بطاقة تعريف:ابن طاوس، علی بن موسی، 589-664ق.
عنوان العقد:اللهوف علی قتلی الطفوف
عنوان واسم المؤلف: الملهوف علی قتلی الطفوف/ تالیف ابی القاسم علی بن موسی بن جعفربن طاووس؛ تحقیق و تقدیم فارس تبریزیان "الحسون".
تفاصيل المنشور:تهران: منظمه الاوقاف و الشوون الخیریه، دار الاسوه للطباعه و النشر، 1422ق= 1380 .
مواصفات المظهر:264 ص.
شابک:6500ریال:964-6066-68-2 ؛ 978-964-542-132-6 ؛ 4800 ریال (چاپ دوم)
لسان:العربية
ملحوظة:الطبعة السابقة: الرضی، 1368.
ملحوظة:الطبعة الثانية: 1375.
ملحوظة:الطبعة الثالثة: 1387 (فیپا)
ملحوظة:فهرس: ص. [247] - 255؛ أيضا مع الترجمة.
موضوع:حسین بن علی (عليهماالسلام)، الإمام الثالث، 4 - 61ق.
موضوع:حادثة كربلاء، 61ق.
المعرف المضاف:تبریزیان، فارس، 1347 - 1384.
المعرف المضاف:سازمان اوقاف و امور خیریه. انتشارات اسوه
ترتيب الكونجرس:BP41/5/الف2ل9 1380
تصنيف ديوي:297/9534
رقم الببليوغرافيا الوطنية:م 80-27780
ص: 1
ص: 2
المَلهُوفُ عَلَی قَتلَی الطُّفُوفِ
تأليف
سَيّدِ العَارِفينَ وَالسَّالكينَ رَضِي الدِّينِ أَبي القَاسِم عَلِي بنِ مُوسی بنِ جَعفَرِ بنِ طَاوُوسِ
المتوفى سنة 664ه
تحقيق وتقديم الشيخ فارس تبريزيان
((الحَسَون))
وا الأسرة للطباعة والنشر
التابعة لمنظمة الأَوقَاف وَالشُّوُونِ الخِیرِية
ص: 3
ابن طاوس على بن موسی 589 - 664ق.
[الملہوف علی قتلی الطفوف]
الملہوف علی قتلی الطفوف تاليف ابي القاسم علی بن موسی بن جعفربن طاووس تحقیق و تقدیم فارس تبریزیان "الحسون" تهران: منظمه الاوقاف و الشئون الخيرية دار الاسوه للطباعه و النشر. 1422ق. = 2001م. = 1380.
264 ص .
24000 ریال 2-68-6066-964 1SBN
فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا
عربي.
چاپ قبلی الرضی، 1368.
کتابنامه : ص . [247] ص 121 - 255 همچنین به صورت زیرنویس
2. حسين بن على ( عليهماالسلام )، امام سوم. 4 - (عليهماالسلام)، امام - 61ق 2 . واقه کربلا، 61ق. الف.تبریزیان، فارس، 1347
مصحح . ب .سازمان اوقاف و امور خیریه انتشارات اسوه . ج . عنوان. د. عنوان: الملہوف على قتلى الطفوف.
كتابخانه ملی ایران
الملهوف على قتلى الطفوف
تأليف : السيد ابن طاووس
تحقيق : الشيخ فارس تبریزیان (( الحسون ))
الناشر : دار الأسوه للطباعة والنشر
المطبعه والتجليد : اسوه
الطبعة : الرابعة
سنتة النشر : 1425 ه . ق 1383ه . ش
عدد المطبوع : 2000 نسخة
السعر : 2400 تومان
جميع الحقوق محفوظه للناشر
ISBN
2 - 68 - 6066 - 964
طهران ص.ب 13145/684 هاتف 6418299 و 6418099 ، فکس 6418022
قم: ص.ب 3999-37185 ، هاتف 6635080 و 6632212 ، فکس 6417757
ص: 4
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»
ص: 5
ص: 6
الاهداء 9
البينات التي ظهرت بعد شهادة الامام الحسين 11 - 30
أول من كتب المقتل الى زمن السيد ابن طاووس 31 - 41
السيد ابن طاووس في سطور 43 - 52
مَن كتب عن السيد ابن طاووس 53 - 61
حول الكتاب 63 - 69
عملنا في الكتاب 71 - 74
نماذج مصورة من المخطوطة 75 - 77
متن الكتاب 79 - 234
الفهارس 235 - 264
ص: 7
ص: 8
إلى من أعلن كلمة الحق أمام السلطان الجائر:
فعندما صعد ابن زياد المنبر ونال من الحسين عليه السلام وعبّر عنه بالكذاب ابن الكذاب!!! قام إليه وقال: يابن مرجانة إنّ الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومَن استعملك وأبوه يا عدوّ الله أتقتلون أولاد النبتين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟!!
فأمر ابن زياد بقتله.
فجاهدهم جهاد الأبطال حتى قضى نحبه شهيداً ثابتاً على عقيدته...
إلى عبد الله بن عفيف الأزدي أقدم هذا الجهد...
فارس
ص: 9
ص: 10
ص: 11
ص: 12
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة على رسوله النبي المنذر الأمين، وعلى آله السادة الميامين.
الظالم مهما قويت سواعده وكثر أنصاره وامتدت مدة بقائه، فإنه ضعيف، لأن الله سبحانه وتعالى صاحب القدرة المطلقة في مقابله ، فهو عزّ وجلّ دائماً بالمرصاد للظالمين والمجرمين، يعذبهم وينزل عليهم أنواع البلاء في الدارين.
وهكذا كان حكم الله سبحانه وتعالى أمام من ظلم الحسين وقتله وانتهك حرمته ، فأذاقهم الله العذاب والبلاء في دار الدنيا، ويوم القيامة عذابهم أشدّ وأعسر.
فالله سبحانه دائماً في عون المظلومين الذين ظلموا لأجل الدفاع عن الحق وإعلاء كلمته لذا أظهر مظلوميتهم في الدنيا وأنّهم على الحق وأنّ خصمهم في قعر جهنم خالداً فيها وبئس المصير.
فأظهر جلّ جلاله بعد شهادة الحسين صلوات الله عليه بيّنات كثيرة شاهدها الكلّ وتيقنها تدلّ على أحقية الحسين علیه السلام ومقامه الرفيع عنده ومنزلته الكريمة لديه هو ومن استشهد معه من أصحابه ، ولأجله بقي ذكرهم واسمهم ومنهجهم يقتدي بهم جميع الأحرار في العالم عبر القرون الماضية الكثيرة ويبقى إلى أن يظهر الله القائم من آل محمد عجل الله فرجه، فينتقم ويأخذ بثأره صلوات الله عليه .
ونذكر هنا بعض البينات التي ظهرت بعد شهادته علیه السلام ، استخرجناها من مصادر المسلمين كافّة:
ص: 13
تكلّم رأس الحسين وهو على الرمح بالقرآن وغيره.
مفتاح النجا في مناقب آل العبا: 145 ، الخصائص الكبرى 127/2، الكواكب الدرية : 57 ، إسعاف الراغبين : 218 ، نور الأبصار : 125 ، إحقاق الحق 452/11 - 453 .
رمی الحسين بدمه نحو السماء فما وقع منه إلى الأرض قطرة .
كفاية الطالب : 284 ، إحقاق الحق : 454.
مطرت السماء يوم شهادة الحسين دماً، فأصبح الناس وكل شيءٍ لهم مليء دماً، وبق أثره في الثياب مدّة حتى تقطعت وأنّ هذه الحمرة التي تُرى في السماء ظهرت يوم قتله ولم تُر قبله.
مقتل الحسين 2 / 89، ذخائر العقبى : 144 و 145 و 150 ، تاریخ دمشق - كما في منتخبه - 339/4 ، الصواعق المحرقة : 116 و 192 . الخصائص الكبرى : 126، وسيلة المآل : 197 ، ينابيع المودة : 320 و 356، نور الأبصار : 123، الإتحاف بحب الأشراف: 12 ، تاريخ الإسلام 349/2، تذكرة الخواص : 284 ، نظم درر السمطين : 220 . احقاق الحق 458/11 - 462 .
ما رفع حجر من الدنيا يوم شهادة الحسين إلا وتحته دم عبيط .
تذكرة الخواص : 284 ، نظم درر السمطين : 220، ينابيع المودة: 320 و 356 ، تاريخ الإسلام ،349/2 ، كفاية الطالب : 295 ، الإتحاف بحب الأشراف: 12 ، إسعاف الراغبين : 215 ، الصواعق المحرقة : 116 و 192.
ص: 14
مفتاح النجا: مخطوط، تفسير ابن كثير 162/9 ، احقاق الحق 462/11 و 481 - 483.
لما جيء برأس الحسين إلى دار الأمارة شوهدت الحيطان تسايل دماً.
ذخائر العقبى : 144 تاريخ دمشق - كما في منتخبه - 4 / 339 ، الصواعق المحرقة : 192 ، وسيلة المآل : 197 ، ينابيع المودة : 322، إحقاق الحق 463/11 .
حين قتل الحسين احمرت السماء، ومكثت أياماً مثل العلقة ، وكانت السماء عليلة.
المعجم الكبير : 145 ، مجمع الزوائد 9 / 196 ، الخصائص الكبرى 127/2 ، إحقاق الحق 464/11 .
لما قتل الحسين مكث الناس سبعة أيام إذا صلّوا العصر نظروا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة من شدّة حمرتها، ونظروا إلى الكواكب تضرب بعضها بعضاً.
المعجم الكبير : 146، مجمع الزائد ،197/9 تاريخ الإسلام 2 / 348 ، سيرأعلام النبلاء / 210 ، تاريخ الخلفاء : 80. الصواعق المحرقة : 192 إسعاف الراغبين : 251 ، إحقاق الحق 465/11-466.
لما قتل الحسين مكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس.
تذكرة الخواص : 284 ، الكامل في التاريخ 301/3 ، البداية والنهاية 171/8 ، الفصول المهمّة : 179 ، أخبار الدول : 109 ، إحقاق الحق 466/11 - 467 .
ص: 15
لمّا قتل الحسين احمرت أطراف السماء، واحمرارها بكاؤها، واقتسموا ورساً كان مع الحسين فصار رماداً، ونحروا ناقة في عسكره فكانوا يرون في لحمها النيران (المرار ).
مقتل الحسين 2 / 90 تاريخ الإسلام 2/ 348 ، سير أعلام النبلاء 311/3، تفسير القرآن لابن كثير 162/9 تهذيب التهذيب 353/2، تاریخ دمشق 339/4 ، المحاسن والمساوي : 62 ، تاريخ الخلفاء : 80 إحقاق الحق 467/11 - 469
احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى فيها كالدم.
تاريخ الإسلام 348/2 ، سير أعلام النبلاء 210/3 ، الصواعق المحرقة : 192 ، مجمع الزوائد 197/9 تاريخ الخلفاء : 80، مفتاح النجا: مخطوط
ينابيع المودة : 322 . إسعاف الراغبين : 215 ، إحقاق الحق 469/11 - 470
لم تكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين، ولم تطمث امرأة بالروم أربعة أشهر إلا أصابها وضح فكتب ملك الروم إلى ملك العرب : قتلتم نبياً أو ابن نبي.
المعجم الكبير : 146 ، مقتل الحسين 2 / 90 ، المحاسن والمساوي : 62 . تاريخ دمشق 339/4، تاريخ الإسلام 2/ 348 ، سير أعلام النبلاء 211/3 ، الصواعق المحرقة : 192 ، مجمع الزوائد 197/9 ، منتخب كنز العمال - بهامش المسند - 5 / 112 . ينابيع المودة : 322 و 356 مفتاح النجا: مخطوط ، إحقاق الحق 471/11 - 473 .
ص: 16
لما قتل الحسين اظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثم ظهرت هذه الحمرة في السماء، ولم يمس أحد من زعفران الحسين شيئاً إلّا احترق.
تذكرة الخواص : 283 ، الصواعق المحرقة : 192 ، نظم درر السمطين : 220 ، مفتاح النجا: مخطوط، نور الأبصار: 123 ، تاريخ دمشق 339/4، إحقاق الحق 474/11 - 475 .
لم تبك السماء إلّا على اثنين يحيى بن زكريا والحسين، وبكاء السماء: أن تحمر وتصير وردة الدهان.
تاریخ دمشق 339/4 كفاية الطالب : 289 ، سير أعلام النبلاء 210/3 . تذكرة الخواص : 283 . نظم درر السمطين : 220 ، الصواعق المحرقة : 192 ، مفتاح النجا: مخطوط، ينابيع المودة : 322، نور الأبصار: 123 ، تفسير القرآن لابن كثير 162/9 . إحقاق الحق 476/11 - 478 .
لما قتل الحسين انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار، وظنّ الناس أنها هي !!
المعجم الكبير : 145 ، كفاية الطالب : 296 . مقتل الحسين 2/ 89 ، نظم درر السمطين : 220 ، مجمع الزوائد (1979 الإتحاف بحب الأشراف: 12 ، إسعاف الراغبين : 111 ، ينابيع المودة : 321 ، إحقاق الحق 479/11 - 480 .
لما قتل الحسين اسودت السماء اسوداداً عظياً ، وظهرت الكواكب نهاراً حتى رؤيت الجوزاء عند العصر ، وسقط التراب الأحمر، ومكثت السماء سبعة أيام بلياليها كأنها علقة تاريخ دمشق 339/4 ، الصواعق المحرقة : 116 .
ص: 17
ما رفع حجر بالشام وبيت المقدس يوم قتل الحسين إلا وجد تحته دم عبيط .
المعجم الكبير : 145 ، ذخائر العقبى : 145 ، الأنس الجليل : 252 ، وسيلة المآل : 197 ، تهذيب التهذيب 353/2 . كفاية الطالب : 296 . تاريخ الإسلام ، 2 / 348 ، سير أعلام النبلاء 212/3، مقتل الحسين 2/ 89 و 90 ، العقد الفريد 2/ 220 ، الخصائص الكبرى 126/2 ، مجمع الزوائد 196/9، تاريخ الخلفاء : 80 ، مفتاح النجا: مخطوط، نور الأبصار: 123، ينابيع المودّة : 321 ، إسعاف الراغبين : 215 ، إحقاق الحق 11/ 484 - 488 .
امتنعت العصافير من الأكل يوم عاشوراء.
مقتل الحسين 91/2 . إحقاق الحق 490/11 .
سطع النور من الإجانة التي فيها رأس الحسين الى السماء، ورفرفت الطيور البيض حول الرأس.
مقتل الحسين 2/ 101 ، الكامل في التاريخ 296/3 ، إحقاق الحق 491/11
لما قتل الحسين جاء غراب فوقع في دمه، ثم تمرّغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار دار فاطمة بنت الحسين .
مقتل الحسين 92/2 ، إحقاق الحق 492/11 - 493.
لما قتل الحسين سمع كثير من الناس نوح الجن عليه :
ألا يا عين فاحتفلي بجهد***ومَن يبكي على الشهداء بعدي
ص: 18
على رهط تقودهم المنايا***إلى متحير في ملك عبد
***
أيّها القاتلون جهلاً حسيناً***أبشروا بالعذاب والتنكيل
كلّ أهل السماء يدعو عليكم***ونبي مرسل وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود***وموسى وصاحب الإنجيل
***
خير نساء الجن يبكين شجيّات***ويلطمن خدوداً كالدنانير نقيات
ويلبسن ثياب السود القصيّات
***
أنعى حسيناً هبلا***كان حسين رجلا
***
والله ما جئتكم حتى بصرت به***بالطف متعفر الخدين منحورا
وحوله فتية تدمى نحورهم***مثل المصابيح يغشون الدجى نورا
كان الحسين سراجاً يستضاء به***الله يعلم أني لم أقل زورا
مات الحسين غريب الدار منفرداً***ظامي الحشاشة صادي القلب مقهورا
***
مسح النبي جبينه***فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قريش***جده خير الجدود
قتلوك يا بن الرسول***فاسكنوا نار الخلود
عقرت نمود ناقة فاستوصلوا***وجرت سوانحهم بغير الأسعد
فَبَنُو رسول الله أعظم حرمة***وأجل من أم الفصيل المقعد
عجباً لهم لما أتوا لم يمسخوا***والله يملي للطغاة الجهد
ص: 19
المعجم الكبير : 147، ذخائر العقبى : 150 ، تاريخ الإسلام 349/2، أسماء الرجال 141/2 . سير أعلام النبلاء 3 / 214 . آكام المرجان : 147، نظم درر السمطين: 217 و 223 و 224 . الإصابة 334/1، مجمع الزوائد 199/9 ، البداية والنهاية : 6/ 231 و 8/ 197 و 200، تاریخ الخلفاء : 80 الصواعق المحرقة : 194 ، وسيلة المآل : 197 ، مفتاح النجا: 144 . ينابيع المودة : 320 ، 323، 351 ، 352 ، الشرف المؤبد : 68 كفاية الطالب : 294 و 295 ، المقتل 95/2 0 التذكرة : 279 و 280 تاریخ ابن عساکر 341/4 ، الخصائص الكبرى 2 / 126 و 127 ، محاضرات الأبرار 2 / 160 ، تاريخ الأمم والملوك 357/4 ، الكامل في التاريخ 301/3، تهذيب التهذيب 353/2، البدء والتاريخ 10/6 ، أخبار الدول : 109 ، نور القبس المختصر من المقتبس : 263 ، تاج العروس 196/3 ، إحقاق الحق 11 / 570 - 589 .
لما قتل الحسين وجد حجر مكتوب عليه :
لا بدّ أن ترد القيامة فاطمة***و قميصها بدم الحسين ملطخ
ويل لمن شفعاؤه خصماوه***والصور في يوم القيامة ينفخ
التذكرة : 284 ، نظم درر السمطين : 219 ، ينابيع المودة : 331 ، إحقاق الحق ،579/11
وُجد مكتوباً على بعض جدران دير :
أترجو أُمة قتلوا حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب
فلما سألوا الراهب عن السطر ومن كتبه، قال مكتوب ههنا من قبل أن يبعث نبيكم بخمسمائة عام.
ص: 20
تاريخ الإسلام والرجال : 386 الأخبار الطوال : 109 ، حياة الحيوان 1 / 60 ، نور الأبصار : 122 ، كفاية الطالب : 290 ، إحقاق الحق 567/11 - 568.
احتفر رجل من أهل نجران حفيرة فوجد فيها لوحاً من ذهب مكتوب فيه :
أترجو أمّة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب
مفتاح النجا : 135 ، إحقاق الحق : 566 .
انشق جدار فظهر منه كف مكتوب فيه بالدم :
أترجو أمّة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب
تاريخ الخميس 2/ 299 ، إحقاق الحق 567/11 .
لما قتل الحسين واحتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة ليشربوا النبيذ خرجت عليهم يد من الحائط معها قلم حديد فكتبت سطراً بدم :
أترجو أمة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب
المعجم الكبير : 147 ، ذخائر العقبى : 144 ، مقتل الحسين 93/2 ، محاضر الأبرار ،2 / 160 ، كفاية الطالب : 291 ، تاریخ دمشق 342/4، تاریخ الإسلام 13/3 ، مجمع الزوائد 199/9 ، البداية والنهاية 200/8 ، الصواعق المحرقة : 116 ، الخصائص الكبرى 127/2 ، الطبقات الكبرى 23/1 ، جمع الفوائد 217/2 وسيلة المآل : 197 ، العرائس الواضحة : 190 ، إسعاف الراغبين : 217 ، ينابيع المودة : 230 و 351، جالية الكدر : 198 ، إحقاق الحق 561/11 - 565 .
ص: 21
وجد على حجر مكتوب تاريخه قبل البعثة بألف سنة: (كان مكتوب في بعض الكنائس في الروم ثلاثمائة - ستمائة - سنة قبل البعثة :)
أيرجو معشر قتلوا حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب
المعجم الكبير : 147 ، كفاية الطالب : 290 ، مقتل الحسين 93/2 ، البداية والنهاية 2008 ، مجمع الزوائد ،199/9 تاریخ دمشق 342/4 ، التذكرة : 283 ، نظم درر السمطين : 291 ، مآثر الانافة في معالم الخلافة : 117 . ينابيع المودة : 331 مختصر تذكرة القرطبي : 194 ، إحقاق الحق 557/11 - 560.
أكحل النبي رجلاً في المنام من دم الحسين فعمي، وذلك أنه حضر قتل الحسين
نور الأبصار: 123 ، الصواعق المحرقة : 117 و 194 ، إسعاف الراغبين : 192 ، التذكرة : 291 ، مقتل الحسين 2 / 104 ، رشفة الصادي : 291 ، ينابيع المودة : 330 ، إحقاق الحق 552/11 - 555 .
قال أبو رجاء : لا تسبوا عليّاً ولا أهل هذا البيت، إنّ رجلاً من بني الهجيم (إنّ جاراً من من بلهجيم) قدم من الكوفة فقال : ألم تَرَوا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق !!! إنّ الله قتله !!! ، ويعني الحسين بن علي علیه السلام، فرماه الله بكوكبين في عينيه وطمس الله بصره .
المناقب لأحمد بن حنبل : مخطوط، المعجم الكبير : 145 ، تاريخ دمشق 430/4 كفاية الطالب : 296 ، الصواعق المحرقة : 194 ، مجمع الزوائد 196/9 . أخبار الدول : 109 ، المختار : 22، تهذيب التهذيب 353/2،
ص: 22
سير أعلام النبلاء 211/3 تاريخ الإسلام 348/2، نظم درر السمطين : 220 ، مفتاح النجا : 151 ، رشفة الصادي : 63 ، ينابيع المودة : 220 وسيلة المآل : 197 ، إحقاق الحق 547/11 - 550 .
لم يبق ممن قتل الحسين إلّا عوقب في الدنيا: إما بقتل ، أو عمى، أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة.
التذكرة : 290 ، نور الأبصار : 123، إسعاف الراغبين : 192 ، ينابيع المودة : 322 ، إحقاق الحق 513/11 .
ابتلاء رجل حال بين الحسين وبين الماء بالعطش، بعدما أن دعا عليه الحسين بقوله : اللهم اظمئه اللهم اظمئه، فكان يصيح من الحرّ في بطنه والبرد في ظهره حتى انقد بطنه كانقداد البعير .
مقتل الحسين 91/2 ، ذخائر العقبى : 144 ، الصواعق المحرقة : 195 ، مجابي الدعوة : 38 ، إحقاق الحق 514/11 - 515 .
لما قال رجل للحسين : أبشر بالنار ، دعا عليه الحسين وقال : ربّ حزهُ إلى النار، فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه وتعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذه يمر به فيضرب برأسه كلّ حجر وكلّ شجرة حتى مات.
تاريخ الأمم والملوك 327/4 ، المعجم الكبير : 146 . مقتل الحسين 2 / 94 ،ذخائر العقبى : 144 ، الكامل في التاريخ 289/3 ، كفاية الطالب : 287 ، وسيلة المآل : 197، ينابيع المودة : 342 ، إحقاق الحق 516/11 - 519 .
لمّا منعوا الحسين من الماء قال له :رجل : أنظر إليه كأنه كبد السماء لا تذوق منه
ص: 23
قطرة حتى تموت عطشاً ! ! فقال له الحسين : اللهم اقتله عطشاً، فلم يرو مع كثرة شربه للماء حتى مات عطشاً.
الصواعق المحرقة : 195 ، إحقاق الحق 520/11 .
موت أشخاص بالعطش منعوا الماء عن الحسين ودعا عليهم الحسين.
صيرورة رجل أعمى وسقوط رجليه ويديه، وذلك لإرادته انتزاع تكة الحسين بعدما رأى فاطمة في المنام ودعت عليه .
انقطاع يد من سلب عمامة الحسين من المرفق ولم يزل فقيراً بأسوء حال إلى أن مات.
ذهب عقل رجل واعتقل لسانه عندما قال : أنا قاتل الحسين .
البداية والنهاية 174/8 ، ينابيع المودة : 348 ، مقتل الحسين 2 / 34، 94 ،103 تاریخ دمشق 340/4 . الكامل في التاريخ 3/ 283 ، المعجم الكبير : 146 ، ذخائر العقبى : 144 ، كفاية الطالب : 287 ، وسيلة المآل : 196، إحقاق الحق 522/11 - 525 و 528 - 530 .
صيرورة من أخذ سراويل الحسين زمناً مقعداً من رجليه، ومن أخذ عمامته مجذوماً، ومَن أخذ درعه معتوهاً، وارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة مظلمة فيها ريح حمراء لا يرى فيها عين ولا أثر حتى ظنّ القوم أنّ العذاب قد جاءهم
مقتل الحسين 2 / 37 ، إحقاق الحق 526/11 .
لما حمل رأس الحسين إلى يزيد ووضع بين يديه، خرجت كفّ يدٍ من الحائط فكتبت في جبهته :
ص: 24
أترجو أمّة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب
غرر الخصائص الواضحة : 276 ، إحقاق الحق 546/11 .
لما جيء برأس ابن زياد وبرؤوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار، جاءت حية وتخللت الرؤوس حتى دخلت في فم ابن زياد وخرجت من منخره ودخلت في منخره و خرجت من فيه، وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرؤوس، وصار الناس يقولون : خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم، ثم تباكى الناس حتى انتحبوا من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه.
صحيح الترمذي 13/ 97، مقتل الحسين 84/2، أسد الغابة 22/2 . المعجم الكبير : 145 ، ذخائر العقبى : 128 ، سير أعلام النبلاء 359/3، مختصر تذكرة القرطبي : 192 ، جامع الأصول 10 / 25 ، الصواعق المحرقة : 196 ، نظم درر السمطين : 220 ، عمدة القاري 241/16 ، ينابيع المودة : 321 . إسعاف الراغبين : 185 ، نور الأبصار : 126 ، إحقاق الحق 542/11 - 545 .
صيرورة حرملة على أقبح صورة وأسودها وما تمرّ عليه ليلة إلا ويأخذ ب-ه إلى نار تأجج فيدفع فيها
التذكرة : 291 ، ينابيع المودة : 330 ، إسعاف الراغبين : 192 ، نور الأبصار : 123 ، إحقاق الحق 531/11 - 532 .
لما قال رجل : ما أحد أعان على قتل الحسين إلّا أصابه بلاء قبل أن يموت قال شيخ كبير : أنا ممن شهدها وما أصابني أمر كرهته إلى ساعتي هذه، وخبا السراج، فقام يصلحه ، فأخذته النار، وخرج مبادراً إلى الفرات وألقى نفسه فيه، فاشتعل وصار فحمة.
ص: 25
مقتل الحسين : 62 ، تهذيب التهذيب 353/2 ، المختار: 22 تاریخ دمشق 340/4 ، كفاية الطالب ،279 ، التذكرة : 292 ، وسيلة المآل : 197 ، نظم درر السمطين : 220 ، سير أعلام النبلاء 211/3 ، الصواعق المحرقة : 193. ينابيع المودة : 322 ، مفتاح النجا: مخطوط، إسعاف الراغبين : 191 ، إحقاق الحق 536/11 - 539 .
لما قتل الحسين يبست الشجرة التي نبتت بإعجاز النبي وجفّت بعد أن نبع نبع من ساقها دم عبيط ، وذبلت أوراقها وتقطر منها دم كماء اللحم .
ربيع الأبرار: 44 ، التحفة العلية والآداب العلمية : 16، مقتل الحسين 98/2 . إحقاق الحق 494/11 - 497 .
صار الورس الذي أُخذ من عسكر الحسين رماداً.
المعجم الكبير : 147 ، سير أعلام النبلاء 211/3 ، تاريخ الإسلام 348/2، تهذيب التهذيب 353/2 مقتل الحسين 2 / 90 ، ذخائر العقبى : 144 . مجمع الزوائد ،197/9 ، الصواعق المحرقة : 192 ، نظم درر السمطين : 220 ، الخصائص 2 / 126 ، ينابيع المودة : 321، إحقاق الحق 503/11 - 505 .
قسموا لحم ناقة من عسكره في الحي فالتهب القدر ناراً.
جعلوا شيئاً من تركة الحسين على جفنة فصارت ناراً.
صار لحم الإبل التي نهبت من عسكر الحسين مثل العلقم.
نظم درر السمطين : 220 ، المحاسن والمساوي: 62 ، المعجم الكبير : 0147 مجمع الزوائد 196/9 تاریخ دمشق 340/4 ، تاريخ الإسلام 348/2 .
ص: 26
سير أعلام النبلاء 211/3، تهذيب التهذيب 353/2، الخصائص الكبرى 2/ 126 ، تاريخ الخلفاء : 80، مقتل الحسين 2/ 90 ، التذكرة : 277 ، نور الأبصار: 123 ، إحقاق الحق 506/11 - 510 .
لما قتل الحسين وجيء برأسه إلى ابن زياد وقال : أيكم قائله ؟ فقام رجل فقال : أناقتلته، فاسود وجهه.
ذخائر العقبى : 149 ، إحقاق الحق 540/11 .
سطوع النور من مكان رأس الحسين إلى عنان السماء في وسط الليل، وإسلام الراهب بسببه .
التذكرة : 273 ، مقتل الحسين 2 / 102 ، الصواعق المحرقة : 119 . رشفة الصادي : 164 ، ينابيع المودة : 325 ، إحقاق الحق 498/11 - 502 .
لما قتل الحسين أصبحوا من الغد وكلّ قدر لهم طبخوها صار دماً، وكلّ إناء لهم فيه ماء صار دماً.
نظم درر السمطين : 220 ، إحقاق الحق 502/11 .
ما تطيّبت امرأة بطيب نهب من عسكر الحسين إلّا برصت.
العقد الفريد 2/ 220 ، عيون الأخبار 1 / 212 ، إحقاق الحق 511/11 .
هذا شيء يسير مما نقل في مصادر أهل السنة، وأما مصادر الشيعة فذكر فيها الكثير من البينات التي ظهرت بعد شهادة الإمام الحسين علیه السلام ، نذكر نبذة منها :
لمّا قتل الحسين آلت البومة على نفسها أن لا تأوي العمران أبداً ولا تأوي إلّا
ص: 27
الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنّها الليل، فإذا جنّها الليل فلا تزال ترنّ على الحسين، وقبل قتل الحسين كانت تأوي المنازل والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير فتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسق ثم ترجع إلى مكانها.
لمّا قتل الحسين جعلت الحمام الراعبية تدعو على قتلة الحسين.
لمّا قتل الحسين مطرت السماء دماً ورماداً.
لمّا قتل الحسين مطرت السماء تراباً أحمر .
لمّا قتل الحسين ما رفع أهل بيت المقدس حجراً ولا مدراً ولا صخراً إلا ورأوا تحته دماً يغلي واحمرت الحيطان كالعلق، ومطر الناس ثلاثة أيام دماً عبيطاً.
لمّا قتل الحسين هبط أربعة الاف ملك ، فهم عند قبره شعث غير يبكون إلى يوم القيامة - قيام القائم - ورئيسهم ملك يقال له منصور .
لمّا قتل الحسين ارتفعت حمرة من قبل المشرق وحمرة من قبل المغرب فكادتا يلتقيان في كبد السماء.
لمّا قتل الحسين مكث الناس أربعين يوماً تطلع الشمس بحمرة وتغرب بحمرة وهذا بكاؤها.
لمّا قتل الحسين أمطرت السماء دماً، وإنّ الحباب والجرار صارت مملوءة دماً وذهبت الإبل إلى الوادي لتشرب فإذا هو دم.
لم تبك السماء إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي، وبكاء السماء : كانت إذا استقبلت بالثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم.
لمّا قتل الحسين بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهنّ ومَن يتقلب في الجنّة والنار وما يرى وما لا يرى.
لمّا قتل الحسين بكى عليه كلّ شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحر والطير في السماء وبكت عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض ومؤمنوا
ص: 28
الإنس والجن وجميع ملائكة السماوات والأرضين ورضوان ومالك وحملة العرش.
لمّا قتل الحسين مدّت الوحش أعناقها على قبره تبكيه وترثيه ليلاً حتى الصباح.
لمّا قتل الحسين بكته السماء أربعين صباحاً بالدم والأرض بالسواد، والشمس بالحمرة، وإن الجبال تقطعت وانتثرت، وإنّ البحار ،تفجّرت، وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كلّ مَن في الهواء والسماء من الملائكة.
لمّا كان أمير المؤمنين يتلو هذه الآية: «فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين» خرج عليه الحسين فقال أمير المؤمنين : أما إن هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والأرض.
إنّ فاطمة لتبكي الحسين وتشهق .
لما قتل الحسين ناحت الجنّ عليه :
إنّ الرماح الواردات صدورها***نحو الحسين تقاتل التنزيلا
ويهلّلون بأن قتلت وإنما***قتلوا بك التكبير والتهليلا
فكأنما قتلوا أباك محمّداً***صلّى عليه الله أو جبريلا
***
يا بن الشهيد ويا شهيداً عمّه***خير العمومة جعفر الطيّار
عجباً لمصقول أصابك جدّه***في الوجه منك وقد علاك غبار
***
أيا عين جودي ولا تجمدي***وجودي على الهالك السيد
فبالطف أمسى صريعاً فقد***رزئنا الغداة بأمرٍ بدِي
***
نساء الجن يبكين من الحزن شجيّات***وأسعدن بنوح للنساء الهاشميات
ويندبن حسيناً عظمت تلك الرزيّات***ويلطمن خدوداً كالدنانير نقيّات
ويلبسن ثياب السود بعد القصبيّات
ص: 29
راجع : المناقب لابن شهر آشوب 754/4 فما بعد ، كامل الزيارة : 75 فما بعد . أمالي الصدوق مجلس 27 ، علل الشرائع 217/1 ، أمالي المفيد ، بحار الأنوار 201/45 - 241 ، وغيرها من المصادر كثيرة جداً.
ص: 30
ص: 31
ص: 32
لم يحارب الحسين علیه السلام يزيد وأعوانه فحسب بل كلّ من أتى بعد يزيد من الحكّام حاربوه ووقفوا أمام من سار على درب الحسين الشهيد علیه السلام وحاولوا التغطية على أخبار واقعة الطف وتشويهها ، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .
فكتب الكثير عن واقعة كربلاء من زمن وقوعها وإلى زماننا هذا وبشتى اللغات ومن قبل أشخاص مختلفة مذاهبهم وعقائدهم.
ولكن أكثر المقاتل القديمة لم يبق منها إلا الاسم ، حرقت وسُرقت وأتلفت ، وذلك لئلا يبق للحسين اسم ورمز يسير عليه من يريد الحريّة والإباء ، والذي وصل إلينا من المقاتل القديمة الشيء القليل ، أو ما نقل عنها في كتب التاريخ.
وفي هذا الفصل نذكر أسماء من كتب المقتل من حين واقعة الطف حتى زمن السيد ابن طاووس حيث كتب هذا الكتاب الملهوف :
(1) أبو القاسم الاصبغ بن نباتة المجاشعي التميمي الحنظلي.
من خاصة أصحاب أمير المؤمنين الله ومن شرطة الخميس، عمّر بعد علي علیه السلامطويلاً ، توفى بعد المائة .
له کتاب مقتل الحسين علیه السلام.
والظاهر أنّه أول من كتب مقتل الحسين علیه السلام ، والله أعلم .
الفهرست : 37 - 38 رقم 108 ، الذريعة 23/22 - 24 رقم 5838 .
ص: 33
(2) أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن يخنف بن سالم الأزدي الغامدي.
شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، روى عن جعفر بن محمد علیه السلام، وقيل : روى عن أبي جعفر علیه السلام، ولم بصح.
وزعم الكشي أنّه من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين علیه السلام ، والصحيح أباه كان من أصحاب علي علیه السلام، وهو لم يلقه .
له كتاب مقتل - قتل - الحسين علیه السلام.
وكتاب مقتل الحسين علیه السلام الذي طبع مؤخّراً منسوباً إلى أبي مخنف ليس له قطعاً . ب- لبعض من تأخر عنه ، واحتمل بعض المحققين أنه للسيد ابن طاووس، أخذه من مقتل أ مخنف وزاد عليه ونقص ، ومقتل أبي مخنف لم يصل إلينا سوى ما نقله الطبري في تاريخه عنه
رجال النجاشي : 320 رقم 875 ، الفهرست : 129 رقم 573 ، المعالم : 3 ، 94 رقم 649 ، الذريعة 27/22 رقم 5859 .
(3) أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي.
من أصحاب أبي جعفر علیه السلام، شیخ جعفر بن قولويه .
له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام .
رجال النجاشي: 240 - 244 رقم 640 ، الذريعة 25/22 رقم 5851 .
(4) أبو عبدالله - أبو محمد - جابر بن يزيد الجعفي .
عربي قديم، لقي أبا جعفر وأبا عبد الله علیه السلام ومات في أيامه سنة .128.
له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام
رجال النجاشي: 128 رقم 332 الذريعة 22 / 24 رقم 5840 .
ص: 34
(5) عبدالله بن أحمد - محمد - بن أبي الدنيا .
عامي المذهب، توفي سنة 281ه.
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
الفهرست : 104 رقم 438 ، المعالم : 76 رقم 506 ، سير أعلام النبلاء 403/13 .
(6) أبو الفضل سلمة بن الخطاب البَراوَستاني الأزدورقاني.
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
رجال النجاشي : 187 رقم 498 الفهرست : 79 رقم 324 . المعالم : 57 رقم 378 الذريعة 22 / 25 رقم 5847 .
(7) أبو الحسن علي بن محمد المدائني
عامى المذهب، كتبه حسنة ، توفي سنة 224 ه.
له كتاب مقتل الحسين ، أو السيرة في مقتل الحسين.
الفهرست : 95 رقم 395 ، المعالم : 72 رقم 486 .
(8) أبو زيد عمارة بن زيد الخيواني الهَمْداني
له كتاب مقتل الحسين بن علیه السلام.
رجال النجاشي : 303 رقم 827 ، الذريعة 22 / 26 رقم 5855 .
(9) أحمد بن عبدالله البكري
له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام.
ص: 35
توجد نسخة منه في مكتبة جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب ضمن المجموعة رقم 575/3 باسم : حديث وفاة سيدنا الحسين .
(10) أبو جعفر محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران بن عبدالله بن سعد بن مالك الأشعري القمي.
المعروف بدبة شبيب .
له كتاب مقتل أبي عبدالله الحسين علیه السلام.
رجال النجاشي : 348 - 349 رقم 939 ، الذريعة 27/22 رقم 5861 .
(11) أبو عبيدة معمّر بن المثنى التيمي
يروي عنه السيد ابن طاووس في هذا الكتاب الملهوف، توفى سنة 210 ه.
له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام
الذريعة 28/22 رقم 5873 .
(12) هشام بن محمد بن السائب بن بشر بن زيد.
العالم بالأيام المشهور بالفضل والعلم ، وكان يختص بمذهبنا .
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
رجال النجاشي : 434 - 435 رقم 1166 .
(13) أبو المفضل نصر بن مزاحم المنقري العطار .
كوفي مستقيم الطريقة ، توفي سنة 212 ه .
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
ص: 36
رجال النجاشي : 427 - 428 رقم 1148 ، الفهرست: 171 - 172 رقم 751 ، المعالم : 126 رقم 851 ، الذريعة 29/22 رقم 5874 ، الفهرست للنديم : 106 .
(14 ) أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي المدني البغدادي. صاحب كتاب الآداب، توفي سنة 207. له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام.
الذريعة : 28/22 رقم 5869 الفهرست للنديم: 111 ، الوافي بالوفيات 4 / 238 .
( 15 ) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي. له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
الفهرست : 156 - 157 رقم 695 ، المعالم : 111 - 112 رقم 764 ، الذريعة 28/2 رقم 5867 .
(16) محمد بن علي بن الفضل بن تمام بن شكين .
شيخ ابن الغضائري وفي طبقة الصدوق، كان ثقة عيناً صحيح الإعتقاد جيد التصنيف .
له كتاب مقتل أبي عبد الله الحسين علیه السلام.
رجال النجاشي : 385 رقم 1046 ، الذريعة 22 / 28 رقم 5868 .
(17) أبو عبدالله محمد بن زكريا بن دينار الغلابي.
مولى بني غلّا، وكان وجهاً من وجوه أصحابنا بالبصرة، توفي سنة 298 ه.
ص: 37
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
رجال النجاشي : 346 - 347 رقم 963 ، الفهرست للنديم : 121 .
(18) أبو جعفر محمد بن يحيى الطيار القمي.
شيخ أصحابنا في زمانه ، ثقة عين كثير الحديث .
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
رجال النجاشي : 353 رقم 946 .
(19) ابن واضح اليعقوبي أحمد بن إسحاق.
الأخباري الشهير ، صاحب تاريخ اليعقوبي، المتوفى بعد سنة 292 أو سنة 284 ، وهو متأخر عن أبي مخنف .
له كتاب مقتل أبي عبدالله الحسين علیه السلام
الذريعة 23/22 رقم 5833 .
( 20 ) أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي.
متّهم، وكتبه سداد، سمع منه القاسم بن محمد الهمداني سنة 269 ه.
له كتاب مقتل الحسين بن علي علیه السلام.
الفهرست : 7 رقم 9 . المعالم : 7 رقم 27 ، رجال النجاشي : 19 رقم 1 الذريعة 22 / 23 رقم 5834 .
(21) إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقني .
أصله كوفي ، سكن ،اصفهان، وكان زيديّاً ثم انتقل إلينا ، مات سنة 283 ه.
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
ص: 38
الفهرست : 4 - 5 رقم 7 المعالم : 3 رقم 1 ، رجال النجاشي : 16 - 17 رقم 19 ، الذريعة 22 / 33 رقم 5835 .
(22) أبو الحسين الشافعي
صاحب المفيد في الحديث، يروي عنه النجاشي بتوسط شيخه أحمد بن عبدالواحد بن عبدون له كتاب المقتل.
الذريعة 21 - 32 رقم 5825 .
(23) ابن شهر آشوب .
ينقل عنه أبو جعفر الحسيني في شرح الشافية . له كتاب المقتل .
الذريعة 22/22 رقم 5827 .
(24) محمد بن الحسن بن علي الطوسي.
له كتاب مقتل الحسين علیه السلام.
الفهرست : 159 - 161 رقم 699 ، المعالم : 114 - 115 رقم 766 ، الذريعة 22 : 27 رقم 5863 .
(25) نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي .
المتوفى سنة 645 ه.
له كتاب مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان في المقتل.
ص: 39
الذريعة 19 / 349 رقم 1559، 22/22 .
(26) أبو عبيد القاسم بن سلار - سلام - الهروي .
توفي سنة 224 ه.
له كتاب مقتل الحسين .
التحبير للذهبي 1 / 185.
(27) عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوي .
توفي سنة 317 ه .
له كتاب مقتل الحسين .
كشف الظنون 2 / 1794 .
الملهوف على قتلى الطفوف
(28) عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني .
توفي سنة 339ه.
له كتاب مقتل الحسين بن علي .
معجم المؤلفين 282/7 .
(29) ضياء الدين أبو المؤيد الموفق بن أحمد الخوارزمي
توفي سنة 568 ه.
له كتاب مقتل الحسين ، كبير في جزأين .
( 30 ) أبو القاسم محمود بن المبارك الواسطي.
توفي سنة 592ه.
ص: 40
له كتاب مقتل الحسين.
إيضاح المكنون 540/2 .
(31) عزّ الدين عبد الرزاق الجزري.
توفي سنة 661 ه .
له كتاب مقتل الشهيد الحسين .
(32) سليمان بن أحمد الطبراني.
توفي سنة 360 ه.
له كتاب مقتل الحسين .
أفرد ابن مندة جزءاً حافلاً في ترجمته طبع في نهاية المعجم الكبير، وعد في صفحة 362 رقم 39 هذا الكتاب له .
(33) علي بن موسیٰ بن جعفر بن طاووس.
توفي سنة 664 ه .
له هذا الكتاب الملهوف على قتلى الطفوف.
وكتاب المصرع الشين في قتل الحسين .
ص: 41
ص: 42
ص: 43
ص: 44
هو السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن طاووس.
يتصل نسبه من قبل أبيه بالإمام المجتبى علیه السلام، و من قبل أمه بالإمام الحسين علیه السلام ، ولهذا يلقب بذي الحسبين .
وعرف بابن طاووس، لأنّ أحد أجداده وهو أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن الحسن كان حسن المنظر ورجلاه قبيحتان، فسمّي بالطاووس، ولقب أولاده وأحفاده من بعده بهذا اللقب.
ولد في منتصف محرم سنة 589 ه في الحلة ، وقيل : في رجب سنة 587 ه، وهو قول ضعيف .
نشأ ابن طاووس في الحلة، ودرس المقدّمات فيها ، وفي سنة 602 ه كان فيها .
تتلمذ ابن طاووس على الكثيرين واستجاز من آخرين منهم :
والده سعد الدين موسى.
جدّه ورام بن أبي فراس النخعي، وحسب تعبير ابن طاووس أن والده وجده ورام كانا أكثر من اهتم بتربيته وعلماه التقوى والتواضع.
أبو الحسن علي بن يحيى الخياط - الحناط - السوراوي الحلي.
حسين بن أحمد السوراوي .
أسعد بن عبدالقادر .
ص: 45
محمد بن جعفر بن هبة الله .
حسن بن علي الدربي.
محمد السوراوي .
محمد بن معد الموسوي .
فخار بن معد الموسوي
حيدر بن محمد بن زيد الحسيني .
سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلي.
جبرئيل بن أحمد السوراوي.
علي بن الحسين بن أحمد الجواني.
حسين بن عبدالكريم الغروي .
محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي .
وكان لابن طاووس شيوخ قرأ عليهم واستجاز منهم غير إمامية ، ووجه ابن طاووس روايته عنهم وجود المصلحة للشيعة في الرواية عنهم ، منهم :
محمد بن محمود بن النجار .
مؤيد الدين محمد بن محمد القمي.
تزوج ابن طاووس بزهراء خواتون بنت الوزير الشيعي ناصر بن مهدي، ولم يكن راغباً بهذا الزواج، لأن الوصلة بمثل هذه العوائل تجرّ الى حب الدنيا، ولا توجد لدينا معلومات كافية عن زوجته وهل أنجبت له أم لا، وأولاده المعروفين كلهم من أُمهات أولاد.
وكانت لابن طاووس روابط حسنة في بغداد مع بعض المتصدين للحكم، كالوزير العلقمي محمد بن أحمد واخوته وابنه .
وكان السيد أيضاً له روابط حسنة مع الخليفة المستنصر العباسي، حتى أنّ الخليفة
ص: 46
هيّء، له بيتاً في الجانب الشرقي من المدينة .
وحاول المستنصر العباسي أن يجرّ السيد ابن طاووس إلى المسائل السياسية ويجعل نقابة جميع الطالبيين له، فامتنع السيّد أشدّ امتناع .
وحاول المستنصر أيضاً إرسال السيد إلى حاكم المغول سفيراً عنه ، فلم يقبل .
وُلد أول مولود للسيد في 9 محرم سنة 643 ه في الحلة.
ووُلد مولوده الثاني في 8 محرم سنة 647 ه في النجف.
والذي يظهر من كتب السير أن السيد رجع إلى الحلة سنة 641 ه، وفي سنة 645 ه ذهب إلى النجف، ومنها ذهب إلى كربلاء سنة 649 ه، ومنها عزم السفر إلى سامراء سنة 652 ه ، لكنه في طريقه مرّ ببغداد وبقي في دار الخلافة .
وعند سقوط بغداد بيد المغول كان السيّد في بغداد.
ولمّا دخل هولاكو جمع العلماء في المستنصرية وطلب منهم الفتوى حول مسألة : أيّ الحاكمين أفضل المسلم الظالم أم الكافر العادل ؟ فلم يجب أحد، وبادر السيد بالإجابة : أنّ الكافر العادل أفضل، وتابعه بقية العلماء بهذه الفتوى.
ومعلوم أنّ صدور هذه الفتوى من السيد كانت تقية لأجل الحفاظ على ما تبقى من المسلمين، والله أعلم ماذا كان يحدث إذا لم يصرح السيد بهذه الفتوى ؟ هل كان يبقى مسلم على وجه بغداد ؟ .
وأحضر هولاكو ابن طاووس في 10 صفر سنة 656 ه، وأعطاه الأمان، وذهب ابن طاووس إلى الحلة .
وفي 9 محرم سنة 658 ه كان ابن طاووس في بيته في النجف.
وفي 14 ربيع الأول سنة 658 ه كان في بيته ببغداد .
وذكر أنّ هولاكو عين ابن طاووس نقابة العلويين سنة 656 ه وسنة 661 ه، والظاهر أنّه سنة 656 ه عينه نقيب بغداد، وسنة 661 ه عينه نقيب كلّ الطالبيين .
وذكر أن السيد امتنع في بادىء الأمر من قبول النقابة، لكن أعلمه الشيخ نصير الدين
ص: 47
الطوسي بأنّ امتناعه يسبب قتله، فقبل النقابة مكرهاً .
توفي السيد صبح يوم الإثنين 5 ذي القعدة سنة 664 ه في بغداد، وحققت أمنيته في دفنه في النجف الأشرف .
والأخبار الواصلة إلينا عن الفترة الأخيرة من عمره الشريف غامضة جداً.
فقيل : إنه توفي في حال كونه نقيباً.
وقيل : إنّه عزل عن النقابة في أواخر عمره.
وقيل : إنّه وأخاه قتلا .
وكتب السيّد القسم الأول من كتابه الملاحم في الحلة في 15 محرم سنة 663 ه في وقت زيارته من بغداد إلى النجف وتوقفه في الحلة .
وأجاز بعض تلامذته في جمادى الأولى سنة 664 ه.
ولم يصل لنا خبر بخروج ابن طاووس من العراق غير زيارته إلى بيت الله الحرام سنة 627ه .
وأما الوضع المالي لابن طاووس، فكان حسناً، وفي وصيته لولده ذكر فيها أنه لم يخلف ذهباً ولا فضة، تأسياً بالنبي وأمير المؤمنين، وخلّف أملاكاً وعقاراً اشتراها في طيلة حياته.
عرف السيّد بذي الكرامات، نقل بعضها نفسه في طيّ كتبه، ونقل بعضها من ترجم له . حتى قيل : إنه كان على اتصال مستقيم بالحجة المنتظر عجل الله فرجه ، وقيل : إنَّه أُعطى الاسم الأعظم ولم يجاز في تعليمه لأولاده.
كان لابن طاووس ثلاثة إخوة :
شرف الدين ابو الفضل محمد .
عزّ الدين الحسن .
جمال الدين أبو الفضائل أحمد والد غياث الدين عبد الكريم.
ص: 48
وكان لا بن طاووس أربع بنات لم تذكر الكتب غير اثنين منهن :
شرف الأشراف.
فاطمة .
يقول عنهن السيّد بافتخار : حفظن القرآن وسنّ شرف الأشراف 12 سنة وفاطمة أقل من تسع ، وأوصى لهن نسختين من القرآن .
وللسيّد وصايا كثيرة ، يحث فيها أولاده والشيعة على ملازمة التقوى والورع والعزلة عن الناس بقدر الإمكان ، لأن الإختلاط يوجب البعد عن الله تعالى.
وكانت لابن طاووس مكتبة عظيمة ألف لها فهرساً ، تعد من المكتبات المهمة التي تذكر في التاريخ.
وكان ابن طاووس يحثّ على الإلتزام بالروايات الواردة عن النبي وأهل بيته لأنها المنبع الأصيل لمعرفة الدين.
وللسيّد مؤلّفات كثيرة نافعة في شتى العلوم ، منها :
الأمان من أخطار الأسفار والزمان.
أنوار أخبار أبي عمر و الزاهد.
الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة.
الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.
أسرار الصلاة وأنوار الدعوات.
ثمرات المهجة في مهمات الأولاد.
البشارات بقضاء الحاجات على يد الأئمة علیهم السلام بعد الممات.
الدروع الواقية من الأخطار.
فلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليل.
فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم.
فرحة الناظر وبهجة الخواطر .
ص: 49
فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب في الإستخارة وما فيها من وجوه الصواب.
فتح الجواب الباهر في خلق الكافر .
غیاث سلطان الورى لسكان الثرى .
الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.
إغاثة الداعي وإعانة الساعي.
الإجازات لكشف طرق المفازات .
الإقبال بالأعمال الحسنة .
الإصطفاء في أخبار الملوك والخلفاء.
جمال الاسبوع في العمل المشروع.
الكرامات.
كشف المحجة لثمرة المهجة .
لباب المسرّة من كتاب ابن أبي قرّة.
الملهوف على قتلى الطفوف.
المنامات الصادقات
مسالك المحتاج إلى مناسك الحاج.
المضمار للسباق واللحاق بصوم شهر إطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق.
مصباح الزائر وجناح المسافر.
مهج الدعوات ومنهج العنايات.
محاسبة النفس.
المهمات في إصلاح المتعبد وتتمات المصباح المتهجد .
المجتنى من الدعاء المجتبى.
ص: 50
مختصر كتاب ابن حبيب .
المنتقى في العوذ والرقى .
المواسعة والمضايقة.
القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.
ربيع الألباب.
ري الظمآن من مروي محمد بن عبد الله بن سليمان.
روح الأسرار وروح الأسمار.
السعادات بالعبادات التي ليس لها أوقات معينات.
سعد السعود للنفوس.
شفاء العقول من داء الفضول في علم الأصول.
التحصيل من التذييل.
التحصين من أسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين .
التمام لمهام شهر الصيام.
تقريب السالك إلى خدمة المالك .
الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.
التراجم فيما نذكره عن الحاكم .
التعريف للمولد الشريف .
التشريف بالمنن في التعريف بالفتن .
التشريف بتعريف وقت التكليف .
التوفيق للوفاء بعد تفريق دار الفناء.
طرف من الأنباء والمناقب في شرف سيد الأنبياء وعترته الأطايب.
اليقين في اختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين.
زهر الربيع في أدعية الأسابيع.
ص: 51
***
هذه سطور قليلة عن حياة السيد ابن طاووس المباركة، انتخبناها من عدّة كتب ،أهمها دراسة عن السيد ابن طاووس لآل ياسين عن حياته ومؤلفاته وخزانة كتبه، ودراسة أخرى لإتان كليرك حول مكتبته وأحواله وآثاره والتي كتبها باللغة الإنكليزية و ترجمت مؤخراً إلى اللغة الفارسية.
ص: 52
ص: 53
ص: 54
1 - الميرزا عبدالله :
رياض العلماء 161/4 .
2 - علي بن أنجب بن الساعي :
تاريخ ابن الساعي .
3 - الخوانساري :
روضات الجنات 325/4 - 339 .
4 - المجلسي :
بحار الأنوار 121 - 13 ، 107 / 34 و 37 - 45 و 63 و 208.
5 - ابن الطقطق :
تاريخ الفخري : 13.
6 - مشاركة العراق في نشر التراث :
رقم 58
7 - مجلة الزهراء :
635/2.
8 - مجلة المجمع العلمي العراقي :
12 / 192.
ص: 55
9 - مجلة معهد المخطوطات :
216/4 .
10 - عبد الحسين الأميني :
الغدير 187/4 .
11 - محمد هادي الأميني :
معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 / 80-82 .
12 - جواد الشهرستاني :
مقدمة كتاب الأمان : 4 - 8.
13 - الحر العاملي :
أمل الآمل 205/2.
14 - على العدناني :
مقدمة كتاب بناء المقالة الفاطمية : 12 - 21 .
15 - إتان كلبرك :
الملهوف على قتلى الطفوف
مكتبة ابن طاووس وأحواله وآثاره طبع باللغة الإنكليزية، ثم ترجم إلى اللغة الفارسية سنة 1413ه في قم ، 771 صفحة .
16 - محمد الحسّون :
مقدمة كتاب كشف المحجة : 15 - 34 .
17 - حامد الخفاف
مقدمة كتاب فتح الأبواب : 9 - 41 .
18 - كمال الدين عبدالرزاق بن الفوطي:
الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة : 350 و 356 (وفي نسبة هذا الكتاب لابن الفوطي نظر).
ص: 56
تلخيص مجمع الآداب 5 / 489 و 547
19 - ابن عنبة :
عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 190 - 191 .
20 - الطريحي :
مجمع البحرين 83/4 طوس .
جامع المقال فيما يتعلق باحوال الحديث والرجال : 142 .
21 - الشيخ يوسف البحراني :
لؤلؤة البحرين : 235 .
الكشكول 306/13 - 196/2،307.
22 - التفريشي :
نقد الرجال : 244 .
23 - محمد أمين الكاظمي :
هداية المحدثين إلى طريقة المحمدين : 306.
24 - سركيس :
معجم المطبوعات 1 / 145 .
25 - الأردبيلي :
جامع الرواة 603/1 .
26 - أبو علي محمد بن اسماعيل :
منتهى المقال في أحوال الرجال : 225 و 357
27 - الوحيد البهبهاني :
التعليقة : 239
28 - الدزفولي :
مقابس الأنوار: 12 و 16 .
ص: 57
29 - النوري :
مستدرك الوسائل 3/ 467 - 472 .
30 - البغدادي :
هدية العارفين 5 / 710 .
إيضاح المكنون 76/3 و 77 و 90 و 110 و 202 و 340 و 365 و 471 و 548، 16/4 و 82 و 83 و 151 و 158 و 160 و 186 و 366 و 417 و 430 و 439 و 492 و 495، 609 و 673 و 731.
31 - المامقاني :
تنقيح المقال 310/2.
32 - القمي :
الكنى والألقاب 327/1.
هدية الأحباب : 70 .
سفينة البحار 96/2 .
الفوائد الرضوية : 43 و 109 و 199 و 312 و 334 و 338 و 386 .
33 - الطهراني :
الأنوار الساطعة في المائة السابعة ( طبقات أعلام الشيعة ) : 107 و 116 و 164 . مصفى المقال : 301
2012/22
الذريعة 58/1 و 127 و 222 و 366 و 396، 2 / 20 و 45 و 49 و 56 و 59 و121 و 249 و 264 و 392 و 418 ، 111/3 و 113 و 159 و 303 و 396 و 398 ،115/4 و 130 و 189 و 197 و 215 و 454 و 129/5،500 و 170 و 236، 100/7،260/6، 146/8 و 190، 10 / 75، 109/11 و 73/12،262 و 101 و 119، 14 / 140 و 205 ، 215 / 154 و 161 و 242، 16 / 73 و 103 و 108 و 113 و
ص: 58
302 و 303 و 407 ، 36/17 و 289، 18 / 58 و 69 و 76 و 95 و 274 و 281 و 326 و 389. 3/19، 20 / 1 و 68 و 112 و 121 و 122 و 167 122 و 167 و 170 و 183 و 296 و 319 و 319 و 320 و 330 و 380 ، 12/21 و 0 2 و 23 و 107 و 118 و 135، 22 / 189 و 223 و 225 و 228 و 276 و 338، 23 / 8 و 161 و 222 و 272 و 277 و 287 و 299 ، 63/24 و 158 و 177 و 270، 8/25 و 105 177 8/20 105 و 224 و 279 26 / 210 و 249 و 270
34 - الأمين :
أعيان الشيعة 358/8.
35 - الخوئي :
معجم رجال الحديث 188/12
36 - الزركلي :
الأعلام 26/5
37 - كحّالة :
معجم المؤلفين 248/7.
38 - آل ياسين :
السيد علي آل طاووس حياته مؤلفاته خزانة كتبه ، 58 صفحة .
39 - عبد الرزاق كمونة :
موارد الاتحاف في نقباء الأشراف 1 / 107 - 110 .
40 - اليعقوبي :
البابليات 1 / 64 - 66 .
41 - حاجي خليفة :
كشف الظنون : 166 و 752 و 1608 و 1911.
ص: 59
42 - الأنصاري :
مقدمة كتاب اليقين : 53 - 84 .
43 - محمد حسن الزنوزي :
رياض الجنّة 219/1 - 224 .
44 - المدرّس :
ريحانة الأدب 76/8 - 79
45 - مشار:
مؤلفين كتب چاپی 413/4 - 417 .
46 - الصدر :
تأسيس الشيعة : 336.
47 - أفرام
دائرة المعارف 296/3 .
48 - مجلة مجمع العلمي العربي دمشق :
28 / 468 .
49 - ابن داود :
الرجال : 226 - 228 .
50 - الشهيد الثاني :
حقائق الإيمان : 156 و 170 و 177 و 252 و 256 و 260 و 267 .
51 - بروکلمان :
ذیل 911/1-913.
52 - نامه دانشوران
161/1 - 168
ص: 60
ومصادر أخرى كثيرة ، نكتفي بهذا المقدار منها .
ويمكن أن نتعرف على حياة السيد ابن طاووس عند قراءة مؤلّفاته، فإنّه رضوان الله عليه كتب الشيء الكثير عن جوانب من حياته في طيّ كتبه، نذكر بعض الموارد منها :
( 1 ) الإقبال : 334 و 527 و 585 و 586 و 588 و 728 .
(2) الأمان : 107 و 116 و 143 .
(3) الإجازات لكشف طرق المفازات وقد أورد العلامة المجلسي في البحار 107/37 - 45 قسماً منه .
(4) جمال الاسبوع : 2 و 23 و 199 و 170 و 172.
(5) مهج الدعوات: 212 و 256 و 296 و 342 .
(6) كشف المحجة : 4 و 86 و 109 و 112 - 114 و 115 و 118 و 122 و 125 و 127 و 130 - 132 و 134 - 136 و 137 و 138 و 151 و 193.
(7) اليقين : 5 و 45 و 79 - 81 و 178 و 191 .
(8) فلاح السائل : 2 و 5 و 6 و 14 - 15 و 68 و 70 و 72 و 74 و 194 و 246 و 264 و 269 و 270 .
(9) سعد السعود : 3 و 25 - 27 و 232 - 233
(10) الملاحم والفتن : 81 و 82 و 92 .
(11) فتح الأبواب : 223 و 237 و 264 و 328. 223
(12) فرح المهموم : 1 و 146 و 126 - 127 و 187.
وغيرها من كتبه، فانه رضوان الله عليه ذكر جوانب كثيرة من حياته في أكثر كتبه ، لو جمعت لصارت كتاباً مستقلاً عن حياة السيد ابن طاووس بقلمه المبارك.
ص: 61
ص: 62
ص: 63
ص: 64
ذكر الكتاب السيد ابن طاووس ونسبه لنفسه في كتابه :
الإقبال : 562
وكتابه كشف المحجة: 194 ، وقال فيه : الملهوف على قتلى الطفوف في قتل الحسين علیه السلام ، غريب الترتيب والتلفيق، وهو من فضل الله جلّ جلاله الذي دلّني عليه .
وكتابه الإجازات كما عنه في البحار 42/107، وقال فيه : وصنفت كتاب الملهوف على قتلى الطفوف، ما عرفت أن أحداً سبقني إلى مثله ، ومَن وقف عليه عرف ما ذكرته من فضله .
ومما يدل على أنّ هذا الكتاب للسيد ما ورد في مقدمة هذا الكتاب من اسم المؤلّف واسم الكتاب ، وأيضاً فان من عرف طريقة تأليف السيد لكتبه يجزم بأن هذا الكتاب له من غير ترديد.
وقال المصنف في آخر هذا الكتاب : ومَن وقف على ترتيبه ورسمه مع اختصاره وصغر حجمه عرف تمييزه على أبناء جنسه وفهم فضيلته في نفسه .
ونسبه أيضاً للسيد الشيخ الطهراني في الذريعة 389/118 رقم 223/22،576 .
ونسبه للسيد أيضاً بروكلمان، ذيل 912/1 رقم 5 .
وذكر هذا الكتاب أيضاً إتان كلبرك في دراسته عن السيد ابن طاوس ، وقال : اللهوف من أشهر مؤلفات ابن طاووس.
وقال أيضاً: طبع عدة مرات وترجم إلى اللغة الفارسية عدّة مرات.
ص: 65
وقال : واللهوف عبارة عن نقل الأحداث المرتبطة بواقعة الطف أصل الواقعة وبعدها ،وأكثر القصة ينقلها عن راوي غير معروف ، هدفه هو أن يقرأ اللهوف في عاشوراء.
وذكر كلبرك من كتب السيد : المصرع الشين في قتل الحسين، وقال: ولم يذكر في مكان، وذكر أنّ الدليل الوحيد على أنّ هذا الكتاب لابن طاووس هو النسخة الخطية في لیدن رقم 792 .
وذكر عدّة احتمالات ومقايسات بين المصرع الشين والمقتل المطبوع المنسوب لأبي مخنف، مما جعل احتمال اتحادهما وارداً .
واحتمل اتان كلبرك أنّ السيد ابن طاووس اعتمد على مقتل أبي مخنف وأضاف إليه و رتبه وسماه المصرع الشين .
وعليه فالمقتل المطبوع المنسوب لأبي مخنف هو الذي رتبه السيد ابن طاووس من مقتل أبي مخنف وأضاف إليه .
وذكر أيضاً أنّ المصرع الشين واللهوف كتابان ، مع وجود بعض الإتحاد بينهما.
راجع دراسة إتان عن السيّد ابن طاوس : 76 - 78 .
ونسب الكتاب لابن طاووس الشيخ محمد حسن آل ياسين في دراسته عن السيد ابن طاووس : 18 ، وقال : وطبع في النجف وايران غير مرة .
وعلى كل حال، فإن الملهوف للسيد ابن طاووس جزماً، وأنه غير كتابه المصرع الشين الذي أخذه من مقتل أبي مخنف، وإن كان بينهما بعض الإتحاد .
ذكر الكتاب بأسماء مختلفة، ويرجع ذلك إلى اختلاف النسخ أولاً ، وإلى نفس المؤلّف ثانياً، لأنّ المؤلّف ابن طاووس ذكر لكتبه عدة أسماء ، أو اسماً واحداً مع التغيير فيه
وأسماء هذا الكتاب كما ورد في المخطوطات والمصادر الذاكرة له هي :
ص: 66
1 - اللهوف على قتلى الطفوف.
2 - الملهوف على قتلى الطفوف.
3 - الملهوف على قتل الطفوف.
4 - اللهوف في قتلى الطفوف
5 - الملهوف على أهل الطفوف
6 - المسالك في مقتل الحسين، كما ورد على غلاف نسخة ( ر ) ، وذلك بناء على قول ابن طاووس في المقدّمة ووضعته على ثلاثة مسالك .
وذكر الشيخ الطهراني أنّ اسم اللهوف على قتلى الطفوف أشهر الذريعة 223/22 .
ونحن اخترنا اسم الكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف، بناءً على ما ورد في نسخة (ر) المعتمدة، وفي كشف المحجة : 194 ، وفي الاجازات كما عنه في البحار 42/107، وغيرهما من مؤلفات ابن طاووس، حيث ذكر فيها اسم الكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف.
الأهمية الكتاب ونسجه على منهج لطيف تلقاه النسّاخ بالكتابة لاحتياج العلماء له . فنرى له نسخاً كثيرة في مكتبات العالم ، منها :
1 - في المكتبة العامة لآية الله المرعشي ، قم ، ضمن مجموعة رقم 6068 ، الرسالة الثالثة ، نسخ محمد تقي ابن آقا محمد صالح تاريخ النسخ 1303 ه-، وذكرت في فهرسها ، 70/16 .
2 - في المكتبة المرعشية أيضاً، ضمن مجموعة رقم 7520، الرسالة الثالثة ، بخط طالب ابن محمد طالب المازندراني، تاريخ الكتابة 1119 ه، ذكرت في فهرسها 327/19.
3 - في مكتبة ملك، طهران، رقم 6069 ، تاريخ الكتابة سنة 1052 .
4 - في مكتبة المجلس طهران، ضمن مجموعة رقم 3815 . تاريخ الكتابة سنة
ص: 67
1101ه .
5 - في مكتبة المجلس أيضاً، ضمن مجموعة رقم 4826 ، تاريخ الكتابة القرن 11.
6 - في مكتبة الإمام الرضا (ع) ، مشهد، رقم 6712 ، تاريخ الكتابة سنة 1091ه.
7 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 13671 ، تاريخ الكتابة سنة 1202 ه أو 1220ه.
8 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 2132 ، تاريخ الكتابة سنة 1233ه.
9 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 8874 بدون تاريخ .
10 - في المكتبة الرضوية أيضاً، رقم 8124 بدون تاريخ .
11 - في المكتبة الرضوية أيضاً، ضمن مجموعة رقم 15317 نسخ أبي الحسن الاصفهاني، تاريخ الكتابة سنة 1117 ه-.
12 - في مكتبة برلين رقم 912 ، تاريخ الكتابة 1020ه.
طبع الكتاب مرات عديدة، نذكر بعضاً منها :
1 - طهران، حجري، رحلي ، مع المجلد العاشر من البحار .
2 - طهران ، سنة 1271 ه، مع رسالة أخذ الثأر والقصيدة العينية للسيد الحميري .
3- طهران ، سنة 1287 ه، حجري.
4 - طهران ، سنة 1317 ه، حجري، رقعي، تصحيح محمود مدرّس .
5 - طهران، سنة 1275 ه، مع مهيج الأحزان ومقتل أبي مخنف .
6 - طهران، سنة 1322 ه-، حجري، رقعي.
7 - طهران ، سنة 1365 ه- حجري، جيبي .
8 - طهران ، المكتبة الإسلامية، جيبي، مع حواشي سيد محمد صحفي.
ص: 68
9- صيدا، سنة 1329ه.
10 - بيروت، رقعي .
11 - بمبني ، سنة 1326 ه، حجري، رقعي، مع مقتل أبي مخنف ومثير الأحزان .
12 - النجف ، رقعي .
13 - النجف، رقعي، مع قصة المختار .
14 - النجف ، سنة 1369 ه-، رقعي .
15 - قم، جيبي ، مقدمة وهوامش محمد صحفي
16 - النجف ، سنة 1385 ه، المكتبة الحيدرية، مع حكاية المختار .
17- قم منشورات الشريف الرضي ، سنة 1364 ه- ش، مع حكاية المختار .
18 - تبريز، حجري.
ترجم الكتاب إلى اللغة الفارسية ميرزا رضا قلي خان ، وسمى الترجمة لجة الألم وحجّة الأمم .
الذريعة 296/18 .
وترجمه أيضاً إلى الفارسية الشيخ أحمد بن سلامة النجفي .
الذريعة 201/26 .
و ترجمه أيضاً محمد إبراهيم بن محمد مهدي نواب، وسمى ترجمته : فيض الدموع، طبع في طهران سنة 1286ه .
وترجمه السيد أحمد الفهري، وسمى ترجمته: آه سوزان بر مزار شهيدان وطبع في ایران.
ص: 69
ص: 70
ص: 71
ص: 72
هدفنا في تحقيق هذا الكتاب هو ضبط نصه وعرضه بصورة خالية من الأخطاء. فاعتمدنا في تقويم نصه وضبطه على :
أ- النسخة المحفوظة في المكتبة الرضوية في مشهد ، رقم 15317 ، ومعها كتاب الدر الثمين ، كتبت النسخة سنة 1117 ه-، كتبها أبو الحسن الإصفهاني، ورمزنا لها بحرف (ر) .
ب - ما ذكره الشيخ المجلسي في بحاره نقلاً عن الملهوف ، فأورد أكثر الكتاب في بحاره ورمز ناله بحرف (ب).
ج - النسخة المطبوعة في النجف سنة 1369 ه-، المطبعة الحيدرية، ورمزنا لها ، بحرف (ع) ، ولم يكن الإعتماد عليها إلا نادراً.
فضبطنا نصّ الكتاب وصححناه على هذه النسخ ، وأشرنا إلى أكثر الإختلافات التي لها وجه ومعنى في الهامش.
والمرحلة الثانية في تحقيقنا لهذا الكتاب هي : ضبط الأعلام الواردة في المتن، فعند مراجعة المصادر الرجالية والتاريخية واجهنا أن كثيراً من الأسماء قد ذكرت في النسخ المعتمدة مصحفة ، فصححنا الاسماء وفقاً للكتب الرجالية الصحيحة، ووضعنا في الهامش ترجمة مختصرة، ليكون القارىء بمعرفتهم على إحاطة كاملة بواقعة الطف، وقسماً من مصادر التراجم نقلنا عنها بواسطة كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي وهوامش سير أعلام النبلاء وغيرهما.
ووضعنا ترجمة مختصرة للكتب المذكورة في المتن .
ص: 73
وذكرنا شرحاً مختصراً عن البلدان المذكورة في المتن . ليحيط القارىء بواقعة الطف من بدايتها وحتى نهايتها من الجهة الجغرافية.
وجعلنا كلام الإمام الحسين علیه السلام في كل الكتاب بصورة تميزه عن غيره من الكلام وذلك بطبعه بالحروف البارزة.
وذكرنا في آخر الكتاب عدة فهارس، تسهيلاً للمراجع .
ويسرّني في آخر المقدّمة أن أقدم وافر شكري وتقديري إلى زوجي العلوية الفاضلة شيماء لمساعدتها لي في تحقيق هذا الكتاب وغيره من كتب سلفنا الصالح، فجزاها الله خير جزاء المحسنين وحشرها مع جدها سيد المرسلين .. آمين .
وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين.
قم المقدسة
3 - شعبان - 1413ه
ذكرى مولد الإمام الحسين علیه السلام
فارس الحسّون
تبریزیان
ص: 74
الصورة
ص: 75
الصورة
ص: 76
الصورة
ص: 77
ص: 78
ص: 79
ص: 80
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتجلّى لعباده من أفق الألباب ، المجلي عن مراده بمنطق(1) السنّة والكتاب ، الذي نزّه أولياءه عن دار الغرور، وسما بهم إلى أنوار السرور .
ولم يفعل ذلك محاباةً(2) لهم على الخلائق ، ولا إلجاء لهم(3) إلى جميل الطرائق.(4)
بل عرف منهم قبولاً للألطاف، واستحقاقاً لمحاسن الأوصاف، فلم يرض لهم التعلّق بحبال الإهمال ، بل وفقهم للتخلق بكمال الأعمال.
حتّى عزفت(5) نفوسهم عمّن سواه ، وعرفت أرواحهم شرف رضاه ، فصر فوا أعناق قلوبهم إلى ظله ، وعطفوا آمالهم نحو كرمه وفضله .
فترى لديهم فرحة المصدّق بدار ،بقائه، وتنظر عليهم مسحة المشفق من أخطار لقائه .
ص: 81
ولا نزال أشواقهم متضاعفة إلى ما قرب من مراده، وأريحيتهم(1) مترادفه نحو إصداره ،وإيراده، وأسماعهم مصغية إلى استماع(2) أسراره ، وقلوبهم
مستبشرة بحلاوة تذكاره .
فحيّاهم منه بقدر ذلك التصديق، وحباهم من لدنه حباء البر الشفيق .
فما أصغر عندهم كلّ ما شغل عن جلاله ، وما أتركهم لكلّ ما باعد من وصاله ، حتى أنهم ليتمتّعون بأنس ذلك الكرم والكمال ، ويكسوهم أبداً حلل
المهابة والجلال.
فإذا عرفوا أن حياتهم مانعة عن(3) متابعة مرامه ، وبقاء هم حائل بينهم وبين إكرامه ، خلعوا أثواب البقاء، وقرعوا أبواب اللقاء، وتلذذوا في طلب ذلك النجاح، ببذل النفوس والأرواح ، وعرضوها لخطر السيوف والرماح.
وإلى ذلك التشريف الموصوف سَمَتْ نفوس أهل الطفوف، حتى تنافسوا في التقدم إلى الحتوف ، وأصبحوا(4) نهب الرماح والسيوف.
فما أحقهم بوصف السيد المرتضى علم الهدى(5) رضوان الله عليه ، وقد مدح
ص: 82
من أشرنا إليه فقال :
لهم جسوم(1) على الرمضاء مهملةٌ***وأنفس في جوار الله يُقريها
كأنّ قاصدها بالضر نافعها***وأن(2) قاتلها بالسيف محييها
ولولا امتثال أمر السنة والكتاب، في لبس شعار الجزع والمصاب، لأجل ما طمس من أعلام الهداية ، وأسس من أركان الغواية(3)، وتأسفاً على ما فاتنا من تلك السعادة ، وتلهفاً على أمثال تلك الشهادة ، وإلا كنا قد لبسنا لتلك النعمة الكبرى أثواب المسرة والبشرى.
وحيث أنّ في الجزع رضى لسلطان المعاد، وغرضاً لأبرار العباد ، فها نحن قد لبسنا سربال الجزوع، وأنسنا بإرسال الدموع، وقلنا للعيون : جودي بتواتر البكاء ، وللقلوب : جدّي جد ثواكل النساء .
فإنّ ودائع الرسول الرؤوف أُضيعت(4)يوم الطفوف، ورسوم وصيّته بحرمه وأبنائه طمست بأيدي أُمته وأعدائه .
فيالله من تلك الفوادح المقرحة للقلوب، والجوائح المصرحة (5) بالكروب ،
ص: 83
والمصائب المصغرة كلّ بلوى، والنوائب المفرقة شمل التقوى، والسهام التى أراقت دم الرسالة ، والأيدي التي ساقت سبي الجلالة، والرزيّة التي نكست رؤوس الأبدال ، والبليّة التي سلبت نفوس خير الآل والشماتة التي ركست (1) أسود الرجال (2)، والفجيعة (3)التي بلغ رزؤها إلى جبرئيل، والفظيعة التي عظمت على الربّ الجليل .
وكيف لا يكون كذلك وقد أصبح لحم رسول الله مجرّداً على الرمال، ودمه الشريف مسفوكاً بسيوف الضلال ، ووجوه بناته مبذولة لعين السائق والشامت ، وسلبهن بمنظر من الناطق والصامت، وتلك الأبدان المعظمة عارية من الثياب ، والأجساد المكرّمة جائية على التراب ؟ !!
مصائبٌ بدّدت شمل النبي ففي***قلب الهدى أسهم يطفن(4) بالتلفِ
و ناعياتٌ إذا ما ملّ ذو ولهٍ***سَرتْ عليه بنار الحزن والأسف
فياليت لفاطمة وأبيها عيناً تنظر إلى بناتها وبنيها : ما بين مسلوب ، وجريح ، ومسحوب ، وذبيح ، وبنات النبوّة مشققات الجيوب ، ومفجوعات بفقد المحبوب ، وناشرات للشعور ، وبارزات من الخدور، ولاطمات للخدود وعادمات للجدود ، ومبديات للنياحة والعويل، وفاقدات للمحامي والكفيل .
فيا أهل البصائر من الأنام، ويا ذوي النواظر والأفهام، حدّثوا نفوسكم
ص: 84
بمصائب هاتيك العترة ، ونوحوا بالله لتلك الوحدة والكثرة ، وساعدوهم بموالاة الوجد والعبرة ، وتأسفوا على فوات تلك النصرة.
فإن نفوس أولئك الأقوام ودائع سلطان الأنام، وثمرة فؤاد الرسول، وقرّة عين الزهراء البتول ، ومَن كان يرشف بفمه الشريف ثناياهم، ويفضّل على أُمّهم وأباهم.
إن كنتَ في شكٍّ فسل عن حالهم***سنن الرسول ومحكم التنزيل
فهناك أعدل شاهد لذوي الحجي***وبيان فضلهم على التفصيل(1)
ووصيّةٌ سبقت لأحمد فيهم***جاءت إليه على يدي جبريل
وكيف طابت النفوس (2) مع تداني الأزمان بمقابلة إحسان جدّهم (3) بالكفران ، وتكدير عيشه بتعذيب ثمرة فؤاده، وتصغير قدره بإراقة دماء
أولاده ؟ !
وأين موضع القبول لوصاياه بعترته وآله ؟ وما الجواب عند لقائه وسؤاله ؟ وقد هدم القوم ما بناه ! و نادى الاسلام واكر باه
فيالله من قلب لا يتصدّع لتذكار تلك الأمور ويا عجباه من غفلة أهل الدهور ! وما عذر أهل الاسلام والإيمان في إضاعة أقسام الأحزان !
ألم يعلموا أن محمّداً موتور وجيع ؟ وحبيبه مقهور صريع ؟ والملائكة يعزونه على جليل مصابه ؟ والأنبياء يشاركونه في أحزانه وأوصابه ؟
فيا أهل الوفاء لخاتم الأنبياء، علام لا تواسونه في البكاء ؟ !
ص: 85
بالله عليك أيها المحب لولد الزهراء ، تُخ معها على المنبوذين بالعراء ، وَجُدْ ويحك بالدموع السجام، وَابْكِ على ملوك الاسلام، لعلّك تحوز ثواب المو المواسي لهم في المصاب، وتفوز بالسعادة يوم الحساب
فقد روي عن مولانا الباقر علیه السلام أنه قال : «كان زين العابدين علیه السلام يقول : أيما مؤمن ذرفت (1) عيناه لقتل الحسين علیه السلام حتى تسيل على خده بوّأه الله بها في الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً (2) ، وأيما مؤمن ذرفت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدوّنا في الدنيا بوأه الله منزل صدقٍ، وأيما مؤمن مسّه أذىً فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه من سخط النار يوم القيامة» .
وروى عن مولانا الصادق علیه السلام أنه قال : «من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذبابة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».
وروي أيضاً عن آل الرسول علیهم السلام أنهم قالوا : « من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنّة (3)، ومَن بكى وأبكى خمسين فله الجنّة، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنّة، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنّة (4)، ومن بكى وأبكى عشرة فله ، الجنّة ، ومن يكن وأبكى واحداً فله الجنّة ، ومن تباكى فله الجنّة».
قال علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسيني - جامع هذا الكتاب - : إن من أجل البواعث لنا على سلوك هذا الكتاب (5)أنني (6)لما
ص: 86
جمعتُ كتاب : مصباح الزائر وجناح المسافر (1)، ورأيته قد احتوى على أقطار محاسن الزيارات ومختار أعمال تلك الأوقات، فحامله مستغن عن نقل مصباح لذلك الوقت الشريف، أو حمل مزارٍ كبير أو لطيفٍ .
أحببتُ أيضاً أن يكون حامله مستغنياً عن نقل مقتل في زيارة عاشوراء إلى مشهد (2)الحسين صلوات الله عليه .
فوضعتُ هذا الكتاب ليضم إليه ، وقد جمعت هاهنا ما يصلح لضيق وقت الزوار، وعدلت عن الإطناب والإكثار ، وفيه غنية لفتح أبواب الأشجان وبغية لنجح أرباب الإيمان ، فإننا (3)وضعنا في أجساد معناه روح ما يليق بمعناه .
وقد ترجمته بكتاب : الملهوف على قتلى الطفوف (4)، ووضعته على ثلاثة مسالك ، مستعيناً بالرؤوف المالك (5)
ص: 87
ص: 88
ص: 90
قبل مولده كأن قطعة من لحم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قطعت فوضعت(1) في حجري فعبرت (2)ذلك على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم، فقال «خيراً رأيتِ (3)، إن صدقت رؤياك فإن فاطمة ستلد غلاماً فأدفعه إليك لترضعيه» .
قالت : فجرى الأمر على ذلك .
فجئت به يوماً ، فوضعته في حجره ، فبال (4)، فقطرت من بوله قطرة على ثوب النبي صلی الله علیه و آله وسلم، فقرصته ، فبكي ، فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم(5): « مهلاً يا أمّ الفضل ، فهذا ،ثوبي يُغسل ، وقد أوجعتِ ابنى».
قالت : فتركته في حجره، وقمتُ لآتيه بماء ، فجئت ، فوجدته صلوات الله عليه وآله يبكي.
فقلت : مم بكاؤك يا رسول الله ؟
فقال : «إن جبرئيل أتاني ، فأخبرني أن أُمتي تقتل ولدي هذا، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة».(6)
قال رواة الحديث : فلما أتت على الحسين علیه السلام من مولده سنة كاملة ، هبط على رسول الله لا اله اثنا عشر ملكاً : أحدهم على صورة الأسد، والثاني على صورة الثور، والثالث على صورة التنين (7)، والرابع على صورة ولد آدم ،
ص: 92
والثمانية الباقون على صور شتّى ، محمرّة وجوههم باكية عيونهم (1)، قد نشروا أجنحتهم ، وهم يقولون : يا محمد سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل، وسيُعطى مثل أجر هابيل ، ويُحمل على قاتله مثل وزر قابيل .
ولم يبق في السموات ملك (2) إلا ونزل إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم، كلُّ يقرؤه السلام ،ويعزّيه في الحسين علیه السلام ، ويخبره بثواب ما يُعطى، ويعرض عليه تربته، والنبي عبد الله يقول : «اللّهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ولا تمتعه ما طلبه».
قال : فلما أتى على الحسين علیه السلام سنتان من مولده خرج النبي صلی الله علیه و آله وسلم في سفر له (3)، فوقف في بعض الطريق ، فاسترجع ودمعت عيناه .
فسُئل عن ذلك ، فقال : «هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء (4)، يقتل بها ولدي الحسين بن فاطمة».
فقيل له : مَن يقتله يا رسول الله ؟
فقال : «رجل اسمه يزيد ، وكأنّي أنظر إلى مصرعه ومدفنه» .
ثم رجع من سفره ذلك مغموماً، فصعد المنبر فخطب (5)ووعظ ، والحسن والحسين علیهما السلام لما بين يديه .
فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن واليسرى على رأس
ص: 93
الحسين، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللهم إن محمداً عبدك ورسولك وهذان أطائب عترتي وخيار ذرّيتي وأُرومتي (1)ومَن أُخلّفها في أُمتي ، وقد أخبرني جبرئيل أن ولدي هذا مقتول مخذول ، اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء ، اللهم ولا تبارك (2)في قاتله وخاذله».
قال : فضح الناس في المسجد بالبكاء والنحيب (3)
فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم: «أتبكون ولا تنصرونه».
ثمّ رجع صلوات الله عليه وهو متغيّر اللون محمر الوجه ، فخطب خطبة اخرى موجزة وعيناه تهملان دموعاً ، قال :
«أيها الناس إنّي قد خلّفتُ فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي وأرومتي (4)ومزاج مائي وثمرتي ، وأنهما لن (5)يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وأنّي أنتظرهما، وأني لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم (6)المودة في القربى . فانظروا ألا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم وقتلتموهم.
ألا وإنّه سترد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة :
راية(7)سوداء مظلمة قد فزعت لها الملائكة ، فتقف عليّ، فأقول : من أنتم ؟
ص: 94
فينسون ذكري ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب.
فأقول لهم (1): أنا أحمد نبي العرب والعجم .
فيقولون: نحن من أمتك يا أحمد .
فأقول لهم : كيف خلّفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربي ؟
فيقولون : أما الكتاب فضيعناه ، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن جديد الأرض .(2)
فأُولي وجهي عنهم، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم.
ثم ترد عليّ رايةٌ أُخرى أشدّ سواداً من الأولى، فأقول لهم كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر : كتاب ربّي (3)، وعترتي ؟
فيقولون : أما الأكبر فخالفنا ، وأما الأصغر فخذلناهم ومزقناهم كل ممزّق . فأقول : إليكم عنّي ، فيصدرون ظماء عطاشاً مسودة وجوههم.
ثم ترد علي راية أخرى تلمع نوراً (4)، فأقول لهم : من أنتم ؟
فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، ونحن بقية أهل الحق ، حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأحببنا ذرية نبينا محمد صلی الله علیه و آله وسلم، فنصر ناهم في كلّ ما نصرنا منه أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم.
فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيكم محمّد ، ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم، ثم أسقيهم من ،حوضي، فيصدرون مرويين مستبشرين ، ثم يدخلون الجنة
ص: 95
خالدين فيها أبد الآبدين». (1)
قال : وكان الناس يتعاودون ذكر قتل الحسين علیه السلام، ويستعظمونه ويرتقبون قدومه.
يأمره (1)بأخذ البيعة له على أهلها (2)وخاصةً على الحسين بن علي علیهما السلام (3)، ويقول له : إن أبى عليك فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه .
فأحضر الوليد مروان بن الحكم (4)واستشاره في أمر الحسين علیه السلام.
فقال : إنّه لا يقبل ، ولو كنت مكانك لضربتُ (5)عنقه .
فقال الوليد : ليتنى لم أكُ شيئاً مذكوراً.
ثم بعث إلى الحسين علیه السلام، فجاءه في ثلاثين رجلاً من أهل بيته ومواليه ، فنعى الوليد إليه معاوية ، وعرض عليه البيعة ليزيد .
فقال: «أيها الأمير، إن البيعة لا تكون سرّاً، ولكن إذا دعوت الناس
ص: 97
غداً فادعنا معهم».
فقال مروان : لا تقبل أيها الأمير عذره ، ومتى لم يبايع فاضرب عنقه . فغضب الحسين ثم قال : « ويلي عليك يابن الزرقاء، أنت تأمر بضرب
عنق ، كذبت والله ولؤمت(1)» .
ثم أقبل على الوليد فقال: «أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله وبنا ختم الله (2)، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر (3)قاتل النفس المحرّمة معلن بالفسق ليس له هذه المنزلة (4)، ومثلي لا يبايع مثله (5)، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة».
ثم خرج علیه السلام، فقال مروان للوليد : عصيتني .
فقال : ويحك يا مروان ، إنك أشرت على بذهاب ديني ودنياي ، والله ما أُحبّ أن ملك الدنيا بأسرها لي وأنّني قتلتُ حسيناً، والله ما أظنّ أحداً يلقى الله بدم الحسين إلا وهو خفيف الميزان ، لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليمٌ.
قال : وأصبح الحسين علیه السلام، فخرج (6)من منزله يستمع الأخبار ، فلقاه مروان ، فقال : يا أبا عبدالله ، إنّي لك ناصح فأطعني ترشد.
ص: 98
فقال الحسين علیه السلام: «وما ذاك ، قل حتى أسمع» .
فقال مروان : إنّي آمرك ببيعة يزيد أمير المؤمنين ، فإنه خير لك في دينك ودنياك .
فقال الحسين علیه السلام: «إنّا لله وإنا إليه راجعون ، وعلى الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأُمّة براع مثل يزيد ولقد سمعتُ جدى رسول الله صلی اله علیه و آله وسلم يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان».
وطال الحديث بينه وبين مروان حتى انصرف مروان (1)وهو غضبان (2)
ص: 99
ص: 100
فلمّا كان الغداة توجّه الحسين علیه السلام إلى مكة(1) لثلاث مضين من شعبان سنة ستّين .
فأقام بها باقي شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة.
قال(2): وجاءه عبد الله بن العباس(3) و عبد الله بن الزبير (4)، فأشارا عليه بالإمساك .
فقال لها : «إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قد أمرني بأمر ، وأنا ماضٍ فيه» .
قال : فخرج ابن عباس وهو يقول : واحسيناه !
ص: 101
ثم جاءه عبد الله بن عمر(1) ، فأشار عليه (2)بصلح أهل الضلال وحدّره من القتل والقتال .
فقال له : «يا أبا عبد الرحمن أما علمتَ أنّ من هوان الدنيا على الله تعالى أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، أما علمت (3)أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً، فلم يعجل الله عليهم، بل أمهلهم وأخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر (4)، إتق الله (5)يا أبا عبدالرحمن ولا تدعنّ نصرتي».
خطيباً. وقال في آخر خطبته :
يا معشر الشيعة ، إنكم قد علمتم بأنّ معاوية قد هلك وصار إلى ربّه وقدم على عمله ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد ، وهذا الحسين بن علي قد خالفه وصار إلى مكة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج إلى نصر تكم اليوم ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوّه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه .
قال : فكتبوا إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن علي أمير المؤمنين علیها السلام، من سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة (1)ورفاعة بن شداد (2)وحبيب بن مظاهر (3)وعبد الله بن
ص: 103
وائل (1)وسائر شيعته من المؤمنين .
سلام الله عليك ، أما بعد ، فالحمد لله الذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبل الجبار العنيد الغشوم الظلموم الذي ابتز (2)هذه الأُمّة أمرها ، وغصبها فيأها ، وتأمر عليها بغير رضى منها ، ثم قتل خيارها واستبق شرارها ، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعدا له كما بعُدت ثمود .
ثمّ أنّه ليس علينا إمام غيرك ، فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق ، والنعمان ابن بشير (3)في قصر الامارة ، ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو بلغنا أنّك قد أقبلت أخرجناه حتى يلحق بالشام (4)،
ص: 104
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يابن رسول الله وعلى أبيك من قبل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم سرحوا الكتاب ، ولبثوا يومين آخرين وأنفذوا جماعة معهم نحو ماءة وخمسين صحيفة من الرجل والإثنين والثلاثة والأربعة (1)، يسألونه القدوم
عليهم.
وهو مع ذلك يتأنى فلا يجيبهم.
الكتاب ، وهو آخر ما ورد عليه علیه السلام من أهل الكوفة ، وفيه
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن علي أمير المؤمنين علیه السلام.
من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين علیه السلام.
أمّا بعد ، فانّ الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله ، فقد أخضر الجناب (1)، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم علينا إذا شئت فإنّما تقدم على جند مجندة لك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك .
فقال الحسين علیه السلام لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبدالله الحنفي : «خبّراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي ورد علي معكما ؟».
فقالا : یابن رسول الله شبث بن ربعي (2)، وحجّار بن أبجر (3)، ويزيد بن
ص: 106
الحارث ، ويزيد بن رويم (1)(2)، وعروة بن قيس (3)، وعمرو بن الحجاج (4)، ومحمد بن عمير بن عطارد (5).
قال (6): فعندها قام الحسين علیه السلام، فصلى (7)ركعتين بين الركن والمقام، وسأل الله الخيرَة في ذلك.
ثم دعا بمسلم بن عقيل (8)وأطلعه على الحال ، وكتب معه جواب كتبهم
ص: 107
يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه : «قد نفذت إليكم ابن عمّي مسلم ابن عقيل ليعرّفني ما أنتم عليه من الرأي».(1)
فسار مسلم بالكتاب حتى دخل إلى الكوفة ، فلما وقفوا على كتابه كثر استبشارهم بإتيانه إليهم، ثمّ أنزلوه في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي(2) وصارت الشيعة تختلف إليه .
فلما اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين علیه السلام وهم يبكون (3)، حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً .
ص: 108
وكتب عبدالله بن مسلم الباهلي (1)وعمارة بن الوليد (2)وعمر بن سعد(3) إلى يزيد يخبرونه بأمر مسلم بن عقيل .
ويشيرون عليه (4)بصرف النعمان بن بشير وولاية غيره.
وكان الحسين علیه السلام قد كتب إلى جماعة من اشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان ويكنى أبا رزين (1)يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته ، منهم يزيد بن مسعود النهشلي (2)والمنذر بن الجارود العبدي .(3)
فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد (4)، فلمّا حضروا قال : يا بني تميم كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم ؟
فقالوا : بخٍّ بخٍّ ، أنتَ والله فقرة الظهر ورأس الفخر(5)، حللت في الشرف وسطاً، وتقدّمت فيه فرطاً .
قال : فإنّي قد جمعتكم لأمرِ أُريد أن أُشاوركم فيه وأستعين بكم عليه .
فقالوا : والله إنا نمنحك (6) النصيحة ونجهد (7)لك الرأي ، فقل نسمع (8)
ص: 110
فقال : إن معاوية قد (1)،مات، فأهون به والله هالكاً ومفقوداً، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم، وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعةً عقد بها أمراً وظنّ أنّه قد أحكمه ، وهيهات والذي أراد ، اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل ، وقد قام ابنه (2)يزيد - شارب الخمور ورأس الفجور - يدعى الخلافة على المسلمين ويتأمر عليهم بغير رضى منهم (3)، مع قصر حلمٍ وقلّة علمٍ، لا يعرف من الحق ،موطى قدمه، فأقسم بالله قسماً مبروراً لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين.
وهذا الحسين بن علي ابن بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم (4)، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف، وهو (5) أولى بهذا الأمر، لسابقته وسنّه وقدمه (6)وقرابته ، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعية وإمام قوم، وجبت الله به الحجة (7)وبلغت به الموعظة.
فلا تعشوا عن نور الحق ولا تسكعوا في وهدة الباطل (8)، فقد كان صخر
ص: 111
ابن قيس (1)قد (2)انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ونصرته ، والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده والقلّة في عشيرته.
وها أنا قد لبست للحرب لامتها وأدرعتُ لها بدرعها ، من لم يُقتل يمت ومَن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب.
فتكلّمت بنو حنظلة ، فقالوا : يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفارس عشيرتك ، إن رميت بنا أصبتَ ، وإن غزوت بنا فتحتَ ، لا تخوض والله عمرةً إلا خضناها ، ولا تلق والله شدّة إلا لقيناها ، نتصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا (3)، فانهض لما شئت.
وتكلّمت بنو سعد بن زيد (4)، فقالوا : يا أبا خالد إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال
فحمدنا أمرنا وبقي عزنا فينا ، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا .(5)
وتكلّمت بنو عامر بن تميم فقالوا : يا أبا خالد نحن بنو أبيك وحلفاؤك (6)، لا نرضى إن غضبتَ ولا نقطن إن ضعنت، والأمر إليك ، فادعنا نجبك ومرنا نطعك ، والأمر إليك إذا شئتَ .
ص: 112
فقال : والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا يرفع الله عنكم السيف أبداً، ولا يزال سيفكم فيكم.
ثمّ كتب الى الحسين علیه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد ، فقد وصل إلي كتابك ، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وأن الله لم يخل الأرض من عامل عليها بخير ودليل على سبيل النجاة، وأنتم حجة الله على خلقه ووديعته (1)في أرضه ، تفرّعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذللت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشدّ تتابعاً لك من الإبل الظماء يوم خمسها لورود الماء ، وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد وغسلت لك درن صدورها بماء سحابة مزن حتى استهل برقها فلمع .
فلما قرأ الحسين علیه السلام الكتاب قال : «آمنك (2)الله يوم الخوف وأعزك : وأرواك يوم العطش الأكبر».
فلما تجهز المشار إليه للخروج إلى الحسين علیه السلام البلغه قتله قبل أن يسير، فجزع من انقطاعه عنه .
المنبر فخطب وتوعد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الإرجاف.
ثمّ بات تلك الليلة ، فلما أصبح استناب (1)عليهم أخاه عثمان بن زياد (2)وأسرع هو إلى قصد الكوفة .
فلمّا قاربها نزل حتى أمسى ، ثم دخلها ليلاً، فظن أهلها أنه الحسين علیه السلام، فتباشروا بقدومه ودنوا منه ، فلما عرفوا أنه ابن زياد تفرّقوا عنه ، فدخل قصر الامارة وبات ليلته إلى الغداة ، ثم خرج وصعد المنبر وخطبهم وتوعدهم على معصية السلطان ووعدهم مع الطاعة بالإحسان.
فلمّا سمع مسلم بن عقيل بذلك خاف على نفسه من الاشتهار ، فخرج من دار المختار وقصد دار هاني بن عروة(3)، فآواه وكثر اختلاف الشيعة إليه ، وكان عبیدالله بن زیاد قد وضع المراصد عليه .
فلمّا علم أنّه في دار هاني دعا محمد بن الأشعث (4)وأسماء بن خارجة .(5)
ص: 114
و عمر و بن الحجاج وقال : ما يمنع هاني بن عروة من إتياننا ؟
فقالوا ما ندري ، وقد قيل : إنّه يشتكي .
فقال : قد بلغنى ذلك وبلغني أنه قد يرء وأنه يجلس على باب داره ولو أعلم أنه شاك لعُدته ، فالقوه ومروه أن لا يدع ما يجب عليه من حقنا ، فإنّي لا أحبّ أن يفسد عندي (1) مثله ، لأنه من أشراف العرب.
فأتوه حتّى وقفوا عليه عشيّة على بابه ، فقالوا : ما يمنعك من لقاء الأمير فإنّه قد ذكرك وقال : لو أعلم أنه شاكِ لعُدته .
فقال لهم : الشكوى تمنعني .
فقالوا له : إنّه قد بلغه إنّك تجلس على باب دارك كلّ عشيّة، وقد استبطاك ، والإبطاء والجفاء لا يحتمله السلطان من مثلك ، لأنّك سيّد في قومك ، ونحن نقسم عليك إلّا ما ركبت معنا إليه . فدعا بثيابه فلبسها وفرسه فركبها ، حتى إذا دنا من القصر كأنّ نفسه قد أحسّت ببعض الذي كان ، فقال لحسان بن أسماء بن خارجة (2): يابن أخي إنِّي والله من هذا الرجل لخائف ، فما ترى ؟
فقال : والله يا عمّ ما أتخوّف عليك شيئاً ، فلا تجعل على نفسك سبيلاً، ولم يك حسّان يعلم في أيّ شيء بعث عبيد الله بن زياد فجاء هاني والقوم معه حتى دخلوا جميعاً على عبيد الله ، فلما رأى هانياً قال : أتتك بخائن (3)رجلاه ، ثمّ التفتَ إلى شريح القاضي (4)- وكان جالساً عنده - وأشار إلى هاني وأنشد بيت
ص: 115
عمرو بن معدي كرب الزبيدي :(1)
أريد حياته ويريد قتلي***عذيرك من خليلك من مراد
فقال له هاني وما ذاك أيّها الأمير ؟
فقال له : إيهاً يا هاني، ما هذه الأمور التي تُربصُ في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين ؟ جئتَ بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك وظننت أنّ ذلك يخف علي.
فقال : ما فعلتُ .
فقال ابن زیاد بلی قد فعلت.
فقال : ما فعلتُ أصلح الله الأمير .
فقال ابن زياد : علي بمعقل (2)مولاي وكان معقل عَيْنَهُ على أخبارهم ، وقد عرف كثيراً من أسرارهم - فجاء معقل حتى وقف بين يديه .
فلما رآه هاني عرف أنه كان عيناً عليه ، فقال : أصلح الله الأمير والله ما بعثتُ إلى مسلم ولا دعوته، ولكن جاءني مستجيراً، فاستحييت من ردّه، ودخلني
ص: 116
من ذلك ذمام فآويته ، فأما إذ قد علمت فخل سبيلي حتى أرجع إليه وآمره بالخروج من داري إلى حيث شاء من الأرض، لأخرج بذلك من ذمامه وجواره.
فقال له ابن زياد : والله لا تفارقني أبداً حتى تأتيني به .
فقال : والله لا آتيك به أبداً ، آتيك بضيفي حتى تقتله !
فقال : والله لتأتيني به .
قال : والله لا آتيك به .
فلمّا كثر الكلام بينها ، قام مسلم بن عمر و الباهلي (1)فقال : أصلح الله الأمير أخلني وإيَّاه حتى أكلّمه، فقام فخلى به ناحية - وهما بحيث يراهما ابن زياد ويسمع كلامهما - إذ رفعا أصواتهما. ف
قال له مسلم : يا هاني أنشدك الله أن لا تقتل نفسك وتدخل البلاء على عشيرتك ، فوالله إني لأنفس بك عن القتل ، إنّ هذا الرجل ابن عم القوم وليسوا بقاتليه ولا ضاريه ، فادفعه إليه ، فإنّه ليس عليك بذلك تخزاة ولا منقصة ، وإنما تدفعه إلى السلطان.
فقال هاني : والله إنّ عليّ في ذلك الخزي والعار ، أنا أدفع جاري وضيفي ورسول ابن رسول الله إلى عدوه وأنا صحيح الساعدين وكثير الأعوان ! والله لو لم أكن إلا رجلاً واحداً ليس لى ناصر لم أدفعه حتى أموت دونه .
فأخذ يناشده ، وهو يقول : والله لا أدفعه .
فسمع ابن زياد ذلك ، فقال : أدنوه مني ، فأدني منه ، فقال : والله لتأتيني به أو لأضربنّ عنقك .
ص: 117
فقال هاني : إذن والله تكثر البارقة حول دارك.
فقال ابن زیاد والهفاه عليك أبالبارقة تخوّفني - وهاني يظن أن عشيرته يسمعونه - ثمّ قال : أدنوه مني ، فأدني منه ، فاستعرض وجهه بالقضيب ، فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خده وجيبنه على لحيته وانكسر القضيب .
فضرب هاني يده إلى قائم سيف شرطي ، فجذبه ذلك الرجل ، فصاح(1) ابن زیاد : خذوه فجروه حتى ألقوه في بيت من بيوت القصر واغلقوا(2) عليه ،بابه ، وقال : اجعلوا عليه حرساً ، ففُعل ذلك به.
فقام أسماء بن خارجة إلى عبيد الله بن زياد - وقيل : إن القائم حسان بن أسماء - فقال : أرسل غدر سائر اليوم (3)، أيها الأمير أمرتنا أن نجيئك بالرجل ، حتى إذا(4) جئناك به هشمت وجهه وسیلت دماءه على لحيته وزعمت أنك تقتله . فغضب ابن زیاد من كلامه وقال : وأنت هاهنا ! وأمر به فضُرب حتى ترك وقُيّد وحبس (5) في ناحية من القصر .
فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، إلى نفسى أنعاك يا هاني .
قال الراوي (6): وبلغ عمر و (7)بن الحجاج أن ها نياً قد قتل - وكانت رويحة
ص: 118
ابنة عمرو (1)هذا تحت هاني بن عروة - فأقبل عمرو في مذحج كافة حتى أحاط بالقصر ونادى : أنا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها (2)لم تخلع طاعة ولم تفارق جماعة ، وقد بلغنا أن صاحبنا هانياً قد قتل.
فعلم عبيد الله باجتماعهم وكلامهم، فأمر شريحاً القاضي أن يدخل على هاني فيشاهده ويخبر قومه بسلامته من القتل، ففعل ذلك وأخبرهم ، فرضوا بقوله
وانصر فوا.
قال (3): وبلغ الخبر إلى مسلم بن عقيل، فخرج بمن بايعه إلى حرب عبید الله ، فتحصّن منه بقصر الامارة واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم .
وجعل أصحاب عبيد الله الذين معه في القصر يتشرفون منه (4)ويحذرون أصحاب مسلم ويتوعدونهم بجنود الشام، فلم يزالوا كذلك حتى جاء الليل .
فجعل أصحاب مسلم يتفرّقون عنه ، ويقول بعضهم لبعض : ما نصنع بتعجيل ، وينبغي أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتى يصلح الله ذات بينهم . فلم يبق معه سوى عشرة أنفس ، ودخل مسلم المسجد ليصلّي المغرب، فتفرّق العشرة عنه .
فلمّا رأى ذلك خرج وحيداً في سكك الكوفة ، حتى وقف على باب امرأة يقال لها طوعة (5)، فطلب منها ماءً فسقته ، ثم استجارها فأجارته ، فعلم به
ص: 119
ولدها ، فوشى الخبر إلى عبيد الله بن زياد، فأحضر محمد بن الأشعث وضم إليه جماعة وأنفذه لإحضار مسلم.
فلما بلغوا دار المرأة وسمع مسلم وقع حوافر الخيل ، لبس درعه وركب فرسه وجعل يحارب أصحاب عبيد الله .
ولمّا قتل مسلم منهم جماعة نادى إليه(1) محمد بن بن الأشعث: يا مسلم لك الأمان.
فقال له مسلم : وأيّ أمان للغدرة الفجرة، ثمّ أقبل يقاتلهم ويرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمى(2) يوم القرن حيث يقول :
أقسمت لا أُقتل إلا حرّاً***وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
أكره أن أخدع أو أُغرّا***أو أخلط البارد سخناً مُرّا
كل امرى يوماً يلاقي شرّا***أضربكم ولا أخاف ضرّا
فقالوا له : إنك لا تخدع (3)ولا تغرّ ، فلم يلتفت إلى ذلك ، وتكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح، فطعنه رجل من خلفه، فخر إلى الأرض، فأخذ أسيراً .
فلمّا أُدخل على عبيد الله بن زياد لم يسلّم عليه ، فقال له الحرسي : سلّم على الأمير.
ص: 120
فقال له : اسكت ياويحك والله (1)ما هو لي بأمير .
فقال ابن زياد : لا عليك سلّمت أم لم تسلّم ، فإنك مقتول .
فقال له مسلم : إن قتلتني فلقد قَتَلَ مَن هو شرٌّ منك مَن هو خير مني ، وبعد فإنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة ، لا أحد أولى بها منك .(2)
فقال له ابن زیاد یا عاقّ يا شاق، خرجت على إمامك وشققت عصى المسلمين ، والقحت الفتنة بينهم.
فقال له مسلم : كذبت يابن زياد إنّما شقّ عصى المسلمين معاوية وابنه يزيد ، وأما الفتنة فإنما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد ب-ن-ي ع--لاج من ثقيف (3)، وأنا أرجو أن يرزقني الله الشهادة على يدي أشر البرية .(4)
فقال ابن زياد : منّتك نفسك أمراً ، حال الله دونه ولم يرك له أهلاً وجعله لأهله.
فقال مسلم : ومن أهله يابن مرجانة ؟
فقال : أهله يزيد بن معاوية !
فقال مسلم : الحمد الله ، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم .
ص: 121
فقال ابن زياد : أتظنّ أنّ لك من الأمر شيئاً .
فقال مسلم : والله ما هو الظن ، ولكنّه اليقين .
فقال ابن زياد أخبرني يا مسلم لم أتيتَ هذا البلد وأمرهم ملتئم فشتت أمرهم(1) بينهم وفرّقت كلمتهم ؟
فقال له مسلم : ما هذا أتيتُ ، ولكنّكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمرتم على الناس بغير رضى منهم وحملتموهم على غير ما أمركم به الله ، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنة ، وكنا أهل ذلك كما أمر رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
فجعل ابن زياد لعنه الله يشتمه ويشتم عليّاً والحسين والحسين علیهما السلام !
فقال له مسلم : أنت وأبوك أحق بالشتم ، فاقض ما أنت قاض يا عدو الله .
فأمر ابن زياد بكير بن حمران (2)أن يصعد به إلى أعلا القصر فيقتله ، فصعد به - وهو يسبّح الله تعالى ويستغفره ويصلي على نبيه صلی الله علیه و آله وسلم فضرب عنقه ، ونزل وهو مذعورٌ.
فقال له ابن زياد ما شأنك ؟
فقال : أيّها الأمير رأيتُ ساعة قتله رجلاً أسوداً شنيء (3)الوجه حذاي عاضاً على إصبعه - أو قال شفتيه - ففزعت فزعاً لم أفزعه قطّ
فقال ابن زیاد لعلّك دهشت.
ثمّ أمر بهاني بن عروة، فأخرج ليقتل فجعل يقول : وامذحجاه وأين مبني
ص: 122
مذحج واعشيرتاه وأين مني عشيرتي !
فقالوا له : يا هانى مدّ عنقك .
فقال : والله ما أنا بها سخيّ ، وما كنتُ لأعينكم على نفسي.
فضر به غلام لعبید الله بن زياد يقال له رشيد (1) فقتله .
وفي قتل مسلم وهاني يقول عبد الله بن زبير الأسدي (2)، ويقال : إنه للفرزدق .(3)
فإن كنتِ لاتدرين ما الموت فانظري***إلى هاني في السوق وابن عقيل
إلى بطل قد هَتّم السيف وجهَهُ***وآخر يهوى من جدار قتيل
أصابهما جور البغى فأصبحا***أحاديث من يسعى (4)بكل سبيل
ترى جسداً قد غيّر الموت لونه***ونضح دم قد سال كلّ مسیل
فتىً كان أحيى من فتاة حَيّةً***واقطع من ذي شفرتين صقيل
أيركب أسما الهماليج آمناً***وقد طلبته مذحج بذحولِ
تطوف حواليه مراد وكلّهم***على أهبة من سائل و مسول
ص: 123
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم***فكونوا بغايا أُرضيت بقليل (1)
قال الراوي (2) : وكتب عبيد الله بن زياد بخبر مسلم وهاني إلى يزيد بن معاوية . فأعاد عليه الجواب يشكره فيه على فعاله وسطوته ، ويعرفه أن قد بلغه توجه الحسين علیه السلام إلى جهته ، ويأمره عند ذلك بالمؤاخذة والإنتقام والحبس على الظنون والأوهام.
وكان قد توجّه الحسين علیه السلام من مكة يوم الثلاثاء (3)لثلاث مضين من ذي الحجة ، وقيل : لثمان مضين من ذي الحجة (4)سنة ستين من الهجرة ، قبل أن يعلم بقتل مسلم ، لأنه خرج من مكة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان الله عليه . وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمامى (5)في كتاب دلائل الإمامة (6)قال : حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع (7)، عن أبيه
ص: 124
فأومأ بيده نحو السماء ، ففتحت أبواب السماء ، فنزلت الملائكة عدداً لا يحصيهم الا الله عزّ وجلّ .
فقال علیه السلام: «لولا تقارب الأشياء وحضور الأجل لقاتلتهم بهؤلاء، ولكنّي أعلم يقيناً أن هناك مصرعي وهناك مصارع أصحابي، لا ينجو منهم إلا ولدي علي».
وروي أنه علیه السلام لمّا عزم على الخروج إلى العراق قام خطيباً ، فقال : «الحمد لله ما شاء الله ولا قوة (1)إلا بالله وصلّى الله على رسوله وسلّم، خط الموت على ولد آدم تخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهنى إلى اشتياق أسلافي (2)اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأنى بأوصالي تقطعها ذئاب (3)الفلوات بين النواويس(4) وكربلاء، فیملانَّ منِّي اكراشاً جوفا(5) . وأجربةً سغبا، لا محيص عن یوم خطّ بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين، لن تشدّ عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تَقرُّ بهم عينه وينجز بهم وعده مَن كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا، فإنّي راحل مصبحاً إن شاء
ص: 126
الله».(1)
ورويت بالإسناد عن محمد بن داود القمي (2)، بالاسناد عن أبي عبد الله علیه السلام قال : جاء محمد بن الحنفية (3)إلى الحسين علیه السلام في الليلة التي أراد الحسين الخروج في صبيحتها عن مكة.
فقال له : يا أخى ، إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك ، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ من بالحرم
ص: 127
وأمنعه .
فقال : «يا أخي قد خفتُ أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم ، فأكون الذي يُستباح به حرمة هذا البيت».
فقال له ابن الحنفية : فان خفت ذلك فصر إلى اليمن (1)أو بعض نواحي البر، فإنّك أمنع الناس به ، ولا يقدر عليك أحد .
فقال : «أنظر فيها قلت»
فلما كان السحر ارتحل الحسين علیه السلام، فبلغ ذلك ابن الحنفية ، فأتاه ، فأخذ زمام ناقته وقد ركبها فقال : يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك ؟
قال: «بلی».
قال : فما حداك على الخروج عاجلاً ؟ فقال: «أتاني رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بعدما فارقتك ، فقال : يا حسين ، أُخرج ، فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلاً».
فقال محمد بن الحنفية : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال ؟
قال : فقال له : «قد قال لي : إنّ (2)الله قد شاء أن يراهن سبايا»، وسلّم عليه ومضى.(3)
ص: 128
ص: 129
ثم سار الحسين علیه السلام حتّى مرّ بالتنعيم (1)، فلقي هناك عيراً تحمل هدية قد الا بعث بها بحير بن ريسان الحميري (2)عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية فأخذ علیه السلام حتّى الهديّة ، لأن (3)حكم أمور المسلمين إليه.
ثم قال لأصحاب الجمال : «مَن أحبّ أن (4)ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنا صحبته، ومن أحبّ أن يفارقنا أعطيناه كراه (5)بقدر ما قطع من الطريق».
فمضى معه قوم وامتنع آخرون .
ص: 130
ثم سار علیه السلام حتى بلغ ذات عرق (1)، فلق بشر بن غالب (2)وارداً من العراق، فسأله عن أهلها .
فقال : خلّفتُ القلوبَ معك والسيوف مع بني أمية .
فقال علیه السلام: «صدق أخو بني أسد ، إنّ الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد».
قال الراوي (3) : ثم سار علیه السلام حتّى أتى الثعلبية (4)وقت الظهيرة ، فوضع رأسه ، فرقد ثم استيقظ ، فقال : «قد رأيت هاتفاً يقول: أنتم تسيرون والمنايا تسير ب . ع: أنتم تسرعون والمنايا تسرع. بكم إلى الجنّة».
فقال له ابنه على : يا أبة أفلسنا على الحق ؟
فقال : «بلى يا بني والذي اليه مرجع العباد».
ص: 131
فقال له : يا أبة إذن لا نبالي بالموت .
فقال له الحسين علیه السلام: «فجزاك الله يابني خير ما جزا ولداً عن والده (1)» .
ثم بات علیه السلام في الموضع ، فلما أصبح ، فإذا هو برجل من أهل الكوفة يكنّى أبا هِرّة الأزدي لم أعثر على مَن ترجم له . ، فلما أتاه سلّم عليه .
ثم قال : يابن رسول الله ما الذي أخرجك من حرم الله وحرم جدك رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ؟
فقال الحسين علیه السلام: «ويحك يا أبا هرة ، إنّ بني أُميّة أخذوا مالي فصبرتُ، وشتموا عرضي فصبرت وطلبوا دمي فهربتُ، وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية وليلبستهم الله ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً، وليسلطن الله عليهم من ،يذلّهم، حتى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة منهم فَحَكَمتْ في
أموالهم ودمائهم حتى أذلّتهم».
ثم سار علیه السلام، وحدّث جماعة من بني . لم يرد في ر .فزارة وبجيلة قالوا : كنا مع زهير بن ا القين (2)لما أقبلنا من مكة ، فكنّا نساير الحسين علیه السلام، وما شيء أكره إلينا من مسايرته، لأن معه نسوانه ، فكان إذا أراد النزول اعتزلناه ، فنزلنا ناحية .
ص: 132
فلما كان في بعض الأيام نزل في مكان، فلم نجد يداً من أن ننازله فيه، فبينما نحن نتغدى بطعام لنا إذا أقبل رسول الحسين علیه السلام حتى سلّم علينا . ثم قال : يا زهير بن القين إن أبا عبد الله علیه السلام بعثني إليك لتأتيه، فطرح كل إنسان منّا ما في يده حتى كانما على رؤوسنا الطير .
فقالت له زوجته وهي ديلم بنت عمرو (1)- : سبحان الله ، أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ، فلو أتيته فسمعت من كلامه .
فمضى إليه زهير ، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه ، فأمر بفسطاطه فقوّض وبثقله ومتاعه فحوّل إلى الحسين علیه السلام.
وقال لامرأته : أنت طالق ، فإنّي لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير ، وقد عزمت على صحبة الحسين علیه السلام الأفديه بروحي وأقيه بنفسي وأقيه بنفسي (2)، ثمّ أعطاها مالها وسلّمها إلى بعض بني عنها ليوصلها إلى أهلها .
فقامت إليه وودعته وبكت وقالت : خار (3)الله لك ، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين علیه السلام.
ثم قال لأصحابه : مَن أحب منكم أن يصحبني ، وإلا فهو آخر العهد منّى (4)به .
ص: 133
ثمّ سار الحسين علیه السلام حتى بلغ زبالة (1)، فأتاه فيها خبر مسلم (2)بن عقيل ، فعرف بذلك جماعة ممن تبعه ، فتفرق عنه أهل الأطماع والإرتياب ، وبقي معه أهله وخيار الأصحاب.
قال الراوي (3): وارتج الموضع بالبكاء والعويل (4)لقتل مسلم بن عقيل ، وسالت الدموع عليه كلّ مسيل .
ثمّ أن الحسين علیه السلام سار قاصداً لما دعاه الله إليه ، فلقيه (5)الفرزدق، فسلّم ال عليه وقال : يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته ؟
قال : فاستعبر الحسين علیه السلام باكياً ، ثم قال : «رحم الله مسلماً ، فلقد صار إلى رَوْح الله وريحانه وتحيّته ورضوانه، أما أنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا»، ثم أنشأ يقول :
«فإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة***فإنّ ثواب الله أعلا وأنبلُ
وإن تكن الأبدان للموت أُنشئت***فقتل امرءٍ بالسيف في الله أفضلُ
وإن تكن الأرزاق قسماً مقدّراً***فقلّة حرص المرء في السعى (6)أجملُ
ص: 134
وإن تكن الأموال للترك جمعها***فما بال متروك به المرء (1)يبخل»
قال الراوي (2): وكتب الحسين علیه السلام كتاباً إلى سليمان بن صرد والمسيب بن نَحِبَة (3)ورفاعة بن شدّاد وجماعة من الشيعة بالكوفة ، وبعث به مع قيس بن مسهر الصيداوي .(4)
فلمّا قارب دخول الكوفة اعترضه الحصين بن نمير (5)صاحب عبیدالله بن زیاد ليفتشه ، فأخرج الكتاب ومزقه ، فحمله الحصين إلى ابن زياد .
فلمّا مثل بين يديه قال له : من أنت ؟
قال : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه علیهما السلام.
قال : فلماذا مزقت الكتاب ؟
قال : لئلا تعلم ما فيه
ص: 135
قال : ممّن الكتاب وإلى مَن ؟
قال من الحسين بن علي علیه السلام إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم. فغضب ابن زياد وقال : والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم ، أو تصعد المنبر فتلعن الحسين وأباه وأخاه ، وإلا قطعتك إربا إرباً.
فقال قيس : أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم ، وأمّا لعن الحسين وأبيه وأخيه فأفعل.
فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي الله صلی الله علیه و آله وسلم ، وأكثر من الترحم على على وولده صلوات الله عليهم. ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، ولعن عناة بني أُميّة عن آخرهم.
ثمّ قال : أيها الناس، أنا رسول الحسين بن علي إليكم ، وقد خلّفته بموضع كذا وكذا ، فأجيبوه .
فأخبر ابن زياد بذلك (1)، فأمر بإلقائه من أعلا القصر ، فأُلقي من هناك ، فمات .
فبلغ الحسين علیه السلام لموته ، فاستعبر باكياً ، ثم قال : «اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك إنك على كل شيءٍ قدير».
وروي أنّ هذا الكتاب كتبه الحسين علیه السلام من الحاجز (2)، وقيل : غير ذلك .
ص: 136
قال الراوي (1): وسار الحسين علیه السلام حتى صار على مرحلتين من الكوفة فاذا (2)بالحرّ بن يزيد (3) في (2) فى ألف فارس . فقال له الحسين علیه السلام: «ألنا أم علينا ؟»
فقال : بل عليك يا أبا عبدالله .
فقال : «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» .
ثم تراد القول بينهما ، حتى قال له الحسين علیه السلام: «فإذا كنتم على خلاف أتتني به كتبكم وقَدِمت به عليّ رسلكم ، فإنّي أرجع إلى الموضع الذي أتيتُ منه».
فمنعه الحرّ وأصحابه من ذلك ، وقال : لا ، بل خذ يابن رسول الله طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك إلى المدينة لأعتذر إلى ابن زياد بأنك خالفتني
الطريق.
فتياسر الحسين علیه السلام، حتى وصل إلى عذيب الهجانات .(4)
ص: 137
قال : فورد کتاب عبيد الله بن زياد إلى الحرّ يلومه في أمر الحسين علیه السلام، ويأمره بالتضييق عليه .
فعرض له الحرّ وأصحابه ومنعوه من المسير .
فقال له الحسين علیه السلام: «ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق ؟»
فقال :الحر : بلى، ولكن كتاب الأمير عبيد الله بن زياد قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك ، وقد جعل علي عيناً يطالبني بذلك .
قال الراوي (1): فقام الحسين علیه السلام خطيباً في أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر جده فصلّى عليه ، ثم قال: «إنّه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تنكرت وتغيّرت وأدبر معروفها واستمرت جَدّاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقاً، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برما».
فقام زهير بن القين ، فقال : لقد سمعنا هدانا الله بك يابن رسول الله مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلّدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة فيها.
قال : ووثب هلال بن نافع البجلي (2)، فقال : والله ما كرهنا لقاء ربنّا وإنّا
ص: 138
على نيّاتنا وبصائرنا ، نوالي من والاك ونعادي من عاداك .
قال : وقام برير بن حصين (1)، فقال : والله يابن رسول الله لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك فتقطع فيك أعضاؤنا ، ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة .
قال : ثم أن الحسين علیه السلام قام (2)وركب ، وصار كلما أراد المسير يمنعونه تارةً ويسايرونه أخرى ، حتى بلغ كربلاء ، وكان ذلك في اليوم الثاني (3)من المحرّم.
فلمّا وصلها قال : «ما اسم هذه الأرض؟»
فقيل : كربلا .
فقال: «انزلوا هاهنا والله محطّ ركابنا وسفك دمائنا هاهنا والله مخط قبورنا، وهاهنا والله سبي حريمنا بهذا حدثني جدّي» .(4)
فنزلوا جميعاً ، ونزل الحر وأصحابه ناحية ، وجلس الحسين علیه السلام يصلح سيفه ويقول :
ص: 139
«يا دهر آف لك أُفٍّ لك من خليل***كم لك بالإشراق والأصيل
من طالبٍ وصاحبٍ قتيل***والدهر لا يقنع بالبديل
وإنما الأمر إلى الجليل***وكل حيٍّ فإلى سبيل
ما أقرب الوعد إلى الرحيل***إلى جنان وإلى مقيل» (1)
قال الراوي (2): فسمِعَتْ زينب ابنت فاطمة علیهاالسلام (3)ذلك ، فقالت : يا أخي هذا كلام من قد أيقن بالقتل .
فقال : «نعم يا أختاه».
فقالت :زینب واثكلاه ، ينعى إليّ الحسين نفسه .
قال : وبكى النسوة ، ولطمن الخدود ، وشققن الجيوب.
وجعلت أم كلثوم (4)تنادي : وامحمداه واعليّاه واأماه وافاطمتاه واحسناه
ص: 140
واحسيناه واضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله .
قال : فعزّاها الحسين علیه السلام وقال لها : «يا أختاه تعزّي بعزاء الله ، فإنّ سكّان السموات يموتون، وأهل الأرض لا يبقون، وجميع البرّية يهلكون». ثم قال: «يا أختاه يا أُمّ كلثوم، وأنتِ يا زينب، وأنتِ يا رقية(1)، وأنت يا فاطمة (2)، وأنتِ يا رباب (3)، أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن على جيباً ولا تخمشن على وجها ولا تقلن عليّ هجراً»
وروي من طريق آخر أنّ زينب لما سمعت الأبيات - وكانت في موضع منفرد عنه مع النساء والبنات - خرجت حاسرة تجرّ ثوبها ، حتى وقفت عليه وقالت :
ص: 141
و اثكلاه ، ليت الموت أعد مني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة الزهراء ، وأبي عليّ المرتضى ، وأخي الحسن الزكي ، يا خليفة الماضين وثمال الباقين . فنظر الحسين علیه السلام إليها وقال : «يا أختاه لا يذهبن حلمك».
فقالت : بأبي أنت وأمي أستقتَلُ ؟ ! نفسي لك الفداء .
فردّ غصته وتغرغرت عيناه بالدموع ، ثمّ قال : « هيهات هيهات، لو ترك القطا ليلاً لنام».
فقالت : يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصاباً، فذلك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي ، ثم أهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشياً عليها.
فقام علیه السلام فصبّ على وجهها الماء حتى أفاقت ، ثم عزّاها علیه السلام بجهده وذكرها المصيبة بموت أبيه وجده صلوات الله عليهم أجمعين.
ومما يمكن أن يكون سبباً لحمل الحسين علیه السلام الحرمه معه ولعياله : أنه لو تركهن بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية لعنه الله أرسل مَن أخذهنّ إليه ، وصنع بهن من الإستيصال وسوء الأعمال ما يمنع الحسين علیه السلام من الجهاد والشهادة ، ويمتنع علیه السلام- بأخذ يزيد بن معاوية لهن - عن مقام السعادة.
ص: 142
ص: 144
قال الراوي (1): وندب عبيد الله بن زياد أصحابه إلى قتل الحسين علیه السلام فاتبعوه، واستخف قومه فأطاعوه، واشترى من عمر بن سعد آخرته بدنياه ودعاه إلى ولاية الحرب فلبّاه ، وخرج لقتال الحسين علیه السلام في أربعة (2)آلاف فارس ، وأتبعه ابن زياد بالعساكر ، حتى تكاملت عنده إلى ست ليال خلون من المحرّم عشرون ألفاً ، فضيق على الحسين علیه السلام حتى نال منه (3)العطش ومن أصحابه.
فقام علیه السلام واتّكى على قائم(4) سيفه ونادى بأعلى صوته ، فقال : « أنشدكم الله هل تعرفونني ؟ »
قالوا : اللهم نعم ، أنت ابن رسول الله وسبطه .
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدّي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم؟»
قالوا : اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أن أُمّي فاطمة ابنت محمد ؟»
:قالوا : اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ أبي علي بن أبي طالب؟»
ص: 145
146
قالوا: اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدّتي خديجة بنت خويلد (1)أول نساء هذه الأُمة إسلاماً؟»
قالوا : اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة (2)سيد الشهداء عمّ أبي؟»
قالوا : اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جعفر الطيار (3)في الجنّة عمّي ؟»
ص: 146
قالوا : اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ هذا سيف رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أنا متقلده؟»
قالوا : اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أنّ هذه عمامة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم أنا لابسها ؟»
قالوا : اللهم نعم .
قال : «أنشدكم الله هل تعلمون أن علياً كان أول الناس إسلاماً وأجزلهم (1)علماً وأعظمهم حلماً وأنه وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة ؟»
قالوا : اللهم نعم .
قال : «فبم تستحلّون دمي وأبي صلوات الله عليه الذائد ع-ن الح-وض غداً، يذود عنه رجالاً كما يُذاد البعير الصادر على الماء، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة ؟ !!»
قالوا : قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشاً ! ! !
فلمّا خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن (2)وارتفعت أصواتهنّ.
ص: 147
فوجّه إليهنّ أخاه العباس (1)وعليا (2)ابنه وقال لهما : «سكّتاهنّ فلعمري ليكترن بكاؤهنّ» .
قال الراوى (3): وورد کتاب عبیدالله على عمر بن سعد يحنّه على القتال وتعجيل النزال ، ويحذره من التأخير والإمهال ، فركبوا نحو الحسين علیه السلام .
وأقبل شمر بن ذي الجوشن (4)لعنه الله فنادى : أين بنو أُختي
ص: 148
فقال الحسين علیه السلام: «أجيبوه وإن كان فاسقاً، فإنه بعض أخوالكم».
فقالوا له : ما شأنك ؟
فقال : يا بني أختي أنتم آمنون ، فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين ، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
فناداه العباس بن علي : تبت يداك و لعن ما جئت به من أمانك ياعدو الله ، أتأمرنا أن نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة وندخل في طاعة اللعناء أولاد اللعناء.
فرجع الشمر إلى عسكره مغضباً.
قال الراوى (1): ولما رأى الحسين علیه السلام حرص القوم على تعجيل القتال وقلّة انتفاعهم بالوعظ (2)والمقال قال لأخيه العباس : «إن استطعت أن تصرفهم في هذا اليوم فافعل، لعلنا نصلّي لربّنا في هذه الليلة ، فانّه يعلم أنّي أُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه».
قال الراوي (3): فسألهم العباس ذلك ، فتوقف عمر بن سعد ، فقال له عمر (4)بن الحجاج الزبيدي : والله لو أنّهم من الترك والديلم وسألوا ذلك لأجبناهم ، فكيف وهم آل محمد ، فأجابوهم إلى ذلك .
وهم يقولون : يا حسين إنّك رائح (1)إلينا عن قريب».
و في بعض الروايات : «غداً» .
قال الراوى (2): فلطمت زينب وجهها وصاحت .
فقال لها الحسين علیه السلام: « مهلاً، لا تشمتي(3) القوم بنا» .
ثم جاء الليل، فجمع الحسين علیه السلام أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أقبل عليهم وقال : «أما بعد فإنّي لا أعلم أصحاباً خيراً منكم، ولا أهل بيتٍ
أفضل وأبرّ من أهل بيتي فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم ، فإنهم لا يريدون غيري».
فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عبدالله بن جعفر (4): ولم نفعل ذلك ، لنبق بعدك إلا أرانا الله ذلك أبداً، وبدأهم بهذا القول العباس بن علي، ثم تابعوه .
بصاحبكم ،مسلم ، إذهبوا فقد أذنتُ لكم».
وروي من طريق آخر قال : فعندها تكلّم إخوته وجميع أهل بيته وقالوا : يا بن رسول الله فماذا يقول الناس لنا (1)وماذا نقول لهم ، إذ تركنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وإمامنا وابن بنت نبينا ، لم نرم معه بسهم ولم نطعن معه برمح ولم نضرب معه بسيف ، لا والله يابن رسول الله لا نفارقك أبداً، ولكنا نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك ونرد موردك ، فقبّح الله العيش بعدك .
ثم قام مسلم بن عوسجة (2)وقال : نحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط بك هذا العدو، لا والله لا يراني الله أبداً وأنا أفعل ذلك حتى أكبر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ، ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أفارقك أو أموت دونك .
ص: 152
قال : وقام سعيد(1) بن عبدالله الحنفي فقال : لا والله يا بن رسول الله لا نخلّيك أبداً حتى يعلم الله أنا قد حفظنا فيك وصيّة رسوله محمد صلی الله علیه و آله وسلم ، ولو علمت أني أقتل فيك ثم أُحيى ثم أُحرق حياً ثم أُذرى - يفعل بي ذلك سبعين مرة - ما فارقتك حتى ألقى حمامي من دونك ، فكيف (2)واحدة ثم أنال الكرامة التى لا انقضاء لها أبداً ؟ !
ثمّ قام زهير بن القين وقال : والله يابن رسول الله لوددتُ أني قتلتُ ثم نشرتُ ألف مرة وأنّ الله يدفع بذلك القتل عنك وعن هؤلاء الفتية من إخوتك وولدك وأهل بيتك .
فقال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما كنت أُحب أن يوسر وأن أبق بعده .
فسمع الحسين علیه السلام قوله فقال: «رحمك الله ، أنت في حلّ من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك»
فقال : أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك .
قال : فأعط إبنك هذه البرود (1)يستعين بها في فكاك أخيه .
فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار .
قال الراوي (2): وبات الحسين علیه السلام وأصحابه تلك الليلة ولهم دوي كدوي النحل ، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلاً .(3)
قال (4): فلما كان الغداة أمر الحسين علیه السلام بفسطاطه فضُرب وأمر بحفنة فيها مسك كثير وجعل فيها نورة (5)، ثم دخل ليطلي .
فروي : أن برير بن حصين (6)الهمداني وعبدالرحمن بن عبد ربّه
ص: 154
الأنصاري (1)وقفا على باب الفسطاط ليطليا بعده، فجعل برير يضاحك عبد الرحمن .
فقال له عبد الرحمن : يا برير أتضحك ! ما هذه ساعة ضحك ولا باطل .
فقال برير : لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، وإنّما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه ، فوالله ما هو إلا أن نلق هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة ، ثم نعانق الحور العين .
قال الراوي (2): وركب أصحاب عمر بن سعد ، فبعث الحسين علیه السلام برير بن حصين (3)فوعظهم فلم يسمعوا وذكرهم (4)فلم ينتفعوا .
فركب الحسين علیه السلام ناقته - وقيل : فرسه - فاستنصتهم فأنصتوا ، فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله ، وصلى على محمد صلی الله علیه و آله وسلم وعلى الملائكة والأنبياء والرسل، وأبلغ في المقال، ثم قال :
«تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً (5)حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفاً لنا في ايمانكم وحششتم علينا ناراً اقتدحناها
ص: 155
على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم أولياء (1)لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه (2)فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم.
فهلا - لكم الويلات - تركتمونا والسيف مِشيَم والجأش ضامرٌ والرأي لمّا يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطير الدبا، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش.
فسحقاً لكم يا عبيد الأمة ، وشرار (3)الأحزاب ، ونَبَذة الكتاب ، ومحرّفي الكلم ، وعصبة الآثام، ونفثة (4)الشيطان، ومطفء السنن .
أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون ؟!
أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشحت عليه (5)أصولكم، وتأزرت عليه فروعكم ، فكنتم أخبث شجاً (6)للناظر وأكلة للغاصب
ألا وإن الدعيّ ابن الدعى قد ركز بين اثنتين : بين السلة، والذلة، وهيهات منا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت طهرت وأنوف حميّة ونفوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام .
ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد وخذلان الناصر».
ص: 156
ثم أوصل (1)كلامه علیه السلام بأبيات فروة بن مسيك المرادي (2):
«فإن نهزم فهزامون قدما***وإن نغلب فغير مغلبينا
وما أن طبّنا جبن ولكن***منايانا ودولة آخرينا
إذا ما الموت رفّع عن أناس***كلاكله أناخ بآخرينا
فأفنى ذلكم سروات قومي***كما أفنى القرون الأوّلينا
فلو خلد الملوك إذاً خلدنا***ولو بقي الكرام إذا بقينا
فقل للشامتين بنا: أفيقوا***سيلق الشامتون كما لقينا»
ثمّ قال : «أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس حتى يدور بكم دور الرحى ويقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إلي أبي عن جدّي، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، ثم اقضو إلي ولا تنظرون.
إنّي توكلت على الله ربي وربّكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، إنّ ربي على صراط مستقيم.
اللّهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسنين يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسومهم كأساً (3) ،مصبرة، فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير».
ص: 157
ثمّ نزل علیه السلام ودعا بفرس رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم المرتجز ، فركبه وعتى أصحابه للقتال . فروي عن الباقر علیه السلام : «أنهم كانوا خمسة وأربعين فارساً وماءة راجل». وروي غير ذلك .
قال الراوي (1): فتقدّم عمر بن سعد ورمى نحو عسكر الحسين علیه السلام بسهم وقال : اشهدوا لي عند الأمير : أني أوّل من رمى ، وأقبلت السهام من القوم كأنها القطر.
فقال علیه السلام لأصحابه : «قوموا رحمكم الله إلى الموت إلى الموت الذي لا بد منه ، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم(2)».
فاقتتلوا ساعة من النهار حملةً وحملةً ، حتى قتل من أصحاب الحسين علیه السلام جماعة.
قال (3): فعندها ضرب الحسين علیه السلام يده (4)على لحيته وجعل يقول : «اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً ، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيّهم .
أما والله لا أجيبنهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله تعالى وأنا مخضب بدمي» .
وروي عن مولانا الصادق علیه السلام أنه قال : «سمعت أبي يقول : لمّا التقی
ص: 158
الحسين علیه السلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب على ساق ، أنزل الله النصر حتى رفرف على رأس الحسين علیه السلام، ثم خير بين النصر على أعدائه وبين لقاء ربه (1)، فاختار لقاء ربّه(2)» .
قال الراوي : ثمّ صاح الحسين علیه السلام: «أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله».
قال : فإذا الحرّ بن يزيد الرياحي قد أقبل على عمر بن سعد ، فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟
فقال : إي والله قتالاً أيسره أن تطير الرؤوس وتطيح الأيدي.
قال : فمضى (3)الحرّ ووقف موقفاً من أصحابه وأخذه مثل الإفكل.
فقال له المهاجر بن أوس (4): والله إن أمرك لمريب ، ولو قيل : مَن أشجع أهل الكوفة لما عدوتك ، فما هذا الذي أراه منك ؟
فقال : إني والله أُخيّر نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطّعت وأحرقت.
ص: 159
ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين علیه السلام ويده على رأسه وهو يقول : اللهم إنّي تبتُ إليك فتب عليّ، فقد أرعبتُ قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيّك .
وقال للحسين : جعلت فداك أنا صاحبك الذي حبسك عن الرجوع وجعجع بك ، والله ما ظننتُ أنّ القوم يبلغون بك ما أرى ، وأنا تائب إلى الله ، فهل ترى لي من توبة ؟
فقال الحسين علیه السلام: «نعم يتوب الله عليك فانزل».
فقال : أنا لك فارساً خير مني راجلاً ، وإلى النزول يؤول آخر أمري .
ثمّ قال : فإذا كنتُ أول من خرج عليك ، فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك ، لعلّي أكون ممن يصافح جدك محمداً غداً في القيامة .
قال جامع الكتاب : إنما أراد أول قتيل من الآن، لأن جماعة قتلوا قبله كما ورد.
فأذن له ، فجعل يقاتل أحسن قتال حتى قَتَلَ جماعة من شجعان وأبطال ، ثمّ استشهد ، فحمل إلى الحسين علیه السلام، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول : «أنت الحرّكما سمتك أمّك ، حرّ في الدنيا وحرّ الآخرة».
قال : وخرج وهب بن حباب الكلبي (1)، فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد، وكان معه زوجته ووالدته ، فرجع إليهما وقال : يا أمّاه أرضيتِ أم لا ؟
فقالت : لا ، ما رضيتُ حتى تقتل بين يدي الحسين علیه السلام .
وقالت امرأته : بالله عليك لا تفجعني في نفسك .
فقالت له :أُمّه : يا بني اعزب عن قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيامة.
فرجع ، ولم يزل يقاتل حتى قطعت يداه ، فأخذت امرأته عموداً، فأقبلت ، فأقبل نحوه وهى تقول : فداك أبي وأمّى قاتل دون الطيبين حرم رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم ، ليردّها إلى النساء ، فأخذت بثوبه ، وقالت : لن أعود دون أن أموت معك .
فقال الحسين علیه السلام: «جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي إلى النساء يرحمك الله» ، فانصرفت إليهنّ .
ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قتل ، رضوان الله عليه .
ثمّ خرج مسلم بن عوسجة ، فبالغ في قتال الأعداء، وصبر على أهوال البلاء ، حتى سقط إلى الأرض وبه رمق ، فمشى إليه الحسين علیه السلام ومعه حبيب بن مظاهر .
فقال له الحسين علیه السلام: «رحمك الله يا مسلم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».
ودنا منه حبيب ، فقال : عزّ والله على مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة .
ص: 161
فقال له بصوت ضعيف (1): بشّرك الله بخيرٍ .
ثمّ قال له حبيب : لولا أنني أعلم أني في الأثر لأحببتُ أن توصي إليّ بكل ما أهمك .
فقال له :مسلم : فإنّي أوصيك بهذا - وأشار بيده إلى الحسين علیه السلام- فقاتل دونه حتّى تموت.
فقال له حبيب : لأَنْعُمَنّك عيناً .
ثمّ مات رضوان الله عليه .
فخرج عمرو بن قرظة الأنصاري (2)، فاستأذن الحسين علیه السلام، فأذن له، فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتّى قتل جمعاً كثيراً من حزب ابن زیاد وجمع بين سداد وجهاد، وكان لا يأتي إلى الحسين علیه السلام سهم إلا اتقاه بيده ولا سيف إلا تلقاه بمهجته ، فلم يكن يصل إلى الحسين علیه السلام سوء ، حتى أثخن بالجراح .
فالتفت إلى الحسين علیه السلام وقال : يابن رسول الله أو فيتُ ؟
قال: «نعم أنت أمامي في الجنة، فاقرأ رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم عنّي السلام وأعلمه أنّي في الأثر».
ص: 162
فقاتل حتّى قُتل رضوان الله عليه (1).
ثم برز جون مولى أبي ذر (2)، وكان عبداً أسوداً.
فقال له الحسين علیه السلام: «أنتَ في إذن مني ، فإنّما تبعتنا طلباً للعافية ، فلا تبتل بطريقنا (3)» .
فقال: يابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ، والله إن ريحي لمنتن وإن حسبي للثيم ولوني لأسود فتنفّس عليّ بالجنة ، (4)فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم . ثم قاتل حتى قتل ، رضوان الله عليه .
يا أبا عبدالله ، جعلت فداك قد هممتُ أن ألحق بأصحابي ، وكرهت أن أتخلف فأراك وحيداً فريداً بين أهلك قتيلاً.
فقال له الحسين علیه السلام: «تقدّم فإنّا لاحقون بك عن ساعة» .
فتقدّم فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه
قال الراوي (1): وجاء حنظلة بن سعد الشبامي (2)، فوقف بين يد يدي الحسين علیه السلام يقيه السهام والسيوف والرماح بوجهه ونحره.
وأخذ ينادي : يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم، وما الله يريد ظلماً للعباد ، ويا قوم إنّي أخاف عليكم مثل يوم التناد، يوم تولّون مدبرين مالكم من الله من عاصم ، يا
ص: 164
قوم لا تقتلوا حسيناً فَيَسْحتكُمُ الله بعذاب وقد خاب من افترى .
ثم التفت إلى الحسين علیه السلام وقال : أفلا نروح إلى ربنا وتلحق بأصحابنا ؟
فقال له : «بل (1)رُحْ إلى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها وإلى مُلكٍ لا يبلى».
فتقدّم ، فقاتل قتال الأبطال، وصبر على احتمال الأهوال ، حتى قتل ، رضوان الله عليه .
قال : وحضرت صلاة الظهر ، فأمر الحسين علیه السلام زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه ، ثم صلى بهم صلاة الخوف.
فوصل إلى الحسين علیه السلام سهم ، فتقدم سعيد بن عبدالله الحنفي ، ووقف يقيه بنفسه ما زال ، ولا تخطى حتى سقط إلى الأرض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، اللهم أبلغ نبيك عني السلام، وأبلغه ما لقيتُ من ألم الجراح، فإنّي أردتُ ثوابك فى نصر ذرّية نبيّك ، ثم قضى نحبه رضوان الله عليه، فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.
سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح، ولم يزل كذلك وليس به حراك حتى سمعهم يقولون : قتل الحسين ، فتحامل وأخرج من خفّه سكيناً، وجعل يقاتلهم بها حتى قتل ، رضوان الله عليه .
قال : وجعل أصحاب الحسين علیه السلام يقاتلون (1)بين يديه ، وكانوا كما قيل :
قومٌ إذا نودوا لدفع ملمّة***والخيل بين مدعّس ومكردس
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا***يتهافتون على ذهاب الأنفس
فلمّا لم يبق معه إلا أهل بيته، خرج علي بن الحسين علیه السلام- وكان من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خُلقاً - فاستأذن أباه في القتال ، فأذن له .
ثم نظر إليه نظرة آيس منه ، وأرخى علیه السلام عينيه وبكى .
ثمّ قال : «اللهم اشهد ، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك صلی الله علیه و آله وسلم ، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه».
فصاح وقال : «يابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي(2)».
فتقدّم علیه السلام نحو القوم ، فقاتل قتالاً شديداً وقَتلَ جمعاً كثيراً.
ثم رجع إلى أبيه وقال : يا أبة ، العطش قد قتلني ، وثقل الحديد قد أجهدني ، فهل إلى شربة ماء من سبيل ؟
فبكى الحسين علیه السلام وقال : «واغوثاه يا بني، من أين أتي بالماء، قاتل قليلاً فما أسرع ما تلق جدك محمّداً علیه السلام، فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظماً بعدها(3)» .
ص: 166
فرجع علیه السلام إلى موقف النزال ، وقاتل أعظم القتال، فرماه منقذ بن مرة العبدي (1): بسهم فصرعه ، فنادى : يا أبتاه عليك مني (2)السلام ، هذا جدي يقرؤك السلام ويقول لك : عجّل القدوم علينا ، ثم شهق شهقة .فمات.
فجاء الحسين علیه السلام (3)حتى وقف عليه ، ووضع خدّه على خده (4)وقال : «قتل الله قوماً قتلوك، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول
الله صلی الله علیه و آله وسلم ، على الدنيا بعدك العفاء».
قال الراوي (5): وخرجت زينب ابنت علي تنادي : يا حبيباه يا بن أخاه ، وجاءت فأكبّت عليه .
فجاء الحسين علیه السلام فأخذها وردّها إلى النساء.
ثم جعل أهل بيته يخرج منهم الرجل بعد الرجل ، حتى قتل القوم منهم جماعة ، فصاح الحسين علیه السلام في تلك الحال : صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي صبراً ، فوالله لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً.
فضربه ابن فضيل الأزدي (1)على رأسه ، ففلقه ، فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عمّاه .
فجلى الحسين علیه السلام كما يجلي الصقر ، وشدّ شدّة ليث أغضب ، فضرب ابن فضيل بالسيف ، فاتقاها بساعده فأطنّها من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعه أهل العسكر ، فحمل أهل الكوفة ليستنقذوه، فوطأته الخيل حتى هلك .
قال : وانجلت الغبرة، فرأيتُ الحسين علیه السلام قائماً على رأس الغلام وهو يفحص برجله ، والحسين علیه السلام يقول : «بُعداً لقوم قتلوك ، ومَن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك(2)».
ثمّ قال : «عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك صوته ، هذا يوم والله (3)كثر واتره وقل ناصره» .
ثم حمل الغلام على صدره حتى ألقاه بين القتلى من أهل بيته .
قال : ولما رأى الحسين علیه السلام مصارع فتيانه وأحبته ، عزم على لقاء القوم ،بمهجته ونادى: «هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله ؟ هل من موحد
يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معينٍ يرجو الله في إعانتنا ؟».
فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب: «ناوليني ولدي الصغير (4)حتى أودّعه» ، فأخذه وأومأ إليه ليقبله، فرماه
ص: 168
حرملة بن الكاهل (1)بسهم ، فوقع في نحره فذبحه ، فقال لزينب : «خذيه» .
ثمّ تلقى الدم بكفيه حتى امتلأتا ، ورمى بالدم نحو السماء وقال : «هوّن عليّ ما نزل بي، إنّه بعين الله» .
قال الباقر علیه السلام: «فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض».
وروي من طرق أخرى ، وهى أقرب إلى العقل، لأن الحال ما كان وقت توديع للصبي ، لاشتغالهم بالحرب والقتل ، وإنما زينب أختها علیها السلام أخرجت الصبي وقالت : يا أخي ، هذا ولدك له ثلاثة أيام ما ذاق الماء ، فاطلب له شربة ماء .
فأخذه على يده وقال : «يا قوم قد قتلتم شيعتي وأهل بيتي، وقد بقي هذا الطفل يتلظَّى عطشاً، فاسقوه شربةً من الماء».
فبينما هو يخاطبهم إذ رماه رجل منهم بسهم فذبحه.
فدعا عليهم بنحو ما صنع بهم المختار وغيره (2).
ص: 169
قال الراوي (1): واشتد العطش با الحسين علیه السلام، فركب المسنّاة يريد الفرات، والعباس أخوه بين يديه، فاعترضتهما خيل ابن سعد ، فرمى رجل من بني دارم الحسين علیه السلام بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع صلوات الله عليه وبسط يده تحت حنكه حتى امتلأت راحتاه من الدم (2)، ثم رمى به وقال : «اللّهم إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيك».
ثم اقتطعوا العباس عنه ، وأحاطوا به من كل جانب ومكان ، حتى قتلوه قدس الله روحه (3)، فبكى الحسين علیه السلام البكاء شديداً . و فى ذلك يقول الشاعر :
أحق الناس أن يُبكى عليه***فتىً أبكى الحسين بكربلاء
أخوه وابن والده عليّ***أبو الفضل المضرج بالدماء
ومَن واساه لا يثنيه شيء***وجادله على عطش بماء
قال الراوى (4): ثم أن الحسين علیه السلام دعا الناس إلى البراز ، فلم يزل يقتل كلّ من برز اليه حتى قتل مقتلة عظيمة ، وهو في ذلك يقول :
«القتل أولى من ركوب العار***والعار أولى من دخول النار»
قال بعض الرواة : والله ما رأيت مكثوراً (5)قطّ قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه (6)أربط جأشاً منه ، وإنّ الرجال كانت لتشد عليه فيشدّ عليها
ص: 170
بسیفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم ، وقد تكملوا ثلاثين ألفاً ، فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثم يرجع إلى مركزه (1)وهو يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم».
قال الراوى (2): ولم يزل علیه السلام يقاتلهم حتى حالوا بينه وبين رحله .
فصاح بهم : «ويحكم(3) يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه (4)وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون».
قال : فناداه (5)شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟
قال: «أقول : أنا الذي أُقاتلكم (6)وتقاتلوني والنساء ليس عليهن : جناح، فامنعوا أعتاتكم وجهالكم وطغاتكم (7)من التعرّض لحرمي ما دمتُ حيّاً».
فقال شمر : لك ذلك يابن فاطمة .
وقصدوه بالحرب، فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه ، وهو مع ذلك (8)
ص: 171
يطلب شربة من ماء (1)فلا يجد ، حتى أصابه اثنتان وسبعون جراحة .
فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف إذ أتاه حجر ، فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته ، فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب ، فوقع على قلبه عليه السلام، فقال : «بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم».
ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللّهم إنّك (2)تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي(3) غيره».
ثم أخذ السهم ، فأخرجه من وراء ظهره (4)، فانبعث الدم كأنه ميزاب فضعف عن القتال (5)ووقف ، فكلّها (6)أتاه رجل انصرف عنه ، كراهية أن يلقى الله بدمه .
حتى جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن النسر (7)لعنه الله ، فشتم الحسين وضربه على رأسه الشريف بالسيف، فقطع البرنس ووصل السيف إلى رأسه وامتلأ البرنس دماً .
قال الرواي(8): فاستدعى الحسين فضعف بخرقة، فشدّ بها رأسه ، واستدعى بقلنسوة فلبسها واعتم عليها .
ص: 172
فلبثوا هنيئةً ، ثم عادوا إليه وأحاطوا به ، فخرج عبدالله بن الحسن بن علي(1) - وهو غلام لم يراهق - من عند النساء ، فشدّ حتى وقف إلى جنب الحسين عليه السلام، فلحقته زينب ابنت علي لتحبسه (2)، فأبى وامتنع امتناعاً شديداً الله وقال : والله (3)لا أفارق عمّي .
فأهوى بحر بن كعب (4)- وقيل : حرملة بن الكاهل - إلى الحسين بالسيف. فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة أتقتل عمّي .
فضربه بالسيف، فاتقاها الغلام بيده فأطنّها إلى الجلد ، فإذا هى معلّقة . فنادى الغلام : يا عمّاه (5).
فأخذه الحسين عليه السلام فضمه إليه وقال : يا بن أخي، إصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين».
قال : فرماه حرملة بن الكاهل لعنه الله بسهم ، فذبحه وهو في حجر عمه الحسين عليه السلام.
ثمّ أن شمر بن ذي الجوشن لعنه الله حمل على فسطاط الحسين عليه السلام فطعنه
ص: 173
بالرمح ، ثم قال : علي بالنار أحرقه على مَن فيه .
فقال له الحسين عليه السلام: «يابن ذي الجوشن ، أنت الداعي بالنار لتحرق على أهلي، أحرقك الله بالنار».
وجاء شبث فوبّخه، فاستحيى وانصرف .
قال الراوي (1): وقال الحسين عليه السلام: « إيتوني بثوبٍ(2) لا يُرغب فيه أجعله تحت ثيابي، لئلا أُجرد منه».
فأتى بتبان ، فقال : «لا ، ذاك لباس مَن ضُربت عليه الذلة» .
فاخذ ثوباً خلقا ، فخرقه وجعله تحت ثيابه ، فلمّا قتل جرّدوه منه عليه السلام .
ثم استدعى عليه السلام بسراويل من حبرة ، ففرزها ولبسها ، وإنما فرزها لئلا يسلبها ، فلما قتل سلبها بحر بن كعب لعنه الله وترك الحسين عليه السلام مجرداً (3)، فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان (4)في الصيف كأنهما عودان يابسان وتترطبان في الشتاء فتنضحان قيحاً ودماً ، إلى أن أهلكه الله تعالى .
قال الراوي (1): وخرجت زينب من باب الفسطاط (2)وهي تنادي : وا أخاه ، واسيّداه ، وا أهل بيتاه ليت السماء انطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل.
قال : وصاح شمر بأصحابه : ما تنتظرون بالرجل.
قال : فحملوا عليه من كل جانب.
فضربه زرعة بن شريك (3)لعنه الله على كتفه اليسرى، فضرب الحسين عليه السلام المزرعة فصرعه .
و ضربه آخر على عاتقه المقدّس بالسيف ضربةً كباً عليه السلام بها على وجهه (4). وكان قد أعيى ، فجعل عليه السلام ينوء ويكبو.
فطعنه سنان بن أنس النخعى (5)لعنه الله في ترقوته ، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني (6)صدره .
ثم رماه سنان أيضاً بسهم ، فوقع السهم في نحره ، فسقط عليه السلام، وجلس قاعداً ،
ص: 175
فنزع السهم من نحره ، وقرن كفيه جميعاً (1)، وكلّما امتلأتا من دمائه خضب بها رأسه ولحيته وهو يقول : «هكذا ألقى الله مخضباً بدمي مغصوباً على حق».
فقال عمر بن سعد لعنه الله لرجل عن يمينه : إنزل ويحك إلى الحسين فأرحه. فبدر إليه خولي بن يزيد الأصبحي (2)ليحتز رأسه ، فأرعد.
فنزل إليه سنان بن أنس النخعى لعنه الله فضربه بالسيف في حلقه الشريف وهو يقول : والله إني لأحتر (3)رأسك وأعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأمّاً ! ! ! ثم احتزّ رأسه الشريف صلى الله عليه وآله .(4)
وفي ذلك يقول الشاعر :
فأىّ رزيّةٍ عدلت حسيناً***غداة تبيره كفّا سنان
وروي : أنّ سناناً هذا أخذه المختار فقطع أنامله أنملة أنملة ، ثم قطع يديه ورجليه ، وأغلى (5)له قدراً فيها زيتٌ، ورماه فيها وهو يضطرب .
قال : فأقام الله ظلّ القائم علیه السلام وقال : بهذا أنتقم لهذا» .
قال الراوي : وارتفعت (1)في السماء في ذلك الوقت غيرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا يُرى فيها عين ولا أثر ، حتى ظن القوم أن العذاب قد جاءهم، فلبثوا كذلك ساعة، ثم انجلت عنهم .
وروی هلال بن نافع قال : إنّي لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ أبشر أيها الأمير ، فهذا شمر قد قتل الحسين علیه السلام.
قال : فخرجتُ بين الصفّين، فوقفتُ عليه، فإنه ليجود بنفسه، فوالله ما رأيت قتيلاً مضمخاً بدمه أحسن منه ولا أنور وجهاً، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيأته عن الفكر فى قتله .
فاستسقى فى تلك الحال ماءً ، فسمعت رجلاً يقول له : والله لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها !!
فقال له الحسين علیه السلام: «لا، بل (2)أرد على جدّي رسول الله صلی الله علیه و آله سلم وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأشرب من ماء غير آسن ، وأشكو إليه ما ارتكبتم منى وفعلتم بي».
قال : فغضبوا بأجمعهم، حتى كأنّ الله لم يجعل في قلب أحدٍ منهم من الرحمة شيئاً ، فاحتزوا رأسه وإنّه ليكلّمهم ، فعجبت من قلة رحمتهم وقلت : والله لا أجامعكم على أمرٍ أبداً .
قال : ثم أقبلوا على سلب الحسين علیه السلام، فأخذ قميصه إسحاق بن حوبة
ص: 177
الحضرمي (1)لعنه الله ، فلبسه فصار أبرص وامتعط شعره.
وروي : أنّه وُجد في قميصه علیه السلام ماءة وبضع عشرة ما بين رمية وضربة وطعنة . قال الصادق علیه السلام : «وُجد بالحسين علیه السلام ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة» .
وأخذ سراويله بحر بن كعب التيمي لعنه الله ، وروي : أنه صار زمناً مقعداً من رجليه .
وأخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضر می (2)لعنه الله ، وقيل : جابر ابن يزيد الأودي (3)لعنه الله ، فاعتم بها فصار معتوهاً.
وأخذ نعليه الأسود بن خالد (4)وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي (5)لعنه الله ، فقطع إصبعه علیه السلام مع الخاتم ، وهذا أخذه المختار فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتى هلك .
وأخذ قطيفة له علیه السلام كانت من خرّ قيس بن الأشعث (6)لعنه الله .
ص: 178
وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد لعنه الله ، فلمّا قُتل عمر بن سعد وهبها المختار لأبي عمرة (1)قاتله .
وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأودي (2)، وقيل : رجل من بني تميم يقال له الأسود بن حنظلة (3)لعنه الله .
وفى رواية ابن سعد (4)أنه أخذ سيفه الفلافس النهشلي (5)، وزاد محمد بن زكريا (6): أنه وقع بعد ذلك إلى بنت حبيب بن بديل (7):
وهذا السيف المنهوب ليس بذي الفقار ، فإنّ ذلك كان مذخوراً ومصوناً مع
ص: 179
أمثاله من ذخائر النبوة والإمامة ، وقد نقل الرواة تصديق ما قلناه وصورة ما حكيناه.
قال الراوي (1): وجاءت جارية من ناحية خيم الحسين علیه السلام .
فقال لها رجل : يا أمة الله إنّ سيّدك قتل .
قالت الجارية : فأسرعتُ إلى سيداتي وأنا أصيح ، فقمن في وجهي وصحن . قال : وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول، حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن ظهرها، وخرج بنات رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم وحريمه يتساعدن على البكاء ويندبن لفراق الحماة (2)والأحبّاء .
فروی حمید بن مسلم قال: رأيت امرأة من بني بكر (3)بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد ، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين علیه السلام في فسطاطهنّ وهم يسلبونهنّ ، أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط وقالت یا آل بکر بن وائل أتسلب بنات رسول الله ؟ ! ! لا حكم إلا لله ، يالثارات رسول الله ، فأخذها زوجها فردّها إلى رحله .
قال الراوي : ثم أخرجوا النساء من الخيمة وأشعلوا فيها النار ، فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلة .
وقلن : بحق الله إلا ما مررتم بنا على مصرع الحسين ، فلما نظر النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههنّ .
قال : فوالله لا أنسى زينب ابنت علي وهي تندب الحسين علیه السلام وتنادي بصوت
ص: 180
حزين وقلبٍ كئيبٍ : وا محمداه ، صلّى عليك مليك السماء ، هذا حسين بالعراء ، مرمّل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، واثكلاه ، وبناتك سبايا ، إلى الله المشتكى وإلى محمّد المصطفى وإلى علي المرتضى وإلى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيد الشهداء. وا محمداه ، وهذا حسين بالعراء ، تسفي عليه ريح الصباء ، قتيل أولاد البغايا . وا حزناه، واكرباه عليك يا أبا عبدالله ، اليوم مات جدي رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم.
يا أصحاب محمد ، هؤلاء ذرّية المصطفى يُساقون سوق السبايا .
وفي بعض الروايات وا محمداه بناتك سبايا (1)، وذرّيتك مقتّلة تسفي عليهم ريح الصباء ، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء . بأبي مَن أضحى عسكره في يوم الإثنين نهبا ، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوي ، بأبي من نفسي له الفداء بأبي المهموم حتى قضى بأبي العطشان حتى مضى، بأبي مَن يقطر شيبه بالدماء (2)، بأبي من جده رسول إله السماء ، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى ، بأبي محمّد المصطفى ، بأبي علي المرتضى ، بأبي خديجة الكبرى، بأبي فاطمة الزهراء سيّدة النساء ، بأبي مَن ردّت عليه الشمس حتى صلّى.
قال الراوي (3): فأبكت والله كلّ عدو وصديق .
ثم أن سكينة (4)اعتنقت جسد الحسين علیه السلام، فاجتمع عدّة من الأعراب حتّى جرّوها عنه .
ص: 181
قال الراوي (1): ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه (2): من ينتدب للحسين فيوطىء الخيل ظهره (3)؟
فانتدب منهم عشرة ، وهم : إسحاق بن حوبة الذي سلب الحسين علیه السلام قميصه ، وأخنس بن مرثد ، وحكيم بن طفيل السبيعي(4) ، وعمر بن ، وعمر بن صبيح الصيداوي (5)، ورجاء بن منقذ العبدي (6)، وسالم بن خيثمة الجعفي(7) ،وصالح بن وهب الجعفى(8) ، وواحظ بن غانم بن غانم (9)، وهاني بن ثبيت الحضرمي (10)، وأسيد بن مالك (11)لعنهم الله ، فداسوا الحسين علیه السلام بحوافر
ص: 182
خيلهم حتى رضّوا ظهره وصدره (1).
قال الراوي : وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد لعنه الله ، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة :
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر***بكل يعبوب شديد الأسرِ
فقال ابن زياد لعنه الله : مَن أنتم ؟
قالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنّا حناجر صدره
قال : فأمر لهم بجائزة يسيرة.
قال أبو عمر (2)الزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة ، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا .
وهؤلاء أخذهم المختار ، فشدّ أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد، وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا.
وروی ابن رباح (3)قال : لقيتُ رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحسين علیه السلام.
فسُئل عن ذهاب بصره ؟
فقال : كنتُ شهدتُ قتله عاشر عشرة ، غير أني لم أطعن ولم أضرب ولم أرم .
ص: 183
فلمّا قتل رجعتُ إلى منزلي وصلّيتُ العشاء الآخرة ونمتُ .
فأتاني آتٍ في منامي ، فقال : أجب رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .
فقلت : مالي وله .
فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه ، فإذا النبي الله صلی الله علیه و آله وسلم جالس في صحراء ، حاسر عن ذراعيه ، أخذ بحربة ، وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة ، فلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً.
فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يرد عليّ، ومكث طويلاً.
ثم رفع رأسه وقال : يا عدو الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي وفعلت ما فعلتَ .
فقلتُ : يا رسول الله ، والله ما ضربتُ بسيف ولا طعنتُ برج ولا رميتُ بسهمٍ .
فقال : صدقت، ولكن كثرت السواد، أدن منّي ، فدنوت منه ، فاذا طش- مملوّ دماً ، فقال لي : هذا دم ولدي الحسين علیه السلام، فكحلني من ذلك الدم ، فانتبهت حتّى الساعة لا أبصر شيئاً .
وروي عن الصادق علیه السلام، يرفعه إلى النبي صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال : «إذا كان يوم القيامة نصب الفاطمة علیها السلام قبة من نور، ويقبل الحسين علیه السلام و راسه في يده، فإذا راته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا بكى لها ، فيمثله الله عزّ وجلّ لها في أحسن صورة، وهو يخاصم قتلته بلا رأس، فيجمع الله لي قتلته والمجهزين عليه ومَن شرك في دمه ، فأقتلهم حتى آتي على آخرهم ، ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين علیه السلام، ثم ينشرون فيقتلهم الحسن علیه السلام، ثم
ص: 184
ينشرون فيقتلهم الحسين علیه السلام، ثم ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا قتلهم، فعند ذلك يكشف الغيظ وينسى الحزن» .
ثم قال الصادق علیه السلام: «رحم الله شيعتنا ، هم والله المؤمنون وهم المشاركون لنا (1)في المصيبة بطول الحزن والحسرة».
و عن النبي صلی الله علیه و آله وسلم أنه قال : « إذا كان يوم القيامة تأتي فاطمة علیها السلام في لمة من نسائها .
فيقال لها : ادخلي الجنة .
فتقول : لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدي من بعدي .
فيقال لها : أنظري في قلب القيامة ، فتنظر إلى الحسين علیه السلام قائماً ليس عليه رأس ، فتصرخ صرخة ، فأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخها».
وفي رواية أخرى : «وتنادي وا ولداه ، واثمرة فؤاداه» .
قال : «فيغضب الله عز وجل لها عند ذلك ، فيأمر ناراً يقال لها هبهب قد أوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، لا يدخلها روح أبداً ولا يخرج منها غمّ أبداً.
فيقال لها : التقطى قتلة الحسين علیه السلام، فتلتقطهم ، فإذا صاروا في حوصلتها صهلت و صهلوا بها وشهقت وشهقوا بها وزفرت وزفروا بها .
فينطقون بألسنة حداد ذلقة ناطقة : يا ربّنا بمَ أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان ؟
فيأتيهم الجواب عن الله عزّ وجلّ : ليس من علم كمن لا يعلم» .
ص: 185
في الأمور المتَأَخِّرَة عَن قَتلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ
ص: 187
ص: 188
وهى تمام ما أشرنا إليه.
قال : ثم إن عمر بن سعد لعنه الله بعث برأس الحسين عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم - وهو يوم عاشوراء - مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي (1)إلى عبيد الله بن زياد، وأمر برؤوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وسرح بها مع شمر بن ذي الجوشن لعنه الله وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج ، فأقبلوا بها حتّى قدموا الكوفة .
وأقام ابن سعد بقية يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس ، ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين ، وحمل نساءه على أحلاس أقتاب الجمال بغير وطاء ولا غطاء مكشفات الوجوه بين الأعداء، وهنّ ودائع خير الأنبياء ، وساقوهن كما يُساق سبي الترك والروم في أسر المصائب والهموم .
ص: 189
ولله در القائل :
يصلّى على المبعوث من آل هاشم***ويغزی بنوه إنْ ذا لعجيب(1)
وروي : أن رؤوس أصحاب الحسين علیه السلام كانت ثمانية وسبعين بين رأساً،فاقتسمتها القبائل، لتتقرّب بذلك إلى عبيد الله بن زياد وإلى يزيد بن معاوية :
فجاءت كندة بثلاثة عشر رأساً، وصاحبهم قيس بن الأشعث .
وجاءت هوازن باثني عشر رأساً، وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن.
وجاءت تميم بسبعة عشر رأساً .
وجاء بنو أسد بستة عشر رأساً .
وجاءت مذحج بسبعة رؤوس .
وجاء سائر الناس بثلاثة عشر رأساً.
قال الراوي : ولما انفصل ابن سعد (2)عن كربلاء،خرج قوم من بني أسد ، فصلوا على تلك الجثث الطواهر المرمّلة بالدماء ، ودفنوها على ما هي الآن عليه .
وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه ، فلما قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهنّ .
قال الراوي: فأشرفت امرأة من الكوفيات ، فقالت : من أى الأسارى أنتن ؟ فقلن : نحن أسارى آل محمد صلی الله علیه و آله وسلم .
فنزلت من سطحها ، فجمعت ملاء (3)وأزراً ومقانع ، فأعطتهنّ، فتغطينّ .
ص: 190
قال الراوي (1): وكان مع النساء علي بن الحسين علیه السلام، قد نهكته العلة ، والحسن بن الحسن المثنى (2)، وكان قد واسى عمّه وإمامه (3)في الصبر على الرماح (4)، وإنما ارتتْ وقد أثخن بالجراح .(5)
فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون.
فقال على بن الحسين علیهما السلام: «أنتوحون وتبكون من أجلنا ؟ !! فمن الذى قتلنا ؟ ! !»
قال بشير بن خزيم الأسدي (1)ونظرتُ إلى زينب ابنت علي علیه السلام يومئذ ، فلم أر خفرة قط أنطق منها ، كأنها (2)تفرغ من لسان أمير المؤمنين علیه السلام، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا (3)، فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ، ثمّ قالت :
الحمد لله، والصلاة على جدّي (4)محمد وآله الطيبين الأخيار .
أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر، أتبكون ؟ ! فلا رقأت (5)الدمعة ، ولا هدأت الرنّة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم .
ألا وهل فيكم إلا الصلف والنطف (6)، والصدر والشنف ، وملق الإماء ، وغمز الأعداء ؟ ! أو كمرعى على دمنة ، أو كفضة على ملحودة، ألا ساء ما
قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون .
ص: 192
أتبكون وتنتحبون ؟! إي والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها(1)، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة ، وسيّد (2)شاب أهل الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفرغ نازلتكم ، ومنار (3)حجتكم ، ومدرة سنتكم .
ألا ساء ما تزرون ، وبُعداً لكم وسُحقاً ، فلقد خاب السعي، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضُربت عليكم الذلّة والمسكنة .
ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون (4)أي كبد لرسول الله فريتم ؟! وأيّ كريمة له أبرزتم ؟! وأي دم له سفكتم ؟! وأي حرمة له انتهكتم ؟ ! لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقهاء (5).
وفي بعضها : خرقاء شوهاء ، كطلاع الأرض وملاء السماء.
أفعجبتم أن مطرت (6)السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون ، فلا يستخفّنكم المهل ، فانه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار، وإنّ ربّكم لبالمرصاد.
قال الراوي (7): فوالله لقد رأيتُ الناس يومئذ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم .
ص: 193
ورأيتُ شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول : بأبي أنتم وأمّى كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير ،نسل ، لا يخزى ولا يبزى .
وروى زيد بن موسى (1)قال : حدثني أبي، عن جدّي علیهما السلام قال : خطبت لا فاطمة الصغرى علیها السلام بعد أن وردت من كربلاء ، فقالت :
الحمد الله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده وأُؤمن به
وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمد صلی الله علیه و آله وسلم عبده ورسوله ، وأن ذرّيّته (2)ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات (3).
اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود الوصية علي بن أبي طالب علیه السلام، المسلوب حقه ، المقتول بغير ذنب كما قتل ولده بالأمس - في بيت من بيوت الله ، فيه معشر مسلمة بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضياً في حياته ولا عند مماته ، حتّى
قبضته إليك (4)محمود النقيبة ، طيّب العريكة ، معروف المناقب ، مشهور (5)
ص: 194
المذاهب ، لم تأخذه اللهم فيك لومة (1)لائم ولا عذل عاذل ، هديته يارب للإسلام (30) صغيراً ، وحمدتَ مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك ، زاهداً في الدنيا، غير حريص عليها ، راغبا في الآخرة مجاهداً لك فى سبيلك ، رضيته فاخترته وهديته (2)إلى صراطٍ مستقيم .
أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر (3)والخيلاء، فإنا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل (4)بلاء نا حسناً، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على أهل الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته وفضّلنا بنبيه محمد صلی الله علیه و آله وسلم على كثير ممن خلق تفضيلاً بيّناً.
فكذّبتمونا ، وكفّر تمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً ، كأننا أولاد ترك أو كابل ، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ، لحقد متقدّم ، قرّت لذلك (5)عيونكم ، وفرحت قلوبكم ، افتراء على الله ومكراً مكرتم (6)، والله خير الماكرين.
فلا تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فانّ ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة (7)في كتاب من
ص: 195
قبل أن نبرأها ، إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم ، والله لا يحبّ كلّ مختال فخور .
تباً لكم (1)فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حلّ بكم، وتواترت من السماء نقمات، فيسحتكم بعذاب (2)ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلّدون في
العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين.
ويلكم ، أتدرون أية يد طاعنتنا منكم ؟! وأية نفس نزعت (3)إلى قتالنا ؟ ! أم بأية رجلٍ مشيتم إلينا تبغون محاربتنا ؟ !
قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم، وختم على أسماعكم وأبصاركم (4)، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون .
فتباً لكم يا أهل الكوفة ، أى ترات (5)لرسول الله صلی الله علیه و آله وسلم قبلكم وذحول (6)له ، لديكم بما عندتم (7)بأخيه علي بن أبي طالب علیه السلام جدّي وبنيه وعترة النبي الأخيار (8)صلوات الله وسلامه عليهم ، وافتخر بذلك مفتخركم فقال :
نحن قتلنا علياً وبني علي (9)***بسيوفٍ هنديةٍ ورماح
ص: 196
وسبينا نساءهم (1)سبي تُركٍ***ونطحناهم فأيّ نطاح
بفيك أيها القائل الكثكث والأثلب (2)، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فاكظم واقع كما أقعى أبوك ، فإنّما لكلّ
امرء ما اكتسب وما قدّمت يداه .
أحسدتمونا (3)- ويلاً لكم - على ما فضلنا الله (4).
شعر:
فما ذنبنا إن جاش دهراً بحورنا***وبحرك ساج لا يواري الدعامصا (5)
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، ومَن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور .
قال : وارتفعت الأصوات بالبكاء ، وقالوا : حَسْبُكِ يابنةَ الطيّبين، فقد أحرقت قلوبنا وأنضحت نحورنا (6)وأضرمت أجوافنا ، فسكتت .
ص: 197
قال : وخطبت أم كلثوم ابنت علي علیهما السلام في ذلك اليوم من وراء كلتها ، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت :
يا أهل الكوفة ، سوءاً (1)لكم ، مالكم خذلة (2)حسيناً وقتلتموه وانتهيتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه ؟ ! فتباً لكم وسحقاً.
ويلكم ، أتدرون أيّ دواءٍ دهتكم ؟ وأي وزر على ظهوركم حملتم ؟ وأي دماء سفكتموها ؟ وأي كريمة اهتضمتموها (3)؟ وأي صبية سلبتموها ؟ وأي أموال نهبتموها ؟ قتلتم خير رجالات بعد النبي صلی الله علیه و آله وسلم ، ونُزعت الرحمة من قلوبكم ، ألا إن حزب الله هم الغالبون وحزب الشيطان هم الخاسرون .
ثم قالت :
قتلتم أخي صبراً فويلٌ لأُمّكم***ستُجزَوْن ناراً حرها يتوقّدُ
سفكتم دماءً حرّم الله سفكها***وحرمها القرآن ثمّ محمدُ
ألا فابشروا بالنار إنكم غداً***لفي قعر نارٍ حرّها يتصعّد (4)
وإني لأبكي في حياتي على أخي***على خير من بعد النبى سيولدُ
بدمع غزيرٍ مستهلٍّ مكفكفٍ***على الخد منى دائبٌ (5)ليس يحمدُ
قال الراوي (6): فضجّ الناس بالبكاء والنحيب والنوح ، ونشر النساء
ص: 198
شعورهن ، وحثين (1)التراب على رؤوسهن ، وخمش وجوههن ، ولطمن خدودهنّ ، ودعون بالويل والثبور ، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم (2)، فلم يُر باكية وباك أكثر من ذلك اليوم.
ثم، أن زين العابدين علیه السلام أوماً إلى الناس أن اسكتوا، فسكتوا، فقام (3)قائماً ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي بما هو أهله فصلى عليه ، ثم قال:
«أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي : أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات (4)، أنا ابن من انتهك حريمه وسُلب نعيمه وانتهب ماله وسُبي عياله ، انا ابن مَن قُتل صبراً وكفى بذلك فخراً.
أيّها الناس ، ناشدتكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه ؟ ! فتباً لما قدمتم لأنفسكم وسوء (5)لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إذ يقول لكم : قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من امتي ؟!».
قال الراوي (6): فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية ، ويقول بعضهم لبعض : هلكتم وما تعلمون .
فقال : «رحم الله امرءاً قبل نصيحتي وحفظ وصيّتي في الله وفي رسوله وأهل
ص: 199
بيته ، فان لنا في رسول الله أسوة حسنة».
فقالوا بأجمعهم : نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك ، فأمرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنّا حرب
الحربك وسلم لسلمك ، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا .
فقال علیه السلام : «هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى أبي من قبل ؟ إكلاً ورب الراقصات ، فان الجرح لما يندمل ، قتل أبي صلوات الله عليه بالأمس وأهل بيته معه ، ولم يُنسني ثكل رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و شكل أبي وبني أبي ، ووجده بين لهواتي (1)، و مرارته بين حناجري وحلق ، وغصصه تجري في فراش صدري.
ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا».
ثمّ قال :
«لا غرو إن قتل الحسين وشيخه***قد كان خيراً من حسين وأكرما (2)
فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالّذي***أصاب حسيناً كان ذلك أعظما
قتيلٌ بشط النهر روحي فداؤه***جزاء الذي أرداه نار جهنا»
ثم قال علیه السلام : «رضينا منكم رأساً برأس، فلا يوم لنا ولا علينا».
قال الراوي (3): ثمّ أنّ ابن زياد جلس في القصر ، وأذن إذناً عامّاً ، وجيء و برأس الحسين علیه الیلام فوضع بين يديه، وأدخل نساء الحسين وصبيانه إليه .
ص: 200
فجلست زینب ابنت على متنكرة ، فسأل عنها ، فقيل : هذه زينب ابنت على . فأقبل عليها وقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أُحدوثتكم !!!
فقالت : إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا .
فقال ابن زیاد كيف رأيت صُنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتُخاصم ، فانظر لمن الفلج
يومئذ ، هبلتك (1)أمّك يابن مرجانة .
قال الراوي (2): فغضب وكأنه (3)همّ بها .
فقال له عمرو بن حريث(4) : أيّها الأمير إنها إمرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك !!!
فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي، وقطعت فرعي ، واجتثئت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك (5)فقد اشتفيت .
ص: 201
فقال ابن زياد لعنه الله : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوك شاعراً .(1)
فقالت: یابن زیاد ما للمرأة والسجاعة .(2)
ثم التفت ابن زياد لعنه الله إلى على بن الحسين فقال : من هذا؟
فقيل : علي بن الحسين .
فقال : آليس قد قتل الله على بن الحسين ؟ !
فقال له علي : «قد كان لي أخ يسمّى علي بن الحسين قتله الناس».
فقال : بل الله قتله .
فقال علي علیه السلام : «الله يتوفّى الأنفس حين موتها (3)» .
فقال ابن زياد : وبك جرأة على جوابي ، إذهبوا به فاضربوا عنقه .
فسمعت به عمته زينب ، فقالت : يابن زياد، إنك لم تُبقِ منا أحداً، فان كنت عزمت على قتله فاقتلنيمعه
فقال علي لعمّته : اسكتي يا عمة حتى أُكلّمه».
ثمّ أقبل إليه فقال: «أبالقتل تهددني يابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة».
ثمّ أمر ابن زياد بعلي بن الحسين علیه السلام وأهل بيته فحملوا إلى بيت في جنب (4)المسجد الأعظم.
فقالت زينب ابنت علي : لا يدخلن علينا عربية إلا أم ولد أو مملوكة ، فإنّهن سبين كما سبينا .
ص: 202
ثمّ أمر ابن زياد برأس الحسين علیه السلام ، فطيف به في سكك الكوفة .
ويحق لى أن أتمثل هنا أبياتاً (1)البعض ذوي العقول، يرثي بها قتيلاً من آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم فقال :
رأس ابن بنت محمد ووصيّه***للناظرين على قناة يرفعُ
والمسلمون بمنظرٍ وبمسمعٍ***لا منكر منهم ولا متفجّعُ
كحلت بمنظرك العيون عمايةً***واصم رزؤك كلّ أذن تسمعُ
أيقظت أجفاناً وكنتَ لها كرى***وأنتَ عيناً لم تكن بك تهجعُ
ما روضة إلّا تمنّت أنّها***لك حفرة والخط قبرك مضجعُ(2)
قال الراوي (3): ثم أن ابن زياد لعنه الله صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه ، وقتل الكذاب ابن الكذّاب ! ! ! .
فما زاد على هذا الكلام شيئاً ، حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي (4)وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والأخرى يوم صفين ، - وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلى فيه إلى الليل - فقال : يا بن مرجانة إن الكذاب ابن الكذاب أنتَ وأبوك ، ومن استعملك وأبوه ، يا عدو الله ، أتقتلون أولاد (5)النبيين وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المسلمين .(6)
ص: 203
قال الراوى (1): فغضب ابن زياد وقال : مَن هذا المتكلّم ؟
فقال : أنا المتكلّم يا عدو الله ، أتقتل الذرية الطاهرة التى قد أذهب الله عنها الرجس (2)، وتزعم أنك على دين الإسلام.
وا غوثاه ، أين أولاد المهاجرين والأنصار ينتقمون (3)منك ومن طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمد رسول ربّ العالمين ؟
قال الراوي (4): فازداد غضب ابن زياد لعنه الله ، حتى انتفخت أوداجه ، وقال : عليّ به ، فتبادرت الجلاوزة (5)من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه ، فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله .
فقال ابن زياد : إذهبوا إلى هذا الأعمى - أعمى الأزد ، أعمى الله قلبه كما أعمى عينه - فأتونى به .
قال : فانطلقوا إليه ، فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.
قال : وبلغ ذلك ابن زیاد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمرهم بقتال القوم .
قال الراوي (6): فاقتتلوا قتالاً شديداً ، حتى قتل بينهم جماعة من العرب.
ص: 204
قال : ووصل أصحاب ابن زياد لعنه الله إلى دار (1)عبدالله بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه .
فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر .
فقال : لا عليك ناوليني سيفي ، فناولته إياه ، فجعل يذب عن نفسه ويقول :
أنا أبن ذي الفضل عفيف الطاهر***عفيف شيخي وابن أم عامر
کم دارع من جمعكم وحاسر***وبطل جدلته مغاور (2)
قال : وجعلَتْ ابنته تقول : يا أبت ليتنى كنتُ رجلاً أخاصم بين يديك هولاء القوم الفجرة (3)، قاتلي العترة البررة.
قال : وجعل القوم يدورون عليه من كلّ جهة، وهو يذبّ عن نفسه وليس (4)يقدر عليه أحد، وكلما جاؤوه من جهةٍ قالت : يا أبتِ جاؤوك من
جهة كذا حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به .
فقالت ابنته : واذلاه يُحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به .
فجعل يدير سيفه ويقول :
أقسم لو يُفسح لي عن بصري***ضاق عليكم موردي ومصدري
قال الراوي (5): فما زالوا به حتى أخذوه، ثم حمل فأدخل على ابن زياد . فلما رآه قال : الحمد لله الذي أخزاك .
ص: 205
فقال له عبدالله بن عفيف : يا عدو الله ، بماذا أخزاني الله (1)
والله لو يفسح لي عن بصري***ضاق عليكم موردي ومصدري(2)
فقال له ابن زياد ماذا تقول يا عبد الله فى أمير المؤمنين عثمان بن عفان (3)؟ فقال : يا عبد بني علاج ، يا بن مرجانة - وشتمه (4)- ما أنت وعثمان بن عفان أساء أم أحسن (5)، وأصلح أم أفسد ، والله تعالى ولي خلقه يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل (6)والحق ، ولكن سلني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه .
فقال ابن زياد : والله لا سألتك عن شيء بء ، أو تذوق الموت غصّة بعد غصّة
فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين ، أما أني قد كنتُ أسأل الله ربّي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أُمّك، وسألت الله أن يجعل ذلك على يَدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه ، فلما كف بصري يئست من الشهادة ، والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرّفني الإجابة بمنّه (7)في قديم دعائي.
ص: 206
فقال ابن زیاد : اضربوا عنقه، فضُربت عنقه وصلب في السبخة (1).
قال الراوي (2): وكتب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين وخبر أهل بيته ، وكتب أيضاً إلى عمرو بن سعيد بن العاص (3)أمير المدينة بمثل ذلك .
فأما عمرو، فحين وصله الخبر صعد المنبر وخطب الناس وأعلمهم ذلك ، فعظمت واعية بني هاشم، وأقاموا سنن المصائب والمآتم ، وكانت زينب بنت عقيل بن أبي طالب (4)تندب (5)الحسين علیه السلام وتقول :
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم***ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي***منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدمِ
ما كان هذا جزائي إذ نصحتُ لكم***أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
ص: 207
قال : فلمّا جاء الليل سمع أهل المدينة هاتفاً ينادي ويقول :
أيها القاتلون ظلماً حسيناً***أبشروا بالعذاب والتنكيل
كلّ مَن في السماء يبكي عليه***من نبيٍّ وشاهد ورسول (1)
قد لُعنتم على لسان ابن داود***وموسى وصاحب الإنجيلِ
وأمّا يزيد بن معاوية ، فإنّه لما وصل إليه كتاب ابن زياد ووقف عليه ، أعاد الجواب إليه يأمره فيه بحمل رأس الحسين علیه السلام ورؤوس من قتل معه ، وبحمل أثقاله ونسائه وعياله .
فاستدعى ابن زیاد بمحفّر بن ثعلبة العائدي (2)، فسلّم إليه الرؤوس والأسارى والنساء، فسار بهم مُحفّر إلى الشام كما يُسار بسبايا الكفار ، يتصفّح وجوههن أهل الأقطار .
روى ابن لهيعة (3)وغيره حديثاً أخذنا منه موضع الحاجة ، قال : كنتُ أطوف بالبيت ، فإذا أنا برجل يقول : اللهم اغفر لي وما أراك فاعلاً .
ص: 208
فقلت له : يا عبد الله اتق الله ولا تقل مثل هذا ، فان ذنوبك لو كانت مثل قطر الأمصار وورق الأشجار فاستغفرت الله غفرها لك ، إنّه غفور رحيم .
قال : فقال لي : أدن مني حتى أخبرك بقصتي ، فأتيته ، فقال : إعلم أنّنا كنا خمسين نفراً ممن سار مع رأس الحسين إلى الشام ، فكنا إذا أمسينا وضعنا الرأس في تابوت وشربنا الخمر حول التابوت ، فشرب أصحابي ليلة حتى سكروا ، ولم أشرب معهم . فلما جنّ الليل سمعت رعداً ورأيت برقاً ، فإذا أبواب السماء قد فتحت ، ونزل آدم ونوح وابراهيم وإسحاق وإسماعيل ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين ، ومعهم جبرئيل وخلق من الملائكة . فدنا جبرئيل من التابوت، فأخرج الرأس وضمه إلى نفسه وقبله ، ثم كذلك فعل الأنبياء كلّهم ، وبكى النبي صلی الله علیه و آله وسلم على رأس الحسين وعزاه الأنبياء.
وقال له جبرئيل : يا محمد إن الله تعالى أمرني أن أطيعك في أمتك ، فان أمرتني زلزلتُ الأرض بهم ، وجعلت عاليها سافلها كما فعلت بقوم لوط .
فقال النبي صلی الله علیه و آله وسلم: لا يا جبرئيل، فإنّ لهم معي موقفاً بين يدي الله يوم القيامة .
ثمّ جاء الملائكة نحونا ليقتلونا .
فقلت: الأمان يا رسول الله
فقال : اذهب ، فلا غفر الله لك .(1)(2)
ص: 209
قال الراوي (1)وسار القوم برأس الحسين علیه السلام ونسائه والأسرى (2)من رجاله ، فلما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من الشمر - وكان من جملتهم(3) - فقالت : لي إليك حاجة .
فقال : وما حاجتك ؟
قالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها ، فقد خزينا من كثرة النظر (4)إلينا ونحن في هذه الحال.
فأمر في جواب سؤالها : أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل - بغياً منه وكفراً - وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة ، حتى أتى بهم إلى باب دمشق، فوقفوا على درج (5)باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.
وروي (6)أن بعض التابعين لما شاهد رأس الحسين علیه السلام بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلما وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك ، فقال :
ص: 210
ألا ترون ما نزل بنا ، ثمّ أنشأ يقول :
جاؤا برأسك يابن بنت محمد***متزملاً بدمائه تزميلا (1)
وكانمّا بك يابن بنت محمد***قتلوا جهاراً عامدين رسولا
قتلوك عطشاناً ولما يرقبوا***في قتلك التنزيل والتأويلا
ويكبّرون بأن قتلت وإنما***قتلوا بك التكبير والتهليلا (2)
قال الراوي (3): جاء شيخ، فدنا من نساء الحسين علیه السلام وعياله - وهم في ذلك الموضع - وقال (4): الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم !!!
فقال له علي بن الحسين علیهما السلام: «يا شيخ ، هل قرأت القرآن ؟» .
قال : نعم .
قال : «فهل عرفت هذه الآية : «قُلْ لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي» (5)؟
قال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال له على علیه السلام : «نحن (6)القربى یا شیخ ، فهل قرأت في بني إسرائيل :
ص: 211
«وآت ذا القربى حقّه» ؟»(1) .
فقال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال : «فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت هذه الآية : «واعلموا أنما غنمتم من شيء فان الله خمسه وللرسول ولذي القربى» ؟»(2).
قال : نعم .
فقال علیه السلام : « فنحن القربى (3)يا شيخ ، وهل (4)قرأت هذه الآية : «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» ؟»(5).
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال علیه السلام : «نحن أهل البيت الذين خصنا الله بآية الطهارة يا شيخ» .
قال الراوي (6): بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به ، وقال تالله (7)إنكم هم ؟ !
فقال علي بن الحسين علیه السلام : «تالله (8)إنا لنحن هم من غير شك ، وحق جدنا رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم إنا لنحن هم».
قال : فبكى الشيخ ورمى عمامته، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنّي
ص: 212
أبرء إليك من عدوّ آل محمد صلی الله علیه و آله وسلم من الجن والإنس.
ثم قال : هل لي من توبة ؟
فقال له : «نعم، إن تبتَ تاب الله عليك وأنت معنا» .
فقال : أنا تائب
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل.
قال الراوي (1): ثم أدخل ثقل الحسين علیه السلام ونساؤه ومَن تخلف من أهله على يزيد، وهم مقرنون (2)في الحبال .
فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال له علي بن الحسين علیه السلام: «أنشدك الله يا يزيد، ما ظنك برسول الله صلی الله علیه و آله وسلم لو رآنا على هذه الصفة (3)» ، فأمر يزيد بالحبال فقطعت .
ثمّ وضع رأس الحسين علیه السلام بين يديه ، وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه ، فرآه علي بن الحسين علیه السلام فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً.
وأما زينب ، فإنّها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا حسيناه یا حبیب رسول الله ، یا بن مكة ومنى يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء، يابن بنت المصطفى .
قال الراوي (4): فأبكت والله كلّ : فأبكت والله كلّ من كان حاضراً في المجلس، ويزيد ساكت .
تم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين علیه السلام وتنادي :
ص: 213
یا حسیناه ، یا حبیباه ، يا سيّداه ، يا سيد أهل بيتاه ، یا بن محمداه ، یا ربیع الأرامل واليتامى، يا قتيل أولاد الأدعياء .
قال الراوي (1): فأبكت كل من سمعها .
قال : ثم دعا يزيد بقضيب خيزران، فجعل ينكث به ثنايا الحسين علیه السلام.
فأقبل عليه أبو برزة الأسلمى (2)وقال : ويحك يا يزيد، أتنكت بقضيبك ثغر الحسين علیه السلام ابن فاطمة ؟ ! أشهد لقد رأيت النبي صلی الله علیه و آله وسلم يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة، قتل الله قاتليكما ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً.
قال الراوي (3): فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فأخرج سحباً .
لعبت هاشم بالملك فلا***خبرّ جاء ولا وحيٌ نزل
لست من خندف إن لم أنتقم***من بني أحمد ما كان فعل (1)
قال الراوي (2): فقامت زينب ابنت علي علیهما السلام وقالت (3):
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمّد (4)وآله أجمعين ، صدق كذلك يقول : «ثم كان عاقبة الذين أساؤا السؤى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها
يستهزؤون» (5)، أظننت يا يزيد - حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تُساق الإماء (6)- أن بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة !! وأنّ ذلك لعظيم خطرك عنده !! فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك (7)، جذلاً (8)مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فهلاً مهلاً ، أنسيت قول الله عزّ وجلّ : «ولا يحسبن الذين كفروا أنما نغلي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين». (9)
أمِنَ العدل يابن الطلقاء تخديرك إماءك ونساءك وسوقك (10)بنات رسول
ص: 215
الله سبايا ؟ ! ، قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلدٍ ، ويستشر فهن (1)أهل المنازل والمناهل (2)، ويتصفّح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهنّ حمىّ.
وكيف ترتجى مراقبة من (3)لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه بدماء الشهداء ؟ !
وكيف يستظلّ فى ظلنا (4)أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ؟ !
ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم :
فأهلّوا (5)واستهلّوا فرحاً***ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
منتحياً (6)على ثنايا ابي عبد الله علیه السلام سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك .
وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة، واستأصلت الشافة، بإراقتك دماء ذرية محمد صلی الله علیه و آله وسلم ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ؟ ! وتهتف بأشياخك ، زعمت أنك تناديهم !
فلتردن وشيكاً موردهم، ولتو دن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلتَ ما قلتَ
ص: 216
وفعلتَ ما فعلتَ .
اللهم خذ بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن (1)سفك دماءنا وقتل حماتنا .
فوالله ما فريتَ إلا جلدك ، ولا حززت (2)إلا لحمك ، ولتردن على رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم بما تحمّلت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، وحيث يجمع الله شملهم ويلمّ شعتهم ويأخذ بحقهم «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» .
وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد صلی الله علیه و آله وسلم خصياً، ويجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين، بئس للظالمين بدلاً وأيكم شر مكاناً وأضعف جنداً.
ولئن جرت على الدواهي مخاطبتك، أنّي لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى، والصدور حرّى .
ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنضح(3) من دمائنا ، والأفواه تتحلّب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تتناهبها (4)العواسل وتعفوها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما ربك بظلام للعبيد ، فإلى الله المشتكى ، وعليه المعوّل .
ص: 217
فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب (1)جهدك ، فوالله لا تمحون ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها .
وهل رأيك إلّا ،فندا، وأيامك إلّا عددا، وجمعك إلا بددا ، يوم ينادي المناد : ألا لعنة الله على الظالمين.
فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة . ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ،
إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
فقال يزيد لعنه الله :
يا صيحةً تحمد من صوائح***ما أهون الموت على النوائح
قال الراوي : ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم.
فقالوا : لا تتخذ من كلب سوء جرواً.
فقال له النعمان بن بشير : أنظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم .
ونظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة ابنت الحسين علیه السلام، فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية.
فقالت فاطمة لعمّتها : يا عمتاه أيتمت وأستخدم ؟ (2)
فقالت زينب : لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق .
فقال الشامي : من هذه الجارية ؟
فقال له يزيد لعنه الله : هذه فاطمة ابنت الحسين ، وتلك عمّتها زينب ابنت عليّ .
فقال الشامي : الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب !!
ص: 218
قال : نعم .
فقال الشامي : لعنك الله يا يزيد تقتل عترة نبيّك وتسبي ذرّيته ، والله ما توهمت إلا أنهم سي الروم .(1)
فقال يزيد : والله لألحقنّك بهم ، ثم أمر به فضربت عنقه .
قال الراوي (2): ودعا يزيد لعنه الله بالخاطب ، وأمره أن يصعد المنبر فيذمّ الحسين وأباه صلوات الله عليهما ، فصعد، وبالغ في ذمّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين الشهيد ، والمدح لمعاوية ويزيد .
فصاح به علی بن الحسين علیه السلام : «ويلك أيها المخاطب، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط ،الخالق ، فتبوأ مقعدك من النار».
ولقد أحسن ابن سنان الخفاجي (3)في وصف أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وأولاده، حيث يقول :
أعلى المنابر تعلنون بسبّه***وبسيفه نُصبت لكم أعوادها
قال الراوي (4): ووعد يزيد لعنه الله على بن الحسين علیه السلام في ذلك اليوم أنه يقضي له ثلاث حاجات.
ثم أمر بهم إلى منزل لا يكنهم من حرّ ولا برد فأقاموا فيه حتى تقشّرت وجوههم، وكانوا مدة مقامهم في البلد المشار اليه ينوحون على الحسين علیه السلام.
ص: 219
قالت سكينة : فلما كان في اليوم الرابع من مقامنا رأيتُ في المنام ، وذكرت مناماً طويلاً تقول في آخره: ورأيت امرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة على رأسها ، فسألتُ عنها ، فقيل لي : فاطمة ابنت محمد أمّ أبيك .
فقلت : والله لأنطلقن إليها ولأخبرتها ما صنع بنا ، فسعيتُ مبادرةً نحوها ، حتى لحقت بها ووقفتُ بين يديها أبكى وأقول :
يا أمّتاه جحدوا والله حقنا يا أمتاه بدّدوا والله شملنا، يا أمتاه استباحوا والله حريمنا ، يا أمتاه قتلوا والله الحسين أبانا .
فقالت لي : كفّي صوتك يا سكينة ، فقد قطعت نياط قلبي ، وأقرحتِ كبدي ، هذا قميص أبيك الحسين لا يفارقني حتى ألقى الله به .
وروى ابن لهيعة ، عن أبي الأسود محمد بن عبدالرحمن (1)قال : لقيني رأس الجالوت (2)فقال : والله ، إن بيني وبين داود علیه السلام السبعين (3)أباً ، وإن اليهود تلقاني فتعظَّمني ، وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ولده .(4)
وروي عن زين العابدين علیه السلام أنه قال : «لمّا أتوا برأس الحسين علیه السلام إلى يزيد لعنه الله ، كان يتخذ مجالس الشرب، ويأتي برأس الحسين علیه السلام ويضعه بين يديه
ص: 220
ويشرب عليه .
فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائهم ، فقال : يا ملك العرب ، هذا رأس من ؟
فقال له يزيد مالك ولهذا الرأس ؟
فقال : إنّي إذا رجعتُ إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه ، حتى يشاركك في الفرح والسرور .
فقال له يزيد لعنه الله : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب.
فقال الرومي : ومَن أمّه ؟
فقال : فاطمة ابنت رسول الله .
فقال النصراني : أفٍّ لك ولدينك، لي دين أحسن من دينك، إنّ أبي من حوافد داود علیه السلام ، وبيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يعظمونني ويأخذون من تراب أقدامى تبركاً بي بأنّي من حوافد داود علیه السلام ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم ، وليس بينه وبين نبيكم إلا أم واحدة ، فأيّ دين دينكم ؟!!
ثم قال ليزيد : هل سمعت حديث كنيسة الحافر ؟
فقال له : قل حتّى أسمع .
فقال : إنّ بين عمان (1)والصين (2)بحر مسيره ستة أشهر (3)، ليس فيها
ص: 221
عمران إلّا بلدة واحدة في وسط الماء ، طولها ثمانون فرسخاً في ثمانين فرسخاً ، ما على وجه الأرض بلدة أكبر منها ، ومنها يحمل الكافور والياقوت ، أشجارهم العود والعنبر ، وهي في أيدي النصارى ، لا ملك لأحدٍ من الملوك فيها سواهم وفى تلك البلدة كنائس كثيرة، أعظمها كنيسة تسمّى كنيسة الحافر ، في محرابها حقة ذهب معلّقة ، فيها حافر يقولون : إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى(1) وقد زينوا حول الحقة بالذهب والديباج ، يقصدها في كل عام عالم من النصارى ، ويطوفون حولها ويقبلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى عندها (2)، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون أنه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيهم ، وأنتم تقتلون ابن ابنت ،نبيكم ، فلا بارك الله فيكم ولا في دينكم .
فقال يزيد : اقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده.
فلمّا أحس النصراني بذلك ، قال له : أتريد أن تقتلنى ؟
قال : نعم .
قال : إعلم أني رأيتُ البارحة نبيكم في المنام يقول : يا نصراني أنت من أهل الجنة ، فتعجبت من كلامه ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
ثمّ و تب إلى رأس الحسين علیه السلام ، وضمه إلى صدره وجعل يقبله ويبكى حتى قتل».
قال : وخرج زين العابدين يوماً يمشي في أسواق دمشق ، فاستقبله المنهال بن عمرو (3)، فقال : كيف أمسيتَ يابن رسول الله ؟
ص: 222
قال: «أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
يا منهال أمسَت العرب تفتخر على العجم بأنّ محمداً عربي، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمداً منها ، وأمسينا معشر أهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشردون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون مما أمسينا فيه يا منهال».
والله در مهيار (1)حيث يقول :
يعظّمون له أعواد منبره***و تحت أقدامهم أولاده وضعُوا
بأيّ حكم بنوه يتبعونكم***وفخركم أنّكم صحبٌ له تبّعُ
ودعا يزيد يوماً بعلي بن الحسين علیهما السلام وعمرو بن الحسن(2) ، وكان عمرو صغيراً يقال : إن عمره إحدى عشرة سنة .
ص: 223
فقال له : أتصارع هذا ، يعني ابنه خالداً (1)؟
فقال له عمرو : لا ، ولكن أعطني سكيناً وأعطه سكيناً، ثم أقاتله .
فقال يزيد لعنه الله :
شنشنة أعرفها من أخزم***هل تلد الحيّة إلّا الحية
وقال لعلي بن الحسين علیه السلام : أذكر حاجاتك الثلاث التي وعدتك بقضائهن ؟ فقال له :
«الأولى : أن تريني وجه سيدي ومولاي الحسين فأتزود منه وأنظر إليه وأُودّعه .
والثانية : أن تردّ علينا ما أُخذ منّا .
والثالثة : إن كنتَ عزمت على قتلي أن تُوجّه مع هؤلاء النسوة من يردّهن إلى حرم جدهنّ» .
فقال : أما وجه أبيك فلن تراه أبداً ، وأما قتلك فقد عفوت عنك ، وأما النساء فلا يردهنّ إلى المدينة غيرك، وأما ما أخذ منكم فإنّي أُعوّضكم عنه أضعاف قیمته .
فقال علیه السلام : «أما مالك فلا نريده ، وهو موفّر عليك ، وإنما طلبت ما أخذ منا . لأن فيه مغزل فاطمة بنت محمد ومقنعتها وقلادتها وقميصها».
فأمر بردّ ذلك ، وزاد عليه مأتي دينار، فأخذها زين العابدين علیه السلام وفرّقها على الفقراء والمساكين
ص: 224
ثمّ أمر برد الأسارى وسبايا البتول (1)إلى أوطانهم بمدينة الرسول .
وأمّا رأس الحسين علیه السلام ، فروي أنّه أعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف صلوات الله عليه ، وكان عمل الطائفة على هذا المعنى المشار إليه . ورويت آثار كثيرة مختلفة غير ما ذكرناه تركناها لئلا نفسخ (2)ما شرطناه من اختصار الكتاب.
قال الراوي(3): ولما رجع نساء الحسين علیه السلام او عيالهم من الشام وبلغوا إلى العراق، قالوا للدليل : مرّبنا على طريق كربلاء .
فوصلوا إلى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري (4)ارحمه الله وجماعة من بنى هاشم ورجالاً من آل الرسول صلی الله علیه و آله وسلم قد و ردوا لزيارة قبر الحسين علیه السلام ، فوافوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد ، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد، وأقاموا على ذلك أياماً.
إلى الجبّانة (1)في الليل عند مقتل الحسين علیه السلام، فنسمع الجنّ ينوحون عليه فيقولون:
مسح الرسول جبينه***فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قريش***جده خير الجدود
قال الراوي (2): ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة .
قال بشير بن حذام (3): فلمّا قربنا منها نزل على بن الحسين علیه السلام، فحط رحله وضرب فسطاطه وأنزل نساءه.
وقال : «يا بشر (4)رحم الله أباك لقد كان شاعراً ، فهل تقدر على شيءٍ منه ؟» .
قلت : بلى يابن رسول الله إنّي لشاعر .
قال : «فادخل المدينة وانْعَ أبا عبد الله علیه السلام».
قال بشر : فركبتُ فرسي وركضتُ حتى دخلتُ المدينة ، فلما بلغتُ مسجد
ص: 226
النبي صلی الله علیه و آله وسلم رفعت صوتى بالبكاء، وأنشأتُ أقول:
يا أهل يثرب لا مقام لكم***بها قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرّجٌ***والرأس منه على القناة يدارُ
قال : ثمّ قلت : هذا على بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم ، وأنا رسوله إليكم أعرفكم مكانه.
قال : فما بقيت في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلا برزن من خدورهنّ ، مكشوفة شعورهن مخمّشة وجوههن، ضاربات (1)خدودهنّ ، يدعون بالويل والثبور ، فلم أرَ باكياً ولا باكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوما أمرّ على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم .
على ابن نبي الله وابن وصيه***وإن كان عنا شاحط الدار أشسعا
ثم قالت : أيّها الناعي جدّدت حزننا بأبي عبد الله علیه السلام ، وخدشت منا قروحاً لما تندمل ، فمن أنت يرحمك الله ؟
قلت : أنا بشير بن حذلم (1)وجهني مولاي علي بن الحسين، وهو نازل موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله الحسين علیه السلام ونسائه .
قال : فتركوني مكاني وبادروا ، فضربتُ فرسي حتى رجعت إليهم فوجدتُ الناس قد أخذوا الطرق والمواضع ، فنزلتُ عن فرسي وتخطيت رقاب الناس ، حتى قربتُ من باب الفسطاط، وكان علي بن الحسين داخلاً، فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه ، وخلفه خادم معه كرسي ، فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة، فارتفعت أصوات الناس بالبكاء وحنين الجواري ،والنساء ، والناس (2)من كلّ ناحية يعزّونه ، فضحت تلك البقعة ضجّة شديدة .
فأومأ بيده أن اسكتوا (3)، فسكنت فورتهم .
فقال علیه السلام : «الحمد لله ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين بارى الخلائق أجمعين، الذي بَعُدَ فارتفع في السموات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور ، وفجائع الدهور ، وألم الفواجع ، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة .
ص: 228
أيّها القوم (1)، إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الاسلام عظيمة : قتل أبو عبد الله علیه السلام و عترته ، وسبي نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها (2)رزيّة أيها الناس ، فأي رجالاتٍ منكم يسرون بعد قتله ؟ ! (3)أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها ؟ !
فلقد بكتِ السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسموات بأركانها ، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان في لحج (4)البحار، والملائكة المقربون وأهل السموات أجمعون.
أيّها الناس ، أي قلب لا ينصدع (5)لقتله ؟ ! أم أيّ فؤادٍ لا يحنّ إليه ؟ ! أم أتي سمع يسمع (6)هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام ولا يصم ؟!
أيّها الناس، أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك أو كابل (7)، من غير جرم اجتر مناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمةٍ في الاسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ، إن هذا إلّا اختلاق .
والله ، لو أن النبي صلی الله علیه و آله وسلم تقدم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاية (8)بنا لما
ص: 229
زادوا (1)على ما فعلوا بنا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكفّها وأفظعها وأمرها وأفدحها ، فعند الله نحتسب فيها أصابنا وابلغ بنا ، إنه عزيز ذو انتقام».
قال الراوي (2): فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان (3)- وكان زمناً - فاعتذر إليه صلوات الله عليه بما عنده من زمانة رجليه،فأجابه بقبول معذرته وحسن الظن به وشكر له وترحّم على أبيه .
قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس جامع هذا الكتاب : ثم إنّه صلوات الله عليه رحل إلى المدينة بأهله وعياله ، ونظر إلى منازل قومه ورجاله ، فوجد تلك المنازل تنوح بلسان أحوالها، وتبوح بإعلان الدموع وإرسالها ، لفقد حماتها ورجالها ، وتندب عليهم ندب الثواكل ، وتسأل عنهم أهل المناهل ، وتهيج أحزانه على مصارع قتلاه ، وتنادي لأجلهم : واثكلاه، وتقول :
يا قوم أعينوني على النياحة والعويل، وساعدوني على المصاب الجليل فانّ القوم الذين أندب لفراقهم وأحن إلى كرم أخلاقهم كانوا سمار ليلي ونهاري، وأنوار ظلمي وأسحاري، وأطناب شرفي وافتخاري ، وأسباب قوتي وانتصاري، والخلف من شموسي وأقماري .
ص: 230
كم ليلةٍ شردوا بإكرامهم (1)وحشتي ، وشيدوا بإنعامهم حرمتي ، وأسمعوني مناجاة ،أسحارهم ، وأمتعوني بإيداع أسرارهم ؟
وكم يوم عمّروا ربعي بمحافلهم، وعطر وا طبعي بفضائلهم، وأورقوا عودي بماء عهودهم ، وأذهبوا نحوسى بناء سعودهم ؟
وكم غرسوالي من المناقب، وحرسوا محلى من النوائب ؟
وكم أصبحتُ بهم أتشرف على المنازل والقصور، وأميس في ثوب الجذل والسرور ؟
وكم أعاشوا في شعابي من أموات الدهور، وكم انتاشوا على أعتابي من رفات (2)المحذور.
فقصدني فيهم سهم الحمام ، وحسدني عليهم حكم الأيام ، فأصبحوا غرباء بين الأعداء، وغرضاً لسهام الإعتداء، وأصبحتِ المكارم تقطع بقطع أناملهم . والمناقب تشكو لفقد شمائلهم ، والمحاسن تزول بزوال أعضائهم ، والأحكام تنوح لوحشة أرجائهم.
فيالله من ورع أريق دمه في تلك الحروب ، وكمال نكس علمه بتلك الخطوب.
ولئن عُدِمْتُ مساعدة أهل المعقول ، وخذلني عند المصاب جهل العقول، فإنّ لي مسعداً من السنن الدارسة والأعلام الطامسة ، فإنها تندب كندبي وتجد مثل وجدى وكربي .
فلو سمعتم كيف ينوح عليهم لسان حال الصلوات، ويحن إليهم إنسان
ص: 231
الخلوات ، وتشتاقهم طوية المكارم، وترتاح إليهم أندية الأكارم ، وتبكيهم محاريب المساجد، وتناديهم ميازيب الفوائد (1)، لشجاكم سماع تلك الواعية النازلة ، وعرفتم تقصيركم في هذه المصيبة الشاملة.
بل ، لو رأيتم وجدي وانكساري وخلق مجالسي وآثاري ، لرأيتم ما يوجع قلب الصبور ويهيج أحزان الصدور ، ولقد شمت بي من كان يحسدني من الديار وظفرت بي أكفّ الأخطار .
فياشوقاه إلى منزل سكنوه ، ومنهل (2)أقاموا عنده واستوطنوه ، ليتني كنتُ إنساناً أقيهم حزّ السيوف، وأدفع عنهم حرّ الحتوف ، وأحول بينهم وبين أهل الشنآن (3)، وأردّ عنهم سهام العدوان .
وهلّا إذ فاتني شرف تلك المواساة الواجبة ، كنتُ محلاً لضم جسومهم الشاحبة ، وأهلاً لحفظ شمائلهم من البلاء ، ومصوناً من روعة هذا الهجر والقلاء.
فآه ثمّ آه ، لو كنت مخطاً لتلك الأجساد ومحطاً لنفوس أولئك الأجواد ، لبذلتُ في حفظها غاية المجهود، ووفيتُ لها بقديم العهود ، وقضيتُ لها بعض الحقوق الأوائل ، ووقيتها جهدي من وقع تلك الجنادل ، وخدمتها خدمة العبد المطيع ، وبذلتُ لها جهد المستطيع ، وفرشت لتلك الخدود والأوصال فراش الإكرام والإجلال ، وكنتُ أبلغ منيتي من اعتناقها ، وأنوّر ظلمتي بإشراقها .
فياشوقاه إلى تلك الأماني ويا قلقاه لغيبة أهلي وسكاني ، فكلّ حنين يقصر عن حنيني ، وكلّ دواء غيرهم لا يشفيني، وها أنا قد لبست لفقدهم أثواب
ص: 232
الأحزان، وأنستُ من بعدهم بجلباب الأشجان ، ويئست أن يلم بي التجلّد والصبر، وقلت يا سلوة الأيام موعدك الحشر.
ولقد أحسن ابن قتة (1)رحمة الله عليه ، وقد بكى على المنازل المشار إليها (2)، فقال :
مررتُ على أبيات آل محمدٍ***فلم أرها أمثالها يوم حلّتِ
فلا يُبعد الله الديارَ وأهلَها***و إن أصبحت منهم برغمي (3)تخلتِ
ألا إنّ قتلى الطف من آل هاشم***أذلّت رقاب المسلمين فذلّتِ
وكانوا غياثاً ثم أضحوا رزيّة***لقد عظمت تلك الرزايا وجلّتِ
ألم تر أنّ الشمس أضحت مريضة***لفقد حسين والبلاد اقشعرّتِ
فاسلك أيها السامع بهذا المصاب مسلك القدوة من حملة الكتاب.
فقد روي عن مولانا زين العابدين علیه السلام - وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه - أنّه كان كثير البكاء لتلك البلوى ، عظيم البث والشكوى. فروي عن الصادق إنه قال : «إنّ زين العابدين علیه السلام بكى على أبيه أربعين سنة ، صائماً نهاره قائماً ليله ، فإذا حضره الإفطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه ، فيقول : كل يا مولاي ، فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً، قتل ابن رسول الله عطشاناً ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه
ص: 233
ويمتزج شرابه منها ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزّ وجلّ» .
وحدث مولى علیه السلام أنه برز إلى الصحراء يوماً ، قال : فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة، فوقفتُ وأنا أسمع شهيقه وبكاءه، وأحصيت عليه ألف مرة يقول : « لا إله إلا الله حقاً حقاً لا إله إلا الله تعبداً ورقاً لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً».
ثم رفع رأسه من سجوده ، وأن لحيته ووجهه قد غمرا من الدموع.
فقلت يا مولاي، أما آن لحزنك أن ينقضى ؟ ولبكائك أن يقل ؟
فقال لي : «ويحك ، إنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم علیه السلام كان نبياً ابن نبي ابن نبي له اثنى عشر ابناً، فغيّب الله سبحانه واحداً منهم فشاب رأسه من الحزن واحد ودب ظهره من الغم والهم وذهب بصره من البكاء وابنه (1)حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت (2)أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ؟!».
وها أنا أتمثل وأشير إليهم صلوات الله وسلامه عليهم ، فأقول :
من مخبر الملبسينا بانتزاحهم***ثوباً من الحزن لا يبلى ويبلينا
إنّ الزمان الذي قد كان يضحكنا***بقربهم صار بالتفريق يبكينا
حالت لفقدانهم أيامنا فغدت***سوداً وكانت بهم بيضاً ليالينا
وهاهنا منتهى ما أردناه وآخر ما قصدناه ، ومن وقف على ترتيبه ورسمه مع اختصاره وصغر حجمه عرف تمييزه على أبناء جنسه وفهم فضيلته في نفسه .
والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ص: 234
(1) فهرس الأعلام والكتب
(2) فهرس البلدان
(3) فهرس الأشعار
(4) فهرس الخطب
(5) فهرس المراجع بلا واسطة
(6) فهرس المراجع مع الواسطة
(7) الفهرس العام للكتاب
ص: 235
ص: 236
(1) فهرس الأعلام والكتب
ابن بابويه ( محمد بن علي ) 186
ابن الزبعري ( عبدالله ) 214
ابن رباح 183
ابن سعد ( محمد بن سعد ) 179
ابن سنان الخفاجي ( عبدالله بن محمد ) 219
ابن فضيل الأزدي 168
ابن قتة ( سليمان بن قتة ) 233
ابن لهيعة ( عبدالله بن لهيعة ) 220،208
ابو برزة الأسلمي ( فضلة بن عبيد الله ) 214 ابو جناب الكلبي ( يحيى بن أبي حبة ) 225
ابو عمر الزاهد 183
ابو عمرة 179
ابو محمد الواقدي 125
أبو هرة الأزدي 132
أخنس بن مرثد 178، 182
إسحاق بن حوبة 177، 182
أسماء بن خارجة 114، 118.
الأسود بن حنظلة 179
الأسود بن خالد 178
أسيد بن مالك 182، 183
الأعمش (سليمان بن مهران) 125
أم الفضل ( لبابة بنت الحارث ) 91
أم كلثوم ابنت علي 140 ، 141، 198، 210
بجدل بن سليم 178
بحر بن ریسان 130
بحر بن كعب 173 ، 174، 178
بحرية بنت المنذر 113
برير بن حصين ( خضير) 139، 154 ، 155 ، 160
بشر بن غالب 131
بشير بن حذلم 226 ، 228
بشير بن خزيم 192
بكير بن حمران 122
جابر بن عبدالله الأنصاري 225
جابر بن يزيد الأودي 178
جعفر بن علي بن أبي طالب 149
جميع بن الخلق الأودي 179
جون (مولى أبي ذر ) 163
حبیب بن بدیل 179
حبيب بن مظاهر 103، 161، 162
حجار بين أبجر 106
ص: 237
الحرّ بن يزيد 137 ، 138 ، 159
حرملة بن الكاهل 169، 173
حسّان بن أسماء 115، 118
الحسن بن الحسن المثى 191
الحصين بن نمير 135
حكيم بن طفيل 182
حمران بن مالك 120
حميد بن مسلم 180 ، 189
حنظلة بن سعد الشبامي 164
خالد بن يزيد 224
خولي بن يزيد 176، 189
دلائل الإمامة ( لمحمد بن جرير الطبري )
دیلم بنت عمرو 133
رأس الجالوت 220
الرباب بنت امرىء القيس 141
رجاء بن منقذ العبدي 182
رشید ( غلام عبیدالله ) 123
رفاعة بن شداد 103، 135
رقية 141
رويحة بنت عمرو 119
زرارة بن خلج 125
زرعة بن شريك 175
زهير بن القين 132 ، 133، 138، 153، 165
زیاد بن عبید 121
زید بن الحسن 191
زید بن موسیٰ 194
زینب بنت عقیل 207
زينب بنت على 140 ، 141، 151،147، 167 ، 168 ، 169 ، 173 ، 175 ، 180 ، 192 ، 201 ، 202 ، 213 ، 215 ، 218
سالم بن خيثمة 182
سعيد بن عبدالله الحنفى 153،106.105. 165
سفيان بن وكيع 124
سكينة بنت الحسين 181 ، 220
سلیمان (ابو زرین) 110
سلیمان بن صرد الخزاعي 103.102، 135
سنان بن أنس النخعي 175، 176
سويد بن عمر بن أبي المطاع 165
شبث بن ربعي 106 ، 174
شريح القاضي 115 ، 119
شمر بن ذي الجوشن 148، 171، 173، 174 ، 175 ، 177 ، 189 ، 190 ، 210
صالح بن وهب الجعفي 182
صالح بن وهب المزني 174
صخر بن قيس 111 ، 112
صوحان بن صعصعة 230
ص: 238
طوعة 119
العباس بن عبدالمطلب 91
العباس بن علي بن أبي طالب 148، 149 ،150 ، 151 ، 170
عبدالرحمن بن عبدربه الأنصاري 154، 155
عبدالله بن جعفر 151
عبدالله بن الحسن 173
عبدالله بن الزبير 123،101
عبدالله بن عباس 101
عبدالله بن عفيف الأزدي 203، 205، 206
عبدالله بن علي بن أبي طالب 149
عبدالله بن عمر 102
عبدالله بن مسلم الباهلي 109
عبدالله بن وائل 103
عبیدالله بن زیاد 109، 113، 114، 115، ،116 ،117 ،118 ،119 ،120 ،121 ،122، 123، 124 ،135 ،136 ،138 ،145 ،148 ،162 ، 183 ،189 ،190 ،200 ،201 ،202 ،203 ،204 ،205 ،206 ،208،207
عثمان بن زیاد 114
عثمان بن عفان 206
عثمان بن علي بن أبي طالب 149
عروة بن قيس 107
عقاب الأعمال ( لابن بابويه ) 186
علي بن الحسين الأكبر 148، 166
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس 86، 230
عمارة بن الوليد 109
عمر بن الحجاج الزبيدي 150
عمر بن سعد 109. 145، 148، 150، 154 ، 155 ، 158 ، 159 ، 166 ، 170 ، 176 ، 177 ، 179 ، 180 ، 182 ، 189 ، 190 .
عمر بن صبيح الصيداوي 182
عمرو بن الحجاج 107 ، 115 ، 118 ، 119 ،189
عمر و بن حریث 201
عمر و بن الحسن 191، 223، 224
عمر و بن خالد الصيداوي 163
عمر و بن سعد بن العاص 207
عمرو بن قرضة الأنصاري 162
عمرو بن معدي كرب الزبيدي 116
غلام ( القاسم بن الحسن ) 167
فاطمة بنت الحسين 141، 194
الفرزدق ( همام بن غالب ) 134.133
فروة بن مسيك المرادي 157
الفلافس النهشلي 179
قيس بن الأشعث 178 ، 189 ، 190
قيس بن مسهر الصيداوي 135
ص: 239
مالك بن النسر 172
محفر بن ثعلبة 208
محمد بن الأشعث 114 ، 120 ، 204
محمد بن بشير الحضرمي 153
محمد بن جرير الطبري 124
محمد بن الحسين البرسي 176
محمد بن الحنفية 128،127
محمد بن داود القمي 127
محمد بن زکریا 179
محمد بن عبد الرحمن (أبو الأسود) 220
محمد بن عمير بن عطارد 107
المختار بن أبي عبيدة الثقفي 108، 114، ،169 ،176 ،178 ،179 ،183
المرتضى علم الهدى ( علي بن الحسين ) 82
مسلم بن عقیل 107 ، 108 ، 109 ، 114 ، ،116 ،119 ،120 ،121 ،122 ،123 ،124، 134، 152
مسلم بن عمرو الباهلي 117
مسلم بن عوسجة 152 ، 161
المسيب بن نجبة 103، 135
مصباح الزائر ( للسيد ابن طاووس ) 87
معالم الدین ( لمحمد بن الحسين البرسي ) 176
معاوية بن أبي سفيان 96، 103،97 ،121،111 219
معقل 116
الملهوف (للسيد ابن طاووس ) 87
المنذر بن الجارود 110 ،113
منقذ بن مرة العبدي 167
المنهال بن عمرو 222 ، 223
المهاجر بن أوس 159
مهیار بن مرزویه 223
النعمان بن بشير 104 ، 218،109
هاني بن ثبيت الحضرمي 182
هاني بن عروة 114، 115، 116، 118، 119 ،122 ،123 ،124
هاني بن هاني السبيعي 105، 106
هلال بن نافع البجلي 138 ، 177
واحظ بن غانم 182
وكيع 125
الوليد بن عتبة 96، 98،97
مروان بن الحكم 97، 98 ، 99
وهب بن حباب الكلبي 161
يزيد بن الحارث 106
يزيد بن مسعود النهشلي 110
يزيد بن معاوية 93، 96، 97، 99، 103، ،109 ،111 ،121 ،124 ،128 ،130 ،142 ،150 ،190 ،206 ،207 ،208 ،213 ،214 ،218 ،219 ،220 ،221 ،223
يزيد بن معقل 160
ص: 240
(2) فهرس البلدان والأماكن
البصرة 109، 110، 114
التنعيم 130
الثعلبية 131
الجبانة 226
الحاجز 136
الحجاز 142
دمشق 210، 222
ذات عرق 131
الروم 221
الري 953
زبالة 134
السبخة 207
الشام 104 ، 119، 208، 210، 218، 225
الصين 221
عذيب الهجانات 137
العراق 125، 126، 130، 131، 225
عمان 221
كربلاء 93 . 126 ، 139 ، 190 ، 194، 225، 226 ،227
الكوفة 102، 106 ، 108، 109، 114 ، 125 ،127 ،132 ،134 ،135 ،137 ،159 ،189 ،190 ،192 ،193 ،195 ،196 200،198
المدينة 96، 226،225،207، 227
مكة 101، 102، 103 ، 124، 127 ،132
النواويس 126
اليمن 128 130
ص: 241
ص: 242
(3) فهرس الأشعار
القافية / الشاعر / عدد الأبيات / الصفحة
حلّتِ / ابن قته / 5 / 233
ورماح / / 1 / 196 - 107
النوائح / یزید بن معاویه / 1 / 218
الخدود / / 2 / 226
يتوقّدُ / أم كلثوم / 5 / 198
الأسمر / أسيد بن مالك / 1 / 183
عامر / عبدالله بن عفيف / 2 / 205
مدرارُ / بشر بن حذام / 2 / 227
ومصدري / عبدالله بن عفيف / 1 / 205
النار / الامام الحسين / 1 / 170
نكرا / حمران بن مالك / 3 / 120
ومكردسِ / / 2 / 166
الدعامصا / / 1 / 197
فأفجعا / / 4 / 227
وضعوا / مهیار / 2 / 223
يرفعُ / / 5 / 203
بالتلف / / 2 / 84
الأسل / ابن الزبعري / 5 / 214 - 215
والأصيل / الإمام الحسين / 4 / 140
وأنبل / الإمام الحسين / 4 / 134 - 135
ص: 243
القافية / الشاعر / عدد الأبيات / الصفحة
تزميلا / / 4 / 211
التنزيل / / 3 / 85
والتنكيل / / 3 / 208
بكربلا / / 3 / 170
عقيل / عبدالله بن الزبير / 8 / 123 - 124
لا تشل / ابن الزبعري / 1 / 216
الأمم / زينب بنت عقيل / 3 / 207
وأكرما / الإمام السجاد / 3 / 200
سنان / / 1 / 176
ويبلينا / ابن طاووس / 3 / 234
يقريها / السيد المرتضى / 2 / 83
الحية / یزید / 1 / 224
ص: 244
(4) فهرس الخطب
خطبة النبي بأصحابه، يذكر فيها شهادة الإمام الحسين 93 ، 94-96
خطبة سليمان بن صرد الخزاعي بأهل الكوفة عند سماعهم بوصول الحسين إلى مكة 102-103
خطبة يزيد بن مسعود النهشلي ببني تميم وبني حنظلة وبني سعد يدعوهم إلى نصرة الحسين 110
خطبة الامام الحسين لما عزم الخروج إلى العراق 126
خطبة قيس بن مسهر بالكوفة ، أعلمهم فيها بتوجه الحسين نحوهم : 136
خطبة الإمام الحسين لما ضيّق عليهم الحرّ بالطريق، يذكر فيها ننكر الدنيا و إدبار معروفها 138
خطبة الإمام الحسين ، وفيها مناشدته لأصحاب ابن زياد يذكر هم فيها بنسبه وحسبه 145
خطبة الإمام الحسين بأصحابه، يذكر فيها رخصته لهم بالذهاب ، فان القوم لا يريدون غيره 151
خطبة الإمام الحسين بأصحاب عمر بن سعد يوبخهم فيها على فعلتهم وغدرهم 155 - 157
خطبة زينب بنت علي بأهل الكوفة بعد شهادة الإمام الحسين 192 - 193
خطبة فاطمة الصغرى بأهل الكوفة 194 - 197
خطبة أم كلثوم بأهل الكرمه، راجمة صوتها بالبكاء، تذكر فيها أبياتاً ترثي بها الحسين 198
خطبة الإمام السجاد بأهل الكوفة ، يعرفهم فيها نفسه، ويلومهم على الغدر 199
خطبة زينب بنت علي أمام يزيد ، تذكر فيها كفره وفسقه ، وأنه سيحاجج يوم القيامة 215 - 218
خطبة الإمام السجاد عند وصوله إلى المدينة والناس يعزّونه، يذكر فيها ما جرى عليهم من المصائب 228 - 230
ص: 245
ص: 246
(5) فهرس المراجع بلا واسطة
(1) القرآن الكريم
(2) إبصار العين في أنصار الحسين للشيخ محمد السماوي، مكتبة بصيرتي قم 1408ه.
(3) إحقاق الحق للقاضي نور الله المرعشي التستري، مع تعليقات للسيد شهاب الدين المرعشي ، المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.
ونقلنا بواسطته كثيراً من مصادر الباب الأول من المقدمة .
(4) أدب الطف ، للسيد جواد شبر ، دار المرتضى بيروت.
(5) الإرشاد للشيخ المفيد المؤتمر الألفي للشيخ المفيد قم .
(6) أسد الغابة ، لعلي بن محمد الجزري، مصر .
(7) الأعلام لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين بيروت
ونقلنا بواسطته كثيراً من مصادر التراجم .
(8) أعلام النساء المؤمنات لمحمد الحسون وأم علي مشكور ، إنتشارات أسوة 1411ه.
(9) الإكمال لابن ماكولا، مطبعة محمد أمين بيروت.
(10) الأمان ، للسيد ابن طاووس، مؤسسة آل البيت قم .
(11) أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى ، دار التعارف بيروت.
(12) أنصار الحسين للشيخ محمد مهدي شمس الدين، الدار الإسلامية 1401 ه.
(13) إيضاح الاشتباه، للعلامة الحلي، مؤسسة النشر الإسلامي قم
(14) بحار الأنوار للشيخ المجلسي، دار الكتب الاسلامية طهران .
(15) تراث كربلاء لسلمان هادي الطعمة مؤسسة الأعلمى بيروت .
(16) ترجمة الإمام الحسين ومقتله من كتاب الطبقات لابن سعد، مجلة تراثنا الصادرة عن
ص: 247
مؤسسة آل البيت قم ، العدد 10 .
(17) تسمية من قتل مع الحسين، للفضل بن الزبير الكوفي ، من أصحاب الإمام الباقر والصادق، مجلة تراثنا العدد الثاني .
(18) تقريبب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي ، نسخة مخطوطة محفوظة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.
(19) تنقيح المقال، للشيخ عبدالله المامقاني ، نسخة حجرية .
(20) تهذيب التهذيب، لاحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، مطبعة دائرة المعارف النظامية الهند .
(21) جمهرة اللغة ، لمحمد بن الحسن بن دريد دار العلم للملايين بيروت .
(22) حكاية المختار في أخذ الثار للسيد ابن طاووس، منشورات الشريف الرضي قم .
(23) خلاصة الأقوال = الرجال للعلامة الحلي ، منشورات الشريف الرضي قم.
(24) الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للشيخ آقا بزرك الطهراني، دار الأضواء بيروت.
(25) الرجال لابن داود الحسين بن علي ، منشورات الشريف الرضي قم.
(26) الرجال للشيخ الطوسي ، منشورات الشريف الرضي قم
(27) الرجال، للنجاشي، مؤسسة النشر الإسلامي قم.
(28) الرجال في تاج العروس ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد 1401ه.
(29) رياض العلماء، للشيخ عبد الله الأفندي المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.
(30) زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدي، مؤسسة الإمام الحسين قم.
(31) سفينة البحار ، للشيخ عباس القمي، مؤسسة انتشارات فرهاني.
(32) سير أعلام النبلاء للذهبي محمد بن احمد بن عثمان ، مؤسسة الرسالة بيروت .
(33) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، دار احياء الكتب العربية .
(34) الصحاح ، لاسماعيل بن حماد الجوهري، دار العلم للملايين بيروت 1990م.
(35) ضياء العينين في تذكرة أصحاب الحسين ، لمحمد حسن بقراط سبزواري، مطبعة ايران مشهد .
(36) طبقات أعلام الشيعة ، القرن الرابع للشيخ آقا بزرك الطهراني، دار الكتاب العربي بيروت .
ص: 248
(37) الطرائف ، للسيد ابن طاووس، مطبعة الخيام قم .
(38) الغدير للشيخ عبد الحسين الأميني، دار الكتب الاسلامية طهران.
(39) فهرس الف بائي للنسخ الخطية في مكتبة الإمام الرضا محمد آصف فکرت انتشارات المكتبة الرضوية .
(40) فهرس النسخ الخطية للمكتبة العامة لآية الله المرعشي قم، للسيد احمد الحسيني، المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم .
(41) فهرس النسخ الخطية لمكتبة المجلس في طهران ، لعبد الحسين الحائري، نشريات مكتبة المجلس.
(42) فهرس النسخ الخطية لمكتبة ملك في طهران، انتشارات هنر طهران .
(43) الفهرست للشيخ الطوسي، منشورات الشريف الرضي قم .
(44) فهرست اسماء علماء الشيعة ومصنفيهم المنتجب الدين علي بن عبيد الله ، المكتبة المرتضوية طهران.
(45) فهرست کتابهای چاپی ،عربی لخانبابا مشار، مطبعة رنگين .
(46) قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي قم.
(47) كتابخانه ابن طاووس وأحوال و آثار او ، لاتان كلبرك ، المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.
(48) كشف المحجة ، للسيد ابن طاووس، دفتر تبلیغات اسلامی قم .
(49) الكنى والألقاب، للشيخ عباس القمي، انتشارات بيدار قم .
(50) لسان العرب لابن منظور محمد بن مكرم ، دار إحياء التراث العربي بيروت 1408ه .
(51) اللهوف، للسيد ابن طاووس، منشورات الشريف الرضي قم.
(52) المجازر الطائفية في عهد الشيخ المفيد لفارس تبريزيان، المؤتمر الألفي للشيخ المفيد 1413ه .
(53) مجمع البحرين للشيخ فخر الدين الطريحي، دار الكتب العلمية النجف .
(54) مختصر تاریخ دمشق لابن منظور محمد به مکرم، دار الفکر بیروت .
(55) المدونات التأريخية لواقعة الطف، للسيد عبد العزيز الطباطبائي، مجلة الموسوم العدد 12
ص: 249
المجلد 3 سنة 1412ه .
(56) مستدركات علم رجال الحديث ، للشيخ على النمازي ، مطبعة حيدري طهران 1414ه .
(57) معالم العلماء ، لابن شهر آشوب، المطبعة الحيدرية النجف.
(58) معجم البلدان لياقوت بن عبد الله ، دار إحياء التراث العربي بيروت 1399 ه .
(59) معجم رجال الحديث للسيد أبي القاسم الخوئي، الطبعة الرابعة بيروت 1409ه .
(60) مقاتل الطالبيين ، لأبي الفرج الأصفهاني، دار المعرفة بيروت.
(61) مقتل الحسين ، لأبي مخنف لوط بن يحيى، المطبعة العلمية قم.
(62) مقتل الحسين ومصرع أهل بيته وأصحابه في كربلاء ، لأبي مخنف لوط بن يحيى ، منشورات الشريف الرضي قم .
(63) مقتل الحسين ، للخوارزمي الموفق بن احمد منشورات مكتبة المفيد قم .
(64) مقتل الحسين، للسيد عبدالرزاق الموسوي المقرم، دار الكتاب الإسلامي بيروت 1399ه .
(65) المناقب، لابن شهر آشوب، انتشارات مصطفوي .
(66) وقعة الطف، لأبي مخنف لوط بن يحيى، مؤسسة النشر الاسلامي قم .
ص: 250
(6) فهرس المراجع مع الواسطة
(1) آكام المرجان للشبلنجي ، ط الصبيح القاهرة .
(2) الإتحاف بحبّ الأشراف، للشبراوي الزبيدي ط مصر .
(3) الأخبار الطوال، للقرماني ، ط بغداد .
(4) الأخبار الطوال، للدينوري، ط القاهرة 1330 ه .
(5) أسد الغابة ، لابن الأثير ، ط مصر 1280 ه .
(6) إسعاف الراغبين لمحمد بن الصبان بهامش نور الأبصار ، ط مصر .
(7) أسماء الرجال للذهبي مخطوط.
(8) الإصابة ، لابن حجر العسقلاني، ط مصر .
(9) أعلام النساء ، لكحالة ، ط دمشق 1359 ه .
(10) الأغاني ، لأبي الفرج الأصبهاني ط مصر.
(11) الأنس الجليل ، لمجيد الدين الحنبلي، ط القاهرة.
(12) إيضاح المكنون للبغدادي.
(13) البدء والتاريخ، لمطهّر بن طاهر المقدسي . ط شالون 1916م.
(14) البداية والنهاية لابن كثير الدمشق، ط السعادة مصر .
( 15) البيان والتبيين، للجاحظ ، ط مصر .
(16) تاج التراجم ، لقاسم الحنفي، ط ليبسيك 1862م .
(17) تاج العروس لمحمد مرتضى الزبيدي، ط القاهرة
(18) تاريخ الاسلام لمحمد بن أحمد الدمشق، ط مصر .
(19) تاريخ الاسلام للذهبي ط مصر.
ص: 251
(20) تاريخ الاسلام والرجال لعثمان دده الحنفي.
(21) تاريخ الأمم والملوك ، لمحمد بن جرير الطبري، ط الاستقامة مصر .
(22) تاريخ بغداد للخطيب . ط مصر 1349ه .
(23) تاريخ الخلفاء، للسيوطي ، ط الميمنية مصر.
(24) تاريخ الخميس، الحسين بن محمد الديار البكري، ط الوهبية مصر .
(25) تاريخ دمشق، على ما في منتخبه لابن عساكر الدمشقي ، ط روضة الشام.
(26) تاريخ الكوفة ، للبراقي ، ط النجف 1356ه .
(27) التحبير ، للسمعاني .
(28) التحفة العلية والآداب العلمية لعلي بن الحسين بالكثير ، مخطوط .
(29) تذكرة الحفاظ ، للذهبي ، طحيدر آباد .
(30) تذكرة الخواص ، لسبط ابن الجوزي ، ط الغري.
(31) تفسير القرآن ، لابن كثير الدمشقي بهامش فتح البيان، ط بولاق مصر .
(32) تهذيب الأسماء واللغات لأبي زكريا النووي ط مصر .
(33) تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ، ط حيدر آباد 1325 ه .
(34) جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي لعبد الهادي الأبياري المصري ط مصر.
(35) جامع الأصول، لابن الأثير الجزري، ط مصر
(36) جمع الفوائد من جامع الأصول لمحمد بن محمد بن سليمان . ط الهند .
(37) جمهرة أشعار العرب لابن أبي الخطاب، ط مصر 1308 ه .
(38) جمهرة الأنساب، لابن ،خرم ط مصر 1948م .
(39) حلية الأولياء لأبي نعيم الإصبهاني، ط مصر 1351 ه .
(40) خزانة الأدب، لعبد القادر بن عمر البغدادي ، ط مصر 1299 ه .
(41) الخصائص الكبرى للسيوطي ، طحيدر آباد .
(42) الدر المنثور في طبقات ربات الخدور لزينب فواز ، ط مصر 1312 ه .
(43) ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري، ط القدسي القاهرة.
ص: 252
(44 ) ذيل المذيل ، لابن جرير الطبري، ط مصر 1326 ، بآخر تاريخ الأمم والملوك .
(45) ربيع الأبرار للزمخشري .
(46) رشفة الصادي، لأبي بكر العلوي، ط الغري.
(47) رغبة الآمل من كتاب الكامل ، لسيّد بن علي المرصفي ، ط مصر .
(48) الرياض النضرة في مناقب العشرة ، للمحب الطبري، ط مصر 1327 ه .
(49) سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ، لمحمد أمين البغدادي السويدي، ط بغداد 1280 ه .
(50) سمط اللثالي لعبد العزيز الميمني ، ط مصر 1354 ه .
(51) سير أعلام النبلاء للذهبي ط مصر.
(52) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ط بيروت 1374ه .
(53) الشرف المؤبد لآل محمد ، للنبهاني ، ط مصر .
(54) صحيح الترمذي ، ط الصادي مصر .
(55) صفة السفوةه ، لأبي الفرج ابن الجوزي ، ط حیدر آباد 1355 ه .
(56) الصواعق المحرقة لاحمد بن حجر الهيتمي ، ط عبداللطيف مصر .
(57) الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ، ط القاهرة.
(58) العرائس الواضحة للآبياري المصري.
(59) العقد الفريد ، لابن عبدربه، ط مصر .
(60) عمدة القاري لمحمود بن احمد العيني، ط القاهرة . پ
(61) غرر الخصائص ، لبرهان الدين محمد بن ابراهيم ط مصر .
(62) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، ط الغري.
(63) الفهرست، لابن النديم.
(64) الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ط مصر .
(65) كشف الظنون ، لحاجي خليفة .
(66) كفاية الطالب ، للكنجي الشافعي ، ط الغري .
(67) الكنى والأسماء ، للدولابي ، ط حیدر آباد 1322 ه .
ص: 253
(68) الكواكب الدرية ، لعبد الرؤوف المناوي، ط الأزهري مصر .
(69) اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير ، ط مصر 1356 ه . (
70) لسان الميزان للعسقلاني، ط حیدر آباد 1331 ه .
(71) مأثر الإناقة ، للقلقشندي ، ط الكويت.
(72) مجابي الدعوة لعبد الله بن محمد بن عبيد الله بن أبي الدنيا ، ط بمبئي.
(73) مجمع الزوائد للهيتمي ، ط القدسي القاهرة.
(74) المحاسن والمساوي للبيهقي ، ط بيروت.
(75) محاضر الأبرار ، لمحيى الدين ابن العربي ط مصر .
(76) المحبر ، لمحمد بن حبيب ، ط حیدر آباد 1361ه .
(77) المختار ، لابن الأثير ، مخطوط
(78) مختصر تذكرة القرطبي للشعراني . ط مصر
(79) مرآة الجنان لليافعي ، طحيد آباد.
(80) المعجم الكبير للطبراني ، مخطوط .
(81) مفتاح النجا في مناقب آل العبا لمحمد خان بن رستم البدخشي، مخطوط.
(82) مقتل الحسين للخوارزمي ، ط الغري.
(83) الملل والنحل للشهرستاني ، ط مصر .
(84) المناقب ، لأحمد بن حنبل، مخطوط .
(85) منتخب كنز العمال ، للمولى علي الهندي ، بهامش المسند، ط مصر .
(86) المنتظم، لأبي الفرج ابن الجوزي ، ط حيدر آباد 1357 ه .
(87) ميزان الاعتدال للذهبي ، ط مصر 1325 ه .
(88) النجوم الزاهرة لابن تغري بردي . ط دار الكتب المصرية .
(89) نسب قريش لمصعب بن عبدالله الزبيري ، ط مصر 1953م.
(90) نظم درر السمطين للزرندي ، ط مطبعة القضاء .
(91) النقائض بين جرير والفرزدق، لمعمر بن المثنى، ط ليدن.
ص: 254
(92) نور الأبصار ، للشبلنجي ط مصر .
(93) نور القبس المختصر من المقتبس ، ليوسف بن أحمد اليغموري، طقسياران .
(94) النهاية للقلقشندي .
(95) الوافي بالوفيات للصفدي .
(96) وسيلة المآل ، للحضر مي باكثير . مخطوط .
(97) الولاة والقضاة، لحمد بن يوسف الكندي ، ط بيروت 1908م .
(98) ينابيع المودة، للقندوزي، ط اسلامبول.
ص: 255
ص: 256
الفهرس العام للكتاب
دليل الكتاب....7
الإهداء....9
البينات التي ظهرت بعد شهاده الإمام الحسين....11
أول من كتب المقتل إلى زمن السيد ابن طاووس....31
السيد ابن طاووس في سطور....43
من كتب عن ابن طاووس....53
حول الكتاب:....63
نسبته....65
اسمه....66
نسخه....67
طبعاته....78
ترجمته....68
عملنا في الكتاب....71
شكر وتقدير....74
نماذج مصورة عن المخطوطة....75
متن كتاب الملهوف:....79
مقدمة المؤلف....81
ثواب البكاء أو التباكى على مصائب أهل البيت....86
المسلك الأول في الأمور المتقدمة على القتال:....89
مولد الإمام الحسين (ع)....91
ص: 257
إخبار جبرئيل النبي بما يجري على الحسين وإخبار النبي أمّته....92
موت معاوية وأخذ البيعة ليزيد....96
طلب يزيد من الوليد أخذ البيعة من الحسين وما جرى عندها....97
نصيحة مروان للامام الحسين وجواب الإمام الحسين لمروان....98
توجه الإمام الحسين إلى مكة....101
ما أشار به البعض على الإمام الحسين بالإمساك أو الصلح....101
كتابة أهل الكوفة إلى الإمام الحسين يدعونه بالتوجّه إليهم....102
كتب أخرى تصل إلى الامام الحسين من أهل الكوفة....105
آخر كتاب ورد على الإمام الحسين من أهل الكوفة....106
إرسال الإمام الحسين مسلم إلى الكوفة ومعه جواب كتبهم....107
دخول مسلم بن عقيل الكوفة....108
كتب جماعة إلى يزيد بخبر مسلم ويشيرون عليه بعزل النعمان....109
ولاية يزيد لعبيد الله على الكوفة....109
كتب الامام الحسين إلى جماعة من أشراف البصرة يدعوهم لنصرته....110
جمع يزيد بن مسعود القبائل وحتهم على نصرة الحسين....110
كتب يزيد بن مسعود كتاباً إلى الحسين يخبره باجتماع القبائل لنصرته....113
عندما تجهز يزيد بن مسعود للخروج إلى نصرة الحسين بلغه استشهاده....113
ما فعله المنذر بن الجارود بكتاب الحسين والرسول....113
خروج عبيد الله بن زياد من البصرة متوجهاً إلى الكوفة....114
خروج مسلم من دار المختار وذهابه إلى دار هاني....114
ذهاب هاني إلى عبيد الله بن زياد وما جرى بينهما....115
اجتماع مذحج حول القصر مطالبين بهاني....119
خروج مسلم لحرب عبیدالله بن زیاد...119
تفرق الناس عن مسلم....119
محاربة مسلم لأصحاب عبيدالله....120
ص: 258
محاورة مسلم مع عبيد الله بعد أن أخذ أسيراً....121
شهادة مسلم بن عقيل....122
شهادة هاني بن عروة....122
أبيات شعر للفرزدق يرثي بها مسلم وهاني....123
توجه الإمام الحسين من مكة....124
إخبار أبو محمد وزرارة الإمام الحسين بأحوال أهل الكوفة....125
خطبة الإمام الحسين لما عزم على الخروج إلى العراق....126
معارضة محمد بن الحنفية خروج الإمام الحسين إلى العراق وما جرى بينهما....127
وصول الإمام الحسين إلى التنعيم وأخذه الهدايا التي أرسلت إلى يزيد....130
وصول الإمام الحسين إلى ذات عرق ولقاؤه مع بشر بن غالب....131
وصول الإمام الحسين إلى التعلبية وما شاهده في المنام....131
ملاقاته مع أبي هرة وما جرى بينهما....132
زهير بن القين وكيفية لحوقه بالحسين....132
وصول الإمام الحسين إلى زبالة، ووصول خبر مسلم إليه....134
ملاقاة الإمام الحسين مع الفرزدق....134
كتابة الإمام الحسين كتاباً إلى أصحابه بالكوفة....135
ما جرى لقيس بن مسهر حامل كتاب الحسين....135
التقاء الإمام الحسين مع الحرّ وما جرى بينهما....137
خطبة الإمام الحسين لما ضيّق عليهم الحرّ بالمسير....138
ما قاله زهير بن القين بعد خطبة الإمام الحسين....138
ما قاله هلال بن نافع البجلي....138
ما قاله برير....139
وصول الإمام الحسين إلى أرض كربلاء....139
إنشاد الإمام الحسين أبياتاً تدل على شهادته....140
ما عملته زينب والعيال عند سماعهم للأبيات....140
ما يمكن أن يكون سبباً لحمل الحسين عياله معه....142
ص: 259
المسلك الثاني في وصف حال القتال:....143
مناشدة الإمام الحسين القوم لإتمام الحجة....145
موقف العباس واخوته من الأمان الذي جاء به الشمر لهم....148
استمهال الحسين القوم عن القتال سواد الليل ليتوجه للعبادة....150
رؤيا رآها الحسين في المنام....150
خطبة الإمام الحسين في أصحابه يجيزهم فيها بالانصراف....151
ما قاله اخوته وأقاربه بعد خطبته....151
ما قاله مسلم بن عوسجة....152
ما قاله سعيد بن عبدالله الحنفى....153
ما قاله زهير بن القين....153
ما قاله جماعة من أصحابه....153
ما قاله محمد بن بشير عندما فهم بأسر ابنه....153
بات الحسين وأصحابه آخر ليلة ولهم دوي كدوي النحل من العبادة....154
برير يضاحك عبد الرحمن في صبح يوم عاشوراء....154
خطبة الإمام الحسين أما معسكر ابن سعد يعظهم ويذكّرهم بمواعيدهم وكتبهم....155
تقدم عمر بن سعد ورمى اول سهم نحو عسكر الحسين....158
اقتتلوا ساعة ، وقُتل من اصحاب الحسين جماعة....158
التحاق الحرّ بمعسكر الإمام الحسين وشهادته....159
قتال بریر و شهادته....160
قتال وهب بن حباب وشهادته....161
قتال مسلم بن عوسجة وشهادته....161
قتال عمرو بن قرظة الأنصاري وشهادته....162
قتال جون مولى أبي ذر وشهادته....163
قتال عمرو بن خالد الصيداوي وشهادته....163
ص: 260
قتال حنظلة بن سعد الشبامي وشهادته....164
صلاة الإمام الحسين بأصحابه....165
قتال سويد بن عمر بن أبي المطاع وشهادته....165
قتال علي بن الحسين وشهادته....166
قتال أهل البيت وشهادتهم....167
قتال القاسم وشهادته....167
بقاء الحسين وحيداً، ونداؤه بطلب الناصر والمعين....168
شهادة ولد الإمام الحسين الرضيع....168
ركب الحسين - ومعه العباس - المسناة يريد الفرات....170
شهادة العباس....170
قتال الامام الحسين القوم أشدّ قتال....170
حال القوم بين الحسين وبين رحله....171
خروج عبد الله بن الحسن وهو غلام وشهادته....173
حمل الشمر على فسطاط الحسين....173
ارتدى الامام الحسين ثوباً خلقاً لئلا يجرد منه....174
شهادة الإمام الحسين عليه السلام....174
ضحت الملائكة بعد شهادة الحسين....176
أقبل القوم على سلب الحسين....177
احرقوا خيام الحسين....180
زينب تندب الحسين بصوت حزين....180
اعتنقت سكينة جسد الحسين....181
داسوا ظهر الحسين بالخيل....182
رأى رجل من معسكر ابن سعد النبي في المنام فأكحله بدم الحسين فعمي....183
تنصب قبة من نور لفاطمة يوم القيامة وتطالب بالانتقام من قتلة الحسين....184
ص: 261
المسلك الثالث فى الأمور المتاخرة عن قتله:....187
بعث عمر بن سعد رأس الحسين ورؤوس بقية الشهداء إلى ابن زياد....189
حمل ابن سعد عيال الحسين إلى ابن زياد....189
اقتسمت القبائل الرؤوس لتأتي بها إلى ابن زياد....190
دفن قوم من بني اسد الأجسام....190
كان مع الاسرى الامام السجاد والحسن المثنى وزيد وعمرو....191
بكاء أهل الكوفة لما شاهدوا أهل البيت في الأسر....192
خطبة زينب عند دخولها الكوفة....192
خطبة فاطمة الصغرى....194
خطبة أم كلثوم....198
خطبة الإمام زين العابدين عليه السلام....199
جلس ابن زياد في القصر وأذن للناس إذناً عاماً....200
محاورة زينب مع ابن زياد واحتجاجها عليه....201
محاروة الإمام السجاد مع ابن زياد و عزم ابن زياد على قتله....202
طيف برأس الحسين في سكك الكوفة....203
اعتراض عبدالله بن عفيف الأزدي على ابن زياد لما نال من الحسين، وشهادته....203
زينب بنت عقيل تندب الحسين....207
رجل ممن حمل رأس الحسين ينقل ما شاهده من نزول الأنبياء والملائكة عند رأسه....208
مسير السبايا إلى دمشق....210
محاججة الإمام السجاد مع رجل أظهر الفرح بقتل الحسين....211
دخول الاسارى على يزيد وهم مقرنون في الحبال....213
ما قالته زينب عند مشاهدتها لرأس الحسين....213
امراة من بني هاشم تندب الحسين في دار يزيد....213
اعتراض ابو برزة الأسلمى على يزيد لما رآه ينكث ثنايا الحسين بقضيب....214
ص: 262
يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعري....214
خطبة زينب أمام يزيد تذكر فيها كفره وفضائحه....215
تفصيل ما حدث عندما قال رجل ليزيد : هب لي هذه الجارية ، ويعني فاطمة....218
دعى يزيد بالخطاب ليخطب وأمره بذم الحسين واعتراض الإمام السجاد عليه السلام....219
ما رأته سكينة في المنام....220
تعجب رأس الجالوت من قتل المسلمين ابن بنت نبيهم....220
ما قاله ملك الروم ليزيد عند مشاهدته رأس الحسين....221
المنهال بن عمر و مع الإمام السجاد....222
دعى يزيد الإمام السجاد وقال له : اذكر حاجاتك الثلاث....224
خروج الاسارى من الشام....225
وصول السبايا إلى العراق وذهابهم إلى كربلاء....225
نوح الجن على الإمام الحسين....226
انفصال السبايا من كربلاء طالبين المدينة....226
بشر ينعى الحسين في المدينة....226
جارية تنوح على الحسين....227
الناس يعزون الإمام السجاد....228
خطبة الإمام السجاد....228
اعتذار صوحان بن صعصعة....230
ما قاله ابن طاووس في خاتمة كتابه من نوح المنازل لفقد حماتها....230
بكاء الإمام السجاد على أبيه....233
الفهارس:
فهرس الأعلام والكتب....237
فهرس البلدان....241
فهرس الأشعار....243
فهرس الخطب....245
ص: 263
فهرس المراجع بلا واسطة
فهرس المراجع مع الواسطة
الفهرس العام للكتاب
ص: 264
247
251
257
ص: 265