عنوان و نام پديدآور :صحیفه سجادیه با ترجمه جمله به جمله /جمعی از راویان
مشخصات نشر : اصفهان: مرکز تحقیقات رایانه ای قائمیه اصفهان، 1402.
مشخصات ظاهری : 364 ص.
موضوع : دعاها
رده بندی کنگره : BP267/1/ع 8ص 3041
رده بندی دیویی : 297/772
خیر اندیش دیجیتالی: میرزا محمد مهدی حق شناس
ص: 1
صحیفه سجادیه صحیفه کتابی حاوی 54 دعا از امام سجاد(ع)، امام چهارم شیعیان است. این کتاب پس از قرآن و نهج البلاغه مهم ترین میراث مکتوب شیعه به حساب می آید و به نام های خواهر قرآن و «انجیل اهل بیت» نیز مشهور است. صحیفه از نظر فصاحت و بلاغت مورد توجه قرار گرفته است.
ص: 2
1.حمد الهی
2.درود بر پیامبر
3.فرشتگان مُقرّب
4.پیروان پیامبران
5.خویشتن و دوستان
6.صبح و شام
7.بلا و سختی
8.اخلاق ناپسند
9.طلب آمرزش
10.پناه بردن به خدا
11.عاقبت به خیری
12.اعتراف و توبه
13.طلب حاجت
14.دادخواهی از ستم
ص: 3
15.هنگام بیماری
16.طلب آمرزش
17.شر شیطان
18.دفع بلا
19.طلب باران
20.مکارم الاخلاق
21.اندوه از خطا
22.هنگام سختی
23.تندرستی
24.پدر و مادر
25.فرزندان
26.همسایگان و دوستان
27.مرزداران
28.پناه بردن به خدا
ص: 4
29.روزی
30.پرداخت بدهی
31.توبه
32.دعا در نماز شب
33.درخواست خیر
34.گرفتاری به گناه
35.رضا به قضای الهی
36.هنگام رعدوبرق
37.کوتاهی در شکرگزاری
38.پوزش از ستم
39.طلب عفو و رحمت
40.یاد مرگ
41.پرده پوشی از گناه
42.ختم قرآن
ص: 5
43.رؤیت هلال
44.ورود به رمضان
45.وداع با رمضان
46.عیدفطر و جمعه
47.دعای عرفه
48.عیدقربان و جمعه
49.دفع حیله دشمنان
50.خوف از خدا
51.فروتنی در برابر خدا
52.پافشاری در دعا
53.فروتنی در برابر خدا
54.زدودن اندوه ها
ص: 6
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام اذا ابتَدأ بِالدّعاءِ بدأ(1)
بالتحميد لِلَّه عزَّوجل و الثَّنَاءِ عَلَيه فقال(2)
اَلْحَمْدُ لِلَّه الْاَوَّلِ بِلا اَوَّلٍ كانَ قَبْلَهُ (3)
وَالْاخِرِ بِلا اخِرٍ يَكُون بَعْدَهُ(4)
الَّذى قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ اَبْصارُ النّاظِرينَ (5)
وَعَجَزَت عَنْ نَعْتِهِ اَوْهامُ الْواصِفينَ (6)
اِبْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ ابْتِداعاً(7)
ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَريقَ اِرادَتِهِ (8)
وَاخْتَرَعَهُمْ عَلى مَشِيَّتِهِ اخْتِراعاً (9)
وَ بَعَثَهُمْ فى سَبيلِ مَحَبَّتِهِ (10)
لايَمْلِكُونَ تَأْخيراً عَمَّا قَدَّمَهُمْ اِلَيْهِ(11)
ص: 7
وَ لايَسْتَطيعُونَ تَقَدُّماً اِلى ما اَخَّرَهُمْ عَنْهُ (1)
وَجَعَلَ لِكُلِّ رُوحٍ مِنْهُمْ قُوتاً مَعْلوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ (2)
لايَنْقُصُ مَنْ زادَهُ ناقِصٌ (3)
وَ لايَزيدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زائِدٌ (4)
ثُمَّ ضَرَب لَهُ فِى الْحَيوةِ اَجَلاً مَوْقوُتاً (5)
وَ نَصَبَ لَهُ اَمَداً مَحْدُوداً(6)
يَتَخَطَّأُ اِلَيْهِ بِاَيّامِ عُمُرِهِ (7)
وَ يَرْهَقُهُ بِاَعْوامِ دَهْرِهِ (8)
حَتّى اِذا بَلَغَ اَقْصى اَثَرِهِ (9)
وَ اسْتَوْعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ (10)
قَبَضَهُ اِلى ما نَدَبَهُ (11)
ص: 8
اِلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوابِه اَوْ مَحْذُورِ عِقابِهِ(1)
لِيَجْزِىَ الَّذينَ اَسآؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِىَ الَّذينَ اَحْسَنُوا بِالْحُسْنى عَدْلاً مِنْهُ(2)
تَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُهُ (3)
وَ تَظاهَرَتْ الآؤُهُ (4)
لايُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ.(5)
وَالْحَمْدُلِلَّهِ الَّذى لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلى ما اَبْلاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتابِعَةِ(6)
وَاَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظاهِرَةِ لَتَصَرَّفُوا فى مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ (7)
وَ تَوَسَّعُوا فى رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ (8)
وَ لَوْ كانُوا كَذلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْاِنْسانِيَّةِ اِلى حَدِّ الْبَهيمِيَّةِ (9)
ص: 9
فَكانُوا كَما وَصَفَ فى(1)
مُحْكَمِ كِتابِهِ: «اِنْ هُمْ اِلاّ كَالْاَنْعامِ بَلْ هُمْ اَضَلُّ سَبيلاً».(2)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى ما عَرَّفَنا مِنْ نَفْسِهِ (3)
وَ اَلْهَمَنا مِنْ شُكْرِهِ(4)
وَ فَتَحَ لَنا مِنْ اَبْوابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِيَّتِهِ (5)
وَ دَلَّنا عَلَيْهِ مِنَ الْاِخْلاصِ لَهُ فى تَوْحيدِهِ (6)
وَ جَنَّبَنا مِنَ الْاِلْحادِ وَالشَّكِّ فى اَمْرِهِ (7)
حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ فيمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ (8)
وَ نَسْبِقُ بِهِ مَنْ سَبَقَ اِلى رِضاهُ وَعَفْوِهِ (9)
حَمْداً يُضى ءُ لَنا بِهِ ظُلُماتِ الْبَرْزَخِ (10)
وَيُسَهِّلُ عَلَيْنا بِهِ سَبيلَ الْمَبْعَثِ (11)
ص: 10
وَ يُشَرِّفُ بِهِ مَنازِلَنا عِنْدَ مَواقِفِ الْاَشْهادِ (1)
يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لايُظْلَمُونَ (2)
يَوْمَ لايُغْنى مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لاهُمْ يُنْصَرُونَ(3)
حَمْداً يَرْتَفِعُ مِنّا اِلى اَعْلى عِلِّيّينَ فى كِتابٍ مَرْقُومٍ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (4)
حَمْداً تَقَرُّ بِهِ عُيُونُنا اِذا بَرِقَتِ الْاَبْصارُ (5)
و تَبْيَضُّ بِهِ وُجُوهُنا اِذَا اسْوَدَّتِ الْاَبْشارُ حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ اَليمِ ناراللَّهِ اِلى كَريمِ جِوارِاللَّهِ(6)
حَمْداً - نُزاحِمُ بِهِ مَلآئِكَتَهُ الْمُقَرَّبينَ(7)
ص: 11
وَنُضآمُّ بِهِ اَنْبِياءَهُ الْمُرْسَلينَ فى دارِالْمُقامَةِ الَّتی لاتَزُولُ وَ مَحَلِّ كَرامَتِهِ الَّتى لاتَحُولُ(1)
والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى اخْتارَ لَنا مَحاسِنَ الْخَلْقِ (2)
وَ اَجْرى عَلَيْنا طَيِّباتِ الرِّزْقِ (3)
وَ جَعَلَ لَنَا الْفَضيلَةَ بِالْمَلَكَةِ عَلى جَميعِ الْخَلْقِ (4)
فَكُلُّ خَليقَتِهِ مُنْقادَةٌ لَنا بِقُدْرَتِهِ (5)
وَصآئِرَةٌ اِلى طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ.(6)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى اَغْلَقَ عَنّا بابَ الْحاجَةِ اِلاّ اِلَيْهِ (7)
فَكَيْفَ نُطيقُ حَمْدَهُ؟(8)
اَمْ مَتى نُؤَدّى شُكْرَهُ؟!(9)
لا مَتى! وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى رَكَّبَ فينا الاتِ الْبَسْطِ (10)
وَ جَعَلَ لَنا اَدَواتِ الْقَبْضِ (11)
ص: 12
وَ مَتَّعَنا بِاَرْواحِ الْحَيوةِ (1)
وَاَثْبَتَ فينا جَوارِحَ الْاَعْمالِ (2)
وَ غَذّانا بِطَيِّباتِ الرِّزْقِ (3)
وَ اَغْنانا بِفَضْلِهِ (4)
وَ اَقْنانا بِمَنِّهِ (5)
ثُمَّ اَمَرَنا لِيَخْتَبِرَ طاعَتَنا (6)
وَنَهانا لِيَبْتَلِىَ شُكْرَنا (7)
فَخالَفْنا عَنْ طَريقِ اَمْرِهِ (8)
وَ رَكِبْنا مُتُونَ زَجْرِهِ (9)
فَلَمْ يَبْتَدِرْنا بِعُقُوبَتِهِ (10)
وَ لَمْ يُعاجِلْنا بِنِقْمَتِهِ (11)
ص: 13
بَلْ تَاَنّانا بِرَحْمَتِهِ تَكَرُّماً (1)
وَانْتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَاْفَتِهِ حِلْماً.(2)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى دَلَّنا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتى لَمْ نُفِدْها اِلاّ مِنْ فَضْلِهِ (3)
فَلَوْلَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ اِلاّ بِها لَقَدْ حَسُنَ بَلآؤُهُ عِنْدَنا (4)
وَ جَلَّ ِحْسانُهُ اِلَيْنا (5)
وَ جَسُمَ فَضْلُهُ عَلَيْنا (6)
فَماهكَذا كانَتْ سُنَّتُهُ فِى التَّوْبَةِ لِمَنْ كانَ قَبْلَنا (7)
لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مالا طاقَةَ لَنا بِهِ (8)
وَ لَمْ يُكَلِّفْنا اِلاّ وُسْعاً (9)
وَ لَمْ يُجَشِّمْنا اِلاّ يُسْراً (10)
ص: 14
وَ لَمْ يَدَعْ لِأَحَدٍ مِنّا(1)
حُجَّةً وَ لا عُذْراً (2)
فَالْهالِكُ مِنّا مَنْ هَلَكَ عَلَيْهِ (3)
وَالسَّعيد مِنّا مَنْ رَغِبَ اِلَيْهِ.(4)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِكُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ اَدْنى مَلآئِكَتِه اِلَيْهِ(5)
وَاَكْرَمُ خَليقَتِهِ عَلَيْهِ (6)
وَاَرْضى حامِدِيهِ لَدَيْهِ (7)
حَمْداً يَفْضُلُ سآئِرَ الْحَمْدِ كَفَضْلِ رَبِّنا عَلى جَميعِ خَلْقِهِ (8)
ص: 15
الْحَمْدُ مَكانَ كُلِّ نِعْمَةٍ لَهُ عَلَيْنا وَ عَلى جَميعِ عِبادِهِ الْماضينَ وَالْباقينَ(1)
عَدَدَ ما اَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَميعِ الْاَشْيآءِ (2)
وَمَكانَ كُلِّ واحِدَةٍ مِنْها عَدَدُها اَضْعافاً مُضاعَفَةً اَبَداً سَرْمَداً اِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ (3)
حَمْداً لامُنْتَهى لِحَدِّهِ (4)
وَ لاحِسابَ لِعَدَدِهِ (5)
وَلا مَبْلَغَ لِغايَتِهِ (6)
وَ لاَانْقِطاعَ لِأِمَدِهِ (7)
ص: 16
حَمْداً يَكُونُ وُصْلَةً اِلى طاعَتِهِ وَ عَفْوِهِ (1)
وَ سَبَبَاً اِلى رِضْوانِهِ (2)
وَ ذَريعَةً اِلى مَغْفِرَتِهِ (3)
وَ طَرِيقاً اِلى جَنَّتِهِ (4)
وَ خَفيراً مِنْ نَقِمَتِهِ (5)
وَ اَمْناً مِنْ غَضَبِهِ (6)
وَ ظَهيراً عَلى طاعَتِهِ (7)
وَ حاجِزاً عَنْ مَعْصِيَتِهِ (8)
وَ عَوْناً عَلى تَاْدِيَةِ حَقِّهِ وَ وَظآئِفِهِ(9)
حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِى السُّعَدآءِ مِنْ اَوْلِيآئِهِ(10)
وَ نَصيرُ بِهِ فى نَظْمِ الشُّهَدآءِ بِسُيُوفِ اَعْدآئِهِ (11)
اِنَّهُ وَلِىٌّ حَميدٌ.(12)
ص: 17
دعای دوم صحیفه سجادیه با ترجمه را می توانید در این بخش از سایت مشاهده کنید. دعای دوم صحیفه سجادیه از دعا های صحیفه سجادیه امام سجاد(ع) می باشد . این دعا در 26 فراز تنظیم شده و موضوع اصلی آن درود بر نبی مکرّم اسلام محمد(ص) است.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَليْنَا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ –(1)
دُونَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَ الْقُرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْ ءٍ وَ إِنْ عَظُمَ وَ لاَ يَفُوتُهَا شَيْ ءٌ وَ إِنْ لَطُفَ (2)
ص: 18
فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيعِ مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَ كَثَّرَنَا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَ (1)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ أَمِينِكَ (2)
عَلَى وَحْيِكَ وَ نَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ (3)
إِمَامِ الرَّحْمَةِ وَ قَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ(4)
كَمَا نَصَبَ لِأَمْرِكَ نَفْسَهُ (5)
وَ عَرَّضَ فِيكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ وَ كَاشَفَ فِي الدُّعَاءِ إِلَيْكَ حَامَّتَهُ (6)
وَ حَارَبَ فِي رِضَاكَ أُسْرَتَهُ وَ قَطَعَ فِي إِحْيَاءِ دِينِكَ رَحِمَهُ (7)
وَ أَقْصَى الْأَدْنَيْنَ عَلَى جُحُودِهِمْ و(8)
ص: 19
قَرَّبَ الْأَقْصَيْنَ عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ (1)
وَ وَالَى فِيكَ الْأَبْعَدِينَ وَ عَادَى فِيكَ الْأَقْرَبِينَ (2)
و أَدْأَبَ نَفْسَهُ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِكَ. (3)
وَ أَتْعَبَهَا بِالدُّعَاءِ إِلَى مِلَّتِكَ (4)
وَ شَغَلَهَا بِالنُّصْحِ لِأَهْلِ دَعْوَتِكَ.(5)
وَ هَاجَرَ إِلَى بِلاَدِ الْغُربَةِ(6)
وَ مَحَلِّ النَّأْيِ عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ وَ مَوْضِعِ رِجْلِهِ وَ مَسْقَطِ رَأْسِهِ وَ مَأْنَسِ نَفْسِهِ (7)
إِرَادَةً مِنْهُ لِإِعْزَازِ دِينِكَ وَ اسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ بِكَ (8)
حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِكَ (9)
وَ اسْتَتَمَّ لَهُ مَا دَبَّرَ فِي أَوْلِيَائِكَ (10)
فَنَهَدَ إِلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِكَ (11)
وَ مُتَقَوِّياً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ (12)
فَغَزَاهُمْ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ وَ هَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي بُحْبُوحَةِ قَرَارِهِمْ (13)
ص: 20
حَتَّى ظَهَرَ أَمْرُكَ وَ عَلَتْ كَلِمَتُكَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (1)
اَللَّهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إِلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ (2)
حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَةٍ وَ لاَ يُكَافَأَ فِي مَرْتَبَةٍ(3)
وَ لاَ يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ (4)
وَ عَرِّفْهُ فِي أَهْلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ أُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ أَجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ (5)
يَا نَافِذَ الْعِدَةِ يَا وَافِيَ الْقَوْلِ (6)
يَا مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ(7)
إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (8)
وَ كانَ مِنْ دُعائِهِ عليه السلام فى الصَّلوةِ عَلى حَمَلَة الْعَرْشِ وَ كُلِّ مَلَكٍ مقرّبٍ (9)
ص: 21
اَللَّهُمَّ وَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذينَ لايَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبيحِكَ وَ(1)
لايَسْئَمُونَ مِنْ تَقْديسِكَ وَ لايَسْتَحْسِرُونَ مِنْ عِبادَتِكَ (2)
وَ لايُؤْثِرُونَ التَّقْصيرَ عَلَى الْجِدِّ فى اَمْرِكَ وَ لايَغْفُلُونَ(3)
عَنِ الْوَلَهِ اِلَيْكَ وَ اِسْرافيلُ صاحِبُ الصُّورِ الشّاخِصُ(4)
الَّذى يَنْتَظِرُ مِنْكَ الْاِذْنَ وَ حُلُولَ الْاَمْرِ فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ(5)
صَرْعى رَهآئِنِ الْقُبُورِ وَ ميكآئيلُ ذُوالْجاهِ عِنْدَكَ وَالْمَكانِ(6)
الرَّفيعِ مِنْ طاعَتِكَ وَ جِبْريلُ الْاَمينُ عَلى وَحْيِكَ الْمُطاعُ(7)
فى اَهْلِ سَمواتِكَ الْمَكينُ لَدَيْكَ الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ وَالرُّوحُ(8)
الَّذى هُوَ عَلى مَلآئِكَةِ الْحُجُبِ وَالرُّوحُ الَّذى هُوَ مِنْ اَمْرِكَ (9)
فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى الْمَلائِكَةِ الَّذينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكّانِ(10)
ص: 22
سَمواتِكَ وَ اَهْلِ الْاَمانَةِ عَلى رِسالاتِكَ وَالَّذينَ لاتَدْخُلُهُمْ(1)
سَئْمَةٌ مِنْ دُؤُبٍ وَ لااِعْيآءٌ مِنْ لُغُوبٍ - وَ لا فُتُورٌ وَ لا تَشْغَلُهُمْ(2)
عَنْ تَسْبيحِكَ الشَّهَواتُ وَ لايَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظيمِكَ سَهْوُ(3)
الْغَفَلاتِ الْخُشَّعُ الْاَبْصارِ فَلايَرُومُونَ النَّظَرَ اِلَيْكَ (4)
النَّواكِسُ الْاَذْقانِ الَّذينَ قَدْ طالَتْ رَغْبَتُهُمْ فيما لَدَيْكَ (5)
الْمُسْتَهْتَرُونَ بِذِكْرِ الآئِكَ وَالْمُتَواضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ(6)
وَ جَلالِ كِبْرِيآئِكَ وَالَّذينَ يَقُولُونَ اِذا نَظَرُوا اِلى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ(7)
عَلى اَهْلِ مَعْصِيَتِكَ: سُبْحانَكَ ما عَبَدْناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ (8)
ص: 23
فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى الرَّوْحانِيّينَ مِنْ مَلآئِكَتِكَ وَ اَهْلِ(1)
الزُّلْفَةِ عِنْدَكَ وَ حُمّالِ الْغَيْبِ اِلى رُسُلِكَ وَالْمُؤْتَمِنينَ(2)
عَلى وَحْيِكَ وَ قَبآئِلِ الْمَلآئِكَةِ الَّذينَ اخْتَصَصْتَهُمْ(3)
لِنَفْسِكَ وَاَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِتَقْديسِكَ (4)
وَاَسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ اَطْباقِ سَمواتِكَ وَالَّذينَ عَلى اَرْجآئِها(5)
اِذا نَزَلَ الْاَمْرُ بِتَمامِ وَعْدِكَ وَ خُزّانِ الْمَطَرِ وَ زَواجِرِ(6)
السَّحابِ وَالَّذى بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ الرُّعُودِ (7)
وَ اِذا سَبَحَتْ بِهِ حَفيفَةُ السَّحابِ الَْتمَعَتْ صَواعِقُ الْبُرُوقِ (8)
وَ مُشَيِّعِى الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ والْهابِطينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَرِ اِذا نَزَلَ (9)
وَالْقُوَّامِ عَلى خَزآئِنِ الرِّياحِ وَالْمُوَكَّلينَ بِالْجِبالِ فَلاتَزُولُ و الَّذينَ عَرَّفتَهم مَثاقيلَ المياه(10)
ص: 24
وَ کَيلَ ما تَحويهٍ لَواعج الْاَمْطارِ وَ عَوالِجُها وَ رُسُلِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ اِلى اَهْلِ الْاَرْضِ(1)
بِمَكْرُوهِ ما يَنْزِلُ مِنَ الْبَلآءِ وَ مَحْبُوبِ الرَّخآءِ وَالسَّفَرَةِ(2)
الْكِرامِ الْبَرَرَةِ وَالْحَفَظَةِالْكِرامِ الْكاتِبينَ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ(3)
وَ اَعْوانِهِ وَ مُنْكَرٍ وَ نَكيرٍ وَ رُومانَ فَتّانِ الْقُبُورِ وَالطّآئِفينَ(4)
بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ مالِكٍ وَالْخَزَنَةِ وَ رِضْوانَ وَ سَدَنَةِ(5)
الْجِنانِ وَالَّذينَ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما اَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ(6)
مايُؤْمَرُونَ وَالَّذينَ يَقُولُونَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ(7)
ص: 25
عُقْبَى الدّارِ وَالزَّبانِيَةِ الَّذينَ اِذا قيلَ لَهُمْ: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ(1)
الْجَحيمَ صَلُّوهُ ابْتَدَرُوهُ سِراعاً وَلَمْ يُنْظِرُوهُ وَ مَنْ(2)
اَوْهَمْنا ذِكْرَهُ وَ لَمْ نَعْلَمُ مَكانَهُ مِنْكَ وَ بِاَىِّ اَمْرٍ وَكَّلْتَهُ (3)
وَ سُكّانِ الْهَوآءِ وَالْاَرْضِ وَالْمآءِ وَ مَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ (4)
فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَوْمَ يَاْتى كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سآئِقٌ وَ شَهيدٌ (5)
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ صَلوةً تَزيدُهُمْ كَرامَةً عَلى كَرامَتِهِمْ (6)
وَ طَهارَةً عَلى طَهارَتِهِمْ. اَللَّهُمَّ وَ اِذا صَلَّيْتَ عَلى (7)
مَلآئِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ بَلَّغْتَهُمْ صَلوتَنا عَلَيْهِمْ فَصَلِّ(8)
عَلَيْنا بِما فَتَحْتَ لَنا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فيهِمْ (9)
اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.(10)
ص: 26
وَ كانَ مِنْ دُعائِهِ عليه السلام فى الصَّلوةِ عَلى حَمَلَةِ(1)
الْعَرْشِ وَ كُلِّ مَلَكٍ مقرّبٍ (2)
اَللَّهُمَّ وَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذينَ لايَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبيحِكَ (3)
وَ لايَسْئَمُونَ مِنْ تَقْديسِكَ (4)
وَ لايَسْتَحْسِرُونَ مِنْ عِبادَتِكَ (5)
وَ لايُؤْثِرُونَ التَّقْصيرَ عَلَى الْجِدِّ فى اَمْرِكَ (6)
وَ لايَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ اِلَيْكَ (7)
وَ اِسْرافيلُ صاحِبُ الصُّورِ (8)
الشّاخِصُ الَّذى يَنْتَظِرُ مِنْكَ الْاِذْنَ (9)
وَ حُلُولَ الْاَمْرِ (10)
ص: 27
فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهآئِنِ الْقُبُورِ (1)
وَ ميكآئيلُ ذُوالْجاهِ عِنْدَكَ (2)
وَالْمَكانِ الرَّفيعِ مِنْ طاعَتِكَ (3)
وَ جِبْريلُ الْاَمينُ عَلى وَحْيِكَ (4)
الْمُطاعُ فى اَهْلِ سَمواتِكَ (5)
الْمَكينُ لَدَيْكَ (6)
الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ (7)
وَالرُّوحُ الَّذى هُوَ عَلى مَلآئِكَةِ الْحُجُبِ (8)
وَالرُّوحُ الَّذى هُوَ مِنْ اَمْرِكَ (9)
فَصَلِّ عَلَيْهِمْ (10)
وَ عَلَى الْمَلائِكَةِ الَّذينَ مِنْ دُونِهِمْ (11)
مِنْ سُكّانِ سَمواتِكَ (12)
وَ اَهْلِ الْاَمانَةِ عَلى رِسالاتِكَ (13)
وَالَّذينَ لاتَدْخُلُهُمْ سَئْمَةٌ مِنْ دُؤُبٍ(14)
وَ لااِعْيآءٌ مِنْ لُغُوبٍ - وَ لا فُتُورٌ (15)
ص: 28
وَ لا تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبيحِكَ الشَّهَواتُ (1)
وَ لايَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظيمِكَ سَهْوُ الْغَفَلاتِ(2)
الْخُشَّعُ الْاَبْصارِ (3)
فَلايَرُومُونَ النَّظَرَ اِلَيْكَ (4)
النَّواكِسُ الْاَذْقانِ (5)
الَّذينَ قَدْ طالَتْ رَغْبَتُهُمْ فيما لَدَيْكَ (6)
الْمُسْتَهْتَرُونَ بِذِكْرِ الآئِكَ (7)
وَالْمُتَواضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَ جَلالِ كِبْرِيآئِكَ(8)
وَالَّذينَ يَقُولُونَ اِذا نَظَرُوا اِلى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ عَلى اَهْلِ مَعْصِيَتِكَ(9)
سُبْحانَكَ ما عَبَدْناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ :(10)
فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى الرَّوْحانِيّينَ مِنْ مَلآئِكَتِكَ وَ اَهْلِ(11)
الزُّلْفَةِ عِنْدَكَ (12)
ص: 29
وَ حُمّالِ الْغَيْبِ اِلى رُسُلِكَ (1)
وَالْمُؤْتَمِنينَ(2)
عَلى وَحْيِكَ (3)
وَ قَبآئِلِ الْمَلآئِكَةِ الَّذينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ(4)
وَاَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِتَقْديسِكَ (5)
وَاَسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ اَطْباقِ سَمواتِكَ (6)
وَالَّذينَ عَلى اَرْجآئِها(7)
اِذا نَزَلَ الْاَمْرُ بِتَمامِ وَعْدِكَ (8)
وَ خُزّانِ الْمَطَرِ وَ زَواجِرِ السَّحابِ(9)
الَّذى بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ الرُّعُودِ (10)
وَ اِذا سَبَحَتْ بِهِ حَفيفَةُ السَّحابِ الَْتمَعَتْ صَواعِقُ الْبُرُوقِ (11)
وَ مُشَيِّعِى الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ (12)
والْهابِطينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَرِ اِذا نَزَلَ (13)
وَالْقُوَّامِ عَلى خَزآئِنِ الرِّياحِ (14)
ص: 30
وَالْمُوَكَّلينَ بِالْجِبالِ فَلاتَزُولُ (1)
و الَّذينَ عَرَّفتَهم مَثاقيلَ المياه وَ کَيلَ ما تَحويهٍ لَواعج الْاَمْطارِ وَ عَوالِجُها(2)
وَ رُسُلِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ اِلى اَهْلِ الْاَرْضِ بِمَكْرُوهِ ما يَنْزِلُ مِنَ الْبَلآءِ(3)
وَ مَحْبُوبِ الرَّخآءِ (4)
وَالسَّفَرَةِ(5)
الْكِرامِ الْبَرَرَةِ (6)
وَالْحَفَظَةِالْكِرامِ الْكاتِبينَ (7)
وَ مَلَكِ الْمَوْتِ(8)
وَ اَعْوانِهِ (9)
وَ مُنْكَرٍ وَ نَكيرٍ وَ رُومانَ فَتّانِ الْقُبُورِ وَالطّآئِفينَ(10)
بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ مالِكٍ وَالْخَزَنَةِ وَ رِضْوانَ وَ سَدَنَةِ(11)
الْجِنانِ وَالَّذينَ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما اَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ(12)
ص: 31
مايُؤْمَرُونَ (1)
وَالَّذينَ يَقُولُونَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ(2)
عُقْبَى الدّارِ (3)
وَالزَّبانِيَةِ الَّذينَ اِذا قيلَ لَهُمْ:(4)
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ(5)
الْجَحيمَ صَلُّوهُ(6)
ابْتَدَرُوهُ سِراعاً (7)
وَلَمْ يُنْظِرُوهُ (8)
وَ مَنْ اَوْهَمْنا ذِكْرَهُ(9)
وَ لَمْ نَعْلَمُ مَكانَهُ مِنْكَ (10)
ص: 32
وَ بِاَىِّ اَمْرٍ وَكَّلْتَهُ (1)
وَ سُكّانِ الْهَوآءِ وَالْاَرْضِ وَالْمآءِ (2)
وَ مَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ (3)
فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَوْمَ يَاْتى كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سآئِقٌ وَ شَهيدٌ (4)
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ صَلوةً تَزيدُهُمْ كَرامَةً عَلى كَرامَتِهِمْ (5)
وَ طَهارَةً عَلى طَهارَتِهِمْ.(6)
اَللَّهُمَّ وَ اِذا صَلَّيْتَ عَلى مَلآئِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ (7)
وَ بَلَّغْتَهُمْ صَلوتَنا عَلَيْهِمْ (8)
فَصَلِّ عَلَيْنا بِما فَتَحْتَ لَنا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فيهِمْ (9)
اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.(10)
ص: 33
و كانَ مِن دعائهِ عليه السلام فى الصّلوة على اَتْباعِ (1)
الرُّسُلِ و مُصَدّقيهِمْ(2)
اَللَّهُمَّ وَ اَتْباعُ الرُّسُلِ وَ مُصَدِّقُوهُمْ مِنْ اَهْلِ الْاَرْضِ بِالْغَيْبِ(3)
عِنْدَ مُعارَضَةِ الْمُعانِدينَ لَهُمْ بِالتَّكْذيبِ وَالْاِشْتِياقِ اِلَى الْمُرْسَلينَ بِحَقآئِقِ الْايمانِ (4)
فى كُلِّ دَهْرٍ وَ زَمانٍ اَرْسَلْتَ فيهِ رَسوُلاً(5)
وَ اَقَمْتَ لِأَهْلِهِ دَليلاً (6)
مِنْ لَدُنْ ادَمَ اِلى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ(7)
عَلَيْهِ وَالِهِ - مِنْ اَئِمَّةِ الْهُدى وَ قادَةِ اَهْلِ التُّقى - عَلى جَميعِهِمُ(8)
السَّلامُ فَاذْكُرْهُمْ مِنْكَ بِمَغْفِرَةٍ وَ رِضْوانٍ (9)
اَللَّهُمَّ وَاَصْحابُ(10)
ص: 34
مُحَمَّدٍ خآصَّةًالَّذينَ اَحْسَنُواالصَّحابَةَ (1)
وَالَّذينَ اَبْلَوُاالْبَلآءَ اَلْحَسَنَ فى نَصْرِهِ(2)
وَ كانَفُوهُ (3)
وَ اَسْرَعُوا اِلى وِفادَتِهِ (4)
وَ سابَقُوا اِلى دَعْوَتِهِ(5)
وَاسْتَجابُوا لَهُ حَيْثُ اَسْمَعَهُمْ(6)
حُجَّةَ رِسالاتِهِ وَ فارَقُوا الْاَزْواجَ وَالْاَوْلادَ فى اِظْهارِ كَلِمَتِهِ (7)
وَقاتَلُوا الْابآءَ وَالْاَبْنآءَ فى تَثْبيتِ نُبُوَّتِهِ وَانْتَصَرُوا بِهِ (8)
وَمَنْ كانُوا مُنْطَوينَ عَلى مَحَبَّتِهِ يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ فى مَوَدَّتِهِ (9)
وَالَّذينَ هَجَرَتْهُمُ الْعَشآئِرُ اِذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ (10)
وَانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَراباتُ اِذْ سَكَنُوا فى ظِلِّ قَرابَتِهِ (11)
فَلاتَنْسَ لَهُمُ اللَّهُمَّ ماتَرَكوُا لَكَ وَفيكَ (12)
ص: 35
وَاَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوانِكَ (1)
وَ بِما حاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ(2)
وَ كانوُا مَعَ رَسوُلِكَ دُعاةً لَكَ اِلَيْكَ (3)
وَاشْكُرْهُمْ عَلى هَجْرِهِمْ فيكَ دِيارَ قَوْمِهِمْ وَ خُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ(4)
الْمَعاشِ اِلى ضيقِهِ (5)
وَ مَنْ كَثَّرْتَ فى اِعْزازِ دينِكَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ.(6)
اَللَّهُمَّ وَ اَوْصِلْ اِلَى التّابِعينَ لَهُمْ بِاِحْسانٍ الَّذينَ يَقُولُونَ:(7)
«رَبَّنااغْفِرلَنا وَ ِلاِخْوانِنَا الَّذينَ سَبَقُونا بِالاْيمانِ» خَيْرَ جَزآئِكَ (8)
الَّذينَ قَصَدُوا سَمْتَهُمْ (9)
وَ تَحَّرَوْا وِجْهَتَهُمْ (10)
وَ مَضَوْا عَلى شاكِلَتِهِمْ (11)
لَمْ يَثْنِهِمْ رَيْبٌ فى بَصيرَتِهِمْ (12)
وَ لَمْ يَخْتَلِجْهُمْو شَكٌّ فى قَفْوِ اثارِهِمْ وَالْايتِمامِ بِهِدايَةِ مَنارِهِمْ (13)
ص: 36
مُكانِفينَ وَ مُوازِرينَ لَهُمْ يَدينُونَ بِدينِهِمْ (1)
وَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِمْ (2)
يَتَّفِقُونَ عَلَيْهِمْ (3)
وَ لايَتَّهِمُونَهُمْ فيما اَدَّوْا اِلَيْهِمْ. اَللَّهُمَّ(4)
وَ صَلِّ عَلَى التّابِعينَ مِنْ يَوْمِنا هذا اِلى يَوْمِ الدّينِ وَ عَلى (5)
اَزْواجِهِمْ وَ عَلى ذُرِّيّاتِهِمْ وَ عَلى مَنْ اَطاعَكَ مِنْهُمْ صَلوةً(6)
تَعْصِمُهُمْ بِها مِنْ مَعْصِيَتِكَ (7)
وَ تَفْسَحُ لَهُمْ فى رِياضِ جَنَّتِكَ(8)
وَ تَمْنَعُهُمْ بِها مِنْ كَيْدِ الشَّيْطانِ (9)
وَ تُعينُهُمْ بِها عَلى (10)
مَااسْتَعانُوكَ عَلَيْهِ مِنْ بِرٍّ (11)
ص: 37
وَ تَقيهِمْ طَوارِقَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ اِلاّ(1)
طارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ (2)
وَ تَبْعَثُهُمْ بِها عَلَى اعْتِقادِ حُسْنِ الرَّجآءِ لَكَ(3)
وَالطَّمَعِ فيما عِنْدَكَ (4)
وَ تَرْكِ التُّهْمَةِ فيما تَحْويهِ اَيْدِى الْعِبادِ(5)
لِتَرُدَّهُمْ اِلَى الرَّغْبَةِ اِلَيْكَ وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ (6)
وَ تُزَهِّدَهُمْ فى سَعَةِ الْعاجِلِ (7)
وَ تُحَبِّبَ اِلَيْهِمُ الْعَمَلَ لِلْاجِلِ (8)
وَالْاِسْتِعدادَ لِما بَعْدَ الْمَوْتِ (9)
وَتُهَوِّنَ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَرْبٍ يَحُلُّ بِهِمْ يَوْمَ خُرُوجِ الْاَنْفُسِ مِنْ اَبْدانِها (10)
وَ تُعافِيَهُمْ مِمّا تَقَعُ بِهِ الْفِتْنَةُ مِنْ مَحْذُوراتِها (11)
وَ كَبَّةِ النّارِ وَ طُولِ الْخُلُودِ(12)
وَ تُصَيِّرَهُمْ اِلى اَمْنٍ مِنْ مَقيلِ الْمُتَّقينَ.(13)
ص: 38
وَ كانَ مِنْ دُعائِهِ عليه السلام لِنَفْسِه وَ لِاَهْلِ وَلايَتِهِ (1)
يا مَنْ لاتَنْقَضى عَجآئِبُ عَظَمَتِهِ (2)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (3)
وَاحْجُبْنا عَنِ الْاِلْحادِ فى عَظَمَتِكَ.(4)
وَ يا مَنْ لاتَنْتَهى مُدَّةُ مُلْكِهِ (5)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (6)
وَاَعْتِقْ رِقابَنا مِنْ نَقِمَتِكَ.(7)
وَ يا مَنْ لاتَفْنى خَزآئِنُ رَحْمَتِهِ (8)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (9)
وَاجْعَلْ لَنا نَصيباً فى رَحْمَتِكَ.(10)
وَ يا مَنْ تَنْقَطِعُ دُونَ رُؤْيَتِهِ الْاَبْصارُ(11)
ص: 39
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَاَدْنِنا اِلى قُرْبِكَ.(1)
وَ يا مَنْ تَصْغُرُ عِنْدَ خَطَرِهِ الْاَخْطارُ (2)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (3)
وَ كَرِّمْنا عَلَيْكَ(4)
. وَ يا مَنْ تَظْهَرُ عِنْدَهُ بَواطِنُ الْاَخْبارِ (5)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (6)
وَ لاتَفْضَحْنا لَدَيْكَ.(7)
اَللَّهُمَّ اَغْنِنا عَنْ هِبَةِ(8)
الْوَهّابينَ بِهِبَتِكَ (9)
وَاكْفِنا وَحْشَةَ الْقاطِعينَ بِصِلَتِكَ حَتّى (10)
لانَرْغَبَ اِلى اَحَدٍ مَعَ بَذْلِكَ (11)
وَ لانَسْتَوْحِشَ مِنْ اَحَدٍ مَعَ فَضْلِكَ(12)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (13)
وَ كِدْ لَنا وَ لاتَكِدْ عَلَيْنا (14)
وَ امْكُرْ لَنا وَ لاتَمْكُرْبِنا (15)
ص: 40
وَ اَدِلْ لَنا وَ لاتُدِلْ مِنّا(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (2)
وَ قِنا مِنْكَ (3)
وَاحْفَظْنا بِكَ(4)
وَاهْدِنا اِلَيْكَ (5)
وَ لاتُباعِدْنا عَنْكَ (6)
اِنَّ مَنْ تَقِهِ يَسْلَمْ (7)
وَ مَنْ تَهْدِهِ يَعْلَمْ (8)
وَ مَنْ تُقَرِّبْهُ اِلَيْكَ يَغْنَمْ (9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (10)
وَ اكْفِنا حَدَّ نَوآئِبِ الزَّمانِ (11)
ص: 41
وَ شَرَّ مَصآئِدِ الشَّيْطانِ(1)
وَ مَرارَةَ صَوْلَةِ السُّلْطانِ(2)
اَللَّهُمَّ اِنَّما يَكْتَفِى(3)
الْمُكْتَفُونَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ (4)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (5)
وَاكْفِنا (6)
وَ اِنَّما يُعْطِى الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ (7)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ(8)
وَاَعْطِنا (9)
وَ اِنَّما يَهْتَدِى الْمُهْتَدُونَ بِنُورِ وَجْهِكَ (10)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ وَاهْدِنا(11)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ مَنْ والَيْتَ.(12)
ص: 42
لَمْ يَضْرُرْهُ خِذْلانُ الْخاذِلينَ (1)
وَ مَنْ اَعْطَيْتَ لَمْ يَنْقُصْهُ مَنْعُ الْمانِعينَ(2)
وَ مَنْ هَدَيْتَ لَمْ يُغْوِهِ اِضْلالُ الْمُضِلّينَ (3)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
وَامْنَعْنا بِعِزِّكَ مِنْ عِبادِكَ (5)
وَاَغْنِنا عَنْ غَيْرِكَ ِاِرْفادِكَ(6)
وَاسْلُكْ بِنا سَبيلَ الْحَقِّ بِاِرْشادِكَ.(7)
ص: 43
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (1)
وَاجْعَلْ سَلامَةَ قُلُوبِنا فى ذِكْرِ عَظَمَتِكَ وَفَراغَ(2)
اَبْدانِنا فى شُكْرِ نِعْمَتِكَ وَانْطِلاقَ اَلْسِنَتِنا فى وَصْفِ مِنَّتِكَ(3)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (4)
وَاجْعَلْنا مِنْ دُعاتِكَ الدّاعينَ اِلَيْكَ(5)
وَ هُداتِكَ الدّآلّينَ عَلَيْكَ (6)
وَ مِنْ خآصَّتِكَ (7)
يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(8)
ص: 44
و كان مِن دعائِه عليه السلام عندَ الصَّباح وَالمَساءِ(1)
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ (2)
وَ مَيَّزَ بَيْنَهُما بِقُدْرَتِهِ(3)
وَ جَعَلَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُما حَدّاً مَحْدُوداً وَاَمَداً مَمْدُوداً (4)
يُولِجُ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما فى صاحِبِهِ وَ يُولِجُ صاحِبَهُ فيهِ (5)
بِتَقْديرٍ مِنْهُ لِلْعِبادِ فيما يَغْذُوهُمْ بِهِ وَ يُنْشِئُهُمْ عَلَيْهِ (6)
فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فيهِ مِنْ حَرَكاتِ التَّعَبِ وَ نَهَضاتِ النَّصَبِ (7)
وَ جَعَلَهُ لِباساً لِيَلْبَسُوا مِنْ راحَتِهِ وَ مَنامِهِ (8)
فَيَكُونَ ذلِكَ لَهُمْ جَماماً وَ قُوَّةً (9)
وَلِيَنالُوا بِهِ لَذَّةً وَ شَهْوَةً (10)
وَ خَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فيهِ مِنْ فَضْلِهِ (11)
وَلِيَتَسَبَّبُوا اِلى رِزْقِهِ (12)
ص: 45
وَيَسْرَحُوا فى اَرْضِهِ طَلَباً لِما فيهِ نَيْلُ الْعاجِلِ مِنْ دُنْياهُمْ وَ دَرَكُ الْاجِلِ فى اُخْريهُمْ. (1)
بِكُلِ ذلِكَ يُصْلِحُ شَاْنَهُمْ (2)
وَ يَبْلُو اَخْبارَهُمْ (3)
وَ يَنْظُرُ كَيْفَ هُمْ فى اَوْقاتِ(4)
طاعَتِهِ وَ مَنازِلِ فُرُوضِهِ (5)
وَ مَواقِعِ اَحْكامِهِ (6)
لِيَجْزِىَ الَّذينَ اَسآؤُا بِما عَمِلُوا (7)
اَحْسَنُوا بِالْحُسْنى. اَللَّهُمَّ(8)
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما فَلَقْتَ لَنا مِنَ الْاِصْباحِ (9)
وَ مَتَّعْتَنا بِهِ مِنْ ضَوْءِ النَّهارِ(10)
وَ بَصَّرْتَنا مِنْ مَطالِبِ الْاَقْواتِ (11)
وَ وَقَيْتَنا فيهِ مِنْ طَوارِقِ الْافاتِ(12)
اَصْبَحْنا وَاَصْبَحَتِ الْاَشْيآءُ كُلُّها. بِجُمْلَتِها لَكَ:(13)
سَمآؤُها وَ اَرْضُها (14)
ص: 46
وَ ما بَثَثْتَ فى كُلِّ واحِدٍ مِنْهُما(1)
ساكِنُهُ وَ مُتَحَرِّكُهُ (2)
وَ مُقيمُهُ وَ شاخِصُهُ (3)
وَ ما عَلافِى الْهَوآءِ(4)
وَ ما كَنَّ تَحْتَ الثَّرى (5)
اَصْبَحْنا فى قَبْضَتِكَ (6)
يَحْوينا مُلْكُكَ وَ سُلْطانُكَ (7)
وَ تَضُمُّنا مَشِيَّتُكَ (8)
وَ نَتَصَرَّفُ عَنْ اَمْرِكَ (9)
وَ نَتَقَلَّبُ فى تَدْبيرِكَ (10)
ص: 47
لَيْسَ لَنا مِنَ الْاَمْرِ اِلاّ ما قَضَيْتَ (1)
وَ لا مِنَ الْخَيْرِ اِلاّ ما اَعْطَيْتَ.(2)
وَ هذا يَوْمٌ حادِثٌ جَديدٌ(3)
وَ هُوَ عَلَيْنا شاهِدٌ عَتيدٌ (4)
اِنْ اَحْسَنَّا وَدَّعَنا بِحَمْدٍ (5)
وَ اِنْ اَسَأْنا فارَقَنا بِذَمٍّ.(6)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (7)
وَارْزُقْنا. حُسْنَ مُصاحَبَتِهِ (8)
وَاعْصِمْنا مِنْ سُوءِ مُفارَقَتِهِ بِارْتِكاب جَريرَةٍ(9)
اَوِاقْتِرافِ صَغيرَةٍ اَوْ كَبيرَةٍ (10)
وَ اَجْزِلْ لَنا فيهِ مِنَ الْحَسَناتِ(11)
وَاَخْلِنا فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ (12)
وَامْلَأْ لَنا ما بَيْنَ طَرَفَيْهِ حَمْداً وَ شُكْراً وَ اَجْراً وَ ذُخْراً وَ فَضْلاً وَ اِحْساناً(13)
ص: 48
اَللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَى الْكِرامِ الْكاتِبينَ مَؤُونَتَنا وَامْلَأْ لَنا مِنْ حَسَناتِنا صَحآئِفَنا(1)
وَ لاتُخْزِنا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ اَعْمالِنا (2)
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنا فى كُلِّ ساعَةٍ مِنْ ساعاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبادِكَ (3)
وَ نَصيباً مِنْ شُكْرِكَ (4)
وَ شاهِدَ صِدْقٍ مِنْ مَلآئِكَتِكَ.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ(6)
وَاحْفَظْنا مِنْ بَيْنِ اَيْدينا وَ مِنْ خَلْفِنا وَ عَنْ اَيْمانِنا عَنْ شَمآئِلِنا وَ مِنْ جَميعِ نَواحينا(7)
حِفْظاً عاصِماً مِنْ مَعْصِيَتِكَ (8)
هادِياً اِلى طاعَتِكَ (9)
مُسْتَعْمِلاً لِمَحَبَّتِكَ.(10)
ص: 49
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (1)
وَ وَفِّقْنا فى يَوْمِنا هذا وَلَيْلَتِنا هذِهِ وَفى جَميعِ اَيَّامِنا لِاسْتِعْمالِ الْخَيْرِ(2)
وَ هِجْرانِ الشَّرِّ وَ شُكْرِ النِّعَمِ (3)
وَاتِّباعِ السُّنَنِ (4)
وَ مُجانَبَةِ الْبِدَعِ (5)
وَالْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ (6)
وَالنَّهْىِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ حِياطَةِ الْاِسْلامِ وَانْتِقاصِ الْباطِلِ(7)
وَاِذْلالِهِ وَ نُصْرَةِ الْحَقِّ وَاِعْزازِهِ وَ اِرْشادِ الضّآلِّ وَ(8)
مُعاوَنَةِ الضَّعيفِ وَ اِدْراكِ اللَّهيفِ.(9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (10)
ص: 50
وَاجْعَلْهُ اَيْمَنَ يَوْمٍ عَهِدْناهُ (1)
وَاَفْضَلَ صاحِبٍ صَحِبْناهُ (2)
وَ خَيْرَ وَقْتٍ ظَلِلْنا فيهِ. (3)
وَاجْعَلْنا مِنْ اَرْضى مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ مِنْ جُمْلَةِ خَلْقِكَ (4)
اَشْكَرَهُمْ لِما اَوْلَيْتَ مِنْ نِعَمِكَ (5)
وَ اَقْوَمَهُمْ بِما شَرَعْتَ مِنْ شَرآئِعِكَ (6)
وَ اَوْقَفَهُمْ عَمّا حَذَّرْتَ مِنْ نَهْيِكَ.(7)
اَللَّهُمَّ اِنّى(8)
اُشْهِدُكَ وَ كَفى بِكَ شَهيداً (9)
وَاُشْهِدُ سَمآءَكَ وَ اَرْضَكَ وَ مَنْ(10)
اَسْكَنْتَهُما مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ سآئِرِ خَلْقِكَ فى يَوْمى هذا(11)
ص: 51
وَ ساعَتى هذِهِ وَلَيْلَتى هذِهِ وَ مُسْتَقَرّى هذا اَنّى اَشْهَدُ(1)
اَنَّكَ اَنْتَ اللَّهُ الَّذى لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ (2)
قآئِمٌ بِالْقِسْطِ عَدْلٌ(3)
فِى الْحُكْمِ رَؤُوفٌ بِالْعِبادِ مالِكُ الْمُلْكِ رَحيمٌ بِالْخَلْقِ (4)
وَ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ خِيَرَتُكَ مِنْ َخلْقِكَ(5)
حَمَّلْتَهُ رِسالَتَكَ فَاَدّاها (6)
وَ اَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لِاُمَّتِهِ فَنَصَحَ لَها.(7)
ص: 52
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ.(1)
اَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ (2)
وَ اتِهِ عَنّا اَفْضَلَ ما اتَيْتَ اَحَداً مِنْ عِبادِكَ (3)
وَاجْزِهِ عَنّا اَفْضَلَ وَ اَكْرَمَ ماجَزَيْتَ اَحَداً مِنْ اَنْبِيآئِكَ عَنْ اُمَّتِهِ (4)
اِنَّكَ اَنْتَ(5)
الْمَنّانُ بِالْجَسيمِ الْغافِرُ لِلْعَظيمِ وَ اَنْتَ اَرْحَمُ مِنْ كُلِّ(6)
رَحيمٍ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ(7)
الْاَخْيارِ الْاَنْجَبينَ.(8)
ص: 53
وكان مِن دعائِهِ عليه السلام اِذا عَرَضَتْ لَهُ مُهمّةٌ(1)
اَو نَزلَتْ بِهِ مُلِمَّةٌ وَ عِنْدَالْكَرْبِ(2)
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُالْمَكارِهِ (3)
وَ يا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدآئِدِ (4)
وَ يا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ (5)
ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ (6)
وَ تَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْاَسْبابُ (7)
وَ جَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضآءُ(8)
وَ مَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الْاَشْيآءُ (9)
ص: 54
فَهِىَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ(1)
وَ بِاِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ ,(2)
اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ (3)
وَ اَنْتَ الْمَفْزَعُ فِى الْمُلِمّاتِ (4)
لايَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ (5)
وَ لايَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ ,(6)
وَقَدْنَزَلَ بى يا رَبِّ ما قَدْتَكَاَّدَنى ثِقْلُهُ (7)
وَاَلَمَّ بى ما قَدْبَهَظَنى حَمْلُهُ(8)
وَ بِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَىَّ وَ بِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَىَّ (9)
فَلامُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ (10)
وَ لاصارِفَ لِما وَجَّهْتَ (11)
وَ لافاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ(12)
ص: 55
وَ لامُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ (1)
وَ لامُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ (2)
وَ لا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ (3)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (4)
وَافْتَحْ لى يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ(5)
وَاكْسِرْ عَنّى سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ (6)
وَ اَنِلْنى حُسْنَ النَّظَرِ فيما شَكَوْتُ (7)
وَ اَذِقْنى حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيما سَاَلْتُ (8)
وَ هَبْ لى مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ فَرَجاً هَنيئاً(9)
وَاجْعَلْ لى مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً (10)
وَ لاتَشْغَلْنى بِالْاِهْتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ (11)
ص: 56
فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بى يا رَبِّ ذَرْعاً (1)
وَامْتَلَأْتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَلَىَّ هَمّاً(2)
وَ اَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ (3)
وَ دَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ فَافْعَل بى ذلِكَ وَ اِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ (4)
يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ.(5)
ص: 57
وَ كانَ مِن دعائِه عليه السلام فِى الاِْسْتِعاذَةِ مِنَ الْمَكارِهِ وَ سَيِّئَ الْاَخْلاقِ وَ مَذامّ الْاَفعالِ (1)
اَللَّهُمَّ اِنّى اَعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجانِ الْحِرْصِ (2)
وَ سَوْرَةِ الْغَضَبِ (3)
وَ غَلَبَةِ الْحَسَدِ (4)
وَ ضَعْفِ الصَّبْرِ (5)
وَ قِلَّةِ الْقَناعَةِ (6)
وَ شکاسَةِ الخلق,(7)
و الحاح الشهوة,(8)
و ملکه الحمیة, (9)
و مُتابَعَةِ الْهَوى (10)
وَ مُخالَفَةِ الْهُدى (11)
ص: 58
وَ سِنَةِالْغَفْلَةِ (1)
وَ تَعاطِى الْكُلْفَةِ (2)
وَ ايثارِ الْباطِلِ عَلَى الْحَقِّ (3)
وَالْاِصْرارِ عَلَى الْمَأْثَمِ (4)
وَاسْتِضْغارِ الْمَعْصِيَةِ (5)
وَاسْتِكْبارِ الطّاعَةِ (6)
وَ مُباهاةِ الْمُكْثِرينَ(7)
وَالْاِزْرآءِ بِالْمُقِلّينَ (8)
وَ سُوءِ الْوِلايَةِ لِمَنْ تَحْتَ اَيْدينا(9)
وَ تَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعارِفَةَ عِنْدَنا (10)
اَوْ اَنْ نَعْضُدَ ظالِماً (11)
اَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً (12)
اَوْ نَرُومَ ما لَيْسَ لَنا بِحَقٍّ (13)
اَوْ نَقُولَ فِى الْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ. (14)
ص: 59
وَ نَعوُذُ بِكَ اَنْ نَنْطَوِىَ عَلى غِشِّ اَحَدٍ (1)
وَاَنْ نُعْجَبَ بِاَعْمالِنا (2)
وَ نَمُدَّ فى امالِنا وَ(3)
نَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ السَّريرَةِ وَاحْتِقارِ الصَّغيرَةِ (4)
وَ اَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنا الشَّيْطانُ اَوْيَنْكُبَنَا الزَّمانُ (5)
اَوْيَتَهَضَّمَنَا السُّلْطان (6)
وَ نَعُوذُ بِكَ مِنْ تَناوُلِ الْاِسْرافِ(7)
وَ مِنْ فِقْدانِ الْكَفافِ.(8)
وَ نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَماتَةِ الْاَعْداءِ (9)
وَ مِنَ الْفَقْرِ اِلَى الْاَكْفاءِ (10)
وَ مِنْ مَعيشَةٍ فى شِدَّةٍ (11)
وَ ميتَةٍ عَلى غَيْرِ عُدَّةٍ. (12)
ص: 60
وَ نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَسْرَةِ الْعُظْمى(1)
وَالْمُصيبَةِ الْكُبْرى (2)
وَ اَشْقَى الشَّقآءِ (3)
وَ سُوءِ الْمَابِ(4)
وَ حِرْمانِ الثَّوابِ وَ حُلُولِ الْعِقابِ.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ. عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (6)
وَ اَعِذْنى مِنْ كُلِّ ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَ جَميعَ(7)
الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ (8)
يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.(9)
ص: 61
وَ كانَ مِن دعائِه عليه السلام فِى الاشتياقِ اِلى طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ جَلّ جَلالُه (1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (2)
وَ صَيِّرْنا اِلى مَحْبُوبِكَ مِنَ التَّوْبَةِ(3)
وَ اَزِلْنا عَنْ مَكْرُوهِكَ مِنَ الْاِصْرارِ.(4)
اَللَّهُمَّ وَ مَتى وَقَفْنا(5)
بَيْنَ نَقْصَيْنِ فى دينٍ اَوْدُنْيا (6)
فَاَوْقِعِ النَّقْصَ بِاَسْرَعِهِما فَنآءً (7)
وَاجْعَلِ التَّوْبَةَ فى اَطْوَلِهِما بَقآءً. وَ اِذا هَمَمْنا بِهَمَّيْنِ(8)
يُرْضيكَ اَحَدُهُما عَنّا(9)
وَ يُسْخِطُكَ الْاخَرُ عَلَيْنا (10)
فَمِلْ بِنا(11)
ص: 62
اِلى ما يُرْضيكَ عَنّا (1)
وَ اَوْهِنْ قُوَّتَنا عَمّا يُسْخِطُكَ عَلَيْنا (2)
وَ لا تُخَلِّ فى ذلِكَ بَيْنَ نُفُوسِنا وَاخْتِيارِها فَاِنَّها مُخْتارَةٌ(3)
لِلْباطِلِ اِلاّ ما وَفَّقْتَ اَمّارَةٌ بِالسُّوءِ اِلاّ ما رَحِمْتَ (4)
اَللَّهُمَّ وَ اِنَّكَ مِنَ الضُّعْفِ خَلَقْتَنا (5)
وَ عَلَى الْوَهْنِ بَنَيْتَنا (6)
وَ مِنْ مآءٍ مَهينٍ ابْتَدَاْتَنا (7)
فَلا حَوْلَ لَنا اِلاّ بِقُوَّتِكَ وَ لاقُوَّةَ لَنا اِلاّ بِعَوْنِكَ (8)
فَاَيِّدْنا بِتَوْفيقِكَ (9)
ص: 63
وَ سَدِّدْنا بِتَسْديدِكَ (1)
وَ اَعْمِ اَبْصارَ قُلُوبِنا عَمّا خالَفَ مَحَبَّتَكَ (2)
وَ لاتَجْعَلْ لِشَىْ ءٍ مِنْ جَوارِحِنا نُفُوذاً فى مَعْصِيَتِكَ.(3)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
وَاجْعَلْ هَمَساتِ قُلُوبِنا وَ حَرَكاتِ اَعْضآئِنا وَ لَمَحاتِ(5)
اَعْيُنِنا وَ لَهَجاتِ اَلْسِنَتِنا فى مُوجِباتِ ثَوابِكَ(6)
حَتّى لاتَفُوتَنا حَسَنَةٌ نَسْتَحِقُّ بِها جَزآءَكَ (7)
وَ لاتَبْقى لَنا سَيِّئَةٌ نَسْتَوْجِبُ بِها عِقابَكَ.(8)
ص: 64
و کان من دعائه عليه السلام في اللجا الي الله تعالي(1)
اَللَّهُمَّ اِنْ تَشَأْ تَعْفُ عَنّا فَبِفَضْلِكَ (2)
وَ اِنْ تَشَأْ تُعَذِّبْنا فَبِعَدْلِكَ (3)
فَسَهِّلْ لَنا عَفْوَكَ بِمَنِّكَ (4)
وَ اَجِرْنا مِنْ عَذابِكَ بِتَجاوُزِكَ(5)
فَاِنَّهُ لاطاقَةَ لَنا بِعَدْلِكَ (6)
وَ لانَجاةَ لِأَحَدٍ مِنّا دُونَ عَفْوِكَ (7)
يا غَنِىَّ الْاَغْنِيآءِ (8)
ها نَحْنُ عِبادُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ(9)
ص: 65
وَ اَنَا اَفْقَرُ الْفُقَرآءِ اِلَيْكَ فَاجْبُرْ فَاقَتَنا بِوُسْعِكَ (1)
وَ لاتَقْطَعْ رَجآءَنا بِمَنْعِكَ (2)
فَتَكُونَ قَدْ اَشْقَيْتَ مَنِ اسْتَسْعَدَ بِكَ (3)
وَ حَرَمْتَ مَنِ اسْتَرْفَدَ فَضْلَكَ (4)
فَاِلى مَنْ حِينَئِذٍ مُنْقَلَبُنا عَنْكَ؟ وَ اِلى اَيْنَ مَذْهَبُنا عَنْ بابِكَ؟ (5)
سُبْحانَكَ(6)
نَحْنُ الْمُضْطَرُّونَ الَّذينَ اَوْجَبْتَ اِجابَتَهُمْ (7)
وَ اَهْلُ السُّوءِ الَّذينَ وَعَدْتَ الْكَشْفَ عَنْهُمْ.(8)
وَ اَشْبَهُ الْاَشْيآءِ بِمَشِيَّتِكَ .(9)
وَ اَوْلَى الْاُمُورِ بِكَ فى عَظَمَتِكَ رَحْمَةُ مَنِ اسْتَرْحَمَكَ (10)
ص: 66
وَ غَوْثُ مَنِ اسْتَغاثَ بِكَ (1)
فَارْحَمْ تَضَرُّعَنا اِلَيْكَ (2)
وَاَغِثْنا اِذْ طَرَحْنا اَنْفُسَنا بَيْنَ يَدَيْكَ.(3)
اَللَّهُمَّ اِنَّ الشَّيْطانَ قَدْ شَمِتَ. بِنا اِذْ شايَعْناهُ عَلى مَعصِيَتِكَ (4)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ ](5)
وَ لاتُشْمِتْهُ بِنا بَعْدَ تَرْكِنا اِيّاهُ لَكَ (6)
وَ رَغْبَتِنا عَنْهُ اِلَيْكَ.(7)
ص: 67
وَ كانَ مِن دُعائِهِ عليه السّلام بِخَواتِم الْخَيْرِ:(1)
يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذّاكِرينَ (2)
وَ يا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشّاكِرينَ (3)
وَ يا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطيعينَ (4)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (5)
وَاشْغَلْ قُلوُبَنا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ (6)
وَاَلْسِنَتَنا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْرٍ (7)
وَ جَوارِحَنا بِطاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طاعَةٍ (8)
فَاِنْ قَدَّرْتَ لَنا فَراغاً مِنْ شُغْلٍ فَاجْعَلْهُ فَراغَ سَلامَةٍ لاتُدْرِكُنا فيهِ تَبِعَةٌ(9)
ص: 68
وَ لاتَلْحَقُنا فيهِ سَئْمَةٌ (1)
حَتّى يَنْصَرِفَ عَنَّا كُتَّابُ السَّيِّئاتِ بِصَحيفَةٍ خالِيَةٍ مِنْ ذِكْرِ سَيِّئاتِنا (2)
وَ يَتَوَلّى كُتَّابُ الْحَسَناتِ عَنّا مَسْرُورينَ بِما كَتَبُوا مِنْ حَسَناتِنا (3)
وَاِذَا انْقَضَتْ اَيّامُ حَياتِنا (4)
وَ تَصَرَّمَتْ مُدَدُ اَعْمارِنا (5)
وَاسْتَحْضَرَتْنا دَعْوَتُكَ الَّتى لابُدَّ مِنْها وَ مِنْ اِجابَتِها(6)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (7)
وَاجْعَلْ خِتامَ ماتُحْصى عَلَيْنا كَتَبَةُ اَعْمالِنا تَوْبَةً مَقْبُولَةً(8)
لاتُوقِفُنا بَعْدَها عَلى ذَنْبٍ اجْتَرَحْناهُ وَ لامَعْصِيَةٍ اقْتَرَفْناها (9)
ص: 69
وَلاتَكْشِفْ عَنّا سِتْراً سَتَرْتَهُ عَلى رُؤُوسِ الْاَشْهادِ (1)
يَوْمَ تَبْلُ اَخْبارَ عِبادِكَ (2)
اِنَّكَ رَحيمٌ بِمَنْ دَعاكَ (3)
وَ مُسْتَجيبٌ لِمَنْ ناداكَ.(4)
ص: 70
وَ كانَ مِنْ دعائِه عليه السلام فِى الاعتِرافِ وَ طَلَبِ التّوبةِ اِلَى اللَّهِ تَعالى (1)
اَللَّهُمَّ اِنَّهُ يَحْجُبُنى عَنْ مَسْئَلَتِكَ خِلالٌ ثَلاثٌ (2)
وَ تَحْدُونى عَلَيْها خَلَّةٌ واحِدَةٌ: (3)
يَحْجُبُنى اَمْرٌ اَمَرْتَ بِهِ فَاَبْطَاْتُ عَنْهُ (4)
وَ نَهْىٌ نَهَيْتَنى عَنْهُ فَاَسْرَعْتُ اِلَيْهِ (5)
وَ نِعْمَةٌ اَنْعَمْتَ بِها عَلَىَّ فَقَصَّرْتُ فى شُكْرِها(6)
وَ يَحْدُونى عَلى مَسْئَلَتِكَ تَفَضُّلُكَ عَلى مَنْ اَقْبَلَ.(7)
بِوَجْهِهِ اِلَيْكَ (8)
وَ وَفَدَ بِحُسْنِ ظَنِّهِ اِلَيْكَ (9)
اِذْ جَميعُ اِحْسانِكَ تَفَضُّلٌ وَ اِذْكُلُّ نِعَمِكَ ابْتِدآءٌ(10)
ص: 71
فَها اَنَاذا يا اِلهى (1)
واقِفٌ بِبابِ عِزِّكَ وُقُوفَ الْمُسْتَسْلِمِ الذَّليلِ (2)
وَ سآئِلُكَ عَلَى الْحَيآءِ مِنّى سُؤالَ الْبآئِسِ الْمُعيلِ (3)
مُقِرٌّ لَكَ بِاَنّى لَمْ اَسْتَسْلِمْ وَقْتَ اِحْسانِكَ اِلاّ بِالْاِقْلاعِ عَنْ عِصْيانِكَ (4)
وَ لَمْ اَخْلُ فِى الْحالاتِ كُلِّها مِنِ امْتِنانِكَ (5)
فَهَلْ يَنْفَعُنى يا اِلهى اِقْرارى عِنْدَكَ بِسُوءِ مَااكْتَسَبْتُ؟ (6)
وَ هَلْ يُنْجينى مِنْكَ اعْتِرافى لَكَ بِقَبيحِ مَاارْتَكَبْتُ؟ (7)
اَمْ اَوْجَبْتَ لى فى مَقامى هذا سُخْطَكَ؟ (8)
اَمْ لَزِمَنى فى وَقْتِ دُعاىَ مَقْتُكَ؟ (9)
سُبْحانَكَ (10)
ص: 72
لااَيْئَسُ مِنْكَ وَقَدْ فَتَحْتَ لى بابَ التَّوْبَةِ اِلَيْكَ (1)
بَلْ اَقُولُ مَقالَ الْعَبْدِ الذَّليلِ (2)
الظّالِمِ لِنَفْسِهِ (3)
الْمُسْتَخِفِّ بِحُرْمَةِ رَبِّهِ (4)
الَّذى عَظُمَتْ ذُنُوبُهُ فَجَلَّتْ (5)
وَ اَدْبَرَتْ اَيّامُهُ فَوَلَّتْ (6)
حَتّى اِذا رَاى مُدَّةَ الْعَمَلِ قَدِانْقَضَتْ (7)
وَ غايَةَ الْعُمُرِ قَدِ انْتَهَتْ (8)
وَ اَيْقَنَ اَنَّهُ لامَحيصَ لَهُ مِنْكَ (9)
وَ لا مَهْرَبَ لَهُ عَنْكَ تَلَقَّاكَ بِالْاِنابَةِ (10)
وَ اَخْلَصَ لَكَ التَّوْبَةَ (11)
ص: 73
فَقامَ اِلَيْكَ بِقَلْبٍ طاهِرٍ نَقِىٍّ (1)
ثُمَّ دَعاكَ بِصَوْتٍ حآئِلٍ خَفِىٍّ (2)
قَدْ تَطَاْطَاَ لَكَ فَانْحَنى (3)
وَنَكَّسَ رَأْسَهُ فَانْثَنى (4)
قَدْ اَرْعَشَتْ خَشْيَتُهُ رِجْلَيْهِ وَغَرَّقَتْ دُمُوعُهُ خَدَّيْهِ(5)
يَدْعُوكَ بِيا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ وَ يا اَرْحَمَ مَنِ(6)
انْتابَهُ الْمُسْتَرْحِمُونَ (7)
وَ يا اَعْطَفَ مَنْ اَطافَ بِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ (8)
وَ يا مَنْ عَفْوُهُ اَكْثَرُ مِنْ نَقِمَتِهِ (9)
وَ يا مَنْ رِضاهُ اَوْفَرُمِنْ سَخَطِهِ (10)
ص: 74
وَ يا مَنْ تَحَمَّدَ اِلى خَلْقِهِ بِحُسْنِ التَّجاوُزِ (1)
وَ يا مَنْ عَوَّدَ عِبادَهُ قَبُولَ الْاِنابَةِ (2)
وَ يا مَنِ اسْتَصْلَحَ فاسِدَهُمْ بِالتَّوْبَةِ (3)
وَ يا مَنْ رَضِىَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسيرِ (4)
وَ يا مَنْ كافى قَليلَهُمْ بِالْكَثيرِ (5)
وَ يا مَن ضَمٍنَ لَهم اٍجابةَ الدعاءٍ , (6)
وَ يا وَعَدَهم عَلي نَفسٍهٍ بِتَفَضُّلِهِ حُسْنَ الْجَزآءِ (7)
ما اَنَا بِاَعْصى مَنْ عَصاكَ فَغَفَرْتَ لَهُ (8)
وَ ما اَنَا بِاَلْوَمِ مَنِ اعْتَذَرَ اِلَيْكَ فَقَبِلْتَ مِنْهُ (9)
وَ ما اَنَا بِاَظْلَمِ مَنْ تابَ اِلَيْكَ فَعُدْتَ عَلَيْهِ (10)
اَتُوبُ اِلَيْكَ فى مَقامى هذا تَوْبَةَ نادِمٍ عَلى ما فَرَطَ مِنْهُ(11)
مُشْفِقٍ مِمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ (12)
ص: 75
خالِصِ الْحَيآءِ مِمّا وَقَعَ فيهِ (1)
عالِمٍ بِاَنَّ الْعَفْوَ عَنِ الذَّنْبِ الْعَظيمِ لايَتَعاظَمُكَ(2)
وَ اَنَّ التَّجاوُزَ عَنِ الْاِثْمِ الْجَليلِ لايَسْتَصْعِبُكَ(3)
وَ اَنَّ احْتِمالَ الْجِناياتِ الْفاحِشَةِ لايَتَكَاَّدُكَ (4)
وَ اَنَّ اَحَبَّ عِبادِكَ اِلَيْكَ مَنْ تَرَكَ الْاِسْتِكْبارَ عَلَيْكَ (5)
و از وَ جانَبَ الْاِصْرارَ (6)
وَ لَزِمَ الْاِسْتِغْفارَ(7)
وَ اَنَا اَبْرَءُ اِلَيْكَ مِنْ اَنْ اَسْتَكْبِرَ (8)
وَ اَعُوذُ بِكَ مِنْ اَنْ اُصِرَّ (9)
ص: 76
وَاَسْتَغْفِرُكَ لِما قَصَّرْتُ فيهِ (1)
وَاَسْتَعينُ بِكَ عَلى ماعَجَزْتُ عَنْهُ (2)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (3)
وَ هَبْ لى ما يَجِبُ عَلَىَّ لَكَ (4)
وَ عافِنى مِمّا اَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ(5)
وَاَجِرْنى مِمّا يَخافُهُ اَهْلُ الْاِسآئَةِ(6)
فَاِنّكَ مَلى ءٌ بِالْعَفْوِ (7)
مَرْجُوٌّ لِلْمَغْفِرَةِ (8)
مَعْرُوفٌ بِالتَّجاوُزِ (9)
لَيْسَ لِحاجَتى مَطْلَبٌ سِواكَ (10)
وَ لا لِذَنْبى غافِرٌ غَيْرُكَ (11)
حاشاكَ وَ(12)
ص: 77
لااَخافُ عَلى نَفْسى اِلاّ اِيّاكَ (1)
اِنَّكَ اَهْلُ التَّقْوى وَ اَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(2)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ (3)
وَاقِضْ حاجَتى (4)
وَاَنْجِحْ طَلِبَتى (5)
وَاغْفِرْ ذَنْبى(6)
وَ امِنْ خَوْفَ نَفْسى (7)
اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ (8)
وَ ذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ (9)
امينَ رَبَّ الْعالَمينَ.(10)
ص: 78
وَ كانَ مِن دعائِه عليه السّلام فى طَلَبِ الْحَوائِجِ اِلَى اللّهِ تعالى (1)
اَللَّهُمَّ يا مُنْتَهى مَطْلَبِ الْحاجاتِ(2)
وَ يا مَنْ عِنْدَهُ نَيْلُ الطَّلِباتِ(3)
وَ يا مَنْ لايَبيعُ نِعَمَهُ بِالْاَثْمانِ (4)
وَ يا مَنْ لايُكَدِّرُ عَطاياهُ بِالْاِمْتِنانِ (5)
وَ يا مَنْ يُسْتَغْنى بِهِ وَ لايُسْتَغْنى عَنْهُ (6)
وَ يا مَنْ يُرْغَبُ اِلَيْهِ وَ لايُرْغَبُ عَنْهُ (7)
وَ يا مَنْ لا تُفْنى خَزآئِنَهُ الْمَسآئِلُ(8)
وَ يا مَنْ لاتُبَدِّلُ حِكْمَتَهُ الْوَسآئِلُ (9)
وَ يا مَنْ لاتَنْقَطِعُ عَنْهُ حَوآئِجُ الْمُحْتاجينَ(10)
وَ يا مَنْ لايُعَنّيهِ دُعآءُ الدّاعينَ (11)
ص: 79
تَمَدَّحْتَ بِالْغَنآءِ عَنْ خَلْقِكَ وَ اَنْتَ اَهْلُ الْغِنى عَنْهُمْ (1)
وَ نَسَبْتَهُمْ اِلَى الْفَقْرِ وَ هُمْ اَهْلُ الْفَقْرِ اِلَيْكَ (2)
فَمَنْ حاوَلَ سَدَّ خَلَّتِهِ مِنْ عِنْدِكَ (3)
وَرامَ صَرْفَ الْفَقْرِ عَنْ نَفْسِهِ بِكَ (4)
فَقَدْ طَلَبَ حاجَتَهُ فى مَظآنِّها (5)
وَ اَتى طَلِبَتَهُ مِنْ وَجْهِها. (6)
وَ مَنْ تَوَجَّهَ بِحاجَتِهِ اِلى اَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ (7)
اَوْ جَعَلَهُ سَبَبَ نُجْحِها دُونَكَ (8)
فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْحِرْمانِ (9)
وَاسْتَحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَوْتَ الْاِحْسانِ(10)
اَللَّهُمَّ وَ لى اِلَيْكَ حاجَةٌ قَدْ قَصَّرَ عَنْها جُهْدی(11)
وَ تَقَطَّعَتْ دُونَها حِيَلى (12)
وَ سَوَّلَتْ لى نَفْسى رَفْعَها اِلى مَنْ يَرْفَعُ حَوآئِجَهُ اِلَيْكَ(13)
ص: 80
وَلايَسْتَغْنى فى طَلِباتِهِ عَنْكَ (1)
وَ هِىَ زَلَّةٌ مِنْ زَلَلِ الْخَاطِئينَ (2)
وَ عَثْرَةٌ مِنْ عَثَراتِ الْمُذْنِبينَ (3)
ثُمَّ انْتَبَهْتُ بِتَذْكيرِكَ لى مِنْ غَفْلَتى (4)
وَ نَهَضْتُ بِتَوْفيقِكَ مِنْ زَلَّتى (5)
وَ رَجَعْتُ وَ نَكَصْتُ بِتَسْديدِكَ عَنْ عَثْرَتى (6)
وَ قُلْتُ: سُبْحانَ رَبّى كَيْفَ(7)
يَسْئَلُ مُحْتاجٌ مُحْتاجاً؟(8)
وَاَنّى يَرْغَبُ مُعْدِمٌ اِلى مُعْدِمٍ؟ (9)
فَقَصَدْتُكَ يا اِلهى بِالرَّغْبَةِ (10)
وَ اَوْفَدْتُ عَلَيْكَ رَجآئى بِالثِّقَةِ بِكَ (11)
ص: 81
وَ عَلِمْتُ اَنَّ كَثيرَ ما اَسْئَلُكَ يَسيرٌ فى وُجْدِكَ (1)
وَ اَنَّ خَطيرَ ما اَسْتَوْهِبُكَ حَقيرٌ فى وُسْعِكَ(2)
وَ اَنَّ كَرَمَكَ لايَضيقُ عَنْ سُؤالِ اَحَدٍ (3)
وَ اَنَّ يَدَكَ بِالْعَطايا اَعْلى مِنْ كُلِّ يَدٍ.(4)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ(5)
وَاحْمِلْنى بِكَرَمِكَ عَلَى التَّفَضُّلِ (6)
وَلاتَحْمِلْنى بِعَدْلِكَ عَلَى الْاِسْتِحْقاقِ (7)
فَما اَنَا بِاَوَّلِ راغِبٍ رَغِبَ اِلَيْكَ فَاَعْطَيْتَهُ وَ هُوَ يَسْتَحِقُّ الْمَنْعَ (8)
وَلا بِاَوَّلِ سآئِلٍ سَئَلَكَ فَاَفْضَلْتَ عَلَيْهِ وَ هُوَ يَسْتَوْجِبُ الْحِرْمانَ.(9)
ص: 82
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (1)
وَ كُنْ لِدُعآئى مُجيباً (2)
وَ مِنْ نِدآئى قَريباً (3)
وَ لِتَضَرُّعى راحِماً (4)
وَ لِصَوْتى سامِعاً (5)
وَلاتَقْطَعْ رَجآئى عَنْكَ(6)
وَلاتَبُتَّ سَبَبى مِنْكَ (7)
وَلاتُوَجِّهْنى فى حاجَتى هذِهِ وَ غَيْرِها اِلى سِواكَ (8)
وَ تَوَلَّنى بِنُجْحِ طَلِبَتى (9)
وَ قَضآءِ حاجَتى (10)
وَ نَيْلِ سُؤْلى قَبْلَ زَوالى عَنْ مَوْقِفى هذا بِتَيْسيرِكَ لِىَ الْعَسيرَ (11)
ص: 83
وَ حُسْنِ تَقْديرِكَ لى فى جَميعِ الْاُمُورِ (1)
وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (2)
صَلوةً دآئِمَةً نامِيَةً لَاانْقِطاعَ لاَِبَدِها (3)
وَلامُنْتَهى لاِمَدِها (4)
وَاجْعَلْ ذلِكَ عَوْناً وَ سَبَباً لِنَجاحِ طَلِبَتى (5)
اِنَّكَ واسِعٌ كَريمٌ (6)
وَ مِنْ حاجَتى يا رَبِّ كَذا وَ كَذا.(7)
«وَ تَذْكُرُ حاجَتَكَ ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ فى سُجُودِكَ:»(8)
فَضْلُكَ انَسَنى (9)
وَ اِحْسانُكَ دَلَّنى (10)
فَاَسْئَلُكَ بِكَ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ الِهِ - صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ –(11)
اَنْ لاتَرُدَّنى خآئِباً.(12)
ص: 84
وَ كانَ مِن دعائِه عليه السلام اِذَا اعْتُدِىَ عَلَيْهِ اوْ رَأى مِنَ الظّالِمينَ ما لايُحِبُ (1)
يا مَنْ لايَخْفى عَلَيْهِ اَنْبآءُ الْمُتَظَلِّمينَ (2)
وَيا مَنْ لايَحْتاجُ فى قَصَصِهِمْ اِلى شَهاداتِ الشّاهِدينَ (3)
وَ يا مَنْ قَرُبَتْ نُصْرَتُهُ مِنَ الْمَظْلُومينَ (4)
وَ يا مَنْ بَعُدَ عَوْنُهُ عَنِ الظّالِمينَ (5)
قَدْ عَلِمْتَ يا اِلهى ما نالَنى مِنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ مِمّا حَظَرْتَ (6)
وَانْتَهَكَهُ مِنّى مِمّا حَجَزْتَ عَلَيْهِ (7)
بَطَراً فى نِعْمَتِكَ عِنْدَهُ (8)
ص: 85
وَاغْتِراراً بِنَكيرِكَ عَلَيْهِ.(1)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (2)
وَ خُذْ ظالِمى وَ عَدُوّى عَنْ ظُلْمى بِقُوَّتِكَ (3)
وَ افْلُلْ حَدَّهُ عَنّى بِقُدْرَتِكَ (4)
وَاجْعَلْ لَهُ شُغْلاً فيما يَليهِ وَ عَجْزاً عَمّا يُناويهِ (5)
اَللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (6)
وَلاتُسَوِّغْ لَهُ ظُلْمى (7)
وَ اَحْسِنْ عَلَيْهِ عَوْنى(8)
وَاعْصِمْنى مِنْ مِثْلِ اَفْعالِهِ (9)
وَلاتَجْعَلْنى فى مِثْلِ حالِهِ(10)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (11)
وَاَعْدِنى عَلَيْهِ عَدْوى (12)
حاضِرَةً تَكُونُ مِنْ غَيْظى بِهِ شِفآءً (13)
وَ مِنْ حَنَقى عَلَيْهِ وَفآءً.(14)
ص: 86
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (1)
وَ عَوِّضْنى مِنْ ظُلْمِهِ لى عَفْوَكَ(2)
وَ اَبْدِلْنى بِسُوءِ صَنيعِهِ بى رَحْمَتَكَ (3)
فَكُلُّ مَكْرُوهٍ جَلَلٌ دُونَ سَخَطِكَ (4)
وَ كُلُّ مَرْزِئَةٍ سَوآءٌ مَعَ مَوْجِدَتِكَ.(5)
اَللَّهُمَّ فَكَما كَرَّهْتَ اِلَىَّ اَنْ اُظْلَمَ فَقِنى مِنْ اَنْ اَظْلِمَ.(6)
اَللَّهُمَّ لا اَشْكُو اِلى اَحَدٍ سِواكَ وَلا اَسْتَعينُ بِحاكِمٍ غَيْرِكَ(7)
حاشاكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (8)
وَ صِلْ دُعآئى بِالاِجابَةِ (9)
وَاقْرِنْ شِكايَتى بِالتَّغْييرِ.(10)
اَللَّهُمَّ لاتَفْتِنّى بِالْقُنُوطِ مِنْ اِنْصافِكَ(11)
وَلاتَفْتِنْهُ بِالْاَمْنِ مِنْ اِنْكارِكَ (12)
فَيُصِرَّ عَلى ظُلْمى (13)
ص: 87
وَ يُحاضِرَنى بِحَقّى (1)
وَ عَرِّفْهُ عَمّا قَليلٍ ما اَوْعَدْتَ الظّالِمينَ (2)
وَ عَرِّفْنى ما وَعَدْتَ مِنْ اِجابَةِ الْمُضْطَرّينَ. اَللَّهُمَّ(3)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (4)
وَ وَفِّقْنى لِقَبُولِ ما قَضَيْتَ لى وَعَلَىَّ (5)
وَ رَضِّنى بِما اَخَذْتَ لى وَ مِنّى (6)
وَ اهْدِنى لِلَّتى هِىَ اَقْوَمُ (7)
وَاسْتَعْمِلْنى بِما هُوَاَسْلَمُ.(8)
اَللَّهُمَّ وَاِنْ كانَتِ الْخِيَرَةُ لى عِنْدَكَ فى تَاْخيرِ الْاَخْذِ - لى (9)
وَ تَرْكِ الْاِنْتِقامِ مِمَّنْ ظَلَمَنى اِلى يَوْمِ الْفَصْلِ وَ مَجْمَعِ الْخَصْمِ (10)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (11)
وَ اَيِّدْنى مِنْكَ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وَ صَبْرٍ دآئِمٍ (12)
وَ اَعِذْنى مِنْ سُوءِ الرَّغْبَةِ وَ هَلَعِ اَهْلِ الْحِرْصِ (13)
ص: 88
وَ صَوِّرْ فى قَلْبى مِثالَ مَا ادَّخَرْتَ لى مِنْ ثَوابِكَ (1)
وَ اَعْدَدْتَ لِخَصْمى مِنْ جَزآئِكَ وَ عِقابِكَ (2)
وَاجْعَلْ ذلِكَ سَبَباً لِقَناعَتى بِما قَضَيْتَ (3)
وَ ثِقَتى بِما تَخَيَّرْتَ (4)
امينَ رَبَّ الْعالَمينَ (5)
اِنَّكَ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ (6)
وَ اَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.(7)
ص: 89
وَ كانَ مِنْ دُعائِهِ عليه السلام اِذا مرضَ اَوْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ اَوْ بَليّةٌ(1)
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما لَمْ اَزَلْ اَتَصَرَّفُ فيهِ مِنْ سَلامَةِ بَدَنى (2)
وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما اَحْدَثْتَ بى مِنْ عِلَّةٍ فى جَسَدى (3)
فَما اَدْرى يا اِلهى اَىُّ الْحالَيْنِ اَحَقُّ بِالشُّكْرِ لَكَ؟ (4)
وَ اَىُّ الْوَقْتَيْنِ اَوْلى بِالْحَمْدِ لَكَ؟(5)
اَ وَقْتُ الصِّحَّةِ الَّتى هَنَّاْتَنى فيها طَيِّباتِ رِزْقِكَ(6)
وَنَشَّطْتَنى بِها لِابْتِغآءِ مِرْضاتِكَ وَ فَضْلِكَ (7)
وَقَوَّيْتَنى مَعَها عَلى ما وَفَّقْتَنى لَهُ مِنْ طاعَتِكَ (8)
اَمْ وَقْتُ الْعِلَّةِ الَّتى مَحَّصْتَنى بِها (9)
وَالنِّعَمِ الَّتى اَتْحَفْتَنى بِها (10)
ص: 90
تَخْفيفاً لِما ثَقُلَ بِهِ عَلَىَّ ظَهْرى مِنَ الْخَطيئآتِ (1)
وَ تَطْهيراً لِمَا انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ (2)
وَتَنْبيهاً لِتَناوُلِ التَّوْبَةِ (3)
وَتَذْكيراً لِمحْوِالْحَوْبَةِ بِقَديمِ النِّعْمَةِ؟(4)
وَ فى خِلالِ ذلِكَ ما كَتَبَ لِىَ الْكاتِبانِ مِنْ زَكِىِّ الْاَعْمالِ(5)
ما لا قَلْبٌ فَكَّرَ فيهِ (6)
وَلا لِسانٌ نَطَقَ بِهِ (7)
وَلا جارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ (8)
بَلْ اِفْضالاً مِنْكَ عَلَىَّ وَ اِحْساناً مِنْ صَنيعِكَ اِلَىَّ(9)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (10)
وَ حَبِّبْ اِلَىَّ ما رَضيتَ لى (11)
ص: 91
وَ يَسِّرْ لى ما اَحْلَلْتَ بى (1)
وَ طَهِّرْنى مِنْ دَنَسِ ما اَسْلَفْتُ(2)
وَامْحُ عَنّى شَرَّ ما قَدَّمْتُ (3)
وَاَوْجِدْنى حَلاوَةَ الْعافِيَةِ(4)
وَاَذِقْنى بَرْدَ السَّلامَةِ (5)
وَاجْعَلْ مَخْرَجى عَنْ عِلَّتى اِلى عَفْوِكَ (6)
وَمُتَحَوَّلى عَنْ صَرْعَتى اِلى تَجاوُزِكَ (7)
وَ خَلاصى مِنْ كَرْبى اِلى رَوْحِكَ (8)
وَ سَلامَتى مِنْ هذِهِ الشِّدَّةِ اِلى فَرَجِكَ (9)
اِنَّكَ الْمُتَفَضِّلُ بِالاِْحْسانِ(10)
الْمُتَطَوِّلُ بِالْاِمْتِنانِ (11)
الْوَهّابُ الْكَريمُ (12)
ذُوالْجَلالِ وَالْاِكْرامِ.(13)
ص: 92
دعا در طلب بخشش و آمرزش گناه(1)
به یادآورى احسانت پناه مى برند(2)
اى که خطاکاران از بیم تو به شدت گریه مى کنند(3)
اى همدم هر وحشت زده دور از وطن (4)
اى گشایش هر اندوهگین دل شکسته (5)
اى فریادرس هر درمانده تنها (6)
اى مددکار هر محتاج رانده شده(7)
تویى که رحمت و دانشت همه چیز را فرا گرفته(8)
تویى که هر آفریده را از نعمتهایت بهره اى مقرر فرموده اى (9)
تویى که عفوت بر عقابت غلبه دارد (10)
و تویى که مهرت پیشاپیش غضبت در حرکت است(11)
و تویى که عطایت از منعت بیشتر است (12)
و تویى که پهنه رحمت و مهرت همه آفریدگان را فراگرفته (13)
و تویى که چون نعمت به کسى مرحمت کنى چشم پاداش از او ندارى (14)
و تویى که در کیفر عاصیان از اندازه نمى گذرى(15)
و من اى خداى من (16)
ص: 93
آن بنده توام که او را به دعا فرمان دادى پس لبّیک و سَعْدَیْکَ گفت و فرمانت را بجاى آورد(1)
اینک منم اى پروردگار من که در پیشگاهت به خاکسارى درافتاده ام (2)
منم که خطاها پشتم را گرانبار کرده (3)
و منم که گناهان عمرم را به تباهى برده (4)
و منم که از سر جهالت تو را نافرمانى کرده ام در صورتى که تو شایسته این نبودى که من چنین کنم.(5)
اى خداى من آیا اگر کسى تو را بخواند بر او رحمت مى آورى تا در دعا بکوشم؟ (6)
یا کسى را که به درگاهت بنالد مى آمرزى تا در گریه شتاب نمایم (7)
؟ یا از کسى که از سرِ فروتنى صورت به خاک درگاهت بساید درمى گذرى؟(8)
یا کسى را که به پیشگاهت از سرِاعتماد از فقر و ندارى خود شکوه کند بى نیاز مى گردانى؟(9)
اى خداى من آن را که جز تو عطا کننده اى نمى یابد ناامید مکن (10)
و کسى را که از تو به غیر تو بى نیاز نمى شود بى یارى مگذار.(11)
خداى من پس بر محمد و آلش درود فرست (12)
و اکنون که به تو روى آورده ام از من روى مگردان (13)
و در حالى که دل به تو داده ام محرومم منما(14)
ص: 94
و اکنون که در درگاهت به پاى ایستاده ام دست رد به سینه ام مزن. (1)
تویى که ذات خود را به رحمت و مهر توصیف کرده اى(2)
پس بر محمد و آلش درود فرست (3)
و بر من رحمت آور(4)
و تویى آن که خود را خطابخش نامیده اى (5)
پس مرا عفو کن(6)
بى شک مى نگرى اى خداى من(7)
از خوفت جریان اشکم را (8)
و از ترست پریشانى دلم را (9)
و از هیبتت لرزش اعضایم را (10)
این همه از شرمسارى من به خاطر سوء رفتار من است (11)
و به همین خاطر از شدّت زارى به درگاهت صدایم فرو خفته(12)
و زبانم از راز و نیاز با تو بازمانده.(13)
ص: 95
اى خداى من سپاس تو را (1)
چه بسا عیبها که بر من پوشاندى و مرا به میدان افتضاح و رسوایى نکشاندى (2)
و بسا گناهان مرا که مستور داشتى و به آنم مشهور ننمودى (3)
و بسا بدیها و پلیدیهاى من که پرده آنها ندریدى (4)
و حلقه ننگ آن زشتى ها بر گردنم نیفکندى (5)
و زشتى هاى گناهم را نزد همسایگانى که درپى عیوب منند(6)
و حسودانى که خواهان زوال نعمتت ازمنند آشکار ننمودى (7)
ولى این الطاف تو مرا از گرایش به بدیهایى که از من سراغ دارى باز نداشت!! (8)
س اى خداى من نادان تر از من به صلاح کار خود کیست؟(9)
پو غافل تر از من به نصیب و حظّ خویش کدام انسان است؟ (10)
و چه کسى از من از اصلاح نفس خویش دورتر است آنگاه که تمام نعمت هائى را که به من لطف مى کنى در امورى که مرا از آن نهى فرموده اى صرف مى کنم؟(11)
و چه کسى بیش از من در غرقاب باطل فرو رفته (12)
و بر اقدام به گناه پیشتاز شده آنگاه که میان دعوت تو و دعوت شیطان(13)
وَاَنَا حينَئِذٍ مُوقِنٌ بِاَنَّ مُنْتَهى دَعْوَتِكَ اِلَى الْجَنَّةِ (14)
وَمُنْتَهى دَعْوَتِهِ اِلَى النّارِ.(15)
سُبْحانَكَ ما اَعْجَبَ ما اَشْهَدُ بِهِ عَلى نَفْسى! (16)
وَاُعَدِّدُهُ مِنْ مَكْتُومِ اَمْرى! (17)
وَاَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ اَناتُكَ عَنّى (18)
وَاِبْطآؤُكَ عَنْ مُعاجَلَتى (19)
وَ لَيْسَ ذلِكَ مِنْ كَرَمى عَلَيْكَ (20)
بَلْ تَاَنِّياً مِنْكَ لى (21)
وَ تَفَضُّلاً مِنْكَ عَلَىَّ لِأَنْ اَرْتَدِعَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ الْمُسْخِطَةِ(22)
وَاُقْلِعَ عَنْ سَيِّئاتِىَ الْمُخْلِقَةِ(23)
وَ لِأَنَّ عَفْوَكَ عَنّى اَحَبُّ اِلَيْكَ مِنْ عُقُوبَتى بَلْ اَنَا (24)
يااِلهى اَكْثَرُ ذُنُوباً(25)
وَاَقْبَحُ اثاراً (26)
وَاَشْنَعُ اَفْعالاً (27)
وَاَشَدُّ فِى الْباطِلِ تَهَوُّراً (28)
وَاَضْعَفُ عِنْدَ طاعَتِكَ تَيَقُّظاً (29)
وَاَقَلُّ لِوَعيدِكَ انْتِباهاً وَارْتِقاباً مِنْ اَنْ اُحْصِىَ لَكَ عُيُوبى (30)
اَوْ اَقْدِرَ عَلى ذِكْرِ ذُنُوبى (31)
وَ اِنَّما اُوَبِّخُ بِهذا نَفْسى طَمَعاً فى رَأْفَتِكَ الَّتى بِها صَلاحُ اَمْرِ الْمُذْنِبينَ وَ رَجآءً لِرَحْمَتِكَ(32)
الَّتى بِها فَكاكُ رِقابِ الْخاطِئينَ (33)
اَللَّهُمَّ وَهذِهِ رَقَبَتى قَدْ اَرَقَّتْهَا الذُّنُوبُ (34)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (35)
وَاَعْتِقْها بِعَفْوِكَ (36)
وَهذا ظَهْرى قَدْ اَثْقَلَتْهُ الْخَطايا (37)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (38)
وَخَفِّفْ عَنْهُ بِمَنِّكَ.(39)
يااِلهى لَوْ بَكَيْتُ اِلَيْكَ حَتّى تَسْقُطَ. اَشْفارُ عَيْنَىَّ(40)
وَانْتَحَبْتُ حَتّى يَنْقَطِعَ صَوْتى (41)
وَ قُمْتُ لَكَ حَتّى تَتَنَشَّرَ قَدَماىَ (42)
وَ رَكَعْتُ لَكَ حَتّى يَنْخَلِعَ صُلْبى (43)
وَ سَجَدْتُ لَكَ حَتّى تَتَفَقَّاَ حَدَقَتاىَ (44)
وَاَكَلْتُ تُرابَ الْأرْضِ طُولَ عُمْرى (45)
وَ شَرِبْتُ مآءَ الرَّمادِ اخِرَ دَهْرى (46)
وَذَكَرْتُكَ فى خِلالِ ذلِكَ حَتّى يَكِلَّ لِسانى (47)
ثُمَّ لَمْ اَرْفَعْ طَرْفى اِلى افاقِ السَّمآءِ اسْتِحْيآءً مِنْكَ (48)
مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذلِكَ مَحْوَ سَيِّئَةٍ واحِدَةٍ مِنْ سَيِّئاتى.(49)
وَ اِنْ كُنْتَ تَغْفِرُ لى حينَ اَسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ(50)
وَ تَعْفُو عَنّى حينَ اَسْتَحِقُّ عَفْوَكَ فَاِنَّ ذلِكَ غَيْرُ وَاجِبٍ لى بِاسْتِحْقاقٍ(51)
وَلا اَنَا اَهْلٌ لَهُ بِاسْتيجابٍ (52)
اِذْ كانَ جَزآئى مِنْكَ فى اَوَّلِ ما عَصَيْتُكَ النّارَ (53)
فَاِنْ تُعَذِّبْنى فَاَنْتَ َيْرُ ظالِمٍ لى.(54)
اِلهى فَاِذْ قَدْ تَغَمَّدْتَنى بِسِتْرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْنى . (55)
وَ تَاَنَّيْتَنى بِكَرَمِكَ فَلَمْ تُعاجِلْنى (56)
وَ حَلُمْتَ عَنّى بِتَفَضُّلِكَ فَلَمْ تُغَيِّرْ نِعْمَتَكَ عَلَىَّ (57)
وَلَمْ تُكَدِّرْ مَعْرُوفَكَ عِنْدى فَارْحَمْ طُولَ تَضَرُّعى (58)
وَ شِدَّةَ مَسْكَنَتى (59)
وَ - سُوءَ مَوْقِفى (60)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (61)
وَ قِنى مِنَ الْمَعاصى (62)
وَ اسْتَعْمِلْنى بِالطّاعَةِ (63)
وَ ارْزُقْنى حُسْنَ الْاِنابَةِ (64)
وَ طَهِّرْنى بِالتَّوْبَةِ (65)
وَ اَيِّدْنى بِالْعِصْمَةِ (66)
وَ اسْتَصْلِحْنى بِالْعافِيَةِ (67)
وَ اَذِقْنى َلاوَةَ الْمَغْفِرَةِ (68)
وَ اجْعَلْنى طَليقَ عَفْوِكَ وَعَتيقَ رَحْمَتِكَ (69)
وَ اكْتُبْ لى اَماناً مِنْ سُخْطِكَ (70)
وَ بَشِّرْنى بِذلِكَ فِى الْعاجِلِ دُونَ الْاجِلِ(71)
بُشْرى اَعْرِفُها (72)
وَ عَرِّفْنى فيهِ عَلامَةً اَتَبَيَّنُها (73)
اِنَّ ذلِكَ لايَضيقُ عَلَيْكَ فى وُسْعِكَ (74)
وَلايَتَكَاَّدُكَ فى قُدْرَتِكَ (75)
وَ لايَتَصَعَّدُكَ فى اَناتِكَ (76)
وَ لايَؤُودُكَ فى جَزيلِ هِباتِكَ الَّتى دَلَّتْ عَلَيْها اياتُكَ(77)
اِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشآءُ وَتَحْكُمُ ما تريدُ(78)
اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.(79)
وَ كان مِن دُعائِهِ عليه السلام اِذا ذُكِرَ الشَّيطانُ فَاسْتَعاذَ مِنه وَ مِنْ عَداوَتِهِ وَ كَيْدِهِ (80)
اَللَّهُمَّ اِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغاتِ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ وَكَيْدِهِ وَ مَكآئِدِهِ(81)
وَمِنَ الثِّقَةِ بِاَمانِيِّهِ وَمَواعيدِهِ وَ غُرُورِهِ وَمَصآئِدِهِ (82)
وَاَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فى اِضْلالِنا عَنْ طاعَتِكَ (83)
وَامْتِهانِنا بِمَعْصِيَتِكَ (84)
اَوْ اَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنا ما حَسَّنَ لَنا (85)
اَوْ اَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنا ما كَرَّهَ اِلَيْنا.(86)
اَللَّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنّا بِعِبادَتِكَ (87)
وَاكْبِتْهُ.بِدُؤُوبِنا فى مَحَبَّتِكَ (88)
وَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ سِتْراً لايَهْتِكُهُ (89)
وَ رَدْماً مُصْمَتاً لايَفْتُقُهُ.(90)
ص: 96
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (1)
وَاشْغَلْهُ عَنّا بِبَعْضِ اَعْدآئِكَ (2)
وَ اعْصِمْنا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعايَتِكَ (3)
وَ اكْفِنا خَتْرَهُ (4)
وَ وَلِّنا ظَهْرَهُ (5)
وَاقْطَعْ عَنّا اِثْرَهُ.(6)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (7)
وَ اَمْتِعْنا مِنَ الْهُدى بِمِثْلِ ضَلالَتِهِ(8)
وَ زَوِّدْنا مِنَ التَّقوى ضِدَّ غَوايَتِهِ (9)
وَاسْلُكْ بِنا مِنَ التُّقى خِلافَ سَبيلِهِ مِنَ الرَّدى. (10)
اَللَّهُمَّ لاتَجْعَلْ لَهُ فى قُلُوبِنا مَدْخَلاً (11)
وَلاتُوطِنَنَّ لَهُ فيما لَدَيْنا مَنْزِلاً. (12)
ص: 97
اَللَّهُمَّ وَما سَوَّلَ لَنا مِنْ باطِلٍ فَعَرِّفْناهُ (1)
وَ اِذا عَرَّفْتَناهُ فَقِناهُ (2)
وَبَصِّرْنا ما نُكائِدُهُ بِهِ (3)
وَاَلْهِمْنا ما نُعِدُّهُ لَهُ (4)
وَاَيْقِظْنا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ بِالرُّكُونِ اِلَيْهِ(5)
وَاَحْسِنْ بِتَوْفيقِكَ عَوْنَنا عَلَيْهِ.(6)
اَللَّهُمَّ وَاَشْرِبْ قُلُوبَنا اِنْكارَ عَمَلِهِ(7)
وَالْطُفْ لَنا فى نَقْضِ حِيَلِهِ (8)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (9)
وَحَوِّلْ سُلْطانَهُ عَنّا (10)
وَاقْطَعْ رَجآئَهُ مِنّا (11)
وَادْرَأْهُ عَنِ الْوُلُوعِ بِنا.(12)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (13)
وَاجْعَلْ ابآئَنا وَاُمَّهاتِنا وَاَوْلادَنا وَاَهالِيَنا وَذَوى اَرْحامِنا وَقَراباتِنا(14)
وَجيرانَنا مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنْهُ فى حِرْزٍ حارِزٍ (15)
وَحِصْنٍ حافِظٍ (16)
ص: 98
وَكَهْفٍ مانِعٍ (1)
وَاَلْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً واقِيَةً (2)
وَاَعْطِهِمْ عَلَيْهِ اَسْلِحَةً ماضِيَةً. (3)
اَللَّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذلِكَ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ (4)
وَاَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدانِيَّةِ (5)
وَعاداهُ لَكَ بِحَقيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ (6)
وَاسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ فى مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الرَّبّانِيَّةِ.(7)
اَللَّهُمَّ احْلُلْ ما عَقَدَ (8)
وَافْتُقْ ما رَتَقَ (9)
وَافْسَخْ ما دَبَّرَ (10)
وَ ثَبِّطْهُ اِذا عَزَمَ (11)
وَ انْقُضْ ما اَبْرَمَ. (12)
اَللَّهُمَّ وَ اهْزِمْ جُنْدَهُ (13)
وَاَبْطِلْ كَيْدَهُ (14)
ص: 99
وَاهْدِمْ كَهْفَهُ (1)
وَاَرْغِمْ اَنْفَهُ.(2)
اَللَّهُمَّ اجْعَلْنا فى نَظْمِ اَعْدآئِهِ (3)
وَ اعْزِلْنا عَنْ عِدادِ اَوْلِيآئِهِ (4)
لانُطيعُ لَهُ اِذَا اسْتَهْوانا (5)
وَ لانَسْتَجيبُ لَهُ اِذا دَعانا (6)
نَأْمُرُ بِمُناواتِهِ مَنْ اَطاعَ اَمْرَنا (7)
وَ نَعِظُ عَنْ مُتابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجْرَنا.(8)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ .(9)
وَ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ (10)
ص: 100
وَ عَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ (1)
وَاَعِذْنا وَاَهالِيَنا وَاِخْوانَنا وَ جَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِمَّا اسْتَعَذْنا مِنْهُ(2)
وَ اَجِرْنا مِمَّا اسْتَجَرْنا بِكَ مِنْ خَوْفِهِ (3)
وَاسْمَعْ لَنا ما دَعَوْنا بِهِ (4)
وَاَعْطِنا ما اَغْفَلْناهُ (5)
وَاحْفَظْ لَنا ما نَسيناهُ (6)
وَصَيِّرْنا بِذلِكَ فى دَرَجاتِ الصّالِحينَ (7)
وَ مَراتِبِ الْمُؤْمِنينَ(8)
امينَ رَبَّ الْعالَمينَ.(9)
ص: 101
وَكانَ مِنْ دُعائِهِ عليه السلام اِذا دُفِعَ عَنهُ ما يَحْذَرُ وْ عُجِّلَ لَهُ مَطْلَبُهُ (1)
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ قَضآئِكِ (2)
وَ بِما صَرَفْتَ عَنّى مِنْ بَلآئِكَ (3)
فَلاتَجْعَلْ حَظّى مِنْ رَحْمَتِكَ ما عَجَّلْتَ لى مِنْ عافِيَتِكَ(4)
فَاَكُونَ قَدْ شَقِيتُ بِما اَحْبَبْتُ (5)
وَ سَعِدَ غَيْرى بِما كَرِهْتُ. (6)
وَ اِنْ يَكُنْ ما ظَلِلْتُ فيهِ (7)
اَوْ بِتُّ فيهِ مِنْ هذِهِ الْعافِيَةِ(8)
بَيْنَ يَدَىْ بَلآءٍ لايَنْقَطِعُ (9)
ص: 102
وَ وِزْرٍ لايَرْتَفِعُ (1)
فَقَدِّمْ لى ما اَخَّرْتَ(2)
وَ اَخِّرْ عَنّى ما قَدَّمْتَ (3)
فَغَيْرُ كَثيرٍ ما عاقِبَتُهُ الْفَنآءُ (4)
وَ غَيْرُ قَليلٍ ما عاقِبَتُهُ الْبَقآءُ (5)
وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ.(6)
ص: 103
وَ كانَ مِن دُعائِهِ عليه السلام عِنْدَ الْاِسْتِسْقآءِ بَعْدَ الْجَدْبِ (1)
اَللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ (2)
وَانْشُرْ عَلَيْنا رَحْمَتَكَ بِغَيْثِكَ الْمُغْدِقِ(3)
مِنَ السَّحابِ الْمُنْساقِ لِنَباتِ اَرْضِكَ الْمُونِقِ فى جَميعِ الْافاقِ(4)
وَامْنُنْ عَلى عِبادِكَ بِايناعِ الثَّمَرَةِ (5)
وَ اَحْىِ بِلادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ (6)
وَاَشْهِدْ مَلآئِكَتَكَ الْكِرامَ السَّفَرَةَ بِسَقْىٍ مِنْكَ نافِعٍ(7)
دآئِمٍ غُزْرُهُ (8)
واسِعٍ دِرَرُهُ (9)
ص: 104
وابِلٍ سَريعٍ عاجِلٍ (1)
تُحْيى بِهِ ما قَدْ ماتَ (2)
وَ تَرُدُّ بِهِ ما قَدْ فاتَ (3)
وَتُخْرِجُ بِهِ ما هُوَ اتٍ (4)
وَ تُوَسِّعُ بِهِ فِى الْاَقْواتِ (5)
سَحاباً مُتَراكِماً هَنيئاً مَريئاً طَبَقاً مُجَلْجَلاً (6)
غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ (7)
وَلا خُلَّبٍ بَرْقُهُ.(8)
اَللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً مَريعاً مُمْرِعاً عَريضاً واسِعاً غَزيراً (9)
تَرُدُّ بِهِ النَّهيضَ (10)
وَ تَجْبُرُ بِهِ الْمَهيضَ.(11)
ص: 105
اَللَّهُمَّ اسْقِنا سَقْياً تُسيلُ. مِنْهُ الظِّرابَ(1)
وَ تَمْلَأُ مِنْهُ الْجِبابَ (2)
وَ تُفَجِّرُ بِهِ الْاَنْهارَ (3)
وَتُنْبِتُ بِهِ الْاَشْجارَ (4)
وَتُرْخِصُ بِهِ الْاَسْعارَ فى جَميعِ الَأمْصارِ(5)
وَ تَنْعَشُ بِهِ الْبَهآئِمَ وَالْخَلْقَ (6)
وَ تُكْمِلُ لَنا بِهِ طَيِّباتِ الرِّزْقِ (7)
وَ تُنْبِتُ لَنا بِهِ الزَّرْعَ (8)
وَتُدِرُّ بِهِ الضَّرْعَ (9)
ص: 106
وَ تَزيدُنا بِهِ قُوَّةً اِلى قُوَّتِنا.(1)
اَللَّهُمَّ لاتَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنا سَمُوماً (2)
وَلاتَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنا حُسُوماً (3)
وَلاتَجْعَلْ صَوْبَهُ عَلَيْنا رُجُوماً (4)
ولاتَجْعَلْ مآئَهُ عَلَيْنا اُجاجاً (5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (6)
وَارْزُقْنا مِنْ بَرَكاتِ السَّمواتِ وَالْاَرْضِ (7)
اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.(8)
ص: 107
وَ كانَ مِن دعائِه عليه السلام فى مَكارِمِ الأخلاقِ وَ مَرْضِىِّ الأفعالِ (1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (2)
وَبَلِّغْ بِايمانى اَكْمَلَ الْايمانِ (3)
وَاجْعَلْ يَقينى اَفْضَلَ الْيَقينِ (4)
وَانْتَهِ بِنِيَّتى اِلى اَحْسَنِ النِّيَّاتِ (5)
وَ بِعَمَلى اِلى اَحْسَنِ الْاَعْمالِ (6)
اَللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتى (7)
وَصَحِّحْ بِما عِنْدَكَ يَقينى (8)
وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنّى(9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (10)
ص: 108
وَاكْفِنى ما يَشْغَلُنِى. الاْهْتِمامُ بِهِ(1)
وَاسْتَعْمِلْنى بِما تَسْئَلُنى غَداً عَنْهُ (2)
وَاسْتَفْرِغْ اَيّامى فيما خَلَقْتَنى لَهُ (3)
وَاَغْنِنى وَ اَوْسِعْ عَلَىَّ فى رِزْقِكَ (4)
وَلاتَفْتِنّى بِالنَّظَرِ (5)
وَاَعِزَّنى وَلاتَبْتَلِيَنّى بِالْكِبْرِ (6)
وَعَبِّدْنى لَكَ (7)
وَلاتُفْسِدْ عِبادَتى بِالْعُجْبِ (8)
وَاَجْرِ لِلنّاسِ عَلى يَدِىَ الْخَيْرَ (9)
وَلاتَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ وَ هَبْ لى مَعالِىَ الْاَخْلاقِ (10)
وَاعْصِمْنى مِنَ الْفَخْرِ.(11)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (12)
وَلاتَرْفَعْنى فِى النّاسِ دَرَجَةً اِلاّ حَطَطْتَنى عِنْدَ نَفْسى مِثْلَها (13)
ص: 109
وَلاتُحْدِثْ لى عِزّاً ظاهِراً اِلاّ اَحْدَثْتَ لى ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسى بِقَدَرِها(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ (2)
وَ مَتِّعْنى بِهُدًى صالحٍ لا اَسْتَبْدِلُ بِهِ (3)
وَ طَريقَةِ حَقٍّ لا اَزيغُ عَنْها (4)
وَنِيَّةِ رُشْدٍ لااَشُكُّ فيها (5)
وَ عَمِّرْنى ما كانَ عُمْرى بِذْلَةً فى طاعَتِكَ(6)
فَاِذا كانَ عُمْرى مَرْتَعاً لِلشَّيْطانِ فَاقْبِضْنى(7)
اِلَيْكَ قَبْلَ اَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ اِلَىَّ.(8)
اَوْيَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَىَّ اَللَّهُمَّ لاتَدَعْ خَصْلَةً تُعابُ مِنّى اِلاّ اَصْلَحْتَها (9)
ص: 110
وَلاعآئِبَةً اُوَنَّبُ بِها اِلاّ حَسَّنْتَها (1)
وَلا اُكْرُومَةً فِىَّ ناقِصَةً اِلاّ اَتْمَمْتَها.(2)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَ اَبْدِلْنى(3)
مِنْ بِغْضَةِ اَهْلِ الشَّنَانِ الْمَحَبَّةَ (4)
وَمِنْ حَسَدِ اَهْلِ الْبَغْىِ الْمَوَدَّةَ (5)
وَمِنْ ظِنَّةِ اَهْلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ (6)
وَمِنْ عَداوَةِ الْاَدْنَيْنَ الْوَلايَةَ (7)
وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِى الْاَرْحامِ الْمَبَرَّةَ (8)
وَمِنْ خِذْلانِ الْاَقْرَبينَ النُّصْرَةَ (9)
وَمِنْ حُبِّ الْمُدارينَ تَصْحيحَ الْمِقَةِ(10)
وَمِنْ رَدِّ الْمُلابِسينَ كَرَمَ الْعِشْرَةِ (11)
وَمِنْ مَرارَةِ خَوْفِ الظّالِمينَ حَلاوَةَ الْاَمَنَةِ.(12)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (13)
ص: 111
وَاجْعَلْنى يَداً عَلى مَنْ ظَلَمَنى(1)
وَلِساناً عَلى مَنْ خاصَمَنى (2)
وَظَفَراً بِمَنْ عانَدَنى (3)
وَ هَبْ لى مَكْراً عَلى مَنْ كايَدَنى (4)
وَ قُدْرَةً عَلى مَنِ اضْطَهَدَنى (5)
وَ تَكْذيباً لِمَنْ قَصَبَنى (6)
وَ سَلامَةً مِمَّنْ تَوَعَّدَنى (7)
وَ وَفِّقْنى لِطاعَةِ مَنْ سَدَّدَنى (8)
وَمُتابَعَةِ مَنْ اَرْشَدَنى.(9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (10)
وَسَدِّدْنى لِأَنْ اُعارِضَ مَنْ غَشَّنى بِالنُّصْحِ (11)
وَاَجْزِىَ مَنْ هَجَرَنى بِالْبِّرِ (12)
ص: 112
وَاُثيبَ مَنْ حَرَمَنى بِالْبَذْلِ (1)
وَاُكافِىَ مَنْ قَطَعَنى بِالصِّلَةِ (2)
وَاُخالِفَ مَنِ اغْتابَنى اِلى حُسْنِ الذِّكْرِ (3)
وَاَنْ اَشْكُرَ الْحَسَنَةَ (4)
وَاُغْضِىَ عَنِ السَّيِّئَةِ. (5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (6)
وَحَلِّنى بِحِلْيَةِ الصّالِحينَ (7)
وَاَلْبِسْنى زينَةَ الْمُتَّقينَ:(8)
فى بَسْطِ الْعَدْلِ (9)
وَكَظْمِ الْغَيْظِ (10)
وَاِطْفآءِ النّآئِرَةِ (11)
ص: 113
وَضَمِّ اَهْلِ الْفُرْقَةِ (1)
وَاِصْلاحِ ذاتِ الْبَيْنِ (2)
وَ اِفْشآءِ الْعارِفَةِ (3)
وَسَتْرِ الْعآئِبَةِ (4)
وَ لينِ الْعَريكَةِ (5)
وَ خَفْضِ الْجَناحِ (6)
وَ حُسْنِ السّيرَةِ (7)
وَسُكُونِ الرّيحِ (8)
وَطيبِ الْمُخالَقَةِ (9)
وَالسَّبْقِ اِلَى الْفَضيلَةِ (10)
وَايثارِ التَّفَضُّلِ (11)
وَتَرْكِ التَّعْييرِ (12)
ص: 114
وَالاِفْضالِ عَلى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ (1)
وَالْقَوْلِ بِالْحَقِّ وَاِنْ عَزَّ (2)
وَاسْتِقْلالِ الْخَيْرِ وَانْ كَثُرَ مِنْ قَوْلى وَ فِعْلى (3)
وَاسْتِكْثارِ الشَّرِّ وَاِنْ قَلَّ مِنْ قَوْلى وَ فِعْلى (4)
وَاَكْمِلْ ذلِكَ لى بِدَوامِ الطّاعَةِ (5)
وَلُزُومِ الْجَماعَةِ (6)
وَرَفْضِ اَهْلِ الْبِدَعِ(7)
وَمُسْتَعْمِلِ الرَّأْىِ الْمُخْتَرَعِ.(8)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (9)
وَاجْعَلْ اَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَىَّ اِذا كَبِرْتُ (10)
وَاَقْوى قُوَّتِكَ فِىَّ اِذا نَصِبْتُ (11)
وَلاتَبْتَلِيَنّى بِالْكَسَلِ عَنْ عِبادَتِكَ (12)
ص: 115
وَ لَاالْعَمى عَنْ سَبيلِكَ (1)
وَلابِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِكَ (2)
وَلا مُجامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ (3)
وَلامُفارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ اِلَيْكَ.(4)
اَللَّهُمَّ اجْعَلْنى اَصُولُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ (5)
وَاَسْئَلُكَ عِنْدَ الْحاجَةِ (6)
وَاَتَضَرَّعُ اِلَيْكَ عِنْدَ الْمَسْكَنَةِ (7)
وَلاتَفْتِنّى بِالاِسْتِعانَةِ بِغَيْرِكَ اِذَا اضْطُرِرْتُ (8)
وَ لا بِالْخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ اِذَا افْتَقَرْتُ (9)
وَ لا بِالتَّضَرُّعِ اِلى مَنْ دُونَكَ اِذا رَهِبْتُ (10)
ص: 116
ب فَاَسْتَحِقَّ ِذلِكَ خِذْلانَكَ وَ مَنْعَكَ وَ اِعْراضَكَ (1)
يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.(2)
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ ما يُلْقِى الشَّيْطانُ فى رُوعى(3)
مِنَ التَّمَنّى وَالتَّظَنّى وَالْحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ وَالتَّظَنّى وَالْحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ (4)
وَ تَفَكُّراً فى قُدْرَتِكَ (5)
وَ تَدْبيراً عَلى عَدُوِّكَ (6)
وَ ما اَجْرى عَلى لِسانى مِنْ لَفْظَةِ فُحْشٍ(7)
اَوْهُجْرٍ اَوْ شَتْمِ عِرْضٍ اَوْ شَهادَةِ باطِلٍ اَوِاغْتِيابِ مُؤْمِنٍ(8)
غآئِبٍ اَوْ سَبِّ حاضِرٍ وَ ما اَشْبَهَ ذلِكَ نُطْقاً بِالْحَمْدِ لَكَ (9)
وَ اِغْراقاً فِى الثَّنآءِ عَلَيْكَ(10)
ص: 117
وَ ذَهاباً فى تَمْجيدِكَ (1)
وَ شُكْراً لِنِعْمَتِكَ (2)
وَاعْتِرافاً بِاِحْسانِكَ (3)
وَاِحْصآءً لِمِنَنِكَ. (4)
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (5)
وَ لااُظْلَمَنَّ وَ اَنْتَ مُطيقٌ لِلدَّفْعِ عَنّى(6)
وَ لااَظْلِمَنَّ وَ اَنْتَ الْقادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنّى (7)
وَ لااَضِلَّنَّ وَ قَدْ اَمْكَنَتْكَ هِدايَتى (8)
وَ لااَفْتَقِرَنَّ وَ مِنْ عِنْدِكَ وُسْعى(9)
وَ لااَطْغَيَنَّ وَ مِنْ عِنْدِكَ وُجْدى.(10)
اَللَّهُمَّ اِلى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ (11)
ص: 118
وَ اِلى عَفْوِكَ قَصَدْتُ (1)
وَ اِلى تَجاوُزِكَ اشْتَقْتُ (2)
وَ بِفَضْلِكَ وَثِقْتُ (3)
وَ لَيْسَ عِنْدى ما يُوجِبُ لى مَغْفِرَتَكَ(4)
وَ لا فى عَمَلى ما اَسْتَحِقُّ بِهِ عَفْوَكَ (5)
وَ ما لى بَعْدَ اَنْ حَكَمْتُ عَلى نَفْسى اِلاّ فَضْلُكَ (6)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ وَ تَفَضَّلْ عَلَىَّ.(7)
اَللَّهُمَّ وَ اَنْطِقْنى بِالْهُدى (8)
وَ اَلْهِمْنِى التَّقْوى (9)
وَ وَفِّقْنى لِلَّتى هِىَ اَزْكى (10)
وَاسْتَعْمِلْنى بِما هُوَ اَرْضى.(11)
اَللَّهُمَّ اسْلُكْ بِىَ الطَّريقَةَ الْمُثْلى (12)
ص: 119
وَاجْعَلْنى عَلى مِلَّتِكَ اَمُوتُ وَ اَحْيى.(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (2)
وَ مَتِّعْنى بِالْاِقْتِصادِ (3)
وَاجْعَلْنى مِنْ اَهْلِ السَّدادِ (4)
وَ مِنْ اَدِلَّةِ الرَّشادِ (5)
وَ مِنْ صالِحِ الْعِبادِ (6)
وَارْزُقْنى فَوْزَ الْمَعادِ (7)
وَ سَلامَةَ الْمِرْصادِ. (8)
اَللَّهُمَّ خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسى ما يُخَلِّصُها (9)
وَ اَبْقِ لِنَفْسى مِنْ نَفْسى مايُصْلِحُها (10)
فَاِنَّ نَفْسى هالِكَةٌ اَوْ تَعْصِمَها.(11)
اَللَّهُمَّ اَنْتَ عُدَّتى اِنْ حَزِنْتُ (12)
وَ اَنْتَ مُنْتَجَعى اِنْ حُرِمْتُ (13)
ص: 120
وَ بِكَ اسْتِغاثَتى اِنْ كُرِثْتُ (1)
وَ عِنْدَكَ مِمّا فاتَ خَلَفٌ (2)
وَ لِما فَسَدَ صَلاحٌ (3)
وَ فيما اَنْكَرْتَ تَغْييرٌ (4)
فَامْنُنْ عَلَىَّ قَبْلَ الْبَلآءِ بِالْعافِيَةِ (5)
وَ قَبْلَ الطَّلَبِ بِالْجِدَةِ (6)
وَ قَبْلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ (7)
وَ اكِفْنى مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ الْعِبادِ (8)
وَهَبْ لى اَمْنَ يَوْمِ الْمَعادِ (9)
وَامْنِحْنى حُسْنَ الْاِرْشادِ.(10)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (11)
وَادْرَأْ عَنّى بِلُطْفِكَ (12)
وَ اغْذُنى بِنِعْمَتِكَ (13)
ص: 121
وَ اَصْلِحْنى بِكَرَمِكَ (1)
وَ داوِنى بِصُنْعِكَ (2)
وَ اَظِلَّنى فى ذَراكَ (3)
وَ جَلِّلْنى رِضاكَ (4)
وَ وَفِّقْنى اِذَا اشْتَكَلَتْ عَلَىَّ الْاُمُورُ لِأَهْداها(5)
وَ اِذا تَشابَهَتِ الْأَعْمالُ لِأَزْكاها (6)
وَ اِذا تَناقَضَتِ الْمِلَلُ لِأَرْضاها.(7)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (8)
وَ تَوِّجْنى بِالْكِفايَةِ (9)
وَ سُمْنى حُسْنَ الْوِلايَةِ (10)
وَ هَبْ لى صِدْقَ الْهِدايَةِ (11)
وَ لاتَفْتِنّى بِالسَّعَةِ (12)
وَامْنِحْنى حُسْنَ الدَّعَةِ (13)
وَ لاتَجْعَلْ عَيْشى كَدّاً كَدّاً (14)
ص: 122
وَ لاتَرُدَّ دُعآئى عَلَىَّ رَدّاً (1)
فَاِنّى لااَجْعَلُ لَكَ ضِدّاً (2)
وَ لااَدْعُو مَعَكَ نِدّاً (3)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
وَامْنَعْنى مِنَ السَّرَفِ (5)
وَ حَصِّنْ رِزْقى مِنَ التَّلَفِ(6)
وَ وَفِّرْ مَلَكَتى بِالْبَرَكَةِ فيهِ (7)
وَ اَصِبْ بى سَبيلَ الْهِدايَةِ لِلْبِرِّ فيما اُنْفِقُ مِنْهُ(8)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ .(9)
وَاكْفِنى مَؤُونَةَ الْاِكْتِسابِ (10)
وَارْزُقْنى مِنْ غَيْرِ احْتِسابٍ (11)
فَلااَشْتَغِلَ عَنْ عِبادَتِكَ بِالطَّلَبِ (12)
وَ لااَحْتَمِلَ اِصْرَ تَبِعاتِ الْمَكْسَبِ(13)
اَللَّهُمَّ فَاَطْلِبْنى بِقُدْرَتِكَ مااَطْلُبُ وَ اَجِرْنى(14)
ص: 123
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام اِذا حَزَنَهُ اَمرٌ وَ اَهَمَّتْهُ الْخَطايا(1)
اَللَّهُمَّ يا كافِىَ الْفَرْدِ الضَّعيفِ (2)
وَ واقِىَ الْاَمْرِ الْمَخُوفِ (3)
اَفردَتني الخَطايا فَلاصاحبَ مَعي, (4)
وَ ضَعفت عَن غَضَبکٍ فَلا مُؤَيِّدَ لى (5)
وَاَشْرَفْتُ عَلى خَوْفِ لِقآئِكَ فَلا مُسَكِّنَ لِرَوْعَتى (6)
وَ مَنْ يُؤْمِنُنى مِنْكَ وَ اَنْتَ اَخَفْتَنى؟(7)
وَ مَنْ يُساعِدُنى وَ اَنْتَ اَفْرَدْتَنى؟(8)
وَ مَنْ يُقَوّينى وَ اَنْتَ اَضْعَفْتَنى؟ لايُجيرُ (9)
يااِلهى اِلاّ رَبٌّ عَلى مَرْبُوبٍ (10)
وَ لايُؤْمِنُ اِلاّ غالِبٌ عَلى مَغْلُوبٍ (11)
ص: 124
وَ لايُعينُ اِلاّ طالبٌ عَلى مَطْلُوبٍ (1)
وَ بِيَدِكَ يا اِلهى (2)
جَميعُ ذلِكَ السَّبَبِ (3)
وَ اِلَيْكَ الْمَفَرُّ وَالْمَهْرَبُ (4)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (5)
وَ اَجِرْ هَرَبى (6)
وَاَنْجِحْ مَطْلَبى (7)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اِنْ صَرَفْتَ عَنّى وَجْهَكَ الْكَرِيمَ (8)
اَوْ مَنَعْتَنى فَضْلَكَ الْجَسيمَ (9)
ص: 125
اَوْ حَظَرْتَ عَلَىَّ رِزْقَكَ (1)
اَوْ قَطَعْتَ عَنّى سَبَبَكَ (2)
لَمْ اَجِدِالسَّبيلَ اِلى شَىْ ءٍ مِنْ اَمَلى غَيْرَكَ (3)
وَلَمْ اَقْدِرْ عَلى ما عِنْدَكَ بِمَعُونَةِ سِواكَ (4)
فَاِنّى عَبْدُكَ وَ فى قَبْضَتِكَ (5)
ناصِيَتى بِيَدِكَ (6)
لا اَمْرَ لى مَعَ اَمْرِكَ (7)
ماضٍ فِىَّ حُكْمُكَ (8)
عَدْلٌ فِىَّ قَضآؤُكَ (9)
وَ لاقُوَّةَ لى عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ سُلْطانِكَ (10)
وَ لااَسْتَطيعُ مُجاوَزَةَ قُدْرَتِكَ (11)
وَ لااَسْتَميلُ هَواكَ (12)
وَ لااَبْلُغُ رِضاكَ (13)
ص: 126
وَ لااَنالُ ما عِنْدَكَ اِلاّ بِطاعَتِكَ وَ بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ.(1)
اِلهى اَصْبَحْتُ وَ اَمْسَيْتُ عَبْداً داخِراً لَكَ (2)
لااَمْلِكُ لِنَفْسى نَفْعاً وَ لاضَرّاً اِلاّ بِكَ (3)
اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسى (4)
واَعْتَرِفُ بِضَعْفِ قُوَّتى وَ قِلَّةِ حيلَتى (5)
فَاَنْجِزْ لى ما وَعَدْتَنى (6)
وَ تَمِّمْ لى ما اتَيْتَنى (7)
فَاِنّى عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ الضَّعيفُ(8)
الضَّريرُ الْحَقيرُ الْمَهينُ الْفَقيرُ الْخآئِفُ الْمُسْتَجيرُ (9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (10)
ص: 127
وَ لاتَجْعَلْنى ناسِياً لِذِكْرِكَ فيما اَوْلَيْتَنى (1)
وَ لاغافِلاً لِاِحْسانكَ فيما اَبْلَيْتَنى (2)
وَ لاايِساً مِنْ اِجابَتِكَ لى وَاِنْ اَبْطَاَتْ عَنّى (3)
فى سَرّآءَ كُنْتُ اَوْضَرّآءَ (4)
اَوْشِدَّةٍاَوْ رَخآءٍ (5)
اَوْ عافِيَةٍ اَوْ بَلآءٍ (6)
اَوْ بُؤْسٍ اَوْ نَعْمآءَ (7)
اَوْ جِدَةٍ اَوْلَأْوآءَ (8)
اَوْ فَقْرٍ اَوْ غِنىً.(9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (10)
وَاجْعَلْ ثَنآئى.عَلَيْكَ(11)
وَمَدْحى اِيّاكَ (12)
ص: 128
وَحَمْدى لَكَ فى كُلِ حالاتى حَتَّى لااَفْرَحَ بِما اتَيْتَنى مِنَ الدُّنْيا (1)
وَ لااَحْزَنَ عَلى ما مَنَعْتَنى فيها(2)
وَاَشْعِرْ قَلْبى تَقْواكَ (3)
وَاسْتَعْمِلْ بَدَنى فيما تَقْبَلُهُ مِنّى (4)
وَاشْغَلْ بِطاعَتِكَ نَفْسى عَنْ كُلِّ مايَرِدُ عَلَىَّ (5)
حَتّى لااُحِبَّ شَيْئاً مِنْ سُخْطِكَ (6)
وَ لااَسْخَطَ شَيْئاً مِنْ رِضاكَ. (7)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (8)
وَ فَرِّغْ قَلْبى لِمَحَبَّتِكَ (9)
وَاشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ (10)
ص: 129
وَانْعَشْهُ بِخَوْفِكَ وَ بِالْوَجَلِ مِنْكَ (1)
وَ قَوِّهِ بِالرَّغْبَةِ اِلَيْكَ (2)
وَ اَمِلْهُ اِلى طاعَتِكَ (3)
وَ اَجْرِ - بِهِ فى اَحَبِّ السُّبُلِ اِلَيْكَ (4)
وَ ذَلِّلْهُ بِالرَّغْبَةِ فيما عِنْدَكَ اَيّامَ حَيوتى كُلِّها (5)
وَاجْعَلْ تَقْواكَ مِنَ الدُّنْيا زادى (6)
وَ اِلى رَحْمَتِكَ رِحْلَتى (7)
وَ فى مَرْضاتِكَ مَدْخَلى (8)
وَاجْعَلْ فى جَنَّتِكَ مَثْواىَ (9)
وَهَبْ لى قُوَّةً اَحْتَمِلُ بِها جَميعَ مَرْضاتِكَ (10)
وَاجْعَلْ فِرارى اِلَيْكَ (11)
وَ رَغْبَتى فيما عِنْدَكَ (12)
وَ اَلْبِسْ قَلْبِىَ الْوَحْشَةَ مِنْ شِرارِ خَلْقِكَ (13)
وَهَبْ لِىَ الْاُنْسَ بِكَ وَ بِاَوْلِيآئِكَ وَ اَهْلِ طاعَتِكَ (14)
ص: 130
وَ لا كافِرٍ عَلَىَّ مِنَّةً (1)
وَ لا لَهُ عِنْدى يَداً (2)
وَ لابى اِلَيْهِمْ حاجَةً (3)
بَلِ اجْعَلْ سُكُونَ قَلْبى وَ اُنْسَ نَفْسى وَاسْتِغْنآئى وَ كِفايَتى بِكَ وَ بِخِيارِ خَلْقِكَ.(4)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (5)
وَاجْعَلْنى لَهُمْ قَريناً (6)
وَاجْعَلْنى لَهُمْ نَصيراً (7)
وَامْنُنْ عَلَىَّ بِشَوْقٍ اِلَيْكَ (8)
وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِما تُحِبُّ وَ تَرْضى (9)
اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ (10)
وَ ذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ.(11)
ص: 131
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام عِندَالشِّدَّةِ وَالْجَهْدِ وَ تَعسُّرِ الاُمور(1)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ كَلَّفْتَنى مِنْ نَفْسى ما اَنْتَ اَمْلَكُ بِهِ مِنّى (2)
وَ قُدْرَتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَىَّ اَغْلَبُ مِنْ قُدْرَتى (3)
فَاَعْطِنى مِنْ نَفْسى مايُرْضيكَ عَنّى (4)
وَ خُذْ لِنَفْسِكَ رِضاها مِنْ نَفْسى فى عافِيَةٍ.(5)
اَللَّهُمَّ لاطاقَةَ لى بِالْجَهْدِ (6)
وَ لاصَبْرَ لى عَلَى الْبَلاءِ (7)
و لاقُوَّةَ لى عَلَى الْفَقْرِ (8)
فَلاتَحْظُرْ عَلَىَّ رِزْقى (9)
وَ لاتَكِلْنى اِلى خَلْقِكَ (10)
بَلْ تَفَرَّدْ بِحاجَتى (11)
وَ تَوَلَّ كِفايَتى (12)
ص: 132
وَانْظُرْ اِلَىَّ (1)
وَانْظُرْ لى فى جَميعِ اُمُورى(2)
فَاِنَّكَ اِنْ وَ كَلْتَنى اِلى نَفْسى عَجَزْتُ عَنْها(3)
وَلَمْ اُقِمْ ما فيهِ مَصْلَحَتُها (4)
وَ اِنْ وَ كَلْتَنى اِلى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونى (5)
وَ اِنْ اَلْجَأْتَنى اِلى قَرابَتى حَرَمُونى (6)
وَ اِنْ اَعْطَوْا اَعْطَوْا قَليلاً نَكِداً (7)
وَ مَنُّوا عَلَىَّ طَويلاً (8)
وَ ذَمُّوا كَثيراً (9)
فَبِفَضْلِكَ اللَّهُمَّ فَاَغْنِنى (10)
وَ بِعَظَمَتِكَ فَانْعَشْنى (11)
وَ بِسَعَتِكَ فَابْسُطْ يَدى (12)
وَ بِما عِنْدَكَ فَاكْفِنى.(13)
ص: 133
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (1)
وَ خَلِّصْنى مِنَ الْحَسَدِ (2)
وَاحْصُرْنى عَنِ الذُّنُوبِ (3)
وَ وَرِّعْنى عَنِ الْمَحارِمِ (4)
وَلاتُجَرِّئْنى عَلَى الْمَعاصى (5)
وَاجْعَلْ هَواىَ عِنْدَكَ (6)
وَ رِضاىَ فيما يَرِدُ عَلَىَّ مِنْكَ (7)
وَبارِكْ لى فيما رَزَقْتَنى وَ فيما خَوَّلْتَنى وَ فيما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ (8)
وَاجْعَلْنى فى كُلِّ حالاتى مَحْفُوظاً مَكْلُوءًا مَسْتُوراً مَمْنُوعاً مُعاذاً مُجاراً.(9)
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (10)
ص: 134
وَاقْضِ عَنّى كُلَّ ما اَلْزَمْتَنيهِ وَ فَرَضْتَهُ عَلَىَّ لَكَ فى وَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ طاعَتِكَ اَوْ لِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِكَ (1)
وَ اِنْ ضَعُفَ عَنْ ذلِكَ بَدَنى (2)
وَ وَهَنَتْ عَنْهُ قُوَّتِى(3)
وَ لَمْ تَنَلْهُ مَقْدُرَتى (4)
وَ لَمْ يَسَعْهُ مالى وَ لا ذاتُ يَدى (5)
ذَكَرْتُهُ اَوْنَسيتُهُ (6)
هُوَ يارَبِّ مِمّا قَدْاَحْصَيْتَهُ عَلَىَّ وَ اَغْفَلْتُهُ اَنَا مِنْ نَفْسى(7)
فَاَدِّهِ عَنّى مِنْ جَزيلِ عَطِيَّتِكَ وَكَثيرِ ماعِنْدَكَ (8)
فَاِنَّكَ واسِعٌ كَريمٌ (9)
حَتّى لايَبْقى عَلَىَّ شَىْ ءٌ مِنْهُ تُريدُ اَنْ تُقآصَّنى بِهِ مِنْ حَسَناتى (10)
ص: 135
اَوْتُضاعِفَ بِهِ مِنْ سَيِّئاتى يَوْمَ اَلْقاكَ يارَبِّ. (1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (2)
وَارْزُقْنِى الرَّغْبَةَ فى الْعَمَلِ لَكَ لِاخِرَتى (3)
حَتّى اَعْرِفَ صِدْقَ ذلِكَ مِنْ قَلْبى (4)
وَ حَتّى يَكُونَ الْغالِبُ عَلَىَّ الزُّهْدَ فى دُنْياىَ (5)
وَ حَتّى اَعْمَلَ الْحَسَناتِ شَوْقاً.(6)
وَ امَنَ مِنَ السَّيِّئاتِ فَرَقاً وَ خَوْفاً وَهَبْ لى نُوراً اَمْشى بِهِ النّاسِ (7)
وَاَهْتَدى بِهِ فِى الظُّلُماتِ (8)
وَاَسْتَضى ءُ بِهِ مِنَ الشَّكِّ وَالشُّبُهاتِ. (9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (10)
ص: 136
وَارْزُقْنى خَوْفَ غَمِّ الْوَعيدِ (1)
وَ شَوْقَ ثَوابِ الْمَوْعُودِ (2)
حَتّى اَجِدَ لَذَّةَ ما اَدْعُوكَ لَهُ بِكَ مِنْهُ. (3)
اَللَّهُمَّ قَدْ تَعْلَمُ مايُصْلِحُنى مِنْ اَمْرِ دُنْياىَ وَ (4)
وَ كَاْبَةَ مااَسْتَجيرُ اخِرَتى فَكُنْ بِحَوآئِجى حَفِيّاً.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ (6)
وَارْزُقْنِى الْحَقَّ عِنْدَ تَقْصيرى فِى الشُّكْرِ لَكَ بِما اَنْعَمْتَ عَلَىَّ فِى الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ (7)
حَتّى اَتَعَرَّفَ مِنْ نَفْسى رَوْحَ الرِّضا (8)
وَ طُمَاْنينَةَ النَّفْسِ مِنّى بِما يَجِبُ لَكَ فيما يَحْدُثُ فى حالِ الْخَوْفِ وَ الْاَمْنِ (9)
وَ الرِّضا وَالسُّخْطِ وَالضَّرِّ وَالنَّفْعِ.(10)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (11)
وَارْزُقْنى سَلامَةَ الصَّدْرِ مِنَ الْحَسَدِ حَتّى لا اَحْسُدَ اَحَداً مِنْ خَلْقِكَ عَلى شَىْ ءٍ مِنْ فَضْلِكَ(12)
ص: 137
وَ حَتّى لااَرى نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ عَلى اَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فى دينٍ اَوْدُنْيا(1)
اَوْعافِيَةٍ اَوْ تَقْوى (2)
اَوْسَعَةٍ اَوْرَخآءٍ (3)
اِلاّ رَجَوْتُ لِنَفْسى اَفْضَلَ ذلِكَ بِكَ وَ مِنْكَ وَحْدَكَ لاشَريكَ لَكَ.(4)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ .(5)
وَارْزُقْنِى التَّحَفُّظَ مِنَ الْخَطايا (6)
وَالْاِحْتِراسَ مِنَ الزَّلَلِ فِى الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ (7)
فى حالِ الرِّضا وَالْغَضَبِ (8)
حَتّى اَكُونَ بِما يَرِدُ عَلَىَّ مِنْهُما بِمَنْزِلَةٍ سَوآءٍ (9)
عامِلاً بِطاعَتِكَ (10)
مُؤْثِراً لِرِضاكَ عَلى ما سِواهُما فِى الْاَوْلِيآءِ وَالْأَعْدآءِ (11)
حَتّى يأْمَنَ عَدُوّى مِنْ ظُلْمِى وَ جَوْرى (12)
وَ يَأْيَسَ وَلِيّى مِنْ مَيْلى وَانْحِطاطِ هَواىَ (13)
وَاجْعَلْنى مِمَّنْ يَدْعُوكَ مُخْلِصاً فِى الرَّخآءِ دُعآءَ(14)
الْمُخْلِصينَ الْمُضْطَرّينَ لَكَ فِى الدُّعآءِ (15)
اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.(16)
ص: 138
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام اذا سَئَلَ اللّهَ العافيةَ و شُكرَها(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (2)
وَاَلْبِسْنى عافِيَتَكَ (3)
وَ جَلِّلْنى عافِيَتَكَ (4)
وَ حَصِّنّى بِعافِيَتِكَ (5)
وَ اَكْرِمْنى بِعافِيَتِكَ (6)
وَاَغْنِنى بِعافِيَتِكَ (7)
وَ تَصَدَّقْ عَلَىَّ بِعافِيَتِكَ (8)
وَهَبْ لى عافِيَتَكَ (9)
وَ اَفْرِشْنى عافِيَتَكَ (10)
وَاَصْلِحْ لى عافِيَتَكَ (11)
وَ لاتُفَرِّقْ بَيْنى وَ بَيْنَ عافِيَتِكَ فِى الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ (12)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (13)
ص: 139
وَ عافِنى عافِيَةً كافِيَةً شافِيَةً عالِيَةً نامِيَةً (1)
عافِيَةً ُوَلِّدُ فى بَدَنِى الْعافِيَةَ(2)
عافِيَةَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ (3)
وَامْنُنْ عَلَىَّ بِالصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ وَالسَّلامَةِ فى دينى وَ بَدَنى (4)
وَالنَّفاذِ فى اُمُورى (5)
وَالْخَشْيَةِ لَكَ (6)
وَالْخَوْفِ مِنْكَ (7)
وَالْقُوَّةِ عَلى ما اَمَرْتَنى بِهِ مِنْ طاعَتِكَ (8)
وَالْاِجْتِنابِ لِما نَهَيْتَنى عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ.(9)
اَللَّهُمَّ وَامْنُنْ عَلَىَّ بِالْحَجِّ. وَالْعُمْرَةِ (10)
وَ زِيارَةِ قَبْرِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ رَحْمَتُكَ(11)
وَ بَرَكاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلى الِهِ وَ الِ رَسُولِكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اَبَداً مااَبْقَيْتَنى(12)
ص: 140
فى عامى هذا وَفى كُلِّ عامٍ (1)
وَاجْعَلْ ذلِكَ مَقْبُولاً مَشْكُوراً مَذْكُوراً لَدَيْكَ مَذْخُوراً عِنْدَكَ (2)
وَاَنْطِقْ بِحَمْدِكَ وَ شُكْرِكَ وَ ذِكْرِكَ وَ حُسْنِ الثَّنآءِ عَلَيْكَ لِسانى (3)
وَاشْرَحْ لِمَراشِدِ دينِكَ قَلْبى (4)
وَ اَعِذْنى وَ ذُرِّيَّتى مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ(5)
وَ مِنْ شَرِّ السَّآمَّةِ وَالْهآمَّةِ وَالْعآمَّةِ وَالَّلآمَّةِ (6)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطانٍ مَريدٍ (7)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطانٍ عَنيدٍ (8)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ مُتْرَفٍ حَفيدٍ (9)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ضَعيفٍ وَ شَديدٍ (10)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَريفٍ وَ وَضيعٍ (11)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ صَغيرٍ وَ كَبيرٍ (12)
و مِنْ شَرِّ كُلِّ قَريبٍ وَ بَعيدٍ (13)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لِرَسُولِكَ وَ لِاَهْلِ بَيْتِهِ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ (14)
وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دآبَّةٍ اَنْتَ اخِذٌ بِناصِيَتِها (15)
اِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ.(16)
ص: 141
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (1)
وَ مَنْ اَرادَنى بِسُوءٍ فَاصْرِفْهُ عَنّى (2)
وَادْحَرْ عَنّى مَكْرَهُ (3)
وَادْرَاْ عَنّى شَرَّهُ (4)
وَ رُدَّ كَيْدَهُ فى نَحْرِهِ (5)
وَاجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ سُدّاً حَتّى تُعْمِىَ عَنّى بَصَرَهُ (6)
وَ تُصِمَّ عَنْ ذِكْرى سَمْعَهُ (7)
وَ تُقْفِلَ دُونَ اِخْطارى قَلْبَهُ (8)
وَ تُخْرِسَ عَنّى لِسانَهُ (9)
وَ تَقْمَعَ رَاْسَهُ وَ تُذِلَّ عِزَّهُ (10)
وَ تَكْسِرَ جَبَرُوتَهُ (11)
وَ تُذِلَّ رَقَبَتَهُ (12)
وَ تَفْسَخَ كِبْرَهُ (13)
وَ تُؤْمِنَنى مِنْ جَميعِ ضَرِّهِ وَشَرِّهِ وَغَمْزِهِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ وَحَسَدِهِ وَعَداوَتِهِ(14)
وَ حَبآئِلِهِ وَ مَصآئِدِهِ وَ رَجْلِهِ وَ خَيْلِهِ (15)
اِنَّكَ عَزيزٌ قَديرٌ.(16)
ص: 142
وَ كان مِن دعائِه عليه السّلام لِاَبَوَيْهِ عَليهماالسَّلام (1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ (2)
وَ اَهْلِ بَيْتِهِ الطّاهِرينَ وَاخْصُصْهُمْ بِاَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ بَرَكاتِكَ وَ سَلامِكَ(3)
وَاخْصُصِ اللَّهُمَّ والِدَىَّ بِالْكَرامَةِ(4)
لَدَيْكَ وَالصَّلوةِ مِنْكَ (5)
يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ. (6)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (7)
وَاَلْهِمْنى عِلْمَ مايَجِبُ لَهُما عَلَىَّ اِلْهاماً (8)
وَاجْمَعْ لى عِلْمَ ذلِكَ كُلِّهِ تَماماً (9)
ثُمَّ اسْتَعْمِلْنى بِما تُلْهِمُنى مِنْهُ (10)
وَ وَفِّقْنى لِلنُّفُوذِ فيما تُبَصِّرُنى مِنْ عِلْمِهِ (11)
حَتىَّ لايَفُوتَنِى اسْتِعْمالُ شَىْ ءٍ عَلَّمْتَنيهِ (12)
ص: 143
وَلاتَثْقُلَ اَرْكانى عَنِ الْحُفُوفِ فيما اَلْهَمْتَنيهِ.(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِهِ كَما شَرَّفْتَنابِهِ (2)
وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ كَما اَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَى الْخَلْقِ بِسَبَبِهِ.(3)
اَللَّهُمَّ اجْعَلْنى اَهابُهُما هَيْبَةَ السُّلْطانِ الْعَسُوفِ (4)
وَ اَبَرُّهُما بِرَّ الْاُمِّ الرَّؤُوفِ (5)
وَاجْعَلْ طاعَتى لِوالِدَىَّ وَ بِرّى بِهِما اَقَرَّ لِعَيْنى مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنانِ (6)
وَاَثْلَجَ لِصَدْرى مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْئانِ(7)
حَتّى اُوثِرَ عَلى هَواىَ هَواهُما (8)
وَاُقَدِّمَ عَلى رِضاىَ رِضاهُما (9)
وَاَسْتَكْثِرَ بِرَّهُما بى وَ اِنْ قَلَّ (10)
وَاَسْتَقِلَّ بِرّى بِهِما وَ اِنْ كَثُرَ (11)
اَللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُما صَوْتى (12)
ص: 144
وَ اَطِبْ لَهُما كَلامى (1)
وَ اَلِنْ لَهُما عَريكَتى (2)
وَاَعْطِفْ عَلَيْهِما قَلْبى (3)
وَصَيِّرْنى بِهِما رَفيقاً وَ عَلَيْهِما شَفيقاً.(4)
اَللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُما تَرْبِيَتى (5)
وَ اَثِبْهُما عَلى تَكْرِمَتى.(6)
ا وَاحْفَظْ لَهُما ما حَفِظاهُ مِنّى فى صِغَرى (7)
َللَّهُمَّ وَ ما مَسَّهُما مِنّى مِنْ اَذًى (8)
اَوْخَلَصَ اِلَيْهِما عَنّى مِنْ مَكْرُوهٍ (9)
اَوْ - ضاعَ قِبَلى لَهُما مِنْ حَقٍّ (10)
فَاجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِما (11)
وَ عُلُوّاً فى دَرَجاتِهِما (12)
وَ زِيادَةً فى حَسَناتِهِما (13)
ص: 145
يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِاَضْعافِها مِنَ الْحَسَناتِ (1)
اَللَّهُمَّ وَ ما تَعَدَّيا عَلَىَّ فيهِ مِنْ قَوْلٍ (2)
اَوْ اَسْرَفا عَلَىَّ فيهِ مِنْ فِعْلٍ (3)
اَوْضَيَّعاهُ لى مِنْ حَقٍّ (4)
اَوْ قَصَّرا بى عَنْهُ مِنْ واجِبٍ (5)
فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُما (6)
وَ جُدْتُ بِهِ عَلَيْهِما (7)
وَ رَغِبْتُ اِلَيْكَ فى وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُما (8)
فَاِنّى لااَتَّهِمُهُما عَلى نَفْسى (9)
وَلااَسْتَبْطِئُهُما فى بِرّى (10)
وَ لااَكْرَهُ ما تَوَلَّياهُ مِنْ اَمْرى يا رَبِّ (11)
فَهُما اَوْجَبُ حَقّاً عَلَىَّ (12)
وَ اَقْدَمُ اِحْساناً اِلَىَّ (13)
وَاَعْظَمُ مِنَّةً لَدَىَّ مِنْ اَنْ اُقآصَّهُما بِعَدْلٍ (14)
اَوْ اُجازِيَهُما عَلى مِثْلٍ (15)
ص: 146
اَيْنَ اِذاً -يااِلهى- طُولُ شُغْلِهِما بِتَرْبِيَتى؟ (1)
وَاَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِما فى حِراسَتى؟ (2)
وَ اَيْنَ اِقْتارُهُما عَلى اَنْفُسِهِما لِلتَّوْسِعَةِ عَلَىَّ؟! (3)
هَيْهاتَ ما يَسْتَوْ فِيانِ مِنّى حَقَّهُما (4)
وَلااُدْرِكُ ما يَجِبُ عَلَىَّ لَهُما (5)
وَ لا اَنَا بِقاضٍ وَظيفَةَ خِدْمَتِهِما (6)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (7)
وَ اَعِنّى يا خَيْرَ مَنِ اسْتُعينَ بِهِ (8)
وَ وَفِّقْنى يا اَهْدى مَنْ رُغِبَ اِلَيْهِ(9)
وَ لاتَجْعَلْنى فى اَهْلِ الْعُقُوقِ لِلْابآءِالْاُمَّهاتِ يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لايُظْلَمُونَ.(10)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ(11)
ص: 147
وَاخْصُصْ.اَبَوَىَّ بِاَفْضَلِ ما خَصَصْتَ بِهِ ابآءَ عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ وَ اُمَّهاتِهِمْ (1)
يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ. (2)
اَللَّهُمَّ لاتُنْسِنى ذِكْرَهُما فى اَدْبارِ. صَلَواتى(3)
وَفى اِناً مِنْ انآءِ لَيْلى (4)
وَفى كُلِّ ساعَةٍ مِنْ ساعاتِ نَهارى.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (6)
وَاغْفِرْ لى بِدُعآئى لَهُما (7)
وَاغْفِرْ لَهُما بِبِرِّهِما بى مَغْفِرَةً حَتْماً (8)
وَارْضَ عَنْهُما بِشَفاعَتى لَهُما رِضىً عَزْماً (9)
وَ بَلِّغْهُما بِالْكَرامَةِ مَواطِنَ السَّلامَةِ.'(10)
اَللَّهُمَّ وَ اِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُما فَشَفِّعْهُما فِىَّ (11)
وَاِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لى فَشَفِّعْنى فيهِما (12)
حَتّى نَجْتَمِعَ بِرَاْفَتِكَ فى دارِ كَرامَتِكَ (13)
وَ مَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ (14)
اِنَّكَ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ وَالْمَنِّ الْقَديمِ (15)
وَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرَّاحِمينَ.(16)
ص: 148
وَ كان مِن دعائِه عليه السَّلام لِوُلْدِهِ عليهم السَّلام (1)
اَللَّهُمَّ وَ مُنَّ عَلَىَّ بِبَقآءِ وُلْدى (2)
وَ بِاِصْلاحِهِمْ لى (3)
وَ بِاِمْتاعى بِهِمْ. (4)
اِلهى امْدُدْلى فى اَعْمارِهِمْ (5)
وَزِدْلى فِى اجالِهِمْ (6)
وَ رَبِّ لى صَغيرَهُمْ (7)
وَ قَوِّ لى ضَعيفَهُمْ (8)
وَ اَصِحَّ لِى اَبْدانَهُمْ وَ اَدْيانَهُمْ وَ اَخْلاقَهُمْ (9)
وَ عافِهِمْ فى اَنْفُسِهِمْ وَ فى جَوارِحِهِمْ (10)
وَ فِى كُلِّ ماعُنيتُ بِهِ مِنْ اَمْرِهِمْ وَ اَدْرِرْ لى وَ عَلى يَدى اَرْزاقَهُمْ (11)
ص: 149
وَ اجْعَلْهُمْ اَبْراراً اَتْقِيآءَ بُصَرآءَ سامِعينَ مُطيعينَ لَكَ(1)
وَ لِأَوْلِيآئِكَ مُحِّبينَ مُناصِحينَ (2)
وَ لِجَميعِ اَعْدآئِكَ مُعانِدينَ وَ مُبْغِضينَ امينَ(3)
اَللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدى (4)
وَ اَقِمْ بِهِمْ اَوَدى (5)
وَ كَثِّرْ بِهِمْ عَدَدى (6)
وَ زَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرى(7)
وَ اَحْىِ بِهِمْ ذِكْرى (8)
وَاكْفِنى بِهِمْ فى غَيْبَتى (9)
وَ اَعِنّى بِهِمْ عَلى حاجَتى (10)
وَاجْعَلْهُمْ لى مُحِبّينَ (11)
وَ عَلَىَّ حَدِبينَ مُقْبِلينَ مُسْتَقيمينَ لى (12)
مُطيعينَ غَيْرَ عاصينَ وَ لا عآقّينَ وَ لامُخالِفينَ وَ لاخاطِئينَ (13)
ص: 150
وَ اَعِنّى عَلى تَرْبِيَتِهِمْ وَ تَاْديبِهِمْ وَ بِرِّهِمْ (1)
وَ هَبْ لى مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ اَوْلاداً - ذُكُوراً (2)
وَاجْعَلْ ذلِكَ خَيْراً لى (3)
وَاجْعَلْهُمْ لى عَوْناً عَلى ماسَئَلْتُكَ (4)
وَ اَعِذْنى وَ ذُرِّيَّتى مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ (5)
فَاِنَّكَ خَلَقْتَنا وَ اَمَرْتَنا وَ نَهَيْتَنا (6)
وَ رَغَّبْتَنا فى ثَوابِ ما اَمَرْتَنا (7)
وَ رَهَّبْتَنا عِقابَهُ (8)
وَ جَعَلْتَ لَنا عَدُوّاً يَكيدُنا (9)
سَلَّطْتَهُ مِنّا عَلى ما لَمْ تُسَلِّطْنا عَلَيْهِ مِنْهُ (10)
اَسْكَنْتَهُ صُدُورَنا (11)
وَ اَجْرَيْتَهُ مَجارِىَ دِمائِنا (12)
ص: 151
لايَغْفُلُ اِنْ غَفَلْنا (1)
وَ لايَنْسى اِنْ نَسينا (2)
يُؤْمِنُنا عِقابَكَ (3)
وَ يُخَوِّفُنا بِغَيْرِكَ (4)
اِنْ هَمَمْنا بِفاحِشَةٍ شَجَّعَنا عَلَيْها (5)
وَ اِنْ هَمَمْنا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبَّطَنا عَنْهُ (6)
يَتَعَرَّضُ لَنا بِالشَّهَواتِ (7)
وَ يَنْصِبُ لَنا بِالشُّبُهاتِ (8)
اِنْ وَعَدَنا كَذَبَنا (9)
وَ اِنْ مَنّانا اَخْلَفَنا (10)
وَ اِلاَّتَصْرِفْ عَنّا كَيْدَهُ يُضِلَّنا (11)
وَ اِلاَّتَقِنا خَبالَهُ يَسْتَزِلَّنا.(12)
اَللَّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطانَهُ عَنّا بِسُلْطانِكَ (13)
حَتّى تَحْبِسَهُ عَنّا بِكَثْرَةِ الدُّعآءِ لَكَ (14)
ص: 152
فَنُصْبِحَ مِنْ كَيْدِهِ فِى الْمَعْصُومينَ بِكَ.(1)
اَللَّهُمَّ اَعْطِنى كُلَّ سُؤْلى (2)
وَاقْضِ لى حَوآئِجى (3)
وَ لاتَمْنَعْنِى الْاِجابَةَ وَ قَدْضَمِنْتَها لى (4)
وَلاتَحْجُبْ دُعآئى عَنْكَ وَ قَدْ اَمَرْتَنى بِهِ (5)
وَامْنُنْ عَلَىَّ بِكُلِّ مايُصْلِحُنى فى دُنْياىَ وَ اخِرَتى(6)
ما ذَكَرْتُ مِنْهُ وَ ما نَسيتُ (7)
اَوْ اَظْهَرْتُ اَوْ اَخْفَيْتُ اَوْ(8)
اَعْلَنْتُ اَوْاَسْرَرْتُ (9)
وَاجْعَلْنى فى جَميعِ ذلِكَ مِنَ الْمُصْلِحينَ بِسُؤالى اِيَّاكَ(10)
ص: 153
الْمُنْجِحينَ بِالطَّلَبِ اِلَيْكَ (1)
غَيْرِ الْمَمْنُوعينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ (2)
الْمُعَوَّدينَ بِالتَّعَوُّذِ بِكَ (3)
الرّابِحينَ فِى التِّجارَةِ عَلَيْكَ (4)
الْمُجارينَ بِعِزِّكَ (5)
الْمُوسَعِ عَلَيْهِمُ الرِّزْقُ الْحَلالُ مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ (6)
الْمُعَزّينَ مِنَ الذُّلِّ بِكَ (7)
وَالْمُجارينَ مِنَ الظُّلْمِ بِعَدْلِكَ (8)
وَالْمُعافَيْنَ مِنَ البَلاءِ بِرَحْمَتِكَ (9)
وَالْمُغْنَيْنَ مِنَ الْفَقْرِ بِغِناكَ (10)
وَالْمَعْصُومينَ مِنَ الذُّنُوبِ وَالزَّلَلِ وَالْخَطآءِ بِتَقْواكَ (11)
وَالْمُوَفَّقينَ لِلْخَيْرِ وَالرُّشْدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِكَ(12)
ص: 154
وَالْمُحالِ بَيْنَهُمَ وَبَيْنَ الذُّنُوبِ بِقُدْرَتِكَ(1)
التّارِكينَ لِكُلِّ مَعْصِيَتِكَ السّاكِنينَ فى جِوارِكَ.(2)
اَللَّهُمَّ اَعْطِنا جَميعَ ذلِكَ بِتَوْفيقِكَ وَ رَحْمَتِكَ (3)
وَاَعِذْنا مِنْ عَذابِ السَّعيرِ(4)
وَ اَعْطِ جَميعَ الْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ(5)
وَالْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِثْلَ الَّذى سَئَلْتُكَ لِنَفْسى وَلِوَلَدى في عاجِلِ الدُّنْيا وَ اجِلِ الْاخِرَةِ (6)
اِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ سَميعٌ عَليمٌ عَفُوٌّ غَفُورٌ رَؤُوفٌ رَحيمٌ (7)
وَ اتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فى الْاخِرَةِ حَسَنَةً(8)
وَ قِنا عَذابَ النّارِ.(9)
ص: 155
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام لِجيرانِهِ ذَكرَهُمْ وَ أولِيآئِهِ اِذا(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَ تَوَلَّنى فى جيرانى وَ مَوالِىَّ(2)
الْعارِفينَ بِحَقِّنا وَالْمُنابِذينَ لِأَعْدآئِنا بِاَفْضَلِ وَلايَتِكَ وَ(3)
وَفِّقْهُمْ لِاِقامَةِ سُنَّتِكَ وَالْاَخْذِ بِمَحاسِنِ اَدَبِكَ فى اِرْفاقِ(4)
ضَعيفِهِمْ وَ سَدِّ خَلَّتِهِمْ وَ عِيادَةِ مَريضِهِمْ وَ هِدايَةِ(5)
مُسْتَرْشِدِهِمْ وَ مُناصَحَةِ مُسْتَشيرِهِمْ وَ تَعَهُّدِ قادِمِهِمْ (6)
وَ كِتْمانِ اَسْرارِهِمْ وَ سَتْرِ عَوْراتِهِمْ وَ نُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ (7)
وَ حُسْنِ مُواساتِهِمْ بِالْماعُونِ وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِالْجِدَةِ(8)
وَالْاِفْضالِ وَ اِعْطآءِ مايَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤالِ. وَاجْعَلْنِى(9)
ص: 156
اللَّهُمَّ اَجْزى بِالْاِحْسانِ مُسيئَهُمْ وَاُعْرِضُ بِالتَّجاوُزِ عَنْ(1)
ظالِمِهِمْ وَاَسْتَعْمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ فى كآفَّتِهِمْ وَ اَتَوَلّى بِالْبِرِّ(2)
عآمَّتَهُمْ وَاَغُضُّ بَصَرى عَنْهُمْ عِفَّةً وَ اُلينُ جانِبى(3)
لَهُمْ تَواضُعاً وَ اَرِقُّ عَلى اَهْلِ الْبَلآءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً وَ اُسِرُّ(4)
لَهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً وَ اُحِبُّ بَقآءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً (5)
وَ اُوجِبُ لَهُمْ ما اُوجِبُ لِحآمَّتى وَ اَرْعى لَهُمْ ما اَرْعى (6)
لِخآصَّتى. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَارْزُقْنى مِثْلَ ذلِكَ(7)
ص: 157
مِنْهُمْ وَاجْعَلْ لى اَوْفَى الْحُظُوظِ فيما عِنْدَهُمْ وَ زِدْهُمْ(1)
بَصيرَةً فى حَقّى وَ مَعْرِفَةً بِفَضْلى حَتّى يَسْعَدُوا بى وَاَسْعَدَ(2)
بِهِمْ امينَ رَبَّ الْعالَمينَ.(3)
ص: 158
وَ كان مِن دعائِه عليه السَّلام لِأهلِ الثُّغُور(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (2)
وَ حَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمينَ بِعِزَّتِكَ(3)
وَ اَيِّدْحُماتَها بِقُوَّتِكَ (4)
وَ اَسْبِغْ عَطاياهُمْ مِنْ جِدَتِكَ.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ(6)
وَ كَثِّرْ عِدَّتَهُمْ (7)
وَاشْحَذْ اَسْلِحَتَهُمْ(8)
وَ احْرُسْ حَوْزَتَهُمْ (9)
وَ امْنَعْ حَوْمَتَهُمْ (10)
وَاَلِّفْ جَمْعَهُمْ (11)
ص: 159
وَ دَبِّرْ اَمْرَهُمْ (1)
وَ واتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ (2)
وَ تَوَحَّدْ بِكِفايَةِ مُؤَنِهِمْ (3)
وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ (4)
وَ اَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ (5)
وَالْطُفْ لَهُمْ فِى الْمَكْرِ.(6)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (7)
وَ عَرِّفْهُمْ مايَجْهَلُونَ (8)
وَ عَلِّمْهُمْ ما لايَعْلَمُونَ (9)
وَ بَصِّرْهُمْ ما لايُبْصِرُونَ.(10)
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (11)
وَ اَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقآئِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْياهُمُ الْخَدّاعَةِ الْغَرُورِ (12)
وَامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَراتِ الْمالِ الْفَتُونِ (13)
وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ نَصْبَ اَعْيُنِهِمْ (14)
وَ لَوِّحْ مِنْها لِأَبْصارِهِمْ ما اَعْدَدْتَ فيها مِنْ مَساكِنِ الْخُلْدِ(15)
وَ مَنازِلِ الْكَرامَةِ (16)
وَالْحُورِ الْحِسانِ (17)
ص: 160
وَالْاَنْهارِ الْمُطَّرِدَةِ بِاَنْواعِ الْاَشْرِبَةِ (1)
وَالْاَشْجارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ (2)
حَتّى لايَهُمَّ اَحَدٌ مِنْهُمْ بِالْاِدْبارِ (3)
وَ لايُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرارٍ.(4)
اَللَّهُمَّ افْلُلْ بِذلِكَ عَدُوَّهُمْ (5)
وَاقْلِمْ عَنْهُمْ اَظْفارَهُمْ (6)
وَ فَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اَسْلِحَتِهِمْ (7)
وَاخْلَعْ وَثآئِقَ اَفْئِدَتِهِمْ (8)
وَ باعِدْ - بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اَزْوِدَتِهِمْ (9)
وَ حَيِّرْهُمْ فى سُبُلِهِمْ (10)
وَ ضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ (11)
وَاقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ (12)
وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ (13)
وَامْلَأْ اَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ (14)
وَاقْبِضْ اَيْدِيَهُمْ عَنِ الْبَسْطِ (15)
وَاخْزِمْ اَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ (16)
وَ شَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ (17)
ص: 161
وَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرآئَهُمْ (1)
وَاقْطَعْ بِخِزْيِهِمْ اَطْماعَ مَنْ بَعْدَهُمْ.(2)
اَللَّهُمَّ عَقِّمْ اَرْحامَ نِسآئِهِمْ (3)
وَ يَبِّسْ اَصْلابَ رِجالِهِمْ (4)
وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوآبِّهِمْ وَ اَنْعامِهِمْ (5)
لاتَاْذَنْ لِسَمآئِهِمْ فى قَطْرٍ (6)
وَ لا لِأَرْضِهِمْ فى نَباتٍ (7)
اَللَّهُمَّ وَ قَوِّ بِذلِكَ مِحالَ اَهْلِ الْاِسْلامِ (8)
وَ حَصِّنْ بِهِ دِيارَهُمْ (9)
وَ ثَمِّرْ بِهِ اَمْوالَهُمْ (10)
وَ فَرِّغْهُمْ عَنْ مُحارَبَتِهِمْ لِعِبادَتِكَ (11)
وَ عَنْ مُنابَذَتِهِمْ لِلْخَلْوَةِ بِكَ حَتّى لايُعْبَدَ فى بِقاعِ الْاَرْضِ غَيْرُكَ (12)
ص: 162
وَ لا تُعَفَّرَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ (1)
اَللَّهُمَّ اغْزُ بِكُلِّ ناحِيَةٍ مِنَ الْمُسْلِمينَ عَلى مَنْ بِاِزآئِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكينَ (2)
وَ اَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَةٍ مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفينَ (3)
حَتّى يَكْشِفُوهُمْ اِلى مُنْقَطَعِ التُّرابِ قَتلاً فى اَرْضِكَ وَ اَسْراً (4)
اَوْ يُقِرّوُا بِاَنَّكَ اَنْتَ اللَّهُ الَّذى لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ.(5)
اَللَّهُمَّ وَ اعْمُمْ بِذلِكَ اَعْدآئَكَ. (6)
فى اَقْطارِ الْبلادِ مِنَ الْهِنْدِ وَالرُّومِ وَالتُّرْكِ وَالْخَزَرِ وَالْحَبَشِ(7)
وَالنُّوبَةِ وَالزَّنْجِ وَالسَّقالِبَةِ وَالدَّيالِمَةِ وَ سآئِرِ اُمَمِ الشِّرْكِ (8)
الَّذينَ تَخْفى اَسْمآؤُهُمْ وَ صِفاتُهُمْ (9)
وَ قَدْ اَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ (10)
وَاَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ (11)
اَللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكينَ بِالْمُشْرِكينَ عَنْ تَناوُلِ اَطْرافِ الْمُسْلِمينَ (12)
ص: 163
وَخُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ (1)
وَ ثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الْاِحْتِشادِ عَلَيْهِمْ.(2)
اَللَّهُمَّ اَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْاَمَنَةِ (3)
وَ اَبْدانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ (4)
وَاَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الْاِحْتِيالِ (5)
وَ اَوْهِنْ اَرْكانَهُمْ عَنْ مُنازَلَةِ الرِّجالِ (6)
وَ جَبِّنْهُمْ عَنْ مُقارَعَةِ الْاَبْطالِ (7)
وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلآئِكَتِكَ بِبَاْسٍ مِنْ بَاْسِكَ (8)
كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ (9)
تَقْطَعُ بِهِ دابِرَهُمْ (10)
وَ تَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ (11)
وَ تُفَرِّقُ بِهِ عَدَدَهُمْ. (12)
اَللَّهُمَّ وَ امْزُجْ مِياهَهُمْ بِالْوَبآءِ (13)
وَ اَطْعِمَتَهُمْ بِالْاَدْوآءِ (14)
وَ ارْمِ بِلادَهُمْ بِالْخُسُوفِ (15)
وَ اَلِحَّ عَلَيْها بِالْقُذُوفِ (16)
وَ افْرَعْها بِالْمُحُولِ (17)
ص: 164
وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فى اَحَصِّ اَرْضِكَ وَ اَبْعَدِها عَنْهُمْ (1)
وَامْنَعْ حُصُونَها مِنْهُمْ (2)
اَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقيمِ وَالسُّقْمِ الْاَليمِ (3)
اَللَّهُمَّ وَ اَيُّما غازٍ غَزاهُمْ مِنْ اَهْلِ مِلَّتِكَ (4)
اَوْ مُجاهِدٍ جاهَدَهُمْ مِنْ اَتْباعِ سُنَّتِكَ (5)
لِيَكُونَ دينُكَ الْاَعْلى (6)
وَحِزْبُكَ الْاَقْوى (7)
وَحَظُّكَ الْاَوْفى (8)
فَلَقِّهِ الْيُسْرَ (9)
وَ هَيِّى ءْ لَهُ الْاَمْرَ (10)
وَ تَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ (11)
وَ تَخَيَّرْ لَهْ الْاَصْحابَ (12)
وَاسْتَقْوِ لَهُ الظَّهْرَ (13)
ص: 165
وَاَسْبِغْ عَلَيْهِ فِى النَّفَقَةِ (1)
وَ مَتِّعْهُ بِالنَّشاطِ (2)
وَاَطْفِ عَنْهُ حَرارَةَ الشَّوْقِ (3)
وَ اَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ (4)
وَ اَنْسِهِ ذِكْرَ الْاَهْلِ وَالْوَلَدِ (5)
وَاْثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ (6)
وَ تَوَلَّهُ بِالْعافِيَةِ (7)
وَ اَصْحِبْهُ السَّلامَةَ (8)
وَاَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ (9)
وَاَلْهِمْهُ الْجُرْاَةَ(10)
وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ (11)
وَاَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ (12)
ص: 166
وَ عَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ(1)
وَ سَدِّدْهُ فِى الْحُكْمِ (2)
وَ اَعْزِلْ عَنْهُ الرِّيآءَ (3)
وَ خَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ (4)
وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَ ذِكْرَهُ وَ ظَعْنَهُ وَ اِقامَتَهُ فيكَ وَ لَكَ(5)
فَاِذا صآفَّ عَدُوَّكَ وَ عَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فى عَيْنِهِ (6)
وَ صَغِّرْ شَاْنَهُمْ فى قَلْبِهِ (7)
وَ اَدِلْ لَهُ مِنْهُمْ (8)
وَ لا تُدِلْهُمْ مِنْهُ.(9)
فَاِنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعادَةِ (10)
وَ قَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ (11)
فَبَعْدَ اَنْ يَجْتاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ (12)
وَ بَعْدَ اَنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الْاَسْرُ (13)
وَ بَعْدَ اَنْ تَاْمَنَ اَطْرافُ الْمُسْلِمينَ (14)
وَ بَعْدَ اَنْ يُوَلِّىَ عَدُوُّكَ مُدْبِرينَ.(15)
ص: 167
اَللَّهُمَّ وَ اَيُّما مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِياً اَوْمُرابِطاً فى دارِهِ (1)
اَوْتَعَهَّدَ خالِفيهِ فى غَيْبَتِهِ (2)
اَوْ اَعانَهُ بِطآئِفَةٍ مِنْ مالِهِ (3)
اَوْ اَمَدَّهُ بِعِتادٍ (4)
اَوْ شَحَذَهُ عَلى جِهادٍ (5)
اَوْ اَتْبَعَهُ فى وَجْهِهِ دَعْوَةً (6)
اَوْرَعى لَهُ مِنْ وَرآئِهِ حُرْمَةً (7)
فَاَجْرِ لَهُ مِثْلَ اَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْنٍ (8)
وَ مِثْلاً بِمِثْلٍ (9)
وَ عَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوْضاً حاضِراً(10)
يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ ما قَدَّمَ(11)
وَ سُرُورَ ما اَتى بِهِ (12)
اِلى اَنْ يَنْتَهِىَ بِهِ الْوَقْتُ اِلى ما(13)
ص: 168
اَجْرَيْتَ لَهُ مِنْ فَضْلِكَ (1)
وَ اَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرامَتِكَ. (2)
اَللَّهُمَّ وَ اَيُّما مُسْلِمٍ اَهَمَّهُ اَمْرُالْاِسْلامِ (3)
وَاَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ اَهْلِ الشِّرْكِ عَلَيْهِمْ (4)
فَنَوى غَزْوًى (5)
اَوْ هَمَّ بِجِهادٍ(6)
فَقَعَدَ بِهِ ضَعْفٌ (7)
اَوْ اَبْطَاَتْ بِهِ فاقَةٌ (8)
اَوْ اَخَّرَهُ عَنْهُ حادِثٌ (9)
اَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ اِرادَتِهِ مانِعٌ (10)
فَاكْتُبِ اسْمَهُ فِى الْعابِدينَ (11)
وَ اَوْجِبْ لَهُ ثَوابَ الْمُجاهِدينَ (12)
وَاجْعَلْهُ فى نِظامِ الشُّهَدآءِ وَالصّالِحينَ(13)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ الِ مُحَمَّدٍ (14)
صَلوةً عالِيَةً عَلَى الصَّلَواتِ (15)
ص: 169
مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ (1)
صَلوةً لايَنْتَهى اَمَدُها (2)
وَ لايَنْقَطِعُ عَدَدُها (3)
كَاَتَمِّ ما مَضى مِنْ صَلَواتِكَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَوْلِيآئِكَ (4)
اِنَّكَ الْمَنّانُ الْحَميدُ (5)
الْمُبْدِئُ الْمُعيدُ (6)
الْفَعّالُ لِما تُريدُ.(7)
ص: 170
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام مُتَفَزِّعاً اِلَى اللَّهِ عَزَّوجَلّ (1)
اَللَّهُمَّ اِنّى اَخْلَصْتُ بِانْقِطاعى اِلَيْكَ (2)
وَ اَقْبَلْتُ بِكُلّى عَلَيْكَ (3)
وَ صَرَفْتُ وَجْهى عَمَّنْ يَحْتاجُ اِلى رِفْدِكَ (4)
وَ قَلَبْتُ مَسْئَلَتى عَمَّنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ فَضْلِكَ (5)
وَ رَاَيْتُ اَنَّ طَلَبَ الْمُحْتاجِ اِلَى الْمُحْتاجِ سَفَهٌ مِنْ رَاْيِهِ (6)
وَ ضَلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ (7)
-. فَكَمْ قَدْ رَاَيْتُ يااِلهى- مِنْ اُناسٍ طَلَبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِكَ فَذَلُّوا (8)
وَ رامُوا الثَّرْوَةَ مِنْ سِواكَ فَافْتَقَرُوا (9)
وَ حاوَلُوا الْاِرْتِفاعَ فَاتَّضَعُوا (10)
فَصَحَّ بِمُعايَنَةِ اَمْثالِهِمْ حازِمٌ وَفَّقَهُ اعْتِبارُهُ (11)
ص: 171
وَ اَرْشَدَهُ اِلى طَريقِ صَوابِهِ اخْتِيارُهُ.(1)
فَاَنْتَ يا مَوْلاىَ دُونَ كُلِّ مَسْئُولٍ مَوْضِعُ مَسْئَلَتى (2)
وَ دُونَ كُلِّ مَطْلُوبٍ اِلَيْهِ وَلِىُّ حاجَتى (3)
اَنْتَ الْمَخْصُوصُ قَبْلَ كُلِّ مَدْعُوٍّ بِدَعْوَتى (4)
لايَشْرَكُكَ اَحَدٌ فى رَجآئى (5)
وَ لايَتَّفِقُ اَحَدٌ مَعَكَ فى دُعآئى (6)
وَ لايَنْظِمُهُ وَ اِيّاكَ نِدآئى.لَكَ(7)
-يااِلهى-وَحْدانِيَّةُالْعَدَدِ (8)
وَمَلَكَةُالْقُدْرَةِ الصَّمَدِ (9)
وَ فَضيلَةُ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ (10)
وَ دَرَجَةُ الْعُلُوِّ وَالرِّفْعَةِ (11)
وَ مَنْ سِواكَ مَرْحُومٌ فى عُمْرِهِ (12)
مَغْلُوبٌ عَلى اَمْرِهِ (13)
مَقْهُورٌ عَلى شَاْنِهِ (14)
مُخْتَلِفُ الْحالاتِ (15)
ص: 172
مُتَنَقِّلٌ فِى الصِّفاتِ (1)
فَتَعالَيْتَ عَنِ الْاَشْباهِ وَ الْاَضْدادِ (2)
وَ تَكَبَّرْتَ عَنِ الْاَمْثالِ وَ الْاَنْدادِ (3)
فَسُبْحانَكَ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ.(4)
ص: 173
وَ كانَ مِن دعائِه عليه السلام اِذا قُتِّرَ عَلَيهِ الرِّزقُ (1)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ ابْتَلَيْتَنا فى اَرْزاقِنا بِسُوءِ الظَّنِّ (2)
وَ فى اجالِنابِطُولِ الْاَمَلِ (3)
حَتَّى الْتَمَسْنا اَرْزاقَكَ مِنْ عِنْدِ الْمَرْزُوقينَ (4)
وَطَمِعْنا بِاَمالِنا فى اَعْمارِ الْمُعَمَّرينِ (5)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (6)
وَهَبْ لَنا يَقيناً صادِقاً تَكْفينا بِهِ مِنْ مَؤُونَةِ الطَّلَبِ . (7)
وَ اَلْهِمْناثِقَةً خالِصَةً تُعْفينا بِها مِنْ شِدَّةِ النَّصَبِ (8)
ص: 174
وَ اجْعَلْ ما صَرَّحْتَ بِهِ مِنْ عِدَتِكَ فى وَحْيِكَ (1)
وَ اَتْبعْتَهُ مِنْ قَسَمِكَ فى كِتابِكَ (2)
قاطِعاً ِلاِهْتمامِنا بِالرِّزْقِ الَّذى تَكَفَّلْتَ بِهِ (3)
وَ حَسْماً لِلاِْشْتِغالِ بِما ضَمِنْتَ الْكِفايَةَ لَهُ (4)
فَقُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ الْاَصْدَقُ :(5)
وَ اَقْسَمْتَ وَ قَسَمُكَ الْاَبَرُّ الْاَوْفى وَ فِى السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدونَ» (6)
ثُمَّ قُلْتَ: «فَوَرَبّ السَّماءِ وَ الْاَرْضِ اِنَّهُ لَحَقّ مِثْلُ ما اَنّكُمْ تَنْطِقُونَ».(7)
ص: 175
وَ كانَ مِن دعائِه عليه السلام فِى الْمَعُونَةِ عَلى قَضآءِ الدَّيْنِ (1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (2)
وَهَبْ لِىَ الْعافِيَةَ مِنْ دَيْنٍ تُخْلِقُ بِهِ وَجْهى (3)
وَ يَحارُ فيهِ ذِهْنى (4)
وَ يَتَشَعَّبُ لَهُ فِكْرى (5)
وَيَطول بٍممارَسَتٍهٍ شغلي.(6)
وَ اَعوذبٍکَ يا رَبٍ مٍن هَم الدين. وَ فِكْرِهِ (7)
وَ شُغْلِ الدَّيْنِ وَ سَهَرِهِ (8)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (9)
وَ اَعِذْنى مِنْهُ (10)
ص: 176
وَ اَسْتَجيرُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ ذِلَّتِهِ فِى الْحَيوةِ (1)
وِ مِنْ تَبِعَتِهِ بَعْدَ الْوَفاةِ (2)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (3)
وَ اَجِرْنى مِنْهُ بِوُسْعٍ فاضِلٍ (4)
اَوْكَفافٍ واصِلٍ.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (6)
وَ احْجُبْنى عَنِ السَّرَفِ وَالْاِزْدِيادِ (7)
وَ قَوِّمْنى بِالْبَذْلِ وَ الْاِقْتِصادِ(8)
وَ عَلِّمْنى حُسْنَ التَّقْديرِ (9)
وَ اقْبِضْنى بِلُطْفِكَ عَنِ التَّبْذيرِ(10)
ص: 177
وَ اَجْرِ مِنْ اَسْبابِ الْحَلالِ اَرْزاقى (1)
وَ وَجِّهْ فى َبْوابِ الْبِرِّ اِنْفاقى (2)
وَازْوِ عَنّى مِنَ الْمالِ ما يُحْدِثُ لى مَخيلَةً (3)
اَوْ تَاَدِّياً اِلى بَغْىٍ (4)
اَوْ ما اَتَعَقَّبُ مِنْهُ طُغْياناً.(5)
اَللَّهُمَّ حَبِّبْ اِلَىَّ صُحْبَةَ الْفُقَرآءِ(6)
وَ اَعِنّى عَلى صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ الصَّبْرِ (7)
ص: 178
وَ مازَوَيْتَ عَنّى مِنْ مَتاعِ الدُّنْيَاالْفانِيَةِ فَاذْخَرْهُ لى فى خَزآئِنِكَ الْباقِيَةِ(1)
وَ اجْعَلْ ما خَوَّلْتَنى مِنْ حُطامِها (2)
وَ عَجَّلْتَ لى مِنْ مَتاعِها بُلْغَةً اِلى جِوارِكَ وَ وُصْلَةً اِلى قُرْبِكَ(3)
وَ ذَريعَةً اِلى جَنَّتِكَ اِنَّكَ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ (4)
وَ اَنْتَ الْجَوادُ الْكَريمُ.(5)
ص: 179
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام فى ذِكْرِ التَّوْبَةِ وَ طَلَبِها(1)
اَللَّهُمَّ يا مَنْ لايَصِفُهُ نَعْتُ الْواصِفينَ (2)
وَ يا مَنْ لا يُجاوِزُهُ رَجآءُالرّاجينَ (3)
وَيا مَنْ لا يَضيعُ لَدَيْهِ اَجْرُالْمُحْسِنينَ (4)
وَ يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى خَوْفِ الْعابِدينَ (5)
وَ يا مَنْ هُوَ غايَةُ خَشْيَةِ الْمُتَّقينَ (6)
هذا مَقامُ مَنْ تَداوَلَتْهُ اَيْدِى الذُّنُوبِ (7)
وَقادَتْهُ اَزِمَّةُ الْخطايا (8)
وَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ (9)
فَقَصَّرَ عَمّا اَمَرْتَ بِهِ تَفْريطاً (10)
ص: 180
وَ تَعاطى ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْريراً (1)
كَالْجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ (2)
اَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ اِحْسانِكَ اِلَيْهِ (3)
حَتّى اِذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُالْهُدى (4)
وَ تَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحآئِبُ الْعَمى (5)
اَحْصى ماظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ (6)
وَ فَكَّرَ فيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ (7)
فَرَاى كَبيرَ عِصْيانِهِ كَبيراً (8)
وَ جَليلَ مُخالَفَتِهِ جَليلاً (9)
فَاَقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ مُسْتَحْيِياً مِنْكَ(10)
ص: 181
وَ وَجَّهَ رَغْبَتَهُ اِلَيْكَ ثِقَةً بِكَ (1)
فَاَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقيناً (2)
وَ قَصَدَكَ بِخَوْفِهِ اِخْلاصاً (3)
قَدْ خَلا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوعٍ فيهِ غَيْرِكَ (4)
وَ اَفْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ (5)
فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً (6)
وَغَمَّضَ بَصَرَهُ اِلَى الْاَرْضِ مُتَخَشِّعاً (7)
وَ طَأْطَأَ رَاْسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً (8)
وَ اَبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ ما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خُضُوعاً (9)
وَ عَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ ما اَنْتَ اَحْصى لَها خُشُوعاً (10)
وَ اسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظيمِ ما وَقَعَ بِهِ فى عِلْمِكَ (11)
وَ قَبيحِ ما فَضَحَهُ فى حُكْمِكَ:(12)
مِنْ ذُنُوبٍ اَدْبَرَتْ لَذّاتُها فَذَهَبَتْ (13)
وَ اَقامَتْ تَبِعاتُها فَلَزِمَتْ (14)
لايُنْكِرُ - يااِلهى - عَدْلَكَ اِنْ عاقَبْتَهُ (15)
وَ لايَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ اِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَ رَحِمْتَهُ (16)
لِأَنَّكَ الرَّبُّ الْكَريمُ الَّذى لايَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ الْعَظيمِ.(17)
ص: 182
اَللَّهُمَّ فَهااَنَاذا قَدْجِئْتُكَ مُطيعاً لِأَمْرِكَ فيما اَمَرْتَ بِهِ مِنْ الدُّعآءِ (1)
مُتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فيما وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الْاِجابَةِ (2)
اِذْ تَقُولُ: «اُدْعُونى اَسْتَجِبْ لَكُمْ».(3)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الٍهٍ,(4)
وَ القَني بٍمَعرَتٍکَ کَما لَقيتکَ باٍقراري, (5)
وَ ارفَعني عَن مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسى (6)
وَاسْتُرْنى بِسِتْرِكَ كَما تَاَنَّيْتَنى عَنِ الْاِنْتِقامِ مِنّى.(7)
اَللَّهُمَّ وَ ثَبِّتْ فى طاعَتِكَ نِيَّتى (8)
وَ اَحْكِمْ فى عِبادَتِكَ بَصيرَتى (9)
وَ وَفِّقْنى مِنَ الْاَعْمالِ لِما تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الْخَطايا عَنّى (10)
وَ تَوَفَّنى عَلى مِلَّتِكَ وَ مِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ -عَلَيهِ السَّلامُ- اِذا تَوَفَّيْتَنى. (11)
اَللَّهُمَّ اِنّى اَتُوبُ اِلَيْكَ فى مَقامى هذا مِنْ كَبآئِرِ ذُنُوبى وَ صَغآئِرِها (12)
وَ بَواطِنِ سَيِّئاتى وَ ظَواهِرِها (13)
ص: 183
وَ سَوالِفِ زَلاّتى وَ حَوادِثِها (1)
تَوْبَةَ مَنْ لايُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ (2)
وَ لايُضْمِرُ اَنْ يَعُودَ - فى خَطيئَةٍ (3)
وَ قَدْ قُلْتَ يا اِلهى فى مُحْكَمِ كِتابِكَ اَنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ (4)
وَ تَعْفُو عَنِ السَّيِّئاتِ (5)
وَ تُحِبُّ التَّوَّابينَ (6)
فَاقْبَلْ تَوْبَتى كَما وَعَدْتَ (7)
وَاعْفُ عَنْ سَيِّئاتى كَما ضَمِنْتَ (8)
وَ اَوْجِبْ لى مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطْتَ (9)
وَلَكَ - يا رَبِّ - شَرْطى اَلاَّ اَعُودَ فى مَكْرُوهِكَ (10)
وَ ضَمانى اَنْ لا اَرْجِعَ فى مَذْمُومِكَ (11)
وَ عَهْدى اَنْ اَهْجُرَ جَميعَ مَعاصيكَ(12)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَعْلَمُ بِما عَمِلْتُ (13)
فَاغْفِرْ لى ما عَلِمْتَ .(14)
ص: 184
وَ اصْرِفْنى بِقُدْرَتِكَ اِلى ما اَحْبَبْتَ اَللَّهُمَّ وَ عَلَىَّ تَبِعاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ (1)
وَ تَبِعاتٌ قَدْ نَسِيتُهُنَّ (2)
وَ كُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتى لاتَنامُ (3)
وَ عِلْمِكَ الَّذى لايَنْسى (4)
فَعَوِّضْ مِنْها اَهْلَها (5)
وَ احْطُطْ عَنّى وِزْرَها (6)
وَ خَفِّفْ عَنّى ثِقْلَها (7)
وَ اعْصِمْنى مِنْ اَنْ اُقارِفَ مِثْلَها (8)
اَللَّهُمَّ وَ اِنَّهُ لا وَفآءَ لى بِالتَّوْبَةِ اِلاّ بِعِصْمَتِكَ (9)
وَ لاَاسْتِمْساكَ بى عَنِ الْخَطايا اِلاَّ عَنْ قُوَّتِكَ (10)
فَقَوِّنى بِقُوَّةٍ كافِيَةٍ (11)
وَ تَوَلَّنى بِعِصْمَةٍ مانِعَةٍ.(12)
اَللَّهُمَّ اَيُّما عَبْدٍ تابَ اِلَيْكَ وَ هُوَ فى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ(13)
وَ عآئِدٌ فى ذَنْبِهِ وَ خَطيئَتِهِ (14)
فَاِنّى اَعُوذُ بِكَ اَنْ اَكُونَ كَذلِكَ (15)
ص: 185
فَاجْعَلْ تَوْبَتى هذِهِ تَوْبَةً لا اَحْتاجُ بَعْدَها اِلى تَوْبَةٍ (1)
تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِ ما سَلَفَ (2)
وَالسَّلامَةِ فيما بَقِىَ.(3)
اَللَّهُمَّ اِنّى اَعْتَذِرُ اِلَيْكَ مِنْ جَهْلى (4)
وَ اَسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلى (5)
فَاضْمُمْنى اِلى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً (6)
وَ اسْتُرْنى بِسِتْر عافِيَتِكَ تَفَضُّلاً. (7)
اَللَّهُمَّ وَ اِنّى اَتُوبُ اِلَيْكَ مِنْ كُلِّ ما خالَفَ اِرادَتَكَ (8)
اَوْ زالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ (9)
مِنْ خَطَراتِ قَلْبى (10)
وَلَحَظاتِ عَيْنى (11)
وَ حِكاياتِ لِسانى (12)
تَوْبَةً تَسْلَمُ بِها كُلُّ جارِحَةٍ عَلى حِيالِها مِنْ تَبِعاتِكَ (13)
وَ تَاْمَنُ مِمّا يَخافُ الْمُعْتَدُونَ مِنْ اَليمِ سَطَواتِكَ.(14)
اَللَّهُمَّ فَارْحَمْ وَحْدَتى بَيْنَ يَدَيْكَ (15)
وَ وَجيبَ قَلْبى مِنْ خَشْيَتِكَ (16)
وَ اضْطِرابَ اَرْكانى مِنْ هَيْبَتِكَ (17)
فَقَدْ اَقامَتْنى -يارَبِّ- ذُنُوبى مَقامَ الْخِزْىِ بِفِنآئِكَ (18)
فَاِنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنّى اَحَدٌ (19)
ص: 186
وَ اِنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِاَهْلِ الشَّفاعَةِ(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ - عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (2)
وَ شَفِّعْ فى خَطاياىَ كَرَمَكَ (3)
وَعُدْ عَلى سَيِّئاتى بِعَفْوِكَ (4)
وَ لاتَجْزِنى جَزآئى مِنْ عُقُوبَتِكَ (5)
وَابْسُطْ عَلَىَّ طَوْلَكَ (6)
وَ جَلِّلْنى بِسِتْرِكَ (7)
وَافْعَلْ بى فِعْلَ عَزيزٍ تَضَرَّعَ اِلَيْهِ عَبْدٌ ذَليلٌ فَرَحِمَهُ (8)
اَوْ غَنِىٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقيرٌ فَنَعَشَهُ.(9)
اَللَّهُمَّ لا خَفيرَ لى مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنى عِزُّكَ (10)
وَ لا شَفِيعَ لى اِلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لى فَضْلُكَ (11)
وَ قَدْ اَوْجَلَتْنى خَطاياىَ فَلْيُؤْمِنّى عَفْوُكَ (12)
فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْلٍ مِنّى بِسُوءِ اَثَرى (13)
وَ لا نِسْيانٍ لِما سَبَقَ مِنْ ذَميمِ فِعْلى (14)
لكِنْ لِتَسْمَعَ سَمآؤُكَ وَ مَنْ فيها (15)
ص: 187
وَ اَرْضُكَ وَ مَنْ عَلَيْها ما اَظهَرت لَکَ مٍنَ الندَمٍ,(1)
وَ لَجَات اٍلَيکَ فيهٍ مٍنَ التوبه , (2)
فَلَعَل بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنى لِسُوءِ مَوْقِفى (3)
اَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَىَّ - لِسُوءِ حالى (4)
فَيَنالَنى مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِىَ اَسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعآئى (5)
اَوْشَفاعَةٍ اَوْ كَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتى (6)
تَكُونُ بِها نَجاتى مِنْ غَضَبِكَ (7)
وَ فَوْزَتى بِرِضاكَ (8)
اَللَّهُمَّ اِنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً اِلَيْكَ فَاَنَا اَنْدَمُ النّادِمينَ (9)
وَ اِنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ اِنابَةً فَاَنَا اَوَّلُ الْمُنيبينَ (10)
وَ اِنْ يَكُنِ الْاِسْتِغْفارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَاِنّى لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ (11)
ص: 188
اَللَّهُمَّ فَكَما اَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَ ضَمِنْتَ الْقَبُولَ (1)
وَ حَثَثْتَ عَلَى الدُّعآءِ وَ وَعَدْتَ الْاِجابَةَ (2)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (3)
وَاقْبَلْ تَوْبَتى (4)
وَلاتَرْجِعْنى مَرْجِعَ الْخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ (5)
اِنَّكَ اَنْتَ التَّوّابُ عَلَى الْمُذْنِبينَ (6)
وَ الرَّحيمُ لِلْخاطِئينَ الْمُنيبينَ (7)
اَللَّهُمَّ صَلِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِهِ كَماهَدَيْتَنا بِهِ (8)
وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنا بِهِ (9)
وَ صَلِ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ صَلوةً تَشْفَعُ لَنا يَوْمَ الْقِيمَةِ وَ يَوْمَ الْفاقَةِ اِلَيْكَ (10)
اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ (11)
وَ هُوَ عَلَيْكَ يَسيرٌ.(12)
ص: 189
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام بَعدَالفَراغِ مِنْ صَلوةِاللَّيْلِ لِنَفْسِهِ فِى الْاِعْترافِ بِالذَّنْبِ (1)
اَللَّهُمَّ يا ذَاالْمُلْكِ الْمُتَاَبِّدِ بِالْخُلُودِ (2)
وَ السُّلْطانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جنود و لااعوان,(3)
و القز الباقي علي مر الدهور و خوالي الْاَعْوامِ وَ مَواضِى الْاَزْمانِ وَالْاَيّامِ(4)
عَزَّ سُلْطانُكَ عِزّاً لا حَدَّ لَهُ بِاَوَّلِيَّةٍ(5)
وَ لا مُنْتَهى لَهُ بِاخِرِيَّةٍ (6)
وَاسْتَعْلى مُلْكُكَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الْاَشْيآءُ دُونَ بُلُوغِ اَمَدِهِ (7)
وَلايَبْلُغُ اَدْنى مَااسْتَاْثَرْتَ بِهِ مِنْ ذلِكَ اَقْصى نَعْتِ النَّاعِتينَ (8)
ص: 190
ضَلَّتْ فيكَ الصِّفاتُ (1)
وَ تَفَسَّخَتْ دُونَكَ النُّعُوتُ (2)
وَ حارَتْ فى كِبْرِيآئِكَ لَطآئِفُ الْاَوْهامِ (3)
كَذلِكَ اَنْتَ اللَّهُ الْاَوَّلُ فى اَوَّلِيَّتِكَ (4)
وَ عَلى ذلِكَ اَنْتَ دآئِمٌ لاتَزُولُ (5)
وَ اَنَا الْعَبْدُ الضَّعيفُ عَمَلاً (6)
الْجَسيمُ اَمَلاً(7)
خَرَجَتْ مِنْ يَدى اَسْبابُ الْوُصُلاتِ اِلاّ ما وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ(8)
وَ تَقَطَّعَتْ عَنّى عِصَمُ الْامالِ اِلاّ ما اَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ (9)
قَلَّ عِنْدى ما اَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طاعَتِكَ (10)
وَ كَثُرَ عَلَىَّ مااَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ (11)
وَلَنْ يَضيقَ عَلَيْكَ عَفْوٌ عَنْ عَبْدِكَ وَ اِنْ اَسآءَ (12)
فَاعْفُ عَنّى. (13)
ص: 191
اَللَّهُمَّ وَ قَدْ اَشْرَفَ عَلى خَفايَا الْاَعْمالِ عِلْمُكَ (1)
وَ انْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُورٍ دُونَ خُبْرِكَ (2)
وَ.لاتَنْطَوى عَنْكَ دَقآئِقُ الْاُمُورِ (3)
وَ لاتَعْزُبُ عَنْكَ غَيِّباتُ السَّرآئِرِ (4)
وَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَىَّ عَدُوُّكَ الَّذِى اسْتَنْظَرَكَ لِغَوايَتى فَاَنْظَرْتَهُ (5)
وَ اسْتَمْهَلَكَ اِلى يَوْمِ الدّينِ لِاِضْلالى فَاَمْهَلْتَهُ (6)
فَاَوْقَعَنى وَقَدْ هَرَبْتُ اِلَيْكَ مِنْ صَغآئِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ (7)
وَكَبآئِرِ اَعْمالٍ مُرْدِيَةٍ (8)
حَتّى اِذا قارَفْتُ مَعْصِيَتَكَ (9)
وَ اسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيى سَخَطَتَكَ (10)
فَتَلَ عَنّى عِذارَ غَدْرِهِ (11)
وَ تَلَقّانى بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ (12)
ص: 192
وَ تَوَلَّى الْبَرآئَةَ مِنّى (1)
وَ اَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنّى (2)
فَاَصْحَرَنى لِغَضَبِكَ فَريداً (3)
وَ اَخْرَجَنى اِلى فِنآءِ نَقِمَتِكَ طَريداً (4)
لاشَفيعٌ يَشْفَعُ لى اِلَيْكَ (5)
وَ لا خَفيرٌ يُؤْمِنُنى عَلَيْكَ (6)
وَ لا حِصْنٌ يَحْجُبُنى عَنْكَ (7)
وَ لا مَلاذٌ اَلْجَاُ اِلَيْهِ مِنْكَ. (8)
فَهذا مَقامُ الْعآئِذِ بِكَ (9)
وَ مَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ (10)
فَلايَضيقَنَّ عَنّى فَضلکَ,(11)
وَلايَقصرَن دوني عَفوکَ, (12)
وَلااکن اَخيَبَ عٍبادٍکَ التّآئِبينَ (13)
وَ لا اَقْنَطَ وُفُودِكَ الْامِلينَ (14)
وَ اغْفِرْ لى (15)
ص: 193
اِنَّكَ خَيْرُ الْغافِرينَ.(1)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَمَرْتَنى فَتَرَكْتُ (2)
وَ نَهَيْتَنى فَرَكِبْتُ (3)
وَ سَوَّلَ لِىَ الْخَطآءَ خاطِرُ السُّوءِ فَفَرَّطْتُ (4)
ولااَسْتَشْهِدُ عَلى صِيامى نَهاراً (5)
وَ لا اَسْتَجيرُ بِتَهَجُّدى لَيْلاً (6)
وَ لاتُثْنى عَلَىَّ بِاِحْيآئِها سُنَّةٌ (7)
حاشى فُرُوضِكَ الَّتى مَنْ ضَيَّعَها هَلَكَ (8)
وَ لَسْتُ اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفَضْلِ نافِلَةٍ مَعَ كَثيرِ ما اَغْفَلْتُ مِنْ وَظآئِفِ فُرُوضِكَ(9)
وَ تَعَدَّيْتُ عَنْ مَقاماتِ حُدُودِكَ اِلى حُرُماتٍ انْتَهَكْتُها (10)
وَ كَبآئِرِ ذُنُوبٍ اجْتَرَحْتُها (11)
ص: 194
كانَتْ عافِيَتُكَ لى مِنْ فَضآئِحِها سِتْراً. (1)
وَ هذا مَقامُ مَنِ اسْتَحْيى لِنَفْسِهِ مِنْكَ (2)
وَ سَخِطَ عَلَيْها وَ رَضِىَ عَنْكَ (3)
فَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خاشِعَةٍ (4)
وَ رَقَبَةٍ خاضِعَةٍ (5)
وَ ظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الْخَطايا (6)
واقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ اِلَيْكَ وَ الرَّهْبَةِ مِنْكَ (7)
وَ اَنْتَ اَوْلى مَنْ رَجاهُ (8)
وَاَحَقُّ مَنْ خَشِيَهُ وَاتَّقاهُ.(9)
فَاَعْطِنى يارَبِّ مارَجَوْتُ وَامِنّى.(10)
ما حَذِرْتُ وَعُدْ عَلَىَّ بِعآئِدَةِ رَحْمَتِكَ (11)
اِنَّكَ اَكْرَمُ الْمَسْئُولينَ.(12)
ص: 195
اَللَّهُمَّ وَ اِذْ سَتَرْتَنى بِعَفْوِكَ (1)
وَ تَغَمَّدْتَنى بِفَضْلِكَ فى دارِ الْفَنآءِ بِحَضْرَةِ الْاَكْفآءِ (2)
فَاَجِرْنى مِنْ فَضيحاتِ دارِ الْبَقآءِ عِنْدَ مَواقِفِ الْاَشْهادِ مِنَ الْمَلآئِكَةِ الْمُقَرَّبينَ (3)
وَ الرُّسُلِ الْمُكَرَّمينَ (4)
وَالشُّهَدآءِ وَ الصّالِحينَ (5)
مِنْ جارٍ كُنْتُ اُكاتِمُهُ سَيِّئاتى (6)
وَ مِنْ ذى رَحِمٍ كُنْتُ اَحْتَشِمُ مِنْهُ فى سَريراتى (7)
لَمْ اَثِقْ بِهِمْ رَبِّ فِى السَّتْرِ عَلَىَّ (8)
وَ وَثِقْتُ بِكَ رَبِّ فِى الْمَغْفِرَةِ لى (9)
وَ اَنْتَ اَوْلى مَنْ وُثِقَ بِهِ (10)
وَ اَعْطى مَنْ رُغِبَ اِلَيْهِ (11)
وَ اَرْاَفُ مَنِ اسْتُرْحِمَ فَارْحَمْنى (12)
ص: 196
اَللَّهُمَّ وَ اَنْتَ حَدَرْتَنى مآءً مَهيناً مِنْ صُلْبٍ مُتَضآئِقِ الْعِظامِ (1)
حَرِجِ الْمَسالِكَ (2)
اِلى رَحِمٍ ضَيِّقَةٍ سَتَرْتَها بِالْحُجُبِ (3)
تُصَرِّفُنى حالاً عَنْ حالٍ (4)
حَتَّى انْتَهَيْتَ بى اِلى تَمامِ الصُّورَةِ (5)
وَ اَثْبَتَ فِىَّ الْجَوارِحَ (6)
كَما نَعَتَّ فى كِتابِكَ (7)
: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً(8)
ثُمَّ عَظْماً ثُمَّ كَسَوْتَ الْعِظامَ لَحْماً (9)
ثُمَّ اَنْشَاْتَنى خَلْقاً اخَرَكَما شِئْتَ (10)
حَتّى اِذَا احْتَجْتُ اِلى رِزْقِكَ (11)
وَ لَمْ اَسْتَغْنِ عَنْ غِياثِ فَضْلِكَ (12)
جَعَلْتَ لى قُوتاً مِنْ فَضْلِ طَعامٍ وَ شَرابٍ اَجْرَيْتَهُ لِأَمَتِكَ الَّتى اَسْكَنْتَنى جَوْفَها (13)
وَ اَوْدَعْتَنى قَرارَ رَحِمِها. (14)
وَلَوْ تَكِلُنى - يا رَبِّ- فى تِلْكَ الْحالاتِ اِلى حَوْلى (15)
اَوْ تَضْطَرُّنى اِلى قُوَّتى (16)
ص: 197
لَكانَ الْحَوْلُ عَنّى مُعْتَزِلاً (1)
وَ لَكانَتِ الْقُوَّةُ مِنّى بَعيدَةً (2)
فَغَذَوْتَنى بِفَضْلِكَ غِذآءَ الْبَرِّ اللَّطيفِ (3)
تَفْعَلُ ذلِكَ بى تَطَوُّلاً عَلَىَّ اِلى غايَتى هذِهِ (4)
لا اَعْدَمُ بِرَّكَ (5)
وَ لا يُبْطِى ءُ - بى حُسْنُ صَنيعِكَ (6)
وَ لاتَتَاَكَّدُ مَعَ ذلِكَ ثِقَتى (7)
فَاَتَفَرَّغَ لِما هُوَ اَحْظى لى عِنْدَكَ (8)
قَدْ مَلَكَ الشَّيْطانُ عِنانى فى سُوءِ الظَّنِّ وَ ضَعْفِ الْيَقينِ (9)
فَاَنَا اَشْكُو سُوءَ مُجاوَرَتِهِ لى وَ طاعَةَ نَفْسى لَهُ (10)
وَ اَسْتَعْصِمُكَ مِنْ مَلَكَتِهِ (11)
وَ اَتَضَرَّعُ اِلَيْكَ فى صَرْفِ كَيْدِهِ عَنّى (12)
ص: 198
وَاَسْئَلُكَ فى اَنْ تُسَهِّلَ اِلى رِزْقى سَبيلاً.(1)
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ابْتِدآئِكَ بِالنِّعَمِ الْجِسامِ (2)
وَ اِلْهامِكَ الشُّكْرَ عَلَى الْاِحْسانِ وَ الْاِنْعامِ. (3)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
وَ سَهِّلْ عَلَىَّ رِزْقى (5)
وَ اَنْ تُقَنِّعَنى بِتَقْديرِكَ لى (6)
وَ اَنْ تُرْضِيَنى بِحِصَّتى فيما قَسَمْتَ لى (7)
وَ اَنْ تَجْعَلَ ما ذَهَبَ مِنْ جِسْمى وَ عُمْرى فى سَبيلِ طاعَتِكَ (8)
اِنَّكَ خَيْرُ الرّازِقينَ. اَللَّهُمَّ(9)
اِنّى اَعوُذُ بِكَ مِنْ نارٍ تَغَلَّظْتَ بِها عَلى مَنْ عَصاكَ (10)
وَ تَوَعَّدْتَ بِها مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضاكَ (11)
وَ مِنْ نارٍ نُورُها ظُلْمَةٌ (12)
ص: 199
وَ هَيِّنُها اَليمٌ (1)
وَ بَعيدُها قَريبٌ (2)
وَ مِنْ نارٍ يَاْكُلُ بَعْضَها بَعْضٌ (3)
وَ يَصُولُ بَعْضُها عَلى بَعْضٍ (4)
وَ مِنْ نارٍ تَذَرُ الْعِظامَ رَميماً (5)
وَ تَسْقى اَهْلَها حَميماً (6)
وَمِنْ نارٍ لاتُبْقى عَلى مَنْ تَضَرَّعَ اِلَيْها (7)
وَ لا تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَها (8)
وَ لاتَقْدِرُ عَلَى التَّخْفيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَها وَ اسْتَسْلَمَ اِلَيْها (9)
تَلْقى سُكَّانَها بِاَحَرِّ ما لَدَيْها مِنْ اَليمِ النَّكالِ وَ شَديدِالْوَبالِ. (10)
ص: 200
وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ عَقارِبِهَا الْفاغِرَةِ اَفْواهُها (1)
وَ حَيّاتِهَا الصّالِقَةِ بِاَنْيابِها (2)
وَ شَرابِهَا الَّذى يُقَطِّعُ اَمْعآءَ وَ اَفْئِدَةَ سُكّانِها (3)
وَ يَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ (4)
وَ اَسْتَهْديكَ لِما باعَدَ مِنْها وَ اَخَّرَ عَنْها.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ .(6)
وَ اَجِرْنى مِنْها بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ (7)
وَ اَقِلْنى عَثَراتى بِحُسْنِ اِقالَتِكَ (8)
وَ لا تَخْذُلْنى يا خَيْرَ الْمُجيرينَ (9)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ تَقِى الْكَرِيهَةَ (10)
ص: 201
وَ تُعْطِى الْحَسَنَةَ (1)
وَ تَفْعَلُ ما تُريدُ (2)
وَ اَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ(3)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ اِذا ذُكِرَ الْاَبْرارُ (4)
وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ (5)
صَلوةً لايَنْقَطِعُ مَدَدُها (6)
وَ لايُحْصى عَدَدُها (7)
صَلوةً تَشْحَنُ الْهَوآءَ (8)
وَ تَمْلَأُ الْاَرْضَ وَ السَّمآءَ (9)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَتّى يَرْضى (10)
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ بَعْدَ الرِّضا (11)
صَلوةً لا حَدَّ لَها وَ لامُنْتَهى (12)
يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.(13)
ص: 202
وَ كان مِن دعائِه عليه السَّلام فِى الْاِسْتِخارَةِ(1)
اَللَّهُمَّ اِنّى اَسْتَخيرُكَ بِعِلْمِكَ (2)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (3)
وَاقْضِ لى بِالْخِيَرَةِ (4)
وَاَلْهِمْنا مَعْرِفَةَالْاِخْتِيارِ (5)
وَاجْعَلْ ذلِكَ ذَرِيعَةً اِلَى الرِّضا بِما قَضَيْتَ لَنا (6)
وَالتَّسْليمِ لِما حَكَمْتَ (7)
فَاَزِحْ عَنَّا رَيْبَ الْاِرْتِيابِ (8)
وَ اَيِّدْنا بِيَقينِ الْمُخْلِصينَ (9)
ص: 203
وَ لاتَسُمْنا عَجْزَ الْمَعْرِفَةِ عَمّا تَخَيَّرْتَ فَنَغْمِطَ قَدْرَكَ (1)
وَ نَكْرَهَ مَوْضِعَ رِضاكَ (2)
وَ نَجْنَحَ اِلَى الَّتى هِىَ اَبْعَدُ مِنْ حُسْنِ الْعاقِبَةِ (3)
وَ اَقْرَبُ اِلى ضِدِّ الْعافِيَةِ.(4)
حَبِّبْ اِلَيْنا ما نَكْرَهُ مِنْ قَضآئِكَ (5)
وَ سَهِّلْ عَلَيْنا ما نَسْتَصْعِبُ مِنْ حُكْمِكَ (6)
وَ اَلْهِمْنَا الْاِنْقِيادَ لِما اَوْرَدْتَ عَلَيْنا مِنْ مَشِيَّتِكَ (7)
حَتّى لانُحِبَّ تَاْخِيرَ ما عَجَّلْتَ (8)
وَ لاتَعْجيلَ ما اَخَّرْتَ (9)
وَ لا نَكْرَهَ ما اَحْبَبْتَ (10)
وَ لانَتَخَيَّرَ ما كَرِهْتَ. (11)
وَ اخْتِمْ لَنا بِالَّتى هِىَ اَحْمَدُ عاقِبَةً (12)
وَ اَكْرَمُ مَصيراً (13)
اِنَّكَ تُفيدُ الْكَريمَةَ (14)
وَ تُعْطِى الْجَسيمَةَ (15)
وَ تَفْعَلُ ما تُريدُ (16)
وَ اَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.(17)
ص: 204
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام اِذَا ابْتُلِىَ اَوْ رَاى مُبْتَلًى بِفَضيحَةٍ بِذَنْبٍ (1)
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى سِتْرِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ (2)
وَ مُعافاتِكَ بَعْدَ خُبْرِكَ (3)
فَكُلُّنا قَدِ اقْتَرَفَ الْعائِبَةَ فَلَمْ تَشْهَرْهُ (4)
وَ ارْتَكَبَ الْفاحِشَةَ فَلَمْ تَفْضَحْهُ (5)
وَ تَسَتَّرَ بِالْمَساوى فَلَمْ تَدْلُلْ عَلَيْهِ كَمْ نَهْىٍ لَكَ قَدْ اَتَيْناهُ.(6)
وَ اَمْرٍ قَدْ وَقَفْتَنا عَلَيْهِ فَتَعَدَّيْناهُ (7)
وَ سَيِّئَةٍ اكْتَسَبْناها (8)
وَ خَطيئَةٍ ارْتَكَبْناها (9)
كُنْتَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْها دُونَ النّاظِرينَ (10)
وَالْقادِرَ عَلى اِعْلانِها فَوْقَ الْقادِرينَ (11)
كانَتْ عافِيَتُكَ لَنا حِجاباً دُونَ اَبْصارِهِمْ (12)
وَ رَدْماً دُونَ اَسْماعِهِمْ فَاجْعَلْ ما سَتَرْتَ مِنَ الْعَوْرَةِ .(13)
وَ اَخْفَيْتَ مِنَ الدَّخيلَةِ (14)
واعِظاً لَنا (15)
ص: 205
وَ زاجِراً عَنْ سُوءِ الْخُلْقِ (1)
وَ اقْتِرافِ الْخَطيئَةِ (2)
وَ سَعْياً اِلَى التَّوْبَةِ الْماحِيَةِ (3)
وَالطَّريقِ الْمَحْمُودَةِ (4)
وَ قَرِّبِ الْوَقْتَ فيهِ (5)
وَ لاتَسُمْنا الْغَفْلَةَ عَنْكَ اِنَّا اِلَيْكَ راغِبُونَ (6)
وَ مِنَ الذُّنُوبِ تآئِبُونَ.(7)
وَ صَلِّ عَلى خِيَرَتِكَ اللَّهُمَّ مِنْ(8)
خَلْقِكَ: - مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ الصِّفْوَةِ مِنْ بَرِيَّتِكَ الطّاهِرينَ (9)
وَ اجْعَلْنا لَهُمْ سامِعينَ وَ مُطيعينَ كَما اَمَرْتَ.(10)
ص: 206
و كان مِن دعائِه عليه السلام فِى الرِّضا اِذا نَظَر اِلى اَصحابِ الدُّنيا(1)
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رِضًى بِحُكْمِ اللَّهِ (2)
شَهِدْتُ اَنَّ اللَّهَ قَسَمَ مَعايِشَ(3)
عِبادِهِ بِالْعَدْلِ (4)
وَ اَخَذَ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ بِالْفَضْلِ. (5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (6)
وَ لاتَفْتِنّى بِما اَعْطَيْتَهُمْ (7)
وَ لاتَفْتِنْهُمْ بِما مَنَعْتَنى فَاَحْسُدَ خَلْقَكَ (8)
وَ اَغْمِطَ حُكْمَكَ (9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (10)
وَ طَيِّبْ بِقَضائِكَ نَفْسى (11)
وَ وَسِّعْ بِمَواقِعِ حُكْمِكَ صَدْرى (12)
وَ هَبْ لِىَ الثِّقَةَ لِاُقِرَّ (13)
مَعَها بِاَنَّ قَضآءَكَ لَمْ يَجْرِ اِلاّ بِالْخِيَرَةِ(14)
وَ اجْعَلْ شُكْرى لَكَ عَلى مازَوَيْتَ عَنّى اَوْفَرَ -(15)
مِنْ شُكْرى اِيّاكَ عَلى ما خَوَّلْتَنى (16)
ص: 207
وَ اعْصِمْنى مِنْ اَنْ اَظُنَّ بِذى عَدَمٍ خَساسَةً (1)
اَوْ اَظُنَّ بِصاحِبِ ثَرْوَةٍ فَضْلاً (2)
فَاِنَّ الشَّريفَ مَنْ شَرَّفَتْهُ طاعَتُكَ (3)
وَ الْعَزيزَ مَنْ اَعَزَّتْهُ عِبادَتُكَ.(4)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (5)
وَ مَتِّعْنا بِثَرْوَةٍ لا تَنْفَدُ (6)
وَ اَيِّدْنا بِعِزٍّ لايُفْقَدُ (7)
وَ اسْرَحْنا فى مُلْكِ الْاَبَدِ (8)
اِنَّكَ الْواحِدُ الْاَحَدُ الصَّمَدُ (9)
الَّذى لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ(10)
وَ لَمْ يَكُنْ لَكَ كُفْواً اَحَدٌ.(11)
ص: 208
و كان مِن دعائِه عليه السلام اِذا نَظَرَ اِلَى السَّحابِ وَ البرقِ وَ سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ(1)
اَللَّهُمَّ اِنَّ هذَيْنِ ايَتانِ مِنْ اياتِكَ (2)
وَ هذَيْنِ عَوْنانِ مِنْ اَعْوانِكَ (3)
يَبْتَدِرانِ طاعَتَكَ بِرَحْمَةٍ نافِعَةٍ اَوْ نَقِمَةٍ ضآرَّةٍ (4)
فَلا تُمْطِرْنا بِهِما مَطَرَ السَّوْءِ (5)
وَ لا تُلْبِسْنا بِهِما لِباسَ الْبَلآءِ.(6)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (7)
وَ اَنْزِلْ عَلَيْنا نَفْعَ هذِهِ السَّحآئِبِ وَ بَرَكَتَها (8)
وَ اصْرِفْ عَنّا اَذاها وَ مَضَرَّتَها (9)
وَ لاتُصِبْنا فيها بِافَةٍ (10)
وَلاتُرْسِلْ عَلى مَعايِشِنا عاهَةً (11)
اَللَّهُمَّ وَاِنْ كُنْتَ بَعَثْتَها نِقْمَةً (12)
وَ اَرْسَلْتَها سَخْطَةً (13)
فَاِنّا نَسْتَجيرُكَ مِنْ غَضَبِكَ (14)
وَ نَبْتَهِلُ اِلَيْكَ فى سُؤالِ عَفْوِكَ (15)
فَمِلْ بِالْغَضَبِ اِلَى الْمُشْرِكينَ (16)
ص: 209
وَ اَدِرْرَحى نَقِمَتِكَ عَلَى الْمُلْحِدينَ (1)
اَللَّهُمَّ اَذْهِبْ مَحْلَ بِلادِنا بِسُقْياكَ (2)
وَ اَخْرِجْ وَحَرَ صُدُورِنا بِرِزْقِكَ (3)
وَ لاتَشْغَلْنا عَنْكَ بِغَيْرِكَ (4)
وَ لاتَقْطَعْ عَنْ كآفَّتِنا مآدَّةَ بِرِّكَ (5)
فَاِنَّ الْغَنِىَّ مَنْ اَغْنَيْتَ (6)
وَ اِنَّ السّالِمَ مَنْ وَقَيْتَ (7)
ما عِنْدَ اَحَدٍ دُونَكَ دِفاعٌ (8)
وَ لا بِاَحَدٍ عَنْ سَطْوَتِكَ امْتِناعٌ (9)
تَحْكُمُ بِما شِئْتَ عَلى مَنْ شِئْتَ (10)
وَ تَقْضى بِما اَرَدْتَ فيمَنْ اَرَدْتَ.(11)
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما وَقَيْتَنا مِنَ الْبَلآءِ (12)
وَ لَكَ الشُّكْرُ عَلى ما خَوَّلْتَنا مِنْ النَّعْمآءِ (13)
حَمْداً يُخَلِّفُ حَمْدَ الْحامِدينَ وَرآئَهُ (14)
حَمْداً يَمْلَأُ اَرْضَهُ وَ سَمآئَهُ (15)
اِنَّكَ الْمَنَّانُ بِجَسيمِ الْمِنَنِ (16)
الْوَهّابُ لِعَظيمِ النِّعَمِ (17)
الْقابِلُ يَسيرَ الْحَمْدِ (18)
الشّاكِرُ قَليلَ الشُّكْرِ (19)
الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ (20)
ذُو الطَّوْلِ (21)
لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (22)
اِلَيْكَ الْمَصِيرُ.(23)
ص: 210
و كان مِن دعائِه عليه السلام اِذَا اعْتَرَفَ بِالتّقصيرِ عَنْ تَاْدِيَةِ الشُّكْرِ(1)
اَللَّهُمَّ اِنَّ اَحَداً لايَبْلُغُ مِنْ شُكْرِكَ غايَةً اِلاَّ حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ اِحْسانِكَ ما يُلْزِمُهُ شُكْراً(2)
وَ لايَبْلُغُ مَبْلَغاً مِنْ طاعَتِكَ وَ اِنِ اجْتَهَدَ اِلاّ كانَ مُقَصِّراً دُونَ اسْتِحْقاقِكَ بِفَضْلِكَ (3)
فَاَشْكَرُ عِبادِكَ عاجِزٌ عَنْ شُكْرِكَ (4)
وَ اَعْبَدُهُمْ مُقَصِّرٌ عَنْ طاعَتِكَ (5)
لايَجِبُ لِأَحَدٍ اَنْ تَغْفِرَ لَهُ بِاسْتِحْقاقِهِ (6)
وَ لا اَنْ تَرْضى عَنْهُ بِاسْتيجابِهِ (7)
فَمَنْ غَفَرْتَ لَهُ فَبِطَوْلِكَ (8)
وَ مَنْ رَضيتَ عَنْهُ فَبِفَضْلِكَ (9)
تَشْكُرُ يَسيرَ ما شَكَرْتَهُ (10)
وَ تُثيبُ عَلى قَليلِ ما تُطاعُ فيهِ (11)
حَتّى كَاَنَّ شُكْرَ عِبادِكَ الَّذى اَوْجَبْتَ عَلَيْهِ ثَوابَهُمْ وَ اَعْظَمْتَ عَنْهُ جَزآئَهُمْ اَمْرٌ مَلَكُوا اسْتِطاعَةَ الْاِمْتِناعِ مِنْهُ دُونَكَ فَكافَيْتَهُمْ(12)
ص: 211
اَوْ لَمْ يَكُنْ سَبَبُهُ بِيَدِكَ فَجازَيْتَهُمْ (1)
بَلْ مَلَكْتَ -يا اِلهى- اَمْرَهُمْ قَبْلَ اَنْ يَمْلِكُوا عِبادَتَكَ (2)
وَ اَعْدَدْتَ ثَوابَهُمْ قَبْلَ اَنْ يُفيضُوا فى طاعَتِكَ (3)
وَ ذلِكَ اَنَّ سُنَّتَكَ الْاِفْضالُ (4)
وَعادَتَكَ الْاِحْسانُ (5)
وَ سَبيلَكَ الْعَفْوُ. (6)
فَكُلُ الْبَرِيَّةِ مُعْتَرِفَةٌبِاَنَّكَ غَيْرُظالِمٍ لِمَنْ عاقَبْتَ (7)
وَشاهِدَةٌ بِاَنَّكَ مُتَفَضِّلٌ عَلى مَنْ عافَيْتَ (8)
وَ كُلٌّ مُقِرٌّ عَلى نَفْسِهِ بِالتَّقْصيرِ عَمَّا اسْتَوْجَبْتَ.(9)
فَلَوْلا اَنَّ الشَّيْطانَ يَخْتَدِعُهُمْ عَنْ طاعَتِكَ ما عَصاكَ عاصٍ (10)
وَ لَوْلا اَنَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الْباطِلَ فى مِثالِ الْحَقِّ ما ضَلَّ عَنْ طَريقِكَ ضآلٌّ(11)
فَسُبْحانَكَ ما اَبْيَنَ كَرَمَكَ فى مُعامَلَةِ مَنْ اَطاعَكَ اَوْ عَصاكَ:(12)
تَشْكُرُ لِلْمُطيعِ ما اَنْتَ تَوَلَّيْتَهُ لَهُ(13)
وَ تُمْلى لِلْعاصى فيما تَمْلِكُ مُعاجَلَتَهُ فيهِ (14)
اَعْطَيْتَ كُلاًّ مِنْهُما مالَمْ يَجِبْ لَهُ (15)
وَ تَفَضَّلْتَ عَلى كُلٍّ مِنْهُما بِما يَقْصُرُ عَمَلُهُ عَنْهُ (16)
وَلَوْ كافَأْتَ الْمُطيعَ عَلى ما اَنْتَ تَوَلَّيْتَهُ لَأوْشَكَ اَنْ يَفْقِدَ ثَوابَكَ (17)
ص: 212
وَ اَنْ تَزُولَ عَنْهُ نِعْمَتُكَ (1)
وَلكِنَّكَ بِكَرَمِكَ جازَيْتَهُ عَلَى الْمُدَّةِ الْقَصيرَةِ الْفانِيَةِ بِالْمُدَّةِ الطَّويلَةِ الْخالِدَةِ (2)
وَ عَلَى الْغايَةِ الْقَريبَةِ الزّآئِلَةِ بِالْغايَةِ الْمَديدَةِ الْباقِيَةِ (3)
ثُمَّ لَمْ تَسُمْهُ الْقِصاصَ فيما اَكَلَ مِنْ رِزْقِكَ الَّذى يَقْوى بِهِ عَلى طاعَتِكَ(4)
وَ لَمْ تَحْمِلْهُ عَلَى الْمُناقَشاتِ فِى الْالاتِ الَّتى تَسَبَّبَ بِاسْتِعْمالِها اِلى مَغْفِرَتِكَ (5)
وَلَوْفَعَلْتَ ذلِكَ بِهِ لَذَهَبَ بِجَميعِ ما كَدَحَ لَهُ وَ جُمْلَةِ ما سَعى فيهِ(6)
جَزآءً لِلصُّغْرى مِنْ اَياديكَ وَ مِنَنِكَ(7)
وَ لَبَقِىَ رَهيناً بَيْنَ يَدَيْكَ بِسآئِرِ نِعَمِكَ (8)
فَمَتى كانَ يَسْتَحِقُّ شَيْئاً مِنْ ثَوابِكَ؟ لا! مَتى؟! هذا يا اِلهى(9)
ص: 213
حالُ مَنْ اَطاعَكَ (1)
وَ سَبيلُ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ (2)
فَاَمَّا الْعاصى اَمْرَكَ وَ الْمُواقِعُ نَهْيَكَ فَلَمْ تُعاجِلْهُ بِنَقِمَتِكَ لِكَىْ يَسْتَبْدِلَ بِحالِهِ فى مَعْصِيَتِكَ حالَ الْاِنابَةِ اِلى طاعَتِكَ(3)
وَ لَقَدْ كانَ يَسْتَحِقُّ فى اَوَّلِ ما هَمَّ بِعِصْيانِكَ كُلَّ ما اَعْدَدْتَ لِجَميعِ خَلْقِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ(4)
فَجَميعُ ما اَخَّرْتَ عَنْهُ مِنَ الْعَذابِ (5)
وَ اَبْطَاْتَ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ سَطَواتِ النَّقِمَةِ وَ الْعِقابِ تَرْكٌ مِنْ حَقِّكَ (6)
وَ رِضىً بِدُونِ واجِبِكَ.(7)
فَمَنْ اَكْرَمُ -يا اِلهى- مِنْكَ (8)
وَ مَنْ اَشْقى مِمَّنْ هَلَكَ عَلَيْكَ؟ لا! مَنْ؟ (9)
فَتَبارَكْتَ اَنْ تُوصَفَ اِلاّ بِالْاِحسانِ (10)
وَ كَرُمْتَ اَنْ يُخافَ مِنْكَ اِلاَّ الْعَدْلُ (11)
لا يُخْشى جَوْرُكَ عَلى مَنْ عَصاكَ (12)
وَ لا يُخافُ اٍغفالکَ ثَوابَ مَن اَرضاکَ, (13)
فَصَل عَلي محمد و الٍهٍ وَهَب لى اَمَلى (14)
وَ زِدْنى مِنْ هُداكَ مااَصِلُ بِهِ اِلَى التَّوْفيقِ فى عَمَلى (15)
اِنَّكَ مَنَّانٌ كَريمٌ.(16)
ص: 214
و كان مِن دعائِه عليه السلام فِى الاعْتِذارِ مِنْ تَبِعاتِ الْعِبادِ وَ مِنَ التَّقْصيرِ - فى حُقوقِهِم وَ فى فَكاكِ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ(1)
اَللَّهُمَّ اِنّى اَعْتَذِرُ اِلَيْكَ(2)
مِنْ مَظْلُومٍ ظُلِمَ بِحَضْرَتى فَلَمْ اَنْصُرْهُ(3)
وَ مِنْ مَعْرُوفٍ اُسْدِىَ اِلَىَّ فَلَمْ اَشْكُرْهُ (4)
وَ مِنْ مُسى ءٍ اعْتَذَرَ اِلَىَّ فَلَمْ اَعْذِرْهُ (5)
وَ مَنْ ذى فاقَةٍ سَئَلَنى فَلَمْ اُوثِرْهُ (6)
وَ مِنْ حَقِّ ذى حَقٍّ لَزِمَنى لِمُؤْمِنٍ فَلَمْ اُوَفِّرْهُ (7)
وَ مِنْ عَيْبِ مُؤْمِنٍ ظَهَرَ لى فَلَمْ اَسْتُرْهُ (8)
ص: 215
وَ مِنْ كُلِّ اِثْمٍ عَرَضَ لى فَلَمْ اَهْجُرْهُ(1)
اَعْتَذِرُ اِلَيْكَ -يا اِلهى - مِنْهُنَّ وَ مِنْ نَظآئِرِهِنَ اِعْتِذارَ(2)
نَدامَةٍ يَكُونُ واعِظاً لِما بَيْنَ يَدَىَّ مِنْ اَشْباهِهِنَّ (3)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (4)
وَاجْعَلْ نَدامَتى عَلى ما وَقَعْتُ فيهِ مِنَ الزَّلاَّتِ (5)
وَ عَزْمى عَلى تَرْكِ مايَعْرِضُ لى مِنَ السَّيِّئاتِ تَوْبَةً تُوجِبُ لى مَحَبَّتَكَ (6)
يا مُحِبَّ التَّوَّابينَ.(7)
ص: 216
و كان مِن دعائِه عليه السلام فى طَلَبِ العَفْوِ وَ الرَّحْمةِ(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (2)
وَاكْسِرْ شَهْوَتى عَنْ كُلِّ مَحْرَمٍ (3)
وَ ازْوِ حِرْصى عَنْ كُلِّ مَاْثَمٍ (4)
وَ امْنَعْنى عَنْ اَذى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ.(5)
اَللَّهُمَّ وَ اَيُّما عَبْدٍ نالَ مِنّى ما. حَظَرْتَ عَلَيْهِ(6)
وَ انْتَهَكَ مِنّى ما حَجَزْتَ عَلَيْهِ (7)
فَمَضى بِظُلامَتى مَيِّتاً (8)
اَوْحَصَلَتْ لى قِبَلَهُ حَيّاً (9)
فَاغْفِرْ لَهُ مااَلَمَّ بِهِ مِنّى (10)
وَ اعْفُ لَهُ عَمّا اَدْبَرَ بِهِ عَنّى (11)
وَ لا تَقِفْهُ عَلى مَا ارْتَكَبَ فِىَّ (12)
وَ لاتَكْشِفْهُ عَمَّا اكْتَسَبَ بى (13)
وَ اجْعَلْ ما سَمَحْتُ بِهِ مِنَ الْعَفْوِ عَنْهُمْ (14)
وَ تَبَرَّعْتُ بِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ اَزْكى صَدَقاتِ الْمُتَصَدِّقينَ (15)
وَاَعْلى صِلاتِ الْمُتَقَرِّبينَ (16)
وَ عَوِّضْنى مِنْ عَفْوى عَنْهُمْ عَفْوَكَ (17)
وَ مِنْ دُعآئى لَهُمْ رَحْمَتَكَ (18)
حَتّى يَسْعَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنّا بِفَضْلِكَ (19)
وَ يَنْجُوَ كُلٌّ مِنّا بِمَنِّكَ (20)
اَللَّهُمَّ وَاَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبيدِكَ اَدْرَكَهُ مِنّى دَرَكٌ (21)
اَوْ مَسَّهُ مِنْ ناحِيَتى اَذًى (22)
ص: 217
اَوْ لَحِقَهُ بى اَوْ بِسَبَبى ظُلْمٌ (1)
فَفُتُّهُ بِحَقِّهِ (2)
اَوْ سَبَقْتُهُ بِمَظْلِمَتِهِ (3)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
وَ اَرْضِهِ عَنّى مِنْ وُجْدِكَ (5)
وَ اَوْفِهِ حَقَّهُ مِنْ عِنْدِكَ (6)
ثُمَّ قِنى ما يُوجِبُ لَهُ حُكْمُكَ (7)
وَ خَلِّصْنى مِمّا يَحْكُمُ بِهِ عَدْلُكَ (8)
فَاِنَّ قُوَّتى لاتَسْتَقِلُّ بِنَقِمَتِكَ (9)
وَ اِنَّ طاقَتى لاتَنْهَضُ بِسُخْطِكَ (10)
فَاِنَّكَ اِنْ تُكافِنى بِالْحَقِّ - تُهْلِكْنى (11)
وَ اِلاّتَغَمَّدْنى بِرَحْمَتِكَ تُوبِقْنى.(12)
اَللَّهُمَّ اِنّى اَسْتَوْهِبُكَ -يااِلهى- ما لايُنْقِصُكَ بَذْلُهُ (13)
وَ اَسْتَحْمِلُكَ ما لايَبْهَظُكَ حَمْلُهُ. -(14)
اَسْتَوْهِبُكَ - يا اِلهى نَفْسِىَ الَّتى لَمْ تَخْلُقْها لِتَمْتَنِعَ بِها مِنْ سُوءٍ (15)
ص: 218
اَوْ لِتَطَرَّقَ بِهااِلى نَفْعٍ (1)
وَلكِنْ اَنْشَاْتَها اِثْباتاً لِقُدْرَتِكَ عَلى مِثْلِها (2)
وَاحْتِجاجاً بِها عَلى شَكْلِها. (3)
وَ اَسْتَحْمِلُكَ مِنْ ذُنُوبى ما قَدْ بَهَظَنى حَمْلُهُ (4)
وَ اَسْتَعينُ بِكَ عَلى ما قَدْ فَدَحَنى ثِقْلُهُ (5)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (6)
وَهَبْ لِنَفْسى عَلى ظُلْمِها نَفْسى (7)
وَ وَكِّلْ رَحْمَتَكَ بِاحْتِمالِ اِصْرى (8)
فَكَمْ قَدْ لَحِقَتْ رَحْمَتُكَ بِالْمُسيئينَ (9)
وَكَمْ قَدْ شَمِلَ عَفْوُكَ الظّالِمينَ (10)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (11)
وَ اجْعَلْنى اُسْوَةَ مَنْ قَدْ اَنْهَضْتَهُ بِتَجاوُزِكَ عَنْ مَصارِعِ الْخاطِئينَ (12)
وَ خَلَّصْتَهُ بِتَوْفيقِكَ مِنْ وَرَطاتِ الْمُجْرِمينَ (13)
فَاَصْبَحَ طَليقَ عَفْوِكَ مِنْ اِسارِ سُخْطِكَ (14)
وَ عَتيقَ صُنْعِكَ مِنْ وَثاقِ عَدْلِكَ. (15)
اِنَّكَ اِنْ تَفْعَلْ ذلِكَ-يااِلهى- تَفْعَلْهُ بِمَنْ لايَجْحَدُ اسْتِحْقاقَ عُقُوبَتِكَ(16)
ص: 219
وَ لايُبَرِّئُ نَفْسَهُ مِنِ اسْتيجابِ نَقِمَتِكَ(1)
تَفْعَلُ ذلِكَ -يا اِلهى- بِمَنْ خَوْفُهُ مِنْكَ. (2)
اَكْثَرُ مِنَ طَمَعِهِ فيكَ (3)
وَ بِمَنْ يَاْسُهُ مِنَ النَّجاةِ اَوْكَدُ مِنْ رَجآئِهِ لِلْخَلاصِ (4)
لااَنْ يَكُونَ يَاْسُهُ قُنُوطاً (5)
اَوْ اَنْ يَكُونَ طَمَعُهُ اغْتِراراً (6)
بَلْ لِقِلَّةِ حَسَناتِهِ بَيْنَ سَيِّئاتِهِ (7)
وَ ضَعْفِ حُجَجِهِ فى جَميعِ تَبِعاتِهِ (8)
فَاَمّا اَنْتَ -يا اِلهى- فَاَهْلٌ اَنْ لايَغْتَرَّ بِكَ الصِّدّيقُونَ (9)
وَ لا يَيْاَسَ مِنْكَ الْمُجْرِمُونَ (10)
ص: 220
لاَِنَّكَ الرَّبُّ الْعَظيمُ الَّذى لايَمْنَعُ اَحَداً فَضْلَهُ (1)
وَ لايَسْتَقْصى مِنْ اَحَدٍ حَقَّهُ (2)
تَعالى ذِكْرُكَ عَنِ الْمَذْكُورينَ (3)
وَ تَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُكَ عَنِ الْمَنْسُوبينَ (4)
وَ فَشَتْ نِعْمَتُكَ فى جَميعِ الْمَخْلُوقينَ (5)
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.(6)
ص: 221
و كان مِن دعائِه عليه السلام اِذا - نُعِىَ اِلَيْه مَيِّتٌ اَوْ ذَكَرَ الْمَوْتَ:(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ وَ الِهِ (2)
وَاكْفِنا طُولَ الْاَمَلِ (3)
وَ قَصِّرْهُ عَنَّا بِصِدْقِ الْعَمَلِ (4)
حَتّى لا نُؤَمِّلَ اسْتِتْمامَ ساعَةٍ بَعْدَساعَةٍ (5)
وَ لاَ اسْتيفآءَ يَوْمٍ بَعْدَ يَوْمٍ (6)
وَ لاَ اتِّصالَ نَفَسِ بِنَفَسٍ (7)
و لا لُحُوقَ قَدَمٍ بِقَدَمٍ (8)
وَ سَلِّمْنا مِنْ غُروُرِهِ (9)
وَ امِنّا مِنْ شُرُورِهِ (10)
وَ انْصِبِ الْمَوْتَ بَيْنَ اَيْدينا نَصْباً (11)
ص: 222
وَ لا تَجْعَلْ ذِكْرَنا لَهُ غِبًّا (1)
وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ صالِحِ الَأَعْمالِ عَمَلاً نَسْتَبْطِئُ مَعَهُ الْمَصيرَ اِلَيْكَ(2)
وَ نَحْرِصُ لَهُ عَلى وَشْكِ اللَّحاقِ بِكَ (3)
حَتّى يَكُونَ الْمَوْتُ مَاْنَسَنَا الَّذى نَاْنَسُ بِهِ (4)
وَ مَاْلَفَنَا الَّذى نَشْتاقُ اِلَيْهِ (5)
وَ حآمَّتَنَا الَّتى نُحِبُّ الدُّنُوَّ مِنْها (6)
فَاِذا اَوْرَدْتَهُ عَلَيْنا وَ اَنْزَلْتَهُ بِنا فَاَسْعِدْنا بِهِ زآئِراً (7)
وَ انِسْنا بِهِ قادِماً (8)
وَ لاتُشْقِنا بِضِيافَتِهِ (9)
وَ لا تُخْزِنا بِزِيارَتِهِ (10)
وَاجْعَلْهُ باباً مِنْ اَبْوابِ مَغْفِرَتِكَ (11)
وَ مِفْتاحاً مِنْ مَفاتيحِ رَحْمَتِكَ. (12)
اَمِتْنا مُهْتَدينَ غَيْرَ ضآلّينَ (13)
طآئِعينَ غَيْرَ مُسْتَكْرِهينَ (14)
تآئِبينَ غَيْرَ عاصينَ وَ لا مُصِرّينَ (15)
يا ضامِنَ جَزآءِ الْمُحْسِنينَ (16)
وَ مُسْتَصْلِحَ عَمَلِ الْمُفْسِدينَ.(17)
ص: 223
و كانَ مِنْ دُعائِه عليه السلام فى طَلَبِ السَّترِ وَ الْوِقايَةِ(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ - عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (2)
وَ اَفْرِشْنى مِهادَ كَرامَتِكَ (3)
وَ اَوْرِدْنى مَشارِع - رَحْمَتِكَ (4)
وَ اَحْلِلْنى بُحْبُوحَةَ جَنَّتِكَ (5)
وَ لا تَسمني بٍالرد عَنکَ, (6)
وَ لا تَحرٍمني بٍالخَيبةٍ مٍنکَ (7)
وَ لاتُقآصَّنى بِمَااجْتَرَحْتُ (8)
وَ لاتُناقِشْنى بِمَااكْتَسَبْتُ (9)
وَ لاتُبْرِزْ مَكْتُومى (10)
وَ لا تَكْشِفْ مَسْتُورى (11)
وَ لاتَحْمِلْ عَلى ميزانِ الْاِنْصافِ عَمَلى (12)
وَ لاتُعْلِنْ عَلى عُيُونِ الْمَلاَءِ خَبَرى (13)
ص: 224
اَخْفِ عَنْهُمْ ما يَكُونُ نَشْرُهُ عَلَىَّ عاراً (1)
وَ اطْوِ عَنْهُمْ ما يُلْحِقُنى عِنْدَكَ شَناراً (2)
شَرِّفْ دَرَجَتى بِرِضْوانِكَ (3)
وَ اَكْمِلْ كَرامَتى بِغُفْرانِكَ (4)
وَ اَنْظِمْنى فى اَصْحابِ الْيَمينِ (5)
وَ وَجِّهْنى فى مَسالِكِ الْامِنينَ (6)
وَاجْعَلْنى فى فَوْجِ الْفآئِزينَ (7)
وَاعْمُرْ بى مَجالِسَ الصّالِحينَ (8)
امينَ رَبَّ الْعالَمينَ.(9)
ص: 225
و كانَ مِن دُعائِهِ عليه السلام عِنْدَ خَتْمِ الْقُرآنِ (1)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَعَنْتَنى عَلى خَتْمِ كِتابِكَ الَّذى اَنْزَلْتَهُ نُوراً (2)
و جَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلى كُلِّ كِتابٍ اَنْزَلْتَهُ (3)
وَ فَضَّلْتَهُ عَلى كُلِّ حَديثٍ قَصَصْتَهُ (4)
وَفُرْقاناً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلالِكَ وَ حَرامِكَ (5)
وَ قُرْاناً اَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرآئِعِ اَحْكامِكَ (6)
وَ كِتاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبادِكَ تَفْصيلاً (7)
وَ وَحْياً اَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ - صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ - تَنْزيلاً (8)
وَ جَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدى مِنْ ظُلَمِ الضَّلالَةِ وَ الْجَهالَةِ بِاتِّباعِهِ (9)
وَ شِفآءً لِمَنْ اَنْصَتَ بِفَهَمِ التَّصْديقِ اِلَى اسْتِماعِهِ(10)
وَ ميزانَ قِسْطِ لايَحيفُ عَنِ الْحَقِّ لِسانُهُ (11)
وَ نُورَ هُدىً لايَطْفَأُ عَنِ الشّاهِدينَ بُرْهانُهُ (12)
وَ عَلَمَ نَجاةٍ لايَضِلُّ مَنْ اَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ (13)
وَ لاتَنالُ اَيْدِى الْهَلَكاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ. (14)
اَللَّهُمَّ فَاِذْ اَفَدْتَنَا الْمَعُونَةَ عَلى تِلاوَتِهِ (15)
وَ سَهَّلْتَ جَواسِىَ اَلْسِنَتِنا بِحُسْنِ عِبارَتِهِ (16)
ص: 226
فَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَرْعاهُ حَقَّ رِعايَتِهِ (1)
وَ يَدينُ لَكَ بِاعْتِقادِ التَّسْليمِ لِمُحْكَمِ اياتِهِ (2)
وَ يَفْزَعُ اِلَى الْاِقْرارِ بِمُتَشابِهِهِ وَ مُوضَحاتِ بَيِّناتِهِ (3)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ مُجْمَلاً (4)
وَ اَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجائِبِهِ مُكَمَّلاً (5)
وَ وَرَّثْتَنا عِلْمَهُ مُفَسَّراً (6)
وَ فَضَّلْتَنا عَلى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ (7)
وَ قَوَّيْتَنا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ (8)
اَللَّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَ قُلُوبَنا لَهُ حَمَلَةً وَ عَرَّفْتَنا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَ فَضْلَهُ (9)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الْخَطيبِ بِهِ وَ عَلى الِهِ الْخُزّانِ لَهُ(10)
وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِاَنَّهُ مِنْ عِنْدِكَ (11)
حَتّى لا يُعارِضَنَا الشَّكُّ فى تَصْديقِهِ (12)
ص: 227
وَ لايَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَريقِهِ.(1)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (2)
وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ (3)
وَ يَاْوى مِنَ الْمُتَشابِهاتِ اِلى حِرْزِ مَعْقِلِهِ (4)
وَ يَسْكُنُ فى ظِلِّ جَناحِهِ (5)
وَ يَهْتَدى بِضَوْءِ صَباحِهِ (6)
وَ يَقْتَدى بِتَبَلُّجِ اِسْفارِهِ (7)
وَ يَسْتَصْبِحُ بِمِصْباحِهِ (8)
وَ لا يَلْتَمِسُ الْهُدى فى غَيْرِهِ (9)
اَللَّهُمَّ وَ كَما نَصَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيْكَ (10)
وَ اَنْهَجْتَ بِالِهِ سُبُلَ الرِّضا اِلَيْكَ (11)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (12)
ص: 228
وَ اجْعَلِ الْقُرْانَ وَسيلَةً لَنا اِلى اَشْرَفِ مَنازِلِ الْكَرامَةِ (1)
وَ سُلَّماً نَعْرُجُ فيهِ اِلى مَحَلِّ السَّلامَةِ (2)
وَ سَبَباً نُجْزى بِهِ النَّجاةَ فى عَرْصَةِ الْقِيمَةِ (3)
وَ ذَريعَةً نَقْدَمُ بِها عَلى نَعيمِ دارِ الْمُقامَةِ. (4)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (5)
وَ احْطُطْ بِالْقُرْانِ عَنَّا ثِقْلَ الْاَوْزارِ (6)
وَ هَبْ لَنا حُسْنَ شَمآئِلِ الْاَبْرارِ (7)
وَ اقْفُ بِنا اثارَالَّذينَ قامُوا لَكَ بِهِ انآءَ اللَّيْلِ وَ اَطْرافَ النَّهارِ (8)
حَتّى تُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ بِتَطْهيرِهِ (9)
وَ تَقْفُوَبِنا اثارَالَّذينَ اسْتَضآؤُا بِنُورِهِ (10)
وَ لَمْ يُلْهِهِمُ الْاَمَلُ عَنِ الْعَمَلِ فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ (11)
ص: 229
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (1)
وَ اجْعَلِ الْقُرْانَ لَنا فى ظُلَمِ اللَّيالى مُونِساً (2)
وَ مِنْ نَزَغاتِ الشَّيْطانِ وَ خَطَراتِ الْوَساوِسِ حارِساً (3)
وَ لِأَقْدامِنا عَنْ نَقْلِها اِلَى الْمَعاصى حابِساً (4)
وَ لِأَلْسِنَتِنا عَنِ الْخَوْضِ فِى الْباطِلِ مِنْ غَيْرِ ماافَةٍ مُخْرِساً (5)
وَلِجَوارِحِنا عَنِ اقْتِرافِ الْاثامِ زاجِراً (6)
وَ لِما طَوَتِ الْغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ الْاِعْتِبارِ ناشِراً(7)
حَتّى تُوصِلَ اِلى قُلُوبِنا فَهْمَ عَجآئِبِهِ (8)
وَ زَواجِرَ اَمْثالِهِ الَّتى ضَعُفَتِ الْجِبالُ الرَّواسى عَلى صَلابَتِها عَنِ احْتِمالِهِ.(9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (10)
وَ اَدِمْ بِالْقُرْانِ صَلاحَ ظاهِرِنا (11)
ص: 230
وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَساوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمآئِرِنا مق وجودمان بازدار (1)
وَ اغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنا وَ عَلائِقَ اَوْزارِنا (2)
وَ اجْمَعْ بِهِ مُنْتَشَرَ اُمُورِنا (3)
وَ اَرْوِ بِهِ فى مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَاَ هَواجِرِنا (4)
وَ اكْسُنا بِهِ حُلَلَ الْاَمانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ فى نُشُورِنا.(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ وَ الِهِ (6)
وَ اجْبُرْ. بِالْقُرْانِ خَلَّتَنا مِنْ عَدَمِ الْاِمْلاقِ (7)
وَ سُقْ اِلَيْنا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَ خِصْبَ سَعَةِ الْاَرْزاقِ (8)
وَ جَنِّبْنا بِهِ الضَّرآئِبَ الْمَذْمُومَةَ وَ مَدانِىَ الْاَخْلاقِ (9)
وَ اعْصِمْنا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الْكُفْرِ وَ دَواعِى النِّفاقِ (10)
حَتّى يَكُونَ لَنا فِى الْقِيمَةِ اِلى رِضْوانِكَ وَ جِنانِكَ قآئِداً (11)
وَ لَنا فِى الدُّنْيا عَنْ سُخْطِكَ وَ تَعَدّى حُدُودِكَ ذآئِداً (12)
وَ لِما عِنْدَكَ بِتَحْليلِ حَلالِهِ وَ تَحْريمِ حَرامِهِ شاهِداً.(13)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (14)
ص: 231
وَ هَوِّنْ بِالْقُرْانِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلى اَنْفُسِنا كَرْبَ السِّياقِ(1)
وَ جَهْدَ الْاَنينِ (2)
وَ تَرادُفَ الْحَشارِجِ اِذا بَلَغَتِ النُّفُوسُ التَّراقِىَ (3)
وَ قيلَ مَنْ راقٍ؟ (4)
وَ تَجَلّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِها مِنْ حُجُبِ الْغُيُوبِ (5)
وَ رَماها عَنْ قَوْسِ الْمَنايا بِاَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِراقِ (6)
وَدافَ لَها مِنْ ذُعافِ الْمَوْتِ كَاْساً مَسْمُومَةَ الْمَذاقِ (7)
وَ دَنا مِنّا اِلَى الْاخِرَةِ رَحيلٌ وَ انْطِلاقٌ (8)
وَ صارَتِ الْاَعْمالُ قَلائِدَ فِى الْاَعْناقِ (9)
وَ كانَتِ الْقُبُورُ هِىَ الْمَاْوى اِلى مِيقاتِ يَوْمِ التَّلاقِ.(10)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (11)
وَ بارِكْ لَنا فى حُلُولِ دارِ الْبِلى (12)
وَ طُولِ الْمُقامَةِ بَيْنَ اَطْباقِ الثَّرى (13)
ص: 232
وَاجْعَلِ الْقُبُورَ بَعْدَ فِراقِ الدُّنْيا خَيْرَ مَنازِلِنا (1)
وَ افْسَحْ لَنا بِرَحْمَتِكَ فى ضيقِ مَلاحِدِنا (2)
وَ لاتَفْضَحْنا فى حاضِرِى الْقِيامَةِ بِمُوبِقاتِ اثامِنا(3)
وَارْحَمْ بِالْقُرْانِ فى مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقامِنا (4)
وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجازِ عَلَيْها زَلَلَ اَقْدامِنا(5)
وَ نَوِّرْ - بِهِ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنا وَ نَجِّنا بِهِ مِنْ كُلِّ(6)
كَرْبٍ يَوْمَ الْقِيمَةِ وَ شَدآئِدِ اَهْوالِ يَوْمِ الطّآمَّةِ (7)
وَ بَيِّضْ وُجُوهَنا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فى يَوْمِ الْحَسْرَةِ وَ النَّدامَةِ (8)
وَ اجْعَلْ لَنا فى صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ وُدّاً (9)
وَ لاتَجْعَلِ الْحَيوةَ عَلَيْنا نَكَداً.(10)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ(11)
كَما بَلَّغَ رِسالَتَكَ (12)
وَ صَدَعَ بِاَمْرِكَ (13)
وَ نَصَحَ لِعِبادِكَ.(14)
ص: 233
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنا - صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلى الِهِ - يَوْمَ الْقِيمَةِ(1)
اَقْرَبَ النَّبِيّينَ مِنْكَ مَجْلِساً (2)
وَ اَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفاعَةً (3)
وَ اَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً (4)
وَ اَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جاهاً. (5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ (6)
وَ شَرِّفْ - بُنْيانَهُ (7)
وَ عَظِّمْ - بُرْهانَهُ (8)
وَ ثَقِّلْ - ميزانَهُ (9)
وَ تَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ (10)
وَ قَرِّبْ وَسيلَتَهُ (11)
وَ بَيِّضْ وَجْهَهُ (12)
وَ اَتِمَّ نُورَهُ (13)
وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ اَحْيِنا عَلى سُنَّتِهِ (14)
وَ تَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ (15)
ص: 234
وَ خُذْ بِنا مِنْهاجَهُ (1)
وَ اسْلُكْ بِنا سَبيلَهُ (2)
وَ اجْعَلْنا مِنْ اَهْلِ طاعَتِهِ (3)
وَ احْشُرْنا فى زُمْرَتِهِ (4)
وَ اَوْرِدْنا حَوْضَهُ (5)
وَ اسْقِنا بِكَاْسِهِ. (6)
وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (7)
صَلوةً تُبَلِّغُهُ بِها اَفْضَلَ ما يَاْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَ فَضْلِكَ وَ كَرامَتِكَ (8)
اِنَّكَ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَ فَضْلٍ كَريمٍ (9)
اَللَّهُمَّ اجْزِهِ بِما بَلَّغَ - مِنْ رِسالاتِكَ (10)
وَ - اَدّى - مِنْ اياتِكَ (11)
وَ نَصَحَ - لِعِبادِكَ (12)
وَ جاهَدَ فى سَبيلِكَ (13)
اَفْضَلَ ما - جَزَيْتَ اَحَداً مِنْ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ(14)
وَ اَنْبِيآئِكَ الْمُرْسَلينَ الْمُصْطَفَيْنَ (15)
وَ السَّلامُ عَلَيْهِ وَ عَلى الِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرِيِنَ وَ رَحْمَةُ اللَّه وَ بَرَكاتُهُ.(16)
ص: 235
و كان مِن دعائِه عليه السلام اِذا نَظر اِلَى الهِلال (1)
اَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطيعُ (2)
الدّآئِبُ السَّريعُ (3)
الْمُتَرَدِّدُ فى مَنازِلِ التَّقْديرِ (4)
الْمُتَصَرِّفُ فى فَلَكِ التَّدْبيرِ (5)
امَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ (6)
وَ اَوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ (7)
وَ جَعَلَكَ ايَةً مِنْ اياتِ مُلْكِهِ (8)
وَ عَلامَةً مِنْ عَلاماتِ سُلْطانِهِ (9)
وَامْتَهَنَكَ بِالزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ (10)
وَ الطُّلُوعِ وَ الْاُفُولِ (11)
وَ الْاِنارَةِ وَ الْكُسُوفِ (12)
فى كُلِّ ذلِكَ اَنْتَ لَهُ مُطيعٌ (13)
وَ اِلى اِرادَتِهِ سَريعٌ (14)
ص: 236
سُبْحانَهُ ما اَعْجَبَ ما دَبَّرَ فى اَمْرِكَ (1)
وَ اَلْطَفَ ماصَنَعَ فى شَاْنِكَ (2)
جَعَلَكَ مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ لِأَمْرٍ حادِثٍ (3)
فَاَسْئَلُ اللَّهَ رَبّى وَ رَبَّكَ (4)
وَ خالِقى وَ خالِقَكَ (5)
وَ مُقَدِّرى - وَ مُقَدِّرَكَ (6)
وَ مُصَوِّرى وَ مُصَوِّرَكَ (7)
اَنْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (8)
وَ اَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لاتَمْحَقُها الْاَيّامُ (9)
وَ طَهارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الْاثامُ (10)
هِلالَ اَمْنٍ مِنَ الْافاتِ (11)
وَ سَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ (12)
هِلالَ سَعْدٍ لانَحْسَ فيهِ (13)
وَ يُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ (14)
وَ يُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ (15)
وَ خَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌّ (16)
ص: 237
هِلالَ اَمْنٍ وَ ايمانٍ (1)
وَ نِعْمَةٍ وَ اِحْسانٍ (2)
وَ سَلامَةٍ وَ اِسْلامٍ.(3)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ - الِهِ (4)
وَ اجْعَلْنا.مِنْ اَرْضى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ (5)
وَ اَزْكى مَنْ نَظَرَ اِلَيْهِ (6)
وَ اَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ (7)
وَ وَفِّقْنا فيهِ لِلتَّوْبَةِ (8)
ص: 238
وَ اعْصِمْنا فيهِ مِنَ الْحَوْبَةِ (1)
وَ احْفَظْنا فيهِ مِنْ مُباشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ (2)
وَ اَوْزِعْنا فيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ (3)
وَ اَلْبِسْنا فيهِ جُنَنَ الْعافِيَةِ (4)
وَ اَتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فيهِ الْمِنَّةَ (5)
اِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَميدُ (6)
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.(7)
ص: 239
و كان مِن دعائِه عليه السلام اِذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضان (1)
اَلْحَمْدُلِلَّهِ الَّذى هَدانا لِحَمْدِهِ (2)
وَ جَعَلَنا مِنْ اَهْلِهِ (3)
لِنَكُونَ لِاِحْسانِهِ مِنَ الشّاكِرينَ (4)
وَ لِيَجْزِيَنا عَلى ذلِكَ جَزآءَ الْمُحْسِنينَ.(5)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى حَبانا بِدينِهِ (6)
وَاخْتَصَّنابِمِلَّتِهِ (7)
وَ سَبَّلَنا فى سُبُلِ اِحْسانِهِ (8)
لِنَسْلُكَها بِمَنِّهِ اِلى رِضْوانِهِ (9)
حَمْداً يَتَقَبَّلُهُ مِنّا (10)
وَيَرْضى بِهِ عَنّا (11)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضانَ (12)
شَهْرَ الصِّيامِ (13)
وَ شَهْرَ الِاْسْلامِ (14)
ص: 240
وَ شَهْرَ الطَّهُورِ (1)
وَ شَهْرَ التَّمْحيصِ (2)
وَ شَهْرَ الْقِيامِ (3)
الَّذى اَنْزَلَ فيهِ الْقُرْانَ (4)
هُدىً لِلنّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ (5)
فَاَبانَ فَضيلَتَهُ عَلى سآئِرِ الشُّهُورِ بِما جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُماتِ الْمَوْفُورَةِ(6)
وَ الْفَضآئِلِ الْمَشْهُورَةِ (7)
فَحَرَّمَ فيهِ مااَحَلَّ فى غَيْرِهِ اِعْظاماً (8)
وَ حَجَرَ فيهِ الْمَطاعِمَ وَالْمَشارِبَ اِكْراماً (9)
وَ جَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لايُجيزُ - جَلَّ وَ عَزَّ - اَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ (10)
وَ لايَقْبَلُ اَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ (11)
ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً واحِدَةً مِنْ لَياليهِ عَلى لَيالى اَلْفِ شَهْرٍ (12)
وَ سَمّاها لَيْلَةَ الْقَدْرِ (13)
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فيها بِاِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ اَمْرٍ(14)
سَلامٌ دآئِمُ الْبَرَكَةِ اِلى طُلُوعِ الْفَجْرِ(15)
عَلى مَنْ يَشآءُ مِنْ عِبادِهِ بِما اَحْكَمَ مِنْ قَضآئِهِ.(16)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (17)
ص: 241
وَ اَلْهِمْنا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ وَ اِجْلالَ حُرْمَتِهِ (1)
وَ التَّحَفُّظَ مِمّا حَظَرْتَ فيهِ (2)
وَ اَعِنّا عَلى صِيامِهِ بِكَفِّ الْجَوارِحِ عَنْ مَعاصيكَ (3)
وَ اسْتِعْمالِها فيهِ بِما يُرْضيكَ (4)
حَتّى لا نُصْغِىَ بِاَسْماعِنا اِلى لَغْوٍ (5)
وَ لا نُسْرِعَ بِاَبْصارِنا اِلى لَهْوٍ (6)
وَ حَتّى لانَبْسُطَ اَيْدِيَنا اِلى مَحْظُورٍ (7)
وَ لانَخْطُوَ بِاَقْدامِنا اِلى مَحْجُورٍ (8)
وَ حَتّى لا تَعِىَ بُطُونُنا اِلاّ ما اَحْلَلْتَ (9)
وَ لاتَنْطِقَ اَلْسِنَتُنا اِلاّ بِما مَثَّلْتَ (10)
وَ لانَتَكَلَّفَ اِلاّ ما يُدْنى مِنْ ثَوابِكَ (11)
وَ لانَتَعاطى اِلاَّ الَّذى يَقى مِنْ عِقابِكَ (12)
ثُمَّ خَلِّصْ ذلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئآءِ الْمُرآئِينَ (13)
وَ سُمْعَةِ الْمُسْمِعينَ (14)
لا نَشْرَكُ فيهِ اَحَداً دُونَكَ (15)
وَلانَبْتَغى فيهِ مُراداً سِواكَ (16)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (17)
ص: 242
وَ قِفْنا فيهِ عَلى مَواقيتِ الصَّلَواتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتى حَدَّدْتَ (1)
وَ فُرُوضِهَا الَّتى فَرَضْتَ (2)
وَ وَظآئِفِهَا الَّتى وَظَّفْتَ (3)
وَ اَوْقاتِهَا الَّتى وَقَّتَّ (4)
وَ اَنْزِلْنا فيها مَنْزِلَةَ الْمُصيبينَ لِمَنازِلِها (5)
الْحافِظينَ لِاَرْكانِها (6)
الْمُؤَدّينَ - لَها فى اَوْقاتِها عَلى ما سَنَّهُ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ - صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ (7)
- فى رُكُوعِها وَ سُجُودِها وَ جَميعِ فَواضِلِها عَلى اَتَمِّ الطَّهُورِ وَ اَسْبَغِهِ (8)
وَ اَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَ اَبْلَغِهِ (9)
وَ وَفِّقْنا فيهِ لِاَنْ نَصِلَ اَرْحامَنا بِالْبِرِّ وَالصِّلَةِ (10)
وَاَنْ نَتَعاهَدَ جيرانَنا بِالْاِفْضالِ وَ الْعَطِيَّةِ (11)
وَ اَنْ نُخَلِّصَ - اَمْوالَنا مِنَ التَّبِعاتِ (12)
ص: 243
وَ اَنْ نُطَهِّرَها بِاِخْراجِ الزَّكَواتِ (1)
وَ اَنْ نُراجِعَ مَنْ هاجَرَنا (2)
وَ اَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنا (3)
وَ اَنْ نُسالِمَ مَنْ عادانا (4)
حاشى مَنْ عُودِىَ فيكَ وَ لَكَ (5)
فَاِنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذى لانُواليهِ (6)
وَ الْحِزْبُ الَّذى لانُصافيهِ (7)
وَ اَنْ نَتَقَرَّبَ اِلَيْكَ فيهِ مِنَ الْاَعْمالِ الزّاكِيَةِ بِما تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ (8)
وَ تَعْصِمُنا فيهِ مِمّا نَسْتَاْنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ (9)
حَتّى لايُورِدَ عَلَيْكَ اَحَدٌ مِنْ مَلائِكَتِكَ اِلاَّ دُونَ ما نُورِدُ - مِنْ اَبْوابِ الطَّاعَةِ لَكَ (10)
وَ اَنْواعِ الْقُرْبَةِ اِلَيْكَ.(11)
ص: 244
اَللَّهُمَّ اِنّى اَسْئَلُكَ بِحَقِّ هذَا الشَّهْرِ (1)
وَ بِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ مِنِ ابْتِدآئِهِ اِلى وَقْتِ فَنآئِهِ: (2)
مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ (3)
اَوْ نَبِىٍّ اَرْسَلْتَهُ (4)
اَوَ عَبْدٍ صالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ (5)
اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (6)
وَ اَهِّلْنا فيهِ لِما وَعَدْتَ اَوْلِيآئَكَ مِنْ كَرامَتِكَ (7)
وَ اَوْجِبْ لَنا فيهِ ما اَوْجَبْتَ لِأَهْلِ الْمُبالَغَةِ فى طاعَتِكَ (8)
وَاجْعَلْنا فى نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفيعَ الْاَعْلى بِرَحْمَتِكَ. (9)
ص: 245
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (1)
وَ جَنِّبْنَا الْاِلْحادَ فى تَوْحيدِكَ (2)
وَ التَّقْصيرَ فى تَمْجيدِكَ (3)
وَ الشَّكَّ فى دينِكَ (4)
وَ الْعَمى عَنْ سَبيلِكَ (5)
وَ الْاِغْفالَ لِحُرْمَتِكَ (6)
وَ الْاِنْخِداعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ.(7)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (8)
وَ اِذا كانَ لَكَ فى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيالى شَهْرِنا هذا رِقابٌ يُعْتِقُها عَفْوُكَ (9)
اَوْيَهَبُها صَفْحُكَ (10)
فَاجْعَلْ رِقابَنا مِنْ تِلْكَ الرِّقابِ (11)
وَاجْعَلْنا لِشَهْرِنا مِنْ خَيْرِ اَهْلٍ وَ اَصْحابٍ (12)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (13)
وَ امْحَقْ ذُنُوبَنا مَعَ امِّحاقِ هِلالِهِ (14)
ص: 246
- وَ اسْلَخْ عَنّا تَبِعاتِنا مَعَ انْسِلاخِ اَيّامِهِ (1)
حَتّى يَنْقَضِىَ عَنّا وَ قَدْ صَفَّيْتَنا فيهِ مِنَ الْخَطيئآتِ (2)
وَ اَخْلَصْتَنا فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ (3)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
وَ اِنْ مِلْنا فيهِ فَعَدِّلْنا (5)
وَ اِنْ زُغْنا فيهِ فَقَوِّمْنا (6)
وَ اِنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنا عَدُوُّكَ الشَّيْطانُ فَاسْتَنْقِذْنا مِنْهُ(7)
اَللَّهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبادَتِنا اِيّاكَ(8)
وَ زَيِّنْ اَوْقاتَهُ بِطاعَتِنا لَكَ (9)
وَ اَعِنّا فى نَهارِهِ عَلى صِيامِهِ (10)
ص: 247
وَ فى لَيْلِهِ عَلَى الصَّلوةِ وَالتَّضَرُّعِ اِلَيْكَ وَ الْخُشُوعِ لَكَ (1)
وَ الذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ (2)
حَتّى لا يَشْهَدَ نَهارُهُ عَلَيْنا بِغَفْلَةٍ (3)
وَ لا لَيْلُهُ بِتَفْريطٍ.(4)
اَللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنا فى سآئِرِ الشُّهُورِ وَ الْاَيّامِ كَذلِكَ ما عَمَّرْتَنا(5)
وَاجْعَلْنا مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ الَّذينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فيها خالِدُونَ (6)
وَ الَّذينَ يُؤْتُونَ ما اتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ اَنَّهُمْ اِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ(7)
وَ مِنَ الَّذينَ يُسارِعُونَ فِى الْخَيْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ(8)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (9)
فى كُلِّ وَقْتٍ وَ كُلِّ اَوانٍ (10)
وَ عَلى كُلِّ حالٍ عَدَدَ ما صَلَّيْتَ عَلى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ (11)
وَ اَضْعافَ ذلِكَ كُلِّهِ بِالْاَضْعافِ الَّتى لا يُحْصيها غَيْرُكَ (12)
اِنَّكَ فَعّالٌ لِما تُريدُ.(13)
ص: 248
و كان مِن دعائِه عليه السلام فى وَداعِ شهرِ رَمضان (1)
اَللَّهُمَّ يا مَنْ لايَرْغَبُ فِى الْجَزآءِ (2)
وَ يا مَنْ لايَنْدَمُ عَلَى الْعَطآءِ (3)
وَ يا مَنْ لايُكافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّوآءِ (4)
مِنَّتُكَ ابْتِدآءٌ (5)
وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ (6)
وَ عُقُوبَتُكَ عَدْلٌ (7)
وَ قَضآؤُكَ خِيَرَةٌ. (8)
اِنْ اَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطآئَكَ بِمَنٍّ (9)
وَ اِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً (10)
تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَ اَنْتَ اَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ (11)
وَ تُكافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَ اَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ (12)
ص: 249
تَسْتُرُ عَلى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ (1)
وَ تَجُودُ عَلى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ (2)
وَ كِلاهُما اَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضيحَةِ وَ الْمَنْعِ (3)
غَيْرَ اَنَّكَ بَنَيْتَ اَفْعالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ (4)
وَ اَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجاوُزِ (5)
وَ تَلَقَّيْتَ مَنْ عَصاكَ بِالْحِلْمِ (6)
وَ اَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ (7)
تَسْتَنْظِرُهُمْ بِاَناتِكَ اِلَى الْاِنابَةِ (8)
وَ تَتْرُكُ مُعاجَلَتَهُمْ اِلَى التَّوْبَةِ (9)
لِكَيْلا يَهْلِكَ عَلَيْكَ هالِكُهُمْ (10)
وَ لايَشْقى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ اِلاّ عَنْ طُولِ الْاِعْذارِ اِلَيْهِ (11)
وَ بَعْدَ تَرادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ (12)
كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يا كَريمُ (13)
وَ عآئِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يا حَليمُ. اَنْتَ. (14)
الَّذى فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً اِلى عَفْوِكَ (15)
وَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ (16)
ص: 250
وَ لِئَلاَّيَضِلُّواعَنْهُ (1)
فَقُلْتَ -تَبارَكَ اسْمُكَ -: (2)
«تُوبُوا اِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً (3)
عَسى رَبُّكُمْ اَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ (4)
وَ يَدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْرى مِنْ تَحْتِهَاالْاَنْهارُ (5)
يَوْمَ لا يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَ الَّذينَ امَنُوا مَعَهُ (6)
نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ اَيْديهِمْ وَ بِاَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ:(7)
رَبَّنا اَتْمِمْ لَنا نُورَنا (8)
وَ اغْفِرْ لَنا (9)
اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ».(10)
فَما عُذْرُ مَنْ اَغْفَلَ دُخُولَ ذلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبابِ وَ اِقامَةِ الدَّليلِ؟(11)
ص: 251
وَ اَنْتَ الَّذى زِدْتَ فِى السَّوْمِ عَلى نَفْسِكَ لِعِبادِكَ(1)
تُريدُ رِبْحَهُمْ فى مُتاجَرَتِهِمْ لَكَ (2)
وَ فَوْزَهُمْ بِالْوِفادَةِ عَلَيْكَ (3)
وَ الزِّيادَةِ مِنْكَ :(4)
« فَقُلْتَ تَبارَكَ اسْمُكَ وَ تَعالَيْتَ مَنْ جآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ اَمْثالِها (5)
وَ مَنْ جآءَ بِالسَّيِّئَةِ(6)
فَلا يُجْزى اِلاَّ مِثْلَها» (7)
وَ قُلْتَ: «مَثَلُ الَّذينَ يُنْفِقُونَ اَمْوالَهُمْ(8)
فى سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ اَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ (9)
فى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ (10)
وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشآءُ» (11)
وَ قُلْتَ: «مَنْ ذَاالَّذى(12)
يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ اَضْعافاً كَثيرَةً» (13)
وَ ما اَنْزَلَتْ مِنْ نَظآئِرِهِنَّ فِى الْقُرْانِ مِنْ تَضاعيفِ الْحَسَناتِ(14)
ص: 252
وَ اَنْتَ الَّذى دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ (1)
وَ تَرْغيبِكَ الَّذى فيهِ حَظُّهُمْ عَلى ما لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ اَبْصارُهُمْ (2)
وَ لَمْ تَعِهِ اَسْماعُهُمْ وَ لَمْ تَلْحَقْهُ اَوْهامُهُمْ فَقُلْتَ:(3)
«اذْكُرُونى اَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لى وَ لاتَكْفُرُونِ» (4)
وَ قُلْتَ: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأزيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ اِنَّ عَذابى لَشَديدٌ» (5)
وَ قُلْتَ اُدْعُونى اَسْتَجِبْ لَكُمْ :(6)
« اِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتى(7)
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ».(8)
فَسَمَّيْتَ دُعآئَكَ عِبادَةً (9)
وَ تَرْكَهُ اسْتِكْباراً (10)
وَ تَوَعَّدْتَ عَلى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ (11)
وَ شَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ (12)
وَ دَعَوْكَ بِاَمْرِكَ (13)
وَ تَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزيدِكَ (14)
وَ فيها كانَتْ نَجاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ (15)
ص: 253
وَ فَوْزُهُمْ بِرِضاكَ (1)
وَ لَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلى مِثْلِ الَّذى دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبادَكَ مِنْكَ كانَ مَوْصُوفاً بِالْاِحْسانِ(2)
وَ مَنْعُوتاً بِالْاِمْتِنانِ (3)
وَ مَحْمُوداً بِكُلِّ لِسانٍ (4)
فَلَكَ الْحَمْدُ ما وُجِدَ فى حَمْدِكَ مَذْهَبٌ (5)
وَ ما بَقِىَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ (6)
وَ مَعْنىً يَنْصَرِفُ اِلَيْهِ. (7)
يا مَنْ تَحَمَّدَ اِلى عِبادِهِ بِالْاِحْسانِ وَ الْفَضْلِ (8)
وَ غَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ (9)
ما اَفْشى فينا نِعْمَتَكَ! (10)
وَ اَسْبَغَ عَلَيْنا مِنَّتَكَ!!(11)
وَ اَخَصَّنا بِبِرِّكَ هَدَيْتَنا لِدينِكَ الَّذِى اصْطَفَيْتَ (12)
وَ مِلَّتِكَ الَّتِى ارْتَضَيْتَ (13)
وَ سَبيلِكَ الَّذى سَهَّلْتَ (14)
وَبَصَّرْتَنَاالزُّلْفَةَلَدَيْكَ (15)
ص: 254
وَالْوُصُولَ اِلى كَرامَتِكَ (1)
اَللَّهُمَّ وَ اَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفايا تِلْكَ الْوَظآئِفِ (2)
وَ خَصآئِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ (3)
شَهْرَ رَمَضانَ الَّذِى اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سآئِرِ الشُّهُورِ (4)
وَ تَخَيَّرْتَهُ مِنْ جَميعِ الْاَزْمِنَةِ وَ الدُّهُورِ (5)
وَ اثَرْتَهُ عَلى كُلِّ اَوْقاتِ السَّنَةِ بِما اَنْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرْانِ وَ النُّورِ (6)
وَ ضاعَفْتَ فيهِ مِنَ الْايمانِ (7)
وَ فَرَضْتَ فيهِ مِنَ الصِّيامِ (8)
وَ رَغَّبْتَ فيهِ مِنَ الْقِيامِ (9)
وَ اَجْلَلْتَ فيهِ مِنْ لَيْلَةِ القَدْرِ الَّتى هِىَ خَيْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْرٍ (10)
ثُمَّ اثَرْتَنا بِهِ عَلى سآئِرِ الْاُمَمِ (11)
وَ اصْطَفَيْتَنا بِفَضْلِهِ دُونَ اَهْلِ الْمِلَلِ (12)
فَصُمْنا بِاَمْرِكَ نَهارَهُ (13)
ص: 255
وَ قُمْنا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ (1)
مُتَعَرِّضينَ بِصِيامِهِ وَ قِيامِهِ لِما عَرَّضْتَنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ (2)
وَ تَسَبَّبْنا اِلَيْهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ (3)
وَ اَنْتَ الْمَلى ءُ بِما رُغِبَ فيهِ اِلَيْكَ (4)
الْجَوادُبِما سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ (5)
الْقَريبُ اِلى مَنْ حاوَلَ قُرْبَكَ. (6)
وَ قَدْ اَقامَ فينا هذَا الشَّهْرُ مُقامَ حَمْدٍ (7)
وَ صَحِبَنا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ (8)
وَ اَرْبَحَنا اَفْضَلَ اَرْباحِ الْعالَمينَ (9)
ثُمَّ قَدْ فارَقَنا عِنْدَ تَمامِ وَقْتِهِ (10)
وَانْقِطاعِ مُدَّتِهِ (11)
وَ وَفآءِ عَدَدِهِ (12)
فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ(13)
ص: 256
وِداعَ مَنْ عَزَّ فِراقُهُ عَلَيْنا (1)
وَ غَمَّنا وَ اَوْحَشَنَا انْصِرافُهُ عَنّا (2)
وَ لَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ - الْمَحْفُوظُ (3)
وَ الْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ (4)
وَ الْحَقُّ الْمَقْضِىُّ (5)
فَنَحْنُ قآئِلُونَ: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهْرَ اللَّهِ الْاَكْبَرَ (6)
وَ يا عيدَ اَوْلِيآئِهِ(7)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ. (8)
الْاَوْقاتِ وَ يا خَيْرَ شَهْرٍ فِى الْاَيّامِ وَ السّاعاتِ. (9)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهرٍ قَرُبَتْ فيهِ الْامالُ .(10)
وَ نُشِرَتْ فيهِ الْاَعْمالُ(11)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ قَرينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً (12)
وَ اَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً (13)
وَ مَرْجُوٍّ الَمَ فِراقُهُ. (14)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ اَليفٍ انَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ (15)
وَ اَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ (16)
ص: 257
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجاوِرٍ رَقَّتْ فيهِ الْقُلُوبُ (1)
وَ قَلَّتْ فيهِ الذُّنُوبُ. (2)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ ناصِرٍ اَعانَ عَلَى الشَّيْطانِ (3)
وَ صاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الْاِحْسانِ.(4)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما اَكْثَرَ عُتَقآءَ اللَّهِ فيكَ (5)
وَ ما اَسْعَدَ مَنْ رَعى حُرْمَتَكَ بِكَ! (6)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَمْحاكَ لِلذُّنُوبِ (7)
وَ اَسْتَرَكَ لِأَنْواعِ الْعُيُوبِ! (8)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمينَ (9)
وَ اَهْيَبَكَ فى صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ! (10)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لاتُنافِسُهُ الْاَيّامُ(11)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ اَمْرٍ سَلامٌ (12)
ص: 258
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَريهِ الْمُصاحَبَةِ وَ لا ذَميمِ الْمُلابَسَةِ (1)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ كَما وَفَدْتَ عَلَيْنا بِالْبَرَكاتِ (2)
وَ غَسَلْتَ عَنّا دَنَسَ الْخَطيئاتِ. (3)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً (4)
وَ لا مَتْرُوكٍ صِيامُهُ سَاَماً. (5)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ (6)
وَ.مَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ (7)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنّا (8)
وَ كَمْ مِنْ خَيْرٍ اُفيضَ بِكَ عَلَيْنا. (9)
ص: 259
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتى هِىَ خَيْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْرٍ.(1)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَحْرَصَنا بِالْاَمْسِ عَلَيْكَ (2)
وَ اَشَدَّ شَوْقَنا غَداً اِلَيْكَ! (3)
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى فَضْلِكَ الَّذى حُرِمْناهُ(4)
وَ عَلَى ماضٍ مِنْ بَرَكاتِكَ سُلِبْناهُ (5)
اَللَّهُمَّ اِنَّا اَهْلُ هذَا الشَّهْرِ الَّذى شَرَّفْتَنا بِهِ (6)
وَ وَفَّقْتَنا بِمَنِّكَ لَهُ حينَ جَهِلَ الْاَشْقِيآءُ وَقْتَهُ (7)
وَ حُرِمُوا لِشِقآئِهِمْ فَضْلَهُ (8)
اَنْتَ وَلِىُّ ما اثَرْتَنا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ (9)
وَ هَدَيْتَنا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ (10)
وَ قَدْ تَوَلَّيْنا بِتَوْفيقِكَ صِيامَهُ وَقِيامَهُ عَلى تَقْصيرٍ (11)
وَاَدَّيْنا فيهِ قَليلاً مِنْ كَثيرٍ (12)
ص: 260
اَللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ اِقْراراً بِالْاِسآئَةِ (1)
وَ اعْتِرافاً بِالْاِضاعَةِ (2)
وَ لَكَ مِنْ قُلُوبِنا عَقْدُ النَّدَمِ (3)
وَ مِنْ اَلْسِنَتِنا صِدْقُ الْاِعْتِذارِ (4)
فَاْجُرْنا عَلى ما اَصابَنا فيهِ مِنَ التَّفْريطِ اَجْراً نَسْتَدْرِكُ(5)
ص: 261
و كان مِن دعائهِ عليه السلام فى يوم الفِطر اِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلوتِهِ قامَ قآئِماً ثُمَّ اسْتَقْبَلَ القبلةَ و فى يومِ الجُمُعةِ فقالَ:(1)
يامَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبادُ (2)
وَ يامَنْ يَقْبَلُ مَنْ لاتَقْبَلُهُ الْبِلادُ (3)
وَ يامَنْ لايَحْتَقِرُ اَهْلَ الْحاجَةِ اِلَيْهِ (4)
وَ يامَنْ لا يُخَيِّبُ الْمُلِحّينَ عَلَيْهِ (5)
وَ يامَنْ لا يَجْبَهُ بِالرَّدِّ اَهْلَ الدّالَّةِ عَلَيْهِ (6)
وَ يا مَنْ يَجْتَبى صَغيرَ ما يُتَحْفُ بِهِ (7)
وَيَشْكُرُ يَسيرَ ما يُعْمَلُ لَه (8)
وَ يا مَنْ يَشْكُرُ عَلَى الْقَليلِ (9)
وَ يُجازى بِالْجَليلِ (10)
ص: 262
وَ يا مَنْ يَدْنُو اِلى مَنْ دَنا مِنْهُ (1)
وَ يا مَنْ يَدْعُو اِلى نَفْسِهِ مَنْ اَدْبَرَ عَنْهُ (2)
وَ يا مَنْ لايُغَيِّرُ النِّعْمَةَ (3)
وَ لا يُبادِرُ بِالنَّقِمَةِ (4)
وَ يامَنْ يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتّى يُنْمِيَها (5)
وَ يَتَجاوَزُ عَن السَّيِّئَةِ حَتّى يُعَفِّيَهَا (6)
اِنْصَرَفَتِ الْامالُ دُونَ مَدى كَرَمِكَ بِالْحاجاتِ (7)
وَ امْتَلَأتْ بِفَيْضِ جُودِكَ اَوْعِيَةُ الطَّلِباتِ (8)
وَ تَفَسَّخَتْ دوُنَ بُلُوغِ نَعْتِكَ الصِّفاتُ (9)
فَلَكَ الْعُلُوُّ الْاَعْلى فَوْقَ كُلِّ - عالٍ (10)
وَ الْجَلالُ الْاَمْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلالٍ.(11)
كُلُّ جَليلٍ عِنْدَكَ صَغيرٌ (12)
ص: 263
وَ كُلُّ شَريفٍ فى جَنْبِ شَرَفِكَ حَقيرٌ (1)
خابَ الْوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ (2)
وَ خَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ اِلاّ لَكَ (3)
وَ ضاعَ الْمُلِمُّونَ اِلاّ بِكَ (4)
وَ اَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ اِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ (5)
بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبينَ (6)
وَ جُودُكَ مُباحٌ لِلسّآئِلينَ (7)
وَ اِغاثَتُكَ قَريبَةٌ مِنَ الْمُسْتَغيثينَ (8)
لا يَخيبُ مِنْكَ الْامِلُونَ (9)
وَ لا يَيْاَسُ مِنْ عَطآئِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ .(10)
وَ لا يَشْقى بِنَقِمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ (11)
وَ حِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ (12)
عادَتُكَ الْاِحْسانُ اِلى الْمُسيئينَ (13)
وَ سُنَّتُكَ الْاِبْقآءُ عَلَى الْمُعْتَدينَ (14)
ص: 264
حَتّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ اَناتُكَ عَنِ الرُّجُوعِ (1)
وَ صَدَّهُمْ اِمْهالُكَ عَنِ النُّزُوعِ (2)
وَ اِنَّما تَاَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفيئُوا اِلى اَمْرِكَ (3)
وَ اَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوامِ مُلْكِكَ (4)
فَمَنْ كانَ مِنْ اَهْلِ السَّعادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِها (5)
وَ مَنْ كانَ مِنْ اَهْلِ الشَّقاوَةِ خَذَلْتَهُ لَها (6)
كُلُّهُمْ صآئِرُونَ اِلى حُكْمِكَ (7)
وَ اُمُورُهُمْ ائِلَةٌ اِلى اَمْرِكَ (8)
لَمْ يَهِنْ عَلى طُولِ مُدَّتِهِمْ سُلْطانُكَ (9)
وَ لَمْ يَدْحَضْ لِتَرْكِ مُعاجَلَتِهِمْ بُرْهانُكَ (10)
حُجَّتُكَ قآئِمَةٌ لاتُدْحَضُ (11)
وَ سُلْطانُكَ ثابِتٌ لا يَزُولُ (12)
فَالْوَيْلُ الدّآئِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ (13)
وَالْخَيْبَةُالْخاذِلَةُ لِمَنْ خابَ مِنْكَ (14)
ص: 265
وَالشَّقآءُ الْاَشْقى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ (1)
ما اَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فى عَذابِكَ! (2)
وَ ما اَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فى عِقابِكَ! (3)
وَما اَبْعَدَ غايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ! (4)
وَ ما اَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ! عَدْلاً مِنْ قَضآئِكَ لاتَجُورُ فيهِ (5)
وَ اِنْصافاً مِنْ حُكْمِكَ لاتَحيفُ عَلَيْهِ(6)
فَقَدْ ظاهَرْتَ الْحُجَجَ وَ اَبْلَيْتَ. الْاَعْذارَ(7)
وَ قَدْ تَقَدَّمْتَ بِالْوَعيدِ (8)
وَ تَلَطَّفْتَ فِى التَّرْغيبِ (9)
وَ ضَرَبْتَ الْاَمْثالَ (10)
وَ اَطَلْتَ الاِْمْهالَ (11)
وَ اَخَّرْتَ وَ اَنْتَ مُسْتَطيعٌ لِلْمُعاجَلَةِ(12)
وَ تَاَنَّيْتَ وَ اَنْتَ مَلى ءٌ بِالْمُبادَرَةِ (13)
ص: 266
لَمْ تَكُنْ اَناتُكَ عَجْزاً (1)
وَ لا اِمْهالُكَ وَهْناً (2)
وَ لا اِمْساكُكَ غَفْلَةً (3)
وَ لاَ انْتِظارُكَ مُداراةً (4)
بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ اَبْلَغَ (5)
وَ كَرَمُكَ اَكْمَلَ (6)
وَ اِحْسانُكَ اَوْفى (7)
وَ نِعْمَتُكَ اَتَمَّ (8)
كُلُّ ذلِكَ كانَ وَ لَمْ تَزَلْ وَ هُوَ كآئِنٌ وَ لاتَزالُ (9)
ص: 267
حُجَّتُكَ اَجَلُّ مِنْ اَنْ تُوصَفَ بِكُلِّها (1)
وَ مَجْدُكَ اَرْفَعُ مِنْ اَنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ (2)
وَ نِعْمَتُكَ اَكْثَرُ مِنْ اَنْ تُحْصى بِاَسْرِها (3)
وَ اِحْسانُكَ اَكْثَرُ مِنْ اَنْ تُشْكَرَ عَلى اَقَلِّهِ (4)
وَ قَدْ قَصَّرَ بِىَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْميدِكَ (5)
وَ فَهَّهَنِى الاِْمْساكُ عَنْ تَمْجيدِكَ (6)
وَ قُصاراىَ الاِْقْرارُ بِالْحُسُورِ لارَغْبَةً - ياا اِلهى - بَلْ عَجْزاً. (7)
ص: 268
فَها اَنَا ذا اَؤُمُّكَ بِالْوِفادَةِ (1)
وَ اَسْئَلُكَ حُسْنَ الرِّفادَةِ (2)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (3)
وَ اسْمَعْ نَجْواىَ (4)
وَ اسْتَجِبْ دُعآئى (5)
وَ لا تَخْتِمْ يَوْمى بِخَيْبَتى (6)
و لاتَجْبَهْنى بِالرَّدِّ فى مَسْئَلَتى (7)
وَاَكْرِمْ مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفى وَ اِلَيْكَ مُنْقَلَبى (8)
اِنَّكَ غَيْرُ ضآئِقٍ بِما تُريدُ (9)
وَلاعاجِزٍ عَمّا تُسْئَلُ (10)
وَ اَنْتَ عَلى كُلِّ - شَىْ ءٍ قَديرٌ (11)
وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللَّهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ(12)
ص: 269
وَ كانَ مِنْ دعائِهِ عليه السلام فى يوم عَرَفَة(1)
اَلْحَمْدُ للَّهِ رَبِ الْعالَمينَ (2)
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَديعَ السَّمواتِ وَ الْاَرْضِ (3)
ذَاالْجَلالِ وَ الْاِكْرامِ (4)
رَبَّ الْاَرْبابِ (5)
وَ اِلهَ كُلِّ مَاْلُوهٍ (6)
وَ خالِقَ كُلِّ - مَخْلُوقٍ (7)
وَ وارِثَ كُلِّ شَىْ ءٍ (8)
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ (9)
وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَىْ ءٍ (10)
وَ هُوَ بِكُلِّ - شَىْ ءٍ مُحيطٌ (11)
وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ رَقيبٌ (12)
ص: 270
اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ (1)
الْاَحَدُ الْمُتَوَحِّدُ (2)
الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ (3)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (4)
الْكَريمُ الْمُتَكَرِّمُ (5)
- الْعَظيمُ الْمُتَعَظِّمُ -(6)
الْكَبيرُ الْمُتَكَبِّرُ (7)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (8)
الْعَلِىُّ الْمُتَعالِ (9)
الشَّديدُ الْمِحالِ (10)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ (11)
الرَّحْمنُ الرَّحيمُ (12)
الْعَليمُ الْحَكيمُ (13)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (14)
السَّميعُ الْبَصيرُ (15)
الْقَديمُ الْخَبيرُ (16)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ الاَّ اَنْتَ (17)
ص: 271
الْكَريمُ الْاَكْرَمُ (1)
الدّآئِمُ الْاَدْوَمُ(2)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (3)
الْاَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ اَحَدٍ (4)
وَ الْاخِرُ بَعْدَ كُلِّ - عَدَدٍ (5)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (6)
الدّانى فى عُلُوِّهِ (7)
وَالْعالى فى دُنُّوِه (8)
وَ اَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ (9)
ذُوالْبَهآءِ وَالْمَجْدِ (10)
وَالْكَبْرِيآءِ وَالْحَمْدِ (11)
وَاَنْتَ اللَّهُ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ (12)
الَّذى اَنْشَاْتَ الْاَشْيآءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخٍ (13)
وَ صَوَّرْتَ ما صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثالٍ (14)
وَ ابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعاتِ بِلاَ احْتِذآءٍ (15)
اَنْتَ الَّذى قَدَّرْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ تَقْديراً (16)
وَ يَسَّرْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ تَيْسيراً (17)
وَ دَبَّرْتَ ما دُونَكَ تَدْبيراً (18)
ص: 272
اَنْتَ الَّذى لَمْ يُعِنْكَ عَلى خَلْقِكَ شَريكٌ (1)
وَلَمْ يُوازِرْكَ فى اَمْرِكَ وَزيرٌ (2)
وَلَمْ يَكُنْ لَكَ مُشاهِدٌ وَ لا نَظيرٌ (3)
اَنْتَ الَّذى اَرَدْتَ فَكانَ حَتْماً ما اَرَدْتَ (4)
وَ قَضَيْتَ فَكانَ عَدْلاً ما قَضَيْتَ (5)
وَ حَكَمْتَ فَكانَ نِصْفاً ما حَكَمْتَ (6)
اَنْتَ الَّذى لايَحْويكَ مَكانٌ (7)
وَلَمْ يَقُمْ لِسُلْطانِكَ سُلْطانٌ (8)
وَ لَمْ يُعْيِكَ بُرْهانٌ وَ لا بَيانٌ (9)
اَنْتَ الَّذى اَحْصَيْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ عَدَداً (10)
وَجَعَلْتَ لِكُلِّ - شَىْ ءٍ اَمَداً (11)
وَ قَدَّرْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ تَقْديراً (12)
اَنْتَ الَّذى قَصُرَتِ الْاَوْهامُ عَنْ ذاتِيَّتِكَ (13)
وَ عَجَزَتِ الْاَفْهامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ (14)
ص: 273
وَلَمْ تُدْرِكِ الْاَبْصارُ مَوْضِعَ اَيْنِيَّتِكَ (1)
اَنْتَ الَّذى لا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً (2)
وَ لَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً (3)
وَ لَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً (4)
اَنْتَ الَّذى لا ضِدَّ مَعَكَ فَيُعانِدَكَ (5)
وَ لا عِدْلَ لَكَ فَيُكاثِرَكَ (6)
وَ لا نِدَّ لَكَ فَيُعارِضَكَ (7)
اَنْتَ الَّذِى ابْتَدَأَ وَ اخْتَرَعَ! (8)
وَ اسْتَحْدَثَ وَ ابْتَدَعَ (9)
وَ اَحْسَنَ صُنْعَ ما صَنَعَ سُبْحانَكَ! (10)
ما اَجَلَّ شَاْنَكَ! (11)
وَ اَسْنى فِى الْاَماكِنِ مَكانَكَ ! (12)
وَ اَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقانَكَ! (13)
ص: 274
سُبْحانَكَ مِنْ لَطيفٍ ما اَلْطَفَكَ! (1)
وَ رَؤُوفٍ ما اَرْأفَكَ!(2)
وَ حَكيمٍ ما اَعْرَفَكَ!(3)
سُبْحانَكَ مِنْ مَليكٍ ما! (4)
اَمْنَعَكَ! وَجَوادٍ ما اَوْسَعَكَ! (5)
وَ رَفيعٍ ما اَرْفَعَكَ! (6)
ذُو الْبَهآءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيآءِ وَالْحَمْدِ. سُبْحانَكَ! (7)
بَسَطْتَ بِالْخَيْراتِ يَدَكَ (8)
وَ عُرِفَتِ الْهِدايَةُ مِنْ عِنْدِكَ (9)
فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدينٍ اَوْ دُنْيا وَجَدَكَ. سُبْحانَكَ! (10)
خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى فى عِلْمِكَ (11)
وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مادُونَ عَرْشِكَ (12)
ص: 275
وَ انْقادَ لِلتَّسْليمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ.(1)
سُبْحانَكَ! لاتُحَسُّ وَ لا تُجَسُّ وَ لا تُمَسُّ (2)
وَ لا تُكادُ وَ لا تُماطُ وَلا تُنازَعُ وَلا تُجارى وَلا تُمارى و َلا تُخادَعُ وَ لا تُماكَرُ. (3)
سُبْحانَكَ! سَبيلُكَ جَدَدٌ (4)
وَاَمْرُكَ رَشَدٌ (5)
وَ اَنْتَ حَىٌّ صَمَدٌ. (6)
سُبْحانَكَ! قَوْلُكَ حُكْمٌ (7)
وَ قَضآؤُكَ حَتْمٌ (8)
وَ اِرادَتُكَ عَزْمٌ (9)
سُبْحانَكَ! لا رادَّ لِمَشِيَّتِكَ وَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ.(10)
سُبْحانَكَ! باهِرَ الْاياتِ (11)
فاطِرَ السَّمواتِ (12)
بارِئَ النَّسَماتِ (13)
لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَدُومُ بِدَوامِكَ (14)
وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِنِعْمَتِكَ (15)
ص: 276
وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يُوازى صُنْعَكَ (1)
وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَزيدُ عَلى رِضاكَ (2)
وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حامِدٍ (3)
وَ شُكْراً يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ - شاكِرٍ (4)
حَمْداً لايَنْبَغى اِلاَّ لَكَ (5)
وَلايُتَقَرَّبُ بِهِ اِلاَّ اِلَيْكَ (6)
حَمْداً يُسْتَدامُ بِهِ الْاَوَّلُ (7)
وَ يُسْتَدْعى بِهِ دَوامُ الْاخِرِ (8)
حَمْداً يَتَضاعَفُ عَلى كُرُورِ الْاَزْمِنَةِ (9)
وَ يَتَزايَدُ اَضْعافاً مُتَرادِفَةً (10)
حَمْداً يَعْجِزُ عَنْ اِحْصآئِهِ الْحَفَظَةُ (11)
وَ يَزيدُ عَلى ما اَحْصَتْهُ فى كِتابِكَ الْكَتَبَةُ (12)
حَمْداً يُوازِنُ عَرْشَكَ الْمَجيدَ (13)
وَ يُعادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفيعَ (14)
حَمْداً يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوابُهُ (15)
ص: 277
وَ يَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزآءٍ جَزآؤُهُ (1)
حَمْداً ظاهِرُهُ وَفْقٌ لِباطِنِهِ (2)
وَ باطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ (3)
حَمْداًلَمْ يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ (4)
وَلايَعْرِفُ اَحَدٌ سِواكَ فَضْلَهُ (5)
حَمْداً يُعانُ مَنِ اجْتَهَدَ فى تَعْديدِهِ (6)
وَ يُؤَيَّدُ مَنْ اَغْرَقَ نَزْعاً فى تَوْفِيَتِهِ (7)
حَمْداً يَجْمَعُ ما خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ (8)
وَ يَنْتَظِمُ ما اَنْتَ خالِقُهُ مِنْ بَعْدُ (9)
حَمْداً لا حَمْدَ اَقْرَبُ اِلى قَوْلِكَ مِنْهُ (10)
وَ لا اَحْمَدَ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ (11)
حَمْداً يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزيدَ بِوُفُورِهِ (12)
وَ تَصِلُهُ بِمَزيدٍ بَعْدَ مَزيدٍ طَوْلاً مِنْكَ (13)
حَمْداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ .(14)
ص: 278
وَ يُقابِلُ عِزَّ جَلالِكَ (1)
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ (2)
الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفَى الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ (3)
اَفْضَلَ صَلَواتِكَ (4)
وَ بارِكْ عَلَيْهِ اَتَمَّ بَرَكاتِكَ (5)
وَ تَرَحَّمْ عَلَيْهِ اَمْتَعَ رَحَماتِكَ (6)
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ وَالِهِ (7)
صَلوةً زاكِيَةً لاتَكُونُ صَلوةٌ اَزْكى مِنْها (8)
وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلوةً نامِيَةً لا تَكُونُ صَلوةٌ اَنْمى مِنْها (9)
وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلوةً راضِيَةً لا تَكُونُ صَلوةٌ فَوْقَها (10)
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (11)
صَلوةً تُرْضيهِ وَتَزيدُ عَلى رِضاهُ (12)
ص: 279
وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلوةً تُرْضيكَ وَتَزيدُ عَلى رِضاكَ لَهُ (1)
وَ صَلِّ - عَلَيْهِ صَلوةً لاتَرْضى لَهُ اِلاَّ بِها (2)
وَ لا تَرى غَيْرَهُ لَها اَهْلاً (3)
. رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
صَلوةً تُجاوِزُ رِضْوانَكَ (5)
وَ يَتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقآئِكَ (6)
وَلايَنْفَدُ كَما لاتَنْفَدُ كَلِماتُكَ (7)
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (8)
صَلوةً تَنْتَظِمُ صَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وَ اَنْبِيآئِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اَهْلِ طاعَتِكَ (9)
وَ تَشْتَمِلُ عَلى صَلَواتِ عِبادِكَ مِنْ جِنِّكَ وَ اِنْسِكَ وَ اَهْلِ اِجابَتِكَ (10)
وَ تَجْتَمِعُ عَلى صَلوةِ كُلِّ مَنْ ذَرَاْتَ وَ بَرَاْتَ مِنْ اَصْنافِ خَلْقِكَ (11)
ص: 280
رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ الِهِ (1)
صَلوةً تُحيطُ بِكُلِّ صَلوةٍ سالِفَةٍ وَ مُسْتَاْنَفَةٍ (2)
وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلى الِهِ (3)
صَلوةً مَرْضِيَّةً لَكَ وَ لِمَنْ دُونَكَ (4)
وَ تُنْشِئُ مَعَ,ذلِكَ صَلَواتٍ تُضاعِفُ مَعَها تِلْكَ الصَّلَواتِ عِنْدَها (5)
وَ تَزيدُها عَلى كُرُورِ الْاَيّامِ زِيادَةً فى تَضاعيفَ لا يَعُدُّها غَيْرُكَ(6)
رَبِّ صَلِّ عَلى اَطآئِبِ اَهْلِ بَيْتِهِ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِأمْرِكَ(7)
وَ جَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ (8)
وَ حَفَظَةَ دينِكَ (9)
وَ خُلَفآءَكَ فى اَرْضِكَ (10)
وَ حُجَجَكَ عَلى عِبادِكَ (11)
وَ طَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهيراً بِاِرادَتِكَ (12)
وَجَعَلْتَهُمُ الْوَسيلَةَ اِلَيْكَ (13)
ص: 281
وَالْمَسْلَكَ اِلى جَنَّتِكَ.(1)
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ .(2)
صَلوةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِها مِنْ نِحَلِكَ وَ كَرامَتِكَ (3)
وَ تُكْمِلُ لَهُمُ الْاَشْيآءَ مِنْ عَطاياكَ وَ نَوافِلِكَ (4)
وَ تُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوآئِدِكَ وَ فَوآئِدِكَ. (5)
رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ صَلوةً لا اَمَدَ فى اَوَّلِها(6)
وَ لا غايَةَ لِأمَدِها (7)
وَ لا نِهايَةَ لِاخِرِها. (8)
رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَ مادُونَهُ (9)
وَ مِلْاَسَمواتِكَ وَ ما فَوْقَهُنَّ (10)
وَعَدَدَ اَرَضيكَ وَ ما تَحْتَهُنَّ وَ ما بَيْنَهُنَّ (11)
صَلوةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفى (12)
وَتَكُونُ لَكَ وَ لَهُمْ رِضًى (13)
ص: 282
وَ مُتَّصِلَةٌ بِنَظآئِرِهِنَّ اَبَداً. (1)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَيَّدْتَ دينَكَ فى كُلِّ اَوانٍ بِاِمامٍ اَقَمْتَهُ عَلَماً. لِعِبادِكَ(2)
وَ مَناراً فى بِلادِكَ (3)
بَعْدَ اَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ (4)
وَ جَعَلْتَهُ الذَّريعَةَ اِلى رِضْوانِكَ (5)
وَ افْتَرَضْتَ طاعَتَهُ (6)
وَ حَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ وَ أَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَ الاِنْتِهَاءِ عِنْدَ نَهْيِهِ (7)
وَ أَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ (8)
وَ لاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ فَهُوَ عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ (9)
وَ كَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ (10)
وَ عُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ (11)
وَ بَهَاءُ الْعَالَمِينَ (12)
ص: 283
اَللَّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ (1)
وَ أَوْزِعْنَا مِثْلَهُ فِيهِ (2)
وَ آتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً (3)
وَ افْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً(4)
وَ أَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الْأَعَزِّ (5)
وَ اشْدُدْ أَزْرَهُ(6)
وَ قَوِّ عَضُدَهُ (7)
وَ رَاعِهِ بِعَيْنِكَ (8)
وَ احْمِهِ بِحِفْظِكَ (9)
وَ انْصُرْهُ بِمَلاَئِكَتِكَ (10)
وَ امْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الْأَغْلَبِ (11)
وَ أَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وَ حُدُودَكَ وَ شَرَائِعَكَ وَ سُنَنَ رَسُولِكَ – صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ –(12)
وَ أَحْيِ بِهِ مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِينِكَ (13)
وَ اجْلُ بِهِ صَدَاءَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِكَ (14)
ص: 284
وَ أَبِنْ بِهِ الضَّرَّاءَ مِنْ سَبِيلِكَ (1)
وَ أَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ وَ امْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً(2)
وَ أَلِنْ جَانِبَهُ لِأَوْلِيَائِكَ(3)
وَ ابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ (4)
وَ هَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ تَعَطُّفَهُ وَ تَحَنُّنَهُ (5)
وَ اجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ (6)
وَ فِي رِضَاهُ سَاعِينَ وَ إِلَى نُصْرَتِهِ(7)
وَ الْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ(8)
وَ إِلَيْكَ وَ إِلَى رَسُولِكَ – صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ – بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ (9)
اَللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى أَوْلِيَائِهِمُ(10)
الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمُ (11)
الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمُ الْمُقْتَفِينَ آثَارَهُمُ الْمُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَتِهِمُ (12)
ص: 285
الْمُتَمَسِّكِينَ بِوِلاَيَتِهِمُ:(1)
الْمُؤْتَمِّينَ بِإِمَامَتِهِمُ(2)
الْمُسَلِّمِينَ لِأَمْرِهِمُ (3)
الْمُجْتَهِدِينَ فِي طَاعَتِهِمُ (4)
الْمُنْتَظِرِينَ أَيَّامَهُمُ (5)
الْمَادِّينَ إِلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمْ (6)
الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ الزَّاكِيَاتِ النَّامِيَاتِ الْغَادِيَاتِ الرَّائِحَاتِ.(7)
وَ سَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِهِمْ(8)
وَ اجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ وَ أَصْلِحْ لَهُمْ شُئُونَهُمْ وَ تُبْ عَلَيْهِمْ(9)
إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (10)
وَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ(11)
ص: 286
وَ اجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلاَمِ (1)
بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (2)
اَللَّهُمَّ هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ (3)
يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ عَظَّمْتَهُ(4)
نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ وَ مَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ(5)
وَ أَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ(6)
وَ تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ (7)
اَللَّهُمَّ وَ أَنَا عَبْدُكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ وَ بَعْدَ خَلْقِكَ (8)
إِيَّاهُ فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ (9)
وَ وَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ (10)
وَ عَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ (11)
وَ أَدْخَلْتَهُ فِي حِزْبِكَ وَ أَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ (12)
ص: 287
وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ (1)
ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ(2)
وَ زَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ (3)
وَ نَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ (4)
فَخَالَفَ أَمْرَكَ (5)
إِلَى نَهْيِكَ لاَ مُعَانَدَةً لَكَ(6)
وَ لاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ (7)
بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إِلَى مَا زَيَّلْتَهُ وَ إِلَى مَا حَذَّرْتَهُ وَ أَعَانَهُ عَلَى ذَلِكَ عَدُوُّكَ وَ عَدُوُّهُ (8)
فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً بِوَعِيدِكَ رَاجِياً لِعَفْوِكَ وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ (9)
وَ كَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَفْعَلَ (10)
وَ هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً (11)
ص: 288
ذَلِيلاً خَاضِعاً خَاشِعاً خَائِفاً مُعْتَرِفاً بِعَظِيمٍ مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ (1)
وَ جَلِيلٍ مِنَ الْخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ (2)
مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ لاَئِذاً بِرَحْمَتِكَ(3)
مُوقِناً أَنَّهُ لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ (4)
وَ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ (5)
فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ (6)
وَ جُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ (7)
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ (8)
وَ اجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ نَصِيباً (9)
أَنَالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ وَ لاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ (10)
ص: 289
وَ إِنِّي وَ إِنْ لَمْ أُقَدِّمْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ(1)
فَقَدْ قَدَّمْتُ تَوْحِيدَكَ وَ نَفْيَ الْأَضْدَادِ وَ الْأَنْدَادِ وَ الْأَشْبَاهِ عَنْكَ (2)
وَ أَتَيْتُكَ مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتَى مِنْهَا (3)
وَ تَقَرَّبْتُ إِلَيْكَ بِمَا لاَ يَقْرُبُ أَحَدٌ مِنْكَ إِلاَّ بالتَّقَرُّبِ بِهِ (4)
ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذَلِكَ بِالْإِنَابَةِ إِلَيْكَ (5)
وَ التَّذَلُّلِ وَ الاِسْتِكَانَةِ لَكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ بِكَ (6)
وَ الثِّقَةِ بِمَا عِنْدَكَ وَ شَفَعْتُهُ بِرَجَائِكَ الَّذِي قَلَّ مَا يَخِيبُ عَلَيْهِ رَاجِيكَ (7)
وَ سَأَلْتُكَ مَسْأَلَةَ الْحَقِيرِ الذَّلِيلِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ (8)
وَ مَعَ ذَلِكَ خِيفَةً وَ تَضَرُّعاً وَ تَعَوُّذاً وَ تَلَوُّذاً(9)
لاَ مُسْتَطِيلاً بِتَكَبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ (10)
وَ لاَ مُتَعَالِياً بِدَالَّةِ الْمُطِيعِينَ وَ لاَ مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ (11)
وَ أَنَا بَعْدُ أَقَلُّ الْأَقَلِّينَ (12)
ص: 290
وَ أَذَلُّ الْأَذَلِّينَ (1)
وَ مِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَهَا(2)
فَيَا مَنْ لَمْ يُعَاجِلِ الْمُسِيئِينَ (3)
وَ لاَ يَنْدَهُ الْمُتْرَفِينَ وَ يَا مَنْ يَمُنُّ بِإِقَالَةِ الْعَاثِرِينَ(4)
وَ يَتَفَضَّلُ بِإِنْظَارِ الْخَاطِئِينَ (5)
أَنَا الْمُسِي ءُ الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ(6)
الْعَاثِرُ أَنَا الَّذِي أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً(7)
أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً (8)
أَنَا الَّذِي اسْتَخْفَى مِنْ عِبَادِكَ وَ بَارَزَكَ (9)
أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ (10)
وَ أَمِنَكَ أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ(11)
وَ لَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ (12)
أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ (13)
أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ (14)
أَنَا القَلِيلُ الْحَيَاءِ(15)
أَنَا الطَّوِيلُ الْعَنَاءِ(16)
ص: 291
بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ بِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَ مَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ (1)
بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِكَ (2)
وَ مَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِكَ (3)
بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوَالاَتَهُ بِمُوَالاَتِكَ (4)
وَ مَنْ نُطْتَ مُعَادَاتَهُ بِمُعَادَاتِكَ (5)
تَغَمَّدْنِي فِي يَوْمِي هَذَا بِمَا تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَأَرَ إِلَيْكَ مُتَنَصِّلاً وَ عَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ تَائِباً(6)
وَ تَوَلَّنِي بِمَا تَتَوَلَّى بِهِ أَهْلَ طَاعَتِكَ وَ الزُّلْفَى لَدَيْكَ وَ الْمَكَانَةِ مِنْكَ (7)
وَ تَوَحَّدْنِي بِمَا تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفَى بِعَهْدِكَ وَ أَتْعَبَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِكَ وَ أَجْهَدَهَا فِي مَرْضَاتِكَ (8)
وَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِتَفْرِيطِي فِي جَنْبِكَ وَ تَعَدِّي طَوْرِي فِي حُدُودِكَ وَ مُجَاوَزَةِ أَحْكَامِكَ (9)
ص: 292
وَ لاَ تَسْتَدْرِجْنِي بِإِمْلاَئِكَ لِي اسْتِدْرَاجَ (1)
مَنْ مَنَعَنِي خَيْرَ مَا عِنْدَهُ (2)
وَ لَمْ يَشْرَكْكَ فِي حُلُولِ نِعْمَتِهِ بِي (3)
وَ نَبِّهْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ وَ سِنَةِ الْمُسْرِفِينَ وَ نَعْسَةِ الْمَخْذُولِينَ (4)
وَ خُذْ بِقَلْبِي إِلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ الْقَانِتِينَ (5)
وَ اسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدِينَ (6)
وَ اسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهَاوِنِينَ (7)
وَ أَعِذْنِي مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْكَ (8)
وَ يَحُولُ بَيْنِي وَ بَيْنَ حَظِّي مِنْكَ وَ يَصُدُّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ (9)
ص: 293
وَ سَهِّلْ لِي مَسْلَكَ الْخَيْرَاتِ إِلَيْكَ وَ الْمُسَابَقَةَ إِلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ وَ الْمُشَاحَّةَ فِيهَا عَلَى مَا أَرَدْتَ (1)
وَ لاَ تَمْحَقْنِي فِيمَن تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِمَا أَوْعَدْتَ (2)
وَ لاَ تُهْلِكْنِي مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضِينَ لِمَقْتِكَ (3)
وَ لاَ تُتَبِّرْنِي فِيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ سُبُلِكَ (4)
وَ نَجِّنِي مِنْ غَمَرَاتِ الْفِتْنَةِ وَ خَلِّصْنِي مِنْ لَهَوَاتِ الْبَلْوَى.(5)
وَ أَجِرْنِي مِنْ أَخْذِ الْإِمْلاَءِ وَ حُلْ(6)
بَيْنِي وَ بَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّنِي (7)
وَ هَوًى يُوبِقُنِي وَ مَنْقَصَةٍ تَرْهَقُنِي.(8)
وَ لاَ تُعْرِضْ عَنِّي إِعْرَاضَ مَنْ لاَ تَرْضَى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ (9)
ص: 294
وَ لاَ تُؤْيِسْنِي مِنَ الْأَمَلِ فِيكَ فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ (1)
وَ لاَ تَمْنِحْنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ فَتَبْهَظَنِي مِمَّا تُحَمِّلُنِيهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ (2)
وَ لاَ تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إِرْسَالَ مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ وَ لاَ حَاجَةَ بِكَ إِلَيْهِ وَ لاَ إِنَابَةَ لَهُ (3)
وَ لاَ تَرْمِ بِي رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ وَ مَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ (4)
بَلْ خُذْ بِيَدِي مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدِّينَ (5)
وَ وَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفِينَ وَ زَلَّةِ الْمَغْرُورِينَ (6)
وَ وَرْطَةِ الْهَالِكِينَ (7)
وَ عَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ (8)
ص: 295
وَ إِمَائِكَ وَ بَلِّغْنِي مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ(1)
وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَ رَضِيتَ عَنْهُ فَأَعَشْتَهُ حَمِيداً وَ تَوَفَّيْتَهُ سَعِيداً(2)
وَ طَوِّقْنِي طَوْقَ الْإِقْلاَعِ عَمَّا يُحْبِطُ الْحَسَنَاتِ (3)
وَ يَذْهَبُ بِالْبَرَكَاتِ (4)
وَ أَشْعِرْ قَلْبِيَ الاِزْدِجَارَ عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئَاتِ وَ فَوَاضِحِ الْحَوْبَاتِ (5)
وَ لاَ تَشْغَلْنِي بِمَا لاَ أُدْرِكُهُ إِلاَّ بِكَ عَمَّا لاَ يُرْضِيكَ عَنِّي غَيْرُهُ (6)
وَ انْزِعْ مِنْ قَلْبِي حُبَّ دُنْيَا دَنِيَّةٍ تَنْهَى عَمَّا عِنْدَكَ (7)
و َ تَصُدُّ عَنِ ابْتِغَاءِ الْوَسِيلَةِ إِلَيْكَ(8)
وَ تُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ مِنْكَ (9)
وَ زَيِّنْ لِيَ التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ(10)
وَ هَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ (11)
ص: 296
وَ تَقْطَعُنِي عَنْ رُكُوبِ مَحَارِمِكَ وَ تَفُكَّنِي مِنْ أَسْرِ الْعَظَائِمِ (1)
وَ هَبْ لِيَ التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيَانِ وَ أَذْهِبْ عَنِّي دَرَنَ الْخَطَايَا وَ سَرْبِلْنِي بِسِرْبَالِ عَافِيَتِكَ (2)
وَ رَدِّنِي رِدَاءَ مُعَافَاتِكَ (3)
وَ جَلِّلْنِي سَوَابِغَ نَعْمَائِكَ وَ ظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وَ طَوْلَكَ (4)
وَ أَيِّدْنِي بِتَوْفِيقِكَ وَ تَسْدِيدِكَ (5)
وَ أَعِنِّي عَلَى صَالِحِ النِّيَّةِ وَ مَرْضِيِّ الْقَوْلِ وَ مُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ (6)
وَ لاَ تَكِلْنِي إِلَى حَوْلِي وَ قُوَّتِي دُونَ حَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ (7)
وَ لاَ تُخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقَائِكَ(8)
وَ لاَ تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَوْلِيَائِكَ (9)
وَ لاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ وَ لاَ تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ (10)
ص: 297
بَلْ أَلْزِمْنِيهِ فِي أَحْوَالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاَتِ الْجَاهِلِينَ(1)
لِآلاَئِكَ وَ أَوْزِعْنِي أَنْ أُثْنِيَ بِمَا أَوْلَيْتَنِيهِ وَ أَعْتَرِفَ بِمَا أَسْدَيْتَهُ إِلَيَ (2)
وَ اجْعَلْ رَغْبَتِي إِلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ (3)
وَ حَمْدِي إِيَّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِينَ (4)
وَ لاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ فَاقَتِي إِلَيْكَ (5)
وَ لاَ تُهْلِكْنِي بِمَا أَسْدَيْتُهُ إِلَيْكَ وَ لاَ تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ الْمُعَانِدِينَ لَكَ (6)
فَإِنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ (7)
وَ أَنَّكَ أَوْلَى بِالْفَضْلِ (8)
ص: 298
وَ أَعْوَدُ بِالْإِحْسَانِ وَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(1)
وَ أَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تُعَاقِبَ (2)
وَ أَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إِلَى أَنْ تَشْهَرَ(3)
فَأَحْيِنِي حَيَاةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِمَا أُرِيدُ (4)
وَ تَبْلُغُ مَا أُحِبُّ مِنْ حَيْثُ لاَ آتِي مَا تَكْرَهُ(5)
وَ لاَ أَرْتَكِبُ مَا نَهَيْتَ عَنْهُ(6)
وَ أَمِتْنِي مِيتَةَ مَنْ يَسْعَى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ (7)
وَ ذَلِّلْنِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَ أَعِزَّنِي عِنْدَ خَلْقِكَ(8)
وَ ضَعْنِي إِذَا خَلَوتُ بِكَ وَ ارْفَعْنِي بَيْنَ عِبَادِكَ وَ أَغْنِنِي عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنِّي (9)
ص: 299
وَ زِدْنِي إِلَيْكَ فَاقَةً وَ فَقْراً(1)
وَ أَعِذْنِي مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ (2)
وَ مِنْ حُلُولِ الْبَلاَءِ وَ مِنَ الذُّلِّ وَ الْعَنَاءِ(3)
تَغَمَّدْنِي فِيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي بِمَا يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ(4)
لَوْ لاَ حِلْمُهُ وَ الْآخِذُ عَلَى الْجَرِيرَةِ لَوْ لاَ أَنَاتُهُ (5)
وَ إِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً أَوْ سُوءاً ف(6)
َنَجِّنِي مِنْهَا لِوَاذاً بِكَ وَ إِذْ لَمْ تُقِمْنِي مَقَامَ فَضِيحَةٍ فِي دُنْيَاكَ فَلاَ تُقِمْنِي مِثْلَهُ فِي آخِرَتِكَ (7)
وَ اشْفَعْ لِي أَوَائِلَ مِنَنِكَ بِأَوَاخِرِهَا (8)
ص: 300
وَ قَدِيمَ فَوَائِدِكَ بِحَوَادِثِهَا وَ لاَ تَمْدُدْ لِي مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ قَلْبِي (1)
وَ لاَ تَقْرَعْنِي قَارِعَةً يَذْهَبُ لَهَا بَهَائِي وَ لاَ تَسُمْنِي خَسِيسَةً يَصْغُرُ لَهَا قَدْرِي(2)
وَ لاَ نَقِيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِهَا مَكَانِي (3)
وَ لاَ تَرُعْنِي رَوْعَةً أُبْلِسُ بِهَا وَ لاَ خِيفَةً أُوجِسُ دُونَهَا اجْعَلْ هَيْبَتِي فِي وَعِيدِكَ(4)
وَ حَذَرِي مِنْ إِعْذَارِكَ وَ إِنْذَارِكَ وَ رَهْبَتِي عِنْد تِلاَوَةِ آيَاتِكَ (5)
وَ اعْمُرْ لَيْلِي بِإِيقَاظِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ و(6)
َ تَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ وَ تَجَرُّدِي بِسُكُونِي إِلَيْكَ (7)
وَ إِنْزَالِ حَوَائِجِي بِكَ وَ مُنَازَلَتِي إِيَّاكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنْ نَارِكَ (8)
ص: 301
وَ إِجَارَتِي مِمَّا فِيهِ أَهْلُهَا مِنْ عَذَابِكَ (1)
وَ لاَ تَذَرْنِي فِي طُغْيَانِي عَامِهاً وَ لاَ فِي غَمْرَتِي سَاهِياً حَتَّى حِينٍ وَ لاَ تَجْعَلْنِي عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ (2)
وَ لاَ نَكَالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ وَ لاَ فِتْنَةً لِمَنْ نَظَرَ(3)
وَ لاَ تَمْكُرْ بِي فِيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ وَ لاَ تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي (4)
وَ لاَ تُغَيِّرْ لِي اسْماً وَ لاَ تُبَدِّلْ لِي جِسْماً(5)
وَ لاَ تَتَّخِذْنِي هُزُواً لِخَلْقِكَ وَ لاَ سُخْرِيّاً لَكَ (6)
وَ لاَ تَبَعاً إِلاَّ لِمَرْضَاتِكَ وَ لاَ مُمْتَهَناً إِلاَّ بِالاِنْتِقَامِ لَكَ (7)
وَ أَوْجِدْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَ حَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ وَ رَوْحِكَ وَ رَيْحَانِكَ وَ جَنَّةِ نَعِيمِكَ (8)
ص: 302
وَ أَذِقْنِي طَعْمَ الْفَرَاغِ لِمَا تُحِبُّ بِسَعَةٍ مِنْ سَعَتِكَ (1)
وَ الاِجْتِهَادِ فِيمَا يُزْلِفُ لَدَيْكَ وَ عِنْدَكَ وَ أَتْحِفْنِي بِتُحْفَةٍ مِنْ تُحَفَاتِكَ (2)
وَ اجْعَلْ تِجَارَتِي رَابِحَةً وَ كَرَّتِي غَيْرَ خَاسِرَةٍ(3)
وَ أَخِفْنِي مَقَامَكَ وَ شَوِّقْنِي لِقَاءَكَ (4)
وَ تُبْ عَلَيَّ تَوْبَةً نَصُوحاً لاَ تُبْقِ مَعَهَا ذُنُوباً صَغِيرَةً وَ لاَ كَبِيرَةً(5)
وَ لاَ تَذَرْ مَعَهَا عَلاَنِيَةً وَ لاَ سَرِيرَةً(6)
وَ انْزِعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْرِي لِلْمُؤْمِنِينَ وَ اعْطِفْ بِقَلْبِي عَلَى الْخَاشِعِينَ (7)
وَ كُنْ لِي كَمَا تَكُونُ لِلصَّالِحِينَ (8)
ص: 303
وَ حَلِّنِي حِلْيَةَ الْمُتَّقِينَ وَ اجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْغَابِرِينَ (1)
وَ ذِكْراً نَامِياً فِي الْآخِرِينَ وَ وَافِ بِي عَرْصَةَ الْأَوَّلِينَ (2)
وَ تَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَ ظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَيَّ (3)
امْلَأْ مِنْ فَوَائِدِكَ يَدَيَّ وَ سُقْ كَرَائِمَ مَوَاهِبِكَ إِلَيَ (4)
وَ جَاوِرْ بِيَ الْأَطْيَبِينَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ فِي الْجِنَانِ الَّتِي زَيَّنْتَهَا لِأَصْفِيَائِكَ(5)
وَ جَلِّلْنِي شَرَائِفَ نِحَلِكَ فِي الْمَقَامَاتِ الْمُعَدَّةِ لِأَحِبَّائِكَ (6)
ص: 304
وَ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ مَقِيلاً آوِي إِلَيْهِ مُطْمَئِنّاً وَ مَثَابَةً أَتَبَوَّؤُهَا وَ أَقَرُّ عَيْناً(1)
وَ لاَ تُقَايِسْنِي بِعَظِيمَاتِ الْجَرَائِرِ.(2)
وَ لاَ تُهْلِكْنِي يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ وَ أَزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَ شُبْهَةٍ(3)
وَ اجْعَلْ لِي فِي الْحَقِّ طَرِيقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَةٍ. (4)
وَ أَجْزِلْ لِي قِسَمَ الْمَوَاهِبِ مِنْ نَوَالِكَ وَ وَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الْإِحْسَانِ مِنْ إِفْضَالِكَ (5)
وَ اجْعَلْ قَلْبِي وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ (6)
وَ هَمِّي مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ وَ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْتَعْمِلُ بِهِ خَالِصَتَكَ (7)
ص: 305
وَ أَشْرِبْ قَلْبِي عِنْدَ ذُهُولِ الْعُقُولِ طَاعَتَكَ (1)
وَ اجْمَعْ لِيَ الْغِنَى وَ الْعَفَافَ وَ الدَّعَةَ وَ الْمُعَافَاةَ وَ الصِّحَّةَ وَ السَّعَةَ وَ الطُّمَأْنِينَةَ وَ الْعَافِيَةَ(2)
وَ لاَ تُحْبِطْ حَسَنَاتِي بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ(3)
وَ لاَ خَلَوَاتِي بِمَا يَعْرِضُ لِي مِنْ نَزَغَاتِ فِتْنَتِكَ.(4)
وَ صُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ(5)
وَ ذُبِّنِي عَنِ الْتِمَاسِ مَا عِنْدَ الْفَاسِقِينَ (6)
وَ لاَ تَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً وَ لاَ لَهُمْ عَلَى مَحْوِ كِتَابِكَ يَداً (7)
وَ نَصِيراً وَ حُطْنِي مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ حِيَاطَةً تَقِينِي بِهَا(8)
وَ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رِزْقِكَ الْوَاسِعِ(9)
إِنِّي إِلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ وَ أَتْمِمْ لِي إِنْعَامَكَ إِنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِينَ (10)
وَ اجْعَلْ بَاقِيَ عُمُرِي فِي الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ (11)
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ السَّلاَمُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَبَدَ الْآبِدِينَ (12)
ص: 306
وَكان مِن دعائِه عليه السلام يَوْمَ الْأضْحى وَ يومَ الجُمُعةِ(1)
اَللَّهُمَّ هذا يَوْمٌ مُبارَكٌ مَيْمُونٌ (2)
وَالْمُسْلِمُونَ فيهِ مُجْتَمِعُونَ فى اَقْطارِ اَرْضِكَ (3)
يَشْهَدُ السَّآئِلُ مِنْهُمْ وَالطَّالِبُ وَالرَّاغِبُ وَالرَّاهِبُ (4)
وَاَنْتَ النَّاظِرُ فى حَوآئِجِهِمْ (5)
فَاَسْئَلُكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَهَوانِ ماسَئَلْتُكَ عَلَيْكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِهِ(6)
وَاَسْئَلُكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا بِاَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَ لَكَ الْحَمْدَ (7)
لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (8)
الْحَليمُ الْكَريمُ الْحَنّانُ الْمنّانُ ذُوالْجَلالِ وَالْاِكْرامِ(9)
بَديعُ السَّمواتِ وَالْاَرْضِ (10)
مَهْما قَسَمْتَ بَيْنَ عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ (11)
مِنْ خَيْرٍ اَوْ عافِيَةٍ اَوْ بَرَكَةٍ اَوْ هُدًى اَوْ عَمَلٍ بِطاعَتِكَ (12)
اَوْ خَيْرٍ تَمُنُّ بِهِ عَلَيْهِمْ تَهْديهِمْ بِهِ اِلَيْكَ (13)
اَوْ تَرْفَعُ لَهُمْ عِنْدَكَ دَرَجَةً (14)
اَوْ تُعْطيهِمْ بِهِ خَيْراً مِنْ خَيْرِ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ اَنْ تُوَفِّرَ حَظّى وَنَصيبى مِنْهُ. وَاَسْئَلُكَ اللَّهُمَّ(15)
ص: 307
بِاَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْحَمْدَ (1)
لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ (2)
اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ حَبيبِكَ وَصِفْوَتِكَ (3)
وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ (4)
وَعَلى الِ مُحَمَّدٍ الْاَبْرارِ الطّاهِرينَ الْاَخْيارِ(5)
صَلوةً لايَقْوى عَلى اِحْصآئِها اِلاَّ اَنْتَ (6)
وَ اَنْ تُشْرِكَنا فى صالِحِ مَنْ دَعاكَ فى هذَاالْيَوْمِ مِنْ عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ (7)
يا رَبَّ الْعالَمينَ (8)
وَاَنْ تَغْفِرَ لَنا وَ لَهُمْ (9)
اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.(10)
اَللَّهُمَّ اِلَيْكَ تَعَمَّدْتُ بِحاجَتى وَ بِكَ اَنْزَلْتُ الْيَوْمَ. (11)
فَقْرى وَ فاقَتى وَ مَسْكَنَتى (12)
وَ اِنّى بِمَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ اَوْثَقُ مِنّى بِعَمَلى(13)
وَ لمَغْفِرَتُكَ وَ رَحْمَتُكَ اَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبى(14)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ (15)
وَ تَوَلَّ قَضآءَ كُلِّ حاجَةٍ هِىَ لى بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها (16)
ص: 308
وَتَيْسيرِ ذلِكَ عَلَيْكَ (1)
وَ بِفَقْرى اِلَيْكَ (2)
وَ غِناكَ عَنّى (3)
فَاِنّى لَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ اِلاَّ مِنْكَ (4)
وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّى سُوءًا قَطُّ اَحَدٌ غَيْرُكَ (5)
وَلا اَرْجُو لِأمْرِ اخِرَتى وَ دُنْياىَ سِواكَ (6)
اَللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّاَ وَ تَعَبَّاَ وَ اَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوَفادَةٍ اِلى مَخْلُوقٍ رَجآءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَطَلَبَ نَيْلِهِ وَجآئِزَتِهِ(7)
فَاِلَيْكَ - يا مَوْلاىَ - كانَتِ الْيَوْمَ تَهْيِئَتى وَ تَعْبِئَتى وَ اِعْدادى وَاسْتِعدادى رَجاءَ عَفْوِكَ وَ رِفْدِكَ وَ طَلَبَ نَيْلِكَ وَجآئِزَتِكَ(8)
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ(9)
وَلا تُخَيِّبِ الْيَوْمَ ذلِكَ مِنْ رَجآئى (10)
يا مَنْ لايُحْفيهِ سآئِلٌ (11)
وَ لايَنْقُصُهُ نآئِلٌ (12)
فَاِنّى لَمْ - اتِكَ ثِقَةً مِنّى بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَلا شَفاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ اِلاَّ شَفاعَةَ مُحَمَّدٍوَاَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِ صَلَواتُكَ وَعَلَيْهِمْ سَلامُكَ (13)
ص: 309
اَتَيْتُكَ(1)
مُقِرّاً بِالْجُرْمِ وَالْاِسآئَةِ اِلى نَفْسى (2)
اَتَيْتُكَ اَرْجُو عَظيمَ عَفْوِكَ الَّذى عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخاطِئينَ (3)
ثُمَّ لَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكوُفِهِمْ عَلى عَظيمِ الْجُرْمِ اَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ(4)
فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ واسِعَةٌ (5)
وَعَفْوُهُ عَظيمٌ (6)
ياعَظيمُ ياعَظيمُ (7)
ياكَريمُ ياكَريمُ (8)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ (9)
وَ عُدْ عَلَىَّ بِرَحْمَتِكَ (10)
وَتَعَطَّفْ عَلَىَّ بِفَضْلِكَ (11)
وَتَوَسَّعْ عَلَىَّ بِمَغْفِرَتِكَ. (12)
اَللَّهُمَّ اِنَّ هذَاالْمَقامَ لِخُلَفآئِكَ وَاَصْفِيآئِكَ .(13)
وَمَواضِعَ اُمَنآئِكَ فِى الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ الَّتِى اخْتَصَصْتَهُمْ(14)
بِها قَدِابْتَزُّوها - وَاَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِذلِكَ (15)
لايُغالَبُ اَمْرُكَ (16)
ص: 310
وَ لايُجاوَزُالْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبيرِكَ كَيْفَ شِئْتَ وَاَنّى شِئْتَ (1)
وَلِما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ (2)
غَيْرُ مُتَّهَمٍ عَلى خَلْقِكَ وَلا لاِرادَتِكَ - حَتّى عادَ صِفْوَتُكَ وَخُلَفآءُكَ مَغْلُوبينَ مَقْهُورينَ مُبْتَزّينَ (3)
يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلاً وَكِتابَكَ مَنْبُوذاً (4)
وَفَرآئِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهاتِ اَشْراعِكَ (5)
وَسُنَنَ نَبِيِّكَ مَتْرُوكَةً (6)
اَللَّهُمَّ الْعَنْ اَعْدآئَهُمْ مِنَ الْاَوَّلينَ وَالْاخِرينَ (7)
وَمَنْ رَضِىَ بِفِعالِهِمْ وَاَشْياعَهُمْ وَاَتْباعَهُمْ. (8)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ (9)
اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ (10)
كَصَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَ تَحِيّاتِكَ عَلى اَصْفِيآئِكَ اِبْراهيمَ وَ الِ اِبْراهيمَ (11)
ص: 311
وَعَجِّلِ الْفَرَجَ وَالرَّوْحَ وَالنُّصْرَةَ وَالتَّمْكينَ وَالتَّاْييدَ لَهُمْ. (1)
اَللَّهُمَّ وَاجْعَلْنى مِنْ اَهْلِ التَّوْحيدِ وَالْايمانِ بِكَ (2)
وَالتَّصْديقِ بِرَسُولِكَ (3)
وَالْاَئِمَّةِ الَّذينَ حَتَمْتَ طاعَتَهُمْ (4)
مِمَّنْ يَجْرى ذلِكَ بِهِ وَ عَلى يَدَيْهِ (5)
امينَ رَبَّ الْعالَمينَ (6)
اَللَّهُمَّ لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ اِلاَّ حِلْمُكَ (7)
وَلايَرُدُّ سَخَطَكَ اِلاّ عَفْوُكَ (8)
وَلايُجيرُ مِنْ عِقابِكَ اِلاَّ رَحْمَتُكَ (9)
وَلايُنْجينى مِنْكَ اِلاَّ التَّضَرُّعُ اِلَيْكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ (10)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ (11)
وَ هَبْ لَنا - يااِلهى - مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتى بِها تُحْيى اَمْواتَ الْعِبادِ(12)
ص: 312
وَ بِها تَنْشُرُ مَيْتَ الْبِلادِ (1)
وَلاتُهْلِكْنى - يا اِلهى - غَمّاً حَتّى تَسْتَجيبَ لى (2)
وَ تُعَرِّفَنِى الْاِجابَةَ فى دُعآئى (3)
وَ اَذِقْنى طَعْمَ الْعافِيَةِ اِلى مُنْتَهى اَجَلى (4)
وَلاتُشْمِتْ بى عَدُوّى (5)
وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقى (6)
وَلا تُسَلِّطْهُ عَلَىَّ (7)
اِلهى اِنْ رَفَعْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَضَعُنى؟ (8)
وَ اِنْ وَضَعْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَرْفَعُنى؟(9)
وَ اِنْ اَكْرَمْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يُهينُنى؟ (10)
وَ اِنْ اَهَنْتَنى فَمَنْ ذَاالَّذى يُكْرِمُنى؟ (11)
وَ اِنْ عَذَّبْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَرْحَمُنى (12)
وَ اِنْ اَهْلَكْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَعْرِضُ لَكَ فى عَبْدِكَ؟(13)
اَوْ يَسْئَلُكَ عَنْ اَمْرِهِ؟ (14)
ص: 313
وَقَدْ عَلِمْتُ اَنَّهُ لَيْسَ فى حُكْمِكَ ظُلْمٌ (1)
وَ - لا - فى نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ (2)
وَ اِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الْفَوْتَ (3)
وَ اِنَّما يَحْتاجُ اِلَى الظُّلْمِ الضَّعيفُ (4)
وَقَدْ تَعالَيْتَ - يااِلهى - عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبيراً(5)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ (6)
وَلا تَجْعَلْنى لِلْبَلآءِ غَرَضاً (7)
وَلالِنَقِمَتِكَ نَصْباً (8)
وَمَهِّلْنى (9)
و نَفِّسْنى وَ اَقِلْنى عَثْرَتى (10)
وَلاتَبْتَلِيَنّى بِبَلآءٍ عَلى اَثَرِ بَلآءٍ (11)
فَقَدْ تَرى ضَعْفى وَ قِلَّةَ حيلَتى وَتَضَرُّعى اِلَيْكَ(12)
اَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ الْيَوْمَ مِنْ غَضَبِكَ (13)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَاَعِذْنى (14)
وَاَسْتَجيرُ بِكَ الْيَوْمَ مِنْ سَخَطِكَ (15)
ص: 314
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَ - اَجِرْنى (1)
وَ - اَسْئَلُكَ اَمْناً مِنْ عَذابِكَ (2)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (3)
وَ امِنّى وَاَسْتَهْديكَ (4)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَاهْدِنى وَاَسْتَنْصِرُكَ (5)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَانْصُرْنى وَاَسْتَرْحِمُكَ (6)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَارْحَمْنى وَاَسْتَكْفيكَ (7)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ وَاكْفِنى وَاَسْتَرْزِقُكَ (8)
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ وَارْزُقْنى (9)
وَاَسْتَعينُكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (10)
وَ اَعِنّى وَاَسْتَغْفِرُكَ لِما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (11)
ص: 315
وَاغْفِرْ لى وَ اَسْتَعْصِمُكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ (1)
وَاعْصِمْنى فَاِنّى لَنْ اَعُودَ لِشَىْ ءٍ كَرِهْتَهُ مِنّى اِنْ شِئْتَ ذلِكَ (2)
يارَبِّ يارَبِّ ياحَنَّانُ يامَنَّانُ ياذَاالْجَلالِ وَالْاِكْرامِ (3)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ (4)
وَاسْتَجِبْ لى جَميعَ ما سَئَلْتُكَ وَطَلَبْتُ اِلَيْكَ وَرَغِبْتُ فيهِ اِلَيْكَ (5)
وَ اَرِدْهُ وَقَدِّرْهُ وَاقْضِهِ وَاَمْضِهِ (6)
وَخِرْ لى فيما تَقْضى مِنْهُ (7)
وَ بارِكْ لى فى ذلِكَ (8)
وَ تَفَضَّلْ عَلَىَّ بِهِ (9)
وَاَسْعِدْنى بِما تُعْطينى مِنْهُ (10)
وَ زِدْنى مِنْ فَضْلِكَ وَ سَعَةِ ما عِنْدَكَ (11)
فَاِنَّكَ واسِعٌ كَريمٌ (12)
وَ - صِلْ ذلِكَ بِخَيْرِ الْاخِرَةِ وَنَعيمِها يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(13)
ثُمَّ تَدْعُو بِما بَدا لَكَ (14)
وَتُصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ اَلْفَ مَرَّةٍ.(15)
هكَذا كانَ يَفْعَلُ عَلَيْهِ السَّلامُ.(16)
ص: 316
وَكان مِن دعائِه عليه السلام فى دِفاعِ كَيْدِالأعداءِ و رَدِّ بَأْسِهِمْ (1)
اِلهى هَدَيْتَنى فَلَهَوْتُ (2)
وَ وَعَظْتَ فَقَسَوْتُ (3)
وَ اَبْلَيْتَ الْجَميلَ فَعَصَيْتُ (4)
ثُمَّ عَرَفْتُ ما اَصْدَرْتَ اِذْ عَرَّفْتَنيهِ (5)
فَاسْتَغْفَرْتُ فَاَقَلْتَ (6)
فَعُدْتُ فَسَتَرْتَ -(7)
فَلَكَ - اِلهِى الْحَمْدُ.(8)
تَقَحَّمْتُ اَوْدِيَةَ الْهَلاكِ (9)
وَحَلَلْتُ شِعابَ تَلَفٍ .(10)
تَعَرَّضْتُ فيها لِسَطَواتِكَ (11)
وَ بِحُلُولِها عُقُوباتِكَ (12)
وَ وَسِيلَتى اِلَيْكَ التَّوْحيدُ (13)
ص: 317
وَذَريعَتى اَنّى لَمْ اُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً (1)
وَ لَمْ اَتَّخِذْ مَعَكَ اِلهاً (2)
وَقَدْ فَرَرْتُ اِلَيْكَ بِنَفْسى (3)
وَ اِلَيْكَ مَفَرُّ الْمُسى ءِ (4)
وَمَفْزَعُ الْمُضَيِّعِ لِحَظِّ نَفْسِهِ الْمُلْتَجِئِ (5)
فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضى عَلَىَّ سَيْفَ عَداوَتِهِ (6)
وَشَحَذَ لى ظُبَةَ مُدْيَتِهِ (7)
وَ اَرْهَفَ لى شَبا حَدِّهِ (8)
وَ دافَ لى قَواتِلَ سُمُومِهِ (9)
وَ سَدَّدَ نَحْوى صَوآئِبَ سِهامِهِ (10)
وَلَمْ تَنَمْ عَنّى عَيْنُ حِراسَتِهِ (11)
وَاَضْمَرَ اَنْ يَسُومَنِى الْمَكْرُوهَ (12)
ص: 318
وَ يُجَرِّعَنى زُعاقَ مَرارَتِهِ (1)
- فَنَظَرْتَ يااِلهى - اِلى ضَعْفى عَنِ احْتِمالِ الْفَوادِحِ (2)
وَعَجْزى عَنِ الْاِنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدَنى بِمُحارَبَتِهِ (3)
وَ وَحْدَتى فى كَثيرِ عَدَدِ مَنْ ناوانى (4)
وَ اَرْصَدَ لى بِالْبَلآءِ فيما لَمْ اُعْمِلْ فيهِ فِكْرى (5)
فَابْتَدَاْتَنى بِنَصْرِكَ (6)
وَشَدَدْتَ اَزْرى بِقُوَّتِكَ (7)
ثُمَّ فَلَلْتَ لى حَدَّهُ (8)
وَصَيَّرْتَهُ مِنْ بَعْدِ جَمْعٍ عَديدٍ وَحْدَهُ (9)
وَ اَعْلَيْتَ كَعْبى عَلَيْهِ (10)
وَ جَعَلْتَ ما سَدَّدَهُ مَرْدُوداً عَلَيْهِ (11)
فَرَدَدْتَهُ لَمْ يَشْفِ غَيْظُهُ (12)
ص: 319
وَلَمْ يَسْكُنْ غَليلُهُ (1)
قَدْ عَضَّ عَلى شَواهُ (2)
وَاَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ اَخْلَفَتْ سَراياهُ. (3)
وَكَمْ مِنْ باغٍ بَغانى بِمَكآئِدِهِ (4)
وَنَصَبَ لى شَرَكَ مَصآئِدِهِ (5)
وَ وَكَّلَ بى تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ (6)
وَاَضْبَاَ اِلَىَّ اِضْبآءَ السَّبُعِ لِطَريدَتِهِ انْتِظاراً لاِنْتِهازِ الْفُرْصَةِ لِفَريسَتِهِ(7)
وَهُوَ يُظْهِرُ لى بَشاشَةَ الْمَلَقِ (8)
وَيَنْظُرُنى عَلى شِدَّةِ الْحَنَقِ (9)
فَلَمّا رَاَيْتَ - يااِلهى -(10)
تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ دَغَلَ سَريرَتِهِ وَقُبْحَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ(11)
اَرْكَسْتَهُ لاُِمِّ رَاْسِهِ فى زُبْيَتِهِ (12)
وَ رَدَدْتَهُ فى مَهْوى حُفْرَتِهِ (13)
فَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطالَتِهِ ذَليلاً فى رِبَقِ حِبالَتِهِ الَّتى كانَ يُقَدِّرُ اَنْ يَرانى فيها (14)
ص: 320
وَقَدْ كادَ اَنْ يَحُلَّ بى لَوْلا رَحْمَتُكَ ما حَلَّ بِساحَتِهِ. (1)
وَكَمْ مِنْ حاسِدٍ قَدْ شَرِقَ بى بِغُصَّتِهِ (2)
وَشَجِىَ مِنّى بِغَيْظِهِ (3)
وَسَلَقَنى بِحَدِّ لِسانِهِ (4)
وَ وَحَرَنى بِقَرْفِ عُيُوبِهِ (5)
وَجَعَلَ عِرْضى غَرَضاً لِمَراميهِ (6)
وَقَلَّدَنى خِلالاً لَمْ تَزَلْ فيهِ (7)
وَ وَحَرَنى بِكَيْدِهِ (8)
وَ قَصَدَنى بِمَكيدَتِهِ (9)
فَنادَيْتُكَ - يااِلهى - مُسْتَغيثاً بِكَ (10)
واثِقاً بِسُرْعَةِ اِجابَتِكَ (11)
عالِماً اَنَّهُ لايُضْطَهَدُ مَنْ اَوى اِلى ظِلِّ كَنَفِكَ (12)
وَلايَفْزَعُ مَنْ لَجَأَ اِلى مَعْقِلِ انْتِصارِكَ (13)
فَحَصَّنْتَنى مِنْ بَاْسِهِ بِقُدْرَتِكَ (14)
وَكَمْ مِنْ سَحآئِبِ مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَها عَنّى (15)
وَسَحآئِبِ نِعَمٍ اَمْطَرْتَها عَلَىَّ (16)
ص: 321
وَجَداوِلِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَها (1)
وَعافِيَةٍ اَلْبَسْتَها (2)
وَاَعْيُنِ اَحْداثٍ طَمَسْتَها (3)
وَغَواشى كُرُباتٍ كَشَفْتَها.(4)
وَ كَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ . (5)
وَ عَدَمٍ جَبَرْتَ (6)
وَصَرْعَةٍ اَنْعَشْتَ (7)
وَمَسْكَنَةٍ حَوَّلْتَ (8)
كُلُّ ذلِكَ اِنْعاماً وَتَطَوُّلاً مِنْكَ (9)
وَفى جَميعِهِ انْهِماكاً مِنّى عَلى مَعاصيكَ (10)
لَمْ تَمْنَعْكَ اِسآئَتى عَنْ اِتْمامِ اِحْسانِكَ (11)
وَلا حَجَرَنى ذلِكَ عَنِ ارْتِكابِ مَساخِطِكَ (12)
لاتُسْئَلُ عَمّا تَفْعَلُ (13)
وَ لَقَدْ سُئِلْتَ فَاَعْطَيْتَ (14)
ص: 322
وَلَمْ تُسْئَلْ فَابْتَدَاْتَ (1)
وَاسْتُميحَ فَضْلُكَ فَما اَكْدَيْتَ (2)
اَبَيْتَ يامَوْلاىَ اِلاّ اِحْساناً وَامْتِناناً وَتَطَوُّلاً وَ اِنْعاماً (3)
وَ اَبَيْتُ اِلاّ تَقَحُّماً لِحُرُماتِكَ (4)
وَ تَعَدِّياً لِحُدُودِكَ (5)
وَغَفْلَةً عَنْ وَعيدِكَ (6)
فَلَكَ الْحَمْدُ اِلهى(7)
مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ (8)
وَ ذى اَناةٍ لاتَعْجَلُ.(9)
هذا مَقامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النِّعَمِ (10)
وَ قابَلَها بِالتَّقْصيرِ (11)
ص: 323
وَشَهِدَ عَلى نَفْسِهِ بِالتَّضْييعِ. (1)
اَللَّهُمَّ فَاِنّى اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِالْمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفيعَةِ .(2)
وَالْعَلَوِيَّةِ الْبَيْضآءِ (3)
وَ اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِهِما اَنْ تُعيذَنى مِنْ شَرِّ كَذا وَكَذا (4)
فَاِنَّ ذلِكَ لايَضيقُ عَلَيْكَ فى وُجْدِكَ (5)
وَ لا يَتَكَاَّدُكَ فى قُدْرَتِكَ (6)
وَ اَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ. (7)
فَهَبْ لى - يا اِلهى - مِنْ رَحْمَتِكَ وَدَوامِ تَوْفيقِكَ ما اَتَّخِذُهُ سُلَّماً اَعْرُجُ بِهِ اِلى رِضْوانِكَ (8)
وَامَنُ بِهِ مِنْ عِقابِكَ (9)
يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(10)
ص: 324
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام فِى الرَّهْبَةِ(1)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ خَلَقْتَنى سَوِيّاً (2)
وَ رَبَّيْتَنى صَغيراً (3)
وَ رَزَقْتَنى مَكْفِيّاً.(4)
اَللَّهُمَّ اِنّى وَجَدْتُ فيما اَنْزَلْتَ مِنْ كِتابِكَ (5)
وَ بَشَّرْتَ بِهِ عِبادَكَ اَنْ قُلْتَ:(6)
«يا عِبادِىَ الَّذينَ اَسْرَفُوا عَلى اَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِاللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً» (7)
وَ قَدْ تَقَدَّمَ مِنّى ما قَدْ عَلِمْتَ وَ ما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّى(8)
فَياسَوْاَتا مِمّا اَحْصاهُ عَلَىَّ كِتابُكَ (9)
فَلَوْلاَ الْمَواقِفُ الَّتى اُؤَمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ الَّذى شَمِلَ كُلَّ شَىْ ءٍ لَألْقَيْتُ بِيَدى(10)
ص: 325
وَلَوْ اَنَّ اَحَداً اسْتَطاعَ الْهَرَبَ مِنْ رَبِّهِ لَكُنْتُ اَنَا اَحَقَّ بِالْهَرَبِ مِنْكَ(1)
وَاَنْتَ لاتَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ فِى الْاَرْضِ وَلا فِى السَّماءِ اِلاّ اَتَيْتَ بِها (2)
وَكَفى بِكَ جازِياً (3)
وَكَفى بِكَ حَسيباً(4)
اَللَّهُمَّ اِنَّكَ طالِبى اِنْ اَنَا هَرَبْتُ (5)
وَ مُدْرِكى اِنْ اَنَا فَرَرْتُ (6)
فَها اَنَاذا بَيْنَ يَدَيْكَ خاضِعٌ ذَليلٌ راغِمٌ (7)
اِنْ تُعَذِّبْنى فَاِنّى لِذلِكَ اَهْلٌ (8)
وَهُوَ - يا رَبِّ - مِنْكَ عَدْلٌ (9)
وَ اِنْ تَعْفُ عَنّى فَقَديماً شَمَلَنى عَفْوُكَ.(10)
وَاَلْبَسْتَنى عافِيَتَكَ فَاَسْئَلُكَ - اللَّهُمَّ - بِالْمَخْزُونِ مِنْ اَسْمآئِكَ (11)
وَ بِما وارَتْهُ الْحُجُبُ مِنْ بَهآئِكَ اِلاّ رَحِمْتَ هَذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَةَ (12)
ص: 326
وَهذِهِ الرِّمَّةَ الْهَلُوعَةَ الَّتى لاتَسْتَطيعُ حَرَّ شَمْسِكَ (1)
فَكَيْفَ تَسْتَطيعُ حَرَّ نارِكَ؟(2)
وَ الَّتى لاتَسْتَطيعُ صَوْتَ رَعْدِكَ (3)
فَكَيْفَ تَسْتَطيعُ صَوْتَ غَضَبِكَ؟ (4)
فَارْحَمْنِى - اللَّهُمَّ - فَاِنِّى امْرُؤٌ حَقيرٌ (5)
وَخَطَرى يَسيرٌ (6)
وَلَيْسَ عَذابى مِمّا يَزيدُ فى مُلْكِكَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ(7)
وَلَوْ اَنَّ عَذابى مِمّا يَزيدُ فى مُلْكِكَ لَسَئَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَيْهِ(8)
وَ اَحْبَبْتُ اَنْ يَكُونَ ذلِكَ لَكَ (9)
وَلكِنْ سُلْطانُكَ - اللَّهُمَّ - اَعْظَمُ وَمُلْكُكَ اَدْوَمُ مِنْ اَنْ تَزيدَ فيهِ طاعَةُ الْمُطيعينَ(10)
اَوْ تَنْقُصَ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْمُذْنِبينَ (11)
فَارْحَمْنى يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ (12)
وَ تَجاوَزْ عَنّى يا ذَاالْجَلالِ وَالْاِكْرامِ (13)
وَتُبْ عَلَىَّ (14)
اِنَّكَ اَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ.(15)
ص: 327
وَكان مِن دعائِه عليه السلام فِى التَّضَرُّعِ وَالاِْسْتِكانَة(1)
اِلهى اَحْمَدُكَ –(2)
وَاَنْتَ لِلْحَمْدِ اَهْلٌ –(3)
عَلى حُسْنِ صَنيعِكَ اِلَىَّ(4)
وَسُبُوغِ نَعْمآئِكَ عَلَىَّ (5)
وَجَزيلِ عَطآئِكَ عِنْدى (6)
وَعَلى ما فَضَّلْتَنى بِهِ مِنْ رَحْمَتِكَ (7)
وَاَسْبَغْتَ عَلَىَّ مِنْ نِعْمَتِكَ (8)
فَقَدِاصْطَنَعْتَ عِنْدى مايَعْجِزُ عَنْهُ شُكْرى (9)
وَلَوْلا اِحْسانُكَ اِلَىَّ (10)
ص: 328
وَسُبُوغُ نَعْمآئِكَ عَلَىَّ ما بَلَغْتُ اِحْرازَ حَظّى (1)
وَلااِصْلاحَ نَفْسى (2)
وَلكِنَّكَ ابْتَدَاْتَنى بِالْاِحْسانِ (3)
وَرَزَقْتَنى فى اُمُورى كُلِّهَا الْكِفايَةَ (4)
وَصَرَفْتَ عَنّى جَهْدَ الْبَلآءِ (5)
وَمَنَعْتَ مِنّى مَحْذُورَ الْقَضآءِ. (6)
اِلهى فَكَمْ مِنْ بَلآءٍ جاهِدٍ قَدْ صَرَفْتَ عَنّى(7)
!! وَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ سابِغَةٍ اَقْرَرْتَ بِها عَيْنى! وَكَمْ(8)
مِنْ صَنيعَةٍ كَريمَةٍ لَكَ عِنْدى! (9)
اَنْتَ الَّذى اَجَبْتَ عِنْدَ الْاِضْطِرارِ دَعْوَتى (10)
وَ اَقَلْتَ عِنْدَ الْعِثارِ زَلَّتى (11)
وَ اَخَذْتَ لى مِنَ الْاَعْدآءِ بِظُلامَتى (12)
ص: 329
اِلهى ما وَجَدْتُكَ بَخيلاً حينَ سَئَلْتُكَ (1)
وَلا مُنْقَبِضاً حينَ اَرَدْتُكَ (2)
بَلْ وَجَدْتُكَ لِدُعآئى سامِعاً (3)
وَ لِمَطالِبى مُعْطِياً (4)
وَ وَجَدْتُ نُعْماكَ عَلَىَّ سابِغَةً فى كُلِّ شَاْنٍ مِنْ شَاْنى (5)
وَكُلِّ زَمانٍ مِنْ زَمانى (6)
فَاَنْتَ عِنْدى مَحْمُودٌ (7)
وَصَنيعُكَ لَدَىَّ مَبْرُورٌ (8)
تَحْمَدُكَ نَفْسى وَ لِسانى وَعَقْلى (9)
حَمْداً يَبْلُغُ الْوَفآءَ وَحَقيقَةَ الشُّكْرِ (10)
حَمْداً يَكُونُ مَبْلَغَ رِضاكَ عَنّى (11)
فَنَجِّنى مِنْ سُخْطِكَ. (12)
ص: 330
ياكَهْفى حينَ تُعْيينِى الْمَذاهِبُ (1)
وَيا مُقيلى عَثْرَتى (2)
فَلَوْلا سَتْرُكَ عَوْرَتى لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحينَ (3)
وَيا مُؤَيِّدى بِالنَّصْرِ (4)
فَلَوْلا نَصْرُكَ اِيّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبينَ (5)
وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْناقِها (6)
فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خآئِفُونَ (7)
وَ يا اَهْلَ التَّقْوى (8)
وَيا مَنْ لَهُ الْاَسْمآءُ الْحُسْنى (9)
اَسْئَلُكَ اَنْ تَعْفُوَعَنّى (10)
وَتَغْفِرَ لى (11)
ص: 331
فَلَسْتُ بَرِيئاً فَاَعْتَذِرَ (1)
وَلا بِذى قَوَّةٍ فَاَنْتَصِرَ (2)
وَلا مَفَرَّ لى فَاَفِرَّ (3)
وَ اَسْتَقيلُكَ عَثَراتى (4)
وَ اَتَنَصَّلُ اِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِى الَّتى قَدْ اَوْبَقَتْنى (5)
وَ اَحاطَتْ بى فَاَهْلَكَتْنى (6)
مِنْها فَرَرْتُ اِلَيْكَ - رَبِّ - تآئِباً فَتُبْ عَلَىَّ مُتَعَوِّذاً فَاَعِذْنى (7)
مُسْتَجيراً فَلاتَخْذُلْنى (8)
سآئِلاً فَلاتَحْرِمْنى (9)
مُعْتَصِماً فَلاتُسْلِمْنى (10)
داعِياً فَلاتَرُدَّنى خآئِباً. (11)
دَعَوْتُكَ يا رَبِّ مِسْكيناً مُسْتَكيناً مُشْفِقاً خآئِفاً وَجِلاً فَقيراً (12)
ص: 332
مُضْطَرّاً اِلَيْكَ (1)
اَشْكُو اِلَيْكَ - يا اِلهى - ضَعْفَ نَفْسى عَنِ الْمُسارَعَةِ فيما وَعَدْتَهُ اَوْلِيآئَكَ(2)
وَالْمُجانَبَةِ عَمّا حَذَّرْتَهُ اَعْدآئَكَ (3)
وَكَثْرَةَ هُمُومى (4)
وَ وَسْوَسَةَ نَفْسى. (5)
اِلهى لَمْ تَفْضَحْنى بِسَريرَتى (6)
وَلَمْ تُهْلِكْنى بِجَريرَتى (7)
اَدْعُوكَ فَتُجيبُنى وَاِنْ كُنْتُ بَطيئاً حينَ تَدْعُونى (8)
وَ اَسْئَلُكَ كُلَّ ما شِئْتُ مِنْ حَوآئِجى (9)
وَحَيثُ ماكُنْتُ وَضَعْتُ عِنْدَكَ سِرّى (10)
فَلا اَدْعُو سِواكَ (11)
ص: 333
وَلا اَرْجُو غَيْرَكَ (1)
لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ (2)
تَسْمَعُ مَنْ شَكا اِلَيْكَ (3)
وَتَلْقى مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ (4)
وَتُخَلِّصُ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ (5)
وَتُفَرِّجُ عَمَّنْ لاذَ - بِكَ.(6)
اِلهى فَلا تَحْرِمْنى خَيْرَ الْاخِرَةِ وَالْاُولى لِقِلَّةِ شُكْرى (7)
وَ اغْفِرْ لى ما تَعْلَمُ مِنْ ذُنُوبى(8)
اِنْ تُعَذِّبْ فَاَنَا الظّالِمُ الْمُفَرِّطُ الْمُضَيِّعُ الْاثِمُ(9)
المقَصر المضَجع المغفٍل حَظ نفسي, وَ اٍن تَغفٍر(10)
فَاَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ.(11)
ص: 334
وَكان مِن دعائِه عليه السلام فِى الاِلْحِاح عَلَى اللَّهِ تعالى (1)
يا اَللَّهُ الَّذى لايَخْفى عَلَيْهِ شَىْ ءٌ فِى الْاَرْضِ وَلا فِى السَّمآءِ (2)
وَكَيْفَ يَخْفى عَلَيْكَ - يااِلهى - ما اَنْتَ خَلَقْتَهُ؟ (3)
وَكَيْفَ لاتُحْصى ما اَنْتَ صَنَعْتَهُ (4)
اَوْ كَيْفَ يَغيبُ عَنْكَ ما اَنْتَ تُدَبِّرُهُ؟(5)
اَوْ كَيْفَ يَسْتَطيعُ اَنْ يَهْرُبَ مِنْكَ مَنْ لاحَيوةَ لَهُ اِلاّ بِرِزْقِكَ؟(6)
اَوْكَيْفَ يَنْجوُ مِنْكَ مَنْ لامَذْهَبَ لَهُ فى غَيْرِ مُلْكِكَ؟(7)
سُبْحانَكَ! اَخْشى خَلْقِكَ لَكَ اَعْلَمُهُمْ بِكَ (8)
وَ اَخْضَعُهُمْ لَكَ اَعْمَلُهُمْ بِطاعَتِكَ (9)
وَ اَهْوَنُهُمْ عَلَيْكَ مَنْ اَنْتَ تَرْزُقُهُ وَ هُوَ يَعْبُدُ غَيْرَكَ. (10)
سُبْحانَكَ! لايَنْقُصُ سُلْطانَكَ مَنْ اَشْرَكَ بِكَ وَكَذَّبَ رُسُلَكَ (11)
وَلَيْسَ يَسْتَطيعُ مَنْ كَرِهَ قَضآءَكَ اَنْ يَرُدَّ اَمْرَكَ (12)
وَلايَمْتَنِعُ مِنْكَ مَنْ كَذَّبَ بِقُدْرَتِكَ (13)
وَلا يَفُوتُكَ مَنْ عَبَدَ غَيْرَكَ (14)
ص: 335
وَلا يُعَمَّرُ فِى الدُّنْيا مَنْ كَرِهَ لِقآءَكَ.(1)
سُبْحانَكَ! ما اَعْظَمَ شَاْنَكَ! وَ اَقْهَرَ(2)
سُلْطانَكَ! وَ اَشَدَّ قُوَّتَكَ! وَ اَنْفَذَ اَمْرَكَ!(3)
! سُبْحانَكَ قَضَيْتَ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ الْمَوْتَ: (4)
مَنْ وَحَّدَكَ وَمَنْ كَفَرَ بِكَ (5)
وَكُلٌّ ذآئِقٌ الْمَوْتَ (6)
وَكُلٌّ صآئِرٌ اِلَيْكَ (7)
فَتَبارَكْتَ وَ تَعالَيْتَ (8)
لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ (9)
امَنْتُ بِكَ (10)
وَصَدَّقْتُ رُسُلَكَ (11)
وَ قَبِلْتُ كِتابَكَ (12)
وَكَفَرْتُ بِكُلِّ مَعْبُودٍ غَيْرِكَ (13)
ص: 336
وَ بَرِئْتُ مِمَّنْ عَبَدَ سِواكَ (1)
اَللَّهُمَّ اِنّى اُصْبِحُ وَ اُمْسى مُسْتَقِلاًّ لِعَمَلى (2)
مُعْتَرِفاً بِذَنْبى (3)
مُقِرّاً بِخَطاياىَ (4)
اَنَا بِاِسْرافى عَلى نَفْسى ذَليلٌ (5)
عَمَلى اَهْلَكَنى (6)
وَ هَواىَ اَرْدانى (7)
وَ شَهَواتى حَرَمَتْنى (8)
فَاَسْئَلُكَ يا مَوْلاىَ سُؤالَ مَنْ نَفْسُهُ لاهِيَةٌ لِطُولِ اَمَلِهِ (9)
وَ بَدَنُهُ غافِلٌ لِسُكُونِ عُرُوقِهِ (10)
وَ قَلْبُهُ مَفْتُونٌ بِكَثْرَةِ النِّعَمِ عَلَيْهِ (11)
وَفِكْرُهُ قَليلٌ لِما هُوَ صآئِرٌ اِلَيْهِ (12)
سُؤالَ مَنْ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْاَمَلُ (13)
وَفَتَنَهُ الْهَوى (14)
ص: 337
وَ اسْتَمْكَنَتْ مِنْهُ الدُّنْيا (1)
وَ اَظَلَّهُ الْاَجَلُ (2)
سُؤالَ مَنِ اسْتَكْثَرَ ذُنُوبَهُ (3)
وَ اعْتَرَفَ بِخَطيئَتِهِ (4)
سُؤالَ مَنْ لا رَبَّ لَهُ غَيْرُكَ (5)
وَلا وَلِىَّ لَهُ دُونَكَ (6)
وَلا مُنْقِذَ لَهُ مِنْكَ (7)
وَلا مَلْجَاَ لَهُ مِنْكَ اِلاّ اِلَيْكَ.(8)
اِلهى اَسْئَلُكَ بِحَقِّكَ الْواجِبِ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ (9)
وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذى اَمَرْتَ رَسُولَكَ اَنْ يُسَبِّحَكَ بِهِ(10)
وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ (11)
الَّذى لايَبْلى وَ لايَتَغَيَّرُ (12)
وَلا يَحُولُ وَ لايَفْنى (13)
اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ(14)
ص: 338
وَاَنْ تُغْنِيَنى عَنْ كُلِّ شَىْ ءٍ بِعِبادَتِكَ (1)
وَاَنْ تُسَلِّىَ نَفْسى عَنِ الدُّنْيا بِمَخافَتِكَ (2)
وَ اَنْ تُثْنِيَنى بِالْكَثيرِ مِن كَرامَتِكَ بِرَحْمَتِكَ (3)
فَاِلَيْكَ اَفِرُّ (4)
وَمِنْكَ اَخافُ (5)
وَ بِكَ اَسْتَغيثُ (6)
وَاِيّاكَ اَرْجُو (7)
ص: 339
وَ لَكَ اَدْعُو (1)
وَ اِلَيْكَ اَلْجَاُ (2)
وَ بِكَ اَثِقُ (3)
وَ اِيّاكَ اَسْتَعينُ (4)
وَ بِكَ اُومِنُ (5)
وَعَلَيْكَ اَتَوَكَّلُ (6)
وَ عَلى جُودِكَ وَ كَرَمِكَ اَتَّكِلُ.(7)
ص: 340
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام فى التَّذَلُّلِ لِلَّهِ عزَّوَجَلّ (1)
رَبِّ أَفْحَمَتْنِي ذُنُوبِي وَ انْقَطَعَتْ مَقَالَتِي فَلاَ حُجَّةَ لِي (2)
فَأَنَا الْأَسِيرُ بِبَلِيَّتِي الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلِي الْمُتَرَدِّدُ(3)
فِي خَطِيئَتِي الْمُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدِي الْمُنْقَطَعُ بِي (4)
قَدْ أَوْقَفْتُ نَفْسِي مَوْقِفَ الْأَذِلاَّءِ الْمُذْنِبِينَ(5)
مَوْقِفَ الْأَشْقِيَاءِ الْمُتَجَرِّينَ عَلَيْكَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِوَعْدِكَ (6)
سُبْحَانَكَ أَيَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَيْكَ وَ أَيَّ تَغْرِيرٍ غَرَّرْتُ بِنَفْسِي (7)
مَوْلاَيَ ارْحَمْ كَبْوَتِي لِحُرِّ وَجْهِي وَ زَلَّةَ قَدَمِي(8)
وَ عُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي وَ بِإِحْسَانِكَ عَلَى إِسَاءَتِي (9)
فَأَنَا الْمُقِرُّ بِذَنْبِي الْمُعْتَرِفُ بِخَطِيئَتِي (10)
وَ هَذِهِ يَدِي وَ نَاصِيَتِي أَسْتَكِينُ بِالْقَوَدِ مِنْ نَفْسِي (11)
ص: 341
ارْحَمْ شَيْبَتِي وَ نَفَادَ أَيَّامِي وَ اقْتِرَابَ أَجَلِي وَ ضَعْفِي وَ مَسْكَنَتِي وَ قِلَّةَ حِيلَتِي (1)
مَوْلاَيَ وَ ارْحَمْنِي إِذَا انْقَطَعَ مِنَ الدُّنْيَا أَثَرِي(2)
وَ امَّحَى مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ذِكْرِي وَ كُنْتُ مِنَ الْمَنْسِيِّينَ كَمَنْ قَدْ نُسِيَ (3)
مَوْلاَيَ وَ ارْحَمْنِي عِنْدَ تَغَيُّرِ صُورَتِي وَ حَالِي (4)
إِذَا بَلِيَ جِسْمِي وَ تَفَرَّقَتْ أَعْضَائِي وَ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالِي(5)
يَا غَفْلَتِي عَمَّا يُرَادُ بِي (6)
مَوْلاَيَ وَ ارْحَمْنِي فِي حَشْرِي وَ نَشْرِي (7)
وَ اجْعَلْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعَ أَوْلِيَائِكَ مَوْقِفِي وَ فِي أَحِبَّائِكَ مَصْدَرِي وَ فِي جِوَارِكَ مَسْكَنِي (8)
يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.(9)
ص: 342
وَ كان مِن دعائِه عليه السلام فِى اسْتِكشافِ الْهُمُوم (1)
يا فارِجَ الْهَمِّ وَكاشِفَ الْغَمِّ (2)
يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَ رَحيمَهُما(3)
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ (4)
وَافْرُجْ هَمّى (5)
وَاكْشِفْ غَمّى (6)
ياواحِدُ يااَحَدُ ياصَمَدُ (7)
يامَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(8)
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ (9)
اِعْصِمْنى وَطَهِّرْنى (10)
وَ اذْهَبْ بِبَلِيَّتى (11)
- وَاقْرَاْ ايَةَ الْكُرْسِىِّ وَالْمُعوِّذَتَيْن وَ قُلْ هُوَاللَّهُ اَحَدٌ وَ قُلْ: -(12)
ص: 343
اَللَّهُمَّ اِنّى اَسْئَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ (1)
وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ (2)
وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ (3)
سُؤالَ مَنْ لايَجِدُ لِفاقَتِهِ مُغيثاً (4)
وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً (5)
وَلا لِذَنْبِهِ غافِراً غَيْرَكَ (6)
ياذَاالْجَلالِ وَالْاِكْرامِ (7)
اَسْئَلُكَ عَمَلاً تُحِبُّ بِهِ مَنْ عَمِلَ بِهِ (8)
وَيَقيناً تَنْفَعُ بِهِ مَنِ اسْتَيْقَنَ بِهِ حَقَّ الْيَقينِ فى نَفاذِ اَمْرِكَ. (9)
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ (10)
وَاقْبِضْ عَلَى الصِّدْقِ نَفْسى (11)
وَاقْطَعْ مِنَ الدُّنْيا حاجَتى (12)
ص: 344
وَاجْعَلْ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتى شَوْقاً اِلى لِقآئِكَ (1)
وَ هَبْ لى صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ (2)
اَسْئَلُكَ مِنْ خَيْرِ كِتابٍ قَدْ خَلا (3)
وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كِتابٍ قَدْ خَلا (4)
اَسْئَلُكَ خَوْفَ الْعابِدينَ لَكَ (5)
وَ عِبادَةَ الْخاشِعينَ لَكَ (6)
وَيَقينَ الْمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ (7)
وَتَوَكُّلَ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْكَ. (8)
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ رَغْبَتى فى مَسْئَلَتى مِثْلَ رَغْبَةِ اَوْلِيآئِكَ فى مَسآئِلِهِمْ (9)
وَ رَهْبَتى مِثْلَ رَهْبَةِ اَوْلِيآئِكَ (10)
ص: 345
وَاسْتَعْمِلْنى فى مَرْضاتِكَ(1)
عَمَلاً لا اَتْرُكُ مَعَهُ شَيْئاً مِنْ دينِكَ مَخافَةَ اَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ.(2)
اَللَّهُمَّ هذِهِ حاجَتى(3)
فَاَعْظِمْ فيها رَغْبَتى (4)
وَ اَظْهِرْ فيها عُذْرى (5)
وَلَقِّنّى فيها حُجَّتى (6)
وَ عافِ فيها جَسَدى. (7)
اَللَّهُمَّ مَنْ اَصْبَحَ لَهُ ثِقَةٌ اَوْ رَجآءٌ غَيْرُكَ (8)
فَقَدْ اَصْبَحْتُ وَاَنْتَ ثِقَتى وَ رَجآئى فِى الْاُمُورِ كُلِّها(9)
فَاقْضِ لى بِخَيْرِها عاقِبَةً (10)
وَ نَجِنّى مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ (11)
بِرَحْمَتِكَ يااَرْحَمَ الرَّاحِمينَ (12)
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدنا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ الْمُصْطَفى (13)
وَ عَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ.(14)
ص: 346