ترتيب الأمالي المجلد 1

هویة الکتاب

سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر

عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي

تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.

مواصفات المظهر: ج 10

فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)

حالة الفهرسة: فهرسة سابقة

لسان : العربية

ملحوظة: کتابنامه

عنوان آخر: الامالی

موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4

أحاديث الشيعة -- قرن ق 5

معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي

معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي

معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي

معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي

تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998

ص: 1

اشارة

محمودي محمد جواد ، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر.

ترتيب الأمالي : ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة ، الصدوق ، والمفيد ، والطوسي / تأليف محمد جواد المحمودی - قم: بنیاد معارف اسلامی، 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388

10ج – (بنیاد معارف اسلامی ؛ 95 ، 96 ، 97، 98 ، 99 ، 100 ، 101 ، 102 ، 103 ، 104)

ISBN : 964 - 6289 - 51-2 :(دوره) - ISBN

ISBN : 978-964 - 6289 - 53 - 6 (ج1)

ISBN: 978-964-6289-54-3 (ج2)

ISBN : 978-964-6289-55-3 (ج3)

ISBN:(ج4) 7 - 56 - 6289-964-978

ISBN : 978-964 - 6289-57-4 (ج5)

ISBN: 978-964-6289-58-1(ج6)

ISBN: 978-964-6289-59-8 (ج7)

ISBN: 978-964-6289-60-4 (ج8)

ISBN: 4 - 96 - 7777 - 964 - 978 (ج9)

ISBN: 1 - 97 - 7777 - 964 - 978 (ج10)

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا. عربی - کتابنامه .

-1 احادیث شیعه - قرن 4 ق. 2- احادیث شیعه - قرن 5 ق . الف . ابن بابويه ، محمد بن علی ، 311 - 381 ق . الامالي . ب . مفيد . محمد بن محمد . ، 336 - 413 ق . الامالي . ج . طوسی ، محمد بن . حسن ، 385 - 460 ق . الأمالي . د . بنياد معارف اسلامی . ه_ عنوان وعنوان : الامالى.

212/ 297 1387BP 129/ الف 2 الف 8

کتابخانه ملی ایران 78 - 6998 م

هويّة الكتاب :

اسم الكتاب: ... ترتيب الأمالي / ج 1

تأليف ... محمد جواد المحمودي

نشر: ... مؤسسة المعارف الإسلامية

الطبعة: ... الثانية 1430 ه_ . ق

المطبعة: ... عترت

العدد: ... 1100 نسخة

رقم الايداع الدولي: ... 978-964-6289-53-6

ISBN: ... 978-964-6289-53-6

حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية

قم المقدسة - تلفون : 09127488298 - 7732009 ص ب 168 / 37185

www.maaref islami .com

E-mail:info@maarefislami.com

ص: 2

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»

ص: 3

ص: 4

كلمة الناشر

الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين .

وبعد :

فيسرّنا أن نتقدّم إلى المكتبة الاسلامية بنتاج جديد في ساحة التنظيم والتبويب والتحقيق طالما كانت تتوق نفوس المحقّقين إلى ذلك ألا وهو ترتيب أمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق (306 - 381) والمفيد (336 - 413) والطوسي (385 -460) ، ونظراً إلى تقارب المؤلّفين الثلاثة في العصر والمكانة العلميّة والعقيدة واقتباس بعضهم من بعض واشتراكهم في الخطوط العامّة كان من البديهي أن ينصبّ مشروعهم في إطار واحد وتنظيم لالىء كتبهم في عقد نضيد يتناسب مع متطلّبات العصر والتطوّرات العلمية الّتي يشهدها العالم ، وقد بذل الأستاذ المحقّق الشيخ محمد جواد المحمودي دام عزّه غاية جهده في تنظيم وتحقيق أحاديث الأمالي وتقويمها واستخراجها من سائر المصادر وذلك بعزم لا يلين في مدّة تزيد على عشرة أعوام ، نسأل الله تعالى أن يجعل عمله هذا بداية طيّبة لتأليف وتحقيقات أُخرى ، وأن يتقبّل منه ومنّا بأحسن القبول ، والحمد الله أوّلاً وآخراً .

ص: 5

ص: 6

مقدّمة الکتاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على سيّد ولد آدم، محمّد النبيّ الخاتم، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين المعصومين، الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين، آمين ربّ العالمين.

أمّا بعد ، الأمالي جمع أملية - كالأغاني جمع أغنية - وهي أيضاً جمع إملاء ، وهو أن يجلس عالم ومن حوله تلاميذه بالمحابر والقراطيس فيتكلّم بما فتح الله عليه من العلم، والطلبة يكتبون، فيصير من ثمّ كتاباً ويسمونه الإملاء والأمالي، أو المجالس، وكذلك كان السلف من الفقهاء والمحدّثين وأهل العربيّة وغيرهم في علومهم .

والطريقة في الإملاء كالطريقة في الحديث، يكتب المستملي أوّل القائمة : مجلس أملاه شيخنا فلان بمكان كذا في يوم كذا - ويذكر التاريخ - ثمّ يورد المملي بإسناده حديثاً عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أو عن أهل البيت علیهم السّلام ، أو عن الصحابة ، أو كلاماً عن العرب والفصحاء، فيه غريب يحتاج إلى التفسير ، ثمّ يفسّره ويورد من أشعار العرب وغيرها بأسانيده ، ومن الفوائد اللغوية بإسناد وغير إسناد ما يختاره، هذا هو المرسوم المتداول في غالب الكتب المشهورة باسم الأمالي أو المجالس.

وقد ألّف في هذا الموضوع جملة من العلماء - من الإمامية وغيرهم -، من ذلك :

1 - أمالي عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني (126 - 211).

2 - أمالي أبي بكر الباغندي محمّد بن سليمان بن الحارث (283)

3 - أمالي ثعلب في النحو لأحمد بن يحيى المعروف بثعلب (200 - 291).

4 - أمالي الشريف أبي محمّد الناصر الكبير الأطروش الحسن بن عليّ بن

ص: 7

الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن الإمام السجّاد علیه السّلام (304) (1).

5 - أمالي اليزيدي محمّد بن العبّاس (317ه_)

6 - أمالي ابن دريد محمّد بن الحسن (321ه_).

7 - أمالي أبي إسحاق الهاشمي إبراهيم بن عبدالصمد بن موسى (325)

8 - أمالي الزجاج عبدالرحمان بن القاسم (337 ه_) .

9 - أمالي الزجاج إبراهيم بن السرى (340) في النحو .

10 - أمالي الزجاجي عبد الرحمان بن إسحاق (340ه_)

11 - مجالس العلماء أيضاً للزجاجي عبدالرحمان بن إسحاق.

12 - أمالي القالي إسماعيل بن القاسم (288 - 356) .

13 - أمالي يموت بن المزرّع (304)

14 - أمالي الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين (381ه_)

15 - أمالي أبي المفضّل الشيباني (387ه_) (2) .

16 - أمالي ابن سمعون محمّد بن أحمد بن إسماعيل البغدادي ( 300 - 387)

17 - أمالي أبي طاهر المخلّص محمّد بن عبد الرحمان بن العبّاس (305-393)

18 - أمالي العشيات للحاكم النيسابوري (405ه_) (3).

ص: 8


1- ذكره الشيخ آغا بزرك في الذريعة : 308:2/ 1235 نقلاً عن الحدائق الورديّة وقال : إنّه في الأخبار وفيه كثير من فضائل العترة
2- ذكره الطهراني في الذريعة : 2 : 314/ 1250 وقال : يروي السيّد علي ابن طاووس عن الجزء الثالث منه في الإقبال دعاء وقت رؤية الهلال في شهر رمضان ، وينقل عنه السيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز . وذكر أيضاً في ص 311 رقم 1239 «الأمالي للشيباني» وقال : عدّه الكفعمي من مأخذ البلد الأمين ، ثمّ قال الطهراني : لعلّ هذا للشيخ محمّد بن الحسن الشيباني مؤلّف التفسير الموسوم بكشف البيان أو نهج البيان
3- ذكره الشيخ آغا بزرك في الذريعة : 2 : 314 / 1249 نقلاً عن كشف الظنون

19 - أمالي أبي بكر أحمد بن موسی بن مردويه (323 - 410)

20 - أمالي السيّد أبي طالب (411ه_) .

21 - أمالي المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (413 ها ، ويسمّى بالمجالس أيضاً.

22 - أمالي أبي الفتح هلال بن محمّد بن جعفر بن سعدان الحفاّر (414 ه_) (1).

23 - أمالي أبي القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبدالله ابن بشران (339 - 430)

24 - أمالي المرتضى عليّ بن الحسين (439 ه_) .

25 - أمالي المرزوقي أحمد بن محمّد بن الحسن (421ه_) .

26 - أمالي أبي نعيم الأصفهاني أحمد بن عبد الله بن أحمد (336 – 430)

27 - أمالي الطوسي محمّد بن الحسن (460 ه_) .

28 - أمالي أبي بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي (2).

29 - الأمالي الخميسيّة للمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري (479 ه_).

30 - أمالي نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي (408 - 485) .

31 - أمالي ابن الشجري هبة الله بن عليّ (542ه_) .

32 - أمالي ابن الحاجب عثمان بن عمر (646 ه_) .

33 - أمالي ابن حجر أحمد بن عليّ (852 ه_)، ويعرف بالأمالي المطلقة.

إلى غير ذلك من الكتب باسم الأمالي أو المجالس.

ثمّ إنّ من بين الكتب الّتي باسم الأمالي ثلاثة منها لها قيمة خاصّة عند علمائنا الإماميّة -قدّس الله أسرارهم - وهم يهتمّون بها، ويستدلّون بأحاديثها في المباحث الفقهيّة ، وقد أورد الحرّ العاملي أحاديثها الفقهيّة في كتابه «وسائل الشيعة»، وهنّ : أمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق والمفيد والطوسي- قدّس الله أسرارهم -، وهم أشهر من أن يحتاجوا إلى التعريف ، ولذا أذكر هنا بنحو الاختصار نبذة من حياتهم وما

ص: 9


1- ذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة : 2 : 316 - 317 / 1254
2- ذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة :2: 1236/307 ونقل عن الشيخ منتجب الدين أنّه في الأخبار وإنّه في أربع مجلّدات

يرتبط بعملنا هذا ، ولا يخلو من فائدة إن شاء الله .

الشيخ الصدوق

لقد برز في تاريخ العلم والدين رجال كانوا كأنجم زاهرة في أُفق السماء، ومشاعل نور وهّاجة في دُنيا العلم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وضحوا بكلّ ما لديهم أملاً للوصول إلى ساحاته، فخلد بذلك ذكرهم وسما في رفيع المجد صيتهم، فكانوا مصابيح الدجى، منهم تقتبس الأنوار، وبهم تلتمس الهداية ، وفيهم تدرك السعادة.

ومن أُولئك الفقهاء السعداء النجباء، والعلماء الأزكياء، شيخ مشايخ الشيعة، وركن أركان الشريعة، أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي، الّذي اشتهر بالصدوق - على الإطلاق - فكان لقباً له مختصاً به. بلى قد يقال : «الصدوق الأوّل» فيراد منه والده المعظّم الفقيه الشيخ عليّ بن الحسين القمّي قدّس سرّه ، ويعبّر عنهما بالصدوقَين.

ولادته :

ولد في مدينة قم المقدّسة، حوالي سنة 306 ه_ بدعاء الإمام صاحب الزمان الحجّة بن الحسن العسكري علیهماالسّلام ، وذلك بعد أن كتب الشيخ علىّ والد الصدوق إلى الإمام علیه السّلام يسأله الدعاء في طلب الولد .

قال الصدوق قدّس سرّه في كتابه «كمال الدين وتمام النعمة» : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود رضي الله عنه قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابویه رضي الله عنه بعد موت محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان علیه السّلام أن يدعو الله عزّ وجلّ أن يرزقه ولداً ذكراً. قال: فسألته فأنهى عن ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعليّ بن الحسين وأنّه سيولد له ولد مبارك ينفع الله تعالى به وبعده أولاد.

قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود رضي الله عنه: فولد لعليّ بن الحسين رضي الله عنه محمّد بن عليّ

ص: 10

وبعده أولاد (1).

وروى مثله الشيخ الطوسي قدّس سرّه في كتاب «الغيبة» (2).

وروی أيضاً شيخ الطائفة في «الغيبة» عن ابن نوح وأبي عبد الله الحسين بن محمّد بن سورة القمّي ، عن عليّ بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي ومحمّد بن أحمد محمّد الصير في المعروف بابن الدلال، وغيرهما من مشايخ أهل قم : أنّ علي بن الحسين بن موسى بن بابویه، كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسى بن بابویه، فلم يرزق منها ولداً، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادً فقهاء، فجاء الجواب: «إنّك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلميّة، وترزق منها ولدين فقيهين» (3).

وفي رواية النجاشي: «قد دعونا الله لك بذلك، وستُرزق ولدين ذكرين خيّرين» (4).

وقال شيخ الطائفة : وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله : ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد محمّد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ، ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد، لا يختلط بالناس، ولا فقه له .

قال ابن سورة : كلّما روى أبو جعفر وأبو عبدالله ابنا عليّ بن الحسين شيئاً يتعجّب النّاس من حفظهما ويقولان لهما هذا الشأن خصوصيّة لكما بدعوة الإمام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (5).

وعلى هذا فإنّ مسألة ولادة الصدوق المباركة هذه كانت أمراً من الأمور

ص: 11


1- كمال الدين: ص 502 باب 45 ح 31
2- الغيبة : 266/320
3- الغيبة : 308 - 261/309
4- رجال النجاشي : 261 / 684
5- الغيبة : ص 309

المشهورة والمستفيضة بين أهل قمّ، وكان أبو جعفر الصدوق نفسه يُعرب عن ذلك ، ويفتخر به ويقول: «أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر علیه السّلام» (1).

نشأته:

نشأ الشيخ الصدوق في بيت علم وتقوى، فقد كان أبوه عليّ بن الحسين شيخ القميّين في عصره ومتقدّمهم وفقيههم وثقتهم (2).

وقد عاش الصدوق في كنف أبيه وظلّ رعايته نيفاً وعشرين سنة، وأخذ منه ومن علماء بلده «قم»، وهي يومئذ من مراكز العلم ، وقد أكثر من مجالسة العلماء في قم والسماع منهم والرواية عنهم، أمثال الشيخ محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وحمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد وغيرهما من الأعلام.

وقد كانت الفترة الّتي عاشها الشيخ الصدوق، هي فترة حكومة الديالمة «آل بويه» وأمرائهم المعروفين بحسن خدمتهم للعلم والعلماء.

أسفاره:

يستفاد من روايات الصدوق أنّه لم يقتصر على الأخذ من مشايخ «قم» فحسب، بل تحمّل وعثاء السفر وطاف البلاد ورحل إلى الأمصار ، وأخذ الحديث من العلماء في تلك البلاد، وهنا نشير إلى البلدان الّتي رحل إليها مختصراً، وهي :

1 - الريّ ، فإنّه انتقل إلى الري حيث استدعاه إليه ركن الدولة البويهي (المتوفّى سنة 366ه_) بطلب من أهالي البلد، فسافر إلى الريّ وأقام هناك.

2 - مشهد الرضاء علیه السّلام، فإنّه سافر إليه تارة في رجب سنة 352 ه_ - على ما في خاتمة كتابه عيون أخبار الرضا علیه السّلام - وأُخرى في شهر ذي الحجّة الحرام سنة 367 ه_ وأملى بها من مجالسه عدّة مجالس، وثالثة في شعبان سنة 368 ه_ وذلك عند خروجه إلى ديار ماوراء النهر وأملى بها أيضاً عدّة مجالس.

3 - نيسابور، وردها في شعبان سنة 352ه_ أي في سنة زيارته الأولى لمشهد

ص: 12


1- رجال النجاشي : 261 : 684
2- رجال النجاشي : 261 : 684

الرضا علیه السّلام بعد منصرفه منه (1).

4- سرخس، وردها في سنة 368ه_.

5 - مرو روذ، وردها فى سفره إلى خراسان.

6 - بغداد ، دخلها سنة 352 ه_ وحدّث بها وسمع منه الشيوخ كما أنّه سمع منهم، ودخلها مرّة ثانية بعد منصرفه من الحجّ سنة 355ه_.

7 و 8 - مكّة والمدينة، تشرّف بحجّ بيت الله الحرام سنة 354 ه_ وزار قبر النبي صلّی الله علیه و آله وقبور الأئمة علیهم السّلام .

9 - الكوفة، وردها في طريقه إلى الحجّ سنة 354ه_ وسمع في مسجدها الجامع من جماعة.

10 - فَيد - وهو مكان بين مكّة والكوفة في نصف الطريق تقريباً - سمع بها بعد منصرفه من مكّة من أبي علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي.

11 - هَمَدان، وردها سنة 354 ه_ عند ما توجّه حاجاً إلى بيت الله الحرام.

12 - إيلاق من بلاد ما وراء النهر.

13 - بلخ ، دخلها سنة 368 ه_، وسمع بها من جماعة.

14 - سمرقند، وردها سنة 368ه_.

15 - فرغانة من بلاد ما وراء النهر.

مشايخه :

قد مرّ أن الشيخ لم يقتصر على الأخذ من مشايخ «قم» فحسب، بل تحمّل وعثاء السفر وطاف البلاد ورحل إلى الأمصار ، وأخذ الحديث من العلماء في تلك البلاد، فقد أدرك الصدوق كثيراً من أعاظم الشيوخ من المحدّثين والمتكلّمين والفقهاء من الفريقين وسمع منهم وقرأ عليهم ، ذكرهم أصحاب التراجم والرجال، ونكتفي هنا بمشايخه الّذين روى عنهم في الأمالي :

1 - إبراهيم بن إسحاق الطالقاني.

ص: 13


1- لاحظ مقدّمة كمال الدين

2 - أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبدويه القطّان أبو علي .

3 - أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني أبو علي.

4 - أحمد بن علىّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي.

5 - أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري.

6 - أحمد بن محمّد بن رزمة القزويني.

7- أحمد بن محمّد بن حَمدان المكتّب.

8- أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ العدل.

9 - أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار .

10 - أحمد بن هارون الفامي.

11 - أحمد بن يحيى المكتّب .

12 - جعفر بن الحسين .

13 - جعفر بن عليّ بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي .

14 - جعفر بن محمّد بن مسرور .

15 - حسن بن عبد الله بن سعيد العسكري.

16 - حسن بن عليّ بن شعيب الجوهري.

17 - حسن بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل السكوني أبو القاسم .

18 - حسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي .

19 - حسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبع علیه السّلام .

20 - حسين بن إبراهيم العلوي من ولد محمّد ابن الحنفيّة.

21 - حسين بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني.

22 - حسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب .

23 - حسين بن إبراهيم بن ناتانة.

24 - حسين بن أحمد البيهقي .

ص: 14

25 - حسين بن أحمد بن إدريس.

26 - حسين بن عليّ الصوفي.

27 - حسين بن علي بن أحمد الصائغ .

28 - حسين بن يحيى بن ضريس البجلي.

29 - حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام.

30 - سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي أبو القاسم الطبراني.

31 - صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي.

32 - عبد الرحمان بن محمّد بن خالد .

33 - عبد الله بن محمّد الصائغ .

34 - عبد الله بن النضر بن السمعان التميمي.

35 - عبد الواحد بن محمّد العطّار .

36 - عتاب بن محمّد الوراميني .

37 - علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.

38 - علي بن أحمد بن موسى الدقّاق.

39 - علي بن حاتم القزويني.

40 - عليّ بن الحسين بن سفيان بن يعقوب الهمداني أبو الحسن.

41 - عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه والد الصدوق.

42 - على بن الحسين بن شاذويه المؤدّب.

43 - علي بن عبد الله الورّاق.

44 - علىّ بن عيسى القمّى أبو الحسن المجاور.

45 - علي بن الفضل بن العبّاس البغدادي.

46 - علىّ بن محمّد بن الحسن القزويني أبو الحسن ابن مقبرة.

47 - عليّ بن محمّد بن موسى .

48 - محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني المكتّب أبو العبّاس.

ص: 15

49 - محمّد بن أحمد السناني المكتّب.

50 - محمّد بن أحمد الصيرفي .

51 - محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي المعاذي (1).

52 - محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الورّاق.

53 - محمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد الأسدي البردعي .

54 - محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.

55 - محمّد بن بكران النقّاش.

56 - محمّد بن عليّ ما جيلويه .

57 - محمّد بن عليّ بن بشار .

58 - محمّد بن علي بن الفضل الكوفي.

59 - محمّد بن عمر بن محمّد بن سلمة بن البراء الحافظ البغدادي.

60 - محمّد بن القاسم الاستراباذي .

61 - محمّد بن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني.

62 - محمّد بن موسى بن المتوكّل .

63 - محمّد بن هارون الزنجاني أبو الحسين.

64 - يحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد البزّاز أبو ذرّ .

65 - يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه.

وفاته :

توفّي الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الريّ سنة 381 ه_، وقبره بها بالقرب من قبر السيّد المعظّم عبد العظيم بن عبد الله الحسني رحمه الله ، وقد جدّد عمارة مزاره السلطان فتحعلي شاه القاجار حدود سنة 1238 ه_ على أثر ماشاع في الناس من حصول كرامة منه ، وذلك ظهور بقاء جسده الشريف بحاله بعد مضي 857 سنة من دفنه لم يبل

ص: 16


1- ورد في بعض الروايات باسم محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي، وفي بعضها باسم محمّد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي، وفي بعضها باسم محمّد بن أبي إسحاق (إسحاق) بن أحمد الليثي

ولم يتغيّر حتّى أثر الحناء الّذي كان على أظفاره، فإنّه كان باق لونه عليها (1).

مصنّفاته :

صنّف الشيخ الصدوق قدّس سرّه في شتّى فنون العلم وأنواعه، وكان غزير التأليف، حتى قال شيخ الطائفة قدّس سرّه في الفهرست: « له نحو من ثلاث مئة مصنّف، وفهرست كتبه معروف» (2) ، وعدّ منها 40 كتاباً، ومثله في معالم العلماء لابن شهر آشوب وعدّ منها 59 كتاباً (3) ، وعدّ النجاشي منها نحو 197 كتاباً (4).

وقال الشيخ الصدوق في مقدّمة الفقيه : لمّا ساقني القضاء إلى بلاد الغربة وحصلني القدر منها بأرض بلخ من قصبة إيلاق، وردها الشريف الدين أبو عبد الله المعروف ب_ «نعمة» وهو محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فدام بمجالسته سروري وانشرح بمذاكرته صدري وعظم بمودّته تشرّفي... وسألني أن أصنّف له كتاباً في الفقه والحلال والحرام، والشرايع والأحكام، موفياً على جميع ما صنّفت في معناه وأترجمه ب_«كتاب من لا يحضره الفقيه» ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده، وبه أخذه، ويشترك في أجره من ينظر فيه ، وينسخه ويعمل بمودعه، هذا مع نسخه لأكثر ما صحبني من مصنّفاتي وسماعه لها، وروايتها عنّي، ووقوفه على جملتها، وهي مئتا كتاب وخمسة وأربعون كتاباً (5).

لو أردنا استقصاء جميع كتبه، لطال بنا البحث وكتبه مذكورة في الفهارس ، ومع الأسف ما بقي من آثاره إلّا النزر اليسير ونكتفي هنا بذكر الأمالي وما ورد فيه :

ص: 17


1- روضات الجنّات : 6: 132، تنقیح المقال: 3: 11104/154، الفوائد الرضويّة: 560
2- الفهرست : 157
3- معالم العلماء : 111
4- رجال النجاشي : 389 - 1049/392
5- الفقيه : 1 : 2

كتاب الأمالي :

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : كتاب الأمالي المعروف بالمجالس، أو عرض المجالس، للشيخ الصدوق، طبع بطهران سنة 1300 ه_، وهو في سبعة وتسعين مجلساً، والحديث الأوّل من المجلس الأوّل بالإسناد عن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام في فضل القول الحسَن ... والنسخة العتيقة منه بخطّ الشيخ الجليل المعروف بابن السكون وهو عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ السكون، رأيتها في المشهد الرضوي عند المحدّث الشيخ عبّاس القمّي، تاريخ كتابتها يوم الخميس الرابع عشر من ذي الحجّة سنة 563 ه_، وتوجد في كتب مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي نسخة من المجلس الحادي والخمسين إلى آخر الكتاب بخط الشيخ المحدث الحرّ العاملي (1).

وهذا الكتاب عبارة عن مجالس عقدها الشيخ الصدوق للإملاء على طلابه في الري ونيسابور ومشهد الإمام الرضاء علیه السّلام ، ويضمّ 97 مجلساً، أملاها في الفترة الواقعة بين 18 رجب سنة 367 ه_ و 19 شعبان سنة 368ه_،، والغالب على طريقة إملائه أنّه يملي مجلسين في كلّ أسبوع، الأوّل يوم الثلاثاء، والثاني في يوم الجمعة، ممّا يدلّ على تنظيمه للوقت، بل ونلمس مثل هذا التنظيم الرائع في أسفاره أيضاً، حيث يلتزم بالإملاء في الثلاثاء والجمعة، لا يعدل عنها إلّا لمناسبة مثل يوم الغدير أو تاسوعاء وعاشوراء وما إلى ذلك من مناسبات زمنيّة أو مكانيّة ينبغي الاهتمام بها .

ولم يكن إملاؤه للمجالس في بلد واحد، بل أملاه في بلاد مختلفة، وهذه الخصوصيّة مذكورة في أوّل كلّ مجلس، أذكر هنا تاريخ المجلس ومكانه وعدد أحاديث كلّ مجلس ، والظاهر أنّ المجلس الّذي لم يذكر فيه بلد خاص كان بالريّ:

المجلس 1: يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة 367 ، وفيه 7 أحاديث.

ص: 18


1- الذريعة : 2 : 315

المجلس 2: يوم الثلاثاء لسبع بقين من رجب سنة 367، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 3: يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة 367 ، وفيه 10 أحاديث .

المجلس 4: يوم الثلاثاء سلخ رجب من سنة 367، وفيه 8 أحاديث.

المجلس 5: يوم الجمعة لليلتين خلتا من شعبان سنة 367، وفيه 5 أحاديث.

المجلس 6: يوم الثلاثاء لسبع ليال خلون من شعبان سنة 367 ، وفيه 5 أحاديث.

المجلس 7: يوم الجمعة لعشر ليال خلون من شعبان سنة 367، وفيه 3 أحاديث.

المجلس 8: يوم الثلاثاء الرابع عشر من شعبان سنة 367، وفيه 4 أحاديث.

المجلس 9: يوم الجمعة السابع عشر من شعبان سنة 367، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 10: يوم الثلاثاء لعشر بقين من شعبان سنة 367 ، وفيه 13 حديثاً .

المجلس 11: يوم الجمعة لست بقين من شعبان سنة 367، وفيه 4 أحاديث.

المجلس 12 : يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شعبان سنة 367، وفيه 3 أحاديث.

المجلس 13: يوم الجمعة غرّة شهر رمضان من سنة 367 ، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 14: يوم الثلاثاء الخامس من شهر رمضان سنة 367 ، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 15: يوم الجمعة الثامن من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 16: يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 3 أحاديث.

المجلس 17 : يوم الجمعة النصف من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 12 حديثاً .

المجلس 18: يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر رمضان سنّة 367، وفيه 15 حديثاً.

المجلس 19: يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه حديثان.

المجلس 20: يوم الثلاثاء لأم الثلاثاء لأربع بقين من شهر رمضان سنّة 367، وفيه 3

ص: 19

أحادیث .

المجلس 21: يوم الجمعة سلخ شهر رمضان سنّة 367 ، وفيه 11 حديثاً .

المجلس 22: يوم العيد غرّة شهر شوال سنّة 367، وفيه 4 أحاديث.

المجلس 23: يوم الاثنين لليتين خلتا من شوال 367 ، وفيه 12 حديثاً .

المجلس 24: يوم الأربعاء الرابع من شوال سنة 367 ، وفيه 4 أحاديث.

المجلس 25: أملاه بطوس بمشهد الرضا عليّ بن موسى صلوات الله عليه وعلى آبائه يوم الجمعة السابع عشر من ذي الحجّة سنة 367 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 26: بمشهد الرضا علیه السّلام يوم غدير خمّ، وهو يوم السبت الثامن عشر من ذي الحجّة سنة 367 ، وفيه 8 أحاديث.

المجلس 27: يوم الجمعة غُرّة المحرّم سنة 368، أملاه بعد رجوعه من مشهد الرضا علیه السّلام ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 28: يوم الثلاثاء الخامس من المحرّم سنة 368، بعد منصرفه من مشهد الرضا علیه السّلام ، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 29: يوم الجمعة الثامن من المحرّم سنة 368، وفيه 22 حديثاً .

المجلس 30: يوم السبت التاسع من المحرّم سنة 368 ، وفيه حديث واحد .

المجلس 31: يوم الأحد وهو يوم عاشوراء، لعشر خلون من المحرم سنة 368، وفيه 4 أحاديث.

المجلس 32: يوم الثلاثاء الثاني عشر من المحرّم سنة 368 ، وفيه 8 أحاديث.

المجلس 33: يوم الجمعة النصف من المحرّم سنة 368 : من المحرّم سنة 368 ، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 34 : يوم الثلاثاء التاسع عشر من المحرّم سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً .

المجلس 35: يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرّم سنة 368 ، وفيه حديث واحد.

المجلس 36: يوم الثلاثاء السادس والعشرين من المحرّم سنة 368 ، وفيه 20 حديثاً.

ص: 20

المجلس 37: يوم الجمعة سلخ المحرّم من سنة 368، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 38: يوم الثلاثاء الرابع من صفر سنة 368، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 39: يوم الجمعة السابع من صفر سنة 368، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 40 يوم الثلاثاء الحادي عشر من صفر سنة 368 ، وفيه 15 حديثاً .

المجلس 41: يوم الجمعة الرابع عشر من صفر سنة 368، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 42: يوم الثلاثاء الثامن عشر من صفر سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً .

المجلس 43: يوم الجمعة الحادي والعشرين من صفر سنة 368 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 44: يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر سنة 368 ، وفيه 13 حديثاً.

المجلس 45: يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة 368، وفيه 18 حديثاً .

المجلس 46: يوم الثلاثاء الثاني الثلاثاء الثاني من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 13 حديثاً.

المجلس 47: يوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 20 حديثاً.

المجلس 48: يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً .

المجلس 49: يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً.

المجلس 50 : يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 16 حدیثاً.

المجلس 51: يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 15 حديثاً.

المجلس 52: يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة 368 ،

ص: 21

وفيه 14 حديثاً .

المجلس 53 : يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة 368، وفيه 13 حديثاً.

المجلس 54: يوم الثلاثاء غرّة ربيع الآخر سنة 368، وفيه 26 حديثاً.

المجلس 55: يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الآخر سنة 368 ، وفيه 7 أحاديث .

المجلس 56: يوم أحاديث الثلاثاء الثامن من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 10

المجلس 57: يوم الجمعة الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة 368 ، وفيه 14 حديثاً.

المجلس 58: يوم الثلاثاء النصف من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 19 حديثاً .

المجلس 59: يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه حديث واحد .

المجلس 60: يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 61: يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 19 حديثاً.

المجلس 62: يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة 368، وفيه 18 حديثاً.

المجلس 63 : يوم الجمعة الثالث من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 13 حديثاً.

المجلس 64: يوم الثلاثاء السادس من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً.

المجلس 65: يوم الجمعة التاسع من جمادى الأولى سنة 368، وفيه 19 حديثا .

ص: 22

المجلس 66: يوم الثلاثاء الثالث عشر من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه حديث واحد .

المجلس 67: يوم الجمعة السادس عشر من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه حديثان.

المجلس 68: يوم الثلاثاء لعشر بقين من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 69: يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة 368 ، وفيه 3 أحاديث.

المجلس 70: يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة 368، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 71: يوم الجمعة غرّة جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 72: يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 27حديثاً.

المجلس 73: يوم الجمعة الثامن من الجمعة الثامن من جمادى الآخرة سنة 368 ، وفيه 18 حديثاً.

المجلس 74: يوم الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة 368 ، وفيه 16 حديثاً.

المجلس 75: الجمعة النصف من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 18 يوم حديثاً.

المجلس 76: يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة 368 ، وفيه 8 أحاديث.

المجلس 77: يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 78: يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة 368، وفيه

ص: 23

بحديثان.

المجلس 79: يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة 368، وفيه حديث واحد.

المجلس 80 : يوم الثلاثاء لأربع خلون من رجب سنة 368، وفيه 7 أحاديث .

المجلس 81: يوم الجمعة لسبع خلون من رجب سنة 368، وفيه 22 حديثاً.

المجلس 82: يوم الثلاثاء الحادي عشر من رجب سنة 368 ، وفيه 17 حديثاً .

المجلس 83: يوم الجمعة الرابع عشر من رجب سنة 368 ، وفيه 6 أحاديث.

المجلس 84: يوم الثلاثاء الثامن عشر من رجب سنة 368 ، وفيه 3 أحاديث.

المجلس 85: يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب سنة 368 ، وفيه 29 حديثاً .

المجلس 86: يوم الثلاثاء لخمس بقين من رجب سنة 368 ، وفيه 19 حديثاً .

المجلس 87: يوم الجمعة الثامن والعشرين من رجب سنة 368 ، وفيه 6 أحاديث.

المجلس 88: يوم السبت سلخ رجب سنة 368، وفيه 16 حديثاً .

المجلس 89: يوم الأحد غُرّة شعبان سنة 368 في دار السيّد أبي محمّد يحيى بن محمّد العلوي رضي الله عنه ، وفيه 13 حديثاً .

المجلس 90: يوم الثلاثاء الثالث من شعبان سنة 368، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 91: يوم الجمعة لستّ خلون من شعبان سنة 368 ، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 92: يوم الثلاثاء العاشر من شعبان سنة 368 ، وفيه 7 أحاديث .

المجلس 93: يوم الجمعة الثالث من شعبان سنة 368، وفيه 4 أحاديث.

المجلس 94: يوم الثلاثاء السابع عشر من شعبان سنة 368 في المشهد المقدّس على ساكنه السلام، عند خروجه إلى ديار ما وراء النهر ، وفيه 17 حديثاً .

المجلس 95: يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة 368 في مشهد الإمام الرضا صلوات الله عليه، وفيه 14 حديثاً.

المجلس 96: يوم الأربعاء أيضاً لاثني عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة 368

ص: 24

وقت العصر، وفيه 8 أحاديث.

المجلس 97: يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة 368 في مشهد مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى علیهماالسّلام ، وفيه حديث واحد.

تبلغ مجموع روايات أمالي الشيخ الصدوق 1044 حديثاً، وفيه بعض الأحاديث المكرّرة، ولا يخفى أنّ الترقيم الّذي ذكرناه مغاير للترقيم المذكور في المطبوعة، لأنّ فيها أدغم بعض الأحاديث مع أنّه حديثان، وجعل حديث واحد في بعض الموارد حديثان أو ثلاثة أحاديث ، ولذا اختلف العدد .

أسانيد وطرق رواية الأمالى (1):

هناك طرق كثيرة في رواية هذا الكتاب، متّصلة الاسناد إلى المصنّف رحمه الله يوجد بعض منها فى إجازات ومصنّفات علمائنا المتأخّرين عنه، أو فى مصادر ترجمة المؤلّف والكتاب، أو مثبتة على الصفحات الأول للنسخ المخطوطة من الكتاب، وفيما يلي خمسة أسانيد أثبتناها من النسخ المخطوطة وبعض التراجم :

1 - السند الّذي أثبته الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة، حيث قال : السند العالي إلى هذا الكتاب كما رأيته في صدر نسخة السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي هكذا : حدّثني أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس بن الفاخر الدوريستي ، عن جدّه محمّد بن موسى، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن أحمد، عن مؤلّفه الشيخ الصدوق . والشيخ عبد الله هذا ممّن أدرك أوائل المئة السابعة كما في عنوان «دوريست» في معجم البلدان، قال: أنّه توفّي بعد الستّ مئة بيسير . فروايته عن الصدوق المتوفّى سنة 381 ه_ بثلاث وسائط سند عال كما لا يخفى (2).

2 - السند المثبت في نسخة ابن السكون ونسخة الروضاتي ونسخة الشيخ رضا

ص: 25


1- أخذناه مقدّمة الأمالي المطبوعة بتحقيق مؤسّسة البعثة بقم، وأضفنا إليه طريقاً آخراً أشرنا إلى مصدره في الهامش
2- الذريعة : 2 : 315

الأستادي والأمالي المطبوع ، وهو : أخبرني سيّدنا الشيخ الجليل العالم أبو الحسن

عليّ بن محمّد بن الحسين القمّي أدام الله تأييده سنة سبع وخمس مئة ، قال : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي رحمه الله سنة أربع وسبعين وأربع مئة قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة والسيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الحسيني سنة ستٌ وعشرين وأربع مئة رضي الله عنهما قالا : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضي الله عنه.

3 - السند المثبت في بداية نسخة مكتبة مجلس الشورى ، وهو : أخبرنا الشيخ 3 الإمام الناقد عين الدين جمال الأئمّة فريد العصر، أبو القاسم أحمد بن حمزة النعيمي أطال الله بقاه أخبرنا الشيخ العالم الزاهد موفّق الدين ركن الإسلام أبو الحسن عليّ بن محمّد بن أبي الحسن بن عبد الصمد التميمي رضي الله عنه ، أخبرنا الشيخ الفقيه العالم زين الدين والدي ، أخبرنا الشيخ الفقيه العالم الوالد أبو الحسن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي، أخبرنا السيّد الجليل العالم أبو البركات عليّ بن الحسين العلوي الجوري نوّر الله ضريحه، والشيخ أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ رحمه الله قالا: أخبرنا الشيخ الفقيه السعيد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه القمّى رضي الله عنه وأرضاه .

4 - السند المثبت في بداية نسخة الحاج أفضل، وهو : يقول عليّ بن محمّد بن أبي الحسن [عليّ بن] عبد الصمد التميمي كاتب هذه النسخة، والشيخ أبوبكر [محمّد بن] أحمد بن عليّ رحمه الله : حدّثنا بجميع ما في هذا الكتاب الشيخ الفقيه العالم الزاهد المفيد والدي طيِب الله تربته ، قراءةً عليه ، وخطّه عندي حجّة، في شهور سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، قال : حدّثنا الشيخ الفقيه والدي قال : حدّثني السيّد العالم أبو البركات عليّ بن الحسين الجوري قال: حدّثنا الشيخ الفقيه الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي قدّس الله روحهم ونوّر ضريحهم.

ص: 26

5 - السند المثبت في ترجمة عليّ بن محمّد بن عليّ بن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد التميمي في كتاب «الثقات العيون»، قال: وقد كتب صاحب الترجمة نسخة «الأمالي» للصدوق، واستنسخ صاحب المعالم نسخة عن خطّه ونقل صورة خطّه في آخر النسخة بما لفظه : حدّثنا بجميع الكتاب والدي قدّس سرّه وخطّه شاهد عندي في [سنة] 533 ه_، قال: حدّثني والدي قال: حدّثني السيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الجوري والشيخ أبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ رضي الله عنهم، [عن الشيخ الصدوق]. ونسخة صاحب المعالم بتصحيحه موجودة في المكتبة الملية بطهران (1).

6 - السند المثبت في ترجمة عبد الجبّار بن عليّ بن منصور النقّاش الرازي في الثقات العيون ، قال : بعد ذكر اسمه: المجاز من شيخه عليّ بن محمّد بن الحسين القمّي على ظهر «الأمالي» للصدوق الّذي كتبه صاحب الترجمة بخطّه، وفرغ منه في الاثنين 5 ذي القعدة 507، ثمّ قرأه على شيخه المذكور فكتب عليه الشيخ إجازة مختصرة تاريخها 15 محرّم 508 ، ولفظ الإجازة هكذا : سمع منّي هذا الكتاب من أوّله إلى آخره وهو أمالي الشيخ الفقيه أبي جعفر بن بابويه بقراءته عَلَيّ وعارضه بنسختي وصحّحه بجهده وطاقته صاحبه الشيخ الفقيه الجليل الزاهد أبو مسعود عبد الجبّار بن عليّ بن منصور النقّاش الرازي أيّده الله تعالى ومتعه به، كتبه عليّ بن محمّد بن الحسين القمّي بخطّه في منتصف المحرّم سنة 508.

ثمّ قال الشيخ الطهراني : والنسخة المنقولة عن خطّ المجيز موجودة في مكتبة البروجردي في النجف (2).

الشيخ المفيد

هو أعلم العلماء ورئيس المتكلّمين وأستاذ الأصوليين، شيخ المحدثين ، محيي الإسلام وحامي الدين أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي العكبري

ص: 27


1- طبقات أعلام الشيعة : ج 2 الثقات العيون في سادس القرون : ص 205
2- العيون الثقات : ص 153

البغدادي، المعروف بالشيخ المفي قدّس سرّه.

أوّل من ذكره من أرباب الفهارس، معاصره محمّد بن إسحاق النديم في موضعين من فهرسه، قال: ابن المعلّم أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان، في عصرنا انتهت إليه رئاسة متكلّمي الشيعة، مقدّم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر ، شاهدته فرأيته بارعاً (1) .

ثمّ ذكره تلميذه الشيخ الطوسي في كتابيه «الرجال» و«الفهرست»، واكتفى في الأوّل بذكره فيمن لم يرو عن الأئمّة علیهم السّلام تمّ توثيقه بجملة : «جليل ثقة»، وقال في الثاني : أبو عبد الله المعروف بابن المعلّم، ومن جملة (أجلّة) متكلّمي الإماميّة، انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته، وكان مقدّماً في العلم وصناعة الكلام وكان فقيهاً متقدّماً فيه حسن الخاطر ، دقيق الفطنة، حاضر الجواب.

وقال تلميذه الآخر النجاشي: محمّد بن محمّد بن النعمان... شيخنا وأُستاذنا رضي الله عنه، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم (2).

وقال العلّامة الحلّي : محمّد بن محمّد بن النعمان، يكنّى أبا عبد الله ، يلّقب بالمفيد، وله حكاية في سبب تسميته بالمفيد ذكرناها في كتابنا الكبير، ويعرف بابن المعلّم، من أجلّ مشايخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم، وكلّ من تأخّر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية، أوثق أهل زمانه وأعلمهم ، انتهت رئاسة الإمامية إليه في وقته، وكان حسن الخاطر ، دقيق الفطنة، حاضر الجواب له قريب من مئتي مصنّف كبار وصغار (3).

وقال الذهبي : عالم الرافضة ، صاحب التصانيف، الشيخ المفيد، واسمه محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي الشيعي ويعرف بابن المعلّم، كان صاحب فنون

ص: 28


1- الفهرست - لابن النديم : ص 252 و 279 ط مصر
2- رجال النجاشي : ص 399 ترجمة 1067
3- رجال العلّامة : ص 147

وبحوث وكلام واعتزال وأدب ذكره ابن أبي طي في تاريخ الإمامية فأطنب وأسهب ، وقال : كان أوحد في جميع فنون العلم: الأصلين والفقه والأخبار ومعرفة الرجال والتفسير والنحو والشعر، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة مع العظمة في الدولة البويهيّة، والرتبة الجسيمة عند الخلفاء، وكان قوي النفس ، كثير البرّ، عظيم الخشوع، وكثير الصلاة والصوم يلبس الخشن من الثياب، وكان مديماً للمطالعة والتعليم، ومن أحفظ النّاس ، قيل : إنّه ما ترك للمخالفين كتاباً إلّا وحفظه، وبهذا قدر على حلّ شُبّه القوم، وكان من أحرص النّاس على التعليم، يدور على المكاتب وحوانيت الحاكة... وقيل: ربما زاره عضد الدولة ويقول له : اشفَع تُشَفّع، وكان ربعة نحيفاً أسمر، عاش ستّاً وسبعين سنة (1).

وقال ابن كثير: ابن النعمان شيخ الإمامية الروافض والمصنّف لهم والمحامي عنهم عن حوزتهم، كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف لميل الكثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيّع، وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف، وكان من جملة تلاميذه الشريف الرضي والمرتضى (2) .

مولده:

ولد رحمه الله في الحادي عشر من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وثلاث مئة، وقيل مولده: سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة(3).

واختار شيخ الطائفة قدّس سرّه التاريخ الأخير.

من لقّبه بالمفيد :

كان الشيخ محمّد بن النعمان رضي الله عنه من أهل عكبرى من موضع يعرف بسويقة ابن البصرى، وانحدر مع أبيه إلى بغداد وبدأ بقراءة العلم على أبي عبد الله المعروف

ص: 29


1- سير أعلام النبلاء : 17 : 344 / 213
2- البداية والنهاية : 12 : 17
3- رجال النجاشي : 402 - 403 / 1067

بالجُعَل بدرب رياح، ثمّ قرأ من بعده على أبي ياسر غلام أبي الجيش (1) بباب خراسان، فقال له أبو ياسر : لِمَ لا تقرأ على عليّ بن عيسى الرمّاني الكلام وتستفيد منه ؟ فقال : لا أعرفه ولا لي به أنس، فأرسل معي من يدلّني عليه .

قال : ففعل ذلك وأرسل معي من أوصلني إليه، فدخلت عليه والمجلس غاصّ بأهله وقعدت حيث انتهى بي المجلس، وكلّما خفّ النّاس قربت منه ، فدخل إليه داخل، فقال بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك ، وهو من أهل البصرة . فقال : أهو من أهل العلم ؟ فقال : غلام لا أعلم إلّا أنّه يؤثر الحضور بمجلسك . فأذن له فدخل عليه فأكرمه ، وطال الحديث بينهما ، فقال الرجل لعليّ بن عيسى : ما تقول في يوم الغدير والغار ؟ فقال : أمّا خبر الغار فدراية، وأمّا خبر الغدير فرواية، والرواية لا توجب ما توجب الدراية . قال : فانصرف البصري ولم يحر جواباً يورد إليه .

قال المفيد رضي الله عنه: فتقدّمت فقلت : أيّها الشيخ مسألة .

فقال : هات مسألتك .

فقلت: ما تقول فى من قاتل الإمام العادل ؟

فقال : يكون كافراً. ثمّ استدرك فقال : فاسقاً .

فقلت : ما تقول في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟

فقال : إمام .

قلت : فما تقول في يوم الجمل وطلحة والزبير ؟

قال : تابا !

قلت : أمّا خبر الجمل فدراية، وأمّا خبر التوبة فرواية . فقال لي : أكنت حاضراً وقد سألني البصري ؟

فقلت : نعم .

ص: 30


1- هذا هو الظاهر، وفي السرائر : «غلام أبي الحيش»، وفي تنبيه الخواطر: «غلام أبي الحبيش»

قال : رواية برواية ودراية بدراية . قال : بمَن تعرف وعلى من تقرأ ؟

قلت : أُعرَف بابن المعلّم، وأقرأ على الشيخ أبي عبد الله الجعلى.

فقال : موضعك . ودخل منزله وخرج ومعه رقعة قد كتبها والصقها وقال لي: أوصل هذه الرقعة إلى أبي عبد الله.

فجئت بها إليه، فقرأها ولم يزل يضحك هو ونفسه، ثمّ قال لي : أيّ شيء جرى لك في مجلسه ؟ فقد وصّاني بك ولقّبك «المفيد».

فذكرت المجلس بقصّته، فتبسّم (1) .

وورد في الاحتجاج - للطبرسي - توقيعان صدرا من الناحية المقدّسة إلى الشيخ المفيد، ، ورد في أوّلهما الّذي صدر في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربع مئة : للأخ السديد والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد، أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان أدام الله إعزازه... (2) .

مشايخه:

أدرك المفيد رحمه الله كثيراً من أعاظم الشيوخ من المحدّثين والمتكلّمين والفقهاء من الفريقين وسمع منهم وقرأ عليهم، وعدّ المحدّث النوري في خاتمة «مستدرك الوسائل» خمسين رجلاً من أساتذته ومشايخه، واستدرك عليه عشرة آخرون، فكانوا ستّين رجلاً، ونكتفي هنا بمشايخه الّذين روى عنهم في الأمالي :

1 - أحمد بن الحسين بن أسامة البصري.

2 - أحمد بن محمّد الجرجرائي.

3 - أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي.

4 - أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي .

-5أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري.

6 - إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب.

ص: 31


1- تنبيه الخواطر : 2 : 302 - 303 ، السرائر : 3 : 648 - 649
2- الاحتجاج : 2 : 596 / 359

7 - جعفر بن محمّد بن قولويه .

8 - الحسن بن حمزة العلوي.

9 - الحسن بن عبد الله القطان.

10 - الحسن بن عليّ بن الفضل الرازي.

11 - الحسين بن أحمد بن المغيرة.

12 - الحسين بن عليّ بن محمّد التّمار النحوي.

13 - عبد الله بن محمّد الأبهري .

14 - عثمان بن أحمد الدقّاق.

15 - عليّ بن أحمد بن إبراهيم.

16 - عليّ بن بلال المهلّبي.

17 - عليّ بن خالد المراغي.

18 - عليّ بن مالك النحوي.

19 - عليّ بن محمّد البصري.

20 - على ّبن محمّد بن حبيش الكاتب.

21 - عليّ بن محمد بن خالد الميتمي.

22 - عليّ بن محمّد بن زبير الكوفي.

23 - عمر بن محمّد بن علي الصيرفي ابن الزيّات.

24 - محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفي النحوي.

25 - محمّد بن الحسن الجواني.

26 - محمّد بن الحسين البصير المقرئ .

27 - محمّد بن داوود الحتمي.

28 - محمّد بن علي بن الحسين الشيخ الصدوق.

29 - محمد بن عمر الزيّات.

30 - محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم ابن الجعابي.

ص: 32

31 - محمّد بن عمران المرزباني.

32 – محمّد بن محمّد بن طاهر.

33 - محمّد بن المظفّر البزاز .

34 - أبو محمّد بن عبد الله بن أبي شيخ .

35 - المظفر بن محمّد البلخي.

وفاته :

توفّي رحمه الله ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مئة، وصلّى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم عليّ بن الحسين بميدان الأشنان، وضاق على النّاس مع كبره، ودفن في داره سنين، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيّد أبي جعفر علیه السّلام (1) .

وقال شيخ الطائفة : توفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مئة ، وكان يوم وفاته يوماً لم ير أعظم منه من كثرة النّاس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف.

وقال الذهبي في السير نقلاً عن ابن أبي طي : مات سنة ثلاث عشرة وأربع مئة وشيّعه ثمانون ألفاً (2) .

رثاه الشريف المرتضى وعبد المحسن الصوري والمهيار الديلمي وغيرهم، ووجد على قبره مكتوب ينسب إلى الإمام الحجّة علیه السّلام ، ماصورته :

لا صَوَّتَ الناعي بفَقَدِكَ إِنَّه *** يومٌ على آلِ الرَّسولِ عَظيم

إِن كُنتَ قد غُيِّبتَ في جَدَثِ الثَرى *** فَالعَدلُ والتَوحيد فيك مُقيم

والقائم المهدي يَفْرَحُ كُلَّما *** تُلِيَت عليك من الدروسِ عُلوم (3)

ص: 33


1- رجال النجاشي : 402 - 1067/403
2- سير أعلام النبلاء : 17 : 345
3- مجالس المؤمنين : 1 : 477 ، رجال بحر العلوم : 3 : 322 ، رياض العلماء : 5 : 177 ، الكنى و الألقاب : 3: 165

مصنّفاته :

أشار شيخ الطائفة في فهرسه إلى أنّ فهرس كتب الشيخ المفيد معروف، ولكنّه لم يعدّ منها أكثر من عشرين كتاباً، وعدّ النجاشي له مئة وأربعاً وسبعين كتاباً ورسالة .

وقال الذهبي : محمّد بن محمّد النعمان الشيخ المفيد، عالم الرافضة أبو عبد الله ابن المعلّم، صاحب التصانيف البدعية ، وهي مئتا مصنّف (1).

لو أردنا استقصاء جميع كتبه ، لطال بنا البحث وكتبه مذكورة في الفهارس ، وعدّ منها المغفور له السيّد حسن الموسوي قدّس سرّه فى مقدّمة التهذيب 194 كتاباً، ولكن - وللأسف - قد ضاع أكثرها ولم يصل إلينا إلّا النادر ، ونكتفي بذكر الأمالي وما ورد فيه :

كتاب الأمالي :

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني : الأمالي للشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد الحارثى البغدادى المتوفى سنة 413، مرتّب على المجالس، وعبّر عنه و النجاشي بالأمالي المتفرّقات، ولعلّ وجهه أنّه أملاه في مجالس في سنين متفرّقة أوّلها سنة 404 وآخرها سنة 411، ومجموع مجالسه ثلاثة وأربعون مجلساً (2)، وهو ممّا ينقل عنه في البحار كما ذكره في الفصل الأوّل منه بعنوان المجالس، وقال في الفصل الثاني: وجدنا منه نسخاً عتيقة، والقرائن تدلّ على صحّته، ورأيت منه نسخة في خزانة كتب الشيخ ميرزا محمّد الطهراني وهي بخطّ محمّد هادي بن علي رضا التنكابني سنة 1101 وهو في خمسة آلاف خمسة آلاف بيت تقريباً، أوّل مجالسه مجلس

يوم السبت مستهل شهر رمضان سنة 404 بمدينة السلام ... (3)

ص: 34


1- ميزان الاعتدال : 4 : 8143/30، وصرّح بهذا العدد في السير : 17: 345 نقلاً عن : ابن أبي طيّ
2- هذا سهو من قلمه الشريف ، لأنّ مجموع مجالسه 42 مجلساً
3- الذريعة : 2 : 315-1252/316

وقد ذكر خصوصيات كلّ مجلس من الزمان والمكان في أوّله، وهي:

المجلس 1: يوم السبت مستهلّ شهر رمضان سنة 404، بمدينة السلام في الزيارين في درب رياح (1) ، منزل ضمرة أبي الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الرحمان الفارسي، وفيه 12 حديثاً .

المجلس 2: يوم الأربعاء لخمس خلون منه (2)، وفيه : 9 أحاديث.

المجلس 3: يوم السبت لثمان خلون منه ، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 4: يوم السبت النصف منه ، سمعه أبو الفوارس ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 5: يوم الاثنين السابع عشر منه ، وسمعه أبو الفوارس، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 6: يوم الأربعاء التاسع عشر منه ، سمعه أبو الفوارس ، وفيه 16 حديثاً.

المجلس 7: يوم السبت الثاني والعشرين منه، سمعه أبو الفوارس، وفيه 13 حديثاً .

المجلس 8: يوم الاثنين الرابع والعشرين منه، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 9: يوم السبت التاسع والعشرين منه، وفيه 6 أحاديث.

المجلس 10: يوم الأربعاء لليلتين خلتا من رجب سنة 407 في مسجده بدرب رياح ، وفيه 8 أحاديث.

المجلس 11: يوم الاثنين لسبع خلون من رجب سنة 407 في مسجده بدرب رياح، وفيه 8 أحاديث.

المجلس 12: يوم السبت الثاني عشر من رجب سنة 407، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 13 : يوم السبت التاسع عشر من رجب سنة 407، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 14 : يوم السبت السادس والعشرون من رجب سنة 407 ، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 15 : يوم السبت الثالث من شعبان سنة 407، وفيه 8 أحاديث.

ص: 35


1- في نسخة : «رباح»
2- أي من شهر رمضان سنة 404

المجلس 16 : يوم السبت العاشر من شعبان سنة 407، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 17 : يوم السبت السابع عشر من شعبان سنة 407، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 18: يوم السبت الرابع والعشرين من شعبان سنة 407، وفيه 8 أحاديث .

المجلس 19 : يوم السبت مستهلّ شهر رمضان سنة 407 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 20 : يوم السبت لثمان خلون من شهر رمضان سنة 407 ، وفيه 6 أحاديث .

المجلس 21: يوم السبت النصف من شهر رمضان سنة 407، و فيه 7 أحاديث.

المجلس 22: يوم السبت الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة 407 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 23 : فيه 47 حديثاً ، ولم يذكر فيه زمان المجلس ومكانه .

المجلس 24: يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة 408 وهو أوّل مجلس أملى فيه فى هذا الشهر، وفيه 6 أحاديث .

المجلس 25: يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 408 ، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 26: يوم الاثنين الثاني من شهر رمضان سنة 409، و فيه 6 أحاديث.

المجلس 27: يوم السبت السابع من شهر رمضان سنة 409، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 28: يوم الاثنين لتسع ليال خلون من شهر رمضان سنة 409 ، وفيه 5 أحاديث .

المجلس 29: يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر رمضان سنة 409 ، وفيه 5 أحاديث.

المجلس 30: يوم السبت الرابع عشر من شهر رمضان سنة 409، وفيه 5 أحاديث.

ص: 36

المجلس 31: يوم الاثنين السادس عشر من شهر رمضان سنة 409، وفيه 4 أحاديث.

المجلس 32: يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان سنة 409، وفيه 5 أحاديث .

المجلس 33: يوم السبت الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 409 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 34: يوم السبت السادس والعشرين من شعبان سنة 410 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 35: يوم السبت لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة 410، وفيه 12 حديثاً.

المجلس 36: يوم السبت العاشر من شهر رمضان سنة 410 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 37: يوم السبت السابع عشر من شهر رمضان سنة 410، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 38: يوم السبت لست ليال بقين من شهر رمضان سنة 410 ، وفيه 13 حديثا .

المجلس 39: يوم السبت الثالث عشر من شهر رمضان سنة 411، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 40: يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة 411، وفيه 8 أحاديث .

المجلس 41: يوم السبت لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة 411 ، وفيه 5 أحاديث.

المجلس 42: يوم السبت السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 411، وفيه 8 أحاديث .

تبلغ مجموع أحاديثه 391 حديثاً .

ص: 37

الشيخ الطوسي

هو محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن أبو جعفر الطوسي، يلقّب بشيخ الطائفة وبالشيخ على الإطلاق، ولد في شهر رمضان عام 385 ه_ في طوس وبها نشأ، وقدم بغداد من خراسان سنة 408 ه_ و هو ابن ثلاثة وعشرين عاماً، وحضر عند الشيخ المفيد قدّس سرّه نحواً من خمس سنين ولازمه إلى أن توفّي في سنة 413 ه_، فانتقلت المرجعية إلى علم الهدى السيد المرتضى ، فانحاز الشيخ إليه ولازم الحضور عنده، وعني به المرتضى وبالغ في توجيهه وتلقينه ، وبقي ملازما له طيلة ثلاث وعشرين عاماً إلى أن توفّي السيّد قدّس سرّه لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة 436 ه_.

وبعد وفاة السيّد المرتضى تفرّغ الشيخ للتدريس والتعليم، وتصدّى للزعامة العامة للإمامية، واستمرت زعامته في بغداد مدّة اثنتي عشرة سنة، وكان يتمتّع بالمكانة الّتي كان يتمتّع بها أستاذاه المفيد والمرتضى ، فأصبح الطوسي شيخ الطائفة وعمدتها والإمام المعظم عند الشيعة الإمامية، وتقاطر عليه العلماء لحضور مجلسه حتّى عدّ تلاميذه أكثر من ثلاث مئة من مختلف المذاهب الإسلامية، وقد منحه الخليفة العبّاسي القائم بأمر الله كرسيّ الكلام، وكان هذا الكرسي لا يُعطى إلّا للقليلين من كبار العلماء، ولرئيس علماء الوقت .

هجرته إلى النجف الأشرف :

الظاهر أنّ تقدير الخليفة العبّاسي للشيخ الطوسي أثار عليه حسد بعضهم فسعوا به لدى الخليفة القائم، واتّهموه بأنّه تناول الصحابة بما لا يليق بهم، وكان الشيخ المفيد أستاذ الشيخ الطوسي، واحداً من أولئك الّذين لفّقت حولهم مثل هذه التهمة، وكانت بغداد مسرحاً لأمثال هذه الفتن، وقد وجدت طريقها عام 447 ه_ عند دخول السلاجقة، واشتدّ عنفها عام 448 ه_ ، فقد بلغت الفتن فيها ذروتها من العنف والقتل والإحراق، وأغرى أوّل ملوك السلاجقة «طغرل بيك» العوام بالشرّ حتّى أدّى الأمر أوّل وصوله إلى بغداد سنة 447 إلى إحراق مكتبة الشيعة الّتى أنشأها أبو نصر سابور وزير بهاء الدولة البويهي، وكانت من دور العلم

ص: 38

المهمّة ببغداد، بناها هذا الوزير في محلّة بين السورين في الكرخ سنة 381 ه_ على مثال «بيت الحكمة» الّذي بناه هارون الرشيد، وقد جمع فيها ما تفرّق من كتب فارس والعراق، واستكتب تأليف أهل الهند والصين والروم، ونافت كتبها على عشرة آلاف من جلائل الآثار ومهام الأسفار ، وأكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلّفين، قال الياقوت وبها كانت خزانة الكتب الّتى أوقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة، ولم يكن في الدنيا أحسن كتباً منها ، كلّها بخطّ الأئّمة المعتبرة وأصولهم المحرّرة، وقد احترقت هذه المكتبة العظيمة فيما احترق من محال الكرخ عند مجيء طغرل بيك، وتوسعت الفتنة حتّى اتجهت إلى شيخ الطائفة وأصحابه، فأحرقوا كتبه وكرسيّه الّذي كان يجلس عليه للكلام (1).

قال ابن الجوزي في حوادث سنة 448 من المنتظم: وهرب أبو جعفر الطوسي، و نهبت داره (2).

وقال في حوادث سنة 449: وفي صفر هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلّم الشيعة بالكرخ ، وأخذ ما وجد من دفاتره، وكرسي كان يجلس عليه للكلام، وأخرج ذلك إلى الكرخ وأضيف إليه ثلاثة مجانيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديماً يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة ، فأحرق الجميع (3).

ونقل ابن حجر عن ابن النجار : أحرقت كتبه عدة نوب بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر، واستتر هو خوفاً على نفسه بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف (4).

ص: 39


1- أعيان الشيعة : 9: 159 ، مقدّمة طبع دار الثقافة نقلاً عن رسالة الماجيستير الموسومة ب_«الشيخ الطوسي» للأستاذ حسن حكيم
2- المنتظم : 16 : 8
3- المنتظم : 16 : 16
4- لسان الميزان : 6 : 52 / 7299

ولمّا رأى الشيخ الخطر محدقاً به هاجر بنفسه إلى النجف الأشرف لائذاً بجوار أمير المؤمنين علیه السّلام وصيّرها مركزاً للعلم وجامعة كبرى للشيعة الإمامية، وأخذت تشدّ إليها الرحال وتعلّق بها الأمال، وأصبحت مهبط رجال العلم ومهوى افئدتهم .

وفاته :

لم يبرح شيخ الطائفة في النجف الأشرف مشغولاً بالتدريس والتأليف والهداية والإرشاد، مدّة اثنتي عشرة سنة، حتّى توفّي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة 460 سنة 460 ه_ عن خمس وسبعين سنة ودفن في داره بوصيّة منه، وتحوّلت الدار بعده مسجداً في موضعه اليوم حسب وصيّته، وهو مزار يتبرّك به النّاس من العوام والخواص، ومن أشهر مساجد النجف الأشرف ، وموقع مسجد الشيخ في محلّة المشراق من الجهة الشمالية للصحن المرتضوي الشريف وسمّي باب الصحن المنتهي إلى مرقده ب_«باب الطوسي» (1) .

مشايخه :

أدرك شيخ الطائفة رحمه الله كثيراً من أعاظم الشيوخ من المحدّثين والمتكلّمين و الفقهاء من الفريقين وسمع منهم وقرأ عليهم، ذكرهم أصحاب التراجم والرجال، ونكتفي هنا بمشايخه الّذين روى عنهم في الأمالي :

1 - أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز ابن عبدون، ويعرف أيضاً بابن الحاشر أبو عبد الله ، المتوفّى سنة 423ه_.

2 - أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت أبو الحسن الأهوازي، المتوفّى سنة 409 ه_.

3_ الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس أبو علي ، المتوفّى سنة 439ه_.

4 - الحسن بن محمّد بن يحيى أبو محمّد الفحّام السرّ من رأيي، المتوفّى سنة 408ه_.

ص: 40


1- أعيان الشيعة : 9 : 166 - 167

5 - أبو الحسن الصفّار.

6 - الحسين بن إبراهيم أبو عبد الله القزويني، المتوفّى بعد سنة 408ه_.

7 - الحسين بن عبيد الله الغضائرى ، المتوفّى سنة 411ه_.

-8 حمويه بن عليّ بن حمويه أبو عبد الله البصري.

9 - أبو طالب بن غرور .

10 - عبدالواحد بن محمّد بن عبد الله أبو عمر ، المتوفى سنة 410ه_.

11 - عليۀ بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الفتح المقرئ ابن الحمّامي ، المتوفّى سنة 417ه_.

12 - علي بن أحمد بن محمّد بن أبي جيد القمّي أبو الحسين الأشعري ، المتوفّى بعد سنة 418ه_.

13 - عليّ بن شبل بن أسد أبو القاسم الوكيل ، المتوفّى بعد سنة 410ه_.

14 - عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران أبو الحسين المعدّل، المتوفّى سنة 415ه_.

15 - محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان أبو الحسن القمّي، المتوفّى نحو سنة 425ه_.

16 - محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس أبو الفتح ، المتوفّى سنة 412ه_.

17 - محمّد بن عليّ بن خشيش (1) .

18 - محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد أبو الحسن، المتوفّى سنة 419ه_.

19 – محمّد بن محمّد بن النعمان الشيخ المفيد، المتوفّى سنة 413ه_.

20 - أبو منصور السكّرى .

21 - هلال بن محمّد بن بن جعفر أبو الفتح الحفّار، المتوفّى سنة 414ه_.

مصنّفاته :

لشيخ الطائفة مؤلّفات كثيرة، وقد كانت مرجعاً للمجتهدين والباحثين مدى

ص: 41


1- ذكره الذهبي في وفيات سنة 411 - 420 من تاريخ الإسلام : ص 510

القرون ، بل هي من عيون المؤلّفات النادرة التي من شأنها أن توضع في أعلى رفٌ المكتبة إذا وضعنا مؤلّفات النّاس في رفوف متصاعدة حسب قيمتها العلميّة، فإنّ له في كلّ فنّ ألّف فيه مؤلّف هو الأوّل من نوعه، وكل من جاء بعده كان عيالاً عليه، ففي الأخبار «التهذيب والاستبصار»، وفي الفقه «المبسوط»، وفي أصول الفقه «العدّة»، وفي التفسير «التبيان»، وفي الأدعية «مصباح المتهجّد»، وفي غير ذلك من كتب الرجال والكلام وغيرهما من فنون العلم، فإنّ للشيعة الإماميّة أربعة كتب في الحديث هي المرجع للمجتهدين لاستنباط الأحكام الشرعية مدى هذه العصور المتطاولة منذ القرن الرابع والخامس ، وقد جمعت هذه الكتب الأربعة من الأصول الأربع مئة المؤلّفة في زمن الأئمّة علیهم السّلام ومن غيرها من الأحاديث المدوّنة وغير المدوّنة، وتسمّى هذه الكتب ب_ «الكتب الأربعة»، وهى: أصول الكافي للكليني، والفقيه للصدوق، والتهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة، فله الحصّة الوافرة من هذه الأصول.

كتاب الأمالي (1) :

هاجر الشيخ إلى النجف سنة 448 ه_ بعد اضطراره للخروج من بغداد، وبقي فيها حتّى وفاته، واستمرّت أسرته فيها من بعده ، بيد أنّه حُوّل بيته إلى مسجد - يعرف اليوم بمسجد الشيخ الطوسي - وقد غدت مدينة النجف بعد فترة قصيرة من وصول الشيخ إليها حاضرة العلم والفكر ، وأخذ النّاس يهاجرون إليها من مختلف المناطق، وباشر الشيخ الطوسي بعد إقامته بها بالتدريس، فكان يُملي دروسه على تلاميذه بانتظام، وما كتاب «الأمالي» إلّا محاضرات ألقاها هناك، وهى تعطي دلالة على انتظام الوضع الدراسي وإعادة الحركة العلميۀة في النجف الأشرف ، بعد النكسة التۀي أصابتها في حوادث بغداد عام 448ه_.

قال الشيخ نفسه في الفهرست (713): محمّد الحسن الطوسى مصنّف هذا بن الفهرست، له مصنفات... وله كتاب المجالس في الأخبار .

ص: 42


1- استفدنا فى التعريف بالأمالي من مقدّمة المطبوعة بتحقيق مؤسّسة البعثة

قال ابن حجر : محمّد بن الحسن بن علي أبو جعفر الطوسي، فقيه الشيعة ، أخذ عن ابن النعمان أيضاً وطبقته له مصنّفات كثيرة في الكلام على مذهب الإماميّة، وجمع تفسير القرآن، وأملى أحاديث وحكايات في مجلس!

ثمّ إنّ أمالي الشيخ على قسمين :

الأوّل منه يشتمل على ثمانية عشر مجلساً، تبتدئ جميعها بالشيخ أبي عليّ الطوسي، وهي مؤرّخة بالشهر والسنة، عدا المجلس الرابع والثالث عشر والثامن عشر، والمجالس الثمانية عشر هذه لم يذكر فيها الشيخ الطوسي أيّام الإملاء من الأسبوع ، وإنّما يكتفي بذكر الشهر والسنة، عدا المجلس الخامس الّذي صرّح به بيومه أيضاً .

ومن الأمور الجديرة أنّ المجلس السادس أملاه في ذي القعدة سنة 455ه_، من أنّ المجلس الخامس الّذي سبقه قد أملاه في سنة 457ه_، ولعلّ هذا سهو من النسّاخ ، لأنّ المجلس السابع أملاه في المحرّم سنة 456 ه_، والمجالس التالية تأخذ بالتعاقب الزمني .

أمّا القسم الثاني من الأمالي فهو مرتّب على المجالس ، وقد ابتدأ المجلس الأول في يوم الجمعة المصادف لليوم الرابع من المحرّم من سنة 457ه_، وهكذا تستمرّ بقيّة المجالس بالانعقاد في أيّام الجمع، ويختم الأمالي بمجلس أطلق عليه مجلس يوم التروية من سنة 458 ه_، وتبلغ عدد مجالس القسم الثاني من الأمالي سبعة عشرين مجلساً يؤرّخ فيه اليوم والشهر والسنة ، فتبلغ مجموع أمالي القسمين ستّة وأربعين مجلساً ، وكان إملاء مجموع هذا الكتاب في خلال ثلاث سنوات من شهر الأوّل سنة 455 ه_ إلى السادس من صفر سنة 458ه_.

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني عند التعرض للقسم الأوّل من الأمالي : يقال له أمالي ابن الشيخ في مقابل أمالي والده الشيخ الطوسي المرتب على المجالس ، ولذا يقال له المجالس أيضاً ، لكنّه ليس الأمر كما اشتهر بل هذا جزء من أمالي والده أيضاً إلّا أنه ليس مثل جزئه الآخر مرتّباً على المجالس، بل هو في ثمانية عشر

ص: 43

جزءاً، وفي كثير من نسخه قد بدأ في كلّ تلك الأجزاء باسم الشيخ أبي علي وهو يرويه عن والده الشيخ الطوسي في سنين بعضها سنة 455 وبعضها سنة 456 وبعضها سنة 457، ووجه البدأة باسمه أنّه أملاها الشيخ أبو علي على تلاميذه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علیه السّلام في سنة 509 كما ذكر التاريخ في أوّل الجزء التاسع النسخة المطبوعة ، فكتب السامعون عنه اسمه في أوّل النسخة على ما هو دَيدن الرواة والقدماء من ذكر اسم الشيخ في أوّل كلّ ما يسمعونه عنه، وتوجد جملة من النسخ من تلك الأجزاء الثمانية عشر ليس في أوائل الأجزاء منها اسم الشيخ أبي علي أبداً، بل يبتدأ في أكثر الأجزاء بقوله : حدّثنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، وفي بعضها : أخبرنا جماعة منهم ...، وهكذا سائر الأجزاء المبدوأة بذكر واحد من مشايخ الطوسي، فلاشكّ أنّ القائل «حدّثنا» في جميعها هو الشيخ الطوسي.

ثمّ ذكر عن ابن طاووس : إنّ أمالي الشيخ في مجلدين أحدهما الثمانية عشر جزءاً الّتى ظهرت للناس أولاً، وثانيهما بقيّة الأجزاء إلى تمام سبعة وعشرين جزءاً، وتمامها عندي بخط الشيخ حسين بن رطبة وخطّ غيره، أرويه عن والدي عن الحسين بن رطبة عن الشيخ أبي علي عن والده (1).

وأذكر هنا خصوصيّة كلّ مجلس مذكورة في أوّله، ونضيف إليه عدد أحاديث كلّ مجلس، وفي المجالس الّتي لم يذكر لها تاريخ، نكتفي بذكر عدد أحاديثه :

المجلس 1: أملاه في شهر ربيع الأوّل من سنة 455، وفيه 31 حديثاً.

المجلس 2: أملاه في شهر ربيع الأوّل من سنة 455 ، وفيه 60 حديثاً .

المجلس 3: أملاه في شعبان سنة 455، وفيه 55 حديثاً .

المجلس 4: فيه 41 حديثاً .

المجلس 5: يوم الخميس السادس والعشرين من شهر رمضان سنة 457، وفيه 61 حديثاً.

ص: 44


1- الذريعة : 2 : 309 - 1236/310

المجلس 6: أملاه في ذي القعدة من سنة 457 ، وفيه 50 حديثاً.

المجلس 7: أملاه في المحرّم من سنة 456 ، وفيه 53 حديثاً.

المجلس 8: أملاه في صفر سنة 456، وفيه 62 حديثاً.

المجلس 9: أملاه في صفر سنة 456 ، وفيه 56 حديثاً.

المجلس 10 : أملاه في شهر ربيع الآخر من سنة 456 ، وفيه 92 حديثاً.

المجلس 11: أملاه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام في جمادى الأولى من سنة 456 ، وفيه 107 حديثاً .

المجلس 12: أملاه في جمادى الآخرة من سنة 456 ، وفيه 89 حديثاً (1).

المجلس 13 : فيه 104 حديثاً (2) .

المجلس 14: أملاه في رجب من سنة 456 ، وفيه 94 حديثاً .

المجلس 15: أملاه في رجب من سنة 456 ، وفيه 52 حديثاً.

المجلس 16 : أملاه فى شعبان من سنة 456 ، وفيه 39 حديثاً

المجلس 17: أملاه في شعبان من سنة 450، وفيه 65 حديثاً.

المجلس 18 : فيه 69 حديثاً .

المجلس 19: يوم الجمعة الرابع من المحرّم سنة 457 ، وفيه 3 أحاديث.

المجلس 20: يوم الجمعة السادس والعشرين من المحرم سنة 457، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 21: يوم الجمعة الحادي عشر من صفر سنة 457، وفيه حديث واحد.

المجلس 22: يوم الجمعة السابع عشر من صفر سنة 457 ، وفيه 12 حديثاً.

المجلس 23: يوم الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة 457 ، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 24: يوم الجمعة التاسع من ربيع الأول سنة 457 ، وفيه 16 حديثاً.

المجلس 25: يوم الجمعة السادس عشر من ربيع الأول سنة 457 ، وفيه 16 حديثاً.

ص: 45


1- في بعض النسخ بعده حديث آخر ، مذكور في نسخ أخرى في أوّل المجلس 13
2- الحديث الأوّل من هذا المجلس مذكور في بعض النسخ في آخر المجلس 12

المجلس 26: يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأوّل سنة 457، وفيه 18 حديثاً .

المجلس 27: يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الأول سنة 457، وفيه 9 أحاديث.

المجلس 2:8 يوم الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة 457 وفيه : 12 حديثاً.

المجلس 29: يوم الجمعة الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة 457، وفيه 23 حديثاً.

المجلس 30: يوم الجمعة الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة 457، وفيه 11 حديثاً.

المجلس 31: يوم الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 457 ، وفيه 18 حديثاً .

المجلس 32: يوم الجمعة الثاني من رجب سنة 457 ، وفيه 23 حديثاً.

المجلس 33: يوم الجمعة التاسع من رجب سنة 457، وفيه 13 حديثاً.

المجلس 34: يوم الجمعة السادس عشر من رجب سنة 457، وفيه 7 أحاديث.

المجلس 35: يوم الجمعة الثالث والعشرين من رجب سنة 457 ، وفيه 37 حديثاً.

المجلس 36: يوم الجمعة سلخ رجب سنة 457 ، وفيه 28 حديثاً .

المجلس 37: يوم الجمعة السابع من شعبان سنة 457 ، وفيه 26 حديثاً .

المجلس 38: يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان سنة 457 ، وفيه 10 أحاديث.

المجلس 39: يوم الجمعة السابع عشر من شعبان سنة 457 ، وفيه 40 حديثاً.

المجلس 40: يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة 457، وفيه 12 حديثاً .

المجلس 41: يوم الجمعة السادس والعشرين من شوّال سنة 457 ، وفيه حديثان .

المجلس 42: يوم الجمعة الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة 457، وفيه 6

ص: 46

أحاديث .

المجلس 43: يوم الجمعة الثالث والعشرين من ذى الحجّة سنة 457، و فيه 9 أحاديث.

المجلس 44: يوم الجمعة الثالث من ذي القعدة (1) سنة 457 ، وفيه 5 أحاديث .

المجلس 45: يوم الجمعة السادس من صفر سنة 458 ، وفيه 4 أحاديث .

المجلس 46: يوم التروية من سنة 458، وفيه 3 أحاديث.

تبلغ مجموع أحاديثه 1562 حديثاً، وفيه الأحاديث المكرّرة.

ثمّ إنّ الشيخ كثيراً ما يروي عن جماعة عن أبي المفضّل ، وقد صرّح باسماء جمع منهم في أوّل المجلس 16 وأوّل المجلس 17 وهم : الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمّد بن عبدون، وأبو طالب بن غرور ، وأبو الحسن الصفّار، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس.

أهميّة الترتيب :

لا يخفى على طلبة العلم أهميّة النظم والترتيب لتيسير الوصول إلى الأهداف و معرفة ارتباط المواضيع بعضها ببعض، وتقديم الأهمّ فالأهمّ، ورسم معالم الفكر و الثقافة والتراث بصورة واضحة، ومازال البشر وإلى يومنا هذا يحاول أن يبوب ينظم ويرتب فيستنتج ويستخرج من المعاني واللآلي ما لم يكن متيسّراً قبل ذلك ، وها هي أمّهات الكتب الروائيّة والفقهيّة مثل الأصول الأربعة والصحاح الستّ و غيرها ممّا تقدّم عنها وما تأخّر وفرت للعلماء والباحثين والناشئين - بحسب حسن ترتيبها وتنظيمها للمواضيع - فرصاً لم تكن متاحة لهم من قبل ، ذلك أنّ الأصول الروائيّة الأولى لم يراع فيها الترتيب وإنّما كانت مجاميع روائيّة المواضيع شتّى دون نظم و ترتيب، وجاء علم الفهرسة والتنضيد وخاصّة في القرن الأخير مع تنوعاته ليعطي لدور الترتيب زخماً جديداً بحيث صار من ضروريات التأليف والتحقيق، وقد قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «الله الله في نظم أمركم».

ص: 47


1- كذا في النسخ ، وعلى هذا يجب تقديمه على المجلس 42 ، ولعلّه سهو من النسّاخ

ترتيب الأمالي وتوحيدها :

ومن الكتب الّتي وصلت بأيدينا من العهود السالفة دون نظم أو ترتيب يذكر سوى أنّها نظمت حسب مجالس معدودة وبترتيب زمني في الغالب هي أمالي الشيخ الصدوق وأمالي الشيخ المفيد وأمالي الشيخ الطوسي، حيث إنّها لم تراع الترتيب والتبويب العلمي والموضوعي عامّة سواء في مجلس واحد، أو مجالس متعدّدة، بل وحتّى قد يكون الحديث الواحد من بعض المجالس فيه مواضيع مختلفة ، وإضافة إلى ذلك ومع الأسف لم ترفق هذه الكتب بفهارس فنيّة متنوّعة حتّى تؤدّي دور أقل مراتب الترتيب رغم تعدّد طباعتها والعاملين عليها ، فكان لزاماً عَلَيّ أن أقدّم هذه الكتب مرتّبة ومبوّبة ومرفقة بفهارس متنوّعة، حتّى يجد الباحث ضالّته بسهولة وسرعة، وقد كان عزمي في البداية أن أرتّب كلّاً منها على حدة إلّا أنّه وبعد الإمعان في أحاديث هذه الكتب الثلاث قررت توحيدها، نظراً لكثرة مشتركاتها وتقارب منزلة كلّ منها من الناحية العلمية والشهرة.

ولم أك أوّل من رتّب الأحاديث أو وحّد بين المجاميع المختلفة، فها هو بحار الأنوار وكنز العمّال والوافي وجامع الأصول ووسائل الشيعة ومجمع الزوائد و غيرها من مئات الكتب الّتي ألّفت قديماً وحديثاً تصبّ في هذا المضمار، بل وفي خصوص الأمالي فقد رُتّب قديماً أمالي السيّد أبي طالب وسمّي بتيسير المطالب في أمالي السيد أبي طالب، ورُتّب أيضاً أمالي الشيخ الصدوق في ثلاثة أبواب كلّية الأوّل: ما يتعلّق بمناقب أهل البيت علیهم السّلام ، الثاني: ما يتعلّق بالعبادات و الأوراد والأذكار ، الثالث : ما يتعلّق بالمتفرّقات (1).

ص: 48


1- ألّفها غياث الدین جمشيد بن مهدي بن إسماعيل بن مهدي بن فخر الدين بن شمس الدين محمّد الحسيني الطوسي الدليجاني ، وختم تاريخ كتابته في سلخ رمضان 951ه_ ونقلها من نسخة صحيحة تاريخ كتابتها سنة 507ه_ مرّ ذكرها في طرق الأمالي ، نسخة منها موجودة في مكتبة السيّد مهدي الروحاني بقم

كيفية الترتيب :

المواضيع الّتي تطرقت إليها أحاديث هذه الكتب هي: العقل والعلم، والتوحيد، والعدل، والموت، والبرزخ، والمعاد، والجنّة والنار، والاحتجاج، والنبوّة العامّة، والخاصّة، وتاريخ الأنبياء والإسلام والأمم والملوك، والإمامة وتاريخ الأئمّة، ومكارم الأخلاق ومساوئها، ومختلف أبواب الفقه والأحكام مثل الصلاة والصوم والزكاة والجهاد والخمس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعقود والإيقاعات، وما يرتبط بالملائكة والشياطين والجنّ، والإيمان والكفر وغيرها من العناوين المختلفة.

وقد اقتفيت أُسلوب المجلسي في بحار الأنوار والحرّ العاملي في وسائل الشيعة تقريباً، إلّا أنّي لم أتقيّد حرفياً بذلك، إذ قد أضفت تارة باباً لم يذكراه، أو حذفت باباً أو أبواب لعدم وجود مادته في الأمالي، وقدمت من أحاديث الأمالي الأقدم فالأقدم، فروايات الصدوق أوّلاً ، ثمّ المفيد، ثمّ الطوسي، وما اتّفقت فيه الأمالي في السند والرواية ذكرت الأقدم حرفياً، ثمّ أشرت إلى تكرره في ذيله، وأمّا ما اتّفق في المتن واختلف في السند ذكرت الأقدم ، ثمّ عطفت عليه المتأخّر بذكر سنده دون متنه، وما كان فيه الاختلاف طفيفا أشرت إلى الاختلافات فى المتن الهامش، و في صورة كثرة الاختلاف ذكرته برمته سنداً ومتناً، وأعطيت لكلّ حديث رقمين، رقما للتسلسل العام ووضعته بين قوسين، ورقماً خاصاً للباب المذكور فيه، وقد بلغ عدد أحاديث مجموع الأمالي الثلاثة 2997 حديثاً وفيه بعض الأحاديث المكرّرة ، وذلك قبل التبويب والتفريق .

وأمّا الحديث المشتمل على أكثر من موضوع فقد وزعته وفرقته في أنحاء الكتاب بحسب تعدّد مواضيعه إلّا أنّني ذكرت ذلك الحديث مجتمعاً في أحد المواضع حتّى يبقى السياق الأوّل للحديث محفوظاً إتماماً للفائدة وحذراً من بعض عواقب التقطيع.

وأمّا ترقيم الأحاديث فلم أتابع فيه الترقيم الموجود في الأمالي المطبوعة

ص: 49

حرفياً لما فيه من إخلال طفيف من توحيد ما افترق أو تفريق ما اجتمع، لكنّ الاختلاف يسير.

وعند ما أذكر الحديث برمته أذكر سنده بتمام خصوصياته الواردة في الأمالي، أمّا في موار التقطيع والتكرار فأراعي جانب التلخيص في السند والاكتفاء بما يرتبط بالموضوع من المتن كما قدمنا .

ومن جملة مشاكل التقطيع والترتيب أنّ الكتب الثلاثة موضوعة على أساس مجالس معدودة يذكر في بداية المجلس والحديث الأوّل منه السند بصورة كاملة ثمّ تتعقّبها الأحاديث بأسانيد ملخصة ورمزية على سبيل الاشارة، ومع هذا الترتيب الجديد تفرقت أحاديث كلّ مجلس في أنحاء هذا الكتاب حسب موضوعه فلذلك اضطررت إلى ذكر سند كلّ حديث بصورته الّذي ورد في أوّل المجلس.

النسخ المعتمدة وأُسلوب التحقيق:

انتخبت من طبعات الأمالي الثلاثة أحسنها وأجودها مع ملاحظة الطبعات الأخرى لما فيها أحياناً من بعض الفوائد.

ففي أمالي الصدوق اعتمدت على طبعة مؤسسة البعثة المحققّة والمصحّحة على نسخ عديدة للكتاب ذكرت في مقدّمة التحقيق.

وفي أمالي المفيد اعتمدت على طبعة جماعة المدرسين بقم، بتحقيق فضيلة حسين أستاد ولي والشيخ علي أكبر الغفاري، وقد اعتمدا على أربع نسخ للكتاب.

وفي أمالي الطوسي اعتمدت على تحقيق مؤسّسة البعثة المعتمدة على نسخة خطيّة مؤرخة بسنة 580 ه_ ق مع عرضه على الطبعة الحجريّة للكتاب لسنة 1313 ه_ و الطبعة الحروفية بمطبعة النعمان لسنة 1384 ه_ بالنجف الأشرف .

ومع أنّ هذه الطبعات جيّدة، إلّا أنّها لا تخلو من أغلاط ، وقد حاولت جهد الإمكان التثبّت في ضبط النصوص والألفاظ بالمراجعة إلى المصادر المختلفة و خاصّة الأقدم منها ، لكنّي لم أغيّر شيئاً دون إشارة أو تنبيه أو استدلال، وتارة ربما

ص: 50

أضفت شيئاً لتكميل العبارة إلّا أنّ هذه الاضافات كلّها بين المعقوفين : [].

وبذلت ما في وسعي لتخريج الأحاديث من سائر المصادر - في الهامش - و توضيح ما أبهم من الألفاظ، مع الاستعانة بجهود العلماء السالفين في هذا المضمار مثل كتاب مرآة العقول وبحار الأنوار وغيرهما، وكلّ ما نقلت من كلام العلّامة المجلسي في هذا الكتاب دون ذكر موضعه من كتبه فهو من كتاب بحار الأنوار من الكتاب والباب المناسب للمقام .

وفي الختام ينبغي لي أن أتقدّم بالشكر إلى كلّ من فضيلة عمّي الأستاذ المحقّق العلّامة الشيخ محمّد باقر المحمودي (1) حيث كان اقتراح الترتيب منه مع حثّة علی ذلك، ومجمع إحياء الثقافة الإسلامية حيث تمّ تحقيق هذا الكتاب طيلة عشر سنوات مضت في ذلك المجمع مع الاستفادة التامة من مكتبته والفهارس الرجالية الموجودة فيه، وأخيراً من المشرفين على مؤسّسة المعارف الإسلاميّة حيث بذلوا جهدهم في سبيل طبع ونشر هذا الأثر القيّم، ووافق الفراغ من وضع اللمسات الأخيرة للمقدّمة والكتاب اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 1420 ه_ ق ، يوم ولادة رسول الله صلّی الله علیه و آله الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق علیه السّلام ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

قم المقدّسة - محمّد جواد المحمودي

17 / ربيع الأول / 1420

ص: 51


1- هو عمّ والدي سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ منصور المحمودي - سلّمه الله - وله تأليفات عديدة في طليعتها الأثر الخالد «نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة» وقد طبع منها 12 مجلّداً ، وكان قدّس سرّه آية في التحقيق والتصنيف، توفّي رحمه الله في 17 ربيع المولود سنة 1427 ه_ ق ، ودفن في حرم كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة علیهاالسّلام في قم المقدّسة في حجرة رقم 24 من الصحن الكبير

ص: 52

كتاب العقل والعلم والجهل

كتاب العقل والعلم والجهل

ص: 53

ص: 54

أبواب العقل والجهل

باب 1 : فضل العقل وذمّ الجهل

(1) 1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى:

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهمالسّلام قال: «من قسّم له الخُرق (2)، حجب عنه الإيمان».

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 4)

(2)2 - (3)

حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سلمة بن البراء الحافظ البغدادي

ص: 55


1- ورواه الكليني قدّس سرّه في باب الخرق من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2: 321 الحديث 1 ، قال : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عمّن حدّثه ، عن محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، عن أبي جعفر علیه السّلام ، مثله . وأورده الحرّاني في قصار حكم الإمام الباقر علیه السّلام منم تحف العقول: ص 296
2- الخرق - بالضم فالسكون - : الحمق وضعف العقل ، وبمعنى الجهل أيضاً
3- و رواه أيضاً في الحديث 1 من باب «معنى عقول النساء وجمال الرجال» من معاني الأخبار ص 234 . وأورده الفتّال في عنوان: «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 4

قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله الثقفي أبو العبّاس قال: حدّثنا عيسى بن محمّد الكاتب قال: حدّثني المدائني، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال علي بن أبي طالب علیه السّلام: «عقول النساء في جمالهن، وجمال الرجال في عقولهم» (1).

(أمالي الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 9)

ص: 56


1- قال شبّر قدّس سرّه في مصابيح الأنوار: ج 2 ص 24 الحديث :3: وجّهت الفقرة الاولى بمعان : الأوّل : أنّ المعنى ينبغي أن يراد من النساء ، الجمال، فلا ينبغي أن يطلب منهنّ العقول فكأنّه قيل : عقول النساء موجودة في جمالهنّ ، لأنّ الجمال يغني عن العقل وهو عوض عنه ، فلا ينبغي أن يراد منهنّ ما يراد من العقلاء من التدبير والرأي ، لندرة العقل فيهنّ . الثاني : أن يراد أنّ عقول النساء لازمة لجمالهنّ بحسب الغالب ، فالّتي هي جميلة ، عاقلة ، وإذا كبرت وذهب جمالها ، ذهب عقلها ، وقد قيل : مَن حَسُنَ خَلقُه حَسُنَ خُلقُه ، والجمال يطلق على الحسن والخَلق والخُلق . الثالث : أن يكون المعنى النساء عقولهنّ مصروفة في جمالهنّ، فإنّ المرأة تصرف عقلها في تحسين نفسها وتجميلها من الخضاب والحنّاء والدهن والصبغ والطيب، فانّ همّة النساء هذه الأشياء ، بخلاف الرجال ، فإنّ جمالهم مصروف في عقولهم، يعني أنّ همتهم ليست في التجمّل ، بل في كسب العقل وتحصيله وتكميله ، أو في تحصيل العلم ، فإنّ العقل يطلق عليه . الرابع: أن يراد ، أنّ عقول النساء مخفيّة في جمالهنّ ، لأنّ جمالهنّ ظاهر للناس ، منظور للعقلاء، وعقولهنّ لضعفها وندورها لا تظهر بالنسبة إلى الجمال ، فكأنّه سترها وغطّاها و أخفاها، والقول في «جمال الرجال في عقولهم» ، بالعكس . الخامس : أن يراد أنّ عقول النساء كائنة في جمالهنّ، بمعنى أنّ ذات الجمال منهنّ، تميل النفوس إليها ، وتُقبل القلوب عليها ، ويرضى الناس عقلها ، وإن كان ضعيفاً ، فإنّ زيادة الجمال تجبره ، وغير ذات الجمال لا تميل النفوس إليها وإن كان عقلها أحسن من عقل الجميلة ، فكان عقل كلّ واحدة منهنّ كائن فى جمالها، والجمال يُبديه ويقويه ، وإن كان ضعيفاً ، وعدمه يخفيه ويوهنه ، وإن كان قويّاً بالنسبة إلى مادونه. السادس : أن يكون استفهاماً إنكارياً في الفقرتين : أي أتظنّون أنّ عقول النساء في جمالهنّ فمن ثمّ تميلون إلى الجميلة ولا تسألون عن عقلها، ليس الأمر كذلك، بل العقل ينفكّ عن الجمال فيوجد كلّ منهما بدون الآخر ، فينبغي أن لا تكتفوا فيهنّ بالجمال بدون العقل ، بل يكون الغرض الأهمّ عندكم العقل، ويكون الجمال مقصوداً بالتبعيّة ، لا بالإصالة ، ويؤيّد ذلك ماورد من النهي عن تزوّج المرأة لأجل مالها أو جمالها ، وفي الفقرة الثانية كأنّه علیه السّلام يقول : أتظنّون أن جمال الرجال في عقولهم وحدها، ليس الأمر كذلك، بل لابدّ من وجود العلم والدين والصلاح والكرم و المروة وغير ذلك من صفات الجمال

(3)3 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن الصادق جعفر بن محمّد علیه السّلام قال :

كان أمير المؤمنين علیه السّلام يقول: «أصل الإنسان لبه وعقله دينه (2)، ومروءته حيث يجعل نفسه (3) ، والأيّام دول، والناس إلى آدم شرع سواء».

(أمالي الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 9)

(4) 4 - (4)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني حنظلة بن زكريّا القاضي التميمي بقزوين قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة

ص: 57


1- وأورده علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 365 ، ح 269 ، والحرّاني في قصار كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 217 ، إلّا أنّ فيه: «الإنسان لبّه لسانه...». وأورده الفتّال في عنوان: «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص4. وانظر الأشعثيّات : ص 150 كتاب السير والآداب، باب التقوى وحسن الخلق
2- فى نسخة: «أصل الإنسان لبّه وعقله ودينه»
3- وبعده في تحف العقول: «والرزق مقسوم ، والأيّام دول...»
4- وروى نحوه أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث في الأشعثيّات : ص 150 كتاب السير و الأداب ، باب التقوى وحسن الخلق

العلوي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «حسب المرء ماله، ومروءته عقله، وحلمه شرفه و کرمه تقواه».

(أمالي) الطوسي : المجلس 25، الحديث 13)

(5) 5 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «خمس مَن لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مُستَمتَع».

قيل : وما هنّ يا ابن رسول الله ؟

قال: «الدين، والعقل، والحياء، وحُسن الخُلق ، وحُسن الأدب» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 15)

يأتي تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر.

(6) 6 - (2) حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام ( عاصم) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر (3) قال: حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (4) ، عن الحسين بن النضر الفهري، عن [أبي] عمرو الأوزاعي ، عن عمرو

ص: 58


1- و رواه - مع تقديم وتأخير - أيضاً في الخصال : ص 298 باب الخمسة ح 69 بسنده عن أبي خالد العجمي ، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، وفيه «الحريّة» بدل «الحياء»
2- يأتي تخريجه في كتابي التوحيد والروضة
3- هذا هو الصحيح الموافق للكافي ، وفي الأمالي : محمّد بن علي بن معن
4- هذا هو الظاهر الموافق للكافى، وفى الأمالي : محمّد بن على بن عاتكة

بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّى الله عليه وآله بتسعة أيّام، و ذلك حين فرغ من جمع القرآن) قال : «لا جمال أزين من العقل».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

يأتي تمامها في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(7) 7- (1) حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن سعد (2) بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة :

عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «هبط جبرئيل على آدم علیه السّلام فقال : يا آدم إنّي

أمرت أن أخيّرك (3) واحدة من ثلاث ، فاختر واحدة ودع اثنين .

فقال له :آدم وما الثلاث يا جبرئيل ؟

ص: 59


1- رواه البرقي في الباب 1 - باب العقل - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن: ص 191 ح 2 . ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 2 من كتاب العقل والجهل من الكافي : ج 1 ص 10 . ورواه أيضاً الصدوق في أواخر كتاب المواعظ : ص 125 ، وفي الفقيه : 4 : 902/298ح 82 من باب النوادر . ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 56 ، والفعّال في عنوان: «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 3 ، والديلمي في أعلام الدين : ص ، 171 مرسلاً. وأورده ابن قتيبة في باب العقل ، من كتاب السؤدد ، من عيون الأخبار : 1 : 281 قال : وفي الحديث ، وذكره بتفاوت يسير
2- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر، ولترجمته وترجمة الأصبغ والمفضّل بن صالح، وفي النسخ : «سعيد»
3- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر، وفي النسخ : «أخبرك»

فقال : العقل والحياء والدين.

قال آدم: فإنّي قد اخترت العقل .

فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه .

فقالا : يا جبرئيل، إنّا أُمرنا أن نكون مع العقل حيث كان .

قال : فشأنكما، وعرج».

(أمالي الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 3)

(8)8- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني بو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا علي بن ،مهرويه، عن داوود بن سليمان الغازي قال :

سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يقول : «ما استودع الله عبداً عقلاً، إلّا استنقذه به يوما».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 48)

ص: 60


1- ورواه الشريف الرضي قدّس سرّه في كلمة 407 من قصار كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من نهج البلاغة ، والآمدي في غرر الحكم - مع شرح الخوانساري - : ج 6 ص 103 برقم 9679. وأورده الفتّال في عنوان : «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 4 مرسلاً عن أمير المؤمنين علیه السّلام. وقريباً منه رواه الديلمي في الفردوس : 4 : 379ح 6631، من طريق أنس ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «ما استودع الله تعالى عبداً - وفي لفظ : عقلاً - إلّا وهو مستنقذه به يوماً ما». وعنه فى الحديث 28897 من كنز العمّال : 10 : 173 . وأورده القاضي المعافى في الجليس الصالح : 1 : 524 مجلس 22 . ورواه الماوردي في كتاب «أدب الدنيا والدين» : ص 19 الباب الأوّل ، عن الحسن البصري بتفاوت يسير

(9)9 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الطيّب الحسين بن محمّد التّمار قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري قال: حدّثنا أحمد بن عبيد قال: حدّثنا عبدالرحيم بن قيس الهلالي قال : حدّثنا [عبد الله بن عمر] العمري، عن أبي وجزة السعدي [يزيد بن عبيد] ، عن أبيه قال :

أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام إلى الحسن بن علي علیه السّلام فقال فيما أوصى به إليه : «يا بُنَي، لا فقر أشدّ من الجهل ، ولا عُدم أعدم من العقل» (1) .

ص: 61


1- كذا في الأصل ، وفي نقل البحار عن الأمالي : «ولا عُدم أشدّ من عدم العقل»، كما في الحديث 13 ، من الباب الأوّل ، من أبواب العقل والجهل . وقريباً منه في الخطبة المعروفة بالوسيلة ، أوردها الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8 : 20 ، والحرّاني في كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 94 ، وفيهما : «لامال [هو] أعود من العقل ولا فقر هو أشدّ من الجهل». ورواه الكليني في الباب الأوّل من كتاب العقل والجهل من الكافي : 1 : 25 - 26 ح 25 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «يا علىّ ، لا فقر أشدّ من الجهل ، ولا مال أعود من العقل»، ورواه الصدوق في مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله لأمير المؤمنين علیه السّلام : الفقيه : 4 : 269 باب النوادر ، وفي المواعظ : ص 45 . وأورده الحرّاني في عنوان «وصيّة رسول الله صلّی الله علیه و آله لأمير المؤمنين علیه السّلام » من تحف العقول: ص10 . وأورده في قصار حكم أمير المؤمنين علیه السّلام : ص 201 وفيه : « لاغِنى مثل العقل ، ولا فقر أشدّ من الجهل». وأورده الديلمي في الفردوس : 5 : 323 بزيادة ، وفيه : «ولا مال أكثر من العقل» . وفي الاختصاص : ص 249 عن الصادق علیه السّلام : «لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل...». وانظر الحديث 6447 من شعب الإيمان - للبيهقي - : 4 : 157 ، الباب 33 . قال المجلسي قدّس سرّه في البحار : 1 : 88: «العُدم» - بالضمّ -: الفقر وفقدان شيء. و«العُجب»: إعجاب المرء بنفسه بفضائله وأعماله ، وهو موجب للترفّع على النّاس، والتطاول عليهم ، فيصير سبباً لوحشة النّاس عنه ، ومستلزماً بترك إصلاح معائبه وتدارك ما فات منه، فينقطع عنه موادّ رحمة الله ولطفه وهدايته ، فينفرد عن ربّه وعن الخلق ، فلا وحشة أوحش منه. أقول : يأتي في كتاب الروضة ما يقرب منه عن أمالي الطوسي بإسناده عن كتاب وهب بن منبه

وفيه: «يا بُنَي ، العقل خليل المرء والحلم ،وزيره والرفق والده والصبر من خیر جنوده » (1) .

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54 )

ص: 62


1- هذه الفقرة - بمغايرة - رواها الحرّاني في قصار مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 46 ، ونحوه في ص 55 ، وفي قصار كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام 203 و 222 ، وفي قصار حكم الإمام الصادق علیه السّلام : ص 361 . ونحوه رواه السيّد المرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 68 في عنوان «الحديث الثالث ...» ، والبيهقي في شعب الإيمان ح 4659 ، وعنه المتّقي في أوائل كتاب العلم من كنز العمّال: 10 : 133 ح 28663 ، وفي ص 144 ح 27832 عن الحكيم - عن ابن عبّاس – وفيهم: «العلم خليل المؤمن والعقل دليله...». ونحوه في فردوس الأخبار : 3: 97 ح 4016 من طريق أنس. وانظر ما رواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 82، وأبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في الأشعثيّات ص 88 باب وجوب الاهتمام بأمور المسلمين، من كتاب الجهاد والسيّد أبو طالب في أماليه ، كما في تيسير المطالب : ص 146 ، الباب 9، الحديث 247

باب 2 : حقيقة العقل وكيفيّته

(10)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزین، عن محمّد بن مسلم:

عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال: «لمّا خلق الله عزّ وجلّ العقل استنطقه، ثمّ قال له : أقبل ، فأقبل ، ثمّ قال له : أدبر ، فأدبر ، ثمّ قال له : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك ، ولا أكمّلك إلّا فيمن أحبّ أما إنّي إيّاك آمر، وإيّاك أنهى، وإيّاك أعاقب، وإيّاك أثيب».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 5)

ص: 63


1- ورواه الكليني في الحديث 1 من كتاب العقل والجهل من الكافي : ج 1 ص 10 ، والبرقي في الباب 1 - باب العقل - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 192:1 ح ،6، وروى قريباً منه في الحديث 7 عن عليّ بن الحكم ، عن هشام، عن أبي عبد الله علیه السّلام. ورواه الراغب الأصفهاني في الفصل الثاني من كتاب «الذريعة» ص 72 بتفاوت يسير. وقريباً منه في وصايا رسول الله صلّی الله علیه و آله لأمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب المواعظ – للصدوق- : ص 39. ونحوه رواه الحرّاني في حكم النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول : ص 15 . وروى نحوه أبو نعيم في آخر ترجمة سفيان بن عيينة من حلية الأولياء : 7 : 318 بإسناده عن عائشة ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله. وأورد الديلمي في أوائل فردوس الأخبار : 1 : 46 ح 4 نحوه . وروى الكليني نحوه في كتاب العقل والجهل من الكافي : 1 : 20 : 21 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام ، والحرّاني في عنوان «وصيّة الإمام الكاظم علیه السّلام لهشام بن الحكم من تحف العقول: ص 400 - 401 عن الإمام الكاظم علیه السّلام ، والمفيد في الاختصاص : ص 244 عن الإمام الباقر علیه السّلام. وقال الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 57 : خبر آخر في هذا المعنى ، وهو المشتهر بين الخاصّة والعامة ، مِن أنّ أوّل شيء خلق الله تعالى العقل ... وذكر مثله . ورواه أحمد في كتاب «الزهد» : ص 447 ، ح 1873 ، والبيهقى في الباب 33 من شعب الإيمان : 4 : 154 ح 4632 ، بإسنادهما عن الحسن يرفعه ، بتفاوت . ورواه أيضاً البيهق في الحديث 4633 و 4634 من شعب الإيمان من طريق أبي هريرة

(11) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : عن الصادق علیه السّلام عن آبائه، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ الله تبارك وتعالى خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الّذي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل ، ولاملك مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرأفة همّه، والرحمة قلبه، ثمّ حشاه (2) وقوّاه بعشرة أشياء : اليقين، والإيمان، والتصديق، والسكينة ، والإخلاص ، والرفق، والعطيّة، والقناعة، والتسليم ، والشكر ، ثمّ قال له : أدبر ، فأدبر، ثمّ قال له : أقبل، فأقبل، ثمّ قال : تكلّم . فقال : الحمد لله الّذي ليس له ضدّ ولا ندّ ، ولاشبة ولا شبيه ، ولا كُفوٌ ولا عديل ، ولامثل ولا مثيل الّذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل .

فقال الربّ تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ماخلقت خلقاً أحسن منك ، و لا أطوع منك ، ولا أرفع منك ، ولا أشرف منك ، ولا أعزّ منك، بك أوحَّد، وبك أحاسِب ، وبك أُدعى، وبك أُرتجى، وبك أُتُّقي ، وبك أُخاف، وبك أحذر، وبك الذنب، وبك العقاب.

فخّر العقل عند ذلك ساجداً، وكان في سجوده ألف عام، فقال الربّ تبارك

ص: 64


1- وأورده الفتّال في عنوان: «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 3
2- وفي روضة الواعظين : «ثمّ غشّاه»

وتعالى بعد ذلك : ارفع رأسك، وسل تُعطَ، واشفع تشفّع . فرفع العقل رأسه فقال : إلهي أسألك أن تُشَفّعني فيم جعلتني فيه . فقال الله تبارك وتعالى للملائكة : اشهدوا أنّي شفّعته فيمن خلقته فيه».

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 3)

ص: 65

باب 3 : احتجاج الله تعالى على النّاس بالعقل ، وأنّه يحاسبهم على قدر عقولهم

(12)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدِثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثني محمّد بن يعقوب قال : حدّثني علي بن محمّد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال:

قلت لأبي عبدالله الصادق علی السّلام : فلان من عبادته ودينه وفضله، كذا وكذا. قال: فقال: «كيف عقله» ؟

فقلت : لا أدري.

فقال: «إنّ الثواب على قدر العقل، إنّ رجلاً من بني إسرائيل كان يعبد الله عزّ وجلّ في جزيرة من جزائر البحر ، خضراء نضرة كثيرة الشجر، طاهرة الماء، وإنّ ملكاً من الملائكة مرّ به ، فقال : ياربّ أرني ثواب عبدك هذا. فأراه الله عزّ وجلّ ذلك، فاستقلّه الملك ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أن أصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسي فقال له : من أنت ؟

قال: أنا رجل عابد، بلغنا مكانك وعبادتك بهذا المكان، فجئت لأعبد الله معك ، فكان معه يومه ذلك ، فلّما أصبح قال له الملك : إنّ مكانك لنزهة .

قال : ليت لربّنا بهيمة، فلوكان لربّنا حمار لرعيناه في هذا الموضع، فإنّ هذا الحشيش يضيع .

ص: 66


1- رواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 8، من كتاب العقل والجهل ، من الكافي : ج 1 ص11-12. وروى البرقي نحوه في الباب الأوّل من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 193 ح 10. ورواه ملخّصاً ابن قتيبة في باب الحمق من كتاب الطبائع من عيون الأخبار : 1 : 38 مرسلاً. وأخرجه الديلمي في الفردوس : 2 : 19، ح 1936 من طريق جابر بن عبدالله باختصار

فقال له الملك : وما لربّك حمار ؟

فقال : لوكان له حمار ماكان يضيع مثل هذا الحشيش .

فأوحى الله عزّ وجلّ إلى الملك : إنّما أثيبه على قدر عقله».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 6)

(13) 2 - (1) وقال (2) الصادق علیه السّلام: «ماكلّم رسول الله صلّى الله عليه وآله العباد بكنه عقله». (أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 7)

(14) 3- (3) قال (4): وقال الصادق علیه السّلام : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّا معاشر الأنبياء

ص: 67


1- ورواه الكليني في الحديث 15 من كتاب العقل والجهل من الكافي: ج 1 ص 23 قال : أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله علیه السّلام، وذكر مثله . ورواه أيضاً في كتاب الروضة من الكافي : 8 : 268 برقم 394
2- هذا الحديث ورد في الأصل ذيل الحديث المتقدّم، والظاهر أنّ سنده متحدّ مع المتقدّم
3- ورواه البرقي في الباب 1 - باب العقل - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 195 ح 17 عن أبيه ، عن سليمان بن جعفر بن إبراهيم الجعفري رفعه ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. ورواه الكليني قدّس سرّه في كتاب العقل والجهل من الكافي : 1 : 23 الحديث 15 ، وفي كتاب الروضة من الكافي : الكافى : 8 : 268 برقم 394 . وأورده الحرّاني في قصار مواعظ النبيّ صلّى الله عليه وآله من تحف العقول : ص 37 . وقريباً منه أورده الديلمي في الفردوس : 1: 483 ح 1614 من طريق ابن عبّاس . وروى نحوه الغزالي في أواخر الباب 5 - آداب العالم والمتعلّم - من إحياء علوم الدين : 1: 71 فى الوظيفة السادسة
4- هذا الحديث أيضاً ورد ذيل الحديث الأوّل ، والظاهر اتحاد سندهما

أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 8)

(15 - 16) 4 - 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة (2)، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض العجلي الساوي قال: حدّثني أبي قال : حدّثني عبد العظيم بن عبدالله الحسنى قال: حدّثنا محمّد بن على الرضا، عن آبائه علیهم السّلام ، عن محمّد بن علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّا أُمرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم الناس بقدر عقولهم».

ص: 68


1- أمّا الحديث الأوّل فرواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 15 من كتاب العقل والجهل من الكافي : 1: 23 عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمدّ بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله علیه السّلام: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم». وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم. وأمّا الحديث الثاني فرواه أيضاً الكليني في باب المداراة من كتاب الإيمان والكفر، من الكافي : ج 2 ص 117 الحديث 4 عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وفيه : «بأداء الفرائض». وأورده الديلمي في الفردوس : 1 : 212 : 1: ح 633 من طريق عائشة . وأورد نحوه الحرّاني في قصار مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 48 قال : «أمرتُ بمداراة النّاس كما أمرت بتبليغ الرسالة»
2- المراد من الجماعة : الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمّد بن عبدون، والحسن بن إسماعيل بن أشناس ، وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصفّار، كما صرّح به في الحديث الأوّل من المجلس 17

قال : وقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: «أمرني ربّي بمداراة النّاس ، كما أمرني بإقامة الفرائض». (أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 20 و 21)

(17)6 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن الفضل بن محمدّ البيهقي، عن هارون بن عمرو المجاشعي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبدالله علیه السّلام.

قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام :

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «إنّا أُمِرنا معاشر الأنبياء بمداراة النّاس كما أمرنا بإقامة الفرائض».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 58)

ص: 69

باب 4 : علامات العقل

(18)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن جعفر الجوهري، عن إبراهيم بن عبدالله الكوفي، عن ابي سعيد عقيصا قال :

سئل الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام عن العقل، فقال: «التجرّع للغصّة، ومداهنة الأعداء».

(أمالي الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 2)

(19)2 - (2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد :

عن أبي الحسن الرضا علیه السّلام ، أنّه سئل : ما العقل ؟ فقال: «التجرّع للغصّة،

ص: 70


1- رواه البرقي في الباب 1 - باب العقل - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 195 ح 18 بإسناده عن إبراهيم بن محمّد الكوفي رفعه عن الحسين بن عليّ علیهماالسّلام. ورواه أيضاً الصدوق في باب «نوادر المعاني من معاني الأخبار : ص 380 ح 7 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن العوني الجوهري، عن إبراهيم الكوفي ، عن رجل من أصحابنا رفعه ، قال : سئل الحسن (الحسين) بن عليّ علیهماالسّلام.... وأورده الفعتال في عنوان : «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 4
2- وأورده الفتّال في عنوان: «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 4

ومداهنة الأعداء، ومداراة الأصدقاء».

(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 18)

(20)3 - (1) أبوجعفر الطوسي بإسناده عن أبي وجزة [يزيد بن عبيد ] السعدي قال : أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام إلى الحسن بن علي علیه السّلام ، فقال فيما أوصى به إليه : «يابُنَيّ، إنّه لابد للعاقل من أن ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه ليعرف أهل زمانه» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 53)

تقدّم إسناده في الباب الأوّل، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

(21) 4 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمدّ بن سعيد قال : حدّثنا الحسن بن جعفر [بن مدرار] قال : حدّثني عمّى طاهر بن مدرار (3) قال : حدّثني زرّ بن أنس قال :

ص: 71


1- وأورده الحرّاني في قصار كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول : ص 203
2- ورواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 17 من باب العشرة من الخصال ، قال : حدّثنا أبي رضّي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن هلال، عن أُميّة بن علي، عن عبدالله بن المغيرة ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي جعفر علیه السّلام قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله: «لم يعبد الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من العقل ، ولا يكون المؤمن عاقلاً حتّى يجتمع فيه عشر خصال: ...». وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 7 مثل رواية الخصال . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 183 مثل ماهنا، وفي ص 112 بتفاوت، إلى قوله : «هو خير منّي». ونحوه عن الإمام الكاظم علیه السّلام - في وصيّته لهشام بن الحكم - عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، كما في كتاب العقل والجهل من الكافي : 1 : 18 - 19 ، وفي عنوان «وصيّة الإمام الكاظم علیه السّلام لهشام وصفته العقل» من تحف العقول: ص 388 ، وفي مجموعة ورّام: ص 35 . وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الرضا علیه السّلام من تحف العقول: ص 443
3- الرجل وقع في اسناد تفسير محمّد بن العبّاس ، في تفسير آية 46 من سورة القصص، كما في تأويل الآيات الظاهرة. وأمّا ابن أخيه، الحسن بن جعفر ، فلم أجد له ترجمة مستقلّة، نعم عدّه الذهبي من مشايخ أبو العبّاس ابن عقدة ، كما في ترجمته، في سير أعلام النبلا : ج 15 ص 341

سمعت جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : «لا يكون المؤمن مؤمناً، حتّى يكون كامل العقل، ولا يكون كامل العقل، حتّى تكون فيه عشر خصال : الخير منه مأمول، و الشرّ منه مأمون، يستقلّ كثير الخير من نفسه ويستكثر قليل الخير من غيره، ويستكثر قليل الشرّ من نفسه، ويستقلّ كثير الشرّ من غيره، ولا يتبرّم بطلب الحوائج قبله ، ولا يسأم من طلب العلم عمره، الذلّ أحبّ إليه من العزّ (1)، والفقر أحبّ إليه من الغنى، حسبه من الدنيا ،قوت، والعاشرة وما العاشرة لا يلق أحداً إلّا قال : هو خيرٌ منّي وأتقي .

إنّما النّاس رجلان : رجل خير منه وأتقى، وآخر شرّ منه وأدنى ، فإذا لقي البذي هو خير منه تواضع له ليلحق به، وإذا لقي الّذي هو شرّ منه وأدنى قال: لعلّ شرّ

ص: 72


1- قوله : «الذلّ أحبّ إليه من العزّ» ، قال في البحار : لعلّ المعنى ، أنّ ذلّه عند نفسه ، أحبّ إليه من العزّ والكبر، أو يحبّ الذلّ، إذا علم أنّ العزّ يصير سبباً لفساده وبغيه، أو إذا أذلّه الله يرضى بذلك ويكون أحبّ إليه ، لقلّة مفاسده، لئلّا ينافي ماورد من أنّه تعالى لا يرضى بذلّ المؤمن

هذا ظاهر وخيره ،باطن ، فإذا فعل ذلك علا وساد أهل زمانه» (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 5)

ص: 73


1- قال في البحار : 67 : 297 : اعلم أنّ الخصال المذكورة اثنتا عشر، فلا يوافق العدد المذكور أوّلاً ، ويمكن توجيهه بوجوه : الأوّل : عدّ استقلال الخير من نفسه، واستكثاره من غيره واحداً لتلازمهما غالباً ، وكذا عدّ القرينتين بعدهما واحداً لذلك . الثاني : عدّ تقليل الخير من نفسه وتكثير الشرّ منها واحداً لقربهما وتلازمهما ، وكذا تقليل الشرّ وتكثير الخير من الغير . الثالث : عدّ كون الخير مأمولاً منه والشرّ مأموناً واحداً للتلازم غالباً، وجعل الاكتفاء بالقوت من تتمّة الفقرة السابقة لاخصلة أُخرى. الرابع : عدّ قوله : «الذلّ» إلى قوله : «قوت» خصلة واحدة لتقارب الجميع ، ولكلّ وجه وإن لا يخلو شيء منها من تكلّف

أبواب العلم وآدابه وأنواعه وأحكامه

باب 1 : فرض العلم ووجوب طلبه والحثّ عليه وثواب العالم والمتعلّم

(22) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، سنان عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان:

عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «وأعلم النّاس من جمع علم النّاس إلى علمه، وأشجع النّاس من غلب هواه ، وأكثر النّاس قيمة أكثرهم علماً، وأقلّ الناس قيمة أقلّهم علماً» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(23) 2 - (2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه

ص: 74


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 281 - 282 / 836 باب النوادر ح 16 ، وفي معاني الأخبار : ص 195 باب معنى الغايات : ح 1 بسند آخر . ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في أوّل كتاب الغايات : جامع الأحاديث : ص 172
2- ورواه الكليني قدّس سرّه في كتاب فضل العلم باب ثواب العلم من الكافي : ج 1 ص 34 عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد، عن سهل بن زياد، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، جميعاً. عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن عبدالله بن ميمون القدّاح. وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن القدّاح ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وذكر الحديث . ورواه الصفّار في الباب الثاني من الجزء الأوّل من بصائر الدرجات : ص 3 ح 2 عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عبدالله بن ميمون القداح بتفاوت يسير، وبنقص الجملة الأخيرة منه . وورد في مسند زيد الشهيد : ص 342 في عنوان «باب فضل العلماء» إلى قوله : «كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب». ورواه أحمد في مسند في مسند أبي الدرداء من مسنده : ج 5 ص 196 ، والترمذي في كتاب العلم ، باب 19 - ماجاء في فضل الفقه على العبادة - من سننه : ج 5 ص 48 - 49 رقم 2682 ، وعنهما ابن الأثير في جامع الأصول : 4:8 - 6 ح 5825. ورواه أبو داوود في السنن : رقم 3641 من طريق عبدالله بن داوود الخريبي، عن عاصم بن رجاء بن حيوة ، عن داوود بن جميل، عن كثير بن قيس ، عن أبي الدرداء . ورواه ابن ماجة في سننه : 1 : 81 الباب 17 من المقدمة ، ح 223 عن نصر بن علىّ الجهضمي ، عن عبدالله بن داوود الخريبي. ورواه الدارمي في سننه : 1 : 98 في المقدّمة ، باب في فضل العلم والعالم ، والبيهقي في الباب 17 - باب طلب العلم - من شعب الإيمان : 2 : 262 – 263 من شعب الإيمان : 2 : 262 - 263 ح 1696 - 1697 ، والخطيب البغدادي في أوائل كتاب «الرحلة إلى طلب الحديث» : ص 77 - 79ح 4 بأسانيدهم عن كثير بن قيس ، عن أبي الدرداء . وقريب منه في الحديث 5 و 6 من الرحلة ص 81 - 82. ورواه ابن حبّان في كتاب العلم من صحيحه ، كما في الإحسان - لابن بلبان - : 1 : 289 - 290 ح 88 ، وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 33 - 35 بأسانيد ، والمتّقي في كنز العمّال : 10 : 146 ح 28746 عن أحمد وابن حبّان - من طريق أبي الدرداء، وفي ص 159 ح 28823 عن أبي يعلى في مسنده، وابن عساكر ، عن أبي الدرداء بتفاوت. وأورده السمهودي في الباب الأوّل من القسم الأوّل من جواهر العقدين : ص 33 عن أبي الدرداء . وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 8-9 مرسلا. و من قوله صلّی الله علیه و آله : «العلماء ورثة الأنبياء» أورده الديلمي في الفردوس : 3 : 101 ح 4033 . وانظر أوّل الباب 10 من كتاب العلم من صحيح البخاري : 1 : 26

ص: 75

إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنّة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به (1)، وإنّه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتّى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر (2)، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء

ص: 76


1- هذه الفقرة رواها الدارمي في سننه : 1 : 101 ، والخطيب في الحديث 7 من كتاب «الرحلة إلى طلب الحديث» ، وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم و فضله: 39:1 ، والغزّالي في إحياء علوم الدين : 1 : 19 ، والحاكم في كتاب العلم من المستدرك : 1 : 100 - 101 ، و الكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 109 ، والسيّد أبو طالب في أماليه ، كما في الباب 9 من تيسير المطالب : ص 144 ، ح 238 ، والماوردي في «أدب الدنيا والدين» : ص 50 في الباب الثاني : في أدب العلم ، والديلمي في أعلام الدين : ص 82، لكن في بعض المصادر: «رضاً بما يصنع»، وفي بعضها : «رضاً بما يفعل»، وفي بعضها: «رضاً بما يعمل»، وفي بعضها: «رضاً بما يطلب». ورواها الطيالسي عن صفوان العسّال ، كما في كنز العمّال: 10: 147 ح 28747 بتفاوت . ورواها ابن عساكر عن أنس ، كما في الحديث 28725 من الكنز : 10: 143 . وفي الأمالي الخميسيّة - للمرشد بالله الشجري - : 1 : 40 في أوّل عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله ...» بإسناده عن صفوان بن عسّال ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «من خرج من بيته ابتغاء العلم ، وضعت الملائكة أجنحتها له رضاً بما يصنع»
2- هذه الفقرة رواها أبو نعيم في ترجمة عبدالرحمان بن مهدي من حلية الأولياء : 9: 45 بإسناده عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلّي الله علیه و آله بتفاوت يسير . ورواه الديلمي في الفردوس : 3 : 151 ح 4240 من طريق معاذ بن جبل . وأورده الغزّالي في الباب الأوّل من إحياء العلوم : 1 : 17 مرسلاً

لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورثوا العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر».

(أمالي الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 9)

(24)3 - (1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضّي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر قال : حدّثنا المعلى بن محمّد البصري، عن أحمد بن محمّد بن عبدالله ، عن عمرو (2) بن زياد عن مدرك بن عبدالرحمان:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام قال : «إذا كان يوم القيامة ، جمع الله عزّ وجلّ الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».

(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحدیث 1)

(25)4 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل، عن الفضل

ص: 77


1- ورواه أيضاً في باب «النوادر» في أواخر الفقيه : 4 : 284 ح 849، وفي كتاب المواعظ ص 91. وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص9
2- في نسخة : «عمر»
3- وقريباً منه رواه ابن الجوزي في كتاب العلم من العلل : 1 : 81 ح 85 من طريق النعمان بن بشير، وفي الحديث 84 ص 80 من طريق عبد الله بن عمرو نحوه، وفي الحديث 83 من طريق ابن عمر نحوه . ورواه الديلمي في الفردوس : 5 : 472 ح 8515 من طريق جابر بن عبدالله مع زيادات في آخره. وأخرجه الهندي في كنز العمّال : 141:10 ح 28715 نقلاً عن الشيرازي - عن أنس -، و المرهبي - عن عمران بن حصين ، وابن عبد البرّ في العلم - عن أبي الدرداء - وابن الجوزي في العلل - عن النعمان بن بشير-. وفي ص 173 ح 28899 عن ابن النجّار - عن ابن عبّاس - ، وفي ح 28902 عن ابن الجوزي في العلل وابن النجار - عن ابن عمر -. وانظر باب «تفضيل العلماء على الشهداء» من كتاب جامع بيان العلم وفضله - لابن عبد البرّ : ج 1 ص 30 - 31 ، والباب الأوّل من إحياء علوم الدين - للغزّالي - : 1 : 16

بن محمّد البيهقي، عن هارون بن عمر و المجاشعي، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبدالله علیه السّلام .

قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة، وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».

(أمالي الطوسي : المجلس 18، الحديث 57)

(26) 5 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي، عن

ص: 78


1- ورواه أيضاً في كتاب صفات الشيعة : ص 60 ح 35. ورواه سليم بن قيس في كتابه ح 43 ، والكليني في باب المؤمن وعلاماته وصفاته من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 226:2 ح 1 ، والكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 89 ، وأبو عليّ الاسكافي في الباب 9 من التمحيص : ص 70 ح 170 ، والحرّاني في تحف العقول: ص 111 في وصفه علیه السّلام للمتّقين ، والشريف الرضي في المختار 93 من باب الخطب من نهج البلاغة ، والفتّال فى المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 438 – 439

عمّه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه علیهماالسّلام:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة طويلة في صفات المتّقين) قال: «ومن علامة أحدهم أنّك ترى له قوّة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وحرصاً على العلم، وفهماً في فقه ، وعلماً في حلم».

وفيه أيضاً: «يمزج العلم بالحلم، ويمزج الحلم بالعقل».

(أمالي الصدوق : المجلس 84 ، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب صفات المؤمن من كتاب الإيمان والكفر .

(27)6 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمد قال : حدّثنا الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح، عن عبد الله بن غالب:

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام ( في حديث ) قال : «إنّ العلم خليل المؤمن ، و الحلم وزيره ، والصبر أمير جنوده ، والرّفق أخوه ، واللين والده ».

(أمالي الصدوق : المجلس 86 ، الحديث 17)

يأتي تمامه في باب صفات المؤمن من كتاب الإيمان والكفر .

(28) 7 - (2) حدّثنا أبي الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال : حدّثنا يونس بن عبد الرحمان قال : حدّثنا الحسن بن زياد العطّار قال : حدّثنا سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال :

ص: 79


1- ورواه أيضاً في باب الثمانية من الخصال: ص 406 ح1. ورواه أبو عليّ الاسكافي في الباب 9 من التمحيص : ص 66 ح 154 ، والكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 47 باب خصال المؤمن : ح 1 ، وص 230 باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح 2 ، والفتّال في المجلس 37 من روضة الواعظين : ص 292
2- وأورده الحرّاني في عنوان «ذكره صلّی الله علیه و آله العلم والعقل والجهل» من مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 28 بتفاوت يسير وزيادات في آخره. وأخرجه الكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 108 ، في عنوان «فصل : في ذكر العلم وأهله و وصف شرفه وفضله والحثّ عليه والأدب فيه . ورواه السيّد أبو طالب في أماليه ، كما في الباب 9 من تيسير المطالب : ص 141 - 142 ، الحديث 232 . وأورده الفتّال في عنوان: «الكلام» في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 9 ، و الديلمي في أعلام الدين : ص 82

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام : «تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه حسنة، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وهو عند الله لأهله قربة ، لأنّه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنّة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلّاء، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير أئمّة يقتدى بهم ، ترمق أعمالهم، وتقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم، لأنّ العلم حياة القلوب، ونور الأبصار من العمى، وقوّة الأبدان من الضعف ينزل الله حامله منازل الأبرار، ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة.

بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحّد، وبالعلم توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام والعلم إمام العقل والعقل تابعه، يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء».

(أمالي الصدوق : المجلس 90، الحديث 1)

(29 - 30) 8 - 9 – (1)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال :

ص: 80


1- أورد ورّام بن أبي فراس بعض فقراته في تنبيه الخواطر : 2 : 70 و 176 . وأخرج الديلمي الفقرتين الأخيرتين في الفردوس : 3: 98 ح 4022 من طريق أنس . ورواه ابن عبد البرّ في عنوان «باب جامع في فضل العلم» من كتاب «جامع بيان العلم و فضله» : ج 1 ص 54 - 55 عن عبد الرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن معاذ بن جبل ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . ورواه أيضاً عن موسى ، عن هاشم بن مخلد ، عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم ، عن رجاء بن حيوة ، عن معاذ بن جبل . وأخرجه أبو طالب المكّي في الفصل 31 من قوت القلوب : 1: 243 ، والديلمي في الفردوس: 2 : 59 - 60 ، ح 2058. وأورده الغزالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1 : 22 مرسلاً . ورواه في كنز العمّال : 10 : 167 ح 28867 عن الديلمي وابن لال وأبي نعيم ، عن معاذ . وأورده السمهودي في الباب الأوّل من القسم الأوّل ، من جواهر العقدين : ص 40 - 41

حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن حسن الحسني رضّي الله عنه في رجب سنة سبع وثلاث مئة قال : حدّثني محمّد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام : قال : حدّثني الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، فاطلبوا العلم في مظانه (1) واقتبسوه من أهله ، فإنّ تعلّمه الله حسنة، وطلبه عبادة، و المذاكرة فيه تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى، لأنّه معالم الحلال والحرام ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة والدليل في السراء والضرّاء والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلّاء.

يرفع الله به أقواماً فجعلهم فى الخير القادة، تُقتَبَس آثارهم، ويُهتدى بفعالهم، ويُنتَهى إلى آرائهم، ترغب الملائكة في خلّتهم، وبأجنحتها ،تمسّهم وفي صلاتها تبارك عليهم، يستغفر لهم كلّ رطب ويابس ، حتّى حيتان البحر وهوامه، وسباع

ص: 81


1- في نسخة : «مظانّها»

البرّ وأنعامه .

إنّ العلم حياة القلوب من الجهل وضياء الأبصار من الظلمة، وقوّة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الربّ ويُعبَد ، و به توصَل الأرحام، ويُعرَف الحلال من الحرام، العلم إمام العمل، والعمل تابعه، يلهم به السعداء، ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه».

(أمالي الطوسي المجلس 17 ، الحديث 40)

ورواه أيضاً في المجلس 22 ، الحديث 2 ، إلى قوله : «فيجعلهم في الخير [قادة]»، إلّا أنّ فيه : «فاطلبوا العلم من مظانّه» وفيه : «فإنّ تعليمه الله حسنة» وفيه : «والدليل على السراء والضراء». وفيه : «ويجعلهم في الخير [قادة]».

قال أبو المفضّل : وحدّثناه جعفر بن محمّد بن عيسى بن مدرك التمّار ب_ «حلوان» قال : حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة الرازي قال : حدّثنا هشام بن عبيد الله السنّي، عن كنانة بن جبلة، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن غنم، عن معاذ بن جبل قال : «تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه الله حسنة (1)» و ذکر نحوه.

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 41)

(31) 10 - قال : وحدّثناه محمّد بن علي بن شاذان الأزدي ب_ «الكوفة» قال: حدّثني أبو أنس كثير بن محمّد الحرامي قال : حدّثنا حسن بن حسين العربي قال: حدّثني يحيى بن يعلى، عن أسباط بن نصر، عن شيخ من أهل البصرة، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «تعلّموا العلم، فإنّ تعلّمه حسنة» وذكر نحو حديث الرضا علیه السّلام.

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 42)

ص: 82


1- فى سائر المصادر : «خشية»

(32)11 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق رضّی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال: حدّثنا أبو تراب عبيدالله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الرضا علیهماالسّلام : يا ابن رسول الله حدّثني بحديث عن آبائك علیهم السّلام . فقال :

حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «قيمة كلّ امرئ ما يحسنه» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

يأتى تمامه في كتاب الروضة .

ص: 83


1- ورواه أيضاً في الخصال : ص 420 باب التسعة ح 14 بإسناده عن الشعبي قال : تكلّم أمير المؤمنين علیه السّلام بتسع كلمات ارتجلهنّ ارتجالاً فقأن عيون البلاغة وايتمن جواهر الحكمة و قطّعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنّ ، ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة، و ثلاث منها في الأدب ... وأمّا اللاتي في الحكمة فقال : «قيمة كلّ امرئ ما يحسنه ...». ورواه ابن عبد ربّه في كتاب الياقوتة في العلم والأدب في عنوان الحضّ على طلب العلم من «العقد الفريد» : 2 : 79 . ورواه البيهقي في باب محاسن الأدب من كتاب المحاسن والمساوي ص 460 ، واليعقوبي في أواخر ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخه : 2 : 206 ، والشريف الرضي في نهج البلاغة برقم 81 من قصار كلماته علیه السّلام ، وقال : وهي الكلمة الّتي لا تصاب لها قيمة ، ولا توزن بها حكمة ، ولا تقرن إليها كلمة . ورواه اليعقوبي في آخر سيرة عليّ علیه السّلام من تاريخه : ج 2 ص 206 ، وابن شعبة الحرّاني في قصار حكم أمير الؤمنين علیه السّلام من تحف العقول ص 201 ، وسبط ابن الجوزي في الباب السادس من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تذكرة الخواص، والمامطيري في نزهة الأبصار: ص 151، ح 53. ورواه أيضاً الشيخ المفيد في الباب الثالث ، فصل 53 من الإرشاد : 1: 299 / 36 . ورواه الخوارزمي في الفصل 24 - في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه - من المناقب : ص 375 ح 395 في المئة كلمة المنقولة من طريق الجاحظ. ورواه ابن شهر آشوب في عنوان «المسابقة بالعلم من مناقب آل أبي طالب : ج 2 ص 48. ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 318 ، وابن قتيبة في أوائل كتاب العلم والبيان ، من عيون الأخبار : 2 : 120 ، وفيها : «قيمة كل امرئ ما يحسن». ورواه أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيب الماوردي في الفصل الثاني من كتاب «أدب الدنيا والدين» : ص 42 مثل رواية الكنز والعيون ، ثمّ قال : فأخذه الخليل، فنظمه شعراً فقال : لا يكون العلى مثل الدنيّ *** لا ولا ذو الذكاء مثل الغبيّ قيمة المرء قدرُ ما يُحسن المر *** قضاء من الإمام عليّ وفي الحديث 6752 من غرر الحكم : 4 : 502 ط جامعة طهران مع شرحه بالفارسيّة : «قيمة كلّ امرئ ما يعلمه». وقال الجاحظ في كتاب البيان من كتابه البيان والتبيين : ج 1 ص 73، وفي طبع 83 : قال علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : «قيمة كلّ امرئ ما يحسن». فلو لم نقف هذا الكتاب إلّا على هذه الكلمة لوجدناها كافية شافية، ومجزية مغنية ، بل لوجدناها فاضلة على الكفاية، وغير مقصرّة عن الغاية ، وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره . ومعناه في ظاهر لفظه ، وكان الله عزّ وجلّ قد ألبسه من الجلالة ، وغشاه من نور الحكمة على حسب نيّة صاحبه، وتقوى قائله ، فإذا كان المعنى شريفاً، واللفظ بليغاً، وكان صحيح الطبع بعيداً من الاستكراه ، ومنزّهاً عن الاختلال، مصوناً عن التكلّف، صنع في القلب صنيع الغيث في التربة الكريمة ، ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، نفذت من قائلها على هذه الصفة، أصحبها الله من التوفيق، ومنحها من التأييد بمالا يمتنع من التأييد ، بما لا يمتنع من تعظيمها به صدور الجبابرة، و لا يذهل عن فهمها عقول الجهلة . ورواه أيضاً في ج 2 ص 77. وقال ابن عبدالبرّ في عنوان «الحثّ على طلب العلم وتعليمه» من كتاب جامع بيان العلم و فضله: ج 1 ص 48 : وينسب إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله، وهو مشهور من شعره، سمعت غير واحد ينشده له: النّاس من جهة التمثيل أكفاء *** أبوهم آدم و الأمّ حوّاء نفس كنفس و أرواح مشاكلة *** و أعظم خلقت فيهم و أعضاء فإن يك لهم من أصلهم حسب *** يفاخرون به فالطين والماء ما الفضل إلّا لأهل العلم أنّهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء و قدر كلّ امرئ ماكان يحسنه *** وللرجال على الأفعال أسماء وضد كل امرئ ما كان يجهله *** والجاهلون لأهل العلم أعداء وهذه الأبيات أوردها المامطيري في نزهة الأبصار : ص 152، ح 54 . وفي الباب الأوّل من إحياء علوم الدين - للغزّالي - : 1 : 18 : وقال [علىّ] رضّی الله عنه : ما الفخر لأهل العلم إنّهم *** على الهدى لمن استهدى أدلّاء وقدر كلّ امرئ ما كان يُحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعداء ففُزْ بعلم تَعِش حيّاً به أبداً *** النّاس موتى وأهل العلم أحياء. والبيتان الأوّلان رواهما أبو طالب المكّي في عنوان «باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا و الآخرة» من كتاب قوت القلوب : 1 : 274 . وفي أعلام الدين - للديلمي -: ص 84: «قيمة كلّ امرئ ما يحسن، والناس أبناء ما يحسنون»

ص: 84

(33) 12 - (1) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس أبو عبد الله بن اليزيدي النحوي حفظاً قال : حدّثنا العبّاس بن الفرج الرياشي قال : حدّثنا أبوزيد سعيد بن أوس الأنصاري قال :

سمعت الخليل بن أحمد يقول : أحثٌ كلمة على طلب علم قول علي بن أبي طالب علیه السّلام: «قدر كلّ امرئ ما يحسن». (أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 55)

(34) 13 - (2) ». أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي قال : حدّثني أبي قال : حدّثني عبد العظيم بن عبدالله

ص: 85


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم
2- ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 135 ، في عنوان «الحديث السادس : في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام»

الحسني الرازي في منزله بالريّ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا علیه السّلام عن آبائه ، عن علي بن الحسين، عن أبيه علیهم السّلام:

عن جدّه علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «قلت أربعاً أنزل الله تعالى تصديق بها في كتابه، قلت: «المرء مخبوء تحت لسانه فأنزل الله تعالى : «وَلَتَعرِفَنَّهُم فِي لَحَنِ الْقَولِ» (1) ، قلت : «من جهل شيئاً عاداه» فأنزل الله : «بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله» (2)، قلت : «قدر - أو قال : قيمة - كلّ امرئ ما يحسن» فأنزل الله في قصّة طالوت : «إنّ الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم و و الجسم» (3) ، قلت : «القتل يقلّ القتل» فأنزل الله «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب» (4).

(أمالي الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 54)

(35) 14 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني رضّی الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر (5) قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (6)، عن الحسين بن النضر الفهري ، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّی الله علیه و آله بتسعة أيّام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن) قال : «لا كنز أنفع من العلم».

(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 9)

يأتي تمامها في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

ص: 86


1- سورة محمّد : 47 : 30
2- سورة يونس : 10 : 39
3- سورة البقرة : 2 : 247
4- سورة البقرة : 2 : 179
5- هذا هو الصحيح الموافق للكافي ، وفي الأمالي : محمّد بن علي بن معن
6- هذا موافق للكافي ، وفي الأمالي : عاتكة

(36) 15 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد قال:

سمعت جعفر بن محمّد علیهماالسّلام وقد سئل عن قوله تعالى: «فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ» (2) فقال : «إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي أكنت عالماً؟ فإن قال : نعم، قال له : أفلا عملت بما علمت ؟ وإن قال : كنت جاهلاً، قال له : أفلا تعلّمت حتّى تعمل ؟ فيخصمه، وذلك الحجّة البالغة». (أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 6)

ورواه أيضاً في (المجلس 35 الحديث 1) إلّا أن فيه : «إذا كان يوم القيامة قال الله ، تعالى للعبد» وفيه : «... أفلا تعلّمت، فيخصمه، فتلك الحجّة البالغة لله عزّ وجلّ على خلقه».

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثل الحديث الأوّل، إلّا أنّ فيه : «فتلك الحجّة البالغة».

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 11)

(37)16 - (3) أبو عبد الله المفيد قال أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال: حدثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حمّاد بن عيسى :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له :

ص: 87


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 178
2- الأنعام : 6 : 149
3- ورواه علي بن إبراهيم القمّي في تفسير الآية 12 من سورة لقمان من تفسيره : ج 2 ص 164 عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حمّاد: عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «... فوعظ لقمان لابنه (إلى أن قال :) واجعل في أيّامك ولياليك وساعاتك لنفسك نصيباً في طلب العلم ، فإنّك لن تجد له تضييعاً أشدّ من تركه»

«يابني اجعل في أيّامك ولياليك وساعاتك نصيباً لك في طلب العلم، فإنّك لن تجد له تضييعاً مثل تركه». (أمالى المفيد : المجلس 35 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «فإنّك لن تجد لك».

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 8)

(38) 17 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال :

ص: 88


1- ورواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 81 ، وأبو محمد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في حرف الخاء من جامع الأحاديث: ص 74 ، وفي هامشه عن شهاب الأخبار : ح 254 ، 254 ، والراوندي في نوادره : 18 . وقريباً منه رواه الترمذي في الباب 19 من كتاب العلم من سننه : 5 : 41 – 42 ح 2684- و عنه الجزري في جامع الأصول : 11 : 570 ح 9187 ، والسيوطي في الجامع الصغير كما في جامع أحاديثه : 4 : ص 278 ح 11599 - ، والهندي في كنز العمّال : 10 : 152 ح 28777 عن أبي كريب ، عن خلف بن أيّوب العامري، عن عوف، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - : «خصلتان لا تجتمعان في منافق : حسن سمت ، ولا فقه في الدين» . و عنه السمهودي في الباب الأوّل من جواهر العقدين : ص 44 . ورواه القاضي القضاعي في مسند الشهاب : 1 : 318 ح 318 من طريق عبدالله بن سلام، وفيه : خصلتان لا يكونان...». ورواه الغزالي في أوائل الباب الأوّل إحياء علوم الدين : 1 : 16 . ورواه المتقي في كنز العمال : 1 : 156 ح 776 نقلاً عن ابن المبارك مثل رواية الترمذي . وفي الفردوس - للديلمي - : 2 : 315 ح 2812 من طريق أنس : «خلقان لا يجتمعان في منافق : لافقه في دينه ، ولاسمت حسن» . وفي مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول: ص 368 - 369 : ... «... خصلتان لا يجتمعان في منافق : سمت حسن ، وفقه في سُنّة». وفي ص 370 : «لا يجمع الله لمنافق ولا فاسق : حُسن السمت ، والفقه ، وحُسن الخلق أبداً». و مثله في التمحيص - لأبي عليّ محمّد بن همّام الإسكافي - : ص 66 الباب 9 ، الحديث 155 عن عبّاد بن صهيب ، عن أبي عبد الله علیه السّلام

حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي، عن جعفر بن محمّد بن مروان، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن عيسى قال : حدّثنا محمّد بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «خلّتان لا تجتمعان في منافق : فقه في الإسلام، وحسن سمت في الوجه» (1).

(أمالي المفيد : المجلس 32، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 6)

(39)18 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن حبيب بن نصر، عن أحمد بن بشير بن سليمان، عن هشام بن محمّد، عن أبيه محمّد بن السائب ، عن إبراهيم بن محمّد اليماني، عن عكرمة قال :

سمعت عبدالله بن عبّاس يقول : «ليكن كنزك الّذي تذخره (3) العلم، كن به أشدّ اغتباطاً منك بكنز (4) الذهب الأحمر» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 39، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 24)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

ص: 89


1- خلّتان - بفتح الخاء واللام المشدّدة - : الخصلتان . والسمت : هيئة أهل الخير
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 181
3- في هامش المطبوع : يمكن أن يقرأ «تدخره»
4- في مجموعة ورّام: «بكثرة»

(40)19 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثني الشيخ الصالح عبدالله بن محمّد بن عبید الله بن ياسين قال : سمعت العبد الصالح علي بن محمّد بن علي الرضا علیهم السّلام بسرّ من رأى يذكر عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «العلم وراثة كريمة ، والأداب حلل حسان، و الفكرة مرآة صافية، والاعتبار منذر ناصح، وكق بك أدباً لنفسك تركك ما كرهته من غيرك».

(أمالي المفيد : المجلس 39، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «والاعتذار منذر ناصح، وكفى يك أدباً تركك ...».

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 29)

(41 - 42) 20 - 21 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي

ص: 90


1- وأورده الديلمي في أعلام الدين : ص 81 ، والفتّال في عنوان: «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 10 بتفاوت
2- أمّا الفقرة الأولى من الحديث، فلاحظ تخريجها في الحديث 29 من الباب. وأمّا الفقرة الثانية منه ، فأخرجها - بتفاوت يسير - الهندي في كنز العمّال : ج 10 ص 145 ح28737 و 28739 نقلاً عن أوسط الطبراني - عن جابر - والبزّار - عن عائشة -، وفي ص 131 ح28653 عن ابن عبد البرّ فى العلم - عن أنس- . وأمّا الفقرة الأخيرة منه : فرواها الخطيب في تاريخ بغداد : 1 : 407 ، و 5 : 204 عن عليّ علیه السّلام وفي : ج 4 ص 427 عن أبي سعيد ، وفي ج 4 ص 157 و 208 وج 6 ص 386 وج 9 ص 111 و364 وج 10 ص 375 وج 11 ص 424 عن أنس . ورواها الصفّار فى الباب 1 من بصائر الدرجات، والكليني في أوّل كتاب العلم من الكافي : 30:1 ح 1 و 2 ، والبرقي في الباب 13 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 225 ح 145 ، والقاضي النعمان في عنوان: «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 83 . ورواها ابن ماجة في سننه : 1: 81 في المقدّمة : الباب 17 الحديث 224 عن أنس، والبيهقي فى شعب الإيمان : ح 1667 عن عن أبي سعيد ، وفي الحديث 1663 - 1666 عن أنس ، وفي ص 130 - 131 من كنز العمّال ح 28651 - 28654 عن البيهقي ، وابن عدي في الكامل - عن أنس-، وعن الطيالسي والخطيب في تاريخه - عن عليّ والحسين بن عليّ - وعن أوسط الطبراني - عن ابن عبّاس وأبي سعيد ، وعن المعجم الكبير - للطبراني - عن ابن مسعود ، وعن ابن ماجة - عن أنس - ، وعن ابن عبد البرّ في العلم - عن أنس-. وأخرجه الديلمي في الفردوس : 3: 15 ح 372 من طريق أنس بن مالك، وفي الحديث 3722 من طريق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام . ورواه ابن عبدالبرّ في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 7 - 9 بأسانيد عن أنس . وأورده الماوردي في الباب الثاني من «أدب الدنيا والدين» : ص 44 مرسلاً . ورواه السيّد أبو طالب في أماليه ، كما في أوّل الباب 9 من تيسير المطالب : ص 138. ورواه السيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في عنوان «الحديث الثاني في العلم و فضله من الأمالي الخميسيّة : 1 : 57 ، وفي عنوان «الحديث الثالث : في ذكر ما ينبغي أن يكون عليه العالم والمتعلّم» : ص 68 من طريق ابن مسعود وأنس

قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا أبو موسى هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات، وإنّ طالب العلم ليستغفر له كلّ شيء حتّى حيتان البحر، وهوامّ الأرض، وسباع البرّ وأنعامه فاطلبوا العلم، فإنّه السبب بينكم وبين الله عزّ وجلّ، وإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم».

(أمالي المفيد : المجلس 4 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني بجرجان قال : حدّثنا هارون بن عمرو

ص: 91

بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله علیه السّلام.

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله، و ذكر الحديث، إلّا أنّ فيه : «وأنّ طالب العلم يستغفر له». و فيه: «حيتان البحر وهوامّه».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 56)

(43) 22 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا محمّد بن محمّد قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمهما الله قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، جميعاً عن عليّ بن محمّد بن عليّ الأشعري قال : حدّثنا محمّد بن مسلم بن أبي سلمة الكندي السجستاني الأصمّ، عن أبيه مسلم بن أبي سلمة، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمّد بن يوسف:

عن منصور بن بزرج قال : قلت لأبي عبدالله الصادق علیه السّلام : ما أكثر ما أسمع منك ياسيّدي، ذكر سلمان الفارسي ؟؟

فقال: «لاتقل الفارسي، ولكن قُل : «سلمان المحمّدي» أتدري ماكثرة ذكري له » ؟

قلت : لا .

قال : «لثلاث خصال : أحدها : إيثاره هوى أمير المؤمنين علیه السّلام على هوى نفسه ، والثانية : حبّه للفقراء واختياره إيّاهم على أهل الثروة والعدد ، والثالثة : حبّه للعلم والعلماء ، إنّ سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وماكان من المشركين».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 27)

ص: 92


1- ورواه الطبري في أوائل الجزء 10 من كتاب بشارة المصطفى ص ص 267 برقم 541

(44) 23 - أبو جعفر الطوسى بإسناده عن زرّ بن أنس قال: سمعت جعفر بن محمّد يقول : «لا يكون المؤمن مؤمناً، حتى يكون كامل العقل، ولا يكون كامل العقل، حتى تكون فيه عشر خصال: إلى أن قال : ولايسأم من طلب العلم عمره». (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه مسنداً في باب علامات العقل .

(45) 24 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين الخلّال قال: حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال : حدّثنا زافر بن سليمان، عن أشرس الخراساني، عن أيّوب السختياني، عن أبي قلابة قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «من خرج من بيته يطلب علماً شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 8)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(46) 25 - أخبرنا الشيخ أبو عبدالله الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي :

عن أبي عبدالله علیه السّلام أنّه قال : «لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلّا غادياً في حالين : إمّا عالماً أو متعلّماً ، فإن لم يفعل فرّط ، فإن فرّط ضيّع ، وإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النّار، والّذي بعث محمّداً صلّی الله علیه و آله بالحقّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 51)

(47) 26 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، عن إسماعيل بن

ص: 93


1- ورواه السيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 1 : 49 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله ...» بثلاثة أسانيد عن ابن عبّاس، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله إلّا أنّ في رواية منها مثل رواية الطوسي، وفي روايتين: «على الشيطان»، ورواه أيضاً في ص 53 . ورواه الترمذي في أوّل الباب 19 من كتاب العلم من صحيحه : 5 : 48 ح 2681 عن محمّد بن إسماعيل، عن إبراهيم بن موسى ، عن الوليد بن مسلم عن روح بن جناح ، عن مجاهد، عن ابن عبّاس ، مثل الأخيرين . وأخرجه البيهقي في الباب 17 - في طلب العلم - من شعب الإيمان : 2 : 267 ح 1715 عن أبي عبدالله الحافظ وأبي بكر بن الحسن ، عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب ، عن يزيد بن محمّد، عن عبد الصمد الثقفي ، عن هشام بن عمّار ، عن الوليد بن مسلم . وأخرجه ابن ماجة في سننه : 1 : 81 ، المقدّمة ، الباب 17 الحديث 222. وعن الثلاثة : السمهودي في الباب الأوّل من القسم الأوّل - في فضل العلم والعلماء ، من جواهر العقدين : ص 36. وفي كنز العمّال : 10 : 155 ح 28793 عن الترمذي وابن ماجة . وأخرجه الديلمي في الفردوس : 3 : 174 ح 4325 عن ابن عبّاس . ورواه السيّد أبو طالب فى أماليه ، كما في الباب 9 من تيسير المطالب : ص 140 ، ح 7 عن الحسين بن عليّ القزويني ، عن هشام بن عمّار ، عن الوليد بن مسلم . وأورده الكراجكي في معدن الجواهر : ص 21 باب ما جاء في واحد ، وفيه : «فقيه واحد في الإسلام أشدّ على الشيطان من ألف عابد». ورواه ابن النجّار عن ابن مسعود ، كما في الحديث 28908 من كنز العمّال : 10 : 174 وفيه: «والّذي نفس محمد بيده لعالمٌ واحد أشدّ على إبليس من ألف عابد، لأنّ العابد لنفسه ، والعالم لغيره». وروی نحوه الخطيب في ترجمة محمّد بن عيسى المروزي من تاريخ بغداد : 2 : 402 برقم 926 ، والبيهقي في باب طلب العلم من شعب الإيمان : 2 : 267 ح 1716 بإسنادهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ لكلّ شيء دعامة ، ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد». وعنه وعن ابن حبّان ، الهندي في كنز العمّال : 10 : 150 - 151 ح 27868 ، وفي الحديث 28924 ص 177 عن ابن عدي في الكامل. ورواه السيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 41 في أوائل عنوان «الحديث الثاني في العلم ...» مثل رواية الخطيب والبيهقي ، بتفاوت يسير. ونحوه رواه الصفّار في الباب 4 من الجزء 1 من بصائر الدرجات : ص 7 ح 5 عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين ، أو عن أبي جعفر علیهماالسّلام قال : «متفقّه في الدين أشدّ على الشيطان من عبادة ألف عابد». وفي الحديث 221 من التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السّلام : قال موسى بن جعفر علیهماالسّلام: «فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنّا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه ، أشدّ على إبليس من ألف عابد». وفي الفصل 31 من قوت القلوب - لأبي طالب المكّي -: «عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد». وانظر أيضاً تخريج الحديث 4 من الباب 3

ص: 94

علي بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى عن آبائه علیهم السّلام:

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام أنّه قال: «فقيه واحد أشدّ على إبليس من ألف عابد».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 25)

(48) 27 - (1) أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبدالله بن بشران المعدّل قال:

ص: 95


1- ورواه البيهقي في الباب 45 - في إخلاص العمل الله وترك الرياء - من شعب الإيمان : 5 : 357- 358 ح 6934. ورواه أبو طالب المكّي في عنوان «باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا والآخرة» من كتاب قوت القلوب : 1 : 275 ، وفيه : « ... من يأكل بدينه». ورواه الغزّالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1 : 18 ، وفيه : « ... الّذين يأكلون الدنيا بالدين». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 34. وقريباً منه رواه البيهقي في الباب 18 - في نشر العلم - من شعب الإيمان : 2 : 298 ح 1847 عن محمّد بن عبدالله، عن الحسن، عن أبي عثمان عن الحسن بن عيسى مولى ابن مبارك، قال : سمعت ابن مبارك يقول : أمّا النّاس : العلماء ، والملوك : الزهّاد ، والسفلة : الّذي يأكل بدينه أموال النّاس بالباطل . وبعده زيادة . ورواه - بتفاوت - أبونعيم في ترجمة عبد الله بن المبارك من حلية الأولياء : 8: 167 - 168 عن أبي جعفر أحمد بن محمّد أحمد بن إبراهيم، عن عبدالله محمّد بن بن عبد الكريم، عن الفضيل بن محمّد البيهقي قال : سمعت سنيد بن داوود يقول : سألت ابن المبارك : مَن النّاس ؟ قال : العلماء ، قلت : فمن الملوك ؟ قال : الزهاد . قلت : فمن الغوغاء ؟ قال : خزيمة وأصحابه . قلت : فمن السفلة ؟ قال : الّذين يعيشون بدينهم

حدّثنا عثمان بن أحمد الدقّاق إملاءاً قال : حدّثنا جعفر الخيّاط صاحب أبي ثور قال: حدّثنا عبدالصمد بن يزيد [أبو عبدالله الصائغ] قال: سمعت فضيل بن عياض يقول :

سئل ابن المبارك مَن النّاس ؟ قال : «العلماء».

قال : من الملوك ؟ قال : «الزهاد».

قال : فمن السفلة ؟ قال : «الّذي يأكل بدينه».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 31)

(49) 28 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن

ص: 96


1- ورواه الترمذي في سننه : 5 : 30 ح 2650 عن سفيان بن زيد ، عن أبي داوود الحفري ، عن سفيان ، عن أبي هارون بزيادة وتفاوت. وفي الحديث 2651 عن قتيبة ، عن نوح بن قيس ، عن أبي هارون العبدي بتفاوت يسير ، وعنه ابن الأثير في الفصل الثاني من كتاب العلم من جامع الأصول : 8: 13 ح 5839 . ورواه ابن ماجة في سننه : رقم 247 في المقدّمة باب الوصاة بطلبة العلم . ورواه السيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 57 ، في عنوان «الحديث الثاني : في العلم وفضله» ، وقريبا منه فى ص 49. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 175 - 176 . ورواه الخطيب في 33 - 35 من شرف أصحاب الحديث : ص 21 - 22 ، وفي الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع : ص 186 - 187 ح 810، والحاكم في كتاب العلم من المستدرك : 1 :88 بتفاوت. ورواه ابن عبدالبرّ في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 145 - 146 عن أبي هارون العبدي و شهر بن حوشب ، عن أبي سعيد ، بتفاوت . وقريباً منه رواه السيّد أبو طالب في أماليه : ص 141 الباب 9 الحديث 231 ، والديلمي في الفردوس : 5 : 49 ح 7140. ورواه ابن عساكر كما فى الحديث 29287 من كنز العمّال : 10 : 241 ، وفي الحديث 29534 ص 306 عن ابن جرير وابن عساكر . ونحوه في الحديث 29533 عن ابن النجّار . وانظر الحديث 1741 من شعب الإيمان – للبيهقي - : 2 : 275 باب 17 - في نشر العلم -

إبراهيم بن الفضل الدبيلي ب_ «مكّة» قال: حدّثنا عبدالحميد بن صبيح أبو يحيى العبدى ب_«عدن» قال : حدّثنا حمّاد بن زيد :

عن أبي هارون العبدي قال : كنّا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال : مرحباً بوصيّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «سيأتيكم قوم من أقطار الأرض يتفقّهون ، فإذا رأيتموهم فاستوصوا بهم خيراً» .

قال : ويقول : «أنتم وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وآله».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 13)

ص: 97

(50) 29 - (1)وعن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي الكاتب قال: حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب قال : حدّثني مسعدة بن زياد الربعي:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، أنّه قال : في خطبة أبي ذرّ رضّي الله علیه و آله: «يا مبتغي العلم ، لا تشغلك الدنيا ولا أهل ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بتّ فيهم ثمّ غدوت عنهم إلى غيرهم، الدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره، وما بين البعث والموت إلّا كنومة نمتها ثمّ استيقظت منها يا جاهل تعلّم فإنّ قلباً ليس فيه شيء من العلم، كالبيت الخراب الّذي لا عامر له».

(أمالي الطوسي : المجلس 20، الحديث 1)

(51) 30 - (2) وعن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد العلوي في منزله ب_ «مكّة» سنة ثماني عشرة وثلاث مئة ، قال : حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «طالب العلم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات».

(أمالي الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 5)

ص: 98


1- ورواه البرقي في الباب 11 - الحثّ على طلب العلم - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 228 ح 160 عن الوشاء، عن مثنّى بن الوليد، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. ورواه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 69 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 207. وانظر مارواه السيّد المرشد بالله الشجري في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله» من الأمالى الخميسيّة : 1 : 54 . والخطبة رواها المفيد فى أماليه : المجلس 23 الحديث ( أذكرها في كتاب الروضة
2- وأخرجه الديلمي في الفردوس : 3: 16 ح 3724 من طريق حسّان بن أبي سنان. ورواه المتّقي في كنز العمّال : 10: 143 ح 28726 نقلاً عن العسكري في الصحابة، وأبي موسى في الذيل عن حسان بن ابی سنان مرسلاً

(52)31 - (1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا علي بن جعفر بن مسافر الهذلي ب_ «تنیس» (2) قال: حدثّنا أبى قال : حدّثنا محمّد بن يعلى، عن أبي نعيم عمر بن صبح الهروي، عن مقاتل بن حيّان، عن الضحّاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة ، عن على علیه السّلام و عبد الله بن مسعود:

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «من خرج يطلب باباً من علم ليردّ به باطلاً إلى حقّ أو ظلالة إلى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاماً».

(أمالي الطوسى : المجلس 29 ، الحديث 11)

(53) 32 - (3) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ب_«بغداد» ، قال : حدّثني محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسى

ص: 99


1- ورواه الديلمي في الفردوس من طريق ابن مسعود ، كما في الحديث 28835 من كنز العمّال : 10 : 161 بتفاوت يسير
2- تّنّيس - بكسرتين وتشديد النون وياء ساكنة والسين مهملة - : جزيرة في بحر مصر قريبة من البرّ ما بين الفَرما ودمياط . (معجم البلدان : 2 : 51)
3- وأورده - بمغايرة - الحرّاني في قصار مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول : ص 201 ، وفيه : «قُرنت الهيبة بالخيبة ، والحياء بالحرمان ، والحكمة ضالّة المؤ من فليطلبها ولو في أيدى أهل الشرّ» ، ومثله رواه ابن قتيبة في كتاب العلم والبيان من عيون الأخبار : 2 : 123 إلّا أنّ فيه : «ولو في يدي أهل الشرك» . وفي الحكمة 21 من نهج البلاغة أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «قُرِنَت الهيبة بالخَيبَة ، والحياء بالحرمان ، والفرصة تمرّ مرّ السحاب فانتهزوا فُرَص الخير». وفي الحكمة 80 أنّه علیه السّلام قال : «الحكمة ضالّة المؤمن ، فُخذ الحكمة ولو من أهل النفاق». وفي نزهة الأبصار لعليّ بن مهدي المامطيري : ص 325، ح 192 : «قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والحكمة ضالّة المؤمن فليأخذها ولو من أفواه أهل الشرك ، والفرصة تمرّ مرّ السحاب فانتهزوها». وفي محاضرات الأدباء : 1: 50 : قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «الحكمة ضالّة المؤمن، أينما وجدها قيدها». قوله علیه السّلام: «قرنت الهيبة بالخيبة» : أي من تهيّب أمراً خاب من إدراكه . قوله : «والفرصة الا الخلسة» : أي أنّ الفرصة سريعة الفوت ، تختلسكم على غفلة. وقريباً من الفقرة الأخيرة رواه الترمذي في آخر كتاب العلم من سننه : 5 : 51 ح 2687 بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «الكلمة الحكمة ضالّة المؤمن ، فحيث وجدها فهو أحقّ بها». ورواه ابن ماجة في سننه : 2 : 1395 كتاب الزهد (37) باب الحكمة (15) الحديث 4169، والكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 151 . ورواه القاضي القضاعي في مسند الشهاب : 1 : 65 - 52 من طريق أبي هريرة ، وفيه : «ضالة كلّ حكيم» ، وفي : ص 118 - 119 ح 146 من طريق زيد بن أسلم نحوه. وروى ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 81 عن أمير المؤمنين علیه السّلام : «الحكمة ضالّة المؤمن، فالتقفها ولو من أفواه المشركين»، وفي ج 2 ص 149 عن أبي جعفر علیه السّلام قال: «الحكمة ضالّة المؤمن فحيث وجد أحدكم ضالّته فليأخذها» . وخصوص «الحكمة ضالّة المؤمن» رواه السبزواري في جامع الأخبار : ص 218 ح 551

الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالّة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحقّ بها وأهلها».

(أمالي الطوسي : المجلس 30 ، الحديث 3)

ص: 100

(54) 33- (1) روی معتب (2) ، عن جعفر بن محمّد مولاه، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال : قال على علیه السّلام :

صبرت على مرّ الأمور كراهة *** وأبقيت في ذاك الصواب من الأمر

إذا كنت لاتدري ولم تك سائلاً *** عن العلم من يدري جهلت ولاتدري

(أمالي الطوسي : المجلس 40 الحديث 12)

(55) 34 - أبو جعفر الصدوق لبعضهم :

العالم العاقل ابن نفسه *** أغناه جنس علمه عن جنسه

كم بين من تُكرمه لغيره *** وبين مَن تُكرمه لنفسه

(أمالي الصدوق : المجلس 34، الحديث 16)

ص: 101


1- أما البيت الأوّل ، فموجود في قافية الراء من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين علیه السّلام إلّا أنّ فيه : «وأبقيتُ في ذاك الصباب من الأمر». وقريباً من البيت الأخير أورده ابن عبدالبرّ في باب «حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذمّ مامنع» من كتاب «جامع بيان العلم وفضله» : ج 1 ص 89 ولم ينسبه إلى أمير المؤمنين علیه السّلام ، حيث قال بعد ذكر شعر عن الأصمعي: وقال آخر : إذا كنت لا تدري ولم تك بالّذي *** يسائل من يدري فكيف إذا تدري
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمته في المؤتلف والمختلف : 2075/4 ، وميزان الاعتدال: 6: 764 / 8540 ، ولسان المیزان : 6 : 764 / 8540 ، ومعجم رجال الحديث : 17 : 226 و 227 . وفي لسان المیزان : «وقيل اسمه مغيث» . هذا ، وفي النسخ : «منيف» والظاهر تصحيفه

باب 2 : مذاكرة العلم ومجالسة العلماء والحضور في مجالسهم

(56) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي القاسم ، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمر العدني ب_ «مكة»، عن أبي العبّاس بن حمزة ، عن أحمد بن سوار، عن عبید الله (2) بن عاصم، عن سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم، تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات، وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم، إلّا ناداه ربّه عزّ وجلّ جلست إلى حبيبي، وعزّتي وجلالي لأسكننّك الجنّة معه، ولا أبالي» .

(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 4)

(57)2 - (3) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين

ص: 102


1- وأورده الفتّال في المجلس الأوّل من روضة الواعظين: ص 8. ورواه الراوندي في الباب 4 من الدعوات : ص 275 ح 791 إلى قوله صلّی الله علیه و آله : «سبع مرّات» . : ورواه الشهيد في الباب الرابع - آداب الكتابة ... - من منية المريد : ص 341 عن الصدوق بتفاوت يسير
2- في نسخة «عبد الله»
3- ورواه الكليني قدّس سرّه في باب «مجالسة العلماء وصحبتهم» من كتاب فضل العلم من الكافي : ج 1 ص 39 ح 4 عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وذكر الحديث. وأورده الفتّال فى عنوان : «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 4

السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا أبو عبدالله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة» (1) .

(أمالي الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 10)

(58)3 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال : حدّثنا أبو عبيد قال:

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول لأصحابه - وأنا حاضر -: «اتّقوا الله ، وكونوا إخوة بررة متحابّين في اللهّ متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا» (3).

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحديث 56)

(59) 4- (4) وبالسند المتقدّم عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بن عيسى، عن أحمد بن إسحاق،

ص: 103


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه : أهل الدين : علماء الدين والعاملون بشرائعه
2- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 175 كتاب الإيمان والكفر : باب التراحم والتعاطف ح 1 عن عدّة من الأصحاب عن أحمد بن محمد خالد ، عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقوفى . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 179
3- في الكافي : وتذاكروا أمرنا وأحبوه
4- ورواه الديلمي في أعلام الدين : ص 83 بتفاوت يسير . وأورده القاضي النعمان في عنوان : ذكر وصايا الأئمّة صلوات الله عليهم ...» من دعائم الإسلام : 1 : 61 - 62 عن أبي جعفر علیه السّلام بتفاوت . وروى نحوه الصدوق رفع الله مقامه في الحديث 77، من باب الواحد ، من الخصال ، عن أبيه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران ، عن خيثمة [أنّه] قال: قال لي أبو جعفر علیه السّلام : «تزاوروا في بيوتكم ، فإنّ ذلك حياة لأمرنا ، رحم الله عبداً أحيا أمرنا». وروى نحوه محمّد بن سليمان في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام : 2 : 296 ح 770 بإسناده عن إسماعيل بن زيادّ عن جعفرّ عن أبيه قال: «رحم الله من أحيا أمرنا». قيل له : كيف يُحيا أمركم؟ قال : «بالتذاكر له» . وانظر ما رواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر وصايا الأئمّة علیهم السّلام» من دعائم الإسلام : 1 : 62 -63

عن بكر بن محمّد :

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : سمعته يقول لخيثمة : «يا خيثمة ، اقرئ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقياهم حياة أمرنا».

قال : ثمّ رفع يده علیه السّلام فقال : «رحم الله من أحيا أمرنا».

(أمالي الطوسي : المجلس 5، الحديث 31)

(60) 5 - (1)أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد

ص: 104


1- ورواه السيوطي في الجامع الصغير ، كما في الحديث 23633 من جامع أحاديثه : 7: 456 نقلاً عن الخليلي ، إلّا أنّ فيه : «والجلوس إليهم زيادة». ونحوه في الحديث 23632 عن الخطيب، عن عائشة، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله. ورواه أحمد في كتاب «الزهد» : ص 235 ، ح 887 والسيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 1 : 47 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله ...» ، كلاهما عن عبد الله بن مسعود ، إلّا أنّ فيهما : «... ومجالستهم زيادة» . ورواه أبوبكر البيهقي في كتاب الزهد : ص 191 ، ح 458 من طريق عبدالله بن بسر المازني ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، إلّا أنّ فيه : « ... والعلماء قادة ، ومجالستهم عبادة ، بل ذلك زيادة» . وانظر تخريج الحديث 7 من هذا الباب

بن طاهر الموسوي رحمه الله قال : أخبرني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال : حدّثنا أبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : حدّثني إسحاق بن موسى، عن أبيه، جدّه ، عن محمّد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله و آله : «المتّفون سادة، والفقهاء قادة ، والجلوس إليهم عبادة».

(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 46)

(61) 6- (1) أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشي قال : حدّثنا أيّوب بن نوح بن دراج قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم، عن علي علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «النظر إلى العالم عبادة والنظر إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ تودّه في الله عزّ وجلّ عبادة».

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 21)

ص: 105


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 175. أمّا الجملة الأولى والثالثة منه فتجدهما في باب فضائل الحجّ، من كتاب الحجّ من الفقيه : 2 : 205 ح 2144 ، وفي ط ص 132 ح 556 : 6 : وروي : «أنّ النظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى الوالدين عبادة، والنظر فى المصحف من غير قراءة عبادة ، والنظر إلى وجه العالم عبادة ، والنظر إلى آل محمّد عبادة». والفقرة الأولى تجدها في الأشعثيّات : ص 194 بزيادة «حبّاً له»، وفي جامع الأحاديث : ص 126 ، وتيسير المطالب : ص 145 في الباب 9 الحديث 244 مع فقرات أُخرى ، وفي حرف النون من فردوس الأخبار : 5: 43 ح 7119 من طريق أنس بن مالك ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله مع فقرات أخرى . وفي تحف العقول: ص 46 ، وباب «بر الوالدين» من الأشعثيّات: ص 187 ، وجامع الأحاديث : ص 126 عن رسول الله صلّی الله علیه و آله : «نظر الولد إلى والديه حبّاً لهما عبادة». وفي باب فضل النظر إلى الكعبة من كتاب الحجّ من الكافي : 4 : 240 ح 5 : عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «النظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى الوالدين عبادة، والنظر إلى الإمام عبادة» . وروى الديلمي في الفردوس : 5 : 41 ح 7116 من طريق عائشة مثل رواية الكافي، إلّا أنّ فيه بدل الفقرة الأخيرة : «والنظر فى كتاب الله عزّ وجلّ عبادة»

(62) 7 - (1) أخبرنا جماعة، منهم الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمّد بن عبدون، والحسن بن إسماعيل بن أشناس، وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصفّار (2) قالوا : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله [ بن محمّد بن عبيدالله ] الشيباني قال :حدّثنا أحمد بن عبدالله بن سابور أبو العبّاس الدقّاق قال : حدّثنا أيّوب بن محمّد الرقّي الوزّان قال : حدّثنا سلام بن رزين الحرّاني قال : حدّثني إسرائيل بن يونس الكوفي، عن جدّه أبي إسحاق، عن الحارث الهمداني ، عن علي علیه السّلام:

ص: 106


1- ورواه الحمّويي في الباب 70 من السمط الأوّل من فرائد السمطين : 1 : 421 ح 352 بإسناده عن الهيثم بن موسى المروزي ، عن إسرائيل. ورواه الديلمي في فردوس الأخبار : 1 : 154 ح 401. وإلى قوله : ( ومجالستهم زيادة رواه القاضي القضاعي في مسند الشهاب : 1 : 203 - 204 عن يوسف بن يعقوب النجير مي ، عن أبي القاسم عمر بن سيف ، عن إسحاق بن أحمد بن بهلول ، عن أبيه ، عن الهيثم بن موسى ، عن عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ، عن إسرائيل . ورواه الدارقطني في آخر كتاب البيوع من سننه : 3 : 80ح 295 عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول، عن جدّه ، عن الهيثم بن موسى، عن ابن الترجمان، عن إسرائيل، وفيه : «الأنبياء قادة ، والعلماء سادة ، ومجالستهم زيادة» . ونحوه رواه الدارقطني في آخر كتاب البيوع من سننه : 3 : 80 ح 295 عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول، عن جدّه ، عن الهيثم بن موسى، عن ابن الترجمان ، عن إسرائيل بن يونس الكوفي ، وفيه : «... والعلماء سادة ...». وفي كنز العمّال : 10 : 135 ح 28687 ابن النجّار ، عن أنس : «العلماء قادة ، والمتّقون سادة ، ومجالستهم زيادة» . وفي عنوان «باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا والآخرة» من قوت القلوب : 1 : 275 عن ابن مسعود : «المتّقون سادة، والعلماء قادة ، ومجالستهم زيادة». وفي كنز الفوائد : 1 : 56 عن أمير المؤمنين علیه السّلام : «العقل ولادة ، والعلم إفادة ، ومجالسة العلماء زيادة». وانظر تخريج الحديث 5 من هذا الباب
2- قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الأمل : ج 2 ص 352 ص 352 برقم 1091 : «أبوالحسن بن صفّار ، عدّه العلّامة من مشايخ الشيخ الطوسي، من رجال الخاصّة»

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالستهم زيادة، وأنتم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتيكم بغتة، فمن يزرع خيراً يحصد غبطة ، ومن يزرع شراً يحصد ندامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 1)

(63)8 - قال الصدوق فيما بيّنه من مذهب الإماميّة ( في أعمال ليلتي إحدى وعشرين واثنتي وعشرين من شهر رمضان) : ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل».

(أمالي الصدوق : المجلس 93 ، الحديث 1)

يأتى تمامه في كتاب الاحتجاج.

ص: 107

باب 3 : العلوم الّتي أمر النّاس بتحصيلها وينفعهم

(64)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمّد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن آبائه علیهم السّلام قال :

«دخل رسول الله صلّی الله علیه و آله المسجد فإذا جماعة قد طافوا برجل ، فقال : ما هذا ؟ فقيل: علّامة !

قال : وما العلّامة ؟

قالوا: أعلم النّاس بأنساب العرب ووقائعها وأيّام الجاهليّة، وبالأشعار والعربيّة.

فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : ذاك علم لا يضرّ من جهله، ولا ينفع من علمه».

(أمالي الصدوق : المجلس 45، الحديث 13)

ص: 108


1- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 1 من باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء، من کتاب فضل العلم من الكافي : 1 : 32 عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن دُرُست الواسطي ، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن : أبي الحسن موسى علیه السّلام قال : «دخل رسول الله صلّی الله علیه و آله المسجد...» إلى آخر الحديث، وزاد بعده : ثمّ قال النبيّ صلّی الله علیه و آله: «إنّما العلم ثلاثة : آية محكمة ، أو فريضة عادلة ، أو سنّة قائمة ، و ما خلاهنّ فهو فضل» . ورواه الغزّالي في إحياء علوم الدين : 1 : 42 ، في الباب الثالث . وانظر تيسير المطالب : ص 147 باب 9 ح 251 ، والأمالي الخميسيّة : 1: 53 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله»

(66-65) 3-2- (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله،

ص: 109


1- رواه الكليني في الكافي : ج 1 ص 32، باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء من كتاب فضل العلم . وأخرجه الديلمي في عنوان «ذكر إرادة الله عزّ وجلّ بالعبد من الخير والشرّ» من فردوس الأخبار : 1 : 299 ح 935 من طريق ابن مسعود . ورواه البزّار من طريق ابن مسعود ، كما في الحديث 28690 من كنز العمّال : 10 : 137 بزيادة: «وألهمه رشده» ، وفي ص 169 ح 28874 : «إذا أراد الله بعبد خيراً يفقّهه». و في الباب الأوّل من جواهر العقدين - للسمهودي : ص 41 ، ومجمع الزوائد : 1 : 121 عن البزّار والطبراني في الكبير عن ابن مسعود مثل الحديث الأوّل. ورواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس وعن محمّد بن كعب القرظي مرسلاً كما في الحديث 28689 من كنز العمّال : 10 : 137 بزيادة : «وبصّره عيوبه». وفي باب «التودّد والترفّق» من كتاب السير والأداب من الأشعثيّات : ص 149 : «إذا أراد الله بأهل بيت خيراً فقّههم في الدين». وقريباً منه أخرجه أحمد في كتاب الزهد : ص 232 ، ح 868، والطبراني في المعجم الكبير : ج 9 ح 8756 وج 10 ح 10445 عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من يرد الله به خيراً يفقۀهه في الدين». ومثله فى الحديث 10787 عن ابن عبّاس . ورواه أبو نعيم في ترجمة شقيق بن سلمة من حلية الأولياء : 4 : 107 بإسناده عن 107 أبي وائل، عن ابن مسعود ، بزيادة: «ويلهمه رشده» ، ومثله في الزهد - لأحمد - : ص 235 ح 883 ، وانظر أيضاً ص 505 ح 2233 ، وفى الأمالي الخميسية - للمرشد بالله الشجري - : 1 : 46 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله ...» ، وفي الحديث التالي ، وفي ص 51 عن ابن عبّاس . ورواه البيهقي في كتاب العلم من سننه : 3: 425 - 426 : 3: 425 - 426 ح 5839 : 3 الباب 1 ، والقضاعي في الحديث 345 من مسند الشهاب : 1 : 224 - 225 ، وأبو جعفر الطحاوي في الباب 272 من مشكل الآثار : 2 : 194 ح 1837 بأسانيدهم من طريق أبي هريرة . وأخرجه البخاري في الباب 13 من كتاب العلم من صحيحه : 1 : 27 ، وفي الباب 228 من الأدب المفرد : ص 200 ح 666 ، والطبراني في المعجم الكبير : ج 19 ح 729 و 755 و 756 و 782 - 787 و 792 و 797 و 810 و 815 و 860 و 864 و 868 و 869 و 871 و 904 و 906 و 911 و 912 و 918 و 929 ، وأبو جعفر الطحاوي في الباب 272 من مشكل الآثار : 2: 192 - 193 ح 1829 - 1836 ، والدارمي في سننه : 1 : 73 - 74 في المقدمة، باب الاقتداء بالعلماء، وأبو نعيم في ترجمة رقم 314 - ابن محيريز - من حلية الأولياء : 5: 146 - 147 ، وفي ترجمة ايفع بن عبد الكلاعي : 5 : 132 ، وترجمة رجاء بن حيوة : 5 : 176 ، وترجمة محمّد بن المبارك: 9: 306 ، و ترجمة علي بن عبد الحميد : 10 : 366 ، ، والقاضي القضاعي في مسند الشهاب : 1: 225 ح 346 ، والبيهقي في الباب 17 - في طلب العلم - من شعب الإيمان : 2 : 264 ح 1702 بأسانيدهم عن معاوية ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين». ورواه ابن ماجة في المقدمة ، الباب 17 ح 220 من سننه : 1 : 80 ، والترمذي في سننه : 5: 28 ، کتاب العلم (42) ، الباب 1 ، الحديث 2645 . وأخرجه ابن عبدالبرّ في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 19 من طريق ابن عمر، و أبي هريرة وفي ص 20 بأسانيد من طريق معاوية . ورواه الماوردي في «أدب الدنيا والدين» : ص 44 من طريق يونس بن ميسرة ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله. ورواه أبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي في حرف الميم من جامع الأحاديث : ص 121. ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 108 ، والقاضي النعمان في عنوان «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 81 ، والغزّالي في الباب الأوّل من إحياء العلوم : 1: 15 مرسلاً

عن أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله ، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا أراد الله بعبد خيراً فقّهه في الدّين».

(أمالي المفيد : المجلس 19 ، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن

ص: 110

يحيى بن [ سامان أبو ] الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة وثلاث مئة وفيها مات ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال : حدّثني عبدالله بن عبدالرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دُبّي الهنائي قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود، عن أبي ذر عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ( في حديث طويل) مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(67) 4 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن عثمان بن نصر النريزي ببرديج! الحافظ قال : حدّثنا يحيى بن عمر بن فضلان التنّوخي قال : حدّثنا أحمد بن سليمان بن حميد الخفتاني (2) قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بالمدينة، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ علیهم السّلام ، عن جابر بن عبدالله قال:

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «ما عُبِدَ الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من فقه في دين - أو قال : في دينه-».

قال : الخفتاني : فذكرته لمالك بن أنس فقيه أهل دار الهجرة، فعرفه وأثبته لي عن جعفر بن محمّد علیهماالسلام .

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 2)

ص: 111


1- ورواه أبو نعيم في ترجمة سليمان بن يسار من حلية الأولياء : 2 : 192 رقم 177 بإسناده عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. وفي الحديث 28753 من كنز العمّال : 10 : 148 ح 28753 نقلاً عن ابن النجّار ، عن ابن عمر مثله بزيادة: «ونصيحة المسلمين». ورواه - بزيادة في آخره - الدارقطني في آخر كتاب البيوع من سننه : 3 : 79 ح 294 والماوردي في «أدب الدنيا والدين» : ص 45، الباب الثاني - أدب العلم -، والقاضي القضاعي في مسند الشهاب : 1 : 150 - 151 ح 206 و الطبراني في المعجم الأوسط : ج 7 ح 6162 ، والبيهقي في شعب الإيمان ح 1712 - 1713 ، وعنهما المتّقي في كنز العمّال : 10 : 147 - 148 ح 28752 كلّهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد، ولكلّ شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه». وأورده الخطيب في الفقيه والمتفقّه : 1 : 21 . وفي الحديث 28811 من كنز العمّال : 157:10 نقلاً عن البيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عمر مثله. ورواه الغزّالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1 : 17 مرسلاً. وفي الباب 9 من تيسير المطالب : ص 148 ، ح 253 بإسناده عن ابن عمر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع»
2- وفي الطبعة الحجريّة : «الجعاني»

(68)5 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عاصم البزوفري قال : حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيّوب الشاذكوني المنقري قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال :

ص: 112


1- ورواه البرقي في الباب 20 من كتاب مصابيح الظلم ، من المحاسن : ص 233 ح 188 عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود ، بتفاوت يسير . ورواه الكليني في باب النوادر من كتاب فضل العلم من الكافي : 1 : 50 ح 11 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود . ورواه الصدوق قدّس سرّه في باب نوادر المعاني من معاني الأخبار : ص 394 - 395 ح 49 وفي باب الأربعة من الخصال : 1 : ص 239 ح87 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني ، عن سليمان بن داوود المنقري . ورواه المفيد في أوّل عنوان « ممّا حفظ عنه علیه السّلام في وجوب المعرفة بالله تعالى وبدينه» من ترجمة الإمام الصادق علیه السّلام من الإرشاد : 2 : 203 . وفي الجميع : «وجدت علم النّاس كلّهم في أربعة». ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 33 المجلس 1 الحديث 24 عن الشريف أبي طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر الزيدي الحسيني ، عن أبي المفضّل الشيباني . ورواه الكراجكي في عنوان «فصل : من كلام جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام ممّا حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عزّ وجلّ وبدينه» من كنز الفوائد : 1 : 219 بتفاوت يسير. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 73 ، والديلمي في أعلام الدين: ص 212. ونسب هذا الكلام إلى موسى بن جعفر علیه السّلام أيضاً ، رواه الحمدوني في تذكرته : 1 : 112 رقم 224 ، والحلواني في نزهة الناظر : ص 120 ، والشهيد الأوّل في الدرّة الباهرة : ص 34

سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «وجدت علوم النّاس كلّها في أربع خلال (1): أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع [بك] (2)، والثالثة أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك».

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 10)

أخبرنا الحسين بن عبدالله ، عن علي بن محمّد العلوي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن الفضل الجوهري قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري مثله ، إلّا أنّ فيه: «وجدت علم النّاس كلّهم ...».

(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 1)

(69) 6- (3) وبإسناده عن النزال بن سبرة ، عن علي علیه السّلام وعبدالله بن مسعود :

ص: 113


1- كلمة «خلال» غير موجودة في الحديث 1 من المجلس 34
2- (2) ما بين المعقوفين موجود في الحديث 1 من المجلس 34
3- وأورده الديلمي في الفردوس ، كما في الحديث 28835 من كنز العمّال : 10 : 161 عن ابن مسعود بتفاوت يسير

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «من خرج يطلب باباً من علم ليردّ به باطلاً إلى حقّ أو ضلالة إلى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاماً».

(أمالي الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 11)

تقدّم إسناده في باب فرض العلم .

(70) 7 - (1)أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر، عن عبدالله بن أبي يعفور :

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «كمال المؤمن في ثلاث خصال : الفقه في دينه ، والصبر على النائبة (2) ، والتقدير في المعيشة».

(أمالي الطوسي : المجلس 36، الحديث 1)

ص: 114


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 80. وقريباً منه أورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول : ص 358 قال : «لا يصلح المؤمن إلّا على ثلاث خصال : التفقّه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، و الصبر على النائبة». ومثله في الباب 2 من «التمحيص» - للإسكافي - ص 68 ح 164 . وقريباً منه رواه البرقي في باب الثلاثة من الأشكال والقرائن ، من المحاسن : 1 : 5 ح 11 ، عن الحسن بن سيف، عن أخيه عليّ، عن سليمان بن عمر ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه علیهماالسّلام قال : «لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى تكون فيه ثلاث خصال: الفقه في الدين ، وحسن التقدير فى المعيشة، والصبر على الرزايا». وأورده الحرّاني في آخر عنوان «نثر الدرر» من كلمات الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول . وأورد في باب حكم ومواعظ الإمام الرضا علیه السّلام: ص 446 نحوه . وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : ج 1 ص 32 ، باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء، من كتاب فضل العلم الحديث ، قال : محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن رجل ، عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «الكمال كلّ الكمال : التفقّه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتقدير المعيشة». وأورده أيضاً الحرّاني في قصار حكم ومواعظ الإمام الباقر علیه السّلام من تحف العقول: ص 292 . وأورد نحوه الكراجكي في معدن الجواهر : ص 32 باب ما جاء في اثنين
2- النائبة : ما ينوب الإنسان، أي ينزل به من المهمّات والحوادث. (النهاية : 5: 123 مادة «نوب»)

باب 4 : حقّ العالم

(71)1 - أبوجعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضّي الله عنه قال: - حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار [أبي حمزة] الثمالي :

عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث طويل) قال : «وحقّ سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحُسن الاستماع إليه والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، ولا تُجيب أحداً يسأله عن شيء حتّى يكون هو الّذي يُجيب، ولا تُحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء، و وأن تستر عيوبه، وتُظهر مناقبه، ولا تجالس له عدوّاً ، ولا تعادي له وليّاً ، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنّك صدته وتعلّمت علمه الله جلّ اسمه لا للنّاس».

(أمالي الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في باب جوامع الحقوق من كتاب العشرة .

ص: 115

(72)2 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال : حدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثنا الحسن بن محبوب قال : حدّثنا معاوية بن وهب قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول: «اطلبوا العلم، وتزيّنوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبّارين، فيذهب باطلكم بحقّكم».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 9)

ص: 116


1- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 1 من باب صفة العلماء من كتاب فضل العلم من الكافي : ج 1 ص 36 عن محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب . وأورده الفتّال في عنوان: «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 10. ورواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 80 مرسلاً ، إلّا أنّ فيه : «علماء جبابرة». وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الطبراني في الأوسط : رواه الطبراني في الأوسط : ج 7 ح 6180 ، وعنه السمهودي في الفصل الأوّل من الباب الثالث من جواهر العقدين : ص 121 وفي الفصل 5 ص 161 ، وعنه وعن ابن عديّ في الكامل : السيوطي في حرف التاء من الجامع الصغير : 2 : 97 و شرحه «فيض القدير»: 3: 253 ح 3322 والمتّقي في الحديث 28717 من كنز العمّال : 10: 141 ، وفي الجميع : «تعلّموا العلم ، وتعلّموا للعلم السكينة والوقار ، و تواضعوا لمن تعلّمون منه» . وأورده الشهيد في الباب الأوّل من النوع الثالث من منية المريد : ص 243 . وقريباً منه رواه الديلمي في أعلام الدين : ص 82 عن أمير المؤمنين علیه السّلام . ورواه الهندي في كنز العماّل : 10 : 239 / 29267 نقلاً عن الديلمي في الفردوس . ومن حديث ابن عبّاس ، رواه السيّد المرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسيّة : 46:1 في عنوان «الحديث الثانى في العلم ...» . ومن حديث أبي سعيد الخدري، رواه ابن عبد البرّ في أوّل عنوان «باب جامع في آداب العالم والمتعلّم، من كتاب جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 125، وانظر أيضاً ص 135 منه . ومن حديث عمر ، رواه أبو نعيم في ترجمة مالك بن أنس من حلية الأولياء : 6 : 342 ، والهندي في الحديث 29348 من كنز العمّال : 10 : 252 نقلاً عن أحمد في الزهد، و آدم بن أبي اياس في العلم، والدينوري في المجالسة، وابن مندة في غرائب شعبة ، والأجري في أخلاق حملة القرآن ، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عبد البرّ في العلم ، وابن أبي شيبة . ومن حديث ابن عمر ، كما في الأمالي الخميسيّة : 1 : 69 في عنوان «الحديث الثالث : في ذكر ما ينبغي أن يكون عليه العالم والمتعلّم». ومن حديث عبدالله بن جرّاح ، رواه الديلمي في عنوان «ذكر الأحاديث الّتي أمرها النبيّ صلّی الله علیه و آله أمّته في أمر الله عزّ وجلّ» من الفردوس : 1 : 101 ح 206 . ونحوه في عنوان «فصل : ما يجب أن تكون عليه أخلاق العلماء» من كتاب «أدب الدنيا والدين» - للماوردي - : ص 80 عن عمر ، وفي الحديث 29338 من كنز العمّال : 10 : 250 عن ابن النجّار، عن ابن عمر . وانظر جامع الأحاديث - لأبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي-: ص 67 ، وكنز الفوائد - للكراجكي - : 2 : 108 ، وتنبيه الخواطر - لورّام بن أبي فراس - : 1 : 82

(73) 3 - (1) وبإسناده إلى أبي ذر ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال : «إنّ من إجلال الله، إكرام العلم والعلماء، وذي الشيبة المسلم، وإكرام حملة القرآن وأهله، وإكرام السلطان المقسط».

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الثالث ، ويأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 117


1- وقريباً منه رواه البخاري في الأدب المفرد: ص 113 - 114 الباب 164 - باب إجلال الكبير - من طريق الأشعري . وفي كتاب العلم والبيان ، من عيون الأخبار - لابن قتيبة - 2 : 133 عن رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «إنّ من تعظيم جلال الله : إكرام ذي الشيبة في الإسلام ، وإكرام الإمام العادل، وإكرام حامل القرآن»، ومثله في الأشعثيّات : ص 196 إلّا أنّ فيه : «حامل القرآن غير العادل فيه ولا الجافي عنه» . ومثله في الأمالي الخميسيّة : 2 : 240 في عنوان «الحديث الخامس والثلاثين : في ذكر الشيب والعمر ...» من طريق أمير المؤمنين علیه السّلام، و ابن عبّاس ، وقريباً منه في ص 239 من طريق طلحة بن عبيد الله ، وفي 246 من طريق ابن عمر ، وفي ص 247 من طريق أبي موسى الأشعري ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله. والفقرة الثانية ، رواها الكليني في باب «إجلال الكبير» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 165 ح 1 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وأورده السبزواري في الفصل 50 من جامع الأخبار : ص 242 ح 619

(74)4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا : محمّد بن محمّد بن معقل العجلي الترمساني القرميسيني نزيل «سهرورد»، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن بنت إلياس ، قال : حدّثني أبي قال : سمعت الرضاء علیه السّلام يحدّث عن أبيه، عن جدّه ، عن محمّد بن علي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن عليّ علیه السّلام قال :

ص: 118


1- ورواه الشيخ الصدوق رحمه الله في باب مواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من كتاب المواعظ ص 101 ، وفي الفقيه : 4 : 290 / 876 ح 55 من باب النوادر ، إلى قوله : «فاغفروها». ورواه أيضاً الصدوق في باب الإثنين من الخصال : 1: 33 - 34 - 3 عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علىّ علیهم السّلام، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، إلى قوله: «فاغفروها». ورواه الديلمي في الفردوس : 3 : 132 ح 4166 ، وفقرة منه في الحديث 7938 : ج 5 ص 294 من طريق أبي سعيد . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 75، والديلمي في أعلام الدين : ص 214 وفيه : اثنتان.... ورواه جعفر بن أحمد القمّي في أوّل حرف الغين من جامع الأحاديث ص 102 إلى قوله علیه السّلام: «فاغفروها»، ونحو ذيله في حرف «لا» : ص 132 وفيه: «لا حليم إلّا ذو عشرة غيرة ، ولا حكيم إلّا ذو تجربة». ورواه البرقي في الباب 16 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : ص 230 ح 170 ، و الصدوق في الفقيه : 4 : 290 ح 875 ، وفى ط ص 406 ح 5879 ، وفي باب الإثنين، من الخصال: ص 33 - 34 ، حديث 3 ، وفي باب «معنى غريبتين يجب احتمالهما» من معاني الأخبار: 367 ، والحرّاني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله وحكمه من تحف العقول : . وحكمه من تحف العقول: ص 59 بتفاوت يسير إلى قوله علیه السّلام : «فاغفروها». وأورده الفتّال في عنوان : «ماهيّة العقول وفضلها» من روضة الواعظين ص 7 ، وفيه : «کلمتان، فاحتملوها ...». ونحو الذيل ، رواه البخاري في الباب 254 ح 565 و 566 ، والترمذي في سننه : ج 4 ح 2033 ، وابن أبي الدنيا في مقدّمة كتاب «الحلم» : ص 17 ح 1 ، وابن حبّان في موارد الظمأن : (2078) ، وأبو نعيم في الحلية : 8: 324 ، والقاضي القضاعي في مسند الشهاب: 2 : 37 ح 834، والحاكم في آخر كتاب الأدب من المستدرك : 4 : 293 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 4 : 158 ح 4648 ، والقاضي المعافى في الجليس الصالح : 2: 112 مجلس 33 جميعاً من طريق أبي سعيد وفي الجميع : «لا حليم إلّا ذو عثرة ، و لا حكيم إلّا ذو تجربة» . ورواه أحمد في مسنده : 3: 69 ، إلّا أنّ فيه: «لا حليم إلّا ذو عشرة ...». ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 8 : 324 وفيه في الموردين «لا حليم»، والظاهر تصحيف الثاني

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «غريبتان : كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سَفَه من حكيم فاغفروها ، فإنّه لا حكيم إلّا ذو عثرة، ولا سفيه إلّا ذو تجربة» (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 10)

ص: 119


1- هذا هو الظاهر الموافق لما في البحار عن أمالي الطوسي، وفي المطبوعة بتحقيق مؤسّسة البعثة : «فإنّه لا حليم إلّا ذو عسرة ، ولا حكيم إلّا ذو تجربة»، ومثله في شعب الإيمان : 4 : 158 ح 4648 ، وفي الأشعثيات : «... ذو عشرة»، وفي الطبعة الحجريّة من الأمالي : «لاحكيم» في الموردين ، ومثله فى الفردو 4س . والظاهر أن «عشرة» أو «عسرة» مصحّف «عسرة» مصحف عن «عثرة» ، وانظر تخريج الحديث

باب 5: صفة العلماء وأصنافهم، وذمّ علماء السوء ولزوم التحرّز منهم

(75)1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر قال : حدّثني أبي قال : حدّثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة صدقة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم».

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 7)

ص: 120


1- ورواه أيضاً في باب الواحد من الخصال : 1 : 4 ح 10 عن محمّد بن أحمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد.... ورواه أيضاً في ح 11 من الباب المذكور عن الطبراني . ورواه الطبراني في المعجم الأوسط : 5: 429 - 4843 ، وفي ترجمة عبدالوهاب بن رواحة الرامهرمزي من المعجم الصغير : 1 : 251 عن عبدالوهاب بن رواحة ، عن أبي كريب محمّد بن العلاء الهمداني ، عن حفص بن بشير الأسدي ، عن حسن بن بشير الأسدي، عن الحسن بن الحسين العلوي، عن أبيه الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد ...، وفيه : «والّذي نفسي بيده، ما جمع...». وفي عنوان: «ماهيّة العلوم وفضلها من روضة الواعظين ص 5 عن رسول الله صلّی الله علیه و آله أنّه قال : «والّذي نفسي بيده ، ماجمع ... » وذكر مثله . وانظر مارواه ابن عبدالبرّ في عنوان «باب جامع في آداب العالم والمتعلّم» من كتاب جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 125 - 126 ، وابن قتيبة في باب الحلم والغضب، من كتاب السؤدد، من عيون الأخبار : 1 : 282 ، وفي كتاب العلم والبيان : ص 126

(76) 2 - (1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثمالي :

عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال: «المؤمن خُلِط علمه بالحلم ، يجلس ليعلم، وينصٌت ليَسلَم، وينطق ليَفهَم» الحديث (2) .

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 15)

يأتي تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته من كتاب الإيمان والكفر .

(77) 3 - (3) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن

ص: 121


1- ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 231 باب المؤمن وعلاماته وصفاته : ح 3 وفيه : «خلط عمله بالحلم»
2- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 67 : 292 : « يجلس ليعلم» : أي يختار مجلساً يحصل فيه التعلّم ، وإنّما يجلس له لا للأغراض الفاسدة . «ينصت ليسلم»: أي من مفاسد الكلام. «وينطق ليفهم» : أي إنّما ينطق في تلك المجالس ليفهم ما أفاده العالم إن لم يفهمه ، لا للمجادلة وإظهار الفضل
3- ورواه أيضاً فى باب أواخر باب الثلاثة من الخصال : 1 : 194 ح 269 عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن سعيد بن علاقة ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام . ورواه الكليني في الكافي : ج 1 ص 49 ، باب النوادر ، من كتاب فضل العلم ، بمغايرة طفيفة في بعض الألفاظ ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. بیان قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في باب صفات العلماء من كتاب العلم من بحارالأنوار: 2 : 47: المراء : الجدال والجهل : السفاهة وترك الحلم. والختل - بالفتح - : الخدعة والأندية : جمع النادي، وهو مجتمع القوم ومجلسهم والسربال : القميص، وتسربل : أي لبس السربال . والتخشّع : تكلّف الخشوع وإظهاره وتخلّا : أي خلا جدّاً. قوله : «فدقّ الله من هذا» : أي بسبب كلّ واحدة من تلك الخصال، ويحتمل أن تكون الإشارة إلى الشخص ، فكلمة «من» تبعيضيّة . والحيزوم : ما استدار بالظَهر والبطن، أو ضلع الفؤاد، أو ما اكتنف بالحلقوم من جانب الصدر. والخيشوم: أقصى الأنف ، وهما كناية عن إذلاله . وفي الكافي : «فدقّ الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه». والمراد بالثاني : قطع حياته . قوله : «فهو لحلوائهم» : أي لأطعمتهم اللذيذة. وفي بعض النسخ : «لحلوانهم»: أي لرشوتهم. والحطم : الكسر. والأثر : ما يبقى في الأرض عند المشي ، وقطع الأثر ، إمّا دعاء عليه بالزمانة ، كما ذكره الجزري ، أو بالموت ، ولعلّه أظهر . والكابة - بالتحريك والمدّ ، وبالتسكين - : سوء الحال، والإنكار من شدّة الهم والحزن، والمراد حزن الآخرة. والحندس - بالكسر - : الظلمة . وقوله «في حندسه» بدل من الليل، ويحتمل أن يكون «في» بمعنى «مع» ويكون حالاً من الليل . وقوله : «قد انحنى في برنسه» : أي انحنى للركوع والسجود كائناً في برنسه ، والبرنس : قلنسوة طويلة كان يلبسها النساك في صدر الإسلام، كما ذكره الجوهري ، أو كلّ ثوب رأسه منه ملتزق به ، من دراعة أو جبّة أو ممطر أو غيره، كما ذكره الجزري . وفي الكافي : «قد تحنّك في برنسه». قوله : يعمل ويخشى : أي أن لا يقبل منه . قوله : «فشد الله من هذا أركانه» : أي أعضاءه و جوارحه ، أو الأعمّ منها ومن عقله وفهمه ودينه وأركان إيمانه . والفرق بين الصنفين الأوّلين : بأنّ الأوّل غرضه الجاه والتفوّق بالعلم، والثاني غرضه المال والترفّع به ، أو الأوّل غرضه إظهار الفضل على العوام وإقبالهم إليه ، والثاني قرب السلاطين والتسلّط على النّاس بالمناصب الدنيويّة

جعفر بن جامع الحميري عن أبيه، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال:

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول: «طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم صنف منهم يتعلّمون للمراء

ص: 122

والجدل (1) ، وصنف منهم يتعلّمون للاستطالة والختل، وصنف منهم يتعلّمون للفقه والعمل (2).

فأمّا صاحب المراء والجدل (الجهل)، تراه مؤذياً معمارياً للرجال في أندية المقال، قد تسربل بالتخشّع، وتخلّى من الورع، فدقّ الله من هذا حيزومه، وقطع منه خيشومه .

وأمّا صاحب الاستطالة والختل، فإنّه يستطيل على أشباهه من أشكاله ، ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى الله من هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره.

وأمّا صاحب الفقه والعمل ، تراه ذا كأبة وحزن، قد قام الليل في حندسه، وقد انحنى في برنسه، يعمل ويخشى خائفاً وجلاً من كلّ أحد ، إلّا من كلّ ثقة (3) من إخوانه، فشدّ الله من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه».

(أمالي الصدوق : المجلس : 91، الحديث 9)

(78) 4 - (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا علي بن مهرويه، عن داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي علیه السّلام قال :

ص: 123


1- في نسخة : «الجهل»
2- فى الخصال: «والعقل»
3- فى الخصال : «من كلّ فقيه...»
4- وروى الكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 33 عن الإمام الصادق علیه السّلام : «الملوك حكّام على النّاس ، والعلماء حكّام على الملوك» . ومثله رواه ابن قتيبة في أوائل كتاب العلم والبيان ، من عيون الأخبار : 2 : 121 عن أبي الأسود

سمعت أمير المؤمنين علیه السّلام يقول : «الملوك حكّام على النّاس، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله ، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك».

(أماني الطوسي : المجلس 2، الحديث 47)

(79) 5 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني محمّد بن عبدالرحمان العرزمي، عن أبيه :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «من زيّ الإيمان الفقه، و من زيّ الفقه الحلم، ومن زيّ الحلم الرفق، ومن زيّ الرفق اللين، ومن زيّ اللين السهولة».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 20)

(80)6 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن

ص: 124


1- وأورده الحرّاني في حكم ومواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول: ص 368، إلّا أن ّفيه في جميع الموارد : «من زَين»
2- ورواه الكليني في باب «حبّ الدنيا والحرص عليها» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 319 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 169 بتفاوت يسير. ورواه أحمد في عنوان «حكمة عيسى» من كتاب الزهد : ص 121 ح 390 عن سيّار، عن جعفر ، عن هشام الدستوائي قال : إنّ في حكمة عيسى بن مريم علیهاالسّلام ، وذكر الحديث بتفاوت وزيادة في آخره. ورواه الدارمي في سننه : 1 : 103 ، والبيهقي في الباب 18 - في نشر العلم - من شعب الإيمان : 314:2 ح 1917 عن أبي بكر أحمد بن الحسين ، وأبي سعيد محمّد بن موسى، عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن إسحاق الصغاني ، عن سعيد بن عامر ، عن هشام الدستوائي قال: قرأت في كتاب بلغني أنّه من كلام عیسی بن مریم صلوات الله عليه - وذكر الحديث بتفاوت و زيادة في آخره. والفقرة الأولى من الحديث رواها الكراجكي في عنوان : «فصل : في الوعظ والزهد» من كنز الفوائد : 1 : 305

أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غیاث قال :

سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : قال عيسى بن مريم لأصحابه : «تعملون للدنيا وأنتم تُرزَقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا تُرزَقون فيها إلّا بعمل ويلكم علماء السوء، الأُجرة تأخذون والعمل لا تصنعون ! يوشك ربّ العمل أن يطلب عمله، ويوشك أن يخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته، وهو مقبلٌ على دنياه، وما يضرّه أشهى إليه ممّا ينفعه» ؟ !

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 6)

(81) 7 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي

ص: 125


1- ورواه الشيخ المفيد قدّس سرّه في الفصل الرابع من الباب الثالث من الإرشاد : ج 1 ص 224 ، وفى ط ص 231 - 233 بتفاوت وزيادة. ورواه أيضاً اليعقوبي - مع إضافات واختلاف في الألفاظ - في تاريخه : ج 2 ص 211 ، والقاضي المعافى في المجلس 81 من الجليس الصالح : 3 : 380 - 381. ورواه القاضي النعمان في دعائم الإسلام : ج 1 ص 97 - 98 بتفاوت وزيادة . ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 6 من باب البدع والرأي والمقائيس ، من كتاب فضل العلم، من الكافي : ج 1 ص 56 - 54 ، عن محمّد بن يحيى، عن بعض أصحابه ، وعلي بن ابراهيم، [عن أبيه] ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن محبوب، رفعه ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام أنّه قال : «إنّ من أبغض الخلق إلى الله عزّ وجلّ لرجلين : رجل وكّله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشعوف بكلام بدعة ، قد لهج بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن به ضالّ عن هدي من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به فى حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره ، رهن بخطيئته، ورجل قمش جهلاً ...» . وذكر الحديث بمغايرة ، وزيادة ونقيصة . و رواه ابن قتيبة في باب القضاء من كتاب السلطان من عيون الأخبار : 1: 60 - 61 بتفاوت . وأورده ابن حمدون في تذكرته : 1 : 84 - 85 / 150 من قوله : «إنّ أبغض الخلائق إلى الله» إلى قوله : «وتعجّ المواريث إلى الله»، والآبي في نثر الدرّ : 1 : 308 - 309 . ورواه الحافظ ابن عساكر في الحديث 1259 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 3 ص 273 قال : أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله - إذناً ومناولة وقرأ عَلَىّ إسناده - أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا المعافى بن زكريّا القاضي ، حدّثني محمّد بن عمر بن نصير الحربي الحمّال سنة ست عشرة وثلاث مئة إملاءً من حفظه ، أنبأنا حاجب بن سليمان المنيحي - وهو يومئذ بحلب سنة ثنتين وستّين ومائتين - ، أنبأنا الوصّاف بن صالح. حيلولة : قال : وأنبأنا محمّد بن محمّد بن يزيد المقرىء النهرواني المعروف بابن زيدويه ، أنبأنا أبو منصور - يعني سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل البجلي ، أنبأنا حاجب بن سليمان ومحمّد بن الحسن بن سنان المنيحيان قالا : أنبأنا الوصاف بن حاتم أبو الحسن - قال القاضي : وهو الصواب عندي - وقالا جميعاً أعني الحربي وابن زيدويه : أنبأنا أبو إسحاق الكوفي ، عن خالد بن طليق ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال: ... وذكر الحديث مع مغايرات . وأورده أبو طالب المكّي في عنوان «باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا وعلماء الآخرة وذمّ علماء السوء الأكلين بعلومهم الدنيا» من كتاب قوت القلوب : 1 : 257 قال : رويناه عن خالد بن طليق ، عن أبيه ، عن جدّه - وجدّه عمران بن حصين - قال : خطبنا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ورضي عنه فقال ، وذكر الحديث. و رواه السيّد أبو طالب في أماليه ، كما في الباب 14 من تيسير المطالب : ص 179 - 181 ح 338 بإسناده عن الشعبي، عن الحارث، عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، بتفاوت وزيادة . وأورده الغزاليّ في الباب 6 - في آفات العلم ... » من إحياء علوم الدين : 1 : 92 بتفاوت . ولاحظ نهج السعادة : ج 3 ص 91 ط 1 ، الخطبة 21

ص: 126

قال : حدّثنا أحمد بن الصلت قال : حدّثنا حاجب بن الوليد قال : حدّثنا الوصّاف بن صالح قال : حدّثنا أبو إسحاق، عن خالد بن طليق (1) قال :

سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول : «ذمّتي بما أقول رهينة، وأنا به زعيم، أنّه لا يهيج على التقوى زرع قوم، ولايظماً على التقوى سنخ أصل ، ألا إنّ الخير كلّ الخير فيمن عرف قدره، وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره، إنّ أبغض خلق الله إلى الله رجل قمش علماً من أغمار غشوة وأوباش فتنة ، فهو في عمى عن الهدى الّذي أتى من عند ربّه ، وضالّ عن سنّة نبيّه صلّی الله علیه و آله ، يظنّ أنّ الحقّ في صُحُفه ، كلّا والّذي نفس ابن أبي طالب بيده، قد ضلّ وضلّ من افترى، سمّاه رعاع النّاس عالماً، ولم يكن في العلم يوماً سالماً ، بكر (2) فاستكثر ممّا قلّ منه خير ممّا كثر ، حتّى إذا ارتوى من غير حاصل، واستكثر من غير طائل، جلس للنّاس مفتياً ضامناً لتخليص ما اشتبه عليهم، فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشواً من رأيه، ثمّ قطع على الشبهات، خبّاط جهالات، ركّاب عشوات، فالنّاس من علمه في مثل غزل العنكبوت ، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم ولا يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم، تصرخ منه المواريث، وتبكي من قضائه الدماء، وتُستَحلّ به الفروج الحرام، غير مليّ والله بإصدار ما ورد عليه، ولانادم على ما فرط منه، وأولئك الّذين حلّت عليهم النياحة وهم أحياء».

ص: 127


1- الظاهر أنّ فيه سقط ، لأنّ خالد بن طليق لم يدرك أمير المؤمنين علیه السّلام ، فإنّه روى الحديث عن أمير المؤمنين علیه السّلام بواسطة أبيه ، كما في تاريخ دمشق ، أو بواسطة أبيه عن جدّه ، كما في قوت القلوب
2- في نسخة : «فكّر»

فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، فمن نسأل بعدك ، وعلى ما نعتمد ؟

فقال: «استفتحوا بكتاب الله، فإنّه إمام مشفق، وهاد مرشد ، وواعظ ناصح، ودليل يؤدّي إلى جنّة الله عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 8)

(82)8 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى بن [سامان أبو ] الحسين العبرتائي الكاتب ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال : حدّثني عبدالله بن عبدالرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دُبّي الهنائي قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود، عن أبي ذر :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال: «يا أباذر إنّ شرّ الناس عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف به وجوه النّاس إليه لم يجد ريح الجنّة .

يا أباذر ، إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا أعلمه، تنج من تبعته، ولاتفت النّاس بما لاعلم لك به ، تنج من عذاب يوم القيامة.

يا أباذر يطلع قوم من أهل الجنّة، إلى قوم من أهل النّار فيقولون: ما أدخلكم النّار، وإنّما أدخلنا الجنّة بفضل تأديبكم وتعليمكم ؟! فيقولون : إنّا كنّا نأمركم بالخير ولا نفعله».

وفيه أيضاً : «يا أباذر من أوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به ، لأنّ الله جلّ ثناؤه نعت العلماء فقال : «إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلم مِن قَبلِهِ إِذا يُتلَى عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلْأَذقانِ سُجَّداً» إلى قوله : «يَبكُونَ» (1) .

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

ص: 128


1- الإسراء : 17 : 109 - 107

(83) 9- أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي ب_ «أرتاح» ، قال : حدّثنا الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمّانة الأشعري سنة أربع وخمسين ومئتين وفيها مات بالكوفة، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى الغريق قال : حدّثني عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس ، عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «من فقه الرّجل قلّة كلامه فيما لا يعنيه».

(أمالي الطوسي: المجلس 29، الحديث 19)

(84) 10- أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن عيسى بن هارون بن سلام، عن محمّد بن زكريّا المكّي، عن كثير بن طارق (1)، عن زيد بن علي، عن أبيه علیه السّلام قال :

سئل علي بن أبي طالب علیه السّلام : من أفصح النّاس ؟ قال : «المجيب المسكت عند بديهة السؤال».

(أمالي الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 10)

(85)11 - (2) حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبدالله محمّد

ص: 129


1- الظاهر أنّ سند الشيخ إلى كثير بن طارق كذلك، كما في سائر الموارد المذكورة في المجلس 11 من أمالي الطوسي، وليس هنا سند متّصل إلى كثير
2- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 3 من باب «من وصف عدلاً وعمل بغيره» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي: ج 2 ص 300 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، إلّا أنّ فيه : «إنّ من أعظم الناس». وأورده الحرّاني في قصار حكم ومواعظ الإمام الباقر علیه السّلام من تحف العقول : ص 298 وفيه : «إنّ أشدّ النّاس ... عبد وصف ...». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 79. وانظر ما رواه الديلمي في أعلام الدين : ص 83- 84

بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابن أبي يعفور :

عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إنّ أعظم الناس [حسرة ] (1) يوم القيامة ، من وصف عدلاً، ثمّ خالفه إلى غيره».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 30)

(86) 12 - (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن

ص: 130


1- ما بين المعقوفين من البحار وسائر المصادر
2- وروى الكليني قدّس سرّه في الحديث 5 من باب من وصف عدلاً وعمل بغيره من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 300 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطيّة ، عن خيثمة قال : قال لي أبو جعفر علیه السّلام : «أبلغ شيعتنا أنّه لن ينال ماعند الله إلّا بعمل ، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة ، من و وصف عدلاً ثمّ يخالفه إلى غيره». وروى في الحديث 2 من باب زيارة الإخوان من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 1 ص 175 عن محمّد بن يحيى، عن على بن النعمان، عن ابن مسكان ، عن خيثمة قال : دخلت على أبي جعفر علیه السّلام أودّعه فقال : «ياخيثمة، أبلغ من ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم ، وأن يعود غنيّهم على فقيرهم ، وقويّهم على ضعيفهم ، وأن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإنّ لُقيا بعضهم بعضاً حياة لأمرنا ، رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، ياخيثمة أبلغ موالينا أنّا لانغني عنهم من الله شيئاً إلّا بعمل، وأنّهم لن ينالوا ولايتنا إلّا بالورع، وأنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره» . ورواه القاضي النعمان في عنوان «وصايا الأئمّة علیهم السّلام» من دعائم الإسلام : 1 : 61 - 62 ، و نحوه عن الإمام الصادق علیه السّلام في ص 62 - 63 . وفقرة من الحديث أوردها الحرّاني في باب مواعظ الإمام الباقر علیه السّلام من تحف العقول : ص 298 ، وانظر تنبیه الخواطر : 2 : 27

علي الدعبلي، عن أبيه، عن ، عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن ابيه جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام:

عن أبي جعفر علیه السّلام أنّه قال لخيثمة : «أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، وأبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أُمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 47)

(87)13- وبإسناده عن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ( في حديث) قال : «إنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلاً وخالفه إلى غيره».

(أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 20)

سیأتی تمامه مسنداً، في الباب الثامن.

ص: 131

باب 6 : من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز

(88)1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة :

عن عبد الله أنّه قال: «تعلّموا ممّن علم فعمل».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 23)

(89)2- (2) أخبرنا أبو الحسين ابن بشران قال : أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج قال : حدّثنا أبو سعيد الهروي يحيى بن أبي نصر الشيخ الصالح قال : سمعت إبراهيم بن المنذر الحزامي مى يقول : سمعت مَعنا (3) و محمّد بن صدقة أحدهما أو كلاهما - قال :

ص: 132


1- ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 9 : 152 ح 8760 عن محمّد بن النضر الأزدي ، عن معاوية بن عمرو عن زائدة، عن ، عن الأعمش ، إلّا أنّ فيه : «يا أيها النّاس، تعلّموا ، فمن علم فليعمل». ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 1 : 164 . وفي باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله ، من سنن الدارمي : 1 : 103 عن عمرو بن عون ، عن خالد بن عبدالله ، عن زيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة ، عن عبدالله قال: «تعلّموا تعلّموا ، فإذا علمتم فاعملوا»
2- ورواه ابن قتيبة في كتاب العلم والبيان ، من عيون الأخبار : 2 : 135 بتفاوت في اللفظ غير مغيّر للمعنى
3- معن هذا هو ابن عيسى بن يحيى بن دينار الأشجعي القزّاز أبو يحيى المدني، يروي عن مالك بن أنس وعنه إبراهيم بن المنذر ، كما في ترجمته من تهذيب الكمال : 28 : 336 - 339 / 6115 وفي غيره من كتب الرجال

و كلاهما ثقة - :

عن مالك بن أنس قال : «لا يُؤخذ العلم من أربعة ، وخذوا ممّا سوى ذلك ، لا يؤخذ من كذّاب يكذب في حديث النّاس، ولا من سفيه معلن السفه، ولا من صاحب هوىً يدعو إلى هواه، ولا من رجل له فضل وصلاح وعبادة إذا لم يحسن ما يحدّث» .

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 37)

(90)3 - (1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبوأحمد عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ب_ «بغداد» قال : حدّثني محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام: «الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالّة المؤمن ، فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحقّ بها وأهلها».

(أمالي الطوسي : المجلس 30 ، الحديث 3)

(91) 4 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد العلوي الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم بن النضر أبو نصر الصيداوي قال : حدّثنا حمّاد بن عثمان ، عن حمران بن أعين قال :

ص: 133


1- تقدّم تخريجه في الحديث 26 من الباب 1
2- وروى نحوه الشريف الرضي قدّس سرّه في الحكمة 79 من نهج البلاغة ، أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «خذ الحكمة أنّى كانت ، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق فتَلَجلَج في صدره حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن» . «الكبا» - بالكسر - : الكناسة. و«تلجلج»: أي يتحرّك . وفي نزهة الأبصار للمهامطيري : ص 326، ح 196 : «خذ الحكمة أين أتتك ، فإنّ الكلمة من الحكمة تكون في صدر المنافق فتتلجلج حتّى تسكن إلى صاحبها». ونحوه رواه القاضي القضاعي في آخر الفصل 6 من دستور معالم الحكم : ص 128 ثمّ قال : يقال : لَجَلَجَ اللُّقمة في فيه : إذا أَدارَها ولم يُسِغها ، وأراد علیه السّلام أنّ الكلمة قد يَعلمها المنافق فلاتزال تتحرّك في صدره ولا تسكن حتّى يسمعها المؤمن أو العالم فيَثْقفها فتسكن في صدره إلى أخواتها من كلم الحكمة . وروى البرقي في الباب 16 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : ص 230 ح 174 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام نحوه

سمعت علي بن الحسين علیهماالسّلام يقول : «لا تحقر اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكِبا الخسيسة، فإنّ أبي حدّثني قال : سمعت أمير المؤمنين علیه السّلام يقول : إنّ الكلمة من الحكمة تتلجلج في صدر المنافق نزوعاً إلى مظانّها حتّى يلفظ بها، فيسمعها المؤمن فيكون أحقّ بها وأهلها، فيلقفها». (أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 4)

(92) 5 - (1) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان الهنائي، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد عن الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير :

عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله علیه السّلام عن قول الله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهلَ الذُّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ» (2) من هم؟

قال: «نحن».

قلت : علينا أن نسألكم ؟

قال: «نعم».

قال : قلت : فعليكم أن تجيبونا ؟

قال : «ذاك إلينا». (أمالي) الطوسي : المجلس 35، الحديث 34)

ص: 134


1- ورواه الصفار في الباب 19 - في أئمة آل محمد أنهم أهل الذكر ... » من الجزء الأوّل من بصائر الدرجات ص 38 ، ورواه في الحديث 6 من الباب عن هشام بن سالم ، عن زرارة. والحديث مرويّ عن أبي جعفر علیه السّلام أيضاً ، كما في باب «إنّ أهل الذكر الّذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمّة علیهم السّلام» ، من كتاب الحجّة من الكافي: 1: 211 ح 6 ، وقريب منه في الحديث 1 و 15 و 16 و 25 من الباب المتقدّم من بصائر الدرجات. وروى الكليني نحوه عن الإمام الرضا علیه السّلام ، كما في الحديث 2 من الباب المتقدّم من الكافي: 210:1 ، والحديث 20 من الباب 19 من الجزء 1 من البصائر ص 42 . وروي أيضاً عن عليّ بن الحسين علیه السّلام ، كما في الحديث 8 من الباب المتقدّم من الكافي : 1: 212 ، والحديث 2 من الباب 19 من الجزء 1 من البصائر
2- النحل : 16: 43 ، الأنبياء : 21 : 7

باب 7 : أصناف النّاس في العلم وفضل حبّ العلماء

(93) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ما جيلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد (2)، عن فضيل بن خديج :

عن كميل بن زياد النخعي قال : كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام في مسجد الكوفة ، وقد صلّينا العشاء الآخرة ، فأخذ بيدي حتّى خرجنا من المسجد، فمشى حتّى خرج إلى ظَهر الكوفة ، لا يكلّمني بكلمة، فلمّا أصحر (3) تنفّس ثمّ قال :

ص: 135


1- ورواه أيضاً في الباب الثالث - ومن كلامه علیه السّلام في مدح العلماء ... - من الإرشاد : ج 1 ص 227 - 228 فصل 63 . وأورده عمّي العلّامة المحمودي دامت بركاته في باب كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من نهج السعادة : ج 1 ص 505 ، طبع 1 برقم 152 نقلّا عن عن الشيخ المفيد - مع اختلاف في بعض العبارات، وأشار في هامشه إلى موارد الاختلاف، وذكر للكلام أسانيد ومصادر عديدة ، فليراجع . وللحديث مصادر وأسانيد عديدة ، فرواه اليعقوبي في آخر سيرة علي علیه السّلام من تاريخه: ج 2 ص 205، ومحمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام : 2 : 94 - 96 ح 581، والصدوق في الباب 26 من كمال الدين : 1 : 289 في عنوان : «ما أخبر به أمير المؤمنين علیه السّلام من وقوع الغيبة» ح 2 ، وفي باب الثلاثة من الخصال : 1 : 186 ح 257 ، وابن شعبة الحرّاني في تحف العقول ص 118 ، وفي ط 169 ، وأبو جعفر الإسكافي في عنوان « باب في بعض ما ورد عن أمير المؤمنين علیه السّلام من ينابيع الحكم» من كتاب المعيار والموازنة : ص 79 و السيّد أبو طالب في أماليه ، كما فى الحديث الثانى من الباب 9 من تيسير المطالب : ص 139. ورواه علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 147 - 149 ، خ 52 ، وأبونعيم في حلية الأولياء : ج 1 ص 79 في عنوان «وصيته لكميل بن زياد» ، والثقفي في الغارات : 1 : 148 - 154 ، وفي ط ص 89 - 91 ، والخطيب البغدادي في ترجمة إسحاق بن محمّد النخعي من تاريخ بغداد: 6: 379 ، وابن حمدون في تذكرته : 1 : 67 / 90، وأشار إليه ابن حجر في ترجمة إسحاق بن محمّد النخعي من لسان الميزان برقم 1156 عن تاريخ بغداد . ورواه ابن عبد ربّه في كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك من العقد الفريد : 2 : 81 في عنوان «فضيلة العلم» ، وابن عبد البرّ في كتاب «جامع بيان العلم وفضله» : 2 : 112 - 113 وقال : و هو حديث مشهور عند أهل العلم يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم، وأبوطالب المكّي في الفصل 31 من قوت القلوب : 1 : 242 - 243 ، وبعض فقراته في عنوان «ذكر الفرق بين علماء الدنيا والآخرة» : ص 258 ، والغزّالي في الباب 6 - في آفات العلم - من إحياء علوم الدين : 1 : 87، والحمّويي في الحديث 334 في أواخر الباب 70 من فرائد السمطين : ج 1 ص 396، وسبط ابن الجوزي في عنوان «فصل : ومن وصاياه علیه السّلام» من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تذكرة الخواصّ، والخوارزمي في الفصل 24 من المناقب ص 365 ح 383 ، وابن عساكر في ترجمة کميل من تاريخ دمشق : ج50 ص 255-252 بأسانيد ، وأيضاً في ج 14 ص 17 - 18 في ترجمة الحسين بن أحمد بن سلمة ، والديلمي في أعلام الدين : ص 85 - 86 . وأورده السيّد الرضي قدّس سرّه في باب كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام ، و من نهج البلاغة ، تحت الرقم 147 بمغايرة جزئية في بعض العبارات. وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 10 إلى قوله علیه السّلام : «وأمثالهم في القلوب موجودة». وروى ابن قتيبة بعض فقراته في أوائل كتاب العلم والبيان من عيون الأخبار : 2 : 121 ، وبعضها في كتاب الزهد : ص 355 باب صفات الزهّاد . وأورد الماوردي بعض فقراته - الواردة في فضل العلم - في الباب الثاني من «أدب الدنيا والدین» : ص 48 بتفاوت . وقريباً منه رواه الذهبي في تذكرة الحفّاظ : ج 1 ص 11، والمزّي في ترجمة كميل من تهذيب الكمال : 24 : 220 برقم 4996 ، والفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : «وعلّم آدم الأسماء كلّها» [البقرة : 2 : 31] في التفسير الكبير : 2 : 192 ، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين : ص 255 ح255، والمتّقي في كنز العمّال : 10 : 262 - 264 عن ابن الأنباري في المصاحف، والمرهبي في العلم ، ونصر في الحجّة
2- المثبت من أمالي الطوسي، والظاهر أنّه عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي الّذي يروي عنه نصر في كتاب «وقعة صفّين»، وفي أمالي المفيد : «عمرو بن سعد»
3- أصحر : أي خرج إلى الصحراء

ص: 136

«ياكميل ، إنّ هذه القلوب أوعية، فخيرها ،أوعاها ، احفظ عنّي ما أقول : النّاس ثلاثة: عالم ربّاني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كلّ ناعق (1)، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤا بنور العلم، ولم يلجأوا الى ركن وثيق.

ياكميل ، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق (2).

ص: 137


1- الهمج - بالتحريك - جمع همجة، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينهما، والرعاع - بالفتح : الاحداث الطغام من العوام والسفلة وأمثالها ، والنعيق : صوت الراعي بغنمه ، ويقال لصوت الغراب أيضاً، والمراد عدم ثباتهم ، وتزلزلهم في أمر الدين، قال الشيخ البهائي قدّس سرّه : لعلّ في جمع هذا القسم وإفراد القسمين الأوّلين إيماء إلى قلّتهما وكثرته
2- هذه الفقرة من الرواية، أوردها الغزالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1: 17 - 18 وفيه : «... و أنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم، والمال تنقصه ...»

ياكميل، محبّة العالم خير يدان الله به، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته.

يا كميل، منفعة المال تزول بزواله.

ياكميل، مات خزّان الأموال، والعلماء باقون مابقي الدهر أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة.

هاه هاه إنّ هاهنا - وأشار بيده إلى صدره - لعِلماً جمّاً لو أصبت له حملة ، بلى أصيب له لقناً غير مأمون (1)، يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج الله على خلقه وبنعمه على عباده، ليتّخذه الضعفاء (2) وليجة دون وليّ الحقّ، أو منقاداً للحكمة لابصيرة له في أحنائه (3) فقدح الشكّ في قلبه بأوّل عارض من شبهة، ألا لا ذا ولا ذاك .

فمنهوم باللذات ، سلس القياد للشهوات، أو مغرى (4) بالجمع والادّخار، ليس من رعاة الدين، أقرب شبهاً بهؤلاء الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه .

اللهمّ بلى لا تخلو (5) الأرض من قائم بحجّة ، ظاهر مشهور، أو مستتر مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبيّناته، فإنّ اولئك الأقلّون عدداً، الأعظمون خطراً ، بهم

ص: 138


1- قوله : «بلى أصيب له لقناً» : أي وجدت فهِماً، لكنّه غير مأمون ، لأنّه يذيعه إلى غير أهله ويضعه في غير موضعه
2- الوليجة : الدخيلة ، والخاصة من الرجال ، أو من يتّخذ معتمداً عليه من غير الأهل
3- الأحناء : الأطراف والجوانب
4- قوله : «منهوم باللذات» : أي لما لم يكن ذانك الفريقان أهلاً لتحمّل العلم ، فلا يبقي إلّا من هو منهوم باللذات ، سلس القياد للشهوات، والمنهوم الحريص ، والّذي لا يشبع من الطعام وسلس القياد: أي سهل الإنقياد . ومغرى : من الاغراء
5- كذا في أمالي الطوسي ومثله في سائر المصادر، وفي أمالي المفيد : «لا تخلي»

يحفظ الله حججه حتّى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، فباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون (1)، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه ، هاه هاه شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولكم».

ثمّ نزع يده من يدي وقال: «انصرف إذا شئت.

(أمالى المفيد : المجلس 29 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «ياكميل صحبة العالم دين يدان الله به ... وجميل الأحدوثة بعد وفاته». وفيه : يقدح الشكّ في قلبه بأوّل عارض لشبهة ، ألا لا ذا ولا ذاك ، أو منهوماً باللذات، سلس القياد بالشهوات». وفيه : «وأين اولئك ؟ والله الأقلّون عدداً...». وفيه : «فباشروا أرواح اليقين». وفيه : «متعلّقة بالمحلّ الأعلى». وفيه: «آه آه» .

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 24)

ص: 139


1- الوعر : ضدّ السهل. والمترف : المتنعّم، أي استسهلوا ما استصعبه المتنعّمون، من رفض الشهوات وقطع التعلّقات

باب 8 : استعمال العلم والإخلاص في طلبه و تشديد الأمر على العالم

(94)1 - (1) أبوجعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد رحمه الله قال: أخبرني أحمد بن محمّد قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حفص بن غياث القاضي قال :

قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «من تعلّم لله عزّ وجلّ، وعمل لله، وعلم لله ، دُعي في ملكوت السماوات عظیماً ، وقيل : تعلّم لله ، وعمل لله ، وعلم لله».

(أمالي الطوسى : المجلس 2 ، الحدیث 27)

وعن محمّد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن قولویه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ، مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 32)

ص: 140


1- ورواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره: 146:2 في تفسير الآية 83 من سورة القصص . ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 6 من باب ثواب العالم والمتعلّم، من كتاب فضل العلم من الكافي : ج 1 ص 35 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داوود المنقري ، عن حفص بن غياث قال : قال لي أبو عبد الله علیه السّلام ، وذكر الحديث ، إلّا أنّ فيه : «وعمل به». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 179 إلى قوله : « عظيماً»، ونحوه في 1: 82 عن عيسى بن مريم علیهماالسّلام. وقريباً منه أورده الديلمي في الفردوس عن ابن عمر ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، كما في الحديث 28850 من كنز العمّال : 10 : 164 . ونحوه رواه ابن عبدالبرّ في عنوان «باب جامع لنشر العلم» من كتاب «جامع بيان العلم وفضله» : ج 1 ص 124 عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أنّه قال : «مَن علم وعمل و علّم ، دعي في ملكوت السماوات عظيماً». وقريباً منه في كتاب «الزهد» - لأحمد بن حنبل - : ص 98 - 99 ح 330 ، وفي قصص الأنبياء - لابن كثير - : ص 431 عن المسيح علیه السّلام

(95)2- (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن على الدعبليّ عن أبيه ، عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد الصادق علیهم السّلام :

عن أبي جعفر علیه السّلام أنّه قال الخيثمة : «أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً، و أبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة». (أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 47)

(96)3 - وبإسناده عن أبي ذر عن النبيّ صلّی الله علیه و آله ( في حديث طويل) قال: «يا أباذر إنّ شرّ النّاس عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف به وجوه النّاس إليه لم يجد ريح الجنّة».

وفيه : «يا أباذر، من أوتي من العلم ما لا يعمل به، لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به، لأنّ الله جلّ ثناؤه نعت العلماء فقال : «إنّ الّذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرّون للأذقان سجداً - إلى قوله : يبكون» (2) ».

وفيه أيضاً : «طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله». (أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه في باب صفة العلماء وأصنافهم (5)، ويأتي تمامه في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من كتاب الروضة.

ص: 141


1- تقدّم تخريج الحديث في الباب 5
2- سورة الإسراء : 17 : 109 - 107

(97)4- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم الموسوي في منزله ب_«مكّة» قال : حدّثني عبيد الله بن أحمد بن نهيك الكوفي ب_«مكّة» قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الأشعري القمّي قال : حدّثني عبدالله بن ميمون القدّاح ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه :

عن علي علیهم السّلام قال : «جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ماحقّ العلم ؟ قال : الإنصات له (2).

قال : ثمّ مه ؟ قال : الإستماع له .

قال : ثمّ مه ؟ قال : ثمّ الحفظ.

ص: 142


1- ورواه الكليني ، في باب النوادر ، من كتاب فضل العلم من الكافي : 1 : 48 ح 4 ، عن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري . ورواه الصدوق قدّس سرّه في الخصال، باب الخمسة ، الحديث 43 ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله ، عن عبد الله بن میمون القدّاح . وقريباً منه رواه أبو علىّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في باب «البرّ وسخاء النفس وطيب الكلام والصبر على الأذى» من كتاب غير مترجم من الأشعثيّات : ص 232 ، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 17 . وروى ابن قتيبة قريباً منه في كتاب العلم والبيان من عيون الأخبار : 2 : 122 عن ابن عبّاس. وانظر الحديث 1769 من شعب الإيمان – للبيهقي - : 2 : 288 - 289 باب 18 - في نشر العلم - ، وباب «منازل العلم» من كتاب جامع بيان العلم وفضله - لابن عبد البرّ : 1 : 118 ، وما رواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 79 و 82 ، وجعفر بن أحمد القمّي في حرف التاء من جامع الأحاديث : ص 67 ، وأحمد في كتاب الزهد : ص 510 ، ح 2158
2- الإنصات : السكوت عند الإستماع ، فإنّ كثرة المجادلة عند العالم توجب الحرمان من علمه

قال : ثمّ مه يانبي الله ؟ قال : العمل به .

قال : ثم مه ؟ قال : ثمّ نشره».

(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 4)

(98) 5 - (1) وبإسناده عن أبي عبد الله علیه السّۀام قال : «إنّ أعظم النّاس [حسرة ] (2) یوم القيامة من وصف عدلاً، ثمّ خالفه إلى غيره».

(أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 30)

تقدّم إسناده في باب صفة العلماء وأصنافهم.

(99)6 - (3) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا محمّد بن وهبان قال: حدّثنا أبو عيسى محمّد بن إسماعيل بن حيّان الورّاق في دكّانه بسكّة الموالي قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأسدي قال : حدّثنا أبو سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي:

قال: حدّثنا خلّاد أبو علي قال : قال لنا جعفر بن محمّد علیهماالسّلام وهو يوصينا: «اتّقوا الله ، وأحسنوا الركوع والسجود ، وكونوا أطوع عباد الله ، فإنّكم لن تنالوا ولايتنا إلّا بالورع، ولن تنالوا ما عند الله تعالى إلّا بالعمل، وإنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلاً وخالفه إلى غيره».

(أمالي الطوسي : المجلس 37 الحديث 20)

ص: 143


1- تقدّم تخريجه في الباب 5 الحديث 10
2- ما بين المعقوفين من البحار وسائر المصادر
3- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 83. ولاحظ باب الورع من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 76 وما بعده

(100) 7 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن أبي السريّ قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة :

عن علي علیه السّلام (في حديث) قال : «قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل علمه، ويغنيّ لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغنيّ، ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بَدئها ، أي إلى الكفر بعد الإيمان» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

(101) 8 - حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن صفوان بن يحيى:

عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال) : «زينة العلم الاحسان» ؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله » .

(أمالي الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

أقول : يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله من كتاب الروضة ، وتقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب ذمّ علماء السوء.

ص: 144


1- لاحظ مارواه ابن شعبة الحرّاني في قصار حكم أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول: ص 222 ، والفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 6

باب 9: آداب التعليم

(103-102) 2-1- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض العجلي الساوي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : حدّثنا محمّد بن علي الرضا، عن آبائه علیهم السّلام، عن محمّد بن علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّا أمِرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم النّاس بقدر عقولهم».

قال : وقال النبي صلّى الله عليه وآله: «أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض».

(أمالي الطوسي : المجلس 17، الحديث 20 و 21)

(104) 3 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى العرّاد قال :

ص: 145


1- تقدّم تخريج الحديث في الباب 3 من أبواب العقل والجهل : ح 4
2- والأبيات موجودة في قافية الراء من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين علیه السّلام بتفاوت ، و زيادة بيت بعد البيت الثالث ، وهو : معي أصمع كظبي المرهفات *** أفري به عن ثياب السيّر وروى أبو علي القالي في أماليه : 2 : 101 بسنده عن الحارث الأعور قال: سئل أمير المؤمنين علیه السّلام عن مسألة ، فدخل مبادراً ثمّ خرج في رداء وحذاء وهو متبسّم ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، إنّك كنت إذا سئلت عن المسألة ، تكون فيها كالسكّة المحماة . قال : إنّي كنت حاقناً ، ولا رأي لحاقن ، ثمّ أنشأ يقول : إذا المشكلات تصدّين لى *** کشفت حقائقها بالنظر وإن برقّت في مخيل الصوا *** ب عَمياء لا يجتليها البصر مقنّعة بغيوب الأمور *** وَضَعتُ عليها صحيح الفكر لساناً كشقشقة الأرحب *** سي أو كالحسام اليماني الذكر وقلباً إذا استنطَقَته الفنون *** أَبَرّ عليها بواهٍ دِرَر ولست بإمّعة فى الرجال *** أسائل هذا وذا ما الخبر ولكنّني مذرب الأصغرين *** أبيّن ممّا مضى ما غير ونقل عنه الزبيدي ، في مادة «الإمّه والإمعة» من تاج العروس ، وأشار إليه أيضاً في مادة «شقق». ورواه أيضاً الباعوني في الباب 66 من كتاب جواهر المطالب : ج 2 ص 166 ح160. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه : ص 56 طبع 1 الحديث 18 من الباب 3 قال : حدّثني أبو أحمد محمّد بن علي العبدلي قال : روي عن ابن عبّاس [أنّه] قال : إنّه كان أمير المؤمنين علیه السّلام ينشد كثيراً ، وذكر الأشعار بمغايرة في بعض الكلمات. وروى العاصمي في أواسط الفصل الخامس من كتاب زين الفتى : 1 : 319 ح 319 في عنوان المراجعين إلى أمير المؤمنين علیه السّلام، لأخذ الحقائق ، قال : ومنهم زيد بن ثابت الأنصاري ، ثمّ قال : ذكر أنّ زيداً وعبدالله بن مسعود اختلفا في فريضة ، فرضيا بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فرفعاها إليه في كتاب ، فقضى فيها ثمّ كتب في أسفله : إذ المشكلات تصديّن لي *** کشفت حقائقها بالنظر إلى آخر الأبيات، بمغايرة في بعض الكلمات. ورواه ابن عبد البرّ في كتاب «جامع بيان العلم وفضله» : 2 : 113 ، باب فساد التقليد وذمّه قال : حدّثنا أبو عليّ إسماعيل بن القاسم قال : حدّثنا أبوبكر بن الأنباري ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ المديني قال : حدّثنا أبو الفضل الربعي الهاشمي قال : حدّثنا نمشل بن دارم، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحارث الأعور قال : سئل عليّ بن أبي طالب عن مسألة فدخل مبادراً ثمّ خرج في حذاء ورداء ، وهو متبسّم ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، إنّك كنت إذا سُئلت عن المسألة تكون فيها كالسكّة المحماة . قال: «إنّي كنت حاقناً، ولا رأي لحاقن» . ثمّ أنشأ يقول - وذكر الأبيات . ورواه عنه السيوطي في الحديث 1806 من مسند علي علیه السّلام، من كتاب جمع الجوامع : ج 2 ص . 153 وروى أربعة من الأبيات ابن الجوزي في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب التبصرة ص 446. ورواه أيضاً سبط ابن الجوزي في فصل «منظوم كلام أمير المؤمنين علیه السّلام» من الباب السادس، من كتاب تذكرة الخواص، بمغايرة في بعض الألفاظ

ص: 146

حدّثنا محمّد بن عبدالجبّار السدوسي قال : حدّثنا علي بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه أبي الأسود:

أنّ رجلاً سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام عن سؤال، فبادر فدخل منزله، ثمّ خرج فقال: «أين السائل» ؟

فقال الرجل : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين .

قال : «ما مسألتك» ؟

قال : كيت وكيت، فأجابه عن سؤاله .

فقيل: يا أمير المؤمنين، كنّا عهدناك إذا سُئِلت عن المسألة، كنت فيها كالسكّة المحماة جواباً (1)، فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل، حتّى دخلت الحجرة، ثم خرجت فأجبته ؟!

فقال: «كنت حاقناً، ولا رأي لثلاثة : الحاقن ولا حازق» (2)، ثمّ أنشأ يقول:

ص: 147


1- كيت وكيت : أي كذا وكذا ، والسكّة : المسمار ، والمراد هنا الحديدة الّتي يكوّى بها، و هذا كالمثل في السرعة في الأمر ، أي كالحديدة التي حميت في النّار كيف يسرع في النفوذ في الوبر عند الكيّ ، كذلك كنت تسرع في الجواب
2- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار 2: 60: قوله : «لا رأي لثلاثة»، الظاهر أنّه سقط أحد الثلاثة من النساخ ، وهو الحاقب الحازق : الّذي ضاق عليه خفّه ، فخرق رجله ، أي عصرها وضغطها . والحاقب : هو الّذي يحتاج إلى الخلاء فلم يتبرز فانحصر غائطه . والحاقن : هو الّذي حبس بوله . ويحتمل أن يكون المراد بالحاقن هنا حابس الأخبثين، فهو في موضع اثنين منهما

إذا المشكلات تصدّين لي *** کشفتُ حقائقها بالنظر

وإن برّقت في مخيل (1) الصواب *** عمياء لا يجتليها البصر

مقنّعة بغيوب الأمور *** وَضَعتُ عليها صحيح الفكر

لساناً كشقشقة (2) الأرحبي *** أو كالحسام البتار الذکر

وقلباً إذا استنطقته الهموم *** أربي عليها بواهٍ درر

و لست بإمّعة (3) في الرجال *** أسائل هذا و ذا ما الخبر

و لكنّنى (4) مدرب الأصغرين (5) *** أبيّن مع ما مضى ما غير

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 33)

(105) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ

ص: 148


1- قال ابن عبدربّه في جامع بيان العلم وفضله : 2 : 113 : قال أبو عليّ : المخيل : السحاب يخال فيه المطر
2- قال ابن عبد البرّ : الشقشقة : ما يخرجه الفحل من فيه عند هياجه ، ومنه قيل لخطباء الرجال : «شقاشق»
3- قال ابن عبد البرّ : الإمّعة: الأحمق الّذي لا يثبت على رأي . وقال الزمخشري في مادة «أمع» من الفائق : 1 : 57 : الإمَّعَة : الّذي يَتبَع كلّ ناعق، ويقول أنا معك ، لأنّه لا رأي له يرجع إليه
4- هذا هو الظاهر الموافق للبحار وسائر المصادر، وفي النسخ : «ولكنّي»
5- في جامع بيان العلم وفضله : «مذرب الأصغرين»، قال ابن عبد البرّ : المذرب : الحادّ، وأصغراه : قلبه ولسانه

بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث طويل) قال : « وأمّا حقّ رعيّتك بالعلم فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ إنّما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العِلم ، وفتح لك من خزانة الحكمة، فإن أحسنت في تعليم النّاس ولم تَخرَق بهم ولم تضجَر عليهم ، زادك الله من فضله، وإن أنت منعت النّاس علمك أو خرقتَ بهم عند طلبهم العلم منك ، كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يَسلبك العلم وبهاءه، ويُسقِط من القلوب محلّك».

(أمالي الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب حق العالم (4)، ويأتي تمامه في باب جوامع الحقوق من كتاب العشرة .

ص: 149

باب 10 : النهي عن كتمان العلم وخيانته ، وجواز الكتمان عن غير أهله

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق(1).

(106) 1 - (2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رضّی الله عنه قال : حدّثنا محمّد عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (3) قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «يا مدرك ، رحم الله عبداً اجتزٌ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ماينكرون».

(أمالي الصدوق : المجلس 21، الحديث 7)

(107)2- (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال : حدّثنا علي بن حديد

ص: 150


1- لاحظ الحديث الأخير من الباب المتقدّم
2- ورواه أيضاً الصدوق في الخصال : باب الواحد : ح 89 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير
3- سيأتي في الحديث التالي باسم «مدرك بن زهير» ولم أجد له ترجمة
4- ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 3: 507 ح 1456 ، وفي عنوان «ذكر وصايا الأئمّة علیهم السّلام» من دعائم الإسلام : 1: 61 بزيادة في آخره، والطبري في بشارة المصطفى : ص 97. و قريباً منه رواه الكليني في باب الكتمان من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 222- 223 ح 5 بإسناده عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، مع زيادات في آخره

عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (1) قال :

قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «يا مدرك ، إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم: رحم الله امرءاً اجتزّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون».

(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 40)

(108)3 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد،

ص: 151


1- هذا هو الظاهر الموافق للبحار وأمالي الصدوق، وفي أمالي الطوسي: «مدرك بن زهير»
2- ورواه أيضاً في الحديث 2 من الباب 184 - وهو باب الغايات - من معاني الأخبار ص 196. وأورده الحرّاني في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 27 ، والفتّال فى عنوان «مجلس في ذكر وبال الظلم» من روضة الواعظين: ص 466. ورواه الكليني في الكافي : 1 : 42 كتاب فضل العلم باب بذل العلم : الحديث 4 بإسناده عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : قام عيسى ... ورواه أبو طالب المكّي في قوت القلوب : 1 : 279 في عنوان «باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا والآخرة» بتفاوت يسير . ورواه ابن كثير في قصص الأنبياء : ص 431 عن ابن عساكر بإسناده عن ابن عبّاس : بتفاوت. وقريباً منه أورده الحرّاني في عنوان «وصيّة الإمام الكاظم علیه السّلام لهشام» من تحف العقول : ص 389 ، وفيه : «ياهشام، لا تمنحوا الجهّال الحكمة فتظلموها ... » . وأخرجه الديلمي في الفردوس : 3 : 270 ح 4668 من طريق ابن عبّاس ، بتفاوت يسير و زيادة بعده

عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبدالله الصادق ، عن آبائه علیهم السّلام:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «إنّ عيسى بن مريم علیه السّلام قام في بني إسرائيل فقال : يابني إسرائيل، لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم». (أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 11)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(109)4 - (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبدالرحمان، عن غير واحد:

عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال : «قام عيسى بن مريم علیه السّلام خطيباً في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لاتحدّثوا الجهّال بالحكمة فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 17)

(110) 5 - (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب ، عن أحمد بن

ص: 152


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم
2- وللحديث - مع اختلاف في بعض الألفاظ - أسانيد ومصادر ، وقد رواه محمّد بن سليمان الكوفي في المناقب : 2 : 224 688 ، والحاكم في فضائل الحسن والحسين علیهماالسّلام من المستدرك : :3 : 164 ، والبيهقي في الباب 10 من كتاب الوقف من سننه : 6 : 166 ، والحمّويي في الباب 16 و أواخر الباب 40 من السمط 2 من فرائد السمطين : 2 : 75 و 203 ، وابن أبي حاتم كما في تفسير الآية 54 من سورة الأنعام من تفسيره «فتح البيان»: 2 : 93 . ورواه السيوطي في تفسير الاية الكريمة في الدرّ المنثور عن أبي الشيخ، وابن أبي حاتم ، و الحاكم ، والبيهقي ، والخوارزمي في الفصل 6 من مقتل الحسين علیه السّلام : 1 : 89

عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن عليّ بن هلال الأحمسي قال : حدّثنا شريك :

عن عبد الملك بن عمير قال : بعث الحجّاج إلى يحيى بن يعمر (1) ، فقال له : أنت الّذي تزعم أنّ ابني عليّ ابنا رسول الله ؟

قال : نعم ، وأتلو عليك بذلك قرآناً.

قال : هات.

قال : أعطنى الأمان .

قال : لك الأمان.

قال : أليس الله عزّ وجلّ يقول : «وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَ كَذَلِكَ نَجْزِى المحسِنِينَ» (2)، ثمّ قال: «وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى» (3)، أفكان لعيسى أب ؟

قال : لا .

قال: فقد نسبه الله عزّ وجلّ في الكتاب إلى إبراهيم.

قال : ما حملك على أن تروي مثل هذا الحديث؟

ص: 153


1- يحيى بن يعمر البصري أبو سليمان العدواني الليثي القيسي، ذكره ابن حبّان في الثقات : 5: 523 وقال : كان من فصحاء أهل زمانه ، وأكثرهم علماً باللغة مع الورع الشديد ، وكان على قضاء ،مرو، وولّاه قتيبة بن مسلم . انظر أيضاً ترجمته في : التاريخ الكبير : 8 : 311 ، الطبقات الكبرى : 7 : 368، أخبار القضاة : 3 : 305، الجرح والتعديل : 9 : 196 ، الأنساب - للسمعاني - في عنوان «العوفي»، المنتظم: 6 في وفيات سنة 89، تاريخ الإسلام : وفيات سنة 81 - 100 ص 502 ، تهذيب الكمال: 32: 53 وتهذيبه : 11 : 264 ، المؤتلف والمختلف : 4 : 2238 ، معجم الأدباء : 20 : 42
2- الأنعام : 6 : 84
3- الأنعام : 6 : 85

قال : ما أخذ الله على العلماء في علمهم أن لا يكتموا علماً علّموه.

(أمالي الصدوق : المجلس 92 ، الحديث 3)

(111)6 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد قال : حدّثنا أبو طاهر محمّد بن سلمان الزراري قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم قال : حدّثنا خارجة بن مصعب، عن محمّد بن أبي عمير العبدىّ قال :

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام : «ما أخذ الله ميثاقاً من أهل الجهل بطلب تبيان العلم ، حتّى أخذ ميثاقاً من أهل العلم ببيان العلم للجهّال ، لأنّ العلم كان قبل الجهل». (أمالي المفيد : المجلس 7، الحديث 12)

(112) 7 - (2) أخبرني جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ،

ص: 154


1- وقريبا منه رواه الكليني قدّس سرّه في باب «بذل العلم» من كتاب فضل العلم من الكافي: 1: 41 ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن حازم، عن طلحة بن زيد : عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : قرأت في كتاب عليّ علیه السّلام : «إنّ الله لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال ، لأنّ العلم كان قبل الجهل» . وقريباً منه في كنز العمّال: 10 : 301 ح 29516 عن المرهبي في العلم ، عن عليّ علیه السّلام ، إلّا أنّ فيه : «لأنّ الجهل قبل العلم» ! وفي تنبيه الخواطر : 2 : 15 عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلّموا حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا»، ومثله رواه الماوردي في عنوان «من آداب العلماء بذل العلم الطالبه» من الباب الثاني - في أدب العلم - من كتاب «أدب الدنيا والدين» : ص 87. وروى الديلمي نحوه في أعلام الدين : ص 80
2- ورواه الطبري في الجزء الثاني من بشارة المصطفى : ص 105 عن أبي محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه القمي ، عن الشيخ الطوسي، عن الشيخ المفيد. وقريباً منه رواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 16 من باب الكتمان من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 226 عن الحسين بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، جميعاً عن علىّ بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن مسلم، عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان ، عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول : «نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح، وهمّه لأمرنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله». قال لي محمّد بن سعيد : اكتب هذا بالذهب ، فما كتبت شيئاً أحسن منه

عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا سليمان بن سلمة الكندي، عن محمّد بن سعيد بن غزوان وعيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب :

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله».

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السّلام : «يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب».

(أمالى المفيد : المجلس 40 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله، إلّا أنّ في سنده : أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن سليمان بن مسلم الكندي، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن عيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 32)

(113) 8 - (1) أبو بوجعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد قال : حدّثنا

ص: 155


1- ورواه الطبراني في مسند ابن عبّاس من المعجم الكبير : 11 : 215 ح 11701 عن محمّد بن عبد الله الحضرمي ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عبيد بن يعيش. ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 1 : 141 ، والمتّقي في كنز العمّال : 242:10 ح 29285. ورواه السيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في عنوان «الحديث الثاني في العلم و فضله» من الأمالي الخميسيّة : 1 : 49 بإسناده عن إسحاق بن إسرائيل، عن عبدالقدوس بن حبيب الكلاعي ، عن عكرمة. ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 9: 20 ، وعنه كنز العمّال : 10 : 190 ح 28999. وأخرجه الديلمي في فردوس الأخبار : 2 : 65 ، ح 2080

علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال : حدّثني القاسم بن محمّد بن حمّاد الدلّال قال : حدّثنا عبيد بن يعيش قال : حدّثنا مصعب بن سلّام، عن أبي سعيد (1)، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «تناصحوا في العلم ، فإنّ خيانة أحدكم في علمه أشدّ من خيانته في ماله ، وإنّ الله سائلكم يوم القيامة».

(أمالي الطوسى: المجلس 5، الحدیث 11)

(114) 9 - (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن أبي القاسم إسماعيل بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لاخير في علم إلّا لمستمعٍ واعٍ، وعالمٍ ناطقٍ».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 42)

ص: 156


1- كذا في الأمالي، وفي المعجم الكبير : «عن أبي سعد» ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد : و فيه أبو سعد البقّال، قال أبو زرعة : لين الحديث مدلس، قيل : هو صدوق ، قال : نعم كان لا يكذب. وقال محقّق المعجم الكبير في هامشه : واختار شيخنا أنّه أبوسعيد عبد القدّوس الكلاعي . أقول : ويؤيّده رواية الشجري في الأمالي الخميسيّة، فإنّه صرّح فيها باسم عبدالقدّوس بن حبيب الكلاعي
2- وروى نحوه الكليني قدّس سرّه في الحديث 7 من باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء من كتاب فضل العلم من الكافي : ج 1 ص 33 عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، عن آبائه قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «لاخير في العيش إلّا لرجلين : عالم مُطاع، أو مستمع واع». وأورده الكراجكي في معدن الجواهر : ص 25 باب ما جاء في اثنين مثل رواية الكافي. وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 6 مثل رواية الكافي، ومثله رواه الديلمي في أعلام الدين : ص 169 مرسلاً . ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 55 مثل رواية الكافي، مرسلاً، إلّا أنّ فيه : «ومستمع واع»، وأورده أيضاً في ج 2 ص 108 وفيه : «لاراحة في العيش إلّا لعالم ناطق، أو مستمع واع». ومثله رواه القاضي النعمان في عنوان «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 81 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 82 بتفاوت يسير . وقريباً منه في وصيّة الإمام الكاظم علیه السّلام لهشام بن الحكم ، أوردها الحرّاني في تحف العقول: ص 397 ، وفيه : «لاخير في العيش إلّا لرجلين : لمستمع ،واع ، وعالم ناطق». وروى الديلمي في فردوس الأخبار : 5 : 395 ح 8269 من طريق أنس بن مالك : «يا حبّذا : كلّ عالم ناطق ومستمع واع»

(115) 10 - (1) أخبرنا أبو الفتح الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن عليّ الدعبلي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب التمتام قال : حدّثنا علي بن أبي طالب البزّاز بالبصرة، قال: حدّثني موسى بن عمير الكوفي، عن الحكم بن [عتيبة عن] (2) إبراهيم ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبدالله بن مسعود قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «أيّما رجل آتاه الله علماً فكتمه وهو يعلمه، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ملجماً بلجامٍ من نار».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 59)

ص: 157


1- ورواه الطبراني في المعجم الأوسط : 6 : 252 ح 5536 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أبي صهيب النضر بن سعيد بن شبرمة الحارثي، عن موسى بن عمير ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : 1 : 163 عن الطبراني في الأوسط . ورواه أيضا في مسند عبدالله مسند عبدالله بن مسعود من المعجم الكبير : 10 : 128 - 129 ح 10197 ، إلّا أنّ فيه : «... ألجمه الله بلجام ... » . ورواه ابن الجوزي في أوّل باب «إثم من سئل عن علم فكتمه» من كتاب العلم ، من العلل المتناهية : 2 : 96 ح 116 عن ابن خيرون ، عن ابن مسعدة، عن حمزة ، عن ابن عديّ ، عن أحمد بن عاصم بن سليمان، عن عليّ بن أبي طالب البزّاز . وفي ح 115 بإسناده عن أبي الأحوص، عن عبدالله بن مسعود ، وفي ح 117 بإسناده عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود ، وفي ح 118 بإسناده عن علقمة ، عن ابن مسعود . ورواه الخطيب في ترجمة إبراهيم بن زياد الخيّاط من تاريخ بغداد : 6 : 77 رقم 3113 والمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 56 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله» ، بإسنادهما عن أبي الأحوص ، عن عبدالله . ورواه ابن عبد البرّ في كتاب جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 5 ، والحاكم في كتاب العلم من المستدرك : 1 : 102 . ورواه المتّقى - بتفاوت - في الحديث 29002 من كنز العمّال : 10 : 191 عن ابن عدي في الكامل ، وفي ص 217 ح 29148 عن الطبراني في الكبير ، وابن عديّ في الكامل ، والسجزي و الخطيب. وله شاهد من حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، ورد في تفسير الآية 90 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السّلام: ص 402 ح 273. ومن حديث أبي سعيد ، رواه ابن ماجة في سننه : في المقدّمة باب من سئل عن علم فكتمه ح 265 ، وعنه في الحديث 29031 من كنز العمّال: 10 : 196 . ورواه ابن الجوزي في كتاب العلم من العلل : 2 : 99 - 100 ح 124 - 125 ، والسيّد أبو طالب في أماليه ، كما في تيسير المطالب : ص 140 ، الباب 9 ، الحدیث 228 . ومن حديث ابن عبّاس ، رواه الخطيب في تاريخ بغداد : 5 : 160 و 7 : 406 ، والسيّد المرشد : بالله يحيى بن الحسين الشجري في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله» من الأمالي الخميسيّة : 1 : 51 ، والطبراني في المعجم الكبير : 11 : ص 5 ح 10845 وص 117 ح 11310 وعنه وعن ابن عساكر في كنز العمّال: 10 : 216 ح 29144 . ورواه الغزّالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1 : 21 مرسلاً . ومن حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ، رواه الخطيب في ترجمة أحمد بن محمّد بن صالح البروجردي من تاريخ بغداد : 5 : 39 برقم 2391 ، وابن عبدالبرّ في كتاب جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 5 ، وابن الجوزي في كتاب العلم من العلل : 2 : 99 ح 123 ، والحاكم في كتاب العلم من المستدرك : 1 : 102 ، ، والسيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 1 : 46 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله ...» ، وفي كنز العمّال : 10: 217 ح 29146 عن ابن النجّار . ومن حديث جابر بن عبدالله ، رواه الخطيب في ترجمة جعفر بن أبي الليث من تاريخ بغداد : ج 7 ص 198 برقم 3636 ، وفي ترجمة سعيد بن مروان بن عليّ البغدادي : 9 : 92 برقم 4671 . ورواه ابن الجوزي في العلل : 2 : . 100 ح 126 - 127 . ومن حديث أنس ، رواه الخطيب في ترجمة يوسف بن جعفر بن أحمد الخرقي من تاريخ بغداد : ج 14 ص 324 برقم 7647 ، ورواه أبو نصر السجزي في الإبانة كما في الحديث 29142 من كنز العمّال : 10 : 216 ، وفي ص 217 ح 19150 عن ابن عديّ في الكامل . ورواه ابن الجوزي في العلل : 2 : 101 ح 129 - 131 ، والديلمي في الفردوس : 4 : 130 ح 5910. ومن حديث ابن عمر ، رواه ابن الجوزي في باب «إثم من سئل عن علم فكتمه» من كتاب العلم، من العلل المتناهية : 2 : 98 ح 121 - 122 . ومن حديث أبي هريرة ، رواه أحمد في مسنده : 2 : 499 و 508 ، والخطيب في تاريخ بغداد : 2: 268، والترمذي في الباب 3 من كتاب العلم من سننه : 5 : 29 ح 2649 ثمّ قال : وفي الباب عن جابر وعبدالله بن عمرو . ورواه البيهقي في الباب 18 - في نشر العلم - من شعب الإيمان : 2 : 275 - 276 ح 1743 -1745 ، والطبراني في المعجم الأوسط : ج 5 ص 410 ح 4812 ، وج 8 ح 7528، والحاكم في كتاب العلم من المستدرك : 1 : 101 ، وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 4 - 5 بأسانيد ، والسيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسية : 1 : 46 و 55 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله ...» ، و أبن الجوزي في العلل : 2 : 102 - 104 ح 132 141 ، وفي الحديث 29029 من كنز العمّال: 10 : 196 عن ابن ماجة في السنن ، وفي ص 190 - 191 ح 29001 عن أحمد في المسند والحاكم في المستدرك . ومن حديث عمرو بن عبسة ، كما في العلل : 2 : 100ح 128 . ومن حديث طلق بن علي ، كما في تاريخ بغداد : 8 : 156 ، والمعجم الكبير : 8 : 8251، و 10: 10089 ، والعلل : 2 : 104 - 105 ح 142 . ورواه الماوردي في الباب الثاني من «أدب الدنيا والدين» : ص 87 في عنوان «من آداب العلماء بذل العلم لطالبه»، والغزّالي في أواخر الباب 5 - في آداب المتعلّم والعالم - من إحياء علوم الدين : 1 : 71 في الوظيفة السادسة ، وفي أوائل الباب السادس : ص 73 و ورّام بن أبي فراس فى تنبيه الخواطر : 2 : 7 مرسلاً
2- ما بين المعقوفين أخذناه من المعجم الكبير والمعجم الأوسط

ص: 158

ص: 159

باب 11 : النهي عن العمل بغير علم ولزوم التوقّف عند الشبهات والاحتياط في الدين

(116)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول : «العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، ولايزيده سرعة السير من الطريق إلّا بعداً».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 18)

ص: 160


1- رواه البرقي في الباب 1 - باب العقل - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 198 ح 24 عن أبيه ، عن، عن محمّد بن سنان وعبد الله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد . ورواه أيضاً الصدوق في الفقيه : 4 : 287 ح 40 من باب النوادر : رقم 860 . ورواه الكليني في الحديث 1 من باب من عمل بغير علم من كتاب فضل العلم من الكافي 43:1 عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد ، عن أحمد بن محمّد خالد . وأورده الحرّاني في قصار كلمات الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول : ص 362. وأورده الكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 109 ، في عنوان : «فصل في ذكر العلم وأهله و وصف شرفه وفضله والحثّ عليه والأدب فيه» . وأورده الفتّال في عنوان: «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 10، والديلمي في أعلام الدين : ص 83 . ونحوه في الخطبة 154 من نهج البلاغة

(117) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان عن موسى بن بكر قال :

حدّثني من سمع أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «العامل على غير بصيرة كالسائر على سراب بقيعة ، لاتزيده سرعة سيره إلّا بعداً».

(أمالي المفيد : المجلس 5 ، الحديث 11)

(118) 3 - (2)حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن

ص: 161


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم
2- ورواه الكليني قدّس سرّه في كتاب فضل العلم من الكافي : ج 1 ص 44 باب «من عمل بغير علم» : الحديث 2 عن محمّد بن يحيى العطّار . ورواه البرقي في الباب 2 - باب المعرفة - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 198 ح 25. وأورده الحرّاني في قصار كلمات الإمام الباقر علیه السّلام من تحف العقول : ص 294 بنقيصة الفقرة الأخيرة منه

محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسن بن زياد الصيقل قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق علیه السّلام يقول : «لا يقبل الله عزّ وجل عملاً إلّا بمعرفة، ولا معرفة إلّا بعمل، فمن عرف دلّته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له (1)، إنّ الإيمان بعضه من بعض». (أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 19)

(119) 4 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن عبدالله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق ، عن آبائه علیهمالسّلام:

ص: 162


1- في تحف العقول : «ومَن لم يَعرف فلا عمل له»
2- ورواه أيضاً فى الحديث 189 من باب الثلاثة من الخصال ص 153 ، وفى الحديت 2 من باب الغايات من معاني الأخبار ص 196 ، وفي الفقيه تحت الرقم 3233 باب الإتّفاق على العدلين من كتاب القضايا والأحكام في حديث عن الصادق علیه السّلام أنّه قال : «إنّما الأمور ثلاثة : أمر بيّن رشده فمتّبع ، وأمر بيّن غيّه فمجتنب ، وأمر مشكل يردّ حكمه إلى الله عزّ وجلّ». ورواه الكليني في الكافي : ج 1 ص 68 ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، برقم 10 عن أبي عبدالله علیه السّلام (في حديث) أَنّه قال : «إنّما الأمور ثلاثة : أمر بيّن رشده فيتّبع ، وأمر بيّن غيّه فيجتنب ، وأمر مشكل يردّ علمه إلى الله وإلى رسوله» . وأورده الحرّاني في قصار كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام من تحف العقول تحف العقول: ص 210 بمغايرة . ورواه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 239 ولم ينسبه إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله. ورواه الطبراني في مسند ابن عبّاس من المعجم الكبير : 10 : 318 ح 10884 ، وفيه : إنّ عيسى بن مريم علیه السّلام قال ... وذكر الحديث إلّا أنّ في آخره : «فردّه إلى عالمه». وروی نحوه ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله : 2 : ص 24 بإسناده عن ابن عبّاس، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «الأمور ثلاثة : أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه، وأمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 11)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(120) 5 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصير في المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين العامري قال : حدّثنا أبو معمر، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي علیهماالسّلام:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في وصيّته إلى ابنه الحسن علیه السّلام) قال: «أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها ، والصمت عند الشبهة» الحديث .

(أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «والزكاة في أهلها عند محالّها».

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(121)6- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب قال : حدثنا أبو القاسم يحيى بن زكريا الكتنجي (1) قال: حدثني أبوهاشم داوود بن القاسم الجعفريّ رحمه الله قال : سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يقول :

إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لكميل بن زياد فيما قال: «ياكميل،

ص: 163


1- يحيى بن زكريا الكتنجي أو الكنجي ، روى عنه التلعكبري، وسمع منه سنة ثماني عشر وثلاث مئة ، وكان سنّه حين لقيه أكثر من مئة وعشرين سنة ، وقد لقي العسكري علیه السّلام ، كما في رجال الشيخ : فيمن لم يرو عنهم علیهم السّلام

أخوك دينك، فاحتط لدينك بما شئت». (أمالي المفيد : المجلس 33، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 22)

(122) 7 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر عن جابر :

عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام (في حديث) قال : «وانظروا أمرنا وماجاءكم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شُرح لنا» الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 2)

سيأتي تمامه في باب اختلاف الأخبار .

(123) 8 - (1) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف

ص: 164


1- ورواه الطبراني - بتفاوت - في المعجم الأوسط : 9: 461 ح 8998 قال : حدّثنا المقدام قال : حدّثنا عمّي سعيد بن عيسى قال : حدّثنا مفضّل بن فضالة، عن محمّد بن عجلان قال : حدّثني الحارث بن يزيد العكلي، وسعيد بن عبدالرحمان الهمداني، عن عامر الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير الأنصاري يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة ، مَن فعل ذلك كان أبراً لعِرضه ودينه، ومَن وقع فيه كالمرتع في جانب الحمى يوشك أن يقع فيه، وإنّ لكلّ ملك حميَّ، وإنّ حمى الله فى الأرض مَحارمه». وروى نحوه في : ج 2 ص 437 ح 1756 بإسناده عن عمّار بن ياسر ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال محقّق الكتاب في هامشه: ... وحديث النعمان بن بشير أخرجه الستّة . ورواه أبو نعيم في ترجمة عمرو بن قيس الملائي من حلية الأولياء : 5 : 105 عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن عبدالوهّاب ، عن عبدالله بن محمّد بن يعقوب ، عن سعدان بن نصر، عن عمر بن شبيب ، عن عمرو بن قيس، عن عبد الملك بن عمير، عن النعمان بن بشير، بتفاوت . والحديث - بمغايرة وزيادة - أخرجه أحمد في مسنده : 4 : 267 ، 269 ، 270 ، 271، 275، والبخاري كما في الحديث 52 و 2051 من فتح الباري ، ومسلم في صحيحه : 3: 1291 - 1292 ح 1599 ، والنسائي في الباب الثاني من كتاب البيوع من سننه : 7: 241 - 242 ، وابن ماجة في الحديث 3984 من سننه : 2 : 1318 - 1319 ، وأبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار: 1: 221-222 : الباب 103 الحديث : 756 - 759 ، وأبوبكر البيهقي في الزهد : ص 319 ح 863، والسيّد أبوطالب في أماليه : ص 380 الباب 47 الحديث 834 كلّهم بأسانيدهم عن الشعبي . وأخرجه الديلمي في الفردوس : 2 : 255 ، ح 2622 . ورواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 352 مرسلاً بتفاوت. وإلى قوله : «محارمه»، رواه القاضي القضاعي في مسند الشهاب : 2 : 127 - 128 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 267 ، ونحوه في ص 33

بابن الحمامي قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبدالله بن زياد القطاّن قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير القاضي أبو يعقوب الفسوي قال : أخبرنا مكّي بن إبراهيم قال : أخبرنا السري [بن إسماعيل(1)، عن] عامر [بن شراحيل الشعبي ] قال : صعد النعمان بن بشير على منبر الكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه وقال :

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «إنّ لكلّ ملك حِمىً ، وإنّ حِمى الله حلاله و حرامه والمشتبهات بين ذلك ، كما لو أنّ راعياً رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه ، فدعوا المشتبهات». (أمالي الطوسي : المجلس 13، الحديث 69)

ص: 165


1- السري بن إسماعيل، أبو عبد الرحمان الهمداني الكوفي، ابن عمّ الشعبي، مترجم في التاريخ الكبير : 4 : 176 ، والجرح والتعديل : ج 4 : 282 ، وتاريخ الإسلام : وفيات : 140 - 121 ، ص 437، ووفيات 160 - 141 ص 145 ، وتهذيب الكمال : 10 : 227، وتهذيبه : 3 : 459 ، وغيرها من كتب الرجال، يروي عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير ، ويروي عنه : مكّي بن إبراهيم، وانظر أيضاً ترجمة مكّي بن إبراهيم، من تهذيب الكمال : ج 28 ص 476

باب 12 : ما ورد في المجادلة والمخاصمة

(124) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن عليّ علیهم السّلام : عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «أورع النّاس من ترك المراء وإن كان محقّاً».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(125) 2 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال :

ص: 166


1- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 195 باب معنى الغايات : ح 1 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي ، عن الصادق علیه السّلام . ورواه أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في أوّل كتاب الغايات : جامع الأحاديث : ص 172
2- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الخمر والربا» من روضة الواعظين : ص 464. وقريباً منه منه رواه الطبراني في المعجم الكبير : 23 : 250 ح 505 من طريق أُمّ سلمة ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «إن كان أوّل ماعهد إليۀ فيه ربّي ونهاني عنه بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر ، لملاحاة الرجال». ورواه أيضاً في الحديث 552 ص 263 بتفاوت يسير . وفي : ج 8 ص 152 ح 7659 من طريق عبدالله بن يزيد بن آدم، عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله - في حديث طويل - قال : «فإنّ أوّل مانهاني عنه ربّي بعد عبادة الأوثان : المراء وشرب الخمر ، ذروا المراء ...» . وفي الحديث 157 : ج 20 ص 83 من طريق معاذ بن جبل : «أوّل مانهاني عنه ربّي بعد عبادة الأوثان ، عن شرب الخمر وعن ملاحاة الرجال». وروى الكليني قدّس سرّه في الحديث 6 من باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال، من كتاب الإيمان والكفر ، من الكافي : ج 2 ص 301ّ عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين الكندي، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال جبرئيل علیه السّلام للنبيّ صلّى الله عليه وآله: «إيّاك وملاحاة الرجال». و في الحديث 9 من الباب ، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطيّة عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «ما كاد جبرئيل يأتيني إلّا قال : يامحمّد اتّق شحناء الرجال وعداوتهم». وفي الحديث 11 ، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان ، جميعاً عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الوليد بن صبيح، قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «ما عهد إليّ جبرئيل علیه السّلام في شيء ، ماعهد إليّ في معاداة الرجال». وروى الحرّاني في قصار مواعظ النبيّ وحكمه من تحف العقول : ص 42 عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال : «مانُهيتُ عن شيء بعد عبادة الأوثان مانُهيتُ عن ملاحاة الرجال». وقريباً منه رواه أبو نعيم في ترجمة محمّد بن المبارك من حلية الأولياء : 9: 303 بإسناده عن معاذ بن جبل، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله. ورواه في إحياء علوم الدين : 3 : 100 عن أُمّ سلمة ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله

سئل أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام عن الخمر فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ أوّل مانهاني عنه ربّي عزّ وجلّ، عن عبادة الأوثان، وشرب

ص: 167

الخمر، وملاحاة الرجال» (1) الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب المناهي.

(126) 3 - (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى(3)، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذّاء (4) قال :

قال أبو جعفر علیه السّلام : «يا زياد إيّاك والخصومات، فإنّها تورث الشكّ وتهبط العمل، وتردي صاحبها ، وعسى أن يتكلّم الرجل بالشيء لا يغفر له .

یا زياد، إنّه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكّلوا به وطلبوا علم ماكفّوه حتّى انتهى بهم الكلام (5) إلى الله عزّ وجلّ، فتحيّروا فإن كان الرجل ليدعى من بين

ص: 168


1- قال ابن الأثير في النهاية : «نهيت عن ملاحاة الرجال أي عن مقاولتهم و مخاصمتهم ، تقول : لاحيته ملاحاة ولحاءا : إذا نازعته
2- ورواه البرقي في الباب 24 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 238 ح 210 عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير. ورواه الكليني في باب «النهي عن الكلام في الكيفيّة» من كتاب التوحيد من الكافي : 1: 92 ح 4 عن عدّة من أصحابنا ، عن البرقي، وزاد : وفي رواية أُخرى : «حتِى تاهوا في الأرض». ورواه أيضاً الصدوق في الحديث 11 من الباب 67 من كتاب التوحيد كتاب التوحيد ص 456 . وانظر الحديث 4 من الباب 18: «باب لزوم الأخذ بالسنّة»
3- كذا هنا ، ولعلّ الصحيح : «أحمد بن محمّد خالد» ، كما في الكافي
4- أبو عبيدة الحذّاء ، اسمه زياد، ووقع الخلاف في إسم أبيه ، اختار النجاشي أنّه منذر ، و كنيته أبو رجاء ، وقال الشيخ : زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذّاء ، وقيل : زياد بن رجاء
5- في المحاسن : «حتّى انتهى الكلام بهم» ، وفي الكافي : «حتّى انتهى كلامهم»

يديه فيجيب من خلفه ، أو يدعى (1) من خلفه فيجيب من بين يديه».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 2)

(127)4 - (2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة العابد :

عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال : «إيّاكم والخصومة في الدّين فإنّها تشغل القلب عن ذكر الله عزّ وجلّ، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن و تستجيز الكذب» (3) . (أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 4)

(128) 5 - (4) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم

ص: 169


1- فى المحاسن : «ويدعى»
2- ورواه الكليني في الحديث 8 من باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 301 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب ، عن عنبسة العابد : عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «إيّاكم والخصومة ، فإنّها تشغل القلب ، وتورث النفاق ، وتكسب الضغائن». وانظر أيضاً الحديث 1 من الباب المذكور
3- الضغائن - جمع الضغينة - : وهي الحقد والعداوة والبغضاء . قوله : «تستجيز» - بالزاي المعجمة - : أي يضطرّ في المجادلة إلى الكذب وقول الباطل فيظنّه جائزاً للضرورة بزعمه ، وفي بعض النسخ «تستجير» - بالمهملة - : أي يطلب الإجارة والأمان من الكذب ، ويلجأ إليه للتخلّص من غلبة الخصم . قاله المجلسي في البحار
4- ورواه الراوندي في الفصل 6 من الباب 18 من قصص الأنبياء ص 274 برقم 329 وأورده الحرّانى فى باب مواعظ النبي مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 58 عن رسول الله صلّی الله علیه و آله

عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله قال :

كان المسيح علیه السّلام يقول : «من كثر همّه سقم بدنه (إلى أن قال:) ومن لاحى الرجال ذهبت مروءته».

(أمالي الصدوق : المجلس 81، الحديث 4)

أقول : يأتي تمامه في ترجمة المسيح علیه السّلام من كتاب النبوّة .

(129)6 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن أبي حفص العطّار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام يحدّث عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم يكن يأتيني فيه (1)، فقلت له : يا جبرئيل، لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني فيهما ؟ ! لقد أرعبتني .

قال : وما يروعك يا محمّد، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟!

قال : [قلت :] بماذا بعثك ربّك ؟

قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان، وشرب الخمور، وملاحاة الرجال، وأُخرى هى للآخرة والاولى، يقول لك ربّك : يا محمّد، ما أبغضت وعاء قطّ كبغضي بطناً ملاناً».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 21)

(130) 7 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا

ص: 170


1- في بعض النسخ : «جاءني جبرئيل في ساعة ويوم لم يكن يأتيني فيه»
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 176. وقريباً من صدر الحديث رواه الديلمي في الفردوس : 4 : 207 ح 6161 من طريق أبي هريرة

أبو الطيّب النعمان بن أحمد بن نعيم القاضي الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان قال : حدّثنا حفص بن عمر بن ميمون القرشي الأُبلّي قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته .

ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لم يزل جبرئيل علیه السّلام ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 27)

(131)8- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن محمّد بن معقل العجلي بسهرورد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ابن بنت إلياس قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علىّ علیهم السلّام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إيّاكم ومُشارة النّاس ، فإنّها تُظهِر العُرّة وتدفن الغرّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 23)

ص: 171


1- وروی نحوه الكليني في الكافي : 2 : 301 كتاب الإيمان والكفر باب المراء والخصومة و معاداة الرجال ح 10 : عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن مهران (مروان) ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «ما أتاني جبرئيل علیه السّلام قطّ إلّا وعظني ، فأخر قوله لي : إيّاك ومشارّة النّاس ، فإنّها تكشف العورة، وتذهب بالعزّ». المشارة: المخاصمة . والعُرّة : القَذَر وعذرة النّاس فاستعير للمساوئ والمثالب . والغُرّة : الحَسَن والعمل الصالح شبّهه بغُرّة الفرس، وكلّ شيء تُرفع قيمته فهو غُرّة

باب 13 : فضل كتابة الحديث وروايته ، و آداب الرواية

(132)1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أنس مالك قال : قال بن رسول الله صلّی الله علیه و آله : «المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم، تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النّار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب مذاكرة العلم ومجالسة العلماء والحضور في مجالسهم.

(133) 2 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن

ص: 172


1- تقدّم تخريجه في الباب الثاني : باب مذاكرة العلم ومجالسة العلماء والحضور في مجالسهم
2- ورواه أيضاً في آخر الفقيه : 4 : 302 ح 915 وفي ط : ص 420 ح 5919 ، وفي أواخر كتاب المواعظ : ص 133 ، وفيهما : «الّذين يأتون من بعدي يروون حديثي و سنّتي». ورواه المرشد بالله الشجري في المجلس الأوّل من الأمالي الخميسيّة : 1 : 19 ح 49، و السبزواري في الفصل الأخير - في النوادر - من جامع الأخبار : ص 511 ح 1428 . وقريباً منه رواه الخطيب في الباب 10 من كتاب شرف أصحاب الحديث : ص 30 - 31 ح 58 بإسناده عن ابن عبّاس قال : سمعت علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول : خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : «اللهمّ ارحم خلفائي». قال : قلنا : يارسول الله ، ومَن خلفاؤك ؟ قال : «الّذين يأتون من بعدي، يروون أحاديثي وسُنّتي ويعلمونها النّاس». وأخرجه الطبراني في الأوسط : 6 : 395 ح 5842 ، عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «اللهمّ ارحم خلفائنا». قلنا : يا رسول الله ، وما خلفاؤكم ؟ وذكر مثل حديث الخطيب . وعنه في كنز العمّال: ج 10 ص 221 ، الحديث 29167 وص 229، الحدیث 29208 بتفاوت ، وقال في ذيل الحديث الأخير : أخرجه الطبراني في الأوسط، والرامهرمزي في المحدث الفاصل ، والخطيب في شرف أصحاب الحديث ، وابن النجار - عن ابن عبّاس عن علي . وفي ص 294 الحديث 29488 : عن علي قال : خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : «اللهمّ ارحم خلفائى» - ثلاث مرّات - قيل : يارسول الله ، ومن خلفاؤك ؟ قال : «الّذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي ويُعلّمونها النّاس» أخرجه الطبرانى فى الأوسط، و الرامهزي في المحدث الفاصل، وأبو الأسعد هبة الله القشيري، وأبو الفتح الصابوني الصابوني معاً في الأربعين ، والخطيب في شرف أصحاب الحديث ، والديلمي وابن النجّار ونظام الملك في أماليه، و نصر في الحجّة ، وأبو علي بن حبيش الدينوري في حديثه . ونحوه رواه الغزالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1 : 22 مرسلاً . وقريب منه في الحديث 74 من صحيفة الرضا، وفي معاني الأخبار : 374 ح 1 من الباب 426. وروى أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيب الماوردي نحوه في الباب الثاني - أدب العلم - من كتاب أدب الدنيا والدين : ص 45

أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن حسان الرازي، عن محمّد بن علي، عن عيسى بن عبدالله العلوي العمري، عن أبيه، عن آبائه، عن علي علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «اللهمّ ارحم خلفائي» ثلاثاً .

قيل : يارسول الله ، ومن خلفاؤك ؟

قال: «الّذين يبلّغون حديثي وسنّتي ، ثمّ يعلمونها أُمّتي».

(أمالي الصدوق : المجلس 34 الحديث 4)

ص: 173

(134)3 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال :

ص: 174


1- ورواه أبان بن عثمان الأحمر - المتوفّى حوالي سنة 170 - في عنوان حجة الوداع من كتاب «المبعث والمغازي» ص 117 عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله علیه السّلام وليس فيه : «وهم يد على من سواهم . ثمّ قال : ورواه أيضاً عن حمّاد بن عثمان ، عن أبان ، عن ابن أبي يعفور مثله وزاد فيه : «وهم يد على من سواهم». ورواه أيضاً الكليني قدّس سرّه في الحديث 1 من باب ما أمر النبيّ صلّی الله علیه و آله بالنصيحة لأئمّة المسلمين و اللزوم لجماعتهم من كتاب الحجّة من الكافي : ج 1 ص 403 عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله علیه السّلام مثل ما في كتاب المبعث والمغازي. ورواه أيضاً عن حمّاد بن عثمان ، عن أبان ، عن ابن أبي يعفور . وانظر أيضاً الحديث 2 من الباب المتقدّم ذكره . ورواه أيضاً الصدوق في الحديث 182 من باب الثلاثة من الخصال عن أبيه رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي. وأورده الحرّاني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله وحكمه من تحف العقول: ص 42 ، بمغايرة طفيفة . وروي الحديث - أو ما يقرب منه - أيضاً من طريق عبدالله بن مسعود ، وجبير بن مطعم، و زید بن ثابت ومعاذ بن جبل، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وابن مسعود ، والنعمان بن بشير ، وجابر ، وسعد ، وعمر ، وأبي الدرداء . أمّا حديث ابن مسعود : فرواه عبد الله بن الزبير الحُميدي في مسند عبدالله بن مسعود من مسنده: ج 1 ص 48 تحت الرقم 88 ، والترمذي في الباب 7 من كتاب العلم من سننه : 5 : 34 ح 2658 ، ونحوه في الحديث 2657 ، والخطيب في الحديث 26 من شرف أصحاب الحديث: ص 18 - 19 ، وابن عبد البرّ في باب «دعاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمستمع العلم و حافظه و مبلّغه» من كتاب جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 40 . وأمّا حديث جبير بن مطعم : ففي مسند أحمد : 1 : 74 و 4 : 80 و 82، والحديث 1541 - 1544 من المعجم الكبير - للطبراني - : ج 2 ص 126 ، والحديث 25 من شرف أصحاب الحديث - للخطيب - : ص 18 ، والمستدرك - للحاكم النيسابوري - : 1 : 87 - 88 بأسانيد ، وباب «دعاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمستمع العلم وحافظه ومبلّغه» من كتاب جامع بيان العلم وفضله - لابن عبدالبرّ - : ج 1 ص 41 41 - 42 ، ومسند الشهاب - للقاضي القضاعي - : 2 : 307 ح 1421 ، والباب 254 من مشكل الآثار - للطحاوي - : 2 : 140 1421 ح 1731 - 1732 ، و سنن الدارمي : 1 : 74 - 75 في المقدمة ، باب الاقتداء بالعلماء، والأمالي الخميسيّة - للمرشد بالله الشجري - : 1 : 64 في أوائل عنوان «الحديث الثالث في ذكر ما ينبغي أن يكون عليه العالم والمتعلّم». وأمّا حديث زيد بن ثابت ، ففى مسند زيد بن ثابت من مسند أحمد : 5 : 183 ، وفى كتاب «الزهد» - لأحمد بن حنبل - : ص 58 - 59 ح 181، وباب 18 - من بلّغ علماً - من سنن ابن 18 ماجة : 1 : 85، وفي طبع : 102 ح 231 ، وفي الحديث رقم 2656 من صحيح الترمذي : 5: 33 - 34 ، والباب 10 - فضل نشر العلم - ح 3660 من كتاب العلم من سنن أبي داوود : 3: 323، وفي الحديث 4890 من المعجم الكبير : ج 2 ص 143 ، و رواه أيضاً في الحديث 4925 ص 154 بنحو أبسط ، وفي الحديث 24 من شرف أصحاب الحديث - للخطيب البغدادي - : ص 17 - 18 ، وفي الباب 18 - باب في نشر العلم - من شعب الإيمان - للبيهقي - : 2 : 273 - 274 ح 1736 و 1737 ، وجامع بيان العلم وفضله - لابن عبدالبرّ - : ج 1 ص 38 - 39 ، والباب 254 مشكل الآثار - للطحاوي - : 2 : 140 ح 1730، وسنن الدارمي: 1 : 75 باب الاقتداء بالعلماء من المقدمة ، وفى أوّل الباب 10 من تيسير المطالب : ص 151. وأمّا حديث معاذ بن جبل، ففي الحديث 155 من المعجم الكبير : ج 20 ص 82 ، وفي الحديث 6777 و 7949 من المعجم الأوسط، ومسند الشهاب - للقاضي القضاعي - : 2 : 307 ح 1421 ، وفي ترجمة محمّد بن المبارك - رقم 458 - من حلية الأولياء : ج 9 ص 308، وفي الحديث 29466 من كنز العمّال : 10 : 288 عن ابن عساكر . وأمّا حديث أبي سعيد ، ففي ترجمة عمرو بن قيس الملائي - رقم 307 - من حلية الأولياء : 5: 105، وحرف النون من فردوس الأخبار - للديلمي - : 5 : 30 رقم 7081 ، وفي عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله» من الأمالي الخميسيّة - للمرشد بالله الشجري - : 1 : 51 . وأمّا حديث أنس بن مالك ، ففي مسنده من مسند أحمد : 3: 225 ، والمعجم الأوسط - للطبراني - ح 9440 ، وجامع بيان العلم وفضله - لابن عبدالبرّ - : ج 1 ص 42 ، وفي الحديث 29163 من كنز العمّال : 10 : 220 عن أحمد وابن ماجة ، وفي ص 291 الحديث 29471 عن ابن النجار وابن عساكر . ورواه أبو نعيم في ترجمة علي والحسن ابني صالح بن حي - رقم 400 - من حلية الأولياء : ج 7 ص 331 ، وفي المعجم الأوسط - للطبراني - ح 5175 . وأمّا حديث النعمان بن بشير، ففي المعجم الكبير : 2 : 1224 ، والمستدرك - للحاكم - : 1: 88 ، وفي الأمالي الخميسية - للسيّد المرشد بالله الشجري - : 1 : 46 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله ...» ، وكنز العمّال : 10 : 288 ح 29464 عن الطبراني في الكبير ، وابن قانع و أبي نعيم وابن عساكر . وأمّا حديث جابر ، ففي الحديث 5288 من المعجم الأوسط للطبراني -. وأمّا حديث أبي قرصافة ، ففي الحديث 3096 من المعجم الأوسط، والحديث 29375 من كنز العمّال : 10 : 258 نقلاً عن الخطيب في التاريخ. وأمّا حديث سعد، ففي الحديث 7016 من المعجم الأوسط. وأمّا حديث عمر ، ففي الحديث 7000 من المعجم الأوسط . وأخرجه الهيثمي عن البزّار - كما في باب «في سماع الحديث وتبليغه» من كتاب العلم من مجمع الزوائد : ج 1 ص 137 - 139 - بإسناده عن أبي سعيد الخدري، وعن الطبراني في الكبير بإسناده عن أبي الدرداء، وعن جبير بن مطعم ومعاذ بن جبل، والنعمان بن بشير، وأبي قرصافة حيدرة بن خيثمة، وجابر، وسعد بن أبي وقّاص، وأنس بن مالك ، وعبادة بن الصامت ووابصة . وأمّا حديث أبي الدرداء : فرواه الدارمي في سننه: 76:1 باب الاقتداء بالعلماء من المقدمة . وأورده الحرّاني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 42 - 43 ، والطبري في المسترشد : ص 570 ح 242 ، والقاضي النعمان في عنوان «ذكر الرغائب في العلم والحضّ عليه وفضائل طالبيه» من دعائم الإسلام : 1 : 80 ، وفي كتاب الجهاد : ص 378 في عنوان : «ذكر الأمان» مرسلاً . وانظر أيضاً كنز العمّال: ج 10 و 29164 و 29165 و 29166 و 29193 و 29194 - 29198 و 29200 2920 و 1 2920 و 29466 وج 16 ح 44294. بيان : قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في ذيل الحديث : إخلاص العمل هو أن يجعل عمله خالصاً عن الشرك الجليّ: من عبادة الأوثان وكلّ معبود دون الله ، واتّباع الأديان الباطلة، والشرك الخفيّ : من الرياء بأنواعه ، والعجب. والنصيحة لأئمّة المسلمين : متابعتهم، وبذل الأموال والأنفس في نصرتهم. قوله صلّی الله علیه و آله: «واللزوم لجماعتهم» المراد جماعة أهل الحقّ وإن قلّوا كما ورد به الأخبار الكثيرة . قوله صلّی الله علیه و آله : «فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم» : لعلّ المراد أنّ الدعاء الّذي دعا لهم الرسول محيط بالمسلمين من ورائهم، بأن يكون بالإضافة إلى المفعول، ويحتمل أن يكون من قبيل الإضافة إلى الفاعل، أي دعاء المسلمين بعضهم لبعض يحيط بجميعهم، وعلى التقديرين هو تحريض على لزوم جماعتهم وعدم المفارقة عنهم ، ويحتمل أن يكون المراد بالدعوة : دعوة الرسول إيّاهم إلى دين الحقّ ، ويكون «من» - بفتح الميم - اسم موصول أي لا يختصّ دعوة الرسول صلّی الله علیه و آله بمن كان في زمانه صلّی الله علیه و آله، بل أحاطت بمن بعدهم . قوله صلّی الله علیه و آله: «تتكافأ دماؤهم»: أي يقاد لكلِّ من المسلمين من كلّ منهم، ولا يترك قصاص الشريف لشرفه إذا قتل أو جرح وضيعاً . قوله صلّی الله علیه و آله : «وهم يدٌ على من سواهم» قال الجزري: فيه : «المسلمون تتكافاً دماؤهم وهم يد على من سواهم» : أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسع التخاذل ، بل يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والملل ، كأنّه جعل أيديهم يداً واحدة ، وفعلهم فعلا واحداً . قوله صلّی الله علیه و آله : «يسعى بذمّتهم أدناهم» : أي في ذمّتهم، والسعي فيه كناية عن تقريره وعقده ، أي يعقد الذمّة على جميع المسلمين أدناهم. قال الجزري : أي إذا أعطى أحد الجيش ، العدوّ أماناً جاز ذلك على جميع المسلمين ، وليس لهم أن يخفروه، ولا أن ينقضوا عليه عهده

ص: 175

ص: 176

ص: 177

خطب رسول الله صلّی الله علیه و آله النّاس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخَيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها (1)، ثمّ بلّغها (2) من لم يسمعها ، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه .

ثلاث لا يغلّ (3) عليهنّ قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون إخوة تتكافأ ،دماؤهم ، يسعى (4) بذمّتهم أدناهم، هم يد على من سواهم» .

(أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 3)

ص: 178


1- قال في البحار : نضره ونضّره وأنضره : أي نعّمه، ويروى بالتخفيف والتشديد، من النضارة ، وإنّما أراد حسن خاتمته ، وقيل : المراد البهجة والسرور، وفي بعض الروايات : «فأدّاها كما سمعها» إمّا بعدم التغيير أصلاً، أو بعدم التغيير المخّل بالمعنى ، وقوله : «فكم من حامل فقه» بهذه الرواية أنسب ، أي ينبغي أن ينقل اللفظ ، فربّ حامل رواية لم يعرف معناها أصلاً ، وربّ حامل رواية يعرف بعض معناها وينقلها إلى من هو أعرف بمعناها منه
2- وفي كتاب المبعث والمغازي - لأبان بن عثمان الأحمر - : «فوعاها وحفظها وبلغها»
3- قال ابن الأثير، في مادة «غلل» من النهاية : «ثلاث لا يُغلَّ عليهن قلب مؤمن» هو من الإغلال : الخيانة في كلّ شيء ، ويُروى «يَغِلَّ » - بفتح الياء - من الغِلّ، وهو الحقد والشَّحناء أي لا يَدخُله حِقد يُزيلُه عن الحقِّ، وروي «يَغِلُ» - بالتخفيف - من الوغول : الدخول في الشرّ، والمعنى : أنّ هذه الخلال الثلاث تُستَصْلَح بها القلوب، فمن تمسّك بها طَهُر قلبه من الخيانة والدَغَل والشرِّ ، و «عليهن» في موضع الحال، تقديره : لا يَغِلّ كائناً عليهنّ قُلب مؤمن
4- وفي كتاب المبعث والمغازي: «ويسعى»

(135) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد القمّاط، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنّه قال :

خطب رسول الله صلّی الله علیه و آله يوم منى فقال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلّغها من لم يسمعها ، فكم من حامل فقه غير فقيه ، وكم من حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

ثلاثة لا يغلّ عليهنّ قلب عبد مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمّتهم أدناهم».

(أمالي المفيد : المجلس 23، الحديث 13)

(136) 5 - (2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد القمّي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثني هارون بن مسلم، عن

ص: 179


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدم
2- وقريباً من الذيل رواه البرقي في الباب 15 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1: 227 ح 157 عن أبيه ، أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، وفيه : يا جابر ، والله لحديث تصيبه من صادق في حلال وحرام خير لك ممّا طلعت عليه الشمس حتّى تغرب». ورواه أيضاً في الحديث 156 عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر، بتفاوت وزيادة . وقريباً منه في الباب 15 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : ص 229 ح 166 عن محمّد بن عبد الحميد العطّار، عن عمّه عبد السلام بن سالم، عن رجل، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضّة». وانظر الحديث 14 من باب رواية الكتب والحديث من كتاب فضل العلم من الكافي: 53:1

علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر :

عن جابر قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام : إذا حدّثتني بحديث فأسنده لي.

فقال : «حدثني أبي، عن جدّي ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، عن جبرئيل علیه السّلام ، عن الله عزّ وجلّ، وكلّ ما أحدّثك، بهذا الإسناد».

وقال: «يا جابر، الحديث واحد تأخذه عن صادق، خير لك من الدنيا وما فیها».

(أمالي المفيد : المجلس 5 ، الحديث 10)

(137) 6 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا حمويه بن علي بن حمويه قال : حدّثنا

ص: 180


1- ورواه أحمد في مسند سمرة بن جندب من مسنده : 5 : 14 عن يزيد ، عن شعبة ، وفي 5: 202 عن وكيع ، عن شعبة ، وعن حجّاج ، عن شعبة ، ورواه أيضاً في: 4 ص 255 . ورواه ابن ماجة في مقدّمة سننه : 15 ، ح 39 ، وابن حبّان في صحيحه : 1 ح 39، وفي المجروحين : 1 : 7 . ورواه مسلم في مقدّمة صحيحه : 1 : 9 في آخر الباب 1. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار : 1 : 122 ح 409 عن إبراهيم بن مرزوق، عن العقدي وبشر الزهراني وعفّان ، عن شعبة . وأخرجه الطبراني في مسند سمرة من المعجم الكبير : 7 : 180 ح 6575 عن أبي مسلم الكشّي، عن حجّاج بن نصير، عن شعبة . وعن يوسف القاضي، عن سليمان بن حرب، عن شعبة . وعن محمّد بن عبدوس بن كامل، عن عليّ بن الجعد ، عن شعبة . ورواه أبو عمران موسى بن إبراهيم المروزي في مسند الإمام موسى بن جعفر علیهماالسّلام : ص 42 ح3 بتفاوت يسير . وله شاهد من حديث عليّ علیه السّلام ، رواه ابن ماجة في مقدّمة سننه : ص 14 ح 38 و 40 ، و الطحاوي في مشكل الآثار : 1 : 121 - 122 ح 408 . و من حديث المغيرة بن شعبة رواه أحمد في مسند المغيرة من مسنده : 4 : 250 و 252 و 255، و مسلم في مقدّمة صحيحه : 1 : 9 ، والطبراني في المعجم الكبير : 20 : 422 - 23 4 ح 1020 - 1022 ، وابن ماجة في مقدّمة سننه : 1 : 15 ح 41 ، و الطحاوي في مشكل الآثار : 1: 122 ح 410 - 413 بأسانيد

أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا محمّد بن كثير قال : حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن سمرة قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من روى عنّي حديثاً وهو يرى أنّه كذب، فهو أحد الكاذبين. (أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 45)

(138) 7 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن مدرك بن الهزهاز قال : قال الصادق جعفر بن محمد علیهماالسّلام : «يا مدرك ، رحم الله عبداً اجترّ مودّة النّاس إلينا ، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون». (أمالي الصدوق : المجلس 21 ، الحديث 7)

تقدّم إسناده في باب النهي عن كتمان العلم (10).

(139)8 - (2) أبو جعفر الطوسى بإسناده عن مدرك بن الهزهاز (3) قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «يا مدرك ، إنّ أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءاً اجترّ مودّة النّاس إلينا ، فحدّثهم بما يعرفون وترك ماينكرون». (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 40)

تقدّم إسناده في باب النهي عن كتمان العلم (10).

ص: 181


1- ورواه في الخصال : ص 25 باب الواحد ح 89 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله، عن أيّوب بن نوح عن ابن أبي عمير
2- تقدّم تخريجه في باب النهي عن كتمان العلم
3- هذا هو الظاهر الموافق للبحار وأمالي الصدوق، وفي أمالي الطوسي: «مدرك بن زهير»

باب 14 : من حفظ أربعين حديثاً

(140) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن جمهور العمّي، عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم :

عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال : «من حفظ من شيعتنا أربعين حديثاً، بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً، ولم يعذّبه».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 13)

ص: 182


1- ورواه الكليني في الحديث 7 من باب النوادر من كتاب فضل العلم من الكافي : ج 1 ص 49 عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «من حفظ أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً» . وروى في الحديث 18 من أبواب الأربعين ومافوقه من الخصال : ص 542 عن أحمد بن محمّد بن الهيثم العجليّ ، وعبد الله بن محمّد الصائغ ، وعلي بن عبدالله الورّاق رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا حمزة بن القاسم العلويّ قال : حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق قال: حدّثنا أبو عبد الله علي بن محمّد الشاذيّ ، عن علي بن يوسف، عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول : «من حفظ عنّا أربعين حديثاً من أحاديثنا في الحلال و الحرام ، بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ولم يعذّبه». وروى نحوه في الحديث 114 من صحيفة الإمام الرضاء علیه السّلام ص 65 قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «من حفظ على أُمّتي أربعين حديثاً يَنتَفعُون بها بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيهاً عالماً» ، و مثله في الحديث 99 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا علیه السّلام من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضاء علیه السّلام : ج 2 ص 41. ثمّ إنّ مضمون الحديث متواتر ، وقد رواه جمع كثير من الصحابة عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . وقد ورد الحديث من طريق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أيضاً، كما في كنز العمّال 10: 294 ح 29486 نقلاً عن الجوزقي وأبي الفتح الصابوني والصدر البكري في الأربعين . وورد أيضاً من طريق الإمام الحسين علیه السّلام : كما في الحديث 19 من أبواب الأربعين وما فوقه من الخصال : 2 : 543 . وله شاهد من حديث أبي سعيد : كما في الحديث 28817 من كنز العمّال : 10 : 158 عن ابن النجّار . ومن حديث ابن عبّاس : كما في الحديث 16 من أبواب الأربعين وما فوقه من الخصال : 2 : 542 ، والحديث 31 من شرف أصحاب الحديث - للخطيب البغدادي - : ص 20 ، وجامع بيان العلم وفضله - لابن عبد البرّ - : ج 1 ص 43 باب قول النبيّ صلّی الله علیه و آله : «من حفظ على أُمّتي أربعين حديثاً»، والباب 10 من تيسير المطالب : ص 152 ، ح 264 ، وحرف الميم من فردوس الأخبار : 4 : 91 ح 5778 . و من حديث أنس : كما في الحديث 29 - 30 من شرف أصحاب الحديث : ص 19 - 20 ، و ومن الحديث 28818 من كنز العمّال ، والحديث 17 من باب الأربعين من الخصال : 2 : 542 ، وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 43 . ومن حديث ابن مسعود : كما في الحديث 32 من شرف أصحاب الحديث : ص 20 . ومن حديث أبي الدرداء : كما في الباب 17 - في طلب العلم - من شعب الإيمان – للبيهقي -271 - 270 :2 ح 1726 و 1727 . ومن حديث ابن عمر : رواه ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله: ج 1 ص 43. ومن حديث أبي هريرة: كما في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 43-44، وفي الأمالي الخميسيّة - للمرشد بالله الشجري - : 1 : 55 في عنوان «الحديث الثاني في العلم وفضله». ومن حديث معاذ : كما في جامع بيان العلم وفضله : ج 1 ص 44 . ومن حديث أبي الدرداء : كما في الأمالي الخميسيّة - للمرشد بالله الشجري - : 1 : 10 ح 4. وأورده الغزّالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1 : 16 . ورواه المفيد في أوائل الاختصاص : ص 2 عن جعفر بن محمّد بن محمّد بن قولويه ، عن الحسين بن محمّد بن عامر الأشعري، عن المعلّى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمّي، عن عبدالرحمان بن أبي نجران ، عن بعض أصحابه ، رفعه عن أبي عبد الله علیه السّلام. وأورده الفتّال فى عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها من روضة الواعظين : ص 8 مرسلاً عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وعن الإمام الصادق علیه السّلام . وانظر الحديث 15 و 18 من أبواب الأربعين وما فوقه من الخصال : 2 : 541 و 542

ص: 183

باب 15 : في أنّ حديثهم علیهم السّلام صعب مستصعب

(141)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شقير (2) بن يعقوب - بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة ، قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال : حدّثنا علي بن بزرج الخيّاط قال : حدّثنا عمرو بن اليسع ، عن شعيب الحدّاد قال:

سمعت الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : «إنّ حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان، أو مدينة حصينة».

قال عمرو : فقلت لشعيب : يا أبا الحسن، وأيّ شيء المدينة الحصينة ؟

قال : فقال : سألت الصادق علیه السّلام عنها ، فقال لي: «القلب المجتمع».

(أمالي الصدوق : المجلس 1 ، الحديث 6)

ص: 184


1- ورواه أيضاً فى الخصال: باب الأربعة : الحديث 27 ، وفي الحديث 1 من «باب معنى المدينة الحصينة» من معاني الأخبار : ص 189 . وأورده الفتّال في المجلس 24 من روضة الواعظين : 1 : 211 في فضائل الإمام الصادق علیه السّلام . وانظر مارواه الكليني قدّس سرّه في باب «ماجاء أنّ حديثهم صعب مستصعب» من كتاب الحجة ، من الكافي : ج 1 ص 401 ح 1 - 3. وروى الصفّار في الباب 11 من الجزء الأوّل من بصائر الدرجات ص 20 - 25 أحاديث عديدة في هذا المعنى عن أمير المؤمنين والإمام السجّاد ، والإمام الباقر ، والإمام الصادق علیهم السّلام . ورواه ابن شهر آشوب عن الإمام الباقر علیه السّلام في ترجمته علیه السّلام من المناقب : 207:4 في عنوان: «فصل في معالي أموره» إلى قوله علیه السّلام: «أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان»
2- كذا في الأمالي ، وفي الخصال : علي بن الحسين بن سفيان ...

باب 16 : اختلاف الأخبار

(142)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جدّه علیهماالسّلام قال :

قال علي علیه السّلام: «إنّ على كلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وماخالف كتاب الله فدعوه».

(أمالي الصدوق : المجلس 58، الحديث 17)

(143) 2 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد قال : أخبرنا

ص: 185


1- ورواه الكليني في الكافي : ج 1 ص 69 : باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب من كتاب فضل العلم
2- روى الكليني نحوه في باب الكتمان» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 222 ح 4 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم ، عن عبد الله بن بكير ، عن رجل ، عن أبي جعفر علیه السّلام قال : دخلنا عليه جماعة، فقلنا : يا ابن رسول الله ، إنّا نريد العراق فأوصنا ، فقال أبو جعفر علیه السّلام : «ليقو شديدكم ضعيفكم ، وليعد غنيّكم على فقيركم ...» ، وذكر الحديث بتفاوت

أبوالقاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان، عن عمرو بن شمر :

عن جابر قال: دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ونحن جماعة، بعد ما قضينا نسكنا ، فودّعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله .

فقال: «ليعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيّكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا النّاس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وماجاءكم عنّا ، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شُرح لنا، وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره ، فمات منكم ميّت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدوّاً لنا كان له أجر عشرين شهيداً».

(أمالي الطوسي : المجلس : 9 ، الحديث 2)

ص: 186

باب 17: النهي عن القول بغير علم ، والإفتاء بالرأي

(144) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رحمه الله عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى الخزّاز، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام : عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «إنّ المؤمن أخذ دينه عن ربّه، ولم يأخذه عن رأيه». (أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في باب نسبة الإسلام، من كتاب الإيمان والكفر .

(145)2 - (2) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّى بن محمّد البصري، عن علي بن أسباط ، عن جعفر بن سماعة ، عن غير واحد :

عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر الباقر علیه السّلام : ما حقّ الله على العباد ؟

قال : «أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 14)

ص: 187


1- رواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 349 باب 11 ح 733: 135 ، و عنه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 45 باب نسبة الإسلام : ح 1 مرفوعاً عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، وفيهما : «إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ، ولكن أتاه من ربّه وأخذ به». ورواه أيضاً الصدوق في معاني الأخبار : ص 185 ، باب «معنى نسبة الإسلام» ح 1
2- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 7 من باب النهي عن القول بغير علم من كتاب فضل العلم من الكافي : ج 1 ص 43 عن الحسين بن محمّد

(146)3 - (1) حدّثنا أبي رحمه الله قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبدالله :

عن أبي عبدالله الصادق قال : «إنّ الله تبارك وتعالى عيّر عباده بايتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردّوا ما لم يعلموا قال الله عزّ وجلّ: «ألم يُؤْخَذ عَلَيهِم مِيثَاقُ الكِتابِ أَن لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقِّ» (2)، وقال : «بَل كَذَّبُوا بِما لم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَما يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ» (3)».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 15)

(147) 4 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي قال :

ص: 188


1- ورواه الكليني قدّس سرّه في الكافي : ج 1 ص 43 كتاب فضل العلم : باب النهي عن القول بغير علم ح 8 إلّا أنّ فيه : «إنّ الله خصّ عباده بأيتين...»
2- الأعراف : 7 : 169
3- يونس : 10 : 39
4- والحديث - أو مع مغايرة في بعض العبارات - رواه جمع من أصحاب السنن والمسانيد : منهم : البخاري في كتاب العلم من صحيحه : 1 : 36 باب «كيف يُقبَض العلم» (34) عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه . وأخرجه مسلم في في كتاب العلم من صحيحه : 4 : 2058 - 2059 الباب 5 ح 13 - 14 (1673-2674) بأسانيد عن عروة . وأخرجه النسائي في الباب 42 - كيف يرفع العلم - من كتاب العلم من سننه : 3 : 455 – 4562ح 5907 : 1 عن عمرو بن عليّ، عن عبد الوهاّب الثقفي ، عن أيّوب ويحيى بن سعيد ، عن هشام بن عروة . ونحوه في الحديث 2 من الباب من طريق الزهري، عن عروة . وأخرجه الترمذي في الباب 5 من كتاب العلم من سننه : 5 : 1 : 5: 31 ح2652 عن هارون بن إسحاق الهمداني، عن عبدة بن سلمان، عن هشام بن عروة . وأخرجه ابن ماجة في سننه : 1 : 20 في المقدمة ، باب اجتناب الرأي والقياس (8) ح 52 بأسانيد عن هشام بن عروة . وأخرجه الدارمي في سننه : 1 : 77 في المقدمة الباب 25 - في ذهاب العلم - . وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط : ج 1 ص 65-66 ح 55 عن أبي زيد أحمد بن عبدالرحيم بن يزيد الحوطي، عن أبي المغيرة، عن الأوزاعي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه . و في ص 527 ح992 عن زهير بن محمّد ومالك بن أنس، عن هشام بن عروة . وفي ج 3 ح 2322 ، وج 4 ح 3246. وأخرجه البيهقي في كتاب آداب القاضي من سننه : 10 : 116 باب «إثم من أفتى أو قضى بجهل» بإسناده عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه ، ومثله في الباب 17 - باب في طلب العلم - من شعب الإيمان : 2 : 253 ح 1660 ، ورواه أيضاً في الحديث 1661 بإسناده عن جعفر بن عون ، عن هشام بن عروة . وأخرجه ابن عبدالبرّ في باب ماروي في قبض العلم وذهاب العلماء من كتاب «جامع بيان العلم وفضله» : 1 : 149 - 151 بأسانيد عديدة عن هشام بن عروة، عن أبيه ، وفي باب «ما جاء في ذمّ القول في دين الله بالرأي والظنّ والقياس» : 2 : 133 بإسناده عن عروة بن الزبير، عن عبدالله بن عمرو . ورواه السيّد أبو طالب في أماليه : ص 142 في الباب 9 الحديث 234 ، والديلمي في الفردوس : 1 : 220 ح 660 ، والسيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 41 في أوائل عنوان «الحديث الثاني في العلم». وله شاهد من حديث أبي هريرة : رواه الطبراني في المعجم الأوسط : ج 7 ح .6399 وأورده الحرّاني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول : ص 37 ، والكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 108 ، والقاضي النعمان في عنوان «ذكر من يجب أن يؤخذ عنه العلم ...» من دعائم الإسلام : 1 : 96 ، والغزّالي في الباب الأوّل من إحياء علوم الدين : 1 : 21 . وله شاهد من حديث أمير المؤمنين علیه السّلام : رواه في دعائم الإسلام : 1 : 96 . ورواه في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السّلام : ص 52 - 25 عن الإمام الرضا عن أبيه ، عن آبائه آبائه علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. وورد أيضاً في مسند زيد الشهيد : ص 343 في عنوان «باب الإخلاص» بتفاوت. ومن حديث الإمام الباقر علیه السّلام : رواه الكليني في باب فقد العلماء ، من كتاب فضل العلم ، من الكافي : ج 1 ص 38 ح 5 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : إنّ أبي كان يقول : «إنّ الله عزّ وجلّ لا يقبض العلم بعد ما يهبطه، ولكن يموت العالم فيذهب بما يعلم ، فتليهم الجُفاة فيضلّون و يضلّون ، ولاخير في شيء ليس له أصل». و من حديث الإمام الكاظم علیه السّلام : أورده الحرّاني في عنوان «وصيّة الإمام الكاظم علیه السّلام لهشام بن الحكم » من تحف العقول : ص 394 قال : «فعليكم بالعلم، قبل أن يُرفع ، ورفعه غيبة عالمكم بين أظهركم»

ص: 189

حدّثني عبدالله بن إسحاق قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي قال : حدّثنا أبو قَطَن قال : حدّثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عبدالله بن عمر [و] (1) قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من النّاس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، وإذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رؤساء جهالاً ، فسألوهم فقالوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا». (أمالي المفيد : المجلس 3، الحديث 1)

(148) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ( في حديث طويل) قال: «يا أباذر ، إذا سُئِلتَ عن علم لا تعلمه، فقل : لا أعلمه، ، تنج من تبعته ، ولاتفت النّاس بما لاعلم لك به ، تنج من عذاب يوم القيامة».

(أمالي الطوسى : المجلس 19، الحديث 1)

تقدّم تمامه في باب صفة العلماء وأصنافهم (5) ، ويأتي تمامه في باب مواعظ النبيّ صلّى الله عليه وآله من كتاب الروضة.

ص: 190


1- هذا هو الظاهر الموافق لصحيحي البخاري والمسلم وسنن الترمذي وجامع بيان العلم وسائر المصادر

باب 18 : لزوم الأخذ بالسنّة ، والنهي عن البدع والرأي والمقائيس

(149)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا أبي، عن الريان بن الصلت، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : قال الله عزّ وجلّ : «ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي، وماعرفني من شبّهني بخلق ، وماعلى ديني من استعمل القياس في ديني».

(أمالي الصدوق : المجلس 2 الحديث 3)

(150)2- (2) وعن علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمان، عن داوود بن فرقد، عن ابن شبرمة قال : ماذكرت حديثاً سمعته من جعفر بن محمّد علیهماالسّلام إلّا كاد أن يتصدّع له قلبي، سمعته يقول : حدّثني أبي، عن جدّي ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله.

قال ابن شبرمة : وأقسم بالله ماكذب على أبيه ، ولا كذب أبوه على جدّه ، ولا كذب جدّه على رسول الله صلّى الله عليه وآله قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك ، ومن أفتى النّاس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ، والمحكم من المتشابه، فقد هلك وأهلك».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 16)

ص: 191


1- ورواه أيضاً في الحديث 23 من باب التوحيد ونفي التشبيه من كتاب التوحيد ص 68 ، و في الحديث 4 من الباب 11 من عيون أخبار الرضاء علیه السّلام ، و في ط : الباب 32 ح 115 . ورواه الطبرسي في الاحتجاج : 2 : 383 برقم 288
2- ورواه البرقي في الباب 5 - باب النهي عن القول والفتيا بغير علم - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : ص 206 ح 61 عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمان . وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 10

(151)3 - (1) حدّثنا أبي رضّي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيي :

عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد صلّی الله علیه و آله : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ (إلى أن قال): «أحسن السنّة سنّة الأنبياء، وأحسن الهدى هدى محمّد صلّی الله علیه و آله» (إلى أن قال :) «وشرّ الأمور محدثاتها» ؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «هذا قول رسول الله صلّی الله علیه و آله » .

(أمالي الصدوق : المجلس 74، الحديث 1)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله صلّی الله علیه و آله من كتاب الروضة .

(152) 4 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا یعقوب بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن حمّاد بن عثمان :

عن زرارة بن أعين قال : قال لي أبو جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام : «يازرارة ، إيّاك وأصحاب القياس في الدين، فإنّهم تركوا علم ما وكّلوا به ، وتكلّفوا ما قد كفوه ، يتأوّلون الأخبار، و يكذبون على الله عزّ وجلّ، وكأنّي بالرجل منهم ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه، قد تاهوا وتحيّروا في الأرض والدّين».

(أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 12)

(153) 5 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد

ص: 192


1- لاحظ الحديث 3 من الباب 12 وتخريجه

بن خالد، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد :

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «لعن الله أصحاب القياس، فإنّهم غيّروا كلام الله وسنّة رسوله صلّی الله علیه و آله ، واتّهموا الصادقين في دين الله عزّ وجلّ».

(أمالي المفيد : المجلس 6 ، الحديث 13)

(154)6 - (1) حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، [عن محمّد بن إسماعيل]، عن منصور بن أبي يحيى قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول : «صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله المنبر فتغيّرت وجنتاه و التمع لونه، ثمّ أقبل [على النّاس] بوجهه فقال : يا معشر المسلمين، إنّي إنّما بعثت أنا والساعة كهاتين» (2).

قال: «ثمّ ضمّ السبّاحتين، ثمّ قال : يا معشر المسلمين، إنّ أفضل الهدى هدى محمّد، وخير الحديث كتاب الله ، وشرّ الأمور محدثاتها ، ألا وكلّ بدعة ضلالة، ألا وكلّ ضلالة في النار، أيّها النّاس من ترك مالاً فلأهله ولورثته، و من ترك كلاً أو ضياعاً فعليّ وإليّ».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحديث 14)

(155) 7 - (3) أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال : حدّثني أبوطاهر محمّد بن سليمان الزراري قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن غياث بن إبراهيم :

ص: 193


1- انظر تخريج الحديث 8 من الباب
2- هذه الفقرة من الحديث رواها فى الأشعثيّات : ص 212 ، كتاب الجنائر باب ما يوجب الصبر
3- انظر تخريج الحديث التالي

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال : «كان رسول الله صلّی الله علیه و آله إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأفضل الهدى هدى محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة. ويرفع صوته وتحمارٌ وجنتاه، ويذكّر الساعة وقيامها حتّى كأنّه منذر جَيش ، يقول : صبّحتكم الساعة، مسّتكم الساعة، ثمّ يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين - ويجمع بين سبّابتيه -، مَن ترك مالاً فلأهله، و مَن ترك ديناً [أو ضياعاً (1) فعلىّ وإلي».

(أمالي المفيد : المجلس 24 ، الحديث 1)

(156) 8 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا

ص: 194


1- ما بين المعقوفين من سائر الروايات
2- وأخرجه النسائي في الباب 35 - الغضب عند الموعظة والتعليم إذا رأى العالم ما يكره - من كتاب العلم من سننه : 3 : 449 - 450 ح 5891 : 2 عن عتبة بن عبدالله ، عن ابن المبارك ، عن سفيان ، عن جعفر بن ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جابر . ورواه ابن سعد في عنوان «ذكر صفته صلّی الله علیه و آله في خطبته» من الطبقات الكبرى : ج 1 ص 376 – 377. ورواه ابن ماجة في سننه : 1 : 17 المقدمة ، الباب 7- باب اجتناب البدع والجدل - ح 45 . وأورده جعفر بن أحمد بن عليّ القمي في كتاب الغايات - المطبوع ضمن جامع الأحاديث-: ص180 . وبعض فقراته رواه الدارمي في سننه : 1 : 69 في المقدمة ، باب : في كراهيّة أخذ الرأي . وله شاهد من حديث ابن مسعود : رواه ابن ماجة في السنن : ص 18 ح 46 ، والدارمي في سننه : 1 : 69 في المقدمة، والقاضي القضاعي في مسند الشهاب : 2 : 263 ح 1325 مع زيادات آخره ، والغزالي في الباب 6 - في آفات العلم ... - من إحياء علوم الدين : 1 : 95 ولم ينسبه إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله. وانظر مارواه الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 216

أبو العبّاس ابن عقدة قال : أخبرنا محمّد بن عبد الملك قال: حدّثنا هارون بن عیسی قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن علي بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي قال : أخبرني علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبدالله ، عن أبيه السلام علیهم السّلام، عن جابر بن عبدالله :

أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال في خطبته : «إنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة».

وكان إذا خطب قال في خطبته: «أمّا بعد». فإذا ذكر الساعة، اشتدّ صوته واحمرّت وجنتاه ، ثمّ يقول : «صبّحتكم الساعة - أو مسّتكم-» . ثمّ يقول: «بُعِثت أنا والساعة كهذه من هذه». ويشير بإصبعيه.

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 26)

(157)9 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين البغدادي قال : حدّثنا الحسين بن عمر المقرئ، عن عليّ بن الأزهر، عن عليّ بن صالح المكّي، عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه:

عن جدّه علیه السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (فى حديث) قال: قلت: يا رسول الله، أرشدني الفلج . قال : إذا رأيت قومك (2) قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم، فإنّ الهدى من الله ، والضلال من الشيطان .

ص: 195


1- وروى نحوه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة الفتح في تفسيره : ص 614 ح 772 عن زيد - رجل قد أدرك ستّة أو سبعة من أصحاب النبيّ صلّی الله علیه و آله-. ورواه - مع زيادات ومغايرات - أحمد بن محمّد بن عليّ العاصمي في زين الفتى : 1 : 394 ح 259 بإسناده عن زيد بن رفيع، عن مكحول . ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 11 : 372 ح 12042 بإسناده عن عكرمة، عن ابن عبّاس ، وعنه السيوطي في الدر المنثور : 8 : 660 والهيثمي في مجمع الزوائد : 1 : 179 . وأخرجه ابن مردويه مع الاقتصار على الشطر الأوّل ، كما في تفسير سورة الفتح من الدر المنثور
2- في نسخة : «قوما»

يا عليّ، إنّ الهدى هو اتّباع أمر الله دون الهوى والرأي، وكأنّك بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات، واستحلّوا (1) الخمر بالنبيذ، والبخس بالزكاة، و السحت بالهدية.

قلت : يارسول الله ، فماهم إذا فعلوا ذلك، أهم أهل ردّة، أم أهل فتنة ؟(2)

قال: «هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 34، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت ذكرناه في الهامش.

(أمالي الطوسى : المجلس ، الحديث 5)

تمامه في الباب 3 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان من كتاب الملاحم والفتن .

(158) 10 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن

ص: 196


1- في أمالي الطوسي: «فاستحلّوا»
2- في أمالي الطوسي : « فقلت : فما هم إذا فعلوا ذلك ، أهم أهل فتنة ، أو أهل ردّة» ؟
3- ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 10 : 208 - 209 ح 10488 عن محمد بن العبّاس المؤدّب ، عن محمّد بن بشير الكندي ، عن القاسم بن مالك ، عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه أو عن خيثمة ، عن ابن مسعود . وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 1 : 173. وقريباً منه أخرجه الحاكم في كتاب العلم من المستدرك : 1 : 103 بسندين عن عبدالله قال : «الاقتصاد فى السنّة أحسن من الاجتهاد في بدعة». وروى البيهقي في شعب الإيمان : 7: 72 ح 9523 بإسناده عن الحسن قال : عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة

عبدالله بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة :

عن عبدالله أنّه قال: «اقتصاد في سُنّة خير من اجتهاد في بدعة».

(أمالي الطوسى : المجلس 10 ، الحديث 22)

(159)11 - (1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثني المنذر بن محمّد قراءةً قال : حدّثنا أحمد قراءةً قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الضبّي قال: حدّثنا موسی بن القاسم ، عن أبي الصلت، عن علي بن موسى، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لاقول إلّا بعمل، ولا قول وعمل إلّا بنيّة، ولا قول وعمل ونيّة (2) إلّا باصابة السنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 25)

ص: 197


1- ورواه البرقي في الباب 11 - الاحتياط في الدين والأخذ بالسنّة - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 222 ح 134 عن أبيه ، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزديّ ، عن [أبي ] عثمان العبدي ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ، عن أبيه ، عن عليّ علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . ورواه الكليني في باب الأخذ بالسنّة ، من كتاب فضل العلم ، من الكافي : 1 : 70 ح 9 عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد خالد . ورواه السيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 35 ح 135 بإسناده عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . وأورده المفيد في المقنعة : 48 ، والحرّاني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله وحكمه من تحف العقول: ص 43 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 85، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : ص 171
2- وفي سائر المصادر : ولا عمل ولانيّة»

(160) 12 - أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : حدّثنا أبو عمر محمّد بن عبدالواحد النحوي المعروف بالزاهد قال : حدّثنا أبو جعفر المروزي محمّد بن هشام إملاءاً ، قال : حدّثني يحيى بن عثمان قال : حدّثنا بقيّة عن إسماعيل البصري - يعني ابن عليّة ، عن أبان ، عن أنس قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لا يُقبل قول إلّا بعمل، ولا يقبل قول وعمل إلّا بنيّة ، ولا يقبل قول وعمل ونيّة إلّا بإصابة السنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 91)

(161)13- (1) وعن أبي . وعن أبي عمر النحوي قال : حدّثنا موسى بن سهل الوشّاء قال: أخبرنا إسماعيل بن عليّة ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «عمل قليل في سنّة ، خير من عمل كثير في بدعة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 90)

ص: 198


1- ورواه القاضي القضاعي في مسند الشهاب : 2 : 239 الباب 788، الحدیث 1270 بإسناده عن حزم بن أبي حزم، عن الحسن. ورواه الديلمي في حرف العين من فردوس الأخبار : 3 : 69 ح 3916 من طريق ابن مسعود . وفي حرف القاف من جامع الأحاديث : ص 107: «قليل في سنّة خير من كثير في بدعة». ويشهد لذلك مارواه البرقي في الباب 11 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 221 ح 133 عن أبيه ، عن يونس بن عبدالرحمان ، رفعه ، قال : قال عليّ بن الحسين علیهماالسّلام : «إنّ أفضل الأعمال عند الله ماعمل بالسنّة وإن قلّ». ورواه الكليني في الحديث 7 من باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب من كتاب فضل العلم من الكافي : 1 : 70 عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس

(162)14- (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثنا أبي أبو عبدالله .

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه ، عن على علیهم السّلام قال :

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «عليكم بسنّتي ، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 61)

(163)15- (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا علي بن بن أحمد بن نصر البندنيجي بالرقّة قال : حدّثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «السنّة سنّتان : سنّة في فريضة ، الأخذ بها هدى، وتركها ضلالة، وسنّة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة، وتركها إلى غيرها

ص: 199


1- لاحظ تخريج الحديث المتقدم
2- ورواه البرقي في الباب 11 - الاحتياط في الدين والأخذ بالسنّة - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 224 ح 140 عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، عن آبائه علیه السّلام، عن أمير المؤمنين علیه السّلام. ورواه الكليني في آخر كتاب فضل العلم من الكافي : 1 : 71 ح 12 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي . وأورده الحراني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله وحكمه من تحف العقول : ص 57 . وأخرجه الديلمي في فردوس الأخبار : 2 : 490 ح 3378

خطيئة(1)». (أمالي الطوسي : المجلس 25 الحديث 11)

(164) 16 - (2) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال: حدّثنا حمدان بن المعافى قال : حدّثني العبّاس بن سليمان، عن الحارث بن التيّهان قال :

قال لي ابن شبرمة : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، فسلّمت عليه، وكنت له صديقاً، ثمّ أقبلت على جعفر علیه السّلام فقلت : أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل .

ص: 200


1- ومثله في المحاسن، وفي الكافي : «وتركها إلى غير خطيئة»، وفي تحف العقول والفردوس : «وتركها غير خطيئة»
2- ورواه أبو نعيم في ترجمة الإمام الصادق علیه السّلام من حلية الأولياء : ج 3 ص 196. وروى ذيله القاضي النعمان في شرح الأخبار : ج 3 ص 301 - 300، والسيّد نجم الدين العلوي العمري في المجدي: ص 194. ورواه أيضاً وكيع في ترجمة عبد الله بن شبرمة من أخبار القضاة : ج 3 ص 77 . والحديث أو نحوه رواه الزبير بن بكار في الموفّقيات: ص 76 ، والصدوق في علل الشرائع: ص 86 باب 81 ح 2 وبطرق آخر في ح 1 و 3 و 4 و 6 ، والخطيب في شرف أصحاب الحديث : ص 76 برقم 164 ، والطبرسي في الاحتجاج : 1 : 204 ، وابن خلكان في وفيات الأعيان: 1 : 471 - 472 في ترجمة ابن شبرمة، والسيّد حيدر الأملي في جامع الأسرار ومنبع الأنوار: ص 424 - 425 . وفي مناقب ابن شهر آشوب : 4 : 274 : أبو جعفر الطوسي في الأمالي وأبونعيم في الحلية و صاحب الروضة بالإسناد والرواية يزيد بعضها على بعض عن محمّد الصيرفي عن عبد الرحمان بن سالم أنّه دخل ابن شبرمة وأبو حنيفة على الصادق علیه السّلام فقال لأبي حنيفة : اتّق الله ولا تقس الدين برأيك ... . ولاحظ شرف أصحاب الحديث - للخطيب البغدادي - ص 76 ، رقم 164 ، والبصائر و الذخائر : 8: 162 / 561

فقال له جعفر علیه السّلام : «لعلّه الّذي يقيس الدين برأيه» ؟!

ثمّ أقبل علىّ فقال : «هذا النعمان بن ثابت» ؟

فقال أبو حنيفة : نعم، أصلحك الله تعالى .

فقال علیه السّلام : «اتَّق الله ولا تقس الدين برأيك، فإنّ أوّل من قاس إبليس ، إذ أمره الله بالسجود فقال : «أَنَا خَيْرٌ مِنهُ خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ» (1)».

ثمّ قال له جعفر علیه السّلام: «هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك» ؟

قال : لا .

قال: «فأخبرني عن الملوحة في العينين، وعن المرارة في الأذنين وعن الماء في المنخرين، وعن العذوبة في الشفتين ، لأيّ شيء جعل ذلك» ؟

قال : لا أدري.

قال جعفر علیه السّلام: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق العينين فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيهما منّاً منه على ابن آدم، ولولا ذلك لذابتا، وجعل المرارة في الأذنين، مناًّ منه على ابن آدم، ولولا ذلك لقحمت الدوابّ فأكلت دماغه ، وجعل الماء في المنخرين، ليصعد النفس وينزل، ويجد منه الريح الطيّبة من الريح الرديّة، وجعل عزّ وجلّ العذوبة في الشفتين، ليجد ابن آدم لذّة طعمه وشربه».

ثمّ قال له جعفر علیه السّلام : «أخبرني عن كلمة أوّلها شرك، وآخرها إيمان».

قال : لا أدري.

قال: «لا إله إلّا الله».

ثمّ قال له : «أيّما أعظم عند الله عزّ وجلّ : قتل النفس، أو الزنا» ؟

قال : بل قتل النفس.

قال له جعفر علیه السّلام : «فإنّ الله تعالى قد رضي في قتل النفس بشاهد ، ولم يقبل في الزنا إلّا بأربعة».

ثمّ قال له : «أيما أعظم عند الله : الصّوم، أو الصلاة» ؟

ص: 201


1- سورة ص : 38: 76

قال : لا ، بل الصلاة .

قال: «فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة ؟! اتّق الله يا عبد الله ، فإنّا نحن وأنتم غداً ومن خالفنا بين يدي الله عزّ وجلّ، فنقول : قلنا : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وتقول أنت وأصحابك : حدّثنا وروينا، فيفعل بنا وبكم ما شاء الله عزّ وجلّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 33، الحديث 1)

(165) 17 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا الشريف أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ بن القاسم العلوي العبّاسي في سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة في منزله بباب الشعير قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المكتّب قال : حدّثنا ابن محمّد الكوفي قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه :

عن أبي الحسن الرضا علیه السّلام قال : «من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه على دينه، فإنّ الله عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة النّاس».

ثمّ قال: «إنّ الله تعالى إنمّا فرض على النّاس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة ، من أتى بها لم يسأله الله عزّ وجلّ عما سواها، وإنّما أضاف رسول الله صلّى الله عليه وآله إليها مِثلَيها ليتمّ بالنوافل مع ما يقع فيها من النقصان، وإنّ الله عزّ وجلّ لا يعذّب على كثرة الصلاة والصوم، ولكنّه يعذّب على خلاف السنّة»(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 33، الحديث 11)

ص: 202


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 82: 294: «على خلاف السنّة» أي تبديلها بأن يزيد عليها أو ينقص منها معتقداً أنّ العمل بهذه الكيفيّة وهذا العدد في تلك الأوقات مطلوب بخصوصه ، كصلاة الضحى وأمثالها من البدع، وإلّا فالصلاة خير موضوع، وفي التهذيب [1: 134 ] في رواية أُخرى : « ولكن يعذّب على ترك السنة» والمراد به أيضاً ما ذكرنا ، وما قيل : إنّ المراد ترك جميع السنن، فهو بعيد ومستلزم للقول بوجوب كلّ سنة بالوجوب التخييري، و تخصيص التخيير بما إذا كان بين أشياء محصورة ، أو القول بأنّه إنّما يعاقب لما يستلزمه من الاستخفاف والاستهانة بها فلا يخلو كلّ منهما من تكلّف كما لا يخفى

باب 19 : ما يمكن أن يستنبط منه أحكام عديدة

(166) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني عبد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز سنة ستّ وثلاث مئة ، قال : أخبرنا زكريّا بن يحيى بن صبيح الواسطي في كتابه إلينا قال : حدّثنا خلف بن خليفة ، عن سعيد بن عبيد الطائي، عن عليّ بن ربيعة الوالبي، عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّ الله تبارك وتعالى حدّ لكم حدوداً فلا تتعدّوها، و فرض عليكم فرائض فلا تضيّعوها، وسنّ لكم سنناً فاتّبعوها، وحرّم عليكم حرمات فلاتنتهكوها، وعفا لكم عن أشياء رحمة منه من غير نسيان فلا تكلّفوها».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 23)

أبو عبد الله المفيد ، عن الجعابي، عن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز مثله، إلّا أنّ فيه: «إنّ الله تعالى حدّ لكم حدوداً فلاتعتدوها». وفيه : «فلا تتكلّفوها».

(أمالي المفيد : المجلس 20 ، الحديث 1)

(167)2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال :

ص: 203


1- وقريباً منه أورده الشريف الرضي في الحكمة 105 من قصار الحكم من نهج البلاغة
2- وروى الصدوق في الفقيه : 1 : 317 / 937 کتاب الصلاة باب القنوت مرسلاً عن الصادق علیه السّلام أنّه قال : «كلّ شيء مطلق حتى يرد فيه نهي»

حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر (1).

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي وكلّ شيء فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبدا ما لم تعرف الحرام منه فتدعه».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 12)

ص: 204


1- كذا هنا ومثله فى الحديث 18، والحسين بن أبي غندر يروي عن أبي عبد الله علیه السّلام بواسطة أبيه كما في الحديث 2 و 3 و 4 و 14 و 15 من هذا المجلس، أو بواسطة أبي بصير كما في الحديث 5 و 6 منه ، أو بواسطة عبد الله بن أبي يعفور كما في الحديث 1 و 7 منه ، أو بواسطة اسحاق بن عمّار كما في الحديث 6 منه ، أو المفضّل بن عمر كما في الحديث 13 منه ، أو بواسطة أيّوب كما في الحديث 16

باب 20 : ماورد في علم النجوم

(168)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علىّ ماجيلويه رضّی الله عنه قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد :

عن عبد الله بن عوف بن الأحمر قال : لمّا أراد أمير المؤمنين علیه السّلام المسير إلى النهروان أتاه منجّم (2)، فقال له : يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار .

فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام: «ولِمَ ذاك» ؟

ص: 205


1- والحديث - مع تفاوت - رواه ابن ديزيل في كتاب صفين، كما في شرح المختار 36 من نهج البلاغة - لابن أبي الحديد -: 2: 299 – 270. ورواه الطبري في حوادث سنة 37 من الهجرة في تاريخه : 5: 83 عن أبي مخنف ، عن عطاء، عن حميد بن هلال . ورواه البلاذري في ترجمته علیه السّلام من أنساب الأشراف : ص 275 برقم 459 بسنده إلى أبي مجلز، والمامطيري في نزهة الأبصار : ص 347 - 349 ، ح 233 عن عمر بن حسّان ، عن الثقة . ورواه الشريف الرضيّ في المختار 79 من باب الخطب من نهج البلاغة ، وابن طاووس في کتاب فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم : ص 56 ، وابن الأثير في حوادث سنة 37 من الهجرة من الكامل : 3: 343 في عنوان «ذكر قتال الخوارج» ، والطبرسي في كتاب الاحتجاج : 1 : 560 في «احتجاجه مع علماء النجوم» برقم 136، وسبط ابن الجوزي في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تذكرة الخواصّ في عنوان: «فصل : ومن كلامه علیه السّلام في النجوم»
2- قال العلّامة المجلسى قدّس سرّه في البحار : روي أنّ هذا القائل كان عفيف بن قيس أخا الأشعث، وكان يتعاطى علم النجوم. وفي رواية البلاذري أنّه كان مسافر بن عفيف الكندي، وفي رواية سبط ابن الجوزي : أنّه كان مسافر بن عوف بن الأحمر

قال : لأنّك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذىً وضرّ شديد، وإن سرت في الساعة الّتي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلّ ما طلبت !

فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام : «تدري ما في بطن هذه الدابّة ، أذكر أم أنثى» ؟

قال : إن حسبت علمت !

قال له أمير المؤمنين علیه السّلام : «مَن صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن(1): «إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدرِي نَفْسٌ ماذا تَكسِبُ غَداً وَما تَدرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (2) ، ما كان محمّد صلّی الله علیه و آله يدّعي ما ادّعيت، أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة الّتي مَن سار فيها صُرف عنه السوء، والساعة الّتي من سار فيها حاق به الضُرّ ؟ من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله عزّ وجلّ في ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه، وينبغي له أن يوليك الحمد دون ربّه عزّ وجلّ، فمن آمن لك بهذا فقد اتّخذك من دون الله ندّاً وضدّاً».

ثمّ قال علیه السّلام : «اللهمّ لا طير إلّا طيرك، ولا ضير إلّا ضيرك، ولا خير إلّا خيرك ولا إله غيرك».

ثمّ التفت إلى المنجم ، فقال : «بل نكذبّك ونخالفك، ونسير في الساعة الّتي نهیتَ عنها». (أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 16)

ص: 206


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : قوله : «من صدّقك على هذا القول فقد كذّب بالقرآن» لادّعائه العلم الّذي أخبر الله سبحانه أنّه مختّص به ، إذ ظاهر قوله تعالى: «عنده» الاختصاص. فإن قيل : فقد أخبر النبيّ والأئمّة علیهم السّلام بالخمسة المذكورة في الآية في مواطن كثيرة فيكف ذلك ؟ قلنا : المراد أنّه لا يعلمها أحد بغير تعليمه سبحانه ، وما أخبروه من ذلك فإنّما كان بالوحي و الإلهام، أو التعلّم من النبيّ صلّی الله علیه و آله الّذي علمه بالوحي
2- سورة لقمان : 34:31

باب 21 : غرائب العلوم

(169)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن علي قال : حدّثنا أبو نصر الشعراني في مسجد حميد قال : حدّثنا سلمة بن الوضاح، عن أبيه ، عن أبي إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عاصم بن ضمرة، عن الحارث الأعور قال:

بينا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الحيرة، إذا نحن بديراني يضرب الناقوس.

قال : فقال علي بن أبي طالب علیه السّلام: «يا حارث، أتدري مايقول هذا الناقوس» ؟

قلت : الله ورسوله وابن عمّ رسوله أعلم .

ص: 207


1- ورواه أيضاً في عنوان «معنى الناقوس» من معاني الأخبار ص 230 . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الدنيا» من روضة الواعظين : ص 443. وروى سبط ابن الجوزي في الباب السادس من «تذكرة الخواص» في المسائل الّتي كتبها ملك الروم إلى عمر ، فأجاب عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام أنّه علیه السّلام اكتب في جوابه ... «وأمّا الناقوس ، فإنّه يقول : طقّاً طقّاً ، حقّاً حقّاً، مهلاً مهلاً ، عدلاً عدلاً ، صدقاً صدقاً ، إنّ الدنيا قد غرّتنا واستهوتنا ، تمضي الدنيا قرناً قرناً، مامن يوم يمضي عنّا ، إلّا أوهى منّا ركناً، إنّ الموتى قد أخبرنا ، إنّا نرحل فاستوطنّا». و قريباً منه أورده ابن شهر آشوب في باب مسابقته علیه السّلام بالعلم ، من مناقب آل أبي طالب : ج 2 ص 67 قال : إنّه علیه السّلام فسّر صوت الناقوس ، ذكره صاحب مصباح الواعظ وجمهور أصحابنا، عن الحارث الأعور وزيد وصعصعة ابنا صوحان ، والبراء بن سبرة، والأصبغ بن نباتة وجابر بن شرحبيل ومحمود بن الكوّاء . ورواه القضاعي في الباب 7 من دستور معالم الحكم ص 133 ، والعاصمي في الحديث 342 و 343 من زين الفتى : ج 2 ص 77 و 79 عند ذکر مشابه أمير المؤمنين بسليمان علیهماالسّلام

قال: «إنّه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول : لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً، صدقاً صدقاً ، إنّ الدنيا قد غرّتنا وشغلتنا واستهوتنا ،واستغوتنا يا ابن الدنيا مهلاً مهلاً يا ابن الدنيا دقّاً دقّاً ، يا ابن الدنيا جمعاً جمعاً، تفنى الدنيا قرناً قرناً، مامن يوم يمضي عنّا، إلّا أوهى (1) منّا ركناً، قد ضيّعنا داراً تبق ، واستوطنّا داراً تفنى ، لسنا ندري ما فرّطنا فيها إلّا لو قد متنا».

قال الحارث : يا أمير المؤمنين ، النصارى يعلمون ذلك ؟

قال : «لو علموا ذلك لما اتّخذوا المسيح إلهاً من دون الله».

قال : فذهبت الى الديراني فقلت له: بحقّ المسيح عليك ، لمّا ضربت بالناقوس على الجهة الّتي تضربها .

قال: فأخذ يضرب، وأنا أقول حرفاً حرفاً حتّى بلغ إلى موضع «إلّا لو قد متنا»، فقال: بحقّ نبيّكم من أخبركم بهذا ؟

قلت : هذا الرجل الّذي كان معي أمس.

فقال : وهل بينه وبين النبيّ من قرابة ؟

قلت: هو ابن عمّه .

قال : بحقّ نبيّكم أسمع هذا من نبيّكم ؟

قال : قلت : نعم، فأسلم، ثمّ قال لي : والله إنّي وجدت في التوراة: إنّه يكون في آخر الأنبياء نبيّ، وهو يفسّر ما يقول الناقوس.

(أمالي الصدوق : المجلس 40 الحديث 3)

(170) 2 - (2) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد

ص: 208


1- في نسخة : «أوهن»
2- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 33 من كتاب التوحيد : ص 236 ، وفي الحديث 1 من «باب معنى حروف الجمل» من كتاب معانى الأخبار : ص 45. ورواه الراوندي في الفصل 2 من الباب 18 من قصص الأنبياء ص 267 برقم 308. ورواه الثعلبي في عنوان «باب في ذكر خروج مريم وعيسى علیهماالسّلام إلى مصر» من قصة عيسى علیه السّلام من قصص الأنبياء : ص 347 - 348 مرسلاً عن الإمام الباقر علیه السّلام

الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدّثنا [أبو عبدالله ] جعفر بن عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمّد بن علي بن أبي طالب قال : حدّثنا كثير بن عيّاش القطّان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر :

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام قال: «لمّا ولد عيسى بن مريم، كان ابن یوم كأنّه ابن شهرين، فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب و أقعدته بين يدي المؤدّب ، فقال له المؤدّب : قل بسم الله الرّحمن الرّحيم.

فقال عيسى : بسم الله الرّحمن الرّحيم.

فقال له المؤدّب : قل أبجد.

فرفع عيسى علیه السّلام رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد؟

فعلاه بالدرّة ليضربه فقال : يامؤدّب ، لا تضربني إن كنت تدري وإلّا فسلني حتّى أفسّر لك .

فقال : فسّرلي .

فقال عيسى علیه السّلام : الألف آلاء الله، والباء بهجة الله، والجيم جمال الله، والدال دین الله، «هوّز»: الهاء (هي) هول جهنّم ، والواو ويل لأهل النّار، والزاء زفير جهنّم، «حطّي»: حطّت الخطايا عن المستغفرين، «کلمن» : كلام الله، لا مبدّل لكلماته ، «سعفص» : صاع بصاع ، والجزاء بالجزاء ، «قرشت» : قرشهم فحشرهم.

فقال المؤدّب : أيّتها المرأة، خذي بيد ابنك، فقد علم ولاحاجة له في المؤدّب».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 1)

(171)3 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن

ص: 209


1- ورواه في الحديث 2 من الباب 33 من كتاب التوحيد : ص 237 - 236 . ورواه أيضاً في الحديث 2 من «باب معنى حروف الجمل» من كتاب معاني الأخبار : 46

الحسن الصفّار قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن زيد قال : حدّثني محمّد بن سالم، عن الأصبغ بن نباتة قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : سأل عثمان بن عفّان، رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ما تفسير أبجد؟

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «فإنّ فيه الأعاجيب كلّها، ويل لعالم جهل تفسيره». فقيل : يارسول الله، ما تفسير أبجد؟

قال: «أمّا الألف فآلاء الله، حرف من أسمائه، وأمّا الباء فبهجة الله، وأمّا الجيم فجنّة الله وجلال الله وجماله، وأمّا الدال فدين الله .

وأمّا «هوّز»: فالهاء : هاء الهاوية فويل لمن هوى في النّار، وأمّا الواو : فويل لأهل النّار، وأمّا الزاء : فزاوية في النّار، فنعوذ بالله مّما في الزاوية، يعني زوايا جهنّم.

وأمّا «حطّى»: فالحاء : حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر ومانزل جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، وأمّا الطاء : فطوبى لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله عزّ وجلّ ونفخ فيها من روحه، وأنّ أغصانها لترى من وراء سور الجنّة، تنبت بالحليّ والحلل متدلّية على أفواههم، وأمّا الياء: فيد الله فوق خلقه ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون .

وأمّا «كلمن»: فالكاف كلام الله ، لاتبديل لكلمات الله، ولن تجد من دونه ملتحداً، وأمّا اللام : فإلمام أهل الجنّة بينهم في الزيارة والتحيّة والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم، وأمّا الميم : فلك الله الّذي لا يزول ، ودوام الله الّذي لا يفنى وأمّا النون: فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور، وكتاب من نور، في لوح محفوظ ، يشهده المقرّبون، وكفى بالله شهيداً.

وأمّا «سعفص» : فالصاد : صاع بصاع، وفص بفص ، يعني الجزاء بالجزاء، وكما تدين تدان، إنّ الله لا يريد ظلماً للعباد.

ص: 210

وأمّا «قرشت» : يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة ، فقضى بينهم بالحقّ، وهم لا يظلمون».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 2)

(172)4 - (1) حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش بالكوفة قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه:

عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا علیه السّلام قال: «إنّ أوّل ما خلق الله عزّ وجلّ ليعرف به خلقه الكتابة ، حروف المعجم، وأنّ الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنّه لا يفصح ببعض الكلام ، فالحكم فيه أن تعرض عيه حروف المعجم، ثمّ يعطى الدية بقدر ما لم يفصح منها ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام فى «ألف ب ت ث أنّه قال: الألف: آلاء الله (2)، والباء : بهجة الله ، والتاء : تمام الأمر بقائم آل محمّد صلّی الله علیه و آله ، والثاء: ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة.

«ج ، ح، خ» فالجيم : جمال الله وجلال الله، والحاء : حلم الله عن المذنبين، والخاء : خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عزّ وجلّ.

«د ، ذ» فالدال : دين الله ، والذال من ذي الجلال والإكرام.

«ر ، ز» فالراء : من الرؤوف الرحيم، والزاء : زلازل القيامة.

س، ش « فالسين : سناء الله، والشين : شاء الله ماشاء، وأراد ما أراد، وماتشاؤن إلّا أن يشاء الله .

ص: 211


1- ورواه أيضاً في الحديث، من الباب 22 ، من كتاب التوحيد ، ص 234 - 232 ، و في الحديث 26 الباب 11 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 1 : 118 - 119 وفي ط: ص 297- 300 ح 137 من الباب 31، وفي الحديث 1 من «باب معاني حروف المعجم» من معاني ، الأخبار: ص 43
2- في نسخة من العيون : «لا إله إلا الله» بدل «آلاء الله»

«ص ، ض» فالصاد : من صادق الوعد في حمل النّاس على الصراط، وحبس الظالمين عند المرصاد، والضاد ضلّ من خالف محمّداً وآل محمّد .

«ط، ظ» فالطاء : طوبى للمؤمنين وحسن مآب ، والظاء ظنّ المؤمنين بالله خيراً، وظنّ الكافرين به سوءاً.

«ع ، غ» فالعين من العالم، والغين : من الغنى.

«ف ، ق» فالفاء : فوج من أفواج النّار، والقاف : قرآن، على الله جمعه وقرآنه .

«ك، ل» فالكاف: من الكافي واللام لغو الكافرين في افترائهم على الله الكذب.

«م، ن» فالميم ملك الله لامالك غيره ويقول الله عزّ وجلّ: «لَمَن المُلكُ اليَومَ»؟ ثمّ ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه، فيقولون: «لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَارِ» (1)، فيقول الله جل جلاله : «اليَومَ تُجزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَت لا ظُلْمَ الْيَومَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ» (2)، والنون : نوال الله للمؤمنين، ونكاله بالكافرين.

«و ، ه_» فالواو : ويل لمن عصى الله ، والهاء : هان على الله من عصاه .

«لاي! لام ، ألف » لا إله إلّا الله ، وهي كلمة الإخلاص، مامن عبد قالها مخلصاً إلّا وجبت له الجنّة .

«ى» : يد الله فوق خلقه، باسطة بالرزق ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون.

ثمّ قال علیه السّلام : «إنّ الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف الّتي يتداولها جميع العرب، ثمّ قال : «لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَو كانَ بَعْضُهُم لِبَعض ظَهِيراً» (3)».

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 1)

ص: 212


1- غافر: 16:40
2- غافر : 40: 17
3- الإسراء : 17 : 88

كتاب التوحيد

كتاب التوحيد

ص: 213

ص: 214

باب 1 : ثواب الموحّدين والعارفين ، ولزوم المعرفة

(173) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمّار ، عن الحسن بن عبدالله، عن أبيه:

عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب علیهماالسّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في احتجاجه مع اليهود) قال : قال اليهودي : أخبرني عن تفسير «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر» ؟

[ف_]قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «علم الله عزّ وجلّ أنّ بني آدم يكذبون على الله، فقال: «سبحان الله»، تبرّياً ممۀا يقولون». (إلى أن قال:)

قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء قائلها ؟

[ف_] قال: «إذا قال العبد : «سبحان الله»، سبّح معه ما دون العرش، فيعطى قائلها عشر أمثالها». (إلى أن قال:) «وأمّا قوله: «لا إله إلّا الله»، فالجنّة جزاؤه، وذلك قوله عزّ وجلّ : «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلَّا الْإِحْسانِ» (2)، يقول : هل جزاء لا إله إلّا الله ، إلّا الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)

أقول : سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

ص: 215


1- ورواه أيضاً في الحديث 8 من الباب 182 من علل الشرائع : ص 251 . وسيأتي تخريج سائر المصادر في كتاب الاحتجاج
2- سورة الرحمان : 55 : 60

(174) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن راهويه قال:

لمّا وافى أبو الحسن الرضا علیه السّلام نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يا ابن رسول الله ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك ، وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول : سمعت أبي محمّد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : سمعت جبرئيل علیه السّلام يقول :

سمعت الله عزّ وجلّ يقول: «لا إله إلّا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي».

فلمّا مرّت الراحلة نادانا : «بشروطها، وأنا من (2) شروطها».

(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 8)

ص: 216


1- ورواه أيضاً في الحديث 23 من باب ثواب الموحّدين من كتاب التوحيد : ص 25 ، و في باب «ثواب من قال لا إله إلّا الله بشروطها» من ثواب الأعمال : ص 6 عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي ، عن محمّد بن الحسين الصوفي، عن يوسف بن عقيل مثله . وانظر أيضاً الحديث 21 و 22 من الباب المذكور. ورواه أيضاً في معاني الأخبار ص 370 - 371 ح 1 ، وفي ثواب الأعمال : ص 6 - 7 ، وفي الحديث 4 من الباب 37 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 2 ص 144 . وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين ص 42، و الطبري في بشارة المصطفى : ص 269 . وانظر أيضاً سائر ما ورد في هذا الباب من الروايات وتخريجاتها
2- في نسخة : «فى»

(175)3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو نصر الليث بن محمّد بن الليث العنبري، إملاءً من أصل كتابه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهروي سنة إحدى وستّين ومائتين ، قال :

حدّثنا خالي أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال : كنت مع الرضا علیه السّلام لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلمّا سار إلى المرتعة (2) تعلّقوا بلجام بغلته وقالوا: يا ابن رسول الله ، حدّثنا بحقّ یا آبائك الطاهرين، حدّثنا عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين .

فأخرج رأسه من الهودج و عليه مطرف (3) خرّ ، فقال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، عن أبيه أمير المؤمنين، عن رسول الله صلّی الله علیه وآله قال : أخبرني جبرئيل الروح الأمين :

عن الله تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه قال: «إنّي أنا الله ، لا إله إلّا أنا وحدي ، عبادي فاعبدوني، وليعلم مَن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا الله مخلصاً بها، أنّه قد دخل

ص: 217


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 74- 75 ، والديلمي في أعلام الدين: ص 214 . ورواه الصدوق في باب ثواب الموحّدين من كتاب التوحيد : ص 24 - 25 ح 22 ، وفي الباب 37 - ما حدّث به الرضاء علیه السّلام في مربعة نيسابور وهو يريد قصد المأمون - من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 2: 143 عن أبي سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوري ، عن أبي علي الحسن بن عليّ الخزرجي الأنصاري ، عن أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي ، إلى قوله : «أمن من عذابي»
2- كذا في الأمالي ، وفي التوحيد : «المربعة»، وقال القاضي سعيد في شرحه : «المربعة» بفتح الميم والباء : الموضع الّذي يتربّعون فيه في الربيع، أو موضع بنيسابور
3- المطرف - بكسر الميم عند بني تميم وبضمّها عند قيس، والراء مفتوحة على اللغتين-: وهو رداء من خزّ مربّع له أعلام . (شرح التوحيد - للقاضي سعيد - 1 : 49)

حصني، ومَن دخل حصني أمن عذابي».

قالوا: يا ابن رسول الله، وما إخلاص الشهادة لله ؟

قال : «طاعة الله ورسوله ، وولاية أهل بيته علیهم السّلام » .

(أمالي الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 9)

(176) 4 - (1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام، عن عمّه عمر بن يحيى الفحّام ، عن عبد الله بن أحمد بن عامر ، عن أبيه أحمد بن عامر الطائي، عن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال النبيّ صلّی الله علیه و آله:

يقول الله عزّ وجلّ: «لا إله إلّا الله ،حصني، من دخله أمن مِن عذابي».

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 75)

(177) 5 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاري، عن الحسين بن يحيى بن الحسين، عن عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «والّذي بعثني بالحقّ بشيراً، لا يعذّب الله بالنّار موحّداً أبداً، وإنّ أهل التوحيد ليشفعون فيُشَقَّعون».

ثمّ قال علیه السّلام : «إنّه إذا كان يوم القيامة، أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النّار، فيقولون : ياربّنا كيف تدخلنا النّار وقد كنّا نوحّدك

ص: 218


1- ورواه أيضاً في الباب 37 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 2:144:2
2- ورواه أيضاً في الحديث 31 من الباب 1 من كتاب التوحيد ص 29. وأورده الفتّال في عنوان : «فيما ورد من الأخبار في العدل والتوحيد» من روضة الواعظين: ص 42

في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق بالنّار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا إله إلّا أنت ؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفّرناها لك في التراب ؟ أم كيف تحرق أيدينا، وقد رفعناها بالدعاء إليك ؟

فيقول الله جلّ جلاله : عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا، فجزاؤكم نار جهنّم.

فيقولون : ياربّنا ، عفوك أعظم أم خطيئتنا ؟

فيقول عزّ وجل : بل عفوي .

فيقولون: رحمتك أوسع أم ذنوبنا ؟

فيقول عزّ وجلّ : بل رحمتي .

فيقولون : إقرارنا بتوحيدك أعظم، أم ذنوبنا ؟

فيقول عزّ وجلّ : بل إقراركم بتوحيدي أعظم.

فيقولون : يا ربّنا فليسعنا عفوك ورحمتك الّتي وسعت كلّ شيء .

فيقول الله جلّ جلاله: ملائكتي وعزّتي وجلالي ماخلقت خلقاً أحبّ إليّ من المُقِرّين بتوحيدي، وأن لا إله غيري، وحقّ عليّ أن لا أصلي(1) بالنار أهل

ص: 219


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في كتاب التوحيد من البحار ، ذيل الحديث : قوله : «وحقّ عليّ»: الظاهر أنّه اسم أي واجب ولازم عليّ، ويمكن أن يقرأ على صيغة الماضي المعلوم والمجهول ، قال الجوهري: قال الكسائي : يقال : حقّ لك أن تفعل هذا، وحققت أن تفعل هذا، بمعنى ، وحقّ له أن يفعل كذا ، وهو حقيق به و محقوق به : أي خليق له ، وحقّ الشيء يحقّ – بالكسر- : أي وجب . وقال : صليت الرجل ناراً: إذا أدخلته النّار وجعلته يصلاها، فإن ألقيتَه فيها فهو إلقاءٌ، كأنّك تريد الإحراق . قلت : أصليته - بالألف - وصليته تصلية، وقال صلى فلان النّار احترق. وقال القاضي سعيد في شرح التوحيد : 1: 59 : قوله : «لا أصلي» من «أصليت اللحم بالنار» : إذا أحرقته، ويحتمل أن يكون من «صليت» اللحم : إذا شويته ، بمعنى أنّه لم يصل إليهم حرارة النّار، فضلاً عن إحراقها إيّاهم. وصيغة «ادخلوا» إمّا إفعال، فيكون أمراً للملائكة ، أو مجرّد ، فيكون أمراً لأهل التوحيد

توحيدي ، ادخلوا عبادي الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 10)

(178)6 - (1) حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد سعيد قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيري قال : حدّثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام سنة خمسين ومئتين، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام:

عن علي بن أبي طالب علیه السّلام في قول الله عزّ و جل: «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلَّا الإحسان» (2) قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : إنّ الله عزّ وجل قال : «ماجزاء من

ص: 220


1- ورواه أيضاً في الحديث 29 من الباب 1 من كتاب التوحيد ص 28 . ورواه أبو علي محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في أوّل كتاب التفسير من الأشعثيات ص 176 ، والمفيد فى الاختصاص : ص 225 ، والفتّال في عنوان «فصل: في فضل التوحيد» من روضة الواعظين : ص 43 ، وفيه : «هل جزاء...». وأورده السبزواري في أواخر الفصل الثاني من جامع الأخبار : ص 39، ح 30. وفي تفسير القمّي : 2 : 345 بعد ذكر الآية : ماجزاء من أنعمت عليه بالمعرفة إلّا الجنّة». وروى الطبرسي في مجمع البيان: 5 : 208 : وجاءت الرواية عن أنس بن مالك قال : قرأ رسول الله صلّی الله علیه و آله هذه الآية فقال: «هل تدرون ما يقول ربّكم» ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : «فإنّ ربّكم يقول : هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلّا الجنّة». وانظر تخريج الحديث التالي
2- سورة الرحمان : 55 : 60

أنعمتُ عليه بالتوحيد (1) إلّا الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق، مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 17)

(179) 7 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن الحسني رحمه الله ، في رجب سنة سبع وثلاث مئة ، قال : حدّثني محمّد بن علي بن الحسين [بن زيد بن علي بن الحسين] زيدبن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : حدّثني الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي علیهم السّلام :

عن أبيه علي بن أبي طالب علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلّا الْإِحْسانِ (3)، قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلّا الجنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 3)

ص: 221


1- قال القاضي سعيد القمّي في شرحه على توحيد الصدوق : 1: 55 : قوله : «أنعمت عليه بالتوحيد»، صريح في أنّ توحيد الله من نعمه سبحانه ، وليس من صنع العبد في شيء، فكلا الإحسانين منه جلّ ثناؤه ، فله الحمد في الأولى والآخرة ، وله الشكر على النعم السابقة و اللاحقة
2- وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في فضل التوحيد» من روضة الواعظين ص 43. وقريباً منه رواه الصدوق في باب ثواب الموحّدين من كتاب التوحيد ص 22 ح 17 بإسناده عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله. وانظر تخريج الحديث المتقدّم
3- سورة الرحمان : 55: 60

(180) 8 - (1) وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر قال : حدّثني محمّد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام ، منذ خمس و سبعين سنة، قال حدّثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال :

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «التوحيد ثمن الجنّة، والحمد لله وفاء شكر كلّ نعمة، وخشية الله مفتاح كلّ حكمة ، والإخلاص ملاك كلّ طاعة».

(أمالي الطوسي : المجلس 22، الحديث 4)

(181) 9 - (2) أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعني قال :

ص: 222


1- ورواه السيّد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في أوائل عنوان «الحديث الثاني : في العلم وفضله ...» من الأمالي الخميسيّة : 1 : 41 - 42 عن الشريفين أبي محمّد وأبي طاهر الحسن وإبراهيم ابني الشريف أبي الحسن محمّد بن عمر الحسيني العلوي الزيدي، عن أبي المفضّل الشيباني . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 70 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 208 . وروى الديلمي في الفردوس : 2 : 117 ح 2233 من طريق أنس بن مالك : «التوحيد ثمن الجنّة ، والحمد ثمن كلّ نعمة، ويتقاسمون الجنّة بأعمالهم». وانظر الحديث 13 من الباب 1 من كتاب التوحيد ص 21 ، والحديث 15 ص 22، والحديث 5 من الباب الأوّل من ثواب الأعمال : ص 3 ، والحديث 13 ص 4 ، والحديث 50 و 51 من كتاب الجنّة - لأبي نعيم الأصفهاني - : 1 : 77
2- رواه الصدوق في الباب 26 من ثواب الأعمال : ص 15

قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إنّ الله تعالى ضمن للمؤمن ضماناً».

قال : قلت: وما هو ؟

قال: «ضمن له إن أقرّ الله بالربوبيّة، و لمحمّد صلّی الله علیه و آله بالنبوّة، ولعليّ علیه السّلام بالإمامة ، وأدّى ما افترض عليه أن يسكنه في جواره».

قال : فقلت : هذه والله هي الكرامة الّتي لا يشبهها كرامة الآدميّين.

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السّلام: «اعملوا قليلاً تنعموا كثيراً».

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 18)

(182) 10 - (1) أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال: حدّثنا رجاء بن يحيى بن [سامان أبو] الحسين العبرتائي الكاتب، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمّون قال : حدّثني عبدالله بن عبد الرحمان الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دُبّي الهنائي قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه أبي الأسود:

عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في وصيّته له) قال : «يا أباذرۀ ، اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لاتراه فإنّه عزّ وجلّ يراك، واعلم أنّ أوّل عبادته المعرفة به بأنه الأوّل قبل كلّ شيء فلاشيء قبله، والفرد فلاثاني معه، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض ومافيهما ومابينهما من شيء وهو الله اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير».

(أمالي الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)

يأتي تمامه فى كتاب الروضة .

ص: 223


1- قريباً من الفقرة الأولى من الحديث رواه الديلمي في الفردوس : 3: 329 ح 4876 من طريق زيد بن أرقم

(183) 11 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عاصم البزوفري قال : حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيّوب الشاذكوني المنقري قال : حدّثنا سفيان بن عيینة قال :

سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «وجدت علوم الناس كلّها في أربع خلال (2): أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع [بك] (3)، و الثالثة أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك».

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 10)

أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمّد العلوي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الفضل الجوهري قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 1)

(184) 12 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني أحمد بن عيسى بن محمّد بن الفراء الكبير سنة عشر وثلاث مئة ، قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل الأنباري قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد قال : حدّثنا معتب مولى عبد الله بن مسلم (4)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام:

عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: يارسول الله ، هل للجنّة من ثمن ؟

قال: «نعم».

ص: 224


1- تقدّم تخريجه في الباب 3 من أبواب العلم
2- كلمة «خلال» غير موجودة في الحديث 1 من المجلس 34
3- ما بين المعقوفين موجود في الحديث 1 من المجلس 34
4- في رجال الكشي والطوسي : معتب مولى أبي عبد الله علیه السّلام

قال : ما ثمنها ؟

قال : «لا إله إلّا الله ، يقولها العبد الصالح مخلصاً بها» (1).

قال : وما إخلاصها ؟

قال : «العمل بما بُعِثتُ به في حقّه ، وحبّ أهل بيتي».

قال : وحبّ أهل بيتك لمن حقّها ؟

قال : «أجل ، إنّ حبّهم لأعظم حقّها».

(أمالي الطوسي : المجلس 24 ، الحديث 12)

(185) 13 - (2) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمّي قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد بن عيسى قال : حدّثني علي بن بلال، عن محمّد بن بشر الدهان، عن محمّد بن سماعة قال:

سأل بعض أصحابنا الصادق علیه السّلام ، فقال له : أخبرني أيّ الأعمال أفضل ؟

قال: «توحيدك لربّك».

قال : فما أعظم الذنوب؟

قال : «تشبيهك لخالقك».

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 1)

ص: 225


1- لاحظ الحديث 13) من الباب الأوّل من ثواب الأعمال - للشيخ الصدوق -: ص4، و الحديث 3 من الباب 4 ص 5 ، والحديث 13 من الباب 1 من كتاب التوحيد : ص 21 ، وص 28 الحديث 27 . وانظر أيضاً مارواه البرقى فى الباب 19 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : ج 1 ص32-33 ح 23 ، وأمالي الشجري : 1 : 42
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 91 مرسلاً، وفيه : «بخالقك»

باب 2 : إثبات الصانع والاستدلال بصنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته

(186)1 - (1) أبوجعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم رضي الله عنه قال :حدّثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم قال :

دخل أبوشاكر الديصاني (2) على أبي عبد الله الصادق علیه السّلام فقال له : إنّك أحد النجوم الزواهر وكان آباؤك بدوراً بواهر، وأمّهاتك عقيلات عباهر، و عنصرك من أكرم العناصر ، وإذا ذكر العلماء فبك تثنى الخناصر، فخبّرني أيّها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدث العالم ؟

فقال الصادق علیه السّلام : «يستدلّ عليه بأقرب الأشياء».

ص: 226


1- ورواه أيضاً الصدوق في الحديث 1 من الباب 42 من كتاب التوحيد ص 292 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن منصور، عن هشام بن الحكم ، مثله. ورواه المفيد في الإرشاد : 201:2 - 203 ، والطبرسي في أوائل احتجاجات الإمام الصادق علیه السّلام من كتاب الاحتجاج : 2 : 201 - 202 رقم 215 بتفاوت . وانظر الحديث 4 من الباب 1 من كتاب التوحيد من الكافي : 1 : 75 ، والحديث 1 من الباب 9 من كتاب التوحيد للصدوق : ص 122 . وأورده الفّتال في عنوان : «الكلام في فساد التقليد» من روضة الواعظين : ص 22
2- قال الشهرستاني في الملل والنحل : 2: 89 وفي ط : 1 : 230 : الديصانيّة : أصحاب ديصان، أثبتوا أصلين : نوراً وظلاماً، فالنور يفعل الخير قصداً واختياراً، والظلام يفعل الشرّ طبعاً واضطراراً ، فما كان من خير ونفع وطيب وحسن فمن النور ، وما كان من شرّ وضرّ ونتن وقبح فمن الظلام، و زعموا أنّ النور حيّ عالم قادر حسّاس درّاك ، ومنه تكون الحركة والحياة ، والظلام ميّت جاهل عاجز جماد موات، لافعل له ولا تمييز.... وقال ابن النديم في الفهرست : ص 402 وفي ط : 474: الديصانيّة، إنّما سمّي صاحبهم بدیصان باسم نهر ولد عليه، وهو قبل ماني والمذهبان قريبان بعضهما من بعض، وإنّما بينهما خلف في اختلاط النور بالظلمة ، فإنّ الديصانيّة اختلفت في ذلك على فرقتين : فرقة زعمت أنّ النور خالط الظلمة باختيار منه ليصلها ، فلمّا حصل فيها ورام الخروج عنها امتنع ذلك عليه ، وفرقة زعمت أنّ النور أراد أن يرفع الظلمة عنه ولمّا أحسّ بخشونتها ونتنها شابكها بغير اختياره ....

قال : وماهو ؟

قال: فدعا الصادق علیه السّلام ببيضة فوضعها على راحته، ثمّ قال: «هذا حصن ملموم ، داخله غِرقِئ (1) رقيق ، تطيف به فضّة سائلة وذهبة مائعة، ثمّ تنفلق عن مثل الطاووس، أدخلها شيء» ؟(2)

قال : لا .

قال: «فهذا الدليل على حدث العالم».

قال : أخبرت فأوجزت، وقلت فأحسنت، وقد علمت أنّا لا نقبل إلّا ما أدركناه بأبصارنا ، أو سمعناه بآذاننا ، أو لمسناه بأكفّنا ، أو شممناه بمناخرنا ، أو ذقناه بأفواهنا، أو تصوّر في القلوب بياناً، واستنبطته الروايات إيقاناً.

فقال الصادق علیه السّلام : «ذكرت الحواس الخمس ، وهي لا تنفع شيئاً بغير دليل، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح» (3). (أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 5)

ص: 227


1- الغِرقِئ: القشرة الملتصقة ببياض البيض
2- وبمعناه جاء مرسلاً عن أمير المؤمنين علیه السّلام في الحديث 65 من تهذيب زين الفتى : ج 1 ص 159
3- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 3 : 40: قال الجوهري : العقيلة: كريمة الحيّ، وقال الفيروز آبادي : العبهر : الممتلئ الجسيم والعظيم الناعم الطويل من كلّ شيء كالعباهر فيهما، وبهاء الجامعة للحسن والجسم والخلق . انتهى . والعنصر الأصل . قوله : «فبك تثنى الخناصر»: أي أنت تعدّ أوّلاً قبلهم لكونك أفضل وأشهر منهم ، وإمّا يبدء في العدّ بالخنصر. والثني : العطف . والخضم - بكسر الخاء وفتح الضاد المشددة- : الكثير العطاء . وقال الجوهري : ذخر الوادي : إذا امتدّ جداً وارتفع ، يقال : بحر زاخر . وقال : كتيبة ملمومة : مضمومة بعضها إلى بعض . قوله علیه السّلام : «وهي لا تنفع شيئاً بغير دليل» ، أي هي عاجزة يتوقّف إدراكها على شرائط ، فكيف تنفي ما لاتدركه بحسّك ؟ ... ويحتمل أن يكون المراد بالدليل : العقل ، أي لا تنفع الحواس بدون دلالة العقل ، فهو كالسراج لإحساس الحواس ، وأنت قد عزلت العقل وحكمه، واقتصرت على حكم الحواس

(187)2- (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علی بن موسی الرضا علیه السّلام ، أنّه دخل عليه رجل فقال يا ابن رسول الله، ما الدليل على حدث العالم ؟

قال: «أنت لم تكن، ثم كنت، وقد علمت أنّك لم تكوّن نفسك، ولاكوّنك من هو مثلك» .

(أمالي الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 6)

ص: 228


1- ورواه أيضاً في الحديث 3، من الباب 42 ، من كتاب التوحيد ، ص 293 ، وفي الحديث 32 من الباب 11، من كتاب عيون أخبار الرضاء علیه السّلام : 1: 1222 - 123 ، وفي ط : ص 306 الحديث 143 من الباب 31 . ورواه الطبرسي في أوّل احتجاجات الإمام الرضا علیه السّلام من كتاب الاحتجاج : 2 : 353 رقم280 . وأورده الفتّال في عنوان «معرفة الله وما يتعلّق بها» من روضة الواعظين : ص 20، و بعده زيادات كثيرة

(188)3- (1) حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن الفضل بن یونس قال:

كان ابن أبي العوجاء (2) من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد،

ص: 229


1- ورواه أيضاً في الباب 141 من علل الشرائع : ص 403 - 404 - 4 عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن هشام المؤدّب الرازي وعليّ بن عبدالله الورّاق ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الفضل بن يونس . ورواه أيضاً في كتاب التوحيد ص 253 الباب 36 ح 4 عن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، عن أبي القاسم حمزة بن القاسم العلوي ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي سليمان داوود بن عبد الله، ، عن عمر بن محمّد ، عن عيسى بن يونس . ورواه أيضاً في الفقيه : 2: 162 الباب 64 من كتاب الحجّ، الحديث 32، عن عيسى بن یونس. ورواه الشيخ المفيد في الإرشاد ص 280. وروى قطعة منه الكليني في الكافي : 4 : 197 - 198 کتاب الحجج باب ابتداء الخلق و اختبارهم ح 1 ، والطبرسي في الاحتجاج : 2 : 206 - 208 برقم 218. وانظر أيضاً مارواه الكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 75
2- هو عبد الكريم بن أبي العوجاء أحد زنادقة عصر الإمام الصادق علیه السّلام ، قال أبو الفرج في عنوان «أخبار بشار بن برد» من الأغاني : 3: 147 : كان بالبصرة ستّة من أصحاب الكلام: عمرو بن عبيد ، وواصل بن عطاء، وبشّار الأعمى، وصالح بن عبدالقدّوس ، وعبدالكريم بن أبي العوجاء ، ورجل من الأزد... فكان عبد الكريم يُفسد الأحداث ، فقال له عمرو بن عبيد : قد بلغني أنّك تخلو بالحدق من أحداثنا فتُفسده، وتُدخله في دينك ، فإن خرجت من مصرنا ، و إلّا قمت فيك مقاماً آتي فيه على نفسك ، فلحق بالكوفة ، فدُلّ عليه محمّد بن سليمان فقتله . وقال الذهبي في ترجمته من لسان الميزان : 4 : 431 برقم 5290 : عبد الكريم بن العوجاء ، خال معن بن زائدة ، زنديق مُغترّ، قال أبو أحمد بن عديّ : لمّا أخذ ليُضرب عنقه قال: «لقد وضعتُ فيكم أربعة آلاف حديث أحرّم الحلال وأحلّل الحرام» قتله محمّد بن سليمان العبّاسي الأمير بالبصرة. وفي أمالي السيّد المرتضى : 1 : 127 : إنّ عبد الكريم بن أبي العوجاء لمّا قبض عليه محمّد بن سليمان - وهو والي الكوفة من قبل المنصور - وأحضره للقتل، وأيقن بمفارقة الحياة ، قال: «لئن قتلتموني لقد وضعت في أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة مصنوعة»

فقيل له : تركت مذهب صاحبك ودخلت فما لا أصل له ولا حقيقة ؟ !

فقال : إنّ صاحبي كان مخلّطاً، كان يقول طوراً بالقدر، وطوراً بالجبر وما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه.

قال : ودخل مكّة تمرداً وإنكاراً على من يحجّ، وكان يكره العلماء مساءلته إيّاهم ومجالسته لهم، لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، فجلس إليه في جماعة من نظرائه، ثمّ قال له : يا أبا عبدالله ، إنّ المجالس أمانات، ولابدّ لكلّ من كان به سعال أن يسعل (1)، فتأذن لي في الكلام.

فقال الصادق علیه السّلام : «تكلّم بما شئت».

فقال ابن أبي العوجاء إلى كم تدوسون هذا البيدر (2)، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب (3) والمدر، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ، من فكّر في هذا أو قدّر ، علم أنّ هذا فعل أسّسه غير حكيم ولا ذي نظر، فقل، فإنّك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسّه ونظامه.

فقال الصادق علیه السّلام : «إنّ من أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم الحقّ، فلم يستعذبه وصار الشيطان وليّه ، يورده مناهل الهلكة ثمّ لا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثّهم على تعظيمه وزيارته، وقد جعله محلّ

ص: 230


1- سَعَل - كنصر - سُعالاً وسُعلَةً - بضمّهما - : وهي حركة تدفع بها الطبيعة أذىً من الرئة و الأعضاء الّتي تتّصل بها. (القاموس)
2- قال في لسان العرب : 4 : 50 : البيدر : الموضع الّذي يداس فيه الطعام
3- قال الفيروزآبادي في القاموس : 1: 99 : الطُوب - بالضم -: الأجر

الأنبياء، وقبلة للمصلّين له، وهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدّي إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال ومجتمع العظمة، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام، وأحقّ من أطيع فيما أمر وانتهي عمّا نهى عنه، وزجر الله المنشئ للأرواح والصور».

فقال ابن أبي العوجاء : ذكرت يا أباعبدالله فأحلت على غائب .

فقال: «ويلك وكيف يكون غائباً من هو مع خلقه شاهد وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ، ويرى أشخاصهم ، ويعلم أسرارهم، وإنّما المخلوق الّذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مکان، وخلا منه مكان، فلايدري في المكان الّذي صار إليه ماحدث في المكان الّذي كان فيه، فأمّا الله العظيم الشأن، الملك الديّان، فإنّه لا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، فلايكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان، والّذي بعثه بالآيات المحكمة، والبراهين الواضحة، وأيّده بنصره، واختاره لتبليغ رسالاته، صدّقنا قوله بأنّ ربّه بعثه وكلّمه».

فقام عنه ابن أبي العوجاء وقال لأصحابه: من ألقاني في بحر هذا ؟ سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فالقيتموني على جمرة!

قالوا: ماكنت فى مجلسه إلّا حقيراً.

قال : إنّه ابن من حلق رؤوس من ترون.

(أمالي الصدوق : المجلس 90، الحديث 4)

ص: 231

باب 3 : النهي عن التفكّر في ذات الله

(189)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي صلّى الله عليه وآله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (2)، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن حمران ، عن أبي عبيدة الحذّاء (3) قال :

قال أبو جعفر علیه السّلام: «يا زياد، إيّاك والخصومات، فإنّها تورث الشكّ وتهبط العمل وتردي صاحبها ، وعسى أن يتكلّم الرجل بالشيء لا يغفر له، يازياد إنّه كان فيما مضى قوم تركوا علم ماوكّلوا به وطلبوا علم ماكفّوه حتّى انتهى بهم الكلام (4) إلى الله عزّ وجلّ، فتحيّروا، فإن كان الرجل ليدعى من بين يديه، فيجيب من خلفه ، أو يدعى (5) من خلفه ، فيجيب من بين يديه».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 2)

(190) 2 - (6) حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني أبي، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اليسع، عن سليمان بن خالد قال:

قال أبو عبد الله علیه السّلام: «إيّاكم والتفكّر في الله، فإنّ التفكّر في الله لا يزيد إلّا تيهاً، إنّ الله عزّ وجلّ لا تدركه الأبصار، ولا يوصف بمقدار».

(أمالي الصدوق المجلس 65 الحديث 3)

ص: 232


1- تقدّم تخريجه في باب ماورد في الجدال من كتاب العلم
2- لعلّ الصحيح : «أحمد بن محمّد خالد» كما في الكافي
3- أبو عبيدة الحذّاء : اسمه زياد ووقع الخلاف في إسم أبيه ، اختار النجاشي أنّه منذر ، وكنيته أبورجاء ، وقال الشيخ : زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذّاء ، وقيل : زياد بن رجاء
4- في المحاسن: «حتّى انتهى الكلام بهم» ، وفي الكافي : «حتّى انتهى كلامهم»
5- فى المحاسن : «ويدعى»
6- ورواه أيضاً في الحديث 14 من الباب 67 من كتاب التوحيد : ص 457. وأورده الفتّال في عنوان: «فيما ورد من الأخبار في معنى التوحيد والعدل» من روضة الواعظين : ص 36 . وانظر الحديث 7 من باب النهي عن الكلام في الكيفيّة من الكافي : 1: 93

باب 4 : في أنّ التوحيد أمر فطريّ

(191) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل ، عن ليث بن محمّد بن نصر بن الليث البلخي، عن أحمد بن عبدالصمد بن مزاحم الهروي، عن خاله أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن عبد العزيز بن عبدالصمد العمي البصري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في كلام له علیه السّلام مع عمر بن الخطّاب في فضل الحجر الأسود) قال : «قوله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنا» (1)، وأخبرك أنّ الله تعالى لمّا خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذريّته من صلبه من هيئة الذرّ ، فألزمهم العقل ، وقرّرهم أنّه الربّ وأنّهم العبيد، فأقرّوا له بالربوبيّة، وشهدوا على أنفسهم بالعبودية» الحديث. (أمالي الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 10)

يأتي تمامه في كتاب الحجّ.

(192) 2 - (2) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا محمّد بن

ص: 233


1- الأعراف: 7: 172
2- ونحوه رواه البرقي في الباب 24 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 241 ح 224 عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر علیه السّلام عن قول الله عزّ وجلّ «فطرة الله التي فطر النّاس عليها» ؟ قال : «فطرهم على معرفة أنّه ربّهم ، و لولا ذلك لم يعلموا إذا سئلوا من ربّهم ولا من رازقهم» . وقريباً من رواية المحاسن ، رواه الصدوق قدّس سرّه في الحديث 8 من الباب 53 من كتاب التوحيد: 330 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن ابن مسكان : عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر علیه السّلام : أصلحك الله ، قول الله عزّ وجلّ في كتابه : «فطرة الله التي فطر النّاس عليها» ؟ قال : «فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفته ، أنّه ربّهم». قلت: وخاطبوه ؟ قال : فطأطأ رأسه ثمّ قال: «لولا ذلك لم يعلموا مَن ربِّهم ولا مَن رازقهم: . وورد الحديث عن الإمام الصادق علیه السّلام، رواه الصدوق في الحديث 1 - 4 من الباب 53 بإسناده عن العلاء بن فضيل، وهشام بن سالم وزرارة ، عن أبي عبد الله علیه السّلام . و انظر سائر مارواه في الباب 53 من كتاب التوحيد

وهبان قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة:

عن أبي جعفر علیه السّلام، قال : قلت له : «فِطرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيها» (1)، قال: «التوحيد».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 10)

ص: 234


1- سورة الروم : 30 : 30

باب 5 : إثبات قدمه و امتناع الزوال عليه

(193)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الموصلي:

عن أبي عبدالله الصادق علیه السّلام قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين (2) فقال : يا أمير المؤمنين ، متى كان ربّك ؟

فقال له : «ثكلتك أُمّك، ومتى لم يكن حتّى يقال متى كان، كان ربّي قبل القبل بلا قبل، ويكون بعد البعد بلا بعد ، و لاغاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنه ، فهو منتهى كلّ غاية».

(أمالي الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 1)

ص: 235


1- ورواه أيضاً فى الحديث 3 من الباب 28 من كتاب التوحيد : ص 174 وزاد بعده : فقال يا أمير المؤمنين ، فنبيّ أنت ؟ فقال : «ويلك ، إنّما أنا عبد من عبيد محمّد صلّی الله علیه و آله». وأورده الفتّال في عنوان «فيما ورد من الأخبار في معنى التوحيد والعدل» من روضة الواعظين : ص 36 . ورواه الكليني قدّس سرّه - بتفاوت - في الكافي : ج 1 ص 90 كتاب التوحيد : باب الكون والمكان الحديث 8 عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الموصلي: عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : أتى حبر من الأحبار أمير المؤمنين علیه السّلام، فقال : يا أمير المؤمنين ، متى كان ربّك ؟ قال : «ويلك ، إنّما يقال : متى كان لما لم يكن ، فأمّا ما كان فلايقال : متى كان ، كان قبل القبل بلاقبل ، وبعد البعد بلا بعد ، ولا منتهى غاية لتنتهي غايته». فقال له : أنبيّ أنت ؟ فقال : «لأمّك الهبل ، إنّما أنا عبد من عبيد رسول الله صلّی الله علیه و آله». قوله علیه السّلام: «لأمّك الهبل»: أى ثكلّ. وقريباً منه أورده السبزواري في الفصل الثاني من جامع الأخبار : ص 37 - 38 ح 23 . وروى نحوه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 240 ح 218
2- في نسخة : «جاء رجل لأمير المؤمنين»

باب 6 : الجسم والصورة والتشبيه ، وأنّه لا يدرك بالحواس والأوهام

(194)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا أبي، عن الريان بن الصلت ، عن علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :

صلى الله قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : قال الله عزّ وجلّ : «ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي، وما عرفني من شبّهني بخلقي، وما على ديني من استعمل القياس في ديني».

(أمالي الصدوق : المجلس 2، الحديث 3)

(195)2- (2) محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمّد المعروف ب_«علان:

عن محمّد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام، أسأله عمّا قال هشام بن الحكم في الجسم، وهشام بن سالم في الصورة؟

ص: 236


1- ورواه أيضاً في الحديث 23 من باب التوحيد ونفي التشبيه من كتاب التوحيد : ص 68 ، وفي الحديث 4 من الباب 11 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 1: 107 و في ط : ص 275 الباب 32 ح 115 . ورواه الطبرسي في الاحتجاج : 2 : 383 برقم 288
2- رواه الكليني قدّس سرّه في كتاب التوحيد من الكافي : 1 : 105 باب النهي عن الجسم و الصورة : الحديث 5 عن علي بن محمّد رفعه ، عن محمّد بن الفرج الرخجي، مثله . ورواه أيضا الصدوق قدّس سرّه فى الحديث 2 من الباب 6 من كتاب التوحيد : ص 97 عن علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه الله ، عن محمدّ بن يعقوب بیان: قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في بحار الأنوار: كتاب التوحيد الباب 13 : لاريب في جلالة قدر الهشامين وبراءتهما عن هذين القولين، وقد بالغ السيّد المرتضى قدّس الله روحه، في براءة ساحتهما عمّا نسب إليهما ، في كتاب الشافي ، مستدلّاً عليها بدلائل شافية ، ولعلّ المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة ، كما نسبوا المذاهب الشنيعة إلى زرارة وغيره من أكابر المحدّثين ، أو العدم فهم كلامهما . ثمّ ذكر قدّس سرّه بعض كلمات المشبهة نقلاً عن المحقّق الدواني ، وذكر بعض ما نسب إلى هشام بن الحكم وهشام بن سالم من جسميّة الخالق تعالى عن ذلك، إلى أن قال : فظهر أنّ نسبة هذين، القولين إليهما ، إمّا لتخطئة رواه الشيعة وعلمائهم ، لبيان سفاهة آرائهم والأئمّة لم ينفوها عنهم ، إمّا للتبرّي عنهم إبقاءاً عليهم ، أو لمصالح أخر . ويمكن أن يحمل هذا الخبر على أنّ المراد : ليس هذا القول الّذي تقول : ماقال الهشامان بل قولهما مباين لذلك ، ويحتمل أن يكون هذان مذهبهما قبل الرجوع إلى الأئمّة : والأخذ بقولهم، فقد قيل : إنّ هشام بن الحكم كان قبل أن يلق الصادق علیه السّلام على رأي جهم بن صفوان ، فلمّا تبعه علیه السّلام تاب ورجع إلى الحقّ ، ويؤيّده ماذكره الكراجكي في كنز الفوائد في الردّ على القائلين بالجسم بمعنيه ، حيث قال : وأمّا موالاتنا هشاماً رحمه الله ، فهي لما شاع عنه واستفاض من تركه للقول بالجسم الّذي كان ينصره، ورجوعه عنه ، وإقراره بخطائه فيه، وتوبته منه ، وذلك حين قصد الإمام جعفر بن محمد علیهماالسّلام إلى المدينة، فحجبه وقيل له : إنّه أمرنا أن لا نوصلك إليه مادمت قائلاً بالجسم ، فقال : والله ماقلت به ، إلّا لأنّي ظننت أنّه وفاق لقول إمامي ، فأمّا إذا أنكره عليّ، فإنّني تائب إلى الله منه ، فأوصله الإمام علیه السّلام إليه ودعا له بخير وحفظ . وانظر ما أورده الكشّي في ترجمته في رجاله ، والكراجكي في كنز الفوائد : 2 : 40 - 41

فكتب علیه السّلام : «دع عنك حيرة الحيران، واستعذ بالله من الشيطان، ليس القول ماقال الهشامان». (أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 1)

ص: 237

(196)3 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الصقر بن دلف (2) قال :

سألت أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا علیه السّلام عن التوحيد، وقلت له : إنّي أقول بقول هشام بن الحكم.

فغضب علیه السّلام ثمّ قال : «مالكم ولقول هشام إنّه ليس منّا ، من زعم أنّ الله جسم، ونحن منه براء في الدنيا والآخرة، يا ابن دلف إنّ الجسم محدث، والله محدثه ومجسّمه» .

(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 2)

(197)4 - (3) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار قال:

كتبت إلى أبي جعفر محمّد بن علي بن موسى الرضا علیه السّلام: جعلت فداك ، أصلّي

ص: 238


1- ورواه في الحديث 20 من الباب 6 من كتاب التوحيد : ص 104 . وانظر البيان المتقدّم ذيل الحديث السابق
2- كذا في النسخ ، وفي الخصال : 102/395: «الصقر بن أبي دلف»
3- وروى نحوه في الحديث 11 من الباب 6 - باب أنّه عزّ وجلّ ليس بجسم ولا صورة - من کتاب التوحيد : ص 101 عن محمّد بن علي ما جيلويه رحمه الله، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن العبّاس بن حُرّيش الرازي، عن بعض ، أصحابنا، عن الطيّب - يعني عليّ بن محمّد - وعن أبي جعفر الجواد علیهماالسّلام أنّهما قالا : «من قال بالجسم فلا تعطوه من الزكاة ولا تصلّوا وراءه». وانظر ترجمة يونس بن عبدالرحمان من رجال الكشّي : 2 : 787 رقم 950 ، وما أورده الفتّال في عنوان: «فيما ورد من الأخبار في معنى العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص 39

خلف من يقول بالجسم ، ومن يقول بقول يونس بن عبد الرحمان ؟ (1) فكتب علیه السّلام: «لا تصلّوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة، وابرؤوا منهم، برئ الله منهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 3)

(198) 5 - (2) وعن محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي،

ص: 239


1- یونس بن عبدالرحمان من وجوه أصحابنا الإمامية، وهو من أصحاب الإجماع الّذين وثّقوهم جميع الأصحاب ، شبّهه الامام الرضا علیه السّلام بسلمان الفارسي، على مارواه الفضل بن شاذان عن الامام الرضاء علیه السّلام ، وقد ورد في مدحه روايات عديدة ، جمعها السيّد الخوئي قدّس سرّه في «معجم رجال الحديث»، ثمّ ذكر الروايات الواردة في قدحه، وضعّفها ، ثمّ قال : ثمّ إنّ هناك روايتين صحيحتين دلّتا على انحراف يونس وسوء عقيدته : الأولى : ما تقدّم في ترجمة عبد الله بن جندب، من قول أبي الحسن علیه السّلام: «هو والله أولى بأن يعبد الله على حرف، مالَه ولعبد الله بن جندب ، انّ عبدالله بن جندب من المخبتين». الثانية : مارواه الصدوق عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - و ذكر الحديث الّذي ذكرناه في المتن عن الأمالي ، ثمّ قال : - وهاتان الروايتان لابدّ من ردّ علمهما إلى أهلهما، وهما لا تصلحان المعارضة الروايات المستفيضة المتقدّمة الّتي فيها الصحاح، مع اعتضادها بتسالم الفقهاء والأعاظم على جلالة یونس، وعلوّ مقامه، حتّى أنّه عدوه من أصحاب الإجماع كما مرّ ، على أنّهما لو سلّمنا صدورهما لا لعلّة ، فهما لا تنافيان الوثاقة الّتى هى الملاك في حجيّة الرواية . لاحظ ترجمة يونس من رجال الكشّي : 2: 779 - 790
2- ورواه في الحديث 2 من الباب 2 من كتاب التوحيد : ص 124 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابنا قال : مرّ أبو الحسن الرضا علیه السّلام بقبر من قبور أهل بيته فوضع يده عليه ، ثمّ قال: «إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة فجهلوك ، وقدّروك والتقدير على غير ما به وصفوك...»، إلى آخر ما هنا . ورواه أيضاً في الحديث 5 من الباب 11 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 1 ص 107 ، وفي طبع : ص 275 - 276 الباب 32 الحديث 116 . وأورده الفتّال في عنوان: «فيما ورد من الأخبار في معنى العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص36. ورواه الشيخ المفيد قدّس سرّه في الإرشاد ص 153 عن الإمام السجّاد علیه السّلام ، قال : وجاءت الرواية أنّ علي بن الحسين علیه السّلام كان في مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله ذات يوم، إذ سمع قوماً يشبّهون الله تعالى بخلقه ، ففزع لذلك وارتاع له ، ونهض حتّى أتى قبر رسول صلّی الله علیه و آله فوقف عنده ورفع صوته ، يناجي ربّه ، فقال في مناجاته : «إلهي بدت قدرتك...» إلى آخر ماهنا، مع مغايرة طفيفة في بعض الكلمات

عن أبي هاشم الجعفري قال:

سمعت علي بن موسى الرضاء علیه السّلام يقول : «إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيبة(1) فجهلوك وبه قدروك، والتقدير على غير ما به وصفوك ، فإنّي بريء يا إلهي من الّذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء ، إلهي ولن يدركوك، وظاهر مابهم من تعمك دليلهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك (2)، بل سوّوك بخلقك ، فمن ثمّ لم يعرفوك واتخّذوا بعض آياتك ربّاً، فبذلك وصفوك ، تعاليت ربّي عمّا به المشبهون نعتوك».

(أمالي الصدوق : المجلس 89، الحديث 2)

ص: 240


1- كذا في بعض النسخ ، وهو موافق لما في التوحيد والعيون ، وفي بعض النسخ : «هيئة» ، و فى النسخة الّتي طبعتها مؤسّسة الأعلمي ببيروت : «هيبتك»
2- المندوحة : السعة، أي في التفكّر في خلقك والاستدلال به على عظمتك وتقدّسك عن صفات المخلوقين مندوحة عن أن يتفكّروا في ذاتك، فينسبوا إليك ما لا يليق بجنابك . أو المعنى : أنّ التفكّر في الخلق يكفي في أن لا ينسبوا إليك هذه الأشياء . (بحار الأنوار: ج 3 ص 293)

(199)6- (1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب رضي الله عنه قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال :

قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرك الأبصار» (2)، قال: «لاتدركه أوهام القلوب، فكيف تدركه أبصار العيون».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 2)

(200)7 - (3) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن محمّد بن سماعة قال: سأل بعض أصحابنا ، الصادق علیه السّلام ، فقال له : أخبرني أيّ الأعمال أفضل ؟

قال: «توحيدك لربّك».

قال : فما أعظم الذنوب؟

قال: «تشبيهك لخالقك». (أمالي الطوسي : المجلس 39 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الأوّل.

ص: 241


1- وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 34 في عنوان: «ما ورد من الأخبار في التوحيد و العدل». ولاحظ ما رواه الصدوق قدّس سرّه في الباب 8 من كتاب التوحيد : ص 112 - 113 برقم 10-12 ، والحديث 10 و 11 من «باب في إبطال الرؤية» من الكافي : ج 1 ص 99 - 98
2- سورة الأنعام : 6: 103
3- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 91 ، وفيه: «بخالقك»

باب 7 : نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى

(201)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن [محمّد بن سنان] السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه :

عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام عن الله جلّ جلاله هل يوصف بمكان ؟

فقال: «تعالى الله عن ذلك».

قلت : فلِمَ أسرى بنبيه محمّد صلّی الله علیه و آله إلى السماء ؟

قال: «ليريه ملكوت السماء ومافيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه».

قلت: فقول الله عزّ وجلّ : «ثُمَّ دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قوسين أو أدنى» (2)؟ قال: «ذاك رسول الله صلّى الله عليه وآله دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ، ثمّ تدلّى صلّى الله عليه وآله فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتّى ظنّ أنّه في القرب من الأرض كتاب قوسين أو أدنى».

(أمالي الصدوق : المجلس : 29 ، الحديث 22)

ص: 242


1- ورواه أيضاً في الباب 112 من علل الشرائع : 131 - 132 ح 1 عن محمّد بن أحمد السناني، وعليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب ، وعليّ بن عبد الله الورّاق ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي . وأورده الفتّال في عنوان «الكلام في معراج النبيّ صلّى الله عليه وآله من روضة الواعظين : ص 60 بزيادة : وكان معراجه بعد النبوّة بسنين
2- سورة النجم : 53: 9-8

(202)2- (1) وبالسند المتقدّم عن علي بن سالم، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ،ولامكان ولاحركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال تعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً». (أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 7)

(203)3 - (2) حدّثنا علي بن أحمد بن موسى بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى أبو تراب الروياني، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني:

عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا علیه السّلام : يا ابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الّذي يرويه النّاس عن رسول الله صلّی الله علیه و آله أنّه قال: «إنّ الله تبارك وتعالى ينزل كلّ ليلة إلى السماء الدنيا» ؟

فقال علیه السّلام : «لعن الله المحرّفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله صلّی الله علیه و آله كذلك ، إنّما قال صلّی الله علیه و آله : إنّ الله تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أوّل الليل فيأمره فينادي : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ ياطالب الخير أقبل يا

ص: 243


1- ورواه أيضاً في الباب 28 من كتاب التوحيد : برقم 20. وأورده الفتّال فى عنوان: «فيما ورد من الأخبار في معنى العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص 35 - 36
2- ورواه في الحديث 21 من الباب 11 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 1: 116 ، وفي ط : ص292 - 293 الباب 32 الحديث 132 . ورواه أيضاً في الحديث 7 من الباب 28 من كتاب التوحيد : ص 176 ، وفي كتاب الصلاة من الفقيه: 1: 271 باب وجوب الجمعة وفضلها : ح 22 / 1238 وفي ط : ص 421 : ص 421 ح 1240 . ورواه الطبرسي في الاحتجاج : 1 : 386 رقم 293 ، وأورد صدره السيّد عليّ بن طاووس في جمال الاسبوع : ص 122

طالب الشرّ أقصر، فلايزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السماء ، حدّثني بذلك أبي، عن جدّي ، عن آبائه علیهم السّلام عن رسول الله صلّی الله علیه و آله»(1). (أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 5)

(204)4 - (2) حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني قال : حدّثنا علي بن محمّد، عن محمّد بن سليمان، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد التميمي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد:

عن زيد بن علي قال : سألت أبي سيّد العابدين علیه السّلام، فقلت له : يا أبه، أخبرني عن جدّنا رسول الله صلّی الله علیه و آله لمّا عرج به إلى السماء وأمره ربّه عزّ وجلّ بخمسين صلاة ، كيف لم يسأله التخفيف عن أُمّته حتّى قال له موسى بن عمران علیه السّلام : ارجع إلى ربّك فسله التخفيف ، فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ؟

فقال: «يا بني، إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله لا يقترح على ربّه عزّ وجلّ ولا يراجعه في شيء يأمره به ، فلمّا سأله موسى علیه السّلام ذلك وصار شفيعاً لأّمته إليه ، لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسى علیه السّلام ، فرجع إلى ربّه يسأله التخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات» .

قال فقلت له : يا أبه، فلِمَ لم يرجع إلى ربّه عزّ وجلّ ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع إلى ربّه ويسأله التخفيف ؟

فقال: «يابنيّ أراد صلّی الله علیه و آله أن يحصل لأمّته التخفيف مع أجر خمسين صلاة ، لقول الله عزّ وجلّ: «مَن جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالها» (3)، ألا ترى أنّه علیه السّلام لمّا هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل علیه السّلام فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول : إنّها

ص: 244


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : الظاهر أنّ مراده علیه السّلام تحريفهم لفظ الخبر، ويحتمل أن يكون المراد تحريفهم معناه ، بأن يكون المراد بنزوله تعالى : إنزاله ملائكته مجازاً
2- ورواه أيضاً في الحديث 8 من الباب 28 من كتاب التوحيد : ص 176 – 177
3- سورة الأنعام : 6 : 160

خمس بخمسين «ما يُبَدِّلُ الْقَولُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلام لِلعَبِيدِ» (1)».

قال : فقلت له : يا أبه، أليس الله تعالى ذكره لا يوصف بمكان ؟

فقال : «بلى، تعالى الله عن ذلك».

فقلت : فما معنى قول موسى علیه السّلام لرسول الله صلّى الله عليه وآله : ارجع إلى ربّك ؟

فقال : «معناه معنى قول إبراهيم علیه السّلام : «إنّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ»(2) ؟ ومعنى قول موسى علیه السّلام : «وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى» (3) ؟ ومعنى قوله عزّ وجلّ: «فَفِرُّوا إِلَى الله» (4)، يعني : حجّوا إلى بيت الله ، يا بنيّ، إنّ الكعبة بيت الله ، فمن حجّ بيت الله فقد قصد إلى الله ، والمساجد بيوت الله ، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله و قصد إليه، والمصلّي مادام في صلاته فهو واقف بين يدي الله عزّ وجلّ، وأهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عزّ وجلّ، وإنّ الله تبارك وتعالى بقاعاً في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها، فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عزّ وجلّ يقول : «تَعرُجُ الملائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ» (5)، ويقول عزّ وجلّ - في قصّة عيسى علیه السّلام -: «بَل رَفَعَهُ اللهُ إليه» (6)، ويقول عزّ وجلّ: «إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالح يَرفَعُهُ» (7) (أمالي الصدوق : المجلس 70 الحديث 6)

(205) 5 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال : حدّثنا العبّاس بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن عمرو الكندي

ص: 245


1- سورة ق : 50 : 29
2- سورة الصافات: 37: 99
3- سورة طه : 84:20
4- سورة الذاريات : 50 : 51
5- سورة المعارج : 70: 4
6- سورة النساء : 4 : 158
7- سورة فاطر: 10:35

قال : حدّثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي قال : حدّثنا محمّد بن يزداد، عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمان بن قيس البصري قال: حدّثنا زاذان:

عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (في احتجاجه مع النصارى) قال : قال الجائليق : خبّرني عن الله تعالى، أين هو اليوم؟

فقال: «يا نصراني، إنّ الله تعالى يجلّ عن الأين ، ويتعالى عن المكان ، كان فيما لم يزل ولا مكان، وهو اليوم على ذلك لم يتغيّر من حال إلى حال».

فقال : أجل، أحسنت أيّها العالم وأوجزت في الجواب، فخبّرني عنه تعالى، أمدرك بالحواسّ عندك ، فيسلك المسترشد في طلبه استعمال الحواسّ ؟ أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك ؟

فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «تعالى الملك الجبّار أن يوصف بمقدار، أو تُدركه الحواسّ، أو يقاس بالنّاس، والطريق إلى معرفته صنائعه الباهرة للعقول، الدالّة ذوي الاعتبار بما هو عنده مشهود ومعقول» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 36)

يأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

ص: 246

باب 8 : نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب السابق.

(206) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد، عن واصل، عن عبدالله بن سنان:

عن أبيه قال: حضرت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام ودخل عليه رجل من الخوارج فقال : يا أبا جعفر ، أيّ شيء تعبد ؟

قال : «الله».

قال : رأيته ؟

قال: «لم تره العيون بمشاهدة العيان، ورأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يعرف بالقياس، ولايشبه بالناس ، موصوف بالآيات، معروف بالعلامات لايجور في حكمه ، ذلك الله لا إله إلّا هو».

قال : فخرج الرجل وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 4)

(207)2 - (2) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد

ص: 247


1- ورواه أيضاً في الحديث 5 من الباب 8 من كتاب التوحيد : ص 108 . ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 5 من «باب في إبطال «الرؤية» من كتاب التوحيد من الكافي: ج 1 ص 97 ، والسيّد المرتضى قدّس سرّه في أماليه : 1: 150 . ونحوه مروي عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، كما في الكافي : 1 : 97 باب في إبطال الرؤية : ح 6 . وعن الإمام الصادق علیه السّلام ، كما في احتجاجاته علیه السّلام من كتاب الاحتجاج : 2 : 211 رقم 221
2- وروى الكليني قدّس سرّه في الكافي : ج 1 ص 97 باب إبطال الرؤية : الحديث 6 عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الموصلي : عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : جاء حبرٌ إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك حين عبدته ؟ قال : فقال : «ويلك ، ماكنت أعبد ربّاً لم أره» . قال : وكيف رأيته ؟ قال : «ويلك ، لاتدركه العيون في مشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان». ورواه أيضا الصدوق قدّس سرّه في الحديث 6 من الباب 8 من كتاب التوحيد : ص 109 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وذكر مثل رواية الكافي. وسيأتي تخريج الحديث في باب جوامع التوحيد

بن أحمد السناني قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال: حدّثني محمّد بن أبي السري قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن یونس، عن سعد بن طريف الكناني، عن الأصبغ بن نباته :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (فى حديث) قال: قام إليه رجل يقال له ذعلب فقال: يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك ؟

فقال : «ويلك يا ذعلب، لم أكن بالّذي أعبد ربّاً لم أره».

قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا

قال: «ويلك ، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان». (أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 1)

أقول : سيأتي فقرة أُخرى من الرواية في باب جوامع التوحيد، ويأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

(208)3 - (1) حدّثنا علي بن أحمد بن موسى رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي

ص: 248


1- ورواه في الحديث 19 من الباب 8 من كتاب التوحيد : ص 116. ورواه أيضاً في الحديث 2 من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام ، وفي ط : الباب32 ح 113 . وأورده الطبرسي في الاحتجاج : 1 : 382 برقم 287 . بيان : قال العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار: 4 : 28 ، ما حاصله : اعلم أنّ للفرقة المحقّة في الجواب عن الاستدلال بتلك الآية على جواز الرؤية وجوهاً : الأول : ماذكره علیه السّلام في هذا الخبر من أنّ المراد بالناظرة : «المنتظرة» كقوله تعالى : «فناظرة بم يرجع المرسلون». الثاني : أن يكون فيه حذف مضاف، أي إلى ثواب ربّها ، أي هي ناظرة إلى نعيم الجنّة حالاً بعد حال ، فيزداد بذلك سرورها. الثالث : أن يكون إلى معنى «عند» وهو معنىّ معروف عند النحاة وله شواهد ، كقول الشاعر: فهل لكم فيما إلى فإنّني *** طبيب بما أعيى النطاسيّ حِذيما أي فيما عندي. الرابع : أن يكون النظر إلى الربّ كناية عن حصول غاية المعرفة بكشف العلائق الجسمانيّة، فكأنّها ناظرة إليه تعالى ، كقول رسول الله صلّی الله علیه و آله : «اعبدالله كأنّك تراه»

قال : حدّثنا عبيدالله بن موسى الروياني قال: حدّثني عبد العظيم بن عبدالله بن الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:

قال علي بن موسى الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ : «وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلى ربها ناظِرَةٌ» (1): «يعني مشرقة تنتظر ثواب ربها». (أمالي الصدوق : المجلس 64، الحديث 1)

(209)4- (2) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب رضي الله عنه قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال:

ص: 249


1- سورة القيامة : 75 : 22 - 23
2- لاحظ مارواه في الباب 8 من كتاب التوحيد برقم: 10 و 11 و 12

قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «لاتُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدركُ الأَبصار» (1)، قال: «لاتدركه أوهام القلوب، فكيف تدركه أبصار العيون».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 2)

(210)5- حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال : حدّثنا [أبو العبّاس ابن عقدة ] أحمد بن محمّد بن سعيد مولى بني هاشم قال : حدّثنا المنذر محمّد قال: حدّثنا علي بن إسماعيل الميثمي قال :

حدّثنا إسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام عن الله تبارك وتعالى هل يرى في المعاد ؟

فقال: «سبحان الله وتعالى علواً كبيراً ، يا ابن الفضل إنّ الأبصار لاتدرك إلّا ما له لون وكيفيّة، والله خالق الألوان والكيفيّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 3)

(211)6 - (2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهروي قال :

قلت لعلي بن موسى الرضا علیه السّلام : يا ابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث : «أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة»؟

فقال علیه السّلام: «يا أبا الصلت إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّة محمّداً صلّی الله علیه و آله على جميع

ص: 250


1- سورة الأنعام: 6: 103
2- ورواه أيضاً في الحديث 21 من الباب 8 من كتاب التوحيد : ص 117 ، وفي الحديث 3 من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام ، وفي ط : الباب 32 الحديث 114 . ورواه الطبرسي قدّس سرّه في احتجاجات الإمام الرضا علیه السّلام من كتاب الاحتجاج : 1 : 380- 382 رقم 286

خلقه من النبيّين والملائكة، وبل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عزّ وجلّ: «مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطاعَ الله» (1) ، قال: «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوقَ أَيديهم» (2)، وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله جلۀ جلاله»، ودرجة النبيۀ صلّى الله عليه وآله في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله، فقد زاره تبارك وتعالى».

قال : فقلت له : يا ابن رسول الله، فما معنى الخبر الۀذي رووه : «إنّ ثواب لا إله إلّا الله النظر إلى وجه الله» ؟

فقال علیه السّلام : «يا أبا الصلت، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه - صلوات الله عليهم - هم الّذين بهم يتوجّه إلى الله و إلى دينه ومعرفته، وقال الله عزّ وجلّ : «كُلَّ مَن عَلَيها فانِ * وَيَبقَ وَجهُ رَبِّكَ»(3) قال عزّ وجلّ: «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ» (4)، فالنظر إلى أنبياء الله ورسله و حججه علیهم السّلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة»، وقال: «إنّ فيكم من لايراني بعد أن يفارقني»، يا أبا الصلت إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدرك بالأبصار والأوهام» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحديث 7)

أقول : سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

ص: 251


1- سورة النساء : 80:4
2- سورة الفتح : 10:48
3- سورة الرحمان : 55: 26 - 27
4- سورة القصص : 28 : 88

(212)7 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالدّ عن أحمد بن النضر، عن محمّد بن مروان ، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح:

عن عبدالله بن عبّاس في قوله عزّ وجلّ: «فَلَمّا أَفاقَ قَالَ سُبحانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» (2)، قال : «يقول : سبحانك تبت إليك من أن أسألك رؤية، وأنا أوّل المؤمنين بأنّك لاترى».

(أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 3)

ص: 252


1- ورواه أيضاً في الحديث 22 من الباب 8 من كتاب التوحيد : ص 118 ثمّ قال : إنّ موسى علیه السّلام عَلِم أنّ الله عزّ وجلّ لا يجوز عليه الرؤية، وإنّما سأل الله عزّ وجلّ أن يُرِيَه يَنظر إليه عن قومه حين ألحّوا عليه في ذلك ، فسأل موسى ربّه ذلك من غير أن يَستأذنه ، فقال: «رب أرني أنظر إليك» ، قال : «لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه» في حال تزلزله «فسوف ترانى» . ومعناه أنّك لا تراني أبداً، لأنّ الجبل لا يكون ساكناً متحرّكاً أبداً، وهذا مثل قوله عزّ وجلّ : «ولا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط»، ومعناه : أنّهم لا يدخلون الجنّة أبداً كما لا يلج الجمل في سمّ الخياط أبداً، «فلما تجلّى ربّه للجبل» : أي ظهر للجبل بأية من آياته ، وتلك الآية نور من الأنوار الّتي خلقها ، ألق منها على ذلك الجبل، «جعله دكّاً وخرّ موسی صعقاً» مِن هَول تزلزل ذلك الجبل على عِظَمه وكبره، «فلمّا أفاق قال : سبحانك إنّي تبت إليك» : أي رجعت إلى معرفتي بك عادلاً عمّا حملني عليه قومي من سؤالك الرؤية ، ولم تكن هذه التوبة من ذنب لأنّ الأنبياء لا يُذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً، ولم يكن الاستيذان قبل السؤال بواجب عليه ، و لكنّه كان أدباً يستعمله ويأخذ به نفسه متى أراد أن يسأله، على أنّه قد روى قوم أنّه قد استأذن فى ذلك فأذن له ليُعلِم قومه بذلك أنّ الرؤى لا تجوز على الله عزّ وجلّ، و قوله : «وأنا أوّل المؤمنين» ، يقول : وأنا أوّل المؤمنين من القوم الّذين كانوا معه وسألوه أن يسأل ربّه أن يُريه ينظر إليه بأنّك لاترى
2- سورة الأعراف : 7: 143

(213) 8 - (1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير :

عن إبراهيم الكرخي قال : قلت للصادق علیه السّلام : إنّ رجلاً رأى ربّه عزّ وجلّ في منامه، فما يكون ذلك ؟

فقال : «ذلك رجل لادين له، إنّ الله تبارك وتعالى لا يُرى في اليقظة ولا في المنام، ولا في الدنيا ولا في الآخرة» (2).

(أمالي الصدوق : المجلس 89 ، الحديث 6)

ص: 253


1- وأورده الفتّال في عنوان: «فيما ورد من الأخبار في معنى التوحيد والعدل» من روضة الواعظين : ص 34
2- قال في البحار : 4 : 32: لعلّ المراد أنّه كذب في تلك الرؤيا ، أو أنّه لمّا كان مجسّماً تخيّل له ذلك ، أو أنّ هذه الرؤيا من الشيطان، وذكرها يدلّ على كونه معتقداً بالجسم

باب 9 : نفى التركيب عنه تعالى ، وأنّه ليس محلّاً للحوادث والتغييرات

(214) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا الفضل بن سلمان الكوفي ، عن الحسين بن خالد قال:

سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يقول: «لم يزل الله تبارك وتعالى عالماً قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً».

فقلت له : يا ابن رسول الله ، إنّ قوماً يقولون : إنّه عزّ وجلّ لم يزل عالماً بعلم، و قادراً بقدرة، وحيّاً بحياة، وقديماً بقدم، وسميعاً بسمع وبصيراً ببصر.

فقال علیه السّلام : «من قال بذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أُخرى وليس من ولايتنا على شيء».

ثمّ قال علیه السّلام : «لم يزل الله عزّ وجلّ عالماً قادراً حيّاً قديماً سميعاً بصيراً لذاته ، تعالى عمّا يقول المشركون والمشبهون علوّاً كبيراً».

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 5)

(215)2 - (2) حدّثنا محمّد بن علي ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثني محمّد بن علي الصير في الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سنان،

ص: 254


1- ورواه فى الحديث 3 من الباب 10 من كتاب التوحيد : ص 139. ورواه أيضاً في الحديث 10 من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 1: 109 ، وفي ط: ص 279 - 280 الباب 32 الحديث 121 . وقريباً منه أورده الفتّال فى عنوان: «فيما ورد من الأخبار في معنى العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص 37 - 38 عن الإمام الصادق علیه السّلام
2- ورواه أيضاً في الحديث 8 من الباب 11 من كتاب التوحيد

عن أبان بن عثمان الأحمر قال:

قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعاً بصيراً عالماً قادراً ؟

قال: «نعم».

قلت له : فإنّ رجلاً ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول : إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل سميعاً بسمع، وبصيراً ببصر، وعلياً بعلم وقادراً بقدرة .

قال : فغضب علیه السّلام ثمّ قال : «من قال ذلك ودان به فهو مشرك وليس من ولايتنا على شيء ، إنّ الله تبارك وتعالى ذات علّامة، سميعة ، بصيرة، قادرة».

(أمالي الصدوق : المجلس 89 ، الحديث 7)

(216)3 - (1)حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن علي السكّري قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهري، عن محمّد بن عمارة(2):

عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمّد صلّى الله عليه وآله فقلت له : يا ابن رسول الله، أخبرني عن الله هل له رضا وسخط ؟

ص: 255


1- ورواه في الحديث 4 من الباب 26 من كتاب التوحيد
2- ومثله في الحديث 2 من المجلس 41 والحديث 4 من المجلس 71 . وفي رجال الشيخ (257) : محمّد بن عمارة بن ذكوان الكلابي الجعفري البراد الكوفي أبو شداد ، مات سنة إحدى وسبعين (تسعين) ومئة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، من أصحاب الصادق. وأيضاً في رجال الشيخ (238) محمّد بن عمارة الذهلي الكوفي من أصحاب الصادق علیه السّلام . وفي نوابغ الرواة : ص 271 ، والجامع في الرجال : 402: جعفر بن محمّد بن عمارة من أصحاب الصادق علیه السّلام ، وفي كمال الدين : ص 153 باب 7 ح 17 جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن الصادق علیه السّلام. وفي شواهد التنزيل : 2 : 182 ح 816 وص 300 ح 936: محمّد بن زكريا ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه

فقال: «نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكن غضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه.

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 6)

(217) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول: «لم يزل الله جلّ اسمه عالماً بذاته ولا معلوم، ولم يزل قادراً بذاته ولا مقدور».

قلت له : جُعِلت فداك ، فلم يزل متكلّماً ؟

فقال: «الكلام مُحدَثُ ، كان الله عزّ وجلّ وليس بمتكلّم، ثمّ أحدث الكلام .

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 34)

ص: 256


1- رواه الكليني في الكافي : 1 : 107 كتاب التوحيد باب صفات الذات : الحديث 1 وفيه : «لم يزل الله عزّ وجلّ ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم، وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور». قال : قلت : فلم يزل الله متحرّكاً ؟ قال : فقال : «تعالى الله [عن ذلك] ، إنّ الحركة صفة محدثة بالفعل». قال : قلت : فلم يزل الله متكلّماً ؟ قال : فقال : «إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزليّة ، كان الله عزّ وجلّ ولا متكلّم». ورواه أيضاً الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 1 من الباب 11 من كتاب التوحيد ، مثل رواية الكافي. ولاحظ ما سيأتي ذيل الحديث في الباب 11

(218) 5 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا أبو موسى هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد صلّى الله عليه وآله قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله علیه السّلام .

قال المجاشعي: وحدّثنا الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام :

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «قال الله تبارك وتعالى : «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ» (2)، فإنّ من شأنه أن يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 59)

ص: 257


1- ورواه الطبرسي قدّس سرّه في تفسير الآية 29 من سورة الرحمان، من «مجمع البيان» عن أبي الدرداء ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 176
2- سورة الرحمان : 55: 29

باب 10 : ما ورد في القدرة والإرادة

(219)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام: «لمّا صعد موسى علیه السّلام إلى الطور فناجي ربِّه عزّ وجلّ قال: ياربّ أرني خزائنك . قال : ياموسى ، إنّما خزائني أذا أردت شيئاً أن أقول له كن، فيكون.

(أمالي الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 4)

(220) 2 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن بن يعقوب الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار :

عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن علیه السّلام : أخبرني عن الإرادة من الله عزّ وجلّ ومن الخلق ؟

فقال: «الإرادة من الله تعالى إحداثه الفعل لاغير ذلك ، لأنّه جلّ اسمه لايهمّ ولا يتفكّر. (أمالي الطوسي : المجلس 8 الحديث 15)

ص: 258


1- ورواه أيضاً فى الحديث 17 من الباب 9 من كتاب التوحيد ص 133 ، وفي الحديث 65 من باب نوادر المعاني من معاني الأخبار ص 402 . ورواه أيضا الراوندي في الفصل 6 من الباب -8 - في نبوّة موسى بن عمران علیه السّلام - من قصص الأنبياء ص 165 برقم 190
2- رواه الكليني في كتاب التوحيد من الكافي : ج 1 ص 109 الحديث 3 من «باب الإرادة...» ، وفيه: «الإرادة من الخلق الضمير وما يَبدو لهم بعد ذلك من الفعل، وأمّا من الله تعالى فإرادته إحداثه لاغير ذلك ، لأنّه لا يُرَوّي ولا يَهُم ولا يتفكّر ، وهذه الصفات منفيّة عنه ، وهى من صفات الخلق ، فإرادة الله الفعل لاغير ذلك ، يقول له كن، فيكون ، بلالفظ ولا نطق بلسان، ولاهمّة ، ولا تفكّر ، ولا كيفَ لذلك ، كما أنّه لا كيف له» . ورواه أيضاً الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 17 من الباب 11 من كتاب التوحيد : ص 147، وفي الحديث 11 من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 1 : 109 - 110 ، وفي ط : ص :280 : الباب 32 الحديث 122 عن الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى مثل رواية الكافي بمغايرة طفيفة

باب 11 : ماورد في كلامه تعالى

(221) 1 - (1)أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله جعفر بن محمّد يقول: «لم يزل الله جلّ اسمه عالماً بذاته ولا معلوم، ولم يزل قادراً بذاته ولا مقدور».

قلت له : جُعلت فداك ، فلم يزل متكلّماً ؟

فقال: «الكلام مُحدَث، كان الله عزّ وجلّ وليس بمتكلّم، ثمّ أحدث الكلام. (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 34)

تقدّم إسناده في الباب 9 «نفي التركيب عنه تعالى، وأنه ليس محلاًّ للحوادث والتغييرات».

ص: 259


1- تقدّم تخريجه فى الباب 9. بيان : قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في الباب 6 من كتاب التوحيد من بحار الأنوار ج 4 ص 150 : اعلم أنّه لا خلاف بين أهل الملل في كونه تعالى متكلّماً، لكن اختلفوا في تحقيق كلامه وحدوثه و قدمه، فالإماميّة قالوا بحدوث كلامه تعالى وأنّه مؤلّف من أصوات وحروف ، وهو قائم بغيره، و معنى كونه تعالى متكلّماً عندهم : أنّه موجد تلك الحروف والأصوات في الجسم كاللوح المحفوظ ، أو جبرئيل ، أو النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أو غيرهم كشجرة موسى ، وبه قالت المعتزلة أيضاً. والحنابلة ذهبوا إلى أنّ كلامه تعالى حروف وأصوات وهي قديمة، بل قال بعضهم بقدم الجلد والغلاف أيضاً، والكرّامية ذهبوا إلى أنّ كلامه تعالى صفة له مؤلّفة من الحروف و الأصوات الحادثة القائمة بذاته تعالى ، والأشاعرة أثبتوا الكلام النفسي وقالوا : كلامه معنى واحد بسيط قائم بذاته تعالى قديم، وقد قامت البراهين على إبطال ماسوى المذهب الأوّل ، و تشهد البديهة ببطلان بعضها ، وقد دلّت الأخبار الكثيرة على بطلان كلّ منها... نعم ، القدرة على إيجاد الكلام قديمة غير زائدة على الذات بمدلولاتها ، وظاهر أنّ الكلام غيرهما

باب 12 : جوامع التوحيد

(222)1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم ) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر(2) قال : حدۀثنا محمّد بن علي بن عكاية (3)، عن الحسين بن النضر الفهري ، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

ص: 260


1- مارواه هاهنا جزء من خطبة طويلة - تسمّى ب_ «الوسيلة» - رواها الكليني قدّس سرّه في الحديث 4 من كتاب الروضة من الكافي ص 18 بهذا السند عن جابر بن يزيد قال : دخلت على أبي جعفر علیه السّلام فقلت : يا ابن رسول الله قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبها ، فقال : ياجابر، ألم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ومن أيّ جهة تفرّقوا ؟ قلت : بلى يا ابن رسول الله . قال : فلا تختلف إذا اختلفوا ياجابر إنّ الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله صلّی الله علیه و آله في أيّامه ، ياجابر اسمع وع . قلت : إذا شئت . قال : اسمع وع وبلّغ حيث انتهت بك راحلتك ، إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام خطب النّاس بالمدينة بعد سبعة أيّام من وفاة رسول الله صلّی الله علیه و آله وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه فقال : «الحمد لله الّذي منع الأوهام أن تنال إلّا وجوده ، وحجب العقول أن تتخيّل ذاته، لامتناعه من الشبه والتشاكل، بل هو الّذي يتفاوت في ذاته، ولا يتبعّض بتجزئة العدد في كماله...». وأوردها أيضاً الحرّاني قدّس سرّه - مع مغايرات - في تحف العقول: ص 92 - - 100 . وأورد ورّام بن أبي فراس كثيراً من فقراته في تنبيه الخواطر : 2 : 39 - 41 . والفقرات الموجودة في الأمالي ، رواها الصدوق أيضاً في الحديث 27 من الباب 2 من كتاب التوحيد ص 72- 74
2- هذا هو الصحيح الموافق للكافي ، وفي بعض النسخ : «معن»، وفي بعضها : «معز»
3- هذا موافق للكافي ، وفي الأمالي : محمّد بن علي بن عاتكة

قال أمير المؤمنين علیه السّلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّى الله عليه وآله بتسعة أيّام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال: «الحمد لله الّذي أعجز الأوهام أن تنال إلّا وجوده، وحجب العقول عن أن تتخيّل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل، بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته، ولم يتبعّض بتجزية العدد في كماله ، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن، وتمكّن منها لا على الممازجة، وعلمها لا بأداة، - لا يكون العلم إلّا بها - وليس بينه وبين معلومه علم غيره، إن قيل : كان ، فعلى تأويله أزليّة الوجود ، وإن قيل : لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتّخذ إلهاً غيره علوّاً كبيراً، نحمده بالحمد الّذي ارتضاه لخلقه و أوجب قبوله على نفسه» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

يأتي تمام الخطبة في مواعظ أمير المؤمنين الله من كتاب الروضة .

(223) 2 - (1)حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق رضي الله عنه، وعليّ بن عبد الله الورّاق،

ص: 261


1- ورواه أيضاً في كمال الدين : ص 379 باب 37 ح 1 ، وفي التوحيد : ص 81 باب 2 ح37 ، وفي صفات الشيعة : ص 127 ح 68 ، ورواه أيضاً في كتاب النصوص ، كما عنه كتاب الانصاف : ص 221 باب العين ح 212 . ورواه الخزّاز في كفاية الأثر : ص 282 ، والطبرسي في إعلام الورى : ص 409، والفتّال في روضة الواعظين : ص 39

جميعاً قالا : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني:

عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام، فلمّا بصر بي قال لي: «مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت وليّنا حقّاً».

قال : فقلت له : يا ابن رسول الله، إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيّاً ثَبَتُ عليه حتّى ألقى الله عزّ وجلّ .

فقال: «هات يا أبا القاسم».

فقلت : إنّي أقول: إنّ الله تعالى واحدٌ ليس كمثله شيء، خارج من الحديّن: حدّ الإبطال وحدّ التشبيه، وإنّه ليس بجسم ولا صورة ولا عَرَض ولا جوهر، بل هو مجسِّم الأجسام، ومصوّر الصُوَر، وخالق الأعراض والجواهر، وربّ كلّ شيء ومالكه وخالقه، وجاعله ومُحدِثه». (إلى أن قال :)

فقال عليّ بن محمّد علیهماالسّلام : «يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الّذي ارتضاه لعباده ، فاثبُت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».

(أمالي الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 24)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الهادي الله من كتاب الإمامة، وفي كتاب الإيمان والكفر .

(224) 3 - (1) وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث)

ص: 262


1- ورواه أيضاً فى الحديث 1 من الباب 43 من كتاب التوحيد : ص 305. ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 4 من باب «جوامع التوحيد» من كتاب التوحيد من الكافي: ج 1 صر 139 عن محمّد بن أبي عبد الله رفعه عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «بينا أمير المؤمنين علیه السّلام يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل يقال : ذعلب ذولسان بليغ في الخطب، شجاع القلب فقال : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك ؟ قال : ويلك ياذعلب ، ماكنت أعبد ربّاً لم أره . فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف رأيته ؟ قال : ويلك ياذعلب، لم تره العيون بمشاهدة العيان...» إلى آخر ما هنا مع مغايرات وزيادات . ورواه أيضاً الشيخ المفيد قدّس سرّه في كتاب الاختصاص : ص 236 ، بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن علي علیه السّلام ، وفي عنوان «فصل في مختصر من كلامه علیه السّلام في وجوب المعرفة بالله ونفي التشبيه عنه...» من كتاب الإرشاد : ج 1 ص 224 . وأورده مختصراً السيّد الرضي قدّس سرّه في الخطبة 179 من نهج البلاغة، والطبرسي في كتاب الاحتجاج : 1 : 609 - 610 عند ذكر احتجاجه علیه السّلام في التوحيد برقم 138 ، والفتّال في عنوان «ماورد من الأخبار في العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص 32. بيان : قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : ذعلب بكسر الذال المعجمة وسكون العين المهملة وكسر اللام كما ضبطه الشهيد. والأبصار بفتح الهمزة ويحتمل كسرها. وقوله علیه السّلام : «لطيف اللطافة»: أي لطافته لطيفة عن أن تدرك بالعقول والأفهام، ولا يوصف باللطف المدرك لعباده في دقائق الأشياء ولطافتها، و عظمته أعظم من أن يحيط بها الأذهان وهو لا يوصف بالعظم الّذي يدركه مدارك الخلق من عظائم الأشياء وجلالها ، وكبرياؤه أكبر من أن يوصف، ويعبّر عنه بالعبادة والبيان وهو لا يوصف بالكبر الّذي يتصف به خلقه، وجلالته أجلّ من أن يصل إليه أفهام الخلق، وهو لا يوصف بالغلظ كما يوصف الجلائل من الخلق به ، والمراد بالغلظ إمّا الغلظ في الخلق ، أو الخشونة في الخلق. قوله علیه السّلام : «لا يوصف بالرقّة»: أي رقّة القلب لأنّه من صفات الخلق ، بل المراد فيه تعالى غايته. قوله علیه السّلام : «مؤمن لا بعبادة» : أي يؤمن عباده من عذابه من غير أن يستحقّوا ذلك بعبادة ، أو يطلق عليه المؤمن لا كما يطلق بمعنى الإيمان والإذعان والتعبّد . قوله علیه السّلام : « لا بلفظ»: أي من غير تلفّظ بلسان أو من غير احتياج إلى إظهار لفظ بل يلقي في قلوب من يشاء من خلقه مايشاء

ص: 263

قال : فقام إليه رجل يقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان بليغاً في الخطب ، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقي ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إيّاه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك ؟

قال : «ويلك ياذعلب، لم أكن بالذي أعبد ربّاً لم أره» .

قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا .

قال: «ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، ويلك ياذعلب، إنّ ربّي لا يوصف بالبُعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون، ولا بقيام - قيام انتصاب-، ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقّة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمِجَسَّة، قائل لابلفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء ولا يقال شيء ،فوقه أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل وخارج منها لا كشيء من شيء خارج».

فخرّ ذعلب مغشيّاً عليه ثمّ قال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها . الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب «نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها» ، رسيأتي تمام الخبر في كتاب الاحتجاج .

ص: 264

(225)4- (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلويّ الحسيني الطبري رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي ، عن مروك بن عبيد الكوفي، عن محمّد بن زيد الطبرى (2) قال:

ص: 265


1- ورواه الصدوق قدّس سرّه في الحديث 2 من الباب 2 من كتاب التوحيد : ص 34 - 41 ، وفي الحديث 51 من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 1: 135 - 138 ، وفي طبع : ص 331 - 338 الباب 33 الحديث 162 قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن عمرو الكاتب ، عن محمّد بن زياد القلزمي ، عن محمّد بن أبي زياد الجدّي - صاحب الصلاة بجدّة - قال : حدّثني محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : سمعت أبا الحسن الرضا علیه السّلام يتكلّم بهذا الكلام عند المأمون في التوحيد . قال ابن أبي زياد : ورواه لي أيضاً أحمد بن عبدالله العلوي مولىً لهم وخالاً لبعضهم، عن القاسم بن أيّوب العلوي : أنّ المأمون لمّا أراد أن يَستعمِل الرضا علیه السّلام على هذا الأمر بني هاشم فقال : إنّي أريد أن استعمل الرضا على هذا الأمر من بعدي. فحسده بنوهاشم وقالوا: أتُوَلّى رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة ؟ ! فَابعَث إليه رجلاً يأتنا فترى من جهله ما يُستدلّ به عليه ، فبعث إليه ، فأتاه فقال له بنوهاشم : يا أبا الحسن ، اصعد المنبر وانصب لنا عَلَماً نعبد الله عليه. فصعد علیه السّلام المنبر فقعد مليّاً لا يتكلّم مُطرقاً ثمّ انتفض انتفاضة واستوى قائماً و حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه وأهل بيته ثمّ قال : «أوّل عبادة الله معرفته...» وذكر الحديث. ورواه أيضاً الطبرسي قدّس سرّه في باب احتجاجات الإمام الرضا علیه السّلام من كتاب الاحتجاج : ج 2 ص 174. وروى السيّد المرتضى قدّس سرّه بعض فقراته فى أماليه : 1 : 148
2- كذا فى أمالي المفيد ، وهو موافق لترجمة الرجل في رجال الشيخ ولروايتي الكافي : ج 1 كتاب الحجّة باب الفيء والأنفال : الحديث 25 ، وباب فرض طاعة الأئمّة الحديث 10 ، وفي أمالي الطوسي : «محمّد بن يزيد الطبري» وهو موافق لما في التهذيب : ج 4 باب الزيادات من الأنفال : ح 395 و 396 والاستبصار : ج 2 باب ما أباحوه لشيعتهم من الخمس : الحديث 195 و 196

سمعت الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام يتكلّم في توحيد الله سبحانه فقال: «أوّل عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله جلّ اسمه توحيده ، ونظام توحيده نفي التحديد عنه، لشهادة العقول أنّ كلّ محدود مخلوق وشهادة كلّ مخلوق أنّ له خالقاً ليس بمخلوق، الممتنع من الحدث هو القديم فى الأزل.

فليس الله عبد من نعت ذاته، ولا إيّاه وحّد من اكتنهه، ولا حقيقته أصاب من مثّله ، ولابه صدّق من نهّاه ، ولا صمد صمده من أشار إليه بشيء من الحواسّ، و لا إيّاه عنى من شبّهه، ولا له عرف من بعّضه، ولا إيّاه أراد من توهّمه، كلّ معروف بنفسه مصنوع، وكلّ قائم في سواه معلول، بصنع الله يستدلّ عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالفطرة تثبت حجّته .

خلقه تعالى الخلق (1) حجاب بينه وبينهم، ومباينته إيّاهم مفارقته لهم (2)، وابتداؤه لهم دليل على أن لا ابتداء ،له لعجز كلّ مبتدئ منهم عن ابتداء مثله ، فأسماؤه تعالى تعبير، وأفعاله سبحانه تفهيم.

قد جهل الله تعالى من حدّه، وقد تعدّاه من اشتمله، وقد أخطأه من اكتنهه، ومن قال: «كيف هو» ؟ فقد شبّهه، ومن قال فيه: «لِمَ» ؟ فقد علّله ، ومن قال : «متى» ؟ فقد وقّته، ومن قال: «فيم» ؟ فقد ضمّنه ، ومن قال : «إلى م» ؟ فقد نهّاه ، ومن قال: «حتّى م» ؟ فقد غيّاه، ومن غيّاه فقد حواه ، ومن حواه (3) فقد ألحد فيه .

لا يتغيّر الله بتغاير المخلوق (4)، ولا يتحدّد بتحدّد المحدود، واحد لا بتأويل عدد، ظاهرُ لا بتأويل المباشرة، متجلّ لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة، مباين لا

ص: 266


1- في أمالي الطوسي: «خلق الله تعالى الخلق...»
2- في أمالي الطوسي: «مفارقته إنّيتهم»، ومثله في كتابي التوحيد والعيون
3- في أمالي الطوسي : «ومن غيّاه فقد جزّاه ، ومن جزّاه...»، وفي كتاب التوحيد : «ومن غيّاه فقد غاياه ، ومن غاياه فقد جزّاه ، ومن جزّاه فقد وصفه ، ومن وصفه فقد ألحد فيه»
4- وفي أمالي الطوسي: «بتغيّر المخلوقات»، وفي كتاب التوحيد : «لا يتغيّر الله بانغيار المخلوق»

بمسافة قريب لابمداناة، لطيف لا بتجسّم، موجود لا عن عدم، فاعل لا باضطرار، مقدِّر لا بفكرة، مدبِّر لا بحركة مريد لا بعزيمة، شاءٍ لا بهمّة، مدرك لا بحاسّة، سميع لا بألة ، بصير لا بأداة.

لا تصحبه الأوقات ولاتضمّنه (1) الأماكن، ولا تأخذه السّنات، ولا تحدّه الصفات، ولا تفيده (2) الأدوات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بخلقه الأشباه عُلِم أن (3) لا شبه له، وبمضادّته بين الأشياء علم أن لا ضدّ له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له .

ضادّ النور بالظلمة، والصرّ بالحرور (4) ، مؤلّف بين متباعداتها، ومفرّق (5) بين متدانياتها، بتفريقها دلّ على مفرّقها، وبتأليفها [ دلّ] (6) على مؤلّفها ، قال الله عزّ وجلٌ (7): «وَمِن كُلِّ شَىءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ» (8).

له معنى الربوبيّة إذ لامربوب، وحقيقة الالهيّة إذ لا مألوه، ومعنى العالم و لا معلوم ليس منذ خلق استحقّ معنى الخالق، ولامن حيث أحدث استفاد معنى المحدث، لاتغيّبه «منذ» ، ولا تدنيه «قد» ، ولا تحجبه «لعلّ»، ولا توقته «متی»، ولا تشتمله (9) «حين» ، ولا تقارنه «مع» (10) ، كلّ ما في الخلق من أثر غير موجود

ص: 267


1- في أمالي الطوسي : «ولا تضمّه»
2- في أمالي الطوسي : «ولا تقيّده»
3- في أمالي الطوسي : «أنّه»
4- في أمالي الطوسي : «بالحرّ»
5- في أمالي الطوسي: ّمتعاقباتها، مفرّق»
6- من أمالي الطوسي
7- في أمالي الطوسي: «قال الله تعالى»
8- سورة الذاريات : 51: 49
9- في بعض النسخ : «ولا تشمله»
10- في أمالي الطوسي: «لا يغيبه ... لا يدنيه ... لا يحجبه ... لا يوقته ... لا يشتمله ... لا يقارنه ...»

في خالقه، وكلّ ما أمكن فيه ممتنع من صانعه، لاتجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ماهو أجراه ؟ أو يعود فيه ما هو ابتدأه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته (1)، ولامتنع من الأزل معناه، ولما كان للبارئ معنى غير المبروء (2).

لو حُدّ له وراءٌ لَحُدّ له أمام، ولو التمس له التمام للزمه النقصان ، كيف يستحقّ الأزل من لا يمتنع من الحدث ؟ وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الإنشاء؟ لو تعلّقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع، ولتحوّل عن كونه دالاً إلى كونه مدلولاً عليه ، ليس في محال القول (3) حجّة ، ولا في المسألة عنه جواب ، لا إله إلّا الله العليّ العظيم».

(أمالي المفيد : المجلس 30، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله مع مغايرات طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 29)

(226) 5 - (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمان الحافظ قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون بن سلّام الضرير أبوبكر قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا المكّي قال : حدّثني كثير بن طارق قال : سمعت زيد بن علي مصلوب الظالمين يقول : حدّثني أبي علي بن الحسين بن علي علیهم السّلام قال :

خطب علي بن أبي طالب علیه السّلام بهذه الخطبة في يوم الجمعة، فقال: «الحمد لله المتوحّد بالقدم والأزليّة، الّذي ليس له غاية في دوامه ولا له أوّلية، أنشأ

ص: 268


1- في أمالي الطوسي : «إذاً لتفاوتت دلالته»
2- في أمالي الطوسى: «غير المُبْرَأ»
3- في أمالي الطوسي : «مجال القول»
4- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 88 بتفاوت

صنوف البريّة لا من أصول كانت بديّة، وارتفع عن مشاركة الأنداد، وتعالى عن اتّخاذ صاحبة وأولاد، هو الباقي بغير مدّة، والمنشئ لا بأعوان، لا بآلة فطر، ولا بجوارح صرف ماخلق، لايحتاج إلى محاولة التفكير، ولا مزاولة مثال ولا تقدير، أحدثهم على صنوف من التخطيط والتصوير ، لابرويّة ولا ضمير، سبق علمه في كلّ الأمور، ونفذت مشيئته في كلّ ما يريد في الأزمنة والدهور، وانفرد بصنعة الأشياء فأتقنها بلطائف التدبير، سبحانه من لطيف خبير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير».

(أمالي الطوسي : المجلس 41 ، الحديث 1)

ص: 269

ص: 270

كتاب العدل والمعاد

كتاب العدل والمعاد

ص: 271

ص: 272

أبواب العدل

باب 1: نفى الظلم والجور عنه تعالى وإبطال الجبر والتفويض

(227)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نَجران، عن المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجُعفى :

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر علیه السّلام قال: «إنّ موسى بن عمران علیه السّلام قال : يا ربّ ، رضيت بما قضيت ، تُميت الكبير وتُبقي الطفل الصغير ؟!

فقال الله جلّ جلاله: ياموسى، أما تَرضاني لهم رازقاً وكفيلاً ؟

قال : بلى ياربّ ، فنِعْم الوكيل أنت، ونِعْم الكفيل».

(أمالي الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 5)

(228) 2 - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن

ص: 273


1- ورواه أيضاً في الحديث 7 من الباب 62 - باب أنّ الله تعالى لا يفعل بعباده إلّا الأصلح لهم - من كتاب التوحيد ص 402 ، وفي الحديث 18 من الباب 60 - باب القضاء والقدّر... – ص 374
2- وأورده الفتّال في عنوان: «فيما ورد من الأخبار في معنى العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص 38 ، إلاّ أنّ فيه : «إنّا لا نقول ...» وروى الكليني رحمه الله نحوه في باب الجبر والقدر من كتاب التوحيد من الكافي: 1: 160 ح 13 عن محمّد بن أبي عبد الله ، عن حسين بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «لاجبر ولا تفويض ، ولكن أمر بين الأمرين». قال : قلت : وما أمر بين أمرين ؟ قال : «مثل ذلك : رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية. فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية»

محمّد بن أبي عمير، عن صباح بن عبد الحميد وهشام و حفص وغير واحد قالوا:

قال أبو عبد الله الصادق علیه السّلام : «إنّا لا نقول جبراً ولا تفويضاً»

(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 8)

(229)3 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد السناني المكتب رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد

ص: 274


1- ورواه أيضاً فى الحديث 2 من الباب 5 - باب معنى التوحيد والعدل - من كتاب التوحيد: 96 ، وفي الحديث 37 من الباب 11 - ما جاء عن الرضا علیه السّلام من الأخبار في التوحيد - من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 1 : 126 ، وفي ط : ص 312 - 313 ح 148 . وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الكاظم علیه السّلام من تحف العقول: ص 411 - 412 مع زيادة في أوّله ، والكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 366 في عنوان «أبي حنيفة مع الإمام موسى بن جعفر» بتفاوت ، وزاد بعده : ثمّ أنشأ يقول : لم تخل أفعالنا اللۀاتي نذمّ بها *** إحدى ثلاث معان حين نأتيها أمّا تفرّد بارينا بصنعتها *** فيسقط اللوم عنّا حين ننشيها أوكان يشركنا فيها فيلحقه *** ما سوف يلحقنا من لائم فيها أو لم يكن لإلهي في جنايتها *** ذنب فما الذنب إلّا ذنب جانيها ورواه السيّد المرتضى في أماليه : 1 : 151 - 152 ، وأبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في ترجمة الإمام الكاظم علیه السّلام من اعلام الورى : 2 : 29 ، وأبو منصور أحمد بن عليّ الطبرسي في احتجاجات الإمام الكاظم علیه السّلام من الاحتجاج : 2 : 331 - 332 رقم 269 ، والفتّال في عنوان : «فيما ورد من الأخبار في العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص 39 - 40 ، بتفاوت وزيادة، وذكروا الأبيات، لكنّ السيّد المرتضى وأحمد بن عليّ الطبرسي والفتّال لم ينسبوه إلى الإمام علیه السّلام. وأخرجه ابن شهر آشوب في ترجمة الإمام الكاظم علیه السّلام من المناقب : 4 : 314 ، وفي ط : ص 339 ، والسبزواري في جامع الأخبار : ص 42 في آخر الفصل الثالث ، بتفاوت . وأورده ابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 171 ح 157 / 1 في عنوان « 9 - فصل : في بيان معجزات نبيّ الله سليمان في القرآن»

بن أبي عبدالله الكوفي قال: حدّثنا سهل بن زياد الأدمي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى، عن الإمام على بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي :

عن أبيه الرضا علي بن موسى علیهم السّلام قال : خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق علیه السّلام فاستقبله موسی بن جعفر علیه السّلام فقال له : يا غلام ممّن المعصية ؟

فقال: «لا تخلو من ثلاثة، إمّا أن تكون من الله عزّ وجلّ وليست منه، فلا ينبغي للكريم أن يعذّب عبده بما لم يكتسبه ، وإمّا أن تكون من الله عزّ وجلّ ومن العبد، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف، وإمّا أن تكون من العبد وهي منه ، فإن عاقبه الله فبذنبه ، وإن عفا عنه فبكرمه وجوده».

(أمالي الصدوق: المجلس 64 ، الحديث 4)

(230) 4 - (1)أبو عبدالله المفيد قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال: حدثنا محمّد بن الفضل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا يموت بن المزرع (2) قال : حدّثنا عيسى بن إسماعيل قال: حدّثنا

ص: 275


1- وأورده السيّد المرتضي قدّس سرّه في أماليه : 1 : 19 - 20 عن أبي عبيدالله محمّد بن عمران المرزباني ، عن ابن دُريد ، عن أبي عثمان الأشنانداني ، عن التوزي ، عن أبي عبيدة ، إلى آخر كلام ذي الرُّمة ، ولم يذكر الأبيات
2- قال الخطيب البغدادي في ترجمته من تاريخ بغداد : ج 3 ص 308 برقم 1400 : محمّد بن المُزرَّع العبدي أبو بكر البصري الأخباري الأديب، المعروف ب_«يموت» وهو ابن أخت الجاحظ ، صاحب أخبار وحكايات عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي وغيرهم، قدم بغداد وحدث بها فروى عنه الحسن بن أحمد السبيعي وسمّاه محمّداً، وروى عنه جماعة غيره فسمّوه يموت . وقيل إنّ أباه سمّاه يموت وتسمّى هو محمّداً . وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : ج 14 ص 248 بعد ذكر مشايخه وتلاميذه: وكان لا يعود مريضاً كيلا يَقَعَ في التَّطَيُّر باسمه ... مات سنة أربع وثلاث مئة . وانظر أيضاً ترجمته في معجم الأدباء : ج 20 ص 57 ، وفي عنواني «العبدي» و «الأخباري» من الأنساب – للسمعاني- ، وأنباه الرواة : ج 4 ص 74 ، وتاريخ دمشق ، ووفيات الأعيان : 7: 53 برقم 834 ، والمنتظم : ج 13 - وفيات سنة 304 ه_ - وغاية النهاية : 2 : 392 برقم 3906 ، و تاريخ الإسلام - وفيات سنة 304 - ص 150 ، وبغية الوعاة : 2 : 353 برقم 2167

الأصمعي قال : حدّثنا عيسى بن عمرو قال :

كان ذو الرمة الشاعر (1) يذهب إلى النفي في الأفعال، وكان رؤبة بن العجاج (2)

ص: 276


1- قال السيّد المرتضى قدّس سرّه في أماليه : 1 : 19 ممّن كان من مشهوري الشعراء ومتقدّميهم على مذاهب أهل العدل ذوالرُّمة، واسمه غيلان بن عُقبة ، وكنيته أبو الحارث ، وذو الرُّمة لقبُ لُقِّب به لبيت قاله ، وهو قوله في صفة الوتد : [وغير مشجوج القفا موتود] *** أشعث باقي رُمَّة التَّقليد والرُّمة : القطعة البالية من الحبل ، يقال : حبل أرمام ، إذا كان ضعيفاً بالياً ، وقيل : إنّه إنّما لقّب بذي الرُّمة ، لأنّه كان - وهو غلام - يتفزّع ، فجاءته أُمّه بمَن كتب له كتاباً وعلّقته عليه برُمّة من حبل، فسمّي ذو الرُّمة. ثمّ استشهد بالقصّة المذكورة هنا على أنّه من أهل العدل . قال الذهبي في ترجمة الرجل من تاريخ الإسلام - وفيات سنة 120 - 101 برقم 526 : غيلان القدري أبومروان ، صاحب معبد الجهني ، ناظَره الأوزاعي بحضرة هشام بن عبدالملك ، فانقطع غَيلان، ولم يَتُب، وكان قد أظهر القَدَر في خلافة عمر بن عبدالعزيز، فاستتابه عمر، فقال : لقد كنت ضالاً فهديتني، وقال عمر : اللهمّ إن كان صادقاً، وإلّا فاصلبه واقطع يديه ورِجليه ، ثمّ قال : أَمِّن يا غيلان ، فأَمَّن على دعائه. وأورد نبذة من أخباره وأشعاره أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني : ج 16 ص 110. وانظر ترجمته في: تاريخ دمشق ، والأنساب - للسمعاني - في عنوان «البهيشي» ، و المنتظم: ج 7 في وفيات سنة 101 ه_ ، ووفيات الأعيان
2- انظر ترجمة رؤبة بن العجّاج التميمي الراجز البصري في أخبار القضاة : 2 : 98 ، والضعفاء الكبير : 2 : 64 ، والتاريخ الكبير : 3 : 340 ، والجرح والتعديل : 30 : 521 ، والثقات - لابن حبّان - : 6 : 310 ، و تاريخ دمشق ، ووفيات الأعيان، ومعجم الأدباء : 11 : 149 ، وميزان الإعتدال ، ولسانه ، والوافي بالوفيات : 14 : 147 ، والمؤتلف والمختلف : 2 : 1113 ، وسير أعلام النبلاء : 6 : 162 ، وتاريخ الإسلام وفيات سنة 160 - 140 ص 133 ، والكامل الضعفاء : 3 : 179 ، وتهذيب التهذيب

يذهب إلى الإثبات فيها، فاجتمعا في يوم من أيّامهما عند بلال بن أبي بردة وهو والي البصرة، وبلال يعرف ما بينهما من الخلاف، فحضّهما على المناظرة، فقال رؤبة : والله ما يفحص طائر أفحوصاً ، ولا يُقرمص سبع قرموصاً إلّا كان ذلك بقضاء الله وقدره.

فقال له ذو الرمة : والله ما أذن الله للذّئب أن يأخذ حلوبة عالة عيائل ضرائك .

فقال له رؤبة : أفبمشيئته أخذها أم بمشيئة الله ؟

فقال ذو الرمة : بل مشيئته وإرادته .

فقال رؤبة : هذا والله الكذب على الذئب !

فقال ذو الرمة : والله الكذب على الذئب أهون من الكذب على ربِّ الذئب(1).

ص: 277


1- بيان : قال ابن الأثير الجزري في مادّة «فحص» من النهاية : أفحوص القطاة : موضعها الّذي تجثم فيه وتبيض كأنّها تفحص عنه التراب أي تكشفه، والفحص : البحث والكشف . وقال في مادّة «قرمص»: في مناظرة ذي الرّمة ورؤبة : «ما تقرمص سبع قرموصاً إلّا بقضاء». القرموص حفرة يحفرها الرجل يكتنّ فيها من البرد يأوي إليها الصيد، وهي واسعة الجوف ضيّقة الرأس ، وقرمص وتقرمص : إذا دخلها ، وتقرمص السبع : إذا دخلها للاصطياد . وقال في مادّة «ضرك»: في قصّة ذي الرّمة و رؤبة : «عالة ضرائك» الضرائك : جمع ضريك، وهو الفقير السيّئ الحال . وقيل : الهَزيل . وقال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 44:5: قال السيّد في الغرر : العيائل : جمع عيل ، وهو ذو العيال والضرائك: جمع ضريك، وهو الفقير . وفي رواية السيّد: «هذا كذب على الذئب ثان»، فالمعنى أنّه كذب ثان على الذئب بعد ماكذب عليه قصّة يوسف علیه السّلام

فقال: وأنشدني أبو الحسن عليّ بن مالك النحويّ في أثر هذا الحديث لمحمود الورّاق:

أعاذل لم آت الذُّنوب على جهل *** ولا أنّها من فعل غيري ولا فعلي

ولا جرأة منّي على الله جئتها *** ولا أنّ جهلي لا يحيط به عقلي

ولكن يحسن الظنّ منّي بعفو من *** تفرّد بالصنع الجميل وبالفضل

فإن صدق الظنّ الّذى قد ظننته *** ففي فضله ما صدق الظنّ من مثلي

وإن نالني منه العقاب فإنّما *** أتيت من الإنصاف في الحكم والعدل

(أمالي المفيد : المجلس 12 ، الحديث 7)

(231) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن فحّام السرّ من رآئي قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر علیهم السّلام قال:

قال سيّدنا الصادق علیه السّلام : سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه : أنّ يهودياً (2) جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام فقال : أخبرني عمّا ليس الله ، وعمّا ليس عند الله ، وعمّا لا يعلمه الله ؟ !

ص: 278


1- هذا هو الحديث 193 من صحيفة الرضا علیه السّلام. ورواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 172 من الباب 31 من «عيون أخبار الرضا علیه السّلام»: ج2ص 50 بثلاثة أسانيد عن علي بن موسى الرضا علیه السّلام قال : حدّثني أبي - قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي قال : إنّ يهودياً سأل علي بن أبي طالب علیه السّلام فقال : أخبرني عمّا ليس لله ، وعمّا ليس عند الله ، وعمّا لا يعلمه الله تعالى ؟ ! [ف_]قال على علیه السّلام : «أمّا ما لا يعلمه الله فذلك قولكم معشر اليهود: «عزير ابن الله» والله لا يعلم له ابناً . وأمّا قولك : «ما ليس الله» ، فليس الله شريك . وأمّا قولك : «ما ليس عند الله» ، فليس عند الله ظلم للعباد». فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله . ورواه أيضاً العاصمي في زين الفتى ، كما في الحديث 222 من تهذيبه : ج 1 ص 312 قال : أخبرنا الحسن بن محمّد البستي قال: حدّثنا أبو منصور محمّد بن الحسن السراج الخطيب قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عبدالله الجعيد قال : حدّثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا علي بن موسى قال: حدّثني أبي موسى قال: حدّثني أبي جعفر قال : حدّثني أبي محمّد قال : حدّثنا أبي علي بن الحسين قال : حدّثنا أبي الحسين بن علي [قال]: إنّ يهودياً سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ... إلى آخر مامرّ . ورواه أيضاً في الحديث 68 من زين الفتى : ج 1 ص 172 في حديث. ورواه الصدوق قدّس سرّه في باب القضاء والقدر من كتاب التوحيد : ص 377 ح 23 عن أبى عبدالله الحسين بن محمّد الأشناني الرازي ، عن عليّ بن مهرويه القزويني، [عن سليمان بن داوود الغازي] ، عن عليّ بن موسى الرضا علیهماالسّلام . وأورده السبزواري في الفصل الأوّل من جامع الأخبار : ص 36 ، ح 16
2- في الحجريّة : إنّ رجلاً

فقال [أمير المؤمنين علیه السّلام]: «أمّا ما لا يعلمه الله ، فلا يعلم أنّ له ولداً، تكذيباً لكم حيث قلتم : عزيزٌ ابن الله ، وأمّا قولك: «ما ليس الله» ، فليس الله شريك ، وأمّا قولك : «ما ليس عند الله» ، فليس عند الله ظلم للعباد».

فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد

ص: 279

أنّك الحقّ، ومن أهل الحقّ، وقلت الحقّ. وأسلم على يده.

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 66)

(232) 6 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال في قول الله تعالى: «وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولةٌ»(2) فقال: «كانوا يقولون قد فرغ من الأمر».

(أمالي الطوسى : المجلس : 35 ، الحديث 18)

ص: 280


1- روى الصدوق قدّس سرّه في الحديث 1 من الباب 25 من كتاب التوحيد : ص 167 عن أبيه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن نعمان عمّن سمعه: عن أبي عبد الله علیه السّلام أنّه قال في قول الله عزّ وجلّ : «وقالت اليهود يد الله مغلولة» : «لم يعنوا أنّه هكذا ، ولكنّهم قالوا : قد فرغ من الأمر ، فلا يزيد ولا ينقص ، فقال الله جلّ جلاله تكذيباً لقولهم : «غُلَّت أيديهم ولُعنوا بِما قالوا بل يداه مبسوطتان يُنفِق كيف يشاء» ، ألم تسمع الله عزّ وجلّ يقول : «يمحو الله ما يشاء ويُثبت وعنده أُمّ الكتاب». وقريباً منه في كلام الإمام الرضا علیه السّلام مع سليمان المروزي ، كما في عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 1: 378 من الطبع المحقّق ح 164 ، وفي ط : ص 161 قال : «قالت اليهود يد الله مغلولة» ، يعنون : أنّ الله تعالى قد فرغ من الأمر، فليس يحدث شيئاً، فقال الله عزّ وجلّ: «غُلَّت أيديهم ولُعنوا بما قالوا»
2- سورة المائدة : 64:5

باب 2 : ماورد في الآجال

(233)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان ، عن عيسى النهريري ، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعنّى نفسه بالصيام والقيام».

قالوا: بأبائنا وأمّهاتنا يارسول الله ، هؤلاء أولياء الله ؟

قال: «إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم فكراً، وتكلّموا فكان كلامهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين النّاس بركة ، لولا الأجال الّتى قد كُتِبَت عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم، خوفاً من العذاب وشوقاً إلى الثواب».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 7)

وحدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي مثله، إلّا أنّ فيه: «إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً» . وليس فيه : «وتكلّموا فكان كلامهم ذكراً».

(أمالي الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 6)

(234 - 235) 2 - 3 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله الغضائري

ص: 281


1- وأورده الفتّال في عنوان: «فضائل الشيعة» من روضة الواعظين : ص 292 - 293 . ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 25 من باب «المؤمن وعلاماته وصفاته» من كتاب الإيمان و الكفر من الكافي : ج 2 ص 237 مثل الرواية الثانية
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 87

قال : أخبرنا أبو محمّد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن همّام [بن سهيل أبو علي الكاتب الإسكافي ] قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني (1) قال : حدّثنا محمّد بن خالد البرقي قال : حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :

عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إنّ الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلاً في الموت، يُبقيه ما أحبّ البقاء ، فإذا علم منه أنّه سيأتى بما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرماً».

قال أبو علي [محمّد بن همّام]: فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيّين - وكان راوية للحديث - فحدّثني عن الحسين بن أسد الطفاوي، عن محمّد بن القاسم بن بن القاسم بن الفضيل بن يسار، عن يسار، عن أبيه :

عن أبي عبد الله أنّه (2) قال : «من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالأجال، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممّن يعيش بالأعمار(3)».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 58 ، والمجلس 40 ، الحديث 1)

ص: 282


1- وفي الحديث 1 من المجلس 40 : «محمّد بن علي بن الحسين الهمداني»
2- كلمة «أنه» غير موجودة فى الحديث 1 من المجلس 40
3- في الحديث 1 من المجلس 40: «أكثر ممّن يعيش بالأعمال»

باب 3 : الهداية والإضلال ، والتوفيق والخذلان

(236) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :

قال الله جلّ جلاله: «عبادي ، كلّكم ضالّ إلّا من هديته وكلّكم فقير إلّا من أغنيته ، وكلّكم مذنب إلّا من عصمته».

(أمالي الصدوق : المجلس 22 ، الحديث 1)

(237) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال : حدّثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدثنا داوود بن سليمان قال : حدثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :

قال الله عزّ وجلّ: «يا ابن آدم، كلّكم ضالّ إلّا من هديت، وكلّكم عائل إلّا من أغنيت، وكلّكم هالك إلّا من أنجيت، فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل رشدكم» الحديث. (أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 30)

يأتي تمامه في باب التوكّل والرضا والتسليم من كتاب الإيمان والكفر .

ص: 283


1- ووردت هذه الفقرات في الحديث 19 من التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السّلام: ص 42 ، في تفسير سورة الحمد بتفاوت . ورواه الطبراني في الباب 3 - ماجاء في فضل لزوم الدعاء والإلحاح فيه - من كتاب الدعاء : ص 26 - 27 من طريق أبي ذرّ، بنقص الفقرة الأخيرة وزيادة فقرات أُخرى

(238) 3 - (1) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبدالله علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «وَهَدَيناهُ النَّجْدَينِ» (2) قال: «نجد الخير والشرّ».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 الحديث 11)

ص: 284


1- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 4 من «باب البيان والتعريف ولزوم الحجة» من كتاب التوحيد من الكافي : ج 1 ص 163 عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن ابن بكير، عن حمزة بن محمّد : عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ: «وهديناه النجدين» ؟ قال : نجد الخير والشرّ. ورواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 5 من الباب 64 - باب التعريف والبيان والحجّة و الهداية - من كتاب التوحيد : ص 411 عن أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه
2- سورة البلد : 90: 10

باب 4 : الطينة والميثاق

(239) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني - أبو القاسم جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد ، عن العبّاس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ما قبض الله نبيّاً حتّى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أوصي ، فقلت : إلى مَن ياربّ ؟

فقال: «أوص يا محمّد، إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فإنّي قد أثبتّه في الكتب السالفة، وكتبت فيها أنّه وصيّك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي و رسلي ، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة ، ولك يا محمّد بالنبوّة ، ولعليّ بالولاية».

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 14)

(240) 2 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن فضالة، عن أبي بصير :

ص: 285


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى ص 39 عن ابن الشيخ ، عن أبيه
2- ورواه الطبري في الجزء الثاني من بشارة المصطفى : ص 87. ونحو صدر الحديث رواه البرقي في الباب 2 من كتاب الصفوة والنور والرحمة ، من المحاسن :1 : 132 ح 5 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى خلقنا من أعلى عليّين، و خلق قلوب شيعتنا ممّا خلقنا منه . . . » . و في الباب 5، الحديث 14 ، ص 135 بإسناده عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «إنّا وشيعتنا خلقنا ، من طينة واحدة»

عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام قال : «إنّا وشيعتنا خُلِقنا من طينة من عِلّيّين ، وخُلِق عدوّنا من طينة خَبال من حَمَإٍ مسنون»(1).

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 58)

(241) 3 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا المظفر بن محمّد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا داوود بن رشيد قال: حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف قال : سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن میثم ، عن أبيه ميثم رحمه الله قال : قال :

ص: 286


1- قال ابن الأثير في مادّة «خبل» من النهاية : وفيه : «من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخَبال يوم القيامة» جاء تفسيره في الحديث : أنّ الخبال عُصارة أهل النّار. والخَبال في الأصل: الفساد ، ويكون في الأفعال والأبدان والعقول . وقال الفيروز آبادى فى مادّة «خبل» من القاموس المحيط: الخَبال - كسحاب -: النقصان والهلاك والعناء ، والكَلّ ، والعيال ، والسمّ القاتل ، وصديد أهل النّار . وقال أيضاً فى مادة «حمأ » : الحماً - محرّكة - : الطين الأسود المنتن . وقال في مادة «سنن»: الحمأ المسنون : المنتن
2- ورواه ابن عساكر في الحديث 705 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق: 2 : 206 - 207 بأسانيد محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، عن هاشم بن ناجية ، عن عطاء بن مسلم الخفّاف . ثمّ إنّ كلام رسول الله صلّی الله علیه و آله لأمير المؤمنين علیه السّلام : «لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق» - أو ما يقرب منه من التعابير - رواه جمع من المؤلّفين في كتبهم، فمنهم : أحمد بن حنبل، رواه في مسند عليّ علیه السّلام من مسنده : 1 : 84 ، 95 ، 128 ، و في فضائل عليّ علیه السّلام من كتاب الفضائل : ص 45 ح 71 ، وص 56 ح 84 . وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه : 1 : 86 ح 131 : باب «أنّ حبّ الأنصار و علىّ من الإيمان». ورواه ابن ماجة في الباب 11 من مقدّمة سننه : 1 : 42 ح 114 ، والترمذي في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من سننه : 5: 643 - 3736 ، وأبونعيم في ترجمة زِرّ بن حبيش من حلية الأولياء : 185 برقم 274 وقال : هذا حديث صحيح متّفق عليه ، ثمّ ذكر جمع من الرواة الّذين رووا الحديث عن عديّ بن ثابت، عن زرّ بن حبيش ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام . ورواه الخطيب في ترجمة أبي طاهر محمّد بن الحسين بن سعدون من تاريخ بغداد : 2 : 25 برقم 2: 728 ، وفي ترجمة أبي عليّ بن هشام الحربي : 14 : 426 برقم 7785، وابن كثير في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام من البداية والنهاية ، عند ذكر حوادث سنة 40 من الهجرة : 7: 367 - 398، ومحمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 978 من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام : 479:2 ، وفي ص 482 ح 982 ، والبلاذري في الحديث 20 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من أنساب الأشراف : ص 12. وأخرجه النسائي في الحديث 100 - 102 من الخصائص : ص 187 و 191 - 192 ، وفى سننه : 8: 116 في عنوان «علامة الإيمان»، وفي ص 117 في عنوان «علامة المنافق». وأخرجه ابن عساكر في ترجمة نصر بن القاسم من معجم شيوخه ، برقم 1493 ، وفي ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : 2 : 190 - 199 ح 682 - 700 بأسانيد عن عديّ بن ثابت، عن زرّ بن حبيش ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، وفي ص 202 ح 701 عن عبدالله بن مسلم، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ علیه السّلام ، وفي ح 702 عن عليّ بن ربيعة الوالبيّ، عن عليّ علیه السّلام . ورواه الشيخ المفيد بأسانيد في الفصل 3 من الباب 2 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من الارشاد : 1 : 34 - 35 ، والكنجي في الباب 3 من كفاية الطالب : ص 68 . وقال ابن أبي الحديد في شرح المختار 56 من نهج البلاغة : 4 : 83: وقد اتّفقت الأخبار الصحيحة الّتي لا ريب فيها عند المحدّثين ، على أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله قال [لعليّ علیه السّلام]: «لا يبغضك إلّا منافق ، و لا يحبّك إلّا مؤمن». وقال ابن عبدالبرّ في ترجمة أمير علیه السّلام من الاستيعاب : 3 : 110 وروى طائفة من الصحابة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليۀ رضي الله عنه : «لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق»، وكان عليّ رضي الله عنه يقول: «والله إنّه لعهد النبيّ الأمّي إليّ أنّه لا يحبّني إلّا مؤمن، ولا يبغضني إلّا منافق». وفي الكلمة 45 من قصار حكم أمير المؤمنين علیه السّلام ، من نهج البلاغة : «لو ضربتُ خَيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يُبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجمّاتها على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني ، وذلك أنّه قضي فانقضى على لسان النبيّ الأمّيّ صلى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : يا عليّ ، لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبّك منافق». قال المجلسي قدّس سرّه: لعلّ معنى أخذ الميثاق على البُغض أنّه لمّا أخذ الله ميثاق ولايته عنهم أنكروه في ذلك اليوم وأبغضوه . (البحار: 39: 51)

ص: 287

سمعت عليّاً أمير المؤمنين علیه السّلام وهو يجود بنفسه يقول (1): «ياحسن».

فقال الحسن (2) : «لبّيك يا أبتاه».

فقال: «إنّ الله أخذ ميثاق أبيك (3) على بغض كلّ منافق وفاسق، وأخذ ميثاق كلّ منافق وفاسق على بغض أبيك». (أمالي الطوسي : المجلس 9 الحديث 21)

حدّثنا أبو منصور السكّري قال: حدّ السكّري قال: حدّثني جدّي عليّ بن عمر قال: حدّثني محمّد بن محمّد الباغندي قال : حدّثنا أبو ثور هاشم بن ناجية قال : حدّثنا عطاء بن مسلم الخفّاف، مثله بتفاوت يسير ذكرناه في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 68)

(242)4- حدّثنا أبو منصور السكّري قال : حدّثني جدّي علي بن عمر قال: حدّثنا أبو العبّاس إسحاق بن [محمّد بن] مروان القطّان (4) قال : حدّثنا أبي قال :

ص: 288


1- في المجلس 11: «شهدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وهو يجود بنفسه، فسمعته يقول»
2- في الحديث 68 من المجلس 11: قال الحسن علیه السّلام»
3- وفي المجلس 11 بعده : وربما قال : ميثاقي وميثاق كلّ مؤمن على بغض...»
4- قال الخطيب في ترجمة الرجل في تاريخ بغداد : ج 6 ص 393 برقم 3438 : إسحاق بن محمّد بن مروان أبو العبّاس الغزّال، من أهل الكوفة ، قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه . روى عنه : محمّد بن جعفر زوج الحرة، وعبدالله بن موسى الهاشمي، ومحمّد بن المظفّر ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، وأبو عمر بن حيّوية ، ومحمّد بن عبدالله بن الشخير، وعلي بن عمر السكّري وغيرهم ... وانظر أيضاً ترجمته في المنتظم : ج 13 في وفيات سنة 318 ه_، وميزان الاعتدال، ولسان الميزان

حدّثنا عبيد بن يحيى العطّار (1) قال : حدّثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه وعن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، عن أبيهما ، عن جدّهما قالا:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ فى الفردوس لعيناً أحلى من الشهد، وألين من الزيد، وأبرد من الثلج وأطيب من المسك فيها طينة خلقنا الله عزّ وجلّ منها، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا ، ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية علي بن أبي طالب».

قال عبيد فذكرت لمحمّد بن الحسين بن علي [بن الحسين بن عليّ بن : أبي طالب] (2) هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي عن جدّي، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله. (أمالي الطوسى : المجلس 11 ، الحديث 67)

ص: 289


1- هذا هو الصحيح الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي ولترجمة الرجل في الكتب ، فإنّه يروي عن محمّد بن الحسين بن علي بن الحسين علیهماالسّلام ، ويروي عنه محمّد بن علي الكوفي ، كما في الحديث ( من باب الجزع اليماني والبلور - باب 25 - من كتاب الزيّ والتجمّل من الكافي، وفي الحديث 277 من كتاب الروضة، وفي الحديث 7 من الباب 16 من كامل الزيارات . وروى عنه محمّد بن مروان ، كما في تفسير قوله تعالى في سورة ق : «القيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد» من تفسير القمّي. وفي النسخ المطبوعة : عبيد بن مهران
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل وترجمة عبيد بن يحيى العطاّر، الموافق للحديث 6 من المجلس 34 من أمالي الطوسي، وفي أصلي : «محمّد بن علي بن الحسين بن علي»

(243) 5 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمّد العلوي قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد قال : أخبرنا الحسين قال : حدّثنا أبو عبد الله بن أسباط ، عن أحمد بن محمّد بن زياد العطّار، عن محمّد بن مروان الغزّال، عن عبيد بن يحيى، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن، عن جدّه الحسن بن علي علیهماالسّلام : قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ في الفردوس ...» وذكر مثله ، إلّا أنّ فيه: «وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام ».

قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسين هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي، عن جدّي، عن أبيه ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله .

قال عبيد : قلت : أشتهي أن تفسّره لنا إن كان عندك تفسير .

قال: نعم، أخبرني أبي، عن جدّي، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إنّ الله تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة، فرمى بها في النطفة حتّى تصير إلى الرحم ، منها يخلق وهي الميثاق».

(أمالي الطوسي : المجلس 34، الحديث 6)

(244)6 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السامري قال : حدّثني عمّي عمر بن يحيى قال : حدّثني إبراهيم بن عبدالله الكتنجي، عن أبي عاصم :

عن الصادق علیه السّلام قال : «شيعتنا جزء منّا، خُلِقوا من فضل طينتنا، يسوءهم ما يسوءنا، ويسرّهم ما يسرّنا ، فإذا أرادنا أحد فليقصدهم، فإنّهم الّذين يوصل منه إلينا». (أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 35)

ص: 290

(245)7- (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعابيّ قال: حدّثني أبو عبدالله جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصیداوي (2) قال : حدّثنا عبد الله (3) بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبیه علیهماالسّلام.

وقال : حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال : حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر [الجعفي] ، عن جابر الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصارى قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعلي بن أبي طالب علیه السّلام: «ألا أُبَشِّرك ؟ ألا أمنَحُك ؟

قال : بلى يارسول الله.

قال : فإنّني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي النّاس بأمّهاتهم إلّا شيعتك فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم». (أمالي المفيد : المجلس 37 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «فإنّي خلقت أنا وأنت...».

(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 27)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني بالسندين المتقدمين مثله ، إلّا أنّ فيه : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعلى علیه السّلام: «يا علي ، ألا أسرّك ، ألا أمنحك ، ألا أَبشّرك ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : إنّي خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، وفضلت فضلة فخلق الله منها شيعتنا... سوى شيعتنا» إلى آخر الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 25)

ص: 291


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 14
2- كلمة «الصيداوي» من الحديث 25 من المجلس 16
3- في الحديث 25 من المجلس 16 من أمالي الطوسي : «عبيد الله»

باب 5 : محاسن الخلقة التّي تؤثّر في الخُلق

(246) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن [علي بن] عبدالوهّاب قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن يحيى قال: حدّثنا الحسن بن علي قال: حدّثنا [أبوسعيد عبدالرحمان بن مهدي] اللؤلؤي قال : حدّثنا شعبة [بن الحجّاج]، عن توبة العنبري [أبي صدقة مولى أنس]، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود، فإنّ الله يستحيي أن يعذّب الوجه المليح بالنّار».

(أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 83)

(247)2- (2) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : أخبرنا أبو محمّد - جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال : حدّثنا القاسم بن محمّد حمّاد بالكوفة قال : حدّثنا جندل بن والق قال : حدّثنا أبو مالك الأنصاري، عن أبي عبدالرحمان السدّي، عن داوود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 18)

ص: 292


1- ورواه الديلمي في الفردوس : 3: 53 ، ح 3856 بتفاوت يسير في اللفظ . والحديث عاميّ وفي سنده عدّة من الضعاف كحسن بن عليّ العدوي ، فلا اعتبار به
2- ورواه أحمد في الفضائل : 2 : 726 ح 1246 ، وفي ط قم : ح 368 ، والبيهقي في الباب 22 -باب في الزكاة - من شعب الإيمان : 3 : 277 ح 3541 و 3542 ، والمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2: 154 في عنوان «الحديث الرابع والعشرين في ذكر معاشرة النّاس واختلال عاداتهم» كلّهم من طريق عائشة . ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 11 : 67 ح 11110 بإسناده عن ابن عبّاس وفيه : «اطلبوا الخير والحوائج من حسان الوجوه» . وأورده المفيد في الاختصاص : ص 233 وفيه : « ... الخيرات ...» ، والديلمي في فردوس الأخبار : 1 : 102 ح 208 عن أنس ، وفيه : «اطلبوا الخير والمعروف عند حسان الوجوه» . أقول : هذا الحديث أيضاً ضعيف سنداً

باب 6 : علّة تكليف العباد ، والعلّة الّتي من أجلها جعل الله في الدنيا الآلام والمحن

(248)1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن سماعة بن مهران :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام أنّه قال : «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفّرها به، ابتلاه الله عزّ وجلّ بالحزن في الدنيا ليكفّرها به ، فإن فعل ذلك به وإلّا أسقم بدنه ليكفّرها به، فإن فعل ذلك به وإلّا شدّد عليه عند موته ليكفّرها به فإن فعل ذلك به وإلّا عذّبه في قبره ليلق الله عزّ وجلّ يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه». (أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 4)

ص: 293


1- وأورده الفتّال في المجلس 76 من روضة الواعظين : ص 433 ولم يذكر فيه السقم والشدّة عند الموت . وروى نحوه الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب الأوّل من كتاب «المؤمن» : ص 18، ح 11، وأبو علىّ الإسكافي في الباب الأوّل من التمحيص : ص 38 - 35 عن أبي جعفر علیه السّلام . وانظر تخريج الحديث التالي

(249) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن إبراهيم عن الحكم بن عتيبة قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام : «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده ما يكفّرها، ابتلاه الله تعالى بالحزن ، فيكفّر عنه ذنوبه». (أمالي المفيد : المجلس ، الحديث 7)

(250)3- (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد عبدالله العظيم بن عبد الله الحسني بالريّ قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن

ص: 294


1- ورواه أبو علي محمّد بن همّام الإسكافي في الباب 4 من «التمحيص» : ص 43 ، ح 57 . ورواه الكليني في باب «تعجيل عقوبة الذنب» من كتاب الإيمان والكفر ، من الكافي : 2: 444 ح 2 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير. وفي الحديث 8 من الباب المتقدّم ، ص 445 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو بن جميع قال: سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «إنّ العبد المؤمن ليهتمّ في الدنيا حتّى يخرج منها ولاذنب عليه». وقريباً منه رواه الإسكافي في التمحيص : 44 ح 57 عن الحارث بن عمر، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في فضل الصبر» من روضة الواعظين : ص 423 مرسلاً عن رسول الله صلّی الله علیه و آله بتفاوت يسير. ورواه أحمد في مسنده : 6 : 157 ، والديلمي في الفردوس : 1 : 405 ، ح 1332 من طريق عائشة ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله بتفاوت يسير . وانظر سائر مارواه الكليني في الباب المذكور من الكافي
2- ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 283 في عنوان «الحديث السابع والثلاثين : في ذكر المعرض والعرض» عن القاضي أبي الحسين أحمد بن عليّ بن الحسن، عن أبي المفضّل الشيباني

موسی الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي :

عن أمير المؤمنين علیهم السّلام أنّه قال: «المرض لا أجر فيه، ولكنّه لايدع على العبد ذنباً إلّا حطّه، وإنّما الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح، وإنّ الله بكرمه وفضله يُدخِل العبد بصدق النيّة و السريرة الصالحة الجنة».

(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 2)

(251) 4 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن عليّ بن محمّد العلوي قال : حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمّد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري قال:

حدّثنا الحسن بن علي صلوات الله عليه (2): «إنّ الله عزّ وجلّ بمنّه ورحمته لمّا فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه ، لا إله إلّا هو، ليميز الخبيث من الطيّب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحّص ما في قلوبكم، ولتتسابقوا الى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنّته ، ففرض عليكم الحجّ والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحاً إلى سبله». الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 5)

أقول : سيأتي تمامه في كتاب الإمامة.

ص: 295


1- ورواه الصدوق قدّس سرّه في الحديث 6 من الباب 182 من علل الشرائع ص 249
2- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، فإنّه من أصحاب أبي محمّد العسكري كما في رجال الطوسي (6) ، ويدلّ على ذلك : الحديث 6 من الباب 182 من علل الشرائع 249 حيث ورد فيه : «... عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري أنّ العالم كتب إليه - يعني الحسن بن علي علیهماالسّلام...». و في الأصل : «... إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسن بن علي علیهماالسّلام »

باب 7 : أنّ الملائكة يكتبون أعمال العباد

(252 - 253) 1 - 2 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن داوود بن النعمان، عن سيف التّمار ، عن أبي بصير قال :

قال الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إنّ العبد لفي فسحة من أمره مابينه وبين أربعين سنة ، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملائكته : إنّي قد عمّرت عبدي عمراً فغلّظا وشدّدا وتحفّظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره ، وصغيره وكبيره».

وسئل الصادق علیه السّلام عن قول الله عزّ وجلّ : «أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ» (2)؟ فقال: «توبيخ لابن ثماني عشرة سنة».

(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 1 و 2)

ص: 296


1- والحديث الأوّل رواه أيضاً في الخصال : ص 545 الحديث 24 من أبواب الأربعين و ما فوقه . وأورده الفتّال فى عنوان «مجلس فى الشيب والخضاب» من روضة الواعظين : ص 476. والحديث الثاني رواه أيضاً الصدوق في الحديث 2 من باب الثمانية عشر قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حّدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي باسناده رفعه إلى أبي عبد الله علیه السّلام في قول الله عزّ وجل : «أو لم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر» ، قال : «توبيخ لابن ثمان عشرة سنة». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 163
2- سورة فاطر: 35: 37

(254) 3 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزیار، عن عمرو بن عثمان، عن المفضّل بن عمر ، عن جابر [بن یزيد] ، عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ الملك ينزل بصحيفة أوّل النهار وأوّل الليل فيكتب فيها عمل ابن آدم، فأملوا في أوّلها خيراً وفي آخرها خيراً، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: «[فَ_] اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» (2)، ويقول جلّ جلاله : «وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ» (3)».

(أمالي الصدوق : المجلس 85 ، الحديث 15)

(255) 4 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن ابن حمّاد ، عن أبي جميلة، عن جابر بن يزيد :

ص: 297


1- ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 200 ، وفي ط ص 167 الباب 363 الحديث 1، و الفتّال في عنوان «الحثّ على نعم الخير وأداء الأمانة» من روضة الواعظين : ص 371، و السبزواري في الفصل 56 من جامع الأخبار : ص 267 ح 720، وانظر الحديث 719 منه . ولاحظ الحديث 287 من كتاب الدعاء - للطبراني : ص 111 الباب 34 - القول عند الصباح والمساء-
2- سورة البقرة : 2 : 152
3- سورة العنكبوت : 29 : 45
4- وروي نحوه عن أبي عبد الله علیه السّلام ، رواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 2 من باب «تعجيل فعل الخير» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص ص 142 عن [محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ] ، عن علي بن الحكم ، عن أبي جميلة قال : قال أبو عبد الله علیه السّلام : «افتتحوا نهاركم بخير وأملوا على حفظتكم في أوّله خيراً وفى آخره خيراً يُغفر لكم مابين ذلك إن شاء الله» . وانظر ما رواه الديلمي في الفردوس : 4: 350 - 351 ح 6551 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 502

عن أبي جعفر محمّد الباقر ، عن أبيه علیهماالسّلام قال: «إنّ الملك الموكّل بالعبد يكتب في صحيفته أعماله، فأملوا [في] أوّلها [خيراً] و [في] آخرها خيراً يغفر لكم مابين ذلك». (أمالي المفيد : المجلس 1، الحديث 1)

(256) 5 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرني الشريف أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثنا الحسن بن زياد قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد السيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : لا تعجل وانظره سبع ساعات، فإن مضى سبع ساعات ولم يستغفر قال : اكتب فما أقلّ حياء هذا العبد».

(أمالي الطوسي : المجلس 8 الحديث 5)

ص: 298


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 169. وورد نحوه من طريق أبي أمامة ، رواه الطبراني في المعجم الكبير : 8 : 191 ح 7787 وص247 ح 7971 ، وفي مسند الشاميّين : ح 468 ، والديلمي في الفردوس : 2 : 559 ح 3601 ، و في الجميع : «صاحب اليمين أمين ... » . وروى الكليني قدّس سرّه في الحديث 4 من باب «من يهمّ بالحسنة أو السيّئة» من كتاب الإيمان و الكفر من الكافي : ج 2 ص 429 عن محمّد بن يحيى المرادي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن فضل بن عثمان المرادي قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « أربع من كنّ فيه لم يهلك على الله بعدهنّ إلّا هالك ، يهمّ العبد بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيّته ، وإن هو عملها كتب الله له عشراً ، ويهمّ بالسيّئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء ، وإن هو عملها أُجِّل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيِّئات وهو صاحب الشمال : لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : «إنّ الحسنات يُذهبن السيّئات» [هود : 11 ] أو الاستغفار فإن هو قال : «أستغفر الله الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه» لم يكتب عليه شيء ، وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيِّئات : اكتب على الشقيّ المحروم»

(257)6- (1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد النحوي قال : حدّثنا محمّد بن يونس القرشي قال: أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي قال : حدّثنا أبوسنان عن ثابت ، عن عبيد بن عمير ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ما من مسلم يُبتلى في جسده إلّا قال الله عزّ وجلّ لملائكته : اكتبوا لعبدي أفضل ماكان يعمل في صحّته».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 84)

(258) 7 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلوي العريضي ب_«حرّان» قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال : حدّثني عمّاي علي بن موسى والحسين بن موسى، عن أبيهما موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي علیهم السّلام:

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله : «يوحي الله عزّ وجلّ إلى الحفظة الكرام: لا تكتبوا على عبدي المؤمن عند ضجره شيئاً».

(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 9)

ص: 299


1- ورواه الهندي في كنز العمّال : 3: 6843/340 نقلاً عن ابن النجّار
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 70:2، والديلمي في أعلام الدين : 209 . وانظر باب «ثواب المرض» من كتاب الجنائز من الكافي : 3: 114 ح 7

باب 8 : عفو الله تعالى و غفرانه

(259)1- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه قال :

قال الرضا علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: «إنْ أَحْسَنْتُمُ أَحْسَنْتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها» (1)، قال: «إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها ربّ يغفر لها».

(أمالي الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 5)

(260) 2 - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاذ الجوهري، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، عن جبرئيل علیه السّلام قال :

قال الله جلّ جلاله: «من أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً، وهو لا يعلم أنّ لي أن أعذّبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبداً، ومن أذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً وهو يعلم أنّ لي أن أعذبه أو أعفو عنه عفوت عنه».

(أمالي الصدوق : المجلس 48، الحديث 2)

(261)3 - أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمد بن محمّد قال: حدّثنا أبو حفص

ص: 300


1- سورة الإسراء : 17 : 7
2- وروى البرقي في الباب 4 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : ص 95 ح 6/57 عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله علیه السّلام يرفعه إلى النبي صلّی الله علیه و آله قال : قال الله تبارك وتعالى : «مَن أذنب ذنباً فعلم أنّ لى أن أعذّبه وأنّ لي أن أعفو عنه ، عفوت عنه»

عمر بن محمّد قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل قال : حدّثنا عبد الله بن شبیب قال : حدّثنا أبو العيناء قال : حدثّنا محمّد بن مسعر قال:

كنت عند سُفيان بن عُيينة فجاءه رجل فقال له : روي عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أنّه قال :«إنّ العبد إذا أذنب ذنباً ، ثم ّعلم أنّ الله عزّ وجلّ يطّلع عليه ، غفر له».

فقال ابن عُيَينة : هذا كتاب الله عزّ وجلّ، قال الله تعالى: «وَما كُنْتُمْ تَستَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِما تَعْمَلُونَ وَ ذَلِكُمْ ظَنَّكُمْ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَزْداكُمْ» (1)، فإذا كان الظنّ هو المُردي كان ضدّه هو المُنجى.

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 38)

(262)4- (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الطيّب الحسين بن علي بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن محمّد المقرىء قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق قال : حدّثنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا معتمر بن سُليمان [بن طَرخان التَيميّ أبو محمّد البصري] (3)، عن أبيه ، عن أبي عثمان [عبدالرحمان بن

ص: 301


1- سورة فّصلت : 41: 22 و 23
2- ورواه مسلم في صحيحه : 4 : 2023 ح 2621 باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى من كتاب البرّ والصلة والأداب عن سويد بن سعيد ، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه ، عن أبي عمران الجوني، عن جُندب . ورواه الطبراني في مسند جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي من المعجم الكبير : 2 : 165 عن عبدان بن أحمد ، عن صالح بن حاتم بن وردان وهريم بن عبد الأعلى، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه عن أبي عمران الجوني ، عن جندب ، بتفاوت يسير
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجلين في تهذيب الكمال وسائر الكتب، وفى النسخ تصحیف

مل] النهدي، عن جندب الغفاري(1):

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إنّ رجلاً قال يوماً: والله لا يغفر لفلان. قال الله عزّ وجلّ: من ذا الّذي تألّى (2) علي أن لا أغفر لفلان، فإنّي قد غفرت لفلان وأحبطت عمل المتألّي بقوله : لا يغفر لفلان».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 53)

(263) 5 - أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو الطيب الحسين بن محمّد التمّار قال : حدّثني محمّد بن القاسم الأنباري قال : حدّثني أبي، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : سمعت أبا جعفر الطائى الواعظ يقول :

سمعت وهب بن منبه يقول : قرأت في زبور داوود أسطراً، منها ماحفظت ومنها مانسيت، فما حفظت قوله : «يادداوود ، اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول : من أتاني وهو يحبّني أدخلته الجنّة ، ياداوود اسمع منّي ما أقول والحقّ أقول : من أتاني وهو مستحي من المعاصي الّتي عصاني بها، غفرتها له وأنسيتها حافظيه. ياداوود، اسمع منّى ما أقول والحقّ أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنّة».

قال داوود: ياربّ ما هذه الحسنة ؟

قال: «من فرّج عن عبدٍ مسلمٍ».

فقال داوود : إلهي كذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك .

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 16)

ص: 302


1- كذا في النسخ ، وفي المعجم الكبير صرّح بأنّه جندب البجلي ، فلاحظ تخريج الحديث
2- قال ابن الأثير في مادّة «ألى» من النهاية : فيه «من يتألّى على الله يُكَذِّبه» أي من حكم عليه وحلف ، كقولك : «والله ليدخلنّ الله فلاناً النّار ولَيُنْجِحَنَّ الله سعي فلان»، وهو من الأليّة : اليمين ، يقال : آلى يولي إيلاءً، وتألّى يتألّى تالياً ، والإسم الأليّة ، ومنه الحديث : «ويل للمتالّين من أُمّتي» يعني الّذين يحكمون على الله ويقولون : فلان في الجنّة وفلان في النّار . وكذلك حديثه الآخر: «من المتألّي على الله»

(264) 6 - أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن هشام، عن محمّد بن إسماعيل البزّاز ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام يقول : «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة بأعمالهم فأين عتقاء الله من النّار ؟ ! إنّ الله عتقاء النّار».

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 2)

(265) 7 - (1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلّد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزّاز قال : حدّثنا محمّد بن الهيثم القاضي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عيّاش قال : حدّثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال :

كان جُبير بن نُفير يحدّث أنّ رجالاً سألوا النوّاس بن سمعان (2) فقالوا : ما أرجى شيء سمعت لنا من رسول الله ؟ فقال النوّاس : سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «من مات وهو لا يشرك بالله عزّ وجلّ شيئاً فقد حلّت له مغفرته، إن شاء أن يغفر له».

قال النوّاس عند ذلك : إنّي لأرجو أن لا يموت أحد تحلّ له مغفرة الله عزّ وجلّ إلّا غفر له . (أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 9)

ص: 303


1- وروى البيهقي قريباً منه في شعب الإيمان : 1 : 305 ذيل الحديث 346 ، قال : وفي الحديث الثابت عن زيد بن وهب ، عن أبي ذرّ ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «أتاني جبرئيل فأخبرني أنّه مَن مات من أُمّتى لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة» وروى أبونعيم في الحديث 49 من صفة الجنّة : 1: 76 بإسناده عن معاذ بن جبل قال : إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «من مات وهو يعبد الله لا يشرك به شيئاً، فإنّ له الجنّة». وقريباً منه رواه أحمد في مسند معاذ من مسنده : 5: 229 ، 240 ، 241
2- النوّاس - بالنون المفتوحة والواو المشدّدة - هو ابن سمعان بن خالد الكلابي، ويقال : الأنصاري صحابي مشهور سكن الشام. انظر ترجمته في طبقات ابن سعد : 7: 430 ، والتاريخ الكبير - للبخاري : 8 برقم 2443 ، والجرح والتعديل : 8 برقم 2317 ، والثقات - لابن حبّان -: 3 : 322، والاستيعاب : 4: 1534 وأسد الغابة : 5: 44، وتهذيب الكمال: 30 : 37 ، وتهذيب التهذيب : 1 : 480 و الإصابة : 3 برقم 8822

باب 9 : التوبة

(266) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : أخبرنا أحمد بن صالح بن سعد التميمي قال : حدّثنا موسى بن داوود قال : حدّثنا الوليد بن هشام قال: حدّثنا هشام بن حسان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبدالرحمان بن غنم الدوسي قال :

دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلّى الله عليه وآله باكياً فسلمّ فردّ صلّى الله عليه وآله [عليه السلام] ثمّ قال : ما يُبكيك يا معاذ ؟ فقال : يارسول الله إنّ بالباب شاباً طري الجسد نقي اللون حسن الصورة يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك. فقال النبي صلّى الله عليه وآله : ادخل عَلَيَّ الشابّ يا معاذ، فأدخله فسلّم فرد صلّى الله عليه وآله [عليه السلام] ثمّ قال : ما يبكيك يا شابّ ؟ قال : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوباً إن أخذني الله عزّ وجلّ ببعضها ادخلني نار جهنّم ولا أراني إلّا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبداً !

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «هل أشركت بالله شيئاً»؟

قال : أعوذ بالله أن أشرك بربّي شيئاً .

قال : «أقتلت النفس الّتي حرّم الله» ؟

قال : لا .

ص: 304


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر التوبة من روضة الواعظين : ص 479 - 480

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي».

قال الشابّ: فإنّها أعظم من الجبال الرواسي.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق».

قال [الشابّ ]: فإنّها أعظم من الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسى».

قال : فإِنّها أعظم من ذلك .

قال : فنظر النبيّ صلّى الله عليه وآله إليه كهيئة الغضبان ثمّ قال : «ويحك ياشابٌ ، ذنوبك أعظم أم ربّك» ؟

فخرّ الشابّ لوجهه وهو يقول: سبحان الله ربّي ما شيء أعظم من ربّي، ربّي أعظم يانبي الله من كلّ عظيم .

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «وهل يغفر الذنب العظيم إلّا الربّ العظيم» ؟

قال الشابّ : لا والله يارسول الله ، ثمّ سكت الشابّ ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «ويحك ياشابّ ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك» ؟

قال : بلى أخبرك، إنّي كنت أنبش القبور سبع سنين أخرج الأموات وأنزع الأكفان ، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار فلمّا حملت إلى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها وجنّ عليهم الليل، أتيت قبرها فنبشتها ثمّ استخرجتها ونزعت ماكان عليها من أكفانها وتركتها متجرّدة على شفير قبرها ومضيت منصرفاً فأتاني الشيطان فأقبل يزيّنها لي ويقول : أما ترى بطنها وبياضها ؟ أما ترى وركيها ؟ فلم يزل يقول لي هذا حتّى رجعت إليها ولم نفسي حتّى جامعتها وتركتها مكانها فإذا أنا بصوت من ورائي يقول: «يا شابّ ويل لك من ديّان يوم الدين، يوم يقفني وإيّاك كما تركتني عريانة في عساكر الموتى و نزعتني

ص: 305

من حفرتي و سلبتني أكفاني وتركتني أقوم جنبة إلى حسابي فويل لشبابك من النّار»، فما أظنّ أنّي أشمّ ريح الجنّة أبدا، فما ترى لي يارسول الله ؟

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «تنحّ عنّي يا فاسق ، إنّي أخاف أن احترق بنارك ، فما أقربك من النّار» . ثمّ لم يزل صلّى الله عليه وآله يقول ويشير إليه حتّى امعن من بين يديه.

فذهب فأتى المدينة فتزوّد منها ، ثمّ أتى بعض جبالها فتعبّد فيها ولبس مسحاً وغلّ يديه جميعاً إلى عنقه ونادى: «ياربّ هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول، ياربّ أنت الّذي تعرفني وزلّ منّي ما تعلم سيّدي، ياربّ إنّي أصبحت من النادمين وأتيت نبيّك تائباً فطردني وزادني خوفاً، فأسألك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك أن لا تخيب رجائي سيّدي، ولاتبطل دعائي، ولا تقنطني من رحمتك». فلم يزل يقول ذلك أربعين يوماً ، تبكي له السباع والوحوش.

فلمّا تمّت له أربعون يوماً و ليلة رفع يديه إلى السماء وقال: «اللهمّ ما فعلت في حاجتي إن كنت استجبْتَ دعائي وغفرت خطيئتي فأَوح إلى نبيّك ، وإن لم تستجب لي دعائي ولم تغفر لي خطيئتي وأردت عقوبتي فعجّل بنار تحرقني، أو عقوبة في الدنيا تهلكني ، وخلّصني من فضيحة يوم القيامة».

فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيّه صلّى الله عليه وآله : «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً» يعني الزنا «أو ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» يعنى بارتكاب ذنب أعظم من الزنا ونبش القبور وأخذ الأكفان «ذَكَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم» يقول : خافوا الله فعجّلوا التوبة، «وَمَنْ الذُّنُوبَ إِلَّا الله» ، يقول عزّ وجلّ : أتاك عبدي يا محمّد تائباً فطردتَه فأين يذهب و إلى مَن يقصد ؟ ومَن يسأل أن يغفر له ذنباً غيري؟ ثمّ قال عزّ وجلّ: «وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» ، يقول : لم يقيموا على الزنا ونبش القبور وأخذ الأكفان، «أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خالِدِينَ فيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ» (1).

فلمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج وهو يتلوها ويتبسّم فقال

ص: 306


1- سورة آل عمران : 3: 135

لأصحابه : «من يدلّني على ذلك الشاب التائب» ؟

فقال معاذ : يارسول الله بلغنا أنّه في موضع كذا وكذا .

فمضى رسول الله صلّى الله عليه وآله بأصحابه حتّى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا إليه يطلبون الشابّ، فإذا هم بالشابّ قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه وقد اسودّ وجهه وتساقطت أشفار عينيه من البكاء وهو يقول: «سيّدي قد أحسنت خلقي، وأحسنت صورتي، فليت شعري ماذا تريد بي؟ أفي النّار تحرقني؟ أو في جوارك تسكنني ؟ اللهمّ إنّك قد أكثرت الإحسان إليّ وأعمت عليّ، فليت شعري ماذا يكون آخر أمري، إلى الجنّة تزفني ؟ أم إلى النّار تسوقني ؟ اللهمّ إنّ خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ، ومن كرسيّك الواسع وعرشك العظيم، فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة». فلم يزل يقول نحو هذا ويبكي ويحثو التراب على رأسه وقد أحاطت به السباع و صفت فوقه الطير وهم يبكون لبكائه .

فدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله [ منه ] فأطلق يديه من عنقه ونفض التراب عن رأسه و قال: «يا بهلول ابشر فإنّك عتيق الله من النّار». ثمّ قال صلّى الله عليه وآله لأصحابه: «هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول». ثمّ تلا عليه ما أنزل الله عزّ وجلّ فيه وبشّره بالجنّة.

(أمالي الصدوق : المجلس 11، الحديث 3)

(267)2- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر(1) قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (2) ، عن الحسين بن النضر الفهري، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر

ص: 307


1- هذا هو الصحيح الموافق للكافي ، وفي الأمالي : محمّد بن علي بن معن
2- هذا موافق للكافي ، وفي الأمالي : محمّد بن علي بن عاتكة

محمّد بن علي الباقر علیه السّلام ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «لا شفيع أنجح من التوبة».

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

أقول : تقدّم صدره في الحديث الأوّل من الباب الثاني من كتاب التوحيد وذكرنا هناك مصادر للحديث، ويأتي تمامه في أبواب مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(268)3- حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد قال : حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن أحمد بن النضر الخزّاز، عن عمرو بن شمر ، عن جابر:

عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «كان غلام من اليهود يأتي النبيّ صلّی الله علیه و آله كثيراً حتّى استخفّه (استحّقه) وربما أرسله في حاجة، وربما كتب له الكتاب إلى قوم فافتقده أيّاماً فسأل عنه ؟ فقال له قائل : تركته في آخر يوم من أيّام الدنيا. فأتاه النبيّ صلّی الله علیه و آله في ناس من أصحابه، وكان [له علیه السّلام] (1) بركة لا يكاد يكلم أحداً إلّا أجابه فقال: يافلان. ففتح عينيه وقال : لبّيك يا أبا القاسم .

قال : أشهِد أن لا إله إلّا الله و أنّي رسول الله .

فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئاً ، ثمّ ناداه رسول الله صلّی الله علیه و آله الثانية وقال له مثل قوله الأوّل، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئاً، ثمّ ناداه رسول الله صلّی الله علیه و آله الثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه ، فقال أبوه : إن شئت فقل وإن شئت فلا.

فقال الغلام : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك محمّد رسول الله ، ومات مكانه.

فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله لأبيه : أخرج عنّا ، ثمّ قال صلّی الله علیه و آله لأصحابه : اغسلوه وكفّنوه وائتوني به أصلّي عليه . ثمّ خرج وهو يقول : الحمد لله الّذي أنجى بي اليوم نسمة من النّار». (أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله إلّا

ص: 308


1- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي

أنّ فيه: «فقال : ياغلام». وفيه: «... وأنّي محمّداً رسول الله». وفيه: «ثانية... ثالثة...». وفيه: «وأنّك رسول الله». وفيه: «غسّلوه وكفّنوه وآتوني به لأصلّي عليه».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 37)

(269) 4 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زید:

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «مرّ عيسى بن مريم على قوم يبكون فقال : على ما يبكي هؤلاء ؟

فقيل : يبكون على ذنوبهم ؟

قال : فليدعوها يغفر لهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 1)

(270)5- (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو نصر

ص: 309


1- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ج 1 ص 163 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 114 ، وفيه : «فليتركوها يغفر لهم»
2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 180 . وفي عنوان «قولهم في التوبة» من العقد الفريد - لابن عبد ربّه - 3: 130 عن علىّ علیه السّلام: «عجباً لمن يهلك ومعه النجاة» . قيل له : وما هي ؟ قال : «التوبة والاستغفار». وفي كتاب الزهد من عيون الأخبار - لابن قتيبة - : 2 : 372 عن علىّ علیه السّلام : عجبت لمن يهلك والنجاة معه» . قيل : وما هي ؟ قال : «الاستغفار». وقريباً من منه رواه أبو العبّاس المبرّد في الكامل : 1 : 177 ، على ما في مصادر نهج البلاغة و أسانيده : 4 : 83 . وفي الحكمة 87 من نهج البلاغة : «عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار»، ومثله في تذكرة الخواصّ - لسبط ابن الجوزي - في عنوان «فصل : ومن كلامه علیه السّلام : في المواعظ والدقائق»

محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثني أبو محمّد عبدالله بن محمّد البصرى قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى قال : حدّثنا موسى بن زكريّا قال : حدّثنا أبو خالد قال: حدّثنا العُتبي قال : سمعت الشعبي يقول :

سمعت علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول : «العجب ممّن يقنط ومعه الممحاة».

فقيل له : وما الممحاة ؟

قال : «الاستغفار». (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 43)

(271) 6 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم : إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدّثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزین بن عثمان الخزاعي قال : حدّثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا عن آبائه علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام : قال: «تعطّروا بالاستغفار، لاتفضحكم روائح الذنوب».

(أمالي الطوسى : المجلس 13 ، الحديث 52)

ص: 310

أبواب الموت

باب 1 : حكمة الموت وحقيقته

(272)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام (عاصم) الكليني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية، عن الحسين بن النضر الفهري، عن [أبي] عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ صلّى الله عليه وآله بتسعة أيّام، و ذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال: «لاغائب أقرب من الموت، أيّها النّاس انّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها، والليل والنّهار مسرعان في هدم الأعمار، ولكلّ ذي رمق قوت، ولكلّ حبّة آكل، وأنت قوت الموت، وإنّ من عرف الأيّام لم يغفل عن الاستعداد، لن ينجو من الموت غنيّ بماله ولا فقير لإقلاله» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

أقول : تقدّم صدر الحديث في الباب الثاني من كتاب التوحيد ، و ذكرنا هناك مصادر للحديث ، ويأتي تمامه في أبواب مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(273) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن

ص: 311


1- ورواه أيضاً في الباب 62 من كتاب التوحيد : ص 401، ح 4 ورواه الكليني في الحديث 36 من باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 260 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، إلّا أنّ فيه في آخر الحديث : «فردّهم إلى حالهم» . وأورده الفتّال في عنوان: «ذكر الموت والروح » من روضة الواعظين :489

الصفّار، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام : «إنّ قوماً أتوا نبيّاً لهم فقالوا : ادع لنا ربّنا يرفع عنّا الموت ، فدعا لهم فرفع الله تبارك وتعالى عنهم الموت وكثروا حتّى ضاقت بهم المنازل وكثروا النسل، وكان الرجل يصبح فيحتاج أن يطعم أباه وأمّه وجدّه وجدّ جدّه ويوضّيهم ويتعاهدهم ، فشغلوا عن طلب المعاش فأتوه فقالوا : سل ربّك أن يردّنا إلى آجالنا الّتي كنّا عليها ، فسأل ربّه عزّ وجلّ فردّهم إلى جالهم».

(أمالي الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 2)

(274) 3 - (1)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عثمان قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال : «يا عباد الله، إنّ الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه، وأعدوّا له عُدّته ، فإنّكم طراد الموت ، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، وهو ألزم لكم من ظلّكم، الموت معقود بنواصيكم، والدنيا تطوى خلفكم، فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم أنفسكم إليه من الشهوات فكق بالموت واعظاً، وكان

ص: 312


1- انظر مارواه يحيى بن الحسين الشجري في المجلس الأخير من الأمالي الخميسيّة : 2 : 310

رسول الله صلّى الله عليه وآله كثيراً ما يوصي [أصحابه ] (1) بذكر الموت، فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللّذات (2)، حائل بينكم وبين الشهوات».

(أمالي المفيد : المجلس 31 الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «فإنّكم طرّد الموت».

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)

أقول : يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(275) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجمحي قال : حدّثنا الحسين بن محمّد، قال : حدّثنا أبي، عن عاصم بن عمر الجعفي، عن محمّد بن مسلم العبدي قال :

سمعت أبا عبدالله علیه السّلام يقول : كتب إلى الحسن بن علىّ علیه السّلام قوم من أصحابه يعزّونه عن ابنة له ، فكتب إليهم : أمّا بعد ، فقد بلغني كتابكم تعزّوني بفلانة ، فعند الله أحتسبها تسليماً لقضائه، وصبراً على بلائه، فإن أوجعتنا المصائب، وفجعتنا النوائب بالأحبّة المألوفة الّتي كانت بنا حفيّة، والإخوان المحبّون الذين كان يسرّ

ص: 313


1- كلمة «أصحابه» موجودة في أمالي الطوسي
2- لكلام رسول الله صلّی الله علیه و آله هذا طرق ومصادر، فقد رواه أحمد في كتاب الزهد : ص 34 ح 89 وفي المسند : 2 : 293 ، وأبونعيم في ترجمة مالك بن أنس من حلية الأولياء : 6: 355 ، و أبو علىّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في باب ذكر الموت من كتاب الجنائز من الأشعثيّات: ص 199 ، والبيهقي في الزهد : ص 266 - 267 ح 690 و 1 69 وفي الباب 34 من شعب الإيمان: 4: 214 ح 4833 ، و ورّام بن أبي فراس في عنوان: «بيان ذكر الموت» من تنبيه الخواطر : 1 :268. وورد في مسند زيد الشهيد : ص 344 بلفظ : «أديموا ذكر هاذم اللذّات » . والهاذم - بالذال المعجمة - القاطع

بهم الناظرون، وتقرّ بهم العيون أضحوا قد اخترمتهم الأيّام، ونزل بهم الحِمام (1)، فخلّفوا الخلوف ، وأودت بهم الحتوف فهم صرعى في عساكر الموتى ، متجاورون في غير محلّة التجاور ، ولاصلات بينهم ولا تزاور، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم أجسامهم نائية من أهلها خالية من أربابها، قد أجشعها (2) إخوانها، فلم أر مثل دارها داراً، ولا مثل قرارها قراراً، في بيوت موحشة، وحلول مخضعة، قد صارت في تلك الديار الموحشة ، وخرجت عن الدار المؤنسة ، ففارقتها من غير قليّ، فاستودعتها البلاء، وكانت أمّة مملوكة، سلكت سبيلاً مسلوكة ، صار إليها الأوّلون، وسيصير إليها الآخرون، والسلام».

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 47)

ص: 314


1- الحِمام : الموت
2- في نسخة : «أخشعها»

باب 2 : حبّ لقاء الله وذمّ الفرار من الموت ولزوم ذكر الموت

أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل ، ويأتي بعض ما يرتبط به في باب الاستعداد للموت من كتاب الإيمان والكفر .

(276)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن محمّد بن سنان عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان:

عن الصادق علیه السّلام عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «أكيس النّاس من كان أشدّ ذكراً للموت».

(أمالي الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

أقول : يأتي تمام الخبر في كتاب الروضة.

(277)2- (2) حدّثنا جعفر بن علي الكوفي قال : حدّثني الحسن بن علي بن عبدالله

ص: 315


1- وفي : رسول مسند زيد الشهيد : ص 344 : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله يوماً لأصحابه : «من أكيس النّاس» ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : «أكثرهم ذكراً للموت ، وأشدّهم له استعداداً». وفي باب ذكر الموت، من كتاب الزهد - لعبد الله بن المبارك - : ص 92 ح 272 بإسناده عن ابن مسعود ( في حديث) أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله سئل : أيّ المؤمنين أكيس ؟ قال : «أكثرهم للموت ذكراً وأحسنهم لها استعداداً»، ومثله في الأمالي الخميسيّة - ليحيى بن الحسين الشجري - : 2: 294 في عنوان «الحديث التاسع والثلاثين». وفي تنبيه الخواطر : 1 : 269 : سأل رجل من الأنصار رسول الله صلّی الله علیه و آله: مَن أكيس النّاس، وأكرم النّاس ؟ فقال صلّی الله علیه و آله : «أكثرهم ذكراً للموت، وأشدّهم استعداداً له، أولئك هم الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة»
2- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 30 من باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي: ج 3 ص259 عن محمّد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السّلام ، وذكر الحديث

بن المغيرة، عن جدّه عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال علي علیه السّلام: «ما أنزل الموت حقّ منزلته من عد غداً من أجله».

(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 4)

(278)3- (1) حدّثنا علي بن أحمد الدقّاق رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الخشاب قال : حدّثنا محمّد بن محصن، عن يونس بن ظبيان قال :

حدّثني الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال: «لمّا أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم علیه السّلام هبط إليه ملك الموت فقال : السلام عليك يا إبراهيم .

قال : وعليك السلام يا ملك الموت ، أداع أم ناع ؟ (2)

ص: 316


1- ورواه أيضاً في الحديث 9 من الباب 31 - العلّة الّتي من أجلها سمّي إبراهيم علیه السّلام إبراهيم - من علل الشرائع ص 34 . وأورده الفتّال في عنوان : «ذكر الموت والروح» من روضة الواعظين : ص 488 . ورواه الراوندي في الفصل 3 من الباب الرابع - في نبوّة إبراهيم علیه السّلام - من قصص الأنبياء ص 114 تحت الرقم 115 ، و ورّام بن أبي فراس في عنوان «بيان الحبّ الله ولرسوله» من تنبیه الخواطر : 1 : 223 بتفاوت
2- قال العلامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 12: 79: المراد بالداعي أن يكون طلبه على سبيل : التخيير و الرضا كما هو المتعارف فيمن يدعو ضيفاً لكرامته ، وبالناعي أن يكون قاهراً طالباً على الجزم والختم ، وكان غرض إبراهيم علیه السّلام الشفاعة والدعاء لطلب البقاء ليكثر من عبادة ربّه إن علم الله صلاحه في ذلك

قال : بل داع يا إبراهيم فأجب.

قال إبراهيم علیه السّلام : فهل رأيت خليلاً يميت خليله ؟!

فرجع ملك الموت حتّى وقف بين يدي الله جلّ جلاله فقال : إلهي قد سمعت ماقال خليلك إبراهيم .

فقال الله جلّ جلاله : ياملك الموت اذهب إليه وقل له: هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه، إنّ الحبيب يحبّ لقاء حبيبه».

(أمالي الصدوق : المجلس 36، الحديث 3)

(279) 4 - (1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن عليّ السُكّري قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا البصري قال : حدّثنا محمّد بن عُمارة :

عن أبيه قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : أخبِرني بوفاة موسى بن عمران علیه السّلام ؟

فقال: «إنّه لمّا أتاه أجله واستوفى مُدّته وانقطع أكله، أتاه ملك الموت، فقال له : السلام عليك ياكليم الله

ص: 317


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 7 من كمال الدين وتمام النعمة : ج 1 ص 153- 154 برقم 17 مع زيادة في آخره. ورواه أيضاً في الباب 61 - العلّة الّتي من أجلها تمنّى موسى علیه السّلام الموت ، والعلّة الّتي من أجلها لا يعرف قبره - من علل الشرائع : ج 1 ص 70 عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله علیه السّلام مع مغايرة طفيفة . وروی نحوه الراوندي في الفصل 14 من الباب 8 من قصص الأنبياء : ص 175 برقم 204 عن ابن بابويه، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله علیه السّلام . وروى الديلمي في فردوس الأخبار : 4 : 456 ح 6820 من طريق أنس : «مررت على موسى علیه السّلام وهو عند الكثيب الأحمر...»

فقال موسى : وعليك السلام، مَن أنت ؟

فقال : أنا ملك الموت .

قال : ما الّذي جاء بك ؟

قال : جئتُ لأقبض روحك .

فقال له موسى علیه السّلام : من أين تقبض روحي ؟

قال : مِن فَمِك.

قال له موسى علیه السّلام : كيف و قد كلّمت به ربّي جلّ جلاله !

قال : فمن يديك .

قال : كيف وقد حملتُ بهما التوراة !

قال : فمن رِجليك .

قال : كيف وقد وَطِئتُ بهما طور سَيناء !

قال : فمن عينك.

قال : كيف ولم تَزَل إلى ربّي بالرجاء ممدودة !

قال : فمن أذنيك .

قال : كيف وقد سمعتُ بهما كلام ربِّي جلّ وعزّ» !

قال: «فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت : لا تقبض رُوحه حتّى يكون هو الّذي يريد ذلك .

و خرج ملك الموت فمكث موسى علیه السّلام ماشاء الله أن يمكث بعد ذلك، ودعا يُوشع بن نُون، فأوصى إليه وأمره بكِتمان أمره، وبأن يوصي بعده إلى مَن يقوم بالأمر، وغاب موسى علیه السّلام عن قومه ، فمرّ في غَيبته برجل وهو يَحفِر قبراً ، فقال له :ألا أعينك على حَفر هذا القبر ؟ فقال له الرجل : بلى . فأعانه حتّى حَفَر القبر وسوّى اللّحد ، ثمّ اضطجع فيه موسى بن عمران علیه السّلام لينظر كيف هو فكُشِف له عن الغِطاء، فرأى مكانه من الجنّة ، فقال : ياربّ، اقبِضني إليك. فقبض ملك الموت رُوحه مكانه، ودفنه في القبر، وسوّى عليه التُراب، وكان الّذي يَحفِرُ القبر ملكاً في

ص: 318

صورة آدمي، وكان ذلك في التِّيه ، فصاح صائح من السماء : مات موسى كليم الله ، فأيّ نفس لاتموت» ؟

فحدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه علیهم السّلام: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله سئل عن قبر موسى بن عمران علیه السّلام أين هو ؟ فقال: «هو عند الطريق الأعظم ، عند الكَثيب (1) الأحمر».

(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 2)

(280) 5 - (2) حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن جرير والحسن بن عروة وعبد الله بن محمّد الوهبي قالوا: حدّثنا محمّد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال :

جاء جبرئيل علیه السّلام إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: «يا محمّد ، عِش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب مَن شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك يُجزى به ، واعلم أنّ شرف الرجل قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن النّاس».

(أمالي الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 5)

ص: 319


1- الكثيب الرمل المستطيل المُحدودِب
2- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 178 ح 2 ، وفي باب الواحد من الخصال : ص 7 ح 20. ورواه الشجري في عنوان «الحديث التاسع والثلاثين في ذكر الموت...» من الأمالي الخميسيّة : ج 2 ص 2 ص 294 عن أبي القاسم عبدالعزيز بن عليّ بن أحمد الأزجي، عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، عن أبي العلاء محمّد بن صالح ، عن محمّد بن حميد . وروى في ص 296 قريباً منه بإسناده عن جابر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه ، كما في الباب 64 من تيسير المطالب : ص 445 ح 993. وانظر تخريج الحديث التالي

(281) 6 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن هلال الشطوي ببغداد في دار المثنّى سنة ثمان وثلاث مئة إملاءاً ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس القندي قال: حدّثنا عيسى بن عبد الله العلوي قال : حدّثني أبي، عن خاله جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ علیه السّلام :

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : وعظني جبرئيل علیه السّلام فقال: «يا محمّد ، أحبب من شئت فإنّك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنّك لاقيه».

(أمالي الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 13)

(282)7- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدّثني محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثني أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي قال :

إن شاباً من الأنصار كان يأتي عبدالله بن عبّاس وكان عبدالله يكرمه ويدنيه،

ص: 320


1- ورواه الطبراني في ترجمة عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي من المعجم الصغير : 1: 251 بإسناده عن حسن بن الحسين بن زيد العلويّ عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد . ورواه الكليني في باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي : :3: 255 ح 17 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله علیه السّلام. وأخرجه الديلمي في الفردوس : 3: 71 ح 3926 من طريق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، وفي ص 234 ح 4541 من طريق جابر، بتفاوت. ورواه أبو نعيم في ترجمة الإمام الصادق علیه السّلام من حلية الأولياء : 3 : 202 بإسناده إلى زيد بن عليّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن الحسين بن علىّ علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله. وورد أيضاً من طريق جابر ، رواه الطيالسي في مسنده : ص 242ح 1755. وانظر تخريج الحديث المتقدّم

فقيل له : إنّك تكرم هذا الشاب وتدنيه وهو شابّ سوء يأتي القبور فينبشها بالليالي! فقال عبدالله بن عبّاس : إذا كان ذلك فأعلموني .

قال : فخرج الشابّ في بعض الليالي يتخلّل القبور فأعلم عبدالله بن عبّاس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب ، فدخل [الشاب] قبراً قد حفر ثمّ اضطجع في اللحد ونادى بأعلى صوته : «يا ويحي إذا دخلت لحدي وَحدي ونطقت الأرض من تحتي فقالت : لا مرحباً بك ولا أهلاً قد كنت أبغضك وأنت على ظهري فكيف وقد صرت في بطني، بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفاً والملائكة صفوفاً فمِن عدلك غداً مَن يخلّصني ؟ ومِن المظلومين من يستنقذني ؟ ومِن عذاب النّار من يجيرني؟ عصيت من ليس بأهل أن يُعصى، عاهدت ربّي مرّة بعد أُخرى فلم يجد عندي ى فلم يجد عندي صدقا ولاوفاءَ». وجعل يردّد هذا الكلام ويبكي ، فلمّا خرج من القبر التزمه ابن عبّاس وعانقه ثمّ قال له : «نعم النبّاش ما أنبشك للذنوب والخطايا»، ثمّ تفرّقا .

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 11)

(283)8 - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال: حدّثنا الحسن بن قاسم قراءةً، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد قال : حدّثنا محمّد بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظراً لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الّذي دعاهم إليه، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عندالله الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم

ص: 321


1- ورواه أيضاً في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب المواعظ: ص 62 - 63 ، وفي معاني الأخبار : ص 199 ح 4 باب معنى الغايات

الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم ،راض ، وعلموا أنّ الموت سبيل مَن مضى ومَن بقي، فتزوّدوا لأخرتهم غير الذهب والفضّة، ولبسوا الخشن، وصبروا على [أدنى] (1) القوت و قدّموا الفضل، وأحبّوا فى الله عزّ وجلّ، وأبغضوا في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام».

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

أقول : يأتي تمامه في مواعظ أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الروضة .

(284) 9 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزیار عن الحسن بن عليّ، عن يونس بن يعقوب :

عن شعيب العقرقوفي قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: سمعت من يروي عن أبي ذرّ أنّه كان يقول : «ثلاثة يبغضها النّاس وأنا أحبّها :

ص: 322


1- مابين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي
2- ورواه الصدوق في باب «معنى قول أبي ذرّ رحمه الله : ثلاثة يُبغضها النّاس وأنا أحبّها» من معانى الأخبار : ص 165 عن أبيه رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب ، عن شعيب العقرقوفي قال : قلت لأبي عبد الله علیه السّلام : شيء يروى عن أبي ذرّ رحمة الله عليه أنّه كان يقول : «ثلاثة يُبغضها النّاس وأنا أحبّها : أُحبّ الموت ، وأُحبّ الفقر وأُحبّ البلاء » . فقال : «إنّ هذا ليس على ما يرون ( يروون «خ) ل) ، إنّما عنى: الموت في طاعة الله أحبّ إليَّ من الحياة في معصية الله ، والفقر في طاعة الله أحبّ إليَّ من الغنى في معصية الله ، والبلاء في طاعة الله أحبّ إليّ من الصحة في معصية الله» . ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي :8 222 تحت الرقم 279 ، و انظر أيضاً الحديث 357 من روضة الكافي : ص 253

أحبّ الموت، وأحبّ الفقر ، وأحبّ البلاء».

فقال علیه السّلام : «إنّ هذا ليس على ما يذهب إنّما عنى بقوله: «أحبّ الموت» أنّ الموت في طاعة الله أحبّ إليّ من الحياة في معصية الله، والبلاء في طاعة الله أحبّ إليّ من الصحّة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحبّ إليّ من الغنى في معصية الله».

(أمالي المفيد : المجلس 23 ، الحدیث 17)

(285) 10 - حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين العامري قال : حدّثنا أبو معمر، عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيلي:

عن الحسن بن علي، عن أبيه علیهماالسّلام فيما أوصى به عند وفاته: «أُوصيك يابنيّ بالصلاة عند وقتها... وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا، فإنّك رهن موت وغرض بلاء، وطريح سقم». (أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسى، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه : «... واذكر الموت، وازهد في الدنيا، فإنّك رهين موت، وغرض بلاء، وصريع سقم».

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 8)

(286) 11 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر محمّد بن عبدالواحد النحوي قال : حدّثنا الحارث بن بن أبي أُسامة التميمي قال : حدّثنا الواقدي محمّد بن عمر قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الزهري، عن يزيد بن الهاد، عن هند بنت الحارث الفراسيّة :

عن أُمّ الفضل قالت : دخل رسول الله صلّی الله علیه و آله على رجل يعوده وهو شاك فتمنّى

ص: 323


1- ورواه الهندي في كنز العمّال : 705:15 - 706: 42811 نقلاً عن ابن النجّار . وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 172

الموت، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «لا تتمنّ الموت، فإنّك إن تك محسناً تزدد إحساناً إلى إحسانك ، وإن تك مسيئاً فتؤخّر تستعتب، فلا تمنّوا الموت».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 88)

(287)12- (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني أحمد بن عبيد الله بن عمّار الثقفي الكاتب قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال : حدّثنا محمّد بن الحارث بن بشير الزينبي(2) قال : حدّثني القاسم بن الفضل بن عميرة العبسي، عن عبّاد المنقري (3)، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام (في حديث) قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «لو أن ّالبهائم يعلمون من الموت ماتعلمون أنتم ما أكلتم منها سميناً» (4). (أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 17)

على الله سيأتي تمام الخبر في كتاب النبوّة ، باب 3 من أبواب معجزات نبيّنا صلّی الله علیه و آله .

ص: 324


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 268 ، في عنوان «بيان ذكر الموت». وفي الأشعثيّات : ص 237 : «لو علمت البهائم ما تصنعون بها ماسمنت لكم». وفي الحديث 5126 من الفردوس - للديلمي - : 3: 405 من طريق أنس : «لو أنّ البهائم الّتي تأكلون لحومها عرفت ما تريدون بها، ماسمنت ، وكيف تسمن أنت يا ابن آدم والموت أمامك»
2- وفي الطبعة الحجريّة : «محمّد بن الحرب بن بشير الرحبي»، ولم أجد له ترجمة
3- هو عبّاد بن سالم بن كثير المنقري، عدّه البرقي في أصحاب الإمام الصادق علیه السّلام ، كما في معجم رجال الحديث : ج 9 ص 213
4- بیان : قال العلّامة المجلسى قدّس سرّه في البحار : 6: 133 : لا ينافي هذا الخبر ماسيأتي من الأخبار في أنّ الموت ممّالم تبهم عنه البهائم ، إذ المعنى فيه : لو علموا كما تعلمون من خصوصيّات الموت وشدائده، فلاينا في علمهم بأصل الموت. أو المراد: أنّهم لو كانوا مكلّفين وعلموا ما أوعد الله من العقاب لما كانوا غافلين كغفلتكم ، ولذا قال صلّی الله علیه و آله: «من الموت»

(288)13- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبو موسى المجاشعى قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله علیه السّلام .

قال المجاشعي : وحدّثناه الرضا علي بن موسى علیه السّلام ، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام:

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «كان ضحك النبيّ صلّی الله علیه و آله التبسّم ، فاجتاز ذات يوم بفئة من الأنصار وإذا هم يتحدّثون ويضحكون بمِلء أفواههم، فقال : يا هؤلاء، من غرّه منكم أمله وقصر به في الخير عمله، فليطلع في القبور، وليعتبر بالنشور ، واذكروا الموت فإنّه هادم اللذّات».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 64)

(289)14 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن صالح بن فيض الساوي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي حمزة قال :

كان علىّ بن الحسين علیهماالسّلام يقول: «مهما أبهمت عنه البهائم فلم تبهم عن أربع: معرفتها بالربّ عزّ وجلّ، ومعرفتها بالأنثى من الذكر، ومعرفتها بالموت، والفرار منه».

(أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 4)

ص: 325


1- روى البيهقي نحوه في شعب الإيمان : 1 : 498 - 499 ح 828 من طريق أبي سعيد الخدري ، وفي الحديث 826 - 827 من طريق أنس ، باختصار . وانظر الحديث 3 من الباب 1

باب 3 : ملك الموت

(290)1- (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون بن الصلت الأهوازي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا علي محمّد قال : حدّثنا داوود [بن سليمان الفرّاء] قال : حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علی علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى لملك الموت: وعزّتي وجلالي وارتفاعي في علوّ مكاني لأُذيقنّك طعم الموت كما أذقت عبادي».

(أمالي الطوسي : المجلس 12، الحديث 22)

(291) 2 - (2)أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا ، عن الحسن بن فضّال، عن علي بن عقبة :

عن أسباط بن سالم مولى أبان قال : قلت لأبي عبد الله علیه السّلام: جُعلت فداك، يعلم ملك الموت نفس من يقبض ؟

قال: «إنّما هي صكاك تنزل من السماء : اقبض نفس فلان بن فلان».

(أمالي الطوسي : المجلس 39 الحديث 18)

ص: 326


1- هذا هو الحديث 96 من صحيفة الإمام علیه السّلام. ورواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 50 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام بأسانيد عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . وأورده الديلمي في فردوس الأخبار : 1: 314 ح 988
2- ورواه الكليني في الحديث 21 من باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص255 عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال، عن علي بن عقبة : عن أسباط بن سالم مولى أبان قال : قلت لأبي عبد الله علیه السّلام : جعلت فداك ، يعلم ملك الموت بقبض من يقبض ؟ قال : «لا ، إنّما هي صكاك تنزل من السماء : اقبض نفس فلان بن فلان»

باب 4 : سكرات الموت وشدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده

(292)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي علیهم السّلام قال :

«لمّا حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السّلام الوفاة بكي، فقيل له : يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله صلّی الله علیه و آله الّذي أنت به ، وقد قال فيك رسول الله صلّی الله علیه و آله ما قال ، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً ، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النعل والنعل ؟! فقال علیه السّلام : إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطلع وفراق الأحبّة». (أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 9)

ص: 327


1- ورواه أيضاً في الباب 28 «فيما جاء عن عليّ بن موسى علیهما السّلام من الأخبار المتفرّقة من عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 1: 271 ح 62 ، وفي ط : ص 303 ، وفي الطبع المحقّق : ص 560 ح 284. ورواه الكليني في الحديث 1 من باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما من كتاب الحجة من الكافي : ج 1 ص 461 عن محمّد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عمّن سمع أبا جعفر علیه السّلام يقول ، وذكر مثله ، إلّا أنّ فيه: «حتّى النعل بالنعل» . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في البكاء من خشية الله» من روضة الواعظين : ص 451

(293)2 - (1) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مسلم :

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السّلام أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ: «وَقِيلَ مَنْ راقٍ» ؟ قال : «ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت، قال: هل من طبيب ؟ هل من راق» (2)؟

وقال: «وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراق» «يعني فراق الأهل والأحبّة ، عند ذلك قال: «وَالْتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ» قال : التقت الدنيا بالآخرة».

قال: «إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَساق» (3) «إلى رب العالمين يومئذ المصير».

(أمالي الصدوق : المجلس 51 ، الحديث 1)

(294) 3 - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة قال : أخبرني داوود بن كثير الرقّي قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «من أحبّ أن يخفّف الله عزّ وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً وبوالديه بارّاً، فإذا كان كذلك هوّن الله عليه سكرات

ص: 328


1- وقريباً منه منه رواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 32 من باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي: ج 3 ص 259 عن علي بن إبراهيم، ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضّل بن صالح : عن عن جابر : عن أبي جعفر علیه السّلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : «وقيل من راق * و ظنّ أنّه الفراق» قال : «فإنّ ذلك ابن آدم إذا حلّ به الموت قال : هل من طبيب ؟ إنّه الفراق ، أيقن بمفارقة الأحبّة ، قال : «والتفّت الساق بالسّاق» ، التفّت الدنيا بالآخرة ، ثمّ «إلى ربّك يومئذ المساق» ، قال : المصير إلى ربّ العالمين»
2- فى البحار : 6 : 159: «هل من طبيب ، هل من دافع»
3- سورة القيامة : 75: 27 - 30

الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً». (أمالي الصدوق : المجلس 61، الحديث 14)

أبوجعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «هوّن الله عزّ و جلّ عليه...».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 24)

(295) 4 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (إسحاق) بن أحمد الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال: «ومن صام من رجب أربعة وعشرين يوماً فإذا نزل به ملك الموت تراءى له في صورة شابّ عليه حلّة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسك بالمسك الأذفر وبيده قدح من ذهب مملو من شراب الجنان، فسقاه إيّاه عند خروج نفسه يهون به عليه سكرات الموت، ثمّ يأخذ روحه في تلك الحرير فتفوح منها رائحة يستنشقها أهل سبع سماوات، فيظل في قبره رياّن ويبعث من قبره ريّان حتّى يرد حوض النبيّ صلّى الله عليه وآله».

(أمالي الصدوق : المجلس 80، الحديث 1)

يأتي تمام الخبر في كتاب الصوم.

ص: 329


1- ورواه أيضاً في الحديث 4 من الباب 129 من كتاب ثواب الأعمال : ج 1 ص 78 ، وفي الحديث 12 من الباب 1 من كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص 24 . ورواه المرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 88 في عنوان «الحديث الثامن عشر في صوم رجب وفضله». وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في فضل رجب» من روضة الواعظين : ص 397

(296) 5 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنّان بن سدير، عن أبيه قال:

كنت عند أبي عبد الله علیه السّلام فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقّه، فالتفت إليّ أبو عبد الله علیه السّلام فقال: «يا أبا الفضل ألا أُحَدِّثك بحال المؤمن عند الله» ؟

قلت: بلى فحدّثني [به] جُعلت فداك .

فقال[علیه السّلام]: «إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا : ياربّ عبدك ونعم العبد، [كان سريعاً إلى طاعتك ، بطيئاً عن معصيتك، وقد قبضته إليك، فما تأمرنا من بعده؟] (2) فيقول الجليل الجبّار: اهبطا إلى الدنيا فكونا عند قبر عبدي ومجّداني و سبّحاني وهلّلاني وكبّراني واكتبا ذلك لعبدي حتّى أبعثه من قبره» الحديث . (أمالي المفيد : المجلس 22 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 35)

أقول : يأتي تمامه في باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب العشرة.

(297)6 - (3) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين قال:

ص: 330


1- وقريباً منه رواه الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب 2 من كتاب «المؤمن» : ص 34 ح 70 عن أبي البلاد، عن أبيه ، عن بعض أهل العلم ، ولم ينسبه إلى الإمام علیه السّلام. وأورده الديلمي في الفردوس 5 : 108 ح 7329 من طريق أنس بن مالك عن رسول الله صلّی الله علیه و آله
2- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي
3- وأورده السبزواري في أوّل الفصل 131 من جامع الأخبار: ص 471 ، ح 1328 . وقريباً منه رواه الصدوق في أحكام الأموات من الفقيه 1 : 134 ح 358 عن الإمام الصادق علیه السّلام أنّه قال : «الموت كفّارة ذنب كلّ مؤمن» . وروى الديلمي في فردوس الأخبار : 4 : 513 ح 6958 من طريق أنس : : «الموت كفّارة لكلّ مسلم». ومثله في تنبيه الخواطر : 1 : 268 في عنوان: «بيان ذكر الموت»

حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن عطيّة ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «الموت كفّارة لذنوب المؤمنين».

(أمالي المفيد : المجلس 33 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ في سنده : أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ومحمّد بن سنان.

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 21)

(298)7 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمهما الله ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن يزيد:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «مرّ سلمان رضي الله عنه على الحدّادين بالكوفة، فرأى شابّاً صعق والنّاس قد اجتمعوا حوله، فقالوا له : يا أبا عبد الله ، هذا الشاب قد صرع، فلو قرأت في أذنه».

قال: «فدنا منه سلمان، فلمّا رآه الشّابّ أفاق وقال : يا أباعبدالله، ليس بي ما يقول هؤلاء القوم ، ولكنّي مررت بهؤلاء الحدّادين وهم يضربون بالمرزبات (1) ، فذكرت قوله تعالى: «وَلَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ» (2) فذهب عقلي خوفاً من عقاب الله تعالى.

ص: 331


1- المرزبات : مفردها «مرزبة» : وهي المطرقة الكبيرة يستعملها الحدّاد
2- سورة الحجّ : 22 : 21

فاتّخذه سلمان أخاً، ودخل قلبه حلاوة محبّته في الله تعالى، فلم يزل معه حتّى مرض الشابّ ، فجاءه سلمان فجلس عند رأسه - وهو يجود بنفسه - فقال : ياملك الموت، إرفق بأخي . فقال : يا أبا عبد الله ، إنّي بكلّ مؤمن رفيق».

(أمالي المفيد : المجلس 16 ، الحديث 4)

(299) 8 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن سلمة، عن إبراهيم بن محمّد، عن الحسن بن حذيفة :

عن عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «مرض رجل من أصحاب سلمان رحمه الله فافتقده فقال : أين صاحبكم ؟

فقالوا : مريض.

قال : امشوا بنا نعوده، فقاموا معه، فلمّا دخلوا على الرجل إذا هو يجود بنفسه، فقال سلمان : يا ملك الموت ارفق بوليّ الله .

قال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر: يا أباعبدالله ، إنّي أرفق بالمؤمنين، ولو ظهرت لأحدٍ لظهرت لك». (أمالي) الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 15)

(300)9 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقرئ قال : أخبرني أبو القاسم عليّ بن محمّد قال: حدّثنا عليّ بن الحسن قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن يوسف، عن أبي عبد الله زكريّا بن محمّد المؤمن، عن سعيد بن يسار قال:

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام يقول : «إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله حضر شاباً عند وفاته، فقال له : قُل : لا إله إلّا الله . قال : فاعتقل لسانه مراراً، فقال لامرأة عند

ص: 332


1- ورواه الصدوق في الفقيه : 1 : 78: 350 مع مغايرة في بعض العبارات غير مغيّرة للمعنى

رأسه : هل لهذا أُمّ؟

قالت : نعم ، أنا أمّه .

قال : أساخطة أنت عليه ؟

قالت: نعم ماكلّمته منذ ست حجج .

قال لها : ارضي عنه .

قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : قل : لا إله إلّا الله . فقالها .

فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : ما ترى ؟

قال : أرى رجلاً أسود الوجه (1)، قبيح المنظر ، وسخ الثياب منتن الريح، قد وليني الساعة، وأخذ بكظمى (2).

فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : قل : «يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل منّي اليسير واعف عنّي الكثير، إنّك أنت الغفور الرحيم».

فقالها الشاب فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : انظر ماذا ترى ؟

قال : أرى رجلاً أبيض اللون، حسن الوجه، طيّب الريح، حسن الثياب ، قد وليني، وأرى الأسود قد تولّى عنّي (3).

فقال له : أعد . فأعاد .

فقال له : ما ترى؟

قال : لست أرى الأسود، وأرى الأبيض قد وليني. ثمّ طفا (4) على تلك الحال». (أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 4)

ص: 333


1- كلمة «الوجه» غير موجودة في أمالي الطوسي
2- الكظم - محرّكة وكقُفل -: الحلق ومخرج النفس
3- في أمالي الطوسي : «قد ولّى عنّي»
4- طفا : مات

(301) 10 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصوفي قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام الإسكافي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن محمّد بن مالك الفزاري قال : حدّثني سعيد بن عمرو قال : حدّثني الحسن بن ضوء ؟ عن أبي عبد الله صلّی الله علیه و آله قال :

ص: 334


1- وروى الكليني - قريباً منه - في الحديث 1 من باب «أنّ المؤمن لا يكره على قبض روحه» من كتاب الجنائز من الكافي: ج 3 ص 127 عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي محمّد الأنصاري - قال : وكان خيراً - قال : حدّثني أبو اليقظان عمّار الأسدي، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «لو أنّ مؤمناً أقسم على ربّه أن لا يميته ما أماته أبداً، ولكن إذاكان ذلك أو إذا حضر أجله بعث الله عزّ وجلّ إليه ريحين : ريحاً يقال لها: المُنسية ، وريحاً يقال لها: المسخّية ، فأمّا المُنسية فإنّها تُنسيه أهله وماله ، وأمّا المسخّية فإنّها تسخّي نفسه عن الدنيا حتّى يختار ما عند الله. ورواه أيضاً الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الباب 80 من معاني الأخبار ص 142 قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي محمّد الأنصاري و ذكر مثل ما في الكافي بمغايرة طفيفة . والفقرة الأولى من الرواية رواها الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب 2 من كتاب «المؤمن» : ص 32 ح 61 عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : نزل جبرئيل على النبيّ صلّی الله علیه و آله فقال ...، ورواه بتفاوت يسير، مع فقرات أُخرى . ورواه أيضاً في الحديث 62 و 80 ص 36 عن أبي جعفر علیه السّلام ، وفي الحديث 63 ص 33 عن أبي عبدالله علیه السّلام . ورواه البرقي في الباب 47 - باب المحبوبات - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن: 1 : 291 ح 443 بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، ونحوه في الباب 27 من كتاب الصفوة والنور والرحمة : ص 159 - 160 ح 99 - 100 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام . ورواه الصدوق قدّس سرّه في الباب 62 من كتاب التوحيد ص 339 والمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 204 في عنوان «الحديث التاسع والعشرين»، بإسنادهما عن أنس ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، مثله ، مثله ، مع فقرات أُخرى . وأورده البيهقي - بتفاوت يسير - في الزهد : ص 269 ، ح 696 ، في عنوان «فصل في الاجتهاد في الطاعة وملازمة العبوديّة» من طريق أبي هريرة، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وفي ص 270ح 699 من طريق عائشة ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . ورواه الراوندي في الباب 4 من الدعوات: ص 241 ح 677 مرسلاً عن رسول الله صلّی الله علیه و آله

قال علي بن الحسين زين العابدين علیهماالسّلام : قال الله عزّ وجلّ: «مامن شيء أتردّد فيه مثل تردّدي عند قبض روح المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته، فإذا حضره أجله الّذي لا تأخير فيه بعثنا إليه بريحانتين من الجنّة تسمّى إحداهما المسخية والأخرى المنسية ، فأمّا المسخية فتسخيه عن ماله ، وأمّا المنسية فتُنسيه أمر الدنيا».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 83)

(302)11- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن همّام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن موسى بن عبدالله بن مهران، عن محمّد بن سنان، عن أبي بكر الحضرمي قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام : «لو أنّ كافراً وصف ما تصفون عند خروج نفسه، ما طعمت النار من جسده شيئاً».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 94)

(303) 12 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد

ص: 335


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 70، والديلمي في أعلام الدين : ص وقريباً منه رواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 21 من باب الاثنين من الخصال ص 38 قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «الناس اثنا ن : واحد أراح، وآخر استراح، فأمّا الّذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها ، وأمّا الّذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيراً من النّاس». ورواه أيضاً الشيخ الصدوق قدّس سرّه عن أبي عبد الله علیه السّلام كما في الباب 81 - «باب معنى قول الصادق علیه السّلام : الناس إثنان : واحد أراح ، وآخر استراح» - من كتاب معاني الأخبار ص 143 قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير قال : حدّثني بعض أصحابنا: عن أبي عبد الله علیه السّلام أنّه قال : «الناس اثنان ...» إلى آخر مارواه في الخصال. وروى نحوه الكليني قدّس سرّه في الحديث 11 من باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي: ج 3 ص 254 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال النبي صلّی الله علیه و آله: «مستريح و مستراح منه ، أمّا المستريح فالعبد الصالح استراح من غمّ الدنيا وماكان فيه من العبادة إلى الراحة ونعيم الآخرة ، وأمّا المستراح منه فالفاجر يستريح الملكان اللّذان يحفظان عليه وخادمه وأهله والأرض الّتي كان يمشي عليها» . وقريباً من منه فى تيسير المطالب : ص 423 ، الباب 57 ، الحديث 950 . وأورده الديلمي في الفردوس : 4: 448 ح 6801 من طريق أبي قتادة والكراجكي في معدن الجواهر : ص 25 باب ذكر ما جاء في اثنين . ونحوه في الأشعثيّات : ص 201 باب فضل موت المؤمن ، من كتاب الجنائز

بن ياسين بن محمّد بن عجلان التميمي العابد مولى الباقر علیه السّلام قال: حدّثني مولاي أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق عن آبائه علیهم السّلام ، عن علي علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «الناس اثنان : رجل أراح ورجل استراح، [فأما الّذي استراح] فالمؤمن، استراح من الدنيا وتعبها وأفضى إلى رحمة الله وكريم ثوابه،

ص: 336

وأمّا الّذي أراح فالفاجر ، أراح منه النّاس والشجر والدوابّ ، وأفضى إلى ماقدّم».

(أمالي الطوسي : المجلس 22 ، الحديث8)

(304) 13 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله [الغضائري]، عن علي بن محمّد العلوي

ص: 337


1- ورواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه - مع زيادات في آخره - في الباب 321 - «باب معنى الموت» - معاني الأخبار ص 287 قال : حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر الجرجاني رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصري، عن أبيه ، عن محمّد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر علیهم السّلام قال : قيل للصادق علیه السّلام : صِف لنا الموت. فقال: «للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فينعس لطيبه و ينقطع التعب والألم كلّه عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد». قيل : فإنّ قوماً يقولون : إنّه أشدّ من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار و تدویر قطب الأرحية في الأحداق ؟ ! قال : «فهو كذلك، هو على بعض الكافرين والفاجرين ، ألاترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذاكم الّذي هو أشدّ من هذا إلّا من عذاب الآخرة فهذا أشدّ من عذاب الدنيا». قيل : فمابالنا نرى كافراً يسهل عليه النزع فينطفي وهو يتحدّث ويضحك ويتكلّم، وفي المؤمنين أيضاً من يكون كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟ فقال : «ماكان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، وماكان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيّاً نظيفاً مستحقّاً لثواب الأبد لامانع له دونه ، وماكان من سهولة هناك على الكافر فليوفّي أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلّا ما يوجب عليه العقاب ، و ماكان من شدّة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب الله له بعد نفاد حسناته ذلكم بأنّ الله عدل لا يجور» . ورواه أيضاً في الحديث 2 من الباب 235 من كتاب علل الشرائع ص 298 ، وفي الحديث 9 من الباب 28 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام ، مثل ما في معاني الأخبار . ورواه السبزواري في الفصل 133 من جامع الأخبار : ص 478 - 479 ح 1341 مثل رواية الصدوق

قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن صالح الصوفي الخزّاز قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ بن موسى، عن أبيه عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر علیهم السّلام قال :

قيل للصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: صف لنا الموت، [ف_]قال: «للمؤمن كأطيب طيب يشمّه فينعس لطيبه، ويقطع التعب والألم عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب وأشدّ» .

(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 2)

(305)14- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علىّ بن أحمد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني:

عن عليّ بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السّلام قال : «لمّا كلّم الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السّلام (إلى أن قال  قال موسى علیه السّلام: إلهى ، فما جزاء من وصل رَحِمه ؟

قال: ياموسى، أَنْسَاً له أجله، وأهوّن عليه سَكَرات الموت، ويناديه خزنة الجنّة: هلمّ إلينا فادخُل من أيّ أبوابها شئت» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)

يأتي تمامه في فضائل موسى وهارون على نبيّنا وآله وعليهما السلام من كتاب النبوّة.

ص: 338

باب 5 : ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت ، وحضور الأئمة علیهم السّلام عند ذلك

(306)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام:

عن أمير المؤمنين عليه السلام (في حديث) قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله على منبره : «يا علي، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المساءلة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 83، الحديث 2)

أقول : تمام الحديث في باب ما بيّن أمير المؤمنين علیه السّلام من مناقبه .

(307)2- (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير قال: حدّثنا محمّد بن علي بن مهدي [الكندي العطّار] قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمرو [بن طريف الحجري] قال : حدّثنا أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي :

ص: 339


1- ورواه أيضاً في صفات الشيعة : ص 55 ، ح 17 . ورواه الطبري في آخر الجزء الخامس من بشارة المصطفى : ص 180
2- ورواه الطبري في الحديث 4 من «بشارة المصطفى» ص 6 - 4 قال : أخبرنا الشيخ أبو البقا إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الزقا البصري بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين على بن أبي طالب علیه السّلام في المحرّم سنة عشرة وخمس مئة قال : حدّثنا الشيخ أبو طالب محمّد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأوّل سنة ثلاث وستّين وأربع مئة بالبصرة في مسجد النخاسين على صاحبه السلام ، قال : حدّثنا الشيخ أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه قال : حدّثنا حمويه أبو عبدالله ابن علي بن حمويه قال : أخبرنا محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني قال : حدّثنا محمّد بن علي بن مهدي الكندي... وذكر الحديث وزاد في آخر الأبيات: هذا لنا شيعة وشيعتنا *** أعطاني الله فيهم الأملا وهذه الأبيات قد أوردها ابن أبي الحديد في موضعين من شرح نهج البلاغة : 1: 299 ، و 18: 43 وعزّاها إلى عليّ علیه السّلام ، وقال في شرح قوله : علیه السّلام : «فإنّكم لو قد عاينتم ما قد عاين مَن مات منكم لجزعتم ...» ، يمكن أن يعنى به ما كان علیه السّلام يقوله عن نفسه : «إنّه لا يموت ميّت حتّى يشاهده علیه السّلام حاضراً عنده»، والشيعة تذهب إلى هذا القول وتعتقده ، وتروي عنه علیه السّلام شعراً للحارث الأعور الهمداني : یاحار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قُبُلا يعرفني طرفه وأعرفه *** بعينه واسمه وما فعلا أقول للنّار وهي توقد لل_ *** _عرض ذَريه لا تقربى الرجلا وأنت ياحار إن تمت ترني *** فلا تخف عثرة ولازللا أسقيك من باردٍ على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا وليس هذا بمنكر إن صحّ أنّه علیه السّلام ما قاله عن نفسه، ففي الكتاب العزيز ما يدلّ على أنّ أهل الكتاب لا يموت منهم ميّت حتّى يصدّق بعيسى بن مريم علیه السّلام ، وذلك قوله : «وإن مِن أهلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوْتِهِ وَيَومَ الْقِيَامَةِ يَكونُ عَلَيْهِمْ شَهيداً» [سورة النساء : 159] ، قال كثير من المفسّرين : معنى ذلك أنّ كلّ ميّت من اليهود وغيرهم من أهل الكتب السالفة إذا احتُضِرَ رأى المسيح علیه السّلام عنده ، فيصدّق به مَن لم يكن في أوقات التكليف مصدّقاً به. انتهى . وانظر مارواه القاضي النعمان في الحديث 1317 و 1320 من شرح الأخبار : 450:3 -451 . وقال السيّد المرتضى قدّس سرّه فى رسالة أجوبة مسائل متفرّقة : مسألة عن المحتضر هل يشاهد في تلك الحال جسم الإمام نفسه ، أم غير ذلك ؟ الجواب : قد روت الشيعة الإماميّة أنّ كلّ محتضر يرى قبل موته أمير المؤمنين علیه السّلام ، و روي عنه شعر يتضمّن ذلك ، وهو قوله: یا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا وإذا صحّت هذه الرواية، فالمعنى أنّه يعلم في تلك الحال ثمرة ولايته علیه السّلام وانحرافه عنه ، لأنّ المحتضَر قد روي أنّه إذا عاين الموت وقاربه أري في تلك الحال ما يدلّه على أنّه من أهل الجنّة أو من أهل النّار ، وهذا معنى قول أحدهم: إذا قارب الهلاك كدت أرى أعبرا أي الجزاء عليها . وقد يقول للعربي : رأيت فلاناً ، إذا رأى ما يتعلق من فعل به أو أمر يعود إليه . وإنّما اخترنا هذا التأويل ، لأنّ أمير المؤمنين علیه السّلام جسم ، فكيف يشاهده كلّ محتضر ، والجسم لا يجوز أن يكون في الحال الواحدة في جهات مختلفة . ولهذا قال المحصّلون: إنّ ملك الموت الّذي يقبض الأرواح لا يجوز أن يكون جسماً، لأنّ الجسم لا يصحّ أن يكون في الأماكن الكثيرة ، وتأوّلوا قوله تعالى : «قُل يتوفّاكم ملك الموت الّذى وُكّل بكم» ، إنّه أراد بملك الموت الجنس دون الشخص الواحد، كما قال الله تعالى : «والملك على أرجائها» ، وإنّما أراد جنس الملائكة . رسائل الشريف المرتضى : 133:3)

ص: 340

عن الأصبغ بن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب] علیه السّلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل الحارث (1) يتأوّد في مشيته ، ويخبط الأرض بمحجنه ، وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين علیه السّلام - وكانت له منه منزلة - فقال: «كيف تجدك يا حارث» ؟

فقال : نال الدهر يا أمير المؤمنين منّي (2)، وزادني أواراً وغليلاً اختصام أصحابك بيابك .

ص: 341


1- في أمالي الطوسي : «فجعل - يعني الحارث -...»
2- في أمالي الطوسي : «نال الدهر مني يا أمير المؤمنين»

قال : «وفيم خصومتهم» ؟

قال : فيك وفي الثلاثة من قبلك، فمن مفرط منهم غال، ومقتصد تال (1)، ومن متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يحجم ؟

فقال: «حسبك يا أخاهمدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التّالي».

فقال له الحارث: لو كشفت (2) - فداك أبي وأُمّي - الرّين عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.

قال: «قدك ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، ياحار إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد وبالحقّ أخبرك ، فارعنى سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصانة (3) من أصحابك .

ألا إنّي عبد الله وأخو رسوله، وصدّيقه الأوّل، صدّقته (4) وآدم بين الروح والجسد ، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون، و نحن خاصّته - ياحار - وخالصته ، وأنا صنوه (5) و وصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح، يفتح كلّ مفتاح ألف باب، يفضي كل باب إلى ألف [ألف] (6) عهد، وأيّدت واتّخذت، وأمددت بليلة القدر (7) نفلاً، وإنّ ذلك

ص: 342


1- في أمالي الطوسي: «قال : في شأنك والبليّة من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد قال ، ومن متردّد مرتاب لا يدري أيقدم أو يحجم...»
2- في أمالي الطوسي : «قال : لوكشفت...»
3- في بعض النسخ «حصافة» ، أي جيدٌ الرأي ، محكم العقل ، وفي بعضها: «حضانة»
4- وفي أمالي الطوسي : «قد صدقته»
5- في أمالي الطوسى: «ألا وأنا خاصّته - ياحار - وخالصته وصنوه...»
6- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي
7- في أمالي الطوسي : « وأُيّدت - أو قال : أُمددت - بليلة القدر...»

يجري(1) لي ولمن استحفظ من ذرّيتي ماجرى الليل والنّهار حتّى يرث الله الأرض ومن عليها .

وأبشّرك ياحار [ليعرفني والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ولیّي وعدوّي في مواطن شتّى] (2) ليعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحوض ، وعند المقاسمة».

قال الحارث : وما المقاسمة [يا مولاي]؟

قال: «مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحيحة ، أقول هذا وليّي فاتركيه وهذا عدوّي فخذيه» (3).

ثمّ أخذ أمير المؤمنين علیه السّلام بيد الحارث فقال: «يا حارث (4) أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيدي فقال لي - وقد شكوت (5) إليه حسد قريش والمنافقين لي- : إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحُجزته - يعني عصمته من ذي العرش تعالى (6) - وأخذتَ ياعليّ بحُجزتي، وأخذ[ت] ذرّيتك بحُجزتك ، وأخذ شيعتكم بحُجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيّه ؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه ؟ خذها إليك يا حارث (7) قصيرة من طويلة، نعم (8) أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت» (9)

ص: 343


1- في أمالي الطوسي : «ليجري...»
2- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي
3- في أمالي الطوسي: «قال : قلت : وما المقاسمة يامولاي ؟ قال : مقاسمة النّار، أقاسمها قسمة صحاحاً ، أقول : هذا وليّي ، وهذا عدوّي»
4- في أمالي الطوسي : « يا حار...»
5- في أمالي الطوسي : «واشتكيت...»
6- في أمالي الطوسي: «إنّه إذا كان يوم القيامة أخدت بحبل - أو بحجزة ، يعني عصمة - من ذي العرش تعالى ...»
7- في أمالي الطوسي: «يا حارِ...»
8- كلمة «نعم» غير موجودة في أمالي الطوسي
9- في أمالي الطوسي: «ما احتسبت - أو قال : ما اكتسبت»

-يقولها ثلاثاً-.

فقام الحارث يجرّ رداءه وهو يقول: ما أبالي بعدها (1) متى لقيت الموت أولقيني.

قال جميل بن صالح وأنشدني أبوهاشم السيّد الحميري (2) فيما تضمّنه هذا الخبر: (3)

قول علىّ الحارث عجب *** كم ثمّ أُعجوبة له حملا

یا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قُبُلا

يعرفني طرفه وأعرفه *** بنعته وأسمه وما عملا (4)

وأنت عند الصراط تعرفنى *** فلا تخف عثرة ولا زللا

أسقيك من بارد على ظمأ *** تخاله في الحلاوة العسلا

ص: 344


1- في أمالي الطوسي: «فقال الحارث - وقام يجرّ رداءه جذلاً - : ما أبالي وربّي بعد هذا ...»
2- هو إسماعيل بن محمّد الحميري، لقّب بالسيّد ولم يكن علويّاً ولاهاشميّاً، عدّه الشيخ الطوسي قدّس سرّه في رجاله من أصحاب الإمام الصادق علیه السّلام و قال : « إسماعيل بن محمّد الحميري السيّد الشاعر يكنّى أبا عامر ، وكان كيسانيّاً فاستبصر وحسن إيمانه» . وقال الكشّي في رجاله : ص 288: روي أنّ أبا عبد الله لقى السيّد بن محمّد الحميري فقال: «سمّتك أُمّك سيّداً ووفّقت في ذلك، وأنت سيّد الشعراء». ثمّ أنشد السيّد في ذلك : ولقد عجبت لقائل لي مرّة *** علّامةٍ فهِمٍ من الفقهاء سمّاك قومك سيّداً صدقوا به *** أنت الموافق سيّد الشعراء قال السيّد المرتضى في رسائله : 4 139 : قال الصولي : والسيّد لُقِّب به لذكاء كان فيه، فقيل : سيكون سيّداً ، فعلّق هذا اللقب به لذلك ، أخبرنا على سبيل الاجازة أبو عبيد محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، عن أشياخه . وسيأتى فى الحديث 4 وهامشه بعض أخباره
3- في أمالي الطوسي : قال جميل بن صالح : فأنشدني السيّد بن محمّد في كتابه»
4- في أمالي الطوسي : «وما فعلا»

أقول للنّار حين توقف لل_ *** _عرض دعيه لا تقبلي الرجلا (1)

دعيه لا تقربيه إنّ له *** حبلا ًبحبل الوصيّ متّصلا

(أمالي المفيد : المجلس 1، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل، قال حدّثنا محمّد بن علي بن مهدي الكندي العطّار بالكوفة وغيره، قال: حّدثنا محمّد بن عليّ بن عمرو بن طريف الحجري ... وذكر الحديث مع مغايرات ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 5)

(308) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح السبيعي قال : حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البزّاز (2) قال : حدّثني عثمان (3) بن

ص: 345


1- في أمالي الطوسي : أقول للنّار حين تعرض لل_ *** _عرض دعيه لا تقبلى الرجلا وفي بعض النسخ: لا تقتلي»
2- هو صالح بن أحمد بن يونس الهروي يُعرف بالقيراطي، حدّث عن أحمد بن سعيد الجمّال وأحمد بن سنان الواسطي والحسن بن زيد الجصّاص والحسن بن عليّ بن عفّان العامري وعبيد الله بن جرير بن جبلة وعبيد الله بن سعد الزهري وعلي بن داوود القنطري وعيسى بن جعفر الورّاق وفضلك الرازي ومحمّد بن الحسن بن تسنيم و محمّد بن معاوية بن مالج ومحمّد بن يحيى القطعي والمنذر بن الوليد الجارودي ويعقوب بن إبراهيم ويوسف بن موسى القطّان وغيرهم. وروى عنه: أبوبكر الشافعي وأبوبكر بن شاذان وأبو حفص بن شاهين وأبو علي الصوّاف و محمّد بن عبيد الله بن الشخير ومحمّد بن المظفّر . انظر ترجمة الرجل في : المجروحين - لابن حبّان -، والكامل في الضعفاء : 4 : 73 ، وتاريخ 329 بغداد : ج 9 ص برقم 4865 ، والأنساب - للسمعاني - في عنوان «القيراطي»، وميزان الاعتدال : ج 2 ص 278 برقم 3767 و 3768 ، وتاريخ الإسلام - وفيات سنة 316 - ص 512 ، ولسان الميزان : ج 3 ص 164 برقم 668 و 669
3- في الطبعة الحجرية : «عيسى» ولم أجد له ترجمة

عبد الرحمان الكوفي الخزّاز قال : حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال : حدّثنا يحيى بن علي، عن أبان بن تغلب عن أبي داوود الأنصاري:

عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال: «ماجاء بك» ؟

قال: فقلت : حُبّى لك يا أمير المؤمنين .

فقال: «يا حارث أتُحبّني» ؟

فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين.

[ف_] قال [أمير المؤمنين علیه السّلام] : «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولورأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الابل (1) لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلّی الله علیه و آله لرأيتني حيث تحبّ» (2). أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 30) (3)

ص: 346


1- هذه الفقرة من الحديث رواها الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 135 في عنوان «باب حالته في الآخرة» قال: عن عبدالله بن إجارة بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب وهو على المنبر يقول: «أنا أذود عن حوض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم بیدي هاتين القصيرتين، الكفّار والمنافقين، كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم» . رواه الطبراني في الأوسط . وانظر الحديث 4 من الباب 17 من أبواب المعاد وتخريجه
2- وقد أورد الشاعر مضمون الحديث في سبيكة النظم وحكاه أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم محمّد بن علي الطبري في كتاب «بشارة المصطفى» ص 112 - ط المكتبة الحيدرية بالنجف - قال : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبدالوهاب بن عيسى قراءة عليه في درب زامهران بالري في صفر سنة عشرة وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه ، قال : حدّثني الشريف أبو عبدالله الحسين بن الحسن الحسيني الجرجاني القاضي - قدم علينا من بغداد ، قال : حدّثني الشريف أبو محمّد الحسن بن أحمد المحمّدي النقيب قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبّاس الجوهري قال : حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني قال: رأيت صبيّاً صغيراً يكون سباعيّاً أو ثمانيّاً بالمدينة - على ساكنها أفضل السلام - ينشد : لنحن على الحوض ذوّاده *** نذود وتسعد ورّاده ومافاز من فاز إلّابنا *** وما خاب من حبّنا زاده ومن سرّنا نال منّا السرور *** ومن ساءنا ساء ميلاده ومن كان ظالمنا حقّنا *** فإنّ القيامة میعاده فقلت : يافتى لمَن هذه الأبيات : فقال : لمُنشدها . فقلت : مَن الفتى ؟ فقال : علوي فاطمي إيهاً عنك
3- 3 - ورواه الكشّي في رجاله : ص 88 ترجمة الحارث الأعور ، والطبري في بشارة المصطفى : ص 73 ، وعلي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 309 - 310، ح 179 بإسناده عن أبي الجحّاف داوود بن أبي عوف، عن الحارث الهمداني ، مع اختصار

(309)4- (1) أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد رحمه الله قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثني عبيد الله بن الحسن قال : حدّثني أبو سعيد محمّد بن رشید قال:

آخر شعر قاله السيّد بن محمّد رحمه الله قبل وفاته بساعة، وذلك أنّه أغمي عليه واسودّ لونه ، ثمّ أفاق وقد ابيضّ وجهه، وهو يقول :

ص: 347


1- ورواه الطبري في الجزء الثاني من بشارة المصطفى : ص 76 . ورواه الكشّي في رجاله - على ما في الرقم 505 من كتاب اختيار معرفة الرجال : ج 2 ص 570 وما بعده ط مؤسّسة آل البيت - قال : حدّثني أبو سعيد محمّد بن رشيد الهروي قال : حدّثني السيّد وسمّاه وذكر أنه خير قال : سألته عن الخبر الّذي يروى : أنّ السيّد اسودّ وجهه عند موته، فقال ذلك الشعر الّذي يروى له في ذلك ما حدّثني أبو الحسين بن أيّوب المروزي قال : روي أنّ السيّد ابن محمّد الشاعر اسودّ وجهه عند الموت فقال : هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين ؟! قال : فابيض وجهه كأنّه القمر ليلة البدر فأنشأ يقول:... وذكر الأبيات . وقال أيضاً: وحدّثني نصر بن الصباح قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرحمان بن أبي نجران ، عن عبد الله بن بكير ، عن محمّد بن النعمان قال : دخلت على السيّد محمّد بن وهو لما به قد اسودّ وجهه وازرقت عيناه وعطش كبده [وسلب الكلام ] وهو يومئذ يقول بمحمّد بن الحنفيّة وهو من حشمه ، وكان ممّن يشرب المسكر ، فجئت وكان قد قدم أبو عبد الله علیه السّلام الكوفة لأنّه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور، فدخلت على أبي عبد الله [علیه السّلام] فقلت : جُعلتُ فداك، إنّي فارقت السيّد بن محمّد الحميري وهو لما به قد اسودّ وجهه وازرقت عيناه وعطش كبده وسلب الكلام، فإنّه كان يشرب المسكر . فقال أبو عبد الله علیه السّلام : «اسرجوا حماري». فأُسرج له فركب ومضى ومضيت معه حتّى دخلنا على السيّد وإنّ جماعة محدقون به ، فجلس أبو عبد الله علیه السّلام عند رأسه وقال: «ياسيّد». ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد الله علیه السّلام ولا يمكنه الكلام وقد اسودّ وجهه فجعل يبكي، وعينه إلى أبي عبد الله علیه السّلام ولا يمكنه الكلام ، وإنّا لنتبيّن فيه أنّه يريد الكلام ولا يمكنه ، فرأينا أبا عبد الله علیه السّلام حرّك شفتيه فنطق السيّد فقال : جعلني الله فداك أبأوليائك يفعل هذا ؟! فقال أبو عبد الله علیه السّلام: «ياسيّد ، قل بالحقّ يكشف الله مابك ويرحمك ويدخلك جنّته الّتي وعد أولياءه». فقال في ذلك : تجعفرت باسم الله والله أكبر *** وأيقنت أنّ الله يعفو ويغفر فلم يبرح أبو عبدالله علیه السّلام حتّى قعد السيّد على استه . وروى ابن شهر آشوب نحوه في ترجمة الإمام الصادق علیه السّلام الليل من المناقب : 4 : 246 في عنوان: «فصل في خرق العادات له» نقلاً عن الأغاني

أحبّ الذي مَن مات من أهل ودّه *** تلقاّه بالبشرى لدى الموت يضحك

ومَن مات يهوى غيره من عدوّه *** فليس له إلّا إلى النّار مسلك

أباحسن تفديك نفسي وأسرتي *** ومالي وما أصبحت في الأرض أملك

أباحسن إنّي بفضلك عارف *** وإنّي بحبل من هواك لممسك

وأنت وصيّ المصطفى وابن عمّه *** وإنّا نُعادي مبغضيك ونترك

مُواليك ناجٍ مؤمن ببيّن الهدى *** و قاليك معروف الضلالة مشرك

ص: 348

ولاح لحاني في عليّ وحزبه *** وقلت لحاك الله إنّك أعفك

معنى أعفك : أحمق .

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 32)

(310) 5 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة:

عن عبدالله بن الوليد قال دخلنا على أبي عبد الله علیه السّلام في زمن بني مروان، فقال : «ممّ أنتم» ؟

قلنا : من أهل الكوفة .

قال: «ما من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة، لاسيّما هذه العصابة، إنّ الله هداكم لأمر جهله النّاس، فأحببتمونا و أبغضنا النّاس، وبايعتمونا وخالفنا النّاس، وصدّقتمونا وكذَّبنا النّاس، فأحياكم الله محيانا، وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي كان يقول : مابين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه أو تغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هكذا - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال الله عزّ وجلّ في كتابه : «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً

ص: 349


1- ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 81 ح 38 ، وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره : ص 216 - 217 ح 291 . ورواه محمّد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى : ص 81 - 82 و 134 بسنده إلى الشيخ. ورواه السيّد شرف الدين الاسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة، نقلاً عن الشيخ الطوسي. وفي تفسير العيّاشي: 214:2 ح 53:... عن عليّ بن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «أشهد على أبي أنّه كان يقول : مابين أحدكم ...» إلى آخر الحديث . ورواه البرقي في الباب 39 من كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن : 1: 174 ح 153، وفي ط : ص 279 ح 550 : 155 عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة ، عن عبدالله بن الوليد النخعي ، مثل رواية العيّاشي

مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا هُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةٌ» (1)، فنحن ذريّة رسول الله صلّی الله علیه و آله».

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 47)

(311) 6 - (2) أخبرنا أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن عبدالله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله علیه السّلام فسلّمنا عليه، وجلسنا بين يديه فسألنا : «مَن أنتم» ؟

قلنا : مِن أهل الكوفة .

فقال: «أمّا إنّه ليس من بلد من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة ، ثمّ هذه العصابة خاصّة، إنّ الله هداكم لأمر جهله النّاس، أحببتمونا وأبغضنا النّاس، وصدّقتمونا وكذّبنا النّاس، واتّبعتمونا وخالفنا النّاس، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي علیه السّلام أنّه كان يقول : مابين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه ويغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا - ثمّ أهوى بيده إلى حلقه ، ثمّ قال : وقد قال الله في كتابه: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا هُمْ أَزْواجاً وَذُريَّةٌ» (3)، فنحن ذريّة رسول الله صلّی الله علیه و آله». (أمالي الطوسي : المجلس 37، الحديث 19)

(312)7 - (4) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن همّام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن

ص: 350


1- سورة الرعد : 13 : 38
2- لاحظ تخريج الحديث المتقدّم
3- سورة الرعد : 13 : 38
4- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 6 من «باب آخر في أرواح المؤمنين» من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 245 ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد با خالد، عن القاسم بن محمّد ، ، عن الحسين بن أحمد، عن يونس بن ظبيان

الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن الحسين بن أحمد:

عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السّلام فقال: «ما يقول النّاس في أرواح المؤمنين بعد موتهم»؟

قلت : يقولون : في حواصل طيورٍ خضرٍ.

فقال: «سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من ذلك ، إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلي ّوفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام ومعهم ملائكة من ملائكة الله عزّ وجلّ المقرّبين، فإن أنطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد وللنبيّ صلّى الله عليه وآله بالنبوّة، والولاية لأهل البيت علیهم السّلام ، شهد على ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ وفاطمة و الحسن والحسين علیهم السّلام والملائكة المقرّبون معهم، وإن اعتقل لسانه فإنّ نبيّه علیه السّلام يعلم ما في قلبه من ذلك فشهد به وشهد على شهادة النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّ وفاطمة و الحسن والحسين على جماعتهم من الله أفضل الصلاة والسلام، ومن حضر معهم من الملائكة، فإذا قبض الله روحه إليه صير تلك الروح إلى الجنّة في صورة كصورته في الدنيا فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة الّتي كانت في الدنيا».

(أمالي الطوسي : المجلس 14، الحديث 93)

(313)8 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي ب_«سيرجان» قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي :

عن أبيه الحسين بن عون قال : دخلت على السيّد بن محمّد الحميري عائداً في علّته الّتي مات فيها فوجدته يساق به ووجدت عنده جماعة من جيرانه - وكانوا

ص: 351


1- ورواه ابن شهر آشوب في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من المناقب : 3: 258 في عنوان: «فصل في درجاته علیه السّلام عند قيام الساعة». وانظر الحديث 4 من هذا الباب وتخريجه

عثمانيّة - وكان السيّد جميل الوجه، رحب الجبهة ، عريض ما بين السالفتين، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثمّ لم تزل تزيد وتنمي حتّى طبّقت وجهه - يعني اسوداداً - فاغتمّ لذلك من حضره من الشيعة، فظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك إلّا قليلاً حتّى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمي حتّى أسفر وجهه و أشرق، وأفتر السيّد ضاحكاً، وأنشأ يقول :

كذب الزاعمون أنّ عليّاً *** لن يُنجّى محبّه من هَناة

قد وربّي دخلت جنّة عدنٍ *** وعفا لي الإله عن سيّئاتي

فابشروا اليوم اولياء عليّ *** وتولّوا عليّاً حتّى الممات

ثمّ من بعده تولوّا بنيه *** واحداً بعد واحدٍ بالصّفات

ثمّ أتبع قوله هذا: «أشهد أن لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً ، وأشهد أنّ محمداً رسول الله حقّاً حقّاً ، أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين حقاًّ حقّاً ، أشهد أن لا إله إلّا الله»، ثمّ أغمض عينيه بنفسه ، فكأنّما كانت روحه ذُبالة (1) طفئت ، أو حصاة سقطت.

قال علي بن الحسين : قال لي أبي الحسين بن عون : وكان أُذّينة حاضراً، فقال: الله أكبر ما مَن شهد كمن لم يشهد ، أخبرني - وإلّا فصُمّتا - الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر وعن جعفر علیهماالسّلام أنّهما قالا : «حرام على روح أن تفارق جسدها حتّى ترى الخمسة، حتّى ترى محمّداً وعليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً علیهم السّلام بحيث تقرّ عينها ، أو تسخن عينها» .

فانتشر هذا القول في النّاس، فشهد جنازته والله الموافق والمفارق.

(أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 6)

ص: 352


1- الذبالة : الفتيلة الّتي تُسرج

باب 6 : أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وما يتعلّق بذلك

(314)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عبدالله قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسن بن دريد قال : أخبرنا أبو حاتم، عن العتبي يعني محمّد بن عبيد الله ، عن أبيه .

قال : وأخبرنا عبدالله بن شبيب البصري ، قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى المنقري قال : حدّثنا العلاء بن الفضل (2) [بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري]، عن أبيه، عن جدّه قال :

قال قيس بن عاصم : وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله ، فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس فقلت: يانبيّ الله عظنا الله عظنا موعظة ننتفع بها، فإنّا قوم نعمر (3) في البريّة.

فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ياقيس، إنّ مع العزّ ذلاً ، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة، وإنّ لكلّ شيء حسيباً وعلى كلّ شيء رقيباً، وإنّ لكلّ حسنة ثواباً و لكلّ سيّئة عقاباً ، ولكلّ أجل كتاباً، وإنّه لابدّ لك ياقيس من قرين يدفن معك و

ص: 353


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 243 من معاني الأخبار ص 232 ، وفي الحديث 93 من باب الثلاثة من كتاب الخصال كتاب الخصال ص 115 - 114 . ورواه ابن حجر في ترجمة الصلصال بن الدلهمس من الإصابة : 2 : 193 ، وفي طبع : 3: 445- 446 برقم 4102 نقلا عن ابن الجوزي . وأورده الفتّال في عنوان: «مجلس : في ذكر الموت والروح» من روضة الواعظين : ص 487
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمته في تهذيب الكمال : 22 : 4582/530 وتهذيبه، و میزان الاعتدال : ج 3 ترجمة 5739 وغيرها من كتب التراجم، ولترجمة زكريّا بن يحيى المنقري ، وفي النسخ: «العلاء بن محمّد بن الفضل»
3- وفي نسخة : «نعبر» ، وفي أخرى «نعير». أي نتردّد

هو حيّ وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيماً أسلمك ، ثمّ لا يحشر إلۀا معك ، ولا تُبعث إلّا معه، ولا تسأل إلّا عنه، فلا تجعله إلّا صالحاً فإنّه إن صلح أنست به وإن فسد لا تستوحش إلّا منه، وهو فعلك».

فقال [الصلصال بن الدلهمس]: يانبيّ الله أحبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندّخره، فأمر النبيّ صلّی الله علیه و آله من يأتيه بحسّان.

قال : فأقبلت أفكّر فیما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجيء حسّان، فقلت: یا رسول الله ، قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد، فقلت لقيس:

تخيّر خليطاً (1) من فعالك إنمّا *** قرين الفتى في القبر ماكان يفعل

ولابدّ بعد الموت من أن تُعِدَّه *** ليوم ينادي المرء فيه فيقبل

فإن كنت مشغولاً بشيء فلاتكن *** بغير الّذي يرضى به الله تشغل

فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** ومن قبله إلّا الذي كان يعمل

ألا إنّما الإنسان ضيف لأهله *** يقيم قليلاً بينهم ثمّ يرحل

(أمالي الصدوق : المجلس 1 ، الحديث 4)

(315) 2 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني المكتّب رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد عن عليّ بن سالم، عن أبیه:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث) قال: «من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدّة سكرات الموت و أماناً له من هول المطلع

ص: 354


1- في معاني الأخبار : «قريناَ»، وفي الإصابة: «تجنّب خليطاً من مقالك ...»
2- ورواه أيضاً في الحديث 4 من الباب 129 من كتاب ثواب الأعمال : ج 1 ص 78 ، وفي الحديث 12 من الباب 1 من كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص 24

وعذاب القبر».

(أمالي الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 7)

تمام الخبر في كتاب الصوم.

(316) 3 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن أبي عمير، عن جعفر الأزدي، عن عمرو بن أبي المقدام قال :

سمعت أبا جعفر الباقر علیه السّلام يقول : «من قرأ آية الكرسي مرّة صرف الله عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف مكروه من مكروه الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر».

(أمالي الصدوق : المجلس 21 ، الحديث 6)

(317)4 - حدّثنا صالح بن عيسى العجلي قال : حدثّنا محمّد بن علي بن علي، قال : حدّثنا محمّد بن الصلت قال : حدّثنا محمّد بن بكير قال : حدّثنا عبّاد بن عبّاد [بن حبیب أبو معاوية] المهلبي، عن سعد (سعيد) بن عبدالله ، عن هلال بن عبدالرحمان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن عبدالرحمان بن سمرة :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «رأيت رجلاً من أُمّتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فمنعه منه».

(أمالي الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 1)

سيأتي تمامه في باب الخصال الّتي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها .

(318) 5 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال : حدّثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن

ص: 355


1- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 449 من ثواب الأعمال ص 231 ، وفي ط ص 194 ، وفي الحديث 3 من الباب 262 من علل الشرائع ص 309 . وروى البرقي في كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : 1 : 58 ، الباب 74 - ثواب فضل يوم الجمعة ح 94 عن ابن محبوب رفعه قال : قال أبو عبد الله علیه السّلام : «من مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من ضغطة القبر» . وفي الحديث 100 منه : ص 60 باب من مات يوم الجمعة أو ليلتها (77) بإسناده عن أبي جعفر علیه السّلام قال : بلغني أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر». وفي الفقيه : 1246/423:1 باب صلاة الجمعة: روى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علیه السّلام أنّه قال : «ليلة الجمعة ليلة غرّاء ويومها يوم أزهر ، من مات ليلة الجمعة كتب [ الله ] له براءة من ضغطة القبر، ومن مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من النّار»

محمد بن خالد، عن عبدالرحمان بن أبي نجران والحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عیسی ، عن حريز بن عبدالله السجستاني، عن أبان بن تغلب:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام أنّه قال: «من مات ما بين زوال الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله ضغطة القبر».

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 11)

(319)6- (1) أخبرني علي بن حاتم القزويني رحمه الله قال: حدّثني علي بن الحسين النحوي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن أبي أيّوب سليمان بن مقبل المديني :

ص: 356


1- ورواه عليّ بن إبراهيم القمّي في آخر تفسير سورة الواقعة في تفسيره : 2 : 350 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 166 - 167 ، والسبزواري في الباب 133 من جامع الأخبار : ص 477 ، ح 1339 ، والفتّال في روضة الواعظين : 2: 297 . وانظر ما رواه الكليني في باب المسألة فى القبر ومن يسأل ومن لا يُسأل

عن موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر محمّد علیهم السّلام أنّه قال : «إذا مات بن المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا أُدخِل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: مَن ربِّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟ فيقول : ربّي الله ، ومحمّد نبيّي، والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ويأتيانه بالطعام من الجنّة و يدخلان عليه الرَوح والريحان، وذلك قوله عزّ وجلّ: «فَأَمَّا إن كانَ مِنَ الْمُقَرَّبين فَرَوْحٌ وَرَيْحَانُ» يعني في قبره، «وَجَنَّةُ نَعِيمٍ» (1) يعني في الآخرة».

ثمّ قال علیه السّلام: «إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفاً من الزبانية إلى قبره وإنّه لیناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلّا الثقلان ويقول : «لَو أنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ» (2)، ويقول : «[رَبِّ] ارْجِعُونِي لَعَلَى أَعْمَلُ صالِحاً فيما تَرَكْتُ» (3)، فتجيبه الزبانية: «كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ أنت قائلها» (4)، ويناديهم ملك : لورُدّ لعاد لما نهي عنه .

فإذا أدخل قبره وفارقه النّاس أناه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ثمّ يقولان له: مَن ربِّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه ضربة من عذاب الله يذعر لها كلّ شيء، ثمّ يقولان له: مَن ربّك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيّك ؟ فيقول : لا أدري . فيقولان له: لادريتَ ولاهديتَ ولا أفلحت، ثمّ يفتحان له باباً إلى النّار وينزلان إليه الحميم من جهنّم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ: «وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلُ مِنْ حَمِيمٍ» يعني في القبر، «وَتَصْلِيَةُ جَحيمٍ»(5) يعني في الآخرة .

(أمالي الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 12)

ص: 357


1- سورة الواقعة : 56 : 89-88
2- اقتباس من الآية 58 من سورة الزمر ، والآية 102 من سورة الشعراء
3- سورة المؤمنون : 23 : 99
4- اقتباس من الآية 100 من سورة المؤمنون
5- سورة الواقعة : 56 : 92 - 94

(320) 7 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن يحيى العطّار رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن سماعة بن مهران:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام أنّه قال: «إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفّرها به ابتلاه الله عزّ وجلّ بالحزن في الدنيا ليكفّرها به ، فإن فعل ذلك به وإلّا أسقم بدنه ليكفّرها به فإن فعل ذلك به وإلّا شدّد عليه عند موته ليكفّرها به، فإن فعل ذلك به وإلّا عذّبه في قبره ليلق الله عزّ وجلّ يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه».

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 4)

(321) 8- (2) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن عليّ العسكري قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهرى قال : حدّثنا محمّد بن عمارة (3)، عن أبيه قال :

ص: 358


1- تقدّم تخريجه في الباب السادس تحت الرقم 1
2- ورواه أيضاً في صفات الشيعة: ص 129 ح 69. وأورده الفتّال في عنوان «ذكر الشفاعة والحوض» من روضة الواعظين : ص 501
3- ومثله في الحديث 2 من المجلس 41 والحديث 4 من المجلس 71. وفي رجال الشيخ (257): محمّد بن عمارة بن ذكوان الكلابي الجعفري البراد الكوفي أبو شداد، مات سنة إحدى وسبعين (تسعين) ومئة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة ، من أصحاب الصادق. وأيضاً في رجال الشيخ (238) محمّد بن عمارة الذهلي الكوفي من أصحاب الصادق علیه السّلام . وفي نوابغ الرواة: ص 271 ، والجامع في الرجال : 402: جعفر بن محمّد بن عمارة من أصحاب الصادق علیه السّلام ، وفي كمال الدين : ص 153 باب 7 ح 17 جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه ، عن الصادق علیه السّلام. وفي شواهد التنزيل : 2 : 182 ح 816 وص 300 ح 936: محمّد بن زكريا ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه

قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «مَن أنكر ثلاثة أشياء فليس مّن شيعتنا : المعراج والمساءلة في القبر والشفاعة».

(أمالي الصدوق : المجلس 49، الحديث 5)

(322) 9 – (1) حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن شقير بن يعقوب (2) بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة قال: حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال : حدّثنا علي بن بزرج الحنّاط (3) قال : حدّثنا عمرو بن اليسع ، عن عبد عبد الله (4) بن اليسع ، عن عبدالله بن سنان:

ص: 359


1- ورواه أيضاً في الحديث 4 من الباب 262 من علل الشرائع : ج 1 ص 309. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر الخلق والحلم وكظم الغيظ» من روضة الواعظين: ص378 -377 . ورواه مختصراً الكلينى في الحديث 6 من باب «المسألة في القبر...» من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 236 عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله علیه السّلام : أيفلت من ضغطة القبر أحدٌ ؟ قال : فقال : «نعوذ بالله منها ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر ، إنّ رقيّة لما قتلها عثمان وقف رسول الله صلّى الله عليه وآله على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه وقال للنّاس : إنّي ذكرت هذه و مالقيت فرققت لها واستوهبتها من ضمّة القبر ، قال : فقال : «اللهمّ هب لى رقيّة من ضمّة القبر» فوهبها الله له». قال : «وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج في جنازة سعد وقد شيّعه سبعون ألف ملك فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله رأسه إلى السماء ثمّ قال : «مثل ضمّ يضمّ» . قال [أبو بصير]: قلت : جُعلتُ فداك ، إنّا نحدّث أنّه كان يستخفّ بالبول ؟ ! فقال : «معاذ الله ، إنّما كان من زعارة في خُلقه مع أهله» . [ثمّ] قال الإمام الصادق علیه السّلام : «فقالت أمّ سعد : هنيئاً لك ياسعد». قال : فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «يا أُمّ سعد لا تحتمي على الله » . وانظر ترجمة سعد بن معاذ من الطبقات الكبرى - لابن سعد : 3: 428 - 436
2- كذا هنا وفي الحديث 2 من المجلس 61 من الأمالي، وفي الحديث 4 من الباب 262 من علل الشرائع، والحديث 27 من باب الأربعة من الخصال: «عليّ بن الحسين بن سفيان بن يعقوب ...». وذكره العلّامة في الإيضاح باسم : «علي بن الحسن»
3- في أمالي الطوسي : «الخياط»
4- في أمالي الطوسي : «عمرو بن اليسع ، عن عبد الله بن سنان» وعمرو بن اليسع مترجم في رجال الشيخ (496) قال : له كتاب رويناه بالاسناد الأوّل عن أحمد بن زيد الخزاعي عنه . وأراد بالإسناد الأوّل : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد . وذكره النجاشي وقال : له كتاب . (معجم رجال الحديث : 13 : 133 / 9008) . وأمّا عبد الله بن اليسع ، فلم أجد له ترجمة

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «أتي رسول الله صلّى الله عليه وآله فقيل له : إنّ سعد بن معاذ قد مات، فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وقام أصحابه معه فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب، فلمّا أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله صلّى الله عليه وآله بلا حذاء ولارداء ، ثمّ كان يأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة حتّى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى لحّده وسوّى اللبن عليه وجعل يقول : ناولوني حجراً، ناولوني تراباً رطباً يسدّ به مابين اللبن ، فلمّا أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّي لأعلم أنّه سيبلى ويصل البلى إليه ، ولكنّ الله [عزّ وجلّ] (1) يحبّ عبداً إذا عمل عملاً أحكمه».

فلمّا أن سوّى التربة عليه قالت أُمّ سعد : ياسعد ، هنيئاً لك الجنّة.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «يااُمّ سعد مه، لاتجزمي على ربّك، فإنّ سعداً قد أصابته (2) ضمّة».

ص: 360


1- من أمالي الطوسي
2- في أمالي الطوسي : «فإنّ سعداً أصابته»

قال: «فرجع رسول الله صلّی الله علیه و آله ورجع النّاس فقالوا له : يارسول الله، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنّك تبعت جنازته بلارداء و لا حذاء (1) ؟!

فقال صلّی الله علیه و آله : «إنّ الملائكة كانت بلارداء ولا حذاء فتأسّيت بها»(2).

قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة ؟

قال : «كانت يدي في يد جبرئيل علیه السّلام آخذ حيث يأخذ».

قالوا: [و] (3) أمرت بغسله وصلّيت على جنازته ولحّدته في قبره ثمّ قلت: «إنّ سعداً قد (4) أصابته ضمّة ؟!

قال : فقال صلّی الله علیه و آله : «نعم، إنّه كان في خُلقه مع أهله سوء» .

(أمالي الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «أتى رسول الله صلّی الله علیه و آله آت فقال له : سعد بن معاذ قد مات». وفيه: «فلمّا حنط ...» . وفيه: «ثمّ كان يأخذ السرير مرّة يمنة ومرّة يسرة حتّى .... وفيه : «وسوّى عليه اللبن». وفيه : «ناولوني تراباً، فسدّد ما بين اللّبن». وفيه: «قالت أُمّ سعد من جانب القبر : ياسعد ...» . وفيه: «وكنت تأخذ يمنة ويسرة السرير».

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 12)

(323) 10 - (5)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي

ص: 361


1- في أمالي الطوسي : «بلا حذاء ولا رداء»
2- هذه الفقرة رواها البرقي في كتاب العلل من المحاسن : ص 301 ح 9
3- مابين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي
4- كلمة «قد» غير موجودة في أمالي الطوسي
5- وأورده الفتّال النيسابوري في عنوان «الكلام في معراج النبيّ صلّی الله علیه و آله» من روضة الواعظين: ص 57 - 58 . وانظر المنقبة 97 من «مئة منقبة» : ص 151 - 152

قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال: حدّثنا عطاء الخراساني رفعه عن عبد الرحمان بن غنم ( في حديث الإسراء) قال:

مرّ [رسول الله صلّى الله عليه وآله] على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من هذا الشيخ ياجبرئيل» ؟

قال : «هذا أبوك إبراهيم».

قال: «فما هؤلاء الأطفال حوله» ؟

قال: «هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 69 ، الحديث 2)

تمامه في كتاب النبوة .

(324) 11 - (1) حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضي الله عنه قال : حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال : حدّثنا الحسين بن الحسن الحيري (2) بالكوفة قال : حدّثنا الحسن بن الحسين العُرني، عن عمرو بن جميع ، عن أبي المقدام قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام: «نزلت هاتان الأيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا: «فَأَمَّا إن كان مِن المُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحان» يعني في قبره، «وَجَنَّةُ نَعِيمٍ»(3)

ص: 362


1- ورواه القمّي بسند آخر في تفسير الآية 89 من سورة الواقعة من تفسيره : ج 2 ص350 عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي عمير، عن إسحاق بن عبدالعزيز، عبد العزيز ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السّلام مثله ، بتفاوت يسير. وأورده الفتّال فى عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات الله عليهم» من روضة الواعظين : ص 273
2- كذا في النسخ ، ولعلّ الصحيح: «الحسين بن الحكم الحبري، الّذي يروي كثيراً عن الحسن بن الحسين العرني
3- سورة الواقعة : 56 : 88 - 89

يعني في الآخرة ، «وَأَمَّا إِن كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ» يعني في قبره، «وَتَصْلِيَّةُ جَحِيمِ» (1) يعني في الآخرة .

(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحدیث 11)

(325) 12 - (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب قال : أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال:

كان علي بن الحسين علیهماالسّلام يعظ النّاس ويزهّدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كلّ جمعة في مسجد الرسول صلّی الله علیه و آله وحفظ عنه وكتب، كان يقول: «أيّها النّاس اتّقوا الله واعلموا أنّكم إليه تُرجعون فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضراً وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذّركم الله نفسه، ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه .

ابن آدم إنّ أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثاً يطلبك ويوشك أن يدركك ، وكأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك، وصرت إلى قبرك وحيداً فردّ إليك روحك، واقتحم عليك فيه ملكاك منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك .

ألا وإنّ أوّل ما يسألانك عن ربّك الّذي كنت تعبده، وعن نبيّك الّذي أُرسل إليك، وعن دينك الّذي كنت تدين به، وعن كتابك الّذي كنت تتلوه، وعن إمامك الّذي كنت تتولّاه ، ثمّ عن عمرك فيما أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته وفيما

ص: 363


1- سورة الواقعة : 56 : 92-94
2- ورواه الكليني في الحديث 29 من كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 72 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً عن الحسن بن محبوب.... وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 249 - 252

أتلفته، فخذ حذرك وانظر لنفسك واعدّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة و الاختبار، فإن تك مؤمناً تقيّاً عارفاً بدينك، متبّعاً للصادقين، موالياً لأولياء الله لقّاك الله حجّتك، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب، فبشّرت بالجنّة والرضوان من الله، والخيرات الحسان، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجّتك وعيبت عن الجواب وبشّرت بالنّار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنُزُلٍ من حميم وتصلية جَحيم» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)

يأتي تمامه في أبواب المواعظ من كتاب الروضة .

(326)13 - (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنه قال : حدّثني أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمّد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «مرۀ عیسی بن مریم علیهماالسّلام بقبر يعذّب صاحبه، ثمّ مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذَّب ، فقال : ياربّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذّب ثمّ مررت به العام فإذا هو ليس يعذّب ؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا روح الله، إنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه . (أمالي الصدوق : المجلس 77، الحديث 8)

(327)14- (2)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (3) بن أحمد

ص: 364


1- ورواه الكليني في الكافي : 6: 12/3 عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد عن الفضل بن أبي قرّة ، عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وذكر مثله مع زيادة فى آخره. وأورده الفتّال فى عنوان «مجلس فى ذكر المال والولد » (75) من روضة الواعظين : ص 429
2- ورواه أيضاً في الحديث 4 من الباب 129 من كتاب ثواب الأعمال : ج 1 ص 78 ، وفي الحديث 12 من الباب 1 من كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص 24
3- في نسخة : «محمّد بن إسحاق»

الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن قال حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال: «ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوماً أوسع الله عليه القبر مسيرة أربع مئة عام، وملأ جميع ذلك مسكاً وعنبراً» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 80، الحديث 1)

أقول : يأتي تمامه في كتاب الصوم.

(328) 15- (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: «ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع النعم».

(أمالي الصدوق : المجلس 80 ، الحديث 2)

ص: 365


1- ورواه أيضاً في الحديث 3 من الباب 262 من كتاب علل الشرائع ص 309 عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم. عن أبيه ، عن النوفلي . ورواه أيضاً في باب «ثواب ضغطة القبر» من ثواب الأعمال ص 197 ، وفي طبع ص 456. و في فردوس الأخبار - للديلمي - : 3: 13 ح 3716 من طريق معاذ بن جبل : «الضمّة في القبر كفّارة للمؤمن لكلّ ذنب بقى عليه ولم يُغفر له ...»

(329)16 - (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال : قال لي رسول الله صلّی الله علیه و آله على منبره: «يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المساءلة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 83، الحديث 2)

يأتي تمام الحديث في أبواب فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام.

(330)17 - (2) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر وأمره أن يقرأه على أهل مصر - قال : «يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لم يغفر له أشدّ من الموت، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته ، إنّ القبر يقول كلّ يوم : «أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوامّ» . والقبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النيران(3).

ص: 366


1- لاحظ الحديث 1 من الباب 5
2- رواه الثقفي في الغارات ص 150 مع مغايرة طفيفة
3- في بعض النسخ : «النار». وقريباً من هذه الفقرة رواه الحافظ ابن عساكر في الحديث 1285 من ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 3 ص 264 . وروي قريباً من هذه الفقرة عن أبي عبدالله علیه السّلام ، رواه الكليني في الحديث 2 من باب «ما ينطق به موضع القبر» من كتاب الجنائز من الكافي: ج 3 ص 242 : عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عليّ، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهّان: عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «إنّ للقبر كلاماً فى كلّ يوم يقول : أنا يوم يقول : أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود ، أنا القبر ، أنا روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النّار». وروي أيضاً عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، كما في الباب 26 من كتاب صفة القيامة (38) من سنن ، الترمذي : 4 : 639 ح 2460 ، والحديث 4125 من مصابيح السنّة - للبغوي : 3 : 457 كتاب الرقاق (24) الباب 7 ، والحديث 4717 من فردوس الأخبار - للديلمي : 3: 283

إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت الأرض له (1) : «مرحباً وأهلاً ، قد (2) كنت ممّن أحبّ أن يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك (3) فستعلم كيف صنعي (4) بك» ، فتتّسع له مدّ البصر ، وإنّ الكافر إذا دفن قالت الأرض له : «لا مرحباً ولا أهلاً، قد كنت من أبغض من يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك فستعلم كيف صنعي بك»، فتضمّه حتّى تلتقي أضلاعه .

وإنّ المعيشة الضنك الّتي حدّر الله منها عدوّه عذاب القبر، أن يسلّط الله على الكافر في قبره (5) تسعة وتسعين تنّيناً ، فينهشن لحمه ، ويكسرن عظمه، [و] (6) يتردّدن عليه كذلك إلى يوم يبعث ، لو أنّ تنّيناً منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعاً أبداً(7).

اعلموا يا عباد الله أنّ أنفسكم الضعيفة، وأجسادكم الناعمة الرقيقة الّتي

ص: 367


1- في أمالي الطوسي : قالت له الأرض»
2- في أمالي الطوسي هنا وفيما يأتي: «لقد»
3- في أمالي الطوسي: «ولّيتك». وكذا في المورد الثاني
4- في بعض النسخ هنا وفيما يأتي : «صنيعي»
5- في أمالي الطوسي : «إنّه يسلّط على الكافر في قبره»
6- من أمالي الطوسي
7- وقريب من هذه الفقرات رواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 1 من باب «ما ینطق به موضع القبر» من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 243 - 242 عن أبي عبدالله علیه السّلام

يكفيها اليسير [من العقاب] تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم (1) ممّا لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه ، فاعملوا بما أحبّ الله ، واتركوا ماكره الله» (2). الحديث .

(أمالى المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 31)

تقدّم إسناده في الباب الأول، ويأتي تمامه في جوامع كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام .

(331) 18 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : حدّثنا

ص: 368


1- في الغارات : «أن ترحموا أنفسكم وأجسادكم»
2- بيان: قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه : قوله علیه السّلام: «تسعة وتسعين تِنّيناً»، قال الشيخ : البهائي رحمه الله : قال بعض أصحاب الحال : ولا يَنبغي أن يتعجّب من التخصيص بهذا العدد، فلعلّ عدد هذه الحيّات بقدر عدد الصفات المذمومة من الكبر والرياء والحسد والحقد وسائر الأخلاق والملكات الرديّة، فإنّها تتشعب وتتنوّع أنواعاً كثيرة ، وهي بعينها تنقلب حيّات في تلك النشأة . انتهى كلامه . ولبعض أصحاب الحديث في نكتة التخصيص بهذا العدد وجه ظاهري اقناعيّ، محصّله : «أنه قد ورد في الحديث أنّ لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنّة، ومعنى إحصائها الإذعان باتّصافه عزّ وجلّ بكلّ منها ، وروى الصادق علیه السّلام عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أنّه قال : «إنّ الله مئة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجنّ والإنس والبهائم ، وأخّر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده». فتبيّن من الحديث الأوّل أنّه سبحانه بيّن لعباده معالم معرفته بهذه الأسماء التسعة و التسعين ، ومن الحديث الثاني أنّ لهم عنده فى النشأة الأخرويّة تسعة وتسعين رحمة ، و حيث أنّ الكافر لم يعرف الله سبحانه بشيء من تلك الأسماء جعل له في مقابل كلّ اسم رحمة تنّين ينهشه في قبره». هذا حاصل كلامه، وهو كما ترى. (بحار الأنوار: ج 6 ص 219)
3- ورواه القمّي قدّس سرّه في تفسير الآية 27 من سورة إبراهيم في تفسيره : ج 1 ص 369 - 371 عن أبيه ، عن عليّ بن مهزيار، عن عمر بن عثمان، عن المفضّل بن صالح، عن جابر ، عن إبراهيم بن عبدالأعلى، عن سويد بن غفلة ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام. ورواه أيضاً محمّد بن يعقوب الكليني قدّس سرّه في الحديث 1 من باب «إنّ الميّت يمثّل له ماله وولده وعمله قبل موته» من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 231 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان ، وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، و الحسن بن عليّ جميعاً عن أبي جميلة مفضّل بن صالح ، عن جابر، عن عبد الأعلى. وعليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام. ورواه أيضاً العيّاشي في الحديث 20 من تفسير سورة 20 من تفسير سورة إبراهيم - في تفسيره : ج 2 ص 227 عن سويد بن غفلة، عن أمير المؤمنين علیه السّلام . ورواه الصدوق في أحكام الأموات من الفقيه : 1 : 137 ح 370 عن أمير المؤمنين علیه السّلام، إلى قوله : «حتّى أعرض أنا وأنت على ربّك». وانظر مارواه المرشد بالله في الأمالي الخميسيّة : 2 : 302

أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة ، قال : أخبرنا أبو الحسين القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران المعروف بابن الشامي قال: حدّثنا عبّاد - وهو ابن أحمد العرزمي- عن عمّه، عن أبيه، عن جابر عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة ذكر:

أنّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وعبد الله بن عبّاس ذكرا : «إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأوّل يوم من الآخرة ، مُثِّل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول : والله إنّي كنت عليك الحريصاً شحيحاً (1) ، فما عندك ؟ فيقول : خذ منّي كفنك».

فيُقبل إلى ولده فيقول : والله إنّي كنت لكم محبّاً، فما لي عندكم ؟ فيقولون : أن نؤدّيك إلى حفرتك فنواريك فيها .

ص: 369


1- الشحّ: البخل مع الحرص

فيقبّل إلى عمله فيقول : والله إنّي كنت فيك ،لزاهداً، وإنّك كنت علىّ ثقيلاً فما عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتّى أُعرض أنا وأنت على ربِّك.

فإن كان الله وليّاً أتاه أطيب خلق الله ريحاً، وأحسنه منطقاً، وأحسنه رياشا (1) فيقول : ابشر برَوح ورَيحان وجنّة نعيم . فيقول : مَن أنت ؟ قال : أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنّة.

فإنّه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجّله ، فإذا دخل قبره أتاه اثنان يقال لأحدهما منكر وللأخر نكير ، يجرّان أشعارهما ويحكّان بأنيابهما ، أصواتهما كالرعد العاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ، ثمّ يقولان : ياهذا مَن ربّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟ فيقول : الله ربّي، وديني الإسلام، ونبیّي محمّد.

فيقولان : ثبّتك الله لماتُحبّ وترضى . فهو قول الله تعالى: «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ» (2) . ثمّ يقولان : نم وليّ الله قرير العين نومة الأمن الشابّ الناعم (3) ، فأنت لقول الله عزّ وجلّ: «أصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً»(4).

وأمّا عدوّ الله فإنّه يأتيه أقبح خلق الله وجهاً، وأخبثه ثياباً، وأنتنه ريحاً، فيقول له : ابشر بنُزُلِ من حَميم وتَصلية جَحيم ، قدمت شرّ مقدم .

فيقول: مَن أنت ؟

فيقول : أنا عملك الخبيث .

ص: 370


1- الرياش : اللباس الفاخر
2- سورة إبراهيم : 14 : 27
3- قرة العين : برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه ، والقُرّة - بالضمّ -: ضدّ الحرّ، والعرب تزعم أنّ دمع الباكي من شدّة السرور باردٌ ، ودمع الباكي من الحزن حار،ٌّ فقرّة العين كناية عن الفرح والسرور. والناعم من النعمة - بالكسر - وهو ما يتنعّم به من المال ونحوه ، أو بالفتح وهي نفس النعمة ، ولعلّ الثاني أولى . (بحار الانوار: ج 6 ص 227)
4- سورة الفرقان : 25 : 24

فإنّه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه ، فإذا دخل في قبره أتاه ممتحنا القبر، فألقيا أكفانه في حفرته، ثمّ قالا : مَن ربُّك ؟ وما دينك ؟ ومَن نبيّك ؟

فيقول : لا أدري .

فيقولان : لادريت ولاهديت فيضربان يأفوخه بمرزَيَّةٍ (1) ضربةٌ ما خلق الله من دابّة إلّا تذعر لها ماخلا الثقلين، ثمّ يفتحان له باباً إلى النّار ويقولان له: نم على شرّ الحال. فإنّه لمن الضيق لف مثل قبّة القناة من الزُجّ (2)، حتّى إنّ دماغه ليخرج من بين أظفاره ولحمه ويسلّط الله عليه حيّات الأرض وعقاربها وهوامّها و شياطينها فتناهشه حتّى يبعثه الله، وإنّه ليتمنّى قيام الساعة ممّا هو فيه من الشرّ» (3). (أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 59)

ص: 371


1- اليافوخ : هو الموضع الّذي يتحرّك من رأس الطفل إذا كان قريب العهد بالولادة، والمرزبة - بالراء المهملة والزاء المعجمة والباء الموحّدة - مطرقة ، أو عصا من حديد
2- القناة : الريح . والزجّ : الحديدة الّتي في أسفل الريح
3- بيان : قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار : 6 : 226 : قوله علیه السّلام «مثّل له» أي صوّر له كلّ من الثلاثة بصورة مثالية يخاطبها وتخاطبه ، ويجوز أن يراد بالتمثيل خطور هذه الثلاثة بالبال وحضور صورها في الخيال وحينئذ تكون المخاطبة بلسان الحال لا بلسان المقال. قوله علیه السّلام : «هو قول الله» الضمير عائد إلى قول الملكين: «ثبّتك الله» والمضاف محذوف، و التقدير : هو مدلول قول الله عزّ وجلّ ، وقيل : هو عائد إلى تثبيت المؤمن على ما يجيب به الملكين ، كما يدلّ عليه ماروي عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أنّه ذكر قبض روح المؤمن فقال : «ثمّ يعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له: من ربّك ؟ ومادينك ؟ فيقول : ربي الله و ديني الإسلام ونبيّي محمّد ، فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي، فذلك قوله تعالى : «يُثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت». قوله تعالى : «أصحاب الجنّة يومئذ» المراد اليوم المذكور في قوله تعالى - قبل هذه الآية - : «يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً» ، وهذا الحديث يدلّ على أنّ المراد بذلك اليوم يوم الموت ، وبالملائكة ملائكة الموت ، وهو قول كثير من المفسّرين ، و فسّر بعضهم ذلك اليوم بيوم القيامة ، والملائكة بملائكة النّار، والمراد بالمستقرّ المكان الّذي يستقرّ فيه ، وبالمقيل مكان الاستراحة، مأخوذ من مكان القيلولة ، وقال الشيخ البهائي رحمه الله : و يحتمل أن يراد بأحدهما الزمان أي أنّ مكانهم وزمانهم أطيب ما يتخيّل من الأمكنة والأزمان ، ويحتمل المصدريّة فيهما ، أو في أحدهما. «ابشر بنزل من حميم» البشارة هنا على سبيل التهكّم ، والنُزُل - بضمّتين - : ما يعدّ للضيف النازل على الإنسان من الطعام والشراب ، وفيه تهكّم أيضاً. والحميم: الماء الشديد الحرارة يسقى منه أهل النّار، أو يصبّ على أبدانهم والأنسب بالنزل السقي، والتصلية : التويح على النّار. «أتاه ممتحنا القبر» إضافة اسم الفاعل إمّا إلى معموله على حذف المضاف أي ممتحنا صاحب القبر، أو إلى غير معموله كمصارع مصر ، وهذا أولى ، وتخصيص إلقاء الأكفان بعدوّ الله ظاهر لما فيه من الشناعة المناسبة لحاله

(332) 19 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمان أخو دعبل الخزاعي قال : حدّثني أخي دعبل قال : حدّثنا شعبة بن الحجّاج ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبدة، عن البراء بن عازب:

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله في قوله [تعالى]: «يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَولِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيا وَفِي الْآخِرَةِ» (2) قال : «في القبر إذا سُئِل الموتى».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 58)

ص: 372


1- ورواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه : 6 : 100 في تفسير سورة إبراهيم عن أبي الوليد ، عن شعبة بتفاوت. وروی نحوه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 305 في عنوان «الحديث 35 في ذكر الموت...» بإسناده عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . وقريباً منه رواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدر المنثور : 5: 29 عن الطبراني في الأوسط، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله لّی الله علیه و آله . ورواه أيضاً عن ابن مردویه ، من طريق عائشة
2- سورة إبراهيم : 14: 27

(333) 20 - وبإسناده عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السّلام فقال : «ما يقول النّاس في أرواح المؤمنين بعد موتهم» ؟

قلت : يقولون : في حواصل طيورٍ خضرٍ.

فقال: «سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من ذلك ، إذا كان ذلك أتاه رسول

الله صلّی الله علیه و آله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام ومعهم ملائكة من ملائكة الله عزّ وجلّ المقرّبين (إلى أن قال علیه السّلام) : فإذا قبض الله روحه إليه صير تلك الروح إلى الجنّة في صورة كصورته في الدنيا فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة الّتي كانت في الدنيا».

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 93)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الخامس «ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت ، وحضور الأئمة علیهم السّلام عند ذلك»

(334)21 - (1) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّي، عن أبي عبدالله محمّد بن علي، عن محمّد بن جعفر بن بطّة ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن قال : حدّثني حمزة بن يعلى الأشعري قال: حدّثني محمّد بن داوود بن محمّد النهدي قال : حدّثني عليّ بن الحكم، عن الربيع بن محمّد [بن عمر بن حسان] المسلي

ص: 373


1- ورواه عنه العلّامة المجلسي قدّس سرّه في بحار الأنوار : 6 : 256 ثمّ قال : السدى - بالضمّ ويفتح-: المهمل ، ولعلّ المعنى : أنّهم يوم الجمعة بعد طلوع الشمس أيضاً مهملون غير معذّبين ، أو المعنى أنّه يوسّع عليهم في يوم الجمعة، أو الزيارة في يوم الجمعة تصير سبباً لذلك . وقوله : «ما بين طلوع الفجر» استيناف كلام أي في كلّ يوم يطلعون على زوّارهم في ذلك الوقت لأنّهم في القبور فإذا طلعت الشمس يرخّص لهم فيخرجون من قبورهم

عن عبدالله بن سليمان، عن الباقرعلیه السّلام قال: سألته عن زيارة القبور ؟ [ف_]قال : «إذا كان يوم الجمعة فزرهم، فإنّه مَن كان فيهم في ضيق وسّع عليه مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يعلمون بمن أتاهم في كلّ يوم، فإذا طلعت الشمس كانوا سُدى».

قال : قلت : فيعلمون بمَن أتاهم فيفرحون به ؟

قال: «نعم، ويستوحشون له إذا انصرف عنهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 39 ، الحديث 5)

(335) 22 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن أبي محمّد هارون بن موسى، عن أبي علي محمّد بن همّام قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثني محمّد بن خالد البرقي قال : حدّثنا محمّد بن سنان، عن موسى بن بكر (2):

عن العبد الصالحعلیه السّلام قال : «سُئِل أبو ذر : ما مالُك ؟

قال : عملي.

قيل له : إنّما نسألك عن الذهب والفضّة ؟

فقال : ما أصبح فلا أمسى وما أمسى فلا أصبح لنا كُندوج نرفع فيه خير

ص: 374


1- وأورده الفتّال النيسابوري في فضائل أبي ذرّ من كتاب روضة الواعظين : ج 2 ص 285 ، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 20. وكلام رسول الله صلّی الله علیه و آله رواه الديلمي في الفردوس : 3: 345 - 4928 من طريق أبي هريرة
2- هو موسى بن بكر الواسطي الراوي عن أبي عبدالله وأبي الحسن علیهماالسّلام ، وقد روى عن عدّة من الأصحاب ، وروى عنه جماعة من الأصحاب منهم محمّد بن سنان . وما ذكرناه من السند إلى محمّد بن سنان موجود في الحديث 2 من المجلس 40 ، وكان في ابتداء الحديث 3 و 4 من المجلس المذكور : وعن موسى بن بكر ، عن العبد الصالح علیه السّلام، فرواية الشيخ عن موسى بن بكر إمّا يكون بواسطة محمّد بن سنان على النحو المذكور، وإمّا رواه من كتابه ، لأنّه كان له كتاب ، كما قال الشيخ الطوسي قدّس سرّه في رجاله (716)

متاعنا ، سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : كُندوج المؤمن قبره».

(أمالي الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 4)

ص: 375

باب 7 : ما يلحق الرجل من بعد موته من الأجر

(336) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي رحمه الله قال : حدّثنا علىّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى عن منصور، عن هشام بن سالم :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهى تجري بعد موته ، وسنّة هدىً سنّها فهي يعمل بها بعد موته وولد صالح يستغفر له».

(أمالي الصدوق : المجلس ، الحديث 7)

(337) 2 - (2) حدّثنا محمّد بن علي رحمه الله قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد عن الصادق جعفر بن محمّد، عن

ص: 376


1- ورواه أيضاً في الحديث 184 من باب الثلاثة من الخصال ص 151 عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن الحلبي، عن أبي عبد الله علیه السّلام ، مثله بتفاوت يسير . وأورده الفتّال في عنوان : «ذكر الموت والروح من روضة الواعظين : ص 487 ، والحرّاني في قصار حكم ومواعظ الإمام الصادق علیه السّلام من تحف العقول: ص 363 بتفاوت . ورواه القاضي النعمان في الفصل 5 من كتاب العطايا من دعائم الإسلام: 2 : 322 ح 1279 مع تقديم وتأخير في الفقرات وتفاوت يسير
2- ورواه أيضاً فى الحديث 92 من باب الثلاثة من الخصال ص الخصال ص 114 ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام ، عن على علیه السّلام . ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 242 - باب معنى الأخلّاء الثلاثة للمرء المسلم - من معاني الأخبار ص 232

أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال عليّ علیه السّلام : «إنّ للمرء المسلم ثلاثة أخلّاء ، فخليل يقول له: أنا معك حيّاً وميتاً وهو عمله، وخليل يقول له : أنا معك حتّى تموت وهو ماله ، فإذا مات صار للورثة ، وخليل يقول له : أنا معك إلى باب قبرك ثمّ أخليك وهو ولده».

(أمالي الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 3)

(338)3 - (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثني سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد بن عیسی بن عبيد ، عن محمّد بن شعيب الصيرفي عن الهيثم أبي كهمس:

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «ستّ خصال ينتفع بها المؤمن من بعد موته : ولد صالح يستغفر له، ومصحف يقرأ منه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنّة حسنة يؤخذ بها بعده».

(أمالي الصدوق : المجلس 32، الحديث 2)

(339) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمان، عن السري بن عيسى، عن عبد الخالق بن عبد ربّه قال :

قال أبو عبد الله علیه السّلام: «خير ما يخلف الرجل بعده ثلاثة : ولد بارّ يستغفر له، و سنّة خير يُقتدى به فيها، وصدقة تجري من بعده».

(أمالي الطوسي : المجلس 9، الحديث 12)

ص: 377


1- ورواه أيضاً في الحديث 9 من باب الستّة من كتاب الخصال ص 323

أبواب المعاد وما يتبعه

باب 1 : إثبات الحشر وكيفيّته وكفر مَن أنكره

(340) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج:

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إذا أراد الله عزّ وجلّ أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم».

(أمالي الصدوق : المجلس 33، الحديث 6)

(341)2 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو محمّد [بن] عبدالله بن أبي شيخ

ص: 378


1- رواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره: 2: 253 : في تفسير الآية 68 من سورة الزمر . وأورده الفتّال فى عنوان «مجلس في ذكر القيامة والصراط ونصب الموازين» من روضة الواعظين : ص 498
2- ورواه الطبري في تفسير سورة الكافرون، في تفسيره : 15: 331 عن يعقوب ، عن ابن عليّة ، عن محمّد بن إسحاق، بتفاوت يسير . ورواه السيوطي في أسباب النزول : 443 - 444 ح 1251 ذيل الآية 1 من سورة الكافرون، نقلاً عن ابن أبي حاتم . ورواه أيضاً في تفسير سورة الكافرون، في الدر المنثور : 8: 655 نقلاً عن ابن جرير وأبي حاتم و ابن الانباري . وروي نحوه عن ابن عبّاس، رواه الطبري في تفسيره : 15 : 331 ، والسيوطي في الحديث 1248 من أسباب النزول : ص 443 عن الطبراني، و ابن أبي حاتم ، وفي أوّل تفسير سورة الكافرون في الدر المنثور : 8: 654 عن ابن جرير و الطبراني وابن أبي حاتم . وأمّا ذيل الحديث فرواه أيضاً الطبري في تفسير الآية 76 من سورة «يس» في تفسيره: 12 : 30 عن قتادة ، بتفاوت يسير، ونحوه عن مجاهد . وأخرجه جه السيوطي في الدرّ المنثور : 7: 74 و 75 و 76 ذيل الآية الكريمة من سورة يس، عن ابن عبّاس ، وقال : أخرجه ابن مردويه ، وعن أبي مالك ، وقال : أخرجه سعيد بن منصور و ابن المنذر والبيهقي في البعث ، وعن عكرمة ، وعروة بن الزبير ، و قال : أخرجه ابن أبي حاتم . وروى أيضاً الطبري نحوه عن سعيد بن جبير قال : جاء العاص بن وائل السهمي إلى رسول الله.... والقول الأخير رواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة في الدرّ المنثور : 7: 74 عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والإسماعيلي في معجمه ، والحاكم -وصحّحه - وابن مردويه ، والبيهقي في البعث ، والضياء في المختارة ، عن ابن عبّاس. والذيل مذكور في احتجاج أمير المؤمنين علیه السّلام على بعض أحبار اليهود، كما في كتاب الاحتجاج - للطبرسي - : 1 : 505 ، رقم 127

إجازة قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد الحكيمي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن عبد الله أبو سعيد البصري قال : حدّثنا وهب بن جرير ، عن أبيه قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق بن يسار المدني قال: حدّثنا سعيد بن مينا، عن غير واحد من أصحابه :

أنّ نفراً من قريش اعترضوا الرسول الله صلّی الله علیه وآله ، منهم عتبة بن ربيعة، وأُميّة بن خلف، والوليد بن المغيرة، والعاص بن سعيد ، فقالوا : يا محمّد هلمّ فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد ، ونشترك (1) نحن وأنت في الأمر، فإن يكن الّذي نحن عليه الحقّ فقد أخذت بحظّك منه ، وإن يكن الّذي أنت عليه الحقّ فقد أخذنا بحظّنا منه ، فأنزل الله تبارك وتعالى: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما

ص: 379


1- في أمالي الطوسي : «هلمّ فلتعبد ما نعبد فنعبد ما تعبد فنشترك...»

أَعْبُدُ» (1) إلى آخر السورة.

ثمّ مشى إليه أبَيّ بن خلف بعَظم رميم ففتّه بيده، ثمّ نفخه فقال : يا محمّد أتزعم (2) أنّ ربّك يحيي هذا بعد ماترى ؟ فأنزل الله تعالى : «وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيها الَّذي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلیمٌ» (3) إلى آخر السورة.

(أمالي المفيد : المجلس 29 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 23)

(342) 3 - (4) أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثّني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن [أبي حمزة] الثمالي قال :

سمعت عليّ بن الحسين علیهماالسّلام يقول: «عجباً للمتكبّر الفخور الّذي كان بالأمس غداً جيفة، والعجب كلّ العجب لمَن شكٍّ فى الله وهو يرى خلق الله ، و نطقة و هو العجب كلّ العجب لمن أنكر الموت وهو يموت في كلّ يوم وليلة، والعجب كلّ العجب لمَن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ، والعجب كلّ العجب لمَن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء» ! (أمالي الطوسي : المجلس 35، الحديث 31)

ص: 380


1- سورة الكافرون : 109 : 3 -1
2- في أمالي الطوسي: «ثمّ مشى أُبيّ بن خلف بعظم رميم ففتّه في يده ثمّ نفخه وقال : أتزعم ... »
3- سورة يس : 36 : 78 - 79
4- رواه البرقي في الحديث 230 من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن - باب جوامع من التوحيد - قال بعد ذكر رواية عن أبي جعفر علیه السّلام بهذا المضمون- : ورواه عليّ بن الحكم ، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علىّ بن الحسين علیهماالسّلام ، وذكر الحديث . ورواه الكليني في باب النوادر من كتاب الجنائز من الكافي : 3 : 258 ح 28 عن 28 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، بالاقتصار على الفقرتين الثالثة والرابعة

باب 2 : أشراط الساعة وقصّة يأجوج ومأجوج

(343)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسن بن على السكّري قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا البصري قال: حدّثنا محمّد بن عمارة ، عن أبيه :

عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه علیهماالسّلام قال: «إنّ الزلازل والكسوفين و الرياح الهائلة من علامات الساعة، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فتذكروا قيام القيامة وافزعوا إلى مساجدكم».

(أمالي الصدوق : المجلس 71، الحديث 4)

(344) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : أخبرنا أبو الحسين القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران المعروف بابن الشامي قراءةً ، قال : حدّثنا عبّاد - وهو ابن أحمد العرزمي (3)-، قال : حدّثنا

ص: 381


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر أشراط الساعة» من روضة الواعظين : 498
2- وذكر السيوطي نحوه في جمع الجوامع : 2 : 117 عن السدي، وقال: أخرجه ابن أبي حاتم. و انظر تفسير الآية 96 من سورة الأنبياء في تفسير الطبري: 10 : 91 ، والدر المنثور : 5 : 673 - 678
3- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في أنساب السمعاني: 179:4 ، وميزان الاعتدال : 2 : 365/ 4108 ، ولسان الميزان : 3 : 662 / 4422، والمغني للذهبي: 1: 325/ 3028 . وفي النسخ صحفت «العرزمي» ب_ «القزويني»

عمّي ، عن أبيه ، عن جابر ، عن الشعبي، عن أبي رافع ، عن حذيفة بن اليمان :

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله [قال : سُئل عن] أهل يأجوج ومأجوج [ف_]قال: «إنّ القوم لينقرون بمعاولهم دائبين، فإذا كان الليل قالوا : غداً نفرغ، فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس، حتّى يسلم منهم رجل حين يريد الله أن يبلغ أمره، فيقول المؤمن: غداً نفتحه إن شاء الله ، فيصبحون ثمّ يغدون عليه فيفتحه الله ، فوالّذي نفسي بيده ليمرّنّ الرجل منهم على شاطئ الوادي الّذي بكوفان وقد شربوه حتّى نزحوه، فيقول : والله لقد رأيت هذا الوادي مرّة، وإنّ الماء ليجري في عرضه».

قیل: یا رسول الله ، ومتى هذا ؟

قال : «حين لا يبقي من الدنيا إلّا مثل صبابة الإناء» (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 53)

(345) 3 - (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالله بن سعد بن يحيى بن عبد الحميد الكريزي القاضي ب_ «نصيبين» قال: حدّثنا إسماعيل بن عبدالله بن خالد القاضي السكّري .

قال أبو المفضّل : وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد المدائني قال : حدّثنا الربيع بن تغلب قال : حدّثنا فرج بن فضالة .

ص: 382


1- فى سند الحديث عدّة من الضعفاء
2- ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 254 - 255 في عنوان «المجلس الثالث والثلاثين : في ذكر آخر الزمان وأشراط الساعة ...» عن الشريف أبي عبدالله محمّد بن عليّ بن الحسن ، عن عليّ بن عبدالرحمان بن أبي السري ، عن محمّد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي، عن إبراهيم بن عليّ البزّار، عن فرج بن فضالة ، بتفاوت يسير . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر أشراط الساعة» من روضة الواعظين : ص 484. ورواه الصدوق قدّس سرّه - بتفاوت يسير - في الحديث 1 من أبواب الخمسة عشر من الخصال: ص500 قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله البزّاز قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم العطّار قال : حدّثنا أبو الربيع سليمان بن داوود قال: حدّثنا فرج بن فضالة ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد الحنفيّة ، عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « إذا عملت أُمّتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء». قيل : يا رسول الله ، وماهي ؟ قال : «إذا كانت المغانم دولاً ، والأمانة مغنماً ، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمّه ، وبرّ صديقه، وجفا أباه، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرمه القوم مخافة شرّه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، ولبسوا الحرير ، واتّخذوا القينات، وضربوا بالمَعازِف، ولعن آخر هذه الأمّة أوّلها ، فليرتقب عند ذلك الريح الحمراء ، أو الخسف ، أو المسخ». وقريب منه في الحديث 2 عن أبي سعيد محمّد بن الفضل بن إسحاق المذكّر، عن أبي يحيى البزّاز النيسابوري ، عن محمّد بن حسام بن عمران البلخي، عن قتيبة بن سعيد ، عن فرج بن فضالة ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمّد بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب. ورواه أيضاً الترمذي في الباب 38 من أبواب الفتن من كتاب السنن : ج 4 ص 494 الحديث 2210 عن صالح بن عبد الله الترمذي ، عن الفرج بن فضالة الشامي، عن يحيى بن سعيد ، عن محمّد بن عُمر بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وذكر الحديث . وأشار إلى الحديث ، البرقاني في سؤالاته : ترجمة «448»

قال : وحدّثني محمّد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي ب_«دمشق»، قال: حدّثني أبو خيثمة عليّ بن عمرو بن خالد الحرّاني قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أبو فضالة فرج بن فضالة [بن النعمان التنّوخي القضاعي الشامي الحمصي]، عن يحيى بن سعيد الأنصاري [أبي زكريّا الشامي الحمصي]، عن محمّد بن علي [ابن الحنفيّة] عن أبيه علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله.

وقال أبو خيثمة : عن محمّد بن علي، عن أبيه ، عن جدّه، عن عليّ بن

ص: 383

أبي طالب علیهم السّلام(1):

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «إذا صنعت - وقال أحدهم : إذا فعلت - أُمّتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء : إذا صارت الدنيا دولاً - وقال أحدهم : إذا كان المال فيهم دولاً ، والخيانة مغنما (2) ، والزكاة مغرماً ، وأطاع الرجل زوجته وعقّ أمّه، وبرّ صديقه وجفا ،أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وأُكرم الرجل مخافة شرّه، وكان زعيم القوم أرذلهم، ولُبس الحرير، وشُربَت الخمور، واتُّخذَت القِيان (3)، وضُرب بالمعازف (4)، ولعن آخر هذه الأمّة أوّلها (5)، فارتقبوا إذا عملوا ذلك، ثلاثاً : ريحاً حمراء، وخسفاً، ومسخاً».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 36)

ص: 384


1- ما ذكرناه من السند هو الصحيح الموافق لترجمة أبي خيثمة وفرج بن فضالة ، وفي الطبع الحديث اضطراب
2- في أمالي الشجري : «والأمانة مغنما»
3- القيان - ككتاب - جمع القينة ، قال ابن الأثير في مادة «قين» من النهاية : 4: 135 : في الحديث : «دخل أبوبكر وعند عائشة قَينَتان تُغنّيان في أيّام منى» ، القَيْنَة : الأمة غَنَّت أم لم تُغَنِّ، وكثيراً ما تُطلق على المُغَنّية من الإماء ، وجمعها قَيْنات . ومنه الحديث : «نهى عن بيع القَينات»: أي المغنّيات، وتُجمع على «قِيان» أيضاً
4- قال ابن الأثير فى مادة «عزف» من النهاية : العزف : اللعب بالمعازف، وهي الدفوف وغيرها ممّا يضرب ، وقيل : إن كلِّ لَعِب عزف
5- قال الصدوق قدّس سرّه في الخصال : ذيل الحديث 2 من أبواب الخمسة عشر : يعني بقوله : «ولعن آخر هذه الأمّة أوّلها الخوارج الّذين يلعنون أمير المؤمنين علیه السّلام وهو أوّل الأمّة إيماناً بالله عزّ وجلّ وبرسوله صلّی الله علیه و آله

باب 3 : صفة المحشر

(346) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي ، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام :

أنّ علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : «لاتنشقّ الأرض أحد يوم القيامة إلّا وملكان آخذان بضبعيه (2) يقولان : أجب ربّ العزّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 64 ، الحديث 10)

(347)2- (3) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب قال : أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدي، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب:

عن علي بن الحسين علیهماالسّلام (في حديث) قال : «فاعلم ابن آدم، أنّ من وراء هذا ما هو أعظم وأقطع وأوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود، ويجمع الله فيه الأوّلين والآخرين، ذلك يومٌ ينفخ فيه الصور، وتبعثر فيه القبور، ذلك يوم الأزفة ، إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين، ذلك يوم لاتقال فيه عثرة، ولا تؤخذ من أحد فيه فدية، ولا تقبل من أحد فيه معذرة، ولا

ص: 385


1- وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر القيامة والصراط ونصب الموازين» من روضة الواعظين : ص 498
2- الضَّبع : ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاها
3- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 29 من كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 72 عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعليّ بن إبراهيم عن أبيه ، جميعاً عن الحسن بن محبوب . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 249

لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيّئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من خير وجده ، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من شرّ وجده» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)

يأتي تمام الخبر في باب مواعظه علیه السّلام من كتاب الروضة .

(348)3 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان قال: حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر : «ياعباد الله ، إنّ بعد البعث ماهو أشدّ من القبر، يوم يشيب فيه الصغير، ويسكر فيه الكبير، ويسقط فيه الجنين، وتذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت، يوم عبوس قمطرير، [و] (2) يوم كان شرّه مستطيراً ، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الّذين لا ذنب لهم، وترعد منه السبع الشداد، والجبال الأوتاد والأرض المهاد، وتنشقّ السماء فهى يومئذ واهية، وتصير وردة كالدِّهان، وتكون الجبال كثيباً (3) مهيلاً بعد ما كانت صماً صلاباً، وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومَن في الأرض إلّا من شاء الله، فكيف من عصى بالسمع والبصر واللسان واليد والرِجل والفرج و البطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم (4)، لأنّه يقضى ويصير إلى غيره،

ص: 386


1- رواه الثقفى فى الغارات ص 150 بمغايرة طفيفة
2- من أمالي الطوسي
3- في نسخة من أمالي الطوسي : «سراباً» بدل «كثيباً»
4- في الغارات : «واعلموا عباد الله ، أنّ ما بعد ذلك اليوم أشدّ وأوهى على من لم يغفر الله له من ذلك اليوم»

إلى نار قعرها بعيد وحرّها شديد، وشرابها صديد، وعذابها جديد، ومقامعها حديد، لايفتر عذابها، ولا يموت سكّانها، دار ليس فيها رحمة، ولايسمع لأهلها دعوة».

(أمالى المفيد : المجلس 31 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد ، مثله ، إلّا أنّ فيه : «ويسكر منه الكبير». وفيه: «وتتغيّر فكأنّها وردة كالدِّهان». وفيه: «ولايموت ساكنها».

(أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 31)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة .

(349)4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمّي قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن محبوب قال : سمعت أبا محمّد الوابشي رواه عن أبي الورد قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام يقول : «إذا كان يقول : إذا كان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد من الأوّلين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون على طريق المحشر حتّى يعرقوا عرقاً شديداً ويشتدّ (2) أنفاسهم، فيمكثون بذلك ماشاء الله، وذلك قوله [تعالى]: «فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً» (3).

ص: 387


1- رواه أبو جعفر الطبري في أوائل كتابه «بشارة المصطفي» ص 3 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه . ورواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسير الآية 108 من سورة طه في تفسيره : ج 2 ص 64 عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي محمّد الوابشي ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر علیه السّلام مثله ، مع مغايرات طفيفة
2- في أمالي الطوسي : «تشتدّ»
3- سورة طه : 20 : 108

قال: «ثمّ ينادي (1) مناد من تلقاء العرش : أين النبيّ الأمّي» ؟

قال : «فيقول النّاس : قد أسمعت كلّاً (2) فسمّ باسمه».

قال (3): «فينادي : أين نبيّ الرحمة محمّد بن عبد الله» ؟

قال: «فيقوم رسول الله صلّی الله علیه و آله فيقف (4) أمام النّاس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (5) وصنعاء، فيقف عليه، ثمّ ينادي بصاحبكم، فيقوم أمام النّاس ، فيقف معه ، ثمّ يؤذن للنّاس فيمرّون».

قال أبو جعفر علیه السّلام : «فبين وارد يومئذ وبين مصروف، فإذا رأى رسول الله صلّی الله علیه و آله من يصرف عنه من محبّينا أهل البيت بكى وقال : ياربّ شيعة عليّ، ياربّ شيعة عليّ».

قال: «فيبعث الله إليه ملكاً فيقول [له] (6): ما يُبكيك يا محمّد ؟ قال : [فيقول :] (7) وكيف لا أبكي لأناس من شيعة أخي عليّ بن أبي طالب، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النّار، ومنعوا من ورود حوضي» ؟!

قال: «فيقول الله عزّ وجلّ : يا محمّد إنّي قد وهبتهم (8) لك ، وصفحت لك عن

ص: 388


1- في أمالي الطوسي : ثمّ قال : ينادي....
2- وفي بعض النسخ : «قد أبهت» ، ولفظة «كلّا» في بعض النسخ دون البعض
3- في أمالي الطوسي : فقال
4- في أمالي الطوسي : «فيتقدّم»
5- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 7 : 102 : في بعض النسخ «أيلة» بالياء المثناة من تحت وهي بفتح الهمزة وسكون الياء : بلد معروف فيما بين مصر وشام، وفي بعضها بالباء الموحّدة ، قال الجزري : هي بضمّ الهمزة والباء وتشديد اللام: البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري
6- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي
7- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي
8- فى أمالي الطوسي : « يا محمّد قد وهبتهم...»

ذنوبهم، وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولّون من ذرّيتك، وجعلتهم في زمرتك، وأوردتهم حوضك، وقبلت شفاعتك فيهم، وأكرمتك بذلك».

ثمّ قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام : «فكَم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمّداه ، إذا رأوا ذلك».

[قال :] (1) «فلايبقي أحد يومئذ كان يتولّانا ويحبّنا إلّا كان في حزبنا ومعنا وورد حوضنا».

(أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 6)

(350) 5 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو حفص

ص: 389


1- من أمالي الطوسي
2- وأخرجه محمّد بن جرير الطبري الإمامي في المسترشد ص 77. وأخرجه البخاري في صحيحه : 5 : 95 كتاب المغازي برقم 6 ، والحاكم في المستدرك : 2:386 عن قيس بن عباد ، عن عليّ علیه السّلام . ورواه البيهقي في كتاب دلائل النبوّة : 3: 73 في آخر عنوان «باب استدعاء عتبة بن ربيعة وصاحبيه إلى المبارزة ، وما ظهر في ذلك من نصرة الله تعالى دينه» من غزوة بدر، نقلاً عن البخاري . وأخرجه ابن البطريق في الفصل 36 من العمدة : ص 311 ح 519 نقلاً عن صحيح البخاري، وفي الحديث 520 نقلا عن تفسير الثعلبي . و رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ مدينة دمشق : ج 3 ص 224 تحت الرقم 1227 ، وفي هامشه مصادر أُخرى للحديث . وأخرجه المحبّ الطبري في الفصل الخامس من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من الرياض النضرة : 2 : 102

عمر بن محمّد قال : حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا مسلم قال : حدّثنا عروة بن خالد قال : حدّثنا سليمان التميمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن سعد بن عبادة قال:

سمعت عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يقول: «أنا أوّل مَن يجثو بين يدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة للخصومة».

(أمالي الطوسي : المجلس 3 الحديث 37)

(351)6- حدّثنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي قال: حدّثني سعد عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي محمّد الأنصاري، عن معاوية بن وهب :

عن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ( في حديث ) قال : «ما أصيب ولد فاطمة ولا يصابون يمثل الحسين علیه السّلام ، ولقد قُتل علیه السّلام في سبعة عشر من أهل بيته ، نصحوا الله وصبروا في جنب الله فجزاهم أحسن جزاء الصابرين، إنّه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله صلّی الله علیه و آله ومعه الحسين علیه السّلام ويده على رأسه يقطر دماً فيقول : يا ربّ سَل أُمّتي فيمَ قتلوا ولدي» ؟!

(أمالي الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 20)

يأتي تمامه في ترجمة الإمام الحسين علیه السّلام .

(352) 7 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن عليّ بن محمّد بن محمّد العلوي قال : حدّثني محمّد بن موسى الرقّي قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن عليّ، عن عاصم بن بهدلة، عن شريح القاضي :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام ( في خطبة له علیه السّلام ) قال : «اسمع ياذا الغفلة والتصريف، من

ص: 390

ذي الوعظ والتعريف ، جُعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال، والحباء و النكال، يوم تقلب إليه أعمال الأنام، وتُحصى فيه جميع الأثام، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها، وتضع الحوامل ما في بطونها ويفرق بين كل ّنفس و حبيبها، ويحار في تلك الأهوال عقل لبيبها، إذ تنكّرت الأرض بعد حسن عمارتها، وتبدّلت بالخلق بعد أنيق زهرتها، أخرجت من معادن الغيب أثقالها، ونفضت إلى الله أحمالها ، يوم لا ينفع الجدّ إذ عاينوا الهول الشديد فاستكانوا، وعرف المجرمون بسيماهم فاستبانوا، فانشقت القبور بعد طول انطباقها، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كُشف عن الآخرة غطاؤها، وظهر للخلق أنباؤها، فدكّت الأرض دكّاَ دكّاً، ومُدَّت لأمرٍ يراد بها مداً مداً، واشتدّ المثارون إلى الله شدّاً شدّاً، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفاً زحفاً، وردّ المجرمون على الأعقاب ردّاً ردّاً ، وجدّ الأمر - ويحك يا إنسان - جداً جداً ، وقربوا للحساب فرداً فرداً، وجاء ربّك والملك صفّاً صفّاً، يسألهم عمّا عملوا حرفاً حرفاً، فجيء بهم عُراة الأبدان، خُشَعاً أبصارهم، أمامهم الحساب، ومن ورائهم جهنّم، يسمعون زفيرها، ويرون سعيرها، فلم يجدوا ناصراً ولا وليّاً يجيرهم من الذلّ، فهم يعدون سِراعاً إلى مواقف الحشر، يساقون سوقاً، فالسماوات مطويّات بيمينه كطيّ السِجِلِّ للكُتُب، والعباد على صراط وجلت قلوبهم، يظنّون أنّهم لا يسلمون، ولا يؤذن لهم فيتكلّمون ، ولا يُقبَل منهم فيعتذرون، قد خُتِم على أفواههم واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

يالها من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب حين مُيِّز بين الفريقين، فريق في الجنّة وفريق في السعير، مِن مثل هذا فليَهرَب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها يعمل العاملون».

(أمالي الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 3)

يأتي تمامه فى باب خطبه علیه السّلام من كتاب الروضة .

ص: 391

(353) 8- حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمّد الحسين بن عليّ بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ابو جعفر قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن ابي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «يُحشر النّاس يوم القيامة متلازمين فينادي منادٍ: أيّها النّاس إنّ الله قد عفا فاعفوا».

قال: «فيعفو قوم ويبقى قوم متلازمين».

قال: «فترفع لهم قصور بيض فيقال : هذا لمن عفا فيتعافى النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس 35 الحديث 28)

ص: 392

باب 4 : مواقف القيامة وزمان مكث النّاس فيها

(354)1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم عن المفضّل بن صالح، عن جابر:

عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «لمّا نزلت هذه الآية: «وَجِيءَ يومِئِذٍ بِجَهَنَّمَ» (1) سئل عن ذلك رسول الله صلّی الله علیه و آله فقال : أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا جمع الأوّلين والآخرين أُتي بجهنّم تقاد بألف زمام ، أخذ بكل زمام مئة ألف ملك من الغلاظ الشداد (إلى أن قال :) ثمّ يوضع عليها صراط أدقّ من حدّ السيف، عليه ثلاث قناطر، أمّا واحدة فعليها الأمانة والرحم، وأمّا الأخرى فعليها الصلاة، وأمّا الأخرى فعليها عدل ربّ العالمين لا إله غيره، فيكلّفون الممرّ عليه ، فتحبسهم الرحم والأمانة، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين جلّ وعزّ ، وهو قوله تبارك وتعالى: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرِ صَادِ» (2) الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس 33 ، الحديث 4)

سيأتي تمامه في باب النّار.

(355) 2 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن علي ّبن محمّد

ص: 393


1- سورة الفجر : 23:89
2- سورة الفجر : 89: 14
3- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 108 - «حديث محاسبة النفس» - من روضة الكافي : ج 8 ص 143 عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد جميعاً ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داوود المنقري

القاشاني، عن الأصفهاني (1)، عن سليمان بن داوود [بن بشر أبي أيّوب] المنقري، عن حفص بن غياث قال :

قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله [تعالى] (2) شيئاً إلّا أعطاه، فلييأس من (3) النّاس كلّهم، ولا يكون له رجاء إلّا من عند الله (4) عزّ و جلّ ، فإذا (5) علم الله [تعالى] (6) ذلك من قلبه لم يسأل [الله] شيئاً إلّا أعطاه، [ألا] فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ في القيامة خمسين موقفاً كلّ موقف مثل ألف سنة ممّا تعدّون (7)». ثمّ تلا هذه الآية: «فِي يَومٍ كَانَ مِقدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» (8). (أمالي المفيد : المجلس 33، الحديث 1)

ص: 394


1- كذا في أمالي المفيد، وليس في أمالي الطوسي : «عن الأصفهاني»، فالراوي عن سليمان بن داوود المنقري - على نقل الطوسي- : علي بن محمّد القاساني، فإنّه يروي عن سليمان المنقري، وهذا موافق لنقل الكليني قدّس سرّه في الكافي ، وعلى نقل المفيد يكون الراوي عن سليمان بن داوود : الإصبهاني وهو القاسم بن محمّد ، فإنّه يروي عن سليمان بن داوود المنقري ويروي عنه علي بن محمد القاساني، ويحتمل أن يكون الأصفهاني لقباً لسليمان بن داوود، فليس بين القاساني وبين سليمان واسطة . انظر ترجمة سليمان بن داوود المنقري في معجم رجال الحديث : ج 8 ص 254 و 257 رقم : 5432»» و «5437» وترجمة علي بن محمّد القاساني في : القاسم بن محمّد الإصبهاني في : ج 14 ص 37 و 43 برقم «9530» و «9532»
2- من المجلس 39
3- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «عن»
4- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «من الله»
5- في المجلس 39، والحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «فإنّه إذا»
6- من الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي، وكذا الموردين التاليين
7- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «كلّ موقف مقام ألف سنة ، ثمّ تلا هذه الآية ...»
8- سورة المعارج : 70: 4

ورواه أيضاً في (المجلس 39، الحديث 1) إلّا أنّ فيه : «فإنّه إذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلّا أعطاه». قال: «ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنّ أمكنة القيامة خمسون موقفاً كلّ موقف مقام ألف سنة».

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه، ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، فإنّ للقيامة خمسين موقفاً...».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 7)

ورواه أيضاً الطوسي في (المجلس 4 ، الحديث 23) بنفس السند والمتن مع مغايرة ذكرتها في الهامش.

ص: 395

باب 5 : أحوال المتّقين والمجرمين في القيامة

(356)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه قال:

حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر قال: حدّثنا المعلى بن محمّد البصري، عن أحمد بن محمّد بن عبدالله ، عن عمر (عمرو) بن زياد عن مدرك بن عبدالرحمان:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام قال : «إذا كان يوم القيامة القيامة ، جمع الله عزّ وجلّ الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء ، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».

(أمالي الصدوق : المجلس 32 ، الحديث 1)

(357) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن الفضل محمّد البيهقي ، عن هارون بن عمر و المجاشعي ، عن محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه أبي عبدالله علیه السّلام.

قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة ، وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء».

(أمالي الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 57)

ص: 396


1- ورواه أيضاً في باب «النوادر» في أواخر الفقيه : 4 : 284 ح 849 ، وفي كتاب المواعظ ص 91. وأورده الفتّال في عنوان : «الكلام في ماهيّة العلوم وفضلها» من روضة الواعظين : ص 9
2- تقدّم تخريجه فى الباب 1 من أبواب العلم

(358)3 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال :

سُئل أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق علیهماالسّلام عن الخمر ؟ فقال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ أوّل مانهاني عنه ربّي عزّ وجلّ عن عبادة الأوثان وشرب الخمر و ملاحاة الرجال (إلى أن قال :) «أقسم ربّي جلّ جلاله فقال : لايشرب عبد لي خمراً في الدنيا إلّا سقيته يوم القيامة مثل ماشرب منها من الحميم معذّباً بعد أو مغفوراً له».

(أمالي الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)

يأتي تمام الخبر في كتاب الأحكام.

(359) 4 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو عبد الله الأسدى قال : حدّثنا جعفر بن عبدالله العلوي المحمّدي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار الغسّاني قال : حدّثنا أبو الصباح عبدالغفور الواسطي(3)، عن عبد الله بن محمّد القرشي، عن أبي عليّ الحسن بن علي الراسبي،

ص: 397


1- تقدّم تخريج صدر الحديث في الحديث 1 من الباب 12 من أبواب العلم، ويأتي تخريج تمامه في كتاب الأحكام
2- ورواه الخوارزمي في الفصل 19 «فضائل له شتّى» من المناقب : ص 329ح 347 مرسلاً عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «يحشر الشاكّ في علي من قبره في عنقه طوق من نار فيه ثلاث مئة شعلة ، على كلّ شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّى يوقف موقف الحساب» . وفي رواية: «يكلح في وجهه»
3- أبو الصباح عبد الغفور الواسطي، ذكره الخطيب في تاریخ بغداد : 11 : 130 - 131 / 5823 وقال : لا أعرف عبد الغفور هذا إلّا أن يكون أبا الصباح الواسطي، ويغلب على ظنّي أنّه إيّاه ، فإن كان هذا فهو عبد الغفور بن سعيد ، وقيل : عبد الغفور بن عبد العزيز، حدّث عن أبي هاشم الرمّاني ، روى عنه خلف ، روى عنه خلف بن عبد الحميد بن أبي الحسناء وشجاع بن أشرس وصالح بن مالك الخوارزمي . وانظر أيضاً : ميزان الاعتدال للذهبي - : 2 : 641 / 5150 ، ولسان الميزان - لابن حجر -: 416:4 / 5274 ، والجرح والتعديل - لابن أبي حاتم الرازي- : 6: 55 / 293 وهو عنده عبد الغفور بن عبد العزيز، والضعفاء الكبير - للعقيلي - : 3: 113 / 1086 وهو عنده عبد الغفور بن سعيد ، والتاريخ الكبير - للبخاري - : 6 : 137 ، والتاريخ الصغير - للبخاري - : 2: 186 ، والكامل - لابن عدي - : 4 : 513/329 / 1481

عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «الشاكّ في فضل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يُحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاث مئة شعبة، على كلّ شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه».

(أمالى المفيد : المجلس 18 ، الحديث 3)

(360) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن صباح الحذّاء، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه علیهم السّلام:

ص: 398


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 180. وقريباً منه رواه القاضي النعمان في الفصل 3 من كتاب العطايا من دعائم الإسلام : 2: 325 ح 1226 بتفاوت . ونحوه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 3: 139 - 140 واليعقوبي في تاريخه : 2: 302-303 عن الإمام السجّاد علیه السّلام. وروى الكليني في الحديث 4 من الباب 53 من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 107 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، جميعاً، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي حمزة الثمالي : عن علي بن الحسين علیهماالسّلام قال : سمعته يقول : «إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك و تعالی الأوّلين والآخرين في صعيد واحد ، ثمّ ينادي منادٍ : أين أهل الفضل ؟ قال : فيقوم عنق من النّاس ، فتلقّاهم الملائكة فيقولون : وما كان فضلكم ؟ فيقولون : كنّا نصل من قطعنا ، ونُعطي مَن حرمنا ، ونعفو عمّن ظلمنا . قال : فيقال لهم : صدقتم ادخلوا الجنّة». وروى الكليني في الحديث 8 من باب الحبّ في الله والبغض في الله من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 126 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين علیهماالسّلام ، نحو فقرة «جيران الله». وانظر مسند زید الشهيد: ص 376

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد وينادي منادٍ من عند الله ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم ، يقول : أين أهل الصبر ؟ فيقوم عُنُق من النّاس، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم ماكان صبركم هذا الّذي صبرتم ؟ فيقولون : صبّرنا أنفسنا على طاعة الله ، وصبّرناها عن معصية الله».

قال: «فينادي منادٍ من عند الله صدق ،عبادي خلّوا سَبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب» .

قال: «ثمّ ينادي منادٍ آخر، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم، فيقول: أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من النّاس ، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون : ما فضلكم هذا الّذي نُوديتم به ؟ فيقولون : كنّا يجهل علينا في الدنيا فنحتمل، ويُساء إلينا فنعفو».

قال : فينادي منادٍ من عند الله تعالى : صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنّة بغير حساب».

ص: 399

قال: «ثمّ ينادي منادٍ من عند الله عزّ وجلّ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم ، فيقول : أين جيران الله جلّ جلاله في داره؟ فيقوم عنق من النّاس، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم : ماذا كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره ؟

فيقولون : كنّا نتحابّ في الله عزّ وجلّ، ونتباذل في الله ونتوازر في الله.

فينادي منادٍ من عند الله : صدق عبادي خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنّة بغير حساب» .

قال: «فينطلقون إلى الجنّة بغير حساب».

ثمّ قال أبو جعفر علیه السّلام : «فهؤلاء جيران الله في داره، يخاف النّاس ولا يخافون، ويُحاسب الناس ولا يُحاسبون». (أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 12)

(361)6- أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا العبّاس بن بكر قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا قال :

حدّثنا كثير بن طارق قال : سألت زيد بن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام عن قوله تعالى (1) : «لا تَدعُوا الْيَومَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا تُبُوراً كَثيراً» (2) ؟ فقال زيد: ياكثير، إنّك رجل صالح، ولست بمتّهم، وإنّي خائف عليك أن تهلك ، إنّه إذا كان يوم القيامة أمر الله بأتباع كلّ إمام جائر إلى النّار، فيدعون بالويل والثبور، ويقولون لإمامهم : يا مَن أهلكنا هلمّ الأن فخَلَّصنا ممّا نحن فيه ! فعندها يقال لهم : «لا تَدْعُوا الْيَومَ تُبُوراً واحداً وَادْعُوا تُبُوراً كثيراً».

ثمّ قال زيد بن علي علیه السّلام : حدّثني أبي [علي بن الحسين] (3)، عن أبيه الحسين بن

ص: 400


1- في المجلس 2: «قول الله تعالى»
2- سورة الفرقان : 25 : 14
3- من المجلس 2

علي علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعلي بن أبي طالب علیه السّلام : «أنت ياعلي وأصحابك في الجنّة، أنت ياعليّ وأتباعك في الجنّة». (أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 37)

أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا محمّد بن أبي الثلج قال : أخبرني عيسى بن مهران، عن محمّد بن زكريّا، مثله ، إلّا أنّ فيه : «... وإنّي أخاف عليك أن تهلك ، إنّ كلّ إمام جائر فإنّ أتباعه إذا أُمِر بهم إلى النّار نادوا باسمه، فقالوا: يا فلان ، يا مَن أهلكنا ، هلمّ فخلِّصنا ممّا نحن فيه ، ثمّ يدعون بالويل والثبور ...».

وفيه: «يا عليّ، أنت وأصحابك في الجنّة ، أنت وأتباعك يا عليّ في الجنّة».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 52)

(362)7- (1) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا الوصّافي، عن ابن بريدة، عن أبيه :

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «لا يؤمّر رجل على عشرة فما فوقهم إلّا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه، فإن كان محسناً فُكَ عنه ، وإن كان مُسيئاً زِيد غُلّاً إلى غُلّه».

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 24)

(363) 8 - (2) أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون - المعروف بابن الحاشر - قال :

ص: 401


1- ورواه الطبراني في المعجم الأوسط : ج 6 ص 354 ح5753 عن محمّد بن عبدالله الحضرمي ، عن عبيد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد ، عن عمرو بن عطيّة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن بريدة ، عن بريدة
2- وقريباً من ذيل الحديث رواه الخوارزمي في الفصل 17 من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام: ص265 - 266 ح 247 ، والحاكم الحسكاني في تفسير سورة البيّنة في شواهد التنزيل : 2 : 459 ح 1125 ، والكنجي في كفاية الطالب : ص 246 في الباب 62

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي:

عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: «دخل علىّ علیه السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو في بيت أمّ سلمة، فلمّا رآه قال: كيف أنت ياعلىّ إذا جُمعت الأمم، ووُضعت الموازين، وبرز لعرض خلقه، ودُعي النّاس إلى ما لابدّ منه» ؟

قال: «فدمعت عين أمير المؤمنين علیه السّلام ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما يبكيك يا عليّ ؟ ! تُدعى والله أنت و شيعتك غرّاً مُحجّلين ، رواء مرويّين مُبيضّة وجوهكم، ويُدعى بعدوّك مسوّدة وجوههم أشقياء معذّبين، أما سمعت إلى قول الله: «إنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولَئِكَ هُم خَيْرُ الْبَرِيَّة» (1) أنت وشيعتك، «والذّين كفروا بأياتنا أولئك هم شرّ البرية» عدوّك ياعلي».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 21)

(364) 9 - (2)عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد بن زكريّا ، عن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن عقبة ، عن أسباط ، عن أيّوب بن راشد قال :

سمعت أبا عبدالله علیه السّلام يقول : «مانع الزكاة يطوّق بحيّة قرعاء تأكل من دماغه، وذلك قول الله تعالى : «سَيُطَوَّقُونَ مَا يَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (3).

(أمالي الطوسي : المجلس 39، الحديث 19)

ص: 402


1- سورة البيّنة : 98: 7
2- ورواه الكليني قدّس سرّه في الحديث 16 من باب «منع الزكاة» من كتاب الزكاة من كتاب الكافي : ج 3 ص 505 ، وانظر أيضاً الحديث 1 و 10 و 19 من الباب المذكور . ورواه الصدوق قدّس سرّه في الفقيه : 2 : 10 الباب الثاني من كتاب الزكاة ، ح 1585 ، وفي ط : ص 6 ح 11 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 85
3- سورة آل عمران : 3: 180

باب 6 : الركبان يوم القيامة

(365)1- (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عبد الواحد الخزّاز قال : حدّثني إسماعيل بن علي السندي، عن منيع بن الحجّاج ، عن عيسى بن موسى، عن جعفر الأحمر ، عن جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام قال : سمعت جابر بن عبدالله الأنصاري يقول:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنّة مديّجة (2) الجنبين، خطامها من لؤلؤ رطب، قوائمها من الزمرّد الأخضر، ذنبها من المسك الأذفر (3)، عيناها ياقوتتان حمراوان، عليها قبّة من نور يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، داخلها عفو الله وخارجها رحمة الله (4) ، على رأسها تاج من نور للتاج سبعون ركناً كلّ ركن مرصّع بالدرّ والياقوت،

ص: 403


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 18 - 19 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 148 - 149 ، مجلس في ذكر مناقب فاطمة الزهراء علیهاالسّلام ، وابن شهر آشوب في المناقب : 3 : 107 - 108 ، وفيه : «وروى أهل البيت ...» وروى الخبر إلى قوله : «حتّى تحاذي عرش ربّها»
2- المدرّج : المزيّن
3- الأذفر : طيّب الريح
4- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه : «داخلها عفو الله» كناية عن أنّها مشمولة بعفو الله ورحمته، و تجيء إلى القيامة شفيعة للعباد ومعها رحمة الله وعفوه لهم

يضيء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء، وعن يمينها سبعون ألف ملك وعن شمالها سبعون ألف ملك ، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته : «غضّوا أبصاركم تجوز فاطمة بنت محمّد صلّی الله علیه و آله».

فلا يبقي يومئذ نبيّ ولا رسول ولا صدّيق ولا شهيد إلّا غضّوا أبصارهم (1) حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد ، فتسير حتّى تحاذي عرش ربّها جلّ جلاله فتزجّ (2) بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيّدي احكم بيني وبين من ظلمني، اللهمّ احكم بيني وبين من قتل ولدي .

فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : ياحبيبتي وابنة حبيبي، سليني تُعطى، واشفعي تشفّعي (3)، فوعزّتي وجلالي لاجازني ظلم ظالم.

فتقول : إلهي وسيّدي، ذريّتي وشيعتي وشيعة ذريّتي ومحبّي ومحبّي ذرّيتي.

فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : أين ذريّة فاطمة وشيعتها ومحبّوها ومحبّو ذرّيتها. فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة حتّى تدخلهم الجنة».

(أمالي الصدوق : المجلس 5 ، الحديث 4)

(366) 2 - (4) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عبدالله بن عبدالرحمان الأصمّ، عنعبدالله [بن القاسم الحضرمي] البطل ، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير :

ص: 404


1- لاحظ تخريج الحديث 8 من هذا الباب
2- كذا في الأصل، وفي بعض المصادر : «تزخّ» ، قال الفيروزآبادي : زخّه : دفعه في وهدة
3- التشفيع : قبول الشفاعة
4- ورواه أيضاً في الحديث 20 من أبواب الأربعة من كتاب الخصال ص 204. ورواء الجاوابي في نور الهدى، كما في الباب 25 من التحصين - لابن طاووس - عن أبي عمر ابن مهدي ، عن أبي العبّاس ابن عقدة ، عن محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن خزيمة بن ماهان المروزي ، عن عيسى بن يونس ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله، مع مغايرات ، وفيه «عمّي حمزة» بدل «ابنتي فاطمة». ورواه ابن عساكر في الحديث 483 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 333 عن أبي القاسم بن السمر قندي، عن عاصم بن الحسن ، عن أبي عمر بن مهدي . ورواه أيضاً عكرمة عن ابن عبّاس ، كما في ترجمة عبد الجبار بن أحمد بن عبيدالله السمسار (5805) من تاريخ بغداد: 11 : 112 . ورواه أيضاً الأصبغ بن نباتة، عن ابن عبّاس، كما في ترجمة الفضل بن سلم (7106) من تاریخ بغداد : 13 : 122 - 123 . بيان: قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 7: 322 : قوله صلّی الله علیه و آله : «لن يركب يومئذ إلّا أربعة» لعلّ هذا مختصّ ببعض مواطن القيامة لاجميعها لئلا ينا فى الأخبار الكثيرة الدالة على أنّ المتّقين ركبان يوم القيامة ، ويؤيّده قوله صلّی الله علیه و آله في الخبر الأتى [الحديث 10 من الباب]: «يأتى على النّاس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلّا نحن أربعة». قال ابن الأثير في مادة « لجم» من النهاية : في الحديث : «يبلغ العرق منهم ما يلجمهم» أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللّجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر يوم القيامة

عن ابن عبّاس قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم وهو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وهو يقول: «يا معشر الأنصار ، يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطّلب، أنا محمّد رسول الله ، ألا إنّي خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي ، أنا وعلي وحمزة وجعفر».

قال قائل : يارسول الله ، هؤلاء معك ركبان يوم القيامة ؟

فقال: «ثكلتك أُمّك ، إنّه لن يركب معنا يومئذ إلّا أربعة : أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله ، فأمّا أنا فعلى البراق، وأمّا فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء، وأمّا صالح فعلى ناقة الله الّتي عُقرت، وأمّا علي فعلى ناقة من نوق الجنّة زمامها من ياقوت عليه حلّتان خضراوان، فيقف بين الجنّة والنّار وقد ألجم النّاس العرق

ص: 405

يومئذ ، فتهبّ ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم، فيقول الملائكة المقرّبون والأنبياء والصدّيقون : ما هذا إلّا ملك مقرّب أونبيّ مرسل.

فينادي منادٍ من قبل العرش: معشر الخلائق، إنّ هذا ليس بملك مقرب ولانبيّ مرسل ، ولكنّه عليّ بن أبي طالب أخو رسول الله في الدنيا والآخرة».

(أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 7)

(367)3- (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، عن حمّاد بن زيد، عن عبد الرحمان السرّاج، عن نافع ، عن عبدالله بن عمر قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه وآله لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام : «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك ياعليّ على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : أين خليفة محمّد رسول الله ؟ فتقول : ها أنا ذا».

قال: «فينادي المنادي ياعلي أدخل من أحبّك الجنّة ومن عاداك النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 الحديث 14)

(368)4- حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفى، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي، قال: حدّثنا أبو قتادة الحرّاني، عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاس:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «وكأنّي أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن يسارها سبعون ألف ملك، وبين يديها سبعون ألف ملك، وخانمها سبعون ألف ملك تقود

ص: 406


1- وأورده الفتّال في عنوان «فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام» من روضة الواعظين : ص 118

مؤمنات أُمّتي إلى الجنّة» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 73 ، الحديث 18)

يأتي تمام الخبر في باب مناقب سيّدة النساء علیهاالسّلام من كتاب الإمامة .

(369) 5 - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي قال : حدّثني موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه، عن علي علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا عليّ على ناقة (1) من نور وعلى رأسك تاج له أربعة أركان، على كلّ ركن ثلاثة أسطر : «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ وليّ الله»، وتعطى مفاتيح (2) الجنّة ، ثمّ يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه ، ثمّ يجمع لك الأوّلون والآخرون في صعيد واحد، فتأمر بشيعتك إلى الجنّة وبأعدائك إلى النّار، فأنت قسيم الجنّة وأنت قسيم النّار، ولقد فاز من تولّاك وخسر من عاداك، فأنت في ذلك اليوم أمين الله وحجّة الله الواضحة». (أمالي الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 14)

(370)6- (3) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى قال:

ص: 407


1- في نسخة : على عجلة»
2- في نسخة : «مفتاح»
3- حديث غضّ الأبصار حين اجتياز سيّدة نساء العالمين علیهاالسّلام الصراط ، رواه عدة من الصحابة فمنهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، وأبو سعيد الخدري، وأبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن عمر، وأبو أيّوب الأنصاري ، وعائشة . أمّا حديث أمير المؤمنين علیه السّلام فرواه الشيخ الصدوق في الحديث 55 من الباب 31 - فيما جاء عن الرضا علیه السّلام من الأخبار المجموعة - من عيون أخبار الرضا : 2 : 36 ، والحاكم في المستدرك : 3: 153و 161 بسندين. ورواه الطبراني في الحديث 180 و 999 من المعجم الكبير : 1 : 108 ، و 22 : 400 ، وابن المغازلي في الحديث 404 - 405 من المناقب ص 355 ، والكنجي في الباب 99 من كفاية الطالب : ص 364 ، والإربلي في فضائل فاطمة علیهاالسّلام من كشف الغمّة : 2 : 84 عن كتاب الآل - لابن خالويه -. وورد أيضاً في تفسير الآية 93 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السّلام: ص 434 . وأمّا حديث أبي سعيد فرواه ابن الجوزي في العلل المتناهية : 1: 263 . وأمّا حديث أبي هريرة ، فرواه أبو نعيم في الفصل 30 من دلائل النبوّة : ص 605 - 606 ح 550، ورواه عنه السيوطي في الخصائص الكبرى : 2 : 225 في عنوان «باب اختصاصه صلّی الله علیه و آله بأنّه أوّل من يجيز الصراط ... ويؤمر أهل الجمع بغضّ أبصارهم حتّى تمرّ ابنته على الصراط». ورواه ابن حجر في الحديث 2 من الفصل 3 من الصواعق المحرقة : ص 190 ، وابن شهر آشوب في المناقب: 3: 374 في عنوان «فصل : في منزلتها عند الله تعالى»، والمتّقي في كنز العمّال: 12: 106 ح 34211 عن أبي بكر في الغيلانيات . وأمّا حديث ابن عمر فرواه سبط ابن الجوزي في مناقب فاطمة علیهاالسّلام من تذكرة الخواص : ص 310. وأمّا حديث أبي أيّوب الأنصاري، فرواه الخوارزمي في الفصل 5 من مقتل الحسين علیه السّلام : ص 55 ، والحمّويي في الباب 10 من السمط 2 من فرائد السمطين : 2 : 49 ح 380 ، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 48 ، وابن شهر آشوب في المناقب : 3 374، والطبري في الحديث 49 و 67 من دلائل الإمامة : ص 142، 153 ، والإربلي في كشف الغمّة : 2 : 84 ، وابن حجر في الحديث 1 من الفصل 3 من الصواعق المحرقة عن أبي بكر في الغيلانيات، والمتّقي في الحديث 34209 - 34210 من كنز العمّال : 12 : 105 - 106 عن الغيلانيات ، وابن صباغ في الفصول المهمّة : ص 147 ، والقندوزي في ينابيع النبوّة عن أبي سعد الخركوشي في شرف النبوّة . وأمّا حديث عائشة ، فرواه الخطيب في ترجمة الحسين بن معاذ الأخفش من تاريخ بغداد : 8: 141 ، وأبو الحسن بن أبي بشران في فوائده كما فى ذخائر العقبى : ص 48 وفي الحديث 34229 من كنز العمّال : 12 : 109

ص: 408

حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين و الآخرين في صعيد واحد ثمّ أمر منادياً فنادى (1) : غُضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم حتّى تجوز فاطمة ابنة محمّد صلّی الله علیه و آله الصراط».

قال : «فتغضّ الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة علیهاالسّلام على نجيب من نجب الجنّة يشيّعها سبعون ألف ملك ، فتقف موقفاً شريفاً من مواقف القيامة، ثمّ تنزل عن نجيبها» الحديث. (أمالي المفيد : المجلس 15 ، الحديث 6)

يأتي تمامه في باب تظلّم سيّدة النساء في القيامة من تاريخها علیهاالسّلام .

(371)7 - (2) أخبرني أبو عليّ الحسن بن عليّ بن فضل الرازي (3) قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن بشر العسكري قال: حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأُبلّي قال : حدّثنا إسحاق بن سليمان [بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس] الهاشمي قال : حدثني أبي قال : حدّثني هارون الرشيد قال : حدّثني أبي المهدي قال: حدّثني المنصور أبو جعفر عبدالله بن محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي، عن جدّي عليّ بن عبدالله بن العبّاس ، عن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب قال :

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «يا أيّها النّاس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس

ص: 409


1- في البحار: «في صعيد واحد فينادي مناد»
2- وروى الفتّال نحوه في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه» من روضة الواعظين : ص 108 - 109 من طريق ابن عبّاس
3- في نسخة : «الداوودي»، ومثله فى أمالى الطوسي

غيرنا».

فقال له قائل بأبي أنت وأُمّي يارسول الله . مَن الركبان ؟

قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله الّتي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة خِطامها من لؤلؤ رطب (1) ، وعيناها من ياقوتتين حمراوين، وبطنها من زبرجد أخضر، عليها قبّة من لؤلؤة بيضاء ، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، ظاهرها من رحمة الله، وباطنها من عفو الله، إذا أقبلت زفّت ، وإذا أدبرت زفّت (2) ، وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع ذلك التاج له سبعون ركناً، كلّ ركن يضيء كالكوكب الدرّي في أفق السماء، وبيده لواء الحمد وهو ينادي في

ص: 410


1- في أمالي الطوسي: «خطمها من اللؤلؤ الرطب»
2- قوله صلّی الله علیه و آله: «ظاهرها من رحمة الله وباطنها من عفو الله» قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار :7 231 : أي تلك القبّة محفوفة ظاهراً وباطناً برحمة الله وعفوه ، فهو كناية عن أنّه علیه السّلام يأتي مع الرحمة والعفو فيشفع للمذنبين، ويُخَلِّصهم من أهوال يوم الدين، وإنّما خصّ الرحمة بالظاهر لأنّ ما يظهر أوّلاً للخلق هو كونه علیه السّلام مكرّماً بكرامة الله ورحماته، ومنه يستنبطون أنّ شفاعته يصير سببا لعفو الله عن خطاياهم، فهذا باطنها . انتهى. قوله صلّی الله علیه و آله: «إذا أقبلت زفّت»: أي إذا أقبلت الناقة زفّت . قال ابن الأثير في مادّة «زفف» من النهاية : ج 2 ص 305 ومنه الحديث : «يُزَف علىّ بيني وبين إبراهيم علیه السّلام إلى الجنّة» إن كُسِرت الزاي فمعناه يُسرَع، من زَف في مَشيه وأزَفٌ إذا أسرع، وإن فُتِحَت فهو من زففت العروس أزفُّها إذا أهديتها إلى زوجها . وقال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار ج 7 ص 231 : بعد نقل كلام النهاية : وفي بعض النسخ : بالراء المهملة أي أقبلت وأدبرت بالعطف والرحمة، أو هي صفة للقبّة بأنّها في غاية الضياء والصفاء وهو أظهر . وقال الجزري في مادّة «رفف» من النهاية : ج 244 : يقال فلان يرفّنا أي يحوطنا و يعطف علينا ، وفي حديث ابن زِمل : «لم تر عيني مثلَه قطّ يَرِفُ رَفيفا يقطرُ نداه» يُقال للشيء إذا كثر ماؤُه من النّعمة والغَضاضة حتّى يكاد يهتزّ : رَفٌ يَرِفُ رَفِيفاً

القيامة : «لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله»، فلايمرّ بملاً من الملائكة إلّا قالوا نبيّ مرسل (1) . ولا يمرّ بنبيّ مرسل إلّا قال (2) : ملك مقرّب.

فينادي مناد ٍمن بطنان العرش (3) : يا أيّها النّاس ، ليس هذا ملكاً مقرّباً، ولانبيّاً مرسلاً، ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي طالب .

وتجيء (4) شيعته من بعده فينادي منادٍ لشيعته : مَن أنتم ؟ فيقولون: نحن العلويّون.

فيأتيهم النداء : أيّها العلويّون أنتم آمنون ، ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون».

(أمالى المفيد : المجلس 32، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 4)

(373-372)9-8- (5) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون بن

ص: 411


1- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي والبحار ، وفي النسخ : «نبيّ مقرّب»
2- في أمالي الطوسي : «ولا بنبيّ إلّا يقول ...»
3- قال ابن الأثير في النهاية : 1 : 137 في مادة «بطن»: وفيه : «ينادي منادٍ من بُطنان العرش» ، أي من وسطه ، وقيل : من أصله ، وقيل : البُطنان جمع بطن : وهو الغامض من الأرض، يريد من دواخل العرش
4- في أمالي الطوسي : «ويجيء»
5- هذا هو الحديث 158 من صحيفة الرضاء علیه السّلام : ص 77. ورواه الصدوق في الحديث 189 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 2 ص 52 بإسناده عن داوود بن سليمان الفرّاء، عن علي بن موسى الرضا علیهماالسّلام ... إلّا أنّ فيه فى أوّل الحديث: «ياعلي ليس في القيامة راكب غيرنا...». وفيه: «... فداك أبي وأُمّي ومَن هُم»؟ وفيه : «واقف بين يدي العرش ينادي» . وفيه : «أو حامل العرش ، فيجيبهم» وفيه: «يا معاشر الأدميّين ، ليس هذا ملك مقرّب ولانبي مرسل». ورواه أيضاً العلّامة الحلّي في الحديث 213 من كشف اليقين ص 209 ، والخوارزمي في الفصل 19 من كتاب المناقب ص 209 ، وفي طبع : ص 295 ح 286 . وأخرجه أحمد في المناقب كما في آخر الفصل 8- ذكر ناقته علیه السّلام- من كتاب الرياض النضرة : ج 2 ص 163 . ورواه أيضاً الحمّويي في الباب السادس عشر من السمط الأوّل من فرائد السمطين : ج 1 تحت الرقم 68 - 69 ط 2 ، والمتّقي في كنز العمّال : : 15313 ح 36478 . اح ورواه ابن عساكر في ترجمة الامام عليّ علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 333 تحت الرقم 843 بإسناده إلى ابن عبّاس والخطيب البغدادي في ترجمة عبد الجبّار بن أحمد السمسار من تاریخ بغداد : 11 : 112 بالإسناد إلى ابن عبّاس ، ونحوه في : ج 13 ص 122 . وانظر المنقبة 55 من «مئة منقبة » - لابن شاذان - : ص 110 ، وروضة الواعظين : ص 108 في عنوان «مجلس : في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام»

الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا عليّ بن محمّد قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ليس فى القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة».

قال : فقام إليه رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأُمّي ، أنت ومَن ؟

قال: «أنا على دابّة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله الّتي عُقرت ، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقةٍ من نُوق الجنّة، وبيده لواء الحمد، وأقف بين يدي العرش ينادي: «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله».

قال: «فيقول الآدميّون: ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين».

قال: «فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش معاشر الأدميّين، ماهذا ملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولا حامل عرش، هذا الصدّيق الأكبر، هذا عليّ بن

ص: 412

أبي طالب».

قال ابن عقدة : أخبرني عبدالله بن أحمد بن عامر في كتابه، قال : حدّثني أبي قال : حدّثني علي بن موسى بهذا. (أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 51 و 52)

(374) 10 - (1) أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال : حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال : حدّثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : «يأتي على النّاس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلّا نحن أربعة».

فقال له العبّاس بن عبدالمطّلب عمّه : فداك أبي وأُمّي ، ومَن هؤلاء الأربعة ؟

قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله الّتي عقرها قومه، و عمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، مدرّجة الجنبين، عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمان، على

ص: 413


1- والحديث رواه الخطيب البغدادي - مع مغايرة وزيادات - في ترجمة المفضّل بن سلم من كتابه «تاریخ بغداد»: ج 13 ص 122 تحت الرقم «7106» عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن على الدربندي ، عن محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ، عن محمّد بن نصر بن خلف ، وخلف بن محمّد بن إسماعيل ، - جميعاً - عن أبي عثمان سعد بن سليمان بن داوود الشرغي، عن أبي الطيب حاتم بن منصور الحنظلي ، عن المفضّل بن سلم ، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن ابن عبّاس . وأخرجه أيضاً في ترجمة عبد الجبّار بن أحمد السمسار برقم 5805 ص 112. ورواه الحافظ ابن عساكر في الحديث 843 من ترجمة أمير المؤمنين من «تاريخ مدينة دمشق» : ج 2 ص 333، عن أبي القاسم بن السمر قندي ، عن عاصم بن الحسن ، عن أبي عمر ابن مهدي ، عن أبي العبّاس ابن عقدة .... ورواه الخوارزمي في الفصل 22 من كتاب «المناقب» ص 259 وفي ط : ص 359 ح 372

رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركناً، على كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيّام، وبيده لواء الحمد ينادي: «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله»، فيقول الخلائق : مَن هذا، ملك مقرۀب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش ؟

فينادي منادٍ من بطنان العرش : ليس بملك مقرّب، ولانبيّ مرسل، ولاحامل عرش، هذا عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول ربّ العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين في جنّات النعيم». (أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 4)

(375)11- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم المعاذي قال : حدّثنا أحمد بن حيويه الجرجاني المذكّر قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال (1) قال : حدّثنا أبو محمّد قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن كرّام قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال : حدّثنا معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس :

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رمضان و صومه) قال: «وقضى لكم عزّ وجلّ يوم خمسة عشر [سبعين حاجة] (2) من حوائج الدنيا والآخرة (إلى أن قال) : وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم ستّة عشر إذا خرجتم من القبر ستّين حلّة تلبسونها، وناقة تركبونها». (إلى أن قال:)

ويوم خمسة وعشرين بنى الله عزّ وجلّ لكم تحت العرش ألف قبّة خضراء»، ( إلى أن قال) : «ولأركبنّ كلّ واحد منكم على ناقة خلقت من نور، وزمامها من نور، وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب، وفي كلّ حلقة ملك قائم عليها من الملائكة ، بيدكلّ ملك عمود من نور حتّى يدخل الجنّة بغير حساب».

(أمالي الصدوق : المجلس 12، الحديث 2)

يأتي تمام الخبر في كتاب الصوم.

ص: 414


1- في نسخة : «بلال»
2- ما بين المعقوفين أخذناه من البحار ج 7 ص 299 ، وفي الأصل: «وقضى لكم يوم خمسة عشر حوائج من حوائج الدنيا ...»

(376)12- (1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن العبّاس والعبّاس بن عمرو الفقيمي قالا : حدّثنا هشام بن الحكم، عن ثابت بن هرمز، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أحمد بن عبد الحميد، عن عبد الله بن عليّ:

عن بلال مؤذّن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال: سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : «إذا كان يوم القيامة وجمع الله النّاس في صعيد واحد ، بعث الله عزّ وجلّ إلى المؤذّنين بملائكة من نور معهم ألوية وأعلام من نور يقودون نجائب أزمّتها زبرجد أخضر، وحقائبها المسك الأذفر ، ويركبها المؤذّنون، فيقومون عليها قياماً، تقودهم الملائكة ، ينادون بأعلى أصواتهم بالأذان».

ثمّ بكى بكاءً شديداً حتّى انتحبتُ وبكيتُ ، فلمّا سكت ، قلت : مِمّ بكاؤُك ؟

قال : ويحك ذكّرتني أشياء، سمعت حبيبي وصفیّي صلّی الله علیه و آله يقول : «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّهم ليمرّون على الخلق قياماً على النجائب ، فيقولون : الله أكبر، الله أكبر، فإذا قالوا ذلك سمعت لأمّتي ضجيجاً». فسأله أُسامة بن زيد عن ذلك الضجيج ماهو ؟

قال : «الضجيج : التسبيح والتحميد والتهليل ، فإذا قالوا : أشهد أن لا إله إلّا الله ، قالت أُمّتى : إيّاه كنّا نعبد في الدنيا ، فيقال : صدقتم .

فإذا قالوا : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، قالت أُمّتى : هذا الّذي أتانا برسالة ربّنا جلّ جلاله آمنّا به ولم نره . فيقال لهم : صدقتم ، هذا الّذي أدّى إليكم الرسالة من ربِّكم وكنتم به مؤمنين، فحقيق على الله أن يجمع بينكم وبين نبيّكم فينتهي بهم إلى منازلهم، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 38 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة ، باب أحوال أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله.

ص: 415


1- ورواه أيضاً في الفقيه : 1 : 189 - 193/ 905، وفي ط : ص 292 - 297

باب 7 : أنّه يدعى النّاس يوم القيامة بأسماء أمّهاتم إلّا شيعة علیّ علیه السّلام وأنّ كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلّا نسب رسول الله صلّی الله علیه و آله وصهره

(377)1- (1) أبو عبدالله المفيد قال : حدثّنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه علیهماالسّلام .

وقال [أبو بكر الجعّابي]: حدّثني جعفر بن محمّد الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه و آله لعلي بن أبي طالب علیه السّلام: «ألا أبشرك ؟ ألا أمنحك» ؟

قال: «بلی یا رسول الله».

قال: «فإنّني(2) خلقت أنا وأنت من طينة واحدة، ففضلت منها فُضلة فخلق منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأمّهاتم إلّا شيعتك ، فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم.

(أمالي المفيد : المجلس 37، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 27)

(378)2- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا

ص: 416


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 14 - 15
2- في أمالي الطوسي: «فإنّي»

أبوعبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني قال: حدثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال : حدّثني عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله .

قال أحمد بن عبد المنعم : وحدّثنا عبيد الله بن محمّد الفزاري، عن جعفر بن محمّد بن عليّ علیهم السّلام ، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله قال:

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول لعلىّ علیه السّلام: «ألا أسرّك ؟ ألا أمنحك ؟ ألا أبشّرك»؟

قال : «بلى يا رسول الله».

قال: «إنّي خُلقت أنا وأنت من طينة واحدة وفضلت فضلة فخلق الله منها شيعتنا، فإذا كان يوم القيامة دُعي النّاس بأسماء أمّهاتهم سوى شيعتنا فإنّهم يُدعَون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم».

(أمالي الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 25)

(379)3- (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني جعفر بن محمّد رحمه الله قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر العيّاشي قال : حّدثنا محمّد بن حاتم قال: حدّثني محمّد بن معاذ قال : حدّثني زكريّا بن عديّ قال: حدّثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال :

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول على المنبر : «ما بال أقوام يقولون : إنّ رحم رسول الله لا ينفع (2) يوم القيامة ؟ بلى والله إنّ رحمي الموصولة (3) في الدنيا والآخرة، و إنّي أيّها النّاس فرطكم (4) يوم القيامة على الحوض، فإذا جئتم قال الرجل : يا

ص: 417


1- وأخرجه أحمد في مسنده : 3: 18 ، وعبد بن حميد في المنتخب (986). ولاحظ تخريج الحديث التالي
2- فى نسخة من أمالي الطوسي : لا تشفع»
3- في أمالي الطوسي : «لموصلة»
4- قال ابن الأثير في مادة «فرط» من النهاية : ج 3 ص 434 : في الحديث : «أنا فرطكم على الحوض» أي متقدّمكم إليه . يقال : فَرَطَ يَفرِطُ ، فهو فارِطٌ وفَرَطُ إِذا تقدّم وسبق القوم ليَرتادَ لهم الماء ويُهيّئ لهم الدِّلاء والأَرشية

رسول الله أنا فلان بن فلان . فأقول : أمّا النسب فقد عرفته ، لكنّكم أخذتم بعدي ذات الشمال وارتددتم على أعقابكم القهقرى».

(أمالى المفيد : المجلس 38، الحدیث 11)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 53)

(380)4- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن مهدي قال:

ص: 418


1- ورواه أحمد في مسند أبي سعيد الخدري من مسنده : 3: 18 قال : حدّثنا أبو عامر ، حدّثنا زهير ، عن عبدالله بن محمّد ، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه قال : سمعت النبيّ صلّی الله علیه و آله يقول على هذا المنبر : «مابال رجال يقولون : إنّ رحم رسول الله لا تنفع قومه، بلى والله إنّ رحمي موصولة في الدنيا والآخرة وإنّي أيّها الناس فرط لكم على الحوض ، فإذا جئتم قال رجل : يارسول الله أنا فلان بن فلان، وقال أخوه : أنا فلان بن فلان». قال : « [فأقول] لهم : أمّا النسب فقد عرفته ، ولكنّكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى». ورواه الحاكم في باب «ذكر فضائل قريش» من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : ج 4 ص 74 وصحّحه هو والذهبي ، وأبو يعلى (1238) إلاّ أنّ فيه عبد الرحمان بن أبي سعيد بدل حمزة . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 10 : 364 نقلاً عن أبي يعلى . وأخرجه الطيالسي (2221) عن عمرو بن ثابت ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل . وأورده القاضي النعمان في شرح الأخبار : 2 : 483 - 484 ح 852. وروى الديلمي صدره في الفردوس : 4 : 399ح6683. وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده : 3: 39 عن أبي النضر ، عن شريك ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد الخدري . وله شاهد من حديث عبدالله بن مسعود ، رواه ابن الجوزي فى «الوفاء بأحوال المصطفى»: ص 834 - 835 ح 1586 في الباب 6 من أبواب بعثه و حشره ، من قوله : «أنا فرطكم...»

أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه :

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «أتزعمون أنّ رحم نبيّ الله لا تنفع قومه يوم القيامة ؟ بلى والله إنّ رحمي الموصولة في الدنيا والآخرة».

ثمّ قال: «يا أيّها النّاس، أنا فرطكم على الحوض، فإذا جئت وقام رجال يقولون: يانبيّ الله ، أنا فلان بن فلان، وقال آخر : يانبيّ الله ، أنا فلان بن فلان، وقال آخر: يانبيّ الله ، أنا فلان بن فلان (1). فأقول: أمّا النسب فقد عرفته، ولكنّكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى».

(أمالي الطوسي : المجلس 10، الحديث 39)

(381) 5 - (2) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العبّاس ابن عقدة قال : أخبرنا عليّ بن محمّد بن عليّ العلوي قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا عبيد الله بن عليّ قال : حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه ، عن آبائه ، عن علىّ علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «كلّ نسبٍ وصهرٍ منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي».

(أمالي الطوسي : المجلس : 12 ، الحديث 34)

ص: 419


1- قال المجلسي في البحار : الظاهر أنّ المراد بالثلاثة في الحديث الثلاثة
2- ورواه الطبراني في الحديث 4144 من المعجم الأوسط ج 5 من طريق عبد الله بن الزبير. ورواه أيضاً من طريق عمر بن الخطاب، كما في الحديث 2634 من المعجم الكبير : ج 3 ص 45 قال : حدّثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا عبادة بن زياد الأسدي ، حدّثنا يونس بن أبي يعفور ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عمر (رض) قال : سمعت عمر بن الخطّاب (رض) يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلّا سببي ونسبي». ورواه أيضاً في المعجم الأوسط : ج 7ح 6605 ، ومثله - بتقديم «منقطع» على «يوم القيامة» في حرف الكاف من جامع الأحاديث - لأبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي 109 مرسلاً . ورواه الديلمي في الفردوس : 3: 306 ح 4792 من طريق عليّ بن أبي طالب علیه السّلام. وفي الحديث 2635 من المعجم الكبير : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، حدّثنا الحسن بن سهل الحناط، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر قال : سمعت عمر بن الخطّاب (رض) يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «ينقطع يوم القيامة كلّ سبب ونسب إلّا سببي ونسبي». ورواه الحاكم - في حديث - في ترجمة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك : ج 3 ص 142 بإسناده إلى عمر بن الخطاّب. ورواه البيهقي في باب «الأنساب كلّها منقطعة يوم القيامة إلّا نسبه صلّى الله عليه وآله» من كتاب النكاح من السنن الكبرى : ج 7 ص 64 . وروى أيضاً في هذا الباب حديثين عن المسور بن مخرمة ، عن النبي صلّى الله عليه وآله . ورواه أيضاً عن عمر بن الخطّاب في الحديث 4 من باب «ماجاء في إنكاح الأباء الأبكار» من كتاب النكاح : ج 7 ص 114 . ورواه الخطيب البغدادي في ترجمة إبراهيم بن مهران المروزي - برقم 3237 - من تاريخ بغداد : ج 6 ص 182 (في قصّة خِطبة عمر بن الخطّاب أُمّ كلثوم ابنة علي علیه السّۀام) قال عمر : يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة تردّدي إليك إلّا حديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «كلّ سبب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي». ورواه أبونعيم في حلية الأولياء : ج 7 ص 314 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ج 4 ص 271 ، وج 8 ص 216 و ج 9 ص 173 . والكنجي في باب المئة 8 من كفاية الطالب ص 380 ، وابن المغازلي في الحديث 150 وما بعده من كتاب مناقب الإمام علي بن أبي طالب ص 108، و أبو بشر الدولابي في الحديث 209 و 210 من كتابه : «الذريّة الطاهرة» ص 159. وورد أيضاً من طريق ابن عبّاس، رواه الحاكم الحسكاني في الحديث 564 من شواهد التنزيل : ج 1 ص 530 قال : أخبرنا عقيل بن الحسين قال : أخبرني عليّ بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن عبيدالله قال : حدّثنا عمر بن محمّد الجمحي بمكّة، قال: حدّثنا علي بن عبدالعزيز البغوي قال : حدّثنا أبونعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري ، عن ابن جُريج، عن عطاء: عن عبدالله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: « كلّ حسب ونسب يوم حسب ونسب يوم القيامة منقطع إلّا حسبي ونسبي ، إن شئتم اقرؤا : «فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون». ورواه الهندي في الحديث 31915 من كنز العمّال نقلاً عن ابن عساكر

ص: 420

باب 8 : محاسبة العباد وما يسألون عنه

(382) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي البردعي قال : حدثتنا رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيها ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت» .

(أمالي الصدوق : المجلس 10 ، الحديث 10)

ص: 421


1- ورواه أيضاً في الحديث 125 من باب الأربعة من كتاب الخصال: ج 1 ص 253 . وقريباً منه أورده الحرّاني في باب مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 56 . وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ص 499 الفصل 139 الحديث 1384 من طريق الإمام الرضا علیه السّلام. والحديث رواه جمع من الصحابة منهم ابن عبّاس كما في الحديث 11177 من المعجم الكبير - للطبراني - : ج 11 ص 83 - 84، وفي الحديث 9402 من المعجم الأوسط : 10: 185. ورواه ابن المغازلي في الحديث 157 من كتاب المناقب ص 119. ومنهم أبو برزة الأسلمي ، كما في الحديث 2212 من المعجم الأوسط : ج 3 ص 104 ، وفي الفصل 6 من المناقب - للخوارزمي - ص 35 ط الغريّ. ومنهم أبوذر كما في الحديث 467 من تاريخ دمشق - ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السّلام - لابن عساکر : ج 2 ص 159 ، وكما في الباب 91 من كفاية الطالب . ومنهم عبد الله بن مسعود ، كما في ترجمة حنش بن عليّ الصنعاني من تاريخ دمشق : ج 14 ص 158. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في القيامة والصراط ونصب الموازين» من روضة الواعظين: ص 498 . وانظر أيضاً سنن الترمذي 4: 61 كتاب صفة القيامة (38) ، باب في القيامة (1) الحديث 2614 ، والمعجم الكبير - للطبراني - 10 : 8 - 9 ح 9772 ، و 20 : 60 - 61 ح 11 ، ومصابيح السنّة – للبغوي- كتاب الرقاق : باب 1 ح 4039 ، وترجمة الحسين بن قيس الرحبي من الكامل -لابن عدي- : 2 : 763

(383) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبّنا أهل البيت» .

فقال رجل من القوم: وما علامة حبّكم يارسول الله ؟

فقال: «محبّة هذا». ووضع يده على رأس عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .

(أمالي المفيد : المجلس 42 ، الحديث 5)

ص: 422


1- ورواه القمّي في تفسير الآية 36 من سورة الإسراء من تفسيره : ج 2 ص 20 عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر علیه السّلام. وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم

أبو جعفر الطوسي عن أبي عبد الله المفيد مثله ، إلّا أن فيه: «لاتزول قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي الله عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك ... » والباقي سواء.

(أمالي الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 6)

(384) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي بالكوفة قال: حدّثنا هشام بن يونس النهشلي قال : حدّثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن معروف بن خرّبوذ

ص: 423


1- ورواه الطبراني في الحديث 2212 من المعجم الأوسط : ج 3 ص 104 عن أحمد بن زهير، عن أبي يوسف القلوسي، عن الحارث بن محمّد الكوفي، عن أبي بكر بن عيّاش، عن معروف بن خَرّبوذ ، عن أبي الطفيل عامر ، عن أبي برزة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة : عن جسده فيما أبلاه ، وعمره فيما أفناه ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّ أهل البيت». فقيل : يارسول الله ، فما علامة حبّكم ؟ فضرب بيده على منكب علىّ رضي الله عنه. ورواه الخوارزمي في الباب 6 من المناقب ص 76 - 77 ح 59 ، وفي الفصل الرابع من مقتل الحسين علیه السّلام : 1: 42 ح 19 ، وفيهما : فقال له عمر : فما آية حبّكم ؟ قال : فوضع يده على رأس علىّ - وهو إلى جانبه - وقال : «إنّ حبّي من بعدي حبّ هذا» . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 75، والديلمي في أعلام الدين : ص 214-215. ورواه السيّد أبو طالب في أماليه ، كما في الباب الثالث من «تيسير المطالب» ص 73 ح 96 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن علىّ علیه السّلام ، وفيه : فقال أبو برزة وما علامة حبّكم يا رسول الله ؟ قال : «حبّ هذا» ، ووضع يده على رأس عليّ علیه السّلام . وروى نحوه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 159 - 161 بإسناده إلى معروف بن خرّبوذ ، عن أبي الطفيل، عن أبي ذرّ

المكّي، عن عامر بن واثلة، عن أبي برزة (1) الأسلمي قال :

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع : عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت» . (أمالي الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 1)

(385)4- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار بن موسى الساباطي :

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام (في حديث) قال : «إنّ أوّل مايُسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جلّ جلاله الصلوات (2) المفروضات، وعن الزكاة المفروضة، وعن الصيام المفروض، وعن الحجّ المفروض، وعن ولايتنا أهل البيت، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه، و إن لم يقرّ بولايتنا بين يدي الله جلّ جلاله لم يقبل الله عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله».

(أمالي الصدوق : المجلس 44، الحديث 11)

يأتي تمامه في كتاب الصلاة .

(386) 5 - (3) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن الحكم ، عن داوود بن النعمان ، عن إسحاق بن عمّار :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إذا كان يوم القيامة وقف عبدان

ص: 424


1- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل ، وفي الأصل : بردة
2- خ : «عن الصلوات»
3- وأورده الفتّال في المجلس 79 - في ذكر الفقر والقوت وما أشبه ذلك - من روضة الواعظين: 2 : 455

مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنّة فقير في الدنيا وغنيّ في الدنيا، فيقول الفقير : ياربّ على ما أوقف ؟ فوعزّتك إنّك لتعلم أنّك لم تولّني ولاية فأعدل فيها أو أجور، ولم ترزقني مالاً فاؤدّي منه حقّاً أو امنع، ولا كان رزقي يأتيني منها إلّا كفافاً على ما علمت وقدّرت لي .

فيقول الله جلّ جلاله: «صدق عبدي، خلّوا عنه يدخل الجنّة» .

ويبقي الآخر حتّى يسيل منه العرق ما لو شربه أربعون بعيراً لكفاها ، ثمّ يدخل الجنّة، فيقول له الفقير : ماحبسك ؟

فيقول : طول الحساب، مازال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي، ثمّ أسأل عن شيء آخر حتّى تغمّدني الله عزّوجلّ منه برحمته و ألحقني بالتائبين ، فمَن أنت ؟

فيقول : أنا الفقير الّذي كنت معك آنفاً.

فيقول : لقد غيّرك النعيم بعدي»(1)

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 11)

(387)6- (2) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، قال: أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدى، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب :

عن عليّ بن الحسين علیهماالسّلام (في حديث طويل) قال : «ثمّ رجع إلى القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب ، فقال : «وَلَئِن مَسَّهُم نَفْحَةٌ مِن عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ» (3) فإن قلتم إنّ الله إنّما عنى بهذا أهل الشرك، فكيف

ص: 425


1- بیان : لعلّ تصديق الله تعالى العبد لسعة لطفه وكرمه ، وإلّا فنعمة الله على كلّ عبد أكثر من أن تُحصى، بل نعمة الفقر أيضاً من أعظم النعم عليه . أو التصديق معناه أنّه صدق ، إنّي لا أحاسب على تلك النعم لسعة رحمتي
2- وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام السجّاد علیه السّلام من تحف العقول: ص 251
3- سورة الأنبياء : 21 : 46

ذاك وهو يقول: «وَنَضَعُ الْمُوازِينَ الْقِسطِ لِيَومِ الْقِيامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثقَالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتينا بها وَكَفَى بِنا حاسِبينَ» (1)، اعلموا عباد الله ، أنّ أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين، وإنّما تنشر الدواوين لأهل الإسلام» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)

يأتي تمام الخبر في أبواب مواعظه علیه السّلام من كتاب الروضة .

(388) 7 - أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عثمان قال: حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر قال: «فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره فى الدنيا والآخرة وكفاه المهمّ فيهما وقد قال الله عزّ و جلٌ (2): «يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُم لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنيا حَسَنَة وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ» (3)، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال الله عزّ وجلّ : «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسنى وَزِيادَةٌ» (4)، فالحسنى هي الجنّة والزيادة هي الدنيا» الحديث.

(أمالى المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

أمالي الطوسي : المجلس 1، الحديث 32)

ص: 426


1- سورة الأنبياء : 21 : 47
2- في أمالي الطوسي : «... الله تعالى»، وكذا في المورد الثاني
3- سورة الزمر : 10:39
4- سورة يونس : 10 : 27

(389)8- أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن عليّ التّمار قال : حدّثنا أبو عبدالله بن محمّد قال : حدّثنا سويد، قال: حدّثنا الحكم بن سنان، عن سدوس صاحب السابري، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا جمع القيامة فدخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النّار نادى منادٍ تحت العرش : تتاركوا المظالم بينكم، فعليّ ثوابكم».

(أمالي الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 9)

(390) 9 - وعن محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عليّ بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد الإصبهاني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن سفيان بن عيينة قال :

سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: «ما من عبد إلّا والله عليه حُجَّة ، إمّا في ذَنب اقترفه وإمّا في نعمة قصّر عن شكرها» .

(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 16)

(391) 10 - وبالسند المتقدّم عن ابن عيينة، عن حميد بن زياد، عن عطاء بن يسار:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «يوقف العبد بين يدي الله فيقول : قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله، وستغرق النعم العمل، فيقولون : قد استغرقتِ النعم العمل، فيقول : هبوا له نعمي، وقيسوا بين الخير والشرّ منه . فإن استوى العملان أذهب الله الشرّ بالخير وأدخله الجنّة، فإن كان له فضل أعطاه الله بفضله، وإن كان عليه فضل وهو من أهل التقوى، لم يشرك بالله تعالى، واتّقي الشرك به ، فهو من أهل المغفرة، يغفر الله له برحمته إن شاء، ويتفضّل عليه بعفوه» .

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 19)

ص: 427

(392)11- (1) قُرئ على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل، وأنا أسمع، في منزله ببغداد في الربض بباب المحوّل، في صفر سنة عشر وأربع مئة ، حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شدّاد البادرائي أبو منصور ب_«بادرايا» (2)، في شهر ربيع الآخر من سبع وأربعين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري، في منزله ب_«فارسفان» من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين، عن عبدالرحمان بن أحمد التميمي، عن عبدالله بن سنان:

عن أبي عبدالله علیه السّلام قال : «إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم، [وما كان للأدميّين سألنا الله أن يعوّضهم بدله فهو لهم] (3) وماكان لنا فهو لهم». ثمّ قرأ أبو عبد الله علیه السّلام : «إِنَّ إِلَينا إيابَهُم * ثُمَّ إِنَّ عَلَينا حِساتِهُم» (4)

(أمالي الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 59)

سيأتى بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب العاشر .

ص: 428


1- ورواه في تأويل الآيات الظاهرة : 2 : 788ح 4 قال : روى محمّد بن العبّاس ، عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن عبدالله بن سنان ، وذكر الحديث . وروى نحوه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير الآية الكريمة ، في تفسيره : ص 552 ح 707 عن قبيصة بن يزيد الجعفي، عن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، في حديث . وفي الحديث 5 بالسند المتقدّم عن عبدالله بن حمّاد، عن محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام في قوله عزّ وجلّ : «إنّ إلينا إيابهم * ثمّ إنّ علينا حسابهم» قال : إذا كان يوم القيامة وكلّنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألناه أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان لمخالفيهم فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم» ، ثمّ قال : «هم معنا حيث كنّا» . وانظر أيضاً الحديث 4 و 6 منه . وروى : الكليني في روضة الكافي : 8: 162 ح 167 بإسناده عن سماعة قال : كنت قاعداً مع أبي الحسن الأول علیه السّلام والنّاس في الطواف في جوف الليل ، فقال لي: «يا سماعة ، إنّ إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله حتمنا على الله في تركه لنا ، فأجابنا إلى ذلك ، وماكان بينهم وبين النّاس، استوهبناه منهم ، فأجابوا إلى ذلك ، وعوّضهم الله». وروى أيضاً الكليني في ص 159 الحديث 154 بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السّلام (في حديث في صفة المحشر) قال : «ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب النّاس، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار». وفي الزيارة الجامعة المنقولة عن الإمام الجواد علیه السّلام - على ما في الفقيه : 2 : 372 ح 1625: «وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم»
2- بادرايا طسوج ،بالنهروان وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط . (معجم البلدان : 316:1)
3- ما بين المعقوفين موجود في تأويل الآيات
4- سورة الغاشية : 88 : 25 و 26

باب 9 : ما يحتجّ الله به على العباد يوم القيامة

(393) 1 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد قال :

سمعت جعفر بن محمّد علیهماالسّلام وقد سئل عن قوله تعالى: «فَلِلّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ» (2) فقال : «إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي أكنت عالماً؟ فإن قال : نعم ،

ص: 429


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 178
2- الأنعام : 6 : 149

قال له : أفلا عملت بما (1) علمت ؟ وإن قال : كنت جاهلاً ، قال له : أفلا تعلّمت حتّى تعمل ؟ فيخصمه، وذلك الحجّة البالغة».

(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 6)

ورواه أيضاً في (المجلس 35 الحديث 1) إلّا أن فيه : «إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى للعبد» وفيه : «... أفلا تعلّمت ، فيخصمه ، فتلك الحجّة البالغة الله عزّ وجلّ على خلقه».

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثل الحديث الأوّل ، إلّا أنّ فيه : «فتلك الحجّة البالغة».

(أمالي الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 11)

ص: 430


1- في النسخ : «مما »

باب 10 : ما يظهر من رحمة الله تعالى في القيامة

(394)1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع ، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته حتّى يطمع إبليس في رحمته». (أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 2)

(395)2 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري رحمه الله قال : أخبرني عمّي أبو الحسن عليّ بن سليمان بن الجهم (3) قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد الطيالسي قال : حدّثنا العلاء بن رزين :

ص: 431


1- وأورده الفتّال في عنوان: «الرجاء وسعة رحمة الله تعالى» من روضة الواعظين : ص 502
2- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 7 . وروى البرقى قدّس سرّه نحوه في الباب 36 من كتاب الصفوة والنور والرحمة، من المحاسن: ص170 ح 136 وفي ط : ج 1 ص 273 - 274 - 533 / 138 عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة ، عن أبيه، عن سليمان بن خالد قال: كنت في محمل أقرأ إذ ناداني أبو عبد الله علیه السّلام: «اقرأ يا سليمان»، وأنا في هذه الآيات الّتي في آخر «تبارك» : «والّذين لا يدعون مع الله إلها آخر ، ولا يقتلون النفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف». فقال: «هذه فينا ، أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنّا لا نزني ، اقرأ يا سليمان». فقرأت حتّى انتهيت إلى قوله : «إلّا من تاب و آمن وعمل صالحاً فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات». فقال : «قف ، هذه فيكم ، إنّه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يوقف بين يدي الله عزّ وجلّ فيكون هو الّذي يلى حسابه، فيوقفه على سيّئاته شيئاً فشيئاً ، فيقول : عملت كذا وكذا ، فى يوم كذا ، في ساعة كذا ، فيقول : أعرف يا ربّ». قال: «حتّى يوقفه على سيّئاته كلّها كلّ ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم، أبدلوها لعبدي حسنات». قال : «فترفع صحيفته للنّاس ، فيقولون : سبحان الله ، أما كانت لهذا العبد سيّئة واحدة ؟ ! فهو قول الله عزّ وجلّ : «فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات» الحديث . و روی نحوه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في الحديث 57 من الباب 31 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده إلى أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي ، وأحمد بن عبدالله الهروي الشيباني، وداوود بن سليمان الفرّاء، عن علي بن موسى الرضا عن ، آبائه علیهم السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله . ومثله في الحديث 103 من صحيفة الرضاء علیه السّلام ص 63. ولاحظ ما رواه محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي ذيل الآية الكريمة في كنز الدقائق:9: 431-442
3- هو عمّ والده

عن محمّد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي علیهماالسّلام عن قول الله عزّ وجلّ: «فَأُولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً» (1)؟ فقال علیه السّلام : «يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الّذي يتولّى حسابه، لا يُطلع على حسابه أحداً من النّاس، فيعرّفه ذنوبه حتّى إذا أقرّ بسيّئاته قال الله عزّ وجلّ للكتبة : بدّلوها حسنات وأظهروها للنّاس . فيقول النّاس حينئذ : أما كان لهذا العبد سيّئة واحدة ؟ ! ثمّ يأمر الله به إلى الجنّة، فهذا تأويل الآية، وهي في المذنبين من شيعتنا خاّصة».

(أمالى المفيد : المجلس 35 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله، إلّا أنّ فيه: «قال الله عزّ وجلّ لملائكته (لكتبته «خ ل ») » . وفيه : فيقول النّاس حينئذ : ماكان هذا العبد سيّئة واحدة».

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 14)

ص: 432


1- سورة الفرقان : 25 : 70

باب 11 : الخصال الّتي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها

(396) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني المكتب رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه :

عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث في فضيلة شهر رجب وصومه) قال : «من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدّة سكرات الموت، وأماناً له من هول المطلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط، ومن صام ثلاثة أيِام من آخر هذا الشهر أَمِن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطي براءة من النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 7)

أقول : تدلّ روايات عديدة على أنّ الصّوم جُنّة من النّار ويوجب الأمن من الفزع الأكبر وأهوال يوم القيامة، وسيأتي بعضها في كتاب الصوم.

(397) 2 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم المعاذي قال : حدّثنا أحمد بن حيويه الجرجاني المذكّر قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال قال : حدّثنا أبو محمّد قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن كرّام قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال : حدّثنا معاوية بن إسحاق :

عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رمضان و صومه) قال: «وقضى لكم [الله] يوم خمسة عشر [سبعين حاجة] (1) من حوائج

ص: 433


1- مابين المعقوفين أخذناه من البحار ج 7 ص 299. وفي الأصل: «وقضى لكم يوم خمسة عشر حوائج من حوائج الدنيا...»

الدنيا والآخرة، وأعطاكم الله عزّ وجلّ ما يعطي أيّوب، واستغفر لكم حملة العرش، وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم القيامة أربعين نوراً: عشرة عن يمينكم، وعشرة عن يساركم، وعشرة أمامكم ، وعشرة خلفكم .

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم ستّة عشر إذا خرجتم من القبر ستّين حلّة تلبسونها، وناقة تركبونها ، وبعث الله إليكم غمامة تظلّكم من حرّ ذلك اليوم .

ويوم سبعة عشر يقول الله عزّ وجلّ : إنّي قد غفرت لهم ولأبائهم ورفعت عنهم شدائد يوم القيامة». (إلى أن قال :)

«ويوم خمسة وعشرين بنى الله عزّ وجلّ لكم تحت العرش ألف قبّة خضراء على رأس كلّ قبّة خيمة من نور، يقول الله تبارك وتعالى : يا أُمّة محمّد ، أنا ربّكم وأنتم عبيدي وإمائي، استظلّوا بظلّ عرشي في هذه القباب، وكلوا واشربوا هنيئاً فلاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون، يا أُمّة محمّد ، وعزّتي وجلالي لأبعثنّكم إلى الجنّة يتعجّب منكم الأوّلون والآخرون، ولأتوّجنّ كلّ واحد منكم بألف تاج من نور ، ولأركبنّ كلّ واحد منكم على ناقة خلقت من نور وزمامها من نور، وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب ، في كلّ حلقة ملك قائم عليها من الملائكة بيد كلّ ملك عمود من نور حتّى يدخل الجنّة بغير حساب».

(أمالي الصدوق : المجلس 12 ، الحديث 2)

يأتي تمام الخبر في كتاب الصوم .

(398)3 - حدّثنا جعفر بن محمّد قال : حدّثنا الحسين بن محمّد، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن سليمان بن حفص المروزي:

عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السّلام (في حديث) قال : «إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله جلّ جلاله أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، فأما الأوّلون: فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأمّا الأربعة الآخرون: فمحمّد وعليّ و الحسن

ص: 434

والحسين، ثمّ يمدّ المطمر (1) فيقعد معنا زوّار قبور الأئمّة، ألا إنّ أعلاها درجةً وأقربهم حبوة زوّار قبر ولدي علىّ علیه السّلام» .

(أمالي الصدوق : المجلس 25 ، الحديث 6)

يأتي تمامه فى كتاب المزار.

(399) 4 - حدّثنا صالح بن عيسى العجلي قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عليّ قال : حدّثنا محمّد بن الصلت قال: حدّثنا محمّد بن بكير قال : حدّثنا عبّاد بن عبّاد [بن حبيب أبو معاوية البصري] المهلبي قال : حدّثنا سعد (2) بن عبدالله ، عن هلال بن عبدالرحمان، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب :

عن عبدالرحمان بن سمرة قال: كنّا عند رسول الله يوماً، فقال: «إنّي رأيت البارحة عجائب».

قال : فقلنا يا رسول الله ، وما رأيت ؟ حدّثنا به - فداك أنفسنا وأهلونا و أولادنا -.

فقال: رأيت رجلاً من أُمّتي وقد أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه برّه بوالديه فمنعه منه .

ورأيت رجلاً من أُمّتى قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فمنعه منه .

ورأيت رجلاً من أُمّتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عزّ وجلّ فنجّاه من بينهم .

ورأيت رجلاً من أُمّتي يلهث قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فمنعته منهم.

4 - ورواه المتّقي في الحديث 43592 من كنز العمّال : ج 15 ص 926 نقلاً عن البيهقي في شعب الإيمان، وعن الحكيم الترمذي في نوادر الأصول

ص: 435


1- المطمر : خيط للبناء يقدّر به
2- في نسخة : «سعيد»

ورأيت رجلاً من أُمّتي يلهث عطشاً (1) كلّما ورد حوضاً منع منه فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه .

ورأيت رجلاً من أُمّتي والنبیّون حلقاً حلقاً كلّما أتى حلقة طرد فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي.

ورأيت رجلاً من أُمّتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن تحته ظلمة مستنقعاً في الظلمة، فجاءه حجّه وعمرته فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه النّور.

ورأيت رجلاً من أُمّتي يكلّم المؤمنين فلا يكلّمونه ، فجاءه صلته للرحم فقال : يا معشر المؤمنين كلّموه، فإنّه كان واصلاً ،لرحمه، فكلّمه المؤمنون وصافحوه وكان معهم.

ورأيت رجلاً من أُمّتي يتّقي وهج النيران وشررها بيده ووجهه، فجاءته صدقته فكانت ظلاً على رأسه وستراً على وجهه.

ورأيت رجلاً من أُمّتي قد أخذته الزبانية من كلّ مكان، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلّصاه من بينهم وجعلاه مع ملائكة الرحمة .

ورأيت رجلاً من أُمّتى جائياً على ركبتيه، بينه وبين رحمة الله حجاب، فجاءه حُسن خُلقه فأخذه بيده وأدخله في رحمة الله .

ورأيت رجلاً من أُمّتي قد هوت صحيفته قبل شماله، فجاءه خوفه من الله عزّ وجلّ فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه .

ورأيت رجلاً من أُمّتي قد خفّت موازينه ، فجاءه أفراطه (2) فثقّلوا موازينه .

ورأيت رجلاً من أُمّتى قائماً على شفير جهنّم ، فجاءه رجاؤه من الله عزّ وجلّ فاستنقذه من ذلك.

ورأيت رجلاً من أُمّتي قد هوى في النّار، فجاءته دموعه الّتي بكى من خشية

ص: 436


1- لهث الكلب : أخرج لسانه من شدّة العطش
2- فجاءه أفراطه : أي أولاده الّذين ماتوا قبله

الله فاستخرجته من ذلك.

ورأيت رجلاً من أُمّتي على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف، فجاءه حسن ظنّه بالله فسكن رعدته ومضى على الصراط .

ورأيت رجلاً من أُمّتى على الصراط يزحف أحياناً ويحبو (1) أحياناً ويتعلّق أحياناً، فجاءته صلاته عَلَيَّ فأقامته على قدميه ومضى على الصراط .

ورأيت رجلاً من أُمّتي انتهى إلى أبواب الجنّة كلّها، كلّما انتهى إلى باب أغلق دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلّا الله صادقاً بها ففتحت له الأبواب ودخل الجنة».

(أمالي الصدوق : المجلس 41، الحديث 1)

(400) 5 - (2) حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ، عن آبائه، عن علي علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّ أقربكم منۀي غداً وأوجبكم عَلَيَّ شفاعةً أصدقكم لساناً، وآداكم للأمانة، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».

(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 5)

ص: 437


1- الزحف : مشي الصبي على إسته، والحبو : مشيه على يديه وبطنه
2- رواه في مسند زيد الشهيد رضي الله عنه: ص 348. ورواه السيّد أبو طالب في تيسير المطالب : ص 442 في أوّل الباب 63 عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني، عن الحسن بن محمّد بن نصر، عن فضالة بن محمّد بن فضالة ، عن سليمان بن الربيع ، عن كادح ، عن موسى بن وجيه ، عن زيد بن عليّ. وأورده الفتّال فى المجلس 58 من روضة الواعظين : ص 377. وأورده الحرّاني في قصار مواعظ النبيّ صلّی الله علیه و آله من تحف العقول: ص 46 بتفاوت

(401)6 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ بن الحسن الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي، عن عبد المؤمن، عن محمّد بن عليّ الباقر علیهماالسّلام قال : حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «أقربكم منّى فى الموقف غداً أصدقكم حديثاً، وآداكم أمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم إلى النّاس».

(أمالي المفيد : المجلس 7 ، الحديث 13)

(402) 7 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن بكر بن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أقربكم غداً منّي في الموقف : أصدقكم للحديث ، وآداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 57)

(403) 8 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام، عن أبي ذرّ رحمه الله قال :

ص: 438


1- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2 : 312
2- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 33 و في ط 55 عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد، عن عليّ بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى . ورواه أيضاً فى الفقيه : 1 : 1406/308 مرسلاً

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «أطولكم قنوتاً في دار الدنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف».

(أمالي الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 7)

(404)9- (1) حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (إسحاق) بن أحمد الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي ، عن أبيه ، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال : «من صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماء والأرض ما له عند الله من الكرامة وكتب له من الأجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت ، ويشفّع يوم القيامة في مثل ما يشفّعون فيه ، ويحشر معهم في زمرتهم حتّى يدخل الجنّة ويكون من رفقائهم» . (وساق الحديث إلى أن قال:)

«ومن صام من رجب خمسة أيّام كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يرضيه يوم القيامة، وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر وكتب له عدد رمل عالج حسنات و أدخل الجنّة بغير حساب ويقال له : تمنّ على ربّك ما شئت.

ومن صام من رجب ستّة أيّام خرج من قبره ولوجهه نور يتلألاً أشدّ بياضاً من نور الشمس، وأعطي سوى ذلك نوراً يستضيء به أهل الجمع يوم القيامة، وبعث من الآمنين حتّى يمرّ على الصراط بغير حساب». (إلى أن قال:)

«ومن صام من رجب تسعة أيّام خرج من قبره وهو ينادي بلا إله إلّا الله ، ولا يصرف وجهه دون الجنّة، وخرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ لأهل الجمع حتّى

ص: 439


1- ورواه أيضاً في الحديث 4 من الباب 129 من كتاب ثواب الأعمال : ج 1 ص 78 ، وفي الحديث 12 من الباب 1 من كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص 24. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في فضل رجب» من روضة الواعظين : ص 397

يقولوا : هذا نبيّ مصطف. وإنّ أدنى ما يعطى أن يدخل الجنّة بغير حساب .

ومن صام من رجب عشرة أيّام جعل الله عزّ وجلّ له جناحين أخضرين منظومين بالدرّ والياقوت يطير بهما على الصراط كالبرق الخاطف إلى الجنان ويبدّل الله سيّئاته حسنات، وكتب من المقرّبين القوّامين لله بالقسط ، وكأنّه عبد الله عزّ وجلّ ألف عام قائماً صابراً محتسباً.

ومن صام أحد عشر يوماً من رجب لم يواف يوم القيامة عبد أفضل ثواباً منه إلّا من صام مثله أو زاد عليه .

ومن صام من رجب اثني عشر يوماً كسي يوم القيامة حلّتين خضراوين من سندس واستبرق ويحبر بهما، لو دلّيت حلّة منهما إلى الدنيا لأضاء ما بين شرقها وغربها ولصارت الدنيا أطيب من ريح المسك.

ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوماً وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظلّ العرش قوائمها من درّ أوسع من الدنيا سبعين مرّة، عليها صحاف الدرّ والياقوت، في كلّ صحفة سبعون ألف لون من الطعام لا يشبه اللون اللّون، ولا الريح الريح ، فيأكل منها والنّاس في شدّة شديدة وكرب عظيم»(إلى أن قال :)

«ومن صام من رجب خمسة عشر يوماً وقف يوم القيامة موقف الأمنين، فلا يمرّ به ملك مقرّب ولانبيّ مرسل ولا رسول إلّا قال : طوباك أنت آمن مقرّب مشرّف مغبوط محبور ساكن للجنان». (إلى أن قال:)

«ومن صام سبعة عشر يوماً من رجب وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتىّ يمرّ على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان، تشيعه الملائكة بالترحيب والتسليم». (إلى أن قال :)

«ومن صام من رجب أحداً وعشرين يوماً شفّع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر كلّهم من أهل الخطايا والذنوب». (إلى أن قال :)

«ومن صام من رجب خمسة وعشرين يوماً فإنّه إذا خرج من قبره تلقّاه سبعون ألف ملك ، بيد كلّ ملك منهم لواء من درّ وياقوت، ومعهم طرائف الحليّ

ص: 440

والحلل، فيقولون: يا وليّ الله ، النجاة إلى ربّك، فهو من أوّل النّاس دخولاً في جنّات عدن مع المقرّبين الّذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ذلك هو الفوز العظيم.

ومن صام من رجب ستّة وعشرين يوماً بنى الله له في ظلّ العرش مئة قصر من درّ وياقوت على رأس كلّ قصر خيمة حمراء من حرير الجنان، يسكنها ناعماً والنّاس في الحساب» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 80 ، الحديث 1)

أقول : يأتي تمامه في كتاب الصوم، ونحوه روايات أُخرى أذكرها إن شاء الله في فضائل شهر رجب .

(405) 10 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن

ص: 441


1- صدر الحديث رواه البرقي في كتاب المرافق من المحاسن : ص 631 ح 110 و 112 والكليني في الكافي : 5: 48 ح 2 ، وبإسنادهما عن أبي عبد الله علیه السّلام أنّه قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله . وقريباً منه رواه الكليني في الحديث 3 عن أبي جعفر علیه السّلام. وروى الصدوق نحوه في كتاب الحجّ من الفقيه : 2 : 283 ح 2459 : باب الخيل وارتباطها . وصدره رواه جمع من الأصحاب، منهم : أبوذرّ وابن عمر وأبوهريرة وجرير بن عبدالله وأبوسعيد الخدري وأسماء بنت يزيد وعروة بن أبي الجعد وابن عبّاس وجابر وسلمة بن نفيل ويحيى بن أبي الجعد البارقي وأنس وعريب وأبوكبشة . وأما حديث أبي ذرّ ، فرواه أحمد في مسنده : 5 : 181 . وأمّا حديث ابن عمر ، فرواه في المسند : 2 : 13 ، 28 ، 57، 101، 102 ، 112 ، 181 ، والبخاري (36644)، ومسلم (96/1871)، والطيالسي (1844)، وابن أبي شيبة : 12: 480 ، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 3: 273 وفي شرح مشكل الآثار (219)، والنسائي : 6 : 221 - 22 ، وابن ماجة (2787) ، وابن حبّان (4668) . وأمّا حديث أبي هريرة ففي مسند أحمد : 2: 262 ، 383 ، والمعجم الأوسط – للطبراني - : ح 2090 ، وشعب الإيمان – للبيهقي- : ج 4 ص 46 ح 4305 . وأمّا حديث جرير بن عبدالله ففي مسند أحمد : 4: 361 ، وفي المعجم الكبير : 2 : 2411 ، و 6: 5623 ، و 7 : 6357 ، 6480 ، و 17 : 396، 398 ، 401، 405، 411، 414 ، 417 ، و 20 : .1047 وأمّا حديث أبي سعيد الخدري ففي المسند : 3 39 وأمّا حديث أسماء ففي المسند : 6 : 455 . وأمّا حديث عروة البارقي ففي المسند : 4 : 375، 376، وفي المعجم الأوسط : ح 1940 و 6377 ، وفي المعجم الكبير : 17 : 399 ، وفي شعب الإيمان - للبيهقي -: ج 4 ص 47 ح 4306 . وأمّا حديث جابر، ففي المسند : 3: 352 ، وفي المعجم الأوسط ح 8977 . وأمّا حديث نفيل ، ففي المسند : 4 : 104. وأمّا حديث يحيى بن أبي الجعد ، ففي المسند : 4: 376. وأمّا حديث أنس ، ففي المعجم الأوسط : ح 6699 . وأمّا حديث عُريب ، ففي المعجم الكبير : 17 : 505 . وأمّا حديث أبي كبشة ، ففي المعجم الكبير : 22 : 849 ، والمستدرك - للحاكم - : 2 : 91 . وروى البيهقي قريباً من ذيل الحديث، في الباب 27 من شعب الإيمان : 4 : 45 - 4303 من طريق أبي هريرة

مخلد قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل الترمذي قال : حدّثنا سعد بن عنبسة قال: حدّثنا منصور بن وردان العطّار قال : حدّثنا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علیّ علیه السّلام :

أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ومن ارتبط فرساً في سبيل الله ، كان علقه وروثه وشرابه في ميزانه يوم القيامة».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 82)

ص: 442

باب 12 : الوسيلة وما يظهر من منزلة النبيّ وأهل بيته علیهم السّلام في القيامة

أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في الباب 6 - باب الركبان يوم القيامة - وسيأتي بعضها في الباب 13 - أنّه يدعى في القيامة كلّ أناس بإمامهم -.

(406) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمدّ بن عليّ رحمه الله قال : حّدثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جُبير، عن عبد الله بن عبّاس:

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال : «معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النار، لا يدخل النّار وليّ له، ولا ينجو منها عدوّ له ، إنّه قسيم الجنّة، لا يدخلها عدوّ له، ولا يزحزح عنها وليّ له». (أمالي الصدوق : المجلس 8 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(407) 2 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن صالح، عن حكيم بن عبد الرحمان قال : حدّثني مقاتل بن سليمان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام :

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) أنّه قال لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام: «يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنّار، بمحبّتك يُعرف الأبرار من الفجّار، ويميّز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 11 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.

(408)3 - حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا جعفر بن الحسن ، عن

ص: 443

عبيد الله بن موسى العبسي، عن محمّد بن عليّ السلمي، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل :

عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال : لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول في عليّ خصالاً ، لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لاكتفوا بها فضلاً (إلى أن قال):

قوله صلّى الله عليه وآله : «عليّ قسيم الجنّة والنّار».

(أمالي الصدوق : المجلس 20، الحدیث 1)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين من كتاب الإمامة .

(409) 4 - (1) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يوسف بن الحارث، عن محمّد بن مهران، عن عليّ بن الحسن قال : حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن إسماعيل بن معاوية، عن نافع عن ابن عمر قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة زيّن عرش ربّ العالمين بكلّ زينة، ثمّ يؤتى بمنبرين من نور طولهما مئة ميل، فيوضع أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يسار العرش، ثمّ يؤتى بالحسن والحسين علیهماالسّلام ، فيقوم الحسن على أحدهما و الحسين على الآخر، يزيّن الربّ تبارك وتعالى بهما عرشه كما يزيّن المرأة قرطاها».

(أمالي الصدوق : المجلس 24 ، الحديث 1)

ص: 444


1- وأورده ابن شهر آشوب في المناقب : 3: 446 - 447 في عنوان «فصل في معالي أمورهما» من ترجمة الإمام الحسن والحسين علیهماالسّلام ، والفتّال في روضة الواعظين : 1 : 156 في عنوان «مجلس في ذكر إمامة السبطين علیهماالسّلام». ورواه الديلمي في إرشاد القلوب : ص 294 - 295 نقلاً عن أمالي الصدوق . وانظر تخريج الحديث التالي

(410) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال :

ص: 445


1- وأورده الديلمي في فردوس الأخبار : 2 : 257، ح 2627 . ورواه الخطيب الخوارزمي في «مقتل الحسين» : ص 107 - 108 الحديث 212 في الفصل 6 -فضائل الحسن والحسين علیهماالسّلام - عن محمود بن إسماعيل، عن أحمد بن فادشاه ، وعن [أبي] علي [الحداد] ، عن أبي نعيم قالا : أخبرنا الطبراني ، عن أحمد بن رشدين ، عن حميد بن علي البجلي ، عن ابن لهيعة ، عن أبي عشانة ، عن عقبة بن عامر ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، مثله . قال : والشنف : القرط المعلّق في الأذن . وروى نحوه الطبراني في الحديث 339 من المعجم الأوسط : ج 1 ص 225 عن أحمد بن رشدين، عن حُميد بن علي البجلي ، عن ابن لهيعة ، عن أبي عشّانة : عن عُقبة بن عامر الجُهَني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «الحسن والحسين شَنْفا العرش وليسا بمُعَلَّقين» وإنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «إذا استقرّ أهل الجنّة في الجنّة قالت الجنّة : ياربّ وعدتني أن تُزيّنني برُكنين من أركانك . قال : أو لم أُزيّنك بالحسن والحسين ؟ » . ورواه عنه الخطيب البغدادي في ترجمة محمّد بن الحسين الهمذاني تحت الرقم 697 من تاريخ بغداد : ج 2 ص 238 . ورواه بإسناده عنه ابن عساكر في الحديث 193 من ترجمة الإمام الحسن علیه السّلام من تاريخ دمشق ص 119 - 120 . ورواه عنه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 184 . ورواه الطبرسي في ترجمة الإمام الحسين علیه السّلام من إعلام الورى : 1 : 432 عن ابن لهيعة ، عن أبي عوانة ، رفعه عن النبيّ صلّی الله علیه و آله . وروى ابن شهر آشوب في مناقب الحسنين علیهماالسّلام من كتاب المناقب : 3: 446 ، في عنوان : «فصل: في معالي أمورهما علیهماالسّلام» عن الطبراني والقاضي أبي الحسن الجراحي، وأبي الفتح الحفّار، والكيا شيرويه ، والقاضي النطنزي بأسانيدهم عن عقبة بن عامر الجهني، وأبي دجانة ، وزيد بن عليّ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «الحسن والحسين شنفا العرش». وفي رواية: «وليسا بمعلّقين ، وإنّ الجنّة قالت : ربّ اسكنتي الضعفاء والمساكين ! فقال الله تعالى : ألا ترضين أنّي زيّنت أركانك بالحسن والحسين ؟! فماست كما تميس العروس فرحاً». وأورده أيضاً الفتّال في روضة الواعظين : 1 : 166 في فضائل السبطين علیهماالسّلام. وروى محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 709 من كتاب مناقب الإمام أمير المؤمنين علیه السّلام : ج 2 ص 242 عن أبي أحمد ، عن محمّد بن عبدالرحمان الكوفي، عن وكيع بن الجرّاح ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «اشتكت الفردوس إلى ربّها فقالت : ياربّ حلّني . فأوحى الله إليها : ألم أحلك بالحسن والحسين ؟». وانظر أيضاً ترجمة أحمد بن محمّد بن الحجاّج بن رشدين من ميزان الإعتدال ، ولسانه . و ترجمة بزيع الأزدي من أسد الغابة : ج 1 ص 178 ط 1 ، وباب مناقب الحسن والحسين من اللئالي المصنوعة ج 1 ص 201 ط 1، وباب ألقاب الحسنين علیهماالسّلام من كتاب ألقاب الرسول و الا عترته : المطبوع في ضمن «مجموعة نفيسة» : ص 248

حدّثني أبو الفضل عيسى بن المتوكّل على الله قال : حدّثنا عليّ بن عبيد قال : حدّثنا محمّد بن سهل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد البلوي قال : حدّثني إبراهيم بن عبید الله بن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب علیه السّلام :

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «الحسن والحسين يوم القيامة عن جنبي عرش الرحمان تبارك وتعالى بمنزلة الشنفين(1) من الوجه» .

(أمالي الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 65)

(411) 6 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله

ص: 446


1- هذا هو الظاهر الموافق لسائر الروايات وفي الحجريّة: «الشفتين»، وفي الطبعة الحديثة : «الشقّين». والظاهر أنّهما مصحّفان عن «الشنفين»، والشنف : القرط المعلّق في الأُذُن
2- ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 50 - باب معنى الوسيلة - من معاني الأخبار : ص 116 ، و في الباب 130 من علل الشرائع : 1 : 165 ح 6. ورواه عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسير قوله تعالى : «ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد» من سورة «ق» في تفسيره : ج 2 ص 324 وفي طبع 324 وفي طبع ص 644 - 645 بسنده عن الصادق علیه السّلام ، و الصفّار في بصائر الدرجات ص 416 ح 11 من الباب 18 من الجزء 8 عن أحمد بن محمّد بن عيسى . و رواه الحمّويي في الباب 19 من السمط الأوّل من فرائد السمطين : ج 1 ص 106 - 108 ح 76 ، وعنه القندوزي في الحديث 4 من الباب 16 من ينابيع المودّة . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام» من روضة الواعظين : ص 113 - 114 . وصدر الحديث - بتفاوت - رواه أحمد في مسند أبي سعيد من مسنده : 3: 83 والديلمي في الفردوس : 5 : 147 ح 7449 ، وابن الجوزي في الباب 12 - في ذكر علوّ منزلته صلّی الله علیه و آله على الخلق في الجنّة - من كتاب «الوفا بأحوال المصطفى» : ص 845 ح 1620 ، والهيثمي في مجمع الزوائد: 1 : 332. ورواه الخوارزمي في الفصل 5 من مقتل الحسين علیه السّلام : ص 67 - 68 ح 130 من طريق أمير المؤمنين علیه السّلام

قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى (1) قال : حدّثنا العبّاس بن معروف [عن عبد الله بن المغيرة] (2) قال : حدّثنا أبو حفص العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد

ص: 447


1- هذا هو الظاهر الموافق لسائر المصادر، فإنّ سعد بن عبد الله روى عن أحمد بن محمّد بن عيسى وأكثر رواياته عنه تبلغ مئة واثنين وخمسين مورداً. وفي مشايخ سعد بن عبد الله ، محمّد بن أحمد بن يحيى . وفي النسخ : «أحمد بن محمّد بن يحيى» ، وروى الشيخ في التهذيب : 10 ح 1148 باب دیات الشجاج وكسر العظام بسنده عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن العبّاس بن معروف. والظاهر وقوع التحريف فيه والصحيح محمّد بن أحمد بن يحيى، أو أحمد بن محمّد بن عيسى بقرينة سائر الروايات. لاحظ معجم رجال الحديث 8: 80 ترجمة سعد بن عبد الله ، و 9 : 239_243 ترجمة العبّاس بن معروف
2- من سائر المصادر

الخدري قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا سألتم الله عزّ وجلّ فاسألوه لي الوسيلة».

فسألت النبيّ صلّی الله علیه و آله عن الوسيلة ؟

فقال: «هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة، مابين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهراً، وهي مابين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد، ومرقاة ياقوت إلى مرقاة فّضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتّى تنصب مع درجة النبيّين، فهي في درج النبيّين كالقمر بين الكواكب، فلايبقي يومئذ نبيّ ولا صديّق ولا شهيد إلّا قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته. فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ، يسمع النبيّين وجميع الخلق : هذه درجة محمّد صلّی الله علیه و آله.

فأقبل وأنا يومئذ متزر بريطة (1) من نور على تاج الملك وإكليل الكرامة، و عليّ بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه : «لا إله إلّا الله ، المفلحون هم الفائزون بالله».

وإذا مررنا بالنبيّين قالوا: هذان ملكان كريمان مقرّبان، لم نعرفهما ولم نرهما، و إذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيّان مرسلان، حتّى أعلوا الدرجة، وعليّ يتبعني حتّى إذا صرت في أعلى درجة منها وعليّ أسفل منّي بدرجة ، فلايبقي يومئذ نبيّ ولا صدّيق ولا شهيد إلّا قال : طوبى لهذين العبدين، ما أكرمهما على الله !

فيأتي النداء من قبل الله جلّ جلاله، يسمع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين: هذا حبيبي محمّد وهذا وليّي عليّ، طوبى لمن أحبّه وويل لمن أبغضه وكذَّب عليه».

ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «فلا يبقى يومئذ أحد أحبّك يا على إلّا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه ولا يبقي أحد ممّن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقاً إلّا اسودّ وجهه واضطريت قدماه .

فبينا أنا كذلك إذا ملكان وقد أقبلا إليّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنۀة،

ص: 448


1- الرَّيطَة : كلِّ ثوب لين رقيق

وأمّا الآخر فمالك خازن النّار ، فيدنو رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد.

فأقول : السلام عليك أيّها الملك، من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك !

فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة وهذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك ربّ العزّة، فخذها يا أحمد.

فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضلني به ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب .

ثمّ يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد.

فأقول : السلام عليك أيّها الملك ، من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك.

فيقول : أنا مالك خازن النّار، وهذه مقاليد النّار بعث بها إليك ربّ العزّة ، فخذها يا أحمد.

فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب .

ثمّ يرجع مالك، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النّار حتّى يقف على عجزة جهنّم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتدّ حرّها ، وعليّ آخذ بزمامها فتقول له جهنّم: جزني ياعليّ، قد أطفأ نورك لهبي.

فيقول لها علي: قري يا جهنّم، خذي هذا واتركي هذا، خذي هذا عدوّي واتركي هذا وليّي .

فلجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة، وإن شاء يذهبها يسرة، ولجَهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق».

(أمالي الصدوق : المجلس 24 ، الحديث 4)

(412)7 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال رحمه الله : حدّثنا محمّد بن يحيى

ص: 449


1- ورواه أبو جعفر الطبري في بشارة المصطفى : ص 33 عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات الله عليهم» من روضة الواعظين : ص 272

العطّار ، عن محمّد بن أحمد الأشعري، عن سلمة بن الخطّاب، عن الحسين بن سعيد الأزدي ، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الله بن صباح، عن أبي بصير :

عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «إذا كان يوم القيامة جم الله الأوّلين و الآخرين في صعيد واحد ، فتغشّاهم ظلمة شديدة، فيضجّون إلى ربّهم ويقولون: ياربّ ، اكشِف عنّا هذه الظلمة».

قال: «فيقبل قوم، يمشي النور بين أيديهم، قد أضاء أرض القيامة ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله ؟

فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بأنبياء.

فيقول أهل الجمع : فهؤلاء ملائكة ؟

فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بملائكة .

فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء ؟

فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بشهداء.

فيقولون : مَن هُم ؟

فيجيئهم النداء : يا أهل الجمع ، سَلُوهم مَن أنتم ؟

فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟

فيقولون: نحن العلويّون، نحن ذريّة محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، نحن أولاد عليّ وليّ الله ، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الأمنون المطمئنّون .

فيجيئهم النداء من عند الله عزّ وجلّ: اشفعوا في محبّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم. فيشفعون ويُشفّعون».

(أمالي الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 19)

ص: 450

(413) 8 - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد [بن سعيد أبو العبّاس ابن عقدة] الهمداني مولى بني هاشم ، قال : أخبرنا المنذر بن محمّد قال : حدّثنا جعفر بن إسماعيل، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن آبيه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: اين زين العابدين ؟

ص: 451


1- وورد أيضاً من طريق ابن عبّاس، رواه الصدوق في الحديث الأوّل من الباب 165 من علل الشرائع : ج 1 ص 229 عن عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد المكّي ، عن أبي الحسن عبدالله محمّد بن عمر الأطروش الحرّاني ، عن صالح بن زياد الشوني، عن أبي عثمان عبد الله بن ميمون السكّري ، عن عبدالله بن معن الأودي ، عن عمران بن سليم قال : كان الزهري إذا حدّث عن عليّ بن الحسن علیهماالسّلام قال : حدّثني زين العابدين عليّ بن الحسين . فقال له سفيان بن عيينة : ولِمَ تقول له زين العابدين ؟ قال : لأنّي سمعت سعيد بن المسيّب يحدّث عن ابن عبّاس، أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : أين زين العابدين ؟ فكأنّي انظر إلى ولدي علي بن الحسين بن أبي طالب يخطو بين الصفوف». ورواه أيضاً عن الإمام الصادق علیه السّلام ، كما في الحديث 2 من الباب المذكور عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار، ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن العبّاس بن معروف ، عن محمّد بن سهيل الحرّاني ، عن بعض أصحابنا : عن أبي عبدالله علیه السّلام قال: «ينادي مناد يوم القيامة أين زين العابدين ؟ فكأنّي أنظر إلى عليّ بن الحسين علیهماالسّلام يخطو بين الصفوف». وروى نحوه ابن عساكر في الحديث 34 من ترجمة الإمام زين العابدين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ص 25 بإسناده عن أبي الزبير [محمّد بن مسلم المكّي] قال : كنّا عند جابر فدخل عليه عليّ بن الحسين ، فقال [جابر]: كنت عند رسول الله صلّی الله علیه و آله و ادخل عليه الحسين بن علىّ فضمّه إليه وقبّله : وأقعده إلى جنبه ثمّ قال : «يولد لابني هذا ابن يقال له «عليّ» إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش : ليقم سيّد العابدين . فيقوم هو»

فكأنّي أنظر إلى ولدي عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يخطر (1) بين الصفوف».

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 12)

(414)9 - وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله قال : «إذا كان يوم القيامة يؤتى بك ياعليّ على ناقة (2) من نور وعلى رأسك تاج له أربعة أركان، على كلّ ركن ثلاثة أسطر: «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله عليّ وليّ الله»، وتعطى مفاتيح (3) الجنّة، ثمّ وضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه، ثمّ يجمع لك الأوّلون والآخرون في صعيد واحد ، فتأمر بشيعتك إلى الجنّة وبأعدائك إلى النّار، فأنت قسیم الجنّة وأنت قسيم النّار ، ولقد فاز من تولّاك وخسر من عاداك، فأنت في ذلك اليوم أمين الله وحجّة الله الواضحة».

(أمالي الصدوق : المجلس 95، الحديث 14)

تقدّم إسناده في باب الركبان يوم القيامة .

(415) 10 - (4) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني المظفّر بن محمّد الورّاق قال : حدّثنا

ص: 452


1- يخطر في مشيته : يتمايل ويمشي مشية المعجب
2- في نسخة : على عجلة»
3- في نسخة : مفتاح»
4- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 123 عن أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه. وروى الصدوق قدّس سرّه في الباب - من عيون أخبار الرضا علیه السّلام: 2: 92 - 30 بإسناده عن أبي الصلت الهروي أنّه قال : قال المأمون يوماً للرضا علیه السّلام : يا أبا الحسن، أخبرني عن جدّك أميرالمؤمنين بأيّ وجه هو قسيم الجنّة والنّار ، وبأيّ معنى ؟ فقد كثر فكري، فقال له الرضا علیه السّلام : يا أمير المؤمنين ، ألم ترو عن آبائك ، عن عبد الله بن عبّاس أنّه قال : سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله یقول : «حبّ على ايمان وبغضه كفر» ؟ فقال : بلى. فقال الرضا علیه السّلام : فقسمة الجنّة والنّار إذا كان على حبّه و بغضه فهو قسيم الجنّة والنّار . فقال المأمون : لا أبقانى الله بعدك ، إنّك وارث جدّك رسول الله صلّى الله عليه و آله. قال أبو الصلت الهروي : لمّا انصرف الرضا علیه السّلام إلى منزله أتيته فقلت له : يا ابن رسول الله ، ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين ! فقال الرضا علیه السّلام: يا أبا الصلت، إنّما كلّمته من حيث هو ، و لقد سمعت أبي يحدّث عن آبائه ، عن علي : أنّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «يا علي أنت قسيم الجنّة [ والنّار ] يوم القيامة ، تقول للنّار : هذا لي وهذا لك». وانظر تفسير الآية 21 من سورة البقرة في التفسير المنسوب إلى الإمام العساكري علیه السّلام : ص 138 ، والآية 91 ص 406 ، والباب 18 من الجزء 8 من بصائر الدرجات : ص 414 - 418

أبو عليّ محمّد بن همّام قال : حدثّنا أبو سعيد الحسن بن زكريّا البصري قال : حدّثنا عمر بن المختار [البصري] قال : حدّثنا أبو محمّد النرسي (1)، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «كيف بك ياعليّ إذا وقفت على شفير جهنّم، وقد مدّ الصراط ، وقيل للنّاس : جوزوا ، وقلت لجهنّم : هذا لي وهذا لك» ؟

فقال عليّ علیه السّلام : يا رسول الله ، ومن أولئك ؟

قال : «أولئك شيعتك معك حيث كنت» . (أمالي المفيد : المجلس 38، الحديث 12)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله . (أمالي الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 55)

(416) 11 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال : حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني

ص: 453


1- كذا في أمالي الطوسي، وهذا موافق لرواية ابن عساكر في تاريخ دمشق، وفي أمالي المفيد : « البرسي»

قال : حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي قال : حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشباب الصيرفي مولى بني هاشم قال : حدّثنا سعيد الأعرج :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث) قال: «أما علمت أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان يقول : أنا قسيم الله بين الجنّة والنّار».

(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة : الباب 13 - جرى لهم علیهم السّلام من الفضل والطاعة ماجرى لرسول الله صلّى الله عليه وآله - من أبواب فضائل أهل البيت علیهم السّلام.

(417) 12 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو محمّد الفحّام قال : حدّثنا أبو الفضل محمّد بن هاشم الهاشمي - صاحب الصلاة – ب_«سرّ من رأى» ، قال : حدّثنا أبي هاشم بن القاسم قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا بن عبدالله الجوهري البصري، عن عبد الله بن المثنّى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك ، عن أبيه، عن جدّه :

عن النبي صلّى الله عليه وآله قال : «إذا كان يوم القيامة ونُصِب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى: «وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسْئُولُونَ» (2) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث11)

ص: 454


1- وحديث أنس هذا رواه العماد الطبري في بشارة المصطفى ص 44 بسنده إلى الشيخ الطوسي، وابن المغازلي في الحديث 289 من كتاب مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام ص 242 . وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 128 مرسلاً بتفاوت . والحديث ورد أيضاً من طريق أمير المؤمنين علیه السّلام ، وابن عبّاس وابن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي بكر. أمّا حديث أمير المؤمنين علیه السّلام ، فرواه الحمّويي في الحديث 238 في الباب الرابع والخمسون من السمط الأوّل من فرائد السمطين : ج 1 بإسناده إلى مالك بن أنس، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علىّ علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا جمع الأوّلين والآخرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم لم يجز بها أحد إلّا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب». ومثل رواية الفرائد ما رواه أبو الخير الطالقاني في الباب 33 من الأربعين، وابن الجوزي في باب فضائل عليّ علیه السّلام من الموضوعات : ص 299 ح 53 ، والسيوطي في عنوان «مناقب الخلفاء الأربعة» من اللآلي : ص 380 . ورواه ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة إبراهيم بن حميد الدينوري نقلا عن تاريخ الحاكم ، وفي ترجمة إبراهيم بن عبد الله الصاعدي نقلا عن الموضوعات - لابن الجوزي -. ورواه المحبّ الطبري في الفصل 6 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من الرياض النضرة: 2: 116. وأمّا حديث ابن عبّاس ، فرواه الخطيب البغدادي في ترجمة محمّد بن فارس من تاريخ بغداد :3: 161 ، والخوارزمي في الحديث 324 من المناقب ص 319 - 320 ، وابن المغازلي في الحديث 156 و 172 من المناقب . وأمّا حديث ابن مسعود فرواه ابن شاذان في الحديث 52 من كتاب «مئة منقبة» : ص 108 - 108 ، وعنه الخوارزمي في الحديث 48 من المناقب، ومقتل الحسين علیه السّلام : 1 : 39، و الديلمي في إرشاد القلوب ص 235 الخوارزمي ، وابن المغازلي في الحديث 156 و 172 من المناقب. ص 131 و 156 ، والمحب الطبري في الرياض النضرة : 2 : 172 . وأمّا حديث أبي سعيد ، فرواه ابن شاذان القمّي في المنقبة السادسة عشرة من كتاب «مئة منقبة»: ص 60 - 61 ، والهمداني في مودّة القربى : كما في ينابيع المودّة - للقندوزي - في الباب 56. وأما حديث أبي بكر فرواه المحبّ الطبري في الرياض النضرة : 2 : 177 و 244 ، وفي ذخائر العقبى ص 71. وأما ذيل الحديث فرواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره : ص 355 ح 482 - 484 عن ابن عبّاس . ورواه الحاكم الحسكاني في «شواهد التنزيل» : ج 2 ص 160 - 164 ح 785 - 790 عن أبي سعيد ، وابن عبّاس ، وأبي جعفر علیه السّلام. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 75 و 91 من كتاب المناقب : ج 1 ص 136 و 156 عن أبي سعيد . ورواه الحمّويي في الباب 14 من السمط الأوّل من فرائد السمطين : 1 : 79 ح 47 ، وفي ط 2: ح 60 من طريق أبي سعيد . ورواه الحبري في في تفسيره : ص 312 - 313 ح 60 عن ابن عبّاس، ورواه بسنده عن الحبري ، السيّد المرشد بالله في الأمالي الخميسيّة: 1 : 144 . ورواه الخوارزمي في الفصل 17 من المناقب : ص 275 ح256 عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق . وورد أيضاً في تفسير الآية 91 من سورة البقرة، في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السّلام: ص 405
2- سورة الصافات : 37: 24

ص: 455

(418)13- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الفحّام ، حدّثني أبو الطيّب محمّد بن الفرحان الدوري قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن فرات الدهّان قال : حدّثنا سفيان بن وكيع عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب : أدخلا الجنّة من أحبّكما وأدخلا النّار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى : «ألْقِيا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ»(2)». (أمالي الطوسي : المجلس 11، الحديث 10)

ص: 456


1- ورواه ابن الجوزي في باب فضائل علي علیه السّلام من الموضوعات : ص 300 ح 56 ، و السيوطي في مناقب الخلفاء الأربعة من اللآلي: 1 : 381، وفي ط : ص 198. وروى الحاكم الحسكاني قريباً منه في الحديث 896 من شواهد التنزيل : ج 2 ص 246 قال: حدثنيه أبو الحسن المصباحي ، حدّثنا أبوالقاسم عليّ بن أحمد بن واصل، حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عثمان، حدّثنا يعقوب بن إسحاق - من ولد عبّاد من ولد عبّاد بن العوّام -، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، [عن] شريك ، عن الأعمش ، قال : حدّثني أبوالمتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمّد وعليّ: أدخلا الجنّة من أحبّكما ، وأدخلا النّار من أبغضكما، فيجلس عليّ على شفير جهنّم فيقول [لها]: هذا لي وهذا لك ، وهو قوله : «ألقيا في جهنّم كلّ كفار عنيد»». ورواه عنه الطبرسي في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان . ولاحظ الحديث 898 من شواهد التنزيل ، والحديث 14 و 16 من الباب وتخريجهما
2- سورة ق : 50 : 24

(419) 14 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبليّ قال : حدّثني أبي أخو دعبل بن علي الخزاعي قال: حدّثنا سيّدي أبوالحسن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن

ص: 457


1- وروی نحوه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة ق في تفسيره : ص 436 ح 575 / 2 قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن مروان قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا عبيد بن يحيى بن مهران الثوري ، عن محمّد بن الحسين [بن علي العلوي العمري ] عن أبيه، عن جدّه : عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام في قوله تعالى : «ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد» قال : فقال لي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع النّاس يوم القيامة يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش فيقال لى ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النّار». ورواه القمّي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره : 2 : 324 . ورواه الحاكم الحسكاني في الحديث 897 في تفسير سورة ق من شواهد التنزيل : ج 2 ص 265 عن فرات بن إبراهيم الكوفي . ورواه ابن شاذان في المنقبة 23 من مئة منقبة» : ص 71 - 72 بتفاوت . ورواه القندوزي في الحديث 8 من الباب 16 من ينابيع المودّة : 1 : 252

أمير المؤمنين علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله في قوله عزّ وجلّ : «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» (1) قال : «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك يا علي، وكساني وكساك ياعليّ، ثمّ قال لي ولك : ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما ، وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما ، فإن ذلك هو المؤمن».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 33)

(420)15- (2) وبالسند المتقدّم عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة ، وفرغ الله من حساب الخلائق ، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنّار إليّ فأدفعها إليك ، فيقول لك : احكم».

قال علي علیه السّلام : «والله إنّ للجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي، ومن باب واحد سائر النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 35)

(421) 16 - (3) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا إبراهيم بن حفص بن

ص: 458


1- سورة ق : 24:50
2- وروى نحوه القندوزي في الحديث 888 من ينابيع المودّة : ج 2 ص 311 عن كتاب مودّة القربى ، عن جابر رفعه: «إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرائيل وميكائيل بحزمتين من المفاتيح، حزمة من مفاتيح الجنّة وحزمة من مفاتيح النّار، وعلى مفاتيح الجنّة أسماء المؤمنين من شيعة محمّد وعليّ، وعلى مفاتيح النّار أسماء المبغضين من أعدائه ، فيقولان لي : يا أحمد ، هذا مبغضك وهذا محبّك ، فادفعها إلى علي بن أبي طالب فيحكم فيهم بما يريد ، فوالّذي قسم الأرزاق لا يدخل مبغضيه الجنّة ، ولا محبّيه النار أبداً». وانظر الحديث 6 من الباب
3- ورواه الحسكاني في الحديث 895 من شواهد التنزيل : 2 : 264 قال : أخبرنا أبو الفضل جمهور بن حيدر القرشي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن نيزك الطوسي – ببغداد- ، حدّثنا إسحاق بن محمّد البصري ، حدّثنا محمّد بن الطفيل : وأخبرنا أبو طالب حمزة بن محمّد بن عبدالله الجعفري، أخبرنا أبو الحسين عبدالوهّاب بن الحسن الكلابي – بدمشق-، حدّثنا أبو الأغرّ أحمد بن جعفر الملطي، حدّثنا محمّد بن الليث الجوهري ، حدّثنا محمّد بن الطفيل : حدّثنا شريك بن عبدالله قال : كنت عند الأعمش وهو عليل ، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا : يا أبا محمّد ، إنّك في آخر يوم من أيّام الدّنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى الله منها! فقال : أسندوني أسندوني. فأسند ، فقال : حدّثنا أبو المتوكّل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعليّ: ألقيا في النّار من أبغضكما وأدخلا الجنّة من أحبّكما، فذلك قوله تعالى : «ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد». فقال أبو حنيفة للقوم : قوموا [بنا] لا يجيء بشيء أشدّ من هذا . ورواه الخزاعي في الحديث 14 من أربعينه : ص 54 - 55، وعبدالوهّاب الكلابي في الحديث 3 من مناقبه المطبوع في آخر مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام - لابن المغازلي -: ص 427، و ابن طاووس في الطرائف : ص 82 ح 115 نقلا عن ابن المغازلي في المناقب. وأمّا حديث عباية ، فرواه ابن عساكر في الحديث 761 في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 243 بإسناده عن عباية [بن ربعي] ، عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أنّه قال : «أنا قسيم النّار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا وذري ذا». وفي الحديث 762 بإسناده عن حصين بن مخارق ، عن الأعمش وعبدالواحد بن حسان، وهارون بن سعيد ، عن موسى بن طريف ، عن عباية بن ربعي قال : سمعت عليّا رضي الله عنه يقول : «أنا قسيم النّار يوم القيامة ، أقول : هذا لي وهذا لك». وفي الحديث 763 بسنده عن عليّ بن مسهر، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية: عن علىّ رض الله عنه أنّه قال: «أنا قسيم النّار ، إذا كان يوم القيامة ، قلت : هذا لك وهذا لي». ورواه الكنجي الشافعي في الباب الثالث من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كفاية الطالب ص71 نقلاً عن ابن عساكر . ورواه الصفّار في الباب 18 من الجزء 8 من بصائر الدرجات : ص 416 ح 7 باختصار، و الخزاعي في الحديث 10 من أربعينه، والحمّويي في الباب 59 من السمط الأوّل من فرائد السمطين : 1 : 325 - 326 ح 254 ط 1 ، ثمّ قال في آخر الباب 59 و [لله درّ] القائل في مدحه علیه السّلام ، وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام : علىّ حبّه جنّة *** قسیم النّار والجنّة وصيّ المصطفى المصطفى حقّاً *** إمام الإنس والجِنّة

ص: 459

عمر العسكري بالمصيصة، قال: حدّثنا عبيد بن الهيثم بن عبيدالله الأنماطي البغدادي بحلب ، قال : حدّثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عمّ شريك قال:

حدّثني شريك بن عبدالله القاضي : حضرت الأعمش في علّته الّتي قبض فيها فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضعفاً شديداً، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته، وأدركته رنّة فبكى، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال : يا أبا محمّد، اتّق الله وانظر لنفسك، فإنّك في آخر يوم من أيّام الدنيا، وأوّل يوم من أيّام الآخرة، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث ، لو رجعت عنها كان خيراً لك !

قال الأعمش : مثل ماذا يانعمان ؟

قال : مثل حديث عباية : «أنا قسيم النّار».

قال : أو لمثلي تقول يا يهودي ؟ أقعدوني ، سنّدوني ، أقعدوني ، حدّثني - والذي إليّه مصيري - موسى بن طريف - ولم أر أسديّاً كان خيراً منه - قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحيّ ، قال : سمعت عليّاً أمير المؤمنين علیه السّلام يقول: «أنا قسيم النّار، أقول : هذا ولیّي دعيه ، وهذا عدوّي خذيه».

وحدّثني أبو المتوكّل الناجي في إمرة الحجّاج، وكان يشتم عليّاً علیه السّلام شتماً مقذعاً

ص: 460

يعني الحجّاج لعنه الله ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة يأمر الله عزّ وجلّ فأقعد أنا وعلىّ على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنّة من آمن بي وأحبّكما ، وأدخلا النّار من كفر بي وأبغضكما» (1)

قال أبو سعيد : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتولّ - أو قال : لم يحبّ - عليّاً». وتلا : «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» (2)

قال : فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا ، لا يجيئنا أبو محمّد بأطمّ من هذا.

قال الحسن بن سعيد : قال لي شريك بن عبدالله : فما أمسى - يعني الأعمش - حتّى فارق الدنيا رحمه الله . (أمالي الطوسي : المجلس 30، الحديث 7)

(422)17- (3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى السُدّي قال : حدّثنا محمّد بن سعيد ، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سخيلة عن أبي ذرّ وسلمان رضى الله عنهما قالا:

أخذ رسول الله صلّی الله علیه و آله بيد عليۀ بن أبي طالب علیه السّلام فقال: «هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديّق الأكبر، وفاروق هذه الأُمّة، ويعسوب المؤمنين».

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 11)

ص: 461


1- تقدّم حديث أبي المتوكّل عن أبي سعيد في هذا الباب برقم 13
2- سورة ق : 24:50
3- ورواه الطبراني في الحديث 6184 من المعجم الكبير : ج 6 ص 269 بمغايرة طفيفة في بعض الألفاظ وزيادة. ورواه البزّار عن أبي ذر وحده ، كما في باب إسلام عليّ علیه السّلام من أبواب فضائله علیه السّلام من مجمع الزوائد : ج 9 ص 102 . ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث 119 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 1 ص 119مع مغايرة طفيفة وزاد في آخره: «والمال يعسوب الظالمين». ورواه أيضاً الزرندي فى باب ذكر إسلامه علیه السّلام من أبواب فضائله علیه السّلام من كتاب نظم درر السمطين ص 82 إلى قوله : «وأوّل من يصافحني يوم القيامة». وروى الخطيب البغدادي في ترجمة عبدالله بن داهر الأحمري من تاريخ بغداد : ج 9 ص 453 بإسناده إلى ابن عبّاس أنّه قال : سمعت نبيّ صلّی الله علیه و آله وهو آخذ بيد علي يقول : «هذا أوّل من يصافحني يوم القيامة». وروى نحوه الحمّويي في الباب الأوّل من فرائد السمطين : ج 1 ص 39 بإسناده عن أبي ذرّ . ورواه ابن الجوزي في باب فضائل علي من الموضوعات : 1: 257 بإسناده عن أبي ذرّ . ورواه السيوطي في اللآلي : ص 324 في عنوان «مناقب الخلفاء الأربعة». ورواه الشوكانى فى الحديث 45 من باب المناقب من الفوائد المجموعة: ص 369

(423) 18 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي - وما كتبته بهذا الإسناد إلّا عنه - قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السُدّي الفزاري قال : حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابت، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان :

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «إذا كان يوم القيامة ضُرب لى عن يمين العرش قُبّة من ياقوتة حمراء، وضرب لإبراهيم علیه السّلام من الجانب الآخر قُبة من درّة بيضاء، وبينهما قُبّة من زبرجدة خضراء لعليّ بن أبي طالب، فما ظنّكم بحبيب بين خليلين» ؟

(أمالي الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 49)

ص: 462


1- وقريباً منه رواه أبو الخير الطالقاني في الحديث 44 من الأربعين المنتقى عن سلمان الفارسي ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، ورواه عنه الحمّويي في الباب التاسع من فرائد السمطين : ج 1 ص 104. وحديث سلمان ، رواه المحبّ الطبري في أواخر الفصل 8 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من الرياض النضرة : ج 2 ص 162 - 163 ، وفي ط : ص 211 ، وقال : أخرجه الحاكمي . وروى أيضاً الطبري نحوه من طريق حذيفة، كما في ذخائر العقبى : ص 90، وفي الرياض النضرة : 2 : 160 . وورد من طريق أبي حثمة ، رواه ابن المغازلي في الحديث 265 - 266 من المناقب : ص 219 - 220 ، والشيخ منتجب الدين في الحديث 38 من أربعينه : ص 70 ، والعلّامة الحلّي في الحديث 542 - 543 من كشف اليقين : ص 439، وعبد الله الشافعي في مناقبه نقلاً عن ابن المغازلي كما في إحقاق الحقّ : 6 : 56 و 16 : 437 . وانظر أيضاً مارواه الهندي في الحديث 32988 من كنز العمّال : ج 11 ص 616

(424) 19 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عبدالله الموسوي في داره بمكّة سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة ، قال : حدّثني مؤدّبي عبد الله بن أحمد بن نهيك الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن زياد [1] بن أبي عمير قال : حدّثنا عليّ بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، عن آبائه ، عن عليّ علیه السّلام:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «يا عليّ، إنّ الله عزّ وجلّ أعطاني فيك سبع خصال: أنت أوّل من ينشقّ القبر عنه معي وأنت أوّل من يقف معي على الصراط ، فتقول (2) للنّار : خذي هذا فهو لك ، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أوّل مَن يكسى إذا كسيت ويحيى إذا حييت، وأنت أوّل مَن يقف معي عن يمين العرش، وأوّل مَن يقرع معي باب الجنّة، وأوّل مَن يسكن معي عِلِّيين، وأوّل مَن يشرب معي من الرحيق المختوم الّذي ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون». (أمالي الطوسي : المجلس 32، الحديث 21)

ص: 463


1- ورواه أيضاً في وصايا النبيّ صلّی الله علیه و آله لأمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب المواعظ : ص 47 - 49 بتفاوت يسير
2- هذا هو الظاهر، وفي النسخ: «فيقول»

باب 13 : في أنّه يدعى يوم القيامة كلّ أناس بإمامهم

(425) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبان بن عثمان :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلّى الله عليه وآله قال : «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان (2) العرش : أين خليفة الله في أرضه ؟

فيقوم داوود النبيّ علیه السّلام ، فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ : لسنا إيّاك أردنا وإن كنت لله خليفة .

ثمّ ينادي ثانية (3): أين خليفة الله في أرضه ؟

فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فيأتي (4) النداء من قبل الله عزّ و جلّ: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجّته على عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم ليستضيء(5) بنوره، وليتبعه إلى الدّرجات العلى من الجنان».

قال : «فيقوم أُناس قد تعلّقوا (6) بحبله في الدّنيا فيتبعونه إلى الجنّة.

ص: 464


1- ورواه الطبري في الجزء 1 من بشارة المصطفى : ص 2
2- قال ابن الأثير في النهاية : 1 : 137 في مادة «بطن»: وفيه: «ينادي منادٍ من بُطنان العرش»: أي من وسطه ، وقيل : من أصله ، وقيل : البُطنان جمع بطن : وهو الغامض من الأرض، يريد من دواخل العرش
3- في الحديث 1 من المجلس 3 من أمالي الطوسي : «ثمّ ينادي منادٍ ثانياً»
4- في الحديث 7 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «فيقوم أمير المؤمنين علیه السّلام فيأتي...»
5- فى الحديث 1 من المجلس 3 من أمالي الطوسي : «يستضيء»
6- في الحديث 1 من المجلس 3 من أمالي الطوسي : «فيقوم الناس الذين قد تعلّقوا»

ثمّ يأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : ألا من ائتمّ بإمام (1) في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به، فحينئذ «يَتَبَرَّأُ الَّذِينَ اتَّبَعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ و تَقَطَّعَت بهِمُ الْأَسْبابَ ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَو أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَأُ مِنهُم كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ الله أَعمالهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَمَاهُم بِخارِجينَ مِنَ النَّارِ»(2).

(أمالي المفيد : المجلس 34، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله بمغايرة ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسي : المجلس ، الحديث 1 ، والمجلس 4 ، الحديث 7)

ص: 465


1- في الحديث 1 من المجلس 3 من أمالي الطوسي: «من عند الله عزّ وجلّ: ألا من تعلّق بإمام...»
2- اقتباس من سورة البقرة : 167 - 166

باب 14 : لواء الحمد

(426) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : أخبرني علىّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاث مئة ، قال : حدّثني أبي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «يا عليّ، أنت أخي ووزيري ، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، مَن أحبّك أحبّني، ومَن أبغضك أبغضني».

(أمالي الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 11)

(427)2 - (2) حدّثنا علىّ بن أحمد بن موسی الدقّاق رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال : «أمّا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي».

(أمالي الصدوق : المجلس 24 ، الحديث 2)

ص: 466


1- ورواه أيضاً في الحديث 47 من الباب 28 - فيما جاء عن الرضا علیه السّلام من الأخبار المتفرّقة - من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : 1 : 246 ، وفي ط : ص 548 ح 267
2- رواه عنه الطبري في بشارة المصطفى : ص 197 - 200 ، والديلمي في باب فضائل أهل البيت من إرشاد القلوب ص 295 - 296 ، والشيخ الحر العاملي في إثبات الهداة : 1 : 280-281 ح 150 ، والمجلسي في البحار: 28 : 37 - 40 ح 1 . ورواه الحمّويي في فرائد السمطين : 2 : 35 ح 371

(428)3- حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ رحمه الله قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السُبيعي قاضي بلخ ، قال : حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق، وكانت عمّتي ، قالت : حدثتني صفيّة بنت يونس بن بي إسحاق الهمدانيّة وكانت عمّتي ، قالت : حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور - وكان رضيعاً لبعض ولد زيد بن عليّ علیه السّلام- ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام :

عن الحسين بن عليّ علیهماالسّلام (في احتجاجه مع عسكر الكوفة) قال: «فبم تستحلّون دمي، وأبي الذائد عن الحوض غداً، يذود عنه رجالاً كما يُذاد البعير الصادي عن الماء ، ولواء الحمد في يدي جدّي يوم القيامة» ؟

قالوا : قد علمنا ذلك كلّه ، ونحن غير تاركيك حتّى تذوق الموت عطشاً !

(أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)

(429) 4 - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام:

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث:) قال: «إنّ على بن أبي طالب علیه السّلام لصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنّة ، لأنّه يَقْدُمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».

(أمالي الصدوق : المجلس 47، الحديث 9)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام من كتاب الإمامة .

ص: 467

(430) 5 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إسحاق المادري (1) قال : حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد قال : حدّثنا غانم بن الحسن السعدي قال : حدّثنا مسلم بن خالد المكّي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري:

عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : قالت فاطمة لرسول الله صلّی الله علیه و آله : «يا أبتاه ، أين ألقاك يوم الموقف الأعظم ويوم الأهوال ، ويوم الفزع الأكبر» ؟

قال: «يا فاطمة عند باب الجنّة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمّتي إلى ربّي» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 46، الحديث 12)

سيأتي تمامه في باب الشفاعة.

(431) 6 - (2) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أبوس سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة سبع عشرة وثلاث مئة - وهو ابن مئة وسبع سنين- ، قال :

ص: 468


1- في نسخة : «الماردي»، وفي أخرى: «المادرائي»
2- وأخرجه أحمد في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الفضائل ص 179 179 ح 252 . ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 221 من كتاب مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام: ج 1 ص 301، وابن عساكر في الحديث 150 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 1 ص. 124 ورواه أيضاً الخوارزمي في الفصل 14 في الحديث 159 من مناقبه ص 140 ، وفي الفصل 4 من مقتله : ج 1 ص 48 ، وابن الأثير في ترجمة محدوج بن زيد الذهلي من أسد الغابة : ج 4 ص 306، وقال : أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. وأخرجه ابن أبي الحديد في شرح المختار 154 من نهج البلاغة : ج 9 ص 169 نقلاً عن أحمد في الفضائل والمسند ، وأورده سبط ابن الجوزي في الباب الثاني - باب فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام من التذكرة ص 20 نقلاً عن أحمد في الفضائل . وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 75 ، والرياض النضرة : ج 2 ص 150-151وفي ط : ص 266 عن أحمد في المناقب، ورواه القندوزي في الباب 9 من ينابيع المودّة ص 57 عن عبدالله بن أحمد في زوائد المسند . وقد وردت فقرة من الحديث في صحيفة الرضا علیه السّلام ص 58 تحت الرقم 82 قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا كان يوم القيامة نُودِيت من بطنان العَرش : نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب»، وهذه الفقرة رواها أيضاً الشيخ الصدوق في الحديث 39 من الباب 31 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام: ج 2 ص 30 ، والبرقي في المحاسن : 1 : 179 ح 169 ، وابن المغازلي في الحديث 66 من المناقب : ص 44 ، والعاصمي في زين الفتى : 2 2 : 170 ح 406 . ورواه القمّي في تفسيره ذيل الأية الكريمة 185 من أل عمران بإسناده إلى أبي بصير، عن الصادق علیه السّلام في حديث . وانظر أيضاً سمط النجوم العوالي : ج 2 ص 490 و 492 ، والحديث 38 من الباب 31 من الأربعين المنتقى من مناقب المرتضى ، والحديث 77 - 78 من فرائد السمطين : 1 : 110 . ورواه الرافعي في ترجمة علي بن الحسن بن بندار التميمي من كتابه «التدوين»، والزمخشري في باب الخير والصلاح من ربيع الأبرار: 807:1 . وقريباً منه رواه ابن عساكر في الحديث : (159) من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 1 ص 131 ط 2 قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الواحد الدينوري، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال إملاءاً ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا عبد الله بن عليّ بن أحمد بن عامر الطائيّ، حدّثني أبي ، حدّثنى علىّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه [محمّد بن عليّ، عن أبيه] عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ: عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ أخوك علىّ بن أبي طالب»

حدّثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال : حدّثنا قيس بن الربيع قال : حدّثنا سعد الخفّاف، عن عطيّة العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي :

ص: 469

أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله آخا بين المسلمين ثمّ قال: «ياعليّ أنت أخي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لانبيّ بعدي ، أما علمت ياعليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يُدعى بي، فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بأبينا إبراهيم علیه السّلام فيقوم عن يمين العرش في ظلّه فيكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بالنّبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين (1) عن يمين العرش في ظلّه ويكسون حللاً خضراً من حلل الجنّة.

ألا وإنّي أخبرك ياعليّ أنّ أُمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثمّ أبشرك ياعليّ إنّ أوّل من يدعى بك يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك منّي ومنزلتك عندي، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين ، وإنّ آدم وجميع من خلق الله يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قصبه فضّة بيضاء، زجّه درّة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، وذؤابة في وسط الدنيا، مكتوب عليها ثلاث أسطر : الأوّل: «بسم الله الرحمن الرحيم»، والآخر: «الحمد لله ربّ العالمين»، والثالث : «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله» ، طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء، والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك حتّى تقف بيني و بين إبراهيم في ظلّ العرش، فتكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ ينادي منادٍ من عند العرش : «نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك على»، ألا وإنّي أبشّرك يا علي إنّك تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت ، و تحيى إذا حييت (أحییت)».

(أمالي الصدوق : المجلس 52، الحديث 14)

ص: 470


1- قال ابن الأثير في مادة «سمط» من النهاية : ج 2 ص 401: السماط : الجماعة من النّاس، والنخل . وقال الزبيدي في تاج العروس : ج 5 ص 162 : سماط القوم- بالكسر - : صفّهم، ومنه يقال : قام بين السماطين ، ويقال : قام القوم حوله سماطين : أي صفّين

(432)7 - حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا الله بن أحمد قال : حدّثنا القاسم بن سليمان، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن علاقة ، عن أبي سعيد عقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهماالسّلام :

عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قال : قال لي رسول الله صلّی الله علیه و آله : «يا عليّ ، أنت أخي وأنا أخوك (إلى أن قال :) يا عليّ، أنت صاحبي على الحوض غداً، وأنت صاحبي في المقام المحمود، وأنت صاحب لوائي في الآخرة ، كما أنت صاحب لوائي في الدنيا».

(أمالي الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 13)

تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(433) 8 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :

عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام :

عن أُمّ سلمة، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال: «يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي(2) غداً في القيامة».

(أمالي الصدوق : المجلس 60 ، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 9)

يأتي تمامه في باب أحوال أُمّ سلمة، من أبواب ما يتعلّق برسول الله صلّى الله عليه وآله من أزواجه وعشائره وأصحابه ، من كتاب النبوّة.

ص: 471


1- ورواه عن الشيخ الصدوق، العماد الطبري في الحديث 94 من الجزء الثاني من كتاب«بشارة المصطفى» ص 58 . ورواه أيضاً الصدوق في معاني الأخبار : ص 204 باب معنى الناكثين ، باختصار . وروی نحوه الخوارزمي في الفصل الرابع عشر - في بيان أنّه أقرب النّاس إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله - من كتاب المناقب ص 146 - 147 ح 171 ، والحمّوئي في الباب 52 من السمط الأوّل من كتاب فرائد السمطين : ج 1 ص 270 ح 211 وفي ط 2 : ح 223 ، والسيّد ابن طاووس في كتاب الطرائف ص 24 ح 22
2- في أمالي الطوسي : وحامل لواء الحمد...»

(434) 9 - (1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق و محمّد بن أحمد السناني وعبد الله بن محمّد الصائغ رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا أبو محمّد بكر بن عبدالله بن حبيب، قال : حدّثني عليّ بن محمّد قال : حدّثنا الفضل بن العبّاس قال: حدّثنا عبد القدّوس الورّاق قال : حدّثنا محمّد بن كثير، عن الأعمش.

وحدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب أحمد رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدّثني عبدالله بن محمّد بن باطويه قال : حدّثنا محمّد بن كثير ، عن الأعمش.

ص: 472


1- ورواه محمد بن سليمان الكوفي في الحديث 1100 من مناقب أميرالمؤمنين علیه السّلام : ج 2 ص 589 - 597 عن أبي أحمد، عن عبدالله بن عبدالصمد، عن عبدالله بن سوار، عن عبّاس بن خليفة ، عن الأعمش. ورواه ابن شاذان في الفضائل ص 116 عن أبي طالب أحمد بن الفرج بن الأزهر، رفعه عن رجاله إلى سلمان بن سالم ، عن الأعمش . ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 2: 372 - 379 - 734، وانظر أيضاً : ج 1 ص 119-120 ح 46. ورواه عبدالرحمان بن أحمد الخزاعي في الحديث 25 من كتاب «الأربعين عن الأربعين في فضائل على أمير المؤمنين علیه السّلام» ص 64 - 68 عن المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري ، عن أبي الحسن عبد الجبّار بن أحمد، عن الزبير بن عبد الواحد، عن راجح بن الحسين بن غياث ، عن محمّد بن خلف بن صالح ، عن الأعمش . ورواه الخوارزمي في أوّل الفصل 19 من المناقب بإسناده عن جرير بن عبد الحميد الضبّي ، عن سليمان الأعمش. وأخرجه ابن المغازلي في الحديث 118 من كتاب «مناقب الإمام أمير المؤمنين علیه السّلام»ص143 بأسانيد إلى الأعمش . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام» من روضة الواعظين: ص 120-124

وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي، فيما كتب إلينا من إصبهان، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ستّ وثمانين ومئتين ، قال : حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش.

وحدثّنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدّثني أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي قال : حدّثنا عليّ بن عيسى الكوفي قال : حدّثنا جرير بن عبدالحميد، عن الأعمش (في حديث طويل) عن أبي جعفر الدوانيقي قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا قعوداً عند النبيّ صلّی الله علیه و آله إذ جاءت فاطمة علیهاالسّلام تبكي بكاءاً شديداً، فقال لها رسول الله صلّی الله علیه و آله: «ما يبكيك يا فاطمة»؟

قالت: «يا أبه، عيّرتني نساء قريش، وقلن : إنّ أباك زوجك من مُعدِم لامال له» !

فقال لها النبيّ صلّی الله علیه و آله : «لاتبكي ، فوالله ما زوّجتك حتّى زوّجك الله من فوق عرشه، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل، وإنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً، ثمّ اطّلع الثانية فاختار من الخلائق عليّاً فزوّجك إيّاه، واتّخذه وصيّاً، فعليّ أشجع النّاس قلباً، وأحلم النّاس حِلماً، وأسمح النّاس كفّاً، وأقدم النّاس سلماً ، وأعلم الناس علماً، والحسن والحسين ابناه، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما على الله عزّ وجلّ.

يا فاطمة، لاتبكينّ، فوالله اّنه إذا كان يوم القيامة يُكسى أبوك حُلّتين، وعليّ

ص: 473

حُلّتين، ولواء الحمد بيدي، فأناوله عليّاً لكرامته على الله عزّ وجلّ.

يا فاطمة لا تبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي ، وإذا شفّعني الله عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي.

يافاطمة ، لاتبكينّ ، إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ في أهوال ذلك اليوم: «يا محمّد ، نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرحمان ، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب».

يافاطمة ، عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 67 ، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء : من كتاب الإمامة .

(435) 10 - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش :

عن سالم بن أبي الجعد قال : سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟

فقال: «ذاك خير خلق الله من الأوّلين والآخرين ما خلا النبيّين والمرسلين (إلى أن قال :) بيده لواء الحمد يوم القيامة ، أقرب النّاس منه شيعته وأنصاره» .

(أمالي الصدوق : المجلس 75، الحديث 4)

يأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(436) 11 - (1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حمّاد، عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عبّاس

ص: 474


1- ورواه أيضاً في الحديث 7 من أبواب السبعين ومافوقه من الخصال : ص 582

قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر، فقلت له: حبيبي جبرئيل، مع ما أنت ما أنت فيه من الفرح، ما منزلة أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عند ربّه ؟

فقال جبرئيل : يا محمّد ، والّذي بعثك بالنبوّة واصطفاك بالرسالة، ما هبطت في وقتي هذا إلّا لهذا، يامحمّد الله العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول : محمّد نبيّ رحمتي وعلي مقيم حجّتي، لا أعذّب من والاه وإن عصاني، ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني».

قال ابن عبّاس : ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة أتاني جبرئيل علیه السّلام و بيده لواء الحمد وهو سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس و القمر، فيدفعه إليّ فأخذه وأدفعه إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .

فقال رجل: يارسول الله ، وكيف يطيق عليّ حمل اللواء، وقد ذكرت أنّه سبعون شقّة ، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر ؟ !

فغضب رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ قال : «يارجل إنه إذا كان يوم القيامة أعطى الله عليّاً من القوّة مثل قوّة جبرئيل علیه السّلام ، ومن الجمال مثل جمال يوسف علیه السّلام ، ومن الحلم مثل حلم رضوان، ومن الصوت مايداني صوت داوود علیه السّلام ، ولولا أنّ داوود خطيب في الجنان لأعطي عليّ مثل صوته، وإنّ عليّاً أوّل من يشرب من السلسبيل والزنجبيل، وإنّ لعليّ وشيعته من الله عزّ وجلّ مقاماً يغبطه به الأوّلون والآخرون».

(أمالي الصدوق : المجلس 94 ، الحديث 10)

(437) 12 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال : «أتاني جبرئيل علیه السّلام فقال : يا محّمد ، إنّ ربّك يقول لك (1): «إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك ،

ص: 475


1- كلمة «لك» غير موجودة في أمالي الطوسي

وخليفتك على أهلك وأمّتك ، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنّة» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 21، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 23)

سيأتي تمامه مسنداً في باب الحوض.

(438) 13 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الحارث الهمداني قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال : «ماجاء بك» ؟

قال : فقلت : حُبّى لك يا أمير المؤمنين.

فقال: «يا حارث أتُحبّني» ؟

فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين .

[ف_]قال [أمير المؤمنين علیه السّلام]: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل (2) لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله لرأيتني حيث تحبّ». (أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 30)

تقدّم إسناده في الباب الخامس من أبواب الموت .

ص: 476


1- تقدّم تخريجه في الباب 5 من أبواب الموت
2- هذه الفقرة من الحديث رواها الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 135 في عنوان «باب حالته في الآخرة» قال: عن عبدالله بن إجارة بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب وهو على المنبر يقول : «أنا أذود عن حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بيدي هاتين القصيرتين، الكفّار والمنافقين، كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم». رواه الطبراني في الأوسط . وانظر الحديث 4 من الباب 17 من أبواب المعاد وتخريجه

(439)14- (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو علي محمّد قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الطائي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن جعفر بن سليمان الضبعي قال : حدّثنا أبي، عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن الفضل قال : حدّثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عبد الله بن عبدالرحمان الأنصاري، عن أبيه :

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 9)

يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.

(440)15- (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبليّ قال : حدّثني أبي أخو دعبل بن علي الخزاعي قال : حدّثنا دعبل قال : حدّثنا مجاشع بن عمر [و] (3)، عن ميسرة بن عبيدالله ،

ص: 477


1- ورواه الصدوق قذّس سرّه فى الحديث 6 من باب التسعة من الخصال ص 415 . وروى في الحديث 5 من الباب نحوه بإسناده إلى زيد بن أرقم عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
2- ورواه الحاكم الحسكاني في تفسير الآية 29 من سورة الفتح ، في شواهد التنزيل : 2 :252-253 ح 887 عن عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد بن الحسين البزاز، عن هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار . ورواه ابن المغازلي في المناقب : ص 322 ح 269 عن الحسن بن أحمد بن موسى ، عن هلال بن محمّد
3- هذا هو الظاهر الموافق لترجمة الرجل في الجرح والتعديل : 8: 390، والمجروحين - لابن حبّان ، وميزان الاعتدال ولسانه ، وتاريخ الإسلام وفيات سنة 171 - 180 : ص 335، ولرواية شواهد التنزيل ، وأمّا شيخه ميسرة ، ففي الرجال : ميسرة بن عبدربّه» كما في التاريخ الكبير : 377 ، والجرح و التعديل : 8: 254 ، والمجروحين - لابن حبّان : 3 : 11 و تاريخ بغداد : 13 : 222 ، وغيرها من كتب التراجم، وأمّا باسم ميسرة بن عبيدالله ، فلم أجده في كتب الرجال

عن عبد الكريم الجزري(1)، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عبّاس : أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ: «وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنهُم مَغفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً» (2) قال : سأل قوم النبي صلّى الله عليه وآله فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية ، يانبي الله ؟

[ف_] قال: «إذا كان يوم القيامة عُقد لواء من نور أبيض ونادى منادٍ: ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا، فقد بُعث محمّد صلّى الله عليه وآله ، فيقوم عليّ بن أبي طالب، فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً، فيُعطى أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة، إنّ ربّكم يقول لكم : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم - يعني الجنّة- ، فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتّى يدخل الجنّة، ثمّ يرجع إلى منبره، ولايزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة، ويترك أقواماً على النّار، فذلك قوله عزّ وجلّ : «وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِم َّم أَجْرُهُم وَنُورُهُم»(3)،

ص: 478


1- هو عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد الحرّاني ، أصله من اصطخر تحوّل إلى حرّان روى عن سعيد بن جبير وسعيد بن المسيّب وعبدالرحمان بن أبي ليلى وغيرهم، مترجم في طبقات ابن سعد : 7: 471 وتهذيب الكمال : 18 : 252 ، وسير أعلام النبلاء : 6: 80 ، وميزان الاعتدال ، ولسانه ، وغيرها من كتب الرجال
2- سورة الفتح : 48 : 29
3- سورة الحديد: 57: 19 ، وفي النسخ : «والّذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم و نورهم»

يعني السابقين الأوّلين والمؤمنين وأهل الولاية له، وقوله : «وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بايَاتِنَا أُولئِكَ أَصحابُ الْجَحِيمِ» (1)، هم الّذين قاسم عليهم النّار فاستحقّوا الجحيم».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 61)

(441) 16 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدّثنا الربيع بن يسار قال : حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ رضي الله عنه:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله : أنت صاحب رايتي ولوائي في الدنيا والآخرة غيري ؟

قالوا : لا. (أمالي الطوسي : الجلس 20، الحديث 4)

(442)17- (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد النهشلي شاذان قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى الخزّاز قال : حدّثنا مندل بن عليّ العنزي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلّی الله علیه و آله في بيته ، فغدا إليه عليّ علیه السّلام في الغداة، وكان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبيّ صلّی الله علیه و آله في صحن الدار، و إذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال : «السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله صلّی الله علیه و آله»؟

قال : بخير يا أخا رسول الله .

ص: 479


1- سورة المائدة : 5 : 10 و 86 ، وسورة الحديد : 57 : 19
2- ورواه الخوارزمي في الفصل 19 - فضائل له شتّى - من المناقب ص المناقب ص : 322 - 323 ح 329 ، وفي طبع : ص 231 ، و العلامة الحلي في البحث العاشر من الباب الثاني من الفصل الثالث من كشف اليقين ص 289 تحت الرقم 335

فقال عليّ علیه السّلام: «جزاك الله عنّا أهل البيت خيراً».

قال له دحية: إنّي أحبّك، و إنّ لك عندي مديحة أهديها إليك : «أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجّلين ، وسيّد ولد آدم ماخلا النبيّين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس 27 ، الحدیث 7)

يأتي تمامه في تاريخ نبيّنا صلّی الله علیه و آله من كتاب النبوّة .

ص: 480

باب 15 : الشفاعة

(443) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «مَن لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومَن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي».

ثمّ قال صلّی الله علیه و آله : «إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل».

قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا علیه السّلام : يا ابن رسول الله، فما معنى قول الله عزّ وجلّ : «وَلا يَسْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى» (2)؟

قال: «لا يشفعون إلّا لمن ارتضى الله دينه»(3)

(أمالي الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 4)

ص: 481


1- ورواه أيضاً في الحديث 35 من الباب 11 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 1 ص 124، وفي ط : ص 310 ح 146 . وأورده الفتّال في عنوان «في ذكر الشفاعة والحوض» من روضة الواعظين : ص 500 ، وابن صبّاغ في الفصول المهمّة : 252. وقوله علیه السّلام: «من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي» أورده أيضاً الصدوق في باب 21 من الاعتقادات
2- سورة الأنبياء: 21 : 28
3- قال الصدوق فى العيون، بعد ذكر الحديث : المؤمن هو الّذي تسرّه حسنته وتسوؤه سيّئته ، لقول النبيّ صلّی الله علیه و آله : «من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن» . ومن ساءته سيّئته ندم عليها ، والندم توبة، والتائب مستحق للشفاعة والغفران ، ومن لم تسوه سيّئته فليس بمؤمن ، وإذا لم يكن مؤمناً لم يستحقّ الشفاعة ، لأنّ الله عزّ وجلّ غير مرتضي لدينه

(444) 2 - وبإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصارى قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنّة (إلى أن قال :) تجوز فاطمة فتسير حتّى تحاذي عرش ربّها جلّ جلاله فتزج بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيّدي احكم بيني وبين من ظلمني، اللهمّ احكم بيني وبين من قتل ولدي.

فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : ياحبيبتي وابنة حبيبي، سليني تعطي، و اشفعي تشفّعي(1) ، فوعزّتي وجلالي لاجازني ظلم ظالم .

فتقول : إلهي وسيّدي، ذريّتي وشيعتي وشيعة ذريّتي ومحبّي ومحبّي ذرّيتي .

فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : أين ذريّة فاطمة وشيعتها ومحبّوها ومحبّو ذرّيتها ؟ فيقبلون و قد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة علیهاالسّلام حتّى تدخلهم الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس 5 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الركبان يوم القيامة.

(445) 3 - (2) حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمّار ، عن الحسن بن عبد الله ، عن أبيه، عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب علیهماالسّلام:

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال: «لي فضل على النبيّين، فما من نبيّ إلّا دعا على قومه بدعوة وأنا أخّرت دعوتي لأمّتي لأشفع لهم يوم القيامة».

ص: 482


1- التشفيع : قبول الشفاعة
2- وذيل الحديث أورده الفتّال في عنوان «في ذكر الشفاعة والحوض» من روضة الواعظين : ص 501

وفيه: «أعطاني الله عزّ وجلّ فاتحة الكتاب، (إلى أن قال:) والشفاعة لأصحاب الكبائر من أُمّتي».

وفيه: «وأمّا شفاعتي فهي لأصحاب الكبائر ماخلا أهل الشرك والظلم».

(أمالي الصدوق : المجلس 35، الحديث 1)

سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

(446) 4 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي أنّه سمع أبا جعفر علیه السّلام يقول :

ص: 483


1- ورواه أيضاً في الحديث 56 من باب الخمسة من الخصال : ج 1 ص 20 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، وسعد بن عبدالله، جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وأحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان ، عن زياد بن المنذر أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أُعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، ونصرت بالرعب ، وأحلّ لي المغنم، وأُعطيت جوامع الكلم ، وأُعطيت الشفاعة». وروى الطبراني قريباً منه في الحديث 11047 و 11085 من المعجم الكبير : ج 11 ص 51 و 61 بسندين إلى مجاهد عن ابن عبّاس ، وفي الحديث 13522 في : ج 12 ص 315 بإسناده إلى ابن عمر ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله بمغايرة وزيادة ، وفي الجميع ذكر بدل «أُعطيت جوامع الكلم» : «بُعثت إلى النّاس كافّة ، الأحمر و الأسود ... » . ورواه أيضاً في الحديث 7435 من المعجم الأوسط : ج 8 ص 211 - 212 عن أبي سعيد ، وفي الحديث 7467 ص 229 عن أبي هريرة . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 1 : 283 ح 304 من طريق جابر بن عبدالله ، باختصار . وانظر الأحاديث 32066 - 32058 من كنز العمّال : ج 11 ص 440 - 437 . قال العلّامة المجلسي في البحار : 16 : 313 - 314 : قوله صلّی الله علیه و آله : «مسجداً» أي مصلّى ، بخلاف الأمم السابقة فإنّهم كانوا لا يجوز لهم الصلاة اختياراً إلا في بِيعَهم وكنائسهم، أو المراد منه ما يصحّ السجود عليه ، والأوّل أظهر. قوله صلّی الله علیه و آله: «طهوراً» أي ما يتطهر به من الأحداث بالتيمّم و من الأخباث لبعض الأشياء كباطن القدم والخفّ ومخرج الغائط في الاستنجاء بالاحجار والمدر. «المغنم» بالفتح: ما يصاب من أموال المشركين في الحرب، والمشهور أنّ حلّ المغنم من خصائصه و خصائص أمّته صلّی الله علیه و آله ، وأنّ الأمم المتقدّمة : مِنهم من لم يبح لهم جهاد الكفّار، ومنهم من أبيح لهم لكن لم يبح لهم الغنائم وأباحها الله لهذه الأمّة . «ونصرت بالرعب» : كان ممّا خصّه الله تعالى به أنّه كان يخافه العدوّ وبينه وبينه مسيرة شهر . والمراد بجوامع الكلم القرآن حيث جمع الله فيه معاني كثيرة بألفاظ يسيرة ، وقيل : سائر كلماته الموجزة المشتملة على حكم عظيمة ومعاني كثيرة

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «أُعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً، وأُحلّ لي ،المغنم، ونصرت بالرعب، وأُعطيت جوامع الكلم، وأُعطيت الشفاعة».

(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحديث 6)

(447)5- حدّثنا محمّد بن الحسن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عليّ بن عقبة ، عن ميسر قال :

سمعت أبا جعفر الباقر علیه السّلام يقول: «من شيّع جنازة امرئ مسلم أُعطي يوم القيامة أربع شفاعات، ولم يقل شيئاً إلّا قال الملك : ولك مثل ذلك»(1).

(أمالي الصدوق : المجلس 39 ، الحديث 3)

ص: 484


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : 257:81 : قوله علیه السّلام : «أربع شفاعات» أي تقبل شفاعته في أربعة من المذنبين ، أو في أربع حوائج من حوائجه. قوله علیه السّلام : «ولم يقل شيئاً» أي من الدعاء للميّت بالمغفرة وغيرها إلّا دعا له الملك بمثله ، ودعاؤه لا يردّ

(٤٤٨) ٦ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إسحاق المادري (1) بالبصرة في رجب سنة ثمان عشرة وثلاث مئة ، قال : حدّثنا أبوقلابة عبدالملك بن محمّد قال : حدّثنا غانم بن الحسن السعدي قال: حدّثنا مسلم بن خالد المكّي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهماالسّلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري :

عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال : قالت فاطمة علیهاالسّلام لرسول الله صلّى الله عليه وآله : «يا أبتاه ، أين ألقاك يوم الموقف الأعظم ويوم الأهوال ، ويوم الفزع الأكبر» ؟

قال : «يا فاطمة عند باب الجنّة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمّتي إلى ربّي»

قالت: «يا أبتاه ، فإن لم ألقك هناك» ؟

قال : «القيني على الحوض وأنا أسقي أُمّتي».

قالت: «يا أبتاه فإن لم ألقك هناك» ؟

قال: «القيني على الصراط وأنا قائم أقول : ربّ سلّم أُمّتي».

قالت : «فإن لم ألقك هناك» ؟

قال : «القيني وأنا عند الميزان أقول : ربّ سلّم أُمّتي».

قالت: «فإن لم ألقك هناك» ؟

قال : «القيني عند (2) شفير جهنّم أمنع شررها ولهبها عن أُمّتي».

فاستبشرت فاطمة بذلك .

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ١٢)

(٤٤٩) ٧ _ (3) وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام (في حديث في فضل الذريّة الطاهرة) قال: «فيجيئهم النداء من عند الله عزّ وجلّ : اشفعوا في محبّيكم وأهل

ص: 485


1- في نسخة : «الماردي»، وفي أُخرى: «المادرائي»
2- في نسخة : «علی»
3- تقدّم تخريجه في باب الوسيلة

مودّتكم و شيعتكم. فيشفعون ويُشفَّعون».

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٧ ، الحديث ١٩)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الوسيلة .

(٤٥٠)٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثنا النضر بن شعيب، عن خالد القلانسي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من أُمّتي فيشفّعني الله فيهم، والله لا تشفّعت فيمن آذى ذريّتي».

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٩ الحديث ٣)

(٤٥١) 9 - (1) حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا الحسن بن على السكّرى قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الجوهري قال : حدّثنا محمّد بن عمارة (2)، عن أبيه قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام : «من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا :

ص: 486


1- ورواه أيضاً في صفات الشيعة : ص ١٢٩ ح ٦٩ . وأورده الفتّال في عنوان «ذكر الشفاعة والحوض» من روضة الواعظين : ص ٥٠١
2- ومثله في الحديث 2 من المجلس ٤١ والحديث ٤ من المجلس 71، والظاهر أنّه محمّد بن عمارة بن ذكوان الكلابي الجعفري الكوفي أبو شداد ، مات سنة إحدى وسبعين (تسعين) ومئة ، و هو ابن ثلاث وثمانين سنة، من أصحاب الصادق علیه السّلام ، وأبوه أبو العلاء أيضاً من أصحاب الصادق علیه السّلام . (رجال الشيخ : ٢٥٧ و ٥٢٤ ) . وفي نوابغ الرواة ص ،271 ، والجامع في الرجال : ٤٠٢: جعفر بن محمّد بن عمارة من أصحاب الصادق علیه السّلام ، وفي كمال الدين : ص : ص ١٥٣ باب 7 ح 17 جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق علیه السّلام. وفي شواهد التنزيل : 2 : 182 ح ٨١٦ وص ٣٠٠ ح ٩٣٦: محمّد بن زكريا ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه

المعراج، والمساءلة في القبر، والشفاعة».

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٩، الحديث ٥)

(٤٥٢) ١٠ - (1) حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب قال: حدّثنا علي بن رئاب قال: حدّثنا موسی بن بكر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لاتستخفّوا بفقراء شيعة عليّ وعترته من بعده، فإنّ الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر».

(أمالي الصدوق : المجلس ٥٠ ، الحديث ١٦)

(٤٥٣) ١١ - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف

ص: 487


1- ورواه أبو علىّ محمّد بن همّام الإسكاني في الباب ٥ من كتاب «التمحيص» : ص ٤٧ ح ٦٨ عن أبي الحسن الأول علیه السّلام قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول ... وذكر الحديث. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل الشيعة» من روضة الواعظين : ص 29٦ . وروی فرات بن إبراهيم الكوفي في الحديث ٥٢٥ من تفسيره : ص ٣٩٤ في تفسير سورة الشورى ، و ص ٥٤٥ الحديث ٦٩٩ في تفسير سورة المطفّفين (في حديث طويل) أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «فإنّ من فقراء شيعة عليّ ليشفع في مثل ربيعة ومضر»
2- ورواه القندوزي في الحديث 890 في الباب ٥٦ من ينابيع المودة : ج 2 ص 312 نقلاً عن مودّة القربى ص 90. وروى محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث ١٥٢ من كتاب «مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام» : ج1 ص 238 عن عثمان بن محمّد الألثغ ، عن جعفر بن محمّد الرمّاني، عن الحسن بن الحسين، عن إسماعيل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، ( في حديث ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعلى علیه السّلام: «يا عليّ إنّ الرجل من شيعتك ليشفع في مثل ربيعة ومضر». ورواه أيضاً في ج 2 ص 297 الحديث 772 بالسند المتقدّم قال : دخل عليّ على النبيّ صلّی الله علیه و آله فقال : «يا عليّ ، إنّ الرجل من شيعتك ليشفع لمثل ربيعة ومضر»

بابن الحاشر ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن محمّد بن عبد الرحمان الضبّي قال : سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « لا تستخفّوا بشيعة عليّ، فإنّ الرجل منهم ليشفع بعدد ربيعة ومضر». (أمالي الطوسي : المجلس ٣٦ ، الحديث (٢٠)

(٤٥٤) ١٢ - (1) أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله قال : حدّثني محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن شريف بن سابق ، عن أبي العبّاس الفضل بن عبد الملك :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام (في حديث) قال: «يافضل، لاتزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإنّ الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر».

ثمّ قال : «يافضل، إنّما سُمّى المؤمن مؤمناً لأنّه يؤمَن على الله فيجيز الله أمانه» .

ثمّ قال: «أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة : «فَما لَنا مِن شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»»(2).

(أمالي الطوسي : المجلس ٢، الحديث ٢٦)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(455)13- وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث المناشدة) قال: «فهل

ص: 488


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 72 عن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي ، عن الشيخ الطوسي . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 179
2- سورة الشعراء : 2٦ : 100 و 101

فيكم أحد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ من شيعتك رجلاً يدخل في شفاعته الجنّة مثل ربيعة و مضر» غيري ؟

قالوا : لا . (أمالي الطوسي : المجلس 20 ، الحديث ٤)

تقدّم إسناده في باب لواء الحمد، ويأتي تمامه في كتاب الإمامة .

(456)14 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمّد علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «من أراد التوسّل إليّ وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة ، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم».

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٠ ، الحديث ٥)

أبو جعفر الطوسي ، عن الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس ١٥ ، الحديث ٤)

ص: 489


1- ورواه القندوزي في الحديث ٧٥ من الباب ٥٨ من ينابيع المودّة : ج 2 ص 379 نقلاً عن جواهر العقدين : ج 2 ص ٢٧٤ ، وقال : أخرجه الديلمي في الفردوس. وأخرجه ابن حجر المكّي في الباب 11 - الفصل الأوّل ، المقصد الرابع - من الصواعق المحرقة ص ١٧٦ ، وقال : أخرجه الديلمي مرفوعاً ، وروى عنه القندوزي في الحديث ٢٩٦ من الباب ٥٩ من ينابيع المودّة : ج ٢ ص ٤٦٤ . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في مناقب آل محمّد صلوات الله عليهم» من روضة الواعظين 273 ، والخفاجي في المقصد الخامس من تفسير آية المودّة : ص 179. وأورده السيّد محمّد سبط ميرداماد في فضائل السادات ص 23٦ نقلاً عن كتاب تحفة النجباء من مناقب أهل العباء، وعن الصواعق المحرقة

(457)15- أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع، عن أبي عبد الله الصادق علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لا ينال شفاعتي غداً من أخّر الصلاة المفروضة بعد وقتها». (أمالي الصدوق : المجلس ٦٢ ، الحديث ١٥)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله إلّا أنّ فيه: «من أخّر المفروضة». (أمالي الطوسي : المجلس ١٥ ، الحديث ٤٢)

(458)16 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن موسى ابن اخت الواقدي، قال: حدّثنا أبوقتادة الحرّاني، عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاس :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «أيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان وحجّت بيت الله الحرام وزكت مالها وأطاعت زوجها ووالت عليّاً بعدي، دخلت الجنّة بشفاعة ابنتي فاطمة وإنّها لسيّدة نساء العالمين» الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس 73، الحديث 18)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة ، باب مناقب سيّد النساء علیهاالسّلام من تاريخها.

(459)17 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلاني قال : حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة عبدالله بن زيد الجرمي :

عن ابن عبّاس : (في حديث) قال : قالت فاطمة [لرسول الله صلّی الله علیه و آله] : «يا أبتاه ، فأين الملتقي يوم القيامة ؟

ص: 490

قال : «عند الحساب».

قالت: «فإن لم ألقك عند الحساب» ؟

قال : «عند الشفاعة لأمّتي».

(أمالي الصدوق : المجلس ٩٢ ، الحديث ٦)

يأتي تمام الخبر في كتاب النبوّة ، باب ارتحال رسول الله صلّی الله علیه و آله .

(٤٦٠) 18 _ (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن محمّد البزّاز قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمّدي قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني، عن معمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أيّها النّاس ألزموا مودّتنا أهل البيت فإنّه من لقي الله بودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، فوالّذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفتنا وولايتنا».

(أمالي المفيد : المجلس ١٧ ، الحديث ٤)

(٤٦١) ١٩ _ (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن عمر الزيّات قال:

ص: 491


1- لاحظ تخريج الحديث التالي
2- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث ٥٨٧ من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام: 2: 100. ورواه البرقي في كتاب ثواب الأعمال ، من المحاسن ، الباب ٨١ ح ١٠٥ عن خلّاد المقرئ ، عن قيس بن الربيع ، عن ليث ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحسن بن علىّ علیهماالسّلام. وأخرجه ابن حجر الهيتمي المكّي في الباب الحادي عشر - الفصل الأوّل ، المقصد الثاني - من الصواعق : ص 173 ، وعنه القندوزي في الحديث ٢٧٤ من الفصل ٥٩ من ينابيع المودّة : ج 2 ص 459. ورواه الطبراني في الحديث 2251 من المعجم الأوسط : ج 3 ص 122 ، عن أحمد بن محمّد المُرّي البغدادي، عن حرب بن الحسن الطحّان ، عن حسين بن الحسن الأشقر ، عن قيس بن الربيع، عن ليث ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحسن بن علي . ورواه عنه الهيثمي في باب فضل أهل البيت من مجمع الزوائد : ج 9 ص 172 ، والقندوزي في الحديث ٤١ من الباب ٥٨ من ينابيع المودّة : ج 2 ص 3٦٥ ، وفي الحديث ٢٢ من الباب ٨٥ إلّا أنّ فيه : عن الحسين بن علي ، والسيوطي في الحديث 18 من كتابه «إحياء الميت» ص ٣٥. وروى نحوه القندوزي في الحديث ٧٧٥ في الباب ٥٦ من ينابيع المودّة : ج 2 ص 272 عن جابر

حدّثني عليّ بن إسماعيل قال : حدّثنا محمّد بن خلف قال : حدّثنا الحسين [بن الحسن] الأشقر، قال: حدّثنا قيس [بن الربيع]، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن الحسين بن عليّ علیهماالسّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «ألزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي الله وهو يحبّنا، دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده، لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفتنا».

(أمالى المفيد : المجلس 2 ، الحديث 1)

وعن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، عن عليّ بن إسماعيل، مثله، إلّا أنّ فيه : «إلّا بمعرفة حقّنا».

(أمالي المفيد : المجلس ٦ ، الحديث ٢)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال: حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز، قال : حدّثنا الحسين الأشقر، مثله ، إلّا أنّ فيه: «فإنّه من لقي الله يوم القيامة وهو يودّنا». وفيه: «لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفة حقّنا».

(أمالي الطوسي : المجلس ٧ ، الحديث ١٦)

ص: 492

(٤٦٢) ٢٠ - (1) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمّد قال : أخبرني أبو عبدالله محمّد بن عليّ بن رياح القرشي إجازةً، قال: حدّثنا أبي قال: حدثّنا أبو علي الحسن بن محمّد قال : حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن ابي بصير:

عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين علیه السّلام (في حديث) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «جعل لكلّ نبيّ مسألة ، فسألوه إيّاها فأعطاهم ذلك في الدنيا، و أعطاني مسألة، فأخّرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أُمّتي إلى يوم القيامة، ففعل ذلك» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 50)

يأتي تمامه في تاريخ نبيّنا صلّی الله علیه و آله من كتاب النبوّة ، باب فضائله وخصائصه صلّی الله علیه و آله وما امتنّ الله به على عباده .

(٤٦٣) ٢١ _ (2) وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي ، واعتمد عليه في مقام الشفاعة، ويعينني على حمل مفاتيح الجنّة» . الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب لواء الحمد ، ويأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(٤٦٤) ٢٢ _ (3) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي

ص: 493


1- انظر تخريج الحديث ٤ و ٣٠ من الباب
2- ورواه الصدوق في الحديث ٦ من باب التسعة من الخصال ص ٤١٥ . وروى نحوه بإسناده إلى زيد بن أرقم عن النبيّ صلّی الله علیه و آله في الحديث ٥ من الباب
3- وأخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 32 - 33 ح 78، وفي السنة : 793، من طریق عبدالله بن سلام . وله شاهد من حديث أبي هريرة ، أخرجه أحمد في مسند أبي هريرة من مسنده : ج 2 ص ٥٤٠ ، وابن خزيمة في عنوان «ذكر البيان أن النبيّ صلّى الله عليه وآله أَوّل شافع وأوّل مشفّع يوم القيامة» من کتاب التوحيد : ص ٢٥٥ ، وأبوبكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص ٩ ح 13 ، وفي السنّة : 792 ، ومسلم في كتاب الفضائل من صحيحه : 2278، باب تفضیل نبيّنا صلّى الله عليه وآله على جميع الخلائق ، وأبوداوود فى السنّة : ٤٦٧٣ باب فى التخيير بين الأنبياء ، والترمذي في المناقب : 3٦٩٠ باب 21، وابن ماجة في الزهد ٤٣٠٨ باب ذكر الشفاعة، والدارمي في المقدّمة باب 8 ، والبيهقي في السنن : ٩ : ٤. و من حديث أبي سعيد ، رواه أحمد في الحديث ٣ من مسند أبي سعيد الخدري : ج 3 ص 2، وابن ماجة في الحديث 2 من باب الشفاعة من سننه (٤308) مطولاً وفي (٣٦١٥) مختصراً ، و ابن الجوزي في الباب ١ من أبواب بعثه وحشره ، من كتاب «الوفا بأحوال المصطفى» : ص 831 ح ١٥٧٢ وفي ص ٨٤٠ ح ١٥٩٩ . ومن حديث جابر، رواه الدارمي وابن عساكر - كما في الحديث ٣١٨٨٣ و ٣٢٠٥٥ من كنز العمّال : ج ١١ ص ٤٠٤ و ٤٣٦-، وأبوبكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص ٣٦ ح ٨٧، وفي هامشه عن الطبراني في الأوائل : ٧. ومن حديث ابن عبّاس ، رواه ابن أبي عاصم في الأوائل : ص ٤٤ ح ١١٦ وفي السنّة : ٧٩٥ ، وأحمد في مسنده : 1 : 281 . ووروى الفقرة الثانية أبوبكر بن أبي عاصم في الأوائل : ص 8 ح 9 ، والطبراني في المعجم الكبير : 12 : ح 12777 ، والديلمي في الفردوس : 1 : 80 ح 122 كلّهم من طريق ابن عبّاس . وروى البيهقي في شعب الإيمان : ١ : ٢٨٤ ح 307 من طريق أنس قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أنا أكثر الأنبياء يوم القيامة تبعاً، يجيء النبيّ وليس معه مصدّق غير رجل واحد، وأنا أوّل شافع وأوّل مشفّع»

قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار الطنافسي قال : حدّثنا عمّي طاهر بن مدرار قال : حدّثنا الحسن بن عمار، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن الحارث، عن علي علیه السّلام قال :

ص: 494

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولافخر، وأنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه ولا فخر، وأنا أوّل شافع وأوّل مشفّع».

(أمالي الطوسي : المجلس ١٠ ، الحديث ٤٥)

(٤٦٥) ٢٣ - (1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام السرّ من رآني قال : حدّثني عمّي عمر بن يحيى الفحام قال : حدّثني عبدالله بن أحمد بن عامر ، قال : حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السّلام قال :

قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المحبّ لأهل بيتي، والموالي لهم

ص: 495


1- وأخرجه محبّ الطبري في «ذكر الحث على حفظهم» من كتاب «ذخائر العقبی» ص 18 إلّا أنّ فيه : «والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه». ورواه السيوطي في الحديث ٤٨ من إحياء الميّت : ص ٥٢ نقلاً عن الديلمي ، وقال محقّق الكتاب في هامشه : الحديث أورده الإمام السيوطي في جمع الجوامع حديث رقم ٢٩٢٠ ، العدد الثامن من الجزء الأوّل : في السنن القوليّة ، إصدار مجمع البحوث الإسلاميّة . وعزاه إلى الديلمي من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر ، عن أبيه ، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه ، عن عليّ. وأخرجه الهندي في الحديث ٣٤١٨٠ من كنز العمّال : ج 12 ص 100 عن الديلمي مثل ما في إحياء الميت. إلّا أنّ فيهم : «والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطرّوا إليه». ورواه القندوزي في الحديث 32٥ من الفصل ٥٦ من ينابيع المودّة : ج 2 ص ١١٥ وفي الحديث ٧٦٩ من الباب ص 270 وفي الحديث 79 من الباب ٨٥ ص ٣٨٠ نقلاً عن جواهر العقدين : ٢ : ٢٤٧ ، وقال : وللديلمي مرفوعاً وذكر الحديث . وأخرجه أيضاً ابن حجر الهيتمي المكّي في الباب 11 - الفصل الأوّل ، المقصد الرابع _ من الصواعق : ص ١٧٦ ، وعنه القندوزي في الحديث 297 من الباب ٥٩ من ينابيع المودّة : ج 2 ص ٤٦٤. ونحوه في أواخر كتاب الزكاة من التهذيب : ٤ : ١١١ ح ٣٢٣. وانظر أيضاً تخريج الحديث التالي

والمعادي فيهم، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم فيما ينوبهم من أمورهم».

(أمالي الطوسي : المجلس ١٠ ، الحديث ٧٤)

(466)24 _ (1)أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ بن رزين الدعبليّ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريّتي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه» .

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 30)

ص: 496


1- هذا هو الحديث الثاني من صحيفة الرضا علیه السّلام : ص ٤٠ ، إلّا أنّه ليس فيه : «من بعدي» وفيه : «عند ما اضطرّوا إليه». ورواه الصدوق في الحديث 2 من الباب ٢٦ من عيون أخبار الرضا علیه السّلام عن علي بن عيسى المجاور، عن إسماعيل بن علىّ بن رزين أخي دعبل بن علي الخزاعي ، عن دعبل بن عليّ، عن عليّ بن موسى الرضا علیهماالسّلام . ورواه أيضاً في الحديث ٤ من الباب 31 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام بإسناده إلى داوود بن سليمان الفرّاء ، و أحمد بن عبدالله الهروي الشيباني عن الإمام الرضا علیه السّلام ، مثل ما في صحيفة الرضا علیه السّلام. ورواه السيّد أبو المكارم ابن زهرة الحسيني قدّس سرّه في النقل الثاني من الحديث الأوّل من أربعينه : ٤٣ - ٤٤ ، ونحوه في النقل الأوّل من الحديث. وروى الصدوق في الحديث 17 من الباب ٢٦ من العيون، والحديث ١ من باب الأربعة من الخصال ج ١ ص ١٩٦ بإسناده إلى داوود بن سليمان الفرّاء، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب : قال : قال رسول الله صلّط الله علیه و آله : « أربعة أنا شفيعهم يوم القيامة ولو آتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عند ما اضطرّوا إليه ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده». وأخرجه أبو جعفر الطبري قدّس سرّه في أول الجزء الثاني من «بشارة المصطفى» ص ٣٦ عن أبي طالب يحيى بن محمّد بن الحسين بن عبدالله الجواني الطبري الحسيني، عن أبي علي جامع بن أحمد الدهشاني ، عن أبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي، عن أبي القاسم يعقوب بن أحمد السري الفروضي ، عن أبي بكر محمّد بن عبدالله بن أحمد بن عقدة بن العبّاس بن حمزة ، عن أبي القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه ، عن الإمام عليّ بن موسى الرضا علیه السّلام. ورواه الحمّويي في فرائد السمطين : ج 2 ص ٢٧٦ - ٢٧٧ تحت الرقم ٥٤٠ و ٥٤١ . وأخرجه السيوطي في إحياء الميت ص ٥٢ ٤٨ قال : أخرجه الديلمي عن عليّ. ورواه الخرگوشي في شرف النبيّ المترجم ص ٢٧٤ الباب 27 ط طهران . وأخرجه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 18 وقال : أخرجه عليّ بن موسى الرضا. وأورده ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص 239 باب مكافأته صلّی الله علیه و آله لمن أحسن إليهم . وروی نحوه الخوارزمي في مقتل الحسين : ج ٢ ص ٢٥ - ٢٦ . وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ص 393 الفصل ١01 ح ١٠٩٦ عن رسول الله صلّی الله علیه و آله بتفاوت يسير. وانظر الباب ٧٣ من تيسير المطالب : ص ٤٤٣، الحديث 989، ولاحظ أيضاً تخريج الحديث المتقدّم

(467)25 - (1) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحّام قال : حدّثنا محّمد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد علیهماالسّلام

ص: 497


1- قال الطبرسي قدّس سرّه في تفسير الآية 79 من سورة الإسراء : معناه : يقيمك ربّك مقاماً محموداً يحمدك فيه الأوّلون والآخرون، وهو مقام الشفاعة تشرف فيه على جميع الخلائق تسأل فتعطى وتشفع وتشفّع، وقد أجمع المفسّرون على أنّ المقام المحمود هو مقام الشفاعة ، وهو المقام الّذي يشفع فيه للنّاس، وهو المقام الّذي يعطى فيه لواء الحمد فيوضع فيه فيه كفّه ويجتمع تحته الأنبياء والملائكة فيكون صلّی الله علیه و آله أوّل شافع وأوّل مشفّع

بإسناده عن الباقر علیه السّلام، عن جابر قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام :

سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول : «إذا حشر النّاس يوم القيامة نادى منادٍ: يارسول الله إنّ الله جلّ اسمه قد أمكنك من مجازاة محبّيك ومحبّي أهل بيتك ، الموالين لهم فيك، و المعادين لهم فيك، فكافئهم بما شئت. فأقول : ياربّ الجنّة . فأنادى: فولّهم منها حيث شئت . فذلك المقام المحمود الّذي وعدت به».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 33)

(٤٦٨) ٢٦ - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا يحيى بن عليّ بن عبد الجبّار السدوسي بالسيرجان قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبد الجبّار قال: حدّثنا حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة، عن عبد الرحمان بن أذينة العبدي، عن أبيه، وأبان مولاهم:

عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله صلّی الله علیه و آله يوماً مقبلاً على عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وهو يتلو هذه الآية : «وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً» (1) فقال: «يا عليّ، إنّ ربّي عزّ وجلّ ملّكني الشفاعة في أهل التوحيد من أُمّتي وحظر ذلك عمّن ناصبك وناصب ولدك من بعدك».

(أمالي الطوسي : المجلس ١٦ ، الحديث ٢٣)

(469)27 - (2)

(٤٧٠) ٢٨ _ (3) وبإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب : أدخلا الجنّة من أحبّكما، وأدخلا النّار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ»(4) ». أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثني عمّي

ص: 498


1- سورة الإسراء : 17 : 79
2- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص ١٤٣ عن أبي علي الحسن بن محمّد بن الحسن، عن أبيه الشيخ الطوسي . ورواه ابن مردويه من طريق ابن عبّاس ، كما في كشف اليقين - للعلّامة الحلّي : ص 291 ح 337 في عنوان «مخاطبته بأمير المؤمنين»، واليقين _ لابن طاووس - : ص ١١ في الباب الخامس، والمناقب - لعبد الله الشافعي ص ٣٠ من المخطوط - على ما في إحقاق الحقّ: ٤: 18
3- تقدّم تخريجه في باب الوسيلة
4- سورة ق : ٢٤:٥٠

[عمرو بن يحيى الفحّام] قال : حدّثني إسحاق بن عبدوس قال : حدّثني محمّد بن نهار بن عمّار [بن أبي المحياة يحيى بن يعلى أبو الحسن التيمي] قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى، عن جابر، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث، عن أبيه :

عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : « أتيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وعنده أبوبكر و عمر ، فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلّا فخذي، أو فخذ رسول الله !

فقال : مه ياعائشة، لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، هو أمير المؤمنين ، يجعله الله يوم القيامة على الصراط، فيُدخل أولياءه الجنّة، وأعداءه النار».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 9)

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 10)

تقدّم إسناده في باب الوسيلة .

(٤٧١) ٢٩ _ (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في قوله عزّ وجلّ: «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ» ، قال : «نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب، و ذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي وشفّعك ياعلي، وكساني وكساك ياعليّ، ثمّ قال لي ولك : ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما، فإن

ص: 499


1- تقدّم تخريجه فى باب الوسيلة

ذلك هو المؤمن».

(أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 33)

تقدّم إسناده في باب الوسيلة.

(472)30 - (1) أخبرنا أبو الفتح الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي الدعبلي قال :

ص: 500


1- والقصّة مع الرواية، ذكرها الخطيب البغدادي في ترجمة محمّد بن إبراهيم بن كثير البابشامي من تاريخ بغداد : ج ١ ص ٣٩٦ برقم ٣٦٦ . وذكرها أيضاً الصفدي في ترجمة أبي نؤاس من كتاب الوافي بالوفيات : ج 12 ص 285 قال : حدّث محمّد بن كثير الصيرفي قال : دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هانئ في مرضه الّذي مات فيه ، فقال له صالح بن علي الهاشمي : يا أبا عليّ، أنت اليوم في أوّل يوم من أيّام الآخرة ، وآخر يوم من أيّام الدنيا ، وبينك وبين الله هَنات ، فتُب إلى الله من عملك . قال : فقال : إيَّاي تخوّف بالله ؟ ثمّ قال : أسندوني ، حدّثني حمّاد بن سلمة ، عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ لكلّ نبيّ شفاعة ، وإنّي اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي». أفترى لا أكون منهم ؟ ! وحديث أنس رواه السيّد أبو طالب في أماليه : ص ٤٤٣ : في الباب ٦٣ الحديث ٩٨٦ ، وابن الجوزي في الباب ٧ من أبواب بعثه وحشره، من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 838 ح 1592 ، ورواه في الحديث ١٥٩٦ باختصار . وأخرجه أحمد في مسنده : 3: 213 ، وأبوداوود في سننه (٤٧٣٩) ، وابن أبي عاصم في السنّة: (831 و 832) ، ومسلم في صحيحه : 1 : 190 كتاب الإيمان الباب ٨٦ «باب اختباء النبيّ صلّی الله علیه و آله دعوة الشفاعة لأمّته» : ح ٣٤١(٢٠٠) ، وفي الباب بأسانيد عن أبي هريرة وعن جابر . ورواه الطبراني في المعجم الكبير : ١: ٢٥٨ ح ٧٤٩ ، وفي الصغير : 1 : 1٦0 ، والقاضي القضاعي في مسند الشهاب : ١ : ١٦٦ - ١٦٧ ح ٢٣٦ - 23٧ بسندين ، وفي 2 : 132 ح 1038 وص١٣٤ ح ١٠٤٤ بإسناده عن قتادة عن أنس . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 1 : 287 ح 310-311 عن أنس. وأخرجه مسلم في صحيحه : ج 1 ح 190 من طريق روح بن عبادة ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس، والبيهقي في شعب الإيمان : ١: ٢٨٤ ح ٣٠٦ بإسناده عن قتادة ، عن أنس . وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد : ص ٢٤٨ في عنوان : «باب ذكر البيان أنّ للنبيّ شفاعات يوم القيامة في مقام واحد ، واحدة بعد أُخرى» عن أنس . وروى ابن ماجة في الحديث 1 من باب ذكر الشفاعة من سننه عن أبي هريرة أنّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لكلّ نبيّ دعوة مستجابة، فتعجّل كلّ نبيّ دعوته، وإنّي اختبأت دعوتي شفاعة لأمّتي ، فهي نائلة من مات منهم لا يشرك بالله شيئاً» . ومثله في شعب الإيمان - للبيهقي - : ج 1 ص 288 ح 313. وحديث أبي هريرة - مع اختلاف في العبارة - أخرجه أحمد في مسنده : 2: ٣٨١ و ٣٩٦ و ٤٢٦ ، والبخاري في صحيحه كما في فتح الباري ح ٧٤٧٤ ، والترمذي في سننه : ح ٣٦٠٢ ، و الطبراني في الحديث 1039 - ١٠٤2 و ١٠٤٥ من المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان : ج 2 ص ١٦٣ح ١٤٤٤ وج ٥ ص ٤٧٧ ح 7328 ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد : ص 2٤٨ في عنوان «ذكر شدّة شفقة النبيّ صلّى الله عليه وآله و ورأفته ورحمته بأمّته ...» ص 257. وورد أيضاً من طريق ابن عبّاس ، رواه البيهقي في شعب الإيمان : ج 2 ص 180 - 181 ح ١٤٨٨ . ومن طريق عبد الرحمان بن أبي عقيل الثقفي ، رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد : ص ٢٦٩ - 270 في عنوان «باب ذكر الدليل على أنّ الأنبياء قبل نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وعليهم أجمعين إنّما دعا بعضهم فيا كان الله جعل لهم من الدعوة المجابة سألوها ربّهم ...». وورد أيضاً من طريق ،جابر، أخرجه ابن حبّان في صحيحه : الإحسان : ١٤ ح 6467، والديلمي في الفردوس : ٢ : ٤٩٧ ، ح ٣٣٩٦ ، وابن الجوزي في الباب ٧ من أبواب بعثه وحشره، من «الوفا بأحوال المصطفى»: ص 838 ح ١٦٠٠ ، والبيهقي في الشعب : 1 : 287 / 311

حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن كثير قال : دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هانئ (1) نعوده

ص: 501


1- قال الذهبي في ترجمته في تاريخ الإسلام - وفيات سنة 198 _ : هو شاعر العصر أبو علي الحسن بن هانئ، وقيل : الحسن بن وهب الحَكَميّ مولده بالأهواز، ونشأ بالبصرة ...... قال شيخه أبو عبيدة : أبونواس للمحدّثين مثل امرئ القيس للمتقدّمين .... ولُقّب أبونواس بهذا لذُؤابتين كانتا تنوس على عاتقيه ، أي تضطرب. وعده ابن شهر آشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المقتصدين من أصحاب الأئمّة علیهم السّلام . وقال السيّد محسن الأمين في ترجمته من أعيان الشيعة : ٥ : ٣٣٤ : ذكره المرزبانى فى النبذة المختارة من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة الّتي ذكر فيها ثمانية وعشرين شاعراً وذكر أبا نواس الخامس والعشرين منهم ، فقال : أبو نواس الحسن بن هانئ، أمّا في فضله وشعره فمشهور، وأمّا فى مذهبه فكان شيعياً إمامياً حسن العقيدة ، وهو القائل في علىّ بن موسى الرضا علیه السّلام وقد عوتب في ترك مدحه : قيل لي أنت أوحد النّاس طراً *** في روي تأتي به وبديه فلما ذا تركت مدح ابن موسى *** والخصال الّتي تجمعن فيه قلت لا أهتدي لمدح إمام *** كان جبريل خادماً لأبيه وفي ص ٣٤٧: قال محمّد بن مكرم المعروف بابن منظور الأنصاري صاحب لسان العرب في كتابه أخبار أبي نواس ما لفظه : ومن خلال أبي نواس المأثورة أنّه كان يميل مع أهل البيت سرّاً لا يجسر على المجاهرة به، وقد قيل له في إعراضه عن مدحهم : لقد ذكرت كلّ معنى في شعرك وهذا عليّ بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً ؟ ! فقال : والله ما تركت ذلك إلّا إعظاماً له ، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله وأنشد: أنا لا أستطيع مدح إمام *** كان جبريل خادما لأبيه ومن أراد تفصیل ،ترجمته فعليه بما ذكره السيّد الأمين رضي الله عنه فى أوّل الجزء ٢٤ من أعيان الشيعة : ج 5 ص 331 - 390 . وانظر أيضاً : تاريخ بغداد : ج ٧ ص ٤٣٦ رقم ٤٠١٧ ، و والمنتظم: ج ١٠ وفيات سنة ١٩٥ ه_، وعنوان «الحكمي» و«النواسي» من أنساب السمعاني، والوافي بالوفيات : ج 12 ص 283 وما بعده رقم 2٦٠ ، وسير أعلام النبلاء : 281 - 279 رقم 77، و تهذیب تاریخ دمشق : ج ٤ ص 283 - 275 ، وشذرات الذهب : ج ١ ص ٣٤٥ ، والعبر : ج ١ ص 321

في مرضه الّذي مات فيه، فقال له عيسى بن موسى الهاشمي : يا أبا عليّ، أنت في آخرٍ يوم من أيّام الدنيا، وأوّل يوم من أيّام الآخرة، وبينك وبين الله هَنات، فتُب

ص: 502

إلى الله عزّ وجلّ.

قال أبونؤاس : أسندوني(1). فلمّا استوى جالساً قال : إيّاي أتخوّف بالله، وقد حدّثني حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لكلّ نبيّ شفاعة، وإنّي خبّأت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي يوم القيامة». أفترى لا أكون منهم ؟!

(أمالي الطوسي : المجلس ١٣ ، الحديث ٦٦)

(٤٧٣) ٣١ _ (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرحمان بن كثير، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين علیهم السّلام :

عن الحسن بن علي علیهماالسّلام (في خطبة خطبها عند معاوية لمّا أجمع الإمام الحسن علیه السّلام على صلح معاوية) قال: «فأمّا القرابة فقد نفعت المشرك، وهي والله للمؤمن أنفع، قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعمّه أبي طالب وهو في الموت : قل لا إله إلّا الله ، أشفع لك بها يوم القيامة، ولم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول له إلّا ما يكون منه على يقين» الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 21، الحديث 1)

(٤٧٤) ٣٢ _ (3) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال : أخبرنا أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي

ص: 503


1- في نسخة : «سنّدوني»
2- سيأتي الكلام على الحديث في تاريخ أمير المؤمنين علیه السّلام - ترجمة أبي طالب رضي الله عنه - من كتاب الإمامة
3- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص ١٨ و ١٦٢

قال : حدثّنا محمّد بن أحمد بن عبدالله بن زياد العرزمي قال : حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري قال : حدّثنا شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلي علیه السّلام : «يا عليّ ، شيعتك هم الفائزون يوم القيامة (إلى أن قال صلّى الله عليه وآله:) ياعليّ، أنا الشفيع لشيعتك غداً إذا قمت المقام المحمود، فبشّرهم بذلك الحديث. (أمالي الصدوق : المجلس ٤ ، الحديث ٨)

يأتي تمامه في باب فضل الشيعة من كتاب الإيمان والكفر .

(٤٧٥) ٣٣ _ حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني :

عن علي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : «لمّا كلّم الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السّلام (إلى أن قال :) قال موسى : إلهي ، فما جزاء من دعا نفساً كافرةً إلى الإسلام ؟ قال : ياموسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يُريد» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)

يأتي تمامه في فضائل موسى وهارون على نبيّنا و آله وعليهماالسّلام من كتاب النبوّة .

(٤٧٦) ٣٤ _ وبأسانيد إلى سليمان الأعمش (في حديث)، عن أبي جعفر الدوانيقي، عن أبيه، عن جدّه ، عن أبيه، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) أنّه قال لفاطمة عليهاالسّلام : «يا فاطمة لاتبكينّ، فإنّي إذا دُعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي، وإذا شفّعني الله عزّ وجلّ شفّع عليّاً معي».

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٧ ، الحديث ٢)

تقدّمت أسانيده في باب اللواء، ويأتي تمامه في مناقب أصحاب الكساء من وعليهم السّلام من كتاب الإمامة .

ص: 504

باب ١٦ : الصراط

أقول : تقدّم في الباب 11 - الخصال الّتي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها - ما يرتبط بهذا الباب .

(٤٧٧) ١ - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، عن المفضّل بن صالح، عن جابر :

عن أبي جعفر علیه السّلام قال : « لمّا نزلت هذه الآية: «وَجِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ» (1) سئل عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا جمع الأوّلين والآخرين أتي بجهنّم تقاد بألف زمام، أخذ بكلّ زمام مئة ألف ملك من الغلاظ الشداد، لها هدة وتغيّظ وزفير، وأنّها لتزفر الزفرة (إلى أن قال :)ّ ثم يوضع عليها صراط أدقّ من حدّ السيف، عليه ثلاث قناطر: أمّا واحدة فعليها الأمانة والرحم ، وأمّا الأُخرى فعليها الصلاة، وأمّا الأُخرى فعليها عدل ربّ العالمين لا إله غيره، فيكلّفون الممرّ عليه ، فتحبسهم الرّحم والأمانة ، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين جلّ وعزّ، وهو قوله تبارك وتعالى: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْرِصادِ» (2) والنّاس على الصراط فتعلّق وقدم تزلّ وقدم تستمسك» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 33 ، الحديث ٤)

سيأتى تمامه في باب النّار.

ص: 505


1- سورة الفجر : 89: 23
2- سورة الفجر : ٨٩: ١٤

(478)2 - (1) حدّثنا محمّد الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير:

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «النّاس يمرّون على الصراط طبقات ، والصراط أدقّ من الشعر و من حدّ السيف (2)، فمنهم من يمرّ مثل البرق ، ومنهم من يمرّ مثل عدو الفرس، ومنهم من يمر حبواً، ومنهم من يمرّ مشياً، ومنهم من يمرّ متعلّقاً قد تأخذ النّار منه شيئاً وتترك شيئاً».

(أمالي الصدوق : المجلس ٣٣ ، الحديث ٥)

(479)3 _ (3) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال : «ما جاء بك» ؟

قال : فقلت : حُبّي لك يا أمير المؤمنين .

فقال: «يا حارث اتُحبّني»؟

فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين.

[ف_] قال [أمير المؤمنين علیه السّلام]: «أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحبّ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل (4) لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارٌّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله لرأيتني حيث تحبّ».

(أمالي الطوسي : المجلس ٢ ، الحديث ٣٠)

تقدّم إسناده في الباب الخامس من أبواب الموت .

ص: 506


1- وأورده الفتّال فى روضة الواعظين : ص ٤٩٩
2- في مطبوعة لبنان : «وأحدٌ من السيف»
3- تقدّم تخريجه في الباب ٥ من أبواب الموت
4- تقدّم تخريج هذه الفقرة من الحديث في باب لواء الحمد

(٤٨٠)٤ _ (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : « أتيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وعنده أبوبكر وعمر، فجلست بينه وبين عائشة ، فقالت لي عائشة : ما وجدت إلّا فخذي أو فخذ رسول الله ؟! فقال [رسول الله صلّى الله عليه وآله] : مه يا عائشة، لا تؤذيني في عليّ، فإنّه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة، وهو أمير المؤمنين، يجعله الله يوم القيامة على الصراط ، فيُدخل أولياءه الجنّة، وأعداءه النّار».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب الشفاعة .

(٤٨١) ٥ _ (2) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : «إذا كان يوم القيامة و نُصِب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى : «وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسْئُولُونَ» (3) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب».

(أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 11)

تقدّم إسناده في باب الوسيلة .

ص: 507


1- تقدّم تخريجه في باب الشفاعة برقم ٢٧
2- تقدّم تخريجه فى باب الوسيلة
3- سورة الصافات: 37 : ٢٤

باب 17 : صفة الحوض وساقيه علیه السّلام

تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب، في باب لواء الحمد.

(482)1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس ٢ ، الحديث ٤)

تقدم تمامه مسنداً فى باب الشفاعة.

(٤٨٣) ٢ _ (2) وبإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ( في حديث طويل ) قال : «أمّا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أخي وشقيقي، وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي». (أمالي الصدوق : المجلس ٢٤ ، الحديث ٢)

تقدّم إسناده في باب لواء الحمد، ويأتي تمامه في الباب 2 من أبواب الملاحم والفتن، من كتاب الإمامة .

(٤٨٤)٣) - وبإسناده عن الحسين بن عليّ علیهماالسّلام (في احتجاجه مع عسكر الكوفة) قال: «فيم تستحلّوَن دمي، وأبي الذائد عن الحوض غداً، يذود عنه رجالاً كما يُذاد البعير الصادي عن الماء ، ولواء الحمد في يدي جدّي يوم القيامة» ؟

قالوا : قد علمنا ذلك كلّه، ونحن غير تاركيك حتّى تَذوق الموت عطشاً !

(أمالي الصدوق : المجلس 30، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب لواء الحمد.

ص: 508


1- تقدّم تخريجه في الباب ١٥ : ح ١
2- تقدّم تخريجه في باب لواء الحمد : ح 3

(٤٨٥) ٤ _ وبإسناده عن علي بن أبي طالب علیه السّلام قال: «قالت فاطمة علیهاالسّلام لرسول الله صلّی الله علیه و آله: يا أبتاه، أين ألقاكيوم الموقف الأعظم ويوم الأعظم ويوم الأهوال ، ويوم الفزع الأكبر»؟

قال: «يا فاطمة عند باب الجنّة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمّتي إلى ربّي».

قالت: «يا أبتاه، إن لم ألقاك هناك» ؟

قال: «ألقيني على الحوض وأنا أسقي أُمّتي» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ١٢)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الشفاعة .

(٤٨٦) ٥ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام:

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) قال: «ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي الله جلّ جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم ، فإنّه لابدّ سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي : كتاب الله وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أمّا الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار، فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول ذلك اليوم، فليتولّ ولیّي، وليتبّع وصیّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب، فإنّه صاحب حوضى، يذود عنه أعداءه، ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُروَ أبداً، ومن سُقِي منه شربة لم يَشْق ولم يَظْمَاً أبداً».

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٧، الحديث ٩)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

ص: 509

(٤٨٧)٦ - (1) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الحسين الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثّنا جعفر بن أحمد بن محمّد التميمي، عن أبيه قال: حدّثنا عبدالملك بن عمير الشيباني، عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أنا سيّد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقرّبين، وأوصيائي سادة أوصياء النبيّين والمرسلين، وذرّيتي أفضل ذرّيات النبيّين والمرسلين، وأصحابي الّذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين، والطاهرات من أزواجي أمّهات المؤمنين، وأُمّتي خير أمّة أخرجت للنّاس، وأنا أكثر النبيّين تبعاً يوم القيامة، ولي حوض عرضه مابين بصری (2) وصنعاء ، فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا».

قيل : ومن ذاك يارسول الله ؟

قال: «إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي عليۀ بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء».

ثمّ قال : «من أحبّ عليّاً وأطاعه في دار الدنيا ورد علىّ حوضي غداً وكان معي في درجتي في الجنّة، ومن أبغض عليّاً في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٩ ، الحديث ١٢)

ص: 510


1- ماورد فيها صفة الحوض فقد ورد في روايات عديدة منها ما رواه الطبراني في الحديث 3903 من الأوسط : ج: ٤ ص 532 - 531 عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «وحوضي أعرض ممّا بين بُصرى وصنعاء، فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضّة ...» . ورواه عنه الهيثمي في باب حالة أمير المؤمنين علیه السّلام في الآخرة من أبواب المناقبه علیه السّلام من مجمع الزوائد : ج 9 ص 9 ص 135 . ومنها مارواه أيضاً الهيثمي في باب فضل أهل البيت من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٣ عن زيد بن أرقم ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «فإنّي فرط على الحوض وأنتم واردون على الحوض وأنّ عرضه ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجود من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ...». وأمّا ماورد في الذيل من أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام يذود عن حوض رسول الله صلّی الله علیه و آله أعداءه و المنافقين ، فقد ورد في روايات عديدة، منها ما رواه العاصمي في الحديث ٥٢٩ من زين الفتى عن جابر بن عبد الله : أنّ النبيّ صلى الله عليه [و آله و سلّم] قال لعلي بن أبي طالب : «أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الصاد». ورواه ابن الأثير في مادّة : «صَيَدَ» من كتاب النهاية ، ثمّ قال : يعني الذي به الصَيَد ؛ وهو داء يصيب الإبل في رؤوسها فتسيل أنوفها وترفع رؤوسها ولا تقدر أن تلوي معه أعناقها ؛ يقال : بعير صاد أي ذو صاد ؛ كما يقال : رجل مالٌ ويوم راحٌ أي ذو مال وريح . ويجوز أن يروى (صادٍ) بالكسر على أنّه اسم فاعل من الصدى : العطش . وقريباً منه رواه أيضاً عمر بن شبّة في عنوان : «باب كراهية النوم في المسجد» من كتابه تاريخ المدينة : ج 1 ص 37 ط ١ قال : حدثّنا محمّد بن بكار ؛ قال : حدّثنا أبو معشر ؛ عن حرام بن عثمان ؛ عن [أبي] عتيق : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم أناساً من المسجد وقال : « لا ترقدوا في مسجدي هذا». قال [ جابر ]: فخرج الناس وخرج عليّ رضي الله عنه، فقال [رسول الله] لعليّ رضي الله عنه : « [ارجع إلى المسجد] فقد أحلّ لك فيه ما أحلّ لي كأنّي بك تذودهم عن الحوض وفي يدك عصا عوسج». ورواه أيضاً أبو نعيم في كتاب صفة النفاق المخطوط : الورق ٣١/ أ / عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن علىّ بن مخلد، عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، عن سعيد بن خثيم أبو معمر ، عن حرام بن عثمان ، عن محمّد بن جابر وأبي عتيق: عن جابر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ رضي الله عنه : «والّذي نبّأ محمّداً وأكرمه بالنبوّة إنّك لأنت الذائد عن حوضي يوم القيامة ؛ تذود الرجال عنه كما يذاد البعير [الصادّ] في يدك عصاً [من] عوسج تضرب بها وجوه المنافقين كأنّي أرى مقامك بين يدي حوضي». ورواه الخوارزمي في الفصل 9 من المناقب : ص 109 ح ١١٦ بإسناده عن جابر بن عبدالله قال : جاءنا رسول الله صلّى الله عليه وآله ونحن مضطجعون في المسجد ، وفي يده عسيب رطب ، قال : ترقدون في المسجد ؟ قد أجفلنا وأجفل عليّ معنا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «تعال يا علي إنّه يحلّ لك من المسجد ما يحلّ لي ، ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة، والذي نفسي بيده إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الضالّ عن الماء ، بعصا لك من عوسج ، كأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي». ورواه - بتفاوت - الذهبي في ترجمة حرام بن عثمان من كتاب ميزان الاعتدال : ١ : ٤٦٩ ، و تابعه ابن حجر في لسان الميزان : ج 2 ص 183 و في ط ص ٣٤٢ رقم ٢٣٦٩ . ورواه بسندين ابن عساكر في الحديث ٣٢٩ وتاليه من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 1 ص ص 290 - 291 ط 2 . و قريباً منه ورد عن أبي سعيد الخدري، رواه الطبراني في ترجمة محمّد بن زيدان الكوفي من المعجم الصغير : ج 2 ص 89 . ومثله رواه العقيلي في ترجمة سلام بن سليمان من كتابه الضعفاء. ورواه بسنده عنه ابن الجوزي في الحديث : 398 من علله : ج 1 ص ٢٤٨ ط دار الكتب العلميّة ببيروت. وورد عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، رواه الطبراني في المعجم الأوسط بإسناده عن عبد الله بن اجارة بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وهو على المنبر يقول : «أنا أذود عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديّ هاتين القصيرتين الكفّار والمنافقين ؛ كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم» . رواه عنه الهيثمي في عنوان : « باب حالته [أي أمير المؤمنين عليه السلام] في الآخرة » من مجمع الزوائد : ج 9 ص ١٣٥ . والحديث مستفيض عن الإمام الحسن علیه السّلام وقد رواه عدة من قدماء الحفّاظ منهم ابن سعد في الحديث : (١٤٢) من ترجمة الإمام الحسن علیه السّلام من الطبقات الكبرى عن عليّ بن محمّد، عن قيس بن الربيع ، عن بدر بن الخليل، عن مولى الحسن قال : قال لي الحسن بن عليّ: أتعرف معاوية بن حُدَيح ؟ قلت : نعم . قال : فإذا رأيته فأعلمني . [ قال: ] فرآه خارجاً من دار عمرو بن حريث ، فقال [ للحسن علیه السّلام ]: هو هذا . قال : ادعه . فدعاه فقال له الحسن : أنت الشاتم عليّاً عند ابن آكلة الأكباد ؟ أما والله لئن وردت الحوض - ولن ترده - لترينّه مشمّراً عن ساقه حاسراً عن ذراعيه يذود عنه المنافقين. وقد أشار العلامة الطباطبائي طاب ثراه في تعليقه على الحديث إلى شواهد وعدّة مصادر للحديث . ورواه البلاذري في الحديث التاسع من ترجمة الإمام الحسن من أنساب الأشراف : ج 3 ص 10 ط ١ . ورواه أيضاً أبوبكر ابن أبي عاصم في كتاب السنّة : ص ٣٤٦ - ٧٧٦ ط ١ عن اسماعيل بن موسى ، عن سعيد بن خثيم الهلالي، عن الوليد بن يسار الهمداني، عن علي بن أبي طلحة مولى بني أُميّة قال : حجّ معاوية بن أبي سفيان وحجّ معه معاوية بن حديج، فمرّ في مسجد الرسول والحسن بن علي جالس ، فدعاه فقال له الحسن : أنت السابّ لعلي رضي الله عنه؟ أما والله ل_ [ئن ] تردّن عليه الحوض - وما أراك أن ترده - فتجده مشمّر الإزار على ساق يذود عنه المنافقين ذود غريبة الإبل ، قول الصادق المصدوق وقد خاب من افترى . ورواه أيضاً بأسانيد الطبراني في الحديث 2727 وتاليه، وفي الحديث 2758 في ترجمة الإمام الحسن علیه السّلام من المعجم الكبير : ج 3 ص 81 و 91 ط 2 . ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري في الحديث : (100) من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من المستدرك : ج 3 ص 138 ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة معاوية بن حديج من تاريخ دمشق : ٥٩: ٢٧ - ٢٨ وفي مختصر ابن منظور : ج ٢٤ ص ٣٩٣ بأسانيد . ورواه بعده بسندین آخرین ، ورواه قبله ابن أبي عاصم في كتاب السنّة
2- بصرى - كحبلى - بلد بالشام، وقرية ببغداد

ص: 511

ص: 512

ص: 513

(488)7 _ (1) وبإسناد تقدّم في باب اللواء عن أُمّ سلمة، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال : «يا أُمّ سلمة، اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب ، وصيّي وخليفتي من بعدي، وقاضي عداتي ، والذائد (2) عن حوضي».

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٠ ، الحديث ١٠)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري عن الصدوق مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس ١٥ ، الحديث 9)

يأتي تمامه في باب أحوال أُمّ سلمة، من أبواب ما يتعلّق برسول الله صلّی الله علیه و آله من أزواجه وعشائره وأصحابه ، من كتاب النبوّة .

(٤89)8 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمدّ بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير:

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال: «كان فيما وعظ الله تبارك و تعالى به عیسی بن مریم علیهماالسّلام أن قال له : (وساق الحديث و ذكر أمر نبيّنا صلّی الله علیه و آله إلى أن قال:) له حوض أبعد من مكّة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء، ماؤه عذب فيه من كلّ شراب ، وطعم كلّ ثمار في الجنّة، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا».

(أمالي الصدوق : المجلس 78، الحديث 2)

يأتي تمامه في تاريخ عيسى بن مريم على نبيّنا وآله وعليهما السلام من كتاب النبوّة .

ص: 514


1- تقدّم تخريجه في باب لواء الحمد
2- في أمالي الطوسي: «والذابّ»

(٤٩٠) ٩ _ (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه رحمه الله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمّي قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن محبوب قال : سمعت أبا محمّد الوابشي رواه عن أبي الورد قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسّلام يقول : «إذا كان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد من الأوّلين والآخرين عراة حفاة، فيوقفون على طريق المحشر حتّى يعرقوا عرقاً شديداً ويشتدّ (2) أنفاسهم، فيمكثون بذلك ماشاء الله، وذلك قوله [تعالى]: «فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً» (3).

قال: «ثم ّينادي (4) مناد من تلقاء العرش : أين النبيّ الأمّي» ؟

قال : «فيقول النّاس : قد أسمعت كلاًّ (5) فسمّ باسمه» .

قال (6): «فينادي: أين نبيّ الرحمة محمّد بن عبدالله» ؟

قال: «فيقوم رسول الله صلّى الله عليه وآله فيقف (7) أمام النّاس كلّهم حتّى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (8) وصنعاء، فيقف عليه، ثمّ ينادي بصاحبكم، فيقوم أمام النّاس ، فيقف معه، ثمّ يؤذن للنّاس فيمرّون».

ص: 515


1- تقدّم تخريجه في باب صفة المحشر
2- في أمالي الطوسي : «تشتدّ»
3- سورة طه : 20 : 108
4- في أمالي الطوسي : ثمّ قال : ينادي....
5- في بعض النسخ : «قد أبهت» ، ولفظة «كلّا» في بعض النسخ دون البعض
6- في أمالي الطوسي : فقال
7- في أمالي الطوسي : فيتقدّم»
8- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه : في بعض النسخ «أيلة» بالياء المثناة من تحت وهي بفتح الهمزة وسكون الياء : بلد معروف فيما بين مصر والشام ، وفي بعضها بالباء الموحّدة ، قال الجزري : هي بضمّ الهمزة والباء وتشديد اللام : البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري

قال أبو جعفر علیه السّلام : فبين وارد يومئذ وبين مصروف، فإذا رأى رسول الله صلّی الله علیه و آله من يصرف عنه من محبّينا أهل البيت بكى وقال : ياربّ شيعة عليّ، يا ربّ شيعة علىّ».

قال: «فيبعث الله إليه ملكاً فيقول [له] (1): ما يُبكيك يا محمّد؟ قال: [فيقول:] وكيف لا أبكي لأناس من شيعة أخي عليّ بن أبي طالب، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النّار، ومنعوا من ورود حوضي» ؟!

قال : «فيقول الله عزّ وجلّ : يا محمّد إنّي قد وهبتهم (2) لك ، وصفحت لك عن ذنوبهم، وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولّون من ذرّيتك، وجعلتهم في زمرتك، وأوردتهم حوضك ، وقبلت شفاعتك فيهم، وأكرمتك بذلك».

ثمّ قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السّلام: «فكَم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمّداه ، إذا رأوا ذلك».

[قال:] «فلايبقي أحد يومئذ كان يتولّانا ويحبّنا إلّا كان في حزبنا ومعنا و ورد حوضنا».

(أمالى المفيد : المجلس ٣٤ ، الحديث ٨)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالي الطوسي : المجلس ٣، الحديث ٦)

تقدّم إسناده في باب صفة المحشر .

(٤٩١) ١٠ _ (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي قال:

ص: 516


1- ما بين المعقوفين هنا وفي الموردين التاليين موجود في أمالي الطوسي
2- في أمالي الطوسي : « يا محمّد قد وهبتهم ...»
3- وأورده ابن شهر آشوب في المناقب في «فصل في أنّه الساقي والشفيع» من أبواب مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من المناقب : ج 2 ص 185 ، والطبري في الجزء ١ من بشارة المصطفى : ص ٥. وقريباً منه رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير سورة الكوثر ، في تفسيره : ص ٦٠٩ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهماالسّلام ، بتفاوت يسير وزيادة في آخره

حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن البغدادي قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: حدّثنا محمّد بن الصلت قال : حدّثنا أبو كُدينة ، عن عطاء، عن سعيد بن جبير :

عن عبدالله العبّاس قال: لمّا نزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إِنَّا أَعطَيناكَ الْكَوثَر»(2)، قال له علي بن أبي طالب علیه السّلام : «ما هو الكوثر يا رسول الله» ؟

قال: «نهر أكرمني الله به».

قال على علیه السّلام: «إنّ هذا النهر شريف (3)، فانعته لنا يا رسول الله».

قال: «نعم يا علي، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله عزّ وجلّ (4) ، ماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل، وألين من الزيد، حصاؤه (5) الزبرجد والياقوت و المرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله عزّ وجل».

ثمّ ضرب رسول الله صلّی الله علیه و آله يده على جنب أمير المؤمنين علیه السّلام وقال: «يا علي، إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي».

(أمالي المفيد : المجلس ٣٥ ، الحديث ٥)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 3، الحديث 11)

ص: 517


1- سقط من نسخ أمالي الشيخ الطوسي الواسطة بين المفيد ومحمّد بن إسماعيل
2- سورة الكوثر : 108 : 1
3- في أمالي الطوسي: «لنهر شريف»
4- في أمالي الطوسي : عرش الله تعالى»
5- في أمالي الطوسي : «حصاه»

(٤٩٢) ١١ - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبوبكر محمّد بن عمر الجعّابي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الأودي (2) قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه :

عن عبدالرحمان (3) بن قيس الرحبي قال: كنت جالساً مع عليّ بن أبي طالب علیه السّلام على باب القصر حتّى ألجأته الشمس إلى حائط القصر، فوثب ليدخل، فقام رجل من همدان فتعلّق بثوبه وقال : يا أمير المؤمنين، حدّثني حديثاً جامعاً ينفعني الله به .

قال : «أو لم يكن (4) في حديث كثير» ؟

قال : بلى ولكن حدّثني حديثاً جامعاً [ينفعني الله به] (5)

ص: 518


1- وروى الطبراني قريباً منه في الحديث ٩٤٨ من المعجم الكبير : ج ١ ص319 قال : حدّثنا أحمد بن العبّاس المري القنطري ، حدّثنا حرب بن الحسن الطحّان ، حدّثنا يحيى بن يعلى، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه، عن جدّه : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليّ: «أنت وشيعتك تردون عَلَيّ الحوض رَواء مرويّين مُبيضٌة وجوهكم، وإنّ عدوّك يردون عَلَىِّ ظماء مُقَبَّحين». وأخرجه الهيثمي في باب من يحبّه ومن يبغضه من مجمع الزوائد : ج 9 ص 131 ، وابن حجر الهيتمي المكّي في باب الحثّ على حبّهم والقيام بواجب حقّهم من الصواعق المحرقة ص 232 كلاهما عن الطبراني
2- هو أحمد بن يحيى بن زكريّا الأودي المترجم في تهذيب الكمال : ج ١ ص ٥١٧ رقم ١٢٤ ، وفي أمالي الطوسي : محمّد بن يحيى الأودي ، والظاهر تصحيفه
3- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي ولترجمة الرجل في تهذيب الكمال وتهذيبه و لسان الميزان ، وفي أمالي المفيد : عبدالرزّاق
4- في بعض النسخ: «لم تكن»، وفي بعضها : «لم نكن»
5- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي

قال : حدّثني خليلي رسول الله صلّی الله علیه و آله (1): «إنّي أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويّين مبيضّة وجوههم ، ويرد عدوّنا ظماء(2) مظمّئين مسودّة وجوههم». خذها إليك قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت، أرسلني يا أخا همدان». ثمّ دخل القصر .

(أمالى المفيد : المجلس ٤٠ ، الحديث ٤)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس ٤ ، الحديث ٣٣)

(٤٩٣) ١٢ - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقرئ قال : حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن عليّ الرازي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحنفي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم السمسار قال : حّدثنا عمرو بن شمر قال : حدّثنا حمّاد، عن أبي الزبير [محمد بن تدرس المكّي]:

عن جابر بن عبدالله بن حزام الأنصاري قال : أتيت رسول الله صلّی الله علیه و آله فقلت : یارسول الله مَن وصيّك ؟

قال : فأمسك عنّي عشراً لا يُجيبني، ثمّ قال: «يا جابر، ألا أخبرك عمّا سألتني»؟

فقلت : بأبي وأُمّي أنت ، أم (3) والله لقد سكتّ عنّي حتّى ظننت أنّك وجدت عَلَيّ.

فقال: «ما وجدت عليك ياجابر ، ولكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء ، فأتاني

ص: 519


1- في نسخة : «سمعت خليلي رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول»
2- الرواء - بالكسر - جمع الريان : وهو ضدّ العطشان، والظماء - بالكسر _ جمع ظمأن : و هو العطشان
3- في أمالي الطوسي : «بأبي أنت وأُمّي ، أمّا...»

جبرئيل علیه السّلام فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقول لك (1): «إنّ علي بن أبي طالب وصيّك ، وخليفتك على أهلك وأمّتك ، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنّة».

فقلت : يا نبيّ الله ، أرأيت مَن لا يؤمن بهذا أقتتله (2)؟

قال: «نعم ياجابر ، ما وضع هذا الموضع إلّا ليُتابع (3) عليه ، فمن تابعه كان معي غداً، ومن خالفه لم يَرد عليّ الحوض أبداً».

(أمالي المفيد: المجلس 21 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 7، الحديث 23)

(٤٩٤)١٣ - (4) أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله بن موسی (5) قال : [حدّثنا عبد الله بن هارون قال :] (6) حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان

ص: 520


1- كلمة «لك» غير موجودة في أمالي الطوسي
2- في أمالي الطوسي : «أقتله»
3- في البحار : «ليبايع»
4- ورواه الصدوق قدّس سرّه في الحديث ٥٧ من باب الخمسة من الخصال : ج 1 ص 293 ، و شاذان بن جبرئيل القمّي في الفضائل ص ٥ - ٧ ، وص ١٦٨ ، والطبري في بشارة المصطفى: ص ٤١ ، وابن حمزة في الثاقب : ص ١٤٢ ح 135 : 7. وأورده ابن شهر آشوب في المناقب : 3: 303 ، والفتّال في روضة الواعظين: ص ١٠٩
5- الظاهر أنّه سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمّي أبو القاسم ، شيخ القمييّن و فقيههم ، روى عنه محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، توفّى سنة 301 ، وقيل : 299
6- ما بين المعقوفين من الحديث 19 من المجلس ، فإنّ سعد بن عبد الله يروي عن عبد الله بن هارون . وفي الخصال: سعد بن عبد الله قال : حدّثنا عبد الله بن موسى بن هارون المفتي

العرزمي قال : حدّثني المعلّى بن هلال، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبدالله بن العبّاس قال :

سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً خمساً : أعطاني جوامع الكلم ، وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً، وجعله وصيّاً، وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل» الحديث .

(أمالى الطوسى : المجلس ٤ الحديث ١٥)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.

(٤٩٥) ١٤ - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرنا الحسن بن القاسم قال : حدّثنا

ص: 521


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 95 عن أبي علي ابن الشيخ الطوسي، عن أبيه . ورواه أحمد في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام من كتاب فضائل الصحابة : ص 200 ط قم ح 279 ، وفي طبع مصر : ج 2 ص ٦٧٧ ح ١١٥٧ ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن عليّ بن عابس، عن عبد الله ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، وفيه «لأذودنّ بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله صلّی الله علیه و آله رايات الكفّار والمنافقين ، كما تذاد غريبة الإبل عن حياضها». وخرّج محقّق الكتاب السيّد الطباطبائي قدّس سرّه في هامشه عن سمط النجوم - للعصامي -: 2: ٤٩٥ . ورواه المحبّ الطبري في ختام الفصل 8 بحديث ، من ترجمة عليّ علیه السّلام من الرياض النضرة: ٢ : ١٦٣ ، وفي ط : ص 280 نقلاً عن أحمد في المناقب. وقريباً منه أخرجه الطبراني في الأوسط : ٦ : ٧٢ ح ٥١٤٥9 ، وعنه مجمع الزوائد : ١٣٥:9. وانظر الحديث ٥78 من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام - لمحمّد بن سليمان الكوفي -: 2 : 92

عليّ بن إبراهيم بن يعلى التيمي قال : حدّثنا عليّ بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمان بن سيابة، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه قال:

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام يقول: «والله لأذودنّ (1) بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله صلّی الله علیه و آله أعداءنا، ولأوردنّه (2) أحبّاءنا».

(أمالي الطوسي : المجلس ٦ ، الحديث ٤٠)

(٤٩٦) ١٥ - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا أبو جعفر السعدي قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني قال : حدّثنا قيس بن الربيع قال : حدّثنا سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيّوب الأنصاري:

أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله سُئّل عن الحوض فقال: «أمّا إذا سألتموني عنه فأخبركم : أنّ الحوض أكرمني الله به، وفضّلني على مَن كان قبلي من الأنبياء، وهو ما بين أيلة و صنعاء، فيه من الأنية عدد نجوم السماء ، يسيل فيه خليجان من الماء، ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل حصاه الزمرّد والياقوت، بطحاؤه مسك

ص: 522


1- قال ابن الأثير في النهاية : 2 : 172 : في حديث الحوض : «إنِّي لَبِعُقر حوضي أذُوذ النّاس عنه لأهل اليمن»: أي أطرُدهم وأدفعهم، ومنه الحديث : «فليُذادنّ رجالٌ عن حوضي»: أي ليطردنّ
2- فى نسخة : «ليردنّه»
3- ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث 323 من مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام : ج 1 ص ٤٠٤ عن خضر بن أبان ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني . ولاحظ تخريج الحديث ٦ من هذا الباب

أذفر (1) ، شرط مشروط من ربّي لا يَرده أحد من أُمّتي إلّا النقيّة قلوبهم ، الصحيحة نيّاتهم المسلّمون للوصي من بعدي، الّذين يعطون ما عليهم في يُسرٍ، ولا يأخذون ما عليهم في عُسر ، يذود عنه يوم القيامة مَن ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب من إبِله، مَن شرب منه لم يظماً أبداً».

(أمالي الطوسي : المجلس ٨، الحديث ٥٤)

ص: 523


1- قال الجزري في النهاية : 2 : ١٦١ : في صفة الحوض : «وطينه مِسك أذفَر»: أي طيّب الرّيح ، والذَّفَر - بالتحريك - : یَقَع على الطيّب والكَريه ، ويَفرَق بينهما بما يضاف إليه ويوصف . و منه صفة الجنّة : «وتُرابها مِسك أَذفَر»

باب ١٨: أصحاب الأعراف

(٤٩٧) ١ _ أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدّ الصادق عن محمّد الصادق ، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعليّ علیه السّلام : «يا عليّ ، أنت منّي وأنا منك ،إلى أن قال:) يا عليّ، أنت والأئمّة من ولدك (1) على الأعراف يوم القيامة ، تعرف المجرمين بسيماهم، والمؤمنين بعلاماتهم» الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس ٢٤ ، الحديث ٤)

يأتي تمامه في باب جوامع الأخبار الدالّة على إمامة أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

ص: 524


1- فى نسخة مطبوعة : «من بعدك»

باب 19 : الجنّة ونعيمها

(٤٩٨) ١ - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن [أحمد بن] إبراهيم المعاذي قال: حدّثنا أحمد بن حيويه الجرجاني المذكّر قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال (2) قال : حدّثنا أبو محمّد قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن كرّام [السجستاني] قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حدّثنا معاوية بن إسحاق :

عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عبّاس: ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقّه ؟ قال : تهيّاً يا ابن جبير حتّى أحدّثك بما لم تسمع أذناك ولم يمرّ على قلبك ، و فرِّغ نفسك لما سألتني عنه ، فما أردته فهو علم الأوّلين والآخرين.

قال سعيد بن جبير : فخرجت من عنده فتهيّات فتهيّأت له من الغد، فبكّرت إليه مع طلوع الفجر، فصلّيت الفجر ثمّ ذكرت الحديث، فحوّل وجهه إلىّ فقال : اسمع منّي ما أقول :

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «لو علمتم ما لكم في رمضان لزدتم لله تبارك وتعالى شكراً، إذا كان أوّل ليلة غفر الله عزّ وجلّ لأمّتي الذنوب كلّها، سرّها وعلانيتها ، ورفع لكم ألفي ألف درجة، وبنى لكم خمسين مدينة .

وكتب الله عزّ وجلّ لكم يوم الثاني بكلّ خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة، وثواب نبيّ، وكتب لكم صوم سنة.

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم الثالث بكلّ شعرة على أبدانكم قبّة في الفردوس

ص: 525


1- ورواه أيضاً في الحديث ٦٣ من الباب ٣ من فضائل الأشهر الثلاثة ص 81. وفي الحديث 12 من الباب 131 من ثواب الأعمال : ص 68 – 72. وفي سند الحديث عدّة من المجاهيل والضعفاء
2- في نسخة : «بلال»

من درّة بيضاء في أعلاها اثنا عشر ألف بيت من النور، وفي أسفلها اثنا عشر ألف بيت، في كلّ بيت ألف سرير، على كلّ سرير حوراء يدخل عليكم كلّ يوم ألف ملك ، مع كلّ ملك هدية .

وأعطاكم الله عزّ و جلّ يوم الرابع في جنّة الخلد سبعين ألف قصر، في كلّ قصر سبعون ألف بيت، في كلّ بيت خمسون ألف سرير، على كلّ سرير حوراء، بين يدي كلّ حوراء ألف وصيفة خِمار إحداهنّ خير من الدنيا وما فيها.

وأعطاكم الله يوم الخامس في جنّة المأوى ألف ألف مدينة، في كلّ مدينة سبعون ألف بيت، في كلّ بيت سبعون ألف مائدة، على كلّ مائدة سبعون ألف قصعة ، وفي كلّ قصعة ستّون ألف لون من الطعام لا يشبه بعضها بعضاً.

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم السادس في دار السلام مئة ألف مدينة، في كلّ مدينة مئة ألف دار، في كلّ دار مئة ألف بيت، في كلّ بيت مئة ألف ذهب، طول كلّ سرير ألف ذراع، على كلّ سرير زوجة من الحور العين، عليها ثلاثون ألف ذؤابة (1) منسوجة بالدرّ والياقوت ، تحمل كلّ ذؤابة مئة جارية .

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم السابع في جنّة النعيم ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صدّيق .

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم الثامن عمل ستّين ألف عابد و ستين ألف زاهد.

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم التاسع ما يعطى ألف عالم وألف معتكف وألف مرابط .

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم العاشر قضاء سبعين ألف حاجة، ويستغفر لكم الشمس والقمر والنجوم والدوابّ والطير والسباع، وكلّ حجر ومدر، وكلّ رَطب ویابس، والحيتان في البحار، والأوراق على الأشجار.

وكتب الله عزّ وجلّ لكم يوم أحد عشر ثواب أربع حجّات وعمرات ، كلّ حِجّة

ص: 526


1- الذؤابة من كلّ شيء : أعلاه ، ويقال : ذؤابة السوط ، وذؤابة العامة

مع نبيّ مع الأنبياء، وكلّ عُمرة مع صدّيق أو شهيد.

وجعل الله عزّ وجلّ لكلّ يوم اثني عشر أن يبدّل الله سيّئاتكم حسنات، ويجعل حسناتكم أضعافاً، ويكتب لكم بكلّ حسنة ألف ألف حسنة ، وكتب الله عزّ وجلّ لكم يوم ثلاثة عشر مثل عبادة أهل مكّة والمدينة ، وأعطاكم الله بكلّ حجر ومدر مابين مكّة والمدينة شفاعة .

ويوم أربعة عشر فكأنّما لقيتم آدم ونوحاً وبعدهما إبراهيم وموسى، وبعدهما داوود وسليمان، وكأنّما عبدتم الله عزّ وجلّ مع كلّ نبيّ مئتي سنة .

وقضى لكم يوم خمسة عشر حوائج(1) من حوائج الدنيا والآخرة، وأعطاكم الله ما يعطي أيّوب، واستغفر لكم حملة العرش، وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم القيامة أربعين نوراً عشرة عن يمينكم وعشرة عن يساركم وعشرة أمامكم وعشرة خلفكم.

وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم ستّة عشر إذا خرجتم من القبر ستّين حُلّة تلبسونها ، وناقة تركبونها ، وبعث الله إليكم غمامة تظلّكم من حَرّ ذلك اليوم.

ويوم سبعة عشر يقول الله عزّ وجلّ: «إنّي قد غفرت لهم ولأبائهم، ورفعت عنهم شدائد يوم القيامة» .

وإذا كان يوم ثمانية عشر أمر الله تبارك وتعالى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش والكرّوبيّين أن يستغفروا لأمّة محمّد صلّی الله علیه و آله إلى السنة القابلة وأعطاكم الله عزّ وجلّ يوم القيامة ثواب البدريۀين.

فإذا كان يوم التاسع عشر لم يبقَ ملك في السماوات والأرض إلّا استأذنوا ربّهم في زيارة قبوركم كلّ يوم، ومع كلّ ملك هدية وشراب .

فإذا تمّ لكم عشرون يوماً بعث الله عزّ وجلّ إليكم سبعين ألف ملك يحفظونكم من كلّ شيطان رجيم ، وكتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ يوم صمتم صوم مئة سنة ، وجعل بينكم وبين النّار خندقاً، وأعطاكم ثواب من قرأ التوراة والإنجيل والزبور

ص: 527


1- في ثواب الأعمال: «كلّ حوائج»

والفرقان، وكتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ ريشة على جبرئيل علیه السّلام عبادة سنة وأعطاكم ثواب تسبيح العرش والكرسي، وزوّجكم بكلّ آية في القرآن ألف حوراء .

ويوم أحد وعشرين يوسع الله عليكم القبر ألف فرسخ ، ويرفع عنكم الظلمة والوحشة، ويجعل قبوركم كقبور الشهداء، ويجعل وجوهكم كوجه يوسف بن يعقوب علیه السّلام.

ويوم اثنين وعشرين يبعث الله عزّ وجلّ إليكم ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء، ويدفع عنكم هول منكر ونكير، ويدفع عنكم همّ الدنيا وعذاب الآخرة.

ويوم ثلاثة وعشرين تمرّون على الصراط مع النبيّين والصدّيقين والشهداء، وكأنّما أشبعتم كلّ يتيم من أُمّتي وكسوتم كلّ عريان من أُمّتي.

ويوم أربعة وعشرين لا تخرجون من الدّنيا حتّى يرى كلّ واحد منكم مكانه من الجنّة، ويعطى كلّ واحد ثواب ألف مريض وألف غريب خرجوا في طاعة الله عزّ وجلّ، وأعطاكم ثواب عتق ألف رقبة من ولد إسماعيل.

ويوم خمسة وعشرين بنى الله عزّ وجلّ لكم تحت العرش ألف قبّة خضراء على رأس كلّ قبّة خيمة من نور، يقول الله تبارك وتعالى : ياأمّة محمّد أنا ربّكم وأنتم عبيدي وإماني استظلّوا بظلّ عرشي في هذه القباب، وكلوا واشربوا هنيئاً، فلاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون، ياأُمّة محمّد وعزّتي وجلالي لأبعثنّكم إلى الجنّة يتعجّب منكم الأوّلون والآخرون، ولأتوجّنّ كلّ واحد منكم بألف تاج من نور، ولأركبنّ كلّ واحد منكم على ناقة خلقت من نور، وزمامها من نور، وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب، في كلّ حلقة ملك قائم عليها من الملائكة، بيد كلّ ملك عمود من نور حتّى يدخل الجنّة بغير حساب .

وإذا كان يوم ستّة وعشرين ينظر الله إليكم بالرحمة فيغفر الله لكم الذنوب كلّها إلّا الدماء والأموال، وقدّس بيتكم كلّ يوم سبعين مرّة من الغيبة والكذب والبهتان .

ص: 528

ويوم سبعة وعشرين فكأنّما نصرتم كلّ مؤمن ومؤمنة، وكسوتم سبعين ألف عار، وخدمتم ألف مرابط، وكأنّما قرأتم كلّ كتاب أنزله الله عزّ وجلّ على أنبيائه .

و یوم ثمانية وعشرين جعل الله لكم في جنّة الخلد مئة ألف مدينة من نور وأعطاكم الله عزّ وجلّ في جنّة المأوى مئة ألف قصر من فضّة، وأعطاكم الله عزّ وجلّ في جنّة الفردوس مئة ألف مدينة في كلّ مدينة ألف حجرة، وأعطاكم الله عزّ وجلّ في جنّة الجلال مئة ألف منبر من مسك في جوف كلّ منبر ألف بيت من زعفران، في كلّ بيت ألف سرير من درّ وياقوت على كلّ سرير زوجة من الحور العين .

فإذا كان يوم تسعة وعشرين أعطاكم الله عزّ وجلّ ألف ألف محلّة، في جوف كلّ محلّة قبة بيضاء، في كلّ قبّة سرير من كافور أبيض، على ذلك السرير ألف فراش من السندس الأخضر ، فوق كلّ فراش حوراء عليها سبعون ألف حلّة، وعلى رأسها ثمانون ألف ذؤابة كلّ ذؤابة مكلّلة بالدرّ والياقوت .

فإذا تمّ ثلاثون يوماً كتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ يوم مرّ عليكم ثواب ألف شهيد وألف صدّيق، وكتب الله عزّ وجلّ لكم عبادة خمسين سنة، وكتب الله عزّ وجلّ لكم بكلّ يوم صوم الفي يوم، ورفع لكم بعدد ما أنبت النيل درجات، وكتب عزّ وجلّ لكم براءة من النّار وجوازاً على الصراط وأماناً من العذاب .

وللجنّة باب يقال له الريّان لا يفتح ذلك إلى يوم القيامة، ثمّ يفتح للصائمين والصائمات من أمّة محمّد صلّی الله علیه و آله ، ثمّ ينادي رضوان خازن الجنّة : ياأمّة محمّد ، هلمّوا إلى الريّان. فتدخل أُمّتي في ذلك الباب إلى الجنّة، فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أيّ شهر يغفر له». (أمالي الصدوق : المجلس 12، الحديث 2)

(٤٩٩) ٢ _ (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثنا عبد الله بن وهب البصري قال :

ص: 529


1- وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص ٤٢٢ ، في عنوان «فضل الصبر»

حدّثني ثوابة بن مسعود، عن أنس بن مالك قال:

توفّي ابنٌ لعثمان بن مظعون رضي الله عنه ، فاشتدّ حزنه عليه حتّى اتّخذ من داره مسجداً يتعبّد فيه، فبلغ ذلك رسول الله صلّی الله علیه و آله فقال له : «يا عثمان، إنّ الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانيّة، إنّما رهبانيّة أُمّتي الجهاد في سبيل الله ، يا عثمان بن مظعون للجنّة ثمانية أبواب و للنّار سبعة أبواب، أفما يسرّك أن لا تأتي باباً منها إلّا وجدت ابنك إلى جنبك آخذ بحجزتك يشفع لك إلى ربّك» ؟ قال : بلى . الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس ١٦ ، الحديث ١)

أقول : سيأتي تمامه في باب الرهبانية من كتاب الإيمان والكفر.

(٥٠٠) 3 - (1) حدّثنا عليّ بن الفضل بن العبّاس البغدادي (2) شيخ لأصحاب الحديث قال : أخبرنا أبو الحسن علىّ بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبّي التمتامي، وأبو جعفر محمدّ بن عثمان بن أبي شيبة، [عن زكريّا بن يحيى الكسائي قال :] حدّثنا يحيى بن سالم، [عن الأشعث] (3) ابن عمّ الحسن بن صالح - وكان يفضّل على الحسن بن صالح - قال: حدّثنا مسعر ، عن عطيّة ، عن جابر قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «مكتوب على باب الجنّة : لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليّ أخو رسول الله ، قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام» .

(أمالي الصدوق : المجلس 18، الحدیث 1)

ص: 530


1- ورواه أيضاً في باب ما بعد الألف من الخصال : ٦٣٨ ح 11. ورواه أحمد فى فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الفضائل ص ١٨٦ برقم 2٦٢ و في الحديث ٢٥٤ ص ١٨١ ، وفي ط : ج 2 ص ٦٦٥ ح ٢٥٤ (١١٣٤) وص ٦٦٨ - ٦٦٩ ح ٢٦٢ (١١٤٠) ، وعنه سبط ابن الجوزي في عنوان «اخبار الرسول صلّی الله علیه و آله لعليّ علیه السّلام» من تذكرة الخواص. وأخرجه الخطيب في ترجمة أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجّاد من موضح أوهام الجمع والتفريق : ج ١ ص ٤٤١ ، وفي ترجمة الحسن بن عليّ الورّاق من تاريخه : 7: 387 برقم 3919 ، والعقيلي في ترجمة الأشعث ابن عمّ الحسن بن صالح من كتاب الضعفاء : ج 1 ص 33 برقم ١٥ ، وابن عدي في ترجمة كادح بن رحمة العرني من الكامل : ج ٦ ص ٨٣ برقم ١٨ / ١٦١٦ بإسناده عن كادح بن رحمة ، عن مسعر ، إلى قوله : «عليّ أخو رسول الله» ، وعنه الذهبي في ترجمة كادح من ميزان الاعتدال ، وابن حجر في ترجمة زكريّا بن يحيى الكسائي من لسان الميزان . وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ح ٥٤٩٤ ، والخوارزمي في الحديث ١٦٨ من الفصل ١٤ من المناقب ص ١٤٤ ، وفي الفصل ٤ من مقتل الحسين علیه السّلام : ص 38 ح 7 ، وأبونعيم في ترجمة مسعر بن كدام تحت رقم 397 من حلية الأولياء : ج 7 ص ٢٥٦ ، والديلمي في الحديث 3018 من : فردوس الأخبار: 2: 381، وج ٤ ص ٤١٠ ح ٦٧١٠ ، وابن المغازلي في الحديث 134 من المناقب ص 91 ، والمحب الطبري في مناقب عليّ علیه السّلام من ذخائر العقبى ص ٦٦ في عنوان : «ذكر إخائه للنبيّ»، وفي الفصل ٦ من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من الرياض النضرة : ٢ : 112 نقلاً عن أبي أحمد في المناقب، وابن جميع الصيداوي في ترجمة محمّد بن موسى بن حبشون المراغي الطرسوسي من كتاب معجم الشيوخ : ١: ١٤٣ : ١: ١٤٣ - ١٤٤ تحت الرقم 97 ، والحاكم الحسكاني في تفسير آية ٦٢ من سورة الأنفال في شواهد التنزيل : ١: ٢٩٥ - ٣٠٢ إلى قوله : «أيدته بعلىّ» . ورواه ابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 118 في عنوان فصل : في ذكر آدم ح 1 ، وابن الجوزي في العلل المتناهية : 1 : 238 ح 379 ، والهيثمي في باب «منزلته ومؤاخاته» من مجمع الزوائد : ج 9 ص : : ج: ٩ ص 111 ، وابن البطريق في الفصل 29 من العمدة ص ٢٢٠ برقم ٣٥٤ ، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاریخ دمشق : ١: ١٣٣ - ١٣٤ ح ١٦٢ بسنده إلى الخطيب ، وفي ج ٢ : ٣٥٥ - ٣٥٦ ٨٦٥ ، وفيه : «... لا إله إلّا الله ، محّمد رسول الله ، أيّدته بعليّ»، وفي الحديث 171 ص 137 ، والحديث ٨٦٥ : ج 2 ص ٣٦٢ . ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام : ١ : ٣٥٧ ح 282 وفيه : «... محمّد رسول الله ، عليّ أخو رسول الله ... بألفي ألف عام». وللحديث شاهد من حديث ابن عبّاس ، رواه الخطيب في تاريخ بغداد : ج 1 ص 259 رقم 88، وابن حجر في ترجمة عليّ بن أحمد المؤدّب من لسان الميزان : ج ٤ ص ١٩٤ رقم ٥١٥ وفي ط : ص ٧١٦ رقم ٥٧٦٦ ، والخوارزمي في الحديث 297 من الفصل 19 من المناقب : ص 302. ومن حديث أبي هريرة ، رواه الحسكاني في تفسير الآية ٦٢ من سورة الأنفال من شواهد التنزيل : ج 1 ص 223 برقم 299 ، ومحمّد بن سليمان الكوفي في الحديث ٩٢٦ من ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص ٤١٩ ، وترجمة العبّاس بن بكّار الضبيّ من لسان الميزان : ج 3 ص 238 برقم 1052 ، والباب ٦٢ من كفاية الطالب ص 234، والدر المنثور ذيل الآية ٦٢ من سورة الأنفال . ومن حديث أنس بن مالك ، رواه الخطيب في ترجمة أبي موسى عيسى بن محمّد من تاريخ بغداد : ج 11 ص 173 برقم ٥٨٧٦ ، والحسكاني في الحديث 300 من شواهد التنزيل : ج 1 ص ٢٤ في تفسير الآية ٦٢ من سورة الأنفال . ومن حديث أبي الحمراء ، رواه أبو نعيم في ترجمة يونس بن عبيد من حلية الأولياء : ج 3 ص 27 ، والحسكاني في الحديث 303 و ٣٠٤ من شواهد التنزيل : ج 2 ص 27 ، وابن عساكر في الحديث ٨٦٤ من ترجمة أمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق : ج : ٢ ص ٣٥٣ ، والمحبّ الطبري في عنوان «ذكر تأييد الله عزّ وجلّ نبيّه بعلىّ» من باب مناقب علي علیه السّلام من ذخائر العقبى : ص ٦٩ ، والحمّويي في الحديث 183 من فرائد السمطين : ج ١ ص ٢٣٦ ، وابن المغازلي في الحديث ٦١ من المناقب ص 39 ، والخوارزمي في الفصل 19 برقم ٣٢٦ من المناقب ص 320 ، والهيثمي في باب مناقب علي علیه السّلام من مجمع الزوائد : ج 9 ص 121 عن الطبراني ، وابن الجوزي في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام من العلل المتناهية ص 237 برقم 738 ، وابن شاذان في مئة منقبة ص ٧٦ . وأورده الفتّال في عنوان: «فيما ورد من الأخبار في العدل والتوحيد» من روضة الواعظين : ص ٤٢ ، وفي عنوان «مجلس في ذكر الإمامة ... » : ص 110 مرسلاً
2- هو علي بن الفضل بن العبّاس بن الفضل أبو الحسن الفقيه، يعرف بالخيوطي ترجمه أبو نعيم في تاريخ إصبهان : ج ١ ص ٤٤٦ برقم ٨٨٢ قال : قدم علينا سنة تسع وأربعين [ وثلاث مئة ]، انظر أيضاً تاريخ بغداد : ١٢ : ٤٨ تحت الرقم ٦٤٢٥ ، وتاريخ جرجان _ للسهمي _ ص ٣٠٥، وعنوان «الخيوطي» من أنساب السمعاني . توفّي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة
3- ما بين المعقوفين - في كلا الموردين - مأخوذ من فضائل أحمد

ص: 531

ص: 532

(٥٠١) ٤ - (1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبیدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : حدّثني جدّي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله قال : حدّثني إبراهيم بن عليّ والحسن بن يحيى قالا: حدّثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد [الواسطي] (2)، عن زيد بن عليّ، عن آبائه علیهم السّلام:

عن عليّ علیه السّلام قال : «كان لي عشر من رسول الله صلّی الله علیه و آله لم يعطهنّ أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي : قال لي: ياعلي أنت (3) أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وأنت أقرب النّاس منّي موقفاً يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنّة متواجهان

ص: 533


1- ورواه أيضاً في الحديث ٧ من باب العشرة من الخصال : ج ٢ ص ٤٢٩ عن محمّد بن عليّ ما جيلويه رضي الله عنه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن نصر بن مزاحم المنقري... وقريب منه في الحديث ٦ و ٨ و ٩ من الباب المذكور . ورواه أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون - المتوفّى سنة ٤٢٤ _ كما في الباب ٣ من تيسير المطالب برقم ٧٦ بإسناده إلى عمرو بن خالد، عن زيد بن علي ، مع مغايرة وزيادة . ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في عنوان : «من الحكايات» المذكورة ذيل عنوان «الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام» من الأمالي الخميسيّة ص١٤١ ، وابن طاووس في الباب ١٤ من اليقين ص ٦١٧ بمغايرة وزيادة . وأخرجه الطبري في بشارة المصطفى ص 77 و 128
2- من أمالي الطوسي
3- في أمالي الطوسي : «أنت يا عليّ...»

كمنزل الأخوين، وأنت الوصيّ، وأنت الولي وأنت الوزير (1) ، عدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله ، ووليّك وليّي وولیّي وليّ الله عزّ وجلّ».

(أمالي الصدوق : المجلس 18 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن محمّد بن محمّد ، عن الشريف أبو محمّد الحسين بن محمّد بن يحيى، عن جدّه يحيى بن الحسن بن جعفر مثله مع مغايرة طفيفة ذكرتها في الهامش. (أمالي الطوسي : المجلس ٥ ، الحديث ٣٥)

(502) 5 _ (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال : أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني قال : أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثني عثمان بن أبى شيبة، عن عمرو بن میمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام على منبر الكوفة: «أيّها النّاس، إنّه كان لي من رسول الله صلّى الله عليه وآله عشر خصال ، هنّ (3) أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا عليّ أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق إليّ يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبّار، ومنزلك في الجنّة مواجه منزلي كما يتواجه (4) منازل الإخوان في الله عزّ وجلّ»، الحديث.

(أمالي المفيد : المجلس 22 ، الحديث ٤)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله (أمالي الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 31)

يأتي تمامه في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة.

ص: 534


1- وزاد بعده في تيسير المطالب وأمالي الشجري: «والخليفة في الأهل والمال و في المسلمين في كلّ غيبة، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة»
2- وأخرجه السيّد ابن طاووس فى الباب ١٤ من كتاب اليقين ص ٦١٧ نقلاً عن كتاب نور الهدى. وأخرجه العماد الطبري في بشارة المصطفى ص ١٠٤. وانظر أيضاً تخريج الحديث المتقدّم
3- فى أمالي الطوسي : « لهنّ»
4- في أمالي الطوسي : «تتواجه»

(٥٠٣)٦ _ (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله : (في حديث الوسيلة) قال: «فلايبقي يومئذ أحد أحبّك يا علي إلّا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه، ولا يبقي أحد ممّن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقّاً إلّا اسودّ وجهه واضطريت قدماه .

فبينا أنا كذلك إذا ملكان وقد أقبلا إليّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنّة، و أمّا الآخر فمالك خازن النّار ، فيدنو رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد.

فأقول : السلام عليك أيّها الملك، من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك !

فيقول : أنا رضوان خازن الجنّة وهذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك ربّ العزّة، فخذها يا أحمد.

فأقول : قد قبلت ذلك من ربيّ، فله الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس ٢٤ ، الحديث ٤)

تقدّم تمامه في الحديث ٣ من باب الوسيلة.

(٥٠٤)٧ - (2) حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع ، عن أبيه قال : حدّثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن أبيه عليّ بن الحسين سيّد العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ سيّد الشهداء، عن أبيه عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء علیهم السّلام قال :

ص: 535


1- تقدّم تخريجه في باب الوسيلة
2- وأورده الفتّال في أوائل عنوان - مجلس في ذكر الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله- من روضة الواعظين : ص ٣٢٣ . وروى ابن حجر المكّي في الصواعق : ص ١٤٦ باب الآيات النازلة في أهل البيت : الآية الثانية : الأحزاب : ٥٦ عن رسول الله صلّی الله علیه وآله أنّه قال: «لا تصلّوا على الصلاة البتراء» فقالوا: وما الصلاة البتراء ؟ قال : «تقولون : اللهمّ صلّ على محمّد ، وتمسكون ، بل قولوا اللهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد» . وروى السهمي في ترجمة الحسن بن الحسين الجرجاني الشاعر من تاريخ جرجان : ص 189 برقم ٢٦٣ بإسناده إلى أمير المؤمنين علیه السّلام أنّه قال: «إنّ الله فرض على العالم الصلاة على رسول الله وقرننا به، فمن صلّى على رسول الله ولم يصلّ علينا لقى الله تعالى وقد بتر الصلاة عليه وترك أوامره» . ورواه القندوزي في الحديث ١٤ المقدّمة نقلاً من عن الصواعق وجواهر العقدين : 2 : 155. وأما قوله صلّی الله علیه وآله : «إنّ ريح الجنّة ليوجد من مسيرة خمس مئة عام»، رواه أبو نعيم في صفة الجنّة : ٢ : ٤١ ذيل الحديث 193 عن قتادة ، وفي ص ٤٢ ح ١٩٤ من طريق أبي هريرة ، بتفاوت في اللفظ ، ورواه أيضاً في الحلية : 3 : 307

قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «من صلّى عَلَيَّ ولم يصلّ على آلي لم يجد ريح الجنّة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة خمس مئة عام».

(أمالي الصدوق : المجلس ٣٦ ، الحديث ١٣)

(٥٠٥) ٨ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدّثني أبي قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علّى، عن أبيه ، عن جدّه قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه وآله : «من قال : صلى الله على محمّد وآله ، قال الله جلّ جلاله: صلى الله عليك ، فليكثر من ذلك. ومن قال : صلى الله على محمّد ، ولم يصلّ على آله لم يجد ريح الجنّة، وريحها توجد من مسيرة خمس مئة عام».

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٠ ، الحديث ٦)

ص: 536

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق، من قوله: «ومن قال : صلى الله على محمّد» إلى آخر الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 15، الحديث ٥)

(506)9- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمدّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : حدّثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمّد بن عيسى الأبهري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا الجوهري الغلابي البصري قال: حدّثنا شُعيب بن واقد قال: حدّثنا الحسين بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه:

عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام (في حديث مناهي النبيّ صلّی الله علیه و آله ، قال : قال رسول الله صلىّ الله عليه وآله : «من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله وحرّم عليه ريح الجنّة ، وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمس مئة عام».

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٦ ، الحديث ١)

يأتي تمامه في كتاب النواهي.

(507)10- (2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سعد بن عبدالله

ص: 537


1- ورواه أيضاً في أوّل الجزء ٤ من الفقيه ، وعنه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : ٢ : 256
2- ورواه الكليني في الكافي : ٥٠٦:٢ كتاب الدعاء : باب التسبيح والتهليل والتكبير ح ٤. ورواه البرقي في الباب 30 من كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : 1 : 37 ح 38 عن عليّ بن سيف ، عن أخيه الحسين، عن مالك بن عطيّة ، عن ضريس ، بتفاوت . وروى ابن ماجة قريباً منه في سننه : 2 : 1251 كتاب الأدب : الباب ٥٦ ح ٣٨٠٧ بإسناده عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله مرّ به وهو يغرس غرساً، فقال: «يا أبا هريرة، ما الّذي تغرس»؟ قلت : غراساً لي . قال : «ألا أدلّك على غراس خير لك من هذا» ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : «قُل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، يغرس لك بكلّ واحدة شجرة في الجنّة». ورواه الحاكم في المستدرك ، كما في الحديث 2000 من كنز العمّال : ج ١ ص ٤٦١

قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن ضريس الكناسي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه علیهم السّلام :

أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله مرّ برجل يغرس غرساً في حائط له فوقف عليه فقال: «ألا أدلّك على غرس أثبت أصلاً وأسرع ايناعاً وأطيب ثمراً وأبقی إنفاقاً».

قال : بلى، فداك أبي وأُمّي يارسول الله .

فقال: «إذا أصبحت وأمسيت فقل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، فإنّ لك بذلك إن قلته بكلّ تسبيحة عشر شجرات في الجنّة من أنواع الفاكهة، وهنّ من الباقيات الصالحات».

قال : فقال الرجل : أُشهدك يا رسول الله أنّ حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين من أهل الصُفّة، فأنزل الله تبارك وتعالى : «فَأَمَّا مَن أَعْطى وَاتَّقی * وَصَدَّقَ بِالْحُسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسرى» (1).

(أمالي الصدوق : المجلس ٣٦ ، الحديث ٢٠)

(٥٠٨)١١ - (2) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم

ص: 538


1- سورة الليل : 92: 7-5
2- وروى الفتّال النيسابوري بعض فقرات الحديث في عنوان «مجلس في ذكر الجنّة و كيفيّتها» من روضة الواعظين : ص ٥٠٤ مرسلاً

بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن العبّاس والعبّاس بن عمرو الفقيمي قالا: حدّثنا هشام بن الحكم، عن ثابت بن هرمز، عن الحسن بن ابي الحسن، عن أحمد بن عبد الحميد، عن عبدالله بن عليّ، عن بلال مؤذّن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل) قال : قلت : رحمك الله ، تفضّل عليّ و أخبرني فإنّي فقير محتاج ، وأدّ إليّ ما سمعت من رسول الله صلّی الله علیه و آله فإنّك قد رأيته ولم أره ، وصف لي كيف وصف لك رسول الله صلّی الله علیه و آله بناء الجنّة ؟

قال : اكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم، سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «إنّ سور الجنّة لبنة من ذهب، ولبنة من فضّة، ولبنة من ياقوت، وملاطها(1) المسك الأذفر ، و شرفها الياقوت الأحمر والأخضر والأصفر» (2)

قلت : فما أبوابها ؟

قال : أبوابها مختلفة : باب الرحمة من ياقوتة حمراء.

قلت : فما حلقته ؟

قال : ويحك ، كفّ عنّي فقد كلّفتني شططاً (3).

قلت : ما أنا بكاف عنك حتّى تؤدّي إليّ ما سمعت من رسول الله صلّی الله علیه و آله في ذلك .

قال: اكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم، أمّا باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حَلَقَ له، وأمّا باب الشكر فإنّه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان، مسيرة ما بينهما خمس مئة عام، له ضجيج وحنين يقول : اللهمّ جئني بأهلي .

قلت : هل يتكلّم الباب ؟ !

ص: 539


1- الملاط : ما يجعل بين سافي البناء يملط به الحائط أي يخلط
2- لاحظ الحديث ٩٦ و ١٣٦ و ١٣٩ من صفة الجنّة _ لأبي نعيم -: 1: 133-134 و 170 - 171 و ١٧٣ ، وج ٢ : ٦ ح ١٦٠ - ١٦٢ ، وص ٧٥ - ٧٦ ح 238 ، ومجمع الزوائد – للهيثمي- : 10: 397 ، و مسند زيد الشهيد : ص 372
3- الشطط : التجاوز عن الحد، والجور

قال: نعم، ينطقه ذو الجلال والإكرام، و أمّا باب البلاء.

قلت: أليس باب البلاء هو باب الصبر ؟

قال : لا .

قلت: فما البلاء ؟

قال : المصائب والأسقام والأمراض والجذام، وهو باب من ياقوتة صفراء له مصراع واحد ما أقلّ من يدخل منه .

قلت: رحمك الله زدني وتفضّل عَلَى فإنّي فقير .

قال: يا غلام، لقد كلّفتني شططاً، أمّا الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون ، وهم أهل الزهد والورع و الراغبون إلى الله عزّ وجلّ، المستأنسون به.

قلت : رحمك الله ، فإذا دخلوا الجنّة ماذا يصنعون ؟

قال: يسيرون على نهرين في مصاف (1) في سفن الياقوت مجاذيفها (2) اللؤلؤ، فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها .

قلت: رحمك الله هل يكون من النّور أخضر ؟

قال : إنّ الثياب هى خضر و لكن فيها نور من نور ربّ العالمين جلّ جلاله، يسيرون على حافتي (3) ذلك النهر .

قلت : فما اسم ذلك النهر ؟

قال: جنّة المأوى.

قلت : هل وسطها غير هذا ؟

قال : نعم جنّة عدن، وهي في وسط الجنان، فأمّا جنّة عدن فسُورها ياقوت

ص: 540


1- قال في البحار قوله : في مصاف هو جمع المصفّ، أي موضع الصف، أي يسيرون مجتمعين مصطفّين، ويمكن أن يكون بالتخفيف، من الصيف، أي في مت،سع يصلح للتنزه، في الصيف ، وفي الفقيه : في« ماء صاف» وهو أظهر
2- المجذاف : ما يجذف به السفينة
3- حافة الوادي - بالتخفيف - جانبه

أحمر، وحصباؤها اللؤلؤ .

قلت : فهل فيها غيرها ؟

قال : نعم جنّة الفردوس .

قلت : وكيف سورها ؟

قال : ويحك ، كفّ عني قد حيّرت عليّ قلبي.

قلت : بل أنت الفاعل بي ذلك، ما أنا بكاف عنك حتّى تتمّ لي الصفة، وتخبرني عن سورها.

قال: سورها نور .

فقلت : والغرف الّتي هي فيها ؟

قال: هي من نور ربّ العالمين.

قلت: زدني رحمك الله .

قال : ويحك ، إلى هذا انتهى إليّ نبأ (1) رسول الله صلّی الله علیه و آله ، طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة، وطوبى لمن يؤمن بهذا.

(أمالي الصدوق : المجلس 38، الحدیث 1)

يأتي في ترجمة أصحاب النبي صلّی الله علیه و آله من كتاب النبوّة .

(509)١٢ _ (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن أبيه، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث) قال : «طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار

ص: 541


1- في نسخة : «انتهى بنا»
2- ورواه العياشي في الحديث 50 من تفسير سورة الرعد من تفسيره : ج 2 ص 213 . وأورده الفتّال في المجلس ٧٦ من روضة الواعظين : ص ٤٣٢، وفي المجلس ٩٦ ص ٥٠٤ بتفاوت يسير

النبيّ صلّی الله علیه و آله ، وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن منها، لا تخطر على قلبه شهوة شيء إلّا أتاه به ذلك الغصن، ولو أنّ راكباً مجدّاً سار في ظلّها مئة عام ما خرج منها، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتّى يسقط هرماً ، ألا ففى هذا فارغبوا» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 39، الحديث 7)

يأتي تمامه في كتاب الإيمان والكفر.

(٥١٠)١٣ - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى الجلودي قال : [حدّثنا محمّد بن عطيّة ، قال : حدّثنا عبد الله بن عمرو بن سعيد البصري قال :] (2) حدّثنا هشام بن جعفر، عن حمّاد، عن عبد الله بن سليمان - وكان قارئاً للكتب – (فيما قرأه في الإنجيل) قال:

قال عيسى : ياربّ وما طوبى ؟

قال: «شجرة في الجنّة أنا غرستها، تظلّ الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من

ص: 542


1- ورواه أيضاً في الحديث الأوّل من الباب 8 - بشارة عيسى بن مريم علیه السّلام بالنبيّ محمّد المصطفى صلّی الله علیه و آله - من كمال الدين : ج ١ ص ١٥٩ ، وعنه الطبرسي في إعلام الورى : ص 22. ورواه الراوندي في الفصل ٥ من الباب 18 من قصص الأنبياء ص 271 برقم 318 من طريق ابن بابويه، بإسناده عن ابن أورمة، عن عيسى بن العبّاس ، عن محمّد بن عبدالكريم التفليسي، عن عبدالمؤمن بن محمّد رفعه قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : « أوحى الله إلى عيسى علیه السّلام : جدّ في أمري... » . ورواه الشيخ الحرّ العاملي في الفصل 17 من إثبات الهداة : 1 : 197 / 111. ورواه ابن كثير في عنوان «بيان نزول الكتب الأربعة ومواقيتها» من قصص الأنبياء : ج 2: ص ٤٠٢ - ٤٠٤ بإسناده عن أبي هريرة ، بتفاوت يسير
2- ما بين المعقوفين من كمال الدين: 18/159 ، وللسند نظائر في الخصال : ٨٠/٥٩ ، وكمال الدين : ٣٨٥ / ١ و ٥/٣٩٤

تسنیم، برده برد الکافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لا يظماً بعدها أبداً».

فقال عيسى : اللهمّ اسقني منها .

قال: «حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتّى يشرب ذلك النبيّ ، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتّى تشرب أمّة ذلك النبيّ » .

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ٨)

يأتي تمامه في تاريخ عيسى علیه السّلام من كتاب النبوّة .

(٥١١) ١٤ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا أبوبكر أحمد بن دبيس بن عبدالله المفسّر [الموصلي] قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي البهلول المروزي قال : حدّثنا الفضل بن هرمز ديار الطبري قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن شجاع [بن رجاء] البلخي قال : حدّثنا سليمان بن الربيع قال : سمعت كادح بن أحمد يقول: سمعت مقاتل بن سليمان يقول : سمعت الضحّاك قال :

سأل رجل ابن عبّاس: ما الّذي أخفى الله تبارك وتعالى من الجنّة، وقد أخبر عن ازواجها وعن خدمها وطيبها وشرابها وثمرها ، وماذكر الله تبارك و تعالى من أمرها وأنزله في كتابه ؟

فقال ابن عبّاس : هي جنّة عدن خلقها الله يوم الجمعة ثمّ أطبق عليها فلم يرها مخلوق من أهل السماوات والأرض حتّى يدخلها أهلها ، قال لها عزّ وجلّ ثلاث مرّات تكلّمي . فقالت : طوبى للمؤمنين . قال جلّ جلاله: طوبى للمؤمنين وطوبى لك .

قال مقاتل : قال الضحّاك : قال ابن عبّاس : فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: «ألا من كان فيه ستّ خصال فإنّه منهم: من صدق حديثه، وأنجز وعده، وأدّى أمانته، وبرّ والديه، ووصل رحمه واستغفر من ذنبه فهو مؤمن».

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٦ ، الحديث ٩)

ص: 543

(٥١٢) ١٥ - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال : حدّثني سعد بن عبدالله قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثني عليّ بن الحكم قال : حدّثني الحسين بن أبي العلاء، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين علیه السّلام : «دخلت أُمّ أيمن على النبيّ صلّی الله علیه و آله وفي ملحفتها شيء، فقال لها رسول الله صلّی الله علیه و آله : ما معك ، يا أُمّ أيمن ؟

فقالت : إنّ فلانة أملكوها ، فنثروا عليها ، فأخذت من نِثارها . ثمّ بكت أُمّ أيمن وقالت : يا رسول الله ، فاطمة زوّجتها ولم تنثر عليها شيئاً .

فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : يا أُمّ أيمن ، لم تَكذِبين ؟ ! فإنّ الله تبارك وتعالى لمّا زوّجت فاطمة عليّاً ، أمر أشجار الجنّة أن تنثُر عليهم من حُليّها وحُلَلها وياقوتها ودرّها وزمرّدها واستبرقها ، فأخذوا منها ما لا يعلمون ، ولقد نحل الله طوبي في مَهر فاطمة، فجعلها في منزل عليّ» .

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٨ ، الحديث ٣)

(٥١٣)١٦ - (2) حدّثنا علي بن عيسى رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن محمّد ماجيلويه، قال : حدثّنا أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن عمر و بن ثابت، عن زيد بن عليّ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : «إنّ في الجنّة لشجرة يخرج من أعلاها

ص: 544


1- ورواه العيّاشي في تفسيره : 2 : 211 ح 45
2- ورواه محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي في كتاب الصلاة من الأشعثيّات : ص ٣٦ ، و القاضي النعمان في دعائم الإسلام: 1 : ١٣٤ ، والسبزواري في الفصل 137 من جامع الأخبار : ص ٤٩٤ ح 1373 ، والفتّال في روضة الواعظين : ٢ : ٥٠٥

الحلل، ومن أسفلها خيل بُلق (1) مسرجة ملجمة ذوات أجنحة، لاتروث و لاتبول، فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنّة حيث شاءُوا، فيقول الّذين أسفل منهم: ياربّنا، ما بلغ بعبادك هذه الكرامة ؟ فيقول الله جلّ جلاله : إنّهم كانوا يقومون الليل ولا ينامون، ويصومون النّهار ولا يأكلون، ويجاهدون العدوّ و لا يجبنون، ويتصدّقون ولا يبخلون».

(أمالي الصدوق : المجلس ٤٨ ، الحديث ١٤)

(514)17- (2) حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه ، عن علي علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّ في الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أُمّتي مَن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام» الحديث .

(أمالي الصدوق : المجلس ٥٣ ، الحديث ٥)

يأتي تمامه في أبواب مكارم الأخلاق .

ص: 545


1- الأبلق من الخيل : الّذي فيه سواد وبياض
2- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 250 - 251 «باب معنى إطابة الكلام ...» . وأورده الفتّال في عنوان «الحث على اصطناع المعروف وأداء الأمانة» من روضة الواعظين : ص 371 . وقريباً منه رواه السيّد أبو طالب في الباب ٦٤ من تيسير المطالب : ص ٤٤٥ح ٩٩٣ بإسناده عن النعمان بن سعد ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله. ورواه أيضاً النعمان بن سعد عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، رواه أحمد في كتاب «الزهد » : ص ٣٧ ح100 والمسند: 1 : ١٥٦ ، والبزّار (702) ، وأبو يعلى (٤38) ، وابن خزيمة (٢١٣٦) ، وابن أبي شيبة : 8: ٦٢٥ و 13 : 101، وهنّاد في الزهد (123)، والترمذي (١٩٨٤ و ٢٥٢٧)، و أبو يعلى (٤28) ، وابن عدي في الكامل : ٤: ١٦١٣ - ١٦١٤ . وورد أيضاً من طريق عبدالله بن عمرو ، كما في المسند : 2: 173، والمستدرك : 1: 321، والحديث 3090 من شعب الإيمان : 3: 128 بتفاوت . وقريباً منه رواه المرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 212 - 213 في عنوان «الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجّد» من طريق جابر بن عبد الله . وروى البيهقي قريباً منه في شعب الإيمان : ٣: ٤٠٤ ح 3892 من طريق أبي مالك الأشعري

(515)18 - (1) حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال: حدّثنا عطاء الخراساني رفعه :

عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث المعراج) قال: ثمّ مضى [رسول الله صلّى الله عليه وآله] فمرّ على إبراهيم خليل الرحمان فناداه من خلفه فقال: «يا محمّد ، اقرأ أمّتك عنّي السلام وأخبرهم أنّ الجنّة ماؤها عذب وتربتها طيّبة فيها قيعان بيض، غرسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله فمُر أمّتك فليكثروا من غرسها. »

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٩ ، الحديث ٢)

يأتي تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا صلّى الله عليه وآله من كتاب النبوّة .

ص: 546


1- ورواه الراوندي في الدعوات: ص ٤٦ ، ح ١١٣ . وقريباً منه رواه الترمذي في الباب ٥9 من كتاب الدعوات من سننه : ٥ : ٥١٠ ، ح ٣٤٦٢، والمرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : ١: ٢٤١ - ٢٤٢ في عنوان «الحديث الحادي عشر في الدعاء»، والديلمي في الفردوس : 2 : 379 - 380، ح 3012 من طریق ابن مسعود . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : ١: ٤٤٣ - ٤٥٧ من طريق أبي أيّوب بتفاوت يسير

(٥١٦) ١٩ _ وبأسانيده عن الأعمش (في حديث طويل) عن أبي جعفر الدوانيقي، عن أبيه، عن جدّه ، عن أبيه، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث) أنّه قال لفاطمة علیهاالسّلام: «يافاطمة ، عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة».

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٧ ، الحديث 2)

تقدّمت أسانيده في باب لواء الحمد، ويأتي تمامه في باب مناقب أصحاب الكساء علیهم السّلام من كتاب الإمامة .

(٥١٧) 20 - (1) حدّثنا أحمد - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالسلام بن صالح الهروي :

عن الرضا عليّ بن موسىّ علیهماالسّلام (في حديث) قال : قلت : فأخبرني عن الجنّة والنّار أهما اليوم مخلوقتان؟

فقال: «نعم، وأنّ رسول الله قد دخل الجنّة ورأى النّار لمّا عرج به إلى السماء».

قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين ؟

فقال علیه السّلام : «ما اولئك منّا ولا نحن منهم، مَن أنكر خلق الجنّة والنّار فقد كذّب النبيّ صلّى الله عليه وآله وكذّبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنّم، قال الله عزّ

ص: 547


1- ورواه أيضاً في الحديث ٣ من الباب 11 من عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ج 1 ص 107 -١٠٥ ، والحديث 21 من الباب ٨ من كتاب التوحيد ص 118 - 117 . ورواه الطبرسي في أجوبة الإمام الرضا علیه السّلام لأسئلة أبي الصلت من أبواب احتجاجاته علیه السّلام من كتاب الاحتجاج ص ٤٠٩ - ٤٠٨. وأمّا ذيل الحديث فله مصادر وأسانيد تأتي في تاريخ سيّدة النساء علیهاالسّلام

وجلّ: « «هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ *يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ» (1).

و قال النبيّ صلّی الله علیه و آله :«لمّا عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل علیه السّلام فأدخلني الجنّة فناولني من رطبها فأكلته، فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلی الارض واقعت خدیجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلی رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة».

(أمالي الصدوق : المجلس 70، الحدیث 7)

سیأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

(518)21- (2) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكَّل رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الکوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّة الحسین بن یزید نوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال :

قال الصادق علیه السّلام: «من أقام فرائض الله، واجتنب محارم الله ، وأحسن الولایة لأهل بیت نبيّ الله، وتبرّأ من أعداء الله عزّ وجلّ، فليدخل من أيّ ألواب الجنة الثمانیة شاء».

(أمالي الصدوق : المجلس 72، الحدیث 10)

(519)22- (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبوالقاسم

ص: 548


1- سوره الرحمان : ٥٥: ٤٣-٤٤
2- و رواه الطبري في بشارة المصطفى : ص ١٧٦ ح 33٦ بإسناده إلى الصدوق
3- و رواه الصدوق في الحديث ٦ من أبواب الخمسة عشر من الخصال: ج 2 ص 503 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عیسی، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. و عن محمّد بن الحسن رضي الله عنه، عن الحسن بن الحسین بن عبدالعزیز بن المهتدي، عن سیف بن المبارك بن یزيد مولى أبي الحسن موسى علیه السّلام، عن أبيه المبارك ، عن أبي الحسن علیه السّلام قال: «إنّ نوحاً رکب السفینة أوّل يوم من رجب»، وذكر الحديث مثله سواء . و أورده الفتّال في روضة الواعظين: ص ٣٩٥ - ٣٩٦ في عنوان مجلس في عنوان «مجلس في فضل رجب»

جعفر بن نحنّد رحمه الله قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن متّ الجوهري، عن محمّد بن أحمد بن یحیی بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن ألان بن عثمان، عن کثیر النواء:

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إنّ نوحاً علیه السّلام وركب السفینة في أوّل یوم من رجب، فأمر مَن معه أن يصوموا ذلك اليوم». وقال: « من صام ذلك الیوم تباعدت عنه النّار مسيرة سنة، ومن صام سبعة أيّام منه غلقت عنه أبواب النّار السبعة، ومن صام ثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنان الثمانية» الحدیث.

(أمالي الطوسي : المجلس 2، الحدیث 21)

یأتي تمامه في كتاب الصوم.

(520)23- (1) حدّثنا محمّد بن على ما جيلويه رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن یحیی العطّار قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهیم بن هاشم، عن محمّد بن عمر، عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قالت أُمّ سلمة رضي الله عنها لرسول الله صلّى الله عليه وآله : بأبي أنت وأُمّى ، المرأة یکون لها زوجان فیموتون ويدخلون الجنة، لأیهما تكون ؟

فقال صلّى الله عليه وآله: «يا أُمّ سلمة، تخيّر أحسنهما خُلقاً وخيرهما لأهله، یا أُمّ سلمة إنّ

ص: 549


1- أيضاً في الحديث ٣٤ من باب الاثنين من الخصال : ج ١ ص 42 عن محمّد بن موسی بن المتوکّل، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن موسى بن إبراهیم، عن الحسن، عن أبیه بإسناده رفعه إلی رسول الله صلّی الله علیه و آله: أنّ أُمّ سلمة قالت له: بأبي أنت و أُمّي، المرأة یکون لها زوجان فیموتان فیدخلان الجنّة لأیهما تکون؟ و ذکر مثله

حسن الخُلق ذهب بخير الدنيا و الآخرة».

(أمالي الصدوق : المجلس ٧٥ ، الحديث ٨)

(٥٢١) ٢٤ - (1) حدّثنا محمّد بن أبي إسحاق (إسحاق) بن أحمد الليثي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الرازي قال : حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي المفتي قال: حدّثنا الحسن بن محمّد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن عيّاش قال : حدّثنا علي بن عاصم قال : حدّثنا أبوهارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري :

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث طويل في فضيلة شهر رجب وصومه) قال: «من صام من رجب ثمانية أيّام فإنّ للجنّة ثمانية أبواب يفتح الله عزّ وجلّ له بصوم كلّ يوم باباً من أبوابها وقال له ادخل من أيّ أبواب الجنان شئت». (إلى أن قال :)

«ومن صام من رجب أربعة عشر يوماً أعطاه الله من الثواب ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصور الجنان الّتي بنيت بالدرّ و الياقوت». (إلى أن قال:)

«ومن صام من رجب ستّة عشر يوماً كان في أوائل من يركب على دوابٌ من نور تطير بهم في عرصة الجنان إلى دار الرحمان». (إلى أن قال :)

«ومن صام من رجب ثمانية عشر يوماً زاحم إبراهيم في قبّته في قبّة الخلد على سرر الدرّ والياقوت .

ومن صام من رجب تسعة عشر يوماً بنى الله له قصراً من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم علیهماالسّلام في جنّة عدن، فيسلّم عليهما ويسلّمان عليه تكرمة له وإيجاباً لحقّه». (إلى أن قال :)

«ومن صام من رجب ثلاثين يوماً نادى منادٍ من السماء : ياعبدالله، أمّا ما

ص: 550


1- ورواه أيضاً في الحديث ٤ من الباب 129 من كتاب ثواب الأعمال : ج 1 ص 78 ، وفي الحديث 12 من الباب 1 من كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص ٢٤ . ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 89 و 90

مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي، وأعطاه الله عزّ وجلّ في الجنان كلّها في كلّ جنة أربعين ألف مدينة من ذهب، في كلّ مدينة أربعون ألف ألف قصر، في كلّ قصر أربعون ألف ألف بيت، وفي كلّ بيت أربعون ألف ألف مائدة من ذهب ، على كلّ مائدة أربعون ألف ألف قصعة، في كلّ قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام والشراب، لكلّ طعام وشراب من ذلك لون على حدة، وفي كلّ بيت أربعون ألف ألف سرير من ذهب، طول كلّ سرير ألفا ذراع في ألفي ذراع، على كلّ سرير جارية من الحور، عليها ثلاثة مئة ألف ذؤابة من نور، تحمل كلّ ذؤابة منها ألف ألف وصيفة، تغلّفها بالمسك والعنبر إلى أن يوفّيها صائم رجب الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 80، الحديث 1)

يأتي تمامه في كتاب الصوم.

(٥٢٢) ٢٥ - (1) حدّثنا عليّ بن عيسى رضي الله عنه قال : حدّثنا علي بن محمّد ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «اللجنّة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه ، فإذا هو مفتوح وهم متقلّدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم ، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلّاً في نفسه، وفقراً في معيشته، ومحقاً في دينه ، إنّ الله تبارك

ص: 551


1- ورواه أيضاً فى ثواب الأعمال : ص 189 - 190 . ورواه الكليني في الكافي : ٥: 2/2 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكونى . ورواه الشيخ في التهذيب : ٦: ٢١٣/١٢٣ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن وهب ، عن جعفر ، عن أبيه علیهماالسّلام ، مع مغايرة . وأورده الفتّال في المجلس 53 من روضة الواعظين : ص ٣٦٢

وتعالى أعزّ (1) أُمّتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها».

(أمالي الصدوق : المجلس ٨٥، الحديث ٨)

(٥٢٣)٢٦ - (2) حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب ، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا محمّد بن داوود الدينوري قال : حدّثنا منذر العشراني قال : حدّثنا سعيد بن زيد، عن أبي قنبل، عن أبي الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس:

عن النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : «إنّ حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طنّت وقالت : يا عليّ».

(أمالي الصدوق : المجلس ٨٦ ، الحديث 13)

(524)27- (3) حدثّنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام قال :

قال رسول رسول الله صلّى الله عليه وآله : «من قال : «سبحان الله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال : «الحمد لله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة ، ومن : قال «لا إله إلّا الله»

ص: 552


1- في الكافي : «أغنى»
2- وأورده الفتّال في المجلس ١٠ - في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام - من روضة الواعظين : 1 : 111. وانظر الباب 102 من إحقاق الحق : ج 7 ص ١٧٦
3- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 11 عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وذكر الحديث . وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ١٤١ - ١٤٢ / ٣٠٠ فصل ٢٥ ح ١٣

غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: «الله أكبر» غرس الله له بها شجرة في الجنّة».

فقال رجل من قريش : يا رسول الله ، إنّ شجرنا فى الجنّة لكثير .

قال: «نعم، و لكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يقول : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعمالَكُم»(1)».

(أمالي الصدوق : المجلس 88 الحديث ١٦)

(٥٢٥)٢٨ - أبو جعفر الطوسي قال: حدّثنا محمّد بن محمّد رحمه الله قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن النعمان :

عن بشير الدهّان قال : قلت لأبي جعفر علیه السّلام : جُعلت فداك، أيّ الفصوص أفضل أُركبه على خاتمي ؟

فقال: «يابشير، أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض ؟ فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة : فأمّا الأحمر فمطلّ على دار رسول الله صلّى الله عليه وآله ، و أمّا الأصفر فمطلّ على دار فاطمة علیهاالسّلام ، وأمّا الأبيض فمطلّ على دار أمير المؤمنين علیه السّلام ، والدّور كلّها واحدة، يخرج منها ثلاثة أنهار، من تحت كلّ جبلٍ نهر أشدّ برداً من الثلج، وأحلى من العسل، وأشدّ بياضاً من اللبن، لايشرب منها إلّا محمد و آله علیهم السّلام وشيعتهم، ومصبّها كلّها واحد ومخرجها من الكوثر، وإنّ هذه الجبال تسبّح الله وتُقدّسه وتمجّده، وتستغفر لمحبّي آل محمّد علیهم السّلام ، فمن تختّم بشيءٍ منها من شيعة آل محمّد علیهم السّلام لم ير إلّا الخير والحُسنى والسَعَة في رزقه، والسلامة من جميع أنواع البلاء ، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كلّ ما يخافه الإنسان و يحذره».

(أمالي الطوسي : المجلس 2 الحديث 10)

ص: 553


1- سورة محمّد : ٤٧ : ٣٣

(٥٢٦) ٢٩ _ (1) وبإسناده عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «فإنّي أعطى يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلى عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي ، واعتمد عليه في مقام الشفاعة، ويعينني على حمل مفاتيح الجنّة» . الحديث.

(أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب لواء الحمد ، ويأتي تمامه في باب جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(527) 30 - حدّثنا أبو منصور السكّري قال : حدّثني جدّي علي بن عمر قال : حدّثنا أبو العبّاس إسحاق بن [محمّد بن] مروان القطّان (2) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبيد بن يحيى العطّار (3) قال : حدّثنا يحيى بن عبدالله بن الحسن، عن أبيه

ص: 554


1- ورواه الصدوق في الحديث ٦ من باب التسعة من الخصال ص 415. وروى نحوه بإسناده إلى زيد بن أرقم عن النبيّ صلّی الله علیه و آله في الحديث ٥ من الباب
2- قال الخطيب في ترجمة الرجل برقم ٣٤٣٨ من تاريخ بغداد : ج ٦ ص ٣٩٣: إسحاق بن محمّد بن مروان أبو العبّاس الغزّال، من أهل الكوفة ، قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه . روى عنه : محمّد بن جعفر زوج الحرة، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمّد بن المظفّر ، و محمّد بن إسماعيل الورّاق ، وأبو عمر بن حيّويه ، ومحمّد بن عبدالله بن الشخير، وعلي بن عمر السكّري وغيرهم ... وانظر أيضاً ترجمته في المنتظم : ج 13 في وفيات سنة 318 ه_، وميزان الاعتدال، ولسان الميزان
3- هذا هو الصحيح الموافق للحديث ٦ من المجلس ٣٤ من أمالي الطوسي ولترجمة الرجل ، فإنّه روى عن محمّد بن الحسين بن علي بن الحسين علیهماالسّلام ، وروى عنه محمّد بن علي الكوفي ، كما في الحديث ١ من باب الجزع اليماني والبلور - باب 25 - من كتاب الزيّ والتجمّل من الكافي، وفي الحديث 277 من كتاب الروضة، وفي الحديث ٧ من الباب ١٦ من كامل الزيارات . وروى عنه محمّد بن مروان ، كما في تفسير قوله تعالى في سورة ق : «القيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد» من تفسير القمّي . وفي النسخ المطبوعة : عبيد بن مهران

وعن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، عن أبيهما ، عن جدّهما قالا :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ في الفردوس لعيناً أحلى من الشهد وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله عزّ وجلّ منها، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منّا، ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية علي بن أبي طالب».

قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسين بن علي [بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب] (1) هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله، هكذا أخبرني أبي، عن جدي، عن النبي صلّی الله علیه و آله. (أمالي الطوسي : المجلس 11 ، الحديث ٦٧)

(٥٢٨) ٣١ _ أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمّد العلوي قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد قال : أخبرنا الحسين قال : حدّثنا أبو عبدالله بن أسباط ، عن أحمد بن محمّد بن زياد العطّار، عن محمّد بن مروان الغزّال، عن عبيد بن يحيى، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن جدّه الحسن بن عليّ علیهماالسّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «إنّ في الفردوس ...» وذكر مثله ، إلّا أنّ فيه: «وهي الميثاق الّذي أخذ الله عزّ وجلّ عليه ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام ».

قال عبيد : فذكرت لمحمّد بن الحسين هذا الحديث، فقال: صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرني عن جدّي، عن أبيه ، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله .

قال عبيد : قلت : أشتهي أن تفسّره لنا إن كان عندك تفسير .

ص: 555


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل وترجمة عبيد بن يحيى العطّار، الموافق للحديث ٦ من المجلس ٣٤ من أمالي الطوسي، وفي أصلي : «محمّد بن علي بن الحسين بن علي»

قال: نعم أخبرني أبي، عن جدّي، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «إنّ الله تعالى ملكاً رأسه تحت العرش، وقدماه في تخوم الأرض السابعة السفلى، بين عينيه راحة أحدكم، فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق خلقاً على ولاية عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة ، فرمى بها في النطفة حتّى تصير إلى الرحم، منها يخلق وهي الميثاق» .

(أمالي الطوسي : المجلس ٣٤ ، الحديث ٦)

(٥٢٩)٣٢ _ (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إذا كان يوم القيامة، وفرغ الله من حساب الخلائق، دفع الخالق عزّ وجلّ مفاتيح الجنّة والنّار إليّ فأدفعها إليك ، فيقول لك : احكم».

قال علي علیه السّلام: «والله إنّ للجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي، ومن باب واحد سائر النّاس».

(أمالي الطوسي : المجلس ١٣ ، الحديث ٣٥)

تقدّم إسناده في باب الوسيلة.

(٥٣٠)٣٣ _ (2) أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبدالله بن بشران المعدّل قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار - قراءةً عليه _ قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة العبدي، يوم الثلاثاء في ذي الحجّة سنة ستّ وخمسين ومئتين، قال : حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال :

ص: 556


1- تقدّم تخريجه في باب الوسيلة
2- ورواه أبوبكر بن أبي عاصم في كتاب الأوائل : ص 8 ح 10 عن أبي بكر بن أبي النضر، عن أبي النضر بتفاوت يسير . ورواه أحمد في مسند أنس من مسنده : ٣: ١٣٦ ، وعبد بن حميد (1271)، ومسلم في صحیحه : كتاب الإيمان : الباب ٨٤ - أدنى أهل الجنّة منزلة فيها - 1 : 188 - 333(197)، و ابن المبارك في الزهد : 2 : 119 ، وأبو عوانة في المسند : 1 : 158 - ١٥٩ ، وابن مندة في الإيمان (٨٦٧) ، وأبونعيم في كتاب «صفة الجنّة» : 1 : 117 ح 83 وفي ج 2 ص 32 ح ١٨٦ ، والبيهقي في الدلائل : ٥ : ٤٨٠ ، والبغوي (٤339) ، والديلمي في الفردوس : 1: 512 ح 1723، وابن الجوزي في الباب 10 من أبواب بعثه وحشره وما يجري له صلّى الله عليه وآله من كتاب «الوفا بأحوال المصطفى» : ص ٨٤٢ ح ١٦١١

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «آتي يوم القيامة باب الجنّة فأستفتح، فيقول الخازن: مَن أنت ؟ فأقول : أنا محمّد . فيقول : بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك» .

(أمالي الطوسي : المجلس ١٤ ، الحديث ٢٣)

(٥٣١) ٣٤ _ (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان بن زياد الكوفي ببغداد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا يحيى بن سالم الفرّاء، عن حمّاد بن عثمان، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام ، عن علي صلوات الله عليه قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر (2) يُرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبّتان من درّ وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل، لمَن هذا القصر ؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجّد بالليل والنّاس نيام» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس ١٦ ، الحديث ٣٠)

يأتي تمامه في باب المعراج من تاريخ نبيّنا صلّى الله عليه وآله من كتاب النبوّة، وفي أبواب مكارم

ص: 557


1- ورواه السيّد أبو طالب في أماليه ، كما في الباب ٦٤ من تيسير المطالب : ص ٤٤٥ - ٤٤٦ ح 995
2- في نسخة : «ياقوتة حمراء»

الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .

(٥٣٢) ٣٥ _ (1) وبالسند المتقدّم عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت فيها قيعاناً يققاً (2) من مسك ، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة، وربما أمسكوا، فقلت لهم : ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم ؟ ! (3)

قالوا: حتّى تأتينا النفقة .

قلت : وما نفقتكم ؟

قالوا : قول المؤمن : «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الّا الله، والله أكبر»، فإذا قالهنّ بنينا ، وإذا سكت وأمسك أمسكنا».

(أمالي الطوسي : المجلس ١٧، الحديث ٤)

(٥٣٣) ٣٦ _ أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن رجاء بن يحيى [بن سامان أبو] الحسين العبرتائي، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبد الرحمان الأصمّ ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه :

عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث طويل) قال : «يا أباذرّ ، لو أنّ امرأة من نساء أهل الجنّة أطلعت من سماء الدنيا فى ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل ممّا يضيء القمر ليلة البدر ، ولوجد رِيح نشرها جميع أهل الأرض ، و لو أنّ ثوباً من ثياب أهل الجنّة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم». (أمالي الطوسي : المجلس ١٩، الحدیث 1)

ص: 558


1- ورواه القمّي في تفسير الاية ٥٦ من سورة مريم من تفسيره : ج ٢ ص ٥٣
2- القاع: المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض. واليقق المتناهي البياض
3- في الطبعة الحجريّة : «مالكم ولأيّ شيء تبنون مرّة وتمسكون أُخرى» ؟

(٥٣٤) ٣٧ _ أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمه الله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن عبد الله بن محمّد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن آبائه علیهم السّلام:

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : «الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى أدخلها، ومحرّمة على الأُمم كلّها حتّى تدخلها شيعتنا أهل البيت».

(أمالى المفيد : المجلس 8 ، الحديث ٨)

(535)38- أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان:

عن جعفر بن محمّد قال : «إنّ لأهل الجنّة ...» (1).

(أمالي الطوسي : المجلس 38، الحديث 7)

ص: 559


1- كذا ، والسقط فيه جلىّ

باب 20 : النّار أعاذنا الله منها

أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب الوسيلة .

(٥٣٦) ١ _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، عن المفضل بن صالح، عن جابر:

عن أبي جعفر علیه السّلام قال : «لمّا نزلت هذه الآية : «وَجيء يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ»(2)، سئل عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : أخبرني الروح الأمين : أنّ الله لا إله غيره إذا جمع الأولين والآخرين أتى بجهنّم تقاد بألف زمام، أخذ بكلّ زمام مئة ألف ملك من الغلاظ الشداد ، لها هدّة وتغيّظ وزفير (3) ، وأنّها لتزفر الزفرة، فلولا أنّ الله عزّ وجلّ أخّرهم إلى الحساب لأهلكت الجمع، ثمّ يخرج منها عنق يحيط بالخلائق البرّ منهم والفاجر، فما خلق الله عزّ وجلّ عبداً من عباده ملكاً ولا نبيّاً إلّا نادى: ربّ نفسي نفسي، وأنت يانبيّ الله تنادي: أُمّتي أُمّتي .

ص: 560


1- ورواه الكليني في الحديث ٤٨٦ من كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 312 عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن مفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبى جعفر علیه السّلام مثله . وأورده الفتّال في عنوان : «ذكر جهنّم وكيفيّتها» من روضة الواعظين : ص ٥08 إلى قوله : «البرّ منهم والفاجر»، وفقرة منها في ص ٤٩٨ - ٤٩٩. وقال الطبرسي في مجمع البيان : ج ١٠ ص ٤٧١ - في تفسير الآية الشريفة - : روي مرفوعاً عن أبي سعيد الخدري قال : لمّا نزلت هذه الآية تغيّر وجه رسول الله صلّی الله علیه و آله وعرف في وجهه حتّى اشتدّ على أصحابه ما رأوا من حاله وانطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب علیه السّلام فقالوا : يا عليّ، لقد حدث أمر قد رأيناه في نبيّ الله صلّی الله علیه و آله . فجاء علىّ علیه السّلام فاحتضنه من خلفه وقبّل بين عاتقيه ثمّ قال : يا نبيّ الله - بأبي أنت وأُمّي - ما الّذي حدث اليوم ؟ قال : جاء جبرائيل علیه السّلام فأقرأني : «وجيء يومئذ بجهنّم» . قال : فقلت : كيف يجاء بها ؟ قال : يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام ، فتشرده شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ، ثمّ أتعرّض لجهنّم فتقول : مالي ولك يا محمّد ، فقد حرّم الله لحمك عَلَىّ، فلا يبقى أحد إلا قال : نفسي نفسي، وإنّ محمّداً يقول : ربِّ أُمّتى أُمّتى
2- سورة الفجر 89: 23
3- في الكافي : «ولها هدّة وتحطّم وزفير وشهيق»

ثمّ يوضع عليها صراط أدقّ من حدّ السيف، عليه ثلاث قناطر، أمّا واحدة فعليها الأمانة والرحم، وأمّا الأخرى فعليها الصلاة، وأمّا الأخرى فعليها عدل ربّ العالمين لا إله غيره، فيكلّفون الممرّ عليه ، فتحبسهم الرحم والأمانة، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين جلّ وعزّ ، وهو قوله تبارك وتعالى : «إنَّ رَبَّكَ لَبِالمرصاد» (1).

والنّاس على الصراط فمتعلّق وقدم تزلّ، وقدم تستمسك (2)، والملائكة حولهم ينادون يا حليم اغفر واصفح و عد بفضلك وسلّم، والنّاس يتهافتون فيها كالفراش، فاذا نجا ناج برحمة الله عزّ و جلّ نظر إليها فقال : الحمد لله الّذي نجاني منك بعد إياس (3) بمنّه وفضله ، إنّ ربّنا لغفور شكور».

(أمالي الصدوق : المجلس ٣٣ ، الحديث ٤)

(٥٣٧) ٢ _ (4) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون بن

ص: 561


1- سورة الفجر : ٨٩: ١٤
2- في الكافي: «فمتعلّق تزلّ قدمه وتثبت قدمه ، والملائكة ...»
3- في الكافي : «بعد يأس...»
4- هذا هو الحديث 92 من صحيفة الرضا علیه السّلام ٦١ ، وفيه : لأحرقت السماوات و الأرضين». وأخرجه الطبري في تفسيره : 30: 188 ، والقرطبي في تفسيره : ٣٠: ٥٥ ، و السيوطي في الدرّ المنثور : 8: 511 - 512 من طريق ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري وعن علي علیه السّلام ، ومن طريق ابن وهب في كتاب الأهوال عن زيد بن أسلم، ومن طريق مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود ، ومن طريق ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وعبدالله بن أحمد في الزوائد عن ابن مسعود . وقريباً منه رواه أحمد في كتاب الزهد : ص 230 ، ح ٨٥٨ عن شقيق ، عن عبد الله ، في قوله تعالى : «وجيء يومئذ بجهنم» [سوره الفجر : 23]

الصلت الأهوازى قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثّنا عليّ بن محمّد قال : حدّثنا داوود بن سليمان قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «هل تدرون ما تفسير هذه الآية «كَلَّا إِذا دُكَّتِ الأَرضُ دَكَّاً» (1)»؟

قال: «إذا كان يوم القيامة تُقاد جهنّم بسبعين ألف زمام، بيَدِ سبعين ألف ملك ، فتشرد شردة لولا أنّ الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض».

(أمالي الطوسي : المجلس ١٢، الحديث ٢٤)

(538)3 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا محمّد بن سعيد بن أبي شحمة قال : حدّثنا أبو محمد عبدالله بن سعيد بن هاشم القناني البغدادي _ سنة خمس وثمانين ومئتين _ قال : حدّثنا أحمد بن صالح قال: حدّثنا حسّان بن عبدالله الواسطي قال : حدّثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل [حُييّ بن هانئ المعافري] ، عن عبدالله بن عمر:

عن رسول الله صلّى الله عليه و آله (في حديث ذكر فيه قصّة يحيى علیه السّلام) قال: «قال زكريّا علیه السّلام :

ص: 562


1- سورة الفجر : 89: 21

حدّثني حبيبي حبيبي جبرئيل عن الله تبارك وتعالى : أنّ في جهنّم جبلاً يقال له السكران، في أصل ذلك الجبل وادٍ يقال له الغضبان لغضب الرحمان تبارك وتعالى، في ذلك الوادي جبّ قامته مئة عام، في ذلك الجبّ توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار، وثياب من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار» الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 8، الحديث 3)

يأتي تمامه في كتاب النبوّة .

(٥٣٩) ٤ _ (1) وبإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه و آله (في حديث في بيان الوسيلة) : قال :

فلايبقی يومئذ أحد أحبّك يا علي إلّا استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه، ولا يبقی أحد ممّن عاداك أو نصب لك حرباً أو جحد لك حقاً إلّا اسودّ وجهه واضطريت قدماه.

فبينا أنا كذلك إذا ملكان وقد أقبلا إلىّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنّة، وأمّا الآخر فمالك خازن النّار (إلى أن قال :) فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد.

فأقول : السلام عليك أيّها الملك، من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك.

فيقول : أنا مالك خازن النّار، وهذه مقاليد النّار بعث بها إليك ربّ العزّة ، فخذها يا أحمد .

فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي، فله الحمد على ما فضلني به، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب .

ثمّ يرجع مالك، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النّار حتّى يقف على عجزة جهنّم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتدّ حرّها، وعليّ آخذ بزمامها فتقول له جهنّم: جزني يا عليّ، قد أطفأ نورك لهبي.

فيقول لها علي: قري يا جهنّم، خذي هذا واتركي هذا، خذي هذا عدوّي

ص: 563


1- تقدّم تخريجه في باب الوسيلة

واتركي هذا وليّي .

فلجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة، وإن شاء يذهبها يسرة، ولجَهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق».

(أمالي الصدوق : المجلس ٢٤، الحديث ٤)

تقدّم تمامه مسنداً في الحديث ٣ من باب الوسيلة .

(٥٤٠) ٥ - حدّثنا محمّد بن عليّ رحمه الله قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة ، عن سعيد بن جُبير، عن عبد الله بن عبّاس:

عن رسول الله صلّی الله علیه و آله (في حديث) قال: «معاشر النّاس، إنّ عليّاً قسيم النّار، لا يدخل النّار وليّ له، ولا ينجو منها عدوّ له ، إنّه قسيم الجنّة، لا يدخلها عدوّ له ولا يزحزح عنها وليّ له». (أمالي الصدوق : المجلس ٨، الحديث ٤)

يأتي تمامه في جوامع مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام من كتاب الإمامة .

(٥٤١)٦ - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدّثنا الربيع بن يسار قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ رضي الله عنه :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام (في حديث المناشدة يوم الشورى) قال : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أنت قسيم النّار ، تُخرِج منها مَن آمن وأقرّ، وتدع فيها من كفر»، غيري»؟

قالوا : لا . (أمالي الطوسي : المجلس ٢٠، الحديث ٤)

يأتي تمامه في كتاب الإمامة.

ص: 564

(٥٤٢) ٧ - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم [بن حيّان المكاري]:

عن عبد الله الصادق علیه السّلام قال : «أربعة لا يدخلون الجنّة: الكاهن، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتّات» وهو النمّام .

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٣ ، الحديث ٥)

(٥٤٣)٨ - (1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : حدّثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمّد بن عيسى الأبهري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا الجوهري الغلابي البصري قال : حدّثنا شُعيب بن واقد قال : حدّثنا الحسين بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه :

عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث المناهي) قال: «نهى عن بيع الخمر، وأن تشترى الخمر، وأن تُسقی الخمر، وقال علیه السّلام: لعن الله الخمر وعاصرها، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه.

وقال علیه السّلام : من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقّاً على الله أن يسقيه من طينة خبال (2)، وهو صديد أهل النّار وما يخرج من فروج الزناة، فيجتمع ذلك في قُدور جهنّم ، فيشربها أهل النّار، فيُصهر

ص: 565


1- ورواه أيضاً الصدوق في أوّل الجزء الرابع من الفقيه، وعنه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : ٢ : ٢٥٦
2- قال ابن الأثير في النهاية : 2 : 8 في الحديث: «من شرب الخَمر سقاه الله من طينة الخَبال يوم القيامة»، جاء تفيسيره في الحديث : «أنّ الخبال عُصارة أهل النّار» ، والخبال في الأصل الفساد ، ويكون فى الأفعال والأبدان والعقول

به ما في بطونهم والجلود.

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٦ ، الحديث ١)

يأتي تمامه في كتاب المناهي.

(٥٤٤) ٩ _ حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال: حدّثنا أبو جرير قال: حدّثنا عطاء الخراساني، رفعه :

عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث ذكر فيه قصّة المعراج) قال : ثمّ مضى حتّى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارّة وسمع صوتا ، قال : ما هذه الريح يا جبرئيل الّتي أجدها ، وهذا الصوت الّذي أسمع ؟

قال: هذه جهنّم .

فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : أعوذ بالله من جهنّم . (إلى أن قال :)

ثمّ مضى فمرّ على ملك قاعد على كرسيّ فسلّم عليه، فلم ير منه من البِشر مارأى من الملائكة ، فقال : يا جبرئيل، ما مررت بأحد من الملائكة إلّا رأيت منه ما أحبّ إلّا هذا، فمن هذا المَلَك ؟

قال: هذا مالك خازن النّار، أما إنّه قد كان من أحسن الملائكة بشراً، وأطلقهم وجهاً، فلمّا جُعل خازن النّار اطلع فيها اطّلاعة فرأى ما أعدّ الله فيها لأهلها ، فلم يضحك بعد ذلك.

(أمالي الصدوق : المجلس ٦٩ ، الحديث 2)

يأتي تمامه في باب 3 - المعراج - من أبواب تاريخ نبيّنا صلّی الله علیه و آله من البعثة إلى الهجرة .

(٥٤٥) ١٠ - (1) حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن

ص: 566


1- تقدّم تخريجه في باب الجنّة

إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي:

عن الرضا علي بن موسى علیهماالسّلام (في حديث قال) : قلت له يا ابن رسول الله فأخبرني عن الجنّة والنّار أهما اليوم مخلوقتان؟

فقال: «نعم، وإنّ رسول الله قد دخل الجنّة ورأى النّار لمّا عرج به إلى السماء».

قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين .

فقال علیه السّلام: «ما اولئك منّا ولا نحن منهم، مَن أنكر خلق الجنّة والنّار فقد كذّب النبيّ صلّی الله علیه و آله وكذَّبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنّم، قال الله عزّوجلّ: «هُذِهِ جَزَ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَينَها وَبَينَ حَمِيمٍ آنِ» (1) الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 70 ، الحديث 7)

سيأتي تمامه في كتاب الاحتجاج.

(٥٤٦) ١١ _ (2) أخبرنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن دينار، عن عمرو بن ثابت :

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیهماالسّلام قال: «إنّ أهل النّار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب ممّا يلقون من ألم (3) العذاب، ماظنّك يا عمرو بقوم لا يقضى عليهم فيموتوا، ولا يخفّف عنهم من عذابها، عطاش فيها جياع ، كليلة أبصارهم ، صمّ بكم عمي، مسودّة وجوههم، خاسئين فيها نادمين، مغضوب عليهم فلايرحمون، ومن العذاب لا يخفّف (4) عنهم ، وفي النّار يسجرون، ومن

ص: 567


1- سورة الرحمان : ٥٥: ٤٣ - ٤٤
2- وأورده الفتّال في عنوان : «ذكر جهنّم وكيفيّتها» من روضة الواعظين : ص 508
3- في نسخة : «أليم»
4- فى نسخة : «فلا يخفّف»

الحميم يشربون، ومن الزقّوم يأكلون، وبكلابيب النّار يحطمون (1)، وبالمقامع يضربون، والملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون ، فهم (2) في النّار يسحبون على وجوههم، ومع الشياطين يقرنون، وفي الأنكال والأغلال يصفّدون، إن دعوا لم يستجب لهم، وإن سألوا حاجة لم تقض لهم، هذه حال من دخل النّار».

(أمالي الصدوق : المجلس ٨٢، الحديث ١٤)

(٥٤٧)١٢ - (3) حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد قال : حدّثنا محمّد بن جعفر أبو الحسين الكوفي الأسدي قال : حدّثني موسى بن عمران النخعي قال : حدّثنا الحسين بن يزيد قال : حدّثني حفص بن غياث، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي علیه السّلام قال :

قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : «أربعة يؤذون أهل النّار على ما بهم من الأذى يسقون

ص: 568


1- يحطمون : أي يكسرون ويقطعون . قال في البحار وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ، يقال : خطمه : أي ضرب أنفه، وبالخطام : جعله على أنفه، كخطمه به ، أو جرّ أنفه ليضع عليه الخطام، قاله الفيروز آبادي في القاموس
2- في نسخة : «وهم»
3- ورواه أيضاً في باب ٧٦ «عقاب من مات وفي عنقه أموال النّاس ...» من عقاب الأعمال ص ٢٤٧. ورواه الطبراني في الحديث ٧٢٢٦ من المعجم الكبير : ج 7 ص ٢١٠ عن أبي يزيد القراطيسي، عن أسد بن موسى، عن إسماعيل بن عيّاش، عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أيّوب بن بشير العجلي ، عن شُفَي بن ماتع الأصبحي، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله ، مثله مع مغايرات طفيفة . ورواه عنه أبو نعيم الإصبهاني في ترجمة شفي بن ماتع من حلية الأولياء : ج ٥ ص ١٦٦ رقم 322 . ورواه الهندي في الحديث ٤٣979 من كنز العُمّال : ج ١٦ ص 72 نقلاً عن سعيد بن منصور في السنن وابن أبي الدنيا في «ذمّ الغيبة» وابن المبارك

من الحميم والجحيم، ينادون بالويل والثبور، يقول أهل النّار بعضهم لبعض : ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فرجل معلّق (1) في تابوت من جمر، ورجل يجرّ أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحاً ودماً ، ورجل يأكل لحمه ، فيقال لصاحب التابوت، ما بال الأبعد (2) قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد مات وفي عنقه أموال النّاس ولم يجد لها في نفسه أداء ولا وفاء.

ثمّ يقال للّذي يجرّ أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده.

ثمّ يقال للّذي يسيل فوه قيحاً ودماً : ما بال الأبعد قد آذانا على مابنا من الأذى؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يحاكي فينظر إلى كلّ كلمة خبيثة فيسندها (3) ويحاكي بها (4) .

ثمّ يقال للّذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يأكل لحوم النّاس بالغيبة ويمشي بالنميمة».

(أمالي الصدوق : المجلس ٨٥ ، الحديث 21)

(٥٤٨)١٣ - حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن

ص: 569


1- ومثله في عقاب الأعمال ، وفي المعجم الكبير وحلية الأولياء وكنز العمّال: «مغلّق»
2- قال ابن الأثير في مادّة «بعد» من النهاية : ج 1 ص 139 : وفيه: «إنّ رجلاً جاء فقال : إنّ الأبعد قد زنى» معناه المُتباعِد عن الخير والعِصمة . يقال : بَعِدَ - بالكسر - عن الخير فهو باعدٌ : أي هالكٌ ، والبُعد : الهلاك . والأبعد : الخائن أيضاً
3- وفى عقاب الأعمال: «... حنية فيفسد بها ...»
4- وفي حلية الأولياء : «إنّ الأبعد كان ينظر إلى كلمة فيستلذها كما يستلذ الرفث». وفي كنز العمّال : «... كلّ كلمة قذعة خبيثة يستلذّها ويستلذّه الرفث»

عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة:

عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال: «إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله حيث أسري به إلى السماء لم يمرّ بخلق من خلق الله إلّا رأى منه ما يحبّ من البشر واللطف والسرور به، حتّى مرّ بخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئاً، فوجده قاطباً عابساً، فقال: يا جبرئيل، ما مررت بخلق من خلق الله إلّا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلّا هذا. فمن هذا ؟

قال : هذا مالك خازن النّار، وهكذا خلقه ربّه .

قال : فإنّي أحبّ أن تطلب إليه أن يريني النّار.

فقال له جبرئيل : إنّ هذا محمّد رسول الله وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النّار.

قال : فأخرج له عنقاً منها فرآها ، فلمّا أبصرها لم يكن ضاحكاً (1) حتّى قبضه الله عزّ وجلّ». (أمالي الصدوق : المجلس ٨٧، الحديث (٦) (2)

(٥٤٩) ١٤ - (3)حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن العبّاس

ص: 570


1- في نسخة : «فرآها فما افترّ ضاحكاً»
2- ١٣ _ وأورده الفتّال في عنوان: «ذكر جهنّم وكيفيّتها» من روضة الواعظين : ص ٥٠٨. وقريباً منه رواه العيّاشي في تفسير سورة بني إسرائيل من تفسيره : ج 2 ص 277 قال : عن ابن بكير، عن أبي عبد الله علیه السّلام . وروى القمّي نحوه في أوائل تفسير سورة الإسراء من تفسيره : ج ٢ ص ٥
3- ورواه أيضاً في الباب 230 «باب معنى الخريف» من معاني الأخبار ص ٢٢٦ ، وفي أبواب السبعين وما فوقه من الخصال : ص ٥٨٤ ح 9 ، وفي ثواب الأعمال : ص ١٨٥ الباب 331 ح ١ وفي ط ص ١٥٤. وأورده السبزواري في الفصل 103 من جامع الأخبار : ص 399 ح 110٤ ، والطبري في

بن عامر [القصباني(1)، عن أحمد بن رزق [الغمشاني] ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن جابر :

عن أبي جعفر الباقر علیه السّلام قال: «إنّ عبداً مكث في النار سبعين خريفاً، والخريف سبعون سنة»(2).

قال: «ثمّ إنّه سأل الله عزّ وجلّ بحقّ محمد وأهل بيته [علیهم السّلام] (3) لمّا رحمتني».

قال: «فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئيل [علیه السّلام] : أن اهبط إلى عبدي فأخرجه [ إليّ].

قال : يا ربّ، وكيف لي بالهبوط في النّار ؟

قال : إنّي قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً.

قال : ياربّ ، فما علمي بموضعه ؟

فقال عزّ وجلّ : إنّه في جبّ من سجّين».

قال: «فهبط في النّار فوجده وهو معقول على وجهه، فأخرجه (4) ، فقال عزّ وجلّ يا عبدي كم لبثت تناشدني في النّار ؟

قال : ما أحصيه (5) يا ربّ .

بشارة المصطفى : ص 210، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 82 ، والفتّال في عنوان «مجلس في مناقب ال محمّد صلّی الله علیه و آله» من روضة الواعظين : ص 271

ص: 571


1- من أمالي المفيد ، والمورد الثاني منه ومن أمالي الطوسي
2- في أمالي الطوسي : «إنّ عبداً مكث في النّار يناشد الله سبعين خريفاً ، والخريف سبعون سنة وسبعون سنة وسبعون سنة»
3- من أمالي الطوسى ، وكذا في الموارد التالية
4- في أمالي الطوسي : «فهبط إليه وهو معقول على وجهه بقدمه . قال : كم لبثت في النّار ؟ قال : ما أحصي كم بُدّلت فيها خلقاً . فأخرجه إليه ، قال : فقال له : يا عبدي...»
5- في أمالي الطوسي : ما أحصي»

قال : أما وعزّتي [وجلالي] (1)، لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتمت (2) على نفسي أن لا يسألني عبدٌ بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له (3) ماكان بيني وبينه وقد غفرت لك اليوم».

(أمالي الصدوق : المجلس ٩٦ ، الحديث ٤)

أبو عبدالله المفيد، عن الصدوق بالسنّد المتقدّم عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السّلام قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «إنّه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، مكث عبدٌ في النّار سبعين خريفاً - والخريف سبعون سنة-. ثمّ إنّه يسأل الله عزّ وجلّ ويناديه فيقول : ياربّ أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته لمّا رحمتني. فيوحي الله جلّ جلاله إلى جبرئيل علیه السّلام [ أن ] اهبط إلى عبدي فأخرجه .

فيقول جبرئيل : وكيف لي بالهبوط في النّار ؟

فيقول الله تبارك وتعالى : إنّه قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً».

قال : «فيقول : يارب ، فما علمي بموضعه ؟

فيقول : إنّه في جبّ من سجّين .

فيهبط جبرئيل علیه السّلام إلى النّار فيجده معقولاً على وجهه فيخرجه، فيقف بين يدي الله عزّ وجلّ، فيقول الله تعالى: يا عبدي كم لبثت في النّار تناشدني ؟

فيقول : ياربّ ما أحصيته .

فيقول الله عزّ وجلّ له: أما وعزّتي وجلالي، لولا ما سألتني بحقّهم عندي لأطلت هوانك في النّار، ولكنّه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له ما كان بيني وبينه ، وقد غفرت لك اليوم . ثمّ يؤمر به إلى الجنّة».

(أمالي المفيد : المجلس ٢٥، الحديث ٦)

ص: 572


1- مابين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي والمفيد
2- في أمالي الطوسي : «حتم حتمته»
3- في أمالي الطوسي : «إلّا ما غفرت له»

أبو جعفر الطوسي، عن أحمد بن عبدون ابن الحاشر، عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر مثل ما في أمالي الصدوق، مع مغايرات ذكرتها في الهامش.

(أمالي الطوسى : المجلس 37 ، الحديث ٥)

(٥٥٠) ١٥ _ أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني:

عن أمير المؤمنين علیه السّلام - في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولّاه مصر - قال : «وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومَن في الأرض إلّا من شاء الله ، فكيف من عصى بالسمع والبصر واللسان واليد والرِجل والفرج والبطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم ، لأنّه يقضى ويصير إلى غيره، إلى نار قعرها بعيد، وحرّها شديد، وشرابها صديد، وعذابها جديد، ومقامعها حديد، لايفتر عذابها، ولا يموت سكّانها (1)، دار ليس فيها رحمة، ولا يسمع لأهلها دعوة».

(أمالي المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالي الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)

(٥٥١)١٦ - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله (في حديث طويل) قال : «لو أنّ زفرات جهنّم زفرت لم يبق ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا خرّ جائياً على ركبتيه يقول : ربّ نفسي نفسي، حتّى ينسى إبراهيم

ص: 573


1- في أمالي الطوسي : «ساكنها»

إسحاق علیهماالسّلام ، يقول : يا ربّ أنا خليلك إبراهيم لاتنسني» !

(أمالي الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في باب الجنّة.

(٥٥٢)١٧ _ (1) وبإسناده عن كثير النواء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : «إنّ نوحاً علیه السّلام ركب السفينة في أوّل يوم من رجب ، فأمر مَن معه أن يصوموا ذلك اليوم».

وقال: «من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النّار مسيرة سنة ، ومن صام سبعة أيّام منه غلقت عنه أبواب النّار السبعة، ومن صام ثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنان الثمانية» الحديث .

(أمالي الطوسي : المجلس ٢، الحديث 21)

تقدّم إسناده في باب الجنّة، ويأتي تمامه في كتاب الصوم.

(٥٥٣)١٨ _ (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن عاصم البزوفري، قال: حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيّوب الشاذكوني المنقري قال :

حدّثنا حفص بن غياث القاضي قال : كنت عند سيّد الجعافرة جعفر بن محمّد علیهماالسّلام لمّا أقدمه المنصور، فأتاه ابن أبي العوجاء _ وكان ملحداً _ فقال له : ما

ص: 574


1- تقدّم تخريجه في باب الجنّة
2- ورواه الطبرسي في الاحتجاج : ٢ : ٢٥٦، رقم ٢٢٧ . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 72 . وروى عليّ بن إبراهيم نحوه مرسلاً في تفسير الآية ٥٦ من سورة النساء من تفسيره : ج 1 ص ١٤١ قال : فقيل لأبي عبد الله علیه السّلام: كيف تبدّل جلود غيرها ؟ قال : أرأيت لو أخذت لبنة فكسرتها وصيّرتها تراباً، ثمّ ضربتها في القالب ، أهي الّتي كانت ؟ إنّما هي ذلك

تقول في هذه الآية : «كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها» (1)، هب هذه الجلود عصيت فعذّبت، فما بال الغيريّة ؟!

فقال أبو عبد الله علیه السّلام: «ويحك ، هي هي، وهي غيرها».

قال : أعقلنى هذا القول .

فقال له: أرأيت لو أنّ رجلاً عمد إلى لِبنَةٍ فكسرها، ثمّ صبّ عليها الماء وجبلها، ثمّ ردّها إلى هيئتها الأولى، ألم تكن هي هي، وهي غيرها» ؟

فقال : بلى، أمتع الله بك .

(أمالي الطوسي : المجلس ٢٤ ، الحديث ٩)

ص: 575


1- سورة النساء : ٤ : ٥٦

ص: 576

كتاب الاحتجاج

كتاب الاحتجاج

ص: 577

ص: 578

باب : في في احتجاج النبيّ صلّی الله علیه و آله على اليهود في مسائل شتّى

(٥٥٤) ١ -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن على ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبدالله بن جبلة، عن معاوية بن عمّار، عن الحسن بن عبدالله ، ، عن أبيه:

عن جدّه الحسن بن علي بن أبي طالب علیهماالسّلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله فقالوا: يا محمّد ، أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله، وأنّك الّذي يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران علیه السّلام ؟ !

فسكت النبيّ صلّی الله علیه و آله ساعة ثمّ قال: «نعم، أنا سيّد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيّين وإمام المتقّين ورسول ربّ العالمين».

قالوا : إلى مَن ؟ إلى العرب، أم إلى العجم، أم إلينا ؟

فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية : قل يا محمّد : «يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيكُم جميعاً»(2).

ص: 579


1- ورواه الشيخ المفيد قدّس سرّه في عنوان «مسائل اليهودي الّتي ألقاها على النبيّ صلّی الله علیه و آله» من كتاب الاختصاص : ص 33- 40 بإسناده إلى الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السّلام، بأدنى تفاوت في اللفظ ونقيصة . وروى الشيخ الصدوق قدّس سرّه بعض فقراته في الحديث ٣٦ من باب السبعة من الخصال ص ٣٥٥ قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله فسأله أعلمهم عن أشياء فكان فيما سأله : أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيّين .... وروى في الحديث ٦ من أبواب الثلاثين وما فوقه من قوله : لأيّ شيء فرض الله الصوم - إلى قوله : ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الآية : «كتب عليكم الصيام ....» قال اليهودي : صدقت يا محمّد . وروى أيضاً فقرات أُخرى من الرواية في سائر الأبواب . ورواه أيضاً في مطاوي العلل ، منها في الحديث ١ من الباب ١٠٦ : ج ١ ص ١٢٦ من قوله : لأيّ شيء سمّيت محمّداً... - إلى قوله - وأمّا البشير فإنّي أبشر بالجنّة من أطاعني، ومنها في الحديث ٨ من الباب 182 ص 250 - 251 أورد فيها تفسير «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر» ، وروى في الحديث ١ من الباب ١٩١ : ج ١ ص 280 بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام من قوله : لأي علّة توضاً هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع – إلى قوله : _ وأمره بمسح القدمين لما مشى بهما إلى الخطيئة. وفي الحديث 2 من الباب 195 ص 282 من قوله : لأي شيء أمر الله بالاغتسال من الجنابة ، إلى آخر الفقرة، وذكر فقرات أُخرى منه في سائر الأبواب . رواه أيضاً في مطاوي معاني الأخبار
2- الأعراف : ٧: ١٥٨

قال اليهودي الّذي كان أعلمهم : يا محمّد، إنّي أسألك عن عشر كلمات أعطى الله عزّ وجلّ موسى بن عمران في البقعة المباركة حيث ناجاه، لا يعلمها إلّا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب.

قال النبيّ صلّی الله علیه و آله: «سلني».

قال : أخبِرني يا محمّد، عن الكلمات الّتي اختارهنّ الله لإبراهيم حيث بنى البيت ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «نعم، سبحان الله ، والحمد لله، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر».

قال اليهودي: فبأيّ شيء بنى هذه الكعبة مربعة ؟

قال النبي صلّى الله عليه وآله: «بالكلمات الأربع».

قال : لأيّ شيء سمّيت الكعبة ؟

قال النبي : «لأنّها وسط الدنيا».

قال اليهودي : أخبرني عن تفسير «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر».

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : « علم الله جلّ وعزّ أنّ بني آدم يكذبون على الله فقال: «سبحان

ص: 580

الله» تبرياً ممّا يقولون، وأمّا قوله : «الحمد لله» فإنّه علم أنّ العباد لا يؤدّون شكر نعمته فحمد نفسه قبل أن يحمدوه ، وهو أوّل الكلام، لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بنعمته ، فقوله: «لا إله إلّا الله» يعني وحدانيتّة، لا يقبل الله الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة، وأمّا قوله: «والله أكبر» فهي كلمة أعلى الكلمات وأحبّها إلى الله عزّ وجلّ، يعني أنّه ليس شيء أكبر منّي، لا تفتتح الصلوات إلّا بها لكرامتها على الله وهو الاسم الأكرم».

قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء قائلها ؟

قال صلّی الله علیه و آله: «إذا قال العبد : «سبحان الله» سبّح معه ما دون العرش، فيعطى قائلها عشر أمثالها ، وإذا قال: «الحمد الله» أنعم الله عليه بنعيم الدنيا موصولاً بنعيم الآخرة، وهي الكلمة الّتي يقولها أهل الجنّة إذا دخلوها وينقطع الكلام الّذي يقولونه في الدنيا ماخلا الحمد لله، وذلك قوله عزّ وجلّ : «دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ بتُهُم فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعواهُم أَنِ الْحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ» (1) ، وأمّا قوله: «لا إله إلّا الله» فالجنّة جزاؤه، وذلك قوله عزّ وجلّ: «هَل جَزاءُ الْإِحسانِ إِلَّا الإحسانِ» (2)، يقول : هل جزاء لا إله إلّا الله إلّا الجنّة».

فقال اليهودي: صدقت يا محمّد ، قد أخبرت واحدة فتأذن لي أن أسألك الثانية.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «سلني عمّا شئت» - وجبرئيل عن يمين النبيّ صلّى الله عليه وآله وميكائيل عن يساره يلقّنانه -.

فقال اليهودي: لأيّ شيء سمّيت محمّداً وأحمد وأبا القاسم وبشيراً ونذيراً وداعياً ؟

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أمّا محمّد فإنّي محمود في الأرض، وأمّا أحمد فإنّي محمود في السماء، وأمّا أبو القاسم فإنّ الله عزّ وجلّ يقسم يوم القيامة قسمة النّار ، فمن كفر بي من الأوّلين والآخرين ففي النّار ، ويقسم قسمة الجنّة ، فمن آمن بي وأقرّ بنبوّتي ففي

ص: 581


1- سورة يونس: 10: 10
2- سورة الرحمان : ٥٥ : ٦٠

الجنّة، وأمّا الداعي فإنّي أدعو النّاس الى دين ربّي ، وأمّا النذير فإنّي أنذر بالنّار من عصاني، وأمّا البشير فإنّي أبشّر بالجنّة من أطاعني».

[ف] قال [اليهودي]: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن الله عزّ وجلّ، لأيّ شيء وقّت هذه الخمس الصلوات فى خمس مواقيت على أمّتك في ساعات الليل والنّهار ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس ، فيسبّح كلّ شيء دون العرش لوجه ربّي، وهي الساعة الّتي يصلّي عَلَيَّ فيها ربّي، ففرض الله عزّ وجلّ عَلَيّ وعلى أُمّتي فيها الصلاة وقال : «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ» (1)، وهي الساعة الّتي يؤتى فيها بجهنّم يوم القيامة، فما من مؤمن يوفّق تلك الساعة أن يكون ساجداً أو راكعاً أو قائماً إلّا حرّم الله عزّ وجلّ جسده على النّار.

وأمّا صلاة العصر، فهي الساعة الّتي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه الله من الجنّة، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لأمّتي، فهي من أحبّ الصلوات إلى الله عزّ وجلّ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات .

وأمّا صلاة المغرب، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ماتاب الله عليه ثلاث مئة سنة من أيّام الدنيا، وفي أيّام الآخرة یوم كألف سنة ، من وقت صلاة العصر إلى العشاء، فصلّى آدم ثلاث ركعات : ركعة الخطيئته ، وركعة الخطيئة حواء، وركعة لتوبته، فافترض الله عزّ وجلّ هذه الثلاث ركعات على أُمّتي، وهي الساعة الّتي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربّي أن يستجيب لمن دعاه فيها، وهذه الصلاة الّتي أمرني ربّي عزّ وجلّ فقال : «سُبحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصبحُونَ»(2).

وأمّا صلاة العشاء الآخرة، فإنّ للقبر ظلمة أمرني الله وأُمّتي بهذه الصلاة في

ص: 582


1- سورة الإسراء : 17 : 78
2- سورة الروم : 30 : 17

ذلك الوقت لتنوّر لهم القبور، وليعطوا النّور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلّا حرّم الله جسدها على النّار، وهي الصلاة التّي اختارها الله للمرسلين قبلي.

وأمّا صلاة الفجر، فإنّ الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان، فأمرني الله عزّ وجلّ أن أصلّي صلاة الفجر قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر، فتسجد أُمّتي لله ، وسرعتها أحبّ إلى الله ، وهي الصلاة الّتي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النّهار».

[ف] قال [اليهودي] : صدقت يا محمّد، فأخبرني لأيّ شيء توضّأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «لمّا أن وسوس الشيطان إلى آدم ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ، ثمّ قام، وهو أوّل قدم مشت إلى الخطيئة، ثمّ تناول بيده ثمّ مسها فأكل منها فطار الحلي والحلل عن جسده، ثمّ وضع يده على أُمّ رأسه و كي، فلمّا تاب الله عزّ وجلّ عليه فرض الله عزّ وجلّ عليه وعلى ذريّته الوضوء على هذه الجوارح الأربع وأمره أن يغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة، وأمره بغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها، و أمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه، وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة، ثمّ سنّ على أُمّتي المضمضة لتنقي القلب من الحرام، والاستنشاق لتحرم عليهم رائحة النّار ونتنها».

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء عاملها ؟

قال النبي صلّى الله عليه وآله : «أوّل ما يمسّ الماء يتباعد عنه الشيطان، وإذا تمضمض نوّر الله قلبه ولسانه بالحكمة، فإذا استنشق آمنه الله من النّار ورزقه رائحة الجنّة ، فإذا غسل وجهه بيّض الله وجهه يوم تبيضّ فيه وجوه وتسودّ وجوه، وإذا غسل ساعديه حرّم الله عليه أغلال النّار، وإذا مسح رأسه مسح الله عنه سيّئاته ، وإذا مسح قدميه أجازه الله على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام».

قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن الخامسة : لأيّ شيء أمر الله بالاغتسال

ص: 583

من الجنابة ولم يأمر من البول والغائط ؟

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة دبّ ذلك في عروقه وشعره وبشره، فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كلّ عرق وشعرة فأوجب الله على ذريّته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة، والبول يخرج من فضلة الشراب الّذي يشربه الإنسان، والغائط يخرج من فضلة الطعام الّذي يأكله، فعليهم منهما الوضوء».

قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فأخبرني ما جزاء من اغتسل من الحلال ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ المؤمن إذا جامع أهله بسط سبعون ألف ملك جناحه و تنزل الرحمة، فإذا اغتسل بنى الله بكلّ قطرة بيتاً في الجنّة، وهو سرّ فيما بين الله و بين خلقه» يعني الاغتسال من الجنابة.

قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن السادسة: عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة أمر الله بنى إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «فأنشدتك بك الله إن أنا أخبرتك تقرّ لي».

قال اليهودي : نعم يا محمّد .

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أوّل ما في التوراة مكتوب: محمّد رسول الله ، وهي بالعبرانيّة: طاب». ثمّ تلا رسول الله هذه الآية: «يَجدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فى التَّوراة وَالْإِنجيل» (1) و «مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعدِى اسْمُهُ أحمَد» (2)، وفي السطر الثاني: اسم وصيّي علي بن أبي طالب علیه السّلام ، والثالث والرابع : سبطي ّالحسن و الحسين، وفي الخامس : أمّهما فاطمة سيّدة نساء العالمين، وفي التوراة اسم وصيّي «اليا» واسم سبطيّ «شبر وشبير» وهما نورا فاطمة علیهاالسّلام».

فقال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فأخبرني عن فضلكم أهل البيت ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «لي فضل على النبييّن، فما من نبيّ إلّا دعا على قومه بدعوة وأنا

ص: 584


1- سورة الأعراف : ٧: ١٥٧
2- سورة الصفّ : ٦١ : ٦

أخّرت دعوتي لأمّتي لأشفع لهم يوم القيامة، وأمّا فضل أهل بيتي وذرّيتي على غيرهم كفضل الماء على كلّ شيء، وبه حياة كلّ شيء، وحبّ أهل بيتي وذريّتي استكمال الدين». وتلا رسول الله هذه الآية: «اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَعَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسلامَ دِيناً» إلى آخر الآية (1).

قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني بالسابع : ما فضل الرجال على النساء ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «كفضل السماء على الأرض، وكفضل الماء على الأرض، فبالماء تحيى الأرض، وبالرجال تحيى النساء ، لولا الرجال ما خلق الله النساء، لقول الله عزّ وجلّ : «الرِجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ»(2).

قال اليهودي: لأيّ شيء كان هكذا ؟

قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «خلق الله آدم من طين ومن فضلته وبقيّته خلقت حواء، وأوّل من أطاع النساء آدم فأنزله الله من الجنّة، وقد بيّن فضل الرجال على النساء في الدنيا ، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهنّ العبادة من القذارة، والرجال لا يصيبهم شيء من الطمث» ؟ !

قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني لأيّ شيء فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أُمّتك بالنّهار ثلاثين يوماً وفرض على الأُمم أكثر من ذلك ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً ففرض الله على ذريته ثلاثين يوماً الجوع والعطش، والّذي يأكلونه بالليل تفضّل من الله عزّ وجلّ عليهم، وكذلك كان على آدم ففرض الله عزّ وجلّ على أُمّتي ذلك». ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الآية : «كُتِبَ عَلَيكُم الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ * أَيَّاماً معدودات»(3).

ص: 585


1- سورة المائدة : ٥: ٣
2- سورة النساء : ٤: ٣٤
3- سورة البقرة : 2 : ١٨٣ - ١٨٤

قال اليهودي : صدقت يا محمّد، فما جزاء من صامها ؟

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلّا أوجب الله له سبع خصال: أوّلها: يذوب الحرام في جسده، والثانية: يقرب من رحمة الله، و الثالثة : يكون قد كفّر خطيئة أبيه آدم، والرابعة : يهوّن الله عليه سكرات الموت ، و الخامسة : أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة : يعطيه الله براءة من النّار، والسابعة : يطعمه الله من ثمرات الجنّة».

قال [اليهودي]: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن التاسعة : لأيّ شيء أمر الله بالوقوف بعرفات بعد العصر ؟

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّ العصر هي الساعة الّتي عصى فيها آدم ربِّه ، ففرض الله عزّ وجلّ على أُمّتى الوقوف والتضرّع والدعاء في أحبّ المواضع إليه وتكفّل لهم بالجنّة، والساعة التي ينصرف فيها النّاس هي الساعة الّتي تلقّى فيها آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم».

ثمّ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «والّذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الله باباً في السماء الدنيا يقال له باب الرحمة، وباب التوبة، وباب الحاجات، وباب التفضّل، وباب الإحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو، ولا يجتمع بعرفات أحد إلّا استأهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال، وإنّ الله عزّ وجلّ مئة ألف ملك مع كلّ ملك مئة وعشرون ألف ملك ، ولله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله ملائكته بعتق أهل عرفات من النّار، وأوجب الله عزّ وجلّ لهم الجنّة، ونادى منادٍ : انصرفوا مغفورين فقد أرضيتموني ورضيت عنكم».

قال اليهودي: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن العاشرة: عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيّين، وأعطى أمّتك من بين الأمم ؟

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أعطاني الله عزّ وجلّ فاتحة الكتاب، والأذان، والجماعة في المسجد، ويوم الجمعة، والإجهار في ثلاث صلوات، والرخصة لأمّتي عند

ص: 586

الأمراض والسفر، والصلاة على الجنائز، والشفاعة لاصحاب الكبائر من أُمّتي».

قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب ؟

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كلّ آية أنزلت من السماء فيجزى بها ثوابها، وأمّا الأذان فإنّه يحشر المؤذنون من أُمّتي مع النبيّين و الصدّيقين والشهداء والصالحين، وأمّا الجماعة فإنّ صفوف أُمّتي كصفوف الملائكة في السماء، والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة، كلّ ركعة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من عبادة أربعين سنة، وأمّا يوم الجمعة فيجمع الله فيه الأوّلين والآخرين للحساب، فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلّا خفّف الله عزّ وجلّ عليه أهوال يوم القيامة ثمّ يأمر به إلى الجنّة، وأمّا الإجهار فإنّه يتباعد لهب النّار بقدر ما يبلغ صوته، ويجوز الصراط ويعطى السرور حتّى يدخل الجنّة، وأمّا السادس : فإنّ الله عزّ وجلّ يخفّف أهوال يوم القيامة لأمّتى كما ذكر الله عزّ وجلّ في القرآن، وما من مؤمن يصلّي على الجنائز إلّا أوجب الله له الجنّة إلّا أن يكون منافقاً أو عاقاً، وأمّا شفاعتي فهي لأصحاب الكبائر ماخلا أهل الشرك والظلم».

قال [ اليهودي ] : صدقت يا محمّد، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّك عبده و رسوله خاتم النبيّين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين. فلمّا أسلم وحسن إسلامه أخرج رقّاً أبيض فيه جميع ما قال النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وقال : يا رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما استنسختها إلّا من الألواح الّتي كتبها الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران علیه السّلام ، و لقد قرأت فى التوراة فضلك حتّى شككت فيها يا محمّد ، ولقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة ، كلّما محوته وجدته مثبتاً فيها، ولقد قرأت في التوراة : إنّ هذه المسائل لا يخرجها غيرك، وإنّ في الساعة الّتي ترد عليك فيها هذه المسائل يكون جبرائيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك ووصيّك بين يديك.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «صدقت، هذا جبرائيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، ووصيّي علي بن أبي طالب بين يدي». فأمن اليهودي وحسن إسلامه.

(أمالي الصدوق : المجلس ٣٥ ، الحديث 1)

ص: 587

(٥٥٥)٢ _ (1) حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رحمه الله قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دُكين، عن معمر بن راشد قال :

سمعت أبا عبدالله الصادق علیه السّلام يقول: «أتى يهودي النبيّ صلّى الله عليه وآله فقام بين يديه يَحُدّ النظر إليه ، فقال : «يا يهودي ، ما حاجتك »؟

قال : أنت أفضل أم موسى بن عِمران النبيّ الّذي كلّمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البَحر، وأظلّه بالغَمام ؟

فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : «إنّه يُكْرَه للعبد أن يزكّي نفسه، ولكنّي أقول : إنّ آدم علیه السّلام لمّا أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما غفرت لي . فغفرها الله له ، وإنّ نوحاً علیه السّلام لمّا ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني من الغرق . فنجّاه الله منه ، وإنّ إبراهيم علیه السّلام لمّا ألقي في النّار قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتني منها . فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ، وإنّ موسى علیه السّلام لمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أمنتني منها . فقال الله جل جلاله : «لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلى» (2).

يا يهودي، إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي، مانفعه إيمانه شيئاً، ولا نفعته النبوّة .

يا يهودي، ومِن ذريّتي المهدي ، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته ، فقدّمه وصلّى خلفه» .

(أمالي الصدوق : المجلس ٣٩، الحديث ٤)

ص: 588


1- ورواه الطبرسي - بتفاوت يسير - في الباب 28 - ذكر استشفاع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين في دعوى الأنبياء صلّی الله علیه و آله من الاحتجاج : ج ١ ص ١٠٦ . وأورده الفتّال فى عنوان «مناقب آل محمّد صلوات الله عليهم» من روضة الواعظين : ص 272 ، والسبزواري في الفصل ٤ من جامع الأخبار: ص ٤٤ - ٤٥ ح ٩/٤٨
2- سورة طه : 20 : ٦٨

أبواب احتجاجات أمير المؤمنين علیه السّلام

باب 1 : احتجاجه علیه السّلام على اليهود والنصارى

(٥٥٦)١ _ (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن فحّام السرّ من رآني قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه علىّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر علیهم السّلام : قال :

قال سيّدنا الصادق علیه السّلام: سمعت أبي يحدّث عن أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه: أنّ يهودياً (2) جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام فقال : أخبرني عمّا ليس لله ، وعمّا ليس عند الله ، وعمّا لا يعلمه الله ؟ !

فقال [أمير المؤمنين علیه السّلام] : «أمّا ما لا يعلمه الله ، فلا يعلم أنّ له ولداً، تكذيباً لكم حيث قلتم : عزيرٌ ابن الله ، وأمّا قولك: «ما ليس الله» ، فليس لله شريك ، وأمّا قولك : «ما ليس عند الله»، فليس عند الله ظلم للعباد».

فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأشهد أنّك الحقّ، ومن أهل الحقّ ، وقلت الحقّ. وأسلم على يده.

(أمالي الطوسي : المجلس ١٠ ، الحديث ٦٦)

(٥٥٧)٢ - (3) أخبرنا محمّد بن محمّد قال أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد قال: : حدّثنا العبّاس بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن عمرو الكندي قال : حدّثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي قال : حدّثنا محمّد بن يزداد، عن سعيد بن خالد،

ص: 589


1- تقدّم تخريجه في الباب ١ من أبواب العدل
2- في نسخة : «إنّ رجلاً»
3- وروى العاصمي نحوه في زين الفتى : ج 1 ص 30٦ - 309 ح 219

عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمان بن قيس البصري قال: حدثنا زاذان :

عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال : لمّا قبض النبيّ صلّی الله علیه و آله وتقلّد أبو بكر الأمر، قدم المدينة جماعة من النصارى يتقدّمهم جائليق له سَمت (1) ومعرفة بالكلام ووجوهه وحفظ التوراة والإنجيل ومافيهما ، فقصدوا أبو بكر ، فقال له الجائليق: إنّا وجدنا في الإنجيل رسولاً يخرج بعد عيسى، وقد بلغنا خروج محمّد بن عبد الله يذكر أنّه ذلك الرسول، ففزعنا إلى ملكنا فجمع وجوه قومنا وأنفذنا في التماس الحقّ فيما اتّصل بنا، وقد فاتنا نبيّكم محمّد، وفیما قرأناه من كتبنا أنّ الأنبياء لا يخرجون من الدنيا إلّا بعد إقامة أوصياء لهم يخلفونهم في أممهم يُقتبس منهم الضياء فيما أشكل ، فأنت أيّها الأمير وصيّه ، لنسألك عمّا نحتاج إليه ؟

فقال عمر : هذا خليفة رسول الله صلّی الله علیه و آله .

فجئا الجائليق لركبتيه وقال له: خبّرنا أيّها الخليفة عن فضلكم علينا في الدين، فإنّا جئنا نسأل عن ذلك ؟

فقال أبوبكر : نحن مؤمنون وأنتم كفّار، والمؤمن خيرٌ من الكافر، والإيمان خيرٌ من الكفر .

فقال الجائليق : هذه دعوى تحتاج إلى حجّة ، فخبّرني أنت مؤمن عند الله أم عند نفسك ؟

فقال أبو بكر : أنا مؤمن عند نفسي ولا علم لي بما عند الله .

قال : فهل أنا كافر عندك على مثل ما أنت مؤمن ، أم أنا كافر عند الله ؟

فقال : أنت عندي كافر ، ولا علم لي بحالك عند الله.

فقال الجائليق : فما أراك إلّا شاكاً في نفسك وفيّ، ولست على يقين من دينك، فخبّرني ألك عند الله منزلة في الجنّة بما أنت عليه في الدين تعرفها ؟

ص: 590


1- الجائليق : رئيس الأساقفة عند بعض طوائف المسيحيّة . والسمت الهيئة والسكينة و الوقار

فقال : لي منزلةٌ في الجنّة أعرفها بالوعد ، ولا أعلم هل أصل إليها أم لا.

فقال له : فترجو أن تكون لي منزلة في الجنّة ؟

قال : أجل، أرجو ذلك.

فقال الجائليق : فما أراك إلا راجياً لي، وخائفاً على نفسك، فما فضلك عليّ في العلم ؟

ثمّ قال له : أخبرني هل احتويت على جميع علم النبيّ المبعوث إليك ؟

قال : لا ، ولكن أعلم منه ما قضى لي علمه .

قال: فكيف صرت خليفة للنبيّ وأنت لا تحيط علماً بما تحتاج إليه أمّته من علمه، وكيف قدّمك قومك على ذلك ؟

فقال له عمر : كفّ - أيّها النصراني - عن هذا العنت، وإلّا أبحنا دمك.

فقال الجاثليق : ما هذا عدل على من جاء مستر شداً طالباً.

فقال سلمان رحمه الله : فكأنّما ألبسنا جلباب المذلّة، فنهضت حتّى أتيت عليّاً علیه السّلام فأخبرته الخبر، فأقبل - بأبي وأُمّي - حتّى جلس والنصراني يقول : دلّوني على مَن أسأله عمّا أحتاج إليه .

فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام : «سل يا نصراني، فوالّذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لا تسألني عمّا مضى ولا ما يكون إلّا أخبرتك به عن نبيّ الهدى محمّد صلّی الله علیه و آله».

فقال النصراني : أسألك عمّا سألت عنه هذا الشيخ ، خبّرني أمؤمن أنت عند الله أم عند نفسك ؟

فقال أمير المؤمنين: «أنا مؤمن عند الله ، كما أنا مؤمن في عقيدتي».

فقال الجائليق : الله أكبر ، هذا كلام وثيق بدينه، متحقّق فيه بصحّة يقينه، فخبّرني الأن عن منزلتك في الجنّة ما هي؟

فقال علیه السّلام : «منزلتي مع النبيّ الأمّي في الفردوس الأعلى، لا أرتاب بذلك، و له لا أشكّ في الوعد من ربّي».

فقال النصراني : فبما ذا عرفت الوعد لك بالمنزلة الّتي ذكرتها ؟

ص: 591

فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «بالكتاب المنزل، وصدق النبيّ المرسل».

قال : فما ذا علمت صدق نبيّك ؟

قال علیه السّلام : «بالآيات الباهرات والمعجزات البيّنات».

قال الجائليق : هذا طريق الحجّة لمن أراد الاحتجاج، فخبّرني عن الله تعالى، أين هو اليوم ؟

فقال: «يا نصراني، إنّ الله تعالى يجلّ عن الأين ، ويتعالى عن المكان ، كان فيما لم يزل ولا مكان، وهو اليوم على ذلك لم يتغيّر من حال إلى حال».

فقال: أجل، أحسنت أيّها العالم وأوجزت في الجواب، فخبّرني عنه تعالى، أمدرك بالحواسّ عندك ، فيسلك المسترشد في طلبه استعمال الحواسّ ؟ أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك ؟

فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «تعالى الملك الجبّار أن يوصف بمقدار، أو تُدركه الحواسّ، أو يقاس بالنّاس، والطريق إلى معرفته صنائعه الباهرة للعقول ، الدالّة ذوي الاعتبار بما هو عنده مشهود ومعقول».

قال الجائليق: صدقت، هذا والله الحقّ الّذي قد ضلّ عنه التائهون في الجهالات ، فخبّرني الأن عمّا قاله نبيّكم في المسيح، وإنّه مخلوق، من أين أثبت له الخلق ونفى عنه الإلهيّة، وأوجب فيه النقص ؟ وقد عرفت ما يعتقد فيه كثير من المتديّنين ؟

فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: «أثبت له الخلق بالتقدير الّذي لزمه، والتصوير والتغيير من حال إلى حال، والزيادة الّتي لم ينفكّ منها والنقصان، ولم أنفِ عنه النبوّة ، ولا أخرجته من العصمة والكمال والتأييد، وقد جاءنا عن الله تعالى بأنّه مثل آدم خلقه من تُراب، ثمّ قال له: كن فيكون.

فقال له الجائليق : هذا ما لا يُطعَن فيه الأن، غير أنّ الحجاج ممّا تشترك فيه الحجّة على الخلق والمحجوج منهم ، فبم بنت أيّها العالم من الرعيّة الناقصة عنك؟

قال: «بما أخبرتك به من علمي بما كان وما يكون».

ص: 592

قال الجائليق : فهلمّ شيئاً من ذكر ذلك اتحققّ به دعواك.

فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : «خرجت - أيّها النصراني - من مستقرّك مستفزّاً (1) لمن قصدت بسؤالك له، مضمراً خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد، فأريت في منامك مقامي، وحدثت فيه بكلامي، وحُذّرت فيه من خلافي، وأمرت فيه باتّباعي».

قال: صدقت والله الّذي بعث المسيح، وما اطّلع على ما أخبرتني به إلّا الله تعالى، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأنّك وصي رسول الله ، وأحقّ النّاس بمقامه. وأسلم الّذين كانوا معه كإسلامه وقالوا: نرجع إلى صاحبنا . فنُخبره بما وجدنا عليه هذا الأمر وندعوه إلى الحقّ.

فقال له عمر: الحمد لله الّذي هداك - أيّها الرجل _ إلى الحقّ وهدى من معك إليه، غير أنّه يجب أن تعلم أنّ علم النبوّة في أهل بيت صاحبها، والأمر من بعده لمن خاطبت أوّلاً برضا الأُمّة واصطلاحها عليه، وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة .

فقال : قد عرفت - أيّها الرجل - وأنا على يقينٍ من أمري فيما أسررت وأعلنت .

وانصرف النّاس وتقدّم عمر ألّا يذكر ذلك المقام من بعد، وتوعّد على من ذكره بالعقاب، وقال: أما والله لولا أنّني أخاف أن يقول النّاس قتل مسلماً، لقتلت هذا الشيخ ومن معه ، فإنّي أظنّ أنّهم شياطين أرادوا الإفساد على هذه الأُمّة وإيقاع الفُرقة بينها .

[ قال سلمان : ] فقال أمير المؤمنين علیه السّلام لي : «يا سلمان ، أما ترى كيف يظهر الله الحجّة لأوليائه ؟ ومايزيد بذلك قومنا عنّا إلا نفوراً» !

(أمالي الطوسي : المجلس 8 ، الحديث ٣٦)

ص: 593


1- قال في البحار: مستفزّاً: أي كان غرضك من خروجك أزعاج المسؤول ومباهتته و مغالبته وتشكيكه في دينه ، لا قبول الحقّ منه . قال في القاموس : استفزّه : استخفّه وأخرجه من داره ، وأزعجه ، أفرزته : أفزعته

باب 2 : ما تفضّل صلوات الله عليه به على النّاس بقوله : «سلوني قبل أن تفقدوني»

(٥٥٨) 1 _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطاّن قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن أبي السري قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني :

عن الأصبغ بن نباتة قال : لمّا جلس عليّ علیه السّلام في الخلافة وبايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول الله صلّی الله علیه و آله، و لابساً بردة رسول الله صلّی الله علیه و آله ، متنعّلاً نعل رسول الله صلّی الله علیه و آله ، متقلّداً سيف رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فصعد المنبر فجلس عليه متمكّناً ، ثمّ شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال: «يا معشر النّاس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلّی الله علیه و آله ، هذا ما زقّني (2) رسول الله صلّی الله علیه و آله رقّاً رقاً، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي وسادة (3) فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة فتقول :

ص: 594


1- ورواه أيضاً في الحديث ١ من الباب ٤٣ من كتاب التوحيد ص 308 - ٣٠٤ . ورواه الشيخ المفيد قدّس سرّه في كتاب الاختصاص ص ٢٣٦ ، وفي الفصل 1 _ ما جاء في فضله علیه السّلام على الكافّة في العلم - من الإرشاد : ص ٣٤ - ٣٥ بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة ، عن على علیه السّلام. ورواه الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتل الحسين علیه السّلام : ٤٤:١ بإسناده عن أبي البختري، إلى قوله : «صدق عليّ»، وصدره في المناقب: ص 91 ح 85 ، ومثله في المناقب - لابن شهر آشوب - : ٢ : ٤٧ في عنوان المسابقة بالعلم والحلّي في كشف اليقين : ص ٦٢ ح 42. وقريباً منه رواه الحموئي في فرائد السمطين : ١ : ٣٤٠ - ٣٤١ ح ٢٦٣. ورواه الكليني في الحديث ٤ من «باب جوامع التوحيد» من كتاب التوحيد من الكافي : ج 1 ص 139 عن محمّد بن أبي عبدالله رفعه عن أبي عبد الله علیه السّلام قال : «بينا أمير المؤمنين علیه السّلام يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل يقال : ذعلب ذو لسان بليغ في الخطب ، شجاع القلب ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك ؟ قال : ويلك يا ذعلب ماكنت أعبد ربّاً لم أره . فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف رأيته ؟ قال : ويلك ياذ علب ، لم تره العيون بمشاهدة العيان...» إلى آخر كلامه علیه السّلام في جواب ذعلب . ورواه أيضاً الشيخ المفيد قدّس سرّه في عنوان «فصل في مختصر من كلامه علیه السّلام في وجوب المعرفة بالله ونفي التشبيه عنه...» من كتاب الإرشاد : ج ١ ص 224. وروى صدر الحديث - مختصراً - السيّد الرضي قدّس سرّه في الخطبة 179 من نهج البلاغة، و الطبرسي في كتاب الاحتجاج : 1 : 209 عند ذكر احتجاجه علیه السّلام في التوحيد. وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام» من روضة الواعظين : 118 إلى قوله علیه السّلام : «تأويلها وتنزيلها لأخبرتكم». أقول : تقدّم شرح صدر الحديث في كتاب التوحيد : باب جوامع التوحيد
2- زقّ الطائر فرخه يزقّه : أي أطعمه بفيه
3- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار: ثنى الوسادة: جعل بعضها على بعض لترفع فيجلس عليها كما يصنع للأكابر والملوك ، وهاهنا كناية عن التمكّن في الأمر والاستيلاء على الحكم ، وأمّا إفتاء أهل الكتاب بكتبهم فيحتمل أن يكون المراد به بيان أنّه في كتابهم هكذا ، لا الحكم بالعمل به ، أو أريد به الإفتاء فيما وافق شرع الإسلام وإلزام الحجّة عليهم فيما ينكرونه من أصول دين الإسلام وفروعه

صدق عليّ ماكذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فىّ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الانجيل فيقول : صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول : صدق عليّ ماكذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً فهل فيكم أحد يعلم مانزل فيه، ولولا آية في كتاب الله عزّ وجلّ لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة ، و

ص: 595

هي هذه الآية: «يَمحُوا الله مايَشاءُ وَيُنبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتاب» (1).

ثمّ قال علیه السّلام : «سلوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لو سألتموني عن أيّة آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت ، مكّيها ومدنيّها ، وسفريها و حضريها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها إلّا أخبرتكم».

فقام إليه رجل يقال له ذعلب - وكان ذرب اللسان، بليغاً في الخطب، شجاع القلب - فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إيّاه، فقال : يا أمير المؤمنين، هل رأيت ربك ؟

قال : «ويلك ياذعلب ، لم أكن بالّذي أعبد ربّاً لم أره» .

قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا .

قال: «ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، ويلك ياذعلب، إنّ ربّي لا يوصف بالبُعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون ، ولا بقيام - قيام انتصاب -، ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقّة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسّة، قائل لا بلفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء ولا يقال شيء فوقه أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج».

فخرّ ذعلب مغشيّاً عليه ثمّ قال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها .

ثمّ قال علیه السّلام: «سلوني قبل أن تفقدوني».

فقام إليه الأشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين، كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبيّ ؟

ص: 596


1- سورة الرعد : 13 : 39

فقال : بلى يا أشعت ، قد أنزل الله عليهم كتاباً وبعث إليهم نبيّاً، وكان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها ، فلمّا أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه فقالوا : أيهّا الملك ، دنست علينا ديننا فأهلكته ، فاخرج نطهّرك و نقم عليك الحدّ . فقال لهم : اجتمعوا واسمعوا كلامي، فإن يكن لي مخرج ممّا ارتكبت وإلّا فشأنكم . فاجتمعوا فقال لهم : هل علمتم أنّ الله عزّ وجلّ لم يخلق خلقاً أكرم عليه من أبينا آدم وأمّنا حواء ؟ قالوا : صدقت أيّها الملك . قال : أفليس قد زوّج بنيه من بناته، وبناته من بنيه ؟ قالوا : صدقت، هذا هو الدّين. فتعاقدوا على ذلك ، فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بلاحساب ، والمنافقون أشدّ حالاً منهم» (1).

فقال الأشعث : والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها أبداً .

ثمّ قال علیه السّلام: «سلوني قبل أن تفقدوني».

فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكّياً على عكازة (2) ، فلم يزل يتخطّى النّاس حتّى دنا منه فقال : يا أمير المؤمنين، دلني على عمل إذا أنا عملته نجّانى الله من النّار.

فقال له : «اسمع يا هذا، ثمّ افهم، ثمّ استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغنيّ لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّ وجلّ، وبفقير صابر، فاذا كتم العالم علمه وبخل الغنيّ و لم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بدئها أي إلى الكفر بعد الإيمان .

أيّها السائل فلا تغترنّ بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتّى، أيّها النّاس إنّما النّاس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر، فأمّا الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شيء منها فاته، وأمّا الصابر فيتمنّاها بقلبه

ص: 597


1- قال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : قوله علیه السّلام: «والمنافقون أشدّ حالاً منهم»، تعريض بالسائل لأنّه كان منهم
2- العكاز : عصا ذات زجّ

فإن أدرك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأمّا الراغب فلايبالي من حلّ أصابها أم من حرام».

قال: يا أمير المؤمنين، فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟

قال: «ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حقّ فيتولّاه، وينظر إلى ما خالفه فيتبرّاً منه وإن كان حبيباً قريباً».

قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين . ثمّ غاب الرجل فلم نره، وطلبه النّاس فلم يجدوه، فتبسّم عليّ علیه السّلام على المنبر ثمّ قال: «ما لكم ؟ هذا أخي الخضر علیه السّلام » .

ثمّ قال : «سلوني قبل أن تفقدوني».

فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيه صلّی الله علیه و آله ثمّ قال للحسن علیه السّلام : «ياحسن ، قم فاصعد المنبر فتكلّم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إنّ الحسن لا يحسن شيئاً» .

فقال الحسن علیه السّلام : «يا أبه، كيف أصعد واتكلّم وأنت في النّاس تسمع و تری» ؟!

قال: «بأبي وأُمّي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى ولا تراني».

فصعد الحسن علیه السّلام المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة ، وصلّى على النبيّ وآله صلاة موجزة ثمّ قال: «أيّها النَّاس سمعت جدّي رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول : أنا مدينة العلم وعليّ بابها، وهل تدخل المدينة إلّا من بابها» ؟ ثمّ نزل، فوثب إليه علي علیه السّلام فتحمّله وضمّه إلى صدره (1).

ثمّ قال للحسين علیه السّلام : «يابنيّ، قم فاصعد فتكلّم بكلام لا تجهلك قريش من

ص: 598


1- انظر مارواه الآبي في نثر الدر : 1 : 328 ، والحلواني في نزهة الناظر : ص 72-73، وابن سعد في ترجمة الإمام علیه السّلام: (٧٤) ، وابن عساكر في ترجمته علیه السّلام : (٢٤٣)، والصدوق في التوحيد : ص 307 باب ٤٣ ح ١ ، والمفيد في الاختصاص : ص 238 والطوسي في أماليه : م 13 ، ح 30 و م 4 ح 13والسيوطي في الدرّ المنثور ذيل الآية الشريفة نقلا عن ابن سعد وابن أبي حاتم

بعدي فيقولون : إنّ الحسين بن عليّ لا يبصر شيئاً، وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك».

فصعد الحسين علیه السّلام فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه وآله صلاة موجزة، ثمّ قال: «معاشر النّاس، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو يقول: إنّ عليّاً مدينة هدى، فمن دخلها نجا ومن تخلّف عنها هلك». فوتب إليه علىّ علیه السّلام فضمّه إلى صدره وقبّله ثمّ قال : «معاشر النّاس اشهدوا أنّهما فرخا رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ووديعته الّتي استودعنيها، وأنا أستودعكموها، معاشر النّاس ورسول الله صلّى الله عليه وآله سائلكم عنهما». (أمالي الصدوق : المجلس ٥٥ ، الحديث 1)

(٥٥٩)٢ - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد علیهماالسّلام قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله علیه السّلام.

قال المجاشعي: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى علیهماالسّلام ، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن آبائه علیهم السّلام :

عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : «سلوني عن كتاب الله عزّ وجلّ، فوالله ما نزلت آية منه في ليل أو نهار ، ولا مسير ولا مقام، إلّا وقد أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلّمني تأويلها».

فقال ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين، فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه ؟

قال: «كان يحفظ على رسول الله صلّى الله عليه وآله ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب ، حتىّ أقدم عليه فيُقرئنيه ، ويقول لي: «يا عليّ، أنزل الله عَلَيَّ بعدك كذا وكذا ، وتأويله كذا وكذا»، فيعلّمني تنزيله وتأويله».

(أمالي الطوسي : المجلس ١٨ ، الحديث ٦٦)

ص: 599


1- ورواه الطبري في بشارة المصطفى: ص 219، والطبرسي في الاحتجاج : ١ : ٦١٧ / ١٤٠. ورواه سليم بن قيس الهلالي في الحديث 31 من كتابه : ص ٢٠٤ ، وفي ط : ص 802 ، وعنه الحسكاني في الحديث ٤١ من شواهد التنزيل

احتجاجات الإمام الحسن علیه السّلام

(560)1- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن عبيد الله العرزمي، عن أبيه، عن عثمان [بن عمير] أبي اليقظان، عن أبي عمر زاذان قال:

لمّا وادع الحسن بن عليّ علیهماالسّلام معاوية ، صعد معاوية المنبر وجمع النّاس فخطبهم وقال: إنّ الحسن بن علي رآني للخلافة أهلاً ولم ير نفسه لها أهلاً. وكان الحسن علیه السّلام أسفل منه بمرقاة ، فلمّا فرغ من كلامه، قام الحسن علیه السّلام فحمد الله تعالى بما هو أهله، ثمّ ذكر المباهلة فقال: «فجاء رسول الله صلّی الله علیه و آله من الأنفس بأبي، ومن الأبناء بي وبأخي ، ومن النساء بأُمّي، وكنّا أهله، ونحن له، وهو منّا ونحن منه .

ولمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله في كساء لأمّ سلمة رضي الله عنها خيبري، ثمّ قال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» ، فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وأُمّي.

ولم يكن أحد يجنب في المسجد ويولد فيه إلّا النبيّ صلّى الله عليه وآله وأبي، تكرمة من الله تعالى لنا، وتفضّلاً منه لنا .

وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وأمر بسدّ الأبواب فسدّها و ترك بابنا، فقيل له في ذلك، فقال: «أما إنّي لم أسدّها وأفتح بابه ، ولكنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أسدّها وأفتح بابه».

وإنّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلاً ولم أر نفسي لها أهلاً، فكذب

ص: 600


1- الفقرة الثانية من الحديث رواها ابن المغازلي في المناقب : ص ٣٠٢ ح ٣٤٦ ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 2 : 30 ح ٦٤٩ بتفاوت

معاوية ، نحن أولى النّاس بالنّاس في كتاب الله وعلى لسان نبيّه صلّى الله عليه وآله ، ولم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض الله تعالى نبیّه صلّى الله عليه وآله ، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا، وتوثّب على رقابنا، وحمل النّاس علينا، ومنعنا سهمنا من الفيء، ومنع أمّنا ما جعل لها رسول الله صلّى الله عليه وآله.

وأقسم بالله لو أنّ النّاس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله صلّى الله عليه وآله لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، وماطمعتَ فيها يا معاوية، فلمّا خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها، فطمعت فيها الطلقاء وأبناء الطلقاء أنت وأصحابك وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ماولت أمّة أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتّى يرجعوا إلى ماتركوا». وقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنّه خليفة موسى علیه السّلام فيهم واتّبعوا السامري ، وقد تركت هذه الأُمّة أبي وبايعوا غيره، وقد سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة»، وقد رأوا رسول الله صلّى الله عليه وآله نصب أبي يوم غدير خمّ وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب، وقد هرب رسول الله صلّى الله عليه وآله من قومه وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتّى دخل الغار ، ولو وجد أعواناً ما هرب، وقد كفّ أبي يده حين ناشدهم واستغاث فلم يُغَث ، فجعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه، وجعل الله النبيّ صلّى الله عليه وآله في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعواناً ، وكذلك أبي ، وأنا في سعة من الله حين خذلتنا الأُمّة وبايعوك يا معاوية ، وإنّما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضاً.

أيّها النّاس، إنّكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب أن تجدوا رجلاً ولده نبيّ غيري وأخي لم تجدوه، وإنّي قد بايعت هذا، «وَإِنْ أَدْري لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ (1)». (أمالي الطوسي : المجلس 20 ، الحديث 9)

ص: 601


1- سورة الأنبياء: 21 : 111. وروى ابن عساكر نحو ذيل الحديث في ترجمة الإمام الحسن علیه السّلام من تاريخ دمشق : ص 187 ح 312 بإسناده عن أنس بن سيرين

(٥٦١) 2 _ وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمان الهمْداني بالكوفة وسألته ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرحمان بن كثير:

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين علیهم السّلام قال : لمّا أجمع الحسن بن عليّ علیه السّلام على صلح معاوية خرج حتّى لقيه، فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيباً ، فصعد المنبر وأمر الحسن علیه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة، ثمّ تكلّم معاوية فقال : أيّها النّاس، هذا الحسن بن علي وابن فاطمة، رآنا للخلافة أهلاً، ولم ير نفسه لها أهلاً، وقد أتانا ليبايع طوعاً. ثمّ قال : قم ياحسن .

فقام المحسن علیه السّلام فخطب فقال: «الحمد لله المستحمد بالالاء، وتتابع النعماء، و صارف الشدائد والبلاء، عند الفهماء وغير الفهماء، المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله وكبريائه، وعلوّه عن لحوق الأوهام ببقائه ، المرتفع عن كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويّات عقول الرائين، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده في ربوبيّته ووجوده ووحدانيّته صمداً لاشريك له، فرداً لاظهير له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اصطفاه وانتجبه وارتضاه ، وبعثه داعياً إلى الحقّ وسراجاً منيراً، وللعباد ممّا يخافون نذيراً، ولما يأملون بشيراً، فنصح للأمّة، وصدع بالرسالة، وأبان لهم درجات العمالة، شهادةً عليها أموت وأحشر، وبها في الأجلة أقرّب وأحبر.

وأقول : معشر الخلائق فاسمعوا ، ولكم أفئدة وأسماع فعوا: إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام، واختارنا واصطفانا واجتبانا، فأذهب عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً، والرجس هو الشكّ ، فلانشكّ في الله الحقّ ودينه أبداً، وطهّرنا من كلّ أفن وغيّة، مخلصين إلى آدم نعمة منه ، لم يفترق النّاس قطّ فرقتين إلّا جعلنا الله في خيرهما، فأدّت الأمور وأفضت الدهور إلى أن بعث الله محمّداً صلّی الله علیه و آله للنبوّة، واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه، ثمّ أمره بالدعاء إلى الله عزّ وجلّ، فكان أبي علیه السّلام أوّل

ص: 602

من استجاب لله تعالى ولرسوله صلّی الله علیه و آله ، وأوّل من آمن وصدّق الله ورسوله، وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيّه المرسل : «أفمَن كانَ عَلى بَيْنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ» (1)، فرسول الله الّذي على بيّنة من ربّه ، وأبي الّذي يتلوه ، وهو شاهد منه.

وقد قال له رسول الله صلّی الله علیه و آله حين أمره أن يسير إلى مكّة والموسم ببراءة: «سر بها ياعليّ، فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلّا أنا أو رجل منّي ، وأنت هو يا عليّ». فعليّ من رسول الله ، ورسول الله منه ، وقال له نبيّ الله صلّی الله علیه و آله حين قضى بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب علیه السّلام ومولاه زيد بن حارثة في ابنة حمزة: «أمّا أنت ياعليّ فمّني وأنا منك ، وأنت ولىّ كلِّ مؤمن بعدي».

فصدق أبي رسول الله صلّی الله علیه و آله سابقاً ووقاه بنفسه ، ثمّ لم يزل رسول الله صلّی الله علیه و آله في كلّ موطن يقدّمه، ولكلّ شديدة يرسله ثقة منه وطمأنينة إليه، لعلمه بنصيحته الله ورسوله صلّی الله علیه و آله ، وإنّه أقرب المقرّبين من الله ورسوله، وقد قال الله عزّ وجلّ: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ» (2) ، وكان أبي سابق السابقين إلى الله عزّ وجلّ وإلى رسوله صلّی الله علیه و آله وأقرب الأقربين، فقد قال الله تعالى : «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْكُمْ مِنْ قَبْلِ الْفَتْح وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً»(3).

فأبي كان أوّلهم إسلاماً وإيماناً ، وأوّلهم إلى الله ورسوله هجرةً ولحوقاً، وأوّلهم على وجده ووسعه نفقةً ، قال سبحانه: «وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلَا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ» (4)، فالنّاس من جميع الأمم يستغفرون له بسبقه إيّاهم الإيمان بنبيّه صلّی الله علیه و آله ، وذلك أنّه لم يسبقه إلى الإيمان أحد، وقد قال الله تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ

ص: 603


1- سورة هود : 11 : 17
2- سورة الواقعة : ٥٦ : 10 - 11
3- سورة الحديد : 57 : 10
4- سورة الحشر : 10:59

المُهاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانِ» (1)، فهو سابق جميع السابقين ، فكما أنّ الله عزّ وجلّ فضّل السابقين على المتخلّفين والمتأخّرين ، فكذلك فضّل السابقين على السابقين ، وقد قال الله عزّ وجلّ : «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ»(2) [فكان أبي المؤمن بالله واليوم الآخر] والمجاهد في سبيل الله حقّاً، وفيه نزلت هذه الآية .

وكان ممّن استجاب لرسول الله صلّی الله علیه و آله عمّه حمزة وجعفر ابن عمّه، فقتلا شهیدین رضي الله عنهما في قتلى كثيرة معهما من أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فجعل الله تعالى حمزة سيّد الشهداء من بينهم، وجعل الجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم، وذلك لمكانهما من رسول الله صلّی الله علیه و آله ومنزلتهما و قرابتهما منه صلّی الله علیه و آله، وصلى رسول الله صلّی الله علیه و آله على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الّذين استُشهِدُوا معه.

وكذلك جعل الله تعالى لنساء النبيّ صلّی الله علیه و آله للمحسنة منهنّ أجرين، وللمسيئة منهنّ وزرين ضعفين، لمكانهنّ من رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وجعل الصلاة في مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله بألف صلاة في سائر المساجد إلّا مسجد خليله إبراهيم بمكّة ، وذلك لمكان رسول الله صلّی الله علیه و آله من ربّه .

وفرض الله عزّ وجلّ الصلاة على نبيّه صلّی الله علیه و آله على كافّة المؤمنين، فقالوا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك ؟ فقال : قولوا : «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد» ، فحقّ على كلّ مسلم أن يصلّي علينا مع الصلاة على النبيّ صلّی الله علیه و آله فريضة واجبة.

وأحلّ الله تعالى خمس الغنيمة لرسوله صلّی الله علیه و آله وأوجبها له في كتابه، وأوجب لنا من ذلك ما أوجب له، وحرّم عليه الصدقة وحرّمها علينا معه ، فأدخلنا _ فله الحمد - فيما أدخل فيه نبيّه صلّی الله علیه و آله وأخرجنا ونزّهنا ممّا أخرجه منه ونزّهه عنه ، كرامة أكرمنا الله عزّ وجلّ بها، وفضيلة فضّلنا بها على سائر العباد، فقال الله تعالى

ص: 604


1- سورة التوبة : 9: 100
2- سورة التوبة : 9: 19

لمحمّد صلّی الله علیه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب وحاجّوه : «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَنِساءَنَا وَنِساءَ كُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» (1) فأخرج رسول الله صلّی الله علیه و آله من الأنفس معه أبي، ومن البنين إيَّاي وأخي، ومن النساء أُمّي فاطمة من النّاس جميعاً، فنحن أهله ولحمه ودمه و نفسه، ونحن منه وهو منّا .

وقد قال الله تعالى: «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (2) . فلمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلّی الله علیه و آله أنا وأخي وأُمّي وأبي، فجلّلنا ونفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري، وذلك في حجرتها وفي يومها، فقال «اللهمّ هؤلاء أهل بيتى وهؤلاء أهلى وعترتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً».

فقالت أُمّ سلمة رضي الله عنها : أدخل معهم يارسول الله ؟

فقال صلّی الله علیه و آله لها : يرحمك الله ، أنت على خير وإلى خير ، وما أرضاني عنك ! ولكنّها خاصّة لي ولهم .

ثمّ مكث رسول الله صلّی الله علیه و آله بعد ذلك بقيّة عمره حتّى قبضه الله إليه ، يأتينا كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول: «الصلاة يرحمكم الله ، إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».

وأمر رسول الله صلّی الله علیه و آله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا، فكلّموه في ذلك، فقال: «إنّي لم أسدّ أبوابكم وافتح باب عليّ من تلقاء نفسي، ولكنّي اتّبع ما يوحى إليّ، وإنّ الله أمر بسدّها وفتح بابه». فلم يكن من بعده ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله ويولد فيه الأولاد غير رسول الله وأبي على بن أبي طالب علیه السّلام تكرمة من الله تعالى لنا، وفضلاً اختصنا به على جميع النّاس.

وهذا باب أبي قرين باب رسول الله صلّی الله علیه و آله في مسجده، ومنزلنا بين منازل رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وذلك أنّ الله أمر نبيّه صلّی الله علیه و آله أن يبني مسجده، فبنى فيه عشرة أبيات، تسعة لبنيه وأزواجه، وعاشرها وهو متوسّطها لأبي، فها هو لبسبيل مقيم،

ص: 605


1- سورة آل عمران : ٣ : ٦١
2- سورة الأحزاب : 33: 33

والبيت هو المسجد المطهّر، وهو الّذي قال الله تعالى: «أَهْلَ الْبَيْتِ» ، فنحن أهل البيت، ونحن الّذين أذهب الله عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً.

أيّها النّاس، إنّي لو قمت حولاً فحولاً أذكر الّذي أعطانا الله عزّ وجلّ وخصّنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيّه صلّی الله علیه و آله لم أحصه، وأنا ابن النبيّ النذير البشير، السراج المنير، الّذي جعله الله رحمة للعالمين، وأبي عليّ وليّ المؤمنين، وشبيه هارون، وإنّ معاوية بن صخر زعم أنّي رأيته للخلافة أهلاً، ولم أر نفسي لها أهلاً، فكذب معاوية، وأيم الله لأنا أولى النّاس بالنّاس في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلّی الله علیه و آله ، غير أنّا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا، ونزل على رقابنا، وحمل النّاس على أكتافنا، ومنعنا سهمنا في كتاب الله [ من الفيء ] والغنائم، ومنع أمّنا فاطمة ارثها من أبيها .

إنّا لاتسمّي أحداً، ولكن أقسم بالله قسماً تالياً ، لو أنّ النّاس سمعوا قول الله عزّ وجلّ ورسوله ، لأعطتهم السماء قطرها ، والأرض بركتها ، ولما اختلف في هذه الأُمّة سيفان، ولأكلوها خضراء خضرة إلى يوم القيامة، وما طمعت فيها يا معاوية، ولكنّها لمۀا أخرجت سالفاً من معدنها، وزُحزِحت عن قواعدها، تنازعتها قريش بينها وترامتها كترامي الكرة حتّى طمعتَ فيها أنت يامعاوية وأصحابك من بعدك ، وقد قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قطّ وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتّى يرجعوا إلى ماتركوا» .

وقد تركت بنو إسرائيل - وكانوا أصحاب موسى علیه السّلام _ هارون أخاه وخليفته و وزيره وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامریّهم، وهم يعلمون أنّه خليفة موسى، وقد سمعت هذه الأُمّة رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول ذلك لأبي علیه السّلام : «إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي»، وقد رأوا رسول الله صلّی الله علیه و آله حين نصبه لهم بغدير خمّ وسمعوه، ونادى له بالولاية، ثمّ أمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب، وقد خرج رسول الله صلّی الله علیه و آله حذاراً من قومه إلى الغار - لمّا أجمعوا أن يمكروا به، و هو يدعوهم

ص: 606

- لمّا لم يجد عليهم أعواناً ، ولو وجد عليهم أعواناً لجاهدهم .

وقد كفّ أبي يده و ناشدهم واستغاث فلم يُغَث ولم يُنصر، ولو وجد عليهم أعواناً ما أجابهم، وقد جُعل في سعة كما جعل النبيّ صلّی الله علیه و آله في سعة.

وقد خذلتني الأُمّة وبايعتك يا ابن حرب، ولو وجدت عليك أعواناً يخلصون ما بايعتك، وقد جعل الله عزّ وجلّ هارون في سعة حين استضعفه قومه وعادوه، كذلك أنا وأبي في سعة حين تركتنا الأُمّة وبايعت غيرنا، ولم نجد عليهم أعواناً، وإنّما هى السنن والأمثال تتبع بعضها بعضاً.

أيّها النّاس، إنّكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلاً جدّه رسول الله صلّی الله علیه و آله وأبوه وصيّ رسول الله صلّی الله علیه و آله لم تجدوا غيري وأخي، فاتّقوا الله ولا تضلّوا بعد البيان، وكيف بكم وأنّى ذلك منكم ! ألا وإنّي قد بايعت هذا _ وأشار بيده إلى معاوية - «وَإِنْ أَدْري لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ» (1)».

أيّها النّاس، إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه، وإنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له، وكلّ صواب نافع، وكلّ خطأ ضارّ لأهله، وقد كانت القضيّة ففهّمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضرّ داوود.

فأما القرابة فقد نفعت المشرك وهي والله للمؤمن أنفع، قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لعمّه أبي طالب وهو في الموت: «قل لا إله إلّا الله ، أشفع لك بها يوم القيامة». ولم يكن رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول له إلّا ما يكون منه على يقين، وليس ذلك لأحدٍ من النّاس كلّهم غير شيخنا _ أعني أبا طالب _ (2) ، يقول الله عزّ وجلّ : «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدُهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ

ص: 607


1- سورة الأنبياء : 21 : 111
2- ما ورد في أبي طالب رضي الله عنه ، معارض للأحاديث المتواترة الواردة في إيمانه وأنّه مؤمن قريش، ويأتي الكلام في ذلك في ترجمة أبي طالب رضي الله عنه عند التعرّض لترجمة والدَي أمير المؤمنين علیه السّلام في كتاب الإمامة

وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً» (1) .

أيّها النّاس، اسمعوا و عوا، واتّقوا الله وراجعوا، وهيهات منكم الرجعة إلى الحقّ، وقد صارعكم النكوص، وخامركم الطغيان والجحود «أَنلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَهَا كارِهُونَ»(2)، والسلام على مَن اتّبع الهدى».

قال : فقال معاوية : والله مانزل الحسن حتّى أظلمت عليّ الأرض، وهممت أن أبطش به، ثمّ علمت أنّ الإغضاء أقرب إلى العافية .

(أمالي الطوسي : المجلس 21، الحديث1)

ص: 608


1- سورة النساء : ٤ : ١٨
2- سورة هود : 11 : 28

أبواب احتجاجات الإمام الرضا علیه السّلام

باب 1 : احتجاج الإمام الرضا علیه السّلام في مجلس المأمون

(٥٦٢) ١ _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنهما قالا : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه :

عن الريّان بن الصلت قال : حضر الرضا علیه السّلام المجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبادِنا» (2)؟

فقالت العلماء : أراد الله بذلك الأُمّة كلّها .

فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟

فقال الرضا علیه السّلام: «لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد الله العترة الطاهرة».

فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟

فقال له الرضا علیه السّلام : «إنّه لو أراد الأُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة ، لقول الله تبارك وتعالى: «فَمِنْهُمْ ظَالِمُ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقُ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ

ص: 609


1- ورواه أيضاً في الحديث ١ من الباب 23 من عيون أخبارالرضا علیه السّلام : ج ١ ص 207- 217 وفي ط : ص ٤٤٦ - ٤٦٢ ح ١٨٤ وعنه ينابيع المودّة : 1 : 131 الباب ٥ الحديث 12 . وأورده الحرّاني في عنوان «و من كلامه علیه السّلام في الاصطفاء» ممّا روى عن الإمام الرضا علیه السّلام من تحف العقول ص 313 - 322 ، وفي ط : ص ٤٢٥ - ٤٣٦
2- سورة فاطر 35: 32

الْفَضْلُ الْكَبِيرُ» (1) ، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال : «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ» (2) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم».

فقال المأمون : مَن العترة الطاهرة ؟

فقال الرضا علیه السّلام : «الّذين وصفهم الله في كتابه ، فقال جلّ وعزّ : «إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» (3)، وهم الّذين قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، وانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيّها النّاس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».

قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة، أهم الآل أو غير الآل؟

فقال الرضا علیه السّلام : «هم الآل».

فقالت العلماء: فهذا رسول الله صلّى الله عليه وآله يؤثر عنه إنّه قال: «أُمّتي آلي»، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الّذي لا يمكن دفعه : « آل محمّد أمّته».

فقال أبو الحسن علیه السّلام : «أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل» ؟

قالوا: نعم.

قال: «فتحرم على الأُمّة» ؟

قالوا: لا

قال: «هذا فرق ما بين الآل والأُمّة، ويحكم أين يذهب بكم ؟ أضربتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون ؟! أما علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم» ؟

قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟

قال: «من قول الله عزّ وجلّ : «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهيمَ وَجَعَلْنا في ذُرِيَّتِهِمَا

ص: 610


1- سورة فاطر: 35 : 32
2- سورة فاطر : 35 : 33
3- سورة الأحزاب : 33 : 33

النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ» (1)، فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، أما علمتم أنّ نوحاً حين سأل ربِّه «فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أهْلي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ» (2) وذلك إنّ الله عزّ وجلّ وعده أن ينجيه وأهله ، فقال له ربِّه : «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلُ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ» (3).

فقال المأمون : هل فضّل الله العترة على سائر النّاس ؟

فقال أبو الحسن علیه السّلام : «إنّ الله عزّ وجلّ أبان فضل العترة على سائر النّاس في محكم كتابه» .

فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله ؟

فقال له الرضا علیه السّلام : «في قوله عزّ وجلّ : »إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ [ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]» (4)، وقال عزّ وجلّ في موضع آخر : «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» (5)، ثمّ ردّ المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (6) يعني الّذين قَرَنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما، فقوله: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَينا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَ آتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.

ص: 611


1- سورة الحديد: ٥٧ : ٢٦
2- سورة هود : ١١ : ٤٥
3- سورة هود : ٤٦:١١
4- سورة آل عمران : ٣: ٣٣ و ٣٤ . والأيتان بتمامهما مذكورتان في العيون
5- سورة النساء : ٥٤:٤
6- سورة النساء : ٤: ٥٩

قالت العلماء : فأخبرنا هل فسّر الله عزّ وجلّ الاصطفاء في الكتاب ؟

فقال الرضا علیه السّلام: «فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً وموطناً : فأوّل ذلك قوله عزّ وجلّ : «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» (1) ورهطك المخلصين، هكذا في قراءة أبيّ بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبدالله بن مسعود، وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عزّ وجلّ بذلك الآل، فذكره لرسول الله صلّی الله علیه و آله ، فهذه واحدة.

والآية الثانية في الاصطفاء قوله عزّ وجلّ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» (2)، وهذا الفضل الّذى لا يجهله أحد معاند أصلاً لانّه فضل(3) بعد طهارة تنتظر ، فهذه الثانية .

وأمّا الثالثة : فحين ميّز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيّه صلّی الله علیه و آله بالمباهلة في آية الابتهال ، فقال عزّ وجلّ : قُل يا محمّد «تَعالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ» (4) فأبرز النبيّ صلّی الله علیه و آله علياً والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجل : «وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ» ؟

قالت العلماء : عنى به نفسهم.

فقال أبو الحسن علیه السّلام : «غلطتم ، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، وممّا يدلّ على ذلك قول النبيّ صلّی الله علیه و آله حين قال: «لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي» يعني عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، [وعنى بالأبناء الحسن والحسين علیهماالسّلام ، وعنى بالنساء فاطمة علیهاالسّلام] (5) فهذه خصوصيّة لا يتقدّمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر،

ص: 612


1- سورة الشعراء : 21٤:٢٦
2- سورة الأحزاب : 33: 33
3- في العيون : «لا يجهله أحد إلّا معاند ضال لأنّه فضل ...»
4- سورة آل عمران : ٣ : ٦١ . وذكر في العيون الآية بتمامها
5- ما بين المعقوفين أخذناه من العيون

وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل(1) نفس عليّ كنفسه ، فهذه الثالثة.

وأمّا الرابعة : فإخراجه صلّی الله علیه و آله النّاس من مسجده ماخلا العترة حتّى تكلّم النّاس في ذلك وتكلّم العبّاس فقال : يارسول الله ، تركت عليّاً واخرجتنا ؟ فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «ما أنا تركته واخرجتكم، ولكن الله تركه واخرجكم»، وفي هذا تبيان قوله صلّی الله علیه و آله لعلي علیه السّلام: «أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى».

قالت العلماء : فأين هذا من القرآن ؟

قال أبو الحسن : «أوجدكم في ذلك قرآناً أقرؤه عليكم».

قالوا: هات.

قال: «قول الله عزّ وجلّ : «وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّمَا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةٌ» (2)، ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضاً منزلة عليّ علیه السّلام من رسول الله صلّی الله علیه و آله ، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلّی الله علیه و آله حين قال: «ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلّا لمحمّد و آله» صلّی الله علیه و آله».

فقالت العلماء : يا أبا الحسن ، هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلّا عندكم معشر أهل بيت رسول الله صلّی الله علیه و آله.

فقال: «ومن ينكر لنا ذلك، ورسول الله صلّی الله علیه و آله يقول: «أنا مدينة الحكمة وعلىّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ، ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل و الشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند (3) ، و لله عزّ وجلّ الحمد على ذلك ، فهذه الرابعة .

والآية الخامسة : قول الله عزّ وجلّ: «وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ» (4) خصوصيّة خصّهم الله العزيز الجبّار بها واصطفاهم على الأُمّة، فلمّا نزلت هذه الآية على رسول

ص: 613


1- في عيون أخبار الرضا علیه السّلام: «إذ جعل»
2- سورة يونس : 10 : 87
3- في العيون : «إلّا معاند»
4- سورة الإسراء : ١٧ : ٢٦

الله صلّی الله علیه و آله قال : «أدعوا إلىّ فاطمة»، فدعيت له، فقال: «يا فاطمة». قالت : لبّيك يارسول الله . فقال صلّی الله علیه و آله : «هذه فدك، هي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولاركاب، وهي لي خاصّة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني الله به، فخذيها لك و لولدك». فهذه الخامسة.

والآية السادسة : قول الله جل جلاله: «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمُوَدَّةَ فِي صلى الله الْقُرْبى» (1)، وهذه خصوصيّة للنبيّ صلّی الله علیه و آله إلى يوم القيامة، وخصوصيّة للأل دون غيرهم، وذلك إنّ الله حكى في ذكر نوح في كتابه : «يا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبَّهِمْ وَلكِني أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ» (2) ، وحكى عزّ وجلّ عن هود علیه السّلام أنّه قال : «لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ» (3)، وقال عزّ وجلّ لنبيّه صلّی الله علیه و آله: «قُلْ» يا محمّد ، «لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» ، ولم يفرض الله مودّتهم إلّا وقد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلى ضلالٍ أبداً، وأُخرى أن يكون الرجل وادّاً للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوّاً له، فلا يسلم قلب الرجل له، فأحبّ الله عزّ وجلّ أن لا يكون في قلب رسول الله صلّی الله علیه و آله على المؤمنين شيء، ففرض عليهم مودّة ذوي القربى، فمن أخذ بها وأحبّ رسول الله صلّی الله علیه و آله وأحبّ أهل بيته لم يستطع رسول الله صلّی الله علیه و آله أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله صلّی الله علیه و آله أن يبغضه ، لأنّه قد ترك فريضة من فرائض الله، فأيّ فضيلة وأيّ شرف يتقدّم هذا أو يدانيه ، فأنزل الله هذه الآية على نبيّه صلّی الله علیه و آله : «قُلْ لا أَسْأَلُكُم عَلَيْهِ الْمُوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» فقام رسول الله صلّی الله علیه و آله في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال: «أيّها النّاس إنّ الله قد فرض لي عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدّوه» ؟ فلم يجبه أحد .

فقال: «أيّها النّاس، إنّه ليس بذهب ولا فضّة، ولا مأكول ولا مشروب».

ص: 614


1- سورة الشورى : ٤٢: ٢٣
2- سورة هود : 11 : 29
3- سورة هود : 11 : 51

فقالوا : هات إذاً. فتلا عليهم هذه الآية .

فقالوا : أمّا هذا فنعم فما وفى بها أكثرهم .

وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلّا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً ، لأنّ الله عزّ وجلّ يوفى (1) أجر الأنبياء ، ومحمّد صلّی الله علیه و آله (2) فرض الله عزّ وجلّ مودّة قرابته على أمّته وأمره أن يجعل أجره فيهم ليودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الّذي أوجب الله عزّ وجلّ لهم، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل.

فلما أوجب الله ذلك ثقل [ ذلك ] لثقل (3) وجوب الطاعة ، فتمسّك بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق، وألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حدّه الّذي حدّه الله فقالوا : القرابة هم العرب كلّها وأهل دعوته، فعلى أيّ الحالتين كان فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة، فأقربهم من النبيّ صلّی الله علیه و آله أولاهم بالمودّة، كلّما قريت القرابة كانت المودّة على قدرها، وما أنصفوا نبيّ الله صلّی الله علیه و آله في حيطته ورأفته، وما منّ الله به على أمّته ممّا تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤدّوه (4) في ذرّيته وأهل بيته وأن يجعلوهم (5) منهم كمنزلة العين من الرأس ، حفظاً لرسول الله صلّی الله علیه و آله وحبّاً لنبيّه (6) ، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه ، و الأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة والّذين فرض الله مودّتهم، ووعد الجزاء عليها إنّه ما وفى أحد بهذه المودّة مؤمناً مخلصاً إلّا استوجب الجنّة ، لقول الله عزّ وجلّ في هذه الآية: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضات الجنّاتِ لَهُمْ ما يَشاوُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا

ص: 615


1- في نسخة : «يوفّيه»
2- في نسخة : «يوفّيه أجره إلّا نبيّنا محمّد صلّی الله علیه و آله
3- في نسخة : «كثقل »
4- فى نسخة من المطبوعة : « لا يؤذوه»
5- في نسخة : «وأن لا يجعلوهم»
6- في نسخة : «لبنيه»

وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمُوَدَّةَ فِي الْقُرْبى»(1) مفسّراً ومبيّناً».

ثمّ قال أبو الحسن علیه السّلام : حدّثني أبي، عن آبائه، عن الحسين بن علي علیهم السّلام قال : «اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا: إنّ لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا ، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً ، أعط ماشئت وأمسك ماشئت من غير حرج.

قال: «فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال : يامحمّد: «قُلْ لا أَسْأَلُكُم عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلّى الله عليه وآله على ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا على قرابته من بعده، إن هو إلّا شيء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً ، فأنزل الله عزّ وجلّ جبرئيل بهذه الآية : «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم» (2)، فبعث إليهم النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال : هل من حدث ؟ قالوا : إي والله يارسول الله ، لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله الآية ، فبكوا واشتدّ بكاؤهم، فأنزل الله عزّ وجلّ : «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ» (3)، فهذه السادسة .

وأمّا الآية السابعة فقول الله تبارك وتعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما« (4)، وقد علم المعاندون منهم أنّه لمّا نزلت هذه الآية، قيل يا رسول الله ، قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : «تقولون : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم

ص: 616


1- سورة الشورى : ٤٢ : 22 و 23
2- سورة الأحقاف : ٤٦: ٨
3- سورة الشورى : ٤٢: ٢٥
4- سورة الأحزاب : 33 : ٥٦

وآل (1) إبراهيم، إنّك حميد مجيد»، فهل بينكم معاشر النّاس في هذا خلاف» ؟

قالوا : لا .

قال المأمون : هذا ما (2) لا خلاف فيه أصلاً وعليه الإجماع ، وهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن ؟

قال أبو الحسن علیه السّلام : «نعم ، أخبروني عن قول الله عزّ وجل: «يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم» (3)، فمن عنى بقوله «يس»»؟

قالت العلماء : يس محمّد صلّى الله عليه وآله لم يشكّ فيه أحد.

قال أبو الحسن علیه السّلام : «فإنّ الله أعطى محمّداً صلّى الله عليه وآله و آل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، و ذلك أنّ الله لم يسلّم على أحد إلّا على الأنبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك وتعالى: «سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمينَ» (4)، وقال : «سَلامٌ عَلى إبراهيم»(5)، وقال : «سَلامٌ عَلى مُوسَى وَهَارُونَ» (6)، ولم يقل : «سلام على آل نوح» ، ولم يقل : «سلام على آل موسى»، ولا: «على آل إبراهيم»وقال : «سَلامٌ عَلى آل يس» (7) يعني آل محمّد صلّى الله عليه وآله.«

فقال المأمون : قد علمت أنّ في معدن النبوّة شرح هذا وبيانه، فهذه السابعة .

«وأمّا الثامنة فقول الله عزّ وجلّ: «وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَ

ص: 617


1- في نسخة : «وعلى آل»
2- في نسخة : «ممّا »
3- سورة يس : ٣٦ : ١ - ٤
4- سورة الصافات: 37 : 79
5- سورة الصافات: 37 : 109
6- سورة الصافات: 37 : 120
7- سورة الصافات : 37 : 130. وهذه القراءة هي قراءة نافع وابن عامر من القراء السبع . (الكشف عن وجوه القراءات السبع : 2 : 227)

لِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى» (1)، فقرن سهم ذي القربى مع سهمه (2) وسهم رسوله، فهذا فصل أيضاً بين الآل والأُمّة، لأنّ الله جعلهم في حيّز وجعل الناس في حيّز دون ذلك، ورضي لهم مارضي لنفسه واصطفاهم فيه ، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بذي القربى، بكلّ ماكان من الفيء والغنيمة وغير ذلك ممّا رضيه عزّ وجلّ لنفسه ورضيه لهم، فقال - وقوله الحقّ -: «وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُم مِنْ شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ هُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى» ، فهذا تأكيد مؤكّد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الّذي «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدِ» (3) ، وأمّا قوله : «وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ» فإنّ اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحلّ له أخذه، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم للغنيّ والفقير منهم، لأنّه لا أحد أغنى من الله عزّ وجلّ ولا من رسوله صلّی الله علیه و آله ، فجعل لنفسه معهما سهماً ولرسوله سهماً، فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم، وكذلك الفيء مارضيه منه لنفسه ولنبيّه رضيه لذي القربي كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جلّ جلاله ثمّ برسوله ثمّ بهم ، وقرن سهمهم بسهم وسهم رسوله .

وكذلك في الطاعة ، قال : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ» (4) ، فبدأ بنفسه ثمّ برسوله ثمّ بأهل بيته، وكذلك آية الولاية : «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا [الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ راكِعُونَ]» (5)، فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفيء، فتبارك الله وتعالى، ما

ص: 618


1- سورة الأنفال : ٨: ٤١
2- في العيون : «بسهمه»
3- سورة فصلت : ٤١ : ٤٢
4- سورة النساء : ٤: ٥٩
5- سورة المائدة : ٥: ٥٥. والآية بتمامها مذكورة فى العيون

أعظم نعمته على أهل هذا البيت.

فلمّا جاءت قصّة الصدقة نزّه نفسه ونزّه رسوله ونزّه أهل بيته، فقال: «إِنَّما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَراءِ وَالمُساكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْعَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ» (1)، فهل تجد في شيء من ذلك أنّه جعل عزّ وجلّ سهماً لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى ، لأنه لمّا نزّه نفسه عن الصدقة و نزّه رسوله ، نزّه أهل بيته ، لا بل حرّم عليهم ، لأنّ الصدقة محرّمة على محمّد وآله هي أوساخ أيدي النّاس، لا تحلّ لهم لأنّهم طهّروا من كلّ دنس ووسخ، فلمّا طهرهم الله واصطفاهم رضي الله لهم مارضي لنفسه، وكره لهم ماكره لنفسه عزّ وجلّ، فهذه الثامنة.

وأمّا التاسعة : فنحن أهل الذكر الّذين قال الله في محكم كتابه: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»(2)».

فقالت العلماء : إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى.

فقال أبو الحسن علیه السّلام : «سبحان الله ، وهل يجوز ذلك ؟! إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون : إنّه أفضل من دين الإسلام».

فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال علیه السّلام : «نعم ، الذكر رسول الله ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب الله عزّ وجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: «فَاتَّقُوا الله يا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ» (3) ، فالذكر رسول الله، ونحن أهله ، فهذه التاسعة.

وأمّا العاشرة فقول الله عزّ وجلّ في آية التحريم: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَ

ص: 619


1- سورة التوبة : 9 : ٦٠
2- سورة النحل : ١٦ : ٤٣ ، وسورة الأنبياء : 21 : 7
3- سورة الطلاق : ٦٥ : 10 - 11

بَناتُكُم وَأَخَواتُكُمْ» الآية إلى آخرها (1)، فأخبروني ، هل تصلح ابنتي وابنة ابني و ما تناسل من صلبي الرسول الله صلّى الله عليه وآله أن يتزوّجها لو كان حيّاً» ؟

قالوا: لا.

قال: «فأخبروني، هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوّجها لوكان حياًّ» ؟ قالوا: بلى.

قال: «ففي هذا بيان، لأنّي أنا من آله، ولستم من آله، ولو كنتم من آله الحرم عليه بناتكم ، كما حرم عليه بناتي ، لأنّي (2) من آله وأنتم من أمّته، فهذا فرق مابين الآل والأُمّة ، لأنّ الآل منه ، والأُمّة إذا لم تكن من الآل ليست منه ، فهذه العاشرة.

وأمّا الحادي عشر فقول الله عزّ وجلّ في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: «وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ» (3) [إلى] تمام الآية، فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه، وكذلك خصّصنا نحن إذكنّا من آل رسول الله صلّى الله عليه وآله بولادتنا منه، وعمّمنا النّاس بالدّين، فهذا فرق ما بين الآل والأُمّة، فهذه الحادية عشرة.

وأمّا الثانية عشرة: فقول الله عزّ وجلّ: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها» (4) فخصّنا الله تعالى بهذه الخصوصية أن أمرنا (5) مع الأُمّة بإقامة الصلاة، ثمّ خصّنا من دون الأُمّة، فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يجيء إلى باب عليّ وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر ، كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرّات فيقول : «الصلاة رحمكم الله». وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة الّتي

ص: 620


1- سورة النساء : ٢٣:٤
2- في نسخة : «لأنا»
3- سورة غافر : ٤٠ : 28
4- سورة طه : 20 : 132
5- فى العيون : «إذ أمرنا»

أكرمنا بها وخصّنا من دون جميع أهل بيته».

فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيّكم عن الأمة خيراً، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا عندكم.

(أمالي الصدوق : المجلس : 79 ، الحديث 1)

أقول : سيأتي في أوّل كتاب النبوّة مناظرة الإمام الرضا علیه السّلام مع علي بن الجهم في عصمة الأنبياء علیهم السّلام .

ص: 621

باب 2 : أجوبة الإمام الرضا علیه السّلام على أسئلة أبي الصلت الهروي

(٥٦٣)١ _ (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبدالسلام بن صالح الهروي قال :

قلت لعلي بن موسی الرضاء علیه السّلام : يا ابن رسول الله، ماتقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث: «أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة»؟ فقال علیه السّلام : «يا أبا الصلت، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداً صلّی الله علیه و آله على جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عزّ وجلّ: «مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطاعَ الله»(2)، و قال: «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوقَ أَيْدِيهِم» (3)، وقال النبي صلّی الله علیه و آله: «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله جلّ جلاله»، ودرجة النبيّ صلّی الله علیه و آله في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله، فقد زاره تبارك و تعالى».

قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فما معنى الخبر الّذي رووه: «إنّ ثواب لا إله إلّا الله النظر إلى وجه الله» ؟

ص: 622


1- ورواه أيضاً في الحديث 21 من الباب ٨ من كتاب التوحيد : ص ١١٧ ، وفي الحديث ٣ من الباب 11 من كتاب عيون أخبار الرضا علیه السّلام : ١: ١٠٥ - ١٠٧ ، وفي ط : ص ٢٧٣ _ ٢٧٥ الباب ٣٢ الحديث ١١٤ . ورواه الطبرسي قدّس سرّه في احتجاجات الإمام الرضا علیه السّلام من كتاب الاحتجاج : 1 : 380 - ٣٨٢ رقم ٢٨٦
2- سورة النساء : ٤ : ٨٠
3- سورة الفتح : ١٠:٤٨

فقال علیه السّلام : «يا أبا الصلت، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه - صلوات الله عليهم - هم الّذين بهم يتوجّه إلى الله و إلى دينه ومعرفته ، وقال الله عزّ وجلّ : «كُلُّ مَن عَلَيهَا فَانٍ * وَيَبقَ وَجهُ رَبِّكَ» (1)، و قال عزّ وجلّ: «كُلُّ شَىءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ» (2)، فالنظر إلى أنبياء الله ورسله و حججه علیهم السّلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة»، وقال: «إنّ فيكم من لايراني بعد أن يفارقني»، يا أبا الصلت، إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يدرك بالأبصار والأوهام».

قال: فقلت له : يا ابن رسول الله ، فأخبرني عن الجنّة والنّار، أهما مخلوقتان؟

فقال: «نعم، وإنّ رسول الله قد دخل الجنّة ورأى النّار لما عرج به إلى السماء» .

قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون : إنّما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين ؟

فقال علیه السّلام : «ما أولئك منّا ولانحن منهم، من أنكر خلق الجنّة والنّار فقد كذّب النبيّ صلّی الله علیه و آله وكذَّبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنمّ، قال الله عزّ و جلّ: «هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْجُرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَينَها وَبَينَ حَمِيمٍ آنٍ» (3).

وقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : «لمّا عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل علیه السّلام فأدخلني الجنّة فناولني من رطبها فأكلته ، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة».

(أمالي الصدوق : المجلس 70 ، الحديث 7)

ص: 623


1- سورة الرحمان : ٥٥ : ٢٦ - ٢٧
2- سورة القصص : 28 : 88
3- سورة الرحمان : ٥٥: ٤٣ - ٤٤

باب : فيما بيّن الصدوق قدّس سرّه من مذهب الإماميّة

(٥٦٤)١ - مجلس يوم الجمعة الثالث عشر من شعبان سنة ثمان وستّين وثلاث مئة، واجتمع في هذا اليوم إلى الشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضي الله عنه أهل مجلسه والمشايخ، فسألوه أن يُملي عليهم وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، فقال رضي الله عنه :

دين الإماميّة هو الإقرار بتوحيد الله تعالى ذكره، ونفي التشبيه عنه، وتنزيهه عمّا لا يليق به، والإقرار بأنبياء الله ورُسُله وحُججه وملائكته وكتبه، والإقرار بأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله هو سيّد الأنبياء والمرسلين، وأنّه أفضل منهم ومن جميع الملائكة المقرّبين، وأنّه خاتم النبيّين، فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة، وأنّ جميع الأنبياء و الرّسل والأئمّة علیهم السّلام أفضل من الملائكة، وأنّهم معصومون مطَهّرون من كلّ دَنَسٍ ورِجسٍ، لايهمّون بذنب صغير ولا كبير ولا يَرتكبونه ، وأنّهم أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمانٌ لأهل السماء.

وأنّ الدعائم الّتي بُني الإسلام عليها خَمسُ : الصلاة، والزكاة، والصوم، والحجّ، وولاية النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم بعده، وهم اثنا عشر عشر إماماً، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ الباقر محمّد بن عليّ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر ، ثمّ الرضا عليّ بن موسى، ثمّ الجواد محمّد بن عليّ، ثمّ الهادي عليّ بن محمّد، ثمّ العسكري الحسن بن عليّ، ثمّ الحجة بن الحسن بن عليّ علیهم السّلام ، والإقرار بأنّهم أُولوا الأمر الّذين أمر الله عزّ وجلّ بطاعتهم ، فقال : «أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (1)، وأنّ طاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله ، ووليّهم وليّ الله ،

ص: 624


1- سورة النساء : ٤: ٥٩

وعدوّهم عدوّ الله عزّ وجلّ، ومودّة ذرية النبيّ صلّی الله علیه و آله إذا كانوا على مِنهاج آبائهم الطاهرين فريضة واجبة في أعناق العباد إلى يوم القيامة، وهي أجر النبوّة، لقول الله عزّ وجلّ: «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» (1).

والإقرار بأنّ الإسلام هو الإقرار بالشهادتين، والإيمان هو إقرار باللسان، وعقد بالقلب، وعمل بالجوارح ، لا يكون الإيمان إلّا هكذا، ومن شَهد الشهادتين فقد حقن ماله ودمه إلّا بحقّهما، وحسابه على الله عزّ وجلّ، والإقرار بالمساءلة في القبر حين يُدفن الميّت، وبمنكر ونكير، وبعذاب القبر .

والإقرار بخلق الجنّة والنّار، وبمعراج النبيّ صلّی الله علیه و آله إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومنها إلى حُجُب النّور، وبمناجاة الله عزّ وجلّ إيَّاه، وأنّه عرج به بجسمه ورُوحه على الصّحة والحقيقة، لا على الرؤيا في المنام، وأنّ ذلك لم يكن لأنّ الله عزّ وجلّ في مكان هناك، لأنّه متعالٍ عن المكان، ولكنّه عزّ وجلّ عرج صلّی الله علیه و آله به تشريفاً له وتعظيماً لمنزلته، وليريه ملكوت السماوات كما أراه ملكوت الأرض، ويشاهد ما فيها من عظمة الله عزّ وجلّ، وليُخبِر أمّته بما شاهد في العلوّ من الآيات والعلامات.

والإقرار بالحوض، والشفاعة للمذنبين من أصحاب الكبائر، والإقرار بالصّراط، والحساب، والميزان، واللوح، والقلم، والعرش، والكرسي.

والإقرار بأنّ الصلاة عمود الدّين، وأنّها أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من الأعمال، وأوّل ما يُسأل عنه العبد بعد المعرفة ، فإن قُبلت قُبل ما سواها، وإن رُدّت رُدّ ما سواها، وأنّ المفروضات من الصلوات في اليوم والليلة خمس صلوات، وهي سبع عشرة ركعة، الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعِشاء الآخرة أربع ركعات، والغداة ركعتان.

وأمّا النافلة فهي مِثْلا الفريضة أربع وثلاثون ركعة : ثمان ركعات قبل الظهر، وثمان بعدها قبل العصر ، وأربع ركعات بعد المغرب، وركعتان من جلوس بعد

ص: 625


1- سورة الشورى : ٤٢: ٢٣

العشاء الآخرة تُحسبان بركعة، وهي وَتر لمن لم يَلحَق الوتر آخر الليل، وصلاة الليل ثماني ركعات، كلّ ركعتين بتسليمة، والشَّفع ركعتان بتسليمة، والوَتر ركعة واحدة، ونافلة الغداة ركعتان، فجُملة الفرائض والنوافل في اليوم و والليلة إحدى وخمسون ركعة .

والأذان والإقامة مَثنى مَثنى، وفرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقِبلة ، والرّكوع، والسجود، والدّعاء، والقنوت في كلّ صلاة فريضة ونافلة في الرّكعة الثانية قبل الرّكوع وبعد القراءة، ويُجزي من القول في القنوت: «ربّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم»، ويجزي فيه أيضاً ثلاث تسبيحات، وإن أحبّ المصلّي أن يذكر الأئمّة علیهم السّلام في قنوته ويصلّي عليهم فليُجملهم.

وتكبيرة الافتتاح واحدة ، وسبع أفضل، ويجب الجهر ببسم الله الرّحمن الرّحيم في الصلاة عند افتتاح الفاتحة، وعند افتتاح السورة بعدها ، وهي آية من القرآن، وهي أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها، ويُستحبّ رفع اليدين في كلّ تكبيرة في الصلاة، وهو زين للصلاة.

والقراءة فى الأوليّين من الفريضة «الحمد» و «سورة»، ولا تكون من العزائم الّتي يُسجَد فيها، وهي سجدة لقمان، وحم السجدة ، والنجم ، وسورة «اقْرَأْ بِاشم رَبِّكَ» ، ولا تكون السورة أيضاً «لإيلاف» ، أو «ألَم تَرَ كَيْفَ» ، أو «وَالضُّحى»، أو «أَلَمْ نَشْرَحْ» ، لأنّ «لإيلاف» و «أَلَمْ تَرَ» سورة واحدة ، و «وَالضُّحى» و «أَلَمْ نُشْرَحْ» سورة واحدة، فلا يجوز التفرّد بواحدةٍ منها في ركعة فريضة، فمن أراد أن يقرأ بها في الفريضة فليقرأ «لإيلاف» و «ألَمْ تَرَ» في ركعة، و «الضُّحى» و «أَلَمْ نَشْرَحْ» في ركعة ، ولا يجوز القِران بين سورتين في الفريضة، فأمّا في النافلة فلابأس بأن يقرأ (1) الرجل ما شاء، ولا بأس بقراءة العزائم في النوافل، لأنّه إنّما يُكره ذلك في الفريضة، ويجب أن يقرأ في صلاة الظهر يوم الجمعة سورة الجمعة و المنافقين،

ص: 626


1- فى نسخة : أن يقرن»

فبذلك جرت السُنّة .

والقول في الركوع والسُجود ثلاث تسبيحات وخمس أحسن، وسبع أفضل، وتسبيحة تامّة تجزي في الركوع والسجود للمريض والمستعجل، ومن نقص من الثلاث التسبيحات في ركوعه أو في سجوده تسبيحة ولم يكن بمريض ولا مستعجل فقد نقص ثلث صلاته، ومن ترك تسبيحتين فقد نقص ثلثي صلاته، ومن لم يسبح في ركوعه وسجوده فلا صلاة له إلّا أن يهلّل أو يكبّر أو يصلّي على النبيّ واله بعدد التسبيح، فإنّ ذلك يجزيه.

ويجزي في التشهّد الشهادتان، فما زاد فتعبّد، والتسليم في الصلاة يجزي مرّة واحدة مستقبل القبلة، ويميل بعينه إلى يمينه، وَمن كان في جمع من أهل الخلاف سلّم تسليمتين، عن يمينه تسليمة وعن يساره تسليمة كما يفعلون ، للتقيّة.

وينبغي للمصلّي أن يسبّح بتسبيح فاطمة الزهراء علیهاالسّلام في دبر كلّ صلاة فريضة وهي أربع وثلاثون تكبيرة ، وثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، فإنّه من فعل ذلك بعد الفريضة قبل أن يثني رجليه غفر الله له ، ثمّ يصلّي على النبيّ و الأئمّة علیهم السّلام ، ويدعو لنفسه بما أحبّ ، ويسجد بعد فراغه من الدعاء سجدة الشكر، يقول فيها ثلاث مرّات: «شكراً لله» ، ولا يدعها إلّا إذا حضر مخالف للتقيّة .

ولا يجوز التكفير (1) للصلاة، ولا قول آمين بعد فاتحة الكتاب، ولا وضع الركبتين على الأرض في السجود قبل اليدين، ولا يجوز السجود إلّا على الأرض أو على ما انبتت الأرض إلّا ما أكل أو لبس.

ولا بأس بالصلاة في شعر ووبر كلّما أكل لحمه ، وما لا يؤكل لحمه فلا يجوز الصلاة في شعره ووبره إلّا ما خصّته الرخصة وهي الصلاة في السنجاب والسمّور والفنك (2) والخزّ، والأولى أن لا يصلّي فيها، ومن صلّى فيها جازت صلاته، وأمّا الثعالب فلارخصة فيها إلّا في حالة التقيّة والضرورة.

ص: 627


1- التكفير : وضع إحدى اليدين على الأخرى
2- الفنك : ضرب من الثعالب فروته أجود أنواع الفراء

والصلاة يقطعها الريح إذا خرج من المصلّي، أو غيرها ممّا ينقض الوضوء، أو يذكر أنّه على غير وضوء، أو وجد أذى أو ضرباناً لا يمكنه الصبر عليه، أو رعف فخرج من أنفه دم كثير ، أو التفت حتّى يرى من خلفه، ولا يقطع صلاة المسلم شيء يمرّ بين يديه من كلب أو امرأة أو حمار أو غير ذلك.

ولا سهو في النافلة، فمن سها في نافلة فليس عليه شيء (1) فليين على ماشاء، وإنّما السهو في الفريضة، فمن سها في الأوليين أعاد الصلاة، ومن شكّ في المغرب أعاد الصلاة، ومن شكّ في الغداة أعاد الصلاة، ومن شكّ في الثانية أو في الثالثة والرابعة فليبن على الأكثر ، فإذا سلّم أتمّ ماظنّ أنّه قد نقص .

ولا تجب سجدتا السهو على المصلّي إلّا إذا قام في حال قعود، أو قعد في حال قيام ، أو ترك التشهّد ، أو لم يدر زاد في صلاته أم نقص منها ، وهما بعد التسليم في الزيادة والنقصان، ويقال فيها: «بسم الله وبالله السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته».

وأمّا سجدة العزائم فيقال فيها: «لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً، لا إله إلّا الله إيماناً وتصديقاً، لا إله إلّا الله عبوديةً ورِقاً، سجدت لك ياربّ تعبّداً ورِقاً، لا مُستنكفاً ولا مستكبراً ، بل أنا عبد ذليل خائف مستجير»، ويكبّر إذا رفع رأسه.

ولا يقبل من صلاة العبد إلّا ما أقبل عليه منها بقلبه حتّى إنّه ربما قبل من صلاته ربعها أو ثلثها أو نصفها أو أقلّ من ذلك أو أكثر ، ولكنّ الله عزّ وجلّ يتمّها بالنوافل .

وأولى النّاس بالتقدّم في جماعة أقرأهم للقرآن، فإن كانوا في القرآن سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأسنّهم، فإن كانوا في السنّ سواء فأصبحهم وجهاً، وصاحب المسجد أولى بمسجده ، ومن صلّى بقوم وفيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة.

والجماعة يوم الجمعة فريضة واجبة، وفي سائر الأيّام سنّة ، من تركها رغبة

ص: 628


1- قوله : «فليس عليه شيء» يوجد في بعض النسخ دون بعض

عنها وعن جماعة المسلمين من غير علّة فلا صلاة له .

ووضعت الجمعة عن تسعة عن الصغير والكبير(1) ، والمجنون ، والمسافر، والعبد، والمرأة، والمريض، والأعمى، ومن كان على رأس فرسخين، وتفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرين درجة في الجنة.

وفرض السفر ركعتان إلّا المغرب، فإنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله تركها على حالها في السفر والحضر، ولا يصلّي في السفر من نوافل النهار شيء، ولا يترك فيه من نوافل الليل شيء، ولا يجوز صلاة الليل من أوّل الليل إلّا في السفر، وإذا قضاها الإنسان فهو أفضل له من أن يصلّيها في (2) أوّل الليل .

وحدّ السفر الّذي يجب فيه التقصير في الصلاة والإفطار في الصوم ثمانية فراسخ، فإن كان سفر الرجل أربعة فراسخ ولم يرد الرجوع من يومه فهو بالخيار، إن شاء أتمّ وإن شاء قصّر ، وإن أراد الرجوع من يومه فالتقصير عليه واجب، ومن كان سفره معصية فعليه التمام في الصوم والصلاة، والمتمّم في السفر كالمقصّر فى الحضر.

والّذين يجب عليهم التمام في الصلاة والصوم في السفر: المكاري والكري (3)، و الاشتقان وهو البريد، والراعي، والملّاح، لأنّه عملهم، وصاحب الصيد إذا كان صيده بطراً أو أشراً (4)، وإن كان صيده ممّا يعود به على عياله فعليه التقصير في الصوم والصلاة، وليس من البرّ أن يصوم الرجل في سفره تطوّعاً، ولا يجوز للمفطر في السفر في شهر رمضان أن يجامع .

والصلاة ثلاثة أثلاث : فثلث طهور، وثلث ركوع، وثلث سجود ، ولا صلاة إلّا

ص: 629


1- أي الشيخ
2- في نسخة : «من»
3- قال ابن الأثير في النهاية : الكري - بوزن الصبيّ - : الّذي يكري دابته ، فعيل بمعنى مُفْعِل ، يقال : أكرى دابْته فهو مُكْرٍ ، وكَرِيّ
4- في نسخة : «و أشراً»

بطهور، والوضوء مرّة مرّة، ومن توضاً مرّتين فهو جائز إلّا أنّه لا يؤجر عليه .

والماء كلّه طاهر حتّى يعلم أنّه قذر ، ولا يفسد الماء إلّا ما كانت له نفس سائلة، ولا بأس بالوضوء بماء الورد والاغتسال به من الجنابة، وأمّا الماء الّذي تسخنه الشمس فلابأس بالوضوء منه ، وإنّما يكره الوضوء به وغسل الثياب والاغتسال لأنّه يورث البرص، والماء إذا كان قدر كرّ لم ينجّسه شيء، والكرّ ألف رطل ومئتا رطل بالمدني (1)، وروي أنّ الكرّ هو ما يكون ثلاثة أشبار طولاً في ثلاثة أشبار عرضاً في ثلاثة أشبار عمقاً (2)، وماء البئر طهور كلّه ما لم يقع فيه شيء ينجّسه، وماء البحر طهور كلّه.

ولا ينقض الوضوء إلّا ما خرج من الطرفين من بول ، أو غائط ، أو ريح ، أو مَنيّ، والنوم إذا ذهب بالعقل، ولا يجوز المسح على العمامة ولا على القلنسوة، ولا يجوز المسح على الخفّين والجوربين إلّا من عدوّ يتّقى، أو ثلج يخاف منه على الرجلين، فيقام الخفّان مقام الجبائر فيمسح عليهما ، وروت عائشة عن النبيّ صلّی الله علیه و آله أنّه قال : «أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة من رأى وضوءه على جلد غيره» (3)، وقالت عائشة: «لئن أمسح على ظهر عير (4) بالفلاة أحبّ إليّ من أن أمسح على خُفّي» (5).

ومن لم يجد الماء فليتيمّم كما قال الله عزّ وجلّ: «فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» (6) ، والصعيد الموضع المرتفع والطيب الّذي ينحدر عنه الماء، فإذا أراد الرجل أن يتيمّم ضرب بيديه على الأرض مرّة واحدة ثمّ ينفضهما فيمسح بهما وجهه، ثمّ يضرب بيده اليسرى الأرض فيمسح بها يده اليمنى من المرفق إلى أطراف

ص: 630


1- في نسخة : ((بالعراقي»
2- في نسخة : «ثلاثة أشبار في طول، في ثلاثة أشبار في عرض في ثلاثة أشبار في عمق»
3- رواه في الحديث ٩٦ من الفقيه : ج ١ ص ٤٨ ، باب حدّ الوضوء وترتيبه وثوابه
4- العير : الحمار
5- رواه في باب حدّ الوضوء وترتيبه وثوابه من الفقيه : ج ١ ص ٤٨ ، برقم ٩٧
6- سورة النساء : ٤ : ٤٣ ، وسورة المائدة : ٦:٥

الأصابع (1)، ثمّ يضرب بيمينه الأرض فيمسح بها يساره من المرفق إلى أطراف الأصابع، وقد روي أن يمسح الرجل جبينه وحاجبيه، ويمسح على ظهر كفّيه، وعليه مشايخنا رضي الله عنهم.

وما ينقض الوضوء ينقض التيمّم ، والنظر إلى الماء ينقض التيمّم، ومن تيمّم وصلّى ثمّ وجد الماء وهو في وقت الصلاة أو قد خرج الوقت فلا إعادة عليه، لأنّ التيمم أحد الطهورين ، فليتوضّأ لصلاة أُخرى.

ولا بأس أن يصلّي الرجل بوضوء واحد صلاة الليل والنّهار كلّها مالم يحدث، وكذلك للمتيمّم ما لم يحدث أو يصيب ماء (2).

والغسل في سبعة عشر موطناً : غسل ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وليلة تسع عشرة ، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وللعيدين، وعند دخول الحرمين، وعند الإحرام، وغسل الزيارة، وغسل الدخول الى البيت، ويوم التروية ، ويوم عرفة ، وغسل الميّت، وغسل من غسّل ميّتاً أو كفّنه أو مسّه بعد ما يبرد (3) ، وغسل يوم الجمعة، وغسل الكسوف إذا احترق القرص كلّه ولم يعلم به الرجل.

وغسل الجنابة فريضة، وكذلك غسل الحيض، لأنّ الصادق علیه السّلام قال : «غسل الجنابة والحيض واحد» (4) ، وكلّ غسل فيه وضوء في أوّله إلّا غسل الجنابة، لأنّه

ص: 631


1- في نسخة : «فإذا فقد الرجل الماء تيمّم ، ضرب الأرض ضربة للوضوء ويمسح بها وجهه من قصاص شعر الرأس إلى طرف الأنف الأعلى، وإلى الأسفل أولى، ثمّ يمسح بيده اليسرى يده اليمنى، ثمّ يمسح ظَهر يده اليسرى كذلك ، ويضرب بدل غسل الجنابة ضربتين ، ضربة يمسح [بها ] وجهه ، وضربة أُخرى يمسح بها ظَهر كفّيه»
2- في نسخة : «وكذلك التيمّم ما لم يحدث أو يصيب الماء»
3- في نسخة : «بعد برده بالموت ، وقبل تطهيره بالماء، وهذه الأغسال الثلاثة فريضة»
4- رواه فى باب الأغسال من الفقيه :الفقيه : ج 1 ص 77 ح 173. والمراد بالوحدة : إمّا في النوع ، أو المراد كفاية غسل واحد لهما ، وقال العلّامة المجلسي قدّس سرّه في البحار : قوله « واحد» يعني في الكيفيّة ، وربما يستدلّ بها على أنّه لا يجب في غسل الحيض وضوء كما ذهب إليه جماعة من الأصحاب ، ويؤيّده قوله علیه السّلام : «أيّ وضوء أطهر من الغسل» ، ويمكن أن یراد به التداخل ، وهو بعيد

فريضة، وإذا اجتمع فرضان فأكبرهما يجزي عن أصغرهما .

ومن أراد الغسل من الجنابة فليجتهد أن يبول ليخرج مابقي في إحليله من المني، ثمّ يغسل يديه من قبل أن يدخلهما الإناء، ثمّ يستنجي وينقي فرجه، ثمّ يضع على رأسه ثلاث أكفّ من ماء ، ويميّز الشعر بأنامله حتّى يبلغ الماء أصل الشعر كلّه، ثمّ يتناول الإناء بيده ويصبّه على رأسه وبدنه مرّتين، ويمرّ يده على بدنه كلّه ، ويخلّل أذنيه بأصبعيه، وكلّما أصابه الماء فقد طهر، وإذا ارتمس الجنب في الماء ارتماسة واحدة أجزأه ذلك من غسله، وإن قام في المطر حتّى يغسله فقد أجزأه ذلك من غسله.

ومن أحبّ أن يتمضمض ويستنشق في غسل الجنابة فليفعل، وليس ذلك بواجب، لأنّ الغسل على ماظهر لا على مابطن، غير أنّه إذا أراد أن يأكل أو يشرب قبل الغسل لم يجز له إلّا أن يغسل يديه ويتمضمض ويستنشق، فإنّه إن أكل أو شرب قبل ذلك خيف عليه البرص.

وإذا عرق الجنب في ثوبه وكانت الجنابة من حلال فحلال الصلاة في الثوب، وإن كانت من حرام فحرام الصلاة فيه.

وأقلّ الحيض ثلاثة أيّام، وأكثرها عشرة أيّام، وأقلّ الطهر عشرة أيّام، وأكثره لاحدّ له، وأكثر أيّام النفساء الّتي تقعد فيها عن الصلاة ثمانية عشر يوماً، وتستظهر بيوم أو يومين إلا أن تطهر قبل ذلك.

والزكاة على تسعة أشياء: الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والإبل، والبقر، والغنم، والذهب، والفضّة، وعفا رسول الله صلّی الله علیه و آله عمّا سوى ذلك، ولا يجوز دفع الزكاة إلّا إلى أهل الولاية، ولا يعطى من أهل الولاية الأبوان والولد ، والزوج

ص: 632

والزوجة والمملوك، وكلّ من يجبر الرجل على نفقته .

والخُمس واجب في كلّ شيء بلغ قيمته ديناراً من الكنوز، والمعادن، والغوص، والغنيمة، وهو لله عزّ وجلّ، ولرسوله، ولذي القربى من الأغنياء والفقراء، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل من أهل الدّين.

وصيام السنّة ثلاثة أيّام في كلّ شهر: خميس في أوّله، وأربعاء في وسطه، وخميس في آخره، وصيام شهر رمضان فريضة ، وهو بالرؤية وليس بالرأي ولا بالتظنّي ، ومن صام قبل الرؤية أو أفطر قبل الرؤية فهو مخالف لدين الإماميّة.

ولا تقبل شهادة النساء في الطلاق، ولا في رؤية الهلال.

والصلاة في شهر رمضان كالصلاة في غيره من الشهور، فمن أحبّ أن يزيد فليصلّ كلّ ليلة عشرين ركعة : ثماني ركعات بين المغرب والعشاء الآخرة، واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة، إلى أن تمضي عشرون ليلة من شهر رمضان، ثمّ يصلّي كلّ ليلة ثلاثين ركعة: ثمان ركعات منها بين المغرب والعشاء، واثنتين وعشرين ركعة بعد العشاء الآخرة، ويقرأ في كلّ ركعة منها الحمد وما تيسّر له من القرآن، الّا في ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، فإنّه يستحبّ إحياؤهما، وأن يصلّي الإنسان في كلّ ليلة منهما مئة ركعة، يقرأ في كلۀ ركعة «الحمد» مرّة، و«قل هو الله أحد» عشر مرّات، ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل .

وينبغي للرجل إذا كان ليلة الفطر أن يصلّي المغرب ثلاثاً ثمّ يسجد ويقول في سجوده: «يا ذا الطول، يا ذا الحول، يا مصطفي محمّد وناصره، صلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفر لي كلّ ذنب أذنبته ونسيته وهو عندك في كتاب مبين»، ثمّ يقول مئة مرّة : «أتوب إلى الله عزّ وجلّ» ، ويكبّر بعد المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة والعيد والظهر والعصر كما يكبّر أيّام التشريق، يقول: «الله اكبر ، الله اكبر ، لا إله إلّا الله والله اكبر، الله أكبر، و لله الحمد، الله اكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أبلانا» ، ولا يقول فيه: «ورزقنا من بهيمة الأنعام» ، فإنّ ذلك في أيّام التشريق.

ص: 633

وزكاة الفطرة واجبة، تجب على الرجل أن يخرجها عن نفسه وعن كلّ من يعول من صغير وكبير، وحرّ وعبد ، وذكر وأنثى ، صاعاً من تمر ، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من برّ، أو صاعاً من شعير، وأفضل ذلك التمر ، والصاع أربعة أمداد ، والمُدّ وزن مئتين و اثنين وتسعين درهماً ونصف، يكون ذلك ألفاً ومئة وسبعون درهماً بالعراقي (1)، ولابأس بأن يدفع قيمته ذهباً أو ورقاً.

ولا بأس بأن يدفع عن نفسه وعن من يعول إلى واحد، ولا يجوز أن يدفع ما يلزم واحداً إلى نفسين، ولابأس بإخراج الفطرة في أوّل يوم من شهر رمضان إلى آخره، وهي زكاة إلى أن يصلّي العيد، فإن أخرجها بعد الصلاة فهي صدقة، وأفضل وقتها آخر يوم من شهر رمضان، و من كان له مملوك مسلم أو ذمّي فليدفع عنه الفطرة، ومن ولد له مولود يوم الفطر قبل الزوال فليدفع عنه الفطرة، وإن ولد بعد الزوال فلافطرة عليه، وكذلك إذا أسلم الرجل قبل الزوال وبعده فعلى هذا.

والحاجّ على ثلاثة أوجه: قارن ومفرد، ومتمتّع بالعمرة إلى الحجّ، ولا يجوز لأهل مكّة وحاضريها التمتّع بالعمرة إلى الحجّ، وليس لهم إلّا القِران والإفراد، لقول الله عزّ وجلّ : «ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» (2)، وحدٌ حاضري المسجد الحرام : أهل مكّة وحواليها على ثمانية وأربعين ميلاً، ومن كان خارجاً عن هذا الحدّ فلا يحجّ إلّا متمتّعاً بالعمرة إلى الحجّ ولا يقبل الله غيره.

وينبغي أن يكون الإحرام من العقيق، وأوّله من المسلح، وأوسطه غمرة، وآخره ذات عرق، وأوّله أفضل، فإنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله وقّت لأهل العراق «العقيق»، ووقّت لأهل الطائف «قَرن المنازل»، ووقّت لأهل اليمن «يلملم»، ووقّت لأهل الشام «المهيعة» وهي «الجحفة»، و وقِت لأهل المدينة «ذا الحليفة» وهو «مسجد الشجرة»، ولا يجوز الإحرام قبل بلوغ الميقات، ولا يجوز تأخيره عن الميقات إلّا

ص: 634


1- في نسخة : «ويكون مجموع ذلك ألفاً ومئة وسبعين وزنة»
2- سورة البقرة : ٢ : ١٩٦

لعلّة أو تقيّة .

وفرائض الحجّ سبعة : الإحرام، والتلبيات الأربع وهي : «لَبّيك اللهمّ لَبّيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمدَ والنّعمة لك والملك ، لا شريك لك لبّيك». وغير ذلك من التلبية سنّة ، وينبغي للملبّي أن يكثر من قوله: «لبّيك ذا المعارج لبّيك»، فإنّها تلبية النبيّ صلّی الله علیه و آله ، والطواف بالبيت فريضة، والركعتان عند مقام إبراهيم علیه السّلام فريضة، و السعي بين الصفا والمروة فريضة، والوقوف بعرفة فريضة، والوقوف بالمشعر فريضة ، وهدي التمتّع فريضة ، وما سوى ذلك من مناسك الحجّ سنّة ، ومن أدرك يوم التروية عند زوال الشمس إلى الليل فقد أدرك المتعة ، ومن أدرك يوم النحر مزدلفة وعليه خمسة من النّاس فقد أدرك الحجّ.

ولا يجوز في الأضاحي من البُدن إلّا الثنيّ، وهو الّذي تمّ له خمس سنين ودخل في السادسة، ويجزي من البقر والمعز الثنيّ، وهو الّذي تمّ له سنة ودخل في الثانية، ويجزي من الضأن الجذع لسنة (1)، ولا يجزي في الأضحية ذات عوار، وتجزي البقرة عن خمسة (2) نفر إذا كانوا من أهل بيت، والثور عن واحد، والبدنة عن سبعة ، والجزور (3) عن عشرة متفرّقين، والكبش عن الرجل وعن أهل بيته ، وإذا عزّت الأضاحي أجزأت شاة عن سبعين، وتجعل الأضحية ثلاثة أثلاث: ثلث يؤكل ، و ثلث يهدى، وثلث يتصدّق به.

ولا يجوز صيام أيّام التشريق ، فإنّها أيّام أكل وشرب وبعال، وجرت السنّة في الإفطار يوم النحر بعد الرجوع من الصلاة، وفي الفطر قبل الخروج إلى الصلاة والتكبير في أيّام التشريق بمنى في دبر خمس عشرة صلاة، ، من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الرابع، وبالأمصار في دبر عشر صلوات، من صلاة

ص: 635


1- في نسخة مطبوعة : «الجذع لستّة أشهر». الجذع من الضأن ما بلغ ثمانية أشهر أو تسعة
2- في نسخة : «عن سبعة وسبعين»
3- الجزور: ما يصلح أن يذبح من الإبل

الظهر يوم النهر إلى صلاة الغداة الثالث.

وتحلّ الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث، ونكاح بملك اليمين، ولا ولاية لأحد على المرأة إلّا لأبيها مادامت بكراً، فإذا كانت ثيّباً فلا ولاية لأحد عليها ، ولا يزوّجها أبوها ولا غيره إلّا بمن ترضى بصداق مفروض، ولا يقع الطلاق إلّا على الكتاب والسنّة، ولا يمين في طلاق، ولا في عتق، ولا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك ، ولا عتق إلّا ما أريد به وجه الله عزّ وجلّ.

والوصيّة لا تجوز إلّا بالثلث، ومن أوصى بأكثر من الثلث ردّ إلى الثلث، وينبغي للمسلم أن يوصي لذوي قرابته ممّن لا يرث بشيء من ماله ، قلّ أم كثر، ومن لم يفعل ذلك فقد ختم عمله بمعصية، وسهام المواريث لا تعول على ستّة ، ولا يرث مع الولد والأبوين أحد إلّا زوج أو زوجة، والمسلم يرث الكافر، ولا يرث الكافر المسلم ، وابن الملاعنة لا يرثه أبوه ، ولا أحد من قبل أبيه ، وترثه أمّه ، فإن لم تكن له أُمّ فأخواله وأقرباؤه من قبل أمّه، ومتى أقرّ الملاعن بالولد بعد الملاعنة ألحق به ولده، ولم ترجع إليه امرأته، فإن مات الأب ورثه الابن، وإن مات الابن لم يرثه الأب.

ومن شرائط دين الإماميّة: اليقين، والإخلاص، والتوكّل، والرضا، والتسليم، والورع، والاجتهاد، والزهد، والعبادة، والصدق، والوفاء، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر ولو إلى قاتل الحسين علیه السّلام ، والبرّ بالوالدين، واستعمال المروّة، والصبر، والشجاعة، واجتناب المحارم، وقطع الطمع عمّا في أيدي النّاس، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال على شرائطه، ومواساة الإخوان، والمكافاة على الصنائع، وشكر المنعم، والثناء على المحسن، والقناعة، وصلة الرحم، وبرّ الآباء والأُمّهات، وحسن المجاورة، والإنصاف، والإيثار، ومصاحبة الأخيار، ومجانبة الأشرار، ومعاشرة النّاس بالجميل، والتسليم على جميع النّاس مع الاعتقاد بأنّ سلام الله لا ينال الظالمين ، وإكرام المسلم ذي الشيبة، وتوقير الكبير، ورحمة الصغير، وإكرام كريم كلّ قوم، والتواضع، والتخشّع،

ص: 636

وكثرة ذكر الله عزّ وجلّ، وتلاوة القرآن، والدعاء، و الإغضاء والاحتمال، والمجاملة (1)، والتقيّة، وحسن الصحابة، وكظم الغيظ، و التعطّف على الفقراء والمساكين ومشاركتهم في المعيشة، وتقوى الله في السرّ والعلانية، والإحسان إلى النساء وما ملكت الأيمان، وحفظ اللسان إلّا من خير، و حسن الظنّ بالله عزّ وجلّ، والندم على الذنب، واستعمال السخاء والجود، و الاعتراف بالتقصير، واستعمال جميع مكارم الأفعال والأخلاق للدين والدنيا.

واجتناب مذامّها في الجملة والتفصيل ، واجتناب الغضب والسخط ، والحميّة، والعصبيّة، والكبر، والتجبّر، واحتقار النّاس، والفخر والعُجب، و البذاء، والفحش، والبغي، وقطيعة الرحم، والحسد، والحرص، والشره، والطمع، والخرق، والجهل، والسفه، والكذب، والخيانة، والفسق، والفجور، واليمين الكاذبة، وكتمان الشهادة، والشهادة بالزور، والغيبة، والبهتان، والسعاية، والسباب، و اللعان، والطعان، والمكر، والخديعة، والغدر، والنكث، والقتل بغير حقّ، والظلم، والقساوة، والجفاء، والنفاق، والرياء، والزنا، واللواط، والربا، والفرار من الزحف، والتعرّب بعد الهجرة، وعقوق الوالدين ، والاحتيال (2) على النّاس، وأكل مال اليتيم ظلماً، وقذف المحصنة.

هذا ما اتّفق إملاؤه على العجلة من وصف دين الإماميّة، وسأملي شرح ذلك وتفسيره إذا سهّل الله عزّ اسمه لي العود من مقصدي إلى نيسابور، إن شاء الله، وصلى الله على محمّد و آله (3).

(أمالي الصدوق : المجلس 93 ، الحديث 1)

أقول : مابيّنه قدّس سرّه من عقائد الإماميّة مشتمل على موارد من خلاف المشهور بينهم،

ص: 637


1- المجاملة : المعاملة بالجميل . وفي نسخة : «المحاملة»
2- في نسخة : والاختيال»
3- في بعض النسخ بعد قوله : «إن شاء الله»: «ولا حول ولاقوّة إلّا بالله العليّ العظيم، وصلى الله على محمّد وآله وسلّم كثيراً»

مثل وجوب سجدة سورة لقمان ، ووجوب قراءة سورة الجمعة في الركعة الأولى من ظهر الجمعة ، والمنافقين في الثانية منها ، وعدم جواز وضع الركبتين على الأرض في السجود قبل اليدين، والاختيار بين القصر والتمام في الصلاة فيما إذا لم يرد الرجوع من يومه، وعدم جواز المجامعة للمفطر في سفر في شهر رمضان، وغير ذلك ، وبسط القول في كلّ منها و بیان مواردها موجب للتطويل الّذي هو خارج عن غرض الكتاب .

ص: 638

فهرس الموضوعات

ص: 639

ص: 640

فهرس الموضوعات

مقدّمة الکتاب ... 7

كتاب العقل والعلم والجهل

أبواب العقل والجهل

باب 1 - فضل العقل وذمّ الجهل ... 55

باب 2 - حقيقة العقل وكيفيّته ... 63

باب - احتجاج الله تعالى على النّاس بالعقل وأنه يحاسبهم على قدر عقولهم ... 66

باب ٤- علامات العقل ... 70

أبواب العلم وآدابه وأنواعه وأحكامه

باب 1 - فرض العلم ووجوب طلبه والحثّ عليه، وثواب العالم والمتعلم ... ٧٤

باب 2 - مذاكرة العلم ومجالسة العلماء والحضور في مجالسهم ... 102

باب 3 - العلوم الّتي أمر النّاس بتحصيلها وينفعهم ... 108

باب ٤ - حق العالم ... 115

ص: 641

باب 5 - صفة العلماء وأصنافهم وذمّ علماء السوء ولزوم التحرّز منهم ... 120

باب ٦ - من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ... 132

باب 7 - أصناف النّاس في العلم وفضل حب العلماء ... 135

باب 8 - استعمال العلم والإخلاص في طلبه وتشديد الأمر على العالم ... ١٤٠

باب 9- آداب التعليم ... 145

باب ١٠ - النهي عن كتمان العلم وخيانته وجواز الكتمان عن غير أهله ... 150

باب 11 - النهي عن العمل بغير علم ولزوم التوقّف عند الشبهات والاحتياط في الدين ... 160

باب 12 - ماورد في المجادلة والمخاصمة ... 166

باب ١٣ - فضل كتابة الحديث وروايته و آداب الرواية ... 172

باب ١٤ - من حفظ أربعين حديثا ... 182

باب ١٥ في أنّ حديث الأئمّة علیهم السّلام صعب مستصعب ... 184

باب ١٦ - اختلاف الأخبار ... 185

باب 17 - النهي عن القول بغير علم والإفتاء بالرأي ... 187

باب 18 - لزوم الأخذ بالسنّة والنهي عن البدع والرأي والمقائيس ... 191

باب 19 - ما يمكن أن يستنبط منه أحكام عديدة ... 203

باب 20 - ماورد في علم النجوم ... 205

باب 21 غرائب العلوم ... 207

كتاب التوحيد

باب ١- ثواب الموحّدين والعارفين ولزوم المعرفة ... 215

ص: 642

باب 2 - إثبات الصانع والاستدلال بصنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته ... 226

باب 3 - النهى عن التفكّر في ذات الله تعالى ... 232

باب ٤ - في أنّ التوحيد أمر فطريّ ... 233

باب ٥ - إثبات قدمه وامتناع الزوال عليه تعالى... 235

باب ٦ - نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول وأنّه لا يدرك بالحواس والأوهام ... 236

باب 7 - نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى ... 242

باب 8 - نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها ... 247

باب 9 - نفي التركيب عنه تعالى وأنّه ليس محلاً للحوادث والتغييرات ... ٢٥٤

باب 10 - ماورد في القدرة والإرادة ... 258

باب 11 - ماورد في كلامه تعالى ... 259

باب 12 - جوامع التوحيد ... 260

كتاب العدل والمعاد

أبواب العدل :

باب 1 - نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض ... 273

باب 2 - ماورد في الآجال ... 281

باب 3 - الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان ... 283

باب ٤ - الطينة والميثاق ... 285

باب 5 - محاسن الخلقة الّتي تؤثّر في الخُلق ... 292

باب ٦ _ علة تكليف العباد والعلة الّتي من أجلها جعل الله في الدنيا

ص: 643

الآلام والمحن ... 293

باب 7 - في أنّ الملائكة يكتبون أعمال العباد ... 396

باب 8 - عفو الله وغفرانه ... 300

باب ٩ - التوبة ... 304

أبواب الموت

باب 1 - حكمة الموت وحقيقته ... 311

باب 2 - حبّ لقاء الله وذمّ الفرار من الموت ولزوم ذكر الموت ... 315

باب ٣ - ملك الموت... 326

باب ٤ - سكرات الموت و شدائده وما يلحق المؤمن والكافر عنده ... 327

باب ٥ - ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمّة علیهم السّلام عند ذلك ... 339

باب ٦ - أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وما يتعلّق بذلك ... 353

باب 7 - ما يلحق الرجل من بعد موته من الأجر ... 376

أبواب المعاد وما يتبعه

باب ١ - إثبات الحشر وكيفيّته وكفر من أنكره ... 378

باب 2 - أشراط الساعة وقصّة يأجوج ومأجوج ... 381

باب 3 - صفة المحشر ... 385

باب ٤ - مواقف القيامة وزمان المكث فيها ... 393

باب ٥ - أحوال المتّقين والمجرمين في القيامة ... 396

ص: 644

باب ٦ - الركبان يوم القيامة ... 403

باب 7 - أنّه يدعى النّاس يوم القيامة بأسماء أمّهاتم إلاّ شيعة عليّ علیه السّلام ، و أنّ كلّ نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلّا نسبت رسول الله صلّی الله علیه و آله وصهره ... 416

باب 8 - محاسبة العباد وما يسألون عنه ... 421

باب ٩ - ما يحتجّ الله به على العباد يوم القيامة ... 429

باب 10 - ما يظهر من رحمة الله تعالى في القيامة ... 431

باب 11 - الخصال الّتي توجب التخلّص من شدائد القيامة وأهوالها ... ٤٣٣

باب 12 _ الوسيلة وما يظهر من منزلة النبيّ وأهل بيته علیهم السّلام في القيامة ... 443

باب 13 - في أنّه يُدعى يوم القيامة كلّ أناس بامامهم ... 464

باب ١٤ - لواء الحمد ... 466

باب ١٥ - الشفاعة ... 481

باب ١٦ – الصراط ... 505

باب 17 - صفة الحوض وساقيه علیه السّلام ... 508

باب 18 - أصحاب الأعراف ... 524

باب 19 - الجنّة ونعيمها ... 525

باب 20 – النّار ... 560

كتاب الاحتجاج

باب احتجاج النبيّ صلّی الله علیه و آله على اليهود في مسائل شتّى ... 579

احتجاجات أمير المؤمنين علیه السّلام

باب 1 - احتجاجه على اليهود والنصارى ... 589

ص: 645

باب 2 - ما تفضّل صلوات الله عليه على النّاس بقوله: «سلوني قبل أن تفقدوني» ... 594

باب احتجاجات الإمام الحسن علیه السّلام ... 600

أبواب احتجاجات الإمام الرضا علیه السّلام

باب 1 - احتجاج الإمام الرضا علیه السّلام في مجلس المأمون ... 609

باب 2 - أجوبة الإمام الرضا علیه السّلام على أسئلة أبي الصلت الهروي ... 622

باب فيما بين الصدوق قدّس سرّه من مذهب الإمامية ... 624

ص: 646

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.