياربّ ؟
فقال: «أوص يا محمّد، إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فإنّي قد أثبتّه في الكتب السالفة، وكتبت فيها أنّه وصيّك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي و رسلي ، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة ، ولك يا محمّد بالنبوّة ، ولعليّ بالولاية».
(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 14)
(240) 2 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن فضالة، عن أبي بصير :
ص: 285
عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام قال : «إنّا وشيعتنا خُلِقنا من طينة من عِلّيّين ، وخُلِق عدوّنا من طينة خَبال من حَمَإٍ مسنون»(1).
(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 58)
(241) 3 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا المظفر بن محمّد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف قال : سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن میثم ، عن أبيه ميثم رحمه الله قال : قال :
ص: 286
ص: 287
سمعت عليّاً أمير المؤمنين علیه السّلام وهو يجود بنفسه يقول (1): «ياحسن».
فقال الحسن (2) : «لبّيك يا أبتاه».
فقال: «إنّ الله أخذ ميثاق أبيك (3) على بغض كلّ منافق وفاسق، وأخذ ميثاق كلّ منافق وفاسق على بغض أبيك». (أمالي الطوسي : المجلس 9 الحديث 21)
حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّ السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثني محمّد بن محمّد الباغندي قال : حدّثنا أبو ثور هاشم بن ناجية قال : حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف، مثله بتفاوت يسير ذكرناه في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 68)
(242)4- حدّثنا أبو منصور السكّري قال : حدّثني جدّي علي بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس إسحاق بن [محمّد بن] مروان القطّان (4) قال : حدّثنا أبي قال :
ص: 288
حدّثنا عبيد بن يحيى العطّار (1) قال : حدّثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه وعن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، عن أبيهما ، عن جدّهما قالا:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ فى الفردوس لعيناً أحلى من الشهد، وألين من الزيد، وأبرد من الثلج وأطيب من المسك فيها طينة خلقنا الله عزّ وجلّ منها، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا ، ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية علي بن أبي طالب».
قال عبيد فذكرت لمحمّد بن الحسين بن علي [بن الحسين بن عليّ بن : أبي طالب] (2) هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي عن جدّي، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله. (أمالي الطوسى : المجلس 11 ، الحديث 67)
ص: 289
(243) 5 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمّد العلوي قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد قال : أخبرنا الحسين قال : حدّثنا أبو عبد الله بن أسباط ، عن أحمد بن محمّد بن زياد العطّار، عن محمّد بن مروان الغزّال، عن عبيد بن يحيى، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن، عن جدّه الحسن بن علي علیهماالسّلام : قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ في الفردوس ...» وذكر مثله ، إلّا أنّ فيه: «وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام ».
قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسين هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي، عن جدّي، عن أبيه ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله .
قال عبيد : قلت : أشتهي أن تفسّره لنا إن كان عندك تفسير .
قال: نعم، أخبرني أبي، عن جدّي، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إنّ الله تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة، فرمى بها في النطفة حتّى تصير إلى الرحم ، منها يخلق وهي الميثاق».
(أمالي الطوسي : المجلس 34، الحديث 6)
(244)6 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السامري قال : حدّثني عمّي عمر بن يحيى قال : حدّثني إبراهيم بن عبدالله الكتنجي، عن أبي عاصم :
عن الصادق علیه السّلام قال : «شيعتنا جزء منّا، خُلِقوا من فضل طينتنا، يسوءهم ما يسوءنا، ويسرّهم ما يسرّنا ، فإذا أرادنا أحد فليقصدهم، فإنّهم الّذين يوصل منه إلينا». (أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 35)
ص: 290
(245)7- (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثني أبو عبدالله جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصیداوي (2) قال : حدّثنا عبد الله (3) بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه علیهماالسّلام.
وقال : حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال : حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر [الجعفي] ، عن جابر الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصارى قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعلي بن أبي طالب علیه السّلام: «ألا أُبَشِّرك ؟ ألا أمنَحُك ؟
قال : بلى يارسول الله.
قال : فإنّني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي النّاس بأمّهاتهم إلّا شيعتك فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم». (أمالي المفيد : المجلس 37 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّي خلقت أنا وأنت...».
(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 27)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني بالسندين المتقدمين مثله ، إلّا أنّ فيه : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعلى علیه السّلام: «يا علي ، ألا أسرّك ، ألا أمنحك ، ألا أَبشّرك ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : إنّي خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، وفضلت فضلة فخلق الله منها شيعتنا... سوى شيعتنا» إلى آخر الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 25)
ص: 291
(246) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن [علي بن] عبدالوهّاب قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن يحيى قال: حدّثنا الحسن بن علي قال: حدّثنا [أبوسعيد عبدالرحمان بن مهدي] اللؤلؤي قال : حدّثنا شعبة [بن الحجّاج]، عن توبة العنبري [أبي صدقة مولى أنس]، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود، فإنّ الله يستحيي أن يعذّب الوجه المليح بالنّار».
(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 83)
(247)2- (2) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : أخبرنا أبو محمّد - جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال : حدّثنا القاسم بن محمّد حمّاد بالكوفة قال : حدّثنا جندل بن والق قال : حدّثنا أبو مالك الأنصاري، عن أبي عبدالرحمان السدّي، عن داوود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه».
(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 18)
ص: 292
(248)1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن سماعة بن مهران :
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام أنّه قال : «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفّرها به، ابتلاه الله عزّ وجلّ بالحزن في الدنيا ليكفّرها به ، فإن فعل ذلك به وإلّا أسقم بدنه ليكفّرها به، فإن فعل ذلك به وإلّا شدّد عليه عند موته ليكفّرها به فإن فعل ذلك به وإلّا عذّبه في قبره ليلق الله عزّ وجلّ يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه». (أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 4)
ص: 293
(249) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن إبراهيم عن الحكم بن عتيبة قال :
قال أبو عبد الله علیه السّلام : «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده ما يكفّرها، ابتلاه الله تعالى بالحزن ، فيكفّر عنه ذنوبه». (أمالي المفيد : المجلس ، الحديث 7)
(250)3- (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد عبدالله العظيم بن عبد الله الحسني بالريّ قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن
ص: 294
موسی الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي :
عن أمير المؤمنين علیهم السّلام أنّه قال: «المرض لا أجر فيه، ولكنّه لايدع على العبد ذنباً إلّا حطّه، وإنّما الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح، وإنّ الله بكرمه وفضله يُدخِل العبد بصدق النيّة و السريرة الصالحة الجنة».
(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 2)
(251) 4 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن عليّ بن محمّد العلوي قال : حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري قال:
حدّثنا الحسن بن علي صلوات الله عليه (2): «إنّ الله عزّ وجلّ بمنّه ورحمته لمّا فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه ، لا إله إلّا هو، ليميز الخبيث من الطيّب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحّص ما في قلوبكم، ولتتسابقوا الى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنّته ، ففرض عليكم الحجّ والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحاً إلى سبله». الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 5)
أقول : سيأتي تمامه في كتاب الإمامة.
ص: 295
(252 - 253) 1 - 2 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن داوود بن النعمان، عن سيف التّمار ، عن أبي بصير قال :
قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إنّ العبد لفي فسحة من أمره مابينه وبين أربعين سنة ، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملائكته : إنّي قد عمّرت عبدي عمراً فغلّظا وشدّدا وتحفّظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره ، وصغيره وكبيره».
وسئل الصادق علیه السّلام عن قول الله عزّ وجلّ : «أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ» (2)؟ فقال: «توبيخ لابن ثماني عشرة سنة».
(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 1 و 2)
ص: 296
(254) 3 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزیار، عن عمرو بن عثمان، عن المفضّل بن عمر ، عن جابر [بن یزيد] ، عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ الملك ينزل بصحيفة أوّل النهار وأوّل الليل فيكتب فيها عمل ابن آدم، فأملوا في أوّلها خيراً وفي آخرها خيراً، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: «[فَ_] اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» (2)، ويقول جلّ جلاله : «وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ» (3)».
(أمالي الصدوق : المجلس 85 ، الحديث 15)
(255) 4 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن ابن حمّاد ، عن أبي جميلة، عن جابر بن يزيد :
ص: 297
عن أبي جعفر محمّد الباقر ، عن أبيه علیهماالسّلام قال: «إنّ الملك الموكّل بالعبد يكتب في صحيفته أعماله، فأملوا [في] أوّلها [خيراً] و [في] آخرها خيراً يغفر لكم مابين ذلك». (أمالي المفيد : المجلس 1، الحديث 1)
(256) 5 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرني الشريف أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثنا الحسن بن زياد قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد السيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : لا تعجل وانظره سبع ساعات، فإن مضى سبع ساعات ولم يستغفر قال : اكتب فما أقلّ حياء هذا العبد».
(أمالي الطوسي : المجلس 8 الحديث 5)
ص: 298
(257)6- (1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد النحوي قال : حدّثنا محمّد بن يونس القرشي قال: أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي قال : حدّثنا أبوسنان عن ثابت ، عن عبيد بن عمير ، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ما من مسلم يُبتلى في جسده إلّا قال الله عزّ وجلّ لملائكته : اكتبوا لعبدي أفضل ماكان يعمل في صحّته».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 84)
(258) 7 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلوي العريضي ب_«حرّان» قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال : حدّثني عمّاي علي بن موسى والحسين بن موسى، عن أبيهما موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي علیهم السّلام:
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله : «يوحي الله عزّ وجلّ إلى الحفظة الكرام: لا تكتبوا على عبدي المؤمن عند ضجره شيئاً».
(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 9)
ص: 299
(259)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه قال :
قال الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «إنْ أَحْسَنْتُمُ أَحْسَنْتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها» (1)، قال: «إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها ربّ يغفر لها».
(أمالي الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 5)
(260) 2 - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاذ الجوهري، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، عن جبرئيل علیه السّلام قال :
قال الله جلّ جلاله: «من أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً، وهو لا يعلم أنّ لي أن أعذّبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبداً، ومن أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً وهو يعلم أنّ لي أن أعذبه أو أعفو عنه عفوت عنه».
(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 2)
(261)3 - أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمد بن محمّد قال: حدّثنا أبو حفص
ص: 300
عمر بن محمّد قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل قال : حدّثنا عبد الله بن شبیب قال : حدّثنا أبو العيناء قال : حدثّنا محمّد بن مسعر قال:
كنت عند سُفيان بن عُيينة فجاءه رجل فقال له : روي عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أنّه قال :«إنّ العبد إذا أذنب ذنباً ، ثم ّعلم أنّ الله عزّ وجلّ يطّلع عليه ، غفر له».
فقال ابن عُيَينة : هذا كتاب الله عزّ وجلّ، قال الله تعالى: «وَما كُنْتُمْ تَستَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِما تَعْمَلُونَ وَ ذَلِكُمْ ظَنَّكُمْ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَزْداكُمْ» (1)، فإذا كان الظنّ هو المُردي كان ضدّه هو المُنجى.
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 38)
(262)4- (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الطيّب الحسين بن علي بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن محمّد المقرىء قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق قال : حدّثنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا معتمر بن سُليمان [بن طَرخان التَيميّ أبو محمّد البصري] (3)، عن أبيه ، عن أبي عثمان [عبدالرحمان بن
ص: 301
مل] النهدي، عن جندب الغفاري(1):
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إنّ رجلاً قال يوماً: والله لا يغفر لفلان. قال الله عزّ وجلّ: من ذا الّذي تألّى (2) علي أن لا أغفر لفلان، فإنّي قد غفرت لفلان وأحبطت عمل المتألّي بقوله : لا يغفر لفلان».
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 53)
(263) 5 - أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو الطيب الحسين بن محمّد التمّار قال : حدّثني محمّد بن القاسم الأنباري قال : حدّثني أبي، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : سمعت أبا جعفر الطائى الواعظ يقول :
سمعت وهب بن منبه يقول : قرأت في زبور داوود أسطراً، منها ماحفظت ومنها مانسيت، فما حفظت قوله : «يادداوود ، اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول : من أتاني وهو يحبّني أدخلته الجنّة ، ياداوود اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول : من أتاني وهو مستحي من المعاصي الّتي عصاني بها، غفرتها له وأنسيتها حافظيه. ياداوود، اسمع منّى ما أقول والحقّ أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنّة».
قال داوود: ياربّ ما هذه الحسنة ؟
قال: «من فرّج عن عبدٍ مسلمٍ».
فقال داوود : إلهي كذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك .
(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 16)
ص: 302
(264) 6 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن هشام، عن محمّد بن إسماعيل البزّاز ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال :
سمعت أبا جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام يقول : «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة بأعمالهم فأين عتقاء الله من النّار ؟ ! إنّ الله عتقاء النّار».
(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 2)
(265) 7 - (1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزّاز قال : حدّثنا محمّد بن الهيثم القاضي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عيّاش قال : حدّثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال :
كان جُبير بن نُفير يحدّث أنّ رجالاً سألوا النوّاس بن سمعان (2) فقالوا : ما أرجى شيء سمعت لنا من رسول الله ؟ فقال النوّاس : سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «من مات وهو لا يشرك بالله عزّ وجلّ شيئاً فقد حلّت له مغفرته، إن شاء أن يغفر له».
قال النوّاس عند ذلك : إنّي لأرجو أن لا يموت أحد تحلّ له مغفرة الله عزّ وجلّ إلّا غفر له . (أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 9)
ص: 303
(266) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : أخبرنا أحمد بن صالح بن سعد التميمي قال : حدّثنا موسى بن داوود قال : حدّثنا الوليد بن هشام قال: حدّثنا هشام بن حسان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبدالرحمان بن غنم الدوسي قال :
دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلّى الله عليه وآله باكياً فسلمّ فردّ صلّى الله عليه وآله [عليه السلام] ثمّ قال : ما يُبكيك يا معاذ ؟ فقال : يارسول الله إنّ بالباب شاباً طري الجسد نقي اللون حسن الصورة يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك. فقال النبي صلّى الله عليه وآله : ادخل عَلَيَّ الشابّ يا معاذ، فأدخله فسلّم فرد صلّى الله عليه وآله [عليه السلام] ثمّ قال : ما يبكيك يا شابّ ؟ قال : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوباً إن أخذني الله عزّ وجلّ ببعضها ادخلني نار جهنّم ولا أراني إلّا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبداً !
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «هل أشركت بالله شيئاً»؟
قال : أعوذ بالله أن أشرك بربّي شيئاً .
قال : «أقتلت النفس الّتي حرّم الله» ؟
قال : لا .
ص: 304
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي».
قال الشابّ: فإنّها أعظم من الجبال الرواسي.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق».
قال [الشابّ ]: فإنّها أعظم من الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسى».
قال : فإِنّها أعظم من ذلك .
قال : فنظر النبيّ صلّى الله عليه وآله إليه كهيئة الغضبان ثمّ قال : «ويحك ياشابٌ ، ذنوبك أعظم أم ربّك» ؟
فخرّ الشابّ لوجهه وهو يقول: سبحان الله ربّي ما شيء أعظم من ربّي، ربّي أعظم يانبي الله من كلّ عظيم .
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «وهل يغفر الذنب العظيم إلّا الربّ العظيم» ؟
قال الشابّ : لا والله يارسول الله ، ثمّ سكت الشابّ ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «ويحك ياشابّ ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك» ؟
قال : بلى أخبرك، إنّي كنت أنبش القبور سبع سنين أخرج الأموات وأنزع الأكفان ، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار فلمّا حملت إلى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها وجنّ عليهم الليل، أتيت قبرها فنبشتها ثمّ استخرجتها ونزعت ماكان عليها من أكفانها وتركتها متجرّدة على شفير قبرها ومضيت منصرفاً فأتاني الشيطان فأقبل يزيّنها لي ويقول : أما ترى بطنها وبياضها ؟ أما ترى وركيها ؟ فلم يزل يقول لي هذا حتّى رجعت إليها ولم نفسي حتّى جامعتها وتركتها مكانها فإذا أنا بصوت من ورائي يقول: «يا شابّ ويل لك من ديّان يوم الدين، يوم يقفني وإيّاك كما تركتني عريانة في عساكر الموتى و نزعتني
ص: 305
من حفرتي و سلبتني أكفاني وتركتني أقوم جنبة إلى حسابي فويل لشبابك من النّار»، فما أظنّ أنّي أشمّ ريح الجنّة أبدا، فما ترى لي يارسول الله ؟
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «تنحّ عنّي يا فاسق ، إنّي أخاف أن احترق بنارك ، فما أقربك من النّار» . ثمّ لم يزل صلّى الله عليه وآله يقول ويشير إليه حتّى امعن من بين يديه.
فذهب فأتى المدينة فتزوّد منها ، ثمّ أتى بعض جبالها فتعبّد فيها ولبس مسحاً وغلّ يديه جميعاً إلى عنقه ونادى: «ياربّ هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول، ياربّ أنت الّذي تعرفني وزلّ منّي ما تعلم سيّدي، ياربّ إنّي أصبحت من النادمين وأتيت نبيّك تائباً فطردني وزادني خوفاً، فأسألك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك أن لا تخيب رجائي سيّدي، ولاتبطل دعائي، ولا تقنطني من رحمتك». فلم يزل يقول ذلك أربعين يوماً ، تبكي له السباع والوحوش.
فلمّا تمّت له أربعون يوماً و ليلة رفع يديه إلى السماء وقال: «اللهمّ ما فعلت في حاجتي إن كنت استجبْتَ دعائي وغفرت خطيئتي فأَوح إلى نبيّك ، وإن لم تستجب لي دعائي ولم تغفر لي خطيئتي وأردت عقوبتي فعجّل بنار تحرقني، أو عقوبة في الدنيا تهلكني ، وخلّصني من فضيحة يوم القيامة».
فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيّه صلّى الله عليه وآله : «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً» يعني الزنا «أو ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» يعنى بارتكاب ذنب أعظم من الزنا ونبش القبور وأخذ الأكفان «ذَكَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم» يقول : خافوا الله فعجّلوا التوبة، «وَمَنْ الذُّنُوبَ إِلَّا الله» ، يقول عزّ وجلّ : أتاك عبدي يا محمّد تائباً فطردتَه فأين يذهب و إلى مَن يقصد ؟ ومَن يسأل أن يغفر له ذنباً غيري؟ ثمّ قال عزّ وجلّ: «وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» ، يقول : لم يقيموا على الزنا ونبش القبور وأخذ الأكفان، «أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خالِدِينَ فيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ» (1).
فلمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج وهو يتلوها ويتبسّم فقال
ص: 306
لأصحابه : «من يدلّني على ذلك الشاب التائب» ؟
فقال معاذ : يارسول الله بلغنا أنّه في موضع كذا وكذا .
فمضى رسول الله صلّى الله عليه وآله بأصحابه حتّى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا إليه يطلبون الشابّ، فإذا هم بالشابّ قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه وقد اسودّ وجهه وتساقطت أشفار عينيه من البكاء وهو يقول: «سيّدي قد أحسنت خلقي، وأحسنت صورتي، فليت شعري ماذا تريد بي؟ أفي النّار تحرقني؟ أو في جوارك تسكنني ؟ اللهمّ إنّك قد أكثرت الإحسان إليّ وأعمت عليّ، فليت شعري ماذا يكون آخر أمري، إلى الجنّة تزفني ؟ أم إلى النّار تسوقني ؟ اللهمّ إنّ خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ، ومن كرسيّك الواسع وعرشك العظيم، فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة». فلم يزل يقول نحو هذا ويبكي ويحثو التراب على رأسه وقد أحاطت به السباع و صفت فوقه الطير وهم يبكون لبكائه .
فدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله [ منه ] فأطلق يديه من عنقه ونفض التراب عن رأسه و قال: «يا بهلول ابشر فإنّك عتيق الله من النّار». ثمّ قال صلّى الله عليه وآله لأصحابه: «هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول». ثمّ تلا عليه ما أنزل الله عزّ وجلّ فيه وبشّره بالجنّة.
(أمالي الصدوق : المجلس 11، الحديث 3)
(267)2- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر(1) قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (2) ، عن الحسين بن النضر الفهري، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر
ص: 307
محمّد بن علي الباقر علیه السّلام ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «لا شفيع أنجح من التوبة».
(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)
أقول : تقدّم صدره في الحديث الأوّل من الباب الثاني من كتاب التوحيد وذكرنا هناك مصادر للحديث، ويأتي تمامه في أبواب مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .
(268)3- حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد قال : حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن أحمد بن النضر الخزّاز، عن عمرو بن شمر ، عن جابر:
عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «كان غلام من اليهود يأتي النبيّ صلّی الله علیه و آله كثيراً حتّى استخفّه (استحّقه) وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم فافتقده أيّاماً فسأل عنه ؟ فقال له قائل : تركته في آخر يوم من أيّام الدنيا. فأتاه النبيّ صلّی الله علیه و آله في ناس من أصحابه، وكان [له علیه السّلام] (1) بركة لا يكاد يكلم أحداً إلّا أجابه فقال: يافلان. ففتح عينيه وقال : لبّيك يا أبا القاسم .
قال : أشهِد أن لا إله إلّا الله و أنّي رسول الله .
فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئاً ، ثمّ ناداه رسول الله صلّی الله علیه و آله الثانية وقال له مثل قوله الأوّل، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئاً، ثمّ ناداه رسول الله صلّی الله علیه و آله الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه ، فقال أبوه : إن شئت فقل وإن شئت فلا.
فقال الغلام : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك محمّد رسول الله ، ومات مكانه.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله لأبيه : أخرج عنّا ، ثمّ قال صلّی الله علیه و آله لأصحابه : اغسلوه وكفّنوه وائتوني به أصلّي عليه . ثمّ خرج وهو يقول : الحمد لله الّذي أنجى بي اليوم نسمة من النّار». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله إلّا
ص: 308
أنّ فيه: «فقال : ياغلام». وفيه: «... وأنّي محمّداً رسول الله». وفيه: «ثانية... ثالثة...». وفيه: «وأنّك رسول الله». وفيه: «غسّلوه وكفّنوه وآتوني به لأصلّي عليه».
(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 37)
(269) 4 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زید:
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «مرّ عيسى بن مريم على قوم يبكون فقال : على ما يبكي هؤلاء ؟
فقيل : يبكون على ذنوبهم ؟
قال : فليدعوها يغفر لهم».
(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 1)
(270)5- (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو نصر
ص: 309
محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثني أبو محمّد عبدالله بن محمّد البصرى قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى قال : حدّثنا موسى بن زكريّا قال : حدّثنا أبو خالد قال: حدّثنا العُتبي قال : سمعت الشعبي يقول :
سمعت علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول : «العجب ممّن يقنط ومعه الممحاة».
فقيل له : وما الممحاة ؟
قال : «الاستغفار». (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 43)
(271) 6 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم : إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزین بن عثمان الخزاعي قال : حدّثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا عن آبائه علیهم السّلام :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام : قال: «تعطّروا بالاستغفار، لاتفضحكم روائح الذنوب».
(أمالي الطوسى : المجلس 13 ، الحديث 52)
ص: 310
(272)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية، عن الحسين بن النضر الفهري، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين علیه السّلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّى الله عليه وآله بتسعة أيّام، و ذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال: «لاغائب أقرب من الموت، أيّها النّاس انّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها، والليل والنّهار مسرعان في هدم الأعمار، ولكلّ ذي رمق قوت، ولكلّ حبّة آكل، وأنت قوت الموت، وإنّ من عرف الأيّام لم يغفل عن الاستعداد، لن ينجو من الموت غنيّ بماله ولا فقير لإقلاله» الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)
أقول : تقدّم صدر الحديث في الباب الثاني من كتاب التوحيد ، و ذكرنا هناك مصادر للحديث ، ويأتي تمامه في أبواب مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .
(273) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن
ص: 311
الصفّار، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال :
قال أبو عبد الله علیه السّلام : «إنّ قوماً أتوا نبيّاً لهم فقالوا : ادع لنا ربّنا يرفع عنّا الموت ، فدعا لهم فرفع الله تبارك وتعالى عنهم الموت وكثروا حتّى ضاقت بهم المنازل وكثروا النسل، وكان الرجل يصبح فيحتاج أن يطعم أباه وأمّه وجدّه وجدّ جدّه ويوضّيهم ويتعاهدهم ، فشغلوا عن طلب المعاش فأتوه فقالوا : سل ربّك أن يردّنا إلى آجالنا الّتي كنّا عليها ، فسأل ربّه عزّ وجلّ فردّهم إلى جالهم».
(أمالي الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 2)
(274) 3 - (1)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عثمان قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال : «يا عباد الله، إنّ الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه، وأعدوّا له عُدّته ، فإنّكم طراد الموت ، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، وهو ألزم لكم من ظلّكم، الموت معقود بنواصيكم، والدنيا تطوى خلفكم، فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم أنفسكم إليه من الشهوات فكق بالموت واعظاً، وكان
ص: 312
رسول الله صلّى الله عليه وآله كثيراً ما يوصي [أصحابه ] (1) بذكر الموت، فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللّذات (2)، حائل بينكم وبين الشهوات».
(أمالي المفيد : المجلس 31 الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «فإنّكم طرّد الموت».
(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)
أقول : يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .
(275) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجمحي قال : حدّثنا الحسين بن محمّد، قال : حدّثنا أبي، عن عاصم بن عمر الجعفي، عن محمّد بن مسلم العبدي قال :
سمعت أبا عبدالله علیه السّلام يقول : كتب إلى الحسن بن علىّ علیه السّلام قوم من أصحابه يعزّونه عن ابنة له ، فكتب إليهم : أمّا بعد ، فقد بلغني كتابكم تعزّوني بفلانة ، فعند الله أحتسبها تسليماً لقضائه، وصبراً على بلائه، فإن أوجعتنا المصائب، وفجعتنا النوائب بالأحبّة المألوفة الّتي كانت بنا حفيّة، والإخوان المحبّون الذين كان يسرّ
ص: 313
بهم الناظرون، وتقرّ بهم العيون أضحوا قد اخترمتهم الأيّام، ونزل بهم الحِمام (1)، فخلّفوا الخلوف ، وأودت بهم الحتوف فهم صرعى في عساكر الموتى ، متجاورون في غير محلّة التجاور ، ولاصلات بينهم ولا تزاور، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم أجسامهم نائية من أهلها خالية من أربابها، قد أجشعها (2) إخوانها، فلم أر مثل دارها داراً، ولا مثل قرارها قراراً، في بيوت موحشة، وحلول مخضعة، قد صارت في تلك الديار الموحشة ، وخرجت عن الدار المؤنسة ، ففارقتها من غير قليّ، فاستودعتها البلاء، وكانت أمّة مملوكة، سلكت سبيلاً مسلوكة ، صار إليها الأوّلون، وسيصير إليها الآخرون، والسلام».
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 47)
ص: 314
أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل ، ويأتي بعض ما يرتبط به في باب الاستعداد للموت من كتاب الإيمان والكفر .
(276)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن محمّد بن سنان عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان:
عن الصادق علیه السّلام عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «أكيس النّاس من كان أشدّ ذكراً للموت».
(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
أقول : يأتي تمام الخبر في كتاب الروضة.
(277)2- (2) حدّثنا جعفر بن علي الكوفي قال : حدّثني الحسن بن علي بن عبدالله
ص: 315
بن المغيرة، عن جدّه عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال علي علیه السّلام: «ما أنزل الموت حقّ منزلته من عد غداً من أجله».
(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 4)
(278)3- (1) حدّثنا علي بن أحمد الدقّاق رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الخشاب قال : حدّثنا محمّد بن محصن، عن يونس بن ظبيان قال :
حدّثني الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «لمّا أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم علیه السّلام هبط إليه ملك الموت فقال : السلام عليك يا إبراهيم .
قال : وعليك السلام يا ملك الموت ، أداع أم ناع ؟ (2)
ص: 316
قال : بل داع يا إبراهيم فأجب.
قال إبراهيم علیه السّلام : فهل رأيت خليلاً يميت خليله ؟!
فرجع ملك الموت حتّى وقف بين يدي الله جلّ جلاله فقال : إلهي قد سمعت ماقال خليلك إبراهيم .
فقال الله جلّ جلاله : ياملك الموت اذهب إليه وقل له: هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه، إنّ الحبيب يحبّ لقاء حبيبه».
(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 3)
(279) 4 - (1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن عليّ السُكّري قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا البصري قال : حدّثنا محمّد بن عُمارة :
عن أبيه قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : أخبِرني بوفاة موسى بن عمران علیه السّلام ؟
فقال: «إنّه لمّا أتاه أجله واستوفى مُدّته وانقطع أكله، أتاه ملك الموت، فقال له : السلام عليك ياكليم الله
ص: 317
فقال موسى : وعليك السلام، مَن أنت ؟
فقال : أنا ملك الموت .
قال : ما الّذي جاء بك ؟
قال : جئتُ لأقبض روحك .
فقال له موسى علیه السّلام : من أين تقبض روحي ؟
قال : مِن فَمِك.
قال له موسى علیه السّلام : كيف و قد كلّمت به ربّي جلّ جلاله !
قال : فمن يديك .
قال : كيف وقد حملتُ بهما التوراة !
قال : فمن رِجليك .
قال : كيف وقد وَطِئتُ بهما طور سَيناء !
قال : فمن عينك.
قال : كيف ولم تَزَل إلى ربّي بالرجاء ممدودة !
قال : فمن أذنيك .
قال : كيف وقد سمعتُ بهما كلام ربِّي جلّ وعزّ» !
قال: «فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت : لا تقبض رُوحه حتّى يكون هو الّذي يريد ذلك .
و خرج ملك الموت فمكث موسى علیه السّلام ماشاء الله أن يمكث بعد ذلك، ودعا يُوشع بن نُون، فأوصى إليه وأمره بكِتمان أمره، وبأن يوصي بعده إلى مَن يقوم بالأمر، وغاب موسى علیه السّلام عن قومه ، فمرّ في غَيبته برجل وهو يَحفِر قبراً ، فقال له :ألا أعينك على حَفر هذا القبر ؟ فقال له الرجل : بلى . فأعانه حتّى حَفَر القبر وسوّى اللّحد ، ثمّ اضطجع فيه موسى بن عمران علیه السّلام لينظر كيف هو فكُشِف له عن الغِطاء، فرأى مكانه من الجنّة ، فقال : ياربّ، اقبِضني إليك. فقبض ملك الموت رُوحه مكانه، ودفنه في القبر، وسوّى عليه التُراب، وكان الّذي يَحفِرُ القبر ملكاً في
ص: 318
صورة آدمي، وكان ذلك في التِّيه ، فصاح صائح من السماء : مات موسى كليم الله ، فأيّ نفس لاتموت» ؟
فحدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه علیهم السّلام: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله سئل عن قبر موسى بن عمران علیه السّلام أين هو ؟ فقال: «هو عند الطريق الأعظم ، عند الكَثيب (1) الأحمر».
(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 2)
(280) 5 - (2) حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن جرير والحسن بن عروة وعبد الله بن محمّد الوهبي قالوا: حدّثنا محمّد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال :
جاء جبرئيل علیه السّلام إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: «يا محمّد ، عِش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب مَن شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك يُجزى به ، واعلم أنّ شرف الرجل قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن النّاس».
(أمالي الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 5)
ص: 319
(281) 6 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن هلال الشطوي ببغداد في دار المثنّى سنة ثمان وثلاث مئة إملاءاً ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس القندي قال: حدّثنا عيسى بن عبد الله العلوي قال : حدّثني أبي، عن خاله جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ علیه السّلام :
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : وعظني جبرئيل علیه السّلام فقال: «يا محمّد ، أحبب من شئت فإنّك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنّك لاقيه».
(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 13)
(282)7- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدّثني محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثني أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي قال :
إن شاباً من الأنصار كان يأتي عبدالله بن عبّاس وكان عبدالله يكرمه ويدنيه،
ص: 320
فقيل له : إنّك تكرم هذا الشاب وتدنيه وهو شابّ سوء يأتي القبور فينبشها بالليالي! فقال عبدالله بن عبّاس : إذا كان ذلك فأعلموني .
قال : فخرج الشابّ في بعض الليالي يتخلّل القبور فأعلم عبدالله بن عبّاس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب ، فدخل [الشاب] قبراً قد حفر ثمّ اضطجع في اللحد ونادى بأعلى صوته : «يا ويحي إذا دخلت لحدي وَحدي ونطقت الأرض من تحتي فقالت : لا مرحباً بك ولا أهلاً قد كنت أبغضك وأنت على ظهري فكيف وقد صرت في بطني، بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفاً والملائكة صفوفاً فمِن عدلك غداً مَن يخلّصني ؟ ومِن المظلومين من يستنقذني ؟ ومِن عذاب النّار من يجيرني؟ عصيت من ليس بأهل أن يُعصى، عاهدت ربّي مرّة بعد أُخرى فلم يجد عندي ى فلم يجد عندي صدقا ولاوفاءَ». وجعل يردّد هذا الكلام ويبكي ، فلمّا خرج من القبر التزمه ابن عبّاس وعانقه ثمّ قال له : «نعم النبّاش ما أنبشك للذنوب والخطايا»، ثمّ تفرّقا .
(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 11)
(283)8 - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا الحسن بن قاسم قراءةً، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد قال : حدّثنا محمّد بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين علیهم السّلام :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظراً لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الّذي دعاهم إليه، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عندالله الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم
ص: 321
الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم ،راض ، وعلموا أنّ الموت سبيل مَن مضى ومَن بقي، فتزوّدوا لأخرتهم غير الذهب والفضّة، ولبسوا الخشن، وصبروا على [أدنى] (1) القوت و قدّموا الفضل، وأحبّوا فى الله عزّ وجلّ، وأبغضوا في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام».
(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)
أقول : يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .
(284) 9 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزیار عن الحسن بن عليّ، عن يونس بن يعقوب :
عن شعيب العقرقوفي قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: سمعت من يروي عن أبي ذرّ أنّه كان يقول : «ثلاثة يبغضها النّاس وأنا أحبّها :
ص: 322
أحبّ الموت، وأحبّ الفقر ، وأحبّ البلاء».
فقال علیه السّلام : «إنّ هذا ليس على ما يذهب إنّما عنى بقوله: «أحبّ الموت» أنّ الموت في طاعة الله أحبّ إليّ من الحياة في معصية الله، والبلاء في طاعة الله أحبّ إليّ من الصحّة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحبّ إليّ من الغنى في معصية الله».
(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحدیث 17)
(285) 10 - حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين العامري قال : حدّثنا أبو معمر، عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيلي:
عن الحسن بن علي، عن أبيه علیهماالسّلام فيما أوصى به عند وفاته: «أُوصيك يابنيّ بالصلاة عند وقتها... وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا، فإنّك رهن موت وغرض بلاء، وطريح سقم». (أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسى، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه : «... واذكر الموت، وازهد في الدنيا، فإنّك رهين موت، وغرض بلاء، وصريع سقم».
(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 8)
(286) 11 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر محمّد بن عبدالواحد النحوي قال : حدّثنا الحارث بن بن أبي أُسامة التميمي قال : حدّثنا الواقدي محمّد بن عمر قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الزهري، عن يزيد بن الهاد، عن هند بنت الحارث الفراسيّة :
عن أُمّ الفضل قالت : دخل رسول الله صلّی الله علیه و آله على رجل يعوده وهو شاك فتمنّى
ص: 323
الموت، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «لا تتمنّ الموت، فإنّك إن تك محسناً تزدد إحساناً إلى إحسانك ، وإن تك مسيئاً فتؤخّر تستعتب، فلا تمنّوا الموت».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 88)
(287)12- (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني أحمد بن عبيد الله بن عمّار الثقفي الكاتب قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال : حدّثنا محمّد بن الحارث بن بشير الزينبي(2) قال : حدّثني القاسم بن الفضل بن عميرة العبسي، عن عبّاد المنقري (3)، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام (في حديث) قال:
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «لو أن ّالبهائم يعلمون من الموت ماتعلمون أنتم ما أكلتم منها سميناً» (4). (أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 17)
على الله سيأتي تمام الخبر في كتاب النبوّة ، باب 3 من أبواب معجزات نبيّنا صلّی الله علیه و آله .
ص: 324
(288)13- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبو موسى المجاشعى قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله علیه السّلام .
قال المجاشعي : وحدّثناه الرضا علي بن موسى علیه السّلام ، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام:
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «كان ضحك النبيّ صلّی الله علیه و آله التبسّم ، فاجتاز ذات يوم بفئة من الأنصار وإذا هم يتحدّثون ويضحكون بمِلء أفواههم، فقال : يا هؤلاء، من غرّه منكم أمله وقصر به في الخير عمله، فليطلع في القبور، وليعتبر بالنشور ، واذكروا الموت فإنّه هادم اللذّات».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 64)
(289)14 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن صالح بن فيض الساوي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي حمزة قال :
كان علىّ بن الحسين علیهماالسّلام يقول: «مهما أبهمت عنه البهائم فلم تبهم عن أربع: معرفتها بالربّ عزّ وجلّ، ومعرفتها بالأنثى من الذكر، ومعرفتها بالموت، والفرار منه».
(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 4)
ص: 325
(290)1- (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون بن الصلت الأهوازي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا علي محمّد قال : حدّثنا داوود [بن سليمان الفرّاء] قال : حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علی علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى لملك الموت: وعزّتي وجلالي وارتفاعي في علوّ مكاني لأُذيقنّك طعم الموت كما أذقت عبادي».
(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 22)
(291) 2 - (2)أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا ، عن الحسن بن فضّال، عن علي بن عقبة :
عن أسباط بن سالم مولى أبان قال : قلت لأبي عبد الله علیه السّلام: جُعلت فداك، يعلم ملك الموت نفس من يقبض ؟
قال: «إنّما هي صكاك تنزل من السماء : اقبض نفس فلان بن فلان».
(أمالي الطوسي : المجلس 39 الحديث 18)
ص: 326
(292)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي علیهم السّلام قال :
«لمّا حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام الوفاة بكي، فقيل له : يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله صلّی الله علیه و آله الّذي أنت به ، وقد قال فيك رسول الله صلّی الله علیه و آله ما قال ، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً ، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النعل والنعل ؟! فقال علیه السّلام : إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الأحبّة». (أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 9)
ص: 327
(293)2 - (1) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مسلم :
عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ: «وَقِيلَ مَنْ راقٍ» ؟ قال : «ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت، قال: هل من طبيب ؟ هل من راق» (2)؟
وقال: «وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراق» «يعني فراق الأهل والأحبّة ، عند ذلك قال: «وَالْتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ» قال : التقت الدنيا بالآخرة».
قال: «إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَساق» (3) «إلى رب العالمين يومئذ المصير».
(أمالي الصدوق : المجلس 51 ، الحديث 1)
(294) 3 - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة قال : أخبرني داوود بن كثير الرقّي قال :
سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «من أحبّ أن يخفّف الله عزّ وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً وبوالديه بارّاً، فإذا كان كذلك هوّن الله عليه سكرات
ص: 328
الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً». (أمالي الصدوق : المجلس 61، الحديث 14)
أبوجعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «هوّن الله عزّ و جلّ عليه...».
(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 24)
(295) 4 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (إسحاق) بن أحمد الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري:
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال: «ومن صام من رجب أربعة وعشرين يوماً فإذا نزل به ملك الموت تراءى له في صورة شابّ عليه حلّة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسك بالمسك الأذفر وبيده قدح من ذهب مملو من شراب الجنان، فسقاه إيّاه عند خروج نفسه يهون به عليه سكرات الموت، ثمّ يأخذ روحه في تلك الحرير فتفوح منها رائحة يستنشقها أهل سبع سماوات، فيظل في قبره رياّن ويبعث من قبره ريّان حتّى يرد حوض النبيّ صلّى الله عليه وآله».
(أمالي الصدوق : المجلس 80، الحديث 1)
يأتي تمام الخبر في كتاب الصوم.
ص: 329
(296) 5 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنّان بن سدير، عن أبيه قال:
كنت عند أبي عبد الله علیه السّلام فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقّه، فالتفت إليّ أبو عبد الله علیه السّلام فقال: «يا أبا الفضل ألا أُحَدِّثك بحال المؤمن عند الله» ؟
قلت: بلى فحدّثني [به] جُعلت فداك .
فقال[علیه السّلام]: «إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا : ياربّ عبدك ونعم العبد، [كان سريعاً إلى طاعتك ، بطيئاً عن معصيتك، وقد قبضته إليك، فما تأمرنا من بعده؟] (2) فيقول الجليل الجبّار: اهبطا إلى الدنيا فكونا عند قبر عبدي ومجّداني و سبّحاني وهلّلاني وكبّراني واكتبا ذلك لعبدي حتّى أبعثه من قبره» الحديث . (أمالي المفيد : المجلس 22 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 35)
أقول : يأتي تمامه في باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب العشرة.
(297)6 - (3) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين قال:
ص: 330
حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن عطيّة ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «الموت كفّارة لذنوب المؤمنين».
(أمالي المفيد : المجلس 33 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ في سنده : أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ومحمّد بن سنان.
(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 21)
(298)7 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمهما الله ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن يزيد:
عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «مرّ سلمان رضي الله عنه على الحدّادين بالكوفة، فرأى شابّاً صعق والنّاس قد اجتمعوا حوله، فقالوا له : يا أبا عبد الله ، هذا الشاب قد صرع، فلو قرأت في أذنه».
قال: «فدنا منه سلمان، فلمّا رآه الشّابّ أفاق وقال : يا أباعبدالله، ليس بي ما يقول هؤلاء القوم ، ولكنّي مررت بهؤلاء الحدّادين وهم يضربون بالمرزبات (1) ، فذكرت قوله تعالى: «وَلَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ» (2) فذهب عقلي خوفاً من عقاب الله تعالى.
ص: 331
فاتّخذه سلمان أخاً، ودخل قلبه حلاوة محبّته في الله تعالى، فلم يزل معه حتّى مرض الشابّ ، فجاءه سلمان فجلس عند رأسه - وهو يجود بنفسه - فقال : ياملك الموت، إرفق بأخي . فقال : يا أبا عبد الله ، إنّي بكلّ مؤمن رفيق».
(أمالي المفيد : المجلس 16 ، الحديث 4)
(299) 8 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن سلمة، عن إبراهيم بن محمّد، عن الحسن بن حذيفة :
عن عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «مرض رجل من أصحاب سلمان رحمه الله فافتقده فقال : أين صاحبكم ؟
فقالوا : مريض.
قال : امشوا بنا نعوده، فقاموا معه، فلمّا دخلوا على الرجل إذا هو يجود بنفسه، فقال سلمان : يا ملك الموت ارفق بوليّ الله .
قال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر: يا أباعبدالله ، إنّي أرفق بالمؤمنين، ولو ظهرت لأحدٍ لظهرت لك». (أمالي) الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 15)
(300)9 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقرئ قال : أخبرني أبو القاسم عليّ بن محمّد قال: حدّثنا عليّ بن الحسن قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن يوسف، عن أبي عبد الله زكريّا بن محمّد المؤمن، عن سعيد بن يسار قال:
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : «إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله حضر شاباً عند وفاته، فقال له : قُل : لا إله إلّا الله . قال : فاعتقل لسانه مراراً، فقال لامرأة عند
ص: 332
رأسه : هل لهذا أُمّ؟
قالت : نعم ، أنا أمّه .
قال : أساخطة أنت عليه ؟
قالت: نعم ماكلّمته منذ ست حجج .
قال لها : ارضي عنه .
قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه.
فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : قل : لا إله إلّا الله . فقالها .
فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : ما ترى ؟
قال : أرى رجلاً أسود الوجه (1)، قبيح المنظر ، وسخ الثياب منتن الريح، قد وليني الساعة، وأخذ بكظمى (2).
فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : قل : «يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل منّي اليسير واعف عنّي الكثير، إنّك أنت الغفور الرحيم».
فقالها الشاب فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : انظر ماذا ترى ؟
قال : أرى رجلاً أبيض اللون، حسن الوجه، طيّب الريح، حسن الثياب ، قد وليني، وأرى الأسود قد تولّى عنّي (3).
فقال له : أعد . فأعاد .
فقال له : ما ترى؟
قال : لست أرى الأسود، وأرى الأبيض قد وليني. ثمّ طفا (4) على تلك الحال». (أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 4)
ص: 333
(301) 10 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصوفي قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن محمّد بن مالك الفزاري قال : حدّثني سعيد بن عمرو قال : حدّثني الحسن بن ضوء ؟ عن أبي عبد الله صلّی الله علیه و آله قال :
ص: 334
قال علي بن الحسين زين العابدين علیهماالسّلام : قال الله عزّ وجلّ: «مامن شيء أتردّد فيه مثل تردّدي عند قبض روح المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته، فإذا حضره أجله الّذي لا تأخير فيه بعثنا إليه بريحانتين من الجنّة تسمّى إحداهما المسخية والأخرى المنسية ، فأمّا المسخية فتسخيه عن ماله ، وأمّا المنسية فتُنسيه أمر الدنيا».
(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 83)
(302)11- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن همّام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن موسى بن عبدالله بن مهران، عن محمّد بن سنان، عن أبي بكر الحضرمي قال :
قال أبو عبد الله علیه السّلام : «لو أنّ كافراً وصف ما تصفون عند خروج نفسه، ما طعمت النار من جسده شيئاً».
(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 94)
(303) 12 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد
ص: 335
بن ياسين بن محمّد بن عجلان التميمي العابد مولى الباقر علیه السّلام قال: حدّثني مولاي أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق عن آبائه علیهم السّلام ، عن علي علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «الناس اثنان : رجل أراح ورجل استراح، [فأما الّذي استراح] فالمؤمن، استراح من الدنيا وتعبها وأفضى إلى رحمة الله وكريم ثوابه،
ص: 336
وأمّا الّذي أراح فالفاجر ، أراح منه النّاس والشجر والدوابّ ، وأفضى إلى ماقدّم».
(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث8)
(304) 13 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله [الغضائري]، عن علي بن محمّد العلوي
ص: 337
قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن صالح الصوفي الخزّاز قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ بن موسى، عن أبيه عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر علیهم السّلام قال :
قيل للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: صف لنا الموت، [ف_]قال: «للمؤمن كأطيب طيب يشمّه فينعس لطيبه، ويقطع التعب والألم عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب وأشدّ» .
(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 2)
(305)14- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علىّ بن أحمد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني:
عن عليّ بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال : «لمّا كلّم الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السّلام (إلى أن قال قال موسى علیه السّلام: إلهى ، فما جزاء من وصل رَحِمه ؟
قال: ياموسى، أَنْسَاً له أجله، وأهوّن عليه سَكَرات الموت، ويناديه خزنة الجنّة: هلمّ إلينا فادخُل من أيّ أبوابها شئت» الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)
يأتي تمامه في فضائل موسى وهارون على نبيّنا وآله وعليهما السلام من كتاب النبوّة.
ص: 338
(306)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام:
عن أمير المؤمنين عليه السلام (في حديث) قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله على منبره : «يا علي، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المساءلة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 83، الحديث 2)
أقول : تمام الحديث في باب ما بيّن أمير المؤمنين علیه السّلام من مناقبه .
(307)2- (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن علي بن مهدي [الكندي العطّار] قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال : حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي :
ص: 339
ص: 340
عن الأصبغ بن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب] علیه السّلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل الحارث (1) يتأوّد في مشيته ، ويخبط الأرض بمحجنه ، وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين علیه السّلام - وكانت له منه منزلة - فقال: «كيف تجدك يا حارث» ؟
فقال : نال الدهر يا أمير المؤمنين منّي (2)، وزادني أواراً وغليلاً اختصام أصحابك بيابك .
ص: 341
قال : «وفيم خصومتهم» ؟
قال : فيك وفي الثلاثة من قبلك، فمن مفرط منهم غال، ومقتصد تال (1)، ومن متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يحجم ؟
فقال: «حسبك يا أخاهمدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التّالي».
فقال له الحارث: لو كشفت (2) - فداك أبي وأُمّي - الرّين عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.
قال: «قدك ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، ياحار إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد وبالحقّ أخبرك ، فارعنى سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصانة (3) من أصحابك .
ألا إنّي عبد الله وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته (4) وآدم بين الروح والجسد ، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، و نحن خاصّته - ياحار - وخالصته ، وأنا صنوه (5) و وصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح، يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كل باب إلى ألف [ألف] (6) عهد، وأيّدت واتّخذت، وأمددت بليلة القدر (7) نفلاً، وإنّ ذلك
ص: 342
يجري(1) لي ولمن استحفظ من ذرّيتي ماجرى الليل والنّهار حتّى يرث الله الأرض ومن عليها .
وأبشّرك ياحار [ليعرفني والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ولیّي وعدوّي في مواطن شتّى] (2) ليعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحوض ، وعند المقاسمة».
قال الحارث : وما المقاسمة [يا مولاي]؟
قال: «مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحيحة ، أقول هذا وليّي فاتركيه وهذا عدوّي فخذيه» (3).
ثمّ أخذ أمير المؤمنين علیه السّلام بيد الحارث فقال: «يا حارث (4) أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيدي فقال لي - وقد شكوت (5) إليه حسد قريش والمنافقين لي- : إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحُجزته - يعني عصمته من ذي العرش تعالى (6) - وأخذتَ ياعليّ بحُجزتي، وأخذ[ت] ذرّيتك بحُجزتك ، وأخذ شيعتكم بحُجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيّه ؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه ؟ خذها إليك يا حارث (7) قصيرة من طويلة، نعم (8) أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت» (9)
ص: 343
-يقولها ثلاثاً-.
فقام الحارث يجرّ رداءه وهو يقول: ما أبالي بعدها (1) متى لقيت الموت أولقيني.
قال جميل بن صالح وأنشدني أبوهاشم السيّد الحميري (2) فيما تضمّنه هذا الخبر: (3)
قول علىّ الحارث عجب *** كم ثمّ أُعجوبة له حملا
یا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قُبُلا
يعرفني طرفه وأعرفه *** بنعته وأسمه وما عملا (4)
وأنت عند الصراط تعرفنى *** فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا
ص: 344
أقول للنّار حين توقف لل_ *** _عرض دعيه لا تقبلي الرجلا (1)
دعيه لا تقربيه إنّ له *** حبلا ًبحبل الوصيّ متّصلا
(أمالي المفيد : المجلس 1، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل، قال حدّثنا محمّد بن علي بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة وغيره، قال: حّدثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري ... وذكر الحديث مع مغايرات ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 5)
(308) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح السبيعي قال : حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البزّاز (2) قال : حدّثني عثمان (3) بن
ص: 345
عبد الرحمان الكوفي الخزّاز قال : حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال : حدّثنا يحيى بن علي، عن أبان بن تغلب عن أبي داوود الأنصاري:
عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال: «ماجاء بك» ؟
قال: فقلت : حُبّى لك يا أمير المؤمنين .
فقال: «يا حارث أتُحبّني» ؟
فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين.
[ف_] قال [أمير المؤمنين علیه السّلام] : «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولورأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل (1) لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلّی الله علیه و آله لرأيتني حيث تحبّ» (2). أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 30) (3)
ص: 346
(309)4- (1) أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد رحمه الله قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني عبيد الله بن الحسن قال : حدّثني أبو سعيد محمّد بن رشید قال:
آخر شعر قاله السيّد بن محمّد رحمه الله قبل وفاته بساعة، وذلك أنّه أغمي عليه واسودّ لونه ، ثمّ أفاق وقد ابيضّ وجهه، وهو يقول :
ص: 347
أحبّ الذي مَن مات من أهل ودّه *** تلقاّه بالبشرى لدى الموت يضحك
ومَن مات يهوى غيره من عدوّه *** فليس له إلّا إلى النّار مسلك
أباحسن تفديك نفسي وأسرتي *** ومالي وما أصبحت في الأرض أملك
أباحسن إنّي بفضلك عارف *** وإنّي بحبل من هواك لممسك
وأنت وصيّ المصطفى وابن عمّه *** وإنّا نُعادي مبغضيك ونترك
مُواليك ناجٍ مؤمن ببيّن الهدى *** و قاليك معروف الضلالة مشرك
ص: 348
ولاح لحاني في عليّ وحزبه *** وقلت لحاك الله إنّك أعفك
معنى أعفك : أحمق .
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 32)
(310) 5 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة:
عن عبدالله بن الوليد قال دخلنا على أبي عبد الله علیه السّلام في زمن بني مروان، فقال : «ممّ أنتم» ؟
قلنا : من أهل الكوفة .
قال: «ما من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة، لاسيّما هذه العصابة، إنّ الله هداكم لأمر جهله النّاس، فأحببتمونا و أبغضنا النّاس، وبايعتمونا وخالفنا النّاس، وصدّقتمونا وكذَّبنا النّاس، فأحياكم الله محيانا، وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي كان يقول : مابين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه أو تغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هكذا - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال الله عزّ وجلّ في كتابه : «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً
ص: 349
مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا هُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةٌ» (1)، فنحن ذريّة رسول الله صلّی الله علیه و آله».
(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 47)
(311) 6 - (2) أخبرنا أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن عبدالله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله علیه السّلام فسلّمنا عليه، وجلسنا بين يديه فسألنا : «مَن أنتم» ؟
قلنا : مِن أهل الكوفة .
فقال: «أمّا إنّه ليس من بلد من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة ، ثمّ هذه العصابة خاصّة، إنّ الله هداكم لأمر جهله النّاس، أحببتمونا وأبغضنا النّاس، وصدّقتمونا وكذّبنا النّاس، واتّبعتمونا وخالفنا النّاس، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي علیه السّلام أنّه كان يقول : مابين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه ويغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا - ثمّ أهوى بيده إلى حلقه ، ثمّ قال : وقد قال الله في كتابه: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا هُمْ أَزْواجاً وَذُريَّةٌ» (3)، فنحن ذريّة رسول الله صلّی الله علیه و آله». (أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 19)
(312)7 - (4) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن همّام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن
ص: 350
الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن الحسين بن أحمد:
عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السّلام فقال: «ما يقول النّاس في أرواح المؤمنين بعد موتهم»؟
قلت : يقولون : في حواصل طيورٍ خضرٍ.
فقال: «سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من ذلك ، إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلي ّوفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام ومعهم ملائكة من ملائكة الله عزّ وجلّ المقرّبين، فإن أنطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد وللنبيّ صلّى الله عليه وآله بالنبوّة، والولاية لأهل البيت علیهم السّلام ، شهد على ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ وفاطمة و الحسن والحسين علیهم السّلام والملائكة المقرّبون معهم، وإن اعتقل لسانه فإنّ نبيّه علیه السّلام يعلم ما في قلبه من ذلك فشهد به وشهد على شهادة النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّ وفاطمة و الحسن والحسين على جماعتهم من الله أفضل الصلاة والسلام، ومن حضر معهم من الملائكة، فإذا قبض الله روحه إليه صير تلك الروح إلى الجنّة في صورة كصورته في الدنيا فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة الّتي كانت في الدنيا».
(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 93)
(313)8 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي ب_«سيرجان» قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي :
عن أبيه الحسين بن عون قال : دخلت على السيّد بن محمّد الحميري عائداً في علّته الّتي مات فيها فوجدته يساق به ووجدت عنده جماعة من جيرانه - وكانوا
ص: 351
عثمانيّة - وكان السيّد جميل الوجه، رحب الجبهة ، عريض ما بين السالفتين، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثمّ لم تزل تزيد وتنمي حتّى طبّقت وجهه - يعني اسوداداً - فاغتمّ لذلك من حضره من الشيعة، فظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك إلّا قليلاً حتّى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمي حتّى أسفر وجهه و أشرق، وأفتر السيّد ضاحكاً، وأنشأ يقول :
كذب الزاعمون أنّ عليّاً *** لن يُنجّى محبّه من هَناة
قد وربّي دخلت جنّة عدنٍ *** وعفا لي الإله عن سيّئاتي
فابشروا اليوم اولياء عليّ *** وتولّوا عليّاً حتّى الممات
ثمّ من بعده تولوّا بنيه *** واحداً بعد واحدٍ بالصّفات
ثمّ أتبع قوله هذا: «أشهد أن لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً ، وأشهد أنّ محمداً رسول الله حقّاً حقّاً ، أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقاًّ حقّاً ، أشهد أن لا إله إلّا الله»، ثمّ أغمض عينيه بنفسه ، فكأنّما كانت روحه ذُبالة (1) طفئت ، أو حصاة سقطت.
قال علي بن الحسين : قال لي أبي الحسين بن عون : وكان أُذّينة حاضراً، فقال: الله أكبر ما مَن شهد كمن لم يشهد ، أخبرني - وإلّا فصُمّتا - الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر وعن جعفر علیهماالسّلام أنّهما قالا : «حرام على روح أن تفارق جسدها حتّى ترى الخمسة، حتّى ترى محمّداً وعليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً علیهم السّلام بحيث تقرّ عينها ، أو تسخن عينها» .
فانتشر هذا القول في النّاس، فشهد جنازته والله الموافق والمفارق.
(أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 6)
ص: 352
(314)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عبدالله قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسن بن دريد قال : أخبرنا أبو حاتم، عن العتبي يعني محمّد بن عبيد الله ، عن أبيه .
قال : وأخبرنا عبدالله بن شبيب البصري ، قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى المنقري قال : حدّثنا العلاء بن الفضل (2) [بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري]، عن أبيه، عن جدّه قال :
قال قيس بن عاصم : وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله ، فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس فقلت: يانبيّ الله عظنا الله عظنا موعظة ننتفع بها، فإنّا قوم نعمر (3) في البريّة.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ياقيس، إنّ مع العزّ ذلاً ، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة، وإنّ لكلّ شيء حسيباً وعلى كلّ شيء رقيباً، وإنّ لكلّ حسنة ثواباً و لكلّ سيّئة عقاباً ، ولكلّ أجل كتاباً، وإنّه لابدّ لك ياقيس من قرين يدفن معك و
ص: 353
هو حيّ وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيماً أسلمك ، ثمّ لا يحشر إلۀا معك ، ولا تُبعث إلّا معه، ولا تسأل إلّا عنه، فلا تجعله إلّا صالحاً فإنّه إن صلح أنست به وإن فسد لا تستوحش إلّا منه، وهو فعلك».
فقال [الصلصال بن الدلهمس]: يانبيّ الله أحبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندّخره، فأمر النبيّ صلّی الله علیه و آله من يأتيه بحسّان.
قال : فأقبلت أفكّر فیما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجيء حسّان، فقلت: یا رسول الله ، قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد، فقلت لقيس:
تخيّر خليطاً (1) من فعالك إنمّا *** قرين الفتى في القبر ماكان يفعل
ولابدّ بعد الموت من أن تُعِدَّه *** ليوم ينادي المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولاً بشيء فلاتكن *** بغير الّذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** ومن قبله إلّا الذي كان يعمل
ألا إنّما الإنسان ضيف لأهله *** يقيم قليلاً بينهم ثمّ يرحل
(أمالي الصدوق : المجلس 1 ، الحديث 4)
(315) 2 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني المكتّب رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد عن عليّ بن سالم، عن أبیه:
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث) قال: «من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدّة سكرات الموت و أماناً له من هول المطلع
ص: 354
وعذاب القبر».
(أمالي الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 7)
تمام الخبر في كتاب الصوم.
(316) 3 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن أبي عمير، عن جعفر الأزدي، عن عمرو بن أبي المقدام قال :
سمعت أبا جعفر الباقر علیه السّلام يقول : «من قرأ آية الكرسي مرّة صرف الله عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف مكروه من مكروه الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر».
(أمالي الصدوق : المجلس 21 ، الحديث 6)
(317)4 - حدّثنا صالح بن عيسى العجلي قال : حدثّنا محمّد بن علي بن علي، قال : حدّثنا محمّد بن الصلت قال : حدّثنا محمّد بن بكير قال : حدّثنا عبّاد بن عبّاد [بن حبیب أبو معاوية] المهلبي، عن سعد (سعيد) بن عبدالله ، عن هلال بن عبدالرحمان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن عبدالرحمان بن سمرة :
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «رأيت رجلاً من أُمّتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فمنعه منه».
(أمالي الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 1)
سيأتي تمامه في باب الخصال الّتي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها .
(318) 5 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال : حدّثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن
ص: 355
محمد بن خالد، عن عبدالرحمان بن أبي نجران والحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عیسی ، عن حريز بن عبدالله السجستاني، عن أبان بن تغلب:
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام أنّه قال: «من مات ما بين زوال الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله ضغطة القبر».
(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 11)
(319)6- (1) أخبرني علي بن حاتم القزويني رحمه الله قال: حدّثني علي بن الحسين النحوي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن أبي أيّوب سليمان بن مقبل المديني :
ص: 356
عن موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر محمّد علیهم السّلام أنّه قال : «إذا مات بن المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا أُدخِل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: مَن ربِّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟ فيقول : ربّي الله ، ومحمّد نبيّي، والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ويأتيانه بالطعام من الجنّة و يدخلان عليه الرَوح والريحان، وذلك قوله عزّ وجلّ: «فَأَمَّا إن كانَ مِنَ الْمُقَرَّبين فَرَوْحٌ وَرَيْحَانُ» يعني في قبره، «وَجَنَّةُ نَعِيمٍ» (1) يعني في الآخرة».
ثمّ قال علیه السّلام: «إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفاً من الزبانية إلى قبره وإنّه لیناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلّا الثقلان ويقول : «لَو أنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ» (2)، ويقول : «[رَبِّ] ارْجِعُونِي لَعَلَى أَعْمَلُ صالِحاً فيما تَرَكْتُ» (3)، فتجيبه الزبانية: «كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ أنت قائلها» (4)، ويناديهم ملك : لورُدّ لعاد لما نهي عنه .
فإذا أدخل قبره وفارقه النّاس أناه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ثمّ يقولان له: مَن ربِّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه ضربة من عذاب الله يذعر لها كلّ شيء، ثمّ يقولان له: مَن ربّك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيّك ؟ فيقول : لا أدري . فيقولان له: لادريتَ ولاهديتَ ولا أفلحت، ثمّ يفتحان له باباً إلى النّار وينزلان إليه الحميم من جهنّم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ: «وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلُ مِنْ حَمِيمٍ» يعني في القبر، «وَتَصْلِيَةُ جَحيمٍ»(5) يعني في الآخرة .
(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 12)
ص: 357
(320) 7 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن يحيى العطّار رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن سماعة بن مهران:
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام أنّه قال: «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفّرها به ابتلاه الله عزّ وجلّ بالحزن في الدنيا ليكفّرها به ، فإن فعل ذلك به وإلّا أسقم بدنه ليكفّرها به فإن فعل ذلك به وإلّا شدّد عليه عند موته ليكفّرها به، فإن فعل ذلك به وإلّا عذّبه في قبره ليلق الله عزّ وجلّ يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه».
(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 4)
(321) 8- (2) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن عليّ العسكري قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهرى قال : حدّثنا محمّد بن عمارة (3)، عن أبيه قال :
ص: 358
قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «مَن أنكر ثلاثة أشياء فليس مّن شيعتنا : المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة».
(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 5)
(322) 9 – (1) حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن شقير بن يعقوب (2) بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة قال: حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال : حدّثنا علي بن بزرج الحنّاط (3) قال : حدّثنا عمرو بن اليسع ، عن عبد عبد الله (4) بن اليسع ، عن عبدالله بن سنان:
ص: 359
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «أتي رسول الله صلّى الله عليه وآله فقيل له : إنّ سعد بن معاذ قد مات، فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وقام أصحابه معه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب، فلمّا أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله صلّى الله عليه وآله بلا حذاء ولارداء ، ثمّ كان يأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة حتّى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى لحّده وسوّى اللبن عليه وجعل يقول : ناولوني حجراً، ناولوني تراباً رطباً يسدّ به مابين اللبن ، فلمّا أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّي لأعلم أنّه سيبلى ويصل البلى إليه ، ولكنّ الله [عزّ وجلّ] (1) يحبّ عبداً إذا عمل عملاً أحكمه».
فلمّا أن سوّى التربة عليه قالت أُمّ سعد : ياسعد ، هنيئاً لك الجنّة.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «يااُمّ سعد مه، لاتجزمي على ربّك، فإنّ سعداً قد أصابته (2) ضمّة».
ص: 360
قال: «فرجع رسول الله صلّی الله علیه و آله ورجع النّاس فقالوا له : يارسول الله، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنّك تبعت جنازته بلارداء و لا حذاء (1) ؟!
فقال صلّی الله علیه و آله : «إنّ الملائكة كانت بلارداء ولا حذاء فتأسّيت بها»(2).
قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة ؟
قال : «كانت يدي في يد جبرئيل علیه السّلام آخذ حيث يأخذ».
قالوا: [و] (3) أمرت بغسله وصلّيت على جنازته ولحّدته في قبره ثمّ قلت: «إنّ سعداً قد (4) أصابته ضمّة ؟!
قال : فقال صلّی الله علیه و آله : «نعم، إنّه كان في خُلقه مع أهله سوء» .
(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «أتى رسول الله صلّی الله علیه و آله آت فقال له : سعد بن معاذ قد مات». وفيه: «فلمّا حنط ...» . وفيه: «ثمّ كان يأخذ السرير مرّة يمنة ومرّة يسرة حتّى .... وفيه : «وسوّى عليه اللبن». وفيه : «ناولوني تراباً، فسدّد ما بين اللّبن». وفيه: «قالت أُمّ سعد من جانب القبر : ياسعد ...» . وفيه: «وكنت تأخذ يمنة ويسرة السرير».
(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 12)
(323) 10 - (5)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي
ص: 361
قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال: حدّثنا عطاء الخراساني رفعه عن عبد الرحمان بن غنم ( في حديث الإسراء) قال:
مرّ [رسول الله صلّى الله عليه وآله] على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من هذا الشيخ ياجبرئيل» ؟
قال : «هذا أبوك إبراهيم».
قال: «فما هؤلاء الأطفال حوله» ؟
قال: «هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 69 ، الحديث 2)
تمامه في كتاب النبوة .
(324) 11 - (1) حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضي الله عنه قال : حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال : حدّثنا الحسين بن الحسن الحيري (2) بالكوفة قال : حدّثنا الحسن بن الحسين العُرني، عن عمرو بن جميع ، عن أبي المقدام قال:
قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «نزلت هاتان الأيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا: «فَأَمَّا إن كان مِن المُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحان» يعني في قبره، «وَجَنَّةُ نَعِيمٍ»(3)
ص: 362
يعني في الآخرة ، «وَأَمَّا إِن كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ» يعني في قبره، «وَتَصْلِيَّةُ جَحِيمِ» (1) يعني في الآخرة .
(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحدیث 11)
(325) 12 - (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب قال : أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال:
كان علي بن الحسين علیهماالسّلام يعظ النّاس ويزهّدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كلّ جمعة في مسجد الرسول صلّی الله علیه و آله وحفظ عنه وكتب، كان يقول: «أيّها النّاس اتّقوا الله واعلموا أنّكم إليه تُرجعون فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضراً وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذّركم الله نفسه، ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه .
ابن آدم إنّ أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثاً يطلبك ويوشك أن يدركك ، وكأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك، وصرت إلى قبرك وحيداً فردّ إليك روحك، واقتحم عليك فيه ملكاك منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك .
ألا وإنّ أوّل ما يسألانك عن ربّك الّذي كنت تعبده، وعن نبيّك الّذي أُرسل إليك، وعن دينك الّذي كنت تدين به، وعن كتابك الّذي كنت تتلوه، وعن إمامك الّذي كنت تتولّاه ، ثمّ عن عمرك فيما أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته وفيما
ص: 363
أتلفته، فخذ حذرك وانظر لنفسك واعدّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة و الاختبار، فإن تك مؤمناً تقيّاً عارفاً بدينك، متبّعاً للصادقين، موالياً لأولياء الله لقّاك الله حجّتك، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب، فبشّرت بالجنّة والرضوان من الله، والخيرات الحسان، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجّتك وعيبت عن الجواب وبشّرت بالنّار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنُزُلٍ من حميم وتصلية جَحيم» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)
يأتي تمامه في أبواب المواعظ من كتاب الروضة .
(326)13 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنه قال : حدّثني أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمّد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «مرۀ عیسی بن مریم علیهماالسّلام بقبر يعذّب صاحبه، ثمّ مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذَّب ، فقال : ياربّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذّب ثمّ مررت به العام فإذا هو ليس يعذّب ؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا روح الله، إنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه . (أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 8)
(327)14- (2)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (3) بن أحمد
ص: 364
الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن قال حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري:
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال: «ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوماً أوسع الله عليه القبر مسيرة أربع مئة عام، وملأ جميع ذلك مسكاً وعنبراً» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 80، الحديث 1)
أقول : يأتي تمامه في كتاب الصوم.
(328) 15- (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: «ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع النعم».
(أمالي الصدوق : المجلس 80 ، الحديث 2)
ص: 365
(329)16 - (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال : قال لي رسول الله صلّی الله علیه و آله على منبره: «يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المساءلة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 83، الحديث 2)
يأتي تمام الحديث في أبواب فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام.
(330)17 - (2) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر وأمره أن يقرأه على أهل مصر - قال : «يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لم يغفر له أشدّ من الموت، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته ، إنّ القبر يقول كلّ يوم : «أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوامّ» . والقبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النيران(3).
ص: 366
إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت الأرض له (1) : «مرحباً وأهلاً ، قد (2) كنت ممّن أحبّ أن يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك (3) فستعلم كيف صنعي (4) بك» ، فتتّسع له مدّ البصر ، وإنّ الكافر إذا دفن قالت الأرض له : «لا مرحباً ولا أهلاً، قد كنت من أبغض من يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك فستعلم كيف صنعي بك»، فتضمّه حتّى تلتقي أضلاعه .
وإنّ المعيشة الضنك الّتي حدّر الله منها عدوّه عذاب القبر، أن يسلّط الله على الكافر في قبره (5) تسعة وتسعين تنّيناً ، فينهشن لحمه ، ويكسرن عظمه، [و] (6) يتردّدن عليه كذلك إلى يوم يبعث ، لو أنّ تنّيناً منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعاً أبداً(7).
اعلموا يا عباد الله أنّ أنفسكم الضعيفة، وأجسادكم الناعمة الرقيقة الّتي
ص: 367
يكفيها اليسير [من العقاب] تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم (1) ممّا لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه ، فاعملوا بما أحبّ الله ، واتركوا ماكره الله» (2). الحديث .
(أمالى المفيد : المجلس 31، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 31)
تقدّم إسناده في الباب الأول، ويأتي تمامه في جوامع كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام .
(331) 18 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : حدّثنا
ص: 368
أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة ، قال : أخبرنا أبو الحسين القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران المعروف بابن الشامي قال: حدّثنا عبّاد - وهو ابن أحمد العرزمي- عن عمّه، عن أبيه، عن جابر عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة ذكر:
أنّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وعبد الله بن عبّاس ذكرا : «إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأوّل يوم من الآخرة ، مُثِّل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول : والله إنّي كنت عليك الحريصاً شحيحاً (1) ، فما عندك ؟ فيقول : خذ منّي كفنك».
فيُقبل إلى ولده فيقول : والله إنّي كنت لكم محبّاً، فما لي عندكم ؟ فيقولون : أن نؤدّيك إلى حفرتك فنواريك فيها .
ص: 369
فيقبّل إلى عمله فيقول : والله إنّي كنت فيك ،لزاهداً، وإنّك كنت علىّ ثقيلاً فما عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتّى أُعرض أنا وأنت على ربِّك.
فإن كان الله وليّاً أتاه أطيب خلق الله ريحاً، وأحسنه منطقاً، وأحسنه رياشا (1) فيقول : ابشر برَوح ورَيحان وجنّة نعيم . فيقول : مَن أنت ؟ قال : أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنّة.
فإنّه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجّله ، فإذا دخل قبره أتاه اثنان يقال لأحدهما منكر وللأخر نكير ، يجرّان أشعارهما ويحكّان بأنيابهما ، أصواتهما كالرعد العاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ، ثمّ يقولان : ياهذا مَن ربّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟ فيقول : الله ربّي، وديني الإسلام، ونبیّي محمّد.
فيقولان : ثبّتك الله لماتُحبّ وترضى . فهو قول الله تعالى: «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ» (2) . ثمّ يقولان : نم وليّ الله قرير العين نومة الأمن الشابّ الناعم (3) ، فأنت لقول الله عزّ وجلّ: «أصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً»(4).
وأمّا عدوّ الله فإنّه يأتيه أقبح خلق الله وجهاً، وأخبثه ثياباً، وأنتنه ريحاً، فيقول له : ابشر بنُزُلِ من حَميم وتَصلية جَحيم ، قدمت شرّ مقدم .
فيقول: مَن أنت ؟
فيقول : أنا عملك الخبيث .
ص: 370
فإنّه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه ، فإذا دخل في قبره أتاه ممتحنا القبر، فألقيا أكفانه في حفرته، ثمّ قالا : مَن ربُّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟
فيقول : لا أدري .
فيقولان : لادريت ولاهديت فيضربان يأفوخه بمرزَيَّةٍ (1) ضربةٌ ما خلق الله من دابّة إلّا تذعر لها ماخلا الثقلين، ثمّ يفتحان له باباً إلى النّار ويقولان له: نم على شرّ الحال. فإنّه لمن الضيق لف مثل قبّة القناة من الزُجّ (2)، حتّى إنّ دماغه ليخرج من بين أظفاره ولحمه ويسلّط الله عليه حيّات الأرض وعقاربها وهوامّها و شياطينها فتناهشه حتّى يبعثه الله، وإنّه ليتمنّى قيام الساعة ممّا هو فيه من الشرّ» (3). (أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 59)
ص: 371
(332) 19 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمان أخو دعبل الخزاعي قال : حدّثني أخي دعبل قال : حدّثنا شعبة بن الحجّاج ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبدة، عن البراء بن عازب:
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله في قوله [تعالى]: «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَولِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيا وَفِي الْآخِرَةِ» (2) قال : «في القبر إذا سُئِل الموتى».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 58)
ص: 372
(333) 20 - وبإسناده عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السّلام فقال : «ما يقول النّاس في أرواح المؤمنين بعد موتهم» ؟
قلت : يقولون : في حواصل طيورٍ خضرٍ.
فقال: «سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من ذلك ، إذا كان ذلك أتاه رسول
الله صلّی الله علیه و آله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام ومعهم ملائكة من ملائكة الله عزّ وجلّ المقرّبين (إلى أن قال علیه السّلام) : فإذا قبض الله روحه إليه صير تلك الروح إلى الجنّة في صورة كصورته في الدنيا فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة الّتي كانت في الدنيا».
(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 93)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب الخامس «ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت ، وحضور الأئمة علیهم السّلام عند ذلك»
(334)21 - (1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّي، عن أبي عبدالله محمّد بن علي، عن محمّد بن جعفر بن بطّة ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن قال : حدّثني حمزة بن يعلى الأشعري قال: حدّثني محمّد بن داوود بن محمّد النهدي قال : حدّثني عليّ بن الحكم، عن الربيع بن محمّد [بن عمر بن حسان] المسلي
ص: 373
عن عبدالله بن سليمان، عن الباقرعلیه السّلام قال: سألته عن زيارة القبور ؟ [ف_]قال : «إذا كان يوم الجمعة فزرهم، فإنّه مَن كان فيهم في ضيق وسّع عليه مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يعلمون بمن أتاهم في كلّ يوم، فإذا طلعت الشمس كانوا سُدى».
قال : قلت : فيعلمون بمَن أتاهم فيفرحون به ؟
قال: «نعم، ويستوحشون له إذا انصرف عنهم».
(أمالي الطوسي : المجلس 39 ، الحديث 5)
(335) 22 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن أبي محمّد هارون بن موسى، عن أبي علي محمّد بن همّام قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثني محمّد بن خالد البرقي قال : حدّثنا محمّد بن سنان، عن موسى بن بكر (2):
عن العبد الصالحعلیه السّلام قال : «سُئِل أبو ذر : ما مالُك ؟
قال : عملي.
قيل له : إنّما نسألك عن الذهب والفضّة ؟
فقال : ما أصبح فلا أمسى وما أمسى فلا أصبح لنا كُندوج نرفع فيه خير
ص: 374
متاعنا ، سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : كُندوج المؤمن قبره».
(أمالي الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 4)
ص: 375
(336) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي رحمه الله قال : حدّثنا علىّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى عن منصور، عن هشام بن سالم :
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهى تجري بعد موته ، وسنّة هدىً سنّها فهي يعمل بها بعد موته وولد صالح يستغفر له».
(أمالي الصدوق : المجلس ، الحديث 7)
(337) 2 - (2) حدّثنا محمّد بن علي رحمه الله قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد عن الصادق جعفر بن محمّد، عن
ص: 376
أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال عليّ علیه السّلام : «إنّ للمرء المسلم ثلاثة أخلّاء ، فخليل يقول له: أنا معك حيّاً وميتاً وهو عمله، وخليل يقول له : أنا معك حتّى تموت وهو ماله ، فإذا مات صار للورثة ، وخليل يقول له : أنا معك إلى باب قبرك ثمّ أخليك وهو ولده».
(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 3)
(338)3 - (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثني سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد بن عیسی بن عبيد ، عن محمّد بن شعيب الصيرفي عن الهيثم أبي كهمس:
عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «ستّ خصال ينتفع بها المؤمن من بعد موته : ولد صالح يستغفر له، ومصحف يقرأ منه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنّة حسنة يؤخذ بها بعده».
(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحديث 2)
(339) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمان، عن السري بن عيسى، عن عبد الخالق بن عبد ربّه قال :
قال أبو عبد الله علیه السّلام: «خير ما يخلف الرجل بعده ثلاثة : ولد بارّ يستغفر له، و سنّة خير يُقتدى به فيها، وصدقة تجري من بعده».
(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 12)
ص: 377
(340) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج:
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إذا أراد الله عزّ وجلّ أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم».
(أمالي الصدوق : المجلس 33، الحديث 6)
(341)2 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو محمّد [بن] عبدالله بن أبي شيخ
ص: 378
إجازة قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد الحكيمي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن عبد الله أبو سعيد البصري قال : حدّثنا وهب بن جرير ، عن أبيه قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق بن يسار المدني قال: حدّثنا سعيد بن مينا، عن غير واحد من أصحابه :
أنّ نفراً من قريش اعترضوا الرسول الله صلّی الله علیه وآله ، منهم عتبة بن ربيعة، وأُميّة بن خلف، والوليد بن المغيرة، والعاص بن سعيد ، فقالوا : يا محمّد هلمّ فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد ، ونشترك (1) نحن وأنت في الأمر، فإن يكن الّذي نحن عليه الحقّ فقد أخذت بحظّك منه ، وإن يكن الّذي أنت عليه الحقّ فقد أخذنا بحظّنا منه ، فأنزل الله تبارك وتعالى: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما
ص: 379
أَعْبُدُ» (1) إلى آخر السورة.
ثمّ مشى إليه أبَيّ بن خلف بعَظم رميم ففتّه بيده، ثمّ نفخه فقال : يا محمّد أتزعم (2) أنّ ربّك يحيي هذا بعد ماترى ؟ فأنزل الله تعالى : «وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيها الَّذي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلیمٌ» (3) إلى آخر السورة.
(أمالي المفيد : المجلس 29 ، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 23)
(342) 3 - (4) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثّني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن [أبي حمزة] الثمالي قال :
سمعت عليّ بن الحسين علیهماالسّلام يقول: «عجباً للمتكبّر الفخور الّذي كان بالأمس غداً جيفة، والعجب كلّ العجب لمَن شكٍّ فى الله وهو يرى خلق الله ، و نطقة و هو العجب كلّ العجب لمن أنكر الموت وهو يموت في كلّ يوم وليلة، والعجب كلّ العجب لمَن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ، والعجب كلّ العجب لمَن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء» ! (أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 31)
ص: 380
(343)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسن بن على السكّري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا البصري قال: حدّثنا محمّد بن عمارة ، عن أبيه :
عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه علیهماالسّلام قال: «إنّ الزلازل والكسوفين و الرياح الهائلة من علامات الساعة، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فتذكروا قيام القيامة وافزعوا إلى مساجدكم».
(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 4)
(344) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : أخبرنا أبو الحسين القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران المعروف بابن الشامي قراءةً ، قال : حدّثنا عبّاد - وهو ابن أحمد العرزمي (3)-، قال : حدّثنا
ص: 381
عمّي ، عن أبيه ، عن جابر ، عن الشعبي، عن أبي رافع ، عن حذيفة بن اليمان :
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله [قال : سُئل عن] أهل يأجوج ومأجوج [ف_]قال: «إنّ القوم لينقرون بمعاولهم دائبين، فإذا كان الليل قالوا : غداً نفرغ، فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس، حتّى يسلم منهم رجل حين يريد الله أن يبلغ أمره، فيقول المؤمن: غداً نفتحه إن شاء الله ، فيصبحون ثمّ يغدون عليه فيفتحه الله ، فوالّذي نفسي بيده ليمرّنّ الرجل منهم على شاطئ الوادي الّذي بكوفان وقد شربوه حتّى نزحوه، فيقول : والله لقد رأيت هذا الوادي مرّة، وإنّ الماء ليجري في عرضه».
قیل: یا رسول الله ، ومتى هذا ؟
قال : «حين لا يبقي من الدنيا إلّا مثل صبابة الإناء» (1).
(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 53)
(345) 3 - (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالله بن سعد بن يحيى بن عبد الحميد الكريزي القاضي ب_ «نصيبين» قال: حدّثنا إسماعيل بن عبدالله بن خالد القاضي السكّري .
قال أبو المفضّل : وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد المدائني قال : حدّثنا الربيع بن تغلب قال : حدّثنا فرج بن فضالة .
ص: 382
قال : وحدّثني محمّد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي ب_«دمشق»، قال: حدّثني أبو خيثمة عليّ بن عمرو بن خالد الحرّاني قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أبو فضالة فرج بن فضالة [بن النعمان التنّوخي القضاعي الشامي الحمصي]، عن يحيى بن سعيد الأنصاري [أبي زكريّا الشامي الحمصي]، عن محمّد بن علي [ابن الحنفيّة] عن أبيه علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله.
وقال أبو خيثمة : عن محمّد بن علي، عن أبيه ، عن جدّه، عن عليّ بن
ص: 383
أبي طالب علیهم السّلام(1):
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «إذا صنعت - وقال أحدهم : إذا فعلت - أُمّتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء : إذا صارت الدنيا دولاً - وقال أحدهم : إذا كان المال فيهم دولاً ، والخيانة مغنما (2) ، والزكاة مغرماً ، وأطاع الرجل زوجته وعقّ أمّه، وبرّ صديقه وجفا ،أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وأُكرم الرجل مخافة شرّه، وكان زعيم القوم أرذلهم، ولُبس الحرير، وشُربَت الخمور، واتُّخذَت القِيان (3)، وضُرب بالمعازف (4)، ولعن آخر هذه الأمّة أوّلها (5)، فارتقبوا إذا عملوا ذلك، ثلاثاً : ريحاً حمراء، وخسفاً، ومسخاً».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 36)
ص: 384
(346) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي ، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام :
أنّ علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «لاتنشقّ الأرض أحد يوم القيامة إلّا وملكان آخذان بضبعيه (2) يقولان : أجب ربّ العزّة».
(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 10)
(347)2- (3) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب قال : أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدي، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب:
عن علي بن الحسين علیهماالسّلام (في حديث) قال : «فاعلم ابن آدم، أنّ من وراء هذا ما هو أعظم وأقطع وأوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود، ويجمع الله فيه الأوّلين والآخرين، ذلك يومٌ ينفخ فيه الصور، وتبعثر فيه القبور، ذلك يوم الأزفة ، إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين، ذلك يوم لاتقال فيه عثرة، ولا تؤخذ من أحد فيه فدية، ولا تقبل من أحد فيه معذرة، ولا
ص: 385
لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيّئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من خير وجده ، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من شرّ وجده» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)
يأتي تمام الخبر في باب مواعظه علیه السّلام من كتاب الروضة .
(348)3 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان قال: حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر : «ياعباد الله ، إنّ بعد البعث ماهو أشدّ من القبر، يوم يشيب فيه الصغير، ويسكر فيه الكبير، ويسقط فيه الجنين، وتذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت، يوم عبوس قمطرير، [و] (2) يوم كان شرّه مستطيراً ، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الّذين لا ذنب لهم، وترعد منه السبع الشداد، والجبال الأوتاد والأرض المهاد، وتنشقّ السماء فهى يومئذ واهية، وتصير وردة كالدِّهان، وتكون الجبال كثيباً (3) مهيلاً بعد ما كانت صماً صلاباً، وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومَن في الأرض إلّا من شاء الله، فكيف من عصى بالسمع والبصر واللسان واليد والرِجل والفرج و البطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم (4)، لأنّه يقضى ويصير إلى غيره،
ص: 386
إلى نار قعرها بعيد وحرّها شديد، وشرابها صديد، وعذابها جديد، ومقامعها حديد، لايفتر عذابها، ولا يموت سكّانها، دار ليس فيها رحمة، ولايسمع لأهلها دعوة».
(أمالى المفيد : المجلس 31 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد ، مثله ، إلّا أنّ فيه : «ويسكر منه الكبير». وفيه: «وتتغيّر فكأنّها وردة كالدِّهان». وفيه: «ولايموت ساكنها».
(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 31)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة .
(349)4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمّي قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن محبوب قال : سمعت أبا محمّد الوابشي رواه عن أبي الورد قال :
سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام يقول : «إذا كان يقول : إذا كان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد من الأوّلين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون على طريق المحشر حتّى يعرقوا عرقاً شديداً ويشتدّ (2) أنفاسهم، فيمكثون بذلك ماشاء الله، وذلك قوله [تعالى]: «فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً» (3).
ص: 387
قال: «ثمّ ينادي (1) مناد من تلقاء العرش : أين النبيّ الأمّي» ؟
قال : «فيقول النّاس : قد أسمعت كلّاً (2) فسمّ باسمه».
قال (3): «فينادي : أين نبيّ الرحمة محمّد بن عبد الله» ؟
قال: «فيقوم رسول الله صلّی الله علیه و آله فيقف (4) أمام النّاس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (5) وصنعاء، فيقف عليه، ثمّ ينادي بصاحبكم، فيقوم أمام النّاس ، فيقف معه ، ثمّ يؤذن للنّاس فيمرّون».
قال أبو جعفر علیه السّلام : «فبين وارد يومئذ وبين مصروف، فإذا رأى رسول الله صلّی الله علیه و آله من يصرف عنه من محبّينا أهل البيت بكى وقال : ياربّ شيعة عليّ، ياربّ شيعة عليّ».
قال: «فيبعث الله إليه ملكاً فيقول [له] (6): ما يُبكيك يا محمّد ؟ قال : [فيقول :] (7) وكيف لا أبكي لأناس من شيعة أخي عليّ بن أبي طالب، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النّار، ومنعوا من ورود حوضي» ؟!
قال: «فيقول الله عزّ وجلّ : يا محمّد إنّي قد وهبتهم (8) لك ، وصفحت لك عن
ص: 388
ذنوبهم، وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولّون من ذرّيتك، وجعلتهم في زمرتك، وأوردتهم حوضك، وقبلت شفاعتك فيهم، وأكرمتك بذلك».
ثمّ قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام : «فكَم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمّداه ، إذا رأوا ذلك».
[قال :] (1) «فلايبقي أحد يومئذ كان يتولّانا ويحبّنا إلّا كان في حزبنا ومعنا وورد حوضنا».
(أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 6)
(350) 5 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو حفص
ص: 389
عمر بن محمّد قال : حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا مسلم قال : حدّثنا عروة بن خالد قال : حدّثنا سليمان التميمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن سعد بن عبادة قال:
سمعت عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يقول: «أنا أوّل مَن يجثو بين يدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة للخصومة».
(أمالي الطوسي : المجلس 3 الحديث 37)
(351)6- حدّثنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي قال: حدّثني سعد عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي محمّد الأنصاري، عن معاوية بن وهب :
عن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ( في حديث ) قال : «ما أصيب ولد فاطمة ولا يصابون يمثل الحسين علیه السّلام ، ولقد قُتل علیه السّلام في سبعة عشر من أهل بيته ، نصحوا الله وصبروا في جنب الله فجزاهم أحسن جزاء الصابرين، إنّه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله صلّی الله علیه و آله ومعه الحسين علیه السّلام ويده على رأسه يقطر دماً فيقول : يا ربّ سَل أُمّتي فيمَ قتلوا ولدي» ؟!
(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 20)
يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين علیه السّلام .
(352) 7 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن عليّ بن محمّد بن محمّد العلوي قال : حدّثني محمّد بن موسى الرقّي قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن عليّ، عن عاصم بن بهدلة، عن شريح القاضي :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة له علیه السّلام ) قال : «اسمع ياذا الغفلة والتصريف، من
ص: 390
ذي الوعظ والتعريف ، جُعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال، والحباء و النكال، يوم تقلب إليه أعمال الأنام، وتُحصى فيه جميع الأثام، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها، وتضع الحوامل ما في بطونها ويفرق بين كل ّنفس و حبيبها، ويحار في تلك الأهوال عقل لبيبها، إذ تنكّرت الأرض بعد حسن عمارتها، وتبدّلت بالخلق بعد أنيق زهرتها، أخرجت من معادن الغيب أثقالها، ونفضت إلى الله أحمالها ، يوم لا ينفع الجدّ إذ عاينوا الهول الشديد فاستكانوا، وعرف المجرمون بسيماهم فاستبانوا، فانشقت القبور بعد طول انطباقها، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كُشف عن الآخرة غطاؤها، وظهر للخلق أنباؤها، فدكّت الأرض دكّاَ دكّاً، ومُدَّت لأمرٍ يراد بها مداً مداً، واشتدّ المثارون إلى الله شدّاً شدّاً، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفاً زحفاً، وردّ المجرمون على الأعقاب ردّاً ردّاً ، وجدّ الأمر - ويحك يا إنسان - جداً جداً ، وقربوا للحساب فرداً فرداً، وجاء ربّك والملك صفّاً صفّاً، يسألهم عمّا عملوا حرفاً حرفاً، فجيء بهم عُراة الأبدان، خُشَعاً أبصارهم، أمامهم الحساب، ومن ورائهم جهنّم، يسمعون زفيرها، ويرون سعيرها، فلم يجدوا ناصراً ولا وليّاً يجيرهم من الذلّ، فهم يعدون سِراعاً إلى مواقف الحشر، يساقون سوقاً، فالسماوات مطويّات بيمينه كطيّ السِجِلِّ للكُتُب، والعباد على صراط وجلت قلوبهم، يظنّون أنّهم لا يسلمون، ولا يؤذن لهم فيتكلّمون ، ولا يُقبَل منهم فيعتذرون، قد خُتِم على أفواههم واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
يالها من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب حين مُيِّز بين الفريقين، فريق في الجنّة وفريق في السعير، مِن مثل هذا فليَهرَب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها يعمل العاملون».
(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 3)
يأتي تمامه فى باب خطبه علیه السّلام من كتاب الروضة .
ص: 391
(353) 8- حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمّد الحسين بن عليّ بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ابو جعفر قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن ابي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «يُحشر النّاس يوم القيامة متلازمين فينادي منادٍ: أيّها النّاس إنّ الله قد عفا فاعفوا».
قال: «فيعفو قوم ويبقى قوم متلازمين».
قال: «فترفع لهم قصور بيض فيقال : هذا لمن عفا فيتعافى النّاس».
(أمالي الطوسي : المجلس 35 الحديث 28)
ص: 392
(354)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم عن المفضّل بن صالح، عن جابر:
عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «لمّا نزلت هذه الآية: «وَجِيءَ يومِئِذٍ بِجَهَنَّمَ» (1) سئل عن ذلك رسول الله صلّی الله علیه و آله فقال : أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا جمع الأوّلين والآخرين أُتي بجهنّم تقاد بألف زمام ، أخذ بكل زمام مئة ألف ملك من الغلاظ الشداد (إلى أن قال :) ثمّ يوضع عليها صراط أدقّ من حدّ السيف، عليه ثلاث قناطر، أمّا واحدة فعليها الأمانة والرحم، وأمّا الأخرى فعليها الصلاة، وأمّا الأخرى فعليها عدل ربّ العالمين لا إله غيره، فيكلّفون الممرّ عليه ، فتحبسهم الرحم والأمانة، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين جلّ وعزّ ، وهو قوله تبارك وتعالى: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرِ صَادِ» (2) الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس 33 ، الحديث 4)
سيأتي تمامه في باب النّار.
(355) 2 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي ّبن محمّد
ص: 393
القاشاني، عن الأصفهاني (1)، عن سليمان بن داوود [بن بشر أبي أيّوب] المنقري، عن حفص بن غياث قال :
قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله [تعالى] (2) شيئاً إلّا أعطاه، فلييأس من (3) النّاس كلّهم، ولا يكون له رجاء إلّا من عند الله (4) عزّ و جلّ ، فإذا (5) علم الله [تعالى] (6) ذلك من قلبه لم يسأل [الله] شيئاً إلّا أعطاه، [ألا] فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ في القيامة خمسين موقفاً كلّ موقف مثل ألف سنة ممّا تعدّون (7)». ثمّ تلا هذه الآية: «فِي يَومٍ كَانَ مِقدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» (8). (أمالي المفيد : المجلس 33، الحديث 1)
ص: 394
ورواه أيضاً في (المجلس 39، الحديث 1) إلّا أنّ فيه : «فإنّه إذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلّا أعطاه». قال: «ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ أمكنة القيامة خمسون موقفاً كلّ موقف مقام ألف سنة».
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه، ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، فإنّ للقيامة خمسين موقفاً...».
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 7)
ورواه أيضاً الطوسي في (المجلس 4 ، الحديث 23) بنفس السند والمتن مع مغايرة ذكرتها في الهامش.
ص: 395
(356)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه قال:
حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر قال: حدّثنا المعلى بن محمّد البصري، عن أحمد بن محمّد بن عبدالله ، عن عمر (عمرو) بن زياد عن مدرك بن عبدالرحمان:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام قال : «إذا كان يوم القيامة القيامة ، جمع الله عزّ وجلّ الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء ، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».
(أمالي الصدوق : المجلس 32 ، الحديث 1)
(357) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن الفضل محمّد البيهقي ، عن هارون بن عمر و المجاشعي ، عن محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه أبي عبدالله علیه السّلام.
قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة ، وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».
(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 57)
ص: 396
(358)3 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال :
سُئل أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام عن الخمر ؟ فقال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ أوّل مانهاني عنه ربّي عزّ وجلّ عن عبادة الأوثان وشرب الخمر و ملاحاة الرجال (إلى أن قال :) «أقسم ربّي جلّ جلاله فقال : لايشرب عبد لي خمراً في الدنيا إلّا سقيته يوم القيامة مثل ماشرب منها من الحميم معذّباً بعد أو مغفوراً له».
(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)
يأتي تمام الخبر في كتاب الأحكام.
(359) 4 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو عبد الله الأسدى قال : حدّثنا جعفر بن عبدالله العلوي المحمّدي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار الغسّاني قال : حدّثنا أبو الصباح عبدالغفور الواسطي(3)، عن عبد الله بن محمّد القرشي، عن أبي عليّ الحسن بن علي الراسبي،
ص: 397
عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «الشاكّ في فضل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يُحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاث مئة شعبة، على كلّ شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه».
(أمالى المفيد : المجلس 18 ، الحديث 3)
(360) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن صباح الحذّاء، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه علیهم السّلام:
ص: 398
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد وينادي منادٍ من عند الله ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم ، يقول : أين أهل الصبر ؟ فيقوم عُنُق من النّاس، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم ماكان صبركم هذا الّذي صبرتم ؟ فيقولون : صبّرنا أنفسنا على طاعة الله ، وصبّرناها عن معصية الله».
قال: «فينادي منادٍ من عند الله صدق ،عبادي خلّوا سَبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب» .
قال: «ثمّ ينادي منادٍ آخر، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم، فيقول: أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من النّاس ، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون : ما فضلكم هذا الّذي نُوديتم به ؟ فيقولون : كنّا يجهل علينا في الدنيا فنحتمل، ويُساء إلينا فنعفو».
قال : فينادي منادٍ من عند الله تعالى : صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب».
ص: 399
قال: «ثمّ ينادي منادٍ من عند الله عزّ وجلّ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم ، فيقول : أين جيران الله جلّ جلاله في داره؟ فيقوم عنق من النّاس، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم : ماذا كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره ؟
فيقولون : كنّا نتحابّ في الله عزّ وجلّ، ونتباذل في الله ونتوازر في الله.
فينادي منادٍ من عند الله : صدق عبادي خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنّة بغير حساب» .
قال: «فينطلقون إلى الجنّة بغير حساب».
ثمّ قال أبو جعفر علیه السّلام : «فهؤلاء جيران الله في داره، يخاف النّاس ولا يخافون، ويُحاسب الناس ولا يُحاسبون». (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 12)
(361)6- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا العبّاس بن بكر قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا قال :
حدّثنا كثير بن طارق قال : سألت زيد بن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام عن قوله تعالى (1) : «لا تَدعُوا الْيَومَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا تُبُوراً كَثيراً» (2) ؟ فقال زيد: ياكثير، إنّك رجل صالح، ولست بمتّهم، وإنّي خائف عليك أن تهلك ، إنّه إذا كان يوم القيامة أمر الله بأتباع كلّ إمام جائر إلى النّار، فيدعون بالويل والثبور، ويقولون لإمامهم : يا مَن أهلكنا هلمّ الأن فخَلَّصنا ممّا نحن فيه ! فعندها يقال لهم : «لا تَدْعُوا الْيَومَ تُبُوراً واحداً وَادْعُوا تُبُوراً كثيراً».
ثمّ قال زيد بن علي علیه السّلام : حدّثني أبي [علي بن الحسين] (3)، عن أبيه الحسين بن
ص: 400
علي علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعلي بن أبي طالب علیه السّلام : «أنت ياعلي وأصحابك في الجنّة، أنت ياعليّ وأتباعك في الجنّة». (أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 37)
أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا محمّد بن أبي الثلج قال : أخبرني عيسى بن مهران، عن محمّد بن زكريّا، مثله ، إلّا أنّ فيه : «... وإنّي أخاف عليك أن تهلك ، إنّ كلّ إمام جائر فإنّ أتباعه إذا أُمِر بهم إلى النّار نادوا باسمه، فقالوا: يا فلان ، يا مَن أهلكنا ، هلمّ فخلِّصنا ممّا نحن فيه ، ثمّ يدعون بالويل والثبور ...».
وفيه: «يا عليّ، أنت وأصحابك في الجنّة ، أنت وأتباعك يا عليّ في الجنّة».
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 52)
(362)7- (1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا الوصّافي، عن ابن بريدة، عن أبيه :
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «لا يؤمّر رجل على عشرة فما فوقهم إلّا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه، فإن كان محسناً فُكَ عنه ، وإن كان مُسيئاً زِيد غُلّاً إلى غُلّه».
(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 24)
(363) 8 - (2) أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون - المعروف بابن الحاشر - قال :
ص: 401
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي:
عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «دخل علىّ علیه السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو في بيت أمّ سلمة، فلمّا رآه قال: كيف أنت ياعلىّ إذا جُمعت الأمم، ووُضعت الموازين، وبرز لعرض خلقه، ودُعي النّاس إلى ما لابدّ منه» ؟
قال: «فدمعت عين أمير المؤمنين علیه السّلام ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما يبكيك يا عليّ ؟ ! تُدعى والله أنت و شيعتك غرّاً مُحجّلين ، رواء مرويّين مُبيضّة وجوهكم، ويُدعى بعدوّك مسوّدة وجوههم أشقياء معذّبين، أما سمعت إلى قول الله: «إنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولَئِكَ هُم خَيْرُ الْبَرِيَّة» (1) أنت وشيعتك، «والذّين كفروا بأياتنا أولئك هم شرّ البرية» عدوّك ياعلي».
(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 21)
(364) 9 - (2)عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا ، عن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن عقبة ، عن أسباط ، عن أيّوب بن راشد قال :
سمعت أبا عبدالله علیه السّلام يقول : «مانع الزكاة يطوّق بحيّة قرعاء تأكل من دماغه، وذلك قول الله تعالى : «سَيُطَوَّقُونَ مَا يَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (3).
(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 19)
ص: 402
(365)1- (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عبد الواحد الخزّاز قال : حدّثني إسماعيل بن علي السندي، عن منيع بن الحجّاج ، عن عيسى بن موسى، عن جعفر الأحمر ، عن جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام قال : سمعت جابر بن عبدالله الأنصاري يقول:
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنّة مديّجة (2) الجنبين، خطامها من لؤلؤ رطب، قوائمها من الزمرّد الأخضر، ذنبها من المسك الأذفر (3)، عيناها ياقوتتان حمراوان، عليها قبّة من نور يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، داخلها عفو الله وخارجها رحمة الله (4) ، على رأسها تاج من نور للتاج سبعون ركناً كلّ ركن مرصّع بالدرّ والياقوت،
ص: 403
يضيء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء، وعن يمينها سبعون ألف ملك وعن شمالها سبعون ألف ملك ، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته : «غضّوا أبصاركم تجوز فاطمة بنت محمّد صلّی الله علیه و آله».
فلا يبقي يومئذ نبيّ ولا رسول ولا صدّيق ولا شهيد إلّا غضّوا أبصارهم (1) حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد ، فتسير حتّى تحاذي عرش ربّها جلّ جلاله فتزجّ (2) بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيّدي احكم بيني وبين من ظلمني، اللهمّ احكم بيني وبين من قتل ولدي .
فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : ياحبيبتي وابنة حبيبي، سليني تُعطى، واشفعي تشفّعي (3)، فوعزّتي وجلالي لاجازني ظلم ظالم.
فتقول : إلهي وسيّدي، ذريّتي وشيعتي وشيعة ذريّتي ومحبّي ومحبّي ذرّيتي.
فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : أين ذريّة فاطمة وشيعتها ومحبّوها ومحبّو ذرّيتها. فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة حتّى تدخلهم الجنة».
(أمالي الصدوق : المجلس 5 ، الحديث 4)
(366) 2 - (4) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عبدالله بن عبدالرحمان الأصمّ، عنعبدالله [بن القاسم الحضرمي] البطل ، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير :
ص: 404
عن ابن عبّاس قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم وهو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وهو يقول: «يا معشر الأنصار ، يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطّلب، أنا محمّد رسول الله ، ألا إنّي خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي ، أنا وعلي وحمزة وجعفر».
قال قائل : يارسول الله ، هؤلاء معك ركبان يوم القيامة ؟
فقال: «ثكلتك أُمّك ، إنّه لن يركب معنا يومئذ إلّا أربعة : أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله ، فأمّا أنا فعلى البراق، وأمّا فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء، وأمّا صالح فعلى ناقة الله الّتي عُقرت، وأمّا علي فعلى ناقة من نوق الجنّة زمامها من ياقوت عليه حلّتان خضراوان، فيقف بين الجنّة والنّار وقد ألجم النّاس العرق
ص: 405
يومئذ ، فتهبّ ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم، فيقول الملائكة المقرّبون والأنبياء والصدّيقون : ما هذا إلّا ملك مقرّب أونبيّ مرسل.
فينادي منادٍ من قبل العرش: معشر الخلائق، إنّ هذا ليس بملك مقرب ولانبيّ مرسل ، ولكنّه عليّ بن أبي طالب أخو رسول الله في الدنيا والآخرة».
(أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 7)
(367)3- (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، عن حمّاد بن زيد، عن عبد الرحمان السرّاج، عن نافع ، عن عبدالله بن عمر قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه وآله لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام : «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك ياعليّ على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : أين خليفة محمّد رسول الله ؟ فتقول : ها أنا ذا».
قال: «فينادي المنادي ياعلي أدخل من أحبّك الجنّة ومن عاداك النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار».
(أمالي الصدوق : المجلس 57 الحديث 14)
(368)4- حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفى، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي، قال: حدّثنا أبو قتادة الحرّاني، عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاس:
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «وكأنّي أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن يسارها سبعون ألف ملك، وبين يديها سبعون ألف ملك، وخانمها سبعون ألف ملك تقود
ص: 406
مؤمنات أُمّتي إلى الجنّة» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 73 ، الحديث 18)
يأتي تمام الخبر في باب مناقب سيّدة النساء علیهاالسّلام من كتاب الإمامة .
(369) 5 - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي قال : حدّثني موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه، عن علي علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا عليّ على ناقة (1) من نور وعلى رأسك تاج له أربعة أركان، على كلّ ركن ثلاثة أسطر : «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ وليّ الله»، وتعطى مفاتيح (2) الجنّة ، ثمّ يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه ، ثمّ يجمع لك الأوّلون والآخرون في صعيد واحد، فتأمر بشيعتك إلى الجنّة وبأعدائك إلى النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار، ولقد فاز من تولّاك وخسر من عاداك، فأنت في ذلك اليوم أمين الله وحجّة الله الواضحة». (أمالي الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 14)
(370)6- (3) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى قال:
ص: 407
ص: 408
حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين و الآخرين في صعيد واحد ثمّ أمر منادياً فنادى (1) : غُضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم حتّى تجوز فاطمة ابنة محمّد صلّی الله علیه و آله الصراط».
قال : «فتغضّ الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة علیهاالسّلام على نجيب من نجب الجنّة يشيّعها سبعون ألف ملك ، فتقف موقفاً شريفاً من مواقف القيامة، ثمّ تنزل عن نجيبها» الحديث. (أمالي المفيد : المجلس 15 ، الحديث 6)
يأتي تمامه في باب تظلّم سيّدة النساء في القيامة من تاريخها علیهاالسّلام .
(371)7 - (2) أخبرني أبو عليّ الحسن بن عليّ بن فضل الرازي (3) قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن بشر العسكري قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأُبلّي قال : حدّثنا إسحاق بن سليمان [بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس] الهاشمي قال : حدثني أبي قال : حدّثني هارون الرشيد قال : حدّثني أبي المهدي قال: حدّثني المنصور أبو جعفر عبدالله بن محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي، عن جدّي عليّ بن عبدالله بن العبّاس ، عن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب قال :
سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «يا أيّها النّاس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس
ص: 409
غيرنا».
فقال له قائل بأبي أنت وأُمّي يارسول الله . مَن الركبان ؟
قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله الّتي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة خِطامها من لؤلؤ رطب (1) ، وعيناها من ياقوتتين حمراوين، وبطنها من زبرجد أخضر، عليها قبّة من لؤلؤة بيضاء ، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، ظاهرها من رحمة الله، وباطنها من عفو الله، إذا أقبلت زفّت ، وإذا أدبرت زفّت (2) ، وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع ذلك التاج له سبعون ركناً، كلّ ركن يضيء كالكوكب الدرّي في أفق السماء، وبيده لواء الحمد وهو ينادي في
ص: 410
القيامة : «لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله»، فلايمرّ بملاً من الملائكة إلّا قالوا نبيّ مرسل (1) . ولا يمرّ بنبيّ مرسل إلّا قال (2) : ملك مقرّب.
فينادي مناد ٍمن بطنان العرش (3) : يا أيّها النّاس ، ليس هذا ملكاً مقرّباً، ولانبيّاً مرسلاً، ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي طالب .
وتجيء (4) شيعته من بعده فينادي منادٍ لشيعته : مَن أنتم ؟ فيقولون: نحن العلويّون.
فيأتيهم النداء : أيّها العلويّون أنتم آمنون ، ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون».
(أمالى المفيد : المجلس 32، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 4)
(373-372)9-8- (5) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون بن
ص: 411
الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا عليّ بن محمّد قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ليس فى القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة».
قال : فقام إليه رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأُمّي ، أنت ومَن ؟
قال: «أنا على دابّة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله الّتي عُقرت ، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقةٍ من نُوق الجنّة، وبيده لواء الحمد، وأقف بين يدي العرش ينادي: «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله».
قال: «فيقول الآدميّون: ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين».
قال: «فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش معاشر الأدميّين، ماهذا ملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولا حامل عرش، هذا الصدّيق الأكبر، هذا عليّ بن
ص: 412
أبي طالب».
قال ابن عقدة : أخبرني عبدالله بن أحمد بن عامر في كتابه، قال : حدّثني أبي قال : حدّثني علي بن موسى بهذا. (أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 51 و 52)
(374) 10 - (1) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال : حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال : حدّثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : «يأتي على النّاس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلّا نحن أربعة».
فقال له العبّاس بن عبدالمطّلب عمّه : فداك أبي وأُمّي ، ومَن هؤلاء الأربعة ؟
قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله الّتي عقرها قومه، و عمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، مدرّجة الجنبين، عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمان، على
ص: 413
رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركناً، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيّام، وبيده لواء الحمد ينادي: «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله»، فيقول الخلائق : مَن هذا، ملك مقرۀب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش ؟
فينادي منادٍ من بطنان العرش : ليس بملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولاحامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول ربّ العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين في جنّات النعيم». (أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 4)
(375)11- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم المعاذي قال : حدّثنا أحمد بن حيويه الجرجاني المذكّر قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال (1) قال : حدّثنا أبو محمّد قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن كرّام قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال : حدّثنا معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس :
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رمضان و صومه) قال: «وقضى لكم عزّ وجلّ يوم خمسة عشر [سبعين حاجة] (2) من حوائج الدنيا والآخرة (إلى أن قال) : وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم ستّة عشر إذا خرجتم من القبر ستّين حلّة تلبسونها، وناقة تركبونها». (إلى أن قال:)
ويوم خمسة وعشرين بنى الله عزّ وجلّ لكم تحت العرش ألف قبّة خضراء»، ( إلى أن قال) : «ولأركبنّ كلّ واحد منكم على ناقة خلقت من نور، وزمامها من نور، وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب، وفي كلّ حلقة ملك قائم عليها من الملائكة ، بيدكلّ ملك عمود من نور حتّى يدخل الجنّة بغير حساب».
(أمالي الصدوق : المجلس 12، الحديث 2)
يأتي تمام الخبر في كتاب الصوم.
ص: 414
(376)12- (1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن العبّاس والعبّاس بن عمرو الفقيمي قالا : حدّثنا هشام بن الحكم، عن ثابت بن هرمز، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أحمد بن عبد الحميد، عن عبد الله بن عليّ:
عن بلال مؤذّن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال: سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «إذا كان يوم القيامة وجمع الله النّاس في صعيد واحد ، بعث الله عزّ وجلّ إلى المؤذّنين بملائكة من نور معهم ألوية وأعلام من نور يقودون نجائب أزمّتها زبرجد أخضر، وحقائبها المسك الأذفر ، ويركبها المؤذّنون، فيقومون عليها قياماً، تقودهم الملائكة ، ينادون بأعلى أصواتهم بالأذان».
ثمّ بكى بكاءً شديداً حتّى انتحبتُ وبكيتُ ، فلمّا سكت ، قلت : مِمّ بكاؤُك ؟
قال : ويحك ذكّرتني أشياء، سمعت حبيبي وصفیّي صلّی الله علیه و آله يقول : «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّهم ليمرّون على الخلق قياماً على النجائب ، فيقولون : الله أكبر، الله أكبر، فإذا قالوا ذلك سمعت لأمّتي ضجيجاً». فسأله أُسامة بن زيد عن ذلك الضجيج ماهو ؟
قال : «الضجيج : التسبيح والتحميد والتهليل ، فإذا قالوا : أشهد أن لا إله إلّا الله ، قالت أُمّتى : إيّاه كنّا نعبد في الدنيا ، فيقال : صدقتم .
فإذا قالوا : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، قالت أُمّتى : هذا الّذي أتانا برسالة ربّنا جلّ جلاله آمنّا به ولم نره . فيقال لهم : صدقتم ، هذا الّذي أدّى إليكم الرسالة من ربِّكم وكنتم به مؤمنين، فحقيق على الله أن يجمع بينكم وبين نبيّكم فينتهي بهم إلى منازلهم، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 38 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب النبوّة ، باب أحوال أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله.
ص: 415
(377)1- (1) أبو عبدالله المفيد قال : حدثّنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه علیهماالسّلام .
وقال [أبو بكر الجعّابي]: حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله لعلي بن أبي طالب علیه السّلام: «ألا أبشرك ؟ ألا أمنحك» ؟
قال: «بلی یا رسول الله».
قال: «فإنّني(2) خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فُضلة فخلق منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأمّهاتم إلّا شيعتك ، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم.
(أمالي المفيد : المجلس 37، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 27)
(378)2- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا
ص: 416
أبوعبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال : حدّثني عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله .
قال أحمد بن عبد المنعم : وحدّثنا عبيد الله بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن عليّ علیهم السّلام ، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله قال:
سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول لعلىّ علیه السّلام: «ألا أسرّك ؟ ألا أمنحك ؟ ألا أبشّرك»؟
قال : «بلى يا رسول الله».
قال: «إنّي خُلقت أنا وأنت من طينة واحدة وفضلت فضلة فخلق الله منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأسماء أمّهاتهم سوى شيعتنا فإنّهم يُدعَون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».
(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 25)
(379)3- (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني جعفر بن محمّد رحمه الله قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي قال : حّدثنا محمّد بن حاتم قال: حدّثني محمّد بن معاذ قال : حدّثني زكريّا بن عديّ قال: حدّثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال :
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول على المنبر : «ما بال أقوام يقولون : إنّ رحم رسول الله لا ينفع (2) يوم القيامة ؟ بلى والله إنّ رحمي الموصولة (3) في الدنيا والآخرة، و إنّي أيّها النّاس فرطكم (4) يوم القيامة على الحوض، فإذا جئتم قال الرجل : يا
ص: 417
رسول الله أنا فلان بن فلان . فأقول : أمّا النسب فقد عرفته ، لكنّكم أخذتم بعدي ذات الشمال وارتددتم على أعقابكم القهقرى».
(أمالى المفيد : المجلس 38، الحدیث 11)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 53)
(380)4- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال:
ص: 418
أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه :
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «أتزعمون أنّ رحم نبيّ الله لا تنفع قومه يوم القيامة ؟ بلى والله إنّ رحمي الموصولة في الدنيا والآخرة».
ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، أنا فرطكم على الحوض، فإذا جئت وقام رجال يقولون: يانبيّ الله ، أنا فلان بن فلان، وقال آخر : يانبيّ الله ، أنا فلان بن فلان، وقال آخر: يانبيّ الله ، أنا فلان بن فلان (1). فأقول: أمّا النسب فقد عرفته، ولكنّكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى».
(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 39)
(381) 5 - (2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال : أخبرنا عليّ بن محمّد بن عليّ العلوي قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا عبيد الله بن عليّ قال : حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه ، عن آبائه ، عن علىّ علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «كلّ نسبٍ وصهرٍ منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي».
(أمالي الطوسي : المجلس : 12 ، الحديث 34)
ص: 419
ص: 420
(382) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي البردعي قال : حدثتنا رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيها ، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت» .
(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 10)
ص: 421
(383) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبّنا أهل البيت» .
فقال رجل من القوم: وما علامة حبّكم يارسول الله ؟
فقال: «محبّة هذا». ووضع يده على رأس عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .
(أمالي المفيد : المجلس 42 ، الحديث 5)
ص: 422
أبو جعفر الطوسي عن أبي عبد الله المفيد مثله ، إلّا أن فيه: «لاتزول قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي الله عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك ... » والباقي سواء.
(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 6)
(384) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي بالكوفة قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال : حدّثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن معروف بن خرّبوذ
ص: 423
المكّي، عن عامر بن واثلة، عن أبي برزة (1) الأسلمي قال :
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع : عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت» . (أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 1)
(385)4- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار بن موسى الساباطي :
عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام (في حديث) قال : «إنّ أوّل مايُسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جلّ جلاله الصلوات (2) المفروضات، وعن الزكاة المفروضة، وعن الصيام المفروض، وعن الحجّ المفروض، وعن ولايتنا أهل البيت، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه، و إن لم يقرّ بولايتنا بين يدي الله جلّ جلاله لم يقبل الله عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله».
(أمالي الصدوق : المجلس 44، الحديث 11)
يأتي تمامه في كتاب الصلاة .
(386) 5 - (3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن الحكم ، عن داوود بن النعمان ، عن إسحاق بن عمّار :
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إذا كان يوم القيامة وقف عبدان
ص: 424
مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنّة فقير في الدنيا وغنيّ في الدنيا، فيقول الفقير : ياربّ على ما أوقف ؟ فوعزّتك إنّك لتعلم أنّك لم تولّني ولاية فأعدل فيها أو أجور، ولم ترزقني مالاً فاؤدّي منه حقّاً أو امنع، ولا كان رزقي يأتيني منها إلّا كفافاً على ما علمت وقدّرت لي .
فيقول الله جلّ جلاله: «صدق عبدي، خلّوا عنه يدخل الجنّة» .
ويبقي الآخر حتّى يسيل منه العرق ما لو شربه أربعون بعيراً لكفاها ، ثمّ يدخل الجنّة، فيقول له الفقير : ماحبسك ؟
فيقول : طول الحساب، مازال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي، ثمّ أسأل عن شيء آخر حتّى تغمّدني الله عزّوجلّ منه برحمته و ألحقني بالتائبين ، فمَن أنت ؟
فيقول : أنا الفقير الّذي كنت معك آنفاً.
فيقول : لقد غيّرك النعيم بعدي»(1)
(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 11)
(387)6- (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، قال: أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدى، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب :
عن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام (في حديث طويل) قال : «ثمّ رجع إلى القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب ، فقال : «وَلَئِن مَسَّهُم نَفْحَةٌ مِن عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ» (3) فإن قلتم إنّ الله إنّما عنى بهذا أهل الشرك، فكيف
ص: 425
ذاك وهو يقول: «وَنَضَعُ الْمُوازِينَ الْقِسطِ لِيَومِ الْقِيامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثقَالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتينا بها وَكَفَى بِنا حاسِبينَ» (1)، اعلموا عباد الله ، أنّ أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين، وإنّما تنشر الدواوين لأهل الإسلام» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)
يأتي تمام الخبر في أبواب مواعظه علیه السّلام من كتاب الروضة .
(388) 7 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عثمان قال: حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر قال: «فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره فى الدنيا والآخرة وكفاه المهمّ فيهما وقد قال الله عزّ و جلٌ (2): «يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُم لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنيا حَسَنَة وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ» (3)، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال الله عزّ وجلّ : «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسنى وَزِيادَةٌ» (4)، فالحسنى هي الجنّة والزيادة هي الدنيا» الحديث.
(أمالى المفيد : المجلس 31، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 32)
ص: 426
(389)8- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن عليّ التّمار قال : حدّثنا أبو عبدالله بن محمّد قال : حدّثنا سويد، قال: حدّثنا الحكم بن سنان، عن سدوس صاحب السابري، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا جمع القيامة فدخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النّار نادى منادٍ تحت العرش : تتاركوا المظالم بينكم، فعليّ ثوابكم».
(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 9)
(390) 9 - وعن محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عليّ بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن سفيان بن عيينة قال :
سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «ما من عبد إلّا والله عليه حُجَّة ، إمّا في ذَنب اقترفه وإمّا في نعمة قصّر عن شكرها» .
(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 16)
(391) 10 - وبالسند المتقدّم عن ابن عيينة، عن حميد بن زياد، عن عطاء بن يسار:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «يوقف العبد بين يدي الله فيقول : قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله، وستغرق النعم العمل، فيقولون : قد استغرقتِ النعم العمل، فيقول : هبوا له نعمي، وقيسوا بين الخير والشرّ منه . فإن استوى العملان أذهب الله الشرّ بالخير وأدخله الجنّة، فإن كان له فضل أعطاه الله بفضله، وإن كان عليه فضل وهو من أهل التقوى، لم يشرك بالله تعالى، واتّقي الشرك به ، فهو من أهل المغفرة، يغفر الله له برحمته إن شاء، ويتفضّل عليه بعفوه» .
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 19)
ص: 427
(392)11- (1) قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل، في صفر سنة عشر وأربع مئة ، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور ب_«بادرايا» (2)، في شهر ربيع الآخر من سبع وأربعين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، في منزله ب_«فارسفان» من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين، عن عبدالرحمان بن أحمد التميمي، عن عبدالله بن سنان:
عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم، [وما كان للأدميّين سألنا الله أن يعوّضهم بدله فهو لهم] (3) وماكان لنا فهو لهم». ثمّ قرأ أبو عبد الله علیه السّلام : «إِنَّ إِلَينا إيابَهُم * ثُمَّ إِنَّ عَلَينا حِساتِهُم» (4)
(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 59)
سيأتى بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب العاشر .
ص: 428
(393) 1 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد قال :
سمعت جعفر بن محمّد علیهماالسّلام وقد سئل عن قوله تعالى: «فَلِلّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ» (2) فقال : «إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي أكنت عالماً؟ فإن قال : نعم ،
ص: 429
قال له : أفلا عملت بما (1) علمت ؟ وإن قال : كنت جاهلاً ، قال له : أفلا تعلّمت حتّى تعمل ؟ فيخصمه، وذلك الحجّة البالغة».
(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 6)
ورواه أيضاً في (المجلس 35 الحديث 1) إلّا أن فيه : «إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى للعبد» وفيه : «... أفلا تعلّمت ، فيخصمه ، فتلك الحجّة البالغة الله عزّ وجلّ على خلقه».
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثل الحديث الأوّل ، إلّا أنّ فيه : «فتلك الحجّة البالغة».
(أمالي الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 11)
ص: 430
(394)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع ، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال :
قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته حتّى يطمع إبليس في رحمته». (أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 2)
(395)2 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري رحمه الله قال : أخبرني عمّي أبو الحسن عليّ بن سليمان بن الجهم (3) قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد الطيالسي قال : حدّثنا العلاء بن رزين :
ص: 431
عن محمّد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام عن قول الله عزّ وجلّ: «فَأُولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً» (1)؟ فقال علیه السّلام : «يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الّذي يتولّى حسابه، لا يُطلع على حسابه أحداً من النّاس، فيعرّفه ذنوبه حتّى إذا أقرّ بسيّئاته قال الله عزّ وجلّ للكتبة : بدّلوها حسنات وأظهروها للنّاس . فيقول النّاس حينئذ : أما كان لهذا العبد سيّئة واحدة ؟ ! ثمّ يأمر الله به إلى الجنّة، فهذا تأويل الآية، وهي في المذنبين من شيعتنا خاّصة».
(أمالى المفيد : المجلس 35 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «قال الله عزّ وجلّ لملائكته (لكتبته «خ ل ») » . وفيه : فيقول النّاس حينئذ : ماكان هذا العبد سيّئة واحدة».
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 14)
ص: 432
(396) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني المكتب رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه :
عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث في فضيلة شهر رجب وصومه) قال : «من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدّة سكرات الموت، وأماناً له من هول المطلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط، ومن صام ثلاثة أيِام من آخر هذا الشهر أَمِن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطي براءة من النّار».
(أمالي الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 7)
أقول : تدلّ روايات عديدة على أنّ الصّوم جُنّة من النّار ويوجب الأمن من الفزع الأكبر وأهوال يوم القيامة، وسيأتي بعضها في كتاب الصوم.
(397) 2 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم المعاذي قال : حدّثنا أحمد بن حيويه الجرجاني المذكّر قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال قال : حدّثنا أبو محمّد قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن كرّام قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال : حدّثنا معاوية بن إسحاق :
عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رمضان و صومه) قال: «وقضى لكم [الله] يوم خمسة عشر [سبعين حاجة] (1) من حوائج
ص: 433
الدنيا والآخرة، وأعطاكم الله عزّ وجلّ ما يعطي أيّوب، واستغفر لكم حملة العرش، وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم القيامة أربعين نوراً: عشرة عن يمينكم، وعشرة عن يساركم، وعشرة أمامكم ، وعشرة خلفكم .
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم ستّة عشر إذا خرجتم من القبر ستّين حلّة تلبسونها، وناقة تركبونها ، وبعث الله إليكم غمامة تظلّكم من حرّ ذلك اليوم .
ويوم سبعة عشر يقول الله عزّ وجلّ : إنّي قد غفرت لهم ولأبائهم ورفعت عنهم شدائد يوم القيامة». (إلى أن قال :)
«ويوم خمسة وعشرين بنى الله عزّ وجلّ لكم تحت العرش ألف قبّة خضراء على رأس كلّ قبّة خيمة من نور، يقول الله تبارك وتعالى : يا أُمّة محمّد ، أنا ربّكم وأنتم عبيدي وإمائي، استظلّوا بظلّ عرشي في هذه القباب، وكلوا واشربوا هنيئاً فلاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون، يا أُمّة محمّد ، وعزّتي وجلالي لأبعثنّكم إلى الجنّة يتعجّب منكم الأوّلون والآخرون، ولأتوّجنّ كلّ واحد منكم بألف تاج من نور ، ولأركبنّ كلّ واحد منكم على ناقة خلقت من نور وزمامها من نور، وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب ، في كلّ حلقة ملك قائم عليها من الملائكة بيد كلّ ملك عمود من نور حتّى يدخل الجنّة بغير حساب».
(أمالي الصدوق : المجلس 12 ، الحديث 2)
يأتي تمام الخبر في كتاب الصوم .
(398)3 - حدّثنا جعفر بن محمّد قال : حدّثنا الحسين بن محمّد، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن سليمان بن حفص المروزي:
عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السّلام (في حديث) قال : «إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله جلّ جلاله أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، فأما الأوّلون: فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأمّا الأربعة الآخرون: فمحمّد وعليّ و الحسن
ص: 434
والحسين، ثمّ يمدّ المطمر (1) فيقعد معنا زوّار قبور الأئمّة، ألا إنّ أعلاها درجةً وأقربهم حبوة زوّار قبر ولدي علىّ علیه السّلام» .
(أمالي الصدوق : المجلس 25 ، الحديث 6)
يأتي تمامه فى كتاب المزار.
(399) 4 - حدّثنا صالح بن عيسى العجلي قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عليّ قال : حدّثنا محمّد بن الصلت قال: حدّثنا محمّد بن بكير قال : حدّثنا عبّاد بن عبّاد [بن حبيب أبو معاوية البصري] المهلبي قال : حدّثنا سعد (2) بن عبدالله ، عن هلال بن عبدالرحمان، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب :
عن عبدالرحمان بن سمرة قال: كنّا عند رسول الله يوماً، فقال: «إنّي رأيت البارحة عجائب».
قال : فقلنا يا رسول الله ، وما رأيت ؟ حدّثنا به - فداك أنفسنا وأهلونا و أولادنا -.
فقال: رأيت رجلاً من أُمّتي وقد أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه برّه بوالديه فمنعه منه .
ورأيت رجلاً من أُمّتى قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فمنعه منه .
ورأيت رجلاً من أُمّتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عزّ وجلّ فنجّاه من بينهم .
ورأيت رجلاً من أُمّتي يلهث قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فمنعته منهم.
4 - ورواه المتّقي في الحديث 43592 من كنز العمّال : ج 15 ص 926 نقلاً عن البيهقي في شعب الإيمان، وعن الحكيم الترمذي في نوادر الأصول
ص: 435
ورأيت رجلاً من أُمّتي يلهث عطشاً (1) كلّما ورد حوضاً منع منه فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه .
ورأيت رجلاً من أُمّتي والنبیّون حلقاً حلقاً كلّما أتى حلقة طرد فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي.
ورأيت رجلاً من أُمّتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن تحته ظلمة مستنقعاً في الظلمة، فجاءه حجّه وعمرته فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه النّور.
ورأيت رجلاً من أُمّتي يكلّم المؤمنين فلا يكلّمونه ، فجاءه صلته للرحم فقال : يا معشر المؤمنين كلّموه، فإنّه كان واصلاً ،لرحمه، فكلّمه المؤمنون وصافحوه وكان معهم.
ورأيت رجلاً من أُمّتي يتّقي وهج النيران وشررها بيده ووجهه، فجاءته صدقته فكانت ظلاً على رأسه وستراً على وجهه.
ورأيت رجلاً من أُمّتي قد أخذته الزبانية من كلّ مكان، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلّصاه من بينهم وجعلاه مع ملائكة الرحمة .
ورأيت رجلاً من أُمّتى جائياً على ركبتيه، بينه وبين رحمة الله حجاب، فجاءه حُسن خُلقه فأخذه بيده وأدخله في رحمة الله .
ورأيت رجلاً من أُمّتي قد هوت صحيفته قبل شماله، فجاءه خوفه من الله عزّ وجلّ فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه .
ورأيت رجلاً من أُمّتي قد خفّت موازينه ، فجاءه أفراطه (2) فثقّلوا موازينه .
ورأيت رجلاً من أُمّتى قائماً على شفير جهنّم ، فجاءه رجاؤه من الله عزّ وجلّ فاستنقذه من ذلك.
ورأيت رجلاً من أُمّتي قد هوى في النّار، فجاءته دموعه الّتي بكى من خشية
ص: 436
الله فاستخرجته من ذلك.
ورأيت رجلاً من أُمّتي على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف، فجاءه حسن ظنّه بالله فسكن رعدته ومضى على الصراط .
ورأيت رجلاً من أُمّتى على الصراط يزحف أحياناً ويحبو (1) أحياناً ويتعلّق أحياناً، فجاءته صلاته عَلَيَّ فأقامته على قدميه ومضى على الصراط .
ورأيت رجلاً من أُمّتي انتهى إلى أبواب الجنّة كلّها، كلّما انتهى إلى باب أغلق دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلّا الله صادقاً بها ففتحت له الأبواب ودخل الجنة».
(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 1)
(400) 5 - (2) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ، عن آبائه، عن علي علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّ أقربكم منۀي غداً وأوجبكم عَلَيَّ شفاعةً أصدقكم لساناً، وآداكم للأمانة، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».
(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 5)
ص: 437
(401)6 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ بن الحسن الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي، عن عبد المؤمن، عن محمّد بن عليّ الباقر علیهماالسّلام قال : حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «أقربكم منّى فى الموقف غداً أصدقكم حديثاً، وآداكم أمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم إلى النّاس».
(أمالي المفيد : المجلس 7 ، الحديث 13)
(402) 7 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن بكر بن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أقربكم غداً منّي في الموقف : أصدقكم للحديث ، وآداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 57)
(403) 8 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام، عن أبي ذرّ رحمه الله قال :
ص: 438
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «أطولكم قنوتاً في دار الدنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف».
(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 7)
(404)9- (1) حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (إسحاق) بن أحمد الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي ، عن أبيه ، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري :
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال : «من صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماء والأرض ما له عند الله من الكرامة وكتب له من الأجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت ، ويشفّع يوم القيامة في مثل ما يشفّعون فيه ، ويحشر معهم في زمرتهم حتّى يدخل الجنّة ويكون من رفقائهم» . (وساق الحديث إلى أن قال:)
«ومن صام من رجب خمسة أيّام كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يرضيه يوم القيامة، وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر وكتب له عدد رمل عالج حسنات و أدخل الجنّة بغير حساب ويقال له : تمنّ على ربّك ما شئت.
ومن صام من رجب ستّة أيّام خرج من قبره ولوجهه نور يتلألاً أشدّ بياضاً من نور الشمس، وأعطي سوى ذلك نوراً يستضيء به أهل الجمع يوم القيامة، وبعث من الآمنين حتّى يمرّ على الصراط بغير حساب». (إلى أن قال:)
«ومن صام من رجب تسعة أيّام خرج من قبره وهو ينادي بلا إله إلّا الله ، ولا يصرف وجهه دون الجنّة، وخرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ لأهل الجمع حتّى
ص: 439
يقولوا : هذا نبيّ مصطف. وإنّ أدنى ما يعطى أن يدخل الجنّة بغير حساب .
ومن صام من رجب عشرة أيّام جعل الله عزّ وجلّ له جناحين أخضرين منظومين بالدرّ والياقوت يطير بهما على الصراط كالبرق الخاطف إلى الجنان ويبدّل الله سيّئاته حسنات، وكتب من المقرّبين القوّامين لله بالقسط ، وكأنّه عبد الله عزّ وجلّ ألف عام قائماً صابراً محتسباً.
ومن صام أحد عشر يوماً من رجب لم يواف يوم القيامة عبد أفضل ثواباً منه إلّا من صام مثله أو زاد عليه .
ومن صام من رجب اثني عشر يوماً كسي يوم القيامة حلّتين خضراوين من سندس واستبرق ويحبر بهما، لو دلّيت حلّة منهما إلى الدنيا لأضاء ما بين شرقها وغربها ولصارت الدنيا أطيب من ريح المسك.
ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوماً وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظلّ العرش قوائمها من درّ أوسع من الدنيا سبعين مرّة، عليها صحاف الدرّ والياقوت، في كلّ صحفة سبعون ألف لون من الطعام لا يشبه اللون اللّون، ولا الريح الريح ، فيأكل منها والنّاس في شدّة شديدة وكرب عظيم»(إلى أن قال :)
«ومن صام من رجب خمسة عشر يوماً وقف يوم القيامة موقف الأمنين، فلا يمرّ به ملك مقرّب ولانبيّ مرسل ولا رسول إلّا قال : طوباك أنت آمن مقرّب مشرّف مغبوط محبور ساكن للجنان». (إلى أن قال:)
«ومن صام سبعة عشر يوماً من رجب وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتىّ يمرّ على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان، تشيعه الملائكة بالترحيب والتسليم». (إلى أن قال :)
«ومن صام من رجب أحداً وعشرين يوماً شفّع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر كلّهم من أهل الخطايا والذنوب». (إلى أن قال :)
«ومن صام من رجب خمسة وعشرين يوماً فإنّه إذا خرج من قبره تلقّاه سبعون ألف ملك ، بيد كلّ ملك منهم لواء من درّ وياقوت، ومعهم طرائف الحليّ
ص: 440
والحلل، فيقولون: يا وليّ الله ، النجاة إلى ربّك، فهو من أوّل النّاس دخولاً في جنّات عدن مع المقرّبين الّذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ذلك هو الفوز العظيم.
ومن صام من رجب ستّة وعشرين يوماً بنى الله له في ظلّ العرش مئة قصر من درّ وياقوت على رأس كلّ قصر خيمة حمراء من حرير الجنان، يسكنها ناعماً والنّاس في الحساب» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 80 ، الحديث 1)
أقول : يأتي تمامه في كتاب الصوم، ونحوه روايات أُخرى أذكرها إن شاء الله في فضائل شهر رجب .
(405) 10 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن
ص: 441
مخلد قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل الترمذي قال : حدّثنا سعد بن عنبسة قال: حدّثنا منصور بن وردان العطّار قال : حدّثنا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علیّ علیه السّلام :
أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ومن ارتبط فرساً في سبيل الله ، كان علقه وروثه وشرابه في ميزانه يوم القيامة».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 82)
ص: 442
أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 6 - باب الركبان يوم القيامة - وسيأتي بعضها في الباب 13 - أنّه يدعى في القيامة كلّ أناس بإمامهم -.
(406) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمدّ بن عليّ رحمه الله قال : حّدثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جُبير، عن عبد الله بن عبّاس:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال : «معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النار، لا يدخل النّار وليّ له، ولا ينجو منها عدوّ له ، إنّه قسيم الجنّة، لا يدخلها عدوّ له، ولا يزحزح عنها وليّ له». (أمالي الصدوق : المجلس 8 ، الحديث 4)
يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
(407) 2 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن صالح، عن حكيم بن عبد الرحمان قال : حدّثني مقاتل بن سليمان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام :
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) أنّه قال لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام: «يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار، بمحبّتك يُعرف الأبرار من الفجّار، ويميّز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفّار».
(أمالي الصدوق : المجلس 11 ، الحديث 4)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.
(408)3 - حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا جعفر بن الحسن ، عن
ص: 443
عبيد الله بن موسى العبسي، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل :
عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال : لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول في عليّ خصالاً ، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً (إلى أن قال):
قوله صلّى الله عليه وآله : «عليّ قسيم الجنّة والنّار».
(أمالي الصدوق : المجلس 20، الحدیث 1)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين من كتاب الإمامة .
(409) 4 - (1) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يوسف بن الحارث، عن محمّد بن مهران، عن عليّ بن الحسن قال : حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن إسماعيل بن معاوية، عن نافع عن ابن عمر قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة زيّن عرش ربّ العالمين بكلّ زينة، ثمّ يؤتى بمنبرين من نور طولهما مئة ميل، فيوضع أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يسار العرش، ثمّ يؤتى بالحسن والحسين علیهماالسّلام ، فيقوم الحسن على أحدهما و الحسين على الآخر، يزيّن الربّ تبارك وتعالى بهما عرشه كما يزيّن المرأة قرطاها».
(أمالي الصدوق : المجلس 24 ، الحديث 1)
ص: 444
(410) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال :
ص: 445
حدّثني أبو الفضل عيسى بن المتوكّل على الله قال : حدّثنا عليّ بن عبيد قال : حدّثنا محمّد بن سهل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد البلوي قال : حدّثني إبراهيم بن عبید الله بن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب علیه السّلام :
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «الحسن والحسين يوم القيامة عن جنبي عرش الرحمان تبارك وتعالى بمنزلة الشنفين(1) من الوجه» .
(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 65)
(411) 6 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله
ص: 446
قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى (1) قال : حدّثنا العبّاس بن معروف [عن عبد الله بن المغيرة] (2) قال : حدّثنا أبو حفص العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد
ص: 447
الخدري قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا سألتم الله عزّ وجلّ فاسألوه لي الوسيلة».
فسألت النبيّ صلّی الله علیه و آله عن الوسيلة ؟
فقال: «هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة، مابين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهراً، وهي مابين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد، ومرقاة ياقوت إلى مرقاة فّضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتّى تنصب مع درجة النبيّين، فهي في درج النبيّين كالقمر بين الكواكب، فلايبقي يومئذ نبيّ ولا صديّق ولا شهيد إلّا قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته. فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ، يسمع النبيّين وجميع الخلق : هذه درجة محمّد صلّی الله علیه و آله.
فأقبل وأنا يومئذ متزر بريطة (1) من نور على تاج الملك وإكليل الكرامة، و عليّ بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه : «لا إله إلّا الله ، المفلحون هم الفائزون بالله».
وإذا مررنا بالنبيّين قالوا: هذان ملكان كريمان مقرّبان، لم نعرفهما ولم نرهما، و إذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيّان مرسلان، حتّى أعلوا الدرجة، وعليّ يتبعني حتّى إذا صرت في أعلى درجة منها وعليّ أسفل منّي بدرجة ، فلايبقي يومئذ نبيّ ولا صدّيق ولا شهيد إلّا قال : طوبى لهذين العبدين، ما أكرمهما على الله !
فيأتي النداء من قبل الله جلّ جلاله، يسمع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين: هذا حبيبي محمّد وهذا وليّي عليّ، طوبى لمن أحبّه وويل لمن أبغضه وكذَّب عليه».
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «فلا يبقى يومئذ أحد أحبّك يا على إلّا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه ولا يبقي أحد ممّن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقاً إلّا اسودّ وجهه واضطريت قدماه .
فبينا أنا كذلك إذا ملكان وقد أقبلا إليّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنۀة،
ص: 448
وأمّا الآخر فمالك خازن النّار ، فيدنو رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد.
فأقول : السلام عليك أيّها الملك، من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك !
فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة وهذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك ربّ العزّة، فخذها يا أحمد.
فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضلني به ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب .
ثمّ يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد.
فأقول : السلام عليك أيّها الملك ، من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك.
فيقول : أنا مالك خازن النّار، وهذه مقاليد النّار بعث بها إليك ربّ العزّة ، فخذها يا أحمد.
فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب .
ثمّ يرجع مالك، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النّار حتّى يقف على عجزة جهنّم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتدّ حرّها ، وعليّ آخذ بزمامها فتقول له جهنّم: جزني ياعليّ، قد أطفأ نورك لهبي.
فيقول لها علي: قري يا جهنّم، خذي هذا واتركي هذا، خذي هذا عدوّي واتركي هذا وليّي .
فلجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة، وإن شاء يذهبها يسرة، ولجَهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق».
(أمالي الصدوق : المجلس 24 ، الحديث 4)
(412)7 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال رحمه الله : حدّثنا محمّد بن يحيى
ص: 449
العطّار ، عن محمّد بن أحمد الأشعري، عن سلمة بن الخطّاب، عن الحسين بن سعيد الأزدي ، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الله بن صباح، عن أبي بصير :
عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «إذا كان يوم القيامة جم الله الأوّلين و الآخرين في صعيد واحد ، فتغشّاهم ظلمة شديدة، فيضجّون إلى ربّهم ويقولون: ياربّ ، اكشِف عنّا هذه الظلمة».
قال: «فيقبل قوم، يمشي النور بين أيديهم، قد أضاء أرض القيامة ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله ؟
فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بأنبياء.
فيقول أهل الجمع : فهؤلاء ملائكة ؟
فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بملائكة .
فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء ؟
فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بشهداء.
فيقولون : مَن هُم ؟
فيجيئهم النداء : يا أهل الجمع ، سَلُوهم مَن أنتم ؟
فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟
فيقولون: نحن العلويّون، نحن ذريّة محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، نحن أولاد عليّ وليّ الله ، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الأمنون المطمئنّون .
فيجيئهم النداء من عند الله عزّ وجلّ: اشفعوا في محبّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم. فيشفعون ويُشفّعون».
(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 19)
ص: 450
(413) 8 - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد [بن سعيد أبو العبّاس ابن عقدة] الهمداني مولى بني هاشم ، قال : أخبرنا المنذر بن محمّد قال : حدّثنا جعفر بن إسماعيل، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن آبيه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: اين زين العابدين ؟
ص: 451
فكأنّي أنظر إلى ولدي عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يخطر (1) بين الصفوف».
(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 12)
(414)9 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك ياعليّ على ناقة (2) من نور وعلى رأسك تاج له أربعة أركان، على كلّ ركن ثلاثة أسطر: «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله عليّ وليّ الله»، وتعطى مفاتيح (3) الجنّة، ثمّ وضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه، ثمّ يجمع لك الأوّلون والآخرون في صعيد واحد ، فتأمر بشيعتك إلى الجنّة وبأعدائك إلى النّار، فأنت قسیم الجنّة وأنت قسيم النّار ، ولقد فاز من تولّاك وخسر من عاداك، فأنت في ذلك اليوم أمين الله وحجّة الله الواضحة».
(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 14)
تقدّم إسناده في باب الركبان يوم القيامة .
(415) 10 - (4) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني المظفّر بن محمّد الورّاق قال : حدّثنا
ص: 452
أبو عليّ محمّد بن همّام قال : حدثّنا أبو سعيد الحسن بن زكريّا البصري قال : حدّثنا عمر بن المختار [البصري] قال : حدّثنا أبو محمّد النرسي (1)، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «كيف بك ياعليّ إذا وقفت على شفير جهنّم، وقد مدّ الصراط ، وقيل للنّاس : جوزوا ، وقلت لجهنّم : هذا لي وهذا لك» ؟
فقال عليّ علیه السّلام : يا رسول الله ، ومن أولئك ؟
قال : «أولئك شيعتك معك حيث كنت» . (أمالي المفيد : المجلس 38، الحديث 12)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 55)
(416) 11 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال : حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني
ص: 453
قال : حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي قال : حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي مولى بني هاشم قال : حدّثنا سعيد الأعرج :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث) قال: «أما علمت أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان يقول : أنا قسيم الله بين الجنّة والنّار».
(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 2)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة : الباب 13 - جرى لهم علیهم السّلام من الفضل والطاعة ماجرى لرسول الله صلّى الله عليه وآله - من أبواب فضائل أهل البيت علیهم السّلام.
(417) 12 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو محمّد الفحّام قال : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن هاشم الهاشمي - صاحب الصلاة – ب_«سرّ من رأى» ، قال : حدّثنا أبي هاشم بن القاسم قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا بن عبدالله الجوهري البصري، عن عبد الله بن المثنّى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أبيه، عن جدّه :
عن النبي صلّى الله عليه وآله قال : «إذا كان يوم القيامة ونُصِب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى: «وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسْئُولُونَ» (2) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث11)
ص: 454
ص: 455
(418)13- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الفحّام ، حدّثني أبو الطيّب محمّد بن الفرحان الدوري قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن فرات الدهّان قال : حدّثنا سفيان بن وكيع عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب : أدخلا الجنّة من أحبّكما وأدخلا النّار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى : «ألْقِيا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ»(2)». (أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 10)
ص: 456
(419) 14 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبليّ قال : حدّثني أبي أخو دعبل بن علي الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبوالحسن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن
ص: 457
أمير المؤمنين علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله في قوله عزّ وجلّ : «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» (1) قال : «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك يا علي، وكساني وكساك ياعليّ، ثمّ قال لي ولك : ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما ، وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما ، فإن ذلك هو المؤمن».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 33)
(420)15- (2) وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة ، وفرغ الله من حساب الخلائق ، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنّار إليّ فأدفعها إليك ، فيقول لك : احكم».
قال علي علیه السّلام : «والله إنّ للجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي، ومن باب واحد سائر النّاس».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 35)
(421) 16 - (3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا إبراهيم بن حفص بن
ص: 458
ص: 459
عمر العسكري بالمصيصة، قال: حدّثنا عبيد بن الهيثم بن عبيدالله الأنماطي البغدادي بحلب ، قال : حدّثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عمّ شريك قال:
حدّثني شريك بن عبدالله القاضي : حضرت الأعمش في علّته الّتي قبض فيها فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضعفاً شديداً، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته، وأدركته رنّة فبكى، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال : يا أبا محمّد، اتّق الله وانظر لنفسك، فإنّك في آخر يوم من أيّام الدنيا، وأوّل يوم من أيّام الآخرة، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث ، لو رجعت عنها كان خيراً لك !
قال الأعمش : مثل ماذا يانعمان ؟
قال : مثل حديث عباية : «أنا قسيم النّار».
قال : أو لمثلي تقول يا يهودي ؟ أقعدوني ، سنّدوني ، أقعدوني ، حدّثني - والذي إليّه مصيري - موسى بن طريف - ولم أر أسديّاً كان خيراً منه - قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحيّ ، قال : سمعت عليّاً أمير المؤمنين علیه السّلام يقول: «أنا قسيم النّار، أقول : هذا ولیّي دعيه ، وهذا عدوّي خذيه».
وحدّثني أبو المتوكّل الناجي في إمرة الحجّاج، وكان يشتم عليّاً علیه السّلام شتماً مقذعاً
ص: 460
يعني الحجّاج لعنه الله ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة يأمر الله عزّ وجلّ فأقعد أنا وعلىّ على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنّة من آمن بي وأحبّكما ، وأدخلا النّار من كفر بي وأبغضكما» (1)
قال أبو سعيد : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتولّ - أو قال : لم يحبّ - عليّاً». وتلا : «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» (2)
قال : فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا ، لا يجيئنا أبو محمّد بأطمّ من هذا.
قال الحسن بن سعيد : قال لي شريك بن عبدالله : فما أمسى - يعني الأعمش - حتّى فارق الدنيا رحمه الله . (أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 7)
(422)17- (3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى السُدّي قال : حدّثنا محمّد بن سعيد ، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سخيلة عن أبي ذرّ وسلمان رضى الله عنهما قالا:
أخذ رسول الله صلّی الله علیه و آله بيد عليۀ بن أبي طالب علیه السّلام فقال: «هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديّق الأكبر، وفاروق هذه الأُمّة، ويعسوب المؤمنين».
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 11)
ص: 461
(423) 18 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي - وما كتبته بهذا الإسناد إلّا عنه - قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السُدّي الفزاري قال : حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان :
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «إذا كان يوم القيامة ضُرب لى عن يمين العرش قُبّة من ياقوتة حمراء، وضرب لإبراهيم علیه السّلام من الجانب الآخر قُبة من درّة بيضاء، وبينهما قُبّة من زبرجدة خضراء لعليّ بن أبي طالب، فما ظنّكم بحبيب بين خليلين» ؟
(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 49)
ص: 462
(424) 19 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عبدالله الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة ، قال : حدّثني مؤدّبي عبد الله بن أحمد بن نهيك الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن زياد [1] بن أبي عمير قال : حدّثنا عليّ بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، عن آبائه ، عن عليّ علیه السّلام:
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «يا عليّ، إنّ الله عزّ وجلّ أعطاني فيك سبع خصال: أنت أوّل من ينشقّ القبر عنه معي وأنت أوّل من يقف معي على الصراط ، فتقول (2) للنّار : خذي هذا فهو لك ، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أوّل مَن يكسى إذا كسيت ويحيى إذا حييت، وأنت أوّل مَن يقف معي عن يمين العرش، وأوّل مَن يقرع معي باب الجنّة، وأوّل مَن يسكن معي عِلِّيين، وأوّل مَن يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون». (أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 21)
ص: 463
(425) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبان بن عثمان :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلّى الله عليه وآله قال : «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان (2) العرش : أين خليفة الله في أرضه ؟
فيقوم داوود النبيّ علیه السّلام ، فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ : لسنا إيّاك أردنا وإن كنت لله خليفة .
ثمّ ينادي ثانية (3): أين خليفة الله في أرضه ؟
فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فيأتي (4) النداء من قبل الله عزّ و جلّ: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجّته على عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم ليستضيء(5) بنوره، وليتبعه إلى الدّرجات العلى من الجنان».
قال : «فيقوم أُناس قد تعلّقوا (6) بحبله في الدّنيا فيتبعونه إلى الجنّة.
ص: 464
ثمّ يأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : ألا من ائتمّ بإمام (1) في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به، فحينئذ «يَتَبَرَّأُ الَّذِينَ اتَّبَعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ و تَقَطَّعَت بهِمُ الْأَسْبابَ ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَو أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَأُ مِنهُم كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ الله أَعمالهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَمَاهُم بِخارِجينَ مِنَ النَّارِ»(2).
(أمالي المفيد : المجلس 34، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 1 ، والمجلس 4 ، الحديث 7)
ص: 465
(426) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : أخبرني علىّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة ، قال : حدّثني أبي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «يا عليّ، أنت أخي ووزيري ، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، مَن أحبّك أحبّني، ومَن أبغضك أبغضني».
(أمالي الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 11)
(427)2 - (2) حدّثنا علىّ بن أحمد بن موسی الدقّاق رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال : «أمّا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي».
(أمالي الصدوق : المجلس 24 ، الحديث 2)
ص: 466
(428)3- حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ رحمه الله قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السُبيعي قاضي بلخ ، قال : حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق، وكانت عمّتي ، قالت : حدثتني صفيّة بنت يونس بن بي إسحاق الهمدانيّة وكانت عمّتي ، قالت : حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور - وكان رضيعاً لبعض ولد زيد بن عليّ علیه السّلام- ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام :
عن الحسين بن عليّ علیهماالسّلام (في احتجاجه مع عسكر الكوفة) قال: «فبم تستحلّون دمي، وأبي الذائد عن الحوض غداً، يذود عنه رجالاً كما يُذاد البعير الصادي عن الماء ، ولواء الحمد في يدي جدّي يوم القيامة» ؟
قالوا : قد علمنا ذلك كلّه ، ونحن غير تاركيك حتّى تذوق الموت عطشاً !
(أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)
(429) 4 - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث:) قال: «إنّ على بن أبي طالب علیه السّلام لصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنّة ، لأنّه يَقْدُمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».
(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 9)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام من كتاب الإمامة .
ص: 467
(430) 5 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إسحاق المادري (1) قال : حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد قال : حدّثنا غانم بن الحسن السعدي قال : حدّثنا مسلم بن خالد المكّي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري:
عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : قالت فاطمة لرسول الله صلّی الله علیه و آله : «يا أبتاه ، أين ألقاك يوم الموقف الأعظم ويوم الأهوال ، ويوم الفزع الأكبر» ؟
قال: «يا فاطمة عند باب الجنّة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمّتي إلى ربّي» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 12)
سيأتي تمامه في باب الشفاعة.
(431) 6 - (2) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أبوس سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة سبع عشرة وثلاث مئة - وهو ابن مئة وسبع سنين- ، قال :
ص: 468
حدّثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال : حدّثنا قيس بن الربيع قال : حدّثنا سعد الخفّاف، عن عطيّة العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي :
ص: 469
أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله آخا بين المسلمين ثمّ قال: «ياعليّ أنت أخي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لانبيّ بعدي ، أما علمت ياعليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يُدعى بي، فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بأبينا إبراهيم علیه السّلام فيقوم عن يمين العرش في ظلّه فيكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بالنّبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين (1) عن يمين العرش في ظلّه ويكسون حللاً خضراً من حلل الجنّة.
ألا وإنّي أخبرك ياعليّ أنّ أُمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثمّ أبشرك ياعليّ إنّ أوّل من يدعى بك يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك منّي ومنزلتك عندي، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين ، وإنّ آدم وجميع من خلق الله يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قصبه فضّة بيضاء، زجّه درّة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، وذؤابة في وسط الدنيا، مكتوب عليها ثلاث أسطر : الأوّل: «بسم الله الرحمن الرحيم»، والآخر: «الحمد لله ربّ العالمين»، والثالث : «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله» ، طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء، والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك حتّى تقف بيني و بين إبراهيم في ظلّ العرش، فتكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ ينادي منادٍ من عند العرش : «نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك على»، ألا وإنّي أبشّرك يا علي إنّك تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت ، و تحيى إذا حييت (أحییت)».
(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 14)
ص: 470
(432)7 - حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا الله بن أحمد قال : حدّثنا القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن علاقة ، عن أبي سعيد عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهماالسّلام :
عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال : قال لي رسول الله صلّی الله علیه و آله : «يا عليّ ، أنت أخي وأنا أخوك (إلى أن قال :) يا عليّ، أنت صاحبي على الحوض غداً، وأنت صاحبي في المقام المحمود، وأنت صاحب لوائي في الآخرة ، كما أنت صاحب لوائي في الدنيا».
(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 13)
تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
(433) 8 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :
عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام :
عن أُمّ سلمة، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال: «يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي(2) غداً في القيامة».
(أمالي الصدوق : المجلس 60 ، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 9)
يأتي تمامه في باب أحوال أُمّ سلمة، من أبواب ما يتعلّق برسول الله صلّى الله عليه وآله من أزواجه وعشائره وأصحابه ، من كتاب النبوّة.
ص: 471
(434) 9 - (1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق و محمّد بن أحمد السناني وعبد الله بن محمّد الصائغ رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا أبو محمّد بكر بن عبدالله بن حبيب، قال : حدّثني عليّ بن محمّد قال : حدّثنا الفضل بن العبّاس قال: حدّثنا عبد القدّوس الورّاق قال : حدّثنا محمّد بن كثير، عن الأعمش.
وحدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب أحمد رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدّثني عبدالله بن محمّد بن باطويه قال : حدّثنا محمّد بن كثير ، عن الأعمش.
ص: 472
وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي، فيما كتب إلينا من إصبهان، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ستّ وثمانين ومئتين ، قال : حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش.
وحدثّنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدّثني أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي قال : حدّثنا عليّ بن عيسى الكوفي قال : حدّثنا جرير بن عبدالحميد، عن الأعمش (في حديث طويل) عن أبي جعفر الدوانيقي قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند النبيّ صلّی الله علیه و آله إذ جاءت فاطمة علیهاالسّلام تبكي بكاءاً شديداً، فقال لها رسول الله صلّی الله علیه و آله: «ما يبكيك يا فاطمة»؟
قالت: «يا أبه، عيّرتني نساء قريش، وقلن : إنّ أباك زوجك من مُعدِم لامال له» !
فقال لها النبيّ صلّی الله علیه و آله : «لاتبكي ، فوالله ما زوّجتك حتّى زوّجك الله من فوق عرشه، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل، وإنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً، ثمّ اطّلع الثانية فاختار من الخلائق عليّاً فزوّجك إيّاه، واتّخذه وصيّاً، فعليّ أشجع النّاس قلباً، وأحلم النّاس حِلماً، وأسمح النّاس كفّاً، وأقدم النّاس سلماً ، وأعلم الناس علماً، والحسن والحسين ابناه، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما على الله عزّ وجلّ.
يا فاطمة، لاتبكينّ، فوالله اّنه إذا كان يوم القيامة يُكسى أبوك حُلّتين، وعليّ
ص: 473
حُلّتين، ولواء الحمد بيدي، فأناوله عليّاً لكرامته على الله عزّ وجلّ.
يا فاطمة لا تبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي ، وإذا شفّعني الله عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي.
يافاطمة ، لاتبكينّ ، إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ في أهوال ذلك اليوم: «يا محمّد ، نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرحمان ، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب».
يافاطمة ، عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».
(أمالي الصدوق : المجلس 67 ، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء : من كتاب الإمامة .
(435) 10 - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش :
عن سالم بن أبي الجعد قال : سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟
فقال: «ذاك خير خلق الله من الأوّلين والآخرين ما خلا النبيّين والمرسلين (إلى أن قال :) بيده لواء الحمد يوم القيامة ، أقرب النّاس منه شيعته وأنصاره» .
(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحديث 4)
يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
(436) 11 - (1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حمّاد، عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عبّاس
ص: 474
قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر، فقلت له: حبيبي جبرئيل، مع ما أنت ما أنت فيه من الفرح، ما منزلة أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عند ربّه ؟
فقال جبرئيل : يا محمّد ، والّذي بعثك بالنبوّة واصطفاك بالرسالة، ما هبطت في وقتي هذا إلّا لهذا، يامحمّد الله العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول : محمّد نبيّ رحمتي وعلي مقيم حجّتي، لا أعذّب من والاه وإن عصاني، ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني».
قال ابن عبّاس : ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة أتاني جبرئيل علیه السّلام و بيده لواء الحمد وهو سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس و القمر، فيدفعه إليّ فأخذه وأدفعه إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .
فقال رجل: يارسول الله ، وكيف يطيق عليّ حمل اللواء، وقد ذكرت أنّه سبعون شقّة ، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر ؟ !
فغضب رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ قال : «يارجل إنه إذا كان يوم القيامة أعطى الله عليّاً من القوّة مثل قوّة جبرئيل علیه السّلام ، ومن الجمال مثل جمال يوسف علیه السّلام ، ومن الحلم مثل حلم رضوان، ومن الصوت مايداني صوت داوود علیه السّلام ، ولولا أنّ داوود خطيب في الجنان لأعطي عليّ مثل صوته، وإنّ عليّاً أوّل من يشرب من السلسبيل والزنجبيل، وإنّ لعليّ وشيعته من الله عزّ وجلّ مقاماً يغبطه به الأوّلون والآخرون».
(أمالي الصدوق : المجلس 94 ، الحديث 10)
(437) 12 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال : «أتاني جبرئيل علیه السّلام فقال : يا محّمد ، إنّ ربّك يقول لك (1): «إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك ،
ص: 475
وخليفتك على أهلك وأمّتك ، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنّة» الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس 21، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 23)
سيأتي تمامه مسنداً في باب الحوض.
(438) 13 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الحارث الهمداني قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال : «ماجاء بك» ؟
قال : فقلت : حُبّى لك يا أمير المؤمنين.
فقال: «يا حارث أتُحبّني» ؟
فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين .
[ف_]قال [أمير المؤمنين علیه السّلام]: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل (2) لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله لرأيتني حيث تحبّ». (أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 30)
تقدّم إسناده في الباب الخامس من أبواب الموت .
ص: 476
(439)14- (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو علي محمّد قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الطائي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن جعفر بن سليمان الضبعي قال : حدّثنا أبي، عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن الفضل قال : حدّثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عبد الله بن عبدالرحمان الأنصاري، عن أبيه :
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي» الحديث .
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 9)
يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.
(440)15- (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبليّ قال : حدّثني أبي أخو دعبل بن علي الخزاعي قال : حدّثنا دعبل قال : حدّثنا مجاشع بن عمر [و] (3)، عن ميسرة بن عبيدالله ،
ص: 477
عن عبد الكريم الجزري(1)، عن سعيد بن جبير :
عن ابن عبّاس : أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ: «وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنهُم مَغفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً» (2) قال : سأل قوم النبي صلّى الله عليه وآله فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية ، يانبي الله ؟
[ف_] قال: «إذا كان يوم القيامة عُقد لواء من نور أبيض ونادى منادٍ: ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا، فقد بُعث محمّد صلّى الله عليه وآله ، فيقوم عليّ بن أبي طالب، فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً، فيُعطى أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة، إنّ ربّكم يقول لكم : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم - يعني الجنّة- ، فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة، ثمّ يرجع إلى منبره، ولايزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة، ويترك أقواماً على النّار، فذلك قوله عزّ وجلّ : «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِم َّم أَجْرُهُم وَنُورُهُم»(3)،
ص: 478
يعني السابقين الأوّلين والمؤمنين وأهل الولاية له، وقوله : «وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بايَاتِنَا أُولئِكَ أَصحابُ الْجَحِيمِ» (1)، هم الّذين قاسم عليهم النّار فاستحقّوا الجحيم».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 61)
(441) 16 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدّثنا الربيع بن يسار قال : حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ رضي الله عنه:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله : أنت صاحب رايتي ولوائي في الدنيا والآخرة غيري ؟
قالوا : لا. (أمالي الطوسي : الجلس 20، الحديث 4)
(442)17- (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد النهشلي شاذان قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى الخزّاز قال : حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:
عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلّی الله علیه و آله في بيته ، فغدا إليه عليّ علیه السّلام في الغداة، وكان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبيّ صلّی الله علیه و آله في صحن الدار، و إذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال : «السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله صلّی الله علیه و آله»؟
قال : بخير يا أخا رسول الله .
ص: 479
فقال عليّ علیه السّلام: «جزاك الله عنّا أهل البيت خيراً».
قال له دحية: إنّي أحبّك، و إنّ لك عندي مديحة أهديها إليك : «أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجّلين ، وسيّد ولد آدم ماخلا النبيّين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة» الحديث .
(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحدیث 7)
يأتي تمامه في تاريخ نبيّنا صلّی الله علیه و آله من كتاب النبوّة .
ص: 480
(443) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال:
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «مَن لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومَن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي».
ثمّ قال صلّی الله علیه و آله : «إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل».
قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا علیه السّلام : يا ابن رسول الله، فما معنى قول الله عزّ وجلّ : «وَلا يَسْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى» (2)؟
قال: «لا يشفعون إلّا لمن ارتضى الله دينه»(3)
(أمالي الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 4)
ص: 481
(444) 2 - وبإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصارى قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنّة (إلى أن قال :) تجوز فاطمة فتسير حتّى تحاذي عرش ربّها جلّ جلاله فتزج بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيّدي احكم بيني وبين من ظلمني، اللهمّ احكم بيني وبين من قتل ولدي.
فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : ياحبيبتي وابنة حبيبي، سليني تعطي، و اشفعي تشفّعي(1) ، فوعزّتي وجلالي لاجازني ظلم ظالم .
فتقول : إلهي وسيّدي، ذريّتي وشيعتي وشيعة ذريّتي ومحبّي ومحبّي ذرّيتي .
فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : أين ذريّة فاطمة وشيعتها ومحبّوها ومحبّو ذرّيتها ؟ فيقبلون و قد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة علیهاالسّلام حتّى تدخلهم الجنّة».
(أمالي الصدوق : المجلس 5 ، الحديث 4)
تقدّم تمامه مسنداً في باب الركبان يوم القيامة.
(445) 3 - (2) حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمّار ، عن الحسن بن عبد الله ، عن أبيه، عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب علیهماالسّلام:
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال: «لي فضل على النبيّين، فما من نبيّ إلّا دعا على قومه بدعوة وأنا أخّرت دعوتي لأمّتي لأشفع لهم يوم القيامة».
ص: 482
وفيه: «أعطاني الله عزّ وجلّ فاتحة الكتاب، (إلى أن قال:) والشفاعة لأصحاب الكبائر من أُمّتي».
وفيه: «وأمّا شفاعتي فهي لأصحاب الكبائر ماخلا أهل الشرك والظلم».
(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)
سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
(446) 4 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي أنّه سمع أبا جعفر علیه السّلام يقول :
ص: 483
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «أُعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً، وأُحلّ لي ،المغنم، ونصرت بالرعب، وأُعطيت جوامع الكلم، وأُعطيت الشفاعة».
(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 6)
(447)5- حدّثنا محمّد بن الحسن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عليّ بن عقبة ، عن ميسر قال :
سمعت أبا جعفر الباقر علیه السّلام يقول: «من شيّع جنازة امرئ مسلم أُعطي يوم القيامة أربع شفاعات، ولم يقل شيئاً إلّا قال الملك : ولك مثل ذلك»(1).
(أمالي الصدوق : المجلس 39 ، الحديث 3)
ص: 484
(٤٤٨) ٦ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إسحاق المادري (1) بالبصرة في رجب سنة ثمان عشرة وثلاث مئة ، قال : حدّثنا أبوقلابة عبدالملك بن محمّد قال : حدّثنا غانم بن الحسن السعدي قال: حدّثنا مسلم بن خالد المكّي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري :
عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : قالت فاطمة علیهاالسّلام لرسول الله صلّى الله عليه وآله : «يا أبتاه ، أين ألقاك يوم الموقف الأعظم ويوم الأهوال ، ويوم الفزع الأكبر» ؟
قال : «يا فاطمة عند باب الجنّة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمّتي إلى ربّي»
قالت: «يا أبتاه ، فإن لم ألقك هناك» ؟
قال : «القيني على الحوض وأنا أسقي أُمّتي».
قالت: «يا أبتاه فإن لم ألقك هناك» ؟
قال: «القيني على الصراط وأنا قائم أقول : ربّ سلّم أُمّتي».
قالت : «فإن لم ألقك هناك» ؟
قال : «القيني وأنا عند الميزان أقول : ربّ سلّم أُمّتي».
قالت: «فإن لم ألقك هناك» ؟
قال : «القيني عند (2) شفير جهنّم أمنع شررها ولهبها عن أُمّتي».
فاستبشرت فاطمة بذلك .
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ١٢)
(٤٤٩) ٧ _ (3) وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام (في حديث في فضل الذريّة الطاهرة) قال: «فيجيئهم النداء من عند الله عزّ وجلّ : اشفعوا في محبّيكم وأهل
ص: 485
مودّتكم و شيعتكم. فيشفعون ويُشفَّعون».
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٧ ، الحديث ١٩)
تقدّم تمامه مسنداً في باب الوسيلة .
(٤٥٠)٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثنا النضر بن شعيب، عن خالد القلانسي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من أُمّتي فيشفّعني الله فيهم، والله لا تشفّعت فيمن آذى ذريّتي».
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٩ الحديث ٣)
(٤٥١) 9 - (1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن على السكّرى قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهري قال : حدّثنا محمّد بن عمارة (2)، عن أبيه قال :
قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا :
ص: 486
المعراج، والمساءلة في القبر، والشفاعة».
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٩، الحديث ٥)
(٤٥٢) ١٠ - (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب قال: حدّثنا علي بن رئاب قال: حدّثنا موسی بن بكر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لاتستخفّوا بفقراء شيعة عليّ وعترته من بعده، فإنّ الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر».
(أمالي الصدوق : المجلس ٥٠ ، الحديث ١٦)
(٤٥٣) ١١ - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف
ص: 487
بابن الحاشر ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن محمّد بن عبد الرحمان الضبّي قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لا تستخفّوا بشيعة عليّ، فإنّ الرجل منهم ليشفع بعدد ربيعة ومضر». (أمالي الطوسي : المجلس ٣٦ ، الحديث (٢٠)
(٤٥٤) ١٢ - (1) أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله قال : حدّثني محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن شريف بن سابق ، عن أبي العبّاس الفضل بن عبد الملك :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث) قال: «يافضل، لاتزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإنّ الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر».
ثمّ قال : «يافضل، إنّما سُمّى المؤمن مؤمناً لأنّه يؤمَن على الله فيجيز الله أمانه» .
ثمّ قال: «أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة : «فَما لَنا مِن شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»»(2).
(أمالي الطوسي : المجلس ٢، الحديث ٢٦)
يأتي تمامه في كتاب الروضة .
(455)13- وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث المناشدة) قال: «فهل
ص: 488
فيكم أحد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ من شيعتك رجلاً يدخل في شفاعته الجنّة مثل ربيعة و مضر» غيري ؟
قالوا : لا . (أمالي الطوسي : المجلس 20 ، الحديث ٤)
تقدّم إسناده في باب لواء الحمد، ويأتي تمامه في كتاب الإمامة .
(456)14 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمّد علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «من أراد التوسّل إليّ وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة ، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم».
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٠ ، الحديث ٥)
أبو جعفر الطوسي ، عن الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس ١٥ ، الحديث ٤)
ص: 489
(457)15- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع، عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لا ينال شفاعتي غداً من أخّر الصلاة المفروضة بعد وقتها». (أمالي الصدوق : المجلس ٦٢ ، الحديث ١٥)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله إلّا أنّ فيه: «من أخّر المفروضة». (أمالي الطوسي : المجلس ١٥ ، الحديث ٤٢)
(458)16 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن موسى ابن اخت الواقدي، قال: حدّثنا أبوقتادة الحرّاني، عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاس :
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «أيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان وحجّت بيت الله الحرام وزكت مالها وأطاعت زوجها ووالت عليّاً بعدي، دخلت الجنّة بشفاعة ابنتي فاطمة وإنّها لسيّدة نساء العالمين» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 18)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة ، باب مناقب سيّد النساء علیهاالسّلام من تاريخها.
(459)17 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلاني قال : حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة عبدالله بن زيد الجرمي :
عن ابن عبّاس : (في حديث) قال : قالت فاطمة [لرسول الله صلّی الله علیه و آله] : «يا أبتاه ، فأين الملتقي يوم القيامة ؟
ص: 490
قال : «عند الحساب».
قالت: «فإن لم ألقك عند الحساب» ؟
قال : «عند الشفاعة لأمّتي».
(أمالي الصدوق : المجلس ٩٢ ، الحديث ٦)
يأتي تمام الخبر في كتاب النبوّة ، باب ارتحال رسول الله صلّی الله علیه و آله .
(٤٦٠) 18 _ (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن محمّد البزّاز قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني، عن معمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أيّها النّاس ألزموا مودّتنا أهل البيت فإنّه من لقي الله بودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، فوالّذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفتنا وولايتنا».
(أمالي المفيد : المجلس ١٧ ، الحديث ٤)
(٤٦١) ١٩ _ (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن عمر الزيّات قال:
ص: 491
حدّثني عليّ بن إسماعيل قال : حدّثنا محمّد بن خلف قال : حدّثنا الحسين [بن الحسن] الأشقر، قال: حدّثنا قيس [بن الربيع]، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن الحسين بن عليّ علیهماالسّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «ألزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي الله وهو يحبّنا، دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده، لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفتنا».
(أمالى المفيد : المجلس 2 ، الحديث 1)
وعن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، عن عليّ بن إسماعيل، مثله، إلّا أنّ فيه : «إلّا بمعرفة حقّنا».
(أمالي المفيد : المجلس ٦ ، الحديث ٢)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز، قال : حدّثنا الحسين الأشقر، مثله ، إلّا أنّ فيه: «فإنّه من لقي الله يوم القيامة وهو يودّنا». وفيه: «لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفة حقّنا».
(أمالي الطوسي : المجلس ٧ ، الحديث ١٦)
ص: 492
(٤٦٢) ٢٠ - (1) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمّد قال : أخبرني أبو عبدالله محمّد بن عليّ بن رياح القرشي إجازةً، قال: حدّثنا أبي قال: حدثّنا أبو علي الحسن بن محمّد قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن ابي بصير:
عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين علیه السّلام (في حديث) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «جعل لكلّ نبيّ مسألة ، فسألوه إيّاها فأعطاهم ذلك في الدنيا، و أعطاني مسألة، فأخّرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أُمّتي إلى يوم القيامة، ففعل ذلك» الحديث .
(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 50)
يأتي تمامه في تاريخ نبيّنا صلّی الله علیه و آله من كتاب النبوّة ، باب فضائله وخصائصه صلّی الله علیه و آله وما امتنّ الله به على عباده .
(٤٦٣) ٢١ _ (2) وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي ، واعتمد عليه في مقام الشفاعة، ويعينني على حمل مفاتيح الجنّة» . الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب لواء الحمد ، ويأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
(٤٦٤) ٢٢ _ (3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي
ص: 493
قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار الطنافسي قال : حدّثنا عمّي طاهر بن مدرار قال : حدّثنا الحسن بن عمار، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن الحارث، عن علي علیه السّلام قال :
ص: 494
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولافخر، وأنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه ولا فخر، وأنا أوّل شافع وأوّل مشفّع».
(أمالي الطوسي : المجلس ١٠ ، الحديث ٤٥)
(٤٦٥) ٢٣ - (1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآني قال : حدّثني عمّي عمر بن يحيى الفحام قال : حدّثني عبدالله بن أحمد بن عامر ، قال : حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال :
قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المحبّ لأهل بيتي، والموالي لهم
ص: 495
والمعادي فيهم، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم فيما ينوبهم من أمورهم».
(أمالي الطوسي : المجلس ١٠ ، الحديث ٧٤)
(466)24 _ (1)أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الدعبليّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريّتي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه» .
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 30)
ص: 496
(467)25 - (1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحّام قال : حدّثنا محّمد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد علیهماالسّلام
ص: 497
بإسناده عن الباقر علیه السّلام، عن جابر قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام :
سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول : «إذا حشر النّاس يوم القيامة نادى منادٍ: يارسول الله إنّ الله جلّ اسمه قد أمكنك من مجازاة محبّيك ومحبّي أهل بيتك ، الموالين لهم فيك، و المعادين لهم فيك، فكافئهم بما شئت. فأقول : ياربّ الجنّة . فأنادى: فولّهم منها حيث شئت . فذلك المقام المحمود الّذي وعدت به».
(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 33)
(٤٦٨) ٢٦ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي بالسيرجان قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة، عن عبد الرحمان بن أذينة العبدي، عن أبيه، وأبان مولاهم:
عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله صلّی الله علیه و آله يوماً مقبلاً على عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وهو يتلو هذه الآية : «وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً» (1) فقال: «يا عليّ، إنّ ربّي عزّ وجلّ ملّكني الشفاعة في أهل التوحيد من أُمّتي وحظر ذلك عمّن ناصبك وناصب ولدك من بعدك».
(أمالي الطوسي : المجلس ١٦ ، الحديث ٢٣)
(469)27 - (2)
(٤٧٠) ٢٨ _ (3) وبإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب : أدخلا الجنّة من أحبّكما، وأدخلا النّار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ»(4) ». أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثني عمّي
ص: 498
[عمرو بن يحيى الفحّام] قال : حدّثني إسحاق بن عبدوس قال : حدّثني محمّد بن نهار بن عمّار [بن أبي المحياة يحيى بن يعلى أبو الحسن التيمي] قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى، عن جابر، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث، عن أبيه :
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : « أتيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وعنده أبوبكر و عمر ، فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلّا فخذي، أو فخذ رسول الله !
فقال : مه ياعائشة، لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، هو أمير المؤمنين ، يجعله الله يوم القيامة على الصراط، فيُدخل أولياءه الجنّة، وأعداءه النار».
(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 9)
(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 10)
تقدّم إسناده في باب الوسيلة .
(٤٧١) ٢٩ _ (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في قوله عزّ وجلّ: «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ» ، قال : «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب، و ذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك ياعلي، وكساني وكساك ياعليّ، ثمّ قال لي ولك : ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما، فإن
ص: 499
ذلك هو المؤمن».
(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 33)
تقدّم إسناده في باب الوسيلة.
(472)30 - (1) أخبرنا أبو الفتح الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي الدعبلي قال :
ص: 500
حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن كثير قال : دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هانئ (1) نعوده
ص: 501
في مرضه الّذي مات فيه، فقال له عيسى بن موسى الهاشمي : يا أبا عليّ، أنت في آخرٍ يوم من أيّام الدنيا، وأوّل يوم من أيّام الآخرة، وبينك وبين الله هَنات، فتُب
ص: 502
إلى الله عزّ وجلّ.
قال أبونؤاس : أسندوني(1). فلمّا استوى جالساً قال : إيّاي أتخوّف بالله، وقد حدّثني حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لكلّ نبيّ شفاعة، وإنّي خبّأت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي يوم القيامة». أفترى لا أكون منهم ؟!
(أمالي الطوسي : المجلس ١٣ ، الحديث ٦٦)
(٤٧٣) ٣١ _ (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرحمان بن كثير، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين علیهم السّلام :
عن الحسن بن علي علیهماالسّلام (في خطبة خطبها عند معاوية لمّا أجمع الإمام الحسن علیه السّلام على صلح معاوية) قال: «فأمّا القرابة فقد نفعت المشرك، وهي والله للمؤمن أنفع، قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعمّه أبي طالب وهو في الموت : قل لا إله إلّا الله ، أشفع لك بها يوم القيامة، ولم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول له إلّا ما يكون منه على يقين» الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 21، الحديث 1)
(٤٧٤) ٣٢ _ (3) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال : أخبرنا أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي
ص: 503
قال : حدثّنا محمّد بن أحمد بن عبدالله بن زياد العرزمي قال : حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري قال : حدّثنا شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلي علیه السّلام : «يا عليّ ، شيعتك هم الفائزون يوم القيامة (إلى أن قال صلّى الله عليه وآله:) ياعليّ، أنا الشفيع لشيعتك غداً إذا قمت المقام المحمود، فبشّرهم بذلك الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس ٤ ، الحديث ٨)
يأتي تمامه في باب فضل الشيعة من كتاب الإيمان والكفر .
(٤٧٥) ٣٣ _ حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني :
عن علي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : «لمّا كلّم الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السّلام (إلى أن قال :) قال موسى : إلهي ، فما جزاء من دعا نفساً كافرةً إلى الإسلام ؟ قال : ياموسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يُريد» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)
يأتي تمامه في فضائل موسى وهارون على نبيّنا و آله وعليهماالسّلام من كتاب النبوّة .
(٤٧٦) ٣٤ _ وبأسانيد إلى سليمان الأعمش (في حديث)، عن أبي جعفر الدوانيقي، عن أبيه، عن جدّه ، عن أبيه، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) أنّه قال لفاطمة عليهاالسّلام : «يا فاطمة لاتبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي، وإذا شفّعني الله عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي».
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٧ ، الحديث ٢)
تقدّمت أسانيده في باب اللواء، ويأتي تمامه في مناقب أصحاب الكساء من وعليهم السّلام من كتاب الإمامة .
ص: 504
أقول : تقدّم في الباب 11 - الخصال الّتي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها - ما يرتبط بهذا الباب .
(٤٧٧) ١ - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، عن المفضّل بن صالح، عن جابر :
عن أبي جعفر علیه السّلام قال : « لمّا نزلت هذه الآية: «وَجِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ» (1) سئل عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا جمع الأوّلين والآخرين أتي بجهنّم تقاد بألف زمام، أخذ بكلّ زمام مئة ألف ملك من الغلاظ الشداد، لها هدة وتغيّظ وزفير، وأنّها لتزفر الزفرة (إلى أن قال :)ّ ثم يوضع عليها صراط أدقّ من حدّ السيف، عليه ثلاث قناطر: أمّا واحدة فعليها الأمانة والرحم ، وأمّا الأُخرى فعليها الصلاة، وأمّا الأُخرى فعليها عدل ربّ العالمين لا إله غيره، فيكلّفون الممرّ عليه ، فتحبسهم الرّحم والأمانة ، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين جلّ وعزّ، وهو قوله تبارك وتعالى: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْرِصادِ» (2) والنّاس على الصراط فتعلّق وقدم تزلّ وقدم تستمسك» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 33 ، الحديث ٤)
سيأتى تمامه في باب النّار.
ص: 505
(478)2 - (1) حدّثنا محمّد الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير:
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «النّاس يمرّون على الصراط طبقات ، والصراط أدقّ من الشعر و من حدّ السيف (2)، فمنهم من يمرّ مثل البرق ، ومنهم من يمرّ مثل عدو الفرس، ومنهم من يمر حبواً، ومنهم من يمرّ مشياً، ومنهم من يمرّ متعلّقاً قد تأخذ النّار منه شيئاً وتترك شيئاً».
(أمالي الصدوق : المجلس ٣٣ ، الحديث ٥)
(479)3 _ (3) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال : «ما جاء بك» ؟
قال : فقلت : حُبّي لك يا أمير المؤمنين .
فقال: «يا حارث اتُحبّني»؟
فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين.
[ف_] قال [أمير المؤمنين علیه السّلام]: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل (4) لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله لرأيتني حيث تحبّ».
(أمالي الطوسي : المجلس ٢ ، الحديث ٣٠)
تقدّم إسناده في الباب الخامس من أبواب الموت .
ص: 506
(٤٨٠)٤ _ (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : « أتيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وعنده أبوبكر وعمر، فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلّا فخذي أو فخذ رسول الله ؟! فقال [رسول الله صلّى الله عليه وآله] : مه يا عائشة، لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة، وهو أمير المؤمنين، يجعله الله يوم القيامة على الصراط ، فيُدخل أولياءه الجنّة، وأعداءه النّار».
(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب الشفاعة .
(٤٨١) ٥ _ (2) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «إذا كان يوم القيامة و نُصِب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى : «وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسْئُولُونَ» (3) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب».
(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 11)
تقدّم إسناده في باب الوسيلة .
ص: 507
تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب، في باب لواء الحمد.
(482)1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس ٢ ، الحديث ٤)
تقدم تمامه مسنداً فى باب الشفاعة.
(٤٨٣) ٢ _ (2) وبإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ( في حديث طويل ) قال : «أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي». (أمالي الصدوق : المجلس ٢٤ ، الحديث ٢)
تقدّم إسناده في باب لواء الحمد، ويأتي تمامه في الباب 2 من أبواب الملاحم والفتن، من كتاب الإمامة .
(٤٨٤)٣) - وبإسناده عن الحسين بن عليّ علیهماالسّلام (في احتجاجه مع عسكر الكوفة) قال: «فيم تستحلّوَن دمي، وأبي الذائد عن الحوض غداً، يذود عنه رجالاً كما يُذاد البعير الصادي عن الماء ، ولواء الحمد في يدي جدّي يوم القيامة» ؟
قالوا : قد علمنا ذلك كلّه، ونحن غير تاركيك حتّى تَذوق الموت عطشاً !
(أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)
تقدّم إسناده في باب لواء الحمد.
ص: 508
(٤٨٥) ٤ _ وبإسناده عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال: «قالت فاطمة علیهاالسّلام لرسول الله صلّی الله علیه و آله: يا أبتاه، أين ألقاكيوم الموقف الأعظم ويوم الأعظم ويوم الأهوال ، ويوم الفزع الأكبر»؟
قال: «يا فاطمة عند باب الجنّة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمّتي إلى ربّي».
قالت: «يا أبتاه، إن لم ألقاك هناك» ؟
قال: «ألقيني على الحوض وأنا أسقي أُمّتي» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ١٢)
تقدّم تمامه مسنداً في باب الشفاعة .
(٤٨٦) ٥ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال: «ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي الله جلّ جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم ، فإنّه لابدّ سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي : كتاب الله وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أمّا الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار، فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول ذلك اليوم، فليتولّ ولیّي، وليتبّع وصیّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب، فإنّه صاحب حوضى، يذود عنه أعداءه، ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُروَ أبداً، ومن سُقِي منه شربة لم يَشْق ولم يَظْمَاً أبداً».
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٧، الحديث ٩)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
ص: 509
(٤٨٧)٦ - (1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الحسين الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثّنا جعفر بن أحمد بن محمّد التميمي، عن أبيه قال: حدّثنا عبدالملك بن عمير الشيباني، عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أنا سيّد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقرّبين، وأوصيائي سادة أوصياء النبيّين والمرسلين، وذرّيتي أفضل ذرّيات النبيّين والمرسلين، وأصحابي الّذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين، والطاهرات من أزواجي أمّهات المؤمنين، وأُمّتي خير أمّة أخرجت للنّاس، وأنا أكثر النبيّين تبعاً يوم القيامة، ولي حوض عرضه مابين بصری (2) وصنعاء ، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا».
قيل : ومن ذاك يارسول الله ؟
قال: «إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي عليۀ بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء».
ثمّ قال : «من أحبّ عليّاً وأطاعه في دار الدنيا ورد علىّ حوضي غداً وكان معي في درجتي في الجنّة، ومن أبغض عليّاً في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النّار».
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٩ ، الحديث ١٢)
ص: 510
ص: 511
ص: 512
ص: 513
(488)7 _ (1) وبإسناد تقدّم في باب اللواء عن أُمّ سلمة، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب ، وصيّي وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي ، والذائد (2) عن حوضي».
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٠ ، الحديث ١٠)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري عن الصدوق مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس ١٥ ، الحديث 9)
يأتي تمامه في باب أحوال أُمّ سلمة، من أبواب ما يتعلّق برسول الله صلّی الله علیه و آله من أزواجه وعشائره وأصحابه ، من كتاب النبوّة .
(٤89)8 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمدّ بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير:
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «كان فيما وعظ الله تبارك و تعالى به عیسی بن مریم علیهماالسّلام أن قال له : (وساق الحديث و ذكر أمر نبيّنا صلّی الله علیه و آله إلى أن قال:) له حوض أبعد من مكّة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء، ماؤه عذب فيه من كلّ شراب ، وطعم كلّ ثمار في الجنّة، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا».
(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 2)
يأتي تمامه في تاريخ عيسى بن مريم على نبيّنا وآله وعليهما السلام من كتاب النبوّة .
ص: 514
(٤٩٠) ٩ _ (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمّي قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن محبوب قال : سمعت أبا محمّد الوابشي رواه عن أبي الورد قال :
سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسّلام يقول : «إذا كان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد من الأوّلين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون على طريق المحشر حتّى يعرقوا عرقاً شديداً ويشتدّ (2) أنفاسهم، فيمكثون بذلك ماشاء الله، وذلك قوله [تعالى]: «فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً» (3).
قال: «ثم ّينادي (4) مناد من تلقاء العرش : أين النبيّ الأمّي» ؟
قال : «فيقول النّاس : قد أسمعت كلاًّ (5) فسمّ باسمه» .
قال (6): «فينادي: أين نبيّ الرحمة محمّد بن عبدالله» ؟
قال: «فيقوم رسول الله صلّى الله عليه وآله فيقف (7) أمام النّاس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (8) وصنعاء، فيقف عليه، ثمّ ينادي بصاحبكم، فيقوم أمام النّاس ، فيقف معه، ثمّ يؤذن للنّاس فيمرّون».
ص: 515
قال أبو جعفر علیه السّلام : فبين وارد يومئذ وبين مصروف، فإذا رأى رسول الله صلّی الله علیه و آله من يصرف عنه من محبّينا أهل البيت بكى وقال : ياربّ شيعة عليّ، يا ربّ شيعة علىّ».
قال: «فيبعث الله إليه ملكاً فيقول [له] (1): ما يُبكيك يا محمّد؟ قال: [فيقول:] وكيف لا أبكي لأناس من شيعة أخي عليّ بن أبي طالب، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النّار، ومنعوا من ورود حوضي» ؟!
قال : «فيقول الله عزّ وجلّ : يا محمّد إنّي قد وهبتهم (2) لك ، وصفحت لك عن ذنوبهم، وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولّون من ذرّيتك، وجعلتهم في زمرتك، وأوردتهم حوضك ، وقبلت شفاعتك فيهم، وأكرمتك بذلك».
ثمّ قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام: «فكَم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمّداه ، إذا رأوا ذلك».
[قال:] «فلايبقي أحد يومئذ كان يتولّانا ويحبّنا إلّا كان في حزبنا ومعنا و ورد حوضنا».
(أمالى المفيد : المجلس ٣٤ ، الحديث ٨)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالي الطوسي : المجلس ٣، الحديث ٦)
تقدّم إسناده في باب صفة المحشر .
(٤٩١) ١٠ _ (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال:
ص: 516
حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن البغدادي قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: حدّثنا محمّد بن الصلت قال : حدّثنا أبو كُدينة ، عن عطاء، عن سعيد بن جبير :
عن عبدالله العبّاس قال: لمّا نزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إِنَّا أَعطَيناكَ الْكَوثَر»(2)، قال له علي بن أبي طالب علیه السّلام : «ما هو الكوثر يا رسول الله» ؟
قال: «نهر أكرمني الله به».
قال على علیه السّلام: «إنّ هذا النهر شريف (3)، فانعته لنا يا رسول الله».
قال: «نعم يا علي، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله عزّ وجلّ (4) ، ماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل، وألين من الزيد، حصاؤه (5) الزبرجد والياقوت و المرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله عزّ وجل».
ثمّ ضرب رسول الله صلّی الله علیه و آله يده على جنب أمير المؤمنين علیه السّلام وقال: «يا علي، إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي».
(أمالي المفيد : المجلس ٣٥ ، الحديث ٥)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 11)
ص: 517
(٤٩٢) ١١ - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الأودي (2) قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه :
عن عبدالرحمان (3) بن قيس الرحبي قال: كنت جالساً مع عليّ بن أبي طالب علیه السّلام على باب القصر حتّى ألجأته الشمس إلى حائط القصر، فوثب ليدخل، فقام رجل من همدان فتعلّق بثوبه وقال : يا أمير المؤمنين، حدّثني حديثاً جامعاً ينفعني الله به .
قال : «أو لم يكن (4) في حديث كثير» ؟
قال : بلى ولكن حدّثني حديثاً جامعاً [ينفعني الله به] (5)
ص: 518
قال : حدّثني خليلي رسول الله صلّی الله علیه و آله (1): «إنّي أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويّين مبيضّة وجوههم ، ويرد عدوّنا ظماء(2) مظمّئين مسودّة وجوههم». خذها إليك قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت، أرسلني يا أخا همدان». ثمّ دخل القصر .
(أمالى المفيد : المجلس ٤٠ ، الحديث ٤)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس ٤ ، الحديث ٣٣)
(٤٩٣) ١٢ - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن عليّ الرازي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحنفي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار قال : حّدثنا عمرو بن شمر قال : حدّثنا حمّاد، عن أبي الزبير [محمد بن تدرس المكّي]:
عن جابر بن عبدالله بن حزام الأنصاري قال : أتيت رسول الله صلّی الله علیه و آله فقلت : یارسول الله مَن وصيّك ؟
قال : فأمسك عنّي عشراً لا يُجيبني، ثمّ قال: «يا جابر، ألا أخبرك عمّا سألتني»؟
فقلت : بأبي وأُمّي أنت ، أم (3) والله لقد سكتّ عنّي حتّى ظننت أنّك وجدت عَلَيّ.
فقال: «ما وجدت عليك ياجابر ، ولكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء ، فأتاني
ص: 519
جبرئيل علیه السّلام فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقول لك (1): «إنّ علي بن أبي طالب وصيّك ، وخليفتك على أهلك وأمّتك ، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنّة».
فقلت : يا نبيّ الله ، أرأيت مَن لا يؤمن بهذا أقتتله (2)؟
قال: «نعم ياجابر ، ما وضع هذا الموضع إلّا ليُتابع (3) عليه ، فمن تابعه كان معي غداً، ومن خالفه لم يَرد عليّ الحوض أبداً».
(أمالي المفيد: المجلس 21 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 23)
(٤٩٤)١٣ - (4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله بن موسی (5) قال : [حدّثنا عبد الله بن هارون قال :] (6) حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان
ص: 520
العرزمي قال : حدّثني المعلّى بن هلال، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبدالله بن العبّاس قال :
سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً خمساً : أعطاني جوامع الكلم ، وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً، وجعله وصيّاً، وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل» الحديث .
(أمالى الطوسى : المجلس ٤ الحديث ١٥)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.
(٤٩٥) ١٤ - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال : حدّثنا
ص: 521
عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال : حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه قال:
سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول: «والله لأذودنّ (1) بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله صلّی الله علیه و آله أعداءنا، ولأوردنّه (2) أحبّاءنا».
(أمالي الطوسي : المجلس ٦ ، الحديث ٤٠)
(٤٩٦) ١٥ - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا أبو جعفر السعدي قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني قال : حدّثنا قيس بن الربيع قال : حدّثنا سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيّوب الأنصاري:
أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله سُئّل عن الحوض فقال: «أمّا إذا سألتموني عنه فأخبركم : أنّ الحوض أكرمني الله به، وفضّلني على مَن كان قبلي من الأنبياء، وهو ما بين أيلة و صنعاء، فيه من الأنية عدد نجوم السماء ، يسيل فيه خليجان من الماء، ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل حصاه الزمرّد والياقوت، بطحاؤه مسك
ص: 522
أذفر (1) ، شرط مشروط من ربّي لا يَرده أحد من أُمّتي إلّا النقيّة قلوبهم ، الصحيحة نيّاتهم المسلّمون للوصي من بعدي، الّذين يعطون ما عليهم في يُسرٍ، ولا يأخذون ما عليهم في عُسر ، يذود عنه يوم القيامة مَن ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب من إبِله، مَن شرب منه لم يظماً أبداً».
(أمالي الطوسي : المجلس ٨، الحديث ٥٤)
ص: 523
(٤٩٧) ١ _ أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدّ الصادق عن محمّد الصادق ، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعليّ علیه السّلام : «يا عليّ ، أنت منّي وأنا منك ،إلى أن قال:) يا عليّ، أنت والأئمّة من ولدك (1) على الأعراف يوم القيامة ، تعرف المجرمين بسيماهم، والمؤمنين بعلاماتهم» الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس ٢٤ ، الحديث ٤)
يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
ص: 524
(٤٩٨) ١ - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن [أحمد بن] إبراهيم المعاذي قال: حدّثنا أحمد بن حيويه الجرجاني المذكّر قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال (2) قال : حدّثنا أبو محمّد قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن كرّام [السجستاني] قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثنا معاوية بن إسحاق :
عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عبّاس: ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقّه ؟ قال : تهيّاً يا ابن جبير حتّى أحدّثك بما لم تسمع أذناك ولم يمرّ على قلبك ، و فرِّغ نفسك لما سألتني عنه ، فما أردته فهو علم الأوّلين والآخرين.
قال سعيد بن جبير : فخرجت من عنده فتهيّات فتهيّأت له من الغد، فبكّرت إليه مع طلوع الفجر، فصلّيت الفجر ثمّ ذكرت الحديث، فحوّل وجهه إلىّ فقال : اسمع منّي ما أقول :
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «لو علمتم ما لكم في رمضان لزدتم لله تبارك وتعالى شكراً، إذا كان أوّل ليلة غفر الله عزّ وجلّ لأمّتي الذنوب كلّها، سرّها وعلانيتها ، ورفع لكم ألفي ألف درجة، وبنى لكم خمسين مدينة .
وكتب الله عزّ وجلّ لكم يوم الثاني بكلّ خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة، وثواب نبيّ، وكتب لكم صوم سنة.
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم الثالث بكلّ شعرة على أبدانكم قبّة في الفردوس
ص: 525
من درّة بيضاء في أعلاها اثنا عشر ألف بيت من النور، وفي أسفلها اثنا عشر ألف بيت، في كلّ بيت ألف سرير، على كلّ سرير حوراء يدخل عليكم كلّ يوم ألف ملك ، مع كلّ ملك هدية .
وأعطاكم الله عزّ و جلّ يوم الرابع في جنّة الخلد سبعين ألف قصر، في كلّ قصر سبعون ألف بيت، في كلّ بيت خمسون ألف سرير، على كلّ سرير حوراء، بين يدي كلّ حوراء ألف وصيفة خِمار إحداهنّ خير من الدنيا وما فيها.
وأعطاكم الله يوم الخامس في جنّة المأوى ألف ألف مدينة، في كلّ مدينة سبعون ألف بيت، في كلّ بيت سبعون ألف مائدة، على كلّ مائدة سبعون ألف قصعة ، وفي كلّ قصعة ستّون ألف لون من الطعام لا يشبه بعضها بعضاً.
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم السادس في دار السلام مئة ألف مدينة، في كلّ مدينة مئة ألف دار، في كلّ دار مئة ألف بيت، في كلّ بيت مئة ألف ذهب، طول كلّ سرير ألف ذراع، على كلّ سرير زوجة من الحور العين، عليها ثلاثون ألف ذؤابة (1) منسوجة بالدرّ والياقوت ، تحمل كلّ ذؤابة مئة جارية .
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم السابع في جنّة النعيم ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صدّيق .
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم الثامن عمل ستّين ألف عابد و ستين ألف زاهد.
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم التاسع ما يعطى ألف عالم وألف معتكف وألف مرابط .
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم العاشر قضاء سبعين ألف حاجة، ويستغفر لكم الشمس والقمر والنجوم والدوابّ والطير والسباع، وكلّ حجر ومدر، وكلّ رَطب ویابس، والحيتان في البحار، والأوراق على الأشجار.
وكتب الله عزّ وجلّ لكم يوم أحد عشر ثواب أربع حجّات وعمرات ، كلّ حِجّة
ص: 526
مع نبيّ مع الأنبياء، وكلّ عُمرة مع صدّيق أو شهيد.
وجعل الله عزّ وجلّ لكلّ يوم اثني عشر أن يبدّل الله سيّئاتكم حسنات، ويجعل حسناتكم أضعافاً، ويكتب لكم بكلّ حسنة ألف ألف حسنة ، وكتب الله عزّ وجلّ لكم يوم ثلاثة عشر مثل عبادة أهل مكّة والمدينة ، وأعطاكم الله بكلّ حجر ومدر مابين مكّة والمدينة شفاعة .
ويوم أربعة عشر فكأنّما لقيتم آدم ونوحاً وبعدهما إبراهيم وموسى، وبعدهما داوود وسليمان، وكأنّما عبدتم الله عزّ وجلّ مع كلّ نبيّ مئتي سنة .
وقضى لكم يوم خمسة عشر حوائج(1) من حوائج الدنيا والآخرة، وأعطاكم الله ما يعطي أيّوب، واستغفر لكم حملة العرش، وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم القيامة أربعين نوراً عشرة عن يمينكم وعشرة عن يساركم وعشرة أمامكم وعشرة خلفكم.
وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم ستّة عشر إذا خرجتم من القبر ستّين حُلّة تلبسونها ، وناقة تركبونها ، وبعث الله إليكم غمامة تظلّكم من حَرّ ذلك اليوم.
ويوم سبعة عشر يقول الله عزّ وجلّ: «إنّي قد غفرت لهم ولأبائهم، ورفعت عنهم شدائد يوم القيامة» .
وإذا كان يوم ثمانية عشر أمر الله تبارك وتعالى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش والكرّوبيّين أن يستغفروا لأمّة محمّد صلّی الله علیه و آله إلى السنة القابلة وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم القيامة ثواب البدريۀين.
فإذا كان يوم التاسع عشر لم يبقَ ملك في السماوات والأرض إلّا استأذنوا ربّهم في زيارة قبوركم كلّ يوم، ومع كلّ ملك هدية وشراب .
فإذا تمّ لكم عشرون يوماً بعث الله عزّ وجلّ إليكم سبعين ألف ملك يحفظونكم من كلّ شيطان رجيم ، وكتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ يوم صمتم صوم مئة سنة ، وجعل بينكم وبين النّار خندقاً، وأعطاكم ثواب من قرأ التوراة والإنجيل والزبور
ص: 527
والفرقان، وكتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ ريشة على جبرئيل علیه السّلام عبادة سنة وأعطاكم ثواب تسبيح العرش والكرسي، وزوّجكم بكلّ آية في القرآن ألف حوراء .
ويوم أحد وعشرين يوسع الله عليكم القبر ألف فرسخ ، ويرفع عنكم الظلمة والوحشة، ويجعل قبوركم كقبور الشهداء، ويجعل وجوهكم كوجه يوسف بن يعقوب علیه السّلام.
ويوم اثنين وعشرين يبعث الله عزّ وجلّ إليكم ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء، ويدفع عنكم هول منكر ونكير، ويدفع عنكم همّ الدنيا وعذاب الآخرة.
ويوم ثلاثة وعشرين تمرّون على الصراط مع النبيّين والصدّيقين والشهداء، وكأنّما أشبعتم كلّ يتيم من أُمّتي وكسوتم كلّ عريان من أُمّتي.
ويوم أربعة وعشرين لا تخرجون من الدّنيا حتّى يرى كلّ واحد منكم مكانه من الجنّة، ويعطى كلّ واحد ثواب ألف مريض وألف غريب خرجوا في طاعة الله عزّ وجلّ، وأعطاكم ثواب عتق ألف رقبة من ولد إسماعيل.
ويوم خمسة وعشرين بنى الله عزّ وجلّ لكم تحت العرش ألف قبّة خضراء على رأس كلّ قبّة خيمة من نور، يقول الله تبارك وتعالى : ياأمّة محمّد أنا ربّكم وأنتم عبيدي وإماني استظلّوا بظلّ عرشي في هذه القباب، وكلوا واشربوا هنيئاً، فلاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون، ياأُمّة محمّد وعزّتي وجلالي لأبعثنّكم إلى الجنّة يتعجّب منكم الأوّلون والآخرون، ولأتوجّنّ كلّ واحد منكم بألف تاج من نور، ولأركبنّ كلّ واحد منكم على ناقة خلقت من نور، وزمامها من نور، وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب، في كلّ حلقة ملك قائم عليها من الملائكة، بيد كلّ ملك عمود من نور حتّى يدخل الجنّة بغير حساب .
وإذا كان يوم ستّة وعشرين ينظر الله إليكم بالرحمة فيغفر الله لكم الذنوب كلّها إلّا الدماء والأموال، وقدّس بيتكم كلّ يوم سبعين مرّة من الغيبة والكذب والبهتان .
ص: 528
ويوم سبعة وعشرين فكأنّما نصرتم كلّ مؤمن ومؤمنة، وكسوتم سبعين ألف عار، وخدمتم ألف مرابط، وكأنّما قرأتم كلّ كتاب أنزله الله عزّ وجلّ على أنبيائه .
و یوم ثمانية وعشرين جعل الله لكم في جنّة الخلد مئة ألف مدينة من نور وأعطاكم الله عزّ وجلّ في جنّة المأوى مئة ألف قصر من فضّة، وأعطاكم الله عزّ وجلّ في جنّة الفردوس مئة ألف مدينة في كلّ مدينة ألف حجرة، وأعطاكم الله عزّ وجلّ في جنّة الجلال مئة ألف منبر من مسك في جوف كلّ منبر ألف بيت من زعفران، في كلّ بيت ألف سرير من درّ وياقوت على كلّ سرير زوجة من الحور العين .
فإذا كان يوم تسعة وعشرين أعطاكم الله عزّ وجلّ ألف ألف محلّة، في جوف كلّ محلّة قبة بيضاء، في كلّ قبّة سرير من كافور أبيض، على ذلك السرير ألف فراش من السندس الأخضر ، فوق كلّ فراش حوراء عليها سبعون ألف حلّة، وعلى رأسها ثمانون ألف ذؤابة كلّ ذؤابة مكلّلة بالدرّ والياقوت .
فإذا تمّ ثلاثون يوماً كتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ يوم مرّ عليكم ثواب ألف شهيد وألف صدّيق، وكتب الله عزّ وجلّ لكم عبادة خمسين سنة، وكتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ يوم صوم الفي يوم، ورفع لكم بعدد ما أنبت النيل درجات، وكتب عزّ وجلّ لكم براءة من النّار وجوازاً على الصراط وأماناً من العذاب .
وللجنّة باب يقال له الريّان لا يفتح ذلك إلى يوم القيامة، ثمّ يفتح للصائمين والصائمات من أمّة محمّد صلّی الله علیه و آله ، ثمّ ينادي رضوان خازن الجنّة : ياأمّة محمّد ، هلمّوا إلى الريّان. فتدخل أُمّتي في ذلك الباب إلى الجنّة، فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أيّ شهر يغفر له». (أمالي الصدوق : المجلس 12، الحديث 2)
(٤٩٩) ٢ _ (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثنا عبد الله بن وهب البصري قال :
ص: 529
حدّثني ثوابة بن مسعود، عن أنس بن مالك قال:
توفّي ابنٌ لعثمان بن مظعون رضي الله عنه ، فاشتدّ حزنه عليه حتّى اتّخذ من داره مسجداً يتعبّد فيه، فبلغ ذلك رسول الله صلّی الله علیه و آله فقال له : «يا عثمان، إنّ الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانيّة، إنّما رهبانيّة أُمّتي الجهاد في سبيل الله ، يا عثمان بن مظعون للجنّة ثمانية أبواب و للنّار سبعة أبواب، أفما يسرّك أن لا تأتي باباً منها إلّا وجدت ابنك إلى جنبك آخذ بحجزتك يشفع لك إلى ربّك» ؟ قال : بلى . الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس ١٦ ، الحديث ١)
أقول : سيأتي تمامه في باب الرهبانية من كتاب الإيمان والكفر.
(٥٠٠) 3 - (1) حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي (2) شيخ لأصحاب الحديث قال : أخبرنا أبو الحسن علىّ بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبّي التمتامي، وأبو جعفر محمدّ بن عثمان بن أبي شيبة، [عن زكريّا بن يحيى الكسائي قال :] حدّثنا يحيى بن سالم، [عن الأشعث] (3) ابن عمّ الحسن بن صالح - وكان يفضّل على الحسن بن صالح - قال: حدّثنا مسعر ، عن عطيّة ، عن جابر قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «مكتوب على باب الجنّة : لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليّ أخو رسول الله ، قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام» .
(أمالي الصدوق : المجلس 18، الحدیث 1)
ص: 530
ص: 531
ص: 532
(٥٠١) ٤ - (1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبیدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : حدّثني جدّي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله قال : حدّثني إبراهيم بن عليّ والحسن بن يحيى قالا: حدّثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد [الواسطي] (2)، عن زيد بن عليّ، عن آبائه علیهم السّلام:
عن عليّ علیه السّلام قال : «كان لي عشر من رسول الله صلّی الله علیه و آله لم يعطهنّ أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي : قال لي: ياعلي أنت (3) أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وأنت أقرب النّاس منّي موقفاً يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنّة متواجهان
ص: 533
كمنزل الأخوين، وأنت الوصيّ، وأنت الولي وأنت الوزير (1) ، عدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله ، ووليّك وليّي وولیّي وليّ الله عزّ وجلّ».
(أمالي الصدوق : المجلس 18 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي، عن محمّد بن محمّد ، عن الشريف أبو محمّد الحسين بن محمّد بن يحيى، عن جدّه يحيى بن الحسن بن جعفر مثله مع مغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش. (أمالي الطوسي : المجلس ٥ ، الحديث ٣٥)
(502) 5 _ (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال : أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال : أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثني عثمان بن أبى شيبة، عن عمرو بن میمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام على منبر الكوفة: «أيّها النّاس، إنّه كان لي من رسول الله صلّى الله عليه وآله عشر خصال ، هنّ (3) أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا عليّ أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق إليّ يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبّار، ومنزلك في الجنّة مواجه منزلي كما يتواجه (4) منازل الإخوان في الله عزّ وجلّ»، الحديث.
(أمالي المفيد : المجلس 22 ، الحديث ٤)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله (أمالي الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 31)
يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.
ص: 534
(٥٠٣)٦ _ (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله : (في حديث الوسيلة) قال: «فلايبقي يومئذ أحد أحبّك يا علي إلّا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه، ولا يبقي أحد ممّن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقّاً إلّا اسودّ وجهه واضطريت قدماه .
فبينا أنا كذلك إذا ملكان وقد أقبلا إليّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنّة، و أمّا الآخر فمالك خازن النّار ، فيدنو رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد.
فأقول : السلام عليك أيّها الملك، من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك !
فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة وهذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك ربّ العزّة، فخذها يا أحمد.
فأقول : قد قبلت ذلك من ربيّ، فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس ٢٤ ، الحديث ٤)
تقدّم تمامه في الحديث ٣ من باب الوسيلة.
(٥٠٤)٧ - (2) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع ، عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن أبيه عليّ بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ سيّد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء علیهم السّلام قال :
ص: 535
قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «من صلّى عَلَيَّ ولم يصلّ على آلي لم يجد ريح الجنّة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة خمس مئة عام».
(أمالي الصدوق : المجلس ٣٦ ، الحديث ١٣)
(٥٠٥) ٨ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدّثني أبي قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علّى، عن أبيه ، عن جدّه قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «من قال : صلى الله على محمّد وآله ، قال الله جلّ جلاله: صلى الله عليك ، فليكثر من ذلك. ومن قال : صلى الله على محمّد ، ولم يصلّ على آله لم يجد ريح الجنّة، وريحها توجد من مسيرة خمس مئة عام».
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٠ ، الحديث ٦)
ص: 536
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق، من قوله: «ومن قال : صلى الله على محمّد» إلى آخر الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث ٥)
(506)9- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمدّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : حدّثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمّد بن عيسى الأبهري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا الجوهري الغلابي البصري قال: حدّثنا شُعيب بن واقد قال: حدّثنا الحسين بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه:
عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث مناهي النبيّ صلّی الله علیه و آله ، قال : قال رسول الله صلىّ الله عليه وآله : «من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله وحرّم عليه ريح الجنّة ، وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمس مئة عام».
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٦ ، الحديث ١)
يأتي تمامه في كتاب النواهي.
(507)10- (2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سعد بن عبدالله
ص: 537
قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن ضريس الكناسي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه علیهم السّلام :
أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله مرّ برجل يغرس غرساً في حائط له فوقف عليه فقال: «ألا أدلّك على غرس أثبت أصلاً وأسرع ايناعاً وأطيب ثمراً وأبقی إنفاقاً».
قال : بلى، فداك أبي وأُمّي يارسول الله .
فقال: «إذا أصبحت وأمسيت فقل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، فإنّ لك بذلك إن قلته بكلّ تسبيحة عشر شجرات في الجنّة من أنواع الفاكهة، وهنّ من الباقيات الصالحات».
قال : فقال الرجل : أُشهدك يا رسول الله أنّ حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين من أهل الصُفّة، فأنزل الله تبارك وتعالى : «فَأَمَّا مَن أَعْطى وَاتَّقی * وَصَدَّقَ بِالْحُسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسرى» (1).
(أمالي الصدوق : المجلس ٣٦ ، الحديث ٢٠)
(٥٠٨)١١ - (2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم
ص: 538
بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن العبّاس والعبّاس بن عمرو الفقيمي قالا: حدّثنا هشام بن الحكم، عن ثابت بن هرمز، عن الحسن بن ابي الحسن، عن أحمد بن عبد الحميد، عن عبدالله بن عليّ، عن بلال مؤذّن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال : قلت : رحمك الله ، تفضّل عليّ و أخبرني فإنّي فقير محتاج ، وأدّ إليّ ما سمعت من رسول الله صلّی الله علیه و آله فإنّك قد رأيته ولم أره ، وصف لي كيف وصف لك رسول الله صلّی الله علیه و آله بناء الجنّة ؟
قال : اكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم، سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «إنّ سور الجنّة لبنة من ذهب، ولبنة من فضّة، ولبنة من ياقوت، وملاطها(1) المسك الأذفر ، و شرفها الياقوت الأحمر والأخضر والأصفر» (2)
قلت : فما أبوابها ؟
قال : أبوابها مختلفة : باب الرحمة من ياقوتة حمراء.
قلت : فما حلقته ؟
قال : ويحك ، كفّ عنّي فقد كلّفتني شططاً (3).
قلت : ما أنا بكاف عنك حتّى تؤدّي إليّ ما سمعت من رسول الله صلّی الله علیه و آله في ذلك .
قال: اكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم، أمّا باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حَلَقَ له، وأمّا باب الشكر فإنّه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان، مسيرة ما بينهما خمس مئة عام، له ضجيج وحنين يقول : اللهمّ جئني بأهلي .
قلت : هل يتكلّم الباب ؟ !
ص: 539
قال: نعم، ينطقه ذو الجلال والإكرام، و أمّا باب البلاء.
قلت: أليس باب البلاء هو باب الصبر ؟
قال : لا .
قلت: فما البلاء ؟
قال : المصائب والأسقام والأمراض والجذام، وهو باب من ياقوتة صفراء له مصراع واحد ما أقلّ من يدخل منه .
قلت: رحمك الله زدني وتفضّل عَلَى فإنّي فقير .
قال: يا غلام، لقد كلّفتني شططاً، أمّا الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون ، وهم أهل الزهد والورع و الراغبون إلى الله عزّ وجلّ، المستأنسون به.
قلت : رحمك الله ، فإذا دخلوا الجنّة ماذا يصنعون ؟
قال: يسيرون على نهرين في مصاف (1) في سفن الياقوت مجاذيفها (2) اللؤلؤ، فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها .
قلت: رحمك الله هل يكون من النّور أخضر ؟
قال : إنّ الثياب هى خضر و لكن فيها نور من نور ربّ العالمين جلّ جلاله، يسيرون على حافتي (3) ذلك النهر .
قلت : فما اسم ذلك النهر ؟
قال: جنّة المأوى.
قلت : هل وسطها غير هذا ؟
قال : نعم جنّة عدن، وهي في وسط الجنان، فأمّا جنّة عدن فسُورها ياقوت
ص: 540
أحمر، وحصباؤها اللؤلؤ .
قلت : فهل فيها غيرها ؟
قال : نعم جنّة الفردوس .
قلت : وكيف سورها ؟
قال : ويحك ، كفّ عني قد حيّرت عليّ قلبي.
قلت : بل أنت الفاعل بي ذلك، ما أنا بكاف عنك حتّى تتمّ لي الصفة، وتخبرني عن سورها.
قال: سورها نور .
فقلت : والغرف الّتي هي فيها ؟
قال: هي من نور ربّ العالمين.
قلت: زدني رحمك الله .
قال : ويحك ، إلى هذا انتهى إليّ نبأ (1) رسول الله صلّی الله علیه و آله ، طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة، وطوبى لمن يؤمن بهذا.
(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحدیث 1)
يأتي في ترجمة أصحاب النبي صلّی الله علیه و آله من كتاب النبوّة .
(509)١٢ _ (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن أبيه، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه علیهم السّلام :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال : «طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار
ص: 541
النبيّ صلّی الله علیه و آله ، وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن منها، لا تخطر على قلبه شهوة شيء إلّا أتاه به ذلك الغصن، ولو أنّ راكباً مجدّاً سار في ظلّها مئة عام ما خرج منها، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتّى يسقط هرماً ، ألا ففى هذا فارغبوا» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 7)
يأتي تمامه في كتاب الإيمان والكفر.
(٥١٠)١٣ - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى الجلودي قال : [حدّثنا محمّد بن عطيّة ، قال : حدّثنا عبد الله بن عمرو بن سعيد البصري قال :] (2) حدّثنا هشام بن جعفر، عن حمّاد، عن عبد الله بن سليمان - وكان قارئاً للكتب – (فيما قرأه في الإنجيل) قال:
قال عيسى : ياربّ وما طوبى ؟
قال: «شجرة في الجنّة أنا غرستها، تظلّ الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من
ص: 542
تسنیم، برده برد الکافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لا يظماً بعدها أبداً».
فقال عيسى : اللهمّ اسقني منها .
قال: «حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتّى يشرب ذلك النبيّ ، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتّى تشرب أمّة ذلك النبيّ » .
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ٨)
يأتي تمامه في تاريخ عيسى علیه السّلام من كتاب النبوّة .
(٥١١) ١٤ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أبوبكر أحمد بن دبيس بن عبدالله المفسّر [الموصلي] قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي البهلول المروزي قال : حدّثنا الفضل بن هرمز ديار الطبري قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن شجاع [بن رجاء] البلخي قال : حدّثنا سليمان بن الربيع قال : سمعت كادح بن أحمد يقول: سمعت مقاتل بن سليمان يقول : سمعت الضحّاك قال :
سأل رجل ابن عبّاس: ما الّذي أخفى الله تبارك وتعالى من الجنّة، وقد أخبر عن ازواجها وعن خدمها وطيبها وشرابها وثمرها ، وماذكر الله تبارك و تعالى من أمرها وأنزله في كتابه ؟
فقال ابن عبّاس : هي جنّة عدن خلقها الله يوم الجمعة ثمّ أطبق عليها فلم يرها مخلوق من أهل السماوات والأرض حتّى يدخلها أهلها ، قال لها عزّ وجلّ ثلاث مرّات تكلّمي . فقالت : طوبى للمؤمنين . قال جلّ جلاله: طوبى للمؤمنين وطوبى لك .
قال مقاتل : قال الضحّاك : قال ابن عبّاس : فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: «ألا من كان فيه ستّ خصال فإنّه منهم: من صدق حديثه، وأنجز وعده، وأدّى أمانته، وبرّ والديه، ووصل رحمه واستغفر من ذنبه فهو مؤمن».
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ٩)
ص: 543
(٥١٢) ١٥ - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثني سعد بن عبدالله قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثني عليّ بن الحكم قال : حدّثني الحسين بن أبي العلاء، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «دخلت أُمّ أيمن على النبيّ صلّی الله علیه و آله وفي ملحفتها شيء، فقال لها رسول الله صلّی الله علیه و آله : ما معك ، يا أُمّ أيمن ؟
فقالت : إنّ فلانة أملكوها ، فنثروا عليها ، فأخذت من نِثارها . ثمّ بكت أُمّ أيمن وقالت : يا رسول الله ، فاطمة زوّجتها ولم تنثر عليها شيئاً .
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : يا أُمّ أيمن ، لم تَكذِبين ؟ ! فإنّ الله تبارك وتعالى لمّا زوّجت فاطمة عليّاً ، أمر أشجار الجنّة أن تنثُر عليهم من حُليّها وحُلَلها وياقوتها ودرّها وزمرّدها واستبرقها ، فأخذوا منها ما لا يعلمون ، ولقد نحل الله طوبي في مَهر فاطمة، فجعلها في منزل عليّ» .
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٨ ، الحديث ٣)
(٥١٣)١٦ - (2) حدّثنا علي بن عيسى رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن محمّد ماجيلويه، قال : حدثّنا أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن عمر و بن ثابت، عن زيد بن عليّ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : «إنّ في الجنّة لشجرة يخرج من أعلاها
ص: 544
الحلل، ومن أسفلها خيل بُلق (1) مسرجة ملجمة ذوات أجنحة، لاتروث و لاتبول، فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنّة حيث شاءُوا، فيقول الّذين أسفل منهم: ياربّنا، ما بلغ بعبادك هذه الكرامة ؟ فيقول الله جلّ جلاله : إنّهم كانوا يقومون الليل ولا ينامون، ويصومون النّهار ولا يأكلون، ويجاهدون العدوّ و لا يجبنون، ويتصدّقون ولا يبخلون».
(أمالي الصدوق : المجلس ٤٨ ، الحديث ١٤)
(514)17- (2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه ، عن علي علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّ في الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أُمّتي مَن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام» الحديث .
(أمالي الصدوق : المجلس ٥٣ ، الحديث ٥)
يأتي تمامه في أبواب مكارم الأخلاق .
ص: 545
(515)18 - (1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال: حدّثنا عطاء الخراساني رفعه :
عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث المعراج) قال: ثمّ مضى [رسول الله صلّى الله عليه وآله] فمرّ على إبراهيم خليل الرحمان فناداه من خلفه فقال: «يا محمّد ، اقرأ أمّتك عنّي السلام وأخبرهم أنّ الجنّة ماؤها عذب وتربتها طيّبة فيها قيعان بيض، غرسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله فمُر أمّتك فليكثروا من غرسها. »
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٩ ، الحديث ٢)
يأتي تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا صلّى الله عليه وآله من كتاب النبوّة .
ص: 546
(٥١٦) ١٩ _ وبأسانيده عن الأعمش (في حديث طويل) عن أبي جعفر الدوانيقي، عن أبيه، عن جدّه ، عن أبيه، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) أنّه قال لفاطمة علیهاالسّلام: «يافاطمة ، عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٧ ، الحديث 2)
تقدّمت أسانيده في باب لواء الحمد، ويأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء علیهم السّلام من كتاب الإمامة .
(٥١٧) 20 - (1) حدّثنا أحمد - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالسلام بن صالح الهروي :
عن الرضا عليّ بن موسىّ علیهماالسّلام (في حديث) قال : قلت : فأخبرني عن الجنّة والنّار أهما اليوم مخلوقتان؟
فقال: «نعم، وأنّ رسول الله قد دخل الجنّة ورأى النّار لمّا عرج به إلى السماء».
قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين ؟
فقال علیه السّلام : «ما اولئك منّا ولا نحن منهم، مَن أنكر خلق الجنّة والنّار فقد كذّب النبيّ صلّى الله عليه وآله وكذّبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنّم، قال الله عزّ
ص: 547
وجلّ: « «هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ *يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ» (1).
و قال النبيّ صلّی الله علیه و آله :«لمّا عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل علیه السّلام فأدخلني الجنّة فناولني من رطبها فأكلته، فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلی الارض واقعت خدیجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلی رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة».
(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحدیث 7)
سیأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
(518)21- (2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكَّل رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الکوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّة الحسین بن یزید نوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال :
قال الصادق علیه السّلام: «من أقام فرائض الله، واجتنب محارم الله ، وأحسن الولایة لأهل بیت نبيّ الله، وتبرّأ من أعداء الله عزّ وجلّ، فليدخل من أيّ ألواب الجنة الثمانیة شاء».
(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحدیث 10)
(519)22- (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبوالقاسم
ص: 548
جعفر بن نحنّد رحمه الله قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن متّ الجوهري، عن محمّد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن ألان بن عثمان، عن کثیر النواء:
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إنّ نوحاً علیه السّلام وركب السفینة في أوّل یوم من رجب، فأمر مَن معه أن يصوموا ذلك اليوم». وقال: « من صام ذلك الیوم تباعدت عنه النّار مسيرة سنة، ومن صام سبعة أيّام منه غلقت عنه أبواب النّار السبعة، ومن صام ثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنان الثمانية» الحدیث.
(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحدیث 21)
یأتي تمامه في كتاب الصوم.
(520)23- (1) حدّثنا محمّد بن على ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن یحیی العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهیم بن هاشم، عن محمّد بن عمر، عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قالت أُمّ سلمة رضي الله عنها لرسول الله صلّى الله عليه وآله : بأبي أنت وأُمّى ، المرأة یکون لها زوجان فیموتون ويدخلون الجنة، لأیهما تكون ؟
فقال صلّى الله عليه وآله: «يا أُمّ سلمة، تخيّر أحسنهما خُلقاً وخيرهما لأهله، یا أُمّ سلمة إنّ
ص: 549
حسن الخُلق ذهب بخير الدنيا و الآخرة».
(أمالي الصدوق : المجلس ٧٥ ، الحديث ٨)
(٥٢١) ٢٤ - (1) حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (إسحاق) بن أحمد الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري :
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال: «من صام من رجب ثمانية أيّام فإنّ للجنّة ثمانية أبواب يفتح الله عزّ وجلّ له بصوم كلّ يوم باباً من أبوابها وقال له ادخل من أيّ أبواب الجنان شئت». (إلى أن قال :)
«ومن صام من رجب أربعة عشر يوماً أعطاه الله من الثواب ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصور الجنان الّتي بنيت بالدرّ و الياقوت». (إلى أن قال:)
«ومن صام من رجب ستّة عشر يوماً كان في أوائل من يركب على دوابٌ من نور تطير بهم في عرصة الجنان إلى دار الرحمان». (إلى أن قال :)
«ومن صام من رجب ثمانية عشر يوماً زاحم إبراهيم في قبّته في قبّة الخلد على سرر الدرّ والياقوت .
ومن صام من رجب تسعة عشر يوماً بنى الله له قصراً من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم علیهماالسّلام في جنّة عدن، فيسلّم عليهما ويسلّمان عليه تكرمة له وإيجاباً لحقّه». (إلى أن قال :)
«ومن صام من رجب ثلاثين يوماً نادى منادٍ من السماء : ياعبدالله، أمّا ما
ص: 550
مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي، وأعطاه الله عزّ وجلّ في الجنان كلّها في كلّ جنة أربعين ألف مدينة من ذهب، في كلّ مدينة أربعون ألف ألف قصر، في كلّ قصر أربعون ألف ألف بيت، وفي كلّ بيت أربعون ألف ألف مائدة من ذهب ، على كلّ مائدة أربعون ألف ألف قصعة، في كلّ قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام والشراب، لكلّ طعام وشراب من ذلك لون على حدة، وفي كلّ بيت أربعون ألف ألف سرير من ذهب، طول كلّ سرير ألفا ذراع في ألفي ذراع، على كلّ سرير جارية من الحور، عليها ثلاثة مئة ألف ذؤابة من نور، تحمل كلّ ذؤابة منها ألف ألف وصيفة، تغلّفها بالمسك والعنبر إلى أن يوفّيها صائم رجب الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 80، الحديث 1)
يأتي تمامه في كتاب الصوم.
(٥٢٢) ٢٥ - (1) حدّثنا عليّ بن عيسى رضي الله عنه قال : حدّثنا علي بن محمّد ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «اللجنّة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه ، فإذا هو مفتوح وهم متقلّدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم ، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلّاً في نفسه، وفقراً في معيشته، ومحقاً في دينه ، إنّ الله تبارك
ص: 551
وتعالى أعزّ (1) أُمّتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها».
(أمالي الصدوق : المجلس ٨٥، الحديث ٨)
(٥٢٣)٢٦ - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب ، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن داوود الدينوري قال : حدّثنا منذر العشراني قال : حدّثنا سعيد بن زيد، عن أبي قنبل، عن أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:
عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «إنّ حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طنّت وقالت : يا عليّ».
(أمالي الصدوق : المجلس ٨٦ ، الحديث 13)
(524)27- (3) حدثّنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :
قال رسول رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من قال : «سبحان الله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال : «الحمد لله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة ، ومن : قال «لا إله إلّا الله»
ص: 552
غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: «الله أكبر» غرس الله له بها شجرة في الجنّة».
فقال رجل من قريش : يا رسول الله ، إنّ شجرنا فى الجنّة لكثير .
قال: «نعم، و لكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يقول : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعمالَكُم»(1)».
(أمالي الصدوق : المجلس 88 الحديث ١٦)
(٥٢٥)٢٨ - أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد رحمه الله قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن النعمان :
عن بشير الدهّان قال : قلت لأبي جعفر علیه السّلام : جُعلت فداك، أيّ الفصوص أفضل أُركبه على خاتمي ؟
فقال: «يابشير، أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض ؟ فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة : فأمّا الأحمر فمطلّ على دار رسول الله صلّى الله عليه وآله ، و أمّا الأصفر فمطلّ على دار فاطمة علیهاالسّلام ، وأمّا الأبيض فمطلّ على دار أمير المؤمنين علیه السّلام ، والدّور كلّها واحدة، يخرج منها ثلاثة أنهار، من تحت كلّ جبلٍ نهر أشدّ برداً من الثلج، وأحلى من العسل، وأشدّ بياضاً من اللبن، لايشرب منها إلّا محمد و آله علیهم السّلام وشيعتهم، ومصبّها كلّها واحد ومخرجها من الكوثر، وإنّ هذه الجبال تسبّح الله وتُقدّسه وتمجّده، وتستغفر لمحبّي آل محمّد علیهم السّلام ، فمن تختّم بشيءٍ منها من شيعة آل محمّد علیهم السّلام لم ير إلّا الخير والحُسنى والسَعَة في رزقه، والسلامة من جميع أنواع البلاء ، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كلّ ما يخافه الإنسان و يحذره».
(أمالي الطوسي : المجلس 2 الحديث 10)
ص: 553
(٥٢٦) ٢٩ _ (1) وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي ، واعتمد عليه في مقام الشفاعة، ويعينني على حمل مفاتيح الجنّة» . الحديث.
(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب لواء الحمد ، ويأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
(527) 30 - حدّثنا أبو منصور السكّري قال : حدّثني جدّي علي بن عمر قال : حدّثنا أبو العبّاس إسحاق بن [محمّد بن] مروان القطّان (2) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبيد بن يحيى العطّار (3) قال : حدّثنا يحيى بن عبدالله بن الحسن، عن أبيه
ص: 554
وعن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، عن أبيهما ، عن جدّهما قالا :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ في الفردوس لعيناً أحلى من الشهد وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله عزّ وجلّ منها، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية علي بن أبي طالب».
قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسين بن علي [بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب] (1) هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله، هكذا أخبرني أبي، عن جدي، عن النبي صلّی الله علیه و آله. (أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث ٦٧)
(٥٢٨) ٣١ _ أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمّد العلوي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد قال : أخبرنا الحسين قال : حدّثنا أبو عبدالله بن أسباط ، عن أحمد بن محمّد بن زياد العطّار، عن محمّد بن مروان الغزّال، عن عبيد بن يحيى، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن جدّه الحسن بن عليّ علیهماالسّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ في الفردوس ...» وذكر مثله ، إلّا أنّ فيه: «وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام ».
قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسين هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني عن جدّي، عن أبيه ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله .
قال عبيد : قلت : أشتهي أن تفسّره لنا إن كان عندك تفسير .
ص: 555
قال: نعم أخبرني أبي، عن جدّي، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إنّ الله تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة ، فرمى بها في النطفة حتّى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق» .
(أمالي الطوسي : المجلس ٣٤ ، الحديث ٦)
(٥٢٩)٣٢ _ (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة، وفرغ الله من حساب الخلائق، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنّار إليّ فأدفعها إليك ، فيقول لك : احكم».
قال علي علیه السّلام: «والله إنّ للجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي، ومن باب واحد سائر النّاس».
(أمالي الطوسي : المجلس ١٣ ، الحديث ٣٥)
تقدّم إسناده في باب الوسيلة.
(٥٣٠)٣٣ _ (2) أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبدالله بن بشران المعدّل قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار - قراءةً عليه _ قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة العبدي، يوم الثلاثاء في ذي الحجّة سنة ستّ وخمسين ومئتين، قال : حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال :
ص: 556
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «آتي يوم القيامة باب الجنّة فأستفتح، فيقول الخازن: مَن أنت ؟ فأقول : أنا محمّد . فيقول : بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك» .
(أمالي الطوسي : المجلس ١٤ ، الحديث ٢٣)
(٥٣١) ٣٤ _ (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان بن زياد الكوفي ببغداد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا يحيى بن سالم الفرّاء، عن حمّاد بن عثمان، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام ، عن علي صلوات الله عليه قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر (2) يُرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبّتان من درّ وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل، لمَن هذا القصر ؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجّد بالليل والنّاس نيام» الحديث .
(أمالي الطوسي : المجلس ١٦ ، الحديث ٣٠)
يأتي تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا صلّى الله عليه وآله من كتاب النبوّة، وفي أبواب مكارم
ص: 557
الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .
(٥٣٢) ٣٥ _ (1) وبالسند المتقدّم عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت فيها قيعاناً يققاً (2) من مسك ، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة، وربما أمسكوا، فقلت لهم : ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم ؟ ! (3)
قالوا: حتّى تأتينا النفقة .
قلت : وما نفقتكم ؟
قالوا : قول المؤمن : «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الّا الله، والله أكبر»، فإذا قالهنّ بنينا ، وإذا سكت وأمسك أمسكنا».
(أمالي الطوسي : المجلس ١٧، الحديث ٤)
(٥٣٣) ٣٦ _ أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن رجاء بن يحيى [بن سامان أبو] الحسين العبرتائي، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبد الرحمان الأصمّ ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه :
عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث طويل) قال : «يا أباذرّ ، لو أنّ امرأة من نساء أهل الجنّة أطلعت من سماء الدنيا فى ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل ممّا يضيء القمر ليلة البدر ، ولوجد رِيح نشرها جميع أهل الأرض ، و لو أنّ ثوباً من ثياب أهل الجنّة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم». (أمالي الطوسي : المجلس ١٩، الحدیث 1)
ص: 558
(٥٣٤) ٣٧ _ أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن عبد الله بن محمّد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه علیهم السّلام:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : «الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى أدخلها، ومحرّمة على الأُمم كلّها حتّى تدخلها شيعتنا أهل البيت».
(أمالى المفيد : المجلس 8 ، الحديث ٨)
(535)38- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان:
عن جعفر بن محمّد قال : «إنّ لأهل الجنّة ...» (1).
(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 7)
ص: 559
أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب الوسيلة .
(٥٣٦) ١ _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، عن المفضل بن صالح، عن جابر:
عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «لمّا نزلت هذه الآية : «وَجيء يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ»(2)، سئل عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : أخبرني الروح الأمين : أنّ الله لا إله غيره إذا جمع الأولين والآخرين أتى بجهنّم تقاد بألف زمام، أخذ بكلّ زمام مئة ألف ملك من الغلاظ الشداد ، لها هدّة وتغيّظ وزفير (3) ، وأنّها لتزفر الزفرة، فلولا أنّ الله عزّ وجلّ أخّرهم إلى الحساب لأهلكت الجمع، ثمّ يخرج منها عنق يحيط بالخلائق البرّ منهم والفاجر، فما خلق الله عزّ وجلّ عبداً من عباده ملكاً ولا نبيّاً إلّا نادى: ربّ نفسي نفسي، وأنت يانبيّ الله تنادي: أُمّتي أُمّتي .
ص: 560
ثمّ يوضع عليها صراط أدقّ من حدّ السيف، عليه ثلاث قناطر، أمّا واحدة فعليها الأمانة والرحم، وأمّا الأخرى فعليها الصلاة، وأمّا الأخرى فعليها عدل ربّ العالمين لا إله غيره، فيكلّفون الممرّ عليه ، فتحبسهم الرحم والأمانة، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين جلّ وعزّ ، وهو قوله تبارك وتعالى : «إنَّ رَبَّكَ لَبِالمرصاد» (1).
والنّاس على الصراط فمتعلّق وقدم تزلّ، وقدم تستمسك (2)، والملائكة حولهم ينادون يا حليم اغفر واصفح و عد بفضلك وسلّم، والنّاس يتهافتون فيها كالفراش، فاذا نجا ناج برحمة الله عزّ و جلّ نظر إليها فقال : الحمد لله الّذي نجاني منك بعد إياس (3) بمنّه وفضله ، إنّ ربّنا لغفور شكور».
(أمالي الصدوق : المجلس ٣٣ ، الحديث ٤)
(٥٣٧) ٢ _ (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون بن
ص: 561
الصلت الأهوازى قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثّنا عليّ بن محمّد قال : حدّثنا داوود بن سليمان قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «هل تدرون ما تفسير هذه الآية «كَلَّا إِذا دُكَّتِ الأَرضُ دَكَّاً» (1)»؟
قال: «إذا كان يوم القيامة تُقاد جهنّم بسبعين ألف زمام، بيَدِ سبعين ألف ملك ، فتشرد شردة لولا أنّ الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض».
(أمالي الطوسي : المجلس ١٢، الحديث ٢٤)
(538)3 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا محمّد بن سعيد بن أبي شحمة قال : حدّثنا أبو محمد عبدالله بن سعيد بن هاشم القناني البغدادي _ سنة خمس وثمانين ومئتين _ قال : حدّثنا أحمد بن صالح قال: حدّثنا حسّان بن عبدالله الواسطي قال : حدّثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل [حُييّ بن هانئ المعافري] ، عن عبدالله بن عمر:
عن رسول الله صلّى الله عليه و آله (في حديث ذكر فيه قصّة يحيى علیه السّلام) قال: «قال زكريّا علیه السّلام :
ص: 562
حدّثني حبيبي حبيبي جبرئيل عن الله تبارك وتعالى : أنّ في جهنّم جبلاً يقال له السكران، في أصل ذلك الجبل وادٍ يقال له الغضبان لغضب الرحمان تبارك وتعالى، في ذلك الوادي جبّ قامته مئة عام، في ذلك الجبّ توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار، وثياب من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار» الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 8، الحديث 3)
يأتي تمامه في كتاب النبوّة .
(٥٣٩) ٤ _ (1) وبإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه و آله (في حديث في بيان الوسيلة) : قال :
فلايبقی يومئذ أحد أحبّك يا علي إلّا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه، ولا يبقی أحد ممّن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقاً إلّا اسودّ وجهه واضطريت قدماه.
فبينا أنا كذلك إذا ملكان وقد أقبلا إلىّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنّة، وأمّا الآخر فمالك خازن النّار (إلى أن قال :) فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد.
فأقول : السلام عليك أيّها الملك، من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك.
فيقول : أنا مالك خازن النّار، وهذه مقاليد النّار بعث بها إليك ربّ العزّة ، فخذها يا أحمد .
فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضلني به، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب .
ثمّ يرجع مالك، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النّار حتّى يقف على عجزة جهنّم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتدّ حرّها، وعليّ آخذ بزمامها فتقول له جهنّم: جزني يا عليّ، قد أطفأ نورك لهبي.
فيقول لها علي: قري يا جهنّم، خذي هذا واتركي هذا، خذي هذا عدوّي
ص: 563
واتركي هذا وليّي .
فلجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة، وإن شاء يذهبها يسرة، ولجَهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق».
(أمالي الصدوق : المجلس ٢٤، الحديث ٤)
تقدّم تمامه مسنداً في الحديث ٣ من باب الوسيلة .
(٥٤٠) ٥ - حدّثنا محمّد بن عليّ رحمه الله قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة ، عن سعيد بن جُبير، عن عبد الله بن عبّاس:
عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النّار، لا يدخل النّار وليّ له، ولا ينجو منها عدوّ له ، إنّه قسيم الجنّة، لا يدخلها عدوّ له ولا يزحزح عنها وليّ له». (أمالي الصدوق : المجلس ٨، الحديث ٤)
يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .
(٥٤١)٦ - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ رضي الله عنه :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أنت قسيم النّار ، تُخرِج منها مَن آمن وأقرّ، وتدع فيها من كفر»، غيري»؟
قالوا : لا . (أمالي الطوسي : المجلس ٢٠، الحديث ٤)
يأتي تمامه في كتاب الإمامة.
ص: 564
(٥٤٢) ٧ - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم [بن حيّان المكاري]:
عن عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «أربعة لا يدخلون الجنّة: الكاهن، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتّات» وهو النمّام .
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٣ ، الحديث ٥)
(٥٤٣)٨ - (1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : حدّثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمّد بن عيسى الأبهري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا الجوهري الغلابي البصري قال : حدّثنا شُعيب بن واقد قال : حدّثنا الحسين بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه :
عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث المناهي) قال: «نهى عن بيع الخمر، وأن تشترى الخمر، وأن تُسقی الخمر، وقال علیه السّلام: لعن الله الخمر وعاصرها، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه.
وقال علیه السّلام : من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقّاً على الله أن يسقيه من طينة خبال (2)، وهو صديد أهل النّار وما يخرج من فروج الزناة، فيجتمع ذلك في قُدور جهنّم ، فيشربها أهل النّار، فيُصهر
ص: 565
به ما في بطونهم والجلود.
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٦ ، الحديث ١)
يأتي تمامه في كتاب المناهي.
(٥٤٤) ٩ _ حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال: حدّثنا أبو جرير قال: حدّثنا عطاء الخراساني، رفعه :
عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث ذكر فيه قصّة المعراج) قال : ثمّ مضى حتّى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارّة وسمع صوتا ، قال : ما هذه الريح يا جبرئيل الّتي أجدها ، وهذا الصوت الّذي أسمع ؟
قال: هذه جهنّم .
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : أعوذ بالله من جهنّم . (إلى أن قال :)
ثمّ مضى فمرّ على ملك قاعد على كرسيّ فسلّم عليه، فلم ير منه من البِشر مارأى من الملائكة ، فقال : يا جبرئيل، ما مررت بأحد من الملائكة إلّا رأيت منه ما أحبّ إلّا هذا، فمن هذا المَلَك ؟
قال: هذا مالك خازن النّار، أما إنّه قد كان من أحسن الملائكة بشراً، وأطلقهم وجهاً، فلمّا جُعل خازن النّار اطلع فيها اطّلاعة فرأى ما أعدّ الله فيها لأهلها ، فلم يضحك بعد ذلك.
(أمالي الصدوق : المجلس ٦٩ ، الحديث 2)
يأتي تمامه في باب 3 - المعراج - من أبواب تاريخ نبيّنا صلّی الله علیه و آله من البعثة إلى الهجرة .
(٥٤٥) ١٠ - (1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن
ص: 566
إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي:
عن الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام (في حديث قال) : قلت له يا ابن رسول الله فأخبرني عن الجنّة والنّار أهما اليوم مخلوقتان؟
فقال: «نعم، وإنّ رسول الله قد دخل الجنّة ورأى النّار لمّا عرج به إلى السماء».
قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين .
فقال علیه السّلام: «ما اولئك منّا ولا نحن منهم، مَن أنكر خلق الجنّة والنّار فقد كذّب النبيّ صلّی الله علیه و آله وكذَّبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنّم، قال الله عزّوجلّ: «هُذِهِ جَزَ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَينَها وَبَينَ حَمِيمٍ آنِ» (1) الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 70 ، الحديث 7)
سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.
(٥٤٦) ١١ _ (2) أخبرنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن دينار، عن عمرو بن ثابت :
عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام قال: «إنّ أهل النّار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب ممّا يلقون من ألم (3) العذاب، ماظنّك يا عمرو بقوم لا يقضى عليهم فيموتوا، ولا يخفّف عنهم من عذابها، عطاش فيها جياع ، كليلة أبصارهم ، صمّ بكم عمي، مسودّة وجوههم، خاسئين فيها نادمين، مغضوب عليهم فلايرحمون، ومن العذاب لا يخفّف (4) عنهم ، وفي النّار يسجرون، ومن
ص: 567
الحميم يشربون، ومن الزقّوم يأكلون، وبكلابيب النّار يحطمون (1)، وبالمقامع يضربون، والملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون ، فهم (2) في النّار يسحبون على وجوههم، ومع الشياطين يقرنون، وفي الأنكال والأغلال يصفّدون، إن دعوا لم يستجب لهم، وإن سألوا حاجة لم تقض لهم، هذه حال من دخل النّار».
(أمالي الصدوق : المجلس ٨٢، الحديث ١٤)
(٥٤٧)١٢ - (3) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد قال : حدّثنا محمّد بن جعفر أبو الحسين الكوفي الأسدي قال : حدّثني موسى بن عمران النخعي قال : حدّثنا الحسين بن يزيد قال : حدّثني حفص بن غياث، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي علیه السّلام قال :
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أربعة يؤذون أهل النّار على ما بهم من الأذى يسقون
ص: 568
من الحميم والجحيم، ينادون بالويل والثبور، يقول أهل النّار بعضهم لبعض : ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فرجل معلّق (1) في تابوت من جمر، ورجل يجرّ أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحاً ودماً ، ورجل يأكل لحمه ، فيقال لصاحب التابوت، ما بال الأبعد (2) قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد مات وفي عنقه أموال النّاس ولم يجد لها في نفسه أداء ولا وفاء.
ثمّ يقال للّذي يجرّ أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده.
ثمّ يقال للّذي يسيل فوه قيحاً ودماً : ما بال الأبعد قد آذانا على مابنا من الأذى؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يحاكي فينظر إلى كلّ كلمة خبيثة فيسندها (3) ويحاكي بها (4) .
ثمّ يقال للّذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يأكل لحوم النّاس بالغيبة ويمشي بالنميمة».
(أمالي الصدوق : المجلس ٨٥ ، الحديث 21)
(٥٤٨)١٣ - حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن
ص: 569
عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة:
عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال: «إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله حيث أسري به إلى السماء لم يمرّ بخلق من خلق الله إلّا رأى منه ما يحبّ من البشر واللطف والسرور به، حتّى مرّ بخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئاً، فوجده قاطباً عابساً، فقال: يا جبرئيل، ما مررت بخلق من خلق الله إلّا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلّا هذا. فمن هذا ؟
قال : هذا مالك خازن النّار، وهكذا خلقه ربّه .
قال : فإنّي أحبّ أن تطلب إليه أن يريني النّار.
فقال له جبرئيل : إنّ هذا محمّد رسول الله وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النّار.
قال : فأخرج له عنقاً منها فرآها ، فلمّا أبصرها لم يكن ضاحكاً (1) حتّى قبضه الله عزّ وجلّ». (أمالي الصدوق : المجلس ٨٧، الحديث (٦) (2)
(٥٤٩) ١٤ - (3)حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن العبّاس
ص: 570
بن عامر [القصباني(1)، عن أحمد بن رزق [الغمشاني] ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن جابر :
عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال: «إنّ عبداً مكث في النار سبعين خريفاً، والخريف سبعون سنة»(2).
قال: «ثمّ إنّه سأل الله عزّ وجلّ بحقّ محمد وأهل بيته [علیهم السّلام] (3) لمّا رحمتني».
قال: «فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئيل [علیه السّلام] : أن اهبط إلى عبدي فأخرجه [ إليّ].
قال : يا ربّ، وكيف لي بالهبوط في النّار ؟
قال : إنّي قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً.
قال : ياربّ ، فما علمي بموضعه ؟
فقال عزّ وجلّ : إنّه في جبّ من سجّين».
قال: «فهبط في النّار فوجده وهو معقول على وجهه، فأخرجه (4) ، فقال عزّ وجلّ يا عبدي كم لبثت تناشدني في النّار ؟
قال : ما أحصيه (5) يا ربّ .
بشارة المصطفى : ص 210، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 82 ، والفتّال في عنوان «مجلس في مناقب ال محمّد صلّی الله علیه و آله» من روضة الواعظين : ص 271
ص: 571
قال : أما وعزّتي [وجلالي] (1)، لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتمت (2) على نفسي أن لا يسألني عبدٌ بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له (3) ماكان بيني وبينه وقد غفرت لك اليوم».
(أمالي الصدوق : المجلس ٩٦ ، الحديث ٤)
أبو عبدالله المفيد، عن الصدوق بالسنّد المتقدّم عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، مكث عبدٌ في النّار سبعين خريفاً - والخريف سبعون سنة-. ثمّ إنّه يسأل الله عزّ وجلّ ويناديه فيقول : ياربّ أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته لمّا رحمتني. فيوحي الله جلّ جلاله إلى جبرئيل علیه السّلام [ أن ] اهبط إلى عبدي فأخرجه .
فيقول جبرئيل : وكيف لي بالهبوط في النّار ؟
فيقول الله تبارك وتعالى : إنّه قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً».
قال : «فيقول : يارب ، فما علمي بموضعه ؟
فيقول : إنّه في جبّ من سجّين .
فيهبط جبرئيل علیه السّلام إلى النّار فيجده معقولاً على وجهه فيخرجه، فيقف بين يدي الله عزّ وجلّ، فيقول الله تعالى: يا عبدي كم لبثت في النّار تناشدني ؟
فيقول : ياربّ ما أحصيته .
فيقول الله عزّ وجلّ له: أما وعزّتي وجلالي، لولا ما سألتني بحقّهم عندي لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له ما كان بيني وبينه ، وقد غفرت لك اليوم . ثمّ يؤمر به إلى الجنّة».
(أمالي المفيد : المجلس ٢٥، الحديث ٦)
ص: 572
أبو جعفر الطوسي، عن أحمد بن عبدون ابن الحاشر، عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر مثل ما في أمالي الصدوق، مع مغايرات ذكرتها في الهامش.
(أمالي الطوسى : المجلس 37 ، الحديث ٥)
(٥٥٠) ١٥ _ أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:
عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال : «وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومَن في الأرض إلّا من شاء الله ، فكيف من عصى بالسمع والبصر واللسان واليد والرِجل والفرج والبطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم ، لأنّه يقضى ويصير إلى غيره، إلى نار قعرها بعيد، وحرّها شديد، وشرابها صديد، وعذابها جديد، ومقامعها حديد، لايفتر عذابها، ولا يموت سكّانها (1)، دار ليس فيها رحمة، ولا يسمع لأهلها دعوة».
(أمالي المفيد : المجلس 31، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)
(٥٥١)١٦ - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث طويل) قال : «لو أنّ زفرات جهنّم زفرت لم يبق ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا خرّ جائياً على ركبتيه يقول : ربّ نفسي نفسي، حتّى ينسى إبراهيم
ص: 573
إسحاق علیهماالسّلام ، يقول : يا ربّ أنا خليلك إبراهيم لاتنسني» !
(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
تقدّم إسناده في باب الجنّة.
(٥٥٢)١٧ _ (1) وبإسناده عن كثير النواء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إنّ نوحاً علیه السّلام ركب السفينة في أوّل يوم من رجب ، فأمر مَن معه أن يصوموا ذلك اليوم».
وقال: «من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النّار مسيرة سنة ، ومن صام سبعة أيّام منه غلقت عنه أبواب النّار السبعة، ومن صام ثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنان الثمانية» الحديث .
(أمالي الطوسي : المجلس ٢، الحديث 21)
تقدّم إسناده في باب الجنّة، ويأتي تمامه في كتاب الصوم.
(٥٥٣)١٨ _ (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن عاصم البزوفري، قال: حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيّوب الشاذكوني المنقري قال :
حدّثنا حفص بن غياث القاضي قال : كنت عند سيّد الجعافرة جعفر بن محمّد علیهماالسّلام لمّا أقدمه المنصور، فأتاه ابن أبي العوجاء _ وكان ملحداً _ فقال له : ما
ص: 574
تقول في هذه الآية : «كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها» (1)، هب هذه الجلود عصيت فعذّبت، فما بال الغيريّة ؟!
فقال أبو عبد الله علیه السّلام: «ويحك ، هي هي، وهي غيرها».
قال : أعقلنى هذا القول .
فقال له: أرأيت لو أنّ رجلاً عمد إلى لِبنَةٍ فكسرها، ثمّ صبّ عليها الماء وجبلها، ثمّ ردّها إلى هيئتها الأولى، ألم تكن هي هي، وهي غيرها» ؟
فقال : بلى، أمتع الله بك .
(أمالي الطوسي : المجلس ٢٤ ، الحديث ٩)
ص: 575
ص: 576
ص: 577
ص: 578
(٥٥٤) ١ -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن على ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة، عن معاوية بن عمّار، عن الحسن بن عبدالله ، ، عن أبيه:
عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب علیهماالسّلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله فقالوا: يا محمّد ، أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله، وأنّك الّذي يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران علیه السّلام ؟ !
فسكت النبيّ صلّی الله علیه و آله ساعة ثمّ قال: «نعم، أنا سيّد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيّين وإمام المتقّين ورسول ربّ العالمين».
قالوا : إلى مَن ؟ إلى العرب، أم إلى العجم، أم إلينا ؟
فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية : قل يا محمّد : «يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيكُم جميعاً»(2).
ص: 579
قال اليهودي الّذي كان أعلمهم : يا محمّد، إنّي أسألك عن عشر كلمات أعطى الله عزّ وجلّ موسى بن عمران في البقعة المباركة حيث ناجاه، لا يعلمها إلّا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب.
قال النبيّ صلّی الله علیه و آله: «سلني».
قال : أخبِرني يا محمّد، عن الكلمات الّتي اختارهنّ الله لإبراهيم حيث بنى البيت ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «نعم، سبحان الله ، والحمد لله، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر».
قال اليهودي: فبأيّ شيء بنى هذه الكعبة مربعة ؟
قال النبي صلّى الله عليه وآله: «بالكلمات الأربع».
قال : لأيّ شيء سمّيت الكعبة ؟
قال النبي : «لأنّها وسط الدنيا».
قال اليهودي : أخبرني عن تفسير «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر».
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : « علم الله جلّ وعزّ أنّ بني آدم يكذبون على الله فقال: «سبحان
ص: 580
الله» تبرياً ممّا يقولون، وأمّا قوله : «الحمد لله» فإنّه علم أنّ العباد لا يؤدّون شكر نعمته فحمد نفسه قبل أن يحمدوه ، وهو أوّل الكلام، لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بنعمته ، فقوله: «لا إله إلّا الله» يعني وحدانيتّة، لا يقبل الله الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة، وأمّا قوله: «والله أكبر» فهي كلمة أعلى الكلمات وأحبّها إلى الله عزّ وجلّ، يعني أنّه ليس شيء أكبر منّي، لا تفتتح الصلوات إلّا بها لكرامتها على الله وهو الاسم الأكرم».
قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء قائلها ؟
قال صلّی الله علیه و آله: «إذا قال العبد : «سبحان الله» سبّح معه ما دون العرش، فيعطى قائلها عشر أمثالها ، وإذا قال: «الحمد الله» أنعم الله عليه بنعيم الدنيا موصولاً بنعيم الآخرة، وهي الكلمة الّتي يقولها أهل الجنّة إذا دخلوها وينقطع الكلام الّذي يقولونه في الدنيا ماخلا الحمد لله، وذلك قوله عزّ وجلّ : «دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ بتُهُم فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعواهُم أَنِ الْحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ» (1) ، وأمّا قوله: «لا إله إلّا الله» فالجنّة جزاؤه، وذلك قوله عزّ وجلّ: «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلَّا الإحسانِ» (2)، يقول : هل جزاء لا إله إلّا الله إلّا الجنّة».
فقال اليهودي: صدقت يا محمّد ، قد أخبرت واحدة فتأذن لي أن أسألك الثانية.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «سلني عمّا شئت» - وجبرئيل عن يمين النبيّ صلّى الله عليه وآله وميكائيل عن يساره يلقّنانه -.
فقال اليهودي: لأيّ شيء سمّيت محمّداً وأحمد وأبا القاسم وبشيراً ونذيراً وداعياً ؟
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أمّا محمّد فإنّي محمود في الأرض، وأمّا أحمد فإنّي محمود في السماء، وأمّا أبو القاسم فإنّ الله عزّ وجلّ يقسم يوم القيامة قسمة النّار ، فمن كفر بي من الأوّلين والآخرين ففي النّار ، ويقسم قسمة الجنّة ، فمن آمن بي وأقرّ بنبوّتي ففي
ص: 581
الجنّة، وأمّا الداعي فإنّي أدعو النّاس الى دين ربّي ، وأمّا النذير فإنّي أنذر بالنّار من عصاني، وأمّا البشير فإنّي أبشّر بالجنّة من أطاعني».
[ف] قال [اليهودي]: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن الله عزّ وجلّ، لأيّ شيء وقّت هذه الخمس الصلوات فى خمس مواقيت على أمّتك في ساعات الليل والنّهار ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس ، فيسبّح كلّ شيء دون العرش لوجه ربّي، وهي الساعة الّتي يصلّي عَلَيَّ فيها ربّي، ففرض الله عزّ وجلّ عَلَيّ وعلى أُمّتي فيها الصلاة وقال : «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ» (1)، وهي الساعة الّتي يؤتى فيها بجهنّم يوم القيامة، فما من مؤمن يوفّق تلك الساعة أن يكون ساجداً أو راكعاً أو قائماً إلّا حرّم الله عزّ وجلّ جسده على النّار.
وأمّا صلاة العصر، فهي الساعة الّتي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه الله من الجنّة، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لأمّتي، فهي من أحبّ الصلوات إلى الله عزّ وجلّ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات .
وأمّا صلاة المغرب، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ماتاب الله عليه ثلاث مئة سنة من أيّام الدنيا، وفي أيّام الآخرة یوم كألف سنة ، من وقت صلاة العصر إلى العشاء، فصلّى آدم ثلاث ركعات : ركعة الخطيئته ، وركعة الخطيئة حواء، وركعة لتوبته، فافترض الله عزّ وجلّ هذه الثلاث ركعات على أُمّتي، وهي الساعة الّتي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربّي أن يستجيب لمن دعاه فيها، وهذه الصلاة الّتي أمرني ربّي عزّ وجلّ فقال : «سُبحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصبحُونَ»(2).
وأمّا صلاة العشاء الآخرة، فإنّ للقبر ظلمة أمرني الله وأُمّتي بهذه الصلاة في
ص: 582
ذلك الوقت لتنوّر لهم القبور، وليعطوا النّور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلّا حرّم الله جسدها على النّار، وهي الصلاة التّي اختارها الله للمرسلين قبلي.
وأمّا صلاة الفجر، فإنّ الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان، فأمرني الله عزّ وجلّ أن أصلّي صلاة الفجر قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر، فتسجد أُمّتي لله ، وسرعتها أحبّ إلى الله ، وهي الصلاة الّتي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النّهار».
[ف] قال [اليهودي] : صدقت يا محمّد، فأخبرني لأيّ شيء توضّأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «لمّا أن وسوس الشيطان إلى آدم ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ، ثمّ قام، وهو أوّل قدم مشت إلى الخطيئة، ثمّ تناول بيده ثمّ مسها فأكل منها فطار الحلي والحلل عن جسده، ثمّ وضع يده على أُمّ رأسه و كي، فلمّا تاب الله عزّ وجلّ عليه فرض الله عزّ وجلّ عليه وعلى ذريّته الوضوء على هذه الجوارح الأربع وأمره أن يغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة، وأمره بغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها، و أمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه، وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة، ثمّ سنّ على أُمّتي المضمضة لتنقي القلب من الحرام، والاستنشاق لتحرم عليهم رائحة النّار ونتنها».
قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء عاملها ؟
قال النبي صلّى الله عليه وآله : «أوّل ما يمسّ الماء يتباعد عنه الشيطان، وإذا تمضمض نوّر الله قلبه ولسانه بالحكمة، فإذا استنشق آمنه الله من النّار ورزقه رائحة الجنّة ، فإذا غسل وجهه بيّض الله وجهه يوم تبيضّ فيه وجوه وتسودّ وجوه، وإذا غسل ساعديه حرّم الله عليه أغلال النّار، وإذا مسح رأسه مسح الله عنه سيّئاته ، وإذا مسح قدميه أجازه الله على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام».
قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن الخامسة : لأيّ شيء أمر الله بالاغتسال
ص: 583
من الجنابة ولم يأمر من البول والغائط ؟
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة دبّ ذلك في عروقه وشعره وبشره، فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كلّ عرق وشعرة فأوجب الله على ذريّته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة، والبول يخرج من فضلة الشراب الّذي يشربه الإنسان، والغائط يخرج من فضلة الطعام الّذي يأكله، فعليهم منهما الوضوء».
قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فأخبرني ما جزاء من اغتسل من الحلال ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ المؤمن إذا جامع أهله بسط سبعون ألف ملك جناحه و تنزل الرحمة، فإذا اغتسل بنى الله بكلّ قطرة بيتاً في الجنّة، وهو سرّ فيما بين الله و بين خلقه» يعني الاغتسال من الجنابة.
قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن السادسة: عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة أمر الله بنى إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «فأنشدتك بك الله إن أنا أخبرتك تقرّ لي».
قال اليهودي : نعم يا محمّد .
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أوّل ما في التوراة مكتوب: محمّد رسول الله ، وهي بالعبرانيّة: طاب». ثمّ تلا رسول الله هذه الآية: «يَجدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فى التَّوراة وَالْإِنجيل» (1) و «مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعدِى اسْمُهُ أحمَد» (2)، وفي السطر الثاني: اسم وصيّي علي بن أبي طالب علیه السّلام ، والثالث والرابع : سبطي ّالحسن و الحسين، وفي الخامس : أمّهما فاطمة سيّدة نساء العالمين، وفي التوراة اسم وصيّي «اليا» واسم سبطيّ «شبر وشبير» وهما نورا فاطمة علیهاالسّلام».
فقال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فأخبرني عن فضلكم أهل البيت ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «لي فضل على النبييّن، فما من نبيّ إلّا دعا على قومه بدعوة وأنا
ص: 584
أخّرت دعوتي لأمّتي لأشفع لهم يوم القيامة، وأمّا فضل أهل بيتي وذرّيتي على غيرهم كفضل الماء على كلّ شيء، وبه حياة كلّ شيء، وحبّ أهل بيتي وذريّتي استكمال الدين». وتلا رسول الله هذه الآية: «اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَعَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسلامَ دِيناً» إلى آخر الآية (1).
قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني بالسابع : ما فضل الرجال على النساء ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «كفضل السماء على الأرض، وكفضل الماء على الأرض، فبالماء تحيى الأرض، وبالرجال تحيى النساء ، لولا الرجال ما خلق الله النساء، لقول الله عزّ وجلّ : «الرِجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ»(2).
قال اليهودي: لأيّ شيء كان هكذا ؟
قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «خلق الله آدم من طين ومن فضلته وبقيّته خلقت حواء، وأوّل من أطاع النساء آدم فأنزله الله من الجنّة، وقد بيّن فضل الرجال على النساء في الدنيا ، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهنّ العبادة من القذارة، والرجال لا يصيبهم شيء من الطمث» ؟ !
قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني لأيّ شيء فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أُمّتك بالنّهار ثلاثين يوماً وفرض على الأُمم أكثر من ذلك ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً ففرض الله على ذريته ثلاثين يوماً الجوع والعطش، والّذي يأكلونه بالليل تفضّل من الله عزّ وجلّ عليهم، وكذلك كان على آدم ففرض الله عزّ وجلّ على أُمّتي ذلك». ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الآية : «كُتِبَ عَلَيكُم الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ * أَيَّاماً معدودات»(3).
ص: 585
قال اليهودي : صدقت يا محمّد، فما جزاء من صامها ؟
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلّا أوجب الله له سبع خصال: أوّلها: يذوب الحرام في جسده، والثانية: يقرب من رحمة الله، و الثالثة : يكون قد كفّر خطيئة أبيه آدم، والرابعة : يهوّن الله عليه سكرات الموت ، و الخامسة : أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة : يعطيه الله براءة من النّار، والسابعة : يطعمه الله من ثمرات الجنّة».
قال [اليهودي]: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن التاسعة : لأيّ شيء أمر الله بالوقوف بعرفات بعد العصر ؟
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ العصر هي الساعة الّتي عصى فيها آدم ربِّه ، ففرض الله عزّ وجلّ على أُمّتى الوقوف والتضرّع والدعاء في أحبّ المواضع إليه وتكفّل لهم بالجنّة، والساعة التي ينصرف فيها النّاس هي الساعة الّتي تلقّى فيها آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم».
ثمّ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «والّذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الله باباً في السماء الدنيا يقال له باب الرحمة، وباب التوبة، وباب الحاجات، وباب التفضّل، وباب الإحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو، ولا يجتمع بعرفات أحد إلّا استأهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال، وإنّ الله عزّ وجلّ مئة ألف ملك مع كلّ ملك مئة وعشرون ألف ملك ، ولله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله ملائكته بعتق أهل عرفات من النّار، وأوجب الله عزّ وجلّ لهم الجنّة، ونادى منادٍ : انصرفوا مغفورين فقد أرضيتموني ورضيت عنكم».
قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن العاشرة: عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيّين، وأعطى أمّتك من بين الأمم ؟
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أعطاني الله عزّ وجلّ فاتحة الكتاب، والأذان، والجماعة في المسجد، ويوم الجمعة، والإجهار في ثلاث صلوات، والرخصة لأمّتي عند
ص: 586
الأمراض والسفر، والصلاة على الجنائز، والشفاعة لاصحاب الكبائر من أُمّتي».
قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب ؟
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كلّ آية أنزلت من السماء فيجزى بها ثوابها، وأمّا الأذان فإنّه يحشر المؤذنون من أُمّتي مع النبيّين و الصدّيقين والشهداء والصالحين، وأمّا الجماعة فإنّ صفوف أُمّتي كصفوف الملائكة في السماء، والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة، كلّ ركعة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من عبادة أربعين سنة، وأمّا يوم الجمعة فيجمع الله فيه الأوّلين والآخرين للحساب، فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلّا خفّف الله عزّ وجلّ عليه أهوال يوم القيامة ثمّ يأمر به إلى الجنّة، وأمّا الإجهار فإنّه يتباعد لهب النّار بقدر ما يبلغ صوته، ويجوز الصراط ويعطى السرور حتّى يدخل الجنّة، وأمّا السادس : فإنّ الله عزّ وجلّ يخفّف أهوال يوم القيامة لأمّتى كما ذكر الله عزّ وجلّ في القرآن، وما من مؤمن يصلّي على الجنائز إلّا أوجب الله له الجنّة إلّا أن يكون منافقاً أو عاقاً، وأمّا شفاعتي فهي لأصحاب الكبائر ماخلا أهل الشرك والظلم».
قال [ اليهودي ] : صدقت يا محمّد، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّك عبده و رسوله خاتم النبيّين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين. فلمّا أسلم وحسن إسلامه أخرج رقّاً أبيض فيه جميع ما قال النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وقال : يا رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما استنسختها إلّا من الألواح الّتي كتبها الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران علیه السّلام ، و لقد قرأت فى التوراة فضلك حتّى شككت فيها يا محمّد ، ولقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة ، كلّما محوته وجدته مثبتاً فيها، ولقد قرأت في التوراة : إنّ هذه المسائل لا يخرجها غيرك، وإنّ في الساعة الّتي ترد عليك فيها هذه المسائل يكون جبرائيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك ووصيّك بين يديك.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «صدقت، هذا جبرائيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، ووصيّي علي بن أبي طالب بين يدي». فأمن اليهودي وحسن إسلامه.
(أمالي الصدوق : المجلس ٣٥ ، الحديث 1)
ص: 587
(٥٥٥)٢ _ (1) حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رحمه الله قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دُكين، عن معمر بن راشد قال :
سمعت أبا عبدالله الصادق علیه السّلام يقول: «أتى يهودي النبيّ صلّى الله عليه وآله فقام بين يديه يَحُدّ النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك »؟
قال : أنت أفضل أم موسى بن عِمران النبيّ الّذي كلّمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البَحر، وأظلّه بالغَمام ؟
فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّه يُكْرَه للعبد أن يزكّي نفسه، ولكنّي أقول : إنّ آدم علیه السّلام لمّا أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما غفرت لي . فغفرها الله له ، وإنّ نوحاً علیه السّلام لمّا ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني من الغرق . فنجّاه الله منه ، وإنّ إبراهيم علیه السّلام لمّا ألقي في النّار قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني منها . فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ، وإنّ موسى علیه السّلام لمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أمنتني منها . فقال الله جل جلاله : «لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلى» (2).
يا يهودي، إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي، مانفعه إيمانه شيئاً، ولا نفعته النبوّة .
يا يهودي، ومِن ذريّتي المهدي ، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته ، فقدّمه وصلّى خلفه» .
(أمالي الصدوق : المجلس ٣٩، الحديث ٤)
ص: 588
(٥٥٦)١ _ (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن فحّام السرّ من رآني قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه علىّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر علیهم السّلام : قال :
قال سيّدنا الصادق علیه السّلام: سمعت أبي يحدّث عن أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه: أنّ يهودياً (2) جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام فقال : أخبرني عمّا ليس لله ، وعمّا ليس عند الله ، وعمّا لا يعلمه الله ؟ !
فقال [أمير المؤمنين علیه السّلام] : «أمّا ما لا يعلمه الله ، فلا يعلم أنّ له ولداً، تكذيباً لكم حيث قلتم : عزيرٌ ابن الله ، وأمّا قولك: «ما ليس الله» ، فليس لله شريك ، وأمّا قولك : «ما ليس عند الله»، فليس عند الله ظلم للعباد».
فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد أنّك الحقّ، ومن أهل الحقّ ، وقلت الحقّ. وأسلم على يده.
(أمالي الطوسي : المجلس ١٠ ، الحديث ٦٦)
(٥٥٧)٢ - (3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال: : حدّثنا العبّاس بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن عمرو الكندي قال : حدّثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي قال : حدّثنا محمّد بن يزداد، عن سعيد بن خالد،
ص: 589
عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمان بن قيس البصري قال: حدثنا زاذان :
عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال : لمّا قبض النبيّ صلّی الله علیه و آله وتقلّد أبو بكر الأمر، قدم المدينة جماعة من النصارى يتقدّمهم جائليق له سَمت (1) ومعرفة بالكلام ووجوهه وحفظ التوراة والإنجيل ومافيهما ، فقصدوا أبو بكر ، فقال له الجائليق: إنّا وجدنا في الإنجيل رسولاً يخرج بعد عيسى، وقد بلغنا خروج محمّد بن عبد الله يذكر أنّه ذلك الرسول، ففزعنا إلى ملكنا فجمع وجوه قومنا وأنفذنا في التماس الحقّ فيما اتّصل بنا، وقد فاتنا نبيّكم محمّد، وفیما قرأناه من كتبنا أنّ الأنبياء لا يخرجون من الدنيا إلّا بعد إقامة أوصياء لهم يخلفونهم في أممهم يُقتبس منهم الضياء فيما أشكل ، فأنت أيّها الأمير وصيّه ، لنسألك عمّا نحتاج إليه ؟
فقال عمر : هذا خليفة رسول الله صلّی الله علیه و آله .
فجئا الجائليق لركبتيه وقال له: خبّرنا أيّها الخليفة عن فضلكم علينا في الدين، فإنّا جئنا نسأل عن ذلك ؟
فقال أبوبكر : نحن مؤمنون وأنتم كفّار، والمؤمن خيرٌ من الكافر، والإيمان خيرٌ من الكفر .
فقال الجائليق : هذه دعوى تحتاج إلى حجّة ، فخبّرني أنت مؤمن عند الله أم عند نفسك ؟
فقال أبو بكر : أنا مؤمن عند نفسي ولا علم لي بما عند الله .
قال : فهل أنا كافر عندك على مثل ما أنت مؤمن ، أم أنا كافر عند الله ؟
فقال : أنت عندي كافر ، ولا علم لي بحالك عند الله.
فقال الجائليق : فما أراك إلّا شاكاً في نفسك وفيّ، ولست على يقين من دينك، فخبّرني ألك عند الله منزلة في الجنّة بما أنت عليه في الدين تعرفها ؟
ص: 590
فقال : لي منزلةٌ في الجنّة أعرفها بالوعد ، ولا أعلم هل أصل إليها أم لا.
فقال له : فترجو أن تكون لي منزلة في الجنّة ؟
قال : أجل، أرجو ذلك.
فقال الجائليق : فما أراك إلا راجياً لي، وخائفاً على نفسك، فما فضلك عليّ في العلم ؟
ثمّ قال له : أخبرني هل احتويت على جميع علم النبيّ المبعوث إليك ؟
قال : لا ، ولكن أعلم منه ما قضى لي علمه .
قال: فكيف صرت خليفة للنبيّ وأنت لا تحيط علماً بما تحتاج إليه أمّته من علمه، وكيف قدّمك قومك على ذلك ؟
فقال له عمر : كفّ - أيّها النصراني - عن هذا العنت، وإلّا أبحنا دمك.
فقال الجاثليق : ما هذا عدل على من جاء مستر شداً طالباً.
فقال سلمان رحمه الله : فكأنّما ألبسنا جلباب المذلّة، فنهضت حتّى أتيت عليّاً علیه السّلام فأخبرته الخبر، فأقبل - بأبي وأُمّي - حتّى جلس والنصراني يقول : دلّوني على مَن أسأله عمّا أحتاج إليه .
فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام : «سل يا نصراني، فوالّذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لا تسألني عمّا مضى ولا ما يكون إلّا أخبرتك به عن نبيّ الهدى محمّد صلّی الله علیه و آله».
فقال النصراني : أسألك عمّا سألت عنه هذا الشيخ ، خبّرني أمؤمن أنت عند الله أم عند نفسك ؟
فقال أمير المؤمنين: «أنا مؤمن عند الله ، كما أنا مؤمن في عقيدتي».
فقال الجائليق : الله أكبر ، هذا كلام وثيق بدينه، متحقّق فيه بصحّة يقينه، فخبّرني الأن عن منزلتك في الجنّة ما هي؟
فقال علیه السّلام : «منزلتي مع النبيّ الأمّي في الفردوس الأعلى، لا أرتاب بذلك، و له لا أشكّ في الوعد من ربّي».
فقال النصراني : فبما ذا عرفت الوعد لك بالمنزلة الّتي ذكرتها ؟
ص: 591
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «بالكتاب المنزل، وصدق النبيّ المرسل».
قال : فما ذا علمت صدق نبيّك ؟
قال علیه السّلام : «بالآيات الباهرات والمعجزات البيّنات».
قال الجائليق : هذا طريق الحجّة لمن أراد الاحتجاج، فخبّرني عن الله تعالى، أين هو اليوم ؟
فقال: «يا نصراني، إنّ الله تعالى يجلّ عن الأين ، ويتعالى عن المكان ، كان فيما لم يزل ولا مكان، وهو اليوم على ذلك لم يتغيّر من حال إلى حال».
فقال: أجل، أحسنت أيّها العالم وأوجزت في الجواب، فخبّرني عنه تعالى، أمدرك بالحواسّ عندك ، فيسلك المسترشد في طلبه استعمال الحواسّ ؟ أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك ؟
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «تعالى الملك الجبّار أن يوصف بمقدار، أو تُدركه الحواسّ، أو يقاس بالنّاس، والطريق إلى معرفته صنائعه الباهرة للعقول ، الدالّة ذوي الاعتبار بما هو عنده مشهود ومعقول».
قال الجائليق: صدقت، هذا والله الحقّ الّذي قد ضلّ عنه التائهون في الجهالات ، فخبّرني الأن عمّا قاله نبيّكم في المسيح، وإنّه مخلوق، من أين أثبت له الخلق ونفى عنه الإلهيّة، وأوجب فيه النقص ؟ وقد عرفت ما يعتقد فيه كثير من المتديّنين ؟
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: «أثبت له الخلق بالتقدير الّذي لزمه، والتصوير والتغيير من حال إلى حال، والزيادة الّتي لم ينفكّ منها والنقصان، ولم أنفِ عنه النبوّة ، ولا أخرجته من العصمة والكمال والتأييد، وقد جاءنا عن الله تعالى بأنّه مثل آدم خلقه من تُراب، ثمّ قال له: كن فيكون.
فقال له الجائليق : هذا ما لا يُطعَن فيه الأن، غير أنّ الحجاج ممّا تشترك فيه الحجّة على الخلق والمحجوج منهم ، فبم بنت أيّها العالم من الرعيّة الناقصة عنك؟
قال: «بما أخبرتك به من علمي بما كان وما يكون».
ص: 592
قال الجائليق : فهلمّ شيئاً من ذكر ذلك اتحققّ به دعواك.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «خرجت - أيّها النصراني - من مستقرّك مستفزّاً (1) لمن قصدت بسؤالك له، مضمراً خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد، فأريت في منامك مقامي، وحدثت فيه بكلامي، وحُذّرت فيه من خلافي، وأمرت فيه باتّباعي».
قال: صدقت والله الّذي بعث المسيح، وما اطّلع على ما أخبرتني به إلّا الله تعالى، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأنّك وصي رسول الله ، وأحقّ النّاس بمقامه. وأسلم الّذين كانوا معه كإسلامه وقالوا: نرجع إلى صاحبنا . فنُخبره بما وجدنا عليه هذا الأمر وندعوه إلى الحقّ.
فقال له عمر: الحمد لله الّذي هداك - أيّها الرجل _ إلى الحقّ وهدى من معك إليه، غير أنّه يجب أن تعلم أنّ علم النبوّة في أهل بيت صاحبها، والأمر من بعده لمن خاطبت أوّلاً برضا الأُمّة واصطلاحها عليه، وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة .
فقال : قد عرفت - أيّها الرجل - وأنا على يقينٍ من أمري فيما أسررت وأعلنت .
وانصرف النّاس وتقدّم عمر ألّا يذكر ذلك المقام من بعد، وتوعّد على من ذكره بالعقاب، وقال: أما والله لولا أنّني أخاف أن يقول النّاس قتل مسلماً، لقتلت هذا الشيخ ومن معه ، فإنّي أظنّ أنّهم شياطين أرادوا الإفساد على هذه الأُمّة وإيقاع الفُرقة بينها .
[ قال سلمان : ] فقال أمير المؤمنين علیه السّلام لي : «يا سلمان ، أما ترى كيف يظهر الله الحجّة لأوليائه ؟ ومايزيد بذلك قومنا عنّا إلا نفوراً» !
(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث ٣٦)
ص: 593
(٥٥٨) 1 _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطاّن قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن أبي السري قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني :
عن الأصبغ بن نباتة قال : لمّا جلس عليّ علیه السّلام في الخلافة وبايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول الله صلّی الله علیه و آله، و لابساً بردة رسول الله صلّی الله علیه و آله ، متنعّلاً نعل رسول الله صلّی الله علیه و آله ، متقلّداً سيف رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فصعد المنبر فجلس عليه متمكّناً ، ثمّ شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال: «يا معشر النّاس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلّی الله علیه و آله ، هذا ما زقّني (2) رسول الله صلّی الله علیه و آله رقّاً رقاً، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي وسادة (3) فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة فتقول :
ص: 594
صدق عليّ ماكذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فىّ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الانجيل فيقول : صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول : صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً فهل فيكم أحد يعلم مانزل فيه، ولولا آية في كتاب الله عزّ وجلّ لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة ، و
ص: 595
هي هذه الآية: «يَمحُوا الله مايَشاءُ وَيُنبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتاب» (1).
ثمّ قال علیه السّلام : «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لو سألتموني عن أيّة آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت ، مكّيها ومدنيّها ، وسفريها و حضريها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها إلّا أخبرتكم».
فقام إليه رجل يقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان، بليغاً في الخطب، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إيّاه، فقال : يا أمير المؤمنين، هل رأيت ربك ؟
قال : «ويلك ياذعلب ، لم أكن بالّذي أعبد ربّاً لم أره» .
قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا .
قال: «ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، ويلك ياذعلب، إنّ ربّي لا يوصف بالبُعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون ، ولا بقيام - قيام انتصاب -، ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقّة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسّة، قائل لا بلفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء ولا يقال شيء فوقه أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج».
فخرّ ذعلب مغشيّاً عليه ثمّ قال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها .
ثمّ قال علیه السّلام: «سلوني قبل أن تفقدوني».
فقام إليه الأشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين، كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبيّ ؟
ص: 596
فقال : بلى يا أشعت ، قد أنزل الله عليهم كتاباً وبعث إليهم نبيّاً، وكان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها ، فلمّا أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه فقالوا : أيهّا الملك ، دنست علينا ديننا فأهلكته ، فاخرج نطهّرك و نقم عليك الحدّ . فقال لهم : اجتمعوا واسمعوا كلامي، فإن يكن لي مخرج ممّا ارتكبت وإلّا فشأنكم . فاجتمعوا فقال لهم : هل علمتم أنّ الله عزّ وجلّ لم يخلق خلقاً أكرم عليه من أبينا آدم وأمّنا حواء ؟ قالوا : صدقت أيّها الملك . قال : أفليس قد زوّج بنيه من بناته، وبناته من بنيه ؟ قالوا : صدقت، هذا هو الدّين. فتعاقدوا على ذلك ، فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بلاحساب ، والمنافقون أشدّ حالاً منهم» (1).
فقال الأشعث : والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها أبداً .
ثمّ قال علیه السّلام: «سلوني قبل أن تفقدوني».
فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكّياً على عكازة (2) ، فلم يزل يتخطّى النّاس حتّى دنا منه فقال : يا أمير المؤمنين، دلني على عمل إذا أنا عملته نجّانى الله من النّار.
فقال له : «اسمع يا هذا، ثمّ افهم، ثمّ استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغنيّ لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ، وبفقير صابر، فاذا كتم العالم علمه وبخل الغنيّ و لم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بدئها أي إلى الكفر بعد الإيمان .
أيّها السائل فلا تغترنّ بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتّى، أيّها النّاس إنّما النّاس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر، فأمّا الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شيء منها فاته، وأمّا الصابر فيتمنّاها بقلبه
ص: 597
فإن أدرك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأمّا الراغب فلايبالي من حلّ أصابها أم من حرام».
قال: يا أمير المؤمنين، فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟
قال: «ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حقّ فيتولّاه، وينظر إلى ما خالفه فيتبرّاً منه وإن كان حبيباً قريباً».
قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين . ثمّ غاب الرجل فلم نره، وطلبه النّاس فلم يجدوه، فتبسّم عليّ علیه السّلام على المنبر ثمّ قال: «ما لكم ؟ هذا أخي الخضر علیه السّلام » .
ثمّ قال : «سلوني قبل أن تفقدوني».
فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيه صلّی الله علیه و آله ثمّ قال للحسن علیه السّلام : «ياحسن ، قم فاصعد المنبر فتكلّم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إنّ الحسن لا يحسن شيئاً» .
فقال الحسن علیه السّلام : «يا أبه، كيف أصعد واتكلّم وأنت في النّاس تسمع و تری» ؟!
قال: «بأبي وأُمّي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى ولا تراني».
فصعد الحسن علیه السّلام المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة ، وصلّى على النبيّ وآله صلاة موجزة ثمّ قال: «أيّها النَّاس سمعت جدّي رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : أنا مدينة العلم وعليّ بابها، وهل تدخل المدينة إلّا من بابها» ؟ ثمّ نزل، فوثب إليه علي علیه السّلام فتحمّله وضمّه إلى صدره (1).
ثمّ قال للحسين علیه السّلام : «يابنيّ، قم فاصعد فتكلّم بكلام لا تجهلك قريش من
ص: 598
بعدي فيقولون : إنّ الحسين بن عليّ لا يبصر شيئاً، وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك».
فصعد الحسين علیه السّلام فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه وآله صلاة موجزة، ثمّ قال: «معاشر النّاس، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو يقول: إنّ عليّاً مدينة هدى، فمن دخلها نجا ومن تخلّف عنها هلك». فوتب إليه علىّ علیه السّلام فضمّه إلى صدره وقبّله ثمّ قال : «معاشر النّاس اشهدوا أنّهما فرخا رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ووديعته الّتي استودعنيها، وأنا أستودعكموها، معاشر النّاس ورسول الله صلّى الله عليه وآله سائلكم عنهما». (أمالي الصدوق : المجلس ٥٥ ، الحديث 1)
(٥٥٩)٢ - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله علیه السّلام.
قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى علیهماالسّلام ، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام :
عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «سلوني عن كتاب الله عزّ وجلّ، فوالله ما نزلت آية منه في ليل أو نهار ، ولا مسير ولا مقام، إلّا وقد أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلّمني تأويلها».
فقال ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين، فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه ؟
قال: «كان يحفظ على رسول الله صلّى الله عليه وآله ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب ، حتىّ أقدم عليه فيُقرئنيه ، ويقول لي: «يا عليّ، أنزل الله عَلَيَّ بعدك كذا وكذا ، وتأويله كذا وكذا»، فيعلّمني تنزيله وتأويله».
(أمالي الطوسي : المجلس ١٨ ، الحديث ٦٦)
ص: 599
(560)1- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن عبيد الله العرزمي، عن أبيه، عن عثمان [بن عمير] أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان قال:
لمّا وادع الحسن بن عليّ علیهماالسّلام معاوية ، صعد معاوية المنبر وجمع النّاس فخطبهم وقال: إنّ الحسن بن علي رآني للخلافة أهلاً ولم ير نفسه لها أهلاً. وكان الحسن علیه السّلام أسفل منه بمرقاة ، فلمّا فرغ من كلامه، قام الحسن علیه السّلام فحمد الله تعالى بما هو أهله، ثمّ ذكر المباهلة فقال: «فجاء رسول الله صلّی الله علیه و آله من الأنفس بأبي، ومن الأبناء بي وبأخي ، ومن النساء بأُمّي، وكنّا أهله، ونحن له، وهو منّا ونحن منه .
ولمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله في كساء لأمّ سلمة رضي الله عنها خيبري، ثمّ قال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» ، فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وأُمّي.
ولم يكن أحد يجنب في المسجد ويولد فيه إلّا النبيّ صلّى الله عليه وآله وأبي، تكرمة من الله تعالى لنا، وتفضّلاً منه لنا .
وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وأمر بسدّ الأبواب فسدّها و ترك بابنا، فقيل له في ذلك، فقال: «أما إنّي لم أسدّها وأفتح بابه ، ولكنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أسدّها وأفتح بابه».
وإنّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلاً ولم أر نفسي لها أهلاً، فكذب
ص: 600
معاوية ، نحن أولى النّاس بالنّاس في كتاب الله وعلى لسان نبيّه صلّى الله عليه وآله ، ولم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض الله تعالى نبیّه صلّى الله عليه وآله ، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا، وتوثّب على رقابنا، وحمل النّاس علينا، ومنعنا سهمنا من الفيء، ومنع أمّنا ما جعل لها رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وأقسم بالله لو أنّ النّاس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله صلّى الله عليه وآله لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، وماطمعتَ فيها يا معاوية، فلمّا خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها، فطمعت فيها الطلقاء وأبناء الطلقاء أنت وأصحابك وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ماولت أمّة أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتّى يرجعوا إلى ماتركوا». وقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنّه خليفة موسى علیه السّلام فيهم واتّبعوا السامري ، وقد تركت هذه الأُمّة أبي وبايعوا غيره، وقد سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة»، وقد رأوا رسول الله صلّى الله عليه وآله نصب أبي يوم غدير خمّ وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب، وقد هرب رسول الله صلّى الله عليه وآله من قومه وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتّى دخل الغار ، ولو وجد أعواناً ما هرب، وقد كفّ أبي يده حين ناشدهم واستغاث فلم يُغَث ، فجعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه، وجعل الله النبيّ صلّى الله عليه وآله في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعواناً ، وكذلك أبي ، وأنا في سعة من الله حين خذلتنا الأُمّة وبايعوك يا معاوية ، وإنّما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضاً.
أيّها النّاس، إنّكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب أن تجدوا رجلاً ولده نبيّ غيري وأخي لم تجدوه، وإنّي قد بايعت هذا، «وَإِنْ أَدْري لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ (1)». (أمالي الطوسي : المجلس 20 ، الحديث 9)
ص: 601
(٥٦١) 2 _ وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمان الهمْداني بالكوفة وسألته ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرحمان بن كثير:
عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين علیهم السّلام قال : لمّا أجمع الحسن بن عليّ علیه السّلام على صلح معاوية خرج حتّى لقيه، فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيباً ، فصعد المنبر وأمر الحسن علیه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة، ثمّ تكلّم معاوية فقال : أيّها النّاس، هذا الحسن بن علي وابن فاطمة، رآنا للخلافة أهلاً، ولم ير نفسه لها أهلاً، وقد أتانا ليبايع طوعاً. ثمّ قال : قم ياحسن .
فقام المحسن علیه السّلام فخطب فقال: «الحمد لله المستحمد بالالاء، وتتابع النعماء، و صارف الشدائد والبلاء، عند الفهماء وغير الفهماء، المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله وكبريائه، وعلوّه عن لحوق الأوهام ببقائه ، المرتفع عن كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويّات عقول الرائين، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده في ربوبيّته ووجوده ووحدانيّته صمداً لاشريك له، فرداً لاظهير له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اصطفاه وانتجبه وارتضاه ، وبعثه داعياً إلى الحقّ وسراجاً منيراً، وللعباد ممّا يخافون نذيراً، ولما يأملون بشيراً، فنصح للأمّة، وصدع بالرسالة، وأبان لهم درجات العمالة، شهادةً عليها أموت وأحشر، وبها في الأجلة أقرّب وأحبر.
وأقول : معشر الخلائق فاسمعوا ، ولكم أفئدة وأسماع فعوا: إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام، واختارنا واصطفانا واجتبانا، فأذهب عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً، والرجس هو الشكّ ، فلانشكّ في الله الحقّ ودينه أبداً، وطهّرنا من كلّ أفن وغيّة، مخلصين إلى آدم نعمة منه ، لم يفترق النّاس قطّ فرقتين إلّا جعلنا الله في خيرهما، فأدّت الأمور وأفضت الدهور إلى أن بعث الله محمّداً صلّی الله علیه و آله للنبوّة، واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه، ثمّ أمره بالدعاء إلى الله عزّ وجلّ، فكان أبي علیه السّلام أوّل
ص: 602
من استجاب لله تعالى ولرسوله صلّی الله علیه و آله ، وأوّل من آمن وصدّق الله ورسوله، وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيّه المرسل : «أفمَن كانَ عَلى بَيْنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ» (1)، فرسول الله الّذي على بيّنة من ربّه ، وأبي الّذي يتلوه ، وهو شاهد منه.
وقد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله حين أمره أن يسير إلى مكّة والموسم ببراءة: «سر بها ياعليّ، فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلّا أنا أو رجل منّي ، وأنت هو يا عليّ». فعليّ من رسول الله ، ورسول الله منه ، وقال له نبيّ الله صلّی الله علیه و آله حين قضى بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب علیه السّلام ومولاه زيد بن حارثة في ابنة حمزة: «أمّا أنت ياعليّ فمّني وأنا منك ، وأنت ولىّ كلِّ مؤمن بعدي».
فصدق أبي رسول الله صلّی الله علیه و آله سابقاً ووقاه بنفسه ، ثمّ لم يزل رسول الله صلّی الله علیه و آله في كلّ موطن يقدّمه، ولكلّ شديدة يرسله ثقة منه وطمأنينة إليه، لعلمه بنصيحته الله ورسوله صلّی الله علیه و آله ، وإنّه أقرب المقرّبين من الله ورسوله، وقد قال الله عزّ وجلّ: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ» (2) ، وكان أبي سابق السابقين إلى الله عزّ وجلّ وإلى رسوله صلّی الله علیه و آله وأقرب الأقربين، فقد قال الله تعالى : «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْكُمْ مِنْ قَبْلِ الْفَتْح وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً»(3).
فأبي كان أوّلهم إسلاماً وإيماناً ، وأوّلهم إلى الله ورسوله هجرةً ولحوقاً، وأوّلهم على وجده ووسعه نفقةً ، قال سبحانه: «وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلَا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ» (4)، فالنّاس من جميع الأمم يستغفرون له بسبقه إيّاهم الإيمان بنبيّه صلّی الله علیه و آله ، وذلك أنّه لم يسبقه إلى الإيمان أحد، وقد قال الله تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
ص: 603
المُهاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانِ» (1)، فهو سابق جميع السابقين ، فكما أنّ الله عزّ وجلّ فضّل السابقين على المتخلّفين والمتأخّرين ، فكذلك فضّل السابقين على السابقين ، وقد قال الله عزّ وجلّ : «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ»(2) [فكان أبي المؤمن بالله واليوم الآخر] والمجاهد في سبيل الله حقّاً، وفيه نزلت هذه الآية .
وكان ممّن استجاب لرسول الله صلّی الله علیه و آله عمّه حمزة وجعفر ابن عمّه، فقتلا شهیدین رضي الله عنهما في قتلى كثيرة معهما من أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فجعل الله تعالى حمزة سيّد الشهداء من بينهم، وجعل الجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم، وذلك لمكانهما من رسول الله صلّی الله علیه و آله ومنزلتهما و قرابتهما منه صلّی الله علیه و آله، وصلى رسول الله صلّی الله علیه و آله على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الّذين استُشهِدُوا معه.
وكذلك جعل الله تعالى لنساء النبيّ صلّی الله علیه و آله للمحسنة منهنّ أجرين، وللمسيئة منهنّ وزرين ضعفين، لمكانهنّ من رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وجعل الصلاة في مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله بألف صلاة في سائر المساجد إلّا مسجد خليله إبراهيم بمكّة ، وذلك لمكان رسول الله صلّی الله علیه و آله من ربّه .
وفرض الله عزّ وجلّ الصلاة على نبيّه صلّی الله علیه و آله على كافّة المؤمنين، فقالوا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك ؟ فقال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد» ، فحقّ على كلّ مسلم أن يصلّي علينا مع الصلاة على النبيّ صلّی الله علیه و آله فريضة واجبة.
وأحلّ الله تعالى خمس الغنيمة لرسوله صلّی الله علیه و آله وأوجبها له في كتابه، وأوجب لنا من ذلك ما أوجب له، وحرّم عليه الصدقة وحرّمها علينا معه ، فأدخلنا _ فله الحمد - فيما أدخل فيه نبيّه صلّی الله علیه و آله وأخرجنا ونزّهنا ممّا أخرجه منه ونزّهه عنه ، كرامة أكرمنا الله عزّ وجلّ بها، وفضيلة فضّلنا بها على سائر العباد، فقال الله تعالى
ص: 604
لمحمّد صلّی الله علیه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب وحاجّوه : «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَنِساءَنَا وَنِساءَ كُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» (1) فأخرج رسول الله صلّی الله علیه و آله من الأنفس معه أبي، ومن البنين إيَّاي وأخي، ومن النساء أُمّي فاطمة من النّاس جميعاً، فنحن أهله ولحمه ودمه و نفسه، ونحن منه وهو منّا .
وقد قال الله تعالى: «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (2) . فلمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلّی الله علیه و آله أنا وأخي وأُمّي وأبي، فجلّلنا ونفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري، وذلك في حجرتها وفي يومها، فقال «اللهمّ هؤلاء أهل بيتى وهؤلاء أهلى وعترتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».
فقالت أُمّ سلمة رضي الله عنها : أدخل معهم يارسول الله ؟
فقال صلّی الله علیه و آله لها : يرحمك الله ، أنت على خير وإلى خير ، وما أرضاني عنك ! ولكنّها خاصّة لي ولهم .
ثمّ مكث رسول الله صلّی الله علیه و آله بعد ذلك بقيّة عمره حتّى قبضه الله إليه ، يأتينا كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول: «الصلاة يرحمكم الله ، إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
وأمر رسول الله صلّی الله علیه و آله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا، فكلّموه في ذلك، فقال: «إنّي لم أسدّ أبوابكم وافتح باب عليّ من تلقاء نفسي، ولكنّي اتّبع ما يوحى إليّ، وإنّ الله أمر بسدّها وفتح بابه». فلم يكن من بعده ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله ويولد فيه الأولاد غير رسول الله وأبي على بن أبي طالب علیه السّلام تكرمة من الله تعالى لنا، وفضلاً اختصنا به على جميع النّاس.
وهذا باب أبي قرين باب رسول الله صلّی الله علیه و آله في مسجده، ومنزلنا بين منازل رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وذلك أنّ الله أمر نبيّه صلّی الله علیه و آله أن يبني مسجده، فبنى فيه عشرة أبيات، تسعة لبنيه وأزواجه، وعاشرها وهو متوسّطها لأبي، فها هو لبسبيل مقيم،
ص: 605
والبيت هو المسجد المطهّر، وهو الّذي قال الله تعالى: «أَهْلَ الْبَيْتِ» ، فنحن أهل البيت، ونحن الّذين أذهب الله عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً.
أيّها النّاس، إنّي لو قمت حولاً فحولاً أذكر الّذي أعطانا الله عزّ وجلّ وخصّنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيّه صلّی الله علیه و آله لم أحصه، وأنا ابن النبيّ النذير البشير، السراج المنير، الّذي جعله الله رحمة للعالمين، وأبي عليّ وليّ المؤمنين، وشبيه هارون، وإنّ معاوية بن صخر زعم أنّي رأيته للخلافة أهلاً، ولم أر نفسي لها أهلاً، فكذب معاوية، وأيم الله لأنا أولى النّاس بالنّاس في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلّی الله علیه و آله ، غير أنّا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا، ونزل على رقابنا، وحمل النّاس على أكتافنا، ومنعنا سهمنا في كتاب الله [ من الفيء ] والغنائم، ومنع أمّنا فاطمة ارثها من أبيها .
إنّا لاتسمّي أحداً، ولكن أقسم بالله قسماً تالياً ، لو أنّ النّاس سمعوا قول الله عزّ وجلّ ورسوله ، لأعطتهم السماء قطرها ، والأرض بركتها ، ولما اختلف في هذه الأُمّة سيفان، ولأكلوها خضراء خضرة إلى يوم القيامة، وما طمعت فيها يا معاوية، ولكنّها لمۀا أخرجت سالفاً من معدنها، وزُحزِحت عن قواعدها، تنازعتها قريش بينها وترامتها كترامي الكرة حتّى طمعتَ فيها أنت يامعاوية وأصحابك من بعدك ، وقد قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قطّ وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتّى يرجعوا إلى ماتركوا» .
وقد تركت بنو إسرائيل - وكانوا أصحاب موسى علیه السّلام _ هارون أخاه وخليفته و وزيره وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامریّهم، وهم يعلمون أنّه خليفة موسى، وقد سمعت هذه الأُمّة رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول ذلك لأبي علیه السّلام : «إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي»، وقد رأوا رسول الله صلّی الله علیه و آله حين نصبه لهم بغدير خمّ وسمعوه، ونادى له بالولاية، ثمّ أمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب، وقد خرج رسول الله صلّی الله علیه و آله حذاراً من قومه إلى الغار - لمّا أجمعوا أن يمكروا به، و هو يدعوهم
ص: 606
- لمّا لم يجد عليهم أعواناً ، ولو وجد عليهم أعواناً لجاهدهم .
وقد كفّ أبي يده و ناشدهم واستغاث فلم يُغَث ولم يُنصر، ولو وجد عليهم أعواناً ما أجابهم، وقد جُعل في سعة كما جعل النبيّ صلّی الله علیه و آله في سعة.
وقد خذلتني الأُمّة وبايعتك يا ابن حرب، ولو وجدت عليك أعواناً يخلصون ما بايعتك، وقد جعل الله عزّ وجلّ هارون في سعة حين استضعفه قومه وعادوه، كذلك أنا وأبي في سعة حين تركتنا الأُمّة وبايعت غيرنا، ولم نجد عليهم أعواناً، وإنّما هى السنن والأمثال تتبع بعضها بعضاً.
أيّها النّاس، إنّكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلاً جدّه رسول الله صلّی الله علیه و آله وأبوه وصيّ رسول الله صلّی الله علیه و آله لم تجدوا غيري وأخي، فاتّقوا الله ولا تضلّوا بعد البيان، وكيف بكم وأنّى ذلك منكم ! ألا وإنّي قد بايعت هذا _ وأشار بيده إلى معاوية - «وَإِنْ أَدْري لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ» (1)».
أيّها النّاس، إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه، وإنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له، وكلّ صواب نافع، وكلّ خطأ ضارّ لأهله، وقد كانت القضيّة ففهّمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضرّ داوود.
فأما القرابة فقد نفعت المشرك وهي والله للمؤمن أنفع، قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعمّه أبي طالب وهو في الموت: «قل لا إله إلّا الله ، أشفع لك بها يوم القيامة». ولم يكن رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول له إلّا ما يكون منه على يقين، وليس ذلك لأحدٍ من النّاس كلّهم غير شيخنا _ أعني أبا طالب _ (2) ، يقول الله عزّ وجلّ : «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدُهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ
ص: 607
وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً» (1) .
أيّها النّاس، اسمعوا و عوا، واتّقوا الله وراجعوا، وهيهات منكم الرجعة إلى الحقّ، وقد صارعكم النكوص، وخامركم الطغيان والجحود «أَنلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَهَا كارِهُونَ»(2)، والسلام على مَن اتّبع الهدى».
قال : فقال معاوية : والله مانزل الحسن حتّى أظلمت عليّ الأرض، وهممت أن أبطش به، ثمّ علمت أنّ الإغضاء أقرب إلى العافية .
(أمالي الطوسي : المجلس 21، الحديث1)
ص: 608
(٥٦٢) ١ _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنهما قالا : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه :
عن الريّان بن الصلت قال : حضر الرضا علیه السّلام المجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبادِنا» (2)؟
فقالت العلماء : أراد الله بذلك الأُمّة كلّها .
فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟
فقال الرضا علیه السّلام: «لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد الله العترة الطاهرة».
فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟
فقال له الرضا علیه السّلام : «إنّه لو أراد الأُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة ، لقول الله تبارك وتعالى: «فَمِنْهُمْ ظَالِمُ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقُ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ
ص: 609
الْفَضْلُ الْكَبِيرُ» (1) ، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال : «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ» (2) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم».
فقال المأمون : مَن العترة الطاهرة ؟
فقال الرضا علیه السّلام : «الّذين وصفهم الله في كتابه ، فقال جلّ وعزّ : «إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» (3)، وهم الّذين قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، وانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيّها النّاس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».
قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة، أهم الآل أو غير الآل؟
فقال الرضا علیه السّلام : «هم الآل».
فقالت العلماء: فهذا رسول الله صلّى الله عليه وآله يؤثر عنه إنّه قال: «أُمّتي آلي»، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الّذي لا يمكن دفعه : « آل محمّد أمّته».
فقال أبو الحسن علیه السّلام : «أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل» ؟
قالوا: نعم.
قال: «فتحرم على الأُمّة» ؟
قالوا: لا
قال: «هذا فرق ما بين الآل والأُمّة، ويحكم أين يذهب بكم ؟ أضربتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون ؟! أما علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم» ؟
قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟
قال: «من قول الله عزّ وجلّ : «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهيمَ وَجَعَلْنا في ذُرِيَّتِهِمَا
ص: 610
النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ» (1)، فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، أما علمتم أنّ نوحاً حين سأل ربِّه «فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أهْلي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ» (2) وذلك إنّ الله عزّ وجلّ وعده أن ينجيه وأهله ، فقال له ربِّه : «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلُ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ» (3).
فقال المأمون : هل فضّل الله العترة على سائر النّاس ؟
فقال أبو الحسن علیه السّلام : «إنّ الله عزّ وجلّ أبان فضل العترة على سائر النّاس في محكم كتابه» .
فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله ؟
فقال له الرضا علیه السّلام : «في قوله عزّ وجلّ : »إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ [ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]» (4)، وقال عزّ وجلّ في موضع آخر : «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» (5)، ثمّ ردّ المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (6) يعني الّذين قَرَنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما، فقوله: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَينا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَ آتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.
ص: 611
قالت العلماء : فأخبرنا هل فسّر الله عزّ وجلّ الاصطفاء في الكتاب ؟
فقال الرضا علیه السّلام: «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً وموطناً : فأوّل ذلك قوله عزّ وجلّ : «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» (1) ورهطك المخلصين، هكذا في قراءة أبيّ بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبدالله بن مسعود، وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عزّ وجلّ بذلك الآل، فذكره لرسول الله صلّی الله علیه و آله ، فهذه واحدة.
والآية الثانية في الاصطفاء قوله عزّ وجلّ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» (2)، وهذا الفضل الّذى لا يجهله أحد معاند أصلاً لانّه فضل(3) بعد طهارة تنتظر ، فهذه الثانية .
وأمّا الثالثة : فحين ميّز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه صلّی الله علیه و آله بالمباهلة في آية الابتهال ، فقال عزّ وجلّ : قُل يا محمّد «تَعالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ» (4) فأبرز النبيّ صلّی الله علیه و آله علياً والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجل : «وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ» ؟
قالت العلماء : عنى به نفسهم.
فقال أبو الحسن علیه السّلام : «غلطتم ، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، وممّا يدلّ على ذلك قول النبيّ صلّی الله علیه و آله حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين علیهماالسّلام ، وعنى بالنساء فاطمة علیهاالسّلام] (5) فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر،
ص: 612
وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل(1) نفس عليّ كنفسه ، فهذه الثالثة.
وأمّا الرابعة : فإخراجه صلّی الله علیه و آله النّاس من مسجده ماخلا العترة حتّى تكلّم النّاس في ذلك وتكلّم العبّاس فقال : يارسول الله ، تركت عليّاً واخرجتنا ؟ فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «ما أنا تركته واخرجتكم، ولكن الله تركه واخرجكم»، وفي هذا تبيان قوله صلّی الله علیه و آله لعلي علیه السّلام: «أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى».
قالت العلماء : فأين هذا من القرآن ؟
قال أبو الحسن : «أوجدكم في ذلك قرآناً أقرؤه عليكم».
قالوا: هات.
قال: «قول الله عزّ وجلّ : «وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّمَا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةٌ» (2)، ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضاً منزلة عليّ علیه السّلام من رسول الله صلّی الله علیه و آله ، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلّی الله علیه و آله حين قال: «ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلّا لمحمّد و آله» صلّی الله علیه و آله».
فقالت العلماء : يا أبا الحسن ، هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلّا عندكم معشر أهل بيت رسول الله صلّی الله علیه و آله.
فقال: «ومن ينكر لنا ذلك، ورسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «أنا مدينة الحكمة وعلىّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ، ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل و الشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند (3) ، و لله عزّ وجلّ الحمد على ذلك ، فهذه الرابعة .
والآية الخامسة : قول الله عزّ وجلّ: «وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ» (4) خصوصيّة خصّهم الله العزيز الجبّار بها واصطفاهم على الأُمّة، فلمّا نزلت هذه الآية على رسول
ص: 613
الله صلّی الله علیه و آله قال : «أدعوا إلىّ فاطمة»، فدعيت له، فقال: «يا فاطمة». قالت : لبّيك يارسول الله . فقال صلّی الله علیه و آله : «هذه فدك، هي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولاركاب، وهي لي خاصّة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني الله به، فخذيها لك و لولدك». فهذه الخامسة.
والآية السادسة : قول الله جل جلاله: «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمُوَدَّةَ فِي صلى الله الْقُرْبى» (1)، وهذه خصوصيّة للنبيّ صلّی الله علیه و آله إلى يوم القيامة، وخصوصيّة للأل دون غيرهم، وذلك إنّ الله حكى في ذكر نوح في كتابه : «يا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبَّهِمْ وَلكِني أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ» (2) ، وحكى عزّ وجلّ عن هود علیه السّلام أنّه قال : «لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ» (3)، وقال عزّ وجلّ لنبيّه صلّی الله علیه و آله: «قُلْ» يا محمّد ، «لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» ، ولم يفرض الله مودّتهم إلّا وقد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلى ضلالٍ أبداً، وأُخرى أن يكون الرجل وادّاً للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوّاً له، فلا يسلم قلب الرجل له، فأحبّ الله عزّ وجلّ أن لا يكون في قلب رسول الله صلّی الله علیه و آله على المؤمنين شيء، ففرض عليهم مودّة ذوي القربى، فمن أخذ بها وأحبّ رسول الله صلّی الله علیه و آله وأحبّ أهل بيته لم يستطع رسول الله صلّی الله علیه و آله أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله صلّی الله علیه و آله أن يبغضه ، لأنّه قد ترك فريضة من فرائض الله، فأيّ فضيلة وأيّ شرف يتقدّم هذا أو يدانيه ، فأنزل الله هذه الآية على نبيّه صلّی الله علیه و آله : «قُلْ لا أَسْأَلُكُم عَلَيْهِ الْمُوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» فقام رسول الله صلّی الله علیه و آله في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال: «أيّها النّاس إنّ الله قد فرض لي عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدّوه» ؟ فلم يجبه أحد .
فقال: «أيّها النّاس، إنّه ليس بذهب ولا فضّة، ولا مأكول ولا مشروب».
ص: 614
فقالوا : هات إذاً. فتلا عليهم هذه الآية .
فقالوا : أمّا هذا فنعم فما وفى بها أكثرهم .
وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلّا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً ، لأنّ الله عزّ وجلّ يوفى (1) أجر الأنبياء ، ومحمّد صلّی الله علیه و آله (2) فرض الله عزّ وجلّ مودّة قرابته على أمّته وأمره أن يجعل أجره فيهم ليودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الّذي أوجب الله عزّ وجلّ لهم، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل.
فلما أوجب الله ذلك ثقل [ ذلك ] لثقل (3) وجوب الطاعة ، فتمسّك بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق، وألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حدّه الّذي حدّه الله فقالوا : القرابة هم العرب كلّها وأهل دعوته، فعلى أيّ الحالتين كان فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة، فأقربهم من النبيّ صلّی الله علیه و آله أولاهم بالمودّة، كلّما قريت القرابة كانت المودّة على قدرها، وما أنصفوا نبيّ الله صلّی الله علیه و آله في حيطته ورأفته، وما منّ الله به على أمّته ممّا تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤدّوه (4) في ذرّيته وأهل بيته وأن يجعلوهم (5) منهم كمنزلة العين من الرأس ، حفظاً لرسول الله صلّی الله علیه و آله وحبّاً لنبيّه (6) ، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه ، و الأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة والّذين فرض الله مودّتهم، ووعد الجزاء عليها إنّه ما وفى أحد بهذه المودّة مؤمناً مخلصاً إلّا استوجب الجنّة ، لقول الله عزّ وجلّ في هذه الآية: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضات الجنّاتِ لَهُمْ ما يَشاوُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا
ص: 615
وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمُوَدَّةَ فِي الْقُرْبى»(1) مفسّراً ومبيّناً».
ثمّ قال أبو الحسن علیه السّلام : حدّثني أبي، عن آبائه، عن الحسين بن علي علیهم السّلام قال : «اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا: إنّ لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا ، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً ، أعط ماشئت وأمسك ماشئت من غير حرج.
قال: «فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال : يامحمّد: «قُلْ لا أَسْأَلُكُم عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلّى الله عليه وآله على ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا على قرابته من بعده، إن هو إلّا شيء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً ، فأنزل الله عزّ وجلّ جبرئيل بهذه الآية : «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم» (2)، فبعث إليهم النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال : هل من حدث ؟ قالوا : إي والله يارسول الله ، لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله الآية ، فبكوا واشتدّ بكاؤهم، فأنزل الله عزّ وجلّ : «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ» (3)، فهذه السادسة .
وأمّا الآية السابعة فقول الله تبارك وتعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما« (4)، وقد علم المعاندون منهم أنّه لمّا نزلت هذه الآية، قيل يا رسول الله ، قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : «تقولون : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم
ص: 616
وآل (1) إبراهيم، إنّك حميد مجيد»، فهل بينكم معاشر النّاس في هذا خلاف» ؟
قالوا : لا .
قال المأمون : هذا ما (2) لا خلاف فيه أصلاً وعليه الإجماع ، وهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن ؟
قال أبو الحسن علیه السّلام : «نعم ، أخبروني عن قول الله عزّ وجل: «يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم» (3)، فمن عنى بقوله «يس»»؟
قالت العلماء : يس محمّد صلّى الله عليه وآله لم يشكّ فيه أحد.
قال أبو الحسن علیه السّلام : «فإنّ الله أعطى محمّداً صلّى الله عليه وآله و آل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، و ذلك أنّ الله لم يسلّم على أحد إلّا على الأنبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك وتعالى: «سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمينَ» (4)، وقال : «سَلامٌ عَلى إبراهيم»(5)، وقال : «سَلامٌ عَلى مُوسَى وَهَارُونَ» (6)، ولم يقل : «سلام على آل نوح» ، ولم يقل : «سلام على آل موسى»، ولا: «على آل إبراهيم»وقال : «سَلامٌ عَلى آل يس» (7) يعني آل محمّد صلّى الله عليه وآله.«
فقال المأمون : قد علمت أنّ في معدن النبوّة شرح هذا وبيانه، فهذه السابعة .
«وأمّا الثامنة فقول الله عزّ وجلّ: «وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَ
ص: 617
لِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى» (1)، فقرن سهم ذي القربى مع سهمه (2) وسهم رسوله، فهذا فصل أيضاً بين الآل والأُمّة، لأنّ الله جعلهم في حيّز وجعل الناس في حيّز دون ذلك، ورضي لهم مارضي لنفسه واصطفاهم فيه ، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بذي القربى، بكلّ ماكان من الفيء والغنيمة وغير ذلك ممّا رضيه عزّ وجلّ لنفسه ورضيه لهم، فقال - وقوله الحقّ -: «وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُم مِنْ شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ هُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى» ، فهذا تأكيد مؤكّد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الّذي «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدِ» (3) ، وأمّا قوله : «وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ» فإنّ اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحلّ له أخذه، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم للغنيّ والفقير منهم، لأنّه لا أحد أغنى من الله عزّ وجلّ ولا من رسوله صلّی الله علیه و آله ، فجعل لنفسه معهما سهماً ولرسوله سهماً، فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم، وكذلك الفيء مارضيه منه لنفسه ولنبيّه رضيه لذي القربي كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جلّ جلاله ثمّ برسوله ثمّ بهم ، وقرن سهمهم بسهم وسهم رسوله .
وكذلك في الطاعة ، قال : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ» (4) ، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بأهل بيته، وكذلك آية الولاية : «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا [الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ راكِعُونَ]» (5)، فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفيء، فتبارك الله وتعالى، ما
ص: 618
أعظم نعمته على أهل هذا البيت.
فلمّا جاءت قصّة الصدقة نزّه نفسه ونزّه رسوله ونزّه أهل بيته، فقال: «إِنَّما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَراءِ وَالمُساكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْعَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ» (1)، فهل تجد في شيء من ذلك أنّه جعل عزّ وجلّ سهماً لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى ، لأنه لمّا نزّه نفسه عن الصدقة و نزّه رسوله ، نزّه أهل بيته ، لا بل حرّم عليهم ، لأنّ الصدقة محرّمة على محمّد وآله هي أوساخ أيدي النّاس، لا تحلّ لهم لأنّهم طهّروا من كلّ دنس ووسخ، فلمّا طهرهم الله واصطفاهم رضي الله لهم مارضي لنفسه، وكره لهم ماكره لنفسه عزّ وجلّ، فهذه الثامنة.
وأمّا التاسعة : فنحن أهل الذكر الّذين قال الله في محكم كتابه: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»(2)».
فقالت العلماء : إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى.
فقال أبو الحسن علیه السّلام : «سبحان الله ، وهل يجوز ذلك ؟! إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون : إنّه أفضل من دين الإسلام».
فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال علیه السّلام : «نعم ، الذكر رسول الله ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب الله عزّ وجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: «فَاتَّقُوا الله يا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ» (3) ، فالذكر رسول الله، ونحن أهله ، فهذه التاسعة.
وأمّا العاشرة فقول الله عزّ وجلّ في آية التحريم: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَ
ص: 619
بَناتُكُم وَأَخَواتُكُمْ» الآية إلى آخرها (1)، فأخبروني ، هل تصلح ابنتي وابنة ابني و ما تناسل من صلبي الرسول الله صلّى الله عليه وآله أن يتزوّجها لو كان حيّاً» ؟
قالوا: لا.
قال: «فأخبروني، هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوّجها لوكان حياًّ» ؟ قالوا: بلى.
قال: «ففي هذا بيان، لأنّي أنا من آله، ولستم من آله، ولو كنتم من آله الحرم عليه بناتكم ، كما حرم عليه بناتي ، لأنّي (2) من آله وأنتم من أمّته، فهذا فرق مابين الآل والأُمّة ، لأنّ الآل منه ، والأُمّة إذا لم تكن من الآل ليست منه ، فهذه العاشرة.
وأمّا الحادي عشر فقول الله عزّ وجلّ في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: «وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ» (3) [إلى] تمام الآية، فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه، وكذلك خصّصنا نحن إذكنّا من آل رسول الله صلّى الله عليه وآله بولادتنا منه، وعمّمنا النّاس بالدّين، فهذا فرق ما بين الآل والأُمّة، فهذه الحادية عشرة.
وأمّا الثانية عشرة: فقول الله عزّ وجلّ: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها» (4) فخصّنا الله تعالى بهذه الخصوصية أن أمرنا (5) مع الأُمّة بإقامة الصلاة، ثمّ خصّنا من دون الأُمّة، فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يجيء إلى باب عليّ وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر ، كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرّات فيقول : «الصلاة رحمكم الله». وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة الّتي
ص: 620
أكرمنا بها وخصّنا من دون جميع أهل بيته».
فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيّكم عن الأمة خيراً، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا عندكم.
(أمالي الصدوق : المجلس : 79 ، الحديث 1)
أقول : سيأتي في أوّل كتاب النبوّة مناظرة الإمام الرضا علیه السّلام مع علي بن الجهم في عصمة الأنبياء علیهم السّلام .
ص: 621
(٥٦٣)١ _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهروي قال :
قلت لعلي بن موسی الرضاء علیه السّلام : يا ابن رسول الله، ماتقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث: «أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة»؟ فقال علیه السّلام : «يا أبا الصلت، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداً صلّی الله علیه و آله على جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عزّ وجلّ: «مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطاعَ الله»(2)، و قال: «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوقَ أَيْدِيهِم» (3)، وقال النبي صلّی الله علیه و آله: «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله جلّ جلاله»، ودرجة النبيّ صلّی الله علیه و آله في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله، فقد زاره تبارك و تعالى».
قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فما معنى الخبر الّذي رووه: «إنّ ثواب لا إله إلّا الله النظر إلى وجه الله» ؟
ص: 622
فقال علیه السّلام : «يا أبا الصلت، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه - صلوات الله عليهم - هم الّذين بهم يتوجّه إلى الله و إلى دينه ومعرفته ، وقال الله عزّ وجلّ : «كُلُّ مَن عَلَيهَا فَانٍ * وَيَبقَ وَجهُ رَبِّكَ» (1)، و قال عزّ وجلّ: «كُلُّ شَىءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ» (2)، فالنظر إلى أنبياء الله ورسله و حججه علیهم السّلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة»، وقال: «إنّ فيكم من لايراني بعد أن يفارقني»، يا أبا الصلت، إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدرك بالأبصار والأوهام».
قال: فقلت له : يا ابن رسول الله ، فأخبرني عن الجنّة والنّار، أهما مخلوقتان؟
فقال: «نعم، وإنّ رسول الله قد دخل الجنّة ورأى النّار لما عرج به إلى السماء» .
قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون : إنّما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين ؟
فقال علیه السّلام : «ما أولئك منّا ولانحن منهم، من أنكر خلق الجنّة والنّار فقد كذّب النبيّ صلّی الله علیه و آله وكذَّبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنمّ، قال الله عزّ و جلّ: «هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْجُرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَينَها وَبَينَ حَمِيمٍ آنٍ» (3).
وقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «لمّا عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل علیه السّلام فأدخلني الجنّة فناولني من رطبها فأكلته ، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة».
(أمالي الصدوق : المجلس 70 ، الحديث 7)
ص: 623
(٥٦٤)١ - مجلس يوم الجمعة الثالث عشر من شعبان سنة ثمان وستّين وثلاث مئة، واجتمع في هذا اليوم إلى الشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضي الله عنه أهل مجلسه والمشايخ، فسألوه أن يُملي عليهم وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، فقال رضي الله عنه :
دين الإماميّة هو الإقرار بتوحيد الله تعالى ذكره، ونفي التشبيه عنه، وتنزيهه عمّا لا يليق به، والإقرار بأنبياء الله ورُسُله وحُججه وملائكته وكتبه، والإقرار بأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله هو سيّد الأنبياء والمرسلين، وأنّه أفضل منهم ومن جميع الملائكة المقرّبين، وأنّه خاتم النبيّين، فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة، وأنّ جميع الأنبياء و الرّسل والأئمّة علیهم السّلام أفضل من الملائكة، وأنّهم معصومون مطَهّرون من كلّ دَنَسٍ ورِجسٍ، لايهمّون بذنب صغير ولا كبير ولا يَرتكبونه ، وأنّهم أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمانٌ لأهل السماء.
وأنّ الدعائم الّتي بُني الإسلام عليها خَمسُ : الصلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، وولاية النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم بعده، وهم اثنا عشر عشر إماماً، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ الباقر محمّد بن عليّ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر ، ثمّ الرضا عليّ بن موسى، ثمّ الجواد محمّد بن عليّ، ثمّ الهادي عليّ بن محمّد، ثمّ العسكري الحسن بن عليّ، ثمّ الحجة بن الحسن بن عليّ علیهم السّلام ، والإقرار بأنّهم أُولوا الأمر الّذين أمر الله عزّ وجلّ بطاعتهم ، فقال : «أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (1)، وأنّ طاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله ، ووليّهم وليّ الله ،
ص: 624
وعدوّهم عدوّ الله عزّ وجلّ، ومودّة ذرية النبيّ صلّی الله علیه و آله إذا كانوا على مِنهاج آبائهم الطاهرين فريضة واجبة في أعناق العباد إلى يوم القيامة، وهي أجر النبوّة، لقول الله عزّ وجلّ: «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» (1).
والإقرار بأنّ الإسلام هو الإقرار بالشهادتين، والإيمان هو إقرار باللسان، وعقد بالقلب، وعمل بالجوارح ، لا يكون الإيمان إلّا هكذا، ومن شَهد الشهادتين فقد حقن ماله ودمه إلّا بحقّهما، وحسابه على الله عزّ وجلّ، والإقرار بالمساءلة في القبر حين يُدفن الميّت، وبمنكر ونكير، وبعذاب القبر .
والإقرار بخلق الجنّة والنّار، وبمعراج النبيّ صلّی الله علیه و آله إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومنها إلى حُجُب النّور، وبمناجاة الله عزّ وجلّ إيَّاه، وأنّه عرج به بجسمه ورُوحه على الصّحة والحقيقة، لا على الرؤيا في المنام، وأنّ ذلك لم يكن لأنّ الله عزّ وجلّ في مكان هناك، لأنّه متعالٍ عن المكان، ولكنّه عزّ وجلّ عرج صلّی الله علیه و آله به تشريفاً له وتعظيماً لمنزلته، وليريه ملكوت السماوات كما أراه ملكوت الأرض، ويشاهد ما فيها من عظمة الله عزّ وجلّ، وليُخبِر أمّته بما شاهد في العلوّ من الآيات والعلامات.
والإقرار بالحوض، والشفاعة للمذنبين من أصحاب الكبائر، والإقرار بالصّراط، والحساب، والميزان، واللوح، والقلم، والعرش، والكرسي.
والإقرار بأنّ الصلاة عمود الدّين، وأنّها أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من الأعمال، وأوّل ما يُسأل عنه العبد بعد المعرفة ، فإن قُبلت قُبل ما سواها، وإن رُدّت رُدّ ما سواها، وأنّ المفروضات من الصلوات في اليوم والليلة خمس صلوات، وهي سبع عشرة ركعة، الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعِشاء الآخرة أربع ركعات، والغداة ركعتان.
وأمّا النافلة فهي مِثْلا الفريضة أربع وثلاثون ركعة : ثمان ركعات قبل الظهر، وثمان بعدها قبل العصر ، وأربع ركعات بعد المغرب، وركعتان من جلوس بعد
ص: 625
العشاء الآخرة تُحسبان بركعة، وهي وَتر لمن لم يَلحَق الوتر آخر الليل، وصلاة الليل ثماني ركعات، كلّ ركعتين بتسليمة، والشَّفع ركعتان بتسليمة، والوَتر ركعة واحدة، ونافلة الغداة ركعتان، فجُملة الفرائض والنوافل في اليوم و والليلة إحدى وخمسون ركعة .
والأذان والإقامة مَثنى مَثنى، وفرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقِبلة ، والرّكوع، والسجود، والدّعاء، والقنوت في كلّ صلاة فريضة ونافلة في الرّكعة الثانية قبل الرّكوع وبعد القراءة، ويُجزي من القول في القنوت: «ربّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم»، ويجزي فيه أيضاً ثلاث تسبيحات، وإن أحبّ المصلّي أن يذكر الأئمّة علیهم السّلام في قنوته ويصلّي عليهم فليُجملهم.
وتكبيرة الافتتاح واحدة ، وسبع أفضل، ويجب الجهر ببسم الله الرّحمن الرّحيم في الصلاة عند افتتاح الفاتحة، وعند افتتاح السورة بعدها ، وهي آية من القرآن، وهي أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها، ويُستحبّ رفع اليدين في كلّ تكبيرة في الصلاة، وهو زين للصلاة.
والقراءة فى الأوليّين من الفريضة «الحمد» و «سورة»، ولا تكون من العزائم الّتي يُسجَد فيها، وهي سجدة لقمان، وحم السجدة ، والنجم ، وسورة «اقْرَأْ بِاشم رَبِّكَ» ، ولا تكون السورة أيضاً «لإيلاف» ، أو «ألَم تَرَ كَيْفَ» ، أو «وَالضُّحى»، أو «أَلَمْ نَشْرَحْ» ، لأنّ «لإيلاف» و «أَلَمْ تَرَ» سورة واحدة ، و «وَالضُّحى» و «أَلَمْ نُشْرَحْ» سورة واحدة، فلا يجوز التفرّد بواحدةٍ منها في ركعة فريضة، فمن أراد أن يقرأ بها في الفريضة فليقرأ «لإيلاف» و «ألَمْ تَرَ» في ركعة، و «الضُّحى» و «أَلَمْ نَشْرَحْ» في ركعة ، ولا يجوز القِران بين سورتين في الفريضة، فأمّا في النافلة فلابأس بأن يقرأ (1) الرجل ما شاء، ولا بأس بقراءة العزائم في النوافل، لأنّه إنّما يُكره ذلك في الفريضة، ويجب أن يقرأ في صلاة الظهر يوم الجمعة سورة الجمعة و المنافقين،
ص: 626
فبذلك جرت السُنّة .
والقول في الركوع والسُجود ثلاث تسبيحات وخمس أحسن، وسبع أفضل، وتسبيحة تامّة تجزي في الركوع والسجود للمريض والمستعجل، ومن نقص من الثلاث التسبيحات في ركوعه أو في سجوده تسبيحة ولم يكن بمريض ولا مستعجل فقد نقص ثلث صلاته، ومن ترك تسبيحتين فقد نقص ثلثي صلاته، ومن لم يسبح في ركوعه وسجوده فلا صلاة له إلّا أن يهلّل أو يكبّر أو يصلّي على النبيّ واله بعدد التسبيح، فإنّ ذلك يجزيه.
ويجزي في التشهّد الشهادتان، فما زاد فتعبّد، والتسليم في الصلاة يجزي مرّة واحدة مستقبل القبلة، ويميل بعينه إلى يمينه، وَمن كان في جمع من أهل الخلاف سلّم تسليمتين، عن يمينه تسليمة وعن يساره تسليمة كما يفعلون ، للتقيّة.
وينبغي للمصلّي أن يسبّح بتسبيح فاطمة الزهراء علیهاالسّلام في دبر كلّ صلاة فريضة وهي أربع وثلاثون تكبيرة ، وثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، فإنّه من فعل ذلك بعد الفريضة قبل أن يثني رجليه غفر الله له ، ثمّ يصلّي على النبيّ و الأئمّة علیهم السّلام ، ويدعو لنفسه بما أحبّ ، ويسجد بعد فراغه من الدعاء سجدة الشكر، يقول فيها ثلاث مرّات: «شكراً لله» ، ولا يدعها إلّا إذا حضر مخالف للتقيّة .
ولا يجوز التكفير (1) للصلاة، ولا قول آمين بعد فاتحة الكتاب، ولا وضع الركبتين على الأرض في السجود قبل اليدين، ولا يجوز السجود إلّا على الأرض أو على ما انبتت الأرض إلّا ما أكل أو لبس.
ولا بأس بالصلاة في شعر ووبر كلّما أكل لحمه ، وما لا يؤكل لحمه فلا يجوز الصلاة في شعره ووبره إلّا ما خصّته الرخصة وهي الصلاة في السنجاب والسمّور والفنك (2) والخزّ، والأولى أن لا يصلّي فيها، ومن صلّى فيها جازت صلاته، وأمّا الثعالب فلارخصة فيها إلّا في حالة التقيّة والضرورة.
ص: 627
والصلاة يقطعها الريح إذا خرج من المصلّي، أو غيرها ممّا ينقض الوضوء، أو يذكر أنّه على غير وضوء، أو وجد أذى أو ضرباناً لا يمكنه الصبر عليه، أو رعف فخرج من أنفه دم كثير ، أو التفت حتّى يرى من خلفه، ولا يقطع صلاة المسلم شيء يمرّ بين يديه من كلب أو امرأة أو حمار أو غير ذلك.
ولا سهو في النافلة، فمن سها في نافلة فليس عليه شيء (1) فليين على ماشاء، وإنّما السهو في الفريضة، فمن سها في الأوليين أعاد الصلاة، ومن شكّ في المغرب أعاد الصلاة، ومن شكّ في الغداة أعاد الصلاة، ومن شكّ في الثانية أو في الثالثة والرابعة فليبن على الأكثر ، فإذا سلّم أتمّ ماظنّ أنّه قد نقص .
ولا تجب سجدتا السهو على المصلّي إلّا إذا قام في حال قعود، أو قعد في حال قيام ، أو ترك التشهّد ، أو لم يدر زاد في صلاته أم نقص منها ، وهما بعد التسليم في الزيادة والنقصان، ويقال فيها: «بسم الله وبالله السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته».
وأمّا سجدة العزائم فيقال فيها: «لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً، لا إله إلّا الله إيماناً وتصديقاً، لا إله إلّا الله عبوديةً ورِقاً، سجدت لك ياربّ تعبّداً ورِقاً، لا مُستنكفاً ولا مستكبراً ، بل أنا عبد ذليل خائف مستجير»، ويكبّر إذا رفع رأسه.
ولا يقبل من صلاة العبد إلّا ما أقبل عليه منها بقلبه حتّى إنّه ربما قبل من صلاته ربعها أو ثلثها أو نصفها أو أقلّ من ذلك أو أكثر ، ولكنّ الله عزّ وجلّ يتمّها بالنوافل .
وأولى النّاس بالتقدّم في جماعة أقرأهم للقرآن، فإن كانوا في القرآن سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأسنّهم، فإن كانوا في السنّ سواء فأصبحهم وجهاً، وصاحب المسجد أولى بمسجده ، ومن صلّى بقوم وفيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة.
والجماعة يوم الجمعة فريضة واجبة، وفي سائر الأيّام سنّة ، من تركها رغبة
ص: 628
عنها وعن جماعة المسلمين من غير علّة فلا صلاة له .
ووضعت الجمعة عن تسعة عن الصغير والكبير(1) ، والمجنون ، والمسافر، والعبد، والمرأة، والمريض، والأعمى، ومن كان على رأس فرسخين، وتفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرين درجة في الجنة.
وفرض السفر ركعتان إلّا المغرب، فإنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله تركها على حالها في السفر والحضر، ولا يصلّي في السفر من نوافل النهار شيء، ولا يترك فيه من نوافل الليل شيء، ولا يجوز صلاة الليل من أوّل الليل إلّا في السفر، وإذا قضاها الإنسان فهو أفضل له من أن يصلّيها في (2) أوّل الليل .
وحدّ السفر الّذي يجب فيه التقصير في الصلاة والإفطار في الصوم ثمانية فراسخ، فإن كان سفر الرجل أربعة فراسخ ولم يرد الرجوع من يومه فهو بالخيار، إن شاء أتمّ وإن شاء قصّر ، وإن أراد الرجوع من يومه فالتقصير عليه واجب، ومن كان سفره معصية فعليه التمام في الصوم والصلاة، والمتمّم في السفر كالمقصّر فى الحضر.
والّذين يجب عليهم التمام في الصلاة والصوم في السفر: المكاري والكري (3)، و الاشتقان وهو البريد، والراعي، والملّاح، لأنّه عملهم، وصاحب الصيد إذا كان صيده بطراً أو أشراً (4)، وإن كان صيده ممّا يعود به على عياله فعليه التقصير في الصوم والصلاة، وليس من البرّ أن يصوم الرجل في سفره تطوّعاً، ولا يجوز للمفطر في السفر في شهر رمضان أن يجامع .
والصلاة ثلاثة أثلاث : فثلث طهور، وثلث ركوع، وثلث سجود ، ولا صلاة إلّا
ص: 629
بطهور، والوضوء مرّة مرّة، ومن توضاً مرّتين فهو جائز إلّا أنّه لا يؤجر عليه .
والماء كلّه طاهر حتّى يعلم أنّه قذر ، ولا يفسد الماء إلّا ما كانت له نفس سائلة، ولا بأس بالوضوء بماء الورد والاغتسال به من الجنابة، وأمّا الماء الّذي تسخنه الشمس فلابأس بالوضوء منه ، وإنّما يكره الوضوء به وغسل الثياب والاغتسال لأنّه يورث البرص، والماء إذا كان قدر كرّ لم ينجّسه شيء، والكرّ ألف رطل ومئتا رطل بالمدني (1)، وروي أنّ الكرّ هو ما يكون ثلاثة أشبار طولاً في ثلاثة أشبار عرضاً في ثلاثة أشبار عمقاً (2)، وماء البئر طهور كلّه ما لم يقع فيه شيء ينجّسه، وماء البحر طهور كلّه.
ولا ينقض الوضوء إلّا ما خرج من الطرفين من بول ، أو غائط ، أو ريح ، أو مَنيّ، والنوم إذا ذهب بالعقل، ولا يجوز المسح على العمامة ولا على القلنسوة، ولا يجوز المسح على الخفّين والجوربين إلّا من عدوّ يتّقى، أو ثلج يخاف منه على الرجلين، فيقام الخفّان مقام الجبائر فيمسح عليهما ، وروت عائشة عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أنّه قال : «أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة من رأى وضوءه على جلد غيره» (3)، وقالت عائشة: «لئن أمسح على ظهر عير (4) بالفلاة أحبّ إليّ من أن أمسح على خُفّي» (5).
ومن لم يجد الماء فليتيمّم كما قال الله عزّ وجلّ: «فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» (6) ، والصعيد الموضع المرتفع والطيب الّذي ينحدر عنه الماء، فإذا أراد الرجل أن يتيمّم ضرب بيديه على الأرض مرّة واحدة ثمّ ينفضهما فيمسح بهما وجهه، ثمّ يضرب بيده اليسرى الأرض فيمسح بها يده اليمنى من المرفق إلى أطراف
ص: 630
الأصابع (1)، ثمّ يضرب بيمينه الأرض فيمسح بها يساره من المرفق إلى أطراف الأصابع، وقد روي أن يمسح الرجل جبينه وحاجبيه، ويمسح على ظهر كفّيه، وعليه مشايخنا رضي الله عنهم.
وما ينقض الوضوء ينقض التيمّم ، والنظر إلى الماء ينقض التيمّم، ومن تيمّم وصلّى ثمّ وجد الماء وهو في وقت الصلاة أو قد خرج الوقت فلا إعادة عليه، لأنّ التيمم أحد الطهورين ، فليتوضّأ لصلاة أُخرى.
ولا بأس أن يصلّي الرجل بوضوء واحد صلاة الليل والنّهار كلّها مالم يحدث، وكذلك للمتيمّم ما لم يحدث أو يصيب ماء (2).
والغسل في سبعة عشر موطناً : غسل ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وليلة تسع عشرة ، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وللعيدين، وعند دخول الحرمين، وعند الإحرام، وغسل الزيارة، وغسل الدخول الى البيت، ويوم التروية ، ويوم عرفة ، وغسل الميّت، وغسل من غسّل ميّتاً أو كفّنه أو مسّه بعد ما يبرد (3) ، وغسل يوم الجمعة، وغسل الكسوف إذا احترق القرص كلّه ولم يعلم به الرجل.
وغسل الجنابة فريضة، وكذلك غسل الحيض، لأنّ الصادق علیه السّلام قال : «غسل الجنابة والحيض واحد» (4) ، وكلّ غسل فيه وضوء في أوّله إلّا غسل الجنابة، لأنّه
ص: 631
فريضة، وإذا اجتمع فرضان فأكبرهما يجزي عن أصغرهما .
ومن أراد الغسل من الجنابة فليجتهد أن يبول ليخرج مابقي في إحليله من المني، ثمّ يغسل يديه من قبل أن يدخلهما الإناء، ثمّ يستنجي وينقي فرجه، ثمّ يضع على رأسه ثلاث أكفّ من ماء ، ويميّز الشعر بأنامله حتّى يبلغ الماء أصل الشعر كلّه، ثمّ يتناول الإناء بيده ويصبّه على رأسه وبدنه مرّتين، ويمرّ يده على بدنه كلّه ، ويخلّل أذنيه بأصبعيه، وكلّما أصابه الماء فقد طهر، وإذا ارتمس الجنب في الماء ارتماسة واحدة أجزأه ذلك من غسله، وإن قام في المطر حتّى يغسله فقد أجزأه ذلك من غسله.
ومن أحبّ أن يتمضمض ويستنشق في غسل الجنابة فليفعل، وليس ذلك بواجب، لأنّ الغسل على ماظهر لا على مابطن، غير أنّه إذا أراد أن يأكل أو يشرب قبل الغسل لم يجز له إلّا أن يغسل يديه ويتمضمض ويستنشق، فإنّه إن أكل أو شرب قبل ذلك خيف عليه البرص.
وإذا عرق الجنب في ثوبه وكانت الجنابة من حلال فحلال الصلاة في الثوب، وإن كانت من حرام فحرام الصلاة فيه.
وأقلّ الحيض ثلاثة أيّام، وأكثرها عشرة أيّام، وأقلّ الطهر عشرة أيّام، وأكثره لاحدّ له، وأكثر أيّام النفساء الّتي تقعد فيها عن الصلاة ثمانية عشر يوماً، وتستظهر بيوم أو يومين إلا أن تطهر قبل ذلك.
والزكاة على تسعة أشياء: الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والإبل، والبقر، والغنم، والذهب، والفضّة، وعفا رسول الله صلّی الله علیه و آله عمّا سوى ذلك، ولا يجوز دفع الزكاة إلّا إلى أهل الولاية، ولا يعطى من أهل الولاية الأبوان والولد ، والزوج
ص: 632
والزوجة والمملوك، وكلّ من يجبر الرجل على نفقته .
والخُمس واجب في كلّ شيء بلغ قيمته ديناراً من الكنوز، والمعادن، والغوص، والغنيمة، وهو لله عزّ وجلّ، ولرسوله، ولذي القربى من الأغنياء والفقراء، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل من أهل الدّين.
وصيام السنّة ثلاثة أيّام في كلّ شهر: خميس في أوّله، وأربعاء في وسطه، وخميس في آخره، وصيام شهر رمضان فريضة ، وهو بالرؤية وليس بالرأي ولا بالتظنّي ، ومن صام قبل الرؤية أو أفطر قبل الرؤية فهو مخالف لدين الإماميّة.
ولا تقبل شهادة النساء في الطلاق، ولا في رؤية الهلال.
والصلاة في شهر رمضان كالصلاة في غيره من الشهور، فمن أحبّ أن يزيد فليصلّ كلّ ليلة عشرين ركعة : ثماني ركعات بين المغرب والعشاء الآخرة، واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة، إلى أن تمضي عشرون ليلة من شهر رمضان، ثمّ يصلّي كلّ ليلة ثلاثين ركعة: ثمان ركعات منها بين المغرب والعشاء، واثنتين وعشرين ركعة بعد العشاء الآخرة، ويقرأ في كلّ ركعة منها الحمد وما تيسّر له من القرآن، الّا في ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، فإنّه يستحبّ إحياؤهما، وأن يصلّي الإنسان في كلّ ليلة منهما مئة ركعة، يقرأ في كلۀ ركعة «الحمد» مرّة، و«قل هو الله أحد» عشر مرّات، ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل .
وينبغي للرجل إذا كان ليلة الفطر أن يصلّي المغرب ثلاثاً ثمّ يسجد ويقول في سجوده: «يا ذا الطول، يا ذا الحول، يا مصطفي محمّد وناصره، صلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفر لي كلّ ذنب أذنبته ونسيته وهو عندك في كتاب مبين»، ثمّ يقول مئة مرّة : «أتوب إلى الله عزّ وجلّ» ، ويكبّر بعد المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة والعيد والظهر والعصر كما يكبّر أيّام التشريق، يقول: «الله اكبر ، الله اكبر ، لا إله إلّا الله والله اكبر، الله أكبر، و لله الحمد، الله اكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أبلانا» ، ولا يقول فيه: «ورزقنا من بهيمة الأنعام» ، فإنّ ذلك في أيّام التشريق.
ص: 633
وزكاة الفطرة واجبة، تجب على الرجل أن يخرجها عن نفسه وعن كلّ من يعول من صغير وكبير، وحرّ وعبد ، وذكر وأنثى ، صاعاً من تمر ، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من برّ، أو صاعاً من شعير، وأفضل ذلك التمر ، والصاع أربعة أمداد ، والمُدّ وزن مئتين و اثنين وتسعين درهماً ونصف، يكون ذلك ألفاً ومئة وسبعون درهماً بالعراقي (1)، ولابأس بأن يدفع قيمته ذهباً أو ورقاً.
ولا بأس بأن يدفع عن نفسه وعن من يعول إلى واحد، ولا يجوز أن يدفع ما يلزم واحداً إلى نفسين، ولابأس بإخراج الفطرة في أوّل يوم من شهر رمضان إلى آخره، وهي زكاة إلى أن يصلّي العيد، فإن أخرجها بعد الصلاة فهي صدقة، وأفضل وقتها آخر يوم من شهر رمضان، و من كان له مملوك مسلم أو ذمّي فليدفع عنه الفطرة، ومن ولد له مولود يوم الفطر قبل الزوال فليدفع عنه الفطرة، وإن ولد بعد الزوال فلافطرة عليه، وكذلك إذا أسلم الرجل قبل الزوال وبعده فعلى هذا.
والحاجّ على ثلاثة أوجه: قارن ومفرد، ومتمتّع بالعمرة إلى الحجّ، ولا يجوز لأهل مكّة وحاضريها التمتّع بالعمرة إلى الحجّ، وليس لهم إلّا القِران والإفراد، لقول الله عزّ وجلّ : «ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» (2)، وحدٌ حاضري المسجد الحرام : أهل مكّة وحواليها على ثمانية وأربعين ميلاً، ومن كان خارجاً عن هذا الحدّ فلا يحجّ إلّا متمتّعاً بالعمرة إلى الحجّ ولا يقبل الله غيره.
وينبغي أن يكون الإحرام من العقيق، وأوّله من المسلح، وأوسطه غمرة، وآخره ذات عرق، وأوّله أفضل، فإنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله وقّت لأهل العراق «العقيق»، ووقّت لأهل الطائف «قَرن المنازل»، ووقّت لأهل اليمن «يلملم»، ووقّت لأهل الشام «المهيعة» وهي «الجحفة»، و وقِت لأهل المدينة «ذا الحليفة» وهو «مسجد الشجرة»، ولا يجوز الإحرام قبل بلوغ الميقات، ولا يجوز تأخيره عن الميقات إلّا
ص: 634
لعلّة أو تقيّة .
وفرائض الحجّ سبعة : الإحرام، والتلبيات الأربع وهي : «لَبّيك اللهمّ لَبّيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمدَ والنّعمة لك والملك ، لا شريك لك لبّيك». وغير ذلك من التلبية سنّة ، وينبغي للملبّي أن يكثر من قوله: «لبّيك ذا المعارج لبّيك»، فإنّها تلبية النبيّ صلّی الله علیه و آله ، والطواف بالبيت فريضة، والركعتان عند مقام إبراهيم علیه السّلام فريضة، و السعي بين الصفا والمروة فريضة، والوقوف بعرفة فريضة، والوقوف بالمشعر فريضة ، وهدي التمتّع فريضة ، وما سوى ذلك من مناسك الحجّ سنّة ، ومن أدرك يوم التروية عند زوال الشمس إلى الليل فقد أدرك المتعة ، ومن أدرك يوم النحر مزدلفة وعليه خمسة من النّاس فقد أدرك الحجّ.
ولا يجوز في الأضاحي من البُدن إلّا الثنيّ، وهو الّذي تمّ له خمس سنين ودخل في السادسة، ويجزي من البقر والمعز الثنيّ، وهو الّذي تمّ له سنة ودخل في الثانية، ويجزي من الضأن الجذع لسنة (1)، ولا يجزي في الأضحية ذات عوار، وتجزي البقرة عن خمسة (2) نفر إذا كانوا من أهل بيت، والثور عن واحد، والبدنة عن سبعة ، والجزور (3) عن عشرة متفرّقين، والكبش عن الرجل وعن أهل بيته ، وإذا عزّت الأضاحي أجزأت شاة عن سبعين، وتجعل الأضحية ثلاثة أثلاث: ثلث يؤكل ، و ثلث يهدى، وثلث يتصدّق به.
ولا يجوز صيام أيّام التشريق ، فإنّها أيّام أكل وشرب وبعال، وجرت السنّة في الإفطار يوم النحر بعد الرجوع من الصلاة، وفي الفطر قبل الخروج إلى الصلاة والتكبير في أيّام التشريق بمنى في دبر خمس عشرة صلاة، ، من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الرابع، وبالأمصار في دبر عشر صلوات، من صلاة
ص: 635
الظهر يوم النهر إلى صلاة الغداة الثالث.
وتحلّ الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث، ونكاح بملك اليمين، ولا ولاية لأحد على المرأة إلّا لأبيها مادامت بكراً، فإذا كانت ثيّباً فلا ولاية لأحد عليها ، ولا يزوّجها أبوها ولا غيره إلّا بمن ترضى بصداق مفروض، ولا يقع الطلاق إلّا على الكتاب والسنّة، ولا يمين في طلاق، ولا في عتق، ولا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك ، ولا عتق إلّا ما أريد به وجه الله عزّ وجلّ.
والوصيّة لا تجوز إلّا بالثلث، ومن أوصى بأكثر من الثلث ردّ إلى الثلث، وينبغي للمسلم أن يوصي لذوي قرابته ممّن لا يرث بشيء من ماله ، قلّ أم كثر، ومن لم يفعل ذلك فقد ختم عمله بمعصية، وسهام المواريث لا تعول على ستّة ، ولا يرث مع الولد والأبوين أحد إلّا زوج أو زوجة، والمسلم يرث الكافر، ولا يرث الكافر المسلم ، وابن الملاعنة لا يرثه أبوه ، ولا أحد من قبل أبيه ، وترثه أمّه ، فإن لم تكن له أُمّ فأخواله وأقرباؤه من قبل أمّه، ومتى أقرّ الملاعن بالولد بعد الملاعنة ألحق به ولده، ولم ترجع إليه امرأته، فإن مات الأب ورثه الابن، وإن مات الابن لم يرثه الأب.
ومن شرائط دين الإماميّة: اليقين، والإخلاص، والتوكّل، والرضا، والتسليم، والورع، والاجتهاد، والزهد، والعبادة، والصدق، والوفاء، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر ولو إلى قاتل الحسين علیه السّلام ، والبرّ بالوالدين، واستعمال المروّة، والصبر، والشجاعة، واجتناب المحارم، وقطع الطمع عمّا في أيدي النّاس، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال على شرائطه، ومواساة الإخوان، والمكافاة على الصنائع، وشكر المنعم، والثناء على المحسن، والقناعة، وصلة الرحم، وبرّ الآباء والأُمّهات، وحسن المجاورة، والإنصاف، والإيثار، ومصاحبة الأخيار، ومجانبة الأشرار، ومعاشرة النّاس بالجميل، والتسليم على جميع النّاس مع الاعتقاد بأنّ سلام الله لا ينال الظالمين ، وإكرام المسلم ذي الشيبة، وتوقير الكبير، ورحمة الصغير، وإكرام كريم كلّ قوم، والتواضع، والتخشّع،
ص: 636
وكثرة ذكر الله عزّ وجلّ، وتلاوة القرآن، والدعاء، و الإغضاء والاحتمال، والمجاملة (1)، والتقيّة، وحسن الصحابة، وكظم الغيظ، و التعطّف على الفقراء والمساكين ومشاركتهم في المعيشة، وتقوى الله في السرّ والعلانية، والإحسان إلى النساء وما ملكت الأيمان، وحفظ اللسان إلّا من خير، و حسن الظنّ بالله عزّ وجلّ، والندم على الذنب، واستعمال السخاء والجود، و الاعتراف بالتقصير، واستعمال جميع مكارم الأفعال والأخلاق للدين والدنيا.
واجتناب مذامّها في الجملة والتفصيل ، واجتناب الغضب والسخط ، والحميّة، والعصبيّة، والكبر، والتجبّر، واحتقار النّاس، والفخر والعُجب، و البذاء، والفحش، والبغي، وقطيعة الرحم، والحسد، والحرص، والشره، والطمع، والخرق، والجهل، والسفه، والكذب، والخيانة، والفسق، والفجور، واليمين الكاذبة، وكتمان الشهادة، والشهادة بالزور، والغيبة، والبهتان، والسعاية، والسباب، و اللعان، والطعان، والمكر، والخديعة، والغدر، والنكث، والقتل بغير حقّ، والظلم، والقساوة، والجفاء، والنفاق، والرياء، والزنا، واللواط، والربا، والفرار من الزحف، والتعرّب بعد الهجرة، وعقوق الوالدين ، والاحتيال (2) على النّاس، وأكل مال اليتيم ظلماً، وقذف المحصنة.
هذا ما اتّفق إملاؤه على العجلة من وصف دين الإماميّة، وسأملي شرح ذلك وتفسيره إذا سهّل الله عزّ اسمه لي العود من مقصدي إلى نيسابور، إن شاء الله، وصلى الله على محمّد و آله (3).
(أمالي الصدوق : المجلس 93 ، الحديث 1)
أقول : مابيّنه قدّس سرّه من عقائد الإماميّة مشتمل على موارد من خلاف المشهور بينهم،
ص: 637
مثل وجوب سجدة سورة لقمان ، ووجوب قراءة سورة الجمعة في الركعة الأولى من ظهر الجمعة ، والمنافقين في الثانية منها ، وعدم جواز وضع الركبتين على الأرض في السجود قبل اليدين، والاختيار بين القصر والتمام في الصلاة فيما إذا لم يرد الرجوع من يومه، وعدم جواز المجامعة للمفطر في سفر في شهر رمضان، وغير ذلك ، وبسط القول في كلّ منها و بیان مواردها موجب للتطويل الّذي هو خارج عن غرض الكتاب .
ص: 638
ص: 639
ص: 640
فهرس الموضوعات
مقدّمة الکتاب ... 7
كتاب العقل والعلم والجهل
أبواب العقل والجهل
باب 1 - فضل العقل وذمّ الجهل ... 55
باب 2 - حقيقة العقل وكيفيّته ... 63
باب - احتجاج الله تعالى على النّاس بالعقل وأنه يحاسبهم على قدر عقولهم ... 66
باب ٤- علامات العقل ... 70
أبواب العلم وآدابه وأنواعه وأحكامه
باب 1 - فرض العلم ووجوب طلبه والحثّ عليه، وثواب العالم والمتعلم ... ٧٤
باب 2 - مذاكرة العلم ومجالسة العلماء والحضور في مجالسهم ... 102
باب 3 - العلوم الّتي أمر النّاس بتحصيلها وينفعهم ... 108
باب ٤ - حق العالم ... 115
ص: 641
باب 5 - صفة العلماء وأصنافهم وذمّ علماء السوء ولزوم التحرّز منهم ... 120
باب ٦ - من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ... 132
باب 7 - أصناف النّاس في العلم وفضل حب العلماء ... 135
باب 8 - استعمال العلم والإخلاص في طلبه وتشديد الأمر على العالم ... ١٤٠
باب 9- آداب التعليم ... 145
باب ١٠ - النهي عن كتمان العلم وخيانته وجواز الكتمان عن غير أهله ... 150
باب 11 - النهي عن العمل بغير علم ولزوم التوقّف عند الشبهات والاحتياط في الدين ... 160
باب 12 - ماورد في المجادلة والمخاصمة ... 166
باب ١٣ - فضل كتابة الحديث وروايته و آداب الرواية ... 172
باب ١٤ - من حفظ أربعين حديثا ... 182
باب ١٥ في أنّ حديث الأئمّة علیهم السّلام صعب مستصعب ... 184
باب ١٦ - اختلاف الأخبار ... 185
باب 17 - النهي عن القول بغير علم والإفتاء بالرأي ... 187
باب 18 - لزوم الأخذ بالسنّة والنهي عن البدع والرأي والمقائيس ... 191
باب 19 - ما يمكن أن يستنبط منه أحكام عديدة ... 203
باب 20 - ماورد في علم النجوم ... 205
باب 21 غرائب العلوم ... 207
كتاب التوحيد
باب ١- ثواب الموحّدين والعارفين ولزوم المعرفة ... 215
ص: 642
باب 2 - إثبات الصانع والاستدلال بصنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته ... 226
باب 3 - النهى عن التفكّر في ذات الله تعالى ... 232
باب ٤ - في أنّ التوحيد أمر فطريّ ... 233
باب ٥ - إثبات قدمه وامتناع الزوال عليه تعالى... 235
باب ٦ - نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول وأنّه لا يدرك بالحواس والأوهام ... 236
باب 7 - نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى ... 242
باب 8 - نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها ... 247
باب 9 - نفي التركيب عنه تعالى وأنّه ليس محلاً للحوادث والتغييرات ... ٢٥٤
باب 10 - ماورد في القدرة والإرادة ... 258
باب 11 - ماورد في كلامه تعالى ... 259
باب 12 - جوامع التوحيد ... 260
كتاب العدل والمعاد
أبواب العدل :
باب 1 - نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض ... 273
باب 2 - ماورد في الآجال ... 281
باب 3 - الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان ... 283
باب ٤ - الطينة والميثاق ... 285
باب 5 - محاسن الخلقة الّتي تؤثّر في الخُلق ... 292
باب ٦ _ علة تكليف العباد والعلة الّتي من أجلها جعل الله في الدنيا
ص: 643
الآلام والمحن ... 293
باب 7 - في أنّ الملائكة يكتبون أعمال العباد ... 396
باب 8 - عفو الله وغفرانه ... 300
باب ٩ - التوبة ... 304
أبواب الموت
باب 1 - حكمة الموت وحقيقته ... 311
باب 2 - حبّ لقاء الله وذمّ الفرار من الموت ولزوم ذكر الموت ... 315
باب ٣ - ملك الموت... 326
باب ٤ - سكرات الموت و شدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده ... 327
باب ٥ - ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمّة علیهم السّلام عند ذلك ... 339
باب ٦ - أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وما يتعلّق بذلك ... 353
باب 7 - ما يلحق الرجل من بعد موته من الأجر ... 376
أبواب المعاد وما يتبعه
باب ١ - إثبات الحشر وكيفيّته وكفر من أنكره ... 378
باب 2 - أشراط الساعة وقصّة يأجوج ومأجوج ... 381
باب 3 - صفة المحشر ... 385
باب ٤ - مواقف القيامة وزمان المكث فيها ... 393
باب ٥ - أحوال المتّقين والمجرمين في القيامة ... 396
ص: 644
باب ٦ - الركبان يوم القيامة ... 403
باب 7 - أنّه يدعى النّاس يوم القيامة بأسماء أمّهاتم إلاّ شيعة عليّ علیه السّلام ، و أنّ كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلّا نسبت رسول الله صلّی الله علیه و آله وصهره ... 416
باب 8 - محاسبة العباد وما يسألون عنه ... 421
باب ٩ - ما يحتجّ الله به على العباد يوم القيامة ... 429
باب 10 - ما يظهر من رحمة الله تعالى في القيامة ... 431
باب 11 - الخصال الّتي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها ... ٤٣٣
باب 12 _ الوسيلة وما يظهر من منزلة النبيّ وأهل بيته علیهم السّلام في القيامة ... 443
باب 13 - في أنّه يُدعى يوم القيامة كلّ أناس بامامهم ... 464
باب ١٤ - لواء الحمد ... 466
باب ١٥ - الشفاعة ... 481
باب ١٦ – الصراط ... 505
باب 17 - صفة الحوض وساقيه علیه السّلام ... 508
باب 18 - أصحاب الأعراف ... 524
باب 19 - الجنّة ونعيمها ... 525
باب 20 – النّار ... 560
كتاب الاحتجاج
باب احتجاج النبيّ صلّی الله علیه و آله على اليهود في مسائل شتّى ... 579
احتجاجات أمير المؤمنين علیه السّلام
باب 1 - احتجاجه على اليهود والنصارى ... 589
ص: 645
باب 2 - ما تفضّل صلوات الله عليه على النّاس بقوله: «سلوني قبل أن تفقدوني» ... 594
باب احتجاجات الإمام الحسن علیه السّلام ... 600
أبواب احتجاجات الإمام الرضا علیه السّلام
باب 1 - احتجاج الإمام الرضا علیه السّلام في مجلس المأمون ... 609
باب 2 - أجوبة الإمام الرضا علیه السّلام على أسئلة أبي الصلت الهروي ... 622
باب فيما بين الصدوق قدّس سرّه من مذهب الإمامية ... 624
ص: 646