تقدیر الأرزاق بين التوکل و التکفل

هوية الکتاب

تقدير الأرزاق بين التوكّل والتكفّل

الناشر:...مؤسسة علوم نهج البلاغة.

الطبعة:...الأولى.

عدد النسخ:... 1000 نسخة.

التصميم:...احمد عباس مهدي عباس.

التنضيد والاخراج الفني: .......... علي جاسم محمد علي.

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الاولى 1437 ه - 2015 م العراق: كربلاء المقدسة - شارع السدرة - مجاور مقام علي الأكبر علیه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 1

اشارة

الناشر:...مؤسسة علوم نهج البلاغة.

الطبعة:...الأولى.

عدد النسخ:... 1000 نسخة.

التصميم:...احمد عباس مهدي عباس.

التنضيد والاخراج الفني: .......... علي جاسم محمد علي.

ص: 2

سلسلة الرزق والفقر في نهج البلاغة (3) تقدير الأرزاق بين التوكّل والتكفّل تأليف علي فاضل الخزاعي

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الاولى 1437 ه - 2015 م العراق: كربلاء المقدسة - شارع السدرة - مجاور مقام علي الأكبر علیه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 - 07815016633 الموقع:

www.inahj.org Email: Inahj.org@gmail.com

ص: 4

قال أمير المؤمنين علیه السلام:

«..قَد تَكَفّلَ لَكُم بِالرّزقِ وَ أُمِرتُم بِالعَمَلِ فَلَا يَكُونَنّ المَضمُونُ لَكُم طَلَبُهُ أَولَي بِكُم مِنَ المَفرُوضِ عَلَيكُم عَمَلُهُ فَبَادِرُوا العَمَلَ، وَ خَافُوا بَغتَةَ الأَجَلِ، فَإِنّهُ لَا يُرجَي مِن رَجعَةِ العُمُرِ مَا يُرجَي مِن رَجعَةِ الرّزقِ مَا فَاتَ اليَومَ مِنَ الرّزقِ رجُيَ غَداً زِيَادَتُهُ. وَ مَا فَاتَ أَمسِ مِنَ العُمُرِ لَم يُرجَ اليَومَ رَجعَتُهُ..»

نهج البلاغة: الخطبة 114.

ص: 5

ص: 6

مقدمة المؤسسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد:

بين يدي القارئ الكريم مجموعة من الأحاديث الشريفة الواردة عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة والتي تضمّنت موضوع الرزق وما يتعلق به من أمور لطالما شغلت ذهن الإنسان قديماً وحديثاً و علی اختلاف مستوياته المعرفية والثقافية والعقدية التي يمتاز بها في المجتمع.

ومن هنا: رأينا أن نتناول هذا الموضوع ضمن بیان مولی الموحدين عليه السلام، وقد

ص: 7

تفرع العنوان إلى مباحث ثلاثة اقتضى المنهج أن نفرد لكل منها كتاباً مستقلاً كي يأخذ البحث مداه وحاجته من النقاش والدراسة والتوضيح فكانت عنوانات هذه الكتب كالآتي:

الكتاب الأول: الرزق رزقان، رزق تطلبه ورزق يطلبك.

الكتاب الثاني: الرزق بين السعة والضيق والكثرة والقلة.

الكتاب الثالث: تقدير الأرزاق بين التوكّل والتكفّل.

وذلك ضمن السلسلة الموسومة ب «سلسلة الرزق في نهج البلاغة».

وما توفيقنا إلا بالله والحمد لله رب العالمين.

السيد نبيل الحسني

رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8

مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

«والحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء على ما قدم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وإحسان منن والاها، جم عن الإحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الأدراك أبدها»(1)، والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد...

فأنّ الله تعالى يريد تذكير الإنسان بأنّه

ص: 9


1- من خطبة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، الاحتجاج، للشيخ الطبرسي: ج 1، ص 132

سبحانه هو الرازق، وقد تكفل سبحانه وتعالى بإيصال رزقه إلى كل محتاج له سواء كان بوساطة الإنسان أو بوساطة أُخرى.

وعلى الناس عدم ترك العمل بالفرائض الإلهية والانشغال بطلب السعي لاستجلاب الرزق.

فضرب الله لنا مثلاً في مريم وكيف تكفلها زكريا بعد فقدها أباها عمران، إذ كانت تعتزل الناس في محراب لها في المسجد منشغلة بالعبادة، فكان زکریا کلما يتفقدها يجد عندها رزقاً، وذلك ما أشارت إليه الآية الشريفة:

«كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ»(1).

وعند تتبعنا لروايات أمير المؤمنين عليه

ص: 10


1- سورة آل عمران، الآية 37

السلام نجد فيها أن الله سبحانه هو المسؤول عن ضمان كفالة الرزق لعباده، ولكن بالمقابل من ذلك أوجب على العباد العمل بفرائضه جل وعلا للسلامة والفوز برضاه سبحانه وتعالی.

علي فاضل الخزاعي

ص: 11

ص: 12

المسألة الأولى: الانسان بين المضمون له والمطلوب منه

إنّ من الخطأ أن يهتم الانسان برزقه وهو مكفول له، ويترك العمل لله بالفرائض الإلهية وهو المطلوب منه، فقد تكفّل الله تعالى بضمان الأول وقلدنا مسؤولية الأمر الثاني، ومن هنا لابدّ أن نبذل ما في وسعنا للأمر الثاني وهو العمل بالفرائض، والحال على العكس في أنّ أغلب الناس يركزون جهودهم ويبذلون قصارى سعيهم ويشغلون فكرهم من أجل تحصيل الرزق والمعاش ويولون ظهورهم

ص: 13

ليتناسوا الواجبات والفرائض الملقاة على عاتقهم.

ثمّ نھی عن تقديم طلب الرّزق علی الاشتغال بالعبادة وترجیحه عليه، فقال عليه السلام:

«قد تكفّل لكم بالرّزق وأمرتم بالعمل» أما الأمر بالعمل فواضح، أي العمل بالفرائض التي أوجبها الله على عباده، وأمّا التكفّل بالرّزق فقد تقدّم الكلام فيه في معنى الرّزق.

«فَلا يَكُونَنَّ المَضمُونُ لكُم طَلَبُهُ أَولَى بِكُم مِنَ المَفرُوضِ عَلَيكُم عَمَلُهُ فَبَادِرُوا العَمَلَ» فلا يكون هم الانسان هو السعي بالعمل الشاق لاستجلاب رزقه والانشغال عن إيتاء العبادة الإلهية التي هي من الاسباب التي تسبب زيادة الرزق للإنسان.

ص: 14

«وَخَافُوا بَغتَةَ الأَجَلِ، فَإِنّهُ لَا يُرجَي مِن رَجعَةِ العُمُرِ مَا يُرجَي مِن رَجعَةِ الرّزقِ»، الأجل هو الموت، وعلى الإنسان الحذر من حلول أجله وهو منشغل عن عبادة الله سبحانه والعمل بالفرائض الإلهية الملقاة عليه ويكون همه الوحيد هو السعي لطلب رزق يومه.

«مَا فَاتَ اليَومَ مِنَ الرّزقِ رجُيِ َ غَداً زِيَادَتُهُ. وَ مَا فَاتَ أَمسِ مِنَ العُمُرِ لَم يُرجَ اليَومَ رَجعَتُهُ»

قال حبيب الله الخوئي (لأنّ العمر عبارة عن زمان الحياة ومدّته والزّمان کمّ متّصل غير قارّ الذات، والجزء الثّاني منه عادم للجزء الأوّل، والجزء الثّالث عادم للجزء الثاني وهكذا فلا يمكن رجوع الجزء الأوّل بعد مضيّه أبدا، وهذا بخلاف الرّزق کالمآكل والمشارب والأموال، فإذا فات الإنسان شيء منها قدر على ارتجاعه بعينه إن كانت عينه باقية، وما لا

ص: 15

يبقى عينه يقدر على اكتساب مثله، نعم يصعب ذلك لو عممنا الرزق بالنّسبة إلى التّنفس في الهواء، فإنه كالعمل أيضا من الزّمانيات لا يمكن استدراكه، اللّهم إلاّ أن يقال إنّه فرد نادر، ونظر الإمام عليه السّلام في كلامه إلى الأفراد الشايعة والأعمّ الأغلب، فانّ ساير أفراد الرّزق عموما قابل للاستدراك)(1).

* * * *

ص: 16


1- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، حبيب الله الخوئي، ص 69

المسألة الثانية: العمل عبادة

قوله عليه السلام:

«فَلَا يَكُونَنّ المَضمُونُ لَكُم طَلَبُهُ أَولَي بِكُم مِنَ المَفرُوضِ عَلَيكُم عَمَلُه فَبَادِرُوا العَمَلَ»

إن بعض الناس يتشاغل عما فرضه الله عليه من الفرائض الإلهية التي جعلها على عاتقه بالمضمون له حصوله وهو قوت يومه من الرزق.

فعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:

«لا تتشاغل عما فُرِض عليك بما قد ضُمنَ لك، فإنه ليس بفائنك ما قد قسم لك، ولست

ص: 17

بلا حَقّ ما قد زَوي عنك»(1).

وعن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال:

«لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض»(2).

فلا يكون هم الانسان الوحيد هو الاجتهاد والنّصب في تحصيل الرزق وترك ما فرض عليه من تأدية حق الله، وامتثال أوامره في ذلك.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام:

«يا ابن آدم لا يكن أكبر همّك يومك الذي إن فاتك لم يكن من أجلك، فإنّ همّك يوم فإنّ كلّ يوم تحضره يأتي الله فيه برزقك، واعلم أنّك لن تكتسب شيئاً فوق قوتك إلاّ كنت فيه خازناً لغيرك، تكثر في الدنيا به نصبك ويحظى به وارثك ويطول معه يوم القيامة حسابك، فأسعد

ص: 18


1- میزان الحكمة، الريشهري، ج 4، ص 72
2- المصدر نفسه

بمالك في حياتك، وقدّم ليوم معادك زاداً يكون أمامك، فإنّ السفر بعيد والموعد القيامة والمورد الجنّة أو النار»(1).

فلا يكون هنالك إفراط ولا تفريط في مسألة العمل بالفرائض الإلهية والسعي لاستجلاب الرزق، فبعض الناس يقتصر همه على إداء العبادة المفروضة عليه من الصلاة والصيام وباقي الفرائض الإلهية الاخرى، وترك السعي لحصول الرزق أو يتّكل على غيره في استجلاب الرزق، فهذا من الرهبانية التي يبغضها الله سبحانه وتعالى.

فقد ورد أن صحابيين جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهما يحملان أخاً لهما، فسألهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه فقالا:

ص: 19


1- المصدر السابق نفسه، ص 7

إنه لا ينتهي من صلاة إلا إلى صلاة، ولا يخلص من صيام إلا إلى صيام حتى أدركه من الجهد ما تری، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

«فمن يرعى إبله، ويسعى على ولده؟» فقالا: نحن، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

«أنتم أعبد منه، إنه ليس من الإسلام في شيء أن نزهد في الدنيا، وندع متع الحياة، ونقبل على الصلاة والصيام، فقد نعى الله على الذين انصرفوا عن الدنيا، فقال تعالى:

«وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا»(1)»(2).

* * * *

ص: 20


1- سورة الحديد، الآية 27
2- العمل وحقوق العامل في الاسلام، باقر شريف القرشي، ص 25، ج 2

ص: 21

المسألة الثالثة: الرزق يذهب ويعود وعمرك يذهب فلا يعود

قوله عليه السلام:

«فَإِنَّهُ لَايُرْجى مِنْ رَجْعَةِ الْعُمُرِ مَا يُرْجى مِنْ رَجْعَةِ الرِّزْقِ».

سبق لرب العالمين أن حدد للناس أرزاقهم وآجالهم قبل أن يخلق الكون بدليل قوله صلى الله عليه وآله عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدق:

«أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون

ص: 22

مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعید. فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»(1).

عن أحمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام وفيه:

«فإذا تمت الأربعة الأشهر بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين يصورانه ويكتبان رزقه وأجله وشقيا أو سعيدا»(2).

قال تعالی:

ص: 23


1- تفسير الميزان، العلامة الطباطبائي، ج 14، ص 188
2- المصدر نفسه

«وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»(1).

أنّ أغلب الناس يتصرفون بتصرفات غير عقلائية، فأصواتهم ترتفع بالصراخ إلى عنان السماء لمجرّد فقدانهم لشيء من حطام الدنيا، وهذا يدعو إلى الدهشة والعجب.

حيث ورد في الخبر أنّ شخصاً أتى إلى الإمام السجاد عليه السلام وقد شكى إليه وضعه وكأنّه كان يعاني من قلّة الرزق فرد عليه الإمام عليه السلام:

«إنّ بني آدم عليه السلام مساكين يشهدون ثلاث مصائب كل يوم ولا يعتبرون بها ولو اعتبروا بها لهانت عليهم المصائب:

ص: 24


1- سورة المنافقون، الآيتان 10 - 11

المصيبة الأولى: كل يوم يمر عليهم يذهب من عمرهم (لكنهم لا يأسفون على ذلك) لكنهم يحزنون إن قلّ مالهم، والحال هناك خلف للدينار والدرهم بينما ليس للعمر من عودة قط.

المصيبة الثانية: هو أنّ الإنسان يرتزق كل يوم فإن كان رزقه حلالا كان فيه حساب وإن كان من الحرام فيه عقاب.

المصيبة الثالثة: وهي أعظمها جميعاً: «مَا مِن يَوم یُمسِي - إلاّ وَقَد دَنا مِنَ الآخرَةِ مَرحَلَةً لا يَدرِي عَلَى الجَنّة أم عَلى النَّارِ»(1).

قال تعالى:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ»(2).

جاء في مجمع البيان أن معناه (اتّقوا عذاب الله) أي احترسوا وامتنعوا بالطاعة من عذاب الله كما يحقّ، فكما يجب أن يتّقي ينبغي أن

ص: 25


1- نفحات الولاية في شرح نهج البلاغة، السيد الرضي، ج 5، ص 2
2- سورة آل عمران، الآية 102

يحترس منه، وذكر في قوله حقّ تقاته وجوه أحدها أن يطاع فلا يعصي ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسی»(1).

* * * *

ص: 26


1- تفسير مجمع البيان، الطبرسي، ج 2، ص 317

ص: 27

المسألة الرابعة: تكفّل الله سبحانه بأرزاق خلقه

قوله عليه السلام:

«قَدْ تَکَفَّلَ لَکُم بِالرِّزْقِ»

لقد تكفل الله سبحانه بأرزاق الخلائق كلها وهذا المعنى مصرح به في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام.

ومما ورد في كتاب الله عز وجل عن كفالة الأرزاق قوله عزّ اسمه:

«وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(1).

ص: 28


1- سورة العنكبوت، الآية 60

وقوله تعالی:

«وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ»(1).

قد تكفل الله لجميع خلقه بالرزق، كما قال تعالی:

«وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ»(2).

وعن علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:

«ما فعل عمر بن مسلم؟»

قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة، فقال عليه السلام:

«ويحه أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له دعوة؟! إن قوماً من أصحاب رسول الله صلى

ص: 29


1- سورة هود، الآية 6
2- سورة الذاريات، الآيتان 22 - 23

الله عليه وآله لما نزلت: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»(1) أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فأرسل إليهم فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟ قالوا: يا رسول الله تكفل الله عز وجل بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة، فقال: إنه من فعل ذلك لم يستجب الله له، عليكم بالطلب، ثم قال: إني لأبغض الرجل فاغرا فاه إلى ربه يقول: ارزقني ويترك الطلب»(2).

وعن الإمام علي عليه السلام أنه قال:

«انظروا إلى النملةِ في صِغرِ جُثتها ولطافةِ هیئتها لا تكادُ تُنالُ بلحظِ البَصرِ، ولا بمُستدرك الفكَرِ، كيفَ دبَّت على أرضها، وصُبَّت على رزقها تنقُلُ الحبَّةَ إلى جحرِها وتُعِدُّها في

ص: 30


1- سورة الطلاق، الآيتان 2-3
2- من لا يحضره الفقيه، أبو جعفر القمي، ج 3، ص 192

مُستقرها، تجمعُ في حَرِّها لبردها، وفي وِردِها، لصدرِها»(1).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام:

«من أتاه الله برزق لم برزق لم يحط إليه برجله ولم يمد إليه يده ولم يتكلم فيه بلسانه ولم يتعرض له كان ممن ذكره الله عز وجل «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»(2).

وعن أبي عبد الله عليه السلام:

«أبى الله عز وجل إلا أن يجعل رزق المؤمن من حيث لا يحتسب»(3).

وقال الإمام علي عليه السلام:

«كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس ناراً

ص: 31


1- نفحات القرآن، ناصر الشيرازي، ج 45، ص 1
2- الدروس الشرعية في فقه الإمامية، محمد العاملي، ج 2، ص 65
3- من لا يحضره الفقيه، ابي جعفر القمي، ج 3، ص 165

لأهله فكلمه الله ورجع نبيا، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان عليه السلام، وخرج سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين»(1).

ولعلّ قصة النملة خير شاهد على كفالة الله لخلقة بالرزق، فقد جاء في كتاب قصص الانبياء «أن سليمان كان جالسا على شاطئ بحر فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت الماء، فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ففتحت فاها فدخلت النملة وغاصت الضفدعة في البحر ساعة طويلة وسليمان عليه السلام يتفكر في ذلك متعجبا.

ثم إنها خرجت من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة، فدعاها

ص: 32


1- بحار الانوار، ج 68، ص 134

سليمان عليه السلام وسألها وشأنها وأين كانت، فقالت يا نبي الله إن في قعر البحر الذي تراه صخرة مجوفة وفي جوفها دودة عمياء وقد خلقها الله تعالى هنالك فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها وقد وكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها وسخر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ثم إذا أوصلت رزقها إليها خرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجني من البحر.

قال سليمان عليه السلام وهل سمعت لها من تسبيحة قالت نعم تقول يا من لا ينساني في جوف هذه اللجة برزقك لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك»(1).

نفهم من هذه القصة إن الله سبحانه وتعالى

ص: 33


1- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، سيد نعمت الله الجزائري، ج 1، ص 492

جعل لكل سبب مسبباً حيث جعل الله الضفدع سبباً لوصول الطعام إلى النملة في أعماق البحر وهذا من لطف عجائبه.

* * * *

ص: 34

ص: 35

المسألة الخامسة: طلب الرزق بين السعي والتوكّل

قال عليه السلام:

«أيّها الناس لا يشغلكم المضمون من الرزق عن المفروض عليكم من العمل، والمتوكّل لا يسأل ولا يردّ ولا يمسك شيئاً خوف الفقر، وينبغي لمن أراد سلوك طريق التوكّل أن يجعل نفسه بين يدي الله تعالى فيما يجري عليه من الاُمور، كالميّت بين يدي الغاسل يقلّبه كيف يشاء»(1).

ص: 36


1- إرشاد القلوب، أبو الحسن محمد الديلمي، ج 18، ص 1

يعد السعي والتوكل على الله عز وجل أحد متطلبات نيل الرزق، فليس معنى التوكل أن يترك الإنسان الجد والسعي وينزوي في زاوية ويقول إن الله سيرزقني، بل معناه أن يبذل قصارى جهده، فإذا لم يستطع أن يحل المشكلة ويرفع الموانع من طريقه، فلا يدع للخوف طريقاً إلى نفسه، بل يقف أمامه بالتوكل والاعتماد على لطف الله والاستعانة بذاته المقدسة وقدرته العظيمة، ويستمر في جهاده وسعيه، وحتى في حالات القدرة والاستطاعة فإِنّه لا يرى نفسه مستغنياً عن الله، لأن كل قدرة وسعي يتمتع بها الانسان من الله عز وجل سبب لاستجلاب الرزق.

عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله أرسل ناقتي

ص: 37

وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ فقال: لا، بل اعقلها وتوكل»(1).

والله سبحانه الرّزاق يرزق الخلق جميعا، ولكنه طلب منهم السعي بحثا عن الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

«لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا بطانا»(2).

وتروح ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله قوما لا يزرعون، قال: «ما أنتم؟»

قالوا: نحن المتوكلون، قال: «لا بل أنتم المتكلون»(3).

فالاتكال على غير الله أمر مرفوض، لأن التوكل لطلب الرزق يكون على الله وحده ذلك أنه الرازق لعباده من الطيبات، قال

ص: 38


1- التوحيد، الشيخ الصدوق، ج 70، ص 5
2- بحار الانوار، ج 68، ص 151
3- ميزان الحكمة، ج 11، ص 346

رسول الله صلى الله عليه وآله:

«لا تتكل إلى غير الله فيكلك الله إليه، ولا تعمل لغير الله فيجعل ثوابك عليه»(1).

وللتوكل على الله في استجلاب الرزق قدرة نفسية عظيمة يستطيع من خلالها الانسان تجاوز الصعاب، ومن جانب آخر تنهمر عليه الإمدادات الغيبية والمساعدات التي وعده الله بها.

في حديث ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: سألت من جبرائيل: ما التوكل؟ قال «العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله، ولم يرج ولم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل».

ص: 39


1- مستدرك الوسائل، النوري الطبرسي، ج 11، ص 217

فالتوكل يمنح الإنسان شخصية جديدة ويكون له تأثير على جميع أعماله، لذا نقرأ في حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه سأل الله عز وجل في ليلة المعراج:

«إلهى أي الأعمال أفضل؟»

قال تعالى: «ليس شيء عندي أفضل من التوكل علىّ والرضا بما قسمت».

ومن الطبيعي أن التوكل بهذا المعنى سيكون توأما مع الجهاد والسعي وليس مع الكسل والفرار من المسؤوليات.

وسأل النبي صلى الله عليه وآله جبرئيل عن تفسير التوكل، فقال:

«اليأس من المخلوقين، وأن يعلم أن المخلوق لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع»(1).

كما ان الانسان الذي يتقي الله ويؤمن به

ص: 40


1- المصدر نفسه، ص 218

وبنبيه ويتوكل عليه في طلب الرزق فإن له مغفرة وأجراً عظيماً عند الله سبحانه.

عن النبي صلى الله عليه وآله قال:

«قضى الله على نفسه، أنه من آمن به هداه، ومن اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أقرضه أنماه، ومن وثق به أنجاه، ومن التجأ إليه آواه، ومن دعاه أجابه ولبّاه، وتصديقها من كتاب الله»(1).

وجاء في بحار الانوار عن الإمام الصادق عليه السلام قوله:

«التوكل كأس مختوم بختم الله عز وجل، فلا يشرب بها ولا يفض ختامها إلا المتوكل كما قال الله تعالى: «وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ»(2) وقال الله عز وجل: «وَعَلَى

ص: 41


1- نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، محمد باقر المحمودي، ج 8، ص 284
2- سورة ابراهيم، الآية 12

«اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»(1)، جعل التوكل مفتاح الإيمان، والإيمان قفل التوكّل، وحقيقة التوكّل الإيثار وأصل الإيثار تقديم الشيء بحقه، ولا ينفك المتوكل في توكله من إثبات أحد الإيثارين، فإن آثر معلول التوكل وهو الكون، حجب به، وإن آثر (المعلل) علة التوكل وهو الباري سبحانه بقي معه، فإن أردت أن تكون متوكلاً لا متعللاً فكبّر على روحك خمس تكبيرات وودّع أمانيك كلها، وداع الموت والحياة، وأدنى حد التوكل أن لا تسابق مقدورك بالهمّة، ولا تطالع مقسومك، ولا تستشرف معدومك ، فينتقض بأحدها عقد إيمانك، وأنت لا تشعر وإن عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكلين حقاً فأعتصم بمعرفة هذه الحكاية وهي أنه روي أن بعض المتوكلين

ص: 42


1- سورة المائدة، الآية 23

قدم على بعض الأئمة.

فقال له: اعطف علي بجواب مسألة في التوكل، والامام كان يعرف الرجل بحسن التوكل، ونفيس الورع، وأشرف على صدقه فيما سأل عنه، من قبل إبدائه إياه.

فقال له: قف مكانك وأنظرني ساعة، ففعل فبينما هو مطرق لجوابه إذا اجتاز بهما فقير، فأدخل الإمام عليه السلام يده في جيبه وأخرج شيئا فناوله للفقير، ثم أقبل علی السائل فقال: هات وسل عما بدا لك فقال السائل: أيها الامام كنت أعرفك قادرا متمكنا من جواب مسألتي قبل أن استنظرتني فما شأنك في إبطائك عني؟

فقال الإمام: لتعتبر المعنى مني قبل کلامي، إذ لم أكن أراني ساهيا بسرّي وربي مطلع عليه أن أتكلم بعلم التوكل، وفي جيبي

ص: 43

دانق، ثم لم يحل لي ذلك إلا بعد إيتائه ثم لیعلم به فافهم فشهق السائل فحلف أن لا يأوي عمرانا ولا يأنس بشرا ما عاش»(1).

كذلك يوجد بعض الناس من يجلس بدون عمل معتقداً بأن الله سوف ينزل عليه من رزقه وهذا من سلبيات طلب الرزق لأن الرزق إنما يكون بسعي وطلب وتوكل على الله سبحانه.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه مر يوما على قوم، فرآهم أصحّاء جالسين في زاوية المسجد، فقال عليه السلام:

«من أنتم؟»

قالوا: نحن المتوكلون، قال عليه السلام:

«لا بل أنتم المتأكلة، فإن كنتم متوكلين فما بلغ بكم توكلكم»؟

قالوا: إذا وَجَدنا أكلنا، وإذا فَقَدنا صَبَرنا،

ص: 44


1- بحار الأنوار، ج 68، ص 148

قال عليه السلام:

«هكذا تفعل الكلاب عندنا»،

قالوا: فما نفعل؟

قال عليه السلام: «کما نفعل»،

قالوا: كيف تفعل؟

قال عليه السلام:

«إذا وجَدنا بَذَلنا، وإذا فَقَّدنا شَكَرنا»(1).

إن الشخص الذي يطلب ويتمنى العز والغني يجب عليه التوكل على الخالق جل عزه والخروج لطلب الرزق.

فعن الحسين بن علي عليهما السلام قال:

«إن العز والغني خرجا يجولان، فلقيا التوكل فاستوطنا»(2).

كذلك على الانسان الرضا بما قسم الله عز وجل له والتوكل عليه عند العمل، عن أمير

ص: 45


1- میزان الحكمة، ج 11، ص 346
2- مستدرك الوسائل، ج 11، ص 218

المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله - في خبر المعراج - أنه قال:

«یا رب أي الأعمال أفضل؟»

فقال الله عز وجل:

«يا أحمد، ليس شيء أفضل عندي من التوكل عليّ والرضى بما قسمت»(1).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام:

«خصلة من عمل بها كان من أقوى الناس» قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟

قال: «التوكل على الله عز وجل»(2).

* * * *

ص: 46


1- میزان الحكمة، ج 11، ص 149
2- معدن الجواهر، ابو الفتح الكراكجي، ج 1، ص 8

ص: 47

نتائج البحث

نستنتج من خلال البحث أن مضامين قول أمير المؤمنين عليه السلام التي كانت مورداً لبيان تقدير الأرزاق بين التوكّل والتكفّل، وهي ما يأتي:

1- تكفّل سبحانه وتعالى بإيصال رزقه إلى كل محتاج له سواء كان بوساطة الإِنسان أو بوساطة أُخرى.

2- للتوكل على الله في استجلاب الرزق قدرة نفسية عظيمة يستطيع من خلالها الانسان تجاوز الصعاب.

ص: 48

3- لا يكون هم الانسان الوحيد هو الاجتهاد في تحصيل الرزق وترك ما فرض عليه من تأدية حق الله، وامتثال أوامره في ذلك.

4- على الانسان الرضا بما قسم الله عز وجل له والتوكل عليه عند العمل.

وفي ختام بحث (تقدير الأرزاق بين التكفل والتوكل) نرجو من الله القبول، ونيل رضاه المأمول، وله الحمد على إكماله والشكر على إنجازه والصلاة والسلام على نبي الرحمة وآله الطيبين.

ص: 49

المصادر والمراجع

القران الكريم

1- نهج البلاغة، محمد عبده، مؤسسة التاريخ العربي، بیروت، لبنان.

2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، العلامة حبيب الله الهاشمي الخوئي، تحقيق: سيد إبراهيم الميانجي، المطبعة الاسلامية بطهران، ط 4.

3- میزان الحکمة، محمد الري شهري، دار الحديث، ط 1.

5- العمل وحقوق العامل في الاسلام، باقر شريف القرشي، المطبعة: مطبعة الآداب - النجف، ط 1 مزيدة ومنقحة.

ص: 50

7- من لا يحضره الفقيه، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم المقدسة، ط 2.

8- الدروس الشرعية في فقه الامامية، محمد بن جمال الدين مكي العاملي، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم المشرفة، ط 2، 1417 ه.

10- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، السید نعمت الله الجزائري، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، ایران، قم، 1404 ه.

ص: 51

11- التوحيد، الشيخ الصدوق، تحقيق: السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة.

12- مستدرك الوسائل، الميرزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، ط 2.

13- نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة، الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بیروت، لبنان.

14- معدن الجواهر، ابو الفتح الكراكجي، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مهر، استوار، قم، ط 3، 1394 ه.

15- الميزان في تفسير القرآن، السيد الطباطبائي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة

ص: 52

لجماعة المدرسين، قم المشرفة.

16- مسند الامام علي عليه السلام، السيد حسن القبانجي، تحقيق: الشيخ طاهر السلامي، الأعلمي منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بیروت، لبنان، ط 1، 1421 ه - 2000 م.

17- بحار الانوار، العلامة المجلسي، مؤسسة الوفاء، بیروت، لبنان ط 2 المصححة، 1403 ه - 1983 م.

ص: 53

المحتويات

مقدمة المؤسسة...7

مقدمة الكتاب...9

المسألة الأولى: الانسان بين المضمون له والمطلوب منه...13

المسألة الثانية: العمل عبادة...17

المسألة الثالثة: الرزق يذهب ويعود وعمرك يذهب فلا يعود...22

المسألة الرابعة: تكفّل الله سبحانه بأرزاق خلقه...28

المسألة الخامسة: طلب الرزق بين السعي والتوكّل...36

نتائج البحث...48

المصادر والمراجع...50

المحتويات...54

ص: 54

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.