الكتاب: دُرَرُ المَطالِب وَ غُرَرُ المَناقِب في فَضائِلِ علی بِن ابي طالِب علیه السلام.
تحقيق الشيخ محمد حسين النوري.
مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
المدقق اللغوي علي حبيب العيداني.
المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/ كربلاء المقدسة - العراق، بيروت - لبنان.
الطبعة: الأولى.
عدد النسخ: 2000.
التاريخ : 13 شهر رجب 1434ه - 24 آيار 2013م.
ص: 1
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»
ص: 2
دُرَرُ المَطَالِب وَ غُرَرُ المَنَاقِب
في
فَضَائِلِ عَلىِّ بنِ ابى طَالِب
تَأليف
السَّيِّد وَليّ بنِ نِعمة الله الحُسَيْنِى الرّضَوي الحَائِرِي رَحمه الله
كَانَ حَيَّا سَنَة 981 ه
تحقيق
الشَّيخ مُحَمَّد حسين النُّوريّ
المحرّر
محمدرضا دهقانزاد
مراجعة
وَحدِة التَحقيقِ
في مَكتبةِ العتبةِ العباسيّةِ المقدّسةِ
ص: 3
العَتَبَةُ العَبَاسِیَةُ المُقَدَّسَةُ
قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة
كربلاء المقدسة ص.ب. (233) / هاتف: 322600 ، داخلي: 251
www.alkafeel.net
library@alkafeel.net
tahqiq@alkafeel.net
الرضوي الحائري، ولي بن نعمة الله بن محمد ، القرن 10 ه
درر المطالب وغرر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب علیه السّلام / تأليف ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري ؛ تحقيق محمد حسين النوري ؛ مراجعة وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة . - كربلاء : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة ، 1434 ه / 2013 .
498 ص . – (مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة ؛ 20 )
المصادر في الحاشية
المصادر : ص . [472] - 486 .
1. علي بن ابي طالب علیه السّلام الامام الاول، 23 ق. ه - 40 ه -- فضائل - أحاديث. 2. علي بن ابي طالب علیه السّلام الامام الاول، 23 ق. ه - 40 ه -- كرامات – احاديث. ألف. النوري، محمد حسين، محقق. ب. وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة. ج. العنوان.
BP 193.1.A3 R3349 2013
الكتاب: درر المطالب وغرر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب علیه السّلام.
تحقيق الشيخ محمد حسين النوري.
مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
المدقق اللغوي علي حبيب العيداني.
المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/ كربلاء المقدسة - العراق، بيروت - لبنان.
الطبعة: الأولى.
عدد النسخ: 2000.
التاريخ : 13 شهر رجب 1434ه - 24 آيار 2013م.
ص: 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على رسوله وحبيبه المختار وعلى أهل بيته المنتجبين الأطهار وسلّم تسليماً.
وبعدُ ..
بِمَ يُفتتح الكلام ومناقب الإمام هي المرام؟
أوليس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام الذي وُسم هذا الكتاب بذكر مناقبه، أوليس هو نفسه سيّد الكلام وأميره؟!
فحقٌّ للكلمات أن تتوارى وللمعاني أن تَبهُت حياءٌ، إذ لم يُبقِ سيّد الوصيين لذي قولٍ قولاً، فأيّ بليغٍ لم يستقِ من بلاغته؟! وأيّ فصيحٍ لم يروَ من مناهل فصاحته؟! وأيّ بابٍ من أبواب العلم والفضائل بقي موصداً دون كفَي أبي الحسن علیه السّلام، يفصّل فيه ما يشاء ويجمل ما يشاء بحسب ما علّمه وأوصاه أخوه ومعلّمه سيّد البشر النبي الخاتم صلي الله علیه و آۀه.
وعليه فعنوان الكتاب يُفصح عن جوهره ، واسم صاحبه خير دليلٍ عليه:
(درر المطالب وغرر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب علیه السّلام)
كتابٌ قيمٌ غاية في الأهمية والغِنى فهو قرّة عين لمؤلّفه ومحقّقه والعاملين عليه، وهو للمتأمل فيه نبعٌ صافٍ للعلومِ والفضائل لا يظمأ وارده أبداً.
ص: 5
فالشرفُ كلّ الشرف لنا في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة في نشر هذا السفر الرائع، سائلين المولى جلّ وعلا أن ينفعنا بحبّ أمير المؤمنين والتعطر بفيوضات مناقبه.
ونسأله تعالى أن يجعله في صفحات أعمالنا المتقبَّلة، إنّه سميعٌ عليم والحمد لله أولاً وآخراً.
نور الدين الموسوي
إدارة مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة
ص: 6
ص: 7
ص: 8
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق محمّداً وآل محمد فجعلهم أنواراً بعرشه محدقين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله الطيّبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً؛ سيّما سيّد الوصيّين وقائد الغرّ المحجّلين إلى جنّات النعيم أبي الحسنين مولى الموحّدين أسد الله الغالب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أدخلنا الله في حصن ولايته وحشرنا لا في زمرة محبّيه وشيعته واللعنة الدائمة على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين.
أمّا بعد: فإنّ الله تبارك وتعالى أنعم على عباده بالنعم الباطنيّة والظاهريّة، فالباطنيّة كنعمة العقل والقدرة على التفكّر وتحليل المسائل والميل إلى التعاطي مع أفراد النوع الإنسانيّ وبناء المجتمع.
وأمّا الظاهرية فكثيرة؛ منها في نفس الإنسان؛ ومنها ما هي خارجة عن نفسه كالشمس والقمر و...
وأمّا التي في نفسه من الجوارح كالقلب والرأس والمعدة و.. وكذلك اللسان واليد والأُذن والعين.
ص: 9
فباللسان يتكلّم ويبيّن ما في ضميره، وباليد يرفع الأشياء ويقضي حوائجه، وبالأُذن يستمع ويتعلّم، وبالعين ينظر ويستمتع وبذلك يتفاهم مع محیطه ويسألهم في بناء نفسه ومجتمعه.
وخير ما تكون عليه هذه الجوارح في استعمالها والاستفادة منها بما يعود عليه وعلى مجتمعه من خير الدنيا والآخرة ؛ أن تكون فى طريق العبادة الله لأنّه تعالى قال: «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» (1) فمثلاً باللسان يناجي ربّه في الخلوات، وباليد يرفع حوائج المؤمنين ويعلو عند ربّ الأرباب، وبالأُذن يستمع لتلاوة القرآن فى آناء الليل وأطراف النهار، وبالعين ينظر إلى آثار عظمة الله كما في قوله تعالى: «أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَ إِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَ إِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ» (2).
وينبغي أن يوظّف الإنسان جوارحه وجوانحه في طريق المحبّة الإلهيّة لأنّها أفضل العبادات، ومن اسمى أشكال تلك المحبّة هي محبّة ابن عمّ النبيّ صلّی الله علیه و آله وصهره ووصيّه بل نفسه ولهذا قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: «مَن أحبّ أن يتمسّك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام وليعاد عدوّه وليوال وليّه» (3). ولا يمكن الاقتداء من دون محبّة فهى من دون محبّة فهى مقدّمة للسير على منهجه والأخذ من علومه.
وخير ما يستدلّ به على توظيف هذه الجوارح والجوانح في طريق محبّة أمير المؤمنين علیه السّلام هو قول النبيّ صلّی الله علیه و آله : «إن الله تبارك وتعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فضائل لا يحصي عددها غيره فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين، ومن كتب فضيلة
ص: 10
من فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقى لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر» (1). ثمّ قال صلّی الله علیه و آله: «النظر إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه» (2).
ولذا عكف كثير من العلماء من مختلف الفرق والمذاهب على تطبيق هذه المصاديق من النظر والاستماع والكتابة والنقل لفضائل أمير المؤمنين علیه السّلام طمعاً للأجر والثواب وخوفاً من الهون والحرمان حتّى من الذين لم ينصّوا على خلافته بعد النبيّ صلّی الله علیه و آله بلا فصل، ويؤيّد ذلك قول الرسول صلّی الله علیه و آله: « لا يعذَّب الله هذا الخلق إلّا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحقّ من فضل علىّ علیه السّلام و عترته. ألا إنّه لم يمش فوق الأرض بعد النبيّين والمرسلين أفضل من شيعة علىّ بن أبى طالب علیه السّلام الذين يظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. الويل كلّ الويل لمن يكتم فضله» (3).
ورحم الله الشاعر الشيخ كاظم الأُزريّ إذ يقول في قصيدته:
لك في المرتقى العلى والمعالي *** درجات لا يرتقى أدناها
حسبك الله في مآثر شتّى *** هي مثل الأعداد لا تتناها
ليت عيناً بغير روضك ترعى *** قذيت واستمرّ فيها قذاها
لك نفس من جوهر اللطف صيغت *** جعل الله كلّ نفس فداها (4)
ص: 11
وللأسف الشديد نرى الذين خالفوا عليّاً علیه السّلام وأنكروا فضائله من النواصب الذين هم من أولاد الشكّ والريب لم يألوا جهداً على مرّ العصور من زمن الأئمّة علیهم السّلام حتّى زماننا هذا في ملاحقة العلماء الذين تمسّكوا بنقل ونشر فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام حتّى وصل الحال إلى قتلهم وسفك دمائهم وساقهم الحقد إلى درجة أن جعلوا التشيّع و إظهار المحبّة لأمير المؤمنين علیه السّلام ونقل فضائله وعدمه سبباً للجرح والقدح والتعديل والتوثيق في اصطلاحهم الرجاليّ، فتعساً لهم وقبحاً، فأين تذهبون؟ وأنّى تؤفكون؟ والأعلام قائمة، والمنارات منصوبة، والآيات واضحة.
ويؤيّد ذلك ما جاء عن ابن حجر العسقلانيّ (852 ه_) في تمييز أسباب الطعن والتشيّع ومحبّة عليّ علیه السّلام وتقديمه على الصحابة، فمن قدّمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيّعه ويطلق رافضيّ وإلّا فشيعيّ (1).
وقال أيضاً: فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسّك بأمر الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإنّ غالبهم كاذب ولا يتورّع في الأخبار (2).
وقد ردّ عليه العلّامة الحضر موتيّ السيّد محمّد بن عقيل: لا يخفى أنّ معنى كلامه هذا أنّ جميع محبّي عليّ علیه السّلام المقدّمين له على الشيخين روافض، وأنّ محبّيه المقدّمين له على من سوى الشيخين شيعة ، وكلا الطائفتين مجروح العدالة، وعلى هذا فجملة كبيرة من الصحابة الكرام كالمقداد وزيد بن أرقم وسلمان وأبي ذرّ وخباب وجابر وأبي سعيد الخدريّ وعمّار وأُبيّ بن كعب وحذيفة وبريدة وأبي أيّوب وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف و أبي الهيثم وخزيمة بن ثابت وقيس ابن سعد وأبي الطفيل عامر بن واثلة والعبّاس بن عبد المطلّب وبنيه وبني هاشم
ص: 12
وبني المطّلب كافّة وكثير غيرهم كلّهم روافض لتفضيلهم عليّاً علیه السّلام على الشيخين ومحبّتهم له، ويلحق بهم من التابعين وتابعى التابعين من أكابر الأئمّة وصفوة الأُمّة من لا يحصى عددهم وفيهم قرناء القرآن وجرح هؤلاء والله قاصمة الظهر (1).
فجدير بنا هنا أن نذكر بعض الرجال الرواة الذين نقلوا فضائل أهل البيت علیهم السّلام وقد نبذوهم وقدحوا فيهم.
منهم: أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ: قال الذهبيّ ( 747ه_): كان ابن عقدة نحويّاً صالحاً يلقّب بعقدة، وكان في قوّة الحفظ وكثرة الحديث ومُقِت لتشيّعه (2).
ومنهم: محمّد بن محمّد بن النعمان: قال الخطيب في تاريخة هو شيخ الرافضة صنّف كتباً كثيرة في ضلالتهم والذبّ عن اعتقادهم ومقالتهم، إلى أن قال: كان أحد أئمّة الضلال. وقال أيضاً: جلس أبو القاسم المعروف بابن النقيب للتهنئة لمّا مات ابن المعلّم شيخ الرافضة (3).
ولا بأس بذكر الرجال من السنّة الذين تمّ القدح فيهم لميلهم إلى التشيّع:
منهم: الحافظ الكبير الحاكم النيسابوريّ: قال الذهبي: هو صاحب التصانيف وكان ثقة لكن يميل إلى التشيّع.
قال : جمع الحاكم أحاديث وزعم أنّها صحاح على شرط البخاريّ ومسلم، منها حديث الطير، وحديث «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فأنكر عليه أصحاب الحديث فلم يلتفتوا إلى قوله وقال ابن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاريّ عن الحاكم فقال: ثقة في الحديث رافضيّ خبيث، ثمّ قال ابن طاهر كان شديد
ص: 13
التعصّب للشيعة في الباطن، وكان يُظهر التسنّن في التقديم والخلافة، وكان منحرفاً عن معاوية وآله متظاهراً بذلك ولا يعتذر منه. قلت: أمّا انحرافه عن خصوم عليّ علیه السّلام فظاهر، وأمّا أمر الشيخين فمعظم لهما بكلّ حال، فهو شيعيّ لا رافضي، وليته لم يصنّف المستدرك فإنّه غضّ من فضائله بسوء تصرّفه (1).
ومنهم: ابن السقّاء: قال الذهبيّ: الحافظ الإمام محدّث واسط أبو محمد عبد الله ابن محمّد بن عثمان الواسطيّ. وقال عليّ بن محمّد الطيّب الجلابيّ في تاريخه: ابن السقّاء من أئمّة الواسطيّين والحفّاظ المتقنين، توفّى فى جمادي الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة قال السلفيّ: واتّفق أنّه أملى حديث الطير، فلم تحتمله نفوسهم، فوثبوا به وأقاموه وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدّث أحداً من الواسطيّين، فلهذا قلّ حديثه عندهم، وتوفّي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة (2).
ومنهم: الحافظ النسائيّ: قال المحدّث القمّىّ رحمه الله : أبو عبد الرحمن أحمد بن عليّ بن شعيب النسائيّ الحافظ، كان من كبراء عصره في الحديث، ولد بنسأ مدينة بخراسان وسكن مصر كان كثير التهجدّ والعبادة، يصوم يوماً ويفطر يوماً، وعن الحاكم قال: كان النسائي أفقه مشايخ عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، وعن الذهبي أنّه أحفظ من ،مسلم، إلى غير ذلك، له كتاب الخصائص والسنن أحد الصحاح الستّة. حكي أنّه لمّا أتى دمشق وصنّف كتاب «الخصائص في مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام » أُنكر عليه ذلك وقيل له: لم لا صنّفت في فضائل الشيخين؟ فقال: دخلت دمشق و المنحرف عن علىّ علیه السّلام بها كثير، فصنّفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله تعالى به، فدفعوا في حضينه وأخرجوه من
ص: 14
المسجد، ثمّ ما زالوا به حتّى أخرجوه من دمشق إلى الرملة فمات بها (1).
جاء في طبقات السبكيّ: أنّه قد اختلفوا في موت النسائي، قال: والصحيح أنّه خرج من دمشق لمّا ذكر فضائل عليّ علیه السّلام ثمّ حمل إلى الرملة فدفن فيها. وعن أبي نعيم: لمّا داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس وهو مقتول (2).
وعلى رغم أُنوف أعداء أمير المؤمنين ؛ ومع هذه العداوة والخصومة والحسكة والحقد والشحناء والنفاق و إهراق الدماء لكن ما يزال العلماء يجاهدون بكلّ ما لديهم من طاقات ويضحّون بأنفسهم وأموالهم ويخلّدون تلك المناقب والفضائل لمولانا أمير المؤمنين علیه السّلام بألسنتهم ومدادهم إلى الآن بشكل تراث مخطوط فإنّه نور الله الذي لا يطفأ كما قال الله تعالى: «يُريدُونَ لِيُطْفِوْوُا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ اللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (3).
ومع الأسف لم تطبع كثير من المخطوطات في هذا الموضوع وهذا السفر الثمين الماثل بين يديك - أيّها القارئ الكريم - من التراث الدفين المهجور على مرّ العصور، فهو من رشحات قلم عالم من علماء الإماميّة السيّد وليّ بن نعمة الله الحسينيّ الرضويّ الحائريّ - حشره الله مع مواليه -.
وقد منّ الله سبحانه وتعالى علينا بالتيسير والتسهيل والعثور على نسخة فريدة منه والقيام بتحقيقه وتنقيحه حتى أُخرج بهذه الحلية إلى عالم النور.
ونسأل الله تعالى بحقّ أئمّتنا الأطهار أن يجعله لنا ذخراً ليوم الحساب، وصلّى الله على محمّد وآله الأطياب.
ص: 15
ص: 16
وذكر اسمه السيّد إعجاز حسين ( 1286ه_ ) هكذا: السيّد ولي بن نعمة الله بن محمّد الحسينيّ الرضويّ الحائريّ (1).
وأمّا نسبه فهو من السادة الحسينيّة ثمّ الرضويّة، وقد زاد العلّامة الأفنديّ (ق 12) على الحسينيّ الرضويّ نسبة: الموسويّ (2). للأسف لم نعثر على نسب المؤلّف وكيفيّة انتمائه إلى أئمّة أهل البيت علیهم السّلام حتّى نذكر شجرته.
مع هذا وذاك انتمى السيّد سلمان هادي آل طعمة المعاصر في كتاب ( عشائر كربلاء وأُسرها ) ، السادة الرضويّين في كربلاء إلى سيّدنا المترجم قائلاً:
السادة الرضويّون هم الذين ينتمون بنسبهم الشريف إلى الإمام الثامن سيّدنا علي بن موسى الرضا علیه السّلام ، وهم منتشرون في كثير من الأقطار الإسلاميّة. ولا ننسى أن نذكر في هذا المجال أنّ هذه العائلة كانت قد أحرزت من العلم أوفر سهم، فهم بیت شرف باذخ ومجد سامق شامخ في كربلاء، مؤسّس هذا البيت السيّد ولىّ بن نعمة الله الحسينيّ الرضويّ الحائريّ. كان عالماً فاضلاً ومصنّفاً ماهراً من أفاضل أعيان الزمان.
ثمّ أورد قائمة من أسماء بعض كتبه وقال: وممّا يؤّسف له أنّنا لم نعرف أحداً من ذراريه اليوم في الحائر الشريف، ولم يتيسّر لنا الاطّلاع على أكثر من ذلك الذي قدّمناه (3)، انتهى کلامه.
ولا يخفى التهافت في هذين الكلامين؛ كما لا يساعده أيّ دليل، لأنّه ذكر في نفس الكتاب البيوت الرضويّة في الحائر ونسبهم ولم يكن السيّد رحمه الله في شجرتهم النسبية وليته يقدّم دليلاً على ذلك - أي انتماء السادة الرضويّين لمؤلّف كتابنا هذا -
ص: 18
مضافاً إلى ذلك أنّ مجرّد سكنى شخص في فترة من الزمان في مكان لا يدلّ على انتساب عائلات كثيرة وبيوت عديدة إليه، والعلم عند الله تعالى.
وأمّا الحائريّ نسبة إلى الحائر الحسينيّ على ساكنه أفضل الصلاة والسلام وصرّح هو رحمه الله بمجاورته الحائر في كتابه ( كنز المطالب ) حيث قال: ختم بالخير والظفر سنة إحدى وثمانين وتسعمائة في جوار السبط الشهيد والإمام الرشيد أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه ورحمة الله وبركاته.
وفي مقدّمة كتابه ( مجمع البحرين ) (1) قال : ساكن السُدّة (2) السنيّة وتراب العتبة الحسينيّة. كما صرّح بالمجاورة أيضاً في كتابيه: ( تحفة الملوك )، و ( مصباح الزائرين ) (3)
لم يحفظ التاريخ عصره ولا طبقته بالضبط، ولا تاريخ وفاته فيما بأيدينا من كتب التراجم إلّا ما عثرنا عليه من خلال بعض الكتب والمصادر من الشواهد التي تدلّنا على عصره، وهى ما يأتي:
الأوّل: كلام الميرزا عبد الله الأفنديّ، بما لفظه: «من متأخّري الأصحاب ولكن لم أعرف خصوص عصره ،فلاحظ ولكن كان من المتأخّرين جدّاً، بل لعلّه من المعاصرين لظهور الدولة الصفويّة » (4).
أقول: ويؤيد ذلك أنّه أهدى كتابه ( مصباح الزائرين ) إلى الشاه طهماسب الصفويّ ثاني سلاطين الصفويّة الذي تولّى الملك سنة 930 ه_ وتوفّى 984 ه_ .
ص: 19
الثاني: إتمام كتابه ( كنز المطالب ) سنة 981 ه_، كما في نهاية نُسخه.
الثالث: قال الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ: إنّه من المعاصرين لوالد الشيخ البهائيّ الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثىّ (984 ه_ ) (1).
كلّ هذه النصوص متّفقة على أنّه عاش في القرن العاشر، وكان من المعاصرين لظهور الدولة الصفويّة والشيخ حسين بن عبد الصمد، ولكن تاريخ ولادته ووفاته غير محدّد.
مع هذا قال السيّد الأمين رحمه الله في أعيانه وهو من المعاصرين لصاحب الأمل الأخباريّين (2).
وكانت وفاة الشيخ الحر رحمه الله سنة 1104 ه_.
ملحوظة : أورد الخوانسارىّ قائمة من أسماء بعض الأعلام في ذيل ترجمة المؤلّف لتمييزه عنهم؛ فراجع (3).
أطراه المصنّفين وأصحاب كتب التراجم الذين أقرّوا له بالعلم والفضل والصلاح، وعدّوه من المحدّثين الفضلاء، وهذا المدح يليق به لما يظهر من تأليفاته وذوقه في جمع الأخبار وتبحّره في تتّبع الأحاديث وكتب الأخبار خصوصاً المناقب والفضائل .
منهم:
الشيخ الحرّ العامليّ ( 1104 ه_ ): كان عالماً فاضلاً صالحاً محدّثاً (4).
ص: 20
والمحقّق الخبير المولى عبد الله الأفنديّ ( ق (12): الفاضل المحدّث الجليل المعروف، صاحب الكتب العديدة في المناقب (1).
وقال الزركليّ في الأعلام: وليّ بن نعمة الله الحسينيّ الرضويّ الحائريّ، فاضل إماميّ، من أهل كربلاء (2).
وعبّر عنه السيّد هاشم البحرانيّ التوبليّ رحمه الله (1107 ه_) بالسيّد الفاضل (3).
خلّف السيّد المؤلّف - أعلى الله مقامه الشريف - تراثاً غنياً جليلاً ثميناً، أكثر عناوينه في مناقب ومعاجز النبيّ صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين علیه السّلام وسبطيه الحسن والحسين علیهماالسّلام ، وقد يرى فيها كتب في العقائد والأخلاق وزيارات المعصومين علیهم السّلام ، ولكن مع بالغ الأسف لم يخرج إلى عالم النور منها إلّا القليل، وفي ما يأتى قائمة مؤلّفاته:
1 - أنوار السرائر ومصباح الزائر؛ فارسي مختصر في فضائل الأئمّة وزياراتهم علیهم السّلام (4).
2 - تحفة الملوك الذي خير من الذهب المسكوك ؛ قال صاحب التكملة كتاب جليل في معناه، رتّبه على مقدّمة في التفكّر في صنائع الله تعالى، وثمانية أبواب:
الباب الأوّل: في صفة الدنيا وحقيقة أحوالها وفنائها وعدم بقائها.
ص: 21
الباب الثانى: فى طريق محاسبة النفس وكيفيّتها.
الباب الثالث: في ذكر الموت وفضائله.
الباب الرابع: في الحشر وأهل يوم القيامة.
الباب الخامس: في التنبّه على أحوال الماضين من الملوك والسلاطين.
الباب السادس في حسن العدل.
الباب السابع: في قبح الظلم.
الباب الثامن: فى صفة الحلم وحسن عاقبة الحليم.
والخاتمة في التواضع.
لم يذكر هذا الكتاب الشيخ الحرّ رحمه الله في الأمل (1).
3- درر المطالب وغرر المناقب في فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، وهو الكتاب الماثل بين يديك، وسيأتى البحث عنه إن شاء الله تعالى.
4- جنّة المشتاقين في معجزات سيّد المرسلين؛ مشتمل على معجزات النبيّ صلّی الله علیه و آله. لم يذكره العلّامة الطهرانيّ رحمه الله في الذريعة وغيره من المفهرسين (2).
5- العسل المصفّى في فضل الصلاة على النبيّ المصطفى صلّی الله علیه و آله؛ جمع فيه فضائل الصلاة عليه صلّی الله علیه و آله ، وخواصّها ، رتّبه على ثمانية أبواب (3).
6- مجمع البحرين في فضائل ( مناقب ) السبطين؛ جمع فيه من من كتب الفريقين
ص: 22
فضائل الحسنين علیهماالسّلام مرتّباً على مقدّمة وخمسة وخمسين باباً، ينقل عنه الشيخ الحرّ في ( إثبات الهداة ) (1)، والشيخ النوريّ في (مستدرك الوسائل) (2) ومع أنّ العلّامة المجلسي رحمه الله لم يذكره في فهرس مصادره لكنّه ينقل عنه في بحار الأنوار في موضع قال فيه: «وفي مجمع البحرين في مناقب السبطين» (3).
وقد طُبع مرّتين؛ إحداهما في مجلّة ( ميراث حديث شيعة ) الصادرة في قم المقدّسة مع مقدّمة فارسيّة بتحقيق: قاسم شير جعفريّ، وأُخرى ضمن منشورات مكتبة العلّامة المجلسيّ رحمه الله بتحقيق زميلنا الأخ الفاضل السيّد حسين الموسويّ البروجرديّ كثّر الله تعالى أمثاله.
7- مصباح الزائرين في فضائل زيارة خامس آل العبا؛ مطلقاً وفي أوقات معيّنة وبعض آدابها في الأحاديث المرويّة المستخرجة طائفة منها عن (كامل الزيارات ) لابن قولويه رحمه الله وترجمها إلى الفارسيّة، ألّفه باسم الشاه طهماسب الصفويّ ( 930 - 984 ه_)، ورتّبه على خمسة وعشرين باباً وخاتمة (4).
8- منهاج الحقّ واليقين في تفضيل عليّ أمير المؤمنين على سائر الأنبياء والمرسلين علیهم السّلام ما خلا محمّد صلّی الله علیه و آله خاتم النبيين؛ ألّفه للخواجة عليّ الآمليّ، جمع فيه الأدلّة والبراهين على تفضيله وذلك من كتب الفريقين، رتّبه على عدّة مطالب؛ جاء في بعض نسخه أربعة عشر وفي بعضها خمسة عشر مطلباً.
واستدرك عليه الشيخ مهذّب الدين أحمد بن عبد الرضا البصريّ من أفاضل
ص: 23
تلامذة الشيخ الحرّ رحمه لله وصاحب ( فائق المقال في الحديث والرجال ) (1)، وسمّاه ب_: ( المنهج القويم ).
ذكر في أوّله: أنّي رأيت في هذا الباب كتاب ( منهاج الحقّ واليقين في تفضيل أمير المؤمنين علیه السّلام على سائر الأنبياء والمرسلين )، للسيّد وليّ بن نعمة الله الحسينيّ الرضويّ الحائريّ، لكنّه ترك كثيراً من أحاديث الباب فذكرت أنا جملة منها في هذا الكتاب (2).
وينقل عنه السيّد هاشم البحرانيّ رحمه الله في ( حلية الأبرار ) (3) و ( مدينة المعاجز ) (4) و ( ينابيع المعاجز ) (5)، والشيخ الحرّ رحمه الله في ( إثبات الهداة ) (6).
وقد طُبع مرّة في مجلّة تراثنا الصادرة في قم المقدّسة برقم: 92 بتحقيق مشتاق صالح المظفّر، وأُخرى مستقلّاً.
9- نوادر من لا يحضره الفقيه؛ مختصر من أحاديث كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق رحمه الله؛ مرتّباً على ثلاثة عشر باباً كل باب مشتمل على أحاديث:
ص: 24
الباب الأوّل: في وصايا النبيّ صلى الله عليه و آله إلى أمير المؤمنين علیه السّلام ومطالب أُخر في حرمة الغنا والنمّام وشهادة الكذب و...
الباب الثاني: في النظر إلى النساء.
الباب الثالث: في أحاديث الزنا.
الباب الرابع: في أحاديث الربا.
الباب الخامس: في أحاديث الذبائح.
الباب السادس: في معرفة الكبائر.
الباب السابع: في النوادر.
الباب الثامن: في موت أطفال المؤمنين.
الباب التاسع: في موت أطفال الكفّار.
الباب العاشر: فى آثار الحدّ .
الباب الحادي عشر: في علّة أنّ الناس يعلمون ولا يعملون.
الباب الثاني عشر: في علّة رزق الجهّال وحبس رزق العلماء.
الباب الثالث عشر: في علّة شباهة الأولاد بأبويهم (1).
10- كنز المطالب وبحر ( فخر ) المناقب في فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام؛ جمع فيه الآيات والأخبار في مناقب الوصيّ علیه السّلام من كتب الفريقين مرتّبة على تسعة وتسعين باباً بعدد أسماء الله الحسنى، مبتدئاً بذكر مقدّمة، وقد أورد في الكتاب مقاماته ومناقبه وفضائله قبل ولادته وبعدها في حياة النبيّ صلّی الله علیه و آله وبعده، واحتجاجاته، وزهده، وتقواه، وأيّام خلافته وحروبه في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله وبعده للناكثين والقاسطين والمارقين، وقضية شهادته في محراب العبادة، ونبذة من زياراته والقضايا المربوطة بقبّته الشريفة. وفي نهاية الكتاب جمع مائتي كلمة
ص: 25
انتخبها من كلمات أمير المؤمنين علیه السّلام في الحكم والمواعظ مرتّبة على حروف الهجاء وضمّها إلى الكتاب (1) وقد جمع أحاديث الكتاب من المصادر المعتبرة عند الفريقين. ألفّه في سنة 981 ه_ في جوار السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين علیه السّلام بكربلاء المقدّسة.
وقد قام بتحقيقه زميلنا السيّد حسين الموسويّ البروجرديّ وفقه الله لهذا المهمّ.
الكتاب كما هو ظاهر من عنوانه من الكتب القيّمة الثمينة في مناقب ابن عمّ النبي صلّى الله عليه وآله أمير المؤمنين ويعسوب الدين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
جمع فيه الآيات والأخبار في مناقب الوصيّ صلّى الله عليه وآله من كتب الفريقين من دون سبق تبويب وترتيب لمواضيع الروايات، واكتفى بالفصل بين الروايات بذكر قوله: «وأُخرى من مناقبه علیه السّلام» وذلك قبل ذكر عنوان المصدر المرويّ عنه إن كان صرّح به، وأدرج فيه حدود 228 حديثاً حسب ما عددنا.
افتتح الكتاب بعد إتمام المقدّمة بروايات عن كتاب ( مائة منقبة ) وقال في آخر الرواية الثانية والعشرين : «انتهى حديث المائة» وبعد ذلك انتقى بعض الروايات من كتاب ( الأمالي ) للصدوق رحمه الله وبعد إتمام ذلك قال في آخر الرواية التاسعة والأربعين : «انتهى آخر حديث الأمالي» وفي عقيبها جاء برواية من مائة منقبة وبعد ذلك أخذ في ذكر روايات شتّى عن مصادر متفرّقة وبعدها روى عن كتاب (الخصال) واكتفى بعشرين حديثاً منه وبعد الفراغ منها
ص: 26
قال: «انتهى حديث الخصال».
وروى عن غير هذه الكتب الثلاثة من كتب الفريقين، ونقل أكثر رواياته من كتب الشيعة؛ وهي مثل : ( كنز جامع الفوائد ) اثنان وثلاثون رواية وبعد ذلك من كتاب ( مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار ) ثماني وعشرون رواية.
وتأليفه هذا بعد الرجوع إلى الكتب المتعدّدة؛ مصرّحاً بأنّي كنت مولعاً في استماع مناقب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وكلّما وجدت كتاباً في فضائله كتبتها وظفرت بمنقبة جليلة من مناقبه أو فضيلة جميلة من فضائله نقلتها وحفظتها وكان قصدي أن أجمعه كتاباً.. فجمعته من كتب متعدّدة وأماكن متفرّقة...
وألّفه قبل كتابي ( كنز المطالب ) و ( جنّة المشتاقين)؛ أمّا الأوّل فلنقله عنه كثيراً في الكنز، والثاني فلتصريحه بذلك في مقدّمة كتاب الجنّة حيث قال:
إنّي كنت شديد الرغبة والعزم على أن أجمع كتاباً في معجزات سيّد المرسلين وخاتم النبيّين المخصوص بالشفاعة في يوم الدين، وكنت صارفاً همّي بنيل ذلك المطلوب ومبادراً ببلوغ ذلك المرام وكان يصدّني عنه ويدافعني منه حوادث الدهر الخوّان فتركته برهة من الزمان فقلت في نفسي حتّى يبلغ الكتاب أجله لأنّ الأُمور مرهونة بأوقاتها ثمّ شرعت في جمع كتاب في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتّقين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وسمّيته ب_ : ( درر المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ) ووفّقت بإتمامه ثمّ رجعت إلى مقصديَ الأوّل في جمع معاجيز خير البشر والشفيع المشفّع في يوم المحشر وشرعت فيه مستعيناً بالله مفوّضاً...
وأهدى تأليفه هذا إلى والديه كما صرّح بذلك في أواخر مقدّمته: « وقد جعلت ثواب هذا الكتاب لوالديّ أوصل الله نعماءه إليهما، وأعاد الله بركاته عليهما بمحمّد وآله الطاهرين والحمد لله ربّ العالمين».
ص: 27
الأُولى: وهي أن المؤلّف وعد في مقدّمته بذكر أسانيد الروايات التي وردت في المصدر مسندة حيث قال: «وكلّما وجدت رواية مسندةٌ ذكرتها بإسنادها، وما وجدته محذوف الإسناد ذكرته بحذف الإسناد..».
ولكن بعد الرجوع إلى الكتاب لم نعثر على رواية مسندة وإن كانت في المصدر مسندة بل سقطت جميع أسانيد الروايات المذكورة في الكتاب، وهذا المنهج هو خلاف ما وعد به في المقدّمة، فلاحظ.
والثانية: حول كتابي الكنز والدرر؛ هل هما كتاب واحد أم كتابان؟
ومنشأ السؤال هو ما ذهب إليه السيّد الأمين رحمه الله في أعيان الشيعة باتّحاد كتابي ( كنز المطالب ) و ( درر المطالب ) حيث يقول:
ووجدنا له في المكتبة الحسينيّة في النجف الأشرف كتاباً مطبوعاً اسمه ( درر المطالب وغرر المناقب في فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ) (1) وكأنّه هو الذي سمّاه صاحب الأمل (كنز المطالب) (2) .
والصحيح أنّهما كتابان لعلل منها:
1- أنّ لهما نسخ منفصلة كما أشرنا في هوامش مقدّمتنا هذه عند ذكر تأليفات السيّد ولىّ.
2- سبب تأليفهما متفاوت كما أشار المؤلّف في مقدّمته على الكتابين.
3- أيضاً كتاب الكنز أكبر حجماً من كتاب الدرر.
4- تأليف الدرر أقدم من الكنز بحيث نقل عنه في الكنز.
ص: 28
5 - لذا ذكرهما الآقا بزرك فى الذريعة بعنوانين منفصلين فى حرفى «الدال » و«الكاف».
لعلّ منشأ هذا عدم ذكر الشيخ الحرّ رحمه الله كتاب درر المطالب وتصريحه بكتاب الكنز، ولذا ذهب السيّد الأمين إلى اتّحادهما للتشابه الاسمى والموضوعي بينهما.
مع هذا وذاك إنّ للكتاب أهميّة خاصّة بحيث نقل عنه جمع من أعلام الطائفة؛ وهم: السيّد هاشم رحمه الله في ( مدينة المعاجز ) (1)، والشيخ الحرّ رحمه الله في ( إثبات الهداة ) (2) والمير محمّد أشرف فى ( فضائل السادات ) (3)، والسيّد محمّد بن أمير الحاج في ( شرح الشافية ) المؤلّف 1183 ه_، والحائريّ في ( شجرة طوبى ) (4)، والنقديّ في ( الأنوار العلويّة ) (5)، والحاج مولى باقر في ( الدمعة الساكبة ) (6) والمؤلّف في كتابه ( كنز المطالب ).
هذا ولكن مع الأسف الشديد وصلت إلينا النسخة الفريدة ناقصة من آخرها فلاحظ أنّ الكتاب ناقص، ولعلّ هناك نسخة كاملة منها إن شاء الله تعالى.
يظهر للمدقّق في كتب السيّد المؤلّف رحمه الله اطّلاعه بأخبار المناقب وكتبها وأنّ عنده مكتبة عامرة من كتب القدماء غنيّة جدّاً، وكان منها قسم كبير من مؤلّفات الشيعة، مضافاً إلى مؤلّفات العامة خصوصاً المعتدلين منهم ولذلك اهتمّ بعض
ص: 29
العلماء بهذه الناحية فاستفادوا من روايات المؤلّف فنقلوها في كتبهم الروائيّة، فرأينا أن نذكر قائمة من مصادر كتبه التي قرّرها المؤلّف في تأليفه هذا، ولا تخفى على المحقّق فائدتها.
1- الأمالي؛ للشيخ الأقدم أبي جعفر الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّىّ رحمه الله (381ه_).
2- الأمالي؛ لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ رحمه الله ( 460ه_ ) .
3- بهجة المباهج في تلخيص مباهج المهج في مناهج الحجج؛ لأبي سعيد حسن ابن حسين الشيعيّ السبزواريّ (كان حيّاً سنة 757ه_). فارسيّ؛ يتضمّن فضائل نبيّنا سيّد الأنبياء والمرسلين ومعجزاته وفضائل أهل بيته ومعجزاتهم صلوات الله عليهم أجمعين، وهو تلخيص لكتاب ( مباهج المهج ) (1) تأليف الشيخ أبي الحسن قطب الدين الكيدريّ ( 576 ه_ ) ، شارح نهج البلاغة وصاحب ( الإصباح في فقه الإماميّة ) وزاد السبزواريّ فيه كثيراً من الأخبار الصحاح (2).
4- تفسير الإمام العسكريّ علیه السّلام؛ المنسوب إلى الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ علیه السّلام ، نقل عنه أربعة عشر حديثاً.
5- تفسير الثعلبيّ = الكشف والبيان؛ لأبى إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبيّ ( 427ه_)، نقل عنه رواية بلفظ : « ما ذكره الثعلبيّ».
6- تفسير القمّيّ؛ لعليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ رحمه الله ( من أعلام القرن 4 و 5ه_).
7 - حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الإصفهانيّ أحمد بن عبد الله بن أحمد المتوفّى (430 ه_ ) .
8- الخصال؛ للشيخ الأقدم أبي جعفر الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّىّ رحمه الله ( 381ه_).
ص: 30
9- الخرائج والجرائح؛ لقطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندىّ ( 573 ه_ ) .
10- راحة الأرواح ومونس الأشباح في أحوال النبيّ والأئمة علیهم السّلام؛ لأبي سعيد حسن بن حسين الشيعيّ السبزواريّ رحمه الله (كان حيّاً سنة 757ه_). فارسيّ؛ ألّفه بطلب السلطان نظام الدين يحيى بن صاحب الأعظم خواجه كرّابيّ ( 759ه_)، رتّبه على خمسة عشر باباً وكل باب على فصول (1). وروى عنه سبعة أحاديث بعد ترجمتها إلى العربيّة.
11 - عرائس المجالس؛ لأبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ الثعلبيّ ( 427 ه_ ) . نقل عنه حديثاً واحداً وهو آخر حديث جاء في الكتاب؛ طويل المتن في سؤال بعض أحبار اليهود عن أصحاب الكهف من أمير المؤمنين علیه السّلام، وهو موجود بعينه عن المصدر المذكور في كشف اليقين للعلّامة (2).
12 - عيون أخبار الرضا علیه السّلام؛ للشيخ الأقدم أبي جعفر الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّىّ رحمه الله ( 381ه_).
13 - الفصول المهمّة؛ لابن الصبّاغ عليّ بن محمّد بن أحمد المالكي المكّيّ (855ه_).
14- کتاب المعراج = إثبات المعراج؛ للشيخ الأقدم أبي جعفر الصدوق محمّد ابن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ ( 381ه_). صرّح بهذا الكتاب في موضعين من كتابه ( الخصال ) (3)، وكذا في ( من لا يحضره الفقيه ) (4)، وصرّح آغا بزرك رحمه الله بوجوده عند مؤلّفنا حيث يقول: وينقل عنه السيّد ولىّ بن نعمة الله في كتابه
ص: 31
(كنز المطالب) الذي ألّفه في 981 ه_ (1) ، وما وجدنا رواية من كتاب المعراج في ( كنز المطالب ) إلّا حديثاً واحداً كما أن نفس الرواية مع نسبتها بكتاب المعراج جاءت في كتابنا هذا وهي بعينها موجودة في (كنز جامع الفوائد)، ولعلّه ينقل عنه بواسطة كنز جامع الفوائد ونقول بعدم وجود نسخة من الكتاب عنده، فما جاء من المعراج فهو من ( كنز جامع الفوائد ).
15-كتاب الواحدة؛ لمحمّد بن الحسن بن جمهور العمىّ البصريّ أو لولده أبي محمّد الحسن بن محمّد بن جمهور العميّ البصريّ. نسبه الشيخ الطوسيّ رحمه الله وابن النديم إلى الوالد محمّد بن جمهور (2)، والنجاشيّ إلى الولد الحسن بن محمّد ابن جمهور (3) .
نقل عنه مؤلّفنا حديثاً واحداً بذكر عنوان الكتاب في صدر الحديث قائلاً: «وروى صاحب كتاب الواحدة»، وهو موجود بعينه في ( تأويل الآيات ) كما روى عن كتاب الواحدة في ( كنز المطالب ) حديثين أحدهما موجود بعينه في التأويل، لاحظ مقدّمة الكنز.
16- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة علیهم السّلام ؛ لأبي الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلىّ ( 692 ه_ ) .
17-كنز جامع الفوائد؛ للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفيّ الحلّيّ ( من أعلام القرن العاشر). عرّف الكتاب بأسماء أُخرى: (جامع الفوائد )، ( كنز الفوائد)، وهو انتخاب واختصار من كتاب ( تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة علیهم السّلام ) للسيّد شرف الدين عليّ الحسينيّ الاستر آباديّ الغرويّ رحمه الله من أعلام النصف
ص: 32
الثاني من القرن العاشر؛ اختصره في سنة 937 ه_ (1). والكتاب غير مطبوع حتّى زماننا هذا، نقل عنه كثيراً حتى صار من مصادره الأصليّة.
18- مائة منقبة؛ للشيخ أبي الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمّيّ رحمه الله ( من أعلام القرن الرابع والخامس ). روى عنه ثلاثة وعشرين حديثاً، وذكر اسم الكتاب بلفظ: « وفي كتاب المائة»، ويعدّ من مصادره الأصليّة في تأليف الكتاب.
19- مجمع البيان؛ لأمين الإسلام أبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسيّ رحمه الله ( 548ه_) .
20- مشارق الأمان ولباب حقائق الإيمان؛ للشيخ الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسيّ الحلّيّ ( حدود 813 ه_)، تلخيص لكتابه ( مشارق أنوار اليقين ) ، كتبه سنة 811ه_.
21 - مشارق أنوار اليقين؛ للشيخ الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسيّ الحلّىّ ( حدود 813 ه_). ينقل عنه روايتين، ولكن لم نعثر عليه في المشارق المطبوع.
22- مصباح الأنوار في فضائل إمام الأبرار؛ والكتاب في مجلّدين، ذكر في أوّله فهرس أبوابه الستَة والثلاثين باباً، ويذكر المؤلّف اسمه في عدّة مواضع من مجلّده الأوّل بقوله: «قال المؤلّف هاشم بن محمّد» ، ولكن كتب على ظهر بعض نسخه أنّه تأليف الشيخ الطوسي (460 ه_)، كما نسبه إليه جمع من العلماء؛ منهم مؤلّف هذا الكتاب في مواضع من كتبه مثل الكنز والمجمع والمنهاج، وأيضاً السيّد هاشم البحرانيّ رحمه الله ( 1107 ه_) في مدينة المعاجز (2)، والسيّد شرف الدين ( من أعلام
ص: 33
القرن العاشر ) فى تأويل الآيات (1).. وغيرهم.
و هو خطأ كما صرّح بذلك بعض الأعلام؛ لأنّ فيه روايات عن الحافظ أبي منصور شهردار بن شيرويه الديلميّ ( 588 ه_)، ووجيه الدين أبي الحسن عليّ بن محمّد بن أحمد العلويّ الهرويّ بأصبهان في سابع ذي الحجّة سنة 552 ه_، والشيخ سديد الدين شاذان بن جبرئيل ( من أعلام أواخر القرن السادس ).. المتأخّر عن الشيخ بمراتب، فضلاً عن نقله فيه رواية عن الشيخ الطوسيّ رحمه الله بوسائط.
أقول: ظنّى أنّه من مؤلّفات من تأخّر عن هؤلاء المشايخ بكثير فكيف ينسب تأليفه إلى شيخنا الطوسيّ رحمه الله، لأنّ الروايات والأسانيد الموجودة في هذا الكتاب موجودة بنفس السند والمتن في المناقب للخوارزمیّ ( 568 ه_ ) ، فلاحظ.
ولكن قال الشيخ آغا بزرك رحمه الله في الذريعة: وينقل عن ( مصباح الأنوار ) كثيراً السيّد وليّ بن نعمة الله رحمه الله في كتابه كنز المطالب الذي ألّفه في 981 ه_ من دون ذكر اسم المؤلّف (2)، انتهى.
وهو غير صحيح فقد صرّح في ( كنز المطالب ) أنّه تأليف الشيخ الطوسيّ رحمه الله، وأيضاً صرّح بانتساب الكتاب في كتابه هذا وكتابيه: ( منهاج الحقّ واليقين ) و ( مجمع البحرين ) إلى الشيخ.
ونقل عنه في هذا الكتاب كثيراً.
23- مناقب آل أبي طالب؛ للشيخ رشيد الدين أبي عبد الله محمّد بن عليّ بن شهر آشوب بن أبي نصر السرويّ المازندرانيّ رحمه الله ( 588 ه_). ذكره بعنوان: «من مناقب ابن شهر آشوب» و «ما رواه ابن شهر آشوب».
ص: 34
24- المناقب؛ للموفّق بن أحمد بن محمّد أبو المؤيّد المكّيّ، خطيب خوارزم ( 568 ه_). نقل عنه حدود عشرين رواية عرّف الكتاب بأسماء مثل: «روى الخوارزميّ في مناقبه»، أو قال: «وروى أخطب خوارزم»، أو: « وروى الخوارزميّ»، ويعدّ من مصادره الأصليّة لتأليف الكتاب.
25 - منهج التحقيق إلى سواء الطريق؛ لم تصل إلينا أيّ معلومة من الكتاب، وكلّ من نقل عنه نسبه إلى بعض علماء الإماميّة، روى عنه الحسن بن سليمان الحلّيّ في ( تفضيل الأئمّة ) و ( المحتضر ) ، وأيضاً المقدّس الأردبيليّ في ( حديقة الشيعة ) نقل عن باب منه في «بيان أفضليّة أمير المؤمنين علیه السّلام على سائر الأنبياء والمرسلين» (1).
نقل عنه الحسن بن سليمان ومؤلّفنا فى هذا الكتاب وكتاب ( كنز المطالب ) حديث البساط أو السحابة أو الغمامة، وكلّها أسماء لحديث واحد روي عن سلمان الفارسيّ وقد روي هذا الحديث في كثير من المصادر ، وله شروح لفطاحل العلماء، أمثال: القاضي سعيد محمّد بن محمّد مفيد القمّيّ رحمه الله ( 1107 ه_)، والمحققّ الآغا جمال الدين محمّد بن محمدّ بن الآغا حسين الخوانساريّ ( 1125ه_)، والآغا محمود بن الآغا محمّد عليّ الكرمانشاهيّ ( 1269 ه_ أو 1271 ه_).
26 - منهج الشيعة في فضائل وصيّ خاتم الشريعة؛ للسيّد أبي العزّ جلال الدين عبد الله بن شرفشاه العلويّ الحسينيّ رحمه الله (حدود 810 ه_). مختصر، ألّفه باسم السلطان أُويس الشيعيّ المقتول (2). نقل عنه روايتين.
27 - نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين علیه السّلام؛ لأبي بكر محمّد بن مؤمن الشيرازيّ ( من أعلام القرن السادس ). كراميّ ثقة من علماء المذاهب الأربعة وثقاتهم، وكتابه في تفسير القرآن الذي استخرجه من تفاسير الاثنى عشر ، نقل عن كتابه هذا السيّد
ص: 35
ابن طاوس فى كتابي : ( الطرائف ) و ( اليقين ) (1) ، عرّفه بعنوان: «كتاب الشيرازيّ».
28 - نهج الحقّ وكشف الصدق؛ لأبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّىّ ( 723ه_).
إنّ للكتاب نسخة فريدة وذلك حسب ما تتبّعناه في فهارس المخطوطات؛ إذ لا توجد نسخة أُخرى واعتمدنا في تصحيح الكتاب عليها، وفي ما يأتي مواصفات النسخة:
النسخة محفوظة في مكتبة ملّى الملك في طهران.
رقم المخطوطة في المكتبة: 841 .
تاريخ النسخ: راجع إلى القرن الحادي عشر.
الملاحظات: النسخة في مجموعة مع كتاب آخر بعنوان ( الإمامة ) ليوحنّا الذمّي، في 171 ورقة، عليها ختمان لآقا مهديّ الطباطبائيّ ومحمّد بن محمّد مقيم الرضويّ، بخطّ النستعليق جيّد جدّاً، كتبت عناوين الروايات بقلم كبير أسود، عليها علامة التصحيح، كثير الغلط والتصحيف، ناقصة من آخرها وآخر عبارة فيها قوله تعالى: « قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبى» ، ولكن جاءت في ركابة الصفحة الأخيرة كلمة : «برهاناً» التى تدلّ على نقصان النسخة.
أتممنا إخراج هذا الكتاب وفق الخطوات الآتية:
1- قابلناه مع النسخة الأصليّة وقد شاركني في هذا الجهد سماحة الأُستاذ
ص: 36
مهديّ المعزّيّ حفظه الله ووفّقه لكلّ خير، وكلّما خلج علينا الترديد بين كلمتين ثبّتنا ما هو موافق للمصدر.
2- قابلنا الكتاب مع المصادر المذكورة في صدر كلّ حديث وجعلناها بمنزلة نسخة، وثبّتنا الاختلافات مع الدقّة في الهامش.
3- استخرجنا الآيات القرآنيّة من المصحف الشريف ووضعناها بين قوسين مزهّرين « » .
4- استخرجنا جميع الأحاديث من مصادرها بلفظة: «لاحظ»، أما ما كان في غير مصادرها إن كانت موجودة جعلنا قبلها لفظة: « وراجع ».
5 - قدّمنا في استخراج المصادر المصدر الذي نقل عنه المؤلّف؛ وإن كان للحديث مصدر مقدّم من حيث الزمان أخّرناه في الذكر.
6- قدمنا في الترتيب مصادر الخاصّة على العامّة وإن كان أقدم منه إلّا أنّ مصادر الخاصّة روى عن مصدر عامّي.
7- ترجمنا كلّ من له ذكر في الكتاب ترجمة موجزة اعتماداً على أهمّ كتب الرجال والتراجم.
8 - جعلنا لجميع الروايات الموجودة في الكتاب عنواناً من عندنا ووضعناه بين معقوفين [ ] لتسهيل التناول.
9- شرحنا بعض الكلمات الغامضة وأسماء المدن والبلدان.
10- كلّ ما وضعناه بين معقوفين [ ] فمن المصدر، وإن كان من غير مصدره فأشرنا إليه في الهامش.
وختاماً :
يجب علَيّ بمقتضى الحديث الشريف: «من لم يشكر المخلوق لم يشكر
ص: 37
الخالق»، أن أشكر سماحة الأخ العزيز والصديق الفاضل المحقّق النبيل السيّد حسين الموسويّ البروجرديّ - وفّقه الله تعالى لمرضاته - لمساعدته في أمر تحقيق هذا السفر الثمين وإرشاداته القيّمه فيما يخصّ المتن ومقدّمة التحقيق حيث بذل غاية الجهد وهكذا في إعداد النسخة الفريدة؛ وكذا زميلنا المحقّق سماحة الشيخ مهديّ الدليريّ الكلبايكانيّ حيث ما يزال مشوّقي إلى طريق التحقيق، وكلّ من ساعدني وآزرني في إنجاز هذا المشروع.
وقد أهدي ثواب هذا العمل المتواضع إلى بهجة قلب المصطفى وزوجة عليّ المرتضى أُمّ الأئمّة النجباء سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء علیهاالسّلام سائلاً المولى القدير أن يرزقنا شفاعتها في يوم الحساب، ونحمد الله ونشكره على إتمام هذا العمل المتواضع ونسأله أن يوفّقنا لإحياء تراث أهل البيت علیهم السّلام، وأن يتقبّله منّا بأحسنه إنّه مجيب الدعوات.
محمّد حسين النورىّ
ليلة ولادة مولانا و مقتدانا أمير المؤمنين علیه السّلام
ص: 38
ص: 39
ص: 40
الصورة
ص: 41
الصورة
ص: 42
ص: 43
ص: 44
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين المتطوِّل الحنّان، المتفضِّل المَنّان، المتفرّد بالجبروت والسُّلطان، الذي مِن رحمته مَنّ علينا بالإيمان وبه فضَّلنا على جميع أهلِ الأديان، وشَرَح صدورنا بتلاوة القرآن، وعَصَمنا من الزَّيغ والعصيان.
ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له المعبود على كلّ لسان ذو المَنّ والإحسان، المُنعِم على عباده بأصناف النِّعَم والألوان، خالق الخلق ومُكوِّن الزمان، والمُحيط بهم علمه على اختلاف الأزمان، « يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ » (1) «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ » (2)، الكائنُ قبل كلّ شيء والدائمُ الباقي و«كُلُّ مَنْ عَلَيْها فان» (3).
ونشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وحبيبه سيِّد الإنس والجان، المبعوث بأوضح البرهان، والناطق بأفصح اللسان، أرسله والأُمم عابدة الأوثان، ضالّين عن الهُدى عاكفين على النيران، دعاهم إلى الإيمان، وهدم بنيان الكفر والطُّغيان،
ص: 45
وقَمَعَ (1) بظهور معجزاته كلّ مارد وشيطان، وزحزح (2) ظلم الشرك بنور الهداية والعرفان، وهداهم إلى طريق الحقّ والإيقان، وساد بِخُلقه على جميع سادات قريش وبني عدنان، المؤيَّد بجبرئيل وميكائيل وكان علماء أُمّته كأنبياء بني إسرائيل في توضيح البيان، صلّى الله عليه وآله ما تكرّر الجديدان (3) وتعاقب العصران.
وعلى أخيه الصاحب، وخليفته بالنصّ اللازب (4)، الحاوي كلّ الشرف وبيت المناقب، صاحب المجد الخارق في المشارق والمغارب، الطَّود (5) الثابت والبحر الزاخر بجواهر العجائب، مُوضِحُ طُرق المشكلات إذا انسدّت المذاهب، عالى الشأن والمراتب، المقدّم في المحراب والحروب والمناقب، الذي ما طلب لهارب، ولا ولّى هارب من طالب، ولا ضارب لمستسلم ولا استسلم لضارب، سهم الله الصائب، وسيفه القاطع في نحور الكتائب، بادي الشرف الراتب، في بيت لؤي بن غالب.
مَن سبق إلى الإسلام والكلّ في ضلالته ذاهب، مَن نكّس الأصنام عن البيت، المحارب بعمده الثاقب، مَن خُصَّ بالزهراء البتول دون كلّ خاطب، مَن رُدّت له الشمس مرّتين وقد حجبت للمغارب، مَن بات يفدي رسول الله صلى الله عليه و آله وقد سارت به الركائب، مَن أعلن بمدحه جبرئيل وهو إلى الملأ الأعلى ذاهب، مَن طلّق الدنيا ثلاثاً ولم يرجع لها بخاطب، مَن قتل الأبطال يوم بدر وحنين ورمى بهم في قليب كواكب، مَن جدّل (6) الأقران يوم أُحد وقد ولّى المسلمون في الشعوب شغائب،
ص: 46
مَن قتل نمرود يوم الأحزاب وأقام عليه نادبة النوادب، مَن قتل نوفلاً وذا الخمار والعنكبوت ومرحباً بسيفه القاضب (1)، مَن فتح خيبراً وهدّم منها الشناخب (2)، و نصب زنده جسراً فعبرت عليه المواكب، مَن هجم على الجنّ في البئر بقلب غير هائب، مَن قام به النبيّ صلّی الله علیه و آله يوم الغدير فأحلّه أعلى المراتب، مَن قلع الصخرة من الحُبّ يوم الصومعة والراهب، مَن قال للناس: «سلوني قبل أن تفقدوني فإنّ عندي علم الناطق والصامت والشاهد والغائب» (3)، سيّدنا وشفيعنا يوم تُبلَى السرائر والمغائب، هو أمير المؤمنين على بن أبي طالب علیه السّلام .
وبعد: فيقول العبد الذليل إلى ربّه الجليل، ذو العمل القليل واللسان الكليل، الساكن في جوار السبط الشهيد، الراجي عفو ربّه المجيد، تراب نعل أبي تراب، وصيّ النبيّ الأُمّيّ، وليّ بن نعمة الله الحسينيّ الرضويّ:
إنّي كنت مولَعاً في استماع مناقب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، وكلّما وجدت كتاباً في فضائله كتبت، وظفرت بمنقبة جليلة من مناقبه أو فضيلة جميلة من فضائله نقلتها وحفظتها، وكان قصدي أن أجمعه كتاباً، وكان يعاوقني عن ذلك الم-رام عوارض الزمان، ويصدّني عنه حوادث الدهر الخوّان، فتركته برهة من الزمان، فقلت في نفسي: حتّى يبلغ الكتاب أجله؛ لأنّ الأُمور مرهونة بأوقاتها، وكنت أرجو من الله التوفيق والإعانة وهو نعم المُعين.
ثمّ إنّ الله سبحانه وتعالى بمنّه وفضله وفّقني على ذلك فجمعته من كتب متعدّدة وأماكن متفرّقة، فذكرت فيه اسم الكتاب المأخوذ منه ما علمتُ مأخذه، وتركت ما لم أعلم.
ص: 47
وكلّما وجدت رواية مسندة ذكرتها بإسنادها وما وجدته محذوف الإسناد ذكرته بحذف الإسناد، وسمّيته ب_:
«دُرر المطالب وغُرر المناقب في فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام»
وما هي من فضائله إلَّا كالغَرفة من البحار والقطرة من الأمطار، والقطمير (1) من القنطار (2)، والشرارة من النار؛ لأنّه في بيان فضائله حارت العقول والأوهام، ومن يبلغ استقصاءها وعددها بالتمام؟! « وَلَو أَنَّ ما فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَام » (3)، وكيف لا يكون كذلك وهو سرّ أسرار الله تعالى، لا تدركه الأفكار، وبحرّ لا تقع على ساحله الأبصار، وكان فيه من الفضائل ما لا يطّلع على كنهها إلا الله تعالى، لا جرم تقطّعت فيه أنفاس الواصفين، وحارت في حقيقة فضله بصائر العالمين.
وقد جعلت ثواب هذا الكتاب لوالدَيّ أوصل الله نعماءه إليهما، وأعاد الله بركاته عليهما بمحمّد وآله الطاهرين والحمد لله ربّ العالمين.
ص: 48
[ 1 ] . الأُولى مِن مناقبه علیه السّلام: في كتاب ( المائة): ما رواه جعفر الصادق علیه السّلام أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (1) فضائل لا تُحصى كثرة؛ فمن ذكر فضيلة من فضائله مُقرّاً بها غفر الله له (2) ما تقدّم من ذنوبه (3) وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.
ثمّ قال: النظر (4) إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبدٍ إلّا بولايته والبراءة من أعدائه (5).
ص: 49
[2]. و [ أُخرى من مناقبه علیه السّلام ]: روى عبد الله بن عمر، قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه و آله عن علي بن أبي طالب علیه السّلام فغضب، فقال: ما بال أقوام يذكرون [له] من منزلة عند الله كمنزلتي، ومقامه (1) كمقامى إلّا النبوّة.
ألا ومن أحبّ عليّاً علیه السّلام فقد أحبّنى ومن أحبّنى فقد (2) رضي الله تعالى عنه، ومَن رضي الله تعالى عنه كافأه بالجنّة.
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنّة؛ يدخل من أيّ بابٍ شاء بغير حساب.
ألا ومَن أحبّ عليّاً لا يخرج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنّة.
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساب الأنبياء (3).
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام هوّن الله عليه سكرات الموت، وجعل قبره روضة من رياض الجنّة.
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام أعطاه الله بكلّ عرقٍ في بدنه حوراء، وشفّعه في ثمانين من أهلِ بيته، وله بكلّ شَعْرَةٍ مدينة في الجنّة.
ألا ومَن عرف عليّاً علیه السّلام وأحبّه بعث [ الله ] إليه ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء،
ص: 50
ودفع عنه أهوال منكر ونكير، ونوّر الله (1) قبره وفسحه مسيرة [سبعين ] عاماً، وبيّض وجهه يوم القيامة.
ألا ومَن أحبّ عليّاً أظلّه الله في ظلّ عرشه مع الصدّيقين والشهداء والصالحين، وآمنه من الفزع الأكبر وأهوال [ يوم ] (2) الصاخّة.
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام تقبل الله منه حسناته، وتجاوز عن سيّئاته، وكان رفيق حمزة سيّد الشهداء في الجنّة (3).
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام أثبت الله الحكمة في قلبه، وأجرى على لسانه الصواب، وفتح الله عليه أبواب الرحمة.
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام سُمّى أسير الله فى الأرض، وباهي الله به الملائكة وحملة العرش (4).
[ألا و من أحبّ عليّاً علیه السّلام ناداه ملك من تحت العرش: يا عبد الله، استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلّها ].
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام جاء يوم القيامة ووجهه كالبدر (5).
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام وضع الله على رأسه تاج الكرامة، وألبسه حُلّة العزّ.
ألا و مَن أحبّ عليّاً علیه السّلام مرّ على الصراط كالبرق الخاطف ، ولم ير صعوبة الموت (6).
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام كتب الله له براءةً من النار، وبراءة من النفاق، وجوازاً على الصراط، وأماناً من العذاب.
ص: 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً لا يُنشَر له ،ديوان ولا يُنصَب له ميزان، وقيل له: ادخل الجنّة بغير حساب.
ألا ومَن أحبّ عليّاً أمن من الحساب والميزان والصراط.
ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد صلى الله عليه و آله صافحته الملائكة، وزارته أرواح الأنبياء، وقضى الله له كلّ حاجةٍ كانت عندَه (1).
ألا ومَن مات على بغض آل محمّدٍ صلى الله عليه و آله مات كافراً.
ألا ومَن مات على [ حبّ آل محمّد مات على ] الإيمان وكنت أنا كفيله في الجنّة (2) (3) .
[3]. وأُخرى من مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : إنّ الله تعالى لمّا خلق السماوات والأرض دعاهنّ فأجبنه، فعرض عليهنّ نبوّتي وإمامة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقبلنهما (4)، ثمّ خلق الخلق وفوّض إلينا أمر الدين والسعيد من سعد بنا، والشقيّ من شَقِي بنا، نحن المحلِّلون لحلاله والمحرِّمون لحرامه (5).
ص: 52
[4]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما روی جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، [عن الحسين ] بن علىّ، عن أبيه أمير المؤمنين علیهم السّلام، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله:
يا عليّ، أنت أمير المؤمنين وإمام المتّقين.
يا عليّ، أنت سيّد الوصيّين ووارث علم النبيّين وخير الصدّيقين وأفضل السابقين.
يا عليّ، أنت زوج سيّدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين.
يا علي، أنت وليّ (1) المؤمنين.
يا علىّ، أنت الحجّة بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنّة من تولّاك، واستحقّ النار من عاداك.
يا عليّ، والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني بالرسالة (2) لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام ما قَبِلَ الله منه ذلك (3) إلّا بولايتك و [ ولاية ] الأئمة من وُلدك، وإنّ الله لا يقبل ولايتك (4) إلّا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمّة من وُلدك؛ بذلك أخبرني جبرئيل؛ فمَن شاء فليؤمن، ومَن شاء فليكفر (5).
[5]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما روي عن الباقر، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن
ص: 53
عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : علي بن أبي طالب علیه السّلام خليفة الله [ وخليفتي، وحجّة الله ] وحجّتي، وباب الله وبابي، وصفيّ الله وصفيّي، وحبيب الله وحبيبي، وخليل الله وخليلي، وسيف الله وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيّي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، ووليّه وليّي وعدوّه عدوّي، وزوجته ابنتي ووُلده وُلدي، وحربه حربي، وقوله قولي وأمره أمري، وهو سيّد الوصيّين وخير أُمّتي (1).
[6] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه أبو سليمان الراعي(2)، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله: ليلة أُسري بي إلى السماء قال لي الجليل جلّ جلاله: « آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّهِ »، قلت: « وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ » (3).
قال: صدقت يا محمَد، مَن خلَّفت في أُمَتك؟
قلت: خيرها.
قال: خيرها (4) على بن أبي طالب علیه السّلام.
قلت: نعم يا ربّ.
ص: 54
قال: يا محمدّ، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسماً من أسمائي؛ فلا أُذكر في موضع إلّا ذُكِرتَ معي فأنا المحمود وأنت محمّد؛ ثمّ اطّلعت ثانية فيها فاخترت منها عليّاً وشققت له اسماً من أسمائي (1) فأنا الأعلى وهو علىّ.
يا محمّد، إنّي خلقتك وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة علیهم السّلام من ولده من شبح نورٍ من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض؛ فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان [ عندي ] من الكافرين.
يا محمّد، لو أنّ عبداً [ من عبيدي ] عَبَدني حتّى ينقطع ويصير كالشنّ (2) البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتّى يقرّ بولايتكم.
یا محمّد، أتُحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم يا ربّ.
فقال: التفت يمين العرش، فالتفتُّ فإذا [أنا ] بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ ابن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والمهديّ علیهم السّلام في ضحضاح (3) من نورٍ قيّام يُصلّون وفي وسطهم المهديّ يُصلّى (4) كأنّه كوكب دُرّيّ، فقال: يا محمّد، هؤلاء الحُجَج والثابت الثائر (5) من عترتك. وعزّتي وجلالي له الحجّة الواجبة لأوليائي، والمُنتقِم من أعدائي، بهم يمسك الله السماوات
ص: 55
أن تقع على الأرض إلّا بإذنه (1).
.[7] وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله بعد منصرفه من حجّة الوداع: أيّها الناس، إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل علَيّ مِن عند ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمّد، إنّ الله تعالى يقول: [إنّي ] قد اشتقت إلى لقائك فأُوص بخير وتقدّم في أمرك.
أيّها الناس، إنّه قد اقترب أجلي وكأنّي بكم وقد فارقتموني وفارقتكم، فإذا فارقتموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم.
أيّها الناس، إنّه لم يكن الله نبي قبلي خُلّد في الدنيا فأُخلّد، فإنّ الله تعالى قال: «وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مَّتَ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ » (2) ، [ألا وإنّ ربّي أمرني بوصيّكم] ألا وإنّ ربّي أمرني أن أدلّكم على سفينة نجاتكم في وصيّتكم وباب حطّتكم؛ فمن أراد منكم النجاة بعدي والسلامة من الفتن المُردية (3) فليستمسك بولاء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فإنّه الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم،
ص: 56
وهو إمام كلّ مسلمٍ ومسلمة بعدي، مَن أحبّه واقتدى به في الدنيا ورد على حَوْضي، ومن خالفه لم أره ولم يَرَني واختلج دونى (1) وأُخذ به ذات الشمال إلى النار.
أيّها الناس، إنّي قد نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم (2).
[8]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما روي عن الحارث الخزرجيّ (3) صاحب لواء الأنصار، قال: سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام: لا يتقدّمك بعدي إلّا كافر، ولا يتخلّف عنك بعدي إلّا كافر، وإنّ أهل السماوات [ السبع ] يسموّنك أمير المؤمنين علیه السّلام (4).
[9] . وأُخرى من مناقبه علیه السّلام: ما رواه جعفر بن محمّد، عن جدّه، عن أبيه الحسين ابن عليّ علیهم السّلام ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: لمّا أُسري بي إلى السماء وانتُهي بي إلى حُجُب النور، كلّمني ربّي جلّ جلاله فقال [لي]: يا محمّد، بلِّغ عليّ بن
ص: 57
أبى طالب علیه السّلام منّى السلام وأعلمه أنّه حجّتي بعدك على خَلْقي، به أسقي عبادي الغيث، وبه أرفع عنهم السوء، وبه أحتجّ عليهم يوم يلقونني؛ فإيّاه فليطيعوا، وبأمره (1) فليأتمروا ، وعن نهيه فلينتهوا ، أجعلهم عندي في مقعد صدقٍ، وأُبِيح لهم جنّاتي، وإن لم يفعلوا أسكنتهم مع الأشقياء من أعدائي ثُمَّ لا أبالي (2).
[10]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه و آله جالساً إذ أقبل عليّ بن أبي طالب فأدناه فمسح وجهه ببردته وقال: يا أبا الحسن، ألا أُبشّرك بما بشّرني به جبرئيل؟
قال: بلى يا رسول الله صلّی الله علیه و آله.
قال: إنّ في الجنّة عيناً يقال لها: «تسنيم»، يخرج منها نهران، لو أنّ بهما سُفُن الدنيا لجرت، [وعلى شاطئ التسنيم أشجار] حصاها من اللؤلؤ والمرجان، وحشيشها من الزعفران، على حافّاتها (3) كراسي من نور، عليها أُناس جُلُوس مكتوب على جباههم بالنور: هؤلاء مِن محبّي (4) عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (5).
[ 11 ]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه أبو سعيد الخُدريّ (6)، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله:
ص: 58
ليلة أُسري بي إلى السماء، ما مررت بشيءٍ (1) من ملكوت السماء، ولا على شيء من الحُجُب إلّا وجدتها مشحونة بكرائم ملائكة الله تعالى يُنادون: هنيئاً لك يا محمّد صلّی الله علیه و آله، لقد أُعطيت ما لم يُعطَ أحدٌ قبلك ولا [ يُعطاه ] أحدٌ بعدك؛ أُعطيت عليّ ابن أبي طالب علیه السّلام أخاً، وفاطمة علیهاالسّلام زوجته بنتاً، والحسن والحسين علیهماالسّلام [أولاداً ومحبّيهم شيعة.
يا محمّد إنّك أفضل النبيّين ، و علىّ علیه السّلام أفضل الوصيّين، وفاطمة علیهاالسّلام سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين علیهمالسّۀام] أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين، وشيعتهم أفضل من تضمّنت (2) عرصات القيامة و [ وتشتمل ] غرف الجنان وقصورها ومتنزّهها، فلم يزالوا يقولون ذلك في مصعدي ومرجعي، فلولا أنّ الله تعالى حجب عنها آذان الثقلين لما بقى أحدٌ إلّا سمعها (3).
[12] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه ابن عبّاس رضي الله عنه، قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه و آله : صلاة العصر ثمّ قام على قدميه وقال: مَن يحبّني ويحبّ أهل بيتي فليتبعني، فاتّبعناه بأجمعنا حتّى أتى منزل فاطمة علیهاالسّلام فقرع الباب قرعاً خفيفاً، فخرج إليه علىّ علیه السّلام وعليه شملة (4) ويده ملطّخة بالطين، فقال له: حدِّث الناس بما رأيت أمس.
فقال علىٌّ علیه السّلام: نعم، فداك أبي وأُمّى يا رسول الله صلّی الله علیه و آله، فبينما أنا في وقت صلاة
ص: 59
الظهر [أردت الطهور ] ولم يكن عندي الماء ووجّهت ولدَيّ الحسن والحسين علیهماالسّلام طلب الماء فأبطآ علَىّ إذا أنا [ بهاتف يهتف يا أبا الحسن علیه السّلام أقبل على يمينك، فالتفتُّ فإذا أنا ] بقدس (1) من ذهب معلَّق به ماء أشدّ بياضاً من الثلج وأحلى من العسل، فوجدت رائحة الورد فتوضّأت منه وشربت جرعات ثمّ قطّرت على رأسى قطرة فوجدت بردها على فؤادي.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : هل تدري أيّ شيء (2) ذلك القدس؟
قال: الله ورسوله أعلم.
قال: القدس من أقداس الجنّة، والماء من تحت شجرة طوبى - أو قال: من نهر الكوثر - وأمّا القطرة من تحت العرش، ثمّ ضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: حبيبي مَن كان خادمه [بالأمس ] جبرئيل (3).
[13] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه عبد الله بن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إنّ للشمس وجهين فوجهٌ يُضيء لأهل السماء ووجه يُضيء لأهل الأرض، وعلى الوجهين منها كتابة.
ثمّ قال: أتدرون ما تلك الكتابة؟
[قلنا: الله ورسوله أعلم.
فقال: الكتابة ] التي تلي أهل السماوات: «اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ» (4). وأمّا الكتابة
ص: 60
التي تلي أهل الأرض: «عليٌّ نور الأرضين » (1).
[14] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور: ما رواه أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: يا أنس أسرج بغلتي، فأسرجت بغلته فركبها [حتّى صرنا إلى باب أمير المؤمنين علیه السّلام فقال لي: يا أنس أسرج بغلته، فأسرجتها فركبها ] وأنا معهما حتّى صارا إلى فلاة من الأرض خضرة نزهة فأظلّتهما غمامة بيضاء، فقاربت فإذا بصوت عالٍ فقال (2): السّلام عليكما ورحمة الله وبركاته، فردّا السلام وهبط جبرئيل علیه السّلام واعتزلا مَليّاً، فلما أن عرج إلى السماء دعا النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً علیه السّلام فناوله تفّاحة عليها سطر من منشأة القدرة: « تحيّة (3) من الله الطالب الغالب إلى [وليّه] عليّ بن أبى طالب علیه السّلام» (4).
[15 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: عليٌّ علیه السّلام منّي كجِلْدي، عليٌّ منّي كعظمي، عليٌّ منّي كلحمي (5) ودمي (6) في عروقي، علىٌّ علیه السّلام أخي ووصيّي في أهلي وخليفتي في قومي ويقضي دَيني ويُنجز عداتي،
ص: 61
عليٌّ علیه السّلام في الدنيا أخي وإذا مِتُّ عوض منّي (1).
[16] . وأُخرى مِن مناقبه ما رواه مجاهد، قال: قيل لابن عبّاس: ما تقول في علىّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟
فقال: ذكرت والله أحد الثقلين، سبق بالشهادتين، وصلّى إلى (2) القبلتين، وبايع البيعتين، وأُعطى الشبلين (3) الحسن والحسين علیهماالسّلام ، وهو أبو السبط (4)، ورُدّت (5) له الشمس مرّتين من بعد ما غابت عن المقلتين، وجرّد السيف تارتين، وهو صاحب الكرّتين، ومَثَله في الأُمّة كمثل ذي القرنين، ذاك مولانا عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (6) .
[17] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه حذيفة اليمانيّ، قال: قام النبيّ صلى الله عليه و آله وقبّل ما بين عينَي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال : يا أبا الحسن أنت عضوٌ من أعضائي، تزول حيث زلت، وإنّ لك في الجنّة درجة [وهي درجة ] الوسيلة؛ فطوبى لك ولشيعتك من بعدك (7) .
ص: 62
[18] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه أبو ذرّ، قال: نظر النبيّ صلى الله عليه و آله إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال: هذا خير الأوّلين [ وخير الآخرين ] من أهل السماوات والأرضين، هذا سيّد الوصيّين وسيّد الصدّيقين (1) وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين، إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نُوق الجنّه قد أضاءت القيامة [من ضوئها ]، على رأسه تاج مرصَّع بالزبرجد والياقوت [فتقول الملائكة: هذا ملك مقرّب، ويقول النبيّون: هذا نبيّ مرسل ]، فينادي منادٍ من بُطنان العرش هذا الصدّيق الأكبر، هذا وصيّ حبيب الله، هذا عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فيقف على ظهر جهنّم فيُخرِجُ منها مَن يُحبّ، ويُدخل فيها من يبغض، وقد يأتي أبواب الجنّة فيُدخِلُ فيها أولياءه بغير حساب (2).
[19]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه عليّ بن الحسين علیه السّلام ، عن أبيه علیه السّلام ، قال: قال أمير المؤمنين علیه السّلام : من لم يقل إنّي رابع الخلفاء الأربعة فعليه لعنة الله.
قال الحسين بن زيد: قلت لجعفر بن محمّد علیهمالسّلام: قد رويت غير هذا فإنّكم لا تكذبون. قال: نعم، قال الله تعالى في محكم كتابه: « وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً » (3) فكان آدم علیه السّلام أوّل خليفة الله، وقوله تعالى: « يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ » (4) فكان داود علیه السّلام الثاني، وهارون خليفة موسی علیه السّلام وقوله
ص: 63
تعالى: « أخْلُفْنِي فِي قَومِي وَأَصْلِحْ » (1)، وهو خليفة محمّد صلى الله عليه و آله [فمن لم يقل إنّي رابع الخلفاء فعليه لعنة الله ] (2).
[ 20 ] . و أُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه سلمان الفارسيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: يا سلمان ، مَن أحبّ فاطمة علیهاالسّلام ابنتي فهو في الجنّة معي، ومَن أبغضها فهو في النار.
يا سلمان، حُبُّ فاطمة علیهاالسّلام ينفع في مائة من المواطن [أيسرها ] الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة؛ فمن رضيت عنه [ابنتي رضيت عنه ومن ] رضي الله عنه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه.
يا سلمان، ويلٌ لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علیه السّلام (3)، وويلٌ لمن يظلم ذرّيّتها وشيعتها (4).
قال: يا محمّد، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر لكن جارية من جواري عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قد اطّلعت من قصورها (1) ونظرت إليك فضحكت فهذا النور خرج من فيها، وهي تدور في الجنّة إلى أن يدخل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (2).
[22] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الإمام عليّ بن موسى الرضا علیه السّلام ، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ علیهم السّلام ، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: لمّا أُسري لمّا أسري بي إلى السماء لقيني أبي نوح، قال: يا محمّد، مَن خلّفت على أُمّتك ؟ فقلت: عليّاً علیه السّلام ، فقال: نعم الخليفة خلّفت.
ثمّ لقيني [ أخي ] موسى علیه السّلام فقال: يا محمّد، من خلّفت على أُمّتك؟ قلت: عليّاً علیه السّلام ، قال: نعم الخليفة خلّفت.
ثمّ لقيني [أخي ] عيسى فقال [لي ]: [ يا محمّد ، من خلّفت على أُمّتك؟
فقلت: عليّاً علیه السّلام، فقال: نعم الخليفة خلّفت.
فقلت لجبرئيل: [يا جبرئيل]، مالي لا أرى [أبي ] إبراهيم علیه السّلام ؟ قال: قعد في(3) حظيرة (4) فإذا هي يليها شجرة (5) لها ضروع (6) كضروع الغنم ، كلّما خرج
ص: 65
[ ضرع ] من فم واحدٍ ردّه إبراهيم (1) ، فقال يا محمّد، مَن خلّفت على أُمّتك؟ فقلت: عليّاً علیه السّلام، قال: نعم الخليفة خلّفت، وإنّي - يا محمّد - سألت الله ربّي أن يُولّيني غذاء أطفال شيعة عليّ ابن أبي طالب علیه السّلام فأنا أُغذّيهم [ إلى يوم القيامة ] (2).
انتهى حديث المائة.
[23]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( أمالي القمّيّ) ما رواه أبو حمزة، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، قال رجل لعليّ علیه السّلام (3) [ يا أبا الحسن، إنّك تدعى أمير المؤمنين ف_] مَن أمّرك عليهم؟ قال علیه السّلام: الله جلّ جلاله أمّرني عليهم.
فجاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وقال: [يا رسول الله، أيصدق عليّ فيما يقول: إنّ الله أمّره على خلقه؟ فغضب النبيّ صلى الله عليه و آله وقال : ] إنّ علياًّ أمير المؤمنين علیه السّلام بولايةٍ من الله عزّ وجلّ عقدها له فوق عرشه وأشهد الملائكة على ذلك، إنّ عليّاً علیه السّلام خليفة الله وحجّته وإنّه الإمام للمسلمين؛ طاعته مقرونة بطاعة الله، ومعصيته مقرونة بمعصية الله، فمن جهله فقد جهلني، ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكره فقد أنكرني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، ومن جحد امرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقّصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبّه فقد سبّني؛
ص: 66
لأنّه منّي [خُلِق من طينتي] ، وهو زوج فاطمة الزهراء علیهاالسّلام ابنتي، وأبو وَلَدَيّ الحسن والحسين علیهمالسّلام.
ثمّ قال صلّی الله علیه و آله: أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين علیه السّلام حجج الله على خلقه، أعداؤنا أعداء الله، وأولياؤنا أولياء الله (1).
[24]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه حذيفة بن أُسيد الغفاريّ (2)، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: يا حذيفة، إنّ حجّة الله عليك بعدي علىّ بن أبي طالب علیه السّلام؛ الكفر به كفرٌ بالله والشرك به شركٌ [بالله والشكّ فيه شكّ في الله ]، والإلحاد فيه إلحادٌ في الله والإنكار له إنكار الله، والإيمان به إيمانٌ بالله؛ لأنّه أخو رسول الله صلى الله عليه و آله ووصيّه وإمام أُمّته ومولاهم، وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له : مُحِبُّ غال، ومُقصِّرٌ.
يا حذيفة، لا تُفارقنّ عليّاً علیه السّلام فتفارقنى، ولا تخالفنّ عليّاً فتخالفنى، إنّ عليّاً علیه السّلام منّي وأنا منه، من أسخطه فقد أسخطني، ومن ارتضاه فقد ارتضاني (3) (4).
ص: 67
[25] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور ما رواه عبد الرحمن بن كثير (1)، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السّلام ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله ذات یومٍ لأصحابه: معاشر أصحابي، إنّ الله جلّ جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب علیه السّلام والاقتداء به، فهو وليّكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا، ولا تفارقوه فتضلّوا، إنّ الله جل جلاله جَعَلَ عليّاً علیه السّلام [ علماً ] بين الإيمان والنفاق؛ فمن أحبّه كان مؤمناً، ومن أبغضه كان منافقاً. إنّ الله جلّ جلاله جعل عليّاً علیه السّلام وصيّي ومنار الهُدى بعدي، فهو موضع سرّي، وعيبة علمي، وخليفتي في أهلي، إلى الله أشكو ظالميه من أُمّتي [ من بعدي ] (2).
[26]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هبة الله مِن آدم علیه السّلام ، وبمنزلة سام من نوح علیه السّلام ، وبمنزلة إسحاق مِن إبراهيم علیهماالسّلام ، وبمنزلة هارون من موسى علیهماالسّلام ، وبمنزلة شمعون من عيسى علیهماالسّلام إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
ص: 68
يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي؛ فمن جحد وصيتّك وخلافتك فليس منّي ولست منه وأنا خصمه یوم القيامة.
يا عليّ، أنت أفضل أُمّتي فضلاً، وأقدمهم سِلماً، وأكثرهم عِلماً، وأوفرهم حِلماً، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم كفّاً.
يا عليّ، أنت الإمام بعدي والأمير، وأنت الصاحب [بعدي ] والوزير، ليس لك (1) في أُمّتي [من ] نظير.
يا عليّ، أنت قسيم الجنّة والنار، بمحبّتك تُعرَف الأبرار من الفجّار، ويُميِّز بين الأشرار ،والأخيار [ وبين المؤمنين والكفّار ] (2).
[27] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من (الأمالي): ما رواه أبو عبد الله علیه السّلام، عن أبيه الباقر علیه السّلام ، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله ذات يوم وهو راكب وخرج عليٌّ علیه السّلام يمشي، [فقال له:] يا أبا الحسن، إمّا أن تركب وإمّا أن تنصرف؛ فإنّ الله أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست، إلّا أن يكون حدّ من حدود الله تعالى لابدّ لك من القيام والقعود فيه، وما أكرمنى الله تعالى بكرامة إلّا وقد أكرمك بمثلها؛ خصّني بالنبوّة والرسالة وجعلك [ ولييّ ] في ذلك تقوم بحدوده وفي صعب أُموره.
والذي بعث محمّداً صلّی الله علیه و آله بالحقّ نبيّاً ما آمن بي من أنكرك، ولا أقرّ بي من
ص: 69
جحدك، ولا آمن بي (1) مَن كفر بك، وإنّ فضلك كفضلي، وإنّ فضلي كفضلك (2) وهو قول ربّي عزّ وجلّ: « قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرُ مِمَّا يَجْمَعُونَ » (3) « فضل الله » نبوّة نبيّكم صلّی الله علیه و آله ، و « رحمته » ولاية علىّ بن أبى طالب علیه السّلام ، «فبذلك» بالنبوّة والولاية فليفرحوا يعنى الشيعة » هو خيرٌ ممّا يجمعون ) يعنى مخالفهم من أهل المال والولد في دار الدنيا.
والله يا علىّ ما خُلِقْتَ إلّا لتعبد ربّك ولتُعرَف بك معالم الدين ويصلح بك دارس (4) السبيل، ولقد ضلّ مَن ضلّ عنك، ولم يهتد (5) إلى الله عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى ولايتك وهو قول ربّى عزّ وجلّ: « وَإِنِّي لَغَفَّارُ لِمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى » (6) يعني إلى ولايتك.
ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه من حقّي، وإنّ حقّك لمفروض على من آمن بي ولولاك لم يعرف حزب الله، وبك يُعرَف عدوّ الله ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء، ولقد أنزل الله عزّ وجلّ إلىّ: « يَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ » يعني في ولايتك يا عليّ « وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ » (7) ولو لم أُبلّغ ما أُمرت به من ولايتك فقد حبط عملي، وعداً (8) ينجز لي، ما أقول إلّا قول ربّى تبارك وتعالى، وإنّ الذي أقول لمن الله عزّ وجلّ أنزله فيك (9)
ص: 70
[28] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روى سعيد بن جبير (1)، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام: يا عليّ، أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومُنْجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي، وأنت مستودَع مواريث الأنبياء، وأنت أمين الله في أرضه، وأنت حجّة الله على بريّته، وأنت ركن الإيمان ومصباح الدُّجى، وأنت منار الهُدى، وأنت العَلَم المرفوع لأهل الدنيا؛ مَن تبِعَك نجى ومن تخلّف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت قائد الغرّ المحجّلين ، وأنت يعسوب الدين (2)، وأنت مولى مَن أنا مولاه وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، لا يتّخذك إلّا طهر الولادة (3)، ولا يبغضك إلّا خبيث الولادة.
وما عرج إلى السماء بي قطّ إلّا وكلّمني ربّي و (4) قال لي: يا محمّد، اقرأ عليّاً منّي السلام وعرَّفه أنّه إمام أوليائي، ونور أهل طاعتي؛ فهنيئاً لك يا عليّ بهذه (5) الكرامة (6).
ص: 71
[29] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه محمّد بن إسماعيل (1)، عن صالح بن عقبة (2)، عن علقمة (3)، عن الصادق جعفر بن محمّد صلّی الله علیه و آله، قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فادّعى عليه سبعين درهماً ثمن ناقة، فقال له النبيّ صلّی الله علیه و آله : يا أعرابيّ ألم تستوف منّى ذلك؟ فقال: لا.
فقال له النبيّ صلّی الله علیه و آله: إنّي قد أوفيتك، قال الأعرابيّ: قد رضيت برجل [ يحكم بيني وبينك فقام النبيّ معه فتحاكما ] إلى رجل من قريش، فقال الرجل [ للأعرابي ]: ما تدّعي على رسول الله صلّی الله علیه و آله ؟
قال: سبعين درهماً ثمن ناقة بعتها عليه (4).
فقال: ما تقول يا رسول الله ؟
فقال: قد أوفيته.
فقال القرشيّ: قد أقررت له [ يا رسول الله ] بحقّه فإما أن تقيم شاهدان يشهدان بأنّك قد أوفيته وإمّا أن توفّيه السبعين درهماً التي يدّعيها عليك.
ص: 72
فقام النبىّ صلّی الله علیه و آله مُغضباً يجرّ رداءه وقال: والله لأقصدنّ معك إلى (1) مَن يحكم بيننا بحكم الله عزّ وجلّ، فتحاكم معه إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، فقال للأعرابيّ: ما تدّعي على رسول الله صلّی الله علیه و آله ؟
قال سبعین درهماً ثمن ناقة بعتها منه .
فقال: ما تقول يا رسول الله ؟
قال: قد أوفيته.
فقال: يا أعرابيّ، إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله قد أوفاك فهل صَدَق؟
فقال الأعرابي: لا ما أوفاني، فأخرج أمير المؤمنين علیه السّلام سيفه من غمده (2) وضرب عنق الأعرابيّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله: لِمَ قتلت الأعرابي؟
فقال: لأنّه كذّبك يا رسول الله ومن ومن كذّبك فقد حلّ كذبك فقد حلّ دمه ووجب قتله.
فقال النبيّ صلّى الله عليه و آله : يا عليّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما أخطأت عن حكم الله تعالى
فلا تَعُد إلّا في مثلها (3) (4).
[30] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الأصبغ بن نُباتة أنّه قال: قال أمير المؤمنين علیه السّلام: أنا خليفة [رسول الله صلّی الله علیه و آله وزيره ووارثه، أنا أخو رسول الله صلى الله عليه و آله ووصيّه وحبيبه، أنا صفيّ رسول] الله صلّی الله علیه و آله وصاحبه أنا ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه و آله وزوج
ص: 73
ابنته وأبو وَلَدَيه (1)، أنا سيّد الوصيّين ووصيّ سيّد النبيّين، أنا الحجّة العظمى والآية الكبرى والمَثَل الأعلى وباب النبيّ المصطفى، أنا العروة الوثقى [وكلمة التقوى ] وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا (2).
[31] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام ، قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أتاني جبرئيل علیه السّلام من قِبَل الله تعالى فقال يا محمّد، إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤُك السلام ويقول: بشّر أخاك عليّاً علیه السّلام ، بأَنّي لا أُعذّب من تولّاه ولا أرحم من عاداه (3).
[32] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه سعید بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: إنّ عليّاً خليفتي ووصيّي، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين علیهم السّلام سيّدا شباب أهل الجنّة وَلَداي؛ مَن والاهم فقد والاني ومَن عاداهم فقد عاداني، ومن ناوأهم فقد ناواني، ومن جفاهم فقد جفاني ومَن بَرّهم فقد برّني واصل الله من واصلهم (4)، وقطع الله من قطعهم،
ص: 74
ونصر من أعانهم، وخذل من خذلهم، اللّهمّ مَن كان له مِن أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيتٍ فعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام أهل بيتي وثقلي فأذهِبْ عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيرا (1).
[33] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه ابن عبّاس قال: صعد رسول الله صلّى الله عليه و آله المنبر وخطب واجتمع الناس إليه، فقال: يا معشر المؤمنين، إنَّ الله عزّ وجلّ أوحى إلىّ أنّي مقبوضٌ، وأنّ ابن عمّي عليّاً علیه السّلام مقتول، وإنّي - أيّها الناس - أُخبركم خبراً إن عملتم به سَلِمتُم وإن تركتموه هلكتم، إنّ ابن عمّي عليّاً علیه السّلام هو أخي ووزيري وهو خليفتي والمُبلّغ عنّي، وهو إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، إن استرشدتموه أرشدكم، وإن تبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم إن أطعتموه فالله أطعتم، وإن عصيتموه فالله عصيتم، وإن بايعتموه فالله تعالى بايعتم، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم، إنّ الله عزّ وجلّ أنزل علَيّ القرآن وهو الذي مَن خالفه ضلّ، ومن ابتغى علمه عند غير علىّ علیه السّلام هلك.
أيّها الناس، اسمعوا قولى واعرفوا حقّ نصيحتي، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلّا بالذي أُمرتم به من حفظهم وإنّهم حامّتي (2) وقرابتي وإخوتي وأُولادي، وإنّكم مجموعون ومُساءلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، إنّهم أهل بيتي؛ فمن آذاهم ،آذاني ومن ظلمهم ظلمني، ومن أذلّهم أذلّني، ومن أعزّهم أعزّني، ومن أكرمهم أكرمني، ومن نصرهم نصرني، ومن خذلهم خذلني
ص: 75
ومن طلب الهدى من غيرهم فقد فقد كذّبني .
أيّها الناس، اتّقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه فإنّي خصمٌ لمن آذاهم ، و من كنت خصمه خصمته، أقول قولى هذا واستغفرالله لي ولكم (1).
[34]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله جالساً ذات يومٍ إذ أقبل الحسن، فلمّا رآه، بكى ثمّ قال: يا بُنيّ أُدْنُ منّى، فما زال يُدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى.
[34]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله جالساً ذات يومٍ إذ أقبل الحسن، فلمّا رآه، بكى ثمّ قال: يا بُنيّ أُدْنُ منّى، فما زال يُدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى.
ثمّ أقبل الحسين علیه السّلام فلمّا رآه، بكى ثمّ قال: أُدنُ منّي، فما زال يُدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى.
ثمّ أقبلت فاطمة علیهاالسّلام، فلمّا رآها ، بكى ثمّ قال لها: أُدنِي منّي يا بُنيّة، فما زال يُدنيها (2) فأجلسها بين يديه.
ثمّ أقبل أمير المؤمنين علیه السّلام فلمّا رآه، بكى ثمّ قال له: أُدن منّي يا أخي، فما زال يدنيه حتّى أجلسه إلى جانبه (3).
فقال له أصحابه: يا رسول الله ما ترى واحداً من هؤلاء إلّا بكيت، أوما فيهم مَن تسرّ به (4)؟
ص: 76
فقال صلّی الله علیه و آله: والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة إنّي وإيّاهم لأكرم الخلق على الله تعالى، ما على وجه الأرض نسمة (1) أحبّ إليَّ منهم.
أمّا عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فإنّه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو وليّ (2) كلّ مسلمٍ وإمام كلّ مؤمن، وقائد كُلّ تقيّ، وهو وصيّي وخليفتي على أهلي، وأميني في حياتي وبعد مماتي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وبولايته أُمّتي صارت (3) مرحومة، وبعدي أُمّتي تصير (4) مخالفة له [ منها ملعونة ]، وإنّي بكيت حين أقبل لأنّي ذكرت غدر الأُمّة به بعدي حتّى أنّه يُزال عن مقامى مدفوعاً (5) وقد جعله الله له بعدي، ثمّ لا يزال الأمر به حتّى يُضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور؛ «شَهْرُ رَمَضان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآن [ هُدىً للنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقَان ] »(6).
وأمّا ابنتى فاطمة علیهاالسّلام فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وبضعة منّي، و[هي ] نور عيني، و [ هي ] ثمرة فؤادي، و [ هي ] روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسيّة، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر (7) نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزّ وجلّ لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة علیهاالسّلام سيّدة إمائي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها (8)
ص: 77
من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أُشهدكم [قد] أنّي آمنت شيعتها من النار، وإنّي لمّا رأيتها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتُهِكت حرمتها، وغُصِب حقّها، ومُنِعت إرثها، وكُسِر جنبها، وأُسقط جنينها وهي تنادي وا محمّداه فلا تُجاب، وتستغيث فلا تُغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكّر انقطاع الوحي من بيتها مرّة وتتذكّر فراقي أُخرى، وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي [ الذي كانت تستمع إليه إذا تهجّدت بالقرآن ثمّ ترى نفسها ذليلة ]، وهي التي كانت في أيّام أبيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى بالملائكة فتناديها بما نادت به مريم ابنة عمران فتقول: يا فاطمة « إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِساءِ الْعَالَمِينَ » ، يا فاطمة « اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ » (1).
ثمّ يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله إليها مريم ابنة عمران علیهاالسّلام تمرّضها فتؤنسها في علّتها، فتقول عند ذلك يا ربّ، إنّي قد سئمت الحياة وتبرّأت (2) من أهل (3) الدنيا فالحقنى بأبي ، فيُلحقها الله عزّ وجلّ بي فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علَيّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك: اللّهمّ العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وأذل من أذلّها، وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتّى ألقت ولدها فتقول الملائكة [ عند ذلك ]: آمين.
وأمّا الحسن علیه السّلام فإنّه [ ابنى و ] ولدي وقُرّة عيني [ وضياء قلبي ] وثمرة فؤادي، وهو سيّد شباب أهل الجنّة وحجّة الله على الأُمّة، أمره ، أمري، وقوله قولي من تبعه فإنّه منّي ومن عصاه فليس منّي، وإنّي لمّا نظرت إليه تذكّرت ما يجري عليه من الذلّ بعدي، فلا يزال الأمر حتّى يُقتَل بالسمّ ظلماً وعدواناً فتبكي الملائكة والسبع
ص: 78
الشداد لموته، ويبكيه كلّ شيء حتى الطير في جوّ السماء والحيتان في جوف الماء؛ فمن بكى عليه لم تعم (1) عينه يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقعته ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ الأقدام.
وأمّا الحسين علیه السّلام فإنّه [منّي وهو ابني و ] ولدي، وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين وخليفة ربّ العالمين [وغياث المستغيثين وكهف المستجيرين] ، وحجّة الله على خلقه أجمعين، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وباب نجاة الأُمّة، أمره أمري وطاعته طاعتي، فمن تبعه فإنّه منّي ومن عصاه فليس منّي، وإنّي لمّا رأيته ذكرت (2) ما يُصنع به بعدي، كأنّي به وقد استجار بحرمي [ وقبري فلا يجار] فأضمّه إلى صدري وآمره بالرحلة عن دار هجرتي، وأُبشّره بالشهادة، فيرتحل [عنها ] إلى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كربلاء، [وقتل وفناء ]، تنصره عصابة من المسلمين أُولئك سادة شهداء أُمّتى يوم القيامة، كأنّي أنظر إليه وقد رُمِي بسهم فخرّ عن فرسه صريعاً (3)، ثمّ يُذبح كما يُذبح الكبش مظلوماً.
ثمّ بكى رسول الله صلى الله عليه و آله وبكى مَن حوله وارتفعت الأصوات بالضجيج (4)، ثمّ قام صلى الله عليه و آله وهو يقول: اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي من بعدي، ثمّ دخل منزله (5) .
ص: 79
[35] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه جابر الجعفيّ، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاريّ يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يقول لعليّ علیه السّلام أنت وصيّي ووارثي وخليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد وفاتي، محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي، وعدوّك عدوّي [ووليّك وليّي ] (1).
[36]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: عن أبان بن تغلب (2)، عن عكرمة (3)، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: إنّ الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين عليّ ابن أبي طالب علیه السّلام وزوّجه ابنتي من فوق سبع سماواته وأشهد على ذلك مقرّبي ملائكته وجعله لي وصيّاً وخليفة؛ فعليّ منّي وأنا منه، محبّه محبّي ومبغضه مبغضى، وإنّ الملائكة لتتقرّب إلى الله تعالى بمحبّته (4).
ص: 80
[37] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: عن صفيّة بنت عبد المطّلب، قالت: لمّا سقط الحسين علیه السّلام من بطن أُمّه كنت ولّيتها، فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : يا عمّة ناوليني (1) [ إليّ ] ابني، فقلت: يا رسول الله، إنّا لم ننظّفه بعد.
فقال صلّی الله علیه و آله: [ يا عمّة، أنت تنظّفيه ! ] إنّ الله تعالى [قد] نظّفه وطهّره (2) .
[38]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: عن الحسن بن محمّد، قال: حدّثني الحسن بن يحيى الدّهان (3)، قال: كنت ببغداد عند قاضی بغداد [ واسمه سماعة، إذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد ] فقال له: أصلح الله القاضي، إنّي حججت في السنين الماضية فمررت بالكوفة فدخلت في مرجعي إلى مسجدها فبينما أنا واقف في المسجد أُريد الصلاة إذا امرأة أعرابيّة بدويّة مرخية الذوائب عليها شملة وهي تنادي وتقول يا مشهوراً في السماوات يا مشهوراً في الأرضين، يا مشهوراً في الآخرة، يا مشهوراً فى الدنيا، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخفاد ذكرك فأبى الله لذكرك إلا علوّاً، ولنورك إلّا ضياءً وتماماً ولو كره المشركون .
قلت: يا أمة الله ومن هذا الذي تَصِفيِنه [بهذا الصفة ]؟
ص: 81
قالت: ذلك أمير المؤمنين علیه السّلام.
فقلت: أى أمير المؤمنين هو ؟
قالت: عليّ بن أبي طالب علیه السّلام الذي لا يصحّ (1) التوحيد إلّا به وبولايته.
قال: فالتفتُّ إليها فلم أرَ أحداً (2).
[39] . وأُخرى مِن مناقبه : ما رواه عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر فقلت له حبيبي جبرئيل مع ما أنت فيه من الفرح، ما منزلة أخى وابن عمّى علىّ بن أبى طالب علیه السّلام عند ربّه؟
فقال: يا محمّد، والذي بعثك بالحقّ نبيّاً واصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا إلّا لهذا.
يا محمّد، العليّ الأعلى يقرؤك السلام ويقول: محمّد صلى الله عليه و آله نبيّ رحمتي وعليّ علیه السّلام مقيم حجّتي، لا أُعذّب من والاه وإن عصاني، ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني.
فقال ابن عبّاس: ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: إذا كان يوم القيامة أتاني جبرئيل وبيده لواء الحمد وهو سبعون شِقّة (3)، الشِقّة منه أوسع من الشمس والقمر، فيدفعه إليّ فآخذه فأدفعه إلى علىّ بن أبي طالب علیه السّلام.
فقال رجل: يا رسول الله، وكيف يطيق علىٌّ حمل اللواء وقد ذكرت أنّه سبعون شِقّة الشِقّة منه أوسع من الشمس والقمر؟!
ص: 82
فغضب رسول الله صلّی الله علیه و آله ثمّ قال: يا رجل، إنّه إذا كان يوم القيامة أعطى الله عليّاً علیه السّلام من القوّة مثل قوّة جبرئيل، ومن الجمال مثل جمال يوسف، ومن الحلم مثل حلم رضوان، ومن الصوت ما يداني صوت داود، ولولا أنّ داود علیه السّلام خطيب في الجنان لأُعطى [علىّ علیه السّلام] مثل صوته، وإنّ عليّاً علیه السّلام أوّل من يشرب [من]السلسبيل والزنجبيل، وإنّ لعليّ علیه السّلام وشيعته من الله عزّ وجلّ مقاماً يغبطه [به] الأوّلون والآخرون (1).
[ 40 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: عن أبى الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السّلام ، عن أبيه، عن آبائه علیهم السّلام ، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: علىٌّ علیه السّلام منّي وأنا منه (2)، قاتل الله من قاتل عليّاً علیه السّلام ، لعن الله من خالف عليّاً علیه السّلام ، علىّ علیه السّلام إمام الخليقة بعدي، من تقدّم على علىٍّ علیه السّلام فقد تقدّم علَيّ، ومن فارقه فقد فارقني، ومن أثر عليه فقد آثر علَيّ، أنا سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه، وولىٌّ لمن والاه وعدوّ لمن عاداه (3).
[41] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور عن سعيد بن المسيّب (4)، عن
ص: 83
عبد الرحمن بن سمرة، قال: قلت: يا رسول الله، أرشدني إلى النجاة.
فقال: يابن سمرة، إذا اختلفت الأهواء وتفرّقت الآراء فعليك بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام فإنّه إمام أُمتّي وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق ( الأعظم ) الذي يميّز بين الحقّ والباطل، من سأله أجاب ومن استر شده أرشده، ومن طلب الحقّ من عنده وجده، ومن التمس الهُدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه آمنه ومن استمسك به نجاه، ومن اهتدى به هداه .
یابن سمرة، سلم من سَلِمَ له ووالاه، وهلك من ردّ عليه وعاداه. علىٌّ علیه السّلام منّي؛ روحه روحي، وطينته [من ] طينتي، وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وإنّ منه إمامَي أُمّتي وسيّدَي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين علیهم السّلام تاسعهم قائمهم (1)؛ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً (2).
عبد الله بن مُرّة (1)، عن سلمة بن قيس (2)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: عليٌّ علیه السّلام في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض، أعطى الله عليّاً علیه السّلام من الفضل جزءاً لو قُسِّم على أهل الأرض لوسعهم؛ [و أعطاه من الفهم جزءاً لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم، شبّهت ] لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب، وسخاؤه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود علیهماالسّلام [وقوّته بقوّة داود].
[له] اسمه مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة، بشّرني به ربِّي وكانت له البشارة عندي. عليٌّ محمود عند الحقِّ، مُزَكَّى عند الملائكة وخاصّتي وخالصتي وظاهرتي (3) ومصباحي وجنّتي ورفيقي، آنسني به ربّي عزّ وجلّ، و [سألت ربّي أن ] لا يقبضه قبلى وسألته أن يقبضه شهيداً.
و دخلت (4) الجنّة فرأيت حور على أكثر من ورق الشجر، وقصور عليّ كعدد البشر.
عليٌّ منّي وأنا من عليٍّ علیه السّلام ، من تولّى عليّاً علیه السّلام فقد تولاّني، حبُّ عليٍّ علیه السّلام نعمة، واتّباعه فضيلة دان به الملائكة وحفت (5) به الجنّ الصالحون. لم يمش على الأرض ماش بعدي إلّا كان أكرم منه عزّاً وفخراً ومنهاجاً، لم يك قطّ عجولاً
ص: 85
ولا مستر سلاً لفساد ولا متعنّداً، حملته الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن أُنثى [بعدي] أحد إلّا كان أكرم خروجاً منه، ولم ينزل منزلاً إلّا كان ميموناً، أنزل الله عليه الحكمة وردّاه (1) بالفهم، تجالسه الملائكة ولا يراها، ولو أُوحي إلى أحدٍ بعدي لأُوحي إليه، زيّن الله به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب به البلاد، وأعزّ به الأجناد، مَثَلُهُ كمثلِ بيت الله الحرام يُزار ولا يزور، مثله كمثل الفجر إذا طلع أضاء الظلمة، مَثَلُهُ مثل الشمس إذا طلعت أضاءت (2)، وصفه الله في كتابه ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره وأجرى منازله، فهو الكريم حيّاً والشهيد ميّتاً (3).
[43] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : عن سعيد بن جبير (4)، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: المخالف على عليّ بن أبي طالب علیه السّلام [بعدي ] كافر، والمشرك به مشرك، والمحبّ له مؤمن، والمبغض له منافق، والمقتفى لأثره لاحق، والمحارب له مارق والرادّ عليه زاهق، عليٌّ نور الله في بلاده وحجّته على عباده، سيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه علىٌّ علیه السّلام كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى،
ص: 86
عليٌّ علیه السّلام سيّد الأوصياء [ ووصيّ سيّد الأنبياء، علىٌّ أمير المؤمنين علیه السّلام ]، وقائد الغرّ المحجّلين، وإمام المسلمين لا يقبل الإيمان إلّا بولايته وطاعته (1).
[44] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: ولايةُ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ولاية الله، وحبّه عبادة [الله]، واتّباعه فريضة الله، وأولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وحربه حرب الله، وسلمه سلم الله عزّ وجلّ (2) .
[45] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: عن الأصبغ بن نُباتة، قال: قال أمير المؤمنين علیه السّلام ذات يوم على منبر الكوفة :
أنا سيّد المؤمنين (3)، ووصيّ سيّد النبيّين، أنا إمام المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين (4) وقائد المتّقين ووليّ المؤمنين وزوج سيّدة نساء العالمين، أنا المختّم باليمين، والمُعفِّر (5) للجبين، أنا الذي هاجرت الهجرتين، وبايعت البيعتين، أنا
ص: 87
صاحب بدر وحنين، أنا الضارب بالسيفين، [والحامل على فرسين] ، أنا وارث علم الأوّلين وحجّة الله على العالمين بعد الأنبياء ومحمّد بن عبد الله صلى الله عليه و آله خاتم النبيّين ، أهل موالاتي مرحومون، وأهل عداوتي ملعونون، وكان رسول الله صلى الله عليه و آله كثيراً مّا يقول [لي]: يا عليّ، حُبّك تقوى وإيمان، وبغضك كفر [ ونفاق ]»، أنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك (1).
المأمون (1) على سرّ الله، وأنا إمام البريّة بعد خير الخليقة محمّد صلّى الله عليه و آله نبيّ الرحمة (2).
[47] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، قال: دخلت على رسول الله صلّی الله علیه و آله وهو في مسجد قبا وعنده نفر من أصحابه، فلمّا بصر تهلّل وجهه وتبسّم حتّى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق، ثمّ قال لي: [اليّ] يا عليّ إليّ يا عليّ، فما زال يُدنيني حتّى ألصق فخذه بفخذي (3) ثم أقبل على أصحابه فقال: معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال عليّ أخي إليكم.
معاشر الناس (4)، إنّ عليّاً علیه السّلام منّي وأنا من عليّ، روحه مِن روحي، وطينته مِن طينتي، وهو أخي ووصيّي وخليفتي على أُمّتي في حياتي وبعد مماتي (5)، ومن أطاعه فقد (6) أطاعني، ومن وافقه وافقني، ومن خالفه خالفني(7).
[48] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: حدّثنا محمّد بن يعقوب النهشليّ (8)، قال: حدّثنا
ص: 89
علىّ بن موسى الرضا علیه السّلام، عن أبيه موسى بن جعفر، [ عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه ] محمّد بن علىّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، [عن أبيه الحسين بن عليّ] ، عن [ أبيه ] عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام ، عن رسول الله (1) صلّی الله علیه و آله ، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله عزّ وجلّ أنّه قال: أنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الخلق بقدرتي، فاخترت منهم مَن شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمّداً حبيباً وخليلاً وصفيّاً، وبعثته رسولاً إلى خلقى، واصطفيت له عليّاً علیه السّلام فجعلته له أخاً ووصيّاً ووزيراً ومؤدّياً عنه من بعده إلى خلقي، وخليفتي على عبادي ليُبيّن لهم كتابي، ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العَلَم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أُوتى منه، وبيتي الذي مَن دخله كان آمناً مِن ناري، وحصني الذي من لجأ إليه حصّنه من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي من توجّه إليه لم أصرفه عنّي (2)، وحجّتي في السماوات والارضين على جميع مَن فيهنّ من خلقى، لا أقبل عمل عاملٍ منهم إلّا بالإقرار بولايته مع [نبوّة ] أحمد رسولي، وهو يدي المبسوطة على عبادي، وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي وتولّيته فعرّفته (3) ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لا نصرافه عن معرفته [ وولايته ]، فبعزّتي حلفت وبجلالي أقسمت أنّه من لا يتولّى عليّاً علیه السّلام أدخلته (4) النار وبئس المصير (5).
ص: 90
[49] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: حدّثنا معاوية بن هشام (1)، عن سفيان (2)، عن عبد الملك بن عمیر (3)، عن خالد بن ربعيّ (4)، قال: إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام دخل مكّة في بعض حوائجه فوجد أعرابيّاً متعلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول: يا صاحب البيت، البيت بيتك والضيف ضيفك، ولكلّ ضيف من مضيفه (5) قِرى (6) فاجعل قراي منك [الليلة ] المغفرة.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام لأصحابه: أما تسمعون كلام الأعرابيّ؟ قالوا: نعم، قال: إنّ الله أكرم مِن أن يردّ ضيفه.
[ قال: ] فلمّا كانت الليلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن وهو يقول: يا عزيزاً في عزّك فلا أعزّ منك أعزّني في عزّك (7)، في عزٍّ لا يعلم أحدٌ كيف هو، أتوجّه إليك وأتوسّل إليك بمحمّدٍ (8) وآل محمّد صلّى الله عليه و آله [ عليك ] فأعطني (9) ما لا يُعطي أحدٌ غيرك، واصرف عنّى ما لا ما لا يصرفه أحدٌ غيرك.
ص: 91
[قال:] فقال أمير المؤمنين علیه السّلام لأصحابه: هذا والله الاسم الأعظم (1) بالسريانيّة، أخبرني به حبيبي رسول الله صلّی الله علیه و آله، وسأله الجنّة فأعطاه ، وسأله صرف النار وقد صرفها عنه.
قال: فلمّا كانت الليلة الثالثة وجده متعلّقاً بذلك الركن وهو يقول: يا من لا يحويه مكان، ولا يخلو منه مكان، بلا كيفيّة كان، أُرزق الأعرابيّ أربعة آلاف درهم.
قال: فتقدّم إليه أمير المؤمنين علیه السّلام فقال : يا أعرابيّ، سألت ربّك القرى فقراك، وسألته الجنّة فأعطاك، وسألته أن يصرف عنك النار فصرفها (2) عنك، وفي هذه الليلة سألته (3) أربعة آلاف درهم.
قال الأعرابيّ: مَن أنت؟ قال: أنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب.
قال الأعرابيّ: أنت والله بُغيتي (4) وبك أنزلت حاجتي.
قال: سل يا أعرابيّ.
قال: أُريد ألف درهم للصِّداق، وألف درهم أقضي بها ديني، وألف درهم أشتري بها داراً، وألف درهم أتعيّش بها (5) قال: أنصفت يا أعرابيّ، فإذا خرجت من مكّة فسَلْ عن داري بمدينة الرسول صلّی الله علیه و آله.
وأقام الأعرابيّ بمكّة أُسبوعاً ثمّ خرج في طلب أمير المؤمنين علیه السّلام إلى مدينة الرسول صلّى الله عليه و آله ونادى: من يدلّني على دار أميرالمؤمنين علیه السّلام ؟ فقام الحسين بن علىّ علیهماالسّلام من بين الصبيان فقال: أنا أدلّك على دار أمير المؤمنين علیه السّلام وأنا ابنه الحسين [ بن عليّ ] علیهماالسّلام. فقال الأعرابيّ: مَن أبوك؟
ص: 92
فقال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
قال: فمن أُمّكَ؟
قال : فاطمة الزهراء علیهاالسّلام سيّدة نساء العالمين.
قال: فمن جدّك؟
قال رسول الله محمّد صلّی الله علیه و آله بن عبد الله بن عبد المطلب.
قال: فمن جدّتك؟
قال: خديجة الكبرى (1).
قال: فمن (2) أخوك؟
قال: أبو محمّد الحسن بن علي علیهماالسّلام.
قال الأعرابيّ (3): إذاً (4) أخذت الدنيا بطرفيها ، امش إلى أمير المؤمنين علیه السّلام وقل له: الأعرابي صاحب الضمان بمكّة على الباب.
فدخل الحسين بن عليّ علیهماالسّلام فقال : يا أباه (5)، إنّ أعرابيّاً بالباب يزعم أنّه صاحب الضمان بمكّة.
[قال:] فقال أمير المؤمنين علیه السّلام (6): يا فاطمة، أعندك (7) شيء يأكله الأعرابيّ؟
قالت: اللّهمّ لا، فلبث (8) أمير المؤمنين علیه السّلام قليلاً (9) وخرج وقال: ادعوا لي
ص: 93
[أبا عبد الله] سلمان الفارسيّ [قال : ] فدخل علیه (1) سلمان [ الفارسيّ] ، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام (2) : يا أبا عبد الله، اعرض الحديقة التي غرسها لي رسول الله (3) صلّی الله علیه و آله على التّجار، فدخل سلمان [ إلى ] السوق وعرض الحديقة فبلغت اثنى عشر ألف درهم فباعها (4) وأحضر المال وأحضر الأعرابيّ أمير المؤمنين علیه السّلام وأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهماً لنفقة (5) الطريق (6).
فرفع (7) الخبر إلى الفقراء والمساكين بالمدينة فاجتمعوا إليه (8) ومضى رجل من الأنصار إلى فاطمة علیهاالسّلام فأخبرها بذلك، [ فقالت: أجرك الله في ممشاك ]، فجلس [عليّ علیه السّلام] والدراهم مصبوبة بين يديه [حتّى اجتمع إليه أصحابه ] وجعل يأخذ (9) قبضة (10) ويُعطيها رجلاً رجلاً حتّى لم يبق معه درهم [واحد].
فلمّا أتى إلى منزله قالت له فاطمة علیهاالسّلام: يا بن العمّ بعت الحائط الذي غرسه لك والدي؟
قال: نعم بخيرٍ منه عاجلاً وآجلاً.
قالت: فأين الثمن؟
قال: دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذلّ المسألة قبل أن تسألني.
ص: 94
قالت فاطمة علیهاالسّلام: أنا جائعة وابناي جائعان ولا أشكّ [إلّا و] أنّك مثلنا في الجوع؛ لم يكن لنا منه درهم، وأخذتْ بطَرْف ثوبِ عليّ علیه السّلام.
فقال علىّ علیه السّلام: خلّى ثوبي يا فاطمة ودعيني(1).
فقالت: لا والله حتّى (2) يحكم بيني وبينك أبي.
فهبط جبرئيل على رسول الله صلّی الله علیه و آله وقال : يا محمّد، السلام يُقرؤُك السلام ويقول: اقرأ عليّاً علیه السّلام منّي السلام وقل لفاطمة علیهاالسّلام ليس لكِ أن تضربي على يديه ولا تلزمى بثوبه.
فلمّا أتى رسول الله صلى الله عليه و آله منزل علىّ علیه السّلام وجد فاطمة علیهاالسّلام ملازمة لعليّ علیه السّلام .
فقال لها يا بنيّة، ما لك ملازمة لعلىّ؟
قالت: يا أبه، باع الحائط الذي غرسته له باثني عشر ألف درهم ولم يحبس لنا منه درهماً نشتري به طعاماً.
فقال النبي صلّی الله علیه و آله: يا بنيّة إنّ جبرئيل يُقرؤني من ربّي السلام ويقول: اقرأ عليّاً علیه السّلام من ربّه السلام وأمرني أن أقول لك ليس لك أن تضربي على يديه ولاتلزمي بثوبه (3).
قالت فاطمة : إنّى استغفر الله ولا أعود أبداً (4).
ص: 95
وقالت فاطمة علیهاالسّلام: فخرج أبي [صلّی الله علیه و آله] في ناحية و [ زوجي ] عليّ علیه السّلام في ناحية فما لبثت أن أتاني(1)أبي ومعه سبعة دراهم سود هجريّة، فقال يا فاطمة، أين ابن عمّي؟
فقلت: خرج، فقال النبيّ (2) صلّی الله علیه و آله خذي (3) هذه الدراهم فإذا جاء فقولي [ابن عمّي ]
ص: 96
له يبتاع [لكم] بها طعاماً، فما لبثت إلّا يسيراً حتّى جاء عليّ علیه السّلام فقال: هل رجع ابن عمّي من بعدي (1)، فإنّي أجد رائحة طيّبة؟
قلت: نعم وقد دفع إليّ شيئاً تبتاع [لنا ] به طعاماً.
قال علىّ علیه السّلام: هاتيه، فدفعت إليه الدراهم [سود هجريّة ] فقال: بسم الله على اسم الله (2) والحمدُ الله كثيراً طيّباً، وهذا من رزق الله عزّ وجلّ، ثمّ قال: يا حسن قُم معي.
فأتيا السوق فإذا [هما ] برجل واقف وهو يقول: مَن يُقرِض الملي الوفي؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: يا بُنىّ تعطيه؟
قال: إي والله يا أبه.
فأعطاه عليّ علیه السّلام [ الدراهم ] فقال الحسن علیه السّلام: يا أبتاه، أعطيته الدراهم كلّها؟
قال: نعم يا بُنيّ، إنّ الذي يعطي القليل قادر على أن يعطي الكثير.
قال: فمضى علىّ علیه السّلام بباب رجل يستقرض [ منه شيئاً ] فلقيه رجل أعرابيّ ومعه ناقة، فقال: يا علىّ أتشتري (3) هذه الناقة؟
قال: ليس معي ثمنها.
قال: بكم يا أعرابيّ؟
قال: بمائة درهم.
قال عليّ علیه السّلام : اشتريت (6)، خُذها يا حسن، فقادها الحسن (7) علیه السّلام ومضى
ص: 97
أمير المؤمنين علیه السّلام، فلقيه أعرابيّ آخر [المثال واحد والثياب مختلفة ] فقال: يا عليّ، تبيع الناقة ؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: [وما تصنع بها؟
قال: أغزو عليها أوّل غزوة يغزوها ابن عمّك.
قال] أمير المؤمنين علیه السّلام إن قبلتها منّي فهي لك بلا ثمن.
قال: معي ثمنها وبالثمن أُريدها (1) ، فبكم اشتريتها أنت (2)؟
قال: بمائة درهم.
قال الأعرابيّ: لك بها مائة وسبعون درهماً.
قال عليّ علیه السّلام : يا حسن، خُذ من الأعرابيّ (3) الدراهم وسلّم الناقة؛ المائة للأعرابيّ الذي باعنا الناقة والسبعون لنا نبتاع بها شيئاً. فأخذ الحسن علیه السّلام الدراهم وسلّم الناقة.
قال علىّ علیه السّلام فمضيت أطلب الأعرابيّ الذي ابتعت منه الناقة لأُعطيه ثمنها فرأيت رسول الله صلى الله عليه و آله جالساً في مكان لم أره قطّ (4) فيه قبل ذلك ولا بعده على قارعة الطريق (5)، فلمّا نظر [النبيّ ] صلى الله عليه وآله إليّ تبسّم ضاحكاً حتّى بدت نواجذه (6)، قال علىّ علیه السّلام: أضحك الله سنّك وبشّرك بيومك (7).
ص: 98
فقال: يا أبا الحسن، تطلب الأعرابيّ الذي باعك الناقة لتوفّيه الثمن؟
فقلت: نعم (1) فداك أبي وأُمّي.
فقال يا أبا الحسن أبشر إنّ (2) الذي باعك الناقة جبرئيل، والذي اشترى الناقة (3) ميكائيل، والناقة من نوق الجنّة، والدراهم من عند ربّ العالمين عزّ وجلّ فانفقها في خير ولا تخف اقتاراً (4) (5).
انتهى آخر حديث ( الأمالي ).
[ 50] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( المائة): بحذف الإسناد قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: حدّثني جبرئيل عن ربّ العالمين أنّه قال: من عَلِمَ أنّه لا إله إلّا أنا وحدي، لا شريك لي، وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله عبدي ورسولي، وأنّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام خليفتي وأنّ الأئمّة علیهم السّلام مِن وُلْده حُججي أدخلته الجنّة [ برحمتي ] ونجّيته من النار بعفوي، وأبحْتُ له جواري، وأجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصّتي وخالصتي؛ إن ناداني لبّيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن
ص: 99
سكت ابتدأته، وإن سأل رحمته، وإن قرعني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابی فتحته له.
ومَن لم يشهد أن لا إله إلّا أنا وحدي، أو شهد ولم يشهد أنّ محمّداً صلّی اللهعلیه و آله عبدي ورسولي، أو شهد [بذلك ] ولم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام خليفتي، أو شهد [ بذلك ] ولم يشهد أنّ الأئمّة من ولده حججي فقد جحد نعمتي، وصغّر عظمتي، وكفر بآياتي وكُتُبي؛ إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، [ وإن دعاني لم أستجب دعاءه ] وإن رجاني خيّبته، وذلك جزاؤه منّي وما أنا بظّلامٍ للعبيد.
فقام جابر بن عبد الله [الأنصاريّ ] فقال: يا رسول الله، مَن الأئمّة مِن ولد عليّ ابن أبي طالب علیه السّلام ؟
قال: الحسن والحسين علیهم السّلام سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين علیهماالسّلام ، ثمّ الباقر محمّد بن علىّ علیهماالسّلام وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمد علیهماالسّلام ، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر علیهماالسّلام ، ثمّ الرضا عليّ بن موسى علیهماالسّلام ، ثمّ التقيّ محمّد بن عليّ علیهماالسّلام ، ثمّ النقيّ عليّ بن محمّد علیهماالسّلام ، ثمّ الزكيّ الحسن بن عليّ علیهما السّلام ، ثمّ ابنه القائم علیه السّلام بالحقّ مهديّ أُمّتي؛ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً (1).
هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي؛ مَن أطاعهم فقد فقد أطاعني، ومَن عصاهم فقد عصاني، ومَن أنكر واحداً منهم أنكرني، بهم يُمسِك الله السماوات أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها (2).
ص: 100
[51] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب (كنز الفوائد): عن أبي الجارود (1)، عن أبي جعفر علیه السّلام في قول الله عزّ وجلّ: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ » قال: إنّ رهطاً من اليهود أسلموا، منهم عبد الله بن سلام وسعد (2) وثعلبة، وابن يامين وابن صور (3)، فأتوا النبيّ فقالوا: يا نبيّ الله، إنّ موسى علیه السّلام أوصى يوشع بن نون علیه السّلام ، فمن وصيّك يا رسول الله؟ ومَن وليّنا من بعدك؟ فنزلت هذه الآية « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ » (4)].
[ ثمّ ] قال رسول الله صلّى الله عليه و آله قوموا بنا (5)، فقاموا معه فأتوا المسجد فإذا بسائل
ص: 101
خارج، فقال یا سائل، أعطاك أحدٌ شيئاً؟
قال: نعم هذا الخاتم قال: مَن أعطاك؟
قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يُصلّي.
قال: [على] أيّ حال أعطاك؟
قال: كان راكعاً، فكبّر النبيّ وكبر أهل المسجد، فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وليّكم بعدي.
قالوا: رضينا بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمّدٍ صلّی الله علیه و آله نبيّاً وبعليِّ [ بن أبي طالب ] علیه السّلام إماماً ووليّاً ووصيّاً (1)؛ فأنزل الله عزّ وجلّ: « وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ» (2).
وروي عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: والله تصدّقتُ بأربعين خاتماً وأنا راكع لينزل بي كما نزل في عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فما نزل (3).
[52] . وأُخرى من مناقبه علیه السّلام: روي أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان يصلّي الظهر وقد صلّى ركعتين وعليه حلّة قيمتها ألف دينار وكان (4) قد كساه إيَّاها رسول الله صلّی الله علیه و آله (5) وكان النجاشيّ قد أهداها لرسول الله صلّی الله علیه و آله ، فجاء سائل فقال: السلام عليك يا
ص: 102
ولي الله ومَن هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، تصدّق على مسكين، فطرح له (1) الحلّة وأومأ إليه أن ،احملها، فأنزل الله [ عزّ وجلّ ] هذه الآية.
وأولاده صلوات الله عليهم (2) من بلغ مبلغ الإمامة [يكون بهذه النعمة مثله ] فيتصدّقون وهم راكعون.
والسائل الذي سأل مِن أمير المؤمنين علیه السّلام كان من الملائكة، وكذا الذي يسأل من أولاده يكون من الملائكة (3).
[53 ] . وأُخرى مِن مناقبه : من (كتاب المشارق ) (4) بحذف الإسناد مرفوعاً إلى أبي ذر قال: أتيت إلى مولاي أمير المؤمنين علیه السّلام فجلست بين يديه فرأى في وجهي كآبة، فقال: ما بك؟
فقلت: دَيْن أنا به مُطالَب وليس لى جهته (5)، فأشار أمير المؤمنين علیه السّلام إلى حجرٍ مُلقى فقال: دونك فاقض به دينك.
فقلت: يا أمير المؤمنين ومَن يقبل الحجر منّي عوض الذهب؟ (6)
فقال: ادع اللهَ بي يحوّله ذهباً، فدعوت الله باسمه فحوّل ذهباً.
فقال: خُذ منه حاجتك.
ص: 103
فقلت: فكيف يلين؟
فقال: یا ضعیف اليقين ادع الله بي يُليّنه فإنّ بي (1) ألان الله الحديد لداود، فدعوت الله باسمه فلان وأخذت منه قدر حاجتي.
فقال: ادع الله باسمى حتّى يصيّر باقيه حجراً [كما كان ] (2) .
ألم تعلم أنّ الدعا باسمه مع صدق اليقين يحوّل التراب تبراً والبرّ بحراً ؟!
[54] . وأُخرى من مناقبه علیه السّلام: أما سمعت أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام اقترض من خيبريّ مُديَّن من شعير فجاء به ثمّ قال: يا أبا الحسن، إنّ ابن عمّك يزعم أنّه حبيب الله فَلِمَ لا يدعو الله يحوّل عنكم هذه الفاقة؟
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: إنّ لله رجالاً لو أقسموا على الله أن يُصيّر هذا الجدار ذهباً لصار.
قال اليهوديّ: فتحوّل الجدار ذهباً من قوله، فلمّا رأى الخيبريّ ذلك وقع على قدميه يقبّلهما ثمّ أسلم (3).
[55] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( جامع الفوائد ): روي بحذف الإسناد عن جابر
ص: 104
قال: رأيتُ أمير المؤمنين علیه السّلام وهو خارج من الكوفة فتبعته مِن ورائه حتّى [إذا ] صار إلى جبّانة (1) اليهود وقف وسطها ونادى: يا يهود فأجابوه من جوف القبور: لبّيك لبّيك مطالائح - يعنون بذلك يا سيّدنا -.
فقال كيف ترون العذاب؟
[ قالوا: ] بعصياننا لك [كهارون ] نحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة، ثمّ صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن فوقعت مغشيّاً على وجهي من هول ما رأيت، فلمّا أفقت رأيت أمير المؤمنين علیه السّلام على سرير من ياقوتة حمراء، على رأسه إكليل من الجوهر وعليه حُلَل خضر وصفر ووجهه كدائرة القمر.
فقلت يا سيّدي، هذا ملك عظيم؟
قال: نعم يا جابر، إنّ مُلكنا أعظم من ملك سليمان بن داود علیهماالسّلام ، وسلطاننا أعظم من سلطانه.
ثمّ رجع فدخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد فجعل يخطو خطواتٍ وهو يقول: لا والله لا فعلت لا والله لا يكون (2) ذلك أبداً.
فقلت: يا أمير المؤمنين (3)، لمن تكلّم؟ ولمن تخاطب؟ وليس أرى أحداً؟
فقال: يا جابر، کشف لي [عن] برهوت فرأيت زُريق (4) والحبتر (5) وهما يُعذِّبان في جوف تابوت فى برهوت، فنادياني: يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين
ص: 105
رُدّنا إلى الدنيا نقرّ بفضلك ونقرّ بالولاية لك، قلت: لا والله لا فعلت، لا يكون (1) ذلك أبداً، ثمّ (2) تلا هذه الآية: « وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ » (3).
يا جابر، ما أحدٌ خالف وصيّ نبيّ إلّا حشره الله أعمى يتكبكب (4) في عرصات القيامة (5).
[56] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( مناقب الخوارزميّ): عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: كان رسول الله صلّی الله علیه و آله في بيت (6) فجاء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام بالغداة وكان يحبّ ألّا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبيّ في صحن الدار ورأسه في حجر دحية [بن خليفة ] الكلبيّ، فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله صلّی الله علیه وآله؟
فقال له دحية: وعليك السلام، أصبح (7) بخير يا أخا رسول الله.
فقال [له] علىّ علیه السّلام : جزاك عنا أهل البيت خيراً.
فقال له دحية: إنّي أُحبّك فإنّ لك عندي مدحة [أزفّها (8) إليك]: أنت أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحّجلين، وأنت سيّد ولد آدم [يوم القيامة ] ما خلا النبيّين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة تُزَفُّ أنت وشيعتك مع محمّدٍ صلّى الله عليه و آله وحزبه
ص: 106
إلى الجنان [ زفاً زفاً ]، قد أفلح من تولّاك، وخسر من تخلّف عنك (1)، محبّو محمّدٍ صلّی الله علیه و آله محبّوك، ومُبغضو محمُدٍ صلّی الله علیه و آله مُبغضوك (2)، لن تنالهم شفاعة محمّدٍ صلّی الله علیه و آله ، أُدن منّي يا صفوة الله وخُذ رأس ابن عمّك فأنت أحقّ به منّى، فأخذ رأس رسول الله صلّی الله علیه و آله (3).
فانتبه النبيّ صلّی الله علیه و آله (4) فقال: ما هذه الهمهمة ؟ فأخبره الخبر (5)، قال رسول الله صلّی الله علیه و آله (6): لم يكن دحية [الكلبيّ ] وإنّما (7) كان جبرئيل سمّاك باسم سمّاك الله به وهو الذي ألقى محبّتك في صدور المؤمنين ورهبتك في قلوب المنافقين (8) (9) .
[57 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله لعلىّ
ص: 107
ابن أبي طالب علیه السّلام: يا عليّ، طوبى لمن أحبّك وويلٌ لمن أبغضك وكذّبك (1).
[يا عليّ] ، أنا المدينة وأنت الباب.
يا عليّ، أنت العَلَم لهذه الأُمّة، من أحبّك فاز، ومن أبغضك هلك. يا عليّ، أنت أمير المؤمنين علیه السّلام ، وقائد الغرّ المحجّلين.
يا علىّ، ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكلّ خير، وكذلك ذكرهم في الإنجيل، وما أعطاهم (2) الله من علم الكتاب؛ لأنّ (3) أهل الإنجيل يعظّمون إليا وشيعته وما يعرفونهم، وأنت وشيعتك مذكورون في كتبهم.
يا علىّ، خبّر أصحابك أنّ ذكرهم السماء أفضل وأعظم من ذكرهم في الأرض فليفرحوا بذلك (4) ويزدادوا اجتهاداً فإنّ شيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة. [لا يستوحشون لكثرة من خالفهم ليسوا من الرياء ولا الرياء منهم، أُولئك مصابيح الدجى] (5) (6).
[58 ]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( حلية الأولياء ): يرفعه إلى أنس بن مالك، قال: قال لي النبيّ صلّی الله علیه و آله: يا أنس، اسكب لي وضوءاً ثمّ صلّى ركعتين، ثمّ قال: يا أنس،
ص: 108
يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين علیه السّلام وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين وخاتم الوصيّين.
فقال أنس: اللّهمّ اجعله من الأنصار، إذ جاء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال: مَن هذا [ يا أنس ]؟
قلت: عليّ علیه السّلام ، فقام مستبشراً ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، فقال عليّ علیه السّلام: السلام عليك يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت بي شيئاً ما صنعته بي قبل؟!
قال: وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي وتُسمعهم صوتي، وتُبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي (1) .
[59] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الشيخ الفقيه محمّد بن جعفر حديثاً مسنداً إلى أنس بن مالك مالك وعبد الله بن عبّاس قال: قالا جميعاً: كنّا جلوساً مع النبيّ صلّی الله علیه و آله إذا جاء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فقال : السلام عليك يا رسول الله.
فقال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
فقال علىّ علیه السّلام: أنت أخى (2) يا رسول الله؟
قال: نعم وأنا أخوك (3). [إنّك ] يا عليّ، مررت بنا أمس وأنا وجبرئيل في حديث ولم تسلّم، فقال جبرئيل: ما بال أمير المؤمنين علیه السّلام مرّ بنا ولم يُسلّم؟! أما والله لو سلّم السررنا ورددنا عليه.
ص: 109
فقال [عليّ علیه السّلام] : يا رسول الله، رأيتك ودحية قد استخليتما في حديث فكرهت أن أقطعه عليكما.
فقال [له] النبيّ صلّی الله علیه و آله : إنّه لم يكن دحية وإنّما كان جبرئيل، فقلت: يا جبرئيل، كيف سمّيته أمير المؤمنين علیه السّلام ؟!
قال: إن الله عزّ وجلّ أوحى إليّ يوم غزاة بدر وحنين (1) أن اهبط إلى محمّدٍ علیه السّلام فمُره أن يأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أن يجول بين الصفّين فإنّ الملائكة يحبّون أن ينظروا إليه وهو يجول بين الصفّين؛ فسمّاه الله أمير المؤمنين علیه السّلام ؛ فأنت يا علىّ أمير المؤمنين (2) وأمير مَن في الأرض وأمير مَن مضى وأمير مَن بقي، ولا أمير قبلك ولا أمير بعدك، إنّه لا يجوز أن يسمّى بهذا الاسم مَن لم يسمّه الله تعالی [به] (3).
زاهر (1)، عن أبي عبد الله علیه السّلام إنّه قال: سُئل عن (2) القائم علیه السّلام يُسلَّم عليه بإمرة المؤمنين؟
قال: لا، ذاك اسم سمّى الله به أمير المؤمنين علیه السّلام ولم يُسَمّ به أحد قبله ولا [ يتسمّى ] بعده إلّا كافر.
قال: قلت: فكيف يُسلَّم على القائم علیه السّلام ؟
قال: تقول: السلام عليك يا بقيّة الله، ثمّ قال (3): « بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرُ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ» (4) (5) .
[61]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : منه ما رواه سهل بن زياد(6) بإسناده عن سنان بن
ص: 111
طريف (1)، عن أبي عبد الله علیه السّلام أنّه قال: إنّا أهل البيت نوّه الله بأسمائنا (2) لمّا خلق الله السماوات والأرض، أمر منادياً ينادي: أشهد أن لا إله إلّا الله [ثلاثاً] وأشهد أنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله رسول الله - ثلاثاً - وأشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين علیه السّلام حقاً - ثلاثا -(3).
[62] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من (كنز الفوائد): ما حدّثنا مسنداً إلى ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً ما استتمّ الكرسي والعرش ولا دار الفلك ولا قامت السماوات والأرض إلّا بأن كتب الله عليها: «لا إله إلّا الله محمّد صلى الله عليه و آله رسول الله، علىّ علیه السّلام أمير المؤمنين».
إنّ الله تعالى لمّا عرج بي إلى السماء واختصّني بلطيف ندائه قال يا محمّد. قلت : لبّيك [ ربّى ] وسعديك.
قال: أنا المحمود وأنت محمّد صلّی الله علیه و آله، وشققت اسمك من اسمي، وفضّلتك على
ص: 112
جميع برّيتي؛ فانصب أخيك عليّاً علیه السّلام عَلَماً لعبادي يهديهم إلى ديني.
يا محمّد [إنّي ] قد جعلت عليّاً علیه السّلام أمير المؤمنين؛ فمن تأمر عليه لعنته، ومن خالفه عذّبته، ومن أطاعه قرّبته.
يا محمّد، إنّي قد جعلت عليّاً إمام المسلمين؛ فمن تقدّم عليه أخذته (1) ومن عصاه أسحقه (2)، إنّه سيّد الوصيّين وقائد الغرّ المحجّلين، وحجّتي على الخلائق أجمعين (3).
[63] . وأُخرى من مناقبه : من ( مصباح الأنوار ) (4)؛ ممّا ورد في السماء منقبة عظيمة وفضيلة جسيمة لأمير المؤمنين علیه السّلام ما ذكره الطوسيّ في ( أماليه ) ونقله عن رجاله مرفوعاً عن عبد الله بن العبّاس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: أعطاني الله خمساً وأعطى عليّاً خمساً: أعطاني جوامع الكلام وأعطى عليّاً علیه السّلام جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وجعله وصيّاً، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، وأُسري بي إلى السماء (5) وفتح له أبواب السماء والحُجُب حتّى نظر إلى ونظرت إليه.
ثمّ بكى رسول الله صلّی الله علیه و آله، فقلت: ما يُبكيك فداك أبي وأُمّي؟
ص: 113
فقال: يابن عبّاس، إنّ أوّل ما كلّمني به ربّي أنّه قال: يا محمّد، انظر إلى (1) تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إليّ فكلّمني وكلّمته وكلّمني ربِّي عزّ وجلّ.
فقلت: یا رسول الله، ما كلّمك (2)؟
قال: قال لى ربّى: يا محمّد، إنّي جعلت عليّا علیه السّلام وصيّك ووزيرك وخليفتك من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك، فأعلمته وأنا بين يدي ربّي عزّ وجلّ، فقال لي: قد قبلت وأطعت.
فأمر الله الملائكة بأن يسلّموا (3) عليه، ففعلوا (4)، فردّ عليهم السلام، فرأيت الملائكة يستبشرون به (5)، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلّا هنّؤوني وقالوا: يا محمّد، والذي بعثك بالحقّ لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزّ وجلّ لك [ ابن عمّك ] .
ورأيت حملة العرش وقد نكّسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرئيل، لِمَ نكّس حملة العرش رؤوسهم؟
فقال: يا محمّد ، ما من مَلَك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى وجه عليّ بن أبى طالب علیه السّلام الاستبشاراً ما خلا حملة العرش فإنّهم استأذنوا الله في هذه الساعة، فأذن لهم فنظروا إلى عليّ ونظر إليهم (6).
فلمّا هبطت جعلت أُخبره بذلك وهو يخبرني به، فعلمت أنّي لم أطأ موطئاً
ص: 114
إلّا وقد كشف لعلىّ علیه السّلام عنه حتّى نظر إليه.
فقلت: يا رسول الله، أوصني.
فقال: عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يقبل [ الله ] من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وهو تعالى أعلم ؛ فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ويأمر به إلى النار (1).
يابن عبّاس، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ النار أشدّ (2) غضباً على مبغض علىّ علیه السّلام من غضبها على مَن زعم أنّ الله ولداً.
یابن عبّاس، لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه (3) - ولن يفعلوا - لعذّبهم الله بالنار.
قلت: يا رسول الله، وهل يبغضه أحد؟!
قال: يابن عباّس، نعم يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أُمّتي لم يجعل الله لهم في الآخرة (4) نصيباً.
يابن عبّاس من علامة بغضهم أنّهم يفضّلون (5) مَن هو دونه عليه. والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما بعث الله نبيّاً أكرم عليه منّي، ولا وصيّاً عليه أكرم من وصيّي علىّ بن أبي طالب علیه السّلام .
فلم أزل كما أمرني به رسول الله صلّى الله عليه و آله ووصّاني بمودّته وإنّه لأكبر عملي [عندي].
ص: 115
قال ابن عبّاس: فلمّا مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله صلّى الله عليه و آله الوفاة حضرته.
فقلت له: فداك أبي وأُمّي يا رسول الله، [ قد ] دنا أجلك فما تأمرني به (1)؟
قال: يابن عبّاس، خالِف مَن خالف عليّاً ولا توالهم ولا تُطِعهم ولا تكن (2) لهم ظهيراً [ ولا وليّاً ].
قلت: يا رسول الله، فَلِمَ لا تأمر الناس بترك مخالفته؟!
قال: فبکی رسول الله صلّی الله علیه و آله حتّى أُغمي عليه ثمّ أفاق و (3) قال: يابن عبّاس، [ قد ] سبق الكتاب فيهم وعلم ربّي (4)، والذي بعثني بالحقّ نبياًّ لا يخرج أحدٌ ممّن خالفه من الدنيا وأنكر حقّه حتّى يغيّر الله ما به من نعمة.
يابن عبّاس، إذا أردت أن تلقى الله وهو عنك راضٍ فاسلك طريقة علىّ [ بن أبي طالب ] ومِلْ معه حيث مال، وارض به إماماً، وعادِ مَن عاداه، ووالِ مَن والاه.
يابن عبّاس، احذر أن يدخلك شكّ فيه فإنّ الشكّ فيه (5) كفر بالله تعالى (6).
ص: 116
[64] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روى أبو القاسم جعفر بن محمّد (1)، قال: حدّثنا [أبي، عن ] سعد بن عبد الله (2)، عن أحمد بن محمّد (3)، [عن العبّاس بن معروف، عن محمدّ بن سنان عن طلحة بن زيد]، عن الصادق علیه السّلام ، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام ، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: ما قبض الله نبيّاً إلّا أن يأمره (4) أن يوصى إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أُوصي.
فقلت: إلى مَن يا ربِّ؟
فقال: أوص يا محمّد إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فإنّي قد أثبتُّه في الكتب السالفة أنّه وصيّك وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق الأنبياء والمرسلين (5)، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة ولك يا محمّد بالنبوّة ولعليّ علیه السّلام بالولاية (6).
[65] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: روى الشيخ المفيد عن رجاله
ص: 117
مسنداً إلى سلمان الفارسىّ رضي الله عنه ، قال : قال أمير المؤمنين علیه السّلام : يا سلمان، الويل كلّ الويل لمن لا يعرف لنا حقّاً وأنكر فضلنا.
یا سلمان، أيّما أفضل محمّد صلّی الله علیه و آله أم سليمان بن داود علیهماالسّلام ؟
قال سلمان: بل محمّد صلّى الله عليه و آله قال: یا سلمان، آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من سبأ إلى فارس في طرفة عين وعنده علمٌ مِن الكتاب ولا أقدر أنا وعندي علم ألف كتاب؟ أنزل الله [منها ] إلى شيث بن آدم علیهماالسّلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس النبي ّ علیه السّلام ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم [الخليل علیه السّلام] عشرين صحيفة، وعلم التوراة وعلم الإنجيل والزبور والفرقان.
قلت: صدقت يا سيّدي.
فقال: اعلم یا سلمان أنّ الشاكّ في أُمورنا وعلومنا ك-الممتري في معرفتنا وحقوقنا وقد فرض الله تعالى ولايتنا في كتابه وفي غير موضع وبيَّن فيه ما ما وجب العمل وهو مكشوف (1).
اعلم أنّه قد جاء في هذا التأويل دليل واضح وبرهان لائح في تفضيل أمير المؤمنين علیه السّلام على أُولي العزم من النبيّين أجمعين، وإنّما فضّل عليهم بالعلم لقوله تعالى: « هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ » (2)، ولقوله: « قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ » (3) أي حاضراً عالماً يعلم أني مرسل من عنده، ثمّ عطف على نفسه سبحانه فقال: « وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ » أي وكفى
ص: 118
به مع الله شهيداً لعلمه بالكتاب ولم يجعل معه في الكفاية غيره. وقال في غير موضع: « قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ »(1) وجاء مثل هذا التخصيص كقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » (2) وهو المَعْنيّ بالمؤمنين، وهذه فضيلة لم ينلها أحدٌ من المؤمنين (3).
[66] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الشيخ أبو جعفر في ( أماليه ): عن رجاله عن سعيد الأعرج (4)، قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد (5) على أبي عبد الله علیه السّلام فابتدأني فقال: يا سعيد، ما جاء عن أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب علیه السّلام يُؤخذ به وما نهى عنه يُنتهى عنه، جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله صلّی الله علیه و آله و لرسول الله فضل (6) على جميع الخلائق (7)، العائب على أمير المؤمنين علیه السّلام في شيء كالعائب على الله ورسوله صلّی الله علیه و آله ، والرادّ عليه في صغير أو كبير على حدّ الشرك [ بالله ].
كان - والله (8) - أمير المؤمنين علیه السّلام باب الله الذي لا يؤتى إلّا منه، وسببه (9) الذي
ص: 119
من تمسّك بغيره هلك، وكذلك جرى حكم الله في (1) الأئمّة علیهم السّلام [بعده ] واحداً بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض وهم الحجّة البالغة من فوق الأرض وما تحت الثرى.
أما علمت أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان يقول: أنا قسيم الجنّة والنار (2)، وأنا الفاروق الأعظم، وأنا صاحب العصا والميسم (3)، ولقد أقرّ بي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقرّوا لمحمّد صلّی الله علیه و آله، وقد حملت مثل حمولة محمّد صلّی الله علیه و آله وهي حمولة الربّ، وإنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله يُدعى فيُكسى ويُستنطق فينطق وأنا (4) أُدعى فأُكسى وأُستنطقُ فأنطق، ولقد أُعطيت خصالاً لم يعطها أحدٌ قبلي؛ علمت [البلايا و] القضايا والمنايا(5) وفصل الخطاب (6).
ص: 120
[ 67]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روي بحذف الإسناد عن أبى الحسن موسى بن جعفر علیهماالسّلام ، قال: إنّه سأل أباه عن قول الله عزّ وجلّ: « فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى» (1) قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أيّها الناس، اتّبعوا هُدى الله تهتدوا وترشدوا ، وهو هداي وهدى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؛ فمن تبع هداه في حياتي وبعد موتي فقد اتَّبع هداي ومَن اتَّبع هداي فقد اتّبع هدى الله ، ومَن اتَّبع هدى الله فلا يضلّ ولا يشقى، [قال ] «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ » في عداوة آل محمّد صلّى الله عليه و آله « وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى » (2). (3)
[68]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( جامع الفوائد ): روي عن عليّ بن الحسين علیه السّلام ، قال: كنت أمشي خلف عمّي الحسن وأبي الحسين علیهماالسّلام في بعض طرقات المدينة وأنا يومئذٍ [غلام] قد باهرت الحلم [ أوكدت ] فلقيهما جابر بن عبد الله الأنصاريّ وأنس بن مالك وجماعة من قريش والأنصار، فسلّم هناك جابر حتّى انكبّ على
ص: 121
أيديهما وأرجلهما يقبّلهما، فقال له رجل من قريش كان نسيباً لمروان: أتصنع هذا يا أبا عبد الله وأنت فى سنّك وموضعك في صحبة رسول الله صلّی الله علیه وآله؟! وكان جابر قد شهد بدراً.
فقال له جابر (1): إليك عنّى، فلو علمت - يا أخا قريش - من فضلهما ما أعلم لقبّلت ما تحت أقدامهما من التراب.
ثمّ أقبل [ جابر ] على أنس وقال: يا أبا حمزة، أخبرني رسول الله صلّى الله عليه و آله فيهما بأمر ما ظننت أنّه يكون في بشر.
فقال له :أنس وما [الذي ] أخبرك به يا أبا عبد الله ؟
قال عليّ بن الحسين علیهم السّلام: فانطلق الحسن والحسين علیهماالسّلام ووقفت أنا أسمع تحاور (2) القوم، فأنشأ جابر يحدّث القوم (3)، قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه و آله ذات يوم في المسجد وقد خفّ (4) الناس من حوله، إذ قال لي: يا جابر، ادع لي ابنيّ حسناً وحسيناً علیهماالسّلام ، وكان أشدّ التألّف (5) بهما، فانطلقت فدعوتهما وأقبلت أحمل هذا مرّة وهذا مرّة حتّى جئته بهما ، فقال لى - وأنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من حنوني عليهما - قال (6): أتحبّهما يا جابر؟
قلت: وما يمنعني من ذلك - فداك أبي وأُمّي - ومكانهما منك مكانهما.
فقال: ألا أخبرك من فضلهما؟
قلت: بلى [فداك أبي وأُمّي ].
ص: 122
قال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أراد أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء [طيّبة ] فأودعها [صلب ] آدم علیه السّلام فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وإبراهيم علیهم السّلام ، ثمّ كذلك إلى عبد المطّلب، لم يصبني من دنس الجاهليّة شيء، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين إلى [أبي ] عبد الله وإلى أبي طالب، فولدني أبي عبد الله فختم الله النبوّة، وولد عمّي أبوطالب عليّاً علیه السّلام فختمت به الوصيّين.
ثمّ اجتمعت النطفتان منّى ومن علىّ بن أبى طالب وفاطمة علیهماالسّلام وولدنا الحسن والحسين علیهماالسّلام ، فختم الله بهما أسباط النبوّة، وجعل ذرّيّتي منهما [ وأمرني بفتح المدينة - أو قال مدائن – الكفر] ، وأُقسم بربّي ليظهرنّ منهما ذرّيّة طيّبة تملأ الأرض بهم (1) عدلاً وقسطاً (2) كما (3) مُلئت جوراً وظلماً، فهما طُهران مُطهَّران و[هما] سيّدا شباب أهل الجنّة، طوبى لمن أحبّهما وأباهما وأُمّهما، وويلٌ لمن عاداهم وأبغضهم (4).
فهذه لذوي البصائر ،تبصرة، ولذوي الألباب تذكرة إذا تأمّل ذو اللبّ وجدها منقبة لأمير المؤمنين من المناقب الفاضلة ومنزلة من المنازل السامية [ عالية ]، ومِن هنا صارت نفس النبيّ صلّی الله علیه و آله المقدّسة نفسه، ولحمه لحمه ودمه دمه، وهو شريكه في أمره ونظيره في بحره، وطاهره كطاهرته، ومعصوم كعصمته، وللنبيّ صلّی الله علیه و آله النبوّة والزعامة و له [ الأخوة ] والوصيّة والإمامة (5).
ص: 123
[69]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: بحذف الإسناد عن [عثمان بن] عبد الله القرشيّ (1)، عن ابن لهيعة (2)، عن أبي الزبير (3)، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: يا عليّ، لو أنّ أُمّتي صاموا حتّى صاروا كالأوتار، وصلّوا حتّى صاروا كالحنايا (4) ثمّ أبغضوك أكبّهم الله على مناخرهم في النار(5).
فاعتبروا يا أولي الألباب (6) .
[70] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( تفسير العسكريّ): قال الإمام أبو محمّد علیه السّلام : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله، أحبب في الله [ وأبغض في الله ] ووالِ في الله (7) وعادِ في الله؛ فإنّه لا تُنال ولاية الله إلّا بذلك، ولا يجد رجل
ص: 124
حلاوة (1) الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتّى يكون كذلك.
[وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا، أكثرها في الدنيا عليها يتوادّون وعليها يتباغضون وذلك لا يغني عنهم من الله شيئاً ].
قال الرجل: يا رسول الله وكيف لي أن أعلم أنّي قد واليت وعاديت في الله؟ ومَن وليّ الله حتّى أُواليه؟ ومَن عدوّه حتى أُعاديه؟
فأشار له رسول الله صلّی الله علیه و آله إلى علىّ علیه السّلام قال : أترى هذا؟ قال: بلى، قال: وليّ هذا ولىّ الله فواله، وعدوّ هذا عدوّ الله فعاده، ووال ولىّ هذا ولو أنّه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدوّ هذا ولو أنّه أبوك وولدك (2) .
[71] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله كان قاعداً وأصحابه حوله (3) ، فقال: أيّكم دفع [ اليوم ] عن أخيه المؤمن كربة (4)؟
قال علىّ علیه السّلام: أنا يا رسول الله [أنا ] مررت بطريق (5) كذا فرأيت فقيراً من فقراء
ص: 125
المؤمنين وقد تناوله الأسد ووضعه تحته وقعد عليه، وعاد (1) الرجل يستغيث بي من تحته، فناديت الأسد: خلّ [عن] المؤمن، فلم يخلّ عنه، فنفذت إليه فركزته (2) برجلي، فدخلت رجلي بجنبه الأيمن وخرجت من جنبه الأيسر وخرّ الأسد صريعاً.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: [ وجبت ] هكذا يفعل الله بكلّ من آذى لك وليّاً، ويسلّط[ الله ] عليه في الآخرة سكاكين من النار وسيوفاً تشجّ (3) بطنه وتُحشى ناراً، ثمّ يُعاد بها خلقاً جديداً أبد الآبدين [ ودهر الداهرين ].
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله (4): فأيّكم اليوم نفع أخاه المؤمن بجاهه (5)؟
قال علىّ علیه السّلام: أنا يا رسول الله (6).
قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : ماذا صنعت يا عليّ ؟
قال: مررت بعمّار بن ياسر وقد لازمه بعض اليهود في ثلاثين درهماً كانت له عليه، فقال عمّار: يا أخا رسول الله صلّی الله علیه و آله ، لازمني هذا ولا يريد إلّا أذاي وإذلالي لمحبّتي لكم أهل البيت فخلِّصني [منه ] بجاهك يا عليّ (7)، فأردت أن أُكلّم [له] اليهوديّ، فقال عمّار (8): يا أخا رسول الله صلّی الله علیه و آله ، إنّك أجلّ في قلبي وعيني أن أبدلك (9) بهذا الكافر ولكن اشفع لي إلى مَن لا يردّك عن طلبه [ولو أردت جميع جوانب العالم أن يصيّرها كأطراف السفرة لفعل ] فأسأله أن يعينني على أداء ديني
ص: 126
ويغنيني عن الاستدانة. فقلت: اللّهمّ أفعل ذلك [به] ، ثمّ قلت له: اضرب بيدك إلى ما بين يديك من شيء من (1) حجر أو مدر فإنّ الله يقلّبه ذهباً أبريزاً (2).
فضرب يده فتناول حجراً فيه أمنان (3) فتحوّل في يده ذهباً.
ثمّ أقبل على اليهوديّ وقال: كم دينك؟
قال: ثلاثون درهماً.
قال: كم قيمتها من الذهب؟
قال: ثلاثة دنانير .
فقال عمّار: الّلهمّ بجاه من بجاهه قلبت هذا الحجر ذهباً ليّنه (4) لي لأفصل [ لهذا ] قدر حقّه، فألانه الله عزّ وجلّ له ففصل له ثلاثة مثاقيل وأعطاه.
ثمّ جعل ينظر إليه وقال: الّلهمّ قلت في كتابك (5): «كَلاً إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَآهُ اسْتَغْنَى» (6) وإنّنى (7) لا أُريد غنى يطغيني ، الّلهمّ فأعِدْه (8) حجراً بجاه من بجاهه (9) جعلته ذهباً بعد أن كان حجراً، فعاد فرماه من يده وقال: حسبي من الدنيا والآخرة موالاتي لك يا أخا رسول الله صلّی الله علیه و آله (10) .
ص: 127
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أيّكم قضى البارحة ألف درهم وسبع مائة درهم؟
فقال عليّ بن أبي طالب علیه السّلام: أنا يا رسول الله.
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: [يا علىّ ]، حدِّث (1) إخوانك المؤمنين كيف القصّة، قال: أتُصدّقني؟
قال (2): أُصدّقك بتصديق (3) الله إيّاك، هذا الروح الأمين يخبرني عن الله عزّ وجلّ أنّه قد هذّبك من القبيح [كلّه ] ونزّهك عن المساوي بأجمعها وخصّك من الفضائل بأشرفها وأفضلها لا يتهمك إلّا لمن كفر بها وأخطأ [حظّ ] نفسه.
فقال عليّ علیه السّلام مررت البارحة بفلان [ بن فلان ] المؤمن ووجدت فلاناً - وأنا أتهّمه بالنفاق - قد لازمه (4) وضيّق عليه، فنادى (5) المؤمن: يا أخا رسول الله صلّی الله علیه و آله ، يا كاشف (6) الكرب عن وجه نبيّ الله وقامع أعدائه وأعداء الله (7) أغثني واكشف كربتي ونجّني من غريمي (8) هذا لعلّه يجيبك ويؤجّلني فإنّي معسرٌ [فقلت له: الله، إنك لمعسرٌ؟ فقال:] يا أخا رسول الله، [لئن كنت تستحلّ أن أكذب فلا تأمنّى على يميني أيضاً أنا معسرٌ و ] في قولي هذا صادق، [ وأوقر الله وأجّله من أن أحلف به صادقاً أو كاذباً ] فأقبلت على الرجل فقلت: إنّى لأُجلّ نفسى عن أن يكون لهذا علَيّ يد و (9) منّة [ وأجلّك أيضاً أن يكون له علیه السّلام عليك يد أو منّة و] أسأل مالك
ص: 128
الملك الذي لا يؤنف من سؤاله [ولا يستحيى من التعرّض لثوابه].
ثمّ قلت: اللّهمّ بحقّ محمّد صلّی الله علیه و آله وآله الطيّبين لمّا قضيت عن عبدك هذا الدين، فرأيت أبواب السماء قد فتحت (1) وتنادي أملاكها يا أبا الحسن، مُر هذا العبد يضرب يده إلى ما يشاء ممّا بين يديه من حجر ومدر وحصى وتراب يستحيل (2) فى يده ذهباً فيقضى (3) دينه منه ويجعل ما يبقى نفقته وبضاعة يمون بها عياله.
فقلت: يا عبد الله، إنّ الله قد أذن بقضاء دينك ويسرك بعد فقرك، اضرب يدك إلى ما تشاء ممّا أمامك فتناوله فإنّه يحوّل (4) في يدك ذهباً إبريزاً، فتناول حجراً أو (5) مدراً فانقلب له ذهباً [ أحمر ].
ثمّ قلت [له]: فصّل له منه قدر (6) دينه فأعطه، ففعل.
قلت: والباقى رزق ساقه الله تعالى إليك فكان الذي قضى منه دينه ألفاً وسبعمائة درهم وكان الذي بقي أكثر من مائة ألف درهم؛ فهو من أيسر أهل المدينة (7).
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أيّكم قتل رجلاً البارحة غضباً الله ولرسوله؟
فقال علىّ علیه السّلام: أنا، وسيأتيك الخصوم الآن.
فقال: رسول الله صلّی الله علیه و آله: حدّث إخوانك المؤمنين بالقصّة.
ص: 129
فقال عليّ علیه السّلام كنت في منزلي إذ سمعت رجلين خارج داري يتلازمان (1) ، فدخلا إليّ فإذا فلان اليهوديّ وفلان رجل معروف من الأنصار.
فقال اليهوديّ: يا أبا الحسن، إعلم أنّه قد بدت لي مع هذا حكومة فاحتكمنا إلى محمّد صلّی الله علیه و آله صاحبكم فقضى لى عليه فهو يقول: لست أرضى بقضائه [فقد حاف (2) ومال ] ولكن بيني وبينك كعب بن أشرف، فأبيت عليه.
فقال: أفترضى عليّاً (3)؟
قلت: نعم، فها هو جاء بي إليك.
فقلت لصاحبه أهو كما قال (4)؟
قال: نعم.
قلت: أعد عليَّ الحديث، فأعاد كما قال اليهوديّ، ثمّ قال لي: يا عليّ، فاقض بيننا بالحقّ، فدخلت (5) منزلي، فقال الرجل: إلى أين؟
قلت [أدخل ] لأن (6) آتيك بما أحكم به الحكم العدل.
فدخلت واشتملت سيفي فضربت حبل عاتقه فلو كان جبلاً لقددته (7)، ، فوقع رأسه بين يدي.
فلمّا فرغ عليّ علیه السّلام من حديثه جاء أهل [ ذلك ] الرجل المقتول فقالوا: هذا ابن عمّك قتل صاحبنا فاقتصّ لنا منه (8) .
ص: 130
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: لا قصاص.
فقالوا: أودية يا رسول الله.
قال: ولا دية لكم، هذا والله قتيل الله لا يؤدّى، إنّ عليّاً علیه السّلام قد شهد على صاحبكم بشهادة والله يلعنه بشهادة على ولو شهد عليّ على الثقلين لقبل الله شهادته عليهم، إنّه الصادق الأمين، ارفعوا صاحبكم هذا وادفنوه [مع اليهود، فقد كان منهم ].
فرفع وأوداجه تشخب (1) دماً [ وبدنه قد كسي شعرا]. فقال عليّ علیه السّلام: يا رسول الله ما أشبهه [إلّا] بالخنزير في شعره!
[قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: يا عليّ علیه السّلام أو ليس لو حسبت بعدد كل ّشعرة مثل عدد رمال الدنيا حسنات لكان كثيراً؟ قلت: بلى يا رسول الله ] .
ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: يا أبا الحسن [إنّ ] هذا القتيل (2) الذي قتلته (3) قد أوجب الله لك به من الثواب كأنّه أعتقت رقاباً بعدد رمل عالج (4)، وبعدد كلّ شعرة في (5) هذا المنافق، وأقلّ ما يعطي الله بعتق رقبة أن (6) يهب له بعدد كلّ شعرة من تلك الرقبة ألف حسنة ويمحو [ الله ] عنه ألف سيّئة فإن لم يكن له فلأبيه، وإن لم يكن لأبيه فلأُمّه [فإن لم يكن لها فلأخيه، وإن لم يكن له فلذرّيّته وجيرانه وقراباته ].
ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: أيّكم استحيى البارحة من أخٍ له في الله لما رأى [به من ]
ص: 131
خلّه فكايد (1) الشيطان في ذلك الأخ ولم يزل به حتّى غلبه؟
فقال علىّ علیه السّلام: آنا یا رسول الله.
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله: حدِّث يا علىّ إخوانك المؤمنين ليتأسّوا بحسن صنيعك فيما يُمكنهم وإن كان أحدٌ [ منهم ] لا يلحق [ثارك ولا يشقّ غبارك ] ولا يرمقك في سابقة لك إلى الفضائل إلّا كما يرمق الشمس من الأرض أو أقصى المشرق أو المغرب.
فقال عليّ علیه السّلام : يا رسول الله مررت بمزبلة بنى فلان فرأيت رجلاً من الأنصار [ مؤمناً ] و (2) قد أخذ من تلك المزبلة قشور البطّيخ والقثّاء [ والتين ] وهو يأكلها من شدّة الجوع، فلمّا رايته استحييت من أن يراني فيخجل وأعرضت عنه ومررت إلى منزلي وكنت أعددت لفطوري وسحوري قرصين من الشعير فجئت بهما إلى الرجل فناولته وقلت له اصحب (3) من هذا كلّما جعت فإنّ الله عزّ وجلّ يجعل [ والبركة ] فيهما.
فقال لي: يا أبا الحسن أنا أُريد أن أمتحن هذه البركة لعلمي بصدقك في قيلك إنّي أشتهي لحم فراخ اشتهاه علَىّ أهل منزلى .
فقلت له: اكسر منه لقمة بقدر (4) ما تريد من فراخ فإنّ الله عزّ وجلّ يقلبه لك أفراخاً لمسألتي إيَّاه بجاه محمّد صلّى الله عليه و آله وآله الطاهرين الطيّبين.
فحضر الشيطان (5) فقال : يا أبا الحسن تفعل هذا به ولعلّه منافق.
ص: 132
قلت: إن لم يكن أهلاً لما أفعله فأنا للإحسان أهل (1)، فليس كلّ إحسان (2) يلحق بأهله (3).
وقلت له (4): أنا أدعو الله بمحمّدٍ صلّی الله علیه و آله وآله الطيّبين ليوفّقه للإخلاص والنزوع (5) للكفر (6) إن كان منافقاً، فإنّ تصدّقي [عليه بهذا أفضل من تصدقي عليه ] بهذا الطعام الشريف الموجب للثراء والغناء، فكابدت الشيطان ودعوت الله سرّاً للرجل بالإخلاص بجاه محمّد صلّی الله علیه و آله وآله الطيّبين.
فارتعدت [ فرائص ] الرجل وقد سقط لوجهه، فأقمت وقلت ما شأنك؟
قال: كنت منافقاً شكاكاً فيما يقول محمّد صلّى الله عليه و آله وتقوله أنت، فكشف لي عن السماوات والحجب فأبصرت كلّ ما تعدانه (7) من المثوبات، وكشف لي أطباق الثرى فأبصرت جهنّم وأبصرت كلّ ما تعدانه (8) من العقوبات فحينئذٍ وقر الإيمان في قلبي وأخلص به جناني وزال الشكّ عنّي الذي كان يعتريني (9).
وأخذ الرجل القرصين. فقلت له: كلّ شيء تشتهيه فاكسر من القرصين فإنّ الله يحوّله ما تشتهيه وتتمنّاه [ وتريده]. فما زال ينقلب لحماً وشحماً وحلواً وحامضاً ومِن كلّ شيء حتّى أظهر من القرصين قليلاً عجباً وصار الرجل من عتقاء الله من النار بالمصطفين الأخيار.
ص: 133
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : أيّكم وقى رجلاً مؤمناً بنفسه البارحة (1)؟ (2)
قال علىّ علیه السّلام: أنا يا رسول الله (3) [ وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شماس الأنصاريّ]. فقال: حدِّث إخوانك [المؤمنين ] بالقصّة عن المنافقين المكابدين لنا فقد وقاك (4) و [ قد ] كفاك شرّهم وأخّرهم للتوبة لعلّهم يتذكرون أو يخشون (5).
فقال عليّ علیه السّلام : إنّي بينا أسير (6) في بني فلان في ظاهر (7) المدينة وبين يديّ بعيداً منّي ثابت بن قيس إذ بلغ بئراً عميقة القعر (8) وهناك رجال (9) من المنافقين، فدفعه ليرميه في البئر ، فتماسك ثابت ثمّ عاد فدفعه والرجل لا يشعر بي حتّى وصلت إليه، وقد اندفع ثابت في البئر ، فكرهت أن أشتغل بطلب المنافقين خوفاً على ثابت، فوقعت في البئر لعلّى آخذه، فإذا أنا قد (10) سبقته إلى قعر البئر.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: وكيف لا تسبقه وأنت أرزن منه، ولو لم يكن من رزانتك إلّا ما في جوفك من علم الأوّلين والآخرين الذي أودع الله ورسوله إليك لمن حقّك أن تكون أرزن من كلّ شيء، فكيف كان حالك وحال ثابت؟
ص: 134
قال: يا رسول الله، فلمّا صرت إلى قرار البئر استويت (1) قائماً وكان ذلك أسهل عليّ وأخفّ من خطواتي التي أخطوها رويداً رويداً، ثمّ جاء ثابت وانحدر في يديّ وقد بسطتهما له فخشيت أن يضرّني سقوطه عليَّ أو يضره، فما كان إلّا كباقة (2) ريحان تناولتها بيديّ.
ثمّ نظرت فإذا ذلك المنافق معه آخران على شفير البئر وهو يقول لهما: أردنا واحداً صارا اثنين، فجاؤوا بصخرة فيها مقدار مائتي منّ (3) فأرسلوها علينا، فخشيت أن تصيب ثابتاً فاحتضنته وجعلت رأسه إلى صدري وانحنيت عليه فوقعت الصخرة على مؤخّر رأسي، فما كانت إلّا كترويحة بمروحة (4) روّحت بها في حمارة القيض (5).
ثمّ جاؤوا بصخرة أُخرى فيها قدر ثلاث مائة مَنّ فأرسلوها علينا فانحنيت على ثابت [ فأصابت مؤخّر رأسي فكانت كماء انصبّ على رأسي وبدني في اليوم الشديد الحرّ، ثمّ جاؤوا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة منّ (6) يديرونها على الأرض لا يمكنهم أن يقلبوها علينا فانحنيت على ثابت ] فأصابت مؤخّر رأسي وظهري فكانت كثوب ناعم صبّ (7) على بدني ولبسته فنعمت به [ثمّ] سمعتهم يقولون: لو أنّ لابن أبي طالب وابن قيس مائة ألف روحٍ ما نجت واحدة منها من هذه الصخرات.
ص: 135
ّ انصرفوا ودفع عنّا شرّهم، فأذن الله تعالى لشفير البئر فانحطّ ولقرار البئر فارتفع فاستوى القرار والشفير بالأرض فخطونا وخرجنا.
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله: يا أبا الحسن، إنّ الله تعالى قد أوجب لك بذلك من الفضائل والثواب ما لا يعرفه غيره ، ثمّ (1) ينادي منادٍ يوم القيامة: أين محبّو عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟ فيقوم قوم من الصالحين فيقال لهم: خذوا بأيدي من شئتم من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنّة، فأقل رجل ينجو بشفاعته من أهل العرصات ألف ألف رجلٍ، ثمّ ينادي أين البقيّة من محبّي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام؟ فيقوم قوم مقتصدون فيقال لهم: تمنّوا على الله عزّ وجلّ ما شئتم، فيتمنّون فيفعل بكلّ ما يتمنّون مائة ألف ضعف (2)، ثمّ ينادي منادٍ: أين البقيّة من محبّي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام؟ فيقوم قوم ظالمون لأنفسهم، معتدون عليها، فيقال: أين المبغضون لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟ فيؤتى بهم جمّ غفير (3) وعدد عظيم [كثير ].
فيقال: ألا نجعل كلّ ألف من هؤلاء فداء لواحد من محبّي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ليدخلوا الجنّة، فينجّي الله عزّ وجلّ محبّيك ويجعل أعداءك فداهم.
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: هذا الأفضل الأكرم محبّه محبّ الله ورسوله، ومبغضه مبغض الله ورسوله (4).
[ 72] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : أيضاً منه قوله تعالى: « يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا
ص: 136
يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ » (1) قال الإمام علیه السّلام: قال موسى بن جعفر علیهماالسّلام : لمّا اتّصل ذلك من مواطاتهم [ وقيلهم ] في عليّ علیه السّلام في (2) سوء تدبيرهم عليه، دعاهم رسول الله صلّى الله عليه و آله وعاتبهم، فاجتهدوا في الأيمان، فقال أوّلهم: يا رسول الله، ما اعتددت بشيء لنفسی (3) کاعتدادي بهذه البيعة، ولقد رجوت أن يفسح الله بهالي في قصور الجنان ويجعلني فيها من أفضل النّزال والسكّان.
وقال ثانيهم: بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله، ما وثقت بدخول الجنّة والنجاة من النار إلّا بهذه البيعة والله ما يسرّني أن أنقضها وأنكث (4) بعد ما أعطيت على (5) نفسي، ولو أنّ لي ملء ما بين الثرى إلى العرش لآلي رطبة وجواهر فاخرة (6).
وقال ثالثهم: والله يا رسول الله، لقد صرت من الفرح بهذه البيعة والسرور والآمال (7) في رضوان الله ما أيقنت أنّه لو كان ذنوب أهل الأرض كلّها علَيّ لمحصت عنّي بهذه البيعة، وحلف على ذلك.
وبلغ رسول الله صلّى الله عليه و آله خلاف ما حلفوا عليه، وقال الله عزّ وجلّ: « يُخَادِعُونَ اللهَ » يعني يخادعون رسول الله بأيمانهم خلاف ما في جوانحهم « وَالَّذِينَ آمَنُوا » كذلك أيضاً الذين سيّدهم وفاضلهم عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
ثمّ قال: « وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ » وما يغرّون بتلك الخديعة إلّا أنفسهم، فإنّ
ص: 137
الله غنيّ عنهم وعن نصرتهم، ولولا إمهاله لهم لما قدروا على شيء من فجورهم وطغيانهم « وَمَا يَشْعُرُونَ » أنّ الأمر كذلك وأنّ الله يُطلع نبيّهم على نفاقهم وكذبهم وكفرهم، ويأمره بلعنهم في لعنة الظالمين الناكثين، وكذلك اللعن لا يفارقهم في الدنيا، ويلعنهم خيار عباد الله، وفى الآخرة أشدّ عقاب الله تعالى [عليهم ] (1).
قوله: « فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ » (2). قال موسى بن جعفر علیهماالسّلام : إنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله لمّا اعتذر هؤلاء المنافقون إليه بما اعتذروا ، تكرّم عليهم بأن قبل ظواهرهم ووكّل بواطنهم إلى ربّهم، لكن جبرئيل جاء من عند الله عزّ وجلّ فقال: يا محمّد، إنّ العلىّ الأعلى يقرؤك السلام ويقول: أخرج بهؤلاء الذين نكثوا بيعة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام و وطّنوا نفوسهم على مخالفته ليظهر لك من عجائب ما أكرمه الله به من إطاعة (3) الأرض والجبال والسماء له، وسائر ما خلقه الله لما أوقفه موقفك وأقامه مقامك ليعلمون أنّ ولىّ الله غنىّ عنهم وأنّه لا یكفّ عنهم انتقامه إلّا بأمر الله له فيه وفيهم، التدبير الذي هو بالغه، والحكمة التي هو عامل بها [وممحض لما يوجبها ].
فأمر رسول الله صلّی الله علیه و آله الجماعة من الذين اتّصل به عنهم من (4) أمر علىّ علیه السّلام والمواطاة لميلاد في مخالفته بالخروج، فقال لعليّ علیه السّلام لمّا استقرّ عند سفح بعض الجبال من (5) المدينة : يا علىّ، إنّ الله عزّ وجلّ أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك والمواطاة على خدمتك والجدّ في طاعتك؛ فإن أطاعوك فهو خير لهم فيصيرون في جنان الله ملوكاً خالدين ناعمين، وإن خالفوك فهو شرّ لهم فيصيرون في جهنّم خالدين معذَّبين.
ص: 138
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لتلك الجماعة: اعلموا أنكم إذا أطعتم عليّاً سُعِدتم، وإن خالفتموه شقيتم وأغناه الله عنكم بمن سيريكموه.
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أرأيتم قد أغنى الله عليّاً بما ترون عنكم (1)، ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: بمحمّدٍ صلّی الله علیه و آله و آله الذين أنت سيّدهم بعد محمّد صلّی الله علیه و آله رسول الله أن يقلب لك أشجارها رجالاً مع السلاح (2)، وصخورها أُسوداً ونموراً وأفاعي، فدعا الله علىّ بذلك فامتلأت تلك الجبال والهضبات (3) و [ قرار ] الأرض من الرجال الشاكّين (4) بالسلاح (5) لا يفي بالواحد منهم عشرة آلاف من الناس ومن الأُسود والأفاعي حتّى طبّقت تلك الجبال والأرضين والهضبات، وكلٌّ يُنادي: يا وصيّ رسول الله ها نحن قد سخّرنا الله لك وأمرنا بإجابتك كلّما تدعونا إلى اصطلام من سلّطنا عليه، فمتى شئت فادعنا نجبك بما شئت فأمرنا نطعك.
يا عليّ يا وصيّ رسول الله، إنّ لك عند الله الشأن العظيم ما لو سألت الله أن يصيّر لك أطراف الأرض وجوانبها هيئة واحدة لفعل، أو يحطّ لك السماء إلى الأرض لفعل، أو يرفع لك الأرض إلى السماء لفعل، أو يقلب ماء بحارها الأُجاج عذباً أو زيتوناً أو ما شئت من أنواع الأشربة والأدهان لفعل، ولو شئت أن تجمّد البحار ويجعل الأرض هي البحار لفعل فلا يحزنك تمرّد هؤلاء المتمرّدين وخلاف هؤلاء المخالفين، فكأنّهم بالدنيا وقد انقضت عنهم، وكأن لم يكونوا فيها ، وكأنّهم بالآخرة إذا وردوا عليها كأن لم يزالوا فيها.
يا عليّ، إنّ الذي أمهلهم مع كفرهم وفسقهم في تمرّدهم عن طاعتك هو
ص: 139
الذي أمهل فرعون ذا الأوتاد ونمرود بن كنعان ومن ادعى الإلهيّة من ذوي الطغيان وأطغى الطغاة إبليس رأس الضلالات، وما خلقت أنت ولا هم لدار الفناء بل خلقتم لدار البقاء، ولكنّكم تنتقلون من دار إلى دار، ولا حاجة لربّك إلى من يسومهم ويرعاهم ولكنّه أراد تشريفك عليهم وإبانتك بالفضل منهم، ولو شاء لهداهم.
قال: فمرضت قلوب القوم لمّا شاهدوا من ذلك مضافاً إلى ما كان في قلوبهم من مرض. فقال عند ذلك: « فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ » أي قلوب هؤلاء المتمرّدين الشاكّين الناكثين « فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ » (1) (2).
[73]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: ما رواه عليّ بن محمّد الباقر علیهماالسّلام أنّ رجلاً من ثقيف كان أطبّ الناس يقال له: الحارث بن كلدة الثقفيّ، جاء النبيّ صلّی الله علیه و آله (3) فقال : يا محمّد، جئت أُداويك من جنونك فقد داويت كثيراً من المجانين (4) [ فشفوا على يدي ].
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله: یا حارث، أنت تفعل أفعال المجانين وتنسبني إلى الجنون؟!
قال الحارث: ماذا [ فعلت من ] أفعال المجانين؟
قال النبيّ صلّى الله عليه و آله: نسبتك إيّاي إلى المجانين [لا] محنة منك ولا تجربة ولا نظر فى صدقي وكذبي.
ص: 140
فقال الحارث: أوليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوّة التي لا تقدر لها؟
فقال صلّی الله علیه و آله: [ وقولك : ] لا تقدر لها فعل المجانين لأنّك [ لم تقل: ] لِمَ قلت كذا؟ ولا طالبتني بحجّة فعجزت عنها؟!
فقال الحارث: صدقت أنا أمتحن أمرك بآية أُطالبك بها إن كنت نبياًّ فادع تلك الشجرة - وأشار إلى شجرة عظيمة بعيد عمقها - فإن أتتك علمت أنّك رسول الله وشهدت بذلك وإلّا فأنت المجنون الذي قيل لي.
فرفع رسول الله صلى الله عليه و آله يده إلى تلك الشجرة وأشار إليها أن تعالى، فانقلعت الشجرة بأُصولها وعروقها وجعلت تخدّ الأرض أُخدوداً (1) عظيماً كالذر (2) حتّى دنت من رسول الله صلّى الله عليه و آله [ فوقفت بين يديه، ونادت بصوت فصيح: ها أنا ذا يا رسول الله ]، قالت (3): ماذا تأمرني؟
قال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله: دعوتك لتشهدي لي بالنبوّة بعد شهادتك الله بالتوحيد، ثمّ تشهدي لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام بالإمامة وأنّه سندي وظهري وعضدي وفخري، ولولاه ما خلق الله شيئاً ممّا خلق .
فنادت: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّك محمّداً صلّى الله عليه و آله عبده ورسوله، أرسلك بالحقّ بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأشهد أنّ عليّاً علیه السّلام ابن عمّك وهو أخوك في دينك أوفر خلق الله من الدين حظّاً وأجزلهم من الإسلام نصيباً وأنّه سندك وظهرك (4)، قامع لأعدائك، وناصر لأوليائك، باب علومك في أُمّتك، وأشهد أنّ أولياءك الذين يوالونه ويعادون أعداءه حشو (5)
ص: 141
الجنّة، وأنّ أعداءك الذين يوالون أعداءه حشو النار.
فنظر رسول الله صلّی الله علیه و آله إلى الحارث بن كلدة فقال يا حارث، أو مجنون من بعد هذه الآية (1)؟
فقال [الحارث بن كلدة ]: لا والله يا رسول الله ولكنّي أشهد أنك رسول الله وسيّد الخلق أجمعين؛ فأسلم (2) وأحسن إسلامه (3) .
قال علىّ بن الحسين علیه السّلام و لأمير المؤمنين علیه السّلام نظيرها؛ كان قاعداً ذات يوم فأقبل إليه رجل من اليونان المدّعين الفلسفة والطبّ فقال: يا أبا الحسن، بلغني خبر صاحبك أنّ به جنوناً فجئت لأُعالجه فلحقته قد مضى لسبيله وفاتني ما أردت من ذلك، وقد قيل لي إنّك ابن عمّه وصهره، وأرى بك صفاراً قد علاك [ وساقين دقيقين ما أراهما تقلّانك. فأمّا الصفار ] فدواه عندى (4). وأمّا الساقان الدقيقان فلاحيلة لتغليظهما.
[ والوجه أن ترفق بنفسك في المشي، وتقلّله ولا تكثّره وفيما تحمله على ظهرك وتحتضنه بصدرك أن تقلّلهما ولا تكثرهما فإنّ ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل الثقيل انقصافهما ].
وأما الصفار فدواؤه عندي وهو هذا وأخرج دواءٌ وقال: هذا لا يخسيك (5) ولكنّه تلزمك حمّة من الحمّة إلى الحمّة أربعون صباحاً ثم يزيل صفارك.
ص: 142
فقال له [عليّ ] علیه السّلام: قد ذكرت هذا الدواء لصفاري، فهل تعرف شيئاً يزيد فيه ويضرّه؟
قال [الرجل] : بلى حبّة من هذا، وأشار إلى دواءٍ [معه ]، وقال: إن تناوله الإنسان وبه صفار أماته من ساعته ، وإن كان لا صفار به صار به أصفر حتّى يموت في يومه.
قال الإمام علیه السّلام (1): أرني (2) هذا الضارّ (3)، فناوله إيّاه، قال: كم قدر هذا؟
قال: قدر مثقالين سمّ ناقع، كلّ حبّة منه تقتل رجلاً.
فتناوله فقمحه (4) وعرق عرقاً خفيفاً، وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه: الآن يقول الآخذ بثار ابن أبى طالب علیه السّلام: قتله هذا ولا يقبل منّى قولى : إنّه هو الجاني على نفسه.
فتبسّم عليّ علیه السّلام وقال: يا عبد الله، أصحّ ما كنت بدناً الآن [، لم يضرّني ] ما زعمته (5) أنّه سمّ. فقال: غمّض (6) عينك، فغمّض عينه، قال: افتح عينك، ففتح، ونظر إلى وجه عليّ علیه السّلام فإذا هو أبيض مشوب بحمرة، فارتعد الرجل ممّا رآه، وتبسّم عليّ علیه السّلام ، وقال : أين الصفار الذي زعمت أنّه لي (7) قاتل؟
فقال [الرجل] : والله فكأنّك لست من [قد] رأيت من قبل [كنت مصفّراً فأنت الآن مورّد].
فقال علىّ علیه السّلام: زال (8) عنّى الصفار بسمّك الذي زعمت أنّه قاتلي.
ص: 143
أمّا ساقاي هاتان - ومدّ رجليه وكشف عن ساقيه - فإنّك زعمت أنّي أحتاج إلى أن أرفق ببدني في حمل ما أحمل لئلّا تنقصف ،الساقان، وأنا أدلّك أنّ طبّ الله خلاف طبّك، فضرب يده إلى أُسطوانة خشب عظيمة على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه، وفوقه حجرتان إحداهما فوق الأُخرى، [ وحرّكها واحتملهما ] فارتفع السطح والحيطان ومن فوقهما الغرفتان، فغشي على اليونانيّ.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: صبّوا عليه ماء، فصبّوا فأفاق وهو يقول: والله إنّي رأيت الیوم (1) عجباً! فقال له علىّ علیه السّلام هذه قوّة الساقين الدقيقين واحتمالهما، أنّي طبّك هذا یا يونانيّ.
فقال اليونانيّ: أمثلك كان محمّد صلّی الله علیه و آله؟
فقال علىّ علیه السّلام: وهل علمى إلّا مِن علمه، وعقلى إلّا مِن عقله، وقولى إلّا مِن قوله، وقوّتى إلّا مِن قوّته، ولقد أتاه ثقيفىّ كان أطبّ العرب فقال له: إن كان بك جنون داويتك! فقال له محمّد صلّی الله علیه و آله: تحبّ أن أُريك آية تعلم بها غنائي عن طبّك وحاجتك إلى طبّي؟
قال: نعم.
قال: أيّ آيةٍ تُريد؟
قال: أُريد أن تدعو ذلك العذق - وأشار إلى نخلة سحوق (2) - فدعاها فانقلع أصلها من الأرض وجعلت (3) تخدّ الأرض خدّاً حتّى وقفت بين يديه، فقال النبىّ صلّی الله علیه و آله: كفاك (4) ؟
ص: 144
قال: لا، قال: فماذا تريد (1)؟ قال: تأمرها أن ترجع حيث جاءت وتستقرّ في مستقرّها (2) [الذي انقلعت منه فأمرها ورجعت واستقرّت في مقرّها ].
فقال اليونانىّ لأمير المؤمنين علیه السّلام : هذا الذي تذكر عن محمّد صلّی الله علیه و آله وهو (3) غائب عنّي وأنا أقتصر منك على أقلّ مِن ذلك، أتباعد عنك فادعني وأنا باختيار الإجابة لا أُجيبك فإن جئت إليك فهى آية.
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: هذا إنّما يكون آية لك وحدك لأنّك تعلم من نفسك أنّك لم ترد و أنّي أزلت اختيارك من غير أن باشرت منّي شيئاً، أو ممّن أمرته [ بأن ] يباشرك، أو ممّن قصدك إلى ذلك وإن لم آمره إلّا ما يكون من قدرة الله تعالى القاهرة، فأنت يا يونانيّ يمكنك أن تدّعي و يمكن غيرك أن يقول إنّي واطأتك على ذلك، فاقترح إن كنت مقترحاً ما هو آية لجميع العالمين.
فقال اليونانيّ: إن جعلت الاقتراح إليّ فإذاً (4) اقترحت أن تفصل لي أجزاء تلك النخلة وتفرّقها وتباعد ما بينها ثمّ تجمعها وتعيدها كما كانت.
فقال علیه السّلام : هذه آية، أنت رسولي إليها - يعني إلى النخلة - فقل لها: إنّ وصيّ محمّد رسول الله صلّى الله عليه و آله يأمر أجزاءك أن تتفرّق وتتباعد.
فذهب فقال لها، فتفاصلت وتناثرت وتصاغرت أجزاؤها حتّى لم ترها عين ولا أثر حتّى كأن لم تكن قطّ، فارتعدت فرائص اليونانيّ وقال: يا وصيّ محمّد، أعطيتني اقتراحي الأوّل فأعطني الأخير، فأمرها أن تجتمع وتعود كما كانت.
فقال له: كُن رسولى إليها [فعد] وقلّ لها: يا أجزاء النخلة، إنّ وصيّ محمّد يأمرك أن تجتمعي وتعودي كما كنتِ.
ص: 145
فنادى اليونانيّ وقال ذلك، فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المبثوث (1) ثمّ جعلت تجتمع جزءاً جزءاً حتّى تصوّر لها القضبان والأوراق وأُصول السعف و شماريخ (2) الأعذاق ثمّ تألّفت واجتمعت واستطالت واستقرّ أصلها في مقرّه وتمكّن عليها ساقها وتركب على الساق قضبانها، وعلى القضبان أوراقها في أمكنتها وكانت شراميخها متجرّدة لبُعدها من أوان الرطب [ والبسر والخلال ].
قال اليونانيّ: والأُخرى أحبّ أن تخرج شراميخها خلالاً وتقلّبها من خضرة إلى صفرة وحمرة، وترطب وتبلغ لتطعمني ومن حضر منها (3).
فقال عليّ علیه السّلام : كُن (4) أنت رسولي إليها بذلك فمرها [به].
قال لها اليونانيّ ما أمر أمير المؤمنين علیه السّلام فاخضرّت وأبسرت واصفرّت [ واحمّرت ] ورطبت (5) وثقلت أعذاقها برطبها.
قال اليونانيّ: وأُخرى أحبّ أن تقرب من يدي أعذاقها وتطول يدي الأُخرى (6).
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : مُدّ يدك [ إلى التى تريد أن تتناولها ] وقُل: يا مُقرِّب كلّ بعيد قرِّب يدي منها، وقرِّب (7) الأُخرى التى تريد أن ينزل العذق إليها وقُل: يا مُسهَّل كلّ (8) عسير سهِّل [لي تناول] ما تباعد [عنّي منها]، ففعل فطالت يده
ص: 146
فوصلت إلى العذق وانحطّ الآخر فسقط إلى الأرض (1).
فقال (2) أمير المؤمنين علیه السّلام : [ إنّك ] إن أكلت منها ولم تؤمن فهو حرام وعجّل الله لك [ من ] العقوبة [التي يبتليك بها ما يعتبر به عقلاء خلقه وجهّالهم ] .
فقال اليونانيّ: إنّي إن كفرت بعد ما رأيت فقد بالغت بالعناد وتناهيت بالتعرّض للهلاك، أشهد أنّك من خاصّة الله صادق في جميع أقاويلك عن الله تعالى فمُرني بما تشاء أطعك.
قال علىّ علیه السّلام: آمرك أن تقرّ الله بالوحدانيّة وتشهد له بالجود والحكمة، وتُنزِّهه عن العيب والفساد وعن ظلم [الإماء و ] العباد، وتشهد أنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله الذي أنا وصيّه سيّد الأنام وأفضل رتبة في الإسلام (3)، وتشهد أنّ عليّاً علیه السّلام الذي أراك ما أراك وأولاك من النعمة ما أولاك خير خلق الله بعد نبيّه رسول الله صلّى الله عليه و آله وأحقّ خلق الله بمقام محمّد صلّى الله عليه و آله بعده والقيام بشرائعه وأحكامه، وتشهد أنّ أولياءه أولياء الله وأعداءه أعداء الله، وأنّ المؤمنين المشاركين لك فيما كلّفتك المساوين لك على ما به أمرتك خير أُمّة محمّد صلّى الله عليه و آله وصفوة شيعة علىّ علیه السّلام .
وآمرك أن تواسي إخوانك المطاوعين (4) على تصديق محمّد صلّى الله عليه و آله وتصديقي والانقياد له ولي ممّا رزقك الله وفضّلك على فضّلك به منهم تسدّ فاقتهم وتجبر كسرهم وخلّتهم، ومن كان منهم في درجتك من الإیمان ساويته في مالك [بنفسك ]، ومَن كان منهم فاضلاً عليك في دينك آثرته بمالك على نفسك حتّى
ص: 147
يعلم الله أنّ دينه أثر عندك من مالك، وأنّ أولياءه أكرم عليك من أهلك وعيالك.
وآمُرك أن تصون دينك وعلمنا الذي أودعناك وأسرارنا التي حمّلناك فلا تبدِ علومنا لمن يقابلها بالعناد ويقابلك من أجلها بالشتم واللعن والتناول من العرض والبدن فلا تفش سرّنا إلى من يشنّع علينا وعند الجاهلين بأحوالنا، وتعرِّض أولياءنا لنوادر الجهّال. وأمرك أن تستعمل التقيّة في دينك فإنّ الله عزّوجلّ يقول: «لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً » (1).
وقد أذنت لك في تفضيل أعدائنا علينا إن ألجأك الخوف إليه، وفي إظهار البراءة منّا إن حملك الوجل عليه، وفي ترك الصلوات المكتوبات إذا خشيت على حشاشتك (2)، فإنّ تفضيلك أعداءنا علينا عند خوفك مع تقيّتك لا يقدح فينا ولا ينقصك برأينا منّا ساعة بلسانك وأنت موالٍ لنا بقلبك وجنانك لتتّقى على نفسك روحها التي بها قوامك، ومالها الذي به قيامها، وجاهها الذي به تماسكها، وتصون من عرف بك وعرفت به من أوليائنا وإخواننا من بعد ذلك بشهور وسنين إلى أن تتفرّج تلك الكربة وتزول تلك النقمه، فإنّ ذلك أفضل من أن تتعرّض للهلاك وينقطع به من عمل بالدين وصلاح إخوانك المؤمنين.
وإيّاك ثمّ إيّاك أن تترك التقيّة التي أمرتك بها فإنّك شاحط بدمك ودم إخوانك، معرِّض لنعمتك ونعمتهم للزوال، مُذلّ لنفسك ولهم في يدي أعداء اء دينِ الله، وقد أمرك الله بإعزازهم؛ فإنّك إن خالفت وصيّتى كان ضررك على نفسك وإخوانك أشدّ من ضرر المناصب الكافر (3).
ص: 148
[74] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام من ( تفسير الإمام الحسن بن علي العسكريّ علیه السّلام) : قال الإمام: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله لكفّار قريش واليهود «كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ» (1) الذي دلّكم على طُرق الهُدى ويُنجِّيكم (2) إن أطعتموه من سُبُل الردى.
«وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً» في أصلاب آبائكم وأرحام أُمّهاتكم.
«فَأَحْيَاكُمْ» وأخرجكم أحياء ، [ «ثمّ يُميتِكُم» ] في هذه الدنيا، ويُقبركم.
«ثُمَّ يُحْيِيكُمْ» في القبور ينعّم بها (3) المؤمن بنبوّة محمّد صلّی الله علیه و آله وولاية عليّ علیه السّلام ، ويُعذِّب بها الكافر (4).
« ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ » في الآخرة بأن تموتوا في القبور بعد ذلك ثمّ تحيوا للبعث یوم القيامة، تُرجعون إلى ما وعدكم وتعطون من الطاعات إن كنتم فاعليها، ومن العقاب إن كنتم مفارقيها (5).
فقيل: يا رسول الله، ففي القبر نعيم وعذاب؟
قال: إي - والذي بعث محمّداً صلّی الله علیه و آله بالحقّ نبيّاً وجعله زكيّاً هادياً [مهديّاً]، وجعل أخاه عليّاً بالعهد وفيّاً وبالحق مليّاً، ولدى الله مرضيّاً، وإلى الجهاد سابقاً، ولله في
ص: 149
أحواله موافقاً، وللمكارم حائزاً، وينصره الله على أعدائه مناوياً (1) وبالخيرات ناهضاً وللقبائح رافضاً وللشيطان مُخزياً، وللفسقة المردة مقضياً، ولمحمّد صلّى الله عليه و آله نفساً، وبين يدي المكاره ترساً وجُنّة، آمنت به أنا وعليّ بن أبي طالب علیه السّلام (2) المفضَّل على أُولي الألباب، الحاوي لعلوم الكتاب، زين من يوافي يوم القيامة عرصات الحساب، بعد محمّد صلّی الله علیه و آله الكريم المكرَّم العزيز الوهاب - إنّ في القبر نعيماً يوفّر الله به حظوظ أوليائه، وإنّ فى القبر عذاباً شديداً يشدّده لأعدائه.
إنّ المؤمن الموالي لمحمّدٍ صلّى الله عليه و آله وآله ، المتخذ لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام بعد محمّد صلّى الله عليه و آله إمامه، الذي يحتذي مثاله، وسيّده الذي يصدّق أقواله ويصوب أفعاله ويطيعه بطاعة من يندبه من أطائب ذرّيّته لأُمور الدين والسياسة إذا حضره من أمر الله ما لا يرد ونزل به ما لا يُصَدِّ، وحضره ملك الموت وأعوانه وجد عند رأسه محمّداً رسول الله صلّى الله عليه و آله من جانب ومن جانب عليّاً علیه السّلام سيّد الوصيّين، وعند رجليه من جانب الحسن سبط سيّد النبيّين، ومن جانب آخر الحسين سيّد الشهداء أجمعين، وحواليه بعدهم خيار خوّاصّهم ومحبّيهم الذين هم سادات هذه الأُمّة بعد ساداتهم مِن آل محمّد صلّى الله عليه و آله ينظر إليهم العليل المؤمن فيخاطبهم بحيث يحجب الله صوته عن آذان حاضريه كما يحجب رؤيتنا أهل البيت ورؤية خواصّنا عن عيونهم ليكون إيمانهم أعظم ثواباً لشدّة المحنة عليهم فيه.
فيقول المؤمن: بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله، بأبي أنت وأُمّي يا وصيّ رسول الله (3)، بأبى أنتما وأُمّى يا شِبْلَى محمّد وضرغاميه ويا ولديه وسبطيه ويا
ص: 150
سيِّدَي شباب أهل الجنّة المقرّبين من الرحمة والرضوان، مرحباً بكم معاشر خیار أصحاب محمّد صلّی الله علیه و آله وعليّ علیه السّلام وولديهما، ما كان أعظم شوقي إليكم، وما أشدّ سروري الآن بلقائكم يا رسول الله، هذا ملك الموت قد حضرني ولا أشكّ في جلالتي في صدره لمكانكم ومكان أخيك منّي.
فيقول رسول الله صلّی الله علیه و آله كذلك هو، ثمّ يقبل رسول الله صلّى الله عليه و آله على ملك الموت فيقول: يا ملك الموت، استوص بوصيّة الله فى الإحسان في مولانا وخادمنا ومحبّنا ومؤثرنا.
فيقول ملك الموت [يا رسول الله ]: مُرَّه أن ينظر إلى ما أعدّ الله له في الجنان.
فيقول رسول الله انظر ، فينظر إلى العلوّ وينظر إلى ما لا تحيط به الألباب ولا يأتي عليه العدد والحساب.
فيقول ملك الموت كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه ومحمّد صلّى الله عليه و آله وعترته زوّاره؟ یا رسول الله، لولا أنّ الله جعل الموت عقبة لا يصل إلى تلك الجنان إلّا مَن قطعها لما تناولت روحه ولكن لخادمك ومحبّك هذا أُسوة بك وسائر أنبياء الله ورسله وأوليائه الذين أُذيقوا الموت بحكم الله.
ثمّ يقول محمّد صلّى الله عليه و آله: يا ملك الموت، هاك أخانا سلّمناه إليك فاستوص به خيراً، ثمّ يرتفع هو ومن معه إلى رياض الجنّة وقد كشف الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن العليل فيراهم المؤمن هناك بعد ما كانوا حوله على فراشه فيقول: يا ملك الموت الوحا الوحا (1) تناول روحي ولا تلبثني هنا فلا صبر لي عن محمّد صلّى الله عليه و آله وعترته فالحقني بهم فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلّها كما يسل الشعرة من العجين وإن كنتم ترون أنّه في شدّة فليس في شدّة بل هو في رخاء ولذّة.
فإذا أُدخل قبره وجد جماعة هناك وإذا جاء منكر ونكير قال أحدهما للآخر:
ص: 151
هذا محمّد صلّى الله عليه و آله وعليّ والحسن والحسين علیهم السّلام وخيار صحابتهم بحضرة صاحبنا فلنتّضع (1) لهم .
[ فيأتيان ] فيُسلّمان على محمّد صلّى الله عليه و آله سلاماً منفرداً، ثُمّ يُسلّمان على عليٍّ سلاماً منفرداً، ثمّ يُسلّمان على الحسن والحسين علیهماالسّلام سلاماً بجمعانهما فيه، ثمّ يُسلّمان على سائر من معنا من أصحابنا، ثمّ يقولان: قد علمنا يا رسول الله زيارتك في خاصّتك لخادمك ومولاك، ولولا أنّ الله تعالى يريد إظهار فضله بهذه الحضرة من أملاكه ومن يسمعنا من ملائكته بعدهم لما سألناه ولكن أمر الله لابدّ من امتثاله، ثمّ يسألانه فيقولان: مَن ربِّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيّك؟ ومَن إمامك؟ وما قبلتك؟ ومَن إخوانك؟
فيقول: الله ربّي، ومحمّد صلّى الله عليه و آله نبيّي، وعليّ علیهالسّلام وصيّ محمّد إمامي، والكعبة قبلتي، والمؤمنون الموالون لمحمّد صلّى الله عليه و آله وعلىّ علیه السّلام وأوليائهما والمعادون لأعدائهما إخواني، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً صلّى الله عليه و آله عبده ورسوله، وأنّ أخاه عليّاً علیه السّلام ولىّ الله ، وأنّ من نصبهم للإمامة من أطائب عترته وخيار ذرّيّته وخلفاء الأئمّة (2) وولاة الحقّ القوّامون بالعدل (3).
فيقولان: على هذا حييت، وعلى هذا مِتَّ، وعلى هذا تبعث إن شاء الله وتكون مع من يتولّاهم في دار كرامة الله ومستقرّ رحمة الله.
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: وإن كان لأوليائنا معادياً ولأعدائنا موالياً [ و ] لأضدادنا ملقّباً بألقابنا فإذا جاء ملك الموت لنزع روحه مثّل الله لذلك الفاجر السادة الذين اتّخذهم أرباباً من دون الله عليهم من أنواع العذاب، ولا يكاد نظره إليهم يهلك
ص: 152
ناظره ولا يزال يصل إليهم من حرّ عذابهم ما لا طاقة [له] به.
فيقول له ملك الموت يا أيّها الفاجر الكافر، تركت أولياء الله ورغبت إلى أعدائه، فاليوم لا يُغنون عنك شيئاً، فيرد عليه من العذاب ما لو قُسِّم أدناه على أهل الدنيا لأهلكهم، ثمّ إذا أدلي في قبره رأى باباً مفتوحاً إلى قبره من الجنّة يرى منه خيراتها.
فيقول منكر ونكير: انظر إلى ما حُرمته من تلك الخيرات، ثمّ يفتح له من قبره باباً من النار يدخل عليه من عذابها.
فيقول: يا ربّ لا تقم الساعة، لا تقم الساعة (1) .
[75] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: قوله عزّ وجلّ: « أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ » (2). قال الإمام الحسن العسكريّ علیه السّلام : قال عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسىّ علیهم السّلام : [ « بَلْ تُرِيدُونَ » ] أتُريدون يا كفّار قريش واليهود « أَنْ تَسْتَلُوا رَسُولَكُمْ » ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيها صلاحكم أو فسادكم «كَمَا سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ» واقتُرح عليه لمّا قيل له: « حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ » (3)، « وَ مَنْ يُبَدِّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ » بعد جواب الرسول [له] أنّ ما تسأله لا يصلح اقتراحه على الله، وبعد ما يظهر الله له ما اقترح إن كان صواباً، « وَ مَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ» بأن لا يؤمن عند مشاهدة ما يقترح من الآيات،
ص: 153
ولا يؤمن عند مشاهدته ما يقترح من الآيات ولا يؤمن من إذا عرف الله (1) ليس له أن يقترح وأنّه يجب أن يكتفى بما قد أقامه الله من الدلالات وأوضحه من البيّنات فيتبدّل الكفر بالإيمان بأن يعاند ولا يلتزم الحجّة القائمة عليه « فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبيلِ » ، أخطأ الطريق المؤدّية إلى الجنان وأخذ في المؤدّي (2) إلى النيران.
[ قال علیه السّلام : قال الله تعالى [لليهود ]: « أَتُرِيدُونَ » (3) بعد ما آتيناكم « أَنْ تَسْتَلُوا رَسُولَكُمْ» . وذلك أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله قد قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنّتوه (4) ويسألوه عن أشياء يريدون أن يتعانتوه بها، فبينما هم كذلك إذ جاء أعرابيّ كأنّما يدفع في قفاه، قد علّق على عصا [ على عاتقه ] جراباً مشدود الرأس، فيه شيء قد ملأه لا يدرون ما هو فقال الأعرابيّ: يا محمّد، أجبني عمّا أسألك.
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله: يا أخا العرب، قد سأل اليهود قبلك أفتأذن لي حتّى أبدأ بهم؟
فقال الأعرابيّ: [لا]، غريب مجتاز.
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله : فأنت إذاً أحقّ منهم لغربتك واجتيازك.
فقال الأعرابيّ: [ و ] لفظة أُخرى.
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: وما هي ؟
قال: إنّ لهؤلاء كتاباً يدّعونه ويزعمونه حقاًّ ولست آمن أن تقول شيئاً يواطئونك عليه ويصدّقونك ليفتنوا الناس عن دينهم وأنا لا أقنع بمثل هذا ولا أقنع إلّا بأمر بيّن.
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: أين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام؟ فدعي بعليّ فجاء حتّى قرب من رسول الله صلّى الله عليه و آله.
ص: 154
فقال الأعرابيّ : يا محمّد، وما تصنع بهذا في محاورتي إيّاك؟
قال: سألت البيان وهذا البيان الشافي، [وصاحب العلم الكافي ] أنا مدينة العلم والحكم وهذا بابها؛ فمن أراد الحكمة والعلم فليأتِ الباب.
فلمّا مثّل بين يدي رسول الله صلّی الله علیه و آله قال بأعلى صوته: يا عباد الله ، مَن أراد أن ينظر إلى آدم علیه السّلام في جلالته، وإلى شيث علیه السّلام في حكمته، وإلى إدريس علیه السّلام في بهائه و مغانيه (1)، وإلى نوح علیه السّلام في شكره لربّه [ وعبادته]، وإلى إبراهيم علیه السّلام في خلّته ووفائه، وإلى موسى علیه السّلام في بغض كلّ عدوّ الله ومنابذته، وإلى عيسى علیه السّلام في حبّ كلّ مؤمن وحسن معاشرته فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام [هذا ]؛ فأمّا المؤمنون فازدادوا بذلك إيماناً، وأمّا المنافقون فازداد نفاقهم.
قال الأعرابي: [يا محمّد ] هكذا مدحك لابن عمّك؛ لأنّ شرفه من شرفك، وعزّه من عزّك، ولست أقبل من هذا شيئاً إلّا بشهادة مَن لا تحتمل شهادته بطلاناً ولا فساداً، بشهادة هذا الضبّ.
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: [ يا أخا العرب ] فأخرجه من جرابك لتشهده فيشهد لي بالنبوّة ولأخى هذا بالفضيلة.
قال الأعرابيّ : [لقد ] تعبت في اصطياده وأنا خائف أن يطفر (2) ويهرب .
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: لا تخف، إنّه لا يهرب بل يقف ويشهد لنا بتصديقنا وتفضيلنا.
فقال الأعرابيّ: أخاف أن يطفر.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: فإن طفر [ فقد ] كفاك به تكذيباً لنا واحتجاجاً علينا، ولكن يشهد لنا ولن يطفر ولكنّه سيشهدون بشهادة الحقّ، فإن (3) فعل ذلك فخلّ سبيله
ص: 155
فإنّ محمّداً يعوِّضك عنه ما هو خير لك منه.
فأخرجه الأعرابيّ من الجراب ووضعه على الأرض ف-وقف واستقبل رسول الله صلّی الله علیه و آله ومرّغ خدّيه على التراب، ثمّ رفع رأسه وأنطقه الله تعالى، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً صلّی الله علیه و آله عبده ورسوله وصفيّه وسيّد المرسلين وأفضل الخلق أجمعين وخاتم النبيّين، وأشهد أنّ أخاك [هذا ] علىّ بن أبى طالب علیه السّلام على الوصف الذي وصفته وبالفضل الذي ذكرته، وأنّ أولياءه فى الجنان يُكرَّمون، وأنّ أعداءه في النار يُهانون.
فقال الأعرابيّ [وهو يبكي يا رسول الله ] وأنا أشهد بما يشهد به الضبّ هذا، فقد رأيت وشاهدت [ وسمعت ] ما ليس عنه معدل ولا محيص.
ثمّ أقبل الأعرابيّ إلى اليهود وقال: يا ويلكم! أي آية بعد هذه تريدون؟ ومعجزة بعد هذه تقترحون؟ ليس لكم إلّا أن تؤمنوا وإلّا تهلكوا جميعاً.
فآمن اليهود كلّهم وقالوا له : عمّت علينا بركة ظبّك هذا [ يا أخا العرب ].
قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: خلِّ الضبّ على أن يعوِّضك عزّ وجلّ عنه فإنّه ضبّ مؤمن بالله ورسوله وبأخى رسوله شاهد بالحقّ ما ينبغى أن يكون مقيّداً (1) ولا أسيراً، فهو قد علا على (2) الضباب بما فضّله الله أميراً.
فناداه الضبّ: يا رسول الله، خلّني ولا تعوِّضه لأُعوِّضه بما شاء الله .
فقال الأعرابيّ : وما عساك تعوِّضنى؟!
قال: فاذهب إلى الحجر الذي أخذتني منه ففيه عشرة آلاف دينار [ خسروانيّة ] وثلاثمائة ألف درهم فخُذها .
فقال الأعرابيّ: كيف أصنع ؟ وقد سمع هذا - من هذا الضبّ- جماعات
ص: 156
الحاضرين هاهنا، وأنا متعب، فلن آمن ممّن هو مستريح يذهب إلى هناك فيأخذه؟!
فقال الضبّ: يا أخا العرب، إنّ الله قد جعله لك عوضاً منّي فما يترك أحداً يسبقك إليه ولا يروم أحدٌ أخذه إلّا أهلكه الله تعالى.
فكان الأعرابيّ متعباً فمشى قليلاً فسبقه إلى الحجر جماعة من المنافقين الذين كانوا بحضرة رسول الله صلّى الله عليه و آله فأدخلوا أيديهم إلى الحجر ليتناولوا منه ما سمعوا، فخرجت إليهم أفعى فلسعتهم وقتلتهم ووقفت حتّى حضر الأعرابيّ فنادته (1): يا أخا العرب، انظر إلى هؤلاء كيف أمرني الله بقتلهم دون مالك الذي هو عوض لضبّك، فأنا حفظته، فأخرج الأعرابيّ الدراهم والدنانير فلم يطق حملها، فنادته الأفعى: خُذ الحبل الذي في وسطك وشدّ به الكيس ثمّ شدّ الحبل في ذنبي إنّي سأجرّه لك إلى منزلك وأنا فيه حارسك وحارس مالك [هذا ].
[ فجاءت الأفعى ] فما زالت تحرسه والمال إلى أن أنفقه في ضياع وعقار وبساتين [ اشتراها ] ، ثمّ انصرفت الأفعى (2).
[76] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من ( تفسير علىّ بن إبراهيم ) قوله تعالى: «وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّيُّ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ» (3) روى أبو بصير عن أبي عبد الله علیه السّلام قال: سبب نزول هذه الآية أنّ قريشاً خرجت من مكّة تريد حرب رسول الله صلّی الله علیه و آله، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله يبغي موضعاً للقتال.
ص: 157
[ و ] قوله: « إِذْ هَمَّت طَائِفَتَانِ » (1) [نزلت في عبد الله بن أُبيّ وقوم من أصحابه اتّبعوا رأيه في ترك الخروج عن نصرة رسول الله صلّى الله عليه و آله ] .
قال: وكان سبب غزاة أُحد أنّ قريشاً لمّا رجعت من بدر إلى مكّة وقد أصابهم من القتل والأسر؛ [ وقد ] (2) قُتِل منهم سبعون وأُسر سبعون.
[فلمّا رجعوا إلى مكّة قال أبو سفيان، يا معشر قريش، لا تدعوا النساء تبكى على قتلاكم فإنّ البكاء والدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والحرقة والعداوة لمحمّد صلّى الله عليه و آله ويشمت بنا محمّد صلّى الله عليه و آله وأصحابه، فلمّا غزوا رسول الله يوم أُحد أذنوا لنسائهم بعد ذلك في البكاء والنوح ] فلمّا أرادوا أن يغزوا رسول الله صلّى الله عليه و آله يوم أُحد، [ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها ] وجمعوا الجموع والسلاح وخرجوا من مكّة في ثلاثة آلاف فارس وألفي راجل وأخرجوا معهم النساء يحرِّضونهم على حرب رسول الله صلّى الله عليه و آله ، وأخرج أبو سفيان هنداً بنت عتبة، وخرجت معهم عمرة بنت علقمة الحارثيّة، وخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله وأصحابه سبعمائة رجل.
فلمّا التفت الخيل والصفوف، والراية مع أمير المؤمنين علیه السّلام، حمل الأنصار على مشركي قريش فانهزموا هزيمة قبيحة ووقع أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله على سوادهم وكانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبديّ، فنادى يا محمّد، إنّكم تزعمون أنّكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار ونُجهزكم بأسيافنا إلى الجنّة؛ فمن شاء أن يلحق بجنّته فليبرز إلىّ، فبرز إليه أمير المؤمنين علیه السّلام.
فقال طلحة: مَن أنت يا غلام؟
فقال: أنا علىّ بن ابي طالب علیه السّلام.
فقال [ طلحة ]: قد علمت يا خصم أنّه لا يجسر علَىّ غيرك.
ص: 158
ثمّ اشتدّ عليه طلحة فضربه ضربة فتلقاها أمير المؤمنين علیه السّلام بالحجفة (1)، ثمّ ضربه أمير المؤمنين علیه السّلام على فخذيه فقطعهما جميعاً فسقط على ظهره وسقطت الراية من يده، فأخذها عثمان (2) بن أبي طلحة فقتله أمير المؤمنين علیه السّلام ، فسقطت الراية إلى الأرض فأخذها الحارث بن طلحة فقتله أمير المؤمنين علیه السّلام ، فسقطت الراية إلى الأرض فأخذها عزيز بن عثمان فقتله أمير المؤمنين علیه السّلام ، وسقطت الراية إلى الأرض فأخذها عبد بن جميلة بن زهير فقتله أمير المؤمنين علیه السّلام ، فسقطت الراية إلى الأرض فقتل أمير المؤمنين علیه السّلام التاسع من بني عبد الدار وهو أرطاة بن شرحبيل فبارزه وسقطت الراية إلى الأرض فأخذها بشماله فضربه أمير المؤمنين علیه السّلام على شماله فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض فاحتضنها بيديه المقطوعتين فأخذتها عمرة بنت علقمة الحارثيّة فنصبتها وانحطّ خالد بن الوليد على عبد الله بن جبير وقد فرّ أصحابه وبقى في نفر قليل فقتلوهم على باب شعب واستعقبوا المسلمين فوضعوا فيهم السيف وأقبل خالد بن الوليد وانهزم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله وأقبلوا يصعدون [في ] الجبال [ وفي كلّ وجه ].
فلمّا رأى رسول الله صلّی الله علیه و آله الهزيمة كشف البيضة عن رأسه وقال: أنا رسول الله صلّی الله علیه و آله ، إلى أين تفرّون عن الله وعن رسوله (3)؟ (4)
ولم يبق مع رسول الله صلّی الله علیه و آله وهو أحد إلا أبو دجانة الأنصاريّ وأمير المؤمنين علیه السّلام، فكلّما حملت طائفة على رسول الله صلّى الله عليه وآله استقبلهم أمير المؤمنين علیه السّلام فيدفعهم عن رسول الله ويقتلهم حتّى انقطع سيفه، وبقيت مع رسول الله صلّى الله عليه و آله نسيبة بنت كعب المازنيّة وكانت تخرج مع رسول الله صلّی الله علیه و آله في غزواته تداوي الجرحى، وكان ابنها
ص: 159
معها فأراد أن ينهزم ويتراجع، فحملت عليه فقالت: يا بنيّ إلى أين تفرّ عن وعن رسوله؟ فردّته، فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: بارك الله عليك يا نسيبة وكانت تقي رسول الله صلّی الله علیه و آله بصدرها وثدييها حتّى أصابتها جراحات كثيرة.
وحمل ابن قميئة على رسول الله صلّى الله عليه و آله [فقال: أروني محمّداً لا نجوت إن نجا ] فضربه على [حبل] عاتقه، فنادى قتلت محمّداً صلّی الله علیه و آله واللات والعزّى.
ونظر رسول الله صلّى الله عليه و آله إلى رجلٍ من المهاجرين هارباً وقد غطى وجهه بترسه، فقال: یا صاحب الترس، ألق ترسك ومرّ إلى النار ، فرمى بترسه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله: یا نسيبة خذي الترس، فأخذته وكانت تقاتل المشركين فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: المقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان.
فحينئذٍ (1) انقطع سيف أمير المؤمنين علیه السّلام فجاء [إلى ] رسول الله صلّى الله عليه و آله فقال: إنّ الرجل يقاتل بالسلاح وقد انقطع سيفي، فدفع إليه رسول الله صلّى الله عليه و آله سیفه فقاتل به ولم يكن يحمل على رسول الله صلّی الله علیه و آله رجل إلّا يستقبله أمير المؤمنين علیه السّلام.
يقاتلهم حتّى أصابه في وجهه ورأسه وبدنه تسعون جرحاً، وسمعوا منادياً يُنادي من السماء: « لا فتى إلّا علىّ لا سيف إلّا ذوالفقار»، فنزل جبرئيل وقال: يا محمّد هذه والله المواساة.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: وما يمنعه وأنا منه وهو منّي (2)، وقال جبرئيل وأنا منكما (3). وتراجعت الناس (4) وصعدت قريش على الجبل ونادى (5) أبو سفيان [وهو على
ص: 160
الجبل] : أُعل هبل، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله لأمير المؤمنين علیه السّلام قال له : الله أعلى وأجلّ.
فقال أبو سفيان: يا علىّ، أسألك باللات والعزّى أقُتِل (1) محمّدٌ صلّى الله عليه و آله ؟
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: لعنك الله ولعن اللات والعُزّى معك، والله ما قُتِل محمّد صلّی الله علیه و آله هو (2) يسمع كلامك، قال: أنت أصدق [لعن الله ابن قميئة زعم أنّه قتل محمّداً صلّی الله علیه و آله] (3) .
وروي أنّ مغيرة بن العاص [ -لعنه الله -] كان [ رجلاً] أعسر فحمل في طريقه ثلاثة أحجار فقال: أقتل بهذه محمّداً صلّی الله علیه و آله ، فلمّا حضر القتال ونظر إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله وبيده السيف رماه بحجر فأصاب يده فسقط السيف من يده [ الشريفة ] ثمّ [قال: قتلته واللات والعزّى، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: كذب لعنه الله ثمّ ] رماه بحجر آخر فأصاب جبهته، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: اللّهمّ حيِّرْه ، فلمّا انكشف الناس تحيّر، فلحقه عمّار بن ياسر فقتله [وسلّط الله على ابن قميئة الشجر فكان يمرّ بالشجرة فيقع وسطها فتأخذ من لحمه فلم يزل كذلك حتّى صار مثل الصرر (4) ومات لعنه الله ] ورجع المسلمون المنهزمون من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله فأنزل الله على رسوله: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ» (5) [يعني ولمّا ير لأنّه عزّ وجلّ قد علم قبل ذلك من يجاهد ؛ ومن لا يجاهد فأقام العلم مقام الرؤية لأنّه يعاقب الناس بفعلهم لا بعلمه. إلى أن قال: فجعل الرجل يقول لمن لقيه : إن رسول الله صلّى الله عليه و آله قد قتل النجاء (6)] .
واله
ص: 161
ولمّا رجعوا إلى المدينة أنزل الله: « وَمَا مُحمَّدُ إِلَّا رَسُولُ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ » (1).
قوله: « وَمِنكُم مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ » (2) (3) يعني عبد الله بن جبير وأصحابه الذين بقوا حتّى قتلوا [«ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ» ، (4) أي يختبركم ثمّ ذكر المنهزمين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله فقال: « إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ » (5) ].
قال ابن إبراهيم: ولمّا تراجع أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله المجروحون وغيرهم فأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله ، فأحبّ الله أن يعرِّف رسوله من الصادق منهم والكاذب فأنزل عليهم النعاس في تلك الحالة حتّى سقطوا إلى الأرض وكان المنافقون الذين يكذبون قد طارت عقولهم يتكلّمون بما لا يُفْهَم، فأنزل الله عليهم: « يَغْشَى طَائِفَةً » يعني المؤمنين « وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ » .
قال الله لمحمّد صلّى الله عليه و آله: « قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنا هاهنا » يقولون: لو كنّا في بيوتنا ما أصابنا القتل؛ قال الله: « لَوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ » (6) فأخبر الله رسوله بما في قلوب القوم من المؤمنين ومن المنافقين بالنعاس.
قوله (7): « مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ » (8)
ص: 162
يعني المنافق الكاذب من الصادق بالنعاس الذي ميّز بينهم (1).
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: مَن له علمٌ بعمّي الحمزة؟
قال الحارث: أنا أعلم موضعه، فوقف على الحمزة فكره أن يرجع إليه [ الرسول ] صلّی الله علیه و آله مُخبراً بقتله، فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله لأمير المؤمنين علیه السّلام: أُطلب عمّك، [فجاء عليّ علیه السّلام] فوقف عليه فكره أن يرجع إليه بخبر قتله، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و آله فوقف عليه وبكى (2) وقال: ما وقفت موقفاً (3) قطّ أصعب (4) علَىّ مِن هذا المكان، [الأن أمكننى الله من قريش ] ولأُمثّلنّ بسبعين منهم إن أمكننى الله منهم - يعني قريش - فنزل عليه: « وَإِنْ عَاقَبْتُمْ » (5) الآية.
قال صلّى الله عليه و آله: [بل ] أصبر وما صبري إلّا بالله، فألقى عليه بردته وما غطّته، فألقى على رجليه الحشيش (6) فصلّى عليه وكبّر سبعين تكبيرة.
وصاح إبليس بالمدينة: قُتِل محمّد صلّى الله عليه و آله ، فلم يبق أحدٌ من نسائها إلّا خرج، وخرجت فاطمة علیهاالسّلام وهي باكية على رسول الله صلّى الله عليه و آله (7).
ونادى أبو سفيان: موعدنا وموعدكم في العام القابل.
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله الأمير المؤمنين علیه السّلام: [ قل ] نعم .
وارتحل رسول الله صلّى الله عليه و آله فلمّا وصل إلى المدينة استقبلنه النساء يولولن، وجاءت زینب بنت جحش فقال لها رسول الله صلّى الله عليه و آله: احتسبي، قالت: بمَن؟
ص: 163
قال: بحمزة بن عبد المطّلب.
قالت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هنيئاً له بالشهادة. ثمّ قال لها : احتسبي قالت: بمَن يا رسول الله ؟
قال زوجك: مصعب بن عمر.
قالت: واحسرتاه، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: الزوج عند المرأة يحدّ ما لا حدّ له.
فقال لها : لِمَ قلت ذلك في زوجك؟
قالت: ذكرت يُتمَ ولده.
قال وتؤامرت قريش على أن يرجعوا على المدينة.
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله: مَن يأتينا بخبر القوم ؟ فلم يجبه أحد، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: أنا آتيك بخبرهم، فقال: اذهب فإن كان ركبوا الخيل وجنّبوا الإبل فإنّهم يريدون المدينة، فإن أرادوها لا بارك الله فيهم، وإن كان ركبوا الإبل وجنّبوا الخيل فإنّهم يريدون مكّة.
فمضى أمير المؤمنين على ما به من الألم فراهم قد ركبوا الإبل وجنّبوا الخيل، فرجع وأخبر رسول الله صلّى الله عليه و آله ، فقال: أرادوا مكّة.
فلمّا دخلوا مكّة نزل (1) جبرئيل وقال: يا محمّد، إنّ الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلّا مَن به جراحة، فنادى رسول الله صلّى الله عليه و آله: يا معاشر المهاجرين والأنصار، مَن كان به جراحة فليخرج، ومَن لم يكن فيه جراحة فليقم، فأقبلوا يضمّدون (2) جراحاتهم، فأنزل على نبيّه: « وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ » (3)، وأنزل: « إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحُ
ص: 164
فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحُ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ » (1) فرجعوا مع ما بهم من الجراحة والألم (2) .
فلمّا بلغ رسول الله صلّى الله عليه و آله بحمراء الأسد وقريش قد نزلت الروحاء (3)، قال خالد وغيره (4). نرجع ونغير على المدينة فقد قتلنا سُراتهم وكبشهم - يعنون حمزة - فوافاهم رجل من أهل المدينة فسألوه الخبر فقال تركت محمّداً صلّى الله عليه و آله وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم أشدّ الطلب، فقال أبو سفيان: هذا النكد والبغي، قد ظفرنا بالقوم وبغينا والله ما أفلح قوم بغوا قطّ، فوافاهم نعيم بن مسعود الأشجعيّ فقال له أبو سفيان: أين تريد؟
قال: أُريد المدينة لأمتار لأهلى طعاماً (5).
فقال: هل لك أن تمرّ بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمّد صلّى الله عليه و آله وتعلمهم: إن قدموا إلينا وافينا حتّى يرجعوا عنّا ولك عندي عشر قلائص أملأها لك زبيباً.
قال: نعم، ثمّ وافى من الغد حمراء الأسد فقال لأصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله: أين تريدون؟ قالوا: قريشاً.
قال: ارجعوا فإنّ قريشاً قد اجتمعت طغاتهم وما أظنّ إلّا أوائل خيلهم تطلع عليكم (6).
ص: 165
فقالوا: « حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ » (1) .
ونزل جبرئيل قال: ارجع يا محمّد، إنّ الله قد أرهب قريشاً وفرّوا لا يولّون على شيء، فرجع رسول الله صلّى الله عليه و آله إلى المدينة، فأنزل الله: « الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرُ عَظِيمُ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلِ » (2).
فلمّا دخلوا المدينة قال أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله: ما هذا الذي أصابنا؟
فأنزل: « أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ » (3) وذلك أن ّيوم بدر قتل من قريش سبعون وأُسر منهم سبعون، وكان الحكم في الأُسرى القتل، فقامت الأنصار وقالوا: يا رسول الله، هبهم لنا ولا نقتلهم حتّى نفاديهم، فنزل جبرئيل علیه السّلام وقال: إنّ الله أباح لهم الفداء، أن يأخذوا من هؤلاء ويطلقوهم، على أن يستشهد منهم في عام قابل بقدر من يأخذوا منه الفداء من هؤلاء، فأخبرهم رسول الله صلّى الله عليه و آله بهذا الشرط، فقالوا: قد رضينا به، نأخذ العام الفداء من هؤلاء نتقوّى به ويقتل منّا في عام قابل بعدد من نأخذ منهم الفداء وندخل الجنّة، فأخذوا منهم الفداء وأطلقوهم، فلمّا كان [في هذا اليوم وهو] يوم أُحدٍ قُتِل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله سبعون، فقالوا: ما هذا الذي أصابنا وقد وعدنا بالنصر؟ فأنزل الله تعالى: « أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ» الآية (4).
ص: 166
[77] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من كتاب ( الخصال) لابن بابويه القمّيّ رحمه الله : ما رواه عطاء (1) عن طاوس (2) قال: أتى قومٌ من اليهود إلى عمر بن الخطّاب وهو يومئذٍ والٍ على الناس فقالوا له: أنت والي هذا الأمر بعد نبيّكم وقد أتينا (3) نسألك عن أشياء فإن (4) أنت أخبرتنا بها آمنّا بك وصدّقنا واتّبعناك.
قال: سلوني (5) عمّا بدا لكم.
قالوا: أخبرنا عن أقفال السماوات السبع ومفاتيحها؟ وأخبرنا عن قبرٍ سار بصاحبه؟ وأخبرنا عمّن أنذر قومه لا من الجنّ ولا من الإنس ؟ وأخبرنا عن موضع طلعت عليه (6) الشمس ولم تعد فيه (7)؟ وأخبرنا عن خمسة لم يخلقوا في الأرحام؟ وعن واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وستّة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة وحادي عشر وثاني عشر؟
فأطرق (8) عمر رأسه (9)، فقال: سألتم عمر عمّا ليس له به علم ولكن ابن عمّ
ص: 167
رسول الله يخبركم بما سألتموني عنه، فأرسل إليه فدعاه، فلمّا أتاه قال: يا أبا الحسن، إنّ معشر اليهود سألوني عن أشياء لم أقدر أن أُجيبهم فيها بشيء، وقد ضمنوا إليّ إن أجبتهم يؤمنوا بالنبيّ صلّی الله علیه و آله.
فقال لهم عليّ علیه السّلام : يا معشر اليهود، اعرضوا عليَّ مسائلكم، فقالواله مثل ما قالوا لعمر بن الخطّاب، فقال لهم عليّ علیه السّلام : أتريدون أن تسألوا عن شيء سوى هذا؟
قالوا: لا يا أبا شبّر وشبير.
فقال لهم علىّ علیه السّلام: أمّا أقفال السماوات فالشرك [ بالله ]، ومفاتيحها قول: «لا إله إلّا الله».
وأمّا القبر الذي سار بصاحبه؛ فالحوت سار بيونس علیه السّلام في بطن البحار السبعة. وأمّا الذي أنذر قومه لا (1) من الجنّ ولا من الإنس؛ فتلك نملة سليمان علیه السّلام.
وأمّا الموضع الذي طلعت عليه الشمس ولم تعد فيه؛ فذلك البحر الذي أنجى الله عزّ وجلّ فيه موسى بن عمران علیهماالسّلام وأغرق فرعون وأصحابه.
وأمّا الخمسة الذين لم يخلقوا في الأرحام؛ فآدم وحواء وعصاة موسى وناقة صالح وكبش إسماعيل علیهم السّلام (2).
وأمّا الواحد؛ فالله واحد.
وأمّا الاثنان؛ فآدم علیه السّلام وحوّاء.
وأمّا الثلاثة: فجبرئيل وميكائيل وإسرافيل.
وأمّا الأربعة، فالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم (3).
وأمّا الخمسة؛ فخمس صلوات المفروضات.
ص: 168
وأمّا الستّة فقول الله عزّ وجلّ: « وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ » (1).
وأمّا السبعة؛ فقوله عزّ وجلّ: « وَبَنِيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً » (2).
وأمّا الثمانية؛ فقوله عزّ وجلّ: « وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةُ » (3) .
وأمّا التسعة فالآيات المنزلات على موسى بن عمران علیهماالسّلام.
وأمّا العشر؛ فقول الله عزّ وجلّ: « وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بعَشْر » (4).
وأمّا الإحدى عشر؛ فقول يوسف علیه السّلام لأبيه: « إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً »(5).
وأمّا الاثني عشر فقوله تعالى: « اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً » (6) .
قال: فأقبل اليهود يقولون: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله رسول الله، وأنّك ابن عمّ رسول الله حقّاً حقّاً (7)، ثمّ أقبلوا إلى (8) عمر فقالوا: إنّا (9) نشهد أنّ هذا ابن عمّ (10) رسول الله ، وأنّه أحقّ بهذا المقام منك، وأسلم من كان معهم وأحسنوا إسلامهم (11).
ص: 169
[78]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: ما رواه تميم بن بهلول، قال: حدّثني عبد الله بن أبي الهذيل (1) وسألته عن الإمامة [فيمن تجب وما علامة من تجب له الإمامة ؟ ].
قال: إنّ الدليل على ذلك والحجّة على المؤمنين والقائم بأُمور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالأحكام أخو نبي الله وخليفته على أُمّته ووصيّه عليهم ووصيّه الذي كان بمنزلة هارون من موسى علیه السّلام المفروضة طاعته بقول الله عزّوجلّ: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ » (2) الموصوف بقول الله عزّ وجلّ: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ » (3)، المدعوّ له بالولاية، المثبت له الإمامة يوم غدير خمّ بقول رسول الله صلّی الله علیه و آله : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى.
قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعِنْ مَن أعانه»، عليّ أمیر المؤمنين علیه السّلام، وقائد الغرّ المحجّلين، وأفضل الوصيّين، وخير الخلق أجمعين بعد رسول الله صلّی الله علیه و آله.
وبعده الحسن والحسين سبطا رسول الله صلّى الله عليه و آله و ابنا خيرة النسوان أجمعين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن علىّ، ثمّ محمّد بن الحسن عليه وعليهم السلام إلى يومنا هذا (4)، وهم عترة الرسول صلّى الله عليه و آله
ص: 170
المعروفون بالوصيّة والإمامة، لا تخلو الأرض من حجّة منهم في كلّ عصر وزمان، وفي كلّ وقت وأوان، وهم العروة الوثقى وأئمّة الهدى والحجّة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.
وكُلّ مَن خالفهم ضالّ مضلّ تارك للحقّ والهُدى، وهم المعبّرون عن القرآن والناطقون عن الرسول، ومَن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهليّة، ودأبهم الورع والعفّة والصدق والصلاح والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وطول السجود وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة وحسن الجوار [ والتجنّب عن الأشرار ] (1).
[79]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( الخصال ): ما رواه أبو جعفر، عن أبيه، عن جدّه علیهم السّلام ، قال : لمّا كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه انقباضاً فكبر ذلك على أبي بكر فأحبّ أبو بكر (2) لقاه واستخراج ما عنده والمعذرة إليه لما اجتمع الناس عليه وتقليدهم إيّاه من (3) أمر الإمامة وقلّة رغبته في ذلك وزهده فيه، أتاه وقت خلوة [ وطلب منه الخلوة ] وقال له: يا أبا الحسن، ما كان هذا الأمر مواطاة
ص: 171
منّي ولا رغبة فيما وقعت فيه ولا حرصاً عليه ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الأُمّة، ولا قوّة لي بمال ولا كثرة العشيرة، ولا ابتزاز (1) له دون غيري، فمالك تضمر علَيّ ما لا أستحقّه منك، وتظهر لى الكراهة فيما صرت فيه، وتنظر إليّ بعين السأمة منّي ؟!
قال: فقال له علیه السّلام: فما حملك عليه إذ لم ترغب فيه ولا حرصت ولا وثقت بنفسك في القيام به، وبما يحتاج منك فيه؟
فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و آله إنّ الله لا يجمع أُمّتي على ضلال، فلمّا رأيت اجتماعهم اتّبعت حديث النبيّ صلّى الله عليه و آله و أحلت أن يكون اجتماعهم على غير (2) الهدى، وأعطيتهم قود الإجابة، ولو علمت أن أحداً يختلف لامتنعت.
قال: فقال علىّ علیه السّلام: أمّا ما ذكرت من حديث النبيّ صلّى الله عليه و آله أنّ الله لا يجمع أُمّتى على ضلال، أفكنت أنا من الأُمّة أم لم أكن؟
قال: بلی .
وكذلك العصابة الممتنعة سلمان وعمّار وأبوذر والمقداد وأبو عبادة ومن معهم من الأنصار؟
قال: كلّ من الأُمّة.
قال عليّ علیه السّلام : وكيف تحتجّ بحديث النبيّ صلّى الله عليه و آله وأمثال هؤلاء قد تخلّفوا وليس للأُمّة فيهم طعن ولا فى الصحبة لرسول الله ونصيحته منهم [تقصير ]؟
فقال أبو بكر (3): ما علمت بتخلّفهم إلّا [ من ] بعد إبرام الأمر، وخفت إن دفعت عنّي الأمر أن يتفاقم إلى أن يرجع الناس مرتدّين عن الدين وكان ممارستكم إلى إن أجبتم أهون مؤونة على الدين وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض
ص: 172
فيرجعوا كفاراً، وعلمت أنّك لست بدونى فى الإبقاء عليهم وعلى أديانهم.
قال عليّ علیه السّلام : أجل ولكن أخبرني عن الذي يستحقّ هذا الأمر بما يستحقّه؟
فقال أبو بكر: بالنصيحة والوفاء ودفع المداهنة والمحاباة وحسن السيرة وإظهار العدالة، والعلم بالكتاب والسنّة وفصل الخطاب، مع الزهد في الدنيا وقلّة الرغبة فيها، وإنصاف المظلوم من الظالم الغريب. ثمّ سكت.
فقال عليّ علیه السّلام: أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟
فقال أبو بكر بل فيك يا أبا الحسن .
قال: فأنشدك الله أنا المجيب لرسول الله قبل ذكر المسلمين أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله تعالى أنا الآذن لأهل الموسم ولجميع الأُمّة بسورة البراءة أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا وقيت رسول الله صلّى الله عليه و آله يوم الغار أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله الي الولاية من الله مع ولاية رسول الله صلّى الله عليه و آله في آية زكاة الخاتم أم لك؟
قال: بل لك.
قال: فأنشدك بالله تعالى أنا المولى لك ولكلّ مسلم بحديث رسول الله صلّى الله عليه و آله يوم الغدير أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله ألي الوزارة من رسول الله صلّى الله عليه و آله والمثل من هارون من موسی علیه السّلام أم لك؟
ص: 173
قال: بل لك.
قال: فأنشدك بالله أبي برز رسول الله صلّى الله عليه و آله وبأهلي وولدي في مباهلة المشركين من النصارى أم بك وأهلك وولدك ؟
قال: بكم.
قال: فأنشدك بالله لي ولأهلي وولدي أتت آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك ؟
قال: بل لك ولأهل بيتك.
قال: فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله صلّى الله عليه و آله وأهلي وولدي يوم الكساء إذ قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: « اللّهمّ هؤلاء أهلي إليك [لا إلى النار]» أم أنت؟
قال: بل أنت وأهل بيتك.
قال: فأنشدك بالله أنا صاحب: « يُوفُونَ بِالنَّذْرِ » (1) أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الفتى الذي نودي له في السماء: «لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علىّ» أم أنا؟
قال: بل أنت .
قال: فأنشدك بالله أنا الذي رُدّت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثمّ توارت أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي جال به رسول الله صلّى الله عليه و آله يوم فتح خيبر ففتح (2) له أم أنا؟
ص: 174
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي نفّست عن رسول الله صلّی الله علیه و آله كربته وعن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ودّ أم أنا؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي ائتمنك رسول الله صلّی الله علیه و آله على رسالة الجنّ فأجبت أم أنا؟
قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي طهّرك رسول الله صلّى الله عليه و آله من السفاح من آدم إلى أبيك بقوله صلّی الله علیه و آله: « أنا وأنت من نكاح لا سفاح من آدم إلى عبد المطّلب»أم أنا؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا الذي اختارني رسول الله صلّى الله عليه و آله وزوّجني ابنته وقال: «الله زوّجك» ، أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا والد الحسن والحسين علیهماالسّلام ريحانتيه اللّذَين قال فيهما: «هذان سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما» أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: أنشدك بالله المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير بهما في الملائكة أخي أم أخوك؟
قال: بل أخوك.
قال: فأنشدك بالله أنا ضمنت دین رسول الله صلّی الله علیه و آله وناديت بالموسم بإنجاز موعده أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول الله صلّی الله علیه و آله لطير عنده يريد أكله قال:
ص: 175
«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك بعدي» أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا الذي بشّرني رسول الله صلّی الله علیه و آله بقتال المنافقين والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله صلّى الله عليه و آله ووُلَّيت غسله ودفنه أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا الذي دلّ عليه رسول الله صلّی الله علیه و آله بعلم القضاء بقوله: «علىٌّ أقضاكم» أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنا الذي أمر رسول الله صلّی الله علیه و آله أصحابه بالسلام عليه بإمرة المؤمنين في حياته أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي سبقت له قرابة من رسول الله صلّى الله عليه و آله أم أنا؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله عزّ وجلّ بدينار عند حاجته [وباعك جبرئيل ] فأضفت محمّداً صلّی الله علیه و آله وأضفت ولديه أم أنا (1)؟
قال: فبكى وقال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي حملك رسول الله صلّى الله عليه و آله في طرح صنم الكعبة فطرحه حتّى لو شاء أن ينال السماوات لنالها أم أنا؟
ص: 176
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال له رسول الله صلّى الله عليه و آله: «أنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة» أم أنا؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي أمر رسول الله صلّى الله عليه و آله بفتح بابه في مسجده حين أمر بسدّ جميع أبواب الصحابة وأهل بيته وأحلّ له فيه ما أحلّه الله أم أنا؟
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي قدّم بين يدي نجواه لرسول الله صلّى الله عليه و آله صدقة فناجاه [أم أنا إذا] عاتب الله قوماً « أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا » (1) الآية.
قال: بل أنت.
قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال فيه رسول الله صلّى الله عليه و آله الفاطمة: «زوّجتك أوّل الناس إيماناً وأرجحهم إسلاماً» في كلام له أم أنا؟
قال: بل أنت.
فلم يزل يعدّ له (2) مناقبه التي جعل الله له دونه ودون غيره ثمّ قال علیه السّلام : فما الذي غيّرك عن الله وعن رسوله وعن دينه وأنت خلو ممّا يحتاج إليه أهل دينه؟!
قال: فبكى أبو بكر وقال: صدقت يا أبا الحسن، أنظرني يومي هذا أُدبّر ما أنا فيه وما سمعت منك.
فقال علیه السّلام: لك ذلك يا أبا بكر.
فرجع من عنده وخلا نفسه يلومها (3) ولم يأذن لأحد يأتيه إلى الليل، وعمر
ص: 177
يتردّد في الناس لمّا بلغه من خلوته، فبات في ليلته فرأى رسول الله صلّى الله عليه و آله في منامه
متمثّلاً له في مجلسه، فقام إليه أبو بكر يسلّم عليه فولّى وجهه عنه (1)، قال أبو بكر: يا رسول الله، هل أمرت بأمرٍ فلم أفعله؟
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: أردّ السلام عليك وقد عاديت من والاه الله (2) ورسوله، رُدّ الحقّ إلى أهله [قال:] قلت: من أهله؟
قال: من عاتبك عليه وهو علىّ، قال: فقد رددت عليه يا رسول الله بأمرك.
قال: فأصبح وبكى وقال لعليّ علیه السّلام : ابسط يدك فبايعه وسلّم عليه بإمرة المؤمنين وسلّم الإمرة وقال له: أخرج إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه و آله فأُخبر الناس بما رأيت [في ليلتي ] وما جرى بيني وبينك وأخرج نفسي من هذا الأمر وأُسلّم عليك بالإمرة.
قال علىّ علیه السّلام: [نعم ] فخرج من عنده وهو متغيّر لونه فصادفه عمر وهو في طلبه، فقال له: مالك يا خليفة رسول الله؟ فأخبره بما كان منه وما جرى بينه وبين علىّ علیه السّلام، فقال له عمر: أنشدك بالله [ يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه و آله] أن لا تتغيّر بسحر بني [هاشم] فليس هذا بأوّل سحر منهم، فما زال به حتّى ردّه عن رأيه وصرفه عن عزمه ورغّبه فيما هو فيه وأمر بالثبات عليه [ والقيام به ].
قال: فأتى علىّ المسجد للميعاد فلم ير فيه منهم أحد فأحسّ بالشرّ فقعد إلى جانب قبر رسول الله صلّی الله علیه و آله، فمرّ به عمر فقال يا عليّ، دون ما تروم خرط القتاد (3)، فعلم بالأمر، فقام ورجع إلى بيته (4) .
ص: 178
[80] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه أبو عبد الله علیه السّلام ، قال: عرج بالنبيّ صلّی الله علیه و آله مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلّا وقد أوصى الله عزّ وجلّ النبيّ صلّى الله عليه و آله بالولاية لعليّ علیه السّلام والأئمّة أكثر ممّا أوصى بالفرائض (1).
[81] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: منه ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يقول في عليّ علیه السّلام خصالاً لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلاً قوله صلّی الله علیه و آله: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».
وقوله صلّی الله علیه و آله: «علىٌّ علیه السّلام منّي كهارون من موسى».
وقوله صلّی الله علیه و آله: «علىٌّ علیه السّلام منّي وأنا منه».
وقوله صلّی الله علیه و آله: «عليٌّ علیه السّلام منّي كنفسي، طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي ».
وقوله صلّی الله علیه و آله: «علىٌّ علیه السّلام سلم الله وحزب عليّ حزب الله» (2).
وقوله صلّی الله علیه و آله: «وليّ عليّ علیه السّلام وليّ الله، عدوّ عليّ عدوّ الله».
وقوله صلّی الله علیه و آله : « حبّ عليّ علیه السّلام إيمان وبغضه كفر».
وقوله صلّی الله علیه و آله: « حزب أعداء عليّ علیه السّلام حزب الشيطان».
وقوله صلّی الله علیه و آله: « عليٌّ علیه السّلام مع الحقّ والحقّ معه لا يفترقان حتّى يردا علَيّ الحوض».
وقوله صلّی الله علیه و آله: « علىٌّ علیه السّلام قسيم الجنّة والنار ».
ص: 179
وقوله صلّی الله علیه و آله: «مَن فارق عليّاً علیه السّلام فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عزّ وجلّ».
وقوله صلّی الله علیه و آله : «شيعة علىّ علیه السّلام هم الفائزون يوم القيامة » (1).
[82] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور: ما رواه حمّاد البصري (2)، عن أبيه، عن أبي الجارود، عن محمّد بن عبد الله (3)، عن أبيه، عن آبائه، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: كنت أنا وعليّ علیه السّلام نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلمّا خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله عزّ وجلّ ينقله من صلب إلى صلبٍ حتّى أقرّه في صلب عبد المطّلب فقسّمه نصفين: جعل نصفاً (4) في صلب عبد الله ونصفاً في صلب أبي طالب؛ فعليّ علیه السّلام منّي وأنا من عليّ، لحمه لحمي ودمه دمي، ومن أحبّه أحبّني، ومن أبغضه فيبغضنى وأبغضه (5) (6).
ص: 180
[83]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور : ما رواه مجاهد عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر، فقلت: حبيبي جبرئيل [ مع ] ما أنت فيه من الفرح وما منزلة ابن عمّي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عند ربّه؟
قال: والذي بعثك بالنبوّة وخصّك بالرسالة ما هبطتُّ فى وقتى هذا إلّا لهذا.
يا محمّد ، العليّ الأعلى يُقرؤك السلام وقال : محمّد صلّی الله علیه و آله نبيّ حمتي وعليّ علیه السّلام مقيم حجّتي، لا أُعذّب من والاه ولو عصاني ولا أرحم من عاداه ولو أطاعني».
ثمّ قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء الحمد وهو سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر، وأنا على كرسيّ من كراسيّ الرضوان، فوق منبر من منابر القُدس، فأخذه فأدفعه إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
فوثب عمر بن الخطّاب [وقال ]: يا رسول الله، كيف يطيق علىّ حمل اللواء وقد ذكرت أنّه سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر؟!
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : إذا كان يوم القيامة يُعطي الله عليّ بن أبي طالب علیه السّلام من القوّة مثل قوّة جبرئيل، ومن النور مثل نور آدم علیه السّلام ، ومن الحلم مثل حلم رضوان، ومن الجمال مثل جمال يوسف علیه السّلام، ومن الصوت مثل (1) صوت داود علیه السّلام ، ولولا أنّ داود علیه السّلام خطيب في الجنان لأُعطى مثل صوته، وإنّ عليّاً له أوّل مَن يشرب من السلسبيل والرحيق (2) والزنجبيل، لا يجوز لعليّ علیه السّلام قدم على الصراط إلّا وثبتت له مكانها أُخرى، وإنّ لعليّ علیه السّلام وشيعته من الله مكاناً يغبطه [به] الأوّلون والآخرون (3).
ص: 181
[84] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: ما رواه عبد الله بن عبّاس قال: قدم يهوديّان أخوان من رؤساء اليهود فقالا: يا قوم إنّ نبيّنا حدّثنا أنّه قد يظهر في تهامة نبيّ (1) يسفّه أحلام اليهود، ويطعن في دينهم، ونحن نخاف أن يزيلنا عمّا كان عليه آباؤنا، فأيّكم هذا النبيّ؟ فإن كان الذي بشّر به داود علیه السّلام آمنّا به واتّبعناه، وإن لم يكن يورد الكلام [ على ] ائتلافه ويقول الشعر ويُقْهِرُنا بلسانه جادلناه بأنفسنا وأموالنا، فأيّكم هو (2)؟
قال المهاجرون والأنصار: إنّ نبيّنا قد قبض.
فقالا: الحمد الله، فأيّكم وصيّه؟ فما بعث الله عزّ وجلّ [نبيّاً ] إلى قوم إلّا وله وصيّ يؤدّي عنه من بعده ويحكى عنه ما أمره به ربّه .
فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر فقالوا: هو وصيّه.
فقالا لأبي بكر: إنّا نلقى عليك من المسائل ما يلقى على الأولياء والأوصياء، ونسألك عمّا تُسأل الأوصياء عنه.
[فقال لهما أبو بكر: ألقيا ما شئتما أخبركما بجوابه إن شاء الله ].
فقال أحدهما: ما أنا وأنت عند الله عزّ وجلّ؟ وما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟ وما قبر سار بصاحبه؟ ومن أين تطلع الشمس ومن أين تغيب؟ وأين طلعت ولم تعد فيه بعد ذلك؟ وأين تكون الجنّة وأين تكون النار؟ وربّك
ص: 182
يحمل أو يُحمل؟ وأين يكون وجه ربّك؟ وما اثنان شاهدان واثنان غائبان واثنان متباغضان؟ وما الواحد ؟ وما الاثنان؟ وما الثلاثة؟ وما الأربعة؟ وما الخمسة؟ وما الستّة ؟ وما السبعة؟ وما الثمانية؟ وما التسعة ؟ وما العشرة؟ وما الإحدى عشر؟ وما الإثنا عشر ؟ و ما العشرون؟ وما الثلاثون؟ وما الأربعون؟ وما الخمسون؟ وما الستّون؟ و ما السبعون؟ وما الثمانون؟ وما التسعون؟ وما المائة؟
[قال:] فبقي أبو بكر لا يردّ جواباً، وتخوّفنا أن يردّهم عن الإسلام، فأتيت منزل علىّ بن أبى طالب علیه السّلام فقلت: رؤساء اليهود قد قدموا المدينة وألقوا على أبى بكر مسائل فبقى لا يردّ جواباً، فتبسّم عليّ علیه السّلام ثمّ قال : هو اليوم الذي وعدني به رسول الله صلّی الله علیه و آله، فأقبل يمشي أمامي، ما أخطأت مشيته عن مشية رسول الله صلّى الله عليه و آله حتّى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول الله صلّى الله عليه و آله، ثمّ التفت إلى اليهوديّين، فقال: يا يهوديّان، ادنوا منّي وألقيا ما ألقيتما على الشيخ، فقال اليهوديّان: مَن أنت؟
قال: أنا عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب، أخو رسول الله صلّى الله عليه و آله وزوج ابنته فاطمة وأبو الحسن والحسين علیهم السّلام، ووصيّه في حالاته كلّها، وصاحب كلّ منقبة و عزّ، وموضع سرّ النبيّ صلّى الله عليه و آله.
فقال أحد اليهوديّين: ما أنا وأنت عند الله؟
قال: أنا مؤمن منذ عرفت نفسي، وأنت كافر منذ عرفت نفسك، فما أدري ما يحدث الله بك يا يهوديّ.
فقال اليهوديّ: ما نفس [ في نفسٍ ] ليس بينهما رحم ولا قرابة؟
فقال: ذلك يونس علیه السّلام في بطن الحوت.
قال: فما قبر سار بصاحبه؟
قال: يونس علیه السّلام حين طاف به الحوت سبعة أبحر.
قال له: فالشمس من أين تطلع؟
ص: 183
قال له من بين قرنى الشيطان.
قال: فأين تغرب؟
قال: في عين حامية. قال لي حبيبي رسول الله صلّى الله عليه و آله: «لا تصلّ في إقبالها ولا [في ]
إدبارها حتّى تصير رمحاً أو رمحين».
قال فأين طلعت ثمّ لم تطلع في ذلك الموضع ؟
قال: في البحر حين (1) فلقه الله لبني إسرائيل.
قال له: فربّك يحمل أو يُحمل؟
قال: إنّ ربّي عزّ وجلّ يحمل كل شيء بقدرته ولا يحمله شيء.
فقال: كيف قوله تعالى: « وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةً » (2)؟
قال: يا يهوديّ، ألم تعلم أنّ لله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، فكلّ شيء على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة تحمل كلّ شي .
قال: فأين تكون الجنّة؟ وأين تكون النار؟
قال: أمّا الجنّة ففي السماء، وأمّا النار ففي الأرض.
قال: فأين وجه ربّك؟
فقال عليّ [ بن أبي طالب ] علیه السّلام لي: يابن عبّاس؟ قال: لبيك، قال (3): ائتني بنار وحطب، فأُتي بنار وحطب فأضرمها ثمّ قال: يا يهوديّ، أين يكون وجه النار؟
فقال: لا أقف لها على وجه.
قال: ربّي عزّ و جلّ على هذا المثل وله المغرب والمشرق « فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله» (4).
ص: 184
فقال له: فما اثنان شاهدان؟ قال: السماوات والأرض لا يغيبان ساعة.
قال: فما اثنان غائبان؟ قال: الموت والحياة لا يوقف عليهما.
قال: فما اثنان متباغضان؟ قال الليل والنهار.
قال: فما الواحد؟ قال: الله عزّ وجلّ.
قال: فما الاثنان؟ قال: آدم علیه السّلام وحوّاء.
قال: فما الثلاثة؟ قال: كذب النصارى على الله عزّ وجلّ حيث قالوا: «ثالِثُ ثَلاثَةٍ »، والله لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً.
قال: فما الأربعة ؟ قال القرآن والزبور والتوراة والإنجيل.
قال: فما الخمسة ؟ قال : الخمسة الصلوات المفروضات (1).
قال: فما الستّة؟ قال: خلق الله السماوات والأرض [وما بينهما] في ستّة أيام.
قال: فما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات (2) .
قال: فما الثمانية؟ قال: ثمانية أبواب الجنّة.
قال: فما التسعة؟ قال: تسعة رهط يفسدون فى الأرض ولا يصلحون.
قال: فما العشرة؟ قال: عشرة أيّام ميقات موسى علیه السّلام.
قال: فما الإحدى عشر؟ قال: قول يوسف علیه السّلام لأبيه: « يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ » (3).
قال: فالإثنا عشر؟ قال شهور السنة.
قال: فما العشرون؟ قال: بيع يوسف علیه السّلام بعشرين درهماً.
قال: فما الثلاثون؟ قال: ثلاثون يوم شهر رمضان صيامه فرض واجب على كلّ مؤمن ومؤمنة إلاّ مَن مريضاً أو على سفر.
ص: 185
قال: فما الأربعون؟ قال: [كان ] ميقات موسى علیه السّلام ثلاثين ليلة « وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرِ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » (1) .
قال: فما الخمسون؟ قال: لبث نوح علیه السّلام في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً.
قال: فما الستّون؟ قال: قول الله عزّ وجلّ في كفّارة الظهار: « فَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً » (2) إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين.
قال: فما السبعون؟ قال: اختيار موسى علیه السّلام من قومه سبعين رجلاً لميقات ربّه.
قال: فما الثمانون؟ قال: قرية بالحيرة (3) يقال لها: ثمانون، منها قعد نوح علیه السّلام في السفينة واستوى على الجوديّ، وأغرق الله القوم.
قال: فما التسعون؟ قال: الفلك المشحون، اتّخذ نوح علیه السّلام فيه تسعين بيتاً للبهائم.
قال: فما المائة؟ قال: كان أجل داود علیه السّلام ستّين سنة فوهب له آدم علیه السّلام من عمره أربعين سنة (4) فلمّا حضرت آدم علیه السّلام الوفاة جحد فجحدت ذرّيّته.
فقال: يا شابّ، صف لي محمّداً صلّی الله علیه و آله كأنّي أنظر إليه حتّى أؤمن به الساعة.
فبكى أمير المؤمنين علیه السّلام ثمّ قال: يا يهوديّ، هيّجت أحزاني، كان حبيبي رسول الله صلّى الله عليه و آله صلت الجبين (5)، مقرون الحاجبين، أدعج (6) العينين، سهل الخدّين (7)، أقنى الأنف (8)، دقيق المُسربة (9)، كثّ اللحية (10)، برّاق الثنايا، كأنَّ عنقه إبريق فضّة،
ص: 186
كان له شعرة (1) من لبّته إلى سرّته (2) كأنّها قضيب كافور، لم يكن في بدنه شعرات غيرهنّ، لم يكن بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر (3)، كان إذا مشى مع الناس عمّهم نوره، وكان إذا مشى كأنّه يتقلّع من صخر أو ينحدر من صَببٍ (4)، كان مدوّر الكعبين، لطيف القدمين دقيق الخصرين (5)، عمامته السحابيّة، وسيفه ذو الفقار، وبغلته الدلدل وحماره اليعفور، وناقته العضباء، وفرسه لزاز (6)، وقضيبه الممشوق.
وكان علیه السّلام أشفق الناس على الناس، وأرأف (7) الناس بالناس، وكان بين كتفيه خاتم النبوّة مكتوب بالخاتم (8)، أمّا أوّل سطرٍ فلا إله إلّا الله، والثاني: فمحمّد صلّى الله عليه و آله رسول الله ؛ هذه صفته يا يهوديّ.
فقال اليهوديّان: نشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً صلّى الله عليه و آله رسول الله، و أنّك وصيّ محمّدٍ صلّى الله عليه و آله حقّاً حقّاً، فأسلما وأحسنا إسلامهما، وأين ما سار أمير المؤمنين علیه السّلام كانا مه حتّى كان من أمر الجمل ما كان فخرجا معه إلى البصرة فقُتِل أحدهما في وقعة الجمل، وبقي الآخر حتّى خرج (9) إلى صفّين فقُتِل معه (10) (11) .
ص: 187
[85] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من حديث الحجب من الكتاب المذكور: ما رواه جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام، عن آبائه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، قال : إنّ الله تبارك وتعالى خلق نور محمّدٍ صلّى الله عليه و آله قبل أن يخلق (1) السماوات والأرض والعرش والكرسيّ واللوح والقلم والجنّة والنار، وقبل أن يخلق آدم علیه السّلام ونوحاً علیه السّلام وإبراهيم علیه السّلام وإسماعيل علیه السّلام وإسحاق علیه السّلام ويعقوب علیه السّلام - إلى قوله: - وموسى علیه السّلام وعيسى علیه السّلام وداود علیه السّلام وسليمان علیه السّلام ، وكلّ من قال الله عزّ وجلّ في قوله: « وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ » إلى قوله: « وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ » (2)، وقبل أن يخلق (3) الأنبياء بأربعمائة ألف وأربع وعشرين ألف سنة، وخلق الله عزّ وجلّ معه اثني عشر حجاباً: حجاب القدرة وحجاب العظمة وحجاب المنّة وحجاب الرحمة وحجاب السعادة وحجاب الكرامة وحجاب المنزلة وحجاب الهداية وحجاب النبوّة وحجاب الرفعة وحجاب الهيبة وحجاب الشفاعة.
ثمّ حبس نور محمّد صلّی الله علیه و آله في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة ألف سنة وهو يقول: «سبحان ربّي الأعلى».
وفي حجاب العظمة أحد عشر ألف سنة وهو يقول: «سبحان عالم السرّ».
وفي حجاب المنّة عشرة آلاف سنة وهو يقول: «سبحان الرفيع الأعلى » (4).
وفى حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة وهو يقول: «سبحان ربّي (5) الأعلى ».
ص: 188
وفى حجاب السعادة [ثمانية آلاف سنة ] وهو يقول: «سبحان من هو دائم لا يسهو » (1).
وفى حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة وهو يقول: «سبحان من هو غنيّ لا يفتقر».
وفي حجاب المنزلة ستّة آلاف سنة وهو يقول: «سبحان ربّي [العليّ ] الكريم ».
وفى حجاب الهداية خمسة آلاف سنة وهو يقول: «سبحان ذي (2) العرش العظيم».
وفي حجاب النبوّة أربعة آلاف سنة وهو يقول: «سبحان ربّ العزّة عما يصفون».
وفى حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة وهو يقول: «سبحان ذي الملك والملكوت».
وفي حجاب الهيبة ألفي سنة وهو يقول: «سبحان الله وبحمده».
وفى حجاب الشفاعة ألف سنة وهو يقول: سبحان ربّي العظيم وبحمده».
ثمّ أظهر الله (3) عزّ وجلّ اسمه على اللوح [ وكان على اللوح منوّراً] أربعة آلاف سنة.
ثمّ أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتاً سبعة آلاف سنة إلى أن وضعه الله عزّ وجلّ في صلب آدم علیه السّلام، ثمّ نقله من صلب آدم علیه السّلام إلى صلب نوح علیه السّلام ، ثمّ أخرجه (4) من صلب إلى صلب حتّى أخرجه من صلب عبد الله بن عبد المطّلب فأكرمه بستّ كرامات: البسه قميص البهاء (5)، و [ ردّاه ] رداء الهيبة، وتوجّه بتاج الهداية، وألبسه سراويل المعرفة، وجعل تكّته تكّة المحبّة يشدّ بها سراويله، وجعل نعله نعل الخوف، وناوله عصا المنزلة، ثمّ قال عزّ وجلّ: « يا محمّد، اذهب إلى الناس فقل لهم : قولوا لا إله إلّا الله محمّد صلّی الله علیه و آله رسول الله ».
ص: 189
وكان أصل القميص من ستّة أشياء: قامته من الياقوت، وكمّاه من اللؤلؤ، و دخريصه (1) من البلّور الأصفر، وأبطاه من الزبرجد، وجربانه (2) من المرجان الأحمر، وجيبه من الربّ جلّ جلاله، فيه قبل عزّ وجلّ توبة آدم علیه السّلام [بذلك القميص] ، وردّ خاتم سليمان علیه السّلام به، وردّ يوسف علیه السّلام إلى يعقوب علیه السّلام ، ونجا يونس علیه السّلام من بطن الحوت [ به ]، وكذا سائر الأنبياء علیهم السّلام نجّاهم من المحن به، ولم يكن ذلك القميص إلّا لمحمّد صلّی الله علیه و آله (3) (4).
قال مصنّف هذا الكتاب رحمه الله : أرواح جميع الأئمّة والمؤمنين خُلقت من روح النبيّ صلّی الله علیه و آله (5).
[86] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : حديث عفرا الجنيّة من الكتاب المذكور: عن محمّد الهلا: ابن راشد البرمكيّ ، عن عمر بن سهل الأسديّ، عن سهيل بن غزوان البصريّ، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السّلام يقول: إنّ امرأة من الجنّ يقال لها : «عفراء» وكانت تتردّد (6)
ص: 190
إلى النبيّ صلّى الله عليه و آله فتسمع من كلامه فتأتي صلحاء (1) الجنّ فيسلمون على يدها، وأنّها فقدها النبيّ صلّى الله عليه و آله فسأل عنها جبرئيل، قال: إنّها زارت أُختاً لها [ تحبّها ] في الله، إنَّ الله تبارك وتعالى خلق عموداً في الجنّة (2) من ياقوتة حمراء [عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عزّ وجلّ ] للمتحابين في الله والمتزاورين [فى الله ]، يا عفرا، أيّ شيء رأيت؟
قالت: رأيت عجائب كثيرة.
قال: فأعجب ما رأيتِ؟
قالت: رأيت إبليس فى البحر الأخضر على صخرة بيضاء مادّاً يده إلى السماء وهو يقول: إذ أبررت قسمك وأدخلتني نار جهنّم فأسألك بحقّ محمّد صلّى الله عليه و آله وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام إلّا خلّصتني منها وحشرتني معهم. فقلت: يا [أبا ] حارث، ما هذه الأسماء التي تدعو بها؟
فقال لي: رأيتها على ساق العرش [من ] قبل أن يخلق الله آدم علیه السّلام بسبعة آلاف سنة فعلمت أنّهم (3) أكرم الخلق على الله عزّ وجلّ وأنا أسأله بحقّهم.
فقال النبيّ صلّى الله عليه و آله: وأنا أسأله بحقّهم (4).
فقال النبيّ صلّى الله عليه و آله : [ والله ] لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأنجاهم (5) الله تعالى (6) (7) .
انتهى حديث الخصال.
ص: 191
[87] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من كتاب ( نهج الحقّ): ما رواه الحافظ أبو نعيم (1) في قوله تعالى: « عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ » (2) بإسناده إلى السنديّ (3) عن رسول الله صلّی الله علیه و آله أنّه قال : ولاية علىّ علیه السّلام يسألون (4) عنها في قبورهم، فلا يبقى ميّت في شرق ولا غرب ولا برّ ولا بحر إلّا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية علىّ أمير المؤمنين علیه السّلام بعد الموت يقولان للميّت (5): مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن إمامك؟ [فمن أجاب يُسعد، ومن لم يجب يشقى ] (6).
[ 88 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : وقد ذكر في الكتاب المذكور: أنّه علیه السّلام ولد يوم الجمعة
ص: 192
الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحدٌ غيره (1) قبله ؛ ولا بعده ، وكان عمر النبىّ صلّى الله عليه و آله يومئذٍ ثلاثون سنة فأحبّه رسول الله صلّى الله عليه و آله حبّاً شديداً.
وقال لها - فاطمة بنت أسد - : اجعلي مهده قرب فراشي.
وكان صلّى الله عليه و آله يلي أكثر تربيته، وكان يطهّر عليّاً علیه السّلام في وقت غسله ويوجره اللبن عند شربه، ويحرّك مهده عند نومه فيلاعبه في يقظته ويحمله على صدره ويقول: هذا أخي وولیّي وناصري وصفيّي وذخري وكهفي وصهري ووصیّي وزوج كريمتي، وأميني على وصيّتي، وخليفتي، وكان [رسول الله صلّى الله عليه و آله] يحمله دائماً ويطوف به جبال مكّة وشعابها وأوديتها (2) .
[89]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما ذكره الشيخ أبو جعفر في كتاب (مصباح الأنوار ) بإسناده عن رجاله مرفوعاً إلى المفضّل بن عمر، قال: دخلت على الصادق علیه السّلام ذات یوم فقال: يا مفضّل، هل عرفت محمّداً صلّى الله عليه و آله وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام كنه معرفتهم؟
فقلت: يا سيّدي، وما كنه معرفتهم؟
فقال: يا مفضّل، تعلم أنّهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضراء (3)؛ فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الأعلى.
قال: قلت: عرّفني ذلك يا سيّدي.
ص: 193
فقال: يا مفضّل، تعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزّ وجل وذرأه وبرأه، وأنّهم كلمة التقوى وخُزّان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار، وعرفوا كم في السماء من نجم وملك وفلك ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من حبّة إلّا علموها، «وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابِ مبين » (1)، وهو علَّمهم وقد علموا ذلك.
قلت: يا سيّدي، قد علمت وأقررت [به] وآمنت.
قال: نعم يا مفضّل، نعم يا مکرَّم، نعم يا محبور ، نعم يا طيّب وطابت لك الجنّة ولكلّ مؤمن بها (2).
[ 90 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( كنز الفوائد ) بحذف الإسناد مرفوعاً إلى أبي حمزة الثماليّ، قال: قلت لمولاي عليّ بن الحسين علیه السّلام : أسألك عن شيء تنفي عنّي ما خامر (3) نفسي، قال: ذلك إليك، قلت: أسألك عن الأوّل والثاني.
فقال: عليهما لعائن الله كلّها مضيا والله مشركين كافرين بالله العظيم.
قلت: يا مولاي، والأئمّة منكم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص، ويمشون على الماء ؟!
فقال: ما أعطى الله نبيّاً [ شيئاً ] إلّا أعطى الله تعالى رسوله مثله وأعطاه ما لم يعطهم وما لم يكن عندهم، وكلّما كان عند رسول الله صلّى الله عليه و آله فقد أعطاه أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين علیهم السّلام ثمّ إماماً بعد إمام إلى يوم القيامة
ص: 194
مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كلّ شهر وفي كلّ يوم (1) .
[91] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( الخصال ) مرفوعاً إلى جابر بن عبد الله، قال: كنت ذات يوم عند النبيّ صلّى الله عليه و آله إذ أقبل بوجهه على عليّ بن أبي طالب فقال: ألا أُبشّرك يا أبا الحسن؟
فقال: بلى يا رسول الله .
قال: هذا جبرئيل يُخبرني عن الله عزّ وجلّ أنّه (2) أعطى شيعتك ومحبّيك سبعاً (3): الرفق عند الموت، والأُنس عند الوحشة، والنور عند الظلمة، والأمن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنّة قبل سائر الناس نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم (4) .
[92] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه محمّد بن مؤمن الشيرازيّ (5) في كتابه يرفعه
ص: 195
بإسناده إلى ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكاً [ أن ] يسعّر النيران السبع، وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية، ويقول: يا ميكائيل، أقم (1) الصراط على متن جهنّم، ويقول: يا جبرائيل، انصب ميزان العدل (2) تحته، ويقول: يا محمّد، قرِّب أُمّتك للحساب، ثمّ يأمر الله تعالى أن يقعد على الصراط سبع قناطر طول كلّ قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كلّ قنطرة سبعون ألف ملك يسألون هذه الأُمّة نساءهم ورجالهم، على القنطرة الأُولى عن ولاية أمير المؤمنين علیه السّلام وحبّ أهل البيت؛ فمن أتى به جاز على (3) القنطرة الأُولى كالبرق الخاطف، ومن لم يحبّ أهل بيت نبيّه سقط على أُمّ رأسه في قعر جهنّم، ولو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صدّيقاً (4)، [وعلى قنطرة الثانية يسألون عن الصلاة وعلى الثالثة يسألون عن الزكاة، وعلى قنطرة الرابعة عن الصيام، وعلى الخامسة عن الحجّ، وعلى السادسة عن العدل، فمن أتى بشيء من ذلك جاز كالبرق الخاطف ومن لم يأت عذب، وذلك قوله تعالى: « وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْتَوُلُونَ » (5) ].
[93 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام من (جامع الفوائد): روي أنّ الله سبحانه وتعالى لمّا
ص: 196
خلق إبراهيم علیه السّلام كشف [له] عن بصره [فنظر] فرأى نوراً عن جنب العرش، فقال: إلهى، ما هذا النور؟
فقيل: هذا نور محمّد صلّى الله عليه و آله صفوتي من خلقي، ورأى نوراً إلى جانبه.
فقال: إلهي ما هذا النور؟
فقيل: هذا نور علىّ بن أبي طالب علیه السّلام عناصر ديني.
ورأى إلى جانبهم ثلاثة أنوار، قال: إلهي ما هذه الأنوار؟ فقيل له: هذا نور فاطمة علیهتالسّلام؛ فطمت محبّيها من النار، ونور ولديها الحسن والحسين علیهماالسّلام.
قال: إلهي وسيّدي (1)، أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم؟ (2)
قيل: يا إبراهيم هؤلاء الأئمّة من ولد فاطمة علیهاالسّلام.
فقال إبراهيم: إلهي بحقّ هؤلاء الخمسة إلّا عرّفتني من التسعة من ولد علیّ علیه السّلام ؟(3)
قيل : يا إبراهيم، أوّلهم عليّ بن الحسين، وابنه محمّد، وابنه جعفر، وابنه موسى، وابنه علىّ، وابنه محمّد، وابنه عليّ، وابنه الحسن، وابنه الحجّة القائم علیهم السّلام .
فقال إبراهيم علیه السّلام : إلهي وسيّدي، أرى أنواراً أحدقت (4) بهم لا يُحصي عددهم إلّا أنت؟
فقيل: يا إبراهيم: هؤلاء شيعتهم شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .
فقال إبراهيم علیه السّلام: وبما نعرف شيعته؟
قال: بصلاة إحدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والقنوت قبل الركوع، والتختّم باليمين؛ فعند ذلك قال إبراهيم علیه السّلام: اللّهمّ اجعلني من شيعة
ص: 197
أمير المؤمنين علیه السّلام ، فأنزل الله في كتابه: « وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ »(1) (2).
[94]. وأُخرى من مناقبه علیه السّلام: وروي مرفوعاً عن أبي الحسن الثالث علیه السّلام أنّه سُئل عن قول الله عزّ وجلّ: « لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ » (3).
فقال عليّ علیه السّلام : وأيّ ذنب كان لمحمّد صلّی الله علیه و آله متقدّماً ومتأخّراً، وإنّما حمّله ذنوب شيعته؛ من مضى (4) ومن بقي ثمّ غفرها له (5).
[95] . وأُخرى من مناقبه علیه السّلام : ما رواه ابن شهر آشوب في كتابه مرفوعاً عن ابن عباس أنّه قال: أُهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله ناقتان عظیمتان سمينتان، فقال لأصحابه: هل فيكم أحدٌ يصلّي ركعتين بوضوئهما وقيامهما وركوعهما وسجودهما وخشوعهما ولم يهتم فيهما بشيء من أُمور الدنيا، ولا يحدِّث قلبه بفكر الدنيا أهدي إليه إحدى هاتين الناقتين؟
قالها مرّة ومرّتين، فلم يجبه أحد، فقام إليه أمير المؤمنين علیه السّلام فقال أنا يا
ص: 198
رسول الله أُصلّي ركعتين إلى أن أُسلّم لا أُحدّث نفسي بشيء من أُمور الدنيا.
قال: يا علىّ، صلِّ صلّى الله عليك.
وكبّر أمير المؤمنين علیه السّلام و ودخل في الصلاة، فلمّا سلّم هبط جبرئيل على النبيّ صلّی الله علیه و آله وقال : يا محمّد، إنّ الله يُقرؤك السلام ويقول [لك ]: أعطه إحدى الناقتين.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أنا شارطته على أن يصلّي ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه بشيءٍ من أُمور الدنيا فأعطيه إحدى الناقتين، وإنّه جلس في التشهّد ففكّر في نفسه أيّهما يأخذ؟
فقال جبرئيل: يا محمّد، إنّ الله يُقرؤك السلام ويقول لك: تفكّر أيّهما يأخذ أسمنهما فيأخذها (1) ويتصدّق بها، فأنزل الله تعالى: « إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبُ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدُ » (2) يعني به أمير المؤمنين علیه السّلام خاطب نفسه في صلاته لله تعالى، لم يتفكّر فيها بشيءٍ من أُمور الدنيا (3).
[96] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من (جامع الفوائد ) ما رواه الأصبغ بن نباتة، قال: دخل فجعل الحارث [ الهمدانيّ على أمير المؤمنين علیه السّلام في نفر من الشيعة وكنت معه فيمن دخل الحارث ] يتأوّد في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه (4) وكان مريضاً، فأقبل عليه أمير المؤمنين علیه السّلام وكانت له منه منزلة، فقال له: كيف نجدك يا حارث (5)؟
ص: 199
قال: نال الدهر منّي يا أمير المؤمنين وزادني أدواءً (1) وعللاً اختصام أصحابك ببابك.
قال: فيمَ؟ قال: في مثالك والبليّة من قبلك ؛ فمن مفرط غالٍ ومبغض قالٍ ومن متردّد مرتابٍ فلا يدري أيقدم أم يحجم؟
قال: فحسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتى النمط (2) الأوسط؛ إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي.
قال: لو كشفت - فداك أبي وأُمّي - الريب (3) عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.
قال: خُذ يا حار (4) فإنّك امرؤ ملبوس عليك، إنّ دين الله لا يُعرَف بالرجال بل بآية الحقّ، والآية هي العلامة؛ فاعرف الحقّ تعرف أهله.
يا حار، إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع (5) به مجاهد، وبالحقّ أُخبرك فارعني سمعك ثمّ أخبر مَن كانت له خصاصة من أصحابك.
ألا إنّى عبد الله وأخو رسوله وصدّيقه الأوّل؛ صدّقته وآدم عليه السلام بين الروح والجسد، وصدّيقه الأوّل في أمّتكم حقّاً، ونحن الأوّلون ونحن الآخرون.
ألا وأنا خاصّته - يا حارث - وخالصته وصفوته ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أُوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرون والأسباب، واستُودعت
ص: 200
ألف ألف (1) مفتاح، يفتح كلّ مفتاح ألف ألف (2) باب، يُفضي كلّ باب إلى ألف ألف علم (3) وأيّدت - أو قال: أُمددت - ليلة القدر وإنّ ذلك ليجوز لي ولمن استحفظ من ذرّيّتي ما جرى اللّيل والنهار حتّى يرث الله الأرض ومَن عليها.
وأُبشّرك يا حارث لتعرفني، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لينظرني (4) وليّي وعدوّي فى مواطن شتّى: عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة.
قال الحارث وما المقاسمة؟
قال: مقاسمة النار، أُقسّمها قسمة حتّى أقول للنار: ذري هذا وليّي، وخذي هذا عدوّي (5).
ثمّ أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث وقال: يا حارث، آخذ بيدك كما أخذ بيدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد اشتكيت له حَسَدة قريش والمنافقين، فقال: «إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزةٍ مِن ذي العرش تعالى، وأخذت أنت - يا عليّ- بحجزتي، وأخذت ذرّيّتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيّه؟ وماذا يصنع نبيّه بوصيّه؟ وماذا يصنع وصيّه بأهل بيته و شيعته؟» خذها إليك - يا حارث - قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما كسبت - قالها ثلاثاً-.
فقام الحارث يجرّ رداءه وقال (6) : ما أُبالى - وربّى - بعد هذا ألقيت الموت أو لقيني (7).
ص: 201
[97] . وأُخرى مِن مناقبه عليه السّلام: من الكتاب المذكور ما رواه عمرو بن شمر (1)، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال لي: يا جابر، إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين [الفصل الخطاب]، ودعا برسول الله صلّي الله عليه و آله ، ودعا بأمير المؤمنين عليه السّلام، فيُكسى رسول الله صلّى الله عليه و آله حُلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويُكسى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام مثلها، ويُكسى رسول الله صلّى الله عليه وآله حُلّة ورديّة تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويُكسى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2) مثلها، [ثمّ يصعدان عندها، ] ثمّ يُدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس؛ فنحن - والله - ندخل أهل الجنّة الجنّة، و أهل النار النار، ثمّ يُدعى بالنبيّين فيقامون صفّين عند عرش الله عزّ وجلّ حتّى نفرغ من حساب الناس، فإذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار بعث الله ربّ العزّة تبارك وتعالى عليّاً عليه السّلام فأنزلهم منازلهم من الجنّة وزوّجهم عليّ؛ فعليّ - والله - الذي يُزوّج أهل الجنّة في الجنّة، وما ذاك إلى أحد غيره، كرامة من الله عزّ ذكره، وفضلاً فضّله ، به ومَنّ به عليه، وهو - والله - يُدخل النار وهو الذي يغلق أبواب الجنّة على أهلها (3)؛ لأنّ أبواب الجنّة إليه، وأبواب النار إليه (4).
ص: 202
ومن أجل ذلك أنّه قسيم الجنة والنار، [ وممّا ورد في أنه قسیم الجنّة والنار ] وما العلّة في ذلك:
[98] . وأُخرى مِن مناقبه عليه السّلام : ما روي مسنداً عن المفضّل بن عمر، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السّلام: لِمَ صار أمير المؤمنين عليه السّلام قسيم الجنّة والنار؟
قال: لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان والنار لأئمّة (1) الكفر؛ فهو علیه السّلام قسيم الجنّة والنار لهذه العلّة، فالجنّة لا يدخلها إلّا أهل محبّته، والنار لا يدخلها إلّا أهل بغضه.
قال المفضّل: فقلت يابن رسول الله، فالأنبياء والأوصياء كانوا يحبّونه، وأعداؤهم كانوا يبغضونه؟
قال نعم قلت: وكيف ذلك؟ (2)
قال: أما علمت أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله قال يوم خيبر : « لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، لا يرجع حتّى يفتح الله على يده؟» [، ودفع الراية إلى عليّ عليه السّلام ففتح الله على يديه؟ ] قلت: بلى.
قال: أما علمت أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله لمّا أُوتي بالطائر المشوي قال: «اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معى»، وعنى به عليّاً عليه السلام ؟
ص: 203
قلت: نعم (1)، قال: فهل يجوز أن [لا يحبّ] أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله؟ فقلت [له]: لا.
قال: فهل يجوز أن يكون المؤمن من أهله لا يحبّ (2) حبيب الله وحبيب رسول الله [ وأنبيائه عليهم السّلام ؟ قلت لا . قال : فقد ثبت أنّ ] جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين محبّون له، وثبت أنّ أعداءهم والمخالفين لهم كانوا له ولجميع أهل محبّته مبغضين؟ قلت: نعم.
قال: فلا يدخل الجنّة إلّا مَن أحبّه من الأوّلين والآخرين وهو قسيم الجنّة والنار.
قال المفضّل: قلت: يابن رسول الله فرّجت عنّي فرّج الله عنك (3).
[ 99 ] . وأُخرى مِن مناقبه عليه السّلام : ما رواه أبو حمزة الثماليّ، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله في مرضه الذي قُبِض فيه لفاطمة عليهاالسّلام : يا بنيّة، بأبى أنت وأُمّى، أرسلي إلى بعلك فادعيه إليّ.
فقالت للحسن عليه السّلام : انطلق إلى أبيك وقل له: [إنّ ] جدّي يدعوك، فانطلق إليه الحسن عليه السّلام فدعاه، فأقبل أمير المؤمنين عليه السّلام حتّى دخل على رسول الله صلّى الله عليه و آله وفاطمة عليهاالسّلام عنده وهى تقول: واكرباه لكربك يا أبتاه!
فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله: لا كرب لأبيك (4) بعد اليوم يا فاطمة، إنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله لا يُشقُّ
ص: 204
عليه الجيب ، ولا يُحْمَش (1) عليه الوجه، ولا يُدعى عليه بالويل والثبور ولكن قولي كما قال أبوكِ على إبراهيم: تدمع العين و قد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الربّ وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون عليك (2)، ولو عاش إبراهيم لكان نبيّاً (3).
ثمّ قال: يا عليّ، ادن منّي، فدنا منه، ثمّ قال أدخل أُذنك في فمي، ففعل، فقال: يا أخي، ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ في كتابه: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هم خَيْرُ الْبَرِيَّة » (4)؟
[قال بلى يا رسول الله.
قال: هم أنت وشيعتك، تجيئون غداً محجّلين (5) شباعاً مرويّين.
ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ في كتابه: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ » (6)؟
قال: بلی یا رسول الله ] (7).
ص: 205
قال: هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودّة وجوههم ظماء مظمئين (1) أشقياء معذّبين كفّاراً منافقين، ذاك لك ولشيعتك، وهذا لعدوّك وشيعتهم (2).
[ 100 ]. و أُخرى مِن مناقبه عليه السّلام من الكتاب المذكور ما رواه عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه (3)، عن جدّه أبي رافع أنّ عليّاً عليه السّلام قال لأهل الشورى: أنشدتكم بالله هل لا تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله صلّى الله عليه و آله فقال: هذا أخي قد أتاكم، ثمّ التفت إلى الكعبة المبنيّة وقال هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثمّ أقبل عليكم وقال: أما إنّه أوّلكم إيماناً، وأقواكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأقضاكم بحكم الله، وأعدلكم في الرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة، فأنزل الله سبحانه وتعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ » (4) (5).
[101] . و أُخرى مِن مناقبه عليه السّلام : روى الصدوق أبو جعفر محمّد بن بابويه بإسناده يرفعه إلى أبي ذرّ عليه السّلام ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: افتخر إسرافيل على جبرئيل
ص: 206
و قال: أنا خير منك، قال جبرئيل : ولِمَ أنت خيرٌ منّي ؟ قال : لأنّى صاحب الثمانية حملة العرش وأنا صاحب نفخة الصور، وأنا أقرب الملائكة إلى الله عزّ وجلّ.
فقال له جبرئيل: أنا خير منك، قال إسرافيل: بماذا أنت خير منّى؟ قال: لأنّى أمين الله على وحيه، ورسوله إلى الأنبياء والمرسلين، وأنا صاحب الخسوف والقرون، وما أهلك الله أُمّة من الأُمم إلّا على يدي، فاختصما إلى الله تعالى، فأوحى الله إليهما: اسكتا، فوعزّتي وجلالي لقد خلقت مَن هو خير منكما، قالا: يا ربّ أو تخلق خيراً منّا ونحن خلقنا من نور؟! فقال: نعم، وأوحى الله إلى حجب القدرة أن انكشفي، فانكشفت فإذا على ساق العرش مكتوب: « لا إله إلا الله محمّد صلّى الله عليه و آله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين : خير خلق الله» ، فقال جبرئيل: أسألك بحقّهم عليك أن تجعلني خادماً لهم، قال الله تعالى: قد فعلت، فجبرئيل من أهل البيت وإنّه لخادمنا (1).
[ 102 ] . وأُخرى من مناقبه عليه السّلام: روي عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله يقول: لمّا أُسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل: تقدّم يا محمّد أمامك، وأراني الكوثر وقال: هذا [الكوثر ] لك دون النبيّين، فرأيت عليه قصوراً كثيرة من اللؤلؤ والياقوت والدرّ، وقال: يا محمّد، هذه مساكنك ومساكن وزيرك ووصيّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام وذرّيّته الأبرار.
قال: فضربت بيدي على بلاطة (2) فشممته فإذا هو مسك، وإذا [أنا ] بالقصور لبنة من فضّة ولبنة من ذهب (3).
ص: 207
[103 ] . وأُخرى مِن مناقبه عليه السّلام : روى أحمد بن هوذة (1)، عن إبراهيم بن إسحاق (2)، عن عبد الله بن حمّاد (3)، عن حمران بن أعين (4)، عن أبي عبد الله عليه السّلام ، قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله صلّي الغداة ثمّ التفت إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال : يا عليّ، ما هذا النور الذي أراه قد غشّاك؟
قال: يا رسول الله، أصابتني جنابة في هذه الليلة فأخذت بطن الوادي فلم أصب الماء، فلمّا ولّيت ناداني منادٍ: يا أمير المؤمنين، فالتفتُّ فإذا خلفي إبريق مملوء ماءً وطست من ذهب فاغتسلت.
فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله: أمّا المنادي - يا علىّ - فجبرئيل، والماء من نهر يقال له: الكوثر، عليه اثنا عشر ألف شجرة، كلّ شجرة لها ثلاثمائة وستّون غصناً، فإذا أراد أهل الجنّة الطرب هبّت ريح، فما [من ] شجرة ولا غصن إلّا وهو أحلى صوتاً
ص: 208
من الآخر، ولولا أنّ الله تبارك وتعالى كتب على أهل الجنّة ألّا يموتوا لماتوا فرحاً من شدّة حلاوة تلك الأصوات، وهذا النهر في جنّة عدن وهو لي ولك ولفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ، وليس لأحد فيها شيء (1).
فانظر إلى هذا التأويل وما فيه من الفضل المبين لمولانا أميرالمؤمنين وذرّيّته الطيّبين - صلوات الله عليهم أجمعين ما دامت السماوات والأرضين -.
[104 ]. وأُخرى مِن مناقبه عليه السّلام من الكتاب المذكور ما رواه يزيد بن هارون (2)، قال: أخبرنا محمّد بن عمر (3)، عن أبي سلمة (4)، عن أبي هريرة، قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله جاءه رجل فقال: يا رسول الله، أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين فأسرع الكرّة وأتى (5) بالغنيمة وقد حسده أهل ودّه، وأوسع على قرابته (6) وجيرانه.
فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله : إنّ مال الدنيا كلّما ازداد كثرة وعظماً ازداد صاحبه بلاءً،
ص: 209
لا تغبطوا صاحب المال إلّا من جاد بماله في سبيل الله، ولكن أُخبركم عمّن هو أقلّ من صاحبكم بضاعة وأكثر منه كرّة وأعظم منه غنيمة، وما أعطاه الله من الخيرات محفوظ [له] في خزائن عرش الرحمن؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله : أُنظروا إلى هذا المقبل إليكم، فنظروا وإذا برجل مقبل من الأنصار رثّ الهيئة (1)، فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله: إنّه قد صعد له في العلوّ من الخيرات والطاعات ما لو قُسّم على جميع أهل الأرض لكان نصيب أقلّهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنّة.
قالوا: يا رسول الله، بماذا استوجب هذا؟
:قال: سلوه يُخبركم بما صنع في هذا اليوم.
قال: فأقبل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله على ذلك الرجل فقالوا له: هنيئاً لك بما بشّرك رسول الله صلّى الله عليه وآله، ماذا صنعت في يومك هذا حتّى قد كتب لك ما قد كتب؟
فقال الرجل: ما أعلم أنّي صنعت شيئاً غير أنّي خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت قد أبطأت عنها فخشيت أن تكون قد فاتتني فقلت في نفسي: لأعتاض عنها بالنظر إلى وجه علىّ بن أبى طالب علیه السّلام فقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عبادة» .
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إي والله عبادة، إي والله عبادة، إنّك يا عبد الله ذهبت تبغي أن تكسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك فاعتضت عنه بالنظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وأنت له محبّ ولطاعته معتقد، وذلك خير لك مِن أن لو كانت الدنيا كلّها لك ذهباً أحمر فأنفقتها في سبيل الله، ولتشفعنّ بعدد كلّ نفس تنفّسته في مصيرك إليه في رقبة يعتقها الله من النار بشفاعتك (2).
ص: 210
[105] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه أحمد بن الحسين بن سعيد (1)، عن محمّد ابن جمهور (2)، عن يحيى بن صالح، عن عليّ بن أسباط (3)، عن عبد الله بن القاسم (4)، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق علیه السّلام ، قال: بينما رسول الله في ملأ من أصحابه إذا أسود (5) تحمله الزنوج ملفوف في كساء يمضون [به] إلى قبره، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : علَيّ بالأسود، فوضعه بين يديه فكشف عن وجهه ثمّ قال لعليّ: يا
ص: 211
عليّ، هذا رياح غلام أبي (1) النجّار ، فقال عليّ علیه السّلام : والله ما رآني قطّ إلّا وحجل (2) في قيوده وقال: يا عليّ، إنِّي أُحبّك.
فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله بغسله وكفّنه في ثوب من ثيابه وصلّى عليه وشيّعه المسلمون إلى قبره، وسمع الناس دويّاً شديداً في السماء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّه قد شيّعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كُلّ قبيل سبعون ألف ملك، والله ما نال ذلك إلّا بحبّك يا عليّ، ونزّله رسول الله صلّى الله عليه وآله في لحده ثمّ أعرض عنه، ثمّ سوّى عليه اللبن، فقال له أصحابه يا رسول الله، رأيناك قد أعرضت عنه ساعة ثمّ سوّيت عليه اللبن؟!
قال: نعم، إنّه وليّ الله قد خرج من الدنيا عطشاناً فتبادر إليه أزواجه من الحور العين بشراب من الجنّة، ووليّ الله غيور، فكرهت أن أخونه بالنظر إلى أزواجه فأعرضت عنه (3).
[106 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه البكري الكراجكيّ (4) في كتابه مسنداً يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال : كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه وآله في مسجده إذ جاءه أعرابيّ فسأله عن مسائل في الحجّ وغيره، فلمّا أجابه قال: يا رسول الله، إنّ حجيج قومي ممّن
ص: 212
شهدوا ذلك معك أخبرونا أنّك قُمتَ بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام بعد قفولك (1) في الحجّ ووقفته في الشجرات (2) من خمّ ففرضت على المسلمين طاعته ومحبّته، وأوصيت عليهم جميعاً ولايته، وقد أكثروا علينا من ذلك، فبيّن لنا يا رسول الله أذلك فريضة علينا من الأرض لما أدنته الرحم والصهر منك أم من الله افترضه علينا وأوجبه من السماء؟!
[فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : بل الله افترضه علينا وأوجبه من السماء ] وافترض ولايته على أهل السماوات والأرض جميعاً.
ثمّ قال: يا أعرابيّ، إن جبرئيل ه_بط علَيّ يوم الأحزاب وقال: إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: إنّي قد فرضت (3) حبَّ عليّ [ومودّته ] على أه_ل السماوات والأرض فلم أعذر في محبّته أحداً، فمُر أُمتّك بحبّه؛ فمن أحبّه أحبني ومن أبغضه أبغضني(4).
[ أما ] إنّه ما أنزل الله عزّ وجلّ كتاباً ولا خلق خلقاً إلا وجعل له سيّداً؛ فالقرآن سيّد الكتب [ المُنزَلة ]، وشهر رمضان سيّد الشهور وليلة القدر سيّدة الليالي، والفردوس سيّدة الجنان، وبيت الله الحرام سيّد البقاع، وجبرئيل سيّد الملائكة، وأنا سيّد المرسلين، وعليّ علیه السّلام سيّد الأوصياء، والحسن والحسين علیهماالسّلام سيّدا شباب أهل الجنّة، ولكلّ إمرئ من عمله سيّد، وحبّي وحبّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام سيّد الأعمال، وما تقرّب المتقرّبون من طاعة ربِّهم [ إلّا بحبّ علىّ علیه السّلام].
يا أعرابيّ، إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم منبر عن يمين العرش ونصب لي
ص: 213
منبر عن شمال العرش، ثمّ يُدعى بكرسيّ عالٍ يزهر نوراً فيُنصَب بين المنبرين، فيكون إبراهيم على منبره وأنا على منبري، ويكون أخي علىّ علیه السّلام على ذلك الكرسيّ؛ فما رأيت أحسن منه حبيباً بين خليلين.
يا أعرابيّ، ما هبط علَىّ جبرئيل إلّا وسألني عن عليّ، ولا عرج بي إلّا وقال: اقرأ عليّاً منّى السلام (1).
[107] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : منقب عظيم وخبر جليل في فضائله وهو ما رواه صاحب كتاب ( الواحدة ) (2) : عن وكيع الجرّاح (3)، قال: حدثنا الأعمش (4) ، عن مورق العجليّ (5) ، عن أبي ذر الغفاريّ رضّی الله عنه، قال: كنت جالساً عند النبيّ صلّى الله عليه وآله ذات يوم في منزل أمّ سلمة ورسول الله صلّى الله عليه وآله يحدّثني وأنا أسمع إذ دخل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام
ص: 214
فأشرق وجهه نوراً فرحاً بأخيه وابن عمّه، ثمّ ضمّه إليه وقبّل ما بين عينيه ثمّ التفت إلىّ وقال: يا أبا ذر، تعرف هذا (1) حقّ معرفته؟
فقلت: يا رسول الله ، هذا أخوك وابن عمّك وزوج فاطمة البتول علیهاالسّلام وأبو الحسن والحسين علیهماالسّلام سيّدي شباب أهل الجنّة.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر ، هو رمح الله الأطول، وباب الله الأكبر؛ فمن أراد الله فليدخل من الباب.
يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله، والذاب عن حرم الله، والناصر لدين الله، وحجّة الله على خلقه، إنّ الله تعالى لم يزل يحتجّ على خلقه في الأُمم كلّ أُمّة يبعث فيها نبيّاً، إنّ الله عزّ وجلّ جعل على كلّ ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام وشيعته، والدعاء على أعدائه.
يا أبا ذر ، لولا علىّ علیه السّلام ما بان حقٌّ من باطل ولا مؤمن من كافر، ولا عُبد الله، لأنّه ضرب رؤوس المشركين حتّى أسلموا وعبدوا [الله]، ولولا ذلك لم يكن ثواب ولا عقاب ولا يستره من الله ستر، ولا يحجبه من الله حجاب، وهو الحجاب والستر، ثمّ قرأ رسول الله صلّی الله علیه و آله : « شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ » (2) .
يا أبا ذر، إنّ الله تبارك وتعالى تفرّد في ملكه ووحدانيّته وفردانيّته، فعرّف عباده المخلصين نفسه، وأباح لهم جنّته؛ فمن أراد أن يهديه عرّفه ولايته، ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفته.
ص: 215
يا أبا ذر هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وإمام الأولياء (1) ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمها الله المتّقين؛ فمن أحبّه كان مؤمناً ومن أبغضه كان كافراً، ومن ترك ولايته كان ضالّاً مضلاًّ، ومن جحد ولايته كان مشركاً.
يا أبا ذر، يُؤتى بجاحد ولايته (2) يوم القيامة أصمّ وأعمى وأبكم فيُكبكب (3) في ظلمات القيامة [ ينادي يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله و ] في عنقه طوق من نار، لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة، على كلّ شعبة منها شيطان يتفل في وجهه ويكلح في جوف قبره إلى النار.
قال أبو ذر: فقلت: زدني بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله.
قال: نعم، لمّا عُرج بي إلى السماء فصرت إلى السماء الدنيا أذّن مؤذِّن من الملائكة وأقام الصلاة فأخذ بيدي جبرئيل فقدّمني وقال لي [ يا محمّد ]: صلّ [ بالملائكة فقد طال شوقهم إليك ] فصلّيت بسبعين صفّاً من الملائكة، كلّ صفّ منهم ما بين المشرق والمغرب، لا يعلم عددهم إلّا الله الذي خلقهم عزّ وجلّ، فلمّا قضيت الصلاة أقبل إلىّ شرذمة (4) من الملائكة يُسلَّمون على ويقولون: لنا إليك حاجة، فظننت أنّهم يسألونني الشفاعة لأنّ الله عزّ وجل فضّلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء، فقلت: ما حاجتكم يا ملائكة ربّي؟
قالوا: إذا رجعت إلى الأرض فاقرأ عليّاً علیه السّلام منّا السلام وأعلمه بأنّا قد طال شوقنا إليه.
فقلت: يا ملائكة ربّي، تعرفوننا حقّ معرفتنا؟
ص: 216
قالوا: يا رسول الله، لِمَ لا نعرفكم وأنتم أوّل خلقٍ خلقه الله، خلقكم الله أشباح نور في نور من نور الله عزّوجلّ، وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتقديس وتكبير له، ثمّ خلق الملائكة ممّا أراد من أنوار شتّى، وكنّا نمرّ بكم وأنتم تسبّحون الله وتقدّسون وتكبّرون وتحمدون وتهلّلون فنسبّح ونقدّس ونحمد ونهلّل ونكبّر بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم، فما نزل من الله عزّ وجلّ فإليكم، وما صعد إلى الله تبارك وتعالى فمن عندكم؛ فلِمَ لا نعرفكم؟؟!
ثمّ عرج بي إلى السماء الثانية فقالت [لي ] الملائكة مثل ما قالت (1) أصحابهم، قلت: ملائكة ربّى هل تعرفوننا حقّ معرفتنا؟
:قالوا: ولِمَ لا نعرفكم وأنتم صفوة الله مِن خلقه وخُزّان علمه والعروة الوثقى والحجّة العظمى، وأنتم الجَنب والجانب، وأنتم الكراسي وأُصول العلم، اقرأ عليّاً علیه السّلام منّا السلام.
ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربّي، تعرفوننا حقّ معرفتنا؟
قالوا: ولِمَ لا نعرفكم وأنتم باب المقام وحجّة الخصام، وعليٌّ دابّة الأرض وفصل القضاء، وصاحب العصا، وقسيم النار غداً، وسفينة النجاة؛ مَن ركبها نجا ومن تخلّف عنها في النار يتردّى يوم القيامة، أنتم الدعائم من نجوم الأقطار والأعمدة وفساطيط السجاف (2) على كواكب (3) أنواركم، فلِمَ لا نعرفكم؟! فاقرأ عليّاً منا السلام.
ثمّ عرج [بي ] إلى السماء الرابعة، فقالت الملائكة مثل ما قالت أصحابهم، فقلت ملائكة ربّي، تعرفوننا حقّ معرفتنا؟
ص: 217
قالوا: ولِمَ لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوّة وأهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وعليكم ينزل جبرئيل بالوحى من ربّ السماء، فاقرأ عليّاً منّا السلام.
ثمّ عرج بي إلى السماء الخامسة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربّي، تعرفوننا حقّ معرفتنا؟
قالوا: ولِمَ لا نعرفكم ونحن نمرّ عليكم بالغدوّ والعشيّ بالعرش وعليه مكتوب: «لا إله إلّا الله، محمّد صلّى الله عليه وآله رسول الله، أيّدته بعلىّ بن أبى طالب علیه السّلام» فعلمنا عند ذلك أنّ عليّاً وليّ من أولياء الله عزّ وجلّ، فاقرأه منّا السلام.
ثمّ عرج بي إلى السماء السادسة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت ملائكة ربّي، تعرفوننا حقّ معرفتنا؟
قالوا: ولِمَ لا نعرفكم وقد خلق [ الله ] جنّة الفردوس وعلى بابها شجرة وليس فيها ورقة إلّا وعليها أحرف مكتوبة بالنور: «لا إله إلا الله، محمّد صلّی الله علیه و آله رسول الله، عليّ بن أبي طالب علیه السّلام العروة الوثقى وحبل الله المتين وعينه على الخلائق أجمعين»؛ فاقرأ عليّاً علیه السّلام منّا السلام.
ثمّ عرج بي إلى السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون: «الحمد لله الذي صدقنا وعده»، فقلت: بماذا وعدكم؟
قالوا: يا رسول الله، لمّا خلقكم أشباح نور في نور من نور الله عزّ وجلّ عرضت علينا ولايتكم فقبلناها وشكونا محبّتكم إلى الله تعالى، وأمّا أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء وقد فعل.
وأمّا علىّ علیه السّلام فشكونا محبّته إلى الله عزّ وجلّ فخلق لنا ملكاً على صورة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وأجلسه على يمين العرش على سرير من ذهب مرصّع بالذهب (1)
ص: 218
والجوهر، عليه قبّة من لؤلؤة بيضاء، يُرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، بلا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها، قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي، فقامت، فكلّما اشتقنا إلى رؤية علىّ علیه السّلام نظرنا إلى ذلك الملك في السماء؛ فاقرأ عليّاً علیه السّلام منّا السلام (1).
[108] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما ذكره عليّ بن إبراهيم في تفسيره ، قال: حدّثني أبي بإسناده عن أبي عبد الله علیه السّلام ، قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: إذا سألتم الله فاسألوه الوسيلة، فسألنا النبيّ صلّى الله عليه وآله عن الوسيلة؟
فقال: درجتي بالجنّة وهي إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضّة فيؤتى بها يوم القيامة حتّى تنصب لي مع درجة النبيّين وهي بين درجة النبيين كالقمر من الكواكب فلا يبقى يومئذٍ نبيّ ولا شهيد ولا صدّيق إلّا وقال: طوبى لمن كانت هذه درجته فينادي المنادي، فيسمع النداء جميع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين هذه درجة محمّد المصطفى (2) صلّی الله علیه و آله، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: فأقبل يومئذٍ متزرا بريطة من نور على [رأسي] تاج الملك مكتوب عليه: «لا إله إلّا الله محمّد صلّی الله علیه و آله رسول الله، المفلحون هم الفائزون بالله».
ألف مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد إلى مرقاة لؤلؤ
فإذا مررنا بالنبيّين قالوا: [هذان ] ملكان مقرّبان، وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان ملكان لم نعرفهما، [ولم نرهما، أو قال: هذان نبيّان مرسلان حتّى ] أعلو الدرجة وعليّ علیه السّلام يتّبعني، فإذا صرت في أعلى الدرجة وعليّ علیه السّلام معي وفي يده
ص: 219
اللواء فلا يبقى يومئذٍ نبىّ ولا مؤمن إلّا ورفعوا رؤوسهم إلينا يقولون: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله، فينادي المنادي فيسمع النبيّون وجميع الخلائق: هذا النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وهذا الوليّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، طوبى لمن أحبّه وويل لمن أبغضه وكذب عليه.
ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا عليّ، فلا يبقى يومئذٍ من شهداء القيامة أحد يحبّك إلّا استروح (1) إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحدٌ ممّن عاداك ونصب لك حرباً وجحد لك حقّاً إلّا اسودٌ وجهه واضطربت قدماه، فبينما أنا كذلك إذا ملكان (2) قد أقبلا [إلىّ ] أحدهما رضوان (3)، وأمّا الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان فيسلّم علَيّ ويقول: السلام عليك يا رسول الله، فأردّ عليه السلام وأقول: أيّها الملك الطيّب الرائحة، الحسن الوجه، الكريم على ربّه، مَن أنت؟ فيقول: أنا رضوان خازن الجنّة أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح الجنّة خذها يا محمّد.
فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي وله الحمد على ما أنعم به علَيّ، ادفعها إلى أخي علىّ بن أبي طالب علیه السّلام، فيدفعها إلى عليّ ويرجع رضوان.
ثمّ يدنو مالك خازن النار فيُسلّم علَيّ ويقول: [السلام عليك ] يا حبيب الله، فأقول: وعليك السلام أيّها الملك، ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك، مَن أنت؟ فيقول: أنا مالك خازن النار أمرنى ربّى أن آتيك بمقاليد النار.
فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي، وله الحمد على ما أنعم به علَيّ وفضّلني به، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فيدفعها إليه ثمّ يرجع مالك، فيقبل عليّ ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقعد على حجرة (4) جهنّم فيأخذ زمامها
ص: 220
[ بيده ] وقد علا زفيرها واشتدّ حرّها وكثر شرارها، فتنادي جهنّم: يا عليّ، أجرني فقد أطفى نورك لهبي، فيقول لها: ذري هذا وليّي، وخذي هذا عدوّي؛ فجهنّم يومئذٍ أشدّ مطاوعة لعليّ علیه السّلام من غلام أحدكم لصاحبه فإن شاء يذهب يمنة وإن شاء يذهب به يسرة وذلك أنّ عليّاً علیه السّلام يومئذ قسيم الجنّة والنار(1).
معي في سبعة مواطن: أوّلها ليلة أسري بي إلى السماء، قال لي جبرئيل: أين أخوك؟
قلت: خلّفته ورائي.
قال: أُدع الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا مثالك وإذا الملائكة وقوف صفوف، قلت یا جبرئيل، مَن هؤلاء؟
قال: هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيامة [ فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون : إلى يوم القيامة ].
والثاني: حين أُسرى بي إلى السماء في المرّة الثانية، فقال لي جبرئيل: أين أخوك؟
قلت: خلّفته ورائى.
قال: أُدع الله فليأتِك به، فدعوت [فإذا مثالك معي فكشط لي عن سبع سماوات حتّى رأيت سكّانها وعمّارها وموضع كلّ ملك منها.
والثالث: حين بعثتُ إلى الجنّ فقال لي جبرئيل: أين أخوك؟ قلت: خلّفته ورائي، فقال: أُدع الله فليأتك به فدعوت ] الله فإذا أنت معي فما قلت لهم شيئاً ولا ردّوا علَىّ شيئاً إلّا وسمعته.
والرابع: خصصنا بليلة القدر وليس لأحد غيرنا.
والخامس: دعوت الله فيك فأعطاني [فيك ] كلّ شيء إلّا النبوّة فإنّه قال: خصصتها (1) وختمتها بك.
والسادس: [لمّا] أسرى بي إلى السماء [ الله لي ] النبيّين صلّيت معهم ومثالك معي (2).
والسابع: هلاك الأحزاب بأيدينا (3) .
ص: 222
[ 110 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور قال عليّ بن إبراهيم: حدّثني أبي عن بعض أصحابه، قال: كانت فاطمة علیهاالسّلام لا يذكرها أحد لرسول الله إلّا أعرض عنه حتّى أيس الناس منها، فلما أراد أن يزوّجها مِن علىّ أسرّ إليها، فقالت: يا رسول الله، أنت أولى بما ترى غير أنّ نساء قريش يُحدثن عنه أنّه دحداح البطن (1) طويل الذراعين ضخم الكراديس (2) أنزع عظيم العينين [لمنكبيه مشاشاً كمشاش البعير ضاحك السنّ لا مال له ] .
فقال لها رسول الله : يا فاطمة، أما علمتِ أنّ الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ثمّ اطّلع [أُخرى ] فاختار عليّاً علیه السّلام على رجال العالمين، ثمّ اطّلع فاختارك على نساء العالمين.
يا فاطمة، إنّه لمّا أُسري بي إلى السماء وجدت مكتوباً على صخرة بيت المقدس: «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره».
فقلت لجبرئيل: ومَن وزيري؟ فقال: عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
فلمّا [ عرجت و ] (3) جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش ربّ العالمين فوجدت مكتوباً على [كلّ ] قائمة من قوائم العرش: «لا إله إلّا الله، محمّد صلّى الله عليه وآله رسول الله، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره».
ص: 223
فلمّا دخلت الجنّة رأيت في الجنّة شجرة طوبى؛ أصلها في دار عليّ علیه السّلام ، وما في الجنّة قصر ولا منزل إلّا وفيه غصن منها (1)، أعلاها أسفاط (2) حلل من سندس واستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كلّ سفط مائة ألف حلّة، ما فيها حلّة تشبه الأُخرى، على ألوان مختلفة، وفيها (3) ثياب أهل الجنّة، في (4) وسطها ظلّ ممدود، وعرض الجنّة كعرض السماء (5) والأرض أُعدّت للذين آمنوا بالله ورسوله، يسير الراكب في ذلك الظلّ مسير مائة عام فلا يقطعه وذلك قوله تعالى: «وَظِلَّ مَمْدُودٍ » (6) ، وأسفلها ثمار أهل الجنّة من طعامهم، يكون في القضيب منها ألف (7) لون من الفواكه (8)، ممّا رأيتم في دار الدنيا وممّا لا ترونه ولا سمعتم به وما لم تسمعوا مثله، وكلما أخذ منه شيء (9) نسبت مكانه أُخرى، « لَا مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ » (10)، و [ يجري ] نهر في أصل تلك الشجرة ينفجر منها الأنهار الأربعة نهر ماء غير آسن، ونهر من لبن لم يتغيّر طعمه، ونهر من خمر لذّة للشاربين، ونهر من عسل مصفّى.
يا فاطمة، إنّ الله أعطاني في عليّ سبع خصال: هو أوّل من ينشقّ عنه [قبر] معي في القبر، وأوّل من يقف على الصراط معى فيقول للنار: خذي ذا وذري ذا
ص: 224
وأوّل مَن يُكسى إذا كُسيت، وأوّل من يقف معي عن يمين العرش، وأوّل من يقرع معي باب الجنّة، وأوّل مَن يسكن معى عليّين، وأوّل من يشرب من الرحيق المختوم الذي « خِتَامُهُ مِسْكُ [ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنافِسُونَ » (1).
يا فاطمة ] هذا ما أعطاه الله لعليّ في الآخرة وأعدّ له في الجنّة إذا كان في الدنيا لا مال له.
وأمّا ما قلتِ: إنّه أنزع عظيم العينين؛ فإنّ الله خلقه بصفة آدم علیه السّلام، وأمّا طول يديه إنّ الله طوّلها ليقتل بها أعداء الله وأعداء رسوله، وبه يظهر الله الدين ولو كره المشركون، وبه يفتح الله الفتوح ويقاتل المشركين على تنزيل القرآن والمنافقين من أهل البغي والنكث والفسوق على تأويله، و يخرج الله من صلبه سيّدَي شباب أهل الجنّة، ويُزيّن بهما عرشه .
يا فاطمة، ما بعث الله نبيّاً إلّا جعل ذرّيّته من صلبه وجعل ذرّيّتي من صلب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، ولولا علىّ علیه السّلام ما كانت لى ذريّة.
فقالت فاطمة علیهاالسّلام: يا رسول الله، ما أختار عليه أحداً من أهل الأرض؛ فزوّجها رسول الله به.
قال ابن عبّاس عند ذلك: والله ما كان لفاطمة علیهاالسّلام كفوٌ غير عليّ بن أبي طالب علیه السّلام (2).
[ 111 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه الشيخ أبو جعفر محمّد بن بابويه القمّيّ في كتاب ( المعراج ) (3) مرفوعاً عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله
ص: 225
وهو يخاطب عليّاً علیه السّلام ويقول: يا عليّ، إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه، فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله، وكنّا أمام عرش ربّ العالمين نسبّح الله ونقدّس ونحمده ونهلّله وذلك قبل أن خلق الله السماوات والأرضين.
فلمّا أراد أن يخلق آدم علیه السّلام خلقني وإيّاك من طينة واحدة من طينة عليّين وعجننا بذلك النور وغمسنا بجميع الأنوار وأنهار الجنّة ثمّ خلق آدم علیه السّلام واستودع صلبه تلك الطينة ،والنور، فلمّا خلقه استخرج ذرّيّته من ظهره واستنطقهم وقرّرهم بدينه، فأوّل من أقرّ له بالربوبيّة أنا وأنت والنبيّون على قدر منازلهم وقربهم من الله عزّ وجلّ.
فقال الله تبارك وتعالى : صدقتما وأقررتما - يا محمّد ويا عليّ - وسبقتما خلقي إلى طاعتي، وكذلك كنتما في سبق علمي فيكما، فأنتما صفوتي من خلقي، والأئمّة من ذرّيّتكما وشيعتكما، ولذلك خلقتكم.
ثمّ قال النبيّ صلّی الله علیه وآله : يا علىّ، وكانت الطينة في صلب آدم علیه السّلام ونوري ونورك بين الله عينيه، فما زال ذلك النور ينتقل بين أعين النبيّين والمنتجبين حتّى وصل النور والطينة إلى صلب عبد المطّلب فافترق نصفين؛ فجعلني الله من نصفٍ واتّخذني نبيّاً ورسولاً، وخلقك من النصف الآخر فاتّخذك خليفة ووصيّاً ووليّاً.
و (1) كنتُ من عظمة ربّي كقاب قوسين أو أدنى ، قال [لي ]: يا محمّد، مَن أطوع خلقي لك؟
قلت: عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .
فقال عزّ وجلّ : اتّخذه خليفة ووصيّاً فقد اتّخذته صفيّاً ووليّاً.
يا محمّد، كتبتُ اسمك واسمه على عرشى قبل أن أخلق أحداً محبّة منّى لكما، ولمن أحبّكما وتولّاكما وأطاعكما؛ فمن أحبّكما وأطاعكما وتولّاكما كان عندي
ص: 226
من المقرّبين، ومَن جحدكما وجحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندي من الكافرين الظالمين (1).
ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: فمَن ذا يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة، فأنت أحقّ الناس بي في الدنيا والآخرة، وولدك ولدي، وشيعتك شيعتي، وأولياؤك أوليائي، وأنتم معي غداً في الجنّة (2) .
وهذا يدلّ على أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام أفضل من الأنبياء والمرسلين صلوات الله علیهم أجمعين لأنّه سبقهم إلى الإقرار هو والنبيّ المختار صلّى الله عليهما وعلى ذريّتّهما الأطهار السلام (3) (4).
[112] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الأصبغ بن نباتة أنّه قال: كنّا مع عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يوماً في مسجد الكوفة إذ أقبل رجل أصهب اللحية (5) ذو ظفيرتين، عليه ثوبان أخضران حتّى جلس إلى جانب عليّ علیه السّلام، فقام وقام الرجل معه فخرجا من المسجد، فمكثا قليلاً (6)، فقال بعضنا (7) لبعض: ما الذي فعلنا (8) ؟ تركنا
ص: 227
أمير المؤمنين علیه السّلام مع رجل لا نعرفه، فقمنا فلقينا عليّاً وهو راجع، فقلنا له: أخذنا على أنفسنا بالملامة (1) يا أمير المؤمنين إذ تركناك مع رجل لا نعرفه، فقال: أتدرون مَن كان (2)؟ قلنا: لا، قال: هو الخضر قد أتاني مرّتين قبل هذا وقال: إنّه سيعود إليّ، وأخبرني بأشياء منها ما عرفته ومنها ما لا أعرفه.
قلنا: يا أمير المؤمنين، بما أخبرك (3)؟ [إن رأيت أن تخبرنا به فافعل ].
قال: أمّا في مقامي فلا، ولكنّي أُخبركم بعض ما قال، إنّه ذكر الكوفة وقال: إنّها مدرة (4) لا يريدها أحدٌ (5) بسوء إلّا قصمه الله.
ثمّ قال: أتدري لِمَ سُمّيت الكوفة؟ قلت: لا، قال: شقّ نهرها رجل يقال له (6): كوفان (7).
[113] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( الخصال ): عن عليّ بن الحسين - صلوات الله عليه - قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم وصلّى الفجر ثمّ قال: معاشر الناس، أيّكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد حلفوا (8) باللات والعزّى ليقتلوني وقد كذبوا وربّ الكعبة، فأحجم (9) الناس وما تكلّم أحد.
ص: 228
قال: ما أحسب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فيكم، فقيل له (1)؛ وعك (2) في هذه الليلة ولم يخرج يصلّي معك، فتأذن لي أن أُخبره؟
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : شأنك، فمضى إليه فأخبره فخرج أمير المؤمنين علیه السّلام كأنّه نشط من عقال وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته وقال: يا رسول الله، ما هذا الخبر؟
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : هذا ربّي يخبرني عن ثلاثة نفر وقد نهضوا ليقتلوني وقد كذبوا وربّ الكعبة.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : أنا لهم سريّة وحدي، هو ذا ألبس علَيّ ثيابي.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله بل هذه ثيابي وهذا درعي وهذا سيفي، فألبسه [ ودرّعه ] وعمّمه وقلّده وأركبه [ فرسه ] .
وخرج أمير المؤمنين علیه السّلام فمكث ثلاثة أيّام ما أتاه جبرئيل بخبر ولا أتاه خبر من الأرض، فأقبلت فاطمة علیهاالسّلام بالحسن والحسين علیهماالسّلام وهما على وركيها تقول: أوشك أن يؤتَم هذان الغلامان، فأسبل (3) عينيه يبكي ثمّ قال: معاشر الناس، من يأتيني بخبر عليّ أُبشّره بالجنّة ؟ وافترقوا بالطلب (4) لعظيم ما رأوا بالنبيّ صلّی الله علیه و آله ، فأقبل عامر بن قتادة فبشّره بعليّ علیه السّلام.
ودخل أمير المؤمنين علیه السّلام و معه أسيران ورأس [وثلاثة أبعرة] وثلاثة أفراس، وهبط جبرئيل فخبّر النبيّ صلّى الله عليه وآله بما كان فيه.
فقال له [النبي صلّى الله عليه وآله]: ألا (5) تحبّ أن أُخبرك بما كنت فيه يا أبا الحسن؟
ص: 229
فقال المنافقون: هو منذ ساعة قد أحلّه المخاض (1) والساعة يريد أن يحدّثه بالقصّة (2).
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : بل تحدّث أنت يا أبا الحسن لتكون شاهداً (3) على القوم، فقال: نعم يا رسول الله، لمّا صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركباناً على الأباعر، فنادوني من أنت؟ فقلت: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فقالوا: ما نعرف الله من رسول سواء علينا وقعنا عليك أو على محمّد صلّى الله عليه وآله وشدّ علَىّ هذا المقتول ودار بيني وبينه ضربات وهبّت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول الله وأنت تقول: قد قطعت لك جربان درعه (4) فاضرب حبل عاتقه (5)، فضربته فلم أخفه (6).
ثمّ هبّت ريح سوداء فسمعت صوتك فيها وأنت تقول: قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه فضربته فقطعته و [ وكزته و ] (7) قطعت رأسه [ ورميت به ] وأخذت [ رأسه] ، وقال لي هذان الرجلان بلغنا أنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله رقيق القلب (8) رحیم فاحملنا إليه ولا تعجل بنا (9) وصاحبنا هذا كان يُعَدُّ بألف فارس.
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: أّما الصوت الأوّل الذي طاح بمسامعك (10) فصوت جبرئيل،
ص: 230
وأمّا الصوت الآخر الذي سمعت فصوت ميكائيل، قدّم إليّ أحد الرجلين، فقدّم إليه (1)، فقال له (2): قل لا إله إلّا الله وأشهد أنّك رسول الله صلّی الله علیه و آله.
فقال: لَنَقْلُ جبل أبي قبيس أحبّ إليّ مِن أن أقول هذه الكلمة.
فقال: يا علىّ، خذه واضرب عنقه ثمّ قدّم لي الآخر (3).
فقال له: قُل لا إله إلّا الله واشهد أنّك محمّد صلّى الله عليه وآله رسول الله.
فقال: ألحقني بصاحبي، فقال [النبيّ صلّى الله عليه وآله] : أخۀره يا أبا الحسن واضرب عنقه، فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: لا تقتله فإنّه حسنُ الخُلق، سخيّ الكفّ (4) في قومه، فقال الرجل وهو تحت السيف: هذا رسول ربّك يخبرك؟ قال: نعم، فقال والله ما ملكت درهماً مع أخ لي قط إلّا أنفقته، ولا تكلّمتُ بسوء مع أخ لي، ولا قطبت وجهى في الجدب (5)، وأنا أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنّك رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: هذا ممّن جرّه حسن خلقه وسخاؤه إلى جنّات النعيم (6).
[114 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( راحة الأرواح): روى أبو جعفر القمّيّ، [عن ] حبيب بن جهم أنّه قال: كنتُ مع عليّ بن أبي طالب علیه السّلام لمّا خرج إلى صفّين فنزل
ص: 231
إلى قرية يقال لها: صندوداء (1)، ثمّ أمرنا بالرحيل فرحلنا عنها وسرنا حتّى أتينا إلى صحراء خالية، فنزلنا فتقدّم مالك بن الأشتر وقال: يا أمير المؤمنين، تنزل هاهنا وليس هنا ماء قطّ ؟
فقال: يا مالك، إنّ الله سبحانه يسقينا منها ماء أحلى من العسل وألين من الزبد وأصفى من الياقوت، وقد كان يُرى من بعيد دير فيه راهب (2)، فسار جماعة من العسكر إلى ذلك الدير ونادوا: يا راهب، وسألوه عن الماء، فقال: بعد الماء فرسخان من هاهنا.
ثمّ تقدّم أمير المؤمنين علیه السّلام عن الدير خطوات ثمّ قال: احفروا هذا الموضع، فحفروا فظهرت صخرة عظيمة تبرق.
فقال عليّ علیه السّلام : ارفعوا الصخرة فإنّ تحتها الماء، فاجتهد مائة من الأبطال أن يزيلوها فما قدروا عليها، فقال عليّ علیه السّلام: تباعدوا عنها، فدعا بدعوات ووضع يده عليها فأزالها عن موضعها ورماها بعيداً، فظهر من تحتها ماء - كما قال - أحلى من العسل وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت (3)، ثمّ قال للعسكر: احملوا الماء، فحملنا ثمّ رفع الصخرة فوضعها موضعها وأمر أن يطمّوها.
وكان الراهب يشاهد من فوق الدير، ثمّ صاح وقال: أنزلوني، فأنزلوه فأتى إلى أمير المؤمنين علیه السّلام وقال : أنت نبىّ؟
قال: لا أنا وصيّ نبيّ، فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام: أنت شمعون؟ قال: نعم، قال: هذا اسم سمتّني به أُمّي وما كان لأحد عليه اطّلاع إلّا الله تعالى، ثمّ قال
ص: 232
أمير المؤمنين : العين من عيون الجنّة وقد شرب منها ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّاً مرسلاً ومع كل نبي وصي له.
قال الراهب: امدد يدك حتّى أُؤمن، فأعطاه أمير المؤمنين علیه السّلام يده، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله صلّی الله علیه و آله رسول الله، وأشهد أنّك وليّ الله ووصيّ رسول الله، يا أمير المؤمنين، أشياخي بنوا هذا الديركي يروك فيه فمضى كثير من الناس قبلي ولم يروك، وقد رزقني الله رؤياك، فإنّا قرأنا في كتبنا وسمعنا من علمائنا أنّ هاهنا عين ماء وعليها صخرة عظيمة ولا يعرفها إلا نبي أو وصيّ نبيّ، فلمّا ظهر بك وكان لك القدرة على قلعها أسلمت وأنا بالحقّ والصدق مولى.
فارتحل أمير المؤمنين علیه السّلام إلى صفّين والراهب في خدمته حتّى نال درجة الشهداء بين يديه رضوان الله علیه (1).
[115] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الحسين بن عليّ علیه السّلام ، قال: كنتُ مع أبي بشاطئ الفرات فخلع ثوبه فوضعه على جانب الفرات ونزل إلى الماء، فجاءت موجة فذهبت بالثوب، فخرج أبي من الماء فهتف به هاتف قال: يا أمير المؤمنين، خذ ما في يمينك، فرأى إزاراً فيه ثوب ملفوف، فأخذ الثوب ولبسه فوقعت رقعة من جيبه فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، هديّة من الطالب الغالب (2) إلى علىّ بن
ص: 233
أبي طالب علیه السّلام ، هذا قميص هارون بن عمران «كَذلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً (1) آخَرِينَ» (2)» (3).
[116] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه عبد الرحمن الثمّار (4)، عن الشافعيّ المطلّبيّ في الزلزلة قال: رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطّاب فضجّ أهل المدينة إلى عمر بن الخطّاب، فخرج عمر وأصحابه يصلّون ويدعون إلى الله تعالى لتسكن الرجفة، فما زالت تزيد الرجفة حتّى تعدّت إلى حيطان المدينة وعزم أهلها على الخروج منها، فقال عمر: يا قوم، عليكم بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فقاموا بأجمعهم وقصدوا نحوه علیه السّلام ، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ألا ترى إلى قبور البقيع ورجفتها حتّى تعدّت تلك إلى [ حيطان ] المدينة وقد عزم أهلها على الخروج منها.
فقال علیه السّلام: علَيّ بمائة من أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله، ثمّ اختار من المائة عشرة فجعلهم خلفه وجعل التسعين من ورائهم، ولم يبق أحد إلّا حضر، ثمّ دعا بأبي ذر وسلمان والمقداد وعمّار وقال لهم: كونوا بين يديّ، ومشى بهم حتّى توسّط البقيع والناس محدقون به، ثمّ ضرب الأرض برجله فقال لها: مالكِ مالكِ؟ فما استتمّ كلامه حتّى سكنت، ثمّ قال : صدق الله ورسوله، لقد نبّأني بهذا العليم الخبير وبهذا اليوم وبهذه الساعة وباجتماع الناس، إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه: « إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا » (5) أنا والله ذلك
ص: 234
الإنسان (1) [أما لو كانت هي هي لقالت مالها وأخرجت إلىّ أثقالها، ثمّ انصرف وانصرف الناس معه وقد سكنت الرجفة ] (2) .
[117] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة ) ما يروى أنّ رجلاً أُتي به إلى عمر بن الخطّاب وكان قد صدر منه (3) أنّه قال لجماعة من الناس: إنّي أُحبّ الفتنة، وأكره الحقّ، وأُصدّق اليهود والنصارى، وأُؤمن بمالم أره، وأقرّ بما لم يخلق. فرفع الخبر إلى عمر، فأرسل عمر إلى عليّ علیه السّلام فلمّا جاءه وأخبره بمقال الرجل، فقال: صدق، يحبّ الفتنة وهو ولده وقال الله تعالى: « إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ» (4)، ويكره الحقّ يعني الموت، ويصدِّق اليهود والنصارى وقال الله تعالى: « وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ » (5)، ويؤمن بما لم يره؛ يؤمن بالله ولم يره، ويقرّ بما لم يخلق يعني القيامة.
فقال عمر: أعوذ بالله من معضلة لا علىّ لها (6).
[118 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: وقعت له واقعة حارت العلماء والفقهاء فيها، وهي أنّ رجلاً تزوّج بخنثى لها فرج كفرج الرجال وفرج كفرج
ص: 235
النساء وأصدقها جارية كانت له ودخل بها فحملت منه الخنثى وجاءته بولد ثمّ [إنّ ] الخنثى وطأت الجارية التي أصدقها الرجل فحملت منها وجاءت بولد، فاشتهرت قصّتها ورفع أمرها إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فسأل عن حال الخنثى، فأُخبر أنّها تحيض وتطأ وتوطأ وتمنى من الجانبين وقد حبلت. وصار الناس متحيّرين (1) في جوابها وكيف حكم قضائها وفصل خطابها.
فاستدعى بغلاميه برقا وقنبر وأمرهما أن يذهبا إلى هذه الخنثى ويعدّا أضلاعها من الجانبين فإن كانت متساوية فهى امرأة، وإن كان الجانب الأيسر أنقص من الجانب الأيمن بضلع واحد فهو رجل، فذهبا إلى الخنثى كما أمرهما وعدّا أضلاعها من الجانبين فوجدا أضلاع الجانب الأيسر أنقص عن أضلاع الجانب الأيمن بضلع، فأخبراه بذلك، وشهدا عنده به فحكم على الخنثى بأنّها رجل، وفرّق بينها وبين زوجها.
ودليل ذلك أنّ الله تعالى لما خلق آدم علیه السّلام وحيداً أراد لإحسانه إليه ولخفيّ حكمته فيه أن يجعل له زوجاً من جنسه ليسكن كلّ واحد منهما إلى صاحبه، فلمّا نام آدم خلق الله عزّ وجلّ من ضلعه القصير من جانبه الأيسر حوّاء، فانتبه فوجدها جالسة إلى جانبه أحسن ما تكون من الصور، فلذلك صار ناقصاً عن المرأة بضلع، والمرأة كاملة الأضلاع من الجانبين، والأضلاع الكاملة أربع وعشرون ضلعاً في المرأة، وفي الرجل ثلاث وعشرون (2) ضلعاً؛ اثنتا عشرة في اليمين وإحدى عشرة في اليسار (3).
ص: 236
[ 119 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: رُوي عن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، قال: أنا من رسول الله صلّى الله عليه وآله كالعضد من المنكب، وكالذراع من العضد، وكالكفّ من الذراع، ربّاني صغيراً وآخاني كبيراً ، وقد (1) كان لي [منه ] مجلس سرّ لا يطلع عليه إلّا الله تعالى (2)، أوصى إليّ دون أصحابه وأهل بيته، ولأقولنّ ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم منذ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو أنّه سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله مرّة أن يدعو لي بالمغفرة، قال: يا عليّ، أفعل ذلك لأجلك، فقام وصلّى ركعتين، فلمۀا فرغ من صلاته (3) رفع يديه للدعاء استمعت إليه، فإذا هو قائل: اللّهمّ بحقّ عليّ علیه السّلام عبدك اغفر لعلىّ علیه السّلام .
فقلت: يا رسول الله ما هذا الدعاء؟!
فقال : يا عليّ، ما أجد أكرم منك على الله فاستشفع به إليه (4).
[120 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : روي أنّ عليّاً اجتاز [ليلة ] على امرأة مسكينة لها أطفال صغار يبكون من الجوع وهي تشاغلهم وتلهيهم حتّى يناموا، فكانت
ص: 237
قد أشعلت ناراً تحت قدر فيها ماء لا غير وأوهمتهم أنّ فيها طعاماً تطبخه لهم، فعرف أمير المؤمنين علیه السّلام حالها فمشى ومعه قنبر إلى منزله فأخرج قوصرة (1) تمر وجراب دقيق وشيئاً من الشحم والأرز والخبز وحمله على عاتقه الشريف فطلب قنبر حمله فلم يفعل، فلمّا وصل إلى باب المرأة استأذن عليها فأذنت له بالدخول فرمى شيئاً من الأرز في القدر ومعه شيء من الشحم فلمّا فرغ ونضج غرف فيه للصغار وأمرهم بأكله فلمّا شبعوا قام عنهم وأخذ يطوف بالبيت ويبعبع لهم، فأخذوا بالضحك، فلمّا خرج علیه السّلام قال له قنبر: يا مولاي، رأيت منك الليلة شيئاً عجباً، قد علمت سبب بعضه و هو حملك للزاد طلباً للثواب، وأمّا طوافُك على يديك ورجليك والبعبعة فما أدري سبب ذلك؟
فقال علیه السّلام: يا قنبر، إنّي دخلت على هؤلاء الأطفال وهم يبكون من شدّة الجوع فأحببت أن أخرج عنهم وهم يضحكون مع الشبع فلم أر شيئاً سوى ما فعلت (2).
[121]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( مصباح الأنوار ) ما روى يونس، عن ابن عبّاس، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى غزاة تبوك (3) وخلّف علىۀ بن أبي طالب علیه السّلام على أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف المنافقون وقالوا: ما خلّفه إلّا اشتغالاً به، فلما سمع ذلك أخذ سلاحه وخرج إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله (4) وهو نازل بالجرف (5).
ص: 238
فقال: يا رسول الله، زعم المنافقون أنّك إنّما خلّفتني اشتغالاً لي، فقال له: كذبوا ولكنّي خلّفتك لما تركت وراثي فرجع واخلفني في أهلى وأهلك، ألا ترضى أن تكون [منّي ] بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، فرجع إلى المدينة ومضى رسول الله صلّى الله عليه وآله لسفره، فكان من أمر الجيش أنّه انكسر وانهزم القوم (1) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فنزل جبرئيل علیه السّلام وقال : يا نبيّ الله إنّ الله يقرؤك السلام ويُبشِّرك بالنصر ويخبرك إن شئت نزلت الملائكة لنصرك (2)، وإن شئت عليّاً علیه السّلام، فادعه يأتك، فاختار النبي صلّى الله عليه وآله عليّاً علیه السّلام ، فقال جبرئيل علیه السّلام : أدر وجهك نحو المدينة منادياً: يا أبا الغوث أدركنى يا علىّ [أدركني ].
قال سلمان الفارسيّ: وكنت معه فيمن تخلّف [مع عليّ علیه السّلام ، فخرج يوماً يريد الحديقة فمضيت معه فصعد النخلة ينزّل رطباً وهو ينثر وأنا أجمع إذ سمعته يقول: لبّيك لبيك ها أنا جئتك، ونزل والحزن ظاهر عليه ودمعه (3) ينحدر.
فقلت: ما شأنك يا أبا الحسن؟
قال: یا سلمان جیش رسول الله صلّی الله علیه وآله قد انكسر وهو يدعوني ويستغيث [بي ] ثمّ مضى ودخل منزل فاطمة وأخبرها وقال يا سلمان، ضع قدميك موضع قدمي لا تخرج منه شيئاً.
قال سلمان: فاتّبعته حذو النعل [بالنعل] والقذّة بالقذّة سبع عشرة خطوة فعاين الجيوش والعساكر فصرخ الإمام صرخة لهب بها الجيوش وتفرّقوا، ونزل جبرئيل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فسلّم عليه، فردّ عليه السلام واستبشر به، ثمّ عطف الإمام على الشجعان فانهزم الجمع وولّوا الدُّبر، وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً،
ص: 239
وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام وسطوته وهمّته وعُلاه (1).
وأبان الله عزّ وجلّ معجزه في هذا الموطن بما عجز عنه جميع الأُمّة، وكشف عن فضله الباهر وإتيانه من المدينة شرّفها الله إلى تبوك في سبع عشرة خطوة، وسماعه نداء النبيّ صلّى الله عليه وآله على بُعد المسافة وتلبيته من أعظم المعجزات وأدلّ الآيات على عدم النظير له في الأُمم كافّة، وفضل أمير المؤمنين علیه السّلام ومعجزاته عجز الأنام عنها وعن حصرها وتعدادها، وتحيّر الألباب لباهر علمه وتضيّق الطروس عن قابض معجزه وفهمه إذ آياته في الأقطار ظاهرة، ومعجزاته على ألسن الخلق جارية، وأسرار علومه في الآفاق سائرة، وبيّنات أفعاله وأقواله بين الناس دائرة على سائر طبقاتهم واختلاف اعتقاداتهم، فكلّ لديه شغف، وكلّ قلب نحوه منصرف، اللّهمّ إلّا أن تكون [أُمّه] (2) غير حرّة، والنطفة غير زكيّة، والقلب غير سليم، والمنشأ غير كريم ، والسعادة غير سابقة، فاستولى عليه الشيطان فكان من الغاوين.
[122] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما ذكره الثعلبيّ في تفسير « وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي
ص: 240
نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ » (1) ما يدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السّلام ووفائه الرسول الله صلّی الله علیه و آله بنفسه أنّ الله تعالى أوحى (2) إلى جبرئيل وميكائيل في ليلة مبيت علىّ علیه السّلام على فراش النبيّ صلّی الله علیه و آله (3): أنّى قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالبقاء والحياة؟ فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله تعالى إليهما: أما كنتما مثل علىّ بن أبى طالب علیه السّلام آخيت بينه وبين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، فأوحى الله إليهما أن اهبطا إلى الأرض واحفظاه من عدوّه، فنزلا، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند قدميه (4)، فقال جبرئيل : بخ بخ لك (5) يابن أبي طالب، يباهي الله بك الملائكة، وأنزل الله على رسوله صلّی الله علیه و آله وهو متوجّه إلى المدينة في شأن عليّ: « وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله » (6) (7) .
[123] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( مصباح الأنوار ) ما رواه الدعشيّ بإسناده عن أبي عبد الله الجدليّ (8)، قال: أتيت عائشة فقلت لها]: جئت أسألك في أيّ
ص: 241
شيء نزلت: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (1)؟
قالت لي: اسأل أُمّ سلمة ففي بيتها نزلت هذه الآية، فأتيت أُمّ سلمة فأخبرتها أنّي أتيت عائشة وسألتها عن هذه الآية فقالت لي: اسأل أُمّ سلمة ففي بيتها نزلت.
فقالت أُمّ سلمة: إنّها لو شاءت لأخبرتك، اسمع ما أقول: [إنّه ] أتاني رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: لو أنّ عندي من أرسله إلى علىّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام، فما كان عنده غيري، فمضيت دعوتهم إليه، فلمّا أتيت بهم إليه أجلس الحسن علیه السّلام عن يمينه، والحسين علیه السّلام عن شماله، وعليّ وفاطمة علیهماالسّلام عند رأسه، ثمّ أخذ بثوب له خيبريّ فحلّلهم به ثمّ قال: عترتي اللّهمّ وأهل بيتي إليك لا إلى غيرك فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً.
فقالت أُمّ سلمة: قلت: يا رسول الله، أدخلني معهم، فقال النبي فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : يا أُمّ سلمة، لا يدخل إلّا من هو منّى وأنا منه وأنتِ من صالحات أزواجي وأنتِ إلى خير (2) .
[124 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما روي عن أبي سعيد الخدريّ، قال: أصبح عليّ ذات يوم فقال: يا فاطمة، أعندك شيء نغتذيه؟
قالت : لا والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة ما أصبح الغداء عندي منذ يومين إلّا شيئاً كنت أُؤثرك به على نفسي وعلى ابنَيّ الحسن والحسين علیهماالسّلام.
ص: 242
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : يا فاطمة، ألا كنتِ أعلمتني فأبغيكم شيئاً (1)؟
فقالت: يا أبا الحسن، إنّي لأستحي من إلهى أن أكلف نفسك ما لا تقدر عليه.
فخرج عليّ علیه السّلام من عند فاطمة علیهاالسّلام واثقاً بالله وأحسن الظنّ به فاستقرض ديناراً يشتري لهم ما يُصلحهم، فعرض له المقداد بن الأسود الكنديّ رضي الله عنه وكان يوم شديد الحرّ وقد لوّحته (2) الشمس من فوقه وآذته من تحته، فلمّا رآه أمير المؤمنين علیه السّلام أنكر شأنه قال: يا مقداد ما أزعجك الساعة من رحلك ؟
فقال: يا أبا الحسن خلّ سبيلي ولا تسألني عمّا ورائي.
قال: يا أخي، لا يسعني أن تجاوزني حتّى أعلم علمك.
فقال: يا أبا الحسن، رغبت إلى الله وإليك أن تخلّي سبيلي. ولا تكشف عن حالي.
فقال: يا أخى، لا يسعنى أن تكتمنى حالك.
فقال: يا أبا الحسن، والذي أكرم محمّداً صلّی الله علیه و آله بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة ما أزعجني من رحلي إلّا الجهد وقد تركت عيالي جياعاً، فلّما سمعت بكاءهم لم تحملني الأرض فخرجت مهموماً وهذه قصّتي (3).
فانهملت عيناه علیه السّلام بالبكاء حتّى بلّت دموعه كريمته وقال: أحلف بالذي حلفت الا ما أزعجني إلّا الذي أزعجك وقد اقترضت ديناراً فها هو قد آثرتك به على نفسي، فدفع الدينار إليه ورجع حتّى دخل المسجد وصلّى الظهر والعصر والمغرب مع النبيّ صلّی الله علیه وآله ، فلمّا قضى رسول الله صلّی الله علیه وآله المغرب مرّ بعليّ علیه السّلام وهو بالصفّ الأوّل فوكزه (4) برجله فقام علىّ علیه السّلام فلحقه في باب المسجد فسلّم عليه فردّ عليه السلام.
ص: 243
فقال: يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشّيناه فنميل معك؟ فمكث أمير المؤمنين علیه السّلام [مطرقاً ] لا يردّ (1) جواباً حياءً من رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان قد عرف رسول الله صلّی الله علیه و آله ما كان من أمر الدينار، ومن أين أخذه، وأين وجهه بوحي من عزّ وجلّ إلى نبيّه (2)، وأمره أن يتعشّى عند عليّ تلك الليلة. فلمّا نظر إلى سكوته قال: يا أبا الحسن، مالك لا تقول لا فأنصرف، أو نعم فأمضي معك. فقال: حبّاً وكرامة فاذهب بنا.
فأخذ رسول الله صلّی الله علیه و آله بيد أمير المؤمنين علیه السّلام فانطلقا حتّى دخلا على فاطمة علیهاالسّلام وهى في محرابها قد قضت صلاتها وخلفها جفنة يفور منها دخان (3)، فلمّا سمعت كلام رسول الله صلّی الله علیه و آله خرجت من مصلّاها فسلّمت عليه وكانت أعزّ الناس عليه، فردّ عليها السلام ومسح على رأسها وقالت يا أبتاه كيف أمسيتَ يرحمك الله؟ فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ علیه السّلام ، فلمّا نظر أمير المؤمنين علیه السّلام إلى الطعام وشمّ رائحته رمق (4) فاطمة علیهاالسّلام ببصره رمقاً (5) شحيحاً، قالت له فاطمة علیهاالسّلام : سبحان الله! ما أشحّ نظرك! هل أذنبت ذنباً فيما بيني وبينك استوجب به السخط منك؟
فقال: وأيّ ذنب أعظم من ذنب أصبته؟! أليس عهدي بك اليوم الماضي وأنتِ تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاماً منذ يومين؟ فنظرت إلى السماء وقالت: إلهي تعلم ما في سمائك وأرضك، [ و ] إنّى لم أقل إلّا حقّاً.
فقال لها النبيّ صلّی الله علیه و آله : يا فاطمة، أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه
ص: 244
ولم أشمّ مثل رائحته قطّ، ولم أكل أطيب منه؟ فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله كفّه الكريمة المباركة بين كتفي أمير المؤمنين علیه السّلام فغمزه ثمّ قال: يا علىّ، هذا بدل دينارك، هذا جزاء دينارك من عند الله تعالى « إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» .
ثمّ استعبر صلّى الله عليه وآله باكياً ثمّ قال: الحمد الله الذي لم تخرجا من الدنيا حتّى أتى لكما باتٍ يخبركما بخبر زكريّا وتجزي فاطمة علیهاالسّلام مجزى مريم بنت عمران وهو قوله تعالى: « كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ » (1) (2) .
[125] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب الخوارزميّ فيما رواه قيس بن الربيع(3)، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أوّل من اتّخذ عليّاً علیه السّلام من السماء أخاً إسرافيل ثمّ ميكائيل ثمّ جبرئيل، وأوّل من أحبّه من السماء حملة العرش ثمّ رضوان خازن الجنّة ثمّ ملك الموت، وإنّ ملك الموت يترحّم على محبّي عليّ علیه السّلام كما يترحّم علىّ علیه السّلام الأنبياء (4).
ص: 245
[126] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من تفسير عليّ بن إبراهيم (1) ما رواه أحمد بن الا الفضل الأهوازيّ، قال: حدّثنا بكر بن أحمد (2)، عن محمّد بن فلان (3)، عن فاطمة بنت الحسين علیه السّلام ، عن أبيها وعمّها الحسن بن عليّ علیهم السّلام ، قال: حدّثنا أمير المؤمنين علیه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لمّا دخلت الجنّة رأيت فيها شجرة تحمل الحلىّ والحلل ، أسفلها خيل بلق (4) وأوسطها الحور العين، وفي أعلاها الرضوان
قلت: يا أخي (5)، لمن هذه الشجرة؟
قال: هذه لابن عمّك علىّ بن أبى طالب علیه السّلام ، إذا أمر الله الخليقة الدخول يؤتى بشيعة عليّ حتّى يُنتهى بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحليّ ويركبون الخيل البلق وينادي منادٍ: هؤلاء شيعة عليّ علیه السّلام صبروا في الدنيا على الأذى فيحبرون اليوم (6).
ص: 246
[127 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الخوارزميّ ، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله خاطبني ربّي ليلة المعراج فقلت (1): أنت خاطبتني أم عليّ علیه السّلام ؟ فقال: يا أحمد صلّی الله علیه و آله، أنا شيء ليس كالأشياء، لا أُقاس بالناس، ولا أُوصف بالشبهات، خلقتك مِن نوري وخلقت عليّاً علیه السّلام من نورك، فاطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد أحبّ عليك من عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فخاطبتك بلسانه حتّى يطمئنّ قلبك (2).
[ 128 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور ما رواه عبد الرحمن بن القاسم الهمدانيّ، قال: حدّثني أبو حاتم محمّد بن محمّد الطالقانيّ أبو مسلم، عن الخالص الحسن بن عليّ علیهماالسّلام ، عن الناصح عليّ بن محمّد علیهماالسّلام ، عن الثقة محمّد بن عليّ الرضا علیهماالسّلام [ عليّ بن موسى علیهماالسّلام] عن الأمين موسی بن جعفر علیهماالسّلام ، عن الصادق جعفر بن محمّد علیهماالسّلام ، عن الباقر محمّد بن عليّ علیهماالسّلام ، عن الزكيّ زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام عن المرتضى أمير المؤمنين علیه السّلام ، عن المصطفى سيّد المرسلين صلّی الله علیه و آله أنّه قال لعلىّ علیه السّلام: يا علىّ، كلِّم الشمس فإنّها تكلّمك.
قال عليّ علیه السّلام : [السلام] عليك أيّها العبد المطيع لربّه (3).
ص: 247
فقالت الشمس: وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتّقين وقائد الغر المحجّلين.
يا عليّ، أنت وشيعتك في الجنّة.
يا عليّ، أوّل من تشقّ الأرض عنه محمّد صلّی الله علیه و آله ثمّ أنت، وأوّل من يُحبى محمد صلّی الله علیه و آله ثمّ [أنت ] وأوّل من يُكسى محمّد صلّى الله عليه وآله ثمّ أنت.
فخّر (1) عليّ ساجداً وعيناه تذرفان بالدموع، فانكبّ عليه النبي صلّى الله عليه وآله وقال: يا أخي وحبيبي، ارفع رأسك فقد باهى الله تعالى بك أهل سبع سماوات (2) .
[ 129 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور بحذف الإسناد عن جابر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: جاءني جبرئيل من عند الله عزّ وجلّ بورقة آس (3) خضراء مكتوب فيها: «إنّي افترضت محبّة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام على خلقي [عامّة]» فبلّغهم ذلك عنّى (4).
ص: 248
[ 130 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خلق الله من نور وجه عليّ بن أبي طالب علیه السّلام سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبّيه إلى يوم القيامة (1) .
[ 131 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: رُوي عن حبّة العرنيّ (2) أنّه قال: لما نزل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام بمكان يقال له : البليخ (3) على جانب الفرات، نزل إليه راهب من صومعته فقال لعليّ علیه السّلام : إنّ عندنا كتاباً قد توارثناه من آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم علیهماالسّلام أعرضه عليك؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : نعم، فما هو ؟
فأخرج الراهب كتاباً فيه (4).
«بسم الله الرحمن الرحيم، الذي قضى فيما قضى وسطر فيما كتب، أنّه باعث في الأمّيّين رسولاً منهم يعلِّمهم الكتاب والحكمة
ص: 249
ويدلّهم على سبيل الله، لا فظّ ولا غليظ ولا سخّاب في الأسواق، ولا يجازي (1) في السيّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، أُمّته الحامدون الذين يحمدون الله على كل حال (2) في كلّ صعود وهبوط، تذلّ ألسنتهم بالتهليل والتكبير، وينصره الله على كلّ من ناوأه، وإذا توفّاه الله اختلفت أُمّته بعده فلبثت بذلك ما شاء الله ، ثمّ اختلفت ثمّ يمرّ رجل ثمّ يمرّ رجل من أُمّته بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي الحقّ ولا يوكس (3) لحكم، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء، يخاف الله في السرّ وينصح له في العلانية، لا تأخذه في الله لومة لائم، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإنّ القتل معه شهادة ».
ثمّ قال الراهب (4): فأنا مصاحبك لا أُفارقك حتّى يصيبني ما أصابك.
قال: فبكى أمير المؤمنين علیه السّلام ثمّ قال: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيّاً، الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار.
فمضى الراهب معه وكان فيما ذكر يتغدّى عند (5) أمير المؤمنين علیه السّلام ويتعشى حتّى أُصيب بصفّين، فلمّا خرج الناس يدفنون قتلاهم قال أمير المؤمنين علیه السّلام:
ص: 250
اطلبوه، فلمّا وجدوه صلّى عليه ودفنه وقال: هذا منّا أهل البيت واستغفر له مراراً (1).
[ 132 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: روى محمّد بن ثابت بإسناده عن عبد الله بن مسعود، قال: كنّا في بعض غزواته فنزل في منزل ونزل المسلمون معه على غير ماء والمشركون على ماء لهم، فتعطّش المسلمون والنبيّ (2)، فقال: من يسقني شربة ماء فله الجنّة، فلم يكن عند أحد ماء، فوثب عليّ فتناول القربة وقد غابت الشمس، فخرج يمشي نحو الماء الذي عليه المشركون، فأتى ليلاً فملأ القربة، فلمّا احتملها وقع وأُهريق الماء، فعاد (3) فملأها ثانية فأصابه مثل الأُولى، ثمّ ملأها ثالثة وأتى إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله والقربة مملوءة (4).
فقال: يا عليّ، أسقطت ثلاث مرّات؟
فقال: نعم يا رسول الله لقد أصابني ذلك، والذي بعثك بالحق نبيّاً فمن الذي أخبرك بذلك؟
قال: جبرئيل في جماعة من الملائكة أتاني وأخبرني أنّهم أتوك فسلّموا عليك فأصابك ريح أجنحتهم فسقطت، ثمّ جاءني إسرافيل فأخبرني أنّه أتاك
ص: 251
في جماعة من الملائكة فسلّموا عليك فأصابك ريح أجنحتهم فسقطت، وما أتوك إلّا ليحفظوك (1).
[133] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه عبد الرحمن بن صالح بإسناده عن الليث (2)، قال: كان لعليّ علیه السّلام في ليلة واحدة ثلاثة آلاف فضيلة، بعثه رسول الله يستقي ماء فبينما هو على البئر إذ هبّت ريح شديدة حتّى اشتمل بالبئر، ثمّ مرّت ريح ثانية ثمّ ثالثة، ثمّ أتى إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فذكر له ذلك، فقال: يا أبا الحسن، أمّا الريح الأُولى فإنّه جبرئيل وإنّه مرّبك في ألف من الملائكة فسلمّ وسلّموا عليك، وأمّا الريح الثانية فإنّه ميكائيل مرّ في ألف من الملائكة فسلّم وسلّموا عليك، وأمّا الريح الثالثة فإنّه إسرافيل مرّ بك في ألف من الملائكة فسلّم وسلّموا عليك، ما أتوك إلّا ليحفظوك (3).
[134 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه إسماعيل بن أبان، عن أُمّ سلمة، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله في بعض الأيّام عندي ثمّ خرج وقال (4): يا أُمّ سلمة، إن جاءك
ص: 252
عليّ علیه السّلام وبلال قولي له (1) يلحقني بهذه الأدوات إلى الجبل، وإن أبطأ عليك عليّ (2) وجاء بلال قولي له يلحقني، فأبطأ علي وجاء بلال، فقلت له: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أمر أن تأخذ هذه الأدوات وتلحقه إلى الجبل.
قالت: فلمّا ذهب بلال يتناولها أقبل عليّ فأخبرته، فقال: هلمّ بنا، فمضيا جميعاً يطلبان رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى الجبل، فبينما هم في بعض الشعاب يطلبانه إذ لقيا رجلاً متوكّئاً على عصاة وعلى كتفه كساء كأنّه راع.
فقال له عليّ علیه السّلام: هل رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟
فقال الرجل هل الله من رسول فغضب علىّ علیه السّلام وتناول حجراً ورماه فأصابه بين عينيه، فصاح صيحة فإذا الأرض [كلّها ] سوداء من خيل وراجل حتّى أطافوا به، ثمّ أقبل عليّ علیه السّلام فبينما هو كذلك إذ أقبل طائران أخضران (3) من قبل الجبل فأخذ اهلا أحدهما يمنة والآخر يسرةً فما زالا يضربانهم بأجنحتهما حتّى ذهب ذلك السواد ورجع الطائران حتّى أخذا في الجبل، فقال علىّ علیه السّلام لبلال: اتّبع هذين الطائرين فصعد عليّ علیه السّلام الجبل وبلال فإذا هما برسول الله صلّى الله عليه وآله وقد أقبل من خلف الجبل عل لها فتبسّم في وجه عليّ علیه السّلام فقال : يا عليّ مالي أراك مذعوراً! فقصّ عليه الخبر فقال: أو تدري ما الطائران؟ قال لا.
قال: ذاك جبرئيل وميكائيل علیهماالسّلام كانا عندي يحدثاني فلمّا سمعا الصوت عرفا أنّه إبليس فأتياك يا علىّ ليعيناك (4).
ص: 253
[135] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور ما رواه أنس بن مالك قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وآله في بعض الأيّام صلاة الفجر ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت: يا رسول الله، أرأيت أن تفسّر لنا قول الله تعالى: « فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً » (1)، فقال صلّى الله عليه وآله : أمّا النبيّون فأنا، وأمّا الصدّيقون فأخي، وأمّا الشهداء فعمّي حمزة، وأمّا الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين علیهم السّلام.
قال: وكان العبّاس حاضراً فوثب وجلس بين يديه وقال: ألسنا أنا وأنت وعليّ وفاطمة والحسن و الحسين علیهم السّلام من نبقة (2) واحدة؟
فقال: صدقت ولكن - يا عمّ- إنّ الله تعالى خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسین علیهم السّلام قبل أن يخلق سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة ولا ظلمة ولا والحسين آدم حين نور ولا جنّة ولا نار ولا شمس ولا قمر.
قال العبّاس: وكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله ؟
قال: يا عمّ، لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم كلمة فخلق منها نوراً فمزج النور بالروح فخلقني وأخي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام فكنّا نسبّح حين لا تسبيح، ونقدّس حين لا تقديس، فلمّا أراد الله أن [ ينشئ ] الصنعة فتق نوري فخلق الله منه نور العرش فنور العرش من نوري ونوري خير من نور العرش، ثمّ فتق نور أخي عليّ فخلق منه نور الملائكة فنور الملائكة من نور عليّ ونور عليّ أفضل من الملائكة، ثمّ فتق نور ابنتي فاطمة علیهاالسّلام فخلق منه نور السماوات
ص: 254
والأرض فنور ابنتى فاطمة علیهاالسّلام من نور الله وابنتى فاطمة علیهاالسّلام أفضل من السماوات والأرض، ثمّ فتق نور ولدي الحسن علیه السّلام فخلق منه نور الشمس والقمر فنور الشمس والقمر من نور ولدي الحسن علیه السّلام و نور ولدي الحسن الا من نور الله تعالى والحسن علیه السّلام أفضل من الشمس والقمر، ثمّ فتق نور ولدي الحسين علیه السّلام فخلق الجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين علیه السّلام ، ونور ولدي الحسين علیه السّلام من نور الله وولدي الحسين علیه السّلام أفضل من الجنّة والحور.
ثمّ أمر [الله] الظلمات أن تمرّ على سحائب النظر فاظلمّت السماوات على الملائكة، فضجّت الملائكة بالتسبيح والتقديس وقالت: إلهنا وسيّدنا ومولانا (1)، منذ خلقتنا وعرّفتنا هذه الأشباح لم نر بؤساً؛ فبحقّ هذه الأشباح إلّا ما كشفت عنّا هذه الظلمة، فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة علیهاالسّلام قناديل معلّقة من بطنان العرش فأزهرت السماوات والأرض ، ثمّ أشرقت بنورها؛ فلأجل ذلك سمّيت الزهراء علیهاالسّلام.
فقالت الملائكة: إلهنا وسيّدنا، لمن هذا النور الزاهر الذي أزهرت منه السماوات والأرض؟
فأوحى الله إليهم: هذا نور قد اخترعته من نور جلالي لفاطمة علیهاالسّلام ابنة حبيبي وزوجة وليّي وأخ نبيّي وأبو حججي على عبادي وبلادي، أُشهدكم ملائكتي أنّي جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ثمّ لمحبّيها إلى يوم القيامة.
فلمّا سمع العبّاس من رسول الله صلّی الله علیه و آله ذلك قام وقّبل ما بين عيني عليّ علیه السّلام وقال: يا علىّ، أنت الحجّة البالغة لمن آمن بالله تعالى (2).
ص: 255
[136 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور: روی يزيد بن هارون (1)، عن أحمد بن سلمة (2)، عن أنس بن مالك، قال: ركب النبيّ صلّی الله علیه و آله يوماً (3) بغلته ثمّ انطلق إلى جبل أبي فلان ثمّ قال: يا أنس، انطلق إلى موضع كذا وكذا ستجد عليّاً علیه السّلام يسبّح بالحصى فاقرأه منّي السلام واحمله على البغلة وائتني به (4).
قال أنس: فذهبت فوجدت عليّاً كما قال النبيّ صلّى الله عليه وآله فحملته على البغلة وأتيت به إليه، فلمّا بصر الرسول قال السلام عليك يا رسول الله .
قال: وعليك السلام يا أبا الحسن، اجلس، فإنّ هذا مكان جلس فيه سبعون مرسلا، ما جلس فيه أحد من الأنبياء إلا وأنا خير منه ولا فخر (5)، وقد جلس في موضع كلّ نبيّ أخ له ما جلس فيه من الإخوة أحد إلّا وأنت خير منه.
قال أنس: فنظرت إليهما وإذا (6) سحابة قد أظلّتهما ودنت من رؤوسهما فمدّ النبيّ يده إلى السحابة فتناول منها عنقود عنب فجعله بينه وبين علىّ علیه السّلام وقال: كل يا أخي فهذه هدية من الله إليّ ثمّ إليك.
قال أنس: فقلت: یا رسول الله صف لى كيف علىّ علیه السّلام أخوك؟
قال: يا أنس، إنّ الله عزّ وجلّ خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة
ص: 256
آلاف سنة فأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق تعالى آدم ثمّ نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ثمّ أجراه في صلب آدم علیه السّلام إلى أن قبض آدم علیه السّلام ثمّ نقله إلى صلب شيث علیه السّلام ، فلم يزل ذلك الماء ينقل من ظهر إلى ظهر حتّى صار في ظهر عبد المطّلب ثمّ قسّمه (1) نصفين ثمّ جعل النصف الواحد في أبي عبد الله بن عبد المطّلب والنصف الآخر في أبي طالب؛ فأنا من نصف ذلك الماء وعليّ علیه السّلام من النصف الآخر؛ فعليّ علیه السّلام أخي في الدنيا والآخرة. ثمّ قرأ النبيّ صلّی الله علیه و آله : « وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً » (2) (3).
مالك، فقال: ألا أُبشّرك بشيء تفرح به؟ قلت: بلى، قال: كنت واقفاً بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله في مسجد المدينة وهو قاعد بالروضة، فقال: يا أنس، أسرع وائتني بعليّ [بن أبي طالب علیه السّلام] ، فذهبت فإذا بعليّ وفاطمة علیهماالسّلام ، فقلت: يا عليّ إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله يدعوك إليه، فجاء في الحال وكنت معه فسلّم على النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا عليّ، سلِّم على جبرئيل.
فقال: السلام عليك يا جبرئیل فردّ عليه جبرئيل السلام، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: یاعليّ، هذا جبرئيل يقول: إنّ الله عزّ وجل يقرؤك السلام ويقول: طوبى لك ولشيعتك ومحبّيك والويل كلّ الويل لمبغضك.
إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من [بطنان ] العرش: أين محمّد وعليّ علیهماالسّلام ، فيرفع بكما إلى السماء السابعة حتّى توقفا بين يدي الله عزّ وجلّ، فيقول الله تعالى [لنبيّه : أورد عليّاً الحوض وهذا الكأس أعطه حتّى يسقى محبّيه وشيعته، ولا يسقي أحداً من مبغضيه، ويأمر لمحبّيه أن يحاسبوا حساباً يسيراً، ويأمر بهم إلى الجنّة (1).
[138] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روى الحسين بن سعید، قال: سمعت عبدالله بن
ص: 258
جعفر الليثيّ، أخبرني محمّد بن سيرين (1)، عن الحسن، عن [أبي ] عبيدة الجرّاح، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً وعنده المهاجرون والأنصار، أيهّا الناس، إنّ الله تعالى شرّفني بعلي وجعله آيتي في الدنيا والآخرة ويفرّج عنّي في الدنيا والآخرة، وحامل اللواء يوم القيامة، وهو وصيّي ووزيري في الدنيا والآخرة، يسقي محبّيه من حوضي، وإن علم الله أنّ لي غيره معيناً لأعطاني (2).
[139] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روى جرير، عن الأعمش، عن سفيان، عن أنس ابن مالك، قال: كنت مع النبيّ صلّی الله علیه و آله ورجلان من أصحابه في ليلة مظلمة مكفهرّة (3) إذ قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : امضوا إلى علىّ علیه السّلام (4)، فأتينا إلى باب علىّ علیه السّلام فنقرنا الباب نقراً خفيفاً، فلم نشعر إلّا وقد خرج إلينا عليّ متّزراً بإزار صوف، متردّياً بمثله، وفي كفّه سيف النبيّ صلّی الله علیه و آله ، فقال: أحدث حادث؟
قلنا: خيراً، أمرنا النبيّ صلّى الله عليه وآله أن نأتي إليك. فما نشعر إلّا وأقبل(5) رسول الله صلّى الله عليه وآله. فقال: يا علىّ. قال: لبّيك.
فقال: يا عليّ، أخبر أصحابي بما أصابك البارحة.
فقال عليّ علیه السّلام: إنّي لأستحيي يا رسول الله، قال النبيّ: إنّ الله لا يستحيي من الحقّ.
فقال علىّ علیه السّلام: يا رسول الله، أصابتنى جنابة البارحة من فاطمة علیهاالسّلام بنت رسول الله
ص: 259
فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء ، فبعثت الحسن علیه السّلام هكذا والحسين علیه السّلام هكذا فأبطا علَىّ فانقلبت على ظهري فإذا أنا بهاتفٍ في سواد البيت يقول: قُم - يا عليّ- فخذ السطل والمنديل فاغتسل، فإذا أنا بالسطل مملوءاً ماءً ومنديل من سندس ،أخضر، فأخذت السطل ثمّ اغتسلت منه ثمّ مسحت يدي بالمنديل، ثمّ رددت المنديل على السطل فإذا السطل قد ارتفع في الهواء، فسقطت من السطل قطرة فأصابت هامتی فوجدت بردها على فؤادي.
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : بخ بخ يابن أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل، أمّا الماء فمن نهر الكوثر، وأمّا السطل والمنديل فمن الجنّة، بذلك أخبرني جبرئيل (1) (2).
[ 140 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( مصباح الأنوار ): روى محمّد بن ثابت البنانيّ، عن الحارث الهمدانيّ، عن معاذ بن جبل أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا خرج من الغار إلى خديجة كئيباً فزعاً، قالت (3) خديجة : يا رسول الله [ ما الذي أدّى بك من الكآبة والحزن ما لم أره منك مذ يوم صحبتي فقال رسول الله: حزني يا خديجة غيبة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فقالت: يا رسول الله ، ] تُفرّق في الآفاق المسلمين (4) وإنّما بقى ثمانية رجال [وهم] (5) الذين (6) كانوا معك [الليلة] فتحزن لغيبة عليّ وإنّما هو رجل واحد؟!
ص: 260
فغضب النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال : يا خديجة، إنّ الله أعطاني في عليّ علیه السّلام ثلاثة أشياء (1) لدنياي وثلاثة لآخرتي وواحدة أتخوّف (2) عليه منها.
فقالت: يا رسول الله، إن أنت أخبرتني ما هي الثلاثة التي أعطاك للدنيا ؟ وما هي [ الثلاثة ] التي لآخرتك؟ وما هي الواحدة التي تخاف (3) عليه منها لأحتوين [على] بعيري [ و ] والله (4) لأطلبنّه حيثما كان إلّا أن يحول بيني وبينه الموت.
فقال صلّى الله عليه وآله : يا خديجة، أمّا الثلاثة التي لدنياي: [فإنّه] يستر عورتي عند موتي، ويؤدّي عنّي ديني، ويبرأ ذمّتي وعدّتي بعد موتي، وإنّه يقتل أربعة وثمانين (5) مبارزاً [ قبل أن يموت أو يقتل] ، وأعطاني في عليّ علیه السّلام للآخرتي أنّه متكأ يوم الشفاعة، والثانية أنّه صاحب مفاتيح الجنّة، والثالثة أعطاني الله تعالى أربعة ألوية: لواء الحمد بيدي، وأدفع لواء التهليل إلى عليّ علیه السّلام وأوجهه في أوّل فوج إلى [باب ] الجنّة وهم شيعته ومحبّوه ثمّ يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنّة بغير سؤال، وأدفع لواء التكبير إلى عمّي حمزة وأوجهه في الفوج الثاني، وأدفع لواء التسبيح إلى جعفر وأوجهه في الفوج الثالث، وأُقيم على أُمّتي فأشفع فيهم ثمّ أكون قائدهم وإبراهيم السائق حتّى أدخل أُمّتي الجنّة. وأمّا الواحدة [يا خديجة ] فأخاف عليه من جملة قريش.
فقامت خديجة من ساعتها واحتوت على بعيرها وقد اختلط الظلام وخرجت تطلبه وإذا هي بشخص فسلّمت عليه ليردّ عليها السلام لتعلم أنّه عليّ علیه السّلام أم غيره (6)،
ص: 261
فردّ عليّ عليها السلام فقال: يا خديجة، قالت: نعم، ثمّ أناخت بعيرها وقالت: بأبي أنت وأُمّى، أنت علي علیه السّلام؟
قال: نعم، قالت: سراني رسول الله صلّى الله عليه وآله إليك، فأتت [ إلى ] منزلها والنبيّ مستلقٍ على ظهره وهو يمرّيده الكريمة ما بين نحره وسرّته وهو يقول: اللّهمّ فرّج همّي وبرّد كبدي بخليلي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
فقالت له خديجة: قد استجاب الله دعاءك يا رسول الله، فلمّا سمع [ رسول الله ] نهض قائماً رافعاً يديه نحو السماء وهو يقول: شكراً للمجيب - حتّى قالها ثلاثا - (1).
[ 141 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه علىّ بن محمد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لمّا رجع من (2) التجارة من الشام تصدّق بكلّ ما رزقه الله من تلك التجارة، وكان يغدو كلّ يوم إلى حراء ويصعده وينظر من قلله إلى آثار صنع (3) الله وأنواع عجائبه وبدائع حكمته، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الأرض والبحار والمفاوز والفيافي(4) فيعتبر بتلك الآثار ويتذكّر بتلك الآيات ويعبد الله حق عبادته.
فلمّا استكمل أربعين سنة نظر الله عزّ وجلّ إلى قلبه فوجده أفضل القلوب وأجلّها وأطوعها وأخشعها وأخضعها فأذن لأبواب السماء ففتحت ومحمّد صلّی الله علیه و آله ينظر إليها، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمّد صلّی الله علیه و آله ينظر، فأمر الرحمة فنزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمّد صلّی الله علیه و آله وغمرته، ونظر إلى جبرئيل روح الأمين
ص: 262
المتطوّق بالنور طاوس الملائكة هبط إليه وأخذ بضبعيه (1) وهزّه وقال: يا محمّد اقرأ، قال: وما أقرأ؟
قال: يا محمّد ، «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ » إلى قوله : «مَا لَمْ يَعْلَمُ» (2) .
ثمّ أوحى إليه ربّه عزّ وجلّ ثمّ صعد إلى العلوّ ونزل وقد غشيه من تعظيم جلال الله، وورد عليه من كبير شأنه ما ركبه به الحمّى والنافض (3).
يقول: وقد اشتدّ عليه ما يخافه من تكذيب قريش فى خبره، ونسبتهم إليه الجنون، وقولهم يعتريه شيطان.
وكان من أوّل أمره أعقل الخليقة (4)، والله أكرمه برأيه، [و] أبغض الأشياء إليه الشيطان وأفعاله وأقواله.
فأراد الله عزّ وجلّ أن يشرح صدره ويوسّع قلبه فأنطق الله الجبال والصخور والمدر وكلّما وصل إلى شيء ناداه: السلام عليك يا محمّد ، السلام عليك يا وليّ الله، السلام عليك يا رسول الله [السلام عليك يا حبيب الله ]، أبشر فإنّ الله عزّ وجلّ قد فضّلك وجمّلك وزيّنك وأكرمك فوق الخلائق أجمعين من الأوّلين والآخرين، لا يحزنك أن تقول قريش: إنّك مجنون، وإنّ الفاضل مَن فضّله الله، والكريم مَن أكرمه خالق الخلائق أجمعين، فلا يضيقنّ صدرك من تكذيب قريش وعتاة العرب لك، فسوف يُبلِّغك ربّك أقصى منتهى الكرامات، ويرفعك أرفع الدرجات، وسوف يُنعم [ عليك ] (5) ويفرّج عن أوليائك بوصيّك عليّ بن
ص: 263
أبي طالب علیه السّلام، وسوف يبثّ علومك في العباد والبلاد، وباب مدينة علمك عليّ ابن أبي طالب ، وسوف يقرّ عينك بابنتك فاطمة علیهاالسّلام ، وسوف يخرج منها ومِن عليّ، الحسن والحسين علیهم السّلام سيّدَي شباب أهل الجنّة ، وينشر في بلادك دينك ويعظم أجر المحبين لك ولأخيك، ويضع في يدك لواء الحمد فتضعه في يد أخيك عليّ فيكون تحته كلّ نبيّ وصدّيق وشهيد، ويكون قائدهم أجمعين إلى جنّات النعيم.
فقلت في سرّي: يا ربّ، مَن علىّ بن أبى طالب علیه السّلام الذي وعدتني به؟ وذلك بعد ما ولد عليّ علیه السّلام وهو طفل أو هو ولد عمّي؟ وقال بعد ذلك لمّا تحرّك عليّ قليلاً وهو معه: أهو هذا؟ [ففى كل مرّة من ذلك ] فأنزل (1) عليه ميزان الجلال فجعل محمّداً صلّی الله علیه و آله في كفّةٍ منه، ومثّل له عليّ علیه السّلام وسائر الخلائق من أُمّته إلى يوم القيامة فوزّن بهم فرجح عليهم ، ثمّ أخرج محمّداً صلّی الله علیه و آله من الكفّة وترك عليّاً علیه السّلام في كفّة محمّد صلّى الله عليه وآله التي كان فيها فوزّن بسائر أُمّته فرجح بهم فعرفه رسول الله صلّی الله علیه و آله بعينه وصفته ونودي في سرّه: يا محمّد، هذا عليّ بن أبي طالب علیه السّلام صفيّى الذي أيّدته، هذا الذي يرجح على جميع أُمّتك بعدك، وذلك حين شرح الله صدري بأداء الرسالة وخفّف عنّى مكافحة الأُمّة، وسهّل علَيّ مبارزة العتاة الجبابرة من قريش (2).
[142 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من تفسير العسكريّ علیه السّلام ما رواه عليّ بن محمّد، قال: لمّا رجع أمير المؤمنين علیه السّلام من صفّين وسقى القوم من الماء الذي تحت الصخرة
ص: 264
التي قلبها ذهب ليقعد لحاجته (1) فقال بعض منافقي عسكره: سوف ننظر إلى عورته (2) وإلى ما يخرج منه فإنّه يدّعي مرتبة النبيّ، لنخبر أصحابنا بكذبه.
فقال [عليّ] علیه السّلام لقنبر: اذهب إلى تلك الشجرة [وإلى ] التي تقابلها - وقد كان بينهما أكثر من فرسخ - فنادهما أنّ وصيّ محمّد صلّى الله عليه وآله يأمركما أن تتلاءها(3) وتتلاصقا.
فقال قنبر: يا أمير المؤمنين، أيبلغهما صوتي؟
قال عليّ علیه السّلام: إنّ الذي يبلّغ بصر عينيك إلى السماء وبينك وبينها مسيرة خمسمائة عام سيبلّغهما صوتك.
فذهب ونادى فالتحمت إحداهما [على] الأُخرى (4) كالمتحابّين الذين طالت غيبة أحدهما عن الآخر واشتدّ إليه شوقه.
قال قوم من منافقي العسكر: [إنّ ] عليّاً يُضاهي محمّداً صلّى الله عليه وآله في سحره وليس هو برسول ولا هذا بإمام (5) وإنّهما ساحران لكنّا سندور من خلفه للنظر إلى عورته وما يخرج منه، فأوصل الله ذلك إلى أُذن عليّ علیه السّلام من قبلهم، فقال جهراً: يا قنبر، إنّ المنافقين أرادوا مكايدة وصيّ محمّد رسول الله صلّی الله علیه و آله فظنّوا أنّه لا يمتنع منهم إلّا بالشجرتين، فارجع إليهما وقل لهما إنّ وصيّ محمّد يأمركما أن تعودا إلى مکانكما، ففعلتا ما أمرهما به فانقلبتا وعادت كلّ واحدة تفارق الأُخرى كهزيمة الجبّان من الشجاع [البطل ].
ثمّ ذهب عليّ علیه السّلام و رفع ثوبه ليقعد وقد مضى جماعة من المنافقين لينظروا إليه فأعمى الله أبصارهم فلم يبصروا شيئاً، فولوا عنه وجوههم فأبصروا، ثمّ رجعوا
ص: 265
لينظروا فعموا، فما زالوا ينظرون إلى جهته ويعمون وينصرفون عنه ويبصرون إلى أن فرغ وقام ورجع وكان ذلك ثمانين مرّة من كلّ واحد منهم.
ثمّ ذهبوا إلى ما خرج منه فاعتقلوا في مواضعهم فلم يقدروا أن يروه فإذا انصرفوا أمكنهم الانصراف، فأصابهم ذلك مائة مرّة حتّى نودي فيهم بالرحيل فرحلوا وما وصلوا إلى ما أرادوا؛ فلم يزدهم ذلك إلّا عتوّاً وطغياناً وتمادياً في كفرهم وعنادهم. فقال بعضهم لبعض: انظروا هذا العجب من آياته ومعجزاته ويعجز عن معاوية وعمرو ويزيد (1)، فأوصل الله ذلك من قبلهم إلى أُذن علىّ علیه السّلام فقال علیه السّلام: يا ملائكة ربّى ائتونى بمعاوية وعمرو ويزيد فنظروا في الهواء فإذا الملائكة كأنّهم شرطة السودان قد علق كلّ واحد منهم واحداً فأنزلوهم إلى حضرته فإذا أحدهم معاوية والآخر عمرو والآخر يزيد.
فقال [ عليّ ] علیه السّلام: تعالوا انظروا إليهم، أما إنّي لو شئت لقتلتهم ولكنّي أنظر كما أنظر الله إبليس إلى يوم الوقت المعلوم، إنّ الذي ترونه بصاحبكم ليس بعجز ولا ذلّة ولكن محنة من الله لينظر كيف تعملون، ولئن طعنتم على عليّ علیه السّلام فقد طعن الكافرون والمنافقون قبلكم على رسول الله صلّی الله علیه و آله (2).
قالوا: مَن طاف ملكوت السماوات والجنان في ليلة ورجع كيف يحتاج إلى أن يهرب إلى الغار ويأتي المدينة من مكّة في أحد عشر يوماً، وإنّما هو من الله إذا شاء أراكم وامتحنكم بما تكرهون لينظر كيف تعملون [ وليظهر حجّته عليكم ] (3)
ص: 266
[143] . وأُخرى من مناقبه علیه السّلام : من ( أمالي ) الطوسيّ ما رواه أيّوب بن نوح (1)، عن صفوان بن يحيى (2)، عن أبان بن عثمان (3)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد علیه السّلام ، قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود النبي ، فيأتى النداء من عند الله عزّ وجلّ: لسنا أردنا إيّاك وإن كنت [الله] خليفة.
ثمّ ينادى ثانياً: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، فيأتى النداء من قِبَل الله عزّ وجلّ: يا معاشر الخلائق، عليّ بن أبى طالب علیه السّلام خليفة الله فى أرضه، وحجّته على عباده؛ فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم ويستضيء بنوره وليتّبعه إلى الدرجات العلى من الجنان؛ فيقوم أَناس قد تعلّقوا بحبله في دار الدنيا فيتّبعونه إلى الجنّة (4).
[144] . وأُخرى منِ مناقبه علیه السّلام : ما رواه منصور بن يونس (5)، عن ابن
ص: 267
أُذينة (1)، عن محمّد بن مسلم (2)، قال: سمعت أبا جعفر علیه السّلام يقول: نزل جبرئيل علیه السّلام على محمدّ صلّى الله عليه و آله برمّانتين من الجنّة، فلقيه على فقال له: ما هاتان الرمّانتان اللّتان في يدك؟
فقال: أمّا هذه فالنبوّة ليس لك فيها نصيب، وأمّا هذه فالعلم، ففلقها رسول الله صلّى الله عليه وآله نصفين وأخذ رسول الله نصفها وأعطاه نصفها، قال: أنت شريكي فيه وأنا شريكك، قال: فلم يعلم رسول الله صلّى الله عليه وآله حرفاً ممّا علّمه الله عزّ وجلّ إلّا وقد علمّه عليّاً، ثمّ انتهى العلم إلينا، ووضع يده على صدره (3).
[145] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من ( مشارق الأمان ) : وهو ما روي أنّ عليّاً علیه السّلام لمّا شطر مرحباً في ذلك اليوم شطرين، جاء جبرئيل فقال: هنّاك يا رسول الله وهو باسمٌ، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: ما ابتسامك يا أخي جبرئيل؟ قال: أمّا ابتسامي فهذه الملائكة قد عجبوا من حملات عليّ علیه السّلام حتّى نادى منادٍ باسمه في السماء: لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار، وأمّا الإعجاب فإنّي لمّا أردت أن أُدمّر مدائن لوط السبع رفعتها بأمر الله
ص: 268
تعالى وقدرته من الأرض السابعة السفلى إلى السماء السابعة العُليا (1) على ريشة واحدة من جناحي حتّى سمع مَن في السماء صياح ديكهم وبكاء أطفالهم ولم أثقل بها فدمّرتها تدميراً، واليوم لمّا كبّر عليّ علیه السّلام تكبيرته الهاشميّة وضرب ضربته العلويّة مؤيَّداً من الله بالقوّة الإلهيّة وشطر مرحباً وجواده ولامة حربه ودرعه وبيضته شطرين، أُمرت أن أقبض فاضل سيفه حتّى لا يشقّ الأرض ويشطر الثور الحامل لها [ يشطره ] شطرين فتقلب بأهلها، وكان فاضل سيف علىٌّ علیه السّلام علَىّ أثقل من مدائن لوط السبع، وهذان ميكائيل وإسرافيل قد قبضا عضده في الهواء (2) (3).
وما هو عجيب منه نسبة كماله لأنّ مدائن لوط قطعة من الأرض وأمّا ضربته فإنه صادرة عن تأييد الله وقدرته، وأين قدرة الله التي من خشيتها ترعد السماء وسكّانها إلى قطعة من الارض وجدرانها، والإمام أمر الله وعظمته، وأين ثقل الأرض إلى عظمة ربّ السماء والأرض.
[146] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : روى جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله قاعداً [ يوماً ] على باب المسجد إذ مرّ علىّ بن أبي طالب علیه السّلام في بعض الطرق من (4) طرق المدينة يتهادى في مشيه (5)، فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وآله وقال: كأنّي
ص: 269
بعليّ علیه السّلام يمشي بهذه المشية في الجنّة، إنّ الله تعالى أعطى النبيّين إحدى عشرة خصلة وأعطى عليّا علیه السّلام منها عشر خصال وحرمه واحدة وهي الوحي بالنبوّة، وأبدله بها عدّة خصال: أعطاه الإسلام صغيراً، وشرح صدره للإيمان، وحشا جوفه هُدىّ، وأنار قلبه بالقرآن، وجعله في صلاته خاشعاً، وفي دعائه خاضعاً، ورزقه الله تعالى أخاً مثلي وليس لي مثله (1) ، [ورزقه مثل فاطمة الزهراء زوجة وليس لي ولا لأحد مثلها ] ورزقه الحسن والحسين علیهماالسّلام وهما سيدا شباب أهل الجنّة، وأعطاه الوقوف على الحوض، وجعله يحمل اللواء.
فوثب إليه رجل من أصحابه فقال يا رسول الله أخبرتنا أنّ طول اللواء طول المغرب وعرضه عرض المشرق فكيف يطيق على على حمله؟!
فقال: [إنّه ] إذا كان يوم القيامة يحمل اللواء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام على ناقة من نوق الجنّة قوائمها من الزمرّد الأخضر، وبدنها من الياقوت الأحمر، وعرفها من المسك الأذفر، ويجعل الله على متن تلك الناقة قبة بيضاء يُرى خارجها من باطنها، وباطنها من خارجها، ويعطى الله عليّاً علیه السّلام من القوّة مثل قوّة جبرئيل، ونوراً مثل نور آدم. ألا وإنّ الجنّة محرَّمة على الخلائق حتّى يدخلها عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ونحن تحت لوائه، وشيعته متعلِّقون بأذناب (2) اللواء، ويحشر المرء مع من أحبّ - يقولها ( النبي ) ثلاثاً - (3) .
[147] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام من الكتاب المذكور: روى الزهريّ، عن ابن المسيّب، عن أبي ذرّ أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله قال : يا أبا ذر، عليّ علیه السّلام أخي ووصيّي وصهري
ص: 270
وعضدي، إنّ الله لا يقبل فريضة إلّا بحبّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
يا أبا ذر، لمّا أُسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير من نور، وعلى رأسه تاج من نور وإحدى رجليه في المشرق وأُخرى في المغرب، و(1) بين يديه لوح [ ويده تبلغ المشرق والمغرب وبين يديه ] ينظر فيه والدنيا [كلّها ] بين عينيه والخَلْقُ بين ركبتيه [ ويده تبلغ المشرق والمغرب ].
فقلت: يا جبرئيل، مَن هذا الملك (2)، فما رأيت من ملائكة ربّى [جلّ جلالة ] أعظم [خلقاً ] منه؟
قال: هذا عزرائيل ملك الموت، أُذنُ منه وسلِّم عليه، فدنوت منه وسلّمت عليه.
[فقلت : السلام عليك يا حبيبي ملك الموت ].
فقال: وعليك السلام يا أحمد، ما فعل ابن عمّك عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟
قلت: فهل (3) تعرف علىّ بن أبى طالب علیه السّلام (4)؟ :
قال: وكيف لا أعرفه وإنّ الله جل ثناؤه وكّلني بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح عليّ علیه السّلام فإنّ الله يتوفّاكما بمشيئته عزّ وجلّ (5).
[148] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام من ( منهج الشيعة ): أنّه علیه السّلام خرج ذات ليلة من
ص: 271
مسجد الكوفة متوجّهاً إلى داره وقد مضى هزيع (1) من الليل وفي خدمته كميل بن زياد وكان من خيار شيعته ومحبّيه، فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت يقرأ قوله تعالى: « أَمَّنْ هُوَ قَانِتُ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَابِ» (2) بصوت شجيّ حزين، فاستحسن كميل ذلك في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً.
فالتفت إليه علیه السّلام وقال: يا كميل، لا يُعجبك طنطنة الرجل، إنّه من أهل النار، وسأُنبّتك بعدُ.
فتحيّر كميل لمكاشفته له على ما في باطنه وبشارته للرجل بالنار مع كونه في تلك الحالة الحسنة ظاهراً، فسكت كميل متعجّباً متفكّراً في هذا الأمر ومضى على هذه مدّة متطاولة إلى أن آل أمر الخوارج ما آل فقاتلهم أمير المؤمنين علیه السّلام وكانوا قد حفظوا القرآن كما أُنزل، فالتفت أمير المؤمنين علیه السّلام إلى كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف فى يده يقطر دماً ورؤوس أُولئك الكفرة الفجرة محلقة على الأرض، فوضع علیه السّلام رأس السيف على رأس من تلك الرؤوس وحرّكه وقال: يا كميل، « أَمَّنْ هُوَ قَانِتُ آنَاءَ اللَّيْلِ » أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ في تلك الليلة وأعجبك حاله واستحسنته.
فقبّل كميل أقدام أمير المؤمنين علیه السّلام الشريفة واستغفر الله تعالى(3). واعتذر.
فهذه المنقبة من بعض مناقبه.
ص: 272
[149 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( مصباح الأنوار ) روى أحمد الطويل(1)، عن أنس بن مالك، قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وآله صلاة العصر وأبطأ في ركوعه في الركعة الأُولى حتّى ظننّا أنّه قدسهى وغفل، ثمّ رفع رأسه فقال: سمع الله لمن سمع حمده، ثمّ أوجز في صلاته وسلّم ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم كأنّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم، ثمّ جثا على ركبتيه وبسط قامته حتّى تلألأ المسجد بنوره (2)، ثمّ رمى بطرفه في الصفّ الأوّل يتفقّدهم (3) رجلاً رجلاً، ثمّ رمى بطرفه إلى الصف الثاني، ثمّ رمى بطرفه إلى الصف الثالث يتفقد (4) رجلاً رجلاً، ثمّ كثرت الصفوف ثمّ قال: ما لي لا أرى ابن عمّى علىّ بن أبى طالب علیه السّلام ؟!
فأجابه (5) من آخر الصفوف [ وهو يقول] : لبّيك لبّيك يا رسول الله.
فقال [رسول الله صلّى الله عليه وآله] بأعلى صوته: أُدنُ منّي يا عليّ، فما زال يتخطّى أعناق المهاجرين والأنصار حتّى دنا المرتضى من المصطفى.
فقال له النبيّ صلّی الله علیه و آله : ما الذي خلّفك الصفّ الأوّل؟
قال: شككت أنّى على غير طهر فأتيت منزل فاطمة علیهاالسّلام فناديت: یا حسن، یا حسين، يا فضّة، فلم يجبني أحد، فإذا بهاتف يهتف من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن، يابن عمّ النبيّ، التفت، فالتفتُّ فإذا أنا بسطل من ذهب ومنديل فأخذت
ص: 273
المنديل [فيه ماء ] ووضعته على كتفى اليُمنى (1) وأتيت إلى الماء فإذا هو يفيض على يدي، فتطهّرت وأسبغت الطهر، ولقد وجدته ألين من الزبد وفي طعم الشهد، ورائحة المسك، ثمّ التفتُّ ولم أدر من وضع السطل والمنديل، ولا أدري من أخذه!
فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله في وجهه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه (2) وقال: يا أبا الحسن، ألا أُبشّرك ؟! إنّ السطل من الجنّة، والمنديل من الفردوس الأعلى، والذي هيّأك للصلاة جبرئيل [علیه السّلام]، والذي مندلك ميكائيل [علیه السّلام]، والذي نفس محمّدٍ صلّى الله عليه وآله بيده ما زال إسرافيل قابضاً [ يده ] على ركبتيَّ حتّى لحقتَ معي الصلاة، أيلومني الناس على حبّك؟! والله تعالى وملائكته يحبّونك من (3) السماء (4).
[150] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور ما رواه الأعمش، عن أبي وائل (5)، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله : لمّا خلق الله تعالى آدم فنفخ فيه من روحه، عطس آدم علیه السّلام فقال: الحمد الله، فأوحى الله: حمدني عبدي، وعزّتي وجلالي لولا عبدان أُريد أن أخلقهما في الدنيا ما خلقتك. فقال: إلهى، فيكونان منّي؟ قال: نعم، قال: يا آدم ارفع رأسك ، فرفع رأسه فإذا مكتوب
ص: 274
على العرش: «لا إله إلّا الله، محمّد صلّى الله عليه وآله نبيّ الرحمة وعلىّ علیه السّلام مقيم الحجّة، من عرف حقّ عليّ زكى وطاب، ومن أنكر حقّه لُعِنَ وخاب، أقسمت بعزّتي أن أدخل الجنّة من أطاعه ولو عصاني، وأقسمت بعزّتي أن أدخل النار من عصاه ولو أطاعني» (1).
[ 151 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: روى سلمان الفارسيّ والمقداد بن الأسود وأبوذر الغفاريّ وجماعة من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّهم دخلوا عليه والحزن ظاهر في وجوههم، فجلسوا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وقالوا: نفديك بآبائنا وأُمّهاتنا (2)، إنّا نسمع في عليّ علیه السّلام كلاماً [قد أحزننا وإنّا نستأذنك في الردّ عليهم ].
قال: وما عساهم يقولون في أخي وابن عمّي؟ فقالوا: يا رسول الله، إنّهم يقولون وأيّ فضيلة [لعليّ علیه السّلام] في السبق إلى الإسلام وإنّما أدركه وهو طفل صغير، ونحواً من هذا الكلام والنكت.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: هذا الذي يحزنكم؟ قالوا: نعم.
فقال لهم (3) النبىّ صلّى الله عليه وآله: بالله أسألكم أن تقولوا لهم هل علمتم في (4) الكتب
ص: 275
المقدّمة (1) أنّ إبراهيم الخليل علیه السّلام هرب من النمرود وهو حمل في بطن أمّه مخافة عليه من النمرود بن كنعان - لعنه الله - لأنّه كان يشقّ بطون الحوامل، ويقتل الأولاد، فجاءت به أمّه فوضعته [أمّه ] بين أثلال بشاطئ نهر يتدفق يقال له خوران (2) بين غروب الشمس وإقبال الليل فلمّا وضعته واستقرّ على وجه الأرض قام من تحتها يمسح التراب عن وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانيّة ثمّ أخذ ثوباً وتوشّح (3) به وأُمّه تراه فلمّا رأته فزعت منه فزعاً شديداً، ثمّ هرول بين يديها ناظراً إلى السماء وكان (4) ما قال الله عزّ وجلّ [عنه ]: فلمّا رأى كوكباً، ثمّ لمّا رأى الشمس والقمر، وكان ما قال الله عزّ وجلّ كما في سابقتها: « وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ » (5).
وعلمتم أنّ موسى بن عمران علیهماالسّلام كان فرعون في طلبه وشقّ بطون [النساء] الحوامل وذبح الأطفال والأولاد لقتل موسى علیه السّلام، فلمّا ولدته أُمّه أُمِرَت أن تأخذه من تحتها وتجعله في التابوت ثمّ تلقيه في اليمّ، فبقيت متحيّرة حتّى كلّمها موسی علیه السّلام ، قال: يا أُمّ، اقذفيني في التابوت وألقيني في اليمّ. فقالت [له] - وهي فزعة من كلامه - : إنّي أخاف عليك الغرق.
قال (6): لا تخافي ولا تحزني إنّ الله رادّني إليك. ثمّ إنّها فعلت ذلك فبقي التابوت واليمّ إلى أن اقذفه اليمّ إلى الساحل لا يطعم طعاماً ولا يشرب [ شراباً ].
ص: 276
وروي أنّ المدّة كانت سبعين يوماً، وروي ستّة أشهر، وقال الله (1) تعالى في حال طفوليّته: « وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ » (2) الآية.
وهذا عيسى بن مريم علیهماالسّلام قال الله تعالى: « فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي » الآية (3)، فكلّم أُمّه وقت ولادتها إيَّاه وقال لها: « فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً » الآية (4). وقال حين أشارت إليه في قومها [فقال قومها] : «كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً » « قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً »(5). [«وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ « ما دُمْتُ حَيَّا * وَ بَرًّا بِوَالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا » (6) وتكلّم عيسى في وقت ولادته وأُوتي الكتاب والنبوّة وأوصي بالصلاة والزكاة ] لثلاثة أيام من مولده، وكلّمهم في اليوم الثالث.
وقد علمتم أنّ الله عزّ وجلّ خلقني وعليّاً علیه السّلام من نور واحد وكنّا في صلب آدم علیه السّلام نسبّح الله تعالى، ثمّ نقلنا فلم يزل نورنا ينقلب من أصلاب الرجال الطاهرة إلى الأرحام الزاكية يسمع تسبيحنا في الظهور والبطون في كلّ عهد وعصر إلى عبد المطلّب، وإنّ (7) نورنا كان يظهر في ملاحة وجوه آبائنا وأُمّهاتنا، حتّى تبيّن [أُمّهاتنا مخصوصة بالنّبوة وجباههم ] فلمّا افترق نورنا صار (8) نصفاً في عبد الله ونصفاً في أبي طالب عمّي، وكان يسمع تسبيحنا في ظهورهم ، وكان عمّي وأبي إذا جلسا في
ص: 277
مجلس الناس (1) أنار نوري في صلب أبي، ونور عليّ علیه السّلام في صلب أبيه [إلى أن خرجنا من صلب آبائنا وبطون أُمّهاتنا ].
ولقد هبط علَيّ أخي جبرئيل وقت (2) ولادة أخي (3) عليّ علیه السّلام وقال لي: يا محمّد، الحقّ يُقرؤك السلام ويهنّيك بولادة أخيك وابن عمّك عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ويقول لك: هذا أوان ظهور نبوّتك وإعلان أخيك وابن عمّك وزيرك وصفوتك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعليت به ذكرك فقلت: الحمد لله، وقمت مبادراً فوجدت فاطمة بنت أسد قد جاءها المخاض وحولها النسوة والقوابل.
فقال لي أخي جبرئيل: يا محمّد، سجّف (4) بيننا وبين النساء [ سجاف ] فإذا وضعت عليّاً علیه السّلام فتلقه أنت، ففعلت ما أمرني به جبرئيل، وقال: امدد يدك اليمنى فالتقى بها عليّاً علیه السّلام فإنّه صاحب اليمين، فمددت يدي اليمنى نحو أُمّه فإذا بعلىّ علیه السّلام مايل على يديّ واضعاً يده اليمنى في أُذنه يؤذّن ويقيم الحنفيّة ويشهد الله بالوحدانيّة ويقرّ برسالتي، ثمّ انثنى فقرأ الصحف (5)، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لقد ابتدأ بالصحف التي أنزل الله على آدم علیه السّلام وقرأها شيث (6) فتلاها من أوّلها إلى آخرها، من أوّل حرف إلى آخر حرف حتّى لو حضر شيث علیه السّلام لأقرّ له أنّه أحفظ [له]، ثمّ [ تلا صحف نوح علیه السّلام ، ثمّ ] صحف إبراهيم علیه السّلام ، ثمّ توراة موسى علیه السّلام وإنجيل عيسى علیه السّلام ، ثمّ قرأ القرآن من أوله إلى آخره، فوجدته يحفظ كحفظي له من قبل أن يسمع منّي حرفاً ولا آية، ثمّ خاطبني وخاطبته بما خوطب الأنبياء [و] الأوصياء،
ص: 278
ثمّ عاد إلى حال الطفوليّة. وماذا عليكم من قول أهل الشرك [ والشكّ ]؟!
وقال [النبيّ صلّى الله عليه وآله]: بالله عليكم تعلمون أنّي أفضل الأنبياء وهو أفضل الأوصياء، وهو وصيّي على المسلمين أجمعهم، وإنّ آدم علیه السّلام لمّا رأى اسمي واسم أخي واسم فاطمة ابنتي وسبطَيّ الحسن والحسين علیهماالسّلام مكتوبة على ساق العرش بالنور قال: هل خلقت خلقاً من قبلي أكرم عليك منّي ؟ قال: لا يا آدم، قال: إلهي، فما هذه الأسماء التي أراها على ساق العرش؟! قال الله تعالی یا آدم، لولا هذه الأسماء ما (1) خلقت سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحيّة ولا ملكاً مقرّباً ولا خلقتك يا آدم.
فقال آدم: إلهي وسيّدي فبحقّهم عليك إلّا غفرت لي خطيئتي، فغفر له.
وكنّا نحن الكلمات التي تلقّى آدم علیه السّلام من ربّه فتاب عليه (2) وقال : أبشر يا آدم، هذه الاسماء من ذريّتك ،وولدك، فحمد الله وافتخر على الملائكة.
فإذن كان هذا فضلنا عند الله، وما أعطى إبراهيم وموسى وعيسى علیهماالسّلام من الفضل إلّا وقد أعطاني الله تعالى أوفى منه.
فقال سلمان والمقداد وأبو ذرّ ومن معهم: يا رسول الله، نحن بحمد الله الفائزون، فلك ولأُمّتك خلقت الجنّة، ولأعدائكم خلقت (3) النار، هنيئاً لعليّ بن أبي طالب (4) بما أعطاه الله تعالى (5).
ص: 279
[152] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما روى بريد(1)، عن خالد بن (2) عبادة بن الصلت (3)، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أتاني جبرئيل وقال لي: إنّ الله أمرك أن تحبّ عليّاً علیه السّلام وتحبّ من أحبّه، فإن الله يحبّ عليّاً علیه السّلام ويحب من أحبّه. قلت: يا جبرئيل، ومن يبغضه ؟ قال : من يحمل الناس على عداوته (4).
[153] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور: ما روى جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله: أوّل من يدخل الجنّة من النبيّين والصدّيقين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .
قال جابر: فقام أبو دجانة وقال: يا رسول الله، ألم تخبرنا عن الله عزّ وجلّ أنّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى تدخلها أنت وعلى الأُمم حتّى تدخلها أُمّتك؟
قال: بلى، ولكن أما علمت أنّ حامل لواء القوم يكون أمامهم، عليّ بن أبي طالب علیه السّلام حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يديّ، يدخل به الجنّة، وأنا على أثره.
ص: 280
قال جابر: فقام علىّ علیه السّلام وقد أشرق وجهه سروراً وهو يقول: الحمد لله الذي شرّفنا بك يا رسول الله (1) .
[154 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور: روی عبّاس بن مسلم (2)، عن عقبة بن عامر الجهنيّ (3)، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله في غير وقت صلاة، فقال لي: يا عقبة [ بن عامر]، ما الذي جاء بك؟
قلت: أمرٌ عرض [لي] يا رسول الله أُحبّ أن تخبرني ما هؤلاء القوم الذين معك منهم من يقول: إنّ أبا بكر أفضل أصحابك، ومنهم من يقول: عمر أفضل أصحابك، ومنهم مَن يزعم أنّ عمّك العبّاس أفضل [ أصحابك ] ، ومنهم مَن يقول أنّ طلحة والزبير أفضل أصحابك، فإن حدث [بك ] حادث فبأيّ وليّ نقتدي يا رسول الله ؟
فقال: يا عقبة، اختر مَن اختاره الله مَن بعدي ومن زوّجه الله عزّ وجلّ (4) ابنتي، ومن شقّ اسمه من أسمائه.
فقلت مَن ذلك يا رسول الله ؟
ص: 281
قال: ذلك عليّ بن أبي طالب علیه السّلام الذي أنطق الله الحقّ على لسانه، وشرح بالإيمان صدره، ومن وكّله الله عزّ وجلّ [إليكم ] بقتل أعدائه.
واعلم يا عقبة أنّ عليّاً علیه السّلام مع (1) الحقّ والحقّ معه (2)، فإن قاتل فقاتل معه، وسيخالفه قومٌ من أُمّتى.
يا عقبة، لئن أجبتموه ليفتحنّ الله عزّ وجلّ أبواب السماء عليكم (3) بالبركات ويخرجنّكم الله (4) من الذلّ إلى العزّ، ولئن خالفتموه سمعت الله عزّ وجلّ يقول في كتابه: « أَهُمْ خَيْرُ أَمْ قَوْمُ تُبَّعِ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ » (5).
ثمّ قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: من سرّه أن يجاور الله عزّ وجلّ في ملكوت سماواته فليحبّ عليّ بن أبي طالب (6) علیه السّلام وأهل بيته فهم أهلي وعترتي وورثة علمي وصفوتي، مثلهم في [هذه ] الأُمّة مثل الفردوس الأعلى في الجنان؛ لا ييبس ورقها، ولا يذهب (7) طعمها، أخبرني بذلك أخي جبرئيل.
قال عقبة (8): فانصرفت من [عند] رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد انجلى عنّي ما كنت أجد،
فأتيت عثمان [ بن عفّان ] فأخبرته بقول رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال عثمان: صمّتا إن لم أكن سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: إنّ [ فضل ] عليّ علیه السّلام على هذه الأُمّة بأسودها وأبيضها وأحمرها كفضل الرحمن على خلقه (9).
ص: 282
يعرفون آيات الله وينكرونها، أنظر أيّها المعتبر المستبصر إلى ما شاهد القوم من أقوال الرسول صلّى الله عليه وآله وأفعاله في حقّ عليّ أمير المؤمنين علیه السّلام وهم يمرّون عليها صمّاً وعمياناً.
[155] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روی عمر بن خالد(1)، قال: حدّثني زيد بن عليّ: -وهو آخذ بشعره - قال: حدّثني عليّ بن الحسين علیه السّلام - وهو آخذ بشعره - قال: حدّثني الحسين بن عليّ علیه السّلام -وهو آخذ بشعره - قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب علیه السّلام - وهو آخذ بشعره - قال: حدّثني رسول الله صلّى الله عليه وآله - وهو آخذ بشعره - قال: مَن آذى شعرةً منك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله لعنه أهل السماوات والأرض (2).
[156] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من (مصباح الأنوار ): عن شريك (3)، عن سليمان
ص: 283
الأعمش، عن إبراهيم (1)، عن علقمة (2) والأسود (3) ، قالا: سمعنا أبا أيّوب الأنصاريّ يقول: سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله (4) يقول لعمّار بن ياسر رضي الله عنه: تقتلك الفئة الباغية فأنت مع الحقّ والحقّ معك.
يا عمّار، إذا رأيت عليّاً علیه السّلام سلك وادياً وسلك الناس وادياً فاسلك مع علىّ علیه السّلام ودع الناس فإنّه لن يدلّك في ردى ولن يخرجك من الهدى.
يا عمّار، إنّه من تقلّد سيفاً أعان به عليّاً علیه السّلام على عدوّه قلّده الله (5) يوم القيامة وشاحاً (6) من دُرّ، ومن تقلّد سيفاً أعان به عدوّ عليّ علیه السّلام قلّده الله يوم القيامة وشاحاً من النار (7).
[157 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من (مصباح الأنوار): روى ابن علوان، عن نورالدين :
ص: 284
[ابن الأطلسيّ ] مدرّس الحنفيّة بالبشريّة ببغداد يرفع الإسناد إلى عائشة أنّ عائشة خرجت إلى ظاهر البيت بعد انتصاف الليل فرأت عموداً من نور متّصلاً من بيت عليّ علیه السّلام إلى السماء قد أضاء له ما بين المشرق والمغرب، وله تسبيح وتقديس وتمجيد وتهليل، ثمّ صعد إلى السماء، فدخلت إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو يصلّي، قالت: فلمّا فرغ قلت: يا رسول الله، قد رأيت عجباً هائلاً قفّ له شعري وبشري، ثمّ أخبرته ما رأيت، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: ليس ذلك بعجب، لو رصدته لوجدته كلّ ليلة.
فقالت: وما ذلك يا رسول الله ؟ فقال لي: إنّ ملائكة السماوات السبع تشتاق إلى عليّ وتسأل الله تعالى أن يجمع بينهم وبينه فإذا نام توفّى الله روحه الشريفة فأصعدت فصلّت بملائكة السماوات السبع فذلك التسبيح [ والتهليل ] والتقديس والتمجيد لروحه الشريفة الطيّبة المقدّسة (1).
رسول الله صلّى الله عليه وآله بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة، ولا يقبل الله عزّ وجلّ الأربعة إلّا بها [فقيل: ] يا أبا سعيد، ما هي الأربع التي عملوا بها؟
قال: الصلاة والزكاة والصيام والحجّ (1).
فقيل له: فالواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علىّ بن أبي طالب علیه السّلام.
فقيل له: أفإنّها مفترضة مع هذه الخصال؟
قال: نعم فقيل: قد كفر الناس إذن.
قال: فما ذنبي إن كانوا كفروا (2) وكان رسول الله صلّی الله علیه و آله (3) أقامه بعد أن نُعِيت إليه نفسه وعلم أنّه لاحق به وصائر إلى كرامته، فأمره الله تعالى أن يدلّ على الإمام القائم بأمره من بعده بما فعل به يوم غدير خمّ، وأقامه للناس عَلَماً (4)، وإنّما بقى رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد ذلك ثمانين، وقيل: مائة حتّى لحق بالله عزّ وجلّ (5) - (6).
[159] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: ما روی عطاء (7)، عن
ص: 286
ابن عبّاس، قال: قدم أبو الصمصام العبسيّ على النبي صلّى الله عليه وآله فأناخ ناقته على باب المسجد فدخل وسلّم وأحسن السلام ثمّ قال: أيّكم الفتى الذي يزعم أنّه نبيّ؟
فوثب سلمان الفارسيّ رضي الله عنه وقال : يا أخا العرب، أما ترى إلى صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر والحوض والشفاعة والقرآن والقبلة والتاج والهراوة والجمعة والجماعة والتواضع والسكينة والمسكنة والإجابة والسيف والقضيب والتهليل والتكبير والاقسام والقضيّة والأحكام الحنفيّة والنور والشرف والعلوّ والهمّة والرفعة والكرم والسخاء والشجاعة والنجدة والصلاة المفروضة والزكاة المكتوبة والحجّ والإحرام وزمزم والمقام المحمود والحوض المورود والشفاعة الكبرى، ذاك - والله - مولانا رسول الله صلّى الله عليه وآله .
فقال الأعرابيّ: إن كنت نبيّاً فقل لي متى ينزل الغيث (1)؟ وأيّ شيء في بطن ناقتي؟ وأيّ شيء أكسب غداً؟ ومتى أموت؟
فبقي النبيّ صلّى الله عليه وآله ساكتاً لا ينطق بشيء، فنزل جبرئيل وقال: اقرأ يا محمّد هذه الآية: « إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسُ بِأَيِّ أَرْضِ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُ » (2).
فقال الأعرابيّ: مُدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأقرّ بأنّك محمّد صلّى الله عليه وآله رسول الله، فأيّ شيء لي عندك إن أتيت لك بأهلي وبني عمّي مسلمين؟
فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : لك ثمانون ناقة حمر الظهور بيض البطون، سود الحدق،
ص: 287
عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز (1) ثمّ التفت النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى عليّ علیه السّلام وقال: اكتب يا أبا الحسن:
«بسم الله الرحمن الرحيم، أقرّ محمّد صلّى الله عليه وآله بن عبد الله بن عبد المطّلب بن عبد مناف وأشهد على نفسه في صحّة عقله وبدنه وجواز أمره لأبي الصمصام العبسيّ عليه وفي ذمّته ثمانون ناقة حمر الظهور بيض البطون وسود الحدق، عليها طرائف اليمن ونقط الحجاز»، وأشهد عليه جميع أصحابه.
قال ابن عبّاس: وخرج أبو الصمصام إلى أهله بني عبس (2)، فقُبِض رسول الله صلّى الله عليه وآله وقدم أبو الصمصام وقد أسلم بنو عبس كلّهم.
فقال أبو الصمصام: يا قوم، ما فعل رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟
قالوا: قبضه الله تعالى.
قال: من الوصىّ بعده؟
قالوا: ما خلّف علينا (3) أحداً.
قال: فمن الخليفة من بعده؟
قالوا: أبو بكر، فدخل أبو الصمصام المسجد وقال: يا خليفة رسول الله، لي على رسول الله صلّى الله عليه وآله دين وهي ثمانون (4) ناقة حمر الظهور بيض البطون سود الحدق عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز.
فقال أبو بكر: [ يا أخا العرب ] سألت ما فوق العقل، فسل ما دونه، والله ما خلّف رسول الله صلّى الله عليه وآله لا صفراء ولا بيضاء بل خلّف فينا بغلته الدلدل أخذها عليّ بن
ص: 288
أبي طالب علیه السّلام، وخلّف [سيفه فأخذه عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وخلّف ] درعه الفاضل [و ] أيضاً أخذه (1)، وخلّف فدكاً والعوالي [ و ] أخذناها بحقّ، ونبيّنا لا يورّث (2).
فصاح سلمان الفارسيّ: كردي و نكردي وحقّ أمير المؤمنين علیه السّلام تو بردي (3)، رُدّ (4) العمل إلى أهله، ثمّ ضرب بيده إلى يد أبي الصمصام فأقامه وأتى به إلى منزل أمير المؤمنين علیه السّلام وهو يتوضّأ للصلاة، فقرع سلمان الباب، فنادى أمير المؤمنين علیه السّلام: ادخل يا سلمان، أنت وأبو الصمصام. فقال أبو الصمصام: أُعجوبة وربّ الكعبة، و (5) مَن هذا الذي سمّاني باسمي ولم يعرفني؟ قال سلمان: [له] هذا وصيّ رسول الله صلّی الله علیه و آله، هذا الذي قال (6) فيه رسول الله صلّی الله علیه و آله: « أنا مدينة العلم وعليّ علیه السّلام بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».
هذا الذي قال فيه رسول الله صلّی الله علیه و آله : « علىّ علیه السّلام بعدي خير البشر؛ من رضي فقد شكر ومن أبى فقد كفر».
هذا الذي قال (7) فيه رسول الله صلّی الله علیه و آله: « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى علیهماالسّلام أنّه لا نبيّ بعدي ».
[هذا الذي يقول الله تعالى: فيه: « وَ جَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا » (8).
ص: 289
هذا الذي يقول الله عزّ وجلّ فيه: « أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ » (1) الآية.
هذا الذي يقول الله فيه: « أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ » (2) ].
هذا الذي يقول الله تعالى فيه: « يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلَّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبُّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسالَتَه » الآية (3).
هذا الذي يقول الله في حقّه: « لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ » (4).
هذا الذي يقول الله فيه: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيراً » (5).
هذا الذي قال (6) الله فيه: « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ » (7).
ادخل يا أبا الصمصام فسلّم على أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فدخل فسلّم عليه ثمّ قال: يا أبا الحسن، إنّ لي على رسول الله (8) صلّی الله علیه و آله ديناً (9) ثمانين ناقة حمر الظهور ، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز.
ص: 290
فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام: أمعك حجّة؟ قال: نعم، ودفع إليه الكتاب (1)، فقال عليّ علیه السّلام: يا سلمان، نادِ في الناس: ألا مَن أراد أن ينظر إلى قضاء دَيْن رسول الله صلّى الله عليه وآله فليخرج غداً إلى خارج المدينة.
فلمّا كان من الغداة خرج الناس، فقال المشركون والمنافقون: كيف يقضي الدَيْن وليس معه شيء فيفتضح غداً (2) عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، من أين له ثمانون ناقة حمر الظهور بيض البطون سود الحدق عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز؟! وخرج عليّ بن أبي طالب علیه السّلام في أهله ومحبّيه وأصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله فأسرّ إلى ولده الحسن علیه السّلام سرّاً لم يدر أحد ما هو وقال: امضِ يا أبا الصمصام مع ولدي الحسن إلى كثيب [من ] الرمل.
فمضى الحسن علیه السّلام ومعه أبو الصمصام ، فصلّى الحسن علیه السّلام ركعتين عند الكثيب وكلّم الأرض بكلمات لم ندرها، وضرب الكثيب بقضيب رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فانفجر الكثيب عن صخرة ململمة (3) مكتوب عليها سطران من نور؛ السطر الأوّل: «بسم الله الرحمن الرحيم، والثاني: «لا إله إلّا الله محمّد صلّى الله عليه وآله رسول الله»، فضرب الحسن علیه السّلام الصخرة بالقضيب فانفجرت عن خطام ناقة، فقال الحسن : قُدْ يا أبا الصمصام، فاقتاد أبو الصمصام ثمانين ناقة حمر الظهور بيض البطون سود الحدق عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز، ورجع أمير المؤمنين علیه السّلام ، فقال له: استوفيت ايا أبا الصمصام ] حقّك (4)؟ قال: نعم، وسلّم الكتاب (5)إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فخرقه (6)
ص: 291
وقال: هكذا أخبرني ابن عمّي رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ الله عزّ وجلّ خلق هذه النوق في هذه الصخرة من (1) قبل أن يخلق ناقة صالح علیه السّلام بألفي عام (2).
[ 160 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من الكتاب المذكور: من طريق عائشة وهو ما ذكره محمّد بن كثير، عن إسماعيل بن زياد (3)، عن أبي رافع أبي رافع (4) مولى عائشة، قال: كنت غلاماً أخدم عائشة، فكنت إذ كان النبيّ صلّى الله عليه وآله عندها ذات يوم وإذا داقّ يدقّ الباب فخرجت إليه، فإذا جارية معها طبق مغطّى، قال: فرجعت إلى عائشة فأخبرتها، فقالت أدخلها فدخلت، فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته عائشة بين يدي النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فجعل يتناول منه ويأكل، وخرجت الجارية، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا ليت أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وخير أُمّتي أجمعين يأكل معي. فقالت عائشة: يا رسول الله، مَن أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وخير أُمّتك أجمعين ؟ فسكت صلّى الله عليه وآله.
قال رافع: وجاء جاءٍ فطرق الباب فجئت وقلت: مَن هذا؟ فإذا هو عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فرجعت إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فأخبرته ، قال : أدخله، فلمّا رآه صلّى الله عليه وآله قال له: مرحباً وأهلاً وسهلاً يابن عمّى ، لقد تمنّيتك مرّتين حتى إذا أبطأت علَىّ سألت الله عزّ وجلّ أن يجيئني بك، اجلس فكُل معي من هذا الطعام، فجلس أمير المؤمنين علیه السّلام وأكل
ص: 292
معه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: قاتل الله من يقاتلك يا عليّ عادى الله من يعاديك يا عليّ.
فقالت له: ومَن يقاتله ويعاديه؟ فنظر النبيّ صلّى الله عليه وآله إليها شزراً وقال: أنت يا حميرا ومَن معك - حتّى قالها ثلاثا -(1).
[ 161]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: ما رُوي عن أبي موسى الأشعريّ أنّه قال لعمرو بن العاص لمّا تعارضا بالحكومة (2): ويحك يا عمرو، ما يدعوك إلى أن تريد [ أن ] تجعل الخلافة في غير عليّ علیه السّلام ، أما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «إنّما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق»؟
أما تذكر يوم كنّا بباب رسول الله صلّى الله عليه وآله فخرج إلينا فقال: «إبراهيم علیه السّلام خليل الله و موسی علیه السّلام کلیم الله وعيسى علیه السّلام روح الله وأنا محمّد صلّی الله علیه و آله رسول الله وعلىّ علیه السّلام ولىّ الله هو وديعتي عند الله »؟
أما تذكر إذ كنّا في سفر مع النبيّ صلّى الله عليه وآله إذ قال: «إن شئتم لأريتكم أشبه الناس بآدم علیه السّلام وأشبههم بإبراهيم الخليل علیه السّلام (3)»، فقالوا: مَن هو يا رسول الله؟
ص: 293
فقال صلّى الله عليه وآله : ( هذا المقبل علينا ، فحقّقنا فإذا هو عليّ بن أبي طالب علیه السّلام نور الله بين عينيه، فرفعوا أبصارهم فإذا وجه أمير المؤمنين علیه السّلام يغني عن الشمس (1).
[ 162 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : روى سويد بن مسعود، عن يحيى بن الحجّاج المهتدي (2)، عن أبي شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور صاحب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، قال : بلغنا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان في جمع من أصحابه فقال: أُريكم آدم علیه السّلام في علمه، ونوحاً علیه السّلام في فهمه، وإبراهيم علیه السّلام في حكمته (3)، فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، أفتنعت رجلاً بثلاثة من الرسل (4)، بخ بخ لهذا الرجل، مَن هو يا رسول الله؟
قال: أما تعرفه يا أبا بكر؟
قال: الله ورسوله أعلم، قال: [هو ] أبو الحسن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
قال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن، وأين مثلك يا أبا الحسن ورسول الله صلّى الله عليه وآله يعظّمك وأنت أهله (5) (6).
ص: 294
[163] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روى غالب الجهنيّ (1)، عن جعفر بن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال عليّ بن أبي طالب علیه السّلام: قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : لمّا أُسري بي إلى السماء انتهيت إلى سدرة المنتهى ووقفت بين يدي ربّى عزّ وجلّ، فقال: يا محمّد، قلت: لبّيك وسعديك، قال: قد بلوت خلقي فأيّهم رأيت أطوع لك؟ قال: ربّي عليّاً علیه السّلام.
قال: صدقت يا محمّد، فهل أخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك ويُعلم عبادي ما لا يعلمون؟
قلت: اخترلي فإنّ خيرتك خير لي.
قال: اخترت لك عليّاً فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً فقد أنحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين علیه السّلام حقّاً لم ينلها أحدٌ قبله وليست لأحدٍ بعده.
يا محمّد، عليّ راية الهدى، وإمام مَن أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين؛ مَن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني فبشّره بذلك (2).
ص: 295
[164 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور: عن أبي المغنم مسلم بن أوس وجارية بن قدامة السعديّ (1) أنّهما حضرا مجلس أمير المؤمنين علیه السّلام وهو يخطب على المنبر بالكوفة وهو يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فإنّي لا أُسأل إلّا أُجيب عمّا دون العرش، لا يقولها إلّا كذّاب من بعدي أو مفتر.
فقام رجل من جانب المسجد فى عنقه كتاب يشبه المصحف وهو إنسان (2) طويل جعد الشعر كأنّه من متهوّدة العرب، فقال رافعاً صوته لعليّ علیه السّلام : يا أيّها المدّعي ما لا يعلم، والمتقلّد ما لا يفهم، أنا سائلك فأجب.
فوثب أصحاب أمير المؤمنين علیه السّلام مِن كلّ جانب وهمّوا به، فنهاهم أمير المؤمنين علیه السّلام عنه (3) وقال: دعوه ولا تعجلوا فإنّ الطيش لا تقوم به حجج ولا بإعجال السائل تظهر براهين الله تعالى، ثمّ التفت إلى الرجل وقال: سل بكلّ لسانك ومبلغ فهمك وعلمك أجبك إن شاء الله تعالى.
قال: فقال الرجل: كم بين المشرق والمغرب؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: مسافة الهواء، أو قال: قدر دوران الفلك.
قال: وما دوران الفلك ؟
قال: مسيرة يوم (4) للشمس.
قال: صدقت فمتى القيامة؟
ص: 296
قال: حضور وقت المنيّة وبلوغ الأجل.
قال: صدقت فكم عمر الدنيا ؟ قال أمير المؤمنين علیه السّلام : سبعة ثمّ لا تجديد .
قال الرجل: صدقت.
قال: فأين بكّة من مكّة ؟ قال علیه السّلام: بكّة أكناف الحرم ومكّة موضع البيت.
قال الرجل: صدقت.
قال: فلم سُمّيت بكّة؟ قال أمير المؤمنين علیه السّلام : لأنّها بكّت أرقاب الجبّارين وأبكت عيون المذنبين.
قال الرجل: صدقت.
فأين كان الله تعالى قبل أن يخلق العرش؟ قال: قال أمير المؤمنين علیه السّلام: سبحان الذي لا يُدرك كنه صفته حملة عرشه على قربهم من كرسيّ كرامته، ولا الملائكة المقرّبون من أنوار سبحات جلاله، [ ويحك ] لا يقال الله أين؟ ولا بِمَ؟ ولا فيم؟ ولا أنّي؟ ولا حيث؟ ولا ليت ؟ قال الرجل: صدقت.
فكم مقدار [ ما لبث ] عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : أتحسن أن تحسب؟
قال الرجل: نعم، قال أمير المؤمنين علیه السّلام : أرأيت (1) لو كان صبّ خردل حتّى يسدّ الهوى وما بين الأرض والسماء ثمّ قيل لك على ضعفك أن تنقله حبّة حبّة مقدار من المشرق [إلى المغرب ] ومُدّ في عمرك وأُعطيت القوّة في ذلك حتّى نقلته وأحصيته لكان أيسر من إحصاء عدد ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الله الأرض والسماء، وإنّما وصفت لك عشر العشر من ألف مائة جزء (2) واستغفر الله من التقليل في التحديد.
ص: 297
قال: فحرّك الرجل لسانه وقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله رسول الله، وأنّك وصيّه وخليفته (1) (2).
[165] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : رواه أبو سعيد البقّال (3)، عن عمران بن مسلم (4)، عن ابن علقمة (5)، قال: دخلت على أمير المؤمنين علیه السّلام فوجدته جالساً وبين يديه جفنة فيها لبناً حازراً (6) أجد ريحه من شدّة حموضته، وفي يديه رغيف أرى قشر الشعير في وجهه و[هو ] يكسره بيده أحياناً فإذا صعب عليه کسره بركبتيه (7) وطرحه [فيه]. فقال لي(8): أُدْنُ فأصب من طعامنا هذا، قلت: إنّي صائم، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «مَن منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقّاً على الله
ص: 298
أن يُطعمه من الجنّة ويسقيه من شرابها ».
[قال: ] فقلت لجاريته وهي قائمة بخدمته ويحك يا فضّة! ألا تتقين الله بهذا الشيخ ؟ ألا تنخلون له طعاماً ممّا أرى فيه من النخالة؟!
قالت (1): لقد تقدّم إلينا ألّا ننخل له طعاماً، قال علیه السّلام لى (2): ما قلت لها؟ فأخبرته فقال: بأبي وأُمّي لم ينخل له طعاماً ولم يشبع من خبز البرّ ثلاثة أيّام حتّى قبضه الله عز وجل (3).
عليهم - : شهدنا الصلاة مع (1) أبي بكر ثمّ اجتمعنا إلى عمر بن الخطّاب فبايعناه وأقمنا أيّاماً نختلف إلى المسجد إليه حتّى سمّوه أمير المؤمنين، فبينما نحن [عنده] جلوس إذ جاء يهوديّ من يهود المدينة وهو يزعم أنّه من ولد هارون أخي موسی علیه السّلام حتّى وقف على عمر بن الخطّاب فقال له: يا أمير المؤمنين، أيّكم الذي هو أعلم بعلم نبيّكم وبكتاب ربّكم كيما أسأله عمّا أُريد؟
قال: فأشار عمر إلى أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب علیه السّلام ، فقال له اليهوديّ: أكذلك أنت يا عليّ؟ قال: اسأل ما (2) شئت. قال: أسألك عن ثلاثة وعن وعن واحدة.
فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام فلِم لا تقول : أسألك عن سبعة؟! قال: قلت: أسألك عن ثلاثة ثلاثة إن أجبت سألتك عن غيرها، وإن أخطأت لم أسألك عن شيء. ثمّ قال أمير المؤمنين علیه السّلام: وما يُدريك إذا سألتني أخطأت أم أصبت؟ قال: فضرب يده إلى كُمّه فأخرج كتاباً (3) فقال: هذا ورثته من أبي وأجدادي بإملاء موسى بن عمران علیهماالسّلام وخطّ هارون علیه السّلام ، وفيه هذه الخصال التي أُريد أن أسألك عنها. قال أمير المؤمنين علیه السّلام: فإن أجبتك [ فيهنّ بالصواب ] هل تسلم؟ قال اليهوديّ: والله إن أجبتنى فيهنّ بالصواب لأسلمنّ الساعة على يدك.
قال (4): سل.
ص: 300
قال: أخبرني عن أوّل حجر وُضِعَ على وجه الأرض؟ وأخبرني عن أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض؟ وأخبرني عن أوّل عين نبعت على وجه الأرض؟
فقال [له] أمير المؤمنين علیه السّلام: يا يهوديّ، أمّا أوّل حجر وضع على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنّه صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنّه الحجر الأسود نزل به آدم علیه السّلام وهو معه من الجنّة فوضعه في ركن البيت والناس يلتمسونه ويقبّلونه ويجدّدون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله عزّ وجلّ.
وأمّا أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض، فإنّ اليهود يزعمون أنّها شجرة الزيتون ولكن كذبوا ولكنّها العجوة.
وأمّا أوّل عين نبعت على وجه الأرض، فإنّ اليهود يزعمون أنّها العين التي تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنّها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسی علیه السّلام السمكة المالحة فلّما أصابها ماء العين عاشت وشربت منها فأتبعها موسی علیه السّلام وصاحبه فلقيا الخضر.
فقال اليهوديّ: أشهد بالله صدقت.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : سل عمّا شئت.
قال: أخبرني عن منزل محمّد [أين] في الجنّة؟ ومَن يسكن معه في منزله؟
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: يكون لهذه الأُمّة بعد نبيّها اثنا عشر إماماً عدلاً؛ لا يضرّهم خلاف من خالفهم.
قال اليهوديّ: أشهد بالله لقد صدقت.
[ و ] قال أمير المؤمنين: ومنزل رسول الله في الجنّة فهو جنّة عدن، وهو وسط الجنان وأقربها من عرش الرحمن جلّ جلاله.
قال اليهوديّ لأمير المؤمنين: والله لقد صدقت ، ثمّ قال له: أخبرني عن الذين يسكنون معه في الجنّة؟ قال : هؤلاء الاثنا عشر إماماً.
ص: 301
فقال اليهوديّ: والله لقد صدقت.
ثمّ قال له (1): أخبرني عن وصيّ محمّد كم يعيش [بعده ]؟ وهل يموت موتاً أو يُقتل قتلاً؟
قال له أمير المؤمنين علیه السّلام: يا يهوديّ، يعيش ثلاثاً وثلاثين سنة وتخضب منه هذه - وأشار بيده الكريمة (2) -.
قال [: فوثب] اليهوديّ [ وقال : ] مُدّ يدك أنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله عبده ورسوله، و أنّك الخليفة من بعده (3) (4).
[167] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( مصباح الأنوار ): روى [شيخ السنّة ] أحمد بن حنبل الشيبانيّ (5) قال: حدّثنا عبد الرزّاق خعن معمر عن الزهريّ] ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (6) صلّی الله علیه و آله [يوماً في محفل من أصحابه ]: من أراد أن ينظر إلى آدم علیه السّلام في عالمه (7)، وإلى نوح علیه السّلام في فهمه، وإلى إبراهيم علیه السّلام في حلمه (8)، وإلى موسى علیه السّلام في مناجاته، وإلى عيسى علیه السّلام في سياحته (9)، وإلى
ص: 302
محمّد صلّى الله عليه وآله في تمامه وكماله وجماله فلينظر إلى هذا [الرجل ] المقبل، فتطاولت أعين (1) الناس فإذا هم بعلىّ بن أبى طالب (2).
[168] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روى سعد بن طريف (3)، عن الأصبغ بن نباتة أنّه قسّم علىّ علیه السّلام بيت مال المسلمين حتّى لم يترك فيه شيئاً، ثمّ قال: يا قنبر، أدخل الغنم.
قال (4): يا مولاي وما تريد من الغنم؟
قال: كيما تشهد لي يوم القيامة أنّها لم تجد فيه شيئاً تلوكه (5)، ثمّ قال: تشهد لي هذه البقعة أنّني قد أدّيت كلّ ذي حقّ حقّه يا حمراء احمرّي ويا صفراء اصفرّي ويا بيضاء ابيضىّ (6) [ وغرّي غيري ] (7).
ص: 303
[ 169 ] . و [ أُخرى مِن مناقبه علیه السّلام ] عن أنس بن مالك، قال: سألت الزهريّ: مَن كان أزهد الناس في الدنيا؟
قال (1): عليّ علیه السّلام ؛ كان يقسّم بيت مال المسلمين ثمّ يكنسه ويَرُشُّه ويصلّي فيه ثمّ يبسط بردته فيه وينام ويقول: الآن طاب قلبى المقل، لا نخاف سارقاً ولابياتاً، [ثمّ يقول: ابيضي واصفري وغرّي غيري، والله لا أنال منك إلّا اليسير الحقير ] (2).
[ 170 ] . و [ أُخرى مِن مناقبه علیه السّلام] قال الزهريّ: بلغنا أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام اشتهى كبداً مشويّة على خبزة ليّنة فأقام حولاً (3) يشتهيها ثمّ ذكر [ذلك لولده ] الحسن علیه السّلام وهو صائم يوماً من الأيّام (4) فصنعها له، فلمّا أراد أن يفطر قرّبها إليه فوقف سائل بالباب فقال: يا بُنيّ احملها [إليه ] لا نقرأ في صحيفتنا غداً . «أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا » (5) (6).
ص: 304
[ 171] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: أخبرنا الحسن بن محبوب (1) بإسناده عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، قال: قال لي رسول الله صلّی الله علیه و آله: یا علیّ، طوبى لمن أحبّك وصدّق عليك وويل لمن أبغضك وكذّب عليك أنت العَلَم لهذه الأُمّة؛ من أحبّك فاز ومن أبغضك هلك، أنا والله المدينة وأنت الباب وهل تؤتى المدينة إلّا من الباب.
يا عليّ، أهل مودّتك كلّ أوّاب حفيظ (2)، وكلّ ذي طمر (3) لو أقسم على الله تعالى لأبرّ قسمه.
يا علىّ، إخوانك كلّ طاهر زاكٍ مجتهد، يحبّ فيك ويبغض فيك، ومحتقر عند الناس (4) وهو عند الله عظيم (5).
يا عليّ، محبّوك هم جيران الله في دار القدس، لا يأسفون على ما خلّفوا في الدنيا.
يا عليّ، من أحبّك في دار الدنيا أحبّني، ومن أبغضك أبغضني.
يا عليّ، إخوانك يفتخرون في ثلاثة مواطن: عند خروج أرواحهم وأنا وأنت نشاهدهم، وعند المسألة في قبورهم، وعند العرش والصراط، إذا سئل الخلق عن إيمانها فلم يجيبوا (6).
ص: 305
يا عليّ، حربي حربك وسلمي سلمك، من حاربك حاربني ومن حاربني حارب الله.
يا علي، بشّر إخوانك أنّ الله قد رضي عنهم أن رضوا بك قائداً ورضوا بك وليّاً.
يا علىّ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجّلين.
یا عليّ، شيعتك المنتجبون، ولولا شيعتك ما قام دين الله تعالى ولولا مَن في الأرض منهم لما أنزلت السماء مطرها (1).
يا عليّ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط، وخيرة الله في أرضه من خلقه.
يا عليّ، أنت وشيعتك في ظلال العرش تتذاكرون إلى أن يفرغ الناس من الحساب.
يا عليّ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون مَن أحبّكم وتمنعون من نكركم، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر يوم يفزع الناس ولا يفزعون، ويحزن الناس ولا يحزنون.
يا عليّ، أنت ومن أحبّك في الجنان تنعمون، ومبغضوك في النار يعذّبون، وفيكم نزلت: « مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعْدُّهُم مِنَ الأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيَا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ» (2).
یا عليّ، إنّ الملائكة وخزّان الجنّة يشتاقون إليكم، وإنّ حملة العرش والمقدّسين يحبّونكم ويسألون الله تعالى لكم ويفرحون بروح من قدم إليهم منكم كما يفرح أهل الغائب بقدومه عليهم بعد طول الغيبة.
يا عليّ، شيعتك يخافون الله تعالى في السرّ ويخشونه بالغيب (3).
ص: 306
يا عليّ، شيعتك في الدرجات العُلى لأنّهم يلقون الله تعالى وما عليهم ذنبٌ.
يا عليّ، إنّ أعمال شيعتك تعرض علَيّ كل يوم فأفرح بما عملوا وأستغفر الله السيّئاتهم.
يا عليّ، ذكرك وذكر شيعتك في التوراة والإنجيل قبل أن يخلقوا بكلّ خير، وكذلك ذكركم في الإنجيل [وأعطاك الله من علم الكتاب وإنّ أهل الإنجيل ليعظّمون عليّاً علیه السّلام وشيعته وما يعرفونهم وأنت وشيعتك مذكورون في كتبهم ] (1).
يا عليّ، أعلم أصحابك أنّ ذكرهم في السماء أفضل و [أعظم] (2) من ذكرهم في الأرض؛ فليفرحوا وليزدادوا اجتهاداً.
يا عليّ، إنّ أرواح شيعتك تصعد (3) إلى سماء الدنيا في أوقات رقادهم فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقاً إليهم، ولما يرون من منزلتهم عند الله تعالى.
يا علىّ، قل لأصحابك العارفين بك ينتهوا عن عمل السيّئات فإنّه ما من يوم وليلة إلّا ورحمة الله تعالى تغشاهم؛ فليجتنبوا الدنس.
يا عليّ، اشتدّ غضب الله على مَن قلاهم وتبرّأ منهم، واستبدل بك وبهم، ومال وبهم، إلى غيرك وأخّرك، وشرع في بغض شيعتك واختار الضلال ونصب الحرب لك ولشيعتك وبغض أهل البيت وبغض من يتولّاهم، وعصمة الله ورحمته لمن أحبّك وفضّلك واختارك وبذل مهجته وماله فيك.
يا عليّ، اقرأهم منّي السلام ومَن لم أر منهم ولم يرني، ومَن رأيته ورآني، وأمرهم أن يجتهدوا في العمل فإنّا لا نخرجهم من هدى إلى ضلال، وأخبرهم
ص: 307
أنّ الله تعالى عنهم راضٍ فإنّه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كلّ ليلة جمعة برحمته، ويأمر الملائكة أن يستغفروا لهم.
يا عليّ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو أنّي أُحبّك فأحبّوك بحبّي إيّاك ودانوا الله تعالى بذلك وأعطوك صفو المودّة في قلوبهم، واختاروك على الآباء والأبناء والإخوة (1) وسلكوا طريقك وصبروا على المكاره فينا وأبوا إلّا نصرنا، وبذلوا المُهَج فينا مع الأذى وسوء القول وما يستقبلون من مضاهاة ذلك فكن بهم رحيماً، واقنع بهم فإنّ الله تعالى اختارهم بعلمه لنا من الخلق وجعلهم من طينتنا، واستودعهم سرّنا، وأكرم قلوبهم بمعرفة حقّنا، ثمّ إنّ الله تعالى جعلهم مستمسكين بحبلنا، لا يؤثرون علينا من خالفنا ، مع ما يزول من الدنيا عنهم، فأيّدهم الله تعالى بالتقوى، وسلك بهم طريق الهدى، فأعداؤك - يا عليّ- في غمّة (2) الضلال يحبرون العمى عن الحجّة، يصبحون ويمسون في سخط الله تعالى، ثمّ إنّ شيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة لا يستوحشون من كثرة من خالفهم، ليسوا من أهل الدنيا، أُولئك مصابيح الدُّجى - قالها ثلاثا -(3) .
[ 172 ] . وأُخرى من مناقبه علیه السّلام: ما رواه الشيخ الجليل أبو عليّ الطبرسيّ في (مجمع البيان لعلوم القرآن) في تفسير هذه الآيات: «إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا
ص: 308
كَافُوراً» إلى قوله: «كَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً » (1) قال: نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام وفي جارية لهم تسمّى فضّة (2).
[173]. ومضمون القصّة بالإسناد عن ابن عبّاس أنّه قال: مرض الحسن والحسين علیهماالسّلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله صلّی الله علیه و آله ومعه رجلان، قال أحدهما لأمير المؤمنين علیه السّلام : يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن عافاهما الله.
فقال [عليّ] علیه السّلام : أصوم ثلاثة أيّام شكراً الله تعالى، وكذلك قالت فاطمة علیهاالسّلام وكذا الصبيّان قال: ونحن نصوم ثلاثة أيّام شكراً ، وكذلك [ جاريتهم ] فضّة، فألبسهما الله العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم شيء من الطعام، فانطلق أمير المؤمنين علیه السّلام إلى جارٍ له يهوديّ يعالج الصوف، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : هل لك أن (3) تعطيني جززاً (4) من الصوف تغزلها لك ابنة محمّد صلّى الله عليه وآله بثلاثة أصواع من الشعير؟
قال اليهوديّ: نعم، فأعطاه.
فجاء بالصوف والشعير وأخبر فاطمة علیهاالسّلام بذلك، فقبلت، ثمّ عمدت وغزلت ثلث الصوف، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراصٍ لكلّ واحدٍ واحد (5).
وصلّى أمير المؤمنين علیه السّلام صلاة المغرب مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ أتى إلى المنزل فوضع [الخوان ] (6) وجلسوا يتعشّون (7)، فأوّل لقمة كسرها أمير المؤمنين علیه السّلام فإذا
ص: 309
مسكين قد وقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنّة. فوضع أمير المؤمنين علیه السّلام اللقمة من يده وقال لفاطمة علیهاالسّلام: ادفعيه إليه (1)، فعمدت فاطمة علیهاالسّلام إلى نصيبها وأعطته، ثمّ الحسن ثمّ الحسين علیهماالسّلام ثمّ فضّة، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا غير الماء [ القراح ].
ثمّ عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير وخبزت لكلّ واحد قرصاً، فصلّى أمير المؤمنين علیه السّلام صلاة المغرب مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وأتى المنزل فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا يأكلون فأوّل لقمة كسرها إذا يتيم ينادي بالباب: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنّة. فرمى أمير المؤمنين علیه السّلام اللقمة من يده وقال: يا فاطمة، ادفعيه إليه على الحالة الأُولى، وأفطروا بالماء وأصبحوا.
فعمدت فاطمة علیهاالسّلام إلى الثلث الآخر وعملته كما عملت في الأوّل، فأتى أمير المؤمنين علیه السّلام من بعد صلاة المغرب مع رسول الله صلّی الله علیه و آله إلى المنزل فجلسوا جميعاً للإفطار فأوّل لقمة كسرها أمير المؤمنين علیه السّلام وأراد وضعها في فمه إذا أسيرٌ من
ص: 310
أُسارى المشركين ينادي بالباب: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ويا آل بيت محمّد صلّی الله علیه و آله ، تأسروننا ولا تطعمونا، أطعمونا ممّا تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنّة .
فرمى أمير المؤمنين علیه السّلام اللقمة من يده وقال يا فاطمة، ادفعيه إليه، فأعطوه جمیع ما كان على الخوان ودفعته وباتوا لم يفطروا إلّا على الماء حتّى انقضت ثلاثة أيّام فأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.
قال شعيب في حديثه: وأقبل عليّ بالحسن والحسين علیهم السّلام نحو رسول الله صلّی الله علیه و آله، السلام وقال : يا أبا الحسن، يسوؤنى ما أرى بكم، فقام رسول الله صلّی الله علیه و آله وانطلق [مع ] عليّ علیه السّلام إلى منزله وفاطمة علیهاالسّلام في محرابها وقد آذاها الجوع وغارت عيناها، فلمّا رآها رسول الله صلّى الله عليه وآله ضمّها إليه وقال: واغوثاه، أنتم منذ ثلاثة أيام فيما أرى، فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد، خذ ما هنّاك الله في أهل بيتك. قال: وما آخذ يا أخى جبرئيل؟ قال: « هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينُ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن » (1) حتَّى بلغ: « إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشكُوراً » (2) - (3) .
قال الحسن بن مهران في حديثه: فوتب النبيّ صلّى الله عليه وآله حتّى دخل منزل فاطمة علیهاالسّلام فجمعهم جميعاً ثم انكب عليهم وهو يبكي ويقول: أنتم منذ ثلاثة أيام على هذه الحالة وأنا غافل عنكم، فهبط جبرئيل بهذه الآيات: « إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً » (4)، قال: هي عين في دار النبيّ تفجّر إلى دار الأنبياء والمؤمنين.
ص: 311
وفي حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله سُئل عن هذه، فقال: هي عينٌ في داري في الجنّة.
ثمّ سُئل مرّة أُخرى فقال: هي في دار عليّ علیه السّلام ، فقيل: يا رسول الله، ألم تقل عينٌ في داري؟! فقال صلّی الله علیه و آله : إنّ داري ودار عليّ علیه السّلام في الجنّة واحدة.
«يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً »(1). يعنى على وفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام وجاريتهم فضّة.
«وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً » (2) أي على شهوتهم للطعام وإيثارهم له، ويقولون إذا أطعموهم: «إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً» (3) تجازونا به نفعٍ عاجل، ولا نريد أن نشكر عليه بين الخلق بل فعلناه لله. قال: والله ما قالوا هذا ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فاختبر الله بأضمارهم وأثنى عليهم ليرغب في ذلك راغب.
وعن سعيد بن جبير: وقال الله سبحانه وتعالى: « فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً» في الوجه « وَسُرُوراً » (4) فى القلب « وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةٌ وَحَرِيراً » (5) . يسكنونها، وحريراً يلبسونه ويفترشونه.
«مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ» والأرائك الأسرّة «لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً »(6) .
قال ابن عبّاس: بينما أهل الجنّة في الجنّة إذ يرون نوراً أضوء من الشمس قد أشرقت له الجنان، فتقول أهل الجنّة : يا ربّ، إنّك قلت في كتابك وقولك الحقِّ: «لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً »؟! فيرسل الله جبرئيل فيقول: ليس
ص: 312
هذا شمساً ولكن عليّاً وفاطمة علیهماالسّلام ضحكا من شيء أعجبهما فأشرقت الجنان من نور ضحكهما (1).
[174] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من مناقب ابن شهر آشوب ما رواه ابن عبّاس وأبو رافع، قالا: كنِا جلوساً عنِد النبي صلّى الله عليه وآله إذ هبط [عليه] جبرئيل ومعه جام من البلّور الأحمر مملوءاً مسكاً وعنبراً فقال له السلام عليك، الربّ يقرؤك السلام ويحيّيك بهذه التحيّة ويأمرك أن تحيّي بها عليّاً له وولديه. فلمّا صارت في كفّ النبي صلّی الله علیه و آله هلّلت وكبّرت ثلاثاً ثمّ قالت بلسان ذرب فصيح (2) «بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرّحِیم * طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى» (3)، فاشتمّها النبيّ صلّی الله علیه و آله ثمّ حيّى بها عليّاً علیه السّلام .
فلمّا صارت في كفّ عليّ علیه السّلام قالت: «بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ » الآية (4)، فاشتمّها علىٌّ علیه السّلام وحیّى بها الحسن علیه السّلام .
فلمّا صارت في كفّ الحسن علیه السّلام قالت: « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ » الآية (5)، فاشتمّها الحسن علیه السّلام وحیّى بها الحسين علیه السّلام.
فلمّا صارت في كفّ الحسين علیه السّلام قالت: « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ
ص: 313
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي »(1).
ثمّ رُدّت إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقالت: « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » (2) فلم أدر إلى السماء صعدت أم في الأرض نزلت بقدرة الله تعالى (3).
[175] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه أحمد بن حنبل، قال: حدّثني محمّد بن سليمان المؤمن (4)، قال: حدّثنا محمّد بن جابر (5)، عن حبيش (6)، عن عليّ علیه السّلام ، قال: لمّا نزلت عشر آيات من براءة دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله بأبي بكر فبعثه ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعاني رسول الله فقال: أدرك أبا بكر فخذ الكتاب منه واذهب إلى مكّة فأقرأها عليهم، فلحقته بالجحفة وأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله فقال: یا رسول الله، أَنْزَل فيّ شيء؟
فقال: لا ولكن جاءني جبرئيل وقال لى (7): لن يؤدّي عنك إلّا [أنت أو ] رجل منك (8).
ص: 314
فهذا مختصر من الأخبار في تبليغه سورة براءة، وما أبان الله عزّ وجلّ من كشف أمره وفضله للأُمّة إذ كان تولّيه وعزله وتولّيه فيكون أبو بكر المنسوخ وعليّ الناسخ وأبو بكر المعزول وعليّ علیه السّلام العازل ، وأبو بكر المردود وعليّ علیه السّلام المؤدّي عن الله ورسوله (1).
فقام بها مستمعاً وقد اعترض بسيفه المشركين وهم يعرفون عزل الأديم حوله ما فيهم من بحر أن يملأ عينه منه فضلاً عن منابذته حتّى أنفذ الله عهد ورسوله، وقد جاء في تفسير هذه الآية « لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ » (2) إنّه عابد الأوثان وفعل النبيّ صلّى الله عليه وآله حين بعثه إلى مكّة ليقرأ عليهم سورة البراءة فيه أمر لطيف يجب علی الأُمّة أن يتدبّروه وإنّه لمّا بعث أبا بكر وخرج من المدينة وأمسك الجليل تعالى حتّى انصرف عنه وتسامعت القبائل بخبره واستعظم الكلّ أمره من قبل هبوط جبرئيل على النبيّ صلّى الله عليه وآله يعلمه: أنّه لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك، فبعث عليّاً علیه السّلام في أثره يتناول السورة منه ويقرأها على أهل مكّة، فكان المؤدّي عن ذمّة الله ورسوله صلّی الله علیه و آله بأمر الله عزّ وجلّ في أدائها التي فيها للذمّة الواحدة فضلاً عن سائر الذمم، وليعلم عن سائر الذمم، وليعلم أهل القبلة أنّ هاهنا قد نفى الله عزّ وجلّ أبا بكر وليس هو من رسول الله صلّى الله عليه وآله وليس
ص: 315
رسول الله صلّى الله عليه وآله منه في أمر نبيّه، يعني الذي هو من رسول الله صلّى الله عليه وآله : أفنجعلها في دين أو نسب، ألا ساء ما يحكمون (1).
[176 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : حديث المؤاخاة من ( مصباح الأنوار ): روى الشيخ أبو القاسم بإسناده يرفعه إلى عبد الرحمن بن عوف الزهريّ إلى ابن عبّاس، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله جالساً في مسجده إذ هبط الأمين جبرئيل علیه السّلام فقال: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرؤك السلام ويقول لك: اقرأ، فقال: وما أقرأ؟ فقال: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونِ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِنْ غِلْ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبُ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » (2).
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا أخي جبرئيل، ومَن هؤلاء القوم الذين جعلهم الله إخواناً على سرر متقابلين؟ فقال: أصحابك المنتجبون الذين وفوا ولم ينقضوا عهدك ، ألا وإنّ الله يأمرك أن تؤاخي بينهم في الأرض كما أخى بينهم في السماء.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : إنّي لا أعرفهم يا أخي جبرئيل. قال [له] جبرئيل: إنّي واقف بإزائك بالهواء إذا أقمت رجلاً مؤمناً قلت لك: فلان رجل مؤمن أقمه، فآخ بينهما، وإذا أقمت منافقاً قلت لك فلان منافق أقمه فآخ بينهما.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : أفعل ذلك يا أخي جبرئيل.
وقام النبيّ صلّى الله عليه وآله فآخى بين المؤمن والمؤمن، والمنافق والمنافق فضحّ المنافقون وقالوا: يا محمّد، أيّ شيء كان في هذا قد كان من سبيلك أن تدعنا مختلفين
ص: 316
ولا تجعلنا إخواناً متّفقين، فعلم الله تعالى ما قالوا فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» الآية (1)، فسكت القوم.
وأقبل النبيّ صلّى الله عليه وآله فآخى بين أصحابه إلى أن فرغ منهم، فحانت منه التفاتة فنظر إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام جالس وهو يرفع نفسه تارة ويتقاصر أُخرى والدموع على خدّيه، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : ممّ بكاؤك يا عليّ لا أبكى الله لك عيناً؟
فقال: يا رسول الله، بكائى على نفسي.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : ولِمَ ذلك يا أبا الحسن؟ فقال: إنّك آخيت بين أصحابك فكنت كلّما أقمت رجلاً من المؤمنين ظننت أنّك تقيمني فتؤاخي بينى وبينه فتعدل عنّي إلى غيري، فقلت في نفسي: لعلّي لا أصلح لمؤاخاة رجل من المؤمنين.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : [ والله ] ما عدلت عنك ولا نسيتك ولكنّي وجدت الله يعدل عنك وهذا جبرئيل في الهواء كلّما أقمت رجلاً من المؤمنين وأردت أن أقيمك يقول لي جبرئيل: أقعد عليّاً علیه السّلام ولا تقمه وأخّره في هذا [المقام ] ولا تقدّمه، فظننت في نفسي مثل ما ظننت فغمّني ذلك وأقلقني وساءني، فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد، قد علم الله عزّ وجلّ عزل علىّ علیه السّلام فلا يحزنك ذلك فإنّ ما خبأناه لك إلّا لقرابته منك وقربك منه وقد أخى الله تعالى بينك وبينه في السماء فقم تؤاخ أنت وعليّ علیه السّلام في الأرض. فقام النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال : أيّها الناس، أنا عبد الله، أنا نبيّ الله، أنا حجّة الله، أنا رسول الله، أنا صفيّ الله، أنا نجىّ الله، أنا الحجّة إلى الله؛ من خانني فقد خان الله، قدّمني الله في المفاخر والمآثر، وأفردنى فى البصائر؛ فما مِن أحدٍ إِلَّا وهو وديعة عندي وأنا وديعة الله، أنا كنز الله أنا صاحب الشفاعة الكبرى، أنا صاحب الحوض واللواء، أنا صاحب الكأس الأوفى، أنا صاحب الدلائل والقضايا
ص: 317
والآيات ،والمعجزات أنا السيّد في العهد المشهود والمقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود، أنا سيّد المتّقين وخاتم النبيّين والقول المبين يوم الدين.
أنا أوّل محبور، أنا أوّل منشور وأوّل محشور وأوّل مبرور، وأوّل مَن يُدعى من القبور إذا نفخ في الصور، أنا تاج البهاء، وأنا المرسل المذكور في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وفي كلّ كتاب مسطور أنا صاحب المشاهد والمحامد والمزاهد، وعلم الله المنذر المبلِّغ عن الله، أنا الأمر بأمر الله، أنا المؤدّي (1) الصادق عن الله، أنا نجيّ السفرة، أنا إمام البررة، أنا مبيد الكفرة، أنا المنتقم من الفجرة، أنا ذو الشامّة (2) والعلامة ، أنا الكريم ليلة الإسراء، [أنا الرفيع الأعلى، أنا المنادي عند سدرة المنتهى ]. أنا الذي دنى فتدلّى فكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى.
أنا السفّاح الرياح، أنا المفتاح (3) الذي يفتح أبواب الجنان، أنا المحبور بالقرآن (4)، أنا قارع أنا المتفكّه بأثمارها، أنا المحبوب (5) بأنوارها، أنا السفّاك، أنا الهتّاك، أنا ابن الفواطم من قريش الأكارم ، أنا ابن الفوائد من سليم، أنا ابن المرضعات الأكارم أنا القاسم وأبو القاسم، أنا العالم، أنا الحكيم، أنا الحاكم، أنا الخاتم، أنا ينبوع الأكارم، وميمون المآثر والنُّهى، أنا المشاعر واللوا، ولي من الآخرة الزلفى، ولى شجرة طوبى وسدرة المنتهى، ولى الوسيلة الكبرى.
أنا باب مطالع الهدى، وحجّة الله على الورى، أنا الوهّاب، أنا التوّاب على مَن أدبر وتولّى، أنا العجب العجاب، أنا المُنْزَل عليه الكتاب، أنا العطوف، أنا الرؤوف،
ص: 318
أنا الشفيق [أنا الرفيق ] ، أنا المخصوص بالقضايا (1) ، أنا المدعوّ بالوسيلة، أنا أبو النور والإشراق، أنا المحمول على البراق، أنا المبعوث بالحقّ إلى الآفاق، أنا علم الأنبياء، أنا منذر الأوصياء، أنا منقذ الضعفاء، أنا أوّل شافع، أنا أوّل ناطق صادق، أنا ذو الجمل الأحمر، أنا صاحب الدرع والمغفر، أنا ذو النسب الأبين، أنا الفاضل أنا الكامل، أنا النازل أنا قائل الصدق، أنا الحمام أنا الإمام، أنا الصمصام الضرغام على مَن خالف الأحكام، أنا داعي الساعة إذا قربت، أنا الآزفة.
[أنا كلام إسماعيل ] و (2) هذا عليّ علیه السّلام أخي منّي كهارون من موسى علیهما السّلام ، عليٌّ علیه السّلام صاحب النزال، علىٌّ علیه السّلام صابر في صورة القتال، ما انخذل قط عنّي ولا وقف بمحال.
غنيّ، نقيّ، رضيّ، سخيّ، وليّ، سنيّ، مضيّ.
علىٌّ علیه السّلام أشبه الناس إذا قضى بنوح علیه السّلام حكماً، وبهودٍ علیه السّلام حلماً، وبصالح علیه السّلام عزماً، وبإبراهيم علیه السّلام علماً، وبإسماعيل علیه السّلام صبراً، وبإسحاق علیه السّلام أدباً، وبيعقوب علیه السّلام مصاباً، وبيوسف علیه السّلام بكاء.
عليٌّ (3) محسود على مواهب الله، معانَد في دين الله، أشبه شيء بالكليم زهداً، وبعيسى ابن مريم علیه السّلام رشداً، وبى خلقاً وخُلقاً، جميل حمول (4) من الطوارق، نظيف من البوائق، ملكوتيّ القلب، سماويّ اللُّب،ّ قدسيّ الصحب، يحبّ الربّ، عدوّ المنافق، لكلّ خير موافق، ولكلّ شرّ مفارق، مناجز (5) منابذٌ غير فشل، ولا عاجز، بارز بأسيافي، عدوّه عدوّي ووليّه ولیّي وصفيّه صفيّي.
ص: 319
عليٌّ (1) صراط الأُمّة (2)، وباب الحكمة، وميزان العصمة، لا يحبّه إلّا مؤمن تقىّ، ولا يبغضه إلّا منافق شقيّ.
عليٌّ (3) حبيب نجيب، ومحبّه عند الله معظَّم في ملكوت الله، لم يزل عند الله صادقاً، ولسبيل الحقّ ناطقاً معه رقّة لا تزائله، يستبشر بذكره المؤمنون، ويسيء بذكره المنافقون والقاسطون، ويبغضه الفاسقون، ويساء المارقون.
علىٌّ (4) منّى مبدؤه وإلىّ منتهاه، وفى الفردوس مثواه، وفي عليّين مأواه، كريم في طرفه، مهول في عطفه، سراج في خلقه، معصوم الجناب، طاهر الأثواب، نقيّ الحركات كثير البركات، زائد الحسنات، عالي الدرجات في يوم الهبات، نجيب مجيب، مطيّب مؤدّب (5)، [ متأدّب ] مستأسّد مجرّب، حيدرة قسورة، ضرّاب غلاب وهّاب وتاب ، أوّلكم سبقاً وأحسنكم خلقاً.
علىٌّ (6) صاحب سرّي المكنون (7)، وجهري المعلوم، وأمري المبروم.
علىٌّ (8) طويل الباع، كشّاف القناع في يوم القراع، أديب حسيب نسيب، من ربّه في المنزلة قريب، غضنفر ضرغام ماجد [هوام]، مبارز قمقام، عذافر هشام، ليث همام به أسكن الله الرعب في قلوب الظالمين، وأوحى إليّ ألّا يسكن الرعب لعلىّ علیه السّلام قلباً، ولا يمازج له لُبّاً، خلقه الله من طينتي، وزوّجه ابنتي، وأقام به سنّتي،
ص: 320
وأوضح به حجّتي، وأنار به ملكي، وهو الحجّة على أُمّتي، واساني بنفسه ليلة المرقد على فراشي، وحمل ابنتي زينب جهراً، وردّ ما أخذ منّي عدوّي قهراً، رُبِّيت في بيت أُمّه فاطمة بنت أسد وفي حجرها وفي حصنها، ورُبِّي عليٌّ علیه السّلام في بيتي وحصني، ووُلّيتُ تربيته، ووُلّيت خديجة كفالته من غير رضاع أرضعته، فتتابعت منه الحكم، وتقاربت أنا وهو في العدم، يحبّه أسعد الأُمم، وهو صاحب لوائي والعَلَم، ما رُئي عليٌّ علیه السّلام قطٌّ ساجداً لصنم، ما ثبت لي في مكان قدم إلّا ولعليّ علیه السّلام معى يد وقدم، آمن بي من غير أن أدعوه برسالتي، بعثت يوم الاثنين ضحوة وصلّى عليِّ في يومه صلاة الزوال، واستكمل من نوري ماكمل به الأنوار، وقدره أعظم الأقدار.
عليٌّ علیه السّلام (1) مؤنسي في ظهور الآباء وبطون (2) النسوان، وقارننى في الأوعية الطاهرات، وكُتِب اسمي واسمه على السرادقات في السماوات؛ فعليٌّ علیه السّلام شقيقي في ظهر عبد المطّلب إلى الممات، ومُحدِّثي في جواب الله في الغابات (3)، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه.
علىٌّ علیه السّلام (4) خصّه الله بالعلم والتَّقى، وحبّبه [إلى ] أهل الأرض والسماء، وجعل فيه الورع والحياء؛ [ وجنّبه الخوف والردى وفرض ولايته على أهل الأرض والسماء ] فمَن أحبّه فقد أحبّني، ومَن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله.
علىٌّ علیه السّلام خازن (5) علمي ووعاء حلمي ومنتهى همّي وكاشف غمّي في حياتي ومغسلي بعد وفاتي، ومونسي في كلّ أوقاتي.
ص: 321
عليٌّ علیه السّلام غاسلي إذا قُبِضَت روحي، ومُدرِجي في أكفاني إذا تواريت.
عليٌّ علیه السّلام أوّل من يصلّي معي من البشر، ومُمهِّدي في لحدي إذا حضر.
عليٌّ علیه السّلام يكفيني من الشدائد، ويحمل عنّي الأوابد ، ولا يؤذيني في الأحاسد، ولا يرفضه إلّا جاحد.
ثمّ رفع طرفه إلى السماء وقال:
اللّهمّ إنّك قرّبتني بأحبّ الخلق إليك وأعزّهم عندي وأدناهم منّي وأقربهم قرابة إلىّ وأكرمهم في الدنيا والآخرة علىّ.
ثمّ قال لأمير المؤمنين علیه السّلام : أُدْنُ منّي يا أبا الحسن حبى الناس بالأشكال والقرناء وحباني بك بأنّك صفوة الأوصياء، بك يسعد من يسعد ويشقى من يشقى، وأنت خليفتي، وأنت المشتمل فضلي والمقتدى به من بعدي، أُدْنُ منّي يا أخي.
فدنا المرتضى من المصطفى فانكبّ النبيّ عليه وضمّه إليه وقال: يا أبا الحسن، إنّ الله عزّ وجلّ خلقك (1) من أنواري فوافق سرّك أسراري، وضميرك أضماري، تطلع روحي لروحك، ويشهد الله بذلك والفائزون والصابرون وحملة العرش أجمعون يشهدون بامتزاج أرواحنا أنزلنا من نور واحد وقال الله عزّ وجلّ: « وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً » (2).
يا عليّ، علم الله فيك وكفانى منك علمى فيك.
ثمّ قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : كلّ قرين ينصرف بقرينه وانصرف النبيّ بعليّ علیهماالسّلام (3).
ص: 322
[177] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من تفسير الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ علیه السّلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بعث جيشاً وأقرّ (1) عليهم عليّاً علیه السّلام ، وما بعث جيشاً قطّ وعليّ علیه السّلام فيهم إلّا وجعله أميرهم، فلمّا غنموا رغب عليّ علیه السّلام أن يشتري من جملة الغنائم جارية وجعل (2) ثمنها في جملة الغنائم، فكايده فيها حاطب بن بلتعة وبريدة الأسلميّ يزايدانه (3) ، فلمّا نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه نظر إليهما إلى أن بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها، فأخذها بتلك القيمة (4).
فلمّا رجع إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله تواطآ على أن يقولا ذلك لرسول الله صلّی الله علیه و آله ، فوقف بريدة قدّام رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال: يا سيّد النبيّين، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أخذ جارية دون المسلمين؟! فأعرض عنه، فجاء عن يمينه فقالها فأعرض عنه، فجاء عن شماله فقالها فأعرض عنه.
فغضب رسول الله صلّى الله عليه وآله غضباً لم يرقبله ولا بده غضب مثله، وتغيّر لونه [و تزبّد ] (5) وانتفخت أوداجه وارتعدت أعضاؤه فقالوا له: مالك يا بريدة آذيت رسول الله صلّی الله علیه و آله ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ: « إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً » (6).
ص: 323
قال بريدة: يا رسول الله صلّى الله عليه وآله ما علمت أنّني قصدتك بأذى.
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أو تظنّ يا بريده أنّه لا يؤذيني إلَّا مَن قصد ذات نفسي؟ أما علمت أنّ عليّاً منّي وأنا منهّ مَن آذى عليّاً علیه السّلام فقد آذاني ومَن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فحقّ على الله أن يؤذيه بأليم عذابه وعذّبه (1) في نار جهنّم؟
يا بريدة، بل الله وقرّاء اللوح المحفوظ وملك الأرحام أعلم.
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: أنت أعلم أم حفظة عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟
فقال بريدة: بل حفظة عليّ [بن أبي طالب علیه السّلام] أعلم.
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: فكيف تخطئه وتؤلمه (2) و توبّخه وتشنّع عليه في فعله وهذا جبرئيل أخبرني عن حفظة علىّ علیه السّلام أنّهم لم يكتبوا عليه [ ذنباً ] قطّ منذ وُلد ، وهذا ملك الأرحام حدّثني قبل أن يولد حين استحكم في بطن أُمّه أنّه لا يكون عليه خطيئة أبداً، وهؤلاء قرّاء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة أُسري بي إلى السماء أنّهم وجدوا في اللوح المحفوظ مكتوباً: «علىٌّ علیه السّلام المعصوم من كلّ خطأ وزلل» فكيف تخطئه أنت يا بريدة وقد صوّبه ربِّ العالمين والملائكة المقرّبون؟!
يا بريدة، لا تعرض لعليّ بخلاف الحسن والجميل فإنّه أمير المؤمنين علیه السّلام وسيّد الصالحين وفارس المسلمين وقائد الغر المحجّلين وقسيم الجنّة والنار يقول [ للنار ]: هذا لى وهذا لكِ.
ثمّ قال: يا بريدة، أترى ليس لعليّ علیه السّلام من الحقّ عليكم معاشر المسلمين ألّا تكايدوه ولا تزايدوه، هيهات هيهات! إنّ قدره عند الله عظيم، أعظم من قدره عندكم، أولا أُخبركم؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
ص: 324
فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله : إنّ الله سبحانه وتعالى يبعث أقواماً يوم القيامة تمتلئ من جهة السيّئات موازينهم، فيقال لهم: هذه السيّئات، فأين الحسنات وإلّا فقد عصيتم (1)؟ فيقولون: يا ربّ، ما نعرف لنا حسنات.
فإذا النداء من قبل الله عزّ وجلّ: إن لم تعرفوا لأنفسكم فإنّي أعرفها لكم وأوفرها عليكم.
ثمّ تأتي الريح برقعة صغيرة تطرحها في كفّة حسناتهم فترجح حسناتهم بأكثر ما بين الأرض والسماء، فيقال لأحدهم: خُذ بيد أبيك وأُمّك وإخوانك وخاصّتك وقرابتك ومعارفك وأدخلهم الجنّة.
فيقول أهل المحشر: يا ربّنا، فأمّا الذنوب فقد عرفناها، فما كان حسناتهم؟
فيقول الله عزّ وجلّ: [ يا عبادي، ] إنّ أحدكم مشى ببقيّة (2) الدين عليه لأخيه [ إلى أخيه ] فيقول له (3) : خذها فإنّى أخوك (4) بحبّك لعليّ بن أبي طالب علیه السّلام ولك من مالي ما شئت، فشكر الله تعالى لهما فحطّ لهما به خطاياهما وجعل ذلك في صحائفهما وموازينهما، وأوجب لهما ولوالديهما [ ولذرّيّتهما ] الجنّة.
ثمّ قال: يا بريدة، مَن يدخل النار ببغض علىّ أكثر من [ حصى ] الخذف (5) التي يرمى بها عند الجمار (6)، فإيّاك أن تكون منهم (7).
ص: 325
[ 178 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما ذكره الخوارزميّ في كتابه عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة بن صبرة (1)، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء رجلان إلى عمر فقالا: ما ترى في طلاق الأمة؟ فقام عمر إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: ما ترى في طلاق الأمة؟ فقال له أحدهما: جئناك وأنت تدّعي بإمرة المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلى رجل فسألته، فوالله ما كلمّك.
فقال عمر: ويلك! أترى (2) مَن هذا ؟ هذا عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، وإنّي سمعت رسول الله يقول : لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة ميزان ووزن إيمان علىّ ابن أبي طالب علیه السّلام لرجح إيمان علي بن أبي طالب علیه السّلام (3).
[ 179 ] . وأُخرى من مناقبه علیه السّلام في الكتاب المذكور عن عليّ بن زيد (4)، عن سعيد
ص: 326
ابن جبير، قال: بلغ ابن عبّاس أنّ قوماً يقولون في علىّ علیه السّلام سبّاً فقال لابنه عليّ بن عبد الله: خُذ بيدي فاذهب بي إليهم، فأخذ بيده حتّى انتهى إليهم، فقال: أيّكم السابّ لله؟
فقالوا: سبحان الله! ومن يسبّ الله فقد أشرك.
قال: أيّكم السابّ لرسول الله صلّی الله علیه و آله؟
قالوا: ومن يسبّ الرسول صلّی الله علیه و آله فقد كفر.
قال: أيّكم السابّ لعليّ علیه السّلام ؟ قالوا: قد كان ذلك. قال: فاشهدوا أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: من سبّ عليّاً علیه السّلام فقد سبّنى ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله أكبّه الله على وجهه في النار، ثمّ ولى عنهم (1).
[ 180 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من تفسير عليّ بن إبراهيم ما رواه أبو عبد الله علیه السّلام، قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين علیه السّلام وهو في المسجد وعنده الحسن علیه السّلام ، وعلى الرجل بردة خزّ (2)، قال: يا أمير المؤمنين، أُريد أن أسألك عن مسائل.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: سل ابنى هذا - يعنى الحسن علیه السّلام - فأقبل الرجل بوجهه : على الحسن علیه السّلام وقال : يابن أمير المؤمنين أخبرني إذا نام الرجل أين تكون روحه؟ وعن الرجل يسمع الشيء فيذكره دهره فينساه (3) في وقت الحاجة إليه كيف هذا؟ وأخبرني عن الرجل يولد أولاده [ و ] منهم من يشبه أُمّه وأخواله؟
ص: 327
فقال له الحسن علیه السّلام: أمّا الرجل إذا نام فإنّ روحه مثل شعاع الشمس تتعلّق بالريح، والريح بالهواء، فإذا أراد الله جذب الهوى الريح وجذب الريح الروح، فرجعت إلى البدن، فإذا أراد الله أن يقبضها جذب الهوى الريح، وجذبت الريح الروح فيقبضها إليه. وأمّا الرجل الذي ينسى الشيء ثمّ يذكره، فما من أحد إلّا على رأس فؤاده حُقّة مفتوحة الرأس، فإذا سمع الشيء وضع فيها، وإذا أراد الله أن ينسيه طبّق عليها، فإذا أراد الله أن يذكّره فتحها؛ فهذا دليل الإلهيّة. وأمّا الرجل يولد له أولاد فإذا سبق ماء الرجل الامرأة كان الولد يشبه أباه وعمومته، وإذا سبق ماء المرأة [ماء ] الرجل كان الولد يشبه أُمّه وأخواله.
فالتفت الرجل إلى أمير المؤمنين علیه السّلام وقال أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، ولم أزل أقولها، وأشهد أنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله رسول الله ولم أزل أقولها، وأشهد أنّك وصيّ محمّد وخليفته في أُمّته وأمير المؤمنين علیه السّلام حقّاً، وأنّ الحسن علیه السّلام القائم بأمرك، وأنّ الحسين علیه السّلام القائم بأمره من بعده، حتّى القائم بالقسط المنتظر الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً.
ثمّ قام الرجل وخرج من المسجد، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام للحسن علیه السّلام: هذا أخي الخضر الخضر علیه السّلام (1).
[ 181] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الخوارزميّ عن الحسن بن إسماعيل [بن حمّاد، عن أبيه، عن زياد بن المنذر، عن محمّبن عليّ بن الحسين] ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله: كنت أنا وعلىّ علیه السّلام نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق الله تعالى آدم علیه السّلام بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم علیه السّلام سلك ذلك
ص: 328
النور في صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه في صلب عبد المطّلب فقسّمه قسمين: قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب؛ فعليّ علیه السّلام منّي وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي؛ فمَن أحبّه فيحبنّي وأُحبّه، ومَن أبغضه فيبغضني وأُبغضه (1).
[182] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : روى الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، قال: حدّثني أبي، عن أبان بن تغلب ، عن عليّ بن محمّد، عن أُمّ سلمة زوجة النبيّ صلّى الله عليه وآله وكانت ألطف نسائه وأشدّهن [له] حبّاً - رضي الله عنها -(2)، وكان لها مولى يحضنها وربّاها، وكان لا يصلّى [صلاة ] إلّا ويسب عليّاً علیه السّلام ويشتمه، فقالت: يا أبة ما حملك على سبّ علىّ علیه السّلام ؟ قال: لأنّه قتل عثمان وشرك في دمه.
قالت: لولا أنّك مولاي وربّيتني وأنت عندي بمنزلة والدي ما حدّثتك بسرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولكن اجلس حتّى أُحدّثك عن عليّ علیه السّلام وما رأيته:
قد أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً وكان يومي وإنّما كان نصيبي في تسعة أيّام يوماً واحداً، فدخل النبيّ صلّی الله علیه و آله وهو مخلّل أصابعه في أصابع عليّ علیه السّلام ، فدخل النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: يا أُمّ سلمة، أُخرجي من البيت وأخليه لنا، فخرجت وأقبلا يتناجيان وأنا أسمع الكلام ولا أدري ما يقولان حتّى قلت انتصف النهار، فأقبلت وقلت السلام عليكما، أ ألج؟
ص: 329
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : لا تلجي وارجعي مكانكِ. ثمّ تناجيا طويلاً حتّى قام عمود الظهر، فقلت: ذهب يومي وشغله عليّ، فأقبلت أمشي حتّى وقفت على الباب فقلت: السلام عليكما، أ ألج؟
قال النبيّ صلّی الله علیه و آله: لا تلجي، فرجعت وجلست مكاني حتّى إذا قلت: زالت الشمس الآن يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي ولم أرقطّ أطول منه يوماً، وأقبلت أمشي حتّى وقفت فقلت: السلام عليكما، أ ألج؟
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: فلجّي ، وعليّ واضع يده على ركبتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد أدنى فاه من أُذن النبيّ صلّی الله علیه و آله وفم النبي صلّی الله علیه و آله على أُذن عليّ علیه السّلام، فيتشاوران (1) وعلىّ علیه السّلام يقول: نعم فأمضي وأفعل، والنبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: نعم، فدخلت وعليّ معرض وجهه حتّى دخلت وخرج.
فأخذني النبيّ صلّی الله علیه و آله في حجره فالتزمني وأصاب ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار، ثمّ قال: يا أُمّ سلمة، لا تلوميني فإنّ جبرئيل أتاني من الله تعالى بأمر أُوصي به عليّاً علیه السّلام من بعدي، وكنت بين جبرئيل وعليّ، وجبرئيل عن يميني وعليّ علیه السّلام عن شمالي، وأمرني جبرئيل أن أخبر عليّاً علیه السّلام بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة، فاعذريني ولا تلوميني، إنّ الله اختار لكلّ نبيّ وصيّاً؛ فأنا نبي هذه الأُمّة وعلىٌّ وصيّى؛ فهذا ما شاهدت به الآن يا أبتاه سبّه أو دعه.
فأقبل مولاها يناجي [ ربّه ] الليل والنهار وهو يقول: اللّهمّ اغفر لي ما جهلت من أمر عليّ بن أبي طالب، وقال: إنّي وليّ علىّ علیه السّلام وعدوّ عدوّه، فتاب المولى توبة نصوحاً وأقبل فيما بقى من دهره يدعو الله تعالى أن يغفر له (2).
ص: 330
[183] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من مناقب الخوارزميّ عن عروة بن الزبير (1)، عن ابن عبّاس، قال: قتل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عمرو بن عبد ودٍّ ودخل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسيفه يقطر دماً، فلمّا رآه النبيّ صلّی الله علیه و آله كبّر فكبّر المسلمون، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله (2) : اللّهمّ اعطِ عليّ بن أبي طالب (3) فضيلة لم تعطها أحداً قبله ولا أحداً بعده؛ فهبط جبرئيل ومعه أُترجّة (4) من الجنّة.
فقال له علیه السّلام : إنّ الله عزّ وجلّ يَقرؤك السلام ويقول لك: حيّ بهذه عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فدفعها فانفلقت في يده فلقتين فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب عليها سطران بخضرة: « تحيّة الطالب الغالب إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام» (5).
[184] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : بحذف الإسناد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: يا عليّ، ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة.
فقام رجل من الأنصار وقال: فداك أبي وأُمّي، أنت ومَن؟
:قال: أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح علیه السّلام على ناقة الله التي عُقِرَت، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي عليّ علیه السّلام على ناقة من نوق الجنّة وبيده لواء الحمد
ص: 331
ينادي: لا إله إلّا الله محمّد صلّی الله علیه و آله رسول الله، فيقول الناس : ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل [أو حامل عرش فيجيبهم ملك من بطنان العرش: يا معشر الآدميّين، ليس هذا ملكاً مقرّباً ولا نبيّاً مرسلاً ولا حامل عرش ] هذا عليّ ابن أبي طالب علیه السّلام (1) .
[185] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: وبهذا الإسناد عن رسول الله صلّی الله علیه و آله أنّه قال: لمّا أُسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي وأقعدني على درنوك (2) من درانيك الجنّة فناولني سفرجلة، فبينما أنا أُقبّلها إذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمّد، قلت: مَن أنتِ؟
قالت: أنا الراضية المرضيّة، خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف: أسفلي من مسك، ووسطي من كافور، وأعلاي من عنبر، وعجنني من ماء الحياة، ثمّ قال لي الجبّار کونی فکنت، خلقنى لأخيك وابن عمّك علىّ بن أبي طالب علیه السّلام (3).
[186] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من مناقب الخوارزميّ ما رواه عبد الله بن مسعود
ص: 332
العبسيّ (1) ، قال أخبرنا الفضل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس، قالت كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً نائماً ورأسه في حجر عليّ علیه السّلام وكان لم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس فانتبه رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال: صلّيت يا علىّ؟ قال: لا.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس.
قالت أسماء: فرأيتها قد غربت ثمّ رأيتها قد طلعت بعد ما غربت (2).
[187] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من مناقب الخوارزميّ ما رواه أبو الجارود، عن أبي إسحاق (3)، عن الحارث (4)، عن عليّ علیه السّلام ، قال : لمّا كانت ليلة بدر قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن يسقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس، فقام عليّ علیه السّلام فاعتصم القربة ثمّ أتى بئراً بعيدة القعر مظلمة فأعذر فيها، فأوحى الله عزّ وجل إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل علیهم السّلام أن تأهبّوا (5) النصر محمّد صلّی الله علیه و آله و حزبه، ففعلوا (6) فنزلوا من
ص: 333
السماء ولهم لغط يذعر (1) من سمعه، فلمّا مرّوا بأمير المؤمنين علیه السّلام (2) على البئر سلّموا عليه من أوّلهم إلى آخرهم إكراماً وتمجيداً (3) (4) .
[ 188] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: منه أخبرنا الربيع بن عبد الله الهاشميّ، عن عبد الله بن الحسن ، عن علي بن الحسين علیهماالسّلام ، عن محمّد بن الحنفيّة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لمّا عُرج بي إلى السماء رأيت في السماء الرابعة والسادسة ملكاً نصفه من نار ونصفه من ثلج، في جبهته مكتوب: « أيّد الله محمّداً صلّى الله عليه وآله بعلىّ علیه السّلام هلا فبقيت متعجّباً، فقال الملك ممّ تعجّبك؟! كتب الله في وجهي (5) ما ترى قبل الدنيا بألف (6) عام (7).
[ 189] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من « مصباح الأنوار » ما رواه عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن
ص: 334
أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام ، قال: خرجت مع رسول الله صلّی الله علیه و آله ذات يوم نمشي في طرق المدينة فمررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بأُخرى هذا النبيّ المصطفى صلّی الله علیه و آله وعليّ المرتضى علیه السّلام ثمّ جزناها فصاحت الثانية بالثالثة هذا موسى علیه السّلام وأخوه هارون ثمّ جزناها فصاحت رابعة بخامسة: هذا نوح وإبراهيم علیهماالسّلام ، ثمّ جزناها فصاحت سادسة بسابعة هذا محمّد سيّد النبيّين وهذا علىّ علیه السّلام سيد الوصيّين، فتبسّم النبي صلّی الله علیه و آله ثمّ قال: يا عليّ، إِنَّما سمّي نخل المدينة صيحانيّاً لأنّه صاح بفضلي وفضلك (1).
[ 190 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : عن الحارث بن محمّد (2)، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: كنتُ على الباب يوم الشورى وارتفعت الأصوات بهم، فسمعت عليّاً علیه السّلام يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا - والله - أولى بالأمر منه وأحقّ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ بايع أبو بكر لعمر وأنا والله أولى بالأمر منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفاراً، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان، إذن والله (3) لا أسمع ولا أُطيع، إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لأيم الله لا يعرف لي فضل بالصلاح ولا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء، وأيم الله لو شاء أن أتكلّم ثمّ لا يستطيع
ص: 335
عربهم ولا عجمهم والمعاهد منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها.
ثمّ قال: أنشدكم الله - أيّها الخمسة - أمنكم أخو رسول الله صلّى الله عليه وآله غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أمنكم أحدٌ له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبد المطّلب؛ أسد الله وأسد الرسول غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أمنكم أحدٌ له أخٌ مثل أخي المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أمنكم أحدٌ له زوجة مثل زوجتي فاطمة علیهاالسّلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ؛ سيّدة نساء العالمين غيري (1)؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أمنكم أحدٌ له سبطان مثل الحسن والحسين علیهماالسّلام ؛ سيّدا شباب أهل الجنّة ابنا رسول الله صلّى الله عليه وآله غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا .
قال: أمنكم أحدٌ وحّد الله قبلي؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أمنكم أحدٌ صلّى إلى القبلتين غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا .
قال: أمنكم أحدٌ غسل رسول الله صلّى الله عليه وآله غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا.
ص: 336
قال: أمنكم أحدٌ رُدّت له الشمس غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا .
قال: أمنكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله حين قرّب له الطائر المشوي (1) فأعجبه، وقال: «اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فجئت وأنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أفيكم أحدٌ كان يقتل المشركين (2) عند كلّ شديدة نزلت برسول الله صلّى الله عليه وآله ؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أمنكم أحدٌ كان أعظم عناءً برسول الله صلّى الله عليه وآله منّي حتّى اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي [ و ] بذلت مهجتي [له] غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا (3).
قال: أمنكم أحدٌ يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة علیهاالسّلام؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أفيكم أحدٌ له سهم في الخاصّ وسهم في العام ٌغيري؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أفيكم أحدٌ طهّره الله غيري حتّى سدّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي حتّى قام حمزة والعبّاس وقالا: يا رسول الله، سددت أبوابنا وفتحت باب علىّ علیه السّلام؟! فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : « ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم» ؟
ص: 337
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أفيكم أحدٌ ناجی رسول الله صلّى الله عليه وآله ستّ عشرة مرّة حتّى قال: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً » (1) غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أفيكم أحدٌ وُلِّيَ غمض عينَي رسول الله صلّى الله عليه وآله غيري؟
قالوا: اللّهمّ لا.
قال: أفيكم أحدٌ حضر آخر عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله حين وضعته في حفرته (2)؟
قالوا: اللّهمّ لا.
[قال: يحكم الله بيني وبينكم يوم القيامة وهو خير الحاكمين ] (3).
أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّه فرأيت نوراً ضرب به وجهی فقلت لجبرئيل: ما هذا النور الذي رأيته؟
قال: یا محمّد ، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر، ولكن جارية مِن جواري عليّ بن أبي طالب علیه السّلام اطّلعت من القصر فنظرت إليك فضحكت، فهذا النور خرج من فيها وهي تدور في الجنّة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين علیه السّلام(1).
[192] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الخوارزميّ في كتابه، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن هارون العبديّ، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: أصبح(2) عليّ بن أبي طالب وفاطمة علیهماالسّلام ، فقالت له: ليس في الرحل شيء، فخرج عليّ يبتغي شيئاً (3)، فقالت له فاطمة علیها السّلام: ما صنعت ؟
قال: ما أصبت شيئاً إلّا أنّي وجدت ديناراً فعرّفته حتّى سئمت فلم أجد له باغياً، قالت: هل لك أن تستقرضه فإذا جاء صاحبه أعطيناه ديناراً، إنّما هو دينار في مكان دينار. فقال: أفعل.
فأخذ الدينار وأخذ وعاء ثمّ خرج إلى السوق فإذا برجل عنده طعام يبيعه، قال علىّ علیه السّلام: كيف تبيع من طعامك هذا ؟ قال كذا بكذا ، فناوله عليّ الدينار ثمّ فتح وعاءه فكاله حتّى إذا فرغ ، ضمّ عليّ علیه السّلام وعاءه وذهب ليقوم. فردّ عليه الدينار وقال
ص: 339
لتأخذه فأخذه ورجع إلى فاطمة علیهاالسّلام وأخبرها، قالت: رحم الله هذا الرجل لقد عرف حقّنا وقرابتنا من رسول الله صلّی الله علیه و آله فأكلوه حتّى نفد ولم يصيبوا غيره، فقالت فاطمة علیهاالسّلام: هل لك أن تستقرضه مرّة أُخرى؟(1) قال: أفعل.
فخرج إلى السوق فإذا صاحب الطعام فأخذ منه فردّ عليه الدينار، فأخبر فاطمة علیهاالسّلام ، فدعت له [مثل دعائها] ، فأكلوا حتّى نفد.
فلمّا كانت الثالثة قالت فاطمة علیهاالسّلام: إن ردّ عليك الدينار فلا تأخذه، فذهب عليّ علیه السّلام يوجده، فلمّا كال له ردّ عليه الدينار قال: لا آخذه، فسكت عنه.
قال هارون: فقمت من عنده فمررت برجل من الأنصار فسلّمت عليه فردّ علَىّ السلام وسألته ،وسألني، ثمّ قال: ما حدّثكم اليوم أبو سعيد؟ قلت: حدّثنا كذا وكذا، وحدّثنا حديث الدينار، فقال الأنصاريّ: حدّثكم مَن كان الذي اشترى منه؟ قلت: لا أدري قال: كتمكم قال ذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: كان ذلك جبرئيل علیه السّلام ، لو سألت لنلت (2) ذلك (3).
نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلّى الله عليه وآله يحدِّثنا إذ خرج علينا ممّا يلي الركن اليماني شيء عظيم أعظم من الفيلة، فقال: لُعِنْت أو قال: خُزيت.
قال إسحاق: فقال عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : ما هذا يا رسول الله ؟
قال: أوما تعرفه يا علىّ [قال: الله ورسوله أعلم.
قال: هذا إبليس، فوثب علىّ علیه السّلام] فأخذ بناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه وقال: يا رسول الله أقتله.
قال: أوما علمت يا على أنّه قد أُجِّل إلى يوم الوقت المعلوم.
قال: فتركه من يده فوقف ناحية ثمّ قال: مالي ومالك يا عليّ بن أبي طالب؟! والله ما أبغضك أحد إلّا شاركت أباه فيه (1).
[194]. وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من الكتاب المذكور، وروى الشعبيّ (2)، عن عروة ابن الزبير بن العوام، قال: لمّا بويع أبو بكر أَرجف المنافقون وقالوا: لو لم يكن أحقّ بها ما نالها ولمّا سكت عليّ علیه السّلام عنه ، ولكن أبا بكر أولى وهو قال: أنا أولى بالمكان منه.
فبلغ أبا بكر هذا القول فقام على المنبر وقال: صبرا على مَن ليس يؤول إلى دين ولا يحتجب لدعاء ولا يصغي لآية، أظهر الإسلام ذلّة وسنّ النفاق غلّة، هؤلاء
ص: 341
عصبة الشيطان وجمع الطغيان زعموا أنّي أقول إنّي أفضل من عليّ علیه السّلام ، وكيف أقول ذلك ومالى سابقة ولا قرابة ولا خصوصيّة؛ وحّد الله وأنا ملحد، وعبد الله قبل أن أعبده، ووالى رسول الله صلّى الله عليه وآله وأنا عدوّه، وسبقني بساعات لو انقطعت لم ألحق ثناءه (1) ولم أقطع غباره (2).
وإنّ ابن أبي طالب علیه السّلام فاز من الله بمحبّة ومن الرسول بقربة ومن الإيمان برتبة، ولو جهد الأوّلون والآخرون لم يبلغوا درجته ولم يسلكوا منهجه، بذل الله مهجته ولابن عمّه مودّته، كاشف الكرب ودافع الريب، وقالع الباب وقامع الشرك، ومظهر ما تحت سويداء أجنحة (3) النفاق، [ ومحنة لهذا ] العالم بالحقّ قبل أن يلحقوا، وبرز قبل أن يسابق، جمع العلم والفهم والكرامة (4) فكان جمیع الخيرات لقلبه كنوزا لا يدخر منها مثقال ذرّة إلّا أنفقه في بابه؛ فمن ذا يؤمّل أن ينال درجته، وقد جعله الله ورسوله للمؤمنين وليّاً وللنبيّ وصيّاً، وللخلافة داعياً، وللإمامة قائماً، فيعير الجاهل بمقام قمته إذ أقامني، وأطعته إذ أمرني، ولقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: الحقّ (5) مع عليّ علیه السّلام و عليّ علیه السّلام مع الحقِّ، من أطاع عليّاً علیه السّلام رَشَدَ الا ومن عصى عليّاً فَسَد، ومن أحبّه سعد، ومن أبغضه شقي.
والله لو لم يحبّ ابن أبي طالب علیه السّلام [إلّا لأجل أنّه] لم يواقع الله عزّ وجلّ محرّماً
ص: 342
ولا عبد من دونه صنماً، ولحاجة الناس إليه بعد نبيّهم لكان في ذلك ما فكيف لأسباب أقلّها [موجب ] وأهونها مرغب، للرحم الماسّة بالرسول، والعلم بالدقيق والجليل والرضاء بالصبر الجميل، والمواساة فى الكثير والقليل، وخلال لا يبلغ عدّها، ولا يدرك مجدها، ودّ المتمنّون أن لو كانوا تراب أقدام عليّ بن أبي طالب علیه السّلام . أليس هو صاحب لواء الحمد والساقي يوم الورود وجامع كلّ كرم، وعالم كلّ علم والوسيلة إلى الله تعالى وإلى نبيّه المرسل (1) (2).
[195] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما ذكر في نوادر الأخبار مرفوعاً إلى المقداد بن الأسود، قال: أتيت مولاي أمير المؤمنين علیه السّلام يوماً فقال: آتيني بسيفي، فجئته به، ثمّ وضعه على ركبته ثمّ ارتفع في الهواء وأنا أنظره حتّى غاب عن عيني (3)، فلمّا قرب الظهر إذا هو نازل كما صعد وسيفه يقطر دماً، فقلت: يا وليّ الله، أين كنت ؟ فقال: إنّ نفوساً في الملأ الأعلى اختصمت فصعدت فطهّرتها.
فقلت: يا أمير المؤمنين، أمر الملأ الأعلى إليك؟
قال: يابن الأسود، أنا حجّة الله على جميع خلقه، وما في السماء ملك يطير ولا سائر يسير ولا يخطو [ قدم عن قدم ] إلّا بإذني (4).
أما علمت أنّ العالم عبارة عن السماوات والأرض وما بينهما؛
ص: 343
فالملائكة سكّان السماء، والجنّ الطيّارة سكّان الهواء، وسكّان وجه الأرض الآدميّون، وسكّان بطون الأرض المتمرّدون من الشياطين، فاختصمت طائفتان من الجنّ في الهواء فطهّرهم أميرالمؤمنين علیه السّلام لانّه وليّ الصالحين.
[196] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام حديث الرطب من الجرائح: روي [عن ] الصحابة الصادقين أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله دخل يوماً على فاطمة علیهاالسّلام وسبقه عليّ علیه السّلام ، فقال: أبوكِ اليوم ضيفكِ يا فاطمة .
فقالت الحسن والحسين علیهماالسّلام يطالباني بشيء من الزاد ولم يكن في منزلي شيء من القوت، فدخل النبى صلّی الله علیه و آله وأمير المؤمنين والحسين علیهماالسّلام جلوس عند فاطمة علیهاالسّلام ، فسلّم رسول الله صلّی الله علیه وآله عليهم فردّوا عليه السلام واستبشروا به، فجلس عندهم قليلاً ثمّ نظر إلى السماء ساعة وإذا جبرئيل قد نزل من السماء وقال: يا رسول اللهّ العليّ الأعلى يقرؤك السلام ويخصّك بالتحيّة والإكرام ويقول لك: قُل لعليّ بن أبي طالب ولفاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام أيّ شيء يشتهون من فواكه الجنّة يحضر بين أيديهم.
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله: يا عليّ، يا فاطمة، يا حسن، یا حسين، أيّ شيء تريدون من فواكه الجنّة يحضر بين أيديكم؟ فأمسكوا.
فقال الحسين علیه السّلام: عن إذنك يا رسول الله، وعن إذنك يا أمير المؤمنين، وعن إذنك يا سيّدة نساء العالمين، وعن إذنك يا حسن، أنا أختار؟
فقالوا جميعاً: نعم - يا حسين - ما شئت.
فقال: أُريد رطباً، فوافقوا على ذلك.
ص: 344
فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : يا فاطمة، أولجي المخدع فاحضري ما فيه، فإذا فيه مائدة من موائد الجنّة وعليه سندسة خضراء وفيه رطب جنيّ في غير أوان الرطب.
فقال صلّی الله علیه و آله لفاطمة علیهاالسّلام [وهي حاملة المائدة : من ] أين لكِ هذا؟ قالت: هو من عند الله.
فأخذه النبيّ صلّى الله عليه وآله وقدّمه بين يديه وأخذ رطبة ووضعها في فيّ الحسين علیه السّلام وقال: هنيئاً يا حسين.
ثمّ أخذ رطبة ثانية فوضعها في فيّ الحسن علیه السّلام وقال: هنيئاً يا حسن.
ثمّ أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فيّ فاطمة علیهاالسّلام وقال: هنيئاً لكِ يا فاطمة.
ثمّ أخذ رطبة رابعة فوضعها في فيّ علىّ أمير المؤمنين علیه السّلام وقال: هنيئاً لك يا أمير المؤمنين.
ثمّ وثب قائماً على قدميه [ثمّ جلس] وأخذ رطبة ثانية فوضعها في فيّ أمير المؤمنين علیه السّلام وقال: هنيئاً لك يا أمير المؤمنين، ثمّ قام ثمّ قعد وأخذ رطبة ثالثة ووضعها في فيّ أمير المؤمنين علیه السّلام ثمّ قال: هنيئاً لك يا أمير المؤمنين، [ثمّ أكلوا ثمّ قام وقعد ] فأكلوا جميعاً وارتفعت المائدة إلى السماء.
قالت فاطمة علیهاالسّلام : لقد رأينا عجباً يا رسول الله منك، فقال: يا فاطمة، أمّا الرطبة الأُولى التي وضعتها في فيّ الحسين علیه السّلام وقلت: هنيئاً يا حسين، فسمعت جبرئیل وميكائيل وإسرافيل يقولون: هنيئاً لك يا حسين، فقلت موافقاً لهم: هنيئاً لك يا حسین، فلمّا أخذت الرطبة الثانية ووضعتها فى فىّ الحسن علیه السّلام ، سمعت جبرئیل وميكائيل وإسرافيل يقولون: هنيئاً لك يا حسن، فقلت موافقاً لهم: هنيئاً لك يا حسن.
فأخذت [ الرطبة ] الثالثة فوضعتها في فيك فسمعت حور العين وهنّ مشرفات من الجنان وهنّ يقلن: هنيئاً لكِ يا فاطمة، فقلت موافقاً لهنّ: هنيئاً لكِ يا فاطمة، فأخذت الرطبة الرابعة فوضعتها في فم أمير المؤمنين علیه السّلام فسمعت النداء من الحقّ
ص: 345
جلّ جلاله يقول: هنيئاً لك يا أمير المؤمنين، فقُمتُ قائماً إجلالاً لله تعالى ثلاثاً، ثمّ سمعت الحقّ يقول: وعزّتي وجلالي لو ألقمت عليّاً علیه السّلام من الساعة إلى الساعة رطبة رطبة لقلت هنيئاً هنيئاً (1).
[197] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه الأصبغ بن نباتة، قال: مرّ أمير المؤمنين علیه السّلام بمقبرة ونظر إلى قبورهم ثمّ نظر بوجهه الكريم إليّ وقال: يابن نباتة، أتحبّ أن أريك آية بإذن الله تعالى؟
فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، فأشار علیه السّلام إلى قبر من تلك القبور وقال: قُم يا صاحب القبر بإذن الله تعالى، فقام شيخ من القبر وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ووصيّ رسول ربّ العالمين.
فقال: وعليك السلام، مَن أنت؟
قال: أنا عمرو بن دينار الهمدانيّ، قُتِلت في وقعة الأنبار، قتلني أصحاب معاوية مع أمير الأنبار .
فقال علیه السّلام : یا شیخ، اذهب إلى أهلك وحدِّثهم بما رأيت منّي، قل لهم: عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أحياني [وردّني إليكم ] (2).
[198] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه سلمان الفارسيّ رضي الله عنه، قال: كنت يوماً عند
ص: 346
مولاي أمير المؤمنين علیه السّلام بأرض قفر فرأينا دُرّاجاً يصيح، فكلّمه أمير المؤمنين علیه السّلام و قال: يا دُرّاج منذ كم أنت فى هذه البريّة؟ ومن أين مطعمك [ ومشربك ]؟
فقال: [يا أمير المؤمنين، أنا منذ ] مائة سنة في هذه البريّة، مطعمي ومشربي إذا جعْتُ صلّيت عليك فأُشبع، وإذا عطشت فألعن ظالميك فأُروى.
قلت: يا أمير المؤمنين، هذا شيء عجيب، ما أُعطي منطق الطير إلّا سليمان ابن داود علیهماالسّلام!
فقال: يا سلمان، أما علمت أنّ بي أُعطي سليمان بن داود علیهماالسّلام ما أُعطي، ولولا أنا ما خلق سليمان ولا داود علیهماالسّلام ولا أبوهما آدم علیه السّلام.
ثمّ قال: يا سلمان، أتُريد أن أُريك شيئاً أعجب من هذا؟
قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: يا طاووس اهبط، فهبط ، ثمّ قال: يا صقر اهبط ،فهبط ، ثمّ قال: يا باز اهبط، فهبط، ثمّ قال: يا غراب اهبط، فهبط، فقال: يا سلمان، اذبحهم وانتف ريشهم وقطّعهم إربا إرباً واخلط لحومهم.
قال سلمان: ففعلت ذلك وتحيّرت، ثمّ التفت إليّ وقال: ما تقول يا سلمان؟ قلت يا أمير المؤمنين، أطيارٌ فى الهواء ولم أعرف لها ذنب أمرتني بذبحها!
قال: يا سلمان أتريد أن أحييها لك بإذن الله تعالى؟ فقلت: بلی یا مولاي، قال: فنظر إليها علیه السّلام فقال: طرن بإذن الله تعالى.
قال سلمان: فطارت جميعاً بإذن الله تعالى.
[قال سلمان: ] فتعجّبت من ذلك وقلت: يا أمير المؤمنين، هذا أمرٌ عجيب!
فقال علیه السّلام: لا تعجب يا سلمان مِن أمر الله تعالى، فإنّ الله تعالى قادرٌ على ما يشاء وفعّال لما يريد.
يا سلمان، إيّاك أن تجول وهمّك إلى شيءٍ، أنا عبد الله وخليفته، أمري أمره،
ص: 347
ونهيي نهيه، وقدرتي قدرته، وقوّتي قوّته (1).
[ 199 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روي عن ابن عبّاس أنّه قال: بينما أمير المؤمنين علیه السّلام يدور في سكك المدينة إذ استقبله أبو بكر، فأخذ علیه السّلام بيده وقال: يا أبا بكر، اتّق الله الذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلاً، واذكر معادك يابن أبي قحافة، واذكر ما قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله ولقد علمتم ما تقدّم إليكم في غدير خمّ فإن أنت رددت إلىّ الأمر دعوت الله ليغفر لك ما فعلته، وإن لم تفعل فما يكون جوابك لرسول الله صلّی الله علیه و آله ؟!
فقال: يا عليّ، إن رأيت رسول الله صلّی الله علیه و آله في المنام يردّني عمّا أنا عليه فإنّي أُطيعه.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: فكيف وأنا أُريكه باليقظة، ثمّ أخذ علیه السّلام بيده حتّى أتى مسجد قبا فإذا رسول الله صلّى الله عليه وآله جالسٌ في محرابه وعليه أكفانه وهو يقول: يا أبا بكر، ألم أقل لك مرّة بعد أُخرى وتارة بعد تارة أنّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام خليفتي ووصيّي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، وطاعة الله طاعته، ومعصية الله معصيته.
وخرج أبو بكر فزعاً مرعوباً وقد عزم أن يردّ الأمر إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، إذا هو استقبله رجل من أصحابه فأخبره بما رأى فقال: هذا سحرٌ من سحر بني هاشم! دُم ما أنت عليه واحفظ مكانك ولجّ به حتّى صدّه عمّا أراد (2).
ص: 348
[ 200] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاريّ وهو ما رواه أصحاب السير أنّ رجلاً قدم إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فأضافه فاستدعى له قرصاً من شعیر فجعل الرجل يعالجها فلم يقدر على كسرها فاستدعى أمير المؤمنين علیه السّلام بماء في قدح ثمّ كسر له قطعة وألقاها فيه وقال له: تناولها، فأخرجها فإذا هي فخذ طائر مشويّ.
ثمّ كسر أُخرى وقال: تناولها، فأخرجها فإذا هي قطعة من الحلاوة، وهكذا حتّى اكتفى الرجل، قال: يا مولاي، تضع لي كسراً من الخبز اليابس فأجدها أنواع الطعام؟! فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: هذا الظاهر وذاك الباطن، إنّ أمرنا هكذا (1).
[ 201] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: بينما أنا ذات يوم في مسجد الكوفة إذا برجل قائم يصلّي بالأُسطوانة التي يصلّي بها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فأتيت إليه وقلت يا هذا، تصلّي في مكان صلّى به أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب علیه السّلام ؟!
فالتفت وقال لي: اجلس لأُحدّثك بقصّتي. قال: إنّي كنت يهوديّاً بالقادسيّة ممّن يبتاع الطعام، فعنّ لي سفر إلى الكوفة، فبينما أنا ذات ليلة في الطريق ودوابي محمّلة إذا بريح مظلمة، فقلت في نفسي: أقف في هذا المكان إلى أن تسكن الريح وأدخل الكوفة.
ص: 349
فلمّا سكن الريح لم أر دوابي فدخلت الكوفة وكان لي صديق يقال له: مالك الأشتر، فمضيت إليه وقصصت عليه القصّة، فدلّني لى أمير المؤمنين علیه السّلام ، فدخلت المسجد فوجدته قائماً يصلّى في هذا المكان، فلمّا فرغ من صلاته نظر إلى وقال: أُحدِّثك أم تحدّثني؟!
قلت: بل حدّثني يا أمير المؤمنين.
فقال: يا يهوديّ، اختلست الجنّ دوابك، أتريد أن أردّهنّ إليك؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
فنهض معي وأتى إلى المكان الذي اختلست الجنّ دوابي فيه، فصلّى ركعتين وتكلّم بكلام ثمّ قال: « يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِن نَارٍ وَنُحَاسُ فَلَا تَنتَصِرَانِ » (1)، ثمّ قال: ما على هذا بايعتموني ولا على هذا عاهدتموني.
فسمعت قائلاً يقول : والله ما علمت أنّها لك يا أمير المؤمنين، فظهرت الدوابّ وعليها أحمالها، ثمّ توجّهت معه علیه السّلام إلى الكوفة.
فلمّا وصلنا وضعت الطعام في السوق ومضى عليّ علیه السّلام إلى المسجد واشتغل في صلاته، فلمّا أصبح الصبح واجتمع الناس وقالوا: افتح طعامك لنا لنشتري منه قلت: إنّ لي شريكاً لا أبيع حتّى يحضر ، وإذا بعليّ قد أقبل وقال: افتح متاعك، ففتحته، فقال لي عليّ علیه السّلام: أنت تقبض الميزان أم تحطّ بيدك الطعام؟ فقلت: بل أنت تحطّ يا أمير المؤمنين وأنا أقبض الميزان، فصار عليّ علیه السّلام يحطّ في يده وأنا أرفع الميزان، فلم يشتر أحدٌ ذلك اليوم من الكوم غير طعامي ، ولم ينته، فلمّا فرغت صببت الدراهم بين يديه وقلت: يا أمير المؤمنين، خذ نصيبك وادفع إليّ نصيبي. فقال علیه السّلام: امض في شأنك فإنّا أهل بيت النبوّة لا نجازي على الحسنة بشيء، فمضيت إلى القادسيّة.
ص: 350
ثمّ عن علَيّ السفر فسافرت إلى الشام فدخلت فيها وأنا على هيئة اليهوديّ، فكنت لا أحلف صادقاً إلّا بأمير المؤمنين علیه السّلام ، فبلغ خبري إلى معاوية، فبعث إليّ وقال: أنت يهوديّ وتحلف بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فقصصت عليه القصّة من أوّلها إلى آخرها، فغضب عليَّ وأخذ جميع ما معي وحبسني، وقال: إن كنت صادقاً قل لصاحبك يخلّصك ممّا أنت فيه.
فبقيت في الحبس أيّاماً فبينما أنا ذات أياماً فبينما أنا ذات يوم متفكّراً إذا بخادمه قد أقبل علَيّ وقال: أمير المؤمنين يدعوك إلى حضرته، قلت: كذبت وكذب معاوية، والله ما للمؤمنين أمير غير عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، ثمّ مضيت معه إليه فإذا هو يدور في مجلسه كالدابّة، فقال لي يا يهودي هل عندك دواء تداويني وأردّ عليك جميع ما أخذت منك ولك علَيّ عشرة آلاف درهم؟ وكان قد أصابه حصار البول، فقلت له : نعم عندي دواؤك، عليك ببول خادمك فاشربه، فأخذ بول خادمه فشربه فزال عنه حصار البول، فدفع إليّ جميع ما أخذه، فشاع ذلك الخبر في الشام.
ثمّ خرجت منها إلى الكوفة، فلمّا وصلت إليها تركت دوابّي بما عليها ودخلت المسجد وإذا بعليّ بن أبي طالب علیه السّلام في المسجد، فلمّا رآني تبسّم وقال لي: أُحدّثك أم تحدّثني؟
فقلت: بل تحدّثني يا أمير المؤمنين، فقصّ لي القصّة من أوّلها إلى آخرها، ثمّ قال: إنّك تمضي ولا تراني بعدها أبداً، فقلت: أمغضب علَيّ يا أمير المؤمنين؟ قال: لا .
ثمّ توجّهت إلى القادسيّة ثمّ خرجت منها إلى البصرة وإذا أنا بقائل يقول: قُتِل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فقمت إليه وضربته بسكّين (1)كان معي، ثمّ
ص: 351
تركت ما كان معي في البصرة وتوجّهت إلى الكوفة فوجدتها غبراء صفراء لفقد أمير المؤمنين علیه السّلام ، فحلفت يميناً أن لا أُفارق هذا المكان حتّى تفارق روحي الدنيا.
قال جابر: فلمّا كان اليوم الثالث إذا بصائح، فجئت إلى المسجد وإذا أنا بالرجل قد مات، فقمت في جهازه فغّسلته وكفّنته وصلّيت عليه ودفنته (1).
[202] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : روى صعصعة بن صوحان (2) أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان ذات يوم يخطب على المنبر بالكوفة وهو يُفهمُهم ويُذكّرهم إذ قال: يا صعصعة بن صوحان، قُم نحو أبواب كندة إنّ هناك غزالةً واقفة مستجيرة فآتِ بها.
فقمت وخرجت فوجدت غزالة واقفة فقلت: أيّتها الغزالة ادخلى بأمان الله وأمان رسوله صلّی الله علیه و آله وأمان علىّ بن أبي طالب علیه السّلام ، فدخلت الغزالة ووقفت بين يديه وهي غير مستوحشة، وجعلت تخرق الصفوف حتّى وقفت أسفل المنبر وهي رافعة رأسها نحو الإمام.
فقال لها الإمام علیه السّلام: انطقي يا غزالة بإذن الله تعالى فنطقت وقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين وأمين الله على خلقه، السلام عليك يا وصيّ رسول ربّ العالمين،
ص: 352
إنّي مستجيرة بالله وبك يا أمير المؤمنين، اعلم أنّه قد ظهر لي ذئب أسود يأكل أولادي وقد أكل ثلاثة بطون وكلّما وضعت ولداً يأخذه، وقد وضعت هذا البطن الرابع وأنا خائفة عليه أن يأخذه وجئت مستجيرة بالله وبك يا أمير المؤمنين.
ثمّ قالت معاشر الناس، لو عرفتم قدر أمير المؤمنين علیه السّلام وعرفتم ولايته كما تعرفها السباع والوحوش للثمتم (1) موضع قدميه. فقال علیه السّلام: امسكي عن الكلام يا غزالة.
فتكلّم بكلام ما سمعه إلّا مَن كان قريباً منه، وإذا بعقاب قد انقضّ من السماء وفي كفّيه شيء، فبسط على رؤوس الجمع في المسجد فنادى أمير المؤمنين علیه السّلام العقاب: اهبط، فهبط حتّى صار على وجه الأرض وفي كفّيه ذئب أسود، فقال له الإمام علیه السّلام: أنت أكلت أولاد هذه الغزالة؟
قال: نعم يا أمير المؤمنين قد أكلت لها ثلاثة بطون، فبينما أنا في طلب الرابع إذا هذا العقاب انقضّ علَىّ في هذه الساعة وحملني بين يديك.
فالتفت الإمام علیه السّلام إلى الغزالة وقال: ما تحبّين أن تصنعي به أيّتها الغزالة؟
قالت: أنطحه وأستوفى منه.
قال لها الإمام علیه السّلام: دونك إيَّاه، فجعلت تحمل عليه بقرونها وتضربه في أضلاعه وخواصره، فنادى الإمام علیه السّلام بالعقاب: خذه إليك وكُلْه.
فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي لا أُحبّ أن آكل الميتة، فتكلّم بكلام وإذا بالذئب قد قام يعدو مسرعاً فاختطفه العقاب وأخذه في جوّ السماء ورمى به إلى الأرض فقطعه إربا إرباً وجعل يأكله قطعة قطعة إلى آخره، فانصرفت الغزالة من حيث جاءت (2) .
ص: 353
[203] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : رُوي بحذف الإسناد عن أمير المؤمنين أنّه كان في طريق من طرق الكوفة فمرّ أعرابّي وقال: السلام عليك يا أمیر المؤمنين، قال: وعليك السلام، قال: لي إليك حاجة، قال: اكتب حاجتك على وجه وجه الأرض وتنحّ عنها، فإنّا أهل بيت نكره وقوف السائل بين أيدينا، فكتب الأعرابيّ:
فقيرٌ له في ربع مجدك حاجة *** فما أنت فيها يا أخا الجود صانع
فإن تقضها اليوم إنّك أهلها *** وإلّا فأرض الله للمرء واسع
فما المال والأولاد إلّا ودائع *** ولابدّ من يومٍ تُرَدُّ الودائع
ولابُدّ من يومٍ يُجازى به الفتى *** ويحصد فيه المرء ما كان زارع
فتبسّم أمير المؤمنين علیه السّلام وقال: يا أخا العرب، هل عندك من العلم شيء أسألك عنه؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، سلني [على] قدر علمي ولا تسألني على قدر علمك.
قال علیه السّلام: يا أخا العرب ما زينة المرء في هذه الدنيا؟
فقال: يا أمير المؤمنين، جمال يُزينه حياء.
قال علیه السّلام: فإن خلا من [ ذلك ] يا وجه العرب؟
قال: مال يزينه سخاء.
قال : فإن خلا من ذلك؟
قال: زهدٌ يزينه تقوى.
قال : فإن خلا من ذلك؟
:قال يا أمير المؤمنين، مَن لا جمال فيه، ولا حياء له، ولا مال له، ولا سخاء فيه فالموت أولى به من الحياة.
ص: 354
فمدّ أمير المؤمنين علیه السّلام يده إلى جبّته ليخلعها عليه فإذا هو جبرئيل صفّق بجناحيه وطار في الهواء (1).
[204] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روي أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام قال على المنبر: سلوني عن طرق السماء فإنّي أعلم بها من طرق الأرض.
فقام إليه رجل في زيّ العرب وقال: إن كنت صادقاً فأخبرني أين جبرئيل في هذه الساعة؟ فنظر إلى السماء مليّاً ثمّ نظر إلى الأرض مليّاً شرقاً وغرباً، بُعداً وقُرباً ، ثمّ أقبل على القائل وقال علیه السّلام: قد خلت السماء عمّا سألت، وكذلك الأرض، وليس في هذه الدائرة إلّا أن يكون أنت جبرئيل، فغاب عنهم وهو يقول: الله درّك يابن أبي طالب إنّك صادق غير كاذب (2).
ص: 355
[205] وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: شهدت يوم البصرة مع أمير المؤمنين علیه السّلام والقوم قد جمعوا مع المرأة سبعين ألفاً، فما رأيت منهزماً إلّا وهو يقول: هزمني عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، ولا مجروح إلّا وهو يقول: جرحني عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ، ولا مَن يجود بنفسه إلّا وهو يقول: قتلني عليّ علیه السّلام ، ولا كنت أسمع في الميمنة إلّا صوت عليّ علیه السّلام ، ولا في الميسرة إلّا صوت علىّ علیه السّلام.
ولقد مررت بطلحة بن العوام وهو يجود بنفسه وفي صدره نبلة، فقلت: مَن رماك هذه النبلة (1)؟
فقال: عليّ علیه السّلام ، فقلت: يا حزب بلقيس وجند إبليس، إنّ عليّاً لا يرمي بالنبل ولیست بیده؟!
فقال: يا جابر، ما تنظر إليه كيف يضع في الهواء وينزل إلى الأرض أُخرى، ويأتى من قبل المشرق مرّة ومن قبل المغرب أُخرى، وقد جعل الله المشارق والمغارب بين يديه شيئاً واحداً ، فلا يمرّ به فارس إلّا طعنه ولا يلقى بطلاً إلّا قتله وكبّه لوجهه، وقال له: مُت یا عدوّ الله فيموت لوقته، ولا يفوت منه أحدٌ (2).
[206] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام من ( راحة الأرواح ) وهو ما روي أنّه زاد الماء في فرات الكوفة حتّى خشى الناس الغرق ففزعوا إلى أمير المؤمنين علیه السّلام ، فركب بغلة
ص: 356
رسول الله صلّى الله عليه وآله وخرج والناس معه حتّى أتى شاطئ الفرات، فنزل عليه وأسبغ الوضوء وصلّى منفرداً والناس يرونه، ثمّ دعا الله بدعوات سمعها أكثر الناس، فتقدّم إلى الفرات متّكئاً على قضيب رسول الله علیه السّلام حتّى ضرب صفحة الماء وقال: انقص بإذن الله تعالى، فغاض الماء حتّى بدت الحيتان في قرار البحر فنطق كثير منها بالسلام عليه بإمرة المؤمنين، ولم ينطق منها أصناف وهي الجرّي (1) والمارماهي (2)، فتعجّبوا وساءلوه عن اللواتي لم يكلّمنَّه، فقال: أنطق الله لى ما طاب وحلّ أكله (3).
[207] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رُوي عن الثقات أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام امتدّ به المقام في صفّين وشكا إليه أصحابه نفاد الزاد والعلف بحيث لم يجد أحدٌ منهم شيئاً يأكل، فقال علیه السّلام: غداً يصل إليكم ما يكفيكم، فلمّا أصبحوا تقاضوه (4) في ذلك، فصعد على تلّ هناك ودعا الله ليطعمهم ويطعم دوابّهم، ثمّ نزل ورجع إلى مكانه فما استقرّ قراراً إلّا وقد أقبل العير بعد العير عليها اللحم والتمر والدقيق بحيث امتلأت الأرض وأفرغوا جميع الأحمال منها الأطعمة وغيرها، وإذا بها كلّ ما
ص: 357
يحتاجون إليه، وانصرفوا ولم يدر أحدٌ من أيّ البقاع وردت؟ وهل من الإنس كانوا أم من الجنّ؟ وتعجب الناس من ذلك (1).
وهذه فضيلة تضاهي معجزة موسى علیه السّلام في قومه حين أنزل عليهم المنّ والسلوى .
[208] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه الأصبغ بن نُباتة، قال: أتى حبرٌ من أحبار الشام إلى أبي بكر فقال: يا خليفة، إنّ أبي قد مات واستودع الأرض وديعة فإن أنت دللتنى عليها آمنت بمحمّد صلّی الله علیه و آۀه.
فقال: إنّ هذا علم لا يعلمه إلّا الله تعالى، ولكن سِر إلى عثمان وأخبره بذلك.
فلمّا دخل عليه وأخبره، قال: هذا علمٌ لا يعلمه إلّا الله سبحانه وتعالى، ولكن سِرْ إلى أمير المؤمنين علیه السّلام.
فلمّا دخل عليه وأخبره بالقصّه قال: نعم، إن دللتك عليه تسلم؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: إنّ أرواح الكفّار تجتمع بحضرموت (2) في حواصل غرابيب سود (3) مناقيرها إلى حضرموت فإنّها ترفرف على رأسك فنادِ أباك بأعلى صوتك وقل: إنّ خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أمرك أن تكلمني فأرشدني إلى الوديعة.
ص: 358
قال: ففعلت ذلك وأتيت حضرموت إلى شفير الوادي (1) فرأيت الغربان كما وصف علیه السّلام لي، فناديت أبي بأعلى صوتي، فترفرف علَيّ من تلك الغربان غراب وقال: يا بنيّ، أطع وصيّ محمّد صلّى الله عليه وآله فإنّ أباك منذ مات في العذاب الأليم غدوّاً ورواحاً، وإنّ الوديعة في موضع كذا وكذا؛ خُذها واحمل إلى وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خمسها .
قال: فلمّا أتيت إلى أمير المؤمنين علیه السّلام بالخمس قال علیه السّلام : نفعت أباك وخفّفت عنه العذاب، ثمّ أسلم وأحسن إسلامه وعلّمه الفرائض ورجع إلى أهله (2).
[209] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: روي أنّه علیه السّلام وصل إلى جبل في طريقه لمّا سار إلى صفّين، فخرج من الجبل رجل هامته بيضاء ولحيته ووجهه [كذلك ]، فسلّم عليه بإمرة المؤمنين، فقال: وعليك السلام يا شمعون فسأله عمّار ومالك وأبو أيّوب وقيس وسعد وعمرو بن الحمق وعبادة الصامت، فقال: هو عيسى بن مريم علیهاالسّلام (3) .
[210] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: رُوي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان جالساً ذات يوم عنده جنّيّ يسأله عن قضايا مشكلة، فأقبل أمير المؤمنين علیه السّلام فتصاغر الجنّيّ واضطرب حتّى صار كالعصفور وهو يقول: أجرني يا رسول الله.
ص: 359
قال: مِمَّن؟
قال: مِن هذا الفارس (1) المقبل.
قال: ولِمَ ذا؟
قال: أتيت سفينة نوح علیه السّلام يوم الطوفان لأخرقها وأُغرق أهلها (2) فلمّا تناولتها ضربني هذا فقطع يدي، ثمّ أخرج يده مقطوعة. قال النبيّ صلّی الله علیه و آله : نعم (3) هو ذاك (4) .
[ 211] . و [أُخرى مِن مناقبه علیه السّلام ]: رُوي أيضاً أنّ جنّيّاً كان جالساً عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فأقبل أمير المؤمنين علیه السّلام [ فاستغاث الجنّي ] فقال: أجرني يا رسول الله مِن هذا الشاب [ المقبل] .
قال النبيّ (5): ما فعل بك؟
قال: تمرّدت على سليمان بن داود علیه السّلام (6) فأرسل إلى ّنفراً من الجنّ فعصيت (7) عليهم، فجاءني هذا الفارس فأسرني وجرحني في هذا المكان (8)، وهذا مكان الضربة إلى الآن لم يبرأ (9) (10).
ص: 360
[212] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه عمّار أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله [لمّا] أرسل أمير المؤمنين علیه السّلام إلى بلاد (1) العمان يقاتل الجَلَنديّ[ بن كركرة ] وكان بينهما حرب عظيم، فقال الجلنديّ لغلامه الكنديّ (2): إن أتيتني بصاحب العمامة السوداء والبغلة الشهباء [فتأخذه ] أسيراً أو [ تطرحه مجدلاً ] عفيراً فابنتي التي لم أنعم بها إلّا على أولاد الملوك أُزوّجكها.
فركب الكنديّ فيلاً أبيض ومعه ثلاثون فيلاً وحمل على المسلمين، فنزل أمير المؤمنين علیه السّلام عن البغلة وكشف رأسه وأشرقت الفلاة من نوره ثمّ دنا من الفيلة وكلّمها بكلام لم نفهمه فانقلب منها تسعة وعشرون فيلاً تقتل المشركين حتّى أدخلتهم باب نعمان، ثمّ رجعت قائلة: يا عليّ، كلنا نعرف محمّداً صلّی الله علیه و آله ونؤمن به إلّا الفيل الأبيض، فزعق الإمام به فوقف فضربه ورمى برأسه وأخذ الكنديّ من ظهره.
فأخبر جبرئيل النبيّ صلّى الله عليه وآله فصعد صلّى الله عليه وآله على السور وقال: يا عليّ هبه لي، فخلّى سبيله، فقال الكنديّ: ما حملك على إطلاقي ؟
فقال له: انظر، فكشف الله عن بصره فرأى النبيّ صلّى الله عليه وآله على سور المدينة في صحابته وبينهما مسيرة أربعين يوماً، فأسلم الكنديّ عند ذلك، وقتل أمير المؤمنين علیه السّلام الجلنديّ وجماعة من عسكره وأسلم الباقون، وسلّم الحصن الكنديّ وزوّجه ابنة الجلنديّ (3).
ص: 361
[213] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما ذكر في كتاب ( عيون الأخبار ) مرفوعاً إلى ابن عبّاس أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام مرّ في سفر له فسايره خيبريّ، فمرّ بالطريق بواد قد سال به الماء حتّى منع السائر ، فركب الخيبريّ على الماء وعبره ثمّ نادى: يا هذا، لو عرفتَ كما عرفت لجريت كما جريت فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام : مكانك ثمّ أومأ إلى الماء فصار حجراً ودخل فلمّا رأى ذلك انكبّ على قدميه يقبّلهما وقال: يا فتى، ما قلت حتّى حوّلت الماء حجراً؟
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: أنت ما قلت حتّى عبرت على الماء؟ قال الخيبريّ: إنّه سألت الله باسمه الأعظم، فقال: ما هو؟
قال الخيبريّ: أنا سألت الله بوصيّ محمّد صلّى الله عليه وآله.
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: أنا وصيّ وصيّ محمّد صلّى الله عليه وآله.
قال الخيبري إنّه لحق، فأسلم (1).
[214] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( منهج التحقيق إلى سواء الطريق) ما رواه الهلا: سلمان رضي الله عنه، قال: كنّا جلوساً مع أمير المؤمنين علیه السّلام بمنزله لمّا بويع عمر بن الخطّاب، كنت أنا والحسن والحسين علیهماالسّلام ومحمّد بن الحنفيّة ومحمّد بن أبي بكر وعمّار بن ياسر والمقداد بن الأسود - رضي الله عنهم -، فقال له الحسن علیه السّلام: يا أمير المؤمنين، إنّ سليمان بن داود علیهماالسّلام سأل ربّه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، فهل
ص: 362
ملك ممّا ملكت سليمان بن داود شيئاً علیهماالسّلام (1)؟
فقال علیه السّلام: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّ سليمان بن داود علیهماالسّلام سأل الله عزّ وجلّ ذلك (2) الملك فأعطاه وإنّ أباك ملك ما لم يملك بعد جدّك [ رسول الله ] أحد ولا قبله.
قال الحسن علیه السّلام : إن ترنا ممّا فضّلك الله عزّ وجلّ من الكرامة.
فقال علیه السّلام: أفعل إن شاء الله تعالى.
فقام أمير المؤمنين علیه السّلام وتوضّأ وصلّى ركعتين ودعا بدعوات لم نفهمها (3) ثمّ أوماً بيده إلى جهة المغرب فما كان بأسرع أن جاءت سحابة فوقفت على الدار وإلى جانبها سحابة أُخرى، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : أيّتها السحابة، اهبطي بإذن الله تعالى.
فهبطت وهى تقول: «أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله رسول الله، وأنّك خليفته ووصيّه من غير شكّ فيك، ومَن شكّ فيك هلك، ومَن تمسّك بك فقد سلك سبيل النجاة».
[ قال: ] ثمّ انبسطت السحابة على الأرض حتّى كأنّها بساط موضوع.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: اجلسوا عليها (4)، فجلسنا وأخذنا مواضعنا، فأشار إلى السحابة الأُخرى فهبطت وهى تقول كما قالت الُأولى، وجلس أمير المؤمنين علیه السّلام بمفرده ثمّ تكلّم بكلمات (5) وأشار إليهما (6) بالمسير نحو المغرب وإذا بالريح
ص: 363
دخلت تحت السحابتين فرفعتهما رفعاً رفيقاً فتأمّلت نحو أمير المؤمنين علیه السّلام وإذا به على كرسيّ والنور يسطع من وجهه يكاد يخطف الأبصار.
فقال الحسن علیه السّلام : يا أمير المؤمنين، إنّ سليمان علیه السّلام كان مطاعاً بخاتمه وأمير المؤمنين علیه السّلام بماذا يُطاع؟
فقال علیه السّلام: أنا عين الله [ الناظرة ] في أرضه، أنا لسان الله في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفى، أنا الباب الذي منه يُؤتى وحجّته على عباده.
ثمّ قال: أتحبّون أن أريكم خاتم سليمان بن داود علیهماالسّلام ؟ قلنا: نعم، فأدخل يده إلى جيبه فأخرج خاتماً من ذهب فصّه من ياقوتة حمراء مكتوب عليها: «محمّد وعليّ علیهماالسّلام» .
قال سلمان: فتعجّبنا من ذلك فقال علیه السّلام: مِن أيّ شيء تعجبون؟ وما العجب من مثلي؟! أنا أُريكم اليوم ما لا ترون أبداً.
فقال: أُريد أن تُرينا يأجوج ومأجوج والسدّ الذي بيننا وبينهم، فسارت الريح تحت السحابة فسمعنا لها دوّياً كدوي ،الرعد، وعلت في الهواء وأمير المؤمنين علیه السّلام يقدمنا حتّى انتهينا إلى جبل شامخ في العلوّ وإذا شجرة جافّة قد تساقط ورقها وجفّت أغصانها، فقال الحسن علیه السّلام: ما بال هذه الشجرة قد يبست؟
فقال علیه السّلام: سلها فإنّها تجيبك .
فقال الحسن علیه السّلام: ما بالكِ قد جفّ بكِ ما نراه من الجفاف؟ فلم تجبه، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : فبحقّي عليك إلّا أجبته.
قال الراوي: والله لقد سمعتها وهي تقول: لبّيك لبّيك يا وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وخليفته. ثمّ قالت: يا أبا محمّد إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان يجيئني في كلّ ليلة وقت له السحر يصلّي عندي ركعتين ويكثر من التسبيح، فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء تفيح منها رائحة المسك وعليها كرسي فيجلس عليه ويسير به، وكنت
ص: 364
أعيش ببركته فانقطع عنّي منذ أربعين يوماً؛ فهذا سبب ما تراه [منّي ].
فقام أمير المؤمنين علیه السّلام وصلّى ركعتين ومسح بكفّه عليها فاخضرّت وعادت إلى حالها وأمر الريح فسارت بنا وإذا نحن بملك إحدى يديه في المغرب والأُخرى في المشرق، فلمّا نظر الملك إلى أمير المؤمنين علیه السّلام قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله رسول الله، أُرسل بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، وأشهد أنّك وصيّه وخليفته حقّاً وصدقاً.
فقلنا: يا أمير المؤمنين، مَن هذا الذي يده في المغرب والأُخرى في المشرق؟ قال: هذا الملك الذي وكّله الله عزّ وجلّ بظلمة الليل وضوء النهار لا يزول إلى يوم القيامة، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل أمر الدنيا إليّ وإنّ أعمال الخلق تُعرضُ عليّ في كلّ يوم ثم ترفع إلى الله تعالى.
ثمّ سِرنا حتّى وقفنا على سدّ يأجوج ومأجوج، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام للريح: اهبطي بنا ممّا يلي هذا الجبل، وأشار بيده إلى جبل شامخ في العلوّ وهو جبل الخضر علیه السّلام ، فنظرنا إلى السدّ وإذا ارتفاعه مثل مدّ البصر وهو أسود كالليل المظلم يخرج من أرجائه الدخان، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : أنا صاحب هذا الأمر على هؤلاء العبيد.
قال سلمان: فرأيت أصنافاً (1) ثلاثة : صنف طول أحدهم مائة وعشرون ذراعاً، والثاني طول كلّ واحد منهم سبعون ذراعاً، والثالث يفرش إحدى أُذنيه والأُخرى يلتحف (2) بها.
ثمّ إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف فانتهينا إليه وإذا هو من زبرجدة خضراء وعليه ملك على صورة النسر، فلمّا نظر أمير المؤمنين علیه السّلام
ص: 365
الملك قال: السلام عليك يا وصيّ رسول الله وخليفته، أتأذن لي بالكلام؟ فردّ عليه السلام ثمّ قال: إن شئت تتكلّم وإن شئت أخبرتك عمّا تسألني عنه.
فقال الملك : بل تقول أنت يا وليّ الله.
قال: أتريد أن آذن لكم بزيارة الخضر علیه السّلام ؟ قال: نعم، فقال علیه السّلام : قد أذنتك، فأسرع الملك بعد أن قال: «بسم الله الرحمن الرحيم» ثمّ مشى على الجبل هنيئة فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر علیه السّلام.
فقال سلمان: يا أمير المؤمنين، رأيت الملك ما زار الخضر حتّى أخذ إذنك، فقال علیه السّلام: والذي رفع السماء بغير عمدٍ لو أنّ أحدهم رأى أن يزول من مكانه بقدرة نفسه لما زال حتّى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن علیه السّلام وبعده أخوه الحسين علیه السّلام و التسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم علیهم السّلام.
فقلنا: ما اسم الملك الموكّل بقاف؟
قال علیه السّلام : برجائيل.
فقلنا: يا أمير المؤمنين كيف تأتي كل ليلة إلى هذا الموضع وتعود؟
قال: كما أتيت بكم، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّي لأملك ملكوت السماوات والأرض، و لو علمتم بعضه لما احتمله جنانكم، إنّ الإسم الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً كان عند آصف بن برخيا حرف واحد فتكلّم به فخسف الله عزّ وجلّ الأرض ما بينه وبين بلقيس حتّى تناول السرير بيده ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا - والله - اثنان وسبعون حرفاً وحرفٌ واحد عند الله عزّ وجل استتر فيه في علم الغيب ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم، عرفنا مَن عرفنا وأنكرنا مَن أنكرنا.
ثمّ قام علیه السّلام وقمنا وإذا نحن بشابّ في الجبل يصلّي بين قبرين، قلنا: يا أمير المؤمنين، مَن هذا الشابّ؟
ص: 366
قال: هذا صالح [النبيّ ] فقال علیه السّلام وهذان القبران لأُمّه وأبيه، وإنّه يعبد الله تعالى بينهما.
فلمّا نظر إليه الشابّ لم يملك نفسه حتّى بكى وأومأ بيده إلى أمير المؤمنين علیه السّلام ثمّ أعادها إلى صدره وهو يبكي، فوقف أمير المؤمنين علیه السّلام عنده حتّى فرغ من صلاته، فقلنا له: ممّ (1) بكاؤك ؟
قال: أمير المؤمنين علیه السّلام كان يمرّ بي عند كل غداة ويجلس عندي وتزداد عبادتی بنظري إليه، فقطع ذلك منذ عشرة أيام فأقلقني ذلك.
فتعجّبنا من ذلك، فقال علیه السّلام : أتريدون أن أُريكم سليمان بن داود علیهماالسّلام ؟
فقلنا: نعم يا أمير المؤمنين، فقام ونحن معه فدخل بستاناً ما رأينا أحسن منها، فيها من الفواكه والأعناب وأنهارها تجري والأطيار يتجاوبن على الأشجار، فحين رأينه أتين يرفرفن حوله ويسايرنه حتّى توسّطنا البستان وإذا سرير عليه شابّ ملقىّ على قفاه (2) واضع يده على صدره، فأخرج أمير المؤمنين علیه السّلام الخاتم من جيبه ووضعه في إصبعه فنهض قائماً وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ووصيّ رسول ربّ العالمين، أنت والله الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم، قد أفلح من تمسّك بك، وقد خاب وخسر من تخلّف عنك، وإنّي سألت الله تعالى بكم أهل البيت فأُعطيت ذلك الملك.
قال سلمان: فلمّا سمعنا كلام سليمان بن داود علیهماالسّلام لم نتمالك أنفسنا حتّى وقعت على أقدام أمير المؤمنين علیه السّلام أُقبّلها وحمدت الله عزّ وجل على جزيل عطاياه بهدايته إيَّانا إلى ولاية أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً، وفعل أصحابي كما فعلت. ثمّ سألت أمير المؤمنين علیه السّلام ما وراء قاف،
ص: 367
قال علیه السّلام: وراءه ما لا يصل إليكم علمه. قلنا: تعلم بذلك يا أمير المؤمنين؟
قال علیه السّلام: علمي بما وراءه كعلمي بهذه الدنيا وما فيها، إنّي الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله صلّی الله علیه و آله وكذلك الأوصياء من ولدي بعدي.
ثمّ قال علیه السّلام: إنّى لأعرف بطرق السماوات من طرق الأرض، ونحن الاسم المخزون المكنون [نحن الأسماء الحسنى ] التي إذا سُئل الله عزّ وجلّ بها أجاب، ونحن الأسماء المكتوبة على العرش، ولأجلنا خلق الله عزّ وجلّ السماء والأرض والعرش والكرسيّ والجنّة والنار، وما تعلّمت الملائكة التسبيح والتقديس والتوحيد والتهليل والتكبير إّلا منّا، ونحن الكلمات التي تلقّاها آدم علیه السّلام من ربّه فتاب عليه.
ثمّ قال علیه السّلام : أتريدون أن أُريكم عجباً؟ فقلنا: نعم، قال: غمّضوا (1) أعينكم، فغمضنا (2) ثمّ قال: افتحوها [ ففتحنا ] ، فإذا نحن بمدينة ما رأينا أكبر منها والأسواق فيها قائمة، وفيها أُناس ما رأينا أعظم من خلقتهم على طول النخل.
فقلنا: يا أمير المؤمنين، مَن هؤلاء؟
قال: بقيّة من قوم كفّار لا يؤمنون بالله عزّ وجلّ أحببت أن أُريكم إيَّاهم، وهذه المدينة وأهلها أُريد أن أهلكهم.
قلنا: بحجّة أم بغير حجّة؟
قال: بحجّة عليهم، فدنا منهم وقرأ، فهمّوا أن يقتلوه ونحن نراهم وهم لا يرونا، ثمّ تباعد عنهم ودنا منّا ومسح يده على صدورنا وأبداننا وتكلّم بكلمات لم نفهمها وعاد إليهم ثانية حتّى صار بإزائهم وصعق بهم صعقة.
ص: 368
قال سلمان: لقد ظننّا أنّ الأرض قد انقلبت والسماوات قد سقطت، والصواعق من فيه قد خرجت، فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد . فقلنا: يا أمير المؤمنين، ما صنع الله بهم؟
قال: هلكوا وصاروا كلّهم إلى النار.
قلنا: هذا معجز ما رأيناه ولا سمعنا بمثله أبداً.
فقال علیه السّلام : أتريدون أن أُريكم أعجب منه؟
قلنا: لا نطيق يا سيّدنا احتمال شيء آخر ، فعلى مَن لا يتولّاك ولا يؤمن بفضلك وعظيم قدرك من الله عزّ وجلّ لعنة الله ولعنة اللّاعنين والملائكة والخلق أجمعين إلى يوم الدين، ثمّ سألناه الرجوع إلى المدينة.
فقال: أفعل إن شاء الله تعالى. فأشار إلى السحابتين فدنتا منّا، فقال علیه السّلام: خذوا مواضعكم، فجلسنا على سحابة وجلس هو على الأُخرى وأمر الريح فحملتنا حتّى صرنا في الجوّ ورأينا الأرض كالدرهم، ثمّ حطّتنا في دار عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين علیه السّلام في أقلّ من طرفة عين، وكان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر والمؤذّن يؤذّن، وكان خروجنا منها وقت علت الشمس.
فقلنا: بالله العجب! كنّا في جبل قاف مسيرة خمسين سنة وعُدنا في خمس ساعات من النهار! فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : لو أنّني أردت أن أجول الدنيا بأسرها والسماوات السبع وأرجع في أسرع من طرفة عين لفعلت بما عندي من اسم الله الأعظم.
فقلنا: يا أمير المؤمنين، أنت والله الآية العظمى والمعجزة الباهرة بعد أخيك وابن عمّك رسول الله صلّی الله علیه و آله (1).
ص: 369
[215] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من ( مصباح الأنوار ) - قصّة أُمّ فروة - روى الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه ، قال: كانت امرأة يقال لها أُمّ فروة، وكانت قد بايعت أمير المؤمنين علیه السّلام ، وكانت تحرّض الناس على نكث بيعة أبي بكر وتحثّ الناس على بيعة علىّ بن أبى طالب علیه السّلام، [قال :] فأحضرها واستتابها فأبت علیه (1)، فقال: يا عدوّة الله، أتحرّضين على فرقة جماعة المسلمين؟
قالت: معاذ الله .
قال لها: ما قولك في إمامتي؟
قالت: ما كنت بالإمام.
قال: فما أنا؟
قالت: أمير قومك، إن اختاروك ولّوك وإن كرهوك عزلوك، وإنّ الإمام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه ما يجوز على الأمير، والإمام إذا سُئل عن كلّ مُعضلة أجاب، والإمام يعرف ما يحدث في الشرق والغرب من الخير والشرّ، ولا تجوز أن تكون الإمامة في عابد وثن ولا الساجد صنم (2)، فمن أيّهم أنت يا فلان؟
قال: من الأئمّة الذين اختارهم الله لعباده وارتضاهم.
قالت: لو كنت ممّن اختارهم الله لعباده لذكرت في كتابه العزيز كما ذُكِر غيرك إذ يقول الله عزّ وجلّ: « وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا »(3) .
قال: فمن عنى بهذا؟
ص: 370
قالت عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قالت: فإن كنت إماماً يابن فلان، فما اسم سماء الدنيا؟ وما اسم السماء الثانية؟ وما اسم السماء الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة؟
قال: علم ذلك عند الله الذي خلق السماوات والأرض.
فقالت: لو جاز للنساء أن يعلمن [الرجال] لعلّمتك.
قال: وأيم الله يا عدوّة الله إنّك لتكذبين، فمن أين تعرفين؟
قالت: سمعت من مولاي علي بن ابي طالب علیه السّلام.
قال لها: أتظهرين حقيقته؟
قالت: نعم.
قال لها: فما اسم سماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ؟
قالت: أمّا الأُولى فاسمها أيلول، والثانية ريعون، والثالثة سجعون، والرابعة أيكون، والخامسة ماين والسادسة ماخير، والسابعة أيرب.
قال: فبقي القوم متعجّبين من كلامها وفصاحتها، ثمّ التفت إليها أبو بكر وقال لها: يا أُمّ فروة، فما تقولين في إمامة عليّ؟
قالت: أقول: إنّه إمام حقّ صادق في دعواه (1)، وأمّا أنت فتدّعى ما ليس لك بحقّ ولا أنت من أهل ذلك، ولو اتّبعت الحقّ لرددت الأمر إلى صاحبه (2) وفزت فوزاً عظيماً.
قال لها: يا أمّ فروة، فهل لكِ أن ترجعي عمّا أنتِ عليه من مدح عليّ وأعطيك ما تختارينه؟
ص: 371
فقالت: كيف أختار الضلال على الهدى، فأبت عن ذلك، فأمر أبو بكر بقتلها، فقتلت ، فبلغ أمير المؤمنين علیه السّلام ذلك وما جرى بينها وبينه من الخطاب، فأتى أبا بكر وقال له: [يا أبا بكر] ، لِمَ قتلت أُمّ فروة؟
فقال له: يا علىّ، إنّها كفرت فقتلتها حين أنكرت الحقّ، وما قتلت إلّا كافرة.
فقال [له] أمير المؤمنين علیه السّلام: و الله - يا أبا بكر - لقد أسرفت في قتلها، ولقد قتلت نفساً زكيّة بغير نفس استوجبت القتل.
قال سلمان: ثمّ سار (1) أمير المؤمنين علیه السّلام إلى قبرها فوجد عنده (2) أربعة أطيار بيض بمناقير خضر، وفي منقار كلّ واحد منهم حبّة [من ] الرّمان [ثمّ] يدخلون [إلى ] قبرها.
قال سلمان الفارسيّ: فلمّا رأت الطيور أمير المؤمنين علیه السّلام جعلت ترفرف على قدميه (3) وقال لهنّ (4): أفعل إن شاء الله تعالى، [قال: ] وجعل الطيور يكلمنّه بكلام لم أفهمه، وأمير المؤمنين علیه السّلام يجيبهم على كلامهم.
[قال:] ثمّ عمد أمير المؤمنين علیه السّلام إلى عصا رسول الله صلّی الله علیه و آله (5) وتكلّم بكلام لا أفهمه (6) وقال في كلامه: اللّهمّ بحقّ هذه الأسماء الثمانية المكتوبة على كرسيّ كرامتك يا مُحيي النفوس بعد الموت أحي أُمّ فروة واجعلها عبرة لمن اعتبر، فما استتمّ كلام أمير المؤمنين والدعاء إذا بهاتف [هتف به وهو] يقول: يا أمير المؤمنين، ادعها تحبك بإذن الله تعالى، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: اخرجى يا مؤمنة
ص: 372
بإذن الله تعالى، [قال:] فخرجت من القبر وعليها حلّة من الاستبرق الأبيض، وقالت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله (1) وبركاته، فردّ عليها السلام وقال لها: شأنك يا أُمّ فروة .
قالت: يا أمير المؤمنين، أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله لنورك إلّا الضياء، ولذكرك إلّا العُلى.
ثمّ قالت: قتلونى فأحياني الله على يديك [ يا أمير المؤمنين ].
قال سلمان: ثمّ مضت (2) معه إلى منزلها، فبلغ ذلك أبا بكر وعمر فتعجّبا من ذلك، وقال رجل [كان] حاضراً عندهم: هذا عمل ربّاني هبة من الله تعالى، ومعجز رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وعلمه، ونفسه التي سالت على يده فمسح بها وجهه وابن عمّه والعرق صحيح والمنشأ كريم والعلم جسيم والأمر (3) عظيم والشأن عجيب، وأخلاقه فوق أعراقه، وحديثه يشهد لقديمه [والأب أبو طالب والأخ رسول الله صلّی الله علیه و آله والأمُّ فاطمة بنت أسد والزّوجة بنت محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله] والولد الحسن والحسين علیهم السّلام، والعمومة حمزة والعبّاس، والعمّة صفيّة بنت عبد المطّلب [وعاتكة بنت عبد المطّلب]، وهو أوّل هاشمىّ وُلد من هاشميّة (4)، و هو الذابّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله [ والزاهد ] في الدنيا؛ [وهي مجتمعة فيه ومتفرقه أطاع الله ورسوله ] فمَن أطاعه فقد أطاع الله، ومَن عصاه فقد عصى الله ورسوله.
فلمّا فرغ الرجل من كلامه قام من المنافقين رجل وخرج إلى البقيع لينبش قبر
ص: 373
أُمّ فروة (1) لينظر ما فيه، فلمّا نبشه لم يجد فيه أحداً، فأرسل الله تعالى نسراً فنقره في [أُمّ] رأسه فخرج منه دم أسود (2) فما وقع من ذلك الدم على أحد إلّا أورث فيه البرص والجذام.
قال: ثمّ إنّ صحابياً (3) من الصحابة أتى إلى سلمان الفارسيّ (4) وقال: يا أبا عبد الله ، أتعلم أنّ عليّاً علیه السّلام يتهيّأ له أن يحيي الموتى؟
فقال له سلمان: والله [ العظيم ] لو أقسم أبو الحسنين (5) علیه السّلام على الله أن یحیي [له] القرون الخالية من الأوّلين والآخرين لأبرّ الله قسمه.
قال سلمان: وما زالت أُمّ فروة عند أمير المؤمنين علیه السّلام متمسّكة بولايته إلى أن قُبِضت رضوان الله عليها.
ورُوي أنّها تزوّجت بعد ذلك وصار لها ولد ثمّ عاشت إلى خلافة (6) عمر(7).
[216] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من كتاب ( بهجة المباهج ) من قضاياه في زمن عمر ابن الخطّاب: روى عبد الله بن عبّاس وعبد الله بن الزبير أنّ عمر في أيّام ولايته دخل المسجد في ليلة من الليالي، فلمّا طلع الصبح رأى شخصاً نائماً في وسط
ص: 374
المحراب، قال عمر لمولىّ له اسمه أوفى: نبّه هذا ليصلّي، فذهب إليه وحرّكه فلم يتحرّك، فرأى إزاراً عليه، فظنّ أنّها امرأة، فخرج من المسجد فنادى امرأة من الأنصار، فلمّا تفقّدته وجدته رجلاً فى زيّ النساء مخضوب اليدين لابساً ملابس النساء، محلوق اللحية، مقطوع الرأس، فأخبر عمر بذلك، فقال لمولاه: ارفعه عن المحراب واطرحه في بعض زوايا المسجد حتّى نصلّي.
فلمّا فرغ من الصلاة قال عمر لأمير المؤمنين علیه السّلام : ما ترى في هذا الرجل؟
قال: جهّزه وادفنه، سيعلم أمره قريباً بطفل تجدونه في المحراب.
قال عمر: من أين لك هذا؟
قال علیه السّلام : أخي وحبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله أخبرني بذلك.
قال أنس بن مالك: فلمّا مضى تسعة أشهر، أتى عمر إلى المسجد لصلاة الصبح فسمع بكاء طفل في المحراب.
قال: صدق الله ورسوله وابن عمّ رسوله عليّ بن أبي طالب علیه السّلام .
ثمّ قال لمولاه: ارفعه عن المحراب، فلمّا فرغ من الصلاة أتى أوفى بالطفل فوضعه بين يدي أمير المؤمنين علیه السّلام.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: اطلب له راضعة، فذهب أوفى يدور في سكك المدينة إذ أقبلت امرأة من الأنصار وقالت: إنّ ولدي مات ومعي دَرّ كثير، فأتى بها إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فأعطاها الطفل وقال لها: احفظيه وعيّن لها من بيت المال درهمين في كلّ شهر وكانت ولادة الطفل في المحرّم.
فلمّا كانت ليلة الفطر استكمل الطفل تسعة أشهر قال أمير المؤمنين علیه السّلام لأوفى: اذهب وائتيني بها، فلمّا أتى بها قال لها أمير المؤمنين علیه السّلام : زيّنيه ودفع لها ثوباً وقال: ألبسيه واذهبى به إلى المصلّى ثمّ انظري أيّما امرأة تأتيك وتأخذه منك وتقبّله وتقول: يا مظلوم بن المظلومة يابن الظالم فلا تفارقيها وائتينى بها قالت كذلك أفعل.
ص: 375
فلمّا أصبحت فعلت ما أمرها أمير المؤمنين علیه السّلام ، فإذا امرأة تناديها: أيها المرأة تعالي بحقّ محمّد صلّى الله عليه وآله رسول الله، فلمّا دنت منها رفعت الخمار عن وجهها وكانت امرأة جميلة لا نظير لها في الحسن، فأخذت الطفل وقبّلته وقالت: يا مظلوم بن المظلومة يابن الظالم، ما أشبهك بولدي الذي مات قريباً، وهي تبكي ثمّ ردّته إلى المرضعة وأرادت أن تنصرف فتشبّثت المرضعة بطرف إزارها.
قالت لها: خلّى سبيلى ما تريدين منّي؟!
قالت المرضعة: اذهبى معى إلى أمير المؤمنين علیه السّلام ، فاضطربت المرأة اضطراباً شديداً وقالت: اتّقي الله وارفعي يدك عنّي فإنّك إن أتيت بي إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فضحني بين الملأ وعند أهل المدينة وأكون أنا خصمك عند الله يوم القيامة.
قالت: ما يمكنني أن أُفارقك حتّى آتي بك إلى أمير المؤمنين علیه السّلام.
قالت: إذا أتيت بي إلى أمير المؤمنين علیه السّلام لا يعطيكِ عطاء بل اذهبى معى حتّى أعطيك هديّة عظيمة تفرحين بها ويكون خيراً لكِ وهي ثلاثة أثواب عراقيّة و بردتان يمانيّتان، وحلّة صنعانيّة، وثلاثمائة درهم هجريّة، كلّ هذا خذيه واصرفيه فيما تحتاجين وكوني كأنّكِ ما رأيتني واكتمي ولا تظهريه لأحد، وإذا أقبل عيد الأضحى أشهد الله أن أعطيك مثلها إذا رأيت الطفل سالماً.
فمضت المرضعة معها وأخذت ما ذكرت لها ومضت إلى بيتها، فلمّا رجع الناس من المصلّى أحضرها أمير المؤمنين علیه السّلام وقال لها: يا عدوّة الله، ما صنعت بوصيّتي؟
قالت: يابن عمّ رسول الله، طُفْتُ بهذا الطفل جميع المصلّى فما وجدت أحداً أخذه منّي.
فقال لها: كذبتِ وحقّ صاحب القبر، أتتكِ امرأة وأخذت منكِ الطفل وقبّلته وبكت ثمّ ردّته إليكِ وأنتِ تشبّثت بها فأعطتك الرشوة ثمّ وعدتك بمثلها.
ص: 376
فارتعدت فرائصها وقالت في نفسها: إن لم أخبره هلكني، فقالت: يابن عمّ رسول الله، أتعلم الغيب؟!
قال: معاذ الله، لا يعلم الغيب إلّا الله، هذا علم علّمني رسول الله صلّی الله علیه و آله.
قالت المرضعة: يا أمير المؤمنين، الصدق أحسن الكلام، كذلك كان، وإنّي واقفة بين يديك فاحكم عليَّ ما شئت، وإن أردت مضيت إلى منزلها وأتيتك بها.
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: لمّا أعطتك المال انتقلت من ذلك المنزل إلى آخر، فالآن عفا الله عمّا صنعت فاحفظى الطفل وإذا رأيتها في عيد الأضحى فأتينى بها.
قالت: سمعاً وطاعة يابن عمّ رسول الله صلّی الله علیه و آله، ومضت.
فلمّا أقبل عيد الأضحى فعلت مثل صنيعتها الأُولى، فأتتها تلك المرأة وقالت: امضي معي حتّى أُوفيك ما وعدتك، فقالت المرضعة: لا حاجة لي إلى هداياك وعطاياكِ، والآن ما يمكننى أن أُفارقك حتّى أُحضركِ بين يدي ابن عمّ رسول الله صلّی الله علیه و آله ، ثمّ لزمت بطرف إزارها، فلمّا رأت المرأة حوّلت وجهها نحو السماء وقالت يا غياث: المستغيثين، ويا جار المستجيرين، وذهبت مع المرضعة إلى مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فلمّا رآها أمير المؤمنين علیه السّلام قال: أيّما تحبّين: تحدّثيني أم أُحدِّثك بالقصّة من أوّلها إلى آخرها، قد أخبرني حبيبي رسول الله صلّی الله علیه و آله ؟
فقالت: إن أخبرتك بقصتّى تعطنى الأمان منك وتؤمنّى من عقوبة الله؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: كذلك أفعل إن كان حجّة.
قالت المرأة: إنّى امرأة من الأنصار، قُتِل أبى بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان اسمه عامر بن سعد الخزرجيّ، وأُمّي ماتت في أيّام خلافة أبي بكر، فبقيت فريدة وحيدة وليس يتعاهدني أحد ويدنو منّي، وكانت في جيراني نساء الأنصار وكنت أقعد معهنّ وأغزل بالمغزل وكان لي معهنّ مؤانسة، وكان يجري بيننا شيء من المزاح. فبينما أنا ذات يوم جالسة على باب حجرتي وكان معي نساء المهاجرين
ص: 377
والأنصار إذ أقبلت عجوز في يدها سبحتها وهي متّكئة على عصاة، فسلّمت علينا فرددنا عليها السلام، ثمّ سألت اسم كلّ واحدة منّا ثمّ أتت إليّ وقالت: يا صبية، ما اسمكِ؟ قلت: جميلة بنت عامر الأنصاريّ.
قالت: ألكِ أبٌ أو بعلٌ أو أمّ؟ قلت: لا.
قالت: فكيف تكونين على هذه الحالة وأنت صبيّة جميلة؟! وأظهرت الشفقة والتحنّن عليَّ ثمّ بكت وقالت: هل تريدين امرأة تكون معكِ وتؤنسكِ وتقوم لك بما تحتاجينه؟ فقلت لها: فأين تلك المرأة؟
قالت: أنا أكون لك بمنزلة الوالدة الشفيقة بل خير منها. قلت لها: متى رغبتِ فالبيت بيتك، وكان لي بذلك فرحٌ عظيم، فقلت لها: وأنا أغتنم بدعائك.
ثمّ دخلت معي الحجرة فطلبت ماءً وتوضّأت وقامت إلى الصلاة وأتيتها بطعام، فلمّا فرغت قلت لها: الحمد لله الذي يسّر لي ورحم ضعفي، فقدّمت إليها خبزاً وحليباً وتمراً ولبناً، فنظرت وبكت، فقلت: ممّ بكاؤك؟
فقالت: يا بنيّة، ليس هذا طعامي.
فقلتُ لها: وأيّ طعام تحبين؟
فقالت: رغيف من الشعير والملح، فلمّا أتيت بهما بكت وقالت: يا بنيّة، ما هذا وقت أكلي، إذا فرغت من صلاة العشاء فأحضري لي الطعام حتّى أفطر، فقمت عنها وقامت هي إلى الصلاة.
فلمّا فرغت من صلاة العشاء قدّمتهما إليها، فقالت: أحضري لي قليلاً من الرماد، فأحضرت لها، فمزجت الملح بالرماد وتناولت مع الخبز فأكلت منه ثلاث لقمات، ثمّ قامت وشرعت في الصلاة، فما زالت تصلّي، ودعت بدعاء لم أسمع أحسن منه إلى أن طلع الفجر، ثمّ إنّي قمت وقبّلت ما بين عينيها وقلت: طوبى لمن تكونين عنده، فأسألك بحقّ محمّد صلّى الله عليه وآله نبيّ الله أن تدعي لي بالمغفرة، فلاشكّ أنّ دعاءك لا يُرَدّ.
ص: 378
ثمّ قالت: أنت صبيّة جميلة وأخاف عليك من الوحدة ولابدّ لي من الخروج للحاجة ولابدّ أن يكون لك أنيسة تؤنسك، فقلت لها: أنّى يكون لي ما تقولين؟ قالت: إنّ لي ابنة هي أصغر منك سنّاً عاقلة موفّرة متعبّدة، آتيكِ بها تؤنسك، فقلت: افعلي، وخرجت ثمّ رجعت وحدها، فقلت لها: أين أُختي التي وعدتني بها؟
قالت: إنّ ابنتي وحشيّة من الناس، أُنسها مع ربّها وأنت صبيّة كثيرة المزاح والضحك ونساء المهاجرين والأنصار يترددن إليك ويكثرن الحديث والكلام فأخاف أن تشتغل ابنتى عن العبادة فتفارقك.
فحلفت لها يميناً ما دامت ابنتك عندي لم أُدخِلْهُنّ.
قالت العجوز: الشرط يكون كذلك، ثمّ خرجت ثمّ عادت بعد ساعة ومعها امرأة متغطّية بإزار، لم يبن منها غير عينيها، فلمّا وصلت إلى باب الحجرة وقفت، فقلت لها ما لكِ لا تدخلين؟
قالت: من شدّة الفرح، حيث بلّغتك مرادك تركت باب حجرتي مفتوحة وأخاف أن يدخلها أحد بل أنت اغلقي باب حجرتك ولا تفتحيها لأحد حّتى أرجع إليك، فغلقت الباب ثمّ توجّهت إلى تلك المرأة فأُكلّمها فلم تجبني، فألححت عليها لترفع إزارها فلم تفعل، حتّى إذا أخذت الإزار عن رأسها فوجدتها رجلاً محلوق اللحية، مخضوب اليدين والرجلين لابساً ملابس النساء متزيناً بزينة النساء.
فلمّا رأيت بُهت، فلمّا أفقت قلت له: ما حملك على أن فضحتني وفضحت نفسك، قم فاخرج من حيث أتيت بسترك، ولو علم بك عمر بن الخطّاب لعذّبك، فقمت عنه فلزمنى فخفت إذا صحتُ فضحت وعلم بذلك جيراني، ثمّ تعانقني وصرعني، وما كنت تحته إلّا كالفرخ بين يدي الهرّة، فقاربني وهتك ستري، فلمّا أراد أن يتباعد عنّى لم يقدر من شدّة السكر، فسقط على ظهره مغشيّاً عليه،
ص: 379
فنظرت إليه وإذا معه سكّين، فجذبته وقطعت رأسه ثمّ رفعت طرفي إلى السماء وقلت: إلهى وسيّدي، تعلم أنّه ظلمنى وهتك ستري وأنا توكّلت عليك يا من إذا توكّل العبد عليه كفاه يا جميل الستر.
فلمّا دخل الليل حملته على ظهري وأتيت به إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله فطرحته في المحراب ورجعت، فلمّا حان وقت الحيض ما رأيت شيئاً ممّا ترى النساء، فاغتممت لذلك وأردت أن أطرحه كي لا أفتضح، ثمّ قلت في نفسي: أتركه فإذا خرج قتلته وأخفيت أمري من جيراني حتّى ولد وما اطّلع عليه أحد وكان غلاماً جميلاً، فقلت في نفسي: هذا طفل وأيّ ذنبٍ له حتّى أقتله بل أتركه حتّى يتكفله أحد من المسلمين، فلففته ووضعته في المحراب، وهذا حالي وقصّتي يابن عمّ رسول الله صلّی الله علیه و آله صدقتك وما كذبتك.
فعند ذلك قال عمر: أشهد أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، وسمعته يقول: أخي عليّ ينطق بلساني، الآن احكم أنت إنّه لا يحكم فيه سواك، فعند ذلك قال أمير المؤمنين علیه السّلام: دية المقتول ليست على أحد لأنّه ارتكب الحرام وهتك الحرمة وباشر بجهله أمراً عظيماً ، ولا على هذه المرأة شيء من الحدّ لأنّ الرجل دخل بها من غير إرادة منها وغلب على نفسها من غير شهوة منها، وحيث استمكنت منه استوفت حقّها.
ثمّ قال أمير المؤمنين علیه السّلام: على كلّ حال ينبغي لكِ أن تحضري العجوز حتّى آخذ منها حقّ الله وأُقيم حدّه عليها فلا تقصّري كي يظهر صدق كلامك على المسلمين.
قالت المرأة: ما أُقصّر في طلبها ولكن أمهلني ثلاثة أيّام.
قال علیه السّلام : أمهلتك ، وأمر المرضعة أن تردّ الولد إليها وقال: سمّيه مظلوماً، ويل لأبيه في يوم تُجزى كُلُّ نفسٍ بما عملت ، ثمّ انصرفت إلى بيتها وصلّت وطلبت من ربّها أن يظفرها بالعجوز، ثمّ خرجت من بيتها وهي متوكّلة على الله وإذا بالعجوز
ص: 380
طريقها، فأخذتها وأتت بها إلى مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فلمّا رآها أمير المؤمنين علیه السّلام قال : يا عدوّة الله، أما علمت أنّي أنا علي بن أبي طالب علمي من علم رسول الله صلّى الله عليه وآله، أصدقيني فيما أسألك أذكري قصّة هذا الرجل الذي أتيت به إلى بيت هذه المرأة.
قالت العجوز: أنا لا أعرف هذه المرأة وما رأيتها ولا أعرف الرجل ولا أستحلّ هذه الأُمور!
فقال لها أمير المؤمنين : تحلفين على ما قلت؟
قالت : نعم.
فقال: اذهبي وضعي يدكِ اليمنى على قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله واحلفي أنكِّ لا تعرفين هذه المرأة وما رأيتها قطّ وأنّها تكذب فيما ادّعت.
فقامت العجوز فوضعت يدها على قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله و وحلفت، فاسودٌ وجهها وهي لا تشعر، فأمر أمير المؤمنين علیه السّلام أن أتوني بمرآة وناولها ثمّ قال: انظري فيها وإذا وجهها كالفحم الأسود، فعند ذلك ارتفعت الأصوات بالصلاة على محمّد صلّی الله علیه و آله، والعجوز تنظر وتبكي وتقول يابن عمّ رسول الله، تُبتُ ورجعت إلى الله تعالى.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: اللّهمّ أنت العالم بما في الضمائر والسرائر، إن كانت صادقة في كلامها أنّها تابت ارجعها إلى حالتها.
قال أنس بن مالك: فلم يرتفع عنها السواد وبقيت على حالها، فعلم أمير المؤمنين أنّها لم تتب ولم ترجع فقال لها: يا ملعونة، كيف كانت توبتك لا غفر الله لكِ.
ثمّ قال أمير المؤمنين علیه السّلام لعمر: مُر أصحابك يخرجوها إلى خارج المدينة ويرجموها لأنّها كانت سبب قتل الرجل وهتك حرمة المرأة واستقرار النطفة من الحرام، فأمر عمر بذلك وقال: لو لا عليّ علیه السّلام لهلك عمر. فرّد أمير المؤمنين علیه السّلام الطفل إلى المرأة، ولمّا رجعت الخلافة إلى أمير المؤمنين كان ذلك الغلام
ص: 381
قد كمل عمره ثمّ قُتل في صفّين بين يدي أمير المؤمنين (1).
[ 217] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من قضاياه في زمن عمر بن الخطّاب من كتاب ( راحة الأرواح ): روى ابن عبّاس، قال: كان في عهد رسول الله صلّی الله علیه و آله شابٌّ من أولاد الأنصار يقال له ثابت بن عمر (2)، وكان له شيمة حسنة ومعاشرة لطيفة، وكان [مشغولاً] في الزهد والعبادة إلى أن رجع الأمر إلى عمر بن الخطّاب، فلمّا حان خروج الناس إلى الحجّ أتى ثابت إلى أمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب علیه السّلام] وقال له: يابن عمّ رسول الله، أنت تعلم بما كان يظهر لي رسول الله صلّی الله علیه و آله من العناية والشفقة والمحبّة، وأنا الآن عازم إلى الحجّ، أرجو أن توصي بي أمير الحاجّ بالمراعاة في الطريق.
فلمّا عزموا على الرحيل خرج أمير المؤمنين علیه السّلام [والحسن والحسين علیهماالسّلام ] وعمر بن الخطّاب وأتيا معاً ووصيّا أمير الحاجّ بثابت بن عمر وسلّماه إيّاه وقالا: هذا وديعتنا عندك ولا يحتاج إلى مبالغتك في كرامته وتعظيمه، قالوا جميعاً: سمعاً وطاعة لله ولرسوله (3) ولكما، ثمّ سارت القافلة.
وكان قد أُعطى ثابتٌ جمالاً فائقاً لا نظير له فى الحسن، فنظرت إليه امرأة من القافلة فهوته وحبّته [محبّة ] عظيمة وكان إذا نزلت القافلة ينزل ثابت في أقصى القافلة، فكانت ليلة من الليالي أتت إليه تلك المرأة وهو في الصلاة، فلمّا فرغ قالت له: إنّي قد هويتك قم فأصِب منّى وأطف ناري (4).
ص: 382
قال لها ثابت: تأخّري عنّي أيّتها الملعونة وإلّا أُصيح بك حتّى يسمع أهل القافلة فرجعت المرأة خائفة وفعلت به ثانياً في منزل آخر، فزجرها ثابت، فلمّا آیست منه (1) ونزلت القافلة فى المنزل الثالث وقد كان عندها مائة دينار وكانت لها قلادة وكان فيها إحدى وخمسون حبّة من الياقوت الأحمر وخاتمان من الذهب وفصوصهما ياقوتتان منقوش عليهما اسم زوجها، وشدّت جميعها في خرقة وقامت في ليلة مظلمة ومشت على رؤوس أصابعها فأتت إليه وهو يصلّي، ففتحت مزودته (2) ووضعتها عنده وشدّتها وانصرفت إلى موضعها.
فلمّا أصبح الناس وشرعوا في الرحيل، قامت المرأه تضرب على رأسها ووجهها وصاحت، فاجتمع الناس إليها وسألوها عن شأنها، قالت: كانت لي نفقة كان قلبي بها قويّاً سُرِقت منّي في هذه الليلة.
فأمر مقدّم الحاجّ أن يحطّوا، فحطّوا جميعاً وقام أمير الحاجٌ في تفتيش أسبابهم ولم يجد فيها شيئاً.
ثمّ قال [ أمير الحاجّ ]: ما بقي أحدٌ لم نفتّشه إلّا (3) ذلك العبد الصالح الذي وصّانا فيه أمير المؤمنين علیه السّلام [ - یعنی به ثابت بن عمر – ثمّ] ، قال له على وجه المزاح: إنّ هذه المرأة ضاعت لها أشياء ونحن نريد أن نفتّش أسبابك (4)، قال: فتّشوا، ففتحوا متاعه فرأوا تلك الأغراض مشدودة.
قالت المرأة: هذا مالى وحقّ قبر رسول الله، فطلب منها علامة فأعطتهم علامة جميع ما فيها، فأعطوها مالها وضجّ الناس وقالوا هذا الصالح طلع سارقاً، فضربوه
ص: 383
ضرباً شديداً وقصدوا قتله، فقال بعضهم : لا ينبغي لكم أن تمسّوه بسوء لأنّ ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّ بن أبي طالب وعمر بن الخطّاب (1) سلّماكم هذا الرجل بل قيّدوه حتّى نرجع ونسلّمه إليهما ونخبرهما أنّه سرق حتّى يقيما عليه الحدّ (2)، فعند ذلك شدّوا يديه ورجليه وطرحوه على البعير.
فلمّا بلغوا مكّة وضعوه في بعض شعب مكّة واشتغل الناس بالحجّ عنه، فأثّر حرّ الشمس في وجه ثابت [ وسال منه العرق ] فأتت تلك المرأة وقالت له: أطعني أُخلّصك من هذا الغلّ؟ قال لها : أيّما أحبّ إليكِ: تروحين أو أخبر الناس بخبرك حتّی يقتلوك ؟ فانصرفت عنه وهي تدور بين جبال مكّة، فصادفها عبد أسود حتى المغيرة فواقعها فاستقرّت النطفة في رحمها.
فلمّا مضت أيّام الحجّ أحست بالحمل، فلمّا ارتحل الحاجّ من مّكة ضربت المرأة على رأسها ووجهها واجتمع الناس إليها وقالوا لها: مالك؟
قالت أيّها الناس، اعلموا أنّي حملت من السارق الذي أتاني وسرق نفقتي (3) تعني به ثابتاً. قالوا: كيف ذلك؟ قالت: تلك الليلة التي سرق فيها نفقتي زنا بي، قالوا لها: لم تظهري في ذلك اليوم؟
قالت: كتمت كي لا أفتضح بين الناس وخوفاً من أهلي أن لا يقولوا خرجتِ تحجّين أو تزنين فاشهدوا أيها الناس.
وساروا فلمّا بلغوا المدينة خرج أمير المؤمنين علیه السّلام مع عمر يتلقّيان الحاجّ، وسألا عن العبد الصالح.
فقال مقدّم الحاجّ لأمير المؤمنين علیه السّلام: تقول إنّه صالح وهو سارق [وزان ]، ثمّ
ص: 384
قال له: هو في آخر القافلة، فنظر وإذا هو مغلول على البعير، فتلقّاه أمير المؤمنين علیه السّلام وعاد يسوق بعيره حتّى أتى المسجد فتركه ودخل المسجد وقال للحسن والحسين علیهماالسّلام : اذهبا إلى سقيفة بني النجّار تجدا هناك داراً كبيراً بابه فاطرقوا الباب ولا تقولوا شيئاً ستخرج منه امرأة جميلة وتقول لكما: مرحباً بكما يا سبطى رسول الله ما شأنكما، فقولا لها: القاضي قاعد في المسجد يريد أن يقضي خصمك، فإن قالت: ومَن القاضي؟ قولا والدنا علىّ بن أبى طالب علیه السّلام.
فذهبا فكان الأمر كما قال، فلمّا سمعت المرأة اسم عليّ قالت: وا فضيحتاه! وقالت: أُقسم عليكما بحقّ جدّكما أن تتباعدا عنّي حتّى أُغيّر لباسي لأنّني عالمة أنّ هذا آخر عمري، فتباعدا عن الباب قليلاً حتّى لبست لباس الصوف ووضعت إزار صوف على رأسها ومضت معهما إلى المسجد.
فلمّا نظر إليها أمير المؤمنين علیه السّلام قال : ما تقولين فى أمر هذا الرجل؟ وأشار بينك وبين إلى ثابت.
قالت: ما أقول يابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله في رجل سارق سرق مالي وقاربني وأنا حاملة منه وأهل القافلة شهود على ذلك.
قال أمير المؤمنين علیه السّلام لسلمان الفارسيّ: اذهب إلى بنت رسول الله صلّی الله علیه و آله وقال لها: ناوليني عصا رسول الله صلّی الله علیه و آله وحقّة في موضع كذا وكذا فأتنى بهما.
فراح سلمان وجاء بالعصا والحُقَّة، ثمّ أخذ أمير المؤمنين علیه السّلام عصا رسول الله صلّى الله عليه وآله بيده وأتى إلى المرأة وقال لها: اضطجعي على الأرض على شقّتكِ اليمنى، ففعلت المرأة، فغطّاها ببردته [ووضع عصا رسول الله صلّی الله علیه و آله على جنبها ] وقال: «بسم الرحمن الرحيم وببركة اسم رسوله انطق أيّها الجنين» فأنطق الله لسانه وقال: السلام عليك يابن عمّ رسول الله، فأجابه أمير المؤمنين علیه السّلام: وعليك السلام يا عبد الله، أخبرني من أبوك: أحرّ أم عبد أبيض أم أسود؟ من الحلال صرت أم من
ص: 385
الحرام؟ هذا الرجل أبوك أم لا؟
فأجابه الطفل (1) من بطن أُمّه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله عبده ورسوله، وأشهد أنّك ابن عمّ رسول الله صلّی الله علیه و آله ، وأنا عبد الله وأبي عبد أسود لمغيرة، يحكم الله بيني وبين بيني وبين أُمّي إنّها ألقتني من الزنا وما حملتني من الحلال.
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : أكان بشهوة أبيك أم بشهوة أُمّك؟
قال: بشهوتيهما.
فارتفعت أصوات الناس بالصلاة على محمدّ صلّى الله عليه وآله وقالوا: يابن عم رسول الله صلّی الله علیه و آله ، اسأل لنا الاستغفار ممّا أخطأنا فيه.
فقال : قرّوا واسكنوا فقد بقي أمرٌ آخر. ثمّ قال لبلال: ائتني بالحقّة، فأتى بها فأمر بفكّ الحقّة من ختمها، فأخرج منها قضيباً يابساً وخصيتين، فقال الحاضرون: ما هذا يابن عم رسول الله صلّی الله علیه و آله ؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام : هذا ذكر ثابت وأنا أُعلمكم قصّته (2) وهي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم جمعة كان يخطب على المنبر فقرأ هذه الآية: « الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكُ » (3) فذهب ثابت إلى منزله وقطع ذكره، فنزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله فأخبره بأحواله، فأتى النبيّ وهو مغشيّ عليه ودمه يجري من تحته، وقضيبه ملقى بين يديه، فلمّا أفاق قال النبي صلّی الله علیه و آله لمَ فعلت؟
قال : لمّا قرأت آية الزنى خفت العقوبة بالنار فقطعته. فمسح النبيّ صلّى الله عليه وآله على موضع القطع فطاب من ساعته وأمر أن يحطّ في هذه الحقّة، وقال: يا عليّ، بعد
ص: 386
موتي قريباً يتّهم ثابت بالزنا فافعل كذا وكذا، وأخرج لهم ما في هذه الحقّة وأرهم حتّى يعلم أمره.
فعند ذلك غضب عمر وقال: أرجموها.
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : إن كان لك سبيل عليها فلا سبيل لك على ما في بطنها وهو موجود، فتركها حتّى وضعت فأرضعته حولين كاملين ثمّ رجمت.
قال عبد الله بن عبّاس: فعند ذلك قام عمر وقبّل ما بين عينَي علي بن أبي طالب علیه السّلام وقال : لولا علىّ علیه السّلام لهلك عمر (1).
[218] . وأخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من ظاهر آياته وباهر معجزاته في أيّام خلافته علیه السّلام روى ميثم التمّار قال: كنتُ عند مولاي أمير المؤمنين (2) علیه السّلام بمسجد الكوفة وجماعة من أصحاب رسول الله صلّی الله علیه و آله حوله قعود إذ دخل عليه رجل طويل القامة، عليه ثوب خزّ، متعمّم بعمامة صفراء، متقلّد بسيفين وقال: [أيّكم المجتبى في الشجاعة، والمعتمّ بالبراعة]. أيّكم كان مولده في الحرم؟ [العالي في الشيم والموصوف بالكرم؟ ] أيّكم خليفة محمّد صلّى الله عليه وآله الذي نصره في زمانه واعتزّ به سلطانه وعظم به أمره (3)؟ [ أيّكم قاتل عمرو بن عبدودّ؟ ].
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : أنا يا سعد بن الفضل بن الربيع، سل عمّا شئت فأنا عصمة اللائذين، أنا الموصوف بالمعروف، أنا المذكور في الكتب، أنا قَ والقرآن المجيد ، [ أنا النبأ العظيم ]، أنا الصراط المستقيم، أنا قاتل الأقران، وفي الشدائد والبلايا صبور، أنا عليّ بن أبي طالب، أنا أخو الرسول.
ص: 387
فقال له الأعرابيّ: بلغنا أنّك معجز رسول الله صلّى الله عليه وآله وإمام أولياء الله، ويكون لك حكم الأرض ، لم ينازعك أحدٌ، أهو كما بلغنا عنك أم لا؟
قال أمير المؤمنين علیه السّلام: نعم، قُل ما أنت قائل.
فقال له الأعرابيّ: أنا رسول إليك من عند قوم عددهم ستّون ألفاً، يقال لهم: عقيمة، وقد أتيتك بقتيل قُتِل فيهم وقد اشتبه عليهم قاتله، إن أنت أحييته لنا ليُخبرنا من قتله حتّى نعلم أنّك صادق وأنّك حجّة الله، وإن لم تقدر عليها علمنا أنّك لست بصائب فى دعواك.
فقال علیه السّلام لميثم: اركب البعير وطُف في طرق المدينة (1) وشوارعها (2) ونادِ بها: ألا مَن أراد أن ينظر ما أعطى الله تعالى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام أخا رسول الله صلّى الله عليه وآله فليحضر غداً بالنجف.
فذهب ميثم وفعل ما أمر أمير المؤمنين علیه السّلام ورجع إليه، فقال له: خُذ الأعرابيّ إلى بيتك وأضِفْه.
قال ميثم: فأخذت الأعرابيّ والجنازة إلى بيتي وأمرت أهل البيت بخدمته، فلمّا صلّى أمير المؤمنين علیه السّلام صلاة الصبح خرج إلى الصحراء وخرج معه أهل الكوفة من البرّ والفاجر حتّى أتوا أرض النجف. قال أمير المؤمنين علیه السّلام : أحضروا الأعرابيّ والجنازة، فأحضروهما، ثمّ قال: يا أهل الكوفة، قولوا فيّ ما تشاهدون وارووا عنّي ما تسمعون، فكشف رأس التابوت فرأى شاباًّ أوّل ما طلع عذاره مقطوع الرأس من الأُذن إلى الأذن، قال: كم مضى من قتله؟
قال: واحد وأربعون يوماً.
قال : ومَن يُطالب بدمه؟
ص: 388
قال: خمسون رهطاً من قومه يقصد بعضهم في طلب دمه.
قال علیه السّلام: قتله عمّه لأنّه تزوّج امرأة أُخرى.
قال الأعرابيّ: لا نرضى بهذا الكلام حتّى تحييه لنا ويأتي أهله ويخبر بقاتله لترفع الفتنة والسيف من بينهم.
فقام أمير المؤمنين علیه السّلام فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبيّ فصلّى عليه، وقال: يا أهل الكوفة، ما بقرة بني إسرائيل أكرم منّي عند الله وأنا أخو رسول الله صلّی الله علیه و آله حیث ضربوا بعض البقرة على قتيل قتل بينهم منذ سبعة أيّام فأحيا الله المقتول، وأنا أضرب بعض عضوي على المقتول لأنّ بعضي أكرم على الله وأحسن من بقرة بني إسرائيل، ثمّ ضرب برجله اليمنى المقتول وقال له: قُم بإذن الله يا مدرك بن حنظلة ابن عسفان، فإنّ الله تعالى أحياك، فقام الشابّ وقال: لبّيك لبّيك يا حجّة الله على الأنام، والمتفضّل على الإسلام والمتفرّد بالإنعام.
ثمّ قال أمير المؤمنين علیه السّلام: من قتلك؟
قال: عمّى حريث بن عسفان.
فقال له: اذهب إلى أهلك وأخبرهم.
قال: يا أمير المؤمنين، لا حاجة لي بهؤلاء القوم، أخاف أن يقتلوني مرّة أُخرى ولم تحضرني لتحييني.
[فالتفت الإمام إلى علیه السّلام صاحبه وقال له امض إلى أهلك وأخبرهم.
قال: والله لا أفارقك بل أكون معك حتّى يأتي الله بأجلي من عنده، فلعن الله من اتّضح له الحقّ وجعل بينه وبين الحقّ ستراً، ولم يزل بين يدي أمير المؤمنين علیه السّلام حتّى قتل بصفّين، ثمّ إنّ أهل الكوفة رجعوا إلى الكوفة واختلفوا أقوالاً فيه علیه السّلام ]). (1)
ص: 389
[219] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : من قضاياه في خلافة عمر بن الخطّاب ما رواه السلام عبد الله (1) أنّه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب بجارية شهدوا عليها بالزنا، وكان من قصّتها أنّها كانت يتيمة عند رجل وكانت للرجل امرأة وكان الرجل كثير الغيبة في الأسفار ، فثبتت اليتيمة فخافت المرأة أنّ زوجها يتزوّج بها فأسقتها الخمر ودعت نسوة فأمسكنها فأخذت عذرتها بإصبعها.
فلمّا قدم زوجها من السفر سأل امرأته عن اليتيمة، فرمت المرأة اليتيمة بالفاحشة وأقامت البيّنة من جيرانها اللاتي ساعدنها على ذلك. فرفع الرجل قصّتها إلى عمر ، فلم يدر ما يقضى فيها، فقال: امض إلى علىّ بن أبى طالب علیه السّلام ، فأتوا إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فقصّوا عليه القصّة، فقال لامرأة الرجل : ألك بيّنة؟
قالت: نعم، هؤلاء جيرانى يشهدن عليها بما أقول، فأحضروهن إلى أمير المؤمنين، فأخرج السيف من غمده وطرحه بين يديه ثمّ دعا بامرأة الرجل فأدارها بكلّ وجه فأبت أن تزول عن قولها، فردّوها إلى البيت ودعا بأحد الشهود وجثا على ركبتيه وقال لها: تعرفين أنا علىّ بن أبى طالب وهذا سيفى، ولقد قالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت إلى الحقّ وأعطيتها الأمان، فإن لم تصدقينى لأملأنّ السيف منك.
فقالت: يا أمير المؤمنين، الأمان من الصدق؟
فقال: أصدقيني، قالت: والله إنّ المرأة رأت جمالها وحسنها فخافت على زوجها فأسقتها الخمر ودعتنا فأمسكناها وافتضّتها بإصبعها.
فقال علىّ علیه السّلام: الله أكبر ، أنا أوّل من فرّق بين الشهود إلّا دانيال النبيّ علیه السّلام، وألزم
ص: 390
المرأه حدّ القاذف وألزمهنّ المهر جميعاً، وأمر الرجل أن يطلّق المرأة وزوّجه اليتيمة وساق عنها المهر.
فقال عمر: يا أبا الحسن، حدّثنا بحديث دانيال علیه السّلام.
فقال علیه السّلام: إنّ دانيال علیه السّلام كان يتيماً لا أب له ولا أُمّ، وكانت امرأة من بني إسرائيل ضمنته وربّته، وكان ملك من ملوك بني إسرائيل له قاضيان وكان لهما صديق عابد صالح وكانت له امرأة جميلة وكان يأتي إلى الملك، فاحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض أُموره فقال للقاضيين: اختارا لي رجلاً أرسله في بعض أُموري، فقالا له: فلان، فوجهه الملك، فقال الرجل للقاضيين: أُوصيكما في امرأتي خيراً، فكان القاضيان يأتيان الصديق العابد فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها فأبت، فقالا لها: إن لم تفعلي لنشهد عليك عند الملك بالزنا ثمّ لنرجمنّك، قالت: افعلا ما شئتما، فأتيا الملك فشهدا عليها أنّها بغت وكان لها ذكرٌ جميلٌ، فدخل في قلب الملك أمر عظيم، فقال لهما: أجّلاها ثلاثة أيّام ثمّ ارجماها. ونادى في المدينة أن احضروا قتل فلانة العابدة إنّها بغت وإنّ القاضيين شهدا عليها بذلك.
ثمّ قال الملك لوزيره: هل عندك في ذلك حيلة؟
فقال: ما عندي شيء .
وخرج الوزير في الوزير في اليوم الثالث وهو آخر أيّامها وإذا بغلمان يلعبون وفيهم ،دانیال فقال دانیال: یا معشر الصبيان تعالوا حتّى أكون أنا الملك وتكون أنت العابدة وفلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها، ثمّ قال للغلمان: خذوا بيد هذا ونحّوه إلى مكان كذا وخذوا بيد هذا ونحّوه إلى مكان كذا، ثمّ دعا بأحدهما فقال: قل حقّاً فإنّك إن لم تقل حقّاً قتلتك، فشهد على المرأة أنّها زنت - والوزير واقف يسمع - قال: متى؟
قال: في يوم كذا وكذا؟ قال: مع مَن ؟ قال : مع فلان، قال: في أيّ مكان؟
ص: 391
قال : في مكان كذا وكذا ؟ فقال دانيال علیه السّلام: ردّوه إلى مكانه وهاتوا الآخر، ففعل به مثل ما فعل بالأوّل فخالف صاحبه بالقول، فقال دانيال: الله أكبر، شهدوا على فلانة بالزور، احضروا قتلهما.
فذهب الوزير إلى الملك بما رأى، فأخبره الخبر، فبعث الملك إلى القاضيين فأحضرهما ثمّ فرّق بينهما وفعل بهما كما فعل دانيال، واختلفا كما اختلف الصبيان، فنادى الملك وأمر بقتلهما (1).
[ 220 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه أبو عبد الله علیه السّلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي أنّه قعد رجلان يتغدّيان في زمن عمر بن الخطّاب (2) وكان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة، فمرّ بهما رجل فدعياه إلى طعامهما، فجلس يأكل معهما، فلماّ قام ناولهما ثمانية دراهم وقال: هذا لكما، فقال صاحب الخمسة لصاحب الثلاثة: لي خمسة ولك ثلاثة.
فقال: لا آخذه إلّا أربعة لي وأربعة لك ، فأفضى بهما الحال إلى أن تحاكما (3) إلى عمر قال عمر لصاحب الخمسة: لك خمسة، ولصاحب الثلاثة: لك ثلاثة، فقالا: قد حلف كلّ واحد منّا أن لا يأخذ إلّا حقّه.
فبعث عمر إلى نفر من أصحابه فلمّا حضروا قالوا مثل (4) مقالته ، فلمّا علم القوم
ص: 392
أنّهما حلفا أن لا يأخذ كلّ واحد منهما إلّا حقّه، أمسكوا عنهما. فبعث عمر إلى أمير المؤمنين علیه السّلام، فلمّا حضر علیه السّلام قال عمر: يا أبا الحسن، اقض بين هذين الرجلين، فقصّا عليه القصّة، فقال لهما: اصطلحا، فأبيا، فقال أمير المؤمنين علیه السّلام: يُعطى صاحب الثلاثة درهم، ويُعطى صاحب الخمسة سبعة دراهم.
فقالوا: كيف يكون ذلك يا أبا الحسن؟
قال: القضاء يعرفونه صبيان الكتّاب إذا تعلّموا الفرائض.
قالوا: بيّن (1) لنا ذلك يا أمير المؤمنين.
قال: أليس كانوا هم ثلاثة بينهم ثمانية أرغفة؟
قالوا: نعم .
قال: ضربنا (2) ثمانية أجزاء في ثلاثة أجزاء ثمّ ضربنا الثلاثة في ثلاثة صارت تسعة أجزاء، فوجدنا [ صاحب ] الثلاثة قد أكل من خبزه ثمانية أجزاء، وأكل الضيف جزءاً واحداً، ثمّ ضربنا الخمسة في ثلاثة (3) فصارت خمسة عشر جزءاً، فوجدنا صاحب الخمسة قد أكل [ من خبزه ] ثمانية [ أجزاء ] وأكل الضيف سبعة أجزاء، فقضى الأمر كذلك.
فأقبل عمر على أمير المؤمنين علیه السّلام وقال: أشهد أنّك ربّانيّ هذه الأُمّة (4).
ص: 393
[221] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: في امرأة ولدت على فراش زوجها ولداً له يدان ورجلان ورأسان على حقو (1) واحد، فالتبس الأمر على أهله أهو واحد أم اثنان، فصاروا إلى أمير المؤمنين يسألونه ليعرفوا الحكم فيه، فقال لهم: اعتبروه إذا نام ثمّ انتبهوه بأحد اليدين والرجلين والرأسين، فإن انتبها جميعاً معاً في حالة واحدة فهو إنسان واحد وإن استيقظ أحدهما والآخر نائم فهما اثنان، وحقّهما في الميراث [ حقّ ] اثنين (2).
[ 222 ] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من (كشف الغمّة ): وهي مسألة الدينار (3) وشرحها أنّه علیه السّلام (4) وضع إحدى رجليه في الركاب وأراد أن يركب، فأتت إليه امرأة وقالت: يا أمير المؤمنين ،أنصفني، مات أخ لي وخلّف ستّمائة دينار فأعطوني ديناراً واحداً وأُريد أن تأخذ حقّي منهم.
فقال علیه السّلام [ لها ]: أليس أخوك خلّف بنتين؟
قالت: بلی .
قال علیه السّلام: فلهما الثلثان أربعمائة دينار، وخلّف أماً؟ قالت: نعم، قال: لها السدس مائة وترك زوجة قالت: نعم. قال: فلها الثمن وهو خمسة وسبعون ديناراً، وترك
ص: 394
معك اثني عشر أخاً؟ قالت: نعم. قال: لكلّ واحد من الإخوة ديناران ولك دينار واحد فاذهبي فإنّك قد استوفيت حقّك منهم، ثمّ ركب علیه السّلام ؛ فلذلك سمّيت المسألة بالديناريّة (1) .
[223] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه الحاتم بإسناده إلى ابن عبّاس قال: أتى أسود إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فأقرّ أنّه سرق، فسأله علیه السّلام ثلاث مرات.
قال: نعم يا أمير المؤمنين طهِّرني فإنّي سرقت، فأمر أمير المؤمنين (2) علیه السّلام بقطع يده، فأخذ يمينه بشماله ومضى، فاستقبله ابن الكوّا، فقال له: مَن قطع يدك؟
فقال: ليث الحجاز وكبش العراق ومصادم الأبطال في يوم النزال (3)، والمنتقم من الجهّال، كريم الأصل، شريف الفضل، صاحب (4) الحرمين ووارث المشعرين ووالد (5) السبطين، أفضل السابقين وأوّل المؤمنين وآخر المهاجرين (6)، المؤيَّد [ بجبرائيل ] المنصور بميكائيل، حبل الله المتين (7)، المخصوص بجنود السماء (8) أجمعين، ذاك والله مولانا أمير المؤمنين علیه السّلام على رغم المنافقين (9).
فقال ابن الكوّا: قطع يدك وأنت تُثني عليه؟!
ص: 395
قال: لو قطّعني إرباً إرباً لما ازددت [له] إلّا حُبّاً.
فدخل ابن الكوّا (1) على امیرالمؤمنين علیه السّلام وأخبره بقصّة الأسود، فقال علیه السّلام: يابن الكوّا إنّ محبّينا لو قطعناهم إربا إرباً لما ازدادوا لنا إلّا حُبّاً، وإنّ أعداءنَا لو لقّمناهم (2) السمن والعسل ما ازدادوا لنا إلّا بغضاً.
ثمّ قال للحسن علیه السّلام: علَىّ بعمّك الأسود، فأحضر الحسن علیه السّلام الأسود بين يديه (3) ، فأخذ يده فنصبها في موضعها وغطّاها ببردته (4) وتكلّم بكلمات وأخفاها، فاستوت يده كما كانت، وقاتل بين يدي أمير المؤمنين علیه السّلام إلى أن استشهد بالنهروان، وكان اسمه أفلح (5) (6).
[224] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما ذكر عليّ بن عيسى في كتابه (كشف الغمّة في مناقب الأئمّة ) وهو أنّه لمّا جاء أمير المؤمنين علیه السّلام إلى الكوفة وكان الناس يأتون إليه كثيراً للاستفادة، وكان من جملتهم شابٌ قد صار من حزب شيعته وكان مواظباً في خدمته يقاتل أعداءه، ففي يوم من الأيّام قد صلّى الصبح ثمّ أمر أحد أصحابه الحاضرين أن اذهب إلى الموضع الفلانيّ فإنّ هناك مسجداً وبجنب ذلك المسجد
ص: 396
داراً، وفي تلك الدار رجلاً وامرأة يختصمان فأحضرهما إليّ.
فذهب الرجل فوجد الحال كما قال علیه السّلام ، فاختصما بين يديه، فقال ممّا تخاصمكما طول هذه الليلة؟
فقال الشابّ: يا أمير المؤمنين، أنا خطبت هذه المرأة فلمّا استخليت معها وجدت في قلبي منها كراهة وهي التي منعتنى عن تقاربها بحيث لو أمكنت لأخرجتها في تلك الليلة من البيت، ولهذا تساخطت علَيّ وتقاتلت معي وباتت تعاتبني حتّى ورد علينا رسولك وقد أتيناك.
ثمّ إنّ عليّاً علیه السّلام قال لحضّار المجلس: كثيراً من الحديث ويريد أن لا يسمعه أحد غيرهما. فقام الحاضرون ولم يبق أحد غيرهما.
قال علىّ علیه السّلام: أتعرفين هذا الشابّ؟
قالت : لا يا أمير المؤمنين.
قال علیه السّلام : إن أنا أخبرتك بحاله تعرفيه ولا تنكريه؟
قالت: نعم.
قال علیه السّلام: ألستِ فلانة بنت فلان؟
قالت: بلی .
قال علیه السّلام: ألم يكن لك ابن عمّ؟
قالت: بلی.
قال علیه السّلام: وكان كل ّمنكما يهوى الآخر؟
قالت: بلی .
قال علیه السّلام: ألم يكن أبوك يمنعكما ولم يزوّجكِ إيَّاه، فطرده وأبعده من جواره؟
قالت: بلی .
قال علیه السّلام : ألست خرجتِ ليلة لقضاء الحاجة فصادفكِ وغلب عليك ووطأكِ
ص: 397
إكراهاً وأنتِ حملت منه وأخفيتِ عن أبيكِ وأعلمتِ به أُمِّكِ، فلمّا حان وضع الحمل خرجت بك ليلاً وولدتِ غلاماً ولفّيته في القماط ووضعتِهِ خلف حائط في مكان يتردد فيه الناس إذ أقبل نحوه كلب يشمّه، فخفتِ عليه أن يأكله، فرميتِ الكلب بحجر فوقع الحجر على رأس الطفل وشجّ رأسه، ثمّ جئت إليه وشددتِ موضع الشجّ بخرقة من طرف إزارك فتركتماه وخرجتما ولم تدريا حاله؟
فسكتت المرأة، فقال: تكلّمى بالصدق، قالت: صدقت والله يا أمير المؤمنين، ما كان يعلم هذا الأمر أحد غير أُمّي.
فقال: إنّ الله اطّلعني على ذلك، فلمّا أصبح الصباح رفعه رجل من بني فلان وربّاه وأتى معهم إلى الكوفة وخطبكِ وهو ولدكِ.
ثمّ قال علیه السّلام للشابّ: اكشف عن رأسك، فكشف وإذا أثر ذلك الشجّ في رأسه، ثمّ قال علیه السّلام: هذا الشابّ ولدكِ فإنّ الله وفّقه وعصمه حتّى حفظ نفسه ممّا كان حراماً، ثمّ قال علیه السّلام: خذي ولدكِ ليس بينكما نكاح (1).
وفي هذه الواقعة دليل واضح وبرهان لائح من عجائب أمره.
[225] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: من (كشف الغمّة ) حديث الثعبان: روي أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان ذات يوم يخطب على منبر الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر وجعل يرقى حتّى دنا من أمير المؤمنين علیه السّلام ، فارتاع الناس لذلك وهمّوا بدفعه عنه، فأومأ إليهم بالكفّ عنه، فلمّا صار على المنبر ورقى المرقاة التي عليها الإمام قائم، انحنى إلى الثعبان وتطاول الثعبان إليه فأعطاه أُذنه، فتحيّر الناس من ذلك، وهو يحدّثه، فسمع من كان قريباً، ثمّ زال عن مكانه وأمير المؤمنين علیه السّلام يحرّك شفتيه
ص: 398
والثعبان كالمصغي إليه، ثمّ سار الثعبان (1) وعاد أمير المؤمنين علیه السّلام إلى خطبته.
فلمّا فرغ نزل واجتمع الناس حوله يسألونه عن حالة الثعبان، قال علیه السّلام: ليس كما ظننتم وإنّما كان حاكم الجنّ التبست عليه قضيّة فجاء يستفهمها منّي فأفهمته إيَّاها، فدعا لى بخير وانصرف (2).
وكان قد دخل الثعبان من الباب الكريم حيث هو الآن فسمّي باب الثعبان واشتهر بذلك، فكره بنو أُميّة ظهور هذه الفضيلة لأمير المؤمنين علیه السّلام فربطوا بتلك الباب فيلاً وراموا بتسميتها باب الفيل (3).
[226] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما روي أن أمير المؤمنين علیه السّلام لمّا حمله الحسن والحسين علیهماالسّلام [ على سريره ] إلى مكان السرّ المختلف فيه وجدا فارساً على فرس يفوح منه رائحة المسك (4)، فسلّم عليهما وقال للحسن علیه السّلام: أنت الحسن بن عليّ علیهماالسّلام رضيع الوحي والتنزيل، وخليفة الله (5)؟ قال: نعم.
ص: 399
قال وهذا الحسين بن علىّ علیهماالسّلام سبط [ نبيّ ] الرحمة وفطيم النبوّة وربيب العصمة [ و والد الأئمّة ]؟ قال: نعم.
فقال: هذا أمير المؤمنين علیه السّلام وسيّد الوصيّين وخليفة ربّ العالمين؟ فقال: نعم.
قال: نعم سلِّماه إلىّ وامضيا في دعة الله.
فقالا: إنّه أمرنا أن لا نُسلّمه إلا إلى أحد الرجلين: جبرئيل أو الخضر، فمن أنت منهما؟ فكشف النقاب عن وجهه وإذا هو أمير المؤمنين علیه السّلام ، فتبسّم الحسن علیه السّلام من ذلك فقال: أتعجب يا أبا محمّد، إنّ أباك لا تموت نفس في شرق الأرض وغربها إلّا ويحضرها، فما يحضر جسده ؟!(1)
[227] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام: ما رواه ابن مقاتل، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: « رِجَالُ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةُ وَلَا بَيْعُ عَن ذِكْرِ اللَّهِ » إلى قوله: « بِغَيْرِ حِسَابٍ » (2) قال: والله هو أمير المؤمنين علیه السّلام. ثمّ قال: إنّ النبىّ صلّی الله علیه و آله أعطى عليّاً ثلاثمائة دينار أهديت إليه، قال علیه السّلام : فأخذتها وقلت في نفسي: والله لأتصدّقنّ في هذه الليلة بصدقة يقبلها الله منّي من هذه الدنانير، فلمّا صلّيت العشاء الآخرة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله أخذت منها مائة دينار فخرجت من المسجد فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير، فأصبح الناس يقولون: إنّ عليّاً علیه السّلام تصدّق فى هذه الليلة بمائة دينار على امرأة فاجرة، فاغتممت لذلك (3) غمّاً شديداً.
ص: 400
فلمّا صلّيت الليلة الثانية (1) أخذت مائة دينار وخرجت إلى المسجد وقلت: والله لأتصدقنّ في هذه الليلة بصدقة يقبلها الله منّي، فصلّيت العشاء الآخرة مع رسول الله صلّی الله علیه و آله وخرجت من المسجد ومعى مائة دينار، فلقيت رجلاً تصدّقت عليه بالدنانير، فأصبح الناس يقولون: إنّ عليّاً علیه السّلام تصدّق هذه الليلة بمائة دينار على رجل سارق، فاغتممت لذلك غمّاً شديداً.
فلمّا صلّيت الليلة الثالثة أخذت مائة دينار وخرجت من المسجد وقلت: والله لأتصدقنّ في هذه الليلة بصدقه يقبلها الله منّي، فصليّت العشاء الآخرة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وخرجت من المسجد فلقيت رجلاً وأعطيته إيّاها، فأصبح الناس يقولون : إنّ عليّاً علیه السّلام تصدّق البارحة على رجل غنيّ، فاغتممت لذلك غمّاً شديداً، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله فأخبرته.
فقال: يا عليّ، إنّ المائة دينار الأُولى التي تصدّقت بها وقعت في يد امرأة فاسدة فرجعت إلى منزلها وهي في طلب بعل تتزوّجه، وإنّ الصدقة الثانية وقعت في يد سارق فرجع إلى منزله فتاب إلى الله تعالى من السرقة وجعل الدنانير رأس مال يتّجر بها، والصدقة الثالثة في يد غنيّ لم يزكِّ ماله منذ سنين، فرجع إلى منزله ووبّخ نفسه وقال: شُحّاً عليكِ يا نفس، هذا يتصدّق بمائة دينار ولا مال له وأنا قد أوجب الله علَيّ في مالي الزكاة أعواماً كثيرة ولم أزكّه، فحسب ماله وزكّاه وأخرج زكاة ماله كذا وكذا دينار، فأنزل الله تعالى فيك: « رِجَالُ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةُ » (2).
[228] . وأُخرى مِن مناقبه علیه السّلام : ما رواه أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم
ص: 401
الثعلبيّ (1) في كتاب ( العرائس)، قال: لمّا ولّي عمر بن الخطّاب الخلافة أتاه قومٌ من أحبار اليهود وقالوا: يا عمر ، أنت ولىّ الأمر بعد محمّد صلّى الله عليه وآله وصاحبه، إنّا نريد أن نسألك عن أشياء (2) إنّ أخبرتنا بها علمنا أنّ الإسلام حقٌّ وأنّ محمّداً صلّی الله علیه وآله كان نبيّاً، وإن لم تخبرنا (3) علمنا أنّ الإسلام باطل وأنّ محمّداً صلّی الله علیه وآله لم يكن نبيّاً [فقال عمر: سلوا عمّا بدا لكم ].
فقالوا أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي؟ وأخبرنا عن مفاتيحها (4) ما هي؟ وأخبرنا عن قبرٍ سار بصاحبه ما هو ؟ وأخبرنا عمّن أنذر قومه لا [هو ] من الجنّ ولا [هو ] من الإنس؟ وأخبرنا عن خمسة أشياء مشوا على [وجه ] الأرض ولم يخلقوا في الأرحام؟ وأخبرنا عمّا يقول الدرّاج في صياحه؟ وما يقول الديك في صياحه (5)؟ وما يقول الفرس في صهيله؟ وما يقول الضفدع في نقيقه؟ وما يقول الحمار فى نهيقه؟ وما يقول القنبر في صفيره؟
قال: فنكّس عمر رأسه إلى الأرض ثمّ قال: لا عيب على الإنسان (6) أن يقول لا أعلم. [ وأن يسأل عمّا لا يعلم ].
فوتب اليهود وقالوا: نشهد أنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله لم يكن نبيّاً، وأنّ دين (7) الإسلام باطل.
فوثب سلمان الفارسيّ رضي الله عنه وقال لليهود قفوا قليلاً، وتوجّه نحو عليّ علیه السّلام فدخل
ص: 402
عليه وقال: يا أبا الحسن أغث الإسلام ، قال علیه السّلام: وما ذاك؟ فأخبره الخبر، فأقبل يرفل في بردة رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فلمّا نظره عمر [وثب قائماً فاعتنقه و ] قال: يا أبا الحسن ، أنت لكلّ معضلة شديدة تُدعى إليها (1).
فقال عليّ علیه السّلام : اسألوا عمّا بدا لكم فإنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله علّمني ألف باب من العلم ففتح (2) لي من كلّ باب ألف باب، فسألوه عمّا قد سألوا عمر بن الخطّاب، فقال عليّ علیه السّلام : إنّ لي عليكم شريطة إذا أخبرتكم في توراتكم تدخلون في ديننا (3).
فقالوا: نعم. [فقال: سلوا عن خصلة خصلة ] قالوا: أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي؟
فقال علیه السّلام : أقفالها (4) الشرك بالله ؛ لأنّ العبد والأمة إذا كانا مشركين لم يرتفع لهما عمل.
فقالوا (5): أخبرنا عن مفاتيحها (6)؟
قال : مفاتيحها (7) شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله عبده ورسوله.
قال: فجعل بعضهم ينظر إلى بعض وقالوا: صدق الفتى، قالوا: أخبرنا عن قبر سار بصاحبه؟
قال علیه السّلام : ذلك كل الحوت الذي التقم يونس بن متّى علیه السّلام فسار به في البحار السبعة.
فقالوا: أخبرنا عمّن أنذر قومه لا [ هو ] من الجنّ ولا من الإنس؟
ص: 403
قال علیه السّلام : تلك (1) نملة سليمان [بن داود علیهماالسّلام] إذ «قَالَتْ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُم إلا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانَ وَجُنُودَهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ » (2)].
قالوا: فأخبرنا عن خمسة أشياء (3) مشوا على الأرض ولم يُخلقوا في الأرحام؟
قال علیه السّلام: ذلكم آدم علیه السّلام وحوّاء وناقة صالح علیه السّلام وكبش إسماعيل علیه السّلام وعصا موسى علیه السّلام.
قالوا: فاخبرنا ما يقول الدرّاج في صياحه؟
قال علیه السّلام: يقول : الرحمن على العرش استوى.
قالوا: فأخبرنا ما يقول الديك في صياحه؟ (4)
قال علیه السّلام: يقول : اذكروا الله يا غافلون .
قالوا: أخبرنا ما يقول الفرس في صهيله؟
قال علیه السّلام: يقول إذا مشى المؤمنون على (5) الكافرين [ للجهاد ]: اللّهمّ انصر عبادك المؤمنين على الكافرين.
قالوا: فأخبرنا ما يقول الحمار في نهيقه؟
قال علیه السّلام : يقول: لعن الله العشّار وينهق في أعين الشياطين ].
قالوا: فأخبرنا ما يقول الضفدع في نقيقه؟
قال علیه السّلام: يقول: [سبحان ربّي ] المعبود المسبّح في لجج البحار.
قالوا: فأخبرنا ما يقول القنبر في صفيره؟
قال علیه السّلام : يقول: اللّهمّ العن مبغضى محمّدٍ صلّی الله علیه و آله وآل محمّد.
وكان اليهود ثلاثة [ نفر، قال: ] اثنان منهم: [نشهد] أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله
ص: 404
رسول الله. ووثب الحبر الآخر (1) وقال: يا عليّ، لقد وقع في قلوب أصحابي [ما وقع ] من الإيمان والتصديق، [ وقد بقي خلّة ] واحدة أسألك عنها.
فقال علیه السّلام: سل عمّا بدا لك.
فقال: أخبرني عن قوم في أوّل الزمان ماتوا ثلاثمائة وتسع [سنين ] ثمّ أحياهم الله، ما كان قصّتهم؟
[قال علىّ علیه السّلام: يا يهوديّ، هؤلاء أصحاب الكهف وقد أنزل الله على نبيّنا قرآناً فيه قصّتهم وإن شئت قرأت عليك قصتهم، فقال: ما أكثر ما قد سمعنا قراءتكم ].
إن كنت عالماً بهم فأخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم وأسماء ملابثهم (2) واسم ملكهم، واسم كلبهم، واسم جبلهم واسم ،كهفهم، وقصّتهم من أوّلها إلى آخرها.
فاحتبى علىّ علیه السّلام ببردة رسول الله صلّى الله عليه وآله [ثمّ قال: يا أخا العرب حدّثني حبيبي محمّد صلّی الله علیه و آله أنّه ] قال (3): كان بأرض روميّة مدينة يقال لها: أفسوس، ويقال: هي طرسوس، [وكان اسمها في الجاهليّة أفسوس فلمّا جاء الإسلام سمّوها طرسوس ] قال: وكان لهم ملك صالح، فمات ملكهم وانتشر أمرهم، فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له: دقيانوس، وكان جبّاراً كافراً، فأقبل بعساكره (4) حتّى دخل أفسوس فاتّخذها دار ملكه وبنى فيها قصراً.
فوتب اليهوديّ وقال: إن كنت عالماً فصف لى ذلك القصر ومجالسه.
فقال علیه السّلام: يا أخا اليهود [ ابتنى ] فيها قصراً من الرخام طوله فرسخ في [عرض] فرسخ واتّخذ فيه أربعة آلاف أُسطوانة من الذهب [وألف قنديل من الذهب ] لها
ص: 405
سلاسل من اللجين تسرج في كلّ ليلة بالأدهان الطيّبة، واتّخذ في شرقيّ (1) المجلس مائة وثمانين كوّة، وفي غربيّه (2) كذلك ، وكانت الشمس من [ حين ] تطلع إلى [ حين ] تغيب تدور في المجلس [كيف ما دارت]، واتّخذ فيه سريراً من الذهب طوله ثمانون ذراعاً في عرض أربعين ذراعاً مرصّعاً بأنواع الجواهر (3)، ونصب عن يمين السرير ثمانين كرسيّاً [من الذهب] فأجلس عليها بطارقته، واتّخذ [أيضاً ] عن يسار السرير ثمانين كرسيّاً [ من الذهب ] فأجلس عليها هراقلته، ثمّ جلس هو على السرير ] ووضع على رأسه تاجاً (4).
فوثب اليهوديّ وقال: يا عليّ، إن كنت عالماً فأخبرني مِن أيّ شيء (5) كان تاجه؟
فقال: يا يهوديّ (6)، كان تاجه من الذهب السبيك، له سبعة (7) أركان، على كلّ ركن لؤلؤة تضيء كما يُضيء المصباح في الليلة الظلماء، واتّخذ له (8) خمسين غلاماً من من أولاد (9) البطارقة [ منطقهم بمناطق من الديباج الأحمر وسرولهم بسراويل القزّ الأخضر] وتوجهم [ودملجهم وخلخلهم ] وأعطاهم عمد الذهب وأقامهم على رأسه، واختار ستّة [أغلمة ] من أولاد العلماء وجعلهم وزراءه؛ فما يقطع أمراً دونهم، وأقام [ منهم ] ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره.
ص: 406
فوثب اليهوديّ وقال: يا عليّ، إن كنت عالماً (1) فأخبرني ما كانت أسماء الستّة.
فقال علیه السّلام: حدّثني حبيبي محمد صلّی الله علیه و آله أنّ الذين كانوا عن يمينه أسماؤهم تمليخا ومكسلمينا ومحسلمينا وأمّا الثلاثة (2) الذين كانوا عن يساره فمرطليوس وكشطوس وسادنيوس، وكان يستشيرهم في جميع أُموره، وكان كلّ يوم إذا جلس في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب داره ثلاثة أغلمة وفي يد أحدهم جام من الذهب مملوءاً من المسك، وفي يد الثاني جام من الفضّة مملوءاً من ماء الورد، وعلى يد الثالث طائرٌ يصيح به فيطير حتّى يقع في جام ماء الورد فيتمرّغ فيه فينشّف ما فيه بريشه و جناحيه ثمّ يصيح به ثانية فيطير فيقع في جام المسك فيتمرّغ فيه فينشّف ما فيه بريشه وجناحيه، ثمّ يصيح به الثالث فيطير الطائر (3) فيقع على تاج الملك وينفض ريشه و جناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد.
فلبث (4) الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير أن يصيبه صداع ولا وجع [ولا حمّى ولا لعاب ولا بصاق ولا مخاط] ، فلمّا رأى نفسه وماله عتى وطغى وتجبّر واستغنى (5) وادّعى الربوبيّة من دون الله، ودعا إلى نفسه وجوه قومه، وكلّ من أجابه أعطاه وحباه وخلع عليه وكساه (6)، ومن لم يجبه [ ويتابعه ] قتله، فأجابوه بأجمعهم، فأقاموا في ملكه زماناً يعبدونه من دون الله تعالى.
فبينما هو ذات يوم جالس في عيدٍ له على سريره والتاج على رأسه إذا بعض
ص: 407
بطارقته فأخبره أنّ عساكر الفرس [قد غشيته ] يريدون قتاله، فاغتمّ لذلك غمّاً شديداً فغشى عليه (1) حتّى سقط التاج عن رأسه وسقط هو عن سريره، فنظر أحد الفتية الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك وكان غلاماً (2) عاقلاً يقال له: تمليخا، فتفكّر وتذكّر في نفسه وقال: لو كان دقيانوس [هذا ] إلهاً كما يزعم لما حزن وما كان ينام ويبول ويتغوّط ، وليست هذه الأفعال من الصفات الإلهيّة.
وكان الفتية الستّة كلّ يوم عند أحدهم (3) ، وكان ذلك اليوم لتمليخا (4)، فاجتمعوا عنده وأكلوا وشربوا ولم يأكل [تمليخا] ولم يشرب فقالوا له: يا تمليخا، لِمَ لا تأكل ولا تشرب؟ فقال: قد وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب والمنام.
فقالوا: ما هو يا تملیخا؟ قال: أطلت فكري في هذه السماء فقلت: من رفعها سقفاً محفوظاً بلا عمد (5) ولا دعامة [من تحتها] ؟ ومن أجرى فيها نجومها (6)؟ ومن زيّنها بالنجوم؟ ثمّ أطلت فكري في هذه الأرض فقلت: من سطّحها على ظهر اليمّ الزاخر؟ ومن حبسها وربطها بالجبال الرواسي لئلّا تميد بأهلها (7)؟ ثمّ أطلت فكري في نفسي فقلت: مَن أخرجني من بطن أُمّي جنيناً؟ ومن غذّاني وربّاني؟ فقلت في نفسي: إنّ لها صانعاً ومدبّراً غير دقيانوس الملك.
فانكبت الفتية على رجليه يقبلونها وقالوا: يا تمليخا، لقد وقع في قلوبنا ما وقع في قلبك، فأشر علينا.
ص: 408
فقال يا إخوتي: ما أجد لي ولكم [ حيلة ] إلّا الهرب من هذا الجبّار إلى ملك السماوات والأرض.
فقالوا: الرأي ما رأيت.
فوثب تمليخا فباع تمراً من حائط له (1) بثلاثة آلاف درهم وربطها في ردائه وركبوا خيولهم وخرجوا من مدينة أفسوس (2)، فلمّا ساروا إلى ثلاثة أميال من المدينة قال لهم: يا إخوتي، [قد] ذهب عنّا ملك الدنيا وزال عنّا أمره، فانزلوا عن خيولكم وامشوا بأرجلكم (3) لعلّ الله تعالى يجعل لكم من أمركم فرجاً ومخرجاً.
فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ حتّى صارت أرجلهم تقطر دماً لأنّهم لم يعتادوا على (4) المشي، فاستقبلهم رجل راعٍ، فقالوا: أيّها الراعي، هل عندك شربة من ماء أو لبن ؟ فقال الراعى: ما تحبّون ولكنّي أرى في وجوهكم هيبة (5) الملوك وما أظنّكم إلّا هرباً، فأخبروني بقصّتكم.
فقالوا: يا هذا، إنّا دخلنا في دين لا يحلّ لنا الكذب، أفينجّينا الصدق؟
فقال الراعي: نعم فأخبروه بقصّتهم.
فانكبّ الراعي على أقدامهم يقبّلها ويقول: قد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم، فقفوا هاهنا قليل (6) حتّى أردّ هذه (7) الأغنام إلى أهلها (8) وأعود إليكم،
ص: 409
فوقفوا له، فردّ الأغنام وأقبل إليهم يسعى فتبعه كلب له.
فوثب اليهوديّ [قائماً ] وقال: يا علىّ [إن كنت عالماً] ، أخبرني ما كان اسم الكلب ولونه (1)؟
قال علیه السّلام : يا أخا اليهود، حدّثني حبيبي رسول الله (2) صلّى الله عليه وآله أنّ لون الكلب أبلق بسواد، وأنّ اسم الكلب قطمير (3).
فلمّا نظر الفتية إلى لون (4) الكلب قال بعضهم لبعض: أنا أخاف أن يفضحنا هذا الكلب بنبيحه، فألحّوا عليه طرداً بالحجارة، فلمّا نظر إليهم [ الكلب ] أنّهم قد ألحّوا عليه [بالحجارة] بالطرد أقعى على رجليه وتمطّى وقال بلسانٍ طلقٍ ذلق: يا قوم، لِمَ تطردونني وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، ادعوني معكم أحرسكم من عدوّكم وأتقربّ إلى الله تعالى بذلك، فتركوه معهم ومضوا فصعد بهم إلى اعلى جبل وانحطّ بهم علی كهف.
فوثب اليهوديّ وقال: يا عليّ ، أخبرني (5) ما اسم ذلك الجبل؟ [ وما اسم الكهف ].
فقال أمير المومنين علیه السّلام : يا أخا اليهود، اسم الجبل نيكلوس (6)، واسم الكهف الوصيد، وإذا بفقاء الكهف أشجار مثمرة وعين غزيرة، فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء، وجنّهم الليل فآووا إلى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومدّ يديه عليه، فأمر الله تعالى وتقدّس ملك الموت بقبض أرواحهم، ووكّل الله تعالى بكلّ واحدٍ (7) منهم ملكين يقلّبونهم من ذات اليمين إلى ذات الشمال، ومن ذات
ص: 410
الشمال إلى ذات اليمين، وأوحى الله تعالى إلى الشمس فكانت « تَتَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ » (1) إِذا طلعت، « وَ إِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ »(2).
فلمّا رجع الكافر (3) دقيانوس من عيده وسأل عن الفتية، قيل [له] : إنّهم اتّخذوا إلهاً غيرك وخرجوا هاربين منك، فركب في ثمانين ألف فارس وجعلوا يقتفون (4) آثارهم حتّى صعدوا الجبل فوجدوهم (5) مضطجعين، فظنّ أنّهم نيام، فقال [ لأصحابه ]: لو أردت أن أُعاقبهم بشيء ما عاقبتهم أشدّ (6) ممّا عاقبوا به أنفسهم، فأتوني بالبنّائين.
[فأتى بهم ] فردّموا عليهم باب الكهف بالجصّ والحجارة، ثمّ قال لأصحابه: قولوا لهم يقولوا لإلاههم الذي في السماء: إن كانوا صادقين يخرجهم من هذا الموضع.
فلبثوا (7) ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً (8)، فنفخ الله فيهم الروح فقاموا (9) من رقدتهم [ لمّا بزغت الشمس ] ، فقال بعضهم لبعض : لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة ربّنا (10)، قوموا بنا إلى العين، فقاموا فإذا بالعين قد غارت، والأشجار قد جفّت، فقال بعضهم لبعض: إنّ أمرنا لعجيب، مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة، ومثل هذه
ص: 411
الأشجار قد جفّت في ليلة واحدة، ومضٌ بهم الجوع (1)، فقالوا: أيّكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة فليأتنا بطعام منها ولينظر أن لا يكون يعجن بشحم الخنزير؟
فقال تمليخا: [يا إخوتي] لا يأتيكم بالطعام أحدٌ غيري، ولكن أيّها الراعي، ادفع إليّ ثيابك وخذ ثيابي.
فلبس ثياب الراعي ومضى وكان [يمرّ] بمواضع لا يعرفها [ وطرق ينكرها ] حتّى أتى إلى المدينة، فإذا على باب المدينة عَلَمْ أخضر مكتوب عليه: «لا إله إلّا الله عیسی علیه السّلام روح الله» فطفق الفتى ينظر إليه وهو متعجّب، ففتح عينه وقال (2): أراني نائماً، فلمّا طال عليه الفكر ودخل المدينة مرّ بأقوام يقرؤون الإنجيل، فما عرفهم، وانتهى إلى السوق فإذا هو بخبّاز، فقال له: يا خبّاز، ما اسم مدينتكم هذه؟
قال علیه السّلام : أفسوس.
قال: وما اسم ملككم؟
قال علیه السّلام: عبد الرحمن.
قال تمليخا: إنّي أرى في نفسي عجباً، ادفع إليّ بهذه الدراهم طعاماً، وكانت دراهم زمان الأوّل ثقالاً كباراً، فتعجّب الخبّاز من تلك الدراهم.
فوثب اليهوديّ: وقال: يا عليّ، إن كنت عالماً فأخبرني كم كان وزن كلّ درهم منها ؟
فقال علیه السّلام: يا أخا اليهود، أخبرني حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ وزن كلّ درهم منها عشرة دراهم وثلثا درهم. فقال [له] الخبّاز: [ يا هذا ] إنّك أصبت كنزاً، فأعطني بعضه وإلّا ذهبت بك إلى الملك، فقال له تمليخا: ما أصبت كنزاً، إنّما هذا من ثمن تمر بعته بثلاثة آلاف درهم منذ ثلاثة أيّام خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون
ص: 412
دقيانوس الملك. فغضب الخبّاز وقال: ألا ترضى أن تقول أصبت كنزاً ولا تعطيني بعضه حتّى تذكر رجلاً جباراً كان يدّعي الربوبيّة قد مات منذ ثلاثمائة سنة وتسخر بي [ثمّ أمسكه ].
فاجتمع الناس حوله (1)، [ ثمّ إنّهم ] أتوا به إلى الملك وكان عاقلاً [ عادلاً ]، فقال: ما قصّة هذا الفتى؟ قالوا: أصاب كنزاً، فقال له الملك: لا تخف، إنّ نبيّنا عيسى ابن مريم علیه السّۀام قد أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلّا خُمسها، فادفع إليّ خمس (2) ذا المال واذهب (3) سالماً.
فقال: أيّها الملك، ثبّت في أمري، ما أصبت كنزاً وأنا من أهل هذه المدينة.
فقال الملك : أنت من أهلها؟
قال: نعم.
قال تعرف فيها أحداً؟
قال: نعم.
قال: سَمِّ لي.
فسمّى نحواً من ألف رجل فلم يعرفوا منهم رجلاً واحداً، فقال: يا هذا ما نعرف من هذه الأسماء واحداً، وليست أسماء أهل زماننا ولكن هل لك في هذه المدينة دارٌ؟
فقال: نعم أيهّا الملك، فابعث معي أحداً، فبعث معه أُناساً حتّى أتى بهم داراً أرفع دار بالمدينة، فقال: هذه داري، وقرع الباب فخرج إليهم رجل شيخ هرم (4)
ص: 413
قد استرخت حاجباه على عينيه من الكبر [وهو فزع مرعوب مذعور]، فقال الشيخ: أيّها الناس ما لكم؟
فقال رسول الملك: إنّ هذا الغلام يزعم أنّ الدار داره!
فغضب والتفت إلى تمليخا وقال ما اسمك؟
فقال: اسمى تمليخا بن فلسطين .
فقال له: أعد علَىّ، فأعاد عليه، فانكبّ الشيخ على يديه ورجليه يقبّلهما ثمّ قال: وربّ الكعبة هذا جدّي وهذا من الفتية الذين هربوا من دقيانوس إلى ملك [جبّار ] السماوات والأرض، ولقد كان عيسى علیه السّلام يخبر أنّهم سيحيون، فألقى ذلك إلى لا الملك وحضرهم، فلمّا رأى تمليخا نزل عن فرسه وجعل يحمل تمليخا على عاتقه وجعل الناس يقبّلون يديه ورجليه وقالوا يا تمليخا، ما فعل أصحابك؟
قال : تركتهم في الكهف .
وكان في (1) المدينة رجلان [قد ولياها ]: رجل مسلم ورجل (2) نصرانيّ (3)، فركبا في أصحابهما [ وأخذا تمليخا ] ، فلمّا صاروا قريباً من الكهف قال لهم تمليخا: [يا قوم ] إنّي أخاف أن يحسّوا بوقع حوافر الخيل [والدوابّ وصلصلة اللجم والسلاح ] فيظنّون أنّ دقيانوس قد غشيهم فيموتون جميعاً، بل قفوا قليلاً حتّى أدخل عليهم [ فأخبرهم ].
فوقف الناس ودخل تمليخا فوثب الفتية واعتنقوه وقالوا: الحمد لله الذي نجّاك من دقيانوس.
فقال لهم: [ دعوني منكم ومن دقيانوس ] كم لبثتم؟
ص: 414
قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يومٍ!
قال: بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين، وقد مات دقيانوس وانقرض قرناً بعد قرن، وآمن أهل المدينة بالله العليّ العظيم.
قالوا: يا تمليخا أتريد أن تصيّرنا فتنة للعالمين.
قال: فما تريدون؟
قالوا: ارفع يدك ونرفع أيدينا، فرفعوا أيديهم وقالوا: اللّهمّ بحقّ ما أريتنا من العجائب في أنفسنا إّلا قبضت أرواحنا ولم يطّلع علينا أحدٌ.
فأمر الله تعالى ملك الموت بقبض أرواحهم وطمس [ الله ] باب الكهف، فأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيّام لا يجدون له باباً ولا مبدءاً ولا مسلكاً فيه، فأيقنا حينئذٍ بلطف الله وصنعه (1)، وأنّ أحوالهم كانت عبرةً أراهم الله إيّاها.
فقال الملك المسلم: على دينى ماتوا، أنا أبنى على باب الكهف مسجداً، وقال النصرانيّ: بل على ديني ماتوا، أنا أبني داراً، فاقتتل الملكان فغلب المسلم النصرانيّ فبنى المسلم (2) على باب الكهف مسجداً [ فذلك قوله تعالى: « قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً » (3)].
يا يهوديّ، هذا ما كان من قصتهم.
ثمّ قال علیه السّلام : سألتك بالله يا يهوديّ، أيوافق هذا ما في توراتكم؟
فقال اليهوديّ: ما زدت حرفاً ولا نقصت حرفاً. ثمّ قال: يا أبا الحسن، لا تُسمّيني يهوديّاً بعد هذا، فإنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً صلّی الله علیه و آله عبده ورسوله، وأنّك أعلم هذه الأُمّة (4). [من بعد رسول الله ، وأشهد أنّ مَن
ص: 415
والاك فقد والى الله ورسوله، ومن عاداك فقد عادى الله ورسوله ] .
ورجع مقهقراً بالاعتذار مِن تعداد مناقبه ومزاياه وما هو إلّا العجز عن إحاطة فخره والقصور عن إتيان مآثره، وكيف لا يكون كذلك وهو سرّ الأسرار وكلمة الجبّار وآيته التي تنفد عند إحصاء فضائله رمل القفار وورق الأشجار وتيّار البحار، وقد قال الله تعالى: « قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً » (1).
وقال: « وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامُ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ » (2)، وهو أكبر كلمات الله.
وقال النبيّ صلّی الله علیه و آله : ولو أنّ الرياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب لما أحصوا فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام.
حسبنا ما نطق به القرآن من فضائله وخصائله، ووضع البرهان الساطع من مناقبه، و «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ » (3) تبيين ولايته وإمامته، و « قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي » (4).
برهاناً (5)... .
ص: 416
* فهرس الآيات القرآنيّة
* فهرس الأحاديث
* فهرس الآثار
* فهرس الأعلام
* فهرس الطوائف والقبائل والفرق
* فهرس الأماكن والبلدان
* فهرس الوقائع والأيّام
* فهرس الكتب الواردة في المتن
* فهرس المصادر
* فهرس المحتويات
ص: 417
ص: 418
الآية ... السورة الآية ... الصفحة
«أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا» ... المجادلة : 13 ... 177
«إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ ...» ... الزلزلة : 1-2 ... 234
«إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ » آل عمران : 153 ... 162
«أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا...» ... الأحقاف : 20 ... 304
«إِذْ هَمَّت طَائِفَتَانِ » ... آل عمران : 122 ... 158
«اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا ...» ... البقرة : 60 ... 169
«أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةِ مِنْ رَبِّهِ ﴾ ... هود : 17 ... 290
«أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً .... » ... السجدة : 18 ... 290
«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ ... » ... العلق : 1 - 5 ... 263
«الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ...» ... آل عمران : 172 - 174 ... 166
«الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَة ...» ... النور : 3 ... 386
«اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»... النور : 35 ... 60، 314
«أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا ...» ... البقرة : 108 ... 153
ص: 419
الآية ... السورة الآية ... الصفحة
«أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا ... » ... آل عمران : 142 ... 162
«و آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ... البقرة : 285 ... 54
«أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً ...» ... الزمر : 9 ... 272
«إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ ... » ... آل عمران : 140 ... 164
«إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسِ ... » ... الإنسان : 5 - 22 ... 308، 311
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ ... » ... البیّنة : 7 ... 205، 206
«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ ...» ... البيِّنة : 6 ... 205
«إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله ...» ... الأحزاب : 57 و 58 ... 323
«إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ ...» ... آل عمران : 42 - 43 ... 78
«إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ...» ... لقمان : 34 ... 287
«إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا ...» ... الحجر : 45 - 49 ... 316
«إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ...» ... ق : 37 ... 199
«إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ» ... الأنفال : 28 ... 235
«إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ...» ... الإنسان : 9 ... 312
«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...» ... المائدة : 55 ... 98، 170، 290، 313، 416
«إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ...» ... الأحزاب : 33 ... 243، 290
«إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبَا» ... يوسف : 4 ... 169
«أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ ...» ... آل عمران : 165 ... 167
«أهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْم تبع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ...» ... الدخان : 37 ... 282
«بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ » ... هود : 86 ... 111
«تَتَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ ...» ... الكهف : 17 ... 411
ص: 420
الآية ... السورة الآية ... الصفحة
«ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ » ... آل عمران : 152 ... 162
«حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ...» ... البقرة : 55 ... 153
«حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» ... آل عمران : 173 ... 166
«رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ ...» ... النور : 37-38 ... 400، 401
«شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي ...» ... الشورى : 13 ... 215
«طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى» ... طه : 1-2 ... 313
«عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَلِ الْعَظِيم...» ... النبأ : 1-3 ... 192، 413
«فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله » ... البقرة : 115 ... 184
«فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم ...» ... النساء : 69 ... 254
«فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنَا » ... مريم : 26 ... 277
«فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقى» ... طه : 123 ... 121
«فَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً » ... المجادلة : 4 ... 186
«فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَا تَحْزَنِي» ... مريم: 24 ... 277
«فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ ...» ... الإنسان : 11 ... 312
«فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً ...» ... البقرة : 10 ... 138، 140
«قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ ...» ... الكهف : 21 ... 415
«قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ ...» ... آل عمران : 154 ... 162
«قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ...» ... یونس : 58 ... 70
«قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ...» ... الرعد : 43 ... 118، 119
«قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى » ... الشورى : 23 ... 315، 416
«قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي ... » ... الكهف : 109 ... 416
«كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوماً آخَرِينَ » ... الدخان : 28 ... 234
ص: 421
الآية ... السورة الآية ... الصفحة
«كَلاً إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَآهُ...» ... العلق : 6 و 7 ... 127
«كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ ...» ... آل عمران : 37 ... 246
«كُلِّ مَنْ عَلَيْها فان » ... الرحمن : 26 ... 45
«كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ » ... الرحمن : 29 ... 45
«كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتَا ...» ... البقرة : 28 ... 149
«كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً ...» ... مریم : 29 و 30 ... 278
«لا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةِ» ... الواقعة : 33 ... 224
«لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ ...» ... آل عمران : 28 ... 148
«لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً » ... الإنسان : 13 ... 312
«لا يَسْتَوِي اصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ...» ... الحشر : 20 ... 290
»لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» ... البقرة : 124 ... 315
«لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ» ... الفتح2: ... 199
«مَا كَانَ اللهُ لِيَذَ رَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ ...» ... آل عمران : 179 ... 164، 317
«مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم ...» ... ص : 62 و 63 ... 299
«مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ ...» ... الإنسان : 13 ... 312
«وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوّى ... » ... آل عمران : 121 ... 157
«وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ ...» ... البقرة : 30 ... 63
«وَإِنْ عَاقَبْتُمْ» ... النحل : 126 ... 163
«وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ» ... الصافات : 83 ... 198
«وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ ...» ... طه : 82 ... 70
«وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرِ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» ... الأعراف : 142 ... 186
«وَبَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً» ... النبأ : 12 ... 169
ص: 422
الآية ... السورة الآية ... الصفحة
«وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةَ وَحَرِيراً» ... الإنسان : 12 ... 312
«وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا» ... مریم: 50 ... 289
«وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا» ... الأنبیاء : 73 ... 370
«وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي ...» ... مریم: 31 و 32 ... 277
«وَظِلُّ مَمْدُودٍ» ... الواقعة : 30 ... 224
«وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَ ...» ... البقرة : 113 ... 235
»وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئولُونَ» ... الصافات : 24 ... 196
«وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ ...» ... الأنعام : 75 ... 276
«وَلا تَهِنُوا فِى ابْتِغَاء الْقَوْم إن تَكُونُوا ...» ... النساء : 104 ... 164
«وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي ...» ... طه : 39 و 40 ... 277
«وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي ...» ... ق : 38 ... 169
«وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةِ أَقلام ...» ... لقمان : 27 ... 416
«وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ» ... الأنعام : 28 ... 106
«وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرِ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن ...» ... الانبياء : 34 - 35 ...56
«وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...» ... آل عمران : 144 ... 162
«وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ ...» ... البقرة : 207 ... 241
«وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ...» ... طه : 125 - 127 ... 121
«وَمِنكُم مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ » ... آل عمران : 152 ... 162
«وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...» ... المائدة : 56 ... 102
«وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا ...» ... الأعراف : 142 ... 169
«وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ...» ... الأنعام : 84-87 ... 188
«وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءَ بَشَراً ...» ... الفرقان : 54 ... 257، 322
ص: 423
الآية ... السورة الآية ... الصفحة
«وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ » ... الحاقة : 17 ... 169، 184
«وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً » ... الانسان : 8 ... 311
«هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ...» ... الإنسان : 1 - 22 ... 311
«هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ ...» ... الزمر : 9 ... 118
«يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْ كَبَا ...» ... يوسف : 4 ... 185
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ ...» ... المجادلة : 12 ... 338
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...» ... النساء : 59 ... 170
«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلّغ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...» ... المائدة : 67 ... 70، 290
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ ...» ... الأنفال : 64 ... 119
«يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً ...» ... ص : 26 ... 63
«يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ ...» ... البقرة : 9 ... 136، 137
«يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِن نَارِ وَنُحَاسٌ ...»... الرحمن : 35 ... 350
«يَغْشَى طَائِفَةً وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ ...» ... آل عمران : 154 ... 162
«يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمَا كَانَ ...» ... الإنسان : 7 ... 174، 312
«يولج الليل في النهار و يُولج ...» ... الحج : 61 ... 45
ص: 424
الحديث ... القائل ... الصفحة
أتاني جبرئيل علیه السّلام من قبل الله تعالى فقال : يا محمّد ، إنّ الله... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 73
أتاني جبرئيل وقال لى : إنّ الله أمرك أن تحبّ عليّاً ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 280
أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر ، فقلت : حبيبي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 181
أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر ، فقلت له : حبيبي جبرئيل... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 81
أخي عليّ ينطق بلساني ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 380
إذا سألتم الله فاسألوه الوسيلة ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 219
إذا كان يوم القيامة أتاني جبرئيل وبيده لواء الحمد وهو سبعون... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 82
إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة مِن ذي العرش تعالى و... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 201
إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكاً أن يسعّر النيران... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 196
إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نُوق الجنّه قد أضاءت... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 63
إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش : أين خليفة الله... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 267
إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من [ بطنان ] العرش : أين محمّد... ... جبرئیل علیه السّلام ... 256
إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم منبر عن يمين العرش و... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 213
ص: 425
الحديث ... القائل ... الصفحة
إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء الحمد... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 181
إذا كان يوم القيامة يحمل اللواء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام على ناقة... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 270
إذا كان يوم القيامة يُعطي الله عليّ بن أبي طالب علیه السّلام من القوّة... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 181
أُريكم آدم علیه السّلام في علمه ، ونوحاً علیه السّلام في فهمه ، وإبراهيم علیه السّلام... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 294
أعطاني الله خمساً وأعطى عليّا خمساً... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 113
أعطى الله عليّاً علیه السّلام من الفضل جزءً لو قُسِّم على أهل الأرض... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 84
اعلم يا سلمان أنّ الشاكّ في أمرنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 118
افتخر إسرافيل على جبرئيل وقال : أنا خير منك... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 206
ألا إن ّخير شيعتى النمط الأوسط : إليهم يرجع الغالي... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 200
ألا إنّي عبد الله وأخو رسوله وصدّيقه الأوّل ؛ صدّقته... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 200
ألا أُبشّرك يا أبا الحسن ؟ ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 195
ألا ترضى أن تكون [منّي ] بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 239
ألا وإنّ الجنّة محرَّمة على الخلائق حتى يدخلها علىّ... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 270
ألا وإنّ ربّي أمرني أن أدلّكم على سفينة نجاتكم في وصيّتكم... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 56
ألا وأنا خاصّته - يا حارث - و خالصته وصفوته ووصيّه... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 200
ألا ومَن احبّ عليّاً علیه السّلام أعطاه الله كتابه بيمينه و... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 50
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام استغفرت له الملائكة وفتحت له... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 50
ألا ومَن أحبّ علیه السّلام عليّاً أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأجرى... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام أظلّه الله في ظلّ عرشه مع الصدّيقين... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام أعطاه الله بكلّ عرقٍ في بدنه حوراء... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 50
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام أمن من الحساب والميزان والصراط ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 52
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام تقبّل الله منه حسناته ، وتجاوز عن... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام جاء يوم القيامة ووجهه كالبدر ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام سُمّى أسير الله في الأرض ، وباهي الله... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ص: 426
الحديث ... القائل ... الصفحة
ألا ومن أحبّ عليّاً علیه السّلام فقد أحبّني ومن أحبّني فقد رضي الله... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 50
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام كتب الله له براءةً من النار، وبراءة... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام لا يخرج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 50
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام لا يُنشَر له ديوان ، ولا يُنصَب له ميزان... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 52
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام مرّ على الصراط كالبرق الخاطف... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومن أحبّ عليا علیه السّلام ناداه ملك من تحت العرش : يا عبد الله... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام وضع الله على رأسه تاج الكرامة ، و... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 51
ألا ومَن أحبّ عليّاً علیه السّلام هوّن الله عليه سكرات الموت ، و... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 50
ألا ومَن عرف عليّاً علیه السّلام وأحبّه بُعث إليه ملك الموت كما يبعث... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 50
ألا ومَن مات على الإيمان كنت أنا كفيله فى الجنّة ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 52
ألا ومَن مات على بغض آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله مات كافراً ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 52
ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد صلّی الله علیه و آله صافحته الملائكة ، ووزارته... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 52
ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 170
اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك بعدي ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 176
اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 203، 337
اللّهمّ اعط عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فضيلة لم تعطها أحداً... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 331
اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي من بعدي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 78
اللّهمّ بحقّ عليّ علیه السّلام عبدك اغفر لعليّ علیه السّلام ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 237
اللهمّ فرّج همّي وبرّد كبدي بخليلي عليّ ... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 262
اللّهمّ مَن كان له مِن أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيتٍ فعليٌّ... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 75
اللّهمّ هؤلاء أهلي إليك [لا إلى النار ] ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 168
أما إنّه ما أنزل الله عزّ وجلّ كتاباً ولا خلق خلقاً إلّا وجعل... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 213
أمّا ابنتي فاطمة علیهاالسّلام فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين و... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 76
أمّا الحسن علیه السّلام فإنّه ولدي وقُرّة عيني وثمرة فؤادي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 77
ص: 427
الحديث ... القائل ... الصفحة
أمّا الحسين علیه السّلام فإنّه [منّي وهو ابني و ] ولدي ، وخير الخلق بعد... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 78
أمّا الخمسة الذين لم يخلقوا في الأرحام... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 167
أمّا القبر الذي سار بصاحبه ؛ فالحوت سار... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 167
أمّا الموضع الذي طلعت عليه الشمس ولم تعد فيه... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 167
أمّا النبيّون فأنا، وأمّا الصدّيقون فأخي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 254
أمّا أقفال السماوات فالشرك [ بالله ] ، ومفاتيحها... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 168
أمّا عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فإنّه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 77
إنّ ابن عمّي عليّاً علیه السّلام هو أخي ووزيري وهو خليفتي والمُبلّغ عنّي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 75
إنّ أرواح الكفّار تجتمع بحضرموت في حواصل غرابيب... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 385
إنّ الإسم الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 366
إنّ الله اختار لكلّ نبيّ وصيّاً؛ فأنا نبيّ هذه الأُمّة... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 330
إنّ الله أشهدك معى فى سبعة مواطن : أوّلها... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 221
إنّ الله أعطاني في على ثلاثة أشياء لدنياي و... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 261
إنّ الله أعطاني في عليّ سبع خصال... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 224
إنّ الله أنزل علَىّ القرآن وهو الذي مَن خالفه ضلّ ... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 75
إنّ الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام و... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 79
إنّ الله تبارك وتعالى تفرّد في ملكه ووحدانيّته وفردانیّته ، فعرّف... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 215
إنّ الله تبارك وتعالى خلق عموداً فى الجنّة من ياقوتة حمراء... جبرئیل علیه السّلام ... 191
إنّ الله تبارك و تعالى خلق نور محمّدٍ صلّى الله عليه وآله قبل أن يخلق... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 188
إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه، فخلقني... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 226
إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أراد أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 122
إنّ الله تعالى أعطى النبيّين أحد عشر خصلة وأعطى عليّاً... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 270
إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فضائل لا تحصى... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 49
إنّ الله تعالى خلقنى وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 254
ص: 428
الحديث ... القائل ... الصفحة
إنّ الله تعالى لمّا خلق السماوات والأرض دعاهنّ فأجبنه ، فعرض... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 52
إنّ الله تعالى لمّا عرج بي إلى السماء واختصّني بلطيف ندائه... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 112
إنّ الله تعالى لم يزل يحتجّ على خلقه في الأُمم كلّ أمّة يبعث... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 215
إنّ الله جل جلاله جَعَلَ عليّاً علیه السّلام بين الإيمان والنفاق... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 67
إنّ الله جلّ جلاله جَعَل عليّاً علیه السّلام وصيّى ومنار الهُدى بعدي ، فهو... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 67
إنّ الله سبحانه وتعالى لمّا خلق إبراهيم علیه السّلام... ... ... ... 196
إنّ الله سبحانه وتعالى يبعث أقواماً يوم القيامة تمتلئ من ... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 325
إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إليّ يوم غزاة بدر وحنين أن اهبط... جبرئیل علیه السّلام ... 109
إنّ الله عزّ وجلّ جعل على كلّ ركن من أركان عرشه سبعين ألف رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنّ الله عزّ وجلّ خلق ماءاً تحت العرش قبل أن يخلق آدم... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 256
إنّ الله عزّ وجلّ خلقني وعليّاً علیه السّلام من نور واحد وكنّا في صلب... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 277
إنّ الله لا يجمع أُمّتي على ضلال ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 172
إنَّ الله لا يقبل فريضة إلّا بحبّ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 271
إنّ امرأة من الجنّ يقال لها : «عفراء » وكانت... الإمام الصادق علیه السّلام ... 190
إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان يصلّي الظهر وقد صلّى ركعتين وعليه... ... ... ... 102
إنّ أوّل ما كلّمني به ربّي أنّه قال : يا محمّد... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 113
إنّ أهل السماوات [ السبع ] يسمّونك أمير المؤمنين ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 57
إنّ جبرئيل هبط علَيّ يوم الأحزاب وقال... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 213
إنّ حقّك لمفروض على من آمن بي... ... رسول الله صلّی الله علیه و آله ... 70
إنّ دانيال علیه السّلام كان يتيماً لا أب له ولا أُمّ، وكانت امرأة... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 391
إنّ دين الله لا يُعرَف بالرجال بل بآية الحقّ... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 200
إنّ ربي عزّ وجلّ يحمل كلّ شيء بقدرته ولا يحمله شيء ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 184
إنّ رجلاً من ثقيف كان أطبّ الناس يقال له... ... الإمام الباقر علیه السّلام ... 140
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بعث جيشاً، وأقرّ عليهم عليّاً... ... الإمام العسكري علیه السّلام ... 323
ص: 429
الحديث ... القائل ... الصفحة
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله صلّى الغداة ثمّ التفت إلى عليّ... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 208
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لمّا اعتذر هؤلاء المنافقون إليه بما... الإمام الكاظم علیه السّلام... 138
إنّ رهطا من اليهود أسلموا ، منهم عبد الله بن سلام و... الإمام الباقر علیه السّلام ... 101
إن شئتم لأريتكم أشبه الناس بآدم علیه السّلام وأشبههم... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 293
إنّ عليّاً أمير المؤمنين علیه السّلام بولايةٍ من الله عزّ وجلّ عقدها له فوق... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 66
إنّ عليّاً أوّل مَن يشرب من السلسبيل والرحيق والزنجبيل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 181
إنّ عليّاً أول من يشرب [ من ] السلسبيل والزنجبيل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 83
إنّ عليّاً خليفتي ووصيّى ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 74
إن عليّا خليفة الله وحجّته ، وإنّه الإمام للمسلمين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 66
إنّ عليّاً علیه السّلام علیه السّلام مع الحقّ والحقّ معه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 272
إن عليّاً علیه السّلام منّي وأنا من عليّ، روحه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 89
إنّ عليّا علیه السّلام منى وأنا منه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 324
إنّ عليّاً علیه السّلام منّي وأنا منه ، من أسخطه فقد أسخطني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 67
إنّ [ فضل ] عليّ علیه السّلام على هذه الأُمّة بأسودها وأبيضها... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 282
إنّ فضلك كفضلى ، وإنّ فضلى كفضلك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 70
إنّ في الجنّة عيناً يقال لها «تسنيم» ، يخرج منها نهران، لو أنّ بهما... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 58
إنّ في القبر نعيماً يوفّر الله به حظوظ أوليائه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 150
أنّ قريشاً خرجت من مكّة تريد حرب رسول الله صلّی الله علیه و آله ، فخرج... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 157
إنّ قريشاً لمّا رجعت من بدر إلى مكّة وقد أصابهم من القتل... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 158 إنّ لعليّ علیه السّلام وشيعته من الله عزّ وجلّ مقاماً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 83
إنَّ لعلي علیه السّلام وشيعته من الله مكاناً يغبطه [به] الأوّلون والآخرون... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 181
إنّ لك في الجنّة درجة الوسيلة؛ فطوبى لك و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 62
إنّ للشمس وجهين : فوجةٌ يُضيء لأهل السماء ووجه يُضى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 60
إنّ الله رجالاً لو أقسموا على الله أن يُصيّر هذا الجدار ذهباً... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 104
ص: 430
الحديث ... القائل ... الصفحة
إنّ مال الدنيا كلّما ازدادت كثرة وعظماً ازداد صاحبها بلاءاً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 209
إنّ محبّينا لو قطعناهم إرباً إرباً لما ازدادوا لنا إلّا حُبّاً... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 396
إنّ محمداً صلّى الله عليه وآله يُدعى فيُكسى ويُستنطق فينطق وأنا... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 120
إنّ ملائكة السماوات السبع تشتاق إلى عليّ وتسأل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 285
إنّ الملائكة لتتقرّب إلى الله تعالى بمحبّته... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 80
إنّ ملك الموت يترحّم على محبّي عليّ علیه السّلام كما يترحّم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 245
إنّ مُلكنا أعظم من ملك سليمان بن داود... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 105
إنّ النار أشدّ غضباً على مبغض علىّ علیه السّلام من غضبها على مَن زعم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 116
إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لبعض أصحابه ذات يومٍ: يا عبدالله... ... الإمام العسكري علیه السّلام ... 124
إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يُشقُّ عليه الجيب ولا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 204
أنا ابن الفواطم من قريش الأكارم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 318
أنا أخو رسول الله صلّى الله عليه وآله ووصيّه وحبيبه ، أنا صفيّ رسول ] الله صلّى الله عليه وآله... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 73
أنا الذي دنى فتدلّى فكان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 318
أنا الذي هاجرت الهجرتين ، وبايعت البيعتين... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 73
أنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الخلق بقدرتي ، فاخترت منهم مَن شئت... ... الله جلّ جلاله ... 90
أنا إمام البريّة بعد خير الخليقة محمّد صلّى الله عليه وآله نبيّ الرحمة ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 88
أنا إمام المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 87
أنا أوّل محبور، أنا أوّل منشور وأوّل محشور وأوّل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 318
إنّا أهل البيت نوّه الله بأسمائنا ، لمّا خلق الله السماوات... الإمام الصادق علیه السّلام ... 111
أنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه ، كذب من... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 87
أنا حجّة الله ، أنا خليفة الله ، وأنا صراط الله ، وأنا باب الله... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 88
أنا حجّة الله على جميع خلقه، وما في السماء ملك يطير ولا... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 343
أنا الحجّة العظمى والآية الكبرى والمَثَل الأعلى وباب النبيّ... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 73
أنا خليفة [رسول الله صلّى الله عليه وآله ووزيره ووارثه... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 73
ص: 431
الحديث ... القائل ... الصفحة
أنا سيّد المتقين وخاتم النبيّين والقول المبين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 318
انا سيّد المؤمنين ، ووصى سيّد النبيّين... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 87
أنا سيّد الوصيّين ووصيّ سيدّ النبيين... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 74
أنا صاحب العصا والميسم... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 120
أنا صاحب المشاهد والمحامد والمزاهد... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 318
أنا الصراط المستقيم ، أنا قاتل الأقران... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 387
أنا العروة الوثقى [ وكلمة التقوى ] وأمين الله تعالى... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 73
أنا عين الله [الناظرة ] في أرضه ، أنا لسان الله... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 364
أنا الفاروق الأعظم... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 120
أنا قسيم الجنة والنار... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 120
أنا كنز الله ، أنا صاحب الشفاعة الكبرى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 317
أنا المحمود وأنت محمّد ، شققت اسمك من اسمي، وفضّلتك... ... الله جلّ جلاله ... 112
أنا المختّم باليمين ، والمُعفّر للجبين... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 87
أنا مدينة العلم والحكم وهذا بابها؛ فمن أراد الحكمة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 155
أنا مدينة العلم وعليّ بابها ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 380
أنا مدينة العلم وعليّ علیه السّلام بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 289
أنا المدينة وأنت الباب ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 107
أنا من رسول الله صلّی الله علیه و آله العضد من المنكب ، وكالذراع من العضد... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 237
أنا وارث علم الأوّلين وحجّة الله على العالمين... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 87
أنا والله المدينة وأنت الباب وهل تؤتى المدينة إلّا من الباب ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
أنا وأنت من نكاح لا سفاح من آدم إلى عبد المطّلب ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 175
أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 66
أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين... دحية الكلبي ... 106
أنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 177
ص: 432
الحديث ... القائل ... الصفحة
أنت منّي بمنزلة هارون من موسى علیهماالسّلام إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 289
أنت وصيّى ووارثي وخليفتي على أُمّتي في حياتي و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 79
أنت يا عليّ أمير المؤمنين وأمير مَن في الأرض وأمير... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 110
أنشد تكم بالله هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 206
أنشدك بالله المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير بهما في الملائكة... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 175
أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 173
أنشدكم الله - أيّها الخمسة - أمنكم أخو رسول الله صلّى الله عليه وآله غيري ؟ ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 336
إنّما كان جبرئيل سمّاك باسم سمّاك الله به وهو الذي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 107
إنّما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 293
إنّه إذا كان يوم القيامة أعطى الله عليّاً علیه السّلام من القوّة مثل قوّة جبرئيل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 83
إنّه أوّلكم إيماناً، وأقواكم بأمر الله ، وأوفاكم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 206
إنّي بينا أسير في بنى فلان في ظاهر المدينة... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 134
إنّي قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر... ... الله جلّ جلاله ... 241
إنّى قد فرضت حبَّ علىّ ومودّته على أهل... ... الله جلّ جلاله ... 213
إنّى لأعرف بطرق السماوات من طرق الأرض... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 368
أوص يا محمّد إلى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب ، فإنّي... ... الله جلّ جلاله ... 117
أوّل من اتّخذ عليّاً علیه السّلام من السماء أخاً إسرافيل ثمّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 245
أوّل من يدخل الجنّة من النبيّين والصدّيقين عليّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 280
أيّكم استحيى البارحة من أخٍ له في الله لما رأى خلّه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 131
أيّكم دفع [ اليوم ] عن أخيه المؤمن كربة ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 125
أيّكم قتل رجلاً البارحة غضباً لله ولرسوله ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 129
أيّكم قضى البارحة ألف درهم وسبع مائة درهم ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 127
أيّكم وقى رجلاً مؤمناً بنفسه البارحة ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 134
أيّها الناس ، اتّبعوا هُدى الله تهتدوا وترشدوا ، وهو هداي وهدى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 121
ص: 433
الحديث ... القائل ... الصفحة
أيّها الناس، اتّقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 75
أيّها الناس ، إنّ الله تعالى شرّفنى بعلىّ علیه السّلام و جعله آيتي في الدنيا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 259
أيّها الناس ، إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل علَيّ مِن عند... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 56
أيّها الناس ، إنّه قد اقترب أجلي وكأنّي بكم وقد فارقتموني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 56
أيّها الناس ، إنّه لم يكن الله نبيّ قبلي خُلّد في الدنيا فأخلّد... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 56
أيّها الناس ، إنّي قد نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 57
أيّها الناس ، أنا عبد الله ، أنا نبيّ الله ، أنا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 317
بايع الناس أبا بكر وأنا - والله - أولى بالأمر منه وأحقّ... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 335
بخ بخ يابن أبي طالب ، أصبحت و خادمك جبرئيل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 260
بشّر أخاك عليّا علیه السّلام ، بأنّي لا أُعذّب من تولّاه ولا... ... الله جلّ جلاله ... 73
بينما أنا في وقت صلاة الظهر ولم يكن عندي الماء ووجّهت ولدَي... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 59
بينما رسول الله في ملأ من أصحابه إذا أسود تحمله... ...الإمام الصادق علیه السّلام ... 211
تدمع العين وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 205
تقتلك الفئة الباغية فأنت مع الحقّ والحقّ معك ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 284
تكون لهذه الأُمّة بعد نبيّها إثنا عشر إماماً عدلاً... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 301
جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فادّعى عليه سبعين درهماً ثمن ناقة... ... الإمام الصادق علیه السّۀام ... 71
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علیه السّلام وهو في المسجد وعنده الحسن... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 327
جاءني جبرئيل من عند الله عزّ وجلّ بورقة آس خضراء... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 250
حبّ علىّ علیه السّلام إيمان وبغضه كفر ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
حبُّ علىٍّ علیه السّلام نعمة ، واتّباعه فضيلة دان به... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 85
حبيبي جبرئيل مع ما أنت فيه من الفرح ، ما منزلة أخي وابن عمّي عليّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 81
حبيبى مَن كان خادمه [بالأمس ] جبرئيل ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 60
حبّي وحبّ عليّ بن أبى طالب علیه السّلام سيّد الأعمال... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 213
حزب أعداء عليّ علیه السّلام حزب الشيطان ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
ص: 434
الحديث ... القائل ... الصفحة
الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 74
الحسن والحسين علیهماالسّلام سيّدا شباب أهل الجنّة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 100، 213
الحقّ مع عليّ علیه السّلام وعليّ علیه السّلام مع الحقّ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 342
خاطبني ربّي ليلة المعراج فقلت : أنت خاطبتني أم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 247
خرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم نمشي في طرق المدينة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 335
خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم وصلّى الفجر ثمّ قال : معاشر الناس... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 228
خلق الله من نور وجه عليّ بن أبي طالب علیه السّلام سبعين ألف ملك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 249
دخلت الجنّه فرأيت حور علىٍّ أكثر من ورق الشجر ، وقصور علىّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 84
دخلت على رسول الله صلّی الله علیه وآله وهو في مسجد قبا وعنده نفر من أصحابه... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 88
ذلك اسم سمّى الله به أمير المؤمنين علیه السّلام ولم يُسَمّ به أحد قبله... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 111
زوّجتك أوّل الناس إيماناً وأرجحهم إسلاماً ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 177
الزوج عند المرأة يحدّ ما لا حدّ له ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 164
سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله مرة أن يدعو لي بالمغفرة... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 237
سلوني عن طرق السماء فإنّي أعلم بها من طرق الأرض ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 355
سلوني قبل أن تفقدوني فإنّ عندي علم الناطق... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 47
سلوني قبل أن تفقدوني فإنّي لا أسأل إلّا... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 296
شيعة عليّ علیه السّلام هم الفائزون يوم القيامة ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 180
العائب على أمير المؤمنين علیه السّلام في شيء كالعائب على الله ورسوله... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 119
عترتي اللّهمّ وأهل بيتي إليك لا إلى غيرك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 242
عرج بالنبيّ صلّى الله عليه وآله مائة وعشرين مرّة ، ما من مرّة إلّا و... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 179
علىّ علیه السّلام الإمام والخليقة بعدي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 82
عليّ علیه السّلام أخي ووصيّي في أهلي وخليفتي في قومي ويقضي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 61
عليّ علیه السّلام أخي ووصيّي وصهري وعضدي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 271
علىٌّ علیه السّلام أشبه الناس إذا قضى بنوح علیه السّۀام حكماً، و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 319
ص: 435
الحديث ... القائل ... الصفحة
علىُّ أقضاكم ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 177
علىٌّ أمير المؤمنين علیه السّلام، وقائد الغرّ المحجّلين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 86
علىُّ علیه السّلام أوّل من يصلّي معي من البشر ، و مُمهِّدي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 322
علىُّ علیه السّلام بعدي خير البشر ؛ من رضى فقد شكر ومن... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 289
عليّ بن أبي طالب علیه السّلام خليفة الله [ وخليفتي ، وحجّة الله ] و حجّتي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 54
عليّ بن أبي طالب علیه السّلام وليّكم بعدي ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 101
علىُّ علیه السّلام سلم الله ، وحزب علىّ حزب الله ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
علىُّ علیه السّلام سيّد الأوصياء [ ووصي سيّد الأنبياء... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 86
علىُّ علیه السّلام صراط الأُمّة ، وباب الحكمة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 320
علىُّ علیه السّلام في الدنيا أخي وإذا مِتُّ عوض منّي ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 61
علىُّ علیه السّلام في السماء السابعة كالشمس بالنهار في... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 84
علىُّ علیه السّلام التقسيم الجنّة والنار ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
علىُّ علیه السّلام كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 86
عليِّ محمود عند الحقِّ ، مُزَكِّيّ عند الملائكة وخاصّتي وخالصتي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 84
علىُّ علیه السّلام مع الحقّ والحقّ معه لا يفترقان حتّى يردا علَيّ الحوض ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
علىُّ علیه السّلام منّي ؛ روحه روحي وطينته [ من ] طينتي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 83
علىُّ علیه السّلام منّي كجِلْدي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 61
علىُّ علیه السّلام منّي كعظمي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 61
علىُّ علیه السّلام منى كلحمى ودمي في عروقي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 61
علىُّ علیه السّلام منّي كنفسي ، طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
علىُّ علیه السّلام منّى كهارون من موسى ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
علىُّ علیه السّلام منّى وأنا من علىِّ علیه السّلام... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 85
علىُّ علیه السّلام منّي وأنا منه ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
علىُّ علیه السّلام منّي وأنا منه ، قاتل الله من قاتل عليّاً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 82
ص: 436
الحديث ... القائل ... الصفحة
عليُّ نور الله في بلاده وحجّته على عباده ، سيف الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 86
عليهما لعائن الله كلّها مضيا والله مشركين كافرين بالله العظيم ... الإمام السجّاد علیه السّلام ... 194
فبعزّتي حلفت وبجلالي أقسمت أن من لا يتولّى عليّاً أدخلته النار... ... الله جلّ جلاله ... 90
«فضل الله » نبوّة نبيكم صلّی الله علیه و آله، و رحمته ولاية علىّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 170
قاتل الله من يقاتلك يا عليّ ، عادى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 293
قال رجل لعلىّ علیه السّلام يا أبا الحسن ، إنّك تدعى أمير المؤمنين... ... الإمام السجاد علیه السّلام ... 66
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم وهو راكب وخرج عليِّ علیه السّلام لا يمشي... ... الإمام الباقر علیه السّلام ... 68
قعد رجلان يتغدّيان في زمن عمر بن الخطّاب وكان معهما خمسة... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 392
کان إذا مشى كأنّه يتقلّع من صخر أو ينحدر صَببٍ... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 187
كان إذا مشى مع الناس عمّهم نوره... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 187
كان أجل داود علیه السّلام ستّين سنة فوهب له آدم علیه السّلام من عمره أربعين... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 186
كان علیه السّلام أشفق الناس على الناس ، وأرأف... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 187
كان بين كتفيه خاتم النبوّة مكتوب بالخاتم أمّا... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 187
كان حبيبى رسول الله صلّى الله عليه وآله صلت الجبين ، مقرون... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 187
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله كثيراً مّا يقول [ لي ]: حُبّك تقوى وإيمان ، و... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 87
كان - والله - أمير المؤمنين علیه السّلام باب الله الذي لا يؤتى إلّا منه... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 119
كأنّى بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتُهِكت حرمتها ، وغُصِب حقّها... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 77
كلّما كان عند رسول الله صلّى الله عليه وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين ثمّ... ... الإمام السجاد علیه السّلام ... 194
كنت أمشي خلف عمّي الحسن وأبي الحسين علیهماالسّلام في بعض طرقات... ... الإمام السجاد علیه السّلام ... 121
كنت أنا وعلىّ علیه السّلام نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 328
كنت أنا وعلىّ علیه السّلام النوراً بين يدي الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق آدم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 328
كنت في منزلي إذ سمعت رجلين خارج داري يتلازمان،... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 130
كنت مع أبي بشاطئ الفرات فخلع ثوبه فوضعه على جانب الفرات... الإمام الحسين علیه السّلام ... 233
ص: 437
الحديث ... القائل ... الصفحة
كنت من عظمة ربّى كقاب قوسين أو أدنى ، قال [لى]: يا محمّد... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 226
كيف نجدك يا حارث ؟ ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 199
لا تصلّ في إقبالها ولا في إدبارها حتّى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 184
لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 203
لا كرب لأبيك بعد اليوم يا فاطمة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 204
لا يتقدّمك بعدي إلّا كافر ، ولا يتخلّف عنك بعدي إلّا كافر... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 57
لا يجوز لعليّ علیه السّلام قدم على الصراط إلّا ويثبت له مكانها أُخرى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 181
لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ... جبرئیل علیه السّلام ... 315
لقد أُعطيت خصالاً لم يعطها أحدٌ قبلي ؛ علمت [البلايا و ] القضايا... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 120
لقد أمرني ربّى تبارك وتعالى أن افترض من حقّك ما افترضه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
لقد رأيتك صنعت بي شيئاً ما صنعته بي قبل ؟! ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 108
لقد هبط علَيّ أخي جبرئيل وقت ولادة أخي عليّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 296
لكلّ إمرئ من عمله سيّد... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 213
لمّا اتّصل ذلك من مواطاتهم في عليّ علیه السّلام في سوء تدبيرهم عليه... ... الإمام الكاظم علیه السّلام ... 137
لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم كلمة فخلق منها نوراً فمزج النور... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 254
لمّا أُسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 208
لمّا أُسري بي إلى السماء انتهيت إلى سدرة المنتهى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 295
لمّا أُسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي وأقعدني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 332
لمّا أُسري بي إلى السماء لقيني أبي نوح ، قال... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 65
لمّا أُسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 271
لمّا أُسري بي إلى السماء وانتُهي بي إلى حُجُب النور... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 57
لماّ خلق الله تعالى آدم فنفخ فيه من روحه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 274
لمّا دخلت الجنّة رأيت فيها شجرة تحمل الحليّ والحلل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 246
لمّا رجع أمير المؤمنين علیه السّلام من صفّين وسقى القوم من الماء الذي... ... الإمام الهادي علیه السّلام ... 264
ص: 438
الحديث ... القائل ... الصفحة
لمّا عُرج بي إلى السماء رأيت في السماء الرابعة والسادسة ملكاً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 334
لمّا عُرج بي إلى السماء فصرت إلى السماء الدنيا أذّن مؤذِّن... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 217
لمّا كانت ليلة بدر قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من يسقى... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 333
لمّا كان من أمر أبى بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعليّ... ... الإمام الباقر علیه السّلام ... 171
لمّا نزلت عشر آيات من براءة دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله بأبي بكر فبعثه ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 314
لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأنجاهم الله تعالى ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 191
لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة ميزان ووزن إيمان عليّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 326
لو أنّ أُمّتي صاموا حتّى صاروا كالأوتار ، وصلّوا حتّى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 124
لو عاش إبراهيم لكان نبيّاً ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 205
لولا علىّ علیه السّلام ما بان حقٌّ من باطل ، ولا مؤمن من... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 215
لولا علىّ علیه السّلام ما كانت لى ذريّة ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 225
لولاك لم يعرف حزب الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
ليلة أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فرأيت نوراً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 64، 339
ليلة أُسري بي إلى السماء قال لي الجليل جلّ جلاله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 54
ليلة أُسري بي إلى السماء ما مررت بشيء من ملكوت السماء... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 59
ما أحدٌ خالف وصيّ نبيّ إلا حشره الله أعمى... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 105
ما أعطى الله نبيّاً [ شيئاً ] إلّا أعطى الله تعالى رسوله مثله ... الإمام السجاد علیه السّلام ...
ما أكرمنى الله تعالى بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها ؛ خصّني بالنبوّة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل اللهُ فتح... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 337
ما بال أقوام يذكرون [له] من منزلته عند الله كمنزلتي و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 50
ما بعث الله نبيّاً إلّا جعل ذريّته من صلبه وجعل ذرّيّتي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 225
ما تقرّب المتقرّبون من طاعة ربّهم [ إلّا بحبّ عليّ علیه السّلام ] ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 213
ما عرج إلى السماء بي قطّ إلّا وكلّمني ربّي وقال لي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 70
ما قبض الله نبيّاً إلا أن يأمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 118
ص: 439
الحديث ... القائل ... الصفحة
مالك يا بريدة آذیت رسول الله صلّى الله عليه وآله... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 323
ما وقفت موقفاً قطّ أصعب علَيّ من هذا المكان ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 163
ما هبط علَيّ جبرئيل إلّا وسألني عن عليّ ، ولا عرج بي إلّا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 214
مثله كمثل الفجر إذا طلع أضاء الظلمة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 85
مَثَلُهُ كمثل بيت الله الحرام يُزار ولا يزور... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 85
مَثَلُهُ مثل الشمس إذا طلعت أضاءت... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 85
محمّد صلّى الله عليه وآله نبيّ رحمتي و عليّ علیه السّلام مقيم حجّتي... ... الله جل جلاله ... 181
محمّد صلّى الله عليه وآله نبيّ رحمتي وعليّ علیه السّلام مقيم حجّتي ، لا أُعذّب... ... الله جلّ جلاله ... 81
المخالف على عليّ بن أبي طالب علیه السّلام [بعدي ] كافر ، والمشرك به... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 86
مررت البارحة بفلان [ بن فلان ] المؤمن ووجدت فلاناً - وأنا أتهمه_... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 128
مررت بطريق كذا فرأيت فقيراً من فقراء المؤمنين وقد تناوله... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 125
مررت بعمّار بن ياسر وقد لازمه بعض اليهود في ثلاثين درهماً... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 126
مررت بمزبلة بني فلان فرأيت رجلاً من الأنصار... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 132
معاشر الناس ، إنّ عليّاً علیه السّلام منّى وأنا من عليّ، روحه مِن روحي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 88
معاشر الناس ، من يأتيني بخبر علىّ أُبشّره بالجنّة ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 229
معاشر أصحابي ، إنّ الله جلّ جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب علیه السّلام... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 67
معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال عليّ أخي إليكم ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 88
من آذى شعرةً منك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 283
من آذى عليّاً علیه السّلام فقد آذاني ومن آذاني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 324
من أراد أن ينظر إلى آدم علیه السّلام في جلالته... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 155
من أراد أن ينظر إلى آدم علیه السّلام في علمه ، وإلى نوح علیه السّلام... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 302
من أطاع عليّاً علیه السّلام رَشَدَ ومن عصى عليّاً فَسَد... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 342
من تقدّم على عليّ علیه السّلام فقد تقدّم عليّ ، ومن فارقه فقد فارقني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 82
من تولّى عليّاً علیه السّلام فقد تولّانى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 85
ص: 440
الحديث ... القائل ... الصفحة
من سبّ عليّاً علیه السّلام فقد سبّنى ومن سبّنى فقد سبّ الله و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 327
من سرّه أن يجاور الله عزّ وجلّ في ملكوت سماواته فليحبّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 282
من عَلِمَ أنّه لا إله إلّا أنا وحدي، لا شريك لي ، وأنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله عبدي... ... الله جلّ جلاله ... 99
مَن فارق عليّاً علیه السّلام فقد فارقنى ومن فارقني فقد فارق الله عزّ وجلّ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 180
من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
مَن لم يقل إنّي رابع الخلفاء الأربعة فعليه لعنة الله ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 63
من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقاًّ على الله أن يُطعمه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 298
مَن يحبّني ويحبّ أهل بيتي فليتّبعني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 59
نحن الاسم المخزون المكنون [ نحن الأسماء الحسنى ] التي إذا سُئِل... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 368
نحن الأسماء المكتوبة على العرش، ولأجلنا خلق الله... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 368
نحن الأوّلون ونحن الآخرون ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 200
نحن الكلمات التي تلقّاها آدم علیه السّلام من ربّه فتاب عليه ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 368
نحن المحلِّلون لحلاله والمحرِّمون لحرامه ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 52
نزل جبرئيل علیه السّلام على محمّد صلّى الله عليه وآله برمّانتين من الجنّة... ... الإمام الباقر علیه السّلام ... 268
النظر إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبدٍ إلّا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 49
النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب علیه السّلام عبادة ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 210
نعم يا مفضّل ، نعم يا مكرَّم ، نعم يا محبور... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 194
واكرباه لكربك يا أبتاه! ... فاطمة الزهراء ... 204
والذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله بالحقّ نبيّاً ما آمن بي من أنكرك، ولا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً ما استتمّ الكرسي والعرش... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 112
والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يخرج أحدٌ ممّن خالفه من... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 116
والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يقبل من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 114
والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما بعث الله نبيّاً أكرم عليه منّي ، ولا وصيّاً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 115
والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البريّة إنّي وإياهم لأكرم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 76
ص: 441
الحديث ... القائل ... الصفحة
والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّ سليمان بن داود علیهماالسّلام سأل... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 363
والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لينظرني ولیّي وعدوّي في... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 201
والله يا علىّ ما خُلِقْتَ إلّا لتعبد ربّك ولتُعرَف... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
وأمّا الذي أنذر قومه لا من الجنّ ولا من الإنس ؛ فتلك نملة... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 168
وأيّ ذنب كان لمحمّد صلّى الله عليه وآله متقدماً ومتأخّراً، وإنّما حمّله ذنوب... ... الإمام الهادي علیه السّلام ... 198
ولايةُ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام ولاية الله ، وحبّه عبادة [ الله ] و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 86
ولاية على علیه السّلام يسألون عنها في قبورهم، فلا يبقى ميّت... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 192
ولو أنّ الرياض أقلام ، والبحر مداد، والجنّ حسّاب... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 416
ولىّ علىّ علیه السّلام ولىّ الله ، عدوّ على عدوّ الله ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 179
ولىّ هذا ولىّ الله فواله ، وعدوّ هذا عدوّ الله فعاده... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 125
وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي وتُسمعهم صوتي ، وتُبيّن... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 109
وما يمنعه وأنا منه وهو منّى ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 160
هذا أخي قد أتاكم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 206
هذا أخي ووليّي وناصري وصفیّي وذخري... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 193
هذا جبرئيل يُخبرني عن الله عزّ وجلّ أنّه أعطى شيعتك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 195
هذا خير الأوّلين [ وخير الآخرين ] من أهل السماوات والأرضين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 62
هذا سيّد الوصيّين وسيّد الصدّيقين وإمام المتّقين و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 63
هذان سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 175
هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 206
هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسوّدة وجوههم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 206
هم أنت وشيعتك ، تجيئون غداً محجّلين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 205
هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي ؛ مَن أطاعهم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 100
يا أبا الحسن ، إمّا أن تركب وإمّا أن تنصرف ؛ فإنّ الله أمرني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
يا أبا الحسن ، إنّ الله عزّ وجلّ خلقك من أنواري فوافق سرّك أسراري... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 322
ص: 442
الحديث ... القائل ... الصفحة
يا أبا الحسن ، [إنّ ] هذا القتيل الذي قتلته، قد أوجب الله لك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 131
يا أبا الحسن ، أبشر إنّ الذي باعك الناقة جبرئيل ، والذي اشترى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 99
يا أبا الحسن ، ألا أُبشّرك بما بشّرني به جبرئيل ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 58
يا أبا الحسن ، أمّا الريح الأُولى فإنّه جبرئيل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 252
يا أبا الحسن ، أنت عضوٌ من أعضائي ، تزول حيث زلت... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 62
يا أبا بكر ، اتّق الله الذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 348
يا أبا ذر ، إنّ الله تبارك وتعالى تفرّد في ملكه ووحدانيّته و فردانيّته... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 215
يا أباذر، تعرف هذا حقّ معرفته ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 215
يا أبا ذر ، علىّ عليه السّلام أخي ووصيي وصهري وعضدي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 270
يا أبا ذر لمّا أُسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 271
يا أبا ذر ، لولا علىّ علیه السّلام ما بان حقٌّ من باطل ، ولا مؤمن من كافر... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 215
يا أباذر ، هذا الإمام الأزهر ، هو رمح الله الأطول... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 215
يا أبا ذر ، هذا القائم بقسط الله ، والذابّ عن حرم الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 215
يا أبا ذر ، هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 216
يا أبا ذر ، يُؤتى بجاحد ولايته يوم القيامة أصمّ وأعمى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 216
يا أحمد صلّى الله عليه وآله ، أنا شيء ليس كالأشياء ، لا أُقاس بالناس... ... الله جلّ جلاله ... 247
يا أُمّ سلمة ، لا يدخل إلَّا مَن هو منّى وأنا منه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 242
يا أنس ، اسكب لي وضوء... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 168
يا أنس ، إنّ الله عزّ وجلّ خلق ماءاً تحت العرش قبل أن يخلق آدم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 256
يا أنس ، يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيّد المسلمين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 109
يا بريدة ، لا تعرض لعليّ بخلاف الحسن والجميل فإنّه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 324
يا بريدة ، من يدخل النار ببغض عليّ أكثر من... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 325
يابن سمرة ، إذا اختلفت الأهواء وتفرّقت الآراء فعليك بعلىّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 84
يابن سمرة ، سلم من سَلِمَ له ووالاه ، وهلك من ردّ عليه و عاداه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 85
ص: 443
الحديث ... القائل ... الصفحة
يابن عبّاس ، إذا أردت أن تلقى الله وهو عنك راضٍ فاسلك طريقة علىّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 116
يابن عبّاس ، إنّ أوّل ما كلّمني به ربِّي أنّه قال... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 114
يابن عبّاس ، خالِف مَن خالف عليّاً ولا توالهم ولا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 116
يابن عبّاس ، عليك بحبّ علىّ بن أبي طالب علیه السّلام ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 115
يابن عبّاس ، لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 116
يابن عبّاس ، من علامة بغضهم أنّهم يفضّلون مَن هو دونه عليه ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 116
يابن عبّاس ، نعم يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أُمّتي لم يجعل الله لهم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 116
يابن عبّاس ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ النار أشدّ غضباً على مبغض... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 115
يا بنيّة ، بأبي أنت وأُمّي ، أرسلي إلى بعلك فادعيه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 199
يا جابر ، ادع لي ابنيّ الحسن والحسين علیهماالسّلام... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 122
يا جابر ، إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين... الإمام الباقر علیه السّلام ... 202
يا جابر ، إنّ مُلكنا أعظم من ملك سليمان بن داود علیهماالسّلام ، وسلطاننا... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 105
یا جابر، كشف لي [ عن ] برهوت فرأيت زُريق والحبتر... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 105
يا جابر ، ما أحدٌ خالف وصيّ نبيّ إلّا حشره الله أعمى يتكبكب... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 105
يا جبرئيل ، كيف سمّيته أمير المؤمنين علیه السّلام ؟! ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 109
يا جبرئيل ، لم نكّس حملة العرش رؤوسهم ؟ ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 115
يا حار، إنّ الحقّ أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 200
يا حارث، آخذ بيدك كما أخذ بيدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد اشتكيت... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 201
يا حارث ، أنت تفعل أفعال المجانين وتنسبنى إلى الجنون؟! ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 140
يا حذيفة، إنّ حجّة الله عليك بعدي علي بن أبي طالب علیه السّلام... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 66
يا حذيفة، لا تُفارقنّ عليّاً فتفارقنى ، ولا تخالفنّ عليّا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 67
يا خديجة ، إنّ الله أعطاني في علىّ علیه السّلام ثلاثة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 261
یا رسول الله ، زعم المنافقون أنّك إنّما خلّفتني اشتغالاً لي... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 239
يا رسول الله ، مررت بمزبلة بني فلان فرأيت رجلاً من الأنصار... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 132
ص: 444
الحديث ... القائل ... الصفحة
يا سعيد ، ما جاء عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يُؤخذ... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 118
یا سلمان ، آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من سبا... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 117
يا سلمان ، الويل كلّ الويل لمن لا يعرف لنا حقاًّ وأنكر فضلنا ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 117
يا سلمان ، أما علمت أنّ بي أُعطي سليمان بن داود علیهماالسّلام ما أُعطي... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 347
یا سلمان ، أيّما أفضل محمّد صلّی الله علیه و آله أم سليمان بن داود علیهماالسّلام ؟ ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 117
یا سلمان ، حُبُّ فاطمة علیهاالسّلام أمانٌ في مائة من المواطن... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 64
یا سلمان ، من أحبّ فاطمة علیهاالسّلام ابنتي فهو في الجنّة معي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 64
يا سلمان ، ويلٌ لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 64
يا ضعيف اليقين ، أدع الله بي يُليّنه فإنّ ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 104
يا عباد الله ، مَن أراد أن ينظر إلى آدم علیه السّلام... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 155
يا عبد الله ، أحبّ في الله [ وأبغض في الله ] ووال... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 124
يا عقبة ، إختر من اختاره الله من بعدي ومن زوّجه الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 281
يا على ، إخوانك كلّ طاهر زاك مجتهد ، يحبّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 304
يا علىّ ، إخوانك يفتخرون فى ثلاث مواطن : عند خروج... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا علىّ ، اشتدّ غضب الله على مَن قلاهم وتبرّأ منهم، واستبدل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 307
يا عليّ ، اقرأهم منّي السلام ومَن لم أر منهم ولم يرني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 307
يا عليّ ، إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه ، فخلقني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 226
يا عليّ ، إن الملائكة وخزّان الجنّة يشتاقون إليكم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا عليّ ، إنّ أرواح شيعتك تصعد إلى السماء الدنيا في... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا على ، إنّ أعمال شيعتك تعرض عليّ كلّ يوم ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا عليّ ، إنّما سمّي نخل المدينة صيحانياًّ لأنّه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 335
يا عليّ ، أعلم أصحابك أنّ ذكرهم في السماء أفضل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا عليّ ، أنت الإمام بعدي والأمير ، وأنت الصاحب... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
يا على ، أنت الحجّة بعدي على الناس أجمعين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 53
ص: 445
الحديث ... القائل ... الصفحة
يا عليّ ، أنت العَلَم لهذه الأُمّة، من أحبّك فاز ، و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 108
يا علىّ ، أنت أفضل أُمّتي فضلاً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
يا علىّ ، أنت أمير المؤمنين وإمام المتّقين ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 53
يا علىّ ، أنت أمير المؤمنين علیه السّلام ، وقائد الغرّ المحجّلين ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 108، 305
يا عليّ ، أنت زوج سيّدة نساء العالمين ، وخليفة خير المرسلين ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 53
يا عليّ ، أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومُنْجز عداتي... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 71
یا عليّ، أنت قسیم الجنّة والنار ، بمحبّتك تُعرَف الأبرار... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
يا عليّ ، أنت منّي بمنزلة هبة الله مِن آدم ، وبمنزلة... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
يا علىّ ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط ، وخيرة الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا علىّ ، أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحبّكم و.... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا علىّ ، أنت وشيعتك فى ظلال العرش تتذاكرون... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا عليّ ، أنت وصيّي وخليفتي ؛ فمن جحد وصيّتك وخلافتك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 69
يا عليّ ، أنت وليّ المؤمنين ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 53
يا عليّ ، أنت ومن أحبّك في الجنان تنعمون، ومبغضوك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا عليّ ، أهل مودّتك كلّ أوّاب حفيظ و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 304
يا علىّ ، بشّر إخوانك أنّ الله قد رضي عنهم أن رضوا... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا عليّ، حربي حربك وسلمي سلمك ، من حاربك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا عليّ ، خبّر أصحابك أنّ ذكرهم في السماء أفضل وأعظم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 108
یا علىّ، ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكلّ خير ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 108
يا عليّ ، ذكرك وذكر شيعتك في التوراة والإنجيل قبل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا عليّ ، شيعتك المنتجبون ، ولولا شيعتك ما قام... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا عليّ ، شيعتك في الدرجات العلى لأنّهم يلقون الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا علىّ، شيعتك يخافون الله تعالى في السرّ و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 306
يا علىّ، طوبى لمن أحبّك وصدّق عليك ، وويل... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 304
ص: 446
الحديث ... القائل ... الصفحة
يا عليّ، طوبى لمن أحبّك وويلٌ لمن أبغضك وكذّبك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 107
يا عليّ ، قل لأصحابك العارفين بك ينتهوا عن عمل السيّئات... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 307
يا عليّ ، كلّم الشمس فإنّها تكلّمك ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 247
يا عليّ ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو أنّى أُحبّك... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 307
يا عليّ ، لو أنّ أُمّتي صاموا حتّى صاروا كالأوتار ، وصلّوا حتّى... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 124
يا عليّ ، ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 331
يا عليّ ، ما أجد أكرم منك على الله فاستشفع به إليه ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 237
یا علىّ، ما خُلِقْتَ إلّا لتعبد ربّك ولتُعرَف بك معالم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 70
يا عليّ، محبّوك هم جيران الله في دار القدس، لا يأسفون... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا عليّ ، من أحبّك في دار الدنيا أحبّني و... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 305
يا عليّ ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما أخطأت... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 73
يا عليّ ، والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني بالرسالة لو أنّ عبداً عبد الله... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 53
با عليّ ، وكانت الطينة في صلب آدم علیه السّلام ونوري ونورك بين... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 226
يا عمّار ، إذا رأيت عليّاً علیه السّلام سلك وادياً وسلك الناس وادياً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 284
يا عمّار، إنّه من تقلّد سيفاً أعان به عليّاً علیه السّلام على عدوّه... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 284
[ يا عمّة ] إنّ الله تعالى [قد ] نظّفه وطهّره ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 81
يا فاطمة ، إنّ الله أعطاني في عليّ سبع خصال: هو أوّل من يشقّ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 224
يا فاطمة ، إنّه لمّا أُسري بي إلى السماء وجدت مكتوباً... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 223
يا فاطمة، أما علمتِ أنّ الله أشرف على الدنيا فاختارني... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 223
يا فاطمة، أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه ولم... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 224
يا فاطمة، ما بعث الله نبياًّ إلّا جعل ذريّته من صلبه وجعل ذرّيّتي ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 225
يا كميل ، لا يُعجبك طنطنة الرجل ، إنّه من أهل النار... ... أمیرالمؤمنین علیه السّلام ... 272
يا محمّد ، إذهب إلى الناس فقل لهم : قولوا لا إله إلّا الله... ... الله جلّ جلاله ... 189
يا محمّد ، اقرأ عليّاً منّي السلام وعرَّفه أنّه إمام أوليائي... ... الله جلّ جلاله ... 71
ص: 447
الحديث ... القائل ... الصفحة
يا محمّد ، إنّ الله تعالى جلّ جلاله يقول : [إنّي ] قد اشتقت... ... جبرئیل علیه السّلام ... 56
يا محمّد إنّك أفضل النبيّين ، وعلىّ علیه السّلام أفضل الوصيّين... ... أهل السماوات ... 59
يا محمّد ، إِنِّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فشققت لك... ... الله جلّ جلاله ... 54
يا محمّد ، إنّي جعلت عليّاً علیه السّلام وصيّك ووزيرك وخليفتك... ... الله جل جلاله ... 114
يا محمّد ، إنّي خلقتك وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة... ... الله جل جلاله ... 55
يا محمّد ، إنّي قد جعلت عليّاً إمام المسلمين ؛ فمن... ... الله جل جلاله ... 114
يا محمّد ، بلِّغ عليّ بن أبي طالب علیه السّلام منّي السلام وأعلمه... ... الله جل جلاله ... 57
يا محمّد ، عليّ راية الهدى ، وإمام مَن أطاعني... ... الله جل جلاله ... 295
يا محمّد ، قد جعلت عليّاً علیه السّلام أمير المؤمنين ؛ فمن تأمّر عليه... ... الله جل جلاله ... 113
يا محمّد ، كتبت اسمك واسمه على عرشي قبل أن أخلق أحداً محبّة... ... الله جلّ جلاله ... 226
يا محمّد ، لو أنّ عبداً [من عبيدي ] عَبَدنى حتّى ينقطع و... ... الله جل جلاله ... 55
يا محمّد ، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ، لكن جارية من جواري... ... جبرئيل علیه السّلام ... 65
يا محمّد ، ما من مَلَك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى وجه عليّ... ... جبرئيل علیه السّلام ... 115
يا محمّد ، والذي بعثك بالحقّ نبيّاً واصطفاك بالرسالة ما هبطت... ... جبرئيل علیه السّلام ... 81
يا محمّد ، هذه والله المواساة ... جبرئيل علیه السّلام ... 160
يا محمّد ، هؤلاء الحُجَج والثابت الثائر من عترتك... ... الله جلّ جلاله ... 55
يا معشر المؤمنين ، إنّ الله عزّ وجلّ أو حى إلى أنّى مقبوضٌ... ... رسول الله صلّى الله عليه وآله ... 75
يا مفضّل، تعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزّ و جلّ و ذرأه... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 193
یا مفضّل ، تعلم أنّهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 193
يا مفضّل ، هل عرفت محمّداً صلّی الله علیه و آله وعليّاً وفاطمة والحسن... ... الإمام الصادق علیه السّلام ... 193
يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة علیهاالسّلام سيّدة إمائي قائمة... ... الله جلّ جلاله ... 77
يا يهوديّ ، ألم تعلم أنّ الله ما في السماوات وما في الأرض... ... أمير المؤمنين علیه السّلام ... 184
ص: 448
الأثر ... القائل ... الصفحة
أتى أسود إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فأقرّ أنّه سرق... ... ابن عبّاس ... 395
أُتي إلى عمر بن الخطّاب بجارية شهدوا عليها بالزنا، وكان... ... عبدالله ... 390
أتى حبرٌ من أحبار الشام إلى أبي بكر... ... الأصبغ ... 358
أتى قومٌ من اليهود إلى عمر بن الخطّاب وهو يومئذٍ والٍ... ... طاوس ... 167
أتيت إلى مولاي أمير المؤمنين علیه السّلام فجلست بين يديه فرأى في... ... أبوذرّ ... 105
أتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله في غير وقت صلاة ، فقال لى... ... عقبة بن عامر ... 281
أتيت عائشة فقلت [ لها ]: جئت أسألك في أيّ... ... أبو عبدالله الجدلي ... 241
أتيت مولاي أمير المؤمنين علیه السّلام يوماً فقال : آتيني بسيفي... ... المقداد ... 340
أصبح عليّ ذات يوم فقال : يا فاطمة، أعندك شيء نغتذيه ؟ ... أبو سعيد الخدري ... 242
أعوذ بالله من معضلة لا علىّ لها ... عمر بن الخطّاب ... 235
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة ، ولا يقبل ... أبو سعيد الخدري
إنّ الله تعالى أوحى إلى جبرئيل وميكائيل في ليلة مبيت عليّ علیه السّلام... ... ... ... 241
إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام اقترض من خيبريّ مُدِّين من شعير فجاء... ... ... ... 104
ص: 449
الأثر ... القائل ... الصفحة
إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام دخل مكّة في بعض حوائجه فوجد... ... خالد بن ربعي ... 91
إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان ذات يوم يخطب على المنبر بالكوفة وهو... ... صعصعة ... 352
إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام كان ذات يوم يخطب على منبر الكوفة إذ... ... ... ... 398
إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام مرّ في سفر له فسايره خيبريّ...... ابن عبّاس ... 362
إن جنّيّاً كان جالساً عند النبىّ صلّی الله علیه و آله فأقبل أمير المؤمنين علیه السّلام... ... ... ... 360
إنّ رجلاً أُتي به إلى عمر بن الخطّاب وكان قد صدر... ... ... ... 235
إنّ رجلاً قدم إلى أمير المؤمنين علیه السّلام فأضافه فاستدعى له قرصاً من... 360
إن رسول الله صلّى الله عليه وآله جاءه رجل فقال : يا رسول الله، أما رأيت فلاناً... ... أبو هريرة ... 210
أنّ رسول الله صلىّ الله عليه وآله كان جالساً ذات يوم عنده جنّيّ... ... ... ... 359
إنّ رسول الله صلىّ الله عليه وآله كان قاعداً وأصحابه حوله، فقال... ... ... ... 126
إنّ رسول الله صلىّ الله عليه وآله لمّا رجع من التجارة من الشام... ... عليّ بن محمّد ... 262
إنّ عائشة خرجت إلى ظاهر البيت بعد انتصاف الليل فرأت... ... ... ... 285
إنّ عليّاً اجتاز [ ليلة ] على امرأة مسكينة لها أطفال... ... ... ... 237
إن مغيرة العاص [- لعنه الله - ] كان [ رجلاً ] أعسر... ... ... ... 161
إنّ النبى صلىّ الله عليه وآله أعطى عليّاً ثلاثمائة دينار أُهديت إليه... ... ابن عبّاس ... 400
إنّ النبي صلىّ الله عليه وآله [ لمّا ] أرسل أمير المؤمنين إلى بلاد عمّان... ... عمّار ... 361
إن النبي صلىّ الله عليه وآله لمّا خرج من الغار إلى خديجة كثيباً فزعاً... ... معاذ بن جبل ... 327
إنِّي حججت في السنين الماضية فمررت بالكوفة فدخلت في... ... ... ... 81
أهدي إلى رسول الله صلىّ الله عليه وآله ناقتان عظیمتان سمینتان ، فقال لأصحابه... ... ابن عبّاس ... 198
بلغ ابن عبّاس أنّ قوماً يقولون في علىّ علیه السّلام سبّاً... ... سعید بن حبيب ... 327
بلغنا أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام اشتهى كبداً مشويّة... ... الزهري ... 304
بينا أمير المؤمنين علیه السّلام يدور في سكك المدينة إذ استقبله أبو بكر... ... ابن عبّاس ... 348
بينا أهل الجنّة في الجنّة إذ يرون نوراً أضوء... ... ابن عبّاس ... 312
بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم في المسجد وقد حفّ الناس من حوله... ... جابر ... 122
ص: 450
الأثر ... القائل ... الصفحة
بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلّى الله عليه وآله يحدّثنا إذ خرج علينا... ابن عبّاس ... 340
بينما أنا ذات يوم في مسجد الكوفة إذا برجل قائم يصلّي... ... جابر بن عبد الله ... 349
جاء رجلان إلى عمر فقالا: ما ترى في طلاق... ... عبدالله بن خونقة ... 326
خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى غزاة تبوك وخلّف عليّ بن أبي طالب... ... ابن عبّاس ... 238
دخل الحارث [الهمداني على أمير المؤمنين علیه السّلام في نفر من... ... الأصبغ ... 199
دخلت أنا وسلمان بن خالد على أبي عبد الله علیه السّلام... ... سعيد الأعرج ... 119
دخلت على أمير المؤمنين علیه السّلام فوجدته جالساً وبين يديه جفنة... ... ابن علقمة ... 298
ذكرت والله أحد الثقلين، سبق بالشهادتين وصلّى إلى القبلتين... ... ابن عبّاس ... 62
رأيتُ أمير المؤمنين علیه السّلام وهو خارج من الكوفة فتبعته مِن ورائه... ... جابر ... 105
رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطّاب فضجّ أهل المدينة... ... الشافعي المطلّبي ... 234
ركب النبيّ صلّی الله علیه و آله يوماً بغلته ثمّ انطلق إلى جبل أبي فلان... ... أنس ... 256
سُئل عن القائم أنس يُسلِّم عليه بإمرة المؤمنين ؟... ... عمر بن زاهر ... 111
سألت الزهريّ : مَن كان أزهد الناس في الدنيا ؟ ... أنس ... 303
سألنا رسول الله صلّی الله علیه و آله عن علي بن أبي طالب علیه السّلام فغضب ، فقال... ... عبد الله بن عمر ... 50
شهدت يوم البصرة مع أمير المؤمنين علیه السّلام والقوم قد جمعوا... ... جابر بن عبد الله ... 356
شهدنا الصلاة مع أبي بكر ثمّ اجتمعنا إلى عمر بن الخطّاب... ... أبو الطفيل ... 300
صعد رسول الله صلّی الله علیه و آله المنبر وخطب واجتمع الناس إليه... ... ابن عبّاس ... 75
صلّى بنا رسول الله صلّی الله علیه و آله صلاة العصر ثمّ قام على قدميه وقال... ... ابن عبّاس ... 59
صلّى بنا رسول الله صلّی الله علیه و آله صلاة العصر وأبطأ في ركوعه في... ... أنس ... 254
صلّى بنا رسول الله صلّی الله علیه و آله في بعض الأيّام صلاة الفجر ثمّ أقبل علينا... ... أنس ... 254
قام النبيّ صلّی الله علیه و آله وقبّل ما بين عينَي عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال... ... حذيفة ... 62
قدم أبو الصمصام العبسيّ على النبيّ صلّی الله علیه و آله فأناخ ناقته... ... ابن عبّاس ... 287
قدم يهوديّان أخوان من رؤساء اليهود ، فقالا... ... ابن عبّاس ... 182
قسّم عليّ علیه السّلام بيت مال المسلمين حتّى لم يترك فيه شيئاً، ثمّ قال... ... الأصبغ ... 303
ص: 451
قلت لأبي عبدالله علیه السّلام: لِمَ صار أمير المؤمنين قسيم الجنّة والنار ؟ ... المفضّل ... 203
قيل لابن عبّاس : ما تقول فى علىّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟ ... مجاهد ... 62
كانت امرأة يقال لها أُم فروة ، وكانت قد بايعت... ... سلمان ... 370
كانت فاطمة علیهاالسّلام لا يذكرها أحد لرسول الله إلّا أعرض عنه... ... ... ... 223
كان رسول الله صلّی الله علیه و آله جالساً ذات يومٍ إذ أقبل الحسن ، فلمّا رآه... ... ابن عبّاس ... 76
كان رسول الله صلّی الله علیه و آله جالساً في مسجده إذ هبط الأمين جبرئيل علیه السّلام... ... ابن عبّاس ... 316
كان رسول الله صلّی الله علیه و آله في بعض الأيّام عندي ثمّ خرج وقال... ... أُمّ سلمة ... 252
كان رسول الله صلّی الله علیه و آله في بيت فجاء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام بالغداة و... ... ابن عبّاس ... 106
كان رسول الله صلّی الله علیه و آله قاعداً [ يوماً ] على باب المسجد إذ مرّ... ... جابر ... 269
كان رسول الله صلّی الله علیه و آله يوماً نائماً ورأسه في حجر عليّ... ... أسماء ... 333
كان في عهد رسول الله صلّی الله علیه و آله شابٌّ من أولاد الأنصار... ... ابن عبّاس ... 382
كان لعلىّ علیه السّلام في ليلة واحدة ثلاثة آلاف فضيلة... ... ليث ... 252
كنّا جلوساً عند النبىّ صلّی الله علیه و آله إذ هبط [عليه ] جبرئيل ومعه... ... ابن عبّاس وأبو رافع ... 313
كنّا جلوساً مع النبيّ صلّی الله علیه و آله إذ جاء عليّ بن أبي طالب علیه السّلام... ... أنس وابن عبّاس ... 109
كنّا جلوساً مع أمير المؤمنين بمنزله لمّا بويع عمر... ... سلمان ... 363
كنّا عند النبي صلّی الله علیه و آله في مسجده إذ جاءه أعرابيّ فسأله عن مسائل... ... سلمان ... 212
كنّا في بعض غزواته فنزل في منزل ونزل المسلمون معه على... ... ابن مسعود ... 251
كنّا مع عليّ بن أبي طالب علیه السّلام يوماً في مسجد الكوفة إذ أقبل رجل... ... الأصبغ ... 227
كنت ببغداد عند قاضي بغداد [ واسمه سماعة ، إذ دخل... ... الحسن بن يحيى الدهّان ... 81
كنت ذات يوم عند النبيّ صلّی الله علیه و آله إذ أقبل بوجهه على عليّ... ... جابر ... 195
كنت رأي الخوارج حتّى خلّيت إلى أبي سعيد الخدريّ... ... هارون العبدي ... 284
كنت على الباب يوم الشورى وارتفعت الأصوات بهم... ... بو الطفيل ... 335
كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله جالساً إذ أقبل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام... ... جابر ... 58
كنت عند مولاي أمير المؤمنين بمسجد الكوفة وجماعة من... ... ميثم التمّار ... 387
ص: 452
الأثر ... القائل ... الصفحة
كنت غلاماً أخدم عائشه ، فكنت إذ كان النبيّ صلّى الله عليه وآله عندها... ... أبو رافع ... 29
كنت مع النبيّ صلّى الله عليه وآله ورجلان من أصحابه في ليلة مظلمة مكفهّرة... ... أنس ... 259
كنت مع عليّ بن أبي طالب علیه السّلام لمّا خرج إلى صفّين... ... حبيب بن بن جهم ... 231
كنت واقفاً بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله في مسجد المدينة وهو قاعد... ... أنس ... 285
كنت يوماً عند مولاي أمير المؤمنين علیه السّلام بأرض قفر فرأينا دُرّاجاً... ... سلمان ... 347
لمّا بويع أبو بكر أَرجف المنافقون وقالوا: لو لم يكن أحقّ... ... عروة بن الزبير ... 341
لمّا سقط الحسين علیه السّلام من بطن أُمّه كنت وليتها ، فقال النبىّ صلّى الله عليه وآله... ... صفيّة بنت عبدالمطّلب ... 81
لمّا نزل أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب علیه السّلام بمكان يقال له... ... حبّة العرني ... 249
لولا علىّ علیه السّلام لهلك عمر ... عمر بن الخطّاب... 381، 387
مرّ أمير المؤمنين علیه السّلام بمقبرة ونظر إلى قبورهم... ... الأصبغ ... 346
مرض الحسن والحسين علیهماالسّلام وهما صبيّان صغيران فعادهما... ... ابن عبّاس ... 309
نظر النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال... ... أبوذر ... 63
والله تصدّقتُ بأربعين خاتم وأنا راكع لينزل بي كما نزل... ... عمر بن الخطّاب ... 102
والله ما كان لفاطمة علیهاالسّلام كفو غير عليّ بن أبي طالب ... ابن عبّاس ... 225
يا أبا حمزة ، أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله فيهما بأمر ما ظننت أنّه يكون ... جابر ... 122
يا رسول الله ، أرشدني إلى النجاة ... عبدالرحمن بن سمرة ... 84
یا رسول الله، مَن الأئمّة من ولد علىّ بن أبي طالب علیه السّلام ؟ ... جابر بن عبدالله ... 100
يا رسول الله ، وكيف لي أن أعلم أنّي قد واليت وعاديت في الله ؟ ... ... ... 127
يا صاحب البيت ، البيت بيتك والضيف ضيفك ، ولكلّ ضيف من... ... أعرابيّ ... 91
یا عزيزاً في عزّك فلا أعزّ منك... ... أعرابيّ ... 91
يا مشهوراً في السماوات ، يا مشهوراً في الأرضين ، يا مشهوراً... ... امرأة بدويّة ... 81
يا من لا يحويه مكان ، ولا يخلو منه مكان ، بلا كيفيّة كان... ... أعرابيّ ... 92
ص: 453
نقدّم أسماء المعصومين الأربعة عشر علیهم السّلام.
*يرجى الانتباه أّننا لم نورد ه_نا الأسامي المباركة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علیه السّلام لكثرة ورودهما في الكتاب .
فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله: 46، 55، 59، 64، 67، 74، 75، 76، 77، 78، 84، 87، 93، 94، 95، 96، 123، 163، 177، 183، 191، 193، 197، 204، 207، 209، 215، 223، 224، 225، 229، 239، 242، 243، 244، 245، 254، 255، 258، 259، 264، 270، 273، 279، 309، 310، 311، 312، 313،336، 337، 340، 344، 245.
الإمام الحسين الشهيد بن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام: 55، 59، 60، 62، 67، 74، 75، 76، 78، 84، 93، 97، 98، 100، 121، 122، 123، 150، 152، 170، 175، 183، 191، 193، 194، 197، 204، 207، 209، 213، 215، 229، 242، 246، 247، 254، 255، 264، 270، 279، 291، 304، 309، 310، 311، 312، 313، 327، 328، 336، 344، 345، 362، 363، 364، 366، 373، 382، 396، 399، 400.
الإمام الحسن المجتبى بن عليّ بن أبي طالب علیه السّلام: 47، 53، 55، 57، 59، 60، 62، 63، 65، 66، 67، 74، 75، 76،79، 81،84، 90، 92، 93، 100، 121،122، 123، 150، 152، 170، 175، 183، 191 ،193 ،194، 197، 207، 209، 213، 215، 229 ،233.
ص: 454
242، 246، 247، 254، 255، 260، 264، 270، 279، 283، 309، 310، 311، 312، 313، 328، 333، 335، 336، 344، 345، 362، 366، 373،382، 385،399، 400.
الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين السجّاد علیه السّلام: 53، 55، 63، 66، 90، 100، 121، 122، 142، 170، 194، 197، 228، 247، 283، 328، 334، 335.
الإمام محمّد بن علىّ الباقر علیه السّلام: 53، 55، 68، 74، 90، 100، 117، 170، 171، 197، 202، 204، 247، 268،280، 295، 334.
الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام : 49، 53، 55، 57، 63، 68، 72، 74، 90، 100، 111،117، 119، 157،170، 188، 190، 193، 203، 208، 211، 219، 247، 267، 280، 295، 327، 334، 392.
الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم علیه السّلام : 55، 90،100، 121، 137، 138، 170، 247، 334.
الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السّلام: 55، 65، 83، 90، 100، 170، 197، 247، 334.
الإمام أبو جعفر الثاني محمّد بن عليّ الجواد علیه السّلام : 55 ، 97، 165، 192، 240.
الإمام أبو الحسن الثالث على بن محمّد الهادی علیه السّلام: 55، 100 ، 153، 170، 197، 198، 247، 262.
الإمام الحسن بن علىّ العسكري علیه السّلام : 55 ،100 ،124، 153 ،170، 197، 247.
الإمام الحجّة بن الحسن مهدي صاحب الزمان علیه السّلام : 55، 84، 100، 111 ، 170، 197، 328، 366.
آدم علیه السّلام: 63، 68، 106، 123، 155، 168، 175، 180، 181، 185، 186، 188، 189 ،190، 191 ،200، 225، 226، 254، 256، 257 ،270، 274، 277، 278، 279، 293، 294، 310، 302، 328، 347، 368، 404.
أبان بن تغلب : 80، 329 .
أبان بن عثمان : 221، 267 .
إبراهيم علیه السّلام : 65، 68، 85، 118، 123، 155، 187، 205، 214، 276، 278، 279، 293، 294، 302، 319، 335.
إبراهيم : 284 .
إبراهيم بن إسحاق : 208.
إبراهيم بن الحسين : 333 .
إبراهيم (بن رسول الله صلّی الله علیه و آله) : 205.
إبراهيم بن يحيى الأسلمي : 299
ابن الكوّا : 395، 396 .
ص: 455
ابن المسيب : 270 .
ابن بابويه القمّىّ : 167 .
ابن جريح : 340 .
ابن شهر آشوب : 198.
ابن صور: 101 .
ابن عبّاس = عبد الله بن عبّاس : 56، 59، 61، 62، 64، 71، 74، 75، 76، 80، 82، 86، 87، 106، 109، 112، 113، 115، 116، 181، 182، 184، 196، 198، 225، 238، 282، 286، 287، 288، 289، 309، 312، 313، 316، 327، 331، 338، 340، 348، 362، 374، 378، 382، 385، 388، 395، 400.
ابن علقمة : 298 .
ابن علوان : 284
ابن قميئة : 160 ، 161 .
ابن لهيعة : 124 .
ابن مقاتل : 400 .
ابن یامین : 101 .
أبو إسحاق : 294، 333 .
ابو الجارود : 101 ، 180 ، 333 .
أبو الزبير : 124 .
ابو الصمصام : 287، 288، 290، 291، 292 .
ابو القاسم : 316 .
أبو النجار : 212 .
أبو أيّوب : 284، 359.
ابو بريدة السلمىّ : 221 .
أبو بصير : 157 .
أبو بكر بن أبي قحافة : 171، 172، 173، 177، 178، 182، 183، 260، 288، 294، 300، 314، 315، 335، 341، 348، 358، 362، 370، 371، 372، 373، 377.
ابو جعفر ( الشيخ الطوسي ) = الطوسي : 113، 119، 193.
ابو جعفر القمّىّ : 231 .
ابو حمزة : 67 .
أبو حمزة الثمالي : 194، 204 .
ابو داود : 221 .
أبو دجانة : 159، 280 .
أبو ذر : 63، 103 ، 172، 206، 214، 215، 216، 234، 270، 271، 275، 279.
ابو رافع : 206، 292 ، 313.
أبو سعيد البقّال : 298 .
أبو سعيد الخدريّ : 58 ، 243 ، 275، 339 .
ابو سفيان : 158، 160، 161، 163، 165 .
ابو سلمة : 209 .
ابو سليمان الراعي : 54 .
ابو شريك : 294 .
أبو طالب : 123، 180، 256، 277، 329، 373.
ص: 456
أبو عبادة : 172 .
أبو عبد الله الجدلي : 241.
ابو عبيدة الجرّاح : 259 .
ابو علىّ الطبرسىّ : 308 .
ابو قلابة : 257 .
أبو موسى الأشعري : 293.
أبو نعيم : 192.
ابووائل : 245، 274 .
ابو هريرة : 209، 302.
أبي أُذينة : 268 .
أحمد الطويل : 273 .
أحمد بن الحسين بن سعيد : 211 .
أحمد بن الفضل الأهوازي : 246.
أحمد بن حنبل : 302، 314.
أحمد بن سلمة : 256 .
أحمد بن محمّد : 117.
أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي : 402 .
أحمد بن هوذة : 208 .
إدريس علیه السّلام : 118 ، 155
أرطاة بن شرحبيل : 159 .
إسحاق علیه السّلام : 68، 319،188 .
إسحاق بن إسماعيل : 340 .
إسرافيل علیه السّلام : 90 ، 168، 206، 207، 245، 251، 252، 269، 271، 333، 346.
إسماعيل علیه السّلام: 168، 188، 320، 405 .
إسماعيل بن أبان : 252 .
إسماعيل بن زیاد : 285، 292 .
اسماء بنت عميس : 333 .
الأسود : 277 .
الأصبغ بن نباتة : 73، 78، 87، 199، 227، 231، 303، 346، 358.
آصف بن برخيا : 118، 367 .
الأعمش : 214 ، 245، 259، 274، 384، 370 .
أفلح : 396.
أُم سلمة : 214 ، 242، 252، 329، 330 .
أُم فروة : 370 ، 371، 372، 373، 374 .
أنس : 256 .
أنس بن مالك : 61 ، 107، 108، 109، 121، 207، 249، 250، 256، 260، 273، 304، 375، 381.
الأوزاعي : 84 .
أوفى : 375 .
أيّوب علیه السّلام : 85 .
أيّوب السجستاني : 257 .
أيّوب بن نوح : 267.
برجائيل : 366 .
برقا : 236 .
برید : 280 .
ص: 457
بريدة الأسلمي : 323، 324 .
بشیر : 338 .
بكر بن أحمد : 246 .
البكري الكراجكي : 212 .
بلال : 253، 386 .
بلقيس : 118 .
تملیخا: 392، 408، 409، 412، 414، 415.
تميم بن بهلول : 170 .
ثابت بن عمر = ثابت : 382، 383، 384، 385، 386، 387.
ثابت بن قيس بن شماس = ابن قیس : 133، 134.
ثعلبة : 101 .
الثعلبيّ : 240
جابر: 201، 243 .
جابر الجعفىّ : 80.
جابر بن عبد الله الأنصاريّ : 52، 58، 100، 121، 124، 179، 189، 199، 269، 280، 349، 356.
جبرئيل علیه السّلام : 46 ، 53، 56، 58، 60، 61، 64، 65، 74، 82، 83، 90، 95، 99، 107، 109، 110، 114، 138، 160، 164، 166، 168، 176، 181، 191، 195، 196، 197، 199، 206، 207، 208، 213، 214، 216، 218، 222، 223، 229، 230، 231، 239، 241، 245، 248، 251، 252، 253، 258، 260، 262، 268، 270، 271، 274، 278، 280، 282، 287، 311، 312، 313، 314، 315، 316، 317، 324، 330، 331، 332، 339، 340، 344، 345، 355، 361، 386، 400.
جریر: 259 .
جعفر بن سلیمان : 339 .
جعفر بن محمّد : 110، 116 .
الجَلَندىّ : 361 .
جميلة بنت عامر الأنصارىّ : 378 .
الحاتم : 395 .
الحارث : 163 ، 333 .
الحارث الأعور : 294 .
الحارث الخزرجي : 57 .
الحارث الهمداني - الحارث : 199، 202، 259.
الحارث بن طلحة : 159 .
حارث بن كلدة الثقفىّ : 140، 142 .
الحارث بن محمّد : 335 .
حاطب بن بلتعة : 323 .
الحبتر : 105 .
حبّة العرنىّ : 249 .
حبیب بن جهم : 231 .
ص: 458
حبيش : 314 .
حجّاج بن محمّد : 340 .
حذيفة اليمانيّ : 62 .
حذيفة بن أُسيد الغفارىّ : 66 .
حریث بن عسفان : 389 .
الحسن : 259 .
الحسن بن إسماعيل [ بن حمّاد ] : 328 .
الحسن بن محبوب : 305 .
الحسن بن محمّد : 81 .
الحسن بن مهران : 311 .
الحسن بن يحيى الدهّان : 81 .
الحسين بن زيد : 63 .
الحسين بن سعيد : 211 ، 258 .
الحسين بن سعيد بن أبي الجهم : 329.
حمّاد البصرى : 180 .
حمران بن أعين : 208.
حمزة بن عبد المطّلب : 51، 163، 164، 165، 254، 261، 331، 336، 337، 373.
حوّاء علیهاالسّلام : 168، 185، 236، 404 .
خالد : 166 .
خالد بن الوليد : 159 .
خالد بن ربعی : 91 .
خالد بن عبادة بن الصلت: 280 .
خديجة علیهاالسّلام : 92، 260 ، 261، 262، 321.
الخضر علیه السّلام: 228، 301، 302، 365، 366، 400.
الخوارزميّ : 106، 245، 247، 326، 328، 331، 332، 333، 339.
دانیال علیه السّلام : 291، 390، 392
داود علیه السّلام : 63 ،83 85 104، 181، 182، 186، 188، 267، 347.
دحية : 106 ، 107 ، 108 .
الدعشىّ : 241 .
دقیانوس: 406 ، 409 ، 412، 414، 415، 416.
ذو الخمار : 47 .
ذو القرنين : 62 .
الربيع بن عبد الله الهاشمي : 334.
رضوان : 83، 181 ، 196، 220، 245 .
رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة بن صبرة : 326.
رياح : 212 .
الزبير : 281 .
زریق : 105 .
زكريّا : 245 .
الزهرىّ : 270 ، 302، 304 .
زید بن علیّ : 283 .
زینب بنت جحش : 163 .
سادنيوس : 407.
ص: 459
سام : 68 .
سعد : 101 ، 359 .
سعد بن الفضل بن الربيع : 387 .
سعد بن طريف : 303 .
سعد بن عبد الله : 117 .
سعيد الأعرج : 119.
سعيد بن المسيّب : 83، 302 .
سعید بن جبير: 71 ، 74، 76 ،86 ،87 ، 106، 312، 338.
سفیان: 91، 259 .
سفيان بن عيينة : 257 .
سلمان : 94، 118، 172، 212، 234، 239، 275، 278، 279، 391، 346، 347، 362، 346، 365، 366، 367، 369، 370، 372، 373، 374، 385، 402.
سلمة بن قيس : 85 .
سليمان الأعمش : 283 .
سلیمان بن خالد : 119 .
سلیمان بن داود : 85، 105 ، 118، 168، 188، 190، 347، 360، 362، 363، 364، 367، 404.
سماعة (قاضي بغداد ) : 81 .
سنان بن طريف : 111 .
السندى : 192 .
سوید بن مسعود : 294 .
سهل بن زیاد 111 .
سهيل بن غزوان البصريّ : 190.
الشافعيّ المطّلبي : 234 .
شريك : 283 .
الشعبى : 341 .
شعیب : 306.
شمعون : 68، 359 .
شمعون (راهب): 232 .
شيث : 150 ، 257، 278 .
شيث بن آدم : 118 .
الشيخ المفيد : 117 .
صالح علیه السّلام : 168 ، 292، 319، 331، 367، 404.
صالح بن عقبة : 72.
صعصعة بن صوحان : 352 .
صفوان بن يحيى : 267 .
صفيةّ بنت عبد المطّلب : 81، 373.
طاوس : 167 .
طلحة : 281 .
طلحة بن العوّام : 356 .
طلحة بن أبي طلحة العبديّ : 158 .
طلحة بن زيد : 117 .
عائشة : 241 ، 242، 285، 292.
عاتكة بنت عبد المطّلب : 373 .
ص: 460
عامر بن سعد الخزرجي : 377.
عامر بن قتادة : 229 .
عامر بن واثلة (أبو الطفيل): 299، 335 .
عبادة الصامت : 359 .
العبّاس ( بن عبد المطّلب ) : 254، 255، 281، 337، 373.
عبّاس بن مسلم : 281 .
عبد الرحمن : 412 .
عبد الرحمن الثمّار : 234 .
عبد الرحمن بن إسحاق : 88 .
عبد الرحمن بن القاسم الهمداني : 247 .
عبد الرحمن بن سمرة : 83.
عبد الرحمن بن صالح : 252 .
عبد الرحمن بن عوف الزهري : 316 .
عبد الرحمن بن كثير : 67 .
عبد الرزّاق : 302 .
عبد الله بن الحسن : 334 .
عبد الله بن الزبير : 374 .
عبد الله بن القاسم : 211 .
عبد الله بن أُبىّ : 158 .
عبد الله بن أبي الهذيل : 170 .
عبد الله بن أبي رافع : 206.
عبد الله بن جبير : 159، 162 .
عبد الله بن جعفر الليثى : 258 .
عبد الله بن حماّد : 208.
عبد الله بن سلام : 101 .
عبد الله بن عبد المطّلب علیه السّلام : 189، 190، 257، 258، 288.
عبد الله بن عمر : 50 ، 247 .
عبد الله بن مرّة : 84
عبد الله بن مسعود : 60 ، 245، 251، 274، 275.
عبد الله بن مسعود العبسي : 332.
عبد المطّلب : 123، 175، 180، 226، 257، 277، 321، 329.
عبد الملك بن عمير: 91 .
عبد بن جميلة بن زهير : 159 .
عثمان بن أبي طلحة : 159 .
[ عثمان بن ] عبد الله القرشيّ : 123 .
عثمان بن عفان : 282 ، 322، 335، 358 .
عديّ بن ثابت : 338 .
عروة بن الزبير : 331 .
عزرائیل : 271
عزیز بن عثمان : 159 .
عطاء : 167، 286 .
عطاء بن السائب : 370 .
عفراء : 190.
عقبة بن عامر الجهني = عقبة : 281 .
عكرمة : 80 .
ص: 461
علقمة : 71، 284 .
عليّ بن إبراهيم = علي : 162 ، 219 ، 223 .
علىّ بن أسباط : 211 .
علىّ بن زيد : 326.
عليّ بن عبد الله : 327.
علىّ بن محمّد : 262 ، 329 .
عمّار بن جرير : 299 .
عمّار بن یاسر : 126 ، 127، 161، 164، 172، 234، 284، 359، 361، 362.
عمران بن مسلم : 298.
عمر بن الخطّاب : 102، 167، 168، 169، 177، 178، 181، 234، 235، 281، 300، 326، 335، 362، 373، 374، 375، 379، 380، 381، 382، 384، 387، 390، 391، 392، 393، 402، 403.
عمر بن خالد: 283 .
عمر بن زاهر: 110 .
عمر بن سهل الأسدي : 190.
عمرو : 266 .
عمرو بن الحمق : 359 .
عمرو بن العاص : 293 .
عمرو بن دينار الهمدانىّ : 346.
عمرو بن شمر : 202.
عمرو بن عبدود : 175، 331، 387 .
عمرة بنت علقمة الحارثيّة : 158، 159 .
عيسى علیه السّلام : 65 ، 68 ، 155 ، 188، 29، 277، 278، 279، 293، 302، 319، 359، 412، 413، 414.
غالب الجهني : 295 .
غزوان الضبي : 88.
فاطمة بنت الحسين : 246 ، 333 .
فاطمة بنت أسد : 194، 278، 321، 373 .
فرعون : 140، 169، 277 .
الفضل بن مرزوق : 333 .
فضّة : 273 ، 299 ، 309، 312،310.
فضيل بن يسار : 285 .
قدامة السعدىّ : 296 .
قنبر : 236 ، 238 ، 265، 303، 306.
قيس : 359
قيس بن الربيع : 245 .
كشطوس : 407 .
كعب بن أشرف : 130 .
کمیل بن زیاد : 272 .
الكندى : 361 .
کوفان : 228 .
لوط : 85، 268 .
ليث : 252 .
لؤى بن غالب : 46 .
ص: 462
مالك بن الأشتر : 232، 350 .
مالك خازن النار : 196 ، 220 .
مأجوج : 365، 366 .
مجاهد : 62، 181 ، 340 .
محسلمينا : 407 .
محمّد بن إسماعيل : 71.
محمّد بن الحنفية : 334 362
محمّد بن أبي بكر : 362.
محمد بن بابويه ( أبو جعفر الصدوق ) : 206، 225.
محمّد بن ثابت : 251، 260 .
محمّد بن جابر : 314.
محمد بن جعفر : 109.
محمّد بن جمهور : 211 .
محمّد بن راشد البرمكيّ : 190.
محمّد بن سليمان المؤمن : 314 .
محمّد بن سیرین : 259 .
محمّد بن عبد الله : 180 .
محمّد بن عمر : 209.
محمّد بن فلان : 246 .
محمّد بن کثیر : 292 .
محمّد بن محمّد الطالقانيّ : 247 .
محمّد بن مسلم : 268 .
محمّد بن مؤمن الشيرازى : 195 .
محمّد بن يحيى : 110 .
محمّد بن يعقوب : 110
محمّد بن يعقوب النهشلي : 89.
مدرك بن حنظلة بن عسفان : 389 .
مرحب : 47 268 ، 269 .
مرطليوس : 407 .
مروان : 122.
مریم بنت عمران : 78، 245.
مسلم بن أوس ( أبو المغنم ) : 296 .
مصعب بن عمر : 164 .
معاذ بن جبل : 260
معاوية بن أبي سفيان : 266، 346، 351 .
معاوية بن هشام : 91 .
معمر : 302 .
مغيرة : 384، 386 .
مغيرة العاص : 161 .
المفضّل بن عمر: 193، 203 ، 204، 211 .
المقداد بن الأسود = ابن الأسود : 172، 234، 243، 275، 279، 343، 362.
مكسلمينا : 408.
منصور بن يونس : 267 .
منکر : 51 151، 153، 192 .
مورق العجلى : 214 .
موسی بن عمران علیه السّلام: 63، 65، 68، 101،
ص: 463
153، 155، 168، 169، 170، 173، 179، 185، 186، 188، 215، 239، 276، 278، 279، 289، 293، 300، 301، 302، 319، 335، 358، 404.
ميثم التمّار : 387، 388 .
ميكائيل : 46 ، 90 ، 99، 168، 196، 231، 241، 245، 252، 269، 271، 274، 333، 345، 395.
النجاشيّ : 103 .
نسيبة بنت كعب المازنيّة = نسيبة : 159، 160 .
النعمان بن سعيد : 88
نعيم بن مسعود الأشجعيّ : 165 .
:نکیر 51 151، 153، 192.
نمرود : 47، 140، 276 .
نوح علیه السّلام: 65، 68، 123، 155، 186، 188، 189، 278، 293، 294، 302، 319، 335، 360.
نورالدين [بن الأطلسي ] : 284 .
نوفل : 47 .
وكيع الجرّاح : 214 .
ولىّ بن نعمة الله الحسينيّ الرضوىّ : 47 .
هارون علیه السّلام : 63، 68، 105، 170، 173، 179، 234، 239، 289، 300، 319، 335.
هارون العبدى : 285 ، 339 .
هبة الله : 68.
هند بنت عتبة : 158 .
هود علیه السّلام : 319.
يأجوج : 364، 365 .
یحیی علیه السّلام: 85.
يحيى بن الحجّاج المهتدى : 294 .
يحيى بن أبي كثير : 84.
يحيى بن صالح : 211 .
يحيى بن مساور : 285
يزيد : 266 .
یزید بن هارون : 209، 256 .
يعقوب : 188، 190، 319.
يوسف علیه السّلام : 83، 169 ، 181، 185، 190، 319 .
يوشع بن نون علیه السّلام : 101 .
یونس علیه السّلام : 168، 183، 190، 403 .
يونس : 238 .
ص: 464
أصحاب كهف : 405 .
آل بيت محمّد صلّی الله علیه و آله: 311 .
آل محمّد صلّی الله علیه و آله : 52، 91، 121، 150، 404 .
الانصار : 57، 94 ، 109 ، 121، 130، 132، 158، 164، 166، 172، 182، 210، 259، 260، 273، 331، 340، 375، 378، 379، 382.
بنو إسرائيل : 46، 184، 389، 391.
بنو أُميّة : 399 .
بنو عبد الدار: 159 .
بنو عبس : 288 .
بنو عدنان : 46.
بنو هاشم : 178، 348 .
ثقيف : 140 .
الخوارج : 272، 285 .
الزنوج : 211 .
سلیم : 318 .
الشيعة : 70، 199 .
العرب : 144 .
الفرس : 402 .
القاسطون : 320 .
قريش : 46، 72، 121، 122، 149، 153، 157، 158، 160، 163، 164، 165، 166، 201، 223، 261، 263، 264، 318.
قوم تبّع : 282 .
كندة : 352 .
المارقون : 320 .
المسلمون : 46 ، 79 ، 87 109، 113، 159،
ص: 465
161، 154، 170، 173، 175، 212، 213، 251، 260، 31، 361، 370، 380.
المهاجرون : 160، 164، 182، 259، 273، 337، 377، 379، 395.
النصارى : 174، 185، 235 .
اليهود : 101، 126، 131، 149، 153، 154، 156، 167، 168، 169، 182، 183، 235، 301، 402، 404، 405، 410، 412.
ص: 466
أفسوس : 405 ، 409 ، 412 .
الانبار : 346 .
باب نعمان : 361 .
البشريّة : 285 .
البصرة : 187، 351، 356،352 .
بغداد : 81، 285 .
البقيع : 234 ، 373 .
البليخ : 249 .
بيت الله الحرام : 86، 213.
بيت المقدس : 223 ، 301 .
تهامة : 182 .
جبّانة اليهود : 105 .
الجحفة : 314
الجرف : 238 .
الحجاز : 288 ، 290، 291، 395 .
حراء : 262 .
حضرموت : 358، 359 .
حمراء الأسد : 165 .
الحيرة : 186 .
خیبر : 47 .
الركن اليماني : 341 .
الروحاء : 165 .
روميّة : 405 .
سبأ : 118.
سقيفة بنى النجّار : 385 .
الشام : 262، 351، 358.
صفّين : 187 ، 357، 359، 382، 389.
صندوداء : 232.
ص: 467
الصين : 209
طرسوس : 405 .
العراق : 395 .
العمان : 361 .
العوالي : 289 .
فارس : 118 ، 405 .
فدك : 289 .
القادسيّة : 349، 350، 351.
كربلاء : 79 .
الكعبة : 91 ،152، 176، 193، 206، 228، 229، 289، 341، 342.
الكوفة: 87،81، 105 ، 227، 228، 273، 296، 349، 350، 351، 352، 354، 356، 387، 388، 389، 396، 398.
المدينة : 92 ،94 121، 129، 13، 138، 160، 162، 163، 164، 165، 166، 183، 234، 239، 240، 241، 258، 259، 269، 291، 300، 315، 335، 348، 361، 369، 375، 376، 381، 384، 388.
مسجد الكوفة : 227 ، 272، 349، 387.
مسجد المدينة : 258 .
مسجد رسول الله صلّی الله علیه و آله: 178، 377، 380، 381 .
مسجد قبا : 89، 348.
مكّة : 91، 92، 93، 157، 158 ، 164 ، 193، 266، 297، 314، 315، 384.
النجف : 388 .
اليمن : 288، 290، 291 .
اليونان : 142 .
ص: 468
حجّة الوداع : 56 .
حنين : 88 .
عام الفيل : 193.
عقيمة : 388 .
غزاة أُحد = يوم أُحد : 46، 158، 166 .
غزاة تبوك : 238، 240 .
( غزاة ) حنين : 46، 110 .
( غزوة ) بدر = يوم بدر: 46، 88، 110، 122، 158، 166.
ليلة بدر : 333.
النهروان : 396
وقعة الأنبار : 346 .
وقعة الجمل : 187 .
يوم الأحزاب : 47 ، 213 .
يوم البصرة : 356.
يوم الشورى : 335
يوم الصومعة والراهب : 47 .
يوم الطوفان : 360 .
يوم الغار : 173 .
يوم الغدير = يوم غدير خم : 47، 170، 173، 286.
يوم الكساء : 173 .
يوم خيبر : 174، 203 .
ص: 469
الأمالي : 69، 99 .
أمالي القمّيّ : 66.
الأمالي (للطوسي ) : 113 ، 119 .
الإنجيل : 108 ، 118، 168، 185، 307، 318، 412.
بهجة المباهج : 374 .
تفسير الإمام الحسن بن علي العسكريّ علیه السّلام : 124، 149، 264، 323.
تفسير عليّ بن إبراهيم : 157، 219، 221، 246، 327.
التوراة : 108 ، 118 ، 168 ، 185، 307، 318.
جامع الفوائد : 104، 121، 196، 199.
الجرائح : 344 .
حلية الأولياء : 108 .
الخصال: 167، 171، 191، 195، 228.
دُرر المطالب و غُرر المناقب في فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : 48 .
راحة الأرواح : 231، 356 ، 382 .
الزبور : 118، 168، 185، 318.
صحف نوح : 278 .
العرائس : 402 .
عيون الأخبار : 362.
الفرقان : 118 ، 168، 318 .
الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : 235 .
القرآن : 45 ،75 ، ،78، 170، 171، 176، 185، 213، 225، 270، 271، 278، 287، 318، 387، 416.
كشف الغمّة : 394، 396، 398.
ص: 470
كنز الفوائد : 101 ، 110، 112، 194 .
المائة : 49 ، 66 ، 99 .
مجمع البيان لعلوم القرآن : 308 .
المشارق : 103 .
مشارق الأمان : 268 .
مصباح الأنوار: 113، 193، 238، 241، 260، 273، 283، 284، 302، 316، 334، 340، 370.
المعراج : 225 .
مناقب ابن شهر آشوب : 313.
مناقب الخوارزمیّ : 106، 331، 332، 333.
منهج التحقيق إلى سواء الطريق : 362 .
منهج الشيعة : 271 .
نوادر الأخبار : 343 .
نهج الحقّ : 192 .
الواحدة : 214 .
ص: 471
1- القرآن الكريم .
« حرف الألف »
2 - إثبات الهداة : للحرّ العامليّ (1104 ه_)، تحقيق أبي طالب تجليل التبريزي ، مكتبة المحلّاتيّ - قم .
3 - الاحتجاج : لأحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ ( 560ه_)، تحقيق السيّد محمّد باقر الخرسان ، دار النعمان - قم ، طبع سنة 1386ه_.
4 - الاختصاص : للشيخ المفيد (413 ه_)، تحقيق عليّ أكبر الغفّاريّ ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، سنة الطبع 1414ه_.
5 - اختيار معرفة الرجال : للشيخ الطوسيّ ( 460 ه_ ) ، تحقيق السيّد مهديّ الرجائيّ ، مؤسّسة آل البيت علیهم السّلام - قم ، سنة الطبع 1404ه_.
6 - أربعون حديثاً : لمنتجب الدين بن بابويه (585 ه_) ، مدرسة الإمام المهديّ علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى سنة 1408ه_.
7 - الأربعون حديثاً : لسليمان بن عبد الله الماحوزيّ (1121ه_)، تحقيق السيّد مهديّ الرجائيّ ، مطبعة أمير - قم ، الطبعة الأُولى سنة 1417ه_.
8- الأربعون حديثاً : للشهيد الأوّل (786ه_) ، مطبعة أمير - قم ، سنة الطبع 1407ه_.
ص: 472
9 - الإرشاد للشيخ المفيد (413 ه_) ، مؤسّسة آل البيت علیهم السّلام - قم ، الطبعة الثانية سنة 1414ه_.
10 - إرشاد القلوب : للحسن بن أبي الحسن محمّد الديلميّ (ق 8)، تحقيق السيّد هاشم الميلانيّ، دار الأُسوة - قم ، الطبعة الأُولى سنة 1417 ه_.
11 - أُسد الغابة : لابن الأثير ( 630 ه_ ) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت
12 - الأعلام : لخير الدين الزركليّ ، نشر دار العلم للملايين - بيروت ، أيار - مايو 1980 م .
13 - أعلام الدين : للحسن بن أبي الحسن الديلميّ (ق 8) ، مؤسّسة آل البيت علیهم السّلام - قم ، الطبعة الأُولى سنة 1408ه_.
14 - إعلام الورى للفضل بن الحسن الطبرسيّ (548 ه_ ) ، مؤسّسة آل البيت علیهم السّلام - قم ، الطبعة الأولى سنة 1417ه_.
15 - أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين ( 1371ه_ ) ، دار التعارف للمطبوعات - بيروت.
16 - الإكمال في أسماء الرجال : للخطيب التبريزيّ ( 741ه_)، تحقيق أبي أسد الله محمّد عبد الله الأنصاريّ ، مؤسّسة أهل البيت علیهم السّلام - قم .
17 - إلزام الناصب : لمفلح بن راشد (ق 9) تحقيق عبد الرضا النجفيّ - قم .
18 - الأمالي للشيخ الصدوق (381ه_)، مؤسّسة الأعلمي - بيروت ، الطبعة الأُولى سنة 1417ه_.
19 - الأمالي : للشيخ المفيد (413 ه_)، تحقيق حسين الأُستاد وليّ - عليّ أكبر الغفّاريّ ، دار المفيد - بيروت، الطبعة الثانية 1414ه_.
20 - الأمالي: لشيخ الطوسيّ ( 460 ه_ ) ، مؤسّسة البعثة - قم ، الطبعة الأولى سنة 1414ه_.
21 - أمل الآمل : للحرّ العامليّ (1104ه_)، تحقيق السيّد أحمد الحسينيّ ، مكتبة الأندلس - بغداد .
« حرف الباء »
22 - بحار الأنوار: للمولى محمّد باقر المجلسيّ ( 1111ه_)، المكتبة الإسلاميّة - طهران ، الطبعة الثانية 1403ه_ .
23 - البداية والنهاية : لابن كثير ( 774ه_)، تحقيق عليّ شيري، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأُولى سنة 1408 ه_.
ص: 473
24 - بشارة المصطفى : لمحمّد بن علىّ الطبريّ (ق 6) ، تحقيق جواد القيّوميّ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، الطبعة الأُولى سنة 1420ه_.
25 - بناء المقالة الفاطميّة : للسيّد أحمد بن طاوس ( 673 ه_)، تحقيق السيّد علىّ العدنانيّ الغريفيّ، مؤسّسة آل البيت علیهم السّلام - قم ، الطبعة الأُولى سنة 1411ه_ .
« حرف التاء »
26 - تاج العروس : للسيّد محمّد مرتضى الزبيديّ ( 1205 ه_ ) ، تحقيق عليّ شيري ، دار الفكر - بيروت، سنة الطبع 1414ه_.
27 - تاريخ الإسلام لمحمّد بن أحمد الذهبيّ ( 748ه_)، تحقيق عمر عبد السلام تدمريّ ، دار الكتب العلميّة - بيروت، الطبعة الأُولى 1407ه_.
28 - تاریخ بغداد لأحمد بن عليّ الخطيب البغداديّ (463 ه_)، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلميّة - بيروت ، الطبعة الأولى 1417ه_.
29 - تاريخ الطبريّ : لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبريّ ( 310ه_)، مؤسّسة الأعلمي - بيروت ، الطبعة الرابعة 1403ه_.
30 - التاريخ الكبير : لمحمدّ بن إسماعيل البخاريّ ( 256ه_) ، المكتبة الإسلاميّة - ديار بكر تركيا .
31 - تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر الدمشقيّ ( 571 ه_)، تحقيق عليّ شيري، دار المعارف ودار الفكر - بيروت ، سنة الطبع 1415ه_.
32 - تأويل الآيات للسيّد علي الإسترآباديّ (ق 10) ، مدرسة الإمام المهديّ علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى 1407ه_.
33 - التحصين : للسيّد علي بن طاوس ( 664 ه_)، تحقيق الأنصاريّ ، مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم ، الطبعة الأُولى 1413ه_.
34 - تذكرة الحفّاظ : الشمس الدين الذهبيّ (748ه_)، دار إحياء التراث العربي - بيروت .
35 - تفسير ابن كثير : لابن كثير ( 774ه_)، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشليّ ، دار المعرفة - بيروت ، سنة الطبع 1412ه_ .
ص: 474
36 - تفسیر جوامع الجامع : للشيخ الطبرسيّ ( 548ه_) ، لجماعة المدرّسين - قم ، الطبعة الأُولى 1418ه_.
37 - تفسير الثعلبيّ : لأحمد بن محمّد الثعلبيّ (427 ه_)، تحقيق أبي محمّد بن عاشور ونظير الساعديّ ، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأُولى 1422ه_.
38 - تفسیر الصافي : للفيض الكاشانيّ ( 1091 ه_ ) ، مؤسسة الهاديّ - قم ، الطبعة الثانية 1416 ه_.
39 - تفسير الفرات: لفرات بن إبراهيم الكوفيّ ( 352ه_)، تحقيق محمّد الكاظم ، وزارة الإرشاد الإسلامي - طهران ، الطبعة الأُولى 1410ه_.
40 - تفسير القمّيّ : لعليّ بن إبراهيم القمّيّ ( ق 4) ، تحقيق السيّد طيّب الموسويّ الجزائريّ ، دار الكتب - قم ، الطبعة الثالثة 1404ه_.
41 - تفسير كنز الدقائق لميرزا محمّد المشهديّ ( 1125ه_ ) ، تحقیق آقا مجتبى العراقىّ ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، سنة الطبع 1407ه_ .
42 - التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ علیه السّلام (المستشهد 260ه_) ، مدرسة الإمام المهديّ علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى 1409ه_.
43 - تفسير النسفيّ : لعبد الله بن أحمد بن محمود النسفيّ (573 ه_ ) .
44 - تفسير نور الثقلين : للشيخ الحويزيّ (1112 ه_)، تحقيق السيّد هاشم الرسوليّ المحلاتيّ ، مؤسّسة إسماعيليان قم ، الطبعة الرابعة 1412ه_.
45 - تقريب التهذيب : لابن حجر العسقلانيّ ( 852ه_)، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلميّة - بيروت، الطبعة الثانية 1415ه_ .
46 - تكملة أمل الآمل : للسيّد حسن الصدر ( 1354ه_)، تحقيق السيّد أحمد الحسينيّ ، مكتبة السيّد المرعشيّ - قم ، سنة الطبع 1406ه_.
47 - تنبيه الغافلين : لشرف الإسلام بن المحسن بن كرامة ( 494 ه_)، تحقيق السيّد تحصين آل شبيب الموسويّ ، مركز الغدير - قم ، سنة الطبع 1420ه_.
48 - تهذيب الكمال : لأبي الحجّاج يوسف المزيّ (742ه_)، تحقيق بشّار عوّاد معروف مؤسّسة الرسالة - بيروت، الطبعة الرابعة 1406ه_.
ص: 475
« حرف الثاء »
49 - الثاقب في المناقب : لابن حمزة الطوسىّ ( 560 ه_ ) ، تحقیق نبيل رضا علوان ، مؤسّسة أنصاريان - قم ، الطبعة الثانية 1412ه_.
« حرف الجيم »
50 - الجواهر السنيّة : للحرّ العاملي ( 1104 ه_ ) ، مكتبة مفيد - قم ، سنة الطبع 1383 ه_.
51 - جواهر المطالب : لمحمّد بن أحمد الدمشقىّ (ق 7) تحقيق محمّد باقر المحموديّ، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة - قم ، الطبعة الأُولى 1415ه_.
« حرف الحاء »
52 - حقائق الإيمان : للشهيد الثاني ( 966 ه_)، تحقيق السيّد مهديّ الرجائيّ ، مطبعة سيّد الشهداء علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى 1409ه_.
53 - حلية الأبرار للسيّد هاشم البحرانيّ (1107 ه_)، تحقيق غلام رضا مولانا البروجرديّ ، دار الكتب العلميّة - قم ، الطبعة الأُولى 1411ه_.
54 - حلية الأولياء : لأبي نعيم الأصبهانيّ ( 430 ه_) ، دار الكتاب العربي - بيروت .
« حرف الخاء »
55 - الخرائج و الجرائح : لقطب الدين الراونديّ (573 ه_)، مدرسة الإمام المهديّ علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى 1409ه_.
56 - خصائص الوحي المبين : لابن البطريق ( 600 ه_ ) ، تحقيق مالك المحموديّ ، وزارة الإرشاد الإسلاميّ - طهران ، الطبعة الأُولى 1417ه_.
57 - الخصال : للشيخ الصدوق (381ه_)، تحقيق عليّ أكبر الغفاريّ، مؤسّسة الأعلمي - بيروت ، سنة الطبع 1403ه_.
ص: 476
« حرف الدال »
58 - الدرّ المنثور : لجلال الدين السيوطيّ ( 911 ه_)، المطبعة الميمنيّة - مصر .
59 - الدرّ النظيم : لابن حاتم الشاميّ العامليّ ( 664 ه_ ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، الطبعة الأُولى 1420ه_.
60 - دلائل الإمامة : لمحمّد بن جرير الطبريّ الصغير ( ق 5 ) ، مؤسّسة البعثة - قم ، الطبعة الأُولى
1413ه_.
« حرف الذال »
61 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : لآقا بزرك الطهرانيّ ( 1389ه_ ) ، دار الكتب العلميّة - قم ، الطبعة الثالثة 1403ه_.
« حرف الراء »
62 - راحة الأرواح : الحسن بن حسين الشيعيّ السبزواريّ (ق 8)، تحقيق محمّد سپهري ، میراث مكتوب - طهران، الطبعة الأُولى سنة 1375 ش .
63 - رجال ابن الغضائريّ : لأحمد بن الحسين الغضائريّ (ق) (5) ، تحقيق السيّد محمّد رضا الجلاليّ ، دار الحديث - قم ، الطبعة الأُولى 1422ه_.
64 - رجال ابن داود : للحسن بن داود الحلّيّ (707ه_)، تحقيق السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، المكتبة الحيدريّة - النجف ، سنة الطبع 1392ه_.
65 - رجال الطوسيّ : للشيخ الطوسيّ ( 460 ه_)، تحقيق جواد القيّوميّ الإصفهانيّ ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، الطبعة الأُولى 1415ه_.
66 - رجال النجاشيّ : لأبي العبّاس النجاشيّ ( 450 ه_ ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، الطبعة الخامسة 1416ه_.
67-الروضة في فضائل أمير المؤمنين علیه السّلام : لشاذان بن جبرئيل ( 660 ه_) ، تحقيق عليّ الشكرجيّ ، مركز الأمير ، الطبعة الأُولى 1423ه_.
ص: 477
68 - روضة الواعظين : لابن الفتّال النيسابوريّ ( 508ه_) ، تقديم السيّد محمّد مهديّ الخرسان، الشريف الرضي - قم .
69 - رياض العلماء وحياض الفضلاء : للميرزا عبد الله أفنديّ (ق 12)، تحقيق السيّد أحمد الحسينيّ ، مطبعة الخيّام - قم ، سنة الطبع 1403ه_.
« حرف السين »
70 - سبل الهدى والرشاد : المحمّد بن يوسف صالحيّ ( 942 ه_)، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعليّ محمّد معوّض ، دار الكتب العلميّة - بيروت، الطبعة الأُولى 1414ه_.
71 - سير أعلام النبلاء : لمحمّد بن أحمد الذهبيّ (748ه_)، تحقيق شعيب الأرنؤوط وحسين الأسد ، مؤسّسة الرسالة - بيروت، الطبعة التاسعة 1413ه_.
72 - السيرة النبويّة : لعبد الملك بن هشام الحميريّ (218 ه_)، تحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد ، مكتبة محمّد عليّ صبيح وأولاده - القاهرة ، سنة الطبع 1383 ه_.
73 - السيرة النبويّة : لابن كثير ( 774ه_)، تحقيق مصطفى عبد الواحد ، دار المعرفة - بيروت سنة الطبع 1369ه_.
« حرف الشين »
74 - شجرة طوبى : للشيخ محمّد مهديّ الحائريّ ( 1369ه_ ) ، المكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف ، الطبعة الخامسة 1385ه_.
75 - شرح إحقاق الحقّ : للسيّد شهاب الدين المرعشيّ ( 1411ه_ ) مكتبة السيّد المرعشيّ - قم .
76 - شرح الأخبار : لأبي حنيفة النعمان بن محمّد (363 ه_)، تحقيق السيّد محمّد الجلاليّ،
مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، الطبعة الثانية 1414ه_.
77 - شرح مائة كلمة : لابن ميثم البحرانيّ ( 699 ه_)، تحقيق السيّد جلال الدين المحدّث الأُرموي.
78 - شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد المعتزليّ (656ه_)، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء الكتب العربيّة - القاهرة ، الطبعة الأُولى 1378 ه_.
ص: 478
79 - شواهد التنزيل : للحاكم الحسكانيّ ( 490 ه_)، تحقيق محمّد باقر المحموديّ ، وزارة الإرشاد - طهران ، الطبعة الأُولى 1411ه_.
« حرف الصاد »
80 - صحاح اللغة : لإسماعيل بن حمّاد الجوهريّ (393ه_)، تحقيق أحمد عبد الغفور عطا ، دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة الرابعة 1407ه_.
81 - الصراط المستقيم : لعليّ بن يونس البياضيّ ( 877 ه_)، تحقيق محمّد باقر البهبوديّ ، المكتبة المرتضويّة ، الطبعة الأولى 1384ه_
82 - صفات الشيعة : للشيخ الصدوق ( 381ه_) ، انتشارات العابدي - طهران.
« حرف الطاء »
83- طبقات أعلام الشيعة : لآقا بزرگ الطهرانيّ ( 1389ه_ ) ، مؤسّسة مطبوعاتي إسماعيليان - قم .
84 - الطرائف : للسيّد عليّ بن طاوس ( 664 ه_ ) ، مطبعة الخيّام - قم ، الطبعة الأُولى 1399 ه_.
« حرف العين »
85 - العتب الجميل على أهل الجرج والتعديل : للسيّد محمّد بن عقيل ( 1350 ه_ ) ، تحقیق صالح الوردانيّ ، الهدف للإعلام والنشر .
86 - عرائس المجالس : لأحمد بن محمّد الثعلبيّ ( 427 ه_ ) ، دار إحياء الكتب العربيّة - بيروت .
87 - عشائر كربلا و أُسرها : سلمان هادي آل طعمة ( معاصر ) ، دار المحجّة البيضاء - بيروت، الطبعة الأُولى 1418ه_.
88 - العقد النضيد والدرّ الفريد : لمحمّد بن الحسن القمّىّ ( ق 7 ) ، تحقيق علىّ أوسط الناطقيّ، دار الحديث - قم ، الطبعة الأُولى 1423ه_
89 - علل الشرائع : للشيخ الصدوق ( 381ه_) ، السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم المكتبة الحيدريّة - النجف ، سنة الطبع 1385 ه_.
ص: 479
90 - عمدة عيون صحاح الأخبار : لابن بطريق ( 600 ه_) ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، سنة الطبع 1407ه_.
91 - العوالم : للشيخ عبد الله البحرانيّ (1130 ه_) ، مدرسة الإمام المهدي علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى 1407ه_.
92 - عيون أخبار الرضا علیه السّلام: للشيخ الصدوق (381ه_)، تحقيق حسين الأعلميّ ، مؤسّسة الأعلمي - بيروت ، سنة الطبع 1404ه_.
« حرف الغين »
93 - الغارات : لإبراهيم بن محمّد الثقفيّ (283 ه_)، تحقيق السيّد جلال الدين المحدّث الأُرمويّ ، أنجمن آثار ملّي - طهران .
94 - غاية المرام : للسيّد هاشم البحرانيّ (1107 ه_)، تحقيق السيّد عليّ عاشور.
95 - الغيبة : للشيخ الطوسيّ ( 460 ه_)، تحقيق عباد الله الطهرانيّ وعليّ أحمد ناصح ، مؤسّسة معارف الإسلاميّة - قم ، الطبعة الأُولى 1411ه_.
« حرف الفاء »
96 - الفتوح : لأحمد بن أعثم الكوفيّ ( 314 ه_)، تحقيق عليّ شيري، دار الأضواء - بيروت ، الطبعة الأُولى 1411ه_.
97 - فرائد السمطين : لإبراهيم بن محمّد الجوينيّ (ق 8) ، مؤسّسة المحموديّ - بيروت .
98 - الفصول المهمّة : لابن الصبّاغ المالكيّ ( 855ه_ ) ، تحقيق سامي الغريريّ، مطبعة العدل - النجف ، الطبعة الأُولى 1422ه_.
99 - الفصول المهمة للحرّ العامليّ ( 1104ه_) ، مؤسّسة معارف الإسلاميّة - قم .
100- الفضائل : لشاذان بن جبرئيل القمّىّ ( 660 ه_ ) ، المكتبة الحيدريّة - النجف ، سنة الطبع 1381 ه_.
101 - فضائل السادات : لمحمّد أشرف بن عبد الحسيب (ق (12) ، شركة المعارف والآثار.
102 - فضائل الشيعة للشيخ الصدوق (381ه_)، مطبعة العابدي طهران.
ص: 480
103 - فضائل الصحابة : لأحمد بن حنبل ( 241ه_) ، مؤسّسة الرسالة - بيروت .
104 - فضائل الصحابة : لأحمد بن شعيب النسائيّ (303ه_) ، دار الكتب العلميّة – بيروت.
105 - الفهرست : للشيخ الطوسيّ ( 460 ه_ ) ، تحقيق جواد القيّوميّ الأصفهانيّ ، نشر الفقاهة -قم ، الطبعة الأُولى 1417ه_.
106 - فيض القدير : المحمّد عبد الرؤوف المناويّ ( 1031 ه_)، تحقيق أحمد عبد السلام، دار الكتب العلميّة - بيروت، الطبعة الأُولى 1415ه_
« حرف القاف »
107 - قصص الأنبياء : لقطب الدين الراونديّ (573 ه_)، تحقيق غلام رضا عرفانيان، مؤسّسة الهادي - قم ، الطبعة الأُولى 1418ه_.
« حرف الكاف »
108 - الكافي : لمحمّد بن يعقوب الكلينيّ (328ه_)، تحقيق عليّ أكبر الغفّاريّ، دار الكتب الإسلاميّة - طهران ، الطبعة الخامسة 1363 ش .
109 - الكامل فى التاريخ: لابن الأثير ( 630 ه_ ) ، دار صادر - بيروت ، سنة الطبع 1386 ه_.
110 -كشف الحجب والأستار : للسيّد إعجاز حسين ( 1286ه_) ، مكتبة السيّد المرعشيّ - قم ، الطبعة الثانية 1409ه_.
111 - كشف الغمّة : لعليّ بن عيسى الإربليّ ( 693 ه_ ) ، دار الأضواء - بيروت ، الطبعة الثانية 1405 ه_.
112- كشف اليقين : للعلّامة الحلّيّ (726ه_)، تحقيق حسين الدرگاهيّ ، وزارة الإرشاد الإسلامي - طهران ، الطبعة الأُولى 1411ه_.
113 - كفايه الطالب : لمحمّد بن يوسف الكنجيّ ( 658ه_ ) ، دار إحياء تراث أهل البيت علیهم السّلام- طهران .
114 - كفاية الأثر : للخزّاز القمّىّ ( 400 ه_)، تحقيق السيّد عبد اللطيف الكوهكمريّ ، انتشارات بیدار ، سنة الطبع 1401ه_.
115 - كمال الدين وتمام النعمة: للشيخ الصدوق (381ه_)، تحقيق عليّ أكبر الغفّاريّ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، سنة الطبع 1405 .
ص: 481
116 - الكنى والألقاب : للشيخ عبّاس القمّيّ ( 1359ه_)، تحقيق محمّد هادي الأمينيّ ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .
117 - كنز الفوائد : لأبي الفتح الكراجكيّ ( 449 ه_ ) ، مكتبة المصطفويّ - قم ، الطبعة الثانية 1369 ش .
« حرف اللام »
118 - لسان العرب لابن منظور (711ه_) ، نشر أدب الحوزة - قم ، سنة الطبع 1405 ه_.
« حرف الميم »
119 - مائة منقبة : لابن شاذان القمّيّ (ق 4 أو 5 ) ، مدرسة الإمام المهديّ علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى 1407ه_.
120 - مجلّة تراثنا : الصادرة من مؤسسة آل البيت علیهم السّلام - قم .
121 - مجلّة علوم الحديث : الصادرة من مؤسّسة دار الحديث - قم
122 - مجمع البحرين : لفخر الدين الطريحيّ ( 1085 ه_ ) ، السيّد أحمد الحسينيّ ، المكتبة المرتضويّة - طهران ، الطبعة الثانية 1408ه_.
123 - مجمع البيان : للشيخ الطبرسيّ ( 548 ه_ ) ، مؤسّسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الأُولى 1415ه_.
124 - مجموعة ورّام: لو رّام بن أبي فراس (606 ه_) ، دار الكتب الإسلاميّة - طهران ، الطبعة الثانية 1368ه_.
125 - المحاسن : لأحمد بن محمّد البرقيّ ( 274ه_)، تحقيق السيّد جلال الدين المحدّث الأُرمويّ ، دار الكتب الإسلاميّة - بيروت ، سنة الطبع 1370 ه_.
126 - المحتضر : للحسن بن سليمان الحلّىّ (ق 8) ، المكتبة الحيدريّة - النجف .
127- مختصر البصائر : للحسن بن سليمان الحلّيّ ( ق 9) ، تحقيق مشتاق المظفّر، مؤسّسة النشر الإسلاميّ - قم ، الطبعة الأُولى 1431ه_.
128 - مدينة المعاجز: للسيّد هاشم البحرانيّ ( 1107ه_ ) ، تحقيق عزة الله المولائيّ الهمدانيّ ، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم ، الطبعة الأُولى 1413ه_.
ص: 482
129 - المستجاد من الإرشاد : للعلّامة الحلّيّ (726ه_) ، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم ، الطبعة الأُولى 1406ه_.
130 - المسترشد : لمحمّد بن جرير الطبريّ الإماميّ (ق 4) ، تحقيق أحمد المحموديّ ، مؤسّسة الثقافة الإسلاميّة - قم ، الطبعة الأُولى 1415ه_.
131 - مسند أحمد : لأحمد بن حنبل ( 241ه_) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .
132 - مسند الرضا : لداود بن سليمان الغازيّ (203 ه_)، تحقيق السيّد محمّد جواد الجلاليّ ، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي - قم ، الطبعة الأُولى 1418ه_.
133 - مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسیّ (813ه_)، تحقيق السيّد علىّ عاشور ، مؤسّسة الأعلمي - بيروت ، سنة الطبع 1419ه_.
134 - مشكاة الأنوار: لأبي الفضل عليّ الطبرسيّ (ق 7) ، تحقيق مهديّ هوشمند، دار الحديث قم ، الطبعة الأُولى 1418ه_.
135 - مطالب السؤول : لمحمّد بن طلحة الشافعيّ ( 652ه_)، تحقيق ماجد بن أحمد العطيّة .
136 - معالم العلماء : لابن شهر آشوب السرويّ ( 588 ه_) ، المكتبة الحيدريّة - النجف ، سنة الطبع 1380ه_ .
137 - معاني الأخبار : للشيخ الصدوق (381ه_)، تحقيق عليّ أكبر الغفاريّ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، سنة الطبع 1379 ه_.
138 - معجم البلدان : لياقوت الحمويّ (626ه_ ) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت ، سنة الطبع 1399ه_ .
139 - معجم المؤلّفين : لعمر رضا كحّالة ، مكتبة المثنّى - بيروت .
140 - معجم رجال الحديث : للسيّد أبي القاسم الخوئيّ ( 1411)، الطبعة الخامسة 1413ه_.
141 - مكارم الأخلاق : للحسن بن الفضل الطبرسيّ (ق 6) ، الشريف الرضي - قم ، الطبعة السادسة 1392ه_ .
142 - مكارم أخلاق النبيّ والأئمّة علیهم السّلام : القطب الدين الراونديّ (573 ه_)، تحقيق السيّد حسين الموسويّ البروجرديّ ، مكتبة ودار المخطوطات في العتبة العبّاسيّة المقدّسة - كربلاء ، الطبعة الأُولى .
ص: 483
143 - المناقب : للموفّق بن أحمد الخوارزميّ (568 ه_)، تحقيق مالك المحموديّ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، الطبعة الثانية 1414ه_.
144 المناقب : لأبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهانيّ ( 410 ه_ ) ، جمعه : عبد الرزّاق حرز الدين ، دار الحديث - قم ، الطبعة الثانية 1424ه_.
145 - المناقب : لمحمّد بن عليّ بن الحسين العلويّ ( من أعلام القرن الخامس ) ، تحقيق السيّد حسين الموسويّ البروجريّ ، مكتبة العلّامة المجلسيّ - قم ، الطبعة الأُولى .
146 - مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب السرويّ ( 588 ه_ ) ، المكتبة الحيدريّة - النجف ، سنة الطبع 1376ه_.
147 - مناقب أمير المؤمنين علیه السّلام : لمحمّد بن سليمان الكوفيّ (ق 3)، تحقيق محمّد باقر المحموديّ ، إحياء الثقافة الإسلاميّة - قم ، الطبعة الأُولى 1412ه_ .
148 - مناقب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام : لابن المغازليّ (483ه_ ) ، المكتبة الإسلاميّة - طهران
149 - من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق (381ه_)، تحقيق عليّ أكبر الغفّاريّ ، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم ، الطبعة الثانية .
150 - منهاج الصلاح : للعلّامة الحلّيّ (726ه_)، تحقيق السيّد عبد الحميد الميرداماديّ ، مكتبة العلّامة المجلسيّ - قم ، الطبعة الأُولى 1430ه_.
151 - منهاج الكرامة : للعلّامة الحلّيّ ( 726ه_)، تحقيق عبد الرحيم مبارك ، انتشارات تاسوعا - قم ، الطبعة الأُولى 1379 ش.
152 - منهج الشيعة : لا بن شرف شاه الحسينيّ (ق 9) ، تحقيق السيّد هاشم الميلانيّ ، دليل ما - قم .
153 - میزان الاعتدال في نقد الرجال : لمحمّد بن أحمد الذهبيّ (748ه_)، تحقيق عليّ محمّد البجاويّ، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأُولى 1382 ه_.
« حرف النون »
154 - نفس الرحمن في فضائل سلمان لميرزا حسين النوريّ ( 1320 ه_)، تحقيق جواد القيّوميّ الإصفهانيّ ، مطبعة بنكوئن ، الطبعة الأُولى 1411ه_.
ص: 484
155 - نوادر المعجزات : لمحمّد بن جرير الطبريّ (ق 4) ، مدرسة الإمام المهديّ علیه السّلام - قم ، الطبعة الأُولى 1410ه_.
156 - نهج الإيمان : لعليّ بن يوسف بن جبر ( ق 7 ) ، تحقيق السيّد أحمد الحسينيّ ، مجتمع إمام هادي علیه السّلام - مشهد ، الطبعة الأُولى 1418 ه_.
157 - نهج البلاغة : جمع الشريف الرضي (406 ه_ ) ، شرح محمّد عبده ، دار الذخائر قم ، الطبعة الأُولى 1412ه_
158 - نهج الحقّ وكشف الصدق : للعلّامة الحلّيّ (726ه_ ) ، تحقيق السيّد رضا الصدر وعين الله الحسينيّ الأُرمويّ ، دار الهجرة - قم ، سنة الطبع 1421 .
« حرف الواو »
159 - وسائل الشيعة : للحرّ العامليّ ( 1104 ه_ ) ، مؤسّسة آل البيت علیهم السّلام - قم ، الطبعة الثانية 1414ه_.
160 - وقعة صفّين : لا بن مزاحم المنقريّ ( 212 ه_)، تحقيق عبد السلام محمّد هارون ، المؤسّسة العربيّة الحديثة - القاهرة ، الطبعة الثانية 1382ه_ .
« حرف الهاء »
161 - الهداية الكبرى : للحسين بن حمدان الخصيبيّ ( 334ه_ ) ، مؤسّسة البلاغ - بيروت، الطبعة الرابعة 1411ه_.
« حرف الياء »
162 - اليقين : للسيّد علىّ بن طاوس ( 664 ه_)، تحقيق الأنصاريّ ، المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف ، الطبعة الأُولى 1413ه_.
163 - ينابيع المعاجز : للسيّد هاشم البحرانيّ (1107ه_ ) ، المطبعة العلميّة - قم .
164 - ينابيع المودّة : لسليمان بن إبراهيم القندوزيّ ( 1294ه_ ) ، تحقيق السيّد عليّ جمال أشرف ، دار الأُسوة - قم ، الطبعة الأُولى 1416ه_.
ص: 485
« المصدر المخطوط »
165 - مصباح الأنوار: لهاشم بن محمدّ ( ق 7 ) ، على نسختين خطّيتين؛ إحداهما في مكتبة السيّد محمّد مهديّ الخرسان في النجف الأشرف ، وأُخرى في مكتبة السيّد المرعشيّ رحمه الله برقم : 3691.
ص: 486
سطور من حياة المؤلّف ... 17
اسمه ونسبه ... 17
عصره وطبقته ... 19
إطراء العلماء في حقّه ... 20
تأليفاته ... 21
نحن والكتاب ... 26
نکتتان ... 28
التعريف بمصادر أحاديث الكتاب ... 29
نسخة الكتاب ... 36
منهج التحقيق نماذج من النسخة ... 36
المتن المحقق للكتاب / 43
[ في عدم إحصاء فضائله علیه السّلام وثواب الإقرار بها وكتابتها واستماعها ] ... 49
[ في آثار حبّه علیه السّلام ونتائجه ] ... 50
ص: 487
[ في قبول السماوات والأرض ولايته ] ... 52
[ في عدم قبول الأعمال إلّا بولايته والبراءة من أعدائه ] ... 53
[ في أنّه خليفة الله وحجته وصفيّه وحبيبه ] ... 53
[ فى أنّه خير الأُمّة وأنّ ولايته عرضت على أهل السماوات والأرض ] ... 54
[ في أنّ التمسّك بولايته علیه السّلام يوجب النجاة والسلامة وأنّه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ] ... 56
[ في أنّ التقدّم عليه والتخلّف عنه كفر ] ... 57
[ فى أنّه علیه السّلام ملاك الثواب والعقاب ] ... 57
[ في آثار محبّته علیه السّلام ] ... 58
[ في أنّها أخو النبىّ صلّی الله علیه و آله وأفضل الوصيّين ] ... 58
[ فى خدمة جبرئيل له علیه السّلام ] ... 59
[ في أنّه علیه السّلام نور الأرضين ] ... 60
[ في إتحافه تعالى له علیه السّلام ] ... 61
[ في نسبته علیه السّلام مع النبيّ صلّى الله عليه وآله ] ... 61
[ فضائل شتّى له في كلام ابن عباس ] ... 62
[ فى أنّ له علیه السّلام درجة الوسيلة فى الجنّة ] ... 62
[ في أنّه قسيم النار والجنّة ] ... 63
[ معنى أنّه علیه السّلام الرابع الخلفاء الأربعة ] ... 63
[ في جزاء من ظلمه علیه السّلام وظلم زوجته علیهاالسّلام ] ... 64
[ في أنّ له علیه السّلام جواري في الجنّة ] ... 64
[ في أنّ إبراهيم علیه السّلام تولّى غذاء أطفال شيعته علیه السّلام] ... 65
[ في أنّ طاعته علیه السّلام طاعة الله ومعصيته معصية الله تعالى ] ... 66
[ فى أنّ إنكاره علیه السّلام إنكار الله تعالى ومفارقته مفارقة النبىّ صلّی الله علیه و آله ] ... 67
[ في أنّ مخالفته علیه السّلام كفر ومفارقته ضلال وأنّه علیه السّلام ملاك معرفة المؤمن من المنافق ] ... 68
[ فى منزلته علیه السّلام من النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 68
ص: 488
[ في أنّه علیه السّلام علم الدين وأنّه ملاك معرفة حزب الله وعدوّ الله تعالى ] ... 69
[ في أنّ اتباعه علیه السّلام سبب النجاة وتخلّفه سبب الهلاك ] ... 71
[ في قضائه على أعرابيّ ادّعى على النبيّ صلّى الله عليه وآله سبعين درهماً ] ... 72
[ فى أنّه علیه السّلام الحجّة العظمى والمثل الأعلى ] ... 73
[ في بشارته تعالى له علیه السّلام] ... 74
[ في أنّ معاداته علیه السّلام معاداة النبيّ صلّی الله علیه و آله وجفاءه جفاء النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 74
[ في أنّه علیه السّلام باب النبيّ صلّى الله عليه وآله وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله خصم من آذاه ] ... 75
[ مناقبه ومناقب فاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام في كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله ] ... 76
[ في أنّ بغضه علیه السّلام بغض النبيّ صلّى الله عليه وآله وعداوته عداوة النبي صلّى الله عليه وآله] ... 80
[ في أنّه علیه السّلام أخو النبيّ صلّى الله عليه وآله وأنّ الله تعالى زوّجه فاطمة علیهاالسّلام ] ... 80
[ فى أنّه تعالى تصدّى لتنظيف وتطهير ولده علیه السّلام ] ... 81
[ في قضيّة الحسن بن يحيى الدهّان ] ... 81
[ في أنّه علیه السّلام يحمل لواء الحمد يوم القيامة ] ... 82
[ كيفيّة معاملة النبيّ صلّى الله عليه وآله مع من عامل عليّاً علیه السّلام بالمخالفة والتقدّم عليه ....] ... 83
[ في أنّه علیه السّلام المرجع إذا اختلفت الأهواء وتفرّقت الآراء ] ... 83
[ مناقب شتّى له علیه السّلام في كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله ] ... 84
[ فى أنّه علیه السّلام وارث علم الانبياء ] ... 86
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 87
[ في أنّ حبّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يجتمع مع بغضه علیه السّلام] ... 87
[ في فضائل شتّى له من كلامه علیه السّلام] ... 88
[في أنّه علیه السّلام من النبيّ صلّى الله عليه وآله والنبيّ صلّى الله عليه وآله منه وروحه من روحه ] ... 89
[ فى أنّه علیه السّلام باب الله وبيته ووجهه وحصنه ] ... 89
[ في قضيّة الأعرابيّ معه علیه السّلام ] ... 91
[ في أنّ الإقرار بالتوحيد والنبوّة لا يقبل إلا بالإقرار بولايته علیه السّلام و ولاية الأئمّة علیه السّلام] ... 99
ص: 489
[ في أنّه علیه السّلام تصدّق بالخاتم في الركوع فنزلت آية المائدة ] ... 101
[ رواية أُخرى في تصدّقه علیه السّلام ونزول آية المائدة ] ... 102
[ في صيرورة الحجر باسمه علیه السّلام ذهباً ليّناً ] ... 103
[ في صيرورة الجدار ذهباً بدعائه علیه السّلام ] ... 104
[ فى جزاء أعدائه علیه السّلام ومخالفيه ] ... 104
[ فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام جبرئيل ] ... 106
[ في أنّ مناقبه علیه السّلام مذكورة في الكتب السالفة ] ... 107
[ في أنّه أمير المؤمنين علیه السّلام وسيّد المسلمين وأنّه يقضي دين النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 108
[ فى أنّه تعالى سمّاه أمير المؤمنين علیه السّلام ولا يجوز أن يسمّى غيره بهذا ] ... 109
[ في أنّ غيره علیه السّلام لا يسمّى بأمير المؤمنين ] ... 110
[ فى أنّه تعالى نوّه باسمه لما خلق السماوات وسمّاه أمير المؤمنين ] ... 111
[ أيضاً في أنّه تعالى سمّاه علیه السّلام بأمير المؤمنين ] ... 112
[ في توصية النبيّ صلّی الله علیه و آله إلى ابن عباس بحبّه علیه السّلام ومودّته وقبول ولايته ] ... 113
[ في أنّه تعالى أخذ الميثاق على ولايته علیه السّلام ] ... 117
[ في أنّه علیه السّلام أُوتي علم الأوّلين والآخرين ] ... 117
[ في أنّ عنده علیه السّلام علم القضايا والمنايا وفصل الخطاب ] ... 119
[ في أنّ اتّباعه اتّباع الله واتباع رسوله صلّی الله علیه و آله ] ... 121
[ في أنّه علیه السّلام نفس النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 121
[ في أنّه لا تقبل الأعمال إلّا بولايته علیه السّلام ] ... 124
[ في أنّ وليّه صلّی الله علیه و آله وليّ الله وعدوّه عدو الله ] ... 124
[ في قضايا وقعت في زمن النبيّ صلّی الله علیه و آله] ... 125
[ في معجزة له علیه السّلام] ... 136
[ في معجزة أُخرى له علیه السّلام] ... 140
[ في كرامة محبيه علیه السّلام على الله وهوان أعدائه على الله ] ... 149
ص: 490
[ في قضيّة الأعرابيّ وشهادة الضبّ بولايته علیه السّلام ] ... 153
[ موقفه علیه السّلام في وقعة أُحد ] ... 157
[ في جوابه علیه السّلام عن أسئلة اليهود ] ... 167
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام] ... 170
[ في احتجاجه علیه السّلام على أبى بكر ] ... 171
[ في توصية الله تعالى إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله بالولاية له علیه السّلام ] ... 179
[ فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله] ... 179
[ في أنّه علیه السّلام والنبي صلّی الله علیه و آله نور واحد ] ... 180
[ في أنّه علیه السّلام يحمل لواء الحمد يوم القيامة ] ... 181
[ في جوابه علیه السّلام عن أسئلة اليهود بعد ما عجر أبو بكر ] ... 182
[ فضائل شتّى للنبيّ صلّی الله علیه و آله في كلامه علیه السّلام] ... 188
[ كرامة الخمسة الطيّبين علیهم السّلام على الله عزّ وجلّ ] ... 190
[ في أنّه يُسأل عن ولايته علیه السّلام في القبور ] ... 192
[ في كفالة النبيّ صلّی الله علیه و آله وتربيته له علیه السّلام ] ... 192
[ فضائل الخمسة أصحاب الكساء علیهم السّلام من كلام الصادق علیه السّلام] ... 193
[ في أنّه تعالى أعطاه علیه السّلام كل ما أعطى النبيّين ] ... 194
[ بشارة النبيّ صلّی الله علیه و آله له علیه السّلام ولشيعته ] ... 195
[ في أنّ ولايته علیه السّلام سبب الجواز على الصراط ] ... 195
[ في أنّ إبراهيم علیه السّلام من شيعته علیه السّلام] ... 196
[ فى غفرانه تعالی ذنوب شیعته علیه السّلام] ... 198
[ في إعطاء النبيّ صلّی الله علیه و آله الناقة له علیه السّلام بشرط ] ... 198
[ كلامه علیه السّلام للحارث الهمدانيّ ] ... 199
[ في أنّه علیه السّلام قسيم النار و الجنّة ] ... 202
[ أيضاً في أنّه علیه السّلام قسيم النار والجنّة ] ... 203
ص: 491
[ فى أنّه علیه السّلام وشيعته خير البريّة وأعداءه شرّ البريّة ] ... 204
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 206
[ في أنّ جبرئيل خادم أهل البيت علیهم السّلام ] ... 206
[ في أنّ الكوثر لأهل البيت علیهم السّلام دون النبيِّين ] ... 207
[ فى أنّ جنّة عدن لأهل البيت علیهم السّلام ] ... 208
[ في أنّ شفاعة محبّه علیه السّلام مقبولة ] ... 209
[ في جزاء محبّه علیه السّلام ] ... 211
[ في أنّه علیه السّلام سيّد الأوصياء ] ... 212
[ في أنّه علیه السّلام معروف عند أهل السماء ] ... 214
[ في أنّه علیه السّلام قسيم النار و الجنّة ] ... 219
[ في أنّه علیه السّلام مع النبيّ صلّی الله علیه و آله في سبعة مواطن ] ... 221
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 223
[ في أنّه علیه السّلام أفضل من جميع الأنبياء عدا النبيّ صلّی الله علیه و آله] ... 225
[ في اتيان الخضر إليه علیه السّلام] ... 227
[ في قتله علیه السّلام أعداء النبيّ صلّی الله علیه و آله] ... 228
[ في قضيّة له علیه السّلام قبل وقعة صفّين ] ... 231
[إتحافه تعالى قميص ها رون إليه علیه السّلام ] ... 233
[ في سكون الأرض بعد رجفتها بكلامه علیه السّلام ] ... 234
[ في حلّه علیه السّلام لمعضل وقع في زمان عمر بن الخطّاب ] ... 235
[ أيضاً في حلّه علیه السّلام لمعضل ] ... 235
[ سؤال النبيّ صلّی الله علیه و آله من الله بحقه علیه السّلام] ... 237
[ في إكرامه علیه السّلام لليتامى ] ... 237
[ نصرته علیه السّلام للنبىّ صلّی الله علیه و آله فى غزوة تبوك ] ...238
[ في وقايته علیه السّلام للنبيّ صلّی الله علیه و آله ليلة المبيت ] ... 240
ص: 492
[ في نزول آية التطهير في الخمسة الطيّبين علیهم السّلام ] ... 241
[ في تصدّقه علیه السّلام ونزول الطعام له ] ... 242
[ في أنّه علیه السّلام محبوب عند أهل السماء ] ... 245
[ فى كرامته وكرامة شيعته على الله تعالى ] ... 246
[ تكلّمه تعالى مع النبيّ صلّی الله علیه و آله ليلة المعراج بلغته علیه السّلام] ... 247
[ تكلّمه علیه السّلام مع الشمس ] ... 247
[ فرضه تعالى محبّته علیه السّلام على الخلق ] ... 248
[ خلق الله تعالى ملائكةً من نور وجهه علیه السّلام ] ... 249
[ فى قضيّة الراهب ] ... 249
[ فى سقايته علیه السّلام للرسول صلّی الله علیه و آله دون غيره ] ... 251
[ أيضاً في حفظ الملائكة له علیه السّلام ] ... 252
[ في إعانة جبرئيل وميكائيل له علیه السّلام] ... 252
[ فضائل الخمسة الطيّبين علیهم السّلام ] ... 254
[ في أنّه أخو النبيّ صلّی الله علیه و آله في الدنيا والآخرة ] ... 256
[ في أنّه علیه السّلام ساقي شيعته ومحبّيه يوم القيامة ] ... 257
[ فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله] ... 258
[ في أنّ جبرئيل خادمه علیه السّلام] ... 259
[ فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 260
[ في أنّه علیه السّلام أفضل من جميع أُمّة النبيّ صلّی الله علیه و آله] ... 262
[ في كيد المنافقين له علیه السّلام بعد وقعة صفّين ] ... 264
[ في أنّه علیه السّلام خليفة الله تعالى في أرضه ] ... 267
[ في أنّه علیه السّلام شريك النبيّ صلّی الله علیه و آله في العلم ] ... 267
[ في شطره علیه السّلام مرحباً شطرين وما وقع بعده ] ... 268
[ في أنّه علیه السّلام أُعطى خصالاً ] ... 269
ص: 493
[ في أنّه تعالى يتوفىّ النبيّ صلّی الله علیه و آله وعليّاً علیهماالسّلام] ... 270
[ في إخباره علیه السّلام مآل رجل من الخوارج ] ... 271
[ في أن ّجبرئيل وميكائيل وإسرافيل خادموه علیه السّلام ] ... 273
[ في أنّ طاعته علیه السّلام توجب دخول الجنّة ] ... 274
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 275
[ في أن النبيّ صلّی الله علیه و آله مأمور بحبّه علیه السّلام] ... 280
[ في أنّه علیه السّلام يحمل لواء الحمد وأنّه أوّل من يدخل الجنّة ] ... 280
[ في أنّه علیه السّلام مع الحقّ والحقّ معه ] ... 281
[ في أنّ مَن آذاه علیه السّلام ملعون ] ... 283
[ في أنّ طريقه علیه السّلام طريق الحقّ ] ... 283
[ فى فضيلة له علیه السّلام تنقلها عائشة ] ... 284
[ في أن الأعمال تُقبل بولايته علیه السّلام ] ... 285
[ في قضيّة أبي الصمصام العبسيّ في قضاء دين رسول الله صلّی الله علیه و آله] ... 286
[ في دعاء النبيّ صلّی الله علیه و آله على مقاتليه علیه السّلام ] ... 292
[ كلام الأشعريّ لعمرو بن العاص في فضيلة أمير المؤمنين علیه السّلام] ... 293
[ مماثلته علیه السّلام بآدم ونوح وإبراهيم علیهماالسّلام] ... 294
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام ] ... 295
[ في جوابه علیه السّلام عن أسئلة رجل ] ... 296
[ في زهده علیه السّلام و رغبته عن الدنيا ] ... 298
[ في جوابه علیه السّلام عن أسئلة اليهوديّ ] ... 299
[ في حوايته علیه السّلام فضائل الأنبياء علیهم السّلام ] ... 302
[ في عدالته علیه السّلام و زهده ] ... 303
[ في زهده علیه السّلام وأنه أزهد الناس ] ... 304
[أيضاً في زهده علیه السّلام ] ... 304
ص: 494
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 305
[ في نزول سورة الإنسان في حقّه علیه السّلام وفي حقّ فاطمة والحسن والحسين علیهم السّلام ] ... 308
[ في إتحافه تعالى للنبيّ صلّی الله علیه و آله وعلي والحسن والحسين علیهم السّلام ] ... 313
[ في تبليغه علیه السّلام سورة البراءة ] ... 314
[ في مؤاخاة النبيّ صلّی الله علیه و آله معه علیه السّلام وفضائل شتّى له ] ... 316
[ في أن حبّه علیه السّلام يرجّح جانب الحسنات على السيّئات ] ... 323
[ في أنّ إيمانه علیه السّلام أثقل من السماوات والأرض ] ... 326
[ في أن سبّه علیه السّلام سبّ النبيّ صلّی الله علیه و آله ] ... 326
[ في تردّد الخضر إليه علیه السّلام ] ... 327
[ في أن عليّاً علیه السّلام والنبيّ صلّی الله علیه و آله من نور واحد ] ... 328
[ في أخبار النبيّ صلّی الله علیه و آله عليّاً علیه السّلام بما هو كائن ] ... 329
[ في إتحافه تعالى له علیه السّلام] ... 331
[ في أنّه علیه السّلام راكب في الجنّة ] ... 331
[ في أنّ له علیه السّلام جواري في الجنّة ] ... 332
[ في ردّ الشمس له علیه السّلام] ... 332
[ تحيّة الملائكة له علیه السّلام ] ... 333
[ في تأييده تعالى النبيّ صلّی الله علیه و آله به علیه السّلام ] ... 334
[ صياح النخل بفضله علیه السّلام ] ... 334
[ في احتجاجه علیه السّلام يوم الشورى ] ... 335
[ في أنّ له علیه السّلام جواري في الجنّة ] ... 338
[ في بيع وقع بينه علیه السّلام وبين جبرئيل ] ... 339
[ فى أنّ الشيطان شريك فى انعقاد نطفة مبغضى أمير المؤمنين علیه السّلام ] ... 340
[ في فضائل شتّى له علیه السّلام من كلام أبي بكر ] ... 341
[ فى أنّه علیه السّلام حجّته تعالى على جميع خلقه ] ... 343
ص: 495
[ في أكل الخمسة الطيّبة علیهم السّلام من رطب الجنان ] ... 344
[ في إحيائه علیه السّلام ميّتاً ] ... 346
[ في علمه علیه السّلام بمنطق الطير ] ... 346
[ في قضيّة له علیه السّلام مع أبي بكر ] ... 348
[ في معجزة له علیه السّلام] ... 349
[ في قضيّة له علیه السّلام مع اليهوديّ ] ... 349
[ في تكلّمه علیه السّلام مع الغزالة والذئب ] ... 352
[ في قضيّة له علیه السّلام مع الأعرابيّ ] ... 354
[ فى قوله علیه السّلام : سلوني عن طرق السماء ] ... 355
[ في أنّه تعالى جعل المشارق والمغارب بيده علیه السّلام ] ... 356
[ فى نطق الحيتان معه علیه السّلام ] ... 356
[ في معجزة له علیه السّلام] ... 357
[ قضيّة له علیه السّلام مع اليهوديّ ] ... 358
[ في تحيّة عيسى له علیه السّلام] ... 359
[ في ضربه علیه السّلام جنّيّاً وقطع يده ] ... 359
[ أيضاً في ضربه علیه السّلام جنيّاً ] ... 360
[ في تكلّمه علیه السّلام مع الفيل ] ... 361
[ في أنّه علیه السّلام الاسم الأعظم ] ... 362
[ في معجزات له علیه السّلام ] ... 362
[ في إحيائه علیه السّلام ميّتاً ] ... 370
[ فى قضيّة له علیه السّلام وقعت في زمن عمر ] ... 374
[ أيضاً فى قضيّة له علیه السّلام وقعت في زمن عمر ] ... 382
[ فى قضية له علیه السّلام وإحيائه ميّتاً ] ... 387
[ فى قضيّة له علیه السّلام وقعت في زمن عمر ] ... 390
ص: 496
[ أيضاً فى قضيّة له علیه السّلام وقعت في زمن عمر ] ... 392
[ في قضائه علیه السّلام ] ... 394
[ المسألة الديناريّة ] ... 394
[ في التئام يد السارق بيده علیه السّلام ] ... 395
[ في قضائه علیه السّلام على زوجين ] ... 396
[ في تكلّمه علیه السّلام مع الثعبان ] ... 398
[ فى حضوره علیه السّلام عند جسده ] ... 399
[ في تصدّقه علیه السّلام ونزول آية النور] ... 400
[ في جوابه علیه السّلام عن / أسئلة اليهود وقضيّة أصحاب الكهف ] ... 401
الفهارس الفنيّة / 417
فهرس الآيات القرآنيّة ... 419
فهرس الأحاديث ... 425
فهرس الآثار ... 449
فهرس الأعلام ... 454
فهرس الطوائف والقبائل والفرق ... 465
فهرس الأماكن والبلدان والبقاع فهرس الوقائع والأيّام ... 469
فهرس الكتب الواردة في المتن ... 470
مصادر التحقيق ... 472
فهرس المحتويات ... 487
ص: 497
ص: 498
تشرّفت مكتبتنا - مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة - بنشر العناوين الآتية بعد العمل بها تحقيقاً أو مراجعةً أو إعداداً :
(1) العبّاس علیه السّلام .
تأليف: السيّد عبد الرزاق الموسوي المقرّم (ت 1391 ه_).
تحقيق الشيخ محمّد الحسون .
(2) المجالس الحسينيّة. ( الطبعة الأولى والثانية )
تأليف: الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373 ه_).
تحقيق: أحمد علي مجيد الحلّي.
راجعه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.
(3) سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل.
تأليف: الحجّة الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني (ت 1390 ه_).
تحقيق: أحمد علي مجيد الحلّي.
راجعه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.
(4) معارج الأفهام إلى علم الكلام.
تأليف: الشيخ جمال الدين أحمد بن علي الجبعيّ الكفعميّ (ق 9).
تحقيق: عبد الحليم عوض الحلّي.
مراجعة: وحدة التحقيق.
ص: 499
(5) مكارم أخلاق النبّي والأئمّة علیهم السّلام.
تأليف: الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي (ت 573 ه_).
تحقيق: السيّد حسين الموسويّ البروجردي.
مراجعة :وحدة التحقيق.
(6) منار الهدى في إثبات النص على الأئمّة الاثني عشر النُجبا.
تأليف: الشيخ عليّ بن عبد الله البحرانيّ (ت 1319 ه_).
تحقيق: عبد الحليم عوض الحلي.
مراجعة: وحدة التحقيق.
(7) الأربعون حديثاً. (الطبعة الأولى والثانية)
اختيار: السيّد محمّد صادق السيّد محمّد رضا الخرسان (معاصر).
تحقیق: وحدة التحقيق.
(8) فهرس مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
إعداد وفهرسة: السيّد حسن الموسوي البروجردي.
(9) الصولة العلوية على القصيدة البغدادية.
تأليف: السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه_).
تحقيق: وحدة التحقيق.
(10) ديوان السيّد سليمان بن داود الحلي.
دراسة وتحقيق: د. مضر سليمان الحسيني الحلي.
مراجعة: وحدة التحقيق.
ص: 500
(11) كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار عجّل الله تعلی فرجه الشّریف .
تأليف: العلّامة الميرزا المحدِّث حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه_).
تحقيق: أحمد علي مجيد الحلي.
راجعه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.
(12) نهج البلاغة (المختار من كلام أمير المؤمنين علیه السّلام ) .
جمع الشريف الرضي (ت 406ه_)
تحقيق: السيّد هاشم الميلاني.
مراجعة: وحدة التحقيق.
(13) مجالي اللطف بأرض الطف.
نظم: الشيخ محمّد بن طاهر السماوي (ت 1371 ه_).
شرح: علاء عبد النبي الزبيدي.
راجعه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.
(14) رسالة في آداب المجاورة ( مجاورة مشاهد الأئمة علیهم السّلام )
من أمالي: العلّامة الشيخ حسين النوري (ت 1320ه_).
حرّرها ونقلها إلى العربية : الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373ه_).
تحقيق: محمّد محمّد حسن الوكيل.
مراجعة: وحدة التحقيق.
(15) شرح قصيدة الشاعر ( محمّد المجذوب) على قبر معاوية.
الناظم: الشاعر الأستاذ محمّد المجذوب.
شرح: الشيخ حمزة السلامي (أبو العرب).
راجعه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التأليف والدراسات.
ص: 501
(16) دليل الأطاريح والرسائل الجامعية. (الجزء الأول والثاني )
إعداد: وحدة المكتبة الإلكترونية.
(17) الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية.
تأليف: السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه_).
تحقیق: وحدة التحقيق.
(18) جواب مسألة في شأن آية التبليغ.
تأليف: الشيخ أسد الله الخالصي الكاظمي (1328ه_).
تحقيق: ميثم السيّد مهدي الخطيب
مراجعة: وحدة التحقيق.
(19) ما نزل من القرآن في علي بن أبي طالب علیه السّلام .
تأليف: أبي الفضائل أحمد بن محمّد بن المظفر بن المختار الحنفي الرازي (ت 631ه_).
تقديم: السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان.
تحقيق وتعليق: السيّد حسنين الموسوي المقرّم.
(20) درر المطالب وغُرر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب علیه السّلام . (الكتاب الذي بين يديك)
تأليف: السيّد ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي.
تحقيق: الشيخ محمد حسين النوري.
مراجعة: وحدة التحقيق.
ص: 502
(21) كتاب العباس علیه السّلام.
تأليف: العلّامة السيّد محمّد رضا الجلالي الحائري (معاصر).
إصدار: وحدة التأليف والدراسات.
(22) رسالة في مشاهير علماء الهند.
تأليف: السيّد علي نقي النقوي (ت1408ه_).
تحقیق: وحدة التحقيق.
(23) وفيات الأعلام.
تأليف: العلّامة السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه_).
تحقيق: وحدة التحقيق.
(24) أبو الفضل العباس ابن أمير المؤمنين علیه السّلام في المكتبة الاسلامية باللغات (العربية، الفارسية، التركية، الأوردو، الانكليزية )
تأليف: الأستاذ مجيد غلامي جليسه.
تقديم: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي.
مراجعة: وحدة التأليف والدراسات.
(25) وشائح السّراء في شأن سامراء.
نظم: الشيخ محمّد بن طاهر السماوي (ت 1370ه_).
شرحه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.
ص: 503
(26) صدى الفؤاد الى حمى الكاظم والجواد.
نظم: الشيخ محمد بن طاهر السماوي (ت 1370ه_)
شرحه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.
(27) هدية الرازي الى المجدد الشيرازي .
تأليف: العلّامة الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت 1389ه_).
تحقیق: وحدة التحقيق.
ص: 504
ص: 505
ص: 506
ص: 507
didn't dictate to his succession after the prophet (may Allah bless him and his progeny).
Dear reader, this valuable book which is before you is from the hidden and antiquated heritage throughout the ages. It is one of the writings to one of the Imami scholars, As-Sayyed Weli bin Na'mat Allaah Al-Huseini Al-Radhawi Al-Ḥa'iri (May Allah join him with his masters). Allah has granted us with facilitation and finding a unique copy of it to be verified and revised until being produced in this form to the world of light.
We invoke Almighty Allah for the sake of our chaste imams to make it an asset for us in the judgment day, and peace and blessings of Allah be upon him and his kind progeny.
ص: 508
His say “Do they not look at the camels, how they are created? * And at the heaven, how it is raised? * And at the earth, how it is spread out?”. (1)
The man should utilize his or her organs in the way of the Divine love because it is the best worship. One of the topmost forms of that love is the love of Muhammad's cousin (May Allah bless him and his progeny), his son-in-law, and guardian but his soul.
It cannot be followed without love, because it is the forefront to walk on the steps of his method and to excerpt from his knowledge.
The best thing to be inferred in utilizing these organs in the way of loving the commander of the faithful (peace be upon him) is the saying of the prophet Muhammad (may Allah bless him and his progeny): " Almighty Allah makes for my brother Ali bin Abi Talib (peace be upon him) countless virtues only Him can count them, so whoever mentions a virtue from his virtues believing in it, Allah forgives his/her sins of the past and the future even if he/she comes to the judgment day having sins of jinn and human beings, whoever writes a virtue from his virtues the angels ask forgiveness from Allah for him/her what is left for that writing from imprint, whoever listens to a virtue from his virtues Allah forgives his/her sins which are acquired by listening, and whoever sees a writing in his virtues Allah forgives his/her sins which are acquired by seeing). (2)
Therefore, many religious scholars from various doctrines and other sects engage in applying these concepts of seeing, listening, writing, and narrating virtues of the commander of the faithful (peace be upon him) wishing for God's rewards. They do so because they are afraid of humiliation and deprivation even from those who
ص: 509
In the Name of Allah, the Most Beneficent, the Most Merciful Praise be to Allah, the Lord of all exists. Peace and blessings be upon the veracious Muhammad and his kind and chaste progeny.
Hereinafter, Almighty Allah gifts His slaves with inner and outer godsends. The inner godsends like mind, the ability to think, to analyze matters, tending to interact with mankind, and to construct the society.
The outer godsends are a lot. From them are within the human being and some of them cross that like the sun, the moon and so on...
Concerning with the human beings' organs like tongue, hands, ears, and eyes.
For instance, with tongue a man speaks and expresses his or her conscience, with hand carries the objects and achieve his or her needs, with ears listens and learns, and with eyes sees and enjoys his or her live. Thus he or she harmonizes with the surroundings and seeks to build himself or herself and the society.
The best state in which the organs will be when they are used and exploited in manners that result welfare upon himself and his society in this life or the hereafter; it must be in the way of worshiping Allah, because He exalted says: “And I (Allah) created not the jinn and mankind except they should worship Me (Alone).” (1) For example, with tongue a person whispers to his/her Lord, with hands achieves the needs of the faithful and ascends to Lord of all, with ears listens to recitation of Qur'an during some of the hours of the night and at the sides of the day, and sees the greatness signs of Allah as in
ص: 510
ص: 511
DURAR AL-MATALIB WA GHURAR AL-MANAQIB
FI FADHA'IL ALI BIN ABI TALIB (peace be upon him)
Pearls of Ambitions And Brightness of Feats in Virtues of Ali bin Abi Talib (peace be upon him)
Author
Master Wali Bin Ni'amat Allah Al-Hussainy Ar-Radhawi
Verified by
Sheikh Mohammad Hussein Al-Noori
Reviewed by
Verification Unit
In the Library of Al-Abbas Holy Shrine
ص: 512